145 - الحارث بن أسد بن معقل الهمداني المصري، أبو الأسد. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: بشر بن بكر التنيسي، وغيره.
آخر من حدَّث عَنْهُ بمصر إبْرَاهِيم بْن ميمون الصّوّاف.
مات فِي ربيع الأوّل سنة ستٍّ وخمسين.(6/62)
146 - حامد بْن دَاوُد الشّاشيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: محمد بْن عبد الله الْأَنْصَارِيّ، وأبي نُعَيْم.
ووثقه ابن حِبَان.(6/62)
• - حَبْتر، هو عبد الملك، [الوفاة: 251 - 260 ه]
يأتي.(6/62)
147 - ق: حُبَيْش بْن مبشّر، أبو عبد الله الطُّوسيّ الثقفي الفقيه، [الوفاة: 251 - 260 ه]
نزيل بغداد، أخو جعفر بْن مبشر المتكلَّم.
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن بَكْر السَّهْميّ، ووهب بن جرير، ويونس بن محمد المؤدب.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وإسحاق بْن إبْرَاهِيم البُسْتيّ، والباغندي، وابن صاعد، ومحمد بن مخلد، وآخرون.
قال الخطيب: كان فاضلا، يعد من فضلاء البَغْداديين.
ووثقه الدارقطني.
أنبأني المسلم بن محمد وغيره؛ قالوا: أخبرنا أبو اليمن الكندي، قال: أخبرنا أبو منصور الشيباني، قال: أخبرنا أبو بكر الحافظ، قال: أخبرنا ابن مهدي، قال: أخبرنا محمد بن مخلد، قال: حدثنا حبيش بن مبشر، قال: [ص:63] حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَعْتَقَ صَفِيَّةَ وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا وَتَزَوَّجَهَا.
تُوُفّي حُبَيْش فِي تاسع رمضان سنة ثمانٍ وخمسين.(6/62)
148 - حَجّاج بْن حمزة العِجْليُّ الرَّازيُّ، أَبُو يوسف. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: ابن نمير، وأبا أسامة، وابن أبي فُدَيْك.
وَعَنْهُ: أَبُو زُرْعَة، وأبو حاتم، وابنه.
وَسُئِلَ عَنْهُ أَبُو زُرْعَة، فقال: شيخٌ مُسلْمِ صدوق.(6/63)
149 - م د: حَجاج بن يوسف بن حَجاج، أبو محمد ابن الشاعر أبي يعقوب، الثَّقفيُّ البَغْداديُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
وكان أَبُوه يُلَقَّب لِقْوَة، نشأ بالكوفة، وقال الشِّعْر، وصحِب أَبَا نُوَاس، فنشأ ابنه حَجّاج ببغداد وطلب العلم،
وحمل عَنْ: أَبِي النَّضْر، ويعقوب بْن إبْرَاهِيم بْن سعد، وأبي أَحْمَد الزبيري، وأبي داود الطيالسي، وأبي عامر العقدي، وحجاج الأعور، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وخلق.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، فأكثر عَنْهُ مُسلْمِ، وبَقِيّ بْن مَخْلَد، وأبو يَعْلَى، وموسى بْن هارون، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وأبو عبد الله المَحَامِليّ، وآخرون.
وقال ابن أبي حاتم: ثقة حافظ.
وقال أَبُو دَاوُد: هُوَ خيْر مِن مائة مثل الرّماديّ.
وقال صالح جَزَرَة: سمعته يَقُولُ: جَمَعت لي أميّ مائة رغيف، فجعلتها فِي جراب وانحدرت إلى شبابة بالمدائن، فأقمت ببابه مائة يوم، كلّ يوم أجيّء برغيف أُغمَّسُه في دجلة وآكله، فلما نفد خرجت.
قال ابن قانع: مات فِي رجب سنة تسع وخمسين.(6/63)
150 - حَجّاج بْن يوسف بْن قتيبة، أَبُو محمد الهَمَدانيّ الأزرق المؤدَّب. [الوفاة: 251 - 260 ه][ص:64]
حَدَّثَ بأصبهان عَنْ: النُّعْمان بْن عَبْد السّلَام، وأبي الحسن علي بن حمزة الكسائي، وبشر بن الحسين.
وتفرد في الدنيا عنهم؛ وقيل: أَنَّهُ عاش مائة وعشرين سَنَة.
رَوَى عَنْهُ: محمد بْن يحيى بْن مَنْدَه، وأحمد بْن محمد بن صبيح، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزهري، ومحمد بن عمر الجورجيري، وغيرهم.
يقع حديثه عاليا في " الثقفيات ".
توفي سنة ستين؛ أرخ موته وعمره أبو نعيم، وقال: كَانَ فِي مكتبه أكثر من مائة صبيّ.(6/63)
151 - الْحَسَن بْن إبْرَاهِيم البَيَاضيُّ [الوفاة: 251 - 260 ه]
المجاور بمكة.
عَنْ: هاشم بْن القاسم، والأسود بْن عامر، وجماعة.
سَمِعْتُ منه وهو صدوق، قاله ابن أَبِي حاتم.(6/64)
152 - الْحَسَن بْن دَاوُد بْن مِهْران، أَبُو بَكْر الْأَزْدِيّ البَغْداديُّ المؤدّب. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: أَبَا بدر شجاع بن الوليد، وشبابة، وغيرهما.
وَعَنْهُ: محمد بْن مَخْلَد، وأبو الْعَبَّاس الأثرم.
وكان صدوقًا.
تُوُفّي قبل السّتّين ومائتين.
قَالَ ابن أبي حاتم: صدوق، كتبت عنه مع أبي.(6/64)
153 - الْحَسَن بْن سُميط - بمهمَلَة مضمومة - أَبُو عَلِيّ الْبُخَارِيّ الحافظ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
أحد الرّحّالة.
عَنْ: النَّضْر بْن شميل، وعلي بن شقيق، ومسلم بْن إبْرَاهِيم، وقُبَيْصة، وآدم، وخلْق.
وَعَنْهُ: سهل بْن شاذُوَيْه، وسيف بْن حفص البخاريّان.(6/64)
154 - الْحَسَن بْن طازاد المَوْصِليّ. [الوفاة: 251 - 260 ه][ص:65]
كان نصرانيًّا فرأى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي المنام فأسلم، وحفظ القرآن والعلم. وأفتى بالموصل.
أسَلمَ سنة ثمان عشرة ومائتين،
وَرَوَى عَنْ: غسّان بْن الربيع، وأَحْمَد بْن يونس، ومسدّد، وأبي جعْفَر النُّفَيْليّ.
ورحل وحصَّل وتزهّد، وخرج من كلّ شيء بقي لَهُ، وبقي يأكُل مِنَ النَسْخ. وكان يقوم نصف اللّيل وينام نصفه، ثمّ فِي الآخر صار يحيى اللّيل كلّه وينام بالنّهار. وكان زاهدًا عابدًا كبير القدْر.
تُوُفّي بعد الخمسين ومائتين.
رَوَى عَنْهُ: ابنه محمد.(6/64)
155 - الْحَسَن بْن عَبْد اللَّه بْن منصور، أبو علي الأنطاكيُّ البالِسيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: الهيثم بن جميل، ومحمد بن كثير الصَّنْعانيّ.
وَعَنْهُ: ابن خُزَيْمَة، ومكحول البيروتيّ، وأبو الْجَهْمُ المَشْغرانيّ، وآخرون.(6/65)
156 - الْحَسَن بْن عَبْد الرَّحْمَن، أبو علي المستملي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: مكّيّ بْن إبْرَاهِيم، ويحيى بْن يحيى.
واستملى عَلَى إِسْحَاق بْن راهَوَيْه.
روى عَنْهُ: ابن زَنْجَويْه، وغيره.
وتوفي سنة خمسٍ وخمسين، فِي خامس شعبان بنيسابور.(6/65)
157 - خ: الحسن بن عبد العزيز بن وزير بْن ضابئ بْن مالك، أَبُو عَلِيّ الْجُذامي الجروي المصري. [الوفاة: 251 - 260 ه]
نزيل بغداد.
ولجدّهم عديّ بْن حمْرس صُحْبة. فمالك هُوَ ابن عامر بْن عديّ بْن حمرس بن نفر بْن نصْر بْن عديّ بْن القاطع بْن جُرَيّ بْن عوف بْن أسود بْن تزّود بن حشم بْن جذام.
قَالَ الخطيب أبو بَكْر: هكذا ساق نسبه محمد ولده. وقال الخطيب: وقال غيره: جذام اسمه عَمْرو بْن عديّ بْن الحارث بْن مُرَّة بْن أُدَد بْن زيد بْن يشجب بْن عَريب بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلانَ بْنِ سَبَأِ بْنِ يشجب بْن يَعْرب بْن قَحْطان.
قلت: سَمِعَ: أيّوب بْن سُوَيْد الرَّمْليّ، وبشر بْن بَكْر التِّنِّيسيّ، وعبد اللَّه بْن يحيى البُرُلُّسيّ، ويحيى بْن حسّان التِّنِّيسيّ، وعَمْرو بْن أَبِي سَلَمَةَ التِّنِّيسيّ، وأبا مُسْهِر، وغيرهم. وأجازَ لَهُ ضَمْرَةُ بْن ربيعة. [ص:66]
وَعَنْهُ: البخاري، وإبراهيم الحربيّ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو العباس بن السراج، وابن صاعد، والقاضي المحاملي، وابن أبي حاتم، وحفيده جعفر بن محمد بن الحسن الجروي، وجماعة.
قال أبو حاتم: ثقة.
وقال الدّارَقُطْنيّ: فوق الثّقة، لم يُرَ مثله فضلَا وزُهدًا.
وقال الخطيب: كَانَ من أهل الدَّين والفضل، مذكورا بالورع والثّقة، موصوفًا بالعبادة.
وقال جعْفَر بْن محمد: سَمِعْتُ جدّي الْحَسَن بْن عَبْد العزيز يَقُولُ: من لم يردعْه القرآن والموتُ، ثمّ تَنَاطَحَت الجبال بين يديه لم يرتدع.
وقال أَبُو سعَيِد بْن يونس: حُمِل الْحَسَن من مصر إلى العراق بعد قَتْلِ أخيه علي، فلم يزل فِي العراق إلى أن تُوُفّي بها سنة سبع وخمسين. وكانت لَهُ عُبَادة وفضل، وكان من أهل الثقة والورع.
قَالَ صالح بْن أَحْمَد، وغيره: حُمِل إلى الْحَسَن الْجَرَوِيّ ميراثه من مصر مائة ألف دينار، فحمل إلى أَحْمَد بْن حنبل ثلَاثة آلاف دينار منها، فقال: يا أَبَا عَبْد اللَّه هذه مِن ميراث حلَال. فلم يقبلها.
وقال بعض العلماء: الْجَرَوِيّة قرية بتنيس.
قلت: يجوز أن تكون القرية نُسِبت إلى آبائه، ويجوز أنْ يكون هُوَ نُسِبَ إليها أيضًا. وقد ذكرنا فِي نسبة جُرَيّ بْن عوف.(6/65)
158 - ت ق: الْحَسَن بْن عَرَفَة بْن يزيد، أَبُو عَلِيّ العبدي، مولَاهُمُ البَغْداديُّ المؤدِّب، [الوفاة: 251 - 260 ه]
مسنَد وقته.
وُلِد سنة خمسين ومائة، وسَمِعَ: إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش، وخَلَف بْن خليفة، وعبد اللَّه بن المبارك، والمبارك بن سعيد الثوري، وعمار بن محمد الثَّوْريّ، ومرحوم بْن عَبْد العزيز العطّار، وولده عيسى، ومروان بْن شجاع الْجَزَرِيّ، وهُشَيْم بْن بشير، ومعتمر بْن سُلَيْمَان، وأبا بَكْر بْن عَيَّاش، وجرير بْن عَبْد الحميد، وإِبْرَاهِيم بْن أبي يحيى المدنيّ الفقيه، وزياد بْن عَبْد اللَّه البكائي، [ص:67] وعباد بْن العوّام، وعباد بْن عباد، وعلي بْن ثابت الْجَزَرِيّ، وقران بْن تمّام الأَسَدِيّ، وأبا حفص الأبّار، وخلْقًا سواهم. وتفرد فِي الدنيا عن جماعة منهم.
وَعَنْهُ: الترمذي، وابن ماجه، والنَّسائيّ فِي غير " السُّنَن " بواسطه، وإِبْرَاهِيم بْن عبد الصمد الهاشمي، وإسماعيل بن العباس الوَرَّاق، والْحَسَن بْن أَحْمَد بْن الربيع الأنْماطيّ، وزكريّا خياط السنة، والْحُسَيْن بْن يحيى بْن عَيَّاش، والقاضي المَحَامِليّ، وعَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، ومحمد بْن أَحْمَد الأثْرم، وعَلِيّ بْن الفضل الستوري، ومحمد بن جعفر المطيري، ومحمد بْن مَخْلَد العطّار، وأُمَمٌ آخرهم وفاةً من الثقات إسماعيل الصّفّار. وبقي بعده من تُكلمِ فِيهِ مثل محمد بْن هميان الوكيل، تُوُفّي بعد الصّفّار بشهرين، والستوري المذكور تُوُفّي بعده بسنتين.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: قَالَ لي يحيى بْن مَعِين: كتَبتَ عَنْ ذَلِكَ الشَّيْخ المعلّم في الشهارسوك؟ يعني: المربعة. قلت: نعم، هو الحسن بن عرفة؟ قال: نعم، يروي عن مبارك بن سعيد، وهو ثقة.
وقال عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد الدَّوْرَقيّ: جاءنا يحيى بْن مَعِين إلى منزلنا فقال لي: اذهَبْ إلى هذا الشَّيْخ المعلّم الْحَسَن بْن عَرَفَة، ينزل حوض هَيْلَانة، عنده عَنْ مبارك بْن سعَيِد، لَيْسَ بِهِ بأس.
وقال محمد بْن المُسَيَّب: سَمِعْتُ الْحَسَن بْن عَرَفَة يَقُولُ: قد كُتُب عنّي خمسة قرون.
قلت: كتبّ عَنْهُ ابن مَعِين، وغيره؛ ثمّ كتَب عَنْهُ محمد بن إِسْحَاق الصَّغانيّ وطبقته، ثمّ كَتب عَنْهُ صالح جَزَرَة وطبقته؛ ثمّ كَتب عَنْهُ ابن صاعد وطبقته؛ ثم كتب عنه عبد الرحمن بن أبي حاتم وطبقته، فهذه الخمسة قرون التي عَنى.
أنبأني المسلَّمُ بْن علَان وغيره، قال: أخبرنا الكندي، قال: أخبرنا القزاز، قال: أخبرنا الخطيب أبو بكر، قال: أجازَ لي محمد بْن مكّيّ المِصْريُّ، وحدثني عنه نصر بن إبراهيم الفقيه، قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله [ص:68] ابن رزيق، قال: حدثنا الحسن بن رشيق، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن حكيم الصدفي قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَن بْن عَرَفَة وَسُئِلَ كم تعدّ مِنَ السّنين؟ فقال: مائة سنة وعشر سِنين، لم يبلغ أحدٌ من أهل العلم هذا السّنّ غيري.
وقال عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم: عاش الْحَسَن بْن عَرَفَة مائة وعشر سنين، وكان له عشرة أولَاد سمّاهم بأسامي الصحابة العشرة.
وقال أبو الفتح الأزدي: حدثني موسى بن محمد الأزدي، قال: سَمِعْتُ الْحَسَن بْن عَرَفَة يَقُولُ: حدثني وكيع بأحاديث، فلمّا أصبحت سَأَلْتُهُ عَنْها فقال: ألم أحدّثك بها أمس؟ قلتُ: بلى، ولكنّي شَككْت. قَالَ: لَا تشكّ فإنّ الشّكّ مِنَ الشّيطان.
قال النَّسائيّ: لَا بأس بِهِ.
تُوُفّي الْحَسَن بْن عَرَفَة سنة سبْعٍ وخمسين بسامرّاء، قاله أَبُو القاسم البَغَوِيّ. وقيل: مات فِي ذي الحجّة لأربعٍ بقين منه. وقيل: فِي سنة ثمانٍ وخمسين.(6/66)
159 - الْحَسَن بْن عطاء بْن يزيد الأصبهاني، شاذُوَيْه. وقيِل: شاذان، [الوفاة: 251 - 260 ه]
شيعيّ معروف.
عَنْ: أَبِي دَاوُد الطَّيَالِسيّ، وبكر بْن بكّار، وعامر بْن إِبْرَاهِيم.
وَعَنْهُ: محمد بْن أَحْمَد بْن يزيد الزُّهْريّ، وأحمد بْن الْحُسَيْن الْأَنْصَارِيّ.(6/68)
160 - الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن حَرْب بْن محمد، أَبُو محمد الطّائيّ المَوْصِليّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: يَعْلَى بْن عُبَيْد، وعُبَيْد اللَّه بن مُوسَى، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: والده حديثًا واحدًا.
وُلِد سنة خمس وتسعين ومائة. وكان بارًّا بأبيه فَفْجِعّ بِهِ، وعاش ستين سنة.
وولي مَرَاغَة، فكان يحدثهم أوَّل النّهار وينظر فِي أمورهم فِي وسطه، ويقضي بينهم فِي آخره.
تُوُفّي قبل الستين ومائتين.(6/68)
161 - الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن عيسى، أَبُو عَبْد الغني البلقاوي المعاني. [الوفاة: 251 - 260 ه]
رَوَى عَنْ: عَبْد الرّزّاق.
رَوَى عَنْهُ: محمد بْن خريم، وسعيد بْن عَبْد العزيز الحلبيّ، وعمر بْن سعَيِد المَنْبِجيّ.
لَيْسَ ثقة؛ رَوَى حَدِيثًا مَوْضُوعًا بِإِسْنَادِ الصَّحِيحَيْنِ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ عَرَفَةَ غُفِرَ لِلْحَاجِّ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ مِنَى غُفِرَ لِلْحَمَّالِينَ ".(6/69)
162 - الْحَسَن بن عليّ بْن محمد بْن عَلِيّ الرِّضا بْن مُوسَى بْن جعْفَر الصّادق، أَبُو محمد الهاشميّ الْحُسَيْنيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
أحد أئمّة الشَيعة الذين تدَّعى الشِّيعة عِصْمَتهم. ويقال لَهُ الْحَسَن العسكريّ لكونه سكن سامرّاء، فإنها يقال لها العسكر. وهو والد منتظَر الرّافضة.
تُوُفّي إلى رضوان اللَّه بسامرّاء فِي ثامن ربيع الأول سنة ستّين، وله تسعٌ وعشرون سنة. ودُفِن إلى جانب والده. وأُمُّهُ أَمَةٌ.
وأمّا ابنه محمد بْن الْحَسَن الَّذِي يدعوه الرّافضة القائم الخَلَف الحُجّة، فولد سنة ثمانٍ وخمسين، وقيل: سنة ستٍّ وخمسين، عاشَ بعد أَبِيهِ سنتين ثمّ عُدِم، ولم يُعلَم كيف مات. وأمُّهُ أمّ وُلِد. وهم يدَّعون بقاءه فِي السرداب من أربعمائة وخمسين سنة، وأنّه صاحب الزّمان، وأنّه حيّ يعلّم عِلَم الأوّلين والآخرين، ويعترفون أنّ أحدًا لم يَرَه أبدًا، فنسأل اللَّه أنْ يثَبِّت علينا عقولنا وإيماننا.(6/69)
163 - الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن مِهْران المتوثيّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
نزيل الرِّيّ.
عَنِ: الْحَسَن بْن مُوسَى الأشْيَب، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وطائفة.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: سمعنا منه، وكان صدوقًا.(6/69)
164 - الْحَسَن بْن المبارك، أَبُو القاسم الأنْماطيّ، ابن اليتيم. [الوفاة: 251 - 260 ه]
بغداديّ مقرئ؛
قرأ عَلَى: عَمْرو بْن الصّبّاح.
قرأ عَلَيْهِ: أَحْمَد بْن سهل الأشْنانيّ، والْحَسَن بْن أَبِي الْجَهْم، ووُهيبْ المَرُّوذِيّ، وقاسم بْن دَاوُد البَغْداديُّ، وغيرهم.(6/69)
165 - الْحَسَن بْن محمد بْن بكّار بْن بلَال العامليّ الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: أَبَاهُ، ومحمد بْن شُعَيب، وأبا مُسْهِر.
وَعَنْهُ: ابن جَوْصا، وابن ملَاس.
وله تاريخ في معرفة الرجال.(6/70)
166 - ع سوى م: الْحَسَن بْن محمد بْن الصّبّاح، أَبُو عَلِيّ الزعفراني. [الوفاة: 251 - 260 ه]
كَانَ يسكن درب الزَّعْفَرانيّ ببغداد فَنُسِبَ إِلَيْهِ. عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وأبي معاوية، وابن عَلَيْهِ، وعُبّيْدة بْن حُمَيْد، وحجاج الأعور، وعبد الوهّاب الثَّقفيّ، ومحمد بْن أَبِي عَديّ، ويزيد بْن هارون، وخَلْق.
وروى عَنِ الشّافعيّ كتابه القديم.
وَعَنْهُ: السته سوى مسلم، وأبو القاسم البَغَوِيّ، وابن صاعد، وزكريا الساجي، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبو عوانة، ومحمد بن مخلد، وأبو سعيد ابن الأعرابي، وطائفة.
وقال النسائي: ثقة.
وقال ابن حبان: كان أحمد بن حنبل، وأبو ثور يحضران عند الشافعي، وكان الحسن الزعفراني، هو الذي يتولى القراءة.
وقال زكريا الساجي: سَمِعْتُ الزَّعْفَرانيّ يَقُولُ: قدِم علينا الشّافعيّ واجتمعنا إِلَيْهِ، فقال: التمسوا مَن يقرأ لكم. فلم يجترئ أحد يقرأ عَلَيْهِ غيرى. وكنتُ أَحْدَثُ القوم سِنًّا، ما كَانَ فِي وجهي شَعْرة؛ وإنيّ لَأتعجبُ اليوم من انطلَاق لساني بين يدي الشّافعيّ، وأتعجَّبُ من جَسَارتي يومئذ. فقرأت عَلَيْهِ الكُتُب كلَّها إلَا كتابين، فإنه قرأهما علينا: كتاب المناسك، وكتاب الصلاة.
وقال أحمد بن محمد بن الجراح: سَمِعْتُ الْحَسَن الزَّعْفَرانيّ يَقُولُ: لمّا قرأتُ كتاب " الرّسالة " عَلَى الشّافعيّ قَالَ لي: مِن أيّ العرب أنتَ؟ قلت: ما أَنَا بعربيّ، وما أَنَا إلَا من قريَة يقال لها الزعفرانية. قَالَ: فأنت سيّد هذه القرية.
وكان الزَّعْفَرانيّ فصيحًا بليغًا؛ قَالَ عَلَى بن محمد بن عمر الفقيه بالري: [ص:71] حدثنا أبو عمر الزاهد، قال: سمعت أبا القاسم بن بشار الأنماطي، قال: سمعت المزني، يقول: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: رَأَيْتُ ببغداد نَبَطيًّا يتنحّى علي حتى كأنّه عربيّ وأنا نَبَطيّ. فقيل لَهُ: مَن هُوَ؟ قَالَ: الزَّعْفَرانيّ.
مات الزَّعْفَرانيّ فِي سلْخ شَعبان سنة ستين، وكان من كبار الفقهاء والمحدثين ببغداد.(6/70)
167 - خ ق ن: الحسن بن مدرك، أبو علي السدوسي، مولَاهُمُ الْبَصْرِيُّ الطّحّان. [الوفاة: 251 - 260 ه]
أحد الحفاظ المذكورين.
سَمِعَ: يحيى بْن حَمّاد، وعبد العزيز الْأوَيْسيّ.
وَعَنْهُ: البخاري، وابن ماجه، والنسائي، وعمر بْن بُجَيْر، وابن صاعد.
رماه أبو داود بالكذب.(6/71)
168 - خ: الحسن بن منصور، ويقال الْحُسَيْن بْن منصور، أبو علي البَغْداديُّ الشَّطَويُّ الصُّوفيُّ. ويعرف بأبي عَلُّويه. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أيوب ابن النّجّار، وابن عُيَيْنَة، ووَكِيع، وعبد اللَّه بْن نمير، وحجاج الأعور، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، وأحمد بن حمدون بن عمارة الحافظ، وابن صاعد، ويعقوب الجصاص، وأبو عبيد محمد بن أحمد بن المؤمل، ومحمد بن مخلد، وآخرون.
وكان ثقة.
ولم يسمه الحسين إلا ابن مخلد العطار.(6/71)
169 - الحسن بن أبي يحيى الأصم، أبو علي الْبَصْرِيُّ ثم الرملي الشامي. ويقال الحسن بن يحيى بن السكن. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: أبا داود الطيالسي، ويزيد بن هارون، وعدة.
وَعَنْهُ: محمد بن أحمد [ص:72] ابن شيبان الرملي شيخ ابن جميع، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وقال: محلُّه الصِّدق.
قلت: مات سنة سبع وخمسين.(6/71)
170 - الْحُسَيْن بْن بيان الشُّلَاثائيّ البَصْريُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: سيف بْن محمد الثَّوْريّ.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن محمد بْن عُمَر البَصْريُّ الحرابيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن حمّاد الطّهْرانيّ، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن فهد بْن حكيم السّاجيّ.
مات سنة سبع وخمسين.(6/72)
171 - د ق: الحسين بن الجنيد الدامغاني السمناني. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: جعْفَر بْن عَوْن، وأبي أسامة، وعَتّاب بن زياد المروزي.
وَعَنْهُ: أبو داود، وابن ماجه، وأبو علي أحمد بن محمد بن رزين الباشاني، وغيرهم.
قَالَ النَّسائيّ: لَا بأسّ بِهِ.(6/72)
172 - الْحُسَيْن بن الحسن بن مهران الأصبهاني، الخياط المكتب. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أبي داود الطيالسي، وبكر بن بكار، وحجَّ وجاور.
وقرأ القرآن عَلَى أَبِي عَبْد الرَّحْمَن المقرئ.
قَالَ أَبُو نُعَيْم الحافظ: تُوُفّي سنة ثلَاثٍ وخمسين، وكان صاحب غرائب.(6/72)
173 - الْحُسَيْن بْن سعَيِد المُخَرّميّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: ابن عَلَيْهِ، وأبي بدر السَّكُونيّ،
وَعَنْهُ: السّرّاج، ومحمد بْن مَخْلَد، وهو أخو الْحَسَن.(6/72)
174 - الْحُسَيْن بْن السِّكَن البَصْريُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
حدَّث ببغداد عَنْ: عَبّاد بْن صُهَيْب، وعبد الله بن رجاء الغُدانيّ،
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، ومُطَيَّن، ومحمد بْن مَخْلَد، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم. [ص:73]
تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين.
قَالَ أَبُو حاتم: شيخ.(6/72)
175 - الْحُسَيْن بْن سَيّار، أَبُو عَلِيّ البَغْداديُّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
نزيل حَرّان.
عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن سعْد، وعبد العزيز بن أبي حازم.
وَعَنْهُ: محمد بْن المُسَيَّب الْأرْغِيانيّ، وأبو عَرُوبة الحراني، وجماعة.
وكان ضعيفاً.
مات سنة إحدى وخمسين.(6/73)
176 - د ق ن: الْحُسَيْن بْن عَبْد الرَّحْمَن، أَبُو عَلِيّ الْجَرْجرائيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: الوليد بْن مُسلْمِ، وعبد اللَّه بْن نمير، ووكيع، وطلق بن غنام،
وَعَنْهُ: أبو داود، وابن ماجه، والنسائي، وجعفر الفِرْيابيّ، وعبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، وأبو العباس السراج، وآخرون.
وكان ثقة.
توفي سنة ثلاث وخمسين.(6/73)
177 - الحسين بن عبد الله بن محمد الواسطي، [الوفاة: 251 - 260 ه]
إمام مسجد العوام بن حوشب.
رَوَى عَنْ: النَّضْر بْن شُمَيْلٍ، وعبد الرّزّاق.
قال ابن أبي حاتم: سمعت منه مع أَبِي، وكان صدوقًا.(6/73)
178 - الْحُسَيْن بْن عَبْد السّلَام المِصْريُّ الشّاعر الملقّب بالجمل. [الوفاة: 251 - 260 ه]
لَهُ شعرٌ بديع.
وتوفي سنة ثمانٍ وخمسين وله تسعون سنة، وكان وسخاً زرياً.(6/73)
179 - د ت: الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن الأسود العِجْليّ الكُوفيُّ نزيل بغداد، أبو عبد الله. [الوفاة: 251 - 260 ه][ص:74]
عَنْ: وكيع، وحسين ابن الْجُعْفيّ، ويحيى بْن آدم، وابن فُضَيْل، وأبي أسامة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والترمذي، وحاجب بن أركين، وعمر بْن بُجَيْر، والقاضي المَحَامِليّ، وطائفة كبيرة.
قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.
وذكره ابن حِبّان فِي " الثّقات " وقال: ربّما أخطأ.
وأما ابن عديّ فقال: يسرق الحديث، وأحاديثه لَا يُتابَع عليها.
وقال أَبُو الفتح الْأَزْدِيّ: ضعيف جدًّا.
قلت: توفي سنة أربع وخمسين.(6/73)
180 - ق: الْحُسَيْن بْن محمد بْن شَنَبة الواسطي البزاز. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: يزيد بْن هارون، والعلَاء بْن عَبْد الجبّار المكّيّ، وجعفر بْن عَوْن، وأبي أَحْمَد الزبيري،
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وأسلم بْن سَهل الواسطيّ، ومطين، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبوه، وقال: صدوق.(6/74)
181 - الحسين بن أبي زيد، أبو علي الدباغ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
حدَّث ببغداد عَنْ: أَبِي بَكْر بْن عَيَّاش، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة،
وَعَنْهُ: الباغندي، وأبو العباس السراج، والقاضي المحاملي، وأخوه أبو عبيد القاسم، وآخرون.
توفي سنة: أربع وخمسين.
أصله من الصغد، واسم أبيه منصور. لَا أعلم بِهِ بأسًا.(6/74)
182 - ق: حفص بْن عَمْرو بْن ربال بْن إِبْرَاهِيم بْن عَجْلَان، أَبُو عُمَر الرَّقَاشيّ الرَّباليّ البَصْريُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: عَبْد الوهّاب الثَّقفيّ، ويحيى القطّان، ومحمد بن أبي عدي، [ص:75] وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، ويحيى بْن صاعد، وابن مَخْلَد، والمحاملي، وابن عياش القطان، وطائفة.
قال الدارقطني: ثقة مأمون.
قلت: توفي سنة ثمان وخمسين ببغداد.(6/74)
183 - حمدان بن سهل، الحافظ أبو بكر البلخي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: مكي بن إبراهيم، وأبا عبيد القاسم، وعدة.
وَعَنْهُ: أبو بكر محمد بن عمر بن الفضل الترمذي، وأبو علي البلخي الحافظ.
أورده أبو الفضل السليماني.(6/75)
184 - خ: حمدان بن عمر، أبو جعفر البَغْداديُّ السمسار. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: رَوْح بْن عُبَادة، وأبا النَّضْر، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، وابن صاعد، والمحاملي، ومحمد بن مخلد، وآخرون.
وقيل: اسمه أحمد، ولقبه حمدان.
توفي سنة ثمان وخمسين.(6/75)
185 - حمزة بن العباس، أبو علي المروزي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
حج،
وحدَّث ببغداد عَنْ: عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن شقيق، وعَبْدان عَبْد اللَّه بْن عثمان.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، ومحمد بْن مَخْلَد.
وكان ثقة.
تُوُفّي سنة ستين.(6/75)
186 - حمزة بْن عَوْن، أَبُو يَعْلَى المسعوديّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: يحيى بْن آدم، ومحمد بْن القاسم الأَسَدِيّ، وطبقتهما.
وَعَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن زيدان البَجَليّ، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومحمد بْن المُسَيَّب الْأرْغِيانيّ. [ص:76]
لم يذكره ابن أَبِي حاتم.
كنّاه الحاكم.(6/75)
187 - د: حمزة بن نصير، أبو عبد الله المِصْريُّ العسال. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: يحيى بْن حسّان التِّنِّيسيّ، وسعيد بْن أبي مريم،
وَعَنْهُ: أبو داود، وعلي بْن أَحْمَد بْن الصَّيْقَل، ومحمد بْن أَحْمَد بْن راشد بْن مَعْدان الأصبهاني.
وكان صدوقا.
توفي سنة خمس وخمسين.(6/76)
188 - حميد بن الربيع بن مالك، أبو الحسن اللخمي الكُوفيُّ الخزاز. [الوفاة: 251 - 260 ه]
قدم بغداد، وحدَّث عَنْ: هُشَيْم، وأبي خالد الأحمر، وحفص بن غِياث، وسُفْيان بْن عُيَيْنة، وعبد الله بْن إدريس، ونحوهم.
وَعَنْهُ: الباغَنْديّ، والقاضي المَحَامِليّ، وابن مَخْلَد، ويوسف بْن يعقوب الأزرق، وأبو الْعَبَّاس محمد الأثْرم، وطائفة سواهم.
قَالَ محمد بْن عثمان بْن أَبِي شَيْبة: قَالَ أَبِي: أَنَا أعلم بحميد بْن الربيع، هُوَ ثقة، ولكنّه شرِه يُدلّس.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: كَانَ أَبِي يُحسن القول فِي حُمَيْد الخزّاز.
وقال الدّارَقُطْنيّ: تكلّموا فِيهِ.
وقال البَرْقانيّ: رأيتُ عامّة شيوخنا يقولون: ذاهب الحديث.
قلت: كَانَ واسع الرّواية إخبارّيًا. تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين.(6/76)
189 - د ن: حُمَيْد بْن زَنْجَوَيْه الحافظ أَبُو أَحْمَد الْأَزْدِيّ النسائي. واسم زَنْجَوَيْه: مَخْلَد بْن قُتَيْبة. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: النَّضْر بْن شُمَيْل، وسعيد بْن عامر الضُّبَعيّ، ويزيد بْن هارون، وجعْفَر بْن عَوْن، ووَهْبُ بْن جرير، وطبقتهم. وصنف كتاب " الأموال "، [ص:77] وكتاب " الترغيب والترهيب " وغير ذلك.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وإِبْرَاهِيم الحربيّ، وابن صاعد، ومحمد بن خريم المري، وعبد الله بن عتاب الزفتي، وأبو العباس السراج، ومحمد بن جرير، والقاضي المحاملي، ومحمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني، وآخرون.
وكان ثقة ثبتا إماما كبير القدر.
قال النسائي: ثقة.
وقال أبو حاتم بن حبان: هو الذي أظهر السنة بنسا. ثم قَالَ: مات سنة سبْع وأربعين ومائتين.
قَالَ أبو عبيد: ما قدم علينا من فتيان خُراسانَ مثل ابن زَنْجَوَيْه وأحمد بْن شَبَوَيْه.
قلت: سافر فِي آخر عمره إلى مصر، ثمّ خرج منها فِي سنة إحدى وخمسين فأدركه أجله.(6/76)
190 - حم بْن نوح بْن محمد، أَبُو محمد الْأَنْصَارِيّ البلْخيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أَبِي مُعَاذ خَالِد بْن سُلَيْمَان، وعمر بْن هارون البِلْخيَّينْ، وجماعة.
وَعَنْهُ: عَبْدان الأهْوازيّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وجماعة.
تُوُفّي سنة ستين.(6/77)
191 - حُنين بْن إِسْحَاق، أَبُو زيد العِباديّ النَّصْرانيّ الشَّقِيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
شيخ الطب بالعراق فِي زمانه.
كَانَ بصيرًا باللغة اليونانية فعرّب كُتُبًا عديدة فِي الطبيعيّ والرياضيّ؛ وكان المأمون ذا غرام بتعريبها ومعرفتها، ولحنين مصنفات مشهورة في الطب " كالمسائل " وغيرها، وكان ذا ثروة ورَفاهية وتنعُّم.
وله أموال وغلمان، طبَّ غيرَ واحدٍ مِنَ الخلفاء، وانقلع في سنة ستين.(6/77)
192 - ق: حَوْثرة بْن محمد المِنْقَريّ، أَبُو الأزهر البَصْريُّ الورّاق. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ويحيى القطّان، وأبي أسامة، وطائفة.
وَعَنْهُ: ابن [ص:78] ماجه، وابن خُزَيْمَة، وأبو عروبة الحراني، وأبو محمد بن صاعد، وآخرون.
وكان صدوقا.
توفي سنة ستين وخمسين.(6/77)
193 - حيدرة بن إبراهيم، أبو عمرو البَغْداديُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أسباط بن محمد، وابن نمير، وأبي أسامة.
وَعَنْهُ: موسى بن هارون، وعثمان بن جعفر اللبان، والقاضي المحاملي، وابن صاعد.
قال الدارقطني: ثقة.(6/78)
-[حَرْفُ الْخَاءِ](6/78)
194 - د ن: خُشَيْش بن أَصْرم، أبو عاصم النَّسائيُّ الحافظ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
مصنَّف كتاب " الَاستقامة " فِي الرّدّ عَلَى أهل البِدَع،
سَمِعَ: عَبْد الرّزّاق، وعبد اللَّه بْن بَكْر السَّهْميّ، ورَوْح بْن عُبَادة، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أبو داود والنسائي، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وأَحْمَد بْن عبد الوارث العسّال، وعَلِيّ بْن أحمد علَان، ومحمد بْن أَحْمَد بْن سُلَيْمَان الهَرَويّ، وجماعة.
وثقَّه النَّسائيّ. وله رحلة إلى مصر، والشّام، والعراق، واليمن.
تُوُفّي فِي رمضان سنة ثلَاثٍ وخمسين بمصر.(6/78)
-[حَرْفُ الدَّالِ](6/78)
195 - ن ق: دَاوُد بْن سُلَيْمَان، أَبُو سهل العَسْكريّ، بُنان. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: أَبَا معاوية، والْحُسَيْن الْجُعْفيّ، ومحمد بن أبي خداش الموصلي، وجماعة.
وَعَنْهُ: النسائي، وابن ماجه، وأبو حاتم، وابنه عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم، وقال: صدوق. ومحمد بْن جعْفَر الخرائطيّ، وآخرون.
توفي بسامراء.(6/78)
196 - داود بن عبد الغفار بن داود بن مهدي الحراني. [الوفاة: 251 - 260 ه]
ولد بمصر،
وَرَوَى عَنْ: الفِرْيابيّ، وبِشْر بْن بكر التنيسي، وأيّوب بْن [ص:79] سويد، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن عَمْرو التّميميّ شيخ لَابن يونس.
مات فِي ربيع الأوّل سنة أربعٍ وخمسين.(6/78)
197 - دَاوُد بْن قاسم بْن إِسْحَاق بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَبُو هاشم الْجَعْفَريّ الهاشميّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
قَالَ المسعوديّ: كَانَ بينه وبين جعْفَر ثلَاثة آباء؛ ولم يكن يعرف في ذَلِكَ الوقت، يعني سنة خمسين ومائتين، أقعد نسباً في الهاشميين منه. وكان ذا زهد ونسك وعلم، صحيح العقل، سليم الحواس، منتصب القامة. وقبره ببغداد مشهور. دخلَ عَلَى محمد بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر فعنَّفه عَلَى قتْل يحيى بْن عُمَر العَلَويّ.(6/79)
198 - دَاوُد بْن يحيى الصُّوفيّ الإفريقيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: عَبْد الملك بْن أَبِي كريمة، وعبد اللَّه بْن عُمَر بْن غانم.
قَالَ ابن يونس: لَيْسَ بشيء، أحاديثه موضوعة. مات سنة إحدى وخمسين.(6/79)
-[حَرْفُ الرَّاءِ](6/79)
199 - د ن: الربيع بْن سُلَيْمَان الجيزيّ، أَبُو محمد الْأَزْدِيّ، مولَاهُمُ الأعرج. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: ابن وَهْبُ، والشّافعيّ، وإِسْحَاق بْن بَكْر، وعَبْد اللَّه بْن يوسف.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وأبو جعْفَر الطَّحاويّ، وجماعة.
وكان حَسَن الحديث صدوقًا.
تُوُفّي في ذي الحجة سنة ست وخمسين، قبل الربيع المُراديّ بأربع عشرة سنة.(6/79)
200 - رجاء بْن الجارود، أَبُو المنذر البَغْداديُّ الزّيّات. [الوفاة: 251 - 260 ه][ص:80]
سَمِعَ: جعْفَر بْن عَوْن، والواقديّ، وغيرهما.
وَعَنْهُ: المَحَامِليّ، ومحمد بن مَخْلَد، وابن أَبِي حاتم.
توفي سنة ستين.(6/79)
201 - رجاء بن حميد الواسطي، [الوفاة: 251 - 260 ه]
نزيل قزوين.
عَنْ: محمد بن يزيد الواسطي، ويزيد بن هارون، وجماعة.
وَعَنْهُ: إسحاق بن محمد الكيساني، ومحمد بن مسعود الأسدي.
وتوفي سنة سبع وخمسين.(6/80)
202 - رجاء بْن سهل، أَبُو نصر الصَّاغانيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: إسماعيل ابن عَلَيْهِ، وأبي قَطَن عَمْرو بْن الهَيْثَم، وحمّاد بْن خَالِد الخيّاط.
وَعَنْهُ: أَبُو عُبَيْد بْن المؤمل، والمَحَامِليّ، وابن مَخْلَد.
وثقَّه الخطيب.(6/80)
203 - رجاء بْن صُهَيْب، أَبُو غسّان الأصبهاني الْجَرْوانيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
ذكره أَبُو الشَّيْخ فقال: يقال إنّه لم يكن بأصبهان أفضل منه، وإنّه كَانَ مُجاب الدَّعوة.
يروي عَنْ: رَوْح بْن عُبَادة، وسعيد بْن عامر، وبكر بْن بكّار.
وَعَنْهُ: محمد بْن يحيى بْن مَنْدَه، وعَبْد اللَّه بْن مَنْدَه، ومحمد بْن جعْفَر الأشعريّ.
تُوُفّي سنة إحدى وخمسين ومائتين.(6/80)
204 - رجاء بْن عَبْد الرحيم، أَبُو المضاء الْقُرَشِيّ الهَرَويّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أَبِي نُعَيْم، وأبي مُسْهِر، وسعيد بْن أَبِي مريم، وطبقتهم. حدَّث بَنْيسابور، وكان من علماء الحديث. روى عَنْه: إِبْرَاهِيم بْن محمد بن سُفْيَان، وزكريّا بْن دَاوُد الخفّاف، ومحمد بْن سُلَيْمَان بْن فارس، ومحمد بْن عَلَى المذكِّر، وآخرون.(6/80)
205 - رجاء بْن عيسى الْجَوْهريّ الكُوفيُّ، أبو المستنير. [الوفاة: 251 - 260 ه]
أحد القرّاء الكبار؛
قرأ عَلِيّ: تُرْك الحذّاء، ويحيى الجزّار، وعَبْد الرحمن بن قلوقا.
قرأ عَلَيْهِ: سُلَيْمَان بْن يحيى الضَّبِّيّ، وهو أجلّ أصحابه.(6/80)
206 - ن ق: رزق اللَّه بْن مُوسَى، أَبُو بَكْر النّاجيّ، ويقال: أبو الفضل البَغْداديُّ الإسكافيّ الكلْوَذانيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: يحيى بْن سعَيِد القطّان، وابن مَهْديّ، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وشَبَابة، وجماعة.
وَعَنْهُ: النسائي، وابن ماجه، وعبد اللَّه بْن ناجية، وابن خُزَيْمَة، وابن صاعد، والمحاملي، ومحمد بن إبراهيم بن نيروز، وجماعة.
وكان ثقة.
توفي في ذي القعدة سنة ست وخمسين.(6/81)
207 - رشدين بن عبد العزيز المخزومي، مولاهم. [الوفاة: 251 - 260 ه]
شيخ معمر مصري،
توفي سنة تسع وخمسين في ذي القعدة.
قال الطحاوي: سمعته يَقُولُ: حضرت مَعَ أَبِي جنازة اللَّيْث بْن سعد، فقام منصور بْن عمّار فقصَّ فِي جنازته.(6/81)
208 - رَوْح بْن عَبْد الرَّحْمَن البُوشَنْجيّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
نزيل بغداد.
سَمِعَ: ابن عُيَيْنَة، ومعاذ بْن هشام، وعبد الصّمد بْن عَبْد الوارث.
وَعَنْهُ: مُوسَى بْن هارون، وقال: ثقة، ومحمد بْن خَلَف وَكِيع، ومحمد بن مخلد.
توفي سنة ثمان وخمسين.(6/81)
209 - ق: روح بن الفرج، أبو الحسن البزاز. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: مولَاه محمد بْن سابق، وقُبَيْصة بْن عُقْبة، وشَبَابة، وكثير بْن هشام، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، ويحيى بْن صاعد، ومحمد بْن المُسَيَّب الْأرْغِيانيّ، وأبو عبيد بن المؤمل، ومحمد بن مخلد، والمحاملي، وجماعة.
توفي في رجب سنة ثمان أيضاً.(6/81)
-[حَرْفُ الزَّاي](6/81)
210 - زاهر بن خالد السمرقندي، أبو الأزهر الوَرَّاق. [الوفاة: 251 - 260 ه]
شيخ موثق، يروي عَنْ: محمد بْن عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ، وغيره.
تُوُفّي سنة ستٍّ وخمسين.(6/81)
211 - ق: الزُّبَيْر بْن بكّار بْن عَبْد اللَّه بْن مُصْعَب بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنَ الْعَوَّامِ، قاضي مَكَّةَ أبو عبد الله الأَسَدِيّ الزُّبَيْريّ المدنيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وأبي ضَمْرَةَ، والنَّضْر بْن شُمَيْل، وذؤيْب بْن عِمامة، وعبد اللَّه بْن نافع الصّائغ، وعبد المجيد بْن أَبِي رَوّاد، وعَلِيّ بْن محمد المدائنيّ، ومحمد بن الحسن بن زبالة، ومحمد بْن الضّحّاك الحِزَاميّ، وعمّه مُصْعَب الزُّبَيْريّ، وخلق.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وأبو حاتم، وابن أَبِي الدُّنيا، وعبد اللَّه بْن شبيب، وحَرَميّ بْن أَبِي العلَاء، وهو أبو عبد الله أَحْمَد بْن محمد المكّيّ، وإسماعيل بْن الْعَبَّاس الورّاق، والقاضي المَحَامِليّ، ومحمد بْن أَبِي الأزهر، ويوسف بْن يعقوب الأزرق، وخلْق.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: رَأَيْته ولم أكتب عنه.
وقال الدّارَقُطْنيّ: ثقة.
وعن السّرِيّ بْن يحيى التّميميّ قَالَ: لقي الزُّبَيْر بْن بكّار إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم المَوْصِليّ، فقال لَهُ إِسْحَاق: يا أبا عَبْد اللَّه، عملت كتابًا سميته " كتاب النَّسب "، وهو كتاب الأخبار. قَالَ: وأنت يا أبا محمد عملت كتاب سميته كتاب " الأغاني " وهو كتاب المعاني.
وقال الْحُسَيْن بْن القاسم الكوكبي: لمّا قدِم الزُّبَيْر بغداد قَالَ أَبُو حامد المستملي عَلَيْهِ: من ذكرت يا ابْنِ حَوَارِيِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، قَالَ: فأعجبه.
وقال محمد بْن عَبْد الملك التّاريخيّ: أنشدني ابن أَبِي طاهر لنفسه فِي الزُّبَيْر بْن بكّار:
ما قال: لا قط إلَا فِي تَشَهُّده ... ولا جري لفْظُه إلَا عَلَى نعم
بين الحواريّ والصِّديق نسْبَتُهُ ... وقد جري ورسول اللَّه فِي رَحِم
وقال الكوكبيّ: حدثنا محمد بن موسى المارستاني، قال: حدثنا الزُّبَيْر بْن بكّار قَالَ: قَالَتِ ابْنة أختي لأهلنا: خالي خيْر رجل لأهله، لَا يتخذ ضرة ولا سَرِيَّةً. قَالَ: تَقُولُ المرأة: والله هذه الكُتُب أشدّ عَلَى مِن ثلَاث ضرائر. [ص:83]
وقال محمد بن إسحاق الصيرفي: سَأَلت الزبير: منذ كم زوجتُك معك؟ قَالَ: لَا تسألني، لَيْسَ يَرِدُ القيامة أكثر كباشًا منها، ضحيّت عنها بسبعين كَبْشًا.
وقال الخطيب: كَانَ الزُّبَيْر ثقة ثَبْتًا، عالمًا بالنّسب وأخبار المتقدّمين. لَهُ مصنَّف فِي " نَسَب قُرَيش ".
قلت: وقع هذا الكتاب عاليًا لَابْن طَبَرْزَد.
وقال أَحْمَد بْن سُلَيْمَان الطُّوسيّ صاحب الزُّبَيْر: تُوُفّي لتسع بقين من ذي القِعْدة سنة ستٍّ وخمسين، وقد بلغ أربعًا وثمانين سنة، بمكة. وصلّى عَلَيْهِ ابنه مُصْعَب. وكان سبب وفاته أنّه وقع من فوق سطْحه، فمكث يومين لَا يتكلّم، ومات. وتُوُفّي بعد فراغنا من قراءة كتاب " النَّسب " عَلَيْهِ بثلَاثة أيّام.
قَالَ السُّلَيْماني: مُنْكَر الحديث.(6/82)
• - الزُّبَيْر بن جعْفَر، هُوَ المعتزّ بالله. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سيأتي.(6/83)
212 - زكريّا بْن يحيى بْن الحارث بْن ميمون البَصْريُّ، عُرف بشرِيك السّرِيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: مُعَاذ بْن هشام، ووَهْبُ بْن جرير.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، وابن مَخْلَد.
وكان ثقة.
تُوُفّي سنة ستّين.
وعند التّاج الكنديّ جزء عالٍ من حديثه معروف.(6/83)
213 - زكريّا بْن يحيى بْن زكريّا بْن أَبِي زائدة. [الوفاة: 251 - 260 ه]
يروي عَنْ: أبيه، وغيره.
وثقه مطين وقال: توفي بالكوفة سنة اثنتين وخمسين.(6/83)
214 - خ: زكريّا بْن يحيى بْن عُمَر، أَبُو السُّكَيْن الطائي الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ: أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاش، وعبد الرَّحْمَن المحاربيّ، وابن نمير، وأبي أسامة، والهيثم بن عدي، وغيرهم.
وَعَنْهُ: البخاري، وابن أَبِي الدُّنيا، وعبدان الأهوازي، وأحمد بن عمرو البزار، وأبو عبيد على بن حربويه، وابن صاعد، وآخرون. [ص:84]
وهو من أولاد أوس بن حارثة بن لام الطائي.
وثقة الخطيب وغيره.
ومات سنة إحدى وخمسين.(6/83)
215 - زكريا بن يحيى المِصْريُّ العبدري، أبو يحيى المعروف بالوقار. [الوفاة: 251 - 260 ه]
يروي عَنْ: ابن القاسم، وابن عيينة، وابن وهب، وسعيد الآدم.
وَعَنْهُ: أبو حاتم الرازي، ومحمد بن المعافى البيروتي، ومحمد بن إسماعيل المهندس، والحسن بن سفيان، وعلي بن الحسن بن قديد، وطائفة.
وكان من كبار الفقهاء المالكية وصلحائهم، نزح عَنْ مصر أيّام محنه القرآن، واستوطن بطرابلس الغرب. وليس هُوَ بالقويّ فِي الحديث. ضعّفه أَبُو سعَيِد بْن يونس، وقال: تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة سنة أربعٍ وخمسين. وقال أَبُو عُمَر الكنديّ: كَانَ فقيهًا وكان صاحب عجائب، لم يُحمد.
وقال ابن عَديّ: كَانَ يضع الحديث.
وقال صالح جَزَرَة: حدثنا أبو يحيى الوقار، وكان مِنَ الكذابين الكبار.
وقال ابن يونس: كان فقيهاً صاحب حلقة. عاش ثمانين سنة.(6/84)
216 - زكريّا بْن يحيى، الزّاهد الكبير أَبُو يحيى الكرديّ الهَرَويّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
من كبار مشايخهم ووَرعِيهم.
ذكره السُّلَميّ فِي " تاريخ الصوفية " فقال: يقال: إنّه مُجاب الدَّعْوة، وأنّ الملَائكة تسلّم عَلَيْهِ.
وقال: أَحْمَد بْن محمد بْن ياسين: سَمِعْتُ أَبَا سعَيِد العابد يَقُولُ: كَانَ أَحْمَد بْن حنبل يرفع من محلّ أَبِي يحيى الكُرْديّ، ويقول هُوَ مِن الأبدال.
قَالَ ابن ياسين: مات فِي رَجَب، وكان فقيهًا مُفْتيًا حافظًا للحديث.(6/84)
217 - زكريّا بْن يحيى بْن أيّوب، أبو علي المدائنيّ المكفوف. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: زياد بْن عَبْد الله البكائي، وشبابة بن سوار.
وَعَنْهُ: محمد بْن غالب تَمْتَام، وابن صاعد، والقاضي المحاملي، وآخرون. [ص:85]
توفي سنة سبع وخمسين.
محلّه الصِّدق.(6/84)
218 - زكريّا بْن يحيى بْن زكريّا، أبو الفضل الباهلي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: يحيى بْن سعَيِد القطّان، وأبي دَاوُد الطَّيَالِسيّ، وغيرهما.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن بُجَيْر القاضي، والقاضي المَحَامِليّ.
وثقَّه الخطيب.(6/85)
219 - زكريّا بْن يحيى بْن خلَاد، أَبُو يَعْلَى المِنْقَريّ السّاجيّ البَصْريُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
حدَّث ببغداد عَنْ: الأصمعيّ، والحكم بْن مروان الضرير، وهو مكثر عَنِ الأصمعي.
وَعَنْهُ: عُبَيْد اللَّه السُّكّريّ، والقاضي المَحَامِليّ، ومحمد بْن مَخْلَد، وغيرهم.(6/85)
• - زكريّا بْن يحيى بْن أسد المَرْوزِيّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
صاحب ابن عُيَيْنَة،
يأتي سنة سبعين، وقد مرَّ.(6/85)
• - زكريّا بْن يحيى كاتب العمري. [الوفاة: 251 - 260 ه]
شيخ مسلم.
و:(6/85)
• - زكريا بْن يحيى البلْخيّ اللُّؤْلُؤيّ الحافظ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
وسيأتي أيضًا:(6/85)
• - زكريا بن يحيى السجزي، [الوفاة: 251 - 260 ه]
شيخ النسائي.(6/85)
220 - خ د ت ن: زياد بْن أيّوب، أَبُو هاشم الطُّوسيّ، ثمّ البَغْداديُّ، الحافظ، دَلُّوَيْه، ويقال لَهُ أيضًا: شُعْبَة الصغير لإتقانه ومعرفته. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: هُشَيْمًا، وأبا بَكْر بْن عَيَّاش، وعبد اللَّه بْن إدريس، وابن عَلَيْهِ، وزياد بْن عَبْد اللَّه البكّائيّ، وعباد بْن العوام، وعلي بْن غراب، ومروان بْن شجاع الجزري، ومعتمر بن سليمان، وخلقاً.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، والترمذي، النسائي، وأَحْمَد بْن أَبِي القاسم [ص:86] عَبْد اللَّهِ بْن محمد البغوي، وأبوه، وأحمد بن علي الجوزجاني، وأبو بكر بن أبي داود، وعمر بن بجير، وابن خزيمة، وابن صاعد، ومحمد بن المسيب، والمحاملي. ومن القدماء أحمد بن حنبل.
قال أبو إسحاق الأصبهاني، وهو إن شاء الله ابن أورمة: ليس علي بسيط الأرض أحد أوثق من زياد بن أيوب.
وقال أبو حاتم: صدوق.
قال الإمام أحمد: اكتبوا عنه، فإنه شعبة الصغير.
وقال السراج: سمعته يَقُولُ: مولدي سنة ستٍّ وستّين ومائة. وطلبتُ الحديث سنة إحدى وثمانين.
قلت: مات فِي ربيع الأوّل سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
وبين سِبْط السِّلَفيّ وبينه أربعة أنْفُس. وقد عاش بعده أربعمائة سنة، وهذا نهاية العلو.(6/85)
221 - ق: زُهَير بْن محمد بْن قُمَيْر بْن شُعْبَة، أَبُو محمد المَرْوزِيّ، ويقال: أَبُو عَبْد الرَّحْمَن [الوفاة: 251 - 260 ه]
نزيل بغداد، وأحد الثقات العُبَّاد.
سَمِعَ: أَبَا النَّضْر، ورَوْح بْن عُبَادة، وعبد الرّزّاق، وسُنَيْد بْن دَاوُد، وعُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، وخلْقًا.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وأَحْمَد بْن عَمْرو البزّار، وعمر بن بجير، وابن صاعد، والمحاملي، والحسين بن يحيى بن عياش القطان، وآخرون.
قال محمد بن إسحاق السراج: ثقة مأمون.
وقال الخطيب: كان ثقة، صادقا ورعا زاهدا. انتقل في آخر عمرة من بغداد إلى طرسوس فرابط بها إلى أن مات.
وقال أَبُو القاسم البَغَوِيّ: ما رَأَيْت بعد أَحْمَد بْن حنبل أفضل من زُهَير بْن قُمَيْر. سمعته يَقُولُ: أشتهي لحمًا من أربعين سنة ولا أكله حتى أدخل الرّوم. فأكله من مغانم الرُّوم.
قَالَ: وحدثني ولده محمد بْن زُهَير قَالَ: كَانَ أَبِي يجمعنا فِي وقت [ص:87] ختْمه القرآن فِي شهر رمضان فِي كلّ يوم وليلة ثلاث مرات، تسعين ختمة في شهر رمضان.
مات في سنة ثمان وخمسين.
وقيل: مات في آخر سنة سبع.(6/86)
222 - ع: زياد بْن يحيى بْن زياد بْن حسّان، أَبُو الخطّاب الحسّانيّ النُّكْريّ العَدنيُّ، ثمّ البَصْريُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: مُعْتمر بْن سُلَيْمَان، وعبد الوهّاب الثَّقفيّ، ومحمد بْن سَواء، ونوح بْن قيس، وحاتم بْن وردان، وجماعة.
وَعَنْهُ: السِّتّة، وابن أَبِي عاصم، وزكريّا السّاجيّ، وأبو عَرُوبة، وابن جرير، وابن خُزَيْمَة، وخلْق آخرهم أَبُو رَوْق الهِزّانيّ.
وثقه جماعة.
وتوفي سنة أربع وخمسين.(6/87)
223 - ع سوى م: زيد بْن أَخزم، أَبُو طَالِب الطّائيّ البَصْريُّ الحافظ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: يحيى بْن سعَيِد القطان، ومُعَاذ بْن هشام، وعبد الرَّحْمَن بْن مهديّ، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: الجماعة سوى مُسلْمِ، وأبو عَرُوبة الحرّانيّ، وعبد الله بْن محمد بْن وَهْبُ الدِّينَوَرِيّ، وأبو القاسم البَغَوِيّ، وابن صاعد، والمَحَامِليّ وخلْق.
وثقَّه النَّسائيّ.
وذبحته الزَّنْج لمّا هجموا البصرة، وقتلوا أهلها سنة سبع وخمسين.(6/87)
224 - زيد بْن خَرَشَة بْن زيد، أَبُو الْحَسَن الذُّهْليّ الأصبهاني، الفقيه [الوفاة: 251 - 260 ه]
الَّذِي تولّى مناظرة أَبِي الوليد الكِنانيّ فِي مجلس عَبْد العزيز بْن دُلَف.
سَمِعَ: مُسلْمِ بْن إِبْرَاهِيم، والقَعْنَبيّ، والحُمَيْديّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بْن الْحُسَيْن الْأَنْصَارِيّ، وأبو بَكْر الجاروديّ، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن سالم الأصبهانيون.(6/87)
-[حَرْفُ السِّينِ](6/87)
225 - سختويه بْن مازيار، أَبُو عَلِيّ النَّيسابوري. [الوفاة: 251 - 260 ه][ص:88]
كَانَ مَجُوسيًا فأسلم عَلِيّ يد المأمون وهو شاب.
وَسَمِعَ الكثير، وعني بالعلم، وحج، وسمع بالحجاز، والعراق، وخراسان.
وَحَدَّثَ عَنْ: النَّضْر بْن شُمَيْل، ووَكِيع، ومالك بْن سُعَيْر، وجعْفَر بْن عَوْن، ومسلم بْن قُتَيْبة، وعبد المجيد بْن أَبِي رَوّاد، وطائفة.
وَعَنْهُ: إمام الأئمة ابن خزيمة، وأبو حامد بن الشَّرْقيّ، ومكّيّ بْن عَبْدان، وأبو حامد بْن بلَال، وآخرون.
ذكره أبو عبد الله الحاكم فقال: محدث، كبير مسند، مفيد، صدوق، توفي سنة خمس وخمسين وله غرائب.(6/87)
226 - السري بن عاصم، أبو سهل الهَمَدانيّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
أحد الضعفاء.
سَمِعَ: عيسى بْن يونس، وحفص بْن غِياث.
وَعَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن خِراش وقال: كذّاب؛ والقاضي المَحَامِليّ.
توفي سنة ثمان وخمسين.(6/88)
227 - السَّري بن المُغَلِّس، أبو الحسن السَّقَطِيُّ البَغْداديُّ الزاهد. [الوفاة: 251 - 260 ه]
علم الأولياء في زمانه. صحب معروفا الكرخي،
وَحَدَّثَ عَنْ: الفُضَيْل بْن عَياض، وهُشَيْم، وأبي بَكْر بْن عَيَّاش، وعلي بْن غراب، ويزيد بْن هارون.
وَعَنْهُ: أَبُو الْعَبَّاس بْن مسروق، والْجُنَيْد بْن محمد، وأبو الحسين النُّوريّ، وإِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه المُخَرّميّ.
قَالَ عَبْد اللَّه بن شاكر، عَنْ سَرِيّ السَّقَطيّ قَالَ: صلَّيت وِرْدي ليلةً ومددتُ رِجْلي فِي المحراب، فنوديتُ: يا سَرِيّ كذا تُجالس الملوك. فضممت رجلي ثم قلتُ: وعزَّتك لَا مددتها.
وقال أَبُو بَكْر الحربيّ: سَمِعْتُ السّرِيّ يَقُولُ: حمدتُ اللَّه مرّةً، فأنا أستغفر اللَّه من ذلك الحمد منذ ثلَاثين سنة. قِيلَ: وكيف ذاك؟ قَالَ: كَانَ لي دُكّان فِيهِ مَتَاع، فاحترق السُّوق، فلقيَني رجل، فقال: أبشر، فقلت: مه، فقال: دُكّانُك سَلِمَتْ. فقلت: الحمد لله. ثمّ إني فكّرت فرأيتها خطيئة.
وقيل: إنّ السري رَأَى جاريةً سقط مِن يدها إناءٌ فانكسر، فأخذ من دُكّانه إناءً، فأعطاها عِوَض المكسور. فرآه معروف فقال: بغض اللَّه إليك الدُّنيا.
قَالَ السري: هذا الَّذِي أَنَا فِيهِ من بركات معروف. [ص:89]
وقال الْجُنَيْد: سَمِعْتُ سَرِيًّا يَقُولُ: أشتهي منذ ثلَاثين سنة جَزَرَة أَغْمِسُها فِي دِبْس وآكلها، فما تصحّ لي.
وسمعت السّرِيّ يَقُولُ: أحبّ أن آكل أكلةً لَيْسَ لله عَليَّ فيها تَبِعَة، ولا لمخلوقٍ فيها مِنَّةٌ، فما أجد إلى ذَلِكَ سبيلَا.
ودخلتُ عَلَيْهِ وهو يجود بنفسه، فقلت: أَوْصِني. قَالَ: لَا تصحب الأشرار، ولا تشتغلن عن الله بمجالسة الأخيار.
وقال الفرخاني: سمعتُ الْجُنَيْد يَقُولُ: ما رَأَيْت أعبد لله من السري، أتت عليه ثمان وتسعون سنة ما رُئيَ مُضْطَجِعًا إلَا فِي علّة الموت.
وقال الْجُنَيْد: سَمِعْتُ السّرِيّ يَقُولُ: إنيّ لأنظر إلى أنفى كل يومٍ مرارًا مخافة أنْ يكون وجهي قد أسودّ.
وسمعته يَقُولُ: ما أحبّ أن أموت حيث أُعْرَف، أخاف أن لَا تقبلني الأرض فأفتَضِح.
وسمعته يَقُولُ: فاتني جزء مِن وِرْدي لَا يمكنني أن أقضيه أبدًا، يعني: ما لهُ وقتٌ قطّ لقضائه لَاستغراق أوقاته.
قَالَ السُّلَميّ: السّرِيّ أوّل من أظهر لسان التوحيد ببغداد، وتكلّم فِي علوم الحقائق. وهو إمام البغدادّيين فِي الإشارات.
قلت: ومن أصحابه: الْعَبَّاس بْن يوسف الشَّكَليّ، ومحمد بْن الفضل بْن جَابرِ السَّقَطيّ، والْجُنَيْد، وآخرون.
تُوُفّي فِي رمضان سنة ثلاث وخمسين؛ وقيل: إحدى؛ وقيل: سنة سبْعٍ وخمسين.(6/88)
228 - السّرِيّ بْن مِهْران، أَبُو سهل الرَّازيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
نزيل زَنْجان.
عَنْ: حسين الْجُعْفيّ، ومحمد بْن عُبَيْد، وجماعة.
قَالَ ابن أبي حاتم: رأيته وكان صدوقًا.(6/89)
229 - سعْد بْن مُعَاذ، أَبُو عصْمَة المَرْوزِيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
تُوُفّي بَمْرو سنة ثلَاثٍ وخمسين فِي ذي الحجة. [ص:90]
سَمِعَ: عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن شقيق، وعبد العزيز بْن أَبِي رزْمة. روى عَنْهُ: أَبُو رجاء محمد بْن حَمْدَوَيْه، وأهل مَرْو.(6/89)
230 - سعَيِد بْن أيّوب بْن مُوسَى الهَمَدانيُّ الْبُخَارِيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أَبِي معاوية، ووَكِيع، وأسباط بْن محمد، وطائفة.
وَعَنْهُ: إسحاق بن أحمد بن خلف، وحفيده محمد بْن حمدان بْن سعَيِد.
تُوُفّي فِي رجب سنة إحدى وخمسين ببُخَارَى.(6/90)
231 - سعَيِد بْن بحر القَرَاطِيسيّ البَغْداديُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
ثقة، مُسنْد.
سَمِعَ: عَبِيدَة بْن حُمَيْد، والْحُسَيْن الْجُعْفيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، والمَحَامِليّ.
تُوُفّي سنة ثلَاثٍ وخمسين.(6/90)
232 - سعَيِد بْن رحمة بْن نُعَيْم المصِّيصيّ، أَبُو عثمان. [الوفاة: 251 - 260 ه]
راوي كتاب " الجهاد " عَنِ ابن المبارك.
رَوَى عَنْ: ابن المبارك، وأبي إِسْحَاق الفَزَاريّ، ومحمد بْن حِمْيَر الحمصيّ، وغيرهم.
وَعَنْهُ: محمد بن سفيان المصيصي الصفار، ومحمد بن المسيب الإسفنجي الأرغياني، وأحمد بن جوصا.
قال ابن حبان: يروي ما لم يتابع عليه. لَا يجوز الاحتجاج بِهِ.(6/90)
233 - سعَيِد بْن عَبْد اللَّه، أبو صالح الهَمَدانيّ السَّوّاق. الرّجل الصالح. [الوفاة: 251 - 260 ه]
أحد حُفّاظ الحديث. رحل وطوّف،
وسَمِعَ: يزيد بْن هارون، وعبد الرّزّاق، والفِرْيابيّ، وعبد الله بن جعفر الرقي، ومحمد بن عبيد الطنافسي، وخلقا.
وَعَنْهُ: محمد بن هارون الروياني، وعبد العزيز بن محمد الحارثي، وجماعة.(6/90)
234 - ن: سعيد بن عبد الرحمن، أَبُو عثمان البَغْداديُّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
نزيل أنطاكية.
عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن أَبِي أُوَيْس، ومحبوب بن موسى الفراء.
وَعَنْهُ: النسائي، [ص:91] وميمون بْن أَحْمَد المؤدّب، وحاجب بن أركين الفرغاني.(6/90)
235 - سعيد بن عيسى الكُرَيْزيُّ البَصْري. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: معتمر بن سليمان، ويحيى القطان، وجماعة.
وَعَنْهُ: الحسن بن محمد بن شعبة، وأبو عبيد القاسم المحاملي.
قال الدارقطني: ضعيف.(6/91)
236 - خ ق: سعيد بن مروان، أبو عثمان البَغْداديُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: أَبَا نُعَيْم، والقَعْنَبيّ، وجماعة. وسكن نَيْسابور.
رَوَى عَنْهُ: البخاري، وابن ماجه، ومحمد بْن إِسْحَاق بْن خُزَيْمَة، ومحمد بْن المسيب الأرغياني، وزكريّا بْن دَاوُد الخفّاف، ومحمد بْن سُلَيْمَان بن فارس، وأبو علي محمد بن علي بن عمر المذكر.
توفي في نصف شعبان سنة اثنتين وخمسين.
روى البخاري عنه حديثا مقرونا بغيرة، عَنْ محمد بْن عَبْد العزيز بْن أَبِي رِزْمة. وروى عنه ابن ماجه حديثًا عَنْ أَحْمَد بْن يونس.(6/91)
237 - سعَيِد بْن محمد بْن ثواب البَصْريُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أزهر السَّمَّان، ومؤمّل بْن إِسْمَاعِيل، وجماعة.
وَعَنْهُ: يحيى بْن محمد بْن صاعد، والمَحَامِليّ، وعَبْد اللَّه بْن ناجية، ومحمد بن المسيب الأرغياني.(6/91)
238 - د: سعيد بن نُصَيْر، أبو عثمان البَغْداديُّ الوَرَّاق، [الوفاة: 251 - 260 ه]
نزيل الثَّغر والرَّقَّة.
عَنْ: سُفْيَان بْن عيينة، ووكيع، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، وأبو شُعَيب الحرّانيّ، والحسن بْن أَحْمَد بْن فيل، ومحمد بْن إبراهيم البوشنجي، وأبو عَبْد الرَّحْمَن النَّسائيّ فِي غير " سُنَنِه "، وأبو عَبْد الملك أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم البُسْريّ، ومحمد بْن يحيى بْن كثير الحرّانيّ، وقد روى هُوَ عَنْهُ. ومن شيوخه: مبشّر بْن إِسْمَاعِيل الحلبيّ، وأبو أسامة، ورَوْح بْن عُبَادة.
وله: كتاب " البكاء "، وكتاب " العوائد ". وغير ذلك في الرقائق.
وبقي إلى بعد الخمسين ومائتين.(6/91)
239 - سعيد بن هاشم الكاغدي السمرقندي. [الوفاة: 251 - 260 ه][ص:92]
عَنْ: عمرو بن عاصم الكلابي، وقُبَيْصَة، وأبي الوليد الطَّيَالِسيّ.
تُوُفّي سنة تسعٍ وخمسين.(6/91)
240 - سعَيِد بْن يزيد بْن مَعْيوف الحَجُوريُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: عَمْرو بْن هاشم البَيْروتيّ، وعَلِيّ بْن عياش.
وَعَنْهُ: ابن جوصا، ومحمد ابن العباس ابن الدَّرَفْس، وجعفر بْن دَرَسْتَوَيه، وقال: كَانَ ثقة، مِن الأبدال.(6/92)
241 - سعيد بْن يزيد، أَبُو عثمان التَّيْميُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: عيسى بْن يونس، وابن عَلَيْهِ، والوليد بْن مُسلْمِ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر إِسْمَاعِيل بْن محمد بْن إِسْمَاعِيل الرّازيّ.
شيخٌ مُعَمِّر لِقيَه الحاكم، لم أرَه فِي كتاب ابن أَبِي حاتم.(6/92)
242 - سَلَمَةُ بْن أَحْمَد بْن أَبِي نافع، أَبُو طَالِب المُرِّيّ المَوْصِليّ الفقيه المفتي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
يروي عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن أَبِي أُوَيْس، وأَحْمَد بْن يونس، وسعيد بْن منصور، وعلي بْن الجعد.
رَوَى عَنْهُ: محمد بْن جامع الصّائغ، وغيره مِنَ المَوَاصِلَة.
ومات بعد الخمسين.(6/92)
243 - سَلَمَةُ بْن مكمّل المُدْلِجِيّ المِصْريُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
من: شيوخ مصر، تُوُفّي فِي رجب سنة خمسٍ وخمسين.
آخر من حدَّث عَنْهُ أَحْمَد بْن محمد بن يحيى بْن جرير.(6/92)
244 - ت ق: سَلْم بْن جُنَادَةُ بْنُ سَلْمِ بْنِ خَالِدِ بْنِ جَابِرِ بْن سَمُرَة، أَبُو السّائب العامريّ السُّوائيّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: أَبَاهُ، وعبد اللَّه بْن إدريس، وحفص بْن غِيَاث، وجماعة.
وَعَنْهُ: الترمذي، وابن ماجه، ومحمد بن جرير، والقاضي المحاملي، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومُحَمَّد بْن مخلد، وجماعة.
قال النسائي: كوفي صالح.
وقال البرقاني: ثقة. [ص:93]
وقال السراج: قَالَ لي: وُلدتُ سنة أربعٍ وسبعين ومائة. وعاش ثمانين سنة.(6/92)
245 - السَّلْم بْن يحيى، أَبُو سعَيِد الطّائيّ الحجراويّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: مروان بْن معاوية الفَزَاريّ، وسُوَيْد بْن عَبْد العزيز. وكان عَالِيّ الإسناد. روى عَنْهُ: محمد بْن خُرَيْم المُرِّيّ، وابن جَوْصا، وأبو الدَّحْداح أَحْمَد بْن محمد، وآخرون.
قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.
وروي أنّ النّاس كانوا يتلَقَّونه يوم الجمعة إذا دخل البلد إلى باب جيرون يحترمونه ويُبَجِّلونه ويدخلون بِهِ الجامع.(6/93)
246 - سُلَيْمَان بْن بَشار الخُرَاسانيّ، أَبُو أيّوب. [الوفاة: 251 - 260 ه]
حدَّث بمصر عَنْ: هُشَيْم، وابن المبارك، وسفيان بن عيينة.
رَوَى عَنْهُ: جماعة آخرهم عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الرشديني.
توفي في شعبان سنة تسع وخمسين ومائتين، وهو آخر من حدَّث عَنْ هُشَيْم بالدّيار المصرية. ولم يذكره ابن أبي حاتم، ولا الحاكم أَبُو أَحْمَد، ولا الحاكم أبو عبد الله. وعداده في الضعفاء.(6/93)
247 - د ن: سليمان بن داود بن حماد أخو رِشْدِين ابنَيْ سعد أَبُو الربيع المَهْريّ المِصْريُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن وَهْبُ، وإدريس بْن يحيى الزّاهد، وأشْهب الفقيه، وعبد الملك بْن الماجِشُون، وعبد اللَّه بْن نافع.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، ووثقه، وعمر البُجَيْريّ، وإبراهيم بن متويه، ومحمد بن زبان، وآخرون.
وقرأ القرآن على ورش؛ قرأ عليه: أبو بكر محمد بن عبد الرحيم الأصبهاني، وغيره. وكان من جلة المقرئين وعبادهم ومسنديهم، لكن لم تشتهر طريقه.
توفي سنة ثلاث وخمسين في أول ذي القعدة، قاله ابن يونس. وقال: كان زاهدا، وكان فقيها على مذهب مالك. ولد سنة ثمان وسبعين ومائة. [ص:94]
وقال أبو داود السجستاني: قَلَّ من رَأَيْت فِي فضله.(6/93)
248 - سُلَيْمَان بْن دَاوُد، أَبُو أَحْمَد الثَّقفيّ الرّازيّ القزاز. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: ابن عُيَيْنَة، وابن نُمَيْر، ومعن بْن عيسى.
وَعَنْهُ: أبو حاتم، وابنه عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم وقال: ثقة؛ وأبو نُعَيْم عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بْن عدِيّ، وأحمد بْن محمد بن معاوية الكاغدي، وهو آخر من حَدَّثَ عنه.(6/94)
249 - ت: سُلَيْمَان بْن عَبْد الجبار بْن زُرَيْق السَّامرِّيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: سعَيِد بْن عامر الضُّبَعيّ، وعثمان بْن عمر بْن فارس.
وَعَنْهُ: الترمذي، وعبد اللَّه بْن ناجية، وابن صاعد، وجماعة.
وقال أبو حاتم: سَمِعْتُ حَجّاج بْن الشاعر يبالغ في الثناء عليه.(6/94)
250 - د: سُلَيْمَان بْن عَبْد الرحمن بْن حمّاد، أَبُو داود التّيميّ الطَلْحيّ الكُوفيُّ التّمّار. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وعمرو بن حماد القناد.
وَعَنْهُ: أَبُو داود، وأبو زُرْعَة، وابن أَبِي عاصم، وغيرهم.
مات فِي ذي القِعْدة سنة اثنتين وخمسين.(6/94)
251 - سُلَيْمَان بْن محمد بْن سُلَيْمَان، أَبُو أيّوب الرُّعَيْنيّ الحمصيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: بقيّة بْن الوليد.
وَعَنْهُ: سعَيِد بْن عَمْرو البَرْذَعيّ.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: تُوُفّي قبل قدومي حمص بدون سنة.(6/94)
252 - م ت ن: سليمان بن معبد، أَبُو دَاوُد السِّنْجيُّ المَرْوزِيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
وسَنْج من قُرَى مَرْو.
سَمِعَ: النَّضْر بْن شُمَيْل، وعبد الرّزّاق، وعبد اللَّه بْن يوسف التنيسي، وطائفة.
وَعَنْهُ: مسلم، والترمذي، والنسائي، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن حَمْدَوَيْه المَرْوزِيّ، وخلْق.
وكان محدثًا حافظًا نَحْويًّا فصيحاً. [ص:95]
تُوُفّي بَمْرو فِي سنة سبْعٍ وخمسين فِي ذي الحجة.(6/94)
253 - سُلَيْمَان بْن نصر، أَبُو أيّوب المُرِّيّ الغَطَفَانيّ الأندلسيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
رَوَى عَنْ: يحيى بْن يحيى، وسعيد بْن حسّان، وعبد الملك بْن حبيب، وأَبِي مُصْعَب الزُّهْريّ، وطائفة.
مات بالأندلس.(6/95)
254 - سليم بن مجاهد بن بعيش، بباء موحدة يشتبه بيعيش، أَبُو عُمَر الْبُخَارِيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
رحل وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي عَبْد الرَّحْمَن المقرئ، وعبد اللَّه بْن رجاء الغُدّانيّ، والقَعْنَبيّ.
وَعَنْهُ: ابنه المحدث مهيب بْن سُلَيْم.
تُوُفّي سنة خمسٍ وخمسين.(6/95)
255 - د ن: سهل بن صالح، أبو سعيد الأنطاكي البزار. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أبي خالد الأحمر، وأبي معاوية الضّرير، وغيرهما.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وابن جَوْصا، وإبراهيم بن متويه الأصبهانيّ، وأبو حاتم وقال: ثقة، والحَسَن بن أحمد بن فيل، وجماعة.(6/95)
256 - د ن: سهل بْن محمد، أَبُو حاتم السِّجِسْتانيّ المقرئ اللُّغَويّ الإمام. [الوفاة: 251 - 260 ه]
إمام جامع البصرة. صاحب المصنفات.
أخذ عَنْ: أبي عُبَيْدة، وأبي زيد الْأَنْصَارِيّ، والأصمعيّ، ووَهْبُ بْن جرير، ويزيد بن هارون، وأبي عامر العقدي، وقرأ القرآن على يعقوب الحضرمي. وحمل الناس عنه القرآن والحديث والعربية.
رَوَى عَنْهُ: أبو داود، والنسائي، والبزار فِي " مُسْنَدة "، ويحيى بْن صاعد، [ص:96] ومحمد بْن هارون الرُّويانيّ، وابن خُزَيْمَة. وتخرّج بِهِ محمد بْن يزيد المبرد، وأبو بَكْر بْن دُرَيْد. وحدَّث عَنْهُ حفّاظ، وخلْق أخرهم أبو روق الهزاني.
وكان جماعة للكتب يتجر فيها. وله يد طُولَى فِي اللُّغة والشِّعْر والعروض، واستخراج المغمى. ولم يكن حاذقًا فِي النَّحْو.
قَالَ أَبُو حاتم السجستاني: كنت عند الأخفش وعنده التُّوَّزيّ فقال: ما صنعت فِي كتاب " المذكّر والمؤنثّ "؟ قلت: قد عملتُ فِي ذَلِكَ. قَالَ: فما تَقُولُ فِي الفِرْدَوْس؟ قلت: ذَكَر. قَالَ: فإنّ اللَّه يَقُولُ: {الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}. قلت: ذهبَ إلى الجنّة. فقال التُّوَّزيّ: يا غافل، أما تسمعهم يقولون: إنّ لك الفِرْدوس الأعلى؟ فقلت: يا نائم، الأعلى هاهنا افعلْ. وليس بفَعْلي.
ولأبي حاتم كتاب " إعراب القرآن "، وكتاب " ما يلحن فيه العامّة "، وكتاب " المقصور والممدود "، وكتاب " المقاطع والمبادئ "، وكتاب " القراءات "، وكتاب " الفصاحة "، وكتاب " الوحوش "، وكتاب " اختلَاف المصاحف "، وغير ذَلِكَ. وكان كثير التصانيف.
تُوُفّي سنة خمسين. وقيل: فِي آخر سنة خمسٍ وخمسين، وله ثلَاثٌ وثمانون سنة.
قَالَ: قرأت كتاب سِيبَوَيْه عَلَى الأخفش مرَتين.
وقد كَانَ فِي أَبِي حاتم دُعابة الأدباء.(6/95)
-[حَرْفُ الشِّينِ](6/96)
257 - خ: شجاع بن الوليد، أبو الليث البخاري. [الوفاة: 251 - 260 ه]
مؤدِّب الأمير حسن بْن العلَاء السَّعْديّ.
رحل وسَمِعَ: عَبْد الرّزّاق، والنَّضْر بْن محمد، وعُبَيْد الله بن موسى، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، وأحمد بْن عَبْده الآمُليّ، وسهل بن شاذويه البخاري.(6/96)
258 - شعيب بن عبد الحميد بن بسطام الواسطي الطحان. [الوفاة: 251 - 260 ه][ص:97]
عَنْ: سعيد بن عامر، ويزيد بن هارون، ومؤمل بن إسماعيل.
وَعَنْهُ: أسلم بن سهل، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وقال: صدوق.(6/96)
259 - شُفَيع بْن إِسْحَاق، بالضّمّ، أَبُو صالح الْبُخَارِيّ المحتسب. [الوفاة: 251 - 260 ه]
رَوَى عَنْ: خاقان، وأبي حفص أَحْمَد بن حفص، ومحمد بن سلام، وحبان بْن مُوسَى.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بْن عَبْد الواحد بْن رُفَيد، وعَبْدان بْن يوسف، وخَلَف بْن محمد بن مهيل.
مات سنة سبع وخمسين.
مِنَ " الإكمال ".(6/97)
260 - شِمْر بْن حَمْدُوَيْه، أَبُو عَمْرو اللُّغَويّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
أديب خُراسان.
كَانَ رأسًا فِي العربية والآداب.
قِيلَ: أَنَّهُ صنَّف كتاب " غريب الحديث " فِي قدْر " غريب الحديث " الّذي لأبي عُبَيْد مرّات. و
كان كاتب الحُكم لأحمد بْن حُرَيْش القاضي بَهَراة.
وكان مِن أئمّة السنة والجماعة.
رَوَى عَنْ: عَبْد الصّمد بْن حسّان، والنَّضْر بن شميل، وابن الأعرابي، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: أحمد بن محمود بن مقاتل.
وتوفي سنة ست وخمسين، أو سنة خمس.(6/97)
-[حَرْفُ الصَّادِ](6/97)
261 - صالح بْن أَبِي صالح عَبْد اللَّه بْن صالح المِصْريُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وابن وَهْبُ، وعبد الرحمن بن القاسم، وعمر بْن راشد.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيم بْن محمد بْن مَتُّوَيه، وعلي بْن أحمد علَان المِصْريُّ، وآخرون.
توفي سنة ثلاث وخمسين في رمضان.(6/97)
262 - ق: صالح بن الهيثم الواسطيُّ، أبو شُعَيْب الصيرفيُّ الطَّحَّان. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: فضيل بن عياض إن صح، وعَبْد القُدُّوس بْن بَكْر بْن خُنَيْس، وشاذّ بْن فَيّاض، وإِبْرَاهِيم بْن رُسْتُم المَرْوزِيّ.
وَعَنْهُ: ابن ماجه حديثًا، وعلي بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد، وقال: صدوق؛ ومحمد بْن حمزة بْن عُمارة الأصبهاني، وعبد الله بن أحمد شوذب.(6/97)
263 - صُرَد بْن حمَّاد، أَبُو سهل الصَّيْرفيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أبي قطن، وبكر بن بكار، وغيرهما،
وَحَدَّثَ ببغداد؛
رَوَى عَنْهُ: إِسْمَاعِيل الوَرَّاق، ومحمد بْن مَخْلَد.
قَالَ الخطيب: ما علمت من حاله الا خيراً.(6/98)
264 - ن: صفوان بن عمرو الحمصي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أَحْمَد بْن خَالِد الوهْبيّ، وأبي المغيرة، وعلي بن عياش، وجماعة.
وَعَنْهُ: النسائي، ومحمد بْن أَحْمَد بْن راشد بْن مَعْدان الأصبهاني، ومحمد بن عبد الله مكحول البيروتي.
قال النسائي: لا بأس به.(6/98)
-[حَرْفُ الطَّاءِ](6/98)
265 - طاهر بْن خَالِد بْن نزار الْأيْليّ، أَبُو الطَّيْب، [الوفاة: 251 - 260 ه]
نزيل سامرّاء.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وآدم بْن أَبِي إياس.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، وإسماعيل الوَرَّاق، ومحمد بْن مَخْلَد، ومحمد بْن جعْفَر المَطِيريّ.
قال ابن أبي حاتم: صدوق.
قلت: توفي سنة ستين، وقيل: سنة ثلاث.
وحديثه يقع عاليًا فِي " جزء ابن مَخْلَد " الذي عند ابن اللتي.(6/98)
266 - ن: طليق بْن محمد بْن السَّكن، أَبُو سهل الواسطي البزاز. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أَبِي معاوية، وعَبْد اللَّه بْن نُمَيْر، ويزيد بن هارون.
وَعَنْهُ: النسائي، وابن خُزَيْمَة، وعمر البُجَيْريّ، وأحمد بْن عَمْرو البزار، وعلي بن عبد الله بن مبشر، ومحمد بن المسيب الأرغياني.
ذكره ابن حبان في " الثقات ".(6/98)
-[حَرْفُ الْعَيْنِ](6/98)
267 - عامر بن شعيب الأرغياني الإسفنجي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وعيسى بْن يونس أحاديث ساقطة.
وَعَنْهُ: أبو عوانة الإسفراييني، ومحمد بْن المُسَيَّب الْأرْغِيانيّ، ومحمد بْن حفص الجويني.(6/98)
268 - ق: الْعَبَّاس بْن أَبِي طَالِب جعْفَر بْن عَبْد الله بن الزبرقان، أبو محمد البَغْداديُّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
مولي آل الْعَبَّاس.
وله أخَوان: الفضل ويحيى.
سَمِعَ: يحيى بن أبي بُكْير، وهوذة، والحسن بْن مُوسَى الأشيَب، وشَبَابة والقعنبي، وطائفة.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وعمر البُجَيْريّ، وابن صاعد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بْن مَخْلَد، وخلْق.
قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.
قلت: مات فِي عاشر جُمَادَى الآخرة سنة ثمان وخمسين.(6/99)
269 - الْعَبَّاس بْن الْحَسَن البلْخيّ، ثمّ البَغْداديُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر، وعبد اللَّه الخُرَيْبيّ.
وَعَنْهُ: ابن مَخْلَد العطّار، والقاضي المَحَامِليّ.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين.(6/99)
270 - الْعَبَّاس بْن سعَيِد، أَبُو الفضل المِصْريُّ الخواص. [الوفاة: 251 - 260 ه]
قال ابن يونس: روى عَنِ ابن وَهْب، ومات سنة تسع وخمسين.(6/99)
271 - د: الْعَبَّاس بْن الفَرَج، أَبُو الفضل الرّياشيّ البَصْريُّ النَّحْويّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
صاحب العربيّة.
أخذ عَنْ: الأصمعيّ، وأبي عبيدة بن المثنى، وأبي دَاوُد الطَّيالِسيّ، وعبد الله بْن بَكْر السَّهْميّ، وأبي عاصم النبيل، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو داود تفسير لغةٍ، وإِبْرَاهِيم الحربيّ، وابن أَبِي الدُّنيا، ومحمد ابن يزيد المبرّد، وابن دُرَيْد، ومحمد بْن أَبِي الأزهر، وأبو خليفة الجّمَحيّ، وأبو عَرُوبة الحرّانيّ، وإمام الأئمة ابن خُزَيْمَة، وخلْق آخرهم أَبُو رَوْق الهزّانيّ.
وكان مِن الأدب واللُّغة بِمحلٍّ عالٍ. كَانَ يحفظ كُتُب أَبِي زيد الْأَنْصَارِيّ وكتبَ الأصمعيّ كلّها. وقد قرأ " كتاب سِيبَوَيْه " عَلَى أَبِي عثمان المازنيّ، فكان المازنيّ يَقُولُ: قرأ عَلِيّ الريّاشيّ الكتاب، وهو أعلم بِهِ مني. [ص:100]
ذكر الخطيب فِي ترجمته بعد أن وثقَّه أنّ الزَّنْج قتلته بالبصْرة سنة سبْعٍ فيمن قَتَلُوا، وكان قائمًا يصلّي الضُّحى فِي مسجده - رحمه الله - فلم يدفن إلا بعد زمن.(6/99)
272 - ق: الْعَبَّاس بْن يزيد بْن أَبِي حبيب البَصْريُّ البحراني. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ويزيد بْن زُرَيْع، ومعتمر بْن سُلَيْمَان، وزياد البكّائي، وغُنْدَر، وطائفة.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وابن أَبِي حاتم، والقاضي المَحَامِليّ، ومحمد بْن مَخْلَد، وإِسْمَاعِيل الوَرَّاق، وخلْق.
وكان ثقة حافظًا.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين.
وكان يُلَقَّب عبّاسُوَيْه. ولي قضاء همذان مدّةً.(6/100)
273 - عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن شَبوَيْه، الحافظ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن المَرْوزِيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: أَبَاهُ، وعَبْدان عَبْد اللَّه بْن عثمان، وعَلِيّ بْن الْحَسَن بْن شقيق، وآدم بْن أَبِي إياس، وأبا اليمان، وخلْقًا سواهم.
وَعَنْهُ: أبو بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، وابن صاعد، وأبو حامد الحضرمي، وزكريا الناقد، وطائفة.
قيل: توفي سنة ست وخمسين، وهو أشبه. ويقال: مات سنة خمسٍ وسبعين، وهو بعيد.(6/100)
274 - عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن زُكَيْر بْن غَزْوان الحنفيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أَسْباط بْن محمد، وجعْفَر بْن عَوْن، وجماعة.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: كتبنا من حديثه سنة ستٍّ وخمسين، ولم يقدَّرْ لنا السماع منه.(6/100)
275 - ق: عَبْد اللَّه بْن إِسْحَاق، أَبُو جعْفَر الواسطيّ الناقد. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: يزيد بْن هارون، ويحيى السَّيْلَحينيّ، ورَوْح بن عبادة، وأبي عاصم. [ص:101]
وَعَنْهُ: ابن ماجه، ومحمد بْن جرير، وبكر بْن أَحْمَد بْن مُقْبل الحافظ، وأبو بكر بن أبي داود، وجماعة.
ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي " الثِّقَاتِ ".(6/100)
276 - 4: عَبْدُ اللَّهِ بن إسحاق، أبو محمد الْبَصْرِيُّ الجوهري الملقب ببِدْعة؛ [الوفاة: 251 - 260 ه]
مستملي أبي عاصم النبيل.
رَوَى عَنْ: أَبِي عاصم، والحسين بن حفص الأصبهاني.
وَعَنْهُ: أبو داود والترمذي والنسائي، وابن ماجه، وعُمَر بْن بُجَيْر، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وآخرون.
تُوُفِّيَ سَنَة سبْعٍ وخمسين.(6/101)
277 - عَبْد اللَّهِ بْن إِسْمَاعِيل بْن يزيد بْن حُجْر، أَبُو عَمْرو البَيْروتيّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
ابن بنت الأوزاعيّ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، والوليد بْن مَزْيَد البَيْروتيّ.
وَعَنْهُ: أبو حاتم الرازي، وأحمد بن إبراهيم البسري، وابن جوصا، وغيرهم.(6/101)
278 - عبد الله بن الحسن بن حفص بن الفضل بن يحيى بن ذكوان، أبو محمد الهمداني الأصبهاني. [الوفاة: 251 - 260 ه]
رئيس أصبهان ووجيهها. وكان خيراً فاضلاً جليلاً، كانت الخلفاء يكاتبونه ويخاطبونه بمختار البلد.
رَوَى عَنْ: عمه الحسين بْن حفص، وبَكْر بْن بكّار. روى عَنْهُ: ابناه عُمَر ومحمد.
ومات سنة أربعٍ وخمسين.(6/101)
279 - د ت ق: عَبْد اللَّه بْن الحَكَم بْن أَبِي زياد القطواني الكُوفيُّ الدهقان، أبو عبد الرحمن. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: ابن عيينة، وزيد بن الحباب، وأبا داود الطيالسي، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وعُمَر بْن بُجَيْر، وابن خُزَيْمَة، وآخرون.
تُوُفّي سنة خمسٍ وخمسين. [ص:102]
قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.(6/101)
280 - عَبْد اللَّه بْن حمزة الزُّبَيْريّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
أخو إِبْرَاهِيم بْن حمزة.
مدنيّ وليس بالمشهور.
سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن نافع الصّائغ، وموسى بْن إِبْرَاهِيم الحزاميّ، وغيرهما.
وَعَنْهُ: محمد بْن إِسْحَاق بْن راهَوَيْه.
تُوُفّي سنة خمسٍ وخمسين.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: تُوُفّي قبل قدومنا المدينة بأشهر.(6/102)
281 - عَبْد اللَّه بْن خُبَيْق الأنطاكيُّ الزّاهد، [الوفاة: 251 - 260 ه]
صاحب يوسف بْن أسباط.
لَهُ كلَام حسن فِي التَّصَوُّف والمعاملة.
عُمَر زمانًا.
وَرَوَى عَنْ: شُعَيب بْن حَرْب، وحُذَيْفَة المَرْعَشيّ، ويوسف بن أسباط، والهيثم بن جميل، وحجاج الأعور.
رَوَى عَنْهُ: أبو طالب بن سوادة، وجعفر بن سوار، وأحمد بن محمد بن أبي موسى الأنطاكي، ومحمد بن عبد الله مطين، وغيرهم.
وَقَدْ رَوَى عَنْ يُوسُفَ، عَنِ الثَّوريّ، عَنِ ابْنِ المّنْكَدِر، عَنْ جَابِرٍ، رَفَعَهُ قَالَ: " مُدَارَاةُ النَّاسِ صَدَقَةٌ ". قَالَ الطَّبَرانيّ: لم يروه عَنِ الثَّوْريّ إلَا يوسف. تفرد بِهِ ابنُ خُبَيْق.
وروى ابن خُبَيْق، عَنْ يوسف بْن أسباط قَالَ: من أراد العز ومنازل الشهداء يوم القيامة فلْيُبْغِضْ حَمْدَ النّاس.
قَالَ ابن قانع: تُوُفّي سنة ستّين ومائتين.
وقلت: آخر أصحابة أَحْمَد بْن جَوْصا.(6/102)
282 - عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر بْن محمد بْن الزُّبَيْر، أَبُو القاسم الأُمَويّ الرّهاويّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وإِبْرَاهِيم بْن يزيد المكتب.
وَعَنْهُ: الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه القطّان، وعلي بن سراج المصري، وغيرهما.(6/103)
283 - ع: عَبْد اللَّه بْن سعَيِد بْن حُصَين، أَبُو سعيد الكندي الكُوفيُّ الأشج. [الوفاة: 251 - 260 ه]
محدث الكوفة وحافظها فِي عصره، ومُسْنَد وقته، لَهُ " التفسير " والتصانيف.
رَوَى عَنْ: هُشَيْم، وعبد اللَّه بْن إدريس، وحفص بْن غِيَاث، وإِبْرَاهِيم بْن أَعْين الشَّيْبانيّ، وأبي بَكْر بْن عَيَّاش، وعُقْبة بْن خَالِد السَّكُونيّ، ووَكِيع، وخلْق كثير.
وَعَنْهُ: السّتّة فِي كُتُبهم، وابن خُزَيْمَة، وأَبُو يَعْلَى، وابن أَبِي دَاوُد، وعمر بْن محمد بْن بُجَيْر، وهنّاد بْن السّرِيّ الصغير، وزكريّا السّاجيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم.
قَالَ أَبُو حاتم الرّازيّ: هو إمامُ أهلِ زمانه.
وقال محمد بْن أَحْمَد بْن بلَال الشَّطَويّ: ما رَأَيْت أحفظ منه.
وقال النسائي: صدوق.
قلت: توفي في ربيع الأول سنة سبع وخمسين، وقد نيَّفٍ عَلَى التسعين، وقعَ لي مِن عواليه.(6/103)
284 - عَبْد اللَّه بْن شبيب الرَّبعيّ، مولَاهُمُ المدنيّ الإخباريّ، أَبُو سعَيِد. [الوفاة: 251 - 260 ه]
رَوَى عَنْ: عَبْد العزيز الْأوَيْسيّ، وإِسْحَاق الفَرَويّ، وأبي جَابرِ محمد بْن عَبْد الملك، وإسماعيل بْن أَبِي أُوَيْس، وأيّوب بْن سُلَيْمَان بْن بلَال، وغيرهم.
وَعَنْهُ: الزُّبَيْر بْن بكّار وهو أكبر منه، وأَبُو زُرْعَة، وإِبْرَاهِيم الحربيّ وهما من أقرانه، وابن صاعد، ومحمد بْن مَخْلَد، والمَحَامِليّ، وجماعة آخرهم موتًا أَبُو رَوْق الهزاني.
وكان غير ثقة.
قَالَ فَضْلك الرّازيّ: يحلّ ضربُ عُنُقه. [ص:104]
وقال أَبُو أَحْمَد الحاكم: ذاهب الحديث.
قُلْتُ: كَانَ إخباريًا علَامة، حدَّث ببغداد وتُوُفّي بمكّة، ولم أظفر بتاريخ موته.(6/103)
285 - م د ت: عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الفضل بْن بَهْرام بْن عَبْد الصمد، أَبُو محمد التميمي الدارمي السمرقندي الْإمَام [الوفاة: 251 - 260 ه]
صاحب " المُسْنَد ".
وُلِد عام موت عَبْد اللَّه بْن المبارك. وكان مِن أوعيه العلم، يجتهد ولا يُقَلَّد.
سَمِعَ: النَّضْر بْن شُمَيْل، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَسَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضُّبَعِيُّ، وأبا النضر هاشم بن القاسم، ومحمد بن يوسف الفريابي، وجعفر بن عون، ووهب بن جرير، وزيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي، وأبا مسهر الغساني، وعثمان بن عمر بن فارس، وخلقاً كثيراً بخراسان، والشام، والعراق، ومصر.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، والترمذي، ومحمد بْن بشّار، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ وهما أكبر منه، والبخاري، وأبو زُرْعَة، والنَّسائيّ، وصالح جَزَرَة، وعَبْد اللَّه بْن أَحْمَد، وجعفر الفِرْيابيّ، ومُطَيَّن، وعيسى بْن عُمَر السَّمرْقَنْديّ، وجعْفَر بْن أَحْمَد بْن فارس الأصبهاني، وعُمَر البُجَيْريّ، ومكّيّ بْن محمد البلْخيّ الحافظ، والنَّسائيّ خارج كتابه، وخلْق من أهل بلده. ورحل إِلَيْهِ الحُفَّاظ مِنَ النواحي.
قَالَ أبو بَكْر الخطيب: هُوَ من بني دارم بْن مالك، كَانَ أحد الرحالين والحفاظ، موصوفاً بالثّقة والزُّهْد والورع.
قَالَ: واستُقْضيّ عَلَى سَمَرْقند فقضي قضيّة واحدة، ثمّ استعفي فأُعْفي. قَالَ: وكان عَلَى غاية العقل، وفي نهاية الفضل. يُضْرب بِهِ المَثَلُ فِي الدّيانة والحِلْم والاجتهاد والعبادة والتقلل. صنف " المسند "، و " التفسير "، وكتاب " الجامع ".
وقال أَبُو حاتم: ثقة صدوق. [ص:105]
وعن محمد بْن إِبْرَاهِيم الفقيه السَّمرْقَنْديّ: كنتُ عند أَحْمَد بْن حنبل فذكر الدّارِميّ فقال: ذاك السيد، عرض علي الكفر فلم أقبل، وعرض عَلَيْهِ الدُّنيا فلم يقبل.
وقال أَحْمَد بْن حامد السمرقندي: سمعت رجاء بن مرجى يقول: رأيت أحمد، وإسحاق، والشاذكوني، وعلي ابن المَدينيّ، فما رَأَيْت أحفظ من عَبْد اللَّه الدارمي.
وعن رجاء بن مرجى قَالَ: ما رَأَيْت أحدًا أعلم بحديث رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ.
وقال عبد الصمد بْن سُلَيْمَان البلْخيّ: سَأَلت أَحْمَد بن حنبل عن يحيى الحماني فقال: تركناه لِقَوْلِ عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن السَّمرْقَنْديّ؛ لأنّه إمام.
وعن محمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر قَالَ: غَلبنا عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بالحفظ والورع.
وقال ابن أَبِي حاتم: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن إمام أهل زمانه.
وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ محمد بْنِ خَلَفٍ الْبُخَارِيُّ: كُنَّا عِنْدَ محمد بْنِ إِسْمَاعِيلَ، فَوَرَدَ عَلَيْهِ نَعِيُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَنَكَّسَ رَأْسَهُ ثُمَّ اسَتَرْجَعَ وَسَالَتْ دُمُوعُهُ عَلَى خَدَّيْهِ، ثم قال:
إِنْ تَبْقَ تُفْجَعْ بِالأَحِبَّةِ كُلِّهِمْ ... وَفَنَاءُ نَفْسِكَ لا أَبَا لَكَ أَفْجَعُ
وَرَوَى عَنِ الدَّارَمِيِّ قَالَ: كَانَ يُقْرَعُ بَابِي بِبَغْدَادَ، فَأَقُولُ: مَنْ ذَا؟ فَيَقُولُونَ: يَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ، " نِعْمَ الإِدَامُ الْخَلُّ ".
قُلْتُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ تَفَرَّدَ بِهِ الدَّارَمِيِّ عَنْ يَحْيَى، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ؛ رَوَاهُ محمد بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وَمُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، وَأَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ، وَالنَّاسُ عَنْهُ. وَقَعَ لَنَا عَالِيًا في " مسنده ". [ص:106]
قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الَوَرَّاقُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيٍد الأَشَجَّ يَقُولُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرحمن إمامنا.
قلت: مناقبه كثيرة.
وتوفي فيما قَالَ أَحْمَد بْن سيّار المَرْوزِيّ يوم التروية سنة خمس وخمسين. وقيل: توفي يوم عَرَفَة سنة خمسٍ، ورخه جماعة.
وقال أبو القاسم ابن عساكر: ويقال توفي سنة أربع وخمسين.(6/104)
286 - ن: عَبْد اللَّه بْن عَبْد الصَّمد بْن أَبِي خداش الموصلي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: المُعَافَى بْن عِمْران، وهو آخر أصحابه؛ وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وعيسى بْن يونس، ومعتمر بْن سُلَيْمَان، ومَخْلَد بْن يزيد، وجماعة.
وَعَنْهُ: النسائي وقال: لَا بأس بِهِ؛ وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، ومحمد بْن محمد الباغَنْديّ، وأحمد بْن عَبْد اللَّه وكيل أَبِي صخرة، وعبد اللَّه بْن أبي سفيان شيخ لابن جُمَيْع، وآخرون.
تُوُفّي سنة خمسٍ وخمسين أيضًا.(6/106)
287 - عَبْد اللَّه بْن أَبِي رومان عَبْد الملك بْن يحيى الإسكَنْدرانيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
رَوَى عَنْ: عَبْد اللَّه بْن وهْب.
وهو ضعيف.
تُوُفّي سنة ستٍّ وخمسين.
قَالَ ابن يونس: روى مناكير.(6/106)
288 - عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن يزيد، أَبُو محمد الزُّهْريّ الأصبهاني؛ [الوفاة: 251 - 260 ه]
أخو رُسْتَة.
سَمِعَ: يحيى بْن سعَيِد القطّان، ومحمد بْن جعْفَر، وعبد الرَّحْمَن بْن مهديّ، وحمّاد بْن مسعدة.
قَالَ أَبُو الشَّيْخ: لَهُ مصنفات كثيرة، خرج قاضيًا عَلَى الكرج، فمات بها سنة اثنتين وخمسين.
قلت: رَوَى عَنْهُ: محمد بْن يحيى بْن مَنْدَه، وأحمد بْن عَبْد الكريم [ص:107] الزَّعْفَرانيّ، وسلْم بْن عصام، وأبو بَكْر بْن أبي داود، وعبد الله بن محمد بن عِمران،
وله أفراد وغرائب.(6/106)
289 - عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أَبِي يزيد الخَلَنْجيّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
قاضي الكرْخ.
وقيل: ولي قضاء دمشق. وكان جهْميًا، من رؤوس أصحاب ابن أَبِي دُؤاد.
قَالَ الخطيب: كَانَ مِنَ المجرّدين للقول بخلْق القرآن.
وقال طلحة بْن محمد بْن جعفر: كَانَ حاذقًا بفقه أَبِي حنيفة، واسع العلم. ولي قضاء الشّرقيّة فظهرت منه عِفّة وديانة. وكان فِيهِ كِبْر شديد.
قَالَ نفْطَوَيْه: حدثني عَلِيُّ بْن محمد بْن الفُرات، قَالَ: لمّا ولي الخَلَنْجيّ قضاء الشرقية كثر من يطالبه بفك الحجر، فدعا بالأمناء وقال: مَن كَانَ لَهُ عندكم مالٌ فليشترَ لَهُ منه مرًّا وزبيلَا وليُدَّخرَ لَهُ. فإن أتلفَ ماله عمل بالمر والزّبيل.
وقال محمد بْن خَلَف وكِيع: كَانَ الخَلَنْجيّ ابن أخت عَلُّويَه المُغَنيّ. وكان تَيّاهًا صَلْفًا. ولي القضاء فكان يجلس إلى أسْطُوانة بالمسجد يستند إليها فلَا يتحرك، فإذا تقدم الخصمان أقبل عليهما بجميع جسده وترك الأسطوانة. فعمد ماجنٌ إلى الأسْطُوانة فطلَاها بدَبَق، فجاء فجلس واستند، فالتصقت دَنِيَّتُه وتمكّنت، فلمّا تقدّم إِلَيْهِ الخصوم وأقبل عليهم ببدنه انكشف رأسه، وبقيت الدّنيّة مصلوبةً، فقام مُغْضبًا وغطّى رأسه بطَيْلسانه، وعلِم أنّها حيلة. وترك الدّنيّة مُلْصَقَة، فعملوا فِيهِ أبياتًا.
قَالَ ابن كامل: تُوُفّي سنة ثلَاثٍ وخمسين.
قلت: الدنيّة مشتقّة مِن الدن، شبهوها بِهِ وهي طول نصف ذراع أو أكثر، وفيها شَبَه بالشَّرَبُوش. وكان يلبسها القُضاة والوُلَاة وغيرهم. وتُعْمَل مِن ورقٍ عَلَى قُضبان دِقاق، وعليها السواد العباسي، كذا ذكره من له خبرة، وتُسميّ الطّويلة أيضًا. وكان أَبُو جعْفَر المنصور أخرجها، وأخرج لَهُمُ المناطق، وهي الحياصة، فيها السّيف. وقد لبس أَبُو دُلَامة هذا الزِّيّ فقيل لَهُ: كيف حالك؟ [ص:108] فقال: ما حال من وجهه في نصفه وسيفه عند أستِه، وقد نَبَذَ كلَام اللَّه وراء ظهره.
قلت: كانوا يعملون الطراز فيه: {فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم} ويصنعونه من الكتف إلى الكتف كعادة طرز الرُّومِيين.
وقيل: بل كَانَ طول الدّنيّة ذراع، وباطنها خلو.(6/107)
290 - ت: عَبْد اللَّه بْن محمد بْن الحَجّاج بْن أبي عثمان الصواف، أبو يحيى الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: عَبْد الوهّاب الثَّقفيّ، ومُعَاذ بْن هشام، وأبا عامر العقدي.
وَعَنْهُ: الترمذي، وأبو بكر بن خُزَيْمَة، وأبو عروبه الحرّانيّ، وابن صاعد، ومحمد بْن هارون الحضْرميّ، وآخرون.
تُوُفّي سنة خمسٍ وخمسين.
وكان صدوقاً.(6/108)
291 - عبد الله محمد بْن عَبْد اللَّه بْن هلَال المِصْريُّ المقرئ، أَبُو سعَيِد. [الوفاة: 251 - 260 ه]
رَوَى عَنْ: عَبْد اللَّه بْن وَهْبُ.
وَعَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن يوسف بْن كامل المقرئ، وغيره.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة سنة ست وخمسين ومائتين.(6/108)
292 - م 4: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ نَوْفَلٍ الزُّهْرِيُّ المَخْرَميُّ البَصْريُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وغُنْدَرًا، وعبد الوهّاب الثقفي، وطائفة.
وَعَنْهُ: مسلم، والأربعة، وأبو عروبة، وإمام الأئمة ابن خُزَيْمَة، ومحمد بْن هارون الرُّويانيّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وطائفة.
قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.
وقال النَّسائيّ: ثقة.
قلت: مات سنة ستٍّ وخمسين.(6/108)
293 - عَبْد اللَّه بْن محمد بْن المهاجر، أَبُو محمد البَغْداديُّ الفقيه، فُوران، [الوفاة: 251 - 260 ه]
صاحب الْإمَام أَحْمَد.
وكان أَحْمَد يأنس بِهِ ويقدِّمه، ويستقرض منه.
رَوَى عَنْ: شُعَيب بْن حَرْب، وأبي معاوية، ووكيع.
وَعَنْهُ: عبد الله بن أحمد بن حنبل، وموسى بن هارون، وابن صاعد، وآخرون.
قال أبو بكر الخلال: مات أبو عبد الله ولفوران عنده خمسون دينارا، فأوصى أنْ يعُطى من غلَّته، فلم يأخذها وأَحَلَّه منها. وأخبرني محمد بْن عَلِيٍّ أنهّ سمعه يَقُولُ: كَانَ أبو عبد الله يُكرمني حتى إنه بعث إلى يومًا فقال: وُلِد لنا ولدٌ إيش تري أن نسميّه؟
قَالَ الخطيب: مات فِي رجب سنة ستٍّ وخمسين.(6/109)
294 - عَبْد اللَّه بْن محمد بْن سَوْرة البلْخيّ، مَتّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سكن بغداد،
وَرَوَى عَنْ: عَبْد الصَّمد بْن حسّان، ومكّيّ بْن إبْرَاهِيم وغيرهما.
وَعَنْهُ: مُوسَى بْن هارون، ومحمد بْن مَخْلَد، وجماعة.
وثقَّه الخطيب، وتوفي سنة ثمانٍ وخمسين.(6/109)
295 - عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ أَبِي بكُيْر. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: جدِّه قاضي كرمان.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، ومحمد بن مخلد.
وثقه الخطيب.(6/109)
296 - د: عَبْد اللَّه بْن محمد بن عمرو، أَبُو العباس الغَزيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَآدَمُ بْنُ أَبِي إياس، وسعيد بْن أَبِي مريم، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو داود، وابن جوصا، وأبو بكر بن زياد النَّيْسَابوريُّ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وآخرون.
وكان ثقة.(6/109)
297 - عبد الله بن محمد، أبو محمد التَّوَّزيُّ البَصْريُّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
مولي قريش. [ص:110]
من كبار أئمة العربية. أخذ عَنْ: الأصمعيّ، وأبي عُبَيْدة. وقرأ " كتاب سِيبَوَيْه " عَلى أَبيْ عمرو الجرمي. ورأس في الأدب، وكتب كتبًا كثيرة منها: كتاب " الأمثال "، وكتاب " الأضداد "، وكتاب " الخيل "، وكتاب " النوادر "، وكتاب " فعلت وأفعلت ".
قَالَ المبرّد: ما رَأَيْت أَعْلَم بالشِّعْر منه؛ كان أعلم من المازني والرياشي.
قلت: تَوَّز من بلَاد فارس.(6/109)
298 - عَبْد اللَّه بْن محمد بْن خلَاد، أَبُو أُمّية العراقيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
أراه مِن أهل واسط؛ قاله أَبُو أَحْمَد فِي " الكني ".
سَمِعَ: وَهْبُ بْن جرير، ويعقوب بْن محمد.
وَعَنْهُ: جعفر الفريابي، ومحمد بن المسيب الأرغياني.(6/110)
299 - د: عبد الله بن مخلد التميمي النَّيْسَابوريُّ النحوي أبو محمد، [الوفاة: 251 - 260 ه]
تلميذ أَبِي عُبَيْد.
سَمِعَ: مكيّ بْن إِبْرَاهِيم، وأبا نعيم. وعبدان المروزي، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، وابن خُزَيْمَة، ومكي بن عبدان، وأبو بكر بن أبي داود، وطائفة.
وكان مكثرا عَنْ أبي عبيد.
توفي سنة ستين.(6/110)
300 - عبد الله بن أبي المودة الأنباري. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: يَعْلَى بْن عَبْيد، وغيره.
وَعَنْهُ: محمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن عبدوس.
توفي سنة ثمان وخمسين.(6/110)
• - عبد الله بن هارون، أبو علقمة الفروي، [الوفاة: 251 - 260 ه]
في الطبقة الآتية.(6/110)
301 - م: عبد الله بن هاشم بن حيان، أَبُو عبد الرحمن الطوسي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
رحل وعُني بالحديث،
وسَمِعَ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وخالد بْن الحارث، ويحيى بْن سعَيِد القطّان، وأبا معاوية، وابن مَهْديّ، وعبد اللَّه بْن نمير، ووكيع بن الجراح، وطائفة.
وَعَنْهُ: مسلم، وإبراهيم بن أبي طالب، وابن خزيمة، وأبو [ص:111] بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومكي بْن عَبْدان، وابنا الشَّرْقيّ، وآخرون.
قَالَ إِبْرَاهِيم بْن أَبِي طَالِب الحافظ: عَبْد اللَّه بْن هاشم مجوّد فِي حديث يحيى، وعبد الرَّحْمَن.
وقال الحاكم: توفي في ذي الحجة سنة خمس وخمسين.
وقال صالح جَزَرَة: ثقة.
وقيل: تُوُفّي سنة ثمان؛ وقيل: سنة تسع وخمسين. والأول الصحيح.
وقد وقع لي من عواليه جزء جَمَعَه زاهر بْن طاهر.(6/110)
302 - عَبْد الجبّار بْن خَالِد بْن عِمران الفقيه، أبو حفص المغربي المالكيّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
صاحب سَحْنُون.
من كبار العُلماء بالقيروان، تفقّه عَلَيْهِ طائفة، وتوفي سنة إحدى وخمسين.(6/111)
303 - عَبْد الحميد بْن حمّاد، أَبُو الوليد البَعْلَبَكّيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
يَرْوِي عَنْ: سُوَيْد بْن عَبْد العزيز قاضي بعلبك،
رَوَى عَنْهُ: صاعد البرّاد شيخ عَبْد الوهّاب الكِلَابيّ، ومحمد بْن المُسَيَّب الْأرْغِيانيّ، وابن جَوْصا، وغيرهم.(6/111)
304 - عَبْد الحميد بْن عصام الْجُرْجانيّ، أبو عبد الله، [الوفاة: 251 - 260 ه]
نزيل همذان.
سَمِعَ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ويزيد بْن هارون، وعبد المجيد بْن أَبِي رَوّاد، وجماعة.
وَعَنْهُ: يحيى بْن عَبْد اللَّه الكرابيسيّ، وأحمد بْن محمد بْن أَوْس، وجماعة.
قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.
وعَنِ المرّار بْن حَمُّوَيْه قَالَ: ما رَأَيْت مثل عَبْد الحميد بْن عصام.
وله ذرية محتشمون وأكابر بهمذان.
تُوُفّي سنة ستٍّ وخمسين.
قَالَ ابن أَبِي حاتِم: سَمِعَ منه أَبِي، وقدمت همذان وهو حي ولم أسمع منه، ومحلُّه الصدق.(6/111)
305 - عَبْد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم بْن عيسى بْن يحيى بن نذير، الإمام أَبُو زيد القُرْطُبيّ المالكيّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
مولي بْنى أُميّة.
حجَّ وَسَمِعَ: مِنْ: عَبْد الملك بْن الماجِشُون، وأبي عَبْد الرَّحْمَن المقرئ، ومطرف بْن عَبْد اللَّه، وتفقه عَلَى أصحاب مالك،
رَوَى عَنْهُ: محمد بن عمر بن لبابة، وسعيد بْن عثمان الأعناقيّ، ومحمد بْن فُطَيْس، وجماعة.
تُوُفّي سنة تسعٍ وخمسين فِي جُمَادَى الأولي، وقيل: سنة ثمان، وكان رأسًا فِي المذهب والفتوى بقرطبة.(6/112)
306 - خ م د ق: عَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر بْن الحَكَم بْن حبيب بْن مِهْران، أَبُو محمد العبديّ النَّيسابوري. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: أَبَاهُ، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ويحيى القطّان، ووَكِيعًا، ومَعْن بْن عيسى، وحفص بْن عَبْد الرَّحْمَن، وحفص بْن عَبْد اللَّه السُّلَميّ، وخلْقًا. وارْتحل إلى اليمن فأكثر عَنْ عَبْد الرّزّاق،
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجه، ومكّيّ بْن عَبْدان، وابن أَبِي دَاوُد، وأبو عوانة، وابن صاعد، وابن الشرقي، وابن خزيمة.
وكان موصوفا بطيب الصوت؛ قال مكي بن عبدان: كان عبد الله بن طاهر يحضر بالليل متنكرا إلى مسجد عبد الرحمن ليسمع قراءته.
وقال عبد الرحمن: أقامني يحيى بن سعيد في مجلسه فقال: ما حدَّثكم عنيّ هذا الصّبيّ فصدِّقوه، فإنّه كَيِّس.
قلت: رحل بِهِ أَبُوهُ سنة ستٍّ وتسعين ومائة، وهو شبه المحتلم، لَهُ نيَّفٍ عشرة سنة.
قَالَ إِبْرَاهِيم بْن أَبِي طَالِب: سمعته يَقُولُ: حملني أَبِي عَلَى عاتقه فِي مجلس سُفْيَان بْن عُيَيْنَة فقال: يا معشر أصحاب الحديث أَنَا بِشْر بْن الحَكَم، سَمِعَ أَبِي من سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وسمعت أَنَا منه، وهذا ابني قد سَمِعَ منه.
وقال عَبْد الرَّحْمَن: احتلمت باليمن مَعَ أَبِي.
وقال: كنّا نسمع من عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ، وأبوه يلعب بالحمام.
قلت: آخر من روى عَنْهُ عَلَى الإطلَاق محمد بن علي المذكر شيخ ضعيف للحاكم. وقد وقع لنا ما جمع زاهر الشّحّاميّ من عواليه وعوالي [ص:113] عَبْد اللَّه بْن هاشم المذكور. وآخر ثقة روى عنه أبو حامد أحمد بن محمد بْن يحيى بْن بلَال البزاز.
وقال أَبُو حامد ابن الشَّرْقيّ: سَمِعْتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر يَقُولُ: احتلمتُ فدعا أَبِي عَبْد الرّزّاق وأصحاب الحديث الغُرباء، فلمّا فرغوا مِنَ الطّعام قَالَ: اشهدوا أنّ ابني قد احتلم، وهو ذا يسمع من عَبْد الرّزّاق، وقد سَمِعَ مِنَ ابن عُيَيْنَة.
ورُوِيَ أنّ الأمير عَبْد اللَّه بْن طاهر قَالَ: ما بخُراسان رَجُل أحسنُ عَقْلا من عَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر.
وقال مسدَّد بْن قَطَن: لمّا تُوُفّي محمد بْن يحيى عقد مُسلْمِ مجلسًا لخالي عَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر، فكان يحضر أَحْمَد بْن سَلَمَةَ، وينتقي لَهُ مُسلْمِ بشرطه فِي " الصَّحيح "، ويُمْليه عَبْد الرَّحْمَن، ولم يكن لَهُ مجلس إملَاء قَبْلها.
وقال أَبُو بَكْر الجاروديّ: كَانَ يحيى القطّان يحلّ عَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر محلَّ الولد لمكان أَبِيهِ.
وقال أَبُو عَمْرو بْن أَبِي جعفر الزاهد: حدثنا أَبِي قَالَ: أمَر عَبْد اللَّه بْن طاهر الأمير أن تُكَتب أسامي الأعيان بَنْيسابور. فكتبوا مائة نفس. ثمّ قَالَ: يُختار مِنَ المائة عشرة. فكتبوا أسماء عشرة. ثمّ قَالَ: يخُتار منهم أربعة؛ فكان مِنَ الأربعة عَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر.
ومات رحمه اللَّه فِي ثامن عشر ربيع الآخر سنة ستين.(6/112)
307 - عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحَسَن السُّلَميّ الحَوْرانيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
رَوَى عَنْ: الوليد بْن مُسلْمِ، ومروان بْن معاوية.
وَعَنْهُ: ابن جوصا، وأبو بشر الدولابي، والقاسم بن عيسى العصار، وغيرهم.(6/113)
308 - د: عبد الرحمن بن الحسين الحنفي الهروي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
رحل وسَمِعَ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وكِنانة بْن جبلة السُّلَميّ الهروي صاحب الأعمش، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، وابنه أَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وداود بن وسيم البوشنجي، ومحمد بن المنذر شكر، وأبو علي أحمد بْن محمد بْن عليّ بْن رَزِين الباشانيّ، وأَبُو جعْفَر محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن السّاميّ، وغيرهم. [ص:114]
توفي سنة ست وخمسين.(6/113)
309 - د ن: عَبْد الرَّحْمَن بْن خَالِد بْن يزيد، أَبُو بكر الرَّقيُّ القَطان. [الوفاة: 251 - 260 ه]
رحل وسَمِعَ: وكيعًا، ويزيد بْن هارون، وزيد بن الحباب، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وأبو عَرُوبة، وعبد اللَّه بْن أَبِي دَاوُد، وآخرون.
قَالَ النَّسائيّ: لَا بَأْسَ بِهِ.
قِيلَ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وخمسين.(6/114)
310 - ن: عَبْد الرَّحْمَن بْن خَلَف بْن عَبْد الرَّحْمَن بن الضحاك، أبو معاوية النصري الحمصي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أبيه، ومحمد بْن شُعَيب بْن شابور، وشعيب بْن اللَّيْث بْن سعَد، وغيرهم.
وَعَنْهُ: النسائي، وإِبْرَاهِيم بْن محمد بْن مَتُّوَيْه الأصبهاني، وأحمد بن محمد بن عيسى الحمصي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم.(6/114)
311 - ن: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عبد الحكم بن أعين، أَبُو القاسم المِصْريُّ الأخباريُّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
صاحب " تاريخ مصر "، وأخو فقيه مصر، وسعد، وعبد الحَكَم.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وشعيب بْن اللَّيْث، وإِسْحَاق بْن بَكْر بْن مُضَر، وأشهب الفقيه، وإدريس بن يحيى.
وَعَنْهُ: النسائي وقال: لَا بأس بِهِ، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وعَلِيّ بْن أَحْمَد عِلَان، ومكحول البَيْروتيّ، وعَلِيّ بْن قُدَيْد.
تُوُفّي فِي المحرَّم سنة سبع وخمسين.(6/114)
312 - عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الغفّار بْن دَاوُد الحرّانيّ، أَبُو القاسم. [الوفاة: 251 - 260 ه]
نزل بغداد، وكان يمتنع مِن التحدّيث.
تُوُفّي سنة اثنتين وخمسين.
سَمِعَ: ابن عُيَيْنَة، وابن وَهْبُ.(6/114)
313 - عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان بْن هشام بْن زَبْر الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه][ص:115]
عَنْ: الوليد بْن مُسلْمِ، وأبي النَّضْر الفراديسيّ، وغيرهما.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيم بْن مروان، وابن جَوْصا، وجماعة.
تُوُفّي فِي رمضان سنة ثلَاثٍ وخمسين، وقد نيف عَلَى التسعين.(6/114)
314 - عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن، أَبُو سَبْرَة المدنيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
حدَّث بالكوفة عَنْ: مُطَرِّف بْن عَبْد اللَّه، وإسماعيل بْن أَبِي أُوَيْس، وإسحاق الفروي.
وَعَنْهُ: محمد بن الحسين الخثعمي، وإبراهيم بن محمد العمري، وأحمد بن جعفر بن أصرم البجلي، وآخرون.
له أحاديث مناكير قد وهم فيها.(6/115)
315 - عبد الرحمن بن الوليد الجرجاني. [الوفاة: 251 - 260 ه]
يروي عَنْ: أَحْمَد بْن أَبِي طيبة الْجُرْجانيّ، وعَوْن بْن عُمارة، وعُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، وطائفة.
وَعَنْهُ: محمد بْن جرير الطَّبَريّ، ومحمد بن الفضل الآملي النجار، وغيرهما.(6/115)
316 - عبد الرحيم بن منير الأبيوردي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
رَوَى عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وطبقته.
رَوَى عَنْهُ: ابن أبي حاتم وقال: كَانَ صدوقًا؛ وحاجب الطُّوسيّ.(6/115)
317 - عَبْد السّلَام بْن إسماعيل العثماني الدمشقي الحداد. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: الوليد بْن مُسْلِم، وسُوَيْد بْن عَبْد العزيز.
وَعَنْهُ: ابن جَوْصا، ومحمد بْن جعْفَر بْن ملَاس، وجماعة.(6/115)
318 - د: عَبْد السّلَام بْن عتيق، أَبُو هشام الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: بقيّة بْن الوليد، وأبي مُسْهِر، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، وابن جوصا، وأبو الدحداح أحمد بن محمد، وأخرون.
قال النسائي: لَا بأس بِهِ.
قلت: تُوُفّي سنة سبْعٍ وخمسين. وقد رَوَى عَنْهُ النسائي في غير " السنن ".(6/115)
319 - د: عَبْد الغنيّ بْن رِفاعة، وهو عَبْد الغنيّ بْن أَبِي عُقَيْل بْن عَبْد الملك، أَبُو جعْفَر اللَّخْميّ المِصْريُّ الفقيه الفَرَضيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه][ص:116]
رَأَى اللَّيْث بْن سعد،
وَحَدَّثَ عَنْ: بَكْر بْن مُضَر، وهو آخر أصحابه، وعَنْ: مُفَضّل بْن فَضَالَةَ، وعبد اللَّه بْن وَهْبُ، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، وأبو جعْفَر الطَّحَاويّ، وهو أقدم شيخ لَهُ، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وعلَان بْن الصَّيْقَل، وآخرون.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر سنة خمس وخمسين، وقد جاوز التسعين بسنتين.(6/115)
320 - ن: عَبْد الغني بْن عَبْد العزيز بْن سلَام، أبو محمد المِصْريُّ العسال. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وابن وَهْبُ، وجماعة.
وَعَنْهُ: النسائي، وقال: لَا بأس بِهِ، وإِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم المَنْجَنيِقّي، وعبد اللَّه بْن محمد بْن يونس السّمْنانيّ، وغيرهم.
تُوُفّي فِي ثالث المحرَّم سنة أربع وخمسين.(6/116)
321 - خ ت ن ق: عَبْد القُدُّوس بْن محمد بْن عَبْد الكبير بْن شُعَيب بْن الحَبْحاب، أَبُو بَكْر الْأَزْدِيّ المعولي الْبَصْرِيُّ العطّار. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: عَبْد الصَّمد بْن عَبْد الوارث، وبشر بن عمر الزهراني، وعبد الله بن داود الخريبي، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وعمر البُجَيْريّ، وأبو عَرُوبة، ومحمد بن هارون الرُّويانيّ، وعبد الله بن أبي داود، وآخرون.
وكان ثقة.(6/116)
322 - عبد الملك بن أصْبَغ، أبو الوليد القرشي، [الوفاة: 251 - 260 ه]
مولى عثمان رضي الله عنه.
حراني نزل بعلبك،
وَحَدَّث عَنْ: الوليد بْن مُسلْمِ، ومنبّه بْن عثمان، [ص:117] وجماعة.
وَعَنْهُ: أَبُو زُرْعَة الدِّمشقيُّ ووثقه، وعمر بْن سعد المَنْبِجيّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وآخرون.
تُوُفّي بعد الخمسين.(6/116)
323 - عَبْد الملك بْن قَطَن، أَبُو الوليد المَهْريّ القَيْروانيّ النَّحْويّ اللُّغَويّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
شيخ أهل الأدب بالمغرب. كَانَ أحفظ أهل زمانه لأنساب العرب وأشعارهم ووقائعهم. أخذ عَنْ: ابن الطَرِمّاح الأعرابيّ، وأبي المنيع، وغيرهما، أخذ عَنْهُ أهل القيروان.
وله كتاب " تفسير مغازي الواقديّ "، وكتاب " اشتقاق الأسماء " ذَيَّل بِهِ عَلِيٌّ قُطرُب.
وكان شاعرًا خطيبًا بليغًا مُفَوَّهًا، قام بخُطبةٍ طويلَةٍ بين يدَيْ صاحب إفريقيّة زيادة اللَّه. وعمر دهرًا، ومات فِي رمضان سنة ستٍّ وخمسين ومائتين.
والمَهْريّة: بُلَيْدة من إفريقية.(6/117)
324 - عبد الملك بن محمد بن عبد الرحمن البلخي ثم البَغْداديُّ حبتر. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: ابن عيينة، وإسماعيل ابن علية، والحسين بن علي الجعفي وطائفة.
وَعَنْهُ: محمد بن مخلد، والقاضي المحاملي وأخوه أبو عبيد القاسم.
قال الدارقطني: لا بأس به.(6/117)
325 - عبد الملك بن مروان بن إسماعيل الفارسي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
حَدَّثَ بمصر عَنْ: أبي معاوية الضرير، ومعاذ بن معاذ.
وكان موثقا.
توفي سنة ست وخمسين في جمادى الأولى.
وآخر من حَدَّثَ عَنْهُ: عبد الرحمن بن أحمد الرشديني.(6/117)
326 - م ت ن ق: عَبْد الوارث بْن عَبْد الصَّمد بْن عَبْد الوارث بْن سَعِيد التنوري، أبو عبيدة الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وأبي خَالِد الأحمر، وأبي عاصم النبيل، وأبي معمر المقعد، وغيرهم.
وَعَنْهُ: مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وأَبُو عَرُوبة، وابن خُزَيْمَة، وعمر بن بجير، ومحمد بن يحيى بن منده، وجماعة.
توفي سنة اثنتين وخمسين في رمضان.(6/118)
327 - عبد الوارث بن الحسن بن عمرو بن الترجمان القرشي البيساني. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: الفريابي، وأبي اليمان، وآدم بن أبي إياس، وعدة. وله رحلة واسعة.
رَوَى عَنْهُ: عامر بن خريم، وابن ملاس، وأبو الدحداح أحمد بن محمد.(6/118)
328 - د ت ن: عبد الوهاب بن عبد الحكم بن نافع، أبو الحسن الوَرَّاق، النَّسائيّ الأصل، البَغْداديُّ العابد. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: يحيى بْن سُلَيم، ويحيى بْن سعَيِد الأُمَويّ، ومُعَاذ بْن مُعَاذ، وأنس بْن عِياض، وغيرهم.
وَعَنْهُ: أبو داود، والترمذي، والنسائي، وقال: ثقة؛ وابن صاعد، والبغوي، والقاضي المحاملي، وآخرون.
وكان إماما ثقة زاهدا ورعا.
قال المروذي: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن حنبل يَقُولُ: عَبْد الوهّاب الوَرَّاق رجلٌ صالح، مثله يوفَّق لإصابة الحق.
وقال أَبُو مُزَاحم الخاقانيّ: حدثني الْحَسَن بْن عَبْد الوهّاب الورّاق قَالَ: ما رَأَيْت أَبِي ضاحكًا قطّ إلَا تبسُّمًا، وما رَأَيْته مازحاً قط. ولقد رآني مرّةً وأنا أضحك مَعَ أميّ، فجعل يَقُولُ: صاحب قرآن يضحك هذا الضَّحِك.
وقال أَحْمَد بْن حنبل: عافاه اللَّه، قلُ أنْ يرى مثله.
قلت: كان من أصحاب أحمد الخواص.
تُوُفّي عَبْد الوهّاب فِي ذي القِعْدة سنة إحدى وخمسين.(6/118)
329 - عَبْد الوهّاب بْن سعَيِد القُضَاعيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
مصريّ.
عَنْ: ابن وَهْبُ، وغيره.
مات سنة أربع وخمسين.(6/118)
• - عَبْد الوهّاب الأشجعيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
مرّ فِي الطبقة الماضية.(6/119)
330 - عَبْد رَبّ بْن خَالِد بْن عَوْذة التُّجَيْبيّ المِصْريُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
يروي عَنْ: ابن وَهْبُ، وغيره.
تُوُفّي سنة تسع وخمسين فِي جُمَادَى الأولى.(6/119)
331 - عَبْدُوس بْن بِشْر الرّازيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
حدَّث ببغداد.
عَنْ: حمّاد بْن زيد، ويزيد بْن زُرَيْع، وأبي يوسف القاضي.
وَعَنْهُ: محمد بْن مَخْلَد، ويعقوب الجصّاص، وغيرهما.
قَالَ الدّارَقُطْنيّ: لا بأس به، يعتبر به.(6/119)
332 - خ 4: عَبْدة بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْدة الصّفّار، أبو سهل الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: حسين الْجُعْفيّ، ويحيى بْن آدم، وزيد بن الحباب، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري والأربعة، وزكريّا السّاجيّ، وابن خُزَيْمَة، وابن صاعد وجماعة.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين بالأهواز.(6/119)
333 - عُبَيْد اللَّه بْن سُرَيْج بْن حُجْر، الحافظ أَبُو اللَّيْث الشَّيْبانيّ الْبُخَارِيّ الضّرير. [الوفاة: 251 - 260 ه]
رَوَى عَنْ: عَبْدان المَرْوزِيّ، وأحمد بْن حفص الفقيه، ومحمد بْن سلَام البِيكَنْديّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابنه عَبْد اللَّه، وإِبْرَاهِيم بْن نصر.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين. وكان يحفظ عشرة آلاف حديث.(6/119)
334 - خ د ت ن: عُبَيْد اللَّه بْن سَعْد بْن إِبْرَاهِيم بْن سَعْد، أبو الفضل الزهري العوفي البَغْداديُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ من: أَبِيهِ، وعمّه يعقوب بْن إِبْرَاهِيم، ورَوْح بْن عُبَادة، ويونس بْن محمد المؤدِّب، ويزيد بن هارون، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وأبو القاسم البَغَوِيّ، وابن صاعد، وابن مخلد، وإسماعيل الوَرَّاق، والقاضي المحاملي، وآخرون.
وكان ثقة نبيلا شريفا، ولي قضاء أصبهان فوقع بينه وبين عبد الله بن [ص:120] الحسن الهمداني رئيس البلد، فعمل في عزله فعزل، ورجع إلى بغداد. ثم ولي ثانيا، فعاد إليها فعزل أيضا عَنْ قريب.
وقد حدَّث بأصبهان.
وذكر عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْد اللَّه الهَمَدانيّ الذّكْوانيّ، عَنْ جده، عَنْ أَبِيهِ عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن حفص قَالَ: ذهب منيّ فِي عزل عُبَيْد اللَّه بْن سعْد ألف ألف درهم. وذلك أَنّه كَانَ بأصبهان مائة مِنَ الشُّهّود، فامتنعوا مِنَ الشّهادة عنده تقرُّبًا إليّ. وكانوا يجتمعون كلّ يوم فِي دار عَبْد اللَّه ستّة أشهر. وكان يُنفق عليهم وعلي غلمانهم ودوابّهم. نقلها أَبُو نُعَيْم فِي تاريخه.
وكان عُبَيْد اللَّه من شيوخ القراءة؛ روى قراءة نافع، عَنْ عمّه يعقوب بْن إِبْرَاهِيم، سماعًا من نافع.
رَوَى عَنْهُ الحروف: محمد بْن أَحْمَد المقدَّميّ، وعثمان بْن جعْفَر اللّبّان، والْحَسَن بْن محمد بن دكة.
توفي أبو الفضْل فِي مُسْتَهَلّ ذي الحجّة سنة ستيّن.(6/119)
335 - م: عُبَيْد اللَّه بْن محمد بْن يزيد بْن خنيس المخزومي المكي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وإسماعيل بْن أَبِي أُوَيْس.
وَعَنْهُ: مسلم، وإسماعيل بْن محمود النَّيسابوري، وعبد الكريم الديرعاقولي، وعبد الله بن محمود خال أبي الشيخ، وأبو العباس السراج، وقال: مات سنة اثنتين وخمسين.(6/120)
336 - ق: عبيد اللَّه بْن يوسف، أَبُو حفص الْجُبَيْريّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: يحيى القطّان، ومعتمر بْن سُلَيْمَان، ووَكِيعًا، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وابن صاعد، وأبو عروبة، وعبد الله بن عروة الهروي، وجماعة.
وتوفي بعد الخمسين.
وكان ثقة، صاحب حديث.(6/120)
337 - عُبَيْد بْن آدم بْن أَبِي إياس العسْقلَانيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، ومحمد بْن يوسف الفِرْيابيّ.
وَعَنْهُ: النَّسائيّ فِي كتاب " اليوم [ص:121] واللَّيْلة "، وأبو حاتم الرّازيّ، والْعَبَّاس بْن محمد بْن الْحَسَن بْن قُتَيْبة.
قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.
قلت: مات فِي شَعْبان سنة ثمانٍ وخمسين.(6/120)
338 - عُبَيْد بْن محمد بْن القاسم النَّيسابوري الوَرَّاق. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: هاشم بْن القاسم، والحسن الأشْيَب.
وَعَنْهُ: المحاملي، وابن مخلد.
وثقه الخطيب.
تُوُفّي سنة خمسٍ وخمسين ببغداد.
ويروي أيضًا عَنْ: يعقوب بْن محمد، ومُوسَى بْن هلَال، وكان صاحب حديث.(6/121)
339 - عْنبَس بْن إِسْمَاعِيل القزّاز. [الوفاة: 251 - 260 ه]
حَدَّثَ ببغداد، عَنْ: شُعَيب بْن حَرْب، وأصرم بن حوشب.
وَعَنْهُ: ابن مخلد، وغيره.
وهو جدّ ابن سمعون.(6/121)
340 - عُتيق بْن محمد بْن سعَيِد، أَبُو بَكْر الحَرَشيّ النَّيسابوري. [الوفاة: 251 - 260 ه]
شيخ قديم عالي الرّوايه. وهو بضمّ العين.
سَمِعَ: عَبْد العزيز الدَّرَاوَرْدي، وعبد العزيز بْن عَبْد الصَّمد العَمّي، ومروان بْن معاوية، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وزكريّا بْن منظور، وأبا معاوية.
وَعَنْهُ: محمد بْن النَّضْر الجاروديّ، وابن خُزَيْمَة، وأبو يحيى البزّاز، وغيرهم. وآخر من حدَّث عَنْهُ محمد بْن علي المذكّر.
تُوُفّي فِي شَعْبان سنة خمسٍ وخمسين.(6/121)
341 - عتيق بْن مَسْلَمَة بْن عتيق بْنُ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْن الْعَوَّامِ، المِصْريُّ الزُّبَيْريّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
مولى محمد بْن بشر العكبري.
قال ابن يونس: مات سنة اثنتين وخمسين.(6/121)
342 - د: عثمان بْن صالح بْن سعَيِد الخلْقانيّ الخيّاط. [أبو القاسم] [الوفاة: 251 - 260 ه]
بغدادي ثقة.
سَمِعَ: يزيد بْن هارون، وعَلِيّ بْن عاصم، وعَبْد اللَّه بْن بَكْر السَّهْميّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود وابن صاعد، وابن مخلد العطار، والحسين بن يحيى بن عياش، وآخرون.
توفي سنة ست وخمسين.
وثقه ابن صاعد.
وكناه السراج: أبا القاسم.(6/122)
343 - عثمان بن عفان السجستاني. [الوفاة: 251 - 260 ه]
توفي في شوال سنة خمس وخمسين.
وكان ذا حرمه ببلدة لفضله وزهده.(6/122)
344 - عَرِيب المغنية. [الوفاة: 251 - 260 ه]
قد مرت في حدود الثلاثين ومائتين، وأحسبها عاشت بعد ذلك، فإنها عجزت ورمت، فقد روى أبو علي التنوخي في " النشوار ": حدثنا أبو محمد، قال: حدثنا الفضل بن عبد الرحمن الكاتب، قال: أخبرني مَن أثق بِهِ أنّ إِبْرَاهِيم بْن المدبر الكاتب أخا أحمد ابن المدبّر قَالَ: كنتُ أتعشَّق عَرِيب دهرًا طويلَا، وأُنْفِقُ الأموال عليها. فلمّا قصدني الزّمان وبطلت ولزِمتُ البيت، كانت هِيَ أيضًا قد أسنَّت، وتابت مِن الغناء وزَمِنَتْ، فكنتُ جالسًا يومًا، إذ جاءني بوابي فقال: طيار عريب بالباب. فعجبت وارتحت إليها، فقمت حتى نزلت، فإذا بها، فقلت: يا ستّي، كيف كَانَ هذا؟ قَالَتْ: اشتقتُ إليك، وطال العهد.
فأُصْعِدت فِي محفّة مَعَ خَدَمها، ثمّ أكلنا وتحدَّثنا وشرِبنا النَّبيذ، وأمرت جواريها بالغناء فَغَنيْن، فقلت: يا ستّي، قد عملت أبياتًا أشتهي أن تعملي لها لحنًا. فقالت: يا أَبَا إِسْحَاق مَعَ التَّوبة؟ قلت: فاحتالي. فقالت: حفّظ هاتين الصَّبِيَّتين الشِّعْر، وأشارت إلى بدْعة وتُحْفَة. ثمّ فكَرت ووقَعت بالمروحة عَلَى الأرض وزمزمت مَعَ نفسها، ثمّ قَالَتْ: أصلِحا الوَتَر الفُلَانيّ، عَلَى الطريق الفُلَانيّ وافعلَا كذا. فامتثلَا ذَلِكَ وغنَّتا فأجادتا؛ فطربتُ وقمت إلى جَوَاريّ، [ص:123] وجمعت منهنّ ما بين خِلْخال وسِوَار ولؤلؤ ما قيمته ألف دينار، وقدَّمته لها برسم الجاريَتيْن: فتمنَّعت، فقلت: لَا بُدّ. فلمّا أرادت الذَّهاب قَالَتْ: قد ابتاعت فلَانة أمّ ولدك ضيعة ولي شفعتها فأريد أن تنزل عَنْها لي. فأخذتُ من أمّ ولدي العُهْدة بالضَّيْعة وجئت وقلت: قد وهبتها لك. فشكرتني ومضت. وكان شراء الضَّيْعة ألفَ دينار، فقام عَلِيّ يومها بألفيْ دينار.(6/122)
345 - عصام بْن خُون، أَبُو السّرِيّ الْبُخَارِيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
حَدَّثَ عَنْ: القَعْنَبيّ، وسعيد بْن منصور، وغيرهما.
تُوُفّي فِي ذي الحجّة سنة سبْعٍ وخمسين.
ولهم:(6/123)
346 - أَحْمَد بْن خُون الفَرَغانيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
روى الْكُتُبَ عن الربيع المرادي.(6/123)
347 - عقيل بن يحيى بن الأسود، أَبُو صالح الأصبهاني الطِّهْرانيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
ثقة،
سَمِعَ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ويحيى القطّان، وابن مهدي، وأبا داود صاحب الطَّيالِسَة، وجماعة.
وَعَنْهُ: يوسف بْن محمد المؤذّن، وأحمد بْن محمود بْن صَبِيح، وعبد الرَّحْمَن بْن يحيى بْن مَنْدَه، أخو محمد بْن يحيى، وآخرون.
تُوُفّي فِي رمضان سنة ثمانٍ وخمسين.
وقع لنا مِن عواليه بإجازة.(6/123)
348 - ق: عَلْقمة بْن عَمْرو بْن حصين، أَبُو الفضل التميمي الدارمي العطاردي الكُوفيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أبي بكر بن عياش.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وابن صاعد، وعبد الله بن عروة الهروي، وغيرهم.
توفي سنة ست وخمسين.(6/123)
349 - ق: العلاء بن سالم، أبو الحسن. [الوفاة: 251 - 260 ه][ص:124]
عَنْ: شُعَيب بْن حَرْب، وأبي معاوية، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وابن صاعد، وإسماعيل الوَرَّاق، وابن مخلد.
قال أبو داود: ما به بأس.
قلت: توفي سنة ثمان وخمسين، وله حديث واحد في " سنن ابن ماجه " رواه عنه.(6/123)
350 - علي بن أحمد، أبو الحسن الجواربي الواسطي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: يزيد بن هارون، وأبي أحمد الزبيري.
وَعَنْهُ: الباغندي، والقاضي المحاملي.
وثقه الخطيب أبو بكر.
لم تقع لي وفاته. بقي إلى نيَّفٍ وخمسين، ووقع لي من عواليه.(6/124)
351 - عَلِيّ بْن حَرْب، الْجُنْدَيْسَابُوريّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
لَا المَوْصِليّ.
سَمِعَ: إِسْحَاق بْن سُلَيْمَان الرّازيّ، وأشعث بن عطاف، وغيرهما.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بْن يحيى التُّسْتَرِيّ، وعَبْدان الأهوازي، ومحمد بْن نوح الْجُنْدَيْسَابُوريّ، وأهل فارس.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة سنة ثمانٍ وخمسين.(6/124)
352 - عَلِيّ بْن الْحَسَن الذُّهْليّ الأفطس، أَبُو الْحَسَن النَّيسابوري الحافظ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
صاحب " المُسْنَد ".
رحل وسَمِعَ: أَبَا خَالِد الأحمر، وابن عُيَيْنَة، والمُحَارِبيّ، وعَبْد اللَّه بْن إدريس، وحفص بْن غِيَاث، وجرير بْن عَبْد الحميد، وابن عَلَيْهِ، وأبا بَكْر بْن عَيَّاش، وأبا مطيع البلْخيّ، وخلْقًا سواهم.
وَعَنْهُ: أَبُو يحيى البزاز، وإِبْرَاهِيم بْن محمد بْن سُفْيَان، ومحمد بْن سُلَيْمَان بْن فارس، وجماعة. [ص:125]
قال أبو حامد ابن الشَّرْقيّ: هُوَ متروك، يروي عَنْ شيوخ لم يسمع منهم.
كذا أورده في ترجمة الدرابجردي.
ذكره الحاكم فقال: شيخ عصره بنيسابور، توفي في سنة إحدى وخمسين.(6/124)
353 - عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن بُكَيْر بْن واصل الحَضْرميُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
يروي عَنْ: رَوْح بْن عُبَادة، وحَجّاج الأعور، وطبقتهما.
وَعَنْهُ: عبد الله بن ناجية، وعبد الله الحامض، ومحمد بن مخلد.
وثقه الخطيب.(6/125)
354 - علي بن الحسن بن عبيد الشيباني، أبو الحسن ابن الأعرابي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
رَوَى عَنْ: عَلِيّ بْن عمروس، وأبي العتاهية، وغيرهما.
وكان أديبًا إخباريًا.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن أَبِي سَعْد الوَرَّاق، والمحاملي.(6/125)
355 - د ن: عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن مطر الدّرْهَميّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: معتمر بْن سُلَيْمَان، وخالد بْن الحارث، وعبد الأعلى بْن عَبْد الأعلى، ووَكِيع.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وقال: ثقة؛ وزكريّا بْن يحيى السّاجي، وأحمد بن يحيى التستري، وابن أبي داود، وابن خزيمة، وعبدان.
توفي سنة ثلاث وخمسين في جمادى الآخرة.(6/125)
356 - م ت ن: علي بن خشرم بن عبد الرحمن بن عطاء بن هلال، أَبُو الْحُسَن المَرْوزِيّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
ابن أخت بِشْر الحافي.
سَمِعَ: الفضل بْن مُوسَى السِّينانيّ، وعَبْد العزيز الدَّرَاوَرْدي، وعبد اللَّه بْن وَهْبُ، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وعيسى بْن يونس، وأبا بكر بن عَيَّاش، وهُشَيْم بْن بشير.
وَعَنْهُ: مسلم، والترمذي، والنسائي، وأبو حامد أحمد بن حمدون الأعمشي، وابن خزيمة، وابن أبي داود، ومحمد بن عقيل البلخي، ومحمد بن معاذ الماليني، وأبو علي بن رزين الباشاني، ومحمد بن المنذر شكر الهروي، ومحمد بن يوسف الفربري، وخلق. [ص:126]
قال أبو رجاء محمد بن حمدويه: سمعته يَقُولُ: وُلِدتُ سنة ستّين ومائة، وَصُمْتُ ثمانية وثمانين رمضانًا.
قَالَ: ومات فِي رمضان سنة سبع وخمسين.(6/125)
357 - عَلِيّ بْن زَنْجَلَة الرّازيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: يحيى بْن آدم، وحُسْين الْجُعْفيّ، وأزهر السّمّان، وطبقتهم. قَالَ ابن أَبِي حاتم: كَانَ رفيق أَبِي بالبصْرة روى عَنْهُ: أَبِي، وعَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد. وكان ثقة، لم يُقْضَ لي السَّماعُ منه.(6/126)
358 - ن: عَلِيّ بْن سعَيِد بْن جرير، أَبُو الْحَسَن النسائي الحافظ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أَبِي النَّضْر هاشم بْن القاسم، وجعْفَر بْن عَوْن، ومُحَاضر بْن المورَع، وعبد اللَّه بْن بَكْر، وعبد الصَّمد بْن عَبْد الوارث، ويعقوب بْن إِبْرَاهِيم الزُّهْريّ، وأبي مُسْهِر، وخلق بالشام، والعراق، ومصر، وخراسان.
وَعَنْهُ: النسائي وقال: صدوق؛ وعَبْد اللَّه بْن شِيرُوَيُه، وأَبُو حامد ابن الشرقي، وأبو بَكْر بْن خُزَيْمة، وأبو بَكْر بْن زياد، وآخرون.
وثقَّه محمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وقال: اكتبوا عنه.
وقال أبو حامد ابن الشَّرْقيّ: سَمِعْتُ عَلِيّ بْن سعَيِد يَقُولُ: سَأَلت أحمد بن حنبل عن اللفظية، قال: هُمُ الْجَهْميّة.
قلت: بقي إلى سنة ستٍّ وخمسين.(6/126)
359 - عَلِيّ بْن سعَيِد بْن شَهْرَيار الرَّقّيُّ الجَصَّاص. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: إِسْحَاق الأزرق، وشَبَابة، وجماعة.
سَمِعَ مِنْهُ: أبو حاتم بالرقة، وقال: شيخ.(6/126)
360 - ق: عَلِيّ بْن سَلَمَةَ بْن شَقِيق بْن عُقْبَةَ، أبو الحسن اللَّبَقيُّ النَّيْسَابوريُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه][ص:127]
سَمِعَ: حفص بْن غِياث، وعَبْد الرَّحْمَن المُحَارِبيّ، وابن فُضَيْل، ومروان بْن معاوية، وابن عَلَيْهِ، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ، ومسلم، وإبراهيم بن أبي طالب، وابن خزيمة، وطائفة آخرهم محمد بن علي المذكر.
وثقه مسلم.
وتوفي لثلاث بقين من جمادى الأولي سنة اثنتين وخمسين.
وقد قال البخاري في " صحيحه ": حدثنا علي، قال: حدثنا مالك بْن سُعير. فقيل: إنّه عَلِيّ بْن سَلَمَةَ، وإلَا فهو ابن المدينيّ.
قَالَ دَاوُد بْن الْحُسَيْن البَيْهقيّ: سَمِعْتُ عَلِيّ بْن سَلَمَةَ يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النّوم، فقلت: يا رسول اللَّه ما تَقُولُ فِي القرآن؟ قَالَ: أشهد أنّه كلَام الله غير مخلوق.(6/126)
361 - ن: عَلِيّ بْن شُعَيب بْن عديّ، أَبُو الْحَسَن البَغْداديُّ السِّمْسار. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: هشام، وابن عُيَيْنَة، وعبد الله بن نمير، وجماعة.
وَعَنْهُ: النسائي، وقاسم المطرِّز، وابن صاعد، ومحمد بن جرير، والمحاملي، وآخرون.
وثقه النسائي.
توفي سنة ثلاث وخمسين في ثامن عشر شوال.
ووهم البغوي فقال: مات سنة إحدى وستين.
أصله من طوس.(6/127)
362 - علي بن عاصم الثقفي، مولاهم، الأصبهاني. [الوفاة: 251 - 260 ه]
أخو محمد وأسيد. [ص:128]
رَوَى عَنْ: سُلَيْمَان الشّاذَكُونيّ، وغيره.
وكان مِن أولياء الله،
قَالَ أَبُو الشيخ: كَانَ مِن العابدين الزاهدين، لم يُخَرَّج لَهُ كثيُر حديث، ومات بعد الخمسين.(6/127)
363 - عَلِيّ بْن عَبْد المؤمِنَ الزَّعْفَرانيّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
نزيل الرِّيّ.
رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْر بْن عَيَّاش، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد المُحَارِبيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: القاضي المحاملي، وابن أبي حاتم، وقال: صدوق.(6/128)
364 - عَلِيّ بْن عبدة التّميميّ المكتِّب. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: ابن عَلَيْهِ، وغيره.
وَعَنْهُ: أَبُو حامد الحضْرميّ، والمَحَامِليّ.
ومات سنة سبْعٍ وخمسين.
قَالَ الدّارَقُطْنيّ: كَانَ يضع الحديث.
قلت: وقع لنا حديثه عاليًا فِي " جزء ابْن الطّلَاية " يتجلَّى لأبي بَكْر.(6/128)
365 - ق: عَلِيّ بْن عَمْرو بْن الحارث بْن سهل، أبو هبيرة الأنصاري البَغْداديُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وأبي معاوية، ومحمد بْن أَبِي عديّ، ويحيى بن سعَيِد الأُمَويّ.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وأبو حامد الحضْرميّ، وابن مَخْلَد، ويعقوب الدعاء، وابن أبي حاتم، وقال: محله الصدق.
قلت: مات سنة ستّين فِي المحرَّم. وقيل: فِي ذي الحجة سنة تسع وخمسين.(6/128)
366 - ن: علي بن المثنى الطهوي الكُوفيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: زيد بْن الحُباب، وسُوَيْد بْن عَمْرو الكلبي.
وَعَنْهُ: النسائي حديثًا واحدًا، وعبد اللَّه بْن زيدان، وحاجب بْن أركين، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وجماعة. [ص:129]
تُوُفّي سنة ستٍّ وخمسين.
ورواية النَّسائيّ عَنْهُ فِي طريق ابن السُّنّيّ وحده. وأمّا فِي رواية ابن حيويه النَّيسابوري عَنِ النَّسائيّ فقال: حدَّثنا محمد بْن المثنى. وفي نسخة سهل الإسفراييني بخطه: حدثنا ابن المثنى. وكذلك فِي نسُخٍ أُخَر بخطّ غيره.
ولم يذكره ابن عساكر فِي " الشيوخ النُّبْل ".(6/128)
367 - عَلِيّ بْن محمد بْن معاوية النَّيسابوري. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أَبِي ضَمْرَةَ أنس بْن عِياض، وأبي أسامة.
وَعَنْهُ: المَحَامِليّ، وابن مَخْلَد، ويعقوب الجصّاص، وآخرون.
تُوُفّي سنة ثمان وخمسين.(6/129)
368 - ق: عَلِيّ بْن محمد بْن أَبِي الخصيب الكُوفيُّ الوشاء. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: ابن عُيَيْنَة، ووَكِيعًا، وعُمَرو بْن محمد العنقزي.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وإِبْرَاهِيم بْن مَتُّوَيْه الأصبهاني، وأبو بكر بن أبي داود، والبرديجي، وابن أبي حاتم وقال: محلُّه الصِّدْق.
قلت: تُوُفّي سنة ثمانٍ أيضًا.(6/129)
369 - ن: عَلِيّ بْن محمد بْن زكريّا، أَبُو المَضَاء. [الوفاة: 251 - 260 ه]
نزيل الرَّقَّةِ.
ثقة، حافظ،
رَوَى عَنْ: خَلَف البزار، والمعافى بن سليمان الرسعني.
وَعَنْهُ: النسائي وقال: لَا بأس بِهِ؛ وأبو بَكْر محمد بن حمدون بن خالد، وغيرهما.(6/129)
370 - ن: عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي المضاء، [الوفاة: 251 - 260 ه]
قاضي المصِّيصة. وهو ابن عمّ أَحْمَد بْن عبد الله بن علي.
رَوَى عَنْ: إسحاق ابن الطّبّاع، وأبي اليَمَان، ومحمد بْن كثير المصِّيصيّ، وسعيد بن المغيرة، وطائفة.
وَعَنْهُ: النسائي، وسعيد بن عمرو البرذعي، ومطين، ومحمد بن المنذر شكر، وجماعة. [ص:130]
قال النسائي: ثقة.(6/129)
371 - علي بْن محمد بْن علي بْن مُوسَى بن جعفر بن محمد ابن زين العابدين، السيد الشريف، أبو الحسن العلوي الحسيني الفقيه. أحد الاثني عشر، وتلقبه الإمامية بالهادي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
قال الصولي: حدثنا الْحَسَين بْن يحيى أن المتوكّلُ اعتلَّ، فقال: لئِن برأتُ لأتصدَّقنّ بدنانير كثيرة. فلمّا عُوفي جمع الفقهاء فسألهم عَنْ ذَلِكَ، فاختلفوا. فبعث، يعني إلى أَبِي الْحَسَن العسكري فسأله، فقال: يتصدق بثلاثَةٍ وثمانين دينارًا. فعجب القوم وقالوا: مِن أَيْنَ لَهُ هذا؟ فأرسل إِلَيْهِ، فقال: لأنّ اللَّه يَقُولُ: " لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مواطن كثيرة " فروى أهلنا جميعًا أنّ المَوَاطن والسَّرايا كانت ثلَاثة وثمانين موطنًا.
تُوُفّي عَلِيّ، رحمه اللَّه، سنة أربع وخمسين، وله أربعون سنة.(6/130)
372 - خ د ن: عَلِيّ بْن مُسلْمِ بْن سعَيِد، أَبُو الْحَسَن الطوسي، ثم البَغْداديُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: هُشَيْمًا، وجرير بْن عَبْد الحميد، ويحيى بْن أَبِي زائدة، ويوسف بْن يعقوب الماجِشُون، وأبا يوسف القاضي، وابن المبارك، وعبد الرَّحْمَن بْن زيد بْن أسلم، وخلْقًا سواهم.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، والنسائي، وأبو بكر الأثرم، وعبد الله بن أحمد، وابن صاعد، والمحاملي، وابن عياش القطان، وآخرون
قال النسائي: لَا بأس بِهِ. وقد روى عَنْ رجلٍ، عَنْهُ.
تُوُفّي لسبْعٍ بقين من جُمَادَى الآخرة سنة ثلَاثٍ وخمسين. وكان مولده سنة ستّين ومائة.
وروى عنه ابن معين مع تقدمه.(6/130)
373 - ن: عَلِيّ بْن مَعْبَد بْن نوح، أَبُو الْحَسَن البَغْداديُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سكن مصر.
وَرَوَى عَنْ: عَبْد الوهّاب بْن عطاء، وشَبَابة، وأبي النَّضْر، [ص:131] ويعقوب بن إبراهيم، وأبي أحمد الزبيري.
وَعَنْهُ: النسائي، وعن رجلٍ عَنْهُ، وأبو بَكْر بْن خُزَيْمَة، وأبو جعفر الطحاوي، وآخرون.
قال أحمد العجلي: ثقة صاحب سنة. ولي أَبُوهُ طرابلس الغرب.
وقال ابن أَبِي حاتم: صدوق.
قلت: مات فِي رجب سنة تسعٍ وخمسين بمصر. وكان قدِمها تاجراً، فسكنها. وآخر أصحابه موتاً إبراهيم بن ميمون العسكري.(6/130)
374 - ت ن ق: عَلِيّ بْن المنذر أَبُو الْحَسَن الطّرِيقيّ الْأوْدِيّ الكُوفيُّ العلَاف الأعور. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: ابن عُيَيْنَة، والوليد بْن مُسْلِم، وَمحمد بْن فُضَيْل، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: الترمذي والنسائي، وابن ماجه، وبدْر بْن الهَيْثَم، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، ومحمد بْن يحيى بْن مَنْدَه، ويحيى بْن صاعد، وخلق.
وحجَّ خمسين حجّة.
قَالَ النَّسائيّ: شيعيّ محض ثقة.
قلت: تُوُفّي فِي ربيع الأوّل سنة ستٍّ وخمسين.(6/131)
375 - ن ق: عمّار بْن خَالِد بْن يزيد الواسطيّ التمار. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: جرير بْن عَبْد الحميد، ومرحوم بْن عبد العزيز، وسفيان بن عيينة، وعبد الحكيم بن منصور، وإسحاق الأزرق.
وَعَنْهُ: النسائي، وابن ماجه وأبو حاتم الرّازيّ، وأحمد بْن عَلِيّ المَرْوزِيّ، وابن أَبِي دَاوُد، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وابن مبشر الواسطيّ.
وكان ثقة. [ص:132]
توفي سنة ستين.(6/131)
376 - عِمران بْن قَطَن، أَبُو مُوسَى الْبُخَارِيّ الفرْخَشيّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
من قرية فرخشا.
رحال، لقي عبيد الله بن موسى، والمقرئ، وأبا جَابرِ محمد بْن عبد الملك.
وَعَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن منيح بْن سيف.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وخمسين؛ قاله الأمير.(6/132)
377 - عُمَر بْن نصر، أَبُو حفص النِّهْرَوَانيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: يزيد بْن هارون، وعبد الوهّاب بْن عطاء، وشَبَابة، وغيرهم.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: كتبتُ عَنْه بنِهْروان، وهو صدوق.(6/132)
378 - عَمْرو بْن بحر الجاحظ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
قِيلَ: توفي سنة خمس خمسين، وقد ذكر.(6/132)
379 - ق: عَمْرو بْن عَبْد اللَّه الْأوْدِيّ، أَبُو عثمان الكُوفيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أَبِي بَكْر بْن عَيَّاش، وأبي معاوية، وابن نمير، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وحاجب بْن أَركين، وعَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وبدر بن الهيثم، وابن خزيمة.
قال أبو حاتم: صدوق.(6/132)
380 - د ن ق: عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار، أبو حفص الحِمْصيُّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
مولى قُرَيش.
سَمِعَ: إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش، وبقّية بْن الوليد، وابن عُيَيْنة، والوليد بْن مُسلْمِ، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وجعفر الفِرْيابيّ، وأبو عروبة الحراني، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو بكر بن أبي داود، وخلق.
قال أبو زرعة: كان أحفظ من محمد بن مصفى، وأحب إلي منه.
قلت: توفي في رمضان سنة إحدى وخمسين، وقيل: سنة خمسين.(6/132)
381 - عمرو بن معمر، أبو عثمان العَمْركيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
حَدَّثَ ببغداد عَنْ: أبي النضر، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى.
وَعَنْهُ: الحسن بن محمد بن شعبة، والمحاملي، وأحمد بن عبد الله وكيل أبي صخرة.
وثقه الخطيب.(6/133)
382 - عيسى بن إسحاق النَّرْسيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
حَدَّثَ ببغداد عَنْ: يحيى بْن آدم، وشَبَابة.
وَعَنْهُ: موسى بن هارون، ومحمد بن مخلد، وغيرهما.
توفي سنة ثمان وخمسين.(6/133)
383 - عيسى بن عبد الله بن سليمان العسقلاني، [الوفاة: 251 - 260 ه]
نزيل بغداد.
عَنْ: الوليد بن مسلم، وضَمْرة بن ربيعة.
وَعَنْهُ: أبو عمر محمد بن يوسف القاضي، ومحمد بن مخلد، وزيد بن عبد العزيز الموصلي، وتمتام، وجماعة كثيرة.
قال ابن عدي: ضعيف، يسرق الحديث.(6/133)
384 - عيسى بن عثمان النهشلي الكُوفيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: عمّه يحيى بْن عيسى الرمليّ.
وَعَنْهُ: الترمذي، ومُطَيَّن، ومحمد بْن جرير الطَّبَريّ، ومحمد بن يحيى بن منده، وابن أبي داود.
قال النسائي: صالح.
قلت: توفي سنة إحدى وخمسين(6/133)
385 - د ن: عيسى بن محمد بن إسحاق، أَبُو عُمَيْر ابن النَّحاس الرملي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
مُحَدَّث، ثقة، لم يرحل.
سَمِعَ مِنْ: الوليد بْن مُسلْمِ لمّا قدِم الرملة، وضَمْرَة بْن ربيعة، وأيوب بن [ص:134] سويد، وزيد بن أبي الزرقاء، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، ويحيى بْن معين وهو أكبر منه، وقال: ثقة، من أحفظ الناس لحديث ضَمْرَةَ، وأَبُو زُرْعَة، وأبو حاتم، وجعْفَر الفِرْيابيّ، وعُمَر البُجَيْريّ، وابن جَوْصا، وأبو بكر بن أبي داود وخلق.
قال ابن جَوْصا: سَمِعْتُ أَبَا عُمَيْر يَقُولُ: قدِم علينا الوليد فِي سنة أربعٍ وتسعين ومائة، فاستقرض لَهُ أَبِي دنانير، فحجَّ مِنَ الرملة، فمات منُصْرَفَه مِنَ الحجَّ بِذِي المَرْوة. فمضي أَبِي إلى دمشق حتى أُبيع منزله وقضي دينه.
وقال أبو زرعة: حدثنا أبو عمير الرملي، وكان ثقة رضى.
وقال أَبُو حاتم: كَانَ مِنَ العُبّاد، يطلب العلم وعلى ظهره خريقة قدر ذراع، يختلف إلى الوليد وضَمْرَة.
وقال عُمَر بْن سهل الدينوري: سَمِعْتُ ابن وَهْبُ الدِّينَوَرِيّ يَقُولُ: لَقَّنْتُ أَبَا عُمَيْر النّحّاس أربعين حديثًا من حديثه، فلمّا بلغت أحداً وأربعين قال لي: أما تستحي، أتحشمني أن أشهد عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مجلسٍ واحدٍ أكثر من أربعين شهادة؟.
قَالَ ابن زَبْر: تُوُفّي فِي ثامن محرم سنة ست وخمسين(6/133)
-[حَرْفُ الْفَاءِ](6/134)
386 - الفتح بْن الحَجّاج، أَبُو نوح الحَرَشيّ النَّيسابوري الفقيه. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: المقرئ، وحفص بْن عَبْد الرَّحْمَن، وخلاد بن يحيى.
وَعَنْهُ: العباس بن حمزة، وعبد اللَّه النَّصْراباذيّ، وجماعة.
تُوُفّي سنة خمسٍ وخمسين(6/134)
387 - ت: الفضل بْن جعْفَر بْن عَبْد اللَّه بْن الزِّبْرِقان البَغداديُّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
أخو يحيى بن أبي طالب.
سَمِعَ: عبيد اللَّه بْن مُوسَى، وحَجّاج بْن محمد الأعور، ويزيد بن هارون، وأبا علي الحنفي، وطائفة.
وَعَنْهُ: الترمذي، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، والقاضي المحاملي.
وكان ثقة. [ص:135]
توفي سنة اثنتين وخمسين.(6/134)
388 - ع سوى ق: الفضل بن سهل، أبو العباس البَغْداديُّ الأعرج الحافظ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
أحد الأثبات.
سَمِعَ: الحسين الْجُعْفيّ، وأَبَا النَّضْر بْن القاسم، وشَبَابة بْن سوار، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: الجماعة سوى ابن ماجة، وأبو القاسم البَغَوِيّ، وابن صاعد، وأبو عبد الله المَحَامِليّ، ومحمد بْن مَخْلَد، وخلْق.
وكان موصوفًا بالذّكاء والمعرفة والإتقان.
توفي فِي صَفَر سنة خمسٍ وخمسين.
قَالَ عَبْدان: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُد يقول: أَنَا لَا أحدِّث عَنْ فضل بْن سهل. قلت: وَلِمَ؟ قَالَ: لأنّه لَا يفوته حديث جيّد. قلت: ومع هذا فقد رَوَى عَنْهُ أَبُو دَاوُد كما قدَّمنا. ووثَّقه النَّسائيّ، والنّاس. وعاش نيفًا وسبعين سنة.
قال أَحْمَد بْن الْحُسَيْن الصُّوفيّ: كَانَ أحد الدّواهي. يعني: في الحفظ.(6/135)
389 - د ق: الفضل بْن يعقوب، أَبُو الْعَبَّاس البَصْريُّ، المعروف بالجَزَريِّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: عَبْد الأعلى بْن عَبْد الأعلى، ونوح بن قيس الحداني، وسفيان بن عيينة، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، وابن ماجه، وأبو عَرُوبة، وابن خُزَيْمَة، وابن صاعد، ومحمد بن هارون الروياني.
توفي في عاشر شعبان سنة ست وخمسين(6/135)
390 - خ ق: الفضل بن يعقوب، أَبُو الْعَبَّاس البَغْداديُّ الرُّخاميُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: حجاج بن محمد الأعور، ومحمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، وإدريس بْن يحيى الخَوْلَانيّ العابد، وأسد بْن مُوسَى السنة، وزيد بْن يحيى الدّمشقيّ، ويحيى بْن السَّكَن.
وَعَنْهُ: البخاري، وابن ماجه، وابن صاعد، ومحمد بن هارون الحضرمي، والحسين والقاسم ابنا المحاملي، ومحمد بن مخلد، وابن خزيمة. [ص:136]
قال الدارقطني: ثقة حافظ.
وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي، وكان ثقة صدوقا.
توفي في أول جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين.(6/135)
391 - فضل، جارية المتوكل. [الوفاة: 251 - 260 ه]
من مولدات اليمامة. لم ير في زمانها امرأة أفصح ولا أشعر منها. أدبها رجل من عبد القيس واشتراها محمد بن الفرج الرخجي، فأهداها للمتوكل.
حكي عن علي بن الجهم قَالَ: قلتُ:
لاذَ بها يشتكي إليها ... فلم يَجِدْ عندها مَلَاذا
فقال لها المتوكّلُ: أجيزي:
فقالت بَدِيهًا:
ولم يزَلْ ضارعًا إليها ... تَهْطل أجفانُهُ رَذَاذا
فعاتبُوه فزادَ عِشْقًا ... فمات وَجْدًا فكان ماذا
ولها شِعرٌ هكذا أرق من النسيم وأروق من التسنيم، ولا أعلم متى ماتت.(6/136)
-[حَرْفُ الْقَافِ](6/136)
392 - القاسم بْن بِشْر البَغْداديُّ، أَبُو محمد. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: يحيى بْن سُلَيم الطّائفيّ، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة.
وَعَنْهُ: إمام الأئمّة ابن خُزَيْمَة، والهَيْثَم بْن خلف، وابن صاعد.
وثقَّه الخطيب.(6/136)
393 - القاسم بن سعيد بن المسيب بن شريك التميمي البَغْداديُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: يحيى بْن سعيد القطان، ويزيد بْن هارون، والهيثم بن عدي، وجماعة.
وَعَنْهُ: قاسم المطرّز، والقاضي المَحَامِليّ، وجماعة.
وثقه الخطيب. [ص:137]
ومات سنة أربع وخمسين.(6/136)
394 - القاسم بْن الفضل بْن بَزِيع البَغْداديُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: عَمْرو بْن عاصم، وغيره.
وَعَنْهُ: أَبُو عُبَيْد بْن المؤمّل، ومحمد بْن مَخْلَد، ووثقه.
مات سنة تسع وخمسين.(6/137)
395 - ق: القاسم بْن محمد بْن عبّاد بْن عبّاد أَبُو محمد الْأَزْدِيّ المهلّبيّ البَصْريُّ، ثمّ البَغْداديُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وأبي عاصم، وبشر بْن عُمَر الزّهْرانيّ، وعبد اللَّه بْن دَاوُد الخريبي.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وابن صاعد، والمحاملي، وابن مخلد.
وثقة الخطيب.(6/137)
396 - القاسم بن هاشم بن سعيد، أبو محمد البَغْداديُّ السمسار. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أبيه، وأبي مسهر الدمشقي، وعلي بن عياش، وعتبة بن السكن.
وَعَنْهُ: ابن أبي الدنيا، والمحاملي، وابن مخلد.
وثقه بعضهم. وقال الخطيب: كان صدوقا.
مات في رمضان سنة تسع وخمسين.(6/137)
397 - القاسم بن يزيد بن كُلَيْب المقرئ الوَزان. [الوفاة: 251 - 260 ه]
حَدَّثَ ببغداد عَنْ: محمد بْن فُضَيْل، ووَكِيع.
وَعَنْهُ: عبد الله بن أبي سعد الوَرَّاق، وغيره.
توفي سنة اثنتين وخمسين.(6/137)
-[حَرْفُ اللَّامِ](6/137)
398 - الليث بن الحارث البخاري. [الوفاة: 251 - 260 ه]
حَدَّثَ بمصر عَنْ: النضر بن شميل، وعدة،
وتوفي سنة ثلاث وخمسين.(6/137)
399 - ليث بن الفرج بن راشد البَغْداديُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: ابن عيينة، ووكيعا، وعبد الرحمن بن مهدي.
وَعَنْهُ: أبو العباس محمد بن أحمد الأثرم، ومحمد بن مخلد. [ص:138]
وثقه الخطيب.
ووقع لي حديثه عاليًا فِي " جزء الأكابر " عن مالك.(6/137)
-[حَرْفُ الْمِيمِ](6/138)
400 - محمد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الجبّار. أبو عبد الله الباهليّ المِصْريُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: أَبَا أَحْمَد الزُّبَيْريّ.
وَعَنْهُ: عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن قُدَيْد.
تُوُفّي بمصر فِي شَعْبان.(6/138)
401 - محمد بْن أَحْمَد بْن عَبْد العزيز بْن عُتْبَة بْن حُمَيْد بْن عُتْبَة بْنِ أَبِي سُفْيَان بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ. الفقيه العُتْبيّ الأندلسيّ القُرْطُبيّ المالكيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
صاحب " المسائل العُتْبيّة "، ومنهم مَن جَعله من موالي عُتْبة بْن أَبِي سُفْيَان.
سَمِعَ: يحيى بْن يحيى، وسعيد بْن حسّان، وسَحْنُون بْن سعَيِد، وأَصْبَغ بْن الفَرَج، وغيرهم.
وَعَنْهُ: محمد بْن عُمَر بْن لُبَابَة، وجماعة مِنَ الأندلسييّن، وكان مِن كبار الفُقَهاء فِي زمانه.
قَالَ محمد بْن وضّاح: فِي " المُسْتَخْرَجَة " خطأ كثير.
وقال أسلم بْن عَبْد العزيز: قَالَ لي ابن عَبْد الحَكَم: أُتِيتُ بكُتبٍ حَسنة الخطّ تُدْعى " المُسْتَخْرَجَة " من وضع صاحبكم محمد بْن أَحْمَد العُتْبيّ، فرأيت جُلَّها كذوبًا مسائل المُجالِس لَهُ لم يوقف عليها أصحابها، فخشيت أن أموت فُتوجد فِي تَرِكَتي، فوهبت لرجلٍ يقرأ فيها. فقلت لَهُ: كيف استحللت أن تُعطيها لغيرك، إذ لم تستحسن أن تكون عندك؟ فسكت.
وقال محمد بْن عُمَر بْن لُبَابَة: لَيْسَ العُتْبيّ نَسَبه، إنّما كَانَ لَهُ جَدُّ يُسمَّى عُتْبة، فَنُسِبَ إِلَيْهِ.
قَالَ ابن الفَرَضيّ: رحل فسمع من سَحْنون، وأَصْبَغ بْن الفَرَج ونُظَرائهما. وكان حافظًا للمسائل جامعًا لها عالمًا بالنّوازل. جمع " المُسْتَخْرَجَة " وكثر فيها الرّوايات المطروحة والمسائل الغريبة الشّاذة. وكان يؤتى بالمسألة الغريبة فيقول: أَدخِلوها فِي " المُسْتَخْرَجَة ". تُوُفّي فِي ثامن عشر ربيع الأول سنة خمس وخمسين، وقيل: سنة أربع. والأوّل أصحّ، والله أعلم. [ص:139]
وقد مر العتبي الأخباري محمد بن عبيد الله سنة ثمان وعشرين ومائتين.(6/138)
402 - ت: محمد بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن مدَّويْه أبو عبد الرحمن القرشي الترمذي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: القاسم بْن الحَكَم العُرَنيّ، وأسود بْن عامر، وعُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: الترمذي، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومضاء بْن حاتم النَّسَفيّ، ومحمد بْن المنذر شَكَر.
وثقَّه ابن حِبّان(6/139)
403 - محمد بْن أَحْمَد بْن يزيد، الفقيه أَبُو يونس الجّمَحيّ المدنيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
مفتي أهل المدينة بعد أَبِي مُصْعَب الزُّهْريّ.
أخذ عَنْ أصحاب مالك،
وَرَوَى عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن أَبِي أُوَيْس، وإِسْحَاق الفَرَويّ.
وَعَنْهُ: زكريّا بْن يحيى الساجي، وأبو العباس السراج، وأبو عوانة الإسفراييني، ومحمد بن إبراهيم الديبلي، ويحيى بْن الْحَسَن العَلَويّ النَّسَّابة، وجماعة.
تُوُفّي قبل السّتّين أو بعدها.(6/139)
404 - محمد بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو جعْفَر الأنماطيّ الحافظ، مُرَبَّع. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: أَبَا الوليد الطَّيَالِسيّ، وأبا حُذَيْفَة النَّهْديّ، وابن مَعِين، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: القاضي المَحَامِليّ، وابن مَخْلَد، وجماعة.
تُوُفّي كهْلَا سنة ستٍّ وخمسين.
وله " تاريخ في معرفة الرجال ". وهو مِن أعيان تلَامذة يحيى بْن مَعِين، وهو الّذي لقَّبه.(6/139)
405 - محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن قحْطَبَة البَغْداديُّ المؤدب. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: معاوية بن عمرو الْأَزْدِيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: قاسم بْن زكريّا المطرِّز، وابن أَبِي حاتم وقال: صدوق.(6/139)
406 - محمد بْن الأزهر بْن حُرَيْث، أَبُو جعْفَر السّجْزيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه][ص:140]
ثقة، رحال، عالي الرواية.
سَمِعَ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وأبا معاوية الضَّرير، وطبقتهما.
وَعَنْهُ: أَبُو الْعَبَّاس السّرّاج، وابن خُزَيْمَة، ومحمد بْن عَلِيّ المذكّر شيخ الحاكم.
تُوُفّي سنة ثلَاثٍ وخمسين، أظنّ بَنْيسابور.(6/139)
407 - محمد بْن الأزهر، أبو عبد الله الفقيه. [الوفاة: 251 - 260 ه]
من عُلماء الحنفيّة.
قِيلَ: إنّه مات فِي صَفَر سنة إحدى وخمسين بخُراسان.(6/140)
408 - محمد بْن إِسْحَاق الصيني البَغْداديُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
أحد المتروكين.
يروي عَنْ: رَوْح بْن عُبَادة، وأبي النَّضْر.
رَمَوْه بالكذِب.
روى عَنْهُ: ابن أَبِي دَاوُد، وعلي بْن عَبْد اللَّه بْن مبشر الواسطي، وابن أَبِي حاتم، ثمّ تركه.(6/140)
409 - ت ن: محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن المغيرة بْن بردزبه، الْإمَام العَلَم أبو عبد الله الجعفي، مولَاهُمُ، الْبُخَارِيّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
صاحب " الصّحيح " والتّصانيف.
وُلِد فِي شوال سنة أربع وتسعين، وأوَّل سماعة سنة خمسٍ ومائتين، وحفظ تصانيف ابن المبارك، وحُبّبَ إِلَيْهِ العلم مِنَ الصِّغَر. وأَعَانُه عَلَيْهِ ذكاؤه المُفْرط. ونشأ يتيمًا، وكان أَبُوهُ مِنَ العلماء الورِعين
قَالَ أبو عبد الله الْبُخَارِيّ: سَمِعَ أَبِي من مالك بْن أنس ورأى حمّاد بْن زيد، وصافح ابن المبارك.
قلت: وحدَّث عَنْ أَبِي معاوية، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أحمد بن حفص، ونصر بْن الْحُسَيْن. قَالَ أَحْمَد بْن حفص: دخلت عَلى أَبِي الْحَسَن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم عند موته فقال: لَا أعلم فِي جميع مالي دِرْهمًا من شُبْهة.
قَالَ أَحْمَد: فتصاغَرَت إليَّ نفسي عند ذَلِكَ.
قلت: وَرَبَّتْ أَبَا عَبْد الله أمه. ورحل سنة عشر ومائتين بعد أن سَمِعَ الكثير ببلده مِن سادةِ وقتهِ: محمد بْن سلَام البِيكَنْديّ، ومحمد بْن يوسف البِيكَنْديّ، [ص:141] وعَبْد اللَّه بْن محمد المُسْنِديّ، ومحمد بْن غُرِير، وهارون بْن الأشعث، وطائفة، وسمع ببلْخ من: مكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، ويحيى بْن بِشْر الزّاهد، وقُتَيْبة، وجماعة. وكان مكّيّ أحد مَن حدثه عَنْ ثقات التّابعين. وسمع بِمَرْوَ من: عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن شقيق، وعَبْدان، ومُعَاذ بْن أسد، وصَدَقَة بْن الفضل، وجماعة. وسمع بَنْيسابور من: يحيى بْن يحيى، وبِشْر بْن الحَكَم، وإِسْحَاق، وعدّة. وبالرِّيّ من: إِبْرَاهِيم بْن موسى الحافظ، وغيره. وببغداد من: محمد بن عيسى ابن الطّبّاع، وسُرَيْج بْن النُّعْمان، وعفّان، ومعاوية بْن عَمْرو الْأَزْدِيّ، وطائفة. وقال: دخلتُ عَلى مُعَلَّى بْن منصور ببغداد سنة عشر. وسمع بالبصْرة من: أَبِي عاصم النَّبيل، وبدل بْن المحبّر، ومحمد بْن عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن حمّاد الشُّعَيْثيّ، وعُمَرو بْن عاصم الكِلَابيّ، وعَبْد اللَّه بْن رجاء الغُدّانيّ، وطبقتهم. وبالكوفة من: عبيد اللَّه بْن موسي، وأبي نُعَيْم، وطَلْق بْن غنّام، والحسن بْن عطّية وهما أقدم شيوخه موتًا؛ وخلَاد بْن يحيى، وخالد بْن مَخْلَد، وفروة بْن أَبِي المغراء، وقُبَيْصَة، وطبقتهم. وبمكّة من: أَبِي عَبْد الرَّحْمَن المقرئ، والحُمَيْديّ، وأحمد بْن محمد الأزْرقيّ، وجماعة. وبالمدينة من: عَبْد العزيز الْأوَيْسيّ، ومُطَرِّف بْن عَبْد اللَّه، وأبي ثابت محمد بْن عُبَيْد اللَّه، وطائفة. وبواسط من: عَمْرو بْن عَوْن، وغيره. وبمصر من: سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صالح الكاتب، وسعيد بْن تليد، وعَمْرو بْن الرّبيع بْن طارق، وطبقتهم، وبدمشق من أَبِي مُسْهِر شيئًا يسيرًا، ومن أَبِي النَّضْر الفراديسيّ، وجماعة. وبَقْيسارية من: محمد بْن يوسف الفِرْيابيّ. وبعسقلَان: من آدم بْن أَبِي إياس. وبحمص من: أَبِي المغيرة، وأبي اليَمَان، وعلي بْن عَيَّاش، وأحمد بْن خَالِد الوهَبيّ، ويحيى الوُحاظيّ.
وذُكِر أنّه سَمِعَ من ألف نفس. وقد خرّج عنهم " مشيخة " وَحَدَّثَ بها، لم نرها.
وحدَّث بالحجاز، والعراق، وخراسان، وما وراء النهر. وكتبوا عَنْهُ وما فِي وجهه شَعْرة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو زُرْعَة، وأبو حاتم قديمًا.
وَرَوَى عَنْهُ من أصحاب الكتب: الترمذي، والنسائي، على نزاع في النسائي، والأصح أنّه لم يروِ عَنْهُ شيئًا.
وروى عَنْهُ: مُسلْمِ فِي غير " الصحيح "، ومحمد بْن نصر المروزي الفقيه، وصالح بن محمد جَزَرَة الحافظ، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، ومطين، وأبو [ص:142] الْعَبَّاس السّرّاج، وأبو بَكْر بْن خُزَيْمَة، وأَبُو قُرَيش محمد بْن جُمْعة، ويحيى بْن محمد بْن صاعد، وإِبْرَاهِيم بْن معقل النَّسَفيّ، ومَهيب بْن سُلَيْم، وسهل بْن شاذُوَيْه، ومحمد بْن يوسف الفِرَبْرِيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن دَلُّويه، وعبد الله بن محمد الأشقر، ومحمد ابن هارون الحضْرميّ، والْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل المَحَامِليّ، وأبو علي الحسن بن محمد الداركي، وأحمد بن حمدون الأعمشي، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومحمود بْن عَنْبر النَّسَفيّ، ومُطَيَّن، وجعْفَر بْن محمد بْن الحسن الجروي، وأبو حامد بن الشرقي، وأخوه أَبُو محمد عَبْد اللَّه، ومحمد بْن سُلَيْمَان بْن فارس، ومحمد بْن المُسَيَّب الْأرْغِيانيّ، ومحمد بْن هارون الرُّويانيّ، وخلْق.
وآخر من روى عنه " الجامع الصحيح ": منصور بن محمد البَزْدويّ المتُوُفّي سنة تسعٍ وعشرين وثلَاث مائة. وآخر من زعم أنّه سَمِعَ مِنَ الْبُخَارِيّ موتًا أَبُو ظهير عَبْد اللَّه بْن فارس البلْخي المُتَوَفَّى سنة ستٍّ وأربعين وثلَاث مائة. وآخر من رُوِيَ حديثه عاليًا: خطيب المَوْصِل فِي " الدّعاء " للمَحَامِليّ؛ بينه وبينه ثلَاثة رجال.
وأمّا جامعه الصحيح فأجل كُتب الْإِسلَام وأفضلها بعد كتاب اللَّه تعالي. وهو أعلى شيء فِي وقتنا إسنادًا للنّاس. ومن ثلَاثين سنة يفرحون بعُلُوّ سماعه، فكيف اليوم؟ فلو رحل الشخص لسماعه من مسيرة ألف فَرْسخ لَمَا ضاعت رحلتهُ. وأنا أدري أنّ طائفة مِنَ الكبار يستقلّون عقلي فِي هذا القول، ولكن:
ما يعرف الشَّوقّ إلَا من يُكابده ... ولا الصَّبَابَة إلَا مَن يُعَانيها
ومَن جهِلَ شيئًا عاداه، ولا قوَّة إلَا بالله.
فصل
نقل ابنُ عديّ وغيره أنّ مُغيرة بْن بَرْدِزْبَه المجوسيّ جدَّ الْبُخَارِيّ أسلم عَلِيّ يد والي بُخاري يَمَان الْجُعْفيّ جدَّ المحدَّث عَبْد اللَّه بْن محمد بْن جعْفَر بْن يَمَان الْجُعْفيّ المُسْنِديّ. فولَاؤه للجُعْفَيين بهذا الاعتبار.
وقال محمد بْن أَبِي حاتم ورّاق الْبُخَارِيّ: أخرج أبو عبد الله ولدَه بخطّ [ص:143] أَبِيهِ بعد صلَاة الجمعة لثلَاث عشرة مَضَتْ من شوّال سنة أربعٍ وتسعين ومائة.
وقال ابن عديّ: سَمِعْتُ الْحَسَن بْن الْحُسَيْن البزّاز يَقُولُ: رأيتُ الْبُخَارِيّ شيخًا نحيفًا، لَيْسَ بالطّويل ولا بالقصير. عاش اثنتين وستين سنة إلَا ثلَاثة عشر يومًا.
وقال أَحْمَد بْن الفضل البلْخيّ: ذَهَبَت عينا محمد فِي صِغْرِه، فرأت أمُّه إِبْرَاهِيم عَليْه السَّلَامُ، فقال: يا هذه قد ردّ اللَّه عَلِيّ ابنك بصرة بكثرة بُكائك أو دعائك. فأصبح وقد ردّ اللَّه عَلَيْهِ بصره.
وعن جبريل بْن ميكائيل: سَمِعْتُ الْبُخَارِيّ يَقُولُ: لمّا بلغت خراسان أُصِبتُ ببصري، فعلّمني رَجُل أن أحلق رأسي وأغلّفه بالخطميّ، ففعلت، فردّ اللَّه عَلِيّ بصَرِيّ. رواها غُنْجَار فِي تاريخه.
وقال أَبُو جعْفَر محمد بْن أَبِي حاتم الورّاق: قلت للبخاريّ: كيف كَانَ بدء أمرِك؟ قَالَ: ألْهِمْتُ حِفْظَ الحديث فِي المكتب ولي عشر سنين أو أقلّ. وخرجت مِنَ الكُتّاب بعد العَشْر، فجعلت أختلف إلى الداخليّ وغيره، فقال يومًا فيما يقرأ عَلى الناس: سُفْيَان عَنْ أَبِي الزُّبَيْر عَنْ إِبْرَاهِيم. فقلت لَهُ: إنّ أبا الزُّبَيْر لم يَرْوِ عَنْ إِبْرَاهِيم. فانتهرني، فقلت لَهُ: ارجع إلى الأصل.
فدخل ثمّ خرج، فقال لي: كيف هُوَ يا غلَام؟ قلت: هو الزُّبَيْر بْن عديّ، عَنْ إِبْرَاهِيم. فأخذ القلم منّي وأصلحّه، وقال: صدقت. فقال للبخاريّ بعض أصحابه: ابن كم كنت؟ قَالَ: ابن إحدى عشرة سنة. فلمّا طعنتُ فِي ستٍّ عشرة سنة حفظت كُتُب ابن المبارك، ووَكِيع، وعرفت كلَام هؤلَاء. ثم خرجت مع أبي وأخي أَحْمَد إلى مكّة. فلمّا حَجَجْتُ رجع أخي بها وتخلّفتُ فِي طلب الحديث. فلمّا طعنتُ فِي ثمان عشرة سنة جعلتُ أُصنِّف قضايا الصَّحابة والتّابعين وأقاويلهم، وذلك أيّام عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى. وصّنّفتُ كتاب " التّاريخ " إذ ذاك عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي اللّيالي المُقْمرة. وقلِّ اسم فِي " التّاريخ " إلَا وله عندي قصّة. إلَا أنيّ كرهتُ تطويل الكتاب.
وقال عَمْرو بْن حفص الأشقر: كنّا مَعَ الْبُخَارِيّ بالبصرة نكتب الحديث، ففقدناه أيّامًا، ثمّ وجدناه فِي بيتٍ وهو عريان وقد نفذ ما عنده. فجمعنا لَهُ الدّراهم وكَسَوْناه. [ص:144]
وقال عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد الْبُخَارِيّ: سَمِعْتُ محمد بْن إِسْمَاعِيل يَقُولُ: لقيت أكثر من ألف رجلٍ، أهل الحجاز، والعراق، والشّام، ومصر، وخُراسان، إلى أن قَالَ: فما رأيْتُ واحدًا منهم يختلف فِي هذه الأشياء: إنّ الدّين قولٌ وعمل، وأنّ القرآن كلَام اللَّه.
وقال محمد بْن أَبِي حاتم: سمعته يَقُولُ: دخلتٌ بغداد ثمان مرات، كل ذَلِكَ أجالس أَحْمَد بْن حنبل، فقال لي آخر ما ودّعته: يا أَبَا عَبْد اللَّه تترك العِلم والنّاس وتصير إلى خُراسان؟! فأنا الآن أذكر قول أَحْمَد.
وقال أَبُو بَكْر الأعين: كتبنا عَنِ الْبُخَارِيّ عَلَى باب محمد بْن يوسف الفِرْيابيّ وما فِي وجهه شَعْرة.
وقال محمد بْن أَبِي حاتم ورّاق الْبُخَارِيّ: سَمِعْتُ حاشد بْن إِسْمَاعِيل وآخر يقولَان: كَانَ الْبُخَارِيّ يختلف معنا إلى السَّماع وهو غلَام، فلَا يكتب، حتّى أتى عَلَى ذَلِكَ أيّام. فكنّا نقول لَهُ، فقال: إنّكما قد أكثرتما عليّ، فاعرضا عَلِيّ ما كتبتما. فأخرجنا إِلَيْهِ ما كَانَ عندنا، فزاد عَلَى خمسة عشر ألف حديث، فقرأها كلّها عَنْ ظهر قلب حتى جعلنا نُحكِم كُتُبَنا من حِفْظِه. ثمّ قَالَ: أترون أنيّ أختلف هدْرًا وأضيّع أيّامي؟! فعرفنا أنّه لا يتقدمه أحد. قالا: فكان أهل المعرفة يَعْدُونَ خلفه فِي طلب الحديث وهو شابّ حتى يغلبوه عَلِيّ نفسِه، ويجلسوه فِي بعض الطّريق، فيجتمع عَلَيْهِ أُلُوف أكثرهم ممّن يكتب عَنْهُ، وكان شابًّا لم يخرج وجهه.
وقال محمد بْن أَبِي حاتم: وسَمِعْتُ سُلَيْم بْن مجاهد يَقُولُ: كنتُ عند محمد بْن سلَام البِيكَنْديّ فقال لي: لو جئت قبل لرأيت صبيا يحفظ سبعين ألف حديث. قال: فخرجت في طلبه فلقيته، فقلتُ: أنتَ الَّذِي تَقُولُ: أَنَا أحفظ سبعين ألف حديث؟ قال: نعم وأكثر، ولا أجيئك بحديث عن الصحابة والتابعين إلا عرفت مولد أكثرهم ووفاتهم ومساكنهم. ولست أروي حديثًا من حديث الصّحابة أو التّابعين إلَا ولي فِي ذَلِكَ أصلٌ أحفظه حِفْظًا عَنْ كتاب اللَّه وسنة رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ.
قَالَ غنجار: حدثنا أبو عمرو أحمد بن محمد المقرئ، قال: حدثنا محمد بن يعقوب بن يوسف البيكندي قال: سَمِعْتُ عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن عاصم البِيكَنْديّ يَقُولُ: قدِم علينا محمد بْن إِسْمَاعِيل، فاجتمعنا عنده، فقال بعضنا: سَمِعْتُ إِسْحَاق بْن راهَوَيْه يَقُولُ: كأني أنظر إلى سبعين ألف حديث من كتابي. [ص:145]
فقال محمد: أوتعجب من هذا؟ لعلّ فِي هذا الزمان مَن ينظر إلى مائتي ألف حديث من كتابه. قَالَ: وإنّما عَنى بِهِ نفسه.
وقال ابن عدي: حدثني محمد بن أحمد القومسي، قال: سَمِعْتُ محمد بْن خَمْرَوَيْه يَقُولُ: سَمِعْتُ محمد بْن إِسْمَاعِيل يَقُولُ: أحفظ مائة ألف حديث صحيح، وأحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح.
وقال إمام الأئمة ابن خزيمة: ما رأيت تحت أديم السّماء أعلم بالحديث من محمد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ.
وقال ابن عديّ: سَمِعْتُ عدّة مشايخ يحكون أنّ الْبُخَارِيّ قدِم بغداد فاجتمع أصحاب الحديث، وعمدوا إلى مائة حديث فقلبوا متونها وأسانيدها، وجعلوا متن هذا الإسناد هذا، وإسناد هذا المتن هذا، ودفعوا إلى كلّ واحدٍ عشرة أحاديث ليُلْقوها عَلِيّ الْبُخَارِيّ فِي المجلس. فاجتمع النّاس، وانتدبَ أحدهم فقال، وسأله عَنْ حديث من تِلْكَ العشرة، فقال: لَا أعرفه. فسأله عَنْ آخر، فقال: لَا أعرفه. حتى فرغ العشرة، فكان الفقهاء يلتفت بعضهم إلى بعض ويقولون: الرجل فَهْم. ومَن كَانَ لَا يدري قضى عَلَيْهِ بالعجز. ثمّ انتدبَ آخر ففعل كفِعْل الأوّل، والْبُخَارِيّ يَقُولُ: لَا أعرفه. إلى أن فرغ العشرة أنفُس، وهو لَا يزيدهم عَلَى: لَا أعرفه.
فلمّا علم أنّهم قد فرغوا، التفتَ إلى الأوّل، فقال: أمّا حديثك الأوّل فإسناده كذا وكذا، والثّاني كذا وكذا، والثّالث. . . إلى آخر العشرة. فردّ كلَّ مَتْن إلى إسناده، وفعل بالثّاني مثل ذلك إلى أن فرغ، فأقرَّ لَهُ النّاس بالحِفْظ.
وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْمَرْوَرُوذِيُّ: كُنْتُ بِجَامِعِ الْبَصْرَةِ إِذْ سمعت منادياً ينادي: يا أهل العلم، قد قَدِمَ محمد بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ. فَقَامُوا فِي طَلَبِهِ، وَكُنْتُ فِيهِمْ، فَرَأَيْتُ رَجُلا شَابًّا يُصَلِّي خَلَفَ الَأسْطِوَانَةِ، فَلَمَّا فَرَغَ أَحْدَقُوا بِهِ، وَسَأَلُوهُ أَنْ يَعْقِدَ لَهُمْ مَجْلِسَ الْإِمْلَاءِ، فَأَجَابَهُمْ. فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ اجْتَمَعَ كَذَا كَذَا أَلْفٍ، فَجَلَسَ لِلإِمْلاءِ، وَقَالَ: يَا أَهْلَ الْبَصْرَةِ أَنَا شاب، وقد سألتموني أن أحدثكم وسأحدثكم بأحاديث عن أهل بلدكم تستفيدون الكل: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ جَبَلَة بْنِ أبي رواد بلديكم، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَغَيْرِهِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أنَسٍ أَنَّ أَعْرَابِيًّا [ص:146] قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ الرَّجُلُ يُحِبُّ الْقَوْمَ. . . الْحَدِيثَ. ثُمَّ قَالَ: هَذَا لَيْسَ عِنْدَكُمْ، إِنَّمَا عِنْدَكُمْ عَنْ غَيْرِ مَنْصُورٍ. وَأَمْلَى مَجْلِسًا عَلَى هَذَا النَّسَقِ. قَالَ يوسف: وكان دخولي البصرة أيّام محمد بْن عَبْد الملك بْن أَبِي الشَّوارب.
وقال محمد بْن حمدون بْن رُسْتُم: سمعت مسلم بن الحجاج يقول للبخاري: دعني أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين وسيد المحدثين وطبيب الحديث فِي عِلَله.
وقال التِّرْمِذيّ: لم أرَ أحدًا بالعراق ولا بخُراسان فِي معنى العِلَل والتّاريخ ومعرفة الأسانيد أعلم من محمد بْن إِسْمَاعِيل.
وقال إِسْحَاق بْن أَحْمَد الفارسيّ: سَمِعْتُ أَبَا حاتم يَقُولُ سنة سبْعٍ وأربعين ومائتين: محمد بْن إِسْمَاعِيل أعلم مَن دخل العراق، ومحمد بْن يحيى أعلم مَن بخُراسان اليوم، ومحمد بْن أسلم أورعهم، وعبد اللَّه الدّارِميّ أثبتهم.
وعن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: انتهى الحِفْظ إلى أربعه من أهل خُراسان: أَبُو زُرْعَة، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل، والدّارِميّ، والْحَسَن بْن شُجاع البلْخيّ.
وقال أَبُو أَحْمَد الحاكم: كانَ الْبُخَارِيّ أحد الأئمّة فِي معرفة الحديث وجَمْعه. ولو قلت: إنيّ لم أر تصنيفَ أحد يشبه تصنيفه فِي المبالغة والْحَسَن لرجوتُ أن أكون صادقًا.
قرأت على عمر ابن القَوّاس: أخبركم أَبُو القاسم بْن الحّرَسْتانيّ حُضُورًا، قال: أخبرنا جمال الإسلام، قال: أخبرنا ابن طلاب، قال أخبرنا ابن جميع، قال: حدثني أحمد بن محمد بن آدم، قال: حدثني محمد بْن يوسف الْبُخَارِيّ قَالَ: كنتُ عند محمد بْن إِسْمَاعِيل بمنزله ذات ليلة، فأحصيت عَلَيْهِ أنّه قام وأسرجَ يستذكر أشياء يُعلّقها فِي لَيْلَةٍ ثمان عشرة مرّة.
وقال محمد بْن أَبِي حاتم الورّاق: كَانَ أبو عبد الله إذا كنتُ معه فِي سفر يجمعنا بيتٌ واحدٌ إلَا فِي القَيْظ أحيانًا. فكنت أراه يقوم فِي لَيْلَةٍ واحدةٍ خمس عشرة مرّة إلى عشرين مرّة، فِي كلّ ذَلِكَ يأخذ القُدّاحة فيُوري نارًا ويُسرج، ثمّ يُخرج أحاديث فيُعلِّم عليها، ثمّ يضع رأسه. وكان يُصلّي وقت السَّحَر ثلَاث عشرة ركعة. وكان لَا يوقظني فِي كلّ ما يقوم، فقلتُ لَهُ: إنّك تحمل عَلى نفسك فِي كلّ هذا ولا تُوقظني! قَالَ: أنتَ شابّ ولا أحب أن أفسد عليك نومك.
وقال الفربري: قال لي محمد بن إسماعيل، ما وضعتُ فِي " الصّحيح " [ص:147] حديثًا إلَا اغتسلت قبل ذَلِكَ وصلّيْت رَكْعَتين.
وقال إِبْرَاهِيم بْن مَعْقِلٍ: سمعته يَقُولُ: كنتُ عند إِسْحَاق بْن راهَوَيْه، فقال رَجُل: لو جمعتم كتابًا مختصرًا للسُّنن. فوقَعَ ذَلِكَ فِي قلبي، فأخذت فِي جمع هذا الكتاب.
وعَنِ الْبُخَارِيّ، قَالَ: أخرجتُ هذا الكتاب من نحو ستّمائة ألف حديث، وصنَّفته ستٍّ عشرة سنة. وجعلته حُجّةً فيما بيني وبين اللَّه. رُوِيَتْ من وجهين ثابتين، عَنْهُ.
وقال إِبْرَاهِيم بْن مَعْقِلٍ: سمعته يَقُولُ: ما أدخلت فِي " الجامع " إلَا ما صحّ، وتركت مِنَ الصّحاح لأجل الطُّولِ.
وقال محمد بْن أَبِي حاتم: قلت لأبي عَبْد اللَّه: تحفظ جميع ما فِي المصنَّف؟ قَالَ: لَا يُخفي علي جميع ما فِيهِ، ولو نُشر بعَضُ أستاذيّ هؤلَاء لم يفهموا كتاب " التّاريخ " ولا عرفوه. ثمّ قَالَ: صنفته ثلاث مرات. وقد أخذه ابن راهَوَيْه فادخله عَلَى عَبْد اللَّه بْن طاهر، فقال: أيُّها الأمير ألَا أريك سِحْرًا. فنظرّ فِيهِ عَبْد اللَّه، فتعجَّب منه وقال: لست أفهم تصنيفَه.
وقال الفِرَبْريّ: حدَّثني نَجْم بْن الفضل، وكان من أهل الفَهم، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النّوم خرج من قريَة ومحمد بْن إِسْمَاعِيل خلفَه، فإذا خطا خطوة يخطو محمد ويضع قدَمه عَلَى قدمِه ويتبع أثره.
وقال خَلَف الخَيَّام: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرو أَحْمَد بْن نصر الخفاف يَقُولُ: محمد بْن إِسْمَاعِيل أعلم فِي الحديث من أَحْمَد وإِسْحَاق بعشرين درجة، ومَن قَالَ: فِيهِ شيء، فمِنّي عَلَيْهِ ألف لعنة. ولو دخل من هذا الباب لمُلِئْتُ منه رعباً.
وقال أبو عيسى التِّرْمِذيّ: كَانَ محمد بْن إِسْمَاعِيل عند عَبْد اللَّه بْن منير، فلمّا قام من عنده، قال: يا أَبَا عَبْد اللَّه جعلك اللَّه زَيْن هذه الأمّة. قَالَ أَبُو عيسى: استُجِيبَ لَهُ فِيهِ.
وقال جعْفَر بْن محمد المُسْتغفريّ فِي " تاريخ نَسْف "، وذكر الْبُخَارِيّ: لو جاز لي لفضلته عَلِيّ مَن لقي مِن مشايخه، ولقلتُ: ما رَأَى بعينه مثل نفسه. دخل نَسْف سنة ستٍّ وخمسين وحدَّث بها بجامعة الصّحيح، وخرج إلى [ص:148] سَمَرْقند لعَشرٍ بقين من رمضان، ومات بقرية خَرْتَنْك ليلة الفِطْر.
وقال الحاكم: أوّل ما ورد الْبُخَارِيّ نَيْسابور سنة تسعٍ ومائتين، ووردها فِي الأخير سنة خمسين ومائتين، فأقام بها خمس سِنين يُحدَّثَ عَلَى الدّوام.
قَالَ محمد بْن أَبِي حاتم: بلغني أنّ أَبَا عَبْد اللَّه شربَ البلَاذُرَ للحِفْظ، فقلت لَهُ: هَلْ من دواء يشربه الرجل للحِفْظ؟ فقال: لَا أعلم. ثمّ أقبل عَلِيّ وقال: لَا أعلم شيئًا أنفع للحِفْظ من نَهْمة الرجل ومداومة النَّظر. وذلك أني كنت بَنْيسابور مقيمًا، فكان يرد إلي من بخارى كُتُب، وكَنّ قرابات لي يُقْرئْن سلَامهنّ فِي الكُتُب، فكنتُ أكتْب إلى بخارى، وأردتُ أنْ أقْرِئهن سلَامي، فذهبَ عَلِيّ أساميهنّ حين كتبتُ كتابي، ولم أُقْرِئهنّ سلَامي. وما أقل ما يذهب عني في العِلْم.
يعني: ما أقلّ ما يذهب عَنْهُ مِنَ العلم لمداومة النَّظر والَاشتغال، وهذه قراباته قد نسي أسماءهنّ. وغالب النّاس بخلَاف ذَلِكَ؛ فتراهم يحفظون أسماء أقاربهم ومعارفهم ولا يحفظون إلَا اليسير مِن العلم.
قَالَ محمد بْن أَبِي حاتم: وسمعته يَقُولُ: لم تكن كتابتي للحديث كما يكتب هؤلَاء. كنتُ إذا كتبتُ عَنْ رَجُل سألته عَنِ اسْمه وكنيته ونَسَبة وعلّة الحديث إن كَانَ فَهِمًا، فإن لم يكن فهْمًا سَأَلْتُهُ أنْ يخرج إلي أصله ونُسخته. فأمّا الآخرون فإنهم لَا يبالون ما يكتبون وكيف يكتبون.
وسمعت الْعَبَّاس الدُّوريّ يَقُولُ: ما رَأَيْت أحدًا يُحسن طلب الحديث مثل محمد بْن إِسْمَاعِيل. كَانَ لا يدع أصلاً ولا فرعًا إلَا قَلَعَه. ثمّ قَالَ لنا عَبَّاس: لَا تَدَعوا شيئًا من كلَامه إلَا كتبتموه. سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم الخّواص مستملي صَدَقَة يَقُولُ: رأيت أَبَا زُرْعَة كالصّبيّ جالسًا بين يدي محمد بْن إِسْمَاعِيل يسأله عَنْ عِلَل الحديث.
فصل: فِي ذكائه وسعة علمه
قَالَ جعْفَر بْن محمد القطان إمام كرمينية فيما رَوَاهُ عَنْهُ مهيب بْن سُلَيْم أنّه سَمِعَ محمد بْن إِسْمَاعِيل يَقُولُ: كتبتُ عَنْ ألف شيخ أو أكثر، عَنْ كلّ واحدٍ منهم عشرة آلاف وأكثر، ما عندي حديث إلَا أذكر إسناده.
وقال محمد بْن أَبِي حاتم: قرأ علينا أبو عبد الله كتاب " الهِبَة " فقال: لَيْسَ فِي هِبَة وكيع إلَا حديثان مُسْنَدان أو ثلَاثة، وفي كتاب عَبْد اللَّه بْن المبارك [ص:149] خمسة أو نحوه، وفي كتابي هذا خمس مائة حديث أو أكثر.
وسمعت أَبَا عَبْد اللَّه يَقُولُ: ما قدِمتُ عَلَى أحدٍ إلَا كَانَ انتفاعه بي أكثر مِنَ انتفاعي بِهِ.
قَالَ محمد بْن أَبِي حاتم: سَمِعْتُ سُلَيْم بْن مجاهد يقولَ: سَمِعْتُ أَبَا الأزهر يقول: كان بسمرقند أربع مائة مما يطلبون الحديث، فاجتمعوا سبعة أيّام وأحبّوا مغالطة محمد بْن إِسْمَاعِيل، فأدخلوا إسناد الشّام فِي إسناد العراق، وإسناد اليمن فِي إسناد الحَرَمَيْن، فما تعلقوا منه بسقْطة لَا فِي الإسناد ولا فِي المَتْن.
وقد ذكرت حكاية البغداديين فِي مثل هذا.
وقال الفِرَبْريّ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه يَقُولُ: ما استصغرتُ نفسي عِنْدَ أحدٍ إلا عند علي ابن المديني، ورُبما كنت أغْرب عَلَيْهِ.
وقال محمد بن أبي حاتم: سمعت أبا عبد الله يَقُولُ: ما نمت البارحة حتّى عددت كم أدخلتُ فِي مصنفاتي مِنَ الحديث، فإذا نحو مائتي ألف حديث مُسْنَدة.
وسمعته يَقُولُ: ما كتبتُ حكايةً قط كنت أتحفّظها.
وسمعته يَقُولُ: لَا أعلم شيئًا يُحتاج إِلَيْهِ إلَا وهو فِي الكتاب والسنة.
فقلت لَهُ: يمكن معرفة ذَلِكَ كلّه؟ قَالَ: نعم.
وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: كُنْتُ في مجلس الفريابي، فقال: حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي الْخَطَّابِ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَانَ يَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ فِي غُسْلٍ وَاحِدٍ ".
فلم يعرف أحدٌ فِي المجلس أَبَا عُرْوَة، ولا أَبَا الْخَطَّاب. قَالَ: أمّا أَبُو عُرْوَة فمَعْمَر، وأبو الخطّاب قَتَادة. قَالَ: وكان الثَّوْريّ فَعُولا، لهذا يُكنيّ المشهورين.
قَالَ محمد بْن أَبِي حاتم: قدِم رجاء الحافظ فقال لأبي عَبْد الله: ما أعددتَ لقُدوميّ حيث بلغك، وفي أيّ شيء نظرت؟ قَالَ: ما أحدثتُ نظرًا ولم أستعدّ لذلك، فإنّ أحببتَ أن تسأل عَنْ شيء فافعل. فجعل يناظره فِي أشياء فبقي رجاء لَا يدري، ثمّ قَالَ لَهُ أبو عبد الله: هَلْ لك فِي الزّيادة؟ فقال استحياءً وخَجَلَا منه: نعم. قَالَ: سَلْ إنْ شئت. فأخذ فِي أسامي أيّوب، فعدّ نحوًا من ثلاثة عشر، وأبو عبد الله ساكت، فظنّ رجاء أنْ قد صنع شيئًا، فقال: يا أَبَا عَبْد اللَّه فاتك خير كثير. فزيّف أبو عبد الله فِي أولئك سبعةً، وأغرب عَلَيْهِ نحو [ص:150] أكثر من ستين رجلَا. ثمّ قَالَ لَهُ رجاء: كم رويت فِي العِمامة السَّوْداء؟ قَالَ: هات كم رويت أنت؟ قال: نروي نحوًا من أربعين حديثًا. فخجل رجاء ويبس ريقه.
وسمعت أَبَا عَبْد اللَّه يَقُولُ: دخلتُ بَلْخَ، فسألوني أن أُمْلِيَ عَلَيْهم لكلّ من كتبتُ عَنْهُ، فأمليت ألف حديث عَنْ ألف شيخ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَرَّاقُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ: قَالَ أبو عبد الله: سُئِلَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَمَّنْ طَلَّقَ نَاسِيًا، فَسَكَتَ. فَقُلْتُ: قَالَ النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إنّ الله تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ بِهِ أَوْ تَكَلَّمْ ". وَإِنَّمَا يُرَادُ مُبَاشَرَةُ هَذِهِ الثَّلاثِ: الْعَمَلِ وَالْقَلْبِ، أَوِ الْكَلامِ وَالْقَلْبِ، وَهَذَا لَمْ يَعْتَقِدْ بِقَلْبِهِ. فقال إِسْحَاق: قوّيتني. وأفتى بِهِ.
قَالَ: وسَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه الْبُخَارِيّ يَقُولُ: ما جلستُ للحديث حتّى عرفتُ الصَّحيح مِنَ السَقيم، وحتى نظرتُ فِي عامّة كُتُب الرأي، وحتّى دخلت البصرة خمس مرّات أو نحوها، فما تركت بها حديثًا صحيحًا إلَا كتبته، إلَا ما لم يظهر لي.
وسمعت بعض أصحابي يَقُولُ: كنت عند محمد بْن سلَام البِيكَنْديّ، فدخل محمد بْن إِسْمَاعِيل، فلمّا خرج قَالَ محمد بْن سلَام: كلّما دخل عَلَى هذا الصَّبيّ تحيَّرتُ والتبس عَلِيّ أمرُ الحديث، ولا أزال خائفاً ما لم يخرج.
فصل: فِي ثناء الأئمّة عَلى الْبُخَارِيّ
قلت: فارقّ الْبُخَارِيّ بخاري وله خمس عشرة سنة، ولم يره محمد بْن سلَام بعد ذَلِكَ، فقال سُلَيْم بْن مجاهد: كنتُ عند محمد بْن سلَام البِيكَنْديّ فقال: لو جئت قبل لرأيت صبيا يحفظ سبعين ألف حديث. فخرجت حتى لحِقْتُه فقلتُ: أنت تحفظ سبعين ألف حديث؟ قال: نعم أو أكثر، ولا أجيئك بحديث عن الصحابة والتابعين إلا عرفت مولد أكثرهم ووفاتهم ومساكنهم، ولست أروي حديثًا من حديث الصحابة والتّابعين إلَا ولي من ذَلِكَ أصلٌ أحفظه حِفْظًا عَنْ كتاب أو سنة. [ص:151]
وقال محمد بْن أَبِي حاتم: سَمِعْتُ يحيى بْن جعْفَر البِيكَنْديّ يَقُولُ: لو قدرتُ أن أزيد فِي عُمَر محمد بْن إِسْمَاعِيل من عمُري لَفَعَلْت؛ فإنّ موتي يكون موت رجلٍ واحد، وموته ذَهَاب العِلْم.
وسمعته يَقُولُ لمحمد بْن إِسْمَاعِيل: لولا أنت ما أستطبت العَيْش ببخارى.
وسمعت محمد بْن يوسف يَقُولُ: كنتُ عند أَبِي رجاء، يعني قُتَيْبة، فسُئِل عَنْ طلَاق السَّكْران فقال: هذا أَحْمَد بْن حنبل، وابن المَدِينيّ، وابن راهَوَيْه قد ساقهُمُ اللَّه إليك. وأشار إلى محمد بْن إِسْمَاعِيل. وكان مذهب محمد أنّه إذا كَانَ مغلوبَ العقل لَا يذكر ما يُحدَّثَ فِي سُكْره أنّه لَا يجوز عَلَيْهِ مِن أمره شيء.
وسَمِعْتُ عَبْد اللَّه بْن سعَيِد يَقُولُ: لمّا مات أَحْمَد بْن حَرْب النَّيسابوري ركب محمد وإِسْحَاق يُشيّعان جنازته، فكنتُ أسمع أهلَ المعرفة بَنْيسابور ينظرون ويقولون: محمد أفْقهَ مِن إِسْحَاق.
سَمِعْتُ عُمَر بْن حفص الأشقر يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدان يَقُولُ: ما رأيت بعيني شاباً أبصر من هذا. وأشار بيده إلى محمد بْن إِسْمَاعِيل.
سَمِعْتُ صالح بْن مِسْمار يَقُولُ: سَمِعْتُ نُعَيْم بْن حمّاد يَقُولُ: محمد بْن إِسْمَاعِيل فقيه هذه الأمّة.
وقال إِسْحَاق بْن أَحْمَد بْن خَلَف: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن عَبْد السّلَام يَقُولُ: ذكرنا قول البخاري لعلي ابن المدينيّ، يعني: ما استصغرتُ نفسي إلَا بين يدي علي ابن المَدِينيّ، فقال عَلِيّ: دَعُوا هذا فإنّ محمد بْن إِسْمَاعِيل لم يَر مثل نفسه.
وقال محمد بن أبي حاتم: سمعت أبا عبد اللَّه يَقُولُ: ذاكرني أصحاب عَمْرو بْن عَلِيّ الفّلَاس بحديث، فقلت: لَا أعرفه، فسُرّوا بذلك وأخبروا عمراً. فقال: حديث لَا يعرفه محمد بْن إِسْمَاعِيل لَيْسَ بحديث.
قال: وسَمِعْتُ حاشد بْن عَبْد اللَّه يَقُولُ: قَالَ لي أَبُو مُصْعَب الزُّهْريّ: محمد بْن إِسْمَاعِيل أَفُقه عندنا وأبصر من أَحْمَد بْن حنبل. فقيل لَهُ: جاوزتَ الحَدّ. فقال للرجل: لو أدركتَ مالكًا ونظرتَ إلى وجهه ووجه محمد بْن إِسْمَاعِيل لقلت كلَاهما واحدٌ فِي الفِقْه والحديثِ.
وسمعت عَلِيّ بْن حُجْر يَقُولُ: أخرجت خُراسان ثلَاثَةً: أَبُو زُرْعَةَ، [ص:152] ومحمد بْن إِسْمَاعِيلَ، وعبدَ اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن الدّارِميّ. ومحمد عندي أبصرهم وأعلمهم وأفقهُهُم.
وقال أحمد بن الضوء: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر بْن أَبِي شَيْبة، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر يقولَان: ما رأينا مثل محمد بْن إِسْمَاعِيل.
وقال محمد بْن إِبْرَاهِيم البُوشَنْجيّ: سَمِعْتُ محمد بْن بشار يَقُولُ: ما قدِم علينا مثل محمد بْن إِسْمَاعِيل.
وروي عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: ما أخرجَتْ خُراسان مثل محمد بْن إِسْمَاعِيل.
وقال حاشد بْن إِسْمَاعِيل: كنتُ بالبصرة فقِدم محمد بْن إِسْمَاعِيل فقال بُنْدار: اليوم دخل سيّد الفقهاء.
وقال أيضا: سَمِعْتُ يعقوب الدَّوْرَقيّ يَقُولُ: محمد بْن إِسْمَاعِيل فقيه هذه الأمّة.
وجاء من غير وجٍه عَنْ عَبْد اللَّه الدّارِميّ، قَالَ: محمد بْن إِسْمَاعِيل أبصرُ مني.
وقال حاشد بْن إِسْمَاعِيل الحافظ: سَمِعْتُ أحمد بْن حنبل يَقُولُ: لم يجئنا من خُراسان مثل محمد بْن إِسْمَاعِيل.
وقال محمد بْن إِسْحَاق بْن خُزَيْمَة: ما رأيتُ تحت أديم السماء أعلم بحديث رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وأحفظ لَهُ من محمد بْن إِسْمَاعِيل.
وقال مُسَبِّحُ بْن سعَيِد الْبُخَارِيّ: سَمِعْتُ عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن يَقُولُ: قد رأيتُ العلماء بالحجاز والعِرَاقَين، فما رأيتُ فيهم أجمع من محمد بْن إسماعيل.
وقال محمد بن حمدون الأعمشي: سمعت مسلم بن الحجاج يقول للبخاري: دعني أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين، وسيد المحدثين، وطبيب الحديث فِي عِلَله.
وقال أَبُو عيسى التِّرْمِذيّ: لم أرَ بالعراق ولا بخُراسان فِي معنى العِلَل والتّاريخ ومعرفة الأسانيد أعلم من محمد بْن إِسْمَاعِيل. [ص:153]
وقال صالح بْن محمد جَزَرَة: كَانَ محمد بْن إِسْمَاعِيل يجلس ببغداد، وكنت أستملي لَهُ، ويجتمع فِي مجلسه أكثر من عشرين ألفًا.
وقال إِسْحَاق بْن زَبْرك: سَمِعْتُ أَبَا حاتم فِي سنة سبْعٍ وأربعين ومائتين يَقُولُ: يقدم عليكم رجلٌ من خُراسان لم يخرج منها أحفظ منه. ولا قدِم العراق أعلم منه. فقِدم علينا الْبُخَارِيّ.
وقال أَبُو بَكْر الخطيب: سُئل الْعَبَّاس بْن الفضل الرّازيّ الصائغ: أيُّهما أحفظ، أَبُو زُرْعَة أو الْبُخَارِيّ؟ فقال: لقيت الْبُخَارِيّ بين حُلْوان وبغداد، فرحلت معه مرحلةً وجَهدْت أن أجيء بحديث لَا يعرفه فما أمكنَ، وأنا أَغْرَب عَلَى أَبِي زُرْعَة عَدَدَ شَعْري.
وقال خَلَف الخَيَّام: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرو أَحْمَد بن نصر الخفاف يقول: محمد بن إسماعيل أعلم بالحديث من إِسْحَاق بْن راهَوَيْه، وأَحْمَد بْن حنبل وغيرهما بعشرين درجة. ومَن قَالَ فِيهِ شيئًا فمِنِي عَلَيْهِ ألف لعنة. ثمّ قال: حدثنا محمد بْن إِسْمَاعِيل التّقّي النَّقيّ العالم الَّذِي لم أرَ مثله.
وقال عَبْد اللَّه بْن حمّاد الآمليّ: ودِدْت أنيّ شعَرَةٌ فِي صدر محمد بن إسماعيل.
وقال محمد بن يعقوب بْن الأخرم: سمعت أصحابنا يقولون: لمّا قدِم الْبُخَارِيّ نَيْسابور استقبله أربعة آلاف رَجُل عَلَى الخَيْل، سوى من ركب بَغْلا أو حمارًا، وسوى الرّجالة.
وقال أَبُو أَحْمَد الحاكم في " الكنى ": عبد الله ابن الدَّيْلَميّ أَبُو بسر، وقال الْبُخَارِيّ ومسلم فِيهِ: أَبُو بِشْر بشين مُعْجَمَةٍ. قَالَ الحاكم: وكلَاهما أخطأ، في علمي إنما هو أبو بسر، وخليق أنْ يكون محمد بْن إِسْمَاعِيل مَعَ جلَالته ومعرفته بالحديث اشتُبه عَلَيْهِ، فلمّا نقله مُسلْمِ من كتابه تابَعَه عَلِيّ زَلّته. ومن تأمّل كتاب مسلم فِي الأسماء والكنى علم أَنّه منقول من كتاب محمد بْن إِسْمَاعِيل حَذْو القذّة بالقذّة، حتى لَا يزيد عَلَيْهِ فِيهِ إلَا ما يسهل عده. وتجلد في نقله حق الجلادة، إذ لم ينسبه إلى قائله. وكتاب محمد بْن إِسْمَاعِيل فِي " التاريخ " كتابٌ لم يُسْبَق إِلَيْهِ. ومن ألف بعده شيئا من التاريخ أو الأسماء والكنى لم يستغن [ص:154] عنه، فمنهم من نَسَبَه إلى نفسه مثل أَبِي زُرْعَة، وأبي حاتم، ومُسلْمِ. ومنهُمُ من حكاه عَنْهُ. فالله يرحمه، فإنّه الّذي أصّل الأصُول.
وذكر الحَكَم أَبُو أَحْمَد كلَامًا سوى هذا.
فصل: فِي ديانته وصلَاحه
قَالَ مسّبح بْن سعَيِد: كَانَ الْبُخَارِيّ يختم فِي رمضان كل يوم ختمة، ويقوم بعد التّراويح كلّ ثلَاثة ليالٍ بختمة.
وقال بَكْر بْن منير: سَمِعْتُ أبا عَبْد اللَّه الْبُخَارِيّ يَقُولُ: أرجو أن ألقى اللَّه ولا يحاسبني أني اغتبت أحداً.
قلت: يشهد لهذه المقالة كلَامَه، رحِمَه اللَّه، فِي التّجريح والتَّضعيف، فإنه أبلغ منّا. يَقُولُ فِي الرجل المتروك أو السّاقط: فِيهِ نَظَر أو سكتوا عَنْهُ، ولا يكاد يَقُولُ: فُلَان كذاب، ولا فُلَان يضع الحديث. وهذا مِن شدّة ورَعِه.
وقال محمد بْن أَبِي حاتم: سَمِعْتُ محمد بْن إِسْمَاعِيل يَقُولُ: ما أغتبتُ أحدًا قطّ منذ علِمت أنّ الغيبة تضّر أهلَها.
قال: وكان أبو عبد الله يصلّي فِي وقت السَّحَر ثلَاث عشرة ركعة، وكان لَا يوقظني فِي كل ما يقوم، فقلت: أراك تحمل عَلَى نفسك فلو توقظني. قال: أنت شاب، ولا أحب أن أفسد عليك نومك.
وقال غُنْجار: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرو أحمد بن محمد المقرئ يقول: سَمِعْتُ بَكْر بن منير يَقُولُ: كَانَ محمد بْن إِسْمَاعِيل يصّلي ذات لَيْلَةٍ، فَلَسَعَه الزُّنْبُور سبْعٍ عشرة مرّة، فلمّا قضي الصّلَاة قَالَ: انظروا إيش آذاني.
وقال محمد بْن أَبِي حاتم: دُعي محمد بْن إِسْمَاعِيل إلى بستان، فلمّا صلّى بهمُ الظُّهْر قام يتطوّع. فلمّا فرغ من صلَاته رفع ذيل قميصه وقال لبعض من معه: أنظر هَلْ ترى تحت القميص شيئًا؟ فإذا زنبور قد أَبَرَهُ فِي ستة عشر أو سبعة عشر موضعًا، وقد تورم من ذلك جسده، فقال لَهُ بعض القوم: كيف لم تخرج مِنَ الصّلَاة أوّل ما أَبَرك؟ قَالَ: كنت فِي سورة فأحببت أن أُتِمَّها.
وقال محمد بْن أَبِي حاتم: رَأَيْت أَبَا عَبْد اللَّه استلقى عَلَى قفاه يومًا ونحن بِفرَبْر فِي تصنيف كتاب " التّفسير " وأتعب نفسه يومئذ، فقلت لَهُ: إنّي أراك [ص:155] تَقُولُ إني ما أتيت شيئًا بغير علم قطّ منذ عَقَلْت، فما الفائدة فِي الاستلقاء؟ قَالَ: أتعْبنا أنفُسنا اليوم، وهذا ثغر مِنَ الثغور، وخشيت أنْ يحدَّثَ حَدَثٌ من أمر العدو، فأحببت أن أستريح وآخُذ أهْبة، فإنْ غافَصَنا العدوّ كَانَ منّا حَرَاك.
وكان يركب إلى الرَّمي كثيرًا، فما أعْلُمني رَأَيْته فِي طُول ما صحِبْتُه أخطأ سُهمُه الهدفَ إلَا مرَّتين، فكان يصيب الهدف فِي كلّ ذَلِكَ. وكان لَا يسبق. وسمعته يقول: ما أكلت كراثاً قطّ ولا القَنَابَرَى. قلت: ولِمَ ذاك؟ قَالَ: كرهت أن أؤذي من معي من نتنهما. قلت: فكذلك البصل النيء؟ قَالَ: نعم.
وسمعته يَقُولُ: ما أردت أن أتكلّم بكلَامٍ فِيهِ ذِكْر الدُّنيا إلَا بدأت بحمد اللَّه والثناء عَلَيْهِ.
وقال لَهُ بعض أصحابه: يقولون: إنّك تناولت فُلَانًا. قَالَ: سبحان اللَّه، ما ذكرت أحدًا بسوء، إلَا أن أقول ساهيًا.
قَالَ: وكان لأبي عَبْد اللَّه غريم قطع عَلَيْهِ مالَا كثيرًا. فبلغه أَنَّهُ قدِم آمُلَ ونحن عنده بِفَربْر، فقلنا لَهُ: ينبغي أن تعبر وتأخذه بمالك. فقال: ليس لنا أن نروعه. ثمّ بلغ غريمه فخرج إلى خوارِزْم، فقلنا: ينبغي أن تقول لأبي سلمة الكشاني عامل آمُل ليكتب إلى خوارِزُم فِي أخْذه. فقال: إن أخذت منهم كتاباً طمعوا مني فِي كتاب ولست أبيع دِيني بدُنياي. فجهدْنا، فلم يأخُذْ حتّى كلّمنا السُّلطان عَنْ غير أمْرِه، فكتب إلى والي خوارِزْم. فلما بلغ أَبَا عَبْد اللَّه ذَلِكَ وَجَدَ وجْدًا شديدًا، وقال: لَا تكونوا أشفق عليَّ مِن نفسي. وكتبَ كتابًا وأردف تِلْكَ الكُتُب بكُتُب. وكتب إلى بعض أصحابه بخوارِزْم أن لَا يتعرض لغريمه، فرجع غريمه، وقصد ناحية مَرْو، فاجتمع التّجّار، وأُخبِر السّلطان، فأراد التّشديد عَلَى الغريم، فكره ذَلِكَ أبو عبد الله فصالح غريمه عَلَى أنْ يعطيه كلّ سنة عشرة دراهم شيئًا يسيرًا. وكان المال خمسة وعشرين ألفًا. ولم يصل من ذَلِكَ المال إلى درهم، ولا إلى أكثر منه.
وسمعت أَبَا عَبْد اللَّه يَقُولُ: ما توليت شراء شيء قطّ ولا بَيْعه. قلت: فمن يتولى أمرك فِي أسفارك؟ قَالَ: كنتُ أُكْفَى ذَلِكَ.
وقال لي يومًا بِفَربْر: بلغني أنّ نَخّاسًا قدم بجَوارٍ، فتصير معي؟ قلت: [ص:156] نعم. فصرنا إِلَيْهِ، فأخرج جواري حِسَانًا صِباحًا، ثمّ أخرج من خلَالهنّ جارية خَزَريّة دميمة، فمس ذقنها وقال: اشتر لنا هذه. فقلت: هذه دميمة قبيحة لَا تصلُح. واللَاتي نظرنا إليهنّ يمكن شراءهنّ بثمن هذه. فقال: اشترها، فإنيّ مسست ذَقْنها، ولا أحبّ أن أمسّ جارية، ثم لا أشتريها. فاشتراها بغلاء خمسمائة دِرهَم عَلَى ما قَالَ أهل المعرفة. ثم لم تزل عنده حتّى أخرجها مَعَه إلى نَيْسابور.
وروي بَكْر بْن منير، وابن أَبِي حاتم، واللفظ لبكر، قَالَ: حُمِل إلى الْبُخَارِيّ بضاعة أنفذها إِلَيْهِ ابنه أَحْمَد. فاجتمع بِهِ بعض التّجّار وطلبوها بربح خمسة آلاف دِرْهم. فقال: ارجعوا اللّيلة. فجاءه مِنَ الغد تجّار آخرون فطلبوها منه بربح عشرة آلاف درهم، فقال: أنّي نَوَيْت البارحةَ بَيْعَها للّذين أتوا البارحة.
وقال محمد بن أبي حاتم: سمعت أبا عبد اللَّه يَقُولُ: ما ينبغي للمسلم أنْ يكون بحالةٍ إذا دعا لم يُستَجَبْ لَهُ. فقالت لَهُ امْرَأَة أخيه بحضرتي: فهل تبيَّنت ذَلِكَ أيّها الشّيخ من نفسك أو جرّبت؟ قَالَ: نعم، دعوت ربّي عزّ وجلّ مرَّتين، فاستجاب لي، فلن أحب أن أدعو بعد ذَلِكَ، فلعلّه يُنْقِص من حسناتي أو يعجّل لي فِي الدُّنيا. ثمّ قَالَ: ما حاجة المسلم إلى البُخْل والكذِب؟
وسمعته يَقُولُ: خرجت إلى آدم بْن أَبِي إياس، فتخلَّفت عنّي نفقتي حتّى جعلتُ أتناول الحشيش ولا أُخبر بذلك أحدًا. فلمّا كَانَ اليوم الثالث أتاني آتٍ لم أعرفه، فناولني صُرّة دنانير، وقال: أنفق عَلَى نفسك.
وسمعت سُلَيْم بْن مجاهد يَقُولُ: ما رأيتُ بعيني منذ ستين سنة أفقه ولا أورع ولا أزهَد فِي الدُّنيا من محمد بْن إسماعيل.
فصل: فِي صفته وكرمه
قَالَ ابن عديّ: سَمِعْتُ الْحَسَن بْن الْحُسَيْن يَقُولُ: رَأَيْت محمد بْن إِسْمَاعِيل شيخًا نحيف الجسم لَيْسَ بالطّويل ولا بالقصير.
وقال محمد بْن أَبِي حاتم: دخل أبو عبد الله الحمّام بِفَربْر، وكنتُ أنا في مشلح الحمّام أتعاهد ثيابه. فلمّا خرج ناولْتُهُ ثيابه فلبسها، ثمّ ناولته الْخُفَّ، [ص:157] فقال: مسستَ شيئًا فِيهِ شَعْر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ. فقلت: فِي أيّ موضع هُوَ مِنَ الْخُفَّ؟ فلم يخبرني، فتوهّمت أنّه فِي ساقه بين الظِّهارة والبِطانة.
وكانت لأبي عَبْد اللَّه قطعة أرض يُكْريها كلّ سنة بسبع مائة درهم. وكان ذَلِكَ المكتري ربّما حَمَلَ منها إلى أَبِي عَبْد اللَّه قِثَّاةً أو قثاتين، لأنّه كَانَ مُعْجَبًا بالِقثّاء النَّضِيج، وكان يؤثِرهُ عَلَى البّطيخ أحيانًا؛ فكان يَهَب للرجل مائة دِرْهمٍ كل سنة لحمْله القِثّاء إِلَيْهِ أحيانًا.
وسمعته يقول: كنت أستغل كل شهر خمسمائة دِرهم، فأنفقت كلّ ذَلِكَ فِي طلب العلم. فقلت: كم بين مثل مَن ينفق عَلَى هذا الوجه، وبين مَن كَانَ خِلْوًا مِنَ المال، فجمع وكسب من العلم؟.
وكنّا بِفَربْر، وكان أبو عبد الله يبني رَباطًا ممّا يلي بُخَاري. فاجتمع بَشَرٌ كثير يُعينُونه عَلَى ذَلِكَ. وكان ينقل اللَّبنَ، فكنت أقول له: إنّك تُكْفى. فيقول: هذا الَّذِي ينفعنا. ثمّ أخذنا ننقل الزَّنْبرات معه، وكان ذبح لهم بقرةً، فلمّا أدركت القُدُور دعا النّاس إلى الطّعام، وكان بها مائة نفْس أو أكثر، ولم يكن علِم أنّه اجتمع ما اجتمع. وكنّا أخرجنا معه من فِرَبْر خُبزًا بثلَاثة دراهم أو أقلّ، فألقينا بين أيديهم، فأكل جميعُ مَن حضَر، وفضلت أرغِفة صالحة. وكان الخُبز إذ ذاك خمسة أَمْنَاء بدِرهم.
وقال لي مرةً: أحتاج فِي السنة إلى أربعة آلاف أو خمسة آلاف درهم. وكان يتصدَّق بالكثير. يناول الفقير من أصحاب الحديث ما بين العشرين إلى الثّلَاثين، وأقلّ وأكثر، من غير أنْ يشعر بذلك أحد. وكان لَا يفارقه كيسه.
ورأيته ناول رجلَا صُرّةً فيها ثلاثمائة درهم. وكنتُ اشتريت منزلَا بتسع مائة وعشرين درهمًا. فقال لي: ينبغي أن تصير إلى نوح الصَّيْرفيّ وتأخذ منه ألف درهم وتُحْضَرها. ففعلت، فقال: خذها فاصرفْها فِي ثمِنَ البيت. فقلت: قد قبلتُ منك. وشكرته. وأقبلنا عَلَى الكتابة. وكنّا فِي تصنيف " الجامع ". فلمّا كَانَ بعد ساعةٍ، قلت: عرضت لي حاجة لَا أجترئ رفْعَها إليك. فظنَّ أنّي طمعت فِي الزّيادة، فقال: لَا تحتشمني وأخبرني بما تحتاج، فإنيّ أخاف أن أكون مأخوذًا بسببك. قلت لَهُ: كيف؟ قَالَ: لأنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخَى بَيْنَ أصحابه، [ص:158] فذكر حديث سعد وعبد الرحمن. فقلت له: قد جعلتك فِي حِلٍّ من كلّ ما تَقُولُ، ووهبتُك المال الَّذِي عرضته عَلِيّ، عنيتُ المناصفة، وذلك أنّه قَالَ: لي جوارٍ وامرأة، وأنت عزب، فالذي يجب عَلِيّ أنْ أُناصفك لنستوي فِي المال وغيره، وأربح عليك فِي ذَلِكَ. فقلت لَهُ: قد فعلت، رحمك اللَّه، أكثر من ذَلِكَ، إذْ أنزلتني من نفسك ما لم تنزل أحداً، وحللت منك محلّ الولد. ثمّ حفظ عَلِيّ حديثي الأوّل، وقال: ما حاجتك؟ قلت: تقضيها؟ قَالَ: نعم، وَأُسَرُّ بذلك. قلت: هذه الألف تأمر بقبوله وتصرفه فِي بعض ما تحتاج إِلَيْهِ فقبله، وذلك إنّه ضمن إجابة قضاء حاجتي. ثمّ جلسنا بعد ذَلِكَ بيومين لتصنيف " الجامع " وكتبنا منه ذَلِكَ اليوم شيئًا كثيرًا إلى الظُّهْر. ثمّ صلّينا الظُّهْر، وأقبلنا عَلَى الكتابة من غير أن نكون أكلنا شيئًا. فرآني لما كان قرب العصر شِبْه القلِق المستوحش، فتوهَّم فيَّ مَلَالَا؛ وإنّما كَانَ بي الحَصْر، غير أنّي لم أكن أقدر على القيام، وكنت أَتَلَوَّى اهتمامًا بالحَصْر. فدخل أبو عبد الله المنزل، وأخرج إلي كاغدة فيها ثلاثمائة درهم، وقال: أمّا إذ لم تقبل ثمِنَ المنزل فينبغي أن تصرف هذا فِي بعض حوائجك. فجهد بي، فلم أقبل، ثمّ كَانَ بعد أيّام، كتبنا إلى الظُّهْر أيضًا، فناولني عشرين درهمًا وقال: أصرِفها فِي شري الحُصر. فاشتريتُ بها ما كنت أعلم أنّه يلَائمه، وبعثتُ بِهِ إِلَيْهِ، وأتيتُ فقال: بيّض اللَّه وجهك ليس فيك حيلة. فلا ينبغي لنا أن نُعَنيّ أنفُسنا. فقلت: إنك قد جمعتَ خير الدُّنيا والآخرة فأيّ رَجُل يَبَر خادمه بما تبرُّني!.
قصته مَعَ الذُّهْليّ
قَالَ الْحَسَن بْن محمد بْن جَابرِ: قَالَ لنا محمد بْن يحيى الذُّهْليّ لمّا وردَ الْبُخَارِيّ نَيْسابور: اذهبوا إلى هذا الرجل الصالح فاسمعوا منه. فذهبَ النّاس إِلَيْهِ، وأقبلوا عَلَى السماع منه حتى ظهر الْخَلَلُ فِي مجلس الذُّهْليّ، فحسده بعد ذَلِكَ وتكلَّم فِيهِ.
وقال أَبُو أَحْمَد بْن عديّ: ذكر لي جماعة مِنَ المشايخ أنّ محمد بْن إِسْمَاعِيل لمّا ورد نَيْسابور واجتمعوا عَلَيْهِ، حسده بعض المشايخ، فقال لأصحاب الحديث: إنّ محمد بْن إِسْمَاعِيل يَقُولُ: اللفظ بالقرآن مخلوق، فامتحِنوه. فلمّا حضر النّاس قام إِلَيْهِ رَجُل وقال: يا أَبَا عَبْد الله، ما تَقُولُ فِي اللفظ بالقرآن، مخلوقٌ هُوَ أم غير مخلوق؟ فأعرض عَنْهُ ولم يجِبه. فأعاد [ص:159] السُّؤال، فأعرضّ عَنْهُ: ثمّ أعاد، فالتفت إِلَيْهِ الْبُخَارِيّ، وقال: القرآن كلَام اللَّه غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة، والَامتحان بِدْعة. فَشَغَبَ الرَّجُلُ وَشَغَبَ النَّاسُ، وَتَفَرَّقُوا عَنْهُ. وَقَعَدَ الْبُخَارِيُّ فِي مَنْزِلِهِ.
قَالَ محمد بْنُ يُوسُفَ الْفَرَبْرِيُّ: سَمِعْتُ محمد بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: أَمَّا أَفْعَالُ الْعِبَادِ فَمَخْلُوقَةٌ، فقد حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا مروان بن معاوية، قال: حدثنا أَبُو مَالِكٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن اللَّهَ يَصْنَعُ كُلَّ صَانِعٍ وَصَنْعَتَهُ ". وسَمِعْتُ عُبَيْد الله بن سعيد يقول: سَمِعْتُ يحيى بْن سعَيِد يَقُولُ: ما زلت أسمع أصحابنا يقولون: إنّ أفعال العباد مخلوقة.
قَالَ الْبُخَارِيّ: حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة. فأمّا القرآن المَتْلُوّ المُثْبَت فِي المصاحف، المسطور المكتوب المُوعَى فِي القلوب، فهو كلَام اللَّه لَيْسَ بمخلوق. قَالَ اللَّه تعالي: {هُوَ آيَاتٌ بينات في صدور الذين أوتوا العلم}.
وقال: يقال فُلَان حَسَن القراءة ورديء القراءة. ولا يقال: حَسَن القرآن، ولا رديء القرآن، وإنّما يُنسب إلى العباد القراءة؛ لأنّ القرآن كلَام الرّبّ، والقراءة فعل العَبْد. وليس لأحدٍ أنْ يشرع فِي أمر اللَّه بغير علم، كما زعم بعضهم أنّ القرآن بألفاظنا وألفاظنا به شيء واحد. والتّلَاوة هِيَ المَتْلُوّ، والقراءة هي المقروء. فقيل له: إن التلاوة فعل القارئ وعمل التالي. فرجع وقال: ظننتهما مصدَرْين. فقيل لَهُ: هلَا أمسكت كما أمسك كثيرٌ مِن أصحابك؟ ولو بعثتَ إلى من كَتَب عنك واسترددت ما أثْبَتَّ وضربتَ عَلَيْهِ. فزعم أنْ كيف يمكن هذا؟ وقال: قلتُ ومضى قولي. فقيل لَهُ: كيف جاز لك أن تَقُولُ فِي اللَّه شيئًا لَا تقوم بِهِ شرحًا وبيانًا؟ إذ لم تميّز بين التّلَاوة والمَتْلُوّ. فسكت إذ لم يكن عنده جواب.
وقال أبو حامد الأعمشي: رأيتُ الْبُخَارِيّ فِي جنازة سعَيِد بْن مروان، والذُّهْليّ يسأله عَنِ الأسماء والكُنَى والعلل، ويمرّ فِيهِ الْبُخَارِيّ مثل السَّهم، [ص:160] فما أتى عَلَى هذا شهر حتّى قَالَ الذُّهْليّ: إلَا من يختلف إلى مجلسه فلَا يأتِنا. فإنّهم كتبوا إلينا مِن بغداد أنّه تكلّم فِي اللفظ، ونهيناه فلم ينته فلَا تقربوه. فأقام الْبُخَارِيّ مدّةً وخرج إلى بُخَارى.
قال أبو حامد ابن الشَّرْقيّ: سمعت محمد بْن يحيى الذُّهْليّ يَقُولُ: القرآن كلَام اللَّه غير مخلوق من جميع جهاته وحيث تصرَّف. فمن لزم هذا استغنى عَنِ اللفظ. ومَن زعم أنّ القرآن مخلوق فقد كفر وبانَتْ منه امرأته. يسُتتاب، فإنْ تاب وإلَا قُتِل، وجُعِل مالُه فَيْئًا. ومَن وَقَفَ فقد ضاهى الكُفْر. ومَن زعم أنّ لفظي بالقرآن مخلوق فهذا مبتدِع لَا يُجالس ولا يُكَلَّم. ومَن ذهبَ بعد هذا إلى محمد بْن إِسْمَاعِيل فاتَّهِمُوه، فإنّه لَا يحضر مجلسَه إلَا مَن كَانَ عَلِيّ مذهبه.
وقال الفِرَبْري: سَمِعْتُ الْبُخَارِيّ يَقُولُ: إنّي لأستجهل مَن لا يكفر الجهمية.
قال الحاكم: حدثنا طاهر بن محمد الوَرَّاق، قال: سمعت محمد بن شاذك يَقُولُ: دخلُت عَلَى الْبُخَارِيّ فقلت: إيش الحيلة لنا فيما بينك وبين محمد بْن يحيى، كل من يختلف إليك يطرد. فقال: كم يعتري محمد بْن يحيى الحَسَدُ فِي الْعِلْمِ، وَالْعِلْمُ رزْقُ اللَّه يُعطيه من يشاء. فقلت: هذه المسألة التي تحكى عنك؟ قال: يا بني، هذه مسألة مشؤومة. رَأَيْت أَحْمَد بْن حنبل وما ناله فِي هذه المسألة، وجعلت عَلَى نفسي أن لَا أتكلّم فيها. عَنَى مسألة اللفظ.
وقال أَبُو عَمْرو أَحْمَد بْن نصر الخفّاف: كنّا يومًا عند أَبِي إِسْحَاق القَيْسيّ ومعنا محمد بْن نصر المَرْوزِيّ، فجرى ذِكر محمد بْن إِسْمَاعِيل، فقال محمد بْن نصر: سمعته يَقُولُ: مَن زعم أنيّ قلت لفْظي بالقرآن مخلوق فهو كذّاب، فإنيّ لم أقُلْه. فقلت لَهُ: يا أَبَا عَبْد اللَّه قد خاض النّاس فِي هذا وأكثروا فِيهِ. فقال: لَيْسَ إلَا ما أقول. قَالَ أَبُو عَمْرو الخفّاف: فأتيتُ الْبُخَارِيّ فناظرتُهُ فِي شيء مِنَ الأحاديث حتّى طابت نفسُه، فقلت: يا أَبَا عَبْد اللَّه ههنا أحدٌ يحكي عنك أنّك قلتَ هذه المقالة. فقال: يا أَبَا عَمْرو أحفظ ما أقول لك: مَن زعم مِن أهل نَيْسابور، وقومس، والري، وهمذان، وبغداد، والكوفة، والبصرة، ومكة، والمدينة، أني قد قلت: لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب، فإني لم أقُلْه. إلَا إني قلت: أفعال العباد مخلوقة.
وقال حاتم بْن أَحْمَد الكنديّ: سَمِعْتُ مسلم بْن الحَجّاج يَقُولُ: لمّا قدِم محمد بْن إِسْمَاعِيل نَيْسابور ما رَأَيْت واليًا ولا عالمًا فَعَل بِهِ أهل نَيْسابور ما [ص:161] فعلوا بِهِ. أستقبلوه مرحلتين وثلَاثة. فقال محمد بن يحيى: من أراد أنْ يستقبل محمد بْن إِسْمَاعِيل غدًا فلْيستقبلْه. فاستقبله محمد بْن يحيى وعامّة العُلَماء، فقال لنا الذُّهْليّ: لَا تسألوه عَنْ شيء مِن الكلَام، فإنّه إنّ أجاب بخلَاف ما نَحْنُ عَلَيْهِ وقع بيننا وبينه، ثمّ شمتَ بنا كلُّ حَرُورِيٍّ، وكلُّ رافضيٍّ وكلُّ جَهْميٍّ، وكلُّ مُرْجئٍ بخُراسان. قَالَ: فازدحم النّاس عَلَى محمد بن إسماعيل حتى امتلأ السَّطْح والدّار، فلمّا كَانَ اليوم الثاني أو الثالث قام إليه رَجُل، فسأله عَنِ اللفظ بالقرآن، فقال: أفعالنا مخلوقة، وألفاظنا من أفعالنا. فوقع بينهُمُ اختلَاف، فقال بعض النّاس: قَالَ: لفْظي بالقرآن مخلوق. وقال بعضهم: لمَ يقل. حتّى تواثبوا، فاجتمع أهلُ الدّار وأخرجوهم. وكان قد نزل فِي دار البخاريّين.
وقال أَحْمَد بْن سَلَمَةَ: دخلتُ عَلى الْبُخَارِيّ فقلت: يا أَبَا عَبْد اللَّه، هذا رجلٌ مقبول، خصوصًا في هذه المدينة، وقد لَجَّ فِي هذا الحديث حتّى لَا يقدر أحد منا أنْ يكلمّه، فما ترى؟ فقبضَ على لحيته ثم قال: {وأفوض أمري إلى اللَّه إنّ اللَّه بصير بالعباد}. اللّهمّ إنّك تعلم أنيّ لم أَرِدِ المقام بنيسابور أشراً ولا بطراً ولا طلباً للرياسة. وإنما أَبَتْ عَلَيّ نفسي فِي الرُّجُوع إلى وطني لِغَلَبَةِ المخالفين، وقد قصدني هذا الرّجل حسَدًا لِما آتاني اللَّه لَا غير. يا أحمد إني خارج غداً لتتخلصوا من حديثه لأجلي. قال: فأخبرتُ أصحابنا، فوالله ما شيّعه غيري. كنت معه حين خرج من البلد. وأقام على باب البلد ثلَاثة أيّام لإصلَاح أمره.
وقال محمد بْن يعقوب بْن الأخرم: لمّا استوطن الْبُخَارِيّ نيسابور أكثر مسلم الاختلاف إليه، فلما وقع بين الذُّهْليّ وبين الْبُخَارِيّ ما وقع ونادى عَلَيْهِ ومَنعَ الناس عَنْهُ انقطع أكثرُهُم غير مُسلْمِ. فَقَالَ الذُّهْلِيُّ يَوْمًا: ألَا مَنْ قَالَ بالفظ فلا يحلّ له أن يحضر مجلسنا. فأخذ مسلم الرداء فوق عمامته وقام على رؤوس النَّاسِ. وَبَعَثَ إِلَى الذُّهْلِيِّ بِمَا كَتَبَ عَنْهُ عَلَى ظَهْرِ حَمَّالٍ. وَتَبِعَهُ فِي الْقِيَامِ أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ.
قَالَ محمد بْنُ أَبِي حَاتِمٍ: أَتَى رَجُلٌ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ: إِنَّ فُلَانًا يُكَفِّرُكَ فَقَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: " إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ، فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا ". [ص:162]
وقال عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتِم فِي كتاب " الجرح والتعديل ": قدم محمد بْن إِسْمَاعِيل الرِّيّ سنة خمسين ومائتين، وسمع منه: أَبِي، وأبو زُرْعَة؛ وتركا حديثه عندما كُتُب إليهما محمد بن يحيى أنه أظهر عندهم أنّ لفظه بالقرآن مخلوق.
وقال أَحْمَد بْن منصور الشّيرازيّ الحافظ: سمعتُ بعض أصحابنا يَقُولُ: لمّا قدم الْبُخَارِيّ بُخَاري نُصب لَهُ القباب عَلَى فرَسْخ مِنَ البلد، واستقبله عامّة أهل البلد ونُثِر عَلَيْهِ الدّنانير والدَّراهم والسُّكَّر الكثير، فبقي أيامًا، فكتب محمد بْن يحيى الذُّهْليّ إلى أمير بُخَاري خَالِد بْن أَحْمَد: إن هذا الرجل قد أظهر خلَاف السنة. فقرأ كتابه عَلَى أهل بُخاري، فقالوا: لَا نفارقه. فأمره الأمير بالخروج مِنَ البلد، فخرج.
قَالَ أَحْمَد بْن منصور: فحدثني بعض أصحابنا عَنْ إِبْرَاهِيم بْن معقل النَّسَفيّ قَالَ: رَأَيْت محمد بْن إِسْمَاعِيل فِي اليوم الَّذِي أُخرج فِيهِ مِن بُخَارى، فقلت: يا أَبَا عَبْد الله كيف ترى هذا اليوم من يوم دخولك؟ فقال: لَا أبالي إذا سلم ديني. فخرج إلى بِيكْند، فسار الناس معه حزْبين: حزبٌ لَهُ وحزبٌ عَلَيْهِ، إلى أن كتب إِلَيْهِ أهل سَمَرْقند، فسألوه أنْ يقدم عليهم، فقدِم إلى أن وصل بعض قري سَمَرْقند، فوقع بين أهل سَمَرْقند فتنةٌ بسببه. قومٌ يريدون إدخالَه البلد، وقومٌ يأبون، إلى أن اتفقوا عَلَى دخوله. فاتصل بِهِ ما وقع بينهم، فخرج يريد أنْ يركب، فلمّا استوى على دابته، قال: اللهم خر لي، ثلَاثًا، فسقط ميتًا. وحضره أهل سَمَرْقند بأجمعهم.
هذه حكاية منقطعة شاذة.
وقال بَكْر بْن منير بْن خُلَيْد الْبُخَارِيّ: بعث الأمير خَالِد بْن أَحْمَد الذُّهْليّ متولّي بُخَارى إلى محمد بْن إِسْمَاعِيل أن أحمل إلى كتاب " الجامع "، و" التاريخ "، وغيرهما لأسمع منك. فقال لرسوله: أَنَا لَا أُذلُّ العِلْم، ولا أحمله إلى أبواب النّاس، فإنْ كانت لَهُ إلى شيءٍ منه حاجة فليحضر في مسجدي أو في داري. وإن لم يُعْجِبْه هذا فإنّه سلطان، فلْيمنعني مِن الجلوس ليكون لي عذر عند اللَّه يوم القيامة، لأنيّ لَا أكتم العِلم. فكان هذا سبب الوحشة بينهما.
وقال أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَمْرو الْبُخَارِيّ: كَانَ سبب منافرة البخاري أن خالد [ص:163] ابن أحمد خليفة الطاهرية ببُخارى سأله أنْ يحضر منزله فيقرأ " الجامع "، و" التاريخ " عَلَى أولَاده، فامتنع، فراسله بأن يعقد مجلسًا خاصًا لهم، فامتنع، وقال: لَا أخصّ أحدًا. فاستعان عَلَيْهِ بحريث بْن أَبِي الورقاء وغيره، حتى تكلموا في مذهبه ونفاه عن البلد، فدعا عليهم. فلم يأت إلَا شهر حتى ورد أمر الطاهرية بأن يُنادي عَلَى خَالدٍ فِي البلد. فنوديَ عَلَيْهِ عَلَى أتان، وأمّا حريث فابتُلي بأهله، ورأى فيها ما يجلّ عَنِ الوصفْ، وأمّا فلَان فابتلي بأولَاده.
رَوَاها الحاكم عَنْ محمد بْن الْعَبَّاس الضّبيّ عَنْ أَبِي بَكْر هذا. قُلْتُ: كَانَ حريث من كبار فُقَهاء الرأي ببُخارى.
قَالَ محمد بْن واصل البِيكَنْديّ: مَنّ اللَّه علينا بخروج أَبِي عَبْد اللَّه ومُقامه عندنا حتّى سمعنا منه هذه الكتب، وإلَا مَن كَانَ يصل إِلَيْهِ؟ وبمُقّامِه فِي فِرَبْر وبيكند بقيت هذه الآثار وتخّرج النّاس بِهِ.
قَالَ ابن عديّ: سَمِعْتُ عَبْد القدوس بْن عَبْد الجّبار يَقُولُ: جاء الْبُخَارِيّ إلى قرية خَرْتَنْك عَلَى فرسخَيْن من سَمَرْقند، وكان لَهُ بها أقرباء فنزل عندهم، فسمعته ليلةً يدعو وقد فرغ من صلَاة اللّيل: اللهُمّ قد ضاقت عَلِيّ الأرض بما رَحُبَت، فاقْبضْني إليك. فما تمّ الشَّهْر حتى مات، وقبره بَخْرتَنْك.
وقال محمد بْن أَبِي حاتم: سَمِعْتُ غالب بْن جبريل، وهو الَّذِي نزل عَلَيْهِ أبو عبد الله، يَقُولُ: أقام أبو عبد الله عندنا أيّامًا فمرض، واشتدَّ بِهِ المرض حتّى وجه رسولَا إلى سَمَرْقند فِي إخراج محمد. فلمّا وافى تهيأ للركوب، فلبس خُفَّيْه وتعمَّم، فلمّا مشى قدر عشرين خُطْوَة أو نحوها وأنا آخذ بعضده، ورجل آخر معي يقود الدّابّة ليركبها، فقال رحمه الله: أرسلوني فقد ضعفت. فدعا بدَعَوَات، ثمّ اضطّجع، فقضى رحمه اللَّه، فَسَال منه مِن العرق شيء لَا يوصف. فما سكن منه العَرَق إلى أن أدرْجناه فِي ثيابه. وكان فيما قَالَ لنا وأوصى إلينا أن: كفنوني في ثلاثة أثواب بِيض لَيْسَ فيها قميص ولا عِمامة. ففعلنا ذَلِكَ. فلمّا دفّناه فاحَ مِن تراب قبره رائحة غالية أطيب مِنَ المِسْك، فدام ذلك أياما. ثم علت سواري بيض في السماء مستطيلة بحذاء قبره، فجعل الناس يختلفون ويتعجّبون. وأمّا التُّراب فإنهم كانوا يرفعون عَنِ القبر، حتى ظهر القبر، ولم نكن نقدر عَلَى حفْظ القبر بالحرّاس، وغُلِبْنا عَلَى أنفُسنا، فَنصبنا عَلَى القبر خَشَبًا مُشَبَّكًا لم يكن أحد يقِدر عَلَى الوُصُول إلى القبر. وأمّا ريح الطَّيب فإنّه تداوم أيّامًا كثيرة، حتى تحدث أهل البلدة وتعجبوا مِن ذَلِكَ. وظهر [ص:164] عند مخالفيه أمرُهُ بعد وفاته، وخرج بعض مُخالفيه إلى قبره، وأظهروا التَّوبة والنَّدامة. قَالَ محمد: ولم يَعِشْ غالبُ بعده إلَا القليل ودُفن إلى جانبه.
وقال خَلَف الخيام: سَمِعْتُ مَهيب بْن سُلَيْم يَقُولُ: مات عندنا أبو عبد الله ليلة عيد الفِطْر سنة ستٍّ وخمسين، وكان فِي بيتٍ وحده. فوجدناه لمّا أصبح وهو ميّت.
وقال محمد بْن أَبِي حاتم: سَمِعْتُ أَبَا ذَرّ يَقُولُ: رَأَيْت فِي المنام محمد بْن حاتم الخَلْقَانيّ، فسألته، وأنا أعرف أنّه ميت، عَنْ شيخي: هل رأيته؟ قال: نعم، رأيته. ثمّ سَأَلْتُهُ عَنْ محمد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ فقال: رَأَيْته. وأشار إلى السّماء إشارةً كاد أنْ يسقط منها لعُلُوّ ما يُشير.
وقال أبو علي الغساني الحافظ: حدثنا أَبُو الفتح نصر بْن الْحَسَن التُنْكُتيّ السَّمرْقَنْديّ؛ قدم علينا بلنسية عام أربعة وستين وأربعمائة قَالَ: قُحِطَ المطر عندنا بسَمَرْقَنْد فِي بعض الأعوام، فاستسقى النّاس مرارًا، فلم يُسْقوا، فأتي رجلٌ صالح معروف بالصّلَاح إلى قاضي سَمَرْقند فقال له: إني رأيت رأياً أعرضه عليك. قال: وما هو؟ قال: أرى أن تخرج ويخرج النّاس معك إلى قبر الْإمَام محمد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ ونستسقي عنده، فعسى اللَّه أنْ يسقينا. فقال القاضي: نِعَم ما رَأَيْت. فخرج القاضي والنّاس معَه، واستسقى القاضي بالنّاس وبكى النّاسُ عند القبر وتشفَّعوا بصاحبه، فأرسل اللَّه تعالي السَّماء بماء عظيم غزير، أقام النّاس من أجله بخرتنك سبعة أيّام أو نحوها، لَا يستطيع أحدٌ الوصول إلى سَمَرْقند من كَثْرة المطر وغزارته. وبين سَمَرْقند وخَرتنك نحو ثلَاثة أميال.
ومناقب أَبِي عَبْد اللَّه رضي اللَّه عَنْهُ كثيرة، وقد أفردتها فِي مصنَّف وفيها زيادات كثيرة هناك، والله أعلم.(6/140)
410 - ت ق: محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن البَخْتَرِيّ، أبو عبد الله الحسَّانيُّ الواسطيُّ الضَّرير. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أَبِي معاوية، ووَكِيع، ومحمد بْن الْحَسَن الواسطيّ، وعبد اللَّه بْن نُمَيْر، وجماعة.
وَعَنْهُ: الترمذي، وابن ماجه، وبقيّ بْن مَخْلَد، وأبو القاسم البَغَوِيّ، وابن صاعد، ومحمد بْن مَخْلَد، والمَحَامِليّ، وآخرون. [ص:165]
قَالَ محمد بْن محمد الباغَنْديّ: كَانَ خيرًا، مَرْضِيًّا، صدوقًا.
وقال الدّارَقُطْنيّ: ثقة.
تُوُفّي سنة ثمان وخمسين(6/164)
411 - ت ن ق: محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن سَمُرة، أَبُو جعْفَر الأحْمسيُّ الكُوفيُّ السَّرَّاج. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أسباط بْن محمد، ومحمد بْن فضيل، وأبي معاوية، ووَكِيع، وابن عُيَيْنَة، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وحاجب بْن أَرْكِين، وعمر البُجَيْريّ، وابن خزيمة، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وآخرون.
قال النسائي: ثقة.
وقال ابن عساكر: مات في جمادى الأولى سنة ستين. ويقال: سنة ثمان وخمسين.(6/165)
412 - محمد بن أشعث السجستاني، [الوفاة: 251 - 260 ه]
أخو الإمام أبي داود.
كان أسن من أبي داود، وأقدم سماعا.
رَوَى عَنْ: أَبِي نُعَيْم، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وطبقتهما.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد.(6/165)
413 - محمد بْن بزيع النَّيسابوريُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: إِسْحَاق الأزرق، وشَبَابة، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بن شاذك، ومكيّ بْن عَبْدان، وجماعة.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر سنة أربع وخمسين.(6/165)
414 - ع: محمد بن بشار بن عثمان بن داود بن كَيْسان الحائك الحافظ، أبو بكر العَبْديُّ البَصْريُّ، بُنْدار. [الوفاة: 251 - 260 ه]
والبُنْدار فِي الاصطلَاح هُوَ الحافظ. وكان بُنْدار عارفًا مُتْقِنًا بصيرًا بحديث البصْرة، لم يرحل براً بأمه، واقتنع بحديث بلده.
سَمِعَ: معتمر بْن سُلَيْمَان، وعبد العزيز بْن عَبْد الصَّمد العمي، ومرحوم بْن عَبْد العزيز العطّار، وعَبْد الأعلى بْن عَبْد الأعلى، وعمر بْن عَلِي بْن مقدم، ومحمد بن جعفر غُنْدر، ومحمد بْن أَبِي عديّ، ويحيى القطّان، وعبد الرحمن [ص:166] ابن مَهْديّ، وأبا عاصم، ووَكِيعًا، ويزيد بْن هارون، وكأنه رحل بأخرة.
وَعَنْهُ: الستة، وابن أَبِي الدُّنيا، وأبو زرعة، والبغوي، وابن خزيمة، وأبو العباس السراج، وزكريا الساجي، وابن صاعد، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وأبو بكر بن أبي داود، وخلق.
قال الأرغياني: سمعته يقول: كتب عني خمسة قرون، وسألوني الحديث وأنا ابن ثمان عشرة، فاستحييت أن أحدثهم في المدينة، فأخرجتهم إلى البستان وأطعمتهم الرطب وحدثتهم.
وقال أَبُو حاتم: صدوق.
وقال العِجْليّ: ثقة، كثير الحديث، حائك.
وقال عَبْد اللَّه بْن محمد بْن يونس السّمْنانيّ: كَانَ أهل البصرة يقُدِّمون أَبَا مُوسَى عَلَى بُنْدار، وكان الغُرباء يُقدِّمون بندارًا.
وقال عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن خاقان المَرْوزِيّ: سَمِعْتُ بُنْدارًا يَقُولُ: أردت الخروج، فمنعتني أميّ فأطعتها، فبورك لي فِيهِ، يعني الحديث.
وقال ابن خُزَيْمَة: سَمِعْتُ بندارًا يَقُولُ: اختلفت إلى يحيى بن سعيد، ذكر أكثر من عشرين سنة.
وقال أَبُو دَاوُد: كتبتُ عَنْ بندار نحوًا من خمسين ألف حديث، وكتبتُ عَنْ أَبِي مُوسَى شيئًا، وهو أثبت من بُنْدار، ولولَا سلَامة فِي بُنْدار ترُك حديثه.
وقال إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم القزاز: كنّا عند بندار، فقال في حديث عن عائشة " قال: قَالَتْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَقَالَ رجل يمزح: أعيذك باللَّه ما أفصحك!!.
فقال: كنّا إذا خرجنا من عند روح دخلنا على أبي عبيدة، فقال: بان عليك ذاك.
وقال ابن خزيمة: سمعت بنداراً يَقُولُ: ما جلست مجلسي هذا حتّى حفظت جميع ما خرّجته.
وقال ابن خُزَيْمَة مرّة: حدثنا الْإمَام محمد بْن بشّار بُنْدار. [ص:167]
وقال في كتاب " التوحيد ": حدثنا إِمَامُ أَهْلِ زَمَانِهِ فِي الْعِلْمِ وَالأَخْبَارِ محمد بن بشار بندار، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: قُلْتُ لأَبِي ذَرٍّ: لَوْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ سَأَلْتُهُ: هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ؟ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: قَدْ سَأَلْتُهُ، فَقَالَ: رَأَيْتُ نُورًا.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّه بْن أَحْمَدَ الدَّوْرَقيّ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ مَعِينٍ وَجَرَى ذِكْرُ بُنْدَارٍ، فَرَأَيْتُ يَحْيَى لا يَعْبَأُ بِهِ وَيَسْتَضْعِفُهُ.
وَقَالَ محمد بْنُ الْمُسَيَّبِ: لَمَّا مَاتَ بُنْدَارٌ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي مُوسَى الزَّمِنِ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُوسَى البُشْرَى مَاتَ بندار. قال: جئت تبشرني بموته؟ علي ثلاثين حجة إن حدثت بعده بِحَدِيثٍ. فَبَقِيَ بَعْدَهُ تِسْعِينَ يَوْمًا، وَمَاتَ وَلَمْ يُحَدِّثْ بِحَدِيثٍ.
وَقَالَ بُنْدَارٌ: وُلِدْتُ فِي السنة الَّتِي مَاتَ فِيهَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وُلِدَ هُوَ وَأَبُو مُوسَى فِي سنة وَاحِدَةٍ، وَمَاتَ فِي رَجَبٍ سنة اثْنَتَيْنِ وخمسين.
وَقَالَ ابْنُ سَيَّارٍ الْفِرْهِيَانِيُّ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ عَلِيٍّ الْفَلاسَ يَحْلِفُ أَنَّ بُنْدَارًا يَكْذِبُ فِيمَا روى عن يحيى القطان. قال الْفِرْهِيَانِيُّ: بُنْدَارٌ ثِقَةٌ. وَكَانَ أَبُو مُوسَى أَرْجَحَ مِنْهُ لأَنَّهُ كَانَ لا يَقْرَأُ إِلا مِنْ كِتَابِهِ، وَكَانَ بُنْدَارٌ مِنْ كُلِّ كِتَابٍ يَقْرَأُ.(6/165)
415 - محمد بن بكر بن مذكر، أَبُو جعْفَر الضَّرير، [الوفاة: 251 - 260 ه]
أحْد الحُفّاظ.
نزل بخاري،
وَحَدَّثَ عَنْ: حسين الجعفي، وأبي أسامة، وجماعة.
وكان موصوفًا بالمعرفة والصَّلَاح والديانة.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين؛
رَوَى عَنْهُ البخاريون، منهم: إِسْحَاق بْن أَحْمَد بْن خَلَف.(6/167)
416 - محمد بْن بور بْن هانئ الْقُرَشِيُّ المَرْوزِيُّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
نزيل بُخاري.
عَنْ: عَبْدان بْن عثمان، وخلَاد بْن يحيى، وعُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، ويحيى بْن [ص:168] نصر بْن حاجب، وطائفة.
وَعَنْهُ: سهل بْن شاذُوَيْه، وإِبْرَاهِيم بْن محمد الأَسَدِيّ، وإِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن عَبْد الواحد المَرْوزِيّ، وآخرون
وبعضهم قَالَ: " فور "، والأصح أنّها بين الباء والفاء.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وخمسين.
قَالَ ابن ماكولَا: يضعَّف فِي الحديث، ويروي المناكير.(6/167)
417 - محمد بْن تميم العنبري. [الوفاة: 251 - 260 ه]
حَدَّثَ بالقيروان عَنْ: ابن وَهْبُ، وأنس بْن عيِاض، وطال عمُره.
تُوُفّي سنة ستّين؛ وأما ابن يونس فقال: توفي سنة تسع وخمسين بقفصة.(6/168)
418 - ق: محمد بن ثواب بن سعيد الهباري، أبو عبد الله الكُوفيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: عبد الله بن نمير، ويونس بن بكير، وأبي أسامة، وطائفة.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وأبو نُعَيْم عبد الملك بْن عديّ، وأبو عَوَانَة، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، ومحمد بْن نوح الْجُنْدَيْسَابُوريّ، وآخرون.
وكان ثقة.
قَالَ مُطَيَّن: تُوُفّي سنة ستين أيضاً.(6/168)
419 - ق: محمد بْن جَابرِ بْن بُجَيْر بْن عقبة، أبو بُجَيْر المُحاربيُّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن المُحَارِبيّ، ووَكِيع، وابن نُمَيْر، وأبي أسامة.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وابن خُزَيْمَة، وابن صاعد، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: صدوق.
قَالَ مُطَيَّن: مات فِي ربيع الآخر سنة ست وخمسين.(6/168)
420 - خ ت: محمد بْن أَبِي الثّلج عَبْد اللَّه بْن إسماعيل الرازي ثم البَغْداديُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه][ص:169]
عَنْ: عبد الصمد بن عبد الوارث، وأبي النضر هاشم، ورَوْح بْن عُبَادة، ويزيد بْن هارون، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: البخاري، والترمذي، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وأبو قُرَيش محمد بْن جُمْعة، وابن خُزَيْمَة، وعبد الرَّحْمَن بن أبي حاتم، وآخرون.
قال ابن أبي حاتم: كتبت عَنْهُ فِي سنة أربعٍ وخمسين مَعَ أَبِي، وهو صدوق.
وقال ابن قانع: توفي سنة سبع وخمسين.(6/168)
421 - محمد المعتزّ بالله، أمير المؤمنين أبو عبد الله. وقيل: اسمه الزبير ابن المتوكّلُ عَلَى الله جعفر ابن المعتصم بالله محمد ابن الرّشيد بالله هارون الهاشميّ العباسيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
وُلِد سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، ولم يَلِ الخلَافة قبله أحد أصغر منه. وكان أبيض جميلَا مُشْربًا بالحُمْرة، حَسَن الجسم، بديع الحُسْن.
قَالَ عَلِيّ بْن حَرْب الطّائيّ، وهو أحد شيوخ المعتزّ باللَّه فِي الحديث: دخلت على المعتز فما رأيت خليقة أحسن منه.
وأُمُّه أم وُلِد رومية. بويع عند عزل المستعين سنة اثنتين وخمسين ومائتين، وهو ابن تسع عشرة سنة، فِي أول السنة.
فلمّا كَانَ فِي رجب خلع أخاه المؤيدّ بالله من ولَاية العهد، وكتب بذلك إلى الآفاق. فلم يلبث المؤيد إلَا أيّامًا حتى مات. وخشي المعتزّ باللَّه أنْ يتحدث عَنْهُ أنّه قتله أو احتال عَلَيْهِ، فأحضر القُضاة حتى شاهدوه وليس بِهِ أثر. فالله أعلم.
وأمّا نفْطَوَيْه فقال: كَانَت خلَافته أربعٍ سنين وستة أشهر وأربعة عشر يومًا، منها بعد خلْع المستعين ثلَاث سنين وستة أشهر وثلَاثة وعشرين يومًا. ومات عَنْ أربعٍ وعشرين سنة.
وقال غيره: مات عَنْ ثلَاثٍ وعشرين سنة.
وكان المعتزّ باللَّه مستَضْعَفًا مَعَ الأتراك، فاتفق أنّ جماعة مِن كبارهم أتوْه وقالوا: يا أمير المؤمنين أَعْطِنا أرزاقنا لنقتل صالح بْن وصيف. وكان المعتزّ يخافه، فطلب من أمّه مالَا لينفقه فيهم، فأبتْ عَلَيْهِ وشحَّت نفسها، ولم يكن بقي فِي بيت الأموال شيء، فاجتمع الأتراك حينئذ واتفقوا عَلَى خلعه، [ص:170] ووافقهم صالح بن وصيف وباكباك ومحمد بن بغا، فلبسوا السلاح وجاؤوا إلى دار الخلافة، فبعثوا إلى المعتز أنْ أخرج إلينا، فبعث يَقُولُ: قد شربت دواء وأنا ضعيف. فهجم عَلَيْهِ جماعة فجرّوا برِجْله وضربوه بالدبابيس، وأقاموه فِي الشمس فِي يوم صائف، فبقي المسكين يرفع قدمًا ويضع أخرى، وهم يلطمون وجهه ويقولون: اخلع نفسك. ثمّ أحضروا القاضي ابن أَبِي الشّوارب والشُّهود، وخلعوه. ثمّ أحضروا من بغداد إلى دار الخلَافة، وهي يومئذ سامراء، محمد ابن الواثق، وكان المعتزّ قد أبعده إلى بغداد. فسلم المعتز إليه الخلافة وبايعه، ولقبوه المهتدي باللَّه، رحمه اللَّه، فلقد كان من خيار الخلائف، ولكنّه لم يتمكّن أيضًا مِن الأمر. ثمّ إنّ الملأ أخذوا المعتزّ باللَّه بعد خمس ليالٍ من خلْعه، فأدخلوه الحمّام، فلمّا تغسل عطش وطلب الماء، فمنعوه حتى هلك وهو يطلب ماء. ثمّ أُخرج وهو ميت عطشًا، فسقوه ماءً بثلج، فشربه وسقط ميتًا. وذلك فِي شَعْبان سنة خمس وخمسين ومائتين(6/169)
422 - محمد بْن الْجُنَيْد الإسفرايينيّ الزّاهد. [الوفاة: 251 - 260 ه]
رحل وَسَمِعَ: عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، وأبا مُسْهِر الدّمشقيّ، وطبقتهما.
ورابط بالثُّغور مدّة.
وَعَنْهُ: أَبُو حامد ابن الشرقي، وأبو عوانة، وجماعة.(6/170)
423 - محمد بن جوان بن شعبة الْبَصْرِيُّ الواسطي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
رَوَى عَنْ: أبي داود الطيالسي، ومؤمل بن إسماعيل، وهذه الطبقة
وجمع " المسند ".
رَوَى عَنْهُ: أبو عبد الله المحاملي، ومحمد بْن مَخْلَد.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين.(6/170)
424 - خ م د: محمد بن حرب بن خربان، أبو عبد الله الواسطيّ النَّشائيُّ، ويقال أيضًا: النَّشَاسْتِجي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: إِسْحَاق الأزرق، وإِسْمَاعِيل بْن عَلَيْهِ، وأبي معاوية، وعلي بْن عاصم، ويزيد بْن هارون، وخلق.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وبقيّ بْن مَخْلَد، وجعفر الفِرَيابيّ، وأحمد بن يحيى التستري، وعبدان، وأبو عروبة، ومحمد بن هارون الروياني، وخلق.
وقال أبو حاتم: صدوق. [ص:171]
وقال ابن عساكر: توفي سنة خمس وخمسين(6/170)
425 - د: محمد بن حزابة المروزي ثم البَغْداديُّ الخيّاط العابد، أبو عبد الله. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أَبِي النَّضْر، وعبد الصَّمد بْن عَبْد الوارث، وإِسْحَاق بْن منصور السَّلُوليّ، والوليد بْن القاسم الهمداني.
وَعَنْهُ: أبو داود ومحمد بْن محمد الباغَنْديّ، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وأحمد بن علي الجوزجاني، ومحمد بن سليمان بن فارس صاحب البخاري، وآخرون.
وثقه الخطيب.(6/171)
426 - ق: محمد بْن حسان بْن فيروز الأزرق، أَبُو جعفر الشيباني الواسطي ثم البَغْداديُّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
مولى معن بْن زائدة.
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ويحيى القطان، ووَكِيع، وعبد الرَّحْمَن بْن مهدي، وحسين الجعفي، وطائفة.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، حديثًا واحدًا، وإسماعيل القاضي، وابن أَبِي الدُّنيا، وإسماعيل الوَرَّاق، والحسين المَحَامِليّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، ومحمد بْن مَخْلَد، وخلْق.
وثقَّه الدارقطني، وغيره.
توفي سنة سبع وخمسين.(6/171)
427 - د: محمد بْن الْحَسَن بْن تسنيم، أبو عبد الله الأزدي العتكي الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
نزيل الكوفة.
عَنْ: محمد بْن بَكْر البُرْسانيّ، وحجاج الأعور، وروح بن عبادة.
وَعَنْهُ: أبو داود وعَبْدان الأهوازيّ، وعبد اللَّه بْن زيدان، ومحمد بْن الْحُسَيْن بْن مَكْرَم، وابن خُزَيْمَة، وجماعة.
مات في رجب سنة ست وخمسين.(6/171)
428 - محمد بْن الْحَسَن بْن جعْفَر الْبُخَارِيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه][ص:172]
عَنْ: يزيد بْن هارون، وعن سعَيِد بْن عامر الضُّبَعيّ، وهذه الطبقة.
وَعَنْهُ: محمد القواس، وغيره.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وخمسين.(6/171)
429 - محمد بْن الْحَسَن بْن شَهْرَيار، أبو عبد الله النَّيسابوريُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: أَبَا نُعَيْم، وعفان، ومحمد بْن سابق، وعبد اللَّه بْن نافع الصّائغ.
وَعَنْهُ: ابن خزيمة، وأبو حامد ابن الشرقي، ومكّيّ بْن عَبْدان، وآخرون.
تُوُفّي سنة ستّين.(6/172)
430 - محمد بْن حفص بْن عُمَر الدُّوريّ، أَبُو بَكْر. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: حَجّاج الأعور، ومحمد بْن مُصْعَب القرقساني، وغيرهما.
وَعَنْهُ: والده المقرئ أَبُو عَمْر، وعبد اللَّه بْن إِسْحَاق المدائني، ومحمد بْن مَخْلَد العطّار.
تُوُفّي سنة تسعٍ وخمسين ومائتين.(6/172)
431 - محمد بْن خَالِد، أَبُو بَكْر الصَّوْمعيّ الطَّبَريّ، الزّاهد الفقيه. [الوفاة: 251 - 260 ه]
رحل وَسَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن نمير، ووكيعاً، وأبا أسامة، ووهب بْن جرير، ورَوْح بْن عُبَادة، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: ابن خُزَيْمَة، وأبو حامد وعبد اللَّه ابنا الشَّرْقيّ.
تُوُفّي بَنْيسابور سنة أربعٍ وخمسين.(6/172)
432 - محمد بْن خَالِد، أَبُو هارون الرّازيّ الخراز. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن الْجَهْم، وإِسْحَاق بْن سُلَيْمَان، ومكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَبُو زُرْعَة، وأبو حاتم، وابنه عبد الرحمن، وابن الجنيد، وآخرون.
وكان صدوقًا صالحًا يختم القرآن كلّ يوم وليلة.(6/172)
433 - خ: محمد بن خالد. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: محمد بْن عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ، ومحمد بْن مُوسَى بْن أَعْيَن، ومحمد بْن وَهْبُ بن عطية.
وَعَنْهُ: البخاري.
قَالَ الكَلَاباذيّ، والحاكم أبو عبد الله، وأبو مسعود الدمشقي، وأبو [ص:173] الحجاج الكلبي، وغيرهم: إنّه محمد بْن يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن خَالِد الذُّهْليّ.(6/172)
434 - محمد بْن خُشَيْش الْجُعْفيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: ابن فُضَيْل، وأبي أسامة، وجماعة.
قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم: صدوق، قد أدركته وكتبت من حديثه، ولم يتهيَّا لي أن أسمع منه.(6/173)
435 - محمد بْن خطّاب. أَبُو جعْفَر المَوْصِليّ الزّاهد. [الوفاة: 251 - 260 ه]
كَانَ كبير القدر، يتآلف النّاس عَلَى طاعة اللَّه تعالي، ولا يكاد يدّخر شيئا.
رَوَى عَنْ: مالك بْن سُعَيْر بْن الخِمْس، ومؤمّل بْن إِسْمَاعِيل، وأبي عَبْد الرحمن المقرئ.
وصنف " سننا ".
وَعَنْهُ: العلاء بن أيوب، ومحمد بن حامد الصائغ، والمواصلة. وكان أحد الأجواد، له أخبار في الكرم مع الفقر، رحمة الله عليه.
توفي سنة سبع وخمسين.(6/173)
436 - ن ق: محمد بن خلف بن عمار العسقلاني. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: ضَمْرَةَ بْن ربيعة، وعُبَيْد اللَّه بْن موسى، وأبي علي الحنفي، وطائفة.
وَعَنْهُ: النسائي، وابن ماجه، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو الحسن بْن جَوْصَا، وآخرون
وكان مِن أئمة العلم.
توفي سنة ستين(6/173)
437 - د: محمد بْن دَاوُد بْن أَبِي ناجية، أبو عبد الله الإسكندراني. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وعبد اللَّه بْن وهب، وضمرة بن ربيعة، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أبو دَاوُد وأبو بَكْر بْن أبي دَاوُد، وعمر بْن محمد بْن بُجَيْر، وإِبْرَاهِيم بْن يوسف الهِسنْجانيّ، وجماعة.
وكَان صدوقًا.
تُوُفّي سنة إحدى وخمسين فِي شوّال بالإسكندرية.(6/173)
438 - محمد بْن دَاوُد التّميميّ القَنْطريّ البَغْداديُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
أخو عَلِيّ بْن دَاوُد.
عَنْ: آدم بْن أَبِي إياس، وسعيد بْن أَبِي مريم، وجماعة.
وَعَنْهُ: يحيى بْن صاعد، وأبو عبد الله المَحَامِليّ، وآخرون
توفي سنة ثمان وخمسين.(6/174)
439 - محمد بْن دَيْسَم. أَبُو عَلِيّ التِّرْمِذيّ الدّقّاق. [الوفاة: 251 - 260 ه]
نزيل سامرّاء.
عَنْ: أَبِي نُعَيْم، وعفان، وموسى بْن إِسْمَاعِيل.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر الخرائطيّ، ومحمد بْن أَحْمَد الأثرم، وابن أَبِي حاتم وقال: كتبت عَنْهُ مَعَ أَبِي، وهو صدوق.(6/174)
440 - محمد بْن زكريّا. أَبُو جعْفَر، [الوفاة: 251 - 260 ه]
والد ميمون الحافظ.
سَمِعَ: حَجّاج بْن محمد الأعور، ومَخْلَد بْن الحسين الزاهد.
وَعَنْهُ: عبد الله ابن ناجية، والمَحَامِليّ.
وثقَّه الخطيب.(6/174)
441 - محمد بْن زكريّا القُضَاعيّ المِصْريُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: محمد بْن يوسف الفِرْيابيّ.
تُوُفّي سنة أربعٍ وخمسين
قَالَ ابن يونس: كَانَ يفهم ويحفظ الحديث. وكان رجلَا صالحًا.(6/174)
442 - محمد بن زنجويه بن زيد، أَبُو جعْفَر البَصْريُّ المؤذّن. [الوفاة: 251 - 260 ه]
حدَّث ببغداد عَنْ: سفيان بن عيينة، ومالك بن سعير، ومسلم بْن قُتَيْبة. روى عَنْهُ: الْحُسَيْن والقاسم ابنا المحاملي، وجماعة.
توفي سنة سبْعٍ وخمسين فِي رمضان.(6/174)
443 - محمد بْن زياد بْن معروف الرّازيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه][ص:175]
سكن جرجان، وحدَّث عَنْ: إِسْحَاق بْن سُلَيْمَان الرّازيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه الدشْتكيّ، والسِّنْديّ بْن عَبْدوَيْه.
وَعَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن عليّ بْن زهير القرشي، وعاصم بْن سعَيِد. وكان من رؤساء جُرْجان.
توفي سنة سبع وخمسين أيضا.(6/174)
444 - خ ق: محمد بْن زياد بْن عُبَيْد اللَّه بْن زياد بن الربيع، ويقال: ابن أبي سفيان، أبو عُبَيْد اللَّه الزّياديّ البَصْريُّ. ويقال له: اليُؤْيُؤ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: حماد بْن زيد، وفُضَيْل بْن عيِاض، وعبد الوارث، ويزيد بْن زُرَيْع، وإِبْرَاهِيم بْن محمد بْن أَبِي يحيى المدني، وفضيل بْن سُلَيْمَان، ومُسلْمِ بْن خَالِد الزَّنْجيّ، ومعتمر بْن سُلَيْمَان، وطائفة.
وَعَنْهُ: البخاري، وابن ماجه، وعبد اللَّه بْن إِسْحَاق المدائنيّ، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن هارون الروياني، وابن خزيمة، ومحمد بن حصن الألوسي، ومحمد بن أحمد بن سليمان الهروي، وأبو عروبة، ومحمد بن هارون الحضرمي، وعبد الله بن عروة الهروي، وخلق.
ذكره ابن حبان في " الثقات "، وقال: ربّما أخطأ.
وَرَوَى عَنْهُ الْبُخَارِيّ حديثًا واحدًا كالمقرون بغيره، عَنْ غُنْدَر. وكان مُعَمَّرًا من أبناء التّسعين.
وقع لنا حديثه بعُلُوّ من طريق المخلّص، وبقي إلى بعد الخمسين ومائتين فيما أظنّ.(6/175)
445 - محمد بْن سعد، أبو عبد الله النَّيسابوري الجلَاب. [الوفاة: 251 - 260 ه]
أخو خُشْنام.
سَمِعَ: حفص بْن عَبْد الرَّحْمَن، ورَوْح بْن عُبَادة.
وَعَنْهُ: داود بن الحسين البيهقي، وجعفر بْن محمد التُّرْك.
ومات فِي ذي الحجّة سنة ستٍّ وخمسين(6/175)
446 - محمد بْن سعَيِد الْأيْليّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
أخو هارون بْن سعَيِد.
سَمِعَ: عَبْد اللَّه بن وهب، وغيره. [ص:176]
توفي سنة ثمانٍ وخمسين(6/175)
447 - محمد بْن سعَيِد بْن حسّان الأندلسيّ الصّائغ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
مولي بني أُميّة.
رَوَى عَنْ: أشهب بْن عَبْد العزيز، وعبد اللَّه بْن نافع.
توفي سنة ستين بالأندلس.(6/176)
448 - محمد بن سلمة، أبو عامر التُّجِيبيُّ، مولاهم المِصْريُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
حَدَّثَ عَنْ: ابن وَهْبُ.
تُوُفّي سنة تسعٍ وخمسين قاله ابن يونس.(6/176)
449 - م ت ن: محمد بْن سهل بْن عسكر، أَبُو بَكْر التميمي، مولَاهُمُ الْبُخَارِيّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
نزيل بغداد.
طوّف البلَاد، وَسَمِعَ: عَبْد الرّزّاق، ومحمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، ووهب بن جرير، وعبيد الله بن موسى، ويحيى بن حسان التنيسي، وسعيد بن أبي مريم، وأبا اليمان، وجماعة كبيرة.
وَعَنْهُ: مسلم، والترمذي، والنسائي، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وأبو القاسم البَغَويّ، وابن صاعد، ومحمد بن جرير، ومحمد بْن هارون الحضْرميّ، وخلْق.
قَالَ النَّسائيّ: ثقة.
وقال أَبُو الْعَبَّاس السّرّاج: تُوُفّي فِي شَعْبان سنة إحدى وخمسين.(6/176)
450 - محمد بْن سهل بْن نوح، أبو عبد الله التّميميّ النَّيسابوري. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: وَكِيعًا، والنَّضْر بْن شُمَيْل.
وَعَنْهُ: ابن خُزَيْمَة، ومحمد بْن أَحْمَد بْن زُهَير، وغيرهما.
مات قبل السّتّين.(6/176)
451 - محمد بْن سهل بْن زَنْجَلَة الرّازيّ، أَبُو جعْفَر. [الوفاة: 251 - 260 ه]
مُحَدَّث جوّال.
عَنْ: محمد بْن سابق، وأبي صالح كاتب اللَّيْث، وأبي الوليد الطَّيَالِسيّ، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: ابن أَبِي حاتم، وصَدَقه.(6/176)
452 - محمد بْن سلَام بْن السَّكَن البيكندي الصغير. [الوفاة: 251 - 260 ه][ص:177]
يَرْوِي عَنْ: الحسن بْن سوار البَغَوِيّ، وعَلِيّ بْن الْجَعْد.
وَعَنْهُ: عُبَيْد اللَّه بْن واصل الْبُخَارِيّ، وغيره.
يقال: إنّه تُوُفّي بمصر.(6/176)
453 - محمد بْن شُعَيب الأَسَدِيّ النَّيسابوري. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: حفص بْن عَبْد الرَّحْمَن، وعلي بْن الْحَسَن بْن شقيق.
وَعَنْهُ: محمد بْن نُعَيْم، وإِبْرَاهِيم السُّكّريّ، وغيرهما مِنَ النَّيسابوريين.
تُوُفّي سنة ستين.(6/177)
454 - محمد بْن صالح بْن عَبْد اللَّه بن مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنُ بْنُ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَبُو عَبْدِ الله العَلَويّ الحسني الحجازي الشاعر. [الوفاة: 251 - 260 ه]
مدح المتوكّلُ والمنتصر بمدائح كثيرة.
وكان من فُحُول الشعراء، يلبس زيّ الأعْراب.
وكان ظريفًا حُلْو المعاشرة.
تُوُفّي سنة اثنتين وخمسين.(6/177)
455 - محمد بْن صالح بْن مِهْران بْن النّطّاح البَصْريُّ الأخباريُّ. المعروف بالنَّطَّاح. [الوفاة: 251 - 260 ه]
لَهُ تصانيف فِي أخبار الدُّول، وغير ذَلِكَ.
حَدَّثَ عَنْ: معتمر بْن سُلَيْمَان، ويحيى بْن زكريّا بْن أَبِي زائدة، والواقديّ، وأبي عُبَيْدة مُعَمِّر بْن المُثَنَّى، ويوسف بْن عطيّة، وجماعة.
وَعَنْهُ: بِشْر بْن مُوسَى الأَسَدِيّ، والهيثم بْن خَلَف الدُّوريّ.
تُوُفّي سنة اثنتين وخمسين. وآخر من رَوَى عَنْهُ أبو حامد الحضرمي ببغداد، وأبو روق الهزاني بالبصرة.
وقد روى ابن ماجة فِي " تفسيره "، عَنِ الْعَبَّاس بْن أَبِي طَالِب، عَنْهُ.(6/177)
456 - محمد بْن عامر الأندلسي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن وَهْبُ المصريّ.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وخمسين ومائتين؛ قاله ابن يونس.(6/177)
457 - محمد بْن عامر الرَّازيُّ القزاز. [الوفاة: 251 - 260 ه][ص:178]
رَحَلَ وَسَمِعَ: سعَيِد بْن أَبِي مريم، ومحمد بن عيسى ابن الطباع، ومحمد بن سنان العوقي، وحيوة بْن شُرَيْح.
قَالَ ابن أَبِي حاتِم سَمِعَ منه أَبِي، ولم يتفق لي السماع منة، وكان صدوقاً.(6/177)
458 - خ د ق: محمد بْن عُبَادة الواسطيّ، أبو عبد الله. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: إِسْحَاق الأزرق، ويزيد بْن هارون، وأبي أسامة، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، وابن ماجه، وعمر بْن محمد بْن بُجَيْر، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وابن خزيمة، وآخرون.
قال أبو حاتم: صدوق. صاحب نَحْوٍ وأدب.
كنيته أَبُو جعْفَر.(6/178)
459 - محمد بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر بْن الْحُسَيْن بْن مُصْعَب الخُزاعيّ الخُرَاسانيّ، الأمير أَبُو الْعَبَّاس. [الوفاة: 251 - 260 ه]
كَانَ رئيسًا محتشمًا، جوادًا، مُمدّحًا، أديبًا شاعرًا، مَأْلَفًا لأهل الفضل والأدب، من بيت الإمرة والتَّقَدم. ولَاه المتوكّلُ عَلَى اللَّه إمرة بغداد، وعظُم سلطانه فِي دولة المعتزّ باللَّه إلى أن مرض بالخوانيق، فمات في سنة ثلاث وخمسين. ولم احتضر استخلف عَلَى بغداد أخاه عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه، فأقرّه عليها المعتزّ. وصلى على محمد ولده طاهر بن محمد.(6/178)
460 - خ د ن: محمد بْن عَبْد اللَّه بن المبارك، الحافظ أبو جعفر القرشي، مولَاهُمُ، المُخَرِّميُّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
قاضي حُلْوان.
سَمِعَ: وَكِيعًا، ومُعَاذ بْن هشام، ويحيى بْن سعَيِد القطان، وعبد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ، وإِسْحَاق الأزرق، وأبا أسامة، ويحيى بن آدم، ويزيد بْن هارون، وأبا معاوية، وخلْقًا.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، والنسائي، والنسائي أيضا عَنْ أَحْمَد بْن عَلِيّ المَرْوزِيّ عَنْهُ، وابن خُزَيْمَة، وابن بُجَيْر، ويحيى بْن صاعد، والمحاملي، وخلق. [ص:179]
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: قَالَ لِي أَبِي: كَتَبْتَ حَدِيثَ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قال: كنا نغسل الميت، مِنَّا مَنْ يَغْتَسِلُ، وَمِنَّا مَنْ لا يَغْتَسِلُ؟ قُلْتُ: لا. قَالَ: فِي جانب المخرّم شابّ يقال لَهُ: محمد بْن عَبْد اللَّه فاكتبه عَنْهُ.
قَالَ الباغَنْديّ: كَانَ حافظًا متقنًا.
وقال النَّسائيّ، وغيره: ثقة.
ووصفه بالحفظ غير واحد من الأئمة؛ قال عبد اللَّه بْن محمد بْن سَيَّار الفرهيانيّ: سمعتهم يقولون: قدم علي ابن المَدينيّ بغداد، واجتمع إِلَيْهِ النّاس، فلمّا تفرَّقوا قِيلَ لَهُ: مَن وجدتُ أكْيس القوم؟ قَالَ: هذا الغلَام المُخَرّميّ.
تُوُفّي سنة أربعٍ وخمسين.
قَالَ الخطيب: كَانَ من أحفظ النّاس للأثر.
وقال السلمي: حدثنا الدارقطني، قال: حدثنا الجعابي، قال: سَمِعْتُ عَبْد اللَّه بْن وَهْبُ الدِّينَوَرِيّ يَقُولُ: قدِم علينا المُخَرّميّ الدِّينَوَرَ قاضيًا عليها، فمرّ بي يومًا عَلَى حُمَيِّر، ومعي مُحَدَّث أُذَاكِره، فلمّا رَأَى المحبرة والكتاب سلّم وقال: ما الَّذِي أنتم فِيهِ؟ قُلْنَا: نتذاكر حديث إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد. فقال للغلَام: امسِك عَلِيّ. فنزل وجلس إلينا، وذكر نحو ثمان مائة حديثٍ مِن مقطوع ومُسْنَد لإسماعيل.(6/178)
461 - محمد بْن عَبْد اللَّه بْن سَنْجر، أبو عبد الله الْجُرْجانيّ الحافظ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
صاحب " المُسْنَد ".
طوّف البلَاد. وَسَمِعَ: محمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، وأبا المغيرة، ويزيد بْن هارون، وعبد اللَّه بْن نُمَيْر، وَيَعْلَى بْن عُبَيْد، وأبا نُعَيْم، وخالد بْن مَخْلَد، وأبا بَكْر الحُمَيْديّ، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: محمد بْن المُسَيَّب الأرْغِيانيّ، وأحمد بْن عَمْرو الألْبيريّ الحافظ، وعبد الجبّار بْن أَحْمَد السَّمرْقَنْديّ بمصر، وعبد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن محمد بْن رشْدين، ومحمد بْن دليل، وعيسى بْن مِسْكين، وإِبْرَاهِيم بْن محمد بْن الضّحاك، وجماعة مِنَ الرّحّالين. [ص:180]
قال ابن سنجر: خرجت إلى الرّحله ومعي إِسْحَاق الكَوْسَج، وكان معي تسعة آلاف دينار. وكان إِسْحَاق يورّق لي ويتزوّج فِي كلّ بلد، وأؤدّي عَنْهُ المهر.
وثقَّه ابن أَبِي حاتم، وغيره.
وكان قد سكن بلَاد مصر، فتوفي فِي ربيع الأوّل سنة ثمانٍ وخمسين بقرية قطابة. كَانَ قد سكنها فِي آخر عُمره.(6/179)
462 - محمد بْن عَبْد اللَّه، أبو لقمان البَغْداديُّ النَّخَّاس، [الوفاة: 251 - 260 ه]
نزيل مصر.
رَوَى عَنْ: أبي النضر، وعُبَيْد الله بن موسى.
وَعَنْهُ: محمد بن الربيع بن سليمان الجيزي وغيره.
وكان ضعيفا.
مات سنة ستين.(6/180)
463 - ن ق: مُحَمَّدُ بْن عَبْد اللَّه بْن يزيد، أَبُو يحيى [الوفاة: 251 - 260 ه]
ابن المقرئ أَبِي عَبْد الرَّحْمَن المكّيّ.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وأيوب بْن النّجّار اليَمَاميّ، وسعيد بْن سالم القدّاح.
وَعَنْهُ: النسائي، وابن ماجه، وأبو الْحَسَن بْن جَوْصا، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وَحَفِيدُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمد، وآخرون
وثقه النسائي.
وتوفي سنة ست وخمسين في شعبان.
وقع لنا حديثه عاليا في " جزء البانياسي "، وغيره.(6/180)
464 - محمد بن عبد الرحمن الهروي، أبو عبد الرحمن. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عراقي حافظ. نزل الري، وحدَّث عَنْ: حسين الْجُعْفيّ، ويزيد بْن هارون، وابن أَبِي فُدَيْك، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد، وابن [ص:181] أَبِي حاتم، وقال: حافظ لحديث الزُّهْريّ ومالك، صدوق.(6/180)
465 - ق: محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحَسَن بْن علي، أبو بكر الجعفي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: عمّ أَبِيهِ حسين بْن عَلِيّ الْجُعْفيّ، وأبي أُسامة، وزيد بْن الحُباب، وأسباط بْن محمد، وأبي يحيى الحِمّانيّ، ومحمد بْن بِشْر العَبْديّ، وعمر بْن شبيب المُسْليّ، وطائفة.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وأبو دَاوُد فِي كتاب " القدَر " لَهُ، وابنه أبو بكر، وأبو عوانة، ومحمد بْن جعْفَر بْن ملَاس، وأحمد بْن عُمَر بْن جَوْصا، وأَبُو الْجَهْم بْن طلَاب المَشْغَرانيّ، وأَبُو الفضل أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن هلَال السُّلَميّ، وآخرون.
قَالَ أَبُو حاتم: سَأَلت أَبَا بَكْر بْن أَبِي شَيْبة عَنْهُ، فقال: كَانَ يحفظ الحديث، كَانَ جيّد الحفظ للمُسْنَد والمُنْقَطِع.
وقال أَبُو زُرْعَة: التقيتُ معه وحفظت منه أشياء.
وقال ابن يونس: قدِم مصر وكتب عنه، وخرج إلى دمشق، وتوفي يوم الإثنين لأربع عشرة ليلة خَلَت من جُمَادَى الآخرة سنة ستين ومائتين.(6/181)
466 - محمد بْن أَبِي نوح عَبْد الرَّحْمَن بْن غَزْوان البَغْداديُّ. ويدعى أبوه: قراد. [الوفاة: 251 - 260 ه]
حَدَّثَ عَنْ: مالك بْن أَنَس، وشَرِيك القاضي، والمنكدر بن محمد، وإبراهيم بن سعد، وحماد بن زيد.
وَعَنْهُ: أحمد بن عبد الله بن سابور، وعبد الله بن محمد بن ياسين، والمحاملي.
قال الدقطني: متروك.
وقال ابن عدي: هو ممن يتهم بوضع الحديث، يروي عَنِ الثّقات بواطيل. [ص:182]
وقال ابْن حِبّان، وذكر لَهُ مناكير: سَأَلت ابن خزيمة مرارا عَنْ هذه الأحاديث، ثمّ قرأت عَلَيْهِ، فلمّا قلت: حدَّثكم محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن غَزْوان، أدخل إصبعيه فِي أُذُنَيْه فِي أوّل شيءٍ، ثمّ قَالَ: نعم، وأنا خائف أنه كذاب.(6/181)
467 - خ د ت ن: مُحَمَّدُ بْن عَبْد الرحيم بْن أَبِي زُهَير الحافظ، أبو يحيى العدوي، مولى آل عُمَر رضي اللَّه عَنْهُ. الفارسيّ ثمّ البَغْداديُّ، صاعقة. [الوفاة: 251 - 260 ه]
طوّف، وَسَمِعَ: يزيد بْن هارون، وشَبَابة بْن سَوّار، وأبا أحمد الزُّبَيْريّ، وَمُعَلَّى بْن منصور، ورَوْح بْن عُبَادة، ويعقوب بْن إِبْرَاهِيم بن سعد، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وزكريّا خيّاط السنة، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ويحيى بْن صاعد، والحسين المحاملي، وطائفة.
وثقة النسائي، وغيره.
وقال أبو بكر الخطيب: كان متقنا ضابطا عالما حافظا.
وقال محمد بن محمد بن داود الكرجي: سمي صاعقة لأنه كان جيد الحفظ، وكان بزازا.
قال السراج: قَالَ لي: وُلِدتُ سنة خمسٍ وثمانين ومائة؛ ومات فِي شَعْبان سنة خمسٍ وخمسين.(6/182)
468 - 4: محمد بْن عَبْد الملك بْن زَنْجَوَيْه أَبُو بَكْر البَغْداديُّ الغَزال. [الوفاة: 251 - 260 ه]
صاحب الْإمَام أَحْمَد وجاره.
طوّف الكثير، وَسَمِعَ: عَبْد الرّزّاق، ومحمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، ويزيد بْن هارون، وزيد بْن الحُبَاب، وأبا المغيرة الحمصيّ، وجعفر بْن عَوْن، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: الأربعة، وإِبْرَاهِيم الحربيّ، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وأَبُو القاسم البَغَوِيّ، وابن صاعد، وعبد اللَّه بْن عُرْوَة الهروي، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، والحسين والقاسم ابنا المحاملي، وخلق.
وثقه النسائي، وغيره. [ص:183]
وكان من أحلاس الحديث.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة سنة ثمانٍ وخمسين.(6/182)
469 - محمد بْن عُبَيْد اللَّه بْن عَمْرو الرَّقّيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
كَانَ يَخْضِب، وله عقِب بالرَّقَّة. بقي إلى سنة سبْعٍ وخمسين، ولا أعلم لَهُ رواية.(6/183)
470 - ن: محمد بْن عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد العظيم، أبو عبد القرشي الكريزي الكندي الْبَصْرِيُّ الفقيه. [الوفاة: 251 - 260 ه]
قاضي الديار المضرية.
رَوَى عَنْ: الْحَسَن بْن بِشْر البَجَليّ، وأَبِي عاصم النّبيل، وإِبْرَاهِيم بْن زياد سَبَلَان، وعَلِيّ ابن المديني، وجماعة.
وَعَنْهُ: النسائي، وأَبُو عَرُوبة الحرّانيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بن محمد الدمشقي شلحويه.
قال النسائي: لَا بأس بِهِ.
قَالَ أَبُو علي الحراني: مات بالرقة سنة ستين(6/183)
471 - د ن: محمد بْن عثمان بْن أَبِي صفوان بْن مروان، أبو عبد الله الْبَصْرِيُّ الثَّقفيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: يحيى القطّان، ومُعَاذ بْن هشام، ووهْب بْن جرير، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأُميَّةُ بْنُ خَالِدٍ، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو بكر أَحْمَد بْن محمد بْن عُمَر البَصْريُّ الحرابيّ، وأبو عروبة الحراني، وأبو بكر بن أبي دَاوُد، وابن خُزَيْمَة، وابن صاعد، وأَبُو حامد الحضرمي، وخلْق.
قال أبو حاتم: ثقة.
وقال ابن أَبِي عاصم: مات سنة اثنتين وخمسين.(6/183)
472 - خ د ت ق: محمد بْن عثمان بن كرامة، أَبُو جعْفَر، وقيل: أبو عبد الله العجلي. مولَاهُمُ، الْكوفيّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
نزيل بغداد. [ص:184]
كَانَ وراق عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، فَسَمِعَ مِنْهُ، وَمِنْ: عبد اللَّه بْن نُمَيْر، وأبي أُسامة، ومحمد بْن بِشْر، وحُسَين الْجُعْفيّ، ومحمد ويعلى ابني عبيد، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وابن أَبِي الدُّنيا، وابن أبي داود، وابن صاعد، ومحمد بن مخلد، وآخرون.
قال أبو حاتم، وغيره: كان صدوقا.
وقال مطين: مات في رجب سنة ست وخمسين.
قلت: وقع لنا حديثة عاليا، أخبرناه أَبُو المعالي الهمداني، عن أبي بكر بن سابور، عَنْ عَبْد العزيز الشّيرازيّ. (ح) وأنبأناه أَبُو المرهف القيسي، قال: أخبرنا ابن الحصري، قال: أخبرنا ابن البطي، قالا: أخبرنا رزق الله، قال: أخبرنا ابن مهدي، قال: أخبرنا ابن مَخْلَد، عَنْهُ.
وعند ابن اللِّتّيّ عدّة أحاديث عالية لَهُ.(6/183)
473 - محمد بْن عُقْبة بْن عَلْقَمَةَ البَيْروتيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وخالد بْن يزيد.
وَعَنْهُ: محمد بْن محمد الباغَنْديّ، وأحمد بْن جوصا.
قال أبو حاتم: صَدُوق.
وقال ابن أَبِي حاتم: كُتُب إليَّ من بيروت ببعض حديثه.(6/184)
474 - ن ق: محمد بْن عَقِيل بْن خُوَيْلد، أبو عبد الله الخزاعي النَّيْسَابوريُّ، الرّجلُ الصّالح. [الوفاة: 251 - 260 ه]
رَوَى عَنْ: حفص بْن عَبْد الرَّحْمَن، وحفص بْن عَبْد اللَّه، وجعفر بْن عَوْن، وعلي بْن الْحُسَيْن بْن واقد، وأبي عاصم، وجماعة.
وَعَنْهُ: النسائي، وابن ماجه، وأَبُو دَاوُد فِي كتاب " النّاسخ والمنسوخ "، وأبو بَكْر بْن زياد، وأَبُو عَوَانَة، وابن خُزَيْمَة، وأَبُو الْعَبَّاس السّرّاج، وجماعة آخرهم محمد بْن عَلِيّ المذكِّر شيخ الحاكم.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وخمسين. [ص:185]
قَالَ النَّسائيّ: ثِقةً.
قُلْتُ: لَهُ عدّة أولَاد رووا.(6/184)
475 - محمد بن علي بن إبراهيم القيسي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: عَبْد الوهّاب بْن عطاء، وغيره. وحدَّث بالموصل.
توفي سنة ست.(6/185)
476 - محمد بن علي ابن المديني، أبو جعفر. [الوفاة: 251 - 260 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ.
وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي عُبَيْد " غريب الحديث ".
رَوَى عَنْهُ: ابنه جعفر، وعبدُ اللَّه بْن أَبِي سعد الورّاق.
وثقَّه الدّارَقُطْنيّ.(6/185)
477 - محمد بن علي بن خلف الكُوفيُّ، العطار. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: يحيى بْن هاشم السِّمْسار، وعَمْرو بْن عبد الغفار.
وَعَنْهُ: أبو ذر أحمد ابن الباغندي، ومحمد بن مخلد.(6/185)
478 - ت ن ق: محمد بْن عُمَر بْن هيّاج الصّائديّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: إِسْمَاعِيل بْنُ صُبَيْحٍ الْيَشْكُرِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى.
وَعَنْهُ: الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وأبو طاهر الْحَسَن بْن فِيل، وابن خُزَيْمَة، وابن أبي داود، وجماعة.
توفي سنة خمس وخمسين(6/185)
479 - ت ق: محمد بن عمر بن الوليد، أَبُو جعْفَر الكندي الكُوفيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر، ومحمد بْن فضيل.
وَعَنْهُ: الترمذي، وابن ماجه أيضًا، وعمر بْن محمد بْن بُجَيْر، ويحيى بْن صاعد، وبدر بْن الهَيْثَم، وآخرون.
تُوُفّي سنة ستٍّ وخمسين.(6/185)
480 - محمد بْن عُمَر بْن أَبِي مذعور، أَبُو جعْفَر البَغْداديُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه][ص:186]
عَنْ: رَوْح بْن عُبَادة، وحَرَميّ بْن عمارة، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بْن محمد الْأدَميّ، ومحمد بْن مَخْلَد العطّار.
تُوُفّي فِي ذي الحجّة سنة ثمانٍ وخمسين.(6/185)
481 - محمد بْن عَمْرو بْن أَبِي مذعور، أبو عبد الله البَغْداديُّ [الوفاة: 251 - 260 ه]
ابن عمّ محمد بْن عُمَر المذكور قبله، وهُوَ الأسنّ.
سَمِعَ: عَبْد العزيز بْن أَبِي حازم، والوليد بْن مُسلْمِ، وجماعة.
وَعَنْهُ: يحيى بْن صاعد وأبو عبد الله المَحَامِليّ وجماعة.
تُوُفّي بعد الخمسين.(6/186)
482 - محمد بْن عَمْرو بْن يونس، أَبُو جعْفَر التَّغْلِبيّ الكُوفيُّ. ويُعرف بالسُّوسيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
حدَّث بدمشق ومصر عَنْ: أَبِي معاوية الضّرير، وابن نُمَيْر.
وَعَنْهُ: أبو الجهم بن طلاب، وابن جوصا، وجماعة.
توفي سنة تسع وخمسين(6/186)
483 - محمد بن عمرو بن عون، أبو عون الواسطي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: أباه، ومحمد بن أبان الواسطي.
وَعَنْهُ: الباغندي، وابن مخلد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وقال: ثقة.(6/186)
484 - ن: محمد بْن عَمْرو بْن حَنَان الكَلبيّ الحمصيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
حدَّث ببغداد عَنْ: بقية بْن الوليد، وضَمْرَة بْن ربيعة، ويحيى بْن سعَيِد العطّار، وجماعة.
وَعَنْهُ: النسائي، وابن جَوْصا، والقاضي المحاملي، وآخرون.
وثقة الخطيب.
ومات سنة سبع وخمسين. وكان مولده سنة أربع وسبعين ومائة.(6/186)
485 - محمد بن عيسى بن رزين التيمي الرازي، ثم الأصبهاني المقرئ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
أحد أعلام القرآن العظيم. قرأ علي: نصير، وعلى خلاد بن خالد، وجماعة. قرأ عليه الحسن بن العباس الرازي، وأبو سهل حمدان، وجماعة.
وروى الحديث أيضا عَنْ: إِسْحَاق بْن سُلَيْمَان، وعُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، وعبد الرحمن الدشتكي، وجماعة.
وصنف كتاب " الجامع في القراءات ". وكان رأسا في العربية، وصنف في العدد والرسم وغير ذلك.
قال أبو نعيم: ما أعلم أحدا أعلم منه في فنه، يعني القراءات. نقله أبو نعيم عَنْ أَبِي زُرْعَة الرّازيّ.
وله اختيار حَسَن فِي القراءات. وكان شيخ تِلْكَ الدّيار، رحمه الله تعالى.
وقال الداني: أجل أصحابه الفضل بن شاذان.
وممن قرأ عليه: محمد بن عبد الرحيم الأصبهاني، وموسى بْن عَبْد الرَّحْمَن.
تُوُفّي سنة ثلَاثٍ وخمسين. وقيل: تُوُفّي سنة إحدى وأربعين، والأوّل أشبه.
قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.(6/187)
486 - محمد بْن عيسى، أبو عبد الله الأصبهاني الزّجّاج، [الوفاة: 251 - 260 ه]
إمام جامع أصبهان.
رحل وكتب الكثير،
وَرَوَى عَنْ: أَبِي عاصم النبّيل، وعُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، والحسين بْن حفص.
وَعَنْهُ: محمد بن علي بن الجارود، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزُّهْريّ، وغيرهما.(6/187)
487 - محمد بن غالب، أبو جعفر الأنماطي البَغْداديُّ المقرئ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
أخذ القراءة عرضا عَنْ شجاع بْن أَبِي نصر، وهو أضبط أصحابة، عَنْ أَبِي [ص:188] عَمْرو. وقرأ عَلَيْهِ أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم القَصبانيّ، والحسن بن الحباب، ونصر بن القاسم الفرائضي، ومحمد بن معلى الشونيزي، وغيرهم.
وكان مع حذقه بالقرآن أمياً لَا يكتب.
قَالَ النّقّاش: وكان ينادي فيكسب فِي اليوم القيراط وأكثر. وكان رجلَا صالحًا ورِعًا.
وقال عَبْيد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم: مات أستاذي محمد بْن غالب سنة أربعٍ وخمسين ببغداد.
وممن قرأ عليه: الحسن بن الحسين الصّوّاف، وأحمد بْن مَرْدُوَيْه القصَبَانيّ، والعباس بْن الفضل الرّازيّ.(6/187)
488 - محمد بْن الفضل، أَبُو جعْفَر الجرجائي الكاتب. [الوفاة: 251 - 260 ه]
ولي وزارة المتوكّلُ عندما نُكِبَ ابن الزّيّات، ثمّ عزله عَنْ قريب، ثمّ وزر قليلَا للمستعين وكان بين موته وموت الفضل بْن مروان الوزير أيّامٌ يسيرة.(6/188)
489 - محمد بْن الفَضْل بْن خِداش الْبُخَارِيُّ ثمّ البَلْخيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: المقرئ، ويعلى بن عبيد، وأبا جابر محمد بْن عَبْد الملك، ومحمد بْن سلَام البِيكَنْديّ.
ترجمه السُّليمانيّ وقال: رَوَى عَنْهُ شيوخنا.(6/188)
490 - محمد بْن الفُضَيْل البلْخيّ الزّاهد. [الوفاة: 251 - 260 ه]
حجّ وَسَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر، وأبا ضَمْرَةَ، وأبا أُسامة.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن محمد الذَّهَبيّ، وعَلِيّ بْن أَحْمَد البلْخِيان.
وكان صدوقًا.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين.(6/188)
491 - محمد بْن قُدامة الطُّوسيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: جرير بْن عَبْد الحميد.
وَعَنْهُ: محمد بْن مَخْلَد العطّار.
مجهول الحال.(6/188)
492 - محمد بْن كرّام بْن عِرَاق بْن حُزَابَة بْن البَرَاء. الشيخ أبو عبد الله السِّجِسْتانيُّ [الوفاة: 251 - 260 ه]
الضال المجسم، شيخ الكراميين. [ص:189]
حَدَّثَ عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن يوسف البلْخيّ، وعبد اللَّه بْن مالك بْن سُلَيْمَان الهَرَويّ، وأحمد بْن عَبْد اللَّه الْجُوَيْباريّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق، وإِبْرَاهِيم بْن محمد بْن سُفْيَان، وعبد اللَّه القيراطيّ، وإِبْرَاهِيم بْن حَجّاج النسابوريون.
قَالَ الحاكم: وُلِد بقريَةٍ من قرى زرنج بسِجسْتان، ثمّ دخل خراسان وأكثر الَاختلَاف إلى أحمد بن حرب الزاهد. سمع " التفسير " من عَلِيّ بْن إِسْحَاق السَّمرْقَنْديّ، عَنْ محمد بن مروان، عن الكلبي. وسمع ببلخ، وهراة، ونيسابور.
قَالَ: وأكثر عَنْ أَحْمَد الْجُويْبَاريّ، ومحمد بْن تميم الفاريابيّ. ولو عرفهما لأمسكَ عَنِ الرّواية عَنْهُمَا. ولمّا ورد نَيْسابور بعد المجاورة بمكّة خمسَ سنين وانصرف إلى سجسْتان، وباع بها ما كان يملكه، وجاء إلى نيسابور، حبسه محمد بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر، وطالت مِحْنَتُه، فكان يغتسل كلّ يوم جمعة، ويتأهَّب للخروج إلى الجامع، ثمّ يَقُولُ للسّجان: أتأْذَنُ ليَ فِي الخروج؟ فيقول: لَا. فيقول: اللّهمّ إنيّ بذلت مجهودي، والمَنْعُ مِن غيري.
قَالَ: ولقد بلغني أَنَّهُ كَانَ معه جماعة مِنَ الفقراء، وكان لباسُه مَسْكُ ضَأن مدبوغ غير مخيط، وعلى رأسه قَلَنْسُوَة بيضاء. وقد نُصِب لَهُ دُكّان من لَبِن. وكان يُطَرح لَهُ قطعة فَرْو فيجلس عليها ويعِظ ويُذَكِّر ويحدِّث.
قَالَ: وقد أثْنى عَلَيْهِ، فيما بلغني، ابن خُزَيْمَة، واجتمع بِهِ غير مرّة. وكذلك أَبُو سعَيِد عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحُسَيْن الحاكم، وهما إماما الفريقين.
وحدثني محمد بن حمدون المذكر: قال: حدثنا أبو الفضل محمد بن الحسين الصفار، قال: سَمِعْتُ ابن كَرّام الزّاهد يَقُولُ: خمسة أشياء من حياة القلب: الجوع، وقراءة القرآن، وقيام الليل، والتِّضَرُّع عند الصُّبْح، ومجالسة الصّالحين.
وقال عَبْد اللَّه بْن محمد بْن سَلْم المقدسيّ: سَمِعْتُ محمد بْن كَرّام يَقُولُ: قَدَرُ فَرْعَوْن أنْ يؤمِن ولكن لم يؤمن.
قلت: هذا كلَامٌ يقوله المعتزليّ والسُّنّيّ، وكلّ واحدٍ منهما يقصد بِهِ شيئًا.
وعن يحيى بْن مُعَاذ الرّازيّ قَالَ: الفقر بساط الزُّهّاد، وابن كَرّام عَلَى بساط الزاهدين. [ص:190]
وقال محمد بْن الْحُسَيْن الصّفّار: سَمِعْتُ ابن كَرّام يَقُولُ: الخوف يمنع عَنِ الذنوب، والحُزْن يمنع عَنِ الطّعام، والرّجاء يقوّي عَلَى الطّاعة، وذِكْر الموت يُزْهِد فِي الفُضُول.
وقال أَبُو إسحاق أحمد بن محمد بن يونس الهروي: سَمِعْتُ عثمان الدّارِميّ يَقُولُ: حضرت مجلس أمير سجِسْتان إِبْرَاهِيم بْن الحُصَيْن يوم أُخرج محمد بْن كَرّام من سجِسْتان، وحضر عثمان بْن عفّان السِّجِسْتانيّ وأهل العلم، فدُعي محمد بْن كَرّام، فقال لَهُ الأمير: ما هذا العلم الذي جئت به؟ ممن تعلمته ومَن جالست؟ قَالَ: إلْحَامٌ أَلْحَمْنيه اللَّه تعالى، بالحاء. فقال لَهُ: هَلْ تُحْسِن التشهد؟ قَالَ: نعم، الطحيات للَّه؛ بالطّاء، حتى بلغ إلى قوله: السّلَام عليك أيُّها النَّبِيّ. فأشار إلى إِبْرَاهِيم بْن الحُصَين، فقال لَهُ: قطع اللَّه يدك. وأمرَ بِهِ فصُفِع وأُخْرج.
وقال ابن حِبّان: محمد بْن كَرّام كَانَ قد خُذِل حتّى التقط مِن المذاهب أردأها، ومِن الأحاديث أوهاها. ثمّ جالس الْجُويْبَاريّ، ومحمد بْن تميم السَّعْديّ، ولعلّهما قد وضعا عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ والصّحابة والتابعين مائة ألف حديث. ثمّ جالس أحمد بن حرب، فأخذ عنه التقشف. ولم يكن يحسن العلم ولا الأدب. وأكثر كُتُبه المصنَّفة صنّفها لَهُ مأمون بْن أَحْمَد السُّلَميّ. وحدثني محمد بْن المنذر، سمعَ عثمان بْن سعَيِد الدّارِميّ يَقُولُ: كنتُ عند إِبْرَاهِيم بْن الحُصَين، إذ دخل علينا رجلٌ طُوالٌ عَلَيْهِ رقاع، فقيل: هذا ابن كَرّام. فقال لَهُ إِبْرَاهِيم: هَلِ اختلفت إلى أحدٍ من العلماء؟ قال: لا. قال: تأتي عثمان بْن عفّان السِّجِسْتانيّ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فهذا العلم الَّذِي تقوله، من أَيْنَ لك؟ قَالَ: هذا نورٌ جعله اللَّه فِي بطني. قَالَ: تُحْسِن التَّشَهُّد؟ قَالَ: نعم، التَّهيّاتُ لله والصَّلَوات والتَّيِّبات. السّلَام أَلَيْنا وأَلَى إبادِ اللَّه الصالحين، أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أن مُهَمَّدًا أَبْدُكَ ورسُولُك. قَالَ: قُمْ، لَعَنَك الله. ونفاه من سجستان.
قال ابن حِبْان: هذا حاله فِي ابتداء أمره، ثمّ لمّا أخذ فِي العِلم أحبّ أنْ ينشئ مذاهب لتعرف به. فجعل الْإِيمَان قولَا بلَا معرفة قلب، فلزِمه أنّ المنافقين لَعَنَهُمُ اللَّه مؤمنون. [ص:191]
قَالَ: وكان يزعم أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يكن حُجّة اللَّه عَلَى خلقه؛ إنّ الحُجَّة لَا تَنْدرس ولا تموت. وكان يزعم أنّ الاستطاعة قبل الفِعْلِ. وكان يجسم الرب جل جلاله وعلا سلطانه، وكان داعيةً إلى البِدَع؛ يجب ترك حديثه فكيف إذا اجتمع إلى بِدْعته القَدْح فِي السنن والطعن في منتحليها.
قلت: نظيره فِي زُهده وضلَاله عَمْرو بْن عَبْيد. نسأل اللَّه السّلَامة. وأخبث مقالَاته أنّ الْإِيمَان قَوْل بلَا معرفة قلْب، كما حكاه عَنْهُ ابن حِبْان.
وقال أَبُو محمد بْن حزم: غُلَاة المُرْجئة طائفتان، قَالَتْ إحداهما: الْإِيمَان قول باللّسان وإن اعتقد الكُفْر بقلبه فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلِيٌّ لِلَّهِ، مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. وهو قول محمد بْن كَرّام السِّجِسْتانيّ وأصحابه. وقالت الأخرى: الْإِيمَان عقد بالقلب وإنْ أعلنَ الكُفر بلسانه.
وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجِ: شَهِدْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْبُخَارِيَّ، وَدُفِعَ إِلَيْهِ كِتَابٌ مِنْ محمد بْنِ كَرَّامٍ يَسْأَلُهُ عَنْ أَحَادِيثَ مِنْهَا: الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، رَفَعَهُ: " الْإِيمَانُ لَا يَزِيدُ وَلَا يَنْقُصُ ". فَكَتَبَ عَلَى ظَهْرِ كِتَابِهِ: مَنْ حَدَّثَ بِهَذَا اسْتَوْجَبَ الضَّرْبَ الشَّدِيدَ وَالْحَبْسَ الطَّوِيلَ.
قَالَ الْحَاكِمُ: وحدثني الثقة، قال: أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ محمد، قَالَ: قَالَ أَحْمَدُ بن محمد الدهان: خرج أبو عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَرَّامٍ الزَّاهِدُ مِنْ نَيْسَابُورَ فِي سنة إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَمَاتَ بِالشَّامِ فِي صَفَرٍ سنة خَمْسٍ وَخَمْسِينَ. وَمَكَثَ فِي سِجْنِ نَيْسَابُورَ ثَمَانِ سِنِينَ.
قَالُوا: وَتُوُفِّيَ بِبَيْتِ المقدس من الليل. فحمل بالغداة، وَلَمْ يَعْلَمْ بِمَوْتِهِ إِلا خَاصَّتُهُ، وَدُفِنَ فِي مَقَابِرِ الأَنْبِيَاءِ بِقُرْبِ زَكَرِيَّا وَيَحْيَى عَلَيْهِمَا السَّلامُ. قَالَ: وَتُوُفِّيَ وَأَصْحَابُهُ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ نَحْوَ عِشْرِينَ أَلْفًا.
قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الطُّوسِيُّ كُرْدُوسٌ: سَمِعْتُ محمد بْنَ أَسْلَمَ الطُّوسِيَّ يَقُولُ: لَمْ يَعْرُجْ إِلَى السَّمَاءِ كَلِمَةٌ أَعْظَمُ وَأَخْبَثُ مِنْ ثلاثٍ: قَوْلُ فِرْعَوْنَ: أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى. وَقَوْلُ بِشْرٍ المُرِّيسِيِّ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ. وَقَوْلُ محمد بْنِ كَرَّامٍ: الْمَعْرِفَةُ لَيْسَتْ مِنَ الإِيمَانِ.
قَالَ الْحَسَنُ بن إبراهيم الجوزقاني الهمذاني فِي كِتَابِ " الْمَوْضُوعَاتِ " لَهُ: كَانَ ابْنُ كَرَّامٍ يَتَعَبَّدُ وَيَتَقَشَّفُ، وَأَكْثَرُ ظُهُورِ أَصْحَابِهِ بِنَيْسَابُورَ وَأَعْمَالِهَا، وبيت [ص:192] الْمَقْدِسِ. مِنْهُمْ طَائِفَةٌ قَدْ عَكَفُوا عَلَى قَبْرِهِ، مَالَ إِلَيْهِمْ كَثِيرٌ مِنَ الْعَامَّةِ لاجْتِهَادِهِمْ وَظَلَفِ عَيْشِهِمْ. وَكَانَ يَقُولُ: الإِيمَانُ لا يَزِيدُ وَلا يَنْقُصُ، وَهُوَ قَوْلٌ بِاللِّسَانِ مُجَرَّدٌ عَنْ عَقْدِ الْقَلْبِ، وَعَمَلِ الأَرْكَانِ، فَمَنْ أَقَرَّ بِلِسَانِهِ بِكَلِمَةِ التَّوْحِيدِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ حَقًّا، وَإِنِ اعْتَقَدَ الْكُفْرَ بِقَلْبِهِ، وَالتَثْلِيثَ، وَأَتَى كُلَّ فَاحِشَةٍ وَكَبِيرَةٍ، إِلا أَنَّهُ مُقِرٌّ بِلِسَانِهِ، فَهُوَ مُوَحِّدٌ وَلِيٌّ لِلَّهِ من أهل الجنة لا تضره سيئة. فلزمهم مِنْ هَذَا الْقَوْلِ أَنَّ الْمُنَافِقِينَ مُؤْمِنُونَ حَقًّا.
قُلْتُ: كَأَنَّهُ تَمَسَّكَ بِظَاهِرِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ: " مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ دَخَلَ الجنة ".
قال الجورقاني: وطائفة منهم تسمى المهاجرية، يقولون: إن الله جِسْمٌ لا كَالأَجْسَامِ، وَأَنَّ الأَنْبِيَاءَ تَجُوزُ مِنْهُمُ الْكَبَائِرُ إِلا الْكَذِبَ فِي الْبَلاغِ. وَقَدْ نَفَاهُ صَاحِبُ سِجِسْتَانَ وَهَابَ قَتْلَهُ لَمَّا رَآهُ زَاهِدًا بِزِيِّ الْعُبَّادِ، فَقَدِمَ نَيْسَابُورَ، وَافْتُتِنَ بِهِ خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِهَا، فَنَفَاهُ مُتَوَلِّي نَيْسَابُورَ، فَخَرَجَ مَعَهُ خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنْ أَعْيَانِ النَّاسِ. وَامْتَدَّ عَلَى حَالِهِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَسَكَنَ هُنَاكَ.
وقال المشرف بن مرجى الْمَقْدِسِيُّ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنَ كَرَّامٍ دَخَلَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فتكلم، فجاءه غريب بعدما سَمِعَ مِنْهُ أَهْلُ الأَنْدَلُسِ حَدِيثًا كَثِيرًا، فَسَأَلَهُ عَنِ الإِيمَانِ، فَقَالَ: قَوْلٌ؛ بَعْدَ أَنْ أَمْسَكَ عَنْ جَوَابِهِ غَيْرَ مَرَّةٍ. فَلَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ منه خرقوا ما كان كَتَبُوا عَنْهُ، وَنُفِيَ إِلَى زُغَرَ وَمَاتَ بِهَا، فَحُمِلَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ.(6/188)
493 - محمد بْن كَيْسان بْن يزيد، أبو عبد الله التّميميّ النَّيسابوري. ويعرف بأبي عبد الله المحاملي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: أبا بكر بْن عَيَّاش، ووَكِيعًا، والنضر بْن شُمَيْل، وعبد الرَّحْمَن بْن مغْراء، وهارون بْن المغيرة، وجماعة.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيم بْن أَبِي طَالِب، وابن خُزَيْمَة، وآخرون.
قال الحسين القباني: توفي سنة إحدى وخمسين.(6/192)
494 - د: محمد بْن محمد بْن خلَاد الباهلي، أَبُو عَمْر. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: مَعْن بْن عيسى، ومْسَدّد.
رَوَى عَنْهُ أبو داود حكاية.
وَرَوَى عَنْهُ: أبو روق الهزاني، وأحمد بن الخليل الحريري. [ص:193]
وكان ممن قتلته الزنج بالبصرة.
قال أبو داود: رأيته فِي النوم فقلتْ: ما فعل اللَّه بك؟ " قال: أدخلني الجنة " قلت: ما ضرك " الوقف.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وخمسين.(6/192)
495 - محمد بْن محمد بن عقبة بْن السَّكن، أبو الفضل الأسدي البخاري الزَّاهد. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: يعلى بن عبيد، وعبيد الله بن عبد المجيد، وأبي نُعَيْم.
وَعَنْهُ: إِسْحَاق بْن أَحْمَد بْن خَلَف، ويوسف بْن رَيْحان، وسهل بن شاذويه.
ذكره ابن ماكولا. وقال: واسم جده الثامن " أحبش "، بموحدة.(6/193)
496 - ع: محمد بْن المُثَنَّى بْن عُبَيْد بْن قيس الحافظ أبو موسى العنزي الْبَصْرِيُّ الزَّمن. [الوفاة: 251 - 260 ه]
وُلِد سنة مات حمّاد بْن سَلَمَةَ.
وَسَمِعَ: يزيد بْن زُرَيْع، ومُعْتَمر بْن سُلَيْمَان، ومحمد بْن جعْفَر غُنْدَر، ويحيى القطّان، وسُفْيَان بن عيينة، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: الستة، والنسائي أيضًا، عَنْ رَجُل عَنْهُ، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وأبو حاتم الرّازيّ، وابن صاعد، وابن خُزَيْمَة، وأبو عَرُوبة، وخلْق سواهم كثير، آخرهم أبو عبد الله المَحَامِليّ.
وكان أرجح من بُنْدار وأحفظ، لأنّه رحل، وبندار لم يرحل.
قَالَ أَبُو عَرُوبة: ما رَأَيْتُ بالبصرة أثبت من أَبِي مُوسَى، ويحيى بْن حكيم.
مات سنة اثنتين وخمسين بعد بُنْدار بثلَاثة أشهر، فاتّفقا فِي المولد والوفاة، وطلبا العلم ولهما خمس عشرة سنة أو نحوها. وكانا نظيرين فِي الحِفْظ والإتقان واتفّق الأئمّة السّتّة عَلَى الرّواية عَنْهُمَا.
قَالَ صالح جَزَرَة: كَانَ محمد بْن المُثَنَّى فِي عقله شيء، وكنت أقدّمه عَلَى بُنْدار.
ويُروى عَنْ أَبِي مُوسَى أنّه قَالَ: نَحْنُ قومٌ لنا شَرفَ، صلّى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ص:194] إلينا. يريد أنّه صلّى إلى عَنَزَة، فما أدري هَلْ فِهم معكوسًا أو أَنَّهُ قَالَ ذلك مزاحًا.
أخبرنا أحمد بن إسحاق، قال: أخبرنا محمد بن هبة الله المراتبي قال: أخبرنا عَمِّي أَبُو بَكْرٍ محمد بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدينوري سنة تسع وثلاثين وخمسمائة قال: أخبرنا عاصم بن الحسن، قال أخبرنا عبد الواحد بن محمد: قال: حدثنا الحسين بن إسماعيل القاضي إملاء: قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا جَاءَ إِلَى مَكَّةَ دَخَلَهَا من أعلاها وخرج من أسفلها ".
وأخبرنا أبو الغنائم بن علان، والمؤمل بن محمد، وآخرون، قالوا: أخبرنا أبو اليمن الكندي، قال: أخبرنا أبو منصور الشيباني، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب، قال: أخبرنا عبد الواحد، فذكره.
وأخبرنا أَحْمَدَ بْنَ هِبَةِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي رَوْحٍ الهروي قال: أخبرنا زاهر بن طاهر، قال: أخبرنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم قال: أخبرنا محمد بن الفضل، قال: أخبرنا جَدِّي أَبُو بَكْرٍ محمد بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خزيمة، قال: حدثنا أبو موسى، وعبد الجبار قالا: حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا دَخَلَ مَكَّةَ دَخَلَهَا مِنْ أَعْلاهَا وَخَرَجَ مِنْ أَسْفَلِهَا.
لَفْظُ أَبِي مُوسَى أَخْرَجَهُ الْجَمَاعَةُ، سِوَى ابْنِ مَاجَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الزَّمِنِ، فَوَقَعَ مُوَافَقَةً عَالِيَةً.
وَآَخِرُ مَنْ رَوَى حَدِيثَ أَبِي مُوسَى عَالِيًا أَبُو الْفَضْلِ الطُّوسِيُّ بِالمَوْصِلِ.(6/193)
497 - محمد بْن المثنى بْن زياد، أَبُو جعْفَر السِّمْسار. [الوفاة: 251 - 260 ه]
شيخ بغداديّ زاهد معروف، صحِب بِشْر بْن الحارث مدّةً، وروى عَنْهُ، وعن عفّان.
وَعَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، ومحمد بْن مَخْلَد، وغيرهما.
قَالَ أَبُو بَكْر الخطيب: هُوَ صدوق.
تُوُفّي سنة ستّين.(6/194)
498 - محمد بْن مُسلْمِ، أَبُو بَكْر البَغْداديُّ القَنْطَريّ الزاهد، [الوفاة: 251 - 260 ه]
أحد الأولياء.
قال أبو الحسين ابن المنادي: كَانَ ينزل قنطرة بردان، وكان يُشَبَّه ببِشْر الحافي فِي الورع وتَرْك الدُّنيا، يتقوَّت باليسير.
أُخبِرتُ أنّه كَانَ ينسخ " جامع " سُفْيَان ببضعة عشر درهمًا منها قُوتُه.
وقيل: كَانَ مُجاب الدَّعوة. وكان الْجُنَيْد يزوره.
وقال ابن مَخْلَد: مات في ذي الحجة سنة ستين ومائتين.(6/195)
499 - ن: محمد بْن معاوية بْن يزيد بْن مالج، أبو جعفر البَغْداديُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن جعْفَر المَدَنيّ، وإِبْرَاهِيم بْن سعد، وخلف بن خليفة، وغيرهم.
وَعَنْهُ: النسائي، ومحمد بن جرير الطبري، ومحمد بن حامد السني، وابن صاعد، والمحاملي، وجماعة.
وكان يتجر في الأنماط.
قال النسائي: لا بأس به.(6/195)
500 - ن: محمد بن مَعْدان بن عيسى الحَرَّانيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: الْحَسَن بْن محمد بْن أعين، وعبد الله بن يزيد المقرئ.
وَعَنْهُ: النسائي، وأبو عَرُوبة الحرّانيّ، ومحمد بْن المُسَيَّب الأرْغِيانيّ، وجماعة.
وثقه النسائي.
توفي سنة ستين.(6/195)
501 - ع: محمد بن معمر بن ربعي أبو عبد الله القيسي الْبَصْرِيُّ البحراني الحافظ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أَبِي أسامة، وحَرَميّ بْن عُمارة، ورَوْح بْن عُبَادة، وجماعة كثيرة. وكان مِن كبار المحدثين وأثباتهم.
رَوَى عَنْهُ: الستة، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو بكر بن أبي دَاوُد، وأَبُو بَكْر بْن خُزَيْمَة، وخلْق. [ص:196]
توفي سنة ست وخمسين.(6/195)
502 - محمد بْن المغيرة الشَّهَرزُوريّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أيّوب بْن سُوَيْد الرَّمْليّ، ويحيى بْن الْحَسَن المدائنيّ، وغيرهما.
وَعَنْهُ: محمد بن هارون، والمحاربي، وعمرو بْن سعَيِد بْن سِنان.
قَالَ ابن عَدِيّ: هُوَ عندي ممّن يضع الحديث.(6/196)
503 - محمد بْن منخّل بْن عَبْد اللَّه بْن حمّاد، أبو عبد الله النَّيسابوري. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ فِي الرّحلة: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وأبا ضَمْرَةَ أَنَس بْن عِياض، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن خزيمة، وأبو حامد ابن الشَّرْقيّ، ومكّيّ بْن عَبْدان، وجماعة.
وكان صدوقًا.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين.
قَالَ الْحَسَن بْن محمد بن جابر: حدثنا محمد بن منخل بن عبد الله بن حماد بن سهم بن عبد الله مولى عبد الرحمن بْن سمُرَة. قَالَ الْحَسَن: وكان قد جلس بعد موت محمد بن يحيى، واجتمع عَلَيْهِ خلق عظيم.
ثم إنه مات فِي آخر سنة ثمانٍ وخمسين.
وقال الحاكم: أدرك جماعة لم يدركهم محمد بن يحيى. منهم مؤرج بن عَمْرو السَّدُوسيّ، والنضر بْن شُمَيْل، وسُفْيَان، وابن أَبِي فُدَيْك.(6/196)
504 - محمد بْن منصور بْن عَبْد الرَّحْمَن، أبو عبد الله السُّلَميّ النَّيسابوري. [الوفاة: 251 - 260 ه]
لم يرحل، وسَمِعَ: الحفصيْن، ومكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، وعَبْد الرَّحْمَن بْن قيس الزَّعْفَرانيّ، والجارود بن يزيد.
وَعَنْهُ: جعفر بن أحمد الشاماتي، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، وجماعة.
توفي سنة ثمان أيضًا.(6/196)
505 - د ن: محمد بن منصور بن داود بن إبراهيم، أبو جعفر الطوسي العابد. [الوفاة: 251 - 260 ه]
نزيل بغداد.
سَمِعَ: سُفْيان بْن عُيَيْنَة، ومُعاذ بْن مُعاذ، وإسماعيل ابن عَلَيْهِ، ويعقوب بْن إِبْرَاهِيم الزُّهْريّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، ومُطَيَّن، وابن صاعد، [ص:197] ومحمد بن هارون الحضرمي، وأبو عبد الله المحاملي، وآخرون.
قال المروذي: سألت أبا عبد الله عَنْ محمد بْن منصور، فقال: لَا أعلم إلَا خيرًا، صاحب صلَاة.
وقال النَّسائيّ: ثقة.
وقال ابن شاهين: حدثنا أحمد بن محمد المؤذن، قال: سمعت محمد بن منصور الطوسي وحَوَاليه قوم فقالوا: يا أَبَا جعفر إيش اليوم عندك، قد شكّ النّاسُ فِيهِ يوم عَرَفَة هُوَ أو غيرة؟ فقال: اصبِرُوا. ودخل البيت، ثم خرج فقال: هو يوم عرفة. فاستحيوا أنْ يقولوا لَهُ من أَيْنَ ذاك. فعدّوا الأيام فكان كما قال. قَالَ: فَسَمِعْتُ أَبَا بَكْر بْن سلَام الوَرَّاق يَقُولُ لَهُ: من أَيْنَ علمت؟ قَالَ: دخلتُ فسألت ربيّ، فأراني الناس فِي الموقف.
وقال أَبُو سعَيِد النّقّاش: محمد بْن منصور الطُّوسيّ أستاذ أَبِي الْعَبَّاس بْن مسروق، وأَبِي سعَيِد الخراز، كتب الحديث الكثير ورواه. ثم قال: أخبرنا أَبُو نصر عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ السّراج، قال: حدثني أحمد بن محمد البرذعي، قال: سمعت أبا الفضل الورثاني، يقول: سَمِعْتُ أَبَا سعَيِد الخرّاز يَقُولُ: سَأَلتُ محمد بْن منصور الطُّوسيّ عَنْ حقيقة الفَقْر، فقال: السُّكُون عند كلّ عدَم، والْبَذْل عند كل وجود.
ثم قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر الرّازيّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْد العزيز الطَّيْفُوريّ يَقُولُ: سُئِل محمد بْن منصور: إذا أكلت وشبعتَ ما شُكْرُ تِلْكَ النعمة؟ قَالَ: أن تُصلّي حتى لَا يبقى فِي جوفك منه شيء.
وقال الْحَسَين بْن مصعب: حدثنا محمد بْن منصور الطُّوسيّ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النّوم، فقلت: مُرْني بشيء حتّى ألتزمه. قَالَ: عَلِيّك باليقين.
وعنه قال: يعرف الجاهل بالغضب في غير شيء، وإفشاء السّرّ، والثّقة بكلّ أحد، والعِظة فِي غير موضعها.
تُوُفّي فِي شوّال سنة أربع وخمسين، وعاش ثمانيًا وثمانين سنة.(6/196)
506 - محمد بْن مُوسَى بْن شاكر. [الوفاة: 251 - 260 ه]
أحد الأخوة الثلاثة، هو وأحمد وحسن، الّذين تُنْسَب إليهم حِيَل بني [ص:198] مُوسَى. عنوا بكتب الأوائل، وبذلوا فِي طلبها الأموال، وبَرعوا فِي علم الهندسة والموسيقى، ولهم عجائب فِي الحِيَل؛ وكانوا من شياطين العالم، استعان بهمُ المأمون فِي عمل الرَّصْد.
وطال عمُر محمد بْن مُوسَى واشتهر ذِكره. تُوُفّي في ربيع الأول سنة تسع وخمسين، ذكره ابن خلكان وغيره.(6/197)
507 - ق: محمد بن المؤمل القيسي البَغْداديُّ البَصْريُّ الأصل. [الوفاة: 251 - 260 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِي هَمّام محمد بْن محبّب الدّلَال، وبَدَلِ بْن المحبّر وغيرهما.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وأبو عروبة، وعبد الله بن محمد بن وهب الدينوري.(6/198)
508 - ت ن ق: محمد بن ميمون أبو عبد الله المكّيّ الخياط. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، والوليد بْن مُسلْمِ، وشعيب بن حرب، وجماعة.
وَعَنْهُ: الترمذي والنسائي، وابن ماجه، وابن خُزَيْمَة، وحرمي بن أبي العلاء، ويحيى بن صاعد، وآخرون.
قال أبو حاتم: كان أميا مغفلا.
وقال غيره: توفي سنة اثنتين وخمسين.
وقال النَّسائيّ فِي سُنَنه الكبير: لَيْسَ بالقويّ.(6/198)
509 - محمد بْن أَبِي ميمون القَيْروانيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
شيخ مُسِنّ.
رَوَى عَنْ: عَبْد اللَّه بْن وَهْبُ.
ومات فِي ربيع الآخر سنة أربعٍ وخمسين.(6/198)
510 - محمد بْن نَجِيح بْن بُرد، أَبُو عامر المِصْريُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
رَوَى عَنْ: عَبْد اللَّه بْن وَهْبُ أيضًا.
توفي سنة ست وخمسين.(6/198)
511 - محمد بْن نصر بْن عَبْدة الخَرْجانيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: يحيى بْن أَبِي بكُيْر الكرْمانيّ، وداود بْن إِبْرَاهِيم الواسطيّ.
وَعَنْهُ: [ص:199] ابنه، وأحمد بْن عَبْدان، ومحمد بْن يحيى بْن مَنْدَه، وأهل أصبهان.
وثقَّه أَبُو نُعَيْم الحافظ.
وتوفي سنة اثنتين وخمسين.(6/198)
512 - ن: محمد بن نصر النَّيْسَابوريُّ الفراء. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أَبِي عُبَيْد القاسم بْن سلَام، وأيّوب بْن سُلَيْمَان بْن بلَال، وسُلَيْمَان بْن حَرْب، وعلي ابن المديني، وخلق.
وَعَنْهُ: النسائي، ووثقه، وأحمد بن محمد بن الأزهر الأزهري، وحرب الكرمانيّ، وأَحْمَد بْن محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن السّاميّ، وغيرهم.(6/199)
513 - محمد المهتدي بالله، الخليفة الصّالح أمير المؤمنين أَبُو إِسْحَاق، وقيل: أبو عبد الله ابن الواثق بالله هارون ابن المعتصم بالله أبي إسحاق محمد ابن الرشيد الهاشميّ العبّاسيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
وُلِد فِي خلَافة جدِّه سنة بضع عشرة ومائتين، وبُويع بالخلَافة لِلَيْلَةٍ بقيت مِن رجب سنة خمسٍ وخمسين، وله بضعٌ وثلَاثون سنة. وما قبِلَ بيعة أحدٍ حتّى أُتِيَ بالمعتز بالله، فلمّا رآه قام لَهُ وسلَّم عَلَى المعتزّ بالخلَافة، وجلس بين يديه. فجيء بالشُّهُود، فشهدوا عَلِيّ المعتزّ أنّه عاجز عَنِ الخلَافة، فاعترفَ بذلك ومدَّ يدَه فبايع المهتدي بالله، وهو ابن عمّه، فارتفع حينئذ المهتدي إلى صدر المجلس وقال: لَا يجتمع سيفان فِي غَمْد. وتمثَّل بقول أَبِي ذُؤيب:
تريدين كَيْمَا تجمعيني وخالدا ... وهل يُجمع السَّيفان وَيْحكِ فِي غَمْد؟.
وكان المهتدي بالله أسمر رقيقًا، مليح الوجْه، ورِعًا، متعبّدًا، عادلَا، قويًّا فِي أمر الله، بطلا شجاعًا، لكنّه لم يجد ناصرًا ولا مُعينًا عَلَى الخير.
قَالَ أَبُو بَكْر الخطيب: قَالَ أَبُو مُوسَى العبّاسيّ: لم يزل صائمًا منذ ولي إلى إن قُتِل.
قَالَ أَبُو الْعَبَّاس هاشم بْن القاسم: كنتُ بحضرة المهتدي عشيّةً فِي رمضان، فوثبت لأنصرف، فقال لي: اجلس، فجلست. فتقدَّم فصلّى بنا، ودعا [ص:200] بالطعام. فأحضر طبق خلاف وعليه رغف مِنَ الخُبْز النّقيّ، وفيه آنية فيها ملح وخل وزيت. فدعاني إلى الأكل، فابتدأت آكل ظانًا أنه سيؤتى بطعام. فنظر إلي وقال: ألم تك صائمًا؟ قلت: بلي. قَالَ: أَفَلَسْت عازمًا عَلَى الصَّوم؟ قلت: بلى، كيف لَا وهو رمضان. قَالَ: فكُلْ واستْوفِ، فليس هاهنا مِنَ الطعام غير ما ترى.
فعجِبْتُ ثمّ قلت: ولِمَ يا أمير المؤمنين؟ قد أسبغ اللَّه نعمته عليك. فقال: إنّ الأمر لَعَلَى ما وصفت، ولكني فكّرتُ فِي أنّه كَانَ فِي بني أُمّية عُمَر بْن عَبْد العزيز، وكان مِنَ التَّقلُّل والتَّقَشُّف عَلَى ما بلغك، فغرتُ عَلَى بني هاشم، فأخذت نفسي بما رَأَيْت.
وقال ابن أبي الدنيا: حدثنا أبو النضر المروزي: قال: قَالَ لي جعْفَر بْن عَبْد الواحد: ذاكرتُ " المهتدي " بشيء، فقلت لَهُ: كَانَ أَحْمَد بْن حنبل يَقُولُ بِهِ، ولكنّه كَانَ يُخَالَف. كأني أشرتُ إلى من مضى من آبائه. فقال: رحم اللَّه أَحْمَد بْن حنبل، والله لو جازَ لي أن أتبرأ من أَبِي لتبرّأت منه. ثمّ قَالَ لي: تكلَّم بالحقّ وقُلْ بِهِ، فإنّ الرجل لَيَتَكلَّم بالحقّ فيَنْبل فِي عيني.
وقال ابن عرفة النَّحْويّ: حدَّثني بعض الهاشميين أَنَّهُ وجد للمهتدي سفَطٌ فِيهِ جُبّة صُوف وكِساء كَانَ يلبسه باللّيل ويصلّي فِيهِ. وكان قد اطَّرَح الملَاهي، وحرَّم الغناء. وحَسَمَ أصحاب السُّلْطان عَنِ الظُّلْم. وكان شديد الإشراف عَلَى أمر الدّواوين يجلس بنفسه، ويجلس الكُتّاب بين يديه فيعملون الحساب. وكان لَا يخل بالجلوس الخميس والاثنين. وقد ضرب جماعة مِنَ الرؤساء. ونفى جعْفَر بْن محمود إلى بغداد، وكرِه مكانه لأنّه نُسِبَ عنده إلى الرّفْض.
وأقبل مُوسَى بْن بُغَا مِنَ الرِّيّ يريد سامرّاء، فكرِه المهتدي مكانَه، وبعثَ إِلَيْهِ بعبد الصَّمد بْن مُوسَى الهاشميّ يأمره بالرجوع، فلم يفعل.
وحبس المهتدي الْحَسَن بْن محمد بْن أَبِي الشوارب، وولّى عَبْد الرَّحْمَن بْن نائل البصْريّ قضاء القُضاة، وانتهب منزل الكَرْخيّ.
وحجّ بالنّاس فِي خلَافته عَلَى بْن الْحَسَين بْن إِسْمَاعِيل الهاشميّ.
قلت: ذكرنا فِي الحوادث خروج الأتراك عَلَى المهتدي بالله، وكيف حاربهم بنفسه وجُرح. ثمّ أسروه وخلعوه، ثمّ قتلوه إلى رحمة اللَّه فِي رجب [ص:201] سنة ست وخمسين، وكانت خلَافته سنة إلَا خمسة عشر يومًا، وقام بعده المعتمد عَلَى اللَّه.(6/199)
514 - محمد بْن هارون، أَبُو نَشِيط المَرْوزِيُّ المقرئ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
صاحب عيسى بْن مينا قالون المدنيّ.
قرأ عَلَيْهِ: أَبُو حسّان أَحْمَد بْن محمد بْن أَبِي الأشعث العَنَزِيّ.
ودارت قراءة أَبِي نشيط عَلَى أَبِي حسّان واشتهرت عَنْهُ، وقرأت بها القرآن من طريق " التَّيسير "، وغيره، وعليها أعتمد أَبُو عَمْرو الدّانيّ.(6/201)
515 - محمد بْن هارون، أَبُو نَشِيط الرَّبَعيّ البَغْداديُّ الحافظ، يُلَقَّب أَبَا نشيط، وأمّا كُنْيته فأبو جعْفَر. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: رَوْح بْن عُبَادة، ومحمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، وأبا المغيرة الحمصيّ، ويحيى بْن أَبِي بكُيْر، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، وابن ماجة فِي " تفسيره "، وابن صاعد، والمَحَامِليّ، وابن أَبِي حاتم وقال: صدوق.
وقال محمد بْن مَخْلَد العطّار: كَانَ حافظًا.
قلت: تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين فِي شوّال. وأمّا أَبُو عَمْرو الدّانيّ فَوِهَم، ونقل أنّه تُوُفّي سنة ثلَاثٍ وستين، وإنّما ذاك محمد بْن أَحْمَد بْن هارون شِيطا. وجعل أَبُو عَمْرو أَنَّهُ هُوَ صاحب القراءة، وأنّه البغدادي. وأحسبه وَهِمَ أيضًا، فإن ذاك مَرْوَزِيّ وهذا بغدادي، أو لعلّه مَرْوَزِيّ ثمّ بغداديّ.
ثمّ قَالَ الدّانيّ: كتبتُ من خطّ أَبِي أَحْمَد بْن أَبِي مُسلْمِ المقرئ. وحدثني عَنْهُ صاحبنا قَالَ: قرأت عَلَى ابن بُويان، أَنَّهُ قرأ عَلَى ابن الأشعث، وأنّه قرأ عَلَى أَبِي نَشِيط، عَنْ قالون، عَنْ نافع. وذلك بجزْم الميم من " عليهم "، و" إليهم "، و" لديهم "، وأشباهه فِي جميع القرآن.
قَالَ الدّانيّ: خالفه إِبْرَاهِيم بْن عُمَر، عَنِ ابن بُويان، فروى ضم الميم فِي جميع القرآن. [ص:202]
وفي " السبعة " لابن مجاهد: حدثنا ابن أبي مهران، قال: حدثنا أَحْمَد بْن قالون، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نافع، أنّه كَانَ لَا يَعِيب رفْع الميم فِي نحو " أأنذرتهم أم لم تنذرهم " وشبهه.(6/201)
516 - ن: محمد بْن هاشم الْقُرَشِيّ أبو عبد الله البَعْلَبَكّيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: بقّية بْن الوليد، وسُوَيْد بْن عَبْد العزيز، والوليد بْن مُسلْمِ، وغيرهم.
وَعَنْهُ: النسائي، ومكحول البَيْروتيّ، وابن جوصا، وأبو الدحداح أحمد بن محمد، وطائفة.
توفي سنة أربع وخمسين، وما علمت فيه قدحا؛ بل هو صدوق محتج به.(6/202)
517 - د ن: محمد بن هشام بن أبي خيرة السدوسي الْبَصْرِيُّ، أبو عبد الله. [الوفاة: 251 - 260 ه]
حدَّث بمصر عَنْ: بِشْر بْن المفضَّل، وعثّام بن علي، والقطان، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وعلي بْن أَحْمَد عِلَان، وابن أَبِي دَاوُد، ومحمد بن رزيق بْن جامع المِصْريُّ، وآخرون.
قال أبو حاتم: صَدُوق.
قلت: تُوُفّي سنة إحدى وخمسين، وله مسند مروي.(6/202)
518 - خ د ن: محمد بْن هشام بن عيسى، أبو عبد الله المرُّوذيُّ القصير. [الوفاة: 251 - 260 ه]
جار الْإمَام أَحْمَد.
سَمِعَ: هُشَيْم بْن بشير، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وحفص بْن غِياث، وأبا معاوية، وطبقتهم.
سَمِعَ مِنْهُ: يحيى بْن مَعِين مع تقدمه.
وَرَوَى عَنْهُ: البخاري، وأبو داود، والنسائي، وعبد اللَّه بْن ناجية، ويحيى بْن صاعد، ومحمد بْن هارون الحضْرميّ، وآخرون.
وكان ثقة.
ولد سنة إحدى وستين ومائة، وتوفي سنة اثنتين وخمسين.(6/202)
519 - ت: محمد بن وزير بن قيس أبو عبد الله الواسطي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: نوح بْن قيس الحُدّانيّ، ومعتمر بْن سُلَيْمَان، ويحيى القطّان، وإِسْحَاق الأزرق، وطائفة.
وَعَنْهُ: الترمذي، وإِبْرَاهِيم بْن محمد بْن مَتُّوَيْه، وعبد الرَّحْمَن ابن أَبِي حاتم، وجماعة.
وثقه أبو حاتم الرازي.
وتوفي سنة سبع وخمسين.(6/203)
520 - خ م ن ق: محمد بن الوليد، أبو عبد الله البُسْريّ القرشي الْبَصْرِيُّ. ولقبه حمدان. [الوفاة: 251 - 260 ه]
حدَّث عَنْ: عَبْد الأعلى بْن عَبْد الأعلى، وعبد الوهّاب الثَّقفيّ، وغندر، ومروان بن معاوية، وطائفة.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، والنسائي، وابن ماجه وابن صاعد، وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، والمحاملي، وأبو روق الهزاني، ومحمد بن مخلد، وآخرون.
وثقه النسائي، وغيره.(6/203)
521 - محمد بن الوليد بن أبان، أبو جعفر المخرمي القلانسي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: روح بن عبادة، ومكي بن إبراهيم، وأبي عاصم، وعفان.
وَعَنْهُ: محمد بن مخلد.
قال أبو حاتم: لم يكن بصدوق.
وقال ابن عدي: يضع الحديث ويسرقه. وحدثنا عنه روح بن عبد المجيب، وزيد بْن عَبْد العزيز بْن حيّان، وعبد الرحمن بن سليمان الجرجاني، ويحيى ابن أخي حرملة، ومحمد بن سليمان الصَرَفَنْديّ، وإِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل الغافِقيّ.
قُلْتُ: رَوَى لَهُ عِدَّةَ أَحَادِيثَ مِنْهَا بِإِسْنَادٍ نَظِيفٍ: " مَا مِنْ رُمَّانَةٍ إِلا وَتُلَقَّحُ بِحَبَّةٍ مِنْ رُمَّانِ الْجَنَّةِ ". رَوَاهُ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جريج، عن ابن [ص:204] عجلان، عن أبيه عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.(6/203)
522 - ن: محمد بن الوليد الفحام [الوفاة: 251 - 260 ه]
أخو أَحْمَد.
بغداديّ، صدوق.
سَمِعَ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وعبد الوهاب بْن عطاء، وجماعة.
وَعَنْهُ: النسائي، والباغَنْديّ، والمَحَامِليّ، وآخرون.
تُوُفّي سنة اثنتين وخمسين.
قال النسائي: لا بأس به.(6/204)
523 - محمد بن يحيى بْن حيّوك الهَرَويّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
رَوَى عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وغيره.
ومات سنة إحدى وخمسين.(6/204)
524 - ت ق: محمد بْن يحيى بْن عَبْد الكريم، أبو عبد الله الأزدي الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
نزيل بغداد.
رَوَى عَنْ: يزيد بْن هارون، وأبي عاصم النّبيل، وعبد الله بْن دَاوُد الخُرَيْبيّ، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: الترمذي، وابن ماجه، وابن أَبِي الدُّنيا، وإبراهيم الحربي، وابن صاعد، والمحاملي، وآخرون.
وثقه الدارقطني، وكان نسابة علامة.
توفي في شوال سنة اثنتين وخمسين.(6/204)
525 - خ م ن: محمد بن يحيى بن عبد العزيز، أَبُو علي اليشكري المروزي الصائغ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: عَبْدان بْن عثمان، وأخاه عَبْد العزيز شاذان.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، والنسائي، ومحمد بْن عَلِيّ التِّرْمِذيّ الحكيم، وغيرهم.
توفي سنة اثنتين أيضًا.(6/204)
526 - م 4: محمد بن يحيى بن أبي حَزْم مِهْران القُطَعيُّ البَصْريُّ، أبو عبد الله المقرئ. [الوفاة: 251 - 260 ه][ص:205]
قرأ عَلَى: أيّوب بْن المتوكل وهو أجَلّ أصحابه. وروى الحروف عَنْ أَبِي زيد الْأَنْصَارِيّ.
وَرَوَى عَنْ: عَبْد الأعلى بْن عبد الأعلى، وغسّان بْن مُضَر، ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الطفاوي، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وابن خُزَيْمَة، ومحمد بْن هارون الرُّويانيّ، وابن صاعد، وأَبُو عَرُوبة، وخلْق.
قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.
مات سنة ثلاث وخمسين.(6/204)
527 - خ 4: محمد بن يحيى بن عبد الله بن خَالِد بْن فارس، الْإمَام أبو عبد الله الذهلي، مولَاهُمُ النَّيسابوري الحافظ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
وُلِد سنة نيَّفٍ وسبعين ومائة. وَسَمِعَ مِنْ الحفصين، وترك الرواية عَنْهُمَا.
وَسَمِعَ مِنْ: الْحَسَين بْن الوليد، ومكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، وجماعة. ثمّ رحل أوّلَا إلى أصبهان، فلقي بها عبد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ وأكثر عَنْهُ. وَسَمِعَ بِالرَّيِّ مِنْ: يحيى بْن الضُّرَيْس، وطبقته.
وبالبصرة مِنْ: محمد بْن بَكْر البُرْسانيّ، وأَبِي دَاوُد الطَّيَالِسيّ، وسعيد بْن عامر، وأَبِي عَلِيّ الحنفيّ، ووهْب بْن جرير، وخلْق.
وبالكوفة مِنْ: يَعْلَى ومحمد ابني عُبَيْد، وأسباط بْن محمد، وعَمْرو بْن محمد العَنْقَزِيّ، وجعفر بْن عَوْن، وخلْق.
وباليمن مِنْ: عَبْد الرزاق، ويزيد بن أبي حكيم، وإبراهيم بن الحكم بن أبان، وجماعة.
وبالحجاز مِنْ: أَبِي عَبْد الرَّحْمَن المقرئ، وجماعة.
وبمصر مِنْ: يحيى بْن حسّان، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صالح، وجماعة.
وبالشّام مِنْ: محمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، وأبي مُسْهِر، وأَبِي اليَمَان، وجماعة.
وببغداد مِنْ: أَبِي النَّضْر هاشم بْن القاسم، وطبقته.
وبواسط مِنْ: عَلِيّ بْن عاصم ويزيد بْن هارون وجماعة.
وبالجزيرة مِنْ: أَبِي جعْفَر النُّفَيْليّ، وجماعة.
وبالمدينة مِنْ: عبد الملك الماجشون، وجماعة. [ص:206]
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.
ومن شيوخه: سعيد بْن أَبِي مريم، وسعيد بْن منصور، وأبو جعْفَر النُّفَيْليّ، وعبد اللَّه بْن صالح. ومن أقرانه: محمود بْن غَيْلَان، وأبو زُرْعَة، وعباس الدوري؛ ومن الأئمة والحفاظ عدد كبير منهم: أَبُو الْعَبَّاس السّرّاج، وابن خُزَيْمَة، وأبو بكر بن زياد النَّيْسَابوريُّ، وأبو حامد ابن الشَّرْقيّ، وأَبُو جعْفَر أَحْمَد بْن حَمْدان الزّاهد، وأبو حامد أَحْمَد بْن محمد بْن بلَال، وأبو بكر محمد بن الحسين القطان، وأبو العباس الدغولي، وأبو عَلِيّ بْن مَعْقِلٍ المَيْدانيّ، ومكّيّ بْن عَبْدان، وحاجب بْن أَحْمَد الطُّوسيّ.
وانتهت إِلَيْهِ مشيخة العِلْم بخُراسان.
قَالَ محمد بْن سهل بْن عسكر: كنّا عند الْإمَام أحمد بن حنبل، فدخل محمد بْن يحيى الذُّهْليّ، فقام إِلَيْهِ أَحْمَد، وتعجَّب النّاس منه. ثمّ قال لبنيه وأصحابه: اذهبوا إلى أَبِي عَبْد الله واكتُبُوا عَنْهُ.
وقال محمد بْن دَاوُد المصِّيصيّ: كنّا عند أَحْمَد بْن حنبل، فذكرَ محمد بْن يحيى حديثًا فيه ضعف، فقال له أحمد: لَا تذكر مثل هذا. فكأنه خَجِلَ، فقال لَهُ أَحْمَد: إنّما قلتُ هذا إجلَالَا لك يا أَبَا عَبْد اللَّه.
وقال محمد بْن أحمد الْجَوْزَجانيّ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن حنبل يَقُولُ: الزَمْ محمد بْن يحيى، فإنيّ ما رأيت خُراسانيًا، أو قَالَ: أحدًا، أعلم بحديث الزُّهْريّ منه، ولا أصحّ كتابًا منه.
قلت: وكان قد جمع حديث الزُّهْريّ فِي كتاب حافل.
قَالَ أَبُو بَكْر بْن زياد: سمعته يَقُولُ: قَالَ لي علي ابن المديني: أنتَ وارث الزُّهْريّ.
وعَنِ ابن المديني أيضًا قَالَ: كفانا محمد بْن يحيى جمْعَ حديث الزُّهْريّ.
وقال أَبُو حاتم الرّازيّ: محمد بْن يحيى إمام أهل زمانه. [ص:207]
وقال أبو بكر بن أبي داود: حدثنا محمد بْن يحيى النَّيسابوري، وكان أميرَ المؤمنين فِي الحديث.
قَالَ أبو عبد الله الحاكم: سمعت أبا إسحاق المزكي يقول: سَمِعْتُ أبا الْعَبَّاس الدُّغُوليّ يَقُولُ: سَمِعْتُ محمد بْن يحيى يَقُولُ: لمّا رحلتُ إلى العراق بأبي زكريّا، يعني ابنه، صحِبني جماعة فسألوني: أي حديث عند أَحْمَد بْن حنبل أغرب؟ فكنت أقول: إذا دخلنا عَلَيْهِ سَأَلْتُهُ عَنْ حديث تستفيدونه. فلمّا دخلنا عَلَيْهِ سَأَلْتُهُ عَنْ حديث يحيى بْن سعَيِد، عَنْ عثمان بْن غِياث، عَنِ ابن بريدة، عَنْ يحيى بْن يَعْمَر، حديث الْإِيمَان. قال: وكنت قد سمعته منه قديمًا وذكرته عَنْهُ، فقال أَحْمَد: يا أَبَا عَبْد اللَّه لَيْسَ هذا الحديث عندي، عن يحيى بن سعيد. فخجِلْتُ وسكتُّ. فلمّا قمنا أخذ أصحابنا يقولون: إنّه ذكر هذا الحديث غير مرّة، ثمّ لم يعرفه أَحْمَد. وأنا ساكت لَا أُجيبهم بشيء. ثمّ قدِمنْا بغداد، يعني بعد رجوعهم مِنَ البصرة، فدخلنا عَلَى أَحْمَد، فرحَّب بنا وسأل عنّا، ثمّ قَالَ: أخبرْني يا أَبَا عَبْد اللَّه أيَّ حديثٍ استفدْت عَنْ مُسَدّد من حديث يحيى بْن سعَيِد؟ فقلت: حديث عثمان بْن غِياث فِي الْإِيمَان. فقال أَحْمَد: حدثناه يحيى بْن سعَيِد، عَنْ عثمان بْن غِياث. ثمّ أخرج كتابَه فأملى علينا. فسكتَ محمد بْن يحيى ولم يقل: إنّا سألناك عَنْهُ. وتَعجَّب أصحاب محمد بْن يحيى مِن صبره عَلَيْهِ. قَالَ: فَأخْبرَ أَحْمَد أَنَّهُ كَانَ سأله عَنِ الحديث قبل خروجه إلى البصرة، فكان أَحْمَد إذا ذكره يَقُولُ: محمد بْن يحيى العاقل.
قَالَ الحاكم: وحدثني أَبُو سعَيِد المؤذّن قال: سمعت زنجويه بن محمد يقول: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرو المُسْتمليّ يَقُولُ: أتيتُ أَحْمَد بْن حنبل فقال لي: مِن أَيْنَ أنت؟ قلتُ: من نَيْسابور. فقال أبو عبد الله: محمد بْن يحيى لَهُ مجلس؟ قلتُ: نعم. قَالَ: لو إنّه عندنا لَجَعَلْناه إمامًا فِي الحديث.
وحدثني أبو سعيد قال: سَمِعْتُ زَنْجَوَيْه يَقُولُ: كنتُ أسمع مشايخنا يقولون: الحديث الَّذِي لَا يعرفه محمد بْن يحيى لَا يُعْبأُ بِهِ.
وقال أَبُو قُرَيش الحافظ: كنتُ عند أَبِي زُرْعَة، فجاء مُسلْمِ فسلّم عَلَيْهِ وتذاكرا: فلمّا أن قام قلتُ لأبي زُرْعَة: هذا جمع أربعة آلاف حديث فِي " الصحيح ". قال: فلمن ترك الباقي؟ ليس هذا عقل، لو داري محمد بن يحيى لصار رجلًا. [ص:208]
وقال زَنْجَوَيْه: سَمِعْتُ محمد بْن يحيى يَقُولُ: " قد جعلتُ " أَحْمَد بْن حنبل إمامًا فيما بيني وبين الله.
وقال محمد بْن يحيى: سَمِعْتُ عَلِيّ بْن عبد الله يقول: سمعت عَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ يَقُولُ: مَن برَّأ نفسَه مِنَ الكذِب فهو مجنون.
قَالَ محمد بن " صالح " بن هانئ: حدثنا أَبُو بَكْر الجاروديّ قَالَ: بلغني أنّ محمد بْن يحيى كَانَ يكتب فِي مجلس يحيى بْن يحيى، فنظر عَلِيّ بْن سَلَمَةَ اللَّبَقيّ إلى حُسْن خطّه وتقييده، فقال: يا بُنَيّ أنا أنصحك؛ إنّ أَبَا زكريّا يجذبك عَنْ سُفْيَان وهو حيّ بمكّة، وعن وكيع وهو حيّ بالكوفة، وعن يحيى القطّان وهو حي بالبصرة، فاخرج فِي طلب العلم. فعمل فِيهِ قوله وتأهّب للخروج عَلَى أصبهان، فلمّا قدِمَها أقام بها أيّامًا يسيرة، وسمع من عَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ، والْحُسَيْن بْن حفص. ثمّ خرج إلى البصْرة، وقد مات يحيى بْن سعَيِد، فكتبَ عَنْ أَبِي دَاوُد، وأكثر المُقام بها حتى مات ابن عُيَيْنَة، فدخل اليمن ولقي عَبْد الرّزّاق.
وقال الْحُسَيْن بْن الْحَسَن: سَمِعْتُ محمد بْن يحيى يَقُولُ: ارتحلتُ ثلَاث رحلَات. وأنفقت عَلَى العِلْم مائة وخمسين ألفًا. ولمّا دخلت البصرة استقبلتْني جنازة يحيى القطّان عَلَى باب البلد.
وقال ابن خزيمة: حدثنا محمد بْن يحيى الذُّهْليّ إمام عصره، أسكنه اللَّه جنّته معَ محبّيه.
وقال صالح جَزَرَة: ما فِي الدُّنيا أحمق ممّن يسأل عَنْ محمد بن يحيى.
وقال أبو حامد بن السري: ما أخرجت خراسان مثل محمد بْن يحيى.
وقال النَّسائيّ: ثقة مأمون.
وقال السُّلَميّ: سألتُ الدّارَقُطْنيّ: مَن تُقَدَّم محمد بْن يحيى أو عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن السَّمرْقَنْديّ؟ قَالَ: محمد بْن يحيى. ومَن أحبَّ أنْ يعرف قُصُور عِلْمه عَنْ عِلم السَّلف، فلْينظُرْ فِي عِلَل حديث الزُّهْريّ لمحمد بْن يحيى.
وقال أَبُو نصر الكَلَاباذيّ: روى عنه البخاري فقال مرة: حدثنا [ص:209] محمد. وقال مرة: حدثنا محمد بن عبد الله، نسبه إلى جده. وقال مرة: حدثنا محمد بْن خَالِد. ولم يصرّح بِهِ قطّ.
وقال الحاكم: روى عَنْهُ الْبُخَارِيّ نيفًا وأربعين حديثًا.
وقال يحيى بْن منصور القاضي: سَأَلت محمد بن محمد بن رجاء ابن السِّنْديّ قلت: محمد بْن يحيى صليبيّةً كَانَ أو مَوْلًى؟ قَالَ: لَا صليبيّه ولا مَوْلَى. كَانَ جدّ جدِّه فارس لآل مُعَاذ بْن مُسلْمِ بْن رجاء. وكان رجاء رهينةً عند معاوية بْن أَبِي سُفْيَان، رهنه عنده أَبُوه ذولاذان ملك تِلْكَ النّاحية. فارتدّ، فأراد معاوية قتل ابنه رجاء، وكان عنده القَعْقاع بْن شَوْر الذُّهْليّ، فاستوهبه من معاوية، فوهبه لَهُ فأطلقه: فكان هذا النَّسَب.
وقال ابن خُزَيْمَة: سَمِعْتُ محمد بْن يحيى يَقُولُ: لم يَرْوِ أحد عَنِ الزُّهْريّ إلَا أخطأ في حديثه، غير مالك بن أنس.
قَالَ الْحَاكِمُ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ محمد بْنُ يعقوب قال: حدثنا الحسين بن الحسن القاضي بأنطاكية، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، قَالَ: حدثنا سعيد بن أبي مريم قال: أَخْبَرَنِي محمد بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ فَاطِمَةَ وَالْعَبَّاسَ أَتَيَا أَبَا بَكْرٍ يطلبان أرضه من فدك وسهمه مِنْ خَيْبَرَ، يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ ".
وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن محمد بن الفضل الشعراني قال: حدثنا جدي، قال: حدثنا أبو صالح كاتب الليث قال: حدثني محمد بن يحيى النَّيْسَابوريُّ قال: حدثنا عَبْد الرّزّاق، فذكر حديثًا فِي الوضوء مرة.
قال أبو حامد ابن الشَّرْقيّ، وغيره: تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين.
وقال محمد بْن مُوسَى الباشانيّ: مات يوم الثلَاثاء لثلاث بقين من ربيع الآخر.
وقال يعقوب الصَّيْدلَانيّ: مات يوم الإثنين لأربعٍ بقين من ربيع الأوّل.
قَالَ أَبُو عَمْرو أَحْمَد بْن نصر الخفّاف: رأيت محمد بن يحيى فِي النوم فقلتْ: ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غفر لي. قلت: فما فعل بحديثك؟ قَالَ: كُتب بماء الذَّهَب، ورُفِع فِي عِلِّيّين. [ص:210]
قلت: وقع لبسط السِّلفيّ حديث الذُّهْليّ فِي السّماء عُلُوًّا.(6/205)
528 - محمد بْن يحيى بْن موسى، أبو عبد الله الإسْفَرايينيّ الحافظ حَيّوَيْه. [الوفاة: 251 - 260 ه]
رحل وأكثر عَنْ: أَبِي النَّضْر هاشم بْن القاسم، وسعيد بْن عامر الضُّبَعيّ، وأَبِي عاصم، وعُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، وأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وأَبِي صالح الكاتب، وعَبْدان بْن عثمان، وأبي مُسْهِر الغساني، وخلْق كثير.
وَعَنْهُ: أَبُو الْعَبَّاس السّرّاج، وابن خُزَيْمَة، ومحمد بْن محمد بن رجاء، وأبو عَوَانَة، وجماعة.
وكان أَبُو عَوَانَة يَقُولُ: محمد بْن يحيانا ومحمد بْن يحياكم، يقابله بالذُّهْليّ.
قلت: وحَيّوَيْه فِي الحقيقة لقب أَبِيهِ يحيى. وكان ابن خزيمة كثيرا ما يقول: حدثنا محمد بْن أَبِي زكريّا وهو حَيّوَيْه.
قَالَ أَبُو عَمْرو المستملي: كَانَ لَهُ دار بَنْيسابور يسكنها إذا وَرَد. فورَد مرّةً، فمرِض واشتدّ مرضه، فحُمِل وهو عليل إلى وطنه بإسفرايين، فمات في الطريق. ودفن بإسفرايين لثمانٍ خَلَوْن من ذي الحجّة سنة تسعٍ وخمسين.(6/210)
529 - محمد بْن يحيى بْن أبان العْنبريّ الأصبهاني. [الوفاة: 251 - 260 ه]
أحد الرؤساء الأجواد.
رَوَى عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة.
وَعَنْهُ: الفضل بْن الخصيب.
قَالَ أَبُو نُعَيْم الحافظ: كَانَ سخيًا يخرج إلى الصلَاة وقد تعمَّم بعمائم وقد لبس جِبابًا وأَقْمِصة، فما يرجع إلا في قميص واحد.(6/210)
530 - محمد بْن يحيى بْن عُمَر الواسطيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
حدَّث ببغداد عَنْ: يزيد بْن هارون، وغيره.
وَعَنْهُ: ابن أَبِي حاتم الرّازيّ، ووالده، ووثَّقاه.(6/210)
531 - محمد بْن يحيى، أبو عبد الله من وُلِد النُّعْمان بْن سعد. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: أَبَا معاوية، والوليد بْن القاسم الهَمَدانيّ.
وَعَنْهُ: ابن أَبِي دَاوُد، وأبو [ص:211] سعَيِد عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحُسَيْن بْن خَالِد القاضي، وأَحْمَد بْن محمد الواسطيّ.
كنّاه أَبُو أَحْمَد الحاكم.(6/210)
532 - محمد بْن يزيد بْن عَبْد اللَّه السُّلَميّ النَّيسابوري، الفقيه مَحْمِش. [الوفاة: 251 - 260 ه]
كَانَ شيخ الحنفيّة فِي عصره بَنْيسابور بإزاء محمد بْن يحيى الذُّهْليّ لأهل الحديث.
سَمِعَ: حفص بْن عَبْد اللَّه، وشَبَابة بْن سَوّار، وعلي بْن عاصم، وجعفر بْن عَوْن، ومكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، وطائفة كبيرة.
وَعَنْهُ: قيس بن النَّضْر، وابناه أَبُو بَكْر وأَبُو أَحْمَد، وزكريّا بن يحيى البزاز، وإبراهيم بن محمد بن سُفْيان، ومحمد بْن ياسين، ومحمد بْن عَلِيّ المذكر، وآخرون.
تُوُفّي فِي صفر سنة تسعٍ وخمسين.(6/211)
533 - ق: محمد بْن يزيد بْن عَبْد الملك البَصْريُّ الأسفاطي الأعور. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أَبِي دَاوُد الطَّيَالِسيّ، ورَوْح بْن عُبَادة، ومُحَاضِر بْن المورّع.
وَعَنْهُ: ابن أخيه الْعَبَّاس بن الفضل الأسفاطي، وابن ماجه، وأبو عروبة، وعبد الله بن عروة الهروي، وابن وَهْبُ الدِّينَوَرِيّ، وأبو دَاوُد فِي كتاب " القدر "، وآخرون.
قَالَ أَبُو حاتم: صدُوق.(6/211)
534 - محمد بْن يزيد، أَبُو بَكْر الطَّرَسُوسيّ المستملي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: يزيد بْن هارون، وأَنَس بْن عِياض، وزيد بْن الحُبَاب، ومبشّر بْن إسماعيل، وغيرهم.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بْن محمد بْن عَنْبَسَةَ، وابن قُتَيْبة العسقلَانيّ، وعَلِيّ بْن محمد بْن سُلَيْمَان الحلبيّ ثمّ المِصْريُّ، ومحمد بْن عُمَر بْن عَبْد العزيز.
قَالَ ابن عديّ: كَانَ يسرق الحديث ويزيد فِيهِ ويضع. ثمّ سردَ لَهُ ستّة أحاديث مُنْكَرة.(6/211)
535 - محمد أَبُو بكر البَغْداديُّ، وقيل: اسمه أحمد. [الوفاة: 251 - 260 ه][ص:212]
رَوَى عَنْ: حَجّاج الأعور، والأسود بْن عامر، وجماعة.
وَعَنْهُ: حاجب بْن أركين، ومحمد بْن مَخْلَد، وعَبْد اللَّه بْن إِسْحَاق المدائنيّ.
تُوُفّي سنة تسع وخمسين.(6/211)
536 - ن: مالك بْن الخليل، أَبُو غسان الْأَزْدِيّ اليَحْمَديّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: محمد بْن أَبِي عديّ، وعمرو بْن سفيان القطعي، وغيرهما.
وَعَنْهُ: النسائي، وأبو عَرُوبَة، وابن خُزَيْمَة، وابن صاعد، وجماعة.
ذكر ابن حِبّان فِي " الثّقات " موته بعد الخمسين.(6/212)
537 - مالك بْن طَوْق التَّغْلبيّ الأمير. [الوفاة: 251 - 260 ه]
أحد الأشراف والفرسان والأجواد والأعيان. مدَحه أَبُو تمام الطّائيّ وغيره. وهو الَّذِي بنى مدينة الرَّحْبة عَلَى الفُرات.
ولي إمرة دمشق للواثق ثمّ للمتوكّل.
تُوُفّي سنة ستين.
روى الْحَسَين بْن السَّفر بْن إِسْمَاعِيل التَّغْلبيّ، عن أَبِيهِ، أَنَّهُ كَانَ يحضر مجلس مالك بْن طَوْق. وكان فِي رمضان ينادي مُناديه عَلَى باب الخضراء دار الإمارة بعد المغرب: الإفطار رحمكم الله، الإفطار رحمكم الله. والأبواب مفتَّحة. وكان مشهورًا بالسَّخاء.
وفي مالك هذا يَقُولُ بكر بن النّطّاح:
أقول لمُرْتاد النَّدَى عند مالكٍ ... كفي كلّ هذا الخلْق بعضُ عِداتِه
ولو خَذَلَتْ أموالُهُ جودَ كفِّهِ ... لقاسَمَ مَن يرجوه شَطْرَ حياتهِ
ولو لم يجد فِي العُمر شيئًا لسائلٍ ... وجاز لَهُ الإعطاءُ من حَسَناتهِ
لَجَادَ بها مِن غَيْرِ كُفْر بربِّهِ ... وأشْرَكنا فِي صَوْمهِ وصلَاتهِ.(6/212)
538 - محمود بْن إِبْرَاهِيم بْن محمد بْن عيسى بْن القاسم بْن سُمَيْع، الحافظ أَبُو الْحَسَن الدِّمشقيُّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
مصنّف كتاب " الطّبقات ".
سَمِعَ: أَبَا جعْفَر النُّفَيْليّ، وإسماعيل بْن أَبِي أُوَيْس، ويحيى بْن بكُيْر، وصفوان بْن صالح، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أَبُو حاتم الرّازيّ، وأَبُو زُرْعَة الدِّمشقيُّ، وأَبُو الْحَسَن بْن جَوْصا. [ص:213]
قَالَ أَبُو حاتم: صدوق، ما رَأَيْت بدمشق أكْيَس منه.
وقال عَمْرو بْن دُحَيْم: تُوُفّي بدمشق في انسلاخ جمادى الآخرة سنة تسعٍ وخمسين(6/212)
539 - محمود بْن آدم المَرْوزِيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، والفضل السينانيّ، وأَبِي بَكْر بْن عَيَّاش، وأَبِي معاوية، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الدُّغُوليّ، وآخر من روى عَنْهُ محمد بْن حَمْدَوَيْه بْن سهل المَرْوزِيّ.
ذكره ابْنُ حِبّان فِي " الثِّقَاتِ "، وَقَالَ: مَاتَ فِي غُرَّة رمضان سنة ثمانٍ وخمسين.(6/213)
540 - محمود بْن محمد، أبو يزيد الْأَنْصَارِيّ الظَّفَريّ البَغْداديُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أيّوب بْن عُتْبة، وأيوب بْن النّجّار اليمامّيين.
وَعَنْهُ: أَبُو الْعَبَّاس السّرّاج، والْحَسَن بْن محمد بْن شُعْبَة، ويحيى بْن صاعد.
وقع حديثه عاليًا، وتُوُفّي سنة خمسٍ وخمسين.
قَالَ الدّارَقُطْنيّ: لم يكن بالقويّ.
قلت: هُوَ محمود بْن محمد بْن محمود بْن عديّ بْن ثابت بْن قيس بْن الخطيم، قدِم بغداد فسكنها. وقع لي حديثه عاليًا.(6/213)
541 - ق: المَرَّار بْن حَمُّوَيْه بْن منصور أَبُو أَحْمَد الثقفي الفقيه الهمذاني. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: أبا نعيم، وسعيد بن أبي مريم، والقَعْنَبيّ، وأبا الوليد، وعبد اللَّه بْن صالح الكاتب، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: وابن ماجه، وموسى بْن هارون، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن حمّاد الطّهْرانيّ، وأَبُو عَرُوبة، وعبد اللَّه بْن محمد بْن وَهْبُ الدِّينَوَرِيّ، وجماعة. وروى ابنُ ماجة عَنْهُ، عَنْ محمد بْن مُصَفَّى الحمصيّ؛ وكان من كبار الأئمّة.
وقد روى الْبُخَارِيّ، عَنْ أَبِي أَحْمَد، عَنْ أَبِي غسّان محمد بْن يحيى [ص:214] الكِنانيّ، فَفَسَّر العلماء أَبَا أَحْمَد بأنّه المَرّار هذا. وقيل: هُوَ محمد بْن عَبْد الوهّاب الفرّاء، وقيل: هُوَ محمد بْن يوسف البِيكَنْديّ.
قال محمد بن عيسى الهمذاني: حدثنا أبي، قال: حدثنا فَضَلَان بْن صالح قَالَ: قلت لأبي زُرْعَة: أنتَ أحفظ أم المَرّار؟ فقال: أَنَا أحفظ والمَرّار أفْقه.
وعن أَبِي جعْفَر قَالَ: ما أخرجت همذان أفقه مِن المَرّار.
وقال الحافظ أَبُو شُجاع شِيرُوَيُه الدَّيْلَميّ: نزل عَلَيْهِ أَبُو حاتم الرّازيّ وكتب عَنْهُ، وهو قديم الموت جليل الخطر. سأله جمهور النَّهَاوَنْديّ عَنْ مسائل، وهي مدوّنةٌ عنه، مَن نظر فيها عرف محلّ المَرّار مِنَ العِلْم الواسع والحِفظْ والإتقان والدّيانة.
وقال عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن دَاوُد الدُّحَيْميّ: سَمِعْتُ المَرّار يَقُولُ: اللّهُمّ أرزقني الشّهادة؛ وأمرَّ يده عَلَى حلْقه.
وقيل: لمّا كانت فتنة المعتز والمستعين كان على همذان جباخ وجغلان من قِبَلِ المعتزّ، فاستشار أهلُ البلد المَرّار والجرجاني في محاربتهما، فأمراهم بالقعود فِي منازلهم. فلمّا أغار أصحابهما عَلَى دار سَلَمَةَ بْن سهْل وغيرها، ورمَوْا رجلَا بسهم أفتياهم بالحرب، وتقلَّد المَرّار سيفًا، فخرج معهم، فقُتِل بين الفريقين عدد كبير، ثمّ طلب مُفْلح المَرّار فاعتصم بأهل قُمّ، وهربَ معه إِبْرَاهِيم بْن مَسْعُود. فأمّا إِبْرَاهِيم فهازَلهم وقاربهم فسلم. وأمّا المَرّار فإنه أظهر مخالفتهم فِي التَّشَيُّع، وكاشفهم. فأوقعوا بِهِ وقتلوه، رحمه الله.
وروى الْحُسَيْن بْن صالح أنّ عمّه المَرّار قُتِل سنة أربعٍ وخمسين، وله أربعٌ وخمسون سنة.(6/213)
542 - مُزْداد بْن جميل، أَبُو ثَوْبان البَهْرانيّ الحمصيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: أَبَا المغيرة عبد القُدُّوس، وعبد الملك الْجُدّيّ، ومحمد بْن مناذر البصْريّ.
وَعَنْهُ: محمد بْن المُسَيَّب الْأرْغِيانيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه مكحول البَيْروتيّ، وعبد الغافر بن سلامة الحمصي، وجماعة.
حديثه بعلو في " معجم ابن جميع "، وكان يعد من الأبدال. [ص:215]
قال عبد الغافر: سَمِعْتُ منه مجالس كثيرة، وكان عندهم مِنَ الأبدال.(6/214)
543 - مسرور بْن نوح، أَبُو بشر الذُّهْليّ الإسْفرايينيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
رَوَى عَنْ: عفّان، وغيره.
ومات سنة إحدى وخمسين.(6/215)
544 - مَسْعُود بْن يزيد القطّان، أَبُو محمد الأصبهاني. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: مكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، وعبد الرَّحْمَن بْن مَغراء، وأَبِي دَاوُد الطَّيَالِسيّ، وغيرهم.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بْن الْحُسَيْن الْأَنْصَارِيّ، ومحمد بْن يحيى بْن مَنْدَه، ومحمد بْن أَحْمَد بْن يزيد الزُّهْريّ، وعَلِيّ بْن الصّبّاح الأصبهاني، ومحمد بْن عُمَر بْن حفص الجورجيريّ.
وأمّا أَبُو نُعَيْم الحافظ فكنّاه: أَبَا أحمد الزمن.(6/215)
545 - د ت: مُسلْمِ بْن حاتم، أَبُو حاتم الْأَنْصَارِيّ البَصْريُّ [الوفاة: 251 - 260 ه]
إمام جامع البصرة.
عَنْ: عبد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وإِسْحَاق بْن عيسى ابن بِنْت حبيب بْن الشّهيد، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والترمذي، وعمر ابن البجيري، ومحمد بن جرير، وابن صاعد، ومحمد بْن الْحُسَيْن بْن شَهْرَيار، وآخرون.
وثقَّه الطَّبَرانيّ، وغيره.(6/215)
546 - ت ن: مسلم بن عمرو بن مسلم بن وهب، أبو عمرو المديني. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن نافع الصّائغ وحده.
وَعَنْهُ: الترمذي، والنسائي، وأَبُو حامد محمد بْن أَحْمَد بْن نصر التِّرْمِذيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن زُهَير بْن حَرْب، ويحيى بْن الْحَسَن بْن جعْفَر أَبُو الحسين العلوي النَّسَّابة، ويحيى بْن صاعد. وهو ثقة.(6/215)
547 - مُعَلَّى بْن أيّوب. أَبُو العلَاء [الوفاة: 251 - 260 ه]
كاتب المتوكّلُ عَلَى اللَّه. وهو ابن خالة الوزير الْحَسَن بْن سَهْل.
حكى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن مسلم بن قتيبة، وعلي الربعي، وغيرهما.
تُوُفّي سنة خمسٍ وخمسين.
حكى عَنْ: أَبِي العتاهية، وعبد اللَّه بْن طاهر.
وكان جليل القدر كثير الأدب، جيد الرّأي، من نُبَلَاء الرجال.
سَمِعَ مِنَ النَّضر بْن شُمَيْل كثيرًا، ولم يُحدَّثَ لدخوله فِي الخدم.
ورخ الصُّوليّ موته كما قُلْنَا، وقال: لما احتضر قال لولده: أَجْروا عَلَى من كنت أُجري عَلَيْهِ. فعدّوهم فإذا هُمْ سبعة آلاف إنسان مِنَ الضُّعفاء وذوي البيوتات. ذكره ابن النّجّار.
وأنشد المبّرد لأبي علي البصير فِي المُعَليّ هذا:
لَعمْرو أبيك ما نُسِبَ المُعَليّ ... إلى كَرَم وفي الدُّنيا كريم
ولكنَّ البلاد إذا اقشعرت ... وصوح نَبْتِها رَعَى الهَشِيم
/.(6/216)
548 - مَعْن بْن عُمَر بْن مَعْن بْن عُمَر بْن كثير بْن مَعْن بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيِّ، أَبُو عُمَر المِصْريُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن صالح، وأسد بْن مُوسَى، وخالد بْن نزار.
قَالَ ابن يونس: حدثنا عَنْهُ جماعة. مات في شوّال سنة تسعٍ وخمسين ومائتين.(6/216)
549 - المنذر بْن شاذان، أَبُو عُمَر الرّازيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: يَعْلَى بْن عُبَيْد، وعُبَيْد الله بْن مُوسَى.
وَعَنْهُ: ابن أَبِي حاتم، وإِسْحَاق بْن محمد الكَيْسانيّ، وَغَيْرُهُمَا.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَا بَأْسَ بِهِ.(6/216)
550 - منصور بْن طَلْحة بْن طاهر بن الحسين بن مُصْعَب، الأمير أبو الْعَبَّاس الخُزاعيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
ولي إمرة مَرْو نيابةً عَنْ عمّهِ عَبْد اللَّه بْن طاهر.
وَرَوَى عَنْ: شَبَابة بْن سَوّار، [ص:217] وحفص بْن عَبْد الرَّحْمَن النَّيسابوري. وكان عالمًا شاعرًا أديبًا بارعًا، مدح الواثق بالله وغيره.
رَوَى عَنْهُ: العباس بن مصعب المروزي.
وتوفي سنة ثمانٍ وخمسين.(6/216)
551 - مُهَنّأ بْن يحيى، أبو عبد الله الشّاميّ الفقيه، [الوفاة: 251 - 260 ه]
صاحب الْإمَام أَحْمَد.
دمشقي نزل بغداد،
وَحَدَّثَ عَنْ: بقية بْن الوليد، وضمرة بن ربيعة، ويزيد بن هارون، ورواد بن الجرّاح، وزيد بْن أَبِي الزّرقاء، ومكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، وعَبْد الرّزّاق، وبشر الحافي.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيم بن هانئ النَّيسابوري، وحَمْدان بْن عَلِيّ الورّاق، وعَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، ويحيى بْن صاعد، والْحُسَيْن المَحَامِليّ، وجماعة.
قَالَ أَبُو بَكْر الخلَال: مهنا من كبار أصحاب أحمد. وكان يستجرئ عَلَى أَبِي عَبْد اللَّه ويسأله عَنْ كِبار المسائل. ومسائله أكثر من أن تُحدّ. كتبَ عَنْهُ عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل بضعة عشر جزءًا مسائل لم تكن عند عبد الله عن أبيه.
قال مهنا: لزمت أبا عبد اللَّه ثلَاثًا وأربعين سنة، ورأيته بمكّة عند ابن عيينة.
وقال الدارقطني: مهنا ثقة نبيل.
وقال المحاملي: حدثنا مهنا، قال حدثنا بَقِّيَّةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: " يحشر الحكارون وَقَتَلةُ الأنْفُسِ إِلَى جَهَنَّمَ فِي دَرَجَةٍ وَاحِدَةٍ ".
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ عَجِيبٌ، رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، لَكِنَّ مَكْحُولا لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
قَالَ عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد: كنتُ أرى مُهَنّا يسأل أَبِي حتّى يُضْجِره، ويكرِّر عَلَيْهِ جدًّا.
وقال غيره: كَانَ الأمام أَحْمَد يحترم مُهَنّا ويُجِلّه لأنّه كَانَ رفيقه إلى عَبْد الرّزّاق.(6/217)
552 - موسى بن خاقان النَّحْويّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
حدَّث ببغداد عَنْ: إِسْحَاق الأزرق، ويزيد بْن هارون.
وَعَنْهُ: محمد بْن [ص:218] إِبْرَاهِيم بْن نَيْروز، وأبو عبد الله المَحَامِليّ.
وهو ثقة.(6/217)
553 - مُوسَى بْن عيسى الجصّاص الفقيه. [الوفاة: 251 - 260 ه]
مِن قُدماء أصحاب الْإمَام أَحْمَد.
كَانَ ذا زُهد وورع وتألُّه.
سَمِعَ: يحيى القطّان، وعَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ، وأبا سُلَيْمَان الدّارانيّ.
وكان لَا يُحدَّثَ إلَا بمسائل أَبِي عَبْد اللَّه.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْر المُطّوّعيّ، وأبو بَكْر بْن جناد، والْحَسَن بْن أَحْمَد الوَرَّاق.
ذكره أَبُو بَكْر الخطيب.(6/218)
554 - مُوسَى بْن سابق، ويقال لَهُ: مُوسَى بْن أَبِي خديجة المِصْريُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: ابن وَهْبُ، وبشر بْن عُمَر.
وَعَنْهُ: عَلِيّ بن أحمد بن علان، وغيره.
مات سنة أربع وخمسين.(6/218)
555 - ن: موسى بن سعيد، أبو بكر الطرسوسي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: أَبَا الوليد الطَّيَالِسيّ، والقَعْنَبيّ، وأبا اليَمَان، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: النسائي، وابن صاعد، وأَبُو بِشْر الدُّولَابيّ، ومحمد بْن أيّوب بْن الصَّمُوت.
وقال النَّسائيّ: لَا بأس بِهِ.(6/218)
556 - مُوسَى بْن عامر بْن عمارة بْن خريم، أبو عامر المري الخُرَيْميُّ الدِّمشقيُّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
ولد أمير العرب أبي الهَيْذام.
روى عَنِ الوليد بْن مُسلْمِ تصانيفَه.
وَرَوَى عَنْ: ابن عُيَيْنَة، وعِراك بْن خَالِد المري، وعلي بن عاصم، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود وإِسْمَاعِيل بْن قيراط، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وأَبُو الْجَهْم بْن طلَاب، وأَبُو الدَّحْداح أَحْمَد بْن محمد، وابن جَوْصا، وآخرون.
ليّنه أَبُو دَاوُد، وروى عَنْهُ حديثًا أو حديثين.
ذكره ابن حبان في " الثقات "، وقال: ربما يُغْرِب.
وقال ابن الفَيْض: كَانَ يُرَبّع بعليّ. [ص:219]
توفي في ذي الحجة سنة خمس وخمسين.(6/218)
557 - ن: مُوسَى بْن عَبْد اللَّه بْن مُوسَى الخُزاعيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: النَّضْر بْن كثير، وأَحْمَد بْن إِسْحَاق الحضرمي، وجماعة.
وَعَنْهُ: النسائي، ومحمد بْن هارون الرُّويانيّ، وجعْفَر بْن أَحْمَد بن سنان، وأحمد بن يحيى التستري، وغيرهم.
قال النسائي: لا بأس به.(6/219)
558 - ت ن ق: موسى بن عبد الرحمن بن سعيد بن مسروق، أبو عيسى الكِنْديُّ المَسْروقيُّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: يحيى القطان، وأبي أسامة، والحسين بن علي الجعفي، وطائفة.
وَعَنْهُ: الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وابن خزيمة، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وخلق.
وثقه النسائي.
وتوفي سنة ثمان وخمسين.(6/219)
559 - د ن: موسى بن عبد الرحمن الحلبي الأنطاكي القلَّاء. [الوفاة: 251 - 260 ه]
رَوَى عَنْ: بقية بن الوليد، ومحمد بن سلمة الحراني، ومعمر بن سليمان الرقي، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن الحسن بن قتيبة، وابن وهب الدينوري.(6/219)
560 - مُوسَى بْن عيسى بْن حمّاد زُغْبَة التُّجَيْبيّ، أَبُو هارون المِصْريُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: ابن وَهْبُ وغيره.
مات في صفر.(6/219)
561 - د ن: مؤمل بن إهاب بن عبد العزيز بن قُفل، أبو عبد الرحمن الرملي، ومنهم من ضبطه قُفل بن سَدَل بالحركات. [الوفاة: 251 - 260 ه][ص:220]
سَمِعَ: ضمرة بن ربيعة ويزيد بن هارون، وأيوب بن سويد، وسيار بن حاتم، ويحيى بن آدم، ومالك بن سعير بن الخمس، وخلقا.
رَوَى عَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وأبو الحسن بن جوصا، وسعيد بن هاشم الطبراني، ومحمد بن تمام البهراني، وأحمد بن عبد الله بن هلال.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال غير واحد: إنه كوفي مات بالرملة.
قلت: حَدَّثَ ببغداد، ودمشق، وحمص، ومصر، وحلب، والرملة. وكان ثقة صاحب حديث كان يتعاسر على الطلبة، فقال أبو الفوارس الصابوني: حدثنا محمد بن عمر بن حسين قال: حدثني علي بن محمد بن أبي سليمان قال: قدم مؤمل بن إهاب الرملة فاجتمع عليه أصحاب الحديث، وكان زعرا متمنعا فألحوا عليه فامتنع فمضوا إلى السلطان وألفوا منهم اثنين فقالوا: لنا عبد خلاسي له علينا حق صحبة وتربية وأدب وآلت بنا الحال إلى الإضاقة، وإنا أردنا بيعه، فامتنع. فقال لهم السلطان: وكيف أعلم صحة ما ذكرتم؟ قالوا: إن معنا بالباب جماعة من المحدثين يعلمون ذلك، فأدخلهم وسمع قولهم وطلب المؤمل بالشرط فتعزز فجروه، وقالوا: أخبرنا بأنك قد استطعمت الإباق. فلما أدخل قال: ما يكفيك إباقك حتى تعزز على سلطانك؟ الحبس! فحبسوه وكان أصفر طوالا خفيف اللحية يشبه عبيد أهل الحجاز فلم يزل في حبسه أياما حتى علم إخوانه فمضوا إلى السلطان وقالوا له: هذا مؤمل بن يهاب في حبسك مظلوم، قال: ما أعرف هذا، ومن مؤمل؟ قالوا: الشيخ الذي اجتمع عليه جماعة، قال: ذاك العبد الآبق؟ قالوا: ما هو آبق بل إمام من أئمة المسلمين. فأخرجه وسأله عن حاله وطلب أن يحله. ولم ير مؤمل بعد ذلك ممتنعا كامتناعه الأول.
هذه حكاية منكرة ومن رواتها من يجهل.
توفي مؤمل في سابع رجب سنة أربع وخمسين.(6/219)
562 - خ د ن: مؤمل بن هشام اليشكري الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أبي معاوية وابن علية وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن خزيمة، وأبو عروبة، وابن أبي داود وطائفة.
وثقَّه النَّسائيّ.
ومات فِي ربيع الأوّل سنة ثلاث وخمسين.
روى عنه البخاري في مواضع في " الصحيح " متفرقة عن ابن علية.(6/221)
563 - موهب بن يزيد بن موهب، أبو سعيد الرملي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: عبد الله بن وهب وضمرة بن ربيعة.
وَعَنْهُ: يوسف بن موسى المروزي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وقال: صدوق، وأبو عوانة الإسفراييني في البيوع.(6/221)
564 - ن: ميمون بن الأصبغ، أبو جعفر النصيبي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: سعيد بن عامر الضبعي، ويزيد بن هارون، وأبي مسهر، وجماعة.
وَعَنْهُ: جعفر الفريابي، وحاجب بن أركين، وأبو عروبة موسى بن محمد الشامي، وآخرون.
وكان ثقة.
قال النسائي: حدثنا موسى بن محمد قال: حدثنا ميمون قال: حدثنا يزيد بن هارون، فذكر حديثا في قتل الحيات.
توفي سنة ست وخمسين.(6/221)
565 - ن: ميمون بن العباس، أبو منصور الرافقي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: عبيد الله بن موسى، وسعيد بن أبي مريم، وطبقتهما.
وَعَنْهُ: أبو حاتم الرازي مع تقدمه، والنسائي ووثقه.
توفي سنة أربع وخمسين.(6/221)
-[حَرْفُ النُّونِ](6/221)
566 - نصر بن عبد الله بن مروان الدينوري البَغْداديُّ المؤدب. [الوفاة: 251 - 260 ه][ص:222]
عَنْ: أبي النضر، وأسود بن عامر شاذان.
وَعَنْهُ: موسى بْن هارون، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، ومحمد بن مخلد.(6/221)
567 - النضر بن هشام، أبو محمد الأصبهاني المؤدب. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: بكر بن بكار، والحسين بن حفص، والحميدي، ومحمد بن سنان العوقي.
وَعَنْهُ: عَبْد الله بْن محمد بْن عِيسَى، وأحمد بن الحسين الأنصاري، وغيرهما.(6/222)
568 - نوح بن عمرو بن حوي السَّكسكيُّ الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: بقية بن الوليد، ويزيد بن هارون، وسعيد بن مسلمة، ومالك بن طوق، وغيرهم.
وَعَنْهُ: أبو زرعة الدمشقي، وابن جوصا، ويموت بن المزرع، وأبو الدحداح أحمد بن محمد، وعلي بن سعيد الرازي، وإبراهيم بن محمد بن متويه، وطائفة.
وله حديث يتفرد به عن بقية فِي أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلَّى على معاوية بن معاوية المزني.
وَحَدَّثَ بعد الخمسين.(6/222)
-[حَرْفُ الْهَاءِ](6/222)
569 - ت ن ق: هارون بْن إِسْحَاق الهَمَدانيّ، أَبُو القاسم الكُوفيُّ الرجل الصّالح. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: المُطَّلب بْن زياد، ومُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وحفص بْن غياث، وطبقتهم. وعمر دهرًا.
وَعَنْهُ: الترمذي والنسائي، وابن ماجه، وابن خُزَيْمَة، وبدر بْن الهَيْثَم، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وخلْق كثير.
وثقة النَّسائيّ، وغيره.
وكان محمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر يبجلّه. قاله عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد.
تُوُفّي فِي رجب سنة ثمانٍ وخمسين.(6/222)
570 - ن: هارون بن حميد الواسطي، أبو أحمد الدهكي. [الوفاة: 251 - 260 ه][ص:223]
عَنْ: يحيى القطّان، وغُنْدَر، والهيثم بن عديّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: الْبُخَارِيّ فِي " تاريخه "، وأَبُو حاتم، وأحمد بن عبد الله وكيل أبي صخرة، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وآخرون. وروى النسائي عَنْ زكريّا بْن يحيى، عَنْهُ حديثًا وقع بدلًا عاليًا في " فوائد المزكي ".(6/222)
571 - م د ن ق: هارون بْن سعَيِد بْن الهَيْثَم، أَبُو جعْفَر الأيلي، [الوفاة: 251 - 260 ه]
مولي بني سعد بْن بَكْر.
من ثِقات المصريين وفُقَهائهُمُ المشهورين. عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وخالد بْن نزار، وعبد اللَّه بْن وَهْبُ، وجماعة.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وأَبُو جعْفَر الطَّحَاويّ، وعَلِيّ بْن أَحْمَد علَان، وجماعة.
وثقَّه النَّسائيّ.
ومات فِي ربيع الأوّل سنة ثلاث وخمسين.(6/223)
572 - هارون بن سفيان المُسْتَملي، أَبُو سُفْيَان، ويُقال لَهُ الدّيك. [الوفاة: 251 - 260 ه]
وأمّا سَمِيُّه مكحلة فقد تقدَّم فِي الطبقة الماضية.
رَوَى عَنْ: يزيد بن هارون، وأبي زيد النَّحْويّ، والواقديّ.
وَعَنْهُ: عُبَيْد العِجْل، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، وجعفر بْن محمد بن كزال.
تُوُفّي سنة إحدى وخمسين ومائتين.(6/223)
• - هارون بن محمد بن بكّار بن بلال، [الوفاة: 251 - 260 ه]
تقدم.(6/223)
573 - ت ن: هارون بْن مُوسَى بْن أَبِي عَلْقَمَةَ الفَرَويّ المدني. [أَبُو مُوسَى] [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، ومحمد بْن فُلَيْح، وأَبِي ضَمْرَةَ أنس بن عياض، وغيرهم.
وَعَنْهُ: الترمذي، والنسائي وقال: لَا بأس بِهِ، وابن صاعد، وآخرون.
تُوُفّي سنة اثنتين وخمسين، وقيل: سنة ثلَاثٍ.
كنيته: أَبُو مُوسَى. [ص:224]
وسيأتي ابنه أَبُو عَلْقَمَةَ عَبْد اللَّه فِي الطبقة الآتية.
قَالَ المَرُّوذِيّ: قلت لأبي مُعَمِّر إِسْمَاعِيل بْن شُجاع: سلْ لي أهل الحرمين عَنْ مسألة اللَّفْظ وجِئني بالجواب.
فقال: سألتُ أَبَا مُوسَى بْن أَبِي علقمة الفَرَويّ بالمدينة فقلتُ: قد ظهر قوم زعموا أنّ ألفاظهم وأصواتهم التي يقرؤون بها القرآن غير مخلوق، فاكتب لي جواب هذه المسألة. فقال لي أكتب: المِراء فِي القرآن كُفْرٌ، وكلّ من تكلَّف فِي هذا كلَامًا أو أَلْحَدَ فِيهِ بشيءٍ غير الوجه الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ النّاس، فهو كافرٌ مبتدِع. وَالصَّمْتُ عَنْ هذا كلّه والتّسليم لِما كَانَ عَلَيْهِ النّاس هي السنة والجماعة. ولولَا أنّ العلماء إذا عَلَت البِدْعة لَا بُدَّ لهم مِن دفْعها لمّا رَأَيْت أن أتكلَّم فيها.
وذكر لي أشياء، إلى أن قَالَ: والله لقد شاب عارضيّ، وما سَمِعْتُ من ذكر القرآن، حتّى كَانَ سنة تسعٍ ومائتين، فسمعتُ الكلَام فِيهِ. فكان الماجِشُون يقول: لو وجدت المَريسيّ لضربتُ عُنُقه. وكان أصحابنا جميعًا يكفِّرون من قَالَ: القرآن مخلوق.(6/223)
574 - هارون بْن هزاريّ، أَبُو مُوسَى القَزْوِينيّ الزّاهد. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وإِسْحَاق بْن سُلَيْمَان الرّازيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بْن مَسْعُود الأَسَدِيّ، وإِسْحَاق بْن محمد الكيساني، وعلي بن محمد بن مهرويه، وأهل قزوين.
قِيلَ: إنّه تُوُفّي سنة إحدى وخمسين.
وكان ثقة.(6/224)
575 - هاشم بْن خَالِد، أَبُو مَسْعُود الْقُرَشِيّ الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: الوليد بْن مُسْلِم، وسُوَيْد بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيم بْن محمد بْن مَتُّوَيْه، ومحمد بْن المُسَيَّب الْأرْغِيانيّ، وابن جَوْصا.
قَالَ ابن أبي حاتم: كتب إلي ببعض حديثه، ومحله الصدق.(6/224)
576 - ق: هاشم بْن القاسم بْن شَيْبة، أَبُو محمد القرشي، مولَاهُمُ الحرّانيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: يَعْلَى بْن الأشدق، وعيسى بْن يونس، وعتّاب بْن بشير، ومسكين بْن بكُيْر، وعَبْد اللَّه بْن وَهْبُ، وطائفة.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وأَبُو عَرُوبة، والْحَسَن بْن [ص:225] هارون الأصبهاني، وإِبْرَاهِيم بْن محمد بْن مَتُّوَيْه.
قَالَ أَبُو عَرُوبة: كبر وتغّير، وتُوُفّي سنة ستين في جمادى الآخرة، وقد جاوز التسعين.(6/224)
577 - الهُذَيْل بْن معاوية بْن الهُذَيْل، أَبُو معاوية الأصبهاني. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: الْحُسَيْن بْن حفص، وإِبْرَاهِيم بْن أيّوب.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بْن الحسين الأنصاري.
توفي سنة ستين.(6/225)
578 - د ن ق: هشام بْن عَبْد الملك بْن عِمران، أَبُو التقي اليزني الحمصي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش، وبقيّة بْن الوليد، ومحمد بن حرب الأبرش، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وحفيده حسين بن تقي بْن هشام، وأَبُو عَرُوبة الحرّانيّ، ومحمد بْن محمد الباغَنْديّ، وابن جَوْصا، وخلْق.
قَالَ أَبُو حاتم: كَانَ متقنًا فِي الحديث.
وقال النَّسائيّ: ثقة.
قلت: توفي سنة إحدى وخمسين.(6/225)
579 - ت: هشام بْن يونس بْن وابل، أَبُو القاسم النهشلي الكُوفيُّ اللؤلئي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: عَبْد السّلام بْن حرب، وعبد العزيز بْن أَبِي حازم، وعَبْد الرَّحْمَن المُحَارِبيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: الترمذي، وعُمَر بْن محمد بْن بُجَيْر، وعَلِيّ بْن الْعَبَّاس المَقَانعيّ، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وآخرون.
وثّقة النسائي.
وتوفي سنة اثنتين وخمسين.(6/225)
580 - الهَيْثَم بْن خَالِد البَصْريُّ، ثمّ البَغْداديُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه][ص:226]
عَنْ: أَبِي نُعَيْم، والهيثم بْن جميل.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، والقاسم أخو المَحَامِليّ، وعَلِيّ بْن محمد بْن عُبَيْد الحافظ، وآخرون.(6/225)
581 - الهَيْثَم بْن خَالِد المصَّيصيّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
مولي بْني أُميّة.
عَنْ: حَجّاج الأعور، وأَبِي اليَمَان، ومحمد بن عيسى ابن الطباع.
وَعَنْهُ: يحيى بن صاعد، وابنا المَحَامِليّ.(6/226)
582 - الهَيْثَم بْن خَالِد الهَرَويّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
حدَّث ببغداد عَنْ: حَجّاج الأعور.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، والْحُسَيْن المحاملي.(6/226)
583 - ن: الهَيْثَم بْن مروان بْن الهَيْثَم بن عِمران، أبو الحكم الدمشقي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: محمد بْن القاسم بْن سميع، وزيد بْن يحيى بْن عُبَيْد، وأَبِي مُسْهِر، وعَلِيّ بن عياش، وطائفة.
وَعَنْهُ: النسائي، وأَبُو دَاوُد فِي غير " السُّنَن "، وابنه أَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومحمد بْن بِشْر الهَرَويّ، ومحمد بْن المُسَيَّب الْأرْغِيانيّ، وابن جَوْصا، وطائفة.
وكان ثقة.(6/226)
-[حَرْفُ الْوَاوِ](6/226)
584 - وثّاق بْن عَبْد اللَّه بْن وثّاق الْأَزْدِيّ المَوْصِليّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: قاسم الْجَرْميّ، وحفص بْن غِياث، وجماعة. وحَمَل النّاس عَنْهُ بعد الخمسين.(6/226)
585 - وَصِيف التُّرْكيّ القائد. [الوفاة: 251 - 260 ه]
من كبار الأمراء.
استولى عَلَى المعتز واحتجر عَلَيْهِ، واصْطَفَى لنفسه الأموال والذّخائر، فشغبت الفَراغنَةُ والأشروسنية وطالبوه بالأرزاق. فخرج [ص:227] إليهم وَصِيف وبُغَا وسِيما الشَّرابيّ وجماعة مِنَ الخواصّ، وقال لهم وَصِيف: ما لكم عندنا إلَا التراب، وما عندنا مال. وقال بُغَا: نسأل أمير المؤمنين لكم. ثمّ خرج هُوَ وسِيما إلى سامرّاء يستأذنان المعتزّ، فبقي وَصِيف فِي طائفةٍ يسيرة، فوثبوا عَلَيْهِ فقتلوه بالدّبابيس، وقطعوا رأسه، ونصبوا الرّأس عَلَى رُمْح.
ولوَصِيف حكاية معروفة لمّا دخل إلى قُمّ، فإنّه سَأَلَ عَنْ رجلٍ خامل. فلمّا أُحضِر ذكّره أنه كان اشتراه ورباه وأحسَن إِلَيْهِ، فقال: ما أعرف الأمير أيّده اللَّه إلَا أميرًا. فأعجبه ذَلِكَ، وبالغ فِي صِلَته، وصيَّره من رؤساء البلد.
قُتِل وَصِيف، سامحه اللَّه، فِي سنة ثلَاثٍ وخمسين، قبل بغا بيسير. وكانا الفاتقة والرّاتقة زمِنَ المتوكّلُ، والمستعين، والمعتزّ.(6/226)
-[حَرْفُ الْيَاءِ](6/227)
586 - ياسين بْن النَّضْر، القاضي أَبُو سعَيِد النَّيسابوري. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: النَّضْر بْن شُمَيْل، وعبد الوهاب بْن عطاء.
وَعَنْهُ: ابناه أَبُو بَكْر وأَحْمَد، ومحمد زَحْمَوَيْه.(6/227)
587 - يحيى بْن إِبْرَاهِيم بْن محمد بْن أَبِي عُبَيْدة بْنُ مَعْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَبُو زكريّا الهُذَليّ المسعوديّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: جدِّه محمد، وأبيه، وأَبِي نُعَيْم.
وَعَنْهُ: مُطَيَّن، ومُوسَى بْن إِسْحَاق الأنصاري، ومحمد بن جرير، وغيرهم.
وذكره ابن عساكر في " النبل " وأن النَّسائيّ روى عَنْهُ. قَالَ شيخنا المِزّيّ: لم أقف عَلَى ذَلِكَ.(6/227)
588 - يحيى بْن إِبْرَاهِيم بْن مُزَيْن القُرْطُبيّ الفقيه. [الوفاة: 251 - 260 ه]
أحد الأعلَام بالأندلس.
رَوَى عَنْ: الغاز بْن قَيْس، وعيسى بْن دينار، والقَعْنَبيّ، ومُطَرِّف بْن عَبْد اللَّه، وأَصْبَغ بْن الفَرَج، وطائفة لِقَيهم فِي الرحلة.
وكان حافظًا " للموطّأ " قائمًا عَلَيْهِ، فقيهًا مُفْتِيًا مصنِّفًا، لَهُ تواليف منها: " تفسير غريب الموطّأ "، و" تفسير علل الموطأ "، و" أسماء رجال الموطّأ "، وكتاب " فضائل القرآن "، وغير ذَلِكَ. ولم يكن فِي الحديث بذاك الحافظ. [ص:228]
تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى سنة تسعٍ وخمسين.(6/227)
589 - يحيى بْن حبيب بْن إِسْمَاعِيل بْن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ الأَسَدِيّ، أَبُو عُقَيْل الكُوفيُّ الجمّال، [الوفاة: 251 - 260 ه]
نزيل سامرّاء.
عَنْ: حسين الْجُعْفيّ، وعَبْد الحميد الحِمّانيّ، ويحيى بْن آدم، وأَبِي أسامة، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن أَبِي الدنيا، والبخاري في كتاب " الأدب "، لكن لم يصرح باسمه فقال: حدثنا ابن حبيب بن أبي ثابت، قال: حدثنا أَبُو أُسامة.
وَرَوَى عَنْهُ أيضًا: أَبُو القاسم البَغَوِيّ، وابن صاعد، وأَحْمَد بْن يحيى التُّسْتَرِيّ، والْحُسَيْن المَحَامِليّ، وأَبُو عبيد بْن المؤمّل، ويعقوب الجصّاص، وآخرون.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: صدوق.(6/228)
590 - د ن ق: يحيى بْن حَكِيم، أَبُو سعَيِد البَصْريُّ المُقَوِّم، ويقال: المقومي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وغُنْدَر، ويحيى القطّان، ومحمد بْن أَبِي عديّ، وعَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي، وخلق.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وابن ماجه، والنسائي أيضًا فِي " مُسْنَد مالك بْن أنس "، عَنْ زكريّا خيّاط السنة عَنْه، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وأَبُو عَرُوبة، وابن خُزَيْمَة، ومحمد بْن هارون الرُّويانيّ، وعمر بْن محمد بْن بُجَيْر، وجماعة.
قَالَ أَبُو دَاوُد: كَانَ حافظًا متقنًا.
وقال النَّسائيّ: ثقة حافظ.
وقال أَبُو عَرُوبة: ما رَأَيْت أثبت منه ومن أَبِي مُوسَى. ووصفه أَبُو مُوسَى بالعبادة والورع.
وقال ابن حبّان: كَانَ ممّن جمع وصنِّف. قَالَ: وتوفي سنة ست وخمسين.(6/228)
591 - ق: يحيى بْن خِذَام، أَبُو زكريّا الغَبْريّ البَصْريُّ السقطي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: صَفْوان بْن عيسى، ومحمد بْن عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ، ونائل بْن نَجِيح، وغيرهم.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وابن خُزَيْمَة، وعُمَر بْن بُجَيْر، وأَبُو عَرُوبة، وابن صاعد، وآخرون.
ذكره ابن حِبّان فِي " الثقات ".
وقال غيره: تُوُفّي بِمنى فِي ذي الحجّة سنة اثنتين وخمسين.
ووقع وهْمٌ فِي نسخةٍ متأخرة نقل منها ابن عساكر فقال فِي " النُّبْل ": يحيى بْن حزام التِّرْمِذيّ السَّقَطيّ.
رَوَى عَنْهُ ابن ماجه فكأنّه ظنّ أنّه أخو مُوسَى بْن حِزام التِّرْمِذي فَنَسَبَه.(6/229)
592 - يحيى بْن الربيع المكّيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: ابن عُيَيْنَة.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر محمد بْن جعْفَر القَصْريّ، وأَبُو حامد بْن بلَال، والبَغَوِيّ.(6/229)
593 - يحيى بْن زُهَير الفِهْريّ البَغْداديُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: جرير بْن عبد الحميد، ومحمد بْن ربيعة الكِلَابيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بن محمد الزَّعْفَرانيّ، وإسماعيل الورّاق، ومحمد بْن مَخْلَد.
تُوُفّي سنة ستٍّ وخمسين.(6/229)
594 - يحيى بْن السّرِيّ بْن يحيى، أَبُو محمد البَغْداديُّ الضّرير. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: هُشَيْم، وجرير بْن عَبْد الحميد، وسُفْيان بْن عُيَيْنَة، وأصْرَم بْن حَوْشَب.
وَعَنْهُ: عُمَر بْن محمد بن شعيب، والقاضي المحاملي، وابن عياش القطان، وجماعة.(6/229)
595 - د ن ق: يحيى بْن عثمان بْن سعَيِد بْن كثير الحمصي، أبو سليمان، الرجل الصّالح. [الوفاة: 251 - 260 ه]
أخو عَمْرو بْن عثمان. [ص:230]
سَمِعَ: بقية بْن الوليد، ووَكِيعًا، ومحمد بْن حمير، والوليد بن مسلم، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، ابن ماجه، وإِبْرَاهِيم بْن مَتُّوَيْه، وأَبُو عَرُوبة، وأَبُو بِشْر الدُّولَابيّ، وعبد الغافر بْن سلَامة، وآخرون.
ويقال: إنّه كَانَ مِنَ الأبدال.
قال محمد بْن عَوْف: رَأَيْتُ أَحْمَد بْن حنبل يجلّه ويقدَّمه فِي الصّلَاة.
وقال النَّسائيّ: ثقة.
وقال ابن عدي: هو معروف بالصدق. وسمعت أبا عَرُوبة يَقُولُ: لَا يَسْوى فِي الحديث نواةً. كَانَ يتلقّن كلِّ شيء. سَمِعْتُ المُسَيَّب بْن واضح يَقُولُ: رَأَيْتُ فِي النّوم كأنّ آتٍ أتاني، فقال: إنْ كَانَ بقي مِن الأبدال أحدٌ فيحيى بْن عثمان الحمصيّ.
قَالَ ابن عديّ: لم أرَ أحدًا يطعن فِيهِ غير أَبِي عَرُوبة.
قلت: تُوُفّي سنة خمسٍ وخمسين.(6/229)
596 - د ق: يحيى بن الفضل الْبَصْرِيُّ الخرقي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: عبد الصمد بن عبد الوارث، وأبي عامر العقدي، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، وابن ماجه، وأبو عَرُوبة الحرّانيّ، وأَبُو بَكْر بْن خُزَيْمَة، وآخرون.
توفي سنة ست وخمسين.(6/230)
597 - م: يحيى بن محمد بن معاوية المروزي اللؤلئي [الوفاة: 251 - 260 ه]
نزيل بُخَارى.
عَنْ: النَّضْر بْن شُمَيْل.
وَعَنْهُ: مسلم، ومهيب بْن سُلَيْم، وعُمَر بْن محمد بْن بُجَيْر.
توفي سنة سبْعٍ وخمسين فِي نصف رجب.
قَالَ السُّلَيْمانيّ: رَوَى عَنْهُ: الْبُخَارِيّ فِي " المبسوط "، وعبيد الله بن واصل.(6/230)
598 - خ د ن: يحيى بن محمد بن السَّكَن البَصْريُّ البزَّار. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سكن بغداد.
وَحَدَّثَ عَنْ: رَوْح بْن عُبَادة، ومحمد بْن جَهْضَم، وأَبِي عامر [ص:231] العَقَدي.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، والنسائي، وعُمَر البُجَيْريّ، والمَحَامِليّ، وأَحْمَد بْن عَلِيّ الْجَوْزَجانيّ، وآخرون.
وكان مِن الثقات.(6/230)
599 - يحيى بْن مُعَاذ الرّازيّ، أَبُو زكريّا الصُّوفيّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
العارف المشهور، صاحب المواعظ.
كان حكيم أهل زمانه،
سَمِعَ: إِسْحَاق بْن سُلَيْمَان الرّازيّ، ومكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، وغيرهما.
وَعَنْهُ: الفقيه أَبُو نصر بْن سلام، وأبو عثمان الحيري الزّاهد، وأَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن محمد الماسَرْجِسيّ، وعَلِيّ بْن محمد القبّانيّ، ويحيى بْن زكريّا المقابري، ومشايخ الري، وهمذان، وبَلْخ، ومَرْو. ثمّ استوطن نَيْسابور، وبها مات.
قال أبو عثمان الحيري: سمعته يَقُولُ: يا مَن ذِكره أعزُّ عَلِيّ مِن كلّ شيءٍ، لَا تجعلْني بْين أعدائك غدًا أذلّ من كلّ شيء.
وقال أَبُو بكر الشِّمْشاطيّ: سَمِعْتُ يحيى بْن مُعَاذ يَقُولُ: ما جَفَّتِ الدُّموع إلَا لقساوة القلوب، وما قَسَتِ القلوب إلَا لكثرة الذُّنوب، وما كَثُرَتِ الذُّنُوب إلَا من كثرة العُيُوب.
قلت: وما كَثُرَت العُيُوب إلَا مِنَ الاغترار بعلَام الغُيُوب.
وعَنْ: يحيى بْن مُعَاذ قَالَ: إلهي ما أكرمك، إن كانت الطّاعات فأنت اليوم تبذلها وغدًا تقبلها، وإنْ كانت الذّنُوب فأنت اليوم تسترها، وغدًا تغفرها.
وعنه قَالَ: لَا تطلب العِلْم رياءً ولا تتركه حَيَاءً.
وعنه قَالَ: لو لم يكن العفْوُ مِن مُرادِهِ لم يَبْتَلِ بالذِّنْب أكرم عُبَاده.
وعنه قَالَ: الناس يعبدون اللَّه عَلَى أربعٍ: عامل عَلَى العبادة، وراهب عَلَى الرَّهْبة، ومشتاق عَلَى الشِّوْق، ومُحِبّ عَلَى المحبة.
وقال الْحَسَن بْن عَلُّويَه: سَمِعْتُ يحيى بْن مُعَاذ، وقيل لَهُ: فُلَان لو وعظْتَه؛ فقال: قفْل قلبه قد ضاع مفتاحُه، لَا حيلة لنا فِيهِ.
وعن يحيى قَالَ: عجِبْتُ لمن يصحب الخلْقَ والخالقُ يستصحبه، وعجبت لمن يمنع والله يستقرضه. [ص:232]
وقال الحسن بن علويه: سمعت يحيى بن مُعَاذ يَقُولُ: من لم يكن ظاهره مَعَ العوّام فضّة، ومع المُرِيدين ذَهَبًا، ومع العارفين درًّا " فليس من حكماء اللَّه.
وسمعته يَقُولُ: أحسنُ شيء كلَامٌ صحيحٌ مِن لسانٍ فصيحٍ فِي وجه صبيح.
وعنه قَالَ: الْحَسَن حُسْنٌ، وأحسن منه معناه، وأحسن من معناه استعماله، وأحسن مِنَ استعماله ثوابه، وأحسن من ثوابه رِضَى من عُمِل لَهُ.
وعن عَبْد الواحد بْن محمد قَالَ: جاء يحيى بْن مُعَاذ إلى شِيراز وله شَيْبةٌ حَسنة، وقد لبس دَسْت ثياب سُود، فكان أحسن شيءٍ، فصعَد الْمِنْبَرَ، واجتمع الخلْق. فأوّل ما بدأ بِهِ أن قَالَ:
مواعظُ الواعظ لن تُقْبَلَا ... حتّى يَعِيَها قلبُهُ أوّلَا
يا قوم من أظلم من واعظٍ ... خالَفَ ما قد قاله فِي الملَا؟
أظهر بين النّاس إحسانَهُ ... وبارز الرّحمن لمّا خلَا
ثمّ وقع مِنَ الكُرْسيّ، فلم يتكلَّم يومئذ؛ ثم إنه ملك قلوب أهل شيراز بعدُ، فكان إذا أراد أنْ يضْحكهم أضحكهم، وإذا أراد أنْ يبْكيهم أبكاهم. وأخذ مِنَ البلد سبعة آلاف دينار.
وعن يحيى بْن مُعَاذ قَالَ: لَا تكُن ممّن يفضحه يوم مماته ميراثه، ويوم حسابه ميزانه.
قَالَ الحاكم: قرأت على قبر يحيى بن معاذ: مات حكيم الزّمان يحيى بْن مُعَاذ الرّازيّ في جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين.(6/231)
600 - ق: يحيى بْن معلي بن منصور الرّازيّ، ثمّ البَغْداديُّ، الحافظ. [أَبُو عَوَانَة] [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وأَبِي سَلَمَةَ التَّبُوذَكيّ، وأَبِي اليَمَان، وأَبِي حُذَيْفَة مُوسَى بْن مَسْعُود، وإِسْحَاق الفَرَويّ، وعمرو بْن مرزوق، وإسماعيل بْن أَبِي أويس، وطائفة.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وسَلَمَةُ بْن شبيب وهو أكبر منه، وقاسم المطرّز، وأَحْمَد بْن حمدون الأعمشيّ، ويحيى بْن صاعد، والمَحَامِليّ، وآخرون.
قَالَ مُسلْمِ: كنيته أَبُو عَوَانَة.
وقال أَبُو عَلَى النَّيسابوري: كَانَ صاحب حديث. [ص:233]
ووثقه الخطيب.(6/232)
601 - ت: يحيى بْن المغيرة أَبُو سَلَمَةَ المخزوميّ المدنيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أَبِي ضمرة أَنَس بْن عِياض، وابن أبي فديك، وجماعة.
وَعَنْهُ: الترمذي، ويحيى بْن صاعد، وحَرَميّ بْن أَبِي العلَاء، وآخرون.
قَالَ أَبُو حاتم: صدوق، ثقة.
قلت: وقع لنا من عواليه، وتُوُفّي سنة ثلَاثٍ وخمسين ومائتين.(6/233)
• - يحيى بْن واقد. أَبُو صالح. [الوفاة: 251 - 260 ه]
قد ذُكِر فِي الطبقة الماضية.(6/233)
602 - يزيد بْن محمد بْن المُهَلَّب البَصْريُّ الشّاعر المشهور، [الوفاة: 251 - 260 ه]
نديم المتوكّل.
حدَّث عَنْ: أَبِي عَلَى الحنفيّ، وغيره.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومحمد بْن عَبْد الملك التّاريخيّ.
وما أحسن قوله في أبيات له:
إني لرحال إذا الهم برك ... رحب اللبان عند ضِيق المُعْتَرَكْ
عُسْري عَلَى نفسي ويُسْري مُشْتَرَكْ ... لَا تُهْلِكِ النّفسَ عَلَى شيءٍ هَلَكْ.(6/233)
603 - يسار بْن سُمَيْر، أَبُو عثمان العِجْليّ الأصبهاني [الوفاة: 251 - 260 ه]
أحد العُبّاد.
حدَّث عَنْ: أَبِي دَاوُد الطَّيَالِسيّ، وسعيد بْن عامر الضُّبَعيّ، ويحيى بْن أَبِي بكير.
وَعَنْهُ: محمد بن محمد القباب، والد أبي بَكْر، وأَحْمَد بْن الْحُسَيْن، ومحمد بْن أَحْمَد بْن يزيد الأصبهانيوّن.(6/233)
604 - اليَسَع بْن إِسْمَاعِيل البَغْداديُّ الضّرير. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وزيد بْن الحُبَاب.
وَعَنْهُ: يعقوب بْن محمد الدُّوريّ، والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد.
ضعفه الدارقطني.(6/233)
605 - ع: يعقوب بْن إِبْرَاهِيم بْن كثير بْن زيد بْن أفلح الحافظ أَبُو يوسف العَبْديّ الدَّوْرَقيّ البَغْداديُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
رَأَى اللَّيْث بْن سعْد ببغداد، وسَمِعَ: إِبْرَاهِيم بْن سعْد، وَهُشَيْمًا، وعَبْد العزيز الدَّرَاوَرْديّ، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وعيسى بْن يونس، ويحيى القطّان، وابن علية، وخلقًا كثيرًا.
وَعَنْهُ: الستة، والنسائي أيضًا، عَنْ رجلٍ عَنْهُ، وأَبُو زُرْعَة، والقاسم المطرّز، وابن صاعد، وأبو عبد الله المَحَامِليّ، وابن مَخْلَد العطّار، وخلْق.
وثقَّه النَّسائيّ، وذكره الخطيب فِي تاريخه. وكان من أئمّة الحديث.
آخر من روى حديثه عاليًا أَبُو القاسم سِبْط السِّلَفيّ.
تُوُفّي سنة اثنتين وخمسين، وقد قارب التسعين.
وربما أخذ على الرواية، فأنبأنا المسلم بن علان وغيره قالوا: أخبرنا الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب: قال: أخبرنا محمد بن عمر بن بكير، قال: حدثنا عثمان بن خفيف، قال: حدثنا الْبَاغَنْدِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَابْنُ الْمُجَدِّرِ، وابن صاعد، وصالح بن أبي مقاتل وابن سابور، قالوا: حدثنا يعقوب الدورقي، قال: حدثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ، عَنْ محمد، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُبَالَ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ وَيُتَوَضَّأَ مِنْهُ ".
قَالَ عُثْمَانُ: كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلاءِ ذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ هَذَا الْحَدِيثَ من يعقوب بثلاثة دنانير.
عثمان بن خفيف ثقة.(6/234)
606 - يعقوب بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو الأسباط الكُوفيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
رَوَى عَنْ: يحيى بْن آدم، وغيره.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: صدوق، كتبنا فوائده، ولم يُقْضَ لنا السَّماعُ منه.(6/234)
607 - يعقوب بْن إِسْحَاق بْن البُهْلُول بْن حسّان الأنباريّ. [الوفاة: 251 - 260 ه][ص:235]
أحد القرّاء الأئمّة.
كَانَ صالحًا زاهدًا قانتًا عالمًا بالعدد والحروف، وغير ذَلِكَ.
رَوَى عَنْ: محمد بْن بكّار الرّيّان، وغيره.
وهو والد يوسف بْن يعقوب الأزرق.
مات يعقوب قبل والده، فحزن عَلَيْهِ وتوجَّع لفراقه، مَعَ أنّه عاش أربعًا وستّين سنة.
تُوُفّي سنة إحدى وخمسين.(6/234)
608 - يعيش بن الجَهْم، أبو الحسن الحَدِيثيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وابن نُمَيْر، وأَبِي ضَمْرَةَ، وأَبِي أُسامة، وطائفة.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: هُوَ ثقة صدوق، كتبتُ عَنْهُ بالحُدَيثة.
قلت: وروى عَنْهُ: الْحَسَن بْن محمد بْن شُعْبَة الْأَنْصَارِيّ، ومحمد بْن هارون الحضْرميّ، وغيرهما.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: رَوَى أَحَادِيثَ غَيْرَ مَحْفُوظَةٍ.(6/235)
609 - خ د ت ق: يوسف بْن مُوسَى بْن راشد القطّان، أَبُو يعقوب الكُوفيُّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
نزيل بغداد.
رَوَى عَنْ: جرير بْن عَبْد الحميد، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وأَبِي خَالِد الأحمر، وحَكّام بْن سَلْم، وعبد اللَّه بْن إدريس، ووكيع، وابن نمير، وطائفة.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وإِبْرَاهِيم الحربيّ، وقاسم بْن زكريّا المطرّز، والبَغَوِيّ، وابن صاعد، والنَّسائيّ فِي غير سُنَنِه، والحسين بْن إِسْمَاعِيل المَحَامِليّ، وآخرون. وكتب عَنْهُ يحيى بْن مَعِين، والكبار.
قَالَ النَّسائيّ: لَا بأس بِهِ.
وقال أَبُو سعَيِد السُّكّريّ، عَنْ يحيى بن معين: صدوق.
وقال غيره: كَانَ يَتَّجر إلى الرِّيّ.
قَالَ ابن زُولَاق: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر محمد بن أحمد ابن الحَدّاد شيخنا يَقُولُ: قرأت عَلَى أَبِي عُبَيْد بْن حَرْبَوَيْه جزءًا عَنْ يوسف بْن مُوسَى القطان، فلما [ص:236] فرغتُ قلتُ: كما قرأتَ عَلَى القاضي؟ فقال: نعم، إلَا الإعراب، فإنك تُعْرِب وما كَانَ يوسف يُعْرِب.
مات فِي صفر سنة ثلَاثٍ وخمسين عن سن عالية.(6/235)
610 - يوسف بْن مُوسَى أَبُو غسَّان التُّسْتَرِيُّ السُّكَّريُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
نزل الري.
وَحَدَّثَ عَنْ: يحيى القطان، ووكيع، وإبراهيم بْن عُيَيْنَة، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَبُو حاتم، وعلى بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد، وإِبْرَاهِيم بْن يوسف الهسنجاني، وأهل الري.(6/236)
611 - ن: يوسف بن واضح البَصْريُّ المؤدِّب. [الوفاة: 251 - 260 ه]
رَوَى عَنْ: قُدَامة بْن شِهاب، ومُعْتَمر بن سليمان، وغيرهما.
وَعَنْهُ: النسائي، ثمّ روى عَنْ رجلٍ، عَنْهُ، وعَبْد اللَّه بْن ناجية، وإمام الأئمّة ابن خُزَيْمَة، وآخرون.
مات سنة إحدى وخمسين.(6/236)
612 - يوسف بْن يعقوب النَّجَاحيُّ [أَبُو بَكْر] [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة.
وَعَنْهُ: الهَيْثَم بن كليب، وأبو عَبْد اللَّه المَحَامِليّ، وإسماعيل الورّاق.
وثقَّه الخطيب.
وكنيته: أَبُو بَكْر.(6/236)
613 - يونس بْن يعقوب، أَبُو إدريس البَغْداديُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: هُشَيْم بْن بشير، وأبي معاوية.
وقال محمد بْن مَخْلَد: ثقة، سمعنا منه.
قلت: حديثه عال عند الكندي.(6/236)
-[الْكُنَى](6/236)
614 - أَبُو أَحْمَد بْن هارون الرشيد. [الوفاة: 251 - 260 ه][ص:237]
كَانَ آخر أولَاد أَبِيهِ موتًا، تُوُفّي فِي خلَافة ابن أخيه المعتزّ بالله سنة أربعٍ وخمسين.(6/236)
615 - أَبُو حمزة الخُرَاسانيّ الزّاهد. [الوفاة: 251 - 260 ه]
من كبار مشايخ الصوفية، ذكره أبو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ.
تُوُفّي سنة ستين ومائتين، وقيل: سنة تسعين فسيعاد.(6/237)
616 - د: أبو العباس القَلَوَّريُّ البَصْريُّ. فِي اسمه أقوال، أحدها: محمد بْن عَمْرو، وأصحّها: أَحْمَد بْن عَمْرو. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: سعَيِد بْن عامر الضبعي، ويعقوب الحضرمي، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود ومحمد بْن محمد الباغَنْديّ، ومحمد بْن جرير الطَّبَريّ، وجماعة.
تُوُفّي سنة ثلَاثٍ وخمسين.(6/237)
617 - أَبُو عبيد البسري، بسر حوران، الصوفي الزّاهد، واسمه: محمد بْن حسّان الغسّانيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
حدَّث عَنْ: سعَيِد بْن منصور، وآدم بْن أَبِي إياس، وأَبِي الْجَمَاهِر محمد بْن عثمان، وأَحْمَد بْن أَبِي الحواري، وجماعة.
وَعَنْهُ: ولداه نجيب وعُبَيْد، وإِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مروان، والقاسم بن عيسى العصار، وآخرون.
قَالَ ابن الجلَاء: لقيت ستّمائة شيخ ما رَأَيْت مثل أربعة: ذا النُّون المصريّ، وأبا تُراب النَّخْشَبيّ، وأبا عُبَيْد البُسْريّ، ووالدي.
وعن أَبِي عبيد قَالَ: سَأَلت الله تعالى ثلاث حوائج، فقضى لي اثنتين ومنعني الثالثة. سَأَلْتُهُ أنْ يذْهب عنّي شهوة الطّعام، فما أبالي أكلت أم لَا، وسألته أنْ يذهبَ عني شهوة النَّوم، فما أبالي نمتُ أم لَا، وسألته أنْ يذهِب عنّيِ شهوة النساء، فما فعل.
وقال السُّلَميّ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر البَجَليّ قال: سَمِعْتُ أَبَا عثمان الأدميّ يَقُولُ: كَانَ أَبُو عُبَيْد البُسْريّ إذا كَانَ أوّل شهر رمضان يدخل البيت ويقول لَامرأته: طيّني باب البيت، وألْقِ إليَّ كلّ لَيْلَةٍ مِنَ الطّاقة رغيفًا. قَالَ: فلمّا كَانَ يوم العيد رَفَست الباب، ودخلت فوجدتُ ثلَاثين رغيفًا موضوعة فِي الزّاوية، لَا أكل ولا شرِب، ولا تهيّأ للصّلَاة، بقي عَلَى صومٍ واحد إلى آخر الشّهر. [ص:238]
هذه حكاية بعيدة الصّحة، وفيها مخالفة السنة بالوصال، وفيها ترك الْجُمعة للجماعة، وغير ذَلِكَ ذكرتها للفُرْجَة لَا للحُجّة.
وهذه الحكاية أمثل منها: قَالَ أَبُو بَكْر محمد بْن دَاوُد الرقي: سمعت أبا بكر بن معمر، قال: سَمِعْتُ أَبَا حسّان، قَالَ: أتى أَبُو عُبَيْد عكّا هُوَ ووُلده، فأقاموا بها شهر رمضان، يُصلح لَهُ أولَاده كُلّ يوم إفطاره، ثمّ يوجّهون بِهِ إِلَيْهِ مَعَ غلَام أسود. فإذا أتى بِهِ إِلَيْهِ قَالَ لَهُ الشَّيْخ: اجلس فكُلْهُ، ولا تقُلْ لهم شيئًا. ويُفْطر هو على تمرة واحدة.
قال الرقي: وحدثنا أبو بكر بن معمر قال: سمعت ابن أبي عبيد البسري يحُدّث عَنْ أَبِيهِ أنّه غزا سنة مِنَ السِّنين، فخرج فِي السَّرِيّة، فمات المهْر الَّذِي كَانَ تحته وهو فِي السّريّة. قَالَ أبي: فقلت: يا رب أعرنا حتّى نرجَع إلى بُسْر. فإذا المهر قائم. فلما غزا ورجع قال: يا بني خذ السَّرْج عَنِ المهر. قلت: إنّه عَرِق. فقال: يا بني إنه عارية. فلما أخذ السرج وقع المهر ميتًا.
رواه ابن باكويه، عَنْ عَبْد الواحد بْن بَكْر الوَرثانيّ، عَنِ الرقي، وفي رواتها من يجهل حاله.
وقد روى لَهُ ابن جَهْضَم حكايات من هذا اللقط.
ويقال: إنه مات سنة ستين ومائتين، رحمه الله تعالى.(6/237)
• - المَهْري صاحب العربية هو عبد الملك. [الوفاة: 251 - 260 ه]
آخر الطبقة والحمد لله.(6/238)
-الطبقة السابعة والعشرون
261 - 270 هـ(6/239)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
-الحوادث(6/241)
-دخلت سنة إحدى وستين ومائتين
تُوُفيّ فيها: أَحْمَد بْن سُلَيْمَان الرَّهاويّ الحافظ، وأحمد بْن عَبْد الله بْن صالح العجْليّ الحافظ نزيل أطرابلس المغرب، وقاضي القضاة الحَسَن بْن محمد بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، وشُعيب بْن أيّوب الصَّريفينيّ، وأبو شعيب السُّوسيّ، وعليّ بن إشكاب، وعلي بن سهل الرملي، وعيسى بن إبراهيم بن مثرود الغافقي، ومحمد بْن أشكاب، ومحمد بْن سَعِيد بْن غالب العطّار، ومسلم صاحب " الصّحيح "، وتمامُ خمسةٍ وخمسين رجلًا ضبطتُ وَفَيَاتهم فِي غير هَذِهِ البُقْعة.
وفيها مالت الدَّيلم إِلَى يعقوب بْن اللَّيث الصّفّار، وتخلَّت عن الحَسَن بْن زَيْدٍ فأحرق الحسن منازلهم وصار إلى كرمان.
وفيها كتب المعتمد كتابًا قُرِئ على من ببغداد من حُجّاج خُراسان والرِّيّ، مضمونه: انّي لم أولِّ يعقوبَ بْن اللَّيْث خُراسان، ويأمرهم بالبراءة منه.
وفيها ولّي المعتمد أَبَا السّاج إمرة الأهواز وحرْب صاحب الزَّنج، فسار إليها، فأقام بها. فبعث إليه قائد الزَّنج عليّ بْن أبان، وبعث إليه أبو السّاج صهره عَبْد الرحمن، فاقتتلوا وكانت بينهم وقعة عظيمة، قُتِلَ فيها القائد عَبْد الرَّحْمَن، وانحاز أبو السّاج إِلَى عسكر مكْرم، ودخل الزَّنج الأهواز، فقتلوا وسبوا ثم ولي قتال الزنج إبراهيم بن سيما القائد.
وفيها كتب المعتمد لأحمد بْن أسد بولاية بخارى وسمرقند وما وراء النهر.
وفيها سار يعقوب بْن اللَّيْث إِلَى فارس، فالتقى هُوَ وابن واصل، [ص:242] فهزمه يعقوب وفَلّ عسكره، وأخذ من قلعة له أربعين ألف ألف درهم فيما بَلَغَنا.
وفيها بايع المعتمد بولاية العهد بعده لابنه المفوّض إِلَى الله وولّاه المغرب والشّام والجزيرة، وأرمينية، وضم إليه موسى بن بغا.
وولّى أخاه الموفق العهد، بعد ابنه المفوّض جَعْفَر، وولّاه المشرق، والعراق، وبغداد، والحجاز، واليمن، وفارس، وإصبهان، والرِّيّ، وخُراسان، وطَبَرسْتان، وسجِسْتان، والسِّند. وعقد لكلّ واحدٍ منهما لواءين أبيض وأسود، وشرطَ إن حَدَث به حَدَثٌ أنّ الأمر لأخيه إن لم يكن ابنه جَعْفَر قد بلغ. وكتب العهد ونفذه مع قاضي القضاة الحَسَن بن أبي الشّوارب ليعلقه فِي الكعبة، فمات الحَسَن بمكّة بعد الصَّدر. وَقِيلَ: تُوُفيّ ببغداد فالله أعلم.(6/241)
-سنة اثنتين وستّين ومائتين.
فيها تُوُفيّ: حاتم بْن اللَّيث الجوهريّ، وسعَدان بْن يزيد البِزّاز، وعبّاد بن الوليد الغبريّ، وعمر بن شبة النُّميريّ، ومحمد بْن عاصم الثَّقفيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن قُهْزَاد، ومحمد بْن عَبْد الله بْن المستورد البَغْداديُّ، ومحمد بْن عَبْد الله بْن ميمون البَغْداديُّ نزيل الإسكندريّة، ويعقوب بن شيبة السَّدوسيّ.
وفيها أعيى الخليفة أمرُ يعقوب بن اللَّيْث، فكتب إليه بولاية خراسان وجُرْجان، فلم يرضَ حتّى يوافي باب الخليفة، وأضمر فِي نفسه الحكم على الخليفة، والاستيلاء على العراق والبلاد. وعلم المعتمد قصده فارتحل من سرَّ من رَأَى فِي شهر جمادى الآخرة، واستخلف عليها ابنه جعفرًا، وضمّ إليه محمدا المولّد. ثُمَّ نزل المعتمد بالزَّعفرانية، وسار يعقوب بْن اللَّيْث بجيشٍ لم يُرَ مثله، فَقِيلَ: كانوا سبعين ألفًا، وَقِيلَ: كانت خزائنه وثِقَلُه على عشرة آلاف جمل، فدخل واسطًا فِي أواخر شهر جُمَادى الآخرة، فارتحل المعتمد من الزَّعفرانّية إلى سيب بني كوما وأتاه مسرور البلخيّ والعساكر. ثُمَّ زحف يعقوب من واسط إِلَى دير العاقول نحو المعتمد. فجهّز المعتمد أخاه الموفّق إِلَى حرب يعقوب، ومعه مُوسَى بْن بُغا ومسرور، فالتقى الجمعان فِي ثالث رجب بقرب دير العاقول، واقتتلوا قتالًا شديدًا، فكانت [ص:243] الهزيمة على الموفّق، ثُمَّ صارت على يعقوب، وولّى أصحابه مُدْبِرين فَقِيلَ: إنّهُ نهِبَ من عسكره عشرة آلاف فرس، ومن الذَّهب ألفا ألف دينار، ومن الدّراهم والأمتعة ما لا يُحصى. وخلّصوا محمد بْن طاهر، وكان مع يعقوب فِي القيود. ثُمَّ عاد المعتمد إِلَى سامُرّاء، وصار يعقوب إِلَى فارس، ورد المعتمد على محمد بن طاهر عمله، وأعطاه خمسمائة ألف درهم.
وفيها بعث الخبيث رأس الزَّنج جيوشه عند اشتغال المعتمد إِلَى البطيحة، فنهبوها وقتلوا وأسروا.
وفيها ولي قضاء سرَّ مَن رَأَى عليّ بن محمد بن أبي الشوارب. وقضاء بغداد إسماعيل بن إسحاق القاضي.
وفيها غلب يعقوب بْن اللَّيْث على فارس، وهرب عاملها ابنُ واصل إِلَى الأهواز، وتقوّى يعقوب.
وفيها كَانَتْ وقعة بين الزَّنج وبين الأمير أَحْمَد بْن ليثَويْه صاحب مسرور البلْخيّ، فقتل خلقًا كثيرًا من الزَّنج، وأسر قائدهم الَّذِي يقال له: الصُّعلوك.(6/242)
-سنة ثلاثٍ وستّين ومائتين.
فيها توفي: أبو الأزهر أَحْمَد بْن الأزهر، وأحمد بْن حرب الطائي، والحسن بْن أبي الرَّبِيع، ومحمد بْن عليّ بن ميمون الرَّقيّ، ومعاوية بْن صالح الأشعريّ الحافظ.
وفيها سار يعقوب بْن اللَّيْث إِلَى الأهواز، وأسر الأمير ابنُ واصل، واستولى على الأهواز.
وفيها استوزر الْحَسَن بْن مخلد بعد موت عُبَيْد اللَّه بْن يحيى بْن خاقان الوزير، ثُمَّ هرب الْحَسَن إِلَى بغداد خوفًا من مُوسَى بْن بُغا. فاستوزر سُلَيْمَان بْن وهْب.
وفيها غلب شركُب على نيسابور وأخرج عَنْهَا الْحُسَيْن بْن طاهر. [ص:244]
وفيها كَانَتْ ملحمة كبيرة بالأندلس، نصر الله فيها الْإِسْلَام، واستشهد طائفة.(6/243)
-سنة أربعٍ وستّين ومائتين.
فيها تُوُفيّ: أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن وهْب، وأحمد بْن يوسف السُّلميّ، وأبو إِبْرَاهِيم المزني الفقيه، والحافظ أبو زُرْعة الرّازيّ، ويونس بْن عَبْد الأعلى.
وَفِي المحرَّم خرج أبو أَحْمَد الموفق، ومعه موسى بن بغا إلى قتال الزَّنج. فَلَمَّا نزلا بغداد مات مُوسَى وحُمِل إلى سامرّاء، فدفن بها.
وَفِي ربيع الأوّل تُوُفيّت قبيحة أمُّ المعتز بالله بسامُرّاء، وكان المعتمد قد أعادها إليها من مكّة وأكرمها.
وفيها أسرت الروم عَبْد الله بْن رشيد بْن كاوس، وكان قد دخل الروم فِي أربعة آلاف، فأوغلَ فيها وأسرَ وغنِم ورجع، فلمّا نزل البَذَنْدون أقام به ثُمَّ رحل. وتَبِعَتْه البطارقة من كلّ صَوْب وأحْدَقوا به، فنزل جماعة من المسلمين فعرقبوا دوابّهم وقاتلوا إلا خمسمائةٍ من المسلمين انهزموا، وأسر عبد الله بعدما جرح جراحات.
وفيها ولي واسطًا محمد المولّد، فحاربته الزَّنج، فهزمهم محمد، ثُمَّ غلبت الزَّنج ودخلت واسطًا، فهرب أهلُها حُفاةً عراةً، ونهبها الزَّنج وأحرقوها.
وفيها غضب المعتمد على الوزير سُلَيْمَان بْن وهْب وقيّده وانتهب أمواله، واستوزر الْحَسَن بْن مخلد.
وفيها أظهر أبو أَحْمَد الموفَّق العصيان، فشخَصَ من بغداد ومعه عَبْد الله بْن سُلَيْمَان بْن وهْب، فَلَمَّا قَرُب من سامُرّاء، تحوّل المعتمد إِلَى الجانب الغربيّ، فعسكر به. فنزل أبو أَحْمَد بظاهر سامُراء، ثُمَّ تراسلا واصطلحا فِي آخر السنة، وأطلق سُلَيْمَان بْن وهبْ، وهرب الْحَسَن بْن مَخْلد، وأحمد بْن صالح بْن شيرزاد. [ص:245]
وفيها كانت المحنة على الصُّوفيّة بغلام خليل.(6/244)
-سنة خمسٍ وستّين ومائتين
تُوُفيّ فيها: أَحْمَد بْن مَنْصُورٌ الرّماديّ، وإبراهيم بْن الْحَارِث البَغْداديُّ، وإبراهيم بْن هانئ النَّيسابوريّ، وسَعْدان بْن نصر، وصالح بْن أَحْمَد بْن حنبل، وعبد الله بْن محمد بْن أيّوب المُخرّميّ، وعليّ بْن حرب الطائيّ، وأبو حَفْص النَّيسابوريّ الزّاهد عَمْرو بْن سَلْم، ومحمد بْن الحَسَن العسْكريّ من الأثني عشر، ومحمد بن هارون الفلاس شيطا، وهارون بن سليمان الأصبهاني.
وفيها خرج أَحْمَد بْن طولون أمير مصر إِلَى الشّام، فحصَر سيما الطّويل بأنطاكيَة إِلَى أن افتتحها وقتل سيما.
وفيها خامر محمد المولّد ولِحق بيعقوب بْن اللّيث وصار من خواصّه.
وفيها قبض المعتمد على سُلَيْمَان بْن وهْب وابنه عُبَيْد الله واصطفى أموالهما، ثُمَّ صُولحا على تسعمائة ألف دينار واستوزر إسماعيل بن بلبل.
وفيها مات يعقوب بْن اللَّيث الصّفّار المتغلّب على خُراسان، وغيرها. تُوُفيّ بالأهواز، فخلفه أخوه عمرو بن اللّيث، ودخل في الطّاعة.
وفيها بعث ملك الروم بعبد الله بْن كاوس الَّذِي كان عامل الثغور فأسروه، مع عدّة مصاحف كانوا أخذوها من أَهْل أَذَنَة، إلى أحمد بن طولون هدية.
ولما خرج ابن طولون إِلَى الشّام قام ابنه الْعَبَّاس وجماعة من أمرائه فأخذ أموال أَبِيهِ وحَشَمه، وتوجّه نحو برقة إلى إفريقيّة، فنهب وقتل، فانتدب لحربه إلياس بن منصور النفوسيّ من جبل نفوسة رأس الإباضيّة فِي اثني عشر ألفًا، وبعث صاحب إفريقية إيراهيم بْن أَحْمَد بن الأغلب جيشًا كثيفًا مع مولاه، فأطبق الجيشان على الْعَبَّاس فباشر الحرب بنفسه، وقُتِلت صناديده، ونُهِبَت خزائنه، وعاد إِلَى بَرْقَةَ. فبعث أَبُوهُ جيشًا [ص:246] فأسروه، وحملوه إِلَى أَبِيهِ، فقيدَّه وحبسه، وقتل جماعة ممّن كان حسَّن إليه العصيان
وفيها دخلت الزَّنج النُّعمانيّة، فأحرقوا وسبوا وقتلوا.
وفيها استناب الموفّق عَمْرو بْن اللَّيْث على خُراسان، وكَرْمان، وفارس، وبغداد، وإصبهان، والسِّند، وسِجِسْتان، وبعث إليه بالتّقليد والخِلَع العظيمة. وَقِيلَ: إنّ تَرِكَةَ أَخِيهِ يعقوب بْن اللَّيْث بلغت ألف ألف دينار وخمسين ألف ألف درهم. ونُقل فَدُفِن بجُنْدَيْسابور وكُتِب على قبره: هَذَا قبر المسكين، وتحته:
أحسَنْتَ ظنَّك بالأيّام إذ حَسُنَتْ ... ولم تَخَفْ سُوء ما يأتي به القَدَر
وسالَمَتْك اللّيالي فاغْتَرَرْت بها ... وعند صَفْوِ اللَّيَالِي يحدُث الكَدَر.(6/245)
-سنة ستًّ وستّين ومائتين
فيها تُوُفيّ: إِبْرَاهِيم بْن أُورَمَة الحافظ، وصالح بْن أَحْمَد بْن حنبل بخُلْف، وهذا أصّح، ومحمد بْن شجاع الثلْجيّ الفقيه، ومحمد بْن عبد الملك الدّقيقيّ، وأبو السّاج الأمير.
وفيها كتب عَمْرو بْن اللَّيْث الصّفّار إِلَى عُبَيْد الله بْن عَبْد الله بن طاهر بأن يكون نائبه على شرطة بغداد.
وفيها وصلت عساكر الروم إِلَى ديار ربيعة، فقتلت جماعة من المسلمين، وهرب أهل الجزيرة والموصل.
وفيها استعمل عمرو بن الليث أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف على أصبهان، واستعمل الموفّق على الحَرَمَيْن محمد بْن أبي السّاج.
وفيها كَانَتْ وقعة بين الزَّنج وعسكر الخليفة، وظهرت الزَّنج، لعنهم الله.
وفيها قتل أهل حمص أميرهم الكرخيّ.
وفيها دعا الْحَسَن بْن محمد بْن جَعْفَر الأصغر أهل طبرستان إلى نفسه.
وفيها سار أَحْمَد بْن عَبْد الله الخُجُسْتانيّ إلى الحسن بن زيد، فهزمه [ص:247] أحمد، ثُمَّ سار الْحَسَن بْن زَيْدُ إِلَى الْحَسَن بن الأصغر، واحتال عليه حتى قتله.
وفيها حارب أَحْمَد بْن عَبْد الله الخُجُسْتانيّ عَمْرو بن اللَّيث، وظهر على عَمْرو، ودخل نَيْسابور، وقتل جماعة ممّن كان يميل إِلَى عمرو.
وفيها وثبت الأعراب على كُسْوَة الكعبة فانتهبوها، وأصاب الوفد شدّة منهم.
وفيها دخلت الزَّنج رامهُرْمُز، فاستباحوها قتْلًا وَسَبْيًا، فلا قوة إلا بالله.(6/246)
-سنة سبع وستين ومائتين.
فيها تُوُفيّ: إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله السَّعديّ، وإسماعيل بن عَبْد الله سَمّوَيْه، وإسحاق بْن إِبْرَاهِيم الفارسيّ شاذان، وبحر بْن نصر الخَوْلانيّ، وعباس الترقفيّ، ومحمد بن عزيز الأيليّ، ويحيى ابن الذهليّ، ويونس بن حبيب الأصبهاني.
وفيها دخلت الزَّنج واسطًا، فاستباحوها وأحرقوا فيها، فجهّز الموفّق ابنه أبا الْعَبَّاس فِي جيشٍ عظيم، فكان بينه وبين الزَّنج وقْعة فِي المراكب فِي الماء، فهزمهم أبو الْعَبَّاس، وقتَل فيهم وأسر وغرَّق سُفُنَهم، وكان ذلك أوَّل النّصر. فنزل أبو الْعَبَّاس واسطًا، واجتمع قوّاد الخبيث صاحب الزَّنج سُلَيْمَان بْن مُوسَى الشّعْرانيّ، وعليّ بْن أبان، وسليمان بْن جامع، وحشدوا وأقبلوا، فالتقاهم أبو الْعَبَّاس، فهزمهم وفرَّقهم، ثُمَّ واقَعَهم بعد ذلك، فهزمهم أيضًا ومزَّقهم. ثُمَّ دامت مُصابَرَة القتال بينهم شهرين، ثُمَّ قذف الله الرُّعب فِي قلوب الزَّنج من أبي الْعَبَّاس وهابوه. وتحصّن سُلَيْمَان بْن جامع بمكان، وتحصّن الشّعْرانيّ بمكانٍ آخر. فسار أبو الْعَبَّاس وحاصر الشّعْرانيّ، وجَرَت بينهم حروب صعْبة، إِلَى أن انهزمت الزَّنج، ورجع أبو الْعَبَّاس بجيوشه سالمًا غانمًا. وكان أكثر قتالهم فِي المراكب والسّماريّات، وغرق من الزَّنج خلْق سوى من قُتِلَ وأُسِر.
ثُمَّ سار الموفَّق من بغداد فِي جيشه فِي السُّفن والسّماريّات فِي هيئةٍ لم [ص:248] يُرَ مثلها إِلَى واسط. فتلّقاه ولده أبو الْعَبَّاس، ثُمَّ سارا إِلَى قتال الزَّنج ليستأصلوهم، فواقعوهم، فانهزم الزَّنج واستُنْقِذ منهم من المسلمات نحو خمسة آلاف امرأة، وهدمت مدينة الشعراني فانهزم الشعراني فِي نفرٍ يسير مسلوبًا من الأهل والمال، وَوَصَلَ إِلَى المذار، فكتب إِلَى الخبيث سلطان الزَّنج بما جرى، فتردَّد الخبيث إِلَى الخلاء مرارًا في ساعة واحدة، ورجف فؤاده وتقطّعت كبدُه، وأيقن بالهلاك.
ثُمَّ إنّ الموفَّق سَأَلَ عن أصحاب الخبيث، فَقِيلَ له: مُعْظَمهُم مع سُلَيْمَان بْن جامع فِي بلد طَهِيثا، فسار الموفَّق إليها، وزحف عليها بجنوده، فالتقاه سُلَيْمَان بْن جامع وأحمد بْن مهديّ الْجُبائيّ فِي جموع الزَّنج، ورتّب الكُمَنَاء واستحرَّ القتال، فرمى أبو العبّاس بن الموفّق لأحمد ابن مهديّ بسهمٍ فِي وجهه هلك منه بعد أيامٍ. وكان أبو الْعَبَّاس راميًا مذكورًا.
ثُمَّ أصبح الموفَّق على القتال، وصلّى وابتهل إِلَى الله بالدّعاء، وزحف على البلد، وكان عليه خمسة أسوار، فَمَا كَانَتْ إلّا ساعة وانهزمت الزَّنج، وعمل فيهم السّيف وغرق أكثرهم. وهرب سُلَيْمَان بْن جامع، واستنقذ الموفَّق من طهيثا نحو عشرة آلاف أسيرة فسيَّرهنّ إِلَى واسط، وأخذ من المدينة تُحَفًا وأموالًا، بحيث استغنى عسكره، وأقام بها الموفَّق أيامًا ثم هدمها. وكان المهلَّبيّ مقيمًا بالأهواز في ثلاثين ألفا من الزَّنج، فسار إليها الموفَّق، فانهزم المهلَّبيّ وتفرَّق جَمْعُه، وانهزم بَهْبُوذ الزَّنجيّ، وبعثوا يطلبون الأمان، لأنه كان قد ظفر بطائفةٍ كبيرة من أصحاب الخبيث وهو بنهر أبي الخصيب.
ثُمَّ سار الموفَّق إِلَى جُنْدَيْسابور ثُمَّ إِلَى تُسْتَر فنزلَها، وأنفق فِي الْجُنْد والموالي، ثُمَّ رحل إِلَى عسكر مُكْرَم ومهّد البلاد، ثُمَّ رجع وبعث ابنه أَبَا الْعَبَّاس إِلَى نهر أبي الخصيب لقتال الخبيث. فبعث إليه الخبيث سُفُنًا، فاقتتلوا، فهزمهم أبو الْعَبَّاس، واستأمن إليه القائد منتاب الزَّنجيّ، فأحسن إليه.
وكتب الموفَّق كتابًا إِلَى الخبيث يدعوه إِلَى التَّوبة إِلَى الله والإنابة إليه ممّا فعل من سَفْك الدّماء وسبي الحريم وانْتِحال النبوَّة والوحي، فَمَا زاده [ص:249] الكتاب إلّا تجبرًا وعُتُوًّا.
وَقِيلَ: إنه قَتَلَ الرَّسُول، فسار الموفَّق فِي جيوشه إِلَى مدينة الخبيث بنهر أبي الخّصِيب، فأشرف عليها، وكان قد سمّاها المختارة، فتأمّلها الموفَّق ورأى حصانتها وأسوارها وخنادقها، فرأى شيئًا لم ير مثله، ورأى من كثرة المقاتلة ما استعظمه، ورفعوا أصواتهم، فارتجّت الأرض، فرشقهم ابنه أبو الْعَبَّاس بالنّشّاب، فرموه رميةً واحدة بالمجانيق والمقاليع والنّشّاب، فأذهلوا الموفَّق، فرجع عَنْهُمْ، وثبت أبو الْعَبَّاس.
واستأمنَ جماعة من أصحاب الخبيث إِلَى أبي الْعَبَّاس فأحسن إليهم، ثُمَّ استأمن منهم بشرٌ كثير، فخلع على مقدَّميهم. فَلَمَّا كان فِي اليوم الثّاني جهّز الخبيث بَهْبُوذ فِي السماريّات، فالتقاه أبو الْعَبَّاس، فاقتتلوا، فأصاب بهبوذ طعنتان ونشّاب، فهرب إِلَى الخبيث، ورجع أبو أَحْمَد إِلَى معسكره بنهر الْمُبَارَك ومعه خلق قد استأمنوا. فَلَمَّا كان فِي شعبان برز الخبيث في ثلاثمائة ألف فارس وراجل، فركب الموفَّق فِي خمسين ألفًا، وكان بينهم النَّهر، فنادى الموفَّق بالأمان لأصحاب الخبيث، فاستأمن إليه خلق كثير، ثُمَّ انفصل الجمعان عن غير قتال.
ثُمَّ بنى الموفَّق مدينة بإزاء مدينة الخبيث على دجلة وسمّاها الموفَّقيّة، وجمع عليها خلائق من الصُّنّاع، وبنى بها الجامع والأسواق والدُّور، واستوطنها النّاس للمعاش. وكان عدد من استأمن في شهرين خمسة آلاف من جيش الخبيث، ما بين أبيض وأسود.
وَفِي شوّال كَانَت الوقعة بين أبي الْعَبَّاس والخبيث، قُتِلَ منهم خلْق كثير. وذلك لأن الخبيث انتخب من قوّاده خمسة آلاف، وأمرهم أن يعدّوا فيتبيّنوا عسكر الموفَّق، فَلَمَّا عبروا بلغ الموفَّق الخبر من ملّاح، فأمر ابنه بالنّهوض إليهم، فَنُصِر عليهم وصلبهم على السُّفن، ورمى برؤوس القتلى فِي المناجيق إِلَى مدينة الخبيث، فذلّوا.
وَفِي ذي الحجة عبر الموفَّق بجيوشه إِلَى مدينة الخبيث، وكان الزَّنج قبل ذلك قد ظهروا على أبي الْعَبَّاس، وقتلوا من أصحابه جماعة، فدخل الموفَّق بجميع جيوشه ودار حول المدينة، والزَّنج يَرمونهم بالمجانيق وغيرها. فنصَبَ المسلمون السّلالم على السّور وطلعوا ونصبوا أعلام [ص:250] الموفَّق، فانهزم الزَّنج، وملك أصحاب الموفَّق السُّور، فأحرقوا المجانيق والسّتائر. وجاء أبو الْعَبَّاس من مكانٍ آخر، فاقتحم الخنادق، وثَلَم السُّور ثُلْمةً اتّسع منها الدّخول. وانهزم الخبيث وأصحابه، وجُنْدُ الموفَّق يتبعونهم إِلَى اللّيل. ثُمَّ عاد الخبيث إِلَى المدينة، وعدّى الموفَّق إِلَى عسكره، وتراجع أصحاب الخبيث واسأمن إِلَى الموفَّق خلْق من قوّاده وفُرسانه، ثُمَّ رم الخبيث ما كان وَهَى من الأسوار والخنادق.
وفيها استولى أَحْمَد بْن عَبْد الله الخُجُسْتانيّ على خُراسان، وكرْمان، وسِجِسْتان، وعزم على قصْد العراق، وضرب السِّكّة باسمه، وعلى الوجه الآخر اسم المعتمد.
وفيها حبس أَحْمَد بْن طولون أَحْمَد بْن المدبّر الكاتب وصادره، وأخذ منه ستّمائة ألف دينار. وكان يتولى خراج دمشق.(6/247)
-سنة ثمانٍ وستّين ومائتين
فيها تُوُفيّ: أبو الْحَسَن أَحْمَد بْن سيّار المَرْوَزِيّ، وأحمد بْن شَيْبَان الرمليّ، وأحمد بْن يُونُس الضَّبّيّ الإصبهانيّ، وعيسى بْن أَحْمَد العسقلانيّ البلخيّ، والفضل بْن عَبْد الجبّار المَرْوَزِيّ، ومحمد بْن عَبْد الله بْن عَبْد الحَكَم الفقيه.
وَفِي المُحرّم استأمن إِلَى الموفَّق جَعْفَر بْن إِبْرَاهِيم السّجَان، وكان صاحب أسرار الخبيث وأحد خواصه، فخلع عليه الموفَّق وأعطاه مالًا كثيرًا، وأمر بحمله في سفينة إِلَى قريب مدينة الخبيث. فَلَمَّا حاذى قصر الخبيث صاح: ويْحكم إِلَى مَتَى تصبرون على هذا الخبيث الكذّاب. وحدَّثهم بما اطَّلع من كِذبه وفجوره، فاستأمن فِي ذلك اليوم خلْق كثير منهم. وتتابع النّاس فِي الخروج من عند الخبيث.
وَفِي ربيع الآخر زحف الموفَّق على مدينة الخبيث، وَهدم مِن السّور أماكن، ودخل الْجُنْد من كلّ ناحية واغترّوا، فخرج عليهم أصحاب الخبيث، فتحيَّروا فِي الخروج، وبعض النّاس طلب الشّطّ فغرقوا. ورد الموفَّق إِلَى مدينة الموفّقيّة، وقد أُصيب أصحابه. ثُمَّ ضيّق على الخبيث، [ص:251] وقطع عَنْهُ الميرة، فضاق بأصحابه الأمر حَتَّى أكلوا لحوم الكلاب والموتى، وهرب خلْق، فسألهم الموفَّق، فقالوا له: لنا سنة ما أكلنا الخبز. فَلَمَّا كان رجب قُتِلَ بَهْبُوذ، وكان أكبر قوّاد الخبيث.
وفي هَذَا العام دخل أبو القاسم الْحَسَن بْن فرح بْن حَوْشب اليمن داعيًا من قبل عُبَيْد الله الَّذِي ملك المغرب، وتسمّى بالمهديّ.
وفيها عصى لؤلؤ مَوْلَى أَحْمَد بْن طولون وخامر على أستاذه، فنهب بالس والرَّقة وقرقيسياء، وسار إلى العراق. وبلغ الخبيث أنّ ابنه يريد الهروب إِلَى الموفّق فقتله.
وفيها قُتِلَ أَحْمَد بْن عَبْد الله الخُجُسْتانيّ الخارج بخراسان، قتله غلمانٌ له فِي آخر السّنة.
وفيها غزا خلف التُّركي نائب أَحْمَد بْن طولون على ثغور الشّام، فقتل من الروم بضعة عشر ألفًا وغنِم، فبلغ السهم أربعين دينارًا.(6/250)
-سنة تسعٍ وستّين ومائتين
فيها تُوُفيّ: أَحْمَد بْن عَبْد الحميد الحارثيّ، وحُذَيْفة بْن غِياث، وإبراهيم بْن منقذ الخَوْلانيّ، وعبد الله بْن حمّاد الآمُليّ، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم، أبو حَمْزَةَ الصُّوفيّ، وأبو فَروة يزيد بْن محمد بْن يزيد بن سنان.
وفي المحّرم انكسفت الشّمس والقمر.
وفيها قطعت الأعراب الطريق على الحُجّاج، فأخذت خمسمائة جمل بأحمالها.
وفيها وثب خلف الفرغانيّ على يازمان خادم الفتح بْن خاقان، فحبسه بالثّغْر فوثب أَهْل الثّغر فخلَّصوه، وَهَمُّوا بقتل خَلَف، فهرب إِلَى دمشق، ولعنوا ابْنَ طولون على منابر الثَّغر، فسار أَحْمَد بْن طولون من مصر حَتَّى نزل أَذَنَةَ، وقد تحصّن بها يازمان الخادم، وفعل ذلك أَهْل طَرَسُوس، فأقام ابنُ طولون مدّة على أَذَنَة، فلم يظفْر بها بطائل، فعاد إلى دمشق.
وفيها افتتح لؤلؤ قرقيسياء عنوةً، وأخذها من ابن صفوان العقيلي، وسلمها إلى أحمد بن مالك بن طوق. [ص:252]
وفيها دخل الموفَّق مدينة الخبيث عَنْوَة. وكان الخبيث عند قُتِلَ بَهْبُوذ أَخَذَ تَرِكَتَه وأمواله، وضربَ أقاربه بالسِّياط، ففسدت نيّات خواصّه لذلك، فعبر الموفَّق المدينة ونادى بالأمان فتسارع إليه أصحاب بَهْبُوذ، فأحسنَ إليهم، ثُمَّ دخل المدينة بعد حربٍ شديد، وقصدَ الدّار الّتي سماها الخبيث جامعًا، فقاتل أصحابه دونه أشدّ قتالٍ، حَتَّى قُتِلَ منهم خلق، ثُمَّ هدم أصحاب الموفَّق فِي الدّار، وهو يبذل الأموال فِي الْجُنْد لينصحوا، فهدموها وأتوا بالمِنْبَر الَّذِي للخبيث، ففرح وخرج إِلَى مدينته بعد أن نهب خزائن الخبيث، وأحرق الأسواق والدُّور. وذلك فِي جمادى الأولى. وَرُمِيَ يومئذٍ الموفَّق بسهمٍ فجرحه، ثمّ إنه أصبح على القتال، فزاد عليه الألم بالحركة، وخيف عليه، وخافوا قوّة الخبيث عليهم، وأشاروا عليه بالرحيل إِلَى بغداد، فأبى وتصبَّر حَتَّى عوفي وعاد لحرب الخبيث، وقد رمّ الخبيث ما وهى من مدينته.
وَفِي نصف جُمادى الأولى شخص المعتمد من سرَّ من رَأَى يريد اللّحاق بابن طولون لأمرٍ تقرَّر بينهما.
قَالَ أَحْمَد بْن يوسف الكاتب: خرج أَحْمَد بْن طولون من مصر، وحمل معه ابنه الْعَبَّاس معتَقَلًا، فقدِم دمشق، وخرج المعتمد من سامُراء على وجه التّنزُّه، وقصْدُه دمشق لاتّفاقٍ جرى بينه وبين ابنُ طولون، فَلَمَّا بلغ ذلك الموفَّق كتب إِلَى إِسْحَاق بْن كُنْداج يقول: مَتَى استولى ابنُ طولون على المعتمد لم يبق منكم مَعْشَر الموالي اثنان فاجتهد فِي ردّه. وكان ابنُ كُنْداج فِي نصِّيبين فِي أربعة آلاف، فصار إِلَى المَوْصِل، فوجد حرّاقات المعتمد وقُوّاده بموضعٍ يُقَالُ له الدَّواليب، فوكَّل بهم هناك، وسار فلقي المعتمد بين المَوْصِل والحديثة، فخرج إليه نحرير الخادم، وسلَّم عليه واستأذن فأُذِنَ له، فدخل ابنُ كنْداج ومعه ابنه محمد وجماعة يسيرة، فسلَّم ووقف، وقَالَ: يا إِسْحَاق لِمَ منعت الحَشَم من الدّخول إِلَى المَوْصِل؟ وكان بين يديه أَحْمَد بْن خاقان وخطارمِش، فقال: يا أمير المؤمنين أخوك فِي وجه العدوّ، وأنت تخرج عن مستقرّك ودار مُلْكك، ومتى صحّ عنده هَذَا رجع عن مقاومة الخارجيّ، فيغلب عدوّك على دار آبائك. وهذا كتاب أخيك يأمرنا بردّك. فقال: أنت غلامي أو غلامه؟ فقال: كلُّنا غلمانك ما [ص:253] أطعت الله، فإذا عصيته فلا طاعة لك وقد عصيت الله فيما فعلت من خروجك، وتسليط عدوّك على المسلمين ثُمَّ خرج من المضرب ووكّل به جماعة. ثُمَّ بعث إِلَى المعتمد يطلب ابن خاقان وخطارمش وتينك ليناظرهم. فبعث بهم إليه فقال: ما جنى أحد على الْإِسْلَام والخليفة ما جنيتم، أخرجتموه من دار مُلْكه فِي عدّةٍ يسيرة، وهارون الشّاري بإزائكم فِي جمعٍ كبير؟ فلو حضركم وأخذ الخليفة لكان عارًا وسبَّةً على الْإِسْلَام. ثُمَّ رسّم عليهم، وبعث إِلَى الخليفة يقول: ما هذا بمقام، فارجع. فقال المعتمد: فاحلف لي أنّك تنحدر معي ولا تسلّمني. فحلف له، وانحدر إِلَى سامراء، فتلقّاه صاعد بْن مَخْلد كاتب الموفَّق، فسلّمه إِسْحَاق إليه، فأنزله فِي دار أَحْمَد بْن الخصيب، ومنعه من نزول دار الخلافة، ووكّل به خمسمائة رَجُل يمنعون من الدّخول إليه.
وأمّا الموفَّق فبعث إِلَى إِسْحَاق بخلعٍ وأموالٍ، وأقطعه ضياع القُوّاد الذين كانوا مع المعتمد.
وقَالَ الصُّوليّ: كان المعتمد قد تخيل من أَخِيهِ الموفَّق، فكاتب ابنُ طولون واتّفقا فذكر الحكاية كما تقدم.
وقَالَ المعتمد:
أليس من العجائب أنّ مثلي ... يَرَى ما قلَّ ممتنعًا عليه؟
وتُوكَلُ باسمه الدُّنيا جميعًا ... وما من ذاك شيءٌ فِي يديه؟
ولقّب الموفَّق صاعدًا: ذا الوزارتين، ولقب ابنُ كُنْداج: ذا السَّيفين.
وأقام صاعد فِي خدمة المعتمد، ولكن ليس للمعتمد حلّ ولا ربْط.
ولمّا بلغ ابنُ طولون ذلك جمع القُضاة والأعيان وقَالَ: قد نكث الموفَّق أبو أَحْمَد بأمير المؤمنين فاخلعوه من العهد. فخلعوه إلّا القاضي بكّار بن قتيبة؛ فإنه قال: أنت أوردت عليَّ كتابًا من المعتمد بولايته العهد، فأورِدْ عليَّ كتابًا آخر منه بخلْعه. فقال: إنّه محجورٌ عليه ومقهور. فقال: لا أدري. فقال ابن طولون: غرّك النّاس بقولهم: ما فِي الدُّنيا مثل بكّار؛ أنت شيخ قد خرَّفت. وحبسهُ وقيّدهُ، وأخذ منه جميع عطاياه من سنين، فكان عشرة آلاف دينار، فَقِيلَ: إنّها وُجدت فِي بيت بكّار بختمْها وحالها. وبلغ [ص:254] الموفَّق فأمر بلعنة ابنُ طولون على المنابر.
وفيها سار ابنُ طولون إِلَى المصِّيصة. وبها يازمان الخادم، فتحصّن ونزل ابنُ طولون بالمَرْج والبردُ شديد. فشقّ عليه يازمان نهر طَرَسُوس، فغرق المرج وهلك غالب عسكر ابنُ طولون، فرحل وهو خائف، وخرج أَهْل طَرَسُوس، فنهبوا بقايا عسكره، ومرِض فِي طريقه مرضته التي مات فيها مغبونًا. وولّي الموفَّق إِسْحَاق بْن كُنْداج المغرب كلّه والعراق كلّه، وما كان بيد أَحْمَد بْن طولون.
وفيها عبر الموفَّق إِلَى الخبيث وأحرق قطعة من البلد، وجرح ابنُ الخبيث وكاد يتلف.
وَفِي شوّال كَانَتْ بين الموفَّق والخبيث وقعةٌ عظيمة. ولمّا رَأَى الخبيث أنّ الميرة قد انقطعت عَنْهُ وصعُب أمره، وقلّ عنده الشيء، حَتَّى كان أحدهم إذا وقع بامرأة أو صبي ذبحه وأكله. وكان الخبيث لا يعاقب من يفعل ذلك لكن يحبسه. ثُمَّ إنّ الموفَّق أحرق عامّة البلد وقصر الإمارة، وخافت الزَّنج، فقاتلوا قتالًا شديدًا، ثُمَّ انهزموا، وعبر الخبيث إِلَى الجانب الشرقيّ من نهر أبي الخصيب، واستأمن إِلَى الموفَّق جماعة من القُوّاد أصحاب الخبيث وخاصّته، وفتحوا سجنًا كبيرًا كان للخبيث فِيهِ خلْق من عساكر المسلمين وأصحاب الموفَّق، فأطلقوهم.
وَفِي ذي القعدة دخل المعتمد إلى واسط.
وفيه سارت السُّفن والسّماريات وجيوش الموفَّق على ترتيب لم يُرَ مثله كثْرةً وأُهْبةً، فَلَمَّا رَأَى الخبيث ذلك بَهره وزال عقله. وزحف الجيش نحو الخبيث، فالتقاهم فِي جيشه، والْتحم القتال، وحمل الموفَّق وابنه والخواصّ، فهزموا الزَّنج، وقتلوا منهم مقتلةً هائلة، وأسروا خلقًا، فَضُرِبَتْ أعناقهم. وقصد الموفَّق دار الخبيث، وقد التجأ إليها، وانتخب أنجاد أصحابه ليدافعوا عَنْهَا، فَلَمَّا لم يُغْنوا عَنْهُ شيئًا أسلمها، وتفرّق عَنْهُ أصحابه، ونُهِبَتْ داره وحُرَمُه وأولاده، فهرب الخبيث نحو دار المهلّبيّ قائده. وأُتِيَ بحريمه وذرِّيتّه فكان عددهم أكثر من مائة، فأمر الموفَّق بحملهم إِلَى الموفَّقيّة وأحسن إليهم، وأمر بإحراق دار الخبيث. وكان عنده نساء علويّات وحرائر قد استباحهنّ، وجاءه منهنّ أولاد. فلا حول ولا قوّة إلا باللَّه العليّ العظيم.(6/251)
-سنة سبعين ومائتين
فيها تُوُفيّ: أَحْمَد بْن طولون صاحب مصر، وأحمد بْن عَبْد الله ابن البَرْقيّ، وأحمد بْن المقدام الهَرَويّ، وإبراهيم بْن مرزوق الْبَصْرِيُّ، وأسيد بْن عاصم، وبكّار بْن قُتَيْبَةَ القاضي، والحسن بْن عليّ بْن عفان العامريّ، وداود الظّاهريّ الفقيه، والربيع بْن سُلَيْمَان المراديّ، وزكريّا بْن يحيى المَرْوَزِيّ، وعبّاس بْن الْوَلِيد البَيروتيّ، وأبو البَخْتَرِيّ عَبْد الله بْن محمد بْن شاكر، ومحمد بن إِسْحَاق الصّغانيّ، ومحمد بْن ماهان زنبقة، ومحمد بْن مُسْلِم بْن وَارَةَ، ومحمد بْن هشام بن ملاس.
وفيها وصل لؤلؤ الطُّولوني فِي جيشٍ عظيم نجدةً للموفق فِي المحرّم، فكانت بين الموفَّق وبين الخبيث وقعةٌ أوهنت الخبيث، ثُمَّ وَقْعَةٌ أخرى قُتِلَ فيها الخبيث وعجل الله بروحه إِلَى النّار.
وهو عليّ بْن محمد المدَّعي أنّه علويّ، وَقِيلَ: اسمه بَهْبُوذ. قد ذكرنا وقائعه مع الموفَّق وحصاره الزّمن الطّويل له، إلى أن اجتمع مع الموفَّق زهاء ثلاثمائة ألف مقاتل مطَّوّعة وَفِي الديوان. فَلَمَّا كان فِي ثاني صفر، وقد التجأ الخبيث إِلَى جبلٍ ثُمَّ تراجع هُوَ وأصحابه إِلَى مدينتهم خُفْية، وجاءت مقدّمات الموفَّق، فَلَمَّا وصلوا إِلَى المدينة لم يَدْرُوا أنّهم قد رجعوا إليها، فأوقعوا بهم، فانهزم الخبيث وأصحابه، وتبعهم أصحاب الموفَّق يأسرون ويقتلون، وانقطع الخبيث فِي جماعةٍ من قوّاده وفرسانه، وفارقه ابنه انكلائي، وسليمان بْن جامع، فظفر أبو الْعَبَّاس بن الموفَّق بابن جامع، فكبّر النّاس لمّا أتى به إِلَى أَبِيهِ. ثُمَّ شدّ الخبيث وأصحابه، فأزال النّاس عن مواقفهم، فحمل عليه الموفَّق فانهزموا وتَبِعهم إِلَى آخر نهر أبي الخصيب، فبينا القتال يعمل إذ أتى فارس من أصحاب لؤلؤ إِلَى الموفَّق ورأس الخبيث فِي يده، فلم يصدّقه فعرضه على جماعةٍ فعرفوه. فترجل الموفَّق وابنه والأمراء وخرّوا سجَّدًا لله، وكبّروا وحمدوا الله تعالى.
وَقِيلَ: إنّ أصحاب الموفَّق لمّا أحاطوا به لم يبق معه إلّا المهلَّبيّ، ثُمَّ ولّى وتركه، فقذف نفسه فِي النّهر فقتلوه.
وسار أبو الْعَبَّاس ومعه رأس الخبيث على رمحٍ فدخل به بغداد، وعُمِلت قِباب الزّينة، وضجّ النّاس بالدّعاء للموفَّق وولده. وكان يومًا [ص:256] مشهودًا، وأمِن النّاس وتراجعوا إِلَى المدن الّتي أخذها الخبيث. وكان ظهوره من سنة خمسٍ وخمسين.
قَالَ الصُّولي: إنّه قتَل من المسلمين ألف ألف وخمسمائة ألف آدميّ، وقتل فِي يومٍ واحدٍ بالبصرة ثلاثمائة ألف. وكان له منبرٌ فِي مدينته يصعد عليه ويسبّ عُثْمَان وعليّ ومعاوية وطلحة والزُّبير وعائشة، وهو رَأَى الأزارقة. وكان ينادى على المرأة العلوية بِدرْهَمين وثلاثةٍ فِي عسكره، وكان عند الواحد من الزَّنج العشرة من العلويّات يطأهنّ وتخدمن نساءهم، ومدح الشعراء الموفَّق.
وَفِي نصف شعبان أعيد المعتمد إِلَى سامراء، ودخل بغداد ومحمد بن طاهر بين يديه بالحربة والحسن في خدمته كأنه لم يحجر عليه.
وفيها انبثق ببغداد في الجانب الغربيّ بثق في نهر عيسى، فجاء الماء إِلَى الكَرْخ، فهدم سبعة آلاف دار.
وفيها ظهر أَحْمَد بْن عَبْد الله بْن إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ بالصعيد، وتبعه خلْق. فجهّز أَحْمَد بن طولون لحربه جيوشًا، وكانت بينهم وقعات وظفروا به وأتوا ابن طولون به فقتله. ومات بعده ابن طولون بيسير.
وفيها ظهرت دعوة المهديّ باليمن، وكان قبلها بنحو سنتين قد سيّر والده عبيدة، جّد بني عبيد خلفاء المصرييّن الرَّوافض المَلاحِدة الَّذِي زعم أنّه ابنُ محمد بن إسماعيل بن جعفر الصّادق، داعيين لولده عَبْد الله المهديّ، أحدهما أبو القاسم بْن حَوْشَب الكوفي، والآخر أبو الْحَسَن، فَدَعَوْا إِلَى المهدي سرًّا. ثُمَّ سيّر والد المهديّ داعيًا آخر يُسمّى أَبَا عَبْد الله، فأقام باليمن إِلَى سنة ثمانٍ وسبعين، فحجّ تلك السنة، واجتمع بقبيلة من كُتامة، فأعجبهم حاله، فصحبهم إلى مصر، ورأى منهم طاعةً وقوّة، فصحبهم إِلَى المغرب، فكان ذلك أوّل شأن المهديّ.
وفيها نازلت الرّوم طَرَسُوس فِي مائة ألف وبها يازمان الخادم، فبيَّتهم ليلًا وقتل مقدّمهم وسبعين ألفًا. وأخذ منهم صليبهم الأكبر وعليه جواهر لا قيمة لها، وأخذ من الخيل والأموال والأمتعة ما لا ينحصر، ولم يُفِلت منهم إلّا القليل؛ وذلك فِي ربيع الأوّل. وكان فتحًا عظيمًا عديم المثل منَّ الله به على الْإِسْلَام يوازي قَتْلَ الخبيث صاحب الزنج.
والحمد لله وحده.(6/255)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
-تَرَاجِمُ أَهْل هَذِهِ الطَّبَقَةِ(6/257)
-[حَرْفُ الأَلِفِ](6/257)
1 - أحمد بن إبراهيم بن حرب، أبو عبد الله النَّيْسَابوريُّ الكاتب. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: عبد الوهاب بن عطاء، وشبابة بن سوار، وغيرهما.
وَعَنْهُ: مكي بن عبدان، وأبو حامد ابن الشرقي، وأخوه عبد الله ابن الشرقي.
توفي سنة أربع وستين.(6/257)
2 - أحمد بن إبراهيم بن هشام بن ملاس، أبو عبد الله النميري، وقيل: الغساني، الدمشقي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: أباه، وأبا مسهر، وأبا عبد الرحمن المقرئ، وجماعة.
وَعَنْهُ: قرابته محمد بن جعفر بن ملاس، وأبو عوانة الإسفراييني، وغيرهما.(6/257)
3 - أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم، أبو الْعَبَّاس الْبَغْدَادِيّ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
ورّاق خلف بن هشام البزار.
سَمِعَ: خلفا، ومسددا، ومسلم بن إبراهيم، والقعنبي، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو عِيسَى بْن قَطَن، وإسحاق بْن أبي حسّان الأنماطيّ، وحمزة السِّمْسار.
قَالَ الخطيب: كان ثقة، صنَّف فِي عدد الآي.
قلت: وكان أحد الحُذّاق فِي القراءة، تلا على خَلَف، وعلى أبي عُبَيْد، ومحمد بْن إسحاق المسيبي، وهشام بْن عمّار، وغيرهم.(6/257)
4 - أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم، أبو علي القُهُسْتانيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
حافظ، نزل بغداد. عن يحيى بْن يحيى، وابن نُمَيْر، وإبراهيم بْن المنذر.
وَعَنْهُ: ابنُ مَخْلَد، ومحمد بْن جَعْفَر المَطِيريّ، وجماعة.
وُثِّق.
تُوُفيّ سنة سبْعٍ وستّين ومائتين(6/257)
5 - ن ق: أَحْمَد بْن الأزهر بْن مَنِيع بْن سَليِط، أبو الأزهر العَبديُّ النَّيْسَابوريُّ الحافظ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
حجّ ورأى سُفْيَان بْن عُيَيْنَة،
وَسَمِعَ: عَبْد الله بْن نُمَيْر، وأسباط بْن محمد، ومالك بْن سُعَيْر بن الخِمْس، ومحمدا وَيَعْلَى ابني عُبَيْد، ويعقوب بْن إِبْرَاهِيم الزُّهْرِيّ، وعبد الرّزّاق، ووهْب بْن جرير، وأبا ضَمرة، وطائفة.
وَعَنْهُ: النسائي، وابن ماجة، ومحمد بن يحيى ومحمد بن رافع؛ وهما من أقرانه، وابن خُزَيْمَة، وأبو حامد ابن الشَّرْقيّ، ومحمد بْن الْحُسَيْن القطان، وخلْق كثير.
قال ابن الشرقي: سمعته يقول: كتب عنيّ يحيى بْن يحيى.
وكان أبو الأزهر ثقة بصيرا بهذا الشأن، روى عن عَبْد الرّزّاق حديثًا مُنْكَرًا هُوَ منه إنّ شاء الله بريء العهدة، وهو: أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَلِيٍّ فَقَالَ: " أَنْتَ سَيِّدٌ فِي الدُّنْيَا سَيِّدٌ فِي الآخِرَةِ، مَنْ أَحَبَّكَ فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَحَبِيبِي حَبِيبُ اللَّهِ، وَعَدُوُّكَ عَدُوِّي، وَعَدُوِّي عَدُوُّ اللَّهِ، وَالْوَيْلُ لِمَنْ أَبْغَضَكَ مِنْ بَعْدِي ".
قَالَ أَحْمَد بْن يحيى بن زهير التستري: لمّا حدّث أبو الأزهر بهذا الحديث أُخْبِر يحيى بْن معين بِذَلِك، فقال: مَن هَذَا الكذاب النَّيْسَابوريُّ الَّذِي حدَّث بهذا؟ فقام أبو الأزهر فقال: هو ذا أَنَا. فتبسَّم ابنُ معين وقَالَ: أما إنّك لست بكذّاب. وتعجّب من سلامته، وقَالَ: الذَّنْب لغيرك فِي هَذَا الحديث.
وقال أبو حامد ابن الشَّرْقيّ: هَذَا حديث باطل، وكان لمعمر ابنُ أخ رافضي، وكان مُعَمَّر يمكِّنه من كُتُبه، فأدخل عليه هَذَا. وكان مُعَمَّر رجلًا مهيبًا، لا يقدر عليه أحد فِي السّؤال والمراجعة، فسمعه عَبْد الرّزّاق فِي كتابه.
وقَالَ غير واحد، عن مكّيّ بْن عَبْدان: سمعت أَبَا الأزهر يقول: خرج عَبْد الرّزّاق إِلَى قريته، فبكَّرت إليه قبل الصُّبح، فَلَمَّا رآني قَالَ: كنت البارحة هنا؟ قلت: لا، ولكني خرجت فِي اللّيل. فأعجبه ذلك، فَلَمَّا فرغ [ص:259] من صلاة الصُّبْح دعاني وقرأ عليّ هَذَا الحديث، وخصّني به دون أصحابي.
وروى أبو محمد ابن الشَّرْقيّ، عن أبي الأزهر قَالَ: كان عَبْد الرّزّاق يخرج إِلَى قريته، فذهبت خلفه، فرآني أشتدّ، فقال: تعال. فأركبني خلفه على البغْل، ثُمَّ قَالَ لي: ألا أخبرك حديثًا غريبًا؟ قلت: بلى. فَحَدَّثَنِي الحديث، فَلَمَّا رجعت إِلَى بغداد أنكر عليّ ابنُ مَعِين وهؤلاء، فحلفت أن لا أحدث به حتى أتصدق بدرهم. وقد رواه محمد بْن عليّ بْن سُفْيَان النّجّار عن عبد الرزاق.
قال أبو حامد ابن الشّرْقيّ: قَيِل لي: لِمَ لا ترحل إِلَى العراق؟ قلت: وما أصنع وعندنا من بنادرة الحديث ثلاثة؛ محمد بْن يحيى، وأبو الأزهر، وأحمد بن يوسف السُّلَميّ؟!
قَالَ النَّسائيّ: أبو الأزهر لا بأس به.
وعن أبي الأزهر قَالَ: لمّا أنكر علي ابن معين هذا الحديث حلفت أن لا أحدث به حتى أتصدق بدرهم.
وقال الدارقطني: لا بأس به، وقد أخرج في الصحيح عمّن هُوَ دونه.
قَالَ الْحُسَيْن بْن محمد القبّانيّ: تُوُفيّ سنة ثلاثٍ وستين
وقَالَ أبو حاتم: صدوق.(6/258)
6 - أحمد بن إسحاق بن يوسف، أبو بكر الرقي، [الوفاة: 261 - 270 ه]
نزيل بغداد.
عَنْ: الهيثم بن جميل، وعبد الله بن جعفر الرقي، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بن مخلد، وأحمد بن محمد السوطي، وغيرهما.
توفي في رجب سنة اثنتين وستين.
صدوق، حسن الحديث.(6/259)
7 - أحمد بن إدريس بن يوسف، أبو جعفر المُخَرِّميُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: شجاع بن الوليد، ويزيد بن هارون، وقراد أبي نوح، وجماعة. [ص:260]
وَعَنْهُ: القاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد، وأبو بكر بن مجاهد.(6/259)
8 - أحمد بن بِشْر بن عبد الوهاب، أبو طاهر الدمشقي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
حَدَّثَ ببغداد عَنْ: سليمان ابن بنت شرحبيل، ودحيم، وهشام بن عمّار، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بن مخلد، وأبو جعفر ابن البختري.
قيل: وثقه عبد الله بن أحمد، وَرَوَى عَنْهُ: أبو عوانة.(6/260)
9 - أحمد بن بكر البالسي. [أحمد بن بكروية، أبو سعيد] [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: زيد بن الحباب، ومحمد بن مصعب القرقساني، وخالد بْن يَزِيدَ بْنَ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقِسْرِيَّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: مطين، وابن صاعد، وأبو إسحاق إبراهيم بن أبي ثابت، وآخرون.
ويقال له: أحمد بن بكروية، ويكنى أبا سعيد.
قال ابن عدي: قال لنا عبد الملك بن محمد: روى أحاديث مناكير عن الثقات. ثم قال ابن عدي: حدثنا محمد بن حمدون قال: حدثنا أحمد بن بكر قال: حدثنا حَجّاج الأعور، عَن ابن جُرَيج، عَن عطاء، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: " من أبغض عمر فقد أبغضني، ومن أحبه فقد أحبني، وأنا مع عمر حيث حل "، وهذا حديث منكر، تفرد به.(6/260)
10 - أحمد بن بكر بن سَيْف الجَصِّينيُّ الفقيه. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن شقيق، وعبد العزيز بن أبي رزمة، وعبدان عبد الله بن عثمان، ومحمد بن مزاحم.
وَعَنْهُ: علي بن محمد بن مقاتل المديني، وغيره. أحسبه مروزيا.(6/260)
11 - أحمد بن جَوَّاس الأُسْتُوائيُّ النَّيْسَابوريُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن أَبِي أُوَيْس، وأَحْمَد بْن يونس اليربوعي، ويحيى بن يحيى التميمي.
وَعَنْهُ: عبد الله ابن الشرقي، وموسى بن العباس الجويني.(6/260)
12 - أحمد بن الحارث بن قتادة، أبو عفان الصدفي المصري. [الوفاة: 261 - 270 ه][ص:261]
عَنْ: عبد الله بن وهْب، ويحيى بن حسان.
قال أبو سعيد بن يونس: حدثنا عنه جبلة بمجلس واحد،
توفي سنة ست وستين فيما أراني، وكان زعر الأخلاق.(6/260)
13 - أحمد بن الحجاج بن الصلت الأسدي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: عمه محمد بن الصلت.
وَعَنْهُ: محمد بن مخلد، وغيره.
توفي سنة اثنتين وستين في جُمادى الأولى.(6/261)
14 - ن: أَحْمَد بْن حرب بْن محمد بْن عليّ بن حيان بن مازن بن الغضوبة، أبو بكر الطائي الْمَوْصِلِيّ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
أخو عليّ بْن حرب.
سَمِعَ: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وعبد الله بن إدريس، وأبا معاوية، وطائفة.
وَعَنْهُ: النسائي وقَالَ: هُوَ أحبُّ إليَّ من أَخِيهِ، وأبو بكر بن أبي داود، ومكحول البَيْروتيّ، وأحمد بن محمد بن صدقة، وآخرون
قال الأزْديّ فِي تاريخه: كان ورِعًا فاضلًا، رابط بأذنة، وبها توفي سنة ثلاث وستين.(6/261)
15 - أحمد بن الحسن بن عبد الملك بن مروان الكُوفيُّ البقال. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: منصور بن أبي قرينة، وأحمد بن المفضل.
وَعَنْهُ: ابن عقدة، وقال: مات سنة سبع وستين.(6/261)
16 - أحمد بن الحسن بن القاسم، أبو الحسن الكُوفيُّ الملقب برسول نفسه. [الوفاة: 261 - 270 ه]
قال ابن يونس في " تاريخ الغرباء ": سكن مصر، وَحَدَّثَ عَنْ: سُفْيان بن عُيَيْنَة وغيره، مضطرب الحديث، له مناكير، مات بمصر سنة اثنتين وستين. [ص:262]
وقال الدارقطني: متروك.
وقال أبو حاتم بن حبان: كان يضع الحديث.
قلت: وروى أيضا عن وكيع، روى عنه أبو عوانة.(6/261)
17 - أَحْمَد بْن الحَسَن السُّكّريّ الحافظ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
تُوُفيّ بمصر سنة ثمان وستين، لا أعرفه، وذكروه مختصرا.(6/262)
18 - أحمد بن الحسن بن طوق الحربيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: مسلم بن إِبْرَاهِيم، وجنْدل بن والق.
وَعَنْهُ: ابن مخلد، وابن البختري.(6/262)
19 - أحمد بن الحسين بن عباد، أبو العباس البَغْداديُّ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
نزيل الري.
قدمها سنة سبع وخمسين،
فَحَدَّثَ عَنْ: عبد الله بن رجاء، وعفان، والمنهال بن بحر وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أبو حاتم وولد، وقال: صدوق.
وقال أبو بكر الخطيب: هو نسائي الأصل.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن مخلد، وابن صاعد، ويلقب: بنانا.(6/262)
20 - أحمد بن الحسين، أبو مُجَالد الضرير، [الوفاة: 261 - 270 ه]
مَوْلَى المعتصم.
أَخَذَ عن جَعْفَر بْن مبشّر عِلْم الكلام، وكان من دُعاة المعتزلة.
هلك سنة تسع وستين، وَقِيلَ: قبلها بعام.(6/262)
21 - أَحْمَد بْن حمدون، أبو عبد الله الْبَغْدَادِيّ الكاتب الأخباريّ الشّاعر، [الوفاة: 261 - 270 ه]
أَحَدُ الموصوفين بالظرف والآداب.
نادَمَ الخلفاء، وقد مدحه البُحْتُريّ.
تُوُفيّ سنة أربعٍ وستّين
رَوَى عَنْهُ: ابنُ أَخِيهِ عليّ بْن بسّام، وجعفر بْن قُدامة، وأحمد بن الطيب السرخسي.(6/262)
22 - أَحْمَد بْن الخصيب بْن عَبْد الحميد، الوزير أبو الْعَبَّاس الْجَرْجَرائيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
وَزَر للمنتصر وللمستعين، ثُمَّ نفاه المستعين إِلَى الغرب فِي سنة ثمانٍ وأربعين، وكان أبوه ولي إمرة الدّيار المصرية.
وَقِيلَ: إنّ أَحْمَد كان فِيهِ حِدة وتسُّرع.
قَالَ أَحْمَد بْن أبي طاهر الكاتب: كان يحتدّ علي من يُراجعه، ويُخْرِج رِجْله من الرِّكاب فيرفس من يراجعه، ففيه أقول من أبيات:
قل للخليفة: يا بْن عم محمد ... أَشْكِلْ وزيركَ إنّه محلول
فلِسانُهُ قد جال فِي أعراضِنا ... وَالرِّجْلُ منه فِي الصُّدورِ تجول
وذكر الصُّوليّ عن الْحُسَيْن بْن يحيى أنّ أَحْمَد بْن الخصيب كان يتصدّق كل يومٍ بخمسين دينارًا إِلَى أن نُكِب، فكان يمنع نفسه القوت، ويتصدَّق بخمسين درهمًا.
تُوُفيّ أَحْمَد سنة خمسٍ وستين(6/263)
23 - أحمد بن خلف، أبو صالح الهمذاني الزعفراني. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: القاسم بن الحكم، وعبيد الله بن موسى.
وَعَنْهُ: ابن ماجة أحمد بن الحسن، والحسن بن علي بن أبي الحناء.
وقيل: كان صدوقا صالحا.(6/263)
24 - أحمد بن الخليل بن مالك، أبو العباس البَغْداديُّ، مولى بني العباس، يعرف بحُور. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أبي بكر بن عياش، وأبي أسامة، والأصمعي.
وَعَنْهُ: عباس الدوري؛ حَدَّثَ عَنْهُ سنة ستين في حياته، ومحمد بن مخلد، وأبو عبد الله الحكيمي، وآخرون.
وهو ضعيف؛ قاله الدارقطني.(6/263)
25 - أحمد بن رجاء بن سعيد الفِرْيابيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه][ص:264]
حَدَّثَ ببغداد عَنْ: الواقدي.
وَعَنْهُ: محمد بن مخلد، وقال: توفي سنة خمس وستين.(6/263)
26 - أحمد بن رشد بن خثيم الهلالي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: عمه سعيد بن خثيم.
وَعَنْهُ: أبو حاتم الرازي، وأبو العباس بن عقدة.
توفي سنة خمس أيضا.(6/264)
27 - أحمد بن زنجوية الهروي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أبي نعيم، وعبيد الله بن موسى.
وَعَنْهُ: أهل بلده.
توفي سنة أربع وستين.(6/264)
28 - أحمد بن أبي زهير الخراساني، أبو وهب. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رَوَى عَنْ: النضر بن شميل " مسنده "،
ومات سنة اثنتين وستين.(6/264)
29 - أحمد بن زيد التِّنِّيسيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: سفيان بن عيينة ,
وَعَنْهُ: أحمد بن علي بن حسنوية المقرئ.
وقع لنا من عواليه في " أمالي " ابن مندة.(6/264)
30 - أحمد بن سعيد بن نجدة الأزدي البَغْداديُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أبي بدر السكوني، وعلي بْن عاصم، ويزيد بن هارون، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بن علي الرقي، وزيد بن عبد العزيز الموصلي.
مات سنة ست وستين، أظن بالموصل.(6/264)
31 - ن: أَحْمَد بْن سُلَيْمَان بْن عَبْد الملك، أبو الْحُسَيْن الرّهاويّ الحافظ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
أحد الأئمّة.
رحل وطوَّف، وَسَمِعَ: زَيْدَ بْن الحُباب، ويحيى بْن آدم، وجعفر بن عون، وهذه الطبقة.
وَعَنْهُ: النسائي فأكثر، وأبو عروبة، ومكحول محمد بن عبد الله، وآخرون. وأجاز لعبد الرحمن بن أبي حاتم. [ص:265]
توفي سنة إحدى وستين
قال النسائي: ثقة مأمون، صاحب حديث.(6/264)
32 - أحمد بن أبي سليمان، وقيل: أحمد بن سليمان، أبو جعفر القواريري. [الوفاة: 261 - 270 ه]
ادعى أنه سمع من حماد بن سلمة.
رَوَى عَنْهُ: نهشل بن دارم، ومحمد بن مخلد.
قال ابن مخلد: سمعته يقول: ولدت سنة إحدى وخمسين ومائة، وكتبت عن حماد بن سلمة، وحزم بن أبي حزم، وخالد الطحان، وسمى جماعة، إلى أن قال: وكتبت عن محمد بن إسحاق بالكوفة، ولم أكتب عنه " المغازي ".
قلت: يكفيه فضيحة ادعائه أنه كتب عن ابن إسحاق بعد أن أخبر بمولده.
كذبه أبو الفتح الأزدي، والخطيب، والناس. ولقد أثم ابن مخلد بروايته عن مثل هذا الكذاب، وقال: سمعت منه سنة سبعين في صفر.(6/265)
33 - ن: أَحْمَد بْن سيّار بْن أيّوب، أبو الْحَسَن المروزي الحافظ الفقيه، [الوفاة: 261 - 270 ه]
أحد الأعلام.
سَمِعَ: عفّان، وسليمان بْن حرب، وعَبْدان، ومحمد بْن كثير، وصَفْوان بْن صالح الدّمشقيّ، وإسحاق بْن راهويْه، ويحيى بن بكير، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: النسائي ووثقه، وقيل: إن البخاري رَوَى عَنْهُ عن محمد بْن أبي بَكْر المقدّميّ.
وَرَوَى عَنْهُ: محمد بْن نصر المَرْوزيّ، وابن خزيمة، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بْن عَقِيل البلْخيّ، وأبو الْعَبَّاس محمد بْن أَحْمَد بْن محبوب، وحاجب بْن أَحْمَد الطُّوسيّ، وطائفة.
وهو مصنّف " تاريخ مَرْو ".
وقَالَ عبد الرحمن بن أبي حاتم: حدثنا عَنْهُ عليّ بْن الْجُنَيْد، ورأيت [ص:266] أبي يُطْنب فِي مدحه ويذكره بالعِلم والفِقه.
قلت: وهو أحد أصحاب الوجوه من الشّافعية، أوجَب الأذان للجمعة دون غيرها، وأوجب رَفْع اليدين فِي تكبيرة الإحرام كداود الظَّاهريّ، وكان بعض العلماء يُشَبِّهه فِي زمانه بابن الْمُبَارَك عِلْمًا وفضلًا.
تُوُفيّ فِي ربيع الآخر سنة ثمانٍ وستّين، وقد استكمل سبعين سنة.(6/265)
34 - أَحْمَد بن شيبان بن الوليد بن حيان الفزاري، أبو عبد المؤمن الرملي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: سفيان بن عيينة، وعبد المجيد بن أبي رواد، وعبد الملك الجدي، ومؤمل بن إسماعيل.
وَعَنْهُ: يوسف بن موسى المروزي، وأبو العباس الأصم، وعثمان بن محمد بن أحمد السمرقندي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وآخرون.
وثقه أبو عبد الله الحاكم.
وقال ابن حبان: يخطئ.
قلت: وقع لنا حديثه بعلو في " الثقفيات " و" الخلعيات ". وتوفي في صفر سنة ثمان وستين.(6/266)
35 - أحمد بن صالح بن شيرزاد الوزير، أبو بكر القُطربليُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
أراده الخليفة المستعين أن يلي الوزارة عند اختفاء وزيره أبي صالح، فاستعفى، ثم إنه وزر للمعتمد بعد الحسن بن مخلد، وكان رئيسا بليغا شاعرا ظريفا إلا أنه شدد على الدواوين، فهجوه. وله في وصف جارية كاتبة:
كأن خطها صفاتها، فمدادها سواد شعرها، وقرطاسها لونها، وقلمها بعض أناملها، وبيانها سحر مقلتها، وسكينها غنج لحظها، ومقطها قلب عاشقها.
مات فِي ربيع الأول سنة ستٍّ وستّين ومائتين، ومات بالفالج.(6/266)
36 - أحمد بن الضوء بن المنذر الكرميني، أبو بكر، [الوفاة: 261 - 270 ه]
أخو محمد [ص:267] ابن الضوء.
سَمِعَ: مكي بن إبراهيم، والقعنبي.
وَعَنْهُ: عمر بن محمد بن بجير، وأحمد بن محمد بن الخليل.
وكان خيرا صالحا، توفي سنة خمس وستين.
وكانت وزارته خمسة وأربعين يوما، وبقي بالفالج خمسة أشهر، وله نظم بديع، ذكره ابن النجار.(6/266)
37 - أَحْمَد بْن طولون، الأمير أبو العبّاس التُّركيّ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
صاحب مصر.
وُلِد بسامرّاء، ويقال: إنّ طولون تبنّاه، وكان ظاهر النّجابة من صِغره، وكان طولون قد أهداه نوح عامل بخارى إِلَى المأمون فِي جملة غلمان، وذلك فِي سنة مائتين، فمات طولون فِي سنة أربعين ومائتين، ونشأ ابنه على مذهب جميلٍ فحفظ القرآن وأتْقنه. وكان مِن أطيب النّاس صوتًا به، مع كثرة الدّرس وطلب العلم. وحصلَ وتنقلّت به الأحوال إلى أن ولي إمرة الثغر، وولي إمرة دمشق وديار مصر، وأوّل دخوله مصر سنة أربعٍ وخمسين ومائتين وعمره أربعون سنة، فملكها بضع عشرة سنة.
وبَلَغَنا أنّه خلّف من الذَّهَب الأحمر عشرة آلاف ألف دينار، وأربعة وعشرين ألف مملوك. ويقال: إنه خلف ثلاثة وثلاثين ولدا ذكورا وإناثا، وستمائة بغل ثقل. وقيل: إنّ خراج مصر بلغ فِي العام فِي أيامه أربعة آلاف ألف دينار وثلاثمائة ألف دينار.
وكان شجاعًا حازمًا مهيبًا خليقًا للمُلْك، جوادًا ممدَّحًا. وَقِيلَ: بلغت نفقته كلّ يوم ألف دينار، إلّا أنه كان سفّاكًا للدّماء ذا سَطْوةٍ وجَبَرُوت.
قَالَ القُضاعيّ: أُحْصِيَ مَن قتله صبْرًا، فكان جملتهم مع من مات فِي سجنه ثمانية عشر ألفًا.
وأنشأ الجامع المشهور، وغرِم على بنائه أكثر من مائة ألف دينار، وكان الخليفة مشغولًا عَنْهُ بحرب الزَّنْج.
وكان فيما قَيِل حسَّن له بعض التّجّار التّجارة، فدفع إليه خمسين ألف [ص:268] دينار، فرأى فِي النوم كأنّه يمشمش عظْمًا، فدعى المعَبّر وقصّ عليه، فقال: لقد سَمَت هِمَّةُ مولانا إِلَى مكسبٍ لا يُشبَّه خَطَرُه. فأمر صاحب صدقته أن يأخذ الخمسين ألف دينار من التّاجر ويتصدق بها، وكان - سامحه الله تعالى - قد ضبط الثغور وعمّرها، وكان صحيح الْإِسْلَام معظِّمًا للحُرُمات، محبّا للجهاد والرّباط.
قَالَ أَحْمَد بْن خاقان - وكان تِرْبًا لأحمد بْن طولون: وُلِد أَحْمَد سنة أربع عشرة ومائتين، ونشأ في الفقه والتصون، فانتشر له حُسْن الذّكر، وكان شديد الإزراء على الأتراك فيما يرتكبونه، إِلَى أن قَالَ لي يومًا: يا أخي، إِلَى كم نقيم على الإثم، لا نطأ مَوْطئًا إلّا كُتِب علينا فِيهِ خطيئة، والصّواب أن نسأل الوزير عبيد الله بن يحيى أن يكتب لنا بأرزاقنا إِلَى الثّغر ونقيم به فِي ثواب. ففعلنا ذلك، فَلَمَّا صرنا بطَرَسُوس سُرَّ بما رَأَى من الأمر بالمعروف والنَّهْي عن المُنْكَر، ثم عاد إلى العراق فارتفع محلُّه.
قَالَ محمد بْن يوسف الهَرَوِيّ نزيل دمشق: كنّا عند الرَّبِيع بْن سُلَيْمَان سنة ثمان وستين، إذ جاءه رسول أَحْمَد بْن طولون بكيسٍ فِيهِ ألف دينار، وقَالَ لي عَبْد الله القَيْروانيّ: بل كان سبعمائة دينار، وصرة فيها ثلاثمائة دينار، لابنه أبي الطّاهر. فدعى الرَّبِيع ابنه حتى جاءه، فأمره بقبض المال.
ذكر محمد بْن عَبْد الملك الهَمْدانيّ أنّ أَحْمَد بْن طولون جلس يأكل، فرأى سائلًا، فأمر له بدجاجةٍ ورغيفٍ وحلوى، فجاء الغلام وقَالَ: ناولته فَمَا هش له. فقال: عليَّ به. فَلَمَّا مَثُلَ بين يديه لم يضطّرب من الهيبة، فقال: أحضِر الكُتُب الّتي معك وأصْدِقْني، فقد ثبت عندي أنّك صاحب خبر، وأحضر السِّياط فاعترف، فقال بعض من حضر: هَذَا والله السِّحْر. قَالَ: ما هُوَ بِسحْر، ولكنّه قياس صحيح، رَأَيْت سوء حاله فسيّرت له طعامًا يُسَرُّ له الشَّبْعان فَمَا هشَّ، فأحضرته فتلقّاني بقوَّة جأش، فعِلمت أنّه صاحب خبر.
قَالَ أبو الْحُسَيْن الرّازيّ: سمعت أَحْمَد بْن حميد بْن أبي العجائز وغيره من شيوخ دمشق قَالُوا: لمّا دخل أَحْمَد بْن طولون دمشق وقع فيها حريق عند كنيسة مريم، فركب إليه أَحْمَد ومعه أبو زرعة النصري وأبو [ص:269] عبد الله محمد بن أحمد الواسطي كتابه، فقال ابنُ طولون لأبي زُرْعة: ما يُسمّى هَذَا الموضع؟ فقال: كنيسة مريم. فقال أبو عبد الله: وكان لمريم كنيسة؟ قَالَ: ما هِيَ من بناء مريم، إنّما بَنَوْها على اسمها. فقال ابن طولون: ما لك والاعتراض على الشَّيْخ. ثمّ أمر بسبعين ألف دينار من ماله، وأن يُعطى كلّ من احترق له شيء، ويُقبَل قوله ولا يُسْتَحْلف، فأعطوا وفضل من المال أربعة عشر ألف دينار. ثُمَّ أمر ابن طولون بمالٍ عظيمٍ ففُرق فِي فقراء أَهْل دمشق والغوطة، وأقلّ من أصابه من المستورين دينار.
وعن محمد بن علي الماذرائي قَالَ: كنت أجتاز بتُربة أَحْمَد بْن طولون فأرى شيخًا ملازمًا للقبر، ثُمَّ إني لم أره مدّة، ثُمَّ رَأَيْته فسألته، فقال: كان له علينا بعض العدل إنْ لم يكن الكلّ، فأحببت أن أصِله بالقراءة. قلت: فلِمَ انقطعت؟ قَالَ: رَأَيْته في النَّوم وهو يقول: أحب أن لا يقرأ عندي، فما تمر من آية إلّا قُرِعْتُ بها وَقِيلَ لي: ما سمعت هَذِهِ؟
تُوُفيّ بمصر فِي ذي القعدة سنة سبعين، وتملّك بعده ابنه خُمَارَوَيْه.(6/267)
38 - أَحْمَد بن العباس التركي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
بغدادي ثقة،
سَمِعَ: مصعب بن المقدام.
وَعَنْهُ: محمد بن مخلد.(6/269)
39 - أَحْمَد بْن عَبْد الله بْن صالح بْن مسلم، أبو الحسن الكُوفيُّ العجلي الحافظ الزاهد، [الوفاة: 261 - 270 ه]
نزيل أطرابلس المغرب.
سَمِعَ: الحسين بن علي الجعفي، ومحمد بن جعفر غندرا، وأبا داود الحفري، ومحمدا ويعلى ابني عبيد الطنافسي، ومحمد بن يوسف الفريابي، وعثمان بن حديد الإلبيري، وشبابة بن سوار، ووالده عبد الله، وخلقا سواهم.
رَوَى عَنْهُ ابنه صالح بن أحمد كتابه المصنف في الجرح والتعديل، وهو كتاب مفيد يدلّ على إمامه الرجل وسعة حفظه.
قَالَ عبّاس الدُّوريّ: إنّما كنّا نَعُدُّه مثل أَحْمَد بْن حنبل، ويحيى بن مَعِين. [ص:270]
قلت: ولد سنة اثنتين وثمانين ومائة، ونزح إِلَى الغرب أيّام المحنة بخلْق القرآن.
وتُوُفيّ سنة إحدى وستّين ومائتين بأطرابلس.
وآخر من روى عنه مسند الأندلس محمد بن فطيس الغافقي، وروى عنه قبله سعيد بن إسحاق وجماعة.
وكان يقول: مَن آمن بالرجعة فهو كافر، ومَن قَالَ: القرآن مخلوق، فهو كافر.
وَقَالَ بعض الأئمة: لم يكن لأبي الحسن أحمد بن عبد الله عندنا بالمغرب شبيه ولا نظير فِي زمانه فِي معرفة الحديث وإتقانه، وَفِي زُهْده وورعه.
وقَالَ المؤرخ أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم الحافظ بالقيروان: سألت مالك بْن عِيسَى القفصيّ الحافظ: مَن أعلم من رأيت بالحديث؟ قال: أما في الشيوخ فأحمد بْن عَبْد الله العِجْليّ.
وقَالَ محمد بن أحمد بن غانم الحافظ: سمعت أَحْمَد بْن مغيث - مقرئ ثقة - يقول: سُئل يحيى بْن مَعِين عن أَحْمَد بن عبد الله بن صالح العِجِليّ فقال: هُوَ ثقة ابنُ ثقة ابنُ ثقة.
وقال بعضهم: إنما سكن أحمد بأطرابلس طلبًا للتفرُّد والعبادة. وقبره هناك على الساحل، وقبر ابنه صالح إلى جنبه.
وتوفي صالح سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
وقَالَ أَحْمَد: رحلت إِلَى أبي دَاوُد الطَّيَالِسِيُّ، فمات قبل قدومي بيوم.
وكان أَبُوهُ من أصحاب حَمْزَةَ الزّيّات.(6/269)
40 - أَحْمَد بْن عَبْد الله بْن القاسم، أبو بَكْر التميمي الوَرَّاق الحافظ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: عُبَيْد الله بْن مُعاذ العنبريّ، وصالح بْن حاتم بْن وردان.
وَعَنْهُ: ابنُ مَخْلَد العطار، وأبو سعيد ابن الأعرابي. [ص:271]
وكان بصريا، يعرف برغيف.
تُوُفيّ سنة تسعٍ وستّين.(6/270)
41 - أَحْمَد بْن عَبْد الله الخُجُسْتانيّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
الأمير المتغلّب على نيسابور، كان جبّارًا ظالمًا غاشمًا من أتباع يعقوب بْن اللَّيْث الَّذِي ستأتي أخباره، ثُمَّ خرج عن طاعة يعقوب واستولى على نيسابور وبسطام في أثناء سنة إحدى وستّين ومائتين، وأخذ يُظْهر المَيْل إِلَى بني طاهر ليستميل بِذَلِك قلوب الرعية، وبقي يكتب أَحْمَد بْن عَبْد الله الطّاهريّ، ثُمَّ كاتَب رافع بْن هَرْثمَة، فقدم عليه وتلقّاه وجعله أتابكه.
وله حُروب وأمور، وهو الذي قتل يحيى ابن الذُّهْليّ، فرآه بعضهم فِي النوم فقال: أَنَا لم أُقْتَلْ ولم أجد حرّ القتْل، ولكن الله أشقى الخُجُسْتانيّ بي.
قلت: اتفق على الخُجُسْتانيّ اثنان من غلمانه فذبحاه وهو سَكْران لستٍّ بقين من شوال سنة ثمانٍ وستّين
وقَالَ محمد بْن صالح بْن هانئ: لمّا قتل يحيى بن محمد حيكان ترك أبو عَمْرو أَحْمَد بْن الْمُبَارَك المستملي اللباس القطني، فكان يَلْبَسُ فِي الشِّتَاءِ فَرْوًا بِلا قَمِيصٍ، وَفِي الصيف مسحا، فتقدم يوما إلى أحمد بن عبد الله، فأخذ بعنانه وقال: يا ظالم، قتلت الإمام ابن الإمام العالم ابن العالم! فارتعد أَحْمَد بْن عَبْد الله ونَفَرت دابّتُه، فأتت الرّجّالة لتضربه فقال: دعوه دعوه. فبلغني عن أبي حاتم نوح قَالَ: قَالَ لي الخُجُسْتانيّ: والله ما فزعت من أحدٍ فَزَعي من صاحب الفَرْوَة، ولقد ندِمت حينئذٍ على قتِل حيكان.
خُجُسْتان: من جبل هَرَاة.
ومن عسفه فِي مصادرته للرعيّة أنّه نصب رُمْحًا وأمرهم أن يُغَطّوا أسنانه بالدّراهم.(6/271)
42 - أَحْمَد بْن عَبْد الله بن زياد، أبو جعفر البَغْداديُّ الحداد. [الوفاة: 261 - 270 ه][ص:272]
سَمِعَ: أبا نعيم، وعفان، وقبيصة، ومسلم بن إبراهيم.
وَعَنْهُ: محمد بن مخلد، وأبو العباس بن عقدة، وإسماعيل الصفار.
قال الخطيب: كان فهما ثقة.
وقال ابن مخلد: مات في طريق مكة سنة خمس وستين.(6/271)
43 - أحمد بن عبد الله بن زياد، أبو جعفر التستري. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: سهل بن عثمان العسكري وغيره.
وَعَنْهُ: يحيى بن صاعد، ومحمد بن مخلد، وغيرهما.(6/272)
44 - أحمد بن عبد الله بن سالم، أبو الطاهر، الهمداني مولاهم، الجيزي المعدل. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رأى عبد الله بن وهب.
وَرَوَى عَنْ: خالد بن نزار الأيلي، وسعد بن الجهم، وغيرهما.
قال ابن يونس: حدثونا عنه، توفي في سنة ثلاث وستين.(6/272)
45 - أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرحيم بن سعيد، أبو بكر ابن البَرْقيّ، المِصْريُّ الحافظ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
مَوْلَى بني زُهْرة.
سَمِعَ: عمرو بن أبي سلمة التنيسي، وأسد بْن مُوسَى، وعبد الملك بْن هشام، وطبقتهم.
وله كتاب فِي معرفة الصّحابة وأنسابهم، رواه عنه أحمد بن علي المدائني. وكان إمامًا حافظًا متقنًا، عاش بعد أَخِيهِ محمد مدّة، وعاش بعده أخوه عَبْد الرحيم مدة أيضا، رفست أحمد دابة فِي شهر رمضان سنة سبعين ومائتين فمات منها، رحمه الله.
وقد وَهِمَ الطَّبَرَانِيّ وَهْمًا مُنْكرًا، فسمع الكثير من عَبْد الرحيم بْن عبد الله ابن البَرْقيّ عن ابنِ هشام وعبد الله بْن يوسف التِّنِّيسيّ وغيرهما، وسماه أحمد بن عبد الله، فتراه في معاجمه يقول: حدثنا أحمد بن عبد الله ابن البرقي، وهو عبد الرحيم بلا شك؛ إنما اشتُبه عليه هَذَا بهذا. والطَّبَرَانِيّ لم [ص:273] يُدرك أَحْمَد، ويؤيّد هَذَا أنّ عَبْد الرحيم تُوُفيّ سنة ستٍّ وثمانين، ولم يقل أبدًا: حدثنا عَبْد الرحيم بْن عَبْد الله، فوهِمَ كما ترى وسماه أحمد.(6/272)
46 - أحمد بن عبد الحميد بن خالد، أبو جعفر الحارثي الكُوفيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: أبا يحيى عبد الحميد الحماني، وحسين بن علي الجعفي , وأبا أسامة، وجعفر بن عون.
وَعَنْهُ: أبو العباس بن عقدة، وابن الأعرابي، وأبو العباس الأصم.
توفي في شوال سنة تسع وستين.(6/273)
47 - أحمد بن عبد الخالق بن بكر بن حمدان، أبو بكر الضبعي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: عبد الله بن بكر السهمي، وأبي داود الطيالسي، وأبي عاصم.
وَعَنْهُ: أبو ذر ابن الباغندي، ومحمد بن السري التمار، ومحمد بن جعفر المطيري.(6/273)
48 - م: أحمد بن عبد الرحمن بن وهب بن مسلم، أبو عبيد الله القرشي مولاهم، المصري، الملقب بِبَحْشَل. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: الكثير عن عمه عبد الله بن وهب،
وَسَمِعَ مِنْ: الشافعي، وبشر بن بكر التنيسي، وغير واحد.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن جرير الطَّبريّ، وأبو بكر بن زياد النَّيْسَابوريُّ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم , وآخرون.
قال ابن عدي: رأيت أهل مصر الذين لحقتهم مجمعين على ضعفه، ورأيت الغرباء لا يمتنعون من الرواية عنه، وسألت عبدان عنه فقال: كان مستقيم الأمر في أيامنا.
قال ابن عدي: ومن ضعفه أنكر عليه أحاديث أنا ذاكر بعضها؛ فروى له خمسة أحاديث، قال: وأنكر عليه كثرة روايته عن عمه، وحرملة أكثر منه. قال: وكل ما أنكروه عليه فيحتمل وإن لم يروه عن عمه غيره، ولعله خصه به. [ص:274]
قلت: توفي في ربيع الآخر سنة أربع وستين.(6/273)
49 - أحمد بن عبد الرحمن بن المفضل بن سَيَّار، أبو بكر الحَرَّانيُّ الكُزْبُرانيُّ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
مولى بني أمية.
حَدَّثَ ببغداد عَنْ: عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، وعبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، والمغيرة بن سقلاب.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، وقاسم المطرز، وجماعة.
قال محمود بن محمد الرافقي: توفي سنة أربع وستين.(6/274)
50 - أحمد بن عبد المؤمن المروزي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: عبيد الله بن موسى.
وَعَنْهُ: وصيف بن عبد الله.
وكان ثقة، مات بمصر في شوال سنة سبع وستين.(6/274)
51 - أحمد بن علي بن يوسف المري، أبو بكر الخراز. [الوفاة: 261 - 270 ه]
قيده ابن ماكولا براء ثم زاي.
سَمِعَ: أبا المغيرة، ومحمد بن يوسف الفريابي، وأحمد بن خالد الوهبي.
وَعَنْهُ: الحسن الحضائري، وأبو عوانة الإسفراييني، وجماعة.(6/274)
• - أحمد بن عَمْرو الخَصَّاف؛ [الوفاة: 261 - 270 ه]
في الخاء.(6/274)
52 - أحمد بن عميرة التنيسي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: عمرو بن أبي سلمة.
وَعَنْهُ: أبو نعيم بن عدي الجرجاني.
توفي سنة سبعين.(6/274)
53 - أحمد بن عيسى، أبو طاهر. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: أباه، وابن أبي فُدّيْك.
وَعَنْهُ: محمد بن منصور الشعيثي الكُوفيُّ.(6/274)
54 - أحمد بن الفضل، أبو جعفر المروزي الصائغ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
نزيل عسقلان. [ص:275]
عَنْ: مروان بن معاوية الفزاري، وبشر بن بكر التنيسي، ويحيى بن حسان.
وَعَنْهُ: ابن خزيمة، وأبو بكر بن زياد النَّيْسَابوريُّ، والأصم، وجماعة.(6/274)
55 - أَحْمَد بْن القاسم بْن عطيّة، أبو بَكْر الرازي البزاز الحافظ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: محمد بن أبي بَكْر المُقَدّميّ، وهشام بْن عمّار، وجماعة كثيرة. وأكثر التطواف.
وَعَنْهُ: الْوَلِيد بْن أبان، وعبد الرَّحْمَن بْن حمدان الجلّاب، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم وقال: ثقة.(6/275)
56 - أحمد بن الليث بن ناصح، أبو نصر الجعفي الكاتب. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: علي بن عياش، وأبي اليمان.
توفي سنة ثلاث وستين.
وَعَنْهُ: أبو ذر محمد بن محمد القاضي، وعلي بن الحسن بن عبدة.(6/275)
57 - أَحْمَد بْن محمد بْن عُثْمَان، أبو عَمْرو الثّقفيّ الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنِ الْوَلِيد بْن مُسْلِم، وَمحمد بْن شُعَيب.
وَعَنْهُ: ابن جوصا، وأبو عَوانة فِي " صحيحه "، وجماعة.
وكان صدوقًا.
تُوُفيّ فِي شوّال سنة إحدى وستّين.(6/275)
58 - أَحْمَد بْن محمد بْن هانئ الفقيه، أبو بَكْر الأثرم الطّائيّ، ويقال: الكلبيّ الإسكافيّ الحافظ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
صاحب الإمام أحمد.
سَمِعَ: عبد الله بن بكر، وأبا نُعَيْم، وعفّان، وعبد الله بْن رجاء، وأبا الْوَلِيد الطَّيَالِسِيُّ، وحَرَمي بْن حَفْص، ومعاوية بْن عَمْرو، والقعنبيّ، ومُسَدّدًا، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: مُوسَى بْن هارون الحافظ، والنِّسائيّ فِي " سُنَنه "، وأحمد بْن محمد بْن ساكن الزّنْجانيّ، وابن صاعد، وعليّ بْن أبي طاهر القَزْوينيّ، وعُمَر بْن محمد بْن عِيسَى الجوهريّ.
وجمع وصنَّف " السُّنن "، وخرَّج كتاب " العلل ". وله " مسائل " سألها الْإِمَام أحمد. [ص:276]
قَالَ أبو بَكْر الخلّال: كان الأثرم جليل القدر حافظًا، لمّا قدِم عاصم بْن عليّ بغداد طلبَ من يُخرج له فوائد، فلم يجد غير أبي بَكْر، فلم يقع منه بموقع لحداثة سِنَه، فقال لعاصم: أخرِجْ كُتُبَك. فجعل يقول له: هَذَا الحديث خطأ، وهذا غلط، وهذا كذا، فسُرَّ عاصم به، وأملى قريبا من خمسين مجلسا.
وكان مع الأثرم تَيَقُّظٌ عجيب حَتَّى نسبه يحيى بْن معين أو يحيى بْن أيوب المقابريّ، فقال: كان أحد أبويّ الأثرم جِنِّيًّا.
وقد أخبرني أبو بَكْر بْن صدقة قَالَ: سمعت أبا القاسم ابن الختلي قال: قدم رجل فقال: أريد من يُكتب لي فِي الصلاة ما ليس فِي كُتُب أبي بَكْر بْن أبي شَيْبَة. فقلنا له: ليس لك إلّا الأثرم. قَالَ: فوجّهوا إليه ورقًا، فكتب ستّمائة ورقة من كتاب الصلاة. قَالَ: فنظرنا، فإذا ليس فِي كتاب أبي بكر بن أبي شَيْبَة منه شيء.
وأخبرني أبو بكر بن صدقة قال: سمعت إِبْرَاهِيم الأصبهانيّ يقول: أبو بَكْر الأثرم أَحْفَظُ من أبي زُرْعة الرّازيّ وأتقن.
وسمعت الْحَسَن بْن عليّ بْن عُمَر الفقيه يقول: قدِم شيخان من خُراسان للحج فحدَّثا، فقعد هَذَا ناحية معه خلْق ومستملي، وقعد الآخر ناحية كذلك، فجلس الأثرم بينهما فكتب ما أمليا معا.
توفي الأثرم بإسكاف.(6/275)
59 - ن: أحمد بن محمد بن أبي رجاء المصيصيُّ، أبو جعفر. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: شعيب بن حرب، وأبا نعيم.
وَعَنْهُ: النسائي، ومكحول البيروتي، وأحمد بن علي بن حسنوية، وأحمد بن عبيد الله الدارمي.
قال النسائي: لَا بأس به.(6/276)
60 - أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي الْبَصْرِيُّ، أبو عثمان، [الوفاة: 261 - 270 ه]
نزيل الحرم. [ص:277]
سَمِعَ: أباه، ومسلم بن إبراهيم، وحجاج بن منهال، وأبا همام محمد بن محبب.
وَعَنْهُ: ابنُ أَبِي الدُّنيا، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وابن صاعد، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم وقَالَ: صدوق.
قلت: تُوُفيّ سنة ثلاثٍ أو أربعٍ وستّين.
وأمّا ولده:(6/276)
61 - محمد بن أحمد بن محمد المُقَدَّمِيُّ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
فولي قضاء مكة.
رَوَى عَنْهُ: الطبراني.(6/277)
62 - ن: أحمد بن محمد بن المغيرة، أبو حميد الحِمْصَيُّ العَوْهيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: شريح بن يزيد، ويحيى بن سعيد العطار، والمعافى بن عمران الظهري.
وَعَنْهُ: النسائي.
توفي بحمص سنة أربع وستين.
وَرَوَى عَنْهُ أيضاً: عبد الرحمن بن أبي حاتم ووثقه، وأحمد بن عمير بن جوصا، وآخرون.(6/277)
63 - أحمد بْن محمد بْن الحُسين بْن حفص، أبو جعفر الأصبهانيُّ [الوفاة: 261 - 270 ه]
من بيت حشمة وسؤدد، ويلقب بأحمولة.
كان سخيا جوادا، كثير البر.
سَمِعَ: جده، وخلاد بن يحيى، وأبا نعيم، والقعنبي.
وَعَنْهُ: عصام بن سلم، وأحمد بن الجارود، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن العباس الأخرم.
وتوفي سنة أربع وستين ومائتين.(6/277)
64 - أحمد بن محمد بن أنس القربيطي، أبو العباس. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: محمد بن أبي بكر المقدمي، وإبراهيم بن زياد سبلان، ووهب بن بقية.
وَعَنْهُ: ابن مخلد، ومحمد بن نوح الجنديسابوري، وغيرهما. وثقه الخطيب.
قال ابن مخلد: مات في شوال سنة أربع وستين ومائتين. وممن كتب عنه أبو حاتم وولده عبد الرحمن، وكان من علماء الحديث. وفي " السابق " للخطيب أن محمد بن سعد روى عن هذا، ثم ساق الخطيب من طريق ابن فهم، قال ابن سعد: حدثنا أحمد بن محمد بن أنس قال: حدثنا الفلاس، فذكر حديثا.(6/278)
65 - أحمد بن محمد بن إسحاق بن مزيد، أبو علي الأصبهانيُّ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
ختن رجاء بن صهيب.
سَمِعَ: مكي بن إبراهيم، والأصمعي، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بن أحمد بن يزيد , وأحمد بن الحسين؛ شيخا أبي الشيخ، وغيرهما.(6/278)
66 - أحمد بن محمد بن حبيب، أبو محمد البلخيُّ الذهبيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رَوَى عَنْ: داود بن المحبر وغيره.
مات في جمادى الأولى سنة ست وستين.(6/278)
67 - أحمد بن محمد بن سعيد بن أبان القرشي، الأموي مولاهم، الهَمَذَانيُّ، المعروف بالتُّبعي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
قدم بغداد،
وَحَدَّثَ عَنْ: أصرم بن حوشب، والقاسم بن الحكم العرني، والحسن الأشيب، وغيرهم.
وَعَنْهُ: مطين، وابن خُزَيْمَة، وابن صاعد، والمحاملي، ومحمد بن مخلد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: صدوق. [ص:279]
مات سنة سبع وستين.(6/278)
68 - أَحْمَد بْن محمد بْن أبي مُوسَى، أبو بَكْر الوَرَّاق. [الوفاة: 261 - 270 ه]
أحد تلامذة أَحْمَد بْن حنبل،
رَوَى عَنْ: بشار بن مُوسَى وغيره.
تُوُفيّ سنة ثمانٍ وستّين.(6/279)
69 - أَحْمَد بن محمد بن السكن، أبو بكر القطيعي، ويعرف بأبي خراسان. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: عبد الصمد بن حسان، ومحمد بن سابق، وإسحاق بن هشام التمار.
وَعَنْهُ: محمد بن صالح القهستاني، وعلي بن إسحاق المادرائي، ومحمد بن مخلد العطار.
توفي في ربيع الأول سنة ثمان أيضا.(6/279)
70 - أحمد بن محمد بن مخلد، أبو حامد الهَرَويّ الفقيه. [الوفاة: 261 - 270 ه]
كان ثقة صاحب سنة، رحل وحمل عن أبي نُعَيْم وقَبِيصة.
توفي سنة تسع وستين.(6/279)
71 - أحمد بن محمد بن أيوب الواسطي، بلبل. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: شاذ بن فياض، ومحمد بن عمر بن هياج.
وَعَنْهُ: ابن أبي حاتم وقال: سئل أبي عنه فقال: شيخ.(6/279)
72 - أحمد بن محمد بن عبيد الله بن المدبر، أبو الحسن الضَّبِّيُّ الكاتب السُّرَّمَرَّائيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
ولي مساحة الشام زمن المتوكل، وكان مفوها شاعرا مترسلا عالما يصلح للقضاء. وله أَخٌ اسمه إِبْرَاهِيم، شاعر محسِن رئيس. وللبُحْتُريّ فيهما مدائح.
ثُمَّ ولي أَحْمَد كما ذكرنا خَرَاج دمشق ومصر أيضًا، ثُمَّ قبض عليه أَحْمَد بن طولون وعذّبه فِي سنة خمسٍ وستّين، لأنّه سجنه ثم طلبه وقال: [ص:280] ما حالك؟ فقال: تسألني عن حالي وأنت عملت بي هذا يا عدو الله! أخذك الله من مأمنك. فأمر بقتله، وقيل: بل بقي في أضيق سجن حتى مات سنة سبعين.(6/279)
73 - أَحْمَد بْن محمد بْن عَبْد الكريم، أبو الْعَبَّاس الكاتب، [الوفاة: 261 - 270 ه]
مصنّف كتاب " الخراج ".
تُوُفيّ فِي هَذَا العام.(6/280)
74 - أَحْمَد بْن محمد بن يوسف، أبو جعفر البَغْداديُّ البزاز. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: حجاج الأعور، وروح بن عبادة.
وَعَنْهُ: ابن مخلد , وأبو عوانة، وأبو الحسين ابن المنادي، وغيرهم.
توفي سنة سبعين.
وكان ثقة.(6/280)
75 - أحمد بن المبارك الإسماعيلي، [الوفاة: 261 - 270 ه]
نزيل الجزيرة.
رَوَى عَنْ: أبي نعيم وطبقته.
وَعَنْهُ: أبو عروبة في سنة ثلاث وستين.
وعرف بالإسماعيلي لتتبعه لأحاديث إسماعيل بن أبي خالد.(6/280)
76 - أحمد بن معاوية بن الهذيل، أبو جعفر العنبري الأصبهاني. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: الْحُسَيْن بْن حفص، وإِبْرَاهِيم بْن أيوب الفرساني.
وَعَنْهُ: علي بن رستم، ومحمد بن يحيى بن معاوية.
وهو أخو الهذيل، روى الهذيل أيضا عن الحسين بن حفص.
وَعَنْهُ: أحمد بن الحسين الأصبهاني، توفي الهذيل سنة ستين، وتوفي أحمد سنة نيف وستين.(6/280)
77 - أحمد بن المقدام، أبو جعفر الهروي، قاضي باذغيس، ويعرف بذي القرنين. [الوفاة: 261 - 270 ه][ص:281]
سَمِعَ: يزيد بن أبي حكيم العدني، وأبا نعيم، والقعنبي، وجماعة.
وَعَنْهُ: الحسن بن عمران، وأبو إسحاق البزاز، وأبو سعيد محمد بن أحمد بن ديسم؛ الهرويون.
وقع حديثه عاليا في " جزء ابن الفالي ".
توفي سنة سبعين.(6/280)
78 - أحمد بن مهران بن المنذر، أبو جعفر الهمذاني القطان. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: محمد بن عبد الله الأنصاري، وعثمان بن الهيثم المؤذن، والقعنبي.
وَعَنْهُ: علي بن مهروية القزويني.
قال أبو حاتم: صدوق.(6/281)
79 - ق: أَحْمَد بْن مَنْصُورٌ بْن سيار بن معارك، الحافظ أبو بَكْر الرّماديّ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
أحد الثقات المشاهير.
سَمِعَ: أَبَا النّضر، ويزيد بْن هارون، وأبا دَاوُد الطَّيَالِسِيُّ، وزيد بْن الحُبَاب، وأسود بْن عامر، وعبد الرّزّاق - رحل إليه - وعفّان، وعُبَيْد الله بْن مُوسَى، وخلْقًا بالشام والعراق واليمن ومصر.
رحل مع يحيى بْن مَعِين، وكتبَ وصنَّف " المُسْنَد "، وكان له حفظ ومعرفة.
وَعَنْهُ: ابن ماجة، وإسماعيل القاضي، وأبو القاسم البغوي، وابن صاعد، والمحاملي، وابن أبي حاتم، وابن عياش القطان، وإسماعيل الصفار، وطائفة.
قال ابن أبي حاتم: كان أبي يوثقه.
وعن إبراهيم بن أورمة قال: لو أن رجلين قال أحدهما: حدثنا الرمادي، وقال الآخر: حدثنا أبو بَكْر بْن أبي شَيْبَة، كانا سواء.
قال ابن المنادي: مات الرمادي سنة خمس وستّين لأربع بقين من ربيع الآخر، وقد استكمل ثلاثًا وثمانين سنة.(6/281)
80 - أَحْمَد بْن وهب الزَّيَّات. [الوفاة: 261 - 270 ه]
من كبار العارفين ببغداد.
صحب بشرا، والسري، والحارث. وكان من أقران الجنيد؛ بل أكبر منه وأقدم موتا، وكانا يتجالسان ويتكلمان فِي رقائق التصوُّف، وكان الْجُنَيْد يتأسَّف على فقده ويفضله على نفسه.(6/282)
81 - ن: أحمد بن يحيى بن زكريا، أبو جعفر الأودي الكُوفيُّ العابد الصوفي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: محمد بن بشر، ومحمدا ويعلى ابني عبيد، وأبا أسامة.
وَعَنْهُ: النسائي وقال: لا بأس به , ومحمد بن المنذر شكر، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو العباس بن عقدة، وعلي بن محمد بن كاس الفقيه.
توفي سنة ثلاث وستين، وقيل: سنة أربع.(6/282)
82 - أحمد بن يحيى بن الحواري البَغْداديُّ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
نزيل سامراء.
عَنْ: الحسن بن سوار البغوي، ومحمد بن الحسين البرجلاني.
سَمِعَ مِنْهُ: أبو حاتم الرازي، وابنه عبد الرحمن، وقال: محله الصدق.
وَرَوَى عَنْهُ أبو نعيم بن عيسى الجرجاني؛ لقيه سنة ستين ومائتين.(6/282)
83 - أحمد بن يحيى بن مالك السُّوسيُّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
حَدَّثَ بسامراء عَنْ: عبد الوهاب بن عطاء، وشجاع بن الوليد، وعلي بن عاصم، وغيرهم.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، وأبو العباس الأثرم.
قال أبو حاتم: صدوق.
وهو أخو أبي غسان مالك بن يحيى.
مات سنة ثلاث وستين، وكان ابن خراش يثني عليه، توفي في ربيع الآخر.(6/282)
84 - م د ن ق: أَحْمَد بْن يوسف بْن خَالِد بن سالم، أبو الْحَسَن السُّلَمّي النَّيْسَابوريُّ الحافظ، ويلقّب بحمدان. [الوفاة: 261 - 270 ه]
قَالَ إِسْمَاعِيل بْن مجيد الزّاهد - وهو حفيده: كان جدي أزدي الأب سُلَميّ الأُمِّ، فغلب عليه السُّلَمّي.
قلت: سَمِعَ: حفص بن عبد الرحمن، وحفص بن عبد الله، والجارود بْن يزيد، وطائفة بخُراسان. وَفِي الرحلة من أبي النضر هاشم بن القاسم، وموسى بْن دَاوُد، وجماعة ببغداد. ومن محمد بْن عُبَيْد وطبقته بالكوفة، ومن عَبْد الرّزّاق وغيره باليمن.
قَالَ الحاكم: سمع بالبصرة، والكوفة، والحجاز، واليمن، والشام، والجزيرة.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجة، وإبراهيم بن أبي طالب، وابن خزيمة، وأبو حامد ابن الشَّرْقيّ، وأبو حامد بْن بلال، ومُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطّان، وخلْق.
قَالَ مكّيّ بْن عَبْدان: سمعته يقول: كتبتُ عن عُبَيْد الله بْن مُوسَى ثلاثين ألف حديث.
قال أبو حامد ابن الشرقي: توفي سنة أربع وستين.
قلت: عن اثنتين وثمانين سنة، وكان من خواصّ يحيى بْن يحيى، وبينهما مصاهرة.(6/283)
85 - أَحْمَد بْن يونس بن المسيب بن زهير بن عمرو الضَّبّيّ، أبو الْعَبَّاس الكُوفيُّ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
نزيل إصبهان.
سَمِعَ: عَبْد الله بْن بَكْر السَّهْميّ، ويعقوب بْن إبراهيم الزهري، وحجاج بن محمد، ومحاضر بن المورع، وجعفر بن عون، وأبا مسهر الدمشقي، وعثمان بن عمر، وطائفة.
وَعَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم، ومحمد بْن عَبْد الله الصّفّار، وأبو الْعَبَّاس الأصمّ، وعبد الله بْن جَعْفَر بْن فارس. [ص:284]
وقال ابن أبي حاتم: محله الصدق.
وقَالَ محمد بْن الفرخان: سمعت أَحْمَد بْن يُونُس يقول: قدَّمني أَبِي إِلَى الفُضَيل بْن عياض فمسح رأسي، فسمعته يقول: اللهم حسن خَلْقَهُ وخُلُقَهُ.
وثقه الدارقطني.
وهو ابن عم داود بن عمرو الضبي، شيخ البغوي.
قال أبو نعيم الحافظ: توفي سنة ثمان وستين.
قلت: حديثه بعلو عند ابن عبد الدائم وابن خليل، وكان من أبناء التّسعين، صاحب رحلة ومعرفة.(6/283)
86 - أبان بْن عِيسَى بْن دينار، أبو القاسم الغافقيّ القُرْطُبيّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رحل وأخذ عن سَحْنُون، وعن عليّ بْن مَعْبَد، وكان أحد العُبّاد.
رَوَى عَنْهُ: محمد بْن وضاحّ، وقاسم بْن محمد، وغيرهما.
وتُوُفيّ فِي أحد الربيعَيْن سنة اثنتين وستين، وقد حمل عن أبيه.(6/284)
87 - إبراهيم بن أحمد بن النعمان الأزدي، أبو إسحاق. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: الحربي، وأبي عاصم.
وَعَنْهُ: ابن مخلد.(6/284)
88 - إِبْرَاهِيم بْن أُورَمهْ بْن سياوش، أبو إِسْحَاق الإصبهانيّ، الحافظ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
أحد الأعلام.
رَوَى عَنْ: محمد بْن بكّار، وعبّاس بْن عَبْد العظيم العنبري، وعاصم بْن النّضْر، وصالح بْن حاتم بن وردان، والفلّاس، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أبو بَكْر بْن أبي الدُّنيا، وأبو الْعَبَّاس بْن مسروق، ومحمد بن يحيى بن مندة، وأبو بكر الباغندي، وغيرهم.
قال الدارقطني: ثقة، حافظ نبيل. [ص:285]
وقَالَ ابنُ المنادي: ما رأينا فِي معناه مثله، مرض فكان ينتخب على عباس الدوري.
وقَالَ أبو نُعَيم الحافظ: فاق إِبْرَاهِيم أَهْل عصره في المعرفة والحفظ، وأقام بالعراق يكتبون بفائدته.
قلت: لم ينتشر حديثه؛ لأنّه مات كهلًا وله خمس وخمسون سنة.
قال ابن قانع: تُوُفيّ فِي ذي الحجّة سنة ستٍّ وستّين. تابعه ابن المنادي، وما عداه خطأ.(6/284)
89 - خ: إبراهيم بن الحارث البَغْداديُّ، أبو إسحاق، [الوفاة: 261 - 270 ه]
نزيل نيسابور.
حَدَّثَ عَنْ: يزيد بن هارون، وحجاج الأعور، وأبي النضر، ويحيى بن أبي بكير.
وَعَنْهُ: البخاري، وابن خزيمة، وأبو حامد ابن الشرقي، وأبو بكر محمد بن الحسين القطان.
وقع لنا حديثه بعلو.
مات في أول سنة خمس وستين.(6/285)
90 - إبراهيم بن خالد الأموي الأندلسي الإلبيري. [الوفاة: 261 - 270 ه]
يروي عَنْ: يحيى بْن يحيى، وسعيد بْن حسّان.
توفي سنة ثمان وستين.(6/285)
91 - إبراهيم بن خلاد اللخمي الإلبيري. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: يحيى بن يحيى أيضا.
مات سنة سبعين ومائتين.(6/285)
92 - إبراهيم بن أبي داود البَرَلُّسيُّ. وهو إبراهيم بن سليمان بن داود الَأسديّ الكُوفيُّ الأصل، الحافظ [الوفاة: 261 - 270 ه][ص:286]
، وُلِد بِصور، وعني بهذا الشأن، ورحل إِلَى العراق ومصر.
والبَرَلُسيّ: قيّده ابنُ نُقْطة بفتحتين ثُمَّ ضمّ الّلام.
سَمِعَ: آدم بْن أَبِي إياس، وسعيد بْن أَبِي مريم، وأبا مُسْهر الدّمشقيّ، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أبو جَعْفَر الطّحاويّ، ومحمد بْن يوسف الهَرَويّ، وأبو العباس الأصم، وأبو الفوارس الصابوني، وآخرون.
قال أبو سعيد بن يُونُس: هُوَ أحد الحفّاظ المجوّدين، تُوُفيّ بمصر فِي شعبان سنة سبعين.
وقَالَ ابنُ جَوْصا: ذاكرْتُه، وكان من أوعية الحديث.(6/285)
93 - إِبْرَاهِيم بْن راشد البَغْداديُّ الأدَميُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: عبدان عبد الله بن عثمان، وحفص بن عمر الأبلي.
وَعَنْهُ: محمد بن مخلد، والقاضي المحاملي، وأخوه القاسم، وغيرهم.
وكان ثقة.
توفي سنة أربع وستين.
وقد غلط على الدولابي في حديثه عن حبان العنزي، وقال ابن عدي: البلاء فيه من إبراهيم بن راشد.(6/286)
94 - ق: إبراهيم بن أبي بكر عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أَبِي شَيْبَة إبراهيم بن عثمان العَبْسيُّ الكُوفيُّ، أبو شيبة. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: جَعْفَر بْن عون، وعُبَيْد الله بْن مُوسَى، وأبا نعيم، وخلقا بعدهم.
وَعَنْهُ: ابن ماجة، والنسائي في " اليوم والليلة "، وأبو عوانة في " صحيحه "، وأبو العباس بن عقدة، ومحمد بن جرير، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وطائفة. [ص:287]
وله مسائل سألها أحمد بن حنبل.
قال أبو حاتم: صدوق.
قلت: توفي سنة خمس وستين.(6/286)
95 - إبراهيم بن عبد الله بن يزيد السَّعديُّ، أبو إسحاق التَّميميُّ النَّيْسَابوريُّ المُحَدِّث الأديب. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: الحسين بن الوليد، وحفص بن عبد الله السلمي، وروح بن عبادة، وجعفر بن عون، ومحمدا ويعلى ابني عبيد، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: محمد بن نصر المروزي، وصالح بن محمد جزرة، ومحمد بْن إِسْحَاق بْن خُزَيْمَة، ومحمد بْن الحسين القطان، ومحمد بن يعقوب ابن الأخرم.
توفي يوم عاشوراء سنة سبع وستين عن اثنتين وتسعين سنة.(6/287)
96 - إبراهيم بن عبد الله بن سنان، أبو إسحاق الهروي القطان. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: عبد الله بن داود الخريبي، وأبي بكر الحنفي.
وَعَنْهُ: أبو إسحاق البزار، وأبو زيد المستملي.
توفي سنة ثمان.(6/287)
97 - إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله بْن الْجُنَيْد، أبو إسحاق الختلي، [الوفاة: 261 - 270 ه]
نزيل سامراء.
له تصانيف وتخاريج ورحلة.
سَمِعَ: أَبَا نُعَيْم، وسعيد بْن أبي مريم، وأبا جَعْفَر النُّفَيليّ، وأبا الْوَلِيد، وسليمان بن حرب، وعمرو بْن مرزوق، ويحيى بْن بُكَيْر.
وعنده " سؤالات " عن يحيى بْن مَعِين فِي الجرح والتعديل.
رَوَى عَنْهُ: أبو العبّاس بْن مسروق، ومحمد بن القاسم الكوكبي، وأبو بكر الخرائطي، وأحمد بْن محمد الأدميّ، وآخرون.
وثّقه أبو بَكْر الخطيب، وقَالَ: له كُتُب فِي الزُّهد والرقائق. [ص:288]
لم أجد له وفاةً.(6/287)
98 - إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرحمن الدارمي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
توفي بسمرقند في شعبان سنة ستٍّ وستّين،
ودُفِن إِلَى جنْب أَخِيهِ الحافظ أبي محمد الدارمي.(6/288)
99 - إبراهيم بن عَتِيق الدِّمشقيُّ العَنْسيُّ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
أخو عبد السلام.
رَوَى عَنْ: عمر بن عبد الواحد، ومنبه بن عثمان، ومروان الطاطري.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، وابن جَوْصا، وأحمد بْن عَبْد اللَّه بْن نصر بن هلال، وابن أبي حاتم وقال: صدوق.(6/288)
100 - إبراهيم بن القعقاع. [الوفاة: 261 - 270 ه]
حَدَّثَ عَنْ: عبيد بن إسحاق الكوفي، عن قيس بن الربيع.
وَعَنْهُ: محمد بن مخلد، والمحاملي.
وقد وثقوه.
توفي سنة خمس وستين فِي ذي الحجّة.(6/288)
101 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن الحُسَيْن بن غَزْوان، أَبُو إسحاق. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أبيه، وإبراهيم بن الأشعث، وأحمد بن حفص، وأهل ما وراء النهر.
وَعَنْهُ: خالد بن أحمد الأمير، ومحمد بن عقيل البلخي، وأهل بخارى.
توفي سنة إحدى وستين.(6/288)
102 - إبراهيم بن محمد بن عبد الله، أبو إسحاق النَّيْسَابوريُّ الزاهد المقرئ، المعروف بمَحْمِش. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: حفص بن عبد الله، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى.
وَعَنْهُ: أبو عمرو أحمد بن المبارك، والعباس بن حمزة، وجماعة.
توفي سنة اثنتين وستين.(6/288)
103 - إبراهيم بن محمد بن مروان، أبو إسحاق، المعروف بالعَتِيق. [الوفاة: 261 - 270 ه]
شيخ ضعيف،
رَوَى عَنْ: يعلى بن عبيد، وأبي أحمد الزُّبَيْريّ.
وَعَنْهُ: ابنُ صاعد، ومحمد بْن مَخْلَد.
توفي سنة ثلاث وستين.
قال الدارقطني: غمزوه.(6/289)
104 - إبراهيم بن محمد بن صدقة العامري الكُوفيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
من شيوخ ابن عقدة.
ذكر أنه مات في سنة ثلاث أيضا وله أربع وتسعون سنة، ذكره ابن الجوزي في " الضعفاء ". وقد رَوَى عَنْ: مروان بن معاوية، ونعيم بن سالم، والوليد بن مسلم.(6/289)
105 - إبراهيم بن مالك بن بهبوذ البَغْداديُّ البزاز. [الوفاة: 261 - 270 ه]
ثقة مسند.
سَمِعَ: أبا أسامة، وعبد الوهاب بن عطاء.
وَعَنْهُ: ابن أبي الدنيا، ومحمد بن مَخْلَد، وابن أَبِي حاتم.
تُوُفّي سنة أربع وستين.(6/289)
106 - إبراهيم بن المبارك، أبو إسحاق، [الوفاة: 261 - 270 ه]
صاحب النرسي.
ذكر أنه سَمِعَ أبا بكر بن عياش، ورأى الفضيل بمكة وهشيما.
رَوَى عَنْهُ محمد بن مخلد، وقال: سمعت منه سنة اثنتين وستين ومائتين، ولم يضعفه.(6/289)
107 - ن: إبراهيم بن مرزوق بن دينار، أبو إسحاق الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: أبا داود الطيالسي، وأبا عامر العَقَدِيّ، وعبد الصّمد بْن عَبْد الوارث , وطائفة.
وَعَنْهُ: النسائي فيما ذكر أبو القاسم الحافظ. ولم [ص:290] يظفر بذلك أبو الحجاج المزي.
وَعَنْهُ: أيضا أبو جعفر الطحاوي، وابن صاعد , وأبو عوانة، وعمر بن بجير، والأصم، وآخرون.
قال النسائي: صالح.
قلت: سكن مصر، وبها مات في جمادى الآخرة سنة سبعين، وكان ثقة؛ قاله ابن يونس.(6/289)
108 - إِبْرَاهِيم بْن مَسْعُود بْن عَبْد الحميد القُرَشيّ الهمذاني، أبو محمد [الوفاة: 261 - 270 ه]
ابن أخي سندول.
رَوَى عَنْ: عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر، وأبي أُسامة، وأسباط بن محمد، والقاسم بن الحكم، وجماعة.
وَعَنْهُ: عبد الله أحمد الدشتكي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أوس، ومُحَمَّد بْن عبد الله بن بلبل، وأبو عوانة الإسفراييني، وابن أبي حاتم وقال: صدوق.
أخبرنا ابن عساكر، عن القاسم قال: أخبرنا هبة الرحمن قال: أخبرنا البحيري قال: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا أبو عوانة قال: حدثنا إبراهيم بن مسعود قال: حدثنا ابن نمير بحديث في الصوم.(6/290)
109 - إبراهيم بن معمر بن شريس، أبو إسحاق الأصبهاني، الجُوزدانيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، وسليمان بن عبد الرحمن، وسهل بن عثمان.
وَعَنْهُ: محمد بن أحمد بن يزيد الزُّهْريّ، وجعفر بن محمد بن يعقوب، وأبو محمد بن فارس.
توفي سنة أربع وستين.(6/290)
110 - إبراهيم بن معاوية بن جبلة الباهلي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أبي نعيم، ومسلم، وأبي الوليد.
وَعَنْهُ: حمزة بن القاسم، وإسماعيل الصفار. [ص:291]
وهو بصري نزل بغداد، محله الصدق.(6/290)
111 - إبراهيم بن منقذ بن إبراهيم بن عيسى الخولاني مولاهم، العُصفريُّ المِصْريُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: ابن وهب، وإدريس بن يحيى الزاهد، وأبا عبد الرحمن المقرئ.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، وأبو العباس الأصم، وأبو الفوارس الصابوني، وآخرون.
قال ابن يونس: هو ثقة رضى، توفي في ربيع الآخر سنة تسع وستين.(6/291)
112 - إبراهيم بن نصر الكندي الزاهد. [الوفاة: 261 - 270 ه]
حَدَّثَ عَنْ: قبيصة، وعفان.
وَعَنْهُ: محمد بن مخلد، وأبو الحسين أحمد ابن المنادي، وغيرهما.
توفي سنة تسع أيضا.
وقال البغوي: سنة سبع وستين.(6/291)
113 - إِبْرَاهِيم بْن هانئ النَّيْسَابوريُّ الزّاهد، أبو إِسْحَاق، [الوفاة: 261 - 270 ه]
نزيل بغداد.
سَمِعَ: محمد بْن عُبَيْد، وأخاه يعلى، وعلي بن عياش، ويسرة بْن صَفْوان، وأبا المُغيرة عَبْد القُدُّوس بْن الحجاج، وعبد الله بن داود الخُرَيْبيّ، وعُبَيْد الله بْن مُوسَى، وطائفة بمصر والشام والعراق.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، وأبو نعيم بن عدي، وابن مخلد، وإسماعيل الصفار، وأبو سعيد ابن الأعرابي، وآخرون.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: سمعتُ منه، وهو ثقة صدوق.
وكان الْإِمَام أَحْمَد يُجِلّ إبراهيم بن هانئ ويحترمه ويغشاه.
قال أبو بَكْر بْن زياد النَّيْسَابوريُّ: حَدَّثَنِي أبو مُوسَى الطَّرَسُوسيّ فِي جنازة إِبْرَاهِيم بْن هانئ قال: سمعت ابنُ زَنْجَوَيْه يقول: قَالَ أَحْمَد بْن [ص:292] حنبل: إنْ كان ببغداد أحدٌ من الأبدال فأبو إسحاق النَّيْسَابوريُّ.
وقال الخلال: أخبرنا علي بن الحسن قال: حدثنا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن هانئ قَالَ: كان أَحْمَد بْن حنبل مختفيًا عندنا ههنا، فقال لي يومًا: ليس أُطيق ما يطيق أبوك من العبادة.
قال ابنُ المنادي: تُوُفيّ فِي ربيع الآخر سنة خمسٍ وستّين.
وقال أبو بكر بْن زياد: حضرت إِبْرَاهِيم بْن هانئ عند وفاته، فقال: أَنَا عطشان. فجاءه ابنه بماء، فقال: أغابت الشمس؟ قَالَ: لا. فردّه وقَالَ: لمثل هَذَا فليعمل العاملون. ثُمَّ مات، رحمه الله.(6/291)
114 - إِبْرَاهِيم بْن يزيد، أبو إِسْحَاق القُرْطُبيّ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
مَوْلَى بني أُميّة.
سَمِعَ: يحيى بْن يحيى اللَّيْثيّ، ورحل وأخذ عن أَصبغ بْن الفَرَج وسحنون.
وكان شروطيا فقيها مشاورا،
رَوَى عَنْهُ: أحمد بن خالد بن الحباب وغيره.
توفي في ربيع الأول سنة ثمان وستين.(6/292)
115 - أخطل بن الحكم، أبو القاسم القرشي الدمشقي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: بقية بن الوليد، والوليد بن مسلم.
وَعَنْهُ: علي بن أحمد شيخ لتمام الرازي، ومكحول البيروتي، وأبو عوانة الإسفراييني.
توفي سنة أربع وستين.
وقع لنا حديثه عاليا؛ أخبرنا أحمد بن عساكر قال: أخبرنا ابن السمعاني كتابة قال: أخبرنا أبو البركات الفزاري قال: أخبرنا أبو عمرو المحمي قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا أبو عوانة قال: حدثني الأخطل بن الحكم قال: حدثنا بقية قال: حدثنا شعبة، عن خالد الحذاء وابن عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سجد في وهم بعد التسليم. وهذا لم يخرجه مسلم.(6/292)
116 - إدريس بن موسى الهروي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أبي نعيم، وقبيصة بن عقبة.
توفي سنة اثنتين وستّين.(6/293)
117 - إدريس بْن نصر بْن سابق الخَوْلانيّ المِصْريُّ المعدّل، [الوفاة: 261 - 270 ه]
أخو بحر بْن نصر.
تُوُفيّ سنة ثمان وستين.(6/293)
118 - أسباط بن اليسع، أبو طاهر الذهلي البخاري. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رَوَى عَنْ: أحمد بن حفص، وإبراهيم بن الأشعث، وأبي حذيفة إسحاق بن بشر، وخاقان السلمي.
وَعَنْهُ: أحمد بن حاتم، وحامد بن هلال، وصالح بن حمدان؛ البخاريون.
توفي سنة ثلاث وستين.(6/293)
119 - إسحاق بن إبراهيم البَغْداديُّ الصفار. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: عبد الوهاب الخفاف، ومحمد بن عمر الواقدي.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، والقاضي المحاملي، وابن مخلد.
توفي سنة اثنتين وستين.
وهو ثقة.(6/293)
120 - إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الطَّلْقيّ الأستراباذيّ، أبو بَكْر الفقيه المؤذّن. [الوفاة: 261 - 270 ه]
ثقة،
سَمِعَ: يزيد بْن هارون، وأحمد بن أبي طيبة.
وَعَنْهُ: عَبْد الملك بن عديّ، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن مطرّف، وأهل أستراباذ.
قَالَ عَبْد الملك: ما رَأَيْت فِي بلدنا أصلح منه.
تُوُفيّ سنة أربعٍ وستين(6/293)
121 - إسحاق بن إبراهيم بن جبلة، أبو يعقوب الترمذي. [الوفاة: 261 - 270 ه][ص:294]
سَمِعَ: أبا نعيم وغيره.
توفي سنة سبعين.(6/293)
122 - إسحاق بن إبراهيم بن يحيى، أبو يعقوب النَّيْسَابوريُّ العَفْصيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: القاسم بن الحكم العرني، وحفص بن عبد الله، ويعلى بن عبيد، وطائفة.
وَعَنْهُ: ابن خزيمة، ومحمد بن الأخرم، ومحمد بن علي المذكر , وغيرهم.
وكان أحد الثقات.
توفي سنة ست.(6/294)
123 - إسحاق بن إبراهيم بن عبدوس الإفريقي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رَوَى عَنْ: يحيى بْن يحيى اللَّيْثيّ وغيره.
تُوُفِّيَ سنة ست وستين أيضا.(6/294)
124 - إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله بن بكير بن زيد النهشلي الفارسي، شاذان، [أبو بكر] [الوفاة: 261 - 270 ه]
سبط سعد بن الصلت القاضي.
سَمِعَ: جده، وأبا داود الطيالسي، ووهب بن جرير، والأسود بن عامر شاذان.
وَعَنْهُ: أبو بكر بن أبي داود، وابنه محمد بن إسحاق، وأحمد بن علي الجارودي، ونصر بن أبي نصر الشيرازي، وعبد الرحمن بن يوسف بن خراش، ومُحَمَّد بْن حمزة بْن عمارة، ومُحَمَّد بْن عمر الجورجيري.
ويقع لنا حديثه عاليا في " الثقفيات "، كنيته أبو بكر.
ذكره ابْنُ حِبّان فِي " الثِّقَاتِ " وَقَالَ: مَاتَ لسبع بقين من جمادى الآخرة سنة سبع وستين.
ولي جده قضاء شيراز، وهو من طبقة وكيع.
وقال ابن أبي حاتم: كتب إلي وإلى أبي، وهو صدوق.(6/294)
125 - إسحاق بن إسماعيل الفلفلاني الأصبهاني، أبو يعقوب. [الوفاة: 261 - 270 ه][ص:295]
يَرْوِي عَنْ: إسحاق بن سليمان الرازي وغيره.
وَعَنْهُ: أحمد بْن الجارود، وعبد الله بْن جَعْفَر بْن فارس، وغيرهما.(6/294)
126 - إسحاق بن جابر القرطبي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: يحيى بن يحيى.
توفي سنة ثلاث وستين.(6/295)
127 - د: إسحاق بن الجراح الأذنيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: يزيد بن هارون، وهاشم بن القاسم.
وَعَنْهُ: أبو داود، وأبو عَوَانةَ، وأبو بَكْر بْن أبي دَاوُد، وجماعة.
وكان صدوقا.(6/295)
128 - إسحاق بن عبد الله بن محمد بن رَزِين السُّلَميُّ النَّيْسَابوريُّ، ويلقب بالخُشْك. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: حفص بن عبد الرحمن، وحفص بن عبد الله، ويعلى بن عبيد، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو بكر بن خزيمة، ومحمد بن يعقوب الأخرم، وأحمد بن علي بن حسنوية.
توفي سنة ست وستين.
وقد روى ابن مندة في " أماليه " عن محمد بن عمر بن حفص النيسابوري عنه.(6/295)
129 - إسحاق بن يحيى بن يحيى بن كثير الليثي الأندلسي، [الوفاة: 261 - 270 ه]
أخو عبيد الله.
يَرْوِي عَنْ: أبيه.
توفي سنة إحدى وستين.(6/295)
130 - إسماعيل بن أبان بن حوي السَّكْسَكيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: أبا مسهر وغيره.
وَعَنْهُ: ابن جوصا وأبو الجهم بن طلاب، وكان يكون ببيت لهيا.
توفي سنة ثلاث وستين.(6/296)
131 - إسماعيل بن إبراهيم، أبو الأحوص الإسفراييني. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: مكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، وأبي الْوَلِيد الطَّيالِسيّ.
وَعَنْهُ: أيوب بن الحسن الزاهد، وإبراهيم بن محمد المروزي.
توفي سنة إحدى وستين، وكثيرًا ما يروى عَنْهُ أبو عَوَانةَ فيقول: حدثنا أبو الأحوص صاحبنا.(6/296)
132 - إسماعيل بن إسحاق الكُوفيُّ، مولى قريش، يعرف بترنجة. [الوفاة: 261 - 270 ه]
حَدَّثَ بمصر عَنْ: جعفر بن عون، وسعد بن أبي مريم.
وَعَنْهُ: ابن خزيمة، وأبو جعفر الطحاوي، وابن زياد النَّيْسَابوريُّ، وابن أبي حاتم وقال: صدوق.
توفي سنة سبعين في سلخ جمادى الآخرة.
قال ابن أبي حاتم: رَوَى عَنْ: جعفر بن عون، ومحمد بن القاسم الأسدي، وطلق بن غنام، وإسحاق بن منصور السلولي.
وقال ابن أويس الصدفي: هو أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن سهل، مولى قريش. قدم مصر، وَحَدَّثَ عَنْ أبي نعيم وطبقته، فلج وثقل لسانه قبل موته بيسير.(6/296)
133 - إسماعيل بن الأسود بن مسلم التجيبي المصري، [الوفاة: 261 - 270 ه]
مولى تجيب، ابن عم عيسى بن حماد. [ص:297]
رَوَى عَنْ: عبد الله بن وهب،
وتوفي سنة ثلاث وستين تقريبا،
ويعرف بالتبان.(6/296)
134 - إسماعيل بن حصن، أبو سليم الجبيلي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: سويد بن عبد العزيز، وضمرة بن ربيعة.
وَعَنْهُ: أبو بكر بن زياد النَّيْسَابوريُّ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقَالَ: صدوق.
قلت: تُوُفيّ سنة أربع وستين.(6/297)
135 - إسماعيل بن زيد، أبو إسحاق الجرجاني الحافظ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: أحمد بن يونس، ويوسف بن عدي، وسليمان الشاذكوني. وكتب كتب الشافعي عن حرملة.
قال ابن عدي الحافظ: كان إسماعيل يكتب في الليلة تسعين ورقة بخط دقيق.(6/297)
136 - إسماعيل بن الصلت بن أبي مريم. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: محمد بن كثير العبدي، وعلي ابن المديني.
وَعَنْهُ: المحاملي، وأحمد بن علي الجرجاني.
كان حيا في سنة ست وستين.
وثقه الدارقطني.(6/297)
137 - إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الله بْن مَسْعُود الحافظ، أبو بشر العبدي الأصبهاني، سموية. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: الحسين بْن حَفْص، وبكر بْن بكّار، وأبا مُسْهِر، وأبا اليَمَان، وأبا نُعَيْم، وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ التنيسي، وسعيد بن أبي مريم، وخلقا كثيرا بالشام ومصر والثغر والعراق وإصبهان. وخرّج الفوائد، وعني بالفِقْه والحديث.
قَالَ أبو نُعَيْم الإصبهانيّ: كان من الحفاظ والفقهاء. [ص:298]
وقَالَ ابنُ أبي حاتم: سمعنا منه، وهو صدوق ثقة.
قلت: رَوَى عَنْهُ: محمد بْن أحمد بن يزيد، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الله بْن جَعْفَر بْن فارس، وآخرون.
قَالَ أبو الشَّيْخ: كان حافظًا متقنًا، يُذاكر بالحديث.
قلت: توفي سنة سبع وستين.(6/297)
138 - إسماعيل بن عبد الله بن ميمون، أبو النَّضْر العِجْليُّ، المَرْوزيُّ ثم البَغْداديُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
حَدَّثَ بدمشق وبغداد عَنْ: أبي النضر هاشم بن القاسم، وعبيد الله بن موسى، ومحمد بن مصعب، وأبي عبد الرحمن المقرئ.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، وابن جوصا، وأحمد بن جعفر ابن المنادي، وأبو الطيب بن حميد الحوارني، وعلي بن إسحاق المادرائي.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابْنُ المنادي: توفي سنة سبعين عن أربع وثمانين سنة.(6/298)
139 - إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن سعيد بن أبان الضَّبِّيُّ المحامليُّ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
والد القاضي أبي عبد الله والقاسم.
بصري سكن بغداد، وروى يسيرا عن عبد الله بن عون الخراز، وأبي مصعب الزهري، وفيض بن وثيق.
وَعَنْهُ: ابناه.(6/298)
140 - إسماعيل بن محمد بن يوسف بن يعقوب، أبو هارون الثقفي الجِبْرينيُّ الرَّمْليُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
حَدَّثَ عَنْ: رواد بن الجراح، وعمرو بن أبي سلمة، وحبيب كاتب مالك، وجماعة.
قال ابن أبي حاتم: كتب إلي، فنظرت في حديثه فلم أره حديث [ص:299] أهل الصدق.
وقال ابن حبان: يقلب الأخبار ويسرق الحديث، حدثنا عنه الحسين بن إسحاق الأصبهاني بالكرج.
وقال ابن طاهر: كذاب.(6/298)
141 - إِسْمَاعِيل بْن يحيى بْن إِسْمَاعِيل بْن عَمْرو بْن مُسْلِم، الفقيه أبو إِبْرَاهِيم المُزَنيّ المِصْريُّ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
صاحب الشّافعيّ.
رَوَى عَنْ: الشّافعيّ، ونُعَيْم بْن حمّاد، وعليّ بْن مَعْبَد بْن شدّاد، وغيرهم.
رَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر بْن خُزَيْمة، وأبو بَكْر بْن زياد النَّيْسَابوريُّ، وابن جَوْصَا، والطَّحَاويّ، وابن أبي حاتم، وأبو الفوارس ابن الصّابونيّ، وآخرون. وتفقه به خلْق، وصنَّف التّصانيف.
أخبرنا أبو حفص القواس قال: أَخْبَرَنَا أَبُو الْيُمْنِ الْكِنْدِيُّ كِتَابَةً قال: أخبرنا أبو الحسن بن عبد السلام قال: حدثنا أبو إِسْحَاق الشّيرازيّ الفقيه قَالَ: فأمّا الشّافعيّ رحمة الله فقد انتقل فِقْهُه إِلَى أصحابه، فمنهم أبو إِبْرَاهِيم إِسْمَاعِيل بْن يحيى بْن إِسْمَاعِيل بْن عَمْرو بْن إِسْحَاق المُزَنيّ، مات بمصر سنة أربعٍ وستّين ومائتين. وكان زاهدًا عالمًا مجتهدًا مُنَاظِرًا مِحْجاجًا غوّاصًا على المعاني الدقيقة، صنف كتبا كثيرة؛ " الجامع الكبير "، و" الجامع الصغير "، و" مختصر المختصر "، و" المنثور "، و" المسائل المعتبرة "، و" الترغيب فِي العِلم "، وكتاب " الوثائق ".
قَالَ الشّافعي: المُزَنيّ ناصر مذهبي.
قلت: وردَ أنّ المُزَنيّ كان إذا فرغ من مسألة وأودعها مختصره صلّى رَكْعَتَين.
وقِيلَ: إنّ بكّار بْن قُتَيْبَة قدِم مصر على قضائها، وهو حنفيّ، فاجتمع بالمُزَنيّ مرّة، فسأله رَجُل من أصحاب بكّار فقال: قد جاء فِي الأحاديث تحريم النبيذ وتحليله، فلِم قدَّمتم التّحريم على التحليل؟
فقال المُزَنيّ: لم يذهب أحد إِلَى تحريم النبيذ فِي الجاهلّية، ثم حلل [ص:300] لنا. ووقع الاتّفاق على أنّه كان حلالًا فحرم. فهذا يعضد أحاديث التحريم. فاستحسن بكّار ذلك منه.
وقَالَ عَمْرو بْن تميم المكيّ: سمعتُ محمد بن إِسْمَاعِيل التّرمِذيّ قال: سمعت المُزَنيّ يقول: لا يصحُّ لأحدٍ توحيدٌ حَتَّى يعلم أنّ الله على العرش بصفاته. قلت: مثل أيّ شيء؟ قَالَ: سميع بصير عليم.
قَالَ السُّلَميّ: سمعتُ محمد بْن عَبْد الله بن شاذان يقول: سمعت محمد بن علي الكتاني يقول: سمعت عَمْرو بْن عُثْمَان المكّيّ يقول: ما رأيت أحدًا من المتعبّدين فِي كثرة من لقيت منهم أشدّ اجتهادًا من المُزَنيّ ولا أدْوَم على العِبادة منه، وما رَأَيْت أحدًا أشد تعظيما للعلم وأهله منه. وكان من أشدّ النّاس تضييقًا على نفسه فِي الورع، وأوسعه فِي ذلك على النّاس. وكان يقول: أَنَا خُلُق من أخلاق الشافعيّ.
وبَلَغَنا أنّ المُزَنيّ كان مُجاب الدّعوة، ذا زُهدٍ وتقشُّف. أَخَذَ عَنْهُ خَلْق من علماء خُراسان، والشام، والعجم. وقِيلَ: كان إذا فاتته صلاة الجماعة صلّى الصّلاة خمسًا وعشرين مرة.
وكان يغسل الموتى تعبُّدًا ودِيانة، فإنّه قَالَ: تعَانَيْت غسْلَ الموتى ليرق قلبي، فصار لي عادة. وهو الَّذِي غسّل الشافعيّ رحمه الله، وكان رأسًا فِي الفقه، ولم يكن له معرفة بالحديث كما ينبغي.
تُوُفيّ لستٍّ بقين من رمضان سنة أربعٍ وستّين عن تسعٍ وثمانين سنة، وصلّى عليه الرَّبِيع بْن سُلَيْمَان المراديّ.
ومن أصحاب المُزَنيّ الْإِمَام أبو القاسم عُثْمَان بْن سَعِيد بْن بشّار الأنماطيّ، شيخ ابنِ سُرَيْج وزكريّا بْن يحيى السّاجيّ وإمام الأئمة ابنُ خُزَيْمة.
وثقه أبو سَعِيد بْن يُونُس، وقَالَ: كان يَلْزم الرِّباط.
وقَالَ ابنُ أبي حاتم: سمعت منه، وهو صدوق.(6/299)
142 - إسماعيل بْن يحيى بْن الْمُبَارَك اليَزيديّ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
أخو إِبْرَاهِيم ومحمد. [ص:301]
أَخَذَ عَنْ: أبي العتاهية، ومحمد بْن سلّام الْجُمَحيّ.
وصنَّف كتابًا فِي " طبقات الشّعراء ".(6/300)
143 - أَسِيد بْن عاصم بْن عَبْد الله الثَّقفيّ مولاهم، الإصبهانيّ، أبو الْحُسَيْن، [الوفاة: 261 - 270 ه]
أخو محمد بْن عاصم.
ولهما أَخَوان؛ عليّ والنُّعمان، لم يشتهرا.
سَمِعَ أَسِيد الكثير، وصنَّف " المُسَنْد "، ورحل.
وَسَمِعَ: سَعِيد بْن عامر الضُّبَعيّ، وبشر بْن عُمَر الزّهرانيّ، وعبد الله بن بكر السهمي، والحسين بن حفص، وعاصم بن إبراهيم، وبكر بْن بكّار، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أبو عليّ أَحْمَد بْن محمد بْن إِبْرَاهِيم، وعبد الله بن الحسين بن بندار، وعَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن فارس، ومُحَمَّد بن حيوة الكرجي، وآخرون. وقع لنا جزء من حديثه تختلف به النسخ، وتزيد النسخة على الأخرى أحاديث.
تُوُفيّ سنة سبعين.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: سمعنا منه، وهو ثقة رضى.(6/301)
144 - أصبغ بن عبد العزيز المِصْريُّ الخولاني. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: إدريس بن يحيى الزاهد وغيره.
مات سنة ثلاث وستين.(6/301)
145 - أعين بن محمد بن مندويه، أبو سعيد السلمي الأصبهاني. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أبي الوليد الطيالسي، وأبي حذيفة النهدي.
وَعَنْهُ: أبو محمد عبد الله بن جعفر بن فارس.
توفي سنة سبعين.(6/301)
146 - أماجور التُّركيّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
وليّ نيابة دمشق للمعتمد فبقي عليها ثمان سنين، وكان شجاعًا مَهِيبًا ظالمًا، ولي دمشق من سنة ستٍّ وخمسين إِلَى سنة أربعٍ وستّين، واستولى بعده على دمشق والشامات أَحْمَد بْن طولون.
قَالَ أبو يعقوب الأذرعي المحدث: لما بنى أماجور الفندق الذي في [ص:302] الخوّاصين كتب على بابه مائة سنة وسنة، فَمَا عاش بعد ذلك إلّا مائة يوم ويوم.(6/301)
147 - أنس بن خالد الأنصاري. [الوفاة: 261 - 270 ه]
ثقة فاضل، من أولاد خَادِمُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنس.
سَمِعَ: محمد بْن عَبْد الله الْأَنْصَارِيّ، وأبا زيد النحوي.
وَعَنْهُ: المحاملي، وابن مخلد، وأبو العباس الأصم.
توفي سنة ثمان وستين.(6/302)
-[حَرْفُ الْبَاءِ](6/302)
148 - بحر بن نصر بن سابق، أبو عبد الله، الخولاني مولاهم، المصري. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: ابن وهب، وأيوب بن سويد الرملي، والشافعي، وضمرة بن ربيعة، وأشهب، وبشر بن بكر، وطائفة.
وَعَنْهُ: ابن جوصا، وأبو جعفر الطحاوي، وابن زياد النَّيْسَابوريُّ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأحمد بن مسعود بن عمرو الزنبري، ومحمد بن بشر الزنبري العكري، وأبو عوانة، وأبو الفوارس ابن السندي، وأحمد بن عبد الله، وأحمد بن عبد الله البهنسي العطار، وأحمد بن علي بن شعيب المديني، وأحمد بن علي بن الحسن المدائني، وأحمد بن محمد بن أسيد الأصبهاني، وأحمد بن محمد بن الحارث القباب المصري، وأحمد بن محمد بن فضالة الحمصي الصفار، وأحمد بن إبراهيم بن أبي أيوب المصري، وأحمد بن محمد بن شاهين، وأحمد بن محمد بن يحيى بن بلال النَّيْسَابوريُّ، وأحمد بن يوسف بن تميم الْبَصْرِيُّ، وأبو العباس الأصم، وابن خزيمة، وخلق.
وروى النسائي في " حديث مالك " الذي جمعه عن زكريا خياط السنة عن بحر بن نصر هذا.
قال الطحاوي: ولد بحر بن نصر والربيع المرادي والمزني ثلاثتهم في سنة أربع وسبعين ومائة.
قلت: توفي في شعبان سنة سبع وستين، وقد وثقه ابن أبي حاتم، [ص:303] وغيره.(6/302)
• - بِشْر بن مَطَر؛ [الوفاة: 261 - 270 ه]
قد تقدم.(6/303)
149 - بكر بن محمد بن فَرْقَد، أبو أمية التَّميميُّ البَغْداديُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: يحيى بن سعيد القطان، وعبد الوهاب الثقفي.
وَعَنْهُ: محمد بن مخلد، وأبو سعيد ابن الأعرابي.
قال الدارقطني: ليس بقوي.(6/303)
150 - بكَّار بن قُتَيْبة بن عُبَيْد الله القاضي، وقِيلَ: بكّار بْن قُتَيْبَةَ بن أسد بْن عُبَيْد الله بْن بِشْر بْن أبي بكرة نفيع بن الحارث، أبو بكرة الثَّقفيُّ البَكْراويُّ الْبَصْرِيُّ الفقيه الحنفيُّ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
قاضي ديار مصر.
سَمِعَ: رَوْح بْن عُبَادة، وأبا دَاوُد الطَّيَالِسِيُّ، وعبد الله بْن بَكْر السَّهميّ، ووهب بْن جرير، وسعيد بْن عامر الضُّبَعيّ، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أبو عَوَانَة فِي " مسنده الصحيح "، والطحاوي، وعبد الله بن عتاب الزفتي، وأبو الميمون بْن راشد، وأحمد بْن سُلَيْمَان بْن حَذْلَم، والحَسَن بْن عَبْد الملك الحصائري، ومحمد بْن محمد بْن أبي حُذَيْفة، وأحمد بن محمد المديني الخامي، وأبو الْعَبَّاس الأصمْ، وخلْق من الدّمشقيّين؛ فإنّه قدِم إليها فِي الآخر، ومن المصريّين والرّحّالة.
وكان من القُضاة العادلين.
قَالَ أبو بَكْر ابن المقرئ: حدثنا محمد بن بكر الشعراني بالقدس قال: حدثنا أَحْمَد بْن سهل الهَرَويّ قَالَ: كنتُ ساكنًا فِي جوار بكّار بْن قُتَيْبَةَ، فانصرفت بعد العشاء، فإذا هُوَ يقرأ: (يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بالحق) الآية، ثُمَّ نزلت فِي السَّحَر، فإذا هُوَ يقرؤها ويبكي، فعلمت أنه كان يقرؤها من أول اللّيل.
وقَالَ محمد بْن يوسف الكِنْديّ: قدِم بكّار قاضيًا من قِبل المتوكّل فِي جمادى الآخرة سنة ستٍّ وأربعين، فلم يزل قاضيًا - يعنى على مصر - إِلَى أن تُوُفيّ فِي ذي الحجة سنة سبعين، وأقامت مصر بلا قاضٍ بعده سبْع [ص:304] سنين، ثُمَّ ولّى خُمَارَوَيْه محمد بْن عَبْدة.
وكان أَحْمَد بْن طولون أراد بكارا على لعن الموفَّق فامتنع، فسجنه إِلَى أن مات أَحْمَد، فأُطِلقَ بكّار، وبقي يسيرًا ومات، فَغُسِّلَ ليلًا، وكَثُرَ النّاس فلم يُدْفَن إِلَى العصر.
قلت: وكان القاضي بكّار عظيم الحُرْمة كبير الشأن، كان ينزل السّلطان ويحضر مجالسه، فذكر الطحاوي قال: استعظم بكار بن قتيبة فسخ حكم الْحَارِث بْن مسكين فِي قضيّة ابنُ السائح، يعني لمّا حكم عليه الْحَارِث وأخرج من يده دار الفيل، وتوجّه ابنُ السائح إلى العراق بغوث على الْحَارِث.
قَالَ الطّحاويّ: وكان الْحَارِث إنّما حكم فيها على مذهب أَهْل المدينة، فلم يزل يُونُس بْن عَبْد الأعلى يكلّم بكّار ويجسّره حَتَّى جسر وردّ إِلَى ابني السائح ما كان أَخَذَ منهما.
قَالَ الطّحاويّ: ولا أحصي كم كان أَحْمَد بْن طولون يجيء إِلَى مجلس بكّار وهو على الحديث، ومجلسه مملوء بالناس، ويتقدم الحاجب ويقول: لا يتغّير أحد من مكانه، فَمَا يشعر بكّار إلّا وابن طولون إلى جانبه، فيقول: أيّها الأمير، ألا تركتني كنت أقضي حقّك وأقوم. ثُمَّ فسد الحال بينهما حَتَّى حبسه، وفعل به ما فعل. وقِيلَ: إنّه صنَّف كتابًا نقض فِيهِ على الشّافعيّ ردّه على أبي حنيفة. وكان يأنس بيونس بْن عَبْد الأعلى ويسأله عن أَهْل مصر وعُدولهم، ولما حبسه ابنُ طولون لم يمكنه أن يعزله، لأنّ القضاء لم يكن أمره إليه، وقِيلَ: إن بكارا كان يشاور فِي حكمه وأمره يُونُس بْن عَبْد الأعلى والرجل الصّالح مُوسَى بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن القاسم، فبَلَغَنا أنّ مُوسَى سأله: من أَيْنَ المعيشة؟ قَالَ: من وقْفٍ لأبي أتكفى به. فقال: أريد أن أسألك يا أَبَا بكرة؛ هَلْ ركِبَك دَيْن بالبصرة؟ قَالَ: لا. قَالَ: فهل لك ولد أو زَوْجَة؟ قَالَ: ما نكحت قطّ، وما عندي سوى غلامي. قَالَ: فأكرهك السُّلطان على القضاء؟ قَالَ: لا. قَالَ: فضربت آباط الإبل لغير حاجة إلا لتلي الدماء والفُرُوج؟ لله عليّ لا عُدْتُ إليك. فقال بكّار: أقِلني يا أَبَا هارون. قَالَ: أنت ابتدأت بمسألتي. ثُمَّ انصرف عَنْهُ ولم يعُد إليه. وقال [ص:305] الْحَسَن بْن زُولاق فِي ترجمة بكّار: لمّا اعتلَّ ابنُ طولون راسل بكّارًا وقَالَ: أَنَا أردُّك إِلَى منزلك، فأجِبْني. فقال للرسول: قل له: شيخٌ فانٍ وعليلٌ مُدْنَفٌ والملتقى قريب، والقاضي الله عز وجل. فأبلغ الرَّسُول ابنِ طولون، فأطرق ثُمَّ أقبل يقول: شيخٌ فانٍ وعليلٌ مُدْنَفٌ والملتقى قريب، والله القاضي. ثُمَّ أمر بنقله من السّجن إِلَى دارٍ اكتُرِيَتْ له، وفيها كان يُحدّث. فَلَمَّا مات ابنُ طولون قَيِل لبكّار: انصرف إِلَى منزلك. فقال: الدّار بأُجرة، وقد صلُحت لي. فأقام بها.
قَالَ الطّحاويّ: أقام بها بعد ابنُ طولون أربعين يومًا ومات.
ونقل ابنُ خلّكان رحمه الله أنّ ابنُ طولون كان يدفع إِلَى بكّار فِي العام ألف دينار سوى المقرَّر له فيتركها بختمها، فَلَمَّا دعاه إِلَى خلْع الموفَّق من ولاية العهد امتنع، فاعتقله وطالبه بجملة الذهب، فحمله إليه بختومه، فكان ثمانية عشر كيسًا، فاستحى أَحْمَد بْن طولون عند ذلك، ثُمَّ أمره أن يسلِّم إِلَى محمد بْن شاذان الجوهريّ القضاء، ففعل، وجعله كالخليفة له. ثُمَّ سجنه أَحْمَد، فكان يُحَدِّث فِي السّجن من طاقة، لأنّ طَلَبَة الحديث سألوا ابنُ طولون فأذِن لهم على هَذِهِ الصورة.
قَالَ ابنُ خلّكان: وكان بكّار بكّاءً تاليًا للقرآن، صالحًا ديّنًا، وقبره مشهور، وقد عُرِف باستجابة الدّعاء عنده.
وقَالَ الطّحاويّ: كان على نهايةٍ فِي الحمد على ولايته، وكان ابنُ طولون على نهايةٍ فِي تعظيمه وإجلاله إِلَى أن أراد منه خلع الموفَّق ولعنه فأبى، فَلَمَّا رأى أنّه لا يلتئم له منه ما يحاوله ألَّب عليه سُفهاء النّاس، وجعله لهم خصْمًا. فكان يقعد له من يقيمه مقام الخصوم، فلا يأبى، ويقوم بالحجة لنفسه. ثُمَّ حبسه فِي دارٍ، فكان كلّ جمعة يلبس ثيابه وقت الصلاة ويمشي إِلَى الباب، فيقول له الموكّلون به: ارجع. فيقول: اللَّهُمَّ أشهد.
قَالَ: ووُلِد سنة اثنتين وثمانين ومائة. [ص:306]
قلت: تُوُفيّ فِي ذي الحجة سنة سبعين، وشهده خلق أكثر ممّن شهِدَ العيد، وصلّى عليه ابنُ أَخِيهِ محمد بن الْحَسَن بْن قتيبة الثقفي.(6/303)
151 - بنان بن سليمان، أبو سهل الدَّقَّاق. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: عبيد الله بن موسى، ومحمد بن مصعب القرقساني، وعبد الله بن رجاء، وابن سابق، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: ابن أبي داود، ومحمد بن جعفر المطيري، والخرائطي.
وثقه الخطيب.(6/306)
152 - بنان بن يحيى، أبو الحسن المغازليُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
بغدادي مولد.
سَمِعَ: عاصم بن علي، وأحمد بن نصر الخزاعي.
وَعَنْهُ: أبو العباس بن مسروق، وابن مخلد.
توفي سنة أربع وستين.(6/306)
-[حَرْفُ الْجِيمِ](6/306)
153 - جرير بن غطفان، أبو القاسم الدمشقي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: عفان، وعاصم بن علي.
وَعَنْهُ: ابن أخيه الحسن بن أحمد بن غطفان، ومحمد بن جعفر بن ملاس.
توفي سنة ست وستين ومائتين.(6/306)
154 - جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن بهرام، أبو حنيفة الباهليّ الأسْتراباذيّ الفقيه الشهيد، [الوفاة: 261 - 270 ه]
مفتي بلده.
كان حنفي المذهب.
رحل وَسَمِعَ مِنْ: جَعْفَر بْن عَوْن، وأبي نُعَيْم، وجماعة.
وَعَنْهُ: عَبْد الملك بْن عديّ، والحسن بْن الْحُسَيْن بْن عاصم، وغيرهما.
سَعَوْا به إلى الحسن بن زيد العلويّ المتغلّب على جُرْجان بأنّه ناصبيّ فسجنه، فلما مات صلبه بجرجان.(6/306)
155 - جعفر بن محمد بن أبان الباهلي، [الوفاة: 261 - 270 ه]
نزيل حران.
سَمِعَ: أبا نعيم وغيره.
وَعَنْهُ: مكحول البيروتي.
وثقه ابن حبان وقال: توفي سنة أربع وستين.(6/307)
156 - جعفر بن محمد الواسطي الوَرَّاق. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: يعلى بن عبيد، وخالد بن مخلد، وطائفة.
وكان من أصحاب الحديث الثقات.
رَوَى عَنْهُ: المحاملي، وإسماعيل الصفار، وجماعة.
توفي سنة خمس وستين.(6/307)
157 - جعفر بن محمد بن رَبَال. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: سعيد بن عامر الضبعي، وابن أبي عاصم.
وَعَنْهُ: المحاملي.
وثقه الدارقطني.(6/307)
158 - جعفر بن محمد بن علي، أَبُو محمد القومسي الأصبهاني. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: عبيد الله بن موسى، وخلاد بن يحيى، وأبي نعيم.
وَعَنْهُ: علي بن الصباح، ومحمد بن أحمد بن يزيد، وعبد الله بن جعفر بن فارس.(6/307)
159 - جعفر بن محمد بن نوح. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: محمد بن عيسى ابن الطباع وغيره، وكان يكون بأذنة.
وَعَنْهُ: البرديجي، ويحيى بن صاعد، والأصم.
وكان موثقا.(6/307)
160 - جَعْفَر بْن محمود الإسكافيّ الكاتب الوزير. [الوفاة: 261 - 270 ه]
أحد كتاب المتوكل، ولي الوزارة للمعتز بالله فلم تحمد سيرته، فظلم وعَسَف، ولمّا عُزِل قَيِل فِيهِ أبيات؛ منها:
في غير حفظ الله يا جعفر
زلت فزال الْجَور والمُنْكَر
وعاش خاملًا إِلَى سنة ثمانٍ وستين فتوفي فيها. [ص:308]
طول ابن النجار ترجمته، وكان فيه رفض.(6/307)
161 - جعفر بن مكرم، أبو الفضل الدوري التاجر. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: أبا أسامة، وأبا عامر العقدي، وغيرهما.
وَعَنْهُ: ابن مخلد العطار.
قَالَ ابن أبي حاتم: صدوق.
تُوُفِّي سنة أربع وستين.(6/308)
162 - جَلْوان بن سمرة بن ماهان بْن خاقان بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ بْن الْحَكَمِ، أبو الطَّيِّب البانَبيّ الأمويّ الْبُخَارِيّ المحدِّث. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: المقرئ، والقعنبيّ، وعصامًا، وأبا مقاتل النحوي، وأحمد بن حَفْص الفقيه، وسعيد بْن مَنْصُورٌ، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: سهل بْن شَاذَوَيْه، والحسين بْن محمد بْن قريش، وغيرهما.
قيَّده الخطيب جِلْوان؛ بكسر الجيم، وقال ابن ماكولا: بل هو بفتحها.
وكذلك ذكره المستغفري وغُنْجار.
ومن ذرِّيَّته أَحْمَد بْن حُسَيْنِ بن أَحْمَد بْن محمد بْن يعقوب بْن إِبْرَاهِيم بن جنيد بن جلوان.(6/308)
-[حَرْفُ الْحَاءِ](6/308)
163 - حاتم بْن اللَّيْث بْن الْحَارِث، أبو الفضل الْبَغْدَادِيّ الجوهريّ الحافظ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: عُبَيْد الله بْن موسى، وحسين بن محمد المروذي.
وَعَنْهُ: أبو الْعَبَّاس السّرّاج، وأبو بَكْر الباغَنْديّ، ومحمد بْن مَخْلَد، وآخرون.
تُوُفيّ سنة اثنتين وستين. [ص:309]
وكان ثقة مكثرا.(6/308)
164 - حاتم بن يونس الجُرْجانيُّ، أبو محمد المَخْضوب. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: أبا الوليد الطيالسي، وعمرو النيسابوري، وابن مروزق، وعلي بن الجعد، وهشام بن عمار.
وَعَنْهُ: ابن خزيمة، وأبو حامد ابن الشرقي، ومحمد بن الحسين القطان.(6/309)
165 - ن: حاجب بن سُليمان بن بَسَّام المَنْبِجيُّ، أبو سعيد. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رَوَى عَنْ: وكيع، وابن أبي فديك، وأبي أسامة، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: النسائي وقال: ثقة، وأبو عروبة، وعبد الرحمن ابن أخي الإمام الحلبي، وأبو بكر بن زياد النَّيْسَابوريُّ، وآخرون.
توفي سنة خمس وستين.(6/309)
166 - حاشد بْن إِسْمَاعِيل بْن عِيسَى الْبُخَارِيّ الغَزَّال الحافظ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
نزيل الشّاش.
كان أحد من طوّف، وعني بهذا الشأن.
سَمِعَ: عُبَيْد الله بْن مُوسَى، ومكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، ومن بعدهما.
وَعَنْهُ: محمد بن يوسف بن مطر الفربري، وبكر بْن منير، ومحمد بْن إِسْحَاق السَّمَرْقَنْديّ، وأحمد بن محمد بْن آدم الشّاشيّ، وآخرون.
وتُوُفيّ بالشّاش سنة إحدى أو اثنتين وستّين(6/309)
167 - حامد بْن أبي حامد النَّيْسَابوريُّ، أبو عليّ المقرئ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
كان مقدَّم القراء ببلده.
حَدَّثَ عَنْ: إسحاق بن سليمان الرازي، ومكي بن إبراهيم البلْخيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن عَبْد الله الدَّشْتكيّ، ويحيى بْن يحيى، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو الْعَبَّاس السّرّاج، وابن خُزَيْمَة، وأبو عبد الله بْن الأخرم. وآخر من روى عَنْهُ أَحْمَد بْن علي بن حسنويه أحد الضُّعفاء.
واسم أَبِيهِ محمود بْن حرب.
مات سنة ست وستين.(6/309)
168 - حبشي بن إسماعيل العامري مولاهم، المصري. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صالح.
وَعَنْهُ: سلامة بن عمر،
مات سنة خمس وستين.(6/310)
• - حَبَش بن أبي الورد، هو محمد؛ [الوفاة: 261 - 270 ه]
سيأتي.(6/310)
169 - حبيب بن المغيرة الشاشي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أبي نعيم وطبقته.
توفي بالشاش سنة ستين.(6/310)
170 - حبيس بن عابد المِصْريُّ الفقيه، أبو عابد. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رَوَى عَنْ: سعيد بن تليد، والنضر بن عبد الجبار.
توفي سنة ثلاث وستين.(6/310)
171 - حجاج بن ريان الدمشقي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: الوليد بن مسلم.
وَعَنْهُ: الحسن بن عبد الملك الحصائري، روى حديثا واحدا، وتوفي سنة أربع وستين.(6/310)
172 - حذيفة بن غياث، أبو اليمان العسكري، [الوفاة: 261 - 270 ه]
نزيل أصبهان.
عَنْ: أبي عاصم النبيل، وعباد بن صهيب، وأبي زيد الأنصاري، ومسلم بن إبراهيم.
وَعَنْهُ: عبد الله بن محمد بن عيسى، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزهري، وعبد الرحمن بن الحسن، وعبد الله بن فارس؛ الأصبهانيون.
توفي سنة تسع وستين.(6/310)
173 - حرب بن إسماعيل الكرماني الفقيه، [الوفاة: 261 - 270 ه]
صاحب أحمد بن حنبل.
رحل وطوف في طلب العلم.
وَسَمِعَ: أبا الوليد الطيالسي، والحميدي، وسعيد بن منصور، وأبا عبيد القاسم بن سلام، وإسحاق بن راهوية، وطائفة.
وَعَنْهُ: القاسم بن محمد الكرماني نزيل طرسوس، وعبد الله بن [ص:311] إسحاق النهاوندي، وعبد الله بن يعقوب الكرماني. وكتب عنه أبو حاتم الرازي، وهو أكبر منه.
قال أبو بكر الخلال: كان رجلا جليلا، حثني أبو بكر المروذي على الخروج إليه.
قلت: كان حيا في سنة بضع وستين ومائتين، وله مسائل مشهورة عند الحنابلة.
توفي سنة ثمانين.(6/310)
174 - الحسن بن إبراهيم البياضي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رَوَى عَنْ: أبي النضر، وأسود بن عامر، وطبقتهما.
وَعَنْهُ: أحمد بن محمد بن أسيد الأصبهاني، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: صدوق.(6/311)
175 - الحسن بن إسماعيل الكندي الإفريقي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رحل، وأخذ عن أصبغ بن الفرج وغيره.
توفي سنة ثلاث وستين.(6/311)
176 - الحسن بن إسماعيل بن رشيد الرَّمليُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: ضمرة بن ربيعة، والفريابي. وَحَدَّثَ ببغداد.
وَعَنْهُ: أبو بكر بن مجاهد، وإسماعيل الوَرَّاق، وابن مخلد العطار.
توفي سنة سبعين.(6/311)
177 - الحسن بن أيوب المدائني. [الوفاة: 261 - 270 ه]
لم يعرفه الخطيب بأدنى من رواية المحاملي عنه.
رَوَى عَنْ: أبي عبد الصمد العمي، وعبد الوهاب الثقفي، وغيرهما.(6/311)
178 - الحسن بن ثواب الفقيه، أبو علي التغلبي، [الوفاة: 261 - 270 ه]
صاحب أَحْمَد بْن حنبل.
سَمِعَ: يزيد بْن هارون، وعمّار بْن عُثْمَان الحلبيّ.
وَعَنْهُ: أبو جعفر ابن البَخْتَريّ، وإسماعيل الصّفّار.
قَالَ الدّارَقُطْنِيّ: ثقة.
وقَالَ أبو بَكْر الخلّال: شيخ جليل القدر.
قلت: مات سنة ثمان وستين.
وقع لنا حديثه بعلو.(6/312)
179 - الحسن بن زيد بن محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن الْحَسَنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، العلويّ الحَسَنيّ الزَّيْديّ الأمير. [الوفاة: 261 - 270 ه]
ظهر بطَبَرِستْان سنة خمسين، فغلب على جُرْجان وتلك الدّيار، واستفحل أمره، وهزم جيوش الخليفة، ودخل الرِّيّ ثُمَّ رجع إلى طبرستان، وصاهر الديلم، وتمكن وقويّ أمره، وامتدّت أيامه.
تُوُفيّ سنة سبعين فِي شعبان، وقام بالأمر بعده أخوه محمد بن زيد، فاتّصلت أيّامه إِلَى أن قُتِلَ سنة سبْعٍ وثمانين، وقيل: بعد ذلك.(6/312)
180 - الحسن بن سعيد، الفارسي ثم البَغْداديُّ، البزاز، [الوفاة: 261 - 270 ه]
قرابة سعدان بن نصر.
شيخ صدوق،
سَمِعَ: سفيان بن عيينة، ومعمر بن سليمان.
وَعَنْهُ: القاضي المحاملي، وأحمد بن محمد الأدمي، وأبو سعيد ابن الأعرابي.
توفي سنة ثلاث وستين.
قال ابن أبي حاتم: أتيناه فلم نصادفه، وهو صدوق.
وقال ابن مخلد: مات في ربيع الأول، ويعرف بابن البستنبان.(6/312)
181 - الحسن بن السكين بن عيسى، أبو منصور البلدي، [الوفاة: 261 - 270 ه]
نزيل بغداد.
سَمِعَ: أبا بدر شجاع بن الوليد، ومحمد بن بشر العبدي.
وَعَنْهُ: القاسم والحسين ابنا المحاملي، وأبو عوانة، ومحمد بن مخلد، لكن سماه ابن مخلد حسينا.
توفي سنة إحدى وستين.(6/313)
182 - الْحَسَن بْن سُلَيْمَان بْن سلام، أبو عليّ الفزاري البَصْريُّ الحافظ، المعروف بقُبَّيْطَة. [الوفاة: 261 - 270 ه]
أحد الأثبات.
سَمِعَ: عبد الله بن يوسف التنيسي، وأبا غسان مالك بن إسماعيل، ويوسف بن عدي، وطائفة.
وَعَنْهُ: إمام الأئمّة ابن خُزَيْمَة، وأبو بَكْر بْن زياد النَّيْسَابوريُّ، وجماعة.
واستوطن مصر، وبها تُوُفيّ سنة إحدى وستّين.
وثَّقة ابنُ يونس ووصفه بالحفظ.(6/313)
183 - الحسن بن عبد الرحمن بن عمر الزهري الأصبهاني، [الوفاة: 261 - 270 ه]
ويعرف أبوه برُسْتة.
سَمِعَ: عثمان بن القاسم المؤذن، وعلي ابن المديني، وغيرهما.
وَعَنْهُ: نسيبه محمد بن أحمد بن يزيد، ومحمد بن عمر الجورجيري، وعبد الله بن فارس.
توفي سنة ثلاث.(6/313)
184 - ق: الحسن بن علي بن عفان العامريُّ، أبو محمد الكُوفيُّ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
أخو محمد بن علي.
سَمِعَ: عبد الله بن نمير، وأبا يحيى الحماني، وأسباط بن محمد، وأبا أسامة، وجعفر بن عون، وطائفة.
وَعَنْهُ: ابن ماجة، وعبد الرحمن بن أبي [ص:314] حاتم وقال: صدوق، وعلي بن محمد بن كاس النخعي، وإسماعيل الصفار، وعلي بن محمد بن الزبير القرشي. وذكر أبو القاسم ابن عساكر في " شيوخ النبل " أن أبا داود روى عنه أيضا، والذي في " سنن " أبي داود في عامة الروايات: حدثنا الحسن بن علي قال: حدثنا يزيد بن هارون وأبو عاصم، عن أبي الأشهب، عن عبد الرحمن، عن عرفجة أنه أصيب أنفه يوم الكلاب. هكذا رواه غير واحد، وزاد ابن داسة فيه فقال: حدثنا الحسن بن علي بن عفان. ولا ريب أن هذا مستند قوي في كون الزيادة من الثقة مقبولة، لكن الذي أجزم به أنه ليس هو ابن عفان، وأن تسمية الجد من كيس ابن داسة لمخالفة الجماعة الذين رووا " السنن " عن أبي داود له، وتوضيح هذا أن أبا داود لم يرو عن ابن عفان شيئا في غير هذا الموضع، وإنما روى الكثير عن الحسن بن علي الحلواني، والحلواني فمكثر عن يزيد بن هارون الواسطي وعن أبي عاصم البصري والبصريين، رحل وطوف. وأما ابن عفان فما رحل إلى البصرة ولا إلى واسط، ولا روى عن واحد من الرجلين شيئا، وله بضعة وعشرون شيخا عامتهم كوفيون، ولا حدث بغير الكوفة فيما أعلم.
قال ابن عقدة: توفي لليلة خلت من صفر سنة سبعين.
قلت: سمعنا كتاب " الخراج " ليحيى بن آدم من رواية ابن عفان عنه، وقع لنا عاليا. وانفرد ابن الشحنة سنين بعلو رواية جزء من حديث ابن عفان.(6/313)
185 - الحسن بن علي بن بزيع الهاشمي الكُوفيُّ البناء. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: بكر بن سوادة وعدة، وكتب عنه ابن عقدة وقال: مات سنة سبعين.(6/314)
186 - الحسن بن علي، أبو عليّ المُسُوحيّ الزّاهد. [الوفاة: 261 - 270 ه]
من كبار الصُّوفيّة ببغداد، صحِب السَّرِيَّ السَّقَطيّ، وحكى عن بِشْر الحافي، وهو أول من عقدت له حلقة ببغداد يتكلَّمَ فيها فِي الحقيقة. حكى عَنْهُ الْجُنَيْد، وأبو الْعَبَّاس بْن مسروق، والقاضي المَحَامليّ، وغيرهم. وصحِبه أبو حَمْزَةَ الْبَغْدَادِيّ وأبو محمد الجريري.
وكان عذْبَ العبارة، زاهدًا قانعًا، لم يكن له منزل يأوي إليه، وكان يبيت في مسجد.
قال السلمي: سمعت أبا العباس البغدادي يقول: سمعت جعفرا الخلدي يقول: سمعت الْجُنَيْد يقول: كلَّمتُ حَسَنًا المُسُوحيّ فِي شيء من الُأنْس، فقال لي: ويْحك! ما الأنْس؟ لو مات من تحت السّماء ما استوحشت.
وقَالَ ابنُ الأعرابيّ: سمعت غير واحد أنّه سمع أَبَا حَمْزَةَ يقول كثيرًا: حَسَن أستاذنا، رحِم الله حَسَنًا.
قَالَ ابنُ الأعرابي: ويقال: إنّ أول حلقةٍ كَانَتْ فِي جامع بغداد للصُّوفيّة حلقة المُسُوحيّ، ثُمَّ بعده حلقة أبي حَمْزَةَ، وكان المُسُوحي لا يجاوز عِلْم الأصول والعبادات والإرادات والأحوال دون المعارف لا يجاوز ذلك.
تُوُفيّ المُسُوحيّ رحمة الله بعد الستين.(6/315)
187 - الْحَسَن بْن محمد بْن سماعة الكُوفيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
شيعي كبير، له تصانيف فِقهيّة عند الإماميّة.
تُوُفيّ سنة ثلاث وستين ومائتين.(6/315)
188 - الحسن بن ناصح، أبو علي البَغْداديُّ الخلال. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أبي النضر، والأسود شاذان.
وَعَنْهُ: محمد بن مَخْلَد، وأبو بَكْر الخرائطيّ.
وكان صدوقا فيما بلغني.(6/315)
189 - الحسن بن كليب، أبو علي الأنصاري البَغْداديُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: إسحاق بن يوسف الأزرق، وعمر بن يونس اليمامي، ويونس بن محمد.
وَعَنْهُ: أبو العباس السراج، ومحمد بن جعفر الفريابي.
قال الدارقطني: ضعيف.(6/316)
190 - الحسن بن يحيى بن الْحُسَيْنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ابْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
توفي بالكوفة سنة ثمان وستين.
وكان شريفا صاحب قعدد.(6/316)
191 - ق: الْحَسَن بْن أبي الرَّبِيع يحيى بْن الْجَعْد الْجُرجانيّ، أبو عليّ العبْديّ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
نزيل بغداد.
سَمِعَ: أَبَا يحيى الحِمّاني، وعبد الصمد بْن عَبْد الوارث، ووهْب بْن جرير، وعبد الرّزّاق، وشَبَابة، ويزيد بن هارون، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن ماجة، وأبو بَكْر بْن أبي عاصم، وعبد الله بن أبي داود، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن عقيل البلخي، وأبو بَكْر بْن زياد النَّيْسَابوريُّ، والقاضي المَحَاملِيّ، والحسين بن عياش القطان، وعبد الله بن محمد الحامض، وآخرون.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: صدوق.
وقَالَ ابنُ المنادي: مات فِي سَلْخ جُمَادى الأولى سنة ثلاثٍ وستّين، وبلغ فيما قَيِل ثلاثًا وثمانين سنة.
قلت: كان صاحب حديث وحفظ ورحلة.(6/316)
192 - الْحَسَن بْن محمد بْن عَبْد الملك بْن أبي الشَّوارب الأموي، [الوفاة: 261 - 270 ه]
قاضي القضاة للمعتمد على الله.
كان أحد الأجواد الممدحين. [ص:317]
قال نفطوية: في سنة أربعين ومائتين ولي قضاء القضاة جعفر بن عبد الواحد بن سليمان بن علي الهاشمي، فاستخلف على قضاء سامراء الحسن بن محمد بن أبي الشوارب، وكان أفتى فقيه وقاض، وكان من السخاء وإظهار المروءة والكرم على حالة لم ير عليها حاكم قط. ولم يزل في أهل هذا البيت إمارة وقيادة ورياسة؛ منهم: عتاب بن أسيد، ولاه رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ، ومنهم خالد بن أسيد جد آل أبي الشوارب.
وعن صالح بن دراج الكاتب قال: كان المعتز يقول: ما رأيت أفضل من الحسن بن محمد بن أبي الشوارب ولا أحسن وفاء، ما حدثني قط فكذبني، ولا ائتمنته على شيء من سر أو غيره فخانني.
وقال ابن المنادي: ودخل إلى بغداد الحسن بن أبي الشوارب قاضي القضاة للمعتمد فتوفي في ذي الحجة سنة إحدى وستين.
وقال ابن جرير الطبري: إنه توفي بمكة بعد قضاء حجه، فالله أعلم.
قلت: عاش أربعا وخمسين سنة.(6/316)
193 - الحسن بن محبوب، أبو علي البَغْداديُّ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
نزيل أنطاكية.
سَمِعَ: عبد الله بن نمير، وحجاجا الأعور.
وَعَنْهُ: ابن أبي الدنيا، وعبد الله بن محمد الإسفراييني.
وهو مقل، توفي سنة إحدى وستين.(6/317)
194 - الْحَسَن بْن مَخْلَد بْن الجرَاح، الوزير أبو محمد الْبَغْدَادِيّ الكاتب. [الوفاة: 261 - 270 ه]
ومن أعجب الاتفاق أنّ أربعة وُلّوا الوزارة وُلِدوا فِي سنة تسعٍ ومائتين؛ هَذَا، وعُبَيْد الله بن يحيى بْن خاقان، ومحمد بْن عَبْد الله بْن طاهر، وأحمد بْن إِسْرَائِيل.
ولي الْحَسَن الوزارة للمعتمد مرَّتين، وصادره فِي الأولى، ثُمَّ استوزره مرّة ثالثة سنة خمسٍ وستّين، ثُمَّ سخط عليه في شعبان من السنة، فتسحب [ص:318] إِلَى مصر، فَأَقْبَلَ عليه أَحْمَد بْن طولون وولاه نظر البلاد، وضمن له زيادة ألف ألف دينار في السنة مع العدل، فخافه الكتاب، وقالوا لابن طولون: هَذَا عين للموفَّق عليك، وصبغوه بِذَلِك فحبسه، فقالوا: لا ينبغي أن يكون محبوسًا فِي جوارك، فربّما حَدَثَ به حدَثٌ فنسب إليك. فبعثَ به إِلَى متولّي أنطاكية، وأمره أن يعذِّبه، فعَذَّبه حَتَّى هلك فِي سنة تسعٍ وستّين.
وكان مع ظُلْمه شاعرًا فصيحًا جوادًا ممدَّحًا نبيل الرأي، مدَحهُ البُحْتُريّ وغيره، ولم يذكره الخطيب، وذكره ابنُ النّجّار وأنّه جمع بين الوزارة وكتابة الموفَّق.
وكان آية في حساب الديوان، حتى قيل: ما لا يعلمه الحسن فليس من الدنيا، أو ليس هو في الدنيا.
وكان تام الشكل مهيبا، لباسا، عظيم التّجمُّل، سَرِيًّا. كان خدمه يركبون يوم الجمعة بالجنائب الكثيرة وغلمانه بالدّيباج المنسوج بالذَّهب، فإذا جلس في داره وقعت العين على فرش وسُتُور ونحو ذلك بمائة ألف دينار.
وقِيلَ: بل هلك سنة إحدى وسبعين ومائتين(6/317)
195 - الحسن بن هارون، أبو علي التميمي النَّيْسَابوريُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
شيخ جليل رئيس.
سَمِعَ: روح بن عبادة، وحفص بن عبد الله، وغيرهما.
وَعَنْهُ: ابن خزيمة، ومكي بن عبدان.
توفي سنة إحدى وستين.(6/318)
196 - الحسن بن يزيد بن معاوية، أبو علي الجصاص الحنظلي البَغْداديُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رَوَى عَنْ: علي بن عاصم، وشبابة، وعبد الوهاب بن عطاء.
وَعَنْهُ: محمد بن مخلد، ومحمد بن أحمد الأثرم.
وثقه الخطيب.(6/318)
197 - الحسين بن بحر البَيْرُوذيُّ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
وبيروذ من نواحي الأهواز. [ص:319]
سَمِعَ: أبا زيد الهروي، وعون بن عمارة.
وَعَنْهُ: يحيى بن صاعد، والحسين بن يحيى بن عياش، وآخرون.
وكان ثقة.
توفي سنة إحدى أيضا.(6/318)
198 - الحسين بن سعيد المخرمي، وهو الحسين ابن البُستَنْبان. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: ابن علية، وأبي بدر.
وَعَنْهُ: أبو العباس السراج، ومحمد بن مخلد.(6/319)
199 - الحسين بن شداد المُخَرِّميُّ، أبو علي القَطَّان. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: سعيد بن داود الزنبري، والحسن بن بشر البجلي، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بن مخلد، وعلي بن إسحاق المادرائي، وغيرهما.
توفي سنة ثمان وستين.(6/319)
200 - الحسين بن الفرج البَغْداديُّ الخيَّاط. [الوفاة: 261 - 270 ه]
حَدَّثَ بأصبهان عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وعبد اللَّه بْن إدريس.
وكان ضعيفا.
قال ابن أبي حاتم: كتب أبي عنه ثم تركه.
قلت: يقال: إنه توفي سنة ثمان وستين، فالله أعلم.(6/319)
201 - الحسين بن الفرج بن رُزَيْق، أبو صالح المروزيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
ثقة،
حَدَّثَ عَنْ: علي بن الحسن بن شقيق، وله رحلة إلى الكوفة.
حَدَّثَ عَنْهُ: عبد الله بن محمود، وعلي بن محمد بن مقاتل، وأبو بكر بن بسطام، وغيرهم. [ص:320]
قال ابن ماكولا: مات فِي جُمَادى الأولى سنة اثنتين وستّين ومائتين.(6/319)
202 - الحسين بن نصر بن معارك، أبو علي البَغْداديُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: شبابة، وعمر بن يونس اليمامي، وإسحاق بن سليمان الرازي.
وَعَنْهُ: الطحاوي، وابن خزيمة، وابن جَوْصا، وعبد الرَّحْمَن بن أبي حاتم، وأثنى عليه ابن أبي حاتم.
توفي سنة إحدى وستين في شعبان بمصر.
قال ابن يونس: كان ثقة ثبتا.(6/320)
203 - حفص بن عمر الحبطي السياري البَصْرِيّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: محمد بن عبد الله الأَنْصَارِيّ.
وَعَنْهُ: محمد بن مخلد، وعلي بن إسحاق المادرائي.
وأما حفص بن عمر الحبطي شيخ محمد بن الفرج الأزرق فقديم في طبقة الأنصاري.
توفي هذا سنة تسع وستين.(6/320)
204 - الحكم بن عمرو الأنماطي، أبو القاسم. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أبي نعيم، وعلي بن عياش.
وَعَنْهُ: أبو بكر الخرائطي، ومحمد بن جعفر المطيري، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: صدوق.(6/320)
205 - حماد بن إِسْحَاق بن إسْمَاعِيل بن حَمَّاد بن زَيْدِ بْن درهم، أبو إِسْمَاعِيل الأزْديّ الْبَغْدَادِيُّ [الوفاة: 261 - 270 ه]
القاضي، أخو إِسْمَاعِيل القاضي.
كان فقيهًا كأخيه قيما بمذهب مالك، تفقه على أحمد بن المعذل. [ص:321]
وَحَدَّثَ عَنْ: مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم، والقَعْنبيّ، وإسماعيل بْن أبي أُوَيْس، وجماعة.
وصنف تصانيف في المذهب.
وَعَنْهُ: ابنه إبراهيم، والمحاملي، وأبو بكر الخرائطي، وغيرهم.
وثقه الخطيب.
وكان يصحب الخلفاء فغضب عليه المهتدي بالله سنة خمس وخمسين وضربه وطوف به لشيء بلغه عنه. وعزل أخاه إسماعيل عن القضاء.
توفي حماد في سنة سبعٍ وستّين ببلد السُّوس، وله ثمان وستّون سنة. وقد ولي قضاء بغداد نَوْبَةً.(6/320)
206 - حماد بن الحسن بن عنبسة، أبو عبيد الله النهشلي الْبَصْرِيُّ الوَرَّاق. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: أزهر بن سعد السمان، ومحمد بن بكر البرساني، وأبا داود وروح بن عبادة.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، وأبو بكر النَّيْسَابوريُّ، ومحمد بن جعفر المطيري وجماعة.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: سَمِعْتُ منه بسامراء، وهو ثقة.
قلت: مات سنة ست وستين.
وذكر اللالكائي وابن عساكر في النبل أن مسلما روى عنه، وما لذلك وجود في الصحيح، فلعله خارج الصحيح.(6/321)
207 - حماد بن المؤمل، أبو جعفر الكلبي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: كامل بن طلحة، وإسحاق بن بشر الكاهلي، وجماعة.
وَعَنْهُ: هارون بن علي المزوق، ومحمد بن مخلد.
وكان ثقة ضريرا.
مات سنة أربع وستين.(6/321)
208 - حمدون بن عمارة، أبو جعفر البَغْداديُّ البزاز، قيل: اسمه محمد. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: عبد الله بن محمد المسندي، وسعيد بن سليمان الواسطي.
وَعَنْهُ: ابن ماجه في تفسيره، وابن مخلد، وعبد الله بن محمد الحامض.
توفي سنة اثنتين وستين.
وثقه الخطيب.(6/322)
209 - حمدون بن عباد، أبو جعفر الفرغاني البزاز. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: يزيد بن هارون، وشجاع بن الوليد، وغيرهما.
وَعَنْهُ: أبو القاسم البغوي، ومحمد بن مخلد، وآخرون.
اسمه أحمد.(6/322)
-[حَرْفُ الْخَاءِ](6/322)
210 - خارجة بن مصعب بن خارجة بن مصعب السرخسي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رحل، وَرَوَى عَنْ: أبي نعيم، وعلي بن الحسين بن واقد، ومغيث بن بديل.
وَعَنْهُ: أبو العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي، وغيره.
ذكره ابن حبان في الثقات، وتوفي سنة أربع وستين.(6/322)
211 - خالد بن أحمد أبو الهيثم الذهلي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
أمير خراسان مما وراء النهر. له ببخارى آثار محمودة. أقدَم إليها المحدِّثين وأكرمهم، وطلب أن يأتي أبو عبد الله الْبُخَارِيّ إِلَى داره ليُسمِع أولاده الصّحيح، فامتنع من المجيْء إليه، فأخرجه من بُخَارى.
ثُمَّ إنّه فِي آخر أمره خرج على آل طاهر ومال إِلَى يعقوب بن الليث الصّفّار الَّذِي خرج بسِجِسْتان. ثُمَّ إنّه حجّ سنة تسعٍ وستّين فقُبِضَ عليه وسُجِنَ ببغداد فهلك في الحبس في ذا العام.
وقد سَمِعَ مِنْ: إِسْحَاق بْن راهَوَيْه، وعُبَيْد الله بْن عُمَر القواريريّ، [ص:323] والحسن بن عليّ الخلّال، ومحمد بْن عليّ بن شقيق، وطائفة.
ومن أَبِيهِ أَحْمَد بْن خَالِد بْن حماد بن عمرو.
روى عَنْهُ: سهل بْن شاذَويْه، ونصرك بْن أَحْمَد، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم، وأبو بَكْر أحمد بن محمد المنكدري، وأبو العباس بن عقدة، وأبو حامد الأعمشي، وآخرون.
قال الحاكم في ترجمته: حدثنا عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمذان، قال: حدثنا خالد بن أحمد الأمير الذهلي المروزي بهمذان سنة تسع وستين ومائتين، قال: حدثنا مخلد بن مخلد البلخي، قال: حدثنا عبد العزيز بن حصين، قال: حدثنا أيوب السختياني وهشام، عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: " إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة ". وبلغنا أن خالد بن أحمد أنفق في طلب الحديث ألف ألف درهم. وكان يمشي لطلب السّماع ولا يركب.
تُوُفيّ سنة سبعين.(6/322)
212 - خالد بن يزيد بن أبي سويد، أبو الهيثم الرازي اللغوي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
كان أوحد زمانه في علم اللغة والعربية بناحيته، وكان من أئمة السنة. ويقال: إن الدعاء عند ضريحه مستجاب وهو بهراة.
توفي سنة سبعين.(6/323)
213 - خالد بن يزيد، أبو الهيثم التميمي الكاتب. [الوفاة: 261 - 270 ه]
أحد الشعراء البُلَغاء.
تُوُفيّ ببغداد، وقد شاخ وهرم.
أصله من خراسان.
حَدَّثَ جحظة، قال: حدثني خالد الكاتب، قال: أدخلت على إبراهيم ابن المهديّ وأنا غلام، فقال: أنت خَالِد؟ قلت: نعم. قَالَ: أنشدني شيئًا.
قلت: أعزَ الله الأمير، أَنَا حَدَث أمْزَح، لا أهجو ولا أمدح، فإن رَأَى الأمير أن يعفيني. قَالَ: والله لتقولّن، فإن الذي تقوله في شجون نفسك أشدّ لدواعي البلاء. فأنشدته: [ص:324]
رأت منه عيني منظرين كما رأت ... من البدر والشمس المنيرة بالأرض
عشية حياني بورد كأنه ... خدود أضيفت بعضهنّ إِلَى بعض
وناولني كأسًا كأن رُضابَها ... دموعي لمّا صُدّ عن مقلتي غَمضي
وولّى وفِعْل السُّكْر فِي حرَكاته ... من الراح فِعْلَ الريح في الغصن الغض.
قال: فزحف. وقال: يا بني الناس شبهوا الخدود بالورد، وأنت شبّهت الورد بالخدود. زِدْني.
فأنشدته:
عش فحبيك سريعا قاتلي ... والضنى إنْ لم تصلني واصلي
ظفر الحبّ بقلبٍ دنف ... فيك والسقم بجسم ناحل
فهما بين اكتئابٍ وبِلًى ... تركاني كالقضيب الذّابلِ
وبُكى العاذل لي من رحمةٍ ... فبُكائي لبكاء العاذلِ.
قال: أحسنت. ووصلني بثلاثمائة وخمسين دينارا.
وعن أبي العَيْناء قَالَ: لقيت خالدًا الكاتب والصبيان يعبثون به، فأخذته وأطعمته، فأنشدني:
ومُؤْنِسٌ كان لي وكنت له ... يرتع فِي دولةٍ من الدُّوَل
حَتَّى إذا ما الزّمان غيّره ... عني بقول الوشاة والعذل
قلت له عن مقالةٍ سبقت ... يا مُنْتَهى غايتي ويا أملي
كنت صديقًا فصرت معرفةً ... بدَّلني الله شر مبتدل.
وأنشدني أيضا:
بالوجنتين اللتين كالسرج ... والحاجبين اللذين كالسبج
والمقلتين التي لحاظهما ... سفاكة للنفوس والمهج
ألا ذللت الذي يتيمه ... حُبُّك يا واحدي على الفرج.
ولخالد:
عذّبني بالدلال والتيه ... وصد عني فكيف أرضيه؟
ظَبْيٌ من التِّيه لا يكلّمني ... سُبحان من صاغ حُسْنَهُ فِي فِيهِ
الشّمس من وَجْنَتَيه طالعة ... والبدر فوق الجبين يحكيه [ص:325]
يا حسن الوجه جد لكئيب ... بقبلة منك كي أهنيه.
وهو صاحب هذه الكلمة البديعة:
رقدتَ ولم تَرْثِ للساهر ... وليل المحبّ بلا آخر
ولم تدر بعد ذهاب الرقا ... د ما فعل الدمع بالناظر
أيا من تعبدني حسنه ... أجِرْني من طَرْفك الجائر
وَجُدْ للفؤادِ فداك الفؤا ... د من طَرْفك الفاتن الفاتر.
وعن خَالِد الكاتب قال: طرق بابي بعد العتمة، فخرجت فإذا رجل على حمار مغطى الرأس معه خادم، فقال: أنت الَّذِي تقول:
ليت ما أصبح من رقـ ... ـة خدَّيْك بقلبك.
قلت: نعم.
قَالَ: فأنت الَّذِي تقول:
أقول للسقم عُد إِلَى بدني ... حبًّا لشيء يكون من سببك.
قلت: نعم.
قَالَ: وأنت الَّذِي تقول:
ترشَّفْت من شفتيه العُقارا ... وقبّلْت من خدّه الْجُلَّنارا.
قلت: نعم.
قَالَ: يا غلام ادفع إليه ما معك.
فدفع إلي صرة فيها ثلاثمائة دينار.
قلت: والله لا أقبلها حتى أعرفك.
قال: أنا إبراهيم ابن المهديّ.
وقد وسوس خالد وكبر، وكان يركب قصبة.
قال بعضهم: فلقد رَأَيْته والصّبيان يتبعونه ويقولون: يا بارد.
ويقولون: ما الَّذِي صار بك إِلَى هَذَا؟ فيقول:
الهموم والسَّهَر ... والسُّهاد والفِكَر
سلّطت على جسدٍ ... فيه للهموم أثر
لا ومن كَلْفتُ به ... ما يُطيق ذا بشر.
وشعره هكذا بديع سائر.(6/323)
214 - الخصاف الإمام، شيخ الحنفية، أبو بَكْر أَحْمَد بْن عَمْرو الخصّاف الشَّيْبانيّ. [الوفاة: 261 - 270 ه][ص:326]
له تصانيف.
يروي عَنْ: وهْب بْن جرير، والعقدي، والواقديّ، وأبي نُعَيْم، وخلْق.
ذكره ابنُ النّجّار، وما ذكر عَنْهُ راويًا.
وكان ذا زُهْدٍ وورع.
مات سنة إحدى وستين ومائتين بالعراق، وكان يرى خلق القرآن.(6/325)
215 - خداش بن مخلد الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: أبا عاصم النبيل، وقبيصة بن عقبة.
رَوَى عَنْهُ: ابن أبي حاتم، وَقَالَ: صدوق.(6/326)
216 - خُشنام بن صديق، أبو بكر النَّيْسَابوريُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
ثقة طالب حديث،
سَمِعَ: الحسين بن الوليد، وعبيد الله بن موسى، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن خزيمة، ومحمد بن الأخرم.
توفي سنة أربع وستين.(6/326)
217 - الخَضِر بْن أبان، أبو القاسم الأياميّ الهاشميّ، مولاهم الكُوفيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: أزهر السّمّان، ويحيى بْن آدم، وسيار بن حاتم، وإبراهيم بن هدبة الَّذِي زعم أنّه سمع من أَنَس.
وَعَنْهُ: عبد الله بن أحمد بن زبر القاضي، وعليّ بْن محمد بْن محمد بْن عُقْبَةَ الشَّيْبانيّ، وابن الأعرابيّ، والأصمّ، وغيرهم.
ضعّفه أبو الحسن الدّارَقُطْنِيّ.
وآخر من رَوَى عَنْهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي العزائم.
وضعّفه أيضًا الحاكم، وقَالَ: سمعته، يعني الدّارَقُطْنِيّ، يقول عن شيوخه: إنّهم رأوا الخضِر بْن أبان يروي عن أبي مُعَاوِيَة، وأبي بَكْر بْن عيّاش من كتاب، فاستلبوا الكتاب منه، فإذا هُوَ سماعه من أَحْمَد بْن يُونُس، عن هَؤُلَاءِ. [ص:327]
قلت: لعله دلّس عَنْهُمْ وحرّف أَحْمَد بْن يُونُس.(6/326)
218 - خطّاب بن بشر بن مطر، أبو عمر الْبَغْدَادِيّ الواعظ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
كان رأسًا فِي التّذكير والوعظ.
سَمِعَ مِنْ: عَبْد الصّمد بْن النُّعمان، وأحمد بْن حنبل.
وسأل أَحْمَد مسائل فِي جزءٍ سمعناه.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن مخلد العطار، وأحمد بْن محمد الأدميّ.
وتُوُفيّ ببغداد فِي المحرم سنة أربع وستين.(6/327)
219 - خلف بن ربيعة، أبو سليمان الجفري المصري. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رَوَى عَنْ: أبيه، وزياد بن يونس.
قال ابن يونس: توفي في جمادى الآخرة سنة خمس وستين ومائتين.(6/327)
220 - الخليل بن محمد، أبو العباس العجلي الأصبهاني. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: روح بن عبادة وعبد العزيز بن أبان.
وَعَنْهُ: محمد بن أحمد بن يزيد الزُّهْريّ، وعبد الله بن جعفر بن فارس.(6/327)
-[حَرْفُ الدَّالِ](6/327)
• - داود بن سليمان الدقاق السامري، بنان، [الوفاة: 261 - 270 ه]
قد ذكر.(6/327)
221 - داود بن عثمان الصدفي، مولاهم. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: سعيد بن أبي مريم.
مات سنة ست وستين ومائتين.(6/327)
222 - دَاوُد بْن عليّ بْن خَلَف، أبو سُلَيْمَان الْبَغْدَادِيّ الإصبهاني، مَوْلَى المهديّ، الفقيه الظّاهريّ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
رأس أهل الظاهر.
ولد سنة مائتين،
وَسَمِعَ: سُلَيْمَان بْن حرب، والقَعْنَبيّ، وعَمْرو بْن مرزوق، ومحمد بن كثير العبْديّ، ومُسَدّدًا، وأبا ثور الفقيه، وإسحاق بْن رَاهَوَيْه رحل إليه إِلَى نَيْسابور، فسمع منه المُسْنَد والتفسير؛ وجالس الأئمّة، وصنَّف الكُتُب. [ص:328]
قَالَ أبو بَكْر الخطيب: كان إمامًا ورِعًا ناسكًا زاهدًا. وَفِي كُتُبه حديث كثير. لكنّ الرواية عَنْهُ عزيزة جدًا.
روى عَنْهُ: ابنه محمد، وزكريّا السّاجيُ، ويوسف بْن يعقوب الداوديّ الفقيه، وعبّاس بْن أَحْمَد المذكّر، وغيرهم.
قَالَ ابنُ حزم: إنّما عُرِف بالإصبهانيّ لأنّ أمّه أصبهانيّة، وكان أَبُوهُ حنفيّ المذهب، يعني: وكان عراقيًا.
قَالَ: وكتب دَاوُد ثمانية عشر ألف ورقة.
ومن أصحاب دَاوُد أبو الْحَسَن عَبْد الله بن أَحْمَد بْن رُوَيْم أحد الأئمة، وأبو بَكْر ابن النّجّار، وأبو الطّيّب محمد بْن جَعْفَر الدّيباجيّ، وأحمد بْن مَخْلَد الإياديّ، وأبو سَعِيد الْحَسَن بْن عُبَيْد الله، له تواليف كثيرة، وأبو بَكْر محمد بْن أَحْمَد الدّجاجيّ، وأبو نصر رآه بسجستان.
ثُمَّ سمّى ابنُ حزم جماعةً كثيرة من الفقهاء من تلامذة دَاوُد.
وقَالَ أبو إِسْحَاق الشّيرازيّ: وُلِد سنة اثنتين ومائتين، وأخذ العلم عن إِسْحَاق، وأبي ثور. وكان زاهدا متقللا.
وقال أبو الْعَبَّاس ثعلب: كان دَاوُد عقله أكثر من علمه.
قَالَ أبو إِسْحَاق: وقِيلَ: كان في مجلسه أربعمائة صاحب طَيْلَسان أخضر، وكان من المتعصّبين للشّافعي، صنَّف كتابين فِي فضائله والثّناء عليه. قَالَ أبو إسحاق: وانتهت إليه رياسة العلم ببغداد، وأصله من أصفهان، ومولده بالكوفة، ومنشأه ببغداد وقبره بها.
وقال أبو عَمْرو أَحْمَد بْن الْمُبَارَك المُسْتَملي: رأيتُ دَاوُد بْن عليّ يردّ على إِسْحَاق بْن راهَوَيْه، وما رَأَيْتُ أحدًا قبله ولا بعده يردّ عليه هيبة له.
وقال عمر بْن محمد بْن بُجَيْر: سمعت دَاوُد بْن عليّ يقول: دخلت على إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه وهو يحتجم، فجلست فرأيت كُتُب الشّافعيّ، [ص:329] فأخذت أنظر، فصاح، إيش تنظر؟ فقلت: مَعَاذ الله أن نأخذ إلّا من وجدنا متاعنا عنده، فجعل يضحك ويتبسّم.
وقَالَ سَعِيد البَرْذَعيّ: كُنَّا عِنْدَ أبي زُرْعة فاختلف رجلان فِي أمر داود والمزني، والرجلان فَضْلَك الرّازيّ، وابن خِراش، فقال ابنُ خِراش: دَاوُد كافر. وقَالَ فَضْلَك: المُزَنيّ جاهل.
فَأَقْبَلَ عليهما أبو زُرْعة يوبِّخهما وقَالَ: ما واحد منكما له بصاحب. ثُمَّ قَالَ: ترى داود هذا لو اقتصر على ما يقتصر عليه أهل العلم لظننت أنه يكمد أَهْل البِدَع بما عنده من البيان والآلة. ولكنه تعدى. لقد قدم علينا من نَيْسابور، فكتب إِلَيّ محمد بْن رافع، ومحمد بن يحيى، وعَمْرو بْن زُرَارة، وحسين بْن مَنْصُورٌ، ومشيخة نَيْسابور بما أحدث هناك، فكتمت ذلك لما خفت من عواقبه، ولم أبد له شيئا من ذلك. فقدِم بغداد، وكان بينه وبين صالح بْن أَحْمَد بْن حنبل حُسْن، فكلّم صالحًا أن يتلطّف له فِي الاستئذان على أَبِيهِ، فأتى وقَالَ: سألني رَجُل أن يأتيك. قَالَ: ما اسمه؟ قَالَ: دَاوُد. قَالَ: ابنُ من؟ قَالَ: هُوَ من أَهْل إصبهان، وكان صالح يروغ عن تعريفه، فَمَا زال أَبُوهُ يفحص حَتَّى فطن به، فقال: هذا قد كتب إليّ محمد بْن يحيى فِي أمره أنّه زعم أنّ القرآن مُحْدَث، فلا يقرَبنيّ. قال: إنه ينتفي من هَذَا ويُنْكره. قَالَ: محمد بْن يحيى أصدق منه، لا تأذن له.
أنبأنا ابن سلامة، عن اللبان، عن الشيرويي، قال: حدثنا عبد الكريم بن محمد أبو نصر الشيرازي قراءة، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد بن حكمويه المفسر الروياني، قال: أخبرنا والدي، قال: أخبرنا أبو علي بن عبد الله بن القاسم الْبَصْرِيُّ بالدينور، قال: حدثنا داود بن علي بن خلف البغدادي المعروف بالأصبهاني، قال: أخبرنا أبو خيثمة، قال: حدثنا بشر بن السري، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صهيب عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إذا دخل أهل الجنة الجنة نادى [ص:330] مناد: يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه، فيقولون: ألم يثقل موازيننا. . . الحديث.
قال الخلال: أخبرنا الْحُسَيْن بْن عَبْد الله قَالَ: سَأَلت المرُّوذيّ عن قصّة دَاوُد الإصبهانيّ وما أنكر عليه أبو عبد الله، فقال: كان دَاوُد خرج إِلَى خُراسان إِلَى ابنُ رَاهَوَيْه، فتكلم بكلامٍ شهد عليه أبو نصر بن عبد المجيد وآخر، شهدا عليه أنّه قَالَ: القرآن مُحْدَث. فقال لي أبو عبد الله: مَن دَاوُد بْن عليّ لا فرّج عَنْهُ الله؟ قلت: هَذَا من غلمان أبي ثور. قَالَ: جاءني كتاب محمد بْن يحيى النَّيْسابوريّ أنّ دَاوُد الإصبهانيّ قَالَ ببلدنا: أنّ القرآن مُحْدَث.
قَالَ المَرُّوذيّ: حَدَّثَنِي محمد بن إِبْرَاهِيم النَّيْسَابوريُّ أنّ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه لمّا سمع كلام دَاوُد فِي بيته وثب عليه إِسْحَاق فضربه وأنكر عليه.
قَالَ الخلّال: سمعت أَحْمَد بْن محمد بن صدقة يقول: سمعت محمد بن الحسين بن صبيح، يقول: سمعت دَاوُد الإصبهانيّ يقول: القرآن مُحْدَث ولفظي بالقرآن مخلوق.
وأخبرنا سعيد بن أبي مسلم، قال: سمعت محمد بْن عَبْدة يقول: دخلت إِلَى داود فغضب عليّ أَحْمَد بْن حنبل، فدخلت عليه فلم يكلّمني، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إنّه رَدّ عليه مسألة. قَالَ: وما هي؟ قال: قال: الخنثي إذا مات من يغسّله؟ فقال دَاوُد: يغسّله الخَدَم. فقال محمد بْن عَبْدة: الخدم رجال. ولكن يُيَمَّم. فتبسَّم أَحْمَد، وقَالَ: أصاب أصاب. ما أجْوَدَ ما أجابه.
قلت: كان دَاوُد موصوفًا بالدّين والتّعبُّد مع هَذَا.
وقَالَ القاضي المَحَامِليّ: رَأَيْت دَاوُد بْن عليّ يصلّي، فَمَا رَأَيْت مسلمًا يشبهه فِي حُسن تواضعه.
وقد اخْتَلَفَ محمد بْن جرير مدّة إِلَى مجلس دَاوُد، وأخذ عَنْهُ.
وقَالَ أَحْمَد بْن كامل القاضي: أخبرني أبو عبد الله الورّاق أنّه كان يورّق على دَاوُد، فسمعته يُسأل عن القرآن، فقال: أمّا الَّذِي فِي اللّوح [ص:331] المحفوظ فغير مخلوق، وأمّا الَّذِي هُوَ بين النّاس فمخلوق.
قلت: للعلماء قولان فِي دَاوُد هَلْ يُعْتَدُّ بخلافه أَمْ لا؟ فقال أبو إسحاق الإسفراييني: قال الجمهور: إنهم، يعني نفاة القياس، لا يبلغون رُتبة الاجتهاد، ولا يجوز تقليدهم القضاء.
ونقل الأستاذ أبو مَنْصُورٌ الْبَغْدَادِيّ، عن أبي علي بن أبي هريرة، وطائفة من الشافعيين أنه لا اعتبار بخلاف داود، وسائر نفاة القياس فِي الفروع دون الأصول.
وقَالَ أبو المعاليّ الْجُوَينيّ: الَّذِي ذهب إليه أَهْل التحقيق أنّ مُنْكري القياس لا يُعَدُّون من علماء الأمة، ولا مِن حملة الشريعة، لأنّهم معاندون مباهتون فيما ثبت استفاضةً وتواتُرًا؛ لأنّ مُعظم الشريعة صادر عن الاجتهاد، ولا تفي النّصوص بعُشْر معشارها، وهؤلاء ملتحقون بالعوامّ.
قلت: قول أبي المعالي رحمه الله فِيهِ بعض ما فِيهِ، فإنّما قاله باجتهاد، ونَفْيهم للقياس أيضًا باجتهاد، فكيف يُرَدّ الاجتهاد بِمِثْلِهِ؟ نعم، وأيضًا فإذا لم يُعْتَدّ بخلافهم لزمنا أن نقول: إنهم قد خرقوا الإجماع، ومن خالف الإجماع يُكَفَّر وَيُقْتَل حدا لعناده، فَإِن قلتم: خالفوا الإجماع بتأويل سائغ، قُلْنَا: فهذا هُوَ المجتهد، فلا نقول يجوز تقليده، إنما يحكى قوله، مع أن مذهب القوم أنه لا يحلّ لأحدٍ أن يقلّدهم ولا أن يقلّد غيرهم، فلأن نحكي خلافهم ونعدُّه قولًا أهْوَن وأسلم من تكفيرهم.
ونحن نحكي قول ابنِ عَبَّاس فِي الصرف، والمُتْعَة، وقول الكوفيين فِي النّبيذ، وقول جماعة من الصّحابة فِي ترك الغُسْلِ من الْجِماع بلا إنزال، ومع هَذَا فلا يجوز تقليدهم فِي ذلك.
فهؤلاء الظاهرية كذلك، نعتد بخلافهم، فإنْ لم نفعل صار ما تفرّدوا به خارقًا للإجماع، ومن خرق الإجماع المتيقَّن فقد مَرَقَ مِن المِلَّة. لكنّ الإجماع المتيقَّن هُوَ ما عُلِم بالضرورة من الدّين: كوُجُوب رمضان، والحجّ، وتحريم الزِّنا والسَّرِقة، والرِّبا، واللِّواط.
والظاهرية فلهم مسائل شنيعة، لكنّها لا تبلغ ذلك، والله أعلم.
وقال الإمام أبو عمرو ابن الصلاح: الذي اختاره الأستاذ أبو منصور [ص:332] وذكر أنّه الصّحيح من المذهب إنّه يعتبر خلاف داود.
قال ابن الصلاح: وهذا هو الذي استقر عليه الأمر آخرا كما هُوَ الأغلب الأعرف من صَفْو الأئمّة المتأخرين الذين أوردوا مذهب دَاوُد فِي مصنّفاتهم المشهورة، كالشيخ أبي حامد، والماوَرْديّ، وأبي الطّيّب، فلولا اعتدادهم به لَمَا ذكروا مذهبه فِي مصنَّفاتهم.
قال: وأرى أن يُعتبر قوله إلّا فيما خالف فِيهِ القياس الجليّ، وما أجمع عليه القياسون من أنواعه، أو بناه على أصوله الّتي قام الدليل القاطع على بطلانها، فاتفاق من سواه إجماع منعقد، كقوله في التَّغَوُّط فِي الماء الرّاكد، وتلك المسائل الشنيعة، وقوله لا ربا إلا في الستة المنصوص عليها، فخلافه فِي هَذَا ونحوه غير مُعْتَدّ به، لأنه مبنيّ على ما يقطع ببطلانه، والله أعلم.
قال ابن كامل: توفي في رمضان سنة سبعين.(6/327)
-[حَرْفُ الرَّاءِ](6/332)
223 - 4: الرَّبِيع بْن سُلَيْمَان بْن عَبْد الجبار بْن كامل. الفقيه أبو محمد المراديّ، مولاهم المصْريّ المؤذّن، [الوفاة: 261 - 270 ه]
صاحب الشّافعيّ وراوي كُتُبه.
وُلِد سنة أربعٍ أو ثلاثٍ وسبعين ومائة. وسَمِعَ: عَبْد الله بْن وهْب، وشُعَيب بْن اللَّيْث بْن سعد، وبِشْر بْن بَكْر التِّنّيسيّ، وأيّوب بْن سُوَيْد الرمليّ، والشّافعيّ، ويحيى بْن حسّان، وأسد بن موسى، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وابن ماجه، والترمذي، عن رجلٍ عَنْهُ، وهو محمد بن إِسْمَاعِيل السُّلَمّي، وأبو زُرْعة الرّازيّ، وأبو حاتم، وابنه عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم، وزكريّا بْن يحيى السّاجيّ، وأبو نُعَيْم بْن عديّ، وأبو جَعْفَر الطَّحاوي، وأبو بَكْر بْن زياد النَّيْسَابوريُّ، والحسن بْن حبيب الحصائريّ، وأحمد بْن مَسْعُود العكري، وأحمد بن بهزاذ السِّيرافيّ، وابن صاعد، وأبو العبّاس الأصمّ، وآخرون.
وثَّقه أبو سَعِيد بْن يُونُس، وغيره.
وعن الرَّبِيع قَالَ: كلُّ محدِّثٍ حدَّثَ بمصر بعد ابن وهْب كنتُ مُسْتَمْليه. [ص:333]
وقال النسائي: لا بأس به.
قال عليّ بْن قُدَيد: كان الرَّبِيع يقرأ بالألحان.
وقَالَ الطُّحاويّ: مات الرَّبِيع بْن سُلَيْمَان مؤذّن جامع الفُسْطاط يوم الإثنين، ودُفِن يوم الثُّلاثاء لإحدى وعشرين ليلة خَلَت من شوّال من سنة سبعين، وصلّى عليه الأمير خُمَارَوَيْه بْن أَحْمَد بْن طولون.
قلت: وقد روى عَنْهُ التّرمِذيّ بالإجازة، وآخر من حدَّث عَنْهُ أبو الفوارس السِّنْديّ. ويُروى عن الشّافعيّ أنّه قَالَ للربيع: لو أمكنني أن أطعمك العلم لأطعمتك.
قَالَ ابنُ عَبْد البَرّ: قد ذَكَر محمد بْن إِسْمَاعِيل التّرمِذيّ من أَخَذَ عن الرَّبِيع كُتُب الشّافعيّ ورحل إليه فيها من الآفاق، فَذَكر نحو مائتي رَجُل.
قَالَ ابنُ عَبْد البَرّ: كان الرَّبِيع لا يؤذّن فِي منارة جامع مصر أحدٌ قبله، وكانت الرحلة فِي كُتُب الشّافعيّ إليه، وكانت فِيهِ سلامة وغَفْلة، ولم يكن قائمًا بالفقه.
وممّا ينسب إِلَى الرَّبِيع من الشِّعْر:
صبرًا جميلًا ما أسرع الفَرجَا ... من صدق الله فِي الأمور نجا
مَن خشي الله لم يَنَلْه أذى ... ومَن رجا الله كان حيثُ رجا.
قلت: كان الرَّبِيع أعرف من المُزَنيّ بالحديث، وكان المُزَنيّ أعرف بالفِقْه منه بكثير حَتَّى كان هَذَا لا يعرف إلّا الحديث، وهذا لا يعرف إلا الفقه.(6/332)
224 - روح بن أبي سعد. [الوفاة: 261 - 270 ه]
قال ابن قانع: مات سنة إحدى وستين ومائتين.
كان يؤدب.
رَوَى عَنْ: الحكم بن موسى وطبقته.
وَعَنْهُ: ابن مسروق، ومحمد بن مخلد.(6/333)
-[حَرْفُ الزَّاي](6/333)
225 - زكريا بن حرب النَّيْسَابوريُّ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
أخو أحمد بن حرب.
سَمِعَ: حفص بن عبد الرحمن، ومكي بن إبراهيم.
وَعَنْهُ: ابنه يحيى، وأحمد بن نصر وغيرهما. [ص:334]
توفي سنة سبع وستين.(6/333)
226 - زكريّا بْن دُوَيْد بْن محمد بْن الأشعث، أبو أَحْمَد الكِنْديّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
زعم أنّه أَتَتْ عليه مائة وثلاثون سنة،
وادعى أنّه سَمِعَ مِنْ: سُفْيَان الثَّوْريّ، ومالك بْن أَنَس.
قَالَ عليّ بْن محمد بْن حاتم القُومِسيّ: سمعت منه بعَسْقلان سنة نيِّفٍ وستّين ومائتين.
قلت: وُجودُ روايته والعَدَم بالسّواء. وقد روى الطَّبَرَانِيّ فِي " مُعْجَمه " عن أَحْمَد بْن إِسْحَاق الدّميريّ، عَنْهُ.
قَالَ ابنُ حِبّان: كان يضع الحديث.(6/334)
227 - زكريّا بْن يحيى بْن أسد أبو يحيى المروزي. المعروف بزَكْرُويه. [الوفاة: 261 - 270 ه]
نزيل بغداد.
حَدَّثَ عَنْ: سُفْيَان بن عُيَيْنَة، وأبي مُعَاوِيَة، ومعروف الكَرْخيّ.
وَعَنْهُ: القاضي المحاملي، وابن مخلد، وأبو الحسين أحمد ابن المنادي، وإسماعيل الصفار، وأبو العباس الأصم.
قال الدارقطني: لا بأس به.
قلت: تُوُفيّ فِي ربيع الآخر سنة سبعين.
وهو راوي جزء ابن عيينة الذي عند سِبْط السِّلَفيّ. وقد احتجَّ به أبو عوانة في صحيحه، وهو مِن قدماء شيوخه.
وذكره أبو الفتح المَوْصَليّ في كتابه في الضُّعفاء فَمَا قدر يتعلّق عليه بشيء، أكثر ما قَالَ: زعم أنّه سمع من سُفْيَان بن عيينة، وهذا قِلَّةُ وَرَع.
بلى أبو الفتح مُتَكَلَّمٌ فِيهِ. وقد ذكر أبو الفتح أنّ زكريّا بْن يحيى هَذَا يُقال له جُوذابه، وهذا ما رأيته لغيره.(6/334)
228 - زكريا بن يحيى بن عاصم، أبو يحيى الكُوفيُّ الخضيب. [الوفاة: 261 - 270 ه][ص:335]
حَدَّثَ ببغداد عَنْ: الحسن بن الربيع البوراني، وإسحاق الفروي، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بن مخلد، وإسماعيل الصفار.
قال الخطيب: لا بأس به.
تُوُفّي سنة ثمان وستين.(6/334)
-[حَرْفُ السِّينِ](6/335)
229 - سَعْدان بْن نصر بْن مَنْصُور، أبو عُثْمَان الثَّقفيّ الْبَغْدَادِيّ البزّاز، واسمه سَعِيد، وسَعْدان لَقَبٌ له. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وأبا مُعَاوِيَة، ومعاذ بن معاذ، ووكيعا، وسلم بْن سالم، ومَعْمَر بْن سُلَيْمَان، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو بكر بن أبي الدُّنيا، وابن صاعد، والقاضي المَحَامليّ، وابن البَخْتَرِيّ، وإسماعيل الصّفّار، وأبو عَوَانة، وطائفة كبيرة.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
وقَالَ أبو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمِيّ: سَأَلت الدّارَقُطْنِيّ عَنْهُ، فقال: ثقة مأمون.
قلت: تُوُفيّ فِي ذي القعدة سنة خمسِ وستّين، وحديثه بِعُلُوٍّ عند أصحاب ابن شاتيل.(6/335)
230 - سعدان بن يزيد، أبو محمد البَغْداديُّ البزاز، [الوفاة: 261 - 270 ه]
نزيل سامراء.
سَمِعَ: إسماعيل بن علية، وإسحاق الأزرق، وشجاع بن الوليد، ويزيد بن هارون.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، والمحاملي، ومحمد بن مخلد، وأبو بكر الخرائطي، وأبو العباس الأثرم، وآخرون.
قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي، وقال أبي: صدوق.
مات في رجب سنة اثنتين وستين.(6/335)
231 - سعْد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم بن أعين، أبو عمر المصري، [الوفاة: 261 - 270 ه]
أخو الفقيه محمد.
رَوَى عَنْ: أبيه، وَعَنْ: عبد الملك بن الماجشون، ويحيى بن حسان التنيسي، ووهب الله بن راشد، وجماعة.
وَعَنْهُ: إبراهيم بن محمد الحلواني، ومحمد بن القاسم المصري، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وقال: صدوق.
قلت: توفي في رجب سنة ثمان وستين.(6/336)
232 - سعيد بن بشر بن حمال، أبو عمرو القرشي الأصبهاني الجروآني. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رَوَى عَنْ: بكر بن بكار، وأبي عَبْد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ، وخلّاد بْن يحيى، وعاصم بن يوسف، وحاتم بن عبيد الله.
وَعَنْهُ: محمد بن أحمد الزهري، وعبد الله بن محمد بن عيسى، وجماعة آخرهم موتًا عَبْد الله بْن جَعْفَر بْن أحمد بن فارس.
وكان من أهل الفضل والديانة.(6/336)
233 - سعيد بن سعد بن أيوب البخاري، [الوفاة: 261 - 270 ه]
نزيل الري.
سَمِعَ: القعنبي، ومسلم بن إبراهيم.
وَعَنْهُ: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وغيره.(6/336)
234 - سعيد بن سعيد بن محمد بن بشر بن حجوان، أبو عثمان الحجواني الكُوفيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: أبا أسامة، ووكيعا.
وَعَنْهُ: أبو العباس الأصم، وأبو سعيد ابن الأعرابي، وجماعة.
توفي في جمادى الآخرة سنة تسع وستين.(6/336)
235 - سعيد بن عتاب البَغْداديُّ، أبو عثمان. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أبي نعيم، وأسيد بن زيد الجمال.
وَعَنْهُ: موسى بن هارون الحافظ، وابن مخلد وأبو العباس الأثرم.
قال الخطيب: ثقة.(6/337)
236 - سعيد بن عثمان التنوخي، أبو عثمان الحمصي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: بشر بن بكر التنيسي، وأبي المغيرة، وعبد الرحمن بن زياد الرصاصي، وأسد السنة وطبقتهم.
وَعَنْهُ: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وقال: محله الصدق، وأبو نعيم بن عدي، ومحمد بن حمدون، وابن جوصا، وآخرون.(6/337)
237 - ن: سعيد بن عمرو السكوني الحمصي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: بقية بن الوليد، والمعافى بن عمران الظهري، والوليد بن سلمة.
وَعَنْهُ: النسائي، وأبو الجهم خطيب مشغرا، وابن جوصا، والحسن بن فيل، وأبو عوانة، وطائفة.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: كتب إليّ بجزءٍ من حديثه، وهو صدوق.(6/337)
238 - سَعِيد بْن نَمِر الغافِقيّ الأندلسيّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: يحيى بْن يحيى اللَّيْثيّ.
وَعَنْهُ: جماعة من بلده. وتفقَّه بسَحْنُون، وغيره.
تُوُفيّ سنة تسعٍ وستّين.(6/337)
239 - ق: سفيان بن زياد بن آدم العقيلي الْبَصْرِيُّ ثم البلدي، أبو سعيد المؤدب. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أبي عاصم، وعون بن عمارة، وأبي زيد النحوي، وفهد بن عوف، وبدل بن المحبر، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وأحمد الأبار، وأحمد [ص:338] ابن يحيى التستري، وابن خزيمة، ومحمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي، وطائفة.
وثقه ابن حبان.(6/337)
240 - سقلاب بن داود، أبو جعفر البَغْداديُّ الأشقر. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: رَوْح بْن عُبادة.
وَعَنْهُ: محمد بْن مخلد.
توفي سنة تسع وستين أيضا.(6/338)
241 - ق: سليمان بن توبة النهرواني. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: روح بن عبادة، وشبابة، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وابن صاعد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وقال: صدوق، وآخرون.
قلت: توفي سنة إحدى وستين.
وبعضهم يقول: سلمان بن توبة.(6/338)
242 - سليمان بن خلاد السامري المؤدب. [أبو خلاد] [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: يزيد بن هارون، وشبابة. ووهب بن جرير، ويحيى بن المبارك اليزيدي، وجماعة. وأخذ قراءة أبي عمرو عن اليزيدي.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومحمد بن نوح، وابن مخلد، وأحمد بن عبد الله وكيل أبي صخرة، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: صدوق.
كنيته أبو خلاد.
وروى عنه القراءة أبو عيسى محمد بن أحمد بن قطن.
توفي سنة إحدى وستين.(6/338)
243 - سُليمان بن داود بن بكر، أبو داود النَّيْسَابوريُّ الخفاف، [الوفاة: 261 - 270 ه]
أخو زكريا.
سَمِعَ: عبد الله بن رجاء، والقعنبي، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن خزيمة، ومحمد بن سليمان بن منصور، ومحمد بن علي المذكر.
توفي سنة أربع وستين في جمادى الآخرة.(6/339)
244 - سليمان بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر بْن الْحُسَيْن بن مصعب الخزاعي الأمير. [الوفاة: 261 - 270 ه]
كان صاحب شرطة بغداد، توفي في المحرم سنة ست وستين.(6/339)
245 - ن: سليمان بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بْن سليمان بن أبي داود الحراني. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: جده محمد الملقب بالبومة، وأبي نعيم.
وَعَنْهُ: النسائي، وأبو عروبة، وأبو علي محمد بن سعيد الخراساني، وسعيد بن عمرو البرذعي، وعبد الله بن محمد بن وهب، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُسْلِم الإِسْفِرَايِينِيّ، وجماعة.
وكان صدوقا.
مات في شوال سنة ثلاث وستين.(6/339)
246 - د: سليمان بن عبد الحميد البهراني الحمصي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: أبا اليمان، وعلي بن عياش، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، وأبو عَوَانَة، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وعبد الصمد بن سعيد القاضي، وخيثمة الأطرابلسي، وجماعة.
قال ابن أبي حاتم: صدوق.
وكذبه النسائي، وقال: ليس بثقة ولا مأمون، كذاب.(6/339)
247 - سهل بْن عمّار العَتَكيُّ النَّيْسَابوريُّ. أبو يحيى [الوفاة: 261 - 270 ه]
قاضي هَرَاة.
كان شيخ أَهْل الرِّيّ فِي عصره بخراسان، رحل في طلب العلم.
وسَمِعَ: يزيد بْن هارون، وشَبَابة، وهذه الطبقة.
وليس بحجة؛ قال أبو عبد الله الحاكم: مختلف في عدالته، يعني في الاحتجاج بحديثه. حدثنا عَنْهُ أَحْمَد بْن شعيب الفقيه، وأبو الطّيّب محمد، ومحمد بن عليّ المذكِّر. وتُوُفيّ سنة سبْعٍ وستّين فِي جُمَادى الأولى. قلت لمحمد بْن صالح بْن هانئ: لِمَ لا تكتب عَنْهُ؟ قَالَ: كانوا يمنعون من السّماع عَنْهُ. وسمعت محمد بْن يعقوب الحافظ يقول: كنّا نختلف إِلَى إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله السَّعْديّ، وسهل بْن عمّار مطروحٌ فِي سكنه فلا نتقدّم إليه. وسمعت أَبَا سَعِيد بْن أبي بَكْر بْن عُثْمَان يقول: سمعت فاطمة بِنْت إِبْرَاهِيم السَّعْديّة تقول: سمعت أبي يقول: إنّ سهل بْن عمّار يتقرَّب إليَّ بالكّذِب، يقول: كنت معك عند يزيد بْن هارون، وواللِه ما سمع معي منه.
قَالَ الحاكم: وسمع أيضا من الواقدي، وجعفر بن عون، وعبد الرَّحْمَن بْن قَيْس، وعُبَيْد الله بْن مُوسَى.
حَدَّثَ عَنْهُ: الْعَبَّاس بْن حَمْزَةَ، وأبو يحيى البزاز، وإبراهيم بن محمد بن سُفْيان، ومحمد بْن سُلَيْمَان بْن فارس.
وقَالَ أبو إِسْحَاق الفقيه: كذِب واللِه سهل بْن عمّار على عبد الله بن نافع، يعني فِي نقْله عن مالك فِي إباحة دُبُر المرأة.(6/340)
248 - سهل بن مِهْران، أبو بشر البَغْداديُّ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
نزيل نَيْسابور.
سَمِعَ: عَبْد الله بْن بَكْر السهمي، وهوذة بن خليفة وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو الطيب محمد بن أحمد، ومحمد بن صالح بن هانئ، وغيرهما.
حَدَّثَ سنة سبعين.(6/340)
249 - سيار بن خزيمة بن سيار، أبو نصر الأصبهاني. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: الحسين بن حفص، وحاتم بن عبيد الله،
رَوَى عَنْهُ: أبو علي الصحاف، وغيره.
وكان زاهدا عابدا كبير الشأن، توفي بأصبهان سنة خمس وستين.(6/341)
-[حَرْفُ الشِّينِ](6/341)
250 - شجرة بن عيسى بن عمر بن شجرة الفقيه، أبو عمرو المعافري المغربي التونسي المالكيّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
أَخَذَ عَنْ: أَبِيهِ، وابن زياد، وابن أشرس، وجماعة.
واستعمله سحنون على قضاء تونس.
وكان سحنون يثني على فهمه وفضله، وكان ابنه أبو شجرة عمرو رجلا صالحا عالما، ولي قضاء تونس بعد أبيه، وعاش بعد أبيه تسع عشرة سنة.
توفي شجرة سنة اثنتين وستين.(6/341)
251 - شداد بن سعيد، أبو حكيم البخاري. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رَوَى عَنْ: النضر بن شميل، ومحمد بن القاسم الأسدي، وعلي بن الحسن بن شقيق،
رَوَى عَنْهُ: ابنه عامر بن شداد، وغيره.
توفي سنة ثلاث وستين.(6/341)
252 - شعيب بن إسحاق التجيبي المصري. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: سعيد بن أبي مريم، وعبد الملك بن مسلمة.
وكان صدوقا مقبولا، يعرف بابن أخي ملول الصيرفي.
توفي في شوال سنة سبعين.(6/341)
253 - د: شعيب بن أيوب بن رزيق بن معبد بن شيطا، أبو بكر الصريفيني، [الوفاة: 261 - 270 ه]
صريفين واسط لا صريفين بغداد.
كان فقيها، إماما، مقرئا، مجودا، محدثا، قاضيا، عالما.
سَمِعَ: يحيى [ص:342] ابن آدم، ويحيى بن سعيد القطان، وحسين بن علي الجعفي، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود حديثا واحدا، وعبدان الَأهْوازيّ، وإبراهيم نِفْطَويْه النَّحْويّ، وأبو بَكْر بْن أبي دَاوُد، والقاضي المَحَامِليّ، ومحمد بْن مَخْلَد، وعبد الله بن عمر بن شَوْذَب الواسطيّ، وطائفة.
وتصدَّر للإقراء، فقرأ عليه: يوسف بْن يعقوب الواسطيّ، وأبو بَكْر أَحْمَد بْن يوسف القافلاني، وأبو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن سَعِيد الضّرير، وغيرهم. وعليه دارت قراءة أبي بَكْر، عن عاصم، أخذها عن يحيى بْن آدم، عَنْهُ. وكان محقّقًا لها.
قَالَ الدّارَقُطْنِيّ: ثقة.
قلت: تُوُفيّ بواسط سنة إحدى وستّين.
قَالَ أبو داود: إني لأخاف الله فِي الرواية عن شعيب بْن أيّوب.
قلت: له حديث مُنْكَر أورده أبو بكر الخطيب في ترجمته.(6/341)
254 - ن: شُعيب بْن شُعيب بْن إِسْحَاق القُرَشي، مولاهم الدمشقي أبو محمد. [الوفاة: 261 - 270 ه]
ولد سنة تسعين ومائة بعد وفاة أَبِيهِ بيسير.
وسَمِعَ: زَيْدُ بْن يحيى بْن عُبَيْد، وأبا المغيرة عَبْد القُدُّوس، وأحمد بن خَالِد الذَّهَبيّ، وأبا اليَمَان، وأبا بكر الحميدي، وجماعة.
وَعَنْهُ: النسائي، وأبو عَوَانة، وابن جَوْصا، وأبو الدّحْداح أَحْمَد بْن محمد، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
قلت: وله شِعْر جيّد. [ص:343]
توفي في جمادى الأولى سنة أربع وستين.(6/342)
255 - شعيب بن عمرو الضُّبعيُّ، أبو محمد. [الوفاة: 261 - 270 ه]
حَدَّثَ بدمشق عَنْ: سفيان بن عيينة، ووكيع، وعبد الرحمن بن مهدي وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو عوانة، ومحمد بن جعفر بن ملاس، وابن جوصا، وأبو الدّحْداح أحمد بن محمد وآخرون.
تُوُفّي سنة إحدى وستين.(6/343)
-[حَرْفُ الصَّادِ](6/343)
• - صالح بن زياد أبو شعيب السُّوسي [الوفاة: 261 - 270 ه](6/343)
256 - صالح بْن أَحْمَد بْن محمد بْن حنبل، القاضي أبو الفضل، [الوفاة: 261 - 270 ه]
ولد الْإِمَام أبي عَبْد الله الشَّيْبانيّ الْبَغْدَادِيّ، قاضي إصبهان.
وُلِدَ سنة ثلاثٍ ومائتين.
وسَمِعَ: عفّان، وأبا الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ، وإبراهيم بْن الفضل، وإبراهيم بن أبي سويد الذراع، وأباه، وعلي ابن المَدِينيّ، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: ابنه زُهَير، وأبو القاسم البَغَويّ، وابن صاعد، ومحمد بْن مَخْلَد، وأبو عليّ الحصائريّ، وأبو بَكْر بْن أبي عاصم وهو من أقرانه، ومحمد بْن جَعْفَر الخرائطيّ، وعبد الرَّحْمَن بن أبي حاتم، وجماعة آخرهم موتا أحمد بن محمد ابن يحيى القصّار شيخ أبي نُعَيْم الحافظ.
قَالَ ابن أبي حاتم: كتبتُ عَنْهُ بإصبهان، وهو صدوق، ثقة.
وقَالَ أبو بَكْر الخلال فِي كتاب أدب القضاء: أخبرني محمد بن العباس، قال: حَدَّثَنِي محمد بْن عليّ، قَالَ: لمّا صار صالح إِلَى إصبهان قُرِئ عهده بالجامع، فبكى كثيرًا، وبكى بعض الشيوخ، فَلَمَّا فرغ جعلوا يدعون له ويقولون: ما ببلدنا إلّا من يحبّ أَبَا عَبْد الله. فقال: أبكاني أنّي ذكرت أبي يراني فِي هَذِهِ الحالة. وكان عليه السَّواد. ثُمَّ قَالَ: كان أبي يبعث خلفي إن جاءه رجل زاهد أو رجل متقشف لأنظر إليه يحب أن أكون مثله، ولكن الله يعلم أني ما دخلت فِي هَذَا الأمر إلّا لِدَيْنٍ غَلَبني وكثْرة عيال.
قَالَ الخلّال:، وكان صالح سخيا جدا. [ص:344]
وقَالَ ابنُ المنادي: تُوُفيّ بإصبهان فِي رمضان سنة ستٍّ وستّين.
وقَالَ أبو نُعَيْم: سنة خمس.(6/343)
257 - صالح بن بشر بن سلمة الطبراني. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: روح بن عبادة، وزيد بن يحيى بن عبيد، وأبي النضر هاشم بن القاسم، وغيرهم.
وَعَنْهُ: علي بن إسحاق الطبراني، وابن جَوْصا، وعبد الرَّحْمَن بن أبي حاتم، وقال: صدوق.
قلت: قيل: إنه توفي سنة سبع وستين.(6/344)
258 - صالح بْن زياد بْن عَبْد الله بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بن الجارود بْن مسرح. أبو شعيب الرُّسْتُبِيُّ السُّوسيُّ المقرئ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
شيخ الرَّقَّةِ وعالمها ومقرئها.
قرأ القرآن على يحيى اليَزِيديّ صاحب أبي عَمْرو.
وَسَمِعَ: بالكوفة من: عَبْد الله بْن نُمَيْر، وأسباط بْن محمد، وجماعة.
وبمكة من: ابنُ عُيَيْنَة، وغيره.
حدَّث عَنْهُ: أبو بَكْر بْن أبي عاصم وأبو عَرُوبة الحرّانيّ، وأبو عليّ محمد بْن سَعِيد الحفّاظ.
وقرأ عليه القرآن جماعة، منهم: أبو عمران موسى بن جرير وهو من أتقن أصحابه، وأبو الْحَسَن عليّ بْن الْحُسَيْن، وأبو عُثْمَان النَّحْويّ، وأبو الْحَارِث محمد بن أَحْمَد الرَّقّيُّون.
وحمل عَنْهُ الحروف: جَعْفَر بْن سُلَيْمَان الخُراسانيّ، وغيره.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
قلت: تُوُفِّيَ فِي أوّل سنة إحدى وستّين ومائتين وقد قارب التسعين، رحمه الله.
وادعى الحافظ ابنُ عساكر أنّ النِّسائيّ روى عَنْهُ، وذكره فِي مشايخ [ص:345] النُّبل، وقَالَ أبو الحَجّاج الكلْبيّ: لم أقف على روايته عَنْهُ.
قلت: لم يروِ عَنْهُ النسائي إلا رواية أبي عَمْرو، رواها الْحَسَن بْن رشيق، عن النِّسائيّ، عنه.(6/344)
259 - صالح بن محمد بن زياد، أبو توبة الكاتب الأديب. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رَوَى عَنْ: أبي عمرو الشيباني النحوي، وأبي العتاهية، والأصمعي.
وَعَنْهُ: ابن المرزبان، ومحمد بْن أَحْمَد الحكيميّ، ومحمد بْن عَبْد الملك التاريخي وغيرهم.(6/345)
260 - صالح بن الهيثم الواسطي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: إبراهيم بن رستم، وشاذ بن فياض وغيرهما.
وَعَنْهُ: علي بن الحسين بن الجنيد. وعبد الله بن شوذب الواسطي.
قال ابن الجنيد: كان صدوقا.(6/345)
-[حَرْفُ الطَّاءِ](6/345)
• - طاهر بن خالد بن نزار. [الوفاة: 261 - 270 ه]
توفي سنة ثلاث وستين. وقيل سنة ستين.
وقد مر.(6/345)
261 - طَيْفُور بْن عِيسَى، أبو يزيد البَسْطامي الزاهد العارف. [الوفاة: 261 - 270 ه]
مِن كبار مشايخ القوم. وهو بكُنْيته أعرف. وله أَخَوَان: آدم، وعلّي، كانا زاهدَيْن عابدين، وكان جَدُّهم أبو عِيسَى آدم بْن عِيسَى مجوسيًا فأسلم.
ومن كلام أبي يزيد رحمه الله عليه: قَالَ: ما وجدتُ شيئًا أشدَّ عليَّ مِن العلم ومتابعته، ولولا اختلاف العلماء لبقيت حائرًا.
وقال: هذا فرحي بك وأنا أخافك، فكيف فرحي بك إذا أمِنْتُكَ؟ وعنه قَالَ: ليس العجب من حبي لك وأنا عبد فقير، إنما العجب من حبّك لي وأنت ملكٌ قدير. وعنه، وقِيلَ له: إنّك تمرّ فِي الهواء، قال: وأي أعجوبة في هَذَا؟ طَيْرٌ يأكل الميتة يمرّ فِي الهواء، والمؤمن أشرف منه. [ص:346]
وَعَنْهُ قال: ما دام العبد يظن أنّ فِي الخَلْق من هُوَ شر منه فهو متكبر.
وقال: الجنة لا خطر لها عند المحبين، لأنهم محجوبون بمحبتهم.
وقَالَ: ما ذكروه إلّا بالغَفْلة، ولا خدموه إلّا بالفَتْرة.
وعنه قَالَ: اللَّهُمَّ لا تقطعْني بك عنك.
وَعَنْهُ: قَالَ: العارف فوق ما يقول، والعالم دون ما يقول.
وقيل له: علمنا الاسم الأعظم. قال: ليس له حَدّ، إنّما هُوَ فراغ قلبك لوحدانيته، فإذا كنت كذلك فارفع له أيَّ اسمٍ شئت.
وَعَنْهُ: قَالَ: لله خلْقٌ كثير يمشون على الماء، وليس لهم عند الله قيمة.
وكان يقول: لو نظرتم إِلَى رجلٍ أُعْطي من الكرامات حَتَّى يرتفع فِي الهواء، فلا تغترّوا به، حَتَّى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنّهْي وحِفْظ الحدود وأداء الشريعة.
قلت: بل قد اغترّ أَهْل زماننا وخالفوا أَبَا يزيد، وأكبر من أبي يزيد، وَتَهَافَتُوا على كلّ مجنون بوّال على عَقِبيْه، له شيطان ينطق على لسانه بالمغيَّبَات، نسأل الله السّلامة.
قَيِل: إنّ أَبَا يزيد تُوُفيّ سنة إحدى وستّين ومائتين.
وقد نقلوا عَنْهُ أشياء من متشابه القول، الشّأن فِي صحّتها عَنْهُ، ولا تصحّ عن مُسْلِمٍ، فضلًا عن مثل أبي يزيد، منها: سبحاني.
ومنها: ما النّار، لَأَسْتَنِدَنَّ إليها غدًا، وأقول: اجعلني لأهلها فِدَاء، أو لأبلغنها. ما الجنّة، لُعبة صبيان ومراد أَهْل الدُّنيا. ما المحدِّثون إنّ خاطبهم رجلٌ عن رَجُل، فقد خاطبنا القلب عن الرّبّ.
وقَالَ فِي يهود: هَبْهم لي، ما هَؤُلَاءِ حَتَّى تعذّبهم؟!
وهذا الشَّطْح إنْ صحّ عَنْهُ فقد يكون قاله فِي حالة سُكْره، وكذلك قوله عن نفسه: ما فِي الجبَّة إلّا الله.
وحاشى مُسْلِم فاسق من قول هذا أو اعتقاده يا حيّ يا قيوم ثبِّتْنا بالقول الثّابت وبعض العلماء يقول هَذَا الكلام مقتضاه ضلاله، ولكن له تفسير وتأويل يخالف ظاهره، فالله أعلم. [ص:347]
قَالَ السُّلَميّ فِي تاريخه: مات أبو يزيد عن ثلاث وسبعين سنة، وله كلام حسن في المعاملات.
قَالَ: ويُحكَى عَنْهُ فِي الشَّطْح أشياء، منها ما لا يصح، أو يكون مقولا عليه. وكان يرجع إلى أحوال سنية.
ثُمَّ ساق بسنده عن أبي يزيد قَالَ: من لم ينظر إِلَى شاهدي بعين الاضطراب، وإلى أوقاتي بعين الاغتراب، وإلى أحوالي بعين الاستدراج، وإلى كلامي بعين الافتراء، وإلى عباراتي بعين الاجتراء، وإلى نفسي بعين الازدراء، فقد أخطأ النَّظَر فيَّ.
وعن أبي يزيد قَالَ: لو صفا لي تهليلةٌ ما بَالَيْتُ بعدها.(6/345)
262 - طَيْفُور بْن عِيسَى، أبو يزيد البَسْطاميّ الأصغر. [الوفاة: 261 - 270 ه]
كذا فرق بينه وبين الذي قبله السهلكي، فيما أورده ابن ماكولا.
وقال: رَوَى عَنْ: أبي مُصْعَب الزُّهْرِيّ، وصالح بْن يُونُس، وشُرَيْح بن عقيل.
وَرَوَى عَنْهُ: يوسف بن بندار، وجماعة من أهل بسطام.
وقد قيل: إنّ اسم جدّ الكبير شروسان، واسم جدّ هذا آدم. فالله أعلم.(6/347)
-[حَرْفُ الْعَيْنِ](6/347)
263 - عاصم بْن عصام، أبو عِصْمة القُشَيْريّ البَيْهقيّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: يَعْلَى بن عُبَيْد، وزيد بْن الْحُبَاب، وجماعة.
وَعَنْهُ: مؤمّل الماسرْجِسيّ، وإبراهيم بْن محمد بْن سُفْيَان الفقيه، وغيرهما.
وقِيلَ: كان مُجاب الدَّعوة.
تُوُفيّ سنة إحدى وستّين.
قَالَ الحاكم: سمعت أحمد بن محمد بن إبراهيم الفقيه يقول: سمعت إبراهيم محمد بْن سُفْيَان يقول: سمعت عاصم بْن عصام يقول: بتُّ ليلةً عند أَحْمَد بْن حنبل، فجاء بالماء فوضعه، فَلَمَّا أصبح نظر إلى الماء فإذا هُوَ كما كان، فقال: سبحان الله، رَجُل يطلب العلم لا يكون له وِرْدٌ بالليل!(6/347)
264 - عامر بن عامر بن عثمان بن سالم أبو يحيى الهمداني، مولاهم الأصبهاني، المعروف بحَنَك. [الوفاة: 261 - 270 ه][ص:348]
محدث صاحب غرائب،
يَرْوِي عَنْ: مُسْلِم بن إِبْرَاهِيم وَسُلَيْمَان بن حرب، ومحمد بن سنان العوقي وطبقتهم.
وَعَنْهُ: إسحاق بن جميل، وورقاء بن أحمد. وعبد الله بن جعفر بن فارس الأصبهانيون.(6/347)
265 - ق: عباد بن الوليد بن خالد أبو بدر الغبري البَغْداديُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: سعيد بن عامر، وأبي داود الطيالسي وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن ماجه.
والقاضي المحاملي. ومحمد بْن مَخْلَد. وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وقال: صدوق.
قلت: توفي سنة اثنتين وستين.(6/348)
266 - عباس بْن إِسْمَاعِيل، أبو الفضل الإصبهانيّ الطّامَذيّ العابد. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: سهل بْن عُثْمَان، وعليّ بْن محمد الطنافسي، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو بَكْر بْن أبي عاصم مع تقدُّمه، ومحمد بْن يحيى بْن مَنْدَه، وعبّاس بْن سهل، وعلي بن رستم، وغيرهم.
وكان لازمًا لبيته، خيِّرًا ناسكًا، كان يروي الحديث بعد الحديث.
قَالَ أبو نُعَيْم: تُوُفيّ بعد الستين.(6/348)
267 - عباس بن سهل، أبو الفضل النَّيْسَابوريُّ الميداني. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: إسحاق بن سليمان الرازي، ومكي بن إبراهيم.
وَعَنْهُ: عبد الله بن شيرويه، ومحمد بن عبد الله بن يوسف الدّويْرِي، وغيرهما.
توفي سنة ثمان وستين.(6/348)
268 - ق: عبّاس بْن عَبْد الله بْن أبي عِيسَى، أبو محمد التَّرقُفِيّ الباكُسائيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: محمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، وحفص بْن عُمَر العَدَنيّ، وزيد بْن يحيى بْن عُبَيْد الدّمشقيّ، وأبا عاصم النّبيل ومروان الطَّاطَريّ، وأبا مسْهِر [ص:349] الغسّانيّ، وأبا عَبْد الرَّحْمَن المقرئ، وطائفة.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وأبو العباس بن سريج الفقيه، وأبو بكر بن مجاهد المقرئ، وأبو عوانة الحافظ، والمحاملي، وإسماعيل الصفار، وطائفة.
قال الخطيب: كان ثقة صالحا عابدا.
وقال محمد بن مخلد: ما رأيته ضحك ولا تبسم.
قيل: توفي في آخر سنة سبع وستين.
وقد وثقه الدارقطني أيضا، وله جزء مشهور.(6/348)
269 - ن: عباس بن عبد الله بن السندي، أبو الحارث الأنطاكي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رحل وَسَمِعَ: مسلم بن إبراهيم، وأبا الوليد، وعبد الله بن صالح كاتب الليث، وخلقا.
وَعَنْهُ: النسائي وقال: لا بأس به، وأبو جعفر العقيلي، وأبو عوانة الحافظ، وأبو علي الحصائري، وآخرون.
ولعله بقي إلى سنة بضع وسبعين، فالله أعلم.(6/349)
270 - عباس بن موسى بن مسكويه، أبو الفضل الهمذاني. [الوفاة: 261 - 270 ه]
أحد الأئمّة الحفّاظ.
رحل إِلَى العراق، والشّام، والثَّغْر.
وحدَّث عَنْ: مسلم بن إبراهيم، وعمرو بن عون، ومسدد، وأبي سلمة التبوذكي، وهشام بن عمار، وأبي بكر بن أبي شيبة، وطبقتهم.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن محمد التمار الهمذاني، وهارون بْن مُوسَى، وأحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بن الجارود.
ذكره شيرويه في " تاريخ همذان " فقال: كان جليل القدْر سُنّيًا، له تصانيف عزيزة سيَّما كتاب الإمامة، فإنّه ما سُبِقَ إليه.
وكان امتُحِنَ أيّام الواثق، ودخل بغداد وتوارى بها، ونزل على أبي بَكْر الَأعْيَن، فأُخِذَ من داره، وجرى عليه أمرٌ عظيم. ثُمَّ بعد ذلك رُفِع إِلَى أَذْرَبِيجَان وحدَّث بها. وكان صدوقًا.
ثُمَّ ساق شِيرَوَيْه ترجمته فِي ورقتين، وكيف امْتُحِن، وهي عجيبة إنّ صحّت.(6/349)
271 - د ن: عَبَّاس بْن الْوَلِيد بن مَزْيَد. أبو الفضل العُذْريّ البَيْرُوتيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: أَبَاهُ، ومحمد بْن شُعَيْب بْن شابور، وعُقْبَة بْن عَلْقَمة، ومحمد بْن يوسف الفريابي، وأبا مسهر، وجماعة،
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وأبوا زُرْعة الرّازيّ والدِّمشقيُّ، وابن جَوْصا، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وخيثمة بن سليمان وأبو العباس الأصم، وخلق.
ولد سنة تسع وستين ومائة في رجب، وعاش مائة سنة وسنة.
وفيه همة وجلادة؛ فإن خيثمة قَالَ: مازح الْعَبَّاس بْن الْوَلِيد جاريةً له، فَدَفعته فانكسرت رِجْلُه، فلم يحدِّثنا عشرين يومًا، وكُنّا نلقى الجارية ونقول: حسبُكِ الله كما كسرتِ رِجْلَ الشّيخ وحَبَسْتِنا عن الحديث.
وقَالَ أبو دَاوُد: سمع من أَبِيهِ ثُمَّ عرض عليه، وكان صاحب لَيْلٍ.
وقَالَ إِسْحَاق بْن سيّار: ما رَأَيْت أحدًا أحسن سمتًا منه.
وقَالَ النِّسائيّ: ليس به بأس.
قلت: وكان مقرئًا مجوّدًا.
وقَالَ الْحُسَيْن بْن أبي كامل: سمعت خيثمة يقول: أتيتُ أَبَا دَاوُد السّجِسْتانيّ، فأملى عليَّ حديثًا عن الْعَبَّاس بْن الْوَلِيد بن مزيد.
فقلت: وإياي حدث الْعَبَّاس.
فقال لي: رَأَيْته؟ قلت: نعم.
فقال: مَتَى مات؟ قلت: سنة إحدى وسبعين.
كذا قَالَ خيثمة.
وأما عَمْرو بْن دُحَيْم فقال: مات فِي ربيع الآخر سنة سبعين، وضبط فِي أيّ يومٍ وُلِدَ وأيّ يومٍ مات، فتحدّد أنّ عُمره مائة سنة وثمانية أشهر واثنان وعشرون يومًا.
وهو أحد الجماعة الّذين جاوزوا المائة بيقين.(6/350)
272 - عبد الله بْن أحمد بْن عبد الله بن حيان، أبو محمد التُّجِيبيُّ، مولاهم، المِصْريُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه][ص:351]
شهد جنازة الليث بن سعد، وحكى عن المفضل بن فضالة، قاله ابن يونس.
توفي في جمادى الآخرة سنة أربع وستين.(6/350)
273 - عبد الله بن أحمد بن محمد بن المستورد الأشجعي، الكُوفيُّ. [أبو محمد] [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: إسماعيل بن أبان، وعبيد الله بن حفص، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو العباس بن عقدة، ومحمد بن يعقوب الأصم.
كناه الحاكم أبو أحمد أبا محمد.
توفي في رجب سنة ثمان وستين.(6/351)
274 - عبد الله بن أسامة بن زيد، أبو أسامة الكلبيُّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
ولد سنة مائتين،
وَسَمِعَ: عاصم بن يوسف، وأبا عمر الحوضي، وجندل بن والق، وطائفة.
وَعَنْهُ: ابن عقدة، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو العباس الأصم، وآخرون.
وكان ثقة صاحب حديث.
توفي في ربيع الآخر سنة تسع وستين.(6/351)
• - عبد الله بن حماد الآملي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
قيل: توفي فيها، وسيعاد، ومن طبقته أبو أسامة عبد الله بن محمد الحلبي تأخر موته.(6/351)
275 - عبد الله بن عبد السلام بن الرداد المصري، المؤدِّب المُعَلِّم، أمين المقياس. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رَوَى عَنْ: بِشْر بْن بَكْر التِّنّيسيّ، وأبي زرعة وهب الله المؤذّن. وكان رجلًا صالحًا. قاله ابنُ يُونُس.
وقَالَ: هُوَ أوّل من قاس النّيل من المسلمين.
تُوُفيّ سنة ستٍّ وستّين.(6/351)
276 - عَبْد الله بن عبد الصمد المعافريُّ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
مولى أبي قبيل. [ص:352]
رَوَى عَنْ: سعيد بن تليد، وعبد الله بن يوسف التنيسي.
توفي سنة خمس وستين في جمادى الأولى.(6/351)
277 - عبد الله بن عبد الوهاب، أبو محمد التَّميميُّ الخُوَارزميُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
أقام بنيسابور يُحَدِّثُ مدة عَنْ: أصرم بن حوشب، وأبي عاصم النبيل، وسعيد بن أبي مريم، وطائفة.
وَعَنْهُ: إبراهيم بن علي الذهلي، وأبو حامد ابن الشرقي، ومكي بن عثمان، والبخاري في كتاب الضعفاء، وجماعة.
قال الحاكم أبو عبد الله: قد سكتوا عنه، وأخبروني أنه توفي بخوارزم في شوال سنة سبع وستين ومائتين.(6/352)
278 - عبد الله بن عبد الحميد بن عمر بن عبد الحميد القرشي الرقي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: أبا معاوية الضرير، وابن أبي فديك، وغيرهما.
رَوَى عَنْهُ أبو عوانة الإسفراييني.(6/352)
279 - عبد الله بن علي ابن المَدِينيّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ تصانيفه.
وَعَنْهُ: محمد بْن عِمران الصَّيْرَفيّ، ومحمد بْن عَبْد الله المستعيني.
قَالَ الدّارَقُطْنِيّ: إنّما روى كُتُب أَبِيهِ مناولةً وإجازة.(6/352)
280 - عَبْد الله بْن محمد بْن أيّوب بْن صَبيح، أبو محمد المُخَرِّميّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: سُفْيَان بن عيينة، ويحيى بن سليم، وعبد الله بْن نُمَيْر، وعليّ بْن عاصم، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابنُ صاعد، وابن مَخْلَد، وابن عيّاش القطّان، وإسماعيل الصّفّار، وآخرون.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: سمعت منه مع أبي، وهو صدوق. قُلّد القضاء فلم يقبله، واختفى مُدّة. [ص:353]
قلت: مات سنة خمس وستين، وقد جاوز التسعين، وآخر من روى حديثه عاليا وهو جزء المروزي والمخرمي المؤتمن بن قميرة.(6/352)
281 - عبد الله بن محمد بن شاكر، أبو البختري البَغْداديُّ العنبري. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: الحسين بن علي الجعفي، وأبا أسامة، ومحمد بن بشر العبدي، وطائفة،
وَعَنْهُ: القاضي المحاملي، وإسماعيل الصفار، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن مخلد.
قال الدارقطني: صدوق ثقة.
قلت: تُوُفيّ فِي ذي الحجة سنة سبعين، وقد سمع قراءة عاصم بن يحيى بن آدم، رواها عنه ابن مجاهد.(6/353)
282 - عَبْد الله بْن محمد النَّيْسَابوريُّ. الفقيه الزّاهد أبو الطَّيّب المكفوف، [الوفاة: 261 - 270 ه]
صاحب يحيى بْن يحيى والملازم له ليلًا ونهارًا.
سَمِعَ: حَفْص بْن عَبْد الله السُّلَميّ، وعَبْدان بْن عُثْمَان.
وَعَنْهُ: أبو عَمْرو المستملي، وإبراهيم بْن عليّ الذُّهْليّ.
قال المستملي: كان مجاب الدعوة. وقال: مات فِي ذي القعدة سنة سبْعٍ وستّين ومائتين.
وسمعته يقول: أتاني آتٍ فِي منامي، مولدك سنة اثنتين وثمانين ومائة.
وروي أن أبا الطيب رُئي في النوم أن الله قد غفر له.(6/353)
283 - عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ أبي بكير الكرْمانيّ، أبو محمد وأبو عَبْد الرَّحْمَن. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: جدّه، وأبي بَكْر بْن عيّاش، ورَوْح بْن عبادة.
وَعَنْهُ: أحمد بن جعفر التغلبي، وابن صاعد، ومحمد بْن مَخْلَد البغداديوُّن، ويوسف بْن محمد، وأَحْمَد بْن يحيى بْن نصر، ومحمد بن أحمد بْن يزيد الزُّهْرِيّ الإصبهانيون.
وثّقه أبو بَكْر الخطيب. [ص:354]
وقال أبو نعيم: كان صدوقا.
أنبأنا أحمد بن سلامة، عن مسعود الجمال، قال: أخبرنا الحداد، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد، قال: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ أبي بكير، قال: حدثنا جدي، قال: حدثنا سليمان بن أرقم، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: ما بعث الله نبيا إلا كان الوحي بينه وبين العربية، ولكن هو الذي يفسر لقومه بلسانهم.(6/353)
284 - عَبْد الله بْن محمد بْن سِنان الرَّوْحيّ السَّعْديّ البَصْريُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
قاضي الدِّينَوَر.
عَنْ: مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم، وعبد الله بْن رجاء الغُدّانيّ.
وَعَنْهُ: المَحَامِليّ، وابن مَخْلَد، وعبد الله بْن محمد الجمّال، وعبد الله بْن جَعْفَر بْن فارس الإصبهانيّان.
قَالَ أبو نُعَيْم: كان يضع كثيرًا.(6/354)
285 - ن: عبد الله بن محمد بن تميم، أبو حميد المصيصي، [الوفاة: 261 - 270 ه]
مولى بني هاشم.
عَنْ: حجاج الأعور، وأبي عاصم النبيل، ومحمد بن عيسى ابن الطباع، وإسحاق أخيه، ووهب بن جرير.
وَعَنْهُ: النسائي، وابن صاعد، وأحمد بن هارون البرديجي، وأبو عوانة، وأبو بَكْر بْن زياد النَّيْسَابوريُّ، وجماعة.
قال النسائي: ثقة.(6/354)
286 - عَبْد الله بْن محمد بْن يزداد بْن سُوَيْد. الوزير أبو صالح المَرْوَزِيُّ الكاتب. [الوفاة: 261 - 270 ه][ص:355]
كان أَبُوهُ من وزراء المأمون.
ووزر أبو صالح للمستعين والمهتدي، وقد قدم دمشق مع المتوكل.
مات سنة إحدى وستّين مختفيا.(6/354)
287 - عبد الله بن هارون بْن مُوسَى بْن أَبِي عَلْقَمَةَ الفَرَويّ المدني، أبو علقمة بن أبي موسى. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رَوَى عَنْ: القعنبي، وعبد الله بن نافع الصائغ، وطبقتهما.
وَعَنْهُ: أبو عبد الرحمن مكحول البيروتي، وأبو قريش محمد بن جمعة، ومحمد بن محمد النحوي.
قال أبو أحمد الحاكم: منكر الحديث، وأبوه من الثقات.
وقال ابن حبان: أبو علقمة الفروي الأصم عبد الله بن عيسى، كذا سماه، روى عن عبد الله بن نافع، ومطرف بن عبد الله بن يسار العجائب، حدثنا عنه ابن قتيبة العسقلاني، ومحمد بن المنذر.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت منه، وقيل لي: إنه يتكلم فيه.
وذكر ابن منده في الكنى أبا علقمة، وقال: حَدَّثَ عن محمد بن فليح بن سليمان، وإلا فما أعتقد أنه أدركه.
وأبوه هارون قد ذكر من سنوات.(6/355)
288 - عبد الله بن هناد الهروي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: يزيد بْن هارون، وعُبَيْد الله بْن موسى، وجماعة.
تُوُفيّ سنة ستٍّ وستّين.(6/355)
289 - عَبْد الله بْن هلال، أبو محمد الرَّبَعيّ الروميّ الزّاهد، [الوفاة: 261 - 270 ه]
نزيل بيروت.
أخذ عَنْ: أحمد بن عاصم الأنطاكي، وأحمد بن أبي الحواري، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو حاتم الرّازيّ مع تقدُّمه، وأبو نُعَيْم الإستراباذيّ، وأبو العباس الأصم.(6/355)
290 - ن: عبد الله بن الهيثم، أبو محمد العبدي الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رَوَى عَنْ: معاذ بن هشام، وأبي داود الطيالسي، وشعيب بن حرب، وأبي معاوية.
وَعَنْهُ: النسائي وقال: لا بأس به، والمحاملي، ومحمد بن مخلد، وجماعة.
توفي بالشام سنة إحدى وستين.(6/356)
291 - عبد الأعلى بن وهب بن عبد الأعلى الفقيه، أبو وهب القرشي، مولاهم الأندلسي القرطبي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ مِنْ يحيى بن يحيى، وحج،
وَسَمِعَ مِنْ: مطرف بن عبد الله، وأصبغ بن الفرج، وعلي بن معبد، وسحنون بن سعيد الإفريقي.
وَعَنْهُ: محمد بن عمر بن لبابة وصحبه زمانا.
قال ابن الفرضي: كان رجلا عاقلا، حافظا للرأي، مشاركا في علم النحو واللغة، متدينا زاهدا، ولم يكن له معرفة بالحديث، وكان ينسب إلى القدر. وأما ابن لبابة فكان ينكر ذلك عنه، وكان عبد الأعلى يذهب إلى أن الأرواح تموت، وتوفي في ثالث ربيع الأول سنة إحدى وستين.
وكان فقيه الأندلس في زمانه.(6/356)
292 - ن: عبد الحميد بن محمد بن المُستام، أبو عمر الحَرَّانيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: حسين بن عياش، ومخلد بن يزيد، وعثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، وجماعة.
وَعَنْهُ: النسائي، ووثقه، وأبو عوانة الإسفراييني، وأبو علي محمد بن سعيد الحراني، وآخرون.
توفي سنة ست وستين.(6/356)
293 - عبد الحميد بن محمود بن خالد السُّلَميُّ الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أبيه وأبي النضر إسحاق بن إبراهيم الفراديسي، وَإِبْرَاهِيم بن المنذر الحِزَاميّ، وجماعة،
وَعَنْهُ: ابن جَوْصا، ومحمد بْن جَعْفَر بْن ملَّاس، والحسن بْن عبد الملك الحصائري. [ص:357]
توفي سنة ست أيضا.(6/356)
294 - عبد الرحمن بن الجارود، أبو بشر الكُوفيُّ الأحمريُّ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
نزيل مصر.
سَمِعَ: خلف بن تميم، وسعيد بن عفير.
وَعَنْهُ: أبو غسان عبد الله بن محمد وغيره.
توفي سنة إحدى وستين.(6/357)
295 - عَبْد الرَّحْمَن بْن سَعِيد. أبو زَيْد التَّميميُّ الأندلُسيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رحل، وَأَخَذَ عَنْ: أَصبغ بْن الفرج، وأبي زَيْد بْن أبي الغَمْر المصريين.
وَعَنْهُ: محمد بن فطيس، وغيره.
توفي سنة خمس وستين.(6/357)
296 - ق: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسلم، أبو محمد الجزري، نزيل البصرة، ويلقب عَبُّويه. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: الخريبي، وعبيد الله بن موسى، وعفان، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن حمّاد الطّهْرانيّ، والحسن بن أحمد الرهاوي.(6/357)
297 - عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب الكندي، مولاهم المصري. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أبيه وعمرو بن أبي سلمة التنيسي.
توفي في شعبان سنة سبع وستين.(6/357)
298 - عبد الرحمن بن عيسى بن دينار الأندلسي. الفقيه ابن الفقيه. [الوفاة: 261 - 270 ه]
حج مرات، وأخذ عَنْ: سحنون بن سعيد، وغيره.
وكان بصيرا بالفقه، معتنيا بمذهب مالك.
روى عَنْهُ: ابنُ لُبَابة، وغيره. [ص:358]
وكان أخوه محمد بْن عِيسَى عالمًا زاهدًا، وأخوهما أبو القاسم أبان بن عيسى كان فاضلا صالحا، ولي قضاء طُلَيْطلة وتُوُفيّ بعد السّتّين ومائتين.
وأخوهم عَبْد الواحد فقيه له ذِكر. وأمّا أبوهم فكان من كبار أصحاب ابن القاسم.
تُوُفيّ عَبْد الرَّحْمَن سنة سبعين.(6/357)
299 - عَبْد الرحمن بن يوسف الحنفي الهَرَويُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رحل، وَسَمِعَ مِنْ: يعلى بن عبيد، وأبي عَبْد الرَّحْمَن المقرئ، وجماعة.
وَعَنْهُ: الْحَسَن بن عمران الحنظلي الهروي.
توفي سنة ست وستين.(6/358)
300 - عبد الرزاق بن منصور بن أبان، أبو محمد البندار. [الوفاة: 261 - 270 ه]
بغدادي ثقة،
رَوَى عَنْ: أسباط بن محمد، ويزيد بن هارون، وعبد الله بن بكر السهمي.
وَعَنْهُ: أبو عبيد بن المؤمل، وابنا المحاملي، ومحمد بن مخلد، وغيرهم.(6/358)
301 - عَبْد السّلام بْن رغْبان دِيك الْجِنّ الحمصيّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
أحد فُحُول الشّعراء. مرَّ، وإنّما نبَّهتُ عليه هنا لأنّ ابنُ عساكر ذكر أنّه قدِم دمشق، ومدح بها أَحْمَد بْن المدبّر عاملها. وقد مرّ أَحْمَد بْن المدبّر فِي حرف الألف.(6/358)
302 - عبد السلام بن أبي فروة الشعيبي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: ابن عيينة، وأبا أسامة وغيرهما.
وَعَنْهُ: أبو عوانة.(6/358)
303 - عبد الصمد بن عبد الوهاب، أبو محمد النصري الحمصي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: علي بن عياش، وأبي اليمان.
وَعَنْهُ: النسائي في اليوم والليلة. [ص:359] وابن صاعد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وخيثمة بن سليمان، وعبد الصمد بن سعيد.
وكان ثقة صدوقا.(6/358)
304 - عبد العزيز بن حاتم. أبو عمر المَرْوَزِيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
محدّث رحّال.
سَمِعَ: مكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، وأبا نُعَيْم، وعبد الرَّحْمَن بن عَبْد الله الدَّشْتَكيّ، وعليّ بْن الْحَسَن بْن شقيق، وطبقتهم.
ذكره السُّلَيمانيّ، وروى عَنْهُ.(6/359)
305 - عَبْد الْعَزِيز بْن حَيّان، أبو زَيْد المِعْوليّ الأزْديّ المَوْصِليّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أبان بْن سُفْيَان، وأحمد بْن يُونُس، وأبي جَعْفَر النُّفَيْليّ، وطبقتهم.
وصنَّف حديثه.
وكان خيّرًا صالحا فاضلا.
رَوَى عَنْهُ: ابنه زيد، وابنه الآخر إبراهيم، وأبو عوانة الإسفراييني.
تُوُفيّ سنة إحدى وستّين.
وَمِنْ مَفَارِيدِهِ فِيمَا رواه عنه أبو عوانة قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم " إِنَّ فِي جَهَنَّمَ رَحًى تَطْحَنُ عُلَمَاءَ السُّوءِ طحنا ".
سويد واه.(6/359)
306 - عبد العزيز بن عباد، أبو صالح الفَرْغانيُّ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
أخو حمدون بن عباد.
عَنْ: يزيد بن هارون ويعقوب بن محمد.
وَعَنْهُ: ابنُ مَخْلَد، وعليّ بْن إِسْحَاق المادرائيّ.
قال الخطيب: كان صدوقا، توفي سنة تسع وستين ومائتين.(6/359)
307 - عبد العزيز بن منيب بْن سلّام. أبو الدَّرداء المَرْوَزِيُّ الحافظ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: مكي بن إبراهيم، وعلي بن الحسين بْن واقد، وأصبغ بْن الفرج، [ص:360] وعثمان بن الهيثم المؤذن، والمقرئ، وعبدان، وخلق.
وَعَنْهُ: النسائي، وابن ماجه، والحسن بْن سُفْيَان، ومحمد بْن عقيل البلْخي، والحسين بن إسماعيل المحاملي، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
وقَالَ غيره: تُوُفيّ بعد سنة سبْعٍ وستّين، أو فيها.
وذكر ابن عساكر أن النسائي، وابن ماجه رويا عنه. ولم نره، بل روى عنه النسائي في اليوم والليلة.(6/359)
308 - عبد المتعالي بن عمران اليافعي المِصْريُّ الجيزي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: عمرو بن أبي سلمة التنيسي.
وَعَنْهُ: جبلة بن محمد.
قال ابن يونس: مات بعد الستين ومائتين بيسير.(6/360)
309 - عبد المجيد بن إبراهيم البُوشَنْجيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
حَدَّثَ بمرو سنة سبعين عَنْ: عبد الله بن عثمان عبدان، والقعنبي، وغيرهما.(6/360)
310 - عبد الواحد بن رفدة بن وهب البخاري. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أبي حفص، والمسيب بن إسحاق، وسويد بن نصر.
وَعَنْهُ: ابنه أحمد، وأبو عصمة أحمد بن محمد.
مات سنة سبع وستين.(6/360)
311 - عُبَيْد الله بن جرير بن جَبَلَة بن أبي رواد العتكي الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: حجاج بن منهال، ومسدد بن مسرهد.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، وأبو ذر أحمد ابن الباغندي.
توفي سنة اثنتين وستين.(6/360)
312 - م ت ن ق: عُبَيْد الله بْن عَبْد الكريم بْن يزيد بْن فَرُّوخ، الحافظ أبو زُرْعة الْقُرَشِيُّ المخزوميُّ، مولاهم الرَّازيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
أحد الأعلام. [ص:361]
قَيِل: وُلِدَ سنة تسعين ومائة.
ويقال: إنّه وُلِدَ سنة مائتين وأظنّه وَهْمًا، فإنّ رحلته سنة إحدى عشرة، لأنّه سمع بالكوفة من: عَبْد الله بْن صالح العِجْليّ، والحسن بْن عطيّة بْن نجِيح، وتُوُفيّا عامئذٍ.
وسَمِعَ: أَبَا الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ، وعبد الله بْن مَسْلَمَة القَعْنَبيّ، وقُرّة بْن حبيب، وأبا نُعَيْم، وخلّاد بْن يحيى، وقَبِيصَة، وعبد الْعَزِيز الأُوَيْسيّ، وقَالَون المقرئ، وعَمْرو بْن هاشم البيروتي، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وإسحاق الفَرَويّ، ومحمد بْن سابق، وأبا عُمَر الحَوْضيّ، ويحيى بْن عَبْد الله بْن بُكَيْر، وخلْقًا كثيرًا بالرّيّ، والكوفة، والبصرة، والحرمَيْن، وبغداد، والشام، ومصر، والجزيرة.
وَفِي تهذيب الكمال أنّه روى عن أبي عاصم النّبيل، وَفِي هَذَا نظر.
وقَالَ ابنُ أبي حاتم: سُئِل أبو زُرْعة: فِي أيّ سنة كتبتم عن أبي نُعَيْم؟: قَالَ: فِي سنة أربع عشرة ومائتين، ورحلت من الرّيّ المرّة الثانية سنة سبعٍ وعشرين.
ولم يدخل خراسان، وكان من أفراد العالم ذكاءً وَحِفْظًا ودينًا وفضلًا.
رَوَى عَنْهُ من شيوخه: محمد بْن حُمَيْد، وأبو حَفْص الفلّاس، وحَرْمَلَة بْن يحيى، وإسحاق بْن مُوسَى الخطْميّ، ويونس بْن عَبْد الأعلى، والربيع بْن سُلَيْمَان، ومِن أقرانه: أبو حاتم ابنُ خالته، ومسلم بْن الحجاج، وأبو زرعة الدِّمشقيُّ، وإبراهيم الحربيّ.
ومن الحُفْاظ والمحدّثين خلْقٌ كثير.
وَرَوَى عَنْهُ: مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه فِي كتُبُهم، وأبو بَكْر بْن أبي دَاوُد، وأبو عَوَانَة، وقاسم بْن زكريّا المطرّز، وسعيد بْن عَمْرو البَرْذَعيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم فأكثر، وأبو بَكْر بْن زياد النَّيْسَابوريُّ، وأحمد بْن محمد بْن أبي حَمْزَةَ الذّهبيّ، ومحمد بن حمدون الأعمشي، والحسن بْن محمد الدّاركيّ، ومحمد بْن الْحُسَيْن القطان. [ص:362]
قَالَ ابنُ أبي حاتم: كان جدّه فَرُّوخ مَوْلَى عيّاش بْن مطرِّف القُرَشيّ.
وقَالَ جَعْفَر بن محمد الكندي: حدثنا أبو زُرْعَة، قَالَ: قدِم علينا جماعة من أَهْل الرِّيّ دمشّق منهم: أبو يحيى فَرْخوَيْه. فلما انصرفوا إِلَى الرِّيّ، فيما أخبرني غير واحدٍ، منهم أبو حاتم، رأوْا هَذَا الفتي قد كاس فقالوا: نُكَنِّيك بكُنْية أبي زُرْعة الدّمشقيّ. ثُمَّ اجتمعت بأبي زُرْعة الرّازيّ فكان يذكرني بهذا ويقول: بكُنْيَتِك اكتَّنَيْت.
وقَالَ سَعِيد بْن عَمْرو: قَالَ أبو زُرْعة: لا أعلم أنّه صحّ لي رباط قطّ. أمّا قزوين فأردنا محمد بْن سَعِيد بْن سابق، وأمّا عسقلان فأردنا محمد بْن أبي السَّرِيّ، وأمّا بيروت فأردنا الْعَبَّاس بْن الْوَلِيد بْن مَزْيد.
وقَالَ النّجّاد: سمعت عَبْد الله بْن أَحْمَد يقول: لمّا ورد علينا أبو زُرْعة نزل عندنا، فقال لي أبي: يا بُنيّ، قد اعْتَضْتُ بنوافلي مذاكرة هَذَا الشَّيْخ.
وقَالَ صالح جَزَرَة: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعة يقول: كتبتُ عن إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى الرّازيّ مائة ألف حديث، وعن أبي بَكْر بْن أبي شَيْبَة مائة ألف، فقلت له: بَلَغَني أنّك تحفظ مائة ألف حديث، تقدر أن تُملي عليّ ألف حديث من حفظك؟ قَالَ: لا، ولكن إذا أُلقي عليَّ عرفتُ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبَا زُرْعَةَ فقلت: يجوز ما كتبت عن إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى مائة ألف؟ قَالَ: مائة ألف كثير.
قلت: فخمسين ألفا؟ قال: نعم، وسبعين ألفا.
أخبرني من عدَّ كتاب الوضوء والصلاة فبلغ ثمانية عشر ألفًا.
وقَالَ أبو عبد الله بْن مَنْدَه الحافظ: سمعت محمد بْن جَعْفَر بن حكمويه بالرِّيّ يقول: سئل أبو زُرْعة عن رَجُل حَلَف بالطّلاق أنّ أَبَا زُرْعة يحفظ مائتي ألف حديث هَلْ حَنَث؟ فقال: لا.
ثُمَّ قَالَ: أحفظ مائتي ألف مثل " قُلْ هُوَ الله أحد "، وأحفظ في المذاكرة ثلاثمائة ألف حديث.
قلت: هَذِهِ حكاية منقطعة لا تثبُت، وهذه أصح منها: قَالَ الحافظ [ص:363] ابن عدي: سمعت أبي يقول: كنت بالرَّيّ، وأنا غلام فِي البزّازين، فحلفَ رَجُل بالطلاق أنّ أَبَا زُرْعة يحفظ مائة ألف حديث، فذهب قوم إِلَى أبي زُرْعة وذهبت معهم، فذكروا له حلْف الرجل، فقال: ما حَمَله على ذلك؟ قَيِل: قد جرى ذلك منه. فقال: يمسك امرأته فإنّها لم تَطْلُق، أو كما قَالَ.
وقَالَ الحاكم: سمعت أَبَا جَعْفَر محمد بْن أَحْمَد الرَّازيّ يقول: سمعت محمد بْن مُسْلِم بْن وارة يقول: كنت عند ابنُ راهويه فقال رجل: سمعت أحمد بن حنبل يقول: صح من الحديث سبعمائة ألف حديث وكّسْر، وهذا الفتى يعني أَبَا زرعة، يحفظ ستمائة ألف.
قلت: فِي إسنادها مجهول.
وقَالَ غُنْجار في تاريخه: حدثنا ناصر بن محمد الأزدي بكرمينية، قال: سمعت أَبَا يَعْلَى المَوْصِليّ يقول: رحلت إِلَى البصْرة، فبينا نَحْنُ فِي السّفينة إذا برجلٍ يسأل رجلًا: ما تقول فِي رَجُلٍ حَلَف بالطلاق أنك تحفظ مائتي ألف حديث؟ فأطرق رأسه ثُمَّ قَالَ: اذهب يا هَذَا وأنت بارُّ فِي يمينك. فقلت: من هَذَا؟ فَقِيلَ لي: أبو زُرْعة الرَّازيّ ينحدر إِلَى البصرة.
وقال ابنُ عُقْدة عن مُطَيَّن، عن أبي بَكْر بْن أبي شَيْبَة، قَالَ: ما رَأَيْت أحفظ من أبي زُرْعة.
وقَالَ عَبْد اللَّه بْن محمد بْن جَعْفَر القَزْوينيّ، وهو ضعيف: سمعتُ محمد بْن إِسْحَاق الصغاني يقول: كان أبو زُرْعة يشبَّه بأحمد بْن حنبل.
وقَالَ عليّ بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد: ما رَأَيْت أعْلَمَ بحديثِ مالك من أبي زُرْعة، وكذلك سائر العلوم.
وقَالَ عُمَر بْن محمد بْن إِسْحَاق القطّان: سمعت عَبْد الله بن أحمد يقول: سمعت أبي يقول: ما جاوز الجسْرَ أفْقَه من إِسْحَاق، ولا أحفظ من أبي زُرْعة.
وقال أبو يَعْلَى المَوْصِليّ: ما سمعنا بذِكْر أحدٍ فِي الحِفْظ إلّا كان اسمه أكبر من رؤيته إلّا أبو زُرْعة، فإنّ مشاهدته كَانَتْ أعظم من اسمه. كان قد جمع حِفْظ الأبواب والشّيوخ والتّفسير. [ص:364]
وقال صالح جزرة: سمعت أبا زرعة يقول: أحفظ فِي القراءات عشرة آلاف حديث.
وقَالَ إِسْحَاق بْن راهَوَيْه: كلّ حديث لا يعرفه أبو زُرْعة الرّازيّ ليس له أصل.
وقَالَ أبو الْعَبَّاس السّرّاج: لمّا انصرف قُتَيْبَةُ إِلَى الرِّيّ من بغداد سألوه أن يحدّثهم، فقال: أحدّثكم بعد أن أحضر مجلسي أَحْمَد بْن حنبل، ويحيى بْن مَعِين، وعليّ ابن المَدِينيّ.
قَالُوا: فإنّ عندنا غلامًا يسرد كلُّ ما حدَّثت به مجلسًا مجلسًا، قم يا أَبَا زُرْعة. فقام فسَردَ كل ما حدَّث به قتيبة فحدثهم قُتَيْبَةُ.
وقَالَ فَضْلك الصّائغ: دخلت المدينة فصرت إِلَى باب أبي مُصْعَب فخرج إليَّ شيخ مخضوب، وكنتُ أَنَا ناعسًا، فحرّكني وقَالَ: يا مردريك من أَيْنَ أنت، إيش تنام؟ فقلت: أصلحك الله من الري، من بعض شاكرديّ أبي زُرْعة.
فقال: تركتَ أَبَا زُرْعة وجئتني! لقيت مالكًا وغيرَه، فَمَا رأت عيناي مثلَه.
قَالَ فَضْلَك: فدخلت على الرَّبِيع بمصر فقال: إنّ أَبَا زُرْعة آية. وإنّ الله إذا جعل إنسانًا آية أبانه من شكْله حَتَّى لا يكون له ثانٍ.
وقَالَ ابنُ أبي حاتم: حدثنا أحمد بن إسماعيل ابن عم أبي زُرْعة أنّه سمع أَبَا زُرْعة يقول فِي مرضه الَّذِي مات فِيهِ: اللَّهُمَّ إنّي أشتاق إلى رؤيتك، فإن قال لي: بأيّ عمل اشتقت إليّ؟ قلت: برحمتك يا ربّ.
وقد كان أبو زُرْعة يحطّ على أهل الرأي بالري ويتكلم فيهم.
قال ابن أبي حاتم: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعة يَقُولُ: قَالَ لي السَّريّ بْن مُعاذ، يعني الأمير: لو أنّي قبلت لأعطيت مائة ألف درهم قبل اللّيل فيك وَفِي ابنُ مُسْلِم من غير أن أحبسكم ولا أضربكم، بل أمنعكم من التّحديث. [ص:365]
سمعت أبا زرعة يقول: لو كانت لي صحّةُ بَدَنٍ على ما أريد كنت أتصدَّق بمالي كله، وأخرج إلى الثغر، وآكل من المباحات وألْزَمُها. ثُمَّ قَالَ: إنّي لَألْبَس الثّياب لكي إذا نظر النّاس إليّ لا يقولون قد ترك أبو زُرْعة الدُّنيا ولبس الثياب الدُّون، وإنّي لآكل ما يُقدَّم إليّ من الطّيّبات لكيلا يقولوا: إنّه لا يأكل الطّيّبات لزُهْده.
وقَالَ يُونُس بْن عَبْد الأعلى: ما رَأَيْت أكثر تواضعًا من أبي زُرْعة.
وقَالَ عَبْد الله القَزْوينيّ، وهو ضعيف: حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال: حدثنا أبو زُرْعة. فَقِيلَ ليونس: من هَذَا؟ قَالَ: إنّ أَبَا زُرْعة أشهر فِي الدُّنيا من الدُّنيا.
وقَالَ عَبْد الواحد بْن غَياث: ما رَأَى أبو زُرْعة مثَل نفسه.
وقَالَ سَعِيد بن عمرو البرذعي: سمعت محمد بْن يحيى الذُهْليّ يقول: لا يزال المسلمون بخير ما أبقى الله لهم مثل أبي زُرْعة يعلِّم النّاس.
وقَالَ أبو أحمد بن عدي: حدثنا أحمد بن محمد القطان قال: حدثنا أبو حاتم الرازي قال: حَدَّثَنِي أبو زُرْعة عُبَيْد الله بْن عَبْد الكريم وما خلّف بعده مثله عِلْمًا وَفَهْمًا، ولا أعلم من المشرق إِلَى المغرب من كان يفهم هَذَا الشأن مثله.
وقَالَ ابنُ عدّي: سمعت القاسم بْن صَفْوان، سمع أَبَا حاتم يقول: أزهد من رَأَيْت أربعة، آدم بْن أبي إياس وثابت بْن محمد الزّاهد وأبو زرعة، وسمى آخر.
وروى الخطيب بإسناده، عن أبي زُرْعة قَالَ: ما سمعت أُذني شيئًا من العِلم إلّا وَعَاه قلبي، وإنّي كنت أمشي فِي السُّوق فأسمع صوت المُغَنّيات من الغُرَف، فَأَضَعُ إصبعي فِي أُذُنيَّ مخافة أن يَعِيَه قلبي.
وَرُوِيَ أنّ أَبَا زُرْعة كان من الأبدال.
وقَالَ الحاكم وأبو عليّ بْن فَضَالَةَ الحافظان: حدثنا أبو بَكْر محمد بْن عَبْد الله بْن شاذان الرازي قلت: ـ وليس بثقة ـ قَالَ سمعت أَبَا جَعْفَر [ص:366] محمد بْن عليّ ورّاق أبي زُرْعة، فذكر حكاية تلقين أبي زرعة لا إلا إلّا الله، وإنّهم ذكروه بالحديث. فقال وهو في السياق حدثنا بندار، قال: حدثنا أبو عاصم قال: حدثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي عَرِيبٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُعَاذٌ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: " من كان آخر كلامه لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ ". وتُوُفيّ رحمه الله.
وقَالَ أبو الْعَبَّاس السّراجّ: سمعت ابنُ وارة يقول: رَأَيْت أَبَا زُرْعة فِي النَّوْم، فقلت: ما حالك؟ قَالَ: أَحْمَد الله على الأحوال كلها. إنّي وقفت بين يدي الله تعالى فقال لي: يا عُبَيْد الله لِمَ تذرعت في القول في عبادي؟ قلت: يارب إنهم حادلوا دينك.
قَالَ: صدقت.
ثُمَّ أتى بطاهر الخلقانيّ فاستعديت عليه إِلَى ربّي، فَضُرب الحَدّ مائة ثُمَّ أمر به إِلَى الحبْس، ثُمَّ قَالَ: أَلْحِقوا عُبَيْد الله بأصحابه، بأبي عَبْد الله، وأبي عبد الله، وأبي عبد الله: سُفْيَان الثَّوْريّ، ومالك، وأحمد بْن حنبل.
رواها عن ابنُ وَارة عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم بخلاف هَذَا فقال: سمعت أبي يقول: مات أبو زُرْعة مطعونًا مَبْطونًا يعرق الجبين منه فِي النَّزْع، فقلت لمحمد بْن مُسْلِم: ما تحفظ فِي تلقين الموتى: لا إله إلا الله؟ فقال: يُروى عن مُعَاذ.
فرفع أبو زُرْعة رأسه، وهو فِي النَّزْع، فقال: رَوَى عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي عَرِيبٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُعَاذٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَ آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الْجَنَّةَ ".
فصار فِي البيت ضجّة ببكاء من حضر.
تُوُفيّ فِي آخر يومٍ من سنة أربعٍ وستين ومائتين.(6/360)
313 - عبيد الله بن عمرو بن حفص، أبو عَبْد اللَّهِ البَزْدويُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أبي نعيم، وعلي بن الحسن بن شقيق، وجماعة،
وَعَنْهُ: داود بن نصر البزدوي. [ص:367]
توفي سنة إحدى وستين.
وَعَنْهُ أيضاً: أبو طلحة منصور بن محمد البزدوي، وعبد الله بن نصر.(6/366)
314 - عبيد الله بن محمد بن سُلَيْمان الهاشميُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
حَدَّثَ بنيسابور عَنْ: عَبْد اللَّهِ بن داود الخريبي، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد وجماعة.
وَعَنْهُ: مؤمل الماسرجسي.
توفي سنة خمس وستين.(6/367)
315 - عبيد الله بن النعمان المنقري الدلال. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أبي عاصم النبيل، وسعيد بن سلام العطار،
وَعَنْهُ: علي بن إسحاق المادرائي، ومحمد بن جعفر المطيري.(6/367)
316 - عُبَيْد الله بْن يحيى بْن خاقان التُّرْكيُّ، ثم البَغْداديُّ. أبو الحسن، الوزير. [الوفاة: 261 - 270 ه]
وزر للمتوكل. وما زال على الوزارة إِلَى أن قُتِلَ المتوكّل، وقد جرت له أمور، وانخفاض وارتفاع، ونفاه المستعين إِلَى برقة سنة ثمانٍ وأربعين، ثُمَّ قدِم بغداد بعد خمس سنين، ثُمَّ استوزره المعتمد سنة ستٍّ وخمسين.
قال حسين الكوكبي: أخبرنا محرز الكاتب قَالَ: اعتلّ عُبَيْد الله بْن يحيى بْن خاقان فأمر المتوكّل الفتحَ بْن خاقان أن يعوده، فأتاه فقال: إنّ أمير المؤمنين يسأل عن علتك، فقال عبيد الله:
عليل من مكانَيْن ... من الأسقام والدَّيْن
وَفِي هذين لي شُغْلٌ ... وحسْبي شُغْلُ هَذين
قَالَ: فأمر له المتوكل بألف ألف درهم.
قال الصولي: حدثنا الحسن بن علي الكاتب قال: لما نكب المتوكّل محمد بْن الفضل الْجَرْجَرائيّ قَالَ: قد مللت عرض المشايخ علي، فاطلبوا لي حدثا من أولاد الكُتّاب. وبقي شهرين بلا وزير وأصحاب الدّواوين يعرضون عليه أعمالهم، ثُمَّ طلب عُبَيْد الله بْن يحيى، فَلَمَّا خاطبه أعجبته حركته، وأمره أن يكتب فأعجبه أيضًا خطه.
فقال عمُّه الفتح: والذي كتب [ص:368] أحسن من خطّه. قَالَ: وما هُوَ؟ قَالَ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح]، وقد تفاءلت ببركته ببركة ما كتب. فولَّاه العَرْض، فبقي سنة يؤرّخ الكُتُب عَنْهُ، وعن وَصيف. وحظى عند المتوكل، فطرح اسم وصيف، ونفذت الكُتُب باسم عُبَيْد الله وحده.
قَالَ الصُّوليّ: كان عُبَيْد الله سمحًا جوادًا ممدحًا، حَدَّثَنِي أبو العَيْنَاء قَالَ: دخلت على المتوكّل، فقال: ما تقول فِي عبيد الله؟ قلت: نعم العبد لله ولك، منقسم بين طاعته وخدمتك، يؤثر رِضاك على كلّ فائدة، وإصلاح رعيّتك على كلّ لذّة.
وقَالَ عليّ بْن عِيسَى الوزير: لم يكن لعُبَيْد الله بْن يحيى حظٌّ من الصّناعة، إلّا أنّه أُيِّد بأعْوانٍ وكفاة، وكان واسع الحيلة، حسن المداراة.
وقَالَ الصُّوليّ: ولم يزل أعداء عُبَيْد الله يحرّضون المنتصر على قتله، وإنّه مائلٌ إِلَى المعتز، حتى هم بذلك وأحمد بن الخصيب يردعه عَنْهُ. ثُمَّ نفاه وأبعده إِلَى أقريطش، فَلَمَّا استخلف المعتمد ذكر لوزارته سُلَيْمَان بْن وهْب، والحَسَن بْن مَخْلَد، وجمع الكُتّاب، فقال ابنُ مَخْلَد: هَذَا عُبَيْد الله بْن يحيى قد اصطنع الجماعة ورأسهم، وهو ببغداد. فصدقه الجماعة.
فقال المعتمد وأبو عِيسَى بْن المتوكّل: ما لنا حظٌّ فِي غيره.
فطلبوه إِلَى سُرَّ من رَأَى واستحثُّوه، ولم يذكروا له الوزارة لئلّا يمتنع زُهْدًا فيها. فشخص على كُرْه، وأُدْخِل على المعتمد، فخلع عليه الوزارة. فَلَمَّا خرج امتنع، فلاطَفُوه. وولي سنة ستٍّ وخمسين بعفاف ورأي ومروءة إلى أن مات، وعليه ست مائة ألف دينار، مع كثرة ضياعه. وقد أدَّبته النكبة وهذَّبته، فزاد عَفافه وتَوَقّية.
قلت: ورد عن عُبَيْد الله أخبار فِي الحِلْم والجود.
حكى الصُّولّي، عن غير واحدٍ، أنّ عُبَيْد الله أتى إلى الميدان ليضرب بالصوالجة، فصدمه خادمه رشيق، فسقط عن دابّته، فَحُمِل ومات ليومه.
تُوُفيّ الوزير عُبَيْد الله سنة ثلاث وستين، وهو والد المقرئ أبي مزاحم الخاقاتي.(6/367)
317 - عثمان بن أبي صالح عبد الغفار بن داود، أبو سعيد الحَرَّانيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أبيه، ومحمد بن كثير المصيصي.
وقد انتقل من مصر بعد موت أبيه إلى حران، فاستقر بها. ثم قدم مصر فحضر أجله بها سنة سبع وستين.(6/369)
318 - عثمان بن معبد بن نوح البَغْداديُّ المقرئ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: عمرو بن أبي سلمة، وأبا نعيم الفضل بن دكين، وإسحاق الفروي، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، ومحمد بن مخلد، وجماعة.
وكان ثقة نبيلا.
توفي سنة إحدى وستين.(6/369)
319 - عجيف بن آدم، أبو صالح الطواويسي البخاري. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رحل، وَسَمِعَ مِنْ: عليّ بن الْجَعْد، وأحمد بن حنبل، وطبقتهما.
وَعَنْهُ: مسبح بن سعيد، ونصر بن الفتح السمرقندي، وجماعة.
توفي سنة أربع وستين.(6/369)
320 - عصام بن رواد بن الجراح، أبو صالح العسقلاني. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أبيه، وآدم بن أبي إياس.
وَعَنْهُ: أبو حاتم، وابنه عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم.
قال أبو حاتم: صدوق.(6/369)
321 - عطيّة بْن بقيّة بْن الْوَلِيد الحمصيّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ كثيرًا،
وَعَنْهُ: عَبْد الْعَزِيز بْن عِمران الإصبهانيّ، وعُبَيْد بْن أَحْمَد الصّفّار الحمصيّ، وأحمد بن هارون البخاري، وأبو عوانة الإسفراييني، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم، وجماعة.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: كَانَتْ فِيهِ غفْلة، ومحلُّه الصِّدْق.
وقَالَ ابنُ قانع: مات سنة خمسٍ وستين. [ص:370]
قَالَ عَبْد الله بْن أَحْمَد: سمعت عطيّة بْن بقيّة يقول: أَنَا عطيّة بْن بقيّة، وأحاديثي نقيّة، فإذا مات عطيّة، ذهب حديث بقية.
قرأت على أبي الحسين اليونيني: أخبرنا ابن صباح قال: حدثنا ابن رفاعة، قال: أخبرنا الخلعي، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عمر البزاز، قال: حدثنا محمد بن جعفر بن دران، قال: سمعت محمد بْن خَالِد بْن يزيد بمكّة يقول: سمعت عطيّة يقول:
يا عطيّة بْن بقيّة ... كأن قد أتتك المنية
بكرة أو عَشِيّهْ ... فتفكَّر وتذكّر
وتجنَّب الخَطِيَّهْ ... واذكُرِ الله بتَقْوى
واتْبع التّقوى بِنِيَّهْ
وسمعته يقول:
أَنَا عطيّة بْن بقيّهْ ... ابنُ شيخ البَريّهْ
فاكتبوا عني بنية ... في قراطيس نقية(6/369)
322 - علي بن أحمد بن سُرَيْج بالجيم، أبو الحسن الرقي السواق. [الوفاة: 261 - 270 ه]
حَدَّثَ ببغداد عَنْ: أبي مسهر، وأسد بن موسى السنة، وجماعة،
وَعَنْهُ: القاضي المحاملي، وابن مخلد، والحامض.
توفي سنة إحدى وستين.
قال الخطيب: ما علمت إلا خيرا.(6/370)
323 - د ق: عليّ بْن إشكاب. واسم إشكاب حُسَيْن بْن إبراهيم بن الحر بن زعلان العامريُّ الْبَغْدَادِيُّ، أبو الْحَسَن. [الوفاة: 261 - 270 ه]
كان أسنّ من أخيه محمد.
وسَمِعَ: إسماعيل ابن عُلَيَّة، وإسحاق الأزرق، وأبا مُعَاوِيَة، وحَجّاج بْن محمد، ومحمد بن ربيع الكلابي، وعبد الله بن بكر وخلقا.
وَعَنْهُ: أبو داود، وابن ماجه، وأبو العباس بن [ص:371] سريج الفقيه، وابن صاعد، ومحمد بْن مَخْلَد، وابن أبي حاتم، وخلق آخرهم الحسين بن يحيى القطان.
وآخر من روى حديثه عاليا سبط السلفي.
وقد وثَّقه النِّسائيّ وغيره.
ومات فِي شوّال سنة إحدى وستّين، بعد أَخِيهِ بعشرة أشهر.(6/370)
324 - علي بن بكَّار المِصِّيصيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أبي إسحاق الفزاري، وهو آخر من لقيه. لا أعلم أحدا روى عنه إلا أحمد بن علي بن حسنويه النيسابوري أحد الضعفاء.(6/371)
325 - ن: عليّ بْن حرب بْن محمد بْن عليّ بن حيان بن مازن بْن الغضوبة، أبو الْحَسَن الطّائيّ المَوْصِليّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
وُلِدَ بأذْرَبَيْجان سنة خمسٍ وسبعين ومائة،
ونشأ بالمَوْصِل،
ورأى المُعَافَى بْن عِمْرَانَ،
وَسَمِعَ مِنْ: حَفْص بْن غياث، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ووَكِيع، وأبي معاوية الضرير، وعبد الرحمن بن محمد المحاربي، وعبد الله بن إدريس، وطبقتهم بالموصل، والكوفة، والبصرة، ومكة، وبغداد.
وَعَنْهُ: النسائي وقال: صالح، ويحيى بن محمد بن صاعد، والمحاملي، ومحمد بن مخلد، وأحمد بن إبراهيم البلدي، ويوسف بن يعقوب الأزرق، ومحمد بن جعفر المطيري، وأحمد بْن سُلَيْمَان العَبَّادانيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم، ونافلة محمد بْن يحيى بْن عَمْر بْن علي بن حرب.
وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال الدّارَقُطْنِيّ: ثقة.
وقَالَ يزيد فِي تاريخ المَوْصِل: رحل عليّ بْن حرب مع أَبِيهِ، وسمع، وصنف حديثه، وخرج المسند. وقال: كان عالمًا بأخبار العرب وأنسابها، أديبًا شاعرًا، وَفَدَ على المعتزّ بالله فِي سنة أربعٍ وخمسين فكتب [ص:372] عَنْهُ المعتزّ بخطّه ودقّق الكتاب، فقال: يا أمير المؤمنين أخذتَ فِي شُؤْم أصحاب الحديث. فضحك المعتز، وأطلق له ضياعا.
توفي علي بن حرب فِي شوّال سنة خمسٍ وستّين بالمَوْصِل، وصلّى عليه أخوه معاوية.(6/371)
326 - د: علي بن الحسن بن أبي عيسى مُوسَى بْن ميسرة أبو الْحَسَن الهلاليّ الدّارَابْجِرْدِيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
حجّ ورأى ابنَ عُيَيْنَة، وصلّى عليه، كذا نقل الحاكم فِي تاريخه بلا إسناد.
وسَمِعَ: عبد المجيد بن أبي رواد، وحرمي بن عمارة، ويعلى بن عبيد، وأبا جابر محمد بن عبد الملك الأزدي، وأبا عاصم النبيل، وخلقا.
وَعَنْهُ: أبو داود، والبخاري، ومُسْلِم، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، وإبراهيم بْن أبي طَالِب، وابن خُزَيْمَة، وخلْق.
قَالَ أبو عبد الله بن الأخرم: حدثنا علي بن الحسن الهلالي وما رَأَيْت أفضل منه.
وعن مُسْلِم بْن الحجّاج، وذكر علي بن الحسن فقال: ذاك الطّيّب ابنُ الطّيّب.
وقَالَ الحاكم: سمعتُ محمد بْن يعقوب بْن الأخرم غير مرّة يقول: استشهد عليّ بْن الْحَسَن برسْتاق أرْغِيان فِي ضيعته، قَالَ: وكان السبب أنّه زَبر العامل بها، فَلَمَّا جنّ عليه اللّيلُ أمر به، فأدْخِل مَتْبَنَةً، وأوقد النّار فِي تِبْنٍ، فمات في الدخان ثم وجد ميتا وقد أكلت النّملُ عينيه.
قَالَ الحاكم: هُوَ من أكابر علماء المسلمين، وابن عالمهم طلب الحديث بالحجاز، واليمن، والعراق، وخُراسان.
وقِيلَ: إنّه مات سنة سبع وستين في رمضان، وأكله الذئب.(6/372)
327 - علي بن خُلَيْد الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
حَدَّثَ ببغداد عَنْ: عبد الله بن خبيق، وبشر الحافي.
وَعَنْهُ: إسحاق بن [ص:373] يوسف الشكلي، ومحمد بن عبد الله بن زياد، ومحمد بن مخلد العطار.(6/372)
328 - علي بن أبي دلامة. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: عبد الواحد بن عطاء.
وَعَنْهُ: محمد بن مخلد، وابن أبي حاتم، وقال: محله الصدق.(6/373)
329 - علي بن زيد، أبو الحسن الفرائضي الطَّرَسوسيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: موسى بن داود، ومحمد بن كثير المصيصي، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو بكر الخرائطي، ومحمد بن مخلد، وغيرهما.
توفي سنة اثنتين وستين ومائتين.(6/373)
330 - د: علي بن سهل بن موسى، أو ابن قادم، أبو الحسن الرملي، [الوفاة: 261 - 270 ه]
أخو موسى بن سهل.
سَمِعَ: الوليد بن مسلم، ومروان بن معاوية، وضمرة بن ربيعة، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، وأبو عبد الرحمن النسائي في اليوم والليلة وقال: ثقة، وأبو عوانة، وابن جوصا، والعباس بن محمد بن الحسين بن قتيبة، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن جرير، وخلق.
توفي في سنة إحدى وستين.
وهو نسائي سكن الرملة، كذا قال النسائي.(6/373)
331 - علي بن سهل المدائني. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: شبابة بن سوار.
وَعَنْهُ: محمد بن جرير.(6/373)
• - علي بن سهل النَّسائي ثم البَغْداديُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
في الطبقة الآتية.(6/373)
332 - عليّ بْن محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن العَبْديُّ الخبيث [الوفاة: 261 - 270 ه]
لَعنَه الله.
رَجُل من عَبْد القَيْس افترى وزعم أنّه من وُلِدَ زَيْد بْن علي، فتبعه ناس كثير، وكان خارجيًّا على رَأْيِ الحَرُوريّة، يقول: لا حُكم إلّا لله. والأظهر أنّه كما قيل كان دهريا زنديقا يتستر بمذهب الخوارج. [ص:374]
ظهر بالبصرة وتوثّب عليها، وهو طاغية الزَّنْج الّذين أخربوا البصرة واستباحوها قتلا وسبيا ونهبا، وامتدّت أيّامه واستفحل شرّه، وخافته الخلفاء إِلَى أن هلك.
ونقل غير واحدٍ أنّ صَاحِبَ الزنج المنعوت بالخبيث رجل من أهل ورزنين.
مات إلى لعنة الله سنة سبعين.
كان بلاء على الأمّة، قد سقنا أخباره ومعاناته التنجيم فِي الحوادث. وكانت دولته خمس عشرة سنة. وافترى نَسَبًا إِلَى عليّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه.
قَالَ نِفْطَوَيْه: كان ربّما كتب العَوْذ، وكان قبل ذلك بواسط، فحبسه محمد بْن أبي عون، ثم أطلقه، فلم يلبث أن خرج واستغوى الزنج الذين يكنسون السماد، وقوي أمره.(6/373)
333 - عليّ بْن الموفَّق الزّاهد. [الوفاة: 261 - 270 ه]
أحد مشايخ الطريق. له أحوال ومقامات.
صحِب مَنْصُور بْن عمّار، وأحمد بْن أبي الحواري.
حكى عنه أبو العباس بن مسروق وغيره.
قال الخطيب: كان ثقة.
وقال أبو الْعَبَّاس السّرّاج: سمعت عليّ بْن الموفَّق يقول: حججت على رجلي ستين حجة، وقرأت نحو اثنتي عشر ألف ختمة، وضحيّت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مائة وسبعين أُضْحِيَّة، وجعلت من حجّاتي ثلاثين عن النَّبِيّ صلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قلتُ: وقد تأسى به أبو الْعَبَّاس السّرّاج فضحّى عن النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كذا وكذا أُضْحِيَّة.
وقَالَ أبو إسحاق المزكي: اقتديت بأبي العبّاس فحججت عن النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبْع حِجَج، وختمت عَنْهُ سبع مائة ختمة.
وقال أبو عمرو ابن السماك: حدثنا محمد بن أحمد بن المهدي قال: سمعت عليّ بْن الموفَّق يقول: خرجت يومًا لأؤذِّن فأصبت قِرْطاسًا [ص:375] فأخذته ووضعته فِي كُمّي، فأذنت وأقمت وصليت، فَلَمَّا صلّيت قرأته، فإذا فِيهِ مكتوب: " بسم اللَّه الرَّحْمَن الرحيم، يا عليّ بْن الموفَّق تخاف الفقر وأنا ربّك "؟
وقَالَ محمد بْن أَحْمَد الطّالْقانيّ: سمعت الفتح بْن شَخْرف يقول وقد رأى الأزر تُطْرح على جنازة ابنُ الموفَّق، فضحِك وقَالَ: ما أحسن هَذِهِ المزاحمات لو كَانَتْ على الأعمال.
تُوُفيّ علي بْن الموفّق سنة خمسٍ وستين.(6/374)
334 - عمّار بْن رجاء الإسْتَرَاباذيّ، أبو ياسر التَّغْلِبيُّ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
صاحب المسند.
رحل، وجمع، وصنف،
وَحَدَّثَ عَنْ: يحيى بْن آدم، ويزيد بْن هارون، وزيد بن الحباب، ومعاوية بْن هشام، وحسين بن علي الجعفي، ومحمد بن بشر العبدي، وطبقتهم،
وَعَنْهُ: أبو نُعَيْم عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بْن عدِيّ، وأحمد بْن محمد بْن مطرف الإستراباذي، ومحمد بن الحسين الأديب.
وكان من علماء الحديث بجرجان.
توفي سنة سبع أو ثمان وستين.
ترجمه أبو سعد الإدريسي، وقَالَ: كان شيخًا فاضلًا دَيِّنًا كثير العبادة والزُّهْد، ثقة فِي الحديث، رحل وهو ابنُ ثمانٍ وعشرين سنة، ومات سنة سبْعٍ وستّين على الصحيح، وقبره يزار رحمة الله عليه.(6/375)
335 - عمر بن حفص، أبو حفص الأشقر القُرشيُّ البُخاريُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أبي عاصم النبيل، ومكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، ومحمد بْن عبد الله الأنصاري، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بن سعيد بن محمود، وحاتم بن أحمد، وأحمد بن هارون، وأهل بخارى.
توفي سنة ست وستين.(6/375)
336 - د: عُمَر بن الخطّاب السّجِسْتانيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
نزيل الأهواز. [ص:376]
سَمِعَ: أَبَا عاصم النَّبيل، ومحمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، وسعيد بْن أبي مريم، وخلْقًا من طبقتهم.
وَعَنْهُ: أبو دَاوُد، وأبو بَكْر بْن أبي عاصم، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن نوح الجنديسابوري، وأبو سعيد ابن الأعرابيّ، وجماعة.
تُوُفيّ بكرْمان سنة أربعٍ وستّين.(6/375)
337 - عمر بن الخطاب بن جليلة، أبو الخطاب الإسكندرانيّ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
صاحب التّاريخ.
كان فِي حدود العشرين ومائتين.(6/376)
338 - عمر بن الخطاب الحمراني الرقي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
لا أعرفه، كان في حدود المائتين.(6/376)
339 - عمر بن الخطاب الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: مسلم بن علقمة.
رَوَى عَنْهُ عبدة الصفار، ذكره ابن عقدة.(6/376)
340 - عمر بن الخطاب بن أبي خيرة. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: محمد بن جناب الكوفي، كان بعد المائتين.(6/376)
341 - ق: عمر بن شبة بن عبيدة الحافظ، أبو زيد النميري الْبَصْرِيُّ النحوي الأخباري [الوفاة: 261 - 270 ه]
صاحب التصانيف.
رَوَى عَنْ: محمد بن جعفر غندر، وعبد الوهاب الثقفي، ويحيى بن سعيد القطان، ويوسف بن عطية، ومحمد بْن أَبِي عديّ، وعَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي، وخلق كثير.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وابن صاعد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، والمحاملي، ومحمد بن مخلد، وإسماعيل الوَرَّاق، ومحمد بن أحمد الأثرم، وآخرون.
وكان عالما بالسير والمغازي وأيام الناس، وصنف تاريخا للبصرة وكتاب أخبار المدينة، وغير ذلك.
وثقه الدارقطني وغيره. [ص:377]
وقال أبو علي العنزي: امتحن عمر بن شبة بحضرتي، فقال القرآن كلام الله، ليس بمخلوق. وقالوا له: تقول من وقف فهو كافر؟ فقال: لا أكفر أحدا. فقالوا له: أنت كافر ومزقوا كتبه، فلزم بيته، وحلف أن لا يحدث شهرا.
توفي بسامراء في جمادى الآخرة سنة اثنتين وستين، وله تسع وثمانون سنة.(6/376)
342 - عمر بن علي بن حرب الطّائيّ المَوْصليّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
وُلِدَ سنة تسعٍ وتسعين ومائة في أوّلها.
وَسَمِعَ مِنْ: أبي نُعَيْم، وقَبِيصَة بْن عقبة، وأبي غسان مالك بن إسماعيل، وكان رجلًا صالحًا خيِّرًا عابدًا منقبضًا عن النّاس. روى عَنْهُ: حفيده محمد بن يحيى بن عمر، وغيره، يقع حديثه عاليا للسبط.
وتوفي في أثناء سنة تسع وستين، وله سبعون سنة.(6/377)
343 - عمر بن قطن بن داهم، أبو حفص البخاري. [الوفاة: 261 - 270 ه]
يَرْوِي عَنْ: علي بن الحسن بن شقيق، وبابته.
وَعَنْهُ: أحمد بن حاتم، وعبد الله بن محمد الصرام البخاريان.
توفي سنة ثلاث وستين.(6/377)
344 - عمر بن مدرك، أبو حفص الرازي القاص. [الوفاة: 261 - 270 ه]
بلخي الأصل.
رَوَى عَنْ: مكي بن إبراهيم، وأبي عمر الحوضى، والقعنبي، وطائفة.
وَعَنْهُ: محمد بن مخلد، وإسماعيل الصفار، والبغاددة، ومحمد بن عبد الله بن بلبل، والقاسم بن أبي صالح، وعبد الرحمن بن حمدان الجلاب، والهمذانيون.
وكان ضعيفا، رماه ابن معين بالكذب.
ومات سنة سبعين.(6/377)
345 - عمر بن مُضر، أبو حفص العَنْسيُّ، بالنون، الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه][ص:378]
يَرْوِي عَنْ: منبه بن عثمان، وعبد الله بن يوسف، وسعيد بن أبي مريم، وخلق.
وَعَنْهُ: ابن جَوْصا، ومحمد بْن جعْفَر بْن ملاس، وأبو علي الحصائري، وجماعة.(6/377)
346 - عمرو بن سعد، أبو ثَوْر المعافريُّ الإسكندرانيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن وهْب،
وَعَنْهُ: أَبُو بكر بن زياد النَّيْسَابوريُّ.
توفي قبل السبعين عن سن عالية.
وَرَوَى عَنْهُ أبو عوانة، وقال فيه: الشعباني.(6/378)
347 - عَمْرو بْن سَعِيد، أبو حَفْص الإصبهانيّ الحمّال، بالحاء. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: وهْب بْن جرير، وأبي عامر العَقَدي، وأبي دَاوُد الطَّيالِسيّ، والحسين بْن حَفْص، وطائفة.
وَعَنْهُ: يوسف بْن محمد بْن المؤذّن، وأحمد بْن عليّ بْن الجارود، وعبد الله بن جعفر بن فارس، وغيرهم.
وقد وثّقوه.
وتُوُفيّ سنة تسعٍ وستّين.
ذكره أبو نعيم الحافظ مرتين معتقدًا أنّهما اثنان.
والنّسخة الّتي سُمِعت عليه بتاريخه فيها الحمال في المرة الواحدة بشكلة الحاء، وَفِي الثانية بنقطة الجيم.(6/378)
348 - عَمْرو بْن سَلْم، وقِيلَ: عَمْرو بْن سَلَمَةَ، وقِيلَ: عُمَر بْن سَلْم، الأستاذ أبو حَفْص النَّيْسَابوريُّ الزّاهد، [الوفاة: 261 - 270 ه]
شيخ الصّوفيّه بخُراسان.
رَوَى عَنْ: حَفْص بْن عَبْد الرَّحْمَن الفقيه.
وَعَنْهُ: أبو عُثْمَان سَعِيد بْن إِسْمَاعِيل الحِيريّ الزّاهد تلميذه، وأبو جَعْفَر أَحْمَد بْن حمدان، وحمدون القصّار، وآخرون.
قَالَ أبو نعيم: حدثنا أبو عمرو بن حمدان، قال: حدثنا أبي قال: قال أبو حفص النَّيْسَابوريُّ: المعاصي بريد الكُفْر كما أنّ الحُمَّى بريد الموت.
وحدثنا أبو عَمْرو بْن حمدان قَالَ: كان أبو حَفْص حدّادًا، فكان [ص:379] غلامه ينفخ عليه الكِير مرَّةً، فأدخل يده وأخرج الحديد من النّار، فغُشِي على غلامه، وترك أبو حَفْص الحانوت، وأقبل على أمره.
وقِيلَ: إنّ أَبَا حَفْص دخل على مريضٍ، فقال المريض: آه. فقال أبو حَفْص: مِمَّنْ؟ فسكت، فقال: مع من؟ قَالَ المريض: فكيف أقول؟ قَالَ: لا يكن أَنِينُك شَكْوى، ولا سُكوتك تجلُّدًا، ولْيكُنْ بين ذلك.
وعن أبي حَفْص قَالَ: حرست قلبي عشرين سنة، ثُمَّ حرسني عشرين سنة، ثُمَّ ورَدَ عليّ وعليه حالةٌ صِرْنا محروسين جميعًا.
قَيِل لأبي حَفْص: من الوَليّ؟ قَالَ: من أُيِّدَ بالكرامات، وغُيِّبَ عَنْهَا.
قَالَ الخلدي: سمعت الجنيد ذكر أبا حفص فقال أبو نصر صاحب الحلّاج: نعم يا أَبَا القاسم، كانت له حال إذا لبسته مَكَثَ اليومين والثلاثة لا يمكن أحدٌ أنْ ينظر إليه. وكان أصحابه يخلّونه حَتَّى يزول ذلك عَنْهُ، وبلغني أنّه أنْفَذَ فِي يومٍ واحدٍ بضعةَ عشر ألف دينار يشتري بها الأسرى من الدَّيْلم، فَلَمَّا أمسى لم يكن له ما يأكله.
ذكر المُرْتَعِشُ قَالَ: دخلنا مع أبي حَفْص على مريضٍ، فقال له: ما تشتهي؟ قَالَ: أن أبرأ، فقال لأصحابه: احملوا عَنْهُ، فقام المريض وخرج معنا، وأصبحنا كلّنا نُعادُ فِي الفِراش.
قَالَ السُّلَمّي فِي تاريخ الصُّوفيّة: أبو حَفْص من قرية كورداباذ على باب نيسابور، كان حدّادًا. وهو أوّل من أظهر طريقة التصّوّف بنَيْسابور.
قَالَ أبو محمد البلاذُريّ: اسمه عَمْرو بْن سَلْم، وكذا سمّاه أبو عُثْمَان الحِيرِيّ.
وذكر السُّلَميّ أنّه كان ينفخ عليه غلامٌ له الكِيَر، فأدخل أبو حَفْص يده فِي النّار وأخرج الحديد، فغُشِي على الغلام، فترك أبو حَفْص الصَّنْعة وأقبل على شأنه.
سَمِعْتُ عَبْد اللَّه بْن عليّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرو بْن علْوان وسألته: هَلْ رَأَيْت أَبَا حفص عند الجنيد؟ فقال: كنت غائبا، لكن سمعت الجنيد [ص:380] يقول: أقام عندي أبو حَفْص سنة مع ثمانية أنْفُس، فكنت كلّ يومٍ أقدِّم لهم طعاما وطيبا، وذكر أشياء من الثّياب فَلَمَّا أراد أن يذهب كَسْوتُهُم، فَلَمَّا أراد أن يفارقني قَالَ: لو جئت إِلَى نيْسابور علّمناك السّخاء والفُتُوَّة، ثُمَّ قَالَ: عملك هَذَا كان فِيهِ تكلُّف، إذا جاءك الفقراء فكنْ معهم بلا تكلف، إنْ جُعْت جاعوا، وإن شبعتْ شَبِعُوا.
قَالَ الخُلْديّ: لمّا قَالَ أبو حَفْص للجُنَيْد: لو دخلت خُراسان علّمناك كيف الفُتُوة، قَالَ له البغداديّون: ما الَّذِي رَأَيْت منه؟ قَالَ: صيّر أصحابي مخنَّثين، كان يكلَّف لهم كل يومٍ ألوان الطعام وغير ذلك، وإنما الفُتُوَّة تَرْكُ التّكلُّف.
وقِيلَ: كان فِي خدمة أبي حَفْص شابٌّ يلزم السُّكُوتَ، فسأله الْجُنَيْد عَنْهُ فقال: هَذَا أنفقَ علينا مائة ألف درهم، واستدان مائة ألف درهم، ما سألني مسألة إجلالًا لي.
وقَالَ أبو عليّ الثَّقفيّ: كان أبو حَفْص يقول: مَن لم يزِنْ أحواله كلّ وقت بالكتاب والسنة ولم يتّهم خواطره، فلا تَعُدُّه.
وَفِي مُعْجَم بغداد للسِّلَفيّ بإسناد منقطع: قدِم ولدان لأبي حَفْص النَّيْسابوريّ فحضرا عند الْجُنَيْد فسمعا قَوَّالَيْن فماتا، فجاء أبوهما وحضر عند القوّالَيْن، فسقطا ميّتَيْن.
وقَالَ ابنُ نُجَيْد: سمعت أَبَا عَمْرو الزّجّاجيّ يقول: كان أبو حَفْصٍ نور الْإِسْلَام فِي وقته.
وعن أبي حَفْص قَالَ: ما استحقّ اسم السّخاء مَن ذَكَر العطاء، ولا لَمَحَه بقلبه.
وعنه قَالَ: الكَرَم طرْحُ الدُّنيا لمن يحتاج إليها، والإقبال على الله لاحتياجك إليه.
وعنه قَالَ: أحسن ما يتوسّل به العبد إِلَى مولاه دوام الفقر إليه على جميع الأحوال، وملازمة سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جميع الأفعال، وطلب القُوت جَهْده من وجهٍ حلال.
تُوُفيّ الزّاهد أبو حَفْص سنة أربعٍ وستّين، وقِيلَ: سنة خمسٍ وستّين، [ص:381] ووهم من قال: سنة سبعين ومائتين.(6/378)
349 - عمرو بن سلم، أبو عثمان الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
نزيل الري.
رَوَى عَنْ: عثمان بن الهيثم المؤذن، وعبد الله بن رجاء، وحرمي بن حفص، وطبقتهم.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: سمعتُ منه بالري، وهو صدوق.(6/381)
350 - عمران بن الفضل الواسطي العطار. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رَوَى عَنْ: عمرو بن مرزوق، وعمرو بن عون.
قال ابن أبي حاتم: سمعت منه بمكة سنة ستين ومائتين.(6/381)
351 - د ن: عِيسَى بْن إبراهيم بْن مَثْرُود الغافقيّ. مولاهم المِصْريُّ الفقيه، أبو موسى. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: سفيان بن عُيَيْنَة، وابن وهْب، وعبد الرَّحْمَن بْن القاسم، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وأبو جعفر الطحاوي، وابن خزيمة، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو الْحَسَن بْن جَوْصا، وأبو بَكْر بْن زياد النَّيْسَابوريُّ، وخلق سواهم.
توفي أبو موسى في صفر سنة إحدى وستين.
قال النسائي: لا بأس به.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: تُوُفّي قبل قدومي مصر.(6/381)
352 - عيسى بن إبراهيم بن صالح، أبو موسى العقيلي الأصبهاني. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: آدم بن أبي إياس، وأبي توبة الحلبي، وجماعة.
وَعَنْهُ: حفيده عبد الله شيخ أبي نعيم، ويوسف بن محمد المؤذن، وأبو بكر الجارودي، وغيرهم.
توفي سنة سبعين.(6/381)
353 - ت ن: عِيسَى بْن أَحْمَد بْن عِيسَى بْن وَرْدان أبو يحيى الْبَغْدَادِيّ، ثُمَّ العسقلانيّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عسقلان بلْخ، وهي محلّة معروفة.
رحل وسَمِعَ: بقيَّةَ بْن الوليد، وعبد اللَّه بْن وَهْبُ، وضَمْرَة بْن ربيعة، وعبد الله بن نمير، وبشر بن بكر التنيسي، وطائفة.
وَعَنْهُ: التّرمِذيّ، والنَّسائيّ، وحامد بْن بلال، وأبو عوانة الإسفراييني، ومحمد بْن عَقِيل البلْخي، والهَيْثَم بْن كُلَيْب الشاشي فأكثر.
وقد وثقه النسائي.
وتوفي سنة ثمان وستين، في عشر المائة، وقد روى عنه أبو حاتم الرازي وقال: صدوق.
وحدَّث عَنْهُ من أَهْل نَسْف خلْقٌ، منهم: حماد بن شاكر، وإبراهيم بن معقل. ويقال: وُلِدَ سنة ثمانين ومائة.(6/382)
354 - عِيسَى بْن رزق الله، أبو موسى النهرواني. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أبي داود صاحب الطيالسة، وعمر بن يونس اليمامي وجماعة.
وَعَنْهُ: عبد الرحمن بن أبي حاتم وغيره.
صدوق.(6/382)
355 - عيسى ابن الشَّيْخ، أحد الأمراء المذكورين، أبو مُوسَى الشَّيْبانيّ الذُّهْليّ الدِّمشقيّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
ولي إمرة دمشق فأظهر الخلاف والخروج عن الطاعة سنة خمسٍ وخمسين، وأخذ الأموال، وتغلب على دمشق، فجهز المعتمد لحربه جيشا عظيما عليهم أماجُور. فجهّز الأمير عِيسَى لملتقاه وزيره ظفْر بْن اليمان وولده مَنْصُور بْن عِيسَى، فانكسروا وقُتِل ابنه فِي المعركة وأُسِر الوزير، وصلب بظاهر البلد، وجرت له أمورٌ بعد ذلك.
قَالَ الصُّوليّ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْن بْن فَهْم أنّ بعض الظرفاء قصد عيسى ابن الشيخ بآمد فأنشده: [ص:383]
رأيتك في المنام خلعت خزا ... علي بنفسجيا وقضَيْت دَيْنِي
فعجِّلْ لي فِداك أَبِي وأُميّ ... مقالا في المنام رأته عيني
فقال: يا غلام، اعرض كل ما في الخزائن من الخز. فعرضه فوجد فيه سبعين شقة بنفسجية، فدفعها إليه وقَالَ: كم دَيْنك؟ قَالَ: عشرة آلاف درهم. فأعطاه عشرين ألفا وقَالَ: لا تعود ترى منامًا آخر.
قَيِل: إنّ عِيسَى مات سنة تسعٍ وستّين.(6/382)
356 - عِيسَى بن عفان بن مسلم الصفار. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أبيه.
وَعَنْهُ: علي بن إسحاق المادرائي، ومحمد بن عبد الملك التاريخي، وغيرهما.
توفي سنة سبعين.(6/383)
357 - عيسى بن أبي عِمْران الرَّمْليُّ البزَّازَّ، أبو عمرو. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: الوليد بن مسلم، وضمرة، وأيوب بن سويد.
قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه بالرملة، فنظر أبي في حديثه، فقال: حديثه يدل على أنه غير صدوق، فتركت الرواية عنه.(6/383)
358 - عيسى بن مهران المُسْتَعْطف، [أبو موسى] [الوفاة: 261 - 270 ه]
من رؤوس الرافضة.
حكى عَنْهُ: محمد بْن جرير الطبري، وغيره.
وله كتاب فِي تكفير الصحابة وفسقهم، ملأه بالكذب والبهتان.
وَرَوَى عَنْ: عُمَر بْن جرير البَجَليّ، وحسن بْن حسين العرني، وسهل بْن عامر البَجليّ.
روى عَنْهُ: الْحُسَيْن بْن عليّ العلويّ نزيل مصر، وإسحاق بْن إبراهيم المنجنيقي.
قَالَ ابنُ عديّ: حدَّث بأحاديث موضوعة.
كنْيته أبو موسى. [ص:384]
تُوُفيّ ببغداد فِي حدود السبعين ومائتين.(6/383)
359 - عِيسَى بْن مُوسَى بْن أبي حرب الصّفّار. أبو يحيى الْبَصْرِيُّ [الوفاة: 261 - 270 ه]
الثقة النبيل. راوية يحيى بن أبي بكير الكرْمانيّ.
قدِم إِلَى بغداد وحدَّث بها، فروى عَنْهُ: الْحَسَن بْن عليل، وابن الباغَنْديّ، وأبو عوانة الإسفراييني وقَالَ: كان سيّد أَهْل البصرة، والمَحَامليّ، ومحمد بْن جَعْفَر المَطِيريّ، وحمزة الهاشميّ، وخلْق سواهم.
وثقه أبو بَكْر الخطيب، وغيره.
وقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيّ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يَقُولُ: سمعت ابن حساب يقول: كثّر الله فِي النّاس مثل عِيسَى بْن أبي حرب.
قَالَ الخطيب: تُوُفيّ ماضيًا إِلَى كرْمان فِي صَفَر سنة سبْعٍ وستّين ومائتين.(6/384)
360 - ن ق: عيسى بن يونس بن أبان، أبو موسى الرَّمْليُّ الفاخوريُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: الوليد بن مسلم، وضَمْرة بن ربيعة، ومحمد بن شعيب، وجماعة.
وَعَنْهُ: النسائي، وابن ماجه، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الله ابن الزفتي، وأبو بشر الدولابي، وآخرون.
توفي سنة أربع وستين.
وَرَوَى عَنْهُ أيضا: أبو جعفر محمد بن أحمد القدوري الرملي، وعبد الله بن محمد بن وهب الدَّيْنَورِي، وَمحمد بن أَحْمَد بن عُبَيْد بن فَيّاض.
وثقه النسائي وغيره.(6/384)
-[حَرْفُ الْفَاءِ](6/384)
361 - الفَتْح بن نوح بن سنان، أبو نصر العامريُّ النَّيْسَابوريُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أبي نعيم، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن خزيمة، وأبو حامد ابن الشرقي، وأخوه عبد الله ابن الشرقي، ومحمد بن علي المذكر شيخ للحاكم.
توفي سنة إحدى وستين.(6/384)
362 - الفضل بْن شاذان بْن عِيسَى. أبو الْعَبَّاس الرّازيّ المقرئ [الوفاة: 261 - 270 ه]
شيخ الإقرّاء بالرِّيّ.
أَخَذَ عَنْ: أَحْمَد بن يزيد الحلْوانيّ، ومحمد بْن عِيسَى الإصبهانيّ، وغيرهما.
وَسَمِعَ مِنْ: إِسْمَاعِيل بْن أبي أُوَيْس، وسعيد بْن مَنْصُور وأحمد بن يونس ومهدي بن جعفر وطائفة سواهم.
حدَّث عَنْهُ: أبو حاتم، وابنه عَبْد الرَّحْمَن وقَالَ: ثقة.
وقرأ عليه: محمد بْن عَبْد الله بْن الْحَسَن بْن سَعِيد، وأحمد بْن محمد بْن عَبْد الله، وأحمد بْن محمد بن عثمان بْن شبيب الرّازيّون، وابنه الْعَبَّاس بْن الفضل.
قَالَ أبو عَمْرو الدّانيّ: لم يكن فِي دهْره مثله فِي عِلْمه وفَهْمه، وعدالته، وحُسْن اطِّلاعه.(6/385)
363 - الفضل بْن الْعَبَّاس. الحافظ أبو بَكْر الرّازيّ، ولقَبُه: فَضْلَك الصّائغ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رحل وطوّف، وحدَّث عَنْ: عِيسَى بْن مينا قالون، وقُتَيْبَةَ بْنُ سَعِيدِ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الُأوَيْسيّ، وخلْق كثير.
وَعَنْهُ: محمد بْن مَخْلَد العطّار، وأبو عوانة، ومحمد المَطِيريّ، وأبو بَكْر الخرائطيّ، وجماعة.
تُوُفيّ فِي صفر سنة سبعين.
قَالَ المرُّوذيّ: ورَد عليَّ كتابٌ من ناحية شيراز أنّ فَضْلَك قَالَ ببلدهم: إنّ الْإِيمَان مخلوق، فبلغني أنّهم أخرجوه من البلد بأعوان الوالي.
وقَالَ لي أَحْمَد بْن أصرم المُزَنيّ: كنتُ بشيراز وقد أظهر فَضْلَك أنّ الْإِيمَان مخلوق وأفسد قومًا من المشيخة فحذَّرت عنه، وأخبرتهم أنّ أَحْمَد بْن حنبل جهَّم من قال بالعراق: الإيمان مخلوق. وبيَّنا أمره حَتَّى أخرج. ودخلت إصبهان فإذا قد جاء إليهم، وأظهر عندهم أنّ الْإِيمَان مخلوق فأُخْرج منها.
وقَالَ المرُّوذيّ: ما زلنا نهجر فضلك حَتَّى مات ولم يُظهر توبةً ولا رجوعًا.
وقَالَ الخطيب: كان ثقة ثبتًا حافظًا، سكن بغداد.
وقال محمد بن حريث: سمعت الفضل بْن الْعَبَّاس وسألته: أيُّهما [ص:386] أحفظ: أبو زرعة أو البخاريّ؟ فقال: جهدت أن أغرب على البخاري فلم أستطع، وأنا أغرب على أبي زرعة عدد شَعْره.(6/385)
364 - الفضل بْن الْعَبَّاس بْن مُوسَى الإستراباذيّ الفقيه. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: أبا نعيم، وبكار بن محمد السيريني وأبا حذيفة، وموسى بن مسعود النهديّ،
وَعَنْهُ: أبو نعيم عبد الملك بن عدي، وجماعة.
يُقَالُ: قتلهُ محمد بْن زَيْد العَلَويّ المتغلِّب على جُرْجان سنة سبعين ألقاه فِي بئر.
وكان الفضل إمامًا ثقة، فقيهًا كبير القدر. وهو الَّذِي تقدَّم إِلَى أَحْمَد بْن عَبْد الله الخُجُسْتانيّ الطّاغية الَّذِي قصد أسْتَراباذ فاشترى منه البلد وأهله بثلاثمائة ألف درهم، ووزَّعها على النّاس. فسار أَحْمَد إلى جرجان وأغار على أهلها.(6/386)
365 - الفضل بن عبد الجبار بن بُور الباهليُّ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
مولى أبي أمامة صدي بن عجلان رضي الله عنه.
شيخ مروزي مشهور معمر،
رأى الفضل بن موسى السيناني،
وَسَمِعَ مِنْ: النضر بن شميل فأكثر، ومن عبد الملك الجدي، وإسحاق بن إبراهيم السمرقندي.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن أحمد بن محبوب المحبوبي، وأهل مرو.
وتوفي في شوال سنة ثمان وستين.(6/386)
366 - الفضل بن الفضل بن عَمِيرة بن راشد، أبو العافية الكنديُّ الأندلسيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
يَرْوِي عَنْ: سعيد بن حسان، وعبد الملك بن حبيب، وغيرهما.
توفي سنة خمس وستين.(6/386)
367 - الفضل بن موسى الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
مولى بني هاشم.
رَوَى عَنْ: عبد الرحمن بن مهدي، وأبي عاصم النبيل.
وَعَنْهُ: المحاملي، وإسماعيل الوَرَّاق، وابن مخلد.
قال الخطيب: ما علمت إلا خيرا. [ص:387]
توفي سنة أربع وستين ومائتين.(6/386)
• - فهد بن موسى، أبو الخير [الوفاة: 261 - 270 ه]
قاضي الإسكندرية.
توفي سنة سبعين، وقيل: سنة خمس وسبعين، فأخرناه إلى الطبقة الآتية.(6/387)
-[حَرْفُ الْقَافِ](6/387)
368 - القاسم بْن محمد بْن الْحَارِث المَرْوَزِيُّ. الفقيه. [الوفاة: 261 - 270 ه]
قدِم بغداد، وصحب الْإِمَام أَحْمَد مدّة.
وحدَّث عَنْ: عَبْدان بن عُثْمَان، وعلي بْن الْحَسَن بْن شقيق، ومسدَّد بْن مُسَرْهَد، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أبو حاتم الرَّازيّ، وابن صاعد، والمَحَامليّ، وجماعة.
وثّقه أبو بَكْر الخطيب.
وتُوُفّي سنة ثلاثٍ وستّين.(6/387)
369 - القاسم بْن يزيد أبو محمد الكُوفيُّ الوزَّان المقرئ الحاذق. [الوفاة: 261 - 270 ه]
قرأ على: خلّاد بْن خالد، وكان من جلة أصحابه.
قرأ عليه: الْحَسَن بْن الْحُسَيْن الصّوّاف، وغيره.(6/387)
370 - ن: قَطَن بن إبراهيم بن عيسى بن مسلم بن خالد، أبو سعيد القشيري النَّيْسَابوريُّ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
والد مُسَدَّد بن قطن.
عَنْ: حفص بن عبد الرحمن البلخي، وحفص بن عبد الله، وأحمد بن أبي طيبة الجرجاني، والحسين بن الوليد، وعبدان بن عثمان، وقبيصة بن عقبة، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وجماعة.
وَعَنْهُ: النسائي، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو العباس الدغولي، ومكي بن عبدان، وأبو حامد ابن الشرقي، ويحيى بن صاعد، وجماعة.
قال النسائي: فيه نظر.
وقال ابن حبان: يعتبر بحديثه إذا حدث من كتابه.
وقال غيره: ولد سنة ثمانين ومائة، ومات سنة إحدى وستين ومائتين. [ص:388]
نقموا عليه لحديث تفرد به عن حفص بن عبد الله.(6/387)
-[حَرْفُ الْكَافِ](6/388)
371 - كوفي بن زاذان، أبو سهل. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: هشام بن عبيد الله الرازي، ومسلم بن إبراهيم، وجماعة.
وَعَنْهُ: عبد الله بن جعفر بن فارس الأصبهاني.(6/388)
-[حَرْفُ اللَّامِ](6/388)
372 - لقمان بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مسلم، أبو حكيم الباهلي، [الوفاة: 261 - 270 ه]
مولى قتيبة بن مسلم الأمير صاحب بخارى.
مُعَمَّرٌ،
رَوَى عَنْ: عيسى بن موسى غنجار، وأبي حفص البخاري.
وَعَنْهُ: ابنه محمد.
توفي سنة سبع وستين.(6/388)
-[حَرْفُ الْمِيمِ](6/388)
373 - محمد بْن أَحْمَد بْن يزيد بْن عَبْد الله بْن يزيد، أبو يُونُس القُرَشيّ الْجُمَحيّ المدنيّ الفقيه، [الوفاة: 261 - 270 ه]
مفتي أهل المدينة.
أَخَذَ عَنْ: أصحاب مالك، وَحَدَّث عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن أُوَيْس، وأبي مُصْعَب، وإسحاق بْن محمد الفَرَويّ، وإبراهيم بن المنذر الحزاميّ، وبشر بن عبيس بن مرحوم العطار، وجماعة.
وَعَنْهُ: زكريّا بن يحيى السّاجيّ، ويحيى بْن الحَسَن بْن جَعْفَر النَّسابة العلويّ، وأبو بِشْر الدّوُلابيّ، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم الدّيبلي، وأبو عوانة الإسفرايينيّ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وآخرون.
قال ابنُ أبي حاتم: هُوَ صدوق، وكان مفتي المدينة.
وقد قال ابن عساكر في شيوخ النبل: محمد بن أحمد القرشي.
روى عن الحميدي.
رَوَى عَنْهُ: أبو داود.
قلت: فأما محمد بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن مدَّويْه القرشي الترمذي فقد ذكر في الطبقة الماضية.
وسيأتي محمد بْن أَحْمَد بْن أَنَس القُرَشيّ [ص:389] النَّيْسَابوريُّ في الطبقة الآتية. فالأظهر في شيخ أبي داود أنه النَّيْسَابوريُّ، لأنه سمع بمكة من المقرئ ولقي الحميدي. وأما أبو يونس الجمحي فإنه أصغر من ذلك بقليل. وأما ابن مدوية فإن شيخنا أبا الحجاج سمى له نيفا وعشرين شيخا، ما فيهم أحد لقيه بمكة، هذا مع بقاء الاحتمال في الثلاثة.(6/388)
374 - محمد بن أحمد بن محمد بن الأغلب بن محمد، أبو عبد الله التميمي القيرواني [الوفاة: 261 - 270 ه]
أمير المغرب.
ولي الإمرة سنة خمسين ومائتين، فامتدت أيامه، وجرى على سنن من قبله من آبائه الأغلبيين. وكان أديبا عاقلا فاضلا حسن السيرة، غير أن في أيامه استولت الروم لعنهم الله على كثير من صقلية ومدائنها. وقد أنشأ حصونا ومحارس عديدة على البحر وسواحله.
توفي سنة إحدى وستين في غالب الظن، وولي بعده أخوه الأمير إبراهيم فطالت أيامه.(6/389)
375 - محمد بن أحمد بن حفص الحرشي، أبو عبد الله النَّيْسَابوريُّ الإمام، [الوفاة: 261 - 270 ه]
والد أبي عمرو.
سَمِعَ: يحيى بن يحيى، وعبدان بن عثمان، وعفان، ومسلم بن إِبْرَاهِيم، وَسُلَيْمَان بن حرب، وإسماعيل بن أبي أويس، وطبقتهم في خراسان والعراق والحجاز.
وكان من كبار الفقهاء بنيسابور؛
رَوَى عَنْهُ: أبو عمرو المستملي، وأبو عمرو الحيري، وابن خزيمة، وآخرون.
قال ابنه أبو عمرو الحيري: سَمِعْتُ أبي يقول: قلت للقَعْنَبيّ: ما لك لا تروي عن شعبة غير حديث؟ قال: كان يستثقلني فلا يحدثني.
وقال ابن خزيمة: أول من حمل علم الشافعي إلى خراسان محمد بن أحمد بن حفص. عنى ابن خزيمة بعلم الشافعي كتاب الرسالة، فإن محمدا هذا لم يدخل مصر. [ص:390]
وتوفي في رجب سنة ثلاث وستين، قرأت وفاته بخط المستملي.(6/389)
376 - محمد بْن أَحْمَد بْن حَفْص بْن الزِّبرقان أبو عبد الله الْبُخَارِيّ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
عالمٍ أَهْل بُخَاري وشيخهم.
قَالَ ابنُ مَنْدَه: كان شيخ خُراسان سمعتُ محمد بْن يعقوب الشَّيبانيّ يقول: سمعتُ كلام أَحْمَد بْن سَلَمَةَ يقول: سُئِل محمد بْن إسماعيل عن القرآن فقال: كلام الله. فقالوا: كيفما تصرف؟ فقال: والقرآن يتصرف بالألسنة فأُخْبِرَ محمد بْن يحيى فقال: مَن ذهبّ إِلَى مجلسه فلا يدخل مجلسي.
وأخرَج جماعة من مجلسه. فخرج محمد بْن إِسْمَاعِيل إِلَى بُخَارَى، وكتب محمد بْن يحيى إِلَى خَالِد بْن أَحْمَد الأمير وشيوخ بخارى بأمره، فهمَّ خَالِد حَتَّى أَخْرَجَهُ أبو عبد الله محمد بْن أَحْمَد بْن حَفْص إِلَى بعض رِباطات بُخَارَى، فبقي إِلَى أن كتب إِلَى أَهْل سَمَرْقَنْد يستأذنهم بالقدوم عليهم، فامتنعوا عليه، ومات فِي قرية.
قَالَ ابنُ مَنْدَه: نسخة كتاب أبي عَبْد الله محمد بْن أَحْمَد بن حَفْص فقيه أَهْل خُراسان وما وراء النَّهر في الرّدّ على اللّفظيّة: الحمد لله الَّذِي حمد نفسه وأمر بالحمد عِباده. ثُمَّ سرد الكتاب فِي ورقتين.
قلت: تُوُفيّ فِي رمضان سنة أربعٍ وستّين ورّخه أبو عبد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن منده.
وأبوه وزاد أنّه سمع ورحل مع أبي عَبْد الله الْبُخَارِيّ، وكتب معه.
وَرَوَى عَنْ: الحميدي، وأبي الْوَلِيد الطيالسيّ.
وأبوه فقيه بُخَارى، تفقّه على محمد بْن الْحَسَن.
قلت: وسمع محمد هَذَا أيضًا من عارٍم، وطبقته.
روى عَنْهُ: أبو عِصْمَة أَحْمَد بْن محمد اليَشْكُريّ، وعَبْدان بْن يوسف، وعليّ بْن الْحَسَن بْن عَبْدة، وآخرون.
وتفقَّه عليه جماعة.
وقد تفقه على أَبِيهِ أبي حفص، وانتهت إليه رياسة الحنفيّة، ببُخَارَى.
تفقّه عليه جماعة، منهم: عَبْد الله بن يعقوب بن محمد الْبُخَارِيّ الحارثيّ الملقّب بالأستاذ فيما قَيِل. فَإِن كان لقِيَه فهو من صغار تلامذته.
قَالَ السُّليمانيّ: هو أبو عبد الله العجليّ مولاهم. له كتاب الأهواء [ص:391] والاختلاف.
قال وكان ثقة تقياً ورعاً زاهداً، يكفِّر من قَالَ بخلْق القرآن ويُثْبت أحاديث الرؤية، ويحرِّم المُسْكر. أدرك أَبَا نُعَيْم، ونحوه.(6/390)
377 - محمد بن أحمد بن الجنيد الدقاق، أبو جعفر البَغْداديُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: الأسود بن عامر شاذان، وأبي عاصم النبيل، وجماعة.
وَعَنْهُ: يحيى بن صاعد، والمحاملي، ومحمد بْن مَخْلَد، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وآخرون.
قال ابن أَبِي حاتم: صدوق.
قلت: مات فِي جمادى الأولى سنة سبع وستين.(6/391)
378 - محمد بن أحمد بن السكن، أبو بكر القطيعي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: عبد الصمد بن النعمان، وأبي عاصم، وغيرهما.
وَعَنْهُ: محمد بن مخلد، ومحمد بن جعفر المطيري.
ومات سنة ثمان وستين.
وثقه بعضهم.(6/391)
379 - محمد بن أحمد بن عصمة الرَّمْليُّ الأصم. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: سوار بن عمارة.
وَعَنْهُ: ابن جوصا، وأبو نعيم بن عدي، ومحمد ابن حمدون بن خالد.(6/391)
380 - محمد بن أحمد بن رِزْقان، أبو بكر المِصِّيصيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
حَدَّثَ بدمشق عَنْ: علي بن عاصم، وغيره.
وَعَنْهُ: أبو علي الحصائري , وأبو الميمون البجلي.
توفي سنة تسع وستين.(6/391)
381 - محمد بْن إِبْرَاهِيم. أبو حَمْزَةَ الْبَغْدَادِيّ الصُّوفي الزّاهد. [الوفاة: 261 - 270 ه]
جالس بِشْر بْن الْحَارِث، وأحمد بْن حنبل.
وصحب سريّا السَّقطيّ، وغيره.
وكان عارفاً بالقرآن، كثير الغزو بالثَّغر. [ص:392]
حكى عَنْهُ: خير النّسّاج، ومحمد بْن عليّ الكتّانيّ، وغيرهما.
فَمَنْ كلامه: علامة الصُّوفي الصّادق أن يفتقر بعد الغنى، ويُذَلّ بعد العزّ، ويُخفى بعد الشُّهرة، وعلامة الصُّوفي الكاذب أن يستغني بعد الفقر، ويُعَزّ بعد الذّلّ، ويشتهر بعد الخفاء.
وقَالَ إِبْرَاهِيم بْن عليّ المؤيّديّ: سمعت أَبَا حمزة يقول: من المحال أن تحبّه ثمّ لا تذكره، ومن المحال أن تذكره ثُمَّ لا يوجد له ذِكْر، ومن المُحال أن يوجد له ذكر ثم تشتغل بغيره.
قَالَ أبو نُعَيْم فِي الحلية: حكى لي عبد الواحد بن بكر قال: حدَّثني محمد بْن عَبْد الْعَزِيز: سمعتُ أَبَا عَبْد الله الرمليّ يقول: تكلَم أبو حَمْزَةَ في جامع طرسوس فقبلوه. فبينما هُوَ يتكلَّم ذات يوم إذ صاح غرابٌ على سطح الجامع، فزعق أبو حَمْزَةَ، لبَّيك لَبّيك. فنسبوه إِلَى الزَّندقة وقَالَوا: حُلُوليّ زنديق. فشهدوا عليه، وأخرج وبيع فَرَسُهُ ونُودي عليه: هَذَا فرس الزِّنْديق.
وقَالَ أبو نصر السّراجّ صاحب اللُّمع: بلغني عن أبي حَمْزَةَ أنّه دخل على الْحَارِث المحاسبيّ، فصاحت الشّاة: ماع فشهق أبو حَمْزَةَ شهقة وقَالَ: لبْيك لبيَّك يا سيّديّ.
فغضب الْحَارِث رحمه الله وعمدَ إِلَى السِّكّين، وقَالَ: إنّ لم تتب ذبحتك. وقال أبو نُعَيْم: حدَّثنا أَحْمَد بن محمد بن مقسم قال: حدَّثني أبو بدر الخيّاط قال: سمعتُ أَبَا حَمْزَةَ قَالَ: بينما أَنَا أسير فِي سفرة على التَّوكُّل والنّوم فِي عيني إذ وقعت فِي بئرٍ، فلم أقدر على الخروج لعمقها. فبينا أَنَا جالس إذ وقف على رأسها رجلان، فقال أحدهما لصاحبه: نجوز ونترك هَذِهِ فِي طريق السّابلة؟ قَالَ: فَمَا نصنع؟ قَالَ: نُطْبِقُها فبدرت نفسي أن أقول: أنا فيها، فتوقفت فَنُودِيتُ: تتوكل علينا، وتشكو بلاءنا إِلَى سِوانا؟ فسكتُّ، وَمَضَيَا. ثُمَّ رجعا ومعهما شيء جعلاه على رأسها غطّوها به فقالت لي نفسي: أمنت طمها ولكن حصلت مسجونًا فيها فمكثت [ص:393] يومي وليلتي، فَلَمَّا كان من الغد ناداني شيء يهتف بي ولا أراه: تمسّك بي شديدًا. فَمَددت يدي، فوقعت على شيءٍ خشِنٍ، فتمسّكت به، فَعَلاها وطرحني. فتأمَّلت فإذا هُوَ سبعٍ. فلمّا رأيته لحق نفسي من ذلك ما يلحق من مثله. فهتف بي هاتف: يا أبا حَمْزَةُ استنقذناك من البلاء بالبلاء، وكَفَيْناك ما تخاف بما تخاف.
قَيِل: إنّ أَبَا حَمْزَةَ تكلَّم يوما على كرسيه ببغداد، وكان يذكر الناس فتغيَّر عليه حاله وتواجد فسقط عن كُرْسِيّه، ومات فِي الجمعة الثانية.
نقل أبو بكر الخطيب وفاته في سنة تسعٍ وستّين ومائتين.
وقَالَ أبو عَبْد الرحمن السُّلميّ: توفّي سنة تسعٍ وثمانين ومائتين.
قلت: تصحّفت ذي بذي.(6/391)
382 - محمد بن إبراهيم بن حكيم الأصبهاني، مَمّك. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: بكر بن بكار، وسليمان الشاذكوني.
وَعَنْهُ: ولداه إسحاق وأبو عمرو أحمد.
توفي سنة سبعين.(6/393)
383 - محمد بن إسحاق بن شبوية، بشين معجمة، ويقال: بمهملة، أبو عبد الله البخاري، ويقال: البِيكَنْديُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
حَدَّثَ بمصر عَنْ: عبد الرزاق بن همام، وغيره.
ومات بمكة في شوال سنة اثنتين وستين.(6/393)
384 - ق: محمد بن إسحاق بن عون، أبو بكر البكائي الكُوفيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: يعلى بن عبيد، وجندل بن والق، وعبيد الله بن موسى.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وأبو عوانة الحافظ. [ص:394]
توفي سنة أربع وستين.(6/393)
385 - م 4: محمد بْن إِسْحَاق، أبو بَكْر الصّاغانيّ الحافظ [الوفاة: 261 - 270 ه]
نزيل بغداد.
طوَّف وجال، وأكثر التّرْحال، وبرع فِي العِلَل والرجال.
سَمِعَ: يزيد بْن هارون، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، ويَعْلَى بْن عُبَيْد، ومحاضر بن المورع، والأحوص بن جواب، والأسود بن عامر، وسعيد بن أبي مريم، وعبد الأعلى بن مسهر، ومنصور بن سلمة الخزاعي، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: مُسْلِم، والأربعة، وأبو عُمَر الدُّوري مقرئ العراق، وهو أكبر منه، وموسى بْن هارون، وابن خزيمة، وعبدان، وابن صاعد، وأبو عوانة، وأبو سعيد ابن الأعرابيّ، وإسماعيل الصّفّار، وأبو العبّاس الأصمّ، وخلْق آخرهم موتًا شجاع بن جعفر الأنصاريّ.
قال ابن أبي حاتم هو ثبت صدوق.
وقَالَ ابنُ خراش: ثقة، مأمون.
وقَالَ الدَّارقطنيّ: ثقة، وفوق الثّقة.
وعن أبي مُزَاحم الخاقانيّ قَالَ: كان الصّاغانيّ يشبه يحيى بْن مَعِين فِي وقته.
وقَالَ الأصمّ: سأله أبي: إلى أيّ قبيلة تنتسب؟ فقال: إنّ جدّي كان فِي الصّحراء فاستقبله رَجُل فقال له: أسلم، فأسلم وقطع الزّنّار.
وقَالَ أبو بَكْر الخطيب: كان أحد الأثبات المتقنين، مع صلابةٍ فِي الدّين واشتهارٍ بالسُّنةّ، واتِّساعٍ فِي الرّواية.
وقَالَ أَحْمَد بْن كامل، مات فِي سابع صَفَر سنة سبعين.(6/394)
386 - محمد بن إسحاق بن شبوية المَروزيُّ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
نزيل مكة.
حَدَّثَ عَنْ: عبد الرّزّاق، وعُبَيْد الله بن موسى، وجماعة. [ص:395]
وكان صدوقا صالحا من العباد، سمع منه ابن أبي حاتم، وأثنى عليه. وأظنه البيكندي الذي تقدم آنفا.(6/394)
387 - ن: محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن مِقْسَم الأسَدَيّ. الْإِمَام أبو بَكْر، وأبو عبد الله [الوفاة: 261 - 270 ه]
ولد الإمام ابن عُلَيّة البصْريّ قاضي دمشق.
لم يدرك الأخذْ عن أَبِيهِ، فإنّ أَبَاهُ تُوُفيّ وهو صغير.
فَسَمِعَ مِنْ: محمد بْن بِشْر العبْديّ، ويحيى بْن آدم، وإسحاق الأزرق، وعبد الله بْن بَكْر، ووهْب بْن جرير، ويزيد بْن هارون، وطائفة.
وَعَنْهُ: النَّسائي وأبو زُرْعة الدِّمشقيُّ، وأبو بِشْر الدُّولابيّ، وأبو عَرُوبة، وابن جَوْصا، ومحمد بْن جَعْفَر بْن ملّاس، ومحمد بْن بكّار البَتَلْهِيّ قاضي داريّا، وأبو الدَّحداح أَحْمَد بْن محمد التميمي، وآخرون.
قال النسائي: قاض حافظ، دمشقيّ ثقة.
قال محمد بن الفيض: لم يزل قاضياً بدمشق حَتَّى تُوُفيّ سنة أربعٍ وستّين.
وَوَلِيَ بعده القضاء أبو خازم عَبْد الحميد بْن عَبْد العزيز.
قلت: وهو أخو إبراهيم ابن عُلَيّة الَّذِي ناظَرَه الشّافعيّ، وَالَّذِي كان من كبار الجهميّة.(6/395)
388 - محمد بن إسماعيل بن علي الهاشميُّ البَغْداديُّ، أبو عبد الله. [الوفاة: 261 - 270 ه]
نزل نيسابور،
وَحَدَّثَ بها بعد الستين ومائتين عَنْ: أبي النضر، وشبابة بن سوار، وعبيد الله بن موسى.
وَعَنْهُ: سفيان بن محمد الجوهري، ومحمد بن الحسين القطان.(6/395)
389 - محمد بن أشرس بن موسى، أبو عبد الله السُّلَميُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
أحد شيوخ نيسابور الضعفاء.
رَوَى عَنْ: حفص بن عبد الله، ومكي بن إبراهيم، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ المبارك والحسن بن [ص:396] الحسين، وأبو طاهر محمد بن الحسن.
قال الحاكم أبو عبد الله: كان أبو عبد الله محمد بن يعقوب حدثنا عنه قديما ثم تركه، وقال كيف أحدث عن رجل سألناه: أين كتبت عن محمد بن يوسف الفريابي، فقال: قدم علينا حاجا!.
وقال محمد بن صالح بن هانئ: كان مشايخنا ينهون عنه.
وقال الحاكم: لم يكتب محمد بن أشرس قط إلا بنيسابور.
وذكره السليماني، فقال: لا بأس به.(6/395)
390 - خ د ن: محمد بْن إشكاب الحافظ أبو جَعْفَر الْبَغْدَادِيّ، أخو عليّ بْن إشكاب، واسم أبيهما الْحُسَيْن بْن إِبْرَاهِيم بْن الحُرّ بْن زَعْلان. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: عَبْد الصّمد بْن عَبْد الوارث، وأبا النَّضر هاشم بْن القاسم، وإسماعيل بْن عُمَر.
وَعَنْهُ: البخاريّ، وأبو داود، والنَّسائيّ وابن صاعد، والقاضي المَحَامِليّ، ومحمد بْن مَخْلَد، وآخرون.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
وقَالَ غيره: وُلِدَ سنة إحدى وثمانين ومائة، ومات يوم عاشوراء سنة إحدى وستّين ومائتين.(6/396)
391 - محمد بْن إشكاب بن خالد، أبو عبد الله النَّيْسَابوريُّ الجوري. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: الحسين بن الوليد، وحفص بن عبد الرحمن، وبشر بن القاسم.
وَعَنْهُ: محمد بن سليمان بن خالد العبدي، وأحمد بن عمر بن يزيد.
ومات في ربيع الآخر سنة ثمان وستين.(6/396)
392 - محمد بْن أيوب بْن الْحَسَن الفقيه أبو عبد الله النيّسابوريّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رحل وسَمِعَ: سليمان بْن حرب، وأحمد بْن يُونُس، وسعيد بْن [ص:397] مَنْصُور.
وَعَنْهُ: إبراهيم بن محمد بن سفيان، وغيره.
وكان صالحا زاهدا.
مات في ذي الحجة سنة إحدى وستين.(6/396)
393 - محمد بن بجير البخاري. [الوفاة: 261 - 270 ه]
والد عمر الحافظ.
رَوَى عَنْ: أبي الوليد الطيالسي، وعارم، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بْن حاتم.
تُوُفيّ فِي شعبان سنة ثمانٍ وستين.(6/397)
394 - محمد بن بجير. أبو عبد الله الإسفرايينيّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رحّال محدِّث.
سَمِعَ: المقرئ، والحميديّ، وسليمان بْن حرب.
وَعَنْهُ: أبو عَوَانَة الحافظ، ومحمد بْن شريك، وعبد الله بْن محمد بْن مسلم الإسفرايينيون.(6/397)
395 - محمد بن بشر بن سفيان الجَرْجرائيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أبي زيد السكوني، وإسحاق بن سليمان، وزيد بن الحباب، وشبابة.
وَعَنْهُ: ابن أبي حاتم، وقال: سمعت منه بجرجرايا وهو صدوق.(6/397)
396 - محمد بْن بكّار بْن الْحَسَن بْن عُثْمَان أبو عبد الله العنْبريّ الفقيه الحنفيّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
من كبار الفقهاء بإصبهان.
سَمِعَ مِنْ: سهل بن عثمان، وأبي حفص الفلاّس.
وما كأنه روى شيئاً.
توفّي كهلا سنة خمسٍ وستيّن.(6/397)
397 - محمد بن بكير، حفيد محمد بن بكير الحضرمي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
لم يدرك جده.
رَوَى عَنْ: محمد بْن عَبْد اللَّه بْن عمار، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بن مخلد، وقال: توفي سنة اثنتين وستين ومائتين.(6/397)
398 - محمد بن الحجاج بن سليمان، أبو جعفر الحضرميُّ، مولاهم، المِصْريُّ الجَوْهريُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه][ص:398]
عَنْ: بشر بن بكر التنيسي، وأسد بن موسى، وعبد الرحمن بن زياد الرصاصي، وطائفة.
كتب عنه ابن أبي حاتم، ووثقه.
توفي سنة اثنتين وستين في صفر.(6/397)
399 - ن: محمد بن جبلة، أبو بكر الرافقي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: عبيد الله بن موسى، وسعيد بن أبي مريم، وطائفة.
وَعَنْهُ: النسائي، وأبو عروبة، ومحمود بن محمد الرافقي، وجماعة آخرهم أحمد بن سليمان العباداني.
وقعت لنا عنه حكاية بعلو.
توفي سنة خمس.(6/398)
400 - محمد بن الحجاج، أبو الفضل الضَّبِّيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ: أَبِي بَكْرِ بْنِ عياش، وسفيان بن عيينة.
وَعَنْهُ: أبو عمر محمد بن يوسف القاضي، وأبو سعيد ابن الأعرابي، والمحاملي، وابن مخلد وجماعة.
قال ابن عقدة: في أمره نظر.
وقال ابن المنادي: توفي ببغداد في ربيع الأول سنة إحدى وستين عن سبع وتسعين سنة.(6/398)
401 - محمد بْن الْحَسَن العسكريّ بن عليّ الهادي بن محمد الجواد بْن عليّ الرضا بْن مُوسَى الكاظم أبو القاسم العلويّ الحُسينيّ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
خاتم الاثني عشر إمامًا للشيعة.
وهو مُنْتَظَر الرّافضة الَّذِي يزعمون أنّه المَهْديّ.
وأنّه صاحب الزّمان، وأنّه الخَلَف الحجّة.
وهو صاحب السِّرداب بسامرّاء، ولهم أربعمائة وخمسون سنة وهم ينتظرون ظهوره. ويدَّعون أنّه دخل سِرْدابًا فِي البيت [ص:399] الَّذِي لوالده وأمّه تنظر إليه، فلم يخرج منه وَإِلَى الآن.
فدخل السِّرداب وعُدِم وهو ابن تسع سنين.
وأمّا أبو محمد بْن حزْم فقال: إنّ أَبَاهُ الْحَسَن مات عن غير عَقِب. وثَّبت جُمْهور الرّافضة على أنّ للحسن ابنًا أخفاه.
وقِيلَ: بل وُلِدَ بعد موته من جاريةٍ اسمها نرجس أو سَوْسَن والأظهر عندهم أنّها صقيل، لأنّها ادَّعت الحمل بعد سيّدها فوقف ميراثه لذلك سبْع سنين، ونازعها فِي ذلك أخوه جَعْفَر بْن عليّ، وتعصَّب لها جماعة، وله آخرون ثُمَّ انفشَّ ذلك الحَمْل وبَطُلَ وأخذ الميراث جعفرُ وأخٌ له.
وكان موت الْحَسَن سنة ستّين ومائتين.
قَالَ: وزادت فتنة الرّافضة بصَقِيل هَذِهِ، وبِدَعْواها، إِلَى أن حبسها المعتضد بعد نيِّفٍ وعشرين سنة من موت سيّدها وبقيت فِي قصره إِلَى أن ماتت فِي زمن المقتدر.
وذكره القاضي شمس الدّين ابن خلّكان فقال: وقِيلَ: بل دخل السِّرداب وله سبْع عشرة سنة فِي سنة خمسٍ وسبعين ومائتين والأصّح الأول، وأنّ ذلك كان في سنة خمسٍ وستّين.
قُلْتُ: وَفِي الْجُمْلَةِ جَهْلُ الرَّافِضَةِ مَا عَلَيْهِ مَزِيدٌ. الَّلهم أَمِتْنَا عَلَى حبِّ محمد وَآلِ محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالَّذِي يَعْتَقِدُهُ الرَّافِضَةُ فِي هَذَا الْمُنْتَظَرِ لو اعتقده الْمُسْلِمُ فِي عَلِيٍّ بَلْ فِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِمَا جَازَ لَهُ ذَلِكَ وَلَا أقرَّ عَلَيْهِ.
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصارى عِيسَى فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ، فَقُولُوا: عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ " صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَامُهُ.
فإنهم يعتقدون فِيهِ وَفِي آبائه أنّ كلّ واحدٍ منهم يعلم علم الأوَّلين والآخرين، وما كان وما يكون، ولا يقع منه خطأ قطّ، وأنّه معصوم من [ص:400] الخطأ والسَّهو. نسأل الله العفو والعافية، ونعوذ بالله من الاحتجاج بالكذِب وردّ الصِّدق، كما هو دأب الشِّيعة.(6/398)
402 - محمد بن الحسن بن طَرْخان أبو عبد الله الشَّعْرانيُّ النَّيْسَابوريُّ الصَّوَّاف. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: أبا نعيم وعفان وسليمان بن حرب وأبا حذيفة والحميدي وطبقتهم،
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيم بْن أَبِي طَالِب وابن خُزَيْمَة ومكي ابن عبدان وأبو حامد ابن الشرقي وآخرون.
قال مكي: توفي سنة إحدى وستين ومائتين.(6/400)
403 - محمد بن الحسن، أبو عوانة الباهلي الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: الحسن بن بشر البجلي، وطبقته.
وَعَنْهُ: محمد بن مخلد، وإسماعيل الصفار.(6/400)
404 - محمد بْن الْحُسَن بْن عَبْد اللَّه بْن روق الراسبي المروزي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: يحيى بن آدم، ويعلى بن عبيد، وجماعة.
وَعَنْهُ: علي بن محمد بن مقاتل، وغيره.
توفي في أول سنة ثمان وستين، ويعرف بالروقي.(6/400)
405 - محمد بن الحسن بن طوق، أبو بكر الختلي الحربي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: مسلم بن إبراهيم الحربي، وجندل بن والق.
وَعَنْهُ: محمد بن مخلد، وأبو جعفر بن البختري.(6/400)
406 - محمد بن الحسين بن المبارك، أبو جعفر الأعرابي البَغْداديُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: الأسود بن عامر، ويونس بن محمد المؤدب.
وَعَنْهُ: محمد بن مخلد، ويحيى بن صاعد.
توفي سنة سبعين، وكان ثقة.(6/400)
407 - محمد بن الحكم، أبو جعفر الخُتُّليُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: عبيد الله بن موسى.
وَعَنْهُ: ابن مخلد، وإسحاق بن سلمة الكُوفيُّ. توفي سنة ست وستين.(6/401)
408 - محمد بن حمّاد بن بكر أبو بكر المقرئ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
صاحب خلف البزّار.
مقرئ مجوِّد، صالح عابد. كان الْإِمَام أَحْمَد يجلُّه ويحترمه، ويُصلّي خلفه فِي رمضان.
رَوَى عَنْ: يزيد بْن هارون، وعبد الله بْن بَكْر السَّهميّ.
وَعَنْهُ: ابن مخلد، وأبو سعيد ابن الأعرابيّ، وجماعة.
تُوُفيّ سنة سبعٍ وستّين.(6/401)
409 - محمد بن حميد بن هشام، أبو قرة الرُّعيني المِصْريُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رَوَى عَنْ: حسان بن عبد الله الواسطي، وغيره.
توفي سنة ست وستين.
قال أبو أحمد في الكنى: سمع أبو قرة عبد الله بن يوسف التنيسي، وحسان بن غالب المصري.
رَوَى عَنْهُ: ابن خزيمة، وأحمد بن محمد الواسطي.(6/401)
410 - ن: محمد بن خالد بن خَلِيّ الكَلَاعِيُّ الحِمْصيُّ، أبو الحُسين. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أحمد بن خالد الوهبي، وأبي اليمان وأبيه خالد، وبشر بن شعيب.
وَعَنْهُ: النسائي، وابنه أبو بكر أحمد بن محمد بن خالد، وحاجب بن أركين، وابن جوصا، وأبو عوانة، ومحمد بْن يوسف الهَرَويّ، وأبو الْعَبَّاس الأصمّ، وآخرون.
وثقه النسائي، وغيره.(6/401)
411 - محمد بن خلف بن صالح التيمي الكُوفيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه][ص:402]
عَنْ: إسحاق السلولي، وطلق بن غنام، وخالد بن مخلد.
قال ابن أبي حاتم: صدوق، سمعت منه بالكوفة.
وقال ابن عقدة: مات سنة أربع وستّين.(6/401)
412 - محمد بْن خَلَف، أبو بَكْر الْبَغْدَادِيّ الحدّاديّ المقرئ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: حسين بن علي الْجُعْفيّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وأبي يحيى الحمّانيّ، ويعقوب الحضرمي، والوليد بن القاسم الهمداني، وطائفة.
وَعَنْهُ: البخاريّ، وأبو ذر أحمد ابن الباغنديّ، وابن خزيمة، وابن صاعد، ويعقوب الجصاص، وأبو عبيد محمد بن أحمد بن المؤمل، وابن مَخْلَد، وطائفة.
قَالَ الدّارَقُطْنِيّ: ثقة، فاضل.
وقال هبة الله بن الحسن الطبري مات فِي ربيع الأول سنة إحدى وستّين.
له حديث فِي الصّحيح.
وقد روى القراءة عن أبي يوسف الأعشى.(6/402)
413 - محمد بْن الخليل. أبو جَعْفَر الْبَغْدَادِيّ الفلّاس المخرَّميّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أبي بدر شجاع بن الوليد، ومحمد بْن عُبَيْد، ورَوْح بْن عُبَادة، وحجّاج الأعور، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو بكر بن أبي داود، وأبو عَوَانَة، ومحمد بْن مَخْلَد، ومحمد بْن جعفر المطَّيري، وجماعة.
وكان من خيار المسلمين.
تُوُفيّ فِي شعبان سنة تسعٍ وستين.
ووثقه الخطيب.
لم يصّح أنّ النَّسائيّ روى عَنْهُ.(6/402)
414 - محمد بن داود القُومِسيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
حَدَّثَ ببغداد عَنْ: مسلم بن إبراهيم، وأبي حذيفة النهدي.
وَعَنْهُ: ابن البختري، وإسماعيل الصفار.
وثقه مطين.(6/403)
415 - محمد بن دلُّوية بن منصور الفقيه، أبو بكر النَّيْسَابوريُّ الزاهد. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رحل، وأكثر عَنْ: روح بن عبادة، وأبي داود الطيالسي , وآدم بن أبي إياس، ونحوهم.
وَعَنْهُ: ابن خزيمة، وجماعة.
توفي سنة خمس وستين.(6/403)
416 - محمد بن سحنون الفقيه واسم سحنون عبد السّلام بن سعيد التَّنوخيّ القَيْروانيّ. المالكيّ، الحافظ أبو عبد الله. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: أَبَاهُ، وأبا مُصْعَب الزُّهريّ، وجماعة. .
وكان خبيراً بمذهب مالك، عالماً بالآثار.
قال يحيى بْن عُمَر: كان ابنُ سَحْنُون من أكبر النّاس حُجَة وأتقنهم لها. وكان يناظر أباه، وما شبهّته إلاّ بالسيف.
وقيل لعيسى بْن مِسكين، مَن خير من رَأَيْت فِي العلم؟ قَالَ: محمد بْن سَحْنُون.
وقَالَ غيره: ألّف محمد كتابه المشهور، جمع فِيهِ فنون العِلم والفِقْه، وكتاب السِّير وهو عشرون كتابًا، وكتاب التاريخ وهو ستّة أجزاء، وكتاب الرّدّ على الشّافعيّ وأهل العراق، وكتاب الزُّهد، وكتاب الإمامة، وتصانيفه كثيرة.
ولما مات ضُرِبت الأخبية على قبره وأقام النّاس فيها شهورًا حَتَّى قامت الأسواق حول قبره. ورثاه غير واحدٍ من الشُّعراء. وكانت وفاته سنة خمسٍ وستّين بالقيروان مات كهلاً رحمه الله.(6/403)
417 - محمد بن سُرَيْج بن موسى بن دينار، أبو عبد الله البُخاريُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه][ص:404]
ذكره ابن ماكولا.
رَوَى عَنْ: عبدان، وأبي وهب محمد بن مزاحم، ومحمد بن سلام البيكندي.
وَعَنْهُ: محمد بن صابر.
مات سنة ثمان وستين ومائتين.(6/403)
418 - محمد بْن سَعِيد بْن غالب. أبو يحيى العَطَّار الضّرير. [الوفاة: 261 - 270 ه]
بغداديّ، ثقة.
رَوَى عَنْ: سفيان بن عُيَيْنَة، وإسماعيل بْن عليَّة، ومُعَاذ بْن مُعَاذ، وعبيدة بن حميد، ويحيى بْن آدم، وأبي أسامة، والشَّافعيّ، وطائفة كثيرة.
وَعَنْهُ: ابن ماجه في تفسيره، وأبو العباس بن سريج الفقيه، وعبد الله بن عروة الهروي، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الله بن محمد المروزي الحامض، ومحمد بْن مَخْلَد، والمَحَامليّ، وابن أبي حاتم وقال: صدوق ثقة، وابن الأعرابيّ وهو آخر أصحابه موتاً.
وقال ابن مخلد تُوُفيّ فِي شوّال سنة إحدى وستّين.(6/404)
419 - محمد بن سعيد بن هنّاد أبو غانم الخُزاعيُّ البُوشَنْجيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
حدَّث ببغداد ونيسابور عَنْ: أبي نُعَيْم، والقَعْنبيّ، وأبي الْوَلِيد الطَّيالِسيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بْن مخلد، وأبو حامد ابن الشَّرقي، وأبو بكر بن المنذر صاحب الخلافيّات، ومحمد بْن عَقِيل البلْخيّ، ومكي بن عبدان، وعدد.
واستوطن نيسابور.
وقيل: لقي ابن عيينة.
توفي سنة سبعٍ وستين ومائتين
وقد ذكر الخطيب في تاريخه أنّه روى عن سُفْيَان بْن عُيَيْنَة. وهذا بعيد لا وجه له لبعده.(6/404)
420 - محمد بن سُلَيْم، أبو جعفر السَّرَّاج. [الوفاة: 261 - 270 ه][ص:405]
بغدادي ثقة
عَنْ: حفص بن عبد الله النيسابوري، ويحيى بن أبي بكير.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، ومحمد بْن مَخْلَد.
تُوُفيّ سنة اثنتين وستّين.(6/404)
421 - ق: محمد بن سليمان بن هشام الوَرَّاق، [الوفاة: 261 - 270 ه]
ابن بنت مطر.
عَنْ: المحاربي، وأبي معاوية، وعبد الله بن نمير، وإسماعيل بن علية، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: ابن ماجه حديثا واحدا، وابن خزيمة، وأبو عوانة، وأبو قريش، وابن جوصا، وأبو سعيد ابن الأعرابي، وأحمد بن زكريا المقدسي، وحمزة بن الحسين السمسار، وطائفة.
قال ابن عقدة: في أمره نظر.
وقال أبو علي النَّيْسَابوريُّ: ضعيف.
وقال ابن عدي: أحاديثه مسروقة، يسرقها من قوم ثقات.
وقال ابن المنادي: مات سنة خمس وستين.(6/405)
422 - محمد بن سهل بن إبراهيم النَّيْسَابوريُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: محاضر بن المورع، ومؤمل بن إسماعيل.
وَعَنْهُ: محمد بن شاذان، ومحمد بن سليمان بن فارس.
توفي سنة سبع وستين.(6/405)
423 - محمد بن شجاع، أبو عبد الله ابن الثَّلْجيّ الْبَغْدَادِيّ الفقيه الحنفيّ [الوفاة: 261 - 270 ه]
أحد الأعلام الكبار.
قرأ القرآن على أبي محمد ابن اليزَّيْديّ وروى الحروف عَنْ: يحيى بْن آدم.
وتفقَّه على: الْحَسَن بْن زياد اللُّؤلؤيّ، وغيره.
وَرَوَى عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن عليَّة، ووكيع، وأبي أسامة، ومحمد بْن عُمَر الواقديّ، ويحيى بن آدم، وجماعة.
وَعَنْهُ: عبد الله بن أحمد بن ثابت البزاز. وعبد الوهاب بن أبي حيّة، [ص:406] ومحمد بن إبراهيم بن حبيش البغوي، ومحمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، وجده يعقوب.
قال ابن عدي: كان يضع أحاديث في التشبيه وينسبها إلى أصحاب الحديث يثلبهم بذلك.
رَوَى عَنْ: حبان بْنِ هِلالٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أبي المهزم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَرْفَعُهُ: إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الفرس فأجراها فَعَرِقَتْ، ثُمَّ خَلَقَ نَفْسَهُ مِنْهَا.
قُلْتُ: هَذَا كَذِبٌ لَا يَدْخُلُ فِي عَقْلِ الْمَجَانِينَ لِاسْتِحَالَتُهُ، إِلَّا أَنْ يُرِيدَ خَلَقَ شَيْئًا سَمَّاهُ نَفَسًا، وَأَضَافَهُ إِلَيْهِ إِضَافَةَ مِلْكٍ. وَبِكُلِّ حَالٍ هَذَا وَاللَّهِ كَذِبٌ بِيَقِينٍ.
وقد سَأَلَ عَبْد الرَّحْمَن بْن يحيى بْن خاقان أَحْمَد بْن حنبل عَنْهُ فقال: مبتدع صاحب هوى.
قلت: ومع مذهبه فِي الوقْف فِي القرآن كان متعبدًا كثير التّلاوة.
قَالَ أَحْمَد بْن الحَسَن البَغَويّ: سمعته يقول: ادفنوني فِي هَذَا البيت فإنه لم يبق فِيهِ طابق إلّا وقد ختمت عليه القرآن.
قلت: وُلِدَ سنة إحدى وثمانين ومائة، ومات وهو ساجد فِي صلاة العصر فِي رابع ذي الحجة سنة ستِّ وستّين وخُتِم له بخير إنّ شاء الله وأناب عند الموت.
قَالَ ابنُ عديّ: سمعت مُوسَى بْن القاسم بْن الْحَسَن الأشيبْ يقول: كان ابنُ الثّلْجيّ يقول: من كان الشّافعيّ؟ إنّما كان يصحب بربر المغني. فلم يزل يقول هَذَا إِلَى أنْ حضرته الوفاة فقال: رحم الله أَبَا عَبْد الله الشّافعيّ. وذكر علمه وقَالَ: قد رجعت عمّا كنت أقول فِيهِ.
وقَالَ أبو عبد الله الحاكم: رَأَيْت عند محمد بْن أَحْمَد بْن موسى القمّيّ الخازن، عن أَبِيهِ، عن محمد بْن شجاع كتاب " المناسك " في نيِّف وستيّن جزءاً كباراً دقاقا. روى هذا أبو عمرو الدانيّ، عن عبد الملك الصِّقلّيّ، عن الحاكم. [ص:407]
وقَالَ هارون بْن يعقوب الهاشميّ: سمعت أَبَا عبد الله وقيل له ابن الثّلجي وأصحابه قال جهمية قيل أكان من أصحاب المريسي قال نعم.
قلت وقد جاء عن غير واحد إنّ ابنَ الثّلْجيّ كان ينال من أَحْمَد بْن حنبل وأصحابه ويقول: أيّ شيء قام به أَحْمَد بْن حنبل؟!.
قَالَ المَرُّوذيّ: أتيته ولمتُه، فقال: إنّما أقول كلام الله كما أقول سماء الله وأرض الله.
فقمت وما كلّمناه حَتَّى مات.
وكان المتوكّل قد همّ بتوليته القضاء، فَقِيلَ له: هُوَ مِن أصحاب بِشْر المَرِيسيّ، فقال: نحنُ بَعْدُ فِي بِشْر؟ فقطّع الكتاب الَّذِي كان كُتِب له فِي ذلك.(6/405)
424 - محمد بن صالح بن رفيد، أبو عبد الله البخاري، ويعرف بمحمد بن أبي هاشم. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ مِنْ: النضر بن شميل، وعبد العزيز بن أبي رزمة، وعمار بن عبد الجبار.
وَعَنْهُ: ابن ابنه عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد، وإسحاق بن أحمد بن خلف.
توفي سنة أربع وستين.(6/407)
425 - محمد بن الضوء الكرميني، [الوفاة: 261 - 270 ه]
أخو أحمد.
وكلاهما رحال صاحب حديث.
سَمِعَ: محمد أبا الوليد، وأحمد بن يونس، ومحمد بن كثير، وسعدوية، والتبوذكي، وطبقتهم.
وأما أخوه فأقدم رحلة منه، لكونه لحق أبا نعيم، ومكيا، وقبيصة.(6/407)
426 - محمد بْن عاصم بْن عَبْد الله الثَّقفيّ أبو جعفر الأصبهاني العابد. [الوفاة: 261 - 270 ه][ص:408]
سَمِعَ مِنْ: سفيان بن عيينة، وعبدة بن سليمان وحسين بن علي الجعفي، وأبي أسامة، ويحيى بْن آدم، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بْن عليّ بن الجارود، ومحمد بن عمر الجورجيري وخلْق آخرهم موتًا عَبْد الله بْن جَعْفَر بن فارس شيخ للحافظ أبي نعيم.
رُوِيَ عن إِبْرَاهِيم بْن أُورَمَة الحافظ قَالَ: ما رأيت مثل محمد بن عاصم ولا رَأَى هُوَ مثل نفسه.
وقَالَ عليّ بْن محمد الثَّقفيّ: كنت أختلف إِلَى أبي بَكْر بْن أبي شَيْبَة، فَمَا رَأَيْت أحدًا يُشْبِهه في حسن دينه وحِفْظ لسانه إلّا محمد بْن عاصم.
وقَالَ غيره: كان محمد وأسيد وعليّ والنُّعمان بنو عاصم من سكّان المدينة مدينة جيّ.
قلتُ: وقع لنا حديثه عاليا.
وتُوُفيّ سنة اثنتين وستين وهو صدوق، رحمه الله.(6/407)
427 - محمد بن عاصم الرَّازيُّ النصرآباذيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رحل وَسَمِعَ مِنْ: عبد الرزاق، وإسحاق بن سليمان الرازي، وجماعة.
قال ابن أبي حاتم: لم يقض لي السماع منة، وكان صدوقًا.(6/408)
428 - محمد بْن عامر بن إبراهيم الأشعري، مولاهم، الأصبهاني. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: أباه، وأبا داود الطيالسي، وأبا عمر الجرمي النحوي.
وَعَنْهُ: أبو بَكْر بْن أبي دَاوُد، وعبد الله بن محمد بن عيسى المقرئ، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وعَبْد اللَّه بْن جعفر بن فارس، وآخرون.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: صدوق.
وقَالَ أبو نعيم الحافظ: كان يجري في مجلس أبي عبد الله محمد بن عامر فنون العلم: الفقه، والنحو، والشعر، والغريب، والحديث.
وقال غيره: عنده غرائب. [ص:409]
وتوفي سنة سبع وستين، ومات أخوه إبراهيم سنة ستين ومائتين، رحمهما الله.(6/408)
429 - ن: محمد بن عامر الأنطاكي، ويقال: المصيصي، نزيل الرملة، أبو عمر. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أبي النضر هاشم بْن القاسم، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عيسى ابن الطباع، ومنصور بن سلمة الخزاعي، وخلق.
وكان صاحب حديث؛
رَوَى عَنْهُ: النسائي، ومحمد بن المنذر شكر، وأبو عوانة، وأبو نعيم بن عدي.
وثقه النسائي.(6/409)
430 - محمد بْن الْعَبَّاس بْن خَالِد، أبو عبد الله السُّلميّ الإصبهانيّ، الرّجل الصالح. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رحل فِي العلم،
وسَمِعَ: عُبَيْد الله بْن مُوسَى، وأبا عاصم النّبيل، وجماعة.
وَعَنْهُ: يوسف بْن محمد المؤذّن، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وعَبْد اللَّه بْن محمد ولده، وآخر من روى عَنْهُ عَبْد الله بْن فارس.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: صدوق من عباد الله الصّالحين، صاحب فضل وعبادة.
ولما توفي محمد بن العباس حضره أحمد بن عصام فقال: كان من ثقات إخواننا، وكان عندي ممن كان يخشى الله تعالى.
قلت: توفي إلى رحمة الله تعالى سنة ست وستين(6/409)
431 - محمد بن العباس بن بسام، [الوفاة: 261 - 270 ه]
مولى بني هاشم.
عَنْ: سهل بن عثمان، ومحمود بن غيلان.
وَعَنْهُ: عبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: صدوق، والحسين بن المهلب، وجماعة.(6/409)
432 - محمد بن عبد الله بن جعفر، أبو بكر الزُّهَيْريُّ البَغْداديُّ العابد. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: عمرو بن عاصم، والهيثم بن جميل.
وَعَنْهُ: عبد الله ابن الإمام أحمد والمحاملي.
قال الدارقطني: ثقة.
وقيل كان قائما يصلي، فخر ميتا رحمه الله، توفي سنة خمس وستين.(6/410)
433 - ن: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ بن أعين بن ليث. الإمام أبو عبد الله المِصْريُّ الفقيه، [الوفاة: 261 - 270 ه]
أخو عبد الرحمن وسعد.
ولد سنة اثنتين وثمانين ومائة.
وَرَوَى عَنْ: عَبْد الله بْن وهب، وابن أبي فُدَيْك، وأبي ضمرة أنس بن عياض، وبشر بن بكير، وأيوب بن سويد الرملي، وإسحاق بن الفرات، وأشهب بن عبد العزيز، وشعيب بن الليث بن سعد، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وطائفة.
ولزم الشافعي مدة، وتفقه به، وبابنه عبد الله، وغيرهما.
وَعَنْهُ: النسائي، وابن خُزَيْمَة، وابن صاعد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وعمرو بن عثمان المكي الزاهد، وأبو بكر بن زياد النَّيسابوريّ، وإسماعيل بن داود بن وردان، وأبو العباس الأصم، وجماعة.
وثقه النَّسائي، وقَالَ مرّة: لا بأس به.
وقال غيره: كان أبوه قد ضمّه إلى الشّافعيّ، فكان الشّافعيّ معجَبًا به لذكائه وحرصه على الفِقْه.
قَالَ أبو عُمَر الصَّدفّي: رَأَيْت أَهْل مصر لا يعدلون به أحدًا، ويصفونه بالعلم والفضل والتواضع.
وقَالَ إمام الأئمّة ابنُ خُزَيْمَة: ما رَأَيْت فِي فقهاء الْإِسْلَام أعرف بأقاويل الصّحابة والتابعين من مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ.
وقَالَ مرَّة: كان محمد بْن عَبْد الله أعلم مَن رَأيت على أديم الأرض [ص:411] بمذهب مالك، وأحفظهم له سمعته يقول: كنت أتعجّب ممّن يقول فِي المسائل: لا أدري.
قَالَ ابنُ خُزَيْمَة: وأمّا الإسناد فلم يكن يحفظه، وكان من أصحاب الشّافعيّ، وكان ممّن يتكلّم فِيهِ. فوقعت بينه وبين البُوَيْطي وحشة فِي مرض الشّافعيّ فحدَّثني أبو جعفر السُّكّريّ صديق الرَّبِيع قَالَ: لمّا مرض الشّافعيّ جاء ابنُ عَبْد الحَكَم ينازع البُوَيْطيّ فِي مجلس الشافعي، فقال البويطي: أَنَا أحق بِهِ منك.
فجاء الحُمَيْديّ، وكان بِمصر، فقال: قَالَ الشّافعيّ: لَيْسَ أحدٌ أحقّ بمجلسي من البُوَيْطيّ، وليس أحد من أصحابي أعلمُ منه.
فقال له ابن عبد الحكم كذبت فقال الحُمَيْديّ: كذبت أنت وأبوك وأُّمك.
وغضب ابنُ عَبْد الحكم فترك مجلس الشّافعيّ، فحدَّثني ابنُ عَبْد الحَكَم قَالَ: كان الحُمَيْديّ معي فِي الدّار نحوًا من سنة وأعطاني كتاب ابنُ عُيَيْنَة، ثُمَّ أَبَوْا إلّا أن يُوقِعُوا بيننا ما وقع.
روى هَذَا كلَّه الحاكم عن حُسَيْنَك التَميميّ، عن ابنُ خُزَيْمَة.
وعن المزنيّ قال: نظر الشّافعيّ إلى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ وقد ركَب دابّته فأتْبعه بصره وقَالَ: ودِدت أنّ لي ولدًا مثله وعليّ ألف دينار لا أجد قضاءها.
وقال أبو الشَّيخ: حدثنا عَمْرو بْن عُثْمَان المكّيّ قَالَ: رَأَيْت مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ يُصلّي الضُّحى، فكان كلّما صلّى ركعتين سجد سجدتين، فسأله من يأنس به فقال: أسجد شكرا لله على ما أَنْعم به عليَّ من صلاة الركعتين.
وقَالَ ابنُ أبي حاتم: صدوق، ثقه، أحد فقهاء مصر من أصحاب مالك.
وقَالَ أبو إِسْحَاق الشّيرازيّ: قد حُمِل محمد فِي محنة القرآن إِلَى ابنِ أبي دُؤاد، ولم يُجِب إِلَى ما طلب منه، وردَّ إلى مصر، وانتهت إليه الرياسة بمصر، يعني فِي العِلْم. [ص:412]
وقَالَ غيره: إنّه ضُرِب فهرب واختفى، وقد نالْته محنةٌ أخرى صَعْبة مرَّت فِي ترجمة أخيه الشّهيد عبد الحكم سنة سبعٍ وثلاثين.
بسبب ابن الجرويّ.
قَالَ أبو سَعِيد بْن يُونُس: كان محمد المفتي بمصر فِي أيّامه، تُوُفيّ يوم الأربعاء النِّصف من ذي القعدة سنة ثمانٍ وستّين وصلّى عليه بكّار بْن قُتَيْبَةَ القاضي.
قلت: آخر من روى حديثه عاليًا عَبْد الغفّار الشِّيرويّي.
وله تصانيف كثيرة منها: كتاب " أحكام القرآن "، وكتاب " الرّدّ على الشّافعيّ مما خالف فِيهِ الكتاب والسُّنَّة "، وكتاب " الرّدّ على أَهْل العراق "، وكتاب " أدب القضاة ".
وَفِي المحدثين.(6/410)
434 - مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رجلٌ رَوَى عَنْ: أَحْمَد بْن مَسْعُود المقدسيّ.
روى أبو نعيم الحافظ حديثه في " الحلية " فقال: حدثنا أبو حامد أَحْمَد بْن محمد بْن الْحُسَيْن: قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ.(6/412)
435 - محمد بن عبد الله بن عبد الجبار، أبو العوام المصري. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رَوَى عَنْ: عمه النضر بن عبد الجبار.
توفي في سنة ثمان أيضا.(6/412)
436 - م: محمد بن عبد الله بن قهزاد، أبو جابر المروزي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: النضر بن شميل، وجعفر بن عون، ويعلى بن عبيد، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو عَوَانةَ، وأبو بَكْر بْن أبي دَاوُد، وأبو العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي، وآخرون.
توفي سنة اثنتين وستين.
ثقة.(6/412)
437 - محمد بْن عَبْد الله بْن المستورد، الحافظ أبو بَكْر الْبَغْدَادِيّ. [الوفاة: 261 - 270 ه][ص:413]
عَنْ: أبي نعيم، ويحيى بن عبد الله بن بكير، والحسن بن بشر، وجماعة.
حدَّث ببغداد، وإصبهان.
روى عَنْهُ: أبو عبد الله المحَامِليّ، وعبد الله بْن جَعْفَر بن فارس، وآخرون.
توفّي سنة اثنتين أيضا.(6/412)
438 - د ن: محمد بن عبد الله بن ميمون، أبو بكر البَغْداديُّ ثم الإسكندراني. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: الوليد بن مسلم، وسلم بن ميمون الخواص، وسفيان بن عيينة، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وابن خزيمة، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو بكر بن زياد النَّيْسَابوريُّ، وأبو عوانة، وابن جوصا، وأبو جعفر الطحاوي، وآخرون.
قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه بالإسكندرية، وهو صدوق ثقة.
وقال ابن يونس: توفي في حادي عشر ربيع الأول سنة اثنتين أيضا.
قلت: آخر من روى عنه علي بن عبد الله بن أبي مطر الإسكندراني شيخ أبي محمد ابن النحاس.(6/413)
439 - محمد بْن عَبْد اللَّه بْن يزيد، أَبُو عبد الله الهاشمي، مولاهم، البَغْداديُّ الأعسم، ويعرف بالمنتوف. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رَوَى عَنْ: علي بن عاصم، وشبابة بن سوار.
وَعَنْهُ: أحمد بن هارون البرديجي، والحسين المحاملي , وآخرون.
وهو ثقة، توفي سنة أربع وستين.(6/413)
440 - محمد بن عبد الرحمن، أبو جعفر البَغْداديُّ الصيرفي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: سُفيان بْن عُيَيْنَة، ويزيد بْن هارون، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بن خلف وكيع، والحسين المحاملي، وآخرون. [ص:414]
قال أبو الحسين ابن المنادي: كان أبو جعفر يسأل من يقصده عن مدينة بعد مدينة هل بقي فيها من يحدث؟ فإذا قيل له: لا، خرج إليها في السر فحدثهم ورجع، وكان على نهاية من الدين رحمه الله.
تُوُفيّ فِي ربيع الآخر سنة خمسٍ وستّين، وله تسعون سنة.
وقال الدارقطني: ثقة.(6/413)
441 - ن: محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الأشعث. أبو بَكْر الرَّبَعيُّ العِجْليُّ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
إمام جامع دمشق.
رَوَى عَنْ: أبي مسهر، ومحمد بن عيسى ابن الطّبّاع، ومحمد بن المبارك الصوري، وحَجّاج بْن أبي منيع، وغيرهم.
وَعَنْهُ: النَّسائي، وابن صاعد، وأبو عَوَانةَ، وأبو بَكْر بْن أبي دَاوُد، وأبو بَكْر بْن زياد، والحسن بْن عَبْد الملك الحصائريّ، وجماعة.
وثّقه النَّسائي.
ومات سنة ستٍّ وستّين.(6/414)
442 - محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بن مِهْران البَغْداديُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم، وعبد الله بْن رجاء.
وَعَنْهُ: محمد بن مخلد.
توفي سنة سبعين.(6/414)
443 - محمد بن عبد الرحمن بن بحر الهروي المعروف بالعُتْبِيِّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: الحسين بن أحمد بن علي الجعفي، ويزيد بن هارون.
حدث ببغداد وهراة.
أرخه أحمد بن محمد بن ياسين سنة إحدى وستين، وقال: لم يطعنوا فيه بشيء.
ذكره الخطيب.(6/414)
444 - محمد بْن عَبْد الْعَزِيز بْن المَرْزُبان بْن جَعْفَر البَغَويّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
والد أبي القاسم البَغَويّ.
قَالَ محمد بْن أَحْمَد الإسكافيّ فِي " تاريخه ": وُلِدَ سنة ثمانٍ وثمانين ومائة، وهو أسنّ إخوته.
سَمِعَ مِنْ: عَبْد الله بْن بَكْر السَّهميّ، والأشيب. ولم يحدث.
وكان تحتهّ وتحت أخيه عليّ بنتي أَحْمَد بْن مَنِيع.
تُوُفيّ بسرَّ مَنْ رَأَى سنة سبعٍ وستّين ومائتين.(6/415)
445 - محمد بْن عَبْد الكريم بن محمد بن مهاجر. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: الهيثم بْن عديّ ويزيد بْن هارون ووهب بن جرير وجماعة. توفي ستة خمس وستين.(6/415)
446 - د ق: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، أبو جعفر الواسطيّ الدَّقيقيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: يزيد بن هارون، ووهب بن جرير، ويعلى بن عبيد، وسعيد بن عامر وعبد الصمد بن عبد الوارث، وأبي أَحْمَد الزُّبيريّ، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو دَاوُد، وابن ماجة، وإبراهيم الحربيّ، وإبراهيم بْن محمد نفطوية، وابن صاعد، وابن أبي حاتم ومحمد بن البختري وإسماعيل الصّفّار، وأحمد بن سليمان العباداني وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
ووثّقه الدَّارقطنيّ.
توفّي في شوال سنة ستٍّ وستين.
وقع لنا من موافقاته العالية.(6/415)
447 - محمد بْن عُبَيْد الله بْن يزيد، أبو جَعْفَر الشَّيبانيّ مولاهم الحرّانيّ، ويُعرف بالقَرْدُوانيّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
قاضي حرّان [ص:416]
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وعثمان بْن عَبْد الرَّحْمَن الطَرائفيّ، ومحمد بن سليمان البومة وأبي نعيم الفضل بن دكين.
وَعَنْهُ: النَّسائي، وأحمد بن عمرو البزّار، وأبو عروبة، وابن صاعد، وأبو عوانة، وعدة.
قال ابن عروبة: كان من عدول الحكام. ولم يكن يعرف الحديث، وكانت عنده كتب ذكر أنّه سمعها من أَبِيهِ.
ومات بحران لليالٍ بقين من ذي الحجّة سنة ثمانٍ وستّين.(6/415)
• - محمد بْن عُبَيْد الله بن يزيد أبو جعفر ابن المنادي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سيأتي.(6/416)
448 - محمد بن عُبَيْد أبو الحسن الكُوفيُّ الخَزَّاز الأُطْروش. [الوفاة: 261 - 270 ه]
ورد نيسابور مع عبد الله بن طاهر،
وَحَدَّثَ عَنْ: محمد بن بشر العبدي , ويعلى بن عبيد، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن خزيمة، ومكي بن عبدان، وأبو حامد ابن الشرقي، وغيرهم.
توفي سنة إحدى وستين ومائتين.(6/416)
449 - ق: محمد بن عُبَيْد بن عُتْبة، أبو جعفر الكِنْدي الكُوفيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أبي نعيم، وفروة بن أبي المغراء، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وأبو العباس ابن عقدة، وإسماعيل الصفار، وأبو سعيد ابن الأعرابي، وأبو العباس الأصم.(6/416)
450 - محمد بْن عُثْمَان الهَرَويّ. الحافظ متُّوية. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: مسلم بن إبراهيم، والحوضي.
توفّي سنة أربعٍ.(6/416)
451 - محمد بن عثمان بن مخلد الواسطي التمار. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: سعيد بن عامر الضبعي، ومحاضر بن المورع، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن أبي حاتم، وقال: صدوق.(6/416)
452 - ن ق: محمد بن عزيز بن عبد الله بن زياد بن خالد بن عقيل بن خالد، أبو عبد الله الأموي، مولاهم، الأيلي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: ابن عمه سلامة بن روح، وسليمان بن سلمة الخبائري.
وَعَنْهُ: النسائي، وابن ماجه، وأبو بكر بن أبي عاصم، وزكريا الساجي، وجعفر الفريابي، وأبو بكر بن زياد النَّيْسَابوريُّ، وأبو جعفر الطحاوي، وأبو عوانة، والحسن بن يوسف الطرائفي، وطائفة آخرهم موتًا أبو الفوارس أحمد بن محمد ابن السندي.
وقد روى عنه أبو داود في غير السنن.
وقال النسائي: صويلح.
وقال ابن أبي حاتم: كان صدوقا.
وقال أبو أحمد الحاكم: فيه نظر، سمعت محمد بن حمدون يحكي عن يعقوب الفسوي، قال: دخلت أيلة فسألت عن كتب سلامة بن روح وحديثه من محمد بن عزيز، وجهدت به كل الجهد، فزعم أنه لم يسمع من سلامة شيئا، وليس عنده شيء من كتب سلامة، ثم حدث بعد ذلك بما ظهر عنه من حديثه.
وقيل: إنه تفرد بهذا الحديث: أكثر أهل الجنة البله، عن سلامة بن عقيل، وله متابع؛ قد رواه أبو روح، عن زاهر، عن الكنجروذي، عن ابن حمدان، عن محمد بن المسيب الأرغياني، قال: حدثنا محمد بن يزيد بن حكيم، قال: حدثنا محمد بن العلاء الأيلي، عن يونس، عَنِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أكثر أهل الجنة البله؛ أخبرناه ابن عساكر، عن أبي روح.
وقال أبو الجهم بن طلاب: حدثنا أحمد بن أبي الحواري، قال: حدثنا مروان بن محمد عن يحيى بن حسان، عن أبي يوسف القاضي عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَكْثَرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْبُلْهُ. [ص:418]
توفي في جمادى الأولى سنة سبع وستين بأيلة.(6/417)
453 - محمد بن علي بن محرز. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: يحيى بن آدم، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد.
وَعَنْهُ: أبو بكر بن خزيمة، وغيره.
توفي بمصر سنة إحدى وستّين.(6/418)
454 - محمد بْن عليّ بْن بسّام، أبو جَعْفَر الحافظ، ولَقَبُه مَعْدان. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رَوَى عَنْ: عَبْد الصمد بْن النُّعمان، وقَبيِصة.
وَعَنْهُ: مطيَّن، ومحمد بن مخلد.
توفّي سنة اثنتين وستين.(6/418)
455 - ن: محمد بن عليّ بن ميمون الرٌَقيّ العطار. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: عَبْد الله بْن جَعْفَر الرَّقيّ، ومحمد بْن يوسف الفِرْيَابِيّ، والقعْنَبيّ، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: النسَّائيّ، وأبو عرُوبة، ومحمد بْن جرير الطَّبريّ، وأبو العبّاس الأصم، وجماعة.
قَالَ الحاكم: ثقة مأمون كان إمام أَهْل الجزيرة فِي عصره.
قلت: تُوُفيّ سنة ثلاثٍ وستين وقيل: سنة ثمانٍ، وهو أصحّ.(6/418)
456 - محمد بْن علي بْن دَاوُد الْبَغْدَادِيّ، الحافظ أبو بَكْر [الوفاة: 261 - 270 ه]
ابنُ أخت غزال.
سَمِعَ: عفّان، وسعيد بن داود الزّنبريّ، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو جَعْفَر الطّحاويّ، وعليّ بْن أَحْمَد علّان، وأبو عَوَانة.
وثّقه أبو بَكْر الخطيب.
ومات سنة أربعٍ وستّين.(6/418)
457 - محمد بن علي بن الجنيد السرخسي ثم البَغْداديُّ، كبشة. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: علي بن عاصم، وعبد الوهاب الخفاف، ويزيد بن هارون، وطائفة.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، وَمحمد بن مَخْلَد، والصفار.
وكان صدوقا.
توفي في جمادى الآخرة سنة خمس وستين.(6/419)
458 - محمد بن علي بن زياد، أبو جعفر القطان. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أبي أسامة.
وَعَنْهُ: أبو الحسين أحمد ابن المنادي، وإسماعيل الصفار.
وقع لنا حديثه بعلو.(6/419)
459 - محمد بن عمار بن عمر بن زياد الدَّرَابِجِرديُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: عمر بن هارون البلخي، والنضر بن شميل.
وَعَنْهُ: ابن خُزَيْمَة، وأبو حامد وعبد اللَّه ابنا الشرقي، ومحمد بن سليمان بن منصور، وآخرون.
توفي سنة اثنتين وستين.(6/419)
460 - محمد بن عمار بن الحارث الرازي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
شيخ معمر رحال،
رَوَى عَنْ: النضر بن شميل، ويحيى بن الضريس، وإسحاق بن سليمان، وجعفر بن عون العمري، ومحاضر بن المورع.
وَعَنْهُ: أبو حاتم، وابنه عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم، ومحمد بن قارن بن العباس.
قال ابن أبي حاتم: ثقة.(6/419)
461 - محمد بن عِمران بن زياد، أبو جعفر الضَّبِّيُّ النَّحْويُّ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
مؤدب عبد الله ابن المعتز.
رَوَى عَنْ: محمد بن كناسة، وأبي نعيم، وطبقتهما.
وكان أديبا علامة،
رَوَى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن أَبِي سَعْد الوَرَّاق، وابن مسروق، وغيرهما. [ص:420]
وثقه الدارقطني.
وكان ببغداد.(6/419)
• - محمد بن عمر بن زياد الدارابجرديُّ، هو ابن عمار [الوفاة: 261 - 270 ه]
الذي تقدم.(6/420)
462 - محمد بن عُمَر بْن يزيد. أبو عبد الله الزُّهريّ الأصبهانيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
أخو رُسْتَة.
عَنْ: أبي دَاوُد الطَّيالِسيّ، وبكر بْن بكّار، ومحمد بن أبان العنبريّ، والحسين بن حفص.
وَعَنْهُ: ابنه عبد الله بن محمد، وأحمد بْن الْحُسَيْن الْأَنْصَارِيّ، وعبد الله بْن جَعْفَر بْن فارس.
تُوُفيّ سنة ثلاثٍ وستّين.(6/420)
463 - محمد بن عمر بن رزين الهمذاني. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: يزيد بن هارون.
وَعَنْهُ: أبو عوانة، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وغيرهما.(6/420)
464 - محمد بن عمرو بن تَمَّام، أبو الكَروَّس الكَلْبيُّ التَّدْمريُّ ثم المِصْريُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أسد بن موسى، ومعاوية بن زيد المؤذن، وعبد الله بن يوسف التنيسي.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم، وغيره.
وهو صدوق.
توفي سنة إحدى وستّين.(6/420)
465 - محمد بْن عُمَيْر، أبو بَكْر الطَّبريّ الفقيه، [الوفاة: 261 - 270 ه]
جليس أبي زُرْعة الرَّازيّ، والمفتي فِي مجلسه.
رَوَى عَنْ: الحُمَيْدي كتاب التفسير، وكتاب الرّد على النّعمان.
قال ابن أبي حاتم: كان يفتي برأي أبي ثور.
وسمعت منه، وهو [ص:421] ثقة صدوق.(6/420)
466 - محمد بن عنبر بن عثمان، أبو عبد الله الحَرَشيُّ النَّيْسَابوريُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: حفص بن عبد الله، وعبدان بن عثمان، ويحيى بن يحيى.
وَعَنْهُ: المؤمل بن الحسن، وغيره.(6/421)
467 - محمد بن عيسى، أبو جعفر البَغْداديُّ العطار الأفواهي الأبرش. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: يزيد بن هارون، وحجاج بن محمد، ويحيى بْن أَبِي بكُيْر.
وَعَنْهُ: محمد بْن مخلد، وأبو عوانة، وإسماعيل الصفار، ومحمد بن جعفر المطيري.
وكان ثقة.
توفي سنة ثمان وستين.(6/421)
468 - محمد بن غالب بن سعيد، أبو عبد الله الرقي، [الوفاة: 261 - 270 ه]
نزيل أنطاكية.
سَمِعَ: سعيد بن مسلمة الأموي، وغصن بن إسماعيل السامي.
وَعَنْهُ: أحمد بن جوصا، ومحمد بن المسيب، وعبد الله بن محمد بن مسلم الأصبهاني.
كناه الحاكم.(6/421)
469 - محمد بن الفضل بن صالح المعافريُّ المِصْريُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
حَدَّثَ عَنْ: ابن وهب؛ قاله ابن يونس، وأنه توفي سنة أربع وستين.(6/421)
470 - محمد بن الليث المروزي الإسكاف. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: النضر بن شميل، وغيره.
توفي سنة ثمان وستين.(6/421)
471 - محمد بْن محمد بْن عِيسَى الزّاهد، أبو الحسن بن أبي الورد البَغْداديُّ المعروف بحبش. [الوفاة: 261 - 270 ه]
صحب بِشْر بْن الْحَارِث وغيره.
وَرَوَى عَنْ: أبي النَّصر هاشم بن [ص:422] القاسم.
وَعَنْهُ: أبو القاسم البَغَويّ، وعلي بن عبد الحميد الغضائري، وغيرهما.
وله أخٌ اسمه أَحْمَد، كُنْيته أيضًا أبو الْحَسَن. زاهد كبير، تُوُفيّ قبل حبش وتوفي حبش سنة اثنتين وستّين.
وقَالَ ابنُ قانع: سنة ثلاثٍ وستّين.
وقِيلَ: سنة اثنتين.
وكان من أعيان مشايخ القوم من موالي سَعِيد بْن العاص الأمويّ. وسمّي حبشّا لسُمْرته. وأبو الورد جدّه من أصحاب المنصور وإليه تُنْسَب سُوَيْقة أبي الورد.(6/421)
472 - محمد بْن محمد بن عمر بن الحكم، أبو الحسن ابن العطار البَغْداديُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: القعنبي، وأبي الوليد الطيالسي، وجماعة.
وَعَنْهُ: موسى بن هارون، ومحمد بن مخلد.
ووثقه موسى.
توفي سنة ثمان وستين.
روى عنه عبد الله بن أحمد في كتاب الرّدّ على الجهمية.(6/422)
473 - محمد بن محمد بن صخر بن سدوس، أبو جعفر التيمي الأصبهاني. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أبي عاصم النبيل، والحسين بن حفص، وخلاد بن يحيى.
وَعَنْهُ: عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس، والأصبهانيون.(6/422)
474 - د ن: محمد بن محمد بن مصعب، أبو عبد الله الصوري، عرف بوحشي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: خالد بن عبد الرحمن، ومؤمل بن إسماعيل، وعبد الله بن يوسف التنيسي، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وأبو بكر بن زياد، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم، وأبو عوانة، وجماعة. [ص:423]
وثقه ابن أبي حاتم.(6/422)
475 - محمد بن ماهان السِّمسار، زَنْبَقة. [الوفاة: 261 - 270 ه]
بغدادي صدوق.
رَوَى عَنْ: عبد الرحمن بن مهدي، ويزيد بن هارون.
وَعَنْهُ: محمد بن مخلد، وأحمد بْن عُثْمَان الأدميّ، وجماعة.
قَالَ ابنُ مخلد: توفي سنة ثمان وخمسين. وهذا غلط أو وهم، فقد بقي إلى قريب السبعين.
وثقه البرقاني.(6/423)
476 - ن: محمد بْن مُسْلِم بْن عُثْمَان بْن وارة، أبو عبد الله الرَّازيّ الحافظ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
طوّف وسمع الكثير.
وَأَخَذَ عَنْ: محمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، وأبي عاصم النّبيل، وهَوْذَة بْن خليفة، وأبي مُسْهِر، وأبي المغيرة الحمصيّ، وأبي نُعَيْم، وآدم بْن أبي إياس، وقَبِيصة، وبشرٍ كثير.
وَعَنْهُ: النسائي ومحمد بن يحيى الذُّهْليّ مع تقدمُّه، والبخاري خارج الصحيح، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وابن صاعد، وأبو عوانة والقاضي أبو عمر محمد بن يوسف وأبو بكر بن مجاهد المقرئ، والمحاملي وابن أبي حاتم، وخلق من آخرهم أبو عمرو أحمد بن محمد بن حكيم.
قال النسائي: ثقة، صاحب حديث.
وقَالَ ابنُ أبي حاتم: ثقة، صدوق.
وجدت أبا زرعة يبجلّه ويُكْرمه.
وقَالَ عَبْد المؤمن بْن أَحْمَد: كان أبو زُرْعة لا يقوم لأحدٍ ولا يُجلِس أحدًا فِي مكانه إلّا ابنُ وَارَةَ.
وقَالَ فَضْلَك الرَّازيّ: سمعت أَبَا بَكْر بْن أبي شَيْبَة يقول: أَحْفَظُ من [ص:424] رَأَيْت أَحْمَد بن الفُرات، وأبو زُرْعة، وابن وَارَةَ.
وقَالَ الطّحاويّ: ثلاثةٌ من علماء الزمان بالحديث اتّفقوا بالرِّيّ، لم يكن فِي الأرض فِي وقتهم أمثالهم. فذكر أَبَا زُرْعة، وابن وَارَةَ، وأبا حاتم.
وعن عَبْد الرَّحْمَن بْن خِراش قَالَ: كان ابنُ وَارَةَ من أَهْل هَذَا الشأن المتقِنين الُأمناء. كنت ليلةً عنده، فذكر أَبَا إِسْحَاق السَّبيعيّ، فذكر شيوخه، فذكر فِي طَلْق واحدٍ سبعين ومائتي رَجُل. ثُمَّ قال: كان غاية شيئًا عجبًا.
وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ خُرَّزَاذَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ الشَّاذكونيّ يَقُولُ: جَاءَنِي محمد بْنُ مُسْلِمٍ، فَقَعَدَ يتقعَّر فِي كَلامِهِ، فَقُلْتُ: مِنْ أيِّ بلدٍ أَنْتَ؟ قَالَ: مِنْ أَهْلِ الرِّيّ.
ثُمَّ قَالَ: أَلَمْ يَأْتِكَ خَبَرِي، أَلَمْ تَسْمَعْ بِنَبَئِي، أَنَا ذُو الرِّحْلَتَيْنِ.
قُلْتُ: مَنْ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً "؟ فَقَالَ: حدَّثني بَعْضُ أَصْحَابِنَا. قُلْتُ: مَنْ أَصْحَابُكَ؟ قَالَ: أَبُو نُعَيْمٍ، وَقَبِيصَةُ. قُلْتُ: يَا غُلامُ، ائْتِنِي بالدِّرَّة. فَأَتَانِي بِهَا، فَأَمَرْتُهُ، فَضَرَبَهُ بِهَا خَمْسِينَ، وَقُلْتُ: أَنْتَ تَخْرُجُ مِنْ عِنْدِي مَا آمَنُ أَنْ تَقُولَ: حدَّثني بَعْضُ غِلْمَانِنَا.
وقَالَ زكريا السّاجيّ: جاء ابنُ وَارَةَ إِلَى أبي كُرَيْب، وكان فِي ابنِ وارة بَأْوٌ، فقال لأبي كُرَيْب: ألم يبلغْك خبري، ألم يأتِك نبئي؟ أَنَا ذو الرّحلتين، أَنَا محمد بن مُسْلِم بْن وَارَةَ.
فقال: وَارَةُ، وما وَارَةُ؟ وما أدراك ما وارة؟ قُم، فوالله لا حدَّثتك، ولا حدَّثت قومًا أنت فيهم.
وقَالَ ابنُ عُقْدة: دقَّ ابنُ وَارَةَ على أبي كُرَيْب، فقال: مَنْ؟ قَالَ: ابنُ وَارة أبو الحديث وأُمُّه.
ذكر أبو أَحْمَد الحاكم أنّ ابنُ وَارَةَ سمع من سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ويحيى القطّان، وهذا وَهْمٌ منه.
قَالَ ابنُ مَخْلَد، وغيره: تُوُفيّ فِي رمضان سنة سبعين.
وقال ابن المنادي: مات سنة خمسٍ وستّين وهذا وهْم أيضاً.(6/423)
477 - محمد بن مهاجر القاضي الطالقاني ثم البَغْداديُّ يعرف بأخي حُنَيْف. [الوفاة: 261 - 270 ه][ص:425]
رَوَى عَنْ: أبي معاوية، وغندر، وأبي أسامة، وهشيم، وسفيان بن عيينة.
وَعَنْهُ: محمد بن مخلد.
قال صالح جزرة: كذاب.
قلت: توفي سنة أربع وستين.(6/424)
478 - محمد بن موسى. أبو جعفر الحرشيّ الحافظ، الملقَّب: شاباص. [الوفاة: 261 - 270 ه]
حدَّث عَنْ: يزيد بْن جنزة المدائنّي، وخليفة بْن خيّاط.
وَعَنْهُ: المَحَامِليّ، وابن مَخْلَد، وإسماعيل الصّفّار.
وهو ثقة.(6/425)
479 - محمد بن النعمان بن بشير أبو عبد الله النَّيْسَابوريُّ ثم المقدسي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: إسماعيل بن أبي أويس وعبد العزيز الأويسي وأبي الجماهر الكفرسوسي.
وَعَنْهُ: ابن صاعد وأبو العباس الأصم وجماعة.
توفي سنة ثمان وستين.(6/425)
480 - محمد بْن هارون، أبو جَعْفَر المُخَرِّميُّ الْبَغْدَادِيُّ الفلاّس شيْطا الحافظ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: أَبَا نُعَيْم، وسليمان بْن حَرْب، وعَمْرو بْن حمّاد، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: المَحَامِليّ، ومحمد بن مخلد، وابن أبي حاتم وقال: هو من الحفّاظ الثّقات، وأبو عوانة وقال: كان من أحفظ النّاس.
قلت: وقع لنا حدثه بعلو في الأكابر عن مالك.
توفّي بالنهروان سنة خمسٍ وستين ومائتين(6/425)
481 - محمد بْن هشام بْن ملّاس، أبو جَعْفَر النّميريّ الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه][ص:426]
عَنْ: مروان بْن مُعَاوِيَة، وحَرْمَلَة بْن عَبْد الْعَزِيز.
وَعَنْهُ: حفيده محمد بْن جَعْفَر بْن محمد الحافظ، وأبو عليّ الحصائريّ، وابن أبي حاتم وقَالَ: صدوق، وأبو الْعَبَّاس الأصمّ، وجماعة.
وله جزء رواه أبو القاسم بْن رواحة عاليًا.
تُوُفيّ سنة سبعين، وله مائة سنة إلّا ثلاث سنين.
قَالَ: لقيت ابنُ عُيَيْنَة سنة اثنتين ومائتين، فكَثُرُوا عليه، فلم أكتب عنه.(6/425)
482 - محمد بن ناصح العسكري السراج. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: يزيد بن هارون، وحجاج الأعور.
وَعَنْهُ: محمد بن مخلد، والمطيري، وحمزة بن الحسين السمسار.(6/426)
483 - محمد بن وجيه، أبو عبد الله النَّيْسَابوريُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: النضر بن شميل، وعمر بن هارون البلخي، وغيرهما.
وَعَنْهُ: مكي بن عبدان، وأبو حامد ابن الشرقي، وأبو حامد بن حسنويه المقرئ، وآخرون.
توفي سنة تسع وستين.(6/426)
484 - محمد بن الوليد بن أبان، أبو جعفر البَغْداديُّ القلانسيُّ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
مولى بني هاشم.
عَنْ: يزيد بن هارون، ورَوْح بن عبادة، وزيد بن الحباب، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أبو الجهم بن طلاب، وأبو عروبة، ومحمد بن مخلد، وخلق كثير.
كذبه أبو عروبة.
وقال ابن عدي: يسرق ويضع.
وقال الدارقطني: ضعيف. [ص:427]
وقد فصل الخطيب ترجمته وجعلهما اثنتين.(6/426)
485 - محمد بْن وهْب. أبو بَكْر الثّقفيّ المقرئ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أبي الْوَلِيد الطَّيالِسي، وجماعة.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيل الصّفّار، وأبو سعيد ابن الأعرابيّ، وغيرهما.
وكان صدر القرَّاء فِي البصْرة فِي زمانه.
سمع الحروف من يعقوب. وقرأ القرآن على رَوْح صاحب يعقوب.
تلا عليه: محمد بْن يعقوب المعدّل، ومحمد بْن المؤمّل الصَّيرفيّ، ومحمد بن جامع الحلوانيّ.
بقي إلى قرب السبعين ومائتين.(6/427)
486 - محمد بْن يحيى بْن عمار، أبو مسلم القهستاني. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: يزيد بن هارون، وأبي نعيم، وهذه الطبقة.
وَعَنْهُ: إبراهيم بن أبي طالب، وأبو قريش محمد بن جمعة، وآخرون.
توفي سنة إحدى وستين، وكان يوصف بالحفظ، والمعرفة.(6/427)
487 - ن: محمد بْن يحيى بْن كثير، أبو عبد الله الكْلبيّ الحرّانيّ الحافظ لؤلؤ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: أَبَا قَتَادَة عَبْد الله بْن واقد، وعثمان بْن عبد الرحمن الطَّرائفيّ، وأبو اليمان الحَكَم بْن نافع، وأحمد بْن يُونُس، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: النَّسائيّ وقَالَ: هُوَ ثقة، وأبو عَروُبَة الحرّانيّ، وأبو عَوَانَة، وأبو عليّ محمد بْن سَعِيد الرَّقّيّ، وطائفة.
تُوُفيّ فِي صَفَر سنة سبعٍ وستين.(6/427)
488 - محمد بن يحيى بن مطر. [الوفاة: 261 - 270 ه][ص:428]
حَدَّثَ بمصر عَنْ: عبد الوهاب بن عطاء وشجاع بن الوليد
وَعَنْهُ: محمد بن بشر العكبري.
وقع لنا من عواليه في " الخلعيات ".(6/427)
489 - محمد بن أبي يحيى الوقار. المِصْريُّ الفقيه. [الوفاة: 261 - 270 ه]
أحمد العالمين بمذهب مالك.
صنّف كتاب السُّنَّة، ومختصرا في الفقه، وغير ذلك. واسم أبيه زكريا بن يحيى.
توفّي في صفر سنة تسعٍ وستين.(6/428)
490 - محمد بن يزيد بن طيفور، أبو جعفر البَغْداديُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أبي معاوية، وعلي بن عاصم، ورأى هشيم بن بشير.
وَعَنْهُ: محمد بن مخلد، وأبو سعيد ابن الأعرابي، وغيرهما.
توفي سنة ست وستين.(6/428)
491 - محمد بن يعقوب بن حبيب، أبو جعفر الغساني الدمشقي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أبي مسهر، وأبي الجماهر الكفرسوسي، وآدم بن أبي إياس، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو عوانة، ومحمد بن جعفر الملاسي، وجماعة.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: صدوق.
قلت: توفي سنة أربع وستين في ربيع الأول.(6/428)
492 - محمد بْن يوسف. أبو عبد الله الْبَغْدَادِيّ الجوهريّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
الرجل الصالح الحافظ.
رحل وطوّف،
وَحَدَّثَ عَنْ: عُبَيْد الله بْن مُوسَى، وأبي غسّان مالك بْن إِسْمَاعِيل، وعبد الْعَزِيز الُأوَيْسيّ، وبِشْر الحافي وصَحِبه، ومعلَّى بْن أسَد، وطبقتهم.
رَوَى عَنْهُ: عُمَر بْن شبَّة وهو أكبر منه، وابن صاعد، وابن أبي حاتم وقَالَ: ثقة، ومحمد بن مخلد، وآخرون. [ص:429]
وقال الخطيب: كان موصوفاً بالدِّين والستر
وقال ابن قانع: مات في ربيع الآخر سنة خمسٍ وستين.(6/428)
493 - محمد بن يوسف بن أبي معمر السعدي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: الوليد بن القاسم الهمذاني، وأسد بن موسى.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، والمحاملي، وابن مخلد.
وثقه الخطيب.(6/429)
494 - مالك بن عبد الله بن سيف بن عبد الله بن شهاب، أبو سعيد التجيبي المصري. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: عبد الله بن يوسف التنيسي، وعبد الله بن عبد الحكم، وإسماعيل بن مسلمة بن قعنب، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو بكر بن القاسم، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: كان صدوقا.
توفي سنة ثمان وستين ومائتين بمصر.(6/429)
495 - مالك بن علي بن مالك بن عبد العزيز. الإمام أبو خالد القرشي الفهري الأندلسي القرطبي الزاهد. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رَوَى عَنْ: يحيى بْن يحيى اللَّيثيّ، وعبد الله بن مسلمة القعنبيّ، وأَصبغ بْن الفَرَج، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بْن عُمَر بْن لُبابة، ومُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن أيمن، وآخرون.
تُوُفيّ سنة ثمانٍ وستّين ومائتين.
وصنَّف أيضاً في مذهب مالك مختصراً.(6/429)
496 - مالك بن معروف الأندلسيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
من أهل ماردة
رَوَى عَنْ: عبد الملك بن حبيب وغيره.
وتوفي سنة أربع وستين.(6/429)
497 - المثنَّى بن جامع. أبو الحسن الأنباريّ الزّاهد. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رَوَى عَنْ: سَعْدَوَيْه الواسطيّ، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن الصّبّاح، وسُرَيْج بْن يُونُس.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن محمد بْن الهيثم، ويوسف الأزرق.
قَالَ الخطيب: كان ثقة مشهوراً بالسُّنَّة.
من أصحاب الإمام أَحْمَد. يُقال كان مستجاب الدعوة. وكان بِشْر الحافي يكرمه ويجله.(6/430)
498 - محمود بن خلف بن أيوب البلخي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رَوَى عَنْ: أبيه، وجعفر بن عون، وجماعة.
توفي سنة اثنتين وستين.
وهو مجهول.(6/430)
499 - محمود بن هشام بن محمد بن ميمون، أبو يحيى النَّيْسَابوريُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: حفص بن عبد الله السلمي، ومكي بن إبراهيم، وعمار بن عبد الجبار، وعبدان بن عثمان، والقعنبي، وسليمان بن حرب، وأبا غسان النهدي، وإسماعيل بن أبي أويس، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبو عمرو الحيري، ومكي بن عبدان، وجماعة.
قال الحاكم: أخبرني محمد بن إسماعيل السكري، قال: وجدت في كتاب أبي عبد الله الراوساني بخطه: توفي محمود بن هشام يوم الخميس لثلاث ليال بقين من صفر سنة سبع وستين ومائتين.
وقال أبو عمرو المستملي: حدثني محمود بن هشام في جمادى الآخرة سنة ثلاث وستين ومائتين، وقال لي حينئذ: أنا ابن خمس وسبعين سنة.(6/430)
500 - مُسْلِم بْن الحجّاج بْن مُسْلِم، الْإِمَام أبو الْحُسَيْن القُشَيْريّ النيَّسابوري الحافظ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
صاحب الصّحيح. [ص:431]
قَالَ بعض النّاس: وُلِدَ سنة أربعٍ ومائتين وما أظنّه إلّا وُلِدَ قبل ذلك.
سَمِعَ: سنة ثمان عشرة ومائتين ببلده مِن يحيى بْن يحيى، وبِشْر بْن الحَكَم، وإسحاق بْن راهَوَيْه.
وحجّ سنة عشرين، فَسَمِعَ مِنْ: القَعْنَبيّ، وهو أقدم شيخ له، ومن: إِسْمَاعِيل بْن أبي أُوَيْس، وأحمد بْن يُونُس، وعُمَر بْن حَفْص بْن غِياث، وسعيد بْن مَنْصُور، وخالد بْن خِدَاش، وجماعة يسيرة.
وردَّ إِلَى وطنه. ثُمَّ رحل فِي حدود الخمس وعشرين ومائتين فَسَمِعَ مِنْ عليّ بْن الْجَعْد، ولم يروِ عَنْهُ فِي صحيحه لأجل بدعةٍ ما.
وَسَمِعَ مِنْ: أَحْمَد بْن حنبل، وشَيْبان بْن فروُّخ، وخلف البزّار، وسعيد بْن عَمْرو الأشْعثيّ، وعَوْن بْن سلّام، وإبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد بن مهران الجمّال، ومحمد بْن الصَّبّاح الدُّولابيّ، وأبي نصر التّمّار، ويحيى بْن بِشْر الحريريّ، وقُتَيْبَة بْن سَعِيد، وأُميّة بْن بِسْطام، وجعفر بْن حُمَيْد، وحبّان ابن مُوسَى المَرْوَزِيّ، والحَكَم بْن مُوسَى القَنْطَريّ، وعبد الرَّحْمَن بْن سلّام الْجُمَحيّ، وخلْق كثير من العراقيّين، والحجازيّين، والشّاميّين، والمصريّين، والخراسانيّين فسمى له شيخنا في تهذيب الكمال مائتين وأربعة عشر شيخًا.
ورأيت بخطّ حافظ أنّه قد روى فِي صحيحه عن مائتين وسبعة عشر.
رَوَى عَنْهُ: الترمذي، حديثًا واحدًا فِي جامعه، ومحمد بْن عَبْد الوهاب الفرّاء، وعليّ بْن الْحَسَن بْن أبي عِيسَى الهلاليّ، وهما أكبر منه، وصالح بْن محمد جَزَرَة، وأحمد بْن سَلَمَةَ، وأحمد بْن الْمُبَارَك المستملي، وهو من أقرانه، وإبراهيم بْن أبي طَالِب، والحسين بْن محمد القبّانيّ، وعليّ بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد الرَّازيّ، وابن خُزَيْمَة، وأبو الْعَبَّاس السّرّاج، وابن صاعد، وأبو حامد ابن الشَّرقيّ، وأبو عوانة الإسفرايينيّ، وأبو حامد أحمد بن حمدون الأعمشي، وسعيد بْن عَمْرو البَرْذَعيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم ونَصْرَك بْن أَحْمَد بْن نصر الحُفّاظ، وأحمد بْن عليّ بْن [ص:432] الْحُسَيْن القلانسيّ، وإبراهيم بْن محمد بْن سُفْيَان الفقيه، وأبو بَكْر محمد بْن النَّضْر الجاروديّ، ومكّيّ بْن عَبْدان، ومحمد بْن مَخْلَد العطّار، وخلْق آخرهُم وفاةً أبو حامد أَحْمَد بْن عليّ بن حسنوية المقرئ أحد الضعفاء.
ذكر الحافظ ابنُ عساكر فِي ترجمة مُسْلِم أنه سمع بدمشق من محمد بْن خَالِد السَّكسكيّ، ولم يذكر أنّه سمع من غيره.
وهذا بعيد، فلعلّه لقي محمد بْن خَالِد فِي الموسم، لكن قال ابن عساكر: حدَّثني أبو نَصر اليُونارْتيّ قَالَ: دفع إليَّ صالح بْن أبي صالح ورقة من لحاء شجرةٍ بخطّ مُسْلِم، قد كتبها بدمشق من حديث الْوَلِيد بْن مُسْلِم.
قلت: إنّ صح هَذَا فيكون قد دخل دمشق مجتازًا، ولم يُمْكنْه المُقام، أو مرض بها ولم يتمكّن من السّماع على شيوخها.
قَالَ أبو عَمْرو أحمد بْن الْمُبَارَك: سمعت إِسْحَاق بْن مَنْصُور يقول لمسلم بْن الحجّاج: لم نعدم الخير ما أبقاك الله للمسلمين
وقَالَ أَحْمَد بْن سَلَمَةَ: رَأَيْت أَبَا زُرْعة وأبا حاتم يقدّمان مُسْلِم بْن الحَجّاج فِي معرفة الصّحيح على مشايخ عصرهما.
وسمعت الحسين بْن مَنْصُور يقول: سمعت إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وذكر مُسْلِم بْن الحجّاج، فقال بالفارسيّة كلامًا معناه: أيّ رَجُل يكون هَذَا؟ قَالَ أَحْمَد بْن سَلَمَةَ: وعُقِد لمسلم مجلس المذاكرة، فذُكِر له حديث لم يعرفه، فانصرف إِلَى منزله وأوقد السِّراج، وقَالَ لِمن فِي الدّار: لا يدخل أحدٌ منكم. فَقِيلَ له: أُهْدِيَتْ لنا سلّة تمر.
فقال: قدِّموها.
فقدَّموها إليه، فكان يطلب الحديث، ويأخذ تمرة تمرة، فأصبح وقد فَنِي التّمرْ ووجد الحديث.
رواها الحاكم ثُمَّ قَالَ: زادني الثّقة من أصحابنا أنّه منها مات.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: كان ثقة من الحفّاظ، كتبت عنه [ص:433] بالرِّيّ، وَسُئِلَ أبي عَنْهُ فقال: صدوق.
وقَالَ أبو قُرَيْش الحافظ: سمعت محمد بْن بشّار يقول: حُفاظ الدُّنيا أربعة: أبو زُرْعة بالرِّيّ، ومسلم بنيسابور، وعبد الله الدّارميّ بَسَمرْقَنْد، ومحمد بن إسماعيل ببخارى.
وقَالَ أبو عَمْرو بْن حمدان: سَأَلت ابنُ عُقْدة الحافظ، عن الْبُخَارِيّ، ومسلم، أيُّهما أعلم؟ فقال: كان محمد عالمًا ومسلم عالمًا.
فكرّرت عليه مِرارًا، ثُمَّ قَالَ: يا أَبَا عَمْرو، قد يقع لمحمد بْن إِسْمَاعِيل الغلط فِي أَهْل الشّام، وذلك أنّه أَخَذَ كُتُبَهم فنظر فيها، فربّما ذكر الواحد منهم بكُنْيته، ويذكره في موضع أُخَر باسمه ويتوهَّم أنَّهما اثنان، وأمّا مُسْلِم، فقلَّ ما يقع له من الغَلَط فِي العِلَل، لأنّه كتب المسانيد، ولم يكتب المقاطيع ولا المراسيل.
وقَالَ أبو عبد الله محمد بْن يعقوب بن الأخرم: إنّما أخْرَجَتْ نيسابور ثلاثة رجال: محمد بْن يحيى الذُّهليّ، ومسلم بْن الحجّاج، وإبراهيم بْن أبي طَالِب.
وقَالَ الْحُسَيْن بْن محمد الماسَرْجِسيّ: سمعت أبي يقول: سمعت مسلماً يقول: صنّفت هذا المسند الصّحيح من ثلاثمائة ألف حديثٍ مسموعة.
وقَالَ أَحْمَد بْن سَلَمة: كنت مع مُسْلِم فِي تأليف صحيحه خمسة عشر سنة. قَالَ: وهو اثنا عشر ألف حديث، يعني بالمكَّرر، بحيث أنّه إذا قَالَ: حدثنا قُتَيْبَةُ وابن رُمْح يعدُّهما حديثين، سواء اتّفق لفْظُهما أو اختلف.
وقَالَ ابنُ مَنْدَه: سمعت الحافظ أَبَا عليّ النيَّسابوري يقول: ما تحت أديم السماء كتاب أصّح من كتاب مُسْلِم.
وقَالَ مكي بْن عَبْدان: سمعت مسلمًا يقول: عرضت كتابي هَذَا المُسْنَد على أبي زُرْعة فكلّ ما أشار عليّ فِي هَذَا الكتاب أنّ له علّة وسببًا تركته. وكلّ ما قَالَ إنّه صحيح ليس له علّة، فهو الَّذِي أخرجت. ولو أنّ [ص:434] أَهْل الحديث يكتبون الحديث مائتي سنة فَمَدَارُهُم على هَذَا المُسْنَد.
وقَالَ مكي: سَأَلت مسلمًا عن عليّ بْن الْجَعْد فقال: ثقة، ولكنّه كان جهميّاً.
فسألته عن محمد بْن يزيد فقال: لا يكتب عنه.
وسألته عن محمد بْن عَبْد الوهّاب وعبد الرَّحْمَن بْن بِشْر فوثَّقهما.
وسألته عن قَطَن بْن إِبْرَاهِيم فقال: لا يُكتَب حديثه.
وممَّن صنَّف مستخرجًا على صحيح مُسْلِم أبو جَعْفَر أحمد بْن حمدان الحِيريّ، وأبو بَكْر محمد بْن محمد بْن رجاء النَّيسابوريّ، وأبو عَوَانة يعقوب بن إسحاق الإسفرايينيّ، وأبو حامد الشّاركيّ الهَرَوِيّ، وأبو بَكْر محمد بن عبد الله الْجَوْزقيّ الشّافعيّ، وأبو عبد الله محمد بْن عَبْد الله الحاكم، وأبو الْحَسَن الماسَرِجسيّ، وأبو نُعَيْم الإصبهانيّ، وأبو الْوَلِيد حسّان بْن محمد الفقيه.
وقال أبو أحمد الحاكم: حدثنا أبو بكر محمد بن عليّ النجار قال: سمعت إِبْرَاهِيم بْن أبي طَالِب يقول: قلت لمسلم: قد أكثرت فِي الصّحيح عن أَحْمَد بن عَبْد الرَّحْمَن الوَهْبيّ، وحاله قد ظهر.
فقال: إنّما نقموا عليه بعد خروجي من مصر.
وقَالَ الدّارَقُطْنِيّ: لولا الْبُخَارِيّ لمّا راح مُسْلِم ولا جاء.
وقَالَ الحاكم: كان مَتْجَر مُسْلِم خان محْمَش، ومَعاشُه من ضِياعه بأُسْتُوا رأيت من أعقابه من جهة البنات فِي داره. وسمعت أبي يقول: رَأَيْت مُسْلِم بْن الحجّاج يحدّث فِي خان مَحْمِش، وكان تامّ القامة، أبيض الرأس واللّحية، يرخي طرف عمامته بين كتفيه.
وقَالَ أبو قُرَيْش: كنّا عند أبي زُرْعة، فجاء مُسْلِم فسلّم عليه وجلس ساعة وتَذَاكَرا، فَلَمَّا ذهبَ قلتُ له: هَذَا جمع أربعة آلاف حديث فِي الصّحيح! فقال أبو زُرْعة: لِمَ ترك الباقي؟ ثُمَّ قَالَ: ليس لهذا عقل لو داري محمد بن يحيى لصار رجلاً. [ص:435]
وقَالَ مكّيّ بْن عَبْدان: وافى دَاوُد بْن عليّ نَيْسابور أيام إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، فعقدوا له مجلس النّظر، وحضر مجلسه يحيى بْن محمد بْن يحيى، ومسلم بْن الحَجّاج، فجرت مسألة تكلَّم فيها يحيى فَزَبَره دَاوُد وقَالَ: اسكت يا صبيّ. ولم ينصرْه مُسْلِم. فرجع إِلَى أَبِيهِ وشكى إليه دَاوُد، فقال أَبُوهُ: ومَن كان؟ ثُمَّ قَالَ: مُسْلِم ولم ينصرْني.
قَالَ قد رجعت عن كلّ ما حدّثته به.
فبلغ ذلك مسلمًا، فجمع ما كتب عَنْهُ فِي زنبيلٍ وبعث به إليه، وقَالَ: لا أروي عنك أبدًا، ثُمَّ خرج إِلَى عَبْد بْن حُمَيْد.
قَالَ الحاكم: علَّقت هَذِهِ الحكاية عن طاهر بْن أَحْمَد، عن مكّيّ. وقد كان مُسْلِم يختلف بعد هَذِهِ الواقعة إِلَى محمد، وإنّما انقطع عَنْهُ من أجل قصّة الْبُخَارِيّ.
وكان أبو عبد الله بْن الأخرم أعْرَف بِذَلِك، فأخبر عن الوحشة الأخيرة. وسمعته يقول: كان مُسْلِم بْن الحَجّاج يُظْهِر القول باللّفْظ ولا يكتمه. فَلَمَّا استوطن الْبُخَارِيّ نيسابور أكثر مسلم الاختلاف إليه، فلما وقع بين الْبُخَارِيّ وبين محمد بْن يحيى ما وقع فِي مسألة اللّفظ، ونادى عليه، ومنعَ النّاس من الاختلاف إليه حَتَّى هجر وسافر من نيسابور، قال: فقطعه أكثر النّاس غير مسلم، فبلغ ذلك محمد بْن يحيى فقال يومًا: ألا مَن قَالَ باللَّفظ فلا يحلّ له أن يحضر مجلسنا.
فأخذ مسلم الرداء فوق عمامته، وقام على رؤوس النّاس، وبعثَ إليه بما كتب عنه على ظهر حمال.
وكان مُسْلِم يُظْهر القول باللَّفظ ولا يكتمه.
وقال أبو حامد ابن الشَّرقي: حضرت مجلس محمد بْن يحيى فقال: ألا مَن قَالَ: لفْظي بالقرآن مخلوق فلا يحضر مجلسَنا فقام مُسْلِم من المجلس.
قَالَ أبو بَكْر الخطيب: كان مُسْلِم يناضل عن الْبُخَارِيّ حَتَّى أوحش ما بينه وبين محمد بْن يحيى بسببه.
قَالَ أبو عبد الله الحاكم: ذكْر مصنَّفات مُسْلِم: كتاب المُسْنَد الكبير على الرجال، وما أرى أنّه سمعه منه أحد، كتاب الجامع على الأبواب، رَأَيْت بعضه، كتاب الأسامي والكنَى، كتاب المُسْنَد الصّحيح، كتاب [ص:436] التّمييز، كتاب العِلَل، كتاب الوحْدان، كتاب الأفراد، كتاب الأقران، كتاب سؤالات أَحْمَد بْن حنبل كتاب عَمْرو بْن شُعَيْب، كتاب الانتفاع بأُهُب السِّباع، كتاب مشايخ مالك، كتاب مشايخ الثَّوريّ، كتاب مشايخ شُعْبَة، كتاب من ليس له إلّا راوٍ واحد، كتاب المخضرمين، كتاب أولاد الصحابة، كتاب أوهام المحدثين، كتاب الطبقات، كتاب أفراد الشّاميّين، ثم سرد الحاكم تصانيف أخر تركتها.
وقَالَ ابنُ عساكر فِي أول كتاب الأطراف له بعد ذكر صحيح الْبُخَارِيّ، ثُمَّ سلك سبيله مُسْلِم، فأخذ فِي تخريج كتابه وتأليفه، وترتيبه على قسمين، وتصنيفه. وقصد أن يذكر فِي القسم الأول أحاديث أَهْل الإتقان، وَفِي القسم الثّاني أحاديث أَهْل السّتْر والصِّدق الّذين لم يبلغوا درجة المتثبتين، فحال حُلُولُ المنيَّة بينه وبين هَذِهِ الُأمْنية، فمات قبل استتمام كتابه. غير أنَّ كتابه مع إعْوازِهِ اشتهرَ وانتشر.
وذكر ابنُ عساكر كلاماً غير هذا.
وقال أبو حامد ابن الشَّرقي: سمعت مسلمًا يقول: ما وَضَعْتُ شيئًا فِي هَذَا المُسْنَد إلّا بحُجّة، وما أسْقَطتُ منه شيئًا إلّا بحجَّة.
وقَالَ ابنُ سُفْيَان الفقيه: قلت لمسلم: حديث ابنُ عجلان، عن زيد بن أسلم: وإذا قرأ فأنصتوا. قَالَ صحيح.
قلت: لِمَ لمْ تضعْه فِي كتابك؟
قَالَ: إنّما وضعت ما أجمعوا عليه.
قَالَ الحاكم: أراد مُسْلِم أن يخرج الصّحيح على ثلاثة أقسام وثلاث طبقات من الرُّواة.
وقد ذكر مُسْلِم هَذَا فِي صدر خُطْبته.
قَالَ الحاكم: فلم يقدَّر له إلّا الفراغ من الطبقة الأولى، ومات.
ثُمَّ ذكر الحاكم ذاك القول الَّذِي هُوَ دعوى، وهو قَالَ أن لا يذكر من الحديث إلّا ما رواه صحابيّ مشهور، له راويان ثقتان فأكثر، ثُمَّ يرويه عَنْهُ تابعيّ مشهور، له أيضًا راويان ثقتان وأكثر، ثُمَّ كذلك مَن بعدهم. [ص:437]
قَالَ أبو عليّ الْجَيّانيّ: المُراد بهذا أنّ هذا الصحابيّ أو هَذَا التابعيّ، قد روى عَنْهُ رجلان خرج بهما عن حدّ الجهالة.
قَالَ عِياض: وَالَّذِي تأوّله الحاكم على مُسْلِم من اخترام المَنِيّة له قبل استيفاء غَرَضه إلّا من الطبقة الأولى. فأنا أقول إنّك إذا نظرت تقسيم مُسْلِم فِي كتابه الحديث كما قَالَ على ثلاث طبقات من النّاس على غير تكرار. فذكر أنّ القسم الأول حديث الحُفّاظ، ثُمَّ قَالَ: إذا انقضى هَذَا أتْبَعَه بأحاديث من لم يوصف بالحِذْق والإتقان، وذكر أنّهم لاحقون بالطبقة الأولى، فهؤلاء مذكورون فِي كتابه لمن تدبَّر الأبواب، والطبقة الثالثة قومٌ تكلَّم فيهم قوم وزكّاهم آخرون، فخرج حديثهم عمن ضعِّف أو اتُّهِمَ بِبِدْعة. وكذلك فعل الْبُخَارِيّ.
قَالَ عياض: فعندي أنّه أتى بطبقاته الثلاث في كتابه، وطرح الطّبقة الرابعة.
قال الحاكم: سمعت أَبَا عَبْد الله محمد بْن يعقوب يقول: تُوُفيّ مُسْلِم يوم الأحد، ودُفِنَ يوم الإثنين لخمسٍ بقين من رجب سنة إحدى وستيّن ومائتين.
قلت: وقبره مشهور بنيسابور ويزار، وتوفّي وقد قارب السّتّين.
وقد سمعت كتابه على زينب الكِنْدِيّة إِلَى النّكاح، وعلى ابنُ عساكر من النّكاح إِلَى آخر الصّحيح. كلاهما عن المؤيَّد الطّوسي كتابةً: قال أخبرنا الفراوي، قال أخبرنا الفارسيّ، قال أخبرنا ابن عمروية، عن ابن سفيان، عن مسلم.
وسمعه المزّيّ، والبرزاليّ، وطبقتهما قبلنا على القاسم الإربليّ ولي منه إجازةً بسماعه بقوله من الطُّوسيّ، وهو عدل مقبول.
وسمعه النّاس قبل ذلك على الرِّضَى التّاجر، وابن عبد الدّائم، وعلى المرسي وبِقَيْد الحياة منهم عددٌ كثير من الشّيوخ والكُهُول فِي وقتنا بمصر والشّام.
وسمعه النّاس قبل ذلك بحين على ابنِ الصّلاح، والسَّخاويّ، وتلك الحَلَبة بدمشق على رأس الأربعين وستّمائة، عن المؤيّد وأقرانه، وبمصر [ص:438] على ابن الجباب، والمدلجيّ، عن المأموني.
فأحسن ما يُسمع فِي وقتنا على من تبقى من أصحاب هؤلاء لقدم سماعهم، فإنْ تعذر فعلى أجلّ أصحاب المذكورين قبلهم، وأجلهّم بالإقليمين علماً وفضلاً وثقة ونُبْلًا شيخ الْإِسْلَام أبو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَن الفَزَاريّ الشّافعيّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْه وأرضاه.(6/430)
501 - مشرف بن سعيد الواسطي، أبو زيد. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رَوَى عَنْ: إِسْحَاق الأزرق وعلي بْن عاصم وجماعة.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومُحَمَّد بْن مخلد، وإسماعيل الصفار وآخرون.
وثقه الخطيب، ومات سنة ست وستين.(6/438)
502 - مُصْعَب بْن أَحْمَد الْبَغْدَادِيّ القلانِسيّ الزّاهد. أبو أحمد. [الوفاة: 261 - 270 ه]
صحبه أبو سعيد ابن الأعرابيّ، وجعفر الخُلْديّ، وغيرهما.
وكان من طبقة الجنيد، ولكنه تقدَّم موته.
كان على قدمٍ عظيمٍ من العبادة والأوراد والورع والتّجريد والقناعة، يأوي المساجد والصحّراء.
توفّي سنة سبعين(6/438)
503 - معاذ بن محمد بن مخلد، أبو سعيد النسائي، يعرف بخشنام. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رَوَى عَنْ: موسى بن إسماعيل، ويحيى بن بكير، وجماعة.
وَعَنْهُ: المحاملي، وابن مخلد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: ثقة.
قلت: توفي سنة ثلاث وستين.(6/438)
504 - ن: مُعَاوِيَة بْن صالح ابْن الوزير أبي عُبَيْد الله مُعَاوِيَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ الأَشْعَرِيُّ، مولاهم الدِّمشقيُّ الحافظ أبو عُبَيْد الله. [الوفاة: 261 - 270 ه][ص:439]
رحل وكتب الكثير، وتلمذ ليحيى بْن مَعِين.
وَحَدَّثَ عَنْ: أبي مُسْهَر الغسّانيّ، وعبد الله بن جعفر الرَّقيّ، وأبي غسان مالك بن إسماعيل النَّهديّ، وخالد بن مخلد القطواني. وأبي الوليد الطَّيالسيّ، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وعُبَيْد اللَّه بْن موسى وخلق.
وَعَنْهُ: النسائي، وأبو زُرْعة الدّمشقي، وأبو حاتم، وابن جَوْصا، وأبو عوانة، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان، وآخرون
قال النَّسائي: لا بأس به.
وقال الطحاوي وغيره توفّي بدمشق سنة ثلاث وستين.(6/438)
505 - مغيث بن رزاح الخَوْلانيُّ المِصْريُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: عبد الله بن وهب، وغيره.
توفي سنة إحدى وستين.(6/439)
506 - مغيرة بن يحيى بن المغيرة السعدي الرازي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أبيه، وعيسى بن جعفر قاضي الري، وعبد الصمد بن حسان.
وَعَنْهُ: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وقال: محله الصدق.(6/439)
507 - منذر بن أسد الهروي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: عمرو بن حكام، ومحمد بن بكار بن بلال الدمشقي.
توفي سنة أربع وستين، ولم يذكره الحافظ ابن عساكر في تاريخه.(6/439)
508 - مُوسَى بْن بُغا الكبير. [الوفاة: 261 - 270 ه]
أحد قوّاد المتوّكل.
نُدِبَ سنة خمسين ومائتين لحرب أَهْل حمص حين قاتلوا واليهم، فأوقع بهم وقتل منهم خلقاً، ورمى النيّران في حمص، وبالغ فِي العَسْف.
ثُمَّ ولي حرب الزَّنْج بالبصرة فنُصِر عليهم؛ وولي حرب الْحَسَن بْن أَحْمَد الكوكبيّ الحسينيّ الَّذِي استولى على قَزْوين وزنجان، فهزمه مُوسَى وقتل من عسكر الكوكبيّ نحو العشرة آلاف.
تُوُفيّ سنة أربعٍ وستّين أيضا.(6/439)
509 - ن: موسى بن سعيد بن النعمان بن بسام، أبو بكر الطرسوسي، المعروف بالدَّنْدانيِّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أبي اليمان، ومسلم بن إبراهيم، وأبي الوليد، ومسدد، والقعنبي، وخلق.
وَعَنْهُ: النَّسائيّ، وابن صاعد، وأبو عَوَانةَ، وأبو بشر الدولابي، ومحمد بن أيوب ابن الصموت.
قَالَ النَّسائيّ: لَا بأس بِهِ.(6/440)
510 - مُوسَى بْن خاقان، أبو عِمْران النَّحْويُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
بغدادي موثق.
حَدَّثَ عَنْ: إسحاق الأزرق، وسلم بن سالم البلخي، وعلي بْن عاصم، وجماعة.
وَعَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن ناجية، وابن نيروز الأنماطي، وأبو عبد الله المحاملي.(6/440)
511 - د: مُوسَى بْن سهل بْن قادم، أبو عِمْرَانَ الرَّمليّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
أخو عليّ بْن سهل.
سَمِعَ: عليّ بْن عبّاس، وعَمْرو بْن هاشم البيروتيّ، وآدم بن أبي إياس، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أبو دَاوُد، وابن خُزَيْمَة، ومحمد بن المسيّب الأرْغِيانيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
وقال عمرو بن دحيم:
تُوُفيّ فِي جُمَادى الأولى سنة اثنتين وستّين ومائتين.(6/440)
512 - موسى بن محمد الشَّطَويُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أبي بَكْر بْن عَيَّاش.
وَعَنْهُ: محمد بْن مَخْلَد.
قال الدارقطني متروك.(6/440)
513 - مُوسَى بْن نصر بْن دينار، أبو سهل الرَّازيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه][ص:441]
سَمِعَ: جرير بْن عَبْد الحميد، وعبد الرَّحْمَن بْن مغراء، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَهْل الرِّيّ.
لكن قال أبو زرعة: هُوَ أكفر من إبليس. يقول: الجنّة والنّار لم تخلقا، وإن خُلِقتا فسَيَفْنَيَان.
نقله الخلّال فِي كتاب السُّنّة له.
تُوُفيّ سنة إحدى وستّين ومائتين ووقع حديثه عاليا في معجم ابن جميع.(6/440)
514 - موسى بن يزيد، أبو عِمْران الإسْفَنْجيُّ النَّيْسَابوريُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: شبابة، وأبا النضر هاشم بن القاسم، وطبقتهما.
وَعَنْهُ: مكي بن عبدان، ومؤمل بن الحسن.
ومات سنة ثلاث وستين.(6/441)
-[حَرْفُ النُّونِ](6/441)
515 - نصر بن الليث بن سعد الوَرَّاق. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: سليمان ابن بنت شرحبيل، ويزيد بن موهب الرملي.
وَعَنْهُ: عبيد الله بن عبد الرحمن السكري، ومحمد بن مخلد العطار.(6/441)
516 - النَّضر بْن الْحَسَن الْمَوْصِلِيّ الفقيه الحنفيّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رَوَى عَنْ: يزيد بْن هارون، ورَوْح بْن عُبادة، ويَعْلَى بْن عُبَيْد، وجماعة.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيم بْن محمد الْمَوْصِلِيّ.
تُوُفيّ سنة إحدى أو اثنتين وستّين ومائتين(6/441)
517 - النَّضر بْن سلمة بْن الجارود بْن يزيد، أبو محمد النَّيْسَابوريُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
سَمِعَ: جدّه، ويحيى بن يحيى، وأبا الْوَلِيد الطَّيالسيّ.
وَعَنْهُ: ولده الحافظ أبو بَكْر الجاروديّ، والحسن بْن عليّ بْن مَخْلَد، وغيرهما.(6/441)
518 - النضر بن سلمة شاذان المَرْوَزيُّ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
نزيل المدينة.
سَمِعَ: سعيد بن عفير.
من الضعفاء، وكان من علماء الحديث اتهم بالوضع، ذكره ابن عدي.(6/441)
519 - النَّضْر بن سلمة بن عروة، أبو سعيد النَّيْسَابوريُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: حفص بن عبد الرحمن القاضي، وعبيد الله بن موسى، وأبي نعيم، [ص:442] والمقرئ، وخلق.
وَعَنْهُ: ابن خزيمة، وأبو عَمْرو الحيري، ومكّي بْن عَبْدان، وابْن الشَّرْقي.
وكان مكثرا.(6/441)
520 - النضر بن سلمة النَّيْسَابوريُّ المؤدب. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: عبدان بن عثمان، وغيره.
وَعَنْهُ: محمد بن سليمان بن منصور المذكر.(6/442)
521 - النضر بن عبد الله بن ماهان الدينوري. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: حفص بن عمر العدني، وأبي عاصم النبيل، وخالد بن مخلد. قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه بقرميسين، وهو صدوق.(6/442)
522 - النَّضْر بن هاشم الأصبَهانيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: بكر بن بكار، وعامر بن إبراهيم الأصبهاني.
وَعَنْهُ: عبد الرحمن بن أبي حاتم.(6/442)
523 - نُعَيم بن رَزِين، أبو منصور النَّيْسَابوريُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: مكي بن إبراهيم، وأبي نعيم، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو حامد ابن الشرقي، وجماعة من شيوخ الحاكم.(6/442)
-[حَرْفُ الْهَاءِ](6/442)
524 - هارون بن مسعود الدهان. [الوفاة: 261 - 270 ه]
حَدَّثَ ببغداد عَنْ: عبد الله بن داود الخريبي، وأبي عتاب الدلال.
وَعَنْهُ: محمد بن مخلد.
توفي سنة ست وستين.(6/442)
525 - هارون بن أحمد، أبو القاسم البلخي الورداني. [الوفاة: 261 - 270 ه]
حَدَّثَ ببغداد عَنْ: النضر بن شميل.
وَعَنْهُ: المحاملي، ومحمد بن مخلد.(6/442)
526 - هارون بن سليمان بن داود بن بَهْرام بن بُطة بن حريث السلمي الأصبهاني الخَزَّاز أبو الحسن، [الوفاة: 261 - 270 ه]
أحد الثقات.
عَنْ: القطان، وابن مهدي، والبرساني، ومعاذ بن هشام، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: الوليد بن أبان، وعبد الله بن محمد البازيار، والأصم، وابن فارس، وآخرون.
قال ابن مردوية: توفي سنة ثلاث وستين، وقيل: سنة خمس.(6/443)
527 - هاشم بن يعلى، أبو الدرداء الأنصاري المقدسي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: عمرو بن بكر السكسكي، وإسماعيل بن أبي أويس.
وَعَنْهُ: عبد الله بن أبان بن شداد، ومحمد بن يعقوب الأصم، وآخرون.(6/443)
528 - هانئ بن النضر الأزدي البخاري. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: عمرو بن أبي سلمة التنيسي، وأحمد بن خالد الوهبي، والفريابي، ومنبه بن عثمان، وعلي بن عباس، وخلق.
وَعَنْهُ: بكر بن منير، وإسحاق بن أحمد بن خلف، ومحمد بن حريث، وعدة.(6/443)
529 - هشام بن منصور، أبو سعيد اليُخامريُّ الضرير. [الوفاة: 261 - 270 ه]
حَدَّثَ ببغداد عَنْ: كثير بن هشام، ويعقوب بن محمد الزهري.
وَعَنْهُ: أحمد السوطي، ومحمد بن مخلد، وجماعة.
توفي سنة ثلاث وستين.(6/443)
530 - الهيثم بْن سهل التُّستريّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
نزيل بغداد.
حدَّث عَنْ: حمّاد بن زيد، وأبي عوانة، وعبثر بن القاسم، وعلي بن مسهر، والمسيب بن شريك وجماعة.
وَعَنْهُ: عليّ بْن حَمَّاد، وجعفر والد أبي بَكْر القَطِيعيّ، ومحمد بْن يوسف الزّيّات، وأبو سعيد ابن الأعرابيّ، وآخرون.
ضعّفه الدّارَقُطْنِيّ.
وقَالَ الحافظ عَبْد الغني المصري: ضرب إسماعيل القاضي على [ص:444] حديث الهيثم بن سهل، عن حمّاد بْن زَيْد، وأنكر عليه.
وقَالَ الهيثم: ولدت سنة اثنتين وخمسين ومائة.
قلت: وقع لنا من عواليه، وعاش إلى سنة نيف وستين.
أخبرنا أبو الحسين اليونيني الحافظ وغير واحد، قالوا: أخبرنا الحسن بن صباح، قال: أخبرنا عبد الله بن رفاعة، قال: أخبرنا علي بن الحسن القاضي، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عمر ابن النحاس، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن زياد بمكة، قال: حدثنا الهيثم بن سهل، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا أيوب، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ عمر: يا رسول الله إني أصبت مالا بخيبر لم أصب مالا قط أحب إلي منه، فقال له: إن شئت تصدقت، وإن شئت أمسكت أصله. قال: فتصدق به عمر رضي الله عنه على الضعفاء والمساكين وابن السبيل لا جناح على من وليها أن يأكل أو يطعم صديقا غير متمول منه مالا أو متأثل منه مالا.
وقال ابن زبر: حدثنا الهيثم بن سهل، قال: حدثنا النضر بن عمرو الحنفي قال: حدثنا أنس بن مالك، فذكر حديثا.(6/443)
-[حَرْفُ الْوَاوِ](6/444)
531 - وفاء بن سهيل، أبو محمد التجيبي المصري. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: عبد الله بن وهب، وإسحاق بن الفرات.
توفي في ذي الحجة سنة ثمان وستين؛ ذكره ابن يونس.(6/444)
532 - وهب بن إبراهيم، أبو علي الرازي الفامي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أبي عاصم النّبيل، وعبد الصمد بن حسان، وطائفة.
قال ابن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي، وهو صدوق.(6/444)
533 - وهب بن حفص أبو الوليد ابن المحتسب. الحرّانيّ الزّاهد. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أَبِي قَتَادَة الحرّانيّ، وجعفر بن عون، وعبد الملك بْن إِبْرَاهِيم الجدّيّ، وعثمان بْن عَبْد الرَّحْمَن، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بْن أَحْمَد بْن سهل الصّفّار، وأحمد بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد الصمد، وإسحاق بن إبراهيم [ص:445] المنجنيقي، وأحمد بن عيسى بن السكين، وآخرون
قَالَ أبو عَرُوبه: كذّاب يضع الحديث.
وقَالَ أَحْمَد بْن خَالِد الحرّانيّ: كان من الصّالحين، مكث عشرين سنة لا يكلّم أحدًا.(6/444)
-[حَرْفُ الْيَاءِ](6/445)
534 - ن: ياسين بن عبد الأحد بن أبي زرارة. أبو اليُمْن القِتْبانيّ المِصْريُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: جدّه، وأيوب بن سويد الرمليّ، ونعيم بْن حَمَّاد، وجماعة.
وَعَنْهُ: النَّسائيّ، وابن خُزَيْمَة، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر القَزْوينيْ، وأبو بَكْر بْن زياد النَّيسابوريّ، ومحمد بن المنذر شكر، وجماعة.
وقال النَّسائيّ: لا بأس به.
واسم جدّه: اللَّيث بن عاصم.
قال ابن خزيمة: كان أبو اليمن ياسين ملكاً من الملوك كان يعول الربيع وأولئك قبل قدوم ابن طولون مصر وقت دخولنا مصر وكانت دار الربيع التي يسكنها له.
وقَالَ ابنُ يُونُس: صدوق.
مات فِي عاشر رمضان سنة تسعٍ وستين.(6/445)
535 - يحيى بن إسحاق بن إبراهيم بن سافري الكُوفيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: علي بن قادم، وزكريا بن عدي.
وَعَنْهُ: المحاملي، ومحمد بن أحمد الحكيمي.
وثقه الخطيب، وتوفي سنة ثمان وستين.(6/445)
536 - يحيى بن بكر النَّيْسَابوريُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أبي عَبْد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ، وأبي نُعَيْم، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بن سليمان بن فارس، وغيره من أهل بلده.(6/445)
537 - يحيى بن حاتم بن زياد، أبو القاسم العَسْكريُّ الأصبهانيُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: شبابة بن سوار، وبشر بن مهران، ويزيد بن هارون، وعبد الوهاب ابن عطاء، وآخرين.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بْن الْحُسَيْن الْأَنْصَارِيّ، ومحمد بْن أحمد بن يزيد الزهري، وعبدان الأهوازي، وابنه عبد الله بن يحيى.
وآخر من حَدَّثَ عَنْهُ عبد الله بن جعفر بن فارس.
ذكره أبو الشيخ، فقال: ثقة من أهل السنة، توفي سنة ثمان أو تسعٍ وستّين.(6/446)
538 - يحيى بْن حجّاج الأندلسيّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: يحيى بْن يَحْيَى الَّليثيّ، وعيسى بْن دينار، وسَحْنُون بْن سَعِيد، وغيرهم.
قُتِلَ فِي الوقعة الكبرى التي كَانَتْ بالأندلس بين المسلمين والمشركين فِي سنة ثلاثٍ وستّين واستشهد فيها جماعة.(6/446)
539 - يحيى بن الحسين الإسفراييني. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: حجاج بن منهال، وأبي حذيفة النهدي.
وَعَنْهُ: محمد بن شريك، وأبو عوانة الإسفرايينيان.
توفي سنة سبعين.(6/446)
540 - يحيى بن زكريا البَغْداديُّ الأحول. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أبي نعيم، وعفان، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بن مخلد العطار.
توفي سنة خمس وستين.(6/446)
541 - يحيى ولد أَبِي صالح عَبْد اللَّه بْن صالح المِصْريُّ كاتب الليث. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رَوَى عَنْ: والده،
ومات سنة ثلاث وستين.(6/446)
542 - يحيى بن عبد الرحمن الأندلسي السرقسطي الأبيض. [الوفاة: 261 - 270 ه]
قال ابن الفرضي: كان أبيض الرأس واللحية وشعر الجفون خلقة. [ص:447]
قال: وله رحلة قديمة، وكان بارعا في النحو واللغة، وله مصنف في النحو حمله الناس عنه. وقيل إن أمه كانت أخت أبيه من الرضاعة فجاء شعره أبيض آية من الله تعالى.
توفي سنة ثلاث وستين أيضا.(6/446)
543 - يحيى بن فضيل، بضاد معجمة، الْبَصْرِيُّ الكاتب، [الوفاة: 261 - 270 ه]
نزيل مصر.
رَوَى عَنْ: الأصمعيّ، وعَوْن بْن عُمارة.
وَعَنْهُ: عَبْد العزيز بن أحمد الغافقي المصري.
توفي بعد الستين ومائتين.
أما يحيى بن فصيل، بصاد مهملة مكسورة، فرجلان تقدما بعد المائتين، والله أعلم.(6/447)
544 - يحيى بن عياش، أبو زكريا البَغْداديُّ القطان. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: عمر بن حبيب البصري، وعمر بن حفص الأبلي.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، ومحمد بن جعفر المطيري، وآخرون.
توفي سنة تسع وستين ومائتين.(6/447)
545 - يحيى بن محمد بن أعين البَغْداديُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
مروزي الأصل.
حَدَّثَ عَنْ: النضر بن شميل.
وَعَنْهُ: محمد بن مخلد , وغيره.
توفي سنة اثنتين وستين.(6/447)
546 - يحيى بْن محمد بْن يحيى بْن عَبْد الله بْن خَالِد بْن فارس، الشَّهيد أبو زكريا الذُّهليّ النَّيسابوري. [الوفاة: 261 - 270 ه]
شيخ نَيْسابور بعد والده ومفتيها، ورأس المطَّوّعة. من الغزاة بها.
سَمِعَ: يحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهويه، وجماعة ببلده، وإبراهيم بْن مُوسَى بالرِّيّ، وأبا الوليد الطَّيالسيّ، وسليمان بن حرب، وعليّ بن عثمان اللاّحقيّ، ومسدَّدا بالبصرة، وأحمد بْن حنبل، وعليّ بْن الْجَعْد، وطائفة ببغداد، [ص:448] وإسماعيل بْن أبي أُوَيْس، وسعيد بْن مَنْصُور، وجماعة بالحجاز.
روى عَنْهُ: أَبُوهُ، والحسين بْن محمد القبّانيّ، وإبراهيم بن أبي طَالِب، وابن خُزَيْمَة، ومحمد بْن صالح بْن هانئ، ومحمد بن يعقوب بن الأخرم، وآخرون.
وكان لقبه: حَيْكان.
قَالَ الحاكم: حيْكان الشّهيد إمام نيسابور في الفتوى والرياسة، وابن إمامها، وأمير المطَّوَّعة بخُراسان كان يسكن بدار أَبِيهِ ولكلٍّ منهما فيه صَوْمعة وآثار لعبادتهما.
وكان أَحْمَد بْن عَبْد الله الخُجُسْتانيّ قد ورد نَيْسابور ويحيى رئيس بها والغزاة يتصدرون عن رأيه.
وكانت الطاهرية قد رفعت من شأنه وصيرَّته مطاعاً، فلم يُحسِن أَحْمَد الصُّحبة معه، وقصد الوضْع منه. ومع هذا فكان أحمد يجتهد في التّمكُّن من الإمارة والاستبداد بالأمور دون عِلْم يحيى، فكان لا يقدر، فَلَمَّا قدم بشروية تمكَّن فَلَمَّا خرج عن البلد تشوّش النّاس. وعرض يحيى بضعة عشر ألفًا، وحاربوا قُوّاد الخجستانيّ وطردوهم. وقتلوا أمّ أحمد. فلمّا رجع أحمد تطلب يحيى وقتله.
سمعت أَبَا عَبْد الله بْن الأخرم يقول: ما رَأَيْت مثل حيْكان لا رحِمَ الله قاتله.
وسمعت محمد بْن يعقوب يقول: خرج أَحْمَد بْن عَبْد الله الخُجُسْتانيّ هاربًا من نَيْسابور، فَلَمَّا خشي أهلُها رجوعَه اجتمعوا على باب حَيْكان يسألونه القيام لمنع الخُجُسْتانيّ، فامتنع. فَمَا زالوا به حَتَّى أجابهم. فعرضوا عليه زهاء عشرة آلاف. ورجع أحمد الخجستانيّ فتفرّقوا عن حَيْكان، فطُلِبَ، فخاف وهرب، فبينا هُوَ يسير في قافلة بين الجمّالين وهو بزيِّهم إذ عُرِف. فأُخِذَ وَأَتَوْا به إلى الخُجُسْتانيّ، فحبسه أيّامًا، ثُمَّ غيِّب شخصهُ، فَقِيلَ: إنّه بنى عليه جدارًا، وقِيلَ: قتله سرًّا.
سمعت أبا عليّ محمد بن أحمد بْن زَيْد خَتن حَيْكان على ابنته يقول: دخلنا على أبي زكريّا بعد أن رُدّ من الطريق فقال: اشترك فِي دمي خمسة: [ص:449] العباسان، وابن ياسين، وبشرويه، وأحمد بْن نصر اللّبّاد.
سمعت أَبَا بَكْر الضبعي يقول: سمعت نوح بن أحمد يقول: سمعت الخُجُسْتانيّ يقول: دخلت على حيكان فِي محبسه على أن أضربه خشبات وأُطْلقه، فلما قربت منه قبضت على لحيته، فقبض على خصيتي حتى لم أشك أنّه قاتلي، فذكرت سكيناً في خفي، فجردتها وشَقَقْتُ بطْنه.
سَمِعْتُ محمد بْن صالح بْن هانئ يَقُولُ: حضرنا للإملاء عند يحيى بْن محمد فِي رمضان، وقُتِل في شوال سنة سبع وستين، فرفضت مجالسُ الحديث، وخُبِّئت المحابر، حَتَّى لم يقدر أحد يمشي بمحبرة ولا كراريس إِلَى سنة سبعين، فاحتال أبو عثمان سعيد بن إسماعيل رحمه الله فِي ورود السَّرِيّ بْن خُزَيْمَة، وعقد له مجلس الإملاء، وعلَّى المحبرة بيده، واجتمع عنده خلقٌ عظيم حَتَّى حضر ذلك المجلس.
قَالَ محمد بن عبد الوهاب الفراء: يحيى لا نستطيع أن نشكره نَحْنُ ولا أعقابنا؛ أنّ رجلًا جعل نحره لنا ونحن مطمئنون نعبد ربنا.
قَالَ صالح بْن محمد الحافظ فِي كتابه إِلَى أبي حاتم الرَّازيّ: كتبت تسألني عن أحوال أهل العلم بنيسابور وما بقي لهم من الإسناد، فاعلم أنّ أخبار الدّين وعلم الحديث دون سائر العلوم اليوم مطروح مجفوّ، وحماله وأهل العناية به فِي شغل بالفِتَن الّتي دَهَمَتْهم وتواترت عليهم عند مقتل أبي زكريا يحيى بْن محمد بْن يحيى، وقد مضى لسبيله، ولم يخلف أحدا مثله. ولزِم كلّ خاصّة نفسه. ومرقت طائفة ممّن كانوا يُظْهرون السنة فصارت تَدِين بدين ملوكها.
وقال أبو عَمْرو أَحْمَد بْن الْمُبَارَك المُسْتَملي: رَأَيْت يحيى فقلت: ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غفر لي. قلت: فالخجستاني؟ قال: في تابوت من نار والمفتاح بيدي. قلت: بقي الخجستاني بعده سنة واحدة، وقتله غلمانه كما تقدم.(6/447)
547 - يحيى بن مسلم البَغْداديُّ العابد. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: وهب بن جرير , وغيره.
وَعَنْهُ: محمد بن مخلد.
توفي سنة اثنتين وستين.(6/450)
548 - يحيى بن موسى الوَرَّاق. [الوفاة: 261 - 270 ه]
بغدادي قليل الرواية.
رَوَى عَنْ: عبيد الله بن موسى، وقبيصة.
وَعَنْهُ: محمد بن مخلد.(6/450)
549 - يحيى بن النضر الأصبهاني الدقاق. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أبي داود الطيالسي، والحسين بن حفص.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومحمد بن يحيى بن مَنْدَه، وأحمد بن عليّ بن الجارود , وغيرهم.(6/450)
550 - يحيى بن الورد بن عبد الله التميمي الطبري ثم البَغْداديُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أبيه.
وَعَنْهُ: ابن مخلد , وأبو عبيد بن المؤمل.
توفي سنة اثنتين أيضا.(6/450)
551 - ن: يزيد بن سنان بن ذيال، أبو خَالِد البَصْريُّ القزّاز، [الوفاة: 261 - 270 ه]
مَوْلَى قُرَيْش.
نزل مصر، وحدَّث عَنْ: يحيى بْن سَعِيد القطّان، ومعاذ بن هشام، وعبد الرحمن بن مهدي، وجماعة.
وَعَنْهُ: النسائي، وأبو عوانة، وأبو جعفر الطحاوي، وابن أبي حاتم، وآخرون. وهو أخو محمد بْن سِنان القزّاز صاحب الجزء المشهور، وعمّ محمد بْن خُزَيْمَة الَّذِي سكن معه مصر.
وكان ثقة نبيلًا عالمًا. خرّج لنفسه المُسْنَد. وهو آخر من حدّث عن يحيى القطّان بديار مصر.
تُوُفيّ فِي جُمادى الأولى سنة أربع وستين.(6/450)
552 - يزيد بْن محمد بْن يزيد بْن سِنان، أبو فروة الرهاوي. [الوفاة: 261 - 270 ه][ص:451]
سَمِعَ: أباه، والمغيرة بن سقلاب قاضي حران، والحسين بن موسى الأشيب، ومحمد بن سليمان الحراني بومة، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو عروبة الحراني، ومحمد بن هارون بن بدنيا , وآخرون.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: كتب إلي وإلى أبي ببعض حديثه.
قلت: وقع حديثه لنا بعلو في المائة الشريحية وغيرها، وتوفي بالرها في رمضان سنة تسع وستين.
وقيل: إنه قال: كتب عني أحمد بن حنبل حديثا.(6/450)
553 - يزيد بن المبارك الفارسي. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: سلمة بن الفضل الرازي.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومحمد بن حمزة بن عمارة الأصبهاني، ومحمد بن مخلد.
توفي سنة ثمان وستين.(6/451)
554 - يعقوب بن أحمد بن أسد البَغْداديُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: أبي عاصم النبيل، ويحيى بن يعلى.
وَعَنْهُ: يحيى بن صاعد، ومحمد بن مخلد.
توفي سنة ثمان وستين.(6/451)
555 - يعقوب بن إسماعيل الحِمْيريُّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
حَدَّثَ عَنْ: شبابة بن سوار.
وَعَنْهُ: محمد بن مخلد.
توفي سنة ثلاث وستّين.(6/451)
556 - يعقوب بْن بُخْتان الفقيه، [الوفاة: 261 - 270 ه]
صاحب الْإِمَام أَحْمَد.
رَوَى عَنْ: مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم، وأحمد بْن حنبل.
وَعَنْهُ: أبو بَكْر بْن أبي الدُّنيا، وأحمد بْن محمد بْن أبي شَيْبَة، وجعفر الصندلي.
قال الخطيب: وكان أحد الصالحين الثّقات.(6/451)
557 - يعقوب بْن شَيْبَة بْن الصَّلْت بْن عُصْفُور، الحافظ الكبير أبو يوسف السَّدُوسيّ البَصْريُّ، [الوفاة: 261 - 270 ه][ص:452]
نزيل بغداد.
سَمِعَ: عليّ بْن عاصم، ويزيد بْن هارون، وأزهر السَّمّان، وبِشْر بْن عُمَر الزّهْرانيّ، وجعفر بْن عون، وروح بن عبادة، وأبا بدر شجاع بن الوليد، وعبد الله بْن بَكْر السَّهميّ، وأبا عامر العقدي، وعبد الوهاب الخفاف، ومحاضر بن المورع، وأبا النضر هاشم بن القاسم، ووهْب بْن جرير، ويَعْلَى بْن عُبَيْد، وخلقًا من طبقتهم. ثُمَّ كتب عن طبقةٍ أخرى بعدهم، كعلي ابن المدينيّ، ويحيى بْن معين، وأحمد بْن حنبل. ثُمَّ كتب عن طبقةٍ أخرى بعدهم كالحسن بْن عليّ الحلْوانيّ، ومحمد بن يحيى الذُّهْليّ، وهارون الحمال.
روى عَنْهُ: حفيده محمد بْن أَحْمَد بْن يعقوب، ويوسف بْن يعقوب الأزرق، وجماعة.
وثّقه الخطيب، وغيره.
وصنَّف مسندًا كبيرًا إِلَى الغاية القُصْوى لم يُتمّه. ولو تمّ لجاء فِي مائتي مجلد.
قَالَ الدّارَقُطْنِيّ: لو كان كتاب يعقوب بن شيبة مسطوراً على حمام لواجب أن يُكْتَب.
وقَالَ أبو بَكْر الخطيب: حَدَّثَنِي الأزهريّ قَالَ: بلغني أنّه كان فِي منزل يعقوب بْن شَيْبَة أربعون لحافًا أعدَّها لمن كان يبيت عنده من الورّاقين الّذين يبيّضون المُسْنَد، ولَزِمَه على ما خرج منه عشرة آلاف دينار.
قَالَ: وقِيلَ لي: إنّ نسخةً بمُسْنَد أبي هُرَيْرَةَ شُوهِدت بمصر، فكانت مائتي جزء.
قَالَ: وَالَّذِي ظهر له من المُسْنَد: مُسْنَد العشرة، وابن مسعود، وعمار، وعتبة بن غزوان، والعباس، وبعض الموالي.
قلت: وبلغني أنّ مُسْنَد عليّ رضي الله عنه له في خمسة مجلدات، [ص:453] ووقع لنا الجزء الأول من مُسْند عمّار بُعُلوّ.
قَالَ أَحْمَد بْن كامل القاضي: كان يعقوب من كبار أصحاب أحمد بن المعذل، والحارث بن مسكين فقيهاً سرياً. وكان يقف فِي القرآن.
وقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بن يحيى بن خاقان: أمر المتوكل بمسألة أَحْمَد بْن حنبل عمّن يتقلّد القضاء. قَالَ: فسألته، حَتَّى قلت: يعقوب بْن شَيْبَة؟ فقال: مبتدع صاحب هوى.
قَالَ أبو بَكْر الخطيب: وصفه بذلك لأجل الوقف، يعني يقف فِي القرآن فلا يقول: مخلوق ولا غير مخلوق.
قلت: أَخَذَ الوقف عن شيخه أَحْمَد بن المعذل. وقد كان إسحاق بن أبي إسرائيل وجماعة يقفون.
قَالَ المَرُّوذيّ: أظهر يعقوب بْن شَيْبَة الوقف فِي ذلك الجانب، فحذِر أبو عبد الله أحمد بن حنبل منه.(6/451)
558 - يعقوب بن عبيد النهرتيري. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: وكيع، وأبي أسامة، وإسحاق بن سليمان الرازي، وعلي بن عاصم، وغيرهم.
وَعَنْهُ: محمد بن مخلد، وعبد الله الحامض، وعبد الرحمن بن أبي حاتم , وقال: صدوق.
قلت: توفي سنة إحدى وستّين.(6/453)
559 - يعقوب بْن اللَّيْث الصّفّار، الأمير أبو يوسف السّجِسْتانيّ، [الوفاة: 261 - 270 ه]
المستولي على خُراسان.
ذكر عليّ بن محمد أن يعقوب وعمراً كانا أخوين صفارين يظهران الزهد. وكان صالح بن النضر المطوعي مشهورا بقتال الخوارج، فصحباه إلى أن مات، فتولّى مكانه درهم بْن الْحُسَيْن المطَّوِّعيّ، فصار معه يعقوب.
ثُمَّ إنّ أمير خُراسان ظفر بدرهم، وبعث به إِلَى بغداد، فحبسوه ثُمَّ أطلقوه، فخدم السّلطان، ثُمَّ إنّه تنسّك ولزِم الحجّ، وأقام ببيته. [ص:454]
قَالَ ابنُ الأثير: تغلب صالح بْن النَّضْر الكِنانيّ على سِجِسْتان ومعه يعقوب، فاستنقذها منه طاهر بْن عَبْد الله بْن طاهر، ثُمَّ ظهر بها درهم المطَّوِّعيّ فغلب عليها، وصار يعقوب قائد عسكره.
ورأى أصحاب دِرْهم عجزه وضَعْفه، فملكوا عليهم يعقوب لمّا رأوا من حُسْن سياسته. فلم ينازْعه دِرْهم، واستبدّ يعقوب بالأمر، وقويت شوكته.
قَالَ عليّ بْن محمد: لمّا دخل درهم بغداد وَلِيَ يعقوب أمر المطَّوِّعة، وحارب الخوارج الشراة حَتَّى أفناهم، وأطاعه جُنْدُه طاعة لم يطيعوها أحدًا. واشتهرت صَوْلتُه، وغلب على سجِسْتان، وهَرَاة، وبُوشَنْج، ثُمَّ حضّهُ أَهْل سجِسْتان على حرب التّرْك الّذين بأطراف خُراسان مع رُتْبِيل لشدّة ضررهم، فغزاهم وظفر برُتْبيل فقتله، وقتل ثلاثة من ملوك التُّرْك، ثُمَّ ردّ إِلَى سِجِسْتان وقد حمل رؤوسهم مع رؤوس أُلوفٍ منهم، فرهبته الملوك الّذين حوله: ملك المُولتان، وملك الرُّخَّج، وملك الطّبْسين، وملوك السِّنْد.
وكان على وجهه ضربة مُنْكَرَةَ من بعض قتال الشُّراة، سقط منها نصف وجهه، وَخَاطه ثُمَّ عُوفي.
وقد أرسل إِلَى المعتز بالله هديّة عظيمة، من جملتها مسجد فضّة يسع خمسة عشر نَفْسًا يصلُّون فِيهِ. وكان يُحمل على عدّة جِمال، ويُفَكَّك ثُمَّ يُركَّب.
ثُمَّ إنّه حارب عسكر فارس سنة خمسٍ وخمسين ومائتين، وقتل منهم أُلُوفًا. فكتب إليه وجُوه أَهْل فارس: إنّ كنت تريد الدّيانة والتّطَوُّع وقتْل الخوارج فما ينبغي لك أن تتسرع فِي الدّماء. واعتدّوا للحصار، ونازلهم ووقع القتال، فظفر يعقوب بأميرهم عليّ بْن الْحُسَيْن بْن قُرَيْش وقد أُثْخِنَ بالجراح، وقتل من جُنْد فارس خمسة آلاف.
ودخل يعقوب شِيراز، فأمَّن أهلها وأحسن إليهم. وأخذ من ابنُ قُرَيش أربع مائة بِدْرة، فأنفق فِي جيشه لكل واحد منهم ثلاث مائة درهم.
ثُمَّ بسط العذاب على ابنُ قُرَيْش حَتَّى أنّه عصره على أُنْثَيَيْه وصدْغَيْه، وقيّده بأربعين رطلًا، فاختلط عقله من شدة العذاب. [ص:455]
ورجع يعقوب إِلَى سِجِسْتان، وخلع المعتز، وبويع المعتمد على الله. ثُمَّ رجع يعقوب إِلَى فارس، فجبى خراجها ثلاثين ألف ألف درهم. واستعمل عليها محمد بْن واصل. وكان يحمل إِلَى الخليفة فِي العام نحو خمسة آلاف ألف درهم.
وعجز الخليفة عَنْهُ، ورضي بمُدَاراته ومُهادنته. ودخل يعقوب إِلَى بَلْخ فِي سنة ثمان وخمسين، ودخل إلى نيسابور في آخر سنة تسع وخمسين، وظفر بعامل خراسان ابن طاهر، ثم خرج عن نَيْسابور بعد شهرين، وابن طاهر فِي أسْره ومعه ستُّون نفْسًا من أَهْل بيته، فقصد يعقوب جُرْجان وطَبَرِسْتان، فالتقاه المتغلِّب عليها حسن بْن زَيْد العلويّ فِي جيشٍ كبيرٍ، فحمل عليهم يعقوب فِي خمس مائة من غِلْمانه، فهزمهم. وغنِم يعقوب ثلاث مائة وقرْ مالًا كَانَتْ خزانة الْحَسَن بْن زَيْد، وأسر جماعة من العلويّين وأساء إليهم. وكانت هَذِهِ الوقعة في رجب من سنة ستّين.
ثُمَّ دخل آمُل طَبَرِسْتان وقَصَد الرِّيّ، وأمر نائبها بالخروج عَنْهَا، وأظهر أنّ المعتمد على الله ولّاه الرِّيّ. فغضب المعتمد عندما بلغه ذلك، وعاقب غلمان يعقوب الذين ببغداد. فسار يعقوب في أول سنة إحدى وستين نحو جرجان، فقصده الْحَسَن بْن زَيْد العلويّ فِي الدَّيْلم من ناحية البحر، فنال من يعقوب وهزمه إِلَى جُرْجان، فجاءت بجُرْجان زلزلة قتلت من جُنْد يعقوب ألفي نفس. وأقام يعقوب به فظلم وعَسَف، واستعان مَن ببغداد مِن أَهْل خُراسان على يعقوب، فعزم المعتمد على حربه، ورجع يعقوب إِلَى جوار الرِّيّ وأخذ يستعدّ. ودخل نيسابور وصادر أهلها، ثم راح إِلَى سِجِسْتان.
وجاءت كُتُب المعتمد إِلَى أعيان أهل خُراسان بالحطّ على يعقوب وبأنْ يهتمّوا له. فأخذَ يكاتب الخليفة ويُداريه، ويسأله ولاية خُراسان وفارس وشرطتي بغداد وسامراء، وأن يعقد له أيضًا على الرِّيّ، وطَبَرِسْتان، وجُرْجان، وأَذْرَبِيجَان، وكرْمان، وسِجِسْتان، ففعل ذلك المعتمد بإشارة أَخِيهِ الموفَّق. وكان المعتمد مقهورًا مع أَخِيهِ الموفَّق، فاضطّربت الموالي بسامرّاء لذلك وتحرّكوا. [ص:456]
ثُمَّ إنّ يعقوب لم يلتفت إِلَى ما أُجيبَ إليه من ذلك، ودخلَ خُوزستان وقارب عسكر مُكْرَم عازمًا على حرب المعتمد، وأخذ العراق منه. فوصلت طلائع المعتمد، وأقبلت جيوش يعقوب إِلَى قرب دير العاقول، ووقع المصافّ، فبرز بين الصّفَّين خشتج أحد قوّاد المعتمد وقَالَ: يا أَهْل خُراسان وسِجِسْتان ما عرفناكم إلّا بالطاعة والتّلاوة والحجّ، وإنّ دينكم لا يتّم إلّا بالإتّباع. وما نشك أنّ هَذَا الملعون قد موَّه عليكم، فَمَنْ تمسَّك منكم بالإسلام فلينفُرْ عَنْهُ. فلم يجيبوه.
وقِيلَ: كان عسكر يعقوب ميلًا فِي ميل، ودوابُّهم على غاية الفراهة، فوقف المعتمد بنفسه، وكشف أخوه الموفق رأسه، وقَالَ: أَنَا الغلام الهاشميّ. وحمل وحمي الحرب، وقُتِل خلقٌ من الفريقين، فهُزِم يعقوب وأُخِذَتْ خزائنه، وما أفلت أحد من أصحابه إلا جريحاً، وأدركهم الليل فوقعوا في النهر من الزّحمة وأثقلتهم الجراح.
وقَالَ أبو السّاج ليعقوب: ما رأيت منك شيئاً من تدبير الحروب، فكيف كنت تغلب النّاس؟ فإنّك جعلت ثِقَلَك وأسْراك أمامك، وقصَدت بلدًا على قلة معرفة منك بمَخَائضه وأنهاره، وسرت من السُّوس إِلَى واسط في أربعين يوماً، وأحوال عسكرك مختلة. فقال: لم أعلم أنّي محارب، ولم أشكّ في الظفر.
قال عُبَيْد الله بن أَحْمَد بن أبي طاهر: بعث يعقوب رُسُلَه إِلَى المعتمد، ثُمَّ سار إِلَى واسط فاستناب عليها، ووصل إِلَى دَيْر العاقول، فسار المعتمد لحربه.
وقَالَ أبو الفَرَج الكاتب: نهض الخليفة لمحاربة الصّفّار، ولم تزل كُتُبه تصل إِلَى الخليفة بالمراوغة ويقول: إنّي قد علمت أنّ نهوض أمير المؤمنين يشرّفني وينبّه على موقعي منه. والخليفة يرسل إليه ويأمره بالانصراف، ويحذره سوء العاقبة. ثم عبى الخليفة جيشه، وأرسلوا المياه على طريق الصّفّار، فكان ذلك سبب هزيمته، فإنّهم أخذوا عليه الطّريق وهو لا يعلم. والتحم القتال، ثُمَّ انهزم الصّفّار وغنموا خزائنه. وتوهَّم النّاس أنّ ذلك حيلة منه ومكر، ولولا ذلك لاتّبعوه. ورجع المعتمد منصورًا [ص:457] مسرورًا. وخلص من أسر الصّفّار يومئذٍ محمد بْن طاهر أمير خُراسان، وجاء فِي قيوده إِلَى الخليفة، فخلع عليه خلْعةً سلطانية.
وقِيلَ إنّ بعض جيش يعقوب كانوا نصارى على أعلامهم الصُّلْبان.
وكانت الوقعة فِي ثاني عشر رجب سنة اثنتين وستّين. وانهزم الصّفّار إِلَى واسط، وعاث أصحابه فِي أعمال واسط، ثُمَّ سار إلى تستر، لم يهجه أحد، ولا قحموا عليه، فحاصر تُسْتَر وأخذها. وتراجع جيشه وكثُر جمعه.
وكان موته بالقُولَنْجٍ، فَقِيلَ: إنّ طبيبةُ أخبره أنّ لا دواء له إلّا الحُقْنة فامتنع، وبقي ستّة عشر يومًا وهلك.
وكان المعتمد قد نفذ إليه رسولًا يترضاه فوجده مريضًا.
وكان الْحَسَن بن زيد العلوي صاحب جرجان يسميه يعقوب السّندان لثَباته. وكان قل أن يُرَى متبسّمًا.
وولي بعده أخوه وأحسن السّيرة إِلَى الغاية، وامتدّت أيّامه.
مات يعقوب فِي رابع عشر شوال سنة خمس وستين بجنديسابور.(6/453)
560 - يعقوب بن معبد بن صالح، أبو يوسف البَصْريُّ الخَرَّاط. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: مكي بن إبراهيم، وأبي نعيم، وعبيد الله بن موسى، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أبو عبد الله محمد بن حمدان، وأحمد بن حاتم بن حماد.
قال ابن ماكولا: كان ثقة، مات سنة إحدى وستين ومائتين.(6/457)
561 - يعقوب بن يوسف بن خالد بن مالك السمرقندي اللؤلؤي الجوهري. [الوفاة: 261 - 270 ه]
عَنْ: مكّيّ بن إبراهيم، وعُبَيْد الله بن موسى، وجماعة.
وَعَنْهُ: عمر البجيري في مسنده، وموسى بن شعيب، وآخرون.
وكان صدوقا.
توفي سنة خمس وستين.(6/457)
562 - يعقوب بن يوسف بن الأخوين. [الوفاة: 261 - 270 ه]
حَدَّثَ بدمشق عَنْ: سليمان بن حرب، وعلي بن عياش، وجماعة. [ص:458]
وَعَنْهُ: ابن جوصا، وأبو علي الحصائري.
توفي سنة ثمان وستين.(6/457)
563 - يعقوب الزّيّات. [الوفاة: 261 - 270 ه]
أحد مشايخ الطّريق بالعراق، صحب أَبَا تراب النَّخْشبيّ، وأبا حاتم العطّار، وأبا علي الداريج.
ذكره السُّلَميّ، فقال: هُوَ من أقران الْجُنَيْد.
مات هُوَ وأخوه جَعْفَر مُحرِمَيْن فِي طريق الحجّ سنة اثنتين وستين ومائتين.(6/458)
564 - يوسف بْن بحر التّميميّ، أبو القاسم، [الوفاة: 261 - 270 ه]
قاضي حمص.
رَوَى عَنْ: عليّ بْن عاصم، ويزيد بْن هارون، وطبقتهما.
وَعَنْهُ: ابنُ صاعد، ومحمد بن المسيّب الأرْغِيانيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم، ومحمد بن سليمان بن حيدرة.
وأما أخوه خيثمة فرحل إلى يوسف بن بحر فأسرته الفرنج، فلم يخلص من الأسر حَتَّى مات يوسف.
وكان بغداديًا نزل الشّام.
قَالَ ابنُ عديّ: ليس بالقوي، أتى عن الثّقات بمناكير.(6/458)
565 - يوسف بْن محمد بْن صاعد. [الوفاة: 261 - 270 ه]
مَوْلَى بني هاشم،
أخو الحافظ يحيى.
سَمِعَ: خلّاد بْن يحيى، وسليمان بْن حرب، وجماعة. روى عَنْهُ: أخوه يحيى، وعليّ بْن إِسْحَاق المادَرَائيّ، وعبد الله الحامض.
وكان مُوَثَّقًا.
تُوُفيّ سنة سبْعٍ وستّين.(6/458)
566 - يُونُس بْن حبيب. أبو بِشْر العِجْليّ، مولاهم الإصبهانيّ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
رَوَى عَنْ: أبي دَاوُد الطيالسيّ جملة كثيرة من المُسْنَد. وعَنْ: عامر بْن إِبْرَاهِيم، وبكر بن بكار، ومحمد بن كثير الصنعاني، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو بكر بن أبي داود، وعلي بن رستم، وأبو بكر بن أبي عاصم، وجماعة. آخرهم موتًا عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن فارس.
قَالَ ابن أبي حاتم: كتبت عنه وهو ثقة. وحدَّثني ابنُ أبي عاصم أنّ أَحْمَد بْن الفُرات أمره بالكتابة عن يُونُس بْن حبيب.
وقَالَ غيره: كان عظيم القدر بإصبهان، معروفًا بالسّتْر والصّلاح.
تُوُفيّ سنة سبْعٍ وستّين أيضًا.
وروى القراءة عن قتيبة بن مهران.(6/459)
567 - م ن ق: يونس بن عبد الأعلى بن موسى بن ميسرة بن حفص بن حيان، الإمام أبو موسى الصدفي المِصْريُّ الفقيه المقرئ. [الوفاة: 261 - 270 ه]
ولد في ذي الحجة سنة سبعين ومائة، وقرأ القرآن على ورش وغيره.
وأقرأ الناس،
وَسَمِعَ مِنْ: سفيان بن عيينة، وابن وهب , والوليد بن مسلم، ومعن بن عيسى، وأبي ضمرة أنس بن عياض، والشافعي وتفقه عليه، وسمع من طائفة سواهم. وقرأ أيضا على سقلاب , ومعلى بن دحية وهما أيضا من أصحاب نافع.
قرأ عليه غير واحد،
وَرَوَى عَنْهُ القراءة: موسى بن سهل، ومحمد بن الربيع، وأسامة بن أحمد التجيبي، ومحمد بْن إِسْحَاق بْن خُزَيْمَة، ومحمد بْن جرير الطبري.
وَحَدَّثَ عَنْهُ: مسلم، والنسائي، وابن ماجه، وأبو عوانة، وأبو بَكْر بْن زياد النَّيْسَابوريُّ، وأبو الطاهر أحمد بن محمد المديني، وخلق كثير. [ص:460]
وانتهت إليه رياسة العلم بديار مصر، لعلمه وفضله وورعه ونبله ومعرفته بالفقه وأيام الناس.
وروي عَنِ الشّافعيّ، قَالَ: ما رأيت بمصر أحدًا أعقل من يونس بن عبد الأعلى.
وقال يحيى بن حسان: يونسكم هذا من أركان الإسلام.
وكان يونس كبير الشهود، أقام في الشهادة ستين سنة، وثقه غير واحد، وما نقموا عليه إلا روايته عن الشافعي الحديث الذي متنه: لا مهدي إلا عيسى ابن مريم. فإنه تفرد عن الشافعي.
توفي في ربيع الآخر سنة أربع وستين ومائتين في عشر المائة.
قال النَّسائيّ: ثقة.
وقَالَ ابنُ أبي حاتم: سمعت أبي يوثق يونس بن عبد الأعلى، ويرفع من شأنه.
قلت: حديثه المذكور عن الشافعي إنما قال فيه: حدثت عن الشافعي. فذكره هكذا، وجدت في كتاب يونس رواية المديني عنه عن الشافعي، فكأنه دلسه بلفظة عن، وأسقط من حدثه به عن الشافعي، فالله أعلم.
قال الحاكم: سمعت الزبير بن عبد الله البغدادي يقول: سمعت ابن صاعد يقول: وحدثنا عن يونس بن عبد الأعلى بحديث لابن وهب، ثم قال: يابا يابا! قد حدث بهذا الحديث أحمد بن حنبل عن عثمان بن صالح عن ابن وهب، فقال له عبد الحميد: حدّثناه عبد الله بن أحمد عن أبيه، فقال: يابا! عبد الحميد ذاك مات، وهذا عال، إذا حدث بحديث عال فأخبر به أصحابنا.(6/459)
-[الْكُنَى](6/460)
• - أبو أحمد القَلانسيُّ الزاهد. هو مصعب، [الوفاة: 261 - 270 ه][ص:461]
قد ذُكِر.(6/460)
568 - أبو حاتم العطّار. الْبَصْرِيّ العارف، [الوفاة: 261 - 270 ه]
أحد مشايخ الطّريق بالبصرة.
قَالَ ابنُ الَأعرابي: لم يبلُغْنا أنه كان في عصره أحد يُقَدَّم عليه فِي العلم بهذه المذاهب، وكان مع ذلك لازماً لسوقه وتجارته. يركب الحمار ويدل في العطارين، غير متمكن من الدنيا متجمل، إلا أنه رزق هذه المذاهب حتى نأى عن غيره، وتَلْمَذَ له من كان بالبصرة ممن هو أسن منه. وكان البغداديون يدخلون البصرة يقصدون مجلسه منهم محمد بن وهب، ويعقوب الزيات، ورزيق ابن النفاط، وغيرهم. وكان ظاهره ظاهر التّجار والعامّة منبسطًا معهم، فإذا تكلم كان غير ذلك. أخبرني محمد بن علي: أنه سمع أبا حمزة البغدادي ربما ذكر أبا حاتم، وكان يتكلم يوم الجمعة، فيقول فِي كلامه: لا تسألوني عن حالي، واعْفوا لي عن نفسي. حسابي على غيركم. اجعلوني كالفتيلة أحرق نفسي وأُضيء لكم. وكان لا يظهر عليه خشوع ولا تنكيس رأس ولا لباس. وكان من أهل السنة والإثبات، يُزْري على الغسّانيّة وأهل الأوراد وأخْذِ المعلوم، كما يذمّ أَهْل الدُّنيا ومن يأوى إِلَى الأسباب، ويقول: من لم يكن الله الغالب على قلبه، فإنّما يعبد هواه ونفسه.
وكان يقول: من ذكر الله نسي نفسه. ومن ذكر نعمة الله نسي غيره.
وكان عامة كلامه بالمعاني. ويقول: الأبطال فِي النُّجوم، والسّرائر فِي القلوب. وتحتاج تتوب من توبتك وتعبد الله له لا لك. ويْحَك كم تبكي وتصيح، صحح واسترح. السياحة بالقلوب، وسير الشواني سفر لا ينقضي. دع الإحصاء والعدد، وصم للدنيا وأفطر للآخرة.
وقال مرة لأبي تراب: ما جازت ساحتك أوطار الأرض.
وكان يقول، إذا رَأَى عليهم الفُوَط والّأبْراد الصوف، وهم يُصَلّون: قد نشرتم أعلامكم وضربتم طُبُولكم، فليت شعري فِي اللّقاء أيّ رجال أنتم. [ص:462]
قال لي رُزَيق النّفّاط، أو غيره: رَأَيْت أَبَا حاتم بيده عطْر يعرضه للبيع، فسألته عن مسألة، فقال: لكلّ مقامٍ مقال، ولكن اصْبِر حَتَّى أفرغ. وكان إذا فرغ جلس يوم الجمعة، اجتمع إليه الصوفية وأصحاب الحديث والغرباء، وكبار عامة أهل مسجد البصرة، وجميع الطبقات. وكان الّذين يلزمون حلقته: ابن الشريطي. وأبو سعيد ابن الغَنَويّ، والمَرْزُوقيّ. وكان الغَنَويّ يميل إِلَى شيءٍ من الكلام ويعرفه. وكان فِي المسجد طائفة من النساك يُنْكِرون على أَهْل المحبّةِ لمّا يبلغهم من التخليط، وكانوا أهل حديث، وكلهم يستحلي أبا حاتم رحمه الله ويُعْجبه كلامه لِرِقَّته، ولقَوْله بالسنة ومخالفته الغسّانيّة. وكانوا يميلون إليه وهم: عبد الجبار السُّلَمّي، والحسن بْن المُثَنَّى، وأحمد بن عمرو بن أبي عاصم، والْجُذُوعيّ. كلّ هَؤُلَاء صوفيّة المسجد من أهل السنة والحديث ينتحلون النُّسُك والأمر بالمعروف والنَّهْي عن المُنْكَر. وكان لهم بالبلد قدرٌ وهَيْبة.
وقَالَ السُّلَمّي: كان أبو حاتم العطّار أستاذ الْجُنَيْد وأبي سَعِيد الخرّاز. وكان من جِلّة مشايخهم مِن أقران أبي تراب النَّخْشبيّ. وهو أول من تكلّم بالعراق فِي علوم الإشارات.
وعن محمد بْن وهْب، قَالَ: دخلت البصرة أَنَا ويعقوب الزَّيَّات، فأتينا أَبَا حاتم العطّار، فدقَقْنا الباب، فقال: من هَذَا؟ قلت: رَجُل يقول الله. فخرج ووضع خدّه على الأرض، وقَالَ: بقي مَن يُحْسِن يقول الله!.(6/461)
569 - أبو حَمْزَةَ الْبَغْدَادِيّ الصوفيّ. أحد الكبار، اسمه محمد بْن إِبْرَاهِيم. [الوفاة: 261 - 270 ه][ص:463]
تُوُفيّ سنة تسع وستين، قاله أبو سعيد ابن الأعرابي.
ومن أخباره: قال أبو سعيد ابن الأعرابيّ فِي كتاب طبقات النُّسَّاك: قدم أبو حَمْزَةَ من طَرَسُوس إِلَى بغداد، فجلس واجتمع إليه الناس. وما زال مقبولًا حَسَن الظّاهر والمنزلة إِلَى أن تُوُفيّ. وحضر جنازته أَهْل العلم والنُّسُك. وصلّى عليه بعض بنيه، وغسّله جماعة من بني هاشم. وقُدِّم عليه الْجُنَيْد، يعني فِي الصّلاة، فامتنع، فتقدَّم ولده، وقام المكبَرون يسمعون النّاس. وصعد الخطيب المعروف بالكاهليّ على سطح ليبلّغ النّاس.
قال ابن الأعرابي: وكنت أَنَا وأبو بَكْر غلام بُلْبل ومحمد الدِّينَوريّ بائتين فِي مسجد أبي حَمْزَةَ ليلة موته، فمات فِي السَّحَرِ. وأُخبرتُ أنَه كان يقرأ حزبه من القرآن حَتَّى ختم فِي تلك اللّيلة. وكان صاحب ليل، مقدَّمًا فِي علم القرآن وحِفْظه. خاصّة قراءة أبي عَمْرو. وقد حملها عَنْهُ جماعة. وأخذ عَنْهُ كتاب اليزيديّ. وأخبرني مَرْدَويْه أبو عَبْد الرَّحْمَن المقرئ أنّه لم يَرَ أحدًا يقدّمه فِي قراءة أبي عَمْرو، والقيام بها على أبي حَمْزَةَ. وقد قرأ ابنُ مجاهد على مَرْدَويْه.
وكان سبب عِلّته أنّ النّاس كثُروا، فأُتي أبو حَمْزَةَ بكُرسيّ، فجلس عليه، ثُمَّ مرّ فِي كلامه بشيءٍ أعجبه، فردّده وأُغمي عليه حَتَّى سقط عن الكُرسيّ. وقد كان هَذَا يصيبه كثيرًا، فانصرف من المجلس بين اثنين يوم الجمعة، فتعلّل ودُفِن فِي الجمعة الثانية بعد الصّلاة.
وكان أستاذ البغداديّين، وهو أوّل من تكلّم ببغداد فِي هَذِهِ المذاهب من صفاء الذِّكْر وجمع الهمّة والمحبّة والشَّوْق والقُرب والُأنس، لم يسبقه بها على رؤوس النّاس ببغداد أحد.
وكان قد طاف البلاد، وصحِب النُّسَاك بالبصرة، وغيرهما. وسافر مع أبي تراب وأشكاله طالبًا الحقائق. وجالس أَبَا نصر التّمّار، وأحمد بْن حنبل، وسريا السَّقَطيّ، وهو مَوْلَى لعيسى بْن أبان القاضي. [ص:464]
وقد سمعت أَبَا حَمْزَةَ غير مرّة يقول: قَالَ لي أَحْمَد بْن حنبل: يا صوفيّ ما تقول فِي هَذِهِ المسألة؟(6/462)
570 - أبو السّاج. [الوفاة: 261 - 270 ه]
كان من كبار قُوّاد المعتمد على الله، وإليه تُنْسب الأجناد السّاجيّة ببغداد.
مات بجُنْدَيْسابُور فِي ربيع الأول سنة ستٍّ وستّين ومائتين، وخلّف أموالًا عظيمة.(6/464)
• - أبو يزيد البسطاميُّ، اسمه طيفور، [الوفاة: 261 - 270 ه]
قد ذكر.(6/464)
• - أبو الدرداء المروزي، هو عبد العزيز بن منيب، [الوفاة: 261 - 270 ه]
مر باسمه.(6/464)
• - أبو الدرداء المقدسي، هاشم بن يَعْلى، [الوفاة: 261 - 270 ه]
مر أيضا.
آخر الطبقة ولله الحمد(6/464)
-الطبقة الثامنة والعشرون
271 - 280 هـ(6/465)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
- (الْحَوَادِثُ)(6/467)
-سنة إحدى وسبعين ومائتين
فيها تُوُفيّ: عَبَّاس الدُّوريّ، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن مَنْصُور الحارثيّ، ومحمد بن حماد الطهراني، ومحمد بْن سِنَان القزاز، ويوسف بْن سَعِيد بن مسلم.
وفيها دخل محمد، وعليّ ابنا الْحُسَيْن بْن جَعْفَر بْن مُوسَى بْن جَعْفَر الصّادق بْن محمد المدينة، فقتلا فيها، وجَبَيا الأموال، وعطَلت الجمعة والجماعة مِنْ مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شهراً.
وفيها عزل المعتمد عَمْرو بْن اللَّيْث وأمر بلعنه على المنابر. وولى خُراسان محمد بْن طاهر. وكان محمد ببغداد، فاستناب عَنْهُ على نيسابور رافع بن هرثمة. وأقر على بخارى وسمرقند نصر بْن أَحْمَد بْن أسد.
ثُمَّ جاءت كتب الموفَّق إِلَى رافع بقصد جرجان وآمل، وكانتا للحسن بْن زَيْد، فسار إليه رافع سنة أربع وسبعين.
وفيها كَانَتْ وقعة عظيمة بين أبي الْعَبَّاس بْن الموفَّق، وبين خِمارُوَيْه بْن أَحْمَد بْن طولون بأرض فلسطين كان الموفَّق قد جهز ولده فِي جنود العراق، وأعطاه الأموال، وولّاه أعمال مصر والشام. فسار إلى الشام، ونزل بفلسطين، وجاء خمارويه، وكان قد قام فِي ولايات أَبِيهِ بعده، فالتقيا بحيث جرت الأرض من الدماء. ثُمَّ انهزم خمارويه إِلَى مصر، ونُهِبَتْ أثقاله. ونزل أبو الْعَبَّاس فِي مضربه.
وكان سعد الأعسر كمينًا لخمارويه، فخرج على أبي الْعَبَّاس وهم غارون، فانهزم جيشه، وذهب إِلَى طَرَسُوس منهزمًا فِي نفرٍ يسير، وذهبت خزائنه. فانتهب الجميع سعد ومن معه. وهذا من أعجب الأمور، وهو [ص:468] انهزام كل واحدٍ من المقدمَّين، ثُمَّ اقتتال عسكرهما بعد رواحهما. ثُمَّ كان النصر للمصريين.
وفيها قدم بيوسف بْن أبي الساج مقيدًا على جمل. وكان قد وثب على الحاجّ، فقاتلوه وأسروه، ثُمَّ إنّه حَسنت حاله، وبكى على فعله، وشفع فيه مؤنس، فأطلق.
وفيها خرج بالمدينة إِسْحَاق بْن محمد الطالبي الجعفري، فقتل أمير المدينة الفضل بْن الْعَبَّاس بْن حسن العباسي، وعاث وأفسد وخرّب المدينة.(6/467)
-سنة اثنتين وسبعين ومائتين
تُوُفيّ فيها: أَحْمَد بن عبد الجبار العطاردي، وأحمد بن عاصم الإصبهانيّ، وأبو عُتْبة أَحْمَد بْن الفرج الحمصيّ، وأحمد بْن مهديّ بْن رستم، وسليمان بْن سيف الحرّاني، وأبو أَحْمَد محمد بْن عَبْد الوهاب الفراء، وأبو جَعْفَر محمد بْن عبيد الله ابن المنادي، ومحمد بن عوف الحمصي.
وفيها وقع خلاف بين أبي الْعَبَّاس بْن الموفَّق وبين يازمان الخادم فِي طَرَسُوس، فأخرج أهلها أَبَا الْعَبَّاس عَنْهُمْ. فقدِم بغداد فِي جمادى الآخرة. وفيها دخل حمدان بْن حمدون وهارون الشّاريّ الخوارج مدينة المَوْصِل. وصلّى الشاري بالناس فِي الجامع.
وفيها قبض الموفَّق على صاعد بْن مخلد وعلى بنيه وأمواله، واستكتب عوضه إسماعيل بن بلبل.
وفيها تحركت الزنج بواسط وصاحوا: أنكلاي يا منصور. وكان أنكلاي ابنُ الخبيث، وسليمان بْن جامع، والمهلبي، والشعراني، وغيرهم من قواد الزَّنْج محبوسين ببغداد فِي يد فتح السعيدي. فكتب إليه الموفَّق أن يذبح الجماعة ويبعث رؤوسهم، ففعل. وقِيلَ: صلبت أبدانهم على الجسر.(6/468)
-سنة ثلاثٍ وسبعين ومائتين
فيها تُوُفيّ: أَحْمَد بْن الْوَلِيد الفحّام، وإسحاق بْن سيّار النصيبي، وحنبل بْن إِسْحَاق، والفتح بْن شخرف، وأبو أُميّة محمد بْن إِبْرَاهِيم الطَّرَسُوسيّ، ومحمد بْن يزيد بن ماجه.
وفيها كَانَتْ بالرافقة واقعة بين إِسْحَاق بْن كنداج، ومحمد بْن أبي الساج، فانهزم إِسْحَاق. ثم تواقعا أيضاً، وانهزم إسحاق في ذي الحجة.
وفيها وثب ثلاثة بنين لملك الروم على أبيهم فقتلوه، وملكوا أحدهم.
وفيها قبض الموفَّق على لؤلؤ الطولوني، وأخذ له أربع مائة ألف دينار شَرَهَا. ولم يكن له ذنب، بل ادعي عليه أنّه كاتب خمارويه بن أحمد بن طولون.(6/469)
-سنة أربع وسبعين ومائتين
فيها توفي الحسن بْن مكرم، وعليّ بْن إِبْرَاهِيم الواسطيّ، ومحمد بن عيسى بن حيان المدائنيّ، وأبو غسان مالك بْن يحيى، بمصر.
وفيها خرج الموفَّق إِلَى كرمان لحرب عَمْرو بْن اللَّيْث الصّفّار.
وفيها غزا يازمان الخادم الروم، فقتل وسبى وعاد سالمًا.(6/469)
-سنة خمسٍ وسبعين ومائتين
توفي فيها: أبو بكر المروذي الفقيه، وأحمد بْن ملاعب، والحسين بْن محمد بْن أبي معشر نجيح، وأبو دَاوُد صاحب السنن، وأبو عوف البزوريّ عَبْد الرَّحْمَن بْن مرزوق، ويحيى بن جعفر بن الزبرقان.
وفيها غزا يازمان البحر، فأخذ عدّة مراكب للروم.
وفيها حبس الموفَّق ابنه أَبَا الْعَبَّاس، فشغب أصحابه وحملوا السلاح، واضطربت بغداد. فركب الموفَّق وقَالَ: يا أصحاب ولدي أتراكم أشفق على ابني منّي؟ وقد احتجت إِلَى تأديبه. فوضعوا السلاح وتفرقوا، واطمأنوا عليه.(6/469)
-سنة ست وسبعين ومائتين
فيها تُوُفيّ: أَحْمَد بْن حازم بْن أبي غَرَزَة، وبَقِيّ بْن مخلد الأندلسيّ، وعبد الله بْن مُسْلِم بْن قُتَيْبَةَ، وأبو قلابة الرقاشي، ومحمد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الْعَوَّام، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل الصائغ، ومحمد بْن سعد العوفي، ويزيد بْن محمد بن عبد الصمد.
وفيها رَضِيَ المعتمد على عَمْرو بْن اللَّيْث، وكتب اسمه على الأعلام والأترسة ببغداد.
وفيها قدم محمد بن أبي الساج هارباً عن خمارويه بعد وقعات جرت بينهما، وضعف عنه محمد.
وفيها سار الموفق إلى أصبهان، فنزح أحمد بْن عَبْد الْعَزِيز بْن أبي دُلَف بجيشه وعياله.
وفيها ولي عَمْرو بن اللَّيْث شرطة بغداد. ثُمَّ بعد قليل غضب عليه المعتمد وعزله، وأسقط اسمه من الأعلام.(6/470)
-سنة سبعٍ وسبعين ومائتين
فيها توفي: إبراهيم بن أبي العنبس القاضي، والحسن بْن سلام السواق، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن الجهم السمري.
وفيها اتفق يازمان الخادم أمير الثغر مع خمارويه، ودعا له على المنابر بطرسوس. فبعث إليه بثلاثين ألف دينار، وخمس مائة دابة، وخمس مائة ثوب من مصر. ثُمَّ بعث إليه بخمسين ألف دينار.
وفيها: استولى رافع بن هرثمة على طبرستان.(6/470)
-سنة ثمانٍ وسبعين ومائتين
تُوُفيّ فيها: أَحْمَد بْن عُبَيْد بْن ناصح، وإِبْرَاهِيم بْن الهيثم البلديّ، وعبد الكريم بْن الهيثم الديرعاقولي، والأمير أبو أَحْمَد الموفَّق، ومحمد بن [ص:471] شداد المسمعيّ، وموسى بْن سهل الوشّاء، وموسى بْن عِيسَى بْن المنذر الحمصي، وهاشم بْن مرثد الطبراني.
وفيها وردت الأخبار أن نيل مصر غار ونقص نقصًا عظيمًا، وغلت الأسعار. قَالَ أبو المظفر بْن الجوزي: غار النيل فلم يبق منه شيء.
قلت: ولم يتعرض المسبحي فِي تاريخه إلى شيء من ذلك.
وَفِي المحرم انصرف الموفَّق من الجبل إِلَى بغداد مريضًا، وكان به نُقْرُس. وزاد مرضه فصار داء الفيل. وكان يبردون رجليه بالثلج، ويحمل على سرير، يحمله عشرون نفسًا. فقال مَرَّة للذين يحملون: لعلكم قد ضجرتم منّي. وددت والله أني كأحدكم أحمل على رأسي وآكل، وأني في عافية. وقال في مرضه هذا: قد أطبق ديواني على مائة ألف مرتزق، وما أصبح فيهم أسوأ حالًا مني.
وزاد به انتفاخ رجله ومات.
وفيها ظهرت القرامطة بسواد الكوفة؛ وقد اختلفوا فيهم على أقوال: أحدها: إنّه قَدِمَ رجلٌ من ناحية خوزستان إِلَى الكوفة، فنزل النهرين وأظهر الزهد والتقشف، يعمل الخوص ويقوم ويصوم. وَإِذَا جلس إليه إنسان وعظه وزهده في الدنيا، وأعلمه أن الصلوات المفترضة في اليوم والليلة خمسون صلاة. حتى فشا ذلك عنه. ثم أعلمهم أنه يدعو إِلَى إمام من أَهْل البيت، فكانوا يجلسون إليه. ثُمَّ نظر نخلًا، فكان يأخذ من بقالٍ كل ليلة رطل تمر يفطر عليه، ويبيعه النوى. فأتاه أصحاب النخل فأهانوه، وقَالَوا: ما كفاك أكل تمر النخل حَتَّى تبيع النوى؟ فقال البقال: ويحكم ظلمتموه، فإنه لم يذق تمركم، وإنما يشتري مني التمر فيفطر عليه، ويبيعنيّ النوى. فندموا على ضربه وتحللوه، وازداد نبلًا عند أَهْل القرية، وتبعه جماعة، فكان يأخذ من كل رجلٍ دينارًا، واتخذ منهم اثني عشر نقيبًا. وفرض عليهم كل يومٍ خمسين صلاة، سوى نوافل اشتغلوا بها عن زراعتهم، فخربت الضياع. وكانت للهيصم هناك ضياع فقصروا، فبلغه شأنه، فطلبه وسأله عن أمره، فَأَخْبَرَه ودعاه إِلَى مذهبه. فحبسه فِي بيتٍ وحلف ليقتلنه. فسمعته جارية من [ص:472] جواريه، فرقت له، وأخذت المفتاح وفتحت عليه. ثُمَّ قفلت الباب، وأعادت المفتاح إِلَى مكانه، فانتبه الهيصم ففتح الباب فلم يجده. وقَالَ النّاس: رفع إِلَى السماء.
ثُمَّ ظهر فِي مكانٍ آخر، فسألوه عن قصته فقال: من تعرض لي بسوء هلك. ثم تسحب إِلَى الشّام، فلم يعرف له خبر. وصحبه رجل يقال له كرميتة، ثم خفف، فَقِيلَ قرمط.
وَفِي قولٍ: كان هَذَا الرجل قد لقي الخبيث ملك الخوارج الزَّنْج، فقال له: ورائي مائة ألف سيف، فوافقني على مذهبي حَتَّى أصير إليك بمن معي.
وتناظرا فاختلفا، ولم يتفقا، فافترقا.
والقول الثاني: إن أول من أظهر لهم مذهبهم رجلٌ يُقَالُ له محمد الوَرَّاق يعرف بالمقرمط الكوفي. شرع لهم شرائع وتراتيب خالف بها دين الْإِسْلَام.
والثالث: إنّ بعض دعاتهم اكترى دواب من رَجُل يُقَالُ له قرمط بْن الأشعث، فدعاه فأجابه.
والقول الأول أشهر.
ثم هم فِرَق: القرامطة، والباطنية، والخُرَّمية، والبابكية، والمحمرة، والسبعية، والتعليمية.
فمن قول القرامطة: إن محمد ابن الحنفية هُوَ المهديّ، وَإِنَّهُ جبريل، وَإِنَّهُ هُوَ المسيح، وإنه هو الدابة. ويزيدون في أذانهم: وإن نوحًا رسول الله، وإن عِيسَى رسول الله، وأن محمد ابن الحنفية رسول الله، وإن الحج والقبلة إِلَى بيت المقدس، ويوم الجمعة والاثنين والخميس يوم استراحة، وإن الصوم فِي السنة يومان: يوم النيروز ويوم المهرجان، وإن الخمر حلال، ولا غسل من الجنابة.
وتَحَيَّلُوا على المسلمين بطرق شتى، ونفق قولهم على الجهال وأهل البر، ويُدخلون على الشيعة بما يوافقهم، وعلى السنة بما يوافقهم. ويخدعون الطوائف، ويظهرون مع كل فرقة أنهم منهم.
وأما الباطنية، فقالت: لظواهر الآيات والأحاديث بواطن تجري [ص:473] مجرى اللُّبّ من القشر. واحتجوا لكل آية ظهر وبطن، وأن من وقف على علم الباطن سقطت عنه التكاليف.
وأما الخرمية، فخرم اسم أعجمي معناه الشيء المستلذ، وهم أهل الإباحة من المجوس الّذين نبغوا فِي أيام قباذ، فأباحوا المحظورات.
وأما البابكية، فأصحاب بابك الخرمي. لهم ليلة فِي السنة يختلط فيها النساء والرجال، فَمَنْ وقعت فِي يده امْرَأَة استحلها، إِلَى غير ذلك من الخروج عن الملة.
وأما المحمرة، فيلبسون الثياب الحمر، ولهم مقالة.
وأما السبعية، فزعموا أن الكواكب السبعة تدبر العالم السفلي.
وأما التعليمية، فأبطلوا القياس؛ ولا عِلْمَ عندهم إلّا ما تُلُقِّيَ من إمامهم.
والإسماعيلية من القرامطة. وقِيلَ: إنّ قرمط غلام إسماعيل بن جعفر الصادق، ولم يصح.
وكل هَؤُلَاء يذهبون إِلَى مذهب الملاحدة كزرادشت، ومزدك، وماني، الّذين جحدوا النبوة وأباحوا المحظورات. وقالوا بقول الفلاسفة والدهرية، لعنهم الله.
وفيها غزا يازمان الخادم حصن سلند، فنصب عليه المجانيق وكاد يفتحه، فجاءه حجرٌ من الحصن فقتله، فارتحلوا به وبه رمقٌ، فمات فِي الطريق. وحمل فدفن بطرسوس. وكان شجاعًا، جوادًا، كريمًا.(6/470)
-سنة تسعٍ وسبعين ومائتين
تُوُفيّ فيها: المعتمد على الله، وأحمد بْن الخليل البرجلاني، وأحمد بْن أبي خيثمة، وإبراهيم بْن عَبْد الله القصار، وأبو يحيى بن أبي مسرة، وأبو عيسى الترمذي.
ولثمانٍ بقين من المحرم خلع جَعْفَر المفوض من العهد، وقدم عليه [ص:474] المعتضد، وكتب إلى الآفاق بذلك. وتم ذلك لتمكن المعتضد من الأمور، ولطاعة الجيش له.
وفيها أمر المعتضد أن لا يقعد فِي الطريق منجم ولا قصاص، واستحلف الوراقين لا يبيعون كتب الفلاسفة والجدل ونحو ذلك.
وضعف أمر المعتمد معه، وتُوُفيّ بعد أشهر من السنة، فولي المعتضد أبو العباس ابن الموفق الخلافة.
وفيها قدم رسول خمارويه صاحب مصر بهدية إِلَى المعتضد، وذلك عشرون حمل بغلٍ من الذهب من سوى الخيل والسروج والجواهر والتحف، وزرافة، وقدمت عليه هدايا عَمْرو بْن اللَّيْث، فولاه خراسان.
وتوجهت الرسل في تزويج علي ابن المعتضد ببنت خمارويه؛ ثم تزوجها المعتضد.
وفيها تُوُفيّ نصر بْن أَحْمَد بْن أسد أمير ما وراء النهر، فولى بعده أخوه إسماعيل.
وفيها فتح أحمد بن عيسى ابن الشَّيْخ قلعة ماردين، أخذها من محمد بْن إسحاق بن كنداج.
وصلّى المعتضد بالناس صلاة الأضحى، فكبر فِي الأولى ستًا، وَفِي الثانية واحدة. ولم تسمع منه الخطبة.
وحج بالناس هارون بْن محمد العباسي، وهي آخر حجةٍ حجها بالناس، وكان قد حج بهم ست عشرة حجة متوالية.(6/473)
-سنة ثمانين ومائتين
توفي فيها: أحمد بن محمد البرتي، وعثمان بْن سَعِيد الدارمي، وأبو إِسْمَاعِيل التّرمِذيّ، وهلال بن العلاء.
وَفِي أولها قبض المعتضد على محمد بْن الْحَسَن بْن سهل. وكان أحد قواد صاحب الزنج ثم استأمن إِلَى الموفَّق، فبلغ المعتضد أنه يدعو إِلَى وَلَدِ المهتدي بالله فقرره، وقَالَ: أخبرني عن الرجل الَّذِي تدعو إليه؟ فقال: لو كان تحت قدمي ما رفعتهما عَنْهُ. فقتله. [ص:475]
وَفِي صفر، سار المعتضد بجيوشه يريد بني شيبان، وكانوا قد عاثوا وأفسدوا، فلحقهم بالسن، فقتل منهم خلقًا، وغرق خلقًا، وغنم الجيش من أموالهم ما لا يحصى، بحيث أبيعت الشاة بدرهم، والجمل بخمسة دراهم.
وأمر المعتضد بحفظ النساء والذراري، وأن لا يتعرض لهم. ثُمَّ وصل إِلَى المَوْصِل. ثُمَّ لقيه بنو شَيْبَان وتذللوا له، فأخذ منهم خمس مائة رَجُل رهائن، ورد عليهم نساءهم وذراريهم.
وفيها افتتح محمد بْن أبي الساج مراغة بعد حصار طويل، وأخذ منها مالاً كثيراً.
وفيها مات المفوض إلى الله جعفر ابن المعتمد الذي كان ولي عهد أَبِيهِ فِي ربيع الآخر. وكان محبوسًا فِي دار المعتضد لا يراه أحد. وقيل: إن المعتضد كان ينادمه.
وفيها وُلِدَ بسلمية القائم أبو القاسم محمد ابن المهدي عبد الله ببلد سلمية. وكان بها أمرهم وأموالهم. وأسلفنا سنة سبعين شيئاً من خبرهم.
وفيها دخل داعيهم أبو عبد الله مع بني كتامة إِلَى أرض القيروان فِي ربيع الأول، فاشتهر أمره وتسامعوا به، وأتوه وبالغوا فِي احترامه. فاتصل خبره بإبراهيم بْن أَحْمَد صاحب إفريقية، فبعث يخوفه ويحذره الخروج. فلم يباله.
واشتهر زهد الداعي أبي عَبْد الله وعلمه، فَلَمَّا هَمَّ صاحب إفريقية بقبضه استنهض الّذين تبعوه، فالتقى الفريقان، فانتصر أبو عبد الله، وقتل وغنم؛ فحاربه صاحب إفريقية مرات، وأبو عبد الله فِي زيادة، وصاحب إفريقية فِي نقص. ثم إنه في الآخر قتل.
وفيها غزا إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد بْن أسد أمير ما وراء النهر بلاد الترك، وأسر ملكها وزوجته، وأسر عشرة آلاف، وقتل عشرة آلاف. وأصاب أموالًا عظيمة، بحيث أصاب الفارس من الغنيمة ألف درهم.
ومات الأمير مسرور البلخي الَّذِي كان مع الموفق في وقت الحصار.
ذكر خبر الزلزلة بالدبيل: رُوِيَ أن فِي ذي الحجة ورد كتاب من الدبيل أن القمر انكسف فِي شوال من السنة، وأن الدُّنيا أصبحت مظلمة إِلَى [ص:476] العصر، فهبت ريحٌ سوداء، فدامت إِلَى ثلث الليل، وأعقبها زلزلة عظيمة أذهبت عامة المدينة. وأنهم أخرجوا من تحت الهدم ثلاثين ألفا إِلَى تاريخ الكتاب. ثُمَّ زلزلت خمس مرات، فكان عدة مَنْ أُخْرِجَ مَنْ تحت الردم مائة ألف وخمسين ألفاً.
وفيها زِيدَ فِي جامع المنصور دار المنصور الّتي كان يسكنها. وغرم على إصلاح ذلك عشرون ألف دينار.(6/474)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
-الْمُتَوَفُّونَ فِي هَذِهِ الْعَشْرِ عَلَى الْمُعْجَمِ(6/477)
-[حَرْفُ الأَلِفِ](6/477)
1 - أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الْبَغْدَادِيّ، أبو بسطام الأطروش. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: هوذة بْن خليفة.
وَعَنْهُ: أبو بَكْر الشافعي البزاز.
تُوُفيّ سنة تسعٍ وسبعين.(6/477)
2 - أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى ين يحيى، أبو حارثة الغساني الدمشقي. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: أَبَاهُ، وهشام بْن عمّار، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بْن جوصا، وأبو يعقوب إِسْحَاق الأذرعي، وأبو عوانة في صحيحه، وقال: حدثنا أبو حارثة سيد أَهْل الشّام.(6/477)
3 - أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن الْمُخْتَار، أبو بَكْر الدقاق. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: أَبَا كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بْن كامل القاضي، وغيره. تُوُفيّ سنة سبعٍ وسبعين.(6/477)
4 - أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل بْن مهدي السكوني الحمصي. [الوفاة: 271 - 280 ه]
رَوَى عَنْ: أَحْمَد بْن كثير الصنعاني.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانِيّ.(6/477)
5 - أَحْمَد بْن الأسود، أَبُو عَلِيّ الحنفي الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: يزيد بن هارون، وغيره. وولي قضاء قرقيسياء.
ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: حدثنا عنه: أحمد بن عبيد الله الجسري. وتُوُفيّ سنة خمسٍ وسبعين.(6/477)
6 - أَحْمَد بْن أيوب بن بزيع الهاشمي. [الوفاة: 271 - 280 ه][ص:478]
يروي عَنْ: عَبْد الله بْن صالح العجليّ، وغيره.
تُوُفيّ سنة سبعٍ وسبعين.(6/477)
7 - أَحْمَد بْن بَكْر بْن سيف المروزي. [الوفاة: 271 - 280 ه]
رحل وَسَمِعَ مِنْ: أبي نُعَيْم، وغيره.
وكان موثقًا.
تُوُفيّ سنة أربعٍ وسبعين.(6/478)
8 - أَحْمَد بْن بَكْر البالِسيُّ، أبو بَكْر. [الوفاة: 271 - 280 ه]
تُوُفيّ بعد السبعين أو قبلها.
وَحَدَّثَ عَنْ: يزيد بْن هارون، وزيد بْن الْحُبَاب، ومحمد بْن مصعب، وطائفة.
وكان ثقة يخطئ.
وقد تقدم فِي تلك الطبقة.
وأما الْأَزْدِيّ فقال: كان يضع الحديث.(6/478)
9 - أَحْمَد المعتمد على الله، أبو الْعَبَّاس أمير المؤمنين ابنُ المتوكل على الله جعفر ابن المعتصم بالله محمد ابن الرشيد الهاشمي العباسي. [الوفاة: 271 - 280 ه]
وُلِدَ سنة تسع وعشرين ومائتين بسر من رأي، وأمه رومية اسمها فتيان.
قال ابن أبي الدُّنيا: كان أسمر رقيق اللون، أعين، خفيفًا، لطيف اللحية، جميلًا. وُلِدَ فِي أول سنة تسعٍ، ومات ليلة الإثنين لإحدى عشرة بقيت من رجب سنة تسع وسبعين فجاءة ببغداد. وحمل فدفن بسامراء. وكانت خلافته ثلاثا وعشرين سنة وستة أيام، والصواب: وثلاثة أيام.
قلت: استخلف بعد المهتدي بالله، وقد سار بنفسه لحرب يعقوب بْن اللَّيْث الصّفّار. فالتقاه بقرب دير العاقول، فنصر عليه، وهزم جيش الصّفّار أقبح هزيمة سنة اثنتين وستين. [ص:479]
وقِيلَ: كان المعتمد مربوعًا نحيفًا. فَلَمَّا استخلف سمن وأسرع إليه الشيب.
مات بالقصر الحسني مع الندماء والمطربين، أكل فِي ذلك اليوم رؤوس الجداء، ومات في اليوم الثاني فجاءة. فَقِيلَ: إنّه سم فِي الرؤوس. ومات معه من أكل منها. وقيل: بل نام فغُمّ فِي بساط. وقِيلَ: سموه فِي كأس. فدخل عليه إِسْمَاعِيل القاضي وجماعة شهود، فلم يروا به أثرًا.
وكان منهمكا على اللذات. فاستولى أخوه الموفَّق على الأمور وقوي عليه، وانقهر معه المعتمد. ثُمَّ مات المعتمد وهو كالمحجور عليه من بعض الوجوه، من جهة المعتضد أيضًا ابنِ الموفَّق.
وكانت عريب جارية المعتمد قد وصلها أموال جزيلة من المعتمد، ولها فِيهِ مدائح.
وكان يتعانى المسكر ويعربد على الندماء.
واستخلف بعده المعتضد ابن الموفَّق.(6/478)
10 - أَحْمَد بْن حازم بْن أبي غرزة، أبو عَمْرو الغفاري الكُوفيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
أحد الأثبات المجودين.
سَمِعَ: جَعْفَر بْن عون، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وإسماعيل بْن أبان، وطائفة.
وَعَنْهُ: مطين، وابن دحيم الشَّيْبانيّ، وإبراهيم بْن عَبْد الله بْن أبي العزائم، والكوفيون كابن عقدة، وغيره.
وله مسند مشهور، وقع لنا منه شيء.
ذكره ابنُ حِبّان فِي الثّقات، وقَالَ: كَانَ متقنًا.
قلت: تُوُفيّ فِي ذي الحجة سنة ست وسبعين.(6/479)
11 - أَحْمَد بْن الْحُبَاب بْن حَمْزَةَ، أبو بَكْر الحميري النسابة البلخي. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: مكي بْن إِبْرَاهِيم، وإسماعيل بْن أبي أويس.
وَعَنْهُ: حرب بْن إِسْمَاعِيل الكرماني، وأبو بَكْر بْن أبي دَاوُد، وعبد الله بن جعفر بن درستويه. [ص:480]
تُوُفيّ سنة سبعٍ.(6/479)
12 - أَحْمَد بْن حرب بْن مِسْمَع البَغْداديُّ المُعَدَّل. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: عفان، ومسلم بن إبراهيم.
وَعَنْهُ: أبو جعفر بن البختري، وابن نجيح.
وكان ثقة ثبتا محدثا.
توفي سنة خمس وسبعين.(6/480)
13 - أحمد بن الخليل بن ثابت، أبو جَعْفَر البرجلاني. [الوفاة: 271 - 280 ه]
والبرجلانية مَحِلَّة ببغداد.
سَمِعَ: أَبَا النضر هاشم بْن القاسم، والواقدي، والأسود بن عامر شاذان، والحسن ابن الأشيب.
وَعَنْهُ: النجاد، وأبو عمرو ابن السماك، ومحمد بْن جَعْفَر بْن الهيثم الأنباري، وآخرون.
وثقة الخطيب، وقَالَ: مات فِي ربيع الأول سنة تسعٍ.(6/480)
14 - أَحْمَد بْن الخليل بْن حرب النوفلي، مولى بني نوفل بن الحارث، القرشيُّ القومِسيُّ. [أبو عبد الله] [الوفاة: 271 - 280 ه]
حَدَّثَ بأصبهان عَنْ: أبي النضر هاشم أيضا، وعُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، وأَبِي عَبْد الرَّحْمَن المقرئ، ومعلى بن أسد.
وهو من أهل قومس. محدث فاضل، يكنى أبا عبد الله.
رَوَى عَنْهُ: عمر بن عبد الله بن حسن، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزهري، وأهل أصبهان، وأبو حاتم الرازي وكذبه، ويحيى بن عبدك، والفضل بن الخصيب. [ص:481]
وقال أبو زرعة: يكذب على من لقي وعلى من لم يلق. ويحدث عن قوم ماتوا قبل أن يولد بعشرين سنة.
وقَالَ ابنُ مردويه: فيه لين.
قلت: وكأنه قديم الوفاة.(6/480)
15 - أَحْمَد بْن أبي خيثمة زهير بْن حرب بْن شداد، أبو بَكْر النَّسائيّ ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ الحافظ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
صاحب التاريخ المشهور.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وأبا نُعَيْم، وهوذة بْن خليفة، وقطبة بْن العلاء بْن المنهال الغنويّ، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وعفان، ومحمد بْن سابق، وموسى بْن إِسْمَاعِيل، وأحمد بْن يُونُس اليربوعي، وأبا غسان النهدي، وخلقًا كثيرًا.
وَعَنْهُ: البغوي، وابن صاعد، وعلي بن محمد بن عُبَيْد، ومحمد بْن مخلد، ومحمد بْن أَحْمَد الحكيميّ، وإسماعيل الصّفّار، وأبو سهل بْن زياد، وأحمد بْن كامل، وخلق.
قَالَ أبو بكر الخطيب: كان ثقة عالماً متقناً حافظًا، بصيرًا بأيام النّاس، راوية للأدب.
أَخَذَ علم الحديث عَنْ: أَحْمَد، وابن معين، وعلم النسب عَنْ: مصعب الزُّبَيْريّ. وأيام النّاس عَنْ: أبي الْحَسَن عليّ بْن محمد المدائني. والأدب عَنْ: محمد بْن سلام الجمحي. وله كتاب التاريخ الَّذِي أحسن تصنيفه وأكثر فائدته فلا أعرف أغزر فوائد منه.
وقَالَ الدّارَقُطْنِيّ: ثقة مأمون.
وقَالَ ابنُ قانع: مات فِي جمادى الأولى سنة تسع وسبعين.
وكذا قَالَ ابنُ المنادى، وزاد: وقد بلغ أربعًا وتسعين سنة.
وقِيلَ: دون ذلك.(6/481)
16 - أَحْمَد بْن زكريا بن كثير الجوهري. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن حُميد الطويل، وسعد بْن شُعْبَة بن الحجاج، وأبي نعيم.
وَعَنْهُ: ابنُ مخلد، وأبو بَكْر الشّافعيّ.(6/481)
17 - أحمد بْن سَعْد بْن إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ. أَبُو إِبْرَاهِيم الزُّهْرِيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: عفان، وعلي بْن الجعد، ويحيى بْن بكير، ويحيى بْن سُلَيْمَان الجعفي، وعليّ بْن بحر القطان، ومحمد بْن سلام الجمحي، وغيرهم.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، والمحاملي، وإسماعيل الصّفّار، وأبو عوانة فِي صحيحه فِي أماكن، وقَالَ مُرَّة: وكان من الأبدال؛ وجماعة.
قَالَ الخطيب: وكان مذكورًا بالعلم والفضل، موصوفًا بالصلاح والزهد، ومن أَهْل بيت كلهم علماء ومحدثون. وله أخوان أكبر منه: عُبَيْد الله، وعبد الله.
وقال عُبَيْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْريّ: حدَّثني أبي قَالَ: مضى عمي أبو إِبْرَاهِيم الزُّهْرِيّ إِلَى أَحْمَد بْن حنبل فسلَّم عليه، فَلَمَّا رآه وثب وقام إليه وأكرمه، فَلَمَّا أن مضى قال له ابنه عبد الله: يا أبه، شاب تعمل به هَذَا وتقوم إليه؟ قَالَ: يا بني لا تعارضني فِي مثل هَذَا، ألا أقوم إِلَى ابنِ عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف؟
وقَالَ ابنُ المنادي: تُوُفيّ فِي خامس المحرم سنة ثلاثٍ وسبعين، وقد بلغ خمسًا وسبعين سنة.
وقَالَ ابنُ صاعد: كان ثقة. وقال غيره: كان يعد من الأبدال.(6/482)
18 - أَحْمَد بْن سَعِيد بْن زياد. أبو الْعَبَّاس الجمال. [الوفاة: 271 - 280 ه]
بغدادي ثقة. سَمِعَ: عَبْد الله بْن بَكْر السَّهميّ، وأبا النضر، وحجاج بْن محمد.
وَعَنْهُ: محمد بن العباس بن نجيح، وأبو بَكْر الشّافعيّ. وأحمد بْن كامل، وجماعة.
تُوُفيّ فِي شوال سنة ثمانٍ وسبعين.
وثقه الخطيب.(6/482)
19 - أَحْمَد بْن سُلَيْمَان أبو بَكْر الصُّوريُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
نزل عرقة،
وَحَدَّثَ عَنْ: سَعِيد بْن مَنْصُور، ومهدي بْن جَعْفَر الرملي، وغير واحد.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن يوسف الهروي وخيثمة الأطرابلسي.(6/483)
20 - أحمد بن السميذع الشاشي الحافظ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: مسددًا، ويحيى بْن بكير، وجماعة. وطوف وصنف.
تُوُفيّ فِي صفر سنة أربع وسبعين.(6/483)
21 - أحمد بن طَالِب. أبو الْعَبَّاس التّميميّ القيرواني. [الوفاة: 271 - 280 ه]
قاضي القيروان.
تفقه على سَحْنُون حَتَّى برع. وحج وأخذ عَنْ: يُونُس بْن عَبْد الأعلى، وابن عَبْد الحكم.
وكان سمحا جوادا سريا عادلا، قوالا بالحق. تلاعن في أيامه زوجان. وقد أنكر علي أمير القيروان ابن الأغلب، فامتحنه وسجنه، فيقال: إنه سقاه سماً، فمات شهيدا في سنة خمس وسبعين.(6/483)
22 - أحمد بن أبي طاهر الكاتب، أبو الفضل. [الوفاة: 271 - 280 ه]
أحد البلغاء والشعراء.
أصله مروذي، استوطن بغداد، وصنف كتاب أخبار الخلفاء.
رَوَى عَنْ: عمر بْن شبة، وطبقته.
رَوَى عَنْهُ: محمد بْن المرزبان، وغيره.
وتوفي سنة ثمانين ومائتين، عن ست وسبعين سنة.
ومن شعره:
حسب الفتى أن يكون ذا حسب ... من نفسه ليس حسبه حسبه
ليس الذي يبتدي به نسبٌ ... مثل الَّذِي ينتهي به نسبه(6/483)
23 - أَحْمَد بْن الْعَبَّاس بْن أشرس. أبو الْعَبَّاس البَغْداديُّ الحافظ. [الوفاة: 271 - 280 ه][ص:484]
سَمِعَ: أَبَا إِبْرَاهِيم الترجماني، وخلف بْن سالم.
وَعَنْهُ: محمد بن جعفر المطيري، وعثمان ابن السماك.
وكان ثقة.
تُوُفيّ سنة ثلاثٍ وسبعين.(6/483)
24 - أَحْمَد بْن عَبْد الله الكندي اللجلاج. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: أسد بن موسى.
توفي سنة ثلاث أيضًا.(6/484)
25 - أَحْمَد بْن عَبْد الله بْن يزيد، أبو جعفر المؤدب. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: أبي مُعَاوِيَة الضرير، وعبد الرّزّاق.
وَعَنْهُ: أبو ذر ابن الباغندي.
وكان كذابًا. قَالَ ابنُ عدي: كان يضع الحديث.
تُوُفيّ سنة إحدى وسبعين.(6/484)
26 - أَحْمَد بْن عَبْد الله بْن ثابت، أبو شيخ الشاشي. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم، وأبي الْوَلِيد.
وَعَنْهُ: مذكور بْن فراس شيخ لابن حِبّان، وذكره فِي كتاب الثقات.(6/484)
27 - أَحْمَد بْن زكريا بن كثير الجوهري. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن حُميد الطويل، وسعد بن شعبة بن الحجاج، وأبي نعيم.
ثقة.
عَنْهُ: ابنُ مخلد، وأبو بَكْر الشّافعيّ.(6/484)
28 - أَحْمَد بْن عَبْد الله بْن قاسم الْبَغْدَادِيّ الحافظ. رغيف. [الوفاة: 271 - 280 ه]
حافظٌ موصوفٌ بالفهم.
تحمل عَنْ: عُبَيْد الله بْن مُعَاذ العنبري، وطبقته.
وَعَنْهُ: ابنُ الأعرابي، وابن مخلد. [ص:485]
مات سنة تسعٍ وستّين.(6/484)
29 - أَحْمَد بْن عَبْد الله اللحياني العَكَّاويُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: آدم بن أبي إياس.
لقيه الطَبراني بعكا سنة خمسٍ وسبعين.
وهذا لم يذكره ابنُ عساكر فِي تاريخه.(6/485)
30 - أَحْمَد بْن عَبْد الجبار بْن محمد بن عمير بن عطارد. أبو عمر التَّميميُّ العُطَارديُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ: أَبِي بَكْرِ بْنِ عياش، وعبد اللَّه بْن إدريس، وحفص بْن غِيَاث، وأبي مُعَاوِيَة، ويونس بن بكير، روى عنه مغازي ابن إسحاق.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، وابن أبي الدنيا، وابن أبي داود، والمحاملي، ورضوان الصيدلاني، وعثمان ابن السماك، وأبو سهل بن زياد، وأبو العباس الأصم، وطائفة.
ولد سنة سبع وسبعين ومائة. وسمع بعناية أَبِيهِ. وكان أسند من بقي، إلّا أنّه ضعيف.
وقَالَ ابنُ عدي: رأيتهم مجمعين على ضعفه. ولم أر له حديثا منكرًا. إنما ضعفوه بأنه لم يلق أولئك.
وقَالَ الأصم: سمعت أَبَا عبيدة السري بْن يحيى، وسأله أبي عن العطاردي فوثقه.
وقَالَ أبو كُرَيْب: إنّه سمع من أبي بَكْر بْن عياش.
وقال الدارقطني: لا بأس به. قد أثنى عليه أبو كُرَيْب.
وقَالَ محمد بْن الْحُسَيْن بْن حميد بْن الرَّبِيع، عن أَبِيهِ قَالَ: ابتدأ أبو [ص:486] كُرَيْب يقرأ علينا المغازي، فقرأ علينا مجلسًا أو مجلسين، فلغط بعض أصحاب الحديث، فقطع قراءته وحلف لا يقرؤه علينا. فعدنا إليه نسأله، فأبى وقَالَ: امضوا إِلَى عبد الجبار العطاردي؛ فإنه كان يحضر سماعه معنا من يُونُس بْن بكير. فقلنا: فإن كان قد مات؟ قَالَ: اسمعوه من ابنه أَحْمَد، فإنّه كان يحضره معنا. قَالَ: فدللنا إِلَى منزل أَحْمَد، وكان يلعب بالحمام، فقال لنا: مذ سمعناه ما نظرت فِيهِ، ولكن هُوَ فِي قماطر فِيها كتب فاطلبوه. فقمت فطلبته، فوجدته وعليه ذرق الحمام، وَإِذَا سماعه مع أَبِيهِ بالخط العتيق. فسألته أن يدفعه إِلَيّ ويجعل وراقته لي، ففعل.
قول مطين فيه: روى الخطيب بإسناده إِلَى جَعْفَر الخلدي قَالَ: قَالَ محمد بْن عَبْد الله الْحَضْرَمِيّ: أَحْمَد بْن عَبْد الجبار العطاردي كان يكذب.
قلت: هَذَا إنّ كان كما قَالَ، فمحمولٌ على نطقه ولهجته، لا أنه كان يكذب فِي الحديث، إذ ذلك معدوم. لأنه لم يوجد له حديث تفرد به، وإن عنى بأنه روى عمن لم يدركه فذاك مردود؛ لأن أَبَا كُرَيْب شهِدَ له أنه سمع من يُونُس، وأبي بَكْر بْن عيّاش. وأيضًا فإن أباه كان محدثاً، فبكر بسماعه. ومما يقوى صدقه أنه روى أوراقًا من المغازي، عن أَبِيهِ، عن يُونُس. فهذا يدل على تحريه الصدق.
وقد أثنى عليه الخطيب، وقواه.
قَالَ ابنُ السماك: مات بالكوفة سنة اثنتين وسبعين في شعبان.
وقع حديثه عالياً للمؤتمن بْن قميرة وطبقته.(6/485)
31 - أحمد بْن عَبْد الرحيم بْن يزيد، أبو زَيْد الحَوْطِيُّ الحِمْصيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
نزيل جبلة.
سَمِعَ: أَبَا المغيرة، وأبا اليمان، وعليّ بْن عيّاش، ومحمد بْن مصعب القرقساني.
وَعَنْهُ: أَبَو القاسم الطَّبَرَانِيّ، وجعفر بْن محمد بْن هشام الكندي، وجماعة. [ص:487]
وكان حيًا فِي سنة تسعٍ وسبعين.
وقِيلَ: هو أحمد بن عبد الرحيم بن بكر بن فصيل الحوطي.(6/486)
32 - أَحْمَد بْن عَبْد الوهاب بْن نَجْدة. أبو عبد الله الحَوْطيُّ الحِمْصيُّ [الوفاة: 271 - 280 ه]
نزيل جبلة.
سَمِعَ: أحمد بن خالد الوهبي، وجنادة بن مروان الْأَزْدِيّ، وأبا المغيرة عَبْد القدوس، وعليّ بْن عياش، وجماعة.
وَعَنْهُ: النسائي فِي اليوم والليلة، وعليّ بْن سراج المِصْريُّ، وعبد الصمد بْن سَعِيد القاضي، وسليمان الطَّبَرَانِيّ.
حدّث أيضًا في سنة سبع بجبلة.
وهذان من كبار شيوخ الطَّبَرَانِيّ.(6/487)
33 - أَحْمَد بْن عبد الوهاب العَبْديُّ النَّيْسَابوريُّ الفَراء. [الوفاة: 271 - 280 ه]
أخو محمد.
سَمِعَ: مكي بْن إِبْرَاهِيم، وعبدان عَبْد الله بْن عُثْمَان.
وَعَنْهُ: أَهْل بلده. تُوُفيّ سنة اثنتين وسبعين.(6/487)
34 - أَحْمَد بْن عُبَيْد الله بن إدريس. أبو بَكْر الْبَغْدَادِيّ النرسي. [الوفاة: 271 - 280 ه]
مَوْلَى بني ضبة.
سَمِعَ: يزيد بْن هارون، وأبا بدْر السكوني، وروح بن عبادة، وشبابة، ويحيى بن أبي بكير، وطائفة.
وَعَنْهُ: ابنُ صاعد، وابن السماك، ومكرم بْن أَحْمَد القاضي، وأحمد بْن كامل القاضي، وأبو بكر الشافعي، وجماعة.
قَالَ الخطيب: كان ثقة أمينًا.
وقَالَ ابنُ كامل: تُوُفيّ فِي خامس ذي الحجة سنة ثمانين.
وقَالَ مَرَّةً أخرى: فِي خامس ذي الحجة سنة تسع وسبعين والقولان صحيحان عنه. والأول له فِيهِ متابع، وهو أبو الْحُسَيْن ابن المنادي. تابعه على السنة فقط.
وكان مولده سنة ست وثمانين ومائة. [ص:488]
وثقه أيضاً الدارقطني؛ وكان مسنداً متفرداً.(6/487)
35 - أَحْمَد بْن عُبَيْد بْن ناصح بْن بلنجر الديلمي ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ النحوي. مَوْلَى بني هاشم أبو جَعْفَر الملقب بأبي عصيدة. [الوفاة: 271 - 280 ه]
رَوَى عَنْ: يزيد بْن هارون، وأبي دَاوُد، وعبد الله بْن بَكْر، وعلي بْن عاصم، والأصمعيّ، ومحمد بْن مصعب، وجماعة.
وَعَنْهُ: عليّ بْن محمد الْمِصْرِيُّ، ومحمد بْن جَعْفَر الأدميّ، وعبد الله بْن إِسْحَاق الخراساني، وجماعة.
وله مناكير.
أَنْبَأَنِي المسلم بن علان، وجماعة قالوا: أخبرنا أبو اليمن الكندي، قال: أخبرنا أبو منصور الشيباني، قال: أخبرنا أبو بكر الحافظ، قال: أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التميمي، قال: حدثنا عبد الله بن إسحاق المعدل، قال: حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح، قال: حدثنا الأصمعي، قال: حدثنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: زُرَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَمِيصُهُ الَّذِي كُفِّنَ فِيهِ. قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: وَأَنَا زَرَرْتُ عَلَى أَبِي هريرة قميصه. قال ابن عون وأنا زررت على ابن سيرين قَمِيصَهُ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِحَمَّادِ بْنِ زيد، فقال: أنا زررت على ابن عون قميصه. تابعه عمار بن زربي، عن الأصمعي، من وَجْهٍ غَرِيبٍ، وَلا يَصِحُّ رَفْعُهُ. والمحفوظ حديث بشر بْن مُوسَى، وكان ثقة، سمع الأصمعيّ يقول: سمعت ابن عون يقول: سمعت محمدا يقول: يستحب أن يكون قميص الميت مثل قميص الحي مكففًا مزررًا. قَالَ: فحدثت به حَمَّاد بْن زَيْد، فقال: أَنَا زررت على ابن عون قميصه، وألبسته.
وقال ابنُ عدي: أبو عصيدة كان بسر من رَأَى يحدث عن الأصمعي، ومحمد بْن مصعب بمناكير. ثم ذكر الحديث المذكور، وقَالَ: [ص:489] لا أعلم رَوَاه غير أبي عصيدة، وعمار بْن زربي الْبَصْرِيّ. وأبو عصيدة أصلح حالا من عمّار. سمعت عبدان يصرح بكذب عمّار. قَالَ: وله حديث طويل عن محمد بْن مصعب، عن الأوزاعي فِي دخوله على المنصور، لم يحدث به غيره.
قال: وأبو عصيدة مع هَذَا كله كان من أَهْل الصدق.
قلت: تُوُفيّ سنة ثمانٍ وسبعين، وكان من أئمة العربية.(6/488)
36 - أَحْمَد بْن عتيق. أبو النضر الخزاعي المَرْوَزِيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: عُبَيْد الله بْن مُوسَى، وغيره.
وَعَنْهُ: أَهْل مرو.
وهو مستقيم الحديث. مات سنة أربع وسبعين.(6/489)
37 - أَحْمَد بْن عُثْمَان بْن سَعِيد. أبو بَكْر الأحول كَرْنِيب. [الوفاة: 271 - 280 ه]
حافظ صدوق. عَنْ: كثير بْن يحيى صاحب الْبَصْرِيّ، وعليّ بْن بحر القطان، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَمَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ.
وَعَنْهُ: محمد بن مخلد، ومحمد بن جعفر المطيري.
توفي سنة ثلاث وسبعين، ولم يشتهر لأنه لم يشخ.(6/489)
38 - أحمد بن عصام. أبو يحيى الأنصاري، مولاهم. [الوفاة: 271 - 280 ه]
ابن أخت الزاهد محمد بن يوسف الأصبهاني.
ذكره ابن أبي حاتم، وروى عنه، ووثقه، وقَالَ: هُوَ أَحْمَد بْن عصام بْن عَبْد المجيد بْن كثير بْن أبي عمرة الْأَنْصَارِيّ الإصبهاني.
سَمِعَ: أَبَا دَاوُد الطَّيَالِسِيّ، ومعاذ بن هشام، وأبا أحمد الزبيري، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو بكر بن أبي داود، وعبد اللَّه بْن جَعْفَر بْن فارس، وأَحْمَد بْن جَعْفَر السمسار، وطائفة.
ولا أعلم أحدًا تكلم فِيهِ بسوء.
تُوُفيّ فِي رمضان سنة اثنتين وسبعين.(6/489)
39 - أَحْمَد بْن عليّ بْن بشر الأمويّ الإصبهاني. [الوفاة: 271 - 280 ه][ص:490]
عَنْ: محمد بْن بكير.
وَعَنْهُ: ابنه محمد. تُوُفيّ سنة أربعٍ وسبعين.(6/489)
40 - أَحْمَد بْن عليّ. أبو جعفر العكبري، المعروف بخسرو. [الوفاة: 271 - 280 ه]
رَوَى عَنْ: أبي نُعَيْم، والحسن بْن الرَّبِيع البوراني، وسليمان ابن بنت شرحبيل.
وَعَنْهُ: محمد بن مخلد، وعلي بن يعقوب بن أبي العقب.(6/490)
41 - أحمد بن العلاء بن هلال. [أبو عبد الرحمن] [الوفاة: 271 - 280 ه]
أخو هلال بن العلاء الرَّقِّي.
فقيه، فاضل، يكنى أبا عبد الرحمن.
ولي قضاء ديار مصر،
وتوفي سنة أربع أيضاً. وقيل: سنة خمس.
يروي عنه: خيثمة الأطرابلسي، وأبو الميمون بن راشد، وابن حذلم.
سَمِعَ: عبد الله بن جعفر الرقي، وطبقته.(6/490)
42 - أحمد بن عمران بن أبان أبو جعفر الفارسيُّ، ثم الصُّوريُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
رَوَى عَنْ: عَبْد الوهاب بْن نجدة، وأبي إِبْرَاهِيم الترجماني، وموسى بْن أيوب النصيبي.
وَعَنْهُ: ابن جَوْصَا، ومحمد بن يوسف الهَرَوِي، ومحمد بن جعفر بن ملاس.(6/490)
43 - أحمد بن عياض. أبو غسان الفرضي. [الوفاة: 271 - 280 ه]
شيخ مصري.
رَوَى عَنْ: يحيى بْن حسان، ويحيى بْن عَبْد الله بْن بكير.
وَعَنْهُ: ابنه أبو علاثة محمد، وحفيده عبد الله بْن عَبْد الملك، والمعافي بْن عِمْرَانَ، وغيرهم.
توفي سنة ثلاث وسبعين فِي رجب.
وسيأتي ابنه أبو علاثة بعد التسعين. تفرد بحديث الطير.(6/490)
44 - أَحْمَد بْن عِيسَى بْن زَيْد اللَخمي الخشاب التِّنّيسيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: عَمْرو بْن أبي سلمة، وعبد الله بْن يوسف.
وَعَنْهُ: عَبْد الله بْن محمد بن المنهال، وعيسى بْن أَحْمَد الصُوفي، وموسى بْن الْعَبَّاس، وجماعة. [ص:491]
ضعفه ابنُ عديّ، وغيره. وقَالَ ابنُ يُونُس: مضطرب الحديث جداً.
توفي سنة ثلاثٍ أيضًا بتنيس. وَلَهُ عَنْ: عَبْدِ الله بن يوسف قال: حدثنا إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ مَرْفُوعًا: الأُمَنَاءُ عِنْدَ اللَّهِ ثَلاثَةٌ: جِبْرِيلُ، وَأَنَا، وَمُعَاوِيَةُ.
قَالَ ابْنُ جَوْصَا: وَمِثْلُ هَذَا لَا يحتمله عَبْدُ اللَّهِ فَإِنَّهُ ثِقَةٌ.
قُلْتُ: الْحَدِيثُ مَوْضُوعٌ.
فأما:(6/490)
45 - أحمد بن إسحاق الخشاب البلدي. [الوفاة: 271 - 280 ه]
فَيَرْوِي عَنْ: عفان.
لقيه الطَّبَرَانِيّ بِبَلَد.(6/491)
46 - وأحمد بْن إسحاق الخشاب الرقي. [الوفاة: 271 - 280 ه]
رَوَى عَنْ: عُبَيْد بن جِناد الحلبي.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.(6/491)
47 - أَحْمَد بن عيسى بن ماهان، أبو جَعْفَر الرازي المعروف بالجوال. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: هشام بن عمار، وعبد العزيز بن يحيى المدني، وجماعة.
وَعَنْهُ: مكرم بن أحمد القاضي، وأحمد بن بندار الشعار، وغيرهما.(6/491)
48 - أَحْمَد بْن الفرج بْن سُلَيْمَان، أبو عُتْبة الكندي، الحمصي المعروف بالحجازي، المؤذن. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: بقية بن الوليد، وضمرة بن ربيعة، وابن أبي فديك، وعُمَر بْن عَبْد الواحد الدمشقي، وأيوب بْن سُوَيْد الرملي، وعقبة بْن علقمة البيروتي، ومحمد بْن حمير، ومحمد بْن حرب الأبرش، وعثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، ومحمد بن يوسف الفريابي. [ص:492]
وَعَنْهُ: النِّسائيّ فِي غير السنن، وأبو الْعَبَّاس السراج، وموسى بن هارون، ومحمد بن جرير، ويحيى بْن صاعد، وابن أبي حاتم، وابن جوصا: الحفاظ، وأبو التريك محمد بن الحسين الأطرابلسي، وخيثمة الأطرابلسي، وأبو الْعَبَّاس الأصم، ويوسف بْن يعقوب الأزرق، وخلق.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: محله عندنا الصدق.
وقال ابنُ عدي: كان محمد بْن عوف يضعفه ويتكلم فِيهِ. وكان ابنُ جوصا يضعفه.
وقَالَ ابن عدي: هو مع ضعفه قد احتمله النّاس، وليس ممّن يحتج به.
وأما عَبْد الغافر بْن سلامة الحمصي، فقال: كان محمد بن عوف، وعمي، وأصحابنا يقولون: إنّه كذاب. فلم نسمع منه شيئًا.
قَالَ: وقَالَ محمد بْن عوف: هَذَا كذاب رَأَيْته عند بئر أبي عبيدة فِي سوق الرستن، وهو يشرب مع مردان وهو يتقيأ، وأنا مشرفٌ عليه من كوة فِي بيت كَانَتْ لي فِيهِ تجارة سنة تسعٍ عشرة ومائتين.
وكان أيام أبي الهرماس يسمونه الغداف. كان له ترس فِيهِ أربع مسامير كبار، إذا أخذوا رجلًا يريدون قتله صاحوا: أين الغداف؟ فيجيء. فَإِنَّمَا يضربه بها أربع ضربات حَتَّى يقتله. قد قُتِلَ غير واحدٍ بترسه ذاك. ثُمَّ ساق فصلًا فِي كذبه.
قَالَ عَبْد الغافر: كان أبو عُتْبة جارنا، وكان مؤذن الجامع. وكان يخضب بالحمرة.
وقَالَ الخطيب: بلغني أنه تُوُفيّ سنة إحدى وسبعين.(6/491)
49 - أَحْمَد بن الفرج بْن شاكر أبو بَكْر الغافقي الْمِصْرِيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: سَعِيد بْن أبي مريم، وغيره.
تُوُفيّ سنة أربعٍ وسبعين.(6/492)
50 - أَحْمَد بن الفرج بْن عَبْد الله، أبو عليّ الجشمي الْبَغْدَادِيّ الْمُقْرِئ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: عباد بْن عباد، وعبد الرَّحْمَن بْن مهدي، وسويد بْن الْعَزِيز، وعبد الله بْن نمير، وغيرهم.
وَعَنْهُ: إِسْحَاق بْن سنين الختلي، ومحمد بْن جَعْفَر القماطري، وأبو جعفر بن البختري.
وكان ضعيفاً. قال الحسين بن أحمد بن بكير الحافظ: هُوَ ضعيف.(6/493)
51 - أَحْمَد بْن كعب بْن خُرَيْم. أبو جَعْفَر المُرِّيُّ الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وأبي مسهر.
وَعَنْهُ: ابنُ جوصا، والحسن بْن حبيب الحصائري، وغيرهما.
تُوُفيّ سنة اثنتين وسبعين.(6/493)
52 - أَحْمَد بْن محمد بن يزيد بن مُسْلِم بن أبي الخناجر الْإِمَام أبو عليّ الْأَنْصَارِيّ الأطرابلسي. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: يحيى بْن أبي بكير، ومؤمل بن إِسْمَاعِيل، ويزيد بْن هارون، ومحمد بْن مصعب، ومعاوية بْن عَمْرو، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابنُ جوصا، وأبو نُعَيْم بن عدي، وابن صاعد، وابن أبي حاتم، وخيثمة، وآخرون.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: صدوق.
وقال غيره: كان شيخاً جليلاً نبيلاً.
وقال تمام: حدثنا خيثمة، قال: حدثنا ابن أبي الخناجر قَالَ: كنت فِي مجلس يزيد بْن هارون فجاء المأمون فوقف علينا، وَفِي المجلس ألوف، فالتفت إلى أصحابه وقال: هذا الملك.
قال ابنُ دحيم: تُوُفيّ فِي جمادى الآخرة سنة أربعٍ وسبعين.(6/493)
53 - أَحْمَد بْن محمد بْن أَنَس. الحافظ أبو العباس ابن القربيطي. [الوفاة: 271 - 280 ه][ص:494]
أحد الثقات المجودين.
رَوَى عَنْ: محمد بْن جميل، وأبي حفص الفلاس، وإبراهيم بن زياد سبلان، وأدرك أصحاب شعبة، فإن محمد بن سعد مع جلالته وتقدمه قال في الطبقات: حدثنا أحمد بن محمد بن أنس، قال: حدثنا أبو حَفْص الصيرفي، فذكر حديثًا. ويجوز أن يكون هذا من زيادات ابنِ فهم فِي الطبقات.
وقد كتب عَنْهُ: أبو حاتم الرَّازيّ وهو معاصره، وابنه عبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن مخلد العطار، وآخرون.
وسكن الرَي.
مات سنة أربع وستين ومائتين.(6/493)
54 - أَحْمَد بْن محمد بْن الحجاج. أبو بَكْر المَرُّوذيّ الفقيه. [الوفاة: 271 - 280 ه]
أحد الأعلام، وأجل أصحاب أَحْمَد بْن حنبل.
كان من كبار علماء بغداد، وكان أَبُوهُ خوارزميًا، وكانت أمه مروذية. حمل عن أَحْمَد علمًا كثيرًا، ولزمه إِلَى أن مات. وصنف فِي الحديث والسنة والفقه.
سَمِعَ: أَحْمَد بْن حنبل، وهارون بْن معروف، ومحمد بْن منهال الضرير، وسريج بْن يُونُس، وعُبَيْد اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نمير، وعثمان بْن أبي شَيْبَة، وعباس بْن عَبْد العظيم العنبري، ومحمد بن عَبْد الْعَزِيز بْن أبي رزمة، وطوائف. أَخَذَ عَنْهُ: أبو بَكْر الخلال، ومحمد بْن عِيسَى بْن الْوَلِيد، ومحمد بْن مخلد، ووالد أبي القاسم الخرقي، وآخرون.
قال الخلال أبو بكر: أخبرني محمد بن جعفر الراشدي، قال: سمعت إِسْحَاق بْن دَاوُد يقول: لا أعلم أحداً أقوم بأمر الْإِسْلَام من أبي بَكْر المَرُّوذيّ. [ص:495]
وقال أبو بكر بن صدقة: ما علمت أحدا أذب عن دين الله من المَرُّوذيّ.
وقَالَ الخلال: سمعت أَبَا بَكْر المَرُّوذيّ يقول: كان أبو عبد الله يبعث بي فِي الحاجة فيقول: قل ما قلت فهو على لساني، فأنا قلته.
قلت: ما كان يقول أبو عبد الله له ذلك إلّا لمّا يعلم من صدقه وأمانته وورعه.
وقَالَ الخلال: خرج أبو بَكْر المَرُّوذيّ إِلَى الغزو، فشيعه النّاس إِلَى سامراء، فجعل يردهم فلا يرجعون.
قَالَ: فحزروا فإذا هُمْ بسامراء، سوى من رجع، نحو خمسين ألف إنسان.
فَقِيلَ له: يا أَبَا بَكْر، أَحْمَد الله فهذا علم قد نشر لك. فبكى وقَالَ: ليس هَذَا العلم لي، وإنما هُوَ لأحمد بْن حنبل.
وقَالَ الخطيب أبو بَكْر فِي ترجمة المَرُّوذيّ: هُوَ المقدم من أصحاب أَحْمَد لورعه وفضله. وكان أَحْمَد يأنس به، وينبسط إليه؛ وهو الَّذِي تولى إغماضه لمّا مات وغسله. وروى عَنْهُ مسائل كثيرة.
وقَالَ ابنُ المنادي: تُوُفيّ فِي سادس جمادى الأولى سنة خمسٍ وسبعين، ودفن قريبًا من قبر أَحْمَد بْن حنبل، رحمهما الله.(6/494)
55 - أَحْمَد بْن محمد القزويني، عرف بابن البَغْداديِّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: القاسم بن الحكم، ومحمد بن سعيد بن سابق.
ذكره الخليليّ في شيوخ أَبِي الحَسَن القَطَّان، وقال: مات سنة ثمان وسبعين.(6/495)
56 - أَحْمَد بْن محمد بْن أبي سَلْم الرَّازيُّ الحافظ أبو الحسن. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: يحيى بن يحيى، وابن راهويه، وهشام بن عمار، وطبقتهم.
قال الخليلي في شيوخ القطان: مات سنة سبع وسبعين ومائتين.(6/495)
57 - أَحْمَد بْن محمد بْن نصر اللباد. الفقيه أبو نصر النَّيْسَابوريُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
شيخ أهل الرأي ببلده ورئيسهم. سَمِعَ: أَبَا نُعَيْم، ويحيى بْن هاشم السمسار، وبشر بْن الْوَلِيد، وطبقتهم.
رَوَى عَنْهُ: أبو يحيى زكريا بن يحيى [ص:496] الرازي، وإبراهيم بن محمد بن سفيان، ومحمد بن ياسين بْن النضر، وأحمد بْن هارون الفقيه.
تُوُفيّ سنة ثمانين.(6/495)
58 - أَحْمَد بْن محمد بْن يحيى بن نيزك. أبو العباس الهمذاني القومسي. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: سُلَيْمَان بْن حرب، وقرة بْن حبيب، وعبد السلام بْن مطهر، وغيرهم.
وَعَنْهُ: أسد بْن حمدويه النسفي، وإبراهيم بْن حمدويه السمرقندي، وجماعة.
توفي سنة خمس وسبعين.(6/496)
59 - أحمد بن محمد بن عبيد الله بن المدبر، الكاتب. [الوفاة: 271 - 280 ه]
تُوُفيّ فِي صفر سنة إحدى وسبعين. تقدم.(6/496)
60 - أَحْمَد بْن محمد بْن غالب بْن خَالِد بْن مرداس. أبو عبد الله الباهلي الْبَصْرِيُّ، الزاهد، المعروف بغلام خليل. [الوفاة: 271 - 280 ه]
نزيل بغداد، وشيخ العامة بها وصالحهم، ورأسهم فِي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على ضعفه.
حَدَّثَ عَنْ دينار الَّذِي ادعى أنه سمع من أَنَس بْن مالك.
وَحَدَّثَ عَنْ: قُرَّةَ بْن حبيب، وسليمان الشاذكوني، وشَيْبان بْن فَرُّوخ، وسهل بْن عُثْمَان العسْكريّ.
وَعَنْهُ: محمد بْن مخلد، وابن السماك، وأحمد بْن كامل.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: سئل أبي عَنْهُ فقال: كان رجلًا صالحًا، لم يكن عندي ممّن يفتعل الحديث.
وقَالَ عبدان الأهوازي: قلت لعبد الرَّحْمَن بْن خراش: هَذِهِ الأحاديث الّتي يحدث بها غلام خليل لسليمان بْن بلال من أَيْنَ له؟ قَالَ: سرقه من عَبْد الله بْن شبيب. وسرقه ابنُ شبيب من النضر بْن سلمة الذي وضعها. [ص:497]
وقال أبو بكر بن إسحاق الصبغي: غلام خليل ممن لا أشك فِي كذبه.
وكذا كذبه إِسْمَاعِيل القاضي.
وعن أبي دَاوُد السَجستاني، وذكر غلام خليل، قَالَ: ذاك دجال بغداد. عرض على من حديثه، فنظرت فِي أربع مائة حديث أسانيدها ومتونها كذبٌ كلها.
قلت: وقد كان لغلام خليل جلالة عظيمة ببغداد. وفيه حدة وتسرع. فقدم من واسط فِي أول سنة أربع وستين.
قال أبو سعيد ابن الأعرابي: فذكرت له هذه الشناعات، يعني خوض الصُّوفيّة فِي دقائق الأحوال الّتي يذمها أَهْل الأثر.
وقَالَ ابنُ الأعرابي: وذكر له بعض مذاهب البغداديين وقولهم بالمحبة، ولم يزل يبلغه عن الشاذ من أَهْل البصرة أنهم يقولون: نَحْنُ نحب ربنا وربنا يحبنا، وقد أسقط عنا خوفه بغلبة محبته. فكان ينكر هَذَا الخطأ بخطإ مثله، وأغلظ منه، حَتَّى جعل محبة الله بدعة. وقَالَ: إنما المحبة للمخلوقين، والخوف أفضل وأولى بنا. وليس هَذَا كما توهّم، بل المحبة والخوف أصلان من أصول الْإِيمَان لا يخلو المؤمن منهما، وإن كان أحدهما أغلب على بعض النّاس من بعض.
قَالَ: فلم يزل غلام خليل يقص بهم ويذكرهم فِي مجالسه ويحذر منهم، ويغري بهم السلطان والعامة، ويقول: كان عندنا بالبصرة قومٌ يقولون بالحلول، وأقوام يقولون بالإباحة، وأقوام يقولون كذا. تعريضًا بهم، وتحريضًا عليهم.
إِلَى أن قَالَ ابنُ الأعرابي: فانتشر فِي أفواه العامة أنّ جماعة من أَهْل بغداد ذكر عَنْهُمُ الزندقة.
وكانت السيدة والدة الموفَّق مائلة إِلَى غلام خليل، وكذلك الدولة والعوام لِما هُوَ عليه من الزهد والتقشف. فأمرت السيدة المحتسب أن يطيع غلام خليل، فطلب القوم، وفرق الأعوان فِي طلبهم وكتب أسماءهم، وكانوا نيفًا وسبعين نفساً، فاختفى عامتهم، وبعضهم خلصته العامة. والقصة فيها طول. وحبس جماعة منهم مدة. [ص:498]
وقَالَ أَحْمَد بْن كامل: سنة خمسٍ وسبعين تُوُفيّ أبو عبد الله غلام خليل فِي رجب، وحمل فِي تابوت إِلَى البصرة. وغلقت أسواق مدينة السلام، وخرج الرجال والنساء والصبيان لحضور جنازته والصلاة عليه، ودفن بالبصرة، وبنيت عليه قبة.
قَالَ: وكان فصيحًا يعرب الكلام، ويحفظ علمًا عظيمًا، ويخضب بالحناء، ويقتات بالباقلاء صرفًا رحمه الله.
وقَالَ ابنُ عدي: سمعت أَبَا عَبْد الله النهاوندي يقول: قلت لغلام خليل: هَذِهِ الأحاديث الّتي ترويها؟ قَالَ: وضعناها لترقق القلوب.
وَفِي تاريخ بغداد أن أَبَا جَعْفَر الشعيري قَالَ: قلت لغلام خليل لمّا روى عن بَكْر بْن عِيسَى، عن أبي عوانة: يا أَبَا عَبْد الله هَذَا قديم الوفاة لم تلحقه. ففكر؛ وخفت أَنَا، فقلت: كأنّك سمعت من رَجُل بهذا الاسم عَنْهُ؟ فسكت وافترقنا؛ فَلَمَّا كان من الغد لقيته، فقال لي: إني نظرت البارحة فيمن سمعت منه بالبصرة، يُقَالُ له: بَكْر بْن عِيسَى، فوجدتهم ستّين رجلًا.(6/496)
61 - أَحْمَد بْن محمد بْن عمّار بْن نصير السُّلَمّي الدمشقي [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: عمه هشام بْن عمّار، وإبراهيم بْن هشام الغساني، وأبي النضر إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الفراديسي.
وَعَنْهُ: أبو الميمون بْن راشد، وغيره.
تُوُفيّ سنة ثمان وسبعين.(6/498)
62 - أَحْمَد بْن محمد بْن عِيسَى بْن الأزهر. القاضي أبو العباس البرتي الحنفي الفقيه الحافظ الحجة. [الوفاة: 271 - 280 ه]
وُلِدَ قبل المائتين،
وسَمِعَ: أَبَا نُعَيْم، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وأبا حُذَيْفة النهدي، وأبا الْوَلِيد، والقعنبي، وعاصم بْن عليّ، وأبا عُمَر الحوضي، وطبقتهم. وَأَخَذَ الفقه عَنْ: أبي سُلَيْمَان الجوزجاني الفقيه صاحب محمد بْن الْحَسَن.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، وابن مخلد، وإسماعيل الصفار، وأبو بكر النجاد، وأبو سهل بن زياد، وطائفة. [ص:499]
قَالَ الخطيب: ولي قضاء بغداد بعد وفاة أبي هشام الرِّفَاعِيّ.
قَالَ طَلْحَةُ بْن محمد بْن جَعْفَر: مات أبو هاشم سنة تسعٍ وأربعين، فاستقضى أَحْمَد بن محمد البرتي. وكان رجلًا من خيار المسلمين، دينًا، عفيفًا، على مذهب أَهْل العراق. وكان من أصحاب يحيى بْن أكثم. وكان قبل ذلك يتقلد واسطًا. روى كتب محمد بن الْحَسَن، عن أبي سُلَيْمَان الجوزجاني. وحدث بحديث كثير.
وقَالَ الخطيب: كان ثقة ثبتًا حجة يذكر بالصلاح والعبادة.
ثُمَّ قَالَ: أخبرنا القاضي أبو عبد الله الصيمري قال: حدثنا القاضي أبو عبد الله الضبي، قال: حدثنا محمد بن صالح الهاشمي القاضي، قال: حدثنا أبو عُمَر محمد بْن يوسف القاضي قَالَ: ركبت يوماًَ مع إِسْمَاعِيل القاضي إِلَى أَحْمَد بْن محمد بْن عِيسَى البرتي، وهو ملازم لبيته، فرأيت شيخًا مصفارًا، أثر العبادة عليه. ورأيت إسماعيل أعظمه إعظامًا شديدًا، وسأله عن نفسه وأهله وعجائزه. وجلسنا عنده ساعة وانصرفنا. فقال لي إِسْمَاعِيل: يا بني، تدري من هَذَا الشَّيْخ؟ قلت: لا. قَالَ: هَذَا البرتي القاضي، لزم بيته واشتغل بالعبادة. هكذا تكون القضاة، لا كَمَا نَحْنُ.
وعن العلاء بْن صاعد قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد دخل عليه القاضي البرتي، فقام إليه وصافحه وقَالَ: مرحبًا بالذي يعمل بسنتي وأثري. قَالَ: فذهبت وبشرته بالرؤيا.
ووثقه الدّارَقُطْنِيّ.
وقَالَ أَحْمَد بْن كامل: كان إِسْمَاعِيل القاضي يقدم البرتي على كافة أقرانه فِي القضاء والرواية والعدالة.
قلت: وقع لنا مسند أبي هُرَيْرَةَ للبرتي بإسناد عالٍ.
تُوُفيّ فِي ذي الحجة سنة ثمانين.(6/498)
63 - أَحْمَد بن محمد بْن عاصم الرازي. [الوفاة: 271 - 280 ه][ص:500]
عَنْ: قُتَيْبَةَ، وهدبة بْن خَالِد، وإسحاق بْن رَاهَوَيْه، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم، وعلي بْن إِبْرَاهِيم القطان، وعُمَر بْن إِسْحَاق، وأبو أَحْمَد محمد بْن أَحْمَد العسال، وآخرون.
وكان أحد الحفاظ المصنفين، وأبوه ثقة يروي عن عَبْد الرّزّاق.
وتُوُفيّ أَبُوهُ فِي حدود الخمسين ومائتين. وتُوُفيّ هو فِي حدود الثمانين.(6/499)
64 - أَحْمَد بْن محمد بْن عَبْد الحميد بْن شاكر، أبو عبد الله الجعفي الكُوفيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
نزيل بغداد.
سَمِعَ: عَبْد الله بْن بَكْر السهمي، ومحمد بن عبد الله بن كناسة، والواقدي، وجماعة.
وَعَنْهُ: عَبْد الصمد الطستي، وأحمد بْن خُزَيْمَة، وأحمد بْن كامل، وأبو بَكْر الشّافعيّ.
قَالَ الدّارَقُطْنِيّ: صالح الحديث.(6/500)
65 - أَحْمَد بْن محمد بن يزيد الإيتاخي. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: شبابة بْن سوار، وغيره.
وَعَنْهُ: أبو بَكْر الشّافعيّ، وأبو بَكْر بْن الهيثم الأنباري.
قَالَ الدّارَقُطْنِيّ: ليس بقوي.
وقال الأمير: اليتاخي.
وروى أيضًا عَنْ: هانئ بْن يحيى، وبشر الحافي.
وَعَنْهُ: أيضًا: عَبْد الله بْن أَحْمَد بن زبر القاضي، وقاسم بْن محمد الأنباري.
وكان وراقًا ينسخ.(6/500)
66 - أَحْمَد بْن أبي عَبْد الله محمد بْن خَالِد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بن علي البرقيُّ، أبو جعفر الكُوفيُّ الشيعيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
من رؤوس الإمامية ورفودهم.
له تصانيف كثيرة تدل على تبحره وسعة روايته.
وقد أتى فيها بالطامات والمناكير. وقد ألف فِي كل فن.
سمي [ص:501] له ابن أبي طيئ من المصنفات أزيد من مائة كتاب من نوع كتب ابن أبي الدنيا.
ولم أكد أعرف من أشياخه ولا من الرواة عَنْهُ أحدًا.
تُوُفيّ سنة أربعٍ وسبعين ومائتين. وقِيلَ: سنة إحدى وثمانين.(6/500)
67 - أَحْمَد بْن محمود الشروي الرامي، [الوفاة: 271 - 280 ه]
أحد الموصوفين بالرمي.
سَمِعَ: عاصم بْن عليّ، وأبا الْوَلِيد.
وَعَنْهُ: ابن مخلد، وأبو الْحُسَيْن بْن المنادي.
تُوُفيّ سنة أربعٍ وسبعين.(6/501)
68 - أَحْمَد بْن مَسْعُود المقدسي الخياط. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: عَمْرو بْن أبي سلمة التِّنّيسيّ، والهيثم بْن جميل الأنطاكي، ومحمد بْن كثير المصيصي، ومحمد بْن عِيسَى ابن الطباع، وغيرهم.
آخر من حدّث عَنْهُ: الطَّبَرَانِيّ؛ سمع منه ببيت المقدس سنة أربع وسبعين. وممن روى عَنْهُ: أبو نُعَيْم عَبْد الملك بن عدي، وأبو عوانة.(6/501)
69 - أَحْمَد بْن مُعَاذ، أبو عبد الله السُّلَميُّ النَّيْسَابوريُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: الجارود بْن يزيد، وحفص بْن عَبْد الله، وقبيصة بْن عُقْبَة، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو حامد ابن الشرقي، ومحمد بْن أَحْمَد الحميري، وأبو الطيب محمد بْن عَبْد الله شيخا الحاكم.
وكان رجلًا صالحًا.
تُوُفيّ سنة إحدى وسبعين فِي نصف شعبان.(6/501)
70 - أَحْمَد بْن مهدي بْن رستم، أبو جَعْفَر الإصبهاني العابد. [الوفاة: 271 - 280 ه]
أحد حفاظ الحديث.
رحل وسَمِعَ: أَبَا نُعَيْم، وسعيد بْن أبي مريم، وطبقتهما.
وَعَنْهُ: محمد بْن يحيى بْن مَنْدَه، وأحمد بْن إِبْرَاهِيم، وأحمد السمسار، وجماعة. [ص:502]
قَالَ أبو نُعَيْم: كان صاحب ضياع وثروة، أنفق على أهل العلم ثلاثمائة ألف درهم.
وقال محمد بن يحيى بن منده: لم يحدث ببلدنا منذ أربعين سنة أوثق منه. صنف المُسْنَد ولم يعرف له فراش منذ أربعين سنة. صاحب عِبادةٍ، رحمه الله. تُوُفيّ سنة اثنتين وسبعين.
قال ابن النجار: كان من الأئمة الثقات ذوي المروآت. رحل إِلَى العراق والشام ومصر.
وسَمِعَ: أَبَا نُعَيْم، وقبيصة، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وِأبا اليمان، وعلى بْن الجعد، وعبد الله بْن صالح. وسمى طائفة.
أخبرنا اللبان كتابةً، قال: أخبرنا الحداد، قال: أخبرنا أبو نعيم قال: سمعت أبا محمد بن حيان يقول: سمعت أَبَا عليّ أَحْمَد بْن محمد بْن إِبْرَاهِيم يقول: قَالَ أَحْمَد بْن مهديّ: جاءتني امْرَأَة ببغداد ليلةً، فَذَكَرَتْ أنها من بنات النّاس، وأنها امتحنت بمحنة: وأسألك بالله أن تسترني، فقد أُكْرِهْتُ على نفسي، وأنا حبلي، وقلت: إنك زوجي، فلا تفضحني. فنكبت عَنْهَا ومضت. فلم أشعر حَتَّى جاء إمام المحلة والجيران يهنوني بالولد الميمون، فأظهرت التهلل، ووزنت فِي اليوم الثاني للإمام دينارين وقلت: أعطها للمرأة نفقةً، فَإِنِّي فارقتها، وكنت أعطيه كل شهر دينارين يوصلها إليها إِلَى أن أتى على ذلك سنتان، فمات الولد، وجاءني النّاس يعزونني. فكنت أظهر لهم التسليم والرضا. فجاءتني المرأة بعد شهر ومعها تلك الدنانير فردتها وقَالَت: سترك الله كما سترتني. فقلت: هَذِهِ الدنانير كَانَتْ صلة مني للمولود، وهي لك لأنك ترثينه، فاعملي بها ما تريدين.(6/501)
71 - أَحْمَد بْن مُوسَى بن يزيد أبو جَعْفَر الشَّطَويُّ الْمُقْرِئ البَزَّاز. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: زكريا بن عدي، ومحمد بن سابق.
وَعَنْهُ: عبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بْن أَحْمَد بْن محرم، وغيرهما.
وهو صدوق. [ص:503]
تُوُفيّ سنة سبعٍ وسبعين بسامراء.(6/502)
72 - أَحْمَد بْن أبي عِمْرَانَ مُوسَى بْن عِيسَى. أبو جَعْفَر الْبَغْدَادِيّ الحنفي الفقيه. [الوفاة: 271 - 280 ه]
أحد المشاهير.
نزل مصر،
وَحَدَّثَ بها عَنْ: عاصم بْن عليّ، ومحمد بن عبد الله بن سماعة، وسعيد بْن سُلَيْمَان سعدويه، وطائفة.
وعليه تفقه: أبو جعفر الطحاوي؛ وكان قد قدم مصر على قضائها. وذهب بصره بآخرة.
وكان أحد الموصوفين بالحفظ. روى حديثا كثيرا من حفظه.
وتوفي بمصر سنة ثمانين في المحرم.
قال أبو عبد الله الصيمري: كان شيخ أصحابنا بمصر في وقته.
أخذ عَنْ: محمد بْن سماعة، وبشر بْن الْوَلِيد، وغيرهما من أصحاب أبي يوسف.(6/503)
73 - أحمد بن ملاعب بن حيان، أبو الفضل المخرمي الحافظ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: عَبْد الله بْن بَكْر السَّهميّ، وعبد الصمد بْن النُّعمان، وأبا نُعَيْم، وعفان، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، وَإسْمَاعِيل الصَّفَّار، وأبو بَكْر النجاد، وأبو عمرو ابن السماك، وطائفة.
ولد سنة إحدى وتسعين ومائة، وتُوُفيّ فِي جمادى الأولى سنة خمسٍ وسبعين،
وكان صدوقاً بصيراً بالحديث، عالي الرواية. سمع صغيرًا.
وثقه ابنُ خراش، وغيره.
وقَالَ ابنُ عقدة: سمعت أَحْمَد بْن ملاعب، قَالَ: ما أحدث إلا بما أحفظه حفظي للقرآن، ورأيته يفصل بين الفاء والواو.
وَفِي مستدرك الحاكم فِي غير مكان: حدثنا أحمد بن ملاعب قال: حدثنا عليّ بْن عاصم. وصوابه عاصم بْن عليّ.(6/503)
74 - أَحْمَد بْن نصر بْن عَبْد الرَّحْمَن، أبو حامد الهروي. [الوفاة: 271 - 280 ه][ص:504]
عَنْ: مكي بْن إِبْرَاهِيم، وغيره.
تُوُفيّ سنة خمس أيضًا.(6/503)
75 - أَحْمَد بْن الوزير بن بسام. أبو عليّ قاضي إصبهان. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: جَعْفَر بْن عون، وأبي عامر الْعَقَدِيّ. وعاش إِلَى سنة ست وخمسين.
قَالَ أبو نُعَيْم الحافظ: تُوُفيّ سنة ست وسبعين ومائتين.
وأنا أستبعد بقاءه إِلَى هَذَا الوقت.(6/504)
76 - أَحْمَد بْن الْوَلِيد الفحام. أبو بَكْر الْبَغْدَادِيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: عَبْد الوهاب بْن عطاء، وأسود بْن عامر شاذان، وحجاج بْن محمد الأعور.
وَعَنْهُ: ابنُ صاعد، وإسماعيل الصّفّار، وحمزة الدهقان، وعثمان ابن السماك.
وثقه الخطيب.
توفي سنة ثلاثٍ وسبعين.(6/504)
77 - أَحْمَد بْن الهيثم بْن خَالِد. أبو جَعْفَر السامري. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: عفان، وعثمان بْن الهيثم.
وَعَنْهُ: خيثمة، وأبو بَكْر الشّافعيّ. وكان ثقة.
تُوُفيّ سنة ثمانين.(6/504)
78 - أَحْمَد بْن يحيى بن عميرة التنيسي. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: عَمْرو بْن أبي سلمة التِّنّيسيّ.
تُوُفيّ سنة ثلاثٍ وسبعين.(6/504)
79 - أَحْمَد بْن يحيى. أبو عبد الله الكُوفيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: أسيد بْن زَيْد الجمال، وعليّ بْن عَبْد الحميد المفتي.
وَعَنْهُ: أبو [ص:505] الْعَبَّاس الأصم، والكوفيون.(6/504)
80 - أَحْمَد بْن يحيى بْن المنذر السعدي الإصبهاني المكتب. ويلقب: شلمابق. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: أبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ، وعبد الله بْن رجاء، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، والحسين بْن حَفْص، وأبي بَكْر الحميدي.
وَعَنْهُ: يوسف بْن محمد الْإِمَام.
توفي سنة ثلاث وسبعين أيضا.(6/505)
81 - أحمد بن يحيى بْن جَابِر البلاذريُّ الْبَغْدَادِيُّ، الكاتب. أبو بَكْر الأديب، [الوفاة: 271 - 280 ه]
صاحب التصانيف.
سَمِعَ: عَبْد الله بن صالح العجلي، وعفان، وهوذة، وأبا الْحَسَن المدائني، وهشام بْن عمّار، وخلف بْن هشام، وشيبان بْن فروخ، وأبا عُبَيْد، وعلي ابن المَدِينيّ، وجماعة. وجالس المتوكل ونادمه.
وروى عَنْهُ: يحيى بْن النديم، وأحمد بْن عمّار، وجعفر بن قدامة، ويعقوب بن نعيم قرقارة، وعبد الله بْن أبي سَعِيد الوَرَّاق.
قَالَ عبد الله بن أحمد بن أبي طاهر: والبلاذري بغدادي كاتب، شاعر راويةٌ، أحد البلغاء. كان جده جابر يكتب للخصيب بمصر. وله كتب جياد.
وهو صاحب كتاب البلدان، صنفه وأحسن تصنيفه.
وحكى المرزباني أنّ أَبَا الْحَسَن البلاذري وَسْوَسَ فِي آخر عمره، لأنه شرب البلاذر، فأفسد عقله. وله فِي المأمون مدائح، وجالس المتوكل. وتُوُفيّ فِي أيام المعتمد.
وذكر محمد بْن إِسْحَاق النديم أنّه شرب البلاذر على غير معرفة، فلحقه ما لحقه، وشد في البيمارستان ومات فِيهِ.
وقَالَ عَبْد الله بْن عدي الحافظ: أخبرنا محمد بن خلف، قال: أخبرني [ص:506] أَحْمَد بْن يحيى البلاذري قَالَ: قَالَ لي محمود الوَرَّاق: قل من الشعر ما يبقى لك ذكره، ويزول عنك إثمه، فقلت:
استعدي يا نفس للموت وابتغي ... لنجاة فالحازم المستعد
قد تبينت أنه ليس للحي ... خلودٌ، ولا من الموت بد
إنما أنت مستعيرةٌ ما ... سوف تردين والعواري ترد
أنت تسهين والحوادث لا ... تسهو وتلهين والمنايا تجد
أي ملك فِي الأرض، أو أي حظٍ ... لامرئٍ حظه من الأرض لحد
كيف يهوى امرؤٌ لذاذة أيا ... م عليه الأنفاس فيها تعد
ذكرنا أنه يكنى أَبَا جَعْفَر، ويقال: أَبَا الْحَسَن، وأبا بَكْر البلاذري.
قويت عليه السوداء فِي آخر أيامه ووسوس، ومات فِي أيام المعتمد.
وقِيلَ: عاش بعد ذلك، ولا يصح.(6/505)
82 - أَحْمَد بْن يوسف بْن خَالِد. أبو عبد الله التغلبي الدِّمشقيُّ الْبَغْدَادِيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: عفان، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وجماعة كثيرة.
وَعَنْهُ: مكرم بن أحمد، وابن السماك، وأبو بَكْر بْن مجاهد الْمُقْرِئ، وأبو مزاحم الخاقاني، وآخرون. وكان قد قرأ على ابنِ ذكوان، وصحب أَبَا عبيد وتفقه به.
قرأ عليه أبو مزاحم القرآن. وتوفي سنة ثلاث وسبعين.
قال عَبْد الرَّحْمَن بْن خراش: ثقة مأمون.(6/506)
83 - أَحْمَد بْن يوسف. أبو جَعْفَر البَحِيريُّ الخُراسانيُّ الفقيه. وقِيلَ: هُوَ جُرْجَانيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
ثقة جليل، صاحب تصانيف.
رَوَى عَنْ: خَالِد بْن مخلد، وقبيصة بْن عقبة. وتوفي سنة إحدى وسبعين.
رَوَى عَنْهُ: أبو جَعْفَر كميل بْن جَعْفَر، ويوسف بْن يعقوب بْن [ص:507] عَبْد الوهاب، والحسن بْن أَحْمَد الثَّقفيّ الجرجانيون.(6/506)
84 - إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق بْن أبي العنبس الزُّهْرِيّ الكُوفيُّ. أبو إِسْحَاق القاضي. [الوفاة: 271 - 280 ه]
قاضي الكوفة.
سَمِعَ: جَعْفَر بْن عون، وَيَعْلَى بْن عُبَيْد، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو العباس بن عقدة، وخيثمة الأطرابلسي، وعلي بْن محمد بْن الزبير الْقُرَشِيّ. ومن القدماء: أبو بَكْر بْن أبي الدُّنيا.
قال الخطيب: وكان ثقة فاضلاً صالحًا، ولي القضاء بعد أَحْمَد بْن محمد بْن سماعة.
وقَالَ محمد بْن خلف وكيع: كتبت عَنْهُ سنة ثلاثٍ وخمسين ومائتين، وهو على قضاء مدينة المنصور. فبقي سنة وصرف، لأن الموفَّق أراد منه أن يقرضه أموال الأيتام فقال: لا والله، ولا حبة. فصرفه ورده إِلَى قضاء الكوفة.
مات سنة سبعٍ وسبعين في ربيع الآخر، وله نيف وتسعون سنة رحمه الله.
وله أخ ظريف ماجن مشهور.(6/507)
• - إبرهيم بن ديزيل. [الوفاة: 271 - 280 ه]
يأتي في الطبقة الآتية.(6/507)
85 - إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل السوطي. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: عفان، وعبد الرَّحْمَن بْن الْمُبَارَك العيشي، وخلق.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بْن عُثْمَان الأدمي، وعبد الله الخراساني.
ثقة. توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين.(6/507)
86 - إِبْرَاهِيم بْن أبي دَاوُد البرلسي الحافظ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
قَيِل: تُوُفيّ سنة اثنتين وسبعين.
وقَالَ الطحاوي: سنة سبعين. تقدم.(6/508)
87 - إِبْرَاهِيم بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي الخيبري. أبو إِسْحَاق العبسي القصار. [الوفاة: 271 - 280 ه]
شيخ كوفي عالي الإسناد. تفرد بالرواية عن وكيع.
وَسَمِعَ أيضًا مِنْ: جَعْفَر بْن عون، وعُبَيْد الله بْن مُوسَى، والعباس بْن الْوَلِيد الضَّبِّيّ.
وَعَنْهُ: أبو الْحَسَن الإسواريّ، وعلي بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن ماتي، وقاسم بْن أصبغ الأندلسي، وخيثمة الأطرابلسي، والأصم، وطائفة.
تُوُفيّ سنة تسعٍ وسبعين.
وهو راوي نسخة وكيع. صدوق مُعَمَّر.(6/508)
88 - إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرحيم بن دنوقا. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: محمد بن سابق، وعباس الأزرق، وأبي معمر الهذلي.
عَنْهُ: أبو الحسين ابن المنادي، وحمزة الدهقان، وابن نجيح، وجماعة.
وثّقه الخطيب.
وتُوُفيّ سنة تسعٍ أيضًا.(6/508)
89 - إِبْرَاهِيم بْن لبيب. أبو إسحاق القرطبي الحائك الفقيه. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: عَبْد الله بْن مسلمة القعنبي، ويحيى بْن يحيى اللَّيْثيّ، وسعيد بْن حسان.
وَعَنْهُ: عَبْد الله بْن يُونُس القبري، ومحمد بْن قاسم، وأهل الأندلس. [ص:509]
تُوُفيّ سنة ثمانٍ وسبعين.(6/508)
90 - إِبْرَاهِيم بْن محمد بن باز، أبو إسحاق ابن القزاز القرطبي الزاهد. [الوفاة: 271 - 280 ه]
أحد الفقهاء العابدين.
سَمِعَ: يحيى بْن يحيى، ويحيى بْن بكير، وسحنون، وغيرهم.
وكان يلزم الثغر ولا يدخل الحمام. وربما قرئت عليه المدونة وغيرها فيرد الواو والألف.
وتوفي بطليطلة سنة أربع وسبعين.(6/509)
91 - إِبْرَاهِيم بْن محمد بْن عُبَيْد الله بْن المدبر. الوزير أبو إِسْحَاق الضَّبِّيّ الكاتب الأديب الشاعر. [الوفاة: 271 - 280 ه]
ولي الوزارة مَرَّة للمعتمد.
وتُوُفيّ سنة تسعٍ وسبعين، وكان أحد من جمع بين الرياسة والأدب والبلاغة. وهو أخو أَحْمَد، ومحمد.
حكى عَنْهُ: عليّ بْن سُلَيْمَان الأخفش، وجعفر بْن قدامة، ومحمد بْن يحيى الصولي، وقَالَ: كان جليلًا عالمًا، ليس فِي الكتاب من يدانيه فِي علمه وكتابته.
ولم يزل في رتبة الوزراء. أحضر فِي سنة ثلاثٍ وستّين للوزارة، فاستعفى لعظم المطالبة بالمال.
وفيه يقول أبو هفان:
يا ابنِ المدبر أنت علمت الورى ... بَذْلَ النوال وهم به بخلاء
لو كان مثلك فِي البرية واحد ... فِي الجود لم يك فيهم فقراء
عاش الوزير إبرهيم بن المدبر تسعاً وستين سنة.
ساق ترجمته ابن النجار في أربع ورقات.(6/509)
92 - إِبْرَاهِيم بْن أبي سُفْيَان مُعَاوِيَة القيسراني. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: محمد بْن يوسف الفريابي، وفديك بْن سليمان القيسراني، [ص:510] وغيرهما.
وَعَنْهُ: خيثمة، والطبراني.
تُوُفيّ سنة ثمانٍ وسبعين(6/509)
93 - إِبْرَاهِيم بْن مُسْلِم بْن عُثْمَان، أبو مسعود العبسي الحذيفي، البَغْداديُّ، ثم الهمذاني. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: عفان، وسليمان بْن حرب، وعَمْرو بْن مرزوق، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بْن نصر القطان مموس، والحسن بن أبي الحناء.
وكان مكثرًا. يُقَالُ: كان عنده عن أبي سلمة التبوذكي سبعون ألف حديث.
وهو من وُلِدَ حُذَيْفة بْن اليمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْه.(6/510)
94 - إِبْرَاهِيم بْن الهيثم بْن المهلب البلدي. أبو إسحاق، [الوفاة: 271 - 280 ه]
نزيل بغداد.
سَمِعَ: أبا اليمان، وَعَلِيَّ بن عَيَّاش، وآدم بن أبي إياس، وأبا صالح كاتب الليث، وجماعة.
وَعَنْهُ: إسماعيل الصَّفَّار، وأبو بكر النَّجَّاد، وأبو بكر الشافعي، وابن محرم، وطائفة.
قال ابن عدي: أحاديثه مستقيمة سوى حديث الغار. حدّث به عن الهيثم بْن جميل، عن مبارك، عن الْحَسَن، عن أَنَس، فكذبه فِيهِ الناس. البرديجي وغيره.
قال الخطيب: قد روى حديث الغار عن الهيثم جماعة. وإبراهيم عندنا ثقة ثبت.
وقَالَ الدّارَقُطْنِيّ: ثقة.
وقَالَ غيره: مات فِي جمادى الآخرة سنة ثمانٍ(6/510)
95 - إِبْرَاهِيم بْن مهديّ الأبُليّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: شَيْبَان بْن فروخ، وهلال الرأي.
وَعَنْهُ: الصّفّار، وأبو سهل بْن زياد.
وكان معروفًا بوضع الحديث.
تُوُفيّ سنة ثمانين.(6/511)
96 - إِبْرَاهِيم بْن نصر بْن عَبْد الْعَزِيز. أبو إِسْحَاق الرَّازيّ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
نزيل نهاوند.
حدّث بهمذان عَنْ: أبي نُعَيْم، والقعنبي، وعبد الله بْن رجاء.
وَعَنْهُ: علي بن إبراهيم القطان، وعبد الرحمن بن حمدان الجلاب، وآخرون
وقال الخطيب: كان ثقة. صنف المسند.(6/511)
97 - إبراهيم الآجري البَغْداديُّ. أبو إسحاق الزاهد. [الوفاة: 271 - 280 ه]
صاحب كرامات.
أنبئت عن الكاغدي، أن الخلال أخبره: قال: أخبرنا أبو نعيم في الحلية قال: أخبرنا الخلدي في كتابه، وحدثني عنه أبو عمرو إبراهيم العثماني قال: حدثنا ابنُ مسروق، وأبو أَحْمَد المَغَازِليّ وغيرهما عن إبراهيم الآجري قالوا: جاءه يهودي يستقضيه شيئاً من ثمن قصب. فكلمه فقال له: أرِني شيئًا أعرف به شرف الْإِسْلَام وفضْله على دِيني. قَالَ: هات رداءك، فأخذه فجعله في ردائه، ولفه به ورمى به فِي أتُّون الآجُرّ، ثُمَّ دخل فِي أَثَره، فأخذ الرّداء وخرج من الباب، ففتح رداءه صحيحاً، وأخرج رداء اليهودي حراقاً، فأسلم اليهوديّ.(6/511)
98 - إِبْرَاهِيم بْن الْوَلِيد الجشّاش. أبو إِسْحَاق. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: عفّان، وأبا بلال الْأَشْعَرِيّ، وعثمان بْن الهيثم، وأحمد بْن يُونُس، والقعنبيّ. روى عَنْهُ: ابنُ الأعرابي فِي معجمه أحاديث، وابن السماك، وإسماعيل الصّفّار، وابنُ البَخْتَرِيّ، وطائفة. [ص:512]
وثَّقَهُ الدّارَقُطْنِيّ، والخطيب.
مات فِي المحرَّم سنة اثنتين وسبعين.(6/511)
99 - إدريس بْن سليم بْن وهب الْمَوْصِلِيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: أبي جَعْفَر النُّفَيْلي، وغسان بْن الرَّبِيع، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو زكريا يزيد بْن محمد الأزديّ فِي تاريخه وقَالَ: مات سنة ثمانٍ وسبعين.(6/512)
100 - أزهر بْن سُهَيل الخَوْلانيّ الْمِصْرِيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: يحيى بْن بُكَيْر.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين.(6/512)
101 - إِسْحَاق بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن الحصين بن جابر. أبو صَفْوان السُّلَميّ السُّرْماريُّ الْبُخَارِيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
ثقة صدوق. رحل به والده الزّاهد المجاهد أبو إِسْحَاق. وسمعه من: أبي عاصم النَّبيل، ومكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، وأبي عَبْد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ، وجماعة.
وَعَنْهُ: صالح جزرة، وعمر بْن محمد بْن بجير، وغيرهما.
تُوُفِّيَ سنة ست وسبعين ومائتين.
ذكره أبو الفضل السليمانيّ فقال: روى أيضًا عَنْ: عُبَيْد الله بْن موسى، وأشهل بن حاتم سماعه مع أبيه.(6/512)
102 - إسحاق بن أحمد بن مهران الرازي. أبو يعقوب. [الوفاة: 271 - 280 ه]
قال الخليلي: مات سنة خمس وسبعين ومائتين، وقد قارب المائة.
رَوَى عَنْ: أبي الْحَسَن القطّان، وأدرك إِسْحَاق بْن سُلَيْمَان الرَّازيّ، لكنه غير حافظ.
مات قبل أبي حاتم بسنة واحدة. وهو ثقة.(6/512)
103 - إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن هانئ. أبو يعقوب النَّيْسَابوريُّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
له سؤالات فِي مجلَّدة مَرْوِيّة، سألها الْإِمَام أحمد. [ص:513]
روى عَنْهُ: أبو بَكْر بْن زياد النَّيسابوريّ، ومحمد بْن أبي هارون الورّاق، وعبد الله بْن سُلَيْمَان الفاميّ.
وكان صالحًا خيّرًا فقيهًا.
توفي سنة خمسٍ وسبعين. وكان أَبُوهُ من العابدين.(6/512)
104 - إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم المنادي المقرئ. . [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: أبي حُذَيْفة النَّهديّ، وهدبة بْن خَالِد.
وَعَنْهُ: ابنُ مَخْلَد، ومحمد بْن جَعْفَر المَطِيريّ.
مات فِي ربيع الأوْل سنة أربعٍ وسبعين.(6/513)
105 - إِسْحَاق بْن إِسْمَاعِيل الجلكي الإصبهاني. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: أبي الوليد الطَّيالسيّ، ومعاذ بن أسد، وجماعة. وعنه.
وتُوُفِّيَ سنة تسعٍ وسبعين بإصبهان.(6/513)
106 - إِسْحَاق بْن حنيفة، أبو يعقوب الْجُرْجاني الزّاهد العابد. [الوفاة: 271 - 280 ه]
قَالَ الفقيه أبو عمران إبراهيم بن هانئ: لم أرَ مثل إِسْحَاق بْن حنيفة، ولا رَأَى مثل نفسه، كان يأكل من كسْبه بالوراقة، ويوم مات رأينا طيورا خضرا مُصْطَفّين فوق الجنازة، وفوق القبر إِلَى أن دُفِن. لم أرها قبل ولا بعد.
مات بجُرْجان رحمة الله عليه.(6/513)
107 - إِسْحَاق بْن سيار بْن محمد، أبو يعقوب النَّصيبيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: أَبَا النَّضر هاشم بْن القاسم، وعبد الله بْن دَاوُد الخُرَيْبيّ، وأبا عاصم، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: خَيْثَمة بن سُلَيْمَان، وابن صاعد، ومحمد بْن يوسف الهَرَويّ، وآخرون.
وكان من كبار العلماء. [ص:514]
قال أبو بكر محمد بن حمدون بن خالد: حدثنا إِسْحَاق بْن سَيْار النَّصيبيّ إمام الأئمّة.
وقَالَ ابن أبي حاتم: كتب إليَّ ببعض حديثه، وكان ثقة.
وقال أبو عروبة: مات بنصّيبين فِي ذي الحجة سنة ثلاثٍ وسبعين.
أخبرنا أحمد بن إسحاق، قال: أخبرنا الفتح بن عبد الله، أخبرنا أبو الفضل الأرمويّ، وغيره، قالوا: أخبرنا أبو جعفر ابن المسلمة، قال: أخبرنا أبو الفضل الزُّهريّ، قال: حدثنا جعفر الفريابيّ، قال: حدثنا إسحاق بن سيّار، قال: حدثنا أبو صالح قال: حدثنا مُعَاوِيَة بن صالح، عن المهاجر بْن حبيب: أنّ عيسى ابن مريم كان يقول: إنّ الَّذِي يصلي ويصوم، ولا يترك الخطايا، مكتوب فِي المَلَكُوت كذّابًا.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: كان إِسْمَاعِيل القاضي يقول: ما بقي فِي زماننا أحدٌ تجب الرحلة إليه غير إِسْحَاق بْن سيّار النَّصيبيّ، وأبي حاتم، ويعقوب الفسويّ.(6/513)
108 - د: إسحاق بن الصبّاح الكنديّ الكُوفيُّ الأشعثيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
من أولاد الأشعث بْن قَيْس.
سَمِعَ: سَعِيد بْن أبي مريم، وسريج بْن يُونُس وغيرهما.
وَعَنْهُ: أبو داود، وحمّاد بْن الْحَسَن بْن عَنْبَسَةَ، وغيرهما.
تُوُفِّيَ بمصر سنة سبعٍ وسبعين.(6/514)
109 - إِسْحَاق بْن محمد بْن أَحْمَد بْن أبان النَّخعيّ. أبو يعقوب الكُوفيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: عبيد الله بْن عَائِشَةَ، وإبراهيم بْن بشار الرماديّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بْن خلف وكيع، وأبو سهل بْن زياد، وآخرون.
وكان من غُلاةِ الرّافضة الَّذِي تُنْسب إليه الإسحاقيَّة الّذين يقولون: عليّ هُوَ الله تعالي، فتعالى الله عما يقولون عُلُوًّا كبيرًا. [ص:515]
وقد روى عنه الكبار، فأنبؤونا عن الكِنْديّ، عن القزّاز، عن الخطيب، عن ابنُ رزقويه، عن أبي بكر الشّافعيّ، قال: حدثنا بشر بن موسى، قال: حدثنا عبيد بن الهيثم، قال: حدثنا إسحاق بن محمد أبو يعقوب النخعي قال: حدثنا عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: حدثنا هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ لُوطِ بْن يحيى، عن فضَيل بْن خُدَيْج، عن كُمَيْلِ بْن زياد قَالَ: أَخَذَ بيدي عليّ حَتَّى انتهينا إِلَى الْجَبّانة فقال: إنّ القلوب أَوْعية. وذكر الحديث.
ثُمَّ نقل الخطيب، عن غير واحدٍ، خبث مذهب هذا الشقي.
وقال الحسن بن يحيى النوبختي في الرد على الغلاة، مع أن النُّوبَخْتيّ من فُضَلاء الشِّيعة، قال: وكان ممّن جرّد الْجُنُون فِي الغُلُوّ فِي عصرنا إِسْحَاق بْن محمد المعروف بالأحمر. فزعم أنْ علّيًا هُوَ الله، وأنّه يظهر فِي كلّ وقت. فهو الحسن في وقت الحسن، وكذلك هو الحسين، وهو واحد، وأنه هو الّذي بعث محمدا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: وقَالَ فِي كتاب له: لو كانوا ألفا لكانوا واحدا، وكان راوية للحديث. قَالَ: وعمل كتابًا ذكر أنّه كتاب " التّوحيد "، فجاء فيه بجنونٍ وتخليط لا يتوهّمان، فضلا عن أن يدلّ عليهما، وكان مِمَّنْ يقول: باطن صلاة الظُّهر محمد لإظهاره الدّعوة.(6/514)
110 - إِسْحَاق بْن يعقوب الْبَغْدَادِيّ الأحْوَل العطّار. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: خلف بْن هشام، والقواريريّ.
وَعَنْهُ: عُثْمَان ابن السّمّاك، وغيره.
وكان ثقة. تُوُفِّيَ سنة سبعٍ وسبعين.
وثَّقَهُ الدَّارقطنيّ.(6/515)
111 - إِسْمَاعِيل بْن بحر، أبو عليّ العسكري سِمْعان. [الوفاة: 271 - 280 ه]
حدَّث بإصبهان عَنْ: سهل بن عثمان العسكريّ، وعبيد الله بْن عَائِشَةَ، [ص:516] وإسحاق بْن محمد الْعَمِّيّ،
وَعَنْهُ: أَحْمَد بْن محمد الصّفّار، والقاسم بْن هارون المؤدِّب، وغيرهما.
تُوُفِّيَ سنة ثمانٍ وسبعين.(6/515)
112 - إِسْمَاعِيل بْن بُلْبُل، الوزير أبو الصَّقْر الشَّيبانيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
كاتب بليغ، شاعر محسن، جواد ممدح. وزر للمعتمد سنة خمسٍ وستيّن ومائتين، بعد الْحَسَن بْن مخلد، ثُمَّ عُزِل بعد شهر؛ ثُمَّ وزر ثانيًا، ثُمَّ عُزِل، ثمّ وزر ثالثا عند القبض على صاعد بن محمد الوزير سنة اثنتين وسبعين. وكان واسع النَّفس، وظيفته فِي كلّ يوم سبعون جَدْيًا، ومائة حمل، ومائة رطْل حَلْواء. ولم يزل على وزارته إِلَى أن ولي العهد أَحْمَد بْن الموفَّق، فقبض عليه وقيده، وعذبه حَتَّى هلك فِي صفر سنة ثمانٍ وسبعين.
قال عُبَيْد الله بن أَحْمَد بن أبي طاهر: وقع اختيار الموفَّق لوزارته على أبي الصَّقر، فاستوزر منه رجلًا قلّ ما جلس مجلسه مثله كفاية للمهمّ، واستقلالًا بالأمور، وإمضاءً للتدبير، فيما قلْ وجلْ فِي أصحْ سُبُله وأَعْوَدِها بالنَّفع في عواقبه، وأحوطها لأعمال السلطان ورعيتّه، وأوفاها بطاعته، مع رفعه قدرٍ الأدب وأهله، وتجديده ما درس من أحوالهم قبله، وبذله لهم كرائم ماله، مع شجاعة نفسه، وعلو همته، وصِغَر مقدار الدُّنيا عنده، إلّا ما قدّمه لِمَعَاده، مع سعة حلمه وكظْمه، وإفضاله على من أراد تَلَفَ نفسه.
قال أبو عليّ التنَّوخيّ: حدثنا أبو الحسين عبد الله بن أحمد قال: حدثنا سُلَيْمَان بْن الْحَسَن أبو القاسم قَالَ: قَالَ أبو العبّاس ابن الفُرات: حضرت مجلس إِسْمَاعِيل بْن بُلْبُل، وقد جلس جلوسًا عامًا. فدخل إليه المتظلّمون والنّاس عليّ طبقاتهم. فنظر فِي أمورهم، فَمَا انصرف أحدٌ منهم إلّا بولايةٍ، أو صلةٍ، أو قضاء حاجة، أو إنصاف. وبقي رَجُل، فقام إليه من آخر المجلس يسأله تسييب إجارة ضيعته، فقال: لأنّ الأمير، يعني الموفَّق، قد أمرني أن لا أسيّب شيئًا إلّا عن أمره، وأنا أكتب إليه فِي ذلك. فراجعه الرجل وقَالَ: مَتَى تركني الوزير وأخّرني فَسد حالي. فقال لعبد الملك بن [ص:517] محمد: اكتُب حاجته فِي التّذْكرة. فولّى الرجل غير بعيد، ثُمَّ رجع فقال: أيأذن الوزير؟ قَالَ: قُلْ. فأنشأ يقول:
ليس فِي كلّ دولةٍ وأوانِ ... تتهيَّا صنائع الإحسانِ
وَإِذَا أمْكَنَتْكَ يومًا من الدّهرِ ... 5 فبادِرْ بها صُروفَ الزْمانِ.
فقال لي: يا أَبَا الْعَبَّاس اكتُب له بتسييَّب إجارة ضيعته السّاعة. وأمر الصَّيرفيّ أن يدفع له خمسمائة دينار.
ويُروى أنْ إِسْمَاعِيل بْن بُلْبُل كان جالسًا وعليه دُرّاعة منسوجة بماء الذَّهب لها قيمة، وبين يديه غلام معه دَوَاة. فطلب منه مدّة، فنقط الغلام على الدُّرّاعة. فجزع، فقال: يا غلام لا تجزع، فَإِن هذه الدراعة من هذه. وأنشد:
إذا ما المِسْكُ طيَّبَ رِيحَ قومٍ ... كفاني ذاك رائحةُ المِدادِ
فَمَا شيءٌ بأحَسَنَ من ثيابٍ ... على حافاتِها حُمَمُ السَّوَادِ.
وقَالَ أبو عليّ التَّنُوخيّ: حدَّثني أبو الْحُسَيْن بْن عيّاش قال: أخبرني من أثق به أنّ إِسْمَاعِيل بْن بلبل لمّا قصده صاعد لزم داره، وكان له حملٌ قد قارب الوضْع، فقال: اطلبوا لي منجّما يأخذ مولده، فأُتي به، فقال له بعض من حضر: ما تصنع بالنّجوم؟ ها هنا أعرابيّ عائف ليس فِي الدُّنيا أحذق منه. فقال: يحضر. فأسمّاه الرجل، فَطُلِبَ، فَلَمَّا دخل قَالَ له إِسْمَاعِيل: تدري لِمَ طلبتك؟ قَالَ: نعم. وأدار عينه فِي الدّار، فقال: تسألني عن حَمْل. فعجب منه، وقَالَ: فَمَا هُوَ؟ فأدار عينه وقَالَ: ذَكَر. فقال للمنجم: ما تقول؟ قَالَ: هَذَا جهل. قَالَ: فبينا نَحْنُ كذلك إذ طار زنبورٌ على رأس إِسْمَاعِيل وغلام يذّب عنه، فقتله. فقام الأعرابيّ فقال: قتلت والله المزنَّر ووُلِّيت مكانه، ولي حقّ البشارة، وجعل يرقص. فنحن كذلك، إذ وقعت الصيحة بخبر الولادة، وَإِذَا هُوَ ذَكَر. فسرَّ إِسْمَاعِيل بِذَلِك، وَوَهَبَ للأعرابيّ شيئًا. فَمَا مضى عليه إلّا دون شهر، حَتَّى استدعاه الموفَّق، وقلَّده الوزارة، وسلَّم إليه صاعدًا. فكان يُعَذِّبه إِلَى أن قتله. ثُمَّ [ص:518] طلب الأعرابيّ فسأله: من أَيْنَ قَالَ ما قال؟ فقال: نحن إنّما نتفاءل ونزجر الطَّير ونعيف بما نراه. فسألتني أولًا لأيّ شيء طُلِبتُ، فتلمحّت الدّار، فوقَعَتْ عيني على برّادة عليها كيزان معلَّقة، فقلت: حمل، فقلت لي: أصبت. ثُمَّ تلمّحْتُ فرأيت فوقها عصفورا ذكرا فقلت: ذكر، ثمّ طار الزُّنبور عليك، وهو مخصّر، والنّصارى يتخصَّرون بالزّنابير. والزُّنبور عدوٌّ أراد أن يلسعك، وصاعد نصراني الأصل، وهو عدوك. فزجرت أن الزُّنبور عدوّك، وأنّ الغلام لمّا قتله أنّك ستقتله. قَالَ: فوهب له شيئًا صالحًا وصرفه.
وقال جحظة:
بأبي الصقر علينا ... نِعَمُ الله جليلةٌ
ملكٌ فِي عينه الدُّنـ ... ـيا لراجيه قليله
فوصله بمائتي دينار.
وقال عبيد الله بن أبي طاهر: أنشدني جحظة قال: أنشدني أبو الصَّقر إِسْمَاعِيل بْن بُلْبُل لنفسه:
ما آن للمعشوق أن يُرْحَما ... قد انْحَلّ الجسمُ وأبكى الدّما
ووكَّل العين بتسهيدها ... تفديه نفسي طالما حكّما
وسنة المعشوقِ أنْ لا يرى ... فِي قتل من يعشقه مأثما
لو راقب الله شفى علتي ... فالعدل أن يبرئ من أسقما.
وُلِدَ إِسْمَاعِيل بْن بُلْبُل سنة ثلاثين ومائتين؛ قاله الصُّوليّ. وقال: رأيته مرّات، فكان فِي نهاية الجمال، وتمام القدّ والجِسْم، فُقِبض عليه فِي صفَرَ سنة ثمانٍ وسبعين، وكُبِّلَ بالحديد، وأُلْبِسَ جبَّة صوف مغموسة فِي الدِّبْس، وماء الأكارع، وأُجْلِسَ فِي مكانٍ حارّ، وعُذِّب بأنواع العذاب، فمات لِلَيْلَةٍ بقيت من جُمادَى الأولى.
قال عُبَيْد الله بن أَحْمَد بن أبي طاهر: حدثت عن إِبْرَاهِيم الحربيّ، أو غيره، أنّه رَأَى ابنُ بُلْبُل فِي المنام، فَقِيلَ: ما فعل الله بك؟ قَالَ: غفر الله لي بما لقيت، ولم يكن الله ليجمع عليَّ عذاب الدّنيا والآخرة. [ص:519]
قال أبو عليّ التّنوخيّ: حدَّثني أبي، قال: أخبرني جماعة من أَهْل الحضرة أنَّ المعتضد أمر بإسماعيل بْن بُلْبُل، فاتّخذ له تَغارًا كبيرا، وملئ إسفيداجا حيًّا وبلّه، ثُمَّ جعل رأس إِسْمَاعِيل فِيهِ إِلَى آخر عُنُقه وبعض صدْره، ومسك عليه حتّى جمد الإسفيداج عليه، فلم تزل روحه تخرج بالضراط من استه حَتَّى مات.(6/516)
113 - إِسْمَاعِيل بن حَمْدَوَيْه، أبو سعيد البَيْكَنْدي الْبُخَارِيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: أبي نُعَيْم، وعبدان، وعبد الله بْن عُثْمَان، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابنُ جوصا، وأبو الميمون بْن راشد، وأحمد بْن زكريا المقدسي، وخلق.
وسكن الرملة.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين.(6/519)
114 - إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الرَّحْمَن، أبو هشام الخولانيّ الكتّانيّ الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: علي بْن عيّاش، والوليد بْن الْوَلِيد القَلانِسيّ.
وَعَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرو بْن دُحَيْم، وأبو عليّ بْن فَضَالَةَ، وجماعة.
تُوُفِّيَ سنة ستٍّ وسبعين.(6/519)
115 - ن: إِسْمَاعِيل بْن يعقوب، أبو محمد الحرّانيّ الصُّبيحيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: يحيى بْن عَبْد الله البابْلُتّيّ، ومعاوية بْن عَمْرو الْأَزْدِيّ، ومحمد بْن مُوسَى بْن أعين.
وَعَنْهُ: النسائي وقَالَ: لا بأس به، وأحمد بْن عَمْرو البزّار، وأبو عوانة الإسفرايينيّ، وغيرهم.
توفّي سنة إحدى وسبعين ظنا، أو بعدها بأَشْهُر.(6/519)
116 - أصبغ بْن خليل، أبو القاسم القُرْطُبيّ الفقيه. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ مِنْ: الغاز بْن قَيْس، ويحيى بْن يحيى اللَّيثيّ، وأصْبَغ بْن الفرج، وسحنون. [ص:520]
وبرع فِي المذهب، وأقرأ وأفتى دهرًا، وكان بارعا في عقد الوثائق، إلا أنّه كان جاهلا بالأثر، ضعيفا؛ يقال: إنه وضع أحاديث نصرا لرأيه فِي عَدَم رفْع اليدين، وغيره.
قَالَ قاسم بْن أصْبغ: سمعته يقول: أحب إليّ أن يكون فِي تابوت خنزير ولا يكون فِيهِ مسند أبي بكر بن أبي شَيْبَة. ثُمَّ دعا عليه قاسم، وقَالَ: هُوَ الَّذِي حرمني السَّماع من بَقيّ بْن مَخْلَد، وكان يحضّ أبي على مَنْعي منه، وكان جارَنا.
وقَالَ بعضهم: إنّ أصْبَغ بْن خليل المالكيّ قرأ عليه أحمد بن خالد بمرية: أسيد بن الحضير، فردّه أصبغ، وقال: بالخاءٍ المعجمة. وهذا يدل على نقص معرفته بالحديث.
رَوَى عَنْهُ: أحمد بن خالد الجباب، وقاسم بن أصبغ، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وعاش ثِمانيةً وثمانين سنة.
وتُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين. وكان صاحب عِبَادة ووَرَع، رحمه الله.(6/519)
117 - أيوب بْن سُلَيْمَان الصُّغديّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: أبي اليَمَان، وآدم بْن أبي أياس، وغيرهما.
وَعَنْهُ: عُثْمَان ابن السّمّاك، وأبو سهل القطّان، وجماعة.
وثَّقَهُ أبو بكر الخطيب، وتوفّي سنة أربعٍ وسبعين.(6/520)
-[حَرْفُ الْبَاءِ](6/520)
118 - بدر بن الهيثم الدمشقيّ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
مولى بني هاشم.
عَنْ: يسرة بْن صَفْوان، وسليمان ابنِ بِنْت شُرَحْبيل.
وَعَنْهُ: أبو عليّ الحصائريّ، وأحمد بْن محمد بْن صدقة، وجماعة.(6/520)
119 - بركة بْن نشيط، أبو القاسم الفَرَغانيّ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
نزيل دمشق.
سَمِعَ: أَبَا بَكْر، وعثمان ابني أبي شيبة؛ وداود بن رشيد.
وَعَنْهُ: ابنُ جوصا، وأحمد بْن سُلَيْمَان بْن حَذْلَم، وآخرون.(6/520)
120 - بشير بْن مُسْلِم بْن مجاهد، أبو مُسْلِم التَّنُوخيّ الحمصيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه][ص:521]
عَنْ: أبي المغيرة، ويحيى الوُحَاظيّ، ويزيد بْن عَبْد ربّه الْجُرْجُسيّ، وغيرهم.
وَعَنْهُ: ابنُ جَوْصَا، وابن أبي حاتم، وأحمد بن محمد بْن عِيسَى الْبَغْدَادِيّ، وآخرون، وأبو حامد الحَسْنَويّ، ومحمد بْن أَحْمَد الرَّسعنيّ الورّاق، ومحمد بْن يوسف الباوَرديّ، وسمّاه بِشْرًا.(6/520)
121 - بَقِيّ بْن مخلد بْن يزيد، أبو عَبْد الرَّحْمَن الأندلُسيّ القُرْطُبيّ الحافظ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
أحد الأعلام؛ وصاحب " التّفسير " و " المسند ".
أَخَذَ عَنْ: يحيى بْن يحيى اللَّيثي، ومحمد بْن عِيسَى الأعشي. وارتحل إِلَى المشرق ولقي الكبار،
فَسَمِعَ بالحجاز: أَبَا مُصْعَب الزُّهريّ، وإبراهيم بْن المنذر الحِزاميّ، وطبقتهما.
وبمصر: يحيى بْن بُكَيْر، وزهير بْن عبّاد، وأبا الطّاهر بْن السَّرح، وطائفة.
وبدمشق: إِبْرَاهِيم بْن هشام الغسّانيّ، وصَفْوان بْن صالح، وهشام بْن عمّار، وجماعة.
وببغداد: أَحْمَد بْن حنبل، وطبقته.
وبالكوفة: يحيى بْن عَبْد الحميد الحِّمانيّ، ومحمد بْن عَبْد الله بْن نُمَيْر، وأبا بَكْر بْن أبي شَيْبَة وطائفة.
وبالبصرة من: أصحاب حمّاد بْن زَيْد.
وقد فتَّشت فِي " مُسْنَد " بَقِيّ لأظفر له بحديثٍ عن أَحْمَد بْن حنبل فلم أجد ذلك، وما دخل بغداد إلّا سنة نيّفٍ وثلاثين، بعد موت عليّ بْن الْجَعْد، وكان أَحْمَد قد قطع الحديث في سنة ثمانٍ وعشرين وإلى أن مات.
وقد روى بَقِيّ عَنْ: حكيم بْن سيف الرَّقيّ، ومحمد بْن أبان الواسطيّ، وداود بْن رُشَيْد، ووَهْب بْن بقيّة، وإبراهيم بن محمد الشّافعيّ، وسويد بْن سَعِيد، وهُدْبة القَيْسيّ، ومحمد بْن أبي السَّريّ، ومحمد بْن رمح، وحرملة، وشيبان بْن فرُّوخ، وعبد الأعلى بن حمّاد النَّرسيّ، وجبارة بن المغلّس، وعبيد الله بْن مُعَاذ، وأبي كامل الجحدري، وأبي خيثمة، وحجاج بْن الشاعر، وهارون الحمال، وهذه الطبقة. وعُني بالأثر عناية لا مزيد عليها، وعدد شيوخه مائتان وأربعة وثمانون رجلًا.
وَعَنْهُ: ابنه أَحْمَد، وأيوب بْن سُلَيْمَان المري، وأحمد بْن عَبْد الله الأموي، وأسلم بْن عَبْد الْعَزِيز، ومحمد بْن وزير، ومحمد بْن عُمَر بْن لبابة، والحسن بْن سعد الكناني، وعبد الله بْن يُونُس المرادي، وعبد الواحد بْن حمدون، وهشام بْن الْوَلِيد الغافقي، وآخرون. [ص:522]
وكان إمامًا زاهدًا، صوامًا، صادقًا، كثير التهجُّد، مجاب الدَّعوة، قليل المثل. وكان مجتهدًا لا يقلّد أحدا بل يفتي بالأثر. وقد أَخَذَ بإفريقية عَنْ: سَحْنُون بْن سَعِيد.
قَالَ أَحْمَد بْن أبي خيثمة: ما كُنَّا نسميه إلّا المكنسة، وهل احتاج بلدٌ فِيهِ بقيُّ إِلَى أن يأتي إِلَى ها هنا منه أحد؟
وقَالَ طاهر بْن عَبْد الْعَزِيز: حملت معي جزءا من " مسند بقيّ " إِلَى المشرق، فأريته محمد بْن إِسْمَاعِيل الصائغ، فقال: ما اغترف هَذَا إلّا من بحر، وعجب من كثرة علمه.
وقَالَ إِبْرَاهِيم بن حيُّون، عن بقيّ، قال: لمّا رجعت من العراق، أجلسني يحيى بْن بُكَيْر إِلَى جنبه، وسمع مني سبعة أحاديث.
وقَالَ أبو الوليد ابن الفرضيّ: ملأ بقيّ بْن مخلد الأندلس حديثًا، فأنكر عليه أصحابه الأندلسيُّون، ابنُ خَالِد، ومحمد بْن الْحَارِث وأبو زيد ما أدخله من كتب الاختلاف وغرائب الحديث، فأغروا به السُّلطان، وأخافوه به. ثُمَّ إنّ الله أظهره عليهم وعصمه منهم؛ فنشر حديثه وقرأ للناس روايته.
ثُمَّ تلاه ابن وضّاح، فصارت الأندلس دار حديث وإسناد. وممّا أنفرد به، ولم يدخله سواه " مصنَّف أبي بَكْر بْن أبي شَيْبَة "، وكتاب " الفقه " للشّافعيّ بكماله، و " تاريخ خليفة "، وكتابه الكبير فِي " الطبقات "، وكتاب " سيرة عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز " للدَّورقيّ؛ وليس لأحدٍ مثل مُسْنَده. وكان ورعًا فاضلًا زاهدًا، قد ظهرت له إجابات الدعوة فِي غير ما شيء.
قَالَ: وكان المشاهير من أصحاب ابنِ وضّاح لا يسمعون منه، للذي بينهما من الوحشة. وُلِدَ فِي رمضان سنة إحدى ومائتين، ومات لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة ست وسبعين؛ ورّخه عبد الله بن يونس.
وقَالَ الحافظ ابنُ عساكر: لم يقع إليّ حديث مسند من حديثه. [ص:523]
قال محيي الدّين ابن العربيّ: الكرامات منها نطق بالكون قبل أن يكون، والإخبار بالمغيبات، وهي على ثلاثة أضرب: إلقاء، وكتابة، ولقاء، وكان بقيّ بْن مخلد، رحمه الله، قد جمعها، وكان صاحبًا للخضر، شهر هَذَا عَنْهُ. ذكره فِي مواقع النّجوم، ثمّ شطح المحيي فقال: وعاينا جماعة كذلك، وشاهدناها من ذاتنا غير مَرَّة، ومن هَذَا المقام ينتقلون إِلَى مقامٍ يقولون فِيهِ للشيء كن فيكون بإذن الله.
وقَالَ محمد بن حزم: أقطع أنّه لم يؤلَّف في الإسلام مثل تفسيره، لا تفسير محمد بْن جرير، ولا غيره.
قَالَ: وكان محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الأموي صاحب الأندلس محبّا للعلوم، عارفا، فلمّا دخل بقيّ الأندلس بمصنَّف ابن أبي شيبة، وقرئ عليه، أنكر عليه جماعة من أَهْل الرأي ما فِيهِ من الخلاف واستبشعوه، ونشَّطوا العامة عليه، ومنعوه من قراءته، فاستحضره الأمير محمد المذكور، وأتاهم، وتصفح الكتاب كله جزءًا جزءًا، حَتَّى أتى على آخره، ثُمَّ قَالَ لخازن الكتب: هَذَا كتابٌ لا تستغني خزانتنا عَنْهُ، فانظر فِي نسخه لنا. وقَالَ لبقي: أنشر علمك، وارو ما عندك، ونهاهم أن يتعرَّضوا له.
وَقَالَ أَسْلَمُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: حدثنا بقيّ قال: لما وضعت مسندي جاءني عبيد الله بن يحيى بْنُ يَحْيَى، وَأَخُوهُ إِسْحَاقُ فَقَالا: بَلَغَنَا أَنَّكَ وَضَعْتَ مُسْنَدًا قدَّمت فِيهِ أَبَا مُصْعَبٍ الزُّهريّ، وَيَحْيَى بْنَ بُكَيْرٍ، وَأَخَّرْتَ أَبَانَا؟ فَقَالَ بَقِيٌّ: أمّا تقديمي أبا مصعب، فَلِقَوْلِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قدِموا قُرَيْشًا وَلا تقدَّموها "، وَأَمَّا تَقْدِيمِي ابْنَ بُكَيْرٍ، فَلِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَبِّرْ كَبِّرْ "، يُرِيدُ السّنَّ، وَمَعَ أَنَّهُ سَمِعَ الْمُوَطَّأَ مِنْ مَالِكٍ سَبْعَ عَشْرَةَ مَرَّةً، وَأَبُوكُمَا لَمْ يَسْمَعْهُ إِلا مَرَّةً وَاحِدَةً، فَخَرَجَا وَلَمْ يَعُودَا، وَخَرَجَا إِلَى حَدِّ الْعَدَاوَةِ.
ولأبي عبد الملك أحمد بن محمد بْن عَبْد البر القرطبي، المتوفَّى سنة ثمانٍ وثلاثين وثلاثمائة، كتابٌ فِي أخبار علماء قرطبة، ذكر فِيهِ بقي بن [ص:524] مخلد، فقال: كان فاضلا تقيّا صوَّاما قواما متبتلا، منقطع القرين فِي عصره، منفردًا عن النَّظير في مصره. كان أوّل طَلَبِهِ عند محمد بْن عِيسَى الأعشى، ثمّ رحل فروى عن أَهْل الحَرَمَيْن، ومصر، والشام، والجزيرة، وحلوان، والبصرة، والكوفة، وواسط، وبغداد، وخراسان - كذا قَالَ فغلط، لم يصل إِلَى خُراسان - قَالَ: وعدن، والقيروان.
قلت: وما أحسبه دخل اليمن.
قَالَ: وذكر عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد، عن أَبِيهِ، أنّ امرأة جاءت إلى بقيّ فقالت: ابني فِي الأسر، ولا حيلة لي، فلو أشرت إلى من يفديه، فإنّني والهة. قَالَ: نعم، انصرفي حَتَّى أنظر فِي أمره. ثُمَّ أطرق وحرّك شفته، ثُمَّ بعد مدة جاءت المرأة بابنها، فقال: كنت فِي يد ملك، فبينا أَنَا فِي العمل سقط قيدي، فذكر اليوم والساعة، فوافق وقت دعاء الشَّيْخ. قَالَ: فصاح عليَّ المرسم بنا، ثُمَّ نظر وتحيَّر، ثُمَّ أحضر الحداد وقيَّدني، فَلَمَّا فرغه ومشيت سقط، فبهتوا ودعوا رهبانهم، فقالوا: ألك والدة؟ قلت: نعم. قَالُوا: وافق دعاؤها الإجابة، وقد أطلقك الله، فلا يمكننا تقييدك، فزوّدوني وبعثوني.
قَالَ: وكان بقيّ أوّل من كثر الحديث بالأندلس ونشره، وهاجم به شيوخ الأندلس، فثاروا عليه لأنهم كان علمهم المسائل ومذهب مالك، وكان بقيّ يفتي بالأثر، ويشذ عَنْهُمْ شذوذًا عظيمًا، فعقدوا عليه الشهادات وبدَّعوه، ونسبوا إليه الزَّندقة وأشياء نزَّهه الله منها.
وكان بقيّ يقول: لقد غرست لهم بالأندلس غرسًا لا يقلع إلاّ بخروج الدّجّال.
قال: وقال بقيّ: أتيت العراق، وقد منع أَحْمَد بْن حنبل من الحديث، فسألته أن يحدثني، وكان بيني وبينه خلّة، فكان يحدثني بالحديث بعد الحديث فِي زي السؤال، ونحن خلوة، حَتَّى اجتمع لي عنه نحوٌ من ثلاثمائة حديث. [ص:525]
وقال ابن حزم: مسند بقيّ روى فيه عن ألفٍ وثلاثمائة صاحب ونيف، ورتَّب حديث كل صاحبٍ على أبواب الفقه، فهو مُسْنَد ومصنَّف، وما أعلم هَذِهِ الرُّتبة لأحدٍ قبله مع ثقته وضبطه وإتقانه واحتفاله فِي الحديث، وله مصنَّف فِي فتاوى الصّحابة والتّابعين فمن دونهم، الّذي أربى فِيهِ عليّ مصنف أبي بَكْر بْن أبي شَيْبَة وعلى مصنَّف عَبْد الرّزّاق، ومصنَّف سَعِيد بْن مَنْصُور.
ثُمَّ ذكر تفسيره وقَالَ: فصارت تصانيف هَذَا الْإِمَام الفاضل قواعد الْإِسْلَام لا نظير لها، وكان متخيرًا لا يقلد أحدًا. وكان ذا خاصة من أَحْمَد بْن حنبل، وجاريًا فِي مضمار الْبُخَارِيّ، ومسلم، وأبي عَبْد الرَّحْمَن النَّسائيّ.
وقَالَ أبو عَبْد الملك القرطبي في تاريخه: كان بقيّ طولا أقْنى، ذا لحية، مضبَّرا، قويًّا، جلدًا على المشي، لم ير راكبًا دابة قط، وكان ملازمًا لحضور الجنائز، متواضعًا. وكان يقول: إنّي لأعرف رجلًا كان يمضي عليه الأيام فِي وقت طلبه العلم، ليس له عيش إلّا ورق الكرنب الَّذِي يرمى، وسمعت من كل من سمعت منه فِي البلدان ماشيًا إليهم على قدمي.
قلت: وَهِمَ من قَالَ إنّه تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ، بل تُوُفِّيَ سنة ستَّ وسبعين كما تقدَّم.
قال ابن لبابة: كان بقيّ من عقلاء النّاس وأفاضلهم، وكان أسلم بْن عبد العزيز يقدّمه على جميع من لقيه بالمشرق، ويصف زهده، ويقول: ربّما كنت أمشي معه فِي أزقة قرطبة، فإذا نظر فِي موضعٍ خالٍ إِلَى ضعيفٍ محتاجٍ أَعْطَاه أحد ثوبيه.
وذكر أبو عبيدة صاحب القبلة قال: كان بقيّ يختم القرآن كل ليلةٍ فِي ثلاث عشرة ركعة، وكان يصلي بالنهار مائة ركعة، ويصوم الدَّهر، وكان كثير الجهاد، فاضلًا؛ يذكر عَنْهُ أنه رابط اثنتين وسبعين غزوة. [ص:526]
ونقل بعض العلماء من كتاب حفيده عَبْد الرحمن بن أحمد بن بقيّ: سمعت أبي يقول: رحل أبي من مكّة إِلَى بغداد، وكان جلَّ بغيته ملاقاة أَحْمَد بْن حنبل، قَالَ: فَلَمَّا قربت بلغتني المحنة، وأنّه ممنوع، فاغتممت غمّا شديدا، فاحتللت بغداد واكتريت بيتًا فِي فندق، ثُمَّ أتيت الجامع، وأنا أريد أن أجلس إِلَى النّاس، فدفعت إلى حلقةٍ نبيلة، فإذا برجلٍ يتكلَّم فِي الرجال، فَقِيلَ لي: هَذَا يحيى بن معين، ففرجت لي فرجةً، فقمت إليه، فقلت: يا أَبَا زكريا - رحمك الله - رَجُل غريب ناءٍ عن وطنه، يحبُّ السُّؤال فلا تستجفني، فقال: قل، فسألت عن بعض من لقيته، فبعضًا زكّى، وبعضًا جرَّح. فسألته عن هشام بْن عمّار، فقال لي: أبو الْوَلِيد صاحب صلاة دمشق، ثقة وفوق الثقة، لو كان تحت ردائه كبر أو متقلدا كبرًا ما ضره شيئًا لخيره وفضله. فصاح أصحاب الحلقة: يكفيك - رحمك الله - غيرك له سؤال. فقلت وأنا واقف على قدم: اكشف عن رجلٍ واحد: أَحْمَد بْن حنبل. فنظر إليَّ كالمتعجّب، فقال لي: ومثلنا نحن نكشف عن أحمد؟ ذاك إمام المسلمين وخيرهم وفاضلهم. فخرجت أستدلّ على منزل أحمد، فدللت عليه، فقرعت بابه، فخرج إليَّ، فقلت: يا أَبَا عَبْد الله رَجُل غريب نائي الدّار، هذا أول دخولي هذا البلد، وأنا طالب حديث، ومقيَّد سنّة، ولم تكن رحلتي إلّا إليك. فقال: أدخل الأصطوان، ولا يقع عليك عين. فدخلت، فقال لي: وأين موضعك؟ قلت: المغرب الأقصى. قَالَ: إفريقية؟ فقلت له: أبعد من إفريقية، أجوز من بلدي البحر إِلَى إفريقية، الأندلس. قَالَ: إنّ موضعك لبعيد، وما كان شيء أحبُّ إليَّ من أن أحسن عون مثلك، غير أني ممتحن بما لعله قد بلغك، فقلت له: بلى، لقد بلغني، وهذا أوّل دخولي، وأنا مجهول العين عندكم، فإن أذنت لي أن آتي كلَّ يوم فِي زيّ السّؤال، فأقول عند الباب ما يقوله السؤال، فتخرج إِلَى هَذَا الموضع، فلو لم تحدثني كل يوم إلّا بحديث واحدٍ لكان لي فِيهِ كفاية. فقال لي: نعم، على شرط أن لا تظهر في الحلق، ولا عند المحدِّثين، فقلت: لك شرطك. فكنت آخذ عودًا بيدي، وألف رأسي بخرقةٍ مدنسَّة وآتي بابه، فأصيح: الأجر، رحمكم الله، والسُّؤال هناك كذلك، فيخرج إليَّ [ص:527] ويغلق الباب، ويحدثني بالحديثين، والثلاثة، والأكثر، فالتزمت ذلك حتّى مات الممتحن له وولي بعده من كان على مذهب السنة، فظهر أَحْمَد وعلت إمامته، وكانت تضرب إليه آباط الإبل، فكان يعرف لي حق صبري، فكنت إذا أتيت حلقته فسح لي، ويقصّ على أصحاب الحديث قصتي معه، فكان يناولني الحديث مناولة، ويقرؤه علي وأقرؤه عليه، واعتللت، فعادني فِي خلقٍ معه. وذكر هذه الحكاية أطول من هَذَا، نقلها ابنُ بشكوال فِي غير الصلة، وأنا نقلتها من خط أبي الْوَلِيد بْن الحاج شيخنا.
وقَالَ أيضًا: نقلت من خط حفيده عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بن بقيّ: حدَّثني أبي قَالَ: أخبرتني أمي أنها رأت أبي مع رجلٍ طوال جدا، فسألته عنه، فقال: أرجو أن تكوني امْرَأَة صالحة، ذاك الخضر عليه السلام.
وذكر عَبْد الرَّحْمَن عن جَدّه أشياء، فالله أعلم، وقال: كان جدي قد قسّم أيامه على أعمال البر، فكان إذا صلى الصُّبح قرأ حزبه من القرآن في المصحف سدس القرآن. وكان أيضًا يختم القرآن فِي الصلاة فِي كل يوم وليلة، ويخرج كل ليلة فِي الثلث الأخير إِلَى مسجده، فيختم قرب انصداع الفجر، وكان يصلّي بعد حزبه من المصحف صلاة طويلة جدًا، ثُمَّ ينقلب إِلَى داره، وقد اجتمع فِي مسجده الطَّلبة، فيجدد الوضوء ويخرج إليهم، فإذا انقضت الدُّول صار إِلَى صومعة المسجد، فيصلي إِلَى الظهر، ثُمَّ يكون هُوَ المبتدئ بالأذان ثُمَّ يهبط، ثُمَّ يسمع إِلَى العصر ويصلي ويسمع، وربما خرج فِي بقية النهار، فيقعد بين القبور يبكي ويعتبر، فإذا غربت [ص:528] الشمس أتى مسجده، ثُمَّ يصلى ويرجع إِلَى بيته فيفطر.
وكان يسرد الصَّوم إلا يوم الجمعة، ثُمَّ يخرج إِلَى المسجد، فيخرج إليه جيرانه، فيتكلم معهم فِي دينهم ودنياهم، ثُمَّ يصلى العشاء، ويدخل بيته، فيحدِّث أهله، ثُمَّ ينام نومة قد أخذتها نفسه، ثُمَّ يقوم، هَذَا دأبه إِلَى أن تُوُفِّيَ. وكان جلدًا، قويًا على المشي، مواظبًا لحضور الجنائز، ولم يُرَ راكبًا قط، ومشى مع ضعيفٍ فِي مظلمة إِلَى إشبيلية، ومع آخر إِلَى إلْبيرة، ومع امْرَأَة ضعيفة إِلَى جَيّان.(6/521)
122 - بوران، ابْنَةُ الوزير الْحَسَن بْن سهل. [الوفاة: 271 - 280 ه]
الّتي تزوج بها المأمون، ودخل بها فِي سنة عشرٍ ومائتين، فاحتفل أبوها لعرسها وجهازها احتفالًا يضرب به المثل، ونثر على الأمراء الجوهر والذهب وبنادق المسك التي في باطنها رقاع بأسماء ضياع، وأسماء جوار، وخيل، وأقام بمؤونة العسكر كله أيام العرس، فأنفق عليهم وعلى العرس ونحو ذلك فِي مدة عشرين يومًا خمسين ألف ألف درهم. ولا أعلم جرى في الإسلام عرس مثله.
تُوُفِّيَت فِي ربيع الأول سنة إحدى وسبعين، ولها ثمانون سنة، ودفنت فِي قبَّتها، وما زالت وافرة الحرمة، كاملة الحشمة إلى أن ماتت.(6/528)
-[حَرْفُ الْجِيمِ](6/528)
123 - جَعْفَر بْن المعتمد أَحْمَد بْن المتوكل جَعْفَر بْن المعتصم العبّاسيّ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
المفوضَّ إِلَى الله وليّ العهد.
عقد له أَبُوهُ، وخطب له على المنابر زمانًا، ثُمَّ خلعه أَبُوهُ وولّى أخاه المعتضد العهد خوفا من المعتضد. يقال: إنّ المعتضد لمّا استُخِلف قَتَلَ المفوَّض هَذَا فِي سنة ثمانين، وقِيلَ: بل مات فيها موتا.(6/528)
124 - جعفر بن أحمد بن سام، أبو الفضل، [الوفاة: 271 - 280 ه]
قاضي البصرة.
يروي عَنْ: إِسْحَاق الفَرَويّ، وغيره.
وَعَنْهُ: محمد بن مَخْلَد، وأحمد بْن كامل القاضي. [ص:529]
تُوُفِّيَ سنة ستٍّ وسبعين.(6/528)
125 - جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن الْمُبَارَك كردان. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: أبي كامل الْجَحْدَريّ، وشَيْبان بْن فَرُّوخ.
وَعَنْهُ: ابنُ مَخْلَد، وعليّ بْن إِسْحَاق المادرائيّ.
وكان صدوقًا.
تُوُفِّيَ سنة سبْعٍ وسبعين ومائتين.(6/529)
126 - جعفر بن أحمد بن معبد الوَرَّاق. [الوفاة: 271 - 280 ه]
بغدادي، سَمِعَ: عاصم بن عليّ، ومسدَّدا.
وَعَنْهُ: عبد الصمد الطَّستيّ، وأبو بكر الشافعي.
توفي سنة ثمانين.(6/529)
127 - جَعْفَر بْن طرْخان، أبو محمد الإسترباذيّ الفقيه. [الوفاة: 271 - 280 ه]
رحل وطوّف وصنّف، وحدَّث عَنْ: أبي نعيم، وأبي حذيفة النهَّديّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: عبد الملك بن عديّ، وجعفر بن شهزيل، والإستراباذيّون.
توفّي سنة سبعٍ وسبعين.(6/529)
128 - جَعْفَر بْن عَنْبَسة اليَشْكُريّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين ومائتين.
رَوَى عَنْ: عمر بن حفص الْمَكِّيّ، وعبد الحميد بْن صالح البُرْجُميّ، وقرأ عليه.
وَعَنْهُ: ابنُ عُقْدة، والحسن بْن محمد بن سعدان، وأبو سعيد ابن الأعرابيّ، وجماعة. وقرأ عليه عَبْد الله بْن جعفر السوّاق.
وكان مقرئا مجودا، وكان شيخه عبد الحميد يروي القراءة عن أبي بَكْر بْن عيّاش.(6/529)
129 - جَعْفَر بن محمد بْن عامر، أبو الفضل السّامُرّيّ البزّاز. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: أبي نعيم، وقبيصة.
وَعَنْهُ: ابن مخلد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، والصّفّار. [ص:530]
توفي سنة اثنتين وسبعين.(6/529)
130 - جعفر بن محمد بن عيسى بن نوح البَغْداديُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
، حدَّث بأذنة عَنْ: محمد بن عيسى ابن الطّباع.
وَعَنْهُ: يحيى بن صاعد، والأصمّ، والبرديجيّ.
وكان ثقة.(6/530)
131 - جَعْفَر بْن محمد بْن عُرْوة النَّيسابوري. [الوفاة: 271 - 280 ه]
شيخ مسند قديم. سَمِعَ: حَفْص بْن عَبْد الرَّحْمَن، والجارود بْن يزيد.
وَعَنْهُ: أبو عمرو أحمد بْن الْمُبَارَك المستملي، وجعفر بْن سهل، وجماعة.
تُوُفِّيَ سنة اثنتين أيضًا.(6/530)
132 - جَعْفَر بْن محمد بْن عُمَر البلْخيّ، أبو مَعْشَر المنّجم المشهور، [الوفاة: 271 - 280 ه]
وهو بكنيته أَعْرَف.
كان إليه المنتهى فِي فنّ التّنجيم، وكان له حَظْوَة فِي هَذَا الهذيان الملعون بالعراق، وله إصابات كثيرة كإصابات الكُهّان. صنَّف كتاب الزّيْج وكتاب المدخل، والألوف، وغير ذلك.
قَيِل: إنّه مات سنة اثنتين وسبعين أيضا، رحم الله المسلمين.
يُقَالُ: إنّه تعلَّم فنّ التّنْجيم بعدما تكهَّل.
وقِيلَ: إنّ المستعين ضربه مرّة لإصابته في تنجيم، وكان يقول: أصبت فعوقبت.
ذكّر النّديم محمد بْن إِسْحَاق أنّ أَبَا مَعْشَر جَاوَز المائة، وله كُتُب كثيرة. قَالَ: وتُوُفِّيَ لليلتين بقيتا من رمضان سنة اثنتين وسبعين.(6/530)
133 - جَعْفَر بْن محمد بْن القعقاع البّغَويّ ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: سَعِيد بْن مَنْصُور، وأبي معمَّر المُقْعَد.
وَعَنْهُ: أبو القاسم البَغَويّ، وعبد الله بن محمد الخراسانيّ. [ص:531]
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين.(6/530)
134 - جَعْفَر بْن محمد بن عبيد الله ابن المنادي البَغْداديُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: عاصم بن علي، وأحمد بن حنبل، وسعيد بن محمد الجرمي.
وَعَنْهُ: ولده المؤرخ أبو الحسين أحمد.
توفي سنة سبع وسبعين.(6/531)
135 - جَعْفَر بْن محمد بْن شاكر الصّائغ الْبَغْدَادِيّ الزّاهد، أبو محمد. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: عفّان، وأبا نعيم، والحسين بن محمد المروذي، وسُرَيْج بْن النُّعمان، وقُبَيْصة، وأبا غسّان مالك بْن إِسْمَاعِيل، ومعاوية بْن عَمْرو، وطائفة.
وَعَنْهُ: موسى بن هارون، وابن صاعد، وابن البَخْتَرِيّ، وإسماعيل الصّفّار، والنّجّاد، وابن السّمّاك، وابن نَجِيح، وأبو بَكْر الشّافعيّ، ومحمد بن جعفر بن الهيثم، وخلق.
قال الخطيب: وكان عابدًا زاهدًا، ثقة صادقًا، متقنًا ضابطا.
وقال أبو الحسين ابن المنادي: كان ذا فضلٍ وعِبادة وزُهْد، انتفع به خلْق كثير فِي الحديث، وأكثروا عنه لثقته وصَلاحه. تُوُفِّيَ لإحدى عشرة خَلَت من ذي الحجّة سنة تسعٍ وسبعين، وبلغ تسعين سنة غير أشهر يسيرة، رحمه الله، وحديثه فِي الغَيْلانيّات.(6/531)
136 - جعفر بْن محمد الورّاق. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: أبي عُبَيْد.
وَعَنْهُ: محمد بن مَخْلَد، وقَالَ: مات فِي شعبان سنة إحدى وسبعين.(6/531)
137 - جَعْفَر بْن محمد بْن الْحَسَن بْن زياد، أبو يحيى الرَّازيّ الزَّعفرانيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه][ص:532]
حَدَّثَ ببغداد عَنْ: سهل بْن عُثْمَان العسكريّ، وإبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد بن مهران، وعليّ بْن محمد الطّنافسيّ.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيل الصّفّار، وعبد الصَّمد الطَّستيّ، وأبو سهل القطّان، وأبو بَكْر الشّافعيّ، وآخرون.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: سمعت عَنْهُ وهو صدوق ثقة.
وقَالَ غيره: كان إمامًا فِي التّفسير.
تُوُفِّيَ فِي ربيع الآخر سنة تسعٍ وسبعين.(6/531)
138 - جَعْفَر بْن محمد بن الحجّاج القطّان الرقي. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: عَبْد الله بْن جَعْفَر، ومحمد بْن أبي أسامة الرّقيين، وغيرهما.
وَعَنْهُ: أبو حاتم الرَّازيّ، وأبو عليّ محمد بْن سَعِيد الحرّانيّ.
تُوُفِّيَ سنة ثمانين.(6/532)
139 - جَعْفَر بْن محمد بن حمّاد، أبو الفضل الرَّمليّ القلانِسيّ الزّاهد، [الوفاة: 271 - 280 ه]
نزيل عسقلان.
عَنْ: آدم بْن أبي إياس، وعفان، وأحمد بْن يُونُس، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: ابنُ جَوْصا، وأبو عَوَانة، وخَيْثَمَة، وطائفة آخرهم موتا الطَّبرانيّ، وهو من كبار شيوخه.
قَالَ محمد بن حمويه الأهوازيّ: أزهد من رَأَيْت جَعْفَر بْن محمد القلانسيّ. قلت: مات في آخر ذي الحجّة سنة ثمانين.
و(6/532)
• - جعفر بْن محمد بْن الفضل الرَّسعنيُّ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
أقدم منه.(6/532)
140 - جَعْفَر بْن هاشم، أبو يحيى العسْكريُّ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
نزيل بغداد.
سَمِعَ: القَعْنبيّ، وأبا الْوَلِيد، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم.
وَعَنْهُ: حمزة الدّهقان، وعثمان ابن السّمّاك، والطَّستيّ.
وثّقه الخطيب. [ص:533]
ومات فِي ربيع الأول سنة سبعٍ وسبعين.(6/532)
141 - جموك بن خنجة، أبو إِبْرَاهِيم الْبُخَارِيّ، وقِيلَ: اسمه عَبْد الله. . [الوفاة: 271 - 280 ه]
يروي عَنْ: أبي حذيفة إسحاق بن بشر صاحب " المبتدأ "، وأحمد بْن حَفْص، ورجاء بْن مقاتل، والمسنديّ. ولم يرحل.
وَعَنْهُ: محمد بن صابر بْن كاتب، ومحمد بْن صالح البُخاريّان.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين.(6/533)
-[حَرْفُ الْحَاءِ](6/533)
142 - الْحَارِث بْن أبيض بْن أسود، أبو القاسم الفِهْريّ المِصْريُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
رَأَى ابنِ وهْب، وَسَمِعَ: زَيْد بْن بِشْر، وغيره.
تُوُفِّيَ بالإسكندرية فِي جُمَادَى الآخرة سنة ستٍّ وسبعين.(6/533)
143 - حامد بْن سهل، أبو جَعْفَر الثَّغريّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
حدَّث ببغداد عَنْ: مُسْلِم بن إبراهيم، وعبد الصَّمد بن النعمان، ومُعَاذ بْن فَضَالَةَ.
وَعَنْهُ: ابن السماك، وأحمد بن كامل، وأبو بكر الشافعي، وابن الهيثم البندار.
وثّقه الدّارقطنيّ.
وتوفّي سنة ثمانين.(6/533)
144 - حرب بن إسماعيل الكرماني الفقيه، [الوفاة: 271 - 280 ه]
صاحب الإمام أحمد.
قد ذكرته في الطبقة الماضية على التقريب، ثم وجدتّ ابنَ قانع قد قيَّد وفاته في سنة ثمانين.(6/533)
145 - الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن بكّار بْن بلال، أبو عليّ العامليّ الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: جدّه، ومروان بْن محمد الطّاطَريّ، ومحمد بْن الْمُبَارَك [ص:534] الصُّوريّ.
وَعَنْهُ: أبو عَوَانة، وقَالَ: هُوَ قدريٌّ، ثقة فِي الحديث؛ وأبو الميمون بْن راشد، وجماعة.
توفّي في صفر سنة خمس وسبعين ومائتين.(6/533)
146 - الْحَسَن بْن إِسْحَاق بْن يزيد، أبو عليّ الْبَغْدَادِيّ العطّار. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: عُمَر بْن شبيب المسلَّي، وزيد بْن الحُباب، والحسن الأشْيب، ومحمد بْن بكير الْحَضْرَمِيّ، وأبي نُعَيْم، وجماعة.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيل الصّفّار، والأصمّ، ومحمد بن مَخْلَد.
وثَّقه الخطيب ثُمَّ قال: أخبرنا أبو سعيد الصَّيرفّي قال: حدثنا الأصمّ، قال: حدثنا الحسن بن إسحاق العطّار قال: سمعت عَبْد الرَّحْمَن بن هارون يقول: كنّا فِي البحر سائرين إِلَى إفريقية، فركدت علينا الرّيح، فأرسينا إِلَى موضع يُقَالُ له البَرْطُون، ومعنا صبيّ صَقْلبيّ يُقَالُ له أيْمَن، معه شِصٌّ يصطاد به السَّمك، فاصطاد سمكةً، نحوًا من شبر أو أقلّ، فكان على صنيفة أذنها الْيُمْنَى مكتوب: لا إله إلّا اللَّه، وعلى قَذالها وصنيفة أُذُنها اليُسْرى مكتوب: محمد رسول الله، وكان أَبْيَنُ من نقشٍ على حَجَر، وكانت السَّمكة بيضاء، والكتابة سوداء كأنّه كُتب بحبر. قَالَ: فقذفناها فِي البحر، ومُنِع النّاس أن يصيدوا من ذلك الموضع حَتَّى أوْغَلْنا.
قَالَ ابنُ قانع: مات فِي صفر سنة اثنتين وسبعين.(6/534)
147 - الْحَسَن بْن أيوب القَزْوينّي. [الوفاة: 271 - 280 ه]
وثّقه الخليليّ، وقَالَ: سَمِعَ مِنْ: عَبْد الْعَزِيز الُأوَيْسيّ، وعليّ بْن محمد الطَّنافسيّ، وأبي مُصْعَب.
روى عَنْهُ: أبو الْحَسَن القطّان.
مات سنة تسعٍ وسبعين ومائتين.(6/534)
148 - الْحَسَن بْن الْحُسَيْن بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ العلاء بْن أبي صُفْرة بن المهلَّب، أبو سعيد الأزدي المُهَلّبيّ السكَّريّ النَّحويّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: يحيى بْن معين، وأبا حاتم السجستانيّ، وأبا الفضل الرّيّاشيّ، وعُمَر بْن شبَّة.
وَعَنْهُ: أبو سهل بْن زياد، ومحمد بْن أَحْمَد الحكيميّ، ومحمد بْن عَبْد الملك التّاريخيّ. وروى الكثير من كُتُب الأدب، وصنَّف أشياء.
قَالَ الخطيب: كان ثقة ديِّنا صادقًا، يُقْرئ القرآن، وانتشر عنه من كُتُب الأدب شيء كثير.
قَالَ ابنُ المنادي: تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين. وكان ميلاده سنة اثنتي عشرة ومائتين. ومن قَالَ مات سنة تسعين وَهِمَ.
وله كتاب الوحوش ما قصَّر فيه؛ وكتاب النبات. وكان آيةً فِي جمْع أشعار العرب؛ فإنّه جمع شعر امرئ القيس ودوَّنه؛ وكذا جمع ديوان النابغتين، وديوان قيس بن الخطيم، وديوان تميم، وديوان شعر هُذَيْل، وديوان هُدْبَةَ بْن خَشْرم، وديوان الأعشى، وديوان الأخطل، وديوان زُهَيْر، وديوان مزاحم العُقَيْليّ، وديوان أبي نُوَاس، ثُمَّ شرحه فِي نحو ألف ورقة.(6/535)
149 - الْحَسَن بْن سلّام بْن حَمَّاد، أبو عليّ السّوّاق. [الوفاة: 271 - 280 ه]
حدَّث ببغداد عن عَبْد الله بْن مُوسَى، وأبي نعيم، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وعمرو بن حكام، وعفان، وطائفة.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، والصّفّار، وعثمان ابن السماك، وأبو بكر النجاد، والشافعي، وآخرون.
قال الدارقطني: ثقة صدوق.
وقال الشافعي: مات لثلاثٍ خلون من صفر سنة سبع وسبعين.(6/535)
150 - الحسن بن حماد بن فضالة الْبَصْرِيُّ الصيرفي. [الوفاة: 271 - 280 ه][ص:536]
سَمِعَ: عبد الواحد بن غياث،
وَعَنْهُ: الطبراني.(6/535)
151 - الحسن بن علي بن مالك، أبو محمد الشَّيبانيّ المعروف بالأشناني. [الوفاة: 271 - 280 ه]
حدَّث ببغداد عَنْ: عَمْرو بْن عون، وسويد بْن سَعِيد، وابن معين.
وَعَنْهُ: ابنه عمر، ومحمد بْن مَخْلَد، وأحمد بْن الفضل بْن خُزَيْمَة.
تُوُفِّيَ فِي شعبان سنة ثمانٍ وسبعين، وصلّى عليه أبو بَكْر بْن أبي الدُّنيا.
قَالَ ابنُ المنادي: فِيهِ أدنى لين.(6/536)
152 - الْحَسَن بْن عليّ بْن بحر بْن برّي القطّان. [الوفاة: 271 - 280 ه]
تُوُفِّيَ ببابَسِير سنة ثمانين، فِي ربيع الأول.
وَقَد رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وغيره.(6/536)
153 - الْحَسَن بْن الفضل بْن السَّمح، أبو عليّ الزَّعْفرانيّ البُوصرائيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: مُسْلِم بن إبراهيم، وأبي معمر المنقريّ.
وَعَنْهُ: ابنُ صاعد، وإسماعيل الصّفّار، وأحمد بْن عُثْمَان الأدميّ، وجماعة.
قَالَ ابنُ المنادى: مات فِي جُمَادَى الآخرة سنة ثمانين. قَالَ: ثُمَّ انكشف ستره فتركوه، وخرّق أخي كلَّ شيءٍ كتب عَنْهُ، لأنّه تبيَّن له أمره.(6/536)
154 - الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، الْعَلَوِيُّ الْمَعْرُوفُ بالحَرُون. [الوفاة: 271 - 280 ه]
ظهر بالكوفة فِي خلافة المستعين، وقوي أمره، وحارب جيش المستعين، فهرب وتفرَّق جَمْعه، ثُمَّ قُبِض عليه وحُبِس دهرًا، إِلَى أن أطلقه المعتمد فِي سنة ثمانٍ وستّين. ثُمَّ إنّه عاد إِلَى غيِّه، وخرج بناحية الكوفة، وعاثَ بأرض السّواد وطريق مكّة، ثُمَّ أُخِذَ وأُتِيَ به إِلَى الموفَّق، فحبسه، [ص:537] ومات في الحبس سنة إحدى وسبعين.(6/536)
155 - الْحَسَن بْن محمد بن الْحَارِث السّجِسْتانيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
ذكره ابنُ حِبّان فِي الثّقات، وقَالَ: صاحب سنَّة وفضل،
يَرْوِي عَنْ: أبي نُعَيْم.
رَوَى عَنْهُ: أَهْل بلده.
ومات سنة ستٍّ وسبعين.(6/537)
156 - الْحَسَن بْن محمد بْن مَزْيَد، أبو سَعِيد الإصبهانيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: إبراهيم بن محمد بن عرعرة، وهشام بن عمّار، وحامد بن يحيى البلخيّ.
وَعَنْهُ: أهل أصبهان. ومات قبل الثمانين.
قال أبو نعيم: هو أوّل من حمل علم الشّافعيّ إلى أصبهان.(6/537)
157 - الحسن بن موسى بن ناصح، أبو سعيد الرَّسعنيّ الخفّاف. [الوفاة: 271 - 280 ه]
قدم بغداد،
فَرَوَى عَنْ: المُعَافَى بْن سُلَيْمَان، وعُقْبة بْن مُكْرم.
وَعَنْهُ: ابنُ صاعد، ومحمد بن مَخْلَد، ومحمد بْن خَلَف وَكِيع.(6/537)
158 - الْحَسَن بْن ناصح، أبو عليّ الخلّال. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: أبي النَّضر، ومكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، وطبقتهما.
وَعَنْهُ: محمد بن مَخْلَد، وأبو بَكْر الخرائطيّ.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: صدوق.(6/537)
159 - الحسن بن مكرم، أبو علي البَغْداديُّ البزّاز. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: عليّ بْن عاصم، ويزيد بْن هارون، وأبا النّضْر، ورَوْح بْن عُبَادة.
وَعَنْهُ: المَحَامِليّ، والصّفّار، وأبو بَكْر النّجّاد، وأبو سهل القطّان، وجماعة.
وثّقه الخطيب. [ص:538]
مولده سنة اثنتين وثمانين ومائة. ومات فِي رمضان سنة أربعٍ وسبعين.(6/537)
160 - الْحُسَيْن بْن الْحَسَن بْن مهاجر، أبو محمد السُّلميّ النَّيْسَابوريُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: هشام بْن عمّار، ودحيم، وأبي مُصْعَب، ومحمد بْن رُمْح، وخلق. كتب عَنْهُ الْبُخَارِيّ مع تقدُّمه. وحدَّث عَنْهُ أبو حامد ابن الشرقي، ومكي بن عبدان، وعليّ بن حمشاذ، وآخرون.
تُوُفِّيَ سنة ثمانٍ وسبعين، وكان محلُّه الصِّدق.(6/538)
161 - الحسين بن الحسن، أبو معين الرازي. [الوفاة: 271 - 280 ه]
أحد حفاظ الري.
رحل، وَسَمِعَ: سعيد بن أبي مريم، وأبا سلمة التبوذكي، وأحمد بن يونس، ونعيم بن حماد، وطبقتهم.
أَخَذَ عَنْهُ: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وغيره.
وبلغنا أنه توفي سنة ست وسبعين.
وقد ذكره الخليلي في مشيخة أبي الحسن القطان فقال: ثقة، عالي الإسناد، سمع الموطأ من يحيى بن بكير. قال: توفي سنة ست وسبعين.(6/538)
162 - الْحُسَيْن بْن عليّ بْن محمد بْن عُبَيْد الطّنافسيّ الكُوفيُّ ثُمَّ القَزْوِينيّ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
قاضي قَزْوِين.
سَمِعَ: أَبَاهُ وأبا بَكْر بْن أبي شَيْبَة، وإبراهيم بْن مُوسَى الفرّاء، وطائفة.
وَعَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم، وعليّ القطّان، وآخرون.
وكان ثقة جليلًا.
تُوُفِّيَ سنة سبعٍ وسبعين.
قَالَ الخليليّ: هُوَ ثقة متَّفق عليه.(6/538)
163 - الْحُسَيْن بْن محمد بْن أبي مَعْشَر السِّنديّ، المدنيّ الأصل، الْبَغْدَادِيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
رَوَى عَنْ: وكيع، ومحمد بْن ربيعة.
وَعَنْهُ: محمد بن أحمد الحكيمي، وإسماعيل الصفار، وابن السّمّاك. [ص:539]
قال أبو الحسين ابن المنادي: حدَّث عن وَكِيع، ولم يكن بالثّقة، فتركه النّاس، تُوُفِّيَ فِي اليوم الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ أبو عَوْف البُزُوريّ، يعني تاسع رجب، سنة خمسٍ وسبعين ومائتين.(6/538)
164 - الْحُسَيْن بْن مُعَاذ بْن حرب، أبو عبد الله الحَجَبيّ الْبَصْرِيّ الأخفش، [الوفاة: 271 - 280 ه]
ابنُ عم عَبْد الله بْن عَبْد الوهّاب.
حدَّث ببغداد عَنْ: الرَّبِيع بْن يحيى الأشْنانيّ، وشاذ بْن فَيّاض، وجماعة.
وَعَنْهُ: الْحُسَيْن الكوكبيّ، وأبو بَكْر النّجّاد، وعبد الله بْن إِسْحَاق الخُراسانيْ.
تُوُفِّيَ سنة سبْعٍ وسبعين.
وهو ضعيف؛ فإنّه أتى بحديث باطلٍ، عَنْ ثِقَةٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا: يَا مَعْشَرَ الْخَلائِقِ طَأْطِئُوا حَتَّى تَجُوزَ فَاطِمَةُ.(6/539)
165 - الْحُسَيْن بْن مَنْصُور، أبو عَبْد الرَّحْمَن الواسطيّ التَّمَّار الطَّويل. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: الهيثم بْن عديّ، ويزيد بْن هارون، وعبد الرّحيم بْن هارون العسكريّ.
وَعَنْهُ: جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن سِنَان القطّان، وعليّ بْن عَبْد الله بْن مبشّر.
وثّقه ابنُ حِبّان.(6/539)
166 - الْحُسَيْن بْن مَنْصُور، أبو عليّ الْبَغْدَادِيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: أبي نُعَيْم، وأبي الجوّاب، وموسى بْن سلمة، وأبي حُذَيْفة النَّهديّ.
وَعَنْهُ: الحافظ وصيف الأنطاكيّ، وخَيْثَمَة بْن سُلَيْمَان لقِيه بالرَّقة. [ص:540]
ذكره ابن حبّان في الثّقات.
ولنا جماعة يسمون الحسين بن منصور تقدموا.(6/539)
167 - حُصَيْن بْن عَبْد القادر، أبو عليّ الإسكندرانيّ البَزَّاز. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: نعيم بن حمّاد، وغيره.
توفّي سنة سبعٍ وسبعين.(6/540)
168 - حَفْص بن عُمَر بْن الصّبّاح الرَّقيّ سَنْجة ألف، أبو عَمْرو. [الوفاة: 271 - 280 ه]
كان مُسْنِدَ الرَّقة فِي وقته،
فإنّه رحل وَسَمِعَ: أَبَا نُعَيْم، وقُبَيْصة بْن عُقْبَة، وعبد الله بْن رجاء، وفَيْض بْن الفضل البَجَليّ، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: الْعَبَّاس بْن محمد الرّافقي، وأبو القاسم الطَّبرانيّ؛ وقبلهما ابنُ صاعد، وأبو عَرُوبة، وجماعة.
وتُوُفِّيَ سنة ثمانين.
قَالَ أبو أَحْمَد الحاكم: حدَّث بغير حديث لم يُتَابع عليه.(6/540)
169 - حمدان بن غارم، بغين معجمة، ابن ينّار، بياء ثمّ نون مشدَّدة، أبو حامد؛ وقِيلَ: اسمه الأصلي أَحْمَد. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: صَفْوان بْن صالح، ودُحَيْمًا، وخلف بْن هشام، وأبا كُرَيْب، وطائفة.
وَعَنْهُ: أسد بْن حَمْدَوَيْه النَّسفيّ، وعبد الله بْن الحامض المروزيّ، وجماعة.
تُوُفِّيَ سنة ثمانين.(6/540)
170 - حمدون بْن أَحْمَد بْن سلم السّمسار. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: سعيد بن سليمان سعدويه، وغيره.
وَعَنْهُ: أحمد بن خزيمة، وأبو بكر الشّافعيّ. [ص:541]
تُوُفِّيَ سنة ثمانين.(6/540)
171 - حمدون بْن أَحْمَد بْن عمارة، أبو صالح النَّيسابوري الصُّوفيّ العارف، المعروف بحمدون القصّار. [الوفاة: 271 - 280 ه]
قدوة الملامتيّة بخراسان، ومنه انتشر مذهبهم، وهو تخريب الظاهر وتعمير الباطن، مع التزام الشرع وواجباته ظاهرًا وباطنًا.
وكان فقيهًا على مذهب سُفْيَان الثَّوريّ.
سَمِعَ مِنْ: إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، ومحمد بْن بكّار بْن الرّيّان، وأبي مُعَمَّر القَطِيعيّ، وجماعة. وصحِب أَبَا تُراب النخَّشبيّ، وأبا حَفْص النَّيسابوريّ. وكان كبير الشّأن، يُقال: إنّه كان من الأبدال.
رَوَى عَنْهُ: ابنه الحافظ أبو حامد الأعمشي، ومكّيّ بْن عَبْدان، وأبو جَعْفَر أَحْمَد بْن حمدان، وآخرون.
ومن كلامه، قَالَ: لا يجزع من المصيبة إلّا من اتَّهَمَ ربَّه.
وَسُئِلَ عن طريق الملامة، فقال: خوفُ القَدَرِيّة ورجاءُ المُرْجئة.
وقد جمع السُّلمي جزءًا من حكايات هَذَا الشَّيْخ، وذكر موته في سنة إحدى وسبعين ومائتين بنيسابور. صحبه الشّيخ عَبْد الله بْن محمد بْن مُنازِل.(6/541)
172 - حمدون بْن أَحْمَد بْن بَكْر، أبو نصر النيَّسابوريّ الدّهانّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: محمد بْن رافع، ونصر بْن عليّ الْجَهْضميّ، وجماعة. وبقي إِلَى بعد السَّبعين. روى عَنْهُ: يحيى بْن مَنْصُور القاضي، ومحمد بن صالح بن هانئ، وآخرون.(6/541)
173 - حمدون بْن خَالِد بْن يزيد، أبو محمد النّيَسابوريّ الملَّقاباذيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: يحيى بن يحيى، ويزيد بن صالح الفرّاء.
وَعَنْهُ: ابنه أبو بَكْر أَحْمَد بْن حمدون، وعبد الله بْن إِبْرَاهِيم.
حدَّث سنة خمسٍ وسبعين.(6/541)
174 - حمدون بن رجاء بن شجاع، أبو رجاء العامري النَّيسابوريّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: سَعِيد بْن مَنْصُور بمكّة، وسهل بن عثمان العسكريّ، ومحمد بن مهران الجمّال.
وَعَنْهُ: أبو حامد وعبد الله ابنا الشَّرقيّ، وآخرون.
تُوُفِّيَ سنة إحدى وسبعين.(6/542)
175 - حمدون بْن الفضل، أبو سَعِيد النَّيسابوريّ الخفّاف. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: إِسْحَاق بن راهَوَيْه، وَعَمْرو بن زرارة.
وَعَنْهُ: أبو نصر محمد بْن أَحْمَد بْن عُمَر الخفّاف، وعليّ بْن عِيسَى.(6/542)
176 - حَمْش بْن عَبْد الرحيم، أبو عبد الله النَّيسابوريّ التركي الزّاهد، واسمه محمد. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: أَحْمَد بْن يُونُس اليَرْبُوعيّ، ويحيى بْن يحيى، وجماعة.
وَعَنْهُ: مكّيّ بْن عَبْدان، ومحمد بْن القاسم العَتَكيّ، ومحمد بْن صالح بْن هانئ.
وكان مجاهدا غازيا عابدا، سمع أَحْمَد بْن حرب الزّاهد.
وحمش: مسكَّن.
مات فِي شوّال سنة خمسٍ وسبعين.(6/542)
177 - حُمَيْد بْن النَّضر البَيْكَنْديّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: سَعِيد بْن أبي مريم، ومحمد بْن سلّام البَيْكَنْديّ، وعبد الله بْن صالح الكاتب، وطائفة.
وَعَنْهُ: عليّ بْن الْحَسَن بْن عَبْدة، ومُسَبّح بْن سَعِيد، وحسين بْن حاتم، وغيرهم.(6/542)
178 - حُمَيْد بْن هشام العنْسيّ الدّارانيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
قال: قلت لأبي سليمان الدّارانيّ: ياعم، لِمَ تشدِّد علينا وقد قَالَ الله: {لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنوب جَمِيعًا} [الزمر: 53]. فقال: اقرأ. فقرأتُ إِلَى قوله تعالى: {بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا} [الزمر: 59]. فقلت: يا عم، فأنا بحمد الله لم أكذب، فمسح رأسي وقَالَ: يا بُنيّ، اتَّق الله وخفه وارجه.
قلت: رَوَى عَنْهُ: عَبْد الله بْن أَحْمَد بن أبي الحواري، ومحمد بن جعفر [ص:543] ابن ملاس، والحسن بْن حبيب الحصائريّ.(6/542)
179 - حنبل بْن إسحاق بن حنبل بن هلال بن أسد، أبو عليّ الشَّيبانيّ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
ابنُ عم الْإِمَام أَحْمَد، وأحد تلامذته.
سَمِعَ: أَبَا نُعَيْم، ومحمد بْن عَبْد الله الْأَنْصَارِيّ، وعفان، وسليمان بْن حرب، وأبا غسان مالك بْن إِسْمَاعِيل، وعاصم بْن عليّ، وموسى بْن إِسْمَاعِيل، والحُمَيْديّ، وأبا حُذَيْفة، ومسددًا، وخلقا كثيرا.
وصنَّف تاريخا حسنا، وكان يفهم ويحفظ.
رَوَى عَنْهُ: البغوي، وابن صاعد، وأبو بكر الخلال، ومحمد بن مخلد، وابن السماك، وأبو جعفر بْن البَخْتَرِيّ، وجماعة.
قَالَ الخطيب: كان ثقة ثَبْتًا.
وقَالَ ابنُ المنادي: كان حنبل قد خرج إِلَى واسط، فجاءنا نَعْيُهُ منها فِي جُمَادَى الأولى سنة ثلاثٍ وسبعين.
قلت: روى المؤتمن بْن قُمَيْرة جزءًا عاليًا من حديث حنبل، وسمعنا الجزء الرابع من كتاب الفتن لحنبل، وسمعنا محنة ابنُ عمّه تأليفه، وعاش نيِّفًا وسبعين سنة، أو جاز الثمانين؛ فإنّه أدرك الأنصاريّ.(6/543)
-[حَرْفُ الْخَاءِ](6/543)
180 - خازم بْن يحيى الحُلْوانيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
حدَّث ببغداد عَنْ: شَيْبَان بْن فَرُّوخ، وهانئ بْن المتوكلّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بن أحمد الحكيمي، وإسماعيل الصفار.
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين. وهو أخو أَحْمَد.(6/543)
181 - ن: خَالِد بْن روح، أبو عَبْد الرَّحْمَن الثَّقفي الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: أبي الجماهر الكفرسوسيّ، وإسحاق بن إبراهيم الفراديسيّ.
وَعَنْهُ: النسائي وقال: ثقة؛ وأبو الميمون بن راشد، وأبو القاسم الطَّبرانيّ، وآخرون. [ص:544]
تُوُفِّيَ سنة ثمانين.(6/543)
182 - خَالِد بْن يزيد بن الصّبّاح، أبو الهيثم الخثعميّ. مولاهم، الرَّازيّ الفقيه. [الوفاة: 271 - 280 ه]
حدَّث بهراة عَنْ: مكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، وإبراهيم بْن شماس. روى عَنْهُ: أبو إِسْحَاق البزّاز الحافظ، وغيره.
وعاش تسعين سنة. تُوُفِّيَ سنة ستٍّ وسبعين.(6/544)
183 - خلف بْن عامر بْن سَعِيد الهمْدانيّ، الْبُخَارِيّ الحافظ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
مصنِّف المُسْنَد.
كان من تلامذة عَبْد الله بْن محمد المُسْنَديّ.
أورده السُّليمانيّ مختصرًا.(6/544)
184 - ق: خلف بن محمد بن عيسى، أبو الحسين الواسطيّ، كُرْدُوس. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: يزيد بْن هارون، وعليّ بن عاصم، وروح بن عبادة، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، والمَحَامِليّ، وابن مَخْلَد، وإسماعيل الصفار، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقَالَ: صدوق؛ وأبو سَعِيد ابن الأعرابيّ، وخيثمة بْن سُلَيْمَان.
وقَالَ الدَّارقطنيّ: ثقة.
تُوُفِّيَ سنة أربعٍ وسبعين.(6/544)
185 - الخليل بْن عَبْد القهّار، أبو جعفر الصيداويّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: يحيى بْن الْمُبَارَك، وهشام بن خَالِد، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابنُ قُتَيْبَةَ العسقلّاني، وخَيْثَمَة الأطْرابُلُسيّ، وآخرون.
تُوُفِّيَ سنة تسعٍ، وقِيلَ: سنة سبعٍ وسبعين.(6/544)
-[حَرْفُ الذَّالِ](6/545)
186 - ذاكر بن شيبة العسقلاّنيّ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
كان بقرية عجين.
رَوَى عَنْ: رَوّاد بْن الجرّاح العسقلّانيّ.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانِيّ.
لا أعرفه.(6/545)
-[حَرْفُ الرَّاءِ](6/545)
187 - رباح بن أحمد، أبو النّضر الهروي الصُّوفيّ الواعظ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
نزيل المَوْصل.
رَوَى عَنْ: مُعَاذ بْن محمد الهرويّ، وغيره.
وتُوُفِّيَ سنة ثمانٍ وسبعين. وهو كالمجهول.(6/545)
188 - ن: الربيع بن محمد بْن عِيسَى، أبو الفضل الكِنْديّ اللّاذقيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: آدم بْن أبي إياس، وإسماعيل بْن أبي أويس، ومحمد بن يزيد السَّكونيّ.
وَعَنْهُ: النسائي، ومحمد بْن المسيّب الأرغيانيّ، وأحمد بن محمد بن عيسى مؤرخ حمص، وخيثمة بن سليمان.(6/545)
189 - ربيعة بن الحارث القاضي، أبو زياد الحمصي. [الوفاة: 271 - 280 ه]
حدَّث عَنْ: عُتْبة بْن السَّكن، وأحمد بْن حنبل، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو عَبْد الرَّحْمَن النَّسائيّ، وأبو عوانة، وعبد الصمد بْن سَعِيد الحمصيّ، وأبو الميمون بْن راشد، ومحمد بْن محمد بْن أبي حُذَيْفة.(6/545)
190 - رجاء بْن عَبْد الله الهَرَويّ الورّاق. [الوفاة: 271 - 280 ه]
كان عنده مصنفَّات مالك بْن سليمان الهرويّ عنه، ومصنفات سعيد بن منصور. وَرَوَى أيضا عَنْ: أَحْمَد بْن يُونُس، ومهديّ بْن جَعْفَر الرمليّ، وجماعة.
وكان من أعيان المحدِّثين بهَرَاة.
رَوَى عَنْهُ: الحافظان أبو إِسْحَاق البزّاز، وأبو الفضل بْن إِسْحَاق. [ص:546]
تُوُفِّيَ سنة سبعٍ وسبعين، وقِيلَ: سنة تسعٍ وسبعين.(6/545)
191 - رزق الله بْن يوسف المِصْريُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: يحيى بن بكير.
توفي في شوال سنة ستٍّ وسبعين، وكان يكون بالإسكندرية.(6/546)
-[حَرْفُ الزَّاي](6/546)
192 - زكريا بْن يحيى بْن شَيْبَان، أبو عبد الله القُرَشيّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: عليّ بْن سيف، وغيره.
وَعَنْهُ: أبو الْعَبَّاس بْن عُقْدة.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين.(6/546)
193 - زياد بْن محمد بْن زياد بْن عَبْد الرَّحْمَن اللَّخميّ الأندلسيّ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
المعروف جدُّه بشَبْطُون.
يَرْوِي عَنْ: يحيى بْن يحيى اللَّيثيّ، وغيره.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ أيضًا.(6/546)
194 - زَيْدان بْنُ بُرَيْد البَجَليُّ الكُوفيُّ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
والد عَبْد الله بْن زيدان.
تُوُفِّيَ فِي شوّال سنة أربعٍ وسبعين.(6/546)
195 - زَيْد بْن إِسْمَاعِيل بْن سيّار، أبو الْحَسَن الْبَغْدَادِيُّ الصَّائغُ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: زَيْد بْن الْحُبَاب، وهاشم بْن القاسم، وجعفر بْن عون، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو بَكْر بْن مجاهد، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم، وإسماعيل الصّفّار، وآخرون.
محلُّه الصِّدق.(6/546)
196 - زَيْد بْن بُنْدار، أبو جَعْفَر الإصبهانيُّ النُّخَانيُّ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
ونُخَان: قرية بإصبهان.
كان فقيهًا صالحًا يسرد الصَّوم.
رَوَى عَنْ: القَعْنَبيّ، وإسماعيل بْن [ص:547] عَمْرو البجليّ.
وَعَنْهُ: محمد بْن أَحْمَد الزَّهريّ، وغيره.(6/546)
197 - زَيْد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي الغمر السَّهميّ، مولاهم، المِصْريُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، ويحيى بْن بكير.
توفّي سنة أربعٍ وسبعين.(6/547)
-[حَرْفُ السِّينِ](6/547)
198 - الَّسريّ بْن خُزَيْمَة بْن مُعَاوِيَة الحافظ، أبو محمد الّأبِيوَرْدِيّ الثّقة. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: عَبْدان بْن عُثْمَان، وأبا نُعَيْم، وأبا عَبْد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، ومحمد بْن الصَّلت، وطبقتهم بخُراسان، والحجاز، والعراق.
وَعَنْهُ: ابنُ خُزَيْمَة، وإبراهيم بْن أبي طالب، وأبو حامد ابن الشَّرقيّ، ومحمد بْن صالح بْن هانئ، والحسن بْن يعقوب، وخلْق كثير.
قَالَ الحاكم: هُوَ شيخ فوق الثّقة، وَرَد نَيْسابور سنة سبعين، وبقي بها يحدِّث إِلَى سنة أربعٍ وسبعين، ثُمَّ انصرف إِلَى أبِيوَرْد، سمعتُ محمد بْن صالح بْن هانئ يَقُولُ: لمّا قُتِلَ حَيْكان رفضوا مجالس الحديث، حَتَّى لم يقدر أحد أن يأخذ بنيسابور مَحْبَرة، إِلَى أنْ منَّ الله علينا بورود السٍّري بْن خُزَيْمَة، فاجتمعنا لنذهب إليه فلم نقدر، فقصدنا أبا عثمان الحيريّ الزَّاهد، واجتمع النّاس عنده، فأخذ أبو عُثْمَان مِحْبَرةً بيده، وأخذنا المحابر بأيدينا، فلم يقدر أحد من المبتدعة أن يقرب منّا، فخرج السَّريّ، فأملى علينا وأبو بَكْر بْن خُزَيْمَة ينتخب. وسمعتُ أَبَا الفضل يعقوب بْن الْحَسَن بْن يعقوب يقول: ما رَأَيْت مجلسًا أبهى من مجلس السَّريّ بْن خُزَيْمَة، ولا شيخًا أبهى منه، كانوا يجلسون بين يديه وكأنّما على رؤوسهم الطَّير، وكان لا يحدِّث إلّا من أصل كتابه، رحمه الله.(6/547)
199 - السَّريّ بن يحيى بن السَّريّ بن مُصْعَب، أبو عبيدة، ابنُ أخي هنّاد بْن السَّريّ، الكُوفيُّ الدّارميّ. [الوفاة: 271 - 280 ه][ص:548]
رَوَى عَنْ: أبي نُعَيْم، وقُبَيْصة، وأبي غسّان النهَّديّ، وأحمد بْن يُونُس، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أبو ذَرّ محمد بْن محمد بْن يوسف، وعبد الله بن جامع الحلوانيّ، وابن عُقْدة، وأبو نُعَيْم بْن عديّ، وخيثمة الأطْرابُلُسيّ، وطائفة.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: كان صدوقًا.
وقال ابن عقدة: توفّي في المحرَّم لتسعٍ بقين منه سنة أربعٍ وسبعين.(6/547)
200 - سعد بْن محمد بْن سعد، القاضي أبو العبّاس، وأبو محمد البَجَليّ البيروتيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: صَفْوان بْن صالح، وهشام بْن عمّار، ودُحَيْمًا، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، وأبو بشر الدُّولابيّ، وعبد الله بن أَحْمَد بْن زَبْر، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم ووثَّقه، وجماعة.
تُوُفِّيَ سنة تسعٍ وسبعين.
وأقدم شيخ له عَبْد الحميد بْن بكّار.(6/548)
201 - سعد الأعسر، أمير دمشق. [الوفاة: 271 - 280 ه]
كان من كبار أمراء أَحْمَد بْن طولون، وهو الّذي هزم أبا العبّاس ابن الموفَّق بفلسطين سنة إحدى وسبعين. وكان جليلًا عادلًا محببَّا إِلَى أَهْل دمشق. وكان يُعيب على خمارويه بن أحمد اشتغاله بلهوه، ويقول: هَذَا الصَّبيّ لعَّاب، وأنا أكابِدُ الأمر. فبلغ ذلك خُمَارَوَيْه، فخرج من مصر ونزل الرملة واستدعاه، فذهب إِلَى الخدمة، فقام وذبحه بيده. وبلغ ذلك أَهْل دمشق، فحزنوا عليه، ولعنوا خُمَارَوَيْه وخرجوا عليه، وسبّوه على منبر دمشق، وبعث إليهم أميرًا، فطردوه وكاتبوا الموفَّق، وأقاموا المآتم على الأعسر.
قُتِلَ إلى رحمة الله سنة ثلاثٍ، وقِيلَ: سنة خمسٍ وسبعين.(6/548)
202 - سعدون بْن سُهَيل بْن أبي ذؤيب العكّاويّ. [الوفاة: 271 - 280 ه][ص:549]
عَنْ: أَبِيهِ عن شَيْبَان النَّحويّ،
وَعَنْهُ: الطَّبرانيّ.(6/548)
203 - سَعِيد بْن سعد بْن أيوب، أبو عُثْمَان الْبُخَارِيّ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
نزيل الرِّيّ.
عَنْ: أبي نُعَيْم، والقَعْنَبيّ، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وعَمْرو بْن مرزوق، وطائفة.
وَعَنْهُ: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو الحسن بن سلمة القطان، وجماعة.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: صدوق.
وقَالَ أبو يَعْلَى الخليليّ: كان له معرفة بالحديث، ومات قبل أبي حاتم بأشهر.
قال أبو الحجّاج الحافظ: وهم الحافظ الضياء فذكر أنّ ابن ماجه روى عن هَذَا، وإنّما الَّذِي يروي عنه أبو الحسن القطّان، وللقطّان زيادات كثيرة من الأسانيد فِي كتاب ابنِ ماجة، ويدل على هَذَا أنّ هَذَا الرجل لا وجود له فِي سُنَن ابنِ ماجة من طريق إِبْرَاهِيم بْن دينار عن المصنّف.(6/549)
204 - سَعِيد بْن مَسْعُود المَرْوَزِيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: النضَّر بْن شُمَيْل، ويزيد بْن هارون، ومسلم بن إبراهيم، وشبابة، ويعقوب بْن إِبْرَاهِيم بْن سعد، وأزهر بْن سعد، ورَوْح بْن عُبَادة، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: محمد بْن أَحْمَد بْن محبوب، وعُمَر بْن أَحْمَد بن علك، ومحمد بْن نصر المَرْوَزِيُّ، وأهل مَرْو.
وكان صاحب حديث، توفي سنة إحدى وسبعين، وحديثه يقع عاليا لأبي الوفاء محمود بن منده.
ذكره الحاكم فِي الكنى فقال: أبو عُثْمَان سَعِيد بْن مَسْعُود بْن عَبْد الرَّحْمَن السُّلميّ المَرْوَزِيُّ.(6/549)
205 - سَعِيد بْن نَمِر الفقيه، أبو عُثْمَان الغافقيّ الأندلسيّ الإلبيريّ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
صاحب سحنون. [ص:550]
كان من أعيان المالكيّة بالأندلس.
رَوَى عَنْ: يحيى بن يحيى، وعبد الملك بن حبيب، وسعيد بن حسان. ورحل إليه الطَّلبة وحملوا عَنْهُ.
وتُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين.(6/549)
206 - سعيد بن يحيى بن إبرهيم بْن مُزَيْن، [الوفاة: 271 - 280 ه]
مَوْلَى رملة بِنْت عُثْمَان بْن عفّان.
من فقهاء الأندلس، وأبوه ممّن يَرْوِي عَنْ: مُطَرِّف، والقَعْنَبيّ. وأخوه الْحَسَن بْن يحيى مات بعده.
مات سَعِيد سنة ثلاثٍ وسبعين ومائتين.
وأخوهما جَعْفَر بْن يحيى بْن إِبْرَاهِيم بْن مزين، يَرْوِي عَنْ: محمد بْن وضّاح، وغيره، وكان فقيهًا مقدَّما. مات سنة إحدى وتسعين ومائتين.(6/550)
207 - سُفْيَان بْن شعيب الدِّمشقيُّ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
مَوْلَى بني أُميّة.
عَنْ: محمد بْن عُثْمَان الكَفَرْسُوسيّ، وصّفْوان بْن صالح، وغيرهما.
وَعَنْهُ: محمد بْن جَعْفَر بن ملاس، ومحمد بن محمد بن أبي حذيفة.
توفّي سنة خمسٍ وسبعين.(6/550)
208 - سَلَمَةُ بْن أَحْمَد بْن محمد بن مجاشع السَّمرقنديُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
حدَّث ببغداد عَنْ: خَالِد بْن يزيد العُمريّ.
وَعَنْهُ: محمد بْن مَخْلَد، وجماعة.
وَفِي حديثه مناكير.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين.(6/550)
209 - سُلَيْمَان بْن الأشعث بْن إِسْحَاق بْن بشير بْن شدّاد بْن عَمْرو بْن عِمْرَانَ، الْإِمَام أبو داود الأزديّ السّجستانيّ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
صاحب السُّنن.
قَالَ أبو عُبَيْد الآجُريّ: سمعته يقول: وُلدتُ سنة اثنتين ومائتين، وصلَّيت على عفّان ببغداد سنة عشرين. [ص:551]
قلت: مات فِي ربيع الآخر.
قَالَ: ودخلت البصرة وهم يقولون: أمس مات عُثْمَان بْن الهيثم المؤذِّن.
قلت: مات فِي رجب سنة عشرين.
قَالَ: وسمعت من أبي عُمَر الضّرير مجلسًا واحدًا.
قلت: مات فِي شعبان من السنة بالبصرة.
قَالَ: وتبعت عمر بن حفص بن غِياث إِلَى منزله، ولم أسمع منه.
وسمعت من سعدويه مجلسًا واحدًا، ومن عاصم بْن عليّ مجلسًا واحدا.
وقال أبو عِيسَى الأزرق: سمعتُ أَبَا دَاوُد يقول: دخلت الكوفة سنة إحدى وعشرين، ومضيت إِلَى منزل عُمَر بْن حَفْص، فلم يُقْضَ لي السّماع منه.
قلت: وسَمِعَ مِنْ: القعْنَبيّ، وسليمان بن حرب، وجماعة بمكة في سنة عشرين أيّام الحج.
وَسَمِعَ مِنْ: مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم، وعبد الله بْن رجاء، وأبي الْوَلِيد، وأبي سَلَمَةَ التبوذكيّ، وخلْق بالبصرة. ومن الْحَسَن بْن الرَّبِيع البُورانيّ، وأحمد بْن يُونُس اليَرْبُوعيّ، وطائفة بالكوفة. ومن صفوان بْن صالح، وهشام بْن عمّار، وطائفة بدمشق. ومن قُتَيْبَةَ، وابن رَاهَوَيْه، وطائفة بخراسان، ومن أبي جَعْفَر النفُّيليّ، وطائفة بالجزيرة. ومن خلْقٍ بالحجاز، ومصر، والشام، والثَّغر، وخُراسان.
وَسَمِعَ مِنْ: أبي تَوْبَة الرَّبِيع بْن نافع، بحلب. ومن أَحْمَد بْن أبي شعيب بحَرّان، وحيَّوة، ويزيد بْن عَبْد ربّه، بحمص.
وَعَنْهُ: الترمذي والنسائي، وابنه أبو بَكْر.
وَرَوَى عَنْهُ سُنَنَه: أبو عليّ اللّؤْلُؤيّ، وأبو بَكْر بْن داسة، وأبو سعيد ابن الأعرابيّ بفوت له، وعليّ بْن الْحَسَن بْن العبد، وأبو أسامة محمد بْن عَبْد الملك الرّوّاس، وأبو سالم محمد بن سعيد الجلوديّ، وأبو عمرو أحمد بْن عليّ، وغيرهم.
وَرَوَى عَنْهُ من الحفَاظ: أبو عوانة الإسفرايينيّ، وأبو بِشْر الدُّولابيّ، [ص:552] ومحمد بْن مَخْلَد، وأبو بَكْر الخلّال، وعَبْدان الأهوازيّ، وزكريّا السّاجيّ، وطائفة. ومن الشيوخ: إِسْمَاعِيل الصّفّار، ومحمد بْن يحيى الصُّوليّ، وأبو بَكْر النّجّاد، وأحمد بْن جَعْفَر الأشعريّ، وعبد الله ابن أخي أبي زُرْعة الرَّازيّ، وعبد الله بْن محمد بْن يعقوب الْبُخَارِيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بن يعقوب المتوثيّ، وخلق. وكتب عنه الإمام أحمد شيخه حديث العتيرة.
ويقال: إنّه صنَّف السُّنن فعرضه على الْإِمَام أَحْمَد، فاستجاده واستحسنه.
وروى إِسْمَاعِيل الصّفّار عن أبي بكر الصَّاغانيّ قَالَ: لُيِّنَ لأبي دَاوُد السّجِسْتانيّ الحديثُ، كما لُيِّنَ لداود الحديدُ.
وقَالَ أبو عُمَر الزّاهد: قَالَ إِبْرَاهِيم الحربيّ: أُلِين لأبي دَاوُد الحديثُ كما أُلينَ لداود عليه السلام الحديد.
وقَالَ مُوسَى بْن هارون الحافظ: خُلِق أبو دَاوُد فِي الدُّنيا للحديث، وَفِي الآخرة للجنَّة، ما رأيت أفضل منه.
وقَالَ ابنُ داسة: سمعت أبا داود يقول: كتبت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خمسمائة ألف حديث، انتخبت منها ما ضمّنته كتاب السُّنن، جمعت فِيهِ أربعة آلاف وثمانمائة حديث، ذكرت الصّحيح وما يشبهه ويُقاربه، فإنْ كان فيه وهن شديد بيَّنته.
قلت: وفى رحمه الله بذلك فإنه بين الضّعف الظّاهر، وسكت عن الضّعف المحتمل، فما سكت عنه لا يكون حَسَنًا عنده ولا بدّ، بل قد يكون مما فِيهِ ضعفٌ ما.
وقَالَ زكريا السّاجيّ: كتاب الله أصل الْإِسْلَام، وكتاب أبي دَاوُد عهد الْإِسْلَام.
وقَالَ أَحْمَد بْن محمد بْن ياسين الهَرَوي فِي تاريخ هَرَاة: أبو دَاوُد السِّجْزيّ كان أحد حُفاظ الْإِسْلَام لَحَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعِلْمه وعِلَله، [ص:553] وسنده، في أعلى درجة النّسْك والعَفاف والصَّلاح والورع، من فُرْسان الحديث.
قلت: وتفقَّه بأحمد بْن حنبل، ولازمه مدّة، وكان من نُجَباء أصحابه، ومن جلَّة فُقَهاء زمانه، مع التقدُّم فِي الحديث والزُّهد.
روى أبو مُعَاوِيَة، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ، عن عَبْد الله: أنّه كَانَ يشبَّه بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هديه ودلّه. قال: وكان علقمة يشبَّه بابن مَسْعُود. قَالَ جرير بْن عَبْد الحميد: وكان إِبْرَاهِيم يشبَّه بعَلْقَمة، وكان مَنْصُور يشبّه بإبراهيم. وقَالَ غيره: كان سُفْيَان الثَّوريّ يشبّه بمنصور، وكان وكيع يُشبّه بسُفيان، وكان أَحْمَد بْن حنبل يشبّه بوكيع، وكان أبو دَاوُد يشبّه بأحمد.
وقَالَ أبو عبد الله الحاكم: أبو دَاوُد هُوَ إمام أَهْل الحديث فِي عصره بلا مُدَافعة، كتب بخُراسان قبل خروجه إلى العراق في بلده، وفي هراة؛ وكتب ببغلان عن قُتَيْبَةَ، وبالرِّيِّ عن إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى، وقد كان كتب قديمًا بنيْسابور، ثُمَّ رحل بابنه إِلَى خُراسان. كذا قَالَ الحاكم.
وأمّا القاضي شمس الدين بْن خلكان فقال: سَجِسْتان قرية من قرى البصرة.
قلت: سِجِسْتان إقليم منفرد متاخم لبلاد السِّنْد، يُذْهَبُ إليه من ناحية هراة.
وقد قَيِل: إنّ أَبَا دَاوُد من سَجِسْتان، قرية من قرى البصرة؛ وهذا ليس بشيء، بل دخل بغداد قبل أن يجيء إِلَى البصرة.
وقَالَ الخطّابيّ: حدَّثني عَبْد الله بن محمد المسكّيّ، قال: حَدَّثَنِي أبو بَكْر بْن جَابِر خادم أبي دَاوُد رحمه الله قَالَ: كنتُ مع أبي دَاوُد ببغداد، فصلَّينا المغرب، فجاءه الأمير أبو أحمد الموفَّق فدخل، ثم أقبل عليه أبو دَاوُد فقال: ما جاء بالأمير فِي مثلِ هَذَا الوقت؟ قَالَ: خلالٌ ثلاث. قَالَ: وما هِيَ؟ قَالَ: تنتقل إِلَى البصرة فتتّخذها وطنًا ليرحل إليك طلبة العلم، [ص:554] فتعمر بك، فإنّها قد خربت وانقطع عَنْهَا النّاس، لِما جرى عليها من محنة الزَّنج. فقال: هَذِهِ واحدة. قَالَ: وتروي لأولادي السُّنن فقال: نعم، هاتِ الثالثة. قَالَ: وتُفرد لهم مجلسًا، فإنّ أولاد الخلفاء لا يقعدون مع العامّة. قَالَ: أمّا هَذِهِ فلا سبيل إليها، لأنّ النّاس فِي العلم سواء. قَالَ ابنُ جابر: فكانوا يحضرون ويقعدون في كمٍّ حيري عليه ستْر، ويسمعون مع العامّة.
وقَالَ ابنُ دَاسَة: كان لأبي دَاوُد كمٌّ واسع وكمٌّ ضيّق، فَقِيلَ له فِي ذلك، فقال: الواسع للكُتُب، والآخر لا يُحتاج إليه.
وقَالَ أبو بَكْر الخلّال: أبو دَاوُد الْإِمَام المقدَّم فِي زمانه لم يسبق إِلَى معرفته بتخريج العلوم وبَصَره بمواضعه، رَجُل ورع مقدَّم، كان أبو بَكْر بْن صدقة وإبراهيم الإصبهانيّ يرفعون من قَدْره، ويذكرونه بما لا يذكرون أحدًا فِي زمانه مثله.
وقَالَ أبو بَكْر بْن أبي دَاوُد: سمعت أبي يقول: خير الكلام ما دخل الأذُن بغير إذن.
وقَالَ أبو دَاوُد فِي سُنَنه: شَبَرْت قِثّاءةً بمصر ثلاثة عشر شِبْرًا، ورأيت أترجَّةً على بعيرٍ قُطِعَتْ قطعتين، وعُمِلت مثل عدلين.
وقال أبو دَاوُد: دخلت دمشق سنة اثنتين وعشرين.
وقَالَ أبو عُبَيْد الآجُرِيّ: تُوُفِّيَ في سادس عشر شوّال سنة خمسٍ وسبعين.
قلت: آخر من روى حديثه عاليًا سِبْط السِّلَفيّ. وقع له كتاب النّاسخ والمنسوخ بعُلُوٍّ من طريق السِّلَفيّ.(6/550)
210 - سُلَيْمَان بْن الرَّبِيع النَّهديّ، أبو محمد الكُوفيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: أبي نُعَيْم.
وَعَنْهُ: ابنُ صاعد، ومحمد بْن مَخْلد.
ضعّفه الدَّارقطنيّ. [ص:555]
توفّي سنة أربعٍ وسبعين.(6/554)
211 - ن: سُلَيْمَان بْن سيف بْن يحيى بْن درهم الطّائيّ، مولاهم، الحافظ أبو دَاوُد الحرّانيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: يزيد بْن هارون، وسعيد بْن عامر الضُّبعي، وجعفر بْن عون، والحسن بْن محمد بْن أَعْيَن، وعبد الله بْن بَكْر السَّهميّ، ومحاضر بن المورع، ووهب بن جرير، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، وخلقا كثيرا.
وَعَنْهُ: النسائي فأكثر وقال: ثقة؛ وأبو عروبة الحراني، ومكحول البيروتي، وأبو عوانة، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وأبو نعيم الجرجاني، وأبو علي محمد بن سعيد الحراني، وأحمد بن عمرو بن جابر الرملي، وهاشم بن أحمد بن مسرور النَّصيبيّ، وحفيده أبو عليّ أحمد بن محمد بن سليمان، وطائفة.
قال ابن عقدة: مات في شعبان سنة اثنتين وسبعين.
قلت: وقع لي حديث من موافقاته العالية، وأظنّ أنه جاوز التّسعين، وكان من أئمّة هَذَا الشأن.(6/555)
212 - سُلَيْمَان بْن شعيب بْن سُلَيْمَان بْن كَيْسان، أبو محمد الكَيْسانيّ المِصْريُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: بشر بن بكر التنيسي، وأسد بن موسى، وطائفة.
وَعَنْهُ: محمد بن أَحْمَد العامريّ المِصْريُّ، وعليّ بْن محمد الواعظ، وآخرون.
وكان موثَّقا.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين.(6/555)
213 - سليمان بن محمد بن حيان الْمَوْصِلِيّ الحنّاط. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: عَبْد الوهاب بْن عطاء، وعبد اللَّه بْن بَكْر السَّهْميّ، ورَوْح بْن عبادة، وغيرهم. [ص:556]
قال أبو زكريّا الأزديّ: حدثنا عَنْهُ العلاء بْن أيوب. وتُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين.
قلت: ذكر له حديثاُ واهيًا.(6/555)
214 - سُلَيْمَان بْن وهب بْن سَعِيد، أَبُو أيوب الكاتب، [الوفاة: 271 - 280 ه]
أخو الْحَسَن بْن وهب.
كانا من أجلّاء بغداد وفُضلائها، وكان سُلَيْمَان جوادًا ممدَّحا سرِيًّا، كامل الرّياسة، وافر الأدب، له ديوان ترسُّل، وكذا لأخيه ديوان رسائل وشعر. وقد وزر سُلَيْمَان للمعتمد على الله.
وفيه يقول البُحْتُريّ الشاعر:
كلُّ شعبٍ كنتم به آل وهبٍ ... فهو شِعْبي وشِعْب كلّ أديب
إنّ قلبي لكم لكالكبد الحرَّ ... ى وقلبي لغيركم كالقُلُوبِ.
تُوُفِّيَ الوزير أبو أيوب سنة اثنتين وسبعين في صفر، فِي حَبْس الموفَّق.(6/556)
215 - سهل بْن عَبْد الله بْن الفرُّخان الإصبهانيّ الزّاهد، أبو طاهر. [الوفاة: 271 - 280 ه]
رحل فِي العلم إِلَى الشّام. وسَمِعَ: سُلَيْمَان ابْنُ بِنْتِ شُرَحْبِيلَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّريّ العسقلاني، ومحمد بْن مصفَّى، وحَرْمَلَةَ، وصفوان بْن صالح، وهشام بْن عمّار.
وَعَنْهُ: محمد بْن أَحْمَد بن يزيد الزُّهْرِيّ، ومحمد بْن عَبْد الله الصّفّار، وأبو علي الصحاف، وأحمد بن إبراهيم بن يوسف، وجماعة من أهل أصبهان.
وكان كبير القدر؛ يقال: إنّه من الأبدال.
وقد سمع أبو نُعَيْم الحافظ من أصحابه، وقَالَ: مات سنة ستٍّ وسبعين، رحمه الله تعالى، وكان مُجاب الدَّعوة، كان أَهْل بلدنا مفْزَعهم [ص:557] إِلَى دعائه. له آثار مشهورة فِي إجابة الدّعاء، وأمّا رفيع حاله من إدمان الذكر والمشاهدة والحضور والتعرّي من حظوظ النَّفس، فشائع ذائع، حكى ذلك عنه مشايخنا، وهو أول من حمل من علم الشّافعيّ مختصر حَرْمَلَة.
لقي أَحْمَد بْن عاصم، وأحمد بْن أبي الحواري، وعبد الله بْن خُبَيْق، وكتب الكثير.(6/556)
• - سهل بن عبد الله التُّسْتَريُّ الزَّاهد، [الوفاة: 271 - 280 ه]
شيخ الصُّوفيّة.
يُقَالُ: مات سنة ثلاثٍ وسبعين، ويُذكر فِي الطبقة الآتية.(6/557)
216 - سهل بْن مِهْران، أبو بِشْر الْبَغْدَادِيُّ الدَّقَّاق، [الوفاة: 271 - 280 ه]
نزيل نَيْسابور.
سَمِعَ: عَبْد الله بْن بَكْر السَّهميّ، وهوذة بْن خليفة، وأبا عَبْد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيم بْن عَبْدُوس، ومحمد بْن صالح بْن هانئ.
توفّي سنة إحدى وسبعين.(6/557)
217 - سَوَادة بن عليّ، أبو الحُسين الأحمسيُّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
قدِم بغداد،
وَحَدَّثَ عَنْ: أبي نُعَيْم.
وَعَنْهُ: أبو بكر الشّافعيّ، وغيره.
ضعّفه الدَّارقطنيّ.
وكان سِبْط عَبْد الله بْن نمير.
توفّي سنة ثمانين.(6/557)
-[حَرْفُ الشِّينِ](6/557)
218 - شعيب بْن بكّار الْمَوْصِلِيُّ المؤِّدب. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: أبي عاصم، وأبي نُعَيْم.
وَعَنْهُ: الْحُسَيْن بْن عَبْد الحميد الخرقيّ، وغيره.
تُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين.(6/557)
219 - شُعيب بْن اللَّيث، أبو صالح السَّمَرْقَنْديُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: إبراهيم بن المنذر الحزاميّ، وأبا مُصْعَب الزُّهريّ، ومحمد بْن سلّام، وجماعة. [ص:558]
ويقال له: الشَّرعبيّ، وشرعب قرية من عمل بخارى.
روى عَنْهُ: محمد بْن أَحْمَد بْن مردك، وأحمد بْن حاتم، وغيرهما.
تُوُفِّيَ فِي رجب سنة اثنتين أيضا.(6/557)
-[حَرْفُ الطَّاءِ](6/558)
220 - طُفَيْلُ بْن زَيْد بْن طُفَيْلِ بْن شريك، القاضي أبو زَيْد التّميميّ النَّسفيّ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
قاضي نَسَف وعالمها.
رحل فِي طلب العلم، وَرَوَى عَنْ: مثل يحيى بن بُكَيْر، ورأى سُلَيْمَان بْن حرب.
وَعَنْهُ: حفيده عَبْد المؤمن بْن خلف، وأهل نسف.
توفّي سنة تسعٍ وسبعين.(6/558)
-[حَرْفُ الْعَيْنِ](6/558)
221 - عاصم بْن ياسين بْن عَبْد الأحد بْن اللَّيث، أبو اللَّيث القِتْبانيُّ الْمِصْرِيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
من أكابر المصريّين وفُضَلائهم.
رَوَى عَنْ: جدّه، وعَنْ: يحيى بن بكير.
توفّي سنة ثلاثٍ وسبعين.(6/558)
222 - عامر بن محمد بن المتقمّر الْبَغْدَادِيّ، أبو نصر الكوّاز. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: كامل بْن طَلْحَةَ، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بْن خُزَيْمَة، وعبد الله الخراسانيّ. وكان شاهدا.(6/558)
223 - ن: عَبَّاس بْن عَبْد الله بْن الْعَبَّاس بْن السَّنْديّ، أبو الْحَارِث الّأسديّ الأنطاكيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: الهيثم بْن جميل الأنطاكيّ، والقَعْنَبيّ، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وأبي الْوَلِيد الطَّيالسيّ، وأبي صالح كاتب اللَّيث، وخلق.
وَعَنْهُ: النسائي، وأبو عوانة، وأحمد بْن مهران الفارسيّ، وأبو جعفر العقيلي، وأبو الطَّيّب محمد بن حميد الحوراني، وجماعة.
قال النَّسائي: لا بأس به.(6/558)
224 - الْعَبَّاس بْن الفضل بْن رُشَيْد الطَّبريّ، أبو الفضل. [الوفاة: 271 - 280 ه]
نزل بغداد، وحدَّث عَنْ: محمد بْن مُصْعَب القَرْقِسانيّ، وسَعْدَوَيْه [ص:559] الواسطي، وجماعة.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيل الصّفّار، وابن نَجِيح، وجماعة.
قَالَ الدَّارقطنيّ: صدوق.
قلت: تُوُفِّيَ سنة ثمانٍ وسبعين.(6/558)
225 - 4: عَبَّاس بْن محمد بْن حاتم، الحافظ أبو الفضل الدُّوريّ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
مَوْلَى بني هاشم. محدِّث بغداد فِي وقته.
وُلِدَ سنة خمسٍ وثمانين ومائة.
وسَمِعَ: الْحُسَيْن بْن عليّ الجعفيّ، وأبا النَّضر هاشم بْن القاسم، ويعقوب بْن إِبْرَاهِيم الزُّهري، وأبا دَاوُد الطَّيالسيّ، وعبد الوهاب بْن عطاء، ويحيى بْن أبي بُكَيْر الكرماني، وعُبَيْد الله بْن مُوسَى، وشبابة بْن سوّار، وطبقتهم. ولزم يحيى بْن معين دهرًا وأكثر عنه، وسأله عن الرجال.
وَعَنْهُ: أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، والنسائي وقال: ثقة؛ وأبو جعفر بن البختريّ، وإسماعيل الصّفّار، وحمزة بن محمد الدهقان، وأبو العباس الأصم وقَالَ: لم أر فِي مشايخي أحسن حديثًا منه.
قلت: وروى عَنْهُ خلْق من الغرباء والرحالة.
وتُوُفِّيَ فِي صفر سنة إحدى وسبعين.(6/559)
226 - العبّاس بن نعيم البوشنجيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سكن بغداد، وصحب الْإِمَام أَحْمَد، وتزوّج امرأةً فبقي معها أربعين سنة، فاتّفق أنهما مرضا وماتا فِي ساعةٍ واحدةٍ، فِي شهر رجب سنة ثلاثٍ وسبعين.(6/559)
227 - عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن شبَّويه، أبو عَبْد الرَّحْمَن المَرْوَزِيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
قد تقدَّمت ترجمته فيما مضى. وذكر بعضهم أنه توفّي سنة خمسٍ وسبعين.(6/559)
228 - عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن كثير، أبو العبّاس العبديّ الدورقي. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: عفّان، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وأبي الْوَلِيد، وأحمد بْن نصر الخُزَاعيّ، وطائفة.
وَعَنْهُ: محمد بْن الْعَبَّاس بْن نجيح، وأحمد بْن الفضل بْن خُزَيْمَة، وعبد الله الخراسانيّ، وابن قانع، وأحمد بْن جَعْفَر بْن حمدان السَّقطيّ لا القَطيعيّ، فَإِنّ القَطيعيّ لم يلحقه.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: كتب إليَّ بجزءٍ من حديثه، وكان صدوقًا.
وقَالَ الدَّارقطنيّ: ثقة.
وقَالَ ابنُ قانع، وابن عُقْدة، وابن المنادي: تُوُفِّيَ فِي ربيع الأول سنة ستًّ وسبعين.(6/560)
229 - عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن زكريا بْن أبي مسرة، أبو يحيى المكّيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: أَبَا عَبْد الرَّحْمَن عَبْد الله بْن يزيد الْمُقْرِئ، وعثمان بن يمان اللُّؤلؤيّ، ويحيى بن محمد الجاري، ويحيى بْن قَزَعَة.
وَعَنْهُ: خيثمة بْن سُلَيْمَان، وأبو محمد الفاكهيّ، وأبو القاسم البغويّ، ويعقوب بْن يوسف العاصميّ.
تُوُفِّيَ بمكّة فِي جُمَادَى الأولى سنة تسعٍ وسبعين.(6/560)
230 - عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن يزيد، أبو محمد الشَّيبانيّ الإصبهانيّ المؤذّن. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: حاتم بْن عُبَيْد الله، وبكر بْن بكّار، وأبي بكر الحُمَيْديّ، وطائفة.
وَعَنْهُ: محمد بْن الْحَسَن بْن المهلَّب، وأبو عليّ بْن عاصم، وأحمد بْن محمد بن نصير الأصبهانيون.
تُوُفِّيَ سنة تسعٍ أيضًا.(6/560)
231 - عَبْد الله بْن بِشْر بْن عُمَيْرة البكْريّ الوائليّ الطّالْقانيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: أَحْمَد بْن حنبل، وسعيد بْن رحمة المِصِّيصيّ، وعليّ بْن حُجْر، وخلْق.
وَعَنْهُ: أبو الْعَبَّاس الدُّغوليّ، ومحمد بْن صالح بن هانئ، ومحمد بن الأخرم، ومحمد بْن أَحْمَد المحبوبيّ.
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين في رجب.
قَالَ الحاكم: هُوَ مجوّد عن الشّاميّين.(6/561)
232 - عَبْد الله بْن محاضر، عبدوس الْبَغْدَادِيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: محمد بْن عَبْد الله الْأَنْصَارِيّ، وقُبَيْصة بْن عُقْبَة.
وَعَنْهُ: محمد بْن يوسف الهرويّ، وأبو بَكْر الشّافعيّ.
قَالَ الدّارَقُطْنِيّ: ليس بالقويّ.(6/561)
233 - عَبْد الله بْن حسن بْن محمد بْن إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاس، الهاشميّ السّامُرّيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: رَوْح بْن عُبَادة، وعبد الله بْن بَكْر، ويزيد بْن هارون، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو بكر الخرائطيّ، وعبد الله الخُراسانيّ، وآخرون.
وثَّقه الخطيب.
وتُوُفِّيَ سنة سبعٍ وسبعين بسامراء، ورّخه ابنُ قانع.(6/561)
234 - عَبْد الله بْن حَمَّاد بْن أيّوب، الحافظ أبو عَبْد الرَّحْمَن الآمُليّ، آمُل جَيْحُون الّتي من أعمال مَرْو، ويقال: الَأمُويّ، لأنّها تُسمّى أيضًا أَمُو. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: سَعِيد بْن أبي مريم، وسليمان بْن حرب، ويحيى بن صالح الوحاظيّ، وأبا الجماهر محمد بْن عُثْمَان، والقَعْنَبيّ، وأبا اليمان، ويحيى بن معين وخلقا كثيرا.
وَعَنْهُ: البخاري فِي غالب الظّنّ؛ فإنّه قَالَ فِي الصّحيح: حدثنا عبد الله، قال: حدثنا يحيى بن معين، فذكر حديثا، وقال: حدثنا عبد الله، قال: حدثنا سُلَيْمَان بْن عَبْد الرَّحْمَن. وقد سمع الآمُليّ من المذكورين.
وَرَوَى عَنْهُ طائفة، منهم: عُمَر بْن محمد بْن بُجَيْر فِي [ص:562] مُسْنَده، والهيثم بْن كُلَيْب فِي مُسْنَده، وإبراهيم بْن خُزَيْمَة الشّاشيّ، والقاضي المَحَامِليّ، وعبد الله بْن محمد بن يعقوب الْبُخَارِيّ الفقيه.
تُوُفِّيَ فِي رجب سنة ثلاثٍ وسبعين، وقِيلَ: فِي ربيع الآخر سنة تسع وستّين.(6/561)
235 - عَبْد الله بْن رَوْح المدائني، أبو محمد، وقِيلَ: إنّه كان يُعرف بعَبْدوس. [الوفاة: 271 - 280 ه]
قَالَ: وُلِدت يوم قُتِلَ جَعْفَر البرمكيّ سنة سبعٍ وثمانين ومائة.
سَمِعَ: يزيد بْن هارون، وأبا بدْر شجاع بْن الْوَلِيد، وشبابة بْن سوار، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو سهل القطّان، ومُكْرَم بْن أَحْمَد، وأحمد بْن خُزَيْمَة، وأبو بَكْر الشّافعيّ، وآخرون.
تُوُفِّيَ سنة سبعٍ وسبعين.
قَالَ الدّارَقُطْنِيّ: ليس بِهِ بأس.(6/562)
236 - عَبْد الله بْن عَمْرو بْن أبي سعد الْبَغْدَادِيّ الورّاق. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: حسين المروذيّ، وهَوْذَة بْن خليفة، وعفّان، وخلْق.
وَعَنْهُ: حُسَيْن الكوكبيّ، والمحامليّ، وعثمان ابن السّمّاك، وجماعة.
قَالَ الخطيب: ثقة إخباريّ، صاحب مُلَح. تُوُفِّيَ سنة أربعٍ وسبعين.
قلت: عَبْد الله بْن أبي سعد الورّاق، وُلِدَ سنة سبعٍ وتسعين ومائة، واسم أبيه عَمْرو بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر بْن هلال الْأَنْصَارِيّ البلْخيّ الأصل، الْبَغْدَادِيّ.(6/562)
237 - عَبْد الله بْن غافق، أبو عَبْد الرَّحْمَن التُّونسيّ الفقيه المالكيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
إمام مشهور معدود في أصحاب سَحْنُون. عُرِض عليه قضاء القيروان فامتنع، وكان عالما صالحا ناسكا مهيبا. [ص:563]
ذكر الشَّيْخ أبو إِسْحَاق أنّه من أَهْل إفريقية، وأنّ اعتماد أَهْل بلده فِي الفتوى عليه، وأنه تفقَّه بعليّ بْن زياد التُّونسيّ، فَوَهِمَ فِي هَذِهِ.
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين، وقِيلَ: سنة سبعٍ.(6/562)
238 - عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حبيب، أبو رفاعة العدوي الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: سعد بن شعبة بن الحجّاج، وإبراهيم بْن بشّار الرّماديّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابنُ مَخْلَد العطار، ومحمد بْن عَبْد الملك التّاريخيّ، وغيرهما.
وثَّقه الخطيب.
وتُوُفِّيَ بشِمْشاط سنة إحدى وسبعين.(6/563)
239 - عَبْد الله بْن محمد بْن لاحق، أبو محمد الْبَغْدَادِيّ البزّاز الْمُقْرِئ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: يزيد بْن هارون، ورَوْح بْن عُبَادة.
وَعَنْهُ: ابنُ صاعد، وعليّ بْن إِسْحَاق المادرائيّ، وجماعة.
وكان ثقة.
تُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين.(6/563)
240 - عَبْد الله بْن محمد بْن الفضل الصَّيْداويّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
رَوَى عَنْ: يحيى بْن أيّوب المقابريّ، ومحمد بْن بشّار، ومحمد بْن صالح الهاشميّ.
وَعَنْهُ: أبو حاتم الرَّازيّ وهو أكبر منه، وابنه عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم.
وكان صاحب سنَّة.(6/563)
241 - عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن محمد البكراويّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: محمد بْن كثير، وعبد الله بْن رجاء.
وَعَنْهُ: ابنُ مَخْلَد، ومحمد بْن جَعْفَر المَطِيريّ، وغيرهما.(6/563)
242 - عَبْد الله بْن محمد بْن يزيد الحنفي المَرْوَزِيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
حدَّث ببغداد عن عَبْدان المَرْوَزِيُّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابنُ مَخْلَد، والمطيري، وابن نجيح.
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين.
وثّقه الخطيب.(6/564)
243 - عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عبيدة البَغْداديُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: عليّ ابن المَدِينيّ، وسليمان الشّاذكونيّ.
وَعَنْهُ: ابنُ مَخْلَد، وعثمان بْن سهل، وأبو بَكْر النّجّاد.(6/564)
244 - عَبْد الله بن محمد بن صالح الأسدي، [الوفاة: 271 - 280 ه]
ابن عم بِشْر بْن مُوسَى.
رَوَى عَنْ: خَالِد بْن خداش، وأحمد بْن حنبل.
روى عَنْهُ: أبو زُرْعة وأبو حاتم مع تقدُّمهما؛ وأحمد بْن محمد الأسديّ. وكان ثقة.(6/564)
245 - عَبْد الله بْن محمد بْن سِنَان، أبو محمد السَّعديّ الرَّوحيّ الْبَصْرِيّ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
قاضي الدِّينور.
رَوَى عَنْ: مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم، وعبد الله بْن رجاء، وأبي الْوَلِيد.
وَعَنْهُ: المَحَامِليّ، وابن مَخْلَد، وجماعة.
قَالَ الدّارَقُطْنِيّ: متروك.
وقَالَ أبو نُعَيْم الأصبهاني: كان يضع الحديث.
وقال غيره: وضع كثيرًا على رَوْح بْن القاسم.(6/564)
246 - عَبْد الله بْن محمد بْن محاضر، ولقبه: عبدوس. [الوفاة: 271 - 280 ه]
رَوَى عَنْ: محمد بن عبد الله الأنصاري، وغيره.
وَعَنْهُ: الطَّستيّ، وأبو بَكْر الشّافعيّ، لكن نَسَبه إِلَى جدّه.(6/565)
247 - عَبْد الله بْن محمد بْن قاسم بن هلال القُرْطُبيّ الفقيه. [الوفاة: 271 - 280 ه]
رحل وأخذ عن المُزَنيّ، وبالعراق عن دَاوُد الظّاهريّ، وأدخل الأندلس كُتُب دَاوُد. وكان عارفًا بمذهب مالك، فقيه النَّفس.
روى عَنْهُ: محمد بْن عَبْد الملك بن أيمن، وقاسم بْن أَصْبَغ، ومحمد بْن قاسم، وغيرهم.
وتُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين كَهْلًا.(6/565)
248 - عَبْد الله بْن مُسْلِم بْن قُتَيْبَةَ، أبو محمد الدِّينوريّ، وقِيلَ: المَرْوَزِيُّ الكاتب، [الوفاة: 271 - 280 ه]
نزيل بغداد، صاحب التّصانيف.
حدَّث عَنْ: إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه، ومحمد بن زياد الزِّياديّ، وزياد بْن يحيى الحسّانيّ، وأبي حاتم السِّجستانيّ، وغيرهم.
وَعَنْهُ: ابنه القاضي أَحْمَد، وعُبَيْد الله السُّكَّريّ، وعُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بن بكير، وعبد الله بْن جَعْفَر بْن دُرُسْتُوَيْه، وغيرهم.
وكان مولده سنة ثلاث عشرة ومائتين.
قَالَ الخطيب: كان ثقة ديِّنا فاضلًا.
ذكر تصانيفه.
صنَّف: غريب القرآن، وغريب الحديث، وكتاب المعارف، وكتاب مُشْكل القرآن، وكتاب مُشْكل الحديث، وكتاب أدب الكاتب، وكتاب عيون الأخبار، وكتاب طبقات الشُّعراء، وكتاب إصلاح الغَلَط، وكتاب الفرس، وكتاب الهجو، وكتاب المسائل، وكتاب أعلام النبوَّة، وكتاب الميسر، وكتاب الإبل، وكتاب الوحش، وكتاب الرّؤْيا، وكتاب الفقه، وكتاب معاني الشِّعر، وكتاب جامع النَّحو، [ص:566] وكتاب الصيام، وكتاب الرّدّ على من يقول بخلْق القرآن، وكتاب أدب القاضي، وكتاب إعراب القرآن، وكتاب القراءات، وكتاب الأنواء، وكتاب التّسوية بين العرب والعجم، وكتاب الأشْرِبة.
وقد ولي قضاء الدّينور، وكان رأسا في اللّغة والعربيّة والأخبار، وأيّام النّاس.
وقَالَ البيهقيّ: كان يرى رأي الكرّامية.
ونقل صاحب مرآة الزّمان عن الدّارَقُطْنِيّ أنه قَالَ: كان ابنُ قُتَيْبَةَ يميل إِلَى التّشبيه.
وقال أحمد بن جعفر ابن المنادي: مات ابن قتيبة فجاءة؛ صاح صيحة سُمعَتْ من بعدٍ، ثم أُغْمِيَ عليه، وكان أكل هريسةً، فأصاب حرارةً، فبقي إِلَى الظُّهر، ثُمَّ اضطّرب ساعةً، ثُمَّ هدأ، فما زال يتشهّد إِلَى السَّحر، ومات، سامحه الله، وذلك فِي رجب سنة ستٍّ وسبعين.
وَالَّذِي قَيِل عنه من التّشبيه لم يصحّ، وإن صحَّ فالنّارُ أَوْلَى به، فَمَا فِي الدِّين مُحاباة.
وقَالَ مَسْعُود السّجزيّ: سمعتُ الحاكم يقول: أجمعت الُأمة على أنّ القُتَيْبِيّ كذّاب.
وهذه مجازفة بَشِعة من الحاكم، وما علمتُ أحدًا اتَّهم ابنُ قُتَيْبَةَ في نقلٍه، مع أنّ أَبَا بَكْر الخطيب قد وثَّقه، وما أعلمُ أحدًا اجتمعت الأمّة على كَذِبه إلّا مُسَيْلمة والدّجّال، غير أن ابنُ قُتَيْبَةَ كثير النقل من الصُّحف كَدَأب الإخباريّين، وقلَّ ما روى من الحدَّيث.
وكان حَسَن البزَّة، أبيض اللّحية طويلها، ولّاه ذو الرّياستين مَظَالم [ص:567] البصرة، فلما تخربت في كائنة الزَّنج رجع إلى بغداد وجعل يصنّف.
حمل عَنْهُ: قاسم بْن أَصْبغ، وغيره.
قَالَ حَمَّاد بْن هبة الله الحرّانيّ: سمعت أبا طاهر السِّلفيّ ينكر على الحاكم في قوله: لا تجوز الرواية عن ابنُ قُتَيْبَةَ، ويقول: ابنُ قُتَيْبَةَ من الثِّقات وأهل السُّنَّة، لكنّ الحاكم قَصَدهُ لأجل المذهب.(6/565)
249 - عَبْد الله بْن مهران، أبو بَكْر الْبَغْدَادِيّ النَّحويّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: هَوْذَة بْن خليفة، وعفّان بْن مُسْلِم.
وَعَنْهُ: محمد بْن الْعَبَّاس بن نجيح، وأبو بكر الشافعي.
وكان ثقة ضريرا فاضلا.
توفّي سنة سبع وسبعين.(6/567)
250 - عبد الله بن هشام، أبو محمد الهمذانيّ القواس عبدويه. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: القاسم بن الحكم العرني، والحَسَن بْن مُوسَى الأشْيَب، وهشام بْن عُبَيْد الله الرَّازيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن حمدان الجلاّب، وعلي بن محمد بن مهرويه القَزْوينيّ، وأبو عَمْرو أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حكيم المّدِينيّ، والقاسم بْن أبي صالح.
وكان صدوقًا مستقيم الأمر.(6/567)
251 - عَبْد الجليل بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أيّوب، أبو حاتم الهَرَويّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: عبيد الله بن موسى، وقبيصة بن عقبة، وجماعة.
توفّي سنة اثنتين وسبعين.(6/567)
252 - عَبْد الحميد بْن عَبْد الله بْن هانئ، أبو هانئ النَّيسابوريّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: أَبَا نُعَيْم، وعبد المنعم بْن إدريس.
وَعَنْهُ: الْحَسَن بْن يعقوب، ومحمد بْن عَبْد الله بْن دينار، وغيرهما.
تُوُفِّيَ سنة إحدى وسبعين.(6/567)
253 - عَبْد الرَّحْمَن بْن أزهر، أبو الْحَسَن الْبَغْدَادِيّ الأعور. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: عَبْد الله بْن بَكْر السَّهميّ، وغيره.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيل الصّفّار. [ص:568]
تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ.(6/567)
254 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خلف الضَّبّيّ الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: أبي عليّ الحنفيّ، وعبد الله بْن رجاء.
وَعَنْهُ: القاضي المحامليّ، وإسماعيل الصّفّار.
تُوُفِّيَ سنة تسعٍ وسبعين أيضًا.(6/568)
255 - عَبْد الرَّحْمَن بْن دَاوُد بْن أبي طيبة، أبو القاسم المِصْريُّ الْمُقْرِئ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
مَوْلَى آل عُمَر بْن الخطّاب.
أَخَذَ القراءة عرْضًا على أَبِيهِ.
قرأ عليه: محمد بن عبد الرحيم الأصبهاني، والحسن بْن عُمَيْر الرُّعَيْنيّ، وعبد الله بْن المضاء، ومطرِّف بْن عَبْد الرَّحْمَن الأندلسيّ، وآخرون.
وكان من أَهْل الإتقان.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين.(6/568)
256 - عَبْد الرَّحْمَن بْن زياد بْن كُوشِيذ، أبو مُسْلِم الإصبهانيّ التَّانئ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ووَكِيع بْن الجرّاح.
روى عَنْهُ: محمد بن القاسم بن كوفيّ أحاديث.
تُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين، عن مائة وسبْع سنين، وقِيلَ: بل عاش سبْعًا وتسعين سنة.(6/568)
257 - عَبْد الرَّحْمَن بْن سهل بْن محمود، أبو محمد بْن أبي السَّريّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: يحيى بْن معين، وغيره.
وَعَنْهُ: الْعَبَّاس الشَّكليّ، ومحمد بْن أَحْمَد الحكيميّ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ تسعٍ وَسَبْعِينَ.(6/568)
258 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الفضل الهاشميّ الحلبيّ. [أَبُو القاسم] [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: آدم بْن أبي إياس.
وَعَنْهُ: موسى بن العبّاس الْجُويْنيّ، وأبو الْعَبَّاس الأصمّ، وكنّاه أَبَا القاسم.(6/569)
259 - عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن مَنْصُور، أبو سعيد الحارثيّ البَغْداديُّ، الْبَصْرِيُّ الأصل، ويلقب كُرْبُزان. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: يحيى بن سعيد القطان، ومعاذ بن هشام، ووهْب بْن جرير، وسالم بْن نوح.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، وابن مخلد، وإسماعيل الصفار، وحمزة الهاشميّ، وأبو جعفر بن البَخْتَرِيّ، وعبد الله بن إِسْحَاق الخُراسانيّ.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي، تكلّموا فيه، وسألت أبي عَنْهُ، فقال: شيخ.
وقَالَ الدَّارقطنيّ: ليس بالقوي.
مات يوم النَّحر سنة إحدى وسبعين.(6/569)
260 - عَبْد الرَّحْمَن بْن مرزوق بْن عطيّة، أبو عوف الْبَغْدَادِيّ البُزُوريّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: عَبْد الوهاب بْن عطاء، ورَوْح بْن عُبَادة، وشَبَابة بْن سَوَّار، ويحيى بْن أبي بُكَيْر.
وَعَنْهُ: ابنُ البَخْتَرِيّ، وإسماعيل الصّفّار، وأبو سهل القطّان، وجماعة.
قَالَ الدَّارقطنيّ: لا بأس به.
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين ومائتين. [ص:570]
فأمّا سمّية:(6/569)
261 - أبو عوف عَبْد الرَّحْمَن بْن مرزوق بن عوف. [الوفاة: 271 - 280 ه]
فشيخ طرسوسي كذّاب،
قَالَ ابنُ حِبّان: كان يضع الحديث،
حدثنا محمد بن المسيّب، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مرزوق بطرسوس: قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَفَعَهُ: لَنْ تَخْلُو الأَرْضُ مِنْ ثَلاثِينَ مِثْلَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ، بِهِمْ يُرْزَقُونَ وَبِهِمْ يُمْطَرُونَ.(6/570)
262 - عَبْد الرَّحْمَن بْن يحيى بْن خاقان، أبو عليّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
من بيت حشمة وتقدُّم.
رَوَى عَنْ: أَحْمَد بْن حنبل مسائل، رواها عَنْهُ ابنُ أَخِيهِ أبو مزاحم مُوسَى بن عبيد الله.(6/570)
263 - عبد العزيز بن عَبْد الله، أبو القاسم الهاشميّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: عَبْد الله بْن إِبْرَاهِيم الغِفَاريّ، وأبي عَبْد الرحمن المقرئ.
وَعَنْهُ: محمد بن العبّاس بن نجيح، وإسماعيل الصّفّار.
وكان ثقة.
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين.(6/570)
264 - عبد العزيز بْن يعقوب بْن حُمَيْد، أبو القاسم القُرَشيّ القيسراني. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: محمد بن يوسف الفريابي.
وَعَنْهُ: الطَّبرانيّ.(6/570)
265 - عَبْد الكريم بْن الهيثم بْن زياد بن عمران، أبو يحيى الدَّيرعاقوليّ الْبَغْدَادِيّ القطّان. [الوفاة: 271 - 280 ه]
طوّف، وكتب الكثير. وسَمِعَ: أَبَا نُعَيْم، وسليمان بْن حرب، ومسلم بن إبراهيم، وأبا اليمان الحكم بْن نافع، وأبا بَكْر الحُمَيْديّ، وطبقتهم. [ص:571]
وَعَنْهُ: مُوسَى بْن هارون، وابن صاعد، وابن السّمّاك، وأبو سهل القطّان، وجماعة.
قَالَ أَحْمَد بْن كامل: كتبنا عَنْهُ، وكان ثقة مأمونًا.
وقَالَ الخطيب: كَانَ ثقة ثَبْتًا. مات فِي شعبان سنة ثمانٍ وسبعين.(6/570)
266 - عَبْد المجيد بْن إبراهيم البوشنجيّ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
قاضي هَرَاة.
سَمِعَ: عَبْد الصَّمد بْن حسّان، وعبد الله بن عثمان عبدان المَرْوَزِيّين،
وَعَنْهُ: محمد بْن عَبْد الله بْن مخلد، وغيره.
توفّي سنة اثنتين وسبعين.(6/571)
267 - ن: عَبْد الملك بْن عَبْد الحميد بْن عَبْد الحميد بْن ميمون بن مهران، أبو الْحَسَن الميموني الرَّقيّ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
صاحب الْإِمَام أَحْمَد.
كان من جِلّة الفقهاء وكبار المحدِّثين. سَمِعَ: إِسْحَاق الأزرق، ومحمد بن عُبَيْد الطّنافسيّ، ورَوْح بْن عُبَادة، ومكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، وحَجّاج بْن محمد الأعور، والقعنبيّ.
وَعَنْهُ: النسائي ووثّقه، وأبو عوانة، وأبو بَكْر بْن زياد النيَّسابوريّ، وأبو عليّ محمد بْن سَعِيد الحرّانيّ، ومحمد بْن المنذر شكر، وإبراهيم بْن محمد بْن متُّويه.
تُوُفِّيَ فِي ربيع الأوّل سنة أربع وسبعين، وكان شيخ بلده ومفتيه.(6/571)
268 - ق: عَبْد الملك بْن محمد بْن عَبْد الله، أبو قِلابة الرّقاشيّ، الحافظ العابد، رحمة الله عليه. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عُني به أَبُوهُ، وأسمعه فِي صِغَره، وأشغله فِي العلم لِما رَأَى من ذكائه، فإنّه وُلد سنة تسعين ومائة. وسَمِعَ: يزيد بن هارون، وعبد الله بن بكر السَّهميّ، وأبا دَاوُد الطَّيالسيّ، ورَوْح بن عُبَادة، وبِشْر بْن عُمَر الزّهْرانيّ، وأبا عامر العَقَديّ، ووهْب بْن جرير، وأبا عاصم النبيل، وخلْقًا سواهم.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، ومحمد بْن إِسْحَاق الصّاغانيّ، وابن صاعد، وإسماعيل الصفار، وأبو بكر النجاد، وأبو سهل بن زياد، وإبراهيم بن علي الهجيمي [ص:572] وأحمد بن كامل، وخلق آخرهم أبو بكر الشافعي.
وقع حديثه في السّماء علوّا لأصحاب ابن طبرزد، وهو بصريّ سكن بغداد.
قال الدارقطني: صدوق كثير الخطأ لكونه يحدِّث من حفظه.
وقَالَ ابنُ كامل القاضي: حُكي أنّه كان يصلي فِي اليوم واللّيلة أربعمائة رَكْعَةٍ. قَالَ: ويقال: إنّه حدَّث من حِفْظه بستّين ألف حديث.
قلت: الَّذِي كان يُصلّي أربعمائة ركعة هو والده فيما حكى أَحْمَد العِجْليّ، فلعلّه فعل كأبيه.
وقَالَ أَبُو عُبَيْد الآجُرّيّ: سألتُ أَبَا دَاوُد عَنْهُ، فقال: أمين مأمون، كتبتُ عَنْهُ.
وقَالَ محمد بْن جرير الطَّبريّ: ما رأيت أحفظ من أبي قلابة.
قلت: مات فِي شوّال سنة ستٍّ وسبعين.(6/571)
269 - عَبْد الواحد بْن شُعَيْب، [الوفاة: 271 - 280 ه]
قاضي جبلة.
عَنْ: أبي اليمان، وسليمان ابنِ بِنْت شُرَحْبيل.
وَعَنْهُ: ابنُ جَوْصا، وخيثمة، وأبو عمرو بن حكيم، وجماعة.(6/572)
270 - عبد الوهاب بْن فُلَيْح بْن رباح، مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ، القرشي المكّيّ، أبو إِسْحَاق، [الوفاة: 271 - 280 ه]
مقرئ أَهْل مكّة مع قُنْبُل.
وُلِدَ سنة مائتين.
وقرأ القرآن على: محمد بن بزيع، وداود بن شِبْل بن عَبّاد، ومحمد بن سبعون.
قرأ عليه: إِسْحَاق بْن أَحْمَد الخُزَاعيّ الْمَكِّيّ، وغيره.
توفي سنة ثلاث وسبعين.(6/572)
271 - عبدة بْن سُلَيْمَان، أبو سهل الْبَصْرِيّ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
نزيل مصر. [ص:573]
عَنْ: القَعْنَبيّ، ويوسف بْن عدي، وأحمد بْن عَبْد الله بْن يُونُس، وجماعة.
وَعَنْهُ: أسامة بن عليّ الرّازيّ، وأبو عوانة الإسفرايينيّ، وجماعة.
توفّي بمصر سنة ثلاثٍ وسبعين.(6/572)
272 - عُبَيْد الله بْن رماحس بْن محمد بْن خَالِد بن حبيب بْن جبير، أبو محمد القيسيّ الجشمي. [الوفاة: 271 - 280 ه]
حدّث برمادة الرَّمْلَةِ عن زياد بْن طارق الجشمي.
وَعَنْهُ: أبو النَّجم بدر الحمّامي الأمير، وأبو القاسم الطَّبَرَانِيّ، وأبو جَعْفَر أَحْمَد بن إِسْمَاعِيل بْن عاصم بْن القاسم، وآخرون.
وكان شيخًا معمّرًا جاوز المائة.
قَالَ ابنُ عَبْد البرّ فِي شِعْر زُهَير بْن صُرَد: رواه عُبَيْد الله، عن زياد بْن طارق، عن زياد بْن صُرَد، عن أَبِيهِ، عن جدّه وهو زُهَيْر بْن صُرَد.
قلت: فهذه علّة قويّة قادحة فِي قول من رواه عَنْهُ، عن زياد بْن طارق، عن زُهَيْر بْن صُرَد. وقد صرّح الطَّبراني فِي روايته بسماع ابنُ رماحس من زياد، وبسماع زياد من زُهير بْن صُرَد الصَّحابيّ.
وممّن روى عن ابنُ رماحس: أبو سعيد ابن الأعرابيّ، وأبو محمد الْحَسَن بْن زَيْد الْجَعْفريّ، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن عِيسَى المقْدِسيّ.
وبقي إِلَى سنة ثمانين ومائتين.(6/573)
273 - عُبَيْد الله بْن سَعِيد بْن كثير بْن عُفَيْر، أبو القاسم المِصْريُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
توفّي سنة ثلاث فِي آخرها.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: الْحُسَيْن بْن إِسْحَاق الإصبهانيّ، وعليّ بْن الْحَسَن بْن قُدَيد، وآخرون.
قَالَ ابنُ حِبّان: يروي عن الثّقات المقلوبات، لا يشبه حديثه حديث الثّقات، ولا يجوز الاحتجاج به.
قلت: روى عنه ابنُ قُدَيْد، عن أَبِيهِ سَعِيد حكاية إِبْرَاهِيم بْن سعد، أنّه [ص:574] حلف لا يحدِّث ببغداد حَتَّى يغّني.
وَرَوَى عَنْهُ الْحُسَيْن، عن أَبِيهِ، عن مالك، بإسناد الصّحيحين، حديثًا منكرًا جدًا.(6/573)
274 - عُبَيْد الله بْن واصل بْن عَبْد الشَّكور بْن زين، الْإِمَام أبو الفضل الزَّينّي، البطل الشجاع، الْبُخَارِيّ الحافظ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
رحل وسَمِعَ: أَبَا الْوَلِيد الطَّيالسيّ، وعَبْدان بن عُثْمَان المَرْوَزِيُّ، ويحيى بْن يحيى التّميميّ، ومُسَدّدًا، وعبد السلام بْن مطهّر، وَخَلْقًا من طبقتهم.
وَعَنْهُ: محمد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ وهو أكبر منه، وصالح بْن محمد جَزَرةَ، وأهل بُخَارى.
وُجِد مقتولًا إِلَى رحمة الله فِي سنة سبْعٍ وسبعين، وقِيلَ: فِي سنة اثنتين وسبعين فِي شوّال، فِي وقعة خُوكيجة شهيدًا. ومولده في سنة إحدى ومائتين.
وكان أَبُوهُ ممّن رحل أيضًا، وأدرك ابنُ عُيَيْنَة، وابن وهْب؛ وأكثر عَنْهُ ولده. وآخر من روى عن عُبَيْد الله الأستاذ عَبْد الله بْن محمد بْن يعقوب الحارثيّ.
وكان موصوفًا بالشّجاعة، له شأن بين المجاهدين، رحمه الله تعالى.
قَالَ السُّليمانيّ: روى عنه شيوخنا. قال: وكان البخاريّ يتبجح به، لقي: سَعِيد بْن مَنْصُور، وسهل بْن بكّار، وهلال بْن فَيّاض، وسمّى جماعة.(6/574)
275 - عُبَيْد بْن محمد بْن يحيى بْن حَمْزَةَ البَتَلْهيّ الدِّمشقيّ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
أخو أَحْمَد بْن محمد.
رَوَى عَنْ: أبيه، وأبي الجماهر محمد بْن عُثْمَان، وغيرهما.
وَعَنْهُ: ابنه أَحْمَد بْن عُبَيْد، وابن جَوْصا، وأبو الميمون بْن راشد.
تُوُفِّيَ سنة ثمانين ومائتين.(6/574)
276 - عُثْمَان بْن سَعِيد بْن خَالِد بْن سَعِيد، الحافظ أبو سَعِيد الدّارميّ السِّجستانيّ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
محدِّث هَرَاة،
وأحد الأعلام.
طوَّف الأقاليم، ولقي الكبار، وسَمِعَ: أَبَا اليمان الحمصيّ، ويحيى الوُحَاظيّ، وحَيَوة بْن شُرَيْح بحمص. وسعيد بْن أبي مريم، وعبد الغفار بْن دَاوُد الحرّانيّ، ونُعَيْم بْن حمّاد، وطبقتهم بمصر. وسليمان بن حرب، وموسى [ص:575] ابن إِسْمَاعِيل التُّبوذكيّ، وخلْقًا بالعراق. وهشام بْن عمّار، وحمّاد بْن مالك الحرستانيّ، وطائفة بدمشق. وأخذ علم الحديث عن أَحْمَد بْن حنبل، وعليّ ابن المَدِينيّ، وإسحاق بْن رَاهَوَيْه، ويحيى بْن معين.
وَعَنْهُ: أبو عمرو أَحْمَد بْن محمد الحِيريّ، ومؤملّ بْن الْحَسَن الماسرجسيّ، وأحمد بن محمد بن الأزهر، ومحمد بْن يوسف الهروي نزيل دمشق، ومحمد بن إِسْحَاق الهَرَويّ، وأحمد بْن محمد بْن عبدوس الطرائفيّ، وأبو النَّضر محمد بْن محمد الطُّوسي الفقيه، وحامد الرّفّاء، وأحمد بْن محمد العنبريّ، وطائفة.
قال أبو الفضل يعقوب الهرويّ القراب: ما رأينا مثل عُثْمَان بْن سَعِيد، ولا رَأَى هُوَ مثل نفسه. أَخَذَ الأدب عن ابنِ الأعرابيّ، والفِقْه عن أبي يعقوب البُويْطيّ، والحديث عن عليّ ابن المَدِينيّ، ويحيى بْن معين، وتقدَّم فِي هَذِهِ العلوم، رحمه الله.
وقَالَ الحافظ أبو حامد الأعمشي: ما رَأَيْت فِي المحدِّثين مثل: محمد بْن يحيى، وعثمان بْن سَعِيد، ويعقوب الفَسَويّ.
وقَالَ أبو عبد الله بن أبي ذهل: قلت لأبي الفضل بن إسحاق الهرويّ: هل رَأَيْت أفضل من عُثْمَان الدّارميّ؟ فأطرق ساعةً، ثُمّ قَالَ: نعم، إِبْرَاهِيم الحربيّ!.
قَالَ أبو الفضل: ولقد كنّا فِي مجلس عُثْمَان غير مرّة، ومرَّ به الأمير عَمْرو بْن اللَّيث فسلَّم عليه، فقال: عليكم، حدثنا مسدَّد: ولم يزد على هَذَا.
وقَالَ ابنُ عبدوس الطّرائفيّ: لمّا أردت الخروج إِلَى عُثْمَان بْن سَعِيد، كتب لي ابنُ خُزَيْمَة إليه، فدخلت هَرَاة فِي ربيع الأوّل سنة ثمانين، فقرأ الكتاب ورحَّب بي، وسأل عن ابنُ خُزَيْمَة، ثُمّ قَالَ: يا فتى مَتَى قدِمْت؟ قلت: غدًا. قَالَ: يا بُنيّ، فارجع اليوم فإنّك لم تقدم بعد.
قلت: كأنه ما كان عرف اللّسان العربيّ جيدّا، فقال غدا، وظنّها أمس.
وللدّارميّ كتاب فِي الرّدّ على الْجَهْميّة، سمعناه، وكتاب فِي الرّدّ [ص:576] على بِشْر المَريسيّ، سمعناه، وكان جِذْعًا فِي أعين المبتدِعين. وصنَّف مُسْنَدًا كبيرًا، وهو الَّذِي قام على محمد بن كرّام، وطرده عن هَرَاة، فيما قَيِل.
قَالَ أبو إِسْحَاق أَحْمَد بْن محمد بْن يُونُس الهَرَويّ، وأبو يعقوب القراب: إنّه تُوُفِّيَ فِي ذي الحجّة سنة ثمانين. وَوَهِمَ من قَالَ: سنة اثنتين وثمانين.
قَالَ الحاكم: سمعت أَبَا الطَّيَّب محمد بْن أَحْمَد الورّاق، قال: سمعت أبا بكر الفسويّ يقول: سمعت عُثْمَان بْن سَعِيد الدّارميّ يقول: قَالَ لي رجل ممّن يحسدنيّ: ماذا كنت أنت لولا العلم؟ فقلت: أردت شينا فصار زينا، سمعت نُعَيْم بْن حَمَّاد يقول: سمعت أَبَا مُعَاوِيَة يقول: قَالَ الْأَعْمَش: لولا العلم لكنتُ بقّالًا، وأنا لولا العِلْم لكنتُ بزّازًا من بزّازي سَجِسْتان.
قَالَ عُثْمَان الدّارميّ: من لم يجمع حديث شُعْبَة، وسفيان، ومالك، وحمّاد بْن زَيْد، وابن عُيَيْنَة، فهو مُفْلِس فِي الحديث.
يعنيّ أنّه ما بلغ رُتْبة الحُفّاظ فِي العلم، ولا ريب أنّ من حصل علم هؤلاء الأكابر، وهم خمسة، وأحاط بمُرْوِيّاتهم عاليًا ونازلًا، فقد حصل على ثُلثَي السُّنّة، أو نحو ذلك.(6/574)
277 - عُثْمَان بْن سعيد، أبو بكر الإسترباذيّ الإسكافيُّ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
فقيه أسْتراباذ، وشيخها.
كان ثقة ورِعًا محدِّثًا.
رَوَى عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن أبي أُوَيْس، وطبقته.
وَعَنْهُ: أبو نُعَيْم عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بْن عدِيّ. وتُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين.(6/576)
278 - عُثْمَان بْن عَبْد الله بْن أبي جميل، أبو سَعِيد الْقُرَشِيّ الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: مروان بْن محمد الطَّاطريّ، وحجّاج بن محمد، وهشام بن عمّار.
وَعَنْهُ: عليّ بْن الْحُسَيْن بْن الأشقر، وأبو الميمون بْن راشد. [ص:577]
توفي سنة تسع وسبعين.(6/576)
279 - عصمة بْن إِبْرَاهِيم، أبو صالح النَّيْسَابوريُّ البِيليّ، بالباء، الزّاهد العدْل. [الوفاة: 271 - 280 ه]
قَالَ الحاكم: كان من الأبدال، وهو عصمة بْن أبي عصمة.
سَمِعَ: عَبْدان بْن عُثْمَان، والقَعْنَبيّ، ويحيى بْن يحيى، وجماعة.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيم بْن أبي طَالِب، وأحمد بْن محمد الشَّرْقيّ، وأحمد بْن عليّ الرَّازيّ، ومحمد بْن القاسم العَتَكيّ.
قَالَ ابنه إِبْرَاهِيم: تُوُفِّيَ سنة ثمانين رحمه الله.(6/577)
280 - عليّ بْن إِبْرَاهِيم بن عَبْد المجيد، أبو الْحُسَيْن الواسطيّ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
نزيل بغداد.
سَمِعَ: يزيد بْن هارون، ووهْب بْن جرير، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابنُ صاعد، وأبو عمرو ابن السّمّاك، وأبو سهل القطّان، وأبو بَكْر النّجّاد، وآخرون.
وثّقه الدّارَقُطْنِيّ، وغيره.
مات فِي رمضان سنة أربع وسبعين.
وفي صحيح البخاري حدثنا روح بن عبادة، فقال الحاكم: هُوَ الواسطيّ هَذَا. وقَالَ ابنُ عديّ الْجُرْجانيّ: يشبه أن يكون عليّ بْن الْحُسَيْن بْن إبراهيم بن إشكاب. فالله أعلم.(6/577)
281 - عليّ بْن إِسْمَاعِيل، أبو الْحَسَن الْبَغْدَادِيّ عَلُّويه. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: عفّان وعَمْرو بْن مرزوق.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، وأبو عوانة، وأبو الحسين ابن المنادي.
تُوُفِّيَ فِي صفر سنة إحدى وسبعين.(6/577)
282 - عليّ بْن الْحَسَن بْن عرفة العبْديّ. [الوفاة: 271 - 280 ه][ص:578]
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، ويحيى بْن أيّوب العابد.
وَعَنْهُ: عبد الله بن محمد العطشي.
وثقه الدارقطني.
توفي سنة سبع وسبعين.(6/577)
283 - علي بن الحسن الهسنجاني الرازي. [الوفاة: 271 - 280 ه]
ثقة صاحب حديث وتطواف.
سَمِعَ: سَعِيد بْن أبي مريم، وأبا الْوَلِيد الطيالسي، وأبا الجماهر محمد بن عُثْمَان، وأبا تَوْبة الحلبيّ، وخلْقًا.
وَعَنْهُ: عبد الرحمن بن أبي حاتم ووثقه، ومحمد بْن قارن الرَّازيّ، وعبد الرَّحْمَن الجلاب، وغيرهم.
قَالَ أبو الشّيخ: تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين.(6/578)
284 - عليّ بْن الْحَسَن الهَرْثميّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: سَعِيد بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّصْراباذيّ، وأبي زُرْعة الرَّازيّ.
وَعَنْهُ: ابنُ ماجة في تفسيره، وابن أبي حاتم.
ويجوز أن يكون هُوَ الهسنْجانيّ المذكور.(6/578)
285 - عليّ بْن الْحَسَن بْن عَبْدَويْه. أبو الْحَسَن الْبَغْدَادِيّ الخزّاز. [الوفاة: 271 - 280 ه]
كان صدوقًا.
رَوَى عَنْ: عَبْد الله بْن بَكْر، وأبي النَّضْر هاشم بن القاسم، وحَجّاج الأعور.
وَعَنْهُ: أبو بَكْر النّجّاد، والشّافعيّ، ومُكْرم، وغيرهم.
تُوُفِّيَ سنة سبْعٍ وسبعين.(6/578)
286 - عليّ بْن حمّاد بْن السَّكَن الْبَغْدَادِيّ البزّاز. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: يزيد بْن هارون، وأبي النَّضْر، ومحمد بْن عُمَر الواقديّ.
وَعَنْهُ: الطَّسْتيّ، وأبو بَكْر الشّافعيّ. [ص:579]
قال الدارقطني: متروك.(6/578)
287 - ق: عليّ بْن دَاوُد بْن يزيد، أبو الْحَسَن التّميميّ القنْطريّ الْبَغْدَادِيّ الَأدَميّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
محدَّث رحّال.
سَمِعَ: محمد بن عبد الله الأنصاري، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مريم، وآدم بن أبي إياس، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وإبراهيم الحربي وهو من أقرانه، وإسماعيل الصّفّار، والهيثم بْن كليب الشاشي، ومحمد بن أَحْمَد الحكيمي، وجماعة.
وثّقه الخطيب.
وتُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين.(6/579)
288 - عليّ بْن سهل بْن المغيرة، أبو الْحَسَن النَّسائيّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ البزّاز. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: أَبَا بدْر شجاع بْن الْوَلِيد، وعبد الوهاب بْن عطاء، ويحيى بْن أبي بُكَيْر، ومحمد بْن عُبَيْد، وعُبَيْد الله بْن مُوسَى، وطائفة.
وَعَنْهُ: ابنُ صاعد، وعليّ بْن عُبَيْد الحافظ، ومحمد بْن أَحْمَد الحكيميّ، وإسماعيل الصّفّار، وجماعة.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: صدوق.
قلت: تُوُفِّيَ هُوَ وعَلُّويه بْن إِسْمَاعِيل المذكور في يومٍ واحد، فِي صفر سنة إحدى وسبعين.(6/579)
289 - عليّ بْن شَيْبَة بْن الصَّلْت السَّدُوسي، مولاهم الْبَصْرِيّ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
نزيل مصر، أخو الحافظ يعقوب بْن شَيْبَة. [ص:580]
رَوَى عَنْ: يزيد بْن هارون، والحسن بْن مُوسَى الأشيب.
وَعَنْهُ: عبد العزيز الغافقي، وغيره.
توفي سنة اثنتين وسبعين.(6/579)
290 - علي بن العباس بن واضح النسائي. [الوفاة: 271 - 280 ه]
ثقة فاضل، نزل بغداد،
وَرَوَى عَنْ: عفّان، وأحمد بْن يُونُس اليَرْبُوعيّ.
وَعَنْهُ: ابنُ مَخْلَد، وإسماعيل الصّفّار.
تُوُفِّيَ سنة أربع.(6/580)
291 - عليّ بْن عَبْد الله الثَّقفيّ الإصبهانيّ المؤدِّب. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: بَكْر بْن بكّار.
وَعَنْهُ: عَبْد الله بْن الْحَسَن بْن بُنْدار.(6/580)
292 - عليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن المغيرة المخزوميّ المِصْريُّ عَلان، أبو الحسن. [الوفاة: 271 - 280 ه]
محدث رحال نبيل، أغفله أبو سَعِيد بْن يُونُس.
سَمِعَ: آدم بْن أبي إياس، وخلّاد بْن يحيى، وعبد الله بن يوسف التنيسي، وسعيد بن أبي مريم، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أبو جَعْفَر الطَّحاويّ، وأبو عليّ بْن حبيب الحصائريّ، وأبو بَكْر بْن زياد النَّيْسَابوريُّ، وأحمد بْن مَسْعُود الزَّنْبرِيّ، وأبو عليّ بْن فَضَالَةَ، ومحمد بْن يوسف الهرويّ، وجماعة.
وقد روى أبو عَبْد الرَّحْمَن النَّسائيّ فِي كتاب اليوم واللّيلة حديثًا عن زكريّا خيّاط السنة، عَنْهُ.
قَالَ الطَّحاويّ: تُوُفِّيَ فِي شعبان سنة اثنتين وسبعين.(6/580)
293 - ن: عليّ بْن عُثْمَان بْن محمد بْن سَعِيد بْن عَبْد اللَّه بْن عُثْمَان بْن نُفَيْل، أبو محمد النفيلي الحراني. [الوفاة: 271 - 280 ه][ص:581]
سَمِعَ: يعلى بن عبيد، وأبا مسهر الدمشقي، وخالد بن مخلد، وعلي بن عياش وطبقتهم.
وَعَنْهُ: النسائي وقال: لا بأس به، ومحمود بن محمد الرافقي، وأبو عوانة الإسفراييني، وابن صاعد، وعبد الله بن زبر القاضي، وجماعة.
توفي سنة اثنتين وسبعين.(6/580)
294 - علي بن عمرو المغربي الإفريقي، أبو الْحَسَن. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: يحيى بْن بُكَيْر، وطبقته.
مات بمصر فِي رمضان سنة ثمانين ومائتين.(6/581)
295 - علي بن يحيى المنجّم، أحد الأدباء والظُّرَفاء. [الوفاة: 271 - 280 ه]
كان رئيسًا إخباريًّا، شاعرًا مُجِيدًا، نادم المتوكّل والخلفاء بعده، ولمّا مات رثاه ابنُ المعتزّ.
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين.
وقد أَخَذَ عن إِسْحَاق الْمَوْصِلِيّ، وغيره.
وعاش أربعا وسبعين سنة.
ومن شِعره:
بأبي والله مَنْ طَرَقا ... كابْتِسام الْبَرْقِ إذ خفقا
زادني شَوْقًا برؤْيتِهِ ... وحشا قلبي به حرقا(6/581)
296 - ن: عِمران بْن بكّار بْن راشد، أبو مُوسَى الكّلاعيّ الحمصيّ البَرَّاد المؤذِّن. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: محمد بْن حمير السليحي، وأبا المغيرة الخَوْلانيّ، وأحمد بن خَالِد الوهْبيّ، وعُتْبة بْن السَّكَن، وجماعة.
ولم يرحل.
وَعَنْهُ: النسائي ووثّقه، وأبو بَكْر بْن أبي عاصم، وأبو عوانة، وخيثمة بْن سُلَيْمَان، وعبد الله بْن زَبْر، وجماعة.
تُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين.(6/581)
297 - عِمران بْن عَبْد الله، أبو مُوسَى الْبُخَارِيّ النُّوريّ الحافظ. [الوفاة: 271 - 280 ه][ص:582]
قَالَ ابنُ ماكولا: ونور من أعمال بُخَارِيّ.
رَوَى عَنْ: أَحْمَد بْن حَفْص، ومحمد بْن سلام البيكندي، وحبان بْن مُوسَى، ومحمد بْن حَفْص البْلخيّ، وغيرهم.
رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بْن عَبْد الواحد بْن رفيد، وعبد الله بن منيح.(6/581)
298 - عِمران بْن مُوسَى الطَّرَسُوسيّ، أبو مُوسَى. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: عفّان، وأبي جَابِر محمد بْن عَبْد الملك، وسُنَيْد بْن دَاوُد.
وَعَنْهُ: أبو حاتم، وسعيد بن عمرو البرذعي، وجماعة.
قال أبو حاتم: صدوق.(6/582)
299 - عِمران بْن مُوسَى الْمَوْصِلِيّ القصير. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: يزيد بْن هارون وكثير بْن هشام
وَعَنْهُ: يزيد بْن محمد بْن إياس الأزْديّ، وقَالَ: لم يكن من أَهْل الحديث.
تُوُفِّيَ سنة أربعٍ وسبعين.(6/582)
300 - عُمَر بْن حَفْصون، [الوفاة: 271 - 280 ه]
رأس الخوارج بجزيرة الأندلس.
ظهر من أعمال رية، وكاد أن يغلب على الأندلس، وأتعبَ السّلاطين، وطال أمره، وعظُم البلاء به، وكان جَلْدًا شجاعًا فاتكًا، وكان يتحصَّن بقلعةٍ منيعة، وجرت له أمور يطول شرحها، إِلَى أن قُتِلَ سنة خمس وسبعين ومائتين.
ذكره الحميدي، وقال: حدثنا أبو محمد عَبْد الله بْن سبعون القَيروانيّ أنه من ذريته.(6/582)
301 - عمر بن محمد الشطوي. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: أسيد الجمّال.
وَعَنْهُ: ابنُ مَخْلَد، والشّافعيّ.(6/582)
302 - عُمَر بْن محمد بْن الحكم النَّسائيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: خليفة بْن خيّاط، وعبد الأعلى بْن حمّاد، وطائفة.
وكان إخباريًا علَّامة. رحل إِلَى الشّام، وغيرها.
رَوَى عَنْهُ: محمد بْن مَخْلَد، ومحمد بن أحمد الحكيمي، والخرائطي.(6/583)
303 - عمرو بن ثَوْر بن عمرو الجُذَاميُّ القَيْسرانيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: محمد بن يوسف الفريابي.
وَعَنْهُ: خَيْثَمَة بْن سُلَيْمَان، والطَّبَرَانِيّ.
تُوُفِّيَ سنة تسع وسبعين.(6/583)
304 - عَمْرو بْن سَلَمَةَ الجُعْفِيُّ القَزْوينيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: محمد بْن سَعِيد بْن سابق، وداود بْن إِبْرَاهِيم العُقَيْليّ، وخلف بْن الْوَلِيد.
وَعَنْهُ: إِسْحَاق الكيساني، وعلي بْن مُحَمَّد بْن مهْرويّه، وعَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم القطّان، وجماعة من أَهْل قَزْوين.
وثّقه الخليليّ، وقَالَ: مات سنة اثنتين وسبعين.
وقيل: في أول سنة ثلاث.(6/583)
305 - ن: عمرو بن يحيى بن الحارث الحِمْصيُّ الزَّنْجاريُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: المُعَافيّ بْن سُلَيْمَان الرَّسْعَنيّ، ومحبوب بْن مُوسَى، وأحمد بْن أبي شُعَيْب الحرّانيّ، وجماعة.
وله رحلة.
رَوَى عَنْهُ: النسائي، وأحمد بْن محمد الرشيديّ، وعيسى بن العباس بن ورد.
وثقه النسائي.
وقد حدّث سنة تسع وسبعين.(6/583)
306 - عُمَيْر بن مَرداس، أبو سعيد الدُّونقيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه][ص:584]
قَالَ الخليلي: ثقة مشهور.
سَمِعَ: عَبْد الله بْن نافع الزُّبَيْريّ، ومُطَرِّف بْن عَبْد الله، ويحيى بْن بُكَيْر، وطبقتهم.
يروي عَنْهُ القطّان.
بقي إِلَى قرب الثمانين ومائتين.(6/583)
307 - عِيسَى بْن إسحاق بن موسى الخطْميّ الْأَنْصَارِيّ، أبو الْعَبَّاس، [الوفاة: 271 - 280 ه]
أخو مُوسَى.
عَنْ: خلف البزار، وأبي الرَّبِيع الزَّهْرانيّ، وعبد المنعم بن إدريس.
وَعَنْهُ: ابنُ قانع، وأحمد بن كامل، وأبو سهل بن زياد، وأبو عمر الزاهد وقَالَ: كان يُقَالُ إنّه من الأبدال.
قَالَ الخطيب: كان ثقة عابدًا.
مات قبل الثمانين ومائتين، رحمه الله.(6/584)
308 - عِيسَى بْن جَعْفَر الْبَغْدَادِيّ الورّاق. [الوفاة: 271 - 280 ه]
ثقة ورع، بطل شجاع غاز مجاهد.
سَمِعَ: أَبَا بدْر شجاع بْن الْوَلِيد، وشَبَابة بْن سَوّار.
وَعَنْهُ: المَحَامِليّ، وإسماعيل الصّفّار، وأبو الحسين ابن المنادي، وجماعة.
تُوُفِّيَ سنة اثنتين.(6/584)
309 - عِيسَى بْن عبد الله بن سنان بن دَلُّويه البَغْداديُّ، أبو موسى الطَّيالِسيُّ زَغَاث. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: عبيد الله بن موسى، وأبا عَبْد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن خُزَيْمَة، وابن نجِيح، وأبو بَكْر الشّافعيّ.
تُوُفِّيَ سنة سبْعٍ وسبعين فِي شوّال. [ص:585]
قَالَ الدّارَقُطْنِيّ: ثقة.
ووصفه بعضهم بالحِفْظ والمعرفة.(6/584)
310 - عيسى بْن عَبْد اللَّه بْن عَمْرو، أبو حسّان العثمانيّ الْبَغْدَادِيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
رَوَى عَنْ: ابنُ أبي الشوارب، وعلي بن حجر، وأبي حَفْص الفلّاس.
وأتى بالطَّامّات، وادّعى السماع من آمنة بنت أنس بن مالك، عن أبيها.
قَالَ جَعْفَر المستغفريّ: وهذا يكفيه فِي الفضيحة.
قلت: رَوَى عَنْهُ: عَبْد المؤمن بْن خلف النسفي، ومحمد بن زكريا النسفي، وغيرهما.(6/585)
311 - عِيسَى بْن محمد بْن مَنْصُور، أبو مُوسَى الإسكافيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: شُعَيْب بْن حرب، وأُمَيّة بْن خَالِد.
وَعَنْهُ: عليّ بْن إِسْحَاق المادرائي، وابن السماك، وجماعة.
وهو مستقيم الحديث.(6/585)
-[حَرْفُ الْفَاءِ](6/585)
312 - الفتْحُ بْن شُخْرُف، أبو نصر الكشّي الزّاهد، [الوفاة: 271 - 280 ه]
نزيل بغداد.
ومن كبار مشايخ الصُّوفيّة.
رَوَى عَنْ: رجاء بن مرجى الحافظ، والجارود بْن مُعَاذ التّرمِذيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بْن أَحْمَد الحكيميّ، وأبو بَكْر النّجّاد، وأبو عمرو ابن السّمّاك، ومحمد بْن مَخْلَد العطار، وآخرون.
وكان عابدا سائحا كبير الشأن.
رأى أحمد بن أبي الحواري، والقاسم الْجَوْعيّ وجُلّ روايته حكايات.
قَالَ أبو محمد الجريريّ: قَالَ لي فتح بْن شخرف: من إعجابي بكلّ شيء جيّد أنّ عندي قَلَمٌ كتبت به أربعين سنة. كنت أكتب به بالنهار وبالليل في ضوء القمر، فإذا تشعث رأسه قططته، وهو عندي، فأخرجه لي من أُنْبوبة نحاس. [ص:586]
وقَالَ جَعْفَر الخلديّ: رَأَيْت الفتح بْن شخرف، وكان صالحًا زاهدًا. لم يكن يأكل الخُبز ثلاثين سنة، وكان له أخلاق حسنة، وكن يُطعم الفقراء الطّعام الطّيّب.
وقَالَ ابنُ البَربَهاريّ: سمعت الفتح يقول: رأيتُ ربّ العِزّة فِي المنام، فقال لي: يا فتح، احذر لا آخذك على غِرّة. قَالَ: فتُهْت فِي الجبال سبْعَ سنين.
وقِيلَ: إنّ الفتح بْن شخرف قرأ أربعين ألف ختمة، فالله أعلم.
ولمّا مات كَانَتْ له جنازة عظيمة، وشيّعه خلائق، تُوُفِّيَ فِي شوّال سنة ثلاثٍ وسبعين.(6/585)
313 - الفضل بْن حمّاد الأنطاكيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: عِيسَى بْن سُلَيْمَان الحجازي، وغيره.
لا أعرفه.
وكذا:(6/586)
314 - الفضل بْن حَمَّاد الواسطيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
يَرْوِي عَنْ: محمد بن وزير.
ذكره ابنُ أبي حاتم، ولم يزد.(6/586)
315 - الفضل بْن الحكم، العدْل، أبو الْعَبَّاس الخُراسانيّ التاجر. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: عبْدان بْن عُثْمَان، ويحيى بن يحيى، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو حامد ابن الشَّرْقيّ، ومحمد بن القاسم العَتَكيّ.
وكان من كبار أصحاب يحيى بْن يحيى.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ أيضًا.(6/586)
316 - الفضل بْن حَمَّاد الفارسيّ الخبريّ الحافظ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
صاحب المسند الكبير. [ص:587]
رحل وَسَمِعَ: سعيد بن أبي مريم، وسعيد بن عفير، وطبقتهما.
وَعَنْهُ: أبو بَكْر بْن سعدان الشّيرازيّ، وأبو بَكْر بْن أبي دَاوُد.(6/586)
317 - الفضل بْن الْعَبَّاس بْن مهران. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: خلف بْن هشام.
وَعَنْهُ: عليّ بْن الْحَسَن بْن العبد، وأحمد بْن عَبْد الحكيم البصْريّان، وغيرهما.(6/587)
318 - الفضل بْن الْعَبَّاس، أبو مَعْشَر الهَرَويّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
رحل وَأَخَذَ عَنْ: قُتَيْبَةَ بْن سَعِيد، وسُوَيد بْن سَعِيد، وطائفة.
وتوفي سنة ست وسبعين.(6/587)
319 - ن: الفضل بْن الْعَبَّاس، أبو الْعَبَّاس الْبَغْدَادِيُّ، ثُمَّ الحَلَبيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: القَعْنَبيّ، وعفّان، وسَعْدَوَيْه، وعاصم بْن علي، ومعاوية بن عمرو الأزدي، وخلق.
وَعَنْهُ: النسائي، ومحمد بن بركة برداعس، ومحمد بْن المنذر شكر، وعليّ بْن الْحَسَن بن العبد، والطبراني، ومحمد بن جعفر ابن السّقّاء الحلبيّ.
قَالَ النَّسائيّ: ليس به بأس.(6/587)
320 - الفضل بْن عُمَيْر بْن عَثْم، أبو الحسن التميمي المروزي. [الوفاة: 271 - 280 ه]
نزل بخاري،
وَحَدَّثَ عَنْ: عَبْدان المَرْوَزِيُّ، وسليمان بْن حرب، وأبي الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ، ويحيى بْن يحيى، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بْن سليمان بن قرينام، ومحمد بْن أَحْمَد بْن مَرْدَك.
تُوُفِّيَ بالشاش في صفر سنة خمس وسبعين؛ ورخه غنجار، وابن ماكولا.
وعثم: مثلَّثة.(6/587)
321 - الفضل بْن محمد بْن يحيى بْن الْمُبَارَك، أبو الْعَبَّاس اليزيديّ الأديب. [الوفاة: 271 - 280 ه][ص:588]
من بيت العربية والأدب.
رَوَى عَنْ: محمد بْن سلّام الْجُمَحيّ، وإسحاق بْن إبراهيم الموصلي، ومحمد بن صالح ابن النطاح، والمازني.
وبرع فِي فنون عِلم اللّسان.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن أحمد الحكيمي، ومحمد بن عبد الملك التاريخي، وأبو علي الطوماري.
تُوُفِّيَ سنة ثمانٍ وسبعين.(6/587)
322 - الفضل بْن يوسف، أبو الْعَبَّاس القصبانيّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
يَرْوِي عَنْ: أبي غسّان النَّهْديّ، وغيره.
وَعَنْهُ: ابنُ عُقدة، وخَيْثَمَة.
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين.(6/588)
323 - فهد بْن سُلَيْمَان، أبو محمد الكُوفيُّ الدَّلال النَّخَّاس، [الوفاة: 271 - 280 ه]
نزيل مصر.
سَمِعَ: أَبَا مسهر الغسّانيّ، ويحيى بْن عَبْد الله البابْلُتّيّ، وأبا نُعَيْم، وجماعة كثيرة.
وَعَنْهُ: أبو جَعْفَر الطَّحاويّ، وعليّ بْن سراج المصري، والحسن بْن حبيب الحصائريّ، وابن جَوْصا، وأبو الفوارس الصّابونيّ.
قَالَ ابنُ يُونُس: كان دلّالًا فِي البَزّ. وكان ثقة ثبْتًا. تُوُفِّيَ فِي صفر سنة خمسٍ أيضًا.(6/588)
324 - فهد بْن مُوسَى بْن أبي رباح القاضي، أبو الخير الأزْديّ الفقيه الإسكنْدرانيّ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
قاضي الإسكندرية.
روى بدمشق عَنْ: عَبْد الله بْن صالح كاتب اللَّيْث، وعبد الله بْن عَبْد الحكم، ويحيى بْن بُكَيْر.
وَعَنْهُ: محمد بْن جَعْفَر بْن ملّاس، وأبو الميمون بْن راشد، وأبو الدَّحْداح أَحْمَد بْن محمد.
تُوُفِّيَ فِي شعبان سنة سبعين، وقِيلَ: سنة خمس وسبعين، والأول أصح.(6/588)
-[حَرْفُ الْقَافِ](6/588)
325 - القاسم بْن الْحَسَن، أبو محمد الهمْدانيّ الْبَغْدَادِيّ الصائغ المتكلم. [الوفاة: 271 - 280 ه][ص:589]
ثقة صدوق عالم.
سَمِعَ: يزيد بْن هارون، وعبد الله بْن بَكْر السَّهميّ.
وَعَنْهُ: أبو بَكْر بْن مجاهد، وعليّ المادَرَائيّ، والهيثم بْن كُلَيْب فِي مُسْنَده، وآخرون.
تُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين ومائتين بمصر.
وثّقه الخطيب.(6/588)
326 - القاسم بْن زاهر بْن حرب النَّسائيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: عمه أبي خيثمة زُهير بْن حرب، وعفان بْن مُسْلِم، ومحمد بْن سابق، وجماعة.
وَعَنْهُ: عليّ بْن إِسْحَاق المادرائي، وحمزة الدهقان.
ووثقه الخطيب.
تُوُفِّيَ سنة إحدى وسبعين.(6/589)
327 - القاسم بْن العباس، أبو محمد المعشريّ الْبَغْدَادِيّ الفقيه [الوفاة: 271 - 280 ه]
سِبْط أبي معشر السِّنْدي المدنيّ.
شيخ صدوق،
يَرْوِي عَنْ: أبي الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ، ومُسَدّد.
وَعَنْهُ: ابن السماك، وأبو بكر الشافعي.
توفي سنة ثمان وسبعين.(6/589)
328 - القاسم بن عبد الله بن المغيرة البَغْداديُّ الجوهري. [الوفاة: 271 - 280 ه]
ثقة صاحب حديث.
سَمِعَ: عَبْد الصمد بن النعمان، وحسين بن محمد المروذي، وأبا نُعَيْم، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: محمد بْن الْعَبَّاس بن نجيح، وعبد الله الخُراسانيّ.
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين.(6/589)
329 - القاسم بْن محمد بن قاسم بْن محمد بْن سيّار، مَوْلَى الْوَلِيد بْن عَبْد الملك، أَبُو محمد الأندلسي القرطبي البياني الفقيه، [الوفاة: 271 - 280 ه]
أحد الأعلام. [ص:590]
رحل وأخذ عن الأئمّةِ: الْحَارِث بْن مِسْكين، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وأبي طاهر بن السّرْح، وإبراهيم بن محمد الشّافعيّ، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وأبي إِبْرَاهِيم المُزَنيّ، وطائفة.
ولزِم مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ حَتَّى برع فِي الفِقْه، وفاق أَهْل عصره، وصار إمامًا مجتهدًا لا يُقَلِّد أحدًا، وقد ألفّ كتاب الإيضاح فِي الرَّدّ على المقلِّدين، وكان يميل إِلَى مذهب الشّافعيّ وأهل الأثر.
تفقه به خلق بالأندلس، وروى عَنْهُ: الأعناقيّ، وأحمد بْن خَالِد بْن الجباب، ومحمد بن عمر بن لبابة، وابنه محمد بْن قاسم، ومحمد بْن عَبْد الملك بن أيمن، وآخرون.
واسم صاحبه الأعناقيّ: سَعِيد بْن عُثْمَان.
قَالَ ابنُ الفَرَضي: لزم ابنُ عَبْد الحكم للتفقه والمناظرة، وتحقق به وبالمزني، وكان يذهب مذهب الحُجَّة والنّظر، وترْك التقليد، ويميل إِلَى مذهب الشّافعيّ، ولم يكن بالأندلس مثل قاسم فِي حُسْن النَّظَر والبَصَر بالحُجَّة.
قال أَحْمَد بْن خَالِد: ما رَأَيْت مثل قاسم فِي الفقه مِمَّنْ دخل الأندلس من أَهْل الرحل.
وقَالَ محمد بْن عَبْد الله بْن قاسم الزّاهد: سمعت بقيّ بْن مَخْلَد يقول: قاسم بْن محمد أعلم من مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ.
وقَالَ أسلم بْن عَبْد الْعَزِيز: سمعت ابنُ عَبْد الحكم يقول: لم يَقْدَم علينا من الأندلس أحد أعلم من قاسم بن محمد. ولقد عاتبته في حين رجوعه إِلَى الأندلس، قلت: أقِمْ عندنا فإنك تعتقد هاهنا رياسة، ويحتاج النّاس إليك.
فقال: لا بُدّ من الوطن.
قَالَ ابنُ الفَرضيّ: ألَّف قاسم فِي الرّدّ على يحيى بْن إِبْرَاهِيم بْن مزْين وعبد الله بْن خَالِد، والعُتْبيّ كتابًا نبيلًا يدلُّ على علم، وله كتابٌ شريف فِي خبر الواحد وكان يلي وثائق الأمير محمد، يعني صاحب الأندلس، طول أيامه. [ص:591]
وقَالَ أبو عليّ الغسّانيّ: سمعت ابنُ عَبْد البر يقول: لم يكن أحد ببلدنا أفقه من قاسم بن محمد، وأحمد بن خالد بن الجباب.
تُوُفِّيَ سنة ستٍّ وسبعين، وقِيلَ فِي أول سنة سبْع.(6/589)
330 - القاسم بْن منّبه الحربيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: بِشْر الحافي.
وَعَنْهُ: محمد بن شجاع، وأبو جَعْفَر بْن البَخْتَرِيّ.(6/591)
331 - القاسم بْن نصر الْبَغْدَادِيّ العابد. يُقَالُ له دوست. [الوفاة: 271 - 280 ه]
رَوَى عَنْ: سُرَيْج بن النعمان، وعمرو بن عوف، وغيرهما.
وَعَنْهُ: عَبْد الصمد الطَّسْتيّ، وجعفر الخلّديّ.
تُوُفِّيَ سنة ثمانين.
وقَالَ الخطيب: تُوُفِّيَ سنة إحدى وثمانين ومائتين.(6/591)
332 - القاسم بْن نصر المخرمي. [الوفاة: 271 - 280 ه]
رَوَى عَنْ: يحيى بْن هاشم، وإسماعيل بْن عَمْرو البجليّ.
وَعَنْهُ: أبو علي اللؤلؤي، ومحمد بن هارون، وغيرهما.
قال الخطيب: ثقة.(6/591)
333 - قحزم بن عبد الله بن قحزم، أبو حنيفة الأسواني الفقيه. [الوفاة: 271 - 280 ه]
قال ابن يونس: يَرْوِي عَنْ: الشافعي، توفي فِي جُمَادَى الأولى سنة إحدى وسبعين ومائتين.
وقال ابن عبد البر: يَرْوِي عَنْ: الشافعي كثيرا من كتبه، وكان مفتيا وأصله من القبط، كتب كثيرا من كتب الشافعي وصحبه، وروى عنه عشرة أجزاء.(6/591)
-[حَرْفُ الْكَافِ](6/592)
334 - كثير بن شهاب القزويني. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: محمد بن سابق، وعبد الله بن الجراح.
وَعَنْهُ: محمد بن مخلد، وإسماعيل الصفار، وابن البختري، وأبو الحسن القطان، وجماعة.
قَالَ ابن أبي حاتم: صدوق. كتب عَنْهُ بقَزْوين.
قلت: مات سنة اثنتين وسبعين.(6/592)
-[حَرْفُ الْمِيمِ](6/592)
335 - مالك بن يحيى، أبو غسان الكُوفيُّ الهمذاني السُّوسيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: عليّ بْن عاصم، ويزيد بن هارون، وجماعة.
وَعَنْهُ: عليّ بْن محمد الواعظ، ومحمد بْن محمد بْن عِيسَى الخيّاش المِصْريُّ، وآخرون.
تُوُفِّيَ بمصر فِي ربيع الأول سنة أربعٍ وسبعين.(6/592)
336 - محمد بْن أَحْمَد بْن رزين الْبَغْدَادِيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: يزيد بْن هارون، وعليّ بْن عاصم، وشبابة بْن سوّار، وأبي النَّضْر.
وَعَنْهُ: عَبْد الله بْن سُلَيْمَان الفاميّ، وأبو الْعَبَّاس بْن عُقْدة.
مات سنة ثلاثٍ وسبعين.(6/592)
337 - محمد بْن أَحْمَد بْن رِزْقان أبو بَكْر المِصِّيصيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
رَوَى عَنْ: عليّ بْن عاصم، وحجّاج الأعور، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو عليّ الحصائريّ، ومحمد بْن أبي حُذَيْفة، وأبو بَكْر بْن أبي دُجَانة، وأبو الميمون بْن راشد.
رِزقان قيّده ابنُ مَنْدَه، وابن ماكولا بالكسْر.(6/592)
338 - محمد بن أَحْمَد بْن واصل، أبو الْعَبَّاس الْبَغْدَادِيّ الْمُقْرِئ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: خَلَف بْن هشام، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن سعدان النحوي.
وَعَنْهُ: أبو مزاحم الخاقاني، وأبو الحسن بْن شَنَبُوذ المقرئان.
تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخرة سنة ثلاثٍ أيضًا.(6/592)
339 - محمد بْن أَحْمَد بْن يزيد بْن أبي الْعَوَّام الرِّياحيّ، أبو بَكْر، وقِيلَ: أبو جَعْفَر. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: يزيد بْن هارون، وعبد الوهاب بْن عطاء، وقُريش بن أَنَس، وأبي عامر العقديّ.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيل الصّفّار، وأبو الْعَبَّاس بْن عُقْدة، وأبو بَكْر الشّافعيّ، وأبو بَكْر بْن الهيثم الأنباري، وجماعة.
قال الدارقطني وغيره: صدوق.
مات فِي رمضان سنة ستٍّ وسبعين، وحديثه يقع لنا عاليًا.(6/593)
340 - محمد بْن أحْمَد بْن أبي المُثَنَّى يحيى بْن عِيسَى بْن هلال، أبو جَعْفَر التَّميميُّ الْمَوْصِلِيُّ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
شيخ المَوْصل ومحدِّثها فِي وقته.
رحل وَسَمِعَ: أَبَا بدْر شجاع بْن الْوَلِيد، وعبد الوهاب بْن عطاء، وجعفر بْن عَوْن، ويَعْلَى بْن عُبَيْد، وأخاه محمد بْن عُبَيْد، وأبا النَّضْر، ومحمد بْن القاسم الأسديّ، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: ابنُ أخته أبو يَعْلَى الْمَوْصِلِيّ، ومحمد بْن الْعَبَّاس بْن الفضل بيّاع الطّعام، ويزيد بْن محمد بْن إياس الحافظ، وعبد الله بْن جَعْفَر بْن إِسْحَاق الجابريّ، وآخرون، وسائر جزء الجابريّ، عَنْهُ.
قَالَ ابنُ إياس: كان من أَهْل الفضل والثقة، ومن آدب من رأينا من المحدثين.
قَالَ: وَكَانَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَابْنُ مَعِينٍ يُكَرِّمُونَهُ، وَكَانَتِ الرِّحْلَةُ إِلَيْهِ بِالْمَوْصِلِ بَعْدَ عَلِيِّ بْنِ حَرْبٍ. سَمِعْتُهُ يَقُولُ: خَرَجَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ يَوْمًا فَقُمْتُ، فَقَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَتَمَثَّلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَامًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ؟ فَقُلْتُ: إِنَّمَا قُمْتُ إِلَيْكِ وَلَمْ أَقُمْ لَكَ. فَاسْتَحْسَنَ ذَلِكَ.
تُوُفِّيَ سنة سبْعٍ وسبعين فِي شوّال.(6/593)
341 - محمد بْن أَحْمَد بْن الْوَلِيد بْن بُرْد الأنطاكيّ، أبو الْوَلِيد. [الوفاة: 271 - 280 ه][ص:594]
عَنْ: رَوّاد بْن الجرّاح، ومحمد بْن كثير الصَّنْعانيّ، ومحمد بْن عِيسَى بْن الطّبّاع، والهيثم بن جميل.
وَحَدَّثَ ببغداد،
فَرَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن المنادي، وإسماعيل الصّفّار، وأبو بَكْر الشّافعيّ، وجماعة.
وثّقه الدّارَقُطْنِيّ، وغيره.
ومات بأنطاكية عند قدومه من مكّة سنة ثمانٍ وسبعين.(6/593)
342 - محمد بْن أَحْمَد بْن حبيب البَغْداديُّ الذارع. [الوفاة: 271 - 280 ه]
. شيخ صدوق،
سَمِعَ: أَبَا عاصم النّبيل، وغيره.
وَعَنْهُ: عَبْد الصمد الطَّسْتيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بن تميم القنطري.
توفي سنة ثمانين.(6/594)
343 - محمد بْن أَحْمَد بْن أَنَس القُرَشيّ النَّيْسَابوريُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: حَفْص بْن عَبْد الله، وأبي عاصم النبيل، والمقرئ وخلق.
وَعَنْهُ: محمد بن الأخرم، ومحمد بْن صالح بن هانئ وقال: ثقة.
توفي سنة تسع وسبعين.(6/594)
344 - محمد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن أبان، أبو جَعْفَر النَّيْسَابوريُّ السَّرَّاج. [الوفاة: 271 - 280 ه]
بغدادي صدوق،
سَمِعَ: عليّ بْن الْجَعْد، ويحيى بْن معين
وَعَنْهُ: أبو سهل القطّان، والطَّسْتيّ، وجماعة.(6/594)
345 - محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُسْلِم، أبو أمية الْبَغْدَادِيّ، ثُمَّ الطَّرَسُوسيّ الحافظ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
رحل وطوّف وصنَّف،
وَسَمِعَ: عَبْد الله بْن بَكْر السَّهميّ، وشبابة بْن سوار، وعمر بن يونس اليمامي، وعبد الوهاب بْن عطاء، ورَوْح بْن عُبَادة، وجعفر بْن عون، وأبا مُسْهَر وخلْقًا كثيرًا.
وَعَنْهُ: أبو عَوَانَة، وابن جَوْصا، وعثمان بْن محمد السَّمَرْقَنْديّ، وأبو بَكْر بْن زياد النَّيْسَابوريُّ، وأبو عليّ الحصائريّ، وحفيده محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن أبي أُميّة، وخلْق. [ص:595]
وثّقه أبو دَاوُد، وغيره.
وقَالَ أبو بَكْر الخلّال: إمامٌ فِي الحديث رفيع القدر جدًا.
وقَالَ ابنُ يُونُس: تُوُفِّيَ بطرسوس فِي جُمَادَى الآخرة سنة ثلاثٍ وسبعين.(6/594)
346 - محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن جنّاد، أبو بَكْر المِنْقَري الْبَصْرِيّ، ويقال: الْبَغْدَادِيّ، البزّاز، [الوفاة: 271 - 280 ه]
ويقال أصله من مَرْو الرُّوذ.
سَمِعَ: مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم، وأبا الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ، والحوْضيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: عليّ بن محمد المِصْريُّ، والحكيميّ، ومحمد بْن الْعَبَّاس بْن نجيح.
وكان ثقة.
توفي سنة ست وسبعين بطريق مكّة أو بمصر.(6/595)
347 - محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن أبان، أبو عبد الله الجيرانيّ الأصبهاني المؤدب. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: بكر بْن بكّار، والحسين بْن حَفْص، وغيرهما.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بْن جَعْفَر السمسار، وعبد الله بْن محمد القباب.
وقَالَ أبو نُعَيْم الحافظ: ثقة. تُوُفِّيَ سنة ثمانٍ وسبعين
وقَالَ أبو عبد الله بْن مَنْدَه: مشهور، ثقة.(6/595)
348 - محمد بْن إِبْرَاهِيم، أبو حَمْزَةَ المَرْوَزِيُّ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
نزيل بغداد.
رَوَى عَنْ: عَبْدان بْن عثمان، وعَلِيّ بْن الْحَسَن بْن شقيق.
وَعَنْهُ: محمد بن مخلد، وعثمان ابن السماك، وغيرهما.
وثقه الخطيب.(6/595)
349 - محمد بن إبراهيم، أبو بكر الحلواني، [الوفاة: 271 - 280 ه]
قاضي بلخ. [ص:596]
حَدَّثَ ببغداد في أواخر عمره عَنْ: أبي جَعْفَر النُّفَيْليّ، وأحمد بْن عَبْد الملك بْن واقد الحراني.
وَعَنْهُ: إسماعيل الصفار، وعثمان ابن السماك، وحمزة العقبي.
وثقه الخطيب.(6/595)
350 - محمد بن إبراهيم بن عبدوس القرشي. مولاهم المغربي الفقيه المالكي، [الوفاة: 271 - 280 ه]
صاحب سَحْنُون.
كان إمامًا كبيرًا، مشهورًا، زاهدًا، عابدًا، خاشعًا، مُجاب الدعوة.
سمع من: سَحْنُون شيخه، ومن: مُوسَى بْن مُعَاوِيَة. وكان مولده سنة اثنتين ومائتين.
واجتمع فِي عصر واحد أربعةُ محمدين لا مثل لهم فِي معرفة مذهب مالك: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، ومحمد بْن الموّاز، مصريّان؛ ومحمد بْن سَحْنُون، ومحمد بن عبدوس، قَيْرَوانيّان.(6/596)
351 - محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن عُمَر بْن ميمون الرّمّاح. أبو بَكْر الخراساني البلْخيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
رحل وسَمِعَ: أَبَا نُعَيْم، وعبد الله بْن نافع الصّائغ، وعصام بْن يوسف البلْخيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: عُمَر بْن سهل الدِّينَوَرِيّ، وأحمد بْن شهاب العُكْبُريّ. وناب فِي القضاء لجعفر بْن عَبْد الواحد الهاشميّ بعُكْبرا. ثُمَّ ولي قضاء إصبهان من قبل المعتز بالله.
ذكر ابن النجار فِي تاريخه أنّه تُوُفِّيَ سنة أربعٍ وعشرين وثلاثمائة، وهو غلط ظاهر.(6/596)
352 - محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن كثير الصُّوريّ، أبو الْحَسَن. [الوفاة: 271 - 280 ه]
محدِّث مشهور أغفله ابنُ عساكر، وهو من شرطه.
رَوَى عَنْ: مؤمّل بْن إِسْمَاعِيل، ومحمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: عمرو بن عصيم الصوري، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن فيل الأنطاكي، وإبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي، وعبد الرحمن بن حمدان [ص:597] الجلاب، وآخرون، فروى الجلاب عنه، قال: حدثنا رواد بْن الجرّاح، ثُمَّ ذكر حديثًا مُنْكَرًا فِي ذكر المهدي. لكن ما قصر الجلّاب فقال: هَذَا حديث باطل، ومحمد لم يسمع من رواد ولا رآه. وكان مع هَذَا غاليًا فِي التّشيُّع.
قلت: آخر من رَوَى عَنْهُ بالإجازة الطَّبَرَانِيّ.(6/596)
353 - محمد بْن إدريس بْن المُنْذِر بْن دَاوُد بن مهران، أبو حاتم الغطفانيّ الحنْظليّ الرَّازيّ الحافظ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
أحد الأئمّةِ الأعلام.
وُلِدَ سنة خمسٍ وتسعين ومائة.
قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: كتبتُ الحديث سنة تسع ومائتين وأنا ابن أربع عشرة سنة.
سَمِعَ: عُبَيْد الله بْن مُوسَى، وأبا نُعَيْم، وطبقتهما بالكوفة، ومحمد بْن عَبْد الله الْأَنْصَارِيّ، والأصمعيّ وطبقتهما بالبصرة؛ وعفّان، وهوذة بْن خليفة، وطبقتهما ببغداد؛ وأبا مسهر، وأبا الجماهر محمد بْن عُثْمَان، وطبقتهما بدمشق، وأبا اليمان، ويحيى الوُحَاظيّ، وطبقتهما بحمص، وسعيد بْن أبي مريم، وطبقته بمصر، وخلقا بالنواحي والثغور. وتردَّد فِي الرحلة زمانًا.
قَالَ ابنه: سمعتُ أبي يقول: أول سنة خرجت فِي طلب الحديث أقمت سبْع سنين أحصيت ما مشيت على قدميّ زيادةً على ألف فرسخ، ثُمَّ تركت العدد بعد ذلك. وخرجت من البحرين إِلَى مصر ماشيًا، ثُمَّ إِلَى الرْملة ماشيًا، ثُمَّ إِلَى دمشق، ثُمَّ إِلَى أنطاكية، ثُمَّ إِلَى طَرَسُوس. ثُمَّ رجعت إِلَى حمص، ثُمَّ منها إِلَى الرَّقَّةِ، ثُمَّ ركبتُ إِلَى العراق. كلّ هَذَا وأنا ابنُ عشرين سنة.
دخلت الكوفة فِي رمضان سنة ثلاث عشرة.
قلت: أدرك عُبَيْد الله قبل موته بشهرين.
قَالَ: وجاءنا نعي أبي عَبْد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ وأنا بالكوفة.
ورحلتُ مرّةً ثانية سنة اثنتين وأربعين ومائتين، ورجعت إِلَى الرِّيّ سنة خمسٍ وأربعين.
وحججتُ رابع حجَّةٍ سنة خمسٍ وخمسين، قَالَ: وفيها حجّ ابني عَبْد الرَّحْمَن، وحزرت ما كتبت عن ابن نفيل يكون نحو أربعة عشر ألفًا، [ص:598] وكتب محمد بْن مُصّفَّى عنّي جزءًا انتخبه.
قلت: وحدَّث عَنْهُ من شيوخه: الصّفّار، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وعَبْدة بْن سُلَيْمَان المَرْوَزِيُّ، ومحمد بْن عوف الحمصيّ، والربيع بْن سُلَيْمَان المراديّ.
ومن أقرانه: أبو زُرْعة الرَّازيّ، وأبو زرعة الدمشقي.
ومن أصحاب السنن: أبو داود والنسائي، وقيل: إن البخاري، وابن ماجه رويا عَنْهُ ولم يصحّ؛ وأبو بَكْر بْن أبي الدُّنيا، وابن صاعد، وأبو عوانة، والقاضي المحامليّ، وأبو الْحَسَن عليّ بْن إِبْرَاهِيم القطّان صاحب ابنِ ماجه، وأبو عَمْرو محمد بن أحمد بن حكيم المديني، ومحمد بن مخلد العطار، والحسين بن عياش القطان، وحفص بن عمر الأردبيلي، وسليمان بن يزيد الفامي، وعبد الرحمن بن حمدان الجلاب، وبكر بن محمد المروزي الصيرفي، وعبد المؤمن بن خلف النسفي، وأبو حامد أحمد بن علي بن حسنويه المقرئ التاجر، وخلق كثير.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: قَالَ لي مُوسَى بْن إِسْحَاق القاضي: ما رَأَيْت أحفظ من والدك.
وقَالَ أَحْمَد بْن سَلَمَةَ الحافظ: ما رَأَيْت بعد إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، ومحمد بْن يحيى، أحفظ للحديث من أبي حاتم، ولا أعلم بمعانيه.
وقَالَ ابنُ أبي حاتم: سمعت يُونُس بْن عَبْد الأعلى يقول: أبو زُرْعة وأبو حاتم إماما خُراسان بقاؤهما صلاحٌ للمسلمين.
وقَالَ هبة الله اللّالكائيّ: أبو حاتم إمام حافظ متثبت.
وقَالَ النَّسائيّ: ثقة.
وقَالَ ابنُ أبي حاتم: سمعت أبي يقول: كنتُ أذاكر أَبَا زُرْعة، فقال لي: يا أَبَا حاتم قلَّ من يفهم هذا إذا رفعت هَذَا من واحدٍ واثنتين، فَمَا أقلّ من يُحسن هَذَا. وربُما أتيتك فِي شيء وأبقى إِلَى أن ألتقي معك، لا أجد من يشفيني. [ص:599]
وقال القاسم بن أبي صالح الهمذاني: سَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ يَقُولُ: قَالَ لِي أَبُو زُرْعَةَ: تَرْفَعُ يَدَيْكَ فِي الْقُنُوتِ؟ قُلُتْ: لا، أَفَتَرْفَعُ أَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ.
قُلْتُ: مَا حُجَّتُكَ؟ قَالَ: حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ.
قُلْتُ: رَوَاهُ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ. قَالَ: حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ. قُلْتُ: رَوَاهُ ابْنُ لَهِيعَةَ.
قَالَ: حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ.
قُلْتُ: رَوَاهُ عَوْفٌ.
قَالَ: فَمَا حُجَّتُكَ فِي تَرْكِهِ.
قُلْتُ: حَدِيثُ أَنَسٍ " أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنَ الدُّعَاءِ إِلا فِي الاسْتِسْقَاءِ ". فَسَكَتَ أَبُو زُرْعَةَ.
قُلْتُ: قَدْ ثَبُتَتْ عِدَّةُ أَحَادِيثَ فِي رَفْعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ، وَأَنَسٌ حكى بحسب ما رأى مِنْهُ.
وقَالَ ابنُ أبي حاتم سمعتُ أبي يقول: قلت على باب أبي الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ: من أغرب عليّ حديثًا صحيحًا فَلَه عليَّ درهم يتصدق به. وكان ثَمَّ خلقٌ، أَبُو زُرْعة فَمَنْ دونه؛ وإنّما كان مرادي أن يُلْقى عليَّ ما لم أسمع به.
فيقولون هُوَ عند فلان، فأذهب فأسمعه، فلم يتهيَّأ لأحدٍ أن يُغْرب عليَّ حديثًا.
وسمعت أبي يقول: كان محمد بْن يزيد الأسفاطيّ قد ولع بالتفسير وبحفظه، فقال يومًا: ما تحفظون في قوله: " فنقبوا في البلاد "؟ فسكتوا. فقلت: حدثنا أبو صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عن ابنِ عَبَّاس قَالَ: ضربوا فِي البلاد. [ص:600]
وسمعت أبي يقول: قدِم محمد بْن يحيى النَّيْسَابوريُّ الرِّيّ. فألقيت عليه ثلاثة عشر حديثًا من حديث الزُّهْرِيّ، فلم يعرف منها إلّا ثلاثة أحاديث.
قلت: إنما ألقى عليه من حديث الزُّهْرِيّ، لأنّ محمدا كان إليه المنتهى فِي معرفة حديث الزُّهْرِيّ، قد جمعه وصنَّفه وتتبعه حتى كان يقال له الزهري.
قَالَ: وسمعت أبي يقول: وبقيت بالبصرة سنة أربع عشرة ثمانية أشهرُ، فجعلت أبيع ثيابي حَتَّى نفدت. فمضيت مع صديق لي أدور على الشّيوخ، فانصرف رفيقي العشِيّ، ورجعت فجعلت أشرب الماء من الجوع. ثُمَّ أصبحت، فغدا عليّ رفيقي، فطفت معه على جوعٍ شديد، وانصرفت جائعًا. فَلَمَّا كان من الغد، غدا عليّ فقلت: أَنَا ضعيف لا يُمكنني. قَالَ: ما بك؟ قلت: لا أكتمك، مضى يومان ما طُعِمت فيهما شيئًا.
فقال: قد بقي معي دينار، فنصفه لك، ونجعل النصف الآخر فِي الكراء، فخرجنا من البصرة، وأخذت منه النّصف دينار.
سمعت أبي يقول: خرجنا من المدينة من عند دَاوُد الجعفريّ، وصرنا إِلَى الجار، فركبنا البحر، فكانت الريح فِي وجوهنا، فبقينا فِي البحر ثلاثة أشهر وضاقت صدورنا، وفني ما كان معنا. وخرجنا إِلَى البرّ نمشي أيّامًا حَتَّى فني ما تبقي معنا من الزّاد والماء. فمشينا يومًا لم نأكل ولم نشرب، ويوم الثاني كمثل، ويوم الثالث. فَلَمَّا كان المساء صلّينا وألقينا بأنفسنا، فَلَمَّا أصبحنا فِي اليوم الثالث، جعلنا نمشي على قدَر طاقتنا، وكنّا ثلاثة، أنا، وشيخ نيسابوري، وأبو زهير المروروذي. فسقط الشيخ مغشيا عليه، فجئنا نحركه وهو لا يعقل. فتركناه ومشينا قدر فرسخ، فضعفت وسقطت مغشيا عليّ، ومضى صاحبي يمشي، فرأى من بعيدٍ قومًا قرِّبوا سفينتهم من البرّ ونزلوا على بئر مُوسَى فَلَمَّا عاينهم لوَّح بثوبه إليهم فجاءوه معهم ماء، فسقوه وأخذوا بيده، فقال لهم: الحقوا رفيقين لي، فَمَا شعرت إلّا برجلٍ يَصُبُّ الماء على وجهي، ففتحت عينيّ، فقلت: اسقني فصبَّ من الماء [ص:601] فِي مشربة قليلًا، فشربت ورجعت إِلَيّ نفسي. ثُمَّ سقاني قليلًا وأخذ بيدي، فقلت: ورائي شيخ مُلقى. فذهب جماعةٌ إليه. وأخذ بيدي وأنا أمشي وأجرَّ رجلي، حَتَّى إذا بلغت عند سفينتهم وأتوا بالشيخ، وأحسنوا إلينا، فبقينا أيّامًا حَتَّى رَجَعت إلينا أنفُسُنا. ثُمَّ كتبوا لنا كتابًا إِلَى مدينة يُقَالُ لها راية، إلى واليهم. فزودونا من الكعك والسَّوِيق والماء. فلم نزل نمشي حَتَّى نفد ما كان معنا من الماء والقوت، فجعلنا نمشي جياعا على شط البحر، حتى دفعنا إلى سلحفاة مثل الترس. فعمدنا إلي حجر كبير، فضربنا على ظهرها فانفلق، فإذا فيها مثل صُفْرة البيض، فحسيناه حَتَّى سكت عنّا الجوع، حَتَّى توصلنا إِلَى مدينة الرّاية وأوصلنا الكتاب إلى عاملها. فأنزلنا في داره فكان يُقَدّمُ إلينا كل يوم القَرْع، ويقول لخادمه: هات لهم اليَقْطِين الْمُبَارَك. فيُقَدِّمه مع الخُبز أيّامًا. فقال واحد منّا: ألا تدعو باللّحم المشؤوم. فسمع صاحب الدّار، فقال: أَنَا أحسن بالفارسية فَإِنّ جدّتي كَانَتْ هَرَويّة. وأتانا بعد ذلك باللّحْم. ثُمَّ زوَّدنا إِلَى مصر.
سمعتُ أبي يقول: لا أُحصي كم مرّةٍ سرت من الكوفة إِلَى بغداد.
تُوُفِّيَ أبو حاتم فِي شعبان سنة سبع وسبعين، وله اثنتان وثمانون سنة.
قال: وأنشدني أبو محمد الإيادي في أبي يرثيه بقصيدة طويلة أولها:
أنفسي ما لك لا تجزعينا ... وعيني ما لك لا تدمعينا
ألم تسمعي بكسوف العلو ... م في شهر شعبان محقا مدينا
ألم تسمعي خبر المرتضى ... أبي حاتم أعلم العالمينا
وساق القصيدة كلها.(6/597)
354 - محمد بْن إدريس بْن عُمَر، أبو بَكْر الْمَكِّيّ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
ورّاق أبي بَكْر الحُمَيْديّ.
يروي عَنْ: أبي عاصم النبيل، وأبي عَبْد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ، وخلاد بن [ص:602] يحيى، وجماعة.
وَعَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم، وغيره وهو أقدم وفاةً من أبي حاتم بقليل.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: صدوق.(6/601)
355 - محمد بن أزهر، أبو جَعْفَر الْبَغْدَادِيّ الكاتب. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: أَبَا نُعَيْم، وأبا الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن خزيمة، وأبو بكر الشافعي.
توفي ببغداد فِي جُمَادَى الأولى سنة تسعٍ وسبعين.(6/602)
356 - محمد بن إِسْرَائِيل، أبو بَكْر الْجَوْهريّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: عَمْرو بْن حكّام، ومحمد بْن سابق.
وَعَنْهُ: ابنُ صاعد، وأبو بَكْر الشّافعيّ، وجماعة.
وثّقه الخطيب.
وَتُوُفِّيَ سنة تسعٍ أيضًا.(6/602)
357 - محمد بْن إِسْحَاق، أبو جعفر الأصبهاني المُسُوحيُّ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
نزيل همذان.
عَنْ: مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم، وأبي الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ، وجماعة.
وكان من الحُفّاظ.
وَعَنْهُ: عليّ بْن إِبْرَاهِيم القطّان، وابن أبي حاتم.(6/602)
358 - محمد بْن إِسْحَاق البغويّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
رَوَى عَنْ: أبي الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ، وخالد بن خداش.
وَعَنْهُ: محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، والطستي.
ثقة.(6/602)
359 - د: محمد بن إسماعيل بن سالم الصائغ القرشي، أبو جعفر [الوفاة: 271 - 280 ه]
مولى المهدي. [ص:603]
بغدادي نزل مكة.
سَمِعَ: روح بن عبادة، وأبا أسامة، وأبا داود الحفري، وحجاج بن محمد، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو داود وابن صاعد، وابن أبي حاتم، وعبد الله بْن الْحَسَن بْن بُنْدار، وجماعة.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: صدوق.
وقَالَ غيره: تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ستٍّ وسبعين، وقد قارب التسعين، وكان من كبار المحدِّثين.(6/602)
360 - محمد بْن إِسْمَاعِيل، أبو عبد الله الْبَغْدَادِيّ الدُّولابيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: أبي النَّضر هاشم بْن القاسم، ومنصور بْن سَلَمَةَ، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بْن مَخْلَد، وأبو عَمْرو ابن السّمّاك.
تُوُفِّيَ سنة أربعٍ وسبعين.
وثّقه الخطيب.
وله رحلة. لقي أبا اليمان، ونحوه.(6/603)
361 - محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن بشير، أبو عبد الله البخاري الميداني. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: القعنبي، وسعيد بْن مَنْصُور، وصدقة بْن الفضل المَرْوَزِيُّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابنه أبو عصمة أَحْمَد بْن محمد، وغيره.
تُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين.(6/603)
362 - ت ن: محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن يوسف، أبو إِسْمَاعِيل السلمي التّرمِذيّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ الحافظ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
رحل وطوف وجمع وصنّف.
سَمِعَ: محمد بْن عَبْد الله الْأَنْصَارِيّ، وأبا نُعَيْم، وقبيصة، وسعيد بْن أبي مريم، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وأبا بَكْر الحُمَيْديّ، وسليمان ابنَ بِنْت شُرَحْبيل، والحسن بْن سوّار البَغَويّ، وإسحاق الفروي، وخلقا كثيرا.
وَعَنْهُ: الترمذي والنسائي، وموسى بْن هارون، والفريابي، وإسماعيل الصّفّار، وخيثمة الأطْرابُلُسيّ، وأبو سهل [ص:604] القطّان، وأبو بكر الشافعي، وأبو بَكْر النّجّاد، وأبو عبد الله بن محرم، وخلق.
قال النَّسائيّ: ثقة.
وقَالَ الدّارَقُطْنِيّ: ثقة صدوق. تكلَّم فيه أبو حاتم.
وقال الخطيب: كان فَهِمًا مُتْقِنَا، مشهورًا بمذهب السنة.
وقَالَ ابنُ المنادي: تُوُفِّيَ فِي رمضان سنة ثمانين.(6/603)
363 - محمد بْن أصْبَغ بْن الفَرَج، أبو عبد الله المِصْريُّ المالكي. [الوفاة: 271 - 280 ه]
أحد الأئمة.
تفقه على والده.
ومات بمصر فِي شعبان سنة خمسٍ وسبعين.(6/604)
364 - محمد بْن بسّام بْن بَكْر، أبو بَكْر الجرجاني. [الوفاة: 271 - 280 ه]
كان يسكن قرية هيان بالقرب من جُرْجان.
رحل وَرَوَى عَنْ: القَعْنَبيّ، ومحمد بْن كثير، وجماعة.
وكان عنده المُوَطّأ عن القعنبي.
روى عَنْهُ: كُمَيْلُ بْن جَعْفَر، وأبو نُعَيْم بْن عدي، وغيرهما.
فذكر أبو نُعَيْم قَالَ: خرجنا إليه أربعين نفسًا، فأقمنا عنده شهرين، فكانت مؤونتنا ومؤونة دوابّنا عليه.
تُوُفِّيَ سنة تسعٍ وسبعين.(6/604)
365 - محمد بْن بِشْر بْن شريك النَّخَعي الكُوفيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
ضعيف.
لقبُه حَمْدان.
تُوُفِّيَ سنة سبعٍ وسبعين.(6/604)
366 - محمد بن بكر، أبو جعفر الفارسي، ثُمَّ الْمَوْصِلِيّ، الزّاهد. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: أبان بن سُفْيَان، وغسان بْن الرَّبِيع، وأحمد بْن يُونُس، ومسدّد بْن مُسَرْهَد، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أبو يَعْلَى الْمَوْصِلِيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن صَدَقَة، وجماعة. [ص:605]
تُوُفِّيَ سنة نيِّفٍ وسبعين.(6/604)
367 - محمد بْن جَابِر، أبو عبد الله المَرْوَزِيُّ الحافظ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: حِبّان بن مُوسَى، وأحمد بْن حنبل، وهُدْبَة بْن خَالِد، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أبو عبد الله الْبُخَارِيّ فِي تاريخه، وهو أكبر منه، وأبو الْعَبَّاس محمد بْن أَحْمَد بْن محبوب.
تُوُفِّيَ سنة سبْعٍ وسبعين.(6/605)
368 - محمد بْن الْجَهْم، أبو عبد الله السِّمَّريّ الكاتب الأديب، [الوفاة: 271 - 280 ه]
تلميذ يحيى الفرّاء وراويته.
سَمِعَ: عَبْد الوهاب بْن عطاء، ويزيد بْن هارون، وجعفر بْن عون، وَيَعْلَى بْن عُبَيْد، وطائفة.
وَعَنْهُ: مُوسَى بْن هارون، وأبو بَكْر بْن مجاهد، وإسماعيل الصّفّار، وأبو سهل القطّان، وأبو الْعَبَّاس الأصمّ، وأبو بَكْر الشّافعيّ، وآخرون.
قال الدّارَقُطْنِيّ: ثقة.
قلت: مات فِي جُمَادَى الآخرة سنة سبْعٍ وسبعين، وله تسع وثمانون سنة، قَالَ الدّانيّ أَخَذَ القراءة عَرضًا عن عابد بْن أبي عابد صاحب حَمْزَةَ وسمع الحروف من: خلف بْن هشام، وسليمان بْن دَاوُد الهاشميّ.
رَوَى عَنْهُ القراءة: ابنُ مجاهد، وجماعة.
وكان من أئمّة العربية، العارفين بها.(6/605)
369 - محمد بْن الْحَسَن بْن سَعِيد، أبو جَعْفَر الإصبهانيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
قدم بغداد، وحدَّث عَنْ: بَكْر بْن بكّار، وغيره.
وَعَنْهُ: محمد بْن مَخْلَد، وجماعة.
وكان موثَّقًا.(6/605)
370 - محمد بْن الْحُسَيْن بْن مُوسَى بْن أبي الحنين أبو جعفر الحنيني الكُوفيُّ المحدِّث [الوفاة: 271 - 280 ه]
صاحب المُسْنَد. [ص:606]
وقع لنا بعض مسنده عاليا.
سَمِعَ: عبيد الله بْن مُوسَى، وأبا غسّان مالك بْن إسماعيل، وأبا نعيم، وعبد الله بن مسلمة القَعْنَبيّ، وكان عنده عَنْهُ الموطّأ.
وَعَنْهُ: ابنُ مخلد، والقاضي المحاملي، وعثمان ابن السماك، وأبو سهل بن زياد، ومُكْرَم القاضي، ومحمد بْن عليّ بْن دُحَيْم الكُوفيُّ، وجماعة.
وثّقه الدّارَقُطْنِيّ، وغيره.
ومات سنة سبع وسبعين.(6/605)
371 - محمد بْن حَمَّاد، أبو عبد الله الطِّهْرانيّ الرَّازيّ المحدِّث، [الوفاة: 271 - 280 ه]
نزيل عسقلان.
رحّال جوَّال.
سَمِعَ: عَبْد الرّزّاق، وعُبَيْد الله بْن مُوسَى، وأبا عاصم، وعُبَيْد الله بْن عَبْد المجيد الحنفيّ، وخلقا من طبقتهم.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وإبراهيم بْن أبي ثابت، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم ووثّقه.
وقَالَ: كتبت عَنْهُ بالرّيّ، وبغداد، والإسكندرية.
وقال الدارقطني: ثقة.
وقال ابن عدي: سمعت مَنْصُور الفقيه يقول: لم أرَ من الشيوخ أحدًا، فأحببت أن أكون مثلهم، يعني فِي الفضل، غير ثلاثة أنفُس، أوَّلهم محمد بْن حمّاد الطِّهْرانيّ.
تُوُفِّيَ الطِّهْرانيّ بعسقلان، سنة إحدى وسبعين فِي ربيع الآخر. وقد نَيَّف على الثَّمانين.(6/606)
372 - محمد بْن خَالِد بْن يزيد، أبو بَكْر الشَّيْبانيّ القُلُوصُيّ الرَّازيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: أَحْمَد بْن حنبل، وهشام بن عمّار، وابن أبي الحواري، وجماعة كثيرة.
وأكثر التَّرْحال ونزل نَيْسابور.
روى عَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم، وإسحاق بْن أَحْمَد الفارسيّ، والحسن بْن يعقوب البخاري، وآخرون. [ص:607]
قَالَ ابنُ أبي حاتم: كان صدوقًا.(6/606)
373 - محمد بْن خُزَيْمَة بْن راشد، أبو عَمْرو الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
حدّث بالدّيار المصرية عَنْ: محمد بْن عَبْد الله الأنصاري، وحجاج بن منهال، وجماعة.
وروى كُتُب حَمَّاد بْن سَلَمَةَ.
روى عَنْهُ: ابنُ جوصا، والطَّحاويّ.
وأدركه الموت بالإسكندرية فِي جُمَادَى الآخرة سنة ست وسبعين.
أخبرني عيسى بن يحيى الأنصاري قال: أخبرنا عبد الرحيم بن يوسف قال: أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ، قال أخبرنا محمد بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ الْحُسَيْنِ، وعبد الرحمن بن عمر ببغداد قالوا أخبرنا الحسن بن أحمد البزاز قال حدثنا عبد الرحمن بن نصر المصري الشاعر من حفظه، قال: حدثنا محمد بن خزيمة، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ ثُمَامَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْزِلَةِ صَاحِبِ الشُّرْطَةِ مِنَ الأَمِيرِ، يَعْنِي يَنْظُرُ فِي أُمُورِهِ.
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، عن محمد عن الأَنْصَارِيِّ.(6/607)
374 - محمد بْن خليفة، أبو جَعْفَر الدَّيْرعاقُوليّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: أبي نُعَيْم، وعفّان بْن مُسْلِم.
وَعَنْهُ: أبو سهل القطّان، وغيره.
تُوُفِّيَ سنة ستٍّ أيضا.
قال الدارقطني: صدوق.(6/607)
375 - محمد بْن راشد الصُّوريّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: يحيى البابْلُتّيّ.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانِيّ.(6/607)
376 - محمد بْن الرَّبِيع بْن سُلَيْمَان المُراديّ الْمِصْرِيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه][ص:608]
حَدَّثَ عَنْ: يحيى بْن بُكَيْر، وغيره.
ولم تَطُلْ حياتُه بعد أَبِيهِ.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين.(6/607)
377 - محمد بْن سَعْد بْن محمد بْن الحَسَن بْن عطية العَوْفيّ، أبو جَعْفَر الْبَغْدَادِيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
من بيت الحديث والعلم.
سَمِعَ: أَبَاه، ويزيد بْن هارون، ويعقوب بْن إِبْرَاهِيم بْن سعد، ورَوْح بن عبادة، وعبد الله بْن بُكَيْر.
وَعَنْهُ: محمد بن مَخْلَد، وأحمد بن كامل، وعبد الله الخراسانيّ، وجماعة.
قَالَ الحاكم: سَأَلت الدّارَقُطْنِيّ عنه، فقال: لا بأس به.
تُوُفِّيَ أبو جَعْفَر فِي ربيع الآخر سنة ستٍّ وسبعين.(6/608)
378 - محمد بْن سليمان المنقري الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
حدّث بالشّام عن سُلَيْمَان بْن حرب، وأبي عمر الحوضي، ومسدد.
وَعَنْهُ: أبو محمد بن زبر القاضي، ومحمد بن محمد بن أبي حذيفة، وآخرون.(6/608)
379 - محمد بن سلمة من شيوخ الحنفية. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عاش نيفا وثمانين سنة، ومات سنة ثمان وسبعين.(6/608)
380 - محمد بن سنان بن يزيد، أبو الحسن الْبَصْرِيُّ القزاز، [الوفاة: 271 - 280 ه]
صاحب جزء القزاز.
سَمِعَ: عُمَر بْن يُونُس، ورَوْح بْن عُبَادة، ومحمد بْن بَكْر البُرْسانيّ، وأبا عامر العقديّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: المَحَامِليّ، وابن صاعد، وإسماعيل الصّفّار، وجماعة.
رماه أبو دَاوُد بالكذِب.
وأمّا الدّارَقُطْنِيّ فقال: لا بأس به.
تُوُفِّيَ ببغداد فِي رجب سنة إحدى وسبعين. [ص:609]
وكان أخوه يزيد بْن سِنَان من شيوخ مصر.
قال ابن خراش: محمد بْن سِنَان ليس بثقة.
وقَالَ أبو عُبَيْد الآجُرّيّ: سمعت أَبَا دَاوُد يُطْلق فِي محمد بْن سِنَان الكذِب.(6/608)
381 - محمد بْن سهل، أبو الفضل العَتَكيّ الهَرَويّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: خلّاد بْن يحيى، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بن الحسن المحمدآباذي النَّيْسَابوريُّ، ومحمد بْن وصيف الفاميّ.(6/609)
382 - محمد بْن شاذان القاضي، أبو بَكْر الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
نائب القاضي بكّار وخليفته على قضاء الدّيار المصريّة حين سار إِلَى الشّام.
تُوُفِّيَ سنة أربعٍ وسبعين.(6/609)
383 - محمد بْن شدّاد بْن عِيسَى، أبو يَعْلَى المسمعي المتكلم المعتزلي المعروف بزُرْقان. [الوفاة: 271 - 280 ه]
كان آخر من حدّث عن يحيى بن سعيد القطان
وَرَوَى عَنْ: أبي زُكَيْر يحيى بْن محمد الْمَدَنِيّ، وعَبّاد بْن صُهَيْب، ورَوْح بْن عُبَادة، وجماعة.
وَعَنْهُ: الْحُسَيْن بْن صَفْوان، ومُكْرَم القاضي، وأبو بَكْر الشّافعيّ.
وحديثه من أعلى ما فِي الغَيْلانيّات.
قَالَ البَرْقانيّ: ضعيف جدًا؛ كان الدّارَقُطْنِيّ يقول: لا يُكتب حديثه.
وقَالَ الشّافعيّ: تُوُفِّيَ سنة ثمانٍ وسبعين ومائتين.
وقَالَ ابنُ عُقْدة: سنة تسعٍ.(6/609)
384 - محمد بْن صالح، أبو بَكْر الأنماطيّ الْبَغْدَادِيّ كَيْلَجَة. [الوفاة: 271 - 280 ه]
حافظ حُجّة مشهور.
طوَّف وَسَمِعَ: عفّان بْن مُسْلِم، وسعيد بْن أبي [ص:610] مريم، ومسلم بن إبراهيم، وطبقتهم.
رَوَى عَنْهُ: المحاملي، ومحمد بن مخلد، وإسماعيل الصفار.
قال أبو داود: صدوق.
توفي بمكة سنة إحدى وسبعين.
وقد سماه ابن مخلد في بعض المواضع: أحمد.
وقال النسائي: أحمد بن صالح بغدادي ثقة.
وقال الدارقطني كذلك، وزاد فقال: اسمه محمد بن صالح.
وقال الخطيب: هو محمد بلا شك.
وقال المزي: روى النسائي حديثا، عن أَحْمَد بْن صالح، عن يحيى بْن محمد، عن ابنِ عجلان، فإن كان كيلجة، فقد سقط بينه وبين يحيى بن محمد أبي زكير رجل، وإن كان يحيى هو الجاري، فقد سقط بينه وبين ابنُ عَجْلان رَجُل.
قلت: بل أقول هو شيخ للنسائي يروي عن أبي زكير، ولعله ابن الطبري الحافظ الَّذِي نال منه النَّسائيّ.(6/609)
385 - محمد بْن صالح بْن شُعْبَة، أبو عبد الله الواسطيّ، ويعرف بكعب الذارع. [الوفاة: 271 - 280 ه]
حدّث ببغداد عن عاصم بْن عليّ، وأبي سَلَمَةَ التَّبُوذكيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو جَعْفَر بْن البَخْتَرِيّ، وأبو بَكْر بْن مالك الإسكافيّ.
وثقة الخطيب.
ومات سنة ستٍّ وسبعين.(6/610)
386 - محمد بْن صالح التّرمِذيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: عُثْمَان بْن أبي شَيْبَة، وهشام بْن عمّار، وطبقتهما.
وَعَنْهُ: الهيثم بْن [ص:611] كليب في مسنده، وأبو العباس المحبوبي.(6/610)
387 - محمد بْن عَبْد الله بْن مخلد الإصبهاني. [أبو الحسين] [الوفاة: 271 - 280 ه]
رَحَلَ وَسَمِعَ: محمد بن أبي بَكْر المقدّميّ، وقتيبة بْن سَعِيد، وداود بْن رشيد، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو الْحَسَن بْن جَوْصا، وإِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مروان الدمشقيان، وجماعة.
ذكره أبو نعيم وكناه أبا الحسين، وقَالَ: يُعْرف بورّاق الرَّبِيع بْن سُلَيْمَان.
تُوُفِّيَ بمصر قبل التّسعين.
قلت: تُوُفِّيَ فِي رجب سنة اثنتين وسبعين.(6/611)
388 - محمد بن عبد الله ابن الْإِمَام أبي مُسْهِر عَبْد الأعلى بْن مُسْهِر الغسّانيّ الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: جده، وأبي الجماهر محمد بن عثمان، وأبي النضر إسحاق بن إبراهيم الفراديسي، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو ذَرّ عَبْد الرّبّ بن محمد وابن جوصا، وجماعة.
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين عن خمسٍ وتسعين سنة.(6/611)
389 - مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى، أبو عبد الله السعدي البخاري. [الوفاة: 271 - 280 ه]
يروي عَنْ: أبي حفص أحمد بن حفص البخاري، وحبان بْن مُوسَى، وجماعة.
تُوُفِّيَ سنة تسعٍ وسبعين.(6/611)
390 - محمد بْن عَبْد الحكم بْن يزيد القِطْريّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
قيّده الأمير.
سَمِعَ: سَعِيد بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَآدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، وجماعة.
وَعَنْهُ: عُثْمَان [ص:612] ابن محمد السَّمَرْقَنْديّ، وخَيْثَمة الأطْرابُلُسيّ، وابن الأعرابيّ، ومحمد بن يوسف الهروي.
وقد روى عن قالون قراءته، وتفرَّد عَنْهُ بلفظة لا تُعرف فِي قراءته. وكان من أَهْل الرملة.(6/611)
391 - محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن يُونُس الرَّقّيّ السّرّاج. [الوفاة: 271 - 280 ه]
حَدَّثَ ببغداد عَنْ: أَبِيهِ، وعَمْرو بْن خَالِد الحرّانيّ، ومحمد بن إسماعيل بن عياش.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن مخلد، وغيره.
وَحَدَّثَ بدمشق. وَرَوَى عَنْهُ: ابن جوصا، وخيثمة.
مولده سنة مائتين.(6/612)
392 - محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام ابن صقر بني أُمَّية عَبْد الرَّحْمَن بْن معاوية بْن هشام بْن عبد الملك، الأمير أبو عبد الله الأموي المرواني الأندلسي، [الوفاة: 271 - 280 ه]
صاحب الأندلس.
كان من خيار ملوك بني أمية، ذا فضل ودين وعلم وفصاحة وشجاعة وإقدام وحزْم وعدْل.
بويع بالإمرة عند موت والده سنة ثمانٍ وثلاثين، فامتدّت أيّامه، وبقي فِي الإمرة خمسًا وثلاثين سنة. وأُمُّه أُمُّ ولد.
وقِيلَ: إنّه كان يتوغّل فِي بلاد الفِرَنْج، ويبقي فِي الغزوة العام والعامين، فيقتل ويأسر ويسبي.
قَالَ بقي بْن مَخْلَد المحدِّث: ما رَأَيْت ولا علمت أحدًا من الملوك، ولا سمعت أبلغ لفظًا من الأمير محمد، ولا أفصح ولا أعقل منه.
وقال أبو المظفر ابن الجوزي: هو صاحب وقعة سليط، وهي ملحمةٍ مشهورة، لم يُعهد قبلها مثلها بالأندلس، يقال إنه قتل فيها ثلاثمائة ألف كافر. وهذا لم يُسمع بِمِثْلِهِ.
قَالَ: وللشُّعراء فيها أقوال كثيرة.
قلت: وهو الَّذِي نصر بقي بْن مَخْلَد على الّذين تعصَّبوا عليه. [ص:613]
تُوُفِّيَ إِلَى رحمة الله فِي صفر سنة ثلاثٍ وسبعين، وبُويع من بعده ابنه المنذر بْن محمد، فلم يُطَوِّل.(6/612)
393 - محمد بْن عَبْد النّور، أبو عبد الله الكُوفيُّ الخزاز الْمُقْرِئ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
قرأ القرآن على خَالِد بْن يزيد.
وَسَمِعَ مِنْ: جَعْفَر بْن عون، ويحيى بْن آدم.
وَعَنْهُ: محمد بن مخلد، وأحمد بن جعفر ابن المنادي.
توفي في جمادى الآخرة سنة اثنتين وسبعين.(6/613)
394 - ن: محمد بْن عَبْد الوهاب بْن حبيب. الفقيه أبو أَحْمَد العَبْديّ النَّيْسَابوريُّ الفرّاء الأديب. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: حَفْص بْن عَبْد الله السُّلَميّ، وشَبَّابة بْن سَوّار، ومُحَاضر بْن المورّع، وجعفر بْن عون، والواقديّ، ويحيى بْن أبي بُكَيْر، والأصمعيّ.
وأقدم شيخ له موتًا حَفْص بْن عَبْد الرَّحْمَن الفقيه.
وكان مُكثرًا عن الحجازيّين والعراقيّين.
أَخَذَ الأدب عن الأصمعيّ، وابن الأعرابيّ، وأبي عُبَيْد، والحديث عن أحمد وابن المدينيّ، والفقه عن أَبِيهِ، وعليّ بْن عَثَّام.
وكان فيما قَالَ عَنْهُ الحاكم: يفتى فِي هَذِهِ العلوم ويُرجع إليه فيها.
كتب عَنْهُ: أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَعَلِيُّ بْنُ عَثّام، وبِشْر بْن الحكم.
وَرَوَى عَنْهُ من أقرانه: محمد بْن يحيى، وأحمد بن سعيد الدارمي، وأحمد بن الأزهر، وغيرهم.
ومن الأئمة: النسائي ومسلم، وقَالَ: ثقة؛ وإبراهيم بْن أبي طَالِب، وابن خُزَيْمَة، والسّرّاج، وأبو عبد الله بْن الأخرم، والحسن بِن يعقوب، وآخرون، وحديثه فِي الثّقفيّات بعُلُوّ.
ذكر أبو أَحْمَد مرّة السلاطين فقال: اللَّهُمَّ أَنْسِهم ذِكري، ومن أراد ذِكري عندهم فاشْدُدْ على قلبه فلا يذكرني. [ص:614]
وقال أبو أحمد: أول ما كتبت عن يحيى بن يحيى سنة سبع وتسعين ومائة.
قلت: في صحيح البخاري حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا أبو غسان، فذكر حديثا.
فيقال: إنّ أَبَا أَحْمَد هُوَ الفرّاء؛ وقِيلَ هُوَ مرار بْن حمَّويه؛ وقِيلَ: محمد بْن يوسف البَيْكَنْدي.
تُوُفِّيَ الفرّاء في أواخر سنة اثنتين وسبعين، وله خمسٌ وتسعون سنة.
قَالَ ابنُ ماكولا وغيره: لقبه حمك.(6/613)
395 - محمد بْن عبدك القزّاز. [الوفاة: 271 - 280 ه]
بغدادي ثقة.
عَنْ: عَبْد الله بْن بَكْر، ورَوْح بْن عُبَادة، وحجّاج الأعور، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن البختري، وعثمان ابن السّمّاك، وعبد الله بْن سُلَيْمَان الفاميّ.
مات في شوال سنة ست وسبعين.(6/614)
396 - محمد بْن أبي دَاوُد عُبَيْد الله بْن يزيد، أبو جعفر ابن المنادي الْبَغْدَادِيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: حَفْص بْن غِياث، وإسحاق الأزرق، وأبا بدْر السَّكُونيّ، وأبا أُسامة، ورَوْح بن عبادة، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: البخاري لكن قال: حدثنا أَحْمَد بْن أبي دَاوُد. والأكثر على أنّه هُوَ، وَهِمَ الْبُخَارِيّ فِي اسمه. وقد وقع لنا الحديث المذكور موافقة عالية في المجالس السلماسية.
وروى عَنْهُ: أبو القاسم البَغَويّ، وأبو جَعْفَر بن البختري، وحفيده أحمد بن جعفر ابن المنادي، وإسماعيل الصّفّار، وابن أبي حاتم، وأبو الْعَبَّاس الأصمّ، وأبو عَمْرو الدّقّاق، وأبو سهل القطان، وخلق. [ص:615]
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
وقَالَ ابنُ المنادي: كتب عنّي يحيى بْن معين حديثًا، عن أبي النضر.
وقال أبو الحسين ابن المنادي: قَالَ لنا جدّي: وُلِدَت فِي نصف جُمَادَى الأولى سنة إحدى وسبعين ومائة.
ومات فِي رمضان سنة اثنتين وسبعين، وله مائة سنة، وسنة وأربعة أشهر، واثني عشر يومًا.(6/614)
397 - محمد بْن عُثْمَان النَّشيطيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
كان بحلب فِي حدود الثمانين ومائتين.
سَمِعَ: أَبَا عَلِيٍّ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ.
روى عَنْهُ: الطَّبَرَانِيّ. وهو من كبار شيوخه.(6/615)
398 - محمد بْن عليّ بْن سُفْيَان الصَّنْعانيّ النّجّار. أبو عبد الله. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: عبد الرزاق.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن حمدون الأعمشي، وأبو عوانة.
تُوُفِّيَ فِي رمضان سنة أربع وسبعين.
ورّخه ابنُ عُقْدة، وقَالَ: بلغني أنّه مات وله مائة سنة وشهران أو ثلاثة.(6/615)
399 - محمد بْن عليّ، أبو جَعْفَر الْبَغْدَادِيّ الحافظ، حمدان الورّاق. [الوفاة: 271 - 280 ه]
من فُضَلاء أصحاب الْإِمَام أَحْمَد.
سَمِعَ: عُبَيْد الله بْن مُوسَى، وأبا نُعَيْم، وطبقتهما.
وَعَنْهُ: محمد بْن مَخْلَد، وإسماعيل الصّفّار، وأحمد بْن عُثْمَان بْن ثوبان، وآخرون.
تُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين.
قَالَ الخطيب: وكان ثقة حافظًا من النُّبَلاء.(6/615)
400 - محمد بْن عليّ بْن عفّان الكُوفيُّ العامري، [الوفاة: 271 - 280 ه]
أخو الْحَسَن بْن عليّ. [ص:616]
سمع من: الْحَسَن بْن عطية، وغيره.
وقرأ القرآن على عبيد الله بن موسى.
وأقرأ.
وَعَنْهُ: ابنُ عُقْدة، وعليّ النَّخَعيّ، وعليّ بْن محمد بْن الزُّبَيْر.
وآخرون.
تُوُفِّيَ فِي صفر سنة سبْعٍ وسبعين.(6/615)
401 - محمد بْن عليّ بْن زُهَيْر، أبو عَبْد الرَّحْمَن الْقُرَشِيّ الجرجاني، المُلقَّب: حمار عفّان، للُزُومه إيّاه. [الوفاة: 271 - 280 ه]
أكثر عن أبي نُعَيْم، وعفّان، وطبقتهما.
روى عَنْهُ: ابنه عَبْد الرَّحْمَن، وغيره.(6/616)
402 - محمد بن عمران بن حبيب الهمذاني. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: القاسم بن الحكم العرني، وعبد الصمد بن حسان، وعبيد الله بن موسى، وطائفة.
وَعَنْهُ: عبد الرحمن بن حمدان الجلاب، وحفص بن عمر الأردبيلي.
توفي سنة تسع وسبعين.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: صدوق أجاز لي.(6/616)
403 - محمد بن عميرة العتقي التُّدْميريّ الأندلسيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
رَوَى عَنْ: يحيى بْن يحيى، وأصبغ بْن الفرج، ويحيى بْن بُكَيْر، وسحنون بْن سَعِيد، وأبي مُصْعَب الزُّهْرِيّ، وطبقتهم.
تُوُفِّيَ سنة ست وسبعين.(6/616)
404 - د: محمد بْن عوف بْن سُفْيَان الحافظ، أبو جَعْفَر الطّائيّ الحمصيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
رحل وَسَمِعَ: الكثير من عُبَيْد الله بْن مُوسَى، ومحمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، وأبي المغيرة عَبْد القدوس، وعبد السلام بن عبد الحميد السكوني، وهاشم بن عَمْرو شقران، وأبي مُسْهر الغسّانيّ، وآدم بن أبي إياس وخلق.
وَعَنْهُ: أبو داود والنسائي فِي مُسْنَد عليّ، وأبو حاتم، وابن جَوْصا [ص:617] وعبد الرَّحْمَن بن أبي حاتم، وعبد الغافر بْن سَلَامة، وخيثمة بْن سُلَيْمَان، وطائفة.
وقد سمع منه: الْإِمَام أَحْمَد، مع جلالته، حديثًا رَوَاه له، عن أَبِيهِ.
قَالَ ابنُ عدي: محمد بْن عوف عالمٌ بحديث الشّام، صحيحًا وضعيفًا.
وكان عليه اعتماد ابنُ جَوْصا، ومنه يسأل، وخاصّة حديث أَهْل حمص.
قلت: وقد أثنى عليه غير واحد من الكبار، ووصفوه بالحفظ والتَّبَحُّر.
وقَالَ الْقَاضِي عَبْدُ الصَّمَدِ فِي تَارِيخِهِ: سَمِعْتُ محمد بْنَ عَوْفٍ يَقُولُ: كُنْتُ أَلْعَبُ فِي الْكَنِيسَةِ بِالْكُرَةِ وَأَنَا حَدَثٌ، فَدَخَلَتِ الْكُرَةُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَوَقَعَتْ بِالْقُرْب مِنِ الْمُعَافَى بْنِ عِمْرَانَ، يَعْنِي الْحِمْصِيَّ فَدَخَلْتُ لآَخُذَهَا، فَقَالَ: ابْنُ مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: ابْنُ عَوْفٍ.
قَالَ: أَمَا إِنَّ أَبَاكَ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا، وَكَانَ مِمَّنْ يَكْتُبُ مَعَنَا الْعِلْمَ وَالَّذِي يُشْبِهُكَ أَنْ تَتَّبِعَ مَا كَانَ عَلَيْهِ وَالِدُكَ. فَصِرْتُ إِلَى أُمِّي فَأَخْبَرْتُهَا، فَقَالَتْ: صَدَقَ يَا بُنَيَّ، فَأَلْبَسَتْنِي ثَوْبًا وَإِزَارًا، ثُمَّ جِئْتُ إِلَيْهِ وَمَعِي مِحْبَرَةٌ وورق، فقال لي: اكتب حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: كَتَبَتْ لِي أُمُّ الدَّرْدَاءِ فِي لوحي بما تعلمني " اطلبوا الْعِلْمُ صِغَارًا تَعْمَلُوا بِهِ كِبَارًا، فَإِنَّ لِكُلِّ حَاصِدٍ مَا زَرَعَ ".
فَكَانَ هَذَا أَوَّلَ مَا سَمِعْتُهُ.
تُوُفِّيَ فِي وسط سنة اثنتين وسبعين.(6/616)
405 - محمد بْن عِيسَى بْن حَيّان، أبو عبد الله المدائنيّ الْمُقْرِئ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: سُفْيان بْن عُيَيْنة، وشُعَيْب بْن حرب، ومحمد بْن الفضل بْن عطيّة، وعليّ بْن عاصم، ويزيد بْن هارون.
وَعَنْهُ: أبو بَكْر بْن أبي دَاوُد، وأبو بَكْر بْن مجاهد، وخيثمة، وإسماعيل الصّفّار، وعثمان ابن السّمّاك، والأدميّ، وآخرون.
قَالَ الدّارَقُطْنِيّ: ضعيف.
وقَالَ البَرْقانيّ: لا بأس به.
تُوُفِّيَ سنة أربعٍ وسبعين، عن سِنٍّ عالية.(6/617)
406 - محمد بْن عِيسَى بن سورة بْن مُوسَى السُّلَميّ. الحافظ أبو عِيسَى التّرمِذيّ الضّرير، [الوفاة: 271 - 280 ه][ص:618]
مصنَّف كتاب الجامع.
وُلِدَ سنة بضْعٍ ومائتين.
وَسَمِعَ: قُتَيْبَةَ بْن سَعِيد، وأبا مُصْعَب الزُّهْرِيّ، وإبراهيم بْن عَبْد الله الهرويّ، وإسماعيل بن مُوسَى السُّدّيّ، وصالح بْن عَبْد الله التّرمِذيّ، وعبد الله بْن مُعَاوِيَة، وحُمَيْد بْن مسعدة، وسُوَيْد بْن نصر المروزيّ، وعليّ بْن حُجر السعديّ، ومحمد بْن حميد الرَّازيّ، ومحمد بْن عَبْد الْعَزِيز بْن أبي رزمة، ومحمد بْن عَبْد الملك بْن أبي الشَّوارب، وأبا كُرَيْب محمد بْن العلاء، ومحمد بْن أبي معشر السِّنْديّ، ومحمود بْن غَيْلان، وهنّاد بْن السَّريّ، وخلْقًا كثيرًا.
وأخذ علم الحديث عن أبي عَبْد الله الْبُخَارِيّ.
وَعَنْهُ: حَمَّاد بْن شاكر، ومكحول بْن الفضل، وعبد بْن محمد، ومحمد بْن محمود بْن عنبر النَّسَفيّون، والهيثم بْن كُلَيْب الشّاشيّ، وأحمد بْن عليّ بْن حَسْنَوَيْه النَّيْسَابوريُّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن محبوب المَرْوَزِيُّ، ومحمد بْن المنذر شكر، والربيع بن حيان الباهليّ، والفضل بْن عمّار الصّرّام، وآخرون.
ذكره ابنُ حِبّان فِي الثّقات وقَالَ: كَانَ مِمَّنْ جمع وصنَّف وحفظ وذاكر.
قلت: ويقال له البُوغيّ، بضم الموحّدة وبغَيْنٍ مُعْجَمَةٍ.
وبُوغ: قرية على ستّة فراسخ من تِرْمِذ، بفتح التّاء، وقيل بضمها، ويقال بكسرها. قال أبو الفتح اليعمري: ويقوله المتوقون وأهل المعرفة: بضم التاء والميم والذي نعرفه بكسرها، وهي على نهر بلخ.
قلت: وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ شَيْخُهُ أبو عبد الله الْبُخَارِيُّ حَدِيثًا؛ فَإِنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَلِيٍّ: " لا يَحِلُّ لأَحَدٍ يُجْنِبُ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ غَيْرِي وَغَيْرُكَ " سَمِعَ مِنِّي محمد بن إسماعيل هذا الحديث. [ص:619]
قال عبد المؤمن بن خلف النسفي: قرئ عليه الجامع فِي دارنا بنَسَف وأنا صغير ألْعب.
قلت: وآخر من روى حديثه عاليًا أبو المنجى ابن اللتي.
وكتابه الجامع يدلّ على تبحُّرهِ فِي هَذَا الشأن، وَفِي الفقه، واختلاف العلماء. ولكنّه يترخَّص في التصحيح والتَّحسين، ونَفَسُه فِي التخريج ضعيف.
قَالَ أبو سَعِيد الإدريسيّ: كان أبو عِيسَى يُضْرَبُ به المثل في الحفظ، فسمعت أبا بكر محمد بن أحمد بْن الْحَارِث المَرْوَزِيُّ الفقيه يقول: سمعت أَحْمَد بْن عَبْد الله بْن دَاوُد المَرْوَزِيُّ يقول: سمعت أَبَا عِيسَى يقول: كنت فِي طريق مكة وكنت قد كتبت جزأين من أحاديث شيخ، فمرّ بنا، فذهبت إليه وأنا أظن أن الجزأين معي، ومعي في محملي جزءان حسبتهما الجزأين فلما أذن لي أخذت الجزأين، فإذا هما بياض. فتحيّرت، فجعل الشَّيْخ يقرأ عليّ من حِفْظه.
ثُمَّ نظر إليَّ فرأى البياض فِي يدي، فقال: أما تستحي منّي؟ فقصصت عليه أمره، وقلت: أحفظه كلّه.
فقال: اقرأ. فقرأت جميع ما قرأ عليَّ أولًا، فلم يصدقني.
وقَالَ: استظهرت قبل أن تجيئني.
فقلت: حَدَّثَنِي بغيره.
فقرأ عليَّ أربعين حديثًا من غرائب حديثه، ثُمَّ قَالَ: هاتِ اقرأ.
فقرأت عليه من أوّله إِلَى آخره، فَمَا أخطأت فِي حرف، فقال: ما رَأَيْت مثلك.
وقَالَ أبو أَحْمَد الحاكم: سمعتُ عُمَر بْن علَّك يقول: مات محمد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ ولم يُخلف بخُراسان مثل ابنِ عِيسَى فِي العلم والحفظ [ص:620] والزُّهْد والورع، بكى حَتَّى عَمي وبقي على ضرره سنين.
وقَالَ محمد بْن طاهر الحافظ فِي المنثور له: سمعت الْإِمَام أَبَا إِسْمَاعِيل عَبْد الله بْن محمد الْأَنْصَارِيّ بهراة، وجرى ذكر التّرمِذيّ، فقال: كتابه أنفع من كتاب البخاري، ومسلم؛ لأنهما لا يقف على الفائدة منهما إلّا المتبحر العالم.
وكتاب أبي عيسى يصل إلى فائدته كل أحد من الناس.
والعجب من أبي محمد بن حزم يقول فِي أبي عِيسَى: مجهول قاله فِي الفرائض من كتاب " الأنفال ".
قَالَ أبو الفتح اليَعْمُريّ: قَالَ أبو الْحَسَن بن القطان في " بيان الوهم والإيهام " عقيب قول ابنِ حزْم: هَذَا كلام من لم يبحث عَنْهُ، وقد شهِدَ له بالإمامة والشُّهْرة الدّارَقُطْنِيّ، والحاكم.
وقَالَ أبو يَعْلَى الخليليّ: هُوَ حافظ متقن ثقة.
وذكره أيضًا الأمير أبو نصر، وابن الفَرَضيّ، والخطابيّ.
قَالَ أبو الفتح: وذُكر عن ابنِ عِيسَى، قَالَ: صنَّفت هَذَا الكتاب، وعرضته على علماء الحجاز، والعراق، وخُراسان، فرضوا به. ومن كان فِي بيته هَذَا الكتاب، فكأنما فِي بيته نبيّ يتكلم.
قلت: ما فِي جامعه من الثلاثيات سوى حديث واحد، إسناده ضعيف. وكتابه من الُأصُول السّتّة الّتي عليها العقد والحلّ، وَفِي كتابه ما صحّ إسناده، وما صلح، وما ضُعِّف ولم يُترَك، وما وهى وسقط، وهو قليل يوجد فِي المناقب وغيرها.
وقد قَالَ: ما أخرجت فِي كتابي هَذَا إلّا حديثًا قد عمل به بعض الفقهاء.
قلت: يعني فِي الحلال والحرام. أمّا فِي سوى ذلك ففيه نظر وتفصيل. وقد أطلق عليه الحاكم ابن البيع الجامع الصحيح، وهذا تجوُّز من الحاكم.
وكذا أطلق عليه أبو بَكْر الخطيب اسم الصّحيح.
وقَالَ السِّلَفيّ: الكُتُب الخمسة اتَّفَقَ على صحّتها علماء المشرق والمغرب. وهذا محمولٌ منه على ما سكتوا عن توهينه. وقال أبو بكر ابن العربي: وليس في قدر جامع أبي عِيسَى مثله حلاوة مقطع، ونفاسة مَنْزَع، وعذوبة مَشْرع. وفيه أربعة عشر عِلْمًا فرائد: [ص:621]
صنف ودلل وأسند وصحّح وأشهر، وعدّد الطُّرُق، وجرّح وعدّل وأسمى وأكنى، ووصل وقطع، وأوضح المعمول به والمتروك، وبيّن اختلاف العلماء في الإسناد والتأويل. وكل علم منها أصل في بابه. فرد في نصابه.
قَالَ غُنْجار فِي تاريخه: تُوُفِّيَ فِي ثالث عشر رجب سنة تسع وسبعين بترمذ.(6/617)
407 - محمد بْن عِيسَى بْن عَبْد الرَّحْمَن، الوزير أبو عليّ النَّيْسَابوريُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
كان المأمون يحبّه ويُكرمه.
وطالت أيامه،
وَحَدَّثَ عَنْ: أبي النَّضْر هاشم بْن القاسم، وغيره.
تُوُفِّيَ سنة تسعٍ وسبعين أيضًا.(6/621)
408 - محمد بْن عِيسَى بْن يزيد الطَّرَسُوسيّ، أبو بَكْر التّميميّ الحافظ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
نزيل بلْخ.
رحل وطوَّف
وَحَدَّثَ عَنْ: أبي عبد الرحمن المقرئ، وأبي نعيم، وعفان، وأبي اليمان، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو عوانة الإسفراييني، وأبو بكر بن خزيمة، ومحمد ابن الدّغُوليّ، ومكّيّ بْن عَبْدان، وعبد الله بْن إِبْرَاهِيم بْن الصّبّاح الإصبهانيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن محبوب، وآخرون.
وحدَّث بإصبهان وخُراسان.
قَالَ ابنُ عديّ عَنْهُ: هُوَ فِي عداد من يسرق الحديث.
قلت: تُوُفِّيَ سنة سبْعٍ وسبعين.
وقَالَ الحاكم: هُوَ من المشهورين بالرحلة والفهم والتَّثَبُت. أكْثَرَ أهلُ مَرْو عَنْهُ.
فأمّا:(6/621)
409 - محمد بْن عِيسَى بْن عَبْد الكريم الطَّرَسُوسيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
فشيخ لابن رزقويه.(6/621)
410 - محمد بن القاسم بن لبيب، أبو عبد الله التدميري القرطبي. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: يحيى بن يحيى الليثي، ويحيى بن عبد الله بن بكير، وكان شيخا حسنا.
توفي سنة ست وسبعين.(6/622)
411 - محمد بْن محمد بْن عروس، أبو عليّ الشيرازي الكاتب الشاعر، [الوفاة: 271 - 280 ه]
نزيل سامرّاء.
له أشعار رائقة، ومعاني فائقة. مدح المستعين بالله وغيره.
وَرَوَى عَنْهُ مِنْ شعره: أبو محمد القاسم بْن محمد الأنباري، ورآه ابنه أبو بكر ابن الأنباريّ.
وَرَوَى عَنْهُ أيضاً: الصُّوليّ، والحسين بْن القاسم الكوكبيّ، وعيسى بْن عَبْد الْعَزِيز، وغيرهم.
وله يمدح المستعين يوم العيد:
فلو أنّ بُرْدَ المُصْطَفى إِذْ لبسْتُه ... يظنّ لظنّ الْبُرْدُ أنك صاحبه
وقال وقد حَلَلْته ولبسْته ... نعم هَذِهِ أعطافُه ومناكبُه
ومن شعره:
لا والمنازل من نجد وليلتنا ... بفيد إذ جسدانا بيننا جسد
كم رام فينا الْكَرَى مع لُطْف مَسْلِكه ... نومًا، فَمَا انفكّ لا خدّ ولا عضدُ.(6/622)
412 - محمد بن مروان البَيْروتيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
رَوَى عَنْ: أبي مُسْهر الدْمشقيْ، وغيره.
وَعَنْهُ: محمد بْن يوسف الهرويّ، وخيثمة بْن سُلَيْمَان.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين، وقِيلَ: سنة أربع.(6/622)
413 - محمد بن ميمون الإسكندراني الفخار. [الوفاة: 271 - 280 ه]
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ أيضًا، وقد قارب المائة.
كان هُوَ وضمام بْن إِسْمَاعِيل فِي منزلٍ واحد.(6/622)
414 - محمد بْن مَنْدَه بْن أبي الهيثم مَنْصُور الأصبهانيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
حَدَّثَ بالري وبغداد، عَنْ: بكر بن بكار، والحسين بن حفص، [ص:623] وإبراهيم بْن مُوسَى الفرّاء.
وَعَنْهُ: أبو بكر محمد بن الحسن العجلي، وإسماعيل الصفار، وحمزة الدهقان، وغيرهم.
قال ابن أبي حاتم: لم يكن عندي بصدوق، ولم يكن سنه سن من لحق بكر بن بكار.
وقال أبو نعيم الحافظ: ضعف لروايته عن الْحُسَيْن بْن حَفْص، عن شُعْبَة.
قلت: وهذا ليس هُوَ من بيت بني مَنْدَه.
وقع حديثه عاليًا لابن قُمَيْرة.(6/622)
415 - محمد بْن المغيرة السُّكَّريّ الهمذاني، لقبه حمدان. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: الْقَاسِم بن الحكم العُرنيّ، وهشام بن عبد الله الرازي. وحدث، أَخَذَ عَنْهُ: أبو الْحَسَن القطّان، وطائفة.
مات سنة ستٍّ وسبعين، كذا قَالَ الخليليّ، وقِيلَ غير ذلك. وسيُعاد.(6/623)
416 - محمد بْن نصر، أبو الأحوص الأثرم المخرمي. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: عليّ بْن الجعد، وأبا بلال الأشعريّ، وعدة.
وَعَنْهُ: ابنُ مَخْلَد، وعليّ بْن محمد بْن عُبَيْد الصّفّار.
ثقة.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين.(6/623)
417 - محمد بْن مُوسَى بْن الفضل، أبو بَكْر القسطاني الرَّازيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: شَيْبَان بْن فرُّوخ، وطالوت بن عباد، وهدبة.
وَعَنْهُ: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو سهل القطّان، وأبو بَكْر الشّافعيّ، وهو مستقيم الحديث.(6/623)
418 - محمد بْن النَّضْر بْن حبيب الهلاليّ الإصبهانيّ ممشاذ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
رَوَى عَنْ: بَكْر بْن بكّار، والحسين بْن حَفْص.
وَعَنْهُ: يوسف بن محمد المؤذن، وسعيد بن يعقوب السراج.
توفي سنة خمس أو سبع وسبعين، على قولين.(6/624)
419 - محمد بن هارون بن عيسى، أبو بكر الأزدي الْبَصْرِيُّ الرزاز. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: مسلم بن إبراهيم، وأبي الوليد، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو العباس بن عقدة، وأبو بكر الشافعي.
قال الدارقطني: ليس بالقوي.
قلت: حدّث في سنة ست وسبعين ومائتين.(6/624)
420 - ق: محمد بْن الهيثم بْن حمّاد، أبو الأحوص [الوفاة: 271 - 280 ه]
قاضي عُكْبرا.
عَنْ: عَبْد الله بْن رجاء، وسعيد بْن عُفَيْر، وأبي نُعَيْم، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وطبقتهم.
وله رحلة واسعة إِلَى البصرة، والكوفة، والشام، ومصر، والجزيرة، والحجاز؛ فلقي بالشام: محمد بْن عائذ، وطبقته.
وبالجزيرة: أَبَا جعفر النفيلي.
رَوَى عَنْهُ: ابن ماجه حديثًا واحدًا، وقع لنا موافقة.
وَعَنْهُ أيضًا: موسى بن هارون، وابن صاعد، وعثمان ابن السّمّاك، وأبو بَكْر بْن مالك الإسكافيّ، وأبو بَكْر النّجّاد، وأبو بَكْر محمد بْن عَبْد الله الشّافعيّ، وأبو عوانة فِي صحيحه، وطائفة.
قال الدارقطني: كان من الحُفّاظ الثّقات.
قلت: مات فِي جُمَادَى الأولى سنة تسعٍ وسبعين بعُكْبَرا.(6/624)
421 - محمد بْن الورْد بْن زَنْجَوَيْه، أبو جَعْفَر البَغْداديُّ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
نزيل مصر.
حَدَّثَ عَنْ: عفّان بْن مُسْلِم، وغيره.
وَعَنْهُ: أبو جَعْفَر الطَّحاويّ.
تُوُفِّيَ فِي المحرّم سنة اثنتين وسبعين، ولم يدركه حفيده عَبْد الله بْن جَعْفَر راوي السيرة.(6/625)
422 - محمد بْن يزيد، مَوْلَى ربيعة، الحافظ أبو عبد الله ابن ماجة القزْوينيّ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
مُصَنِّف السُّنَنَ والتّفسير والتّاريخ.
كان محدث قزوين غير مدافع. وُلِدَ سنة تسعٍ ومائتين.
وَسَمِعَ: عليّ بْن محمد الطَّنَافِسيّ، وعبد الله بْن مُعَاوِيَة، وهشام بْن عمّار، ومحمد بْن رُمْح، وسُويد بْن سَعِيد، وعبد الله بْن الجرّاح القهسْتانيّ، ومُصْعَب بْن عَبْد الله الزُّبَيْريّ، وإبراهيم بْن محمد الشّافعيّ، ويزيد بْن عَبْد الله اليماميّ، وجُبَارَة بْن المُغَلّس، وداود بْن رُشَيْد، وإبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، وأبا بكر بْن أَبِي شَيْبة، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمَير، وخلقًا كثيرًا.
وَعَنْهُ: محمد بْن عِيسَى الَأبْهريّ، وأبو عَمْرو أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حكيم المَدِينيّ، وعليّ بْن إِبْرَاهِيم القطّان، وسليمان بْن يزيد الفامي، وأبو الطَّيّب أَحْمَد بْن روح الْبَغْدَادِيّ.
قَالَ الخليليّ: كان أبوه يزيد يعرف بماجه، وولاؤه لربيعة.
وعن أبي عَبْد الله بْن ماجة قَالَ: عرضتُ هَذِهِ السُّنَنَ على أبي زُرْعة فنظر فِيهِ، وقَالَ: أظنّ إنْ وقع هَذَا فِي أيدي النّاس تعطّلت هَذِهِ الجوامع أو أكثرها.
ثُمَّ قَالَ: لعلّ لا يكون فِيهِ تمام ثلاثين حديثًا مما فِي إسناده ضَعْفٌ، أو نحو ذا. [ص:626]
قلت: كان ابنُ ماجة حافظًا صدوقًا ثقة في نفسه، وإنما نقص رتبة كتابه بروايته أحاديث مُنْكَرَةً فِيهِ.
وكانت وفاته لثمانٍ بقين من رمضان سنة ثلاثٍ وسبعين، وله أربعٌ وستّون سنة.
وقَالَ أبو يعليّ الخليليّ فِيهِ: ثقة كبير متَّفقٌ عليه، مُحْتَجٌّ به. له معرفة بالحديث وحِفْظ. ارتحل إِلَى العراقَيْن، ومكّة، والشام، ومصر، والرِّيّ لكتْب الحديث.
وقَالَ ابنُ طاهر المقدسيّ: رَأَيْت له بقْزوين تاريخًا على الرجال والأمصار إِلَى عصره. وَفِي آخره بخط صاحبه جَعْفَر بن إدريس: مات أبو عبد الله يوم الاثنين، ودُفِن يوم الثلاثاء لثمانٍ بقين من رمضان، وصلّى عليه أخوه أبو بَكْر، وتولّى دَفْنَه أخواه أبو بَكْر وأبو عبد الله، وابنه عَبْد الله.
وقَالَ غيره: مات سنة خمسٍ وسبعين، والأوّل أصحّ.
وقد حدَّث أبو محمد الْحَسَن بْن يزيد بْن ماجة القَزْوينيّ ببغداد فِي حدود الثّمانين لمّا حجّ عن إِسْمَاعِيل بْن توبة محدث قزوين.
سمع منه: أبو طالب أحمد بْن نصر الحافظ. فالظاهر أنّ هَذَا من إخوة أبي عَبْد الله صاحب السُّنَنَ، والله أعلم.(6/625)
423 - محمد بْن يزيد بْن عَبْد الوارث الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: يحيى بْن صالح الوُحاظيّ.
وَعَنْهُ: أبو القاسم الطَّبَرَانِيّ.
مجهول الحال، لم يذكره ابنُ عساكر.(6/626)
424 - محمد بْن يزيد، أبو جَعْفَر الحربيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
هُوَ أقدم شيخ للواعظ عليّ بْن محمد المصري.
روى له عن أبي بلال الأشعريّ مرداس بْن محمد.
توفي سنة اثنتين وسبعين.(6/626)
425 - محمد بْن يعقوب بْن الفرج، الشَّيْخ أبو جعفر الفرجي الصوفي الزاهد الواعظ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
كان إماما فقيها يفتي بالأثر. وله فضل وعبادة.
صحب ذا النون المصري، وأبا تراب النخشبي.
وسمع من: علي ابن المديني، وأبي ثور، وجماعة.
وكان على غاية التجريد. يأوي بالمساجد والصحراء.
توفي بالرملة بعد سنة سبعين.
قال أبو نعيم: له مصنفات في معاني الصوفية.
وروي عنه أنّه قَالَ: مكثت عشرين سنة لا أسأل عن مسأله إلّا ومنازلتي فيها قبل قولي.
وقَالَ: لو صحّ الودّ لسقطت شروط الأدب.
وقد رويت له حكاية، وهي أنه سافر على التجريد، فوقع فِي تِيه بني إِسْرَائِيل، وصحب راهبين لهما حالٌ من أحوال الرُّهْبان المتولّدة من الجوع والوَحْدة.
قَالَ: فكان يبيع لهما الماء ويُحضر لهما الطعام إذا جاعا.
فقالا له بعد ليلتين: يا مُسْلِم هَذِهِ نَوْبتُك.
قَالَ: فدخل بعضي فِي بعض، فقلت: اللَّهُمَّ إنّي أعلم أنّ ذنوبي لم تَدَع لي عندك جاهًا. ولكنْ أسألك أن لا تفضحني عندهما، ولا تشمتهما بنبينا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبأُمَّته.
قَالَ: فإذا بعين وطعام كثير. وذكر قصة إسلامهما على يده.
قال أبو نعيم: رَوَى عَنْ: إبراهيم بن المنذر، وعلي ابن المديني، وخالد بن يزيد.
رَوَى عَنْهُ: أبو سعيد ابن الأعرابيّ، وأبو عَمْرو بْن حكيم، وأبو مَسْعُود محمد بن إبراهيم المقدسي.
وروى الطبراني عن محمد ابن يعقوب بْن الفَرَجيّ الرَّمْليّ، عن إِبْرَاهِيم بْن المنذر، فإنْ كان هُوَ هُوَ فقد تأخر إِلَى حدود الثمانين ومائتين.(6/627)
426 - محمد بْن يوسف بْن مطروح، الفقيه أبو عبد الله البكري، بكر وائل، الأندلسيّ القُرْطُبيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: الغاز بْن قَيْس، وعيسى بْن دينار، وأصْبغ بْن الفَرَج، ومُطَرِّف بْن عَبْد الله، وسَحْنُون القَيْروانيّ.
وقد حجّ فِي العام الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ أبو عَبْد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ.
وقد تكلم بعض الأئمّة فِي سماعه منه.
كانت الفتوى دائرة بالأندلس على ابنِ مطروح، وأبي وهْب عَبْد الأعلى، وأَصْبَغ بْن خليل.
وولي هُوَ إمامه الجامع بقُرْطُبَة. وكان أعرج.
ذكره ابنُ الفَرَضيّ فقال: دخل مكّة بعد موت الْمُقْرِئ، ثُمَّ قدم الأندلس، فادّعى السّماع منه. وحدث عنه.
تُوُفِّيَ يوم عاشوراء سنة إحدى وسبعين.(6/628)
427 - محمد بن يوسف بن عيسى ابن الطباع أبو بَكْر. [الوفاة: 271 - 280 ه]
حدّث عَنْ: يزيد بْن هارون، وعبيد الله بن موسى، ومحمد بن مصعب القرقساني، وجماعة.
وَعَنْهُ: المحامليّ، ومحمد بْن مَخْلَد، وأحمد بْن عُثْمَان الَأدَميّ، ومحمد بْن الْعَبَّاس بْن نَجِيح، وجماعة.
تُوُفِّيَ سنة ستٍّ، وقِيلَ: سنة خمسٍ وسبعين.
وثّقه الخطيب.
وقَالَ الدّارَقُطْنِيّ: صدوق.(6/628)
428 - محمش بْن عصام. أبو عَمْرو النَّيْسَابوريُّ المعدّل. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: حفص بن عبد الرحمن، وحفص بن عبد الله، ومكّيّ بْن إِبْرَاهِيم.
وَعَنْهُ: عَمْرو بْن عَبْد الله الزّاهد، وأبو الطَّيّب محمد بْن عَبْد الله، وجماعة من أَهْل بلده.
وحدّث فِي سنة ثلاثٍ.(6/628)
429 - مسرور، أبو هاشم مَوْلَى المعتصم. [الوفاة: 271 - 280 ه]
أمير جليل كبير.
رَوَى عَنْ: نصر بْن مَنْصُور.
روى عَنْهُ: عَبْد الصمد الطَّسْتيّ.
وكان نظير مُوسَى بْن بُغَا فِي المرتبة والحال.
بلغ ثمانين سنة.
توفي في سنة تسع وسبعين.(6/629)
430 - مُسْلِم بْن عِيسَى الصّفّار. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: عَبْد الله بْن دَاوُد الخُريبيّ، وعفّان.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بْن عُثْمَان الَأدّميّ، وعبد الصمد الطَّسْتيّ.
تُوُفِّيَ سنة سبْعٍ وسبعين.
تركه الدّارَقُطْنِيّ وغيره.
وروى عَنْهُ: محمد بْن حسن بْن الفرج، شيخ لابن مَرْدَوَيْه.(6/629)
431 - مُضَر بْن محمد بْن خَالِد بْن الْوَلِيد، القاضي أبو محمد الَأسَديّ الْبَغْدَادِيّ الْمُقْرِئ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن سلّام الْجُمَحيّ، وطالوت بْن عبّاد، وهُدْبَة بْن خَالِد، وأحمد بن حنبل، وإبراهيم بْن المنذر الحِزَاميّ، وخلْق. وكان راوية لكُتُب القراءات.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر محمد بن محمد الباغَنْديّ، وأبو بَكْر بْن مجاهد، وأبو عَوَانة، وعثمان ابن السّمّاك، وأبو بَكْر الشّافعيّ، وأبو الميمون بْن راشد.
وحدَّث بدمشق وبغداد، وولي قضاء واسط.
قال الدارقطني: ثقة.
وقال أحمد ابن المنادي، وأبو بَكْر الشّافعيّ: تُوُفِّيَ سنة سبْعٍ وسبعين.
زاد أَحْمَد: فِي رجب.
قلت: وَهِمَ من قال: إنّه تُوُفِّيَ سنة سبْعٍ وتسعين.(6/629)
432 - مطروح بْن محمد بْن شاكر، أبو نصر القُضاعيّ الْمِصْرِيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
وُلِدَ سنة تسعين ومائة، وسمع الحديث وكان موثَّقًا.
رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله الرشيديّ، وعليّ بْن عَبْد الله بْن أبي مضر.
تُوُفِّيَ بالإسكندرية فِي جُمَادَى الأولى سنة إحدى وسبعين ومائتين.(6/630)
433 - مُعَاذ بْن عفان، أبو عثمان الخَواشَتِيُّ الحافظ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
نزيل هراة.
سَمِعَ: أَبَا كُرَيْب، وأحمد بْن صالح الْمِصْرِيَّ، وهشام بْن خَالِد الدّمشقيّ، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أبو إسحاق البزاز الهروي.
توفي سنة سبع وسبعين.(6/630)
434 - المُنْسَجر بْن الصَّلْت، أبو الضَّحَّاك القَزْوينيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: أباه، والقاسم بن الحكم العرني، ومحمد بْن بُكَيْر الحضرميّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو نُعَيْم عَبْد الملك بْن محمد الْجُرْجانيّ، وعليّ بْن إِبْرَاهِيم القطّان، وسليمان بْن يزيد الفامي، وأحمد بْن محمد بْن ميمون، وهو آخر من مات من أصحابه، فإنّه بقي إِلَى قريب الخمسين وثلاثمائة.
تُوُفِّيَ المُنْسَجر فِي سنة ستٍّ وسبعين، وكان صدوقا.
وورخه الخليلي سنة سبع وسبعين.(6/630)
435 - مقاتل بْن صالح الْبَغْدَادِيّ المطرّز. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: أَحْمَد بْن يونس، وسعيد بن منصور، وجماعة،.
وَعَنْهُ: ابنُ صاعد، ومحمد بْن مَخْلَد، والحكيميّ، وآخرون.
قَالَ ابنُ المنادي: كان من المبرّزين في الصلاح. وكان يحضر معنا مجلس عَبَّاس الدُّوريّ.
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين.(6/630)
436 - مُعَمَّر بْن محمد بْن مُعَمَّر العَوْفيّ البلْخيّ، أبو شهاب. [الوفاة: 271 - 280 ه]
رَوَى عَنْ: عمه شهاب بن معمر، ومكي بن إبراهيم، وعصام بن يوسف.
قال السليماني: أنكروا عليه حديثا له عن مكي.(6/630)
437 - المغيرة بْن محمد بْن المهلب، أبو حاتم المهلَّبيّ الأزْديّ الْبَصْرِيّ الأديب. [الوفاة: 271 - 280 ه]
حدّث عَنْ: محمد بن عبد الله الأنصاري، وعبد الله بن رجاء، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بن المَرْزُبان، ومحمد بْن يحيى الصُّوليّ.
وكان صدوقًا بارع الأدب، حسن النَّظْم. مدح المتوكّل وغيره.
وَتُوُفِّيَ سنة ثمانٍ وسبعين.
رَأَيْت له نسخة كبيرة عن الْأَنْصَارِيّ.(6/631)
438 - المنذر بْن محمد بْن الصّبّاح، أبو عبد الله الإصبهانيّ الزّاهد. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: محمد بْن المغيرة، وإبراهيم بْن مُوسَى الفرّاء، ومحمد بْن حُمَيْد الرَّازيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن محمد بن عيسى، وأحمد بن شاهين الأصبهانيان
توفي سنة اثنتين وسبعين.(6/631)
439 - المُنْذر بْن محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الحكم بن هشام، الأمير أبو الحكم الأموي المرواني، [الوفاة: 271 - 280 ه]
صاحب الأندلس.
ولي الأمر بعد أَبِيهِ سنتين، وكان شجاعًا مقدامًا ماضي العزيمة، عاش ستا وأربعين سنة، ومات وهو يحاصر عُمَر بْن حفصون البدويّ الخارج عليهم فِي سابع عشر صفر سنة خمسٍ وسبعين، فولي الأمر بعده أخوه الأمير عَبْد الله بْن محمد، فبقي في الملك إلى سنة ثلاثمائة.(6/631)
440 - مَوّاس بْن سهل، أبو القاسم المَعَافِريّ الْمِصْرِيُّ الْمُقْرِئ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
قرأ على أبي يعقوب الأزرق، وعبد الصمد بن عبد الرحمن، وداود بن أبي طيبة وأصحاب وَرْش، وسمع يحيى بْن بُكَيْر.
قرأ عليه محمد بْن عَبْد الرحيم الأصبهانيّ، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم الأهناسيّ، ومُطَرِّف بْن عَبْد الرَّحْمَن الأندلسي، وجماعة. [ص:632]
وكان ثقة ضابطًا محقّقًا، لم يكن فِي طبقته مثله.(6/631)
441 - مُوسَى بْن الْحَسَن الصِّقِلّيّ. أبو عِمْرَانَ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: أبي نُعَيْم، وأبي عُمَر الحَوْضيّ، وسعيد بْن مَنْصُور، وأحمد بْن يُونُس اليَرْبُوعيّ.
وَعَنْهُ: أبو الميمون بْن راشد، وأبو عليّ الحصائري، وأبو جعفر بن البَخْتَرِيّ، والصّفّار.
تُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين.
حدّث ببغداد، ودمشق.(6/632)
442 - مُوسَى بْن سهل بْن كثير، أبو عِمْرَانَ الوشّاء الحُرْفيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
بغداديّ ضعيف.
عَنْ: ابن عُلَيَّة، وإسحاق الأزرق، وعليّ بْن عاصم، وشُجاع بْن أبي الْوَلِيد، ويزيد بْن هارون.
وَعَنْهُ: عثمان ابن السّمّاك، وأحمد بْن عُثْمَان الَأدميّ، وأبو عُمَر الزّاهد.
وأبو بَكْر الشّافعيّ، وعُمَر بْن الْحَسَن الأشنانيّ، وجماعة.
قال الدّارَقُطْنِيّ: ضعيف.
وقَالَ البَرْقانيّ: ضعيف جدًا.
قلت: فِي " الغَيْلانيّات " من عَوَاليه.
ومات فِي ذي القعدة سنة ثمانٍ وسبعين.(6/632)
443 - موسى بن عمر الجرجاني. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: مسددا، وإسماعيل بن أبي أويس، ويحيى بْن معِين.
وَعَنْهُ: كُمَيْلُ بْن جَعْفَر، وإبراهيم بْن محمد البريديّ، وجماعة.
تُوُفِّيَ سنة تسع وسبعين.(6/632)
444 - مُوسَى بْن محمد بْن أبي عوْف، أبو عمران المزني الصّفّار. [الوفاة: 271 - 280 ه]
ارتحل وَسَمِعَ مِنْ: يوسف بْن عديّ، وأبي جَعْفَر النُّفَيْليّ.
وَعَنْهُ: أبو عوانة، وأبو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن أبي ثابت، وأحمد بن حَذْلَم، وآخرون.
تُوُفِّيَ سنة ثمانٍ وسبعين.(6/633)
445 - مُوسَى بن موسى، أبو عيسى البَغْداديُّ الحافظ ويعرف بالشِّص. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: علي بن الجعد، ومحمد بن منهال، وأبا بَكْر بن أبي شَيْبَة، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: ابنُ مَخْلَد، وأبو طَالِب الحافظ، ومحمد بْن الْعَبَّاس بْن نَجِيح، وجماعة.
وثقة الدّارَقُطْنِيّ.
وَتُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين.(6/633)
446 - مُوسَى بْن نصر القَنْطريّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
بغداديّ مستور.
سَمِعَ: عَبْد الله بْن عون الخزاز، وطبقته.
وَعَنْهُ: محمد بْن مَخْلَد، وخيثمة، ومحمد بْن جَعْفَر المطيري.
تُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين.(6/633)
447 - الموفق، أبو أحمد ابن المتوكل على الله ابن المعتصم. [الوفاة: 271 - 280 ه]
اسمه محمد، وقِيلَ: طَلْحَةُ، ولي عهد المؤمنين، والد المعتضد بالله. وأمّه أم ولد.
مولده سنة تسعٍ وعشرين ومائتين، وعقد له أخوه المعتمد ولاية العهد بعد ابنه جَعْفَر، وذلك في سنة إحدى وستين ومائتين.
وكان الموفَّق من أجَلّ الملوك رأيًا، وأشجعهم قلبًا، وأسمحهم نفْسًا، وأغزرهم عقلًا، وأجْوَدهم رأيًا. وكان محبَّبًا إِلَى النّاس، قد استولى [ص:634] على الأمور وانقادت له الجيوش، وحارب صاحب الزَّنْج وظفر به وقتله.
وكان النّاس يلقّبونه: النّاصر لدين الله.
قَالَ الخُطَبيّ: لم يزل أمر أبي أحمد يقوى ويزيد حتى صار صاحب الجيش، وكلّه تحت يده. ولمّا غلب على الأمر حظر على المعتمد أَخِيهِ، واحتاط عليه وعلى ولده، وجمعهم فِي موضعٍ واحدٍ، ووكّل بهم. وأجرى الأمور مجاريها إِلَى أن تُوُفِّيَ لثمانٍ بقين من صفر سنة ثمانٍ وسبعين، وله تسعٌ وأربعون سنة.
وكانوا ينظرونه بأبي جَعْفَر المنصور فِي حزْمه ودهائه ورأيه، وكان قد غضب على ولده أبي الْعَبَّاس المعتضد وحبسه، ووكّل به إِسْمَاعِيل بْن بُلْبُل، فضيَّق عليه، فَلَمَّا احتضر أبو أحمد رضي عن ولده، وكان ولده من أنموذجه، فألقى إليه مقاليد الأمور، فولّاه المعتمد ولاية العهد في الحال بعد ابنه المفوض ابن المعتمد، وخطب الخطباء له ثُمَّ لولده المفوّض، ثُمَّ لأبي الْعَبَّاس المعتضد. وانتقم أبو الْعَبَّاس من ابنِ بُلْبُل وعذّبه حَتَّى مات. ثُمَّ بعد أيام خلع المفوّض، وتفرَّد أبو العباس بالعهد.(6/633)
-[حَرْفُ النُّونِ](6/634)
448 - نجيح بْن إِبْرَاهِيم الكُوفيُّ الفقيه. [الوفاة: 271 - 280 ه]
حَدَّثَ بمصر عَنْ: سعيد بن عمرو الأشعثي، وغيره.
تُوُفِّيَ سنة ثمانٍ أيضًا فِي ذي الحجّة.(6/634)
449 - نصر بْن أَحْمَد بْن أسد بْن سامان، [الوفاة: 271 - 280 ه]
أمير ما وراء النّهر والتُّرْك.
كان أديبًا فاضلًا مَهِيبًا من أجلّ الأمراء.
مات سنة تسعٍ وسبعين، وولي الأمر بعده أخوه إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد الَّذِي ظفر بالصّفّار.(6/634)
450 - نصر بْن داود، أبو منصور الصَّغانيُّ ثم البَغْداديُّ الخَلَنجيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
رَوَى عَنْ: خَالِد بْن خِداش، وأبي عُبَيْد القاسم بْن سلّام، وحرميّ بْن حَفْص.
وَعَنْهُ: محمد بْن مَخْلَد، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم، وجماعة.
تُوُفِّيَ سنة إحدى وسبعين.(6/634)
-[حَرْفُ الْهَاءِ](6/635)
451 - هارون بْن الْعَبَّاس الهاشميّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن المنذر، وأبي مُصْعَب، وغيرهما.
وَعَنْهُ: ابنُ مَخْلَد، والتّاريخيّ.
قَالَ الخطيب: كان ثقة.
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين.(6/635)
452 - هارون بْن عِمْرَانَ الْقُرَشِيّ الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: أبي مُسْهِر الغسّانيّ، وأبي الجماهر.
وَعَنْهُ: أبو الميمون بْن راشد.
تُوُفِّيَ سنة تسعٍ وسبعين.(6/635)
453 - د ن: هارون بن محمد بن بكار بن بلال العامليّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، ومحمد بْن عِيسَى بْن سميع، ومنبّه بْن عُثْمَان، ومروان بْن محمد الطاطري.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، ومحمد بْن يوسف الهرويّ، وابن جوصا، وأبو بكر بن أبي داود، وجماعة.
قال النسائي: لا بأس به.
قلت: تُوُفِّيَ بعد السبعين، أو قبل ذلك.(6/635)
454 - هارون بْن مُوسَى الَأشنانيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: مكّيّ بن إِبْرَاهِيم، وأبي نُعَيْم.
وَعَنْهُ: ابن أبي حاتم، ومحمد بن بلبل الهمذاني.(6/635)
455 - هاشم بْن مَرْثَد، أبو سَعِيد الطَّبَرَانِيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: آدم بْن أبي إياس، وصفوان بْن صالح، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل بْن عيّاش، ويحيى بْن معين، والمُعَافي بْن سُلَيْمَان الرَّسْعَنيّ.
وَعَنْهُ: سُلَيْمَان الطبراني، ويحيى بن زكريا النَّيْسَابوريُّ، وابنه سَعِيد بْن هاشم، وآخرون.
وهو من قُدماء شيوخ الطَّبَرَانِيّ، فإنّه سمع منه سنة ثلاثٍ وسبعين. [ص:636]
ومات فِي شوّال سنة ثمانٍ وسبعين.(6/635)
456 - هاشم بن يونس المِصْريُّ القصار. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: عبد الله بن صالح.
وَعَنْهُ: الطبراني، وأبو عوانة الإسفراييني، وغيرهما.
وقد سمع أيضًا من سَعِيد بْن أبي مريم، والطبقة.
توفي سنة ثمان وسبعين.(6/636)
457 - هبة الله ابن الأمير إِبْرَاهِيم بْن المهديّ بْن المنصور، أبو القاسم العباسيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
كان كاتبًا، حاذقًا بالغناء، رقيق النظم. جالس المعتمد وغيره.
حكى عَنْ: أَبِيهِ.
رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بْن يزيد المُهَلَّبيّ، وعون بْن محمد، وعبد الله بْن مالك النَّحْوِيُّ.
وقَالَ عون الكِنْديّ: مات عن تَوْبةٍ حَسنة، وفرّق مالًا عظيمًا.
توفي سنة خمس وسبعين ومائتين.(6/636)
458 - ن: هلال بْن العلاء بْن هلال أبو عُمَر بْن أبي محمد الباهليّ، مولاهم الرَّقّيّ الأديب، [الوفاة: 271 - 280 ه]
شيخ الرَّقّةِ وعالمها.
سَمِعَ: أَبَاهُ العلاء بْن هلال بْن عُمَر بْن هلال مَوْلَى قُتَيْبَةَ بْن مُسْلِم أمير خُراسان، وحَجّاج بْن محمد الأعور، ومحمد بن مصعب القرقساني، وحسين بْن عيّاش، وعبد الله بْن جَعْفَر الرقي، وأبا جعفر النفيلي، وطائفة.
وَعَنْهُ: النسائي، وأبو بَكْر النّجّاد، وخيثمة بْن سُلَيْمَان، والعبّاس بن محمد الرافقي، ومحمد بن أيوب بن الصموت، وخلق سواهم.
قال النسائي: ليس به بأس. روى أحاديث منكرة عن أَبِيهِ، ولا أدري الرَّيب منه أو من أَبِيهِ.
وقَالَ غيره: توفي في ذي الحجة يوم النحر الثالث من سنة ثمانين.
وقِيلَ: تُوُفِّيَ فِي ثامن ربيع الأوّل سنة إحدى وثمانين. [ص:637]
وله شعر رائق فائق لائق بكل ذائق، فمنه:
سَيَبْلَى لسانٌ كان يُعْرِبُ لَفْظَهُ ... فيا لَيْتَهُ من وَقْفَةِ الْعَرْضِ يَسْلَمُ
وما ينفع الإعراب إنّ لم يكن تُقًى ... وما ضَرّ ذا تقوى لسان معجم
وله، وقد رواه عَنْهُ خيثمة:
اقْبَلْ معاذِيرَ من يأتيك معتذرا ... إن بر عندك فيما قَالَ أو فَجَرا
فقد أطاعك مَن أرضاك ظاهِرُهُ ... وقد أجَلَّك مَن يَعْصِيكَ مُسْتَتِرا
وله أبيات حَسنة فِي فقْد الشباب.(6/636)
459 - همّام بْن محمد بْن النُّعمان بْن عَبْد السلام التَّيْميّ، أبو عَمْرو الإصبهانيّ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
أخو عبد الله بْن محمد.
رَوَى عَنْ: جَنْدَل بْن والِق، وإسحاق بْن بِشْر الكاهليّ، وأحمد بْن يُونُس اليَرْبُوعيّ، وعبد الحميد بْن صالح.
قَالَ أبو نُعَيْم الحافظ: قَيِل: إنّه كان من الأبدال.
رَوَى عَنْهُ: سَعِيد بْن يعقوب، ومحمد بْن الْحَسَن بْن المهلَّب، وأحمد بْن الزُّبَيْر الإصبهانيّون
توفي سنة خمس وسبعين.(6/637)
460 - الهيثم بن خالد الكُوفيُّ الوشاء، [الوفاة: 271 - 280 ه]
وراق أبي نعيم الفضل بن دكين.
رَوَى عَنْهُ: أبو الْعَبَّاس بْن عُقْدة، وأبو بَكْر الخلّال الحنْبليّ.
تُوُفِّيَ سنة ثمانٍ وسبعين.(6/637)
461 - ن: الهيثم بْن مروان، أبو الحكم الدمشقي. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: محمد بْن عِيسَى بْن سميع، وأبي مُسْهِر، وخاله محمد بن عائذ الكاتب.
وَعَنْهُ: النسائي، وأبو الْحَسَن بْن جَوْصا.(6/637)
462 - هَيْذام بْن قُتَيْبَةَ الْبَغْدَادِيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: عَبْد الله بْن صالح العِجْليّ، وسليمان بْن حرب، وعاصم بْن عليّ. [ص:638]
وَعَنْهُ: أبو بكر النجاد، وعثمان ابن السّمّاك، وجماعة.
قَالَ الخطيب: كان ثقة عابدًا.
توفي سنة أربع وسبعين.(6/637)
-[حَرْفُ الْوَاوِ](6/638)
463 - وزير بْن القاسم الْجُبَيْليّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: عَمْرو بْن هاشم البَيْروتيّ، وأبي اليمان الحمصيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابنُ جَوْصا، والحسن بْن حبيب الحصائريّ، وخيثمة الأطْرابُلُسيّ.(6/638)
464 - وهْب بْن نافع الَأسَديّ القُرْطُبيّ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
أحد علماء الأندلس.
رحل وَسَمِعَ مِنْ: إِبْرَاهِيم بْن المنذر الحزاميّ، وأبي الطّاهر بْن السَّرْح، وسَحْنُون بْن سَعِيد، ونصر بْن عليّ الجهضميّ، وطبقتهم.
وهو أوّل من أدخل تصانيف أبي عُبَيْد القاسم بن سلام إلى الأندلس.
تُوُفِّيَ فِي مُسْتَهَلِّ جُمَادَى الآخرة سنة ثلاثٍ وسبعين.(6/638)
-[حَرْفُ الْيَاءِ](6/638)
465 - يحيى بْن أبي طَالِب جَعْفَر بْن عَبْد الله بن الزبرقان، أبو بَكْر الْبَغْدَادِيّ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
أخو الْعَبَّاس، والفضل، أصلهم من واسط.
سَمِعَ: عليّ بْن عاصم، ويزيد بْن هارون، وعبد الوهاب الخفّاف، وأبا بدْر السَّكُونيّ، وزيد بْن الحُبَاب، وأبا دَاوُد الطَّيَالِسِيّ، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أبو بكر بن أبي الدنيا، وابن صاعد، وإسماعيل الصّفّار، ومحمد بْن البَخْتَرِيّ، وعثمان ابن السماك، وأبو بكر النجاد، وأبو سهل القطان، وعبد الله بْن إِسْحَاق، وخلْق.
قَالَ أبو حاتم: محلُّه الصِّدْق.
وقَالَ البَرْقانيّ: أمرني الدّارَقُطْنِيّ أن أُخرِّج له فِي الصّحيح.
وقَالَ البَغَويّ: سمعت مُوسَى بْن هارون يقول: أشهد على يحيى بن أبي طالب أنه يكذب.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين
قلت: وُلِدَ سنة اثنتين وثمانين ومائة، ومات سنة خمسٍ وسبعين فِي [ص:639] شوّال.
وقد وقع لي جملةٌ من عواليه ولأولادي. وولاؤه لبني هاشم.(6/638)
466 - يحيى بْن الرَّبِيع بْن ثابت البُرْجُميّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: يزيد بْن هارون، وعليّ بْن شقيق.
وَعَنْهُ: ابنُ عُقْدة، ومحمد بْن مَخْلَد.(6/639)
467 - يحيى بْن الفُضَيْل الْبَغْدَادِيّ الكاتب. [الوفاة: 271 - 280 ه]
نزل مصر،
وَحَدَّثَ عَنْ: الأصمعيّ، وعَوْن بْن عُمارة.
وَعَنْهُ: عَبْد الْعَزِيز الغافِقيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن وَرْدان، ومحمد بْن أَحْمَد الخلّال المصريّون.
قَالَ الخطيب: مات سنة ثمانين.(6/639)
468 - يحيى بن عبد الأعظم، وهو يحيى بْن عَبْدك القَزْوينيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
محدّث كبير القدْر،
طاف وَسَمِعَ: أَبَا عَبْد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ، وعفّان بْن مُسْلِم، وعبد الله بْن رجاء الغداني، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أبو نعيم عبد الملك بن محمد الْجُرْجانيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم، وأبو الْحَسَن عليّ بْن إِبْرَاهِيم القطّان، وآخرون.
تُوُفِّيَ سنة إحدى وسبعين، وكان صدوقًا.
قَالَ الخليلي: شيخ ثقة، متَّفق عليه.(6/639)
469 - يحيى بْن القاسم بْن هلال، أبو زكريا الأندلسيّ القُرْطُبيّ الفقيه المالكيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
أحد الأئمّة والزُّهّاد.
سَمِعَ: يحيى بْن يحيى، وسعيد بن حسان، وعبد الله بن نافع الصائغ، وسَحْنُون بْن سَعِيد، وطائفة.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن خالد بن الجباب، ومحمد بن أيمن، وجماعة. وقيل: إنّه كان من العبادة على أمر عظيم. كان يصوم حَتَّى يَخْضَرّ.
قَالَ ابنُ الفَرَضيّ فِي تاريخه: قَالَ لي عبّاس بْن أَصبَغ: إنّ يحيى بْن [ص:640] القاسم كان فِي داره شجرةٌ تسجد لسجوده، رحمة الله عليه.
قَيِل: تُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين، وقِيلَ: سنة ثمانٍ وسبعين.(6/639)
470 - يحيى بْن مُطَرِّف بْن الهيثم، الفقيه أبو الهيثم الثَّقفيّ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
مفتي أصبهان وعالمها.
سَمِعَ: الحسين بْن حَفْص، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، والقَعْنَبيّ، وطائفة.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بْن جَعْفَر بن مَعْبَد، وأبو علي الصحاف، وأحمد بن إبراهيم بن يوسف، وآخرون.
تُوُفِّيَ فِي يوم عاشوراء سنه ثمانٍ وسبعين.(6/640)
471 - د ن: يزيد بْن محمد بْن عَبْد الصمد، وقد يُنْسب إِلَى جدّه، فيقال: يزيد بْن عَبْد الصمد، أبو القاسم الدِّمشقيُّ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
مَوْلَى بني هاشم.
سَمِعَ: أَبَا مُسْهَر، وآدم بْن أبي إياس، وأبا بكر الحميدي، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أبو داود والنسائي وقَالَ: ثقة، وابن جَوْصا، وأبو عليّ الحصائري، والحسين بن جزلان، وأبو الْعَبَّاس الأصمّ، وأبو عوانة فِي مُسْنَده، وإبراهيم بْن أبي ثابت، وجماعة.
وثّقه أيضًا الدّارَقُطْنِيّ.
وُلِدَ سنة ثمانٍ وتسعين ومائة، ومات في شوال سنة ست وسبعين، وكان موصوفًا بالحِفْظ والفَهْم.(6/640)
472 - يعقوب بْن إِسْحَاق بْن زياد، أبو يوسف الْبَصْرِيّ القلوسيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
عَنْ: عُثْمَان بن عُمَر بن فارس، وأبي عاصم النّبيل، وجماعة كثيرة.
وَعَنْهُ: المَحَامِليّ، ومحمد بْن مخلد، وأبو الحسين ابن المنادي.
وكان ثقة حافظا عالما. ولي قضاء نصيبّين، وَتُوُفِّيَ سنة إحدى وسبعين.(6/640)
473 - يعقوب بْن إِسْحَاق الْبَغْدَادِيّ، أبو يوسف الدّعاء. [الوفاة: 271 - 280 ه][ص:641]
يروي عَنْ: أبي اليمان، وعاصم بْن عليّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو سهل القطّان، وجماعة.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين ولا أعلم فِيهِ جَرْحًا.(6/640)
474 - يعقوب بْن إِسْحَاق بْن مِهْران الإصبهانيّ، المعروف بابن أبي يعقوب المعدّل. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: محمد بْن عَبْد الله الْأَنْصَارِيّ، وعَمْر بْن مرزوق، وأحمد بن يونس، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بْن جَعْفَر السِّمْسار، وأحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن يوسف الإصبهانيّان.
تُوُفِّيَ سنة ستًّ وسبعين.(6/641)
475 - ت ن: يعقوب بْن سُفْيَان بْن جَوّان، الحافظ الكبير أبو يوسف بْن أبي مُعَاوِيَة الفَسَويّ الفارسيّ [الوفاة: 271 - 280 ه]
صاحب التّاريخ والمشيخة.
طوَّف الأقاليم، وسمع ما لا يوصف كثرة؛
سَمِعَ: أَبَا عاصم النبيل، ومكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، ومحمد بْن عَبْد الله الْأَنْصَارِيّ، وعُبَيْد الله بْن مُوسَى، وعبد الله بْن رجاء، وأبا مُسْهَر، وحبّان بْن هلال، وأبا نُعَيْم، وسعيد بْن أبي مريم، وعَوْن بْن عُمارة، وخلقًا كثيرًا بالشّام، والحجاز، ومصر، والعراق، والجزيرة.
وَعَنْهُ: الترمذي، والنسائي وقَالَ: لا بأس به؛ وإبراهيم بْن أبي طالب، وابن خزيمة، وأبو بكر بن أبي دَاوُد، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم، وأبو عوانة، ومحمد بْن حَمْزَةَ بْن عُمارة، وعبد الله بْن جَعْفَر بْن درستَوَيْه، والحسن بْن محمد الفَسَويّ، وآخرون وبقي فِي الرحلة ثلاثين سنة.
قَالَ أبو زُرْعة الدِّمشقيُّ: قدِم علينا رجلان من نُبلاء النّاس، أحدهما: يعقوب بْن سُفْيَان، يعجز أَهْل العراق أن يروا مثله؛ والثّاني: حرب بْن إِسْمَاعِيل، وهو مِمَّنْ كتب عنيّ. [ص:642]
وقال محمد بن داود الفارسيّ: حدثنا يعقوب بْن سُفْيَان العبد الصالح، فذكر حديثًا.
وقال أبو بكر أحمد بْن عبْدان الشّيرازيّ: كان يتشيَّع ويتكلَّم فِي عُثْمَان.
وعن محمد بْن يزيد العطّار: سمعت يعقوب الفَسَويّ قَالَ: كنت أكُثِرُ النَّسخ باللّيل، وقلَّت نَفَقَتي،، فجعلت أستعجل، فنسخت ليلةً حَتَّى تصرّم اللّيل، فنزل الماء في عيني، فلم أُبصر السّراج، فبكيت على انقطاعي، وعلى ما يفوتني من العِلْم، فاشتدّ بكائي، فنمت، فرأيت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ، فناداني: يا يعقوب بْن سُفْيَان لِمَ بَكيت؟ فقلت: يا رسول الله ذهب بصري، فتحسَّرت على ما فاتني من كَتْب سنتَّك، وعلى الانقطاع عن بلدي. فقال: أدنُ منّي. فدنوت منه، فأمرَّ يده على عينيّ كأنّه يقرأ عليهما، ثُمَّ استيقظت، فأبصرت، وأخذت نسخي، وقعدت فِي السّراج أكتب.
تُوُفِّيَ يعقوب فِي وسط سنة سبعٍ وسبعين، قبل أبي حاتم الرازي بشهر.(6/641)
476 - يعقوب بْن سَوّاك الختُّليّ الزّاهد، [الوفاة: 271 - 280 ه]
صاحب بِشْر الحافي.
رَوَىَ عَنْهُ: ابنُ مسروق، ومحمد بن بريه الهاشميّ، وغيرهما.
تُوُفِّيَ بعد السبّعين ومائتين قاله الخطيب.(6/642)
477 - يعقوب بْن يزيد. أبو يوسف الْبَغْدَادِيّ التّمّار. [الوفاة: 271 - 280 ه]
أحد الشّعُراء المحسنين، سيما فِي الغزل. اتّصل بالخليفة المنتصر.
رَوَى عَنْهُ: قاسم الإنباريّ، وابن المَرْزُبان، وغيرهما.(6/642)
478 - يعقوب بْن يوسف القَزْوينيُّ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
ابن أخي حُسَينكا. [ص:643]
سَمِعَ: القاسم بْن الحكم العُرَنّي، وغيره.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بْن محمد بْن رزمة، وأبو بَكْر أحمد بن إسحاق الصّبغيّ الفقيه، وجماعة.
وكان صدوقًا.
تُوُفِّيَ سنة ثمانٍ وسبعين.(6/642)
479 - يعقوب بْن يوسف بْن مَعْقِل بْن سِنَان النَّيسابوريّ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
والد أبي الْعَبَّاس الأصمّ.
رَوَى عَنْ: إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه، ومحمد بْن حُمَيْد، وعليّ بْن حُجْر، وطبقتهم، ثُمَّ رحل بابنه فلقي أصحاب ابنِ عُيَيْنَة، وابن وهْب.
رَوَى عَنْهُ: ابنه، وأبو عَمْرو المُسْتَملي، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم، ومحمد بن مخلد الدُّوريّ. وكان من أسرع النّاس خطًّا. نسخ الكثير بالُأجْرة. ومات فِي المحرَّم سنة سبعٍ وسبعين.(6/643)
480 - ن: يوسف بْن سَعِيد بْن مُسْلِم. الحافظ أبو يعقوب المصّيصيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
سَمِعَ: حجّاج بن محمد الأعور، ومحمد بْن مُصْعَب، وعبيد الله بْن مُوسَى، وأبا مُسْهَر الغساني، وخالد بْن يزيد القسريّ، وهَوذة بْن خليفة، وقبيصة بْن عُقْبَة، وطائفة.
وَعَنْهُ: النسائي وقَالَ: ثقة حافظ؛ وأبو عوانة ويحيى بْن صاعد، وأبو بَكْر بْن زياد النَّيسابوريّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن صفوة، وآخرون.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: كان صدوقًا ثقة.
قلت: تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخرة سنة إحدى وسبعين.(6/643)
481 - يوسف بن الضّحّاك البَغْداديُّ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
مولى بني أميَّة.
عَنْ: سُلَيْمَان بْن حرب، ومحمد بن سنان العوقيّ.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيل الصّفّار وأبو بَكْر الشّافعيّ. [ص:644]
وكان فقيهًا ثقة.
تُوُفِّيَ سنة تسعٍ وسبعين.(6/643)
482 - يوسف بْن عَبْد الله، أبو يعقوب الخُوارزميُّ، [الوفاة: 271 - 280 ه]
نزيل فلسطين.
محدِّث رحَّال،
رَوَى عَنْ: عَبْدان بْن عُثْمَان المَرْوَزِيُّ، وحَرْمَلة بْن يحيى الْمِصْرِيّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: أبو الْعَبَّاس الأصمّ، وأبو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن محمد بْن أبي ثابت، وزكريّا بن يحيى التّنّيسيّ: شيخ ابن عديّ، وغيرهم.
وما علمت به بأسًا.(6/644)
483 - يوسف بْن مُوسَى الحربيّ العطّار الفقيه. [الوفاة: 271 - 280 ه]
رَوَى عَنْ أَحْمَد بْن حنبل مسائل معروفة.
رَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر الخلّال وأثنى عليه، وقَالَ: كان يهوديًّا فأسلم على يد الْإِمَام أَحْمَد، وهو حَدَث، فحَسُن إسلامُهُ ورحل فِي طلب العلم، وسمع من قوم جلَّة.(6/644)
-[الْكُنَى](6/644)
484 - أبو سَعِيد الخرّاز، شيخ العارفين فِي وقته، واسمه أَحْمَد بْن عِيسَى. [الوفاة: 271 - 280 ه]
قَيِل: تُوُفِّيَ سنة سبع وسبعين، والأشْهَرُ أنّه تُوُفِّيَ سنة ستٍّ وثمانين كما سيأتي.(6/644)
• - أبو سَعِيد السُّكَّريُّ النَّحْويُّ، حسن بْن حُسَيْن [الوفاة: 271 - 280 ه](6/644)
485 - أبو الهيثم الرَّازيُّ اللُّغَويُّ [الوفاة: 271 - 280 ه]
أحد أئمّةِ العربيّةِ.
له كتاب الشّامل فِي اللُّغة، وكتاب زيادات معاني القرآن، وغير ذلك.
وكان بارعًا فِي الأدب، علّامة.
تُوُفِّيَ سنة ستٍّ وسبعين ومائتين، والله أعلم.(6/644)
486 - أبو أَحْمَد القلانسيّ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
أحد مشايخ القوم ببغداد.
تُوُفِّيَ فِي حدود سنة إحدى وسبعين ومائتين، واسمه مُصْعَب بْن أَحْمَد بْن مُصْعَب.(6/645)
• - أبو أحمد الموفَّق ابن المتوكّل. [الوفاة: 271 - 280 ه]
قد ذكرناه بَلَقَبه لاختلاف اسمه.(6/645)
• - أبو عُبَيْد البُسْريُّ الزَّاهد [الوفاة: 271 - 280 ه]
مرّ فِي عُشْر السّتّين ومائتين، واسمه محمد بْن حسّان، رحمه الله.(6/645)
487 - أبو معين الرَّازيُّ الحافظ. [الوفاة: 271 - 280 ه]
اسمه: الحسين بْن الْحَسَن على الصّحيح؛ كذا سمّاه ابنُ أبي حاتم، وهو أخبر النّاس به، لأنّه شيخه ومن بلده.
وقال أبو أحمد الحاكم: اسمه محمد بن الحسين، سمّاه لنا محمد بن أحمد بْن مَسْعُود البذشيّ.
قلت: رَوَى عَنْ: سَعِيد بْن أبي مريم، وأبي سلمة التَّبوذكيّ؛ ويحيى بْن بُكَيْر، وأحمد بْن يُونُس اليَرْبُوعيّ، وهشام بن عمّار، ونعيم بن حمّاد، وأبي توبة الرّبيع بْن نافع، وخلق.
طوّف الشّام، ومصر، والعراق. وبرع فِي الحديث وفنونه؛ روى عَنْهُ: أبو نعيم بن عديّ، وأبو محمد ابن الشَّرقيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم، ومحمد بن الفضل المحمَّدآباذيّ، ويوسف بن إبراهيم الهمذانيّ، وأحمد بن قشمرد.
قال أبو عبد الله الحاكم: هُوَ من كبار حفّاظ الحديث.
قلت: تُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين ومائتين.(6/645)
• - أبو مَعْشَر، المُنَجِّم صاحب الزِّيْج. [الوفاة: 271 - 280 ه][ص:646]
هُوَ جَعْفَر بْن محمد البلْخيّ.(6/645)
• - غلام خليل، أبو عبد الله. هُوَ أَحْمَد بْن محمد، [الوفاة: 271 - 280 ه]
تقدَّم.(6/646)
488 - أبو مَعْشَر الْبُخَارِيُّ حَمْدُويْه بْن الخطّاب. [الوفاة: 271 - 280 ه]
بقي إلى حدود الثّمانين،
رَوَى عَنْ: حميد بن فروة.
وَعَنْهُ: الْحَسَن بْن محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن زرنك البخاري، وغيره.
من الإكمال.(6/646)
489 - أبو الْحَارِث الأوْلاسيُّ الزَّاهد. [الوفاة: 271 - 280 ه]
من مشايخ الطّريق. سمّاه السُّلميّ فِي تاريخ الصُّوفيّة: الفَيْض بْن الخضر بْن أَحْمَد. ويقال: الفيض بن محمد.
من قدماء المشايخ وأجلتّهم؛ صحب إِبْرَاهِيم بْن سعد العلويّ، وغيره.
قَالَ أبو بَكْر الفَرَغانيّ: اسمه الفَيْض بْن الخضر.
وقال سعيد بن حاتم: قَالَ أبو الْحَارِث الَأوْلاسيّ: مَن اشتغل بما لم يكن فكأنْ فاته من لم يزل ولا يزال.
قَالَ السُّلميّ: سمعت عليّ بْن سعيد يقول: سمعت أحمد بن عطاء يقول: سمعت أبا صالح يقول: سمعت أَبَا الْحَارِث يقول: سمع سرّي من لساني ثلاثين سنة، وسمع لساني من سريّ ثلاثين سنة.
وقَالَ محمد بْن المنذر الهَرَويّ: حدَّثني أبو الْحَارِث الفَيْض بْن الخضر بْن أحمد التَّميميّ الَأوْلاسيّ، سنة سبعٍ وسبعين ومائتين.
قلت: وقد رَوَى عَنْ عبد الله بن خبيق الأنطاكي.
حدَّث عَنْهُ: أبو عوانة الإسفرايينيّ، ومحمد بن إسماعيل الفرغاني.
وقيل: مات سنة سبعٍ وتسعين، فسيعاد. وهذا أشبه وأصح.
مات بطرسوس.
" آخر الطبقة والحمد لله "(6/646)
-الطبقة التاسعة والعشرون
281 - 290 هـ(6/647)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
- (الْحَوَادِثُ)(6/649)
-فمن سنة إحدى وثمانين ومائتين
فيها تُوُفِّي: أحمد بن إسحاق الوزّان، وإبراهيم بن دِيزِيل، وعبد الله بن محمد بن سَعِيد بن أبي مريم، وأبو بكر بن أبي الدُّنيا، وعبد الله بن محمد بن النُّعْمَان، وأبو زُرْعَة النصري الدِّمِشْقِيّ، وعثمان بن خُرَّزَاذ الأنطاكي، ومحمد بن إبراهيم بن المواز المالكي، ووريزة الغساني.
وفيها دخل طُغْجُ بنُ جُفّ صاحب خُمَارَوَيْه من ناحية طَرَسُوس لغزو الرُّوم، ففتح مَلُورِيةَ.
وفيها غارت مياه الرَّيِّ وطَبَرسْتَان، حَتَّى أُبيع الماءُ ثلاثةَ أرطالٍ بدِرهم، وقحط الناس، وأكلوا الجيف.
وفي رجب شخصَ المُعْتَضِد إلى الجبل ناحية الدَّيْنَوَر، وقلَّد ابنه عليًّا الرِّيَّ، وقزوين، وهَمَذان، والدينور، وجعل كاتبه أحمد بن أبي الأصْبَغ، وقلد عمر بن عبد العزيز ابن أبي دُلَف إصبهان، وأسرع الانصراف من غلاء السعر، فقدم بغداد في رمضان. ثُمَّ خرج في ذي القِعْدَة إلى المَوْصِل عامدًا لحمدان بن حمدون بن الحارث بن منصور بن لقمان، وهو جد ناصر الدولة. وكان قد بلغ المُعْتَضِد أَنَّهُ يميل إلى هارون الشاري الخارجي. وكانت الأعراب والأكراد قد تجمعوا وتحالفوا أَنَّهُم يُقتلون على دمٍ واحد؛ فالتقوا على الزّاب، فحمل عليهم المُعْتَضِد فمزَّق شملهم، فكان من غرق أكثر ممن قتل.
ثم سار إلى ماردين وبها حمدان، فهرب منها، وخلف بها ابنه، فنازلها المُعْتَضِد، فحاربه من كان بها، فلما كان مِن الغد ركب المُعْتَضِد ودنا من باب القلعة، وصاح بنفسه: يا ابن حَمْدَان، فأجابه، فَقَالَ: افتح الباب. فَقَالَ: نعم. ففتحه، وقعد المُعْتَضِد على الباب، ونقل ما فيها من الحَوَاصِلِ، وأمَرَ بهدمها، فهُدمت، ووجّه وراء حَمْدَان، ثُمَّ ظفر به وحبسه. [ص:650]
ثُمَّ سار المُعْتَضِد إلى قلعة الحَسَنيّة، وبها شداد الكُردي، في عشرة آلاف مقاتل، فحاصره حتى ظفر به، وهدمها.
وفيها هدم المُعْتَضِد دار النَّدْوة بمكة، وصيَّرها مسجدًا إلى جانب المسجد الحرام.(6/649)
-سنة اثنتين وثمانين ومائتين
تُوُفِّي فيها: إسماعيل بن إسحاق القاضي الفقيه، وجعفر بن أبي عثمان الطَّيَالِسِيّ، والحارث بن محمد بن أبي أُسَامَةَ، وصاحب مصر خمارويه بن أحمد بن طُولون، والفضل بن محمد الشّعْراني، ومحمد بن الفَرَج الأزرق، وأبو العَيْنَاء محمد بن القاسم الأديب، ومحمد بن مسلمة الواسطي، ويحيى بن عثمان بن صالح المصري.
وفيها أبطل المُعْتَضِد ما يُفعل في النَّيْرُوز من وقيد النيران، وَصَبِّ الماء على الناس، وأزال سنة المجوس.
وفي أولها قَدِمَتْ قَطْرُ الندى بنت خُمَارَوَيْه من مصر، ومعها عمّها لِتُزَف إلى المُعْتَضِد، فدخل عليها في ربيع الأول، وكان في جِهَازها أربعة آلاف تِكّة مُجوْهرة، وعشرة صناديق جواهر. وَقُوِّمَ ما دَخَلَ معها فكان ألف ألف دينار ونيف، وكان صداقها من المعتضد ألف ألف درهم، وأعطي ابن الجصاص الذي مشى في الدلالة مائة ألف دينار، أعطاه ذلك أبوها.
وفيها خرج المُعْتَضِد إلى الجبل، فبلغ الكَرْج، وأخذ أموال ابن أبي دلف.
وفيها بعث محمد بن زيد العَلَوِيّ من طَبَرسْتَان إلى محمد بن الورد العطار ببغداد ثلاثين ألف دينار، ليُفرّقها على العلويين، فبلغ المُعْتَضِد، فسألوه، فَقَالَ محمد: إِنَّهُ يبعث إليَّ كل سنة بمثلها، فأفرقها. فقال المُعْتَضِد: أنا رأيت أمير المؤمنين عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه في النَّوم، فأوصاني بذُرِّيّته خيرًا، ففرِّق ما تُفرقه من هذا المال ظاهراً.
وفيها ذُبح خُمَارَوَيْه بن أحمد على فراشه بدمشق. وكان يتعانى الفاحشة بغلْمانه، راود مملوكًا في الحَمّام، فامتنع عليه حَيَاءً من الخَدَم، فأمر أن يدخل في دبره بمثل الذَّكر خَشَب، فلم يزل يصيح حَتَّى مات في الحمام، فأبغضه [ص:651] الخدم، فذبحه جماعة وهربوا، فَمُسِكت عليهم الطُّرُق، وجيء بهم وقُتلوا.
وكان ذبحه في ذي الحِجَّة، وحُمل في تابوتٍ إلى مصر، وصلّى عليه ابنه جيش بن خُمَارَوَيْه، وكان الذي نَهَضَ في مسك أولئك الخَدَمِ طُغْجُ بنُ جف، فصلبهم بعد القتل.
وولي بعده ابنه جيش، فقتلوه بعده بيسير. وأقاموا مكانه أخاه هارون بن خُمَارَوَيْه، وقرَّر على نفسه أن يحمل إلى المُعْتَضِد كل سنة ألف ألف وخمس مائة ألف دينار. فلما استُخلف المكتفي عزله، وولي محمد بن سليمان الواثقي، فاستصفى أموال آل طولون.
وفيها، أو قبلها، أهلك المعتضد عمه محمد بن المتوكل لِأَنَّهُ بلغه أَنَّهُ كاتب خُمَارَوَيْه بن أحمد، فيما قيل. وكان عالما شاعرًا.(6/650)
-سنة ثلاث وثمانين ومائتين
توفي فيها: إسحاق بن إبراهيم بن سنين الخُتُّليّ، وسهل بن عبد الله التُّسْتَرِيُّ الزاهد، والعباس بن الفضل الأسفاطي، وعبد الرحمن بن يوسف بن خراش، وعَليُّ بْن محمد بْن عَبْد الملك بْن أَبِي الشَّوارب القاضي، ومحمد بن سُلَيْمَان الْبَاغَنْدِيُّ، ومحمد بن غالب تَمْتَام، ومقدام بن داود الرعيني.
وفي أولها خرج المُعْتَضِد إلى المَوْصِل بسبب هارون الشاري، وكان الحسين بن حَمْدَان قد قَالَ له: إنْ أَنَا جئتُ بهارون إليك فليَ ثلاثُ حوائج. قَالَ: اذكرها. قَالَ: تُطلق أبي، والحاجتان أذكرهما بعد أن آتي به. قَالَ: لك ذلك. قَالَ: أريد أنتخب ثلاث مائة فارس. قَالَ: نعم. وخرج الحسين يطلب هارون حَتَّى انتهى إلى مخاضةٍ في دجلة، وكان معه وَصيف الأمير، فَقَالَ لوصيف: ليس لهارون طريق يهرب منه غير هَذَا، فقِف هاهنا، فإنْ مرَّ بك فامنعه من العبور. قَالَ: نعم. ومضى الحسين فالتقى مع هارون، فقتل جماعة وهرب هارون، وأقام وصيف على المخاضة ثلاثاً، فقال أصحابه: قد طال مقامنا. ولسنا نأمن أن يأخذ الحسين هارون فيكون له الفتح له دوننا، فالصواب أن نمضي في آثارهم. فأطاعهم ومضوا. وجاء الشاري إلى المخاضة فَعَبَرَ، وجاء الحسين في إثره فلم ير وصيفاً، ولم يعرف لهارون خبرا، فبلغه أَنَّهُ عبر دِجْلة، [ص:652] فعبر خلفه. وجاء هارون إلى حيٍّ من العرب، فأخذ دابة ومضى، وجاء الحسين فسألهم فكتموه، فَقَالَ: المُعْتَضِد في إثري؛ فأخبروه بمكانه، فاتَّبعه في مائة فارس، فأدركه. فناشده هارون الشاري وتوعَّده، فألقى الحسين نفسه عليه، وأسره، وجاء به إلى المُعْتَضِد، فأمر بفك قيود حَمْدَان والتوسعة عليه. ورجع بهارون إلى بغداد، وخلع على الحسين بن حَمْدَان وطوّقه، وعُمِلَت قِباب الزّينة، وركَّبوا هارون فيلًا بين يدي المُعْتَضِد، وازدحم الخَلْق حَتَّى سقط كرسي الجسر الأعلى ببغداد، فغرق خلق كثير. وكان على المُعْتَضِد قِباء أسود، وعِمَامة سوداء، وجميع الأمراء يمشون بين يديه.
وفيها ولي طغج بن جف إمرة دمشق لجيش الطولوني.
وفيها وصلت تَقَادُم عمرو بن اللَّيث أمير خراسان، فكانت مائتي حمل مال ومائتي جمارة وغير ذلك من التحف.
وفيها خلع المعتضد على حمدان بن حمدون وأطلقه.
وفيها كُتِبَت الكتب إلى الآفاق، بأن يورَّث ذَوُو الأرحام، وأن يبطل ديوان المواريث، وكثُر الدُّعاء للمعتضد. وكان قد سأل أبا حازم القاضي عن ذلك، فقال: " وأولوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ "، فَقَالَ المُعْتَضِد: قد رُوِيَ عدم الرد عن الخُلفاء الأربعة. فَقَالَ أبو حازم: كَذِب الناقلُ عنهم؛ بل كلهم ردوا، هم وجميع الصحابة، سوى زيد بن ثابت، وكان زيد يُخفيه حَتَّى مات عمر، وَهُوَ مذهب فقهاء التابعين ومن بعدهم. ولم يذهب إلى قول زيد غير الشافعي في أحد القولين، والقول الآخر كالجماعة. فَقَالَ المُعْتَضِد: اكتبوا بذلك إلى الآفاق.
وفيها خرج عمرو بن اللَّيْث من نَيْسَابُور، فهاجمها رافع بن هَرْثَمَة وخطب بها لمحمد بن يزيد العلوي، فعاد عمرو ونزل بظاهر نيسابور محاصراً لها.
وفيها وثب الْجُنْدُ من البربر على جيش بن خمارويه، وقالوا: تنح عن الأمر لنُولي عمَّك، فكلمهم كاتبه عَليَّ بن أحمد المادرائي، وسألهم أن ينصرفوا عنهم يومهم، فانصرفوا. فغدا جيش على عمه أبي العشائر، فضرب عُنقه وعُنُق عمٍ له آخر، ورمى برؤوسهما إليهم. فهجم الجند على جيش [ص:653] فذبحوه، وذبحوا أمه، وانتهبوا الدار، وأجلسوا أخاه هارون مكانه.
وفيها هزم عمرو بنُ اللَّيْث رافعَ بن هرْثَمَة، وساقَ وراءه إلى أن أدركه بخوارزم فقتله بها. وكان المُعْتَضِد قد عزله سنة سبعٍ وسبعين عن خُراسان، وولى عليها عمرو بن اللَّيْث، فبقي رافع بالرِّي. ثُمَّ إِنَّهُ هادن الملوك المجاورين له يستعين بهم على عَمْرو، ودعا إلى العلوي ثم سار إلى نيسابور، فواقعه عمرو في ربيع الآخر من هذه السنة، وهزمه إلى أبِيورد، وقصد رافع أن يخرج إلى مَرْو أَوْ هراة، ثُمَّ دخل نَيْسَابُور، فأتى عَمْرو فحاصره بها، فهرب رافع وأصحابه على الجمازات إلى خُوَارِزْم في رمضان، فأحاط به أمير خُوَارِزْم وقتله في سابع شوال، وبعث برأسه إلى عَمْرو بن اللَّيْث، فنفذه إلى المعتضد.
ولم يكن رافع ولدا لهرثمة، وإنما هو زوج أمه، فنُسب إليه، وَهُوَ رافع بن تُومَرْد. وَصَفَتْ خراسان لعمرو بن الليث.
وفيها دخل جيش بن خمارويه مصر، فقال الأمراء: لا نرضى بك ونريد عمك أبا العشائر، فوثب وقتل عمه، فشاش الناس ووقع حريق ونهب، فوثب هارون في جماعة على أخيه فقتله، واستولى على مصر، قَالَ ربيعة بن أحمد بن طولون: لما دخل ابن أخي جيش مصر قبض عَليَّ وعلى عمَّيه مُضر وشيبان، وحبسنا، ثُمَّ إِنَّهُ أخذ أخانا مُضر فأدخله بيتًا، وجوعه خمسة أيام، ثُمَّ دخل علينا ثلاثة من غلمان جيش، فقالوا: مات أخوكم؟ قلنا: لا ندري.
فدخلوا عليه البيت، فرماه كل واحدٍ بسهم، فقتلوه وأغلقوا علينا الباب، وتركونا يومين بلا طعام، فظننا أَنَّهُم يُهلكوننا بالجوع. فسمعنا صُراخًا في الدار، ففتحوا علينا، وأدخلوا إلينا جيش بن خُمَارَوَيْه، فقلنا: ما جاء بك؟ قَالَ: غَلبني أخي هارون على مصر. فقلنا: الحمد لله الذي قبض يدك وأضرع خدك. فَقَالَ: ما كان في عزمي إِلا أن أُلْحِقَكُما بأخيكما. وبعث إلينا هارون أن نقتله بأخينا، فلم نفعل، وانصرفنا إلى دُورِنا، فبعث إليه من قتله.(6/651)
-سنة أربع وثمانين ومائتين
فيها توفي: أبو عَمْرو أحمد بن المبارك المُسْتَمْلِي، وإسحاق بن الحسن الحربي، وأبو خالد عبد العزيز بن معاوية القُرَشي، ومحمود بن الفرج الأصبهاني الزاهد، وهشام بن عَليَّ السيرافي، ويزيد بن الهيثم أبو خالد البادا. [ص:654]
وفي رابع المحرم قُدم على المُعْتَضِد برأس رافع بن هرثمة، فنصب يوماً ببغداد.
وفي كانت وقعة بين عيسى النُّوشَري المعتضدي وبين بكر بن عبد العزيز بن أبي دلف، وكان قد أظهر العصيان، فهزمه النَّوْشَرِيّ بقرب أصبهان، واستباح عسكره.
وفي ربيع الأول ولى القضاء أبا عمر محمد بن يوسف على مدينة المنصور.
وفيها ظهرت بمصر حُمرة عظيمة، حَتَّى كان الرجل ينظر إلى وجه الرجل فيراه أحمر، وكذا الحيطان، فتضرًّع الناس بالدعاء إلى الله، وكانت من العصر إلى الليل.
وفيها بعث عَمْرو بن اللَّيْث بألف ألف درهم لتنفق على إصلاح درب مكة من العراق.
قَالَ ابن جرير الطبري: وفيها عزم المُعْتَضِد على لعنة معاوية على المنابر، فخوَّفه عُبَيْد الله الوزير اضطراب العامة. فلم يلتفت، وتقدَّم إلى العامة بلزوم أشغالهم وترك الاجتماع، ومنع القُصَّاص من القعود في الأماكن، ومنع من اجتماع الخلق في الجوامع، وكتب المُعْتَضِد كتابًا في ذلك. واجتمع الناس يوم الجمعة بناء على أن الخطيب يقرؤه، فما قرئ، وكان من إنشاء الوزير عُبَيْد الله، وفيه: " وقد انتهى إلى أمير المؤمنين ما عليه جماعة من العامة من شبهة دخلتهم في أديانهم، على غير معرفة ولا روية، خالفوا السنن، وقلدوا فيها أئمة الضلالة، ومالوا إلى الأهواء، وقد قال تعالى: " وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هدى من الله "، خروجًا عن الجماعة، ومسارعةً إلى الفتنة، وإظهارًا لموالاة من قطع الله عنه الموالاة، وبتر منه العصمة، وأخرجه من الملة. قَالَ الله تعالى: " وَالشَّجَرَةَ الملعونة في القرآن "، وإنما أراد بني أمية الملعونين على لسان نبيه، وهم كانوا أشدّ عداوة له من جميع الكفار. ولم يرفع الكفار رايةً يوم بدرٍ وأُحد والخندق إِلا وأبو سُفْيَان وأشياعه أصحابها وقادتها ". [ص:655]
ثُمَّ ذَكَرَ أَحَادِيثَ وَاهِيَةٍ وَمَوْضُوعَةٍ فِي ذَمِّ أَبِي سُفْيَانَ وَبَنِي أُمَيَّةَ، وَحَدِيثَ: " لَا أَشْبَعَ اللَّهُ بَطْنَهُ "، عَنْ مُعَاوُيَةَ، وَأَنَّهُ نَازَعَ عَلِيًّا حَقَّهُ، وَقَدْ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِعَمَّارٍ: " تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ ". وَأَنَّ مُعَاوِيَةَ سَفَكَ الدِّمَاءَ، وَسَبَى الْحَرِيمَ، وَانْتَهَبَ الْأَمْوَالَ الْمُحَرَّمَةَ، وَقَتَلَ حُجْرًا، وَعَمْرَو بن الحمق، وادعى زياد بن أبيه جراءة على الله، والله يقول: " ادعوهم لآبائهم "، وَالنَّبِيُّ صَلّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ يَقُولُ: " الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ ". ثُمَّ دعى إلى بيعة ابنه يزيد، وقد عَلِمَ فسْقة، ففعل بالحسين وآله ما فعل؛ ويوم الْحَرَّةِ، وحرق البيت الحرام.
وَهُوَ كتاب طويل فيه مصائب. فلما كتبه الوزير قَالَ للقاضي يوسف بن يعقوب: كلِّم المُعْتَضِد في هَذَا. فَقَالَ له: يا أمير المؤمنين، أخاف الفتنة عند سماعه. فَقَالَ: إنْ تحرَّكت العامةُ وضعتُ السيف فيها. قَالَ: فما نصنع بالعلويين الذين هم في كل ناحية قد خرجوا عليك؟ وَإِذَا سمع النَّاس هَذَا من فضائل أهل البيت كانوا إليهم أمْيل وصاروا أبسط ألسنة. فأمسك المُعْتَضِد.
وفيها ظهر في دار المُعْتَضِد شخص، في يده سيف مسلول، فقصده بعض الخدم فضربه بالسيف فجرحه، واختفى في البستان وطُلب فلم يوجد له أثر. فعظُم ذلك على المعتضد، واحترز وقيل هُوَ من الجن، وساءت الظُّنون، وأقام الشخص يظهر مرارًا ثُمَّ يختفي. ولم يظهر خبره حَتَّى مات المُعْتَضِد والمكتفي، فَإِذَا هُوَ خادم أبيض كان يميل إلى بعض الجواري التي في الدُّور.
وكان منْ بلغَ من الخُدّام يُمنعون من الحرم، وكان خارج دور الحرم بستان كبير، فاتّخذ هَذَا الخادم لحية بيضاء، فبقي تارةً يظهر في صورة راهب، وتارة يظهر بزيّ جنْديّ بيده سيف واتخذ عدّة لِحًى مختلفة الهيئات، فَإِذَا ظهر خرجت الجارية مع الجواري لتراه يعني فيخلو بها بين الشجر ويحدثها خلسة. فَإِذَا طُلب دخل بين الشجر ونزع اللحية والبُرْنُس ونحو ذلك، وخبّأها، وترك السيف في يده مسلولًا كَأَنَّه من جملة الطالبين لذلك الشخص. وبقي إلى أن ولي المقتدر، وخرج الخادم إلى طرسوس، فتحدَّثت الجارية بحديثه بعد ذلك.(6/653)
-سنة خمسٍ وثمانين ومائتين
فيها تُوُفِّي: إبراهيم الحربي، وإسحاق بن إبراهيم الدَّبَري، وعبيد بن عبد الواحد بن شَريك، وأبو العَبَّاس محمد بن يزيد المبرد.
وفي المحرّم قطع صالح بن مدرك الطائي الطريق على الحُجاج بالأجْفُر، وأخذ للرَّكب ما قيمته ألف ألف دينار، وأسر الحرائر.
وفي المحرّم عُزل إسْمَاعِيل بن أَحْمَد عن ما وراء النهر، وولِيَه عَمْرو بن اللَّيْث.
وفي ربيع الأول هبّت ريح صفراء بالبصرة، ثُمَّ صارت خضراء، ثُمَّ سوداء، وامتدت في الأمصار؛ ووقع عقيبها بَرَدٌ، وزن البردة مائةٌ وخمسون درهمًا. وقلعت الريح نحو ست مائة نخْلة، ومُطرت قرية حجارة سوداء وبيضاء.
وفيها استعمل المُعْتَضِد على أرمينية وأَذْرَبِيجَان ابن أبي الساج.
وفيها غزا راغب الموفقي الخادم الروم في البحر، فظفر بمراكب كثيرة، ضرب منها ثلاثة آلاف رقبة، وفتح حصوناً كثيرة.
وفي ذي الحجة قدم علي ابن المُعْتَضِد بغداد، وكان قد جهّزه لقتال محمد بن زيد العلوي، فدفع محمداً عن الجبال وتحيز إلى طبرستان، ففرح به أبوه وقال: بعثناك ولدًا فرجعت أخًا، كرامةً له منه بهذا القول، ثُمَّ أعطاه ألف ألف دينار.
وفي ذي الحجّة خرج المُعْتَضِد وابنه يريد آمد، لما بلغه موت أَحْمَد بن عيسى ابن الشيخ.
وصلى بالناس يوم الأضحى ببغداد علي ابن المُعْتَضِد، وركب كما تركبُ وُلاةُ العهود.(6/656)
-سنة ستٍّ وثمانين ومائتين
فيها تُوُفِّي: أَحْمَد بن سَلَمَةَ النَّيْسَابُوري الحَافِظ، وَأَحْمَد بن عَليّ الخزاز، وأبو سعيد الخراز شيخ الصوفية، وأحمد بن المعلى الدمشقي، وإبراهيم بن سويد الشبامي، وإبراهيم بن برة الصَّنْعَانيّ، وَالحَسَن بن عبد الأعلى البوسي أصحاب عبد الرزاق، وعبد الرحيم بن عبد الله البَرْقي، وعَليُّ بن عبد العزيز البَغَويّ، وَمحمد بن وضاح القرطبي، ومحمد بن يوسف البناء الزاهد، وَمحمد بن يونس الكُدَيْميّ، وأبو عُبادة البحتري الشاعر.
وفي ربيع الآخر نازل المُعْتَضِد آمد، وبها محمد بن أحمد ابن الشيخ؛ فنصب عليها المجانيق، ودام الحصار أربعين يومًا. ثُمَّ ضَعُف محمد، وتخاذَل أصحابه، فطلب الأمان ثم خرج فخلع عليه.
وفيها قبض المُعْتَضِد على راغب الخادم أمير طرسوس واستأصله، فمات بعد أيام.
وفيها، في جُمَادَى الآخرة، قدمت هدايا عَمْرو بن اللَّيْث، وهي أربعة آلاف ألف درهم، وعشرة من الدواب بسروجها ولجمها المذهبة، وخمسون أخرى بجلالها.
وفيها التقى جيش عمرو بن الليث الصَّفَّار، وَإسْمَاعِيل بن أَحْمَد بن أسد بما وراء النَّهْر. فانكسر أصحاب عَمْرو؛ ثُمَّ في آخر السنة عبَرَ إسْمَاعِيل بن أَحْمَد جَيْحُون بعساكره، ثُمَّ التقى هُوَ وَعَمْرو بن اللَّيْث على بلخ، وكان أهل بلخ قد ملوا عمرا وأصحابه، وضجروا من نزولهم في دُورهم وأخذهم لأموالهم، وتعرُّضهم لنسائهم. فَلَمَّا التقوا حمل عليهم إسْمَاعِيل، فانهزم عمرو إلى بلخ، فوجد أبوابها مغلقة، ففتحوا له ولجماعة معه، فوثب عليه أهل بلخ فأوثقوه، وحملوه إلى إسْمَاعِيل. فَلَمَّا دخل عليه قام إسْمَاعِيل واعتنقه، وقبّل ما بين عينيه، وخلع عليه، وحلف أَنَّهُ لا يؤذيه.
وَقِيلَ: إن إسْمَاعِيل لَمَّا كان على ما وراء النَّهْر، سأل عَمْرو بن اللَّيْث [ص:658] المُعْتَضِد أنْ يوليه ما وراء النَّهْر، فولاه فعزم عَمْرو على محاربته، فكتب إليه إسْمَاعِيل: إنك قد وُليت الدُّنيا، وإنما في يدي ثغر، فاقنع بما في يدك ودعني. فأبى، فَقِيلَ له: بين يديك جيحون كيف تعبره؟ فقال: لو شئت أن أسكره ببدر الأموال لفعلت حَتَّى أعبره. فَقَالَ إسْمَاعِيل: أنا أعبر إليه. فجمع الدَّهاقين وغيرهم، وجاوز النَّهْر. فجاء عَمْرو فنزل بلخ فأخذ إسْمَاعِيل عليه الطُّرق، فصار كالمحاصر. وندِم عَمْرو، وطلب المحاجزة، فلم يُجبه، واقتتلوا يسيرًا، فانهزم عَمْرو، فتبعوه، فتوحَّلت دابته، فأُخذ أسيرًا.
وبلغ المُعْتَضِد، فخلع على إسْمَاعِيل خِلَع السلطنة وَقَالَ: يُقلَّد أبو إِبْرَاهِيم كل ما كان في يد عَمْرو بن الليث.
ثم بعث يطلب من إسماعيل عمرا، ويعزم عليه. فما رأى بُدًّا من تسليمه، فبعث به إلى المُعْتَضِد فدخل بغداد على جمل ليشهروه، فقال الحسين بن محمد بن الجهم:
ألم ترَ هَذَا الدَّهْر كيف صُروفهُ ... يكون يسيرًا مُرّةً وعسيرًا
وحسبك بالصفار نُبلًا وَعِزّةً ... يروح ويغدو في الجيوش أميرا
حباهم بأجمال، ولم يدر أنه ... على جمل منها يقاد أسيرا
ثُمَّ حبسه المُعْتَضِد في مطمورة، فكان يَقُولُ: لو أردت أن أعمل على جيحون جسرًا من ذهب لفعلت، وكان مطبخي يُحمل على ست مائة جمل، وأركبُ في مائة ألف، أصارني الدَّهْر إلى القيد والذُّلّ!
فَقِيلَ: إِنَّهُ خُنق عند موت المُعْتَضِد، وَقِيلَ: قبل موته بيسير. وَقِيلَ: إنَّ إسْمَاعِيل خيّره بين أن يقعد عنده معتقلًا، وبين توجيهه إلى المُعْتَضِد، فاختار توجيهه إلى المعتضد، فأدخل بغداد في سنة ثمانٍ وثمانين على جملٍ له سنامان، وعلى الجمل الدّيباج وَالْحُلِيُّ، وطِيف به في شوارع بغداد. فأدخل على المُعْتَضِد، فَقَالَ له: يا عَمْرو هَذَا ببغيك، ثم سجنه.
وبعث المعتضد إلى إسماعيل ببدنة من لؤلؤ، وتاج مرصًّع، وسيف، وعشرة آلاف ألف درهم. [ص:659]
وفيها ظهر بالبحرين أبو سَعِيد الْجَنّابي القَرْمَطيّ في أول السنة. وفي وسطها قويت شوكته، وانضم إليه طائفة من الأعراب، فقتل أهل تِلْكَ القرى، وقصد البصرة. فبنى المُعْتَضِد عليها سورًا وحصّنها.
وكان أبو سَعِيد كَيّالًا بالبصرة، وجنابة: من قرى الأهواز. وقيل من البحرين؛ وقال الصولي: كان أبو سَعِيد فقيرًا يرفو أعدال الدقيق بالبصرة، وكان يُسخر منه ويُستخف به، فخرج إلى البحرين، وانضاف إليه جماعة من بقايا الزنْج والخرّمّية، فعاث وأفسد وتفاقم أمره، حتى بعث إليه الخليفة جيوشاً وهو يهزمها. وَهُوَ جدّ أبي عَليّ المستولي على الشام الذي مات بالرملة سنة خمسٍ وستين وثلاث مائة.
وَقَالَ غيره: أقام أبو سَعِيد مدة، ثُمَّ ذُبح في حمامٍ بقصره. ثُمَّ خلفه ابنه أبو طاهر سُلَيْمَان بن أبي سَعِيد الحَسَن بن بهرام الجنابيّ القَرْمَطيّ، وَهُوَ الذي يأتي أَنَّهُ قَتل الحجيج واقتلع الحجر الأسود.(6/657)
-سنة سبع وثمانين ومائتين
توفي فيها: أَحْمَد بن إسحاق بن نُبَيْط، وأبو بكر أحمد بن عَمْرو بن أبي عاصم، وزكريا بن يحيى السجزي خياط السنة، وَمحمد بن عَمْرو الْجُرَشيّ أبو عَليّ قشْمرد، وموسى بن الحسن الجلاجلي، وأبو سعد يحيى بن منصور الهروي.
وفي المحرم واقعت طي رَكْبَ الحاجّ العراقيّ بأرض المعدن، وكانت الأعراب في ثلاثة آلاف ما بين فارس وراجل. وكان أمير الحاجّ أبو الأغرّ، فأقاموا يقاتلونهم يومًا وليلة. واشتد القتال، ثُمَّ إنَّ الله أيّد الركب وهزموهم، وقُتل صالح بن مدرك الذي نهب الحاجّ فيما مضى؛ وقُتل معه أعيان طي، ودخل الركبُ بغداد بالرؤوس على الرماح وبالأسرى.
وفي نصف ربيع الأول كانت الوقعة على بلْخ بين عَمْرو بن اللَّيْث وَإسْمَاعِيل بن أحمد، فأسره إسماعيل.
وفيها غَلُظ أمر القرامطة، وأغاروا على البصرة ونواحيها، فسار لحربهم العَبَّاس بن عَمْرو الغنوي، فالتقوا، فأُسر الغنوي، وقُتل خلقٌ من جنده. [ص:660]
ثُمَّ إنَّ أبا سَعِيد بعد أنْ ضيق عليه أطلقه، وَقَالَ: بلِّغ المُعْتَضِد عني رسالة؛ ومضمونها أَنَّهُ يكفّ عنه ويحفظ حُرمته: فأنا قد قنعت بالبرية، فلا يتعرض لي.
قَالَ ابن خلّكان: كان من حديث العَبَّاس أَنَّ القرامطة لَمَّا اشتد أمرهم وبالغوا في القتل، أرسل إليهم المُعْتَضِد جيشًا عليه العَبَّاس بن عَمْرو، فالتقوا، فأسره أبو سَعِيد القَرْمَطيّ في الوقعة، وأسر جميع مَن معه مِن الجيش. ثُمَّ مِن الغد أحضر الأسرى فقتلهم بأسرهم وحرّقهم، رحمهم الله. وأطلق العَبَّاس فجاء إلى المُعْتَضِد وحده. وكانت الوقعة بين البصرة والبحرين.
وفي شوال خرج المُعْتَضِد من بغداد، وسار إلى عين زَرْبة، فأسرَ وصيفًا الخادم. ثُمَّ قدِم المِصيصة ونزل طَرَسُوس، ثُمَّ رحل إلى أنطاكية. ثُمَّ جاء إلى حلب، ثُمَّ إلى بالس، وأقام بالرقة إلى سلخ السنة.
وفيها مات صاحب طَبَرسْتَان محمد بن زيد العلوي.
وفيها أوقع بدر بالقرامطة على غرة منهم، فقتل منهم مقتلة عظيمة.(6/659)
-سنة ثمانٍ وثمانين ومائتين
فيها تُوُفِّي: إسحاق بن إسْمَاعِيل الرملي بإصبهان، وَبِشْر بن موسى الأسديّ، وجعفر بن محمد بن سوار الحَافِظ، وعثمان بن سَعِيد بن بشار الأَنْمَاطِيُّ، ومُعاذ بن المثنى العنبري، وخلق سواهم.
وفي جُمَادَى الأولى أُدخل عَمْرو بن الليث الصَّفَّار بغداد أسيرًا على جَمل، فسجن إلى سنة تسعٍ وثمانين، وأُهلك عند موت المُعْتَضِد.
وزلزلت دبيل ليلاً. قال أبو الفرج ابن الْجَوْزيّ: فأُخرج من تحت الهدْم خمسون ومائة ألف ميت.
وَقِيلَ: كان ذَلِكَ في العام الماضي.
وفيها وقع وباءٌ عظيم بِأَذْرَبِيجَان حَتَّى فُقدت الأكفان، حَتَّى كفنوا في [ص:661] الأكسية واللبود ثم طرحوا في الطرق. ومات من أصحاب محمد بن أبي الساج وأقاربه سبع مائة إنسان، وكان ببرذعة؛ ثُمَّ توفي هو، فقام بعده ابنه ديوداذ، وخالفه أخوه يوسف.
وفيها قدم المُعْتَضِد ومعه وصيف خادم محمد بن أبي الساج، وكان قد عصى عليه بالثُّغور، فأسره وأُدخل على جملٍ، ثُمَّ تُوُفِّي في السجن بعد أيام، فصُلبت جُثّته عند الجسر.
وفيها ظهر أبو عبد الله الشيعي بالمغرب، ونزل بكُتامة، ودعاهم إلى المهديّ عُبَيْد الله.(6/660)
-سنة تسعٍ وثمانين ومائتين
فيها تُوُفِّي: أبو عبد الملك أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم البُسْريّ، والمعتضد بالله، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وإبراهيم بن أحمد الأغلبي أمير القيروان، وأنس بن السّلم، وجماعة كبار.
وفيها فاض ماء البحر على الساحل، فأخرب البلاد والحصون التي عليه، وَهَذَا لم يعهد.
وفيها ظفر بسرية للقرامطة فأسر جماعة وقائد السرية ابن أبي الفوارس فعذب وقتل.
وفي ربيع الآخر اعتل المُعْتَضِد علّة صعبة، وتماثل، فَقَالَ ابن المعتز:
طار قلبي بجناح الوجيب ... جزعًا من حادثات الخُطوب
وحذارًا من أن يُشاك بسوء ... أسدُ المُلك وسيفُ الحروب
ثم انتكس ومات في الشهر. وقام بعده ولده المُكْتَفِي بالله أبو محمد عَليّ، وليس في الخلفاء من اسمه عَليّ إِلا هو، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وُلد سنة أربعٍ وستين ومائتين، وأُمه تركية. وكان من أحسن الناس.
وَلَمَّا نُقل المُعْتَضِد اجتمعوا في دار العامة، وفيهم مؤنس الخادم، ومؤنس الخازن، ووصيف، موشكير، والفضل بن راشد، ورشيق، وكان بدر المعتضدي بفارس، فقالوا للقاسم بن عُبَيْد الله الوزير: خُذ البيعة. فَقَالَ: المُعْتَضِد حي، ولا آمن إفاقته، وقد أطلقتُ المال، فيُنكر عَليّ. فقالوا: إن [ص:662] عُوفي فنحن المناظرون دونك. وكان في عزْمه أن يزوي الأمر عن المُكْتَفِي، لكن رأى ميلهم إلى المُكْتَفِي، فأخذ له البيعة بعد العصر من يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلةً بقيت من ربيع الآخر. وأحضر أحمدُ بن محمد بن بسطام أولاد الخلفاء: عبد الله بن المعتز، وقصي ابن المؤيد، وعبد العزيز ابن المعتمد، وعبد الله ابن الموفق أبي أحمد، فأخذ عليهم البيعة للمكتفي.
وَتُوُفِّي المُعْتَضِد ليلة الإثنين لثمانٍ بقين من الشهر. وكان المُكْتَفِي بالرقة، فكتب إليه الْقَاسِم بالخلافة، وَأَنَّ في بيوت الأموال عشرة آلاف ألف دينار، ومن الدراهم أضعافها، ومن الجواهر ما قيمته كذلك، ومن الثياب والخيل، وذكر أشياء كثيرة.
وَقِيلَ: إنَّ الجند تحركوا ببغداد عند موت المعتضد، ففرق القاسم فيهم العطاء، فسكنوا.
ووافى المُكْتَفِي بغداد في سابع جُمَادَى الأولى، ومر بدجلة في سمارية، وكان يومًا عظيمًا. وسقط أبو عُمَر القاضي من الزّحمة من الجسر، وأُخرج سالمًا. ونزل المُكْتَفِي بقصر الخلافة، وتكلمت الشعراء، وخلع على الْقَاسِم بن عُبَيْد الله سبْع خِلع، وقلّده سيفًا. وهدم المطامير التي اتخذها أبوه، وصيرها مساجد. وأمر برد البساتين والحوانيت التي أخذها أبوه من النَّاس ليعملها قصرًا. وفرّق أموالا جزيلة. وسار سيرةً جميلة، فأحبه النَّاس ودعوا له. ومات في السجن عَمْرو بن اللَّيْث الصَّفَّار في اليوم الذي دخل فيه المُكْتَفِي بغداد. فَقِيلَ: إنَّ الْقَاسِم الوزير قتله سرًا، خوفًا من إخراجه، فإنه كان محسنًا إلى المُكْتَفِي أيام مقامه بالري.
وفي رجب ورد الخبر إلى بغداد أَنَّ أهل الرَّيِّ كتبوا إلى الأمير محمد بن هارون الذي كان إسْمَاعِيل بن أَحْمَد متولي خُرَاسَان بعثه لقتال العلوي وولاه طَبَرسْتَان، فخلع محمد بن هارون الطاعة، ولبس البياض، وسار إلى الرَّيِّ، وكان واليها أوكرتُمُش قد غشم وظلم، فالتقيا، فهزمه محمد وقتله، وقتل ولديه وقواده، واستولى على الري.
وفي رجب زُلزلت بغداد زلزلةً عظيمة دامت أياماً.
وفيها خُلع على أَحْمَد بن محمد بن بسطام، وأمر على آمد، وديار ربيعة. [ص:663]
وفيها هبت ريحٌ عظيمة بالبصرة، قلعت عامة نخلها، ولم يسمع بمثل ذلك.
وفيها خرج بالشام يَحْيَى بن زكرويه القَرْمَطيّ، وجمع الأعراب، فقصد دمشق وبها طُغْج بن جُفّ نائب هارون بن خُمَارَوَيْه، فكانت بينهما حروبٌ، إلى أن قُتل في أول سنة تسعين.
وسبب خروجه أَنَّ زَكْرَوَيْه بن مهرويه القَرْمَطيّ لَمَّا رأى متابعة الجيوش إلى من بسواد الكوفة وضعُف، سعى في استغواء الأعراب الذين بالسواد، فاستجابوا له. وكان طائفة من كلب يخفرون الطريق على السماوة، فيما بين دمشق والكوفة على طريق تدمر. ويحملون الرسل وأمتعة التجار على إبلهم. فأرسل زَكْرَوَيْه أولاده إليهم فبايعوهم، وخالطوهم، وانتسبوا إلى أمير المؤمنين عَليّ، وإلى إسْمَاعِيل بن جعفر بن محمد الصادق، فقبلوهم، فدعوهم إلى رأي القرامطة، فلم يقبل منهم إِلا طائفة، فبايعوهم. وكان المُشار إليه في القرامطة يَحْيَى بن زَكْرَوَيْه أبو القاسم. وذكر لهم أن له بالعراق والشرق مائة ألف تابع، وَأَنَّ ناقته مأمورة، وَأَنَّهُم متى اتبعوها في مسيرها ظفروا، فقصدوا الرصافة، التي هي غربي الفرات، فقتلوا أميرها، وأكثروا الفساد.
وفيها كانت وقعة بين جيش إسْمَاعِيل بن أَحْمَد، وبين محمد بن هارون على باب الرَّيِّ. وكان محمد في مائة ألف، فكانت الدبرة عليه، فانهزم إلى الدَّيلم في ألف رجل، فاستجار بهم.
وفيها قَوِيَت أمور أبي عبد الله الشيعي بالمغرب، فصنع صاحب إفريقية صُنع محمد بن يَعْفُر ملك اليمن، فانسلخ من الإمارة، وأظهر توبةً، ولبس الصُّوف، وردّ المظالم، وخرج إلى الروم غازيًا. فقام بعده ابنه أبو العَبَّاس.
وكان خروج إِبْرَاهِيم بن أَحْمَد صاحب إفريقية منها وركوبه البحر سنة تسعٍ وثمانين، فوصل إلى صقلية، ومنها إلى طبرمين، فافتتحها في شعبان، ثم حاصر كنيسة، فمرض عليها بإسهال، ومات في ذي القِعْدَة. وكانت ولايته ثمانية وعشرين عاماً ونصفا، ودفن بصقلية.
واشتهر أمر أبي عبد الله بأرض كُتامة، وسمي المشرقي لقدومه من المشرق. فكان إِذَا بايعه الواحد قِيلَ: تشرَّق، وتسارع المغاربة إليه. وَلَمَّا استفاضت دعوة المهدي كثُر الطلب عليه من العراق والشام، فسار متنكرًا من سلمية، ثُمَّ إلى الرملة، ثُمَّ مصر، ومعه ولده محمد صبي، وأبو العَبَّاس أخو الداعي [ص:664] أبي عبد الله بزي التُّجار. فتوصلوا إلى طرابلُس الغرب. فَلَمَّا وصل المهدي إلى طرابلُس الغرب قدم أبو العَبَّاس أخو الداعي إلى القَيْرُوَان فوصلها، وقد جاءت المكاتبات من مصر بالإنذار بالمهدي وصفته والتوكيد في طلبه، فعُني زيادةُ الله بطلبه، وتقصّى أخباره، فوقع بأبي العَبَّاس، فقرّره فلم يعترف، فحبسه برقّادة. وكتب إلى طرابلُس في طلب المهدي، وكان قد خرج منها قاصدًا أبا عبد الله داعيته، وفات أمره. ثُمَّ علِم في طريقه بحبْس رفيقه، فعدل إلى سِجِلْماسة، وأقام بها يتَّجر، فبلغ زيادة الله أَنَّهُ بسِجِلْماسة، فقبض متوليها على المهدي وابنه. ثُمَّ وقعت الحرب بين زيادة الله وبين أبي عبد الله الداعي، فهزمه أبو عبد الله مرات، وهرب من الجيش أبو العَبَّاس، ثُمَّ مُسك. ثُمَّ سار زيادة الله منهزمًا إلى مصر، ولحق أبو العَبَّاس بأخيه. ثُمَّ سارا في جيشٍ كثيفٍ وطلبا سِجِلْماسة، فخرج اليَسَع متوليها للقتال، فهزمه أبو عبد الله سنة ست وتسعين، كما سيجيء.
وفيها صلى المُكْتَفِي بِالنَّاس يوم النحر بالمُصلّى.
وفيها قتل بدر المعتضدي. وكان المعتضد يحبه. وكان بدر جوادًا كريمًا شجاعًا، وكان يؤثر الْقَاسِم بن عُبَيْد الله الوزير ويتعصب له، فَقَالَ المُعْتَضِد: والله لا قتله غيره. فكان كما قَالَ. وذلك أَنَّ الْقَاسِم همّ بنقل الخلافة عند موت المُعْتَضِد إلى غير ولده، وناظر بدرًا في ذَلِكَ، فامتنع بدر، فَلَمَّا رأى الْقَاسِم ذَلِكَ وعلم أن لا سبيل إلى مخالفة بدر، إِذْ كان المستولي على الأمور، اضطغنها على بدر. وحدث على المُعْتَضِد الموت، وبدر بفارس، فعمل الْقَاسِم على إهلاكه.
وكان بين بدر وبين المُكْتَفِي تباعد في أيام أبيه. فأشار القاسم على المُكْتَفِي أن يكتب إلى بدر بأن يقيم بفارس، ويبعث إليه بالمال، وأن يختار من الولايات ما شاء، ولا يقدم الحضرة. وخوّف المُكْتَفِي منه. فكتب إليه مع يانس المُوفّقي بذلك، وبعث إليه بعشرة آلاف ألف درهم. فَلَمَّا وصل إلى بدر فكّر وخاف لبعده من مكر القاسم. فكتب إلى المكتفي يقول: لا بد من المصير إلى الحضرة، وأن أشاهد مولاي. فَقَالَ الْقَاسِم له: قد جاهرك بالعصيان، ولا آمنه عليك. وكاتب الْقَاسِم الأمراء الذين مع بدر بالمصير إلى باب الخليفة. فأوقفوا بدرًا على الكُتب وقالوا: قُمْ معنا حَتَّى نجمع بينك وبين الخليفة فَقَالَ: قد كتبت إليه، وأنا منتظر جوابه. ففارقوه ووصلوا إلى بغداد.
وجاء بدر فنزل واسطًا. فندب الْقَاسِم أبا حازم القاضي وَقَالَ: اذهب إلى بدرٍ برسالة أمير المؤمنين بالأمان والعُهود. فامتنع، وكان وَرعًا، وَقَالَ: لِمَ [ص:665] أؤدي عن الخليفة رسالة لم اسمعها منه؟ قَالَ: أما تقنع بقولي؟ قَالَ: في مثل هَذَا ما يكفيني.
فندب أبا عُمَر محمد بن يوسف القاضي، فأجاب مسرعًا، وانحدر إلى واسط، فاجتمع ببدر، وأعطاه الأيمان المُغلّظة عن المكتفي، فنزل بدر في طيار، وترك أصحابه بواسط ليلحقوه في البَرّ. فبينا هُوَ يسير، إِذْ تلقاه لؤلؤ غلام الْقَاسِم في جماعةٍ، فنقلوا القاضي إلى طيار آخر، وأصعدوا بدراً إلى جزيرة. فلما عرف بدر أَنَّهُم قاتلوه قَالَ: دعُوني أصلّي ركعتين وأُوصي، فتركوه؛ فأوصى بعتق أرقابه، وصدقة ما يملك، وذبحوه في الرّكعة الثانية، في ليلة الجمعة السابعة والعشرين من شهر رمضان، وقدموا برأسه على المكتفي، فسجد.
وذمّ النَّاس أبا عُمَر القاضي وقالوا: هُوَ غر بدرا؛ وندم القاضي غاية الندم. وقال شاعر:
قل لقاضي مدينة المنصور ... بمَ أحللت أخذ رأس الأمير؟
بعد إعطائه المواثيق والعه ... د وعقد الأمان في منشور
أين أيمانك التي شهد الل ... هـ على أنها يمينُ فُجور
أَنَّ كفّيكَ لا تفارق كفي ... هـ إلى أن يرى مَلِيكَ السرير
يا قليل الحياءٍ يا أكذبَ الأ ... مة يا شاهدًا شهادة زور
أيّ أمر ركبت في الجمعة الغ ... راء من خير شهر هذي الشُّهُور
قد مضى من قتلت في رمضا ... ن صائمًا بعد سجدة التعفير
يا بني يوسف بن يعقوب أضحى ... أهل بغداد منكم في غرور
في أبيات.(6/661)
-سنة تسعين ومائتين
فيها تُوُفِّي: أَحْمَد بن عَليّ الأبار، وَالحَسَن بن سهل المجوز، وَالحُسَيْن بن إِسْحَاق التُّسْتَريّ، وعبد الله بن أَحْمَد بن حَنْبَلٍ، وَمحمد بن زكريا الغلابي الإخباري، وَمحمد بن العَبَّاس المُؤَدِّب، وَمحمد بن يَحْيَى بن المنذر القزاز، شيوخ الطبراني.
وفي أولها قصد يَحْيَى بن زَكْرَوَيْه الرّقّةِ، في جمعٌ، فخرج إليه عسكرها فهزمهم وقتل منهم، فبعث طغج لحربه بشيرًا غلامه، فالتقوا، فقتل بشير، وانهزم جُنده. فندب المُكْتَفِي أبا الأغر في عشرة آلاف، وجهزه لحربهم. ثُمَّ سار القَرْمَطيّ فحاصر دمشق، وبها طُغْج بن جف، فضعف عن مقاومة القرامطة. [ص:666]
وفيها خرج المُكْتَفِي من بغداد يريد سامراء ليسكن بها، فصرفه الوزير عن ذَلِكَ وَقَالَ: نحتاج إلى غرامات كثيرة. فعاد إلى بغداد.
وفيها قتل الكلبُ يَحْيَى بن زَكْرَوَيْه على حصار دمشق فأقاموا مقامه أخاه الحسين.
وفيها عسكر المُكْتَفِي وسار إلى المَوْصِل في رمضان لحرب القرامطة، وتقدم أمامه إلى أرض حلب أبو الأغرّ، فنزل بوادي بُطْنان فكبسهم على غِرة صاحبُ الشامة القَرْمَطيّ، فقتل منهم خلقًا، وهرب أبو الأغرّ في ألف رجلٍ إلى حلب. وقُتل تسعة آلاف. وتبعهم صاحب الشامة، فحاربه أبو الأغر على باب حلب، ثُمَّ تحاجزوا؛ ووصل المُكْتَفِي إلى الرّقّة، وسرح الجيوش إلى القرمطي.
وفي رمضان وصل القَرْمَطيّ أَيْضًا إلى دمشق، فخرج لقتاله بدر الحمامي صاحب ابن طولون فهزم القَرْمَطيّ، ووضع في أصحابه السيف وهرب الباقون في البادية. وبعث المُكْتَفِي في أثر صاحب الشامة الحُسَيْن بن حَمْدَان والقوّاد.
وَقِيلَ: إنما كانت الوقعة بين بدر والقرمطي بأرض مصر، وأن القَرْمَطيّ انهزم إلى الشام في نفرٍ يسير. فسار على الرَّحْبة وهيت، فنهب وسبى، ومضى إلى الأهواز.
وفيها قُتل أبو الْقَاسِم يَحْيَى بن زَكْرَوَيْه بن مهرويه القَرْمَطيّ المعروف بالشيخ، وبالمُبَرْقَع. وكان يسمي نفسه كذِبًا وبُهْتانًا: عَليّ بن أَحْمَد بن محمد بن عبد الله الحسيني وكان من دعاة القرامطة.
قيل: إن بدرا الحمامي لقيه بحوران فِي هذه السنة، فاقتتلوا قتالاً عظيماً، فقتل، وقام أخوه موضعه. وكان سبب قتله أن بربريًا رماه بمِزْراقٍ، واتبعه نفّاط فأحرقه بالنار في وسط القتال، فنصب أصحابه أخاه الحُسَيْن بن زكرويه، ويسمى بصاحب الشامة، وزعم بكذبه أَنَّهُ: أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بْن إسْمَاعِيل بن الصادق جعفر، وأظهر شامة في وجهه زعم أنها آيته. وجاءه ابن عمّه عيسى بن مهرويه وزعم أَنَّهُ عبد الله بْن أَحْمَد بْن محمد بْن إسْمَاعِيل بْن جعفر، ولقبّه المدثر، وعهد إليه. وزعم أنه المعني في السُّورة. ولقب غلامًا له المطوّق بالنُّور، وظهر على دمشق وحمص والشام، وعاث وأفسد، حَتَّى قتل الأطفال وسبى الحريم، وتسمى أمير المؤمنين المهدي، ودُعي له على المنابر.
وكان ليحيى بن زَكْرَوَيْه شعرٌ جيد في الحماسة والحرب.(6/665)
-تَرَاجِمُ رِجَالِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ عَلَى حُرُوفِ الْمُعْجَمِ(6/667)
-[حَرْفُ الأَلِفِ](6/667)
1 - أَحْمَد بن إبراهيم بن فيل أبو الحَسَن البالسي، [الوفاة: 281 - 290 ه]
نزيل أنطاكية.
سَمِعَ: أبا جعفر النُّفَيْلِيَّ، وأبا توْبة الحلبي، والمُعافى بن سُلَيْمَان، وعبد الوهاب بن نجدة، وسليمان ابن بنت شُرَحْبِيل، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو عوانة، وحاجب بن أركين، وأبو سعيد ابن الأعرابي، وَخَيْثَمَة الأَطْرَابُلُسيّ، وسليمان الطَّبَرَانيّ، وطائفة.
وقد روى عنه النسائي في " حديث مالك " تأليفه.
تُوُفِّي سنة أربعٍ وثمانين، وَهُوَ والد صاحب الجزء المشهور أبي طاهر الحَسَن بن أَحْمَد.(6/667)
2 - أَحْمَد بن إبراهيم أبو جعفر الأصبهاني الغسال، [الوفاة: 281 - 290 ه]
والد القاضي أبي أَحْمَد الحَافِظ.
سَمِعَ: إسْمَاعِيل بن عَمْرو البجلي، وسهل بن عُثْمَان العسكري.
وَعَنْهُ: ابنه.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين ومائتين(6/667)
3 - ن: أَحْمَد بن إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بكار. أبو عبد الملك القُرشي العامري البُسْريّ الدِّمَشْقِيّ، [الوفاة: 281 - 290 ه]
من ولد بَسر بن أبي أرطأة.
سَمِعَ: أبا الجماهر محمد بن عُثْمَان، وَمحمد بن عائذ، وجدّه محمد بن عبد الله، وجماعة.
وَعَنْهُ: النسائي وَقَالَ: لا بأس به، وابن جَوصا، وأبو عوانة، وعليّ بن أبي العَقِب، والطَّبَرَانيّ، وآخرون.
مات في شوال سنة تسع وثمانين.
وسمعنا من طريقه مغازي ابن عائذ.(6/667)
4 - أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم بن فروة، أبو عبد الله اللَّخْمي القُرْطُبيّ. [الوفاة: 281 - 290 ه]
له رحلة إلى العراق، فسمع بمصر من عبد الغني بن أبي عقيل، وغيره. [ص:668]
وبالعراق من: عبيد الله القواريري، وبندار.
وَعَنْهُ: أحمد بن خالد بن الجباب، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن. وكان شيخًا مُغَفَّلًا.
عاش تسعين سنة، ومات سنة تسعين.(6/667)
5 - أحمد بن إبراهيم بن مِلحان أبو عبد الله البَلْخيُّ الأصل البَغْداديُّ. [الوفاة: 281 - 290 ه]
سَمِعَ مِنْ: يَحْيَى بن عبد الله بن بُكَيْر، وغيره.
وَعَنْهُ: أبو بكر الشافعي، وابن قانع، والطبراني، وأبو بكر بن خلاد، وجماعة.
ووثَّقه الدارقطني.
مات سنة تسعين ومائتين.(6/668)
6 - أَحْمَد بن إِسْحَاق بن صالح، أبو بكر البَغْداديُّ الوزان. [الوفاة: 281 - 290 ه]
عَنْ: مسلم بن إِبْرَاهِيم، وجنْدل بن والق، وَقُرَّةَ بن حبيب، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: ابن مَخْلَد، وأبو جعفر بن البَخْتَرِيّ، وعبد الله بن إسحاق الخراساني، وأبو عمرو ابن السَّمَّاك.
قَالَ ابن أبي حاتم: كتبت عنه أنا وأبي، وهو صدوق.
وأثنى عليه الدَّارَقُطْنيّ.
تُوُفِّي في أول سنة إحدى وثمانين.(6/668)
7 - أَحْمَد بن إِسْحَاق بن واضح، أبو جعفر المِصْريُّ العسال. [الوفاة: 281 - 290 ه]
عَنْ: سَعِيد بن أبي مريم، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي في صفر سنة أربع وثمانين.(6/668)
8 - أَحْمَد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن نُبَيْط بن شَرِيط الأشجعيُّ [الوفاة: 281 - 290 ه]
صاحب النسخة المشهورة الموضوعة. [ص:669]
رَوَى عَنْ: أبيه؛ وزعم أَنَّهُ وُلد سنة سبعين ومائة.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن محمد البيروتي، وأحمد بن القاسم بن الريان اللكي، والطَّبَرَانيّ، وغيرهم.
قَالَ أبو سَعِيد بن يونس: تُوُفِّي بمصر سنة سبع وثمانين، وَهُوَ كوفي قدم مصر، وكان يكون بالجيزة.(6/668)
9 - أَحْمَد بن إِسْحَاق البلدي الخشّاب. [الوفاة: 281 - 290 ه]
عَنْ: عفان بن مُسْلِم، وعبد الله بن جعفر الرقي، وغيرهما.
وَعَنْهُ: أبو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ.(6/669)
10 - أَحْمَد بن إِسْحَاق بن يزيد الرقي الخشّاب. [الوفاة: 281 - 290 ه]
عَنْ: عُبَيْد بن جِناد الحلبي.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ أَيْضًا، وَهُوَ أصغر من البلدي الذي قبله.(6/669)
11 - أَحْمَد بن إِسْحَاق الصدفي المصري. [الوفاة: 281 - 290 ه]
روى عَن عَمْرو بن الربيع بن طارق.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ، وغيره.(6/669)
12 - أَحْمَد بن إسْمَاعِيل العَدَويّ البصْري. [الوفاة: 281 - 290 ه]
رَوَى عَنْ: عَمْرو بن مرزوق، وطبقته.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.(6/669)
13 - أَحْمَد بن إسْمَاعِيل الوساوسي الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 281 - 290 ه]
عَنْ: شَيْبَان بن فَرُّوخ،
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.(6/669)
14 - أَحْمَد بن أصرم بن خُزَيْمَة أبو العَبَّاس الْمُغَفَّلِيُّ المُزَنِيّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 281 - 290 ه]
حدَّث بدمشق عَنْ: أَحْمَد بْن حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بن مَعين، وعبد الأعلى بن حمّاد، والقواريري.
وَعَنْهُ: أبو عَوَانة، وأبو جعفر العقيلي، وأبو بكر النجاد، [ص:670] وأبو عبد الله بن مروان، وجماعة.
وقال أبو بكر الخلال: هُوَ ثقة، كتبنا عن المروذي، عنه.
وَقَالَ ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي، وَسَمِعْتُ موسى بن إِسْحَاق القاضي يُعظّم شأنه ويرفع منزلته.
قُلْتُ: كان صاحب سنة، شديدًا على المُبتدِعة.
تُوُفِّي في جُمَادَى الأولى سنة خمسٍ وثمانين ومائتين.(6/669)
15 - أَحْمَد بن بحر الدمشقي. [الوفاة: 281 - 290 ه]
سَمِعَ مِنْ: منبه بن عُثْمَان،
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ فقط.(6/670)
16 - أَحْمَد بن بِشْر المَرْثَدِيّ. أبو عَليّ البَغْداديُّ. [الوفاة: 281 - 290 ه]
عَنْ: عَليّ بن الْجَعْد، والهيثم بن خارجة، وجماعة.
وَعَنْهُ: عُثْمَان ابن السَّمَّاك، وأبو بكر الشافعي، وجماعة.
وثّقه ابن المنادي وقال: مات سنة ست وثمانين.(6/670)
17 - أَحْمَد بن جعفر، أبو عَليّ الدَّيْنَوَري النَّحْوِيّ، [الوفاة: 281 - 290 ه]
تلميذ أبي عُثْمَان المازني.
أخذ عن المازني " كتاب سِيبَوَيْهِ ". وسكن مصر وأفاد أهلها.
وكان زوج بنت ثعلب؛ وله مصنف في النحو.
توفي سنة تسع وثمانين.(6/670)
18 - أَحْمَد بن الحَسَن بن مُكرَم البَغْداديُّ. [الوفاة: 281 - 290 ه]
سَمِعَ: عَليّ بن الْجَعْد.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ، وابن قانع. وكان بزازاً.(6/670)
19 - أَحْمَد بن الحُسَيْن بن مدرك القَصْريُّ. [الوفاة: 281 - 290 ه]
عَنْ: أبي شُعَيْب السوسي، وَسُلَيْمَان بن أَحْمَد الواسطي المقرئ.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي سنة تسعين. [ص:671]
وَعَنْهُ أيضاً: الطَّستي، وعمر بن الحَسَن الشيباني.
وكان بقصر ابن هُبَيْرَة.(6/670)
20 - أَحْمَد بن الحُسَيْن، أبو الفضل النَّيْسَابُوري المُسْتَمْلِي. [الوفاة: 281 - 290 ه]
سَمِعَ: يَحْيَى بن يَحْيَى، وَإِسْحَاق بن راهَوَيْه؛ واستملى على إسحاق.
وَعَنْهُ: محمد بن صالح بن هانئ، وَمحمد بن يعقوب بن الأخرم، وآخرون.
تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين.(6/671)
21 - أَحْمَد بن حماد بن سفيان، أبو عبد الرحمن الكُوفيُّ الفقيه. [الوفاة: 281 - 290 ه]
ولي قضاء المِصَّيْصَة.
وَرَوَى عَنْ: أبي بلال الأشعري، ويزيد بن عَمْرو الغنوي، وأبي بكر بْن أَبِي شَيْبة، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بن عمار. وارتحل إلى مصر فلقي أصحاب ابن وهْب.
قَالَ الخليلي: صالحٌ في الحديث، له معرفة. وَقَالَ: مات سنة ثمانٍ وثمانين.
قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ: أبو الحَسَن القطّان، وابن قانع، وَمحمد بن عَليّ بن حُبيش، وآخرون.
مات بالمِصَّيْصَة.(6/671)
22 - أَحْمَد بن حمدون أبو نصر المَوْصِليّ الخفّاف. [الوفاة: 281 - 290 ه]
عَنْ: مُعَلَّى بن مهدي، وَمحمد بن عبد الله بن عمار، وَأَحْمَد بن السّكن، وغيرهم.
وَعَنْهُ: يزيد بن محمد في " تاريخه "، وَقَالَ: كان صاحب حديث حسن الحفظ. توفي سنة تسعين.(6/671)
23 - أَحْمَد بن خالد بن يزيد الآجري، أبو بكر، وسمّاه أبو بكر الشافعي: محمدا. [الوفاة: 281 - 290 ه]
سَمِعَ: أبا نُعَيْم، وعفان، وجماعة.
وَعَنْهُ: الشافعي، وعثمان ابن السماك، وجماعة. [ص:672]
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين ومائتين.(6/671)
24 - أَحْمَد بن خالد الدامغاني [الوفاة: 281 - 290 ه]
نزيل نَيْسَابُور.
عَنْ: أبي مصعب الزهري، وداود بن رُشيد، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو حامد ابن الشرقي، وَمحمد بن الأخرم، ودعْلج، وجماعة.
وله رحلة إلى الشام، ومصر، والعراق.
تُوُفِّي سنة ثمان وثمانين.(6/672)
25 - أَحْمَد بن خُشنام الأصبهاني. [الوفاة: 281 - 290 ه]
عَنْ: بكر بن بكار، وَالحُسَيْن بن حفص، وجماعة.
تُوُفِّي في عام أربعة وثمانين.
وثّقه ابن مردويه.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَد بن محمد بن عاصم.
وقال أبو الشيخ: كانت فيه غفْلة.(6/672)
26 - أَحْمَد بن خطاب الأصبهاني. [الوفاة: 281 - 290 ه]
عَنْ: طالوت بن عباد.
وَعَنْهُ: عبد الله بن محمد القباب، وغيره.(6/672)
27 - أَحْمَد بن خُليد أبو عبد الله الكِنْدي الحلبي. [الوفاة: 281 - 290 ه]
سَمِعَ: أبا نُعَيْم، وأبا اليمان، والوُحَاظي، والحميدي، وَمحمد بن عيسى ابن الطباع، وزُهير بن عبّاد، وطبقتهم. وله رحلة واسعة، ومعرفة جيدة.
رَوَى عَنْهُ: عَليّ بن أَحْمَد المِصِّيصِيّ، وأحمد بن مروان الدَّيْنَوَري، وَسُلَيْمَان الطَّبَرَانيّ، وآخرون.(6/672)
28 - أَحْمَد بْن داود، أبو حنيفة الدَّيْنَوَري النحوي [الوفاة: 281 - 290 ه]
صاحب ابن السِّكِّيت.
ثقة، بارع الأدب، كثير الفنون، كبير الدائرة، طويل النفس. له مصنفات عديدة في العربية واللُّغة والهندسة والهيئة، والوقت، وغير ذلك.
ذكره الوزير القفطي، قال: تُوُفِّي لأربعٍ بقين من جُمَادَى الأولى سنة [ص:673] اثنتين وثمانين ومائتين.(6/672)
29 - أَحْمَد بن داود بن موسى أبو عبد الله السَّدُوسي البَصْرِيّ، ثُمَّ المكي. [الوفاة: 281 - 290 ه]
نزيل مصر.
حدَّث عَنْ: عبد الله بن أبي بكر العتكي، ومسلم بن إِبْرَاهِيم، وجماعة.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ، وغيره.
قَالَ ابن يونس: ثقة. تُوُفِّي في صفر سنة اثنتين أَيْضًا.(6/673)
30 - أَحْمَد بن داود السمناني. [الوفاة: 281 - 290 ه]
عَنْ: أبي بكر بْن أَبِي شَيْبَة، وَمحمد بن حُمَيْد الرّازيّ.
تُوُفِّي سنة تسعين.(6/673)
31 - أَحْمَد بن دبيس المَوْصِليّ. [الوفاة: 281 - 290 ه]
عَنْ: غسان بن الربيع، وَمُعَلَّى بن مهدي.
رَوَى عَنْهُ: يزيد في " تاريخه ".
وَقَالَ: مات سنة تسعٍ وثمانين.(6/673)
32 - أَحْمَد بن ربيعة بن سُلَيْمَان بن زَبْر. [الوفاة: 281 - 290 ه]
والد القاضي عبد الله بن زبر، وجد المحدث أبي سليمان محمد بن عبد الله.
سَمِعَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ زَبْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابنه.
تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين.(6/673)
33 - أَحْمَد بن رضوان بن حمار الْبُخَارِيُّ. [الوفاة: 281 - 290 ه]
سَمِعَ: أبا حفص أَحْمَد بن حفص، وَمحمد بن سلام البِيكَنْدِيّ، وغيرهما.
مات سنة ست أيضاً.(6/673)
34 - أحمد بن رَوَّاغ بن بُرْد، أبو الحسن الأيْدَعانيُّ المِصْريُّ. [الوفاة: 281 - 290 ه]
رَوَى عَنْ: يحيى بن بُكَيْر، وعَمْرو بن خالد، وجماعة.
وكان كريمًا جوادًا ثقة.
تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين، قَالَه ابن يونس.(6/673)
35 - أَحْمَد بن روح بن زياد أبو الطيب الشَّعْرَانِيّ البَغْداديُّ. [الوفاة: 281 - 290 ه]
له مصنّفات في الزهد وغير ذَلِكَ.
رَوَى عَنْ: عبد الله بن خُبَيْق الأنطاكي، [ص:674] وَمحمد بن حرب النَّسَائِيُّ، وَالحَسَن الزَّعْفَرَانِيّ. وأقام بإصبهان،
رَوَى عَنْهُ: أبو أَحْمَد العسال، وَأَحْمَد بن بُنْدَار الشعار، والطَّبَرَانيّ. وإنما سَمِعَ منه الطَّبَرَانيّ ببغداد.(6/673)
36 - أَحْمَد بن زياد بن مهران، أبو جَعْفَر البَغْداديُّ البزاز السمسار. [الوفاة: 281 - 290 ه]
عَنْ: سُلَيْمَان بن حرب، وزكريا بن عَدِيّ، وأبي نُعَيْم، ومعاوية بن عمرو، وطائفة.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن عُثْمَان الآدمي، وَمحمد بن نجيح، وأبو عمر الزاهد، وغيرهم. وكان شاهدًا مُعدّلًا صدوقًا.
تُوُفِّي في صفر سنة إحدى وثمانين.(6/674)
37 - أحمد بن زياد الرقي الحذاء. [الوفاة: 281 - 290 ه]
رَوَى عَنْ: حجاج الأعور.
وَهُوَ من كبار شيوخ الطَّبَرَانيّ.(6/674)
38 - أَحْمَد بن سَلَمَةَ بن عبد الله، أبو الفضل النَّيْسَابُوري البزاز الْمُعَدَّلُ الحَافِظ. [الوفاة: 281 - 290 ه]
رفيق مُسْلِم في الرحلة إلى قُتَيْبَة وإلى البصرة. ثم جمع له مُسْلِم الصحيح على كتابه.
سَمِعَ: قُتَيْبَة، وابن راهَوَيْه، وَمحمد بن مهران، وأبا كُريب، وَمحمد بن حميد، وعبد الله بن معاوية، وعثمان بن أبي شَيْبَة، وَأَحْمَد بن منيع، وطبقتهم فأكثر.
رَوَى عَنْهُ: ابن وارة، وأبو زرعة، وأبو حاتم وهم أكبر منه، وأبو حامد ابن الشرقي الحَافِظ، وَيَحْيَى بن منصور القاضي، وَسُلَيْمَان بن محمد بن ناجية، وعلي ابن عيسى، وأبو الفضل محمد بن إبرهيم الهاشمي وطائفة.
قال أبو الفضل الهاشمي: تُوُفِّي في غُرة جُمَادَى الآخرة سنة ستٍّ وثمانين.
قَالَ أبو الْقَاسِم النصراباذي: رأيت أبا عَليّ الثقفي في النوم، فَقَالَ: عليك بصحيح أَحْمَد بن سلمة.(6/674)
39 - أَحْمَد بن سُلَيْمَان بن أبي الربيع الأندلسي الفقيه. [الوفاة: 281 - 290 ه]
رَوَى عَنْ: سحنون، وَسَعِيد بن حسان، والحارث بن مسكين، وغيرهم. ورحل إلى مصر.
تُوُفِّي سنة سبعٍ وثمانين بحاضرة إلبيرة من الأندلس.(6/675)
40 - أَحْمَد بن سهل بن الربيع بن سليمان الجهني. مولاهم الإخميمي. [الوفاة: 281 - 290 ه]
عَنْ: يَحْيَى بن بكير، وَيَحْيَى بن سُلَيْمَان الجعفي، وإبراهيم بن الغمر.
تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين.(6/675)
41 - أَحْمَد بن سهل أبو حامد الإسفراييني. [الوفاة: 281 - 290 ه]
عَنْ: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهَوَيْه، وعليّ بن حجر.
وَعَنْهُ: ابن أبي حاتم، وَقَالَ: صدوق.(6/675)
42 - أَحْمَد بن سهل البلخي، الفقيه حَمْدَان. [الوفاة: 281 - 290 ه]
عَنْ: الْقَعْنَبِيِّ، ومسلم بن إِبْرَاهِيم.
وَهُوَ صدوق. تفقّه عليه: محمد بن عقيل البلخي.
ولعله مات قبل هَذَا الوقت.(6/675)
43 - أَحْمَد بن سهل بن بحر النَّيْسَابُوري. [الوفاة: 281 - 290 ه]
عَنْ: داود بن رشيد، ودحيم، وَإِسْحَاق بن راهَوَيْه، وطبقتهم. وله رحلة إلى الشام والعراق.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن صالح بن هانئ، وأبوعبد الله بن الأخرم. وكان ابن الأخرم يعتمده أي اعتماد.
توفي سنة اثنتين وثمانين.(6/675)
44 - أَحْمَد بن صالح بن عبد الصمد بن أبي خداش. أبو جَعْفَر المَوْصِليّ. [الوفاة: 281 - 290 ه]
عَنْ: جده لأمه محمد بن عَليّ، وغسان بن الربيع.
وَعَنْهُ: يزيد بن محمد الأزدي. [ص:676]
تُوُفِّي سنة خمسٍ وثمانين، وكان رجلًا صالحًا صدوقًا.(6/675)
45 - أَحْمَد بن الضوء بن المنذر الشيباني البخاري. [الوفاة: 281 - 290 ه]
توفي بكرمينية في صفر سنة اثنتين وثمانين.(6/676)
46 - أَحْمَد المُعْتَضِد بالله أمير المؤمنين أبو العَبَّاس ابن ولي العهد أبي أَحْمَد طلحة الموفق بالله ابن المتوكل على الله جعفر ابن المعتصم ابن الرشيد الهاشمي العباسي. [الوفاة: 281 - 290 ه]
ولد في ذي القِعْدَة سنة اثنتين وأربعين ومائتين في دولة جده. وقدم دمشق سنة إحدى وسبعين لحرب خُمَارَوَيْه الطولوني؛ فالتقوا على حمص، فهزمهم أبو العَبَّاس. ثُمَّ دخل دمشق ومر بباب البريد، فالتفت فوقف ينظر إلى الجامع، فَقَالَ: أي شيء هَذَا؟ قَالُوا: الجامع. ثُمَّ نزل بظاهر دمشق بمحلة الراهب أيامًا، وسار فالتقى خُمَارَوَيْه عند الرملة.
واستخلف بعد عمه المعتمد في رجب سنة تسعٍ وسبعين وكان ملكًا شجاعًا مهيبًا، أسمر نحيفًا، معتدل الخلق، ظاهر الجبروت، وافر العقل، شديد الوطأة، من أفراد خلفاء بني العباس. كان يقدم على الأسد وحده لشجاعته.
قَالَ المسعودي: كان المُعْتَضِد قليل الرحمة؛ قِيلَ إِنَّهُ كان إِذَا غضب على قائد أمر بأن يحفر له حفيرة ويُلقى فيها، ويُطم عليه. قَالَ: وكان ذا سياسة عظيمة.
وعن عبد الله بن حمدون أن المُعْتَضِد تصيد فنزل إلى جانب مقثأة وأنا معه. فصاح الناطور، فَقَالَ: عَليّ به. فأُحضر فسأله، فَقَالَ: ثلاثة غلمان نزلوا المقثأة فأخربوها. فجيء بهم فضربت أعناقهم في المقثأة من الغد. فكلمني بعد مدة، وَقَالَ: أصدقني فيما ينكر عَليّ النَّاس؟ قُلْتُ: الدماء. قَالَ: والله ما سفكت دمًا حرامًا منذ وليت. قُلْتُ: فلم قتلت أَحْمَد بن الطيب؟ قَالَ: دعاني إلى الإلحاد. قُلْتُ: فالثلاثة الذين نزلوا المقثأة؟ قَالَ: والله ما قتلتهم، وإنما [ص:677] قتلت لصوصًا قد قتلوا، وأوهمت أَنَّهُم هم.
وَقَالَ البَيْهَقِيّ، عن الحاكم، عن أبي الوليد حسان بن محمد الفقيه، عن ابن سريج، عن إسْمَاعِيل القاضي قَالَ: دخلت على المُعْتَضِد، وعلى رأسه أحداث صباح الوجوه روم، فنظرت إليهم، فرآني المُعْتَضِد أتأملهم، فَلَمَّا أردت القيام أشار إليَّ ثُمَّ قَالَ: أيها القاضي، والله ما حللت سراويلي على حرامٍ قط. ودخلتُ مرة، فدفع إليَّ كتابا، فنظرت فيه، فَإِذَا قد جمع له فيه الرخص من زلل العلماء، فقلت: مصنف هذا زنذيق. فَقَالَ: ألم تصح هذه الأحاديث؟ قُلْتُ: بلى، ولكن من أباح المُسكر لم يبح المُتعة. ومن أباح المتعة لم يُبح الغناء. وما من عالم إِلا له زلة، ومن أخذ بكل زلل العلماء ذهب دينه. فأمر بالكتاب فأُحرق.
وَقَالَ أبو علي المحسن التنوخي عن أبيه: بلغني عن المُعْتَضِد أَنَّهُ كان جالسًا في بيتٍ يُبنى له، فرأى في جملتهم أسود منكر الخلقة يصعد على السلالم درجتين درجتين، ويحمل ضعف ما يحملونه، فأنكر أمره، فأحضره وسأله عن سبب ذَلِكَ، فتلجلج. وكلمه ابن حمدون فيه وقال: من هَذَا حَتَّى صرفت فكرك إليه؟ قَالَ: قد وقع في خلدي أمر ما أحسبه باطلًا. ثُمَّ أمر به فضرب مائة، وتهدده بالقتل ودعا بالنطع والسيف، فَقَالَ: لي الأمان؟ قَالَ: نعم. فَقَالَ: أنا أعمل في أتون الآجر، فأتى عَليّ منذ شهور رجل في وسطه هميان، فتبعته. فجلس بين الآجر ولا يعلم بي، فحل هميانه وأخرج دنانير، فوثبت عليه وسددت فاه، وكتفته وألقيته في الأتون، والدنانير معي يقوى بها قلبي، فاستحضرها فَإِذَا على الهميان اسم صاحبه، فأمر فنودي في البلد، فجاءت امرأة فَقَالَتْ: هُوَ زوجي، ولي منه طفل. فسلم الذهب إليها، وَهُوَ ألف دينار، وضرب عنق الأسود.
قَالَ: وبلغني عن المُعْتَضِد أَنَّهُ قام في الليل فرأى بعض الغلمان المردان قد وثب على غلام أمرد، ثُمَّ دب على أربعة حَتَّى اندسّ بين الغلمان فجاء المعتضد فوضع يده على فؤاد واحد واحد حَتَّى وضع يده على ذَلِكَ الفاعل، فَإِذَا به يخفق، فوكزه برجله فجلس، فقتله. [ص:678]
قَالَ: وبلغنا عنه أَنَّ خادمًا له أتاه فأخبره أَنَّ صيادًا أخرج شبكته، وَهُوَ يراه، فثقلت، فجذبها، وَإِذَا فيها جراب، فظنه مالًا، ففتحه فإذا فيه آجر، وبين الآجر كف مخضوبة بحناء. فأحضر الْجُراب. فهال ذَلِكَ المُعْتَضِد، فأمر الصياد، فعاود طرح الشبكة، فخرج جرابٌ آخر فيه رجل. فَقَالَ: معي في بلدي من يقتل إنسانًا ويقطع أعضاءه ولا أعلم به؟ ما هَذَا مُلك. فلم يُفطر يومه، ثُمَّ أحضر ثقةً له وأعطاه الجراب وَقَالَ: طُف به على من يعمل الجرب ببغداد لمن باعه. فغاب الرجل وجاء، فذكر أَنَّهُ عرف بائعه بسوق يَحْيَى، وأنه اشترى منه عطار جرابًا. فذهب إليه فَقَالَ: نعم، اشترى مني فلان الهاشمي عشرة جرب، وَهُوَ ظالم من أولاد المهدي. وذكر طرفا من أخباره إلى أن قَالَ: يكفيك أَنَّهُ كان يعشق جارية مغنية لإنسان، فاكتراها منه، وادعى أنها هربت. فَلَمَّا سَمِعَ المُعْتَضِد سجد لله شكرًا، وأحضر الهاشمي، فأخرج إليه اليد والرجل، فامتقع لونه واعترف. فأمر المُعْتَضِد بدفع ثمن الجارية إلى صاحبها، ثُمَّ سجن الهاشمي. فيقال إنه قتله.
قال التنوخي: وحدثنا أبو محمد بن سليمان قال: حدثني أبو جعفر بن حمدون؛ قال: حَدَّثَنِي عبد الله بن أَحْمَد بن حمدون قال: كنت قد حلفت لا أعقل مالًا من القمار، ومهما حصل صرفته في ثمن شمع أو نبيذ أَوْ خدر مغنية. فقمرت المُعْتَضِد يومًا سبعين ألفًا، فنهض يصلي سنة العصر، فجلست أفكر وأندم على اليمين، فَلَمَّا سلّم قَالَ: في أي شيء فكرت؟ فما زال بي حَتَّى أخبرته. فَقَالَ: وعندك أني أعطيك سبعين ألفًا في القمار؟ قلت له: فتضغوا؟ قَالَ: نعم، قم ولا تفكر في هَذَا. ثُمَّ قام يصلي، فندمت ولُمت نفسي لكوني أعلمته، فَلَمَّا فرغ من صلاته قَالَ: أصدقني عن الفكر الثاني؛ فصدقته. فَقَالَ: أما القمار فقد قُلْتُ إني ضغوت، ولكن أهب لك من مالي سبعين ألفًا. فقبلت يده وقبضت المال.
وَقَالَ ابن المحسن التنوخي، عن أبيه: رأيت المُعْتَضِد وعليه قباء اصفر، وكنت صبيًا، وكان خرج إلى قتال وصيف بطرسوس. [ص:679]
وعن خفيف السَّمَرْقَنْدِيّ قَالَ: خرجت مع المُعْتَضِد للصيد، وقد انقطع عنا العسكر، فخرج علينا أسد فَقَالَ: يا خفيف أفيك خير؟ قُلْتُ: لا. قَالَ: ولا تُمسك فرسي؟ قُلْتُ: بلى. فنزل وتحزم وسل سيفه وقصد الأسد، فقصده الأسد، فتلقاه المُعْتَضِد بسيفه قطع يده، فتشاغل الأسد بها، فضربه فلق هامته، ومسح بسيفه في صوفه وركب. قَالَ: وصحبته إلى أن مات، فما سمعته يذكر ذَلِكَ لقلة احتفاله بما صنع.
قُلْتُ: وكان المُعْتَضِد يبخل ويجمع المال. وقد ولي حرب الزنج وظفر بهم. وفي أيامه سكنت الفتن لفرط هيبته.
وكان غلامه بدر على شرطته، وعبيد الله بن سُلَيْمَان على وزارته، وَمحمد بن شاه على حرسه. وكانت أيامه أيامًا طيبة كثيرة الأمن والرخاء. وكان قد أسقط المكوس، ونشر العدل، ورفع الظلم عن الرعية.
وكان يُسمى السفاح الثاني، لأنه جدد ملك بني العَبَّاس، وكان قد خلق وضعف وكاد يزول. وكان في اضطراب بين من وقت موت المتوكل.
وبلغنا أَنَّهُ أنشأ قصرًا أنفق عليه أربع مائة ألف دينار. وكان مزاجه قد تغير من كثرة إفراطه في الجماع، وعدم الحمية بحيث أَنَّهُ أكل في علته زيتونًا وسمكًا.
ومن عجيب ما ذكر المسعودي إن صح قَالَ: شكوا في موت المعتضد، فتقدم الطبيب فجس نبضه، ففتح عينه ورفس الطبيب برجله فدحاه أذرعًا، فمات الطبيب. ثُمَّ مات المُعْتَضِد من ساعته.
وعن وصيف الخادم قَالَ: سَمِعْتُ المُعْتَضِد يَقُولُ عند موته:
تَمَتَّع من الدُّنْيَا فَإِنَّك لا تبقى ...
وَخُذْ صفوها ما إن صفت ودع الرَّنْقا
ولا تأمننَّ الدَّهْر إني أمنتُهُ ... فلم يُبق لي حالًا ولم يَرْع لي حقّا
قتلت صناديدَ الرِّجال فلم أدَعْ ... عدوًا، ولم أُمهل على ظِنة خلقا
وأخليتُ دُور المُلك من كلِّ بازلٍ ... وشتَّتُّهم غربًا ومزَّقْتُهم شرقا
فَلَمَّا بلغتُ النَّجم عِزًّا ورِفعةً ... ودانت رقابُ الخلقِ أجمعٍ لي رقّا
رماني الرَّدَى سهمًا فأخمد جمرتي ... فها أنذا في حفرتي عاجلاً ملقى [ص:680]
فأفسدت دُنْياي وديني سفاهةً ... فمن ذا الذي مني بمصرعه أشقى
فيا ليت شعري بعد موتي ما أرى ... إلى نعمة لله أم ناره ألقى؟
وَقَالَ الصُّولي: ومن شِعْر المُعْتَضِد:
يا لاحظي بالفتور والدعج ... وقاتلي بالدلال والغنج
أشكو إليك الذي لقيت من ال ... وجد، فهل لي إليك من فرج؟
حللت بالظُرْف والجمال من النَّا ... س محل العُيُونِ والمُهَج
ذكر المُعْتَضِد من "تاريخ الخطبي":
قَالَ: كان أبو العَبَّاس محبوسًا، فَلَمَّا اشتدت علة أبيه الموفق عمد غلمان أبي العباس فأخرجوه بلا إذن، وأدخلوه إليه، فَلَمَّا رآه أيقن بالموت. قَالَ: فبلغني أَنَّهُ قَالَ: لهذا اليوم خبأتك، وفوض الأمور إليه. وضم إليه الجيش، وخلع عليه قبل موته بثلاثة أيام.
قَالَ: وكان أبو العَبَّاس شهما جلدًا رجلًا بازلًا، موصوفًا بالرُّجلة والجزالة، قد لقي الحروب وعُرف فضله، فقام بالأمر أحسن قيام، وهابه النَّاس ورهبوه أعظم رهبة. وعقد له المعتمد العقد أَنَّهُ مكان أبيه، وأجرى أمره عَلَى ما كَانَ أَبُوهُ الموفق بالله، رسمه في ذَلِكَ، ودعي له بولاية العهد على المنابر. وجعل المعتمد ولده جميعًا تحت يد أبي العَبَّاس. ثُمَّ جلس المعتمد مجلسًا عامًا، أشهد فيه على نفسه بخلع ولده المفوض إلى الله جعفر من ولاية العهد، وإفراد المُعْتَضِد أبي العَبَّاس بالعهد في المحرّم سنة تسعٍ وسبعين، وَتُوُفِّي في رجب من السنة يعني المعتمد فَقِيلَ: إِنَّهُ غُمّ في بساط حَتَّى مات.
قَالَ: وكانت خلافة المعتضد تسع سنين وتسعة أشهر وأيامًا. وكان أسمر نحيفًا، معتدل الخلق، أقنى الأنف، إلى الطول ما هُوَ، في مقدم لحيته امتداد، وفي مقدم رأسه شامة بيضاء، تعلوه هيبة شديدة. رأيته في خلافته.
وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن عرفة: تُوُفِّي المُعْتَضِد يوم الإثنين لثمانٍ بقين من ربيع الآخر سنة تسعٍ وثمانين، ودفن في حجرة الرُّخام. وصلى عليه يوسف بن يعقوب القاضي.
قلت: وبويع بعده ابنه المُكْتَفِي بالله عَليّ بن أَحْمَد، وأبطل كثيرًا من مظالم أبيه؛ ورثاه الأمير عبد الله بن المعتز الهاشمي بهذه الأبيات: [ص:681]
يا ساكن القبر في غبراء مظلمة ... بالطاهرية مقصى الدار منفردا
أين الجيوش التي قد كنت تسحبُها؟ ... أين الكنوزُ التي أحصيتُها عددا
أين السريرُ الذي قد كنت تملؤُه ... مَهَابةً، مَنْ رأتْهُ عينُهُ ارْتَعَدا؟
أين الأعادي الأُولي ذللت مصعبهم؟ ... أين الليوث التي صيرتها بعدا
أين الجياد التي حجَّلتها بدمٍ ... وكنَّ يحملن منك الضَّيغم الأسدا
أين الرِّماح التي غذَّيْتها مُهَجًا؟ ... مُذْ مِتَّ ما وردت قلبا ولا كبدا
أين الجنان التي تجري جَدَاولُها ... ويستجيب إليها الطائر الغردا
أين الوصائفُ كالغزلان رائحةً؟ ... يسحبن من حُلَلِ مَوْشِيّةٍ جُدُدا
أين الملاهي؟ وأين الراح تحسبها ... ياقوتةً كُسيت من فِضَّةٍ زردا؟
أين الْوُثُوبُ إلى الأعداء مُبْتَغيًا ... صلاح مُلك بني العَبَّاس إِذْ فَسَدا؟
ما زِلْتَ تقسر منهم كل قَسْوَرَةٍ ... وتَخْبطُ العالي الجبار مُعْتَمِدا
ثم انقضيت فلا عين ولا أثر ... حَتَّى كأنك يومًا لم تكن أحدا(6/676)
• - أحمد بن أبي الطَّيْب هو أبو العباس السرخسي [الوفاة: 281 - 290 ه]
يأتي بكنيته.(6/681)
47 - أَحْمَد بن عبد العزيز المَوْصِليُّ شُقلاق. [الوفاة: 281 - 290 ه]
عَنْ: عاصم بن علي، وخلف البزار. أخذ عن خلف كتاب القراءات، وبقي إلى بعد الثمانين.
ذكره يزيد بن محمد في تاريخه.(6/681)
48 - أَحْمَد بن عبد الوهاب الحَوْطيُّ. [الوفاة: 281 - 290 ه]
يُقَالُ: تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين.
وقد ذكر في الطبقة الماضية.(6/681)
49 - أَحْمَد بن عبد القاهر بن الخَيْبَري اللَّخْميُّ الدِّمَشْقِيُّ. [الوفاة: 281 - 290 ه]
شيخ لا يُعرف.
رَوَى عَنْ: منبه بن عثمان. [ص:682]
وَعَنْهُ: الطبراني.
ولم يُعرّفه ابن عساكر إِلا بهذا.(6/681)
50 - أَحْمَد بن عُثْمَان أبو عبد الرحمن النَّسَائِيُّ. [الوفاة: 281 - 290 ه]
من أقران مصنّف السنن
سَمِعَ بمصر والشام والعراق وخراسان مِنْ: قُتَيْبَة، وأبي مُصعب، وهشام بن عمار، وعيسى زغبة، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أبو حامد ابن الشرقي، وأبو عبد الله ابن الأخرم، وَيَحْيَى بن منصور القاضي، وجماعة. وروى عنه من القدماء: أبو بكر بن أبي عاصم.
قَالَ ابن أبي حاتم: سَمِعْتُ منه وَهُوَ ثقة صدوق.
وَقَالَ الحاكم: حدَّث بنيسابور سنة أربع وثمانين ومائتين.
وقد روى الطَّبَرَانيّ، عن أَحْمَد بن عبد الرحمن بن بشار النسائي قال: حدثنا قُتَيْبَة فذكر حديثًا. وَهُوَ هُوَ إن شاء الله تعالى.(6/682)
51 - أحمد بن عطية. [الوفاة: 281 - 290 ه]
عَنْ: محمد بن مقاتل، وسجّادة، وطبقتهما.
وَعَنْهُ: مُكرم بن أَحْمَد القاضي.(6/682)
52 - أَحْمَد بن عقبة بن مضرّس الأصبهاني [الوفاة: 281 - 290 ه]
نزيل الري.
سَمِعَ: شيبان بن فروخ، وهُدبة بن خالد، وجماعة.
وَعَنْهُ: عبد الله بن فارس الأصبهاني.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين.
وله ولد صالح عابد اسمه عُبَيْد الله، يروي عن الحَسَن بن عرفة.(6/682)
53 - أَحْمَد بن عَليّ الخزاز أبو جَعْفَر البَغْداديُّ المقرئ. [الوفاة: 281 - 290 ه]
سَمِعَ: هوذة بن خليفة، وسريج بن النُّعْمَان، وأُسيد بن زيد الجمال، وسعدويه، وَأَحْمَد بن يونس، وعاصم بن عَليّ، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، وَجَعْفَر الخلدي، وابن السَّمَّاك، وأبو بكر الشافعي، وأحمد بن يوسف بن خلاد، وجماعة.
وثقه الدارقطني، وغيره. [ص:683]
وتوفي في المحرّم سنة ستٍّ وثمانين.
وقد روى تلاوة عن هُبَيْرَة بن محمد التمار صاحب حفص الغاضري.
حمل عنه الحروف: ابن مجاهد، وابن شَنَّبُوذ، وأحمد بن عجلان.
وقد مرّ لنا:(6/682)
• - أحمد بن علي الخَرَّاز الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 281 - 290 ه]
كان بعد الستين ومائتين.(6/683)
54 - أحمد بن عَلَّك الجَوْهريُّ المَرْوَزِيُّ أبو العَبَّاس، [الوفاة: 281 - 290 ه]
والد عُمَر.
سَمِعَ: يحيى بن يحيى، وابن راهويه، والعرني. وسمع بالشام والحجاز.
وَعَنْهُ: ابنه عُمَر، وَإِبْرَاهِيم بن محمد السُّكَّري، وَمحمد بن سُلَيْمَان بن فارس، وغيرهم.
واسم أبيه: عَليّ.(6/683)
55 - أَحْمَد بن عَليّ بن سهل بن عيسى بن نُوح المَرْوَزِيّ ثُمَّ الدُّوريُّ. [الوفاة: 281 - 290 ه]
حدّث بمصر عَنْ: عُبَيْد الله القواريري، وعَليِّ بن الْجَعْد، وَيَحْيَى بن معين، وخلف بن هشام البزار، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو يعقوب إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الأذْرعي، وعبد الله بن جَعْفَر بن الورد، وأحمد بن إبراهيم بن الحداد، وغيرهم.(6/683)
56 - أَحْمَد بن عَليّ بن الحَسَن بن جابر البَرْبَهَاريُّ. أبو العَبَّاس. [الوفاة: 281 - 290 ه]
سَمِعَ: عفان، وعاصم بن عَليّ، وَمحمد بن سابق، وجماعة.
وَعَنْهُ: عبد الصمد الطستي، وابن قانع، وعثمان بن محمد، وأبو أَحْمَد العسال، والطَّبَرَانيّ، وآخرون.
وثّقه الخطيب.(6/683)
57 - أَحْمَد بن عَليّ بن مُسْلِم. أبو العَبَّاس الأبار الحَافِظ. [الوفاة: 281 - 290 ه][ص:684]
نزل بغداد
وَحَدَّثَ عَنْ: مسدد، وأُمية بن بسطام، وعَليِّ بن الْجَعْد، وشيبان بن فرُّوخ، ودحيم، وهشام بن عمار، وَمحمد بن المنهال، وخلق، بالشام والعراق وخراسان.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، ودعلج، والنجاد، وأبو سهل بن زياد، وأبو بكر أَحْمَد بن جَعْفَر القطيعي، وخلق.
قَالَ الخطيب: كان ثقة حافظًا متقنًا، حسن المذهب. تُوُفِّي يوم نصف شعبان سنة تسعين.
وَقَالَ أبو سهل: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: بايعت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ على إقامة الصَّلاة وإيتاء الزكاة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المُنكر.
وَقَالَ جَعْفَر الخلدي: كان أَحْمَد الأبار من أزهد النَّاس. استأذن أمّه في الرحلة إلى قُتَيْبَة فلم تأذن ثُمَّ ماتت، فخرج إلى خُرَاسَان، ثُمَّ وصل إلى بلْخ وقد مات قُتَيْبَة. وكانوا يعزّونه على هَذَا فَقَالَ: هَذَا ثمرة العلم، لأني اخترتُ رضى الوالدة.
قَالَ أَحْمَد بن جَعْفَر بن سلم: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: كنت بالأهواز، فرأيت رجلًا قد حفّ شاربه، وأظنه قد اشترى كُتُبًا، وتعيّن للفتوى، فذُكر له أصحاب الحديث فَقَالَ: ليسوا بشيء، وليس يسوُون شيئًا. فَقُلْتُ: أَنْتَ لا تُحسن تُصلي. قَالَ: أنا؟ قُلْتُ: نعم؛ أيش تحفظ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا افتتحت ورفعت يديك؟ فسكت. فَقُلْتُ: أيش تحفظ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سجدتَ؟ فسكت. فَقُلْتُ: ألم أقل لك: إنك لا تحسن تصلي؟ أَنْتَ إنما قِيلَ لك تُصلي الغداة ركعتين، والظهر أربعاً، فالزم ذا خيرٌ لك من أن تذكر أصحاب الحديث.
قُلْتُ: وله تاريخ وتصانيف.(6/683)
58 - أَحْمَد بن عَمْرو بن أبي عاصم الضحاك بن مخْلد بن مُسْلِم. القاضي أبو بكر الشيباني الحَافِظ الزاهد الفقيه، [الوفاة: 281 - 290 ه]
قاضي إصبهان بعد صالح ابن الإمام أَحْمَد.
ولد في حياة جده، ولم يدرك السماع منه.
وَسَمِعَ: أبا الوليد الطَّيَالِسِيّ، وَعَمْرو بن مرزوق، وَمحمد بن كثير، وأبا سلمة التبوذكي، وهو جده لأمه، وأبا عمر الحوضي، وهدبة بن خالد، والأزرق بن عَليّ، وأبا كامل الجحدري، [ص:685] وهشام بن عمار، ودحيمًا، وخلقًا كثيرًا بالبصرة، والكوفة، وبغداد، ودمشق، وحمص، والحجاز، والنواحي.
وَعَنْهُ: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو العَبَّاس أَحْمَد بن بُنْدَار الشعار، وَأَحْمَد بن جَعْفَر بن معبد، وأبو الشيخ الحَافِظ، وَمحمد بن إِسْحَاق بن أيوب، وعبد الرحمن بن محمد بن سياه، وَمحمد بن أَحْمَد الكسائي، والقاضي أبو أَحْمَد العسال، وطائفة.
وَقَالَ ابن أبي حاتم: صدوق.
قُلْتُ: صنف كتابًا حافلًا في السنن، وقع لنا عدة كُتُب صغار منه. وكان فقيهًا إمامًا يُفتي بظاهر الأثر. وله قدمٌ في العبادة والورع والعلم. وقد ولي قضاء أصبهان ست عشرة سنة. ثم صرف لشيء وقع بينه وبين عَليّ بن متُّويه. وكانت كُتُبُه قد ذهبت بالبصرة في فتنة الزّنْج، وَقَالَ: لم يبق لي شيءٌ من كُتُبي، فأعدتُ من ظهر قلبي خمسين ألف حديث. كنتُ أمرُّ إلى دُكان بقال، فأكتب بضوء سراجه، ثم فكرت أني لم أستأذن صاحب السراج، فذهبت إلى البحر، فغسلت ما كتبت، ثُمَّ أعدته ثانيًا.
هَذَا الكلام رواه أبو الشيخ في تاريخه، عن ولده عبد الرزاق، عن أبي عبد الله محمد بن أَحْمَد الكسائي، عن ابن أبي عاصم.
وروى أبو الشيخ، عن ابنه، عن أَحْمَد بن محمد بن عاصم، عنه قَالَ: وصلَ إليَّ من دراهم القضاء زيادة على أربع مائة ألف درهم، لا يحاسبني الله يوم القيامة أني شربت منها شربة ماء.
وعن محمد بن خفيف الصوفي قال: سمعت الحكيمي يقول: ذكرعند أبي ليلى الديلمي أَنَّ أبا بكر بن أبي عاصم ناصبي، فبعث غلامًا بسيف ومِخلاة وَقَالَ: ائتني برأسه. فجاء الغلام وأبو بكر يروي الحديث فَقَالَ: أمرني أن أحمل إليه رأسك. قَالَ: فنام على قفاه، ووضع الكتاب على وجهه وَقَالَ: افعل ما شئت. فلحقه آخر فَقَالَ: أمرك الأمير أن لا تقتله. فقعد أبو بكر ورجع إلى الحديث، فعجب النَّاس منه. رواها ابن عساكر في تاريخه. [ص:686]
وَقَالَ محمد بن أَحْمَد الكسائي: كنت جالسًا عند أبي بكر، فَقَالَ رجل: أيها القاضي، بلغنا أَنَّ ثلاثة كانوا بالبادية يقلبون الرمل، فَقَالَ أحدهم: اللهم إِنَّك قادر على أن تُطعمنا خبيصًا على لون هَذَا الرمل، فَإِذَا هم بأعرابي بيده طبق، فوضعه بين أيديهم، خبيص حارٌ. فَقَالَ ابن أبي عاصم: قد كان ذَلِكَ.
قَالَ الكسائي: كان الثلاثة: هُوَ، وعثمان بن صخر الزاهد أستاذ أبي تُراب النخشبي، وأبو تُراب. وكان أبو بكر هُوَ الذي دعا.
قَالَ الكسائي: رأيت أبا بكر فيما يرى النائم، كَأَنَّهُ يصلي من قعود، فسلمت، فرد عَليّ، فَقُلْتُ: أَنْتَ أَحْمَد بن عَمْرو؟ قَالَ: نعم. قُلْتُ: ما فعل الله بك؟ قال: يؤنسي ربي. قُلْتُ: يؤنسك ربُّك؟ قَالَ: نعم. فشهقت شهقةً فانتبهت.
وَقَالَ ابن الأعرابي في " طبقات النُّسّاك ": وأمّا ابن أبي عاصم فسمعت من يذكر أَنَّهُ كان يحفظ لشقيق البلخي ألف مسالة، وكان من حفاظ الحديث والفقه. وكان مذهبه القول بالظاهر ونفي القياس. وقد ولي قضاء إصبهان.
وَقَالَ أبو نُعَيْم الحَافِظ: ابن أبي عاصم من ذُهل بن شَيْبَان، كان فقيهًا ظاهري المذهب. ولي القضاء بإصبهان ست عشرة سنة، أو قيل ثلاث عشرة سنة، بعد وفاة صالح. تُوُفِّي في ربيع الآخر سنة سبع وثمانين.(6/684)
59 - أَحْمَد بن عَمْرو أبو جَعْفَر الفارسي الوَرَّاق المُقعد. [الوفاة: 281 - 290 ه]
طوَّف وَسَمِعَ: هُدبة بن خالد، وشيبان بن فرُّوخ، وجماعة. وسكن دمشق.
رَوَى عَنْهُ: خَيْثَمَة، وعَليُّ بن أبي العقب، وأبو عَليّ محمد بن هارون وبقي إلى بعد الثمانين.
وثّقه خَيْثَمَة.(6/686)
60 - أَحْمَد بن عيسى، أبو سَعِيد الخراز البَغْداديُّ العارف، [الوفاة: 281 - 290 ه]
شيخ الصوفية.
حَدَّثَ عَنْ: إِبْرَاهِيم بن بشار صاحب إِبْرَاهِيم بن أدهم، وعَنْ: محمد بن منصور الطُّوسي.
وَعَنْهُ: عَليّ بن محمد الواعظ المصري، وأبو محمد [ص:687] الجريري، وعَليُّ بن حفص الرازي، وَمحمد بن عَليّ الكتاني، وجماعة.
وصَحِب السري السّقطي؛ وأخذ عن ذي النُّون. وَيُقَال: إِنَّهُ أول من تكلم في علم الفناء والبقاء.
وَقَالَ أبو الْقَاسِم عثمان بن مردان النهاوندي: أول ما لقيت أبا سَعِيد الخراز سنة اثنتين وسبعين ومائتين، فصحبته أربع عشرة سنة. قال: وَتُوُفِّي سنة ست وثمانين.
وعن غيره إن أبا سعيد توفي سنة سبع وسبعين.
وقال السلمي: أبو سَعِيد إمام القوم في كل فن من علومهم. له في مبادئ أمره عجائب وكرامات ظهرت بركته عليه وعلى من صحبه. وَهُوَ أحسن القوم كلامًا خلا الْجُنيْد، فإنه الإمام.
وَقَالَ أبو الْقَاسِم القشيري: صحب ذا النون، والنّباجي، والسَّريّ، وبشراً.
قال: ومن كلامه: كل باطن يخالفه ظاهر فهو باطل.
وقال أبو بكر ابن الطرسوسي: أبو سَعِيد الخراز قمر الصوفية.
وعن أبي سَعِيد قَالَ: أوائل الأمر التوبة، ثُمَّ ينتقل إلى مقام الخوف، ثُمَّ ينتقل منه إلى مقام الرجاء، ثُمَّ منه إلى مقام الصالحين، ثُمَّ ينتقل منه إلى مقام المريدين، ثُمَّ ينتقل منه إلى مقام المُطيعين، ثُمَّ ينتقل منه إلى مقام المحبين، ثُمَّ ينتقل منه إلى مقام المشتاقين، ثُمَّ ينتقل منه إلى مقام الأولياء، ثُمَّ ينتقل منه إلى مقام المقربين.
وَقَالَ السلمي: أنكر على أبي سَعِيد أهل مصر وكفّروه بألفاظه، فإنه قَالَ في كتاب السر فَإِذَا قِيلَ لأحدهم: ما تقول؟ قال: الله؛ وإذا تكلم قال: الله؛ وإذا نظر قال: الله؛ فلو تكلمت جوارحه قالت: الله. وأعضاؤه مملوءة من الله؛ فأنكروا عليه هذه الألفاظ، وأخرجوه من مصر ثم رد بعد عزيزا.
وعن الْجُنيْد قَالَ: لو طالبنا الله بحقيقة ما عليه أبو سعيد الخراز لهلكنا، فَقِيلَ لإبراهيم بن شَيْبَان: وأيش كان حاله؟ قال: أقام كذا كذا سنة يخرزُ، ما فاته الحق بين الخرزتين. [ص:688]
وعن المرتعش قَالَ: الخلق عيالٌ على أبي سَعِيد إِذَا تكلم في الحقائق.
وَقَالَ محمد بن عَليّ الكتاني: سَمِعْتُ أبا سَعِيد الخراز يقول: من ظن أنه ببذل المجهود يصل فمتعني، ومن ظن أنه بغير بذل المجهود يصل فمتمني.
رواها السلمي، وأبو حازم العبدويي، والماليني، عن محمد بن عبد الله الرازي، عن الكتاني.
وله ترجمة مطولة في تاريخ دمشق، رحمه الله تعالى.(6/686)