496 - أبو الهُذَيْل العلّاف البَصْريُّ. المُتكلّم المُعْتَزليّ، واسمه محمد بن الهُذَيْل. [الوفاة: 221 - 230 ه]
كان من أجلاد القوم ورؤوسهم. زعم بجهله أنّ أهل الجنّة تنقطع حركاتهم حَتّى لا يتكلّمون كلمة، وينقطع نَعيم الجنّة. وأنكر الصِّفات [ص:738] المقدسة وقال: علم الله هو الله، وقدرة الله هي الله.
ونقل ابن حزم عنه في كتاب " الفصل " أنه قال: إن لما يقدر عليه آخرا، وأن لقدرته نهاية لو خرج إلى الفعل. وإن يخرج لم يقدر الله بعد ذلك على شيء أصلا، ولا على خلْق ذَرَّةٍ فما فوقها. وهذا كفرٌ مجرد.
ويروى أنّ المأمون قال لحاجبه: مَن بالباب؟ قال: أبو الهُذَيْل المُعْتَزليّ، وعبد الله بن أباض الخارجيّ، وهشام بن الكلْبيّ الرافضيّ. فقال: ما بقي مِن رؤوس جهنَّم أحد إلّا وقد حضر.
ورد أن هذا المعثر أبا الهذيل شرِب مرَّةً عند صاحبٍ له، فراود غلامًا أمرد في الطّهارة، فضربه الغلام بتورٍ، فدخل في رقبته، وصار مثل الطَّوْق، فاحتاجوا إلى إحضار حداد حتى فكه عن رقبته.
أخذ الاعتزال عن عثمان بن خالد الطويل صاحب واصل بن عطاء. وقد طال عُمُره، وصنَّف الكتب، ونَيَّف على التّسعين، وأخذ عنه عليّ بن ياسين، وغيره.
مات في سنة سبع وعشرين، وقيل: في سنة خمسٍ وثلاثين ومائتين.
ومن رؤوس المعتزلة أيضا:(5/737)
497 - ضرار بن عمرو. [الوفاة: 221 - 230 ه]
وإليه تنسب الطائفة الضِّراريّة.
وكان يقول: يمكن أن يكون جميعَ من في الأرض ممّن يُظْهِر الإسلام، كُفّارًا كلهم في الباطن، لأنّ ذلك جائز على كلّ فرد منهم في نفسه.
ويقول: إنّ الأجسام إنّما هي أعراضٌ مجتمعة، وإنّ النّار ليس فيها حَرّ، ولا في الثّلج بَرْد، ولا في العَسَل حلاوة، وغير ذلك. وإنّ ذلك إنّما يخلقه الله عند الَّلمْس والذوق. [ص:739]
قال المروذي: قال أحمد بن حنبل: شهدت على ضِرار عند سعيد بن عبد الرحمن، فأمر بضرب عنقه فهرب.
وقال حنبل: دخلتُ على ضِرار عندنا ببغداد، وكان مشوَّه الخَلْق، وكان به الفالج، وكان يرى رأي الاعتزال، فكلمه إنسان، فأنكر الجنّة والنّار. وقال: اختلف العلماء، بعضهم قال: خلقتا. وبعضهم قال: لم يُخْلَقَا. فوثب عليه أصحاب الحديث، وضربوه في الدار، وخرجت وجاء السلطان، وكنت حدثا، قال أحمد بن حنبل: وهذا الكُفْر وجُحُود القرآن، قال الله - تعالى -: {النَّارُ يعرضون عليها غدوا وعشيا}. قال: فأتوا الجمحي، فشهدوا عليه عنده، فصيّر دمه هدْرًا لمن قتله، فاستخفى وهرب. قالوا: أخفاه يحيى بن خالد عنده حتى مات.
قلت: هذا يدّل على موته في خلافة الرشيد، فينبغي أن يُحوَّل. وأيضًا فإنّ حَفْصًا الفرد الذي ناظر الشافعي من تلامذة ضرار، وكان ضِرار يُنْكر عذاب القبر. قاله ابن حزم.
وقال الأبار: حدثنا أبو همام، قال: جاء قوم شهدوا على ضِرار أنّه زِنديق، فقال سعيد: قد أبَحْتُ دمَه، فمن شاء فليقتله، قال: فعزلوا سعيد بن عبد الرحمن، قال: فمرَّ شَرِيك القاضي ومُنادٍ ينادي: مَن أصاب ضِرار فله عشرة آلاف، فقال شَرِيك: السّاعة خلَّفْتُه عند يحيى بن خالد، أراد أن يُعلم أنّهم ينادون عليه وهو عندهم.
قلت: فلهذا ونحوه تكلَّم النّاس في معتقد البرامكة.(5/738)
498 - داود الجواربيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
كان رافضيًّا مجسِّمًا كهشام بن الحكم. [ص:740]
قال أبو بكر بن أبي عَوْن: سَمِعْتُ يزيد بن هارون يقول: الجواربيّ والمَرّيسيّ كافران، ثمّ سَمِعْتُ يزيد ضَرَب للجواربيّ مَثَلا، فقال: إنّما داود الجواربي عبر جسر واسط يريد العبد، فانقطع الجسر، فغرق من كان عليه، فخرج شيطان فقال: أنا داود الجواربي.
آخر الطبقة والحمد لله(5/739)
-الطبقة الرابعة والعشرون
231 - 240 هـ(5/741)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
- (الْحَوَادِثُ)(5/743)
-سنة إحدى وثلاثين ومائتين
فيها تُوُفّي أحمد بْن نصر الخُزَاعِيّ شهيدًا، وإبراهيم بْن محمد بْن عَرْعَرَة، وَأُمَيَّة بْن بِسْطَام، وأَبو تَمَّام حبيب بْن أَوْس الطّائِيّ الشّاعر، وخالد بْن مرداس السراج، وسليمان بن داود الخُتُّليّ، وسُليمان بْن داود المباركيّ، وسهل بْن زَنْجلة الرّازيّ، وعبد اللَّه بْن محمد بن أسماء، وعبد الرحمن بْن سلّام الْجُمَحِيّ، وعبد الله بن يزيد المقرئ الدمشقي، وعلي بن حكيم الأودي، وكامل بْن طلحة الجحدريّ، ومحمد بْن زياد الأعرابيّ اللُّغَويّ، ومحمد بْن سلام الْجُمَحِيّ أخو عبد الرحمن، ومحمد بْن المِنْهَال التَّميميّ الضرير، ومحمد بْن المِنْهَال العطّار أخو حَجَّاج، ومحمد بْن يحيى بْن حمزة قاضي دمشق، ومُحرز بْن عَوْن، ومِنْجَاب بْن الحارث، وهارون بْن معروف، ويحيى بْن عبد اللَّه بْن بُكَيْر، وأبو يعقوب يوسف بن يحيى البويطي.
وفيها ورد كتاب الواثق إلى أمير البصرة يأمره أن يَمتحن الأئمّة والمؤذّنين بخلْق القرآن، وكان قد تبع أباهُ المعتصم في امتحان الناس بالقرآن، فلمّا استخلف المتوكّل بعده رفع المحنة، ونشر السنة.
وفيها كان الفداء، فاستفكّ من طاغية الروم أربعة آلاف وستمائة نفس. فتفضّل أحمد بْن أبي دؤاد فقال: من قال من الأسارى: القرآن مخلوق، خلِّصُوه وأعطوهُ دينارين، ومن امتنعَ دعوه في الأسر. ولَم يقع فداء بين المسلمين والروم منذ سبع وثلاثين سنة.
وفيها نقل أبو مروان بن حيان في " تاريخ الأندلس " واقعة غريبة فقال: وَرَدَ مجوس يُقال لَهم الأردمانيّون إلى ساحل الأندلس الغربيّ، في أيام الأمير عبد الرحمن، فوصلوا إشْبيلية وهي بغير سورْ، ولا بِهَا عسكر، فقاتلهم أهلها ثم انهزموا. فدخلوا، يعني المجوس إشبيلية، وسَبَوْا الذُّرِّيَة ونهبوا. فأرسلَ [ص:744] عبد الرحمن عسكرا، فكسروهم واستنقذوا الأموال والذُّرِّيّة، وأسروا منهم أربعة آلاف، وأخذوا لَهم ثلاثين مركبًا.(5/743)
-سنة اثنتين وثلاثين ومائتين
فيها توفي إبراهيم بن الحجاج النيلي لا السامي، والحكم بن موسى القنطري الزاهد، وحوثرة بن أشرس، وعبد الله بن عون الخراز، وعبد الوهاب بْن عَبْدَةَ الحَوْطِيّ، وعليّ بْن المغيرة الأثرم اللُّغَويّ وعَمْرو بْن محمد النّاقد، وعيسى بْن سالِم الشّاشيّ، وهارونَ الواثق بالله، ويوسف بن عدي الكُوفيُّ.
وفيها كانت وقعة كبيرة بين بُغا الكبير وبين بني نُمَيْر، وكانوا قد أفسدوا الحجاز وتِهامة بالغارات، وحشدوا في ثلاثة آلاف راكب، فهزموا أصحاب بُغَا، وجعل يناشدهم الرجوع إلى الطّاعة، وبات بحذائهم ثُمَّ أصبحوا فالتقوا، فانهزمَ أصحابُ بُغَا، فأيقنَ بالهلاكِ. وكان قد بعث مائتي فارس إلى جبل لبني نُمَيْر. فبينما هو في الإشراف على التَّلَف، إذا بِهم قد رجعوا يضربون الكوسات، فحملوا على بني نُمَير فهزموهم، وركِبوا أقفِيَتَهم قَتْلًا وأسْرًا، فأسَروا منهم ثمانمائة رجل. فعاد بُغَا وقدِم سامرّاء، وبين يديه الأسرى.
وفيها مات خلْق كثير من العطش بأرض الحجاز.
وفيها كانت الزلازل كثيرة بالشّام، وسقطت بعض الدُّور بدمشق، ومات جماعة تحت الرَّدْم.(5/744)
-سنة ثلاث وثلاثين ومائتين
فيها تُوُفِيّ أحمد بْن عبد اللَّه بْن أبي شُعَيب الحرّانيّ، وإبراهيم بْن الْحَجّاج السَّامِيّ، وإسحاق بْن سعيد بْن الأَرْكُون الدِّمشقيّ، وحبّان بْن موسى المَرْوَزِيّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ بِنْتَ شُرَحْبِيلَ، وداهر بْن نوح الأهوازيّ، ورَوْح بْن صلاح المِصْريُّ، وسهل بْن عثمان العسكريّ، وعبد الجبّار بْن عاصم النَّسَائِيّ، وعُقْبة بْن مُكْرَم الضَّبّيّ، ومحمد بْن سماعة القاضي، ومحمد بْن عائذ الكاتب، والوزير محمد بْن عبد الملك ابن الزَّيّات، ويحيى بْن أيّوب المَقَابِرِيّ، ويَحْيَى بْن معين، ويزيد بن موهب الرملي.
وفيها جاءت زلزلة مهولة بدمشق، سقطت منها شرفات الجامع، وانصدع حائط المحراب، وسقطت منارته، وهلك خلْق تحت الرَّدْم. وهرب النّاس إلى الْمُصَلّى باكين مُتَضرِّعين، وبقيت ثلاث ساعات، وسكنت.
وقال أحمد بْن كامل القاضي في " تاريخه ": إن بعض أهل دير مُرَّان رأى دمشق تنخفضُ وترتفعُ مِرارًا، فمات تحت الْهَدم مُعْظم أهلها. كذا قال، والله حسيبه، قال: وانكفأت قرية بالغوطة، فلم ينج منه إلَّا رجلٌ واحد، وكانت الحِيطان تنفصلُ حجارتها، مع كون الحائط عرضه سبعة أذرع. وامتدّت إلى أنطاكية، فهدمتها، وإلى الجزيرة فأخربتها، وإلى المَوْصِل، فيُقالُ: هَلَكَ من أهلها خمسون ألفا، ومن أهل أنطاكية عشرون ألفا.
وفيها أصاب أحمد بن أبي داؤد فالج صيَّره حجرًا مُلْقَى.(5/745)
-سنة أربعٍ وثلاثين ومائتين
تُوُفِيّ فيها أحمد بْن حرب النَّيْسَابُوريّ الزّاهد، ورَوْح بْن عبد المؤمن القارئ، وأبو خَيْثَمة زُهير بْن حرب، وسليمان بْن داود الشَّاذكُونيّ، وأبو الربيع سليمان بْن داود الزّهرانيّ، وعبد الله بن عمر ابن الرّمّاح قاضي نَيْسَابور، وأبو [ص:746] جعفر عبد اللَّه بْن محمد النُّفَيْلِيّ، وعليّ بن بحر القطان، وعلي ابن المَدِينيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر، ومحمد بْن أبي بكر المُقَدَّمِيّ، والْمُعَافَى بْن سليمان الرَّسْعَنِيّ، ويحيى بْن يحيى اللَّيْثيّ الفقيه.
وفيها هبت ريح بالعراق - فيما قيل - شديدة السموم، لم يعهد مثلها، أحرقت زرع الكوفه، والبصرة، وبغداد، وقتلت المسافرين. ودامت خمسين يومًا، واتصلت بهمذان، فأحرقت الزرع والمواشي، واتصلت بالموصل وسنجار، ومنعت الناس من المعاش في الأسواق، ومن المشي في الطرق، وأهلكت خلْقًا عظيمًا، والله أعلم بصحة ذلك.
وحجّ بالناس من العراق محمد بْن داود بْن عيسى العبّاسيّ، وهو كان أمير الحاجّ في هذه الأعوام.
وفيها أظهر السنة المتوكّلُ في مجلسه، وتحدَّث بها، ورفع المحْنة ونَهى عن القول بِخلق القرآن، وكتب بذلك إلى الآفاق، واستقدمَ المحدِّثينَ إلى سامرّاء، وأجزلَ عطاياهم وأكرمهم، وأمرهم أن يُحدِّثوا بأحاديث الصِّفَات والرؤية، وجلس أبو بكر بْن أبي شَيْبة في جامع الرّصافة، فاجتمعَ له نَحوٌ من ثلاثين ألف نفس، وجلس أخوهُ عثمان بْن أبي شَيْبَة على منبر في مدينة المنصور، فاجتمعَ إليه أيضًا نحوٌ من ثلاثين ألفًا، وجلس مُصْعَب الزُّبَيْرِيّ وحدَّث، وتوفّر دعاء الخلْق للمتوكّل، وبالغوا في الثّناء عليه والتّعظيم له، ونسوا ذنوبه، حتّى قال قائلهم: الخلفاء ثلاثة: أبو بكر الصديق يوم الردة، وعمر بْن عبد العزيز في ردّ المظالِم، والمتوكّل في إحياء السنة وإماتة التجهم.
وفيها خرج عن الطاعة محمد بن البُعَيْث أمير آذَرْبَيْجَان وأرمينية، وتَحَصَّن بقلعة مَرَنْد، فسار لقتاله بُغَا الشَّرابيّ في أربعة آلاف، فنازله وطال الحصار، وقُتِلَ طائفة كبيرة من عسكر بُغَا. ثُمَّ نزل بالأمان. وقيل: بل تدلّى ليهرب فأسروه. والله أعلم.(5/745)
-سنة خمسٍ وثلاثين ومائتين
فيها تُوُفِيّ أحمد بْن عمر الوَكِيعيّ، وإبراهيم بْن العلاء زِبْريق الحمصيّ، وإسحاق الْمَوْصِليّ النّديم، وسُرَيْج بْن يونس العابد، وإسحاق بْن إبراهيم بْن مُصْعَب أمير بغداد، وشُجاع بْن مَخْلَد، وشَيْبَان بْن فَرُّوخ، وأبو بكر بْن أبي شَيْبَة، وعُبَيْد اللَّه بْن عمر القواريريّ، ومحمد بْن عبّاد المكيّ، ومحمد بْن حاتِم السّمين، وَمُعَلَّى بْن مهديّ الْمَوْصِليّ، ومنصور بْن أبي مزاحم، وأبو الهُذَيْل العلّاف شيخ المعتزلة، وهُرَيْم بْن عبد الأعلى الْبَصْرِيُّ، وعمرو بن عباس.
وفيها ألزم المتوكّل النصارى بلبس العَسَليّ(5/747)
-سنة ستٍّ وثلاثين ومائتين
فيها تُوُفِيّ أحمد بْن إبراهيم الْمَوْصِليّ، وإبراهيم بْن أبي معاوية الضَّرير، وإبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، وأبو إبراهيم التَّرْجُمانيّ إسماعيل بْن إبراهيم، وأبو مَعْمَر القَطِيعيّ إسماعيل بْن إبراهيم، والحارث بْن سُرَيْج النَّقّال، والْحَسَن بْن سهل وزير المأمون، وخالد بْن عَمْرو السلفي، وصالِح بْن حاتِم بْن وردان، وأبو الصَّلْت الهَرَويّ عبد السلام بْن صالِح، ومحمد بْن إسحاق المسيّبيّ، ومحمد بْن عَمْرو السَّوّاق، ومحمد بْن مقاتل العبَّادانيّ، ومُصْعَب بْن عبد اللَّه الزُّبَيْرِيّ، ومنصور بْن المهديّ الأمير، ونصر بْن زياد قاضي نيسابور. وهدبة بن خالد.
وفيها أشْخَص المتوكّل القُضاة من البلدان لبَيْعة ولاة العهد أولاده: المنتصر بالله محمد، وَمِنْ بعده الْمُعْتَزّ بالله محمد، وَمِنْ بَعْدِهِ المؤيَّد بالله إبراهيم. وبعث خَوَاصَّهُ إلى البُلدان ليأخذوا البيعة بذلك. [ص:748]
وفيها، أو في حدودها، وثبوا على نائب دمشق سالم بن حامد، فقتلوهُ يوم الجمعة على باب الخضراء. وكان من العرب، فلمّا وُلِّيَ أذَلَّ قومًا بدمشق من السَّكُون والسَّكاسِك، ولَهم وَجَاهةٌ وَمَنعة، فثاروا به وقتلوه. فندبَ المتوكّل لدمشق أفريدون التُّرْكيّ، وسَيَّرهُ إليها. وكان شُجاعًا فاتكًا ظالِمًا، فقدِم في سبعة آلاف فارس، وأباح لَهُ المتوكّل القتل بدمشق والنَّهْب - على ما نُقِلَ إلينا - ثلاث ساعات. فنزل ببيت لِهْيَا، وأراد أن يصبح البلد، فلمّا أصبح نظر إلى البلد وقال: يا يوم ما يُصبحك منّي. وقُدِّمَت له بغلة فضربته بالزَّوْج فقتلته، وقبر ببيت لِهْيا، وردّ الجيش الذي معه خائفين. وبلغ المتوكّل، فصلُحت نيته لأهل دمشق.
وفيها أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بْن عليّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - وهدم ما حوله من الدُّور، وأن تُعمل مزارع. ومنع الناس من زيارته وحُرِثَ وبقي صحراء. وكان معروفًا بالنّصب، فتألّم المسلمون لذلك، وكتب أهل بغداد شتْمَه على الحيطان والمساجد، وهجاهُ الشعراء، دِعْبِل، وغيرُه. وفي ذلك يقول يعقوب بْن السِّكّيت، وقيل: هي للبسّاميّ عليّ بْن أحمد، وقد بقي إلي بعد الثلاثمائة:
تالله إن كانت بنو أمية قد أتت ... قَتْلَ ابنِ بنت نبيّها مظلوما
فلقد أتاهُ بنو أبيه بِمثله ... هذا لَعَمْرُكَ قبره مهدوما
أسِفُوا على أن لا يكونوا شاركوا ... في قَتْله، فتتبَّعوه رَميمَا
وفيها غَزَا عليّ بْن يحيى الصّائفة في ثلاثة آلاف فارس، فكان بينه وبين ملك الروم مصاف، انتصر فيه المسلمون، وقُتِلَ خلقٌ من الروم، وانْهَزَمَ ملكهم في نَفَرٍ يسير إلى القسطنطينية. فسار الأميرُ عليّ، فأناخ على عَمُّورِيَة، فقاتل أهلها، وأخذها عُنْوَةً، وقتل وأسر، وأطلق خلْقًا من الأسر، وهَدَم كنائسها، وافتتح حصن الفطس، وسبى منه نحو عشرين ألفًا.
وحج بالناس محمد المنتصر وليّ العهد، ومعه أُمُّ المتوكّل وشيَّعها المتوكّل إلى النّجف ورجع، وأَنْفَقَتْ أموالًا جزيلة.(5/747)
-سنة سَبْعٍ وثلاثين ومائتين
فيها تُوُفِيّ إبراهيم بن محمد ابن عم الشافعي، وحاتِم الأصمّ الزّاهد، وسعيد بْن حفص النُّفَيْلِيّ، والعبّاس بْن الوليد النَّرْسِيّ، وعبد اللَّه بْن عامر بْن زُرَارَة، وعبد اللَّه بْن مطيع، وعبد الأعلى بْن حمّاد النَّرْسِيّ، وعُبَيْد اللَّه بْن مُعاذ العَنْبَريّ، وأبو كامل الفُضَيْل بْن الحسن الْجُحْدريّ، ومحمد بْن قُدامة الجوهريّ، ووَثِيمة بن موسى نزيل مصر، وكان أخباريا.
وفيها وثبت بطارقة أرمينية بعاملها يوسف بْن محمد فقتلوه، فجهزَّ المتوكّل لحربِهم بُغا الكبير، فالتقاهم على دَبِيل، فنُصِر عليهم، وقتل منهم خَلْقًا عظيمًا، وسبَى خلقًا، حتّى قيل: إنّ المَقْتَلة بلغت ثلاثين ألفا، وسار إلي تفليس.
وفيها بعثَ المتوكّل إلى نائب مصر أن يحلق لحية قاضي القضاة بِمصر أبي بكر محمد بْن أبي اللَّيْث، وأن يضربه، ويطوف به على حِمَار. فَفُعِلَ ذلك به في شهر رمضان، وسُجِنَ، فإنّا لله وإنّا إليه رَاجِعُونَ. اللَّهُمَّ لا تأجرهُ في مصيبته، فإنّه كان ظالما من رؤوس الجهمية.
ثُمَّ ولي القضاء الحارث بْن مسكين بعد تمنُّع، وأمر بإخراج أصحاب أبي حنيفة والشافعي من المسجد، ورُفِعَتْ حُصُرُهم، ومنع عامّة المؤذّنين من الأذان. وكان قد أُقعِد، فكان يُحمل في مَحَفّة إلى الجامع، وكان يركبُ حمارًا متربعا. وضرب الذين يقرؤون بالألحان. وحمله أصحابُه على النّظر في أمر القاضي الذي قتله محمد بْن أبي الليث، وكانوا قد لعنوهُ لَما عُزِل، ورفعوا حُصُرَهُ، وغسّلوا موضعه من المسجد. فكان الحارث بْن مسكين يُوقِف القاضي محمد بْن أبي اللَّيْثِ، ويُضْرَب كلّ يوم عشرين سَوْطًا، لكي يؤدّي ما وجب عليه من الأموال. وبقي على هذا أيّامًا. وعُزِلَ الحارث بعد ثمان سِنين ببكار بن قتيبة.
وفيها قدم محمد بْن عبد اللَّه بْن طاهر وافدًا على المتوكل من خُراسان، فولّاهُ العراق.
وفيها غضب المتوكل على أحمد بن أبي داؤد وصادره، وسجن ابنه [ص:750] وإخْوته وصادرهم، ثُمَّ صُولِح بعد ذلك على ستة عشر ألف ألف درهم، وأشهد بيع كل ضيعة لهم وافتقروا.
ورضي المتوكّل عن يحيى بْن أكثم، وولاه القضاء والمظالم.
وفيها أطلق المتوكّل جميع من في السجون مِمّن امتنعَ عن القَوْلِ بِخَلْقِ القرآن في أيّام أبيه، وأمرَ بإنْزَالِ جُثة أحمد بْن نصر الخزاعي، فدفعت إلى أقاربه فدفنت.
وفيها ظهرت نارٌ بعسقلان، أحرقت البيوت والبَيَادر، وهربَ الناس، ولَم تزل تحرق إلى ثُلث الليل، ثم كفت، بإذن الله.
وفيها كان بناء قَصْر العروس بسامرّاء، وتكمّل في هذه السنة، فبلغت النَّفَقة عليه ثلاثين ألف ألف درهم.
وفيها طلب المتوكّل من أحمد بْن حنبل المجيء إليه بسامرّاء، فسار إليه، ولَم يجتمع به، بل دخل على ولده المعتز.(5/749)
-سنة ثَمانٍ وثلاثينَ ومائتين
فيها تُوُفِّيَ أحمد بْن جوّاس الحنفيّ، وأحمد بْن محمد الْمَرْوَزِيّ مَرْدَوَيْهِ، وإبراهيم بْن أيّوب الحَوْرَانيّ الزّاهد، وإبراهيم بْن هشام الغسَّانيّ، وإسحاق بن إبراهيم بن زبريق، وإسحاق بْن رَاهَويْه، وبِشْرُ بْن الحَكَم العَبْدِيّ، وبِشْرُ بْن الوليد الكِنْديّ، والربيع بْن ثعلب، وزُهَيْر بْن عَبّاد الرُّؤَاسيّ، وحكيم بْن سيف الرَّقّيّ، وطالوتُ بْن عَبّاد، وعبد الرحمن بْن الحَكَم بْن هشام صاحب الأندلس الأُمَوِيّ. وعبد الملك بْن حبيب فقيه الأندلس، وعَمْرو بْن زُرَارة، ومحمد بْن بكّار بْن الرّيّان، ومحمد بْن الحُسَيْن البُرْجُلانيّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حَسَّابٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ المتوكّل اللُّؤلُؤيّ المقرئ، ومحمد بْن أبي السَّرِيَّ العسقلانِيّ، ويَحْيَى بْن سليمان الجعفي نزيل مصر.
وفيها حاصر بُغَا تَفْليس، وبها إسحاق بْن إسماعيل مولى بني أُميّة، فخرج للمحاربة، فَأُسِرَ وضُرِبَتْ عُنُقه، وأُحْرِقَتْ تَفْليس، واحترق فيها خلْق. وفتحت عدة حصون بنواحي تفليس. [ص:751]
وفيها قصدت الروم - لعنهم اللَّه - دِمْياط في ثلاثمائة مركب، فكبسوا البلد، وسَبَوا ستمّائة امرأة، ونَهبوا، وأحرقوا، وبدعوا، وخرجوا مسرعين في البحر. فلا قوّة إلا بالله.(5/750)
-سنة تسعٍ وثلاثين ومائتين
فيها تُوُفّي إبراهيم بْن يوسف البلْخِيّ الفقيه، وداود بنُ رُشَيْد، وَصَفْوان بْن صالح الدِّمشقيُّ المؤذّن، والصَّلْت بْن مسعود الجحدريّ، وعبد اللَّه بْن عمر بْن أبان مشْكدانة، وعثمان بْن أبي شَيْبَة، ومحمد بْن مِهران الجمّال الرازيّ، ومحمد بْن النضر المَرْوَزِيّ، ومحمد بْن يحيى بْن أبي سَمِينة، ومحمود بْن غَيْلان، ووَهْب بْن بقيّة، ويَحْيَى بن موسى خت.
وفيها نفي المتوكّل عليّ بْن الْجَهْم إلى خراسان.
وفيها غزا الأمير عليّ بْن يحيى الأرمنيّ بلاد الروم، فأوغلَ فيها، فيقال: إنه شارفَ القسطنطينية فأحرق ألف قرية، وقتل عشرة آلاف علْج، وسبى عشرين ألف رأس، وعاد غانما سالما.
وفيها عُزِلَ يَحيى بْن أكثم عن القضاء، وصُودر، وأُخِذَ من داره مائة ألف دينار، وأُخِذَ له من البصرة أربعة آلاف جريب.(5/751)
-سنة أربعين ومائتين
فيها تُوُفِيّ أحمد بْن خَضرَوَيْه البلْخِيّ الزّاهد، وأحمد بْن أبي دُؤاد القاضي، وأبو ثور الفقيه إبراهيم بْن خالد، وإسماعيل بْن عُبَيْد بْن أبي كريمة الحرّانيّ، وجعفر بْن حُمَيْد الكُوفيُّ، والحسن بْن عيسى بْن ماسرجس، وخليفة العُصْفُرِيّ شَبَاب، وسُوَيْد بْن سعيد الحَدَثَانيّ، وسُوَيْد بْن نصر الْمَرْوَزِيُّ، [ص:752] وعبد السّلام بْن سعيد سَحْنُون الفقيه، وعبد الواحد بْن غِياث، وقُتَيْبَة بْن سعيد، ومحمد بْن خالد بْن عبد اللَّه الطّحّان، ومحمد بْن الصّبَاح الجرجرائيّ، ومحمد بْن عَمْرو زُنَيْج الرازيّ، ومحمد بْن أبي عَتّاب الأعْيَن، واللّيْث بن خالد المقرئ صاحب الكسائي.
وفيها وثب أهلُ حمص على أبي المغيث الرافقيّ متولّي البلد، وأخرجوهُ منها، وقتلوا جماعةً من أصحابه، فسار إليهم الأمير محمد بْن عبدويه، ففتك بهم، وفعل بهم العجائب.
وفيها سمعَ أهلُ خِلاط صيحة عظيمة من جو السماء، فمات منها خلق.
وفيها وقع برد بالعراق كبيض الدجاج.
ويُقال - والله أعلم -: إنّ فيها خُسِفَ بالمغرب بثلاث عشرة قرية، ولَم يَنْجُ من أهلها، إلا نَيّفٌ وأربعون رَجُلًا، فأتَوا القيروان، فمنعوهم من الدخول، وقالوا: أنتم مسخوطٌ عليكم، فَبَنَوْا لَهم خارج البلد.(5/751)
-رِجَالُ هَذِهِ الطَّبَقَةِ عَلَى الْمُعْجَمِ(5/753)
-[حَرْفُ الأَلِفِ](5/753)
1 - د: أحمد بْن إبراهيم بْن خالد، أبو عليّ الموصلي، [الوفاة: 231 - 240 ه]
نزيل بغداد.
عَنْ: إبراهيم بْن سعد، وأبي إسماعيل المؤدب إبراهيم بْن سليمان، وَجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وأبي الأَحْوَص، وشَرِيك، ومحمد بْن ثابت العبدي، وأبي عوانة، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو داود فَرْد حديث، وابن أبي الدُّنيا، وأحمد بْن الحسن الصُّوفيّ، وأبو يَعْلَى، ومُطَيَّن، والبَغَويّ، وموسى بْن هارون، وطائفة.
وثَّقه ابن مَعِين، فقال في رواية عبد اللّه بْن أحمد: ليس به بأس.
أبو يعلى: حدثنا أحمد بن إبراهيم الموصلي قال: حدثنا صَالِحُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " «مَنْ قَالَ لِلْمَدِينَةِ يَثْرِبَ، فَلْيَسْتَغْفِرِ اللَّهَ» ". تَفَرَّدَ بِهِ يَزِيدُ، وَهُوَ لَيِّنٌ، وَصَالِحٌ ثِقَةٌ.
وَقَالَ مُوسَى بْنُ هَارُونَ: مَاتَ في ثامن ربيع الأول سنة سِتٍّ وَثَلَاثِينَ.(5/753)
• - أحمد بْن أبي أحمد الجرجاني، أبو محمد. [الوفاة: 231 - 240 ه]
سيأتي.(5/753)
2 - أحمد بْن أسد بْن عاصم، أبو عاصم البَجَليّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
سِبْط مالك بْن مِغْوَلٍ.
سَمِعَ: أبا الأَحْوَص سَلام بْن سُلَيْم.
وَعَنْهُ: محمد بْن صالح بْن ذَريح، وغيره.
وثّقه ابن حِبّان.(5/753)
3 - أحمد بْن أيّوب بْن راشد، أبو الحَسَن الضَّبَيّ البَصْريُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: مَسْلَمَة بْن عَلْقَمة، وعبد الوارث بْن سعيد، ومحمد بْن أبي عَدِيّ. وكان ثقة. [ص:754]
رَوَى عَنْهُ: البخاري في كتاب " الأدب " له، وأبو زرعة، وأبو يعلى، وغيرهم.(5/753)
4 - أحمد بن بحر العَسْكريُّ، [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَسْكر مُكْرَم.
عَنْ: عَبْثَر بْن القاسم، وعمر بْن عُبَيْد، وعليّ بْن مُسْهِر.
وَعَنْهُ: إسماعيل بن إسحاق الكُوفيُّ، وعلي بن الحسن الهسنجاني.
قال أبو حاتم: حديثه صحيح ولا أعرفه.(5/754)
5 - أحمد بْن جعفر بْن مَيْسرة، أبو مَعْشر الفقيه المُحدِّث الهَرَويُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: هُشَيْم، وحفص بْن غِياث.
توفي سنة إحدى وثلاثين.(5/754)
6 - م د: أحمد بن جواس، أبو عاصم الحنفيّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: جرير بن عبد الحميد، وأبي الأحوص سلام بْن سُلَيْم، وعُبَيْد اللّه الأشجعيّ، وابن المبارك، وابن عيينة، وأبي هريرة المكتب حباب.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، وإبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، والحسن بْن سُفْيان، والحسن بْن علّي المَعْمِريّ، ومحمد بْن صالح بْن ذَرِيحٍ، ومَطَيَّن، وغيرهم.
مات في ثالث الْمحرَّم سنة ثمان وثلاثين.
ولَهُم شيخ آخر:(5/754)
• - أحمد بْن جوّاس الأسْتُوائيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
نيسابوريّ من طبقة مسلم.(5/754)
7 - أحمد بْن حاتم، أبو نصر النحوي، [الوفاة: 231 - 240 ه]
صاحب الأصمعي.
أخذ عنه ثعلب، وإبراهيم الحربيّ. وصنّف في اللُّغة كتاب " الشَّجر " وكتاب " الخيل "، وغير ذلك.
وكان مُوَثَّقًا مُصَدَّقًا.
تُوُفّي سنة إحدى وثلاثين.(5/754)
8 - أحمد بْن حاتم البَغْداديُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه][ص:755]
عَنْ: شُعيب بْن حرب، ويحيى بْن يَمَان.
وَعَنْهُ: محمد بْن عَوْف الحمصيّ، ومحمد بْن أيّوب البَجَليّ.
أورده ابن أبي حاتم.(5/754)
9 - أحمد بْن حاجّ بْن قاسم بْن قُطْبة، أبو عبد الله العامري النَّيْسَابوريُّ الفقيه، [الوفاة: 231 - 240 ه]
صاحب محمد بْن الحَسَن.
سَمِعَ: ابن المبارك، وابن عُيَيْنَة، ووكيعا.
وكان رئيسا جليلا.
رَوَى عَنْهُ: أحمد بن نصر اللباد، ومحمد بن ياسين بن النضر، وجماعة.
توفي سنة سبع وثلاثين.(5/755)
10 - أحمد بن حرب بن فيروز، الإمام أبو عبد الله النَّيْسَابوريُّ الزاهد، [الوفاة: 231 - 240 ه]
أحد الفقهاء العابدين.
رحل وَسَمِعَ مِنْ: سُفيْان بْن عُيَيْنَة، ومحمد بْن عُبَيْد، وأبي داود الطّيالِسيّ، وأبي أُسامة، وابن أبي فُدَيْك، وأبي عامر العقدي، وحفص بْن عبد الرحمن، وعبد الوهاب الخفّاف، وعبد الله بن الوليد العدني، وعامر بن خداش، وطبقتهم.
رَوَى عَنْهُ: أبو الأزهر، وسهل بْن عمار، ومحمد بن شادل، والعبّاس بْن حمزة، وإبراهيم بْن محمد بْن سُفْيان، وإبراهيم بْن إسحاق الأنماطيّ، وأحمد بْن نصر الّلّباد، وإسماعيل بْن قُتَيْبَة، وزكريّا بْن دَلُّوَيْه، وخلْق سواهم.
قال زكريّا بْن دَلُّوَيْه: كان أحمد بْن حرب إذا جلس بين يدي الحَجَّام ليحْفي شارِبَه يُسبِّح، فيقولُ له الحجام: اسكت حتى نفرغ ساعة. فيقول: اعْمَلْ أنت عملَك. ورُبَّما قطع شفته وهو لا يعلم.
قال الحاكم: حدثنا أبو العبّاس عبد اللَّه بْن أحمد الصُّوفيّ، قال: حدَّثَنِي أبو عَمْرو محمد بْن يحيى، قال: مرّ أحمد بْن حرب بصبيانٍ يلعبون، فقالَ أحدهم: أَمْسِكُوا فإنّ هذا أحمد بْن حرب الذي لا ينامُ اللّيل. قال: فقبض على لحيته وقال: الصّبيان يهابونَك بأنّك لا تنامُ اللّيل، وأنت تَنام. قال: فأحيا اللّيل بعد ذلك حتّى مات.
وقال زكريّا بْن حرب: كان أخي أحمد ابتدأ في الصوم وهو في الكتاب [ص:756] فلمّا راهَقَ حجّ مع أخيه الحسين، وأقاما بالكوفة لطلب العِلم، وببغداد والبصرة، ثُمَّ قَدِم، فأقبل على العبادة لا يفتر، وأخذ في المواعظ والذِّكْر، وحثّ على العبادة، وأقبلّ الناس على مجلسه، وألّف كتاب " الأربعين "، وكتاب " عيال اللَّه "، وكتاب " الزُّهد " وكتاب " الدُّعاء ". وكتاب " الحكمة "، وكتاب " الْمَنَاسِك "، وكتاب " التَّكسُّب ". ورغِبَ النّاسُ في سماعها، فلمّا ماتت أمُّه سنة عشرين ومائتين عاد إلى الحجّ والغّزْو، وخرج إلى التُّرْك، وفتح فتحًا عظيمًا، فحسده عليه أصحاب الرِّباط، وسَعَوْا فيه إلى عبد اللَّه بْن طاهر. فأُدْخِلَ عليه، فلم يأذن له في الجلوس وقال: تخرج وتَجمع إلى نفسك هذا الْجَمْع، وتخالف أعوان السلطان. ثُمَّ علم ابن طاهر صِدْقَه فتركه، فخرج إلى مكّة وجاوَرَ.
وعن أحمد بْن حرب قال: قال ابن المبارك: أربعة، منها ثلاثة مَجَازٌ، وواحد حقيقة: عُمرنا في الدُّنيا، ومُكثنا في القبور، ووقوفنا في الْحَشْر، ومُنْصَرَفُنا إلى الأبد، فهو الحقيقة، وما قبله مجاز. وأحمد بن حرب تنتحله الكرّامية وتخضع له؛ لأنه شيخ ابن كرّام.
وعن يحيى بْن يحيى النَّيْسَابُوري، قال: إن لَم يكن أحمد بْن حرب من الأبدال فلا أدري من هم.
وقال محمد بْن الفضل البخاريّ: سمعتُ نصر بْن محمود البَلْخِيّ يقول: قال أحمد بْن حرب: عبدتُ اللَّه خمسين سنة، فما وجدتُ حلاوة العبادة حتى تركت ثلاثة أشياء: تركت رضا النّاس حتّى قدرتُ أن أتكلَّم بالحقّ. وتركتُ صُحْبَة الفاسقين حتَّى وجدتُ صُحبة الصّالحين. وتركتُ حلاوة الدُّنْيَا حتَّى وجدتُ حَلاوة الأخرى.
وقال محمد بْن عبد اللَّه بْن موسى السَّعْدَيّ: كُنّا في مجلس أحمد بْن حرب لَمّا قدِمَ بُخارى، فاجتمع عليه العامَّةُ من أهل المدينة والقُرى، فقالوا كلّهم: يا أبا عبد الله، ادع الله لنا، فإن زرعنا وأرضنا لم تنبت منذ عامين، أو قال: عام. فرفع يديه ودعا، فما فرِغَ حتّى طلعت سَحَابة - وكانت الشمسُ طالعةً - فمُطِرْنَا مطرًا لَمْ نرَ مثله، فجئنا مشمِّرين أثوابنا من شدّة المطر، حتَّى نبتت الزروع.
قلت: ساق الحاكم ترجمته في عدّة أوراق. [ص:757]
وقال محمد بْن عليّ المَرْوَزِيّ: روى أشياء كثيرة لا أُصُولَ لَها.
قال زكريّا بْن دَلُّويَه، وغيره: تُوُفِيّ سنة أربعٍ وثلاثين ومائتين، ولهُ ثمان وخمسون سنة.(5/755)
11 - أحمد بْن حمّاد الذُّهَليّ الخُراسانيّ المَرْوَزِي، الأمير. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: ابن المبارك، والحسين بْن واقد. وعمِّر دهرًا.
رَوَى عَنْهُ: ابنه الأمير أبو الهيثم خالد بْن أحمد، ومحمد بْن عَبْدة المَرْوَزِيّ، وغيرهما. تُوُفّى أيضًا سنة أربع وثلاثين.(5/757)
12 - أحمد بْن حمّاد الواسطيّ الخزّاز. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: خالد الطّحّان.
وَعَنْهُ: أسلم بْن سهل في " تاريخه "
وقال: مات سنة اثنتين وثلاثين.(5/757)
13 - أحمد بْن خَضْرَوَيْه البلْخيّ الزّاهد، أبو حامد، [الوفاة: 231 - 240 ه]
من كبار المشايخ بِخُراسان.
صحِب حاتمًا الأصمّ، وأبا يزيد البِسْطاميّ. قال السُّلَميّ في " تاريخ الصُّوفيَّة ": أحمد بْن خَضْرَوَيْه من جِلّة مشايخ خُراسان، سألَتْه امرأته أن يحملها إلى أبي يزيد، وتُبْرئه من مَهْرِهَا، ففَعل. فلمّا قعدت بين يديه كشفت عن وجهها، وكانت مُوسرة، فأنفقت مالها عليهما. فلمّا أراد أن يرجع قال لأبي يزيد: أَوْصِني. قال: ارجع فتعلَّم الفُتُوَّة مِن امرأتك. وبَلَغَني عن أبي يزيد أنّه كان يقول: أحمد بْن خَضْرَوَيْه أستاذنا. ويُقالُ: إنّ أحمد بن خضرويه صحب إبراهيم بْن أدهم ولَقِيَه.
قلتُ: هذا بعيد.
ثُمَّ قال السُّلَمِيّ: سمعتُ منصور بْن عبد الله قال: سمعتُ محمد بْن حامد يقول: كنتُ جالسًا عند ابن خَضْرَوَيْهِ وهو في النَّزْعِ، فسأله رجلٌ عن مسألةٍ، فقال: يا بُنَيّ، بابًا كنتُ أدقُّه منذ خمس وتسعين سنة يُفتح السّاعة، لا أدْرِي أيُفْتَحُ بالسّعادة أَمْ بالشّقاء، فأنى لي أوان الجواب. وكان عليه سبعمائة دينار دَيْنًا، فوفاها إنسانٌ عنه. [ص:758]
وكان أبو حفص النَّيْسَابُوري يقول: ما رأيتُ أكبر هِمّة ولا أصدق حالًا من أحمد بْن خَضْرَوَيْه. وكان له قدم في التَّوَكُّلِ.
وبَلَغَنَا عنه أنّه قال: القلوب جوّالة، فإمّا أن تجول حول العرش، وإمّا أن تجول حول الحُشّ.
قيل: إنّ أحمد بْن خَضْرَوَيْه مات سنة أربعين ومائتين.(5/757)
14 - أحمد بْن أبي دؤاد بْن حَرِيز، القاضي أبو عبد الله الأياديّ الْبَصْرِيُّ ثم البَغْداديُّ. واسم أبيه: الفَرَج. [الوفاة: 231 - 240 ه]
ولى القضاء للمعتصم وللواثق بالله، وكان مصرِّحًا بمذهب الْجَهْميّة، داعيةً إلى القول بخلْق القرآن. وكان موصوفًا بالْجُود والسّخاء، وحسن الخُلُق، وغزارة الأدب.
قال الصُّولِيّ: كان يُقال: أكرم من كان في دولة بني العبّاس البرامكة، ثم ابن أبي دؤاد، لولا مَا وَضع به نفسه من محبّة المِحْنة لاجتمعت الألْسُنُ عليه، ولَمْ يُضَفْ إلى كرمه كرم أحد.
ولد ابن أبي دؤاد سنة ستّين ومائة بالبصرة.
قال حَرِيز بْن أحمد بن أبي دؤاد: كان أبي إذا صلّى رفع يده إلى السماء وخاطب ربه وقال:
ما أنت بالسَّبب الضَّعيفِ وَإنَّما
. . .
نُجْحُ الْأُمُورِ بقُوَّةِ الأسبابِ ... فاليومَ حاجَتُنَا إليك، وإنَّما
. . .
يُدْعَى الطّبيبُ لساعةِ الأَوْصَابِ
وقال أبو العَيْنَاء: كان أحمد بن أبي دؤاد شاعرًا مُجيدًا، فصيحًا بليغًا، ما رأيتُ رئيسًا أفصح منه. وقال فيه بعضُ الشعراء:
لقد أَنْسَتْ مساوئَ كلِّ دهر
. . .
محاسن أحمد بن أبي دؤاد ... وما سافرتُ فِي الآفاق إِلَّا
. . .
ومن جَدْوَاك راحِلتي وزادي
يُقيمُ الظّنُّ عندك والأماني
. . .
وإنْ قلقت ركابي في البلاد
وقال الصولي: حدثنا عَوْن بْن محمد الكِنْدِيّ قال: لَعَهْدِي بالكَرْخ، وإن رجلا لو قال: ابن أبي دؤاد مُسلم لقُتِل في مكانه. ثُمَّ وقع الحريق في الكرخ، وهو الذي لَمْ يكن مثله قطّ. كان الرجلُ يقوم في صينّية شارع الكَرْخ فيرى السفن في دجلة. فكلم ابن أبي دؤاد المعتصمَ في النّاس وقال: يا أمير المؤمنين رعيّتك في بلد آبائك ودار مُلْكهم، نزل بهم هذا الأمر، فاعِطْف [ص:759] عليهم بشيء يُفَرَّقُ فيهم، يُمسك أرماقهم ويبنون به ما انْهَدَمَ. فلَم يزل يُنازله حتّى أطلق له خمسة آلاف ألف درهم، فقال: يا أمير المؤمنين إنْ فَرّقها عليهم غيري خفتُ أن لا يقسّم بالسَّويَّة. قال: ذاك إليك، فقسّمها على مقادير ما ذهبَ منهم، وغرِم من ماله جُملة.
قال عون: فلَعَهْدِي بالكَرْخ بعد ذلك، وإنّ إنسانًا لو قال: زر ابن أبي دؤاد وسخ لقتل.
وقال ابن دريد: أخبرنا الحسن بْن الخضِر قال: كان ابن أبي دؤاد مؤالفًا لأهل الأدب من أيّ بلد كانوا. وكان قد ضمّ إليه جماعة يموّنهم، فلمّا مات اجتمع ببابه جماعة منهم، فقالوا: يُدفن مَن كان على ساقِه الكرم وتاريخ الأدب ولا نتكلّم فيه؟ إنّ هذا لَوَهْنٌ وتقصير. فلمّا طلع سريره قام ثلاثة منهم، فقال أحدهم:
اليوم مات نظامُ الفَهْم واللَّسْن
. . .
ومات مَنْ كان يُسْتعدي على الزَّمَنِ ... وأظلمَتْ سُبُل الآداب إذ حُجِبَتْ
. . .
شَمسُ المكارم في غيمٍ من الكفنِ
وقال الثاني:
ترك المنابرَ والسّريرَ تواضعا
. . .
وله منابر لو يشا وسَريرُ ... ولِغَيْره يُجْبَى الخَراجُ وإنّما
. . .
تُجْبَى إليه مَحامدٌ وأجورُ
وقال الثالث:
وليس نسيمَ المِسْك ريحَ حَنُوطه
. . .
ولكنه ذاك الثناء المخلَّفُ ... وليس صرير النعش ما يسمعونه
. . .
ولكنّها أصلابُ قوم تُقَصَّفُ
قال أبو رَوْق الهِزّانيّ: حكى لي ابنُ ثعلبة الحنفيّ عن أحمد بن المعذل أن ابن أبي دؤاد كتب إلى رجلٍ من أهل المدينة: إنْ تابَعتَ أمير المؤمنين في مقالته استوجبتَ حُسن المكافأة. فكتبَ إليه: عَصَمَنا اللَّهُ وإيَّاك من الفتنة. الكلامُ في القرآن بدعة يشترك فيها السّائل والمجيب، تعاطى السّائل ما لَيْسَ له، وتكلَّفَ المجيبُ ما ليس عليه. ولا نعلمُ خالقًا إلّا اللَّه، وما سواهُ مخلوق إلّا القرآنُ، فإنّه كلامُ اللَّه.
وعن المهتدي بالله محمد ابن الواثق قال: كان أبي إذا أراد أن يقتلَ رجلًا أحضَرَنَا ذلك المجلس. فَأُتِيَ بشيخٍ مخضوبٍ مقيَّد، فقالَ أبي: ائذنوا لابن أبي دؤاد وأصحابه. فأُدْخِلَ الشيخُ، فقالَ: السلامُ عليك يا أمير المؤمنين. فقال [ص:760] له: لا سلّم اللَّه عليك. قال: بئس ما أدبك مؤدبك. فقال له ابن أبي دؤاد: يا شيخ ما تقول في القرآن؟ فقال: لَمْ تُنْصِفْنِي، وُلِّيَ السّؤال. قال: سَلْ. قال: ما تقول في القرآن؟ قال: مخلوق. قال: هذا شيءٌ عَلِمَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَأَبُو بَكْرٍ، وعمر، والخلفاء الراشدون، أم شيء لَم يعلموه؟ فقال - يعني ابن أبي دؤاد -: شيء لم يعلموه. فقال: سبحان الله، شيء لَم يعلمه رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -، وَلا أبو بكر، ولا الخلفاء الراشدون علمته أنت. فخجل ابن أبي دؤاد فقال: أقِلْنِي. قال: أَقَلْتُك. ما تقول في القرآن؟ قال: مخلوق. قال: هذا شيء علمه رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - والخلفاء؟ قال: علموه، ولِم يَدْعوا النّاس إليه. قال: أفلا وَسِعَكَ ما وَسِعَهُم؟ فقام أبي الواثق ودخل خُلْوَته، واستلقى على ظهره وهو يقول: هذا شيء لَم يعلمه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَلا أَبُو بَكْرٍ، ولا عمر، ولا عثمان، ولا عليّ، ولَم يدعوا إليه، أفلا وسِعك مَا وَسِعَهم. ثُمَّ دعا عمّارًا الحاجب، وأمره أن يرفع عنه القيود، ويُعطيه أربعمائة دينار، وسقط من عينيه ابن أبي دؤاد، ولم يمتحن بعدها أحدا. قلت: في رواتها غير مجهول.
قال ثعلب: أنشدني أبو الحَجّاج الأعرابيّ:
نَكَسْتَ الدين يا ابن أبي دؤاد
. . .
فأصبح من أطاعكَ في ارتدادِ ... زَعمت كلام ربّك كان خَلْقًا
. . .
أما لكَ عند ربّك من مَعَادِ؟
كلامُ اللَّه أنزله بعِلْمٍ
. . .
وأنزله على خير العباد ... وَمَنْ أمسى ببابِكَ مُستضيفًا
. . .
كَمَنْ حلّ الفَلاةَ بغير زَادِ
لقد أظرفْتَ يا ابن أبي دؤاد
. .
بقولك إنّني رجلٌ إيادي
وقال أبو بكر الخلال في كتاب " السنة ": حدثنا الحَسَن بْن أيّوب المخرّميّ قال: قلتُ لأحمد بن حنبل: ابن أبي دؤاد؟ قال: كافر بالله العظيم.
وقال: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: سمعت أبي يقول: سمعت بشر بن الوليد يقول: استتبت ابن أبي دؤاد من: القرآن مخلوق في لَيْلَةٍ ثلاث مرّات، يتوب ثُمَّ يرجع.
وقال: حدَّثَنِي محمد بْن أبي هارون، قال: حدثنا إسحاق بْن إبراهيم بْن [ص:761] هانئ، قال: حضرتُ العيد مع أبي عبد اللَّه، فإذا بقاصٍّ يقول: على ابن أبي دؤاد لعنة الله، وحشا اللَّه قبره نارًا. فقال أبو عبد الله: ما أنفعهم للعامّة.
وقال خالد بْن خِداش: رأيتُ في المنام كأنّ آتيًا أتاني بطَبَق، فقال: اقرأه. فقرأت: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. ابن أبي دؤاد يريد أن يمتحن النّاسَ. فمن قال: القرآن كلامُ اللَّه، كُسِيَ خاتَمًا من ذَهَب، فَصُّهُ ياقوتة حمراء، وأدخله اللَّه الجنّة وغفر له. ومن قال: القرآنُ مخلوق، جُعِلت يمينه يمين قرد، فعاش بعد ذلك يومًا أو يومين ثُمَّ يصير إلى النار. ورأيتُ قائلًا يقول: مسخ ابن أبي دؤاد، ومُسِخَ شعيب، وأصاب ابن سَمَاعة فالج، وأصابَ آخر الذَّبْحَة - ولَمْ يُسَمَّ -.
هذا منام صحيح الإسناد، وشُعَيب هو ابن سهل القاضي من الجهمية.
وقد رمي ابن أبي دؤاد بالفالج وشاخ، فعن أبي الْحُسَين بْن الفضل: سمع عبد العزيز بْن يحيى المكيّ قال: دخلتُ عَلَى أَحْمَد بْن أَبِي دُؤاد وهو مفلوج، فقلتُ: لَم آتِكَ عائدًا، ولكنْ جئتُ لأحمد اللَّه على أنْ سَجَنَكَ في جِلْدِك.
وقال الصولي: حدثنا المغيرة بْن محمد المهلَّبيّ قال: مات أبو الوليد محمد بن أحمد بن أبي دؤاد هو وأبوهُ منكوبَيْن في ذي الحجة، سنة تسعٍ وثلاثين، ومات أبوه يوم السّبت لسبْعٍ بقين من المحرَّم سنة أربعين.
قال الصُّوليّ: ودفن في داره ببغداد.(5/758)
15 - خ: أحمد بْن أبي رجاء، أبو الوليد الحنفيّ الهَرَويّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
قال البخاري: هو ابن عبد اللّه بْن أيوب.
وقال أبو عبد الله الحاكم: أحمد بْن عبد اللَّه بْن واقد بْن الحارث، وساق نسبه إلى دؤل بْن حنيفة. وقال: إمام عصره بَهَراة في الفقه والحديث. طلب مع أحمد بْن حنبل، وكتب بانتخابه.
قلت: رَوَى عَنْ: ابن عُيَيْنَة، ويحيى القطّان، والنَّضْر بْن شُمَيْلٍ، ويحيى بْن آدم، وأَبِي أسامة، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، والدارمي، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وحَمْدَوَيْه بْن خطّاب البخاري مستملي البخاري.
توفي في نصف جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين.(5/761)
• - أحمد بن أبي سريج؛ هو أحمد بن عمر. [الوفاة: 231 - 240 ه]
سيأتي في الطبقة الآتية بعد أبي مصعب الزهري.(5/762)
16 - أَحْمَد بْن سِنان، أبو عبد الله القُشَيْريُّ النَّيسابوريُّ الخَرْقَنِيُّ، [الوفاة: 231 - 240 ه]
وخرقن من قرى نيسابور.
سَمِعَ: ابن عُيَيْنَة، وأبا معاوية، ووَكِيعًا وسلْم بْن سالم.
وَعَنْهُ: العَباس بْن حمزة، وأبو يحيى الخفّاف، وجماعة.
تُوُفّي سنة تسع وثلاثين.(5/762)
17 - خ د ت ن: أحمد بن عبد الله بن أبي شعيب مسلم، مولى عمر بن عبد العزيز، الأمويّ، أبو الحَسَن الحرّانيّ، [الوفاة: 231 - 240 ه]
والد الحَسَنِ، وجد المسند أبي شعيب عبد الله بن الحَسَن الحرّانيّ.
سَمِعَ: زُهير بْن معاوية، والحارث بْن عُمَير، وعيسى بْن يونس، وموسى بْن أعين، وجماعة، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والبخاري، والترمذي، والنسائي بواسطة، وأحمد بْن فيل البالِسيّ، وحفيده أبو شُعيب، وصالح بْن عليّ النَّوْفليّ، ومحمد بْن جَبَلَة الرّافقيّ، ومحمد بْن يحيى بْن كثير الحرّانيّ، وأبو زُرْعة الرازيّ، وطائفة.
قال أبو حاتم: صدوق، ثقة.
وقال ابن كثير الحرّانيّ: تُوُفّي سنة ثلاث وثلاثين.
وقيل غير ذلك، والأول أصحّ.(5/762)
18 - أحمد بْن عبد اللَّه بْن قيس بن سلمان بن بريدة بن الحصيب الأسلمي المَرْوَزِيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: النّضْر بْن شُمَيْلٍ، وعبد الله بن بكر، وشبابة.
وَعَنْهُ: أبو حاتم، وقال: صدوق، كتبت عنه بالرِّيّ سنة ثلاثين.(5/762)
19 - أحمد بْن عبد الصّمد بْن علّي، أبو أيّوب الأنصاريّ الزُّرَقّي. [الوفاة: 231 - 240 ه][ص:763]
حَدَّثَ ببغداد عَنْ: ابن عُيَيْنَة، وعبد اللّه بْن نُمَيْر.
وَعَنْهُ: الحَسَن بْن عليّ المَعْمَريّ، وأبو القاسم البَغَويّ، وغيرهما.(5/762)
20 - أحمد بْن عَمار بن شادي الْبَصْرِيُّ، الوزير أبو العباس. [الوفاة: 231 - 240 ه]
وزير المعتصم.
كان من أهل المذار، فانتقل أبوه إلى البصرة زمن الرشيد. وكان أبو العبّاس موصوفًا بالعِفّة والصِّدْق، فاحتاج الفضلُ بْن مروان الوزير إلى من يقوم بأمر ضياع أقطعها المعتصم، فنهض ابن عمّار في ذلك، وبالغ، فطلبه الفضل ونوّه بذِكره، وأخذ يصف عِفَّته للمعتصم. فلمّا نكب المعتصم الفضل لم تثق نفسه إلى أحد إلا إلى ابن عمّار، فولاهُ العرض عليه، وسمّاهُ النّاس وزيرًا. وكان جدّه شادي طحّانًا وكذلك هو، فأثري وكثُرَ مَاله وتقدّم.
قال عَوْنُ بْن محمد: ولّى المعتصم العرض عليه لثقته، ولما كان يصفه به الفضل، ولم يكن ممن تصلح له الوزارة ولا مخاطبة الملوك.
قال الصولي: وحدثنا أحمد بْن إسماعيل قال: عرض أحمد بْن عمّار الكُتُب أربعة أشهر، وخُوطب بالوزارة، ونفذت عنه الكتب، فورد يوما كتابا من عبد اللَّه بْن طاهر أحبّ المعتصم أن يُجيب عنه سرًّا، فدعا ابن عمّار وقال: أجِبْ عَنْه بحضرتي، فلَم يقم بذلك حتّى أحضر بعض الكُتّاب. ولَمّا رأى عجْزه همّ بعَزْله. وكان المعتصم يقول لِمحمد بْن عبد الملك الزّيّات: يا محمد ما أَحْوَجَ ابن عمّار إلى أن يكون مع عفّته مثل فصاحتك.
قال الصولي: حدثنا محمد بْن القاسم، قال: كان أحمد بْن أبي دؤاد يحبّ بقاء أمر ابن عمّار عليه، لئلا يصير الأمرُ إلى ابن الزّيّات، فإنّه كان يبغضه. وقيل: إن ابن عمّار كان يتصدَّق كل يوم بمائة دينار، مع ما هو فيه من الأمانة، فنُبل بذلك عند المعتصم أيضا، وكان كثير الأموال.
قال الصولي: حدثنا أحمد بْن شَهْرَيار، عن أبيه، قال: كان ابن عمّار يختم في كلّ ثلاثة أيّام ختمة، فلمّا عُزِلَ عن العَرْض رُسِمَ له بديوان الأزِمّة، فامتنعَ، واستأذنَ في المجاورة سنة، فأذِنَ المعتصم له، ووصله بعشرة آلاف دينار، ثُمَّ أعطاهُ خمسة وعشرين ألف دينار، ففرّقها بمكة. [ص:764]
تُوُفّي بالبصرة سنة ثمانٍ وثلاثين ومائتين كهْلًا.(5/763)
21 - أحمد بْن عِمران بْن عيسى المُرِّيّ الَمْوصِليّ المقرئ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
روى " جامع " سُفيان الثَّوْريّ عن المُعَافَى بْن عمران.
رَوَى عَنْهُ عُبَيْد اللّه بْن أبي جعفر.
وتوفي سنة خمس وثلاثين.(5/764)
22 - م: أحمد بْن عمر بْن حفص بْن جَهْم بْن واقد، أبو جعفر الكِنْديّ الكُوفيُّ الجلاب الضرير المقرئ المعروف بالوكيعيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
نزيل بغداد. والد إبراهيم.
رَوَى عَنْ: حفص بْن غِياث، وابن فُضَيْل، وأبي معاوية، وحسين الجعفي، وعبد الحميد الحماني، وجماعة.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود في " المسائل " له، وإبراهيم الحربي، وأحمد بن علي القاضي المروزي، وأحمد بن علي الأبار، وأحمد بن علي الموصلي أبو يعلى، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ونصر بن القاسم الفرائضي، وطائفة.
وثقه ابن معين، وغيره.
ومات في صفر سنة خمسين وثلاثين.
قال العبّاس بْن مُصْعَب: سمعتُ أحمد بْن يحيى الكشْميهنيّ، وكان معروفًا بالفضل والعقل، يقول: سمعتُ أحمد بْن عمر الوَكِيعيّ يقول: وُلِّيتُ المظالِم بِمَرْوَ اثنتي عشرة سنة، فلَم يَرِدْ عليّ حكم إلا وأنا أحفظُ فيه حديثًا، فلم أحتج إلى الرأي ولا إلى أهله.
وقد روى القراءة عن يحيى بْن آدم.(5/764)
23 - خ ت ن: أحمد بْن محمد بْن موسى السّمسار المَرْوَزِيّ، مَرْدَوَيْه، وربّما قيل فيه: أحمد بْن موسى. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: ابن المبارك، وجرير، وإسحاق الأزرق.
وَعَنْهُ: البخاري، والترمذي، والنسائي، وقال: لا بأس به.
قال أحمد بْن أبي خَيْثَمَة: مات سنة خمس وثلاثين.
وممن رَوَي عَنْهُ: [ص:765] محمد بن عمر الذهلي، وعبد الله بن محمود المروزي. وكان مكثرا عن ابن المبارك.
وَسَمِعَ مِنْ: النضر بْن محمد المَرْوَزَيّ، شيخ يروي عن يحيى بْن سعيد الأنصاري.
وقال الشيرازي: توفي سنة ثمانٍ وثلاثين ومائتين.(5/764)
24 - أحمد بْن معاوية، أبو بكر الباهليّ البَصْريُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
سَمِعَ: عَبّاد بْن عَبّاد، وأبا بكر بْن عيّاش.
وَعَنْهُ: محمد بْن محمد الباغَنْديّ، وغيره.
قال الخطيب: لا بأس به.(5/765)
25 - أحمد بن المعذل بْن غَيْلان بْن الحَكَم، أبو العبّاس العَبْديّ البَصْريُّ المالكيّ الفقيه المتكلِّم. [الوفاة: 231 - 240 ه]
قال أبو إسحاق الشّيرازيّ: كان من أصحاب عبد الملك بْن الماجشون، ومحمد بن مسلمة. وكان ورِعًا متّبِعًا للسنة. وكان مُفَوَّها له مصنَّفات.
وقال غيره: سمع من بِشْر بْن عمر الزّهرانيّ، وغيره، وكان بصيرًا بمذهب مالك. وعليه تفقّه إسماعيل القاضي وأخوه حمّاد، ويعقوب بْن شَيْبَة السَّدُوسيّ.
وقال أبو بكر النّقّاش: قال لي أبو خليفة الْجُمَحِيّ: أحمد بْن المعذَّل أفضل من أحمدكم، يُريد أحمد بْن حنبل.
وقال أبو إسحاق الحضرميّ: كان أحمد بْن المعذَّل من الفقه والسّكينة والأدب والحلاوة في غاية. وكان أخوه عبد الصّمد بْن المعذَّل الشاعر يؤذيه ويهجوه. وكان أحمد يقول له: أنت كالإصبع الزّائدة، إنْ تُرِكت شانت، وإنْ قَطِعَتْ آلَمَت.
ولأحمد بْن المعذَّل أخبار. وكان أهلُ البصرة يسمُّونه الراهب لدِينه وتعبُّده.
قال أبو داود: كان ابن المعذَّل ينهاني عن طلب الحديث.
وقال: يموت بْن المُزَرِّع، عن المبرّد، عن أحمد بْن المعذَّل، قال: كنت عند ابن الماجشون، فجاءه بعضُ جُلَسائه فقال: يا أبا مروان، أعجوبة. قال: وما هي؟ قال: خرجتُ إلى حائطي بالغابة، فعرض لي رجلٌ فقال: اخلَعْ ثيابك، فأنا أَوْلَى بِهَا. قلتُ: وَلِمَ؟ قال: لأنّي أخوك وأنا عريان. قلت: [ص:766] فالمواساة؟ قال: قد لبستها بُرْهَةً. قلتُ: فتُعَرّيني وتبدو عَوْرَتِي؟ قال: قد روينا عن مالك أنّه قال: لا بأس للرجل أن يغتسل عُرْيَانًا. قلتُ: يلقاني النّاس فيرون عَوْرَتِي. قال: لو كان أحد يلقاك في هذه الطريق ما عرضتُ لك. قلت: أراك ظريفًا، فدعني حتّى أمضي إلى حائطي فأبعثُ بِهَا إليك. قال: كلا، أردتَ أن توجِّه عَبيدك فيمسكوني. قلتُ: أحْلِفُ لَك. قال: لا، روينا عن مالك قال: لا تَلْزَم الأَيْمَان التي يُحلف بهَا لِلُّصوص. قلت: فأحلف أنّي لا أحتالُ في يميني. قال: هذه يمين مركّبة. قلتُ: دع المناظرة، فواللهِ لأوَجِّهنّ بِهَا إليك طيّبةً بِهَا نفسي. فأطرَقَ ثُمَّ قال: تصفّحت أمر اللّصوص من عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى وقتنا، فلم أجد لصًّا أخذ بنسيئة، وأكره أن أبتدع في الإسلام بِدْعَة يكون عليّ وِزْرُهَا ووزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا إلى يوم القيامة، اخلعْ ثيابَك. فخلعتها، فأخذها وانصرف.
وقال حرب الكرْمَانيّ: سألتُ أحمد بْن حنبل: أيكون من أهل السنة من قال: لا أقول مخلوق ولا غير مخلوق. قال: لا، ولا كرامة. وقد بلغني عن ابن معذَّل الذي يقول بِهذا القول أنه فتن به ناس من أهل البصرة كثير.
وقال أبو قِلابة الرّقاشيّ: قال لي أحمد بْن حنبل: ما فعل ابن مُعَذَّل؟ قلتُ: هو على نحو ما بلغك. فقال: أما إنّه لا يُفْلِحُ.
وقال نصرُ بْن عليّ: قال الأصمعيّ ومرّ به أحمد بْن مُعَذَّل فقال: لا تنتهي أو تفتق في الإسلام فَتْقًا.
قلتُ: قد كان ابن المعذل من بُحُور العلم، لكنّه لم يطلب الحديث، ودخل في الكلام، ولِهذا توقّف في مسألة القرآن - رحمه اللَّه -.(5/765)
26 - أحمد بْن نصر بْن مالك بْن الهيثم بْن عوف بْن وهْب، أبو عبد الله الخُزَاعيّ المَرْوَزِيّ البَغْداديُّ الشهيد. [الوفاة: 231 - 240 ه]
كان جدّه مالك بْن الهيثم أحد نُقباء بني العبّاس في ابتداء الدولة السّفّاحية. وهو من ذُرّية عمرو بْن لحي بْن قَمْعَة بْن خنْدَف، وإليه جماع خُزَاعة، ويُقال لَهم: بنو كعب. قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " «رَأَيْتُ عمرو بن لحي يجر قصبه فِي النَّارِ؛ لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ بَحَّرَ الْبَحِيرَةَ، وَسَيَّبَ السَّائِبَةَ، وَغَيَّرَ دِينَ إِسْمَاعِيلَ» "
وكان أحمد بن نصر شيخا جليلًا، أمّارًا بالمعروف، قوّالًا بالحق، من أولاد الأمراء. [ص:767]
سَمِعَ مِنْ: مالك، وحمّاد بْن زيد، وهُشَيْم، وسفيان بن عيينة. وروى اليسير؛
رَوَى عَنْهُ: أحمد بْن إبراهيم الدَّوْرقيّ، وابنه عبد الله ابن الدَّورقيّ، ومعاوية بْن صالح الأشعريّ الحافظ، ومحمد بن يوسف ابن الطّبّاع، وجماعة. وروى أبو داود في " المسائل " عن رجل عنه.
وقال إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يترحّم عليه ويقول: ختم اللَّه له بالشهادة. قلتُ: فكتبت عنه؟ قال: نعم، كان عنده مصنّفات هُشَيم كلها، وعن مالك أحاديث كبار. ثُمَّ قال ابن معين: كان أحمد يقول: ما دخلَ عليه أحدٌ يَصْدُقُه - يعني الخليفة - سواه. ثُمَّ قال يَحْيَى بْن مَعِينٍ: ما كان يحدّث، يقول: لست موضع ذاك.
وقال الصُّوليّ: كان أحمد بْن نصر من أهل الحديث، وكان هو وسهل بْن سلامة حين كان المأمون بخُراسان بايَعَا النّاس على الأمر بالمعروف والنَّهْيِ عن الْمُنْكَر، إلى أن قَدِمَ المأمون بغداد، فَرَفَق بسهل حتّى لبس السَّواد، وأخذ الأرزاق، ولزِمَ أحمد بيته. ثُمَّ إنّ أَمْرَهُ تحرّك ببغداد في آخر أيّام الواثق، واجتمعَ إليه خلقُ يأمرونَ بالمعروف، إلى أن ملكوا بغداد. وتعدّى رجلان من أصحابه مُوسِرَيْن، فبذلا مالًا، وعزما على الوثوب ببغداد في شعبان سنة إحدى وثلاثين، فنُمَّ الخبر إلى إسحاق بن إبراهيم، فأخذ جماعة فيهم أحمد بْن نصر وصاحباهُ، فقيّدهما. ووجد في منزل أحدهما أعلامًا. وضرب خادمًا لأحمد، فأقرَّ أنّ هؤلاء كانوا يصيرون إليه ليلًا فيعرّفونه ما عملوا، فحملهم إسحاق مقيّدين إلى سامرّاء فجلس لَهم الواثق، وقال لأحمد: دَعْ ما أُخِذْتَ له. ما تقولُ في القرآن؟ قال: كلام الله. قال: أفمخلوق هو؟ قال: كلامُ اللَّه. قال: أَفَتَرى ربَّك في القيامة؟ قال: كذا جاءت الرواية. قال: ويْحَكَ يُرى كما يُرى المحدود المتجسِّم، ويحويه مكان، ويحصره النّاظر؟ أنا كفرت بربٍّ هذه صفته، ما تقولون فيه؟ فقال عبد الرحمن بْن إسحاق، وكان قاضيًا على الجانب الغربيّ، فعُزِلَ: هو حَلال الدَّم. وقال جماعة من الفقهاء كقوله، فأظهر ابن أبي دؤاد أنّه كاره لقَتْلَه، وقال: يا أمير المؤمنين شيخ مختَلٌّ، لعلّ به عاهة، أو تغيّر عقله، يؤخَّر أمره ويُستتاب. فقال الواثق: ما أراهُ إلا مؤدّيًا لكُفْره، قائمًا بِما يعتقده منه. ثُمَّ دعا بالصَّمصامة وقال: إذا قمت إليه فلا يقومنَّ أحدٌ معي، فإنِّي [ص:768] أحتسبُ خُطاي إلى هذا الكافر الذي يعبُدُ ربًّا لا نعبده ولا نعرفه بالصفة التي وصفه بِهَا. ثُمَّ أمر بالنّطْع، فأُجْلِسَ عليه وهو مُقيّد، وأمرَ بشدّ رأسه بحبل، وأمرهم أن يمدّوه، ومشى إليه فضرب عُنُقه، وأمر بِحمل رأسه إلى بغداد، فنُصِبَتْ بالجانب الشرقيّ أيامًا، وفي الجانب الغربي أيّامًا، وتتبّع رؤساء أصحابه فسُجنوا.
وقال الْحَسَن بْن محمد الحَرْبيّ: سمعتُ جعفر بْن محمد الصّائغ، يقول: رأيتُ أحمد بْن نصر حيث ضُربت عنقه قال رأسه: لا إله إلا الله.
قال المَرُّوذِيّ: سمعت أبا عبد الله وذكر أحمد بْن نصر فقال: رحمه اللَّه ما كان أسخاه، لقد جاد بنفسه.
وقال الحاكم عن القاسم بْن القاسم السَّيَّاريّ، عن شيخٍ له، وهو رئيس مَرْو أبو العبّاس أحمد بْن سعيد بْن مسعود الْمَرْوَزِيّ قال: هذه نسخة الورقة المعلَّقة في أُذُن أحمد بْن نصر، هذا رأسُ أحمد بْن نصر بْن مالك، دعاهُ عبد اللَّه الإمام هارون إلى القول بخلق القرآن ونفي التَّشبيه، فأبى إلا الْمُعَانَدة، فعجّله اللَّه إلى ناره. وكتب محمد بن عبد الملك.
وقيل: إنّ الواثق حنق عليه لأنّه ذكر للواثق حديثًا، فقال له الواثق: تكذب. فقال: بل أنت تكذب. وقيل: إنه قال له: يا صبي. وقيل: إنه كان يقول عن الواثق إذا خلا: فعل هذا الخنزير. وقال هذا الكافر. وبلغ ذلك الواثق، وخاف أيضا من خروجه، فقتله بحجة القول بخلق القرآن، ليومين بقيا من شعبان. وكان شيخًا أبيض الرأس واللحية، وذلك في سنة إحدى وثلاثين.
قال أحمد بْن كامل القاضي: أخبرني أبي أنّه رآه، وأخبرني أنه وكل بالرأس من يحفظه، وأن الموكل به ذكر أنه يراهُ بالليل يستدير إلى القبلة بوجهه، فيقرأ سورة " يس " بلسانٍ طَلِق. وأنّه لَمَّا أخبر بذلك طُلِبَ فخاف وهرب.
قلتُ: هذه حكاية لا يصح إسنادها. وَرُوِيَ نحوها بإسنادٍ فيه عثمان بْن محمد العثماني، وهو ثقة.
وقال أبو العباس السَّرّاج: سمعتُ يعقوب بْن يوسف المطوّعيّ، وهو ثقة، يقول: لمّا جيء بالرأس نصبوهُ على الْجِسْر، فكانت الرّيحُ تُديره قِبَلَ القِبْلة، فأقعدوا له رجلا معه قصبة أو رُمح، فكان إذا دار نحو القبلة أداره إلى خلاف القِبلة.
وقال السّرّاج: سمعتُ خَلَف بْن سالِم يقول بعدما قُتِلَ أحمد بْن نصر وقيل له: ألا تسمع ما النّاس فيه يا أبا محمد، يقولون: إنّ رأس أحمد بْن نصر [ص:769] يقرأ؟ قال: كان رأس يحيى بْن زكريّا يقرأ.
وقال السّرّاج: سمعتُ عبد اللَّه بْن محمد يقول: حدثنا إبراهيم بْن الحَسَن قال: رأى بعضُ أصحابنا أحمد بْن نصر في النَّوم فقال: ما فعل بك ربك؟ قال: ما كانت إلا غفوة حتّى لقيتُ اللَّه، فضَحِكَ إليَّ.
وقال رجلُ اسمه محمد بْن عُبَيْد: رأيتُ أحمد بْن نصر، فقلتُ: ما صنع اللَّهُ بِكَ؟ قال: غضبتُ له فأباحني النّظر إلى وجهه.
قال الخطيبُ: لَم يزل الرأس منصوبًا ببغداد، والجسد مصلوبًا بسُرَّ من رأى ستّ سنين، إلى أن أُنزِلَ وجُمِع، ودفن بالجانب الشرقي.
وقال غيره: دفن في شوال سنة سبع وثلاثين ومائتين، رضي اللَّه عنه.(5/766)
27 - أحمد بْن أبي نافع المُرّيّ الموْصليّ. [أبو سَلَمَةَ] [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: المعافى بن عمران، وعفيف بن سالم.
وَعَنْهُ: أبو عبد الله الدّعّاء.
تُوُفِّيَ سنة خمس وثلاثين.
وهّاه أبو يَعْلَى المَوْصِليُّ. له مناكير.
وَرَوَى عَنْهُ: عليّ بْن الحسين بْن الْجُنَيْد.
كنيته أبو سَلَمَةَ.(5/769)
28 - أحمد بْن أبي أحمد الْجُرْجانّي [اسم أبيه محمد. وكنيته أبو محمد] [الوفاة: 231 - 240 ه]
نزيل أطْرَابُلُس الشام.
حَدَّثَ عَنْ: إسماعيل ابن عُلَيَّه، وشَبّابة بْن سَوّار.
وَعَنْهُ: هَنبل بْن محمد الحمصيّ، ومحمد بْن عَوْف الطّائيّ الحافظ، ومحمد بْن يزيد بْن عبد الصّمد، وآخرون.
وقيل: اسم أبيه محمد. وكنيته أبو محمد.
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ، قال: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ محمد حُضُورًا فِي الرَّابِعَةِ، قال: أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ الْفَقِيهُ سنة سِتٍّ وَعِشْرِينَ وخمسمائة، قال: أخبرنا الحسن بن أحمد بن أبي الحديد، قال: أخبرنا علي بن موسى السمسار، قال: أخبرنا مظفر بن حاجب الفرغاني، قال: حدثنا محمد بن يزيد، قال: حدثنا أحمد بن أبي أحمد، قال: حدثنا محمد بن يزيد الواسطي، قال: [ص:770] أخبرنا صَدَقَةُ الدَّقِيقِيُّ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " وَقَّتَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي تَقْلِيمِ الْأَظْفَارِ، وَقَصِّ الشَّارِبِ، وَحَلْقِ الْعَانَةِ، أَرْبَعِينَ يَوْمًا ".(5/769)
29 - إبراهيم بْن أيّوب الحَوْرانيّ الزّاهد. [الوفاة: 231 - 240 ه]
رَوَى عَنْ: الوليد بْن مسلم، وضَمْرَة بْن ربيعة، وسُوَيد بْن عبد العزيز، وأبي سليمان الداراني، وغيرهم.
وَعَنْهُ: يعقوب الفَسَويّ، وأحمد بْن عليّ الأبّار، وأحمد بْن زبّان الكِنْديّ، وغيرهم.
تُوُفّي في أحد الربيعين من سنة ثمان وثلاثين، وما أعلم فيه جرحا.
قال أحمد بن علي الأبار الحافظ: حدثنا محمد بن مقاتل الصيرفي، قال: حدثنا إبراهيم بْن أيّوب الحَوْرانيّ قال: كان على حمص قاضٍ طويل اللّحية كنيته أبو العشْق، وكان نَقْش خاتمه: ثَبت الحبّ ودام، وعلى اللَّه التَّمام.
قال ابن أبي حاتِم: كان إبراهيم بْن أيّوب من العُبّاد، رَحِمَهُ اللَّه.(5/770)
30 - إبراهيم بْن بَشار الخُراسانيّ الصُّوفيّ [الوفاة: 231 - 240 ه]
صاحب إبراهيم بْن أدهم.
طال عُمره وبقي إلى بعد الثلاثين.
رَوَى عَنْ: إبراهيم بْن أدهم، وحمّاد بْن زيد، والفُضَيْل بْن عِياض.
رَوَى عَنْهُ: أحمد بْن عوْن البُزُوريّ، وإبراهيم بْن نصر المنصوريّ، وأبو العبَاس السّرّاج.
وذكره ابن حِبّان في " الثقات ".
قال الدارقطني: تأخرت وفاته.(5/770)
31 - ن: إبراهيم بْن الحَجّاج بْن زيد السّاميّ النّاجيّ، أبو إسحاق الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: أبان بن يزيد العطار، وحماد بن سَلَمَةَ، وعبد العزيز بْن المختار، ووُهَيْب بْن خالد، ومراجم بن العوام بن مراجم، وجماعة.
وَعَنْهُ: النسائي بواسطة، وإبراهيم بْن هاشم البَغَويّ، وأبو بكر أحمد بْن عليّ بْن سعيد القاضي، وأبو بكر بْن أبي عاصم، وأبو يَعْلَى، وجعفر الفِرْيابيّ، والحَسَن بْن [ص:771] سُفْيان، وعثمان بْن خُرَّزاذ، ومحمد بْن عَبْدة بْن حرب، ومحمد بْن محمد الْجُذُوعيّ القاضي، وموسى بْن هارون وآخرون.
وثّقه ابن حبّان، وقال: مات سنة إحدى وثلاثين.
وقال موسى بْن هارون: سنة ثلاث وثلاثين؛ وهو الصحيح. وقع لي من عواليه.
قال موسى: سألته عن مولده فقال: سنة ستٍّ وأربعين ومائة.(5/770)
32 - ن: إبراهيم بْن الحَجّاج، أبو إسحاق النِّيليُّ البَصْريُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
والنيل مدينة بين واسط والكوفة.
عَنْ: حمّاد بْن زيد، وأبي عَوَانَة، وسلام بْن أبي مطيع، وغيرهم.
وَعَنْهُ: النسائي بواسطة، وأبو يَعْلَى، وأحمد بْن عليّ بْن سعيد القاضي، والحَسَن بْن سفيان، وغيرهم.
ذكره ابن حِبان أيضًا في "الثّقات ".
وقال ابن قانع: مات بالبصرة سنة اثنتين وثلاثين.
روى له النسائي حديثًا في الأشربة.(5/771)
33 - إبراهيم بْن الحسن بْن نجيح الباهلي المقرئ البَصْريُّ، التبّان العلاف. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: حمّاد بْن زيد، ويونس بْن حبيب. وقرأ على سلام بْن سليمان الطّويل.
وَعَنْهُ: أبو حاتم، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم السّجستانيّ، وعبد اللَّه بْن أحمد بن حنبل.
قال أبو حاتم: شيخ ثقة بصير بالقرآن.
وقال محمد بْن جرير: مات سنة خمس وثلاثين ومائتين.(5/771)
34 - د ق: إبراهيم بْن خالد بْن أبي اليَمَان، أبو ثور الكلبي البَغْداديُّ، الفقيه أحد الأعلام. وقيل: كنيته أبو عبد الله، ولقبه أبو ثور. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: ابن عُيَيْنَة، وابن عُلَيَّة، وعُبَيْدة بْن حُمَيْد، وأبي معاوية، وَوَكيع، ومُعاذ بْن مُعاذ، وعبد الرحمن بْن مهديّ، والشّافعيّ، ويزيد بْن هارون، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، وابن ماجه، ومسلم بْن الحجّاج خارج "الصحيح "، وأبو القاسم البغوي، والقاسم بن زكريا المطرز، ومحمد بن صالح بن ذَرِيح، ومحمد بن إسحاق السراج، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصُّوفيّ، وجماعة.
قال عبد الرحمن بْن خاقان: سألتُ أحمد بْن حنبل عن أبي ثور فقال: لَم يبلغني إلا خيرًا إلا أنه لا يعجبني الكلام الذي يصيّرونه في كُتُبهم.
وقال أبو بكر الأعْيَن: سألتُ أحمد بْن حنبل عنه، فقال: أعرفُه بالسنة منذ خمسين سنة وهو عندي في مِسْلاخ سُفيان الثَّوْرِيّ.
وقال غيره: إنّ رَجُلًا سأل أحمد بْن حنبل عن مسألةٍ فقال: سَلْ غيرنا، سَلِ الفقهاء، سَلْ أبا ثور.
وقال النّسائيّ: هو أحد الفقهاء، ثقة مأمون.
وقال ابن حِبّان: كان أحد أئمّة الدّنيا فِقْهًا وعِلمًا وورعًا وفضلا وخيرا، ممن صنّف الكُتُب، وفرَّع على السُّنَن، وذبَّ عنها، وقمع مخاليفها.
وقال بدر بْن مجاهد: قال لي سُليمان الشاذكُونيّ: اكتب رأي الشافعيّ، واخرج إلى أبي ثور فاكتب عنه، لا يفوتك بنفسه.
وقال أبو بكر الخطيب: كان أبو ثور أولًا يتفقّه بالرأي، ويذهب إلى قول أهل العراق، حتّى قدِمَ الشافعيّ بغداد، فاختلف إليه أبو ثور، ورجع عن الرأي إلى الحديث.
وقال أبو حاتِم: هو رجل يتكلَّم بالرأي فيخطئ ويصيب، وليس [ص:773] محله محل المسمعين في الحديث.
وقال عُبيَد بْن محمد البزّار صاحبه: تُوُفّي أبو ثور في صفر سنة أربعين.(5/772)
35 - م: إبراهيم بن دينار، أبو إسحاق التمار. [الوفاة: 231 - 240 ه]
بغداديُّ ثقة.
سَمِعَ: هُشَيْمًا، ومُعْتَمرًا، وابن عُيَيْنَة، وابن عَلَيْهِ، وزياد بْن عَبْد اللَّه البكّائيّ، وروح بن عبادة.
وَعَنْهُ: مسلم، وأحمد بْن أبي عَوْف البزوريّ، وأبو زُرْعة الرازيّ، وتَمْتَام، وعبد اللَّه بْن أحمد، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وجماعة.
تُوُفّي سنة اثنتين وثلاثين.(5/773)
36 - د: إبراهيم بن العلاء بن الضحاك بن المهاجر، أبو إسحاق الزبيدي الحمصي، زِبْرِيق، [الوفاة: 231 - 240 ه]
والد إسحاق ومحمد.
سَمِعَ: إسماعيل بْن عيّاش، وبقيّة، والوليد بْن مسلم، وثَوَابة بْن عون الحموي، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، وأحمد بن علي الأبار، وبقي بْن مَخْلَد، وجعفر الفِرْيابيّ، وحفيده عمرو بن إسحاق بن زبريق، ومحمد بن جعفر بن يحيى بن رزين الحمصي، وطائفة.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال ابن رزين: توفي سنة خمس وثلاثين.(5/773)
37 - إبراهيم بْن محمد بْن سليمان الشّاميّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
مجهول، لم يروِ عنه غير محمد بْن الفيض الغسَّانيّ، وذكر أنّه تُوُفّي سنة اثنتين وثلاثين ومائتين. [ص:774]
قال أبو أحمد الحاكم: حدثنا ابن الفيض، قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بْن محمد بْن سليمان بن بلال بن أبي الدرداء، قال: حدَّثَنِي أبي، عن أبيه سُليمان، عن أمّ الدَّرْدَاء، عَنْ أبي الدَّرْدَاء، قَالَ: لَمّا دخلَ عمر الشام سألهُ بلال أن يقرَّه به، ففعل ونزل داريًّا. ثُمَّ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو يقول: مَا هذه الجفوة؟ أما آن لك أن تزورني، فانتبه حزينًا وركبَ راحلته وقصد المدينة، فأتى قبر النَّبِيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -، فجعل يبكي عنده ويمرّغ وجهه عليه. فأقبلَ الحَسَن والحسين، فضمّهما وقبّلهما، فقالا: نشتهي أن نسْمع أذانك. ففعل وعلا سطح المسجد، ووقَفَ موقفه الذي كان يقفُ فيه، فلمّا أن قال: اللَّه أكبر اللَّه أكبر ارتجّت المدينة، فلمّا أن قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ازدادت رجّتها، فلمّا أن قال: أشهدُ أنّ محمدا رسول اللَّه. خرج العواتق من خدورهنّ، وقيل: بُعث رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. فما رُؤي يوم أكثر باكيًا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَنْ ذلك اليوم. إسناده جيّد ما فيه ضعيف، لكنّ إبراهيم هذا مجهول.(5/773)
38 - ن ق: إبراهيم بْن محمد بْن العبّاس بْن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بْنِ عَبْدِ يَزِيدَ بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافَ بْنِ قُصَيٍّ بْنِ كِلابٍ، أبو إسحاق القرشي المطلبي ابن عم الشّافعيّ، المكّيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
سَمِعَ: أباه، وفُضَيْل بْن عِياض، وجده لأمّه محمد بْن عليّ بْن شافع، والمنكدر بْن محمد بْن المنكدر، وحمّاد بْن زيد، وعبد العزيز بْن أبي حازم، وابن عيينة، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن ماجه. والنسائي بواسطة، وأحمد بْن سيّار المَرْوَزِيّ، وأبو بكر بْن أبي عاصم، وبَقيّ بن مَخْلد، ومُطَيَّن.
وثّقة النّسائيّ، وغيره. ومات سنة سبع أو ثمان وثلاثين.(5/774)
39 - د: إبراهيم بن محمد بن خازم، مولى بني سعْد، أبو إسحاق ولد أبي معاوية الضّرير الكُوفيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: أبيه، وأبي بكر بْن عياش، ويحيى بْن عيسى الرملي.
وَعَنْهُ: أبو داود. وبقي بن مخلد، وعبيد بن غنام، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومطين، والحسن بن سفيان، وجماعة [ص:775]
قال أبو زُرْعَة: صدوق صاحب سنة.
مات سنة ست وثلاثين.(5/774)
40 - إبراهيم بن محمد بن البَخْتَرِيّ، أبو إسحاق المَوْصِليّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: شريك، وأبي عَوَانَة، وحمّاد بْن زيد.
وَعَنْهُ: إبراهيم بن الهيثم الزهيري، وأبو نصر الخفاف، وغيرهما.
توفي سنة ست أيضا.(5/775)
41 - م: إبراهيم بن محمد بن عَرْعَرَة بْن البِرِند بْن النُّعمان بْن عَلَجَة بن الأقفع بن كزمان بن الحارث بن حارثة بن مالك بن سعد بن عبيدة بن الحارث بن سامة بن لؤي بن غالب، أبو إسحاق القرشي السامي الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
نزيل بغداد.
عَنْ: جعفر بْن سليمان الضُّبَعيّ، وحَرَميّ بْن عُمارة، والخليل بْن أحمد المُزَنيّ، وعبد الرحمن بْن مهديّ، ويحيى القّطان، وعبد الرَّزَّاق، وعبد الوهّاب الثّقفيّ، وجدّه عَرْعرَة، وغُنْدَر، وطائفة.
وَعَنْهُ: مسلم، وإبراهيم الحربيّ، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبو زرعة الرازي، وأبو حاتم، وأبو يعلى، وأحمد بن الحسن الصوفي، وآخرون.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال محمد بْن عُبيد اللَّه: كنتُ عند أحمد بْن حنبل، فقيل له: إنَّهم يكتبون عن إبراهيم بْن عَرْعَرة، فقال: أُفٍّ، لا يُبالونَ عمن كتبوا.
وروى الأثرم، عن أحمد أنّه غمز ابن عرعرة.
وقال عليّ بن الحسين بن حِبّان: وجدتُ بخط أبي: قلتُ لابن مَعِين: ابنُ عرعرة؟ فقال: ثقة معروف مشهور بالطلب، كيس الكتاب، ولكنه يُفسد نفسه. يدخل في كل شيء.
وقال ابن عديّ: حدثنا القاسم بْن صَفْوان البرذعيّ قال: قال لنا عثمان بْن خُرَّزاذ: أحفظ من رأيتُ أربعة، فذكر إبراهيم بْن عَرْعَرَة منهم [ص:776]
قال موسى بْن هارون: مات لسبْعٍ بقين من رمضان سنة إحدى وثلاثين.(5/775)
42 - د: إبراهيم بن مخلد الطالقاني. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: رِشْدين بْن سعْد، وابن المبارك، وعبد الرحمن بْن مَغْراء، وأبي بكر بْن عيّاش، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، وأبو الزِّنْباع المِصْريُّ، ومحمد بْن منصور الطُّوسيّ، وغيرهم.(5/776)
43 - خ ت ن ق: إبراهيم بن الْمُنْذِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنْذِرِ بن المغيرة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ حِزَامِ بن خويلد بن أسد، أبو إسحاق الأسدي المدني المعروف بالحِزاميِّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
وخالد هو أخو حكيم بْن حِزام.
كان إبراهيم بْن المنذر من أئمّة الحديث بالمدينة.
رَوَى عَنْ: سُفْيان بْن عُيَيْنَة، وابن وهْب، ومعن بن عيسى، وابن أبي فديك، وأبي ضمرة، والوليد بن مسلم، وخلق كثير.
وَعَنْهُ: البخاري، وابن ماجه، والترمذي، والنسائي بواسطة، وأحمد بْن إبراهيم البُسْريّ، وثعلب النَّحْوي، وبَقِيّ بْن مَخْلد، وابن أبي الدُّنيا، وأبو جعفر محمد بْن أحمد التَّرْمِذيّ، ومحمد بْن إبراهيم البوشّنْجيّ، ومُطَّين، ومَسْعَدَة بْن سعد العطّار، وخلْق.
قال صالح جَزَرَةَ: صدوق، وكذا قال أبو حاتم.
وقال عثمان الدّارميّ: رأيتُ يَحْيَى بْن مَعِينٍ كتب عن إبراهيم بْن المنذر أحاديث ابن وهْب ظننتها " المغازي ".
وقال عَبْدَان بن أحمد الهمذاني: سمعتُ أبا حاتم يقول: إبراهيم بْن المنذر أَعْرَف بالحديث من إبراهيم بْن حمزة، إلا أنّه خلط في القرآن. جاء إلى أحمد بْن حنبل فاستأذنَ عليه، فلم يأذن له، وجلس حتّى خرج فسلّم عليه، فلم يردّ عليه السّلام.
وقال الأثرم: سمعتُ أبا عبد اللَّه يقول: أيّ شيء يبلغني عن الحِزاميّ؟ لقد جاءني بعد قدومه من العسكر، فلمّا رأيته أخذتني - أخبِرك - الحَمِيَّة، [ص:777] فقلتُ: ما جاء بِكَ إليّ؟ قالَها أبو عبد الله بانتهار. قال: فخرج فلقي أبا يوسف، يعني عمّه، فجعل يَعْتَذِر.
قال يعقوب الْفَسَوِيُّ: مات في المحرَّم سنة ست وثلاثين.
وقيل: حفظ عن مالك مسألة.(5/776)
44 - إبراهيم بْن موسى الوردولي الفقيه، [الوفاة: 231 - 240 ه]
شيخ أصحاب الرأي بجرجان.
رحل وطلب العلم؛
وَسَمِعَ مِنْ: فُضَيْل بْن عِيَاض، ومُعْتَمَر بْن سليمان، وعبد اللَّه بْن المبارك، وسُفْيان، وجماعة.
وَعَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد المؤمن المهلَّبيّ، وأحمد بْن حفص السَّعْديّ، وغيرهما.(5/777)
45 - إبراهيم بْن مهران، أبو إسحاق المَروَزِيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
حدّث ببغداد عن اللَّيْث بْن سعْد، وشَرِيك، وابن لَهِيعَة.
وَعَنْهُ: عبد الله بن أحمد بن حنبل، وموسى بن هارون، وعمر بن حفص السدوسي.(5/777)
46 - إبراهيم بن أبي الليث نصر، أبو إسحاق. [الوفاة: 231 - 240 ه]
بغدادي ضعيف.
رَوَى عَنْ: فَرَج بْن فَضَالَةَ، وعُبَيْد اللَّه الأشجعيّ.
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، وابنه عبد الله، وأبو يعلى الموصلي، وغيرهم.
وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.
قال أبو حاتِم: كان ابن مَعين يحمل عليه، والقواريريّ أحبّ إليّ منه.
وقال الخطيب: هو تِرْمِذِيّ الأصل، يروي أيضًا عن شَرِيك، وهُشْيَم.
وَعَنْهُ: ابن المَدينيّ، وإبراهيم بْن هانئ.
وقال أبو حاتِم: كان أحمد يُجمل القول فيه.
قلتُ: ثُمَّ توقّف عليٌّ في الرواية عنه.
وقال أبو داود: سمعتُ يَحْيَى بْن مَعِينٍ يقول: أفْسَد نفسه في خمسة [ص:778] أحاديث عنده، لو كانت بالجبل لكان ينبغي أن يُرحل فيها. ثُمَّ قال أبو داود: صدق.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّه بْن أَحْمَدَ الدَّوْرَقيّ: كُنَّا نختلف إلى إبراهيم بْن نصر بْن أبي اللّيث سنة ستّ عشرة ومائتين أنا وأبي وابنُ معين ومحمد بْن نوح وأحمد بْن حنبل، في غير مجلس، نسمعُ منه " تفسير "الأشجعي، فكان يقرؤه علينا من صحيفة كبيرة. فأوّل ما فطن له أبي أنّه كذّاب، فقال له أبي: يا أبا إسحاق هذه الصّحيفة كأنّها أصل الأشجعي؟ فقال: نعم، كانت له نسختان، فوهبَ لي نسخة. فسكت أبي، فلمّا خرجنا قال أبي: يا بُني، ذهبَ عَناؤنا إلى هذا الشيخ باطلًا. الأشجعيّ كان رجلًا فقيرًا، وكان يوصَل، وقد رأيناهُ وسمعنا منه. من أينَ كان يمكنه أن يكون له نسختان؟ فلا تقل شيئا، وسكت. فلم يَزَلْ أَمْرُهُ مَسْتُورًا حَتَّى حَدَّثَ بِحَدِيثِ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ فِي الرُّؤْيَةِ، وَأَقْبَلَ يَتَّبِعُ كُلَّ حَدِيثٍ فِيهِ رُؤْيَةٌ يَدَّعِيهِ. فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ ابْنُ مَعِينٍ لِكَثْرَةِ مَا ادَّعَى. وَحَدَّث بِحَدِيثِ عَوْنِ بْنِ مَالِكٍ: " إِنَّ اللَّهَ إِذَا تَكَلَّمَ تَكَلَّمَ بِثَلَاثِمَائَةِ لِسَانٍ ". فَقَالَ يَحْيَى: هَذَا الْحَدِيثُ أُنْكِرَ عَلَى نُعَيْمٍ الْفَارِضِ، مِنْ أَيْنَ سَمِعَ هَذَا مِنَ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ؟ فَجَاءَ رَجُلٌ خُرَاسَانِيٌّ فَقَالَ: أَنَا دَفَعْتُهُ إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي اللَّيْثِ فِي رُقْعَةِ تِلْكَ الْجُمُعَةِ. فقال ابن معين: لا يسقط حديث رجلٍ برجلٍ واحد. فلمّا كان بعد قليل حدَّث بأحاديث حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عن وَكِيع بْن عُدُس: أين كان رَبُّنَا قبل أن يخلق السّماوات والأرض، وضحك ربنا. فحدّث بِهَا عن هُشَيْم، عن يَعْلَى. فقال يَحْيَى بْن مَعِينٍ: إبراهيم بْن أبي الليث كذّاب، سَرق الحديث.
قال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد: سمعت يحيى يقول: صاحب الأشجعي كذاب خبيث.
وقال يعقوب بْن شَيْبَة: كان أصحابنا كتبوا عن إبراهيم بْن أبي الليث، ثُمَّ تركوه؛ لأنّه روى أحاديث موضوعة. وقد سمعتُ يَحْيَى بْن مَعِينٍ يقول: هو يكذبُ في الحديث.
وقال الفلاس: كان يكذب، وكذا قال جَزَرَة.
توفي سنة أربع وثلاثين.(5/777)
47 - إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، أبو إسحاق الغساني الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: أبيه، ومعروف الخيّاط، وعبد اللَّه بْن عِياض الإسكندرانيّ، وسُوَيْد بْن عبد العزيز، وشُعيب بْن إسحاق. وقيل: إنه روى عن سعيد بْن عبد العزيز.
رَوَى عَنْهُ: ابنه أبو حارثة أحمد، ويعقوب الفَسَويّ، وأبو زُرْعة الدِّمشقيُّ، وأحمد بْن عليّ الأبّار، وجعفر الفِرْيابيّ، والحَسَن بْن سُفْيان، ومحمد بْن الحَسَن بْن قُتَيْبَةَ العسقلاني، وطائفة سواهم.
وُلِدَ سنة خمسين ومائة. وهو صاحب حديث أبي ذرّ الطّويل. تفرَّد به، عن أبيه، عن جدّه. قال الّطبرانيّ: لم يروه عن يحيى إلا ولده، وهم ثقات.
وذكره ابن حبان في "الثقات ". وخرج حديثه الطّويل وصحّحه.
وأمّا ابن أبي حاتِم فقال: قلتُ لأبي: لِمَ لا تحدّث عن إبراهيم بْن هشام الغسّانيّ؟ فقال: ذهبتُ إلى قريته، فأخرج إليّ كتابًا، زعم أنّه سمعه من سعيد بْن عبد العزيز، فنظرتُ فيه فإذا فيه أحاديث ضَمْرة، عن ابن شَوْذب، ورجاء بن أبي سلمة. فنظرت إلى حديث فاستحسنْتُه من حديث اللّيث بْن سعد، عن عقيل، فقلت له: اذكر هذا. فقال: حدثنا سعيد بْن عبد العزيز، عن ليث بْن سعد، عن عَقِيل بالكسر. ورأيتُ في كتابه أحاديث عن سُوَيْد بْن عبد العزيز، عن مغيرة، فقلت: هذه أحاديث سويد، فقال: حدثنا سعيد بْن عبد العزيز، عن سُوَيْد. وأظُنُّه لَم يطلب العلم وهو كذّاب. قال عبدُ الرحمن: فذكرتُ لعليّ بْن الحسين بْن الْجُنَيْد بعض هذا عن أبي، فقال: صدق أبو حاتِم، ينبغي أن لا يحدث عنه.
قال محمد بْن الفَيْض: مات سنة ثمان وثلاثين.
وقال ابن الْجَوْزيّ: قال أبو زرعة: كذاب.(5/779)
48 - ن: إبراهيم بْن يوسف بْن ميمون بْن قُدامة، وقيل: ابن رَزِين، أبو إسحاق الباهليّ البلْخيّ المعروف بالماكيانيِّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
وماكيان من قرى بَلْخ، وهو أخو عصام ومحمد.
عَنْ: حماد بْن زيد، وأبي الأحوص، وخالد الطّحّان، ومالك، وشريك، وإسماعيل بن جعفر، وإسماعيل بن عياش، وهشيم، وطائفة.
وَعَنْهُ: النسائي، ومحمد بْن كرّام شيخ الكرّاميّة، وحامد بْن سهل البخاري، وجعفر بن محمد بن سوار الحافظ، ومحمد بن عبد الله بن يوسف الدّويْرِي، ومحمد بن المنذر شكر الهروي، وأحمد بْن قُدامة البْلخيّ، وزكريّا السِّجْزيّ خيّاط السنة، ومحمد بن محمد بن الصِّدِّيق البلْخيّ، وخلْق سواهم.
وثقه النَّسائيّ، وابن حِبّان.
وقال ابن حِبّان: كان ظاهر مذهبه الإرجاء، واعتقاده في الباطن السنة؛ سمعتُ أحمد بن محمد، قال: سمعت محمد بن داود الفوغي يقول: حلفتُ أنِّي لا أكتبُ إلا عمّن يقول: الإيمان قولٌ وعملٌ. فأتيت إبراهيم بن يوسف فأخبرته، فقال: اكتب عني، فإني أقول: الإيمان قول وعمل.
وقال عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتِم فِي كتاب " الرّدِّ على الْجَهْمِيَّة ": حدثني عيسى ابن بنت إبراهيم بن طهمان، قال: كان إبراهيم بْن يوسف شيخًا جليلًا من أصحاب الرأي، طلب الحديث بعد أن تفقّه في مذهبهم، فأدركَ ابن عُيَيْنَةَ، ووَكِيعًا. فسمعت محمد بن محمد بن الصِّدِّيق يقول: سمعتُه يَقُولُ: القرآن كلامُ اللَّه، ومَن قالَ مخلوق فهو كافر، بانت منه امرأته، ومَنْ وَقَفَ فهوَ جَهْمِيّ.
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْخَلِيلِيُّ: رَوَى عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " «كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ». وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ غَيْرُهُ، وَذَلِكَ أَنَّهُ حَضَرَ لِيَسْمَعَ مِنْهُ وقُتَيْبَةُ حَاضِرٌ، فَقَالَ لِمَالِكٍ: إِنَّ هَذَا يَرَى الإِرْجَاءَ. فأَمَر أن يُقام من المجلس، ولم [ص:781] يسمع منه غير هذا الحديث. ووقع له بِهذا مع قُتَيْبَة عداوة، فأخرجه من بلْخ، فنزل قرية بَغْلان.
قلتُ: وكان إبراهيم بْن يوسف شيخ بَلْخ وعالمها في زمانه.
مات لأربع بقين من جُمادى الأولى سنة تسع وثلاثين.(5/780)
49 - إدريس بْن سُليمان بْن يحيى بْن أبي حفصة يزيد [أبو سليمان] [الوفاة: 231 - 240 ه]
مولى مروان بْن الحَكَم اليَمَاميّ الشّاعر،
أخو مَروان بْن أبي حَفْصَة.
شاعر مُفْلِق بديع القول. فضّله بعضهم على أخيه. وقد عاش بعد أخيه دهرًا طويلًا. مدح الواثق، والمتوكّل، وآلّ طاهر.
رَوَى عَنْهُ: أحمد بْن أبي خَيْثَمة، ويحيى بْن عليّ المنجّم.
وكان الواثق يقول: ما مدحني شاعرٌ بِمثل ما مدحني به إدريس. وكان أعور، ويُكنَّى أبا سليمان.
قال أبو هفّان: هو أشعرُ من مروان.
وأنشد المبرّد لإدريس من قصيدة:
يقولُ أُنَاسٌ إنّ مصرَ بَعيدةٌ ... ومَا بعُدت مصْرُ وفيها ابنُ طاهرِ
وأبعدُ من مصرَ رجالٌ نَعُدّهم ... بحضرتنا معروفُهُمْ غيرُ حاضرِ
عَن الخير موتى ما تبالي أزرتهم ... على طمع، أم زرت أهلَ المقابرِ(5/781)
50 - أزداد بْن جميل بْن السّبَّال. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: إسرائيل، وأبي جعفر الرازيّ، ومالك.
وَعَنْهُ: علي بن الحسين بن حبان، وعبد الله بن إسحاق المدائني، وابن ناجية، وعمر بن أيوب السقطي.
ذكره الخطيب هكذا، ولم يتكلم فيه.(5/781)
51 - ع إلا ق: إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم بن عبد الله بن مطر بن عبيد الله بن غالب بن وارث بن عبيد الله بن عطية بن مرة بن كعب بن همام بن أسد بن مرة بن عمرو بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم. [الوفاة: 231 - 240 ه]
أنبأني بنسبه هذا أبو الغنائم القيسي، قال: أخبرنا أبو اليمن الكندي، قال: أخبرنا أبو منصور، قال: أخبرنا الخطيب أبو بكر، قال: حدَّثَنِي أبو الخطّاب العلاء بْن أبي المغيرة بن أحمد بن حزم، عن ابن عمّه أبي محمد عليّ بْن [ص:782] أحمد بن سعيد ابن حزْم، قال: إسحاق بْن راهَويَه هو إسحاق بْن إبراهيم، فذكره.
قلت: هو أحد الأئمّة الأعلام المتبوعين، أبو يعقوب التميميّ الحنظليّ المَرْوَزِيّ الإمام، نزيل نَيْسابور وعالمها.
ولد سنة إحدى وستين ومائة. وسمع من عبد اللَّه بْن المبارك سنة بضْعٍ وسبعين، فترك الرواية عنه لكونه لم يتُقن الأخذ عنه كما يُحبّ. وارْتَحلَ في طلب العلم سنة أربعٍ وثمانين.
قال عليّ بْن إسحاق بْن رَاهَوَيْه، فيما رواهُ عنه عثمان بْن جعفرَ اللّبّان: وُلِدَ أبي من بطن أمّه مثقوبَ الأُذُنَيْن، فمضى جدّي راهَوَيْه إلى الفضل بْن موسى، فسأله عن ذلك، فقال: يكون ابنك رأسًا إمّا في الخير، وإمّا في الشَّرّ.
وقال أحمد بْن سَلَمَةَ: سمعتُ إسحاق بْن إبراهيم يقول: قال لي عبد اللَّه بْن طاهر: لِمَ قيل لك ابن رَاهَوَيه؟ وما معنى هذا؟ وهل تكره أن يُقال لك هذا؟ قلتُ: إنّ أبي وُلِدَ في طريق مكّة، فقالت المَرَاوِزَة: رَاهَوَيْه، بأنّه وُلِدَ في الطريق. وكان أبي يكره هذا، وأما أنا فلستُ أكرهه.
سمع إسحاقُ قبل الرحلة من ابن المبارك، والفضل السِّينانيّ، وأبي تُمَيْلَة يحيى بْن واضح، وعمر بْن هارون، والنَّضْر بْن شُمَيْلٍ. وفي الرحلة من جرير بْن عَبْد الحميد، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وعبد العزيز الدراوردي، وفُضَيْل بْن عِياض، ومُعْتَمر بْن سُليْمَان، وعيسى بْن يونس، وعبد العزيز بْن عبد الصّمد العَمّيّ، وابن عُلَيّة، وأسباط بْن محمد، وبقيّة بْن الوليد، وحاتِم بْن إسماعيل، وحفص بْن غِياث، وأبي خالد الأحمر سُليمان بْن حيّان، وشُعيب بْن إسحاق، وعبدُ اللَّه بْن إدريس، وعبد الأعلى بْن عَبْد الأعلى، وعبد الرَّحْمَن بْن مهديّ، وعبد الرزّاق، وعبد الوهاب الثّقفيّ، وعتاب بن بشير الجزري، وأبي معاوية، وغُنْدُر، وابن فُضَيْل، والوليد بْن مسلم، وأبي بكر بْن عيّاش، وخَلْقٍ سِوَاهُم.
وَعَنْهُ: الجماعة سوى ابن ماجه، وأحمد بْن حنبل، ويحيى بْن مَعِين قريناه، ويحيى بن آدم شيخه، ومحمد بن يحيى الذهلي، وإسحاق الكوسج، وأحمد بن سلمة، وإبراهيم بن أبي طالب، وموسى بن هارون، وعبد الله بن محمد بن شيرويه، ومحمد بن رافع، والحسن بن سفيان، ومحمد بن نصر المروزي، [ص:783] وابنه محمد بن إسحاق، وجعفر الفريابي، وإسحاق بن إبراهيم النَّيْسَابوريُّ البشتي، وخلق آخرهم أبو العباس السراج.
أَخْبَرَنَا أبو المعالي الأبرقوهي، قال: أخبرنا الفتح بن عبد الله الكاتب، قال: أخبرنا محمد بن عمر القاضي، ومحمد بن أحمد الطرائفي، ومحمد بن علي ابن الداية، قالوا: أخبرنا أبو جعفر محمد ابن المسلمة، قال: أخبرنا أبو الفضل عبيد الله الزهري، قال: أخبرنا جعفر بن محمد، قال: حدثنا إسحاق بن راهويه، قال: أخبرنا عيسى بن يونس، قال: حدثنا الأوزاعي، عن هارون بن رئاب أنّ عبد اللَّه بْن عَمْرو لَمّا حَضَرَتْهُ الوفاة خطب إليه رجل ابنته فقال: إنِّي قد قلتُ فيه قولًا شبيهًا بالعِدَة، وإنِّي أكره أن ألقى اللَّه بثلث النّفاق.
وأخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى، وَجَمَاعَةُ إِجَازَةٍ، قَالُوا: أخبرنا إبراهيم بن بركات، قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ، قال: أخبرنا أبو القاسم النسيب، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب، قال: أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، قال: أخبرنا جعفر بن محمد بن الحكم، قال: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ " ح " وَأَنْبَأَنَا ابْنُ علان، قال: أخبرنا الكندي، قال: حدثنا القزاز، قال: حدثنا الخطيب، قال: أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ رَامِينَ الإِسْتَرَابَاذِيُّ الْقَاضِي، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن بندار الإستراباذي، قال: حدثنا عبد الله بن إسحاق المدائني قالا: حدثنا الوليد بن شجاع، قال: حدثني بقية، عن إسحاق بن راهويه، عن المعتمر بن سليمان، عن ابن فضاء، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " نَهَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ كَسْرِ سِكَّةِ الْمُسْلِمِينَ الْجَائِزَةِ إِلَّا مِنْ بَأْسٍ ".
وقد روى عن إسحاق أبو العبّاس السّرّاج كما قدّمنا، وعاش بعد بقيّة مائة وستّ عشرة سنة.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: حدثنا أبي، قال: سمعتُ إسحاق بْن رَاهَوَيْه يروي عن عيسى بْن يونس، قال: لو أردتُ أبا بكر بْن أبي مريم على أن يجمع لي فلانًا وفلانًا لفعل، يعني: يقول عن راشد بن سعد، وضمرة، وحبيب [ص:784] ابن عبيد. قال عبد اللَّه: لَم يرو أبي عن إسحاق غير هذا. وقال موسى بْن هارون: قلتُ لإسحاق: من أكبر، أنت أو أحمد؟ فقال هو أكبرُ منّي في السّن وغيره. وكان مولد إسحاق في سنة ستٍّ وستّين ومائة فيما يرى موسى.
وقال محمد بن رافع: قال لي إسحاق: كتب عنّي يحيى بْن آدم أَلْفَيْ حديث.
وقال حاشد بْن مالك: سمعتُ وَهْبَ بْن جرير يقول: جزى اللَّه إسحاق بْن راهَوَيه، وصدقة، يعني ابن الفضيل، ويعمر عن الإسلام خيرا، أحيوا السنة بالمشرق، يعمر هو ابن بِشْر.
وقال نُعَيْم بْن حَمَّاد: إذا رأيت الخراساني يتكلم في إسحاق بْن راهَوَيه فاتَّهِمْهُ في دِينه.
وقال أحمد بْن حفص السَّعْدِيّ: قال أحمد وأنا حاضر: لم يعبر الْجِسْرَ إلى خُراسان مثل إسحاق، وإن كان يخالفنا في أشياء، فإن الناس لم يزل يُخالف بعضهم بعضًا.
وقال محمد بْن أسلم الطُّوسيّ حين مات إسحاق: ما أعلمُ أحدًا كان أخشْى لله من إسحاق، يقول اللَّه تعالى: " {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} ". وكان أعلمَ النّاس. ولو كان سُفْيَان الثَّوْرِيّ في الحياة لاحتاج إلى إسحاق.
وقال أحمد بْن سعيد الرّباطيّ: لو كان الثَّوريّ، والحمّادان في الحياة لاحتاجوا إلى إسحاق في أشياء كثيرة.
وقال الدَّارمي: ساد إسحاق أهلَ المشرق والمغرِب بِصِدْقة.
وعن أحمد بن حنبل، وذكر إسحاق فقال: لا أعرف له بالعراق نظيرًا.
وقال حنبل: سمعت أحمد بْن حنبل، وسئل عن إسحاق بن راهويه، فقال: مثل إسحاق يُسأل عنه؟ أسحاق عندنا إمام.
وقال النَّسائيّ: إسحاق بْن راهَوَيْه أحد الأئمة، ثقة مأمون. سمعت سعيد بن ذُؤَيْب يقول: ما أعلم على وجه الأرض مثل إسحاق. [ص:785]
وقال ابن خُزَيْمَة: والله لو كان إسحاق في التّابعين لأقرُّوا له بِحفْظه وعِلْمه وفِقْهه.
وقال علي بن خشرم: حدثنا ابن فُضَيْل، عن ابن شُبْرُمَة، عن الشَّعْبِيّ قال: مَا كَتَبْتُ سَوْدَاءَ فِي بَيْضَاءَ إِلَى يَوْمِي هَذَا، وَلا حَدَّثَنِي رَجُلٌ بِحَدِيثٍ قَطُّ إِلا حفظته. فحدثت بِهذا إسحاق بْن راهَوَيه فقال: تَعْجَب من هذا؟ قلتُ: نعم. قال: ما كنتُ أسمع شيئًا إلا حفظته وكأنّي أنظرُ في سبعين ألف حديث، أو قال: أكثر من سبعين ألف حديث في كُتُبي.
وقال أبو داود الخَفّاف: سمعتُ إسحاق بْن راهَوَيه يقول: لكأنِّي أنظرُ إلى مائة ألف حديث في كُتُبِي، وثلاثين ألفًا أسردُها.
قال: وأملى علينا إسحاق أحد عشر ألف حديث من حِفْظِهِ ثُمَّ قرأها علينا، فما زاد حرفًا، ولا نقص حرفًا. رواها ابن عديّ، عن يحيى بن زكريا بن حيويه، سمع أبا داود فذكرها.
وعن إسحاق قال: ما سمعتُ شيئًا إلا وحفظته، ولا حفظتُ شيئًا قطّ فنسيته.
وقال أبو يزيد محمد بْن يَحْيَى: سمعتُ إسحاق يقول: أحفظُ سبعين ألف حديث عن ظهر قلب.
وقال أحمد بْن سَلَمَةَ: سمعتُ أبا حاتِم الرازيّ يقول: ذكرتُ لأبي زُرْعة إسحاق بْن راهَوَيْه وحِفْظِه، فقال أَبُو زُرْعَة: ما رُؤِيّ أحفظ مِنْ إسحاق. قال أبو حاتِم: والعَجَبُ من إتقانِهِ وسلامته من الغَلَط، مع ما رُزِقَ من الحِفْظِ. قال: فقلتُ لأبي حاتِم: إنه أملى التفسير عن ظهر قلبه. فقال أبو حاتِم: وهذا أعجبُ، فإنّ ضبط الأحاديث المُسْنَدَةِ أسهل وأهونُ من ضبط أسانيد التّفسير وألفاظها.
وقال إبراهيم بْن أبي طالب: فاتني عن إسحاق مجلس من مسنده، وكان يمله حفظا، فترددت إليه مِرارًا ليعيده، فيعتذر. فقصدته يومًا لأسأله إعادته، وقد حُمِلَ إليه حنطة من الرُّسْتَاق، فقال لي: تقوم عندهم وتكتبُ وزْن هذه الحنطة، فإذا فرغتَ أعدتُ لك. ففعلتُ ذلك، فسألني عن أول حديث من المجلس، ثُمَّ اتّكأ على عَضَادة الباب، فأعاد المجلس حِفْظًا، وكان قد أملى الْمُسْنَد كلَّه حِفْظًا. [ص:786]
قال الْبَرْقَانِيّ: قرأنا على أبي أحمد بْن إبراهيم الخورازمي بها: حدثكم أبو محمد عبد اللَّه بْن أُبَيّ القاضي، قال: سمعتُ إسحاق - يعني ابن رَاهَوَيه - يقول: تاب رجلٌ من الزَّنْدَقة، وكان يبكي ويقول: كيف تُقْبَلُ توبتي، وقد زوّرت أربعة آلاف حديث تدور في أيدي النّاس.
وقال أبو عبد الله بن الأخرم: سمعتُ محمد بْن إسحاق بْن راهَوَيْه يقول: دخلتُ على أحمد بْن حنبل، فَقَالَ: أنتّ ابن أبي يعقوب؟ قلتُ: بلى. قَالَ: أما إنّك لو لزِمْتَه كان أكثر لفائدتك، فإنّك لَم ترَ مثله.
وقال أبو داود: تغير إسحاق قبل أن يموت بخمسة أشهر، وسمعتُ منه في تلك الأيام فرميت به.
وقال قُتَيْبَة: الحُفّاظ بخُراسان؛ إسحاق بْن راهَوَيْه، ثُمَّ عبد اللَّه الدّارميّ، ثُمَّ محمد بْن إسماعيل.
وقال أحمد بْن يوسف السُّلَميّ: سمعتُ يحيى بْن يحيى يقول: قالت لي امرأتي: كيف تقدِّمُ إسحاق بين يديك، وأنت أكبر منه؟ قلت: إسحاق أكثر علما مني وأنا أسن مِنْهُ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَبُّوَيْه: سمعتُ أحمد بْن حنبل يقول: إسحاق لم يلق مثله.
وعن فضل بن عبد الله الحِمْيَريّ: سألتُ أحمد بْن حنبل عن رجال خراسان، فقال: إسحاق فلم ير مثله، وأما الحسين بن عيسى البِسْطَاميّ فَفَقِيه، وأمّا إسماعيل بْن سعيد الشالنجيّ ففقيه عالِم. وأمّا أبو عبد الله العطّار، فبصير بالعربيّة والنَّحْو، وأمّا محمد بْن أسلم، فلو أمكنتني زيارته لزُرْتُه.
وقال أحمد بْن سَلَمَةَ: قلتُ لأبي حاتِم: أقبلتَ على قول أحمد بْن حنبل، وإسحاق؟ فقال: لا أعلمُ في دهرٍ ولا عصر مثل هذين الرجلين.
وقال داود بْن الحسين البَيْهَقِيّ: سمعتُ إسْحَاقَ الحَنْظَليّ، يقول: دخلتُ على عبد اللَّه بْن طاهر الأمير، وفي كُمِّي تَمْرٌ آَكُلُه. فنظرَ إليّ، وقال: يا أبا يعقوب إنْ لَم يكن تركك للريّاء من الرياء، فما في الدُّنيا أقلّ رياءً منك.
. وقال أحمد بْن سعيد الرِّباطيّ في إسحاق بن راهويه: [ص:787]
قُربي إلى اللَّه دعاني إلى ... حُبِّ أبي يعقوب إسحاق
لَم يجعل القرآنَ خلْقًا كما ... قد قاله زِنْديقُ فُسّاقِ
يا حُجّةَ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ ... في سنة الماضين للباقِي
أبوكَ إبراهيمُ مَحْضُ التُّقَى ... سَبَّاقُ مجدٍ وابنُ سَبَّاقِ
وقال أحمد بن كامل: أخبرنا أبو يحيى الشَّعْرانيّ أنّ إسحاق تُوُفّي سنة ثمان وثلاثين ومائتين، وأنه كان يخضب بالحناء. وقال: ما رأيتُ بيده كتابًا قطّ، وما كان يُحدِّثُ إلا حِفْظًا. وقال: كنتُ إذا ذاكرتُ إسحاقَ الْعِلْمَ وجدته فرْدًا، فإذا جئتُ إلى أمر الدُّنيا رأيته لا رأي له.
وقال أحمد بْن سَلَمَةَ: سمعتُ إسحاق الحنظليّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يقول: ليس بين أهل العِلْم اختلاف أنّ القرآن كلامُ اللَّه وليس بِمخلوقٍ. وكيف يكون شيء خرج من الرب عَزَّ وَجَلَّ مخلوقًا؟
وقال السّرّاج: سمعتُ إسحاق الحنظلي يقول: دخلتُ على طاهر بْن عبد اللَّه وعنده منصور بْن طلحة، فقال لي منصور: يا أبا يعقوب، تقول إن الله ينزلُ كلَّ لَيْلَةٍ؟ قلتُ: نُؤمِنُ به، إذا أنتَ لا تُؤمنُ أنّ لكَ في السّماء رَبًّا لا تحتاجُ أن تسألني عن هذا. فقال له طاهر: أَلَمْ أَنْهَكَ عن هذا الشيخ؟.
وقال أبو داود: سمعتُ ابن راهَويه يقول: من قال: لا أقولُ مخلوق ولا غير مخلوق فهو جَهْمِيّ.
وعن إسحاق بْن رَاهَوَيْه قال: إذا قال لك الْجَهْميّ: كيف يَنْزِلُ ربّنا إلى سماء الدنيا؟ فقل: كيف صعد؟
وقال الدُّولابِيّ: قال محمد بْن إسحاق بْن راهَوَيْه: وُلِدَ أبي سنة ثلاثٍ وستّين ومائة، وتوفي ليلة نصف شعبان سنة ثمان وثلاثين.
قال: وفيه يقول الشاعر:
يا هَدَّةً ما هددنا ليلة الأحد ... في نصف شعبان لا تُنْسَى بَدَ الأبد
وقال البخاري: تُوُفِيّ ليلة نصف شَعْبَان، وله سَبْعٌ وسبعونَ سنة.
قال الخطيب: فهذا يدلُّ على أنّ مولده كان في سنة إحدى وستّين. [ص:788]
وقال أبو عمرو المستملي النَّيْسَابوريُّ: أخبرني عليّ بْن سَلَمَةَ الكرابيسيّ، وهو من الصالِحين قال: رأيتُ ليلة مات إسحاق الحنظليُّ: كأن قمرا ارتفع من الأرض إلى السّماء من سكّة إسحاق، ثُمَّ نزلَ فسقط في الموضع الذي دفن فيه إسحاق، قال: ولم أشعر بموته، فلما غدوت إذ بحفّار يحفر قبر إسحاق في الموضع الذي رأيت القمر وقع فيه.
وقال الحاكم: إسحاق بْن راهَويَه، وابن المبارك، ومحمد بْن يحيى، هؤلاء دفنوا كُتُبَهم.(5/781)
52 - إسحاق بْن إبراهيم بْن العلاء بْن الضّحّاك بْن المهاجر أبو يعقوب الزُّبَيْديّ الحمصيّ، ابن زِبْرِيق. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: بقيّة، وزيد بْن يحيى بْن عُبَيْد، وأَبِي مُسْهِر، وأبي المغيرة عبد القُدُّوس، وغيرهم.
وَعَنْهُ: إبراهيم الْجَوْزَجانيّ، وعثمان الدارمي، ويحيى بْن عثمان المِصْريُّ، ويعقوب الفَسَويّ، وآخر من حدَّث عنه يحيى بْن محمد بْن عَمْروس المِصْريُّ.
قال أبو حاتم: لا بأس به، سمعت ابن مَعِين أثنى عليه خيرًا.
وقال النسائي: ليس بثقة.
وقال أبو داود: ليس بشيء.
وكذبه محمد بْن عَوْف.
قلت: وقد روى عنه البخاريّ في كتاب " الأدب "، ومات بمصر في رمضان سنة ثمان وثلاثين، وهو أخو محمد بْن إبراهيم، وقد مرّ أبوهما آنفًا.
قال أبو حاتم بعد قوله: لا بأس به: لكنّهم يحسدونه.(5/788)
53 - إسحاق بْن إبراهيم بْن مُصْعَب الخُزاعي الأمير، ابن عم طاهر بن الحسين الأمير. وكان يعرف بصاحب الْجَسْر. [الوفاة: 231 - 240 ه]
ولي إمْرَة بغداد مدّة طويلة، أكثر من ثلاثين سنة، وعلى يده أمِتحن العلماء بأمر المأمون وأكْرِهوا على القول بخلْق القرآن. وكان خبيرًا صارمًا سائسًا حازمًا وافر العقل، جوادًا ممدَّحًا، له مشاركة في العلم.
حكى المسعودي في ذكر وفاته قال: حدَّث عنه موسى بْن صالِح بْن شيخ بن عُمَيْرَة أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي النوم يقول له: أَطْلِقِ القاتل. فارتاع وأمرَ بإحضار السِّنْدِيّ وعيّاش، فسألهما: هل عندكما مَنْ قَتَلَ؟ قال عيّاش: نعم. وأحضروا رجلًا، فقال: إنْ صَدَقْتَنِي أَطْلقتُك. فابتدأ يحدّثه بخبره، فذكر أنه هو وجماعة كانوا يفعلون الفواحش، فلمّا كان أمس جاءتهم عجوز تختلف إليهم للفساد، فجاءتهم بصبيّة بارعة الجمال. فلمّا توسّطت الدّار صرخت صرخةً وَغُشِيَ عليها، فبادرتُ إليها فأدْخَلتها بيتًا، وسكَّنتُ روعها، فقالت: اللَّهَ اللَّهَ فيَّ يا فتيان، خَدَعَتْنِي هذه وأخذتني بزَعْمها إلى عُرْس، فهجمتْ بي عليكم، وجدّي رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -، وأُميّ فاطمة، فاحفظوهما فيّ. فخرجتُ إلى أصحابي فعرّفتهم، فقالوا: بل قضيتَ أرَبَك. وبادروا إليها، فَحُلْتُ بينهم وبينها، إلى أن تفاقم الأمرُ، ونالتني جراح، فعمدتُ إلى أشدِّهم في أمرها فقتلته وأخرجتها. فقالت: سترك اللَّه كما سترتني. فدخل الجيرانُ وَأُخِذْتُ. فأطلقه إسحاق.
توفي لست بقين من ذي الحجّة سنة خمس وثلاثين ومائتين. وولي بعده ابنه محمد، ذكره ابن النّجار في " تاريخه ".(5/789)
54 - إسحاق بْن إبراهيم بْن ميمون، أبو محمد التّميميّ المَوْصِليّ النّديم صاحب الغناء. [الوفاة: 231 - 240 ه]
كان إليه الْمُنْتَهَى في معرفة الموسيقى، وله أدب وافر، وشعر رائق. وكان عالمًا بالأخبار وأيّام الناس، وغير ذلك من الفقه والحديث واللّغة، وفنون العلم.
سَمِعَ مِنْ: مالك، وهُشَيْم، وسُفْيان بْن عُيَيْنَة، وبقيّة، وأبي معاوية، [ص:790] والأصمعيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابنه حمّاد الراوية، والأصمعيّ شيخه، والزُّبَيْر بْن بكّار، وأبو العَيْناء، وميمون بْن هارون، ويزيد بْن محمد المهلّبيّ، وآخرون. وَوُلِدَ سنة خمسين ومائة أو بعدها.
قال إبراهيم الحربيّ: كان ثقة عالِمًا.
وقال الخطيب: كان حُلْو النّادرة، حَسَن المعرفة، جيّد الشِّعْرِ، مذكورًا بالسَّخَاء. له كتاب " الأغاني " الذي رواهُ عنه ابنه حمّاد.
وعن إسحاق الْمَوْصِليّ قال: بقيتُ دهرًا من عُمْرِي أُغَلِّسُ كلَّ يومٍ إلى هُشَيْم، أو غيره من المحدِّثين، ثُمَّ أصير إلى الكِسَائيّ، أو الفَرّاء، أو ابن غَزالة فأقرأ عليه جُزْءًا من القرآن، ثُمَّ إلى أبي منصور زَلْزَل فيضاربني طريقتين أو ثلاثة، ثم آتي عاتكة بنت شهدة، فآخذ منها صوتًا أو صوتين، ثُمَّ آتي الأصمعيَّ وأبا عبيدة فأناشدهما وأستفيد منهما. فإذا كان العشي، رحتُ إلى أمير المؤمنين الرشيد.
وكان ابن الأعرابي يصفُ إسحاق النّديم بالعِلْم وَالصِّدْقِ وَالْحِفْظِ ويقول: أسمعتم بأحسن من ابتدائه:
هل إلى أن تنام عيني سبيلُ؟ ... إنّ عهدي بالنّوم عهدٌ طويلُ
وقال إسحاق: لَمّا خرجنا مع الرشيد إلى الرَّقَّةِ قال لي الأصمعيّ: كم حملت معك من كُتُبَك؟ قلتُ: ستة عشر صُنْدُوقًا، فكم حملت أنت؟ قال: معي صُنْدُوق واحد. وقال: رأيتُ كأن جريرًا ناولني كُبَّةً من شعر، فأدخلتها في فمي، فقال المعبر: هذا رجلٌ يقول من الشعر ما شاء.
وقيل: إن إسحاق النّديم كان يكرهُ أن يُنسب إلى الغناء ويقول: لأن أُضْرَبَ على رأسي بالمقارع، أحبُّ إليّ من أن يُقالَ عَنِّي مُغَنِّي.
وقال المأمون: لولا شُهْرَته بالغناء لولَّيتُه القضاء.
وقيل: كان لإسحاق المَوْصِليّ غُلامٌ اسمه فتح يستقي الماء لأهل داره دائمًا على بَغْلٍ، فقال يومًا: ما في هذا البيت أشقى مني ومنك، أنت تُطعمهم الخُبز، وأنا أسقيهم الماء. فضحك إسحاق وأعتقه، ووهبه البغل.
الصولي: حدثنا أبو العيناء، قال: حدثنا إسحاق الْمَوْصِليّ قال: جئتُ [ص:791] أبا معاوية الضّرير، معي مائة حديث، فوجدتُ ضريرًا يحجبه لينفعه. فوهبته مائة درهم، فاستأذنَ لي. فقرأتُ المائة حديث، فقال لي أبو معاوية: هذا معيل ضعيف، وما وعدته يأخذه من أذناب النّاس، وأنتَ أنتَ. قلتُ: قد جعلتها مائة دينار. قال: أحسنَ اللَّه جزاءَك.
وقال إسحاق: أنشدت الأصمعي شعرًا لي، على أنّه لشاعر قديم:
هل إلى نظرة إليك سبيل ... يرو منها الصَّدَى ويُشْفَى الغليلُ
إنّ ما قلّ منكِ يَكثرُ عندي ... وكثيرٌ من الحبيب القليلُ
فقال: هذا الدّيباجُ الخُسرُوَانيّ. قلتُ: إنّه ابن ليلته. فقال: لا جَرَمَ فيه أَثرُ التَّوليد. قلتُ: ولا جَرَمَ فيك أَثَرُ الحَسَد.
وقال أبو عكرمة الضبي قال: حدثنا إسحاق الموصلي قال: دخلت على الرشيد فأنشدته:
وآمِرَةٍ بالبُخْلِ قلتُ لَها: اقْصِري ... فذلك شيء ما إليه سَبيلُ
أرَى النّاس خِلان الجواد، ولا أرى ... بَخيلًا له في العالَمين خليلُ
وَإِنِّي رأيتُ الْبُخْلَ يُزْري بأهله ... فأكرمُ نفسي أن يُقال بَخيلُ
ومَن خيرِ حالات الفتى لو علِمْته ... إذا نالَ شيئًا أن يكون ينيل
عطائي عطاء المكثرين تكرما ... ومالي كما قد تعلمين قليل
وكيف أخاف الفقر أو أحرم الغنى ... ورأي أمير المؤمنين جميل؟
قال: لا كيف إن شاء اللَّه. يا فَضْلُ، أَعْطِهِ مائة ألفَ دِرْهَمٍ. لله دَرُّ أبياتٍ تأتينا بِهَا، ما أجودَ أُصولها، وأحسن فُصولها. فقلتُ: يا أميرَ المؤمنين كلامُك أحسن من شِعْرِي. فقال: يا فضل أعطه مائة ألف أخرى. قال: فكان ذلك أول ما اعتقدته.
وهذه الكلمة لإسحاق: رضا المتجنّي غايةٌ ليس تُدْرَكُ، وَأَنْشَدَ:
ستذكُرني إذا جَرّبْتَ غَيْرِي ... وَتَعْلَم أنني لك كنتُ كَنْزا
بذلتُ لك الصَّفاءَ بكلّ جَهْدِي ... وكنتُ كما هويت فصرتُ جزّا
وَهُنْتُ عليكَ لَمّا كنتُ مِمّن ... يهونُ إذا أخوه عليه عَزَّا
ستندمُ إنْ هلكتُ وعِشْتَ بعدي ... وتعلمُ أنّ رَأْيَكَ كان عَجْزا [ص:792]
وعن إسحاق قال: جاء مروان بْن أبي حفصة إليّ يومًا، فاستنشدني من شِعْرِي. فأنشدته:
إذا كانت الأحرار أصلي ومنصبي ... ودافع ضيمي خازم وابن خازم
عَطَسْتُ بأنْفٍ شامِخٍ وتناوَلَت ... يداي السّماءَ قاعدًا غيرَ قائِم
فجعل يستحسن ذلك، ويقول لأبي: إنّك لا تدري ما يقول هذا الغلام.
تُوُفّي إسحاق سنة خمس وثلاثين، وقد نادم جماعة من الخلفاء، وكان محببا إليهم.(5/789)
55 - إسحاق بْن إبراهيم، أبو موسى الهَرَويّ، ثم البَغْداديُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: هُشَيْم، وابن عُيَيْنَة، وحفص بن غياث.
وَعَنْهُ: عبد الله بن أحمد، والبغوي.
سئل عنه الإمام أحمد فقال: ذاك لي صديق وأعرفه قديمًا، يكتب. وأثنى عليه.
وقال ابن معين: ثقة.
توفي سنة ثلاث وثلاثين.(5/792)
56 - إسحاق بْن إبراهيم بْن أبي كامل الحنفيّ، أبو الفضل، وأبو يعقوب الحافظ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
رَوَى عَنْ: جعفر بْن عَوْن، ووهْب بْن جرير، وعبد الرزاق، وخلق من طبقتهم.
وَعَنْهُ: أبو زُرْعة الدِّمشقيُّ، وأبو حاتم، وأحمد بْن عليّ الخزّاز، والحَسَن بْن سفيان.
قال أبو حاتم: صدوق.(5/792)
57 - إسحاق بْن إبراهيم بْن صالح العُقَيليّ [الوفاة: 231 - 240 ه]
نزيل طَرَسُوس.
حدَّث بإصبهان عن ابن المبارك، وسُفْيان بْن عُيَيْنَة، والشّافعيّ.
وَعَنْهُ: أحمد بْن الفُرات، وأُسَيْد بْن عاصم، ومُسلم بْن سعيد، والإصبهانيّون.
تُوُفّي سنة أربعين.(5/792)
58 - إسحاق بْن سعيد بْن إبراهيم بْن عُمير بْن الأركون، أبو مَسْلمة الْجُمَحيّ الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: سعيد بن بشير، وسعيد عبد العزيز الفقيه، وخليد بن دعلج، والوليد بن مسلم.
وَعَنْهُ: أبو إسماعيل الترمذي، وأبو عبد الملك أحمد البسري، وأحمد بن أنس بن مالك، وأحمد بن علي الأبار، وأحمد بن إبراهيم بن فيل، وآخرون.
قال أبو حاتم: ليس بثقة.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: مُنْكَر الحديث.
توفي سنة ثلاث وثلاثين.(5/793)
59 - إسحاق بْن يحيى بْن مُعَاذ بْن مُسلم الخَتْليّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
ولي نيابة إمرة دمشق في أيّام المأمون، ثمّ وليها أيّام الواثق استقلالًا، ثم ولي إمرة مصر نيابةً عن المنتصر في دولة المتوكّل. وكان شجاعًا جوادًا مُمَدَّحًا جليل القدر. حكى عنه عيسى بْن لَهيعَة، وأحمد بْن أبي طاهر صاحب كتاب " أخبار بغداد "، ومنصور بن النضر، وغيرهم.
وختْلان: بلد عند سَمَرْقَنْد. ومات بمصر معزولًا في مُسْتَهلِّ ربيع الآخر سنة سبعٍ وثلاثين.(5/793)
60 - ن: إسماعيل بْن إبراهيم بْن بسّام، أبو إبراهيم الترجماني البَغْداديُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
سَمِعَ: إسماعيل بْن عيّاش، وأبا عَوَانَة، وعَمْرو بْن جُمَيْع، وصالحًا المُرِّيّ، وحُدَيْج بْن معاوية، وَخَلَفَ بْن خليفة، وحِبَان بْن عليّ، وشُعَيْب بْن صَفْوان، وعبد اللَّه بْن وهْب، وطائفة.
وَعَنْهُ: إبراهيم بْن عَبْد اللَّه بْن أيوّب المُخَرّميّ، وأحمد بْن الحَسَن الصُّوفي، وأحمد بْن الحسين الصُّوفيّ الصّغير، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وإِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم المَنْجَنيِقّي، وعبد اللَّه بْن أحمد بْن حنبل، وأبو القاسم البَغَويّ، ومحمد بْن إبراهيم بْن أبان السّرّاج، وخلْق.
قال ابن معين، وأبو داود: ليس به بأس.
وقال أبو العبّاس السّرّاج: مات لستٍ خَلَوْنَ من المُحرَّم سنة ستٍّ وثلاثين. [ص:794]
وقال الْحُسين بْن الفَهْم: تُوُفِيّ لِخَمسٍ خَلَوْنَ منه وكان صاحب سنة وفضْل وخير كثير.
قلت: روى له النسائي في " السنن " بواسطة.(5/793)
61 - خ م د ن: إسماعيل بْن إبراهيم بْن مَعْمَر بْن الحسن، أبو معمر الهذلي القطيعي الهروي، [الوفاة: 231 - 240 ه]
نزيل بغداد.
عَنْ: إسماعيل بْن جعفر، وإسماعيل بْن عيّاش، وخَلَف بْن خليفة، وعبد اللَّه بْن المبارك، وعليّ بْن هاشم بْن البُرَيْد، وهُشَيْم، ومروان بْن شجاع، وشَرِيك، وابن عُيَيْنَة، وطائفة.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي بواسطة، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، وبَقِيّ بْن مَخْلَد، وروى البخاريّ أيضًا، عن محمد صاعقة، عنه.
وَعَنْهُ: أيضًا أبو بكر أحمد بْن علي المرزوي، وصالح بْن محمد، وأبو يعْلَى المَوْصِليّ، وطائفة.
قال محمد بْن سعْد: ثقة ثَبْت، صاحب سنة وفضل.
وقالَ عُبَيْد بْن شَرِيك: كان أبو مَعْمَر القَطِيعيّ من شدّة إدلاله بالسنة يقول: لو تكلَّمْت بغْلَتِي لقالت: إنَّها سُنِّيَّةٌ. فأخذ في المحنة، فأجابَ، فلمّا خرج قال: كَفَرْنَا وخَرَجْنا.
وقال سعيد البَرْذَعِيّ، عن أبي زُرْعَة: كان أحمد بن حنبل لا يرى الكتابة عن أبي نصر التّمّار، ولا أبي مَعْمَر، ولا يَحْيَى بْن معين، ولا أحد ممن امتحن فأجاب.
وقال أبو يَعْلَى: حدَّث أبو مَعْمَر بالْمَوصِل بنحو ألفي حديث حفظا، فلما رجع إلى بغداد، كتب إلى أهل الْمَوْصِل بالصّحيح من أحاديث كان أخطأ فيها نحو ثلاثين أو أربعين حديثا. [ص:795]
وقال عَبْد اللَّه بْن أحمد: سمعتُ أبا مَعْمَرَ الهُذَليّ يقول: مَنْ زَعَمَ أنّ اللَّه لا يتكلم ولا يسمعُ ولا يُبصرُ ولا يرضى ولا يغضبُ فهو كافرٌ؛ إنْ رأيتموهُ على بئرٍ واقفا فألقوه فيها؛ بهذا أدين الله عز وجل.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: حدثنا يحيى بن زكريا بن عيسى قال: سمعت أبا شعيب صالح الهروي، قال: سمعتُ أبَا مَعْمَر القَطِيعيّ يقول: آخر كلام الْجَهْمِيَّة أنّه لَيْسَ في السَّماء إِلَه.
تُوُفِّيَ أبو معمر في نصف جمادى الأولى سنة ست وثلاثين.(5/794)
62 - إسماعيل بْن إبراهيم بْن هود، أبو إبراهيم الواسطيّ الضّرير. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: إسحاق الأزرق، ويزيد بْن هارون، ومحمد بن يزيد الواسطيَّيْن.
وَعَنْهُ: بعض النّاس.
قال أبو حاتِم: كان جَهْميًّا فلا أحدِّثُ عنه. كان يقفُ في القرآن. وضرب أبو زرعة على حديثه بعد أن خرج عنه في مسنده.(5/795)
63 - م: إسماعيل بن سالم الصَّائغ، [الوفاة: 231 - 240 ه]
بغداديُّ، نزل مكّة.
رَوَى عَنْ: هُشَيْم، ويحيى بن أبي زائدة، وابن عُلّيَّة، وعباد بن عباد، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابنه محمد بن إسماعيل، ومسلم، وأبو بكر بن أبي عاصم، ويعقوب الفسوي، ومحمد بن علي بن زيد الصائغ المكي، وطائفة.
وثقه ابن حبان.(5/795)
64 - إسماعيل بن سَيْف البَصْري. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: حمّاد بْن زيد، وهشام بْن سلمان المُجَاشِعيّ، وغيرهما.
وَعَنْهُ: عبدان، وأبو يعلى، وعمران بن موسى السختياني.
قال ابن عدي: كان يسرق الحديث.(5/795)
65 - ن ق: إسماعيل بْن عُبَيد بْن عمر بْن أبي كَريمة أبو أحمد الحرَّانيُّ، [الوفاة: 231 - 240 ه]
مولى عثمان رضي اللَّه عنه.
قدِم بغداد،
وَحدَّثَ عَنْ: عتّاب بْن بشير، ومحمد بْن سَلَمَةَ، ويحيى بْن يزيد، ومحمد بْن موسى بْن أعْيَن، وسعيد بْن بَزِيع الحرّانيّين، ويزيد بن هارون، وجماعة.
وَعَنْهُ: النسائي. وابن ماجه، لكن روى عنه النسائي في " اليوم والليلة "، وروى عن زكريا السجزي، عنه في " السُّنَن "، وأبو بكر بْن أبي الدُّنيا، وأحمد بن أبي عوف البزوري، وعبد الله بْن أحمد، وعبد اللَّه بْن ناجية، ومحمد بْن محمد الباغَنْديّ، والهيثم بْن خَلَف الدُّوريّ، وخلْق.
وثقه الدَّارَقُطْنيّ.
وقال أبو عَرْوبَة: مات بسامراء سنة أربعين.(5/796)
66 - ق: إسماعيل بْن محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن محمد بْن يحيى بْن زكريّا بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ الطَّلْحيّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: أبي بكر بْن عيّاش، وأسباط بْن محمد، وروح بن عبادة، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وأبو زرعة، وأبو بَكْر بْن أبي عاصم، ومحمد بْن جعفر القتات، ومطين وقال: ثقة، تُوُفّي سنة اثنتين وثلاثين.
وقال غيره: سنة ثلاث.(5/796)
67 - إسماعيل بْن محمد بْن جَبَلَة أبو إبراهيم السَّرَّاج المُعَقِّب. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: عبّاد بْن عبّاد، ومروان بْن معاوية.
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، وابنه عبد الله بن أحمد، ومحمد بن سعد العوفي.
خير فاضل، عظم أمره عبد الله بن أحمد.(5/796)
68 - إسماعيل بن أبي الحكم بن محمد بن أبي الحكم بن المختار بن أبي عبيد الثقفي الكُوفيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
سَمِعَ: المطّلب بْن زياد، وعيسى بْن يونس.
وَعَنْهُ: أبو زرعة، وغيره. [ص:797]
قال أبو حاتم: شيخ.
وقال مُطَيَّن: تُوُفّي سنة اثنتين وثلاثين.(5/796)
69 - خ م ن: أمية بْن بِسْطام بْن المُنْتَشر أبو بكر العيشي الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 231 - 240 ه]
ابن عم يزيد بْن زُرَيْع.
رَوَى عَنْ: يزيد بْن زُرَيْع، ومُعْتَمر بْن سليمان، وأبي عَقِيل يحيى بْن المتوكل، وبشر بْن المفضل، وغيرهم.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، والنسائي بواسطة، وأبو زُرْعة، وأبو بكر بْن أبي عاصم، والحَسَن بْن سُفيان، وجعفر الْفِرْيَابِيّ، ومحمد بْن حِبّان بْن بكر الباهليّ، وخلْق آخرهم أبو يَعْلَى المَوْصِليّ.
وثقه ابن حِبّان وقال: مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين.(5/797)
70 - إيتاخ التُّرْكيُّ العبَّاسيُّ الأمير. [الوفاة: 231 - 240 ه]
كان سيف نقمة الخلفاء، وكان المتوكّل قد خافه، فبات عنده ليلةً على المسكر، فعربد على المتوكل. وكان بطلًا شجاعًا شَهْمًا جريئًا، ثُمَّ إنّ إيتاخ حجّ، فلمّا بلغ الكوفة ولّى مكانه وَصيف، فلمّا رجع من حجّه عزمَ على أن يسلكَ طريق الفُرات إلى سَامرّاء، ونِيَّتُه الخروج، فلو فعلَ لظفرَ بالمتوكّل، فكتب إليه إسحاق بْن إبراهيم نائب بغداد باتّفاقٍ من المتوكّل: أنْ قد رُسِمَ لك أن تَدْخُلَ بغداد ليلقاكَ العباسيّون وتُطْلَق الجوائز. فجاء فدَخلَ بغداد وتلقّوه. ثُمَّ إنّ إسحاق فرَّق بينه وبين غلمانه، وأنزله دار خُزَيْمَة، ثُمَّ قبض عليه وقيده، وغلّه بثمانين رطْل حديد، وهلكَ في السجنِ بعد قليلٍ في جُمَادى الأولى. فلمّا مات أحضر إسحاق القُضاة والشهود، فشهدوا أنّه مات حتف أنفهِ، وأن لا أثر به. فيُقال: إنّه أُميت عَطَشًا. وأخذ المتوكّل أمواله، فبلغت ألف ألف دينار، وسُجِنَ ولديه إلى أن أطلقهما المنتصر في خلافته.
مات سنة أربع وثلاثين.(5/797)
71 - أيوب بْن يونس أبو أميّة البَصْريُّ الصّفّار. [الوفاة: 231 - 240 ه]
رَوَى عَنْ: وهيب بْن خالد، وغيره.
وَعَنْهُ: أبو زُرْعة الرازيّ، والحَسَن بْن سُفْيان، ونحوهما. [ص:798]
وقع لنا من حديثه في آخر المصافحة البرقانية.(5/797)
-[حَرْفُ الْبَاءِ](5/798)
72 - بَجيْر بْن النّضْر بْن سعد، أبو أحمد البخاريّ العابد. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: عيسى غُنْجار، وحجّ فرأى الفُضَيل، وسُفْيان.
رَوَى عَنْهُ: سهل بْن شاذَوَيْه، وطاهر بْن مَحْمَوَيْه، وعمر بْن هنّاد.
مات سنة ثمان وثلاثين.(5/798)
73 - بسّام بْن يزيد النَّقَّال الكيَّال. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: حمّاد بْن سَلَمَةَ.
وَعَنْهُ: يزيد بْن الهيثم، وأبو القاسم البَغَويّ، وعليّ بْن الحسين بْن الْجُنَيْد، وآخرون.
قال أبو الفتح الأزديّ: تُكلِّمَ فيه.(5/798)
74 - خ م ن: بِشْر بْن الحَكَم بْن حبيب بْن مِهْران، أبو عبد الرحمن العبدي النَّيْسَابوريُّ الفقيه الزاهد. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: مالك، وشَرِيك بْن عبد اللَّه، وأبي شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي، وعبد الرحمن بن أبي الرجال، وفضيل بن عياض، وسفيان بن عيينة، والدراوردي، ومسلم بن خالد الزنجي، وهشيم، وعبد ربه بن بارق، وفضيل بن منبوذ، وخلق.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، والنسائي، وإسحاق بْن راهَوَيْه؛ وهو من طبقته، وعبد اللَّه الدّارميّ، ومحمد بْن يحيى، والحَسَن بْن سفْيان، وإبراهيم بْن أبي طالب، ومسدَّد بْن قَطَن، وولده عبد الرحمن بْن بِشْر، وابن عمّه محمد بْن عبد الوهّاب الفرّاء، وآخرون.
وثقه ابن حِبّان، وغيره.
وقال إبراهيم بْن أبي طالب، عن بِشْر قال: إنّ اللَّه عاقب علي ابن المَدِينيّ بكلامه في أبيه.
قال الحسين بْن محمد القبّانيّ: تُوُفّي في شهر رجب سنة ثمان وثلاثين، وقال زكريا بْن دَلُّوَيْه الواعظ: سنة سبع وثلاثين.(5/798)
75 - خ: بِشْر بْن عُبيَس بْن مرحوم بْن عبد العزيز العطار الْبَصْرِيُّ [الوفاة: 231 - 240 ه]
مولى آل معاوية سكن الحجاز. [ص:799]
وَرَوَى عَنْ: جدّه، وأبيه، وحاتم بْن إسماعيل، ويحيى بن سليم الطائفي، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، وإبراهيم بْن دِيزِيل، وإسماعيل القاضي، ومحمد بن علي الصائغ، وجماعة.
مات سنة ثلاثين، وقيل: سنة ثمان وثلاثين.(5/798)
76 - د: بشر بن عمار القهستاني. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: عيسى بْن يونس، وعبد الرحيم العَمّيّ، وأسباط بن محمد.
وَعَنْهُ: أبو داود حديثًا واحدًا، وابن أبي الدّنيا، وأحمد بن سيار المروزي.
وثقه ابن حبان.(5/799)
77 - بشر بن الوليد بن خالد، أبو الوليد الكندي الفقيه. [الوفاة: 231 - 240 ه]
سَمِعَ: مالكا، وعبد الرحمن ابن الغسيل، وحشرج بن نباتة، وحماد بن زيد، وصالحا المري، وأبا يوسف القاضي وعليه تفقه.
وَعَنْهُ: الحسن بن علويه، وحامد بن شعيب البلخي، وأبو القاسم البغوي، وأبو يعلى الموصلي، وجماعة.
وكان جميل المذهب، حسن الطريقة، ولي القضاء بعسكر المهدي سنة ثمان ومائتين. ثم ولي قضاء مدينة المنصور إلى سنة ثلاث عشرة، وكان واسع الفقه عالما دينا. كان يصلي في اليوم مائتي ركعة. وكان يصليها بعد ما فلج وشاخ.
قال محمد بْن سَعْد الْعَوْفِيّ: روى بِشْر بْن الوليد عن أبي يوسف كُتُبَه، وولي قضاء بغداد في الجانبين، فسَعَى به رجلٌ إلى الدولة، وقال: إنّه لا يقول القرآن مخلوق. فأمر به المعتصم أن يُحبس في منزله، ووكّل ببابه. فلمّا استخلف المتوكّل أمرَ بإطلاقه، فبقي حتّى كبرت سنه، ثم إنه تكلَّم بالوقف في القرآن، فأمسك أصحابُ الحديث عنه وتركوه.
قال صالح بن محمد جَزَرَة: بِشْر بْن الوليد صدوق، ولكنّه لا يعقل، كان قد خَرِف.
وذكر أبو عبد الرحمن السُّلّميّ أنّه سأل الدَّارَقُطْنيّ عن بِشْر بْن الوليد فقال: ثقة.
قلتُ: وبَلَغَنَا أنّ بِشْرَ بْن الوليد كان صالِحًا خَشِنًا في الحكم، وكان [ص:800] يُجري في مجلس ابن عُيَيْنَة مسائل فيقول: سَلُوا بِشْرَ بْن الوليد.
تُوُفِّيَ في ذي القعدة سنة ثمانٍ وثلاثين ومائتين.(5/799)
78 - بكّار بْن الحَسَن بْن عثمان العنبريّ الإصبهانيّ الفقيه الحنفيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
حدّث عن عبد اللَّه بْن المبارك، وغيره.
وَعَنْهُ: مسلم بْن سعيد، وعبد اللَّه بْن بُنْدار الإصبهانيّان.
وقد امتُحِنَ في أيّام الواثق فلَم يُجِب، فعزم القاضي حيّان بْن بِشْر علَى نفيه من إصبهان، فجاء البريد بِموت الواثق، فطرد الأعوان عن داره، فقال النّاسُ: ذهبَ بكّار بالدَّسْت، وخَرَى حَيَّان في الطّسْت.
تُوُفِيّ بَكّار سنة ثَمانٍ وثلاثين، وقيل: سنة ثلاث وثلاثين.(5/800)
79 - د ق: بكر بن خلف الْبَصْرِيُّ، أبو بشر [الوفاة: 231 - 240 ه]
خَتَنُ أبي عبد الرحمن المقرئ.
رَوَى عَنْ: ابن عُيَيْنَة، وغُنْدر، وعبد الرحمن بْن مهديّ، وإبراهيم بن خالد الصنعاني.
وَعَنْهُ: البخاري تعليقا، وأبو داود، وابن ماجه، وعبد اللَّه بْن أحمد بْن حنبل، وعلي بْن سعيد الرازيّ.
وثقه أبو حاتم، ومات سنة أربعين.(5/800)
80 - بكر بن سعيد بن عبد الله الخولاني، أبو عبد الله الأسدي المِصْريُّ الأحدب. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: الليث بْن سعْد، وابن وهْب.
وَعَنْهُ: يحيى بن عثمان بن صالح.
مات في جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين. أرخه ابن يونس.(5/800)
81 - بهلول بن صالح بن عمر بن عبيدة التجيبي ثم الفردمي، أبو الحسن. [الوفاة: 231 - 240 ه]
حدّث عن أبيه، ومالك بْن أنس، وعبد اللَّه بْن فَرُّوخ.
تُوُفّي سنة ثلاث وثلاثين.(5/800)
-[حَرْفُ الثَّاءِ](5/800)
82 - ثور بْن عَمْرو القَيْسرانيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: ابن عُيَيْنَة، والوليد بْن مسلم.
وَعَنْهُ: محمد بْن الحَسَن بْن قُتَيْبة العسقلانيّ.
وثَّقه ابن حِبّان، ومات سنة اثنتين وثلاثين.(5/800)
-[حَرْفُ الْجِيمِ](5/801)
83 - م: جعفر بن حميد الكُوفيُّ، أبو محمد. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: عُبَيْد اللَّه بْن أياد بْن لَقِيط، وشريك، وإسماعيل بن عياش.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو زرْعَة، ومُطَيِّن، وعبْدان الأهوازيّ، وأبو يعلى الموصلي، وآخرون.
وكان ثقة.
توفي في جمادى الآخرة سنة أربعين، وله تسعون سنة.(5/801)
84 - جعفر بن حرب الهمداني. [الوفاة: 231 - 240 ه]
من كبار المعتزلة. أخذ بالبصرة عن أبي الهُذَيْل العلاف، وصَنَّف الكُتُب. مات سنة ست وثلاثين، وكان شيخ أهل الكلام ببغداد، وإلى أبيه ينسب باب حَرْب.(5/801)
85 - جعفر بن مبشر، أبو محمد الثقفي البَغْداديُّ المعتزلي. [الوفاة: 231 - 240 ه]
أحد مصنفي المعتزلة، انقلع سنة أربع وثلاثين، وكان موصوفا بالديانة.(5/801)
86 - جعفر بن مهران، أبو سلمة الْبَصْرِيُّ السباك. [الوفاة: 231 - 240 ه]
سَمِعَ: الفُضَيْلَ بْن عِياض، وعبد الوارث بْن سعيد، وجماعة.
وَعَنْهُ: الحَسَن بْن سُفْيان، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ.
وثقه ابن حبان، وقال: مات سنة إحدى أو اثنتين وثلاثين ومائتين.(5/801)
87 - خ: جمعة بْن عبد اللَّه بْن زياد، أبو بكر السلمي البلخي. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: هُشَيْم، ومروان بْن معاوية، وغيرهما.
وَعَنْهُ: البخاري، والحسن بن سفيان، والحسن بْن الطّيّب البلْخيّ، وآخرون.
تُوُفّي سنة ثلاث وثلاثين.(5/801)
88 - جميل بن عزيز التميمي المّوْصِليّ الزّاهد. [الوفاة: 231 - 240 ه]
صحِب قاسم بْن يزيد الحرميّ، وتأدَّب بآدابه، وروى عنه، وعن المُعَافَى بْن عِمران.
وَعَنْهُ: عبد العزيز بْن حيّان المَوْصِليّ.
توفي سنة أربعين.(5/801)
-[حَرْفُ الْحَاءِ](5/801)
89 - حاتم الأصمّ، أبو عبد الرحمن البَلْخيّ الزّاهد الناطق بالحكمة. [الوفاة: 231 - 240 ه][ص:802]
له كلام عجب في الزهد والوعظ والحكم، وكان يُقال له: لُقمان هذه الأمّة. حكى عنه سعيد بْن العبّاس الصَّدَفيّ، والحَسَن بْن سعيد السّقّاء، وغيرهما. وكان قد صحِب شقيقًا البلخي وتأدب بآدابه.
قال السلفي: هو حاتم بْن عُنْوان، ويقال: ابن يوسف، ويقال: حاتم بْن عُنْوان بْن يوسف. رَوَى عَنْ: شقيق البلْخيّ، وسعيد بْن عبد اللَّه الماهياني. قال: وَرَوَى عَنْهُ: عبد اللَّه بْن سهل الرّازيّ، وأحمد بْن خَضْرَوَيْه البلْخيّ الزّاهد، ومحمد بْن فارس البلْخيّ. ثم قال: تُوُفّي سنة سبع وثلاثين ومائتين. وكذا ورّخه أبو القاسم عبد الرحمن بْن مَنْدَه.
قال أبو عبد الله الخَوَّاص: دخلتُ مع أبي عبد الرحمن حاتم الأصم الري ومعنا ثلاثمائة وعشرون رجلا نريد الحج، وعليهم الصوف والزربنانقات، وليس معهم جراب ولا طعام.
وقال عبدُ اللَّه بْن محمد بْن زكريا الإصبهانيّ: حدثنا أبو تراب النخشبي، قال: الرياء على ثلاثة أوجه: وجه في الباطن، ووجهان في الظّاهر: فأمّا الظاهر فالإسراف والفساد، فإذا رأيتهما فاحكُم بأنّ هذا رياء، إذ لا يجوز في الدِّين الإسراف والفساد، وإذ رأيت الرجل يصوم ويتصدَّق، فإنّه لا يجوز لَكَ أن تحكم عليه بالرياء، فإنه لا يعلم ذلك إلا اللَّه. ولا أدري أيُّهما أشدّ على الناس اتقاء العُجْب أو الرِّياء، وَالْعُجْبُ داخل فيك، والرياء داخل عليك، مثل كلب عَقُور في البيت، وآخر خارج البيت، فأيُّهما أشدّ عليك؟
قال أبو تُراب: سمعتُ حاتِمًا الأصمّ يقول: لي أربع نِسْوة، وتسعة أولاد، ما طمع شيطان أن يوسوس لي في شيء من أرزاقهم.
وسمعتُه يقول: المؤمن لا يغيبُ عن خمسة أشياء: عن اللَّه، والقضاء، والرّزق، والموت، والشّيطان.
وقال محمد بن أبي عمران: حدثنا حاتِم الأصمّ، وكان من جِلّة أصحاب شقيق البلخي، وسئل: عَلامَ بنيت أمرك؟ قال: علمتُ أنّ رزقي لا يأكلهُ غيري، فاطمأنَّت به نفسي، وعلمتُ أنّ عملي لا يعمله غيري فأنا مشغولٌ به. وعلمتُ أنَّ الموتَ يأتيني بغتةً، فأنا أبادره، وعلمتُ أنّي لا أخلو من عين اللَّه حيث كنت، فأنا مستحي منه. [ص:803]
وعنه قال: لو أن صاحب خبر جلس إليك ليكتب كلامك لاحترزت منه، وكلامك يعرض على الله فلا تحترز!(5/801)
90 - الحارث بْن أفلح. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: عبد الرحمن بْن أبي الزّناد.
رَوَى عَنْهُ: علي بْن الحسين بْن الجنيد ووثّقه.
أمّا:(5/803)
91 - الحارث بْن أفلح. [الوفاة: 231 - 240 ه]
شيخ مروان بْن معاوية الفَزَاريّ فقديم، وهو الذي قال فيه ابن مَعِين: ليس بثقة.(5/803)
92 - الحارث بْن سُرَيْج، أبو عَمْرو الخُوارزميُّ، ثم البَغْداديُّ النَّقَّال بالنون. [الوفاة: 231 - 240 ه]
رَوَى عَنْ: حمَّاد بْن سَلَمَةَ، ويزيد بْن زُرَيع، وسُفْيان بْن عُيَيْنَة.
وَعَنْهُ: ابن أبي الدنيا، وإبراهيم بن هاشم البغوي، وأحمد بن الحسن الصوفي.
قال النَّسائي: متروك.
وقال موسى بْن هارون: مات النّقّال، وكان واقفيًّا يُتَّهم بالحديث، سنة ست وثلاثين.(5/803)
93 - الحارث بْن عبد اللَّه بْن إسماعيل بْن عُقَيْل، أبو الحَسَن البَصْريُّ الخازن [الوفاة: 231 - 240 ه]
نزيل هَمَذَان.
سَمِعَ: أبا مَعْشَر المدنيّ، وقيس بْن الربيع، وإبراهيم بْن سعد.
وَعَنْهُ: إبراهيم بْن أحمد بْن يَعِيش، ومحمد بْن إسحاق المُسُوحيّ، ومحمد بْن عبد الجبّار سَنْدُول، وموسى بْن هارون، والحَسَن بْن سُفْيان، وجماعة.
قال أبو زُرْعَة: لَم يبلغني عنه أنّه حدَّث بحديثٍ منكَرٍ، إلا حديثًا واحدًا أخطأ فيه.
وقال غيره: تُوُفّي سنة خمس وثلاثين، وكان أبوه من خُزّان الخلافة. وقد غمزه ابن عدي.(5/803)
94 - خ م: حامد بن عمر بن حفص بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ الثَّقَفِيُّ البكراوي، أبو عبد الرحمن الْبَصْرِيُّ [الوفاة: 231 - 240 ه]
قاضيِ كِرْمان.
وأمّا مسلم فقال في نَسَبه: حامد بْن عمر بْن حفص بْن عبد الرحمن بْن أبي بكرة.
رَوَى عَنْ: أبي عَوَانة، وحمّاد بْن زيد، وعبد الواحد بْن زياد، وبكّار بْن عبد العزيز بْن أبي بَكْرة، وبشر بن المفضل، ومسلمة بن علقمة المازني، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، وإبراهيم بْن أبي طَالِب، والحسين بْن محمد القبّانيّ، وأبو الهيثم بْن خالد بْن أحمد الأمير، وآخرون.
ذكره ابن حِبّان في " الثقات " وقال: استقدمه عبد اللَّه بْن طاهر إلى نيسابور فكتب عنه أهلها.
قال البخاريّ: مات في أول سنة ثلاث وثلاثين.(5/804)
95 - خ م ت ن: حِبّان بْن موسى بْن سوار، أبو محمد السلمي المروزي الكشميهني. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: أبي حمزة محمد بن ميمون السُّكَّريّ، وعبد الله بن المبارك، ونوح بن أبي مريم الفقيه، وداود بن عبد الرحمن العطار، وغيرهم.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي بواسطة، ويوسف بن عدي الكُوفيُّ وهو أقدم منه، وأبو زرعة الرازي، وابن واره، وجعفر الفريابي، والحسن بن سفيان، وعبد الله بن محمود السعدي، وجماعة.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ البخاري: مات سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.
أمَّا سَمِيُّهُ:(5/804)
• - حِبَّان بْن موسى الكِلابِيّ الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
الذي رَوَى عَنْ زكريّا خيّاط السنة،
فتوفي سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.(5/804)
96 - حبيب بْن أوس بْن الحارث بْن قيس أبو تمام الّطائيّ الحَوْرانيّ الجاسميّ الأديب. [الوفاة: 231 - 240 ه]
حامل لواء الشعر في وقته، وكان أبوه أوس نَصْرانيًّا، فأسلم هو ومدح الخلفاء والأمراء، وسار شِعره في الدّنيا، وتنافس الأدباء في تحصيل ديوانه. وهو الذي جمع "الحماسة ". وكان أسمر طُوَالًا فصيحًا حُلْو الكلام، فيه تمتمة يسيرة. ولد سنة تسعين ومائة أو قبلها.
قال الخطيب أبو بكر: كان في أيّام حداثته يسقي الماء بِمصر في الجامع. ثُمَّ جالس الأدباء وأخذ عنهم. وكان فطِنًا فَهْمًا يحبُّ الشعر، فلم يزل حتّى قاله، فأجاد وشاع ذكره. وبلغ المعتصم خبره فطلبه، فعمل فيه قصائد فأجازه، وقدّمه على شعراء وقته. وجالس ببغداد الأدباء، وكان موصوفًا بالظُّرْف وحُسْن الأخلاق، والكَرَم.
قال المسعودي: وكان ماجنًا خليعًا، رُبّما تهاون بالفرائض، مع صحة اعتقاد.
وروى محمد بْن محمود الخُزَاعِيّ، عن عليّ بْن الْجَهْم قال: كان الشعراء يَجتمعونَ كلّ جمعة بالجامع ببغداد ويتناشدون، فبينما نَحنُ يوم جمعة أنا وَدِعْبِل، وأبو الشَّيْص، وابن أبي فَنَن، والنّاسُ يستمعونَ قوْلَنا، إذْ أبصرت شابا في أخريات الناس جالسا بِزِيّ الأَعْرَاب. فلمّا سكتنا قال: قد سمعتُ إنشادكم منذ اليوم، فاسمعوا إنشادي: قلنا: هات، فقال:
فَحْوَاكَ عَيْنٌ عَلَى نَجْوَاكَ يا مَذِلُ ... حتام لا يتقضى قولك الخطل
فإن أسمج مَن تشكو إليه هوًى ... مَنْ كان أحسنَ شيءٍ عندهُ العَذَلُ
ما أقبلتْ أوجُهُ اللَّذاتِ سافرةً ... مُذْ أَدْبَرَتْ باللِّوَى أيّامُنا الأُوَلُ
إن شئتَ أن لا ترى صبرًا لمصطبر ... فانظر على أيّ حالٍ أصبح الطَّللُ
كأنَّما جاد مغناه فغيره ... دموعنا يوم بانوا فهي تنهمل
إلى أن قال فيها يمدح المعتصم:
تَغَايَرَ الشِّعْرُ فيه إذْ سَهِرْتُ له ... حتَّى ظَنَنْتُ قوافيه ستقتتل [ص:806]
فقلنا: لمن هذا الشِّعْر؟ فقال: لِمَن أَنْشَدْكُمُوه. قلنا: ومنْ تَكون؟ قال: أبو تَمّام حبيب بْن أوس. فرفعناهُ وجعلناهُ كأحدنا، ثُمَّ ترقَّت حاله، وكان من أمره ما كان.
والمَذِل: الْخَدِرُ الفاتِرُ.
وقيل للبُحْتُريّ: يزعمُونَ أنّك أشعر من أبي تَمّام. فقال: والله ما ينفعني هذا القول، ولا يضرُّ أبا تَمّام. واللهِ ما أكلتُ الخُبْزَ إلا به. ولوَدِدْتُ أنّ هذا الأمر كما قالوا. ولكنِّي والله تابعٌ له لائذٌ به.
ومن شعره حيث يقول في قصيدته الدّالية:
ولم تُعطِني الأيّام نومًا مُسْكنًا ... أَلَذُّ به إلا بنوم مُشَرِّدِ
وطولُ مُقامِ المرء بالحيّ مُخْلِقٌ ... لديباجتيه، فاغترِبْ تتجدَّد
فإنِّي رأيت الشمس زيدت محبَّة ... إلى النّاس أنْ ليست عليهم بسَرْمَدِ
وقيل: إِنَّ الحسَنَ بْن وَهْب الكاتب مرض، فكتب إليه أبو تَمّام:
يا حليفَ النَّدَى ويا تؤام الجو ... د ويا خَيْرَ من حَبَوْتَ القريضا
ليتَ حُمّاك بي وكان لك الأجـ ... ـر فلا تشتكي وكُنتُ المريضا
وله:
وإنّ أَوْلَى البرايا أَنْ تُوَاسِيه ... لدى السُّرور لَمَنْ واساك في الحَزَنِ
إنّ الكرام إذا ما أَيْسَروا ذكروا ... من كان يأْلَفُهُم في المنزل الخشِنِ
وله:
غدا الشَّيْبُ مختطًّا بفَوْدَيَّ خِطَّةً ... طريقُ الرَّدَى منها إلى النَّفْسِ مَهْيَعُ
هو الرُّزْءُ يجفى، والمعاشر يُجْتَوَى ... وذو الإِلْفِ يُقْلَى والجديدُ يُرقَّعُ
له منظرُ في العَيْن أبيض ناصعٌ ... ولكنَّهُ في القلبِ أسودُ أسفعُ
وله:
أَلَم تَرَنِي خَلَّيْتُ نفسي وشانَهَا ... فلم أَحْفَلِ الدُّنْيَا ولا حَدَثانَها
لقد خوّفَتني الحادثاتُ صُرُوفَها ... ولو أَمَّنَتْني ما قبِلْتُ أمانَها
يقولون: هل يبكي الفتى لِخريدةٍ ... متى ما أراد اعتاض عَشْرًا مكانها؟ [ص:807]
وهل يَسْتعيضُ المرءُ من خَمْس كَفِّهِ ... ولو صاغ من حُرِّ اللُّجَيْنِ بَنَانَها؟
وله:
ما جود كفك إن جادت وإن بخلت ... من ماء وجهي إذا أخلقته عوضُ
وله:
وما أبالي وخير القول أصدقه ... حقنت له ماء وجهي أو حقنت دمي
روى الصولي عن محمد بْن موسى قال: عنيَ الحسن بْن وَهْب بأبي تَمَّام، فولاهُ بريد الْمَوْصِل، فأقام بِهَا أقلّ من سنتين، ومات في جُمادى الأولى سنة إحدى وثلاثين ومائتين. قال الصُّولِيُّ: وأخبرني مَخْلَد المَوْصِليّ أنّ أبا تَمّام مات بالْمَوْصِل سنة اثنتين وثلاثين في المحرَّم.
وللوزير محمد بْن عبد الملك الزّيّات يرثي أبا تمام:
نبأٌ أَتَى مِنْ أَعظم الأنباء ... لَمَّا ألمَّ مُقَلْقِلُ الأحشاءِ
قالوا: حَبيب قد ثَوَى، فأجَبْتُهُم ... ناشَدْتُكُمْ، لا تجعلوهُ الطّائي(5/805)
97 - الحُتَاتُ بنُ يحيى اللَّخْميّ المِصْريُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: رِشْدِين بْن سعد.
وَعَنْهُ: يحيى بْن عثمان بْن صالح.
قال ابن يونس: تُوُفّي سنة أربعين في شوال، وقد رأى الليث.(5/807)
98 - ن: الْحَسَنُ بنُ حمّاد الضَّبّيّ الكُوفيُّ الورّاق، أبو عليّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
سَمِعَ: أبا خالد الأحمر، وابن عُيَيْنَة، والمحاربيّ، وعَمْرو بْن محمد العُنْقُزيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو بكر أحمد بْن عليّ المَرْوَزِيّ، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن الحسن الصُّوفيّ، وموسى بْن إسحاق الأنصاريّ، وقال: ثقة مأمون.
قلت: تُوُفّي سنة ثَمان أو تسع وثلاثين.
وأمّا:(5/807)
• - الحَسَن بْن حمّاد الحضرميّ سَجَّادة. [الوفاة: 231 - 240 ه]
فعاشَ بعده مُدَيدة، وسيأتي.(5/807)
99 - الحسن بْن سهل، الوزير أبو محمد، أخو ذي الرياستين الفضل بن سهل. [الوفاة: 231 - 240 ه]
كانا من بيت رياسة في المجوس، فأسلما مع أبيهما في أيام الرشيد، واتّصلوا بالبرامكة، فكان سهل يَتَقَهْرَم ليحيى البَرْمكيّ، فضمّ يحيى الأخَوين إلي ولديه، فضمّ جعفر الفضل بْن سهل إلي المأمون وهو وليّ عهدٍ، فغلب عليه، ولم يزل معه إلى أن قُتل، فكتب المأمون بمنصبه، وهو الوزارة، إلى الحَسَن. ثُمَّ لَم تزل رُتبته في ارتقاء إلى أن تزوَّج المأمون ببُوران بنته، وانحدَر إلى فم الصِّلْح للدخول بِهَا سنة عشر ومائتين. ففُرش للمأمون ليلة العُرس حصير من ذهب مسفوف، ونُثِرَ عليه جوْهَر كثير، فلم يأخذ أحدٌ شيئًا. فوجَّه الحَسن إلى المأمون: هذا نثار يجب أن يُلقط. فقال لِمَن حوله من بنات الخلفاء: شرِّفن أبا محمد. فأخذنَ منه اليسير. ويُقال: إنّ الْحَسَن نثر على الأمراء رقاعًا فيها أسماء ضياع، فمن أخذ رُقْعَة ملك الضَّيْعَة. وأَنْفَقَ في وليمة بنته أربعة آلاف ألف دينار. ولَم يزل الحسن وافرَ الْحُرْمة إلى أن مات. وكان يُدْعَى بالأمير أبي محمد.
وقد شكى إليه الحسن بن وهب الكاتب إضاقة، فوجّه إليه بِمائة ألف درهم، ووصل محمد بْن عبد الملك الزّيات مرّة بعشرين ألفًا. ويقال: إنه بعث إليه نَوْبَةً بخمسة آلاف دينار. وكان أحدَ الأجواد الموصوفين.
قال إبراهيم نِفْطَوَيْه: كان من أسمح النّاس وأكرمهم، ومات سنة ستٍّ وثلاثين، عن سبعين سنة.
وحدثني بعض ولده أنّه رأى سقّاء يَمُرُّ في داره، فدعا به فقال: ما حالتك؟ فذكر له بنتًا يريدُ زفافها، فأخذ يوقّع له بألف درهم، فأخطأ فوقَّع له ألف ألف درهم. فأتى به السّقّاء وكيلَه، فأنكرَ الحال، واستعظم مراجعته. فأتوا غسان بن عباد أحد الكرماء، فأتاه فقال: أيُّها الأمير، إن اللَّه لا يُحبُّ المُسرفين. قال: ليس في الخير إسراف. ثُمَّ ذكرَ أمرَ السّقّاء، فقال: واللهِ لا رجعتُ عن شيء خطَّتْه يدي. فصولِحَ السّقّاء على جملةٍ منها.
قيل: إنه مات بسَرْخَس في ذي القعدة من شُرْبِ دواء أفرط به سنة ست وثلاثين.(5/808)
100 - د: الحسن بن علي بن راشد الواسطي، [الوفاة: 231 - 240 ه]
نزيل البصرة.
سَمِعَ: أباه، وخالد بْن عبد الله، وأبا الأحوص سلام بن سليم، وهشيما.
وَعَنْهُ: أبو داود، وأحمد بن عمرو القطواني، وأحمد بن عمرو البزار، وعبدان الجواليقي، وزكريا الساجي، والبغوي، وآخرون.
قال ابن حِبّان: هو مستقيم الحديث.
قلت: تُوُفّي سنة سبع وثلاثين.(5/809)
101 - خ: الحَسَن بْن عمر بْن شقيق، أبو عليّ الجرمي الْبَصْرِيُّ. نزيل الري، وكان يتجر إلى بلخ، ويقيم بها. فقيل له: البلْخيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: أبيه، وحمّاد بْن زيد، وعبد الوارث، ويزيد بْن زُرَيْع، وجعفر بْن سليمان، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ.
وَعَنْهُ: البخاري. وعبد اللَّه بْن الإمام أحمد، وأبو يَعْلَى الموصلي، وجعفر الفريابي، وإبراهيم بن محمد بن نائلة الأصبهاني، والحسن بن سفيان، ومحمد بن علي الحكيم الترمذي، وعلي بن الحسين بن الجنيد، وخلق.
قال البخاري، وأبو حاتم: صدوق.
ومات بعد سنة ثلاثين بقليل.
قال أبو نصر الكَلاباذيّ: خرج من بلْخ إلى البصرة سنة ثلاثين، ومات بعد ذلك.(5/809)
102 - م د ن: الْحَسَنُ بنُ عيسى بْن ماسَرْجِس، أبو عليّ النَّيْسَابوريُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: مولاه عبد اللَّه بْن المبارك، وأبي الأحوص سلام بْن سُلَيم، وأبي بَكْر بْن عَيَّاش، وجرير بْن عَبْد الحميد، وعبد السّلام بن حرب، وسعير بْن الخِمْس، وأبي معاوية، ونوح بْن أبي مريم، وجماعة.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود والنسائي [ص:810] بواسطة، وزكريّا خيّاط السنة، والبخاريّ خارج " الصّحيح "، وأبو القاسم البَغَويّ، وأبو العبّاس السّرّاج، وأبو يَعْلَى، ويحيى بْن صاعد. ومن القدماء أحمد بْن حنبل، وغيره. وكان من رؤساء النصّارى وأولي الثروة، فأسلم وصار مِن العلماء.
قال أبو عبد الله الحاكم: سمعتُ الحسين بْن أحمد بْن الحسين الماسرجسيّ يحكي عن جدِّه وغيره من أهل بيته قال: كان الْحَسَن والحسين ابنا عيسى بن ماسرجس أَخَوَيْن يركبان معًا، فيتحيّر الناس من حُسْنِهما وبِزَّتهما، فاتّفقا على أن يُسْلِما، فقصدا حَفْصَ بنَ عبد الرحمن ليُسْلِما على يده. فقال لَهُما: أنتما من أجلّ النصارى، وعبد اللَّه بْن المبارك خارجٌ في هذه السنة إلى الحج، وإذا أسلمتما على يده كان ذلك أعظم عند المسلمين وأرفع لكما في عزّكما وجاهكما، فإنه شيخ أهل المشرق. فانصرفا عنه. فمرض الحسين ومات نصرانيًا، فلمّا قَدِمَ ابن المبارك، أسلمَ الحَسَن على يده.
قال الحاكم: وحدثني أبو عليّ النَّيْسَابُوريّ الحافظ، عن شيوخه، أنّ ابن المبارك نَزَلَ مَرَّةً برأس سكّة عيسى، وكان الْحَسَنَ بْن عيسى يركب، فيجتاز به وهو في المجلس، والْحَسَن من أحسن الشّباب، فسأل عنه ابن المبارك، فقيل: إنه نصرانيّ. فقال: اللَّهُمَّ ارزقه الإسلام، فاستُجيب له.
وقال أبو العباس السراج: حدثنا الْحَسَن بْن عيسى مولى عبد اللَّه بْن المبارك، وكان عاقلًا، عُدَّ في مجلسه بباب الطّاق اثنا عشر ألف محبرة، ومات بالثّعْلبيّة في المنصرف من مكة سنة تسع وثلاثين.
وقال أحمد بن محمد بن بكر: مات بالثّعْلبيّة سنة أربعين.
قال الحاكم: سمعتُ أبا بكر وأبا القاسم ابني المؤمّل بْن الحسن يقولان: أَنْفَقَ جدُّنَا في الحَجّة التي تُوُفِّيَ فيها ثلاثمائة ألف درهم.
قال الحاكم: فحججتُ معهما، وزرتُ معهما بالثَّعْلَبيّة قبرَ جدّهما، فقرأتُ على لوح قبره: " بِسْمِ اللَّهِ الرحمنِ الرَّحيم {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}. هذا قبر الحسن بن عيسى [ص:811] ابن ماسرجس، مولى عبد اللَّه بْن المبارك، تُوُفِّيَ في صفر سنة أربعين.
قال محمد بْن المؤمّل بْن الْحَسن الماسَرْجِسِيّ: سمعتُ أبا يَحْيَى البّزاز يقول لأبي رجاء القاضي محمد بْن أحمد: كنتُ فيمن حجّ مع الحسن بْن عيسى وقت وفاته بالثَّعْلَبيّة سنة أربعين، فاشتغلتُ بحفظ محملي عن شُهُوده، لغيبة عديلي، فأُريتُه في النَّومِ فقلتُ: يا أبا عليّ، ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غفر لي ولكلِّ مَنْ صَلَّى عليَّ. فقلتُ: فاتتني الصّلاة عليك لغيبة العديل. قال: لا تجزع، غفر لِي ولِمَن صَلَّى عليّ، ولكلّ من يترحمُ عليّ. اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ.(5/809)
103 - الحسن بْن هارون بْن عقّار. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: جرير بْن عبد الحميد، وأبي خالد الأحمر.
وَعَنْهُ: ابن مسروق، وأحمد بْن علي الخزاز، وأحمد بْن أبي العجوز.(5/811)
104 - الحسن بْن يوسف بْن أبي المُنْتاب الرازيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
نزيل قزوين.
عَنْ: جرير بْن عبد الحميد، وفُضَيْل بْن عِياض، وجماعة.
وَعَنْهُ: مُطَيَّن، وهارون بْن حيّان القَزْوينيّ شيخ لابن ماجة.
روى له ابن ماجة في تفسيره شيئًا.(5/811)
105 - الحسن بْن أبي الحسن يزيد المؤذن. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: سُفْيان بْن عُيَيْنَة، وابن أبي فُدَيْك.
وَعَنْهُ: قاسم المطرز، والهيثم بن خلف.
قال ابن عديّ: منكر الحديث.(5/811)
106 - الحسين بْن الحسّن الشَّيْلَمانيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: خالد بْن إسماعيل المخزومي، شيخ يروي عن عُبَيْد اللَّه بْن عمر.
وَعَنْهُ: موسى بْن إسحاق الأنصاريّ، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ.
وقال موسى: تُوُفّي سنة خمس وثلاثين.
قال أبو حاتم: مجهول. [ص:812]
قلت: وروى أيضًا عن وضّاح بْن حسّان الأَنباريّ.(5/811)
107 - الحسين بْن حبّان، صاحب يَحْيَى بْن مَعِينٍ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
له كتاب " سؤالات " عن ابن مَعِين غزير الفوائد. رواه عنه ابنه على وِجادة.
مات شابًّا قبل ابن مَعِين بسنة.(5/812)
108 - الحسين بْن الضّحّاك القُرَشيّ النَّيْسَابوريُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: شَرِيك بْن عبد اللَّه، وإبراهيم بْن سعد.
وَعَنْهُ: مسلم في غير الصحيح، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، وإبراهيم بن عمرويه.(5/812)
109 - الحسين بن عبيد الله، أبو علي العجلي. [الوفاة: 231 - 240 ه]
رَوَى عَنْ: مالك، وعبد العزيز بْن الماجِشُون، وابن أبي حازم.
وَعَنْهُ: إسحاق الختلي، وعبيد الله العثماني.
قال الدَّارَقُطْنيّ: كان يضع الحديث.(5/812)
110 - الحسين بْن الفَرَج، أبو عليّ، وقيل: أبو صالح البَغْداديُّ ابن الخيّاط. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: ابن عُيَيْنَة، وأبي معاوية، وعبد اللَّه بْن إدريس، وشُعَيب بْن حرب، وجَماعة.
وَعَنْهُ: عُبَيْد بْن الحَسَن الأصبهانيّ، وأحمد بْن الهيثم بْن خالد البزّاز، وجعفر بْن محمد بْن شَرِيك، والحَسَن بْن الْجَهْم بْن جبلة الإصبهانيّ.
وكان حافظًا؛ لكنّهم ضعّفوه.
وقال ابن مَعِين: ذاك نعرفه يسرق الحديث.
قلتُ: سرقة الحديث أهون من وضعه واختلاقه. وسرقةُ الحديث أن يكون محِّدث ينفردُ بحديث، فيجيء السّارق ويدَّعِي أنه سمعه أيضًا من شيخ ذاك المحدِّث، وليس ذاك بسرقة الأجزاء والكُتُب، فإنَّها أنحسُ بكثير من سرقة الرواية، وهي دون وضع الحديث في الإثم لقوله: «إنَّ كَذِبًا عليَّ ليس كَكَذِبٍ على غيري». [ص:813]
قال أبو حاتِم: لا أُحَدِّثُ عنه. أَنْكَر عليه حديث لَمْ يكن إلا عند ابن أبي شعيب فرواه هو.(5/812)
111 - ت ن: الحسين بْن محمد، أبو عليّ السَّعْديّ البَصْريُّ الذَّارع. [الوفاة: 231 - 240 ه]
حدَّث ببغداد عن فُضَيْل بْن سليمان النُّمَيْريّ، وعبد المؤمن بْن عَبّاد العَبْدي، وسهل بْن أسلم العدويّ.
وَعَنْهُ: أبو بَكْر بْن أبي الدُّنيا، وأحمد بن الحسن الصوفي، والبغوي، وغيرهم.(5/813)
112 - ق: الحسين بْن المتوكّل بْن عبد الرحمن بْن حسّان، أبو عبد الله بْن أبي السَّريّ العسقلاني، [الوفاة: 231 - 240 ه]
مولى بني هاشم أخو محمد بْن أبي السّرِيّ.
سَمِعَ: ضمرة بْن ربيعة، ووَكيعًا، ومحمد بْن حِمْيَر الحمصيّ، وأبا داود الحفري.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، ومحمد بْن سعد كاتب الواقدي وهو أكبر منه، والحسين بن إسحاق التستري، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني.
قال أخوه: لا تكتبوا عن أخي فإنَّه كَذَّاب. وقال أبو عَرُوبة الحرّانيّ: الحسين بْن أبي السَّرِيّ خال أمِّي كذّاب.
وقال أبو داود: ضعيف.
وقال غيره: مات سنة أربعين ومائتين.(5/813)
113 - خ ن: الحسين بْن منصور بْن جعفر بْن عبد اللَّه بْن رَزِين، أبو عليّ السُّلَميّ النَّيْسَابوريُّ الحافظ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
رَوَى عَنْ: أخَوَيْ جدِّه عُمَر ومبشّر، وأبي معاوية، وابن نُمَيْر، ووَكيع، وسُفْيان بْن عُيَيْنَة، وأبي أسامة، وأسباط بْن محمد، وطائفة.
وَعَنْهُ: البخاري، والنسائي، وأحمد بْن سَلَمَةَ، وجعفر بْن أحمد بْن نصر الحافظ، والحسن بن سفيان، وأبو العباس السراج، ومحمد بن شادل، وأبو سعيد محمد بن شاذان، وآخرون. ومن القدماء يحيى ابن التميمي، وهو أكبر منه. [ص:814]
وثقه النسائي.
وقال الحاكم: هو شيخ العدالة والتَّزْكِية في عصره. وأخصّ النّاس بيحيى بْن يحيى. وكان يحيى يُعيب عليه اشتغالَه بالشهادة. سمعتُ خَلَفَ بنَ محمد البخاريّ يقول: سمعتُ أبا عَمْرو أحمد بْن نصر رئيس نَيْسَابُور ببخارى يقول: حدثنا الحسين بْن منصور، وقد عُرِضَ عليه قضاء نَيْسَابُور، فاختفى ثلاثة أيّام، ودعا اللَّه، فمات في اليوم الثالث.
ومن كلامه قال: رُبَّ معتزل للدنيا ببدنه مخالطها بقلبه، ورُبَّ مُخالطٍ للدُّنْيَا ببدنه، مُفارقُها بقلبه وهو أكْيَسُهُما.
قال السّرّاج: مات في جُمَادَى الآخرة سنة ثَمانٍ وثلاثين.(5/813)
114 - حفص بْن عبد اللّه الحُلْوانيّ، أبو عمر الضّرير. [الوفاة: 231 - 240 ه]
حدّث بحُلْوان عن المبارك بْن سُحَيم، وحفص بن سليمان القارئ، وعيسى غنجار. سمع منه أبو حاتم وقال: صدوق.
وبقي إلى سنة ست وثلاثين، فمات في جمادى الآخرة. قاله موسى بن هارون، وكنّاه أبا عَمْرو.(5/814)
115 - حفص بْن النّضْر التميمي البخاري. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: سُفْيان بْن عُيَيْنَة، وحفص بْن غِياث، وطبقتهما.
وَعَنْهُ: أخوه عليّ.
تُوُفّي في صفر. قاله ابن ماكولا، سنة ست وثلاثين.(5/814)
116 - م ن ق: الْحَكَمُ بنُ مُوسى، أبو صالح البَغْداديُّ القَنْطريّ الزّاهد. [الوفاة: 231 - 240 ه]
سَمِعَ: إسماعيل بْن عيّاش، والعُطّاف بْن خالد، وعبد الرحمن بْن أبي الرجال، وعبد الله بن المبارك، وغيرهم.
وَعَنْهُ: مسلم، والنسائي، وابن ماجه بواسطة، والإمام أحمد، والدّارميّ، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وأبو القاسم البَغَويّ، والحارث بْن أبي أسامة، وغيرهم. وكتب عنه: علي ابن المديني.
وثقة ابن مَعِين.
وقال الحسين بْن فَهْم: كان رجلًا صالحًا، ثبْتًا في الحديث. [ص:815]
وقال علي بن محمد الحبيني: سألتُ أبا عليّ جَزَرَة عن سُرَيْج بْن يونس، والْحَكَم بْن موسى، ويحيى بْن أيّوب، فوثقهم جدا، وقال: هؤلاء الثلاثة تقطَّعوا من العبادة.
وقال عثمان الدارمي: قدم علي ابن الْمَدِينِيِّ بَغْدَادَ، فَحَدَّثَهُ الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى بِحَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: " «أَسْوَأُ النَّاسِ سَرِقَةً الَّذِي يَسْرِقُ صَلَاتَهُ.» فَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَوْ غَيْرُكَ حَدَّثَ بِهِ مَا صُنِعَ بِهِ؟
قُلْتُ: رَوَاهُ النَّاسُ عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بن أبي بُكَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ الْآجُرِّيُّ: سَأَلْتُ أَبَا دَاوُدَ عَنْ حَدِيثِ الْحَكَمِ بْنِ مُوسَى فِي الصَّدَقَاتِ، فَقَالَ: لَا أُحَدِّثُ بِهِ.
قُلْتُ: وكذا انفرد بِحديث الصَّدقات، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ داود، وصوابه سليمان بْن أرقم.
تُوُفّي الحَكَم في شَوَّالٍ سنة اثنتين وثلاثين ليومين بقيا من الشهر.(5/814)
117 - د: حكيم بن سيف، أبو عمرو الرقي [الوفاة: 231 - 240 ه]
مولى بني أسد.
عَنْ: أبي المُلَيْح الحسن بْن عمر، وعُبَيْد اللَّه بْن عَمْرو الرَّقِّيَّيْن، وعيسى بن يونس.
وَعَنْهُ: أبو داود، وبقي بن مخلد، والحسن بن سفيان، ومحمد بْن وضّاح الأندلسيّ، والفريابي، والحسين بن عبد الله القطان، وجماعة.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ، لا يُحْتَجُّ بِهِ.
قلت: تُوُفّي سنة ثمان وثلاثين.(5/815)
118 - حمزة بْن سعيد المَرْوَزِيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
نزيل طَرَسُوس.
عَنْ: أبي بكر بْن عيّاش، وابن عُيَيْنَة، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود في كتاب " المسائل "، وإسحاق بن سيار النصيبي، وإبراهيم بن الحارث العبادي.(5/815)
119 - حوثرة بن أشرس، أبو عامر العدوي الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: مبارك بْن فَضَالَةَ، وعُقْبَة بْن عبد اللَّه الرفاعيّ، وحماد بن سلمة، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو زرعة، وأبو حاتم، وأبو يعلى الموصلي، وجعفر الفريابي، والحسن بن سفيان الفسوي، وطائفة سواهم.
توفي سنة اثنتين وثلاثين في آخرها، وما علمت به بأسا.(5/816)
120 - حيان بن بشر القاضي، أبو بشر الأسدي الحنفي. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: هُشَيْمٍ، وأبي يوسف القاضي، وأبي معاوية، ويحيى بْن آدم.
وَعَنْهُ: بِشْر بْن مُوسَى، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه بْن الْجُنَيْد، ومحمد بْن عَبْدُوس، وأبو القاسم البَغويّ.
وولي قضاء إصبهان في دولة المأمون، وولي قضاء الشرقيّة ببغداد في دولة المتوكّل.
قال ابن مَعِين: لا بأس به.
وتوفي سنة سبع أو ثَمانٍ وثلاثين. وكان مِن كبار أصحاب الرأي.(5/816)
-[حَرْفُ الْخَاءِ](5/816)
121 - خالد بن عابد بن يحيى الزَّوْفيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
مصريّ.
عَنْ: رِشْدِين بْن سعْد، وابن وهْب.
وَعَنْهُ: يحيى بن عثمان بن صالح.
توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين.(5/816)
122 - خالد بن مِرْداس، أبو الهيثم البَغْداديُّ السَّرَّاج. [الوفاة: 231 - 240 ه]
له نسخة رواها عنه أبو القاسم البغوي. وكان صدوقا ثقة.
يَرْوِي عَنْ: إسماعيل بْن عيّاش، وأيّوب بْن جابر اليَمَاميّ، وعبد الله بن المبارك، وغيرهم، رَوَى عَنْهُ أيضا: أبو يعلى الموصلي، وغيره.
وتوفي سنة إحدى وثلاثين.(5/816)
123 - خديجة، أم محمد. [الوفاة: 231 - 240 ه]
روت عَنْ: إِسْحَاق الأزرق، ويزيد بْن هارون، وأبي النَّضر هاشم.
وكَانت تَغْشَى أَحْمَد بْن حنبل.
رَوَى عَنْهَا: عبد اللَّه بْن أحمد في كتاب " الزهد ".(5/816)
124 - ن: خلف بن سالم، أبو محمد السِّنْديُّ، [الوفاة: 231 - 240 ه]
مولى بني المهلِّب.
من شيوخ بغداد،
يَرْوِي عَنْ: هُشَيْم، وأبي بكر بْن عيّاش.
وَعَنْهُ: أحمد بْن أبي خيثمة، والحَسَن بْن عليّ المعمريّ، وغيرهما.
وكان يوصف بالحِفْظ والمعرفة. رحل إلى عبد الرزّاق.
وتُوُفّي سنة إحدى وثلاثين أيضا.
وروى أيضا عن ابن عُلّيَّة، وعبد اللَّه بْن إدريس، ويحيى القطّان، وغُنْدَر. وآخر مَن روى عنه أحْمَد بْن الحَسَن بْن عبد الجبار الصُّوفي.(5/817)
125 - خَلَفُ بنُ قُديد، أبو علي الأزْديّ المِصْريُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
رَوَى عَنْ: ابن وهب، وغيره.
ومات فجاءة سنة تسعٍ وثلاثين وهو قائم يرمي في الغرض.(5/817)
126 - خ: خليفة بْن خيّاط بْن خليفة بْن خيّاط، الحافظ أبو عمرو العُصْفُريُّ الْبَصْرِيُّ، المعروف بشَباب. [الوفاة: 231 - 240 ه]
كان حافظًا نسّابة إخباريًا عالمًا بأيّام النّاس. صَنَّفَ " التاريخ " و" الطبقات "، وغير ذلك. وروى الكثير.
سَمِعَ: أباه، وسُفيان بن عيينة، وزياد بن عبد الله البكائي، ويزيد بن زريع، وابن علية، وخالد بْن الحارث، وعبد الأعلى بْن عَبْد الأعلى، وعبد الرحمن بن مهدي، وغندر، ومحمد بن أبي عدي، ومعتمر بن سليمان، وخلقا كثيرا.
وذكر شيخنا المزي في " تهذيبه " أنَّه روى عن حَمّاد بْن سَلَمَةَ.
قلتُ: لَم يُدْرِكْهُ، فلعلّه حماد بن أسامة، فتصحف.
وَعَنْهُ: البخاري في " صحيحه " سبعة أحاديث أو أكثر، وبَقيّ بْن مَخْلَد، وحرب الكرْمانيّ، وعبد اللَّه الدّارميّ، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو يعلى المَوْصِليّ، وعَبْدان الأهوازيّ، وعمر بْن أحمد الأهوازيّ، وموسى بْن زكريّا التُّسْتَرِيّ، وآخرون.
ليَّنه بعضهم. [ص:818]
وقال ابن عديّ: هو مستقيم الحديث، صدوق، من متيقّظي الُّرواة.
وقال مُطَيَّن: مات سنة أربعين.(5/817)
-[حَرْفُ الدَّالِ](5/818)
127 - داهر بْن نوح الأهوازيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: أبي عَوَانة، وعبد الحميد بن الحسن الهلالي، وحماد بن زيد، وعنبس بن مرحوم، وعليلة بن بدر، وجماعة.
وَعَنْهُ: جماعة آخرهم عبدان الأهوازي.
ذكره ابن حبان في " الثقات "، وقال: ربما أخطأ.
وقال أبو القاسم بن منده: توفي سنة ثلاث وثلاثين.
ومِمَّن رَوَى عَنْهُ: سعيد بْن عثمان الأهوازي.(5/818)
128 - د: داود بْن أُميّة الأزْديّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
سَمِعَ: سُفْيان بْن عُيَيْنَة، ومُعَاذ بْن مُعَاذ، ومعاذ بن هشام.
رَوَى عَنْهُ: أبو داود في " سُنَنِه "، وأبو القاسم البَغَويّ.
وهو صدُوق.(5/818)
129 - داود بْن حمّاد، أبو حاتم البلْخيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
حدَّث ببغداد عن إبراهيم بْن أبي حيّة المكّيّ، وأبي مطيع البلْخيّ، وابن عُيَيْنَة ووَكيع.
وَعَنْهُ: محمد بْن عَبْدُوس بْن كامل، وعليّ بْن سعيد الرازيّ، وأحمد بْن سَلَمَةَ النَّيْسَابوريُّ. ومن الكبار مثل أبي زرعة.(5/818)
130 - خ م د ن ق: داود بن رشيد، أبو الفضل الخُوارزميُّ [الوفاة: 231 - 240 ه]
مولى بني هاشم. مِن أعيان شيوخ بغداد.
سَمِعَ: أبا المَلِيحِ الحَسَن بْن عمر الرَّقِّيَّ، وإسماعيل بْن عيّاش، وإسماعيل بْن جعفر، وهُشَيْم بْن بشير، ويحيى بْن أبي زائدة، والوليد بْن مسلم، وابن عُلَيَّة، وطائفة بالعراق والجزيرة والشام.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، وابن ماجه، والبخاري، والنسائي عن رجلٍ عنه، وبَقِيّ بْن مَخْلَد، وإبراهيم الحربيّ، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، وأبو يَعْلَى الموصلي، [ص:819] وأحمد بن الحسن الصوفي، وأبو القاسم البغوي، ومحمد بْن المُجَدّر، وخلْق.
وثقه ابن مَعين، وغيره.
وقال الدّارَقُطْنيّ: ثقة نبيل.
وقال أحمد بن مروان الدينوري: حدثنا إبراهيم الحربي، قال: حدثنا داود بْن رُشَيد، قال: قمتُ ليلةً أُصَلِّي فأخَذَنِي البردُ لِمَا أنا فيه من العُرْي، فأخذني النّومُ، فرأيتُ كأنّ قائلًا يقول: يا داود أَنَمْنَاهُم وأقَمْنَاكَ فتبكي علينا.
قال إبراهيم قارئ داود: ما نام بعدها. يعني ما ترك تهجد الليل بعدها.
قال: وسمعتُ داود يقول: قالت حكماء الهند: لا ظفر مع بغْي، ولا صحّة مع نَهَمٍ، ولا ثناء مع كِبْر، ولا صداقة مع خِبّ، ولا شرف مع سوء أدب، ولا برّ مع شُحّ، ولا اجتناب محرَّم مع حِرص، ولا محبّة مع هُزْء، ولا ولاية حكم مع عدم فقه، ولا عذر مع إصرار، ولا سلم قلب مع غِيبة، ولا راحة مع حَسَد، ولا سؤدد مع انتقام، ولا رئاسة مع عزازة نفس وَعُجْبٍ، ولا صواب مع ترك مشاورة، ولا ثبات مُلك مع تهاون وجهالة وزراء.
تُوُفِّيَ في سابع شَعْبَان سنة تسعٍ وثلاثين.(5/818)
131 - داود بْن صَغِير البخاريّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
حدَّث ببغداد سنة ثلاثٍ وثلاثين ومائتين أو بعدها عن الأعمش. وزعمَ أنّ عُمره مائةٌ وخمسٌ وعشرون سنة.
وكان من الضعفاء.
رَوَى عَنْهُ: إسحاق بْن سُنَيْن الختليّ. وروى أيضًا عن أبي عبد الرحمن كثير النواء، وسفيان الثوري، لا بل وعن أنس بْن مالك.
وَرَوَى عَنْهُ: عُبَيْد اللَّه بن عبد اللَّه الصَّيْرفيّ، وعبد اللَّه بْن محمد بْن نصر المَرْوَزِيّ، والفضل بْن مَخْلَد الدَّقّاق.
قال الدّارَقُطْنيّ: مُنْكَر الحديث.
وقال الخطيب: ضعيف. [ص:820]
وهو داود بْن صَغير، بِمعجمة، بْن شبيب بْن رستم. لا ينبغي أن يُروى عنه.(5/819)
132 - د: داود بن مخراق الفريابي. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: جرير بْن عَبْد الحميد، وسُفْيَان بْن عيينة، وابن وهب، وغيرهم.
وَعَنْهُ: أبو داود، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، ومحمد بن أحمد بن سليمان الهروي، وإسحاق بن إبراهيم البستي القاضي، وجعفر الفريابي.
توفي سنة تسع وثلاثين.
وأما ابن حبان فذكر في كتاب " الثقات " أنه مات بعد الأربعين.(5/820)
133 - داود بْن مُصحّح العسقلانيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: أبي خالد الأحمر.
ذكره ابن حِبان في " الثقات "، وقال: مستقيم الحديث؛ حدثنا عنه محمد بن الحسن بن قتيبة.(5/820)
134 - د ن: داود بْن مُعاذ، أبو سليمان العَتَكيّ البَصْريُّ [الوفاة: 231 - 240 ه]
نزيل المِصِّيصة.
عَنْ: حمّاد بْن زيد، وعبد الوارث، والحَسَن بْن أبي جعفر الْجُفْريّ، وجَماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي عن رجلٍ عنه، ومُضر بْن محمد الأسَديّ، وعثمان بْن خُرَّزاذٍ، وجعفر الفِرْيابيّ.
وثقه النسائي.
وسمع الفريابي منه سنة ثلاث وثلاثين.(5/820)
• - دينار. الذي ادّعي لُقيّ أنس. [الوفاة: 231 - 240 ه]
ذكرناه في الطبقة الماضية.(5/820)
-[حَرْفُ الرَّاءِ](5/820)
135 - الربيع بْن ثعلب، أبو الفضل المرْوَزِيّ ثم البَغْداديُّ العابد المقرئ. [الوفاة: 231 - 240 ه][ص:821]
رحلَ وقرأ بدمشق على الوليد بْن مسلم، وعِرَاك بْن خالد، وجماعة.
وكان بصيرًا بقراءة الشّاميين.
وَحَدَّثَ عَنْ: إسماعيل المؤدّب، وجارية بْن هَرِم، وفرج بْن فَضَالَةَ، وجماعة. قرأ عليه جماعة منهم: أبو الطَّيِّب سالم، وسليمان بْن يحيى الضَّبّيّ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ: عليّ بْن إسحاق بْن زاطيا، وأبو العبّاس السّرّاج، وأبو القاسم البَغَويّ، وأحمد بْن الحسين الصُّوفيّ، وعبد اللَّه بْن ناجية.
قال جَزَرَة الحافظ: كان ثقة من عباد اللَّه الصّالحين.
وقال غيره: تُوُفّي سنة ثمان وثلاثين.(5/820)
136 - م: رفاعة بن الهيثم الواسطيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: خَالِد بْن عَبْد اللَّه الطّحّان، وهُشَيْم بن بشير.
وَعَنْهُ: مسلم، وأسلم بْن سهل، وعبد الله بْن محمد بْن شِيرُوَيْه النَّيسابوريّ، وإبراهيم بْن محمد الصَّيْدلانيّ.(5/821)
137 - رَوْحُ بنُ صلاح بْن سيّابة بْن عَمْرو، أبو الحارث الحارثي المَوْصِليّ، ثمّ المِصْريُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: يحيى بْن أيّوب، وسُفْيان الثَّوْريّ، وموسى بن علي بن رباح، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وغيرهم.
وَعَنْهُ: أحمد بن محمد بن رشدين، وعيسى بن صالح المؤذن، وجعفر بن أحمد بن بيان، ومحمد بن إبراهيم البوسنجي، وأحمد بن حماد زغبة.
وله مناكير.
قال ابن عديّ: ضَعِيفٌ.
وَأَمَّا ابْنُ حِبَّانَ فَذَكَرَهُ فِي " الثِّقَاتِ ".
تُوُفّي بمصر في رمضان سنة ثلاث وثلاثين. وهو آخر من حدَّث عن موسى، ويحيى، وسعيد.
وقال الحاكم: هو ثقة مأمون شاميّ.(5/821)
138 - روح بن عبد الجبار بن نضير، أبو محمد المُراديّ، مولاهم المِصْريُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
أخو النَّضْر، وعبد اللَّه.
وقد كنّاه ابن يونس: أبا الزِّنْباع، وهو أعرف. وقال: روى عن ابن وهْب، وابن القاسم.
حَدَّثَ عَنْه: ابنه الحارث بْن رَوْح، ويحيى بْن عثمان بْن صالِح.
قال: ومات في جُمَادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين.(5/822)
139 - خ: رَوْحُ بنُ عبد المؤمن أبو الحَسَن الهُذَليّ، مولاهم البَصْريُّ المقرئ [الوفاة: 231 - 240 ه]
صاحب يعقوب الحضرميّ.
قرأ عليه، وجلس للإقراء فأخذ عنه أبو بكر محمد بْن وهْب الثَّقفيّ، وأحمد بْن يحيى الوكيل، وأحمد بْن يزيد الحُلْوانيّ، وأبو الطَّيّب بْن حمدان. وسمع الحديث من أبي عَوَانة، وحماد بن زيد، وجعفر الضبعي.
وَعَنْهُ: البخاري، وإبراهيم بْن محمد بْن نائلة الإصبهانيّ، وعبد اللَّه بْن أحمد، ومُطَيَّن، وأبو خليفة، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وطائفة.
ذكره ابْنُ حِبَّانَ فِي " الثِّقَاتِ " وَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ ثلاث وثلاثين قبلها أو بعدها.
وقال غيره: مات سنة أربع، وقيل: سنة خمس.(5/822)
140 - رَوْحُ بْن قُرَّةَ المقرئ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عرض القرآن على: سلام الطّويل، وعلى يعقوب الحضْرميّ.
وَسَمِعَ مِنْ: ابن عُيَيْنَة.
قرأ عليه: أبو عبد الله الزُّبَيْريّ فقيه البصرة.
وَسَمِعَ مِنْهُ: أحمد بْن الصَّقْر بْن ثَوْبان.(5/822)
141 - رُوَيْمُ بنُ يزيد المقرئ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
سَمِعَ: سلام بْن سليمان الطَّويلَ، واللَّيث بْن سعد، وأخذ القراءة عرضا على سليم صاحب حمزة، وميمون القناد.
عرض عليه غير واحد؛ منهم: محمد بن شاذان الجوهري شيخ ابن شنبوذ. وحدَّث عنه محمد بْن عبد الرحيم، وغيره.(5/822)
142 - رياحُ بنُ الفرج الدمشقي. [الوفاة: 231 - 240 ه][ص:823]
عَنْ: زيد بْن يحيى، وأبي مُسْهِر.
وَعَنْهُ: أحمد بْن الْمُعَلَّى، وجعفر الفِرْيابيّ في " الثّقات ".(5/822)
-[حَرْفُ الزَّاي](5/823)
143 - زكريّا بْن يحيى الواسطيّ الأحمر. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: خالد بْن عبد اللَّه الطّحّان.
وَعَنْهُ: أسلم بْن سهل بحشل، وقال: مات سنة أربعٍ وثلاثين.(5/823)
144 - زكريّا بْن يحيى بْن صُبَيْح اليَشْكُريّ الواسطيّ، زَحْمَوَيْه. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: عبد الرحمن بْن أبي الزّناد، وفَرَج بْن فَضَالَةَ.
وَعَنْهُ: اسلم في " تاريخه "، وأبو زُرْعة الرازيّ، وجماعة.
تُوُفّي سنة خمسٍ وثلاثين.(5/823)
145 - خ م د ق: زهير بْن حرب بْن شداد، أبو خَيْثَمة النسائي الحافظ، [الوفاة: 231 - 240 ه]
مولى بني الحريش بْن كعب بْن عامر بْن صعصعة.
قيل: كان اسم جده أشتال، فعُرِّبَ شدّادًا.
كان من كبار أئمة الأثر ببغداد، وهو والد الحافظ أبي بكر صاحب " التّاريخ ".
سَمِعَ: هُشَيْمًا، وابن عُيَيْنَة، وأبا معاوية، ويحيى القطان، وحفص بْن غِياث، وجرير بْن عَبْد الحميد، وحميد بن عبد الرحمن الرؤاسي، وعبد الله بن إدريس، وابن فضيل، وخلقا كثيرا.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجه، وابنه، وعبّاس الدُّوريّ، وبقي بن مخلد، وأبو يعلى، وابن أبي الدنيا، وأبو بكر أحمد بن عليّ بن سعيد المروزي، وخلق.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.
وقال يعقوب بْن شَيْبَة: هو أثبت من أَبِي بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة.
وقال النَّسائي: ثقة مأمون. [ص:824]
وقال جَعْفَر الفِرْيَابيّ: سألتُ محمد بْن عبد اللَّه بْن نُمَيْرٍ: أيّما أحبّ إليك أبو خَيْثَمَةَ، أو أبو بَكْر بْن أبي شَيْبَة؟ فقالَ: أبو خَيْثَمة، وجعل يُطْرِي أبا خيثمة ويَضَع من أبي بكر.
وقال عليّ بْن الحُسين بْن الْجُنَيْد: سمعتُ يَحْيَى بْن مَعِينٍ يقول: أبو خَيْثَمة زهير بْن حرب يكفي قبيلة.
تُوُفِيّ في سابع شَعْبَان سنة أربع وثلاثين، وله أربع وسبعون سنة.(5/823)
146 - زهير بْن عبّاد الرُّؤاسيّ [أبو محمد] [الوفاة: 231 - 240 ه]
ابن عمّ وكيع.
سَمِعَ: مالك بْن أنس، وحفص بْن مَيْسَرة، وفُضَيل بْن عِياض، والمسيّب بْن شَرِيك، وابن المبارك، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بن أحمد العريني، والحَسَن بْن الفَرَج الغزّيّ، والحَسَن بْن سُفيان، وجماعة؛ منهم: أبو حاتم الرازيّ، وقال: ثقة.
وكان يُكنَّى أبا محمد.
تُوُفّي في شَوّال سنة ثمان وثلاثين بمصر.(5/824)
147 - م: زيد بْن يزيد الثقفي، أبو مَعْن الرقاشيّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
سَمِعَ: مُعْتَمر بْن سليمان، وغُنْدَرًا، وخالد بْن الحارث، ووهْب بْن جرير، ووَكِيعًا، وطائفة.
وَعَنْهُ: مسلم، ومحمد بْن محمد القاضي الجذوعي، والحسين بن إسحاق التستري، ومعاذ بن المثنى العنبري.
وثقه مسلم.(5/824)
-[حَرْفُ السِّينِ](5/824)
149 - سالم بْن حامد الأمير. [الوفاة: 231 - 240 ه]
ولي إمرة دمشق للمتوكّل، فظلم وعَسف. وكان بدمشق جماعة من أشراف العرب لَهم قوّة ومَنَعة، فقتلوه يوم الجمعة على باب الْخَضَراء. فغضب المتوكّل وثارت نفسه، وقال: مَن للشام، ولْيَكُن في صَوْلة الحَجّاج؟ فقيل له: أَفْريدون التُّرْكِيّ، فأَمَرَهُ وسار إليْهَا في سبعة آلاف. وأطلقَ له المتوكّل القتل بدمشق يومًا إلى ارتفاع النّهار، والنَّهْبَ ثلاثة أيّام. فنزل ببيت لِهْيَا، فلمّا أصبح قال: يا دمشق إيش يحلّ بك اليوم مني؟ فَقُدِّمَت له بغلة دهْمَاء ليركبها، فلمّا [ص:825] أراد أن يضع رِجْلَهُ في الرِّكَاب ضربته بالزَّوْج على صدره فسقط ميتًا، وقبره يُعرف ببيت لِهْيَا. ورجع عسكره إلى بغداد. ثُمَّ جاء المتوكّل بعد ذلك إلى دمشق وقد صَلُحَت نِيَّتُه للدمشقيّين.(5/824)
• - سحنون اسمه عبد السلام. [الوفاة: 231 - 240 ه]
يأتي في هذه الطبقة.(5/825)
150 - خ م ن: سُرَيْج بْن يونس بْن إبراهيم، أبو الحارث المروذي الأصل البَغْداديُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: إسماعيل بْن جعفر، وهُشَيْم، وإسماعيل بْن مجالد، وعَبّاد بْن عَبّاد، ويحيى بْن أَبِي زائدة، ويوسف بْن يعقوب الماجِشُون، وأبي إسماعيل المؤدّب، ومروان بْن شجاع، وخلْق.
وَعَنْهُ: مسلم، والبخاري، والنسائي، عن رجل عنه، وبقي بن مخلد، وأبو يحيى صاعقة، وأبو زُرْعة، وموسى بْن هارون، ومُطَيَّن، وأبو القاسم البَغَويّ، وأحمد بْن الحسن الصُّوفيّ، وخلْق.
سُئِلَ عنه أحمد بْن حنبل فقال: صاحب خير.
وَقَالَ ابْنُ مَعين: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ البخاريّ: مات في ربيع الأول سنة خمس وثلاثين. وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال عبد اللَّه بْن أحمد: سمعتُ سُرَيْج بْن يونس يقول: رأيتُ ربّ العِزّة فِي المنام فقال: سَلْ حاجتك. فقلتُ: رحمانُ سَرْبِسَر، يعني رأسًا برأس. قلتُ: وكان سُرَيْج من الزُّهَاد والعُبّاد ببغداد، له حكايات شبه الكرامات. وكان إماما في السنة.(5/825)
151 - ن: سعيد بْن ذُؤَيْب أبو الحَسَن المَرْوزِيّ، النَّسائيّ الأصل. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: أبي أسامة، وسُفْيان بْن عُيَيْنَة، وأبي ضَمْرة، وعبد الرّزّاق، وجماعة.
وَعَنْهُ: حاشد بْن إسماعيل، وعُبَيْد اللَّه بْن واصل البُخَاريّان، والحسن بن سفيان، وأبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائيان، والنسائي أيضا في سُنَنه، عن رجل عنه. [ص:826]
تُوُفّي سنة سبع وثلاثين.(5/825)
152 - سعيد بْن سليمان التيمي الفقيه. [الوفاة: 231 - 240 ه]
أحد أصحاب الرأي، أخذ الفقه عن القاضي أبي يوسف، ومحمد بْن الحَسَن، وحدَّث عنهما.
تُوُفّي سنة خمس وثلاثين.(5/826)
153 - سعيد بْن إدريس الواسطيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: أبي شهاب الحنّاط عبد ربّه.
وَعَنْهُ: أسلم بْن سهل الواسطيّ، وقال: تُوُفّي سنة إحدى وثلاثين بواسط.(5/826)
154 - سعيد بْن حسّان، أبو عثمان القُرْطُبيّ، [الوفاة: 231 - 240 ه]
مولى بني أُميَّة.
رحل وتفقّه على أشهب، وأصحاب مالك، وبرعَ في مذهب مالك. وكان فقيهًا مفتيًا إمامًا زاهدًا كبير القدر. وكان مؤاخيا ليحيى بْن يحيى اللّيثيّ آخذًا بِهَدْيه. حمل عنه إبراهيم بْن محمد بْن باز، وغيره.
تُوُفّي سنة ست وثلاثين.(5/826)
155 - ن: سعيد بْن حفص بْن عَمْرو بْن نُفَيل، أبو عمرو الحرَّانيُّ النُّفَيْليُّ، [الوفاة: 231 - 240 ه]
خال الحافظ أبي جعفر النُّفَيْليِّ.
سَمِعَ: زهير بْن معاوية، ومَعقِل بْن عُبَيد اللَّه، وشَرِيك بْن عبد اللَّه، وأبا المَلِيح، وموسى بْن أَعْيَن، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بْن يحيى بْن كثير محدِّث حَرّان، ومُضَر بْن محمد الأسَديّ، وهلال بْن العلاء، وبَقِيّ بْن مَخْلَد، وأحمد بْن سليمان الرُّهاويّ، وأحمد بْن فيل البالِسيّ، والحَسَن بْن سُفْيان، وجماعة.
تُوُفّي في رمضان سنة سبع وثلاثين.
ووثقه ابن حبان.(5/826)
156 - م د: سعيد بْن عبد الجبّار، أبو عثمان القرشي الكَرابيسيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
بصري نزل مكة،
وَحَدَّثَ عَنْ: حمّاد بْن سَلَمَةَ، وحرب بْن أبي العالية، ومالك، وفُضَيل بن عياض، وجماعة.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، وبقي بن [ص:827] مَخْلَد، وأبو زُرْعة، وابن أبي عاصم، وأبو يعلى الموصلي، وعبدان، وعمران بن موسى السختياني، وطائفة.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال أبو القاسم البَغَويّ: مات في آخر سنة ست وثلاثين.
ومن رواة العلم بِهذا الاسم:(5/826)
157 - سعيد بْن عبد الجبّار بْن وائل بْن حُجْر الكُوفيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
له أحاديث عن أبيه.
وَعَنْهُ: عبد الله بن عمر بْن أبان.
و:(5/827)
158 - سعيد بْن عبد الجبّار الزُّبيْدي. [الوفاة: 231 - 240 ه]
من طبقة هُشَيْم.
و:(5/827)
159 - سعيد بْن عبد الجبَّار. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: محمد بْن جابر اليَماميِّ،
مجهول.(5/827)
160 - سعيد بْن نُصَير الواسطي. [الوفاة: 231 - 240 ه]
سَمِعَ: ابن عُيَيْنَة.
وَعَنْهُ: عبّاس الدُّوريّ، والبَغَويّ.
أمّا:(5/827)
• - سعيد بْن نُصَير، [الوفاة: 231 - 240 ه]
نزيل الرقة، ففي الطبقة الأخرى.(5/827)
161 - خ: سعيد بن النَّضْر أبو عُثْمان البَغْداديُّ، [الوفاة: 231 - 240 ه]
نزيل آمُل جَيْحُون.
سَمِعَ: إسماعيل بْن عيّاش، وهشيم بن بشير، وغيرهما.
وَعَنْهُ: البخاري، والفضل بْن أحمد الآمُليّ.
ذكره ابن حبان في " الثقات ".
وتوفي سنة أربع وثلاثين.(5/827)
162 - سفيان بن بشر أبو الحسين الأسدي الكُوفيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: مالك بْن أنس، وعليّ بْن هاشم بن البريد.
وَعَنْهُ: محمد بن رزيق بن جامع، ومحمد بن داود بن عثمان الصدفي، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومطين، وغيرهم. [ص:828]
لم يذكره ابن أبي حاتم في كتابه.(5/827)
163 - سلمة بن عاصم النَّحْويُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
من كبار أئمة العربية بالعراق.
رَوَى عَنْ: الفراء كتبه.
رَوَى عَنْهُ: إبراهيم الحربي، وثعلب، وإدريس بن عبد الكريم.
وهو ثقة مشهور.(5/828)
164 - سلمة بن حفص السعدي، أبو بكر. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: عبد اللَّه بْن إدريس، والمُحَارِبيّ.
وَعَنْهُ: تَمْتَام، وابن أبي الدُّنيا، وصالح جَزَرَة، وآخرون.(5/828)
165 - سليمان بْن أحمد بْن محمد الْجُرَشيّ الدِّمشقيُّ ثم الواسطيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: الوليد بْن مُسلْمِ، ومروان بْن معاوية، ومحمد بْن شُعَيْب، وجماعة.
وَعَنْهُ: حنبل بْن إسحاق، وأسلم بْن سهل بحشل، وإبراهيم بْن سَعْدان، وعليّ بْن عبد العزيز البَغَويّ، وعَبْدان الأهوازيّ، وجماعة.
قَالَ البخاري: فِيهِ نظر.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: حدثنا عنه عَبْدان بالعجائب.
وقال أبو حاتِم الرازي: كان حُلْوًا، قَدِمَ بغداد فكتب عنه أحمد بْن حنبل وَابنُ مَعِين، ثُمَّ تَغيَّر بأخرة. فلما كان في رحلتي الثانية سألت عنه، قيل لي: قد أخذ في الشّراب والْمَعَازِف والملاهي.
وسُئل عنه صالح جَزَرَة فقال: يُتَّهم في الحديث.(5/828)
166 - سليمان بْن أيّوب، أبو أيّوب. صاحب البَصْريِّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
حدّث عن حمّاد بْن زيد، وهارون بْن دينار، وعبد الرحمن بْن مهديّ، وطائفة.
وَعَنْهُ: إسماعيل القاضي، وصالح جَزَرة، وأحمد بْن الحسن بن [ص:829] عبد الجبّار، والبَغَويّ.
قال ابن مَعِين: هو ثقة حافظ، رواها ابن الْجُنَيْد عنه.
وقال الحسين بْن حبّان: قال ابن مَعِين: سليْمَان صاحب البصْريّ من الحُفّاظ الثِّقَات، كان يتحفَّظ عند يحيى بْن سعيد، يأنفُ أن يكتب عنده.
وقال مُطَيَّن: مات سنة خمس وثلاثين.
وقال علي بْن الْجُنَيْد: كان من الحفّاظ، لم أرَ بالبصرة أنبل منه.(5/828)
167 - سليمان بْن داود بْن بِشْر الشَّاذكُونيّ الحافظ، أبو أيّوب المِنْقَري البَصْريُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: حمّاد بْن زيد، وعبد الواحد بْن زياد، وجعفر بْن سليمان، وعبد الوارث، وخلْق كثير.
وَعَنْهُ: أبو قِلابة الرقاشِيّ، وأَسِيد بْن عاصم، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وأبو مسلم الكَجّيّ، وإبراهيم بْن محمد بْن الحارث، ومحمد بْن عليّ الفَرْقَديّ، والإصبهانيّون، والحَسَن بْن سُفْيان، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ وكانا يدلّسانه، يقولان: سليمان أبو أيوب فقط.
قال عَمْرو النّاقد: قدم سليمان الشَّاذَكُونِي بغدادَ، فقال لي أحمد بْن حنبل: اذْهَب بنا إلى سليمان نتعلَّم منه نقْدَ الرجال.
وَقَالَ حَنْبَلٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: كان أعلمنا بالرجال يَحْيَى بْن مَعِينٍ، وأحفظنا للأبواب سليمان الشاذكوني. وكان علي ابن المَدِينيّ أحفظنا للطّوال.
وقال عبّاس العَنْبَريّ، وَسُئِلَ: أيُّهُما كان أعلم بالحديث الشَّاذَكُونِيّ أو ابن الْمَدِينِي؟ فقال: ابن الشَّاذَكُونِيّ بصغير الحديث، وعليّ بجليله.
وقال أَبُو عُبَيْد: انتهى العلم إلى أربعة - يعني عِلْمَ الحديث - إلى أحمد بْن حنبل، وعلي بن عبد الله، ويَحْيَى بْن مَعِين، وَأبِي بَكْر بْن أبي شَيْبَة. فكان أحمد أفقههم به، وكان عليّ أعلمهم به، وكان ابن مَعِين أجمعهم له، وكان أبو بكر أحفظهم له.
قال زكريّا الساجي: وهم أبو عبيد، أحفظهم له سُليمان الشّاذَكُونِيّ.
رَوَى أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ يَحْيَى القطان وعنده بلبل - يعني المحدث - وكان أَسْوَدَ، فَجَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ الشَّاذَكُونِيِّ كَلامٌ. فَقَالَ له [ص:830] الشَّاذَكُونِيُّ: وَاللَّهِ لأَقْتُلَنَّكَ. فَقَالَ يَحْيَى: سُبْحَانَ اللَّهِ، تَقْتُلُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. أَنْتَ حَدَّثْتَنِي عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " «لَوْلَا أَنَّ الْكِلَابَ أُمَّةٌ لَأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا، فَاقْتُلُوا مِنْهَا كُلَّ أَسْوَدٍ بَهِيمٍ» " وَهَذَا أَسْوَدُ.
وقال ابن عديّ: سألتُ عَبْدَان عنه، فقال: مَعَاذ اللَّه أَن يُتَّهم، إنّما كان قد ذهبت كُتُبُه، فكان يُحدِّثُ حِفْظًا.
وقيل: إنه لَمَّا احتضر قال: اللَّهُمَّ إنِّي أعتذرُ إليكَ؛ غير أنِّي ما قذفتُ مُحْصَنَةً، ولا دَلَّسْتُ حديثا.
وقال الساجي: حدثنا أحمد بن محمد، قال: حدثنا ابن عَرْعَرَةَ قال: كنتُ عند يَحْيَى بْن سعيد، وعنده بلبل، وابن أبي خُدَّوَيْه، وابن الْمَدِينِي، فقال عليّ لِيَحْيَى: ما تقولُ في طارق، وإبراهيم بْن مُهاجر؟ قال: يجريان مَجْرَى واحدا. فقال الشاذكوني: نسألك عمّا لا تدري، وتكلّف لنا ما لا تحسن، إنّما تُكتب عليك ذنُوبك، حديث إبراهيم بن مهاجر خمسمائة حديث، عندك عنه مائة، وحديث طارق مائة، عندك منه عشرة. فأقبل بعضنا على بعض وقلنا: هذا ذلّ. فقال يَحْيَى: دعوه، فإنْ كَلَّمْتُموه لَم آمن أن يقذفنا بأعظم من هذا.
وقال إبراهيم بْن أوْرمة: كان أبو داود الطَّيالِسيّ بإصبهَان، فلَمَّا أراد الرجوع أخذ يبكي، فقالوا له: إنّ الرجل إذا رجعَ إلى أهله فرح، فقال: إنّكم لا تعلمون إلى مَنْ أرْجع؛ أَرْجِعُ إلى شياطين الإنس: عليّ بْن الْمَدِيني، وسُليْمَان الشّاذَكُونيّ، وابن بحر السّقّاء - يعني الفلاس -.
وَسُئِلَ صالِح بْن محمد الحافظ عن الشاذكوني فقال: ما رأيتُ أحفظ منه. فقلتُ: بأي شيء كان يُتَّهَمُ؟ قال: كان يُكذب في الحديث.
وَسُئِلَ أحمد بْن حنبل عنه، فقال: جالس حمّاد بْن زيد، وبِشْر بْن المفضّل، ويزيد بْن زُرَيْع، فما نفعه اللَّه بواحدٍ منهم.
وقال ابن مَعِين: جرّبت على سليمان الشاذكونيّ الكذِب.
وقال النسائيّ: ليس بثقة.
وقال عبّاس العَنْبريّ: ما مات ابن الشّاذكونيّ حتّى انسلخ من العِلْم [ص:831] انسلاخ الحيَّة من قشْرها.
قال ابن المديني: كُنَّا عند ابن مهديّ، فجاءوا بالشاذكوني سكران.
وعن البخاريّ قال: هو أضعف عندي من كلّ ضعيف.
وقال ابن مَعِين: قال لنا سُليمان الشاذكوني: هاتوا حرفًا واحدًا من رأي الحسن لا أحفظه.
وحكى ابن نافع أنه سمع إسماعيل بْن الفضل يقول: رأيتُ ابن الشاذكونيّ فِي النَّوْم، فقلتُ: ما فعل اللَّه بك؟ قال: غُفِرَ لِي. قلتُ: بِماذا؟ قال: كنتُ في طريق أصْبَهان، فأخذني المطرُ ومعي كُتُب. ولَمْ أكن تحت سقف، فانكببتُ على كُتُبِي حتَّى أصبحت، فغفر اللَّه لي بذلك.
قلتُ: كان أبوهُ يتْجَرُ في البَزّ، ويبيعُ هذه الْمُضَرَّبَات الكبار، وتُسَمَّى باليمن شاذكونيّة، فنُسِبَ إليها.
قال ابن قانع، وأبو بكر بْن أبي عاصم، ومُطَيَّن، وغيرهم: تُوُفّي سنة أربع وثلاثين.
وقال أبو الشيخ: تُوُفّي سنة ست وثلاثين، وقدم إلى أصبهان مرات.(5/829)
168 - خ م د ن: سليمان بْن داود، أبو الربيع الأزْديّ العتكي الزهراني الْبَصْرِيُّ المقرئ المحدِّث [الوفاة: 231 - 240 ه]
الثقة.
سَمِعَ: مالكًا، وفُلَيْح بْن سليمان، وحمّاد بْن زيد، وشَرِيكًا، وأبا شهاب الحنّاط، وجرير بْن حازم، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد، وإسحاق، وابن المديني، وجماعة من أقرانه، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وروى النسائي عن رجلٍ عنه.
وَرَوَى عَنْهُ: محمد بْن يحيى الذهلي، وأبو زرعة، وإدريس بن عبد الكريم، وأبو يعلى الموصلي، والبغوي، وخلق.
وثقه ابن معين، وأبو زُرْعة، والنَّسائيًّ، وغيرهم. وأمّا ابن خِراش فقال: تكلَّم الناس فيه، وهو صدوق.
قلتُ: هذه مجازفة من عبد الرحمن، فإنَّا لا نعلمُ أحدًا ضعّف الزَّهْرَانِيّ؛ بل أجمعوا على الاحتجاج به.
تُوُفّي في رَمَضان سنة أربع وثلاثين.
ووقع لي من موافقاته العالية، وكان من أئمة العلم. [ص:832]
قال أبو عَمْرو الدّانيّ: له كتاب جامع في القراءات.
سَمِعَ مِنْ: نافع بْن أبي نُعَيْم حرفين، ومن حفص الغاضري، وعبد الوارث التَّنُوريّ، وذَكر جماعة.(5/831)
169 - سُليمان بْن داود بْن محمد بْن شُعْبة بْن النَّجَّار، أبو أيّوب اليَمَاميُّ، ثمّ البَصْريّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: فُلَيْح بْن محمد، ويحيى بْن مروان، وعُمارة بْن عُقْبة، وغيرهم.
وَعَنْهُ: أبو زُرْعة، وأبو حاتم، وغيرهما.
قال أبو حاتم: أثنى عليه ابن مَعِين، وقال: قلّ من رأيت أفهم لحديث اليمامة منه.(5/832)
170 - م: سليمان بْن داود بْن رُشَيْد، أبو الرَّبيع الخُتُّليُّ، ثم البَغْداديُّ الأحول. [الوفاة: 231 - 240 ه]
سَمِعَ: أبا حفص الأبّار، ومحمد بْن حرب، وجماعة.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو زُرْعة، وعبد اللَّه بْن أحمد بْن حنبل، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وآخرون.
وكان ثقة. وثقة صالح جَزَرة.
وتُوُفّى في رمضان سنة إحدى وثلاثين. وليس لأبيه رواية.(5/832)
171 - م: سليمان بن داود، أبو داود المباركي، [الوفاة: 231 - 240 ه]
والمبارك بقرب واسط.
سَمِعَ: أبا شِهاب الحنّاط، وأبا حفص الأبّار، ويحيى بْن زكريّا بْن أبي زائدة.
وَعَنْهُ: مسلم، وعبد اللَّه بْن أحمد، وأحمد بْن الحسن الصُّوفيّ الكبير، وآخرون.
قال ابن مَعِين: لا بأس به.
توفي سنة إحدى أيضًا وكان ببغداد.
سمّاه ابن أبي حاتم: سليمان بْن محمد. ووثقه أبو زُرْعة.
وقد جوّده ابن نقطة وبيّن أنه سليمان بْن محمد قطعا.(5/832)
172 - ن: سليمان بْن سَلْم، أبو داود البلْخيّ المَصَاحِفيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: النَّضْر بْن شُمَيْلٍ، وأبي مطيع، وعمر بن هارون البلخيين، وجماعة.
وَعَنْهُ: النسائي، والتَّرْمِذيّ في كتاب " الشّمائل "، وموسى بْن هارون، وغيرهم.
وكان ثقة من خيار عباد اللَّه، رَحِمَهُ اللَّه.
تُوُفّي سنة ثمان وثلاثين.(5/833)
173 - سليمان بن عبد الله بْنُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عباس العبّاسي. [الوفاة: 231 - 240 ه]
ولي المدينة للمأمون، ثم مكّة، وحجّ بالنّاس. ثم عزله المعتصم.
مات سنة أربع وثلاثين ومائتين.(5/833)
174 - خ 4: سليمان بْن عبد الرحمن بْن عيسى بْن ميمون، الحافظ أبو أيوب التميمي الدمشقي، [الوفاة: 231 - 240 ه]
ابن بنت شُرَحْبيل بْن مسلم الخَوْلانيّ.
سَمِعَ: معروفًا الخيّاط الذي رأى واثلة بْن الأسقع، وإسماعيل بْن عيّاش، وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، وَسُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وبقيّة، والوليد بْن مسلم، وعبد اللَّه بْن وهْب، وابن عُيَيْنَة، وخلْقًا.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، والبخاري أيضا والترمذي، والنسائي، وابن ماجه عن رجل عنه، وأبوا زرعة النصري والرّازيّ، وأبو قُصَيّ إسماعيل العُذْريّ، وأحمد بْن الْمُعَلَّى، وجعفر الفِرْيابيّ، وخلْق.
وُلِدَ سنة ثلاثٍ وخمسين ومائة، وكان يَخْضِب بالحُمْرَة.
وقال أبو زُرْعة الدِّمشقيُّ: حدَّثَنِي سليمان فقيه أهل دمشق، وكان من أهل الفتوى.
وقال أبو داود السجستاني: سليمان ابن بنت شرحبيل يخطئ كما يخطئ الناس، وهو خيرٌ من هشام بْن عمّار.
وقال ابن مَعِين: ليس به بأس، وهشام بْن عمّار أَكْيَس منه.
وقال أبو حاتم: صدوق، لكنّه أروى النّاس عن الضُّعفاء والمجهولين، كان عندي في حد: لو أنّ رجلًا وضع له حديثًا لَم يفهم، وكان لا يميّز. [ص:834]
وقال الدّارَقُطْنيّ: ثقة، عنده مناكير عن الضُّعَفاء.
وقال ابن جَوْصَا: سمعتُ إبراهيم بْن يعقوب الْجَوْزَجَانيّ قال: كُنّا عند سُلَيْمَانَ بْن عبد الرحمن، فلَمْ يأذَن لَنا أيّامًا، فلمّا دخلنا عليه قال: بَلَغَنِي وُرُود هذا الغلام الرازيّ، يعني أبا زرعة، فدرست للقائه ثلاثمائة ألف حديث.
قال عَمْرو بْن دُحَيْم: تُوُفِيّ لليلة بقيت من صَفَر سنة ثلاثٍ وثلاثين.
قلتُ: وقع لنا من عواليه قليل. وحديث الحِفْظِ الذي رواهُ له التِّرْمِذيّ في نقدي أنَّه باطل، ولا يحتمله الوليد بْن مسلم، فإنّا لَمْ نرَ مَنْ رواهُ عن الوليد غيره، ويقول هو: إنّ الوليد سمعه من ابن جُرَيْج. ولعلّ سليمان شُبّه له. فإنّ هشام بْن عمّار رواهُ عن محمد بْن إبراهيم، مجهول، عن مجهول آخر، عن عِكْرِمَة.(5/833)
175 - ن: سليمان بن منصور البلخي الذهبي. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: مسلم بْن خالد الزّنْجِيّ، وعبد الجبّار بن الورد، وأبي الأحوص، وجماعة.
وَعَنْهُ: النسائي، ومحمد بن علي الحكيم الترمذي، ومحمد بن رمح، وأحمد بن علي الأبار، وآخرون.
وكان يلقب زرغندة.
توفي سنة أربعين.
وذكره ابن حبان في "الثقات".(5/834)
176 - سليم بن منصور بن عمار المروزي، أبو الحسن. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: أبيه، وإسماعيل بْن عُلَيّة، وأبي داود، وعليّ بْن عاصم.
وَعَنْهُ: أبو حاتم الرازي وحسن أمره، وإسحاق الحربي، وموسى بن هارون.
قال ابن أبي حاتِم: قلتُ لأبي: أهلُ بغداد يتكلَّمُونَ فيه. فقالَ: مَهْ!(5/834)
177 - سهل بْن بشير بْن القاسم، أبو القاسم النَّيْسَابوريُّ الفقيه سَهْلَوَيْه. [الوفاة: 231 - 240 ه]
أخو حَسَن وحُسين.
سَمِعَ: جرير بْن عبد الحميد، وبقيّة بْن الوليد.
وَعَنْهُ: العباس بن حمزة، ومطين، وجماعة.
توفي سنة تسع وثلاثين.(5/835)
178 - ق: سهل بن زنجلة، الحافظ، أبو عَمْرو الرازيّ الخياط الأشتر. [الوفاة: 231 - 240 ه]
قَدِمَ بغداد سنة إحدى وثلاثين، وحدَّث عَنْ: سُفْيان بْن عُيَيْنَة، والوليد بْن مُسلْمِ، وأبي بَكْر بْن عَيَّاش، وجرير بْن عَبْد الحميد، وأبي معاوية، وحفص بْن غِياث، ووَكيع، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وأبو حاتم، وإدريس بْن عبد الكريم الحدّاد، وإبراهيم الحربي، وعلي بن سعيد بن بشير الرازي، وأبي يعلى الموصلي، وأحمد بن الحسن الصوفي.
قال أبو حاتم: صدوق، وهو سهل بْن أبي سَهْل.
له مصنَّفات في السُّنَن.
يقال: تُوُفّي سنة ثمان وثلاثين.
قال سهل بن زنجلة: حدثنا أبو علي السمتي قال: حدثنا غالب القطّان، قال: كنا ندعو في الزَّمن الأول: اللَّهُمَّ ارزُقْنَا عِلْم الْحَسَن، وورع ابن سِيرين، وحِفْظَ قَتَادة، وعَقْل بكر بْن عبد اللَّه الْمُزَنِيّ، وعبادة ثابت البُنَانِيّ، وزُهْدَ مالك بن دينار، رحمهم الله ورضي عنهم.(5/835)
179 - م: سهل بْن عثمان العسكري، الحافظ، أبو مسعود، [الوفاة: 231 - 240 ه]
أحد الأئمّة.
رحل وَسَمِعَ: حمّاد بْن زيد، وشريك بن عبد الله، وأبا الأحوص، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبْجَرَ، وزياد بن عبد الله، وعلي بن مسهر، ويزيد بن زريع، وخلقا.
وَعَنْهُ: مسلم، وعليّ بْن أحمد بْن بِسْطام الزَّعْفرانيّ، وعبيد الغزال، وجعفر بن أحمد بن فارس، وعبد الرحمن بن محمد بن سَلْم الرّازي، وعبدان الأهوازي، وطائفة سواهم. وروى عنه من القدماء: علي ابن المديني. [ص:836]
قال أبو الشيخ: خرج عن إصبهان سنة اثنتين وثلاثين إلى الرِّيّ، ثمّ رجعَ إلى العراق، ومات بعسكر مُكْرَم. وكان كثير الفوائد والغرائب.
وذكره ابن حِبّان في كتاب " الثِّقَات ".
وَقَالَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وثلاثين.
وَرَوَى عَنْهُ: أبو زُرْعة، وأبو حاتم، وقال: صدوق.(5/835)
180 - م ق: سُوَيْد بْن سعيد، أبو محمد الهَرَويّ الحَدَثانيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
سكن حديثة النورة التي تحت عانة، فنُسِب إليها.
حدَّث عن مالك، وحفص بْن مَيْسرة، وشَرِيك، وإبراهيم بْن سعد، وعليّ بْن مُسْهِر، وسُفْيان بْن عُيَيْنَة، وغيرهم.
وَعَنْهُ: مسلم، وابن ماجه، وعُبَيد العِجْل، ومُطَيَّن، وعبد اللَّه بْن أحمد، وأحمد بْن محمد الوشاء، ومحمد بن محمد الباغندي، وأبو القاسم البغوي، وعبد الله بن ناجية وخلق.
وكف بصره بأخرة، فربما لقن ما ليس من حديثه.
وقال أبو حاتم: كثير التدليس صدوق.
وقال البَغَويّ: كان من الْحفّاظ. كان أحمد بْن حنبل ينتقي عليه لولديه.
وقال النسائي: ليس بثقة.
وقال ابْن مَعِين: هو حلال الدم.
قلتُ: هذا الرجل مِمّن لَم يتورَّع ابن مَعِين في تضعيفه.
قال ابن عدي: حدثنا أبو يعلى، قال: حدثنا سويد، قال: حدثنا ابْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " «مَنْ قَالَ فِي دِينِنَا بِرَأْيِهِ فَاقْتُلُوهُ» ". قال ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا الْحَدِيثُ قَدْ تَلَوَّنَ فِيهِ سُوَيْدٌ، فَمَرَّةً يَرْوِيهِ هَكَذَا عَنِ ابْنِ أَبِي الرجال، ومرة يرويه عن إسحاق [ص:837] ابن نَجِيحٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ. وَهَذَا الْحَدِيثُ الَّذِي قَالَ فِيهِ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَوْ وَجَدْتُ دُرْقَةً وَسَيْفًا لَغَزَوْتُ سُوَيْدًا الْأَنْبَارِيَّ.
وقال الحاكم: أنكر على سُوَيْد حديثه في الْعِشْق. قال: وقيل إنّ يَحْيَى بْن مَعِينٍ لَمّا ذُكِرَ له هذا الحديث قال: لو كان لي فَرَس ورُمْح غَزَوْتُ سُوَيْدًا.
وأكثر ما روى عنه مسلم، من روايته عن حفص بْن مَيْسَرَة.
وقال إبراهيم بْن أبي طالب: قلت لِمسلم: كيف استجزت الرواية عن سُوَيْد في الصحيح؟ فقال: ومن أين كنت آتي بنسخة حفص بْن مَيْسَرة؟!
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: سُوَيْدٌ تَكَلَّمَ فِيهِ يَحْيَى، وَقَالَ: قَدْ حَدَّثَ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عن أبي سعيد حديث: " «الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ» ". قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: وَهَذَا بَاطِلٌ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: فَلَمَّا دَخَلْتُ مِصْرَ سنة سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَثَلَاثِمَائَةٍ، وَجَدْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي مُسْنَدِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَنْجَنِيقِيِّ، وَكَانَ ثِقَةً، عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، كَمَا قَالَ سُوَيْدٌ فَتَخَلَّصَ سُوَيْدٌ.
وقال ابنُ عدِيّ: روى سُوَيْد، عن مالِك الْموطّأ، ويُقال: إنّه سمعه خلف حائط، فضُعِّف في مالك، وهو إلى الضَّعْفِ أقرب.
وقال أبو زُرْعة الرازيّ: أمّا كُتبه فصِحاح. وأمّا إذا حدّث من حِفْظِهِ فلا.
وقال الْبُخَاريّ: تُوُفِّيَ في أول شَوّال سنة أربعين بالحديثة. فيه نظر. كان قد عَمِيَ، فلُقِّن ما ليس من حديثه.
قال الْبَغَويّ: بلغ مائة سنة.
قُلْتُ: وَمِمَّا تَفَرَّدَ بِهِ سُوَيْدٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قِيلَ لَهُ: لَوْ صَلَّيْتَ عَلَى أُمِّ سَعْدٍ، فَصَلَّى عَلَيْهَا وَقَدْ أَتَى لَهَا شَهْرٌ، وَكَانَ غَائِبًا. رَوَاهُ جَمَاعَةٌ ثِقَاتٌ عَنْهُ، وَهُوَ مِمَّا نقم عليه. . [ص:838]
وَكَذَا تَفَرَّدَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " «الْمَهْدِيُّ مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ» ". وَهَذَا إِنَّمَا رَوَاهُ النَّاسُ عَنْ سُفْيَانَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَلَكِنْ لَفْظُهُ: " «لَا تَذْهَبُ الأَيَّامُ وَاللَّيَالِي حَتَّى يَمْلُكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بيتي يواطئ اسمه اسمي» ".(5/836)
181 - ت ن: سُوَيْدُ بنُ نصر، أبو الفضل المَرْوَزِيّ، المعروف بالشاه. [الوفاة: 231 - 240 ه]
سَمِعَ: ابن المبارك، وسُفْيان بْن عُيَيْنَة، ونوح بن أبي مريم، وغيرهم.
وَعَنْهُ: الترمذي، والنسائي، والحسين بْن إدريس الهَرَويّ، والحَسَن بْن الطيّب البلْخيّ، وجماعة.
قال النَّسائيّ: ثقة.
وقيل: إنّه جاوز التسعين.
توفي سنة أربعين أيضا.(5/838)
-[حَرْفُ الشِّينِ](5/838)
182 - م د ق: شجاع بن مخلد، أبو الفضل البغوي، [الوفاة: 231 - 240 ه]
نزيل بغداد.
سَمِعَ: هُشَيْمًا، وإسماعيل بْن عيّاش، وابن عيينة، ووكيعا، وجماعة.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، وابن ماجه، وإبراهيم الحربيّ، وأبو القاسم البغوي، وموسى بن هارون، وحامد بن شعيب البلخي، وأحمد بن الحسن الصوفي.
وثقه ابن معين.
ومات سنة خمس وثلاثين.
ويقال له: الفلاس.
وقال إبراهيم الحربيّ: حدَّثنِي شجاع بْن مَخْلَد ولَم نكتب ها هنا عن أحدٍ خير منه.
وقال موسى بْن هارون: وُلِدَ سنة خمسين ومائة.
وقال الحسين بْن فَهْم: تُوُفِّيَ في عاشر صفر، وحضره بشر كثير. وهو ثقة ثبت.(5/838)
183 - ن: شعيب بن يوسف النسائي، أبو عمرو. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: ابن عُيَيْنَة، ويحيى القطّان، وابن مهديّ، وغيرهم.
وَعَنْهُ: النسائي ووثقه، وأبو زرعة، وأبو حاتم.
وكان من أصحاب الحديث الأثبات.(5/839)
184 - م د ن: شيبان بْن أبي شيبة فَرُّوخ، أبو محمد الحبطي، مولاهم الأبُليُّ البَصْريُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
سَمِعَ: أبا الأشهب العُطارِدِيّ، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وجرير بْن حازم، ومبارك بن فضالة، وسلام بْن مسكين، وأبان العطّار، ومحمد بْن راشد، وجماعة.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، والنسائي عن رجل عنه، وجعفر الفريابي، والْحَسَن بْن سُفْيَان، وأبو يَعْلَى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، وعبدان، ومُطَيَّن، وخلق كثير.
وكان ثقةً صدوقًا مكثرًا.
قال عَبْدَان: كان عنده خمسون ألف حديث، وكان عندهم أثبت من هُدْبَةَ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوقٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كان يرى القدر، واضطّر النّاس إليه بأخرة.
قيل: وُلِدَ سنة أربعين ومائة، فإنّ موسى بْن هارون سأله عن مولده، فقال فيها، ثُمَّ شكّ شيئًا في أنّ مولده قبل ذلك بسنة أو سنتين. ومات سنة خمسٍ، وقيل: سنة ست وثلاثين وهو أصح.(5/839)
-[حَرْفُ الصَّادِ](5/839)
185 - م: صالح بْن حاتم بْن وردان، أبو محمد الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
سَمِعَ: أباه، وحمّاد بْن زيد، ويزيد بْن زُريع، ومعتمر بْن سليمان، وجماعة.
وَعَنْهُ: مُسلم، وأبو مسلم الكَجّيّ، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، والبَغَويّ، وآخرون. .
تُوُفّي سنة ست وثلاثين. . [ص:840]
وقال: أبو حاتم: شيخ.(5/839)
186 - د: صالحِ بْن سهيل، أبو أحمد النّخَعيّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: مولاه يحيى بْن زكريّا بْن أبي زائدة، وعن المحاربي.
وَعَنْهُ: أبو داود، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومطين، وأبو لبيد السامي، وآخرون.(5/840)
187 - ت: صالح بْن عبد اللَّه بْن ذكوان، أبو عبد الله الترمذي الباهلي الحافظ، [الوفاة: 231 - 240 ه]
نزيل بغداد.
حدَّث عن مالك، وشَرِيك، وعبد الوارث، وحماد الأبَحّ، وأبي عَوَانة، وجعفر بْن سليمان، وطائفة.
وكان ثقة صدوقًا صاحب حديث.
وَعَنْهُ: الترمذي، وروى أيضًا عن رجلٍ عنه، وابن أبي الدُّنيا، وصالح بْن محمد جَزَرَة، وأبو زُرْعَة، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وابن كرّام، وخلْق.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقيل: إنه تُوُفّي بمكّة سنة تسع وثلاثين.
وقال ابن حِبّان: كان صاحب حديث وسنة وفضل، وكتب وجمع.(5/840)
188 - صالح بن محمد الترمذي. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: أبي داود الطَّيَالِسيّ، ومقاتل بْن الفضل اليَمَانيّ، والسدي الصغير.
وَعَنْهُ: عاصم بن زمزم البلخي الحنفي. قاله ابن أبي حاتم.
قال ابن حِبَّان: كان جَهْمِيًّا داعيةً يبيعُ الْخَمْرَ وَيُبِيحُ شُرْبَهُ، رشا لَهم حتى ولّوه القضاء بترمذ، فكان يؤذي من يقول: الإيمان قولٌ وعملٌ. حتّى أنّه أخذ مُحدِّثًا صالِحًا، فجعل في عُنِقه حبلًا، وطّوف به. وكان الْحُمَيْدِيّ بِمَكّة يقنت عليه. وكان إسحاق بْن رَاهَوَيْه إذا ذكره بَكَى من تَجرُّئه على اللَّه.
ولأبي عَوْن عصام فيه قصيدة طويلة أوَّلها: [ص:841]
تفتّى بشرقِ الأرض شيخ مُفَّتنُ ... له قَحم في الصالحين إذ ذُكِرْ
أنافَ على التِّسْعِينَ لا دَرَّ دَرُّهُ ... وعجَّلَه ربِّي الجليل إلى سَقَرْ(5/840)
189 - صالح بْن مالك، أبو عبد الله الخُوَارزميُّ [الوفاة: 231 - 240 ه]
نزيل بغداد.
حَدَّثَ عَنْ: العزيز بْن أبي سَلَمَةَ الماجِشُون، وأظنّه آخر من حَدَّثَ عنه، وأبي مسلم قائد الأعمش، وصالح المري، وحفص بن سليمان المقرئ، وغيرهم.
وَعَنْهُ: عبد الله بن أحمد، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، وإبراهيم بن عبد الله المخرمي، وآخرون.
قال الخطيب: كان صدوقًا.(5/841)
190 - د ت ن: صَفْوانُ بنُ صالح بْن صَفْوان بْن دينار الحافظ الكبير، أبو عبد الملك الثقفي، مولاهم الدِّمشقيُّ، [الوفاة: 231 - 240 ه]
مُؤذّن جامع دمشق.
سَمِعَ: ابن عيينة، وسُوَيْد بن عبد العزيز، ومروان بْن معاوية، والوليد بْن مسلم، ووكيعا، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أبو داود، والترمذي، والنسائي عن رجل عنه، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأحمد بن أنس بن مالك، وأحمد بن المعلَّى، وجعفر الفريابي، وَمحمد بْن قتيبة العسقلاني، وآخرون كثيرون. وكان يَنْتَحل مذهب الكوفييّن.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال التِّرْمِذيّ: ثقة.
وقال سلم بْن مُعَاذ: قلتُ لسليمان بْن عبد الرحمن: إنّ صَفْوان بْن صالِح يأبى أن يُحدِّثَنا. قال: فدخلَ صَفْوان فسلّم عليه، فقال سليمان: بلغني أنّك تأبى أن تحدِّث. قال: يا أبا أيّوب مَنَعَنَا السُّلطان. قالَ: وَيْحَكَ، حدِّث، فإنّه بلغني أنّ أهل الْجَنَّةِ يحتاجون إلى العلماء في الجنّة كما يحتاجونَ إليهم في الدُّنْيَا. فحدَّث لعلّك أن تكون منهم. فحدثنا.
قال أبو زرعة الدمشقي: توفي في أول سنة تسع وثلاثين.
وقال عَمْرو بْن دُحَيْم: تُوُفّي في ربيع الأول سنة تسع. [ص:842]
وقال يعقوب الفَسَويّ: وُلِدَ سنة ثمانٍ أو تسعٍ وستين ومائة.(5/841)
191 - صقر بْن عبد الرحمن الكُوفيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
حدَّث ببغداد، عن خلف بْن خليفة، وعبد اللَّه بْن إدريس.
وَعَنْهُ: أبو يَعْلَى الموصلي، وغيره.
وهو متروك واه.(5/842)
192 - الصَّلْت بْن مسعود، أبو بكر، ويقال أبو محمد الجحدري الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
قاضي سامرّاء.
سَمِعَ: حمّاد بْن زيد، وعُبَيْد بْن القاسم، ودُرُسْت بْن زياد، والحارث بْن وجيه، وحرب بن ميمون صاحب الأغمية، ومحمد بن ثابت العبدي، وجماعة.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو القاسم البغوي، وأبو يعلى، وعبدان، وأبو لبيد محمد بن إدريس، وجماعة.
قال صالح جَزَرَة: ثقة.
قلت: تُوُفّي في صفر سنة تسع وثلاثين. وكل ما روى عنه مسلم حديثا واحدا.(5/842)
-[حَرْفُ الطَّاءِ](5/842)
193 - طالوت بْن عَبّاد، أبو عثمان البَصْريُّ الصَّيْرفيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: فضال بْن جُبَيْر، عن أبي أمامة الباهلي. وعن الربيع بْن مسلم، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وأبي هلال محمد بْن سُلَيم، واليَمَان أبي حُذَيْفة، وسعيد بْن إبراهيم، وجماعة.
وله نسخة مشهورة وقعت لنا بعلو.
رَوَى عَنْهُ: أبو حاتم الرازي وعبدان الأهوازي، وأبو القاسم البغوي، ويحيى بْن محمد الحِنّائيّ، وعليّ بْن سعيد بْن بشير الرازي، وآخرون.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
وقَالَ غيره: تُوُفّي سنة ثمان وثلاثين. [ص:843]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَافِظِ بْنُ بَدْرَانَ، وَيُوسُفُ بْنُ أحمد، قالا: أخبرنا موسى بن عبد القادر، قال: أخبرنا سعيد بن البناء، قال: أخبرنا علي بن البسري، قال: حدثنا أبو طاهر الذهبي، قال: حدثنا أبو القاسم البغوي، قال: حدثنا طالوت بن عباد، قال: حدثنا سَعِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " «إِذَا تَوَاجَهَ الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ» ".(5/842)
194 - طاهر بْن أبي أحمد محمد بْن عبد اللَّه بْن الزُّبَيْر الزُّبَيْريّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: أبي بكر بْن عيّاش، وغيره.
وَعَنْهُ: محمد بْن عبد اللَّه الحضرميّ، وموسى ابن إسحاق القاضي، وغيرهما.
أورده ابن أبي حاتم في كتابه.
وقد روى عنه محمد عثمان بن أبي شيبة، عن أبيه أبي أحمد.
ورَّخ مُطَيَّن موته سنة أربعين ومائتين.(5/843)
195 - الطَّيِّب بْن إسماعيل، أبو حَمْدون الذُّهْليُّ البَغْداديُّ اللُّؤلُؤيُّ المقرئ العابد. [الوفاة: 231 - 240 ه]
كان كبير الشأن، كثير الورع، إماما في القراءة والتَّجويد.
رَوَى الحروف عَنْ: الكِسائيّ، ويعقوب الحضْرميّ، ويحيى بن آدم.
وقرأ على: إسحاق المسيبي، وعبيد الله بن موسى، وحسين الجعفي.
وَرَوَى عَنْ: سُفْيان بْن عُيَيْنَة، وغير واحد.
رَوَى عَنْهُ: إسحاق بن سُنَيْن الخُتُّليّ، وسليمان بْن يحيى الضَّبّيّ، وأبو العبّاس بْن مسروق، والقاسم بْن أحمد المعشريّ. وقرأ عليه برواية الكسائي أبو عليّ الحَسَن بن الحسين الصَّوّاف المقرئ، وقرأ عليه القاسم بن زكريّا المطرِّز، وعبد الله بن الهيثم البلْخيّ، والحسين بن شيرك الآدميّ شيخ المطَّوعي. [ص:844]
نقل الخطيب في تاريخه أنّ أَبَا حمدون رحمه اللَّه كان له صحيفة فيها أسماء ثلاثمائة نفس من أصحابه، فكان يدعو لهم كلّ ليلة ويسمّيهم، فنام عَنْهُمْ ليلةً، فقيل له فِي النوم: يا أَبَا حمدون، لم تُسْرِج مصابيحك! قال: فقعد ودعا لهم. وبَلَغَنَا أنّه كان يلتقط الأشياء المنبوذة فيتقوت بها.(5/843)
-[حَرْفُ الْعَيْنِ](5/844)
196 - عاصم بْن عمر بْن عليّ بْن مُقَدَّم، أبو البشر المُقَدَّميّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
حَدَّثَ ببغداد عَنْ: أبيه.
وَعَنْهُ: أبو بكر بن أبي الدُّنيا، وعبد الله بْن أحمد، وأحمد بْن الحسن الصُّوفيّ، وجماعة.
قال ابن مَعِين: صدوق.
وقال البَغَويّ: مات سنة إحدى وثلاثين، وقد كتبت عنه.(5/844)
197 - م د ن: عاصم بْن النَّضْر، أبو عمر الأحْوَل التَّيْميّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
ومنهم من سمّاه عاصم بْن محمد بْن النَّضْر.
سَمِعَ: مُعْتَمر بْن سليمان، وخالد بْن الحارث.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود. والنسائي عن رجل عنه، وإبراهيم بْن أورمة، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وهو الذي سماه عاصم بن محمد، وأحمد بن محمد بن عاصم الرازي، وجعفر الفريابي، وعبدان الأهوازي، والحسين بن إسحاق التستري، وطائفة.(5/844)
198 - عَبَادة بن زياد الأسَديُّ، الكُوفيُّ بفتح أوله. [الوفاة: 231 - 240 ه]
رَوَى عَنْ: يحيى بْن العلاء الرازيّ، وقيس بْن الربيع، وعمر بْن سعْد، وجماعة من طبقتهم.
وَعَنْهُ: محمد بْن عثمان بْن أبي شيبة، وإبراهيم بْن سليمان النَّهْميّ، وعثمان بْن خُرَّزاذ، وأبو حُصَيْن محمد بْن الحسين الوادعيّ، وإبراهيم بْن هانئ النَّيْسَابوريُّ، ومُطَيَّن وآخرون.
قال موسى بْن هارون: تركتُ حديثه.
وقال ابن عديّ: شيعي غال. [ص:845]
تُوُفّي سنة إحدى وثلاثين بالكوفة.
قال محمد بْن محمد بْن عَمْرو النَّيْسَابُوري الحافظ: عَبَادة بْن زياد مُجْمَعٌ على كذبه ووضعه الأحاديث.
وقال أبو حاتم الرازيّ: محلُّه الصِّدق.
وقال موسى بْن إسحاق الأنصاريّ: صدوق.
قلت: روى أيضًا عن أبيه، عن أبي الزّناد، وروى عن أبي بكر بن عياش.(5/844)
199 - خ: عبّاس بْن الحسين أبو الفضْل البَغْداديُّ القَنْطَريّ، [الوفاة: 231 - 240 ه]
قنطرة البَرَدان.
عَنْ: يحيى بْن آدم، وأبي أسامة، ومبشر الحلبي.
وَعَنْهُ: البخاري، والحسن بْن عليّ المعمريّ، وعبد الله بن أحمد، وموسى بن هارون.
وثقه عبد الله.
قال أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَنْدَهْ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أربعين.(5/845)
200 - العبّاس بْن عبد الله البَغْداديُّ الورّاق. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: وَكِيع، ومحمد بْن بكر البرْسانيّ.
وَعَنْهُ: أبو بكر الصغاني، ويزيد بن الهيثم، وأحمد بن بشر المرثدي.
وثقه الدارقطني، وقال: عنده المصنفَّ لوكيع.
مات سنة ثلاث وثلاثين.(5/845)
201 - العبّاس بْن عبد الرحمن، أبو الحارث القُرَشيّ الدِّمشقيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: بكر بْن عبد العزيز.
وَعَنْهُ: أبو حاتم الرازيّ، وأبو عبد الملك البُسْريّ، وجماعة.
قال أبو حاتم: صدوق.(5/845)
202 - ق: عبّاس بْن عثمان بْن محمد، أبو الفضل البجلي الدمشقي الراهبي، [الوفاة: 231 - 240 ه]
من محلّة الراهب.
كان مُؤدبًا له فضيلة وإتقان.
سَمِعَ: الوليد بْن مسلم، وَعِرَاكَ بْن خالد.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وبَقِيّ بْن مَخْلَد، وَأَبُو زُرْعَة الدِّمشقيُّ، وعثمان بن خرزاذ، وأحمد بن علي بن الأبّار، وعمر بن سعيد المنبجي، وطائفة.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ: سَمِعْتُ الْوَلِيدَ بْنَ مُسْلِم يَقُولُ: احفظوني فِي عبّاس، فإنّ لي فِيهِ فراسة.
ووثّقه أَبُو الْحَسَن بْن سُمَيع.
قَالَ أبو زُرْعة: وُلِدَ سنة ستٍّ وسبعين ومائة، ومات سنة تسعٍ وثلاثين.(5/846)
203 - العبّاس بْن غالب البَغْداديُّ الورَّاق. [الوفاة: 231 - 240 ه]
كَانَ عنده المصنّف لوكيع.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر الصَّغَانيّ، وأحمد بْن بِشْر المَرْثَديّ.
وثّقه الدَّارَقُطْنِيّ، ومَات سنة ثلاثٍ وثلاثين.
قَالَ أَبُو طالب أَحْمَد بْن حُمَيْد: كَانَ أَحْمَد بْن حنبل يُعظّم شأنه.
وَسُئِلَ عَنْهُ أَبُو زُرْعَة الرازيّ فقال: ثقة لا بأس به.(5/846)
204 - خ م ن: الْعَبَّاس بْن الوليد بْن نصر، أَبُو الفضل الباهلي. مولاهم النَّرْسِيّ الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
ابن عمّ عَبْد الأعلى بن حماد. ونرس هو جدهما نصر، كان بعض العجم يريد أن يدعوه نصر فينطق بِهَا نَرْس لِرَدَاءَة لسانه.
سَمِعَ: أَبَا عَوَانة، وعبد الواحد بْن زياد، والْحمَّادَيْن، ويزيد بْن زُرَيْع، وعبد اللَّه بْن جَعْفَر المدينيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، والنسائي عَنْ رجلٍ عَنْهُ، وأبو بَكْر أَحْمَد بْن عليّ الْمَرْوَزِيّ، وأحمد بْن عليّ الأبّار، وأحمد بْن عليّ الْمَوْصِليّ، والْحَسَن بْن سُفْيَان، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد، وطائفة. [ص:847]
وثّقه ابن مَعِين، وغيره ورجّحوه عَلَى ابن عمّه.
تُوُفِيّ سنة سَبْعٍ وثلاثين، وقيل: سنة ثمان.(5/846)
205 - م: عَبْد اللَّه بْن برّاد بْن يوسف بْن أَبِي بُرْدَة بْن أَبِي مُوسَى الأشعريُّ، أَبُو عامر الكُوفيُّ، [الوفاة: 231 - 240 ه]
عمّ عَبْد اللَّه بْن عامر بْن برّاد.
سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن إدريس، وابن فُضَيْلٍ، وأبا أسامة، وغيرهم.
وَعَنْهُ: مسلم، وقال الْبُخَاريّ فِي الصحيح: قَالَ عبدُ اللَّه بن براد: حدثنا أَبُو أسامة فذكر حديثًا.
وَرَوَى عَنْهُ: مُوسَى بْن هارون، ومُطَيَّن، وعَبْدَان، وَالْحَسَن بْن سُفْيَان.
قَالَ الْإِمَام أَحْمَد: لَيْسَ بِهِ بأس، كَانَ معنا بالكوفة.
وقال مطيَّن: مات فِي جُمَادى الآخرة سنة أربعٍ وثلاثين.
وأمّا ابن أخيه فيروي عَنْهُ ابن ماجة، وينسبه إلى جدِّه فيوهم أنّه هُوَ.(5/847)
206 - عَبْد اللَّه بْن بكّار. [الوفاة: 231 - 240 ه]
سَمِعَ: عِكْرِمَة بْن عمّار، ومحمد بْن ثابت البُنَانيّ.
رَوَى عَنْهُ أبو يعلى الموصلي، وهو من كبار شيوخه.(5/847)
207 - د ق: عبد الله بن الجراح بن سعيد، أَبُو محمد التميمي القهستاني، [الوفاة: 231 - 240 ه]
نزيل نَيْسَابُور.
محدِّث جليل عالي الإسناد. رحل وسمعَ مالك بْن أنس، وحمّاد بْن زيد، وإبراهيم بْن سعْد، وأبا الأحْوَص، وشَرِيك بْن عبد الله، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو داود، وابن ماجه، وأبو عبد الرحمن النسائي في حديث مالك، وإبراهيم بن أبي طالب، والحسن بن سفيان، وأبو العباس السراج، وعدة.
قَالَ أبو حاتم: كَانَ كثير الخطأ، ومحلُّه الصِّدْق.
وقال النسائيّ: ثقة.
وقال الحاكم: مُحدِّث كبير سكنَ نَيْسَابُور، وبِهَا انتشر عِلْمُه.
وقال أَبُو يَعْلَى الخليليّ: تُوُفِيّ سنة سَبْعٍ وثلاثين. [ص:848]
وقال أَبُو قُرَيش الحافظ: تُوُفِيّ سنة اثنتين وثلاثين.
قلتُ: هذا غلط، ويُبيّن ذَلِكَ سماع النَّسائيّ منه. فإنّه إنّما قدِمَ نَيْسَابُور سنة خمس أو ست.(5/847)
208 - م د: عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن يَحْيَى بْن خالد، أبو محمد البَرْمَكيُّ [الوفاة: 231 - 240 ه]
ابن وزير الرشيد.
سكن البصرة ثم بغداد.
وحدَّث عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وإسحاق الأزرق، ووكيع، ومعن القزاز.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، وأحمد بْن عَمْرو البزّار، وجعفر الفريابي، والقاسم بن زكريا المطرز، وجماعة.
قَالَ الدّارَقُطْنيّ: ثقة.(5/848)
209 - عَبْد اللَّه بْن حرب اللَّيْثِيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: عَبْد السلام بن حرب، والمعتمر بْن سُلَيْمَان، وهذه الطبقة.
كتب عَنْهُ أَبُو حاتِم، وقال: ثقة حافظ.(5/848)
210 - عَبْد اللَّه بْن خُلَيْد، أَبُو العَمَيْثَل الكاتب. [الوفاة: 231 - 240 ه]
شاعر مُجيد، وكاتب بليغ، ولُغَوِيّ بارع. كتب الإنشاء للأمير عَبْد اللَّه بْن طاهر، وله فِيهِ مدائح، وبَلَغَنَا أنّ أَبَا تَمّام الطّائيّ لَمَّا أنشد الأمير عبد الله بن طاهر قصيدته البائية قَالَ أَبُو العُمَيْثِل: يا أَبَا تَمّام لِمَ لا تقول ما يفهم؟ فقال أبو تمام: يا أَبَا العُمَيْثِل: لِمَ لا تَفْهَمُ مَا يُقال؟ قِيلَ: هذا الجواب المُسْكِتُ الْمُطْرِبُ.
تُوُفِيّ سنة أربعين.(5/848)
211 - د ق: عَبْد اللَّه بْن سَالِم، ويُقال: عَبْد اللَّه بْن محمد بْن سالِم الزُّبَيْدِيّ الكُوفيُّ القزّاز، أبو محمد المفلوج. [الوفاة: 231 - 240 ه]
سمعَ وَكِيعًا، وعُبَيْدَةَ بْن الأسود، والْحُسَيْن بْن زيد بن علي الهاشمي، [ص:849] وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، وابن ماجه، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو يعلى الْمَوْصِليّ، ومُطَيَّن، والْحَسَن بْن سُفْيَان، وجماعة.
قَالَ أَبُو يَعْلَى: كَانَ من خِيَار أهل الكُوفَة.
وقال مُطَيَّن: مات فِي شوّال سنة خمسٍ وثلاثين.(5/848)
212 - عَبْد اللَّه بْن سَعْد بْن إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَبُو القاسم الزُّهْرِيّ العَوْفِيّ البَغْداديُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
كَانَ أكبر إخوته.
سَمِعَ: أباهُ، وعمّه يعقوب بن إبراهيم، وجعفر بن عون.
وَعَنْهُ: أبو حاتم الرّازيّ، وعَبْد اللَّه بْن أحمد بْن حنبل، وأبو القاسم البغوي، وجماعة.
وثقه ابن حبان، وغيره. ومات بالمصيصة، سنة ثمان وثلاثين.
ذكر ابن عدي وحده أن البخاري رَوَى عَنْهُ فِي صحيحه. وأمّا رواية الْبُخَاريّ عَنْ أخيه عُبَيْد اللَّه فبِلَا شكّ.(5/849)
213 - عَبْد اللَّه بْن سلَّام الشّاشِيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: حمّاد بْن زيد، ومعاوية الضّال، وهشيم، وعمرو بن الأزهر.
وَعَنْهُ: فتح بن عبيد السمرقندي، وغيره.
مات في ذي الحجة سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.
ذكره الخطيب في تلخيصه.(5/849)
214 - عبد الله بن سليمان، أبو محمد البعلبكي العدوي. [الوفاة: 231 - 240 ه]
سَمِعَ: اللَّيْث بْن سعد، وابن المبارك، وغيرهما.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْن محمد بْن أَبِي الصُّفَيْرَاء شيخ لابن عديّ، ومحمد بن محمد ابن الباغندي. [ص:850]
وهو مستقيم الحديث مقل.(5/849)
215 - م د ق: عَبْد اللَّه بْن عامر بْن زُرَارة، أَبُو محمد الحضرميّ، مولاهم الكُوفيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وشَرِيك، ويَحْيَى بْن زكريّا بْن أَبِي زائدة، وعليّ بْن مُسْهِر، وأبي بَكْر بْن عيّاش، وجماعة.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، وابن ماجه، وبَقِيّ بْن مَخْلَد، وعبْدَان، وأبو يعْلَى، ومحمد بْن صالِح بْن ذَرِيح، وطائفة.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
وقال مُطَيَّن: مات سنة سَبْعٍ وثلاثين.
وكان يلون بصفرة.(5/850)
216 - د: عَبْد اللَّه بْن عَبْد الجبّار، أَبُو القاسم الخَبائريّ الحمصيّ، [الوفاة: 231 - 240 ه]
من ولد خبائر بْن كَلاع بْن شُرَحْبيل.
سَمِعَ: إِسْمَاعِيل بْن عيّاش، ومحمد بْن حرب، وبقيّة، وأبي إِسْحَاق الفَزَارِيّ، وطائفة. وأقْدَمَ شيخ لَهُ الحكم بْن الوليد الوُحَاظيّ. تابعيّ سَمِعَ من عَبْد اللَّه بْن بُسْر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وعُمِّر دهرًا.
وَعَنْهُ: أَبُو زُرْعَة، وأبو حاتِم الرّازيّان، وإسماعيل بْن محمد بْن قيراط، ومحمد بْن عَوْف الطّائيّ، وجعفر الفِرْيَابيّ، وجماعة.
قَالَ ابن عديّ: تُوُفِيّ سنة خمس وثلاثين.
وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال أَبُو أَحْمَد الحاكم: كَانَ إمام مسجد حمص.(5/850)
217 - ن: عَبْد اللَّه بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْن الخطّاب، أَبُو محمد، وقيل: أَبُو عمر الخطابي الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
سَمِعَ: عَبْد العزيز بْن محمد الدَّرَاوَرْدِيّ، ومُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان، ويزيد بْن زُرَيْع، ومحمد بْن يزيد الواسطي، وجَمَاعة.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر الأثرم، وعِمْرَان بْن مُوسَى بْن مُجَاشِع، وهِلالُ بْن العلاء، وعَبْدَان الأهوَازِيّ، والبَغَويّ. [ص:851]
وثّقه الخطيب، وغيره.
ومات فِي ذي القعدة سنة ستًّ وثلاثين.
روى النَّسَائيّ عَنْ هلال، عَنْهُ.(5/850)
218 - عَبْد اللَّه بْن عُمَرَ بْن الرّمّاح، أَبُو محمد النَّيْسَابُوريّ [الوفاة: 231 - 240 ه]
قاضي نَيْسَابُور.
قَالَ الحاكم: وليَ القضاء أيام المعاذية، ثم بقي إلى أول أيام الطاهرية، وكان أبوه بلخيا.
سَمِعَ مِنْهُ: يحيى بْن يَحْيَى.
وروى الرّمّاح عَنْ مقاتل بْن سُلَيْمَان. واسم الرّمّاح: ميمون.
رحل عبد الله وَسَمِعَ: مالكًا، وحمّاد بْن زيد، ومُعْتَمر بْن سُلَيْمَان، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: إِسْحَاق بْن راهَوَيْه مَعَ تقدُّمه، والذُّهِليّ، وإبراهيم بْن أَبِي طالب، وجعفر بْن محمد بْن سَوّار، وزكريّا بْن دَلُّويه، ومحمد بْن عَبْد الوهّاب الفَرّاء، وخلْق سواهم.
وقد كَانَ عبدُ اللَّه من غُلاةِ السنة القوّالين بالحقّ.
قَالَ أَبُو زيد عَبْد اللَّه بْن محمد: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: من قَالَ: القرآن مخلوق فهو كافر. وَمَنْ قَالَ الجمعة ليست بواجبة فهو كافر، ومَن شكّ فِي كُفْرِهم فهو كافر.
قَالَ محمد بْن يحيى الذُّهَليّ: هُوَ ثقة.
وقال الحاكم: حدثنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو العباس مكي بن محمد البلخي، قال: حدثنا أَبُو سُلَيْمَان محمد بْن منصور قَالَ: قَالَ لي بِشْر بْن الوليد: اشكروا ابن الرّمّاح، فقد كُنَّا فِي مجلس أمير المؤمنين وهو وراء السِّتْر، فخرجَ خَصِيّ، فقال: أميرُ المؤمنين يَقُولُ: مَنْ لَمْ يكن عَلَى رأينا فلا يشهد مجلسنا. فقام ابن الرماح، فقال: لسنا عَلَى هذا الرأي، ولا نُبَالِي أن لا نجلسَ هذا المجلس. قَالَ بِشْر: فغطّيتُ وجهِي وسدَدْتُ أُذُنِي، [ص:852] وقلت: الساعة أسمع وقع السيوف. فلمّا لَم أسمع رفعتُ يدي، وإذا قفاهُ ووجهه إلينا قد بلغ الباب ليخرج، فقلتُ: الحمد لله الَّذِي سلّمه منهم.
تُوُفِيّ فِي ثالث عشر ذي القعدة سنة أربعٍ وثلاثين.(5/851)
219 - م د: عَبْد اللَّه بْن عُمَرَ بْن محمد بْن أبان بن صالح بن عمير الأموي، مولى عثمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَبُو عَبْد الرَّحْمَن الكُوفيُّ، مُشْكُدَانَة. [الوفاة: 231 - 240 ه]
سَمِعَ: عَبْد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، وابن المبارك، وعبيد اللَّه الأشجعي، وعليّ بْن هاشم بْن البُرَيد، ويَحْيَى بْن زكريّا بْن أبي زائدة، وابن فضيل، وطائفة.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، وأبو زُرْعَة الرازيّ، وأبو بَكْر أَحْمَد بْن عليّ القاضيّ، وأبو الْعَبَّاس السّرّاج، ومحمد بْن عَبْدُوس السّرّاج، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن أبان السّرّاج، وأبو القاسم البَغَويّ.
قَالَ أَبُو حاتِم: صدوق.
وقال أَبُو العبّاس السّرّاج: سَمِعْتُهُ يَقُولُ، وأتاهُ رجلٌ عَلَى كتابهِ مُشكدانة فغضب، وقال: إنّما لقَّبني مُشْكدانة أَبُو نُعَيْم، كنت إذا أتيتُه تلبّست وتطيَّبت، فإذا رآني قَالَ: قد جاء مُشكدانة، وهو بلسان الخُراسانيّين: وعاء المِسْك.
قَالَ ابن عساكر: مات فِي المحرم سنة تسعٍ وثلاثين.
قِيلَ: كَانَ يتشيّع. وسيُذكَر فِي ترجمة صالح جزرة.(5/852)
220 - م: عبد الله بن عمر، ويقال: عبد الله بن محمد، ابن الرومي اليمامي. [الوفاة: 231 - 240 ه]
نزيل بغداد.
سَمِعَ: عَبْد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، وأبا معاوية، وجماعة.
وَعَنْهُ: مسلم، وإبراهيم الحربيّ، وأبو حاتم الرازي، وقال: صدوق.
توفي سنة ست وثلاثين.(5/852)
221 - ق: عَبْد اللَّه بْن عِمْرَان بْن أَبِي عليّ الأسَديُّ الأصبهانيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
نزيل الرِّيّ.
سَمِعَ: جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وأبا معاوية، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وأبو محمد الدّارميّ، وإسماعيل سَمُّويْه، وإبراهيم بن نائلة، وعلي بن سعيد بن بشير الرازي، وآخرون.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
وقد روى عنه البخاري خارج " الصحيح ".(5/853)
222 - م ن: عَبْد اللَّه بْن عَوْن، ابن أمير الديّار المصرية أَبِي عَوْن عَبْد الملك بْن يزيد الهلاليِّ البَغْداديِّ، أبو محمد الأدميُّ الخرَّاز الزاهد. [الوفاة: 231 - 240 ه]
أخو محرز بن عون.
سَمِعَ: مالِكًا، وشَرِيكًا، وإبراهيم بْن سعْد، وإسماعيل بْن جَعْفَر، ومبارك ابن سَعِيد الثَّوْرِيّ، وخلف بن خليفة، ويوسف بن الماجشون، وخلقا
وَعَنْهُ: مسلم، والنسائي، عَنْ رَجُل عَنْهُ، وأبو زُرْعَة، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد، وأبو شُعَيْب الحرَّانيّ، وأحمد بْن عليّ الْمَرْوَزِيّ، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، ومطيَّن، وأبو القاسم البَغَويّ، وخلْق.
وثّقه ابن مَعِين، والدَّارَقُطْنِيّ.
وقال صالح جزرة: ثقة مأمون، ويقال: إنه كان من الأبدال.
وقال البغوي: حدثنا عبد الله، وكان من خيار عباد الله. قَالَ: ومات فِي رمضان سنة اثنتين وثلاثين.
قلت: وقع لي حديثه عاليا.(5/853)
223 - خ م د ن: عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أسماء بْن عُبَيْد بْن مخارق، ويُقال: ابن مِخْراق، أَبُو عبد الرحمن الضبعي الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
سَمِعَ: عمّه جُوَيْرية بْن أسماء، ومهديّ بْن ميمون، وجعفر بْن سُلَيْمَان، وابن المبارك.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، عن رجل عنه، وأبو بَكْر بْن أبي عاصم، ومحمد بْن إبراهيم البوشنجي، وموسى بن [ص:854] هارون، ويوسف القاضي، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، وأبو خليفة، وأخرون.
وثَّقه أَبُو حاتِم.
وقال ابن وارة: حدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن محمد، وقيل لَهُ: هُوَ أفضل أهَلِ البصرة، فذكرته لعلي ابن الْمَدِيني فعظَّم شأنه.
وقال أَحْمَد الدَّوْرَقِيّ: لَم أرَ بالبصرة أفضل منه.
تُوُفِيّ سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
وفي مُسْنَد أَبِي يَعْلَى جملةٌ من عواليه.(5/853)
224 - عَبْد اللَّه بْن محمد بْن إِسْحَاق، أَبُو محمد الْفَهْميّ المعروف بالبيطاريّ الفقيه الْمِصْرِيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
رَوَى عَنْ: مالك، وابن لَهِيعة، وسليمان بن بلال، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو زرعة الرازي، ويعقوب الفسوي، وآخرون.
قَالَ ابن يونس: تُوُفِيّ فِي صَفَر سنة إحدى وثلاثين.
وكان ينزلُ عِنْدَ بلال البيطار، فنُسِبَ إِلَيْهِ.
وثّقه أَحْمَد بن صالح المصري.(5/854)
225 - خ 4: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ نُفيل بْن زراع بْن عليّ، وقيل: ابن زرّاع بْن عَبْد اللَّه بْن قيس بْن عصْم بْن كُرْز بْن هِلال. الْإِمَام أَبُو جعفر القضاعي النفيلي الحراني الحافظ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
سَمِعَ: مالك بْن أنس، وزُهَيْر بْن مُعَاوِيَة، وَمَعْقِلَ بْن عُبَيْد اللَّه، وأبا الْمُلَيْح الْحَسَنَ بْن عُمَرَ الرَّقِيّ، وابن المبارك، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي الزِّنَاد، وعُفَيْر بْن مَعْدَان، وهُشَيْم بْن بشير، وَخَلْقًا. وأقدمَ شيخ سَمِعَ منه محمد بْن عمران الحَجَبيّ - شيخ مدنيّ - روى عَنْ جدَّته صفيّة بِنْت شَيْبَة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والبخاري، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه عن رجل عنه، وأحمد بن حنبل، وابن مَعِين، ومحمد بْن يَحْيَى الذُّهَليّ، وأبو زُرْعَة، وأبو داود سُلَيْمَان بْن سيف الحرّانيّ، وأحمد بن سليمان الرهاوي، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، وجعفر الفريابي، وخلق. [ص:855]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيّ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يقول: ما رَأَيْت أحفظ من النُّفَيْلِيّ، قلتُ: ولا عِيسَى بْن شاذان؟ قَالَ: ولا عِيسَى بْن شاذان.
وكان الشَّاذكُونِيّ لا يقرّ لأحدٍ فِي الْحِفْظ إلَّا للنُّفَيْلِيّ.
وكان أَحْمَد إذا ذكره يعظمّه.
قَالَ أَبُو داود: ما رأينا لَهُ كتابًا قطّ. وكلّ ما حَدَّثَنَا فمن حِفْظِه. وقال: قلتُ لأحمد: أيّما أثبت فِي زُهَيْر: أَحْمَد بْن يونس، أو النُّفَيْلِيّ؟ فقال: أَحْمَد بْن يونس رجلٌ صالِح، والنُّفَيْلِيّ صاحب حديث. وسمعتُ أَبَا داود يَقُولُ: اشْهَدْ عليَّ أنيِّ لَمْ أرَ أحفظ من النُّفَيْلِيّ.
وقال أبو حاتم: حدثنا ابنُ نُفَيْل الثّقة المأمون.
وروى أَحْمَد بْن سَلَمَةَ النَّيْسَابُوريّ عَنِ ابْن وارة قَالَ: أَحْمَد بن حنبل ببغداد، وأحمد بن صالح بمصر، وابن نُمَيْر بالكوفة، والنُّفَيْلِيّ بِحرَّان، هَؤُلَاءِ أرْكَانُ الدِّين.
وقال جَعْفَر بْن أبان: سمعتُ أَحْمَد بْن حنبل يَقُولُ: أَبُو جَعْفَر النُّفَيْلِيّ أهلٌ أن يُقْتَدى بِهِ.
وعن ابن نُمَيْر قَالَ: كان النُّفَيْلِيّ رابع أربعة. قِيلَ: مَنْ هُم؟ قَالَ: ابن مَهْديّ، ووكيع، وأبو نُعَيْم، وهو رابعهم.
تُوُفِيّ النُّفَيْلِيّ فِي أحد الربيعين سنة أربعٍ وثلاثين، وأحسبه جاوز الثمانين.(5/854)
226 - خ م د ن ق: عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أَبِي شَيْبَة إِبْرَاهِيم بْن عثمان بْن خُواسْتى، الْإِمَام أَبُو بكر العبسي، مولاهم الكُوفيُّ الحافظ [الوفاة: 231 - 240 ه]
أحد الأعلام.
سَمِعَ: شَرِيك بْن عَبْد اللَّه القاضي، وأبا الأَحْوَص، وعبد السَّلام بْن حرب، وأبا خَالِد الأحمر، وجرير بْن عَبْد الحميد، وابن المبارك، وعليّ بْن مُسْهِر، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وعَبّاد بْن العَوَّام، وعبد اللَّه بْن إدريس، وحفص بْن غِيَاث، وخلف بْن خليفة، وعبد الأعلى بْن عَبْد الأعلى، وعبد العزيز بْن عَبْد الصَّمد [ص:856] العَمّيّ، وعليّ بْن هاشم بْن البُرَيْد، وعمر بْن عُبَيْد، وهُشَيْم بْن بشير، وخلْقًا كثيرًا.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجه، والنسائي عَنْ رجلٍ عَنْهُ، وابنه، إِبْرَاهِيم بْن أَبِي بَكْر، وابن أخيه محمد بْن عثمان بْن أَبِي شيبة، وأبو زُرْعَة، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، ومحمد بْن وضَّاح، وبَقِيّ بْن مَخْلَد القُرْطُبيّان، والْحَسَن بْن سُفْيَان، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، وجعفر الفِرْيَابيّ، وَالْبَغَويّ، وخَلْق سواهم.
وَرَوَى عَنْهُ من القدماء محمد بْن سَعْد فِي الطبّقات.
قَالَ يَحْيَى الحِمّانيّ: أولاد ابن أَبِي شَيْبَة من أهل العلم، كانوا يزاحموننا عِنْدَ كلّ محدِّث.
وقال أَحْمَد بْن حنبل: أَبُو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة صدوق، وهو أحبُّ إليّ من أخيه عثمان.
وَقَالَ أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه العِجْليّ: كَانَ ثقة حافظًا للحديث.
وقال محمد بْن عُمَرَ بْن العلاء الْجُرْجَانيّ: سمعتُ أَبَا بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة، وأنا معه فِي جُبّانة كِنْدَة، فقلتُ لَهُ: يا أَبَا بَكْر سمعتَ من شُريك وأنتَ ابنُ كم؟ قَالَ: وأنا ابنُ أربع عشرة سنة، وأنا يومئذ أحفظُ للحديث منّي اليوم. فسألتُ ابن معين عن سماع أبي بكر من شَرِيك، فقال: أَبُو بَكْر عندنا صدوق. وما يحمله أن يَقُولُ: وجدتُ فِي كتاب أَبِي بخطه، وحدثت عن روح بحديث الدّجّال وكُنّا نظنُّ أَنَّهُ سمعه من أَبِي هشام الرِّفَاعِيّ.
وقال عَمْرو الفلاس: ما رأيتُ أحفظَ من ابن أَبِي شَيْبَة. قَدِمَ علينا مع علي ابن المديني فسرد للشيباني أربعمائة حديث حفظًا وقام.
وقال أَبُو عُبيد: انتهى الحديث إلى أربعة: أَبُو بَكْر بْن أَبِي شيبة أسردهم له، وأحمد بن حنبل أفقههم فِيهِ، ويَحْيَى بْن مَعِين أجمعهم لَهُ، وعليّ ابن المديني أعلمهم بِهِ.
وقال عَبْدَان الأهْوازيّ: كَانَ يقعد عِنْدَ الأُسْطُوانة أَبُو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة، وأخوهُ، ومُشْكَدَانة، وعبد اللَّه بْن البَرّاد، وغيرهم، كلهم سكوت إلا أبو [ص:857] بَكْر، فإنَّه يَهْدُر.
قَالَ ابن عَدِيّ: هِيَ الأُسْطُوانة الَّتِي كَانَ يجلسُ إليها ابنُ عُقْدَةَ. فقال لي ابنُ عقدة: هِيَ أسْطُوانة ابن مَسْعُود، جلس إليها بعده عَلْقَمة، وبعده إِبْرَاهِيم، وبعده منصور، وبعده الثَّوْرِيّ، وبعده وكيع، وبعده أَبُو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة، وبعده مُطَيَّن.
وقال صالح بن محمد جَزَرَة: أعلمُ من أدركت بالحديث وعِلَله: عليّ ابن الْمَدِيني، وأحفظهم عِنْدَ المذاكرة أَبُو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة.
وقال ابن عُقْدَةَ: سمعتُ عَبْد الرحمن بن خراش يقول: سمعتُ أَبَا زرْعَة يَقُولُ: ما رأيتُ أحفظَ من أَبِي بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة. فقلتُ: يا أَبَا زُرْعَة، فأصحابنا البغداديّون؟ فقال: دع أصحابك، فإنَّهم أصحابُ مخاريق، ما رأيتُ أحفظَ من أَبِي بَكْر بْن أَبِي شيبة.
وعن أبي عبيد قَالَ: أحسنهم وضْعًا لِكتَابٍ أَبُو بَكْر بْن أبي شيبة.
وقال الخطيب: كَانَ متقنًا حافظًا. صنَّفَ الْمُسْنَد وَالأحْكَام وَالتَّفْسِير، وحدَّث ببغداد هُوَ وأخواه: القاسِم وعُثْمَان.
وقال نفطويه في تاريخه: في سنة أربعٍ وثلاثين أشخص المتوكّل الفقهاءَ والمحدِّثينَ، فكان فيهم مُصْعَب الزُّبَيْرِيّ، وإسحاق بْن أَبِي إسرائيل، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه الْهَرَويّ، وأبو بَكْر، وعثمان ابنا أَبِي شيبة، وكانا من الحفّاظ. قَالَ: فَقُسِّمَت بينهم الجوائز، وأمرهم المتوكّل أن يُحدِّثوا بالأحاديث التي فيها الرّدُّ عَلَى الْمُعْتَزِلَة والْجَهْمِيَّة، فجلس عثمان فِي مدينة المنصور، واجتمعَ عَلَيْهِ نحوٌ من ثلاثين ألفًا. وجلس أَبُو بَكْر فِي مسجد الرّصافة، وكان أشدّ تقدُّمًا من أخيه، واجتمعَ عَلَيْهِ نحوٌ من ثلاثين ألفًا.
قَالَ البخاريّ: مات فِي الْمُحَرَّم سنة خمسٍ وثلاثين.
قلتُ: لَهُ كتابان كبيران نفيسان: الْمُسْنَد والمصنف.(5/855)
227 - عبد الله بن محمد بن هانئ، أَبُو عَبْد الرَّحْمَن النَّيْسَابُوريّ النَّحْوِيّ [الوفاة: 231 - 240 ه]
تلميذ الأخفش الأوسط. [ص:858]
سَمِعَ: يُوسف بْن عطيّة، وعبد الأعلى بْن عبد الأعلى، ومحمد بن جعفر غندرا، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو بكر بن أبي الدُّنيا، وعبد الله بن ناجية، وجعفر بن محمد بن سوار، ومحمد بن شادل، والسراج.
قَالَ الخطيب: ثقة.
تُوُفِيّ سنة ستٍّ وثلاثين.(5/857)
228 - عَبْد اللَّه بْن محمد، أَبُو الوليد الكِنَانيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن إدريس، وأبي معاوية الضّرير، وأبي داود الطيالسي.
كان كثير الحديث، إلا أنه يجاهر بالرَّفْض، وأنكر خلافة الصِّدِّيق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فجمع لَهُ الأمير عَبْد العزيز بْن دُلَف مشايخ ناحيته؛ أَبَا مَسْعُود الحافظ، ومحمد بْن بكّار، ومحمد بْن الفَرَج وزيد بْن خَرَشَة، فناظروه، فأبى إلا الثبات عَلَى ضلاله. فضربه أربعين سَوْطًا، وهَجَرَهُ النّاس. ثم صنف أبو مَسْعُود كتابًا فِي الرَّدِّ عَلَيْهِ.(5/858)
229 - عَبْد اللَّه بْن مروان بْن معاوية، أَبُو حُذَيْفَة الفَزَارِيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، والوليد بْن مُسْلِم.
وَعَنْهُ: أبو بَكْر بْن أبي الدُّنيا، وأبو القاسم البغوي.
وثقه الخطيب، وسماع البغوي منه سنة إحدى وثلاثين.(5/858)
230 - عبد الله بن مسلم بن رُشَيْد، أبو محمد الهاشمي، مولاهم. [الوفاة: 231 - 240 ه]
حدَّثَ بنَيْسَابور عَنْ: مالك، واللَّيْث بْن سعد، وإبراهيم بْن هَدْبة.
وَعَنْهُ: الْعَبَّاس بْن حمزة، وعبد اللَّه بْن محمد النَّصْراباذيّ، وغيرهما.
وكان غير ثقة قد اتُّهِمَ بالوضع.(5/858)
231 - م ن: عَبْد اللَّه بْن مطيع بْن راشد، أَبُو محمد البكري النَّيْسَابوريُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن جَعْفَر، وهُشَيْم، وابن المبارك.
وَعَنْهُ: مسلم، والنسائي عَنْ رجلٍ عَنْهُ، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، وأبو القاسم البَغَويّ، وجماعة.
وقعَ لِي حديثه عاليًا.
وتُوُفِيّ سنة سَبْعٍ وثلاثين.(5/858)
232 - عَبْد اللَّه بْن مُوسَى بْن شيبة، أَبُو محمد الْأنْصَارِيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
حدَّث ببغداد عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن قيس، ومُصْعَب النَّوْفَليّ، وإبراهيم بن صرمة.
وَعَنْهُ: تمتام، والبغوي، ومحمد بن المجدر.
قَالَ أبو حاتم: كَانَ بحُلْوان، ومحلُّه الصِّدْق.(5/859)
233 - عَبْد اللَّه بْن يزيد بْن راشد، أَبُو بَكْر الْقُرَشِيّ الدمشقي المقرئ، الملقب بحمار القُرّاء. [الوفاة: 231 - 240 ه]
شيخٌ مُسِنّ مُعَمِّر،
رَوَى عَنْ: ثور بْن يزيد، وهشام بْن الغاز، والأوزاعي، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، والوليد بْن سُلَيْمَان بْن أَبِي السَّائب.
وَعَنْهُ: أبوا زرعة، وأبو حاتم، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد، وأحمد بن المعلى، وعثمان بن سعيد الدارمي، ومحمد بن الفيض الغساني، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، وجماعة.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ، قد حدَّث عَنْهُ ثقات.
وقال بعضهم: لَم يدرك ثور بْن يزيد، إنّما روى عَنْ صَدَقة بْن عَبْد اللَّه عَنْهُ.
وقال ابن أَبِي حاتِم: روى عَنِ الأوزاعي حديثًا واحدًا ومسائل، وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ حديثين، وعن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي عَبْلَة حديثًا واحدًا.
وقال الفَسَويّ: سألتُ عَبْد الرَّحْمَن بن إبراهيم عنه. فقال: أف، نحن لم نحمل عنه ولا عن أمثاله.
قال الفسوي: لم تخف نفسي أن أكتب عَنْهُ.
وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارٌ: توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين، وهو ابن خمسٍ وتسعين سنة.(5/859)
234 - عَبْد اللَّه بْن أَبِي بَكْر بْن عليّ المقدّميّ الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: جَعْفَر بْن سُلَيْمَان، وفُضَيْل بْن عِياض. [ص:860]
قال أبو حاتم: كتبنا عنه، وكنا نكتب عَنْ أخيه محمد وهو ينظرُ من بعيد.
وقال أبو زُرْعة: رَأَيْته وليس بشيء.
تُوُفِيّ هو وأخوه سنة أربع وثلاثين.(5/859)
235 - خ م د ن: عبد الأعلى بْن حمّاد بْن نصر، الحافظ أَبُو يَحْيَى الباهلي مولاهم البصْرِيّ المعروف بالنَّرْسِيّ، [الوفاة: 231 - 240 ه]
ابن عمّ عباس المذكور آنفًا.
رَوَى عَنْ: الحمَّادَيْن، وعبدُ الجبار بْن الورد، ووُهَيْب بْن خَالِد، ومالك بْن أنس وسلام بْن أَبِي مطيع، ويزيد بن زريع، وخلق.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي بواسطة، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن عبد بن حميد الكشي، وعبد الله بن ناجية، وبقي بن مخلد، وأحمد بن يحيى البلاذري الكاتب، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو يعلى الموصلي، وأبو بكر أحمد بن علي القاضي المروزي، وجعفر الفريابي، والبغوي، وخلق.
وثقه أبو حاتم، وغيره.
توفي في جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين، وأخطأ من قَالَ: سنة ستٍّ.
وقع لي حديثه عاليًا.(5/860)
236 - عَبْد الجبار بْن عاصم، أَبُو طالب النَّسَائيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
حدَّث ببغداد عَنْ: أَبِي المليح الحسن بن عمر، وعبيد الله بن عمرو الرقيين، وإسماعيل بن عياش، وبقية بن الوليد، وغيرهم.
وَعَنْهُ: أحمد بن أبي خيثمة، وأبو القاسم البغوي، وجماعة.
قَالَ مُوسَى بْن إِسْحَاق الْأنْصَارِيّ: كَانَ أَبُو طالب جلادًا فتاب اللَّه عَلَيْهِ. فيُقال: إنه دُلّي عَلَيْهِ كيس، فكان يُنفقُ منه. رواها ابن أَبِي حاتِم، عَنْ مُوسَى.
وثّقه غير واحد. [ص:861]
وتُوُفِيّ سنة ثلاثٍ وثلاثين.
قَالَ الدّارَقُطْنيّ: ثقة.(5/860)
237 - عَبْد الْحَكَم بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الْحَكَم بْن أَعْيَن الفقيه، أَبُو عثمان الْمِصْرِيُّ، [الوفاة: 231 - 240 ه]
أحد الإخوة.
سَمِعَ: أباهُ، وابن وهْب.
وكان فقيها صالحا عالما، ولد سنة ثمانين ومائة وسجن وعذب عذابا شديدا.
قَالَ أَبُو سَعِيد بن يونس: عذب في السجن ودخن عليه فمات في جمادى الآخرة سنة سَبْعٍ وثلاثين لكونه اتُّهِمَ بودائع لعليّ بْن الْجَرَوِيّ.
وقال ابن أَبِي دُلَيْم: لَم يكن في إخوته أفقه منه.
وقيل: إنّ بني عَبْد الحَكَم ألزموا فِي نوبة ابن جَرَويّ بأكثر من ألف ألف دينار. واستُصفيت أموالُهم وأموال أصحابِهم، ونُهِبَت منازلهُمْ. ثُمَّ بعد مُدّة ورد كتاب المتوكّل بإخراج من بقي منهم في السّجون، وردّ إليهم أموالَهم أو بعضها، وسجن القاضي الأصمّ الَّذِي تعصَّب عليهم، وحُلِقت لحيته، وضرِب بالسِّياط، وطِيفَ بِهِ عَلَى حمار. وكان من كبار الْجَهْمِيّة، نسألُ اللَّه السِّتْر.
قَالَ أَبُو الطّاهر بن أَبِي عُبَيْد اللَّه المدينيّ: لَم يكن فِي أصحاب ابن وَهْب أتقنَ منه ولا أجود خطًّا، يعني عَبْد الْحَكَم.
وقال يَحْيَى بْن عثمان بْن صالِح: أحضر بنو عَبْد الحَكَم شهودًا بأنّ ابن جَرَويّ أبرأهم، فأحضر وكيل ابن الْجَرَويّ شُهودًا بِخلافِ ذَلِكَ، حتّى كاد أن تكون فتنة. وبعث المتوكل مستخرجًا للمال، ومعه عبد الله ولد ابن الْجَرَويّ، فحُكِم عَلَى بني عَبْد الْحَكَم بألف ألف دينار وأربعمائة ألف وأربعة آلاف دينار.(5/861)
238 - عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْحَاق الضّبيّ مولاهم القاضي الفقيه الحنفيّ [الوفاة: 231 - 240 ه]
أحد العلماء.
ولي قضاء الرَّقَّةِ، ثُمَّ ولي قضاء مدينة المنصور والجانب الشرقيّ من بغداد فِي خلافة المأمون. وتُوُفِيّ سنة اثنتين وثلاثين.(5/861)
239 - عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحَكَم بْن هشام، الأمير أَبُو المطرّف الأمويّ المروانيّ [الوفاة: 231 - 240 ه]
صاحب الأندلس.
وُلِدَ بطليطلة في سنة ست وسبعين ومائة، وأمه أم ولد. وولي الأندلسَ سنة ست ومائتين، وامتدت أيامه. وكان عادلا في الرعية مشكور السيرة بخلاف أبيه، جوادا فاضلا له نظر في العلوم العقلية، وهو أول من أقام رسوم الإمرة، وامتنع من التبذل للعامة، وبنوا بأمره سور إشبيلية، وأمرَ بالزيادة فِي جامع قرطبة. وكان يتشبّه بالوليد بْن عَبْد الملك فِي عُلُوّ الهِمّة، وكان محبا للعلماء مقربا لهم، مهتما بالثُّغور والجهاد. وكان يقيم الصلوات للنّاس بنفسه، ويُصلِّي إمامًا بِهم فِي كثير من الأوقات. وجاءه من الأولاد ما لم يجئ لأحد من الخلفاء. كَانَ لَهُ خمسون ابنًا وخمسون بنتًا. وكانت دولته اثنتين وثلاثين سنة.
تُوُفيّ فِي ربيع الآخر سنة ثمانٍ وثلاثين ومائتين، وولي الأندلس بعده ابنه محمد، وعاش إلى سنة ثلاث وسبعين.
قال ابن ماكولا: واسم أمه حلاوة.(5/862)
240 - م: عبد الرحمن بن سلام بن عبيد الله الجمحي، مولاهم، أَبُو حرب الْبَصْرِيّ، [الوفاة: 231 - 240 ه]
أخو محمد بْن سلام الإخباريّ.
رَوَى عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن طَهْمَان، وحمّاد بْن سَلَمة، والربيع بْن مُسْلِم، ومبارك بْن فَضَالَةَ، وأبي المقدام هشام بْن زياد، وجماعة.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن غالب تمتام، ومعاذ بن الموصلي، ومُعاذ بْن الْمُثَنَّى، وموسى بْن هارون الحافظ، والْحَسَن بْن سُفْيَان، وأبو يَعْلَى الموصلي، وأبو خليفة الْجُمَحِيّ وآخرون.
وقال أبو حاتم: صدوق.
قَالَ مُوسَى بْن هارون: تُوُفِيّ بالبصرة سنة إحدى وثلاثين، وفيها مات أخوه ببغداد.(5/862)
241 - عبد الرحمن بن صالِح الأزديّ العَتَكيّ، أَبُو صالِح، ويُقالُ: أَبُو محمد. [الوفاة: 231 - 240 ه]
كوفي نزل ببغداد.
عَنْ: شَرِيك، ويَحْيَى بْن أَبِي زائدة، وعليّ بْن مُسْهِر، وإبراهيم بْن محمد بْن أَبِي يَحْيَى، وعبدُ اللَّه بْن المبارك، وفُضَيْل بْن عِياض، ومهديّ بْن ميمون.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيم الحربي، وأحمد بْن أَبِي خَيْثَمَة، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد الدَّوْرَقِيّ، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، ويوسف القاضي، وأبو يَعْلَى الموصلي، وأبو القاسِم البَغَويّ، وأحمد بْن الْحَسَن بْن عَبْد الجبّار الصُّوفيّ، وخَلْق.
وكان أحدُ مَنْ عُنِيَ بالأثَر.
قَالَ الْحُسَيْن بْن فَهْم: قَالَ خَلَف بْن سالِم ليَحْيَى بْن مَعِين: نمضي إلى عَبْد الرَّحْمَن بْن صالِح؟ فقال لَهُ: أُغْرُب، لا صَلّى اللَّه عليك. عنده والله سبعون حديثًا ما سمعتُ منها شيئًا.
وقال سهل بْن علي الدُّوريّ: سمعتُ يَحْيَى بْن مَعِينٍ يَقُولُ: يَقْدَم عليكم رَجُل من أهل الكوفة، يُقال لَهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن صالح، ثقة صدوق شيعي، لأن يخر من السماء، أحب إليه من أن يكذب فِي نصف حرف.
وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال أَبُو داود: كَانَ رَجُل سَوْء، وضع كتاب مثالب فِي الصّحابة. وقال صالح جَزَرَة: كَانَ يقرض عثمان.
وقال مُوسَى بْن هارون: كَانَ عَبْد الرَّحْمَن ثقة فِي الحديث، وكان يحدث بمثالب أزواج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وأصْحَابِهِ، شيعي محترق.
وقال البغوي: سمعته يَقُولُ: خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْر وعمر.
تُوُفِيّ فِي سَلْخ ذي الحجّة سنة خمسٍ وثلاثين.
وقد روى لَهُ النَّسَائيّ في كتاب خصائص علي رضي الله عنه حديثًا واحدًا.(5/863)
242 - عَبْد الرَّحْمَن بْن عفّان، أَبُو بَكْر الصُّوفيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
أحد المتروكين.
يروي عَنْ: أَبِي بَكْر بْن عيّاش، وأبي إِسْحَاق الفَزَاريّ.
وَعَنْهُ: إِسْحَاق الْخُتَّليّ، وجعفر الْفِرْيَابيّ. [ص:864]
قَالَ ابن مَعِين: كذّاب.(5/863)
243 - عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرو البَجَليُّ الحرَّانيُّ. [أبو عثمان] [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: زهير بْن معاوية، وغيره.
وَعَنْهُ: أَبُو عَرُوبَة وهو أكبرُ شيخ لَهُ.
تُوُفِيّ سنة ستٍّ وثلاثين ومائتين.
وقد ذكره الحاكم فِي الكنى فقال: يُكنَّى أَبَا عثمان.
سَمِعَ: زُهَيْرًا، وأبا عَوَانة الوضّاح.
رَوَى عَنْهُ: يَعْقُوبَ الفَسَويّ، وَمحمد بْن يَحْيَى بْن كثير الحرّانيّ.(5/864)
244 - عبد الرحمن بن أبي الغمر عمر بن عبد الرحمن، أَبُو زيد السَّهْميّ، مولاهم الْمِصْرِيُّ الفقيه، [الوفاة: 231 - 240 ه]
صاحب ابن القاسم.
رَوَى عَنْ: مفضل بْن فضالة، وابن وهْب، وابن القاسم.
وَعَنْهُ: أحمد بن محمد بن رشدين، والبخاري، وأبو الزنباع روح بن الفرج القطان، وعاش ثلاثا وسبعين سنة.
توفي سنة أربع وثلاثين ومائتين.(5/864)
245 - عبد الرحمن بن نافع أبو زياد المُخَرِّميُّ، ولقبه: دِرَخْت. [الوفاة: 231 - 240 ه]
رَوَى عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي الزّناد، والمغيرة بْن سقْلاب، وغيرهما.
وَعَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد الدَّوْرَقيّ، وعبدُ اللَّه بْن أَبِي سعد الورّاق.
وثّقه بعضهم.(5/864)
246 - عَبْد الرحيم بْن عَبْد العزيز، أَبُو يزيد الزُّرَيْقِيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
سَمِعَ: هُشَيْمًا، وبَهْز بْن أسد.
وَعَنْهُ: أَبُو حاتم، وعلى بْن الْحُسَيْن بْن الجنيد.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.(5/864)
247 - عَبْد الرحيم بْن مطرِّف بْن أُنَيْس بْن قُدَامة، أَبُو سفيان الرؤاسي الكُوفيُّ ثم السَّرُوجيُّ، [الوفاة: 231 - 240 ه]
ابن عمّ وكيع. [ص:865]
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وعُبَيْد اللَّه بْن عَمْرو، وأبي إِسْحَاق الفَزَارِيّ، ويزيد بْن زُرَيْع، وعَتّاب بْن بشير، وعيسى بْن يونس وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، عن رجل عنه، وأبو زُرْعَة، وابن أَبِي الدُّنيا، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وأحمد بْن أَبِي خيْثَمة، وعثمان بن خرزاذ، وآخرون.
وثقه أبو حاتم، وغيره.
قال ابن حبان: توفي سنة اثنتين وثلاثين.(5/864)
248 - عَبْد السّلام بْن رَغْبَان بْن عَبْد السّلام بن حبيب، أبو محمد الكلبي الحمصي الشاعر الملقَّب بديك الْجِنّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
أحد شعراء الدَّولة العبّاسية، أصله من بلدة سلمية، ومولده بحمص. وقيل: إنه لَمْ يُفارق الشّام، وكان شيعيًا ظريفًا خليعًا ماجنًا، لَهُ مَرَاثٍ فِي الْحُسَيْن. وكان مولده سنة إحدى وستين ومائة.
أخذ عَنْهُ أَبُو تَمَّام الطّائيّ، وغيره.
وقيل: إنّ أَبَا نُوَاس لَمَّا سارَ إلى مصر ليمدح الخصيب بْن عَبْد الحميد اجتاز بحمص فاختفى منه ديك الْجِنّ، واستصغر نفسه معه، فجاء إلى داره وقال لجاريته: قولي له يخرج، فقد فتن أهل العراق بقوله:
مُوَرّدةٌ من كفّ ظَبْيٍ كأنَّما ... تناولَها من خدِّهِ فأدارها
فلمّا سَمِعَ ذَلِكَ خرجَ إِلَيْهِ وأدْخَلهُ، وعمل لَهُ ضيافة. ومن أبيات هذه القصيدة:
فقُمْ أنت فاحْثُثْ كأسَها غيرَ صاغِرِ ... ولا تسق إلا خَمْرَها وعُقَارَها
فَقَامَ يكادُ الكأسُ يحرِقُ كَفَّهُ ... من الشَّمْس أو من وَجْنَتَيْه استعارها
ظللْنَا بأيدينا نتعتع روحها ... فتأخذ من أقداحنا الراح ثارها
وقال أبو أحمد بن عدي: حدثنا أحمد بن جعفر بن النجم بالموصل، قال: حدثنا يقظان بْن سلام قَالَ: قُلْنَا لأبي تمّام: لو نَهَيْتَ ديكَ الجنّ مِمّا هُوَ فِيهِ، ولك عشرة آلاف درهم. فقال أبو تمام: فدخلت عليه وهو مطروح على [ص:866] حصيرٍ سَكْران، وعلى رأسه غُلام يروّحُه. فلمّا رآني الغلام نبهه، فقام ولبني، وقال: تحسن تقول مثلي؟ ثم أنشدني:
أما ترى راهبَ الأسحارِ قد هتفا ... وحثّ تغريده لما علا الشعفا
أَوْفَى يصيغُ إلى فانوس مغرقة ... كغُرَّة التّاج لما عولي الشرفا
مشنف بعقيق فوق مذبحه ... هَلْ كنت فِي غير أُذنٍ تعهد الشّنفا
لَمّا أراحت رُعاةُ الليل عاريةً ... من الكواكبِ كادت ترتقي السّدُفا
هزّ اللّواء عَلَى ما كان من سنة ... فارْتَجّ لَمّا علاه اهْتَزّ ثُمَّ هَفَا
ثُمَّ استمر كما كان غنى على طرب
مزيج شرب على تغريده وصفا ... وقام مختلفا كالبدر مطَّلِعًا
والرَّيمُ ملتفتًا والغُصْنُ مُنعطِفا ... رقّت غُلالة خَدَّيْه فلو رميا
باللّحظ أو بالْمُنَى همّا بأن يَكِفا ... كأنّ قافًا أُديرتْ فَوْقَ وجنته
واختطّ كاتبُها من فوقها ألِفَا ... فاستلّ راحًا كبيضٍ واقَعَتْ جحفًا
حَلا لَنَا أو كنارٍ صادَفَتْ سُعُفا ... فلَم أزَل من ثلاثٍ واثنتين ومن
خمسٍ وستٍّ وما استعلى وما لَطُفا ... حتّى توهَّمتُ نَوشروانَ لِي خَوَلا
وخِلْتُ أنّ نديمي عاشِرُ الْخُلَفا
قَالَ: فلم أزل بِهِ حتّى نوَّمتُه وخرجتُ، فقيل لي: إنّما قُلْنَا لك: تنهه، قلت: دعه ينام، فإني إن أنبهته تجرَّمنا عشرة آلاف كبيرة.
وقيل: إنّ ديك الْجِنّ كَانَ لَهُ غُلام وجارية مليحان، وكان يهواهما. فدخلَ يومًا فرآهما فِي لُحافٍ معتنِقَيْن، فشد عليهما فقتلهما، ثم سقط في يده، وجلس عند رأس الجارية يبكي ويقول:
يا طلعةً طلع الحِمام عليها ... وجَنَى لَها ثَمَرَ الرَّدَى بيديها
روَّيتُ من دمها الثَّرى ولطالَما ... روّى الهوى شفَتَيَّ من شفتيها
فوحق عينها ما وطِئَ الثَّرَى ... شيءٌ أعزُّ عليّ من عينيها
ما كَانَ قَتْلِيها لأنّي لَم أَكُن ... أبْكِي إذا سقط الغبار عليها [ص:867]
لكن بخلت عَلَى سواي بِحُسْنها ... وأنفت من نظر الغُلام إليها
ثُمَّ جلس عِنْدَ الغلام، وقال:
قمرٌ أَنَا استخرجته من خِدْرِه ... بمودّتي وجزيته من غدره
فقتلته وله عليّ كرامةٌ ... ملء الحشا وله الفؤاد بأسره
عهدي بِهِ ميتًا كأحسن نائمٍ ... والدَّمعُ يَنْحَرُ مُقْلتي فِي نَحْرِه
لو كَانَ يدري الميْتُ ماذا بعدَه ... بالحيّ منه بَكَى لَهُ فِي قَبره
غُصَصٌ تكادُ تفيضُ منها نفسُهُ ... ويكادُ يخرُجُ قلبُهُ من صدرِه
وقال سعيد بن يزيد الحمصي: دخلت على ديك الجن، وكنت أختلف إليه لأكتب شِعره، فرأيته وقد شابت لحيته وحاجباهُ وشعر زَنْدَيه. وكانت عيناهُ خضراوين، ولذلك سُمِّي ديك الْجِنّ، وقد صبغ لحيته بالزِّنْجَار، وعليه ثياب خُضْر. وكان جيّد الغناء بالطَّنْبُور، وفي يديه آلة الشراب وهو يغني.
توفي ديك الجن سنة خمس أو ست وثلاثين.(5/865)
249 - عَبْد السلام بْن سَعِيد بْن حبيب، شيخ المغرب، أَبُو سَعِيد التّنوخيّ الحمصيّ، ثُمَّ القيروانيّ الفقيه المالكيّ سَحْنُون، [الوفاة: 231 - 240 ه]
قاضي القيروان، ومصنف المدوَّنة.
رحل إلى مصر وقرأ عَلَى ابن وَهْب، وابن القاسم، وأشهب. وبرعَ فِي مذهب مالك. وعلى قوله المعوَّل بالمغرب.
انتهت إِلَيْهِ رئاسة العِلم بالمغرب، وتفقّه بِهِ خلق كثير. وقد تفقّه أولا على ابن غانم، غيره بإفريقية، ورحلَ فِي العِلم سنة ثمانٍ وثمانين ومائة. وسمع بِمكة من سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ووَكيِع، والوليد بْن مُسْلِم. وكان موصوفًا بالدّيانة والورع، مشهورًا بالسّخاء والكَرَم. فعن أشهب قَالَ: ما قَدِمَ علينا مثلُ سَحْنُون.
وعن يُونس بْن عَبْد الأعلى قَالَ: سَحْنُون سيّد أهل المغرب.
وَرَوَى عَنْهُ: جماعة، منهم يحيى بْن عَمْرو، وعيسى بْن مسكين، وحمديس، وابن المغيث، وابن الحداد.
وعن ابن عجلان الأندلسي قال: ما بُورك لأحدٍ بعد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فِي أصحابه ما بُورِكَ لسَحْنُونَ في أصحابه، فإنهم كانوا في كل بلد أئمة. [ص:868]
وعن سحنون قال: من لم يعمل بعلمه لم ينفعه علمه بل يضره.
وقال: إذا أتى الرجلُ مجلس القاضي ثلاثة أيّام متوالية بلا حاجة ينبغي أن لا تُقْبَلُ شهادته.
وسُئِلَ سَحْنُون: أَيَسَعُ العالِم أن يَقُولُ: لا أدري فيما يدري؟ فقال: أمّا ما فِيهِ كتاب أو سنة بائنة فلا. وأمّا ما كَانَ من هذا الرأي فإنّه يَسَعُهُ ذَلِكَ؛ لأنه لا يدري أَمُصيبٌ هُوَ أَمْ مخطئ.
قال أحمد بن خالد: كان محمد بن وضاح لا يفضل أحدا ممن لقي على سُحْنُون في الفقه، وتصنيف المسائل.
وعن سحنون قال: أَكْلُ بالمسكنة خيرٌ من أكْلٍ بالعِلم.
محبّ الدنيا أعمى لم ينوره العلم.
ما أقبحَ بالعالِم أن يأتي الأمراء فيُقال هو عند الأمير. والله ما دخلت قط على السلطان إلا وإذا خرجت حاسبتُ نفسي، فوجدتُ عليها الدرك. وأنتم ترون مخالفتي لهواه، وما ألقاه به من الغلظة - والله ما أخذتُ لَهم دِرْهَمًا، ولا لبستُ لَهم ثوبا.
وقيل إن الرواة عن سحنون بلغوا تسعمائة إنسان.
وكان مولده سنة ستين ومائة.
وكان يقول: قبح الله الفقر. أدركنا مالكا، وقرأنا عَلَى ابن القاسم. وأمّا المدوّنة فأصلها أسئلة، سألَها أَسَد بْن الفُرات لابن القاسم. فلمّا رَحَل بِها سَحْنُون عرضها عَلَى ابن القاسم، وأصلح فيها كثيرًا، ثُمَّ رتّبها سَحْنُون وبَوَّبَها، واحتجّ لكثير من مسائلها بالآثار.
وتوفي في رجب سنة أربعين، وله ثمانون سنة.
وسَحْنُون بفتح السين وبضمّها طائر بالمغرب.(5/867)
250 - عَبْد السلام بْن صالِح بْن سُلَيْمَان بْن أيّوب بْن ميسرة، أَبُو الصَّلْت الْقُرَشِيّ العَبْشَميّ، مولاهم الهَرَوِيّ، ثُمَّ النَّيْسَابوريُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
مولى عَبْد الرَّحْمَن بْن سمرة.
رَوَى عَنْ: مالك، وشَرِيك، وحمّاد بْن زيد، وعبد السلام بْن حرب، وخَلَف بْن خليفة، وهُشيم، وعلي بْن مُوسَى الرّضي، وإسماعيل بن عياش، وطائفة. [ص:869]
وَعَنْهُ: سهل بن أبي سهل، ومحمد بن إسماعيل الأحمسي، وابن أبي الدنيا، وعباس الدوري، وعلي بن الحسين بن الْجُنَيْد، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وأحمد بن أبي خيثمة، والحسن بن الحباب المقرئ، والحسن بن علويه القطان، وَالحُسَيْن بن إِسْحَاق التُّسْتَريّ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وخلق.
وكان موصوفا بالزهد والتأله.
قَالَ أَحْمَد بْن سيَّار المروزي: قَدِمَ مَرْو غازيًا، فأدخلَ عَلَى المأمون، فلمّا سَمِعَ كلامه جعله من خاصة إخوانه، وحبسه عنده، إلى أن خرج معه إلى الغزو. ولم يزل عنده مكرما إلى أن أراد المأمون إظهار كلام جَهْم وخلْق القرآن. فجمع بينه وبين بشر المريسي، وسأله أن يُكلمه. وكان أَبُو الصلت يرد عَلَى أهل الأهواء من الْمُرْجِئة والْجَهْميّة والزّنادقة والقَدرية، وكَلَّم بشر المذكور غير مرة بحضرة المأمون، وغيره من أهل الكلام. وفي كل ذلك كان الظفر له. وكان يعرف بكلام الشّيعة، فناظرته فِي ذَلِكَ لاستخراج ما عنده، فلم أره يُفرط. ورأيته يقدّم أَبَا بَكْر وعمر، ويترحّم عَلَى عليّ وعثمان، ولا يذكرُ الصّحابة إلا بالجميل. وسمعته يَقُولُ: هذا مذهبي الَّذِي أُدين الله بِهِ. إلا أن ثَمَّ أحاديث يرويها فِي المثالب. وسألتُ إسحاقَ بْن إِبْرَاهِيم عَنْ تِلْكَ الأحاديث، وهي مروية نحو ما جاء فِي أَبِي مُوسَى، وما رُوِيَ فِي معاوية، فقال: هذه أحاديث قد رُويَتْ، فأمّا من يرويها عَلَى طريق المعرفة فلا أكره ذَلِكَ. وأمّا من يرويها ديانة، فإنِّي لا أرى الرواية عَنْهُ.
وسُئِلَ يَحْيَى بْن مَعِينٍ، عَنْ أَبِي الصَّلْت فقال: قد سَمِعَ وما أعرفه بالكذب.
وقال عباس الدوري: سمعت ابن معين يوثق أبا الصلت عبد السلام بن صالح، فقيل له: إنه حدث عن أبي معاوية عن الأعمش: «أنا مدينة العلم وعلي بابها»، فقال: ما تريدون من هذا المسكين؟ قد حدث به محمد بن جعفر الفيدي عن أبي معاوية. [ص:870]
وقال أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحْرِزٍ: وسألت ابن معين عن أبي الصلت، فقال: ليس ممن يكذب، فقيل له في حديث أبي معاوية أنا مدينة العلم، فقال: هو من حديث أبي معاوية، أخبرني ابن نمير، قال: حدث به أبو معاوية قديما ثم كف عنه، وكان أبو الصلت رجلا موسرا يطلب هذه الأحاديث، ويكرم المشايخ، وكانوا يحدثونه بها.
وقال أبو حاتم: لَم يكن عندي بصدوق. وأمّا أَبُو زُرْعَة فأمر أن يضرب عَلَى حديثه.
وقال النسائي: لَيْسَ بثقة.
وقال الدّارَقُطْنيّ: كَانَ رافضيًّا خبيثًا. قِيلَ: إنه كَانَ يَقُولُ: كلب للعلوية خير من جميع بني أمية. وقال محمد بن عبد الرحمن السامي: توفي أبو الصلت يوم الأربعاء لستٍّ بقين من شوّال سنة ست وثلاثين.
روى له ابن ماجه حديث: «الإيمان معرفة بالقلب وعمل بالأركان».
قال البرقاني: سمعت الدارقطني يقول: كان أبو الصلت رافضيا، وهو متَّهم بوضع حديث: الإيمان إقرار بالقول، لم يحدث به إلا مَنْ سرقه منه.(5/868)
251 - ق: عبد السلام بن عاصم الهسنجاني الرازي. [الوفاة: 231 - 240 ه]
رَوَى عَنْ: جرير بن عبد الحميد، والصباح بْن مُحَارب، وعبد الرَّحْمَن بْن مغراء، ومعن ابن القزاز، ومعاذ بن هشام، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وأبو يحيى بن أبي مسرة المكي، وأبو حاتم، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وعلي بن الحسين ابن الجنيد، ومحمد بن شعيب، ومحمد بن عمار بن عطية الرازيون، ومطين، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: شيخ.(5/870)
252 - عَبْد السلام بْن محمد الحضرمي الحمصيّ، ويُعرف بسُلَيْم. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: بقية، وعبد اللَّه بْن سالِم، والوليد بْن مُسْلِم، وطائفة.
وَعَنْهُ: محمد بن عوف، وأبو حاتم، وغيرهما. [ص:871]
قال أبو حاتم: صدوق.(5/870)
253 - عَبْد الصمد بْن أَبِي خِداش المَوْصِليُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: زُهير بْن معاوية، وإسماعيل بْن عيّاش، والوليد بْن مُسْلِم.
وَعَنْهُ: حفيده أحمد بن صالح.
توفي بالحَدَث سنة إحدى وثلاثين.(5/871)
254 - عبد الصمد ابن الفقيه عبد الرحمن بن القاسم المصري، أبو الأزهر. [الوفاة: 231 - 240 ه]
يَرْوِي عَنْ: أبيه، وسفيان بن عيينة.
وكان فقيها، إماما، مصنفا. قرأ القرآن عَلَى وَرْش، ومن أجله اعتمد أهلُ الأندلس عَلَى قراءة ورش.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن وضاح القُرْطُبيّ، وغيره.
وهو أخو الفقيه مُوسَى بْن عَبْد الرَّحْمَن المتوفى سنة تسع وأربعين.
قَالَ أبو عمرو الدَّانِيّ: قرأ عَلَيْهِ محمد بْن سَعِيد الأنماطيّ، وبكر بن سهل الدمياطي، وحبيب بن إسحاق، والفضل بن يعقوب الحمراوي، وإسماعيل بن عبد الله النحاس، وعبد الجبار بن محمد، ومحمد بن وضاح، وغيرهم.
تُوُفيّ فِي رجب سنة إحدى وثلاثين.(5/871)
255 - عَبْد الصمد بْن المعذّل العْبديّ الْبَصْرِيّ، الشاعر المشهور، [الوفاة: 231 - 240 ه]
أخو أَحْمَد بْن المعذل الفقيه.
كَانَ من فحول الشعراء.
ومن شعره:
تكلّفني إذلالُ نفسي لعزِّها ... وهانَ عليها أن أُهَانَ لتُكْرَما
تَقُولُ سلِ المعروف يحيى بْن أكثمٍ ... فقلتُ سليه ربّ يحيى بْن أكثما
وله:
أرى النّاس أحدوثةً ... فكوني حديثًا حَسَنْ
كأنْ لَم يزل ما أتى ... وما قد مضى لَمْ يَكُنْ
إذا وطني رابَني ... فكل بلادٍ لي وطن(5/871)
256 - عَبْد الصَّمد بْن يزيد، أبو عبد الله الصَّائغ مَرْدَوَيْه الصُّوفِيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
خادم الفُضَيْل بْن عِيَاض.
كَانَ ثقةً دَيِّنًا صالِحًا من أهل الورع والسنة،
عَنْ: الفُضَيْل، وابن عُيَيْنَة، وشقيق البلخي.
وَعَنْهُ: أبو بَكْر بْن أَبِي الدُّنْيَا، وموسى بْن هارون، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصُّوفيّ.
مات سنة خمس وثلاثين ومائتين، يوم مات عبد الرحمن بن صالح الأزدي، وحضره أمة من الأمم.
قَالَ ابن هارون: وكان عَبْد الرَّحْمَن ميّتًا فِي داره، وما رأيتُ عَلَى بابه أحدًا.(5/872)
257 - عَبْد العزيز بْن بحر الْمَرْوَزِيّ المؤدِّب. [الوفاة: 231 - 240 ه]
نزيل بغداد.
عَنْ: سُلَيْمَان بْن أرقم، وعطّاف بْن خَالِد، وإسماعيل بْن عيّاش.
وَعَنْهُ: عبد الله ابن أبي سعد الوَرَّاق، وابن أبي الدنيا، ومحمد بن سويد الطحان، وآخرون.
لم يضعف.(5/872)
258 - عبد العزيز بن عمران بن أيوب بن مقلاص، الإمام، أبو علي الخزاعي. مولاهم المِصْريُّ الفقيه. [الوفاة: 231 - 240 ه]
كان من كبار أصحاب ابن وهب، والشافعي، لزمهما مدة. وكان صالحا ورعا زاهدا.
توفي سنة أربع وثلاثين ومائتين.
رَوَى عَنْهُ: أبو زرعة، وأبو حاتم وقال: صدوق.
وهو ابن بِنْت سَعِيد بْن أَبِي أيوب.(5/872)
259 - د ن: عَبْد العزيز بْن يحيى بْن يوسف، أَبُو الأصبغ البكائيّ، مولاهم الحرّانيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: أَبِي إِسْحَاق الفزاري، وسفيان بن عُيَيْنَة، وعيسى بن يونس، ومحمد بن سلمة، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي عن رجل عنه، وبقي بن مخلد، وأبو زرعة، ومحمد بن يحيى الذهلي، وجعفر الفريابي، وطائفة. [ص:873]
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال محمد بن يحيى بن كثير: توفي بتل عبدى سنة خمس وثلاثين.(5/872)
260 - ن: عَبْد العزيز بْن يحيى بْن سُلَيْمَان بْن عبد العزيز المدني، أبو محمد الهاشمي، وقيل: اسم جده عبد الله بن عمرو بن أوس، وقيل: عبد الله بن سعد، [الوفاة: 231 - 240 ه]
من موالي آل العباس.
حَدَّثَ بنيسابور عَنْ: اللَّيْث بْن سعد، ومالك، وسليمان بْن بلال، والدراوردي،
وَرَوَى عَنْ مالك الموطأ.
وَعَنْهُ: زكريّا بْن داود الخفّاف، وصالِح بْن عليّ النَّوْفَليّ الحلبي، وَمحمد بْن أيّوب الرازيّ، وَمحمد بْن علي الصائغ المكي، وموسى بْن إسحاق الأنصاري، وعليّ بن سعيد بن بشير الرّازيّ، ومحمد بن زنجويه بن الهيثم القشيري، وطائفة.
قَالَ البخاريّ: لَيْسَ من أهل الحديث. يضع الحديث.
وقال أبو زُرْعة: لَيْسَ يصدق.
وقال العقيلي: يحدث عن الثقات بالبواطيل.
وقال ابن عدي: ضعيف جدا، يسرق حديث الناس.
قلت: حدث في شعبان سنة ثلاثين، وعاش بعد ذَلِكَ قليلًا.(5/873)
261 - عَبْد العزيز بْن يحيى بْن مُسْلِم بْن ميمون الكِنَانيّ، المكيّ الفقيه. صاحب كتاب " الحيدة ". وكان يلقب بالغُول لدمامة منظره. [الوفاة: 231 - 240 ه]
رَوَى عَنْ: سفيان بن عيينة، ومروان بن معاوية الفزاري، وعبد الله بن معاذ الصنعاني، ومحمد بن إدريس الشافعيّ، وهشام بْن سُلَيْمَان المخزوميّ.
وَعَنْهُ: أَبُو العَيْنَاء محمد بْن القاسم، والْحُسَيْن بْن الفضل البَجَليّ، وأبو بَكْر بْن يعقوب بْن إِبْرَاهِيم التيمي، وغيرهم. [ص:874]
وهو قليل الحديث.
قَالَ الخطيب: قَدِمَ بغداد زمن المأمون، وجرى بينه وبين بشر المريسي مناظرة فِي القرآن. وكان من أهل العلم والفضل. وله مصنفات عدّة. وكان مِمّن تفقّه بالشافعي، واشتهر بصحبته.
وقال داود بن علي الظاهري: كَانَ عَبْد العزيز بْن يَحْيَى الْمَكِّيّ أحد أتباع الشافعيّ والمقتبسين عَنْهُ. وقد طالت صحبته له، وخرج معه إلى اليمن، وآثار الشافعي في كتب عبد العزيز المكي ظاهرة.
ونقل الخطيب في تاريخه أن عبد العزيز بْن يحيى المكيّ قال: دخلتُ عَلَى أَحْمَد بْن أَبِي دُؤاد وهو مفلوج، فقلتُ: إنِّي لَم آتك عائدًا، ولكن جئتُ لأحمد الله على أنه سجنك في جلدك.
قلت: فهذا يدل على أن عبد العزيز كان حيا في حدود الأربعين، والله أعلم.
قال المرزباني: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال: حدثنا أبو العيناء قال: لما دخل عبد العزيز المكي على المأمون، وكان شنع الخلقة جدًّا، ضحك أَبُو إِسْحَاق المعتصم، فقال: يا أمير المؤمنين لم ضحك هذا؟ لم يصطف الله يوسف لجماله، وإنّما اصطفاهُ لدينه وبيانه. فضحِكَ المأمون وأعجبه.
قلت: لم يصح إسناد كتاب الحيدة عن عبد العزيز.(5/873)
262 - عَبْد الملك بْن حبيب بْن سُلَيْمَان بْن هارون بْن جاهمة بْن العبّاس بْن مرداس السُّلَميّ. الفقيه، أَبُو مروان العباسيّ الأندلسيّ القُرطبيّ المالكيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
أحد الأعلام.
وُلِدَ سنة نَيِّفٍ وسبعين ومائة فِي حياة مالك.
وروى قليلًا عَنْ: صعصعة بن سلام، والغاز بن قيس، وزياد شبطون. ورحل فحج في حدود العشر ومائتين،
وَسَمِعَ مِنْ: عَبْد الملك بْن الماجِشُون، ومُطَرِّف بْن عبد الله، وأسد بن موسى السنة، وأصبغ بْن الْفَرَج، وإبراهيم بْن الْمُنْذر الحزاميّ، وخلق سواهم. فرجع إلى الأندلس بعلم جَمّ وفِقْهٍ كثير.
وكان موصوفا بالحذق في مذهب مالك. [ص:875]
له مصنَّفَات كثيرة منها: كتاب الواضحة، وكتاب الجامع، وكتاب فضائل الصحابة، وكتاب غريب الحديث، وكتاب تفسير الموطأ، وكتاب حروب الْإسْلَام، وكتاب سيرة الْإِمَام فِي الملحدين، وكتاب طبقات الفقهاء، وكتاب مصابيح الهُدى.
قَالَ ابن بَشْكَوال: قِيلَ لِسَحنون: مات ابن حبيب. فقال: مات علم الأندلس، بل والله علم الدُّنْيَا.
وقال بعضهم: هاجت رياح وأنا فِي البحر، فرأيتُ عَبْد الملك بْن حبيب رافعًا يديه متعلقًا بِحبال السّفينة يَقُولُ: اللَّهُمَّ إنْ كنت تعلم أنِّي إنّما أردتُ ابتغاء وجهك وما عندك فخلصنا. قال: فسلم الله.
وقد ضعف ابن حزم عبد الملك بن حبيب، ولا ريب أن ابن حبيب كان صحفيا.
قَالَ أَبُو عُمَر أَحْمَد بْن سَعِيد الصَّدفيّ: قلتُ لأحمد بْن خَالِد: إنّ الواضحة عجيبة جدا، وإن فيها علما عظيما، فما يدخلها؟ قَالَ: أول شيء: إنّه حكى فيها مذاهب لَم نجدها لأحدٍ من أصحابه، ولا نُقِلَت عنهم، ولا هِيَ فِي كتبهم.
ثُمَّ قَالَ أبو عمر الصَّدفيّ فِي تاريخه: كَانَ كثير الرواية، كثير الجمع، يعتمدُ عَلَى الأخذ بالحديث. ولَم يكن يميّزه، ولا يعرف الرجال، وكان فقيهًا فِي المسائل، وكان يُطْعَنُ عَلَيْهِ بكثرة الكُتُب، وذُكِرَ أنّه كَانَ يستجيزُ الأخذ بلا رواية ولا مقابلة، وذكر أنه أخذ إجازة كبيرة، وأُشير إِلَيْهِ بالكذب. سمعتُ أَحْمَد بْن خَالِد يطعن عَلَيْهِ بذلك ويتنقّصه غير مرّة. وقال: قد ظهر لنا كذبه في الواضحة في غير شيء. وقال أحمد بن خالد: سمعت ابن وضاح يقول: أخبرني ابن أبي مريم قال: كَانَ ابن حبيب بِمصر، فكان يضعُ الطّويلة، وينسخُ طول نَهاره. فقلتُ: إلى كم ذا النَّسْخ؟ مَتَى تقرأه عَلَى الشيخ؟ فقال: قد أجازَ لي كُتُبه، يعني أسد بْن مُوسَى، فخرجتُ من عنده فأتيتُ أسدًا فقلتُ: تمنعنا أن نقرأ عليك وتجيز لغيرنا؟ فقال: أَنَا لا أرى القراءة فكيف أُجيز؟ فأخبرته فقال: إنما أخذ مني كتبي فيكتب منها، لَيْسَ ذا عليّ. [ص:876]
وقال أحمد بن محمد بن عبد البر التاريخي: هُوَ أولُ من أظهر الحديث بالأندلس، وكان لا يميز صحيحه من سقيمه، ولا يفهم طُرُقه، ويُصَحِّف أسماء الرجال، ويحتجّ بالمناكير. فكان أهلُ زمانه لا يرضون عَنْهُ، وينسبونه إلى الكذب. قال أحمد بن محمد بن عبد البر: وكان الذي بين عبد الملك بن حبيب وبين يحيى بن يحيى سيئا، وذلك أنه كان كثير المخالفة ليحيى. وكان قد لقي أصبغ بِمصر، فأكثر عَنْهُ فكان إذا اجتمعَ مَعَ يحيى بن يحيى، وسعيد بن حسان، ونظرائهما عند الأمير عبد الرحمن وقضاته فسئلوا، قال يحيى بن يحيى بِما عنده، وكان أسنّ القوم وأَوْلاهُم بالتقدم - فيدفع عليه عبد الملك بن حبيب بأنه سمعَ أصبغ بْن الفَرَج يَقُولُ كذا. فكان يحيى يغمه بمخالفته لَهُ. فلمّا كَانَ فِي بعض الأيام جمعهم القاضي في الجامع، فسألهم عَنْ مسألة، فأفتى فيها يحيى بْن يحيى، وسعيد بْن حسان بالرواية، فخالفهما عَبْد الملك، وذكر خلافهما روايةً عَنْ أصبغ. وكان عَبْد الأعلى بْن وهب من أحداث أهل زمانه، وكان قد حجّ وأدركَ أصبغ بْن الفَرَج بِمصر، وروى عَنْهُ. فدخل يومًا بأثر شورى القاضي فحدثنا أحمد بن خالد عن ابن وضاح عن عبد الأعلى، قال: دخلت يوما على سعيد بن حسان، فقال لي: أَبَا وهْب، ما تقولُ فِي مسألة كذا؟ - للمسألة التي سألَهم فيها القاضي - هَلْ تذكر لأصبغ بن الفرج فيها شيئا؟ فقلت: نعم، أصبغ يقول فيها كذا، وكذا فأفتى بموافقة يحيى بن يحيى وسعيد بن حسان. فقال لي سَعِيد: أنظر ما تَقُولُ، أنت عَلَى يقين من هذا؟ قلت: نعم. قال: فأتني بكتابك، فخرجتُ مسرعًا، ثُمَّ ندمتُ ودخل عليّ الشك. ثُمَّ أتيتُ داري، فأخرجتُ الكتاب من قرطاس كما رويته عَنْ أصبغ، فسُررتُ، ومضيتُ إلى سَعِيد بالكتاب. فقال: تمضي بِهِ إلى أَبِي محمد. فمضيتُ بِهِ إلى يحيى بْن يحيى، فأعلمته ولم أدر ما القصة. فاجتمعا بالقاضي وقالا: إن عَبْد الملك يُخالفنا بالكذب. والمسألة التي خالفنا فيها عندك. هنا رجلٌ قد حجّ وأدرك أصبغ، وروى عَنْهُ هذه المسألة، كقولنا عَلَى خلاف ما ادّعاهُ عَبْد الملك، فارْدَعْه وكُفَّهُ. فجمَعهم القاضي ثانيًا، وتكلّموا، فقال عَبْد الملك: قد أعلمتُك ما يقولُ فيها أَصْبَغ. فبَدرَ عَبْد الأعلى بْن وَهْب فقال: يكذب عَلَى أصبغ. أَنَا رويت هذه المسألة عَنْهُ عَلَى ما قَالَ هذان، وهذا كتابي. [ص:877]
وأخرج المسألة، فأخذ القاضي الكتاب وقرأ المسألة، فقال لعبد الملك ما ساءه من القول، وحرج عليه، وقال: تُفْتينا بالكذِب والخطأ، وتُخالفُ أصحابَك بالهوى؟ لولا البُقْيَا عليك لعاقبتك. ثُمَّ قاموا. قَالَ عبد الأعلى: فلما خرجت خطرت عَلَى دار ابن رستم الحاجب، فرأيتُ عَبْد الملك خارجا من عنده وفي وجهه البشر. فقلت: ما لي لا أدخلُ عَلَى ابن رستم؟ فدخلت، فلم ينتظر جلوسي وقال: يا مسكين من غرّك، أو من أدخلك في مثل هذا تعارض مثل عَبْد الملك بْن حبيب وتكذّبه؟ فقلتُ: أصلحكَ اللَّه، إنّما سألني القاضي عَنْ شيء، فأجبته بِما عندي. ثُمَّ خرجتُ من عنده. فإذا بعبد الملك قد شكا إليه الخبر وقال له: إنه عمل على صنيعته وأتى برجل لَيْسَ من أهل العلم والرواية، فأجلس معي وكذبني، وأوقفني موقفًا عجيبًا. فقال لَهُ ابن رستم: اكتب بطاقة تجلي الأمر وارفعها إلى الأمير. فكتبَ يصف القصة، ويَشنّع. فأمر الأمير أن يبعث في القاضي. فبعث فيه، فخرجت إليه وصية الأمير يقول له: من أمرك أن تشاور عَبْد الأعلى. وكان عَبْد الملك قد بنى بطاقته عَلَى أن يحيى بْن يحيى أمره بذلك. فقال القاضي: ما أمرني أحد بمشاورته، ولكنه كَانَ يختلفُ إليّ، وكنت أعرفه من أهل العلم والخير، مَعَ الحركة والفَهْم والحج والرحلة، فلمْ أرَ نفسي فِي سَعَة من تَرْك مشاورة مثله. وسأل الأمير وزراءه عَنْ عَبْد الأعلى، فأثنوا عَلَيْهِ ووصفوا عِلْمَه وولاءه. وكان لَهُ ولاء. قال عبد الأعلى: فصحبت يوما عيسى ابن الشهيد، فقال لي: قد رفعت عليك رقعة رديئة لكن الله دفع شرها.
قال ابن الفرضي: كان فقيها، نحويا، شاعرا، عروضيًا، أخباريا نسَّابة، طويل اللسان متصرفا في فُنُون العلم، رَوَى عَنْهُ: بقيُّ بن مخلد، ومحمد بن وضاح، ويوسف بن يحيى المغامي، ومطرِّف بن قيس، وخلق، وآخر من مات من أصحابه يوسف المغامي. وقد سكن بلد البيرة من الأندلس مدَّة، ثم استقدمه الأمير عبد الرحمن بن الحكم، فرتبه في الفتوى بقرطبة، وقُرِّرَ مع يحيى بن يحيى في المشاورة والنظر، فلما تُوفِّي يحيى، تفرد عبد الملك برئاسة العلم بالأندلس. [ص:878]
قال ابن الفرضي: وكان حافظا للفقه، إلا أنه لم يكن له علم بالحديث، ولا يعرف صحيحه من سقيمه. ذكر عنه أنه كان يتسهل في سماعه ويحمل على سبيل الإجازة أكثر روايته. وعن محمد بْن وضّاح قَالَ: قَالَ لي إِبْرَاهِيم بْن المنذر: أتاني صاحبكم عَبْد الملك بْن حبيب بغرارة مملوءة كتبًا، فقال لي: هذا علمك تجيزه لي؟ قلت له: نعم. ما قرأ عليّ منه حرفًا ولا قرأته عَلَيْهِ.
وكان محمد بن عمر بن لبابة يَقُولُ: عَبْد الملك بْن حبيب عالِم الأندلس، ويحيى بْن يحيى عاقلها، وعيسى بْن دينار فقيهها.
وقال سعيد بن فحلون: مات عبد الملك بن حبيب يوم السبت لأربع مضين من رمضان سنة ثمان وثلاثين بعلة الحصى، وقيل: مات في ذي الحجة سنة تسع وثلاثين.(5/874)
263 - د: عَبْد الملك بْن حبيب، أَبُو مروان المِصِّيصي البزَّاز. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: أَبِي إِسْحَاق الفَزَاريّ، وعبد اللَّه بْن المُبارك.
وَعَنْهُ: أَبُو داود، وَمحمد بْن عوف الطائي، وعثمان بن خرزاذ، ومحمد بن وضاح القرطبي، وجعفر الفريابي، وجماعة.(5/878)
264 - عَبْد الملك بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن زريق بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَبُو الْحَسَن الأندلسيّ الزّاهد. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: ابن القاسم، وابن وهب، وغيرهما.
قال ابن يونس: توفي سنة اثنتين وثلاثين.(5/878)
265 - عَبْد الملك بْن زُونان، أَبُو مروان الأندلسيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
شيخ مُعمّر، فقيه كبير.
أدرك مُعَاويَة بْن صالِح الحمصيّ قاضي المغرب، وأخذ عَنْهُ.
ورحل بأخرة فَسَمِعَ مِنْ: ابن وهب، وابن القاسم.
وكان يُفتي بالأندلس أولًا عَلَى مذهب الأوزاعي، ثم رجع إلى مذهب مالك. [ص:879]
قال بعضهم: زونان لقبه، واسمه: حسن بن محمد.
وأظن عبد الملك جاوز التسعين. توفي سنة ثلاثٍ وثلاثين ومائتين بالأندلس فِي شَعْبَان.
وقال بعضهم: رَوَى عَنْ: صعصعة بن سلام، وتوفي سنة اثنتين وثلاثين.(5/878)
266 - د: عبدُ الواحد بْن غِيَاث، أَبُو بحر البَصْريُّ الْمِرْبَديُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
سَمِعَ: حمّاد بْن سَلَمَةَ، وفَضَال بْن جبير، وعبد العزيز القسملي، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، وأبو يعلى الموصلي، والبزار، وبقي بن مخلد، وأبو القاسم البغوي، وزكريا الساجي، وخلق.
وكان من الثقات المسندين.
قَالَ أبو زُرْعة: صدوق.
قلت: أحسبه آخر من روى عن أشعث بن براز. توفي سنة أربعين.(5/879)
267 - ت: عَبْد الوارث بْن عُبَيْد اللَّه العَتَكيُّ الْمَرْوَزِيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: ابن المبارك، ومسلم بن خالد الزَّنْجيّ.
وَعَنْهُ: الترمذي، وعبد الله بن محمود المروزي، وإسحاق بن إبراهيم البستي القاضي، وجماعة.
توفي سنة تسع وثلاثين ومائتين.(5/879)
268 - د ن: عبد الوهاب بن نجدة، أبو محمد الحَوْطِيُّ الجَبَلَي. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش، وبقيّة بْن الوليد، وطائفة.
وَعَنْهُ: ابنه أحمد، وأبو داود، وأبو بكر بن أبي عاصم، وجماعة، والنسائي عن رجل عنه، وكان صدوقا.
توفي سنة اثنتين وثلاثين.(5/879)
269 - عبيد الله بن عمر بن يزيد الزهري الأصبهاني القطان، أبو عمرو القصار أيضا؛ فله صنعتان. [الوفاة: 231 - 240 ه]
ذكره أبو الشيخ وهو أسن الإخوة الأربعة عبد الله وعبد الرحمن [ص:880] ومحمد،
سَمِعَ: جرير بْن عَبْد الحميد، ويحيى القطّان، ومحمد بن أبي عدي، ووكيع بن الجراح.
وَعَنْهُ: إسحاق بن جميل، وعبدان بن أحمد، ومحمد بن يحيى بن منده، وجماعة.
قَالَ أَبُو الشيخ: لَهُ أحاديث ينفردُ بِهَا.
قلت: آخر ما حَدَّثَ سنة سبع وثلاثين فيما علمت.(5/879)
270 - خ م د ن: عُبَيْد اللَّه بْن عُمَرَ بْن مَيْسَرة، أَبُو سَعِيد القواريري الْبَصْرِيّ الحافظ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
مَوْلَى بني جُشَم.
نزل بغداد ونشر بها علما كثيرا.
سَمِعَ: حمّاد بْن زيد، وأبا عَوَانة، ويوسف بن الماجِشْون، وعبد الواحد بن زياد، والفضيل بْن عِيَاض، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، وعبد الوارث بن سعيد، وعثام بن علي، ومسلم بن خالد الزنجي، ومعاوية بن عبد الكريم الضال، وابن عيينة. وخلق
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي عن رجل عنه، وأبو زُرْعَة، وإبراهيم الحربيّ، وصالِح جَزَرَة، وأبو يَعْلَى الموصليّ، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد، وأبو القاسم البغوي، وخلق. وكتب عنه أحمد، وابن معين، والقدماء.
وقد ربا القواريري يتيما، فإنه قال: كان الحسن بن جعفر الحفري يأتي جدِّي وأنا ابن ست سنين، ومات أبي قبل الحفري بستَّة أشهر، وحدثني أبو عمران النَّجَّار، وكان خادما للحفري، قال: فشهدته عند موته يُغمى عليه ثم يفيق وهو يقول: اللهم اغفر لعمر بن ميسرة صاحب القوارير، فلم يزل يقول هذا حتى مات، وهذا من حسن الإخاء.
قَالَ ابن مَعِين، والنَّسائيّ: ثقة.
وقال أَحْمَد بْن سيّار الْمَرْوَزِيّ: لَم أرَ فِي جَميع من رأيت مثل مسدّد بالبصرة، والقواريري ببغداد، وصدقة بمرو، وقال صالح بن محمد الحافظ: ما رأيت أحداً أعلم بحديث البصرة من القواريري، ومن علي، ومن إبراهيم بن عرعرة.
وقال ثعلب: سمعت من القواريري مائة ألف حديث. [ص:881]
وقال أبو الحسن بن رزقويه: حدثنا علي بن الحسن بن زكريا القطيعي الشاعر، قال: سمعت أبا القاسم البغوي، قال: سمعت عبيد الله القواريري يقول: لم يكن يكاد تفوتني صلاة العتمة في جماعة، فشغلت بضيف، فخرجت أطلب الصلاة في قبائل البصرة، فإذا الناس قد صلوا، فقلت في نفسي: رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: صلاة الجميع تفضل على صلاة الفذ إحدى وعشرين درجة، وروي خمسا وعشرين درجة، وروي سبعا وعشرين، فانقلبت إلى منزلي، فصليت العتمة سبعا وعشرين مرة، ثم رقدت فرأيتني مع قوم راكبي أفراس، وأنا راكب فرسا كأفراسهم ونحن نتجارى، وأفراسهم تسبق فرسي، فجعلت أضربه لألحقهم، فالتفت إلي آخرهم، فقال: لا تجهد فرسك فلست بلاحقنا. فقلت: ولم؟ قال: لأنا صلينا العتمة في جماعة.
وقال الحسين بن فهم: تُوُفِيّ ببغداد يوم الجمعة لثلاث عشرة خَلَت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين، وحضره خلْق كثير، وله أربعٌ وثمانون سنة.(5/880)
271 - ن: عُبَيْدُ اللَّه بْن فضالة بْن إِبْرَاهِيم أَبُو قُدَيد النَّسائيّ الحافظ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
رحل وَسَمِعَ مِنْ: عَبْد الرزّاق باليمن، وَمحمد بْن يوسف الفِريابيّ بالشام، ويزيد بْن هارون بواسط، وأبي عَبْد الرَّحْمَن المقرئ بِمكّة، وأبي اليمان بحمص، والأنصاري بالبصرة، ويحيى بن يحيى بنيسابور، وخلق سواهم.
وَعَنْهُ: النسائي، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، والحسن بن سفيان، وغيرهم.
قال النسائي: ثقة مأمون.
قلت: بقي إلى حدود الأربعين ومائتين.(5/881)
272 - خ م د ن: عُبَيْدُ اللَّه بْن مُعاذ بْن مُعَاذ بْن نصر بْن حَسَّان، أَبُو عَمرو العنْبَريّ الْبَصْرِيّ الحافظ، [الوفاة: 231 - 240 ه]
من بني عم سوار بن عبد اللَّه العنبريّ.
عَنْ: أَبِيهِ، ومُعَتَمِر بْن سُلَيْمَان، ويحيى القطان، ووكيع، وخالد بن الحارث، وغيرهم.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، والبخاري، والنسائي عن رجل عنه، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وعثمان بن سعيد الدارمي، وزكريا بن يحيى السجزي، وزكريا بن يحيى الساجي، وجعفر الفريابي، والبغوي، وخلق.
قال أبو داود: كان يحفظ نحو عشرة آلاف حديث؛ أحاديث أشعث [ص:882] بمسائله المعقدة وأحاديث معتمر وأحاديث خالد، ورأيته يدرس حديث سفيان على ابنه، وكان فصيحا.
وقال أبو حاتم الرازي: ثقة.
قال البخاري: مات سنة سبع وثلاثين.(5/881)
273 - عُبَيْد بْن الصّباح بْن صُبَيْح، أَبُو محمد الكُوفيُّ المقرئ [الوفاة: 231 - 240 ه]
أخو عمرو بن الصباح.
قَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: أَخَذَ الْقِرَاءَةَ عَرْضًا على حفص، وهو من أجل أصحابه وأضبطهم.
رَوَى عَنْهُ القراءة عرضًا: أَحْمَد بْن سهل الأشنانيّ.
قال ابن شنبوذ: لم يرو عنه غير الأشناني، حدثنا ابن غلبون، قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا الأشناني، قال: قرأت على عبيد، قَالَ: وكان، ما علمت، من الورعين المتقين.
مات سنة خمس وثلاثين.(5/882)
274 - د: عَبْدَة بْن سُلَيْمَان الْمَرْوَزِيُّ [الوفاة: 231 - 240 ه]
صاحب ابن المبارك.
سكن المصيصة
وَحَدَّثَ عَنْ: ابن المبارك والفضل السِّينانيّ، وأبي إِسْحَاق الفَزَاريّ، ونوح بْن أَبِي مريم.
وَعَنْهُ: أَبُو داود، وأبو بَكْر الأثرم، وعثمان الدّارميّ، وَمحمد بْن عاصم الثقفيّ، وأبو حاتِم، وقال: صدوق.(5/882)
275 - عثمان بْن صخر العُقَيْلِيّ الْبَصْرِيّ الزّاهد. [الوفاة: 231 - 240 ه]
أحد مشايخ القوم، كَانَ يَقُولُ بالخصوص، يعني أن اللَّه يختصّ برحمته من يشاء، ويقول بالمحنة. وكان مقدَّمًا في النُّسَّاك. كتب الحديث.
رَوَى عَنْهُ: الكديمي، وغيره.
سئل الحسن بن المثنى العنبري عنه فقال: بخ، ومن مثل عثمان؟ وقد صحبه أيضا أَبُو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وسافر معه.(5/882)
276 - عثمان بْن طالوت بْن عبّاد الصَّيْرَفِيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه][ص:883]
توفي في حياة والده.
عَنْ: عَبْد الصمد بْن عَبْد الوارث، وأزهر السّمّان، وقريش بن أنس، والأصمعي.
وَعَنْهُ: أبو عبد البخاري، ومحمد بن يحيى الذهلي، وهاشم بن مرثد الطبراني.
وكان صدوقا.
توفي سنة أربع وثلاثين.(5/882)
277 - عثمان بن عبد الله الأموي. [أبو عمرو] [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: حمّاد بْن سلمة، ومالك، واللَّيْث بن سعد.
وَعَنْهُ: علي بن إسحاق بن زاطيا، وعبد الله بن ناجية، وأبو يعلى، وآخرون.
وهو أحد المتروكين لإتيانه بالطامات.
وجدّه هُوَ عَمْرو بْن عثمان بْن عفان.
قال ابن عدي: لعثمان أحاديث موضوعة.
وكنيته أبو عمرو.(5/883)
278 - عثمان بْن عَبْد الوهّاب بْن عَبْد المجيد الثّقفِيّ أَبُو عَمْرو. [الوفاة: 231 - 240 ه]
روى بإصبهان عَنْ: والده، وعن سفيان بْن عُيَيْنَة.
وَعَنْهُ: النضر بن هشام، ويعقوب بن إسحاق الضبي، ومحمد بن إبراهيم بن شبيب، وغيرهم. ولا أعلم فيه حرجا.(5/883)
279 - خ م د ق: عثمان بن أبي شيبة، وهو عثمان بْن محمد بْن أَبِي شَيْبَة إِبْرَاهِيم بن عثمان بن خوستي، أبو الحسن العبسي، مولاهم الكُوفيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
أخو أبي بَكْر، والقاسم.
كَانَ من كبار الحُفاظ كأخيه. رحل إلى الحجاز، والرِّيّ، والبصرة، والشّام، وبغداد، وصنَّف المسند، والتفسير، وغير ذلك.
وروى الكثير عَنْ: شَرِيك، وأبي الأحوص، وهُشَيْم، وإسماعيل بن عياش، وسفيان بن عيينة، وجرير بن عبد الحميد، وابن علية، وحميد الرؤاسي، وطلحة بن يحيى الزرقي، وابن المبارك، وعبدة بن سليمان، وعلي بن مسهر وخلق. [ص:884]
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، وأبو دَاوُد، وابن ماجة، وإبراهيم الحربيّ، وإبراهيم بْن أبي طالب، وعبد الله بن أحمد، وأبو بكر أحمد بن علي المروزي، وأبو يعلى، وأحمد بن الحسن الصوفي، والفريابي، والبغوي، وخلْق.
سُئل عَنْه أَحْمَد بْن حنبل، فَقَالَ: ما علمت إلا خيرا. وأثنى عليه.
وقال ابن معين: ثقة مأمون.
قلت: وكان لا يحفظُ القرآن، وإذا جاء منه شيء صحف في بعض الأحايين.
قال الدارقطني: حدثنا أحمد بن كامل، قال: حدثني الحسن بن الحُباب، أن عثمان بن أبي شيبة قرأ عليهم في التفسير: {ألم تر كيف فعل ربك} قالها: ألف لام ميم.
وقال: حدثنا علي بن محمد بن كاس القاضي، قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله الخصَّاف، قال: قرأ علينا عثمان بن أبي شيبة في التفسير: {فلما جهزهم بجهازهم جعل} السفينة، فقيل له: إنما هو {السقاية} فقال: أنا وأخي أبو بكر لا نقرأ لعاصم.
قلت: وله في كثرة ما روى حديث أو حديثان تفرد بهما عن جرير، قال إبراهيم بن أبي طالب: دخلت على عثمان، فقال لي: إلى متى لا يموت إسحاق؟ فقلت له: شيخ مثلك يتمنى موت شيخ مثله؟ فقال: دعني، فلو مات لصفا لي جرير، فإن محمد بن حميد لا شيء. قال: فخرجت من مكَّة ودخلت على عثمان وهو في النَّزْع.
قال مطين: مات فِي ثالث المحرّم سنة تسعٍ وثلاثين كان لا يخضب.
قلت: بقي بعد إسحاق خمسة أشهر.(5/883)
280 - د: عثمان بْن محمد بْن سَعِيد، أَبُو القاسم الرازيّ الدَّشْتَكيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
نزيل البصرة.
عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بن عبد الله الدَّشْتَكيّ، وغيره. وهو مُقِلّ.
وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُد، وأبو بَكْر بْن أبي عاصم، ومحمد بن محمد الجذوعي، وعبدان الأهوازي، وآخرون.(5/884)
281 - عصام بْن الحَكَم الشَّيْبَانيّ العُكْبَريّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: ابن عُيَيْنَة، ويحيى بْن آدم.
وَعَنْهُ: ابنه عَبْد الوهاب، وابن ذريح، وصالح القيراطي.(5/885)
282 - عقبة بن مكرم الضبي الهلالي الكُوفيُّ، [الوفاة: 231 - 240 ه]
لا العمي الْبَصْرِيُّ، ذاك تأخر.
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ومُصْعَب بْن سلام، والمسيب بن شريك، ويحيى بن يمان. وغيرهم.
وَعَنْهُ: إبراهيم بن ديزيل، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأحمد بن علي الأبار، ومطين، والحسن بن سفيان، وأبو يعلى، وعبدان الأهوازي.
قَالَ أَبُو داود: لَيْسَ بِهِ بأس.
وقال مُطَين: تُوُفِيّ فِي ذي القعدة سنة أربعٍ وثلاثين. وكان صدوقا لا يخضب.
قلت: لم يخرجوا له شيئا.(5/885)
283 - عَلْكَدَة بْن نوح الأندلسيّ الرُّعَيْنِيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: ابن وهب، وابن القاسم. توفي بالأندلس سنة سبع وثلاثين ومائتين.(5/885)
284 - د ت: علي بن بحر بن بري، أَبُو الْحَسَن الفارسي ثُمَّ البَغْداديُّ القطّان الحافظ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: عَبْد العزيز الدَّراورْدِيّ، وحاتم بْن إِسْمَاعِيل، وعبد المهيمن بْن عبّاس الساعدي، ومعتمر بْن سُلَيْمَان، وبقيّة بْن الوليد، وعبد الرزّاق، وهشام بن يوسف، وجرير بْن عَبْد الحميد، وأبي خَالِد الأحمر، وخلْق من الشاميين، والعراقيين، واليمانيين، والحجازيين.
وَعَنْهُ: أبو داود، والترمذي عَنْ رَجُل عَنْهُ، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وأبو زُرْعَة، وأبو حاتِم، وحنبل بْن إِسْحَاق، وهلال بن العلاء، وإبراهيم الحربي، وخلق. [ص:886]
وثقه ابن معين، وجماعة.
ومات ببابسير من ناحية الأهواز سنة أربعٍ وثلاثين أيضا.(5/885)
285 - عليّ بْن بِشْر الإصبهانيّ الأُمَويّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: الوليد بْن مُسْلِم، ويزيد بْن هارون، وعبد الرزاق، وطائفة.
وَعَنْهُ: عبيد بن الحسن، وإبراهيم بن نائلة، والقاسم بن منده.
وكان متروكا فإنه روى عن يزيد بن حميد عن أنس رفعه: " «رأيت في الجنة ذئبا» " .. الحديث.
توفي سنة إحدى وثلاثين.(5/886)
286 - علي بن بريد، أبو دعامة القيسي الإخباري الراوية. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: أَبِي العتاهية، وأبي نواس.
وَعَنْهُ: أحمد بن أبي طاهر، ويزيد بن محمد المهلبي، وعون بن محمد الكندي، وغيرهم. وهو بكنيته أشهر.(5/886)
287 - عليّ بْن حبيب، أَبُو الْحَسَن البلْخِيّ عَلُّوَيَّة. [الوفاة: 231 - 240 ه]
شيخٌ مُعَمِّر.
عَنْ: حمّاد بْن سَلَمَةَ، ونوح بن أبي مريم.
وَعَنْهُ: حام بن نوح، وعلي بن إسماعيل الجوهري، وجماعة. وعاش مائة وخمس عشرة سنة فيما قيل.
توفي سنة اثنتين وثلاثين.(5/886)
288 - م ق: عليّ بْن الْحَسَن بْن سُلَيْمَان أَبُو الْحَسَن الحضرميّ الواسطيّ، ويُقال الْكُوفيّ الأدميّ، الملقّب بأبي الشَّعْثَاء. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: أَبِي بَكْر بْن عياش، وحفص بْن غِياث، وعَبْدة بْن سُلَيْمَان، وخالد بْن عبد الله الطحان، وخالد بن نافع، وعبد السلام بن حرب، وطائفة.
وَعَنْهُ: مسلم، وابن ماجه عن رجل عنه، وأبو زرعة الرازي، وأسلم بن سهل بحشل، وصالح بن محمد جزرة، وعمران بْن مُوسَى بْن مُجاشِع، والحسن بْن سُفْيَان، وطائفة.
وثقه أبو داود، وقال: لم أسمع منه شيئا. [ص:887]
وقال بحشل: مات في آخر سنة ست وثلاثين.(5/886)
289 - م ن: علي بن حكيم بن ذبيان، أبو الحسن الأودي الكُوفيُّ، [الوفاة: 231 - 240 ه]
أخو عثمان.
عَنْ: جَعْفَر بْن زياد الأحمر، وشريك بن عبد الله، وعبثر بن القاسم، ومصعب بن المقدام، وابن المبارك، وطائفة.
وَعَنْهُ: مسلم، والنسائي عن رجل عنه، وأبو عبد الله البخاري فِي كتاب الأدب، وَأَحْمَد بْن أَبِي غَرَزَة، وعُبيد بْن غنّام، وعثمان بْن خُرَّزاذ، ومُطّين، وموسى بن إسحاق الأنصاري، وجعفر الفريابي، وعبدان الأهوازي، وخلق.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
وقَالَ غيره: تُوُفيّ سنة إحدى وثلاثين، وكان لا يخضب.(5/887)
290 - عليّ بْن حكيم بْن زاهر السَّمَرقَنْدِيّ، أَبُو الحسن. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: سفيان بن عُيَيْنَة، وأبي خَالِد الأحمر، وحفص بْن سلم السمرقندي.
وَعَنْهُ: جيهان الفرغاني، وجعفر الفريابي، وجماعة.
قال الخطيب أبو بكر: كَانَ فقيهًا يُعرف بعليّ البكّاء لكثرة بكائه. وكان ثقة. جاور بمكة نحوًا من عشرين سنة، ومات سنة خمس وثلاثين.(5/887)
291 - عليّ بْن حمزة بْن سَوّار العكّيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
بصْرِيّ صَدُوق.
عَنْ: جرير بْن حازم، وحمزة المعْوَليّ.
وَعَنْهُ: أبو زرعة، وأبو يعلى.
وقع لنا حديثه بعلو.(5/887)
292 - خ ت ن: علي ابن المديني، هو عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن جعْفَر بْن نجيح، مولى عروة بن عطية السعدي. الإمام أبو الحسن الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 231 - 240 ه]
أحد الأعلام، وصاحب التصانيف.
ولد سنة إحدى وستين ومائة.
سَمِعَ: أباهُ، وحمّاد بْن زيد، وهُشَيْمًا، وابن عُيَيْنَة، والدَّرَاوَرْدِيّ، وعبد العزيز بْن عَبْد الصمد العَمّيّ، وجعفر بْن سُلَيْمَان الضُّبَعيّ، وجرير بْن [ص:888] عَبْد الحميد، وابن وهْب، وعبد العزيز بْن أَبِي حازم، وعبد الوارث، والوليد بْن مُسْلِم، وغُنْدَرًا، ويحيى القطّان، وعبد الرَّحْمَن بْن مهديّ، وابن علية، وعبد الرزاق، وخلقا سواهم.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي عَنْ رَجُل عَنْهُ، وَأَحْمَد بْن حنبل، وَمحمد بْن يَحْيَى الذُّهَلِيّ، وهلال بْن العلاء، وحُمَيْد بْن زَنْجَويَه، وإسماعيل القاضي، وصالِح جَزَرَة، وعليّ بن غالب البتلهي، وأبو خليفة الْجُمَحِيّ، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، وَمحمد بن جعفر بن الْإِمَام الدِّمياطيّ، وَمحمد بْن محمد الباغَنْدي، وعبد الله البَغَوِي، وخلق، آخرهم وفاةً عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أيوب الكاتب، وأقدمهم وفاة شيخه سُفْيَان بْن عيينة.
قال الخطيب: وبين وفاتيهما مائة وثمان وعشرون سنة.
قَالَ أَبُو حاتِم: كَانَ ابن الْمَدِينِيّ عَلَمًا فِي النّاس فِي معرفة الحديث والعِلل، وما سَمِعْتُ أحدًا سمّاهُ قطّ، إنّما كَانَ يُكنّيه تبجيلًا لَهُ.
وعن ابن عُيَيْنَة قال: تلوموني على حب علي ابن المديني. والله لقد كنت أتعلم منه أكثر مما يتعلم مني.
وقال أحمد بن سنان وغيره: كان ابن عيينة يسميه حيَّة الوادي.
وعن ابن عيينة، قال: لولا علي ابن المديني ما جلست.
وقال روح بن عبد المؤمن: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: علي ابن المديني أعلم الناس بحديث رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وخاصة بحديث ابن عيينة، رواها زكريا الساجي. عن عباس بن عبد العظيم، عن روح.
وقال محمد بن علي بن داود: سمعت عبيد الله القواريري، قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: الناس يلوموني في قعودي مع علي، وأنا أتعلم من علي أكثر مما يتعلم مني. رواها صالح جزرة عن عبيد الله عن يحيى، قال: تلوموني في ابن المديني وأنا أتعلم منه.
وقال يحيى بن معين: علي من أروى الناس عن يحيى بن سعيد، إني أرى عنده أكثر من عشرة آلاف.
وقال أبو قدامة السرخسي: سمعت علي ابن الْمَدِينِيّ يَقُولُ: رأيتُ فيما [ص:889] يرى النائم كأن الثريا تدلت حتى تناولتُها.
قَالَ أَبُو قُدامة فصدَّق اللَّه رؤياهُ. بلغ فِي الحديث مبلغًا لَم يبلغه كبير أحد.
وقال النسائي: كأن الله خلق علي ابن المديني لهذا الشأن.
وقال عباس العنبري: بلغ علي ابن المديني ما لو قُضي أن يتم على ذلك، لعله كان يقدم على الحسن البصري، كان الناس يكتبون قيامه وقعوده ولباسه، وكل شيء يقول أو يفعل أو نحو هذا.
وقال يعقوب الفسوي: قال علي ابن المديني: صنفت "المسند" مستقصى، وخلفته في المنزل، وغبت في الرحلة، فخالطته الأرضة، فلم أنشط بعد لجمعه.
وقال أبو يحيى صاعقة: كان علي ابن المديني إذا قدم بغداد تصدر الحلقة، وجاء يحيى، وَأَحْمَد بْن حنبل والْمُعَيْطِيّ، والنّاس يتناظرون، فإذا اختلفوا فِي شيء تكلَّم فِيهِ علي.
وقال أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: كان علي ابن الْمَدِينِيّ إذا قَدِمَ علينا أظهرَ السنة، وإذا ذهب إلى البصرة أظهر التشيع.
وقال السراج: سمعت محمد بن يونس، قال: سمعت ابن المديني يقول: تركت من حديثي مائة ألف حديث، منها ثلاثون ألفا لعباد بن صُهيب.
قال السراج: قلت للبخاري: ما تشتهي؟ قال: أن أقدم العراق وعلي بن عبد الله حي، فأجالسه.
وقال إِبْرَاهِيم بْن معقل: سمعتُ الْبُخَاريّ يَقُولُ: ما استصغرتُ نفسي عِنْدَ أحدٍ إلَا عِنْدَ علي ابن المديني.
وقال أبو عبيد الآجري: قيل لأبي داود: أَحْمَد أعلمُ أم عليّ؟ قَالَ: عليّ أعلم باختلاف الحديث من أَحْمَد.
وقال عبد المؤمن بن خلف: سألت صالح بن محمد جزرة، قلت: يحيى بن معين هل يحفظ؟ قال: لا، إنما كان عنده معرفة، قلت: فعلي ابن المديني، كان يحفظ؟ قال: نعم، ويعرف. [ص:890]
وقال أَبُو داود: ابن الْمَدِينِيّ خيرٌ من عشرة آلاف مثل الشاذكوني.
وقال عبد الله بن أبي زياد القطواني: سمعت أبا عبيد يقول: انتهى العلم إلى أربعة: أَبُو بَكْر بْن أبي شيبة أسردهم له، وأحمد بن حنبل أفقههم فيه، وعلي ابن الْمَدِينِيّ أعلمهم بِهِ، ويحيى بْن مَعِين أكتَبُهم له.
قال الفرهياني وغيره: أعلم وقته بالعلل علي ابن المديني.
الفسوي في تاريخه: سمعت علي ابن المديني وقوم يختلفون إليه، فقرأ عليهم أبواب السجدة، وكان يذكر له طرف حديث، فيمر على الصفحة والورقة، فإذا تعايى في شيء لقنوه الحرف والشيء منه، ثم يمر، ويقول: الله المستعان، هذه الأبواب أيام نطلب كنا نتلاقى به المشايخ ونذاكرهم بها ونستفيد ما يذهب عنا منها، وكنا نحفظها، وقد احتجنا اليوم إلى أن نلقن في بعضها.
قلت: كان رحمه الله مِمّن أجاب فِي المحنة، نسألُ اللَّه العافية.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ: سَمِعْتُ يَحْيَى القطّان يَقُولُ: ويْحَك يا عليّ، أراك تتبع الحديث تتبُّعًا، لا أحسبك تموت حتَّى تُبْتَلَى.
وقال أزهر بْن جميل: كنّا عِنْدَ يحيى بن سعيد، إذ جاء عبد الرحمن بن مهدي منتقع اللون أشعث، فقال: رأيتُ البارحة كأن قومًا من أصحابنا قد نُكِّسوا. فقال ابن الْمَدِينِيّ: يا أَبَا سَعِيد هُوَ خير، قَالَ اللَّه تعالى: " {ومن نعمره ننكسه في الخلق} ". فقال عَبْد الرَّحْمَن: اسكت، فَواللَّهِ إنّك لفي القوم.
وقال الأثرم عليّ بْن المغيرة: سمعتُ الأصمعي وهو يَقُولُ لابن الْمَدِينِيّ: واللهِ يا عليّ، لتتركنّ الْإسْلَام وراء ظهرك.
وقال الصُّوليّ: حدثنا الْحُسَيْن بْن فَهْم، قَالَ: قَالَ أَحْمَد بْن أَبِي دُؤاد لابن الْمَدِينِيّ بعد أن وصلهُ بعشرة آلاف درهم وثياب ومركبٍ بعدّته: يا أَبَا الْحَسَن، حديث جرير فِي الرؤية ما هو؟ قال: صحيح. قال: فهل عندك شيء؟ قَالَ: يعفيني القاضي. قَالَ: يا أَبَا الْحَسَن هذه حاجة الدَّهْر. ولَم يزل بِهِ حتّى قَالَ: فِيهِ من لا يعوَّل عَلَيْهِ؛ قيس بْن أَبِي حازم، إنّما كَانَ أعرابيًّا بوالا على [ص:891] عَقِبَيْه. فقبّله ابن أَبِي دُؤاد واعتنقه. فلمّا ناظر أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: يا أمير المؤمنين يحتج علينا بحديث جرير، وإنّما هُوَ من رواية قيس بْن أَبِي حازم، أعرابيّ بوّال عَلَى عقبيه. قَالَ: فقال أَحْمَد بْن حنبل بعد ذَلِكَ: فحين أطْلَع لي هذا علمت أَنَّهُ من عمل علي ابن الْمَدِينِيّ.
قَالَ أَبُو بَكْر الخطيب: هذا باطل، قد نزه الله علي ابن المديني عن قول ذلك في قيس، وليس فِي التّابعين من أدركَ العشرة، وروى عنهم غيره. ولَم يحك أحدٌ مِمن ساق محنة أحمد بن حنبل أنه نوظر في حديث الرؤية.
قال: والذي يُحكى عَنْ علي أَنَّهُ روى لابن أَبِي دُؤاد حديثًا عَنِ الوليد بْن مُسْلِم فِي القرآن أخطأ فِيهِ، فكان أَحْمَد بْن حنبل يُنْكرُ عَلَيْهِ رواية ذَلِكَ الحديث. واللفظُ: " «كِلُوه إلى عالِمِهِ» "، فقال عليّ: " «كِلُوه إلى خالِقِه» ".
وقال أبو العيناء: دخل علي ابن الْمَدِينِيّ إلى أَحْمَد بْن أَبِي دُؤاد بعد محنة أحمد بن حنبل، فناوله رقعة، وقال: طُرِحَت فِي داري. فإذا فيها:
يا ابن الْمَدِينِيّ الَّذِي شُرِعَت لَهُ ... دُنيا فجاد بدينه لينالها
ماذا دعاكَ إلى اعتقاد مقالةٍ ... قد كَانَ عندك كافرًا من قالها
أمرٌ بدا لك رُشْدُهُ فقبِلْتَهُ ... أمْ زهرة الدُّنيا أردتَ نَوَالها
فلقد عهِدتُكَ لا أَبَا لك مرَّةً ... صعْبَ الْمَقادة للّتي تُدْعَى لَها
إنّ الحريب لمن يصاب بدينه ... لا من يرزى ناقة وفِصَالها
فقال لَهُ: لقد قمت وقمنا من حقّ اللَّه بِما يصغّر قدْر الدُّنيا عند كثير ثوابه. ثم وصله بخمسة آلاف درهم.
قال زكريا الساجي: قدم علي ابن المديني البصرة فصار إليه بندار، فجعل يقول: قال أبو عبد الله، قال أبو عبد الله، فقال له بندار على رؤوس الملأ: من أبو عبد الله، أحمد بن حنبل؟ قال: لا، أحمد بن أبي دؤاد، فقال بندار: أحتسب خطاي. وغضب وقام.
وقال ابن عمار في تاريخه: قال لي علي ابن المديني: ما يمنعك أن تكفِّر الجهمية. وكنت أنا أولا أمتنع أن أكفرهم، حتى قال ابن المديني ما قال، فلما أجاب إلى المحنة، كتبت إليه كتابا أذكِّره الله، وأذكِّره ما قال، فقال ابن [ص:892] المديني أو قال: أخبرني رجل عنه أنه بكى حين قرأ كتابي، ثم رأيته بعد فقال لي: ما في قلبي مما قلت شيء؛ ولكني خفت أن أقتل، وتعلم ضعفي أني لو ضربت سوطا واحدا لمت.
وقال ابن عدي: سمعتُ مُسَدَّد بْن أَبِي يوسف القَلوَسيّ: سمعتُ أَبِي يَقُولُ: قلتُ لعلي ابن المديني: مثلك في علمك يجيب إلى ما أجبت إليه؟ فقال: يا أَبَا يوسف ما أهْون عليك السّيف.
وقال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد: سمعتُ ابن مَعِين، وذُكِرَ عِنْدَه ابن الْمَدِينِيّ، فحملوا عَلَيْهِ، فقلت: ما هُوَ عِنْدَ النّاس إلا مرتد. فقال: ما هو بمرتد، هُوَ عَلَى إسلامه. رَجُل خافَ فقال، ما عليه.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ: سمعتُ علي ابن المديني يقول قبل أن يموت بشهرين: القرآن كلام الله غير مخلوق، ومَنْ قال: مخلوق فهو كافر.
وقال أبو نعيم الحافظ: حدثنا موسى بن إبراهيم العطار، قال: حدثنا محمد بْن عثمان بْن أَبِي شَيْبَة: سمعتُ عليا عَلَى المنبر يَقُولُ: من زعم أنّ القرآن مخلوق فهو كافر، ومن زعم اللَّه لا يرى فهو كافر، ومن زعم أنّ اللَّه لم يكلم موسى على الحقيقة فهو كافر.
قال البخاري: مات علي بن عبد الله ليومين بقيا من ذي القعدة سنة أربع وثلاثين.
وقال الحارث، وغير واحد: مات بسامراء في ذي القعدة، وغلط مَنْ قال سنة ثلاث. ترجمته في تهذيب الكمال إحدى عشرة ورقة لعل سائرها من تاريخ الخطيب.
وقال الإمام أبو زكريا النووي: لابن المديني في الحديث نحو مائتي مصنف.(5/887)
293 - عليّ بْن عيسى المُخَرِّميُّ البَغْداديُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: هُشَيْم، وحفص بن غياث، وعبد الله بن إدريس.
وَعَنْهُ: حرب [ص:893] الكرماني، وأبو بكر بن أبي الدُّنيا، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو القاسم البغوي، وجماعة.
وثقه صالح بن محمد جزرة.
وتوفي في ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين.(5/892)
294 - عليّ بْن قَرِين بْن بَيْهَس، أَبُو الْحَسَن الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
سكن بغداد، وحدَّث عَنْ: جرير بْن عبد الحميد، وعبد الوارث، وجماعة.
وَعَنْهُ: عبد الله بن هارون الشعبي، وغيره.
وهو متروك متَّهم.
قَالَ مُوسَى بْن هارون: كذاب. توفي سنة ثلاث وثلاثين.
وقال ابن قانع: كان يضع الحديث.(5/893)
295 - ق: عليّ بْن محمد بْن إِسْحَاق بْن أَبِي شداد، وقيل بدل إسحاق: شروى، وقيل: نباتة، وقيل: عبد الرحمن، الحافظ، أَبُو الْحَسَن الطَّنَافِسيّ الكوفِيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
محدِّث قَزْوِين.
عَنْ: أخواله محمد، وَيَعْلَى ابني عُبَيْد الطَّنافسيّ، وأبي بكر بن عياش، وأبي معاوية، وسفيان بن عُيَيْنَة، وحفص بْن غياث، وعبد اللَّه بْن وهب، والمحاربي، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وروى النسائي حديثاً في "مسند علي" عن زياد بن أيوب الطوسي عنه،
وَرَوَى عَنْهُ: أَبُو زُرْعة، وأبو حاتِم، وابن وَارَةَ، وعليّ بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد، وَمحمد بْن الضُّرَيْس، وعليّ بْن سَعِيد بْن بشير الرازيّون، وابنه الْحُسَيْن بْن عليّ قاضي قَزْوين، ويحيى بْن عبدك القزويني، وطائفة.
قَالَ أبو حاتم: كَانَ ثقة صدوقًا. وهو أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شيبة فِي الفضل والصَّلاح. وأبو بَكْر أكثر حديثا منه وأفهم.
وقال أبو يعلى الخليلي: أقام هو وأخوه بقزوين، وارتحل إليهما الكبار، ولهما محل عظيم، ولم يكن إسنادهما في ذلك الوقت بعال، سمعا من ابن عيينة وأخوالهما، ووكيعا، وابن فضيل، توفي الحسن سنة اثنتين [ص:894] وعشرين وتوفي سنة ثلاث وثلاثين.(5/893)
296 - ق: عليُّ بْن هاشم بْن مرزوق، أَبُو الْحَسَن الرّازيّ، [الوفاة: 231 - 240 ه]
مولى بني هاشم.
عَنْ: هُشَيْم، وعُبَيْدَة بْن حُمَيْد، وعَبَّاد بْن العَوَّام، وعليّ بْن غراب، وأبي مطيع الْحَكَم بن عبد الله قاضي بلخ، وأبي بكر بن عياش.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وأبو حاتم، والحسن بن العباس، وأحمد بن جعفر الجمال، وعبد الرحمن بن محمد بن سلم الرازيون، ومحمد بن عبد الله بن رسته الإصبهاني.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.(5/894)
297 - عليُّ بْن المغيرة أَبُو الْحَسَن الأثرم، [الوفاة: 231 - 240 ه]
صاحب اللُّغَة.
كَانَ من كبار علماء اللِّسَان ببغداد. حمل عَنْ: أَبِي عُبَيْدَة، والأصمعي، وغيرهما.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بْن أَبِي خيثمة، وَمحمد بْن يَحْيَى الكِسَائي الصَّغير، وَأَحْمَد بْن يحيَى البلاذُريّ، والزُّبير بْن بكّار، وأبو العباس ثعلب، وغيرهم.
وكان مقبول الرواية بصيرًا بالنَّحْو واللُّغة. تُوُفِّيَ سنة اثنتين وثلاثين.(5/894)
298 - عمر بن زرارة، أبو حفص الحدثيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
له نسخة مشهورة وقعت لنا من طريق البغوي عنه بعلو، روى فيها عن شريك بن عبد الله، وأبي المليح الرَّقي، وطبقتهما.
وثقه الدارقطني.
قال صالح بن محمد الحافظ: سمعت منه، شيخ مغفل، قدم بغداد واجتمع عليه خلق.(5/894)
299 - عُمَرَ بْن فرج الرُّخَّجيّ الكاتب. [الوفاة: 231 - 240 ه]
كَانَ من علية الكُتّاب، يصلح للوزارة. سخط عَلَيْهِ المتوكّل، فأخذ منه ما قيمته مائة وعشرون ألف دينار.
ثم صالحه على أن يرد إليه ضياعه على مال. ثُمَّ غضب عَلَيْهِ وصُفِعَ ستّة آلاف صفعة فِي أيام، وأُلْبِسَ عباءة. ثُمَّ رضي عَنْهُ، ثُمَّ سَخطَ عَلَيْهِ ونفاهُ. تُوُفِيّ ببغداد.(5/894)
300 - عُمَرَ بْن مُوسَى، أَبُو حفص الحادي البَصْريُّ، [الوفاة: 231 - 240 ه]
عم الكُدَيْمِيّ.
عَنْ: حمّاد بْن سَلَمَةَ، وأبي الربيع السّمّان أشعث، وأبي هلال محمد بْن سُلَيْم، وغيرهم.
وَعَنْهُ: عبدان الأهوازي، وعمران السختياني، والبزار، وزكريا الساجي، وآخرون.
قال ابن عدي: ضعيف، يسرق الحديث.(5/895)
301 - ق: عُمَرَ بْن هشام، أَبُو حفص النَّسَويّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
صاحب مظالم الرَّيِّ.
عَنْ: الفضل بْن مُوسَى السِّينانيّ، والنَّضْر بْن شُمَيْلٍ، وفَضَالة بْن إِبْرَاهِيم.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وأبو حاتم، وإبراهيم بن عبد الله الخُتّليّ.(5/895)
302 - عمّار بْن زَرْبي، أَبُو الْمُعْتَمِر الْبَصْرِيّ الضرير المؤدِّب. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: مُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان، وبِشْر بْن منصور، والنضر بن حفص.
وَعَنْهُ: عبدان، والحسن بن سفيان، وأبو يعلى. كذبه عبدان.(5/895)
303 - ق: عَمْرُو بْن الْحُصَيْن العُقَيْلِيّ الباهليّ الْبَصْرِيّ ثُمَّ الجَزَريُّ، أَبُو عثمان. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: محمد بْن عَبْد اللَّه بْن عُلاثة، وأبي عَوَانة، وحمّاد بْن زيد، ويحيى بْن العلاء الرازيّ، وعبد العزيز بن مسلم، وعلي بن أبي سارة، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بن داود المكي، وعثمان بن خرزاذ، ومحمد بْن أيّوب بْن الضُّرَيْس، ومعاذ بْن المثنى، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، وأبو معشر الحسن بن سليمان الدارمي، والحسين بن إسحاق التستري، وأبو يعلى الموصلي، وخلق كثير.
قَالَ أبو حاتم: ذاهب الحديث.
وقال ابن عديّ: حدَّث عَنِ الثّقات بغير حديث مُنْكَر، وهو مظلم الحديث.
وقال الدارقطني: متروك. [ص:896]
قلت: وقع لنا حديثه عاليا، وله حديث في سنن ابن ماجه. توفي بعد الثلاثين.(5/895)
304 - عمرو بن حفص، ويقال: عمر، أبو هشام الثقفي مولاهم الدِّمشقيُّ البزاز. [الوفاة: 231 - 240 ه]
ولاؤه للحجاج بن يوسف.
عَنِ الْوَلِيد بْن مُسْلِم، وَمحمد بْن شُعيب، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو زُرْعة، وأبو حاتم الرازيّان، وأبو زرعة الدمشقي، وأحمد بن المعلى، وأحمد بن إبراهيم البُسْريّ، وآخرون.
قال أبو حاتم: صدوق.
وآخر من روى عنه جعفر الفريابي.(5/896)
305 - ق: عمرو بن رافع بن الفرات بن رافع، أَبُو حُجْر البَجَليّ القَزْوينيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: جرير بْن عَبْد الحميد، وابن المبارك، وإسماعيل بْن جَعْفَر، وابن عيينة، والفضل بن موسى، وعباد بن العوام، وخلق.
وَعَنْهُ: ابن ماجه وأبو زرعة، وأبو حاتم، والحسن بن العباس، وأحمد بن عبد الرحمن القلانسي، ومحمد بن أيوب الرازيون، ومحمد بن إبراهيم بن زياد الطيالسي، ومحمود بن الفرج الأصبهاني، وخلق.
قَالَ أَبُو حاتِم: قلّ من كتبنا عَنْهُ أصدق لهجة وأصح حديثا منه.
وقال الخليلي: توفي سنة سبع وثلاثين.(5/896)
306 - خ م ن: عَمْرو بْنُ زُرارة بْن واقد، أَبُو محمد الكلابِيّ النَّيْسَابوريُّ المقرئ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
قرأ القرآن عَلَى الكسائي،
وَحَدَّثَ عَنْ: هُشَيْم، ويحيى بْن زكريّا بْن أَبِي زائدة، وعبد العزيز بْن أَبِي حازم، وسُفْيان بن عيينة، وزياد بن عبد الله البكائي، وطبقتهم. [ص:897]
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، والنسائيّ، وَمحمد بْن يحيى الذُّهَليّ، وعبد اللَّه الدّارميّ، وإبراهيم بْن أَبِي طالب، والحسن بْن سفيان، ومحمد بن إسحاق السراج، ومسدد بن قطن، وطائفة.
قال أحمد بن سيار: كان قصيرا إلى أدمة ما هو، طويل اللحية، لا يخضب.
قال النسائي: ثقة.
وقال البخاري: مات سنة ثمان وثلاثين.
وروى عنه أحمد بن سلمة، أنه قال: صحبت ابن علية ثلاث عشرة سنة ما رأيته يتبسم فيها.(5/896)
307 - عَمْرُو بْن زياد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن ثَوْبَان، مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَبُو الْحَسَن الباهليّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن سعد، ويعقوب القمي، وابن المبارك، وبكر بن مضر، وحمّاد بْن زيد.
وَعَنْهُ: يزيد بْن خَالِد الإصبهاني، وصالِح بْن العلاء العَبْدِيّ، ورَوْح بْن عبد المجيب، وغيرهم، سمع منه روح فِي سنة أربعٍ وثلاثين ومائتين.
قَالَ ابن عدي: يسرق الحديث ويحدث بالبواطيل.(5/897)
308 - خ: عَمْرُو بْن الْعَبَّاس الباهليّ، أَبُو عثمان الْبَصْرِيُّ الأهوازي الرزي. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: سفيان بن عيينة، وغندر، وعبد الرحمن بن مهدي، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، وحرب الكرماني، وعبدان الأهوازي، وجماعة.
وهو والد محمد بن عمرو الباهلي، وكان حافظا صاحب حديث.
قال عبدان الأهوازي: سمعته يقول: كتبت عن غندر حديثه كله، إلا حديثه عن سعيد بن أبي عروبة، فإن ابن مهدي نهاني أن أسمع منه ذلك، وقال: إن غندرا سمع ابن أبي عروبة بعد الاختلاط. [ص:898]
وقال عمرو بن علي الفلاس: سمعت غندرا يقول: ما أتيت شعبة حتى فرغت من ابن أبي عروبة.
مات فِي ذي الحجّة سنة خمس وثلاثين.(5/897)
309 - عَمْرُو بْن عَمْرو بْن يزيد، أبو عبد الله الغافِقيّ. مولاهم، الْمِصْرِيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: الليث بْن سعد، وابن لَهِيعة.
وَعَنْهُ: يحيى بن عثمان بن صالح، وغيره.
وهو والد إسماعيل بن عمرو الذي روى الموطأ عَنْ عَبْد الملك بْن الماجِشُّون، عَنْ مالك.
توفي سنة أربع وثلاثين.(5/898)
310 - د: عمرو بن قسط، ويقال: ابن قُسَيْط، أَبُو عليّ السُّلَمِيّ الرَّقِيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: أَبِي الْمُلَيْح، وعبيد اللَّه بْن عمرو الرِّقيين، ويعلى بن الأشدق.
وَعَنْهُ: أبو داود، وأحمد بن إسحاق بن يزيد الخشاب، وأبو زرعة الرازي، وعثمان بن خرزاذ، وجماعة. توفي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.(5/898)
311 - خ م د: عَمرو بْن محمد بْن بُكَيْر بْن سابور، الحافظ، أَبُو عثمان البَغْداديُّ النّاقد. [الوفاة: 231 - 240 ه]
نزلَ الرَّقَّةَ مدة.
عَنْ: هشيم، وأبي خالد الأحمر، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وحفص بْن غِياث، ومُعْتَمر بْن سليمان، وأبي معاوية، وعبد الرزاق، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وأبو زرعة، وأبو حاتم محمد بن إبراهيم السراج، وأبو القاسم البغوي، وأبو يعلى الموصلي، وجعفر الفريابي، وخلق.
قَالَ أَحْمَد بْن حنبل: كَانَ عَمْرو الناقد يتحرّى الصِّدْق.
وقال أبو حاتم: ثقة أمين.
وقال الْحُسَيْن بْن فَهْم: كَانَ ثقة، صاحب حديث، فقيها، من الحفاظ [ص:899] المعدودين. وقال هو وجماعة: توفي في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ببغداد، زاد ابن فهم: توفي لأربع خلون من ذي الحجة.(5/898)
312 - عِمْران بْن يزيد بْن أَبِي جميل الدمشقي. [الوفاة: 231 - 240 ه]
ذكره ابن أبي حاتم، فقال: رَوَى عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّه بْن سَمَاعة، وهِقْل بْن زياد، والدَّرَاوَرْدِيّ، وشهاب بْن خِراش، وعيسى بن يونس.
وَعَنْهُ: أبي، وأبو زرعة. كتب عنه أبي في الرحلة الثانية.(5/899)
313 - عون بن يوسف، أبو محمد الخُزاعيُّ المغربيُّ الكنانيُّ الفقيه. [الوفاة: 231 - 240 ه]
رحل سنة ثمان ومائة،
فَسَمِعَ مِنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن زيد بْن أسلم، وغيره.
وَعَنْهُ: محمد بْن وضّاح، وكان يُفضِّلْه ويثني عليه.
توفي في جمادى الأول سنة تسع وثلاثين، عن سن عالية.(5/899)
314 - د: عيّاش بْن الوليد؛ وهو عياش بْن الأزرق. [الوفاة: 231 - 240 ه]
بصريٌّ، نزل أَذَنَة.
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن وهْب. وعنهُ أَبُو داود، وَأَحْمَد بْن عَبْد اللَّه العجليّ الحافظ، وجعفر الفِرْيَابيّ.(5/899)
315 - عِياض بْن عَبْد الملك الْمُراديّ، مولاهم، المِصْريُّ، أَبُو يزيد. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: ابن عُيَيْنَة، وعبد اللَّه بْن كُلَيْب، وابن وهب. وكان من أفرض أهل زمانه.
وَعَنْهُ: عَبْد الكريم بْن إِبْرَاهِيم.
توفي بأيلة سنة تسع وثلاثين.(5/899)
316 - عيسى بن سالم الشَّاشيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
حَدَّثَ ببغداد عَنْ: عُبَيْد اللَّه بْن عَمْرو الرَّقِيّ، وعبد الله بن المبارك.
وَعَنْهُ: جعفر بن كزال، وموسى بن هارون، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصُّوفيّ، وأبو القاسم البغويّ.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة.
تُوفيّ بطريق حُلْوان سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.(5/899)
-[حَرْفُ الْغَيْنِ](5/900)
317 - غُزَيْلُ بْن سِنَان الموصِليّ، [الوفاة: 231 - 240 ه]
مولى بَنِي تَميم.
عَنْ: المعافى بن عمران، وعفيف بن سالم.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بْن حمدون الموصليّ.
تُوُفيّ سنة تسع وثلاثين.
مجهول.(5/900)
-[حَرْفُ الْفَاءِ](5/900)
318 - الفتح بن هشام الترجماني. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: ابن علية.
وَعَنْهُ: أبو العباس السّرّاج.
مات سنة ثمانٍ وثلاثين ومائتين.(5/900)
319 - الفُرات بْن نصر الفقيه، أَبُو حفص القُهُنْدُزيُّ الْهَرَويُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
سَمِعَ الكُتُب مِنْ: محمد بْن الْحَسَن.
وَحَمَلَ أيضًا عَنْ: أَبِي يوسف.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حياة، وغيره.
توفي سنة ست وثلاثين.(5/900)
320 - الْفَرَجُ بنُ سَهيل بْن الفَرَج القُضَاعِيُّ، ثُمَّ الفارابيُّ الزّاهد. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: ابن وهْب، وأبي إِسْمَاعِيل الزّاهد. وصحب إدريس بْن يحيى.
قَالَ ابن أبي حاتم: كان فرج حكيما ينطق بالحكمة.
وقال ابن يونس: توفي في المحرم سنة ثمان وثلاثين.(5/900)
321 - الفضل بْن زياد، أَبُو الْعَبَّاس الطَّسْتِيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
بغداديّ ثقة.
عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن عيّاش، وعبّاد بْن عباد، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن أبي الدنيا، وموسى بن هارون، وإبراهيم بن هاشم البغوي، وآخرون.(5/900)
322 - الفضل بن غانم، أبو علي المروزي الخزاعي. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: مالك بن أنس، وسليمان بن بلال، وغيرهما.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بْن أَبِي خيثمة، وَمحمد بن يحيى المروزي، وأبو القاسم البغوي. توفي سنة ست وثلاثين. [ص:901]
وكان قد ولي قضاء مصر عامًا وعُزِلَ، وذلك سنة ثمانٍ وتسعين ومائة، وكان كبير اللحية جدًّا، وكان يُصلِّي بالنّاس الجمعة، فإذا خطبَ جعل فِي لحيته عودًا ليردّ عنها عين لَهِيعة بْن عيسى، وكان فيما قِيلَ: عُيُونًا مجرَّبًا.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: الفضل لَيْسَ بقويّ.
وتكلَّم فِيهِ أيضًا أحمد بن حنبل.
وذكره ابن أبي حاتم، وقال: كان قاضيا بالري، رَوَى عَنْ: أبي يوسف، ومالك.
وهم ابن يونس في قوله: توفي سنة سبع وعشرين.(5/900)
323 - الفضل بْن مُقاتِل، أَبُو مُقاتِل الأزْدِيّ البلْخِيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: النَّضْر بْن شُمَيْلٍ، وعبد الرزّاق، ويزيد بْن أَبِي حكيم.
وَعَنْهُ: البخاري في كتاب الأدب، وأبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي، وأبو الدرداء عبد العزيز بن منيب، وجعفر الفريابي.
وثقه البخاري.(5/901)
324 - م د ن: فضيل بن الحسين بن طلحة، أبو كامل الجحدري الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 231 - 240 ه]
ابن أخي كامل بن طلحة.
سَمِعَ: الحمَّادَيْن، وعبد الواحد بْن زياد، وخالد بْن عبد الله الطحان، وسليم بن أخضر، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري تعليقا، ومسلم، وأبو داود، والنسائي بواسطة، وابن أبي عاصم، وعبدان الأهوازي، والبغوي، وآخرون.
وكان ثقة مشهورا.
توفي سنة سبع وثلاثين.(5/901)
325 - فطر بن حماد بن واقد الصفار. [الوفاة: 231 - 240 ه]
بصري، مقل. عَنْ: أَبِيهِ، ومالك بْن أنس.
وَعَنْهُ: مُسْلِم فِي غير الصحيح، وأبو بَكْر أَحْمَد بن عمرو البزار، وعلي بن سعيد الرازي، وآخرون.
توفي سنة سبع أيضا.(5/901)
-[حَرْفُ الْقَافِ](5/902)
326 - القاسم بن أمية العبدي الْبَصْرِيُّ الحذاء. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: مُعْتَمر بْن سُلَيْمَان، وحفص بْن غِيَاث، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو زرعة، وأبو حاتم وغيرهما.
قال أبو زرعة: صدوق.(5/902)
327 - القاسم بْن محمد بْن أَبِي شَيْبَة، [الوفاة: 231 - 240 ه]
أخو أَبِي بَكْر، وعثمان.
ضعيف الحديث بمرّة،
عَنْ: يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، وعبد الله بن إدريس، وإسماعيل ابن عُلَيَّة.
وَعَنْهُ: أَبُو زُرْعَة، وأبو حاتِم، ثُمَّ تركا حديثه؛ وَرَوَى عَنْهُ: صالح جزرة، وأبو يعلى الموصلي، وجماعة.
قال خليفة: توفي سنة خمس وثلاثين.(5/902)
328 - القاسم بْن هلال، أَبُو محمد القُرْطُبيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
رحل، وَسَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن وهْب، وعبد الرَّحْمَن بْن القاسم.
حدَّث عَنْهُ أولاده. وكان بصيرًا بمذهب مالك.
توفي سنة إحدى وثلاثين، وقال ابن يونس: سنة سبع وثلاثين.(5/902)
329 - ع: قُتَيْبَة بْن سَعِيد بْن جميل بْن طريف، أَبُو رجاء الثّقفي، مولاهم، البلْخَيّ، [الوفاة: 231 - 240 ه]
نزيل قرية بغلان.
واسمه يحيى، وقتيبة لقب له. قاله ابن عدي. وقال ابن مندة: اسمه علي.
قلت: و "يحيى" يتصحف "بعلي" في الخط المعلق، وابن عدي أتقن من ابن مندة، ولأنه سمع من جماعة من أصحاب قتيبة.
ولد سنة تسع وأربعين ومائة، فإنه قال: رحلت إلى العراق سنة اثنتين وسبعين ولي ثلاث وعشرون سنة.
سَمِعَ: مالكًا، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ لَهِيعَةَ، وأبا عوانة، وعبد الرحمن ابن أَبِي الموّال، وشَرِيك بْن عَبْد اللَّه، ومفضّل بْن فَضَالَةَ، وحمّاد بْن زيد، وعبد الواحد بْن زياد، وبكر بْن مُضَر، وسفيان بْن عيينة، وجعفر بن سليمان، وإسماعيل بن جعفر، وأبا الأحوص، وخلقا كثيرا بخراسان، [ص:903] والعراق، والحجاز، ومصر.
وَعَنْهُ: الجماعة من عدا ابن ماجه وهو بواسطة، ونعيم بن حمّاد، وَأَحْمَد بْن حنبل، وأبو بَكْر بْن أَبِي شيبة، وأبو خيْثَمَة، ويَحْيَى بْن مَعِين، والحسن بْن عَرَفة، وإبراهيم الحربيّ، وأبو زُرْعَة، وجعفر الفِرْيَابي، والحسن بْن سُفيان، وموسى بْن هارون، وأبو العباس السراج، وخلق كثير.
قال ابن المقرئ في معجمه: حدثنا محمد بن عبد الله العبدويي النَّيْسَابوريُّ، قال: سمعت الحسن بن سفيان يقول: كُنَّا عَلَى باب قُتَيْبَة، وكان معنا رجلٌ يقول: لا أخرج حتى أكبر على قتيبة. فمرض الرجل فمات، فأُخبرَ قُتَيْبَة فخرج، فصلّى عَلَيْهِ، وكتب عَلَى قبره: هذا قبر قاتل قتيبة.
وقال أَحْمَد بْن سيّار: كَانَ جدّ قُتَيْبة مولى للحجاج، وكان قتيبة يذكر كرامته عَلَيْهِ، وأنه كَانَ يجلس عَلَى سرير عَنْ يمينه. وكان قتيبة رَبْعَةً، أصلع، حُلو الوجه، حَسَن الخَلْق، غَنيًّا من ألوان الأموال من الإبل والبقر والغنم، ولقد قَالَ لي: أقِمْ عندي هذه الشّتْوَة حتّى أُخرج لك مائة ألف حديث عَنْ خمسة أُناسيّ. وكان ثَبْتًا صاحب سنة. كتب الحديث عن ثلاث طبقات.
وقال أحمد بن أَبِي خيثمة: سُئِلَ يَحْيَى بْن مَعِينٍ، عَنْ قتيبة، فقال: ثقة.
وقال النسائي: ثقة مأمون.
ومن شعر قُتَيْبَة:
لولا القضاءُ الَّذِي لا بُدّ مُدْركُهُ ... والرّزْق يأكله الْإِنْسَان بالقَدَر
ما كَانَ مثلي فِي بَغْلانَ مَسْكَنُهُ ... ولا يَمرُّ بها إلا على سفر
وقع لنا حديثه عاليا.
مات في شعبان سنة أربعين ببغلان من وراء بلخ.
وله حديث تفرد به عن الليث في الجمع بين الصلاتين، وقيل: إنه أدخله المدائني على الليث. ومن عجائب الاتفاق أن هذا الحديث رواه الترمذي عَنْ قُتَيْبَة، ثُمّ رَوَاهُ عَنْ عَبْد الصمد بْن سُلَيْمَان، عَنْ زكريّا اللُؤلؤيّ، عَنْ أَبِي بكر الأعين، عن علي ابن الْمَدِينِيّ، عَنْ أَحْمَد بْن حنبل، عَنْ قُتَيْبَة.(5/902)
330 - م د ت: قَطَنُ بنُ نُسَير، أَبُو عبّاد الغُبَريّ الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه][ص:904]
عَنْ: جَعْفَر بْن سُلَيْمَان، وعبد الرَّحْمَن بْن مهدي وغيرهما.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، والترمذي بواسطة، ومطين، وأبو يعلى الموصلي، وعلي بن سعيد بن بشير الرازي، وآخرون.
قَالَ ابن أَبِي حاتِم: رأيتُ أَبِي يحمل عَلَيْهِ.
وقال ابن عدِيّ: كَانَ يسرق الحديث ويوصله.(5/903)
-[حَرْفُ الْكَافِ](5/904)
331 - كامل بْن طلحة، أَبُو يَحْيَى الْجَحْدَريُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
ولد سنة خمس وأربعين ومائة.
وَحَدَّثَ عَنْ: مبارك بن فضالة، وحماد بن سلمة، وأبي الأشهب جعفر بن حيان، والليث بن سعد، ومالك، وابن لهيعة، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو بكر بن أبي الدُّنيا، وإبراهيم الحربي، وأبو داود السجستاني في كتاب المسائل، وأبو بكر بن أبي عاصم، وموسى بن هارون، وأحمد بن نجدة، وأبو العباس البراثي، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي.
أخبرنا علي بن أحمد الهاشمي، قال: أخبرنا أبو الحسن القطيعي، قال: أخبرنا أبو بكر ابن الزاغوني، قال: أخبرنا أبو نصر الزينبي، قال: أخبرنا أبو طاهر المُخلِّص، قال: حدثنا أبو القاسم البغوي، قال: حدثنا كامل بن طلحة، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْجَدْعَاءَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رسول الله، متى كنت نبيًا؟ قال: "إذ آدم بين الروح والجسد".
قال أحمد بن حنبل في كامل: هو مقارب الحديث.
وقال أَبُو حاتم: لا بأس بِهِ.
وقال الدّارَقُطْنيّ: ثقة.
مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين.(5/904)
332 - كثير بْن يحيى بْن كثير، صاحب الْبَصْرِيِّ، أبو مالك. [الوفاة: 231 - 240 ه]
حَدَّثَ ببغداد عَنْ: أبي عوانة، وغيره.
وَعَنْهُ: عبد الله بن أحمد في زيادات المُسْنَد، وإبراهيم بن هاشم البغوي، وجماعة. [ص:905]
توفي سنة اثنتين وثلاثين.
رَوَى عَنْ: مطر الأعنق، ووالده أبي النضر، وثابت بن يزيد الأحول، وسفيان بن عيينة، وواهب بن سوار.
قَالَ ابن أَبِي حاتِم: رَوَى عَنْهُ: أَبِي، وأبو زرعة، وقال أبو زرعة: صدوق.(5/904)
333 - كعب بْن سَعِيد، أَبُو سَعِيد العامريّ الْبُخَاريّ، يعرف بكَعْبان. [الوفاة: 231 - 240 ه]
ذكره السُّلَيْمَانيّ، فقال: كَانَ ناسكًا صَدُوقًا من الأبدال.
سَمِعَ: مروان بْن مُعَاويَة، ويحيى بْن سليم، وأبا أسامة، وعبد الرزاق.
وَعَنْهُ: بحير بن النضر، وأبو صفوان السرماري. وكان يقول: الإيمان قول وعمل.(5/905)
-[حَرْفُ اللَّامِ](5/905)
334 - لَيْثُ بنُ حمّاد الصّفّار. [الوفاة: 231 - 240 ه]
حدّث ببغداد فِي سنة اثنتين وثلاثين. عَنْ: عَبْد الواحد بْن زياد، وأبي عَوَانة،
وَعَنْهُ: محمد بْن جَابِر السَّقَطيّ، وإدريس بْن عَبْد الكريم الحدّاد، وعبد اللَّه بْن محمد البَغَويّ.
قَالَ الخطيب: كَانَ صدوقا.
ثم قال: أخبرني المذهب، قال: أخبرنا المخلِّص، قال: حدثنا البغوي، قال: حدثنا ليث بن حماد، فذكر حديثاً في غيل الولد.
وقع لي في المنتقى من سبعة أجزاء المخلص.(5/905)
335 - اللَّيْث بْن خَالِد، أَبُو الحارث البَغْداديُّ، وقيل: الْمَرْوَزِيّ. المقرئ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
من كبار المقرئين ببغداد.
قرأ عَلَى أَبِي الْحَسَن الكِسَائي، وأخذ الحروف عَنْ: يحيى اليزيديّ، وحمزة بْن القاسم الأحْوَل.
وتصدَّرَ للإقراء، وحمل النّاس عَنْهُ. وكان ثقةً ثَبْتًا فيما ينقله.
رَوَى عَنْهُ: سَلَمَةُ بْن عاصم، وَمحمد بْن يحيى الكسائي الصغير، وغير واحد.
توفي سنة أربعين، وله رواية في التفسير، وسائر الكتب.(5/905)
336 - الليث بن خالد البلخي. [أبو بكر] [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: حماد بن زيد، ومالك، وغيرهما.
وَعَنْهُ: أبو حاتم، وجماعة. وهو قديم الموت.
وأظنني ذكرته في ما تقدم.
كنيته أبو بكر.(5/906)
-[حَرْفُ الْمِيمِ](5/906)
337 - مالك بن حويص الهروي. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: مالك بن أنس، وفُضَيْل بْن عِياض.
وَعَنْهُ: يحيى بن أحمد بن زياد، وغيره.
توفي سنة تسع وثلاثين ومائتين.(5/906)
338 - مالك بن سليمان الألهاني [أبو أنس] [الوفاة: 231 - 240 ه]
حمصي، ضعيف،
يكنى أبا أنس.
حدَّث بسامرّاء عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش، وبقيّة بْن الوليد.
وَعَنْهُ: ابن البراء العبدي، وعلي بن أحمد بن النضر، ومحمد بن محمد الباغندي، وآخرون.
ضعفه محمد بن عوف، وقال: كَانَ ابن عم زوجتي.
قلت: سماع أبي برزة الحاسب منه سنة ثمانٍ وثلاثين ومائتين.(5/906)
339 - محمد بْن أبان بْن عِمْران بْن زياد الواسطيّ الطّحّان، أَبُو الحسن، ويقال: أبو عبد الله، ويقال: أبو عمران السلمي، ويقال: الْقُرَشِيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: أبان بْن يزيد العطّار، والحَمَّادّيْن، وجرير بْن حازم، وسلام بْن مسكين. وشَرِيك، وعُقبَةُ بْن عَبْد اللَّه الأصم، وفُلَيْح بْن سليمان، وخلق.
وَعَنْهُ: بَقِيّ بْن مَخْلَد، وأبو زُرْعة، ومطيّن، وعبد الله بن أحمد، وأبو يعلى الموصلي، ومضر بن محمد الأسدي، ومحمود بن محمد الواسطي، ومحمد بن محمد الباغندي، وآخرون.
قَالَ ابن حبّان فِي كتاب الثِّقَات: ربّما أخطأ.
وفي صحيح البخاري: حدثنا محمد بن أبان، قال: حدثنا غندر، وذلك في موضعين من كتاب الصلاة. فقال ابن عدي: هو هذا الواسطيّ. وقال أَبُو نصر الكَلاباذيّ، وجماعة: هُوَ محمد بن أبان البلخي. [ص:907]
وما ذكره ابن عدي ممكن؛ فإن البخاري ذكر في "تاريخه" الواسطي ولم يذكر فيه البلخي.
وقال بحشل: كان فقيها، وكان يخضب بالحناء. توفي سنة سبع وثلاثين ومائتين، وقال غيره: سنة ثمان وثلاثين.
وقال ابنه أحمد: سمعت أبي يقول: ولدت سنة سبع وأربعين ومائة.
وأما:(5/906)
• - محمد بن أبان البلخي [الوفاة: 231 - 240 ه]
ففي الطبقة الآتية.(5/907)
340 - محمد بن إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس الْكُوفيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: أَبِي مَعْشَر السِّنْديّ.
وَعَنْهُ: محمد بْن عَبْد اللَّه مُطَيّن.
قَالَ أبو عبد الله بن منده: توفي بعد الثلاثين والمائتين.(5/907)
341 - م د: محمد بن أحمد بن أبي خلف القطيعي، أبو عبد الله، [الوفاة: 231 - 240 ه]
مولى بني سليم.
كان إمام مسجد أبي معمر القطيعي.
ولد سنة سبعين ومائة،
وَسَمِعَ: سفيان بن عيينة، وأبا خالد الأحمر، وعبد الرحمن بن محمد المحاربي، ومعن بن عيسى، ويحيى بن أبي بكير، وخلقا.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، وعبد الله بن أحمد، والحسن بن سفيان، ومطين، وأبو العباس السراج، وخلق.
قال أبو حاتم: ثقة صدوق.
قال موسى بن هارون: مات سنة ست وثلاثين.(5/907)
342 - محمد ابن القاضي أَحْمَد بْن أَبِي دُؤاد، أَبُو الوليد الإياديّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
لَمَّا ضُرِبَ أَبُوهُ بالفالِج وانقطعَ فِي بيته ولاه المتوكّل قضاء القضاة؛ لأن ابن أَبِي دُؤاد كَانَ يبالغ فِي خدمة المتوكّل وفي نُصْحه. وكان المتوكّل يكرهُ أَحْمَد لأجل مذهبه وتهجُّمه عَلَى القول بخلق القرآن.
ثُمَّ عزل المتوكّل أَبَا الوليد عَنِ القضاء بيحيى بْن أكثم، وصادر أَبَا [ص:908] الوليد، فَحُمِلَ إِلَيْهِ مائة ألف دينار وجواهر ونفائس. ثُمَّ صُولِح بعد ذَلِكَ عَلَى ستة عشر ألف ألف دِرْهَم.
وتوالت الآفات عَلَى ابن أبي دُؤاد بمرضه ونكبته، ثُمَّ فُجِع بابنه أبي الوليد هذا، فمات في آخر سنة تسع وثلاثين، أو في أول سنة أربعين. ومات أَحْمَد بعده بعشرين يومًا.
ولأبي الوليد أخبار طريفة في البخل.(5/907)
343 - م د: محمد بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن المسّيب بْن أَبِي السّائب بْنُ عَائِذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْن مَخْزُومٍ، أَبُو عبد الله الْقُرَشِيّ المخزوميّ المسيبيّ الْمَدَنِيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وسُفيان بْن عُيَيْنَة، وأنس بْن عياض، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، وَمحمد بْن فليح، وجماعة. وقرأ القرآن على أبيه عَنْ نافع، وأقرأ.
وَعَنْهُ: مُسْلِم، وأبو داود، وأبو زُرْعة، وإبراهيم الحربيّ، وأبو يَعْلَى الموصلي، وَمحمد بْن عبدوس بن كامل، وعبد الله بن الصقر السكري، وآخرون.
وكان عالِمًا صالِحًا جليل القدر.
قَالَ مُصْعَب الزُّبَيْريّ: لا أعلمُ فِي قريش كلّها أفضل من المسيبي.
ووثقه صالح جزرة، وغيره.
توفي ليومين بقيا من ربيع الأول سنة ستٍّ وثلاثين.(5/908)
344 - محمد بْن إِسْحَاق بْن هاشم الرافعيّ، [الوفاة: 231 - 240 ه]
من ولد أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
دمشقي.
حَدَّثَ عَنْ: سعيد بْن عَبْد العزيز، وغيره.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بْن نصر بْن شاكر، وجعفر الفريابيّ، وَأَحْمَد بْن الْمُعَلَّى.(5/908)
345 - محمد بْن أسد الخُوشيُّ الحافظ، أبو عبد الله الإسفراييني. [الوفاة: 231 - 240 ه][ص:909]
أحد الأعلام.
إمام، رحال، مصنف.
وخوش من قرى إسفرايين.
عَنْ: ابن المبارك، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وبقيّة بْن الوليد، والوليد بْن مُسْلِم، وفُضَيْل بْن عياض.
وَعَنْهُ: محمد بن عبد الوهاب الفراء، وإبراهيم الحربي، وأبو بكر الصغاني، وأبو حاتم الرازي، وأبو لبيد السرخسي.
ولما مات قَالَ إِسْحَاق بْن راهَوَيه: كَانَ نصف خُراسان.(5/908)
346 - محمد بْن أَبِي العتاهية إِسْمَاعِيل البَغْداديُّ الشاعر ابن الشاعر، ويُلَقَّب عتاهية. [الوفاة: 231 - 240 ه]
لَهُ شعر جيّد فِي الزهد.
عَنْ: أبيه، وهشام بن الكلبيّ.
وَعَنْهُ: ابن أبي الدنيا، وأحمد بن أبي خيثمة، والمبرد.
ومن شعره:
قد أفلح الساكت الصموت ... كلام راعي الكلام قوت
ما كل نطق له جواب ... جواب ما يكره السكوت
يا عجبا لامرئ ظلوم ... مستيقن أَنَّهُ يَموتْ(5/909)
347 - محمد بْن بشير بْن مروان، أَبُو جَعْفَر الكِنْدِيّ الدَّعَّاءُ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
بغداديّ، جائز الحديث.
عَنْ: عبد الله بن المبارك، وابن السمّاك الواعظ، وابن عيينة.
وَعَنْهُ: ابن أبي الدنيا، وأبو يعلى الموصلي.
ومات سنة ست وثلاثين.
قال الدارقطني: ليس بالقوي. [ص:910]
أما ابن معين فقال: ليس بثقة.(5/909)
348 - م د: محمد بْن بكّار بْن الرّيان الهاشمي، مولاهم الرصافي، أبو عبد الله. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: محمد بْن طلحة بن مصرف، وعبد الحميد بْن بِهْرام، وفُلَيْح بْن سُلَيْمَان، وقيس بْن الربيع، وأبي مَعْشَر نَجِيح السِّنْدِيّ، والوليد بْن أَبِي ثور، وإسماعيل بْن جَعْفَر، وخلق.
وَعَنْهُ: مُسْلِم، وأبو داود، وابنه إِبْرَاهِيم بْن محمد، وأبو بَكْر بْن أَبِي الدُّنْيَا، وموسى بْن هارون، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، وحامد بْن شُعَيْب، وإبراهيم بْن هاشم البَغَويّ، وأبو القاسم البَغَويّ، وَأَحْمَد بْن الْحَسَن الصُّوفيّ، وعِمْران بْن مُوسَى بْن مُجاشع، وأبو الْعَبَّاس السّرّاج، وَمحمد بن الحسين بن مكرم، وآخرون.
وقال ابن معين: شيخ لا بأس بِهِ.
وقال الدّارَقُطْنيّ: ثقة.
قال البغوي: مات فِي ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين.
قلت: عاش ثلاثا وتسعين سنة.(5/910)
349 - محمد بْن بكّار بْن الزُّبَيْر العَيْشيّ البصْرِيّ الصَّيْرَفيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وزياد بن عبد الله البكائي، ويزيد بن زريع، ومعتمر بن سليمان، ومروان بن معاوية، وجماعة.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو يعلى الموصلي، وعبدان الأهوازي، والحسن بن سفيان، وإبراهيم بن محمد بن نائلة الأصبهاني، وخلق.
وكان ثقة صاحب حديث.
قال مطين: توفي سنة سبع وثلاثين.(5/910)
• - وأما محمد بن بكار بن بلال الدمشقي، [الوفاة: 231 - 240 ه]
فمن طبقة أبي مسهر.(5/911)
350 - خ م ن: محمد بْن أَبِي بَكْر بْن علي بْن عطاء بْن مُقَدَّم الْمُحَدِّث، أبو عبد الله الثقفي، مولاهم، الْبَصْرِيُّ المُقَدَّميُّ، [الوفاة: 231 - 240 ه]
والد أحمد بن محمد.
عَنْ: عمّه عُمَرَ بْن عليّ، وأبي عَوَانة، وحماد بن زيد، ويزيد بن زريع، ويوسف بْن الماجشون، وعثّام بْن عليّ، وعبّاد بن عباد، وفضيل بن سليمان، وخلق.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، والنسائي عن رجل عنه، وإسماعيل القاضي، ويوسف القاضي، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، وَأَحْمَد بْن عليّ بْن سَعِيد الْمَرْوَزِيّ، وعبد اللَّه بْن أحمد، والحسن بن سفيان، وآخرون.
وثقه ابن معين، وأبو زرعة. ومات في أول سنة أربع وثلاثين.
أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي، قال: أخبرنا الفتح بن عبد السلام، قال: أخبرنا أبو الفضل الأرموي، وأبو غالب بن الداية، ومحمد بن أحمد الطرائفي، قالوا: أخبرنا أبو جعفر ابن المُسْلمة، قال: أخبرنا أبو الفضل الزهري، قال: أخبرنا جعفر الفريابي، قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدَّمي سنة إحدى وثلاثين ومائتين، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مِشْرِح بْنِ هَاعَانَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «أكثر منافقي هذه الأمة قراؤها».
وبالإسناد إلى الفريابي، قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا ابن لهيعة، فذكر مثله، وفيه: "أمتي" بدل "هذه الأمة".(5/911)
351 - ق: محمد بْن ثعلبة بْن سواء السَّدُوسيّ البصْرِيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: عمه محمد بن سواء.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وأبو بكر بن أبي عاصم، وموسى بن هارون، وأبو لَبِيد محمد بْن إدريس السَّرْخَسِيّ، وعبدان الأهوازي، وأبو يعلى، وآخرون، روى عن عمه فقط.(5/911)
352 - محمد بْن جامع البصْرِيّ العطّار. [الوفاة: 231 - 240 ه][ص:912]
عَنْ: حماد بن زيد، ومعتمر، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو يعلى، وعبدان، وعلي بن سعيد الرازي، وأحمد بن حفص الجرجاني.
ضعفه أبو يعلى.
وقال ابن عديّ: لَهُ أحاديث لا يُتَابعُ عليها.
وقال أبو حاتم: كتبتُ عَنْهُ، وهو ضعيف الحديث.(5/911)
353 - خ: محمد بن جعفر بن أبي مواتية الكلبيّ الكُوفيُّ، نزيل فَيْد. ويُقال لَهُ: الْفَيْدِيّ العلاف. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: أَبِي مُعَاويَة، وابن فُضَيْل، ووكيع.
وَعَنْهُ: البخاري، ومحمد بن الفضل بن جابر السقطي، ويزيد بن الهيثم البادا، ومطين، وآخرون.
توفي في جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين.(5/912)
354 - م د: محمد بن حاتم بن ميمون المروزي، ثم البَغْداديُّ السمين، أبو عبد الله. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: عَبْد الله بن إدريس، ويحيى القطان، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن نمير، وإسماعيل ابن علية، ووكيع، وخلق.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، والحسن بن سفيان، وأحمد بن يحيى البلاذري، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصُّوفيّ، وجماعة.
وثقه ابن حبان، وابن عدي، والدارقطني.
قَالَ محمد بن سعد: استخرج كتابًا فِي تفسير القرآن كتبه النّاس ببغداد، وكان يَنْزِلُ قطيعة الربيع.
وقال الفلاس: ليس بشيء.
وقال موسى بن هارون: تُوفيّ يوم الأربعاء لِخمس بقين من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين، وقيل غير ذلك؛ وهو غلط.
وأمَّا:(5/912)
• - محمد بن حاتم المِصِّيصيُّ، العابد الملقب حِبّي. [الوفاة: 231 - 240 ه][ص:913]
فهو صدوق من أقرانه، ولكنه تقدم موته.
وكذا:(5/912)
• - محمد بْن حاتِم الزّميّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
من أقرانهما، ولكنه تأخّر موته.
وَ(5/913)
• - محمد بْن حاتِم بْن بَزيع. [الوفاة: 231 - 240 ه]
أصغر منهم، توفي قبل الخمسين.
وَ(5/913)
• - محمد بْن حاتِم بْن نُعَيْم المِصِّيصيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
من صغار شيوخ النسائي، أدركهُ ابن عدي، وبقي إلى قرب الثلاث مائة.(5/913)
355 - ق: محمد بْن الحارث بْن راشد الْمِصْرِيُّ، يُعرف بصُدْرَة. [الوفاة: 231 - 240 ه]
سَمِعَ: ابن لَهِيعة، وعبيد اللَّه بْن عَمْرو الرقي، وضمام بن إسماعيل.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، والحسن بْن سُفْيَان، وَأَحْمَد بْن داود بْن أَبِي صالح الحراني، وحبش بن سعيد، وغيرهم.
قَالَ ابن يونس: تُوُفيّ في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين.
وَرَوَى عَنْهُ أيضا: الحسين بن بهان العسكري، وفيه لين.(5/913)
356 - محمد بْن حبيب الجاروديّ الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: عَبْد العزيز بْن أَبِي حازم.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بْن علي الخزاز، وأبو القاسم البَغَويّ. وكان صدوقًا.(5/913)
357 - محمد بْن حبيب الشمونيّ، أَبُو جَعْفَر الكُوفيُّ المقرئ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
قرأ عَلَى أَبِي يوسف الأعشى صاحب ابن عيّاش. وكان أحذق أصحاب الأعشى. قرأ عَلَيْهِ إدريس بْن عَبْد الكريم، والقاسم بْن أَحْمَد الخيّاط، وَمحمد بْن عَبْد اللَّه الحربيّ. وكان يُلَقِّن القرآن.(5/913)
358 - محمد بْن الْحُسَيْن بْن أَبِي شيخ، أبو جعفر البرجلاني [الوفاة: 231 - 240 ه][ص:914]
صاحب المؤلفات فِي الزُّهد والرقائق.
عَنْ: مالك بْن ضَيْغَم، وحسين الجعفي، والهيثم بن عبيد الصيد، وزيد بن الحباب، وسعيد بن عامر، وأزهر السمان، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو بكر بن أبي الدُّنيا، وإبراهيم بن الجنيد، ومحمد بن يحيى الواسطي، وأبو يعلى الموصلي، وأبو العباس بن مسروق.
قَالَ أبو حاتم: ذُكِرَ لي أنّ رجلًا سأل أحمد بن حنبل عن شيء من أخبار الزُّهد، فقال: عليك بِمحمد بْن الْحُسَيْن.(5/913)
359 - د: محمد بْن حفص، أَبُو عَبْد الرَّحْمَن البَصْريُّ القطان، [الوفاة: 231 - 240 ه]
خال عيسى بْن شاذان.
عَنْ: عَبْد الرحمن بن مهدي، وأبي داود، وسلم بن قتيبة، وأبي عاصم، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، وحرب الكرماني، وابن أبي الدنيا، ومطين.
وثقه ابن حبان.(5/914)
360 - ق: محمد بْن خَالِد بْن عَبْد اللَّه بْن يزيد الواسطيّ الطحان. [الوفاة: 231 - 240 ه]
سمعَ أباهُ، وشَرِيك بْن عَبْد اللَّه، وأبا شهاب عَبْد ربّه بْن نافع، وفرج بن فضالة، وهشيم.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وإبراهيم بْن يوسف الهِسِنْجَانيّ، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، ومحمود بْن محمد الواسطيّ، ويوسف بْن يعقوب إمام جامع واسط.
ضعفه أبو زرعة. واتهمه ابن معين.
وقال ابن عدي: أشد ما أنكر عليه يحيى بن معين وأحمد بن حنبل روايته عن أبيه عن الأعمش، ثم له من الحديث الذي أنكر عليه غير ما ذكرت.
قلت: توفي سنة أربعين، وله تسعون سنة.(5/914)
361 - محمد بْن خَالِد بْن العبّاس بْن زمل السَّكْسكيّ البتلهي. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: الوليد بْن مُسْلِم، وبقيّة بْن الوليد.
وَعَنْهُ: يعقوب الفسوي، ومسلم بن [ص:915] الحجاج، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة.(5/914)
362 - م د ق: محمد بن خلاد بن كثير، أبو بكر الباهلي الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: مُعْتَمر بْن سُلَيْمَان، ونوح بن قيس، وغندر، ويحيى القطان ولزمه مدة.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، وابن ماجه، والحسن بْن سُفْيَان، وعبد اللَّه بْن ناجية، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وآخرون.
وثقه مسدد.
وقال ابن أبي عاصم: مات سنة أربعين.
وقال ابن حبان، وغيره: مات سنة تسع وثلاثين.(5/915)
363 - محمد بن خلاد بن هلال، التّميميّ الإسكندرانيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
سَمِعَ: اللَّيْث، وضمام بْن إِسْمَاعِيل، ويعقوب الإسكندراني.
لقبه أبو عبد الله. توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
قال ابن يونس: يروي المناكير.(5/915)
364 - محمد بْن زياد بْن الأعرابي، أبو عبد الله الهاشمي مولى آل الْعَبَّاس بْن محمد الهاشميّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
كَانَ عَجَبًا فِي معرفة لُغة العرب والأنساب.
وكان أَحْوَلَ،
عَنْ: أَبِي مُعَاويَة الضَّرير، وغيره. وعن الكِسَائيّ، والقاسم بْن مَعْن المسعوديّ.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيم الحربيّ، وعثمان الدّارمي، وأبو الْعَبَّاس ثعلب، وأبو شُعَيْب الحَرّانيّ، وشِمْر بْن حَمْدَويْه، وآخرون.
وكان يَقُولُ: وُلِدْتُ فِي الليلة التي مات فيها أَبُو حنيفة، ولَم يكن فِي الكوفيين أشبه برواية البصْريين منه.
وكان يزعم أنّ الأصمعي وأبا عبيدة لا يعرفان شيئًا. وقال ابن الأعرابيّ فِي كلمة رواها الأصمعيّ: سمعتها من ألف أعرابيّ خلاف ما قاله الأصمعيّ.
وقال ثعلب: لزمتُ ابن الأعرابي تسع عشرة سنة، وكان يحضر مجلسه زُهاء مائة إنسان، ما رأيتُ بيده كتابًا قطّ. وانتهى إِلَيْهِ علمُ اللغة والحفظ، وقرأ على القاسم بن معن، والمفضل بن محمد.
وقال أَبُو منصور الأزهريّ: ابن الأعرابي كوفيّ الأصل، صالح زاهد، [ص:916] ورِع، صدوق، حفظ من الغريب والنوادر ما لَمْ يحفظه غيره. وسمعَ من الأعراب الذين كانوا ينزلون بظاهر الكوفة؛ بني أسد، وبني عقيل، فاستكثر، وأخذ النَّحْو عَنِ الكِسَائيّ. وكان أبوه عبدا سنديا.
ولابن الأعرابي من التصانيف: كتاب النوادر وهو كبير، وكتاب الأنواء، وكتاب الخيل، وكتاب تاريخ القبائل، وكتاب معاني الشعر، وكتاب تفسير الأمثال، وكتاب الألفاظ، وغير ذلك من الكتب.
توفي سنة إحدى وثلاثين. وقد نيف على الثمانين، ومات بسامراء.(5/915)
365 - محمد بن أبي زكير يحيى بن إسماعيل، أبو عبد الله الصدفي، مولاهم، المصري. [الوفاة: 231 - 240 ه]
مكثر عن ابن وهب، وغيره.
رَوَى عَنْهُ يعقوب الفَسَويّ.
مات فِي جُمَادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين.(5/916)
366 - محمد بْن سَعْدان، أبو عبد الله النَّحويّ المقرئ الضَّرير. [الوفاة: 231 - 240 ه]
أحد الأئمة بالعراق.
عَنْ: عَبْد الله بن إدريس، وأبي معاوية، وجماعة.
وَعَنْهُ: عبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى المروزي، وآخرون. وصنف في النحو والقراءات.
وثقه أبو بكر الخطيب. وتوفي سنة إحدى وثلاثين.
قرأ القرآن على سليم، وجماعة، وكان بصيرا بالقراءات. قرأ عَلَيْهِ محمد بْن أَحْمَد بْن واصل، وسليمان بْن يحيى الضبي، وجعفر بْن محمد الأدمي.
قال أبو الحسين المنادي: اختار لنفسه ففسد عَلَيْهِ الأصل. إلا أنه كان نحويا.(5/916)
367 - محمد بْن سَعِيد بْن أَبِي مريم، أَبُو عبد الله الْمِصْرِيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: ابن وهْب، والفِرْيَابيّ، وجماعة.
توفي سنة خمس وثلاثين ومائتين.(5/916)
368 - محمد بن سَعِيد بْن زياد، أَبُو سَعِيد الْقُرَشِيّ الكُرَيْزِيّ الْبَصْرِيّ الأثرم. [الوفاة: 231 - 240 ه]
نزيل بغداد. [ص:917]
عَنْ: حماد بن سلمة، وهمام بن يحيى، وأبان بن يزيد، وجماعة كثيرة.
وَعَنْهُ: يعقوب الفَسَويّ، وَمحمد بْن غالب تَمْتَام، وعبد الرحمن بن الأزهر البلخي، ومحمد بن حاتم المصيصي، وأبو زرعة.
وقال أبو حاتم: كتبت عنه، وتركت حديثه، هو منكر الحديث.
ضعفه أبو زرعة. وتوفي سنة إحدى أيضا.(5/916)
369 - محمد بن سفيان بن زياد الماسح. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: الليث بن سعد، وبكر بن مضر.
وكان صالحا عابدا. توفي سنة خمس أيضا.(5/917)
370 - محمد بْن سلام بْن عُبَيْد اللَّه، أبو عبد الله الْجُمَحِيّ، مولاهم البَصْرِيّ الأخباريّ، [الوفاة: 231 - 240 ه]
أخو عَبْد الرَّحْمَن. ولاؤهم لقُدامة بْن مظعون.
قَالَ ابن قانع: بين محمد وبين أخيه في الوفاة أيام، قدم محمد بغداد فتوفي بها.
وكان أديبا عالما بارعًا. صنَّفَ كتاب طبقات الشعراء. وحدَّث عَنْ حمّاد بْن سَلَمة، ومبارك بْن فضالة، وأبي عوانة، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بْن أَبِي خيثمة، وثعلب، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأحمد بن علي الأبار، وآخرون كثيرون آخرهم أبو خليفة الجمحي.
قال صالح جَزَرَة: صدوق.
وقال الْحُسَيْن بْن فَهْم: قَدِمَ علينا محمد بْن سلام بغداد سنة اثنتين وعشرين، فاعتل علة شديدة، وأهدى إِلَيْهِ الرؤساء أطباءَهم، وكان منهم ابن ماسُوَيْه، فلمّا رآه قَالَ: ما أرى مِنَ العلة كما أرى من الْجَزَع. فقال: والله ما ذاكَ بحرصٍ عَلَى الدُّنْيَا مَعَ اثنتين وثمانين سنة، ولكنّ الْإِنْسَان فِي غَفْلة حتّى يوقظ بعِلْمه. فقال: لا تجزع، فقد رأيت فِي عَرَقك من الحرارة الغريزيّة وقوّتها ما إن سلَّمك اللَّه من العوارض بلّغك عشر سِنين أخرى. قَالَ ابن فَهْم: [ص:918] فوافق كلامُه قَدَرًا، فعاش كذلك. ومات سنة اثنتين وثلاثين.
وقال أبو خليفة: ابيضت لحية محمد بن سلام ورأسه، وله سبع وعشرون سنة.
وقال غيره: توفِّي سنة إحدى وثلاثين.
وكان يقول: أفنيت ثلاثة أهلين ماتوا، وها أنا في الرابعة ولي أولاد.(5/917)
371 - د: محمد بْن أَبِي داود سُلَيْمَان الأنباريّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: أَبِي مُعاوية، وابن نُمَيْر، ووكيع.
وَعَنْهُ: أبو داود، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وأبو بكر بن أبي عاصم، وآخرون.
توفي سنة أربع وثلاثين.(5/918)
372 - محمد بن سليم بن مسلم، أبو عبد الله الحجبي المكي. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: شَرِيك، ومسلم الزّنْجِيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: مضر بن محمد الأسدي، ومحمد بن علي الصائغ، ومطين، وغيرهم. وكان أبوه من أصحاب ابن جريج.(5/918)
373 - محمد بن سماعة بن عبيد الله بن هلال التميمي الفقيه، أبو عبد الله الكُوفيُّ [الوفاة: 231 - 240 ه]
قاضي بغداد، وصاحب أبي يوسف القاضي.
أخذ عنه، وعَنْ محمد بن الحسن، وبرع في مذهب أبي حنيفة، وصنف التصانيف. وروى أيضا عَنْ الليث، والمسيب بن شريك، وغيرهما.
وَعَنْهُ: الْحَسَن بْن محمد بْن عَنْبر الوشّاء، وَمحمد بْن عِمْران الضَّبِيّ.
قَالَ يَحْيَى بْن مَعِينٍ: لو كَانَ أهلُ الحديث يصدقون فِي الحديث كما يصدق محمد بْن سِمَاعة فِي الرأي لكانوا فيه على نهاية.
وقال مكرم القاضي: حدثنا أحمد بن عطية قال: كان محمد بن سماعة هذا يصلي كل يوم مائتي ركعة.
وذكر محمد بن عمران الضبي، قال: سمعت محمد بن سماعة يقول: مكثتُ أربعين سنة لَم تفُتْني التكبيرة الأولى إلا يوما واحدا ماتت فيه أمي، ففاتتني صلاة في جماعة، فقمت فصليت خمسًا وعشرين صلاة، أريدُ بذلك [ص:919] التضعيف، فغلبتني عيني، فقيل لي في النوم: قد صليت، ولكن كيف لك بتأمين الملائكة؟
ولي ابنُ سماعة القضاء لِهارُون الرشيد سنة اثنتين وتسعين ومائة بعد يوسف بْن أَبِي يوسف القاضي، فلم يزل قاضيًا إلى أن ضعُف بصره، فعزله المعتصم بإسماعيل بْن حمّاد بْن أَبِي حنيفة.
قَالَ طلحة بْن محمد بن جعفر: مولد ابن سماعة سنة ثلاثين ومائة، ومات سنة ثلاثٍ وثلاثين ومائتين، وله مائة وثلاث سنين.(5/918)
374 - د: محمد بْن سماعة، أَبُو الأصبغ الْقُرَشِيّ الرمليّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: ضمرة، ومَعْن بْن عيسى.
وَعَنْهُ: أبو داود، وجعفر الفريابي، وجماعة.
توفي سنة ثمان وثلاثين.(5/919)
375 - د ق: محمد بن الصباح بن سفيان، أبو جعفر الجرجرائي التاجر، [الوفاة: 231 - 240 ه]
مولى ابن عبد العزيز. وجرجرايا بين واسط وبغداد.
سكن المُخَرِّم من بغداد.
عَنْ: عَبْد العزيز بْن أَبِي حازم، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، وهُشَيْم، وجرير بْن عَبْد الحميد، وسُفيان بْن عُيَيْنَة، ومروان بن شجاع، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، وابن ماجه، وموسى بْن هارون، وجعفر الفريابي، وأبو الْعَبَّاس السراج، والقاسم المطرز، وآخرون.
وثقه أَبُو زُرْعَة، وغيره.
وقال البخاريّ: مات بجرجرايا لانسلاخ جمادى الآخرة سنة أربعين.(5/919)
376 - محمد بن الضوء بن الصَّلْصَال، أَبُو الغَضَنْفَر الْكُوفيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
مشهور بالزُّور والخمور. [ص:920]
عَنْ: العطّاف بْن خَالِد، وأبيه.
وَعَنْهُ: محمد بن محمد الباغندي، وعلي بن سعيد العسكري، وطائفة.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ.(5/919)
377 - د ن: محمد بْن عائذ أبو أَحْمَد، وأبو عبد الله الدمشقي. المفتي الكاتب. [الوفاة: 231 - 240 ه]
ولي خراج الغُوطة زمن المأمون، وصنف المغازي والفتوح والصوائف، وغير ذلك.
عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن عيّاش، والهيثم بْن حُمَيْد، ويحيى بْن حمزة، والوليد بْن محمد الموقريّ، والوليد بن مسلم، وسويد بن عبد العزيز، والعطاف بن خالد، وعَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن يَزِيدَ بْنِ جَابِر، وطائفة.
وَعَنْهُ: محمود بن خالد السلمي، ويعقوب الفسوي، وأبوا زرعة، وأبو داود في غير السنن، وأحمد بن إبراهيم البسري، ومحمد بن وضاح القرطبي، وجعفر الفريابي، وجماعة.
قَالَ صَالِح جَزَرَة: ثقة إِلَّا أَنَّهُ قَدَريّ.
قال أبو زرعة النصري في ذكر أهل الفتوى بدمشق: محمد بن عائذ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَبُو داود: قال لي ابن عائذ: أيش تكتب عني، أنا أتعلم منك.
قال عمرو بن دحيم: مات بدمشق لِخمسٍ بقين من ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين، قال: وولد سنة خمسين ومائة.
وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارٌ: مَاتَ في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
وسئل عَنْهُ ابن مَعِين فوثَّقه.(5/920)
378 - خ م ت ن ق: محمد بْن عَبّاد بْن الزِّبْرِقَان المكّيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
نزيل بغداد.
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وحاتم بْن إسماعيل، والدراوردي، ومروان بن معاوية، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن [ص:921] ماجه، وعثمان بن خرزاذ، وعبد الله بن أَحْمَد بن حَنْبَلٍ، وَمحمد بن يحيى بن منده، وموسى بن هارون، والبغوي، وأبو يعلى، وَخَلْقٌ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ أحمد: حديثه حديث أهل الصدق.
وقال البخاري: مات في آخر يوم من ذي الحجة سنة أربع وثلاثين.
وقال البغوي: في أول سنة خمس.(5/920)
379 - محمد بْن عبّاد بْن مُوسَى الكُوفيُّ، سندولا. [الوفاة: 231 - 240 ه]
حَدَّثَ ببغداد عَنْ: عَبْد السّلام بْن حرب، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ.
وَعَنْهُ: إبْرَاهِيم الحربيّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي الدنيا، وعبد الله بن ناجية، وغيرهم.
فيه ضعف.(5/921)
380 - محمد بن العباس، أبو عبد الله مولى بني هاشم البَغْداديُّ، صاحب الشَّامة. [الوفاة: 231 - 240 ه]
سَمِعَ: شعيب بْن حرب، ومبشّر بْن إِسْمَاعِيل، وجماعة.
وَعَنْهُ: موسى بن هارون، وعبد الله بن ناجية.
توفي سنة تسع وثلاثين.(5/921)
381 - ع: محمد بْن عَبْد الله بْن نمير، أَبُو عبد الرحمن الهَمْدانيُّ الخارفيُّ الكُوفيُّ الحافظ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
أحد الأعلام.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وعمر بْن عُبَيْد، والمطلَّب بْن زياد، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وعبد اللَّه بْن إدريس، وَمحمد بْن فضيل، وعبدة بن سليمان، وحفص بن غياث، وابن علية، وخلقا سواهم.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجه، والترمذي، والنسائي بواسطة، وبقي بن مخلد، وأبو زرعة، وأحمد بن [ص:922] ملاعب، ومحمد بن وضاح، ومطين، وأبو يعلى الموصلي، وخلق سواهم.
قَالَ أَبُو إِسْمَاعِيل التِّرْمِذِيّ: كَانَ أَحْمَد بْن حنبل يعظم محمد بن عبد الله بن نُمَيْر تعظيمًا عَجَبًا، ويقول: أيّ فتى هُوَ؟!
وقال إبراهيم بن مسعود الهمذاني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: هُوَ دُرَّة العراق.
وقَالَ عليّ بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد: ما رأيتُ بالكوفة مثل محمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمير، كَانَ رجلًا قد جمع العلم والفهم والسنة والزهد، وكان يلبس في الشتاء الشاتي لبادة وفي الصيف يدير، وكان فقيرا.
وقال أحمد بن سنان: ما رأيتُ من أحداث الكوفيين رجلًا أفضل عندي من محمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمير؛ كان يصلي الفرائض وأبو يعلى خلفه، قدم علينا أيام يزيد.
وقال أبو حاتم: ثقة يُحْتَجّ بحديثه.
وقال النسائي: ثقة مأمون.
قلت: وله كلام فِي الجرح والتعديل والعِلَل.
قَالَ ابن الْجُنَيْد: كَانَ أَحْمَد بْن حنبل، وابن مَعِين يقولان فِي شيوخ الكوفيّين ما يَقُولُ ابن نمير فيهم.
وقال أحمد بن محمد بن رشدين: سمعت أحمد بن صالح المصري الحافظ يقول: ما رأيت بالعراق مثل أحمد بن حنبل ببغداد، ومحمد بن عبد الله بن نمير بالكوفة جامعين، لم أر مثلهما بالعراق، أخبرني بذلك سليمان بن حمزة القاضي، قال: أخبرنا جعفر، قال: أخبرنا السلفي، قال: أخبرنا جعفر الأديب، قال: أخبرنا أبو محمد الخلال، قال: حدثنا يحيى بن علي بن يحيى، قال: حدثنا عُبَيْد الله بن عبد الصّمد بن المهتديّ بالله، قال: حدثنا ابن رشدين، فذكره.
قال البخاري: مات فِي شَعْبَان أو رمضان سنة أربعٍ وثلاثين.(5/921)
382 - م د: محمد بْن عَبْد اللَّه، أَبُو جَعْفَر الْبَصْرِيُّ الرُّزِّي. [الوفاة: 231 - 240 ه][ص:923]
عَنْ: عاصم بْن هلال، ومُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، وعباس الدوري، وعبد الله بن أحمد بن حنبل.
وكان صدوقا. توفي سنة إحدى وثلاثين.(5/922)
383 - محمد بن عبد الله بن بكَّار، أبو عبد الله البُسْريُّ الدمشقي. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن عيّاش، والوليد بْن مُسْلِم.
وَعَنْهُ: حفيده أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، وجعفر الفريابي، وجماعة.
توفي سنة اثنتين وثلاثين.(5/923)
384 - محمد بن عبد الأعلى بن موسى المرادي، مولاهم، المِصْريُّ القراطيسي الفقيه. [الوفاة: 231 - 240 ه]
ولد سنة خمسين ومائة.
عَنْ: نافع بْن يزيد، والمفضل بْن فضالة.
توفي سنة خمس وثلاثين.(5/923)
385 - محمد بن عبد الجبار القُرشيُّ الهَمَذَانيُّ، سندولا. [الوفاة: 231 - 240 ه]
من رؤساء همذان. كثير الحج والغزو والعبادة. يقال: إن يحيى بن معين أخذ بركابه.
عَنْ: سُفيان بْن عُيَيْنَة، ويزيد بْن هارون.
وَعَنْهُ: أبو داود في المراسيل، ومطين، وابن أخيه إبراهيم بن مسعود الهمذاني، وغيرهم.(5/923)
386 - د: محمد بن عبد الرحمن بن عبد الصمد العَنْبريُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: أمية بن خالد، وعبد الرحمن بن مهدي، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو دَاوُد، وأبو بَكْر بْن أبي عاصم، وعبدان الأهوازي.(5/923)
387 - محمد بن عبد المجيد التَّميميُّ البَغْداديُّ المَفْلوج. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: حماد بن يزيد، وعُبَيْد اللَّه بْن عَمْرو الرَّقّيّ، وبقية بن الوليد.
وَعَنْهُ: ابن أبي الدنيا، وعبد الله بن ناجية، ومحمد بن صالح بن ذريح، وغيرهم.
وهو ضعيف. ضعفه تمتام.(5/923)
388 - محمد بن عبد الملك بن أبان بن أبي حمزة الوزير، أبو جعفر، ابن الزيات. [الوفاة: 231 - 240 ه]
كان أبوه زياتا، فنشأ هو وقرأ الآداب، وقال الشعر البديع، وتوصّل بالكتابة إلى أن صار منه ما صار.
قال أبو بكر الخطيب: اتصل بالمعتصم، ووزر له، وكذلك للواثق. وكان أديبًا بليغًا عالِمًا باللّغة والنَّحْو والشِّعْر. رثى أبا تمام الطائي.
وكان بين ابن الزيات وبين ابن أَبِي دُؤاد عداوة. فلمّا استخلف المتوكّل أغراهُ ابن أَبِي دُؤاد بابن الزيّات، فصادره وعذَّبه وسجنهُ. وكان من القائلين بخلْق القرآن.
رُوِيَ أنّه كَانَ يَقُولُ: الرَّحْمَةُ خَوَرٌ فِي الطبيعة. ما رحمت أحدا قط. فلما سُجِنَ فِي القفص الضيّق وسائر جهاته بِمسامير إلى داخله كالمسالّ، كَانَ لا يَقَرُّ لَهُ قرار، ويصيح ارحموني. فيقولون: الرَّحْمَةُ خَوَر فِي الطبيعة.
مات ابن الزيات في سنة ثلاث وثلاثين.(5/924)
389 - م د ن: محمد بْن عُبَيْد بْن حِسَاب الغُبَريّ الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: حمّاد بْن زيد، وأبي عَوَانة، وجعفر بن سليمان الضبعي، وعبد الواحد بن زياد، ومعاوية الضال، وعبد العزيز بن المختار، ومحمد بن ثور الصنعاني، وطائفة.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، والنسائي عن رجل عنه، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وعبد الله بن أحمد، والحسن بن سفيان، وزكريا الساجي، وجعفر الفريابي، وأبو يعلى، وعبدان، وآخرون.
وثقه النسائي.
وقال أَبُو داود: ابن حِسَاب عندي حجة.
وقال مطين: مات سنة ثمان وثلاثين.
وقع لي من عواليه.(5/924)
390 - خ ق: محمد بْن عُبَيْد بْن ميمون التَّيْميّ المدنيّ التّبّان. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: عَبْد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، وعيسى بْن يونس، ومسكين بن بُكَيْر.
وَعَنْهُ: [ص:925] البخاري، وابن ماجه، وأبُو زُرْعة الرازيّ، وأبو العبّاس ثعلب، ومُطَيَّن، وآخرون.
قَالَ أبو حاتم: شيخ.(5/924)
391 - محمد بْن أَبِي عتّاب الأعْيَن، أَبُو بَكْر بْن الْحَسَن بْن طريف البَغْداديُّ الحافظ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: رَوْح بْن عُبَادة، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وزيد بن الحباب، وعمرو بْن أَبِي سلمة التنيسي، ومحمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، ووهب بن جرير، ويزيد بن هارون.
وَعَنْهُ: مسلم في مقدمة كتابه، وأبو داود في غير السنن، وعباس الدوري، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو القاسم البغوي، وأبو العباس السراج، وآخرون.
وثقه ابن حبان. ومات في جمادى الآخرة سنة أربعين، كهلا.
قال عبد الله بن أحمد: ذكر أبي أبا بكر الأعين حين مات، فقال: رحمه الله، إني لأغبطه، مات وما يعرف إلا الحديث، لم يكن صاحب كلام، وإنما كان يكتب الحديث.(5/925)
392 - محمد بن عمر بن حفص القَصَبيُّ الْبَصْرِيُّ المقرئ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
روى الحروف عَنْ عَبْد الوارث التَّنُّوريّ، عَنْ أَبِي عَمْرو.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بْن أَبِي خيثمة، وَأَحْمَد بْن محمد بْن الشّمّاس، ويموت بْن المُزَرِّع.
قَالَ ابن مَعِين: صدوق.(5/925)
393 - محمد بن عمر الرُّوميُّ البَغْداديُّ الأخباريُّ النَّديم. [الوفاة: 231 - 240 ه]
جالَسَ المعتصم والواثق. حكى عَنْهُ أَبُو العَيْناء، ويزيد بْن محمد المهلبي، وعون بن محمد الكندي، وآخرون.
توفي بسامراء في شعبان سنة أربعين. [ص:926]
وقد مضى:(5/925)
• - محمد بن عمر الرُّومي، [الوفاة: 231 - 240 ه]
صاحب شعبة.(5/926)
394 - م د: محمد بْن عَمْرو بْن عبّاد بْن جَبَلَة بْن أَبِي رَوّاد، أَبُو جَعْفَر العَتَكيّ الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
سَمِعَ: محمد بْن جَعْفَر، وابن أَبِي عديّ، وأمية بن خالد، وطائفة.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، ومطين، والحسن بن سفيان، وأبو يعلى الموصلي، وآخرون.
وثقه أبو داود. وتوفي سنة أربع وثلاثين.(5/926)
395 - م د ق: محمد بن عمرو بن بكر التميمي العدوي الرازي، أبو غسان الطيالسي، زنيج. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: جرير، وَسَلَمَةُ بْن الفضل، وحَكّام بْن سلْم، وأبي تميلة يحيى بن واضح، وبهز بن أسد، وطائفة.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، وابن ماجه، والحسن بْن سُفْيَان، وموسى بْن هارون، وَمحمد بن إسحاق السراج، وأبو بشر الدولابي، وآخرون.
وثقه أبو حاتم.
وقال السراج: توفي في آخر سنة أربعين، أو أول سنة إحدى وأربعين.(5/926)
396 - محمد بن عمرو [بن الحجاج] الغَزِّيُّ الزَّاهد. [الوفاة: 231 - 240 ه]
رَوَى عَنْ: العُطّاف بْن خَالِد، ومالك، والوليد بْن مُسْلِم، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَبُو زُرْعَة الرازيّ، وَمحمد بْن الْحَسَن بْن قُتَيْبَة العسقلانيّ، وولده عَبْد اللَّه بْن محمد الغَزِّيّ، وإبراهيم بْن أَبِي أيّوب، وسعد البَيْروتيّ. [ص:927]
قَالَ أبو زُرْعة: ما رأيتُ بالشام أصلحَ من محمد بْن عَمْرو. وكان تأتي عَلَيْهِ ثمانية عشر يومًا لا يأكُلُ فيها ولا يشربُ.
وقال إِبْرَاهِيم بْن أَبِي أيّوب: كَانَ يأكلُ فِي رمضان جميعه أكلتين.
وقال أَبُو حاتم: لا بأس به.
قلت: وهو والد عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عَمْرو بن الحجاج الغزي شيخ أبي داود.(5/926)
397 - خ ت: محمد بْن عُمَرو البلْخَيّ السّوّاق، ويُقالُ: السَّوِيقيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: هُشَيْم، وحاتِم بْن إِسْمَاعِيل، وعبد العزيز الدَّراوَرْديّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، والترمذي، وأبو زُرْعة الرازيّ، وآخرون.
والأظهر أنّه هُوَ الذي قال البخاري: حدثنا محمد بن عمرو، قال: حدثنا مكيّ بْن إِبْرَاهِيم.
قَالَ أَبُو زُرْعَة: كَانَ صالِحًا، قَدِمَ علينا للحجّ.
تُوُفِيّ سنة ستٍّ وثلاثين ومائتين.(5/927)
398 - خ: محمد بْن غُرَيْر بْن الوليد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزهري، أبو عبد الله المدني، [الوفاة: 231 - 240 ه]
نزيل سمرقَنْد.
عَنْ: يعقوب بْن إِبْرَاهِيم بْن سَعْد، ومُطَرِّف بْن عَبْد اللَّه، وغيرهما.
وَعَنْهُ: البخاري، وعبد اللَّه بْن شَبِيب، وأبو جَعْفَر محمد بن أحمد الترمذي.(5/927)
399 - م د: محمد بن الفرج بن عبد الوارث البَغْداديُّ، [الوفاة: 231 - 240 ه]
مولى بني هاشِم.
صالِحٌ عَابِد.
سَمِعَ: هُشَيْمًا، وابن عُيَيْنَة، وعيسى بن يونس، وخاله أبا همام محمد بن الزبرقان، وجماعة.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، وعبد الله بن [ص:928] أَحْمَد، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، وحامد بْن شُعَيْب البلْخِيّ، وموسى بن هارون، والبغوي، والسراج، وخلق.
قَالَ أبو زُرْعة: صَدُوق.
وقال البَغَويّ: مات سنة ستٍّ وثلاثين.(5/927)
400 - محمد بْن قُدَامَة، أَبُو جَعْفَر البَغْداديُّ اللؤْلُؤيّ الْجَوْهَريّ، مولى الأنصار. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وعبد اللَّه بْن إدريس، وابن عُلَيَّة، وزيد بن الحباب، ووكيع، وأبي معاوية، ويزيد بن هارون، وخلق.
وَعَنْهُ: أبو بَكْر بْن أبي الدُّنيا، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وعبد الله بن صالح البخاري، وإسحاق بن إبراهيم المنجنيقي، وأحمد بن الحسين الصُّوفيّ، وأبو القاسم البَغَويّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: ضعيف، لَم أكتب عَنْهُ شيئًا.
فأمّا:(5/928)
401 - محمد بْن قُدَامَة المِصِّيصيّ، [الوفاة: 231 - 240 ه]
مولى بني هاشم،
فإن أبا داود قد رَوَى عَنْهُ أحاديث، وبقي إلى حدود الخمسين بالمصيصة. سيأتي.
وقد وَهِمَ أَبُو بَكْر الخطيب فخلط ترجمة أحدهما بالآخر، وفرَّق بينهما ابن أَبِي حاتِم، وجماعة.
وأيضًا فإنّ النّسَائيّ لَم يُدْرِك الجوهريّ؛ لأنه مات سنة سبْعٍ وثلاثين، وأدرك المصيصيّ كما هُوَ مذكور فِي ترجمته. وقال فِيهِ: لا بأسَ بِهِ.(5/928)
402 - محمد بْن قُدَامة. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: جرير بْن عَبْد الحميد.
وَعَنْهُ: محمد بْن مخلد.
شيخ طوسي تأخر.(5/928)
403 - م: محمد بْن قُدَامة بْن إِسْمَاعِيل، أبو عبد الله السُّلَميُّ البُخاريُّ، [الوفاة: 231 - 240 ه]
نزيل مَرْو، ومُسْتَملي النّضْر بْن شُمَيْل.
رحَلَ وَسَمِعَ مِنْ: عُمَرَ بْن عُبَيْد، وجرير بْن عَبْد الحميد، والنَّضْر بْن شُمَيْل، ويزيد بْن هارون، وزيد بْن الْحُبَاب، وإسحاق بْن بِشْر صاحب المبتدأ.
وَعَنْهُ: مسلم، وعيسى بْن محمد الْمَرْوَزِيّ الكاتب، وعبد الله بن صالح البخاري، والحسن بن سفيان، وأبو داود في غير السنن، وآخرون.
ذكره ابن حبان في الثقات.(5/929)
404 - ت ن: محمد بن كامل المروزي. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: هُشَيْم، وعبد العزيز بْن أَبِي حازم، وعباد بن العوام، ووكيع.
وَعَنْهُ: الترمذي، والنسائي. وقال: ثقة.(5/929)
405 - محمد بْن كوثر الْبُخَاريُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: فُضَيْل بْن عِياض، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وأبي ضمرة.
وَعَنْهُ: الفضل بْن أَبِي عُلْوان، وأسباط بْن اليَسَع، وفتح بْن الْحُسَيْن البخاريّون.(5/929)
406 - محمد بْن المتوكّل، أبو عبد الله اللّؤلؤيّ المقرئ، صاحب يعقوب الحضرمي وتلميذه. ولقبه: رويس. [الوفاة: 231 - 240 ه]
قرأ عَلَيْهِ أَبُو بَكْر محمد بْن هارون التّمّار، وغيره.
تُوُفِيّ سنة ثمانٍ وثلاثين بالبصرة.(5/929)
407 - د: محمد بْن أَبِي السَّرِيّ المتوكّل بْن عَبْد الرحمن، أبو عبد الله العسقلاني. [الوفاة: 231 - 240 ه]
سَمِعَ: الفُضَيْل بْن عِيَاض، وعبد اللَّه بْن وَهْب، وسُوَيْد بْن عَبْد العزيز، وسفيان بْن عُيَيْنَة، ومعتمر بْن سُلَيْمَان، ورِشْدِين بْن سعد، وخلقا سواهم.
وَعَنْهُ: أبو داود، وَأَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم البُسْريّ، وبكر بن سهل الدمياطي، وجعفر الفريابي، والحسن بن سفيان، وعلي بن محمد بن عيسى الجكاني، ومحمد بن الحَسَن بن قُتَيْبَة العسقلانيّ، وطائفة. [ص:930]
قال إبرهيم بْن عَبْد اللَّه بْن الْجُنَيْد: سألتُ يَحْيَى بْن مَعِينٍ عَنِ ابْن أَبِي السّريّ، فقال: ثقة.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيِّنُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ عديّ: كثير الغَلَط.
وقال ابن حِبّان فِي كتاب " الثّقات ": كَانَ مِنَ الْحُفّاظ.
وقال ابن عديّ: سمعتُ محمود بْن عَبْد البَرّ يقول: حدثنا ابن أَبِي السَّريّ، ومات يوم الخميس لِخمسٍ خَلَوْنَ من شَعْبان سنة ثمانٍ وثلاثين.
أَخْبَرَنَا أحمد بن إسحاق، قال: أخبرنا الفتح بن عبد السلام، قال: أخبرنا محمد بن أحمد الطرائفي، وغيره، قالوا: أخبرنا ابن المسلمة، قال: أخبرنا أبو الفضل الزهري، قال: حدثنا جعفر الفريابي، قال: حدثنا محمد بن أبي السري العسقلاني، قال: حدثنا زيد بْن أَبِي الزَّرْقَاء، عَنْ سُفْيَان الثَّوْرِيّ قَالَ: خلاف ما بيننا وبين الْمُرْجِئة ثلاث؛ نقول: الْإيِمَان قولٌ وعملٌ، وهم يقولون: قول ولا عمل. ونقول: الإيمان يزيد وينقص، وهو يقولون: لا يزيد ولا ينقص. ونحنُ نقول: النّفاق، وهم يقولون: لا نفاق.(5/929)
408 - محمد بْن مخشي الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: أبي عوانة.
وَعَنْهُ: بقي بن مخلد.(5/930)
409 - محمد بْن مُعَاويَة العَتَكيّ الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
يروي عَنْ: مُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان، ويزيد بْن زُرَيْع، وسهل بْن عثمان.
وَعَنْهُ: عبد الله بن محمد بن زكريا، وزكريا بن عصام الأصبهانيان.
قَالَ أَبُو نُعَيْم: قَدِمَ إصبهان بعد الثلاثين.(5/930)
410 - محمد بْن المغيرة بْن سلْم بْن عَبْد اللَّه بْن المغيرة بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي مريم، أبو عبد الله الأموي الإصبهانيّ العابد. [الوفاة: 231 - 240 ه]
صاحب النُّعْمَان بْن عَبْد السلام.
سَمِعَ مِنْهُ تصانيفه، وكان من صغره [ص:931] صاحب ليل وعبادة وأوراد.
رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بْن الفُرات، وَمحمد بْن عاصم، ويَحْيَى بْن مُطَرِّف، وإبراهيم بْن محمد بْن نائلة، وعبد اللَّه بْن محمد بْن العبّاس الإصبهانيّون.
تُوُفِيّ سنة إحدى وثلاثين.(5/930)
411 - محمد بْن مُقاتِل العَبّادانيّ، أَبُو جَعْفَر. [الوفاة: 231 - 240 ه]
أحد المشهورين بالفضل والسنة والعبادة.
رَوَى عَنْ: حمّاد بْن سَلَمَةَ، وابن المبارك. وعنهُ أحمد بن إبراهيم الدورقي، وأبو بكر المروذي، وموسى بْن هارون، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ.
تُوُفِيّ سنة ستٍّ وثلاثين.(5/931)
412 - محمد بْن المنذر البَغْداديُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
حدَّث بإصبهان سنة اثنتين وثلاثين،
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وبقيّة بْن الوليد، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمود بن أحمد بن الفرج.(5/931)
413 - خ م د ن: محمد بن المنهال التميمي المجاشعي الْبَصْرِيُّ، الضَّرير الحافظ، أَبُو جَعْفَر، وقيل: أبو عبد الله. [الوفاة: 231 - 240 ه]
سَمِعَ: جَعْفَر بْن سُلَيْمَان، وأبا عَوَانة، ويزيد بن زريع، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي بواسطة، وعبد اللَّه الدّارميّ، وعثمان الدّارميّ، ويوسف بن يعقوب القاضي، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، وَأَحْمَد بْن عليّ بْن سَعِيد الْمَرْوَزِيّ.
قَالَ أَحْمَد العِجْلِيّ: بصْريٌّ ثقة، لَم يكن لَهُ كتاب. قلتُ لَهُ: لك كتاب؟ قَالَ: كتابي صدري.
وقال أبو حاتم: كتب عنه علي ابن الْمَدينيّ كتاب يزيد بْن زُرَيْع، وهو ثقة حافظ.
وقال عثمان بْن خُرَّزاذ: أحفظ من رأيتُ أربعة: محمد بْن المِنْهَال الضَّرير، وإبراهيم بْن محمد عَرْعَرَة، وأبو زُرْعَة، وأبو حاتِم. [ص:932]
وقال ابن عديّ: سمعتُ أَبَا يَعْلَى يذكرُ محمد بْن الْمِنْهَال ويُفَخِّمُ أمره، ويذكر أَنَّهُ كَانَ أحفظَ من بالبصرة فِي وقته، وأثبتهم في يزيد بن زريع.
وقال أبو يعلى: مات فِي سابِع عشر من شَعْبَان سنة إحدى وثلاثين.(5/931)
414 - محمد بْن الْمِنْهَالِ الْبَصْرِيّ العطّار، [الوفاة: 231 - 240 ه]
أخو حَجّاج بْن مِنْهَال.
عَنْ: جَعْفَر بْن سُلَيْمَان الضُّبَعيّ، ويزيد بن زريع أيضا، وعبد الواحد بن زياد.
وَعَنْهُ: أبو زُرْعة، وأبو حاتم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومُطَيّن، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ.
قَالَ ابن أَبِي حاتِم: سألتُ أَبِي عَنْهُ وعن الضّرير، فقال: ثقتان، والضرير أحفظ وأكيس.
قيل: إنه مات أيضا سنة إحدى وثلاثين.(5/932)
415 - خ م د: محمد بْن مهران الرازيّ الجمّال، أَبُو جَعْفَر الحافظ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: معتمر بْن سُلَيْمَان، ونوح بْن قيس الْحُدَّانِيّ، وعبد العزيز الدراوردي، وسفيان بن عيينة، وجرير بن عبد الحميد، وحاتم بن إسماعيل، وعيسى بن يونس، وعبد الرزاق، والوليد بن مسلم، ومسكين بن بكير، وخلق.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وَمحمد بْن إِسْحَاق السّرّاج، ومحمد بن إبراهيم الطيالسي، وجعفر بن أحمد بن فارس، وموسى بن هارون، وطائفة.
قَالَ أبو حاتم: كَانَ أَبُو جَعْفَر الجمّال أوسع حديثًا من إِبْرَاهِيم بن موسى، وكان إبراهيم أتقن.
وقال أَبُو بَكْر الأَعْيَن: مشايخ خُرَاسان ثلاثة: أوّلُهم قُتَيْبَة، والثاني محمد بْن مهران، والثالث عليّ بْن حُجْر.
قَالَ البخاريّ: مات أول سنة تسعٍ وثلاثين، أو قريبًا منه.(5/932)
416 - محمد بْن ناصح البَغْداديُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه][ص:933]
عَنْ: بقيّة، ويحيى بْن سَعِيد الأمويّ.
وَعَنْهُ: ابن أبي الدنيا، ومحمد بن الليث الجوهري، وغيرهما.(5/932)
417 - د ن: محمد بن النضر بن مساور بن مهران المروزي. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: حماد بن زيد، وجعفر بن سليمان، وفُضَيْل بْن عِياض، وَسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وعبد اللَّه بْن محمود السَّعْدِيّ، ونصر بن الحكم، وأحمد بن تميم المروزيون.
ذكره ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ، وَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ تسعٍ وثلاثين.
وكان أبوهُ مِمَّن يروي عَنْ خارجة بْن مُصْعَب، وقد حدَّث قديمًا.(5/933)
418 - محمد بْن الهُذَيْل بْن عَبْد اللَّه البَصْرِيّ، أَبُو الْهُذَيْل العلاف. [الوفاة: 231 - 240 ه]
شيخ الاعتزال ورأس الضّلال، وصاحب التصانيف. عمر دهرا فكف بصره وخَرِف. وعاش مائة سنة أو نَحْوِها.
ومات بالبصرة سنة خمسٍ وثلاثين ومائتين، وقيل: توفي سنة ست وعشرين.
وقد تقدم.(5/933)
419 - محمد بن وهب بن يحيى، أبو بكر الثقفي، وقيل: الفزاري الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
سمع قراءة يعقوب منه، وعرضها على روح بن عبد المؤمن عن يعقوب.
قرأ عليه: محمد بن المؤمل الصيرفي، ومحمد بن يعقوب المُعَدَّل، ومحمد بن جامع الحلواني، وسمع منه أبو سعيد ابن الأعرابي في سنة خمس وستين ومائتين، وقيل: إن أبا داود روى عنه.(5/933)
420 - محمد بْن يحيى بْن حمزة الدِّمشقيّ البَتَلْهِيّ، [الوفاة: 231 - 240 ه]
قاضي دمشق وابن قاضيها.
عَنْ: أبيه وجادة، وعن سويد بْن عَبْد العزيز.
وَعَنْهُ: ابناه أحمد وعبيد، ومحمد بن الفيض الغساني، وآخرون.
توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
قال أبو الحسين الرازي: حدثني أحمد بن البختري، قال: كَانَ لِمحمد بْن بَيْهَس الكِلابيّ بِنْت خطبها جماعة من الكبار، وامتنعَ عَنْ تزويجها. فشكت ذَلِكَ إلى محمد بْن يَحْيَى بْن حمزة القاضي، فراسله فامتنع. فزوجها القاضي بكفء على كره من أبيها. ثم أثبتت البنية أنه كفء. وكان ذَلِكَ سبب الحرب بين اليَمَانيّة والقَيْسية بدمشق. جمع ابن بَيْهس القيسيّة لهدْم بيت لِهْيَا قرية القاضي، فجمع القاضي اليمانية، وامتنعَ بِهم، فبقي الحرب بينهم خمس عشرة سنة، إلى أن قدم عَبْد اللَّه بْن طاهر.
وعن الْحَسَن بْن حامد: أنّ كتاب المأمون وردَ عَلَى متولّي دمشق بامتحان قاضي دمشق محمد بْن يحيى، فأجاب، وكان بعدُ يمتحن الشهود.
وقال غيره: كَانَ يَحْيَى بْن أكثم لَمّا قدِمَ مَعَ المأمون استعمل عَلَى قضاء دمشق محمد بْن يَحْيَى البَتَلْهِيّ، فلمّا ولي ابن أَبِي دُؤاد القضاء عزله.(5/934)
421 - محمد بْن يَحْيَى بْن سَعِيد بْن فَرُّوخ، أبو صالح الْبَصْرِيُّ القَطَّان. [الوفاة: 231 - 240 ه]
سَمِعَ: أباهُ، وفُضَيْل بْن عِيَاض، وَسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ومُعَاذ بْن مُعَاذ، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابناهُ أَحْمَد وصالِح، والبخاري فِي تاريخه، وعلّق لَهُ تعليقا. وروى مسلم فِي مقدّمة صحيحه، عَنْ رجلٍ عَنْهُ.
وَرَوَى عَنْهُ أيضًا: عفّان وهو أكبر منه، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، والحسن بْن سُفْيَان، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، وجماعة.
وكان صدوقًا.
توفي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين. [ص:935]
قال بعضهم: تُوُفِيّ سنة ثلاثٍ وعشرين، وذلك غلط.(5/934)
422 - د: محمد بْن يَحْيَى بْن أَبِي سَمينة مِهْران البَغْداديُّ التَّمَّار، أبو جعفر. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: هُشَيْم، والْمُعَافَى بْن عِمْرَان، ومعتمر بْن سليمان، وأبي معاوية، وأبي بَكْر بْن عَيَّاش، وجرير بْن عَبْد الحميد، وعَبّاد بْن العوّام، وعبد الرزّاق، وخلق كثير. وقيل: إنه روى عَنْ أَبِي عَوَانة، وليس بشيء، ما أدركه.
وَعَنْهُ: أبو داود، وابرهيم الحربيّ، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو يعلى الموصلي، وأبو العباس السراج، وأبو القاسم البغوي، والبخاري في غير الصّحيح.
قَالَ أَبُو حاتِم: صدوق.
وسأل المروذيّ عَنْهُ أَحْمَد بْن حنبل فقال: لولا أنّ فِيهِ تِلْكَ الخُلّة، يعني شُرْب النَّبِيذ عَلَى مذهب الكوفيين.
وقال البَغَويّ، ومُطَيّن: تُوُفِيّ سنة تسعٍ وثلاثين.
قلتُ: أمّا:(5/935)
• - محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي سَمِينة؛ [الوفاة: 231 - 240 ه]
فبَصْرِيّ، تقدَّم ذِكْرُه.(5/935)
423 - محمد بْن يَحْيَى بْن نَجِيح المكِّيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
قدم أصبهان.
عَنْ: هُشَيْم، والْفُضَيْل بْن عِيَاض، وَسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وعيسى بْن يونس.
وَعَنْهُ: أحمد بن الفرات، وعبيد بن الحسن، وعبد الله بن بندار الضبي، وجماعة. وله غرائب.(5/935)
424 - محمد بن أبي زكير يحيى بن إسماعيل الفقيه، أبو عبد الله الصَّدَفيّ، مولاهم المِصْريُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: ابن وهْب، وضُمْرَة بْن ربيعة، والشافعيّ.
وَعَنْهُ: أَبُو إِبْرَاهِيم الزُّهْرِيّ، وأبو زَكريّا البرذعي، ويعقوب الفسوي. [ص:936]
وكان صدوقا. توفي سنة اثنتين وثلاثين.(5/935)
425 - خ: محمد بْن يوسف، أَبُو أَحْمَد الْبُخَاريّ البِيكَنْديّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
مُحَدِّث، عالِم، رحّال.
رَوَى عَنْ: إِبْرَاهِيم ولد حُمَيْد الطّويل، وَسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وَوَكِيع، والنَّضْر بن شميل، وطائفة.
وَعَنْهُ: البخاري، وعُبَيْد اللَّه بْن واصل، وحُرَيْث بْن عَبْد الرَّحْمَن البخاريّون، وأحمد بن سيار المروزي، وغيرهم.
وقد روى عَنْ أقرانه كأحمد بْن حنبل، وأبي سَعِيد الأشَجّ.(5/936)
426 - محمد بْن يوسف بْن الصّباح الغَضِيضيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن وَهْب، وغيره.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي الدُّنْيَا، والبَغَويّ.
وكان ثقة. تُوُفِيّ سنة تسعٍ وثلاثين.(5/936)
427 - محفوظ بن الفضل بن أبي توبة. [الوفاة: 231 - 240 ه]
حدَّث ببغداد عَنْ: ضمرة بْن ربيعة، وعبد الرّزاق، ومَعْن القزّاز.
وَعَنْهُ: صالح جزرة، وإسماعيل القاضي، وعمر بن أيوب السقطي.
وليس بالقوي. توفي سنة سبع وثلاثين.
قَالَ أَحْمَد بْن حنبل: كَانَ معنا باليمن، ولَم يكن ينسخ وضعّف أمره جدا.(5/936)
428 - ن: محمود بن سليمان بن أبي مطر، [الوفاة: 231 - 240 ه]
قاضي بَلْخ.
عَنْ: الفضل السِّينانيّ، وأبي أُسَامة، وجماعة.
وَعَنْهُ: النسائي.
توفي سنة ثمان وثلاثين.(5/936)
429 - ع سوى د: محمود بن غيلان، أبو أحمد العدوي. مولاهم، الْمَرْوَزِيّ الحافظ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
رحل وعنِي بالأثر، وتقدّم فِي السُّنَّة.
وَحَدَّثَ عَنْ: الفضل السِّينانيّ، وَسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، والوليد بْن مُسْلِم، وعبد الرّزاق، ويحيى بْن سُلَيم، وأبي مُعَاويَة، وَوكيع، وخلْق.
وَعَنْهُ: الجماعة سوى أَبِي داود، وأبو زُرْعة، وأبو [ص:937] حاتِم، ومُطَيّن، والحسن بْن سُفْيَان، والهيثم بْن خَلَف الدُّوريّ، وأبو القاسم البَغَويّ، وخَلْق.
قَالَ أَحْمَد بْن حنبل: أعرفه بالحديث، صاحب سنة، قد حُبس بسبب القرآن.
وقال النَّسائيّ: ثقة.
وقال محمود: سَمِعَ منّي إِسْحَاق بْن راهَوَيْه حديثين.
قلتُ: تُوُفِيّ فِي رمضان سنة تسعٍ وثلاثين، وغلط مَن قَالَ: سنة تسعٍ وأربعين.
وقع لنا من عواليه.
أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ، وَعَبْدُ الْحَافِظِ بْنُ بدران، قالا: أخبرنا موسى بن عبد القادر، قال: أخبرنا سعيد بن أحمد ابن البناء، قال: أخبرنا علي بن أحمد البندار، قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا الفضل بن موسى السيناني، قال: حدثنا الْجُعَيْدُ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ قَالَتْ: سَمِعْتُ سَعْدًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يكيد أحد أهل المدينة بِسُوءٍ إلَّا انْمَاعَ كَمَا يَنْمَاعُ الْمِلْحُ فِي الماء».
قال الحاكم في تاريخه: رَوَى عَنْهُ: البخاري ومسلم فِي الصّحيحين، وإبراهيم بْن أَبِي طالب، وَمحمد بن شاذان، ومحمد بْن إِسْحَاق بْن خُزَيْمَة، وَمحمد بْن إِسْحَاق السّراج، وسائر مشايخنا. ثُمَّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر محمد بْن عَبْد الله بمرو، قال: حدثنا أَبُو رجاء محمد بْن حَمْدَوَيْهِ، قَالَ: خَرَجَ محمود بْن غَيْلان إلى الْحَجّ سنة ستٍّ وأربعين ومائتين، ثُمَّ انصرف إلى مَرْو، وتوفي لعشرٍ بقين من ذي القعدة سنة تسعٍ وأربعين.
قلت: كذا ورخه ابن حمدويه.(5/936)
430 - ق: مُحْرِز بن سَلَمة العَدَنيُّ المكِّيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
شيخٌ معمر مُسْنَد، من أكبر شيوخ ابن ماجة.
رَوَى عَنْ: نافع بْن عمرَ الْجُمَحِيّ، ومالك بْن أنس، والْمُنْكَدِر بْن محمد بْن المنكدر، وجماعة.
وَعَنْهُ: [ص:938] ابن ماجه، وأبو بَكْر بْن أبي عاصم، ومحمد بْن عليّ الصّائغ، وموسى بْن إِسْحَاق الْأنْصَارِيّ، وَمُطيّن، وآخرون.
يُقال: إنّه حجّ ثلاثًا وثمانين حَجَّة. وتُوُفِيّ سنة أربعٍ وثلاثين بِمكة.
ذكره ابن حبان في الثقات.(5/937)
431 - م: مُحْرِز بن عَوْن، أبو الفضل البَغْداديُّ، [الوفاة: 231 - 240 ه]
أخو الزّاهد عَبْد اللَّه بْن عَوْن الخزّاز.
رَوَى عَنْ: مالك بْن أنس، وشَرِيك القاضي، وخلف بن خليفة، وعلي بن مسهر، وجماعة.
وَعَنْهُ: مسلم، والإمام أَحْمَد، وابنه عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وقال غيره: تُوُفِيّ فِي رجب سنة إحدى وثلاثين، ومولده كَانَ فِي سنة خمس وأربعين ومائة.(5/938)
432 - مُخَارِق المغنّي المشهور. [الوفاة: 231 - 240 ه]
غَنّى للرشيد والمأمون. وله أخبار مسطورة فِي كتاب " الأغاني "، تُوُفِيّ سنة إحدى وثلاثين. وكان ذا تَجمُّلٍ وأموال وخَدَم.
قَالَ ابن النّجّار: مُخَارق بْن يحيى بْن ناووس أَبُو الْمُهَنّا المغنّي، مولى عاتكة، ثُمَّ مولى الرشيد. نشأ بالمدينة، وكان أَبُوهُ لحّامًا، وكان مُخَارق ينادي وهو صبيّ عَلَى اللّحم. فلمّا بان طِيبُ صوته علّمته عاتكة المغنيّة الغناء، وقدِمَت بِهِ الكوفة، واشتراهُ إِبْرَاهِيم الْمَوْصِليّ منها بثلاثين ألف دِرهم، وأهداهُ للفضل، فأخذه منه الرشيد ثُمَّ أعتقه. قاله أَبُو الفرج الإصبهانيّ.
قَالَ محمد بْن خَلَف وكيع: حدَّثَنِي هارون بْن مُخَارق قَالَ: كَانَ أَبِي إذا غَنَّى هذا الصّوت بكى:
يا ربعَ سلمى لقد هيجت لي طربا [ص:939]
ويقول: غنيته الرشيد فأعتقني، وقال: أعِدْهُ، فلمّا أعَدْتُه قَالَ: سَلْ حَاجَتك، قلتُ: ضيعة يقيمني عليها. قَالَ: قد أمرتُ لك، فأعِدْهُ، فأعدتُه، فقال: حاجتُك؟ قلتُ: تأمر لي بِمنزل وفَرش وخادم. قَالَ: ذَلِكَ لك. أعِد الصَّوْت، فأعدْتُه، فبكى، وقال: سل حاجتك؟ فقبّلت الأرض، وقلتُ: أن يطيلَ اللَّه عُمُرك، ويجعلني من كل سوء فِداك.
روى عَبد اللَّه بْن أَبِي سعد، عَنْ محمد بْن محمد قَالَ: كَانَ والله مُخارق مِمَّن لو تنفَّس لأَطْرَب من يسمعه بنَفَسه.
وذكر صاحب الأغاني قَالَ: قَالَ محمد بْن الْحَسَن الكاتب: حدَّثني محمد بْن أَحْمَد بْن يحيى المكيّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خرج مُخَارق مَعَ بعض إخوانه متنّزهًا، فنظرَ إلى قوس فسأله إيّاها، فبَخِلَ بِهَا، وسنحت ظِبَاءٌ بالقرب منه، فقال لصاحب القَوْس: أرأيت إن تَغَنَّيت صَوْتًا فعَطَفت بِهِ خدودَ هذه الظِّبَاء، أتدفعُ لي القوس؟ قال: نعم. فاندفع يغني بأبيات، فانعطفت الظِّبَاءُ راجعةً إِلَيْهِ، حتّى وقفت بالقُربِ منه مُصْغِيةً. فعجِب من حضر، وناوله الرجل القَوْس.(5/938)
433 - م د: مخلد بن خالد الشعيري العسقلاني، [الوفاة: 231 - 240 ه]
نزيل طَرْسُوس.
سَمِعَ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وأبا معاوية، وإبراهيم بن خالد الصنعاني.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، وجعفر الفريابي، والحسن بن سفيان، وجماعة.(5/939)
434 - ن: مخلد بن الحسن الحراني. [الوفاة: 231 - 240 ه]
حدَّث ببغداد، عَنْ: أبي المليح، وعبيد الله بن عمرو الرقيين.
وَعَنْهُ: النسائي، وأبو يعلى الموصلي، وأبو العباس السراج، وَمحمد بْن المجدر، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
وقيل: أصله مروزي.(5/939)
435 - ن: مخلد بن خداش الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: حماد بن زيد.
وَعَنْهُ: النسائي.
مجهول.(5/939)
436 - مروان بْن جَعْفَر بْن سعد بْن سَمُرَة بْن جُنْدب السَّمُريّ الْكُوفيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: أَبِي بَكْر بْن عياش، وعثّام بْن عليّ، وَمحمد بْن إبراهيم بن خبيب، وداود بن المحبر، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر الصَّغَانيّ، وأبو زُرْعَة، وأبو حاتِم، وَأَحْمَد بْن عليّ الأبّار، ومُطَيّن، وَمحمد بْن أَبِي شَيْبَة.
ذكره ابن أَبِي حاتم، فقال: صدوق صالِح الحديث.
وقال أَبُو الفتح الأزديّ: يتكلمون فِيهِ.
قلتُ: هذا غير مفسَّر فلا يضرّ.
قَالَ مُطَيّن: مات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.(5/940)
437 - ق: مسروق بْن المرزُبان بْن مسروق بْن مَعْدان، أبو سعيد الكندي. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: أَبِي الأحوص، وشَرِيك، وعبد اللَّه بْن المبارك، ويحيى بْن أَبِي زائدة، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وأبو يعلى الْمَوْصِليّ، وعَبْدان الأهوازيّ، ومطين، ومحمود بن محمد الواسطي، وآخرون.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ، يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ، وَقَالَ: مَاتَ سنة أربعين ومائتين، أو قبلها بقليل، أَوْ بعدها بقليل.(5/940)
438 - مُسْلِم بن أبي مسلم بن عبد الرحمن البَغْداديُّ، [الوفاة: 231 - 240 ه]
نزيل طَرْسُوس.
رَوَى عَنْ: وكيع، ومَخْلَد بْن الْحُسَيْن، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَبُو يَحْيَى صاعقة، وخَلَف بْن عَمْرو العُكْبَريّ، وموسى بْن هارون، وجماعة.
وثّقه الخطيب وقال: مات سنة أربعين.(5/940)
439 - د: مصرف بن عمرو الإيامي الكُوفيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه][ص:941]
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن إدريس، ويونس بْن بكير.
وَعَنْهُ: أبو داود، ومُطَيّن، والحسن بْن سُفْيَان، وأبو زُرْعَة.
وثّقه أبو زرعة، وتوفي سنة أربعين.(5/940)
440 - مُصْعَب بْن سَعِيد الحرّانيّ المِصِّيصيّ، أَبُو خَيْثَمَة المكفوف. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: ابن المبارك، وزُهَيْر بْن مُعَاويَة، وعبيد اللَّه بْن عُمَرَ، وعيسى بْن يونس، وموسى بْن أَعْيَن، وَمحمد بْن سَلَمَةَ، ومسكين بْن بُكَيْر.
وَعَنْهُ: محمد بن عوف الطائي، وأحمد بن عبد الوهاب المصيصي، وأحمد بن مسيب الحلبي، وأحمد بن النضر العسكري، والفضيل بن عبد الله الأنطاكي، وعمر بن الحسن بن نصر، والحسن بن سفيان، وآخرون.
قَالَ ابن عديّ: يُحدّث عَنِ الثقات بالمناكير، ويصحّف عليهم.
وقال أبو حاتم: صدوق، وعبد اللَّه بْن جَعْفَر الرقي أحب إليّ منه.(5/941)
441 - ن ق: مُصْعَب بْن عَبْد اللَّه بْن مُصْعَب بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْن الْعَوَّامِ الْإِمَام، أبو عبد الله الْقُرَشِيّ الأسديّ الزُّبَيْريّ الْمَدَنِيّ، [الوفاة: 231 - 240 ه]
نزيل بغداد.
سَمِعَ: أباهُ، ومالِكًا، والضَّحّاك بْن عثمان، وإبراهيم بْن سعد، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ.
وَعَنْهُ: ابن ماجة حديثا واحدا في النجش، والنسائي عن رجل عنه، وإبراهيم الحربي، والزبير بن بكار، وأبو يعلى الموصلي، وأبو العباس السراج، وأبو القاسم البغوي، وخلق.
وثقه الدارقطني، ومنهم من لينه للوقف في القرآن.
قَالَ أَبُو بَكْر الْمَرْوَزِيّ: كَانَ من الواقفة، فقلتُ لَهُ: قد كَانَ وكيع وأبو بَكْر بْن عيّاش يقولان: القرآن غير مخلوق. فقال: أخطأ وكيع وأبو بكر. فقلت: عندنا عَنْ مالك أنّه قَالَ: غير مخلوق. قَالَ: أنا لم أسمعه.
قلت: يحكيه إسماعيل بن أبي أويس. [ص:942]
قال الحسين بن فهم: كان مصعب إذا سئل عن القرآن يقف، ويعيب من لا يقف.
قلت: وكان علامة في النسب، أخباريا أديبا فصيحا، من نبلاء الرجال وأفرادهم. قد رَوَى عَنْهُ: مُسْلِم وأبو داود خارج كتابيهما.
وقال الزُّبَيْر بْن بكّار: كَانَ عمّي وجْهَ قريش مروءةً وعلما وشرفا وبيانا وَقَدْرًا وجاهًا.
وكان نسّابةَ قريش، عاش ثمانين سنة.
وقال ابن أبي خيثمة: سمعت مصعب بن عبد الله الزبيري يقول: حضرت حبيباً يقرأ على مالك، أنا عن يمينه، وأخي عن يساره، فيقرأ عليه كل يوم ورقتين ونصف، والناس ناحية، فإذا قضى، جاء الناس فعارضوا كتبنا بكتبهم، وكان حبيب يأخذ على كل عرضة دينارين من كل إنسان، فقلت لمصعب: إنهم كانوا لا يعرضون عرض حبيب، فأنكر هذا إذ مر بنا يحيى بن معين، فسأله مصعب عن حبيب، فقال: كان يصلح الورقة والورقتين. ومضى يحيى، فسكت مصعب.
وقال صالح بن محمد جزرة: روى عنه سفيان بن عيينة حرفاً، حدثناه محمد بن عباد عن سفيان عنه.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: مصعب الزبيري مستثبت.
قلت: حديثه عند ابن اللتي في غاية العلو، توفي في شوال سنة ست وثلاثين ومائتين. سامحه الله ورحمه.
تفرد بحديث: «التمسوا الرزق في خبايا الأرض» عن هشام بن عبد الله المخزومي، عن هشام بن عروة، وكان أبوه أميرا على اليمن.
قَالَ الزُّبَيْر بْن بكّار: حدَّثَنِي عَبْد اللَّه بن عمرو بن أبي صبيح المزني، قَالَ: لَمَّا استُعْمِلَ جدّك عَبْد اللَّه عَلَى اليمن، قَالَ لي ابنه مُصْعَب: امضِ معنا. فتأخّرتُ، ثمّ قدِمْتُ عليهم صنْعَاء، فَنزلت فِي دار الإمارة، فأكرمني وأجرى عليّ [ص:943] خَمْسين دينارًا فِي الشَّهْرِ، ولَمَّا انصرفتُ وَصَلَني بخمس مائة دينار.
ولابن أبي صبح فِيهِ:
فما عَيْشُنَا إلّا الربيع وَمصْعَب ... يدور علينا مصعب ويدور
وفي مصعب إن غبنا القطر والندى ... لنا ورق معرورق وشكير
متى ما يرى الراؤون غرة مصعب ... ينير بها إشراقة فينير
يَرَوْا ملكًا كالبدْرِ أمّا فِنَاؤه ... فَرَحْبٌ وأمّا قدره فكبير
له نعم من عد قصر دونها ... وليس بها عما يريد قصور(5/941)
442 - ن: الْمُعَافَى بْن سُلَيْمَان الرَّسْعنيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: فُلَيْح بْن سُلَيْمَان، وزُهير بْن مُعَاويَة، والقاسم بْن مَعْن المسعودي، وجماعة.
وَعَنْهُ: هلال بن العلاء، وأحمد بن إبراهيم بن ملحان، والقاسم بن الليث العتابي الرسعني، وجعفر الفريابي. وخلق.
وكان صدوقا.
روى النسائي عن رجل عنه.
وتوفي سنة أربع وثلاثين.(5/943)
443 - معلل بن نفيل، أبو أحمد النهدي الحراني. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: زُهَيْر بْن مُعَاويَة.
وَعَنْهُ: أَبُو عَرُوبَة قال: سمعت منه مجلسا، وأبو عَقِيل أنس بْن السَّلْم.
ومات قبل الأربعين ومائتين.(5/943)
444 - مُعَلَّى بْن مهديّ بْن رستم، أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِليّ الزّاهد. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: مهديّ بْن ميمون، وَشَريك بْن عَبْد اللَّه، وأبي عَوَانة، وحمّاد بْن زيد.
وَعَنْهُ: أحمد بن حمدون، وإدريس بن سليم، وإبراهيم بن علي العدوي، وأبو يعلى، وآخرون.
قال أحمد بن حمدون: حم معلى بن مهدي أربعين سنة؛ كل يوم دائما.
قال أبو يعلى: توفي في شعبان سنة خمس وثلاثين.
وهو بصري نزل الموصل.(5/943)
445 - ن: مَعْمَرُ بنُ مَخْلَد الْجَزَريّ السّرُوجيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه][ص:944]
عَنْ: حماد بن زيد، وخلف بن خليفة، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بن جبلة الرافقي، وهلال بن العلاء، وآخرون.
توفي سنة إحدى وثلاثين بملطية.
قال النسائي: ثقة.(5/943)
446 - م ن: مِنْجَاب بْن الحارث، أَبُو محمد التَّميميّ الْكُوفيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: أَبِي الأَحْوَص سلام بْن سُلَيْم، وشَرِيك بْن عَبْد اللَّه، ومُصْعَب بْن سلّام، وعليّ بْن مُسْهِر.
وَعَنْهُ: مسلم، وبقي بن مخلد، ومحمد بن عبد الله الحضرمي مطين، وجعفر الفريابي، وخلق.
توفي سنة إحدى وثلاثين أيضا.(5/944)
447 - منصور بْنُ الْمَهْدِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ الْمَنْصُورِ عَبْدِ اللَّهِ بن محمد الهاشمي العباسي. [الوفاة: 231 - 240 ه]
ولي إمرة دمشق للأمين، وولي قبلها البصرة. ودعي إلى الخلافة في أول دولة المأمون، فامتنع.
رَوَى عَنْ: الوليد بْن مُسْلِم، وسُوَيْد بْن عَبْد العزيز.
وَعَنْهُ: أبو العيناء، وغيره.
قَالَ أَبُو الصَّقْر محمد بْن داود بْن عيسى: كَانَ أَبِي عَلَى شَرطة منصور بدمشق، وكان الأمين يعجبه البِلَّوْر، فدسّ منصور مَنْ سرقَ قُلَّةَ الجامع البِلَّوْر. فلمّا رأى إمام الجامع مكانَها فارغًا ضربَ بقَلَنْسُوَتِه الأرضَ وصرخ: سُرِقَتْ قُلَّتُكُمُ. فقال النّاس: لا صلاة بعد القُلَّة، فصار مثلا. قال أبو الصقر: فلما رَجِعَ المأمون إلى بغداد وجد القُلّة، فردّها إلى جامع دمشق.
قال خليفة، وغيره: توفي منصور بن المهدي سنة ست وثلاثين.(5/944)
448 - م د ن: منصور بْن أَبِي مُزَاحِم، أَبُو نصر التُّرْكِيّ، واسم أبيه بشير. [الوفاة: 231 - 240 ه]
وولاؤه للأزد.
وكان منصور كاتبا ثقة صاحب سنة. كان لَهُ ديوان فتركه.
سَمِعَ: مالِكًا، وشَرِيكًا، وإبراهيم بْن سعد، وأبا الأَحْوَصَ، وإسماعيل بْن جَعْفَرَ. [ص:945]
ورأى شعبة.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، والنسائي عن رجل عنه، وإبراهيم الحربيّ، وموسى بْن هارون، وَأَحْمَد بْن الحسن الصوفي، وأبو القاسم البغوي، وعدة.
قال ابن معين: صدوق.
وقال الحسين بن فهم: توفي في ذي القعدة سنة خمس وثلاثين. وهو صاحب سنة.(5/944)
449 - مهرجان النَّيْسَابوريُّ الزَّاهد. [الوفاة: 231 - 240 ه]
سَمِعَ مِنْ: عَبْد اللَّه بْن المبارك.
وَعَنْهُ: أَبُو يحيى الخَفّاف، وإبراهيم بْن محمد بْن سُفْيَان، وزكريّا بن دلويه.
قال زكريا: كان مهرجان لا يشربُ الماء فِي الصَّيْف أربعين يومًا، كان زاهدا.
وقال ابن سفيان: توفي سنة ثمان وثلاثين.(5/945)
450 - مُوسَى بْن أيّوب النَّصيبيّ، أَبُو عِمْرَان، [الوفاة: 231 - 240 ه]
نزيل أنطاكية.
عَنْ: معتمر بن سليمان، وعبد الله بن المبارك، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو حاتم الرازي، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، ومحمد بن يزيد بن عبد الصمد، وطائفة.
قَالَ أبو حاتم: صَدُوق.(5/945)
451 - مُوسَى بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمِيّ البصْرِيّ الأسلع. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: عمر بن سعيد الأبح، وغيره.
وَعَنْهُ: أَبُو زُرْعَة، وأبو يَعْلَى، وَأَحْمَد بْن علي بن سعيد المروزي القاضي.(5/945)
452 - د ق: مُوسَى بْن مروان الرقي. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: عيسى بْن يونس، وأبي معاوية، وبقية، وخلق.
وَعَنْهُ: أبو داود، [ص:946] وابن ماجة، والقاسم بن الليث الرسعني. توفي سنة أربعين.(5/945)
453 - موسى بن محمد بن حيان، أو ابن محمد بن سعيد بن حيان بالحاء، ثم آخر الحروف. [الوفاة: 231 - 240 ه]
صدوق، صاحب حديث.
سَمِعَ بالبصرة: عَبْد الوهّاب الروميّ، وغُنْدَرًا، وابن أَبِي عديّ، وعبد الرَّحْمَن بْن مهديّ.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر الصَّغَانيّ، وَأَحْمَد بْن الْحَسَن الصُّوفيّ، وأبو يَعْلَى الموصلي، وعبد الله المارستاني.
قال الخطيب: أحاديثه مستقيمة.(5/946)
454 - مُوسَى بْن مُعَاويَة بْن صُمَادِح بْن عون بن عبد الله بن جعفر الشهيد بْن أَبِي طالب المحدِّث الصدوق، أَبُو جَعْفَر الهاشمي المغربيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
رحَال مكثر
عَنْ: وكيع، وابن مهدي.
وَعَنْهُ: محمد بن أحمد العنسي، وطائفة.
قَالَ محمد بْن وضّاح: لقيته بالقَيْرَوان، وهو كثير الحديث. رحل إلى الكوفة والرِّيّ. وهو ثقة.
وقال العنسي: لقيته بالقيروان وقد كُفَّ.
وقال ابن لبابة: ثقة.
وقيل: أخذ عنه سحنون كثيرا من غير سماع.
مات بعد الثلاثين.(5/946)
455 - ت: مُوسَى الْإِمَام، أَبُو الوليد بْن أَبِي الجارود المكيّ الفقيه، [الوفاة: 231 - 240 ه]
صاحب الشافعيّ من كبار أصحاب الشافعي.
روى عَنْهُ: التِّرْمِذيّ، والربيع بْن سُلَيْمَان المُرادي، ويعقوب الفسوي، وابن وارة. وأظنه قديم الموت. وله رواية عن سفيان بن عيينة أيضا.
قَالَ الدّارَقُطْنيّ: روى عَنِ الشافعيّ حديثًا كثيرًا.
رَوَى عَنْهُ كتاب الأمالي وغير ذلك. وكان من القيمين بمذهب الشافعي بمكة. [ص:947]
قلت: ذكره الترمذي في آخر كتابه الجامع.(5/946)
-[حَرْفُ النُّونِ](5/947)
456 - نصر بْن الحُرَيْش، أَبُو القاسم الصّامت. [الوفاة: 231 - 240 ه]
بغداديّ ضعيف،
عَنْ: الْمُشْمَعِلِّ بْن مِلْحَان، وأبي سَهْل مسلم الخراساني.
وَعَنْهُ: إسحاق الختلي، والحسين بن بشار، ومحمد بن بشر بن مطر.
وقال: حججت أربعين حجة لم أكلم فيها أحدا.
قال الدارقطني: ضعيف.(5/947)
457 - نصر بن الحكم الياسري. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: خَلَف بْن خليفة، وَهُشَيْم.
وَعَنْهُ: ابن البراء، وإسحاق بن سفيان، وأحمد بن علي الأبار، والحسن بن علوية.(5/947)
458 - د: نصر بن عاصم الأنطاكي. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: الوليد بْن مُسْلِم، ويحيى القطّان، ومحمد بن سلمة الحراني، ومبشر بن إسماعيل، ومسكين بن بكير، وطبقتهم.
ورحل إلى النواحي في طلب العلم.
وَعَنْهُ: أبو داود، والحافظ محمد بْن عَبْد اللَّه بْن المستورد البَغْداديُّ أبو سيار، وعثمان بن خرزاذ، وجعفر الفريابي، وآخرون.
ذكره ابن حبان في الثقات.(5/947)
459 - نصر بن زياد الفقيه، أبو محمد النَّيْسَابوريُّ، [الوفاة: 231 - 240 ه]
قاضي نيسابور.
تفقه على محمد بن الحسن، وتأدب على النضر بن شميل.
وَرَوَى عَنْ: خارجة بْن مُصْعَب، وابن المبارك، وجرير بْن عَبْد الحميد، وزافر بْن سُلَيْمَان، وهيّاج بْن بِسْطَام.
وَعَنْهُ: محمد بن رافع، وأيوب بن الحسن، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، وجعفر بن محمد بن الحسين، وإبراهيم بن علي الذهلي، وطائفة.
قَالَ الحاكم: نصر بْن زياد بن نهيك بن حسل، ولي قضاء نيسابور بضع [ص:948] عشرة سنة، ولم يزل محمود الأثر عِنْدَ السُّلطان والرَّعية. وله عندنا بنيسَابور آثار كبيرة مذكورة. وكانت كُتُب المأمون إِلَيْهِ متواترة. وكان كوفيّ المذهب، وأعقابه عَنْ آخرهم حديثّيون.
سمعتُ يحيى بْن محمد العَنْبَريّ: سمعتُ أَحْمَد بن محمد البالوي يقول: كَانَ نصر بْن زياد يأمرُ بالمعروف ويَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، ويقول: لولا هذا لَم أتلبَّس لَهم بعمل، لكنِّي إذا لَم ألِ القضاء لَم أقدر عَلَيْهِ. وكان يُحيي اللّيل ويصوم الاثنين والخميس والجمعة، ولا يرضى من العمّال حتّى يؤدّوا حقوق النّاس.
وقال غيره: عاش ستا وتسعين سنة.
وقال سبطه أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه: تُوُفِيّ فِي سابع صفر سنة ستٍّ وثلاثين ومائتين.(5/947)
460 - نصر بْن فَضَالَةَ النَّيْسَابوريّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ووكِيع.
وَعَنْهُ: أحمد بن سيار المروزي، ومحمد بن إسحاق السراج.
توفي سنة ثمان وثلاثين عند قتيبة.(5/948)
461 - نُصَيْر بن يوسف بن أبي نصر الرَّازيُّ النَّحْويُّ المقرئ، أبو المنذر [الوفاة: 231 - 240 ه]
تلميذ أبي الحسن الكسائي.
كان من أئمة القراء المشهورين. أخذ عنه محمد بن عيسى بن رزين الإصبهاني، وعلي بن أبي نصر النحوي، ومحمد بن إدريس الدنداني. وآخر من قرأ عليه أحمد بن محمد بْن رُسْتُم الطَّبريّ شيخ عَبْد الواحد بْن أَبِي هاشم. وله مصنَّف فِي رسم المصحف. وقد روى الحديث عَنْ إِسْحَاق بْن سُلَيْمَان، وغيره.(5/948)
462 - النضر بْن سَعِيد بْن النَّضْر بْن شُبْرُمَة، أَبُو صُهَيْب الحارثيّ الْكُوفيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وعبد اللَّه بْن بُكَيْر، والوليد بْن أَبِي ثور، والحسن بْن محمد إمام [ص:949] المطمورة.
وَعَنْهُ: أَبُو سَعِيد الأشجّ، وَمحمد بْن عثمان بْن أَبِي شيبة، ومُطَيّن، وعليّ بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد الرازيّ، وغيرهم.
ما أعلمُ فِيهِ جَرْحًا لغير ابن قانِع؛ فإنّه ضعَّفَهُ.(5/948)
-[حَرْفُ الْهَاءِ](5/949)
463 - هارون بْن سالِم، أَبُو عُمَرَ القُرْطُبيّ الزّاهد. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: يحيى بْن يَحْيَى اللَّيْثِيّ، وعيسى بْن دينار.
ورحل إلى ديار مصر فَأَخَذَ عَنْ: أشهب بْن عَبْد العزيز، وأصبغ بْن الفَرَج.
قَالَ ابن الفَرَضيّ: كَانَ منقطع القَرين فِي الزُّهد والعِلْم، مُجَاب الدَّعْوة، فقيهًا كبير القدر. يُقال: امتُحنت إجابة دعوته فِي غير ما شيء، ومات فِي الْكُهُولَةِ.
وكان عَلَيْهِ إخبات وحُزْن، وكان لا ينامُ عَلَى فراشٍ فِي رمضان. حكى إمام مسجد قرطبة أنّه رأى هارون بْن سالِم باللّيل سجد، قَالَ: فرأيتُ شجرة فِي المسجد سجدت وراءه، فلمّا قام قامت.
وقال إِبْرَاهِيم بْن هلال: ما رأيتُ هارون بْن سالِم يُصَلِّي قطّ إلّا وهو يرتعد. وكان يسكن بيتًا بلا أبواب، وكان مقدَّمًا فِي زمانه فِي الزُّهد والعبادة.
قَالَ ابن بشكوال: وقبره يتبرك به، ويعرف بإجابة الدعوة. جربت ذلك مرارا.
قلت: رَوَى عَنْهُ: عامر بْن مُعَاويَة القاضي، وغيره.
توفي سنة ثمان وثلاثين.(5/949)
464 - د: هارون بن عباد الأزدي المصيصي ثم الأنطاكي. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: جرير بن عبد الحميد، وأبي بكر بن عياش، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، وَمحمد بْن وضّاح القُرْطُبيّ.(5/949)
465 - هارون بن عبد الله بن محمد بْن كثير بْن مَعْن بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيِّ، أَبُو يحيى المكي القاضي [الوفاة: 231 - 240 ه]
نزيل بغداد. [ص:950]
رَوَى عَنْ: عَبْد اللَّه بْن وهْب.
وتفقّه عَلَى أصحاب مالك كأبي مُصْعَب، والهُدَيريّ.
وقيل: إنه سمعَ من مالك.
قَالَ أَبُو بَكْر الخطيب: سَمِعَ: مالك بْن أنس، وَالدَّرَاوَرْدِيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن زيد بْن أسلم.
وَعَنْهُ: يحيى بن عبد الله بن بكير، وعبد السلام الهروي، والزبير بن بكار، وولي قضاء العسكر، ثم ولي قضاء مصر إلى أن عُزِلَ فِي آخر خلافة المعتصم.
وقال أَبُو إِسْحَاق الشِّيرازيّ: هُوَ أعلمُ مَنْ صَنَّف الكُتُب فِي مختلف قول مالك.
وقال القاضي عياض: كان من الفقهاء العلماء بمذهب أهل المدينة، واسع الأدب.
وقال أَبُو سَعِيد بْن يونس: تُوُفِيّ بسامرّاء فِي شعبان سنة اثنتين وثلاثين.(5/949)
466 - هارون الواثق بالله أَبُو جَعْفَر، وقيل: أَبُو القاسم. أمير المؤمنين، ولد المعتصم بالله أبي إسحاق محمد بْن الرشيد هارون بْن المهديّ محمد بْن المنصور الهاشمي العباسيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
وأُمُّه روميّة اسمها قراطيس، أدركت دولته.
ولي الأمر بعهدٍ من أَبِيهِ. ونقل إِسْمَاعِيل الخطبيّ أنّه وُلِدَ لَعشْرٍ بقين من شَعْبَان سنة ست وتسعين ومائة.
وقال يَحْيَى بْن أكثم: ما أحسَنَ أحدٌ إلى آل أَبِي طالب ما أحسن إليهم الواثق؛ ما مات وفيهم فقير.
وقال حمدون بْن إِسْمَاعِيل: كَانَ الواثق مليح الشِّعْر، وكان يُحبُّ خادمًا أُهْدِيّ لَهُ من مصر، فأغضبه الواثق يومًا، ثُمَّ إنه سمعه يَقُولُ لبعض الخَدَم: واللهِ إنّه لَيَرُوم أن أكلّمه من أمس فما أفعل، فقال الواثق:
يا ذا الَّذِي بعذابي ظلّ مفتخرًا ... ما أنت إلّا مليكٌ جار إذ قدرا
لولا الهوى لتجازينا عَلَى قَدَرٍ ... وإنْ أُفِقْ منه يومًا ما فسوف ترى
قَالَ الخطيب: كَانَ أَحْمَد بْن أَبِي دُؤاد قد استولى عَلَى الواثق وحمله [ص:951] عَلَى التشدُّد فِي المحنة. ودعا النّاس إلى القول بِخلْق القرآن. ويُقال: إنّ الواثق رجع عن ذلك القول قبل موته.
وقال عبيد الله بن يحيى: حدثنا إِبْرَاهِيم بْن أسباط بْن السَّكَن قَالَ: حُمِلَ رجلٌ فيمَن حُمِلَ، مُكَبَّلٌ بالحديد من بلاده، فأُدْخِلَ. فقال ابن أَبِي دُؤاد: تقولُ أَوْ أقول؟ قَالَ: هذا أوّل جوركم. أخرجتم النّاس من بلادهم، ودعوتموهم إلى شيء. لا، بل أقول. قَالَ: قُلْ. والواثق جالس. فقال: أخبرني عَنْ هذا الرأي الَّذِي دَعْوتُم النّاس إِلَيْهِ، أَعَلِمَهُ رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فلم يدعُ النَّاس إِلَيْهِ، أم شيء لم يَعْلَمْه؟ قَالَ: عَلِمَه. قَالَ: فكانَ يسعه أن لا يدعو النّاس إِلَيْهِ، وأنتم لا يسعكم. قَالَ: فبُهِتُوا. قَالَ: فاستضحك الواثق، وقام قابضًا عَلَى فمه، ودخل بيتًا ومدَّ رِجْليه وهو يَقُولُ: وَسِعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أن يسكت عنه ولا يسعنا. فأمر أن يُعْطَى ثلاث مائة دينار، وأن يُردّ إلى بلده.
وعن طاهر بْن خَلَف: سمعتُ المهتدي بالله ابن الواثق يَقُولُ: كَانَ أَبِي إذا أراد أن يقتل رجلًا أَحْضَرَنا. فأُتِيَ بشيخ مخضوب مقيَّد، وقال أَبِي: ائذنوا لابن أَبِي دُؤاد وأصحابه. وأُدْخِلَ الشيخ فقال: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ: لا سلَم اللَّه عليك. قَالَ: بئس ما أدَّبك مؤدِّبُك. قَالَ اللَّه تعالى: " {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ ردوها} ".
قلت: هذه حكاية مُنْكرَة، ورُواتُها مَجاهيل، لكن نسوقها.
قَالَ: فقال ابن أَبِي دُؤاد: يا أمير المؤمنين الرجل متكلِّم. فقال لَهُ: كلِّمْهُ. فقال: يا شيخ ما تقولُ فِي القرآن؟ قَالَ: لِمَ تنصفني، ولي السؤال. قَالَ: سَلْ يا شيخ قَالَ: ما تقولُ فِي القرآن؟ قَالَ: مخلوق. قَالَ: هذا شيء عَلِمَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بَكْر وعمر والخلفاء، أم شيء لَم يعلموه؟ فقال: شيء لم يعلموه. فقال: سبحان الله، شيء لَم يعلموهُ أَعَلِمْتَه أنت؟ قَالَ: فَخَجِل وقال: أقِلْنِي. قَالَ: والمسألةُ بِحالِها؟ قَالَ: نعم. قَالَ: ما تقول في القرآن؟ قال: مخلوق، قال: شيء علمه رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: علمه. قال: علمه ولم يدع إليه الناس؟ قَالَ: نعم. قَالَ: أفلا وسِعَك ما وسِعَه ووسع الخلفاء بعده. فقام أبي فدخل الخلْوة، واستلقى وهو يَقُولُ: شيء لَم يعلمه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلا أَبُو بَكْرٍ، ولا عمر، ولا عثمان، ولا عليّ، عَلِمْته أنت؟ سبحان اللَّه؛ عَلِمُوه ولَم يدْعوا النّاس إِلَيْهِ، أفلا وسِعَك ما وسِعَهم؟ ثُمَّ أمر برفع قيود الشيخ، وأمر [ص:952] له بأربع مائة دينار، وسقط من عينه ابن أبي دؤاد، ولَم يمتحن بعدها أحدًا.
وروى نحوًا من هذه الواقعة أَحْمَد بْن السِّنْديّ الحداد، عَنْ أَحْمَد بْن الممتنع، عَنْ صالِح بْن عليّ الهاشمي المنصوري، عن المهتدي بالله، قَالَ صالِح: حضرته وقد جلسَ للمتظلّمين، فنظرتُ إلى القَصَص تُقرأ عَلَيْهِ من أولّها إلى آخرها، فيأمر بالتوقيع عليها، ويختمها، فيسُرّني ذَلِكَ. وجعلت أنظر إِلَيْهِ، ففطِنَ، ونظر إليّ، فغضضت عَنْهُ، حتى كَانَ ذَلِكَ منه ومنّي مرارًا. فقال لي: يا صَالِح فِي نفسك شيء تحب أن تقوله؟ قلت: نعم. فلما انقضى المجلسُ أُدْخِلْتُ مجلسه فقالَ: تَقُولُ ما دار في نفسك أو أقوله؟ فقلتُ: يا أمير المؤمنين ما ترى. قَالَ: أقولُ: إنَّه قد استحسنتَ ما رأيتَ منّا فقلت: أيَّ خليفة خليفتنا، إن لَم يكن يَقُولُ القرآن مخلوق. فوردَ عَلَى قلبي أمرٌ عظيم، ثُمَّ قلت: يا نفس هَلْ تموتين قبل أجَلِك؟ فقلتُ: نعم. فأطرق ثُمَّ قَالَ: اسمع منّي، فَوَاللَّهِ لتسمعنّ الحقّ. فسُرّي عنّي وقلت: ومَن أولى بالحقّ منك وأنت خليفة ربّ العالمين، وابن عمّ سيد المرسلين؟ قَالَ: ما زلت أقول القرآن مخلوق صَدْرًا من خلافة الواثق، حتى أقدم شيخا من أذنة مقيدًا، وهو جميل حسَن الشَّيْبَة. فرأيتُ الواثق قد استحيا منه ورَقّ لَهُ. فما زال يُدْنيه حتَّى قرُبَ منه وجلسَ، فقال: ناظِر ابنَ أَبِي دُؤاد. فقال: يا أمير المؤمنين إنّه يَضْعُف عَنِ المناظرة. فغضبَ وقال: أبو عبد الله يضعف عَنْ مناظرتِكَ أنتَ؟ قَالَ: هَوِّن عليك، وائذن لي فِي مناظرته. فقال: ما دعوناك إلا لِهذا. فقال: احفظ عليّ وعليه، ثُمَّ قَالَ: يا أَحْمَد أخبرني عَنْ مقالتك هذه، هي مقالة واجبة فِي عقد الدّين، فلا يكون الدِّين كاملًا حتى يُقال فِيهِ بِما قلت؟ قَالَ: نعم. قَالَ: فأخبرني عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين بعثه اللَّه، هَلْ سَتَر شيئًا مِمّا أُمِرَ بِهِ؟ قَالَ: لا. قَالَ: فدَعا إلى مقالتِك هذه؟ فسكت. فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين واحدة. فقال: أخبرني عَنِ اللَّه تعالى حين قَالَ: {الْيَوْمَ أكملت لكم دينكم}. أكان الله هو الصادق في إكمال الدين، أو أنتَ الصّادق فِي نُقْصَانه، حتّى يُقال بِمقالتِكَ هذه؟ فسكت. فقال الشيخ: اثنتان. قَالَ الواثق: نعم. فقال: أخبرني عَنْ مقالتك هذه، أعَلِمَها رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أم جَهِلَها؟ قَالَ: عَلِمَها. قَالَ: فدعا النّاسَ إليْهَا؟ فسكت. فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين ثلاثة. قَالَ: نعم. قال: فاتسع لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ عَلِمها أن يُمسك عنها، ولَم يُطالب بها [ص:953] أمته؟ قَالَ: نعم. قَالَ: واتسع لأبي بَكْر، وعمر، وعثمان، وعليّ ذَلِكَ؟ قَالَ: نعم. فأعرض الشيخ عنه، وأقبل على الواثق، وقال: يا أمير المؤمنين قد قدَّمْتُ القول أنّ أَحْمَد يصبو ويضعُف عَنِ المناظرة. يا أمير المؤمنين إنْ لَمْ يتَّسع لك من الإمساك عَنْ هذه المقالة ما زعم هذا أَنَّهُ اتسع للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، ولأبي بَكْر، وعمر، وعثمان، وعليّ، فلا وسَّع اللَّه عليك. قَالَ الواثق: نعم كذا هُوَ. اقطعوا قيد الشيخ. فلمّا قطعوهُ ضرب الشيخ بيده في القيد فأخذه، فقال الواثق: لم أخذته؟ قال: لأنِّي نويتُ أن أتقدَّم إلى مَن أوصي له، إذا أنا مت أن يجعله بيني وبين كَفَني، حتى أخاصم بِهِ هذا الظّالِم عِنْدَ اللَّه يوم القيامة وأقول: يا رب لِمَ قيدني وروَّع أهلي؟ ثُمَّ بكى فبكى الواثق وبكينا. ثُمَّ سأله الواثق أن يجعله فِي حِلّ، وأمر لَهُ بصلة فقال: لا حاجة لي بِها.
قَالَ المهتدي بالله: فرجعت عَنْ هذه المقالة، وأظنّ أنّ الواثق رجعَ عنها من يومئذ.
وقال إِبْرَاهِيم نِفْطَوَيْه: حدَّثَنِي حامد بْن العبّاس، عَنْ رَجُل عَنِ المهتدي بالله، أنّ الواثق مات وقد تاب عَنِ القول بِخلْق القرآن.
وكان الواثق وافر الأدب. بَلَغَنَا أنّ جارية غنته بشعر العَرْجيّ:
أَظَلُومُ إنّ مُصَابَكُم رجُلًا ... ردَّ السّلامَ تَحيَّةً ظُلْمُ
فَمِن الحاضرين من صَوَّب نصْبَ رجُلًا، ومنهم من قَالَ: صوابها: رجل. فقالت: هكذا لقنني المازني. فطلب المازنيّ، فلمّا مثُل بين يدي الواثق، قَالَ: مِمّن الرجل؟ قَالَ: من بني مازن. قَالَ: أي الموازن، أمازن تميم، أم مازن قيس، أم مازن ربيعة؟ قلتُ: مازن ربيعة. فكلّمني حينئذ بلغة قومي، فقال: با اسمك. لأنهم يقلبون الميم باء والباء ميما فكرهتُ أن أواجهه بِمَكرٍ، فقلتُ: بَكْر يا أمير المؤمنين. ففطِنَ لَها وأعجبته. فقال: ما تقول في هذا البيت. قلت: الوجه النصب. لأن مصابكم مصدر بمعنى إصابتكم. فأخذ اليزيدي يعارضني، قلت: هو بمنزلة إن ضربكم رجلا ظُلْمٌ. فالرجل مفعول مُصَابكم، والدليل عَلَيْهِ أن الكلام مُعلق، إلى أن تَقُولُ ظُلْمٌ فيتمّ. فأعجب الواثق، وأمر لي بألف دينار.
قَالَ ابن أَبِي الدُّنْيَا: كَانَ الواثق أبيض، تعلوهُ صُفْرة، حسنَ اللحية، فِي عينيه نكتة. [ص:954]
وقال زُرقان بْن أَبِي دُؤاد: لَمَّا احتضر الواثق جعل يردِّد هذين البيتين:
الموتُ فِيهِ جميعُ الخلْقِ مُشْتَركٌ ... لا سُوقَةٌ منهم يبقى ولا ملك
ما ضر أهل قليل في تفاقرهم ... وليس يُغْنِي عَنِ الأملاك ما مَلَكوا
ثُمَّ أمر بالبُسُط فطُويت، وألصق خدّه بالأرض، وجعل يَقُولُ: يا من لا يزول ملكه، ارْحَم من قد زَال مُلْكُه.
روى أَحْمَد بْن محمد الواثقي أمير البصرة، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كنتُ أحد من مرّض الواثق فِي عِلته، إذ لحقته غشيةٌ، فما شككنا أَنَّهُ مات. فقال بعضنا لبعض: تقدموا. فما جَسَر أحدٌ، فتقدَّمت أَنَا، فلمّا صرتُ عِنْدَ رأسه، وأردتُ أن أضعَ يدي عَلَى أنفه، لِحقَتْه إفَاقَةٌ، ففتح عينيه، فكدتُ أموتُ فزِعًا، من أن يراني قد مشيت إلى غير رُتْبتي، فرجعتُ إلى خَلْف، فتعلقت قبيعة سيفي بالعَتَبة، فعثرت عَلَى سيفي فاندقّ، وكاد أن يدخل فِي لحمي. فسلمتُ وخرجتُ، فاستدعيت سيفًا، وجئتُ فوقفتُ ساعة، فتلف الواثق تَلَفًا لم يُشك فِيهِ. فشددت لحيته وغمَّضْتُه وسجَّيْتُه، وجاء الفراشون، فأخذوا ما تحته يردوه إلى الخزائن؛ لأنه مثبت عليهم، وتُرِكَ وحده فِي البيت. فقال لي أَحْمَد بْن أَبِي دُؤاد القاضي: إنّا نريد أن نتشاغل بعقد البيعة، وأحب أن تحفظه حتى أن يُدْفن، فأنتَ من أخصّهم بِهِ فِي حياتي. فرددت باب المجلس، وجلستُ عِنْدَ الباب، فحَسَسْتُ بعد ساعة بحركة فِي البيت أفزعتني، فدخلت، فإذا بِجرذون قد جاء فاستل عينه فأكلها، فقلت: لا إله إلا اللَّه، هذه العين التي فتحها من ساعة، فاندقّ سيفي هيبة لَهَا. قَالَ: وجاءوا فغسلوه، وأخبرت ابن أَبِي دُؤاد الخبر. قَالَ: والجرذون دابَة أكبر من اليربوع.
كانت خلافة الواثق خمس سنين، وثلاثة أشهر ونصف. ومات بسُرَّ منْ رَأَى، يوم الأربعاء، لست بقين من ذي الحجة، من سنة اثنتين وثلاثين، وبويع بعده المتوكل.(5/950)
467 - خ م د: هارون بن معروف، أبو علي المروزي، [الوفاة: 231 - 240 ه]
نزيل بغداد.
كَانَ خزّازًا وأضَرّ بأخرة.
رَوَى عَنْ: هُشَيْم، ويحيى بْن أَبِي زائدة، وابن عُيَيْنَة، ومروان بْن شجاع، وعَبْد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، وعبد اللَّه بْن وهْب، وأبي بَكْر بْن عيّاش، والوليد بْن [ص:955] مُسْلِم، وخلْق كثير من العراقيين، والحجازيين، والمصريين، والشاميين، والجزريين.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، والبخاري عَنْ رَجُل عَنْهُ، وَأَحْمَد بْن حنبل، وَمحمد بْن يحيى الذّهليّ، وصالح جَزَرَة، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد، وَأَحْمَد بْن خيثمة، وموسى بْن هارون، وأبو القاسم البَغَويّ، وطائفة.
وثّقه أَبُو حاتِم، وجماعة.
قَالَ ابن أَبِي حاتِم: سَمِعَ منه أَبِي ببغداد سنة خمس عشرة بعد ما عَمِي، من حفظه.
وقال أَبُو داود: سمعتُ الثقة يَقُولُ: قَالَ هارون بْن معروف: رأيتُ فِي المنام قِيلَ لي: مَن آثر الحديث عَلَى القرآن عُذِّب. قَالَ: فظننتُ أنّ ذَهاب بصري من ذَلِكَ.
وقال هارون الحمّال: سمعتُ هارون بْن معروف يَقُولُ: من زعم أنّ القرآن مخلوق فكأنّما عَبْد اللّات والعُزَّى.
وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ هارون بن معروف قال: من زعم أن اللَّه لا يتكلم فهو يعبدُ الأصنام.
قلتُ: عاش هارون أربعًا وسبعين سنة، ومات فِي آخر رمضان سنة إحدى وثلاثين. وكان صدوقًا فاضلًا صاحب سنة.(5/954)
468 - هارون بْن أَبِي هارون العَبْديّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
حدَّث ببغداد عَنْ: أَبِي الْمُلَيْح الرَّقِيّ، وبقيّة.
وَعَنْهُ: مطين، وعبد الله بن ناجية. وكان صدوقا.(5/955)
469 - هاشم بن الحارث المَرُّوذيُّ، [الوفاة: 231 - 240 ه]
نزيل بغداد.
عَنْ: أَبِي المليح، وعبيد اللَّه بْن عَمْرو الرَّقِّيَّين.
وَعَنْهُ: أبو بكر بن أبي الدنيا، [ص:956] والبغوي، وأحمد بن الحسن الصوفي الكبير، وغيرهم.
وثقه الخطيب وقال: تُوُفِيّ سنة أربع وثلاثين.
حديثه بعلو في جزء بيبى.(5/955)
470 - هاشم بْن الوليد، أَبُو طالب الهَرَويّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: أَبِي بَكْر بْن عياش، وحفص بْن غِياث، ويحيى بْن سُلَيْم الطائفيّ.
وَعَنْهُ: أبو حاتم الرازي، ومحمد بن عبد الرحمن الشّامي، والحسين بن إدريس، وآخرون.
توفي سنة تسع وثلاثين.(5/956)
471 - هبيرة بن محمد التمار الأبرش. [أبو عمر] [الوفاة: 231 - 240 ه]
قرأ القرآن عَلَى حفص صاحب عاصم. وتصدّر للإقراء.
قرأ عَلَيْهِ حُسْنُون بْن الهيثم الدُّوَيْريّ، والخَضر بْن الهَيْثَم الطُّوسي، وَأَحْمَد بْن عليّ الخزّاز، وغيرهم.
كنيته أبو عمر.(5/956)
472 - خ م د: هدبة بن خالد بن الأسود بْن هدْبة، أَبُو خَالِد القَيْسيّ الثَّوْبَانيّ الْبَصْرِيُّ، ويقال له: هداب. [الوفاة: 231 - 240 ه]
صلّى عَلَى شُعْبَة،
وَسَمِعَ مِنْ: الحمّادين، وهَمّام بْن يحيى، وجرير بْن حازم، وأبان العطار، وسليمان بْن المغيرة، ومبارك بْن فضالة، وهارون بْن مُوسَى النحوي، وسلام بْن مسكين، وطائفة بصريين.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وأبو بكر بن أَبِي عاصم، وأبو بَكْر أَحْمَد بْن عليّ الْمَرْوَزِيّ، وَأَحْمَد بْن عَمْرو القطرانيّ، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، وجعفر الفِرْيَابيّ، والحسن بْن سُفْيَان، وأبو معشر الْحَسَن بْن سُلَيْمَان الدارميّ، وعبدُ اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، وعَبْدان الأهوازيّ، وأبو القاسم البَغَويّ، وخلْق.
قَالَ عليّ بْنُ الْجُنَيْدِ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ أبو حاتم: صدوق. [ص:957]
وقال ابن عديّ: لا بأس بِهِ. ولا أعرفُ لَهُ حديثًا مُنْكَرًا فيما يرويه.
وأمّا النسائي فقال: ضعيف.
وقال الْحَسَن بْن سُفْيَان: سمعتُ هُدْبَةَ يَقُولُ: صلَّيْتُ عَلَى شُعْبَة، فقيل له: رأيته؟ قال: رأيتُ من هُوَ خيرٌ منه، حمّاد بْن سَلَمَةَ، وكان سُنِّيًّا، وكان شُعْبَة يرى الإرجاء.
وقال عَبْدان الأهوازيّ: كنّا لا نُصَلِّي خلف هدبة من طول صلاته. يسبح في الركوع والسجود نيفا وثلاثين تسبيحة. وكان من أشبه خلق اللَّه بِهشام بْن عمّار لحيته ووجهه وكل شيء منه حتّى صلاته.
وقال ابن عديّ: سمعتُ أَبَا يَعْلَى، وقد سئل عَنْ هُدْبَةَ، وشَيْبان، أيهما أفضل؟ قَالَ: هُدْبَةُ أفضلهما وأوثقهما، وأكثرهما حديثًا. كَانَ حديث حمّاد بْن سَلَمَةَ عِنْدَه نسختين: واحدة عَلَى الشيوخ، وواحدة عَلَى التّصنيف.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَعَالِي الأَبَرْقُوهِيُّ، قال: أخبرنا الفتح بن عبد السلام، قال: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بن أحمد قالوا: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد، قال: أخبرنا أبو الفضل الزهري، قال: أخبرنا جعفر الفريابي قال: حدثنا هدبة بن خالد، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآَنَ كَمَثَلِ الْأُتْرُجَّةِ». وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
قَالَ أَبُو داود، عَنْ محمد بْن عَبْد الملك: تُوُفِيّ هُدْبة سنة خمس وثلاثين.
وقال ابن حبان: مات سنة ست أو سبع وثلاثين.(5/956)
473 - م: هُرَيْمٍ بْن عَبْد الأعلى بْن الفُرات، أَبُو حمزة الأَسَديُّ البَصْريُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: مُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان، ويزيد بْن زُرَيْع، وخالد بن الحارث، وجماعة. [ص:958]
وَعَنْهُ: مسلم، وبَقِيّ بْن مَخْلَد، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وعَبْدان الأهوازيّ، وأبو يعلى الموصلي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وطائفة. وَحَدَّثَ بإصبهان سنة عشرين ومائتين.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ: مَاتَ سَنَةَ أربعين أو قبلها أو بعدها بقليل.
وقال أَبُو الشيخ: مات بالبصرة سنة خمس وثلاثين.(5/957)
474 - ت: هُرَيْم بْن مِسْعَر، أبو عبد الله الأزْدِيّ الترمذي، [الوفاة: 231 - 240 ه]
خادم الفُضَيْل بْن عِياض.
رَوَى عَنْ: الفُضَيْل، وعَبْد العزيز الدَّرَاوَرْدي، وعبد اللَّه بْن وَهْبُ.
وَعَنْهُ: الترمذي، وجعفر الفِرْيَابيّ، وأحمد بن عبد الله بن مالك.
وثقه ابن حبان.(5/958)
475 - هشام بن إسحاق أبو ربيعة العامري، مولاهم، المصري. [الوفاة: 231 - 240 ه]
قَالَ ابن يونس: كَانَ عالِمًا بأخبار مصر.
رَوَى عَنْ: اللّيث، ومالك. ومات في ربيع الآخر سنة خمس وثلاثين.(5/958)
476 - ن: الهيثم بن أيوب، أبو عمران الطالقاني. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن سعد، ويَحْيَى بْن أَبِي زائدة، وعبد العزيز الدراوردي، وجماعة.
وَعَنْهُ: النسائي، وجعفر الفريابي، ومحمد بن عبد الله بن يوسف الدّويْرِي، وجماعة.
وثقه النسائي، وكان إماما كبير القدر.
توفي سنة ثمان وثلاثين بالطالقان من بلاد خراسان.(5/958)
477 - د: الهيثم بن خالد الجهني الكُوفيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: وكيع، وحسين الجعَفيّ، وعبد الله بن نمير، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود. وقال: ثقة. كتبت عَنْهُ سنة خمسٍ وثلاثين. [ص:959]
لم أجد من رَوَى عَنْهُ غير أَبِي داود، وتُوُفِيّ سنة تسعٍ وثلاثين.(5/958)
• - الهيثم بْن خالد الكُوفيُّ الوَرَّاق [الوفاة: 231 - 240 ه]
مستملي أبي نُعَيْم.
سيأتي.
و:(5/959)
• - الهيثم بْن خَالِد المصيصي [الوفاة: 231 - 240 ه]
حدّث ببغداد بعد الخمسين.
و:(5/959)
• - الهيثم بْن خَالِد البَغْداديُّ [الوفاة: 231 - 240 ه]
شيخ من طبقة المصيصيّ.
و:(5/959)
478 - الهيثم بْن خَالِد الْكُوفيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: شَرِيك.
شيخ فِيهِ جهالة.(5/959)
479 - الهيثم بْن اليَمَان، أَبُو بِشْر الرازيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: شَرِيك، وأبي الأحوص، وإسماعيل بْن زكريّا، وهُشَيْم.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو حاتم، وعلى بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد، وغيرهما.
وهو صالح الحديث. قاله فيما أرى عبد الرحمن بن أبي حاتم.(5/959)
-[حَرْفُ الْوَاوِ](5/959)
480 - وثيمة بن موسى بن الفرات الفارسيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
نزيل مصر.
صنف كتاب الردة، وجوده.
وكان تاجرا في الوشي.
وله معرفة بالأخبار وأيام الناس. دخل إلى الأندلس وغيرها.
رَوَى عَنْهُ: ولده عمارة بن وثيمة.
ومات في جمادى الآخرة سنة سبع.
يروي عَنْ: سَلَمَةَ بْن الفضل الأبرش، ومالك بْن أنس، وطائفة.
قَالَ ابن أَبِي حاتِم: يُحدِّث عَنْ سَلَمَةَ بْن الفضل بأحاديث موضوعة.(5/959)
• - الواثق بالله. اسمه هارون. [الوفاة: 231 - 240 ه]
مَرّ.(5/959)
481 - الوليد بْن عَبْد الملك بْن مُسَرَّح، أَبُو وَهْب الحرَّانيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: سُلَيْمَان بْن عطاء الحرانيّ، وعبيد اللَّه بْن عديّ بْن عديّ، وَيَعْلَى بن [ص:960] الأشدق، وغيرهم.
وَعَنْهُ: جَعْفَر الفِرْيَابيّ، وأبو زُرْعَة، وأبو حاتِم وقال: صدوق.
قلتُ: مات سنة أربعين.(5/959)
482 - د: الوليد بْن عُتْبَة، أَبُو العبّاس الأشجعي الدمشقيّ المقرئ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
قرأ على أيّوب بْن تَميم.
وَسَمِعَ مِنْ: الوليد بْن مُسْلِم، وبقيّة، وضمرة بْن ربيعة، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، وأبَوَا زُرْعَة، وجعفر الفريابي، وَمحمد بْن الْحُسَيْن بْن قُتَيْبَة العسقلاني، وعمر بْن سَعِيد المَنْبِجيّ، وجماعة.
قَالَ أَبُو زُرْعَة الدمشقيّ: كَانَ القُراء بدمشق الذين يُحكمون القراءة الشاميّة العثمانية ويضبطونَها: هشام، وابن ذَكْوان، والوليد بْن عُتبَة.
وقال محمد بْن عَوْف: هُوَ أوثق من صَفْوان بْن صالِح.
وُلِدَ سنة ستٍّ وسبعين ومائة.
وقال أَبُو زُرْعَة الدمشقيّ: مات فِي جمادى الأولى سنة أربعين.
قلتُ: قرأ عَلَيْهِ أَحْمَد بن نصر بْن شاكر، وأخذ عَنْهُ الحروف أَحْمَد بْن يزيد الحلواني، وفضل بن محمد الأنطاكي.(5/960)
483 - م د: وَهْب بْن بقيّة بْن عثمان بْن سابور، أبو محمد الواسطي، ويقال له: وهبان. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: هُشَيْم، ويزيد بْن زُرَيْع، وخالد بْن عبد الله الطحان، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، وجعفر الفريابيّ، وأبو العباس السراج، وآخرون.
قَالَ يَحْيَى بْن مَعِينٍ: ثقة، لكنه سَمِعَ وهو صغير.
قلتُ: وقع لنا حديثه عاليًا. وتُوُفيّ سنة تسع وثلاثين.(5/960)
-[حَرْفُ الْيَاءِ](5/960)
484 - م د: يحيى بْن أيّوب، أَبُو زكريّا البَغْداديُّ المقَابريّ العابد. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: شَرِيك، وإسماعيل بْن جَعْفَر، وخَلَف بْن خليفة، وهُشَيْم، ومُصْعَب بْن سلّام، وعبّاد بْن عَبّاد، وعبد اللَّه بْن وَهْب، وخَلْق.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو [ص:961] داود، وأبو زُرْعَة، وابن أَبِي الدُّنْيَا، ومحمد بن وضاح القرطبي، والحسين بن فهم، وأحمد بن علي المروزي، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن الحسن الصوفي، وأبو القاسم البغوي، ومحمد بن إبراهيم السراج، وحامد بن شعيب البلخي، وخلق.
قَالَ أَحْمَد بْن حنبل: رجلٌ صالِح، صاحب سكون ودعة.
وقال علي ابن المديني: صدوق.
وقال أبو شعيب الحراني: حدثنا يحيى بْن أيّوب، وكان من خيار عِباد الله.
وقال محمد بن مخلد: حدثنا الْعَبَّاس بْن محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الأشْهَليّ، قال: حدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: مررتُ بِمقابِر، فسمعتُ همهمةً، فاتبعتُ الأثر، فإذا يحيى بْن أيّوب فِي حُفْرة من تِلْكَ الحُفَر، وإذا هُوَ يدعو ويبكي، ويقول: يا قُرّة عين المطيعين، ويا قُرَّةَ عين العاصين، ولِمَ لا تكون قُرّة عين العاصين، وأنت سترت عليهم الذّنوب. ولِمَ لا تكون قرة عين المطيعين، وأنت مننت عليهم بالطاعة. قَالَ: ويعاود البكاء. فغلبني البكاء، ففطنَ بي، وقال: تعال، لعلّ اللَّه إنَّما بعث بك لخير.
وقال الْحُسَيْن بْن فَهْم: كَانَ يحيى بْن أيّوب ثقة، وَرِعًا، مسلمًا، يَقُولُ بالسنة، ويَعيب من يَقُولُ بقول جَهْم وبِخلاف السنة. قَالَ: وتُوُفيّ يوم الأحد لاثنتي عشرة خَلَت من ربيع الأول سنة أربع وثلاثين.
وأمّا مُوسَى بْن هارون فقال: ليلة الأحد لعشرٍ مَضَيْن من ربيع الأول. وأخبرني أنه ولد سنة سبع وخمسين ومائة.(5/960)
485 - خ: يحيى بن بشر البلخي الفلاس العابد. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، والوليد بْن مُسلْمِ، ووكيع، وشبابة، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: البخاري، وَأَحْمَد بْن سَيَّار الْمَرْوَزِيّ، وعبد الله الدارمي، وعبد بن حميد، وآخرون.
قَالَ الْبُخَاريّ: تُوُفِيّ في خامس المحرم سنة اثنتين وثلاثين.(5/961)
486 - يحيى بْن أَبِي عُبَيْدة رجاء بْن عَبْد اللَّه، أَبُو محمد الواديُّ الحرَّانيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
سَمِعَ: زهير بن معاوية، وأبا يوسف بن يعقوب بْن إِبْرَاهِيم.
وَعَنْهُ: أَبُو عَرُوبة الحرّانيّ، ورخه، وقال: سمعت منه وكان لا يخضب.
مات فِي جُمَادَى الأولى سنة أربعين ومائتين.(5/962)
487 - خ ت: يحيى بْن سُلَيْمَان بْن يحيى بْن سَعِيد بْن مُسْلِم بْن عُبَيْد، أَبُو سَعِيد الْجُعْفيّ الكُوفيُّ المقرئ، [الوفاة: 231 - 240 ه]
نزيل مصر.
سَمِعَ: حروف عاصم من أبي بكر بن عياش، أخذها عنه أَحْمَد بْن محمد بْن رشدين.
وَسَمِعَ: عَبْد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، وأبا خَالِد الأحمر، وعبد الرَّحْمَن المحاربيّ، وأبا بَكْر بْن عياش، ووكيعًا، وعبد الله بن وهب، وطائفة.
وَعَنْهُ: البخاري والترمذي، عَنْ رَجُل، عَنْهُ، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وَمحمد بْن عَوْف الطائيّ، والحسين بْن إِسْحَاق التُّسْتُريّ، والحسن بْن سُفْيَان، وأبو الطاهر محمد بْن أَحْمَد بْن عثمان الْمَدِينِيّ، والحسن بْن غُلَيب الْمِصْرِيّ، وآخرون.
قَالَ النسائي: لَيْسَ بثقة.
وقال غيره بتوثيقه.
قَالَ أبو حاتم: شيخ.
وقال ابن حبان فِي كتاب الثقات: ربَّما أَغْرَب.
وقال ابن يونس: تُوُفِيّ سنة سبع وثلاثين.
وقال فِي مكان آخر: سنة ثمان.(5/962)
488 - يحيى بن سليمان الحفري الإفريقيّ، أَبُو زكريّا. [الوفاة: 231 - 240 ه][ص:963]
رَوَى عَنْ: أَبِي مَعْمَر عباد بْن عَبْد الصمد، وغيره.
وَعَنْهُ: جبرون بْن عيسى البَلَويّ.
قِيلَ: تُوُفِيّ سنة سبعٍ أيضًا.(5/962)
489 - يحيى بْن طلحة اليربوعي الكُوفيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: شَرِيك، وفُضَيْل بْن عياض.
وَعَنْهُ: علي بن الحسين بن الجنيد الرازي، وغيره.(5/963)
490 - خ م ق: يحيى بن عبد الله بن بُكَيْر المخزوميّ، مولاهم، الْمِصْرِيُّ الحافظ، أَبُو زكريّا. [الوفاة: 231 - 240 ه]
ولد سنة أربع وخمسين ومائة.
وأخذ عَنْ: مالك، واللَّيْث، وابن لَهِيعة، وحماد بن زيد، والمغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، ويعقوب بن عبد الرحمن القاري، وبكر بن مضر، ومفضل بن فضالة، وابن وهب، وخلق سواهم.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، وابن ماجه عَنْ رجلٍ، عَنْهُ، وبَقِيّ بْن مَخْلَد، وحَرْمَلة بْن يحيى، وَمحمد بْن يحيى الذُّهَليّ، وأبو زُرْعَة، وَمحمد بْن إِسْحَاق الصَّاغانيّ، وَمحمد بْن إبراهيم البوشنجي، ويحيى بن أيوب العلاف، ويحيى بن عثمان بْن صالِح السهمي، وَأَحْمَد بْن محمد بْن الحجّاج بْن رشدين، وخير بْن موفّق، وأبو الزنباع روح بن الفرج، وأبو علي الْحَسَن بْن الفَرَج الغزّيّ، وآخرون كثيرون.
قَالَ أبو حاتم: كَانَ يفهم هذا الشأن، يُكْتَب حديثه، ولا يُحْتَج بِهِ.
قلتُ: قد احتج بِهِ صاحبا الصحيحين، وكان غزير العلم عارفًا بالحديث وأيّام الناس، بصيرًا بالفتوى.
قَالَ عُبَيْد بْن رجال: سمعتُ يحيى بْن بُكَيْر يَقُولُ لأبي زرعة: لَيْسَ ذا زعزعة عَنْ زوبعة، إنّما ترفع الستر، وتنظر إلى نبيك وأصحابه بين يديه، حدثنا مالك، عَنْ نافع، عَنْ ابن عُمَرَ. [ص:964]
وقد قَالَ فِيهِ النسائيّ: ضعيف.
وقال فِي موضع آخر: لَيْسَ بثقة.
ولَم يقبل النّاس من النسائي إطلاق هذه العبارة فِي هذا، ولا الذي قبله، كما لَم يقبلوا منه ذَلِكَ فِي أَحْمَد بْن صالح الْمِصْرِيّ.
قَالَ أسلم بْن عَبْد العزيز الأندلسي: حَدَّثَنَا بَقِيّ بْن مَخْلد أنّ يحيى بْن بكير سَمِعَ " الْمُوَطَّأَ " مِنْ مَالِكٍ سَبْعَ عَشْرَةَ مَرَّةً.
قلت: ومن جلالته عند البخاري أنه روى عَنْ محمد بْن عَبْد اللَّه، وهو الذهليّ، عَنْ يحيى بْن بكير.
أَخْبَرَنَا محمد بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ الْعَصْرُونِيُّ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، عَنِ المؤيد الطوسي، وغيره، قال المؤيد: أخبرنا محمد بن الفضل الفراوي، قال: أخبرنا عمر بن مسرور، قال: أخبرنا إسماعيل بن نجيد، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي، قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، قال: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزء، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " «وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ وَبُطُونِ الأَقْدَامِ مِنَ النَّارِ» ".
تُوُفِيّ فِي النصف من صفر سنة إحدى وثلاثين.(5/963)
491 - خ: يحيى بن عبد الله بن زياد السلمي الخُراسانيّ، خاقان الْمَرْوَزِيّ، ويُقال: البلْخيّ. أخو جمعة وزَنْجَويْه، ويكنى أَبَا سهل، وقيل: أَبُو اللَّيْث. [الوفاة: 231 - 240 ه]
رَوَى عَنْ: ابن المبارك، ونوح بْن أَبِي مريم، وحفص بْن غياث، والوليد بْن مُسْلِم، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، وحاشد بن إسماعيل، وعبيد الله بن سريج، وجماعة آخرهم أَبُو الْعَبَّاس محمد بْن إِسْحَاق السّراج. وكانت أمه جارية من أهل تُبَّت.(5/964)
492 - يحيى بْن عثمان، أَبُو زكريّا الحربيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: أَبِي الْمُلَيْح الرَّقيّ، وإسماعيل بْن عيّاش، والهِقَل بْن زياد، وبقيّة، وطائفة.
وأصله من سجستان.
وكان عابدًا صالِحًا قانتًا لله.
رَوَى عَنْهُ: ابن [ص:965] أَبِي الدُّنْيَا، وعلي بْن الْحُسَيْن بْن حبّان، وَمحمد بْن عبْدُوس بْن كامل، وأبو زُرْعة الرازيّ، والبَغَويّ، والسّراج.
وثّقه أَبُو زُرْعَة، وَقَالَ ابْنُ مَعِين: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ البَغَويّ: توفي سنة ثمان وثلاثين.(5/964)
493 - ع: يَحْيَى بْن مَعِينٍ بْن عَوْن بْن زياد بن بسطام. وقيل: غِيَاث بدل عَوْن، الْإِمَام العالِم أَبُو زكريّا المُرّيّ، مُرّة بْن غَطَفان، مولاهم البَغْداديُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
أصله من الأنبار، ونشأ ببغداد، وسمع بِهَا، وبالحجاز، والشام، ومصر، والنواحي، وقال: مولده فِي سنة ثمانٍ وخمسين ومائة، فهو أسن من علي ابن الْمَدِينِيّ، وَأَحْمَد بْن حنبل، وأبي بَكْر بْن أَبِي شيبة، وإسحاق بْن راهويه، وكانوا يتأدَّبون معه ويعرفونَ لَهُ فضله. وكان أبوهُ كاتبًا لعبد اللَّه بْن مالك، فخلف ليحيى ألف ألف درهم فيما قِيلَ.
سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن المبارك، وهُشيم بْن بشير، ومعتمر بْن سُلَيْمَان، وجرير بْن عَبْد الحميد، وإسماعيل بْن مجالد، ويحيى بْن أَبِي زائدة، ويحيى بْن عَبْد اللَّه الأنيسي المدنيّ، وَسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وأبا حفص الأبّار، وحفص بْن غِياث، وعَبّاد بْن العَوّام، وعمر بْن عُبَيْد الطَّنافسي، وعيسى بْن يونس، ويحيى بْن سَعِيد القطان، ووكيعًا، وعبد الرَّحْمَن بْن مهديّ، وخلْقًا من طبقتِهم ومن بعدهم. ورحل إلى اليمن إلى عَبْد الرزاق.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والبخاري، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، عَنْ رَجُل، عَنْهُ، وَأَحْمَد بْن حنبل، وَمحمد بْن سعد، وأبو خَيْثَمة، وهنّاد، وطائفة من أقرانه، وعباس الدروي، وأبو بَكْر الصَّاغانِيّ، وَأَحْمَد بْن أَبِي خيثمة، ومعاوية بْن صالِح الأشعري، وعثمان بْن سَعِيد الدارميّ، وأبو زُرْعَة، وأبو حاتِم، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه بْن الْجُنَيْد، وإسحاق الكَوْسَج، وحنبل بن إسحاق، وصالح جزرة وخلق من أقرانهم من هذه الطبقة، وموسى بْن هارون، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، وَأَحْمَد بْن الْحَسَن بْن عَبْد الجبّار الصُّوفيّ، [ص:966] وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وآخرون، وجعفر الفريابي، وَمحمد بْن إِبْرَاهِيم البَغْداديُّ مربّع، وَمحمد بْن صالِح كَيْلَجَة، وعليّ بْن الْحَسَن بْن عَبْد الصمد ما غَمَّة، والحسين بْن محمد عبيد العجل، الحفاظ، يقال: إنّهم من تلامذة يَحْيَى بْن مَعِينٍ، وإنّه لقبهم. ووقع لنا حديثه عاليًا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إسحاق بمصر، قال: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، وَالْفَتْحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالا: أخبرنا أبو الفضل محمد بن عمر القاضي.
(ح) وأخبرنا أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الْمُعِزِّ الهروي قال: أخبرنا يوسف بن أيوب الزاهد، قالا: أخبرنا أحمد بن محمد بن النَّقور، قال: أخبرنا علي بن عمر الحربي، قال: حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي، قال: حدثنا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ سنة سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، قال: حدثنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «أَحِبُّوا اللَّهَ لما يغذوكم مِنْ نِعَمِهِ، وَأَحِبُّونِي لِحُبِّ اللَّهِ، وَأَحِبُّوا أَهْلَ بيتي لحبي» ". رواه الترمذي في الْمَنَاقِبِ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيِّ، عَنْ يَحْيَى بن معين.
وبالإسناد إلى ابن معين، قال: حدثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الأَعْرَجِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَتِيقٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بوضع الجوائح، ونهى عن بيع السنين ".
وبالإسناد قال: حدثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: " «مَنْ أَقَالَ مُسْلِمًا عَثْرَتَهُ، أَقَالَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ".
أَخْرَجَهُمَا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ.
وَهَذَا الحديث رواه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فِي مسند والده، عن ابن معين، وهو ما قِيلَ: إِنَّ ابْنَ مَعِينٍ تَفَرَّدَ بِهِ. [ص:967]
وقال ابن عدي: سمعت عبدان الأهوازي، قال: سمعت حسين بن حميد بن الربيع، قال: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي شَيْبَةَ يَتَكَلَّمُ في يحيى بن مَعِينٍ، وَيَقُولُ: مِنْ أَيْنَ لَهُ حَدِيثُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ: " «مَنْ أَقَالَ مُسْلِمًا» "؟ هُوَ ذَا كتب حفص عندنا. وهو ذا كُتُبُ ابْنِهِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ عِنْدَنَا، وَلَيْسَ فِيهِ مِنْ هَذَا شَيْءٌ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يحيى يوثق به، وأجل من أن ينسب إليه شيء من ذلك. وَالْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدٍ مُتَّهَمٌ فِي هَذِهِ الْحِكَايَةِ. وَقَدْ حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَبُو عَوْفٍ الْبُزُورِيُّ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ.
قَالَ أَحْمَد بْن زُهَير: وُلِدَ يَحْيَى سنة ثمانٍ وخمسين ومائة.
وقال أَبُو حاتِم: يَحْيَى بْن مَعِينٍ إمام.
وقال النسائي: هُوَ أَبُو زكريا الثقة المأمون، أحد الأئمة فِي الحديث.
وقال علي ابن الْمَدِينِيّ: لا نعلمُ أحدًا من لدُن آدم كتب من الحديث ما كتب ابن مَعِينٍ.
وقال عبّاس الدوريّ: سمعتُ ابن معين يقول: لو لم نكتب الحديث خمسين مرة ما عرفناهُ.
وعن يَحْيَى بْن مَعِينٍ، قَالَ: كتبتُ بيدي ألف ألف حديث.
وقال صالِح بْن محمد جَزَرَة: ذُكِرَ لي أن يَحْيَى بْن مَعِينٍ خلّف من الكتب ثلاثين قمطرا وعشرين حبا. طلب يحيى بْن أكثم كُتبه بمائتي دينار، فلم يدع أَبُو خَيْثَمة أن تُباع.
وقال عبّاس الدوريّ، فيما رواهُ عَنْهُ الأصم: سمعتُ يَحْيَى بْن مَعِينٍ يَقُولُ: كُنَّا فِي قرية بِمصر، ولم يكن معنا شيء، ولا ثَمَّ شيئًا نشتريه، فلما أصبحنا إذا نحنُ بزنْبيلٍ مليء بسمك مشويّ وليس عنده أحد، فسألوني عَنْهُ، فقلتُ: اقتسموهُ فكُلُوه قَالَ يحيى: أظنّ أَنَّهُ رزقُ رزقهم اللَّه. وسمعتُ يحيى مِرارًا يَقُولُ: القرآنُ كلامُ اللَّه وَلَيْسَ بِمخلوق، والإيمان قولٌ وعملٌ، يزيد وينقص. [ص:968]
وقال عباس الدوري: سمعت يحيى بن معين يَقُولُ: كنتُ إذا دخلت منزلي بالليل قرأتُ آية الكرسي عَلَى داري وعيالي خمس مرات، فبينا أَنَا أقرأ، إذا شيء يُكلمني: كم تقرأ هذا، كأن إنسان لم يحسن أن يقرأ غيرك؟ فقلت: وأرى هذا يسوؤك، والله لأزيدنك إلا غيظا، فجعلت أقرأها في الليل خمسين ستين مرة.
قال عباس الدوري: قلت ليحيى بْن معين: ما تقولُ فِي الرجل يقوّم للرجل حديثه؟ يعني ينزع منه اللّحن، فقال: لا بأس بحديثه.
وقال عَبَّاس: سمعتُ يحيى يَقُولُ: لو لَم نكتب الحديث من ثلاثين وجْهًا ما عقِلْنَاهُ.
وقال مجاهد بْن مُوسَى: سمعتُ ابن معين يَقُولُ: كتبنا عَنِ الكذّابين وسَجرنا بِهِ التنور، وأخرجنا به خُبْزًا نضيجًا.
قَالَ إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بن الجنيد: سمعت ابن معين يقول: ما الدنيا إلا كحلم حالم. والله ما ضرّ رجلًا اتَّقَى اللَّه عَلَى ما أصبح وأمسى، لقد حججتُ وأنا ابن أربعٍ وعشرين سنة، خرجتُ راجلًا من بغداد إلى مكة، هذا منذ خمسين سنة كأنّما كان أمس. قلت ليحيى بْن معين: ترى أن ينظر الرجل فِي الرأي؛ رأي الشافعيّ وأبي حنيفة؟ قَالَ: ما أرى لِمسلم أن ينظر فِي رأي الشافعي، ينظر فِي رأي أَبِي حنيفة أحبّ إليّ.
قلتُ: إنّما يَقُولُ هذا يحيى لأنه كَانَ حنفيًّا، وفيه انحرافٌ معروف عَنِ الشافعي، والإنصاف عزيز.
قَالَ ابن الجنيد: سمعتُ يحيى يَقُولُ: تَحريمُ النبيذ صحيح، وأقفُ عنده لا أحرِّمه؛ قد شربه قومٌ صالِحون بأحاديث صِحاح، وحرّمه قومٌ صالِحون بأحاديث صِحاح. أَنَا سمعتُ يَحْيَى بْن سَعِيد يَقُولُ: حديث الطِّلاء، وحديث عُتْبَة بْن فرقد جميعًا صحيحان.
وقال عليّ ابن الْمَدِينِيّ: انتهى علمُ الناس إلى يَحْيَى بْن مَعِينٍ.
وقال القواريري: قَالَ لي يحيى القطّان: ما قَدِمَ علينا مثل هذين الرجلين؛ أَحْمَد بْن حنبل، ويحيى بْن مَعِين.
وقال أَحْمَد بْن حنبل: كَانَ يَحْيَى بْن مَعِينٍ أعلمنا بالرجال. [ص:969]
وعن أَبِي سَعِيد الحدّاد، قَالَ: النّاس عِيال فِي الحديث عَلَى يَحْيَى بْن مَعِينٍ.
وقال محمد بْن هارون الفلاس: إذا رأيت الرجل يبغضُ يَحْيَى بْن مَعِينٍ فاعلم أَنَّهُ كذّاب.
وعن أحمد بن حنبل، قال: حديث لا يعرفه يَحْيَى بْن مَعِينٍ فهو كذب، أو ليس هو بِحديث.
وقال جَعْفَر بْن أَبِي عثمان الطيالسي: كنا عند يحيى بن معين، فجاءه رجل مستعجل، فقال: يا أبا زكريا حدثني بحديث نذكرك به. قال يَحْيَى: أذكر أنك سألتني أن أحدِّثك، فلم أفعل.
وقال أَبُو داود: سَمِعْتُ ابن معين يَقُولُ: أكلت عجنة خبزٍ وأنا ناقهٌ مِنَ علّة.
وقال الْحُسَيْن بْن فَهْم: سمعتُ ابن معين يَقُولُ: كنت بِمصر فرأيتُ جارية بيعت بألف دينار ما رأيتُ أحسن منها صَلَّى اللَّه عليها. فقلتُ: يا أَبَا زكريّا مثلك يَقُولُ هذا؟ قَالَ: نعم. صَلَّى اللَّه عليها وعلى كل مليح.
وقال عَبَّاس الدوري: رأيتُ أحمد بن حنبل في المجلس عند رَوْح بْن عُبَادة يسألُ يَحْيَى بْن مَعِينٍ عَنْ أشياء، يَقُولُ: يا أَبَا زكريّا، كيف حديث كذا؟ وكيف حديث كذا؟ يستثبته فِي أحاديث سمعوها، وَأَحْمَد يكتب ما يَقُولُ. وقلّ ما سَمِعْتُ أَحْمَد يسمّيه، إنّما كَانَ يَقُولُ: قَالَ أَبُو زكريّا.
وقَالَ أَبُو عُبَيْد الآجُرّيّ: سألتُ أَبَا دَاوُد أيّما أعلم بالرجال: عليّ ابن الْمَدِينِيّ، أو ابن معين؟ قَالَ يحيى عالِم بالرجال، وليس عِنْدَ عليّ من خبر أهل الشام شيء.
وقال عباس الدوري: حدثنا ابن معين، قَالَ: حضرتُ نُعَيْم بْن حمّاد المصري، فجعل يقرأ كتابا صنفه، فقال: حدثنا ابن المبارك، عَنِ ابْن عَوْن، وذكر أحاديث. فقلت: ليس هذا عن ابن مبارك. فغضب وقال: تَرُدُّ عليّ. قلتُ: أي والله أريد زينك. فأبى أن يرجع، فلمّا رَأَيْته لا يرجع قلت: لا والله ما سمعت هذه من ابن المبارك، ولا سمعها هُوَ من ابن عون قط. فغضب وغضب من كان عنده، وقام فدخل البيت، فأخرج صحائف فجعل يقول: أين [ص:970] الذين يزعمون أن يَحْيَى بْن مَعِينٍ لَيْسَ بأمير المؤمنين فِي الحديث. نعم يا أَبَا زكريّا غلطت، وإنّما روى هذه الأحاديث عَنِ ابْن عَوْن غير ابن المبارك.
قَالَ الْحُسَيْن بْن حبّان: قَالَ ابن معين: دفع إليّ ابن وَهْب كتابا عن معاوية بن صالح، خمسمائة حديث أو أكثر، فانتقيتُ منها شرارها. لَم يكن لي يومئذ معرفة. قلت: أسمعتها من أحد قبل ابن وهْب؟ قَالَ: لا.
قلتُ: يعني أنه مبتدئا لا يعرف ينتخب.
وقال أبو زرعة: لم يكن يُنتفع بيحيى لأنه كَانَ يتكلمُ فِي النّاس.
وكان أحمد لا يرى الكتابة عن أبي نصر التمار، ولا عَنْ يَحْيَى بْن مَعِينٍ، ولا عَنْ أحدٍ ممن امتُحن فأجاب.
قلتُ: كَانَ يَحْيَى بْن مَعِينٍ لَهُ أُبَّهة وجلالة، وله بَزّة حسنة، ويركب البَغْلَة ويتجمّل، فأجاب فِي المحنة خوفًا عَلَى نفسه.
قَالَ حُبَيْش بْن مبشّر الفقيه: كَانَ يَحْيَى بْن مَعِينٍ يحج، فآخر حجة حجها ورجع ووصل إلى المدينة، أقام بِهَا يومين أو ثلاثة. ثُمَّ خرج حتى نزل المنزل مَعَ رُفقائه، فباتوا. فرأى فِي النّوم هاتِفًا يهتف بِهِ: يا أَبَا زكريّا أترغبُ عَنْ جواري، مرّتين؟ فلمّا أصبح قَالَ لرُفقائه: امضوا ورجعَ فأقام بِهَا ثلاثًا، ثُمَّ مات، فحُمِلَ عَلَى أعواد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وصلّى عَلَيْهِ النّاس، وجعلوا يقولون: هذا الذّابَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الكذب.
قَالَ الخطيب: الصحيح أَنَّهُ مات فِي ذَهابه قبل أن يحج.
وقال محمد بْن جرير الطبري: خرج يحيى حاجًا وكان أَكُولًا. فحدثني أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن شاه أَنَّهُ كَانَ فِي الرفقة التي فيها يَحْيَى بْن مَعِينٍ. فلمّا صاروا بفَيْد أُهْدِيَ إلى يَحْيَى بْن معين فالوذج ولم ينضج، فقلت له: يا أبا زكريا لا تأكله، فإنا نخاف عليك. فلم يَعْبأ بكلامنا وأكله، فما استقرّ فِي معدته حتى شكا وجع بطنِه، واستطلق بطنه، إلى أن وصلنا إلى المدينة ولا نهوض بِهِ، وتفاوضنا فِي أمره، ولَم يكن لنا سبيل إلى المقام عَلَيْهِ لأجل الحج، ولم ندر فيما نعمل فِي أمره، فعزم بعضنا عَلَى القيام عَلَيْهِ وترك الحج. وبتنا ليلتنا فلم نصبح حتى وصى ومات، فغسّلناهُ ودفناهُ.
وقالَ مُهيب بْن سُليم البخاري: حدثنا محمد بْن يوسف الْبُخَاريّ، قَالَ: [ص:971] كُنَّا فِي الحج مَعَ يَحْيَى بْن مَعِينٍ، فدخلنا المدينة ليلة الجمعة، ومات من ليلته. فلمّا أصبحنا تسامَع الناس بقدوم يحيى وموته، فاجتمع العامة، وجاءت بنو هاشم فقالوا: نُخْرج لَهُ الأعواد التي غُسِلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكره العامة ذَلِكَ، وكثُر الكلام. فقالت بنو هاشم: نحنُ أَوْلَى بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ منكم، وهو أهل أن يغسل عليها، فغسل عليها، ودُفِنَ يوم الجمعة فِي ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثين.
قَالَ مهيب بْن سُليم: وفيها وُلْدتُ.
قَالَ عبّاس الدوري: مات قبل أن يحجّ، وصلّى عَلَيْهِ والي المدينة، وكلّم الحزامي الوالي، فأخرجوا لَهُ سرير النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فحُمِلَ عَلَيْهِ.
وقال أَحْمَد بْن أَبِي خيثمة: مات لسبعٍ بقين من ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثين، وقد استوفى خمسًا وسبعين سنة ودخل فِي السِّت، ودُفن بالبقيع.
وقال حُبَيْش بْن مبشر، وهو ثقة: رأيتُ يَحْيَى بْن مَعِينٍ فِي النوم، فقلتْ: ما فعلَ اللَّه بك؟ قَالَ: أعطاني وحباني وزوجني ثلاثمائة حَوْراء، ومهّد لي بين البابين.
رأيتُ غريبةً، وهي أنّ أَبَا عَبْد الرَّحْمَن السلمي روى عَنِ الدَّارَقُطْنِيّ، قَالَ: مات يَحْيَى بْن مَعِينٍ قبل أَبِيهِ بعشرة أشهر.
قَالَ ابن خلكان: رأيتُ في " الإرشاد " للخليلي أن ابن معين مات لسبع بقين من ذي الحجة. قَالَ: فعلى هذا تكون وفاته بعد أن حجّ.
قلتُ: بل الصحيح أَنَّهُ فِي ذي القعدة كما مرّ، وما حجّ تِلْكَ السنة، والله أعلم.(5/965)
494 - خ د ت ن: يحيى بْن مُوسَى بْن عَبْد ربه المحدِّث، أَبُو زكريّا الحُدّانيّ الْكُوفيّ، ثُمَّ البلْخيّ، ولَقَبُه خَتّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
رَحّال جَوّال.
سَمِعَ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، والوليد بْن مُسْلِم، وَمحمد بْن فُضَيْل، وعبد اللَّه بن نمير، وعبد الرزاق، وطبقتهم. فأكثر وأطنب.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وعبد اللَّه الدارمي، وجعفر [ص:972] الفريابي، وأبو الْعَبَّاس السراج، وطائفة.
وثّقه أَبُو زُرْعة، وغيره.
ومات فِي رمضان سنة تسعٍ وثلاثين.(5/971)
495 - يحيى بْن يحيى بْن كثير بْن وسلاس بن شملال بن منغايا الْإِمَام، أَبُو محمد البربريّ المَصْمُوديّ الليثيّ، مولى بني ليث، الأندلسيّ القُرْطُبيّ الفقيه. [الوفاة: 231 - 240 ه]
دخل جدّه أَبُو عيسى كثير بْن وسلاس إلى الأندلس، وتولّى بني ليث.
ووُلِدَ يحيى بْن يحيى سنة اثنتين وخمسين ومائة، وسمع " الموطأ " من زياد بْن عَبْد الرَّحْمَن شَبْطون،
وَسَمِعَ مِنْ: يحيى بْن مُضَر، وغيرُ واحد. ثُمَّ رحل إلى المشرق وهو ابن بضع وعشرين سنة في آخر أيام مالك، فسمع من مالك " الموطأ " غير أبواب من الاعتكاف، شك فِي سماعها، فرواها عَنْ زياد، عَنْ مالك. وسمع الليث بْن سعد، وَسُفْيَان بن عيينة، وابن وهب، فحمل عنه موطأه، وعن ابن القاسم مسائله. وحمل عَنِ ابْن القاسم من رأيه عشرة كُتب؛ أكثرها سؤاله وسماعه من مالك، ثُمَّ رجع إلى المدينة ليسمع ذَلِكَ من مالك، فوجده عليلًا، فأقام بالمدينة إلى أن توفي مالك، وحضر جنازته. وسمع أيضًا من القاسم بْن عَبْد اللَّه العُمَريّ، وأنس بْن عياض الليثي، وطائفة. وقيل: إنه سمع من نافع من أَبِي نُعَيْم قارئ المدينة، وما أحسبه أدركه.
رَوَى عَنْهُ خلق من علماء الأندلس، وانتفعوا به وبعلمه وبفضله، ونال من الرئاسة والحُرْمة الوافرة ما لم ينله غيره. حمل عَنْهُ ولده أَبُو مروان عُبَيْد اللَّه، وَمحمد بْن الْعَبَّاس بْن الوليد، وَمحمد بْن وضّاح، وبقيّ بْن مخلد، وصباح بْن عَبْد الرَّحْمَن العتقي، وآخرون.
وكان أَحْمَد بن خالد بن الجباب يَقُولُ: لم يُعْط أحد من أهل العلم بالأندلس من الحظوة وعِظم القدر وجلالة الذكر ما أعطيه يحيى بْن يحيى.
ويذكر أن يحيى بْن يحيى كَانَ عَنْد مالك، فخطر الفيل عَلَى باب مالك، [ص:973] فخرج كل من كَانَ فِي مجلسه لرؤيته سوى يحيى. فأعجب ذَلِكَ مالكًا، وسأله: من أنت؟ وأين بلدك؟ ولم يزل بعد مكرما له.
وعن يحيى بن يحيى، قال: أخذت بركاب الليث، فأراد غلامه أن يمنعني، فقال الليث: دعه. ثُمّ قَالَ لي: قد خدمك العلم. فلم تزل بي الأيام حتى رأيت ذَلِكَ.
وقيل: إن عَبْد الرَّحْمَن بْن الحكم أمير الأندلس نظر إلى جارية فِي رمضان، فلّم يملك نفسه أن واقعها، فندم وطلب الفقهاء، فحضروا، فسألهم عَنْ توبته، فقال يحيى: صم شهرين متتابعين. فسكتوا، فلمّا خرجوا قَالُوا ليحيى: ما لك لم تُفْته بمذهبنا عَنْ مالك، أنّه يُخَيَّرُ بين العِتْق والصوم والإطعام؟ فقال: لو فتحنا لَهُ هذا الباب لسَهُل عَلَيْهِ أن يطأ كل يوم، ويعتق رقبة، فحملته عَلَى أصعب الأمور لئلا يعود.
وقال ابن عَبْد البَرّ: قدم يحيى بْن يحيى إلى الأندلس بعلم كثير، فعادت فُتْيا الأندلس بعد عيسى بْن دينار عَلَيْهِ، وانتهى السلطان والعامة إلى رأيه. وكان فقيها حسن الرأي، كان لا يرى القُنوت فِي الصبح، ولا فِي سائر الصلوات. ويقول: سمعتُ الليث بْن سعد يَقُولُ: سمعتُ يحيى بْن سَعِيد الْأنْصَارِيّ يَقُولُ: إنّما قنت رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ أربعين يومًا يدعو عَلَى قوم، ويدعو لآخرين. قَالَ: وكان الليث لا يقنت.
قَالَ ابن عَبْد البر: وخَالَفَ يحيى مالكًا في اليمين مع الشاهد، فلم يرَ القضاء بِهِ ولا الحكم، وأخذ بقول الليث فِي ذَلِكَ. وكان يرى كِراء الأرض بجزء مما يخرج منها على مذهب الليث، وقال: هِيَ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خيبر، وقضى بدار أمين إذا لَم يوجد فِي أهل الزوجين حكمان يصلحان لذلك.
وقال ابن عَبْد البر أيضًا: كَانَ يحيى بْن يحيى إمام أهل بلده، والمقتدى بِهِ منهم، والمنظور إِلَيْهِ، والمعول. وكان ثقة عاقلا، حسن الهدي والسمت، يشبه فِي سمته بسمت مالك. ولم يكن لَهُ بَصرٌ بالحديث.
وقال ابن الفَرضيّ: كَانَ يُفْتي برأي مالك، وكان إمام وقته وواحد [ص:974] بلده. وكان رجلًا عاقلًا.
قَالَ محمد بْن عُمَرَ بْن لُبابة: فقيه الأندلس عيسى بْن دينار، وعالمها عَبْد الملك بْن حبيب، وعاقلها يحيى بْن يحيى.
قال ابن الفرضيّ: وكان يحيى ممن اتهم ببعض الأمر فِي الهَيْج، فهربَ إلى طُلَيْطِلة ثُمَّ استأمن، فكتب لَهُ الأمير الحكم أمانا ورد إلى قُرْطبة.
وقَالَ عَبْد اللَّه بْن محمد بْن جَعْفَر: رأيتُ يحيى بْن يحيى نازلًا عَنْ دابته، ماشيًا إلى الجامع يوم جمعة وعليه عمامة ورداء متين، وأنا أحبس دابة أَبِي.
وقال أَبُو القاسم بْن بَشْكَوال: كَانَ يحيى بْن يحيى مُجاب الدعوة؛ قد أخذ فِي نفسه وهيبته ومقعده هيئة مالك، رَحِمَهُ اللَّه.
قلتُ: وبه ظهر مذهب الْإِمَام مالك بالأندلس. فإنه عرض عَلَيْهِ القضاء فامتنع. فكان أمير الأندلس لا يولّي القضاء بمدائن الأندلس إلا من يشير بِهِ يحيى بْن يحيى، فكثر تلامذة يحيى لذلك، وأقبلوا عَلَى فقه مالك، ونبذوا ما سواه.
قَالَ غير واحد: تُوُفِيّ فِي رجب سنة أربع وثلاثين ومائتين،: وقيل: سنة ثلاث.(5/972)
496 - يزداد بْن مُوسَى بْن جميل. [الوفاة: 231 - 240 ه]
حدّث ببغداد عَنْ: أَبِي جَعْفَر الرازيّ، وإسرائيل بْن يونس. وتفرد بالرواية عَنْهُمَا.
وعاش بضعًا وتسعين سنة.
رَوَى عَنْهُ: عُمَرَ بْن أيوب السقطي، وعبد اللَّه بْن إِسْحَاق المدائني، وعبد الله بن ناجية، وغيرهم.(5/974)
497 - د ن ق: يزيد بْن خَالِد بْن يزيد بْن عَبْد اللَّه بْن مَوْهب، أَبُو خَالِد الرمليّ الزاهد. [الوفاة: 231 - 240 ه]
شيخ الرملة ومُسْندها.
رَوَى عَنْ: الليث بْن سعد، ومفضل بْن فَضَالَةَ، ويحيى بْن زكريا بْن أَبِي زائدة، ويحيى بْن حمزة، وعيسى بْن يونس، وبكر بْن مُضَر، وابن وَهْب، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وابن ماجه عَنْ رَجُل عَنْهُ، وأبو حاتِم، وَأَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم البُسْريّ، وجعفر بْن محمد الفريابيّ، [ص:975] ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، وآخرون.
قَالَ أَحْمَد بْن محمد السجزيّ: ما رأيتُ محدثا أخشع لله من يزيد بن خالد الرمليّ.
قلتُ: وقع لي حديثه فِي السماء علوا.
أخبرنا أحمد بن إسحاق، قال: أخبرنا الفتح بن عبد الله، قال: أخبرنا محمد بن علي، والقاضي الأموي، ومحمد بن أحمد بن الداية، قالوا: أخبرنا أبو جعفر ابن المسلمة، قال: أخبرنا أبو الفضل الزهري، قال: حدثنا جعفر الفريابي، قال: حدثنا يزيد بْن خَالِد بْن موهب بالرملة سنة اثنتين وثلاثين، قال: حدثنا الليث، عَنْ عُقَيْل، عَنِ ابْن شهاب، أنّ أَبَا إدريس الخولانيّ أخبره أنّ يزيد بْن عُمَيْرة، وكان من أصحاب مُعَاذ بْن جَبَل، قَالَ: كَانَ مُعَاذ لا يجلسُ مجلسًا إلا قَالَ حين يجلس: اللَّه حكم قسط، تبارك اسمه، هلك المرتابون ..... وذكر الحديث.
قَالَ أَبُو القاسم بْن عساكر: تُوُفِيّ سنة اثنتين، ويُقال: سنة ثلاث وثلاثين، ويقال: سنة سبعٍ وثلاثين ومائتين.(5/974)
498 - ق: يزيد بْن عَبْد اللَّه بْن يزيد بْن ميمون بن مِهران، أبو محمد اليَمَاميُّ، [الوفاة: 231 - 240 ه]
نزيل مكة.
شيخ معمّر، تفرَّد بالرواية عَنْ عكرمة بن عمار.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، ويعقوب الفَسَوي، ومحمد بن عبد الله مطين، وموسى بن هارون، وجماعة.
توفي سنة ثلاث، أو أربع وثلاثين ومائتين.(5/975)
499 - يزيد بن مَخْلَد، أبو خِداش الواسطيُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: هشيم، وبشر بْن مبشر.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيم بْن يوسف الهِسِنْجَانيّ، وعليّ بْن الْحُسَيْن بْن الجنيد.(5/975)
500 - يعقوب بْن عيسى بْن ماهان الْمَرْوَزِيّ، ثُمَّ البَغْداديُّ، المؤدِّب. [الوفاة: 231 - 240 ه][ص:976]
حَدَّثَ عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن سعد.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن حنبل، وابنه عبد الله بن أحمد، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ.(5/975)
501 - يعقوب بْن القاسم أَبُو يوسف الطّلْحيّ التَّيْميّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: الدَّرَاوَرْدِيّ، وابن المبارك، وابن عيينة، وجماعة.
وَعَنْهُ: الحارث بن أبي أسامة، وعبد الله بن أبي سعد الوَرَّاق.
وهو ثقة.(5/976)
502 - د: يعقوب بن كعب الأنطاكي الحلبي، أَبُو حامد، وأبو يوسف. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن وهْب، وبقية بْن الوليد، وعيسى بْن يونس، والوليد بْن مُسْلِم، وَمحمد بْن سَلَمَةَ الحرّانيّ، وأبي معاوية الضرير، وخلق كثير.
وَعَنْهُ: أبو داود، وَأَحْمَد بْن سَيّار الْمَرْوَزِيّ، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبو بكر بن أبي عاصم، وآخرون.
قَالَ أبو حاتم: ثقة.
وقال أَحْمَد العجليّ: ثقة، رجلٌ صالِح صاحب سنة.(5/976)
503 - خ ن: يوسف بن عدي، أبو يعقوب الكُوفيُّ، مولى تيم؛ تَيْم اللَّه. [الوفاة: 231 - 240 ه]
أخو زكريّا بْن عديّ.
حدّث عَنْ: مالك بْن أنس، وشَرِيك، وعُبَيد اللَّه بن عمرو الرقي، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، والنسائي، عن رجل، عنه، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ويعقوب الفسوي، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، والحسن بْن الفرج الغزّيّ، وَمحمد بْن وضّاح، وطائفة من المصريين، وغيرهم.
قَالَ أبو زُرْعة: ثقة. ذهب إلى مصر للتجارة فسكنها.
وقال غيره: توفي في سنة اثنتين وثلاثين ومائتين في ربيع الأول.
وأضرّ قبل موته بيسير.(5/976)
504 - يوسف بْن عَمْرو بْن يسار الْإِمَام، أَبُو يعقوب الْمَدَنِيّ ثُمَّ الْمِصْرِيُّ، المقرئ المعروف بالأزرق. [الوفاة: 231 - 240 ه]
لَزِمَ وَرْشًا مدة طويلة وأتقن عَلَيْهِ القراءة، وتصدر للإقراء. وانفرد عن روش بتغليظ اللامات وترقيق الراءات.
قرأ عَلَيْهِ خلق؛ منهم: أَبُو الْحَسَن إِسْمَاعِيل بن عبد الله النحاس، ومواس المقرئ، وأبو بَكْر عَبْد اللَّه بْن مالك بْن سيف.
قَالَ أَبُو عديّ عَبْد العزيز: سمعتُ أَبَا بَكْر بْن سيف يَقُولُ: سمعتُ أَبَا يعقوب الأزرق يَقُولُ: إن وَرْشًا لمّا تعمق في النحو اتخذ لنفسه مقرأً يُسمّى مقرأ وَرْش، فلما جئت لأقرأ عَلَيْهِ قلت لَهُ: يا أَبَا سَعِيد إني أحب أن تُقرئني مقرأ نافع خالصًا، وتَدَعني مما استحسنت لنفسك. قَالَ: فقلدته مقرأ نافع. وكنتُ نازلًا مَعَ ورش فِي الدار، فقرأتُ عَلَيْهِ عشرين ختمة بين حَدْر وتحقيق. فأمّا التحقيق، فكنتُ أقرأ عَلَيْهِ فِي الدار التي كُنَّا نسكنها في مسجد عَبْد اللَّه. وأمّا الحَدْر، فكنت أقرأ عَلَيْهِ إذا رابطت معه بالإسكندرية.
قَالَ أَبُو الفضل الخُزَاعيّ: أدركتُ أهل مصر والمغرب عَلَى رواية أبي يعقوب الأزرق عَنْ وَرْش لا يعرفون غيرها.(5/977)
505 - ت: يوسف بْن يحيى الْإِمَام أَبُو يعقوب الْمِصْرِيُّ البُوَيْطيّ الفقيه، [الوفاة: 231 - 240 ه]
صاحب الشافعيّ.
رَوَى عَنْ: ابن وَهْب، والشافعي، وغيرهما.
وَعَنْهُ: الربيع المراديّ رفيقه، وإبراهيم الحربيّ، وَمحمد بْن إِسْمَاعِيل التِّرْمِذِيّ، وأبو حاتِم، وقال: صدوق، وَأَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن فيل، والقاسم بْن هاشم السِّمْسَار، وآخرون.
كان صالحا عابدا مجتهدا، دائم الذكر والتشاغل بالعلم. بلغنا أن الشافعي قَالَ: لَيْسَ فِي أصحابي أعلمُ من البويطي.
قَالَ إمام الأئمة ابن خُزَيْمة: كَانَ ابن عَبْد الحكم أعلم من رأيت بِمذهب مالك، فوقعت بينه وبين البويطي وحشة عِنْدَ موت الشافعي، فحدثني أَبُو جَعْفَر السُّكري قَالَ: تَنَازعَ ابن عَبْد الحكم والبويطي مجلس الشّافعيّ، فقال البُوَيْطيّ: أَنَا أحقُّ بِهِ منك. وقال الآخر كذلك. فجاء الحميدي، وكان تِلْكَ [ص:978] الأيام بِمصر، فقال: قَالَ الشّافعيّ: لَيْسَ أحدٌ أحقّ بمجلسي من يوسف، وليس أحد من أصحابي أعلمُ منه. فقال لَهُ ابن عَبْد الحكم: كذبتَ. قَالَ: كذبت أنت وأبوك وأُمُّك. وغضب ابنُ عَبْد الحكم، وجلس البويطي فِي مجلس الشافعي، وجلس ابن الحكم فِي الطاق الثالث.
قَالَ زكريّا بْن أحمد البلخي: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد الترمذي، قال: حدثنا الربيع بْن سُلَيْمَان، قَالَ: كَانَ البويطي حين مرض الشافعيّ بمصر هُوَ، وابن عَبْد الحكم، والمزني، فاختلفوا فِي الحلقة أيُّهم يقعدُ فيها؟ فبلغ الشافعيّ فقال: الحلقة للبويطيّ، فلِهذا اعتزلَ ابن عَبْد الحكم الشافعيّ وأصحابه. وكانت أعظمُ حلقة في المسجد، والناس في الفتيا إليه، والسُّلطان إِلَيْهِ. فكان أَبُو يعقوب البُوَيْطيّ يصوم ويقرأ القرآن، ولا يكاد يمر يوم وليلة إلا ختمه، مع صنائع المعروف للناس. قَالَ: فسَعَى بِهِ، وكان أَبُو بَكْر الأصمّ ممن سَعى بِهِ، لَيْسَ هُوَ بابن كَيْسَان الأصمّ. وكان أصحاب ابن أَبِي دُؤاد وابن الشافعيّ ممن سعى بِهِ، حتى كتب فِيهِ ابن أَبِي دُؤاد إلى والي مِصْرَ، فامتحنه، فلم يُجِب. وكان الوالي حَسَن الرأي فِيهِ. فقال: قل فيما بيني وبينك. قَالَ: إنه يقتدي بي مائة ألف، ولا يدرون المعنى. قَالَ: وكان قد أُمر أن يُحمل إلى بغداد فِي أربعين رطل حديد؟ قَالَ الربيع: وكان المزنيّ ممن سَعَى بِهِ، وحَرْمَلة. قَالَ أَبُو جَعْفَر التِّرْمِذِيّ: فحدثني الثقة عَنِ البويطي أَنَّهُ قَالَ: برئ الناسُ من دمي إلا ثلاثة: حَرْمَلَةُ، والمزني، وآخر.
وقال الربيع: كَانَ البويطي أبدا يحرك شفتيه بذكر الله، وما أبصرتُ أحدًا أنْزَعَ لِحُجَّةٍ من كتاب اللَّه من البويطيّ. ولقد رَأَيْته عَلَى بَغْلٍ فِي عُنقه غِلّ، وفي رجليه قَيْد، وبين الغل والقيد سلسلة حديد، وهو يَقُولُ: إنّما خَلَق الله الخلق بكن. فإذا كانت مخلوقة، فكأن مخلوقًا خُلِقَ بِمخلوق. ولئن أدخلت عَلَيْهِ لأصدِّقَنه، يعني الواثق، ولأموتَنّ فِي حديدي هذا، حتى يأتي قومٌ يعلمون أَنَّهُ قد مات فِي هذا الشأن قومٌ فِي حديدهم.
وقال الربيع أيضًا: كتب إلى البويطي أن اصبر نفسك للغرباء، وحسّن خُلُقَك لأهل حلقتك، فإني لَم أزل أسمع الشافعيّ رَحِمَهُ اللَّه يُكثر أن يتمثل بهذا البيت:
أهين لَهُمْ نفسي لكي يكرمونَها
. . .
ولن تُكرم النفس التي لا تهينها
قلت: ولَمّا تُوُفِيّ الشافعيّ جلس بعده في حلقته أَبُو يعقوب البُوَيْطيّ، ثُمَّ [ص:979] إنه حُمِلَ فِي أيّام المحنة إلى العراق مقيدًا، فسُجِنَ إلى أن مات فِي سنة إحدى وثلاثين ومائتين فِي رجب، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
قَالَ أَبُو عمرو المستملي: حضرنا مجلس محمد بْن يحيى الذُّهلي، فقرأ علينا كتاب البُوَيْطيّ إِلَيْهِ، وإذا فِيهِ: والذي أسألُكَ أن تعرض حالي عَلَى إخواننا أهل الحديث، لعل الله يخلصني بدعائهم، فإني في الحديد، قد عجزت عن أداء الفرائض من الطهارة والصلاة. فضجّ الناس بالبكاء والدُّعَاء لَهُ.
ومن محاسن البويطي، قَالَ أَبُو بَكْر الأثرم: كنا في مجلس البُوَيْطيّ، فقرأ علينا عَنِ الشافعيّ أن التيمُّم ضربتان. فقلتُ لَهُ: حديث عمّار، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ التيُّمم ضربة واحدة. فحكّ من كتابه ضربتان، وصيّره ضربة على حديث عمّار. ثُمَّ قَالَ: قَالَ الشافعيّ: إذا رأيتم عن النبي صلى الله عليه وسلم الثبت فاضربوا عَلَى قولي: وخذوا بالحديث فإنّه قولي.
قَالَ ابن الصلاح: روى هذا الحافظ أَبُو بكر بن مردويه، وهذا القول الَّذِي حكى عَنِ القديم أن التَّيُّمم للوجه والكف فحسب.(5/977)
506 - خ م: يوسف بن يعقوب الكُوفيُّ الصفار. [الوفاة: 231 - 240 ه]
عَنْ: عَبْد الله بْن إدريس، وأبي بَكْر بن عياش، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، وأبو بكر بن أبي عاصم، والحسن بن سُفْيَان، وَمحمد بْن عَبْد اللَّه الحضرمي مُطَيّن، وجماعة.
وثقه أبو حاتم. وتوفي سنة إحدى وثلاثين أيضا.(5/979)
507 - يونس بْن عَبْد الرحيم العسقلاني. [الوفاة: 231 - 240 ه]
سَمِعَ: ابن وهب، وضمرة بْن ربيعة.
وَعَنْهُ: حنبل، وأبو بَكْر بْن أَبِي الدُّنْيَا، ويعقوب الفَسَويّ، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل.
قَالَ أبو حاتم: ليس بالقوي.(5/979)
-[الْكُنَى](5/979)
508 - أَبُو بَكْر بْن مروان بْن الحَكَم الأَسيْديّ البَصْريُّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
تُوُفِيّ سنة أربع وثلاثين. [ص:980]
حدَّث عَنْ: جُوَيْرية بْن أسماء، وحمّاد بْن زيد.
وَعَنْهُ: عُمَرَ بْن شَبَّة، والْمَعْمَريّ.
قَالَ أبو حاتم: كتبتُ عنهُ وليس بِهِ بأس.(5/979)
509 - أَبُو عُبَيْدَة بْن الْفُضَيْل بْن عِيَاض المكيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
قَدِمَ مصر فِي وكالة توكّلَها، فحدّث عَنْ والده رَحِمَهُ اللَّه، ثُمَّ رجع إلى مكة، وبها تُوُفِيّ سنة ست وثلاثين فِي صفر. قاله ابن يونس.(5/980)
510 - أَبُو يوسف الغسُّولي الزّاهد [الوفاة: 231 - 240 ه]
نزيل طَرَسُوس.
رأى إِبْرَاهِيم بْن أدهم، وطال عُمره، ولقي كبار الصالحين.
وتوفي سنة أربعين ومائتين بطَرْسُوس.(5/980)
511 - ماني المُوَسْوس، هُوَ أَبُو الْحَسَن محمد بْن القاسم الْمِصْرِيُّ، الأديب الشاعر، [الوفاة: 231 - 240 ه]
نزيل بغداد.
لَهُ نظمٌ بديع، وكان يسكن مزاجه فِي بعض الأوقات. كان في دولة المتوكل.
قال ابن المرزباني: أنشدتُ لِماني:
سلي عائداتي كيفَ أَبْصَرْنَ حالتي ... فإن قلت قد حابينني فسلي الناسا
فإن لم يقولوا مات أو هو ميت ... فزيدي قلبي إذا جُنونًا ووِسْواسا
وقال أَبُو هفّان الشاعر: أنشدني أَبُو الْحَسَن ماني لنفسه:
ما ساءني إعراضها عني ولكن سرني ... سألقاها عِوَضٌ من كلّ وجهٍ حَسَنِ
وأنشد المبرد لِماني:
هِيف الخصُورِ قَواصدُ النَّبْلِ ... قَتَّلْنَنا بالأَعْين النُّجْلِ
كحّل الجمالُ جُفونَ أعْيُنها ... فغَنين عَنْ كَحَلٍ بلا كُحْلِ
وكَأنَّهُنَّ إذا أردنَ خُطًا ... يَقْلَعْنَ أرْجُلّهنَّ مِن وَحْلِ
وقال أَحْمَد بْن عبيد الله: أنشدني ماني الموسوس قال: أنشدنا العديا الحنفي المصري لنفسه:
ما أنصفتك الْجُفُونَ لم تَكِفِ ... وقد رأين الحبيب لم يقف [ص:981]
فإن ديارًا دبّ الزمانُ لَها ... فباعَ فيها الْجَفَاء باللطف
ثم استعارت مسامعا كسد اللـ ... ـوم عليها من عاشق كلف
كأنها إذْ تقنّعت بِبِلًى ... شَمْطَاء ما تستقلُّ من خَرَفِ(5/980)
512 - أَحْمَد بْن يحيى بْن عَبْد العزيز، أبو عبد الرحمن الأشعريُّ نَسَبَا البَغْداديُّ، ويُعرف بأبي عَبْد الرَّحْمَن الشافعيِّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
واشتهر بالكنية والنسبة لكونه تفقّه بالشافعي، وغَلَبَ عَلَيْهِ الجدل والمناظرة والكلام.
وأخذ عَنْهُ داود بْن عليّ الإصبهانيّ عِلْم الاختلاف؛ قاله أَبُو عُبَيْد بْن حربويه.
وقال الخطيب: حَدَّثَ عَنْ: الوليد بْن مُسْلِم، والشافعيّ.
رَوَى عَنْهُ: محمد بْن إِبْرَاهِيم القوهستاني، ومطين. ثُمَّ ساق الخطيب لَهُ حديثًا.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: كَانَ من كبار أصحاب الشافعيّ، ثُمَّ صار من أصحاب ابن أَبِي دؤاد، واتَّبعهُ عَلَى رأيه.(5/981)
513 - ابنُ كُلّاب، هُوَ أَبُو محمد عَبْد اللَّه بْن سَعِيد بْن كُلّاب المتكلم الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 231 - 240 ه]
كَانَ يرُدُّ عَلَى المعتزلة وربَما وافقهم.
ذكر أَبُو طاهر الذُّهلي أن الْإِمَام داود بْن علي الإصبهاني أخذ الكلام والْجَدَل عَنْ عَبْد اللَّه بْن كُلّاب.
وفي ترجمة الحارث بْن أسد المحاسبي للخطيب: أَنَّهُ تخرج بأبي محمد عَبْد اللَّه بْن سَعِيد القطّان الملقب، فيما حكاهُ هُوَ، كُلابًا. وأصحابه كُلابية؛ لأنه كَانَ يجر الخصوم إلى نفسه بفضل بيانه، كأنه كُلاب.
قَالَ شيخنا ابن تَيْمية: كَانَ لَهُ فضل وعِلْم ودين، وكان ممن انتُدِبَ للردّ عَلَى الجهْميّة، ومن قَالَ عَنْهُ: إنه ابتدعَ ما ابتدعه ليُظهر دين النصارى عَلَى المسلمين كما يذكره طائفة، ويذكرون أَنَّهُ أرضى أخته بذلك، فهذا كذب عَلَيْهِ، افتراهُ عَلَيْهِ المعتزلة والجهمية الذين رد عليهم، فإنهم يزعمون أنه من أثبت فقد قَالَ بقول النَّصَارى.
قَالَ شيخنا: وهو أقربُ إلى السنة من خصومه بكثير، فلمّا أظهروا القول [ص:982] بخلْق القرآن، وقال أئمة السنة بل هُوَ كلامُ اللَّه غير مخلوق، فأحدث ابن كُلاب القول بأنه كلامٌ قائمٌ بذات الربّ بلا قدرة ولا مشيئة. فهذا لَم يكن يتصوّره عاقل، ولا خطرَ ببال الجمهور، حتى أحدث القول بِهِ ابن كُلاب. وقد صنّف كُتُبًا كثيرة فِي التوحيد والصفات، وبيّن فيها أدلة عقلية عَلَى فساد قول الجهمية. وبيّن أن علو اللَّه تعالى عَلَى عرشه ومباينته لخلقه معلومٌ بالفِطرة والأدلة العقلية، كما دلّ عَلَى ذَلِكَ الكتاب والسنة. وكذلك ذكرها الحارث المحاسبي فِي كتاب " فَهْم القرآن ".(5/981)
514 - أَبُو دِعَامة القَيْسيُّ أخباريٌّ مشهور اسمه عَلِيُّ بْن بُرَيْد، [الوفاة: 231 - 240 ه]
تصغير بَرْد.
رَوَى عَنْ: أبي نواس، وأبي العتاهية، وغيرهما. ولم يرو غير الحكايات والأدب.
رَوَى عَنْهُ: أحمد بن أبي طاهر، ويزيد بن محمد المهلبي، وعون بن محمد الكندي، وغيرهم.
ذكره ابن ماكولا في " بُرَيْد ". والله سبحانه وتعالى أعلم.
(آخر الطبقة والحمد لله)(5/982)
-الطبقة الخامسة والعشرون
241 - 250 هـ(5/983)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
- (الْحَوَادِثُ)(5/985)
-سنة إحدى وأربعين
فيها تُوفّي الإمام أحمد بْن حنبل، وجُبَارة بن المُغِّلس، والحَسَن بن حمّاد سَجَّادة، وأبو تَوْبة الربيع بن نافع الحلبيّ، وعبد الله بن منير المَرْوَزِيّ، وأبو قُدامة عُبَيْد الله بن سعيد السَّرخُسِيّ، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رَزْمة، وأبو مروان محمد بن عثمان العثمانيّ، ومحمد بن عيسى التَّيْميّ الرازيّ المقرئ، وهدية بن عبد الوهاب المَرْوَزِيّ، ويعقوب بن حُمَيْد بن كاسب.
وفيها وثب أهل حمص بواليهم محمد بن عَبْدَوَيْه، وأعانهم النَّصارى، فقاتلهم، وأنجده صالح أمير دمشق.
وفي جُمَادَى الآخرة ماجت النّجوم في السّماء، وتناثرت الكواكب كالجراد أكثر الليل؛ وكان أمرًا مزعجا لم يعهد مثله.
وفيها أغارت الروم على من بعين زَرَبَة.
وأغارت البجاة على ناحية من مصر، فندب المتوكل لحربهم محمد بن عبد الله القمي، وكانت البجاة مهادنين من دهر، فسار إليهم القُمّي، وتبِعَه خلْقٌ من المطَّوَّعة من الصّعيد، فكان في عشرين ألفًا بين فارس وراجل. وحُمِل إليه في بحر القُلْزُم عدّة مراكب، فيها أقوات، ولجّجوا بها في البحر حتى تلاقوا بها ساحل البُجاة. وحشد له ملك البُجاة عساكر يقاتلون على الإبِل بالحِراب، فتناوشوا أيّامًا من غير مصَافٍّ، وقصد البجاة ذلك ليَفْنَى زاد المسلمين. ثمّ التقوا، فحملوا على البُجاة، فنفرتِ إِبلُهم من الأجراس، ونفرت في الجبال والأودية، ومزَّقت جمعهم. فأُسِرَ وقُتِل خَلْقٌ منهم، وساقَ وراءهم، فهرب الملك وأخذ تاجه وخزائنه. ثمّ أرسل الملك يطلب الأمان وهو يؤدّي الخراج، وسار معهم إلى باب المتوكّل في سبعين من خواصّه، واستناب ولَده، وكان يعبد الأصنام.(5/985)
-سنة اثنتين وأربعين
فيها تُوُفّي أبو مُصْعَب الزُّهْريّ، والحَسَن بن عليّ الحُلْوانيّ، وابن ذَكْوان المقرئ، وزكريّا بن يحيى كاتب العُمريّ، ومحمد بن أسلم الطُّوسيّ، ومحمد بن رُمح التُّجَيْبيّ، ومحمد بن عبد الله بن عمار، ويحيى بن أكثم.
ويقال: فيها كانت زلزلة عظيمة بقومس وأعمالها، هلك منها خلق تحت الهدْم، قيل: بلغت عُدَّتهم خمسةً وأربعين ألفًا. وكان معظم ذلك بالدّامَغَان، حتّى قيل: سقط نصفها. وزُلْزلت الرِّيّ، وجرجان، ونيسابور، وطبرستان، وأصبهان وتقطعت جبال، وتشققت الأرض بمقدار ما يدخل الرجل في الشق. ورُجمت قرية السّويدا بناحية مُضَر، ووقع منها حجر على خيمة أعراب؛ ووُزن حجر منها، فكان عشرة أرطال. وسار جبل باليمن عليه مزارع لأهله حتّى أتى مزارع آخرين.
ووقع بحلب على دُلْبة طائرٌ أبيض دون الرخمة في رمضان، فصاح: يا معاشر النّاس، اتقوا الله الله الله، فصاح أربعين صوتًا، ثمّ طار. وجاء مِن الغد، ففعل كذلك. وكتب البريد بذلك وأشهد خمسمائة إنسان سمعوه.
وفيها حشدت الروم، وخرجوا من ناحية شِمْشاط إلى آمد والجزيرة، فقتلوا وسَبَوْا نحو عشرة آلاف، ورجعوا.
وحجّ بالنّاس والي مكّة عبد الصمد بن موسى بن محمد الهاشميّ. وحجّ من البصرة إبراهيم بن مطهِّر الكاتب على عجلة تجرّها الإبل، وعجب الناس من ذلك.(5/986)
-سنة ثلاث وأربعين
تُوُفيّ فيها أحمد بن سعيد الرباطيّ، وأحمد بن عيسى المِصْريُّ، وإبراهيم بن العبّاس الصُّوليّ، والحارث المُحَاسبِيّ، وحَرْمَلَة، ومحمد بن يحيى العَدَنيّ، وهارون الحمال.
وفي آخرها قدِم المتوكّل إلى دمشق، فأعجبته، وبنى له القصر بدارَيّا، [ص:987] وَعَزَمَ على سُكْنَاهَا، فعمل يزيد بن محمد المُهَلّبيّ:
أظنُّ الشّام تشمَتُ بالعراقِ ... إذا عزم الإمامُ على انْطلاقِ
فإنْ تَدَعِ العِراقَ وساكنيه ... فقد تُبْلى المليحةُ بالطّلاقِ
فبدا له ورجع بعد شهرين أو ثلاثة، في سنة أربعٍ.
وحجّ بالنّاس عبد الصّمد بن موسى، وسار بالركب من العراق جعفر بن دينار.(5/986)
-سنة أربع وأربعين
فيها تُوَفيّ أحمد بن منيع، وإبراهيم بن عبد الله الهَرَوِيّ، وإسحاق بن موسى الخَطْميّ، والحَسَن بن شُجاع البلْخيّ الحافظ، وأبو عمّار الحسين بن حُرَيْث، وحُمَيْد بن مَسْعَدَة، وعبد الحميد بن بيان الواسطيّ، وعليّ بن حُجْر، وعتبة بن عبد الله المَرْوَزِيّ، ومحمد بن أبان المستمليّ، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، ويعقوب بن السكيت.
وفيها افتتح بُغَا حصنًا من الروم يقال له: صملة.
وفيها سخط المتوكّل على طبيبه بَخْتَيْشُوع، ونفاه إلى البحرين.
وفيها اتّفق عيد الأضحى، وفَطِير اليهود، وعيد الشّعانين للنّصارى في يومٍ واحد.(5/987)
-سنة خمسٍ وأربعين
فيها توفي أحمد بن عبدة الضبي، وأبو الحسن أحمد بن محمد النبال القواس مقرئ مكة، وأحمد بن نصر النَّيْسَابوريُّ، وإِسْحَاق بْن أَبِي إسرائيل، وإسماعيل بْن موسى السُّدّيّ، وذو النُّون المِصْريُّ، وسَوّار بن عبد الله العنْبريّ، وعبد الله بن عِمران العابديّ، ودُحَيْم، وأبو تُراب النَّخْشَبيّ، ومحمد بن رافع، وهشام بن عمّار.
ويقال: فيها عمّت الزلازل الدُّنيا، فأخربت القلاع والمدن والقناطر، وهلك خلق بالعراق والمغرب. وسقطت من أنطاكية نيِّفٌ وتسعون برجًا، [ص:988] وتقطّع جبلها الأقرع وسقط في البحر. وسُمِع من السّماء أصوات هائلة، وهلك أكثر أهل اللاذقّية تحتّ الردْم. وذهبت جَبَلةُ بأهلها، وهُدِمت بالِس وغيرها. وامتدّت إلى خُراسان، ومات خلائق منها. وأمر المتوكل بثلاثة آلاف ألف درهم للذين أصيبوا بمنازلهم، وزلزلت مصر، وسمعَ أهل بُلْبِيس من ناحية مصر ضجّة هائلة، فمات خلق من أهل بُلْبِيس، وغارت عيون مكة.
وفيها أمر المتوكّل ببناء الماحوزة، وسماها الجعفريّ. وأقطع الأمراء بُنَاها، وأنفق بعد ذلك عليها أكثر من ألفَيْ ألف دينار، وبنى قصرًا سمّاه اللؤلؤة، لم يُرَ مثله في عُلُوِّه وارتفاعه، وحفر للماحوزة نهرًا كان يعمل فيه اثنا عشر ألف رجل، فقُتِل المتوكّل وهم يعملون فيه، فبطُل عمله، وخربت الماحوزة، ونُقِض القصر.
وفيها أغارت الروم على سُمَيْساط فقتلوا نحو خمسمائة وسَبَوْا، فغزا عليّ بن يحيى، فلم يظفر بهم.(5/987)
-سنة ست وأربعين
فيها تُوُفيّ أحمد بن إبراهيم الدَّوْرقيّ، وأحمد بن أبي الحواريّ، وأبو عَمْرو الدُّوريّ المقرئ، ودِعْبِل الشّاعر، ولُوَيْن، ومحمد بن مُصَفَّى، والمسيِّب بن واضح.
وفيها غزا المسلمون الرومَ، فسبوا، واستنقذوا خلائق من الأسرى.
ويوم عاشوراء تحوّل المتوكّل إلى الماحوزة مدينته التي أمر ببنائها، وفرَّق في الصُّنَّاع والعمّال عليها يومئذ مبلغا عظيما.
وفيها مُطِرَت بناحية بلْخ مطرًا دمًا عبيطًا.
وحجّ بالرَّكْب العراقيّ محمد بن عبد الله بن طاهر، فولي أعمال الموسم، وأخذ معه ثلاثمائة ألف دينار لأهل مكة، ومائة ألف لأهل المدينة، ومائة ألف لإجراء الماء من عَرَفَات إلى مكة.(5/988)
-سنة سبع وأربعين
فيها تُوُفّي إبراهيم بن سعد الْجَوْهريّ، وأبو عثمان المازنيّ، والمتوكّل على الله، وَسَلَمَةُ بن شبيب، وسُفْيان بن وكيع، والفتح بن خاقان الوزير.
وفي رابع شوّال بُويع بالخلافة بعد قتل المتوكّل ابنُه المنتصر بالله محمد. [ص:989]
فولَّى المظالم أبا عَمْرة أحمد بن سعيد مولى بني هاشم.(5/988)
-سنة ثمان وأربعين
فيها تُوُفيّ أحمد بن صالح المِصْريُّ، والحسين الكرابيسيّ، وطاهر بن عبد الله الأمير، وعبد الجبار بْن العلاء، وعبد المُلْك بْن شُعَيب بْن اللَّيْث، وعيسى بن حمّاد زُغْبة، والقاسم بن عثمان الْجَوْعيّ، ومحمد بن حُمَيْد الرّازيّ، والمنتصر بالله محمد، ومحمد بن زُنْبُور المكّيّ، وأبو كُرَيْب محمد بن العلاء، ومحمد بن موسى الحرشي، وأبو هشام الرفاعي.
وفيها وقع بين الوزير أحمد بن الخصيب وبين وصيف التُّرْكيّ وحْشَةٌ، فأشار الوزير على المنتصر أن يُبْعِدَ عنه وَصِيفًا، وخوَّفه منه، فأرسل إليه: إنّ طاغية الروم أقبل يريد الإسلام، فسِرْ إليه. فاعتذر، فأحضره وَقَالَ: إِمَّا أَنْ تَخْرُجَ أَنْتَ أَوْ أَخْرُجَ، فقال: لا، بل أخرج أنا، فانتخب المنتصر معه عشرة آلاف، وأنفق فيهم الأموال، وساروا. ثمّ بعث المنتصر إلى وصيف يأمره بالمقام بالثغر أربع سنين.
وفي صفر خَلَعَ المعتزّ والمؤيَّد أنفسَهُما من العهد مُكْرَهَيْن؛ لمّا استقامت الأمور للمنتصر ألحّ عليه أحمد بن الخصيب، ووَصِيف، وبُغا في خلعهما خوفًا من موته قبل المعتزّ، فيهلكهم المعتزّ. وكان المنتصر مكرِمًا للمعتزّ والمؤيد إلى أربعين يومًا من خلافته، ثمّ جعلهما في حُجْرة، فقال المعتزّ لأخيه: أحضرنا يا شقيّ هنا للخلْع، قال: ما أظنّه يفعل، فجاءتهم الرُّسُل بالخَلْع، فأجاب المؤيّد، وامتنع المعتزّ، وقال: إن كنتم تريدون قتْلي فافعلوا.
فمضوا وعادوا فحبسوه في بيتٍ، وأغلظوا له، ثمّ دخل عليه أخوه المؤيّد وقال: يا جاهل قد رأيت ما جرى على أبينا، وأنت أقربُ إلى القتل، اخلَعْ ويلك، فإن كان في عِلْم الله أنّك تلي لَتَلِيَنَّ، فخلع نفسه، وكتبا على أنفسهما أنّهما عاجزان، وقصْدنا أن لا يأثَم المتوكّل بسببنا، إذ لم نكن له موضعًا. واعترفا بذلك في مجلس العامّة بحضرة جعفر بن عبد الواحد الهاشميّ، ووَصِيف، وبُغا، ومحمد بن عبد الله بن طاهر، وبُغا الصّغير، وأعيان بني عمّهما. فقال لهما المنتصر: أَتَرَياني خلعتكما طمعًا في أن أعيش بعدكما حتّى يكبر ولدي عبد الوهَّاب وأُبايع له؟ والله ما طمعت في ذلك، ووالله لأن يلي بنو أبي أحبّ إليَّ من أن يلي بنو عمّي، ولكنّ هؤلاء - وأومأ إلى الأمراء - [ص:990] ألحّوا عليَّ في خلْعكما، فخفت عليكما من القتْل إن لم أفعل، فما كنت أصنعُ؟ أقتلهم؟ فوالله ما تفي دماؤهم كلُّهم بدم بعضكما. فأكبّا عليه فقبّلا يده وضَمَّهُما إليه وانصرفا.
وفيها حكم محمد بن عمر الخارجيّ بناحية الموصل؛ ومال إليه خلق، فسار لحربه إسحاق بن ثابت الفَرَغانيّ، فالتقوا، فقُتِل جماعة من الفريقين، ثمّ أسِر محمد وجماعة، فقتلوا وصلبوا إلى جانب خشبة بابك.
وفيها قويت شوكة يعقوب بن اللَّيْث الصَّفّار، واستولى على مُعْظم إقليم خُراسان، وسار من سِجِسْتان ونزل هراة، وفرّق في هذه الأموال.
وفيها قُتِل المنتصر بالله بالذَّبْحة، وهي الخوانيق، وقيل: إنه سم، وبُويع بعده المستعين بالله أبو العباس أحمد بن المعتصم. وأمّه أمّ ولد، اسمها مُخَارِق.
وكان مليحا أبيض بوجهه أثر جُدَرِيّ، وكان أَلْثَغ، ولمّا هلك المنتصر اجتمع القُوّاد وتشاوروا، وذلك برأي ابن الخصيب، فقال لهم أُوتَامِش: متى وليْتم أحدًا من ولد المتوكّل لا يبقي منا أحدا، فقالوا: ما لها إلا أحمد بن المعتصم ولَد أُستاذنا، فقال محمد بن موسى المنجّم سرّا: أَتُوَلُّون رجلا عنده أنُّه أحقّ بالخلافة من المتوكّل وأنتم دفعتموه عنها؟ ولكن اصطَنِعوا إنسانًا يعرف ذلك لكم، فلم يقبلوا منه، وبايعوا أحمد المستعين وله ثمانٍ وعشرون سنة، فاستكتب أحمد بن الخصيب، واستوزر أوتامِش. فبينا هو قد دخل دار العامة في دَسْت الخلافة، إذا جماعة من الشّاكريّة والغَوْغاء وبعض الْجُنْد، وهم نحو ألف، قد شهروا السَّلاح وصاحوا: المعتز يا منصور، ونشبت الحرب بين الفريقين، وقُتل جماعة، فخرج المستعين عن دار العامّة وأتى إلى القصر الهارونيّ، فبات به. ودخل الغَوْغاء دار العامّة، فنهبوا خزائن السّلاح، ونهبوا دُورًا عديدة. وكثُرت الأسلحة واللامَة عليهم، فأجلاهم بُغَا الصَّغير عن دار العامّة، وكثُرت القتلى بينهم. فوضع المستعين العطاء فسكنوا. وبعث بكتاب البَيْعة إلى محمد بن عبد الله بن طاهر إلى بغداد، فبايع له النّاس، وأعطى المستعين أحمد بن الخصيب أموالا عظيمة.
ثمّ في هذه السنة، في رجب أو قبله، نفاه إلى أقْرِيطش، ونهب أمواله بعد المحبّة الزائدة، وذلك بتدبير أوتامش، وحطّه عليه عند المستعين.
وفيها عقد المستعين لمحمد بن عبد الله بن طاهر على العراق والحرمين [ص:991] والشرطة، وتُوُفّي أخوه طاهر بن عبد الله بُخراسان، فعقد المستعين لابنه محمد بن طاهر على خراسان.
ومات بُغا الكبير في جُمَادَى الآخرة، فعقد المستعين لابنه موسى بن بُغا على أعمال أبيه.
وفيها حبس المستعين المعتزّ والمؤيّد، وضيّق عليهما، واشترى أكثر أملاكهما كُرْهًا، وجعل لهما في السنة نحو ثلاثة وعشرين ألف دينار.
وفيها أخرج أهل حمص عاملهم، فراسلهم وخدعهم حتى دخلها، فقتل منهم طائفة، وحمل من أعيانهم مائة إلى العراق، وهدم سور حمص.
وفيها عقد المستعين لأوتامش على مصر والمغرب مع الوزارة، ففرق في الْجُنْد ألفي ألف دينار.
وفيها غزا وصيف الصائفة.
وفيها نفي المستعين عُبَيْد الله بن يحيى بن خاقان إلى برقة.(5/989)
-سنة تسع وأربعين
فيها تُوُفيّ عبد بن حُمَيْد، وأبو حفص الفلاس.
وفي صَفَر شغب الْجُنْد ببغداد عند مقتل عمر بن عُبَيْد الله الأقطع، وعلي بن يحيى الأرمني أمير الغزاة، قتلا ببلاد الروم مجاهدين، وعند استيلاء التُّرْك على بغداد، وَقَتْلِهِم المتوكّل وغيره، وتَمَكُّنِهِم من الخلفاء وأذِيّتهم للنّاس. ففتح الْجُند والشّاكريّة السُّجون، وأحرقوا الجسر، وانتهبوا الدَّواوين، ثمّ خرج نحو ذلك بسُرَّ من رأى. فركب بُغا وأُوتامِش، وقتلوا من العامة جماعة. فحمل عليهم العامة، فقتل من الأتراك جماعة. وشُجّ وَصِيف بحجر، فأمر بإحراق الأسواق.
وفي ربيع الآخر قُتِل أُوتامِش وكاتبه شجاع، فاستوزر المستعين أبا صالح عبد الله بن محمد بن يزداد.
وفيها عُزِل عن القضاء جعفر بن عبد الواحد وولاه جعفر بن محمد بن عمّار البرجمي الكوفي.
وكانت زلزلة هلك منها خلق تحت الهدم.(5/991)
-سنة خمسين ومائتين
فيها تُوُفيّ أبو الطّاهر أحمد بن السرح، وأبو الحسن البزّيّ مُقرئ مكّة، والحارث بن مسكين، وأبو حاتم السِّجِسْتانيّ، وعبّاد بن يعقوب الرّواجنيّ، شيعيّ، وعَمْرو بن عثمان الحمصيّ، والجاحظ، وكُثَيِّر بن عبيد الحمصي، ونصر بن علي الجهمضي.
وفيها ظهر يحيى بن عمر بن حسين بن يحيى بن حسين بن زيد بن علي بن الحسين بالكوفة. وقُتِل في المصافّ بينه وبين جيش محمد بن عبد الله بن طاهر بناحية الكوفة، ومحمود بن خالد، وهشام بن خالد الأزرق.
ثمّ في رمضان، خرج الحَسَن بن زيد بن محمد الحَسنيّ بطَبَرسْتان واستولى على آمُل، وجبى الخَرَاج، وامتدَّ سلطانه إلى الرِّيِّ، وهمذان، والتجأ إليه كلّ من يريد الفتنة والنَّهْب. وانهزم عسكر ابن طاهر بين يديه مرَّتين. فبعث المستعين جيشا إلى همذان يكون مسلحة.
وفيها عقد المستعين لابنه العَبّاس على العراق والحرمين.
وفيها نُفي جعفر بن عبد الواحد إلى البصرة لأنّه عُزِل عن القضاء، وبعث إلى الشاكرية، فأفسدهم.
وفيها وثب أهل حمص بعاملها الفضل بن قارن، فقتلوه في رجب، فسار إليهم موسى بن بُغا، فالتقوا عند الرَّسْتَن، فهَزَمهم، وافتتح حمص، وقتل فيها مقتلة عظيمة، وأحرق فيها وأسر من رؤوسها.(5/992)
-رِجَالُ هَذِهِ الطَّبَقَةِ(5/993)
-[حَرْفُ الأَلِفِ](5/993)
1 - م د ت ق: أحمد بن إبراهيم بن كثير، أبو عبد الله العَبدي النُّكْريُّ البَغْداديُّ الدَّوْرَقيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
أخو يعقوب الدَّوْرقيّ.
وهي نسبة إلى عمل القلانس الدورقية، وكان أبوهما صالحا ناسكا. فقيل: إنّه كان مَن تنسَّك في ذلك الزَّمان سُمّي دَوْرقيا، وقيل: كانوا يَلْبَسون القلانِس الطّويلة الدَّوْرَقيّة.
سَمِعَ: هُشَيْما، وجرير بن عبد الحميد، وحفص بن غِياث، ويزيد بن زريع، وإسماعيل ابن علية، وطائفة.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن منصور الرَّماديّ، والهيثم بن خَلَف الدُّوريّ، ومحمد بن محمد بن بدْر الباهليّ، وآخرون.
قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.
وقال ابْن عساكر: تُوُفّي لِسَبْعٍ بقين من شعبان سنة ستٍّ وأربعين.
قلت: كمّل ثمانين سنة، وقد جَمَعَ وصَنَّفَ، وكان حافظا فهما.(5/993)
2 - أحمد بن إبراهيم بن مهران، أبو الفضل البُوشَنْجيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: سُفْيان بن عُيَيْنة، وأَنَس بن عِياض.
وَعَنْهُ: الحسين المَحَامليّ، ومحمد بن مَخْلَد.
ولعله بقي إلى بعد الخمسين.(5/993)
3 - أحمد بن أبان القُرَشيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ: الدَّراوَرْديّ.
وَعَنْهُ: أبو بكر البزار، وابن منده.(5/993)
4 - أحمد بن إدريس، أبو حُمَيْد الجلاب. [الوفاة: 241 - 250 ه]
بغداديّ،
رَوَى عَنْ: هُشَيْم.
وَعَنْهُ: الحسين المَحَامليّ، وغيره.(5/993)
5 - خ: أحمد بن إسحاق بن الحُصَيْن، أبو إسحاق السلمي البخاري المعروف بالسُّرْماريُّ، [الوفاة: 241 - 250 ه][ص:994]
وسرمارى مِن قرى بُخَارى.
سَمِعَ: يَعْلَى بن عُبَيْد، وعثمان بن عمر بن فارس، وطبقتهما.
وَعَنْهُ: البخاري، وإسحاق ابنه، وإدريس بن عبدك، وطائفة.
وكان ثقة زاهدا مجاهدا فارسا مشهورا، يضرب بشجاعته المثل.
قال إبراهيم بن عفان البزاز: كنا عند أبي عبد الله البخاري، فجرى ذكر أبي إسحاق السرماري فقال: ما نعلم أن في الإسلام مثله، فخرجت من عنده، فإذا أحيد رأس المطوعة، فأخبرته، فغضب ودخل على البخاري فسأله، فقال: ما كذا قلت، ولكن ما بَلَغَنا أنّه كان في الإسلام ولا في الجاهليّة مثله.
رواها إسحاق بن أحمد بن خَلَف، عن إبراهيم هذا.
وقال أبو صَفْوان إسحاق: دخلتُ على أبي يومًا، وهو في البستان يأكل وحده، فرأيتُ في مائدته عُصْفُورًا يأكل معه، فلمّا رآني العصفور طار.
وعن أحمد بن إسحاق السّرْماريّ قال: ينبغي لقائد الغُزاة عشْر خِصال: أن يكون في قلب الأسد لا يجبُن، وفي كبر النِّمر لا يتواضع، وفي شجاعة الدُّبّ يقتل بجوارحه كلّها، وفي حملة الخنزير لا يُولّي دُبُرَه، وفي إغارة الذّئب إذا آيس من وجه أغار من وجه؛ وفي حمل السّلاح كالنّملة تحمل أكثر من وزنها، وفي الثَّبات كالصَّخْر، وفي الصّبر كالحمار، وفي وقاحة الكلب؛ لو دخل صيده النّار لَدَخَل خلْفه، وفي التماس الفُرصة كالدّيك.
أخبرني أبو علي ابن الخلال، قال: أخبرنا جعفر الهمداني، قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي، قال: أخبرنا المبارك ابن الطيوري، وأبو علي البرداني، قالا: أخبرنا هناد النسفي، قال: أخبرنا محمد بن أحمد غنجار، قال: سمعتُ أبا بكر محمد بن خالد المُطِّوَعيّ، قال: سمعتُ أبا الحَسَن محمد بن إدريس المطّوّعّيّ البخاري، قال: سمعتُ إبراهيم بن شمّاس، يقول: كنت أكاتب أحمد بن إسحاق السُّرْماريّ، فكتب إليّ: إذا أردتّ الخروج إلى بلاد الغُزّية في شراء الأسرى فاكتب إليّ، فكتبت إليه فقدم إلى سمرقند فخرجنا، فلما علم جَبْغَويه استقبلنا في عدّة من جيوشه، فأقمنا عنده، إلى أن فرغنا من شراء الأسرى. فركب يومًا وعرض جيشه فجاء رجلٌ فعظَّمه وبجَّله وخلع عليه، فسألني السُّرْماريّ عن الرجل، فقلت: هذا رجل مبارز يعد بألف فارس، لا يولي منهم، فقال: أنا أبارزه، فلم التفتْ إلى قوله، فسمع جبغويْه ذلك، فقال لي: ما يقول هذا؟ قلت: يقول كذا وكذا، فقال: لعلّ هذا الرجل سكران لا [ص:995] يشعر، ولكنْ غدًا نركب. فلمّا كان الغد ركبوا، وركب هذا المبارز، وركب أحمد السُّرْماريّ ومعه عمود في كُمّه، فقام بإزائه، فدنا منه المبارز، فهزَم أحمد نفسه منه حتّى باعَدَه من الجيش، ثم ضربه بالعمود فقتله، وتبع إبراهيم بن شمّاس لأنّه كان سبقه بالخروج إلى بلاد المسلمين فلحِقَه. وعلم جَبْغويه فبعث في طلبه خمسين فارسًا من خيار جيشه، فلحِقوا أحمد. فوقف تحت تلّ مختفيًا حتّى مرّوا كلّهم، ثمّ خرج، فجعل يضرب بالعمود واحدًا بعد واحد، ولا يشعر مَن كان بالمقدّمة حتّى قتل تسعةً وأربعين نفسًا، وأخذ واحدًا منهم فقطع أنفه وأُذُنَيه وأطلقه، فذهب إلى جَبْغويْه فأخبره. فلمّا كان بعد عامين وتُوُفّي أحمد ذهب إبراهيم بن شمّاس في الفداء، فقال له جبْغويْه: من كان ذاك الّذي قتل فرساننا؟ قال: ذاك أحمد السُّرْماريّ، قال: فلِمَ لم تحمله معك؟ قلت: إِنّه توفي، فصك في وجهه وصكِّ في وجهي وقال: لو أعلمتني أنه هو لكُنْت أصرفه من عندي مع خمسمائة بِرْذَوْن وعشرة آلاف غَنَم.
وبه إلى غُنْجار قال: حدثنا أبو عمرو أحمد بن محمد المقرئ، قال: سمعت بكر بن منير يقول: رأيت أحمد السُّرْماريّ، وكان ضخمًا، أبيض الرأس واللّحية، ومات بقريته سرمارى، فبلغ كِراء الدّابّة من المدينة إليها عشرة دراهم، وخلّف ديونًا كثيرة، فكان غرماؤه ربّما يشترون من ماله حزمة القصب من خمسين درهمًا إلى مائة درهم حُبّا له. فما رجعوا حتى قضوا ديونه.
وبه، قال: سمعت أبا نصر أحمد بن أبي حامد الباهلي، قال: سمعت أبا موسى عِمران بن محمد المّطّوعيّ، قال: سمعت أبي يقول: كان عمود السُّرْماريّ ثمانية عشر مَنّا. فلمّا شاخ جعله اثني عشر مَنّا، وكان يقاتل بالعمود.
وبه، قال: سمعت محمد بن خالد، وأحمد بن محمد، قالا: سمعنا عبد الرحمن بن محمد بن جرير، قال: سمعت عبيد الله بن واصل، قال: سمعت السُّرْماريّ يقول، وأخرج سيفه فقال: اعلم يقينا أني قتلت به ألف تركي، وإنْ عشت قتلت به ألفًا أخرى، ولولا أنّي أخاف أن تكون بِدْعةً لأمرتُ أن يُدفن معي.
ذكر محمود بن سهل الكاتب، وذُكِر السّرماريّ، فقال: كانوا في بعض الحروب وقد حاصروا مكانًا ورئيس العدوّ قاعد على صفّة، فأخرج السُّرماريّ سهمًا فَغَرَزَه في الصفة فأوما الرئيس لينزعه، فرماه بسهمٍ آخر خاط يده، [ص:996] فتطاول الكافر لينزع ما في يده، فرماه بسهمٍ في نَحْره قتله، وانهزم العدوّ، وكان الفتح.
توفي سنة اثنتين وأربعين.(5/993)
6 - د ن: أحمد بن إسحاق الأهوازي البزاز. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: أبي أحمد الزبيري، وأبي عبد الرحمن المقرئ.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وعَبْدان، ومحمد بن جرير الطَّبريّ، وجماعة.
وقال النسائي: صالح.
توفي سنة خمسين.(5/996)
7 - أحمد بن أسد بن سامان، الأمير أبو إسماعيل [الوفاة: 241 - 250 ه]
والد الملوك السامانية أمراء ما وراء النهر.
وهو أخو الأمير نوح بن أسد الذي افتتح اسبيجاب، إحدى مدائن الترك، في أيام المعتصم.
توفي أحمد بفرغانة سنة خمسين.(5/996)
8 - أحمد بن بجير، أبو عبد الله البزاز. [الوفاة: 241 - 250 ه]
شيخ عراقي،
رَوَى عَنْ: إسماعيل ابن عُلَيَّة، ومُعاذ بن مُعاذ، وإسحاق الأزرق.
وَعَنْهُ: أبو بكر بن أبي الدنيا.(5/996)
9 - ن: أحمد بن بكار بن أبي ميمونة، أبو عبد الرحمن الحراني، [الوفاة: 241 - 250 ه]
مولى بني أميّة.
سَمِعَ: محمد بن سَلَمَةَ، وأبا معاوية الضرير.
وَعَنْهُ: النسائي، وقال: لا بأس به، وأبو عَرُوبة، ومحمد بن محمد الباغَنْديّ.
مات في صفر سنة أربعٍ وأربعين بحران.(5/996)
10 - ق: أحمد بن ثابت، أبو بكر الْجَحْدَريّ البَصْريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: سُفيان بن عُيَيْنَة، وغُنْدر، وعبد الوهْاب الثقفي، ووكيع، ويحيى القطان، وخلق.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وابن أبي داود، وأبو عروبة الحراني، وعمر بن بجير، وأبو بكر بن خزيمة، وآخرون.
عاش إلى سنة خمسين.(5/997)
11 - أحمد بن ثابت أبو يحيى الرازي الحافظ فرخويه. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ: عبد الرزاق، وعفان، وأقرانهما.
وَعَنْهُ: محمد بن أيّوب الرّازي، وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني.
وكان غير ثقة.(5/997)
12 - خ ت: أحمد بن الحسن بن جنيدب أبو الحسن الترمذي الحافظ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ: أبا النضر، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وأبا نُعَيْم، وسعيد بن أبي مريم، وأبا صالح كاتب اللَّيْث، وخلقا كثيرا بالعراق، ومصر، وخُراسان.
وَعَنْهُ: البخاري، والترمذي، وأبو بكر بن محمد بن إسحاق بن خُزَيْمة، وأهل خُراسان.
وسألوه عن العِلل والْجَرْح والتّعديل والفقه. وكان من تلامذة أحمد بن حنبل.
روى عنه البخاري حديثا عن أحمد بن حنبل في المغازي، وقدِمَ نَيْسَابور سنة إحدى وأربعين. ولا تاريخ لموته.(5/997)
13 - م ت: أحمد بن الحسن بن خِراش أبو جعفر البَغْداديُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: عبد الرحمن بن مهديّ، وشَبّابة، ووهْب بن جرير.
وَعَنْهُ: مسلم، والترمذي، ومحمد بن هارون بن المجدّر، وأبو العباس السراج، وآخرون.
توفي سنة اثنتين وأربعين.(5/997)
14 - أحمد بن الحسن الكِنْديُّ البَغْداديُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
حَدَّثَ بالري عَنْ: أبي عُبَيدة اللُّغَويّ، وحَجّاج بن نُصَيْر.
وَعَنْهُ: الفضل بن [ص:998] شاذان المقرئ، والحسن بن الليث الرازيان.
ذكره ابن أبي حاتم.(5/997)
15 - أحمد بن حميد أبو زرعة الجرجاني الصيدلاني الحافظ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل مكة.
صحب يحيى القطان. وكان عارفا بالعلل،
رَوَى عَنْهُ: موسى بن هارون.(5/998)
16 - أحمد بن حميد أبو طالب الفقيه [الوفاة: 241 - 250 ه]
صاحب أحمد بن حنبل.
فقير صالح، خيرَّ، عالم، له مسائل.
رَوَى عَنْهُ: أبو محمد فوران، وزكريّا بن يحيى.
تُوُفّي سنة أربع وأربعين.(5/998)
17 - ت ن: أحمد بن خالد، أبو جعفر البَغْداديُّ الخلال. [الوفاة: 241 - 250 ه]
قاضي الثَّغْر.
سَمِعَ: ابن عُيَيْنَة، وإسحاق الأزرق.
وَعَنْهُ: الترمذي، والنسائي، وجعفر الفِريابيّ، وأحمد الأبار، وجماعة.
قال أبو حاتم: ثقة خير.
وتوفي سنة ست وأربعين، أو سنة سبع.(5/998)
18 - أحمد بن الخصيب الجرجرائي الكاتب. [الوفاة: 241 - 250 ه]
كان الكاتب للمنتصر قبل الخلافة، فلما استخلف وزر له، فظهر منه جهل وحمق وتيه.
قال له المنتصر يوما: أريد أن أقطع السيّدة - يعني أمَّه - ضياع شجاع والدة المتوكّل، قال: وما قلت للفاجرة؟ فقال المنتصر: قتلني الله إن لم أقتلك، وكان سيئ الخُلق متكبّرًا، استغاث به مظلوم يومًا، فأخرج رِجْله من الرّكاب ورَفسه على فؤاده، فسقط ميتًا، فعزِّ ذلك على المنتصر، وأراد قتله، فمات قبل أن يتفرَّغ له. وقيل: إنّه رُفعت له قَصص بني هاشم، فكتب عليها: هشَّم الله وجوههم. وكتب على قصةٍ للأنصار: لا نَصَرَهم الله. ولمّا ولي المستعين همَّ [ص:999] به، فأرضاه بالأموال، فيقال: إنّه أعطى المستعين ألف ألف درهم؛ ثم غضب عليه، ونفاه إلى جزيرة إقريطش.(5/998)
19 - ن: أحمد بن الخليل، أبو علي البَغْداديُّ البزّاز، [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل نَيْسابور.
عَنْ: علي بن عاصم، ويزيد بن هارون، وحَجّاج بن محمد الأعور، وأبي النضر، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: النسائي. وقال: ثقة، وعبدان الأهوازيّ، وابن خزيمة، وآخرون.
مات لثلاث بقين من ربيع الأول سنة ثمان وأربعين.(5/999)
20 - خ م د ت ن: أحمد بن سعيد بن إبراهيم الحافظ، أبو عبد الله الرباطي الأشقر، [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل نَيْسابور.
سَمِعَ: وَكِيعا، وعبد الرّزّاق، وإسحاق بن منصور السَّلُوليّ، ووهْب بن جرير، وسعيد بن عامر، وطائفة.
وَعَنْهُ: الجماعة سوى ابن ماجه، وإبراهيم بْن أبي طَالِب، والحسين بْن محمد القبّانيّ، وابن خُزَيْمة، وأبو العبّاس السّرّاج، وعدّة.
وعنه، قال: جئت إلى أحمد بن حنبل، فجعل لا يرفع رأسه إليّ، فقلت: يا أبا عبد الله إنّه يُكتب الحديث عنّي بخُراسان، فإنْ عاملتني بهذا رموا بحديثي، فقال أحمد: هل بُدَّ أن يقال يوم القيامة: أين عبد الله بن طاهر وأتباعه؟ فانظر أين تكون منه؟ قلت: إنما ولاني أمر الرّباط، فلذلك دخلت معه، فجعل يكرِّر قولَهُ عليّ.
تُوُفيّ سنة ثلاثٍ وأربعين، وقيل: سنة خمس وأربعين، وكان يحفظ ويفهم.(5/999)
21 - ن: أحمد بن سعيد بن يعقوب الكِنْديّ الحمصيّ، أبو العبّاس. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: بقيّة، وعثمان بن سعيد بن كثير.
وَعَنْهُ: النسائي، وقال: لا بأس به، وسعيد بن عَمْرو البرذعيّ، وأجاز لابن أبي حاتم.(5/999)
22 - أحمد بن صاعد الصُّوريّ الزّاهد. [الوفاة: 241 - 250 ه][ص:1000]
له مواعظ وكلام نافع.
حكى عنه أحمد بن أبي الحواري، وسعد بن محمد البّيْروتيّ، ومحمد بن الحَسَن الْجَوْهريّ، وآخرون.
ذكره ابن أبي حاتم.(5/999)
23 - خ د: أحمد بن صالح، أبو جعفر الطبري أبوه، المِصْريُّ الحافظ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
أحد أركان العِلْم والحِفْظ.
قال أبو سعيد بن يونس: كان أبوه جُنْدِيًّا من جنود طَبَرِسْتان، فوُلِد له أحمد بمصر سنة سبعين ومائة.
قلت: سَمِعَ: سُفْيان بْن عُيَيْنَة، وعبد اللَّه بْن وهْب، وحَرَمِيّ بن عُمارَة، وعَنْبَسَة بن سعيد، وابن أبي فُدَيْك، وعبد الرزاق، وعبد الله بن نافع، وطائفة.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، ثم البخاري، عن رجلٍ، عنه، وعَمْرو النّاقد، والذُّهْليّ، ومحمد بن عبد الله بن نُمّيْر، ومحمود بن غَيْلان، وأبو زُرْعة الدِّمشقيُّ، وصالح جَزَرَة، وأبو إسماعيل التِّرْمِذيّ، وخلق كثير آخرهم أبو بكر بن أبي داود.
وقدِم بغداد سنة اثنتي عشرة ومائتين، فسمع من عفّان، وجالَسَ أحمد بن حنبل وناظَرَه.
قال أبو زُرْعة: سألني أحمد بن حنبل: مَن بمصر؟ قلت له: أحمد بن صالح. فسُرَّ بذِكره ودعا له.
وقال صالح بن محمد: قال أحمد بن صالح: كان عند ابن وهْب مائة ألف حديث، كتبتُ عنه خمسين ألف حديث.
قال صالح: لم يكن بمصر أحد يُحسن الحديثَ غير أحمد بن صالح. وكان رجلا جامعًا، يعرف الفِقْه والحديث والنَّحْو، ويتكلَّم في حديث الثَّوريّ وشُعْبة وأهل العراق؛ يعني يُذاكر به. قال: وكان يذاكر بحديث الزُّهْريّ ويحفظه.
وقال عليّ بن الحسين بن الْجُنَيْد: سمعت ابن نمير يقول: حدثنا أحمد بن صالح، وإذا جاوزت الفُرات فليس أحد مثله. [ص:1001]
وَسُئِلَ عنه أبو حاتم فقال: ثقة كتبت عنه بمصر، ودمشق، وأنطاكية.
وقال البخاريّ: هو ثقة، ما رأيت أحدا يتكلم فيه بحُجَّة.
وقال يعقوب الفسوي: كتبت عن ألف شيخ وَكَسْرٍ، حجتي فيما بيني وبين الله رجلان: أحمد بن حنبل، وأحمد بن صالح.
وقال أحمد بن عبد الله العجلي: أحمد بن صالح ثقة، صاحب سنة.
وقال أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيّ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يَقُولُ: كتب أحمد بن صالح المِصْريُّ عن سلامة بن رَوْح، وكان لا يُحَدِّث عنه. وكتبَ عن ابن زبالة خمسين ألف حديث، وكان لا يحدث عنه.
وقال ابن وارة الحافظ: أحمد بن حنبل ببغداد، وأحمد بن صالح بمصر، والنُّفَيْليّ بحَرّان، وابن نُمَيْر بالكوفة؛ هؤلاء أركان الدِّين.
وَقَالَ الْبَغَوِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ زَنْجَوَيْهِ يَقُولُ: قَدِمْتُ مِصْرَ فَأَتَيْتُ أَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ، فَسَأَلَنِي: مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ بَغْدَادَ، قَالَ: تَكْتُبُ لِي مَوْضِعَ مَنْزِلِكَ، فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُوَافِي الْعِرَاقَ، حَتَّى تَجْمَعَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: فَقَدِمَ، فَذَهَبْتُ بِهِ إِلَى أَحْمَدَ، فَقَامَ إِلَيْهِ وَرَحَّبَ بِهِ وَقَرَّبَهُ، وَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ جَمَعْتَ حَدِيثَ الزُّهْرِيِّ، فَتَعَالَ حَتَّى نَذْكُرَ مَا رَوَى عَنِ الصَّحَابَةِ، فَتَذَاكَرَا، وَلَمْ يُغْرِبْ أَحَدُهُمَا عَلَى الآخر. ثم تذاكرا ما روي عن أبناء الصَّحَابَةِ، إِلَى أَنْ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: عِنْدَكَ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ محمد بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي حُمُرَ النَّعَمِ وَأَنِّي لَمْ أَشْهَدْ حِلْفَ الْمُطَيَّبِينَ.» فَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: أَنْتَ الأُسْتَاذُ وَتَذَكَّرْ مِثْلَ هَذَا؟ فَجَعَلَ أَحْمَدُ يَتَبَسَّمُ وَيَقُولُ: رَوَاهُ عَنْهُ رَجُلٌ مَقْبُولٌ، أَوْ صَالِحٌ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ. فَقَالَ: من رواه عنه، قال: حدثناه رَجُلَانِ ثِقَتَانِ: ابْنُ عُلَيَّةَ، وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ. فقال: سألتك بالله إِلَّا مَا أَمْلَيْتَهُ عَلَيَّ. فَقَالَ: مِنَ الْكِتَابِ، ثُمَّ قَامَ وَأَخْرَجَ الْكِتَابَ وَأَمْلَاهُ. فَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: لَوْ لَمْ أَسْتَفِدْ مِنَ الْعِرَاقِ إِلَّا هَذَا الْحَدِيثَ كَانَ كَثِيرًا، ثُمَّ وَدَّعَهُ وخرج. [ص:1002]
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صالح، قال: حدَّثت أحمد بن حنبل بحديث زيد بن ثابت في بيع الثّمار، فأعجبه، واستزادني مثلَه، فقلتُ: ومن أين مثله؟
وعن أبي نُعَيْم، قال: ما قدم علينا أحد أعلم بحديث أهل الحجاز من هذا الفتى، يعني أحمد بن صالح.
وقال عَبْدان: سمعت أبو داود يقول: أحمد بن صالح ليس هو كما يتوهمه الناس.
وقال صالح جزرة: حضرت مجلس أحمد بن صالح، فقال: حرج على كل مبتدع وماجن أن يحضر مجلسي، فقلت: أمّا الماجن فأنا هو؛ وذاك أنّه قيل له: إنّ صالحًا الماجِن قد حضَر مجلسك.
قال أبو بكر الخطيب: يقال كان آفة أحمد بن صالح الكِبْر وشراسة الخُلُق، ونال النَّسائيّ منه جفاءٌ في مجلسه، فذلك الّذي أفسد بينهما.
قال ابن عديّ: سمعت محمد بن هارون البَرْقيّ يقول: حضرت مجلسَ أحمد بن صالح وَطَرَد النَّسائي من مجلسه، فحمله على أن يتكلم فيه.
قال النَّسائيّ في الكُنَى: أبو جعفر أحمد بن صالح ليس بثقة ولا مأمون، تركه محمد بن يحيى، ورماه يحيى بن مَعِين بالكذب، حدثناه معاوية بن صالح عن يحيى قال: أحمد بن صالح كذّابٌ يتفلسف.
وقال ابن عديّ: سمعتُ محمد بن سعد السعْدي: سمعت النَّسائيّ: سمعت معاوية بن صالح يقول: سألت ابن مَعِين، عن أحمد بن صالح فقال: رأيته كذّابًا يَخْطُر في جامع مصر.
وروى الحاكم، عن أبي حامد النيسابوري قال: حدثنا أبو بكر محمد بن داود الرازي قال: سمعت أبا زرعة الرّازيّ يقول: ارتحلت إلى أحمد بن صالح، فدخلت فتذَاكَرْنا إلى أن ضاق الوقت، ثمّ أخرجتُ من كُمّي أطرافًا فيها أحاديث سألته عنها. فقال لي: تعود. فعُدت من الغد مع أصحاب الحديث، [ص:1003] فأخرجت الأطراف وسألته عنها، فقال: تعود. فقلت: أليسَ قلت لي بالأمس تعود؟ ما عندك ما يُكتب أو ردّ عليّ مُسْنَدًا أو مُرْسَلا أو حَرْفًا ممّا أستفيد، فإنْ لم أورد لك عمّن هو أَوْثق منك فلست بأبي زُرْعة. ثم قمتُ وقلت لأصحابنا: مَن ههُنا ممّن يُكتب عنه؟ قالوا: يحيى بن بُكَيْر. فذهبتُ إليه.
وروى أبو عَمْرو الدّاني، عن مَسْلَمَة بن القاسم الأندلسيّ، قال: النّاس مُجْمعون على ثقة أحمد بن صالح، وقال: وكان سبب تضعيف النَّسائي له أنّه كان لا يحدِّث أحدًا حتّى يشهد عنده رجلان أنّه من أهلِ الخير والعدالة، كما كان يفعل زائدة. فدخل النِّسائيّ بلا إذْنٍ ولم يأته بمن يشهد له، فلمّا رآه أنكره وأمرَ بإخراجه.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ النَّسَائِيُّ يُنْكِرُ عَلَيْهِ أَحَادِيثَ مِنْهَا: عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عن مالك، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: الدين النصيحة، والحديث فقد رواه يونس بْن عَبْد الأعلى، عَنِ ابن وهْب.
قال: وقد كان سمع في كُتُب حَرْمَلَة، فمنعه حَرْمَلَة، ولم يدفع إليه إلا نصف الكُتُب. فكان أحمد بن صالح بعد، كلَّ من بدأ بحَرْمَلَة إذا وافى مصر، لم يحدِّثه أحمد.
وسمعت بعض مشايخنا يقول: قال أحمد بن صالح: صنَّف ابن وهْب مائة ألف وعشرين ألف حديث، فعند بعض النّاس منها الكُلّ، يعني حَرْمَلَة، وعند بعض النّاس النّصف، يعني نفسه.
قال: وسمعت القاسم بن مهديّ يقول: كان أحمد بن صالح يستعير منّي كلّ جُمعة الحمار، فيركبه إلى الصّلاة. وكنتُ جالسًا عند حَرْمَلَة في الجامع، فجاء أحمد على باب الجامع، فنظر إلينا وإلى حرملة ولم يسلم، فقال حرملة: نظر إلى هذا بالأمس يحمل دواتي، واليوم يمرُّ بي فلا يُسَلِّم!. قال القاسم: ولم يحدِّثني أحمد لأني كنت جالسًا عند حَرْمَلَة.
قال: وسمعت عَبْد اللَّه بْن محمد بْن سَلْم المقدسيّ يقول: قدمِتُ [ص:1004] مصرَ، فبدأت بحَرْمَلَة، فكتبتُ عنه كتاب عَمْرو بن الحارث، ويونس بن يزيد، و"الفوائد". ثم ذهبت إلى أحمد بن صالح، فلم يحدثني فحملت كتاب يونس فخرقته بين يديه لأرضيه، وليتني لم أخرقه، فلم يرض، ولم يحدِّثني.
قال ابن عديّ: وأحمد من حفّاظ الحديث. وكلام ابن مَعِين فيه تحامُل وأما سوءُ ثناءِ النَّسائيّ عليه فلِما تَقَدَّم. إلى أن قال: ولولا أنّي شرطت أن أذكر في كتابي كلّ من تكلَّم فيه متكلِّم لكنت أُجِلُّ أحمد بن صالح أن أذكره.
وقال ابن يونس: مات في ذي القعدة سنة ثمانٍ وأربعين. قال: ولم يكن عندنا بحمد الله كما قال النَّسائيّ، ولم تكن له آفة غير الكِبْر.
قلت: وقع لي حديثه عاليًا في " جزء ابن الطّلاية " وغيره.(5/1000)
24 - أحمد بن صالح المكِّيُّ السوَّاق، يقال له: الشُّموميُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: مؤمّل بن إسماعيل، ونُعَيْم بن حمّاد، وطبقتهما.
وَعَنْهُ: الحسن بن اللَّيْث الرّازيّ.
قال أبو زُرْعَة: صدوق، لكنّه يحِّدث عن الضُّعَفاء والمجهولين.
وقال ابن أبي حاتم: روى عن مؤمّل أحاديث في الفِتَن تدلّ على توهين أمره.(5/1004)
25 - م ت ن: أحمد بن عبد الله بن الحَكَم أبو الحسين ابن الكردي الهاشمي، مولاهم، البَصْريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: مروان بن معاوية، وغندر، وجماعة.
وَعَنْهُ: مسلم، والترمذي، والنسائي، والبزّار في مُسْنَده، وقاسم بن زكريّا المطرِّز، وآخرون.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وأربعين.(5/1004)
• - أحمد بن عاصم الأنطاكي الزاهد. [الوفاة: 241 - 250 ه]
قد تقدم.(5/1004)
26 - د ق: أحمد بن أبي الحَواري عبد الله بن مَيمون أبو الحسن التَّغْلبيُّ الغطفاني الدِّمشقيُّ الزَّاهد، [الوفاة: 241 - 250 ه]
أحد الأئمّة.
أصله من الكوفة،
سَمِعَ: ابن عُيَيْنة، والوليد بن مسلم، وحفص بن غِيَاث، وعبد الله بن إدريس، وأبا معاوية، وعبد الله بن نُمَيْر، وعبد الله بن وهْب، وأبا الحسن الكِسائيّ، وخلْقا. وصِحب أبا سليمان الدّارانيّ، وأخذ بدمشق عن أبي مُسْهر، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، وابن ماجه، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي، ومحمد بن خزيم، ومحمد بن المعافي الصيداوي، وأبو الجهم المشغرائي، ومحمد بن محمد الباغندي، وخلق كثير.
قال هارون بن سعيد، عن يحيى بن معِين، وذُكِر أحمد بن أبي الحواري، فقال: أهل الشّام به يُمطَرون، رواها ابن أبي حاتم، عن محمد بن يحيى بن مَنْدَه، عنه، قال ابن أبي حاتم: وسمعت أبي يحسن الثناء عليه ويطنب فيه.
وقال فياض بن زهير: سمعت ابن معين، وذكر ابن أبي الحواري، فقال: أظن أهل الشام يسقيهم الله الغيث به.
وقال محمود بن خالد، وذُكِر أحمد بن أبي الحواري فقال: ما أظنّ بقي على وجه الأرض مثله.
وعن الْجُنَيد قال: أحمد بن أبي الحواري رَيْحانة الشّام.
وقال أبو زُرْعة: حدَّثني أحمد بن أبي الحواري، قال: قلتُ لشيخ دخل مسجد النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دُلَّني على مجلس إبراهيم بن أبي يحيى. فما كلّمني، فإذا هو عبد العزيز الدَّرَاوَرْديّ.
وقال أحمد بن عطاء الرُّوَذباريّ: سمعتُ عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن أبي الحواريّ قال: كنّا نسمع بكاء أبي باللَّيل حتّى نقول: قد مات، ثمّ نسمع ضَحِكَه حتّى نقول: قد جُنّ.
وقال محمد بن عَوْف الحمصيّ: رأيت أحمد بن أبي الحواري عندنا بطَرَسُوس، فلمّا صلّى العَتْمَة قام يصلّي، فاستفتح بالحمد إلى: " {إياك نعبد وإياك نستعين} " فطُفْتُ الحائطَ كلّه ثمّ رجعت، فإذا هو لا [ص:1006] يجاوز " {إياك نعبد وإياك نستعين} ". ثم نمتُ، ومَرَرْتُ به سَحرًا وهو يقرأ " {إياك نعبد} " فلم يزل يردَّدُها إلى الصُّبْح.
وقال سعيد بن عبد العزيز: سمعتُ أحمد بن أبي الحواري يقول: مَن عمل بلا اتّباع سنة فعَمَلُه باطل.
وقال: مَن نظر إلى الدّنيا نَظَرَ إرادةٍ وحُبّ، أخرج الله نورَ اليقين والزُّهْد من قلبه.
قلت: ولأحمد قدم ثابت في العلم والحديث والزهد والمراقبة.
ومن مناقبه: قال أبو الدحداح الدمشقي: حدثنا الحسين بن حامد أنّ كتاب المأمون وردَ على إسحاق بن يحيى بن مُعاذ أمير دمشق، أن أحْضِر المحدِّثين بدمشق فامْتَحِنْهُم. فأحضر هشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، وعبد الله بن ذَكْوان، وأحمد بن أبي الحواري، فامْتَحَنَهُم امتحانًا ليس بالشّديد، فأجابوا، خلا أحمد بن أبي الحواري، فجعل يرفق به ويقول: أليس السماوات مخلوقة؟ أليس الأرض مخلوقة؟ وأحمد يأبى أن يُطيعه. فسجنه في دار الحجارة، ثمّ أجاب بعدُ، فأطلقه.
وقال أحمد بن أبي الحواري: قال لي أحمد بن حنبل: متى مَوْلدُك؟ قلت: سنة أربعٍ وستّين ومائة، قال: هي مولدي.
وقد ذكر السُّلَميّ في " مِحَن الصُّوفيّة " أحمدَ بنَ أبي الحواري فقال: شهد عليه قوم أنّه يُفَضِّل الأولياء على الأنبياء، وبذلوا الخطوط عليه. فهربَ من دمشق إلى مكّة، وجاورَ حتّى كتب إليه السلطان يسأله أن يرجع، فرجع.
قلت: هذا من الكذِب على أحمد، فإنّه كان أعلم بالله من أن يقع في ذلك، وما يقع في هذا إلا ضالٌّ جاهل.
وقال السُّلَميّ في " تاريخ الصُّوفيّة ": سمعت محمد بن جعفر بن مطر، قال: سمعت إبراهيم بن يوسف الهَسَنْجانيّ يقول: رمى أحمد بن أبي الحواري بكُتُبه في البحر وقال: نِعْم الدّليل كنتِ. والاشتغال بالدّليل بعد الوصول مُحَال، ثم قَالَ السُّلَميّ: سمعتُ محمد بْن عَبْد الله الطبري يقول: سمعت يوسف بن الحسين يقول: طلب أحمد بن أبي الحواري العلم ثلاثين سنة، ثمّ حمل كتبه [ص:1007] كلّها إلى البحر فغرّقها، وقال: يا عِلْم لم أفعلْ هذا بك استخفافًا، ولكنْ لمّا أهتديتُ بك استغنيت عنك.
ثم روى السُّلَميَ وفاة ابن أبي الحواري سنة ثلاثين ومائتين، وهذا غلط.
حكاية عجيبة لا أعلم صحّتها.
روي السُّلَميّ، عن محمد بن عبد الله، وأبي عبد الله بن باكويه، عن أبي بكر الغازي؛ سمعا أبا بكر السباك، قال: سمعتُ يوسف بن الحسين يقول: كان بين أبي سليمان الدّارانيّ، وأحمد بن أبي الحواري عقْد لا يخالفه في أمر. فجاءه يومًا وهو يتكلَّم في مجلسه، فقال: إنَّ التّنُّور قد سُجِر، فما تأمر؟ فلم يُجِبْه. فأعاد قوله مرتين أو ثلاثا، فقال: اذهب فاقْعُدْ فيه. كأنّه ضاقَ به. وتغافل أبو سليمان ساعةً، ثمّ ذكر فقال: اطلبوا أحمد، فإنّه في التّنّور، لأنه على عقْدٍ أن لا يخالفني. فنظروا فإذا هو في التّنُّورِ لم يحترق منه شَعْرة.
قال عَمْرو بن دُحَيْم: تُوُفّي لثلاثٍ بقين من جُمَادَى الآخرة سنة ستٍّ وأربعين.(5/1005)
27 - أحمد بن عبد الله بن خالد بن موسى، أبو عليّ الشَّيْبانيّ الْجُوباريُّ ويقال الْجُوَيْباريُّ الهَرَوِيُّ، المعروف بسَتُّوق. [الوفاة: 241 - 250 ه]
وجوبار: من أعمال هراة،
رَوَى عَنْ: جرير، وابن عُيَيْنَة، والفضل بن موسى السّينانيّ، ووَكِيع، وغيرهم أحاديث وضَعَها عليهم.
وَعَنْهُ: محمد بن كرّام السّجِسْتانيّ شيخ الكرّاميّة، وأحمد بن بهْرام، وآحاد النّاس.
قال ابن عَدِيّ: له أحاديث كثيرة وضعها.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: كذاب.
وقال الحاكم أبو عبد الله: لا يَحِلّ كَتْبُ حديثه بوجهٍ.
قُلْتُ: وَمِنْ مَوْضُوعَاتِهِ: رُوِي عَنْ أَبِي يَحْيَى الْمُعَلِّمِ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ [ص:1008] أَنَسٍ يَرْفَعُهُ، قَالَ: " يَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتٍ يُكْنَى أَبَا حَنِيفَةَ، يُجَدِّدُ اللَّهُ سُنَّتِي عَلَى يَدَيْهِ ".
تُوُفيّ في رجب سنة سبع وأربعين.(5/1007)
28 - ت ن ق: أحمد بن عبد الرحمن بن بكّار بن عبد الملك بن الوليد بن بُسْر بن أرطأة، أبو الوليد القُرَشيّ العامرّي البُسْريّ الدِّمشقيُّ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل بغداد.
سَمِعَ: الوليد بن مسلم، وعِراك بن خالد، ومروان بن معاوية.
وَعَنْهُ: الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وأبو محمد الدّارِميّ، وعبد الله بن ناجية، وأبو القاسم البَغَويّ، وأبو حامد الحضْرميّ، وحاجب الفَرَغانيّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: صالح، مات في رمضان سنة ثمان وأربعين.
وقال الباغندي: حدثنا إسماعيل بن عبد الله اليَشْكُريّ قال: لم يسمع أبو الوليد مِنَ الوليد بن مسلم شيئًا. وكنت أعرفه شبه قاصّ. وكان يحلّل النساء للرجال، ويعطى الشيء، سامحه الله.(5/1008)
29 - م 4: أحمد بن عَبْدَة بن موسى الضَّبّيّ أبو عبد الله الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ: حمّاد بْن زيد، وعبد الواحد بْن زياد، وحفص بن جميع، وطائفة.
وَعَنْهُ: مسلم، والأربعة، وزكريا السّاجيّ، وأبو بكر بن خزيمة، وخلق كثير، وكان ثقة نبيلا.
توفي في شوال سنة خمس وأربعين.(5/1008)
30 - م ت ن: أحمد بن عثمان بن عبد النور أبو عثمان النوفلي الْبَصْرِيُّ، المعروف بأبي الجوزاء. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: أبي داود الطَّيالِسيّ، وقريش بن أنس، وأزهر السمان، وغيرهم. [ص:1009]
وَعَنْهُ: مسلم، والترمذي، والنسائي، وأبو بكر بن أبي عاصم، وآخرون.
وكان من نُسّاك أهل البصرة وثقاتهم.
تُوُفّي سنة ست وأربعين.(5/1008)
31 - م د ن ق: أحمد بن عَمْرو بن عبد الله بن عُمَرو بن السرح أبو الطاهر الأموي، مولاهم المِصْريُّ الفقيه. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وابن وهب، وسعيد الأدم.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وطائفة آخرهم أبو بكر بن أبي داود.
وكان من جِلّة العلماء، شرح " موطّأ ابن وهب ". وتوفي لأربع عشرة خلت من ذي القعدة سنة خمسين.
وتفرَّد عن ابن وهْب بحديث، قَالَ ابْنُ عدي: حدثناه أَبُو الْعَلاءِ الْكُوفِيُّ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ محمد، وَمحمد بْنُ زِيَادِ بْنِ حَبِيبٍ، وغيرهم قالوا: حدثنا أبو طاهر بن السرح قال: حدثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «كُلُّ بني آدم سيد، والرجل سَيِّدُ أَهْلِهِ، وَالْمَرْأَةُ سَيِّدَةُ بَيْتِهَا». ".
هَذَا حَدِيثٌ صحيح غريب.(5/1009)
32 - خ م د ن ق: أحمد بن عيسى بن حسَّان، أبو عبد الله المِصْريُّ المعروف بابن التُّسْتَريِّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ: ضِمام بن إسماعيل، ومفضَّل بن فَضَالَةَ، وابن وهْب، وبِشْر بن بكر، وأزهر السَّمّان، وغيرهم.
وَعَنْهُ: الجماعة سوى الترمذي، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، وإبراهيم الحربيّ، ويوسف القاضي، وأبو القاسم البَغَويّ، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وآخرون.
قال: أبو داود: سألت ابن مَعِين عنه فحلفَ بالله أنّه كذّاب.
وقال أبو زُرْعة لمّا نظر في صحيح مسلم: يروي عن أحمد بن عيسى في الصّحيح! وما رأيتُ أهل مصر يشكّون في أنّه، وأشارَ إلى لسانه.
وأمّا النَّسائيّ، فقال: ليس به بأس. [ص:1010]
وقال الخطيب: ما رأيتُ لمن ترك الاحتجاج بحديثه حُجّة.
مات بسامرّاء في صفر سنة ثلاث وأربعين ومائتين. وكان أبوه يّتَّجِر إلى تُسْتَر، فَعُرِف بالتُّسْتَريّ، وهي شُشْتَر.(5/1009)
33 - أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ ابن الشّهيد الحُسَين الحُسَينيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سيّد العلويّة وشيخهم.
حَبَسه الرشيد عند الفضل بن الربيع مدةً، فهرب وتنقّل واختفى دهرا طويلا، وكبر وضعُف بصَرُه.
مات بالبصرة سنة سبْعٍ وأربعين في رمضان.(5/1010)
34 - أحمد بن عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عمر ابن الإمام عليّ بن أبي طالب، أبو طاهر العلويّ المدنيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: أبيه، وابن أبي فُدّيْك.
وَعَنْهُ: محمد بن منصور بن يزيد الكُوفيُّ، وأبو يونس المّدِينيّ، وغيرهما.
ذكره ابن أبي حاتم، وأبو أحمد الحاكم، ولم يضعّفاه، له غرائب.(5/1010)
35 - ع: أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حيَّان بن عبد الله بن أَنَس بن عَوْف بن قاسط بن مازن بن شَيْبان بن ذُهْل بن ثعلبة بن عُكابة بن صَعْب بن عليّ بن بكر بن وائل، الإمام أبو عبد الله الشَّيْبانيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
هكذا نسَبه ولده عبد الله واعتمده أبو بكر الخطيب، وغيره.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا صالح بْن أَحْمَد قَالَ: وجدتُ في كتاب أَبِي نسبَهُ؛ فَسَاقه إلى مازن، ثم قال: ابن هُذَيْل بن شيبان بن ثعلبة بن عُكابة.
قلت: قال فيه هُذَيْل بن شَيْبان كما ترى، وهو غلط.
وقال البغوي: حدثنا صالح بن أحمد فقال: فيه ذُهْل بدل: هُذَيْل. وكذا نقل إبراهيم بن إسحاق الغَسيل، عن صالح. فدلَّ على أنّ الوهْم من ابن أبي حاتم. [ص:1011]
وأما قَول عبّاس الدُّوريّ، وأبي بكر بن أبي داود أنّ الإمام أحمد كان من بني ذُهل بن شيبان، فغلَّطهما الخطيب، وقال: إنّما كان من بني شيبان بن ذُهَل بن ثَعْلَبَة، قال: وذُهْل بن ثعلبة هو عمّ ذُهْل بن شيبان بن ثعلبة. فينبغي أن يقال فيه: أحمد بن حنبل الذُّهْليّ على الإطلاق.
وقد نسبه البخاري إليهما معًا فقال: الشَّيْبانيّ الذُّهْليّ.
وأمّا ابن ماكولا مع بَصَره بالأنساب فَوَهِم، وقال في سياق نَسَبه: مازن بن ذُهْل بن شَيْبان بن ذُهْل بن ثعلبة. ولم يتابَع عليه.
وقال صالح بن أحمد: قال لي أبي: وُلِدْتُ في ربيع الأول سنة أربع وستّين ومائة، قال صالح: وجيء بأبي حمل من مرو، فتوفي أبوه محمد شابا ابن ثلاثين سنة، فوليت أبي أمه. قال أبي: وكانت قد ثقبت أذني، فكانت أمي تصير فيهما لؤلؤتين. فلما ترعرعت نزعتهما، فكانتا عندها، فدفعتهما إلي، فبعتهما بنحو من ثلاثين درهما.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، وأحمد بن أبي خيثمة: إنه ولد في ربيع الآخر.
وَقَالَ حَنْبَلٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: طلبتُ الحديث سنة تسعٍ وسبعين، وجاءنا رجل وأنا في مجلس هُشَيْم فقال: مات حمّاد بن زيد.
فمن شيوخه: هُشَيْم، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وإبراهيم بن سعد، وجرير بن عبد الحميد، ويحيى القطّان، والوليد بن مسلم، وإسماعيل ابن عُلَية، وعليّ بن هاشم بن البريد، ومعتمر بن سليمان، وعمّار بن محمد ابن أخت الثَّوريّ، ويحيى بن سُلَيْم الطّائفيّ، وغُنْدر، وبِشْر بن المفضّل، وزياد البكّائيّ، وأبو بكر بن عيّاش، وأبو خالد الأحمر، وعبّاد بن عبّاد المُهَلّبيّ، وعَبّاد بن العوّام، وعبد العزيز بن عبد الصّمد العمِّيّ، وعمر بن عُبَيْد الطّنَافِسِيّ، والمطَّلِب بن زياد، ويحيى بن أبي زائدة، والقاضي أبو يوسف، ووَكِيع، وابن نُمَيْر، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وعبد الرّزَاق، والشافعيّ، وخلْق كثير.
وممّن رَوَى عَنْهُ: البخاري، ومسلم، وأبو داود، ومن بقي بواسطة؛ [ص:1012] والبخاري، وأبو داود أيضا بواسطة، وابناه صالح وعبد الله، وشيوخه: عبد الرّزّاق، والحَسَن بن موسى الأشيب، والشّافعيّ لكنه قال: الثقة. ولم يُسَمَّه، وأقرانه: عليّ ابن المَدِينيّ، ويحيى بن مَعِين، ودُحْيم الشّاميّ، وأحمد بن أبي الحواري، وأحمد بن صالح المِصْريُّ. ومِنَ القدماء: محمد بن يحيى الذُّهْليّ، وأبَو زُرْعَة، وعبّاس الدُّوريّ، وأبو حاتم، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وإبراهيم الحربيّ، وأبو بكر الأثرم، وأبو بكر المروذي، وحرب الكِرمْانيّ، وموسى بن هارون، ومُطَيَّن، وخلْق آخرهم أبو القاسم البَغَويّ.
وقال أبو جعفر بن ذريح العكبري: طلبت أحمد بن حنبل لأسأله عن مسألة، فسلّمت عليه، وكان شيخًا مخضوبًا، طُوالا، أسمر شديد السُّمرة.
وقال الخطيب: وُلِد أبو عبد الله ببغداد ونشأ بها، وطلب العلم بها، ثمّ رحل إلى الكوفة، والبصْرة، ومكّة، والمدينة، واليمن، والشّام، والجزيرة.
وقال أحمد: مات هُشَيْمٍ سنة ثلاثٍ وثمانين، وخرجت إلى الكوفة في تلك الأيّام، ودخلت البصرة سنة ستٍّ وثمانين. ثمّ دخلتها سنة تسعين، وسمعت من عليّ بن هاشم سنة تسع وسبعين، ثمّ عدت إليه المجلسَ الآخر وقد مات، وهي السنة الّتي مات فيها مالك، وقال: قدِمْنا مكة سنة سبْعٍ وثمانين، وقد مات الفُضَيْل، وفي سنة إحدى وتسعين، وفي سنة ست وتسعين. وأقمتُ بمكة سنة سبُعٍ، وخرجنا سنة ثمانٍ. وأقمت سنة تسعٍ وتسعين عند عبد الرّزّاق، وحججت خمس حِجَج، منها ثلاث راجلا، وأنفقت في إحدى هذه الحجج ثلاثين درهمًا. ولو كان عندي خمسون دِرْهمًا لخرجتُ إلى جرير بن عبد الحميد، وقال: رأيت ابن وهْب بمكّة، ولم أكتب عنه.
وقال محمد بن حاتم: ولي جد الإمام أحمد حنبل بن هلال سَرْخَس، وكان من أبناء الدّعوة. فحُدّثت أنّه ضربه المسيب بن زُهير الضّبيّ ببخارى، لكونه شغب الجند.
وعن عبّاس النَّحْويّ قال: رأيت أحمد بن حنبل حسن الوجه، رَبْعَه، يَخْضِب بالحِنّاء خضابا ليس بالقاني. وفي لحيته شَعِرات سُود، ورأيت ثيابه غلاظا، إلا أنّها بِيض. ورأيتهُ مُعْتَمّا وعليه إزار.
وَقَالَ حَنْبَلٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: ذهبتُ لأسمع من ابن المبارك فلم [ص:1013] أُدْرِكْه، وكان قد قدِم فخرج إلى الثِّغْر، فلم أسمع منه ولا رأيته.
وقال عارم أبو النُّعْمان: وضع أحمد عندي نَفَقَتَه، فكان يجيء فيأخذ منها حاجته، فقلت له يومًا: يا أبا عبد الله بَلَغَني أنَّك من العرب، فقال: يا أبا النُّعْمان نحن قوم مساكين، فلم يزل يدافعني حتّى خرج ولم يقل لي شيئًا.
وقال صالح: عزم أبي على الخروج إلى مكّة، ورافق يحيى بن مَعِين، فقال أبي: نحجُّ ونمضي إلى صنعاء إلى عبد الرّزّاق، قال: فمضينا حتّى دخلنا مكّة، فإذا عبد الرّزّاق في الطَّواف، وكان يحيى يعرفه، فطفْنا، ثمّ جئنا إلى عبد الرّزّاق، فسلَّم عليه يحيى وقال: هذا أخوك أحمد بن حنبل، فقال: حيّاه الله، إنّه ليبلغني عنه كل ما أُسَرُّ بِهِ، ثبّته الله على ذلك، ثمّ قام لينصرف، فقال يحيى: ألا نأخذ عليه الموعد، فأبى أحمد وقال: لم أغير النية في رحلتي إليه. أو كما قال. ثمّ سافر إلى اليمن لأجله، وسمع منه الكُتُب، وأَكْثَرَ عنه.(5/1010)
-فصل في إقباله على العلم واشتغاله وحِفْظه
قال الخلال: أخبرنا المَرُّوذِيّ أنّ أبا عبد الله قال له: ما تزوّجت إلا بعد الأربعين.
وعن أحمد الدَّوْرَقيّ، عن أبي عبد الله قال: نحن كتبنا الحديث من ستّة وُجوه وسبعة وُجوه، لم نضبطه، فكيف يضبطه من كتبه من وجهٍ واحد؟
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: سمعت أبا زُرْعَة يقول: كان أبوك يحفظ ألف ألف حديث، فقيل له: وما يُدْريك؟ قال: ذاكَرْتُه فأخذت عليه الأبواب.
وَقَالَ حَنْبَلٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: حفظت كلّ شيء سمعته من هُشَيْم، وهُشَيْم حيّ.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: قال سعيد بن عمرو البرذعي: يا أبا زُرْعَة، أنت أحفظ أَمّ أحمد بن حنبل؟ قال: بل أحمد، قلت: وكيف علمت؟ قال: وجدتُ كُتُبَه ليس في أوائل الأجزاء ترجمة أسماء المحدِّثين الذين سمع منهم، فكان يحفظ كلّ جزء ممّن سمعه، وأنا لا أقدر على هذا. [ص:1014]
وعن أبي زرعة، قال: حرز كُتُب أحمد يوم مات، فبلغت اثنى عشر حِملا وعِدْلا، ما كان على ظهر كتابٍ منها: حديث فلان؛ ولا في بطنه حدثنا فلان، وكلّ ذلك كان يحفظه عن ظهر قلبه.
وقال الحَسَن بن منبّه: سمعت أبا زُرْعة، قال: أخرج إليَّ أبو عبد الله أجزاء كلّها سُفيان، سُفيان، ليس على حديثٍ منها: حدثنا فلان. فظننتها عن رجلٍ واحدٍ، فانتخبْتُ منها. فلما قرأ علي جعل يقول: حدثنا وكيع، ويحيى، وحدثنا فلان، فعجبت من ذلك، وجهدت أن أقدر على شيءٍ من هذا، فلم أقدر.
قال المَرُّوذيّ: سمعت أبا عبد الله يقول: كنت أذاكر وَكِيعًا بحديث الثَّوريّ، وكان إذا صلى العِشاء الآخرة خرج من المسجد إلى منزله. فكنت أذاكره، فربما ذكر تسعة أو عشرة أحاديث، فأحفظها. فإذا دخل قال لي أصحاب الحديث: أَمْلِ علينا. فأُمْلِها عليهم.
وقال الخلال: حدثنا أبو إسماعيل الترمذي، قال: سمعت قُتَيْبة بن سعيد يقول: كان وَكِيع إذا كانت العَتْمَة ينصرف معه أحمد بن حنبل، فيقف على الباب فيُذَاكره. فأخذ وَكِيع ليلةً بعضادتي الباب، ثمّ قال: يا أبا عبد الله، أريد أن ألقي عليك حديث سُفْيان، قال: هات. قال: تحفظ عن سُفْيان، عن سَلَمَةَ بن كُهَيْل كذا؟ قال: نعم، حدثنا يحيى. فيقول: سلمة كذا وكذا، فيقول: حدثنا عبد الرحمن. فيقول: وعن سلمة كذا كذا. فيقول: أنت حدَّثتنا، حتّى يفرغ من سَلَمَةَ، ثم يقول أحمد: فتحفظ عن سَلَمَةَ كذا وكذا؟ فيقول وكيع: لا. ثمّ يأخذ في حديث شيخ شيخ. فلم يزل قائمًا حتّى جاءت الجارية فقالت: قد طلع الكوكب. أو قالت: الزُّهْرة.
وقال عبد الله: قال لي أبي: خُذْ أيَّ كتاب شئت من كُتُب وَكِيع. فإنْ شئت أن تسألني عن الكلام حتّى أخبرك بالإسناد، وإن شئت بالإسناد، حتّى أخبرك عن الكلام.
وقال الخلال: سمعتُ أبا القاسم بن الخُتَّليّ - وكفاك به - يقول: أكثر النّاس يظنّون أنّ أحمد إذا سُئِل كان عِلْم الدُّنيا بين عينيه.
وقال إبراهيم الحربيّ: رأيت أحمد كأنّ الله جمع له عِلْم الأوّلين والآخرين.
وعن أحمد بن سعيد الرّازيّ قال: ما رأيت أسود الرأس أحفَظَ لحديث [ص:1015] رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا أعْلَم بِفقْهه ومعانيه من أحمد بن حنبل.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن سلمة، قال: سمعت إسحاق بن راهَوَيْه يقول: كنت أجالس بالعراق أحمد بن حنبل، ويحيى بن مَعين، وأصحابَنَا. وكنا نتذاكر الحديث من طريقين وثلاثة. فيقول يحيى من بينهم: وطريق كذا. فأقول: أليس قد صحّ هذا بإجماعٍ منّا؟ فيقولون: نعم. فأقول: ما تفسيره؟ ما فِقْهُهُ؟ فيقفون كلّهم، إلا أحمد بن حنبل.
وقال الخلال: كان أحمد قد كَتَبَ كُتُبَ الرَّأي وحفِظها، ثمّ لم يلتفت إليها.
وقال أحمد بن سِنان: ما رأيت يزيد بن هارون لأحدٍ أشدَّ تعظيمًا منه لأحمد بن حنبل، ولا رأيته أكْرَمَ أحدًا مثله. وكان يُقْعده إلى جَنْبه ويوقّره ولا يمازحه.
وقال عبد الرّزّاق: ما رأيت أفقه من أحمد بن حنبل ولا أورع.
وقال إبراهيم بن شماس: سمعت وَكِيعًا يقول: ما قدِم الكوفةَ مثل ذاك الفتى - يعني أحمد - وسمعت حفص بن غيَاث يقول ذلك.
وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: مَا نظرتُ إلى أحمد بن حنبل إلا تذكّرت به سُفْيان الثَّوريّ.
وقال القواريريّ: قال لي يحيى القطّان: ما قدِم عليَّ مثل أَحْمَد بْن حنبل، ويحيى بْن مَعِين.
وقال أبو اليَمَان: كنت أشبّه أحمد بن حنبل بأرطأة بن المُنْذر.
وقال الهيثم بن جميل: إنْ عاش هذا الفتى سيكون حُجَّة على أهل زمانه، يعني أحمد.
وقال قُتَيْبة: خير أهل زماننا ابن المبارك، ثمّ هذا الشّابّ، يعني أحمد بن حنبل.
وقال أبو داود: سمعتُ قُتَيْبة يقول: إذا رأيت الرجل يحبّ أحمد فاعلم أنّه صاحب سنة.
وقال عبد الله بن أحمد بن شَبَّويْه، عن قُتَيْبة: لو أدرك أحمد عصر الثَّوريّ، والأوزاعيّ، ومالك، واللّيث، لكان هو المقدَّم، فقلت لقُتَيْبة: تضمُّ [ص:1016] أحمدَ إلى التّابعين؟ فقال: إلى كبار التّابعين. وسمعت قُتَيْبة يقول: لولا الثَّوريّ لَمَاتَ الورع، ولولا أحمد بن حنبل لأحْدَثوا في الدّين.
وقال أحمد بن سَلَمَةَ: سمعتُ قُتَيْبَة يقول: أحمد بن حنبل إمام الدّنيا.
وقال العبّاس بن الوليد البيروتي: حدثنا الحارث بن عبّاس، قال: قلت لأبي مُسْهِر: هل تعرفُ أحدًا يحفظ على هذه الأمّة أمر دِينها؟ قال: لا أعلمه إلا شابّ في ناحية المشرق، يعني أحمد بن حنبل.
وقال المُزَنيّ: قال لي الشّافعيّ: رأيتُ ببغداد شابًا إذا قال: حدَّثنا، قال النّاس كلّهم: صَدَق. قلت: من هو؟ قال: أحمد بن حنبل.
وقال حَرْمَلَة: سمعت الشّافعيّ يقول: خرجت من بغداد، فما خلَّفت بها رجلا أفضل ولا أعلم ولا أفقه ولا أتقى من أحمد بن حنبل.
وقال الزَّعْفُرانيّ: قال لي الشّافعيّ: ما رأيت أَعْقَل من أحمد بن حنبل، وسليمان بن داود الهاشمي.
وقال محمد بن إسحاق بن راهَوَيْه: سمعتُ أبي يقول: قال لي أحمد بن حنبل: تعالَ حتّى أُرِيكَ رجلا لم تَرَ مثله، فذهبَ بي إلى الشّافعيّ. قال أبي: وما رأى الشّافعيّ مثل أحمد بن حنبل، ولولا أحمد وبذْل نفسِهِ لِمَا بذلَها له لذهب الإسلام.
وعن إسحاق قال: أحمد حُجّة بين الله وبين خَلْقه.
وقال محمد بن عَبْدَوَيْه: سمعت علي ابن المَدِينيّ وذكر أحمد بن حنبل فقال: هو أفضل عندي من سعيد بن جُبَيْر في زمانه. لأنّ سعيدًا كان له نُظرَاء، وإنّ هذا ليس له نظير. أو كما قال. وقال علي ابن المَدينيّ: إن الله أعَزَّ هذا الدين بأبي بكر الصِّدّيق يوم الرِّدَّةِ، وبأحمد بن حنبل يوم المِحْنَة.
وقال أبو عُبَيْد: انتهى العِلم إلى أربعة؛ أحمد بن حنبل وهو أفقههم، وذكر الحكاية.
وقال محمد بن نصر الفرّاء: سمعت أبا عُبَيْد يقول: أحمد بن حنبل إمامنا، إنّي لأتزَّين بذِكره.
وقال أبو بكر الأثرم، عن أبي عُبَيْد: ما رأيت رجلا أعلم بالسنة من أحمد.
وقال أحمد بن الحَسَن التِّرْمِذيّ: سمعت الحَسَن بن الربيع يقول: ما [ص:1017] شبهت أحمد بن حنبل إلا بابن المبارك في سَمْتِه وهيئته.
وقال الطَّبَرانيّ: حدثنا محمد بن الحسين الأنماطيّ، قال: كنّا في مجلسٍ فيه يحيى بن مَعِين، وأبو خيثمة، وجماعة، فجعلوا يُثْنُون على أحمد بن حنبل، فقال رجل: لا تُكثِروا بعض هذا، فقال يحيى بن مَعِين: وكَثْرة الثّناء على أحمد تُسْتَنْكَر؟ لو جلسنا مجالسنا بالثنّاء عليه ما ذكرنا فضائله بكمالها.
وقال عبّاس، عن ابن معين: ما رأيت مثل أحمد.
وقال جعفر النُّفَيْليّ: كان أحمد من أعلام الدّين.
وقال المَرُّوذيّ: حضرتُ أبا ثوْر سُئِل عن مسألة، فقال: قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل شيخنا وإمامُنا فيها: كذا وكذا.
وقال إبراهيم الحربيّ: قال ابن مَعِين: ما رأيتُ أحدًا يُحَدِّثُ لله إلا ثلاثة: يَعْلَى بن عُبَيْد، والقَعْنَبيّ، وأحمد بن حنبل.
وقال عبّاس الدُّوريّ: سمعت ابن مَعِين يقول: أرادوا أن أكون مثل أحمد، والله لا أكون مثله أبدًا.
وقال أبو خَيْثَمَة: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل، ولا أشدّ قلْبًا منه.
وقال عليّ بن خَشْرَم: سمعت بشْر بن الحارث، وَسُئِلَ عن أحمد بن حنبل، فقال: أنا أسأل عن أحمد بن حنبل؟ إنّ أحمد أدخل الكِيرَ فخرج ذَهَبًا أحمر. رواها جماعة، عن ابن خشرم.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: قال أصحاب بِشْر بن الحارث حين ضُرب أحمد في المحنة: يا أبا نصر لو أنّك خرجتَ، فقلت: إنّي على قول أحمد بن حنبل. فقال بِشْر: أتريدون أن أقومَ مقام الأنبياء؟. رُوِيَتْ من وجهين عن بِشْر، وزاد أحدهما: قال بِشْر: حفظ الله أحمد من بين يديه ومِن خلفه.
وقال القاسم بن محمد الصائغ: سمعتُ المَرُّوذيّ يقول: دخلت على ذي النُّون السّجنَ ونحن بالعسكر، فقال: أيّ شيء حال سيّدنا؟ يعني أحمد بن حنبل.
وقال إسحاق بن أحمد: سمعتُ أبا زُرْعة يقول: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل في فنون العِلم. وما قام أحدٌ مثل ما قام أحمد به. [ص:1018]
وقال ابن أبي حاتم: قالوا لأبي زُرْعة: فإسحاق بن راهَوَيْه؟ قال: أحمد بن حنبل أكبر من إسحاق وأَفْقَه، قد رأيت الشيوخ، فما رأيتُ أحدًا أكمل منه. اجتمع فيه زُهْدٌ وفضلٌ وفقهٌ وأشياءٌ كثيرة.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن علي ابن المَدِينيّ وأحمد بن حنبل أيُّهما أحفظ؟ فقال: كانا في الحِفْظ متقاربَيْن وكان أحمد أفقه، وقال أبي: إذا رأيت الرجل يحبّ أحمد فاعلم أنّه صاحب سنة، وسمعت أبي يقول: رأيت قُتَيْبَة بمكة فقلت لأصحاب الحديث: كيف تغفلون عنه وقد رأيت أحمد بن حنبل في مجلسه؟ فلمّا سمعوا هذا أخذوا نحوه وكتبوا عنه.
وقال محمد بن حمّاد الطِّهْرانيّ: سمعتُ أبا ثَوْر يقول: أحمد بن حنبل أعلم أو أفقه من الثَّوريّ.
وقال محمد بن يحيى الذُّهْليّ: جعلتُ أَحْمَد بْن حنبل إمامًا فيما بيني وبين الله.
وقال نصر بن عليّ الْجَهْضميّ: كان أحمد أفضل أهل زمانه.
وقال عمرو الناقد: إذا وافقني أحمد بن حنبل على حديثٍ لا أبالي مَن خالفني.
وقال محمد بن مِهران الجمّال، وذُكِر له أحمد بن حنبل، فقال: ما بقى غيره.
وقال الخلال: حدثنا صالح بن عليّ الحلبيّ: سمعتُ أبا همّام السَّكُونيّ يقول: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل، ولا رأي أحمد مثلَه.
وقال محمد بن إسحاق بن خُزَيْمة: سمعت محمد بن سَخْتَوَيْه البَرْذَعيّ يقول: سمعتُ أبا عُمَيْر عيسى بن محمد الرمليّ، وذكر أحمد بن حنبل فقال: رحمه الله، عن الدّنيا ما كان أصبره، وبالماضين ما كان أشبَههُ، وبالصّالحين ما كان أَلْحَقَه. عُرِضَت له الدَنيا فأباها، والبِدَع فنفاها.
وقال أبو حاتم الرازيّ: كان أبو عُمَيْر بن النّحّاس الرمليّ من عُبّاد [ص:1019] المسلمين، فقال لي: كتبتّ عن أحمد بن حنبل شيئًا؟ قلت: نعم، قال: فأملّ عليَّ، فأمليتُ عليه شيئًا.
عن حَجّاج بن الشّاعر قال: ما كنت أحبّ أن أُقتل في سبيل الله ولم أُصَلِّ على أحمد بن حنبل.
وعنه قال: قبَّلتُ يومًا ما بين عينَيْ أحمد بن حنبل وقلت: يا أبا عبد الله بلغتَ مبلغ سُفيان ومالِك، ولم أظن في نفسي أني بقيت غاية. فبلغَ والله في الإمامة أكثر من مبلغهما.
وعن حَجّاج بن الشّاعر قال: ما رأت عيناي روحًا في جسد أفضل من أحمد بن حنبل.
وعن محمد بن نصر المَرْوَزِيّ قال: اجتمعتُ بأحمد بن حنبل وسألته عن مسائل، وكان أكثر حديثًا من إسحاق بن راهَوَيْه وأفقه منه.
وعن محمد بن إبراهيم البوشنجي قال: ما رأيت أجمع في كلّ شيءٍ من أحمد بن حنبل ولا أعقل.
وقال محمد بن مسلم بن وَارَةَ: كان أحمد صاحب فِقه، وصاحب حِفْظ، وصاحب معرفة.
وقال أبو عبد الرحمن النَّسائيّ: جمع أحمد بن حنبل المعرفة بالحديث، والفقه، والورع، والزُّهد، والصّبر.
وَقَالَ خَطَّابُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ الْحَكَمِ الْوَرَّاقِ: لَمَّا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «فَرُدُّوهُ إِلَى عَالِمِهِ.» " رَدَدْنَاهُ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ. وَكَانَ أَعْلَمَ أَهْلِ زَمَانِهِ.
وقال أبو داود: كانت مجالس أحمد مجالس الآخرة، لا يُذكر فيها شيءٌ من أمر الدّنيا. ما رأيته ذكر الدّنيا قطّ.
وقال صالح جَزَرَة: أفقه من أدركت في الحديث أحمد بن حنبل.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ أبيه، وذُكِر الشّافعي عنده، فقال: ما استفادَ منّا أكثر ممّا استفدنا منه. قال عبد الله: كلّ شيء في كتاب الشّافعيّ: أخبرنا الثقة؛ فهو عن أبي.
وقال الخلال: حدثنا أبو بكر المَرُّوذيّ قال: قدِم رجل من الزهاد، [ص:1020] فأدخلته على أبي عبد الله، وعليه فرو خَلَق، وخُرَيْقَة على رأسه، وهو حافٍ في بردٍ شديد، فسلَّم، وقال: يا أبا عبد الله قد جئت من موضعٍ بعيد، وما أردتُ إلا السّلام عليك، وأريد عَبّادان، وأريد إنْ أنا رجعتُ أن أمرَّ بك وأسلّم عليك، فقال: إن قدر. فقام الرجل فسلم وأبو عبد الله قاعد. قال المَرُّوذيّ: ما رأيت أحدًا قطّ قام من عند أبي عبد الله حتّى يقوم أبو عبد الله له، إلا هذا الرجل. فقال لي أبو عبد الله: ما ترى ما أشبَهه بالأبدال. أو قال: إنّي لأذكر به الأبدال، فأخرج إليه أبو عبد الله أربعة أَرْغِفة مشطورة بكامِخ وقال: لو كان عندنا شيء لَوَاسيناك.
قال الخلال: وأخبرنا المَرُّوذيّ: قلت لأبي عبد الله: ما أكثر الدّاعي لك، قال: أخاف أن يكون هذا استدراجًا بأيّ شيء هذا. وقلت لأبي عبد الله: إنّ رجلا قدم من طَرَسُوس وقال لي: إنّا كنّا في بلاد الروم في الغزو، وإذا هدأ الليل رفعوا أصواتهم بالدّعاء: ادعوا لأبي عبد الله، وكنّا نمدّ المنجنيق ونرمي عنه، ولقد رُمي عنه بحجر والعلج على الحصن مُتَتَرس بدَرَقَة، فذهبَ برأسه وبالدَّرَقَة، فَتَغَّير وجهه، وقال: ليته لا يكون استدراجًا. فقلتُ: كلا.
قال الخلال: وأخبرني أحمد بن حسين قال: سمعت رجلا من خراسان يقول: عندنا ليرون أحمد بن حنبل لا يُشبه البَشَر، يظنّون أنّه من الملائكة. وقال لي رجل: نظرةٌ عندنا من أحمد تَعْدِل عبادةَ سنة.
قال الخلال: وقال المَرُّوذيّ: رأيتُ بعض النّصارى الأطّباء قد خرج من عند أبي عبد الله ومعه راهب، فسمعت الطّبيب يقول: إنّه سألني أن يجيء معي حتى ينظر إلى أبي عبد الله.
وقال المَرُّوذيّ: وأدخلت نصرانيًا على أبي عبد الله يعالجه فقال: يا أبا عبد الله إنّي لأشتهي أن أراك منذ ستّين سنة. ما بقاؤك صلاحُ الإسلام وحدهم بل للخلْق جميعًا، وليس من أصحابنا أحد إلا وقد رضي بك. قال المَرُّوذيّ: فقلت لأبي عبد الله: إنّي لأرجو أن يكون يُدعى لك في جميع الأمصار، فقال: يا أبا بكر، إذا عرف الرجلُ نفسه فما ينفعه كلام النّاس.
وقال عبد الله بن أحمد: خرج أبي إلى طَرَسُوس ماشيًا، وحجّ حَجَّتين أو ثلاثًا ماشيًا، وكان أصبر النّاس على الوحدة، وبِشْر فيما كان فيه لم يكن يصبر على الوحدة، كان يخرج إلى ذا وإلى ذا. [ص:1021]
وقال عبّاس الدُّوريّ: حدَّثني علي بن أبي فَزَارَة جارنا، قال: كانت أميّ مُقْعَدَة من نحو عشرين سنة، فقالت لي يومًا: اذهب إلى أحمد بن حنبل، فَسَلْهُ أن يدعو لي، فأتيتُ فدققت عليه وهو في دِهْليزه، فلم يفتح لي وقال: مَن هذا؟ قلت: أنا رجلٌ سألتني أمّي، وهي مُقْعَدَة، أن أسألك أن تدعُوَ الله لها، فسمعتُ كلامَهُ كلام رجل مُغْضَب، فقال: نحن أحوج أن تدعُوَ الله لنا. فوَّليْت منصرفًا، فخرجتْ عجوزٌ فقالت: إنّي قد تركته يدعو لها. فجئت إلى بيتنا دققتُ الباب، فخرجت أميّ على رِجْلَيها تمشي وقالت: قد وهبَ الله ليَ العافية. رواها ثقتان، عن عبّاس.
وقال عبد الله بن أحمد: كان أبي يُصلّي في كل يوم وليلة ثلاثمائة رَكْعة، فلمّا مرض من تلك الأسواط أضْعَفَتْه، فكان يصلّي كلّ يومٍ وليلة مائة وخمسين ركعة.
وقال عبد الله بن أحمد: حدثنا عليّ بن الْجَهْم قال: كان لنا جارٌ فأخرج إلينا كتابًا فقال: أتعرفون هذا الخطّ؟ قلنا: هذا خطّ أحمد بن حنبل، فكيف كتب لك؟ قال: كنا بمكة مقيمين عند سُفْيان بن عُيَيْنَة، ففقدْنا أحمد أيّامًا، ثمّ جِئنا لنسأل عنه، فإذا الباب مردودٌ عليه، وعليه خِلْقان. فقلت: ما خَبَرُك؟ قال: سُرِقت ثيابي، فقلت له: معي دنانير، فإن شئت صِلةً، وإن شئت قَرْضًا، فأبى. فقلت: تكتب لي بأجرة؟ قال: نعم. فأخرجت دينارًا، فقال: اشترِ لي ثوبًا واقطعه نصفَين، يعني إزارًا ورداء، وجئني ببقيّة الدينار. ففعلتُ وجئت بورق، فكتب لي هذا.
وقال عبد الرّزّاق: عرضت على أحمد بن حنبل دنانير، فلم يأخذها.
وقال إسحاق بن راهَوَيْه: كنت أنا وأحمد باليمن عند عبد الرّزّاق، وكنتُ أنا فوق الغرفة وهو أسفل. وكنتُ إذا جئت إلى موضع اشتريت جاريةً، قال: فاطَلعتُ على أن نفقته فنَيت، فعرضت عليه، فامتنع فقلت: إن شئت قَرْضًا، وإن شئت صِلَة. فأبى، فنظرت فإذا هو ينسج التكك ويبيع ويُنْفِق. رواها أبو إسماعيل التِّرْمِذيّ، عنه.
وعن أبي إسماعيل قال: أتى رجل بعشرة آلاف دِرهم من ربْح تجارته إلى أحمد، فأبى أن يقبلها، وقال: نحن في وسعة وغنى. وقال غيره: حمل رجل إلى أحمد ثلاثة آلاف دينار فأبى أن يقبلها. [ص:1022]
وقال عبد الله، عن أبيه قال: عرض علي يزيد بن هارون نحو خمسمائة درهم، فلم أقبلْها.
وقيل: إنَّ صَيْرفيًا وصل أحمد بخمسمائة دينار، فردَّها.
وقال صالح: دخلت على أبي أيّام الواثق، والله يعلم كيف حالُنا، فإذا تحت لَبِده ورقة فيها: يا أبا عبد الله بَلَغَني ما أنتَ فيه من الضِّيق، وقد وَجَّهْتُ إليك بأربعة آلاف دِرهم. فلمّا ردّ أبي من صلاته قلت: ما هذا؟ فاحمر وجهه وقال: رفعتها منك. ثم قال: تذهب بجوابه، فكتب إلى الرجل: وَصَل كتابك، ونحن في عافية. فأمّا الدَّيْن، فلرجلٍ لا يُرْهِقُنا، وأمّا العيال، فهم في نعمة الله. فذهبت بالكتاب، فلمّا كان بعد حين، ورد كتاب الرجل بمثل ذلك، فامتنع. فلمّا مضى نحو سنة ذكرناها فقال: لو إنّا قبّلناها كانت قد ذهبت.
وقال جماعة: حدثنا سَلَمَةُ بن شبيب قال: كنّا في أيّام المعتصم عند أحمد بن حنبل، فدخل رجلٌ، فقال: مَن منكم أحمد بن حنبل؟ فسكتَنا، فقال أحمد: ها أنا ذا. قال: جِئْتُ من أربعمائة فَرْسخ بَرّا وبحرًا، كنت ليلة جمعة نائمًا فأتاني آتٍ، فقال لي: تعرف أحمد بن حنبل؟ قلتُ: لا. قال: فائْتِ بغداد وسَلْ عنه، فإذا رأيته فقل: إنّ الخَضِر يقرئُكَ السّلام، ويقول: إنّ ساكن السّماء الّذي على عرشه راضٍ عنك، والملائكة راضون عنك بما صبرت نفسك لله.(5/1013)
-فصل
مسند أحمد كتاب جليل مشهور أجازه لي جماعة سمعوه عالياً،
ويقال: إن له تفسيراً كبيراً ما رأينا من نبَّأنا عن وجوده، إلا ما قال أبو الحسين ابن المنادي: إن تفسير أحمد مائة وعشرون ألفاً، قال: ورواه عنه ولده عبد الله بن أحمد.(5/1022)
-فصل في آدابه
قال عبد الله بن أحمد: رأيت أبي يأخذ شعرةٌ مِنْ شَعْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيضعها على فيه يُقبّلها، وأحسب أنّي رأيته يضعها على عينه ويغمسها في الماء ويشربه يستشفى به. ورأيته قد أخذ قَصْعَة النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فغسّلها في جُبّ الماء، ثمّ شرب فيها. ورأيته يشرب ماء زمزم، يستشفي به، ويمسح به يديه ووجهه.
وقال أحمد بن سعيد الدّارمِيّ: كتب إليِّ أحمد بن حنبل: لأبي جعفر أكرمه الله، من أحمد بن حنبل.
وعن سعيد بن يعقوب قال: كتب إليِّ أحمد: من أحمد بن محمد إلى سعيد بن يعقوب، أمّا بعد، فإنّ الّدنيا داء والسّلطان داء، والعالِم طبيب. فإذا رأيتَ الطبيب يجرُ الدّاء إلى نفسه فاحْذرْه، والسّلام عليك.
وقال عُبَيْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْريّ: حدَّثني أبي، قال: مضى عمّي أبو إبراهيم أحمد بن سعْد إِلَى أَحْمَد بْن حنبل، فسلَّم عليه. فَلَمَّا رآه وثب قائما وأكرمه.
وقال المَرُّوذِيُّ: قَالَ لِي أَحْمَدُ: مَا كَتَبْتُ حَدِيثًا إِلَّا وَقَدْ عَمِلْتُ بِهِ، حَتَّى مَرَّ بِي أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَأَعْطَى أَبَا طَيْبَةَ دِينَارًا، فَأَعْطَيْتُ الْحَجَّامَ دِينَارًا حِينَ احْتَجَمْتُ.
وقال ابن أبي حاتم: ذكر عبد الله بن أبي عمر البكْريّ، قال: سمعت عبد الملك الميمونيّ يقول: ما أعلم أنّي رأيت أحدًا أنظف ثوبًا ولا أشدّ تعاهدا لنفسه في شاربه وشَعر رأسه وشَعر بَدَنه، ولا أنقى ثوبًا وشدّة بياض من أحمد بن حنبل.
وقال الخلال: أخبرني محمد بن الْجُنَيْد أنّ المَرُّوذيّ حدَّثهم قال: كان أبو عبد الله لا يدخل الحمّام. وكان إذا احتاج إلى النَّورة تَنَوّر في البيت. وأصلحت له غير مرّة النّورة، واشتريت له جلْدًا ليدِهِ يُدْخِل يَدَه فيه ويتنوَّر.
وقال حنبل: رأيت أبا عبد الله إذا أراد القيام قال لجُلَسائه: إذا شئتم.
وقال المَرُّوذيّ: رأيت أبا عبد الله قد ألقى لختَّانٍ دِرهَمين في الطّسْت.
وقال موسى بن هارون: سئل أحمد بن حنبل فقيل له: أين نطلب البُدَلاء؟ فسكت حتّى ظننّا أنّه لا يجيب، ثمّ قال: إنْ لم يكن من أصحاب الحديث فلا أدري. [ص:1024]
وقال المَرُّوذيّ: كان الإمام أحمد إذا ذكر الموت خنقَتْه العبرة. وكان يقول: الخوف يمنعني أكْلَ الطّعام والشّراب.
وقال: إذا ذكرتُ الموت هان عليَّ كلُّ شيءٍ من أمرِ الدّنيا. وإنّما هو طعام دون طعام، ولباس دون لباس، وإنّها أيام قلائل. ما أعدِلُ بالفقر شيئًا.
وقال: لو وجدتُ السّبيل لخرجت حتّى لا يكون لي ذِكْر.
وقال: أريد أن أكون في بعض تلك الشِّعاب بمكّة، حتى لا أُعْرَف. قد بُليت بالشُّهْرة. إنّي لأتمنّى الموت صباحًا ومساءً.
وقال المَرُّوذيّ: ذُكِر لأحمد أنّ رجلا يريد لقاءه، فقال: أليس قد كره بعضُهم اللّقاء. يتزيَّن لي وأتزيَّن له.
وقال: لقد استرحت. ما جاءني الفرح إلا منذ حلفت أن لا أُحَدِّث، وليتنا نُتْرَك، الطّريق ما كان عليه بِشْرُ بن الحارث.
وقال المَرُّوذيّ: قلت لأبي عبد الله: إنّ فلانًا قال: لم يزهد أبو عبد الله في الدّراهم وحدها، قد زهد في النّاس. فقال: ومَن أنا حتّى أزهد في النّاس؟ النّاسُ يريدون أن يزهدوا فيَّ.
وسمعت أبا عبد الله يكره للرجل أن ينام بعد العصر، يخاف على عقله.
وسمعته يقول: لا يفلح من تعاطى الكلام، ولا يخلو من أن يتجهَّم.
وَسُئِلَ عن القراءة بالألحان، فقال: هذه بدعةٌ لا تُسْمع.
وكان قد قارب الثمانين، رحمه الله.(5/1023)
-فصل من قوله في أُصول الدين
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: الإيمان قولٌ وعمل، يزيد وينقص. البر كله من الإيمان، والمعاصي تنقص من الإيمان.
وقال إسحاق بن إبراهيم البَغَويّ: سمعتُ أحمد بن حنبل، وَسُئِلَ عمّن يقول: القرآن مخلوق، فقال: كافر.
وقال سَلَمَةُ بن شبيب: سمعت أحمد يقول: من قال القرآن مخلوق فهو كافر. [ص:1025]
وقال أبو إسماعيل التِّرْمِذيّ: سمعت أحمد بن حنبل يقول: من قال: القرآن مخلوق، فهو كافر.
وقال إسماعيل بن الحسن السّرّاج: سألت أحمد عمّن يقول: القرآن مخلوق. فقال: كافر. وعمن يقول: لفْظي بالقرآن مخلوق. فقال: جَهْميّ.
وقال صالح بن أحمد: تناهى إلى أبي أنّ أبا طالب يحكي أنّه يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق. فأخبرت أبي بذلك، فقال: مَن أخبرك؟ قلت: فلان. فقال: ابعث إلى أبي طالب. فوجهت إليه، فجاء وجاء فوران، فقال له أبي: أنا قلت لفظي بالقرآن غير مخلوق؟ وغضب وجعل يرعد، فقال: قرأت عليك: {قل هو الله أحد} [الإخلاص] فقلت لي: ليس هذا بمخلوق. فقال: فَلِمَ حكيت عنّي أنّي قلت لك: لفْظي بالقرآن غير مخلوق؟ وبَلَغَني أنّكَ وَضَعْتَ ذلك في كتاب، وكتبتَ به إلى قومٍ. فامْحه، واكتب إلى القوم أني لم أقل لك. فجعل فوران يعتذر إليه، وانصرف من عنده وهو مرعوب، فعاد أبو طالب، فذكر أنّه قد حَكَّ ذلك من كتابه، وأنّه كتب إلى القوم يخبرهم أنّه وهِمَ على أبي.
قلتُ: الَّذي استقرّ عليه قول أبي عبد الله: أنَّ مَن قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو جَهْميّ، ومَن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق، فهو مبتدع.
وقال أحمد بن زَنْجَوَيْه: سمعت أحمد بن حنبل يقول: اللّفظيّة شرٌّ من الْجَهْميّة.
وقال صالح بن أحمد: سمعت أبي يقول: افترقت الْجَهْميّة على ثلاث فِرَق: فرقة قالوا: القرآن مخلوق، وفرقة قالوا: القرآن كلام الله تعالى، وسكتوا، وفرقة قالوا: لفْظُنا بالقرآن مخلوق. وقال أبي: لا يُصلِّي خلف واقِفيّ، ولا خلْف لفْظيّ.
وقال المَرُّوذيّ: أخبرتُ أبا عبد الله أنّ أبا شُعيب السُّوسيّ الذي كان بالرَّقَّة فرَّق بين ابنتهِ وزوجها لما وقف في القرآن. فقال: أحسَن، عافاه الله. وَجَعَل يدعو له.
وقد كان أبو شُعيب شاور النُّفَيْليّ، فأمره أن يفرِّق بينهما.
قال المَرُّوذيّ: ولمّا أظهر يعقوب بن شيبة الوقف حذَّر أبو عبد الله عنه، وأمَرَ بهجرانه وهجران من كلّمه.
قلت: ولأبي عبد الله في مسألة اللَّفظ نصوصٌ متعددَة، وأولَ مَن أظهر اللّفظ الحسين بن عليّ الكرابيسيّ، وذلك في سنة أربعٍ وثلاثين ومائتين، وكان [ص:1026] الكرابيسي من كبار الفقهاء، فقال المَرُّوذيّ في كتاب القَصَص: عزم حَسن بن البزّاز، وأبو نصر بن عبد المجيد، وغيرهما على أن يجيئوا بكتاب المدلّسين الّذي وضعه الكرابيسيّ يطعن فيه على الأعمش، وسليمان التَّيْميّ. فمضيتُ إليه في سنة أربعٍ وثلاثينِ، فقلت: إنّ كتابك يريدُ قومٌ أن يعرضوه على أبي عبد الله، فأظْهِر أنّك قد ندِمتَ عليه، فقال: إنّ أبا عبد الله رجلٌ صالح، مثله يوفَّق لإصابة الحقّ. قد رضيتُ أن يُعرض عليه. لقد سألني أبو ثور أنْ أمحوَهُ، فأبيت، فجيء بالكتاب إلى أبي عبد الله، وهو لا يعلم لمن هو، فعلَّموا على مُسْتَبْشَعات من الكتاب، وموضعٍ فيه وضْع على الأعمش، وفيه: إنْ زعمتم أنّ الحَسَن بن صالح كان يرى السّيف فهذا ابن الزُّبَير قد خَرَج، فقال أبو عبد الله: هذا أراد نُصْرة الحَسَن بن صالح، فوضع عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد جمع للرّوافض أحاديثَ في هذا الكتاب، فقال أبو نصْر: إنّ فتياننا يختلفون إلى صاحب هذا الكتاب، فقال: حذروا عنه، ثم انكشف أمره، فبلغ الكرابيسيّ، فبلغني أنه قال: سمعت حسينا الصائغ يقول: قال الكرابيسيّ: لأقولنَّ مقالة حتّى يقول أحمد بن حنبل بخلافها فيكفر، فقال: لفْظي بالقرآن مخلوق، فقلت لأبي عبد الله: إنّ الكرابيسيّ قال: لفْظي بالقرآن مخلوق. وقال أيضًا: أقول: إنّ القرآن كلام الله غير مخلوق من كلّ الجهات، إلا أنّ لفظي بالقرآن مخلوق. ومن لم يقل إنّ لفظي بالقرآن مخلوق فهو كافر، فقال أبو عبد الله: بل هو الكافر، قاتَلَه الله، وأيُّ شيءٍ قالت الْجَهْميّة إلا هذا؟ قالوا كلام الله، ثمّ قالوا: مخلوق. وما ينفعه وقد نقض كلامه الأخير كلامه الأوّل حين قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ثمّ قال أحمد: ما كان الله لَيدَعَه وهو يقصد إلى التّابعين مثل سليمان الأعمش، وغيره، يتكلَّم فيهم. ماتَ بشر المَرِيسيّ، وخَلفَه حسين الكرابيسي، ثم قال: أيش خبر أبي ثَوْر؟ وافقَه على هذا؟ قلت: قد هجره، قال: قد أحسن، قلت: إنّي سألت أبا ثَوْر عمن قال: لفْظي بالقرآن مخلوق، فقال: مبتدع، فغضبَ أبو عبد الله وقال: أيْش مبتدِع؟! هذا كلام جَهْمٍ بعينه. ليس يُفْلح أصحاب الكلام.
وقال عبد الله بن حنبل: سُئِل أبي وأنا أسمع عن اللّفظيّة والواقفة فقال: من كان منهم يُحسن الكلام فهو جَهْميّ.
وقال الحَكَم بن مَعْبَد: حدَّثني أحمد أبو عبد الله الدّوْرقيّ قال: قلت لأحمد بن حنبل: ما تقول في هؤلاء الذين يقولون: لفْظي بالقرآن مخلوق؟ [ص:1027] فرأيته استوى واجتمع، وقال: هذا شرّ من قول الْجَهْميّة. مَن زعم هذا فقد زعم أنّ جبريل تكلَّم بمخلوق، وجاء إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمخلوق.
وَقَالَ ابْنُ أبي حاتم: حدثنا عبد الله بن محمد بن الفضل الأسدي: سَمِعْتُ أَبَا طَالِبٍ أَحْمَدَ بْنَ حُمَيْدٍ قَالَ: قُلْتُ لأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: قَدْ جَاءَتْ جَهْمِيَّةٌ رَابِعَةٌ، فَقَالَ: وَمَا هِيَ؟ قُلْتُ: قَالَ إِنْسَانٌ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ فِي صَدْرِهِ الْقُرْآنَ، فَقَدْ زعم أن في صدره من الإلهية شيء، فقال: من قال هذا فقد قَالَ مِثْلَ قَوْلِ النَّصَارَى فِي عِيسَى أَنَّ كَلِمَةَ اللَّهِ فِيهِ. مَا سَمِعْتُ بِمِثْلِ هَذَا قَطُّ. قُلْتُ: أَهَذِهِ الْجَهْمِيَّةُ؟ قَالَ: أَكْبَرُ مِنَ الْجَهْمِيَّةِ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «يُنْزَعُ الْقُرْآنُ مِنْ صُدُورِكُمْ.».
قلتُ: الملفوظ كلام الله، وهو غير مخلوق، والتّلفُّظ مخلوق لأنّ التُّلفُّظ من كسْب القارئ، وهو الحركة، والصّوت، وإخراج الحروف، فإنّ ذلك ممّا أحدثه القارئ، ولم يُحْدِث حروف القرآن ولا معانيه، وإنّما أحدث نُطْقُهُ به. فاللّفظ قَدر مشتَرك بين هذا وهذا، ولذلك لم يجوّز الإمام أحمد: لفْظي بالقرآن مخلوق ولا غير مخلوق، إذ كلّ واحدٍ من الإطلاقيْن مُوهِمٌ. والله أعلم.
وقال أبو بكر الخلال: أخبرني أحمد بن محمد بن مَطَر، وزكريّا بن يحيى، أنّ أبا طالب حدَّثهم أنّه قال لأبي عبد الله: جاءني كتاب من طرسوس أنّ سَرِيّا السَّقَطيّ قال: لمّا خلق الله الحروف سَجَدَتْ إلا الألِف فإنّه قال: لا أسجد حتّى أُومر. فقال: هذا كُفْر. فرحم الله الإمام أحمد ما عنده في الدّين محاباة.
قال الخلال: أخبرنا محمد بن هارون أنّ إسحاق بن إبراهيم حدثهم قال: حضرت رجلا يسأل أبا عبد الله فقال: يا أبا عبد الله إجماع المسلمين على الإيمان بالقَدَر خيره وشرّه؟ قال أبو عبد الله: نعم، قال: ولا نكفّر أحدًا بذنب؟ فقال أبو عبد الله: أسكُتْ، من ترك الصّلاة فقد كفَر، ومَن قَالَ: القرآن مخلوق فهو كافر. [ص:1028]
وَقَالَ الْخَلالُ: أَخْبَرَنِي محمد بْنُ سُلَيْمَانَ الْجَوْهَرِيُّ، قال: حدثنا عَبْدُوسُ بْنُ مَالِكٍ الْعَطَّارُ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: أُصُولُ السنة عِنْدَنَا التَّمَسُّكُ بِمَا كَانَ عَلَيْهِ الصَّحَابَةُ، وَتَرْكُ الْبِدَعِ وَتَرْكُ الْخُصُومَاتِ، وَالْجُلُوسِ مَعَ أَصْحَابِ الأَهْوَاءِ، وَتَرْكُ الْمِرَاءَ وَالْجَدَلِ. وَلَيْسَ فِي السنة قِيَاسٌ، وَلا يُضْرَبُ لَهَا الأَمْثَالُ، وَلا تُدْرَكُ بِالْعُقُولِ، وَالْقُرْآَنُ كَلامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، وَإِنَّهُ مِنَ اللَّهِ لَيْسَ بِبَائِنٍ مِنْهُ. وَإِيَّاكَ وَمُنَاظَرَةَ مَنْ أَحْدَثَ فِيهِ، وَمَنْ قَالَ بِاللَّفْظِ وَغَيْرِهِ، وَمَنْ وَقَفَ فِيهِ فَقَالَ: لا أدري، مخلوق أو ليس مخلوقا، وَإِنَّمَا هُوَ كَلامُ اللَّهِ؛ فَهُوَ صَاحِبُ بِدْعَةٍ. وَالإِيمَانُ بِالرُّؤْيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ؛ فَإِنَّهُ مَأْثُورٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَوَاهُ قَتَادَةُ وَالْحَكَمُ بْنُ أَبَانٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَرَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَالْحَدِيثُ عِنْدَنَا عَلَى ظَاهِرِهِ عَلَى مَا جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْكَلامُ فِيهِ بِدْعَةٌ. وَلَكِنْ نُؤَمِّنُ عَلَى مَا جَاءَ عَلَى ظَاهِرِهِ. وَإِنَّ اللَّهَ يُكَلِّمُ الْعِبَادَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَيْسَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ تَرْجُمَانُ.
قال حنبل بن إسحاق: قلت لأبي عبد الله: ما معنى قوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ} [الحديد 4]، و {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة 7]؟ قال: عِلمُه عِلمُه. وسمعته يقول: ربُّنا على العرش بلا حَدٍّ ولا صفة.
قلت: معنى قوله بلا صفة أي بلا كيف ولا وصْف.
وقال أبو بكر المَرُّوذيّ: حدَّثني محمد بن إبراهيم القيسيّ قال: قلت لأحمد بن حنبل: يُحكى عن ابن المبارك أنّه قيل له: كيف نعرف ربَّنا؟ قال: في السّماء السّابعة على عرشه، قال أحمد: هكذا هو عندنا.
وقال صالح بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: من زعم أن أسماء الله مخلوقة فقد كفر.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فِي كتاب الرَّدّ على الْجَهْميّة تأليفه: سألت أبي عن قومٍ يقولون: لمّا كلَّم الله موسى لم يتكلَّم بصوت. فقال أبي: بلى تكلَّم - جلَّ ثناؤه - بصوت. هذه الأحاديث ترويها كما جاءت.
وقال أبي: حديث ابن مسعود: إذا تكلَّم الله سُمِع له صوت كمرِّ السّلسلة على الصَّفْوان. [ص:1029]
قال: وهذه الْجَهْميَّة تنكره، وهؤلاء كُفّار يريدون أن يموهوا على الناس. ثم قال: حدثنا الْمُحَارِبِيُّ، عَنِ الأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: إِذَا تَكَلَّمَ اللَّهُ بِالْوَحْيِ سَمِعَ صَوْتَهُ أَهْلُ السَّمَاءِ فَيَخِرُّونَ سُجَّدًا.
وقال عبد الله. وجدت بخطّ أبي ممّا يُحْتَجّ به على الْجَهْميّة من القرآن: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ} [يس 82]، " {إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ} [آل عمران 45] " " {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رسول الله وكلمته} [النساء 171]، " " {وتمت كلمة رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلا لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ} [الأنعام 115]، " " {يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [النمل]، " " {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} [الأعراف 54]، " " {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ} [القصص 88]، " " {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} [الرحمن 27]، " " {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [طه]، " " {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء]، " " {يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ} [طه 12]، " " {وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ القيامة والسماوات مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر 67]، " " {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ، غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة 64].
قلت: وذكر آيات كثيرة في الصّفات، أنا تركت كتابتها هنا.
وقال يعقوب بن إسحاق المطّوّعيّ: سمعت أحمد بن حنبل، وَسُئِلَ عن التفضيل فقال: على حديث ابن عمر رضي الله عنهما: أبو بكر، وعمر، وعثمان.
وقال صالح بن أحمد: سُئِل أبي، وأنا شاهد، عمّن يُقَدّم عليًا على عثمان يُبَدَّع؟ فقال: هذا أهلٌ أن يُبَدّع. أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدَّموا عثمان.
وقال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: قُلْتُ لِأَبِي: مَنْ الرافضيّ؟ قال: الّذي يشتم رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو يتعرَّض لهم، ما أراه على الإسلام.
وقال أبو بكر المَرُّوذيّ: قيل لأبي عبد الله ونحن بالعسكر، وقد جاء بعض رسُل الخليفة فقال: يا أبا عبد الله ما تقول فيما كان بين عليّ ومعاوية؟ فقال: ما أقول فيهم إلا الحُسنَى. [ص:1030]
وكلام الإمام أحمد كثير طيّب في أصول الدّين، لا يتّسع هذا الباب لسياقِهِ قد جمعه الخلال في مصَّنفٍ سماه كتاب السنة عن أحمد بن حنبل في ثلاث مجلَّدات، فممّا فيه:
أخبرنا المَرُّوذيّ: سمعتُ أبا عبد الله يقول: مَن تعاطى الكلام لا يُفْلح، من تعاطى الكلام لم يَخْلُ من أن يتجهَّم.
وسمعتُ أبا عبد الله يقول: لست أتكلَّم إلا ما كان من كتاب أو سنة، أو عن الصّحابة والتّابعين. وأمّا غير ذلك فالكلام فيه غير محمود.
وَقَالَ حَنْبَلٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: مَن أحبّ الكلام لم يفلح، لا يؤول أمرُهم إلى خير.
وسمعته يقول: عليكم بالسنة والحديث وإيّاكم والخوض والجدال والمِراء، فإنّه لا يُفْلح من أحبّ الكلام.
وقال لي: لا تجالِسْهم، ولا تكلّم أحدًا منهم. ثم قال: أدركنا الناس وما يعرفون هذا، ويجانبون أهل الكلام. عاقبة الكلام لا تؤول إلى خير.
وسمعته يقول: ما رأيتُ أحدًا طلب الكلام واشتهاه فأفلح؛ لأنه يخرجه إلى أمر عظيم. لقد تكلّموا يومئذٍ بكلام، واحْتَجّوا بشيءٍ ما يقوى قلبي ولا ينطلق لساني أن أحكيه.
قال الخلال: أخبرني محمد بن أبي هارون، قال: حدثنا أبو الحارث: سمعت أبا عبد الله يقول: قال أيّوب: إذا تمرّق أحدكم لم يَعد.
وقال الخلال: أخبرنا أحمد بن أصرم المُزَنيّ قال: حضرتُ أحمد بن حنبل قال له العبّاس الهَمْدانيّ: إنّي رُبّما رَدَدْت عليهم. قال أحمد: لا ينبغي الجدال.
ودخل أحمد المسجد وصلّى، فلمّا انفتل قال: أنت عبّاس؟ قال: نعم. قال: اتقِ الله، ولا ينبغي أن تَنْصب نفسك، وتشتهر بالكلام ولا بوضْع الكُتُب. لو كان هذا خيرًا لتقدَّمنا فيه الصّحابة. لم أرَ شيئًا من هذه الكُتُب، وهذه كلّها بدعة. قال: مقبولٌ منك يا أبا عبد الله، استغفر الله وأتوبُ إليه، إنّي لست أطلبهم، ولا أدُقُّ أبوابهم؛ لكنْ أسمعهم يتكلّمون بالكلام، وليس أحدٌ يردّ عليهم فأَغْتَمّ، ولا أصبر حتّى أرُدّ عليهم. قال: إن جاءك مسترشدٌ فأرشِدْه. قالها مِرارًا.
قال الخلال: أخبرنا محمد بن أبي هارون، ومحمد بن جعفر، أنّ أبا الحارث حدَّثهم، قال: سألت أبا عبد الله قلت: إن هاهنا من يناظر الجهمية [ص:1031] ويبين خطأهم، ويُدقّق عليهم المسائل، فما ترى؟ قال: لستُ أرى الكلام في شيء من هذه الأهواء، ولا أرى لأحد أن يُنَاظرهم. أليس قال معاوية بن قُرَّةَ: الخصومات تحبط الأعمال. والكلام رديء لا يدعو إلى خير. تجنَّبوا أهل الجدال والكلام، وعليكم بالسُّنَن، وما كان عليه أهل العلم قبلكم، فإنّهم كانوا يكرهون الكلام والخوض مع أهل البِدَع. وإنّما السّلامة في تَرْك هذا، لم نؤمر بالجدال والخصومات.
وقال: إذا رأيتم من يحبّ الكلام فاحْذروه.
قال ابن أبي داود: حدثنا موسى أبو عمران الأصبهاني قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لا تجالس أصحاب الكلام، وإنْ ذَبُّوا عن السنة.
وَقَالَ الْمَيْمُونِيّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: ما زال الكلام عند أهل الخير مذمومًا.
قلت: ذمّ الكلام وتعلّمه قد جاء من طُرُقٍ كثيرة عن الإمام أحمد، وغيره.(5/1024)
-فصل في سيرته
قال الخلال: قلت لزُهَير بن صالح بن أحمد: هل رأيت جدّك؟ قال: نعم، مات وقد دخلت في عشر سنْين. كنّا ندخل إليه كل يوم جمعة أنا وأخواتي، وكان بيننا وبينه باب. وكان يكتب لكلّ واحدٍ منا حبَّتين حبَّتين من فِضّةٍ في رقْعة إلى فاميّ يعامله، فنأخذ منه الحبَّتين، وتأخذ الأخَوات. وكان ربّما مررت به وهو قاعد في الشّمس، وظهره مكشوف، وأثر الضَّرْب بَيِّنٌ في ظهره. وكان لي أخٌ أصغر منّي اسمه عليّ، فأراد أبي أن يختنه، فاتّخذ له طعامًا كثيرًا، ودعا قومًا، فلمّا أراد أن يختنه وجّه إليه جدّي، فقال له: بَلَغَني ما أحدَثْته لهذا الأمر، وقد بلغني أنّك أسرفتُ، فابدأ بالفقراء والضُّعفاء فأطْعمْهم، فلمّا أن كان من الغد، وأحضر الحجام أهلنا، فجاء جدّي حتّى جلس في الموضع الذي فيه الصبي، وأخرج صريرة فدفعها إلى الحَجّام، وصُرَيْرةً دفعها إلى الصبّيّ، وقام فدخل منزله. فنظر الحَجّام في الصُّرَيْرة فإذا درهم واحدٌ. وكنّا قد رفعنا كثيرًا مما افْتُرِش، وكان الصبّيّ على مَصْطَبَة مرتفعة على شيء من الثّياب الملوّنة، فلم يُنْكِر ذلك. وقدِم علينا من خُراسان ابن خالة جدّي، فنزل على أبي، وكان يُكنَّى بأبي أحمد، فدخلت معه إلى جدّي، [ص:1032] فجاءت الجارية بطبق خلاف، وعليه خبز وبَقْل وخلّ وملْح. ثم جَاءت بغضارة فوضعتها بين أيدينا، فيها مَصلية، فيها لحم وسَلْق كثير، فجعلنا نأكل وهو يأكل معنا، ويسأل أبا أحمد عمّن بقي من أهلهم بخُراسان في خلال ما يأكل، فربّما استعجم الشّيء على أبي أحمد، فيكلّمه جدّي بالفارسيّة، ويضع القطعة اللّحم بين يديه وبين يديّ. ثمّ رفع الغِضارة بيده، فوضعها ناحيةً، ثمّ أخذ طَبَقًا إلى جنْبه، فوضعَه بين أيدينا، فإذا تمرٌ برني، وجوز مُكَسَّر، وجعل يأكل، وفي خلال ذلك يناول أبا أحمد.
وقال عبد الملك الميمونيّ: كثيرا ما كنت أسأل أبا عبد الله عن الشّيء فيقول: لبَّيْك لبَّيْك.
وعن المَرُّوذيّ قال: لم أر الفقير في مجلس أعز منه عند أبي عبد الله. كان مائلا اليهم، مُقْصِرًا عن أهل الدّنيا. وكان فيه حلمٌ، ولم يكن بالعَجُول. وكان كثير التّواضع، تَعْلوه السّكينة والوقار. إذا جلس في مجلسه بعد العصر للفتيا لا يتكلّم حتى يُسأل. وإذا خرج إلى مسجده لم يتصدّر. يقعد حيث انتهى به المجلس.
وقال الطبراني: حدثنا موسى بن هارون قال: سمعت إسحاق بن راهَوَيْه يقول: لمّا خرج أحمد بن حنبل إلى عبد الرّزّاق انقطعت به النَّفَقَة، فأكرى نفسه من جمّالين إلى أن وافى صنعاء، وعرض عليه أصحابه المواساة، فلم يقبل.
قال الفقيه عليّ بن محمد بن عمر الرازي: سمعت أبا عمر غلام ثعلب قال: سمعت أبا القاسم بن بشار الأنماطي قال: سمعت المزني قال: سمعت الشّافعيّ يقول: رأيت ببغداد ثلاث أُعجوبات: رأيت فيها نَبَطيّا يتنحّى عليَّ حتّى كأنّه عربي وكأني نبطي. ورأيت أعرابيا يلحن كأنه نَبَطيّ، ورأيت شابّا وخَطَه الشَّيْب، فإذا قال: حدَّثنا. قال النّاس كلُّهم: صَدَق. قال المُزَنيّ: فسألته، فقال: الأول الزَّعْفرانيّ، والثّاني أبو ثَوْر الكلبيّ وكان لحّانًا، وأمّا الشّابّ فأحمد بن حنبل.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: رأيت أبي حرّج على النَّمل أن يخرج النّمْل من داره. ثم رأيت النَّمْل قد خرجن بعد ذلك نَمْلا سودًا، فلم أرهم بعد ذلك. رواها أحمد بن محمد اللُّنْبانيّ، عنه. [ص:1033]
قال أبو الفَرَج بن الْجَوزيّ: لما وقع الغرق سنة أربع وخمسين وخمسمائة، غرقت كتبي، وسلِم لي مجلد، فيه ورقتان بخط الإمام أحمد.
ومن نهي أبي عبد الله عن الكلام، قال المَرُّوذيّ: أُخْبِرت قبل موت أبي عبد الله بسنتين أن رجلا كتب كتابًا إلى أبي عبد الله يشاوره في أن يضع كتابًا يشرح فيه الرّدّ على أهل البِدَع، فكتب إليه أبو عبد الله.
قال الخلال: وأخبرني عليّ بن عيسى أنّ حنبلا حدّثهم قال: كتب رجل إلى أبي عبد الله. قال: وأخبرني محمد بن علي الوَرَّاق قال: حدثنا صالح بن أحمد قال: كتب رجلٌ إلى أبي يسأله عن مناظرة أهل الكلام والْجُلُوس معهم، فأملى عليّ أبي جواب كتابه: أحسنَ الله عاقبتك، الّذي كنّا نسمع عليه من أدركنا أنّهم كانوا يكرهون الكلام والْجُلُوس مع أهل الزَّيْغ، وإنّما الأمر في التّسليم والانتهاء إلى ما في كتاب الله، لا تَعْدُ ذلك. ولم يزل النّاس يكرهون كلّ مُحْدَث، من وضْعِ كتابٍ، وجلوسٍ مع مبتدع، ليُورد عليه بعض ما يُلْبس عليه في دينه.
وقال المَرُّوذيّ: بَلَغَني أنّ أبا عبد الله أنكر علي وليد الكرابيسيّ مناظرته لأهلِ البِدَعِ.
وقال المَرُّوذيّ: قلت لأبي عبد الله: قد جاءوا بكلام فلان ليُعْرَض عليك.
وأعطيته الرقعة، فكان فيها: والإيمان يزيد وينقص فهو مخلوق، وإنّما قلت إنّه مخلوق على الحركة والفعل لا على القول، فمن قال: الإيمان مخلوق، وأراد القول، فهو كافر. فلمّا قرأها أحمد وانتهى إلى قوله: الحركة والفعل، غضب، فرمى بها وقال: هذا مثل قول الكرابيسيّ؛ وإنّما أراد الحركات مخلوقة، إذا قال الإيمان مخلوق، وأيّ شيء بقى؟ ليس يُفلح أصحابُ الكلام.
قلت: إنّما حطّ عليه أحمد بن حنبل لكونه خاض وأفتى وقسَّم، وفي هذا عبرة وزاجر، والله أعلم. فقد زجر الإمام أحمد كما ترى في قصّة الرقعة التي في الإيمان، وهي والله بحثٌ صحيح، وتقسيمٌ مليح. وبعد هذا فقد ذَمّ من أطلق الخَلْق على الإيمان باعتبار قول العبد لا باعتبار مَقُوله، لأنّ ذلك نوعٌ من الكلام، وهو كان يذمّ الكلام وأهله، وإنْ أصابوا، ونهى عن تدقيق النَّظر في أسماء الله وصفاته، مع أن محمد بن نصر المروزي قد سمع إسحاق بن رَاهوَيْه يقول: خلق الله الإيمان والكفر، والخيرَ والشّرّ.(5/1031)
-فصل في زوجاته وأولاده
قال زهير بن صالح بن أحمد: تزوّج جدي بأمّ أبي عبّاسة بنت الفضل من العرب من الرَّبَض، لم يولد له منها غير أبي. ثمّ ماتت.
قال المَرُّوذيّ: سمعتُ أبا عبد الله يقول: أقامت معي أمّ صالح ثلاثين سنة، فما اختلفتُ أنا وهي في كلمة.
وقال زهير: لمّا ماتت عبّاسة تزوّج جدّي بعدها امرأة من العرب، يقال لها رَيْحانة، فولدت له عبد الله وحده.
وقال أبو بكر الخلال: حدثنا أحمد بن محمد بن خلف البراثي قال: أخبرني أحمد بن عَبْثَر قال: لمّا ماتت أمّ صالح قال أحمد لامرأة عندهم: اذهبي إلى فلانة ابنة عمّي فاخطبيها لي من نفسها. قالت: فأتيتها فأجابته، فلما رَجَعَتْ إليه قال: كانت أختها تسمع كلامك؟ قال: وكانت بعينٍ واحدة، فقالت له: نعم. قال: فاذهبي فاخطبي تلك التي بعينٍ واحدة. فأتتها فأجابته. وهي أم عبد الله ابنه. فأقام معها سبعا ثم قالت له: كيف رأيت يا ابنَ عمّي؟ أنكرت شيئًا؟ قال: لا، إلا أَنَّ نَعْلِك هذه تصرّ.
فيما تقدّم وهْم من أن أحمد، رحمه الله، تزوّج بهذه بعد موت أم صالح، وذلك لا يستقيم، لأنّ عبد الله وُلد لأحمد، ولأحمد خمسون سنة غير أشهرُ، وكان صالح أكبر من عبد الله بسنوات، لأنّه سمع من عفّان، وأبي الوليد. وذكر أبو يعقوب الهَرَويّ، وغيره أنّ صالحًا ولد سنة ثلاثٍ ومائتين، ولأبيه إذ ذاك تسعٌ وثلاثون سنة. فصالح أكبر من عبد الله بعشر سِنين والله أعلم.
وقال الخلال: حدَّثني محمد بن العباس قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدَّثني أبو بكر بن يحيى، قال: قال أبو يوسف بن بْختان: لمّا أمرنا أبو عبد الله أن نشتري له الجارية مضيت أنا وفوران، فتبِعني أبو عبد الله فقال لي: يا أبا يوسف، ويكون لها لحم.
قال زُهير بن صالح: لمّا تُوَفّيت أمّ عبد الله اشترى حُسْن، فولدت منه زينب، ثمّ الحسن، والحسين تَوْأمًا، وماتا بالقُرب من ولادتها، ثمّ ولدت الحسن، ومحمدا، فعاشا حَتَّى صارا من السّنّ إلى نحوٍ من الأربعين سنة. ثمّ ولدت بعدهما سعيدًا.
قال الخلال: وحدثنا محمد بن علي بن بحر، قال: سمعت حُسْن، أمّ [ص:1035] ولد أبي عبد الله تقول: قلت لمولاي: يا مولاي اصرفْ فَرْدَ خلْخالي. قال: وتَطيب نفسك؟ قلت: نعم. قال: الحمد لله الذي وفَّقك لهذا. قالت: فأعطيته أبا الحسن بن صالح، فباعه بثمانية دنانير ونصف، وفرَّقها وقت حَمْلي. فلما ولدتُ حَسَنًا أعطى مولاتي كرّامة درهمًا، وهي امرأة كبيرة كانت تخدمهم، وقال لها: اذهبي إلى ابن شجاع القصّاب يشتري لك بهذا رأسًا. فاشتري لنا رأسا، وجاءت به، فأكلنا. فقال لي: يا حُسْن، ما أملك غير هذا الدِّرهم، وما لكِ عندي غير هذا اليوم. قالت: وكان إذا لم يكن عند مولاي شيء فرحَ يومَه ذلك. فدخل يومًا فقال لي: أريد أن أحتجم اليوم وليس معي شيء. فجئتُ إلى جَرّة لي فيها غزْل، فبعته بأربعة دراهم، فاشتريت لحمًا بنصف درهم، وأعطى الحجّام درهمًا، واشتريت طِيبًا بِدِرهم، ولمّا خرج إلى سُرّ مَنْ رأى كنتُ قد غزلت غزْلا ليّنًا، وعملت ثوبًا حسنًا، فلمّا قدِم أخرجته إليه، قال: ما أريده. فدفعته إلى فوران، فباعه باثنين وأربعين درهمًا، واشتريت منه قطنًا، فغزلته ثوبًا كبيرًا، فلمّا أعلمته قال: لا تقطعيه دعيه. فكان كفنه كفن فيه. وأخرجت الغليظ فقطعه.
وعن أحمد بن جعفر ابن المنادى أنّ أبا عبد الله اشترى جاريةً بثمنٍ يسير، سمّاها رَيْحانة ليتسرّى بها.
لم يُتَابع ابن المنادي على هذا.
قال حنبل: وُلد سعيد قبل موت أحمد بنحوٍ من خمسين يومًا.
وقال بعض النّاس: ولي سعيد قضاء الكوفة، ومات سنة ثلاث وثلاثمائة.
وهذا لا يصحّ. فإنّ سعيدًا ولد قبل موت أبيه، ومات قبل موت أخيه عبد الله بدهْر. لأنّ إبراهيم الحربيّ عَزّى عبد الله بأخيه سعيد. وأمّا الحسن، ومحمد. قال ابن الْجَوْزيّ: فلا نعرف من أخبارهما شيئًا. وأمّا زينب فكبرت وتزَّوجت. وله بنت اسمها فاطمة، إن صح ذلك.(5/1034)
-ذكر محنة الإمام أحمد بن حنبل
ما زال المسلمون على قانون السَّلَف من أنّ القرآن كلام الله تعالى ووحْيه وتنزيله غير مخلوق، حَتَّى نبغت المعتزلة والْجَهْميّة، فقالوا بخلق القرآن، متستّرين بذلك في دولة الرشيد. فروى أحمد بن إبراهيم الدَّورقيّ، عن محمد بن نوح، أنّ هارون الرشيد قال: بَلَغَني أنّ بِشْر بن غياث يقول: القرآن مخلوق. لله عليَّ إنْ أظفرني به لأقتلنّه. قال الدَّورقيّ: وكان بِشْر مُتَواريًا أيّام الرشيد، فلمّا مات ظهر بِشْر ودعى إلى الضَّلالَةِ.
قلت: ثم إن المأمون نظر في الكلام، وباحث المعتزلة، وبقي يقدِّم رِجْلا ويؤخِّر أخرى في دعاء النَّاس إلى القول بخلق القرآن، إلى أنُ قوي عزمه على ذلك في السنة التي مات فيها، كما سُقْناه.
قال صالح بن أحمد بن حنبل: حُمِل أبي، ومحمد بن نوح مقَّيدين، فصرنا معهما إلى الأنبار، فسأل أبو بكر الأحوال أبي فقال: يا أبا عبد الله، إن عُرِضت على السيف تجيب؟. قال: لا. ثمّ سُيِّرا، فسمعت أبي يقول: صرنا إلى الرّحْبَة ورحلنا منها، وذلك في جوف اللّيل، فعَرَض لنا رجلٌ فقال: أيّكم أحمد بن حنبل؟ فقيل له: هذا. فقال للجمّال: على رسْلك. ثمّ قال: يا هذا، ما عليك أن تقتل هاهنا وتدخل الجنّة. ثم قال: أسْتَوْدعُك الله، ومضى. قال أبي: فسألت عنه، فقيل: هذا رجل من العرب من ربيعة يعمل الشِّعْر في البادية، يقال له: جابر بن عامر، يُذكر بخير.
وروى أحمد بن أبي الحواري: حدثنا إبراهيم بن عبد الله قال: قال أحمد بن حنبل: ما سمعتُ كلمة منذ وقعت في هذا الأمر أقوى من كلمة أعرابيّ كلَّمني بها في رَحْبة طَوْق، قال: يا أحمد، إن يَقْتُلُكَ الحقُّ مُتَّ شَهِيدًا، وإن عشْت عشت حميدًا. فقوي قلبي.
قال صالح بن أحمد: قال أبي: صِرْنا إلى أذَنَة، ورحلنا منها في جوف الليل، وفتح لنا بابها، فإذا رجل قد دخل فقال: البشرى، قد مات الرجل، يعني المأمون. قال أبي: وكنت أدعو الله أن لا أراه. [ص:1037]
وقال محمد بن إبراهيم البُوَشْنجيّ: سمعت أحمد بن حنبل يقول: تبيّنت الإجابة في دعوتين: دعوتُ الله أن لا يجمع بيني وبين المأمون، ودعوته أن لا أرى المتوكّل. فلم أر المأمون، مات بالبَذَنْدُون وهو نهر الرّوم، وأحمد محبوس بالرَّقَة حتى بويع المعتصم بالروم، ورجَع فردَّ أحمد إلى بغداد. وأمّا المتوكّل فإنّه لمّا أحضر أحمد دار الخلافة ليحدِّث ولده، قَعَد لَهُ المتوكّل في خَوْخةٍ حَتَّى نظر إلى أحمد، ولم يره أحمد.
قال صالح: لما صدر أبي ومحمد بن نوح إلى طرسوس رُدّا في أقيادهما، فلمّا صارا إلى الرّقّة حُملا في سفينة، فلمّا وصلا إلى عانات تُوَفّي محمد، فأطلق عنه قيده، وصلّى عليه أبي.
وقال حنبل: قال أبو عبد الله: ما رأيتُ أحدًا على حداثة سِنّهِ وقدر عِلْمه أَقْوَم بأمر الله من محمد بن نوح. وإنّي لأرجو أن يكون قد خُتِم له بخير. قال لي ذات يوم: يا أبا عبد الله، الله، الله، إنّك لستَ مثلي، أنت رجل يُقْتَدى بك، قد مَدَّ الخلْق أعناقهم إليك لما يكون منك. فاتَّقِ الله واثْبت لأمرِ الله. أو نحو هذا. فمات وصلَّيت عليه ودفنته. أظنّه قال: بعانة.
قال صالح: وصار أبي إلى بغداد مقيَّدًا، فمكث بالياسريّة أيّامًا، ثمّ حُبِس في دارٍ اكْتُرِيَتْ له عند دار عُمارة، ثمّ نُقِل بعد ذلك إلى حبْس العامّة في درب المَوْصِليّة، فقال أبي: كنتُ أصلّي بأهل السّجن وأنا مقيّد. فلمّا كان في رمضان سنة تسع عشرة حُوِّلْتُ إلى دار إسحاق بن إبراهيم.
وأمّا حنبل بن إسحاق فقال: حُبس أبو عبد الله في دار عُمارة ببغداد في إسطبلٍ لمحمد بن إبراهيم أخي إسحاق بن إبراهيم، وكان في حبْسٍ ضيّق؛ ومرِض في رمضان، فحُبِس في ذلك الحبْس قليلا، ثم حُوِّل إلى سجن العامّة، فمكث في السّجن نحوًا من ثلاثين شهرًا، فكنّا نأتيه. وقرأ عليَّ كتاب الإرجاء وغيره في الحبس، ورأيته يصلّي بأهل الحبْس وعليه القيد، فكان يُخْرج رِجْله من حلقة القيد وقت الصّلاة والنّوم.
رَجَعْنَا إِلَى مَا حَكَاهُ صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ، عن أبيه، فَكَانَ يُوجَّهُ إِلَيَّ كُلَّ يَوْمٍ بِرَجُلَيْنِ، أَحَدُهُمَا يُقَالُ لَهُ: أَحْمَدُ بْنُ رَبَاحٍ، وَالْآخَرُ أَبُو شُعَيْبٍ الْحَجَّامُ، فَلَا يَزَالانِ يُنَاظِرَانِي حَتَّى إِذَا أَرَادَا الانْصِرَافَ دُعِيَ بِقَيدٍ، فَزِيدَ فِي قُيُودِي. قَالَ: فَصَارَ فِي رِجْلِهِ أَرْبَعَةُ أَقْيَادٍ. قَالَ أَبِي: فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ دَخَلَ عَلَيَّ أَحَدُ الرَّجُلَيْنِ فَنَاظَرَنِي، فَقُلْتُ لَهُ: مَا تَقُولُ في علم الله؟ قال: علم الله مخلوق. [ص:1038]
فَقُلْتُ لَهُ: كَفَرْتَ. فَقَالَ الرَّسُولُ الَّذِي كَانَ يَحْضُرُ مِنْ قِبَلِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: إِنَّ هَذَا رَسُولُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ هَذَا قَدْ كَفَرَ، فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلَةِ الرَّابِعَةِ وَجَّهَ، يَعْنِي الْمُعْتَصَمِ بِبُغَا الَّذِي كَانَ يُقَالُ لَهُ الْكَبِيرُ، إِلَى إِسْحَاقَ، فَأَمَرَهُ بِحَمْلِي إِلَيْهِ. فَأَدُخِلْتُ عَلَى إِسْحَاقَ فَقَالَ: يَا أَحَمْدُ، إِنَّهَا وَاللَّهِ نَفْسُكَ، إِنَّهُ لَا يَقْتُلُكَ بِالسَّيْفِ. إنه قد آلى إن لَمْ تُجِبْهُ أَنْ يَضْرِبَكَ ضَرْبًا بَعْدَ ضَرْبٍ، وَأَنْ يَقْتُلَكَ فِي مَوْضِعٍ لَا يُرَى فِيهِ شَمْسٌ وَلَا قَمَرٌ. أَلَيْسَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عز وجل: " {إنا جعلناه قرآنا عَرَبِيًّا} [الزخرف 3]، " أَفَيَكُونُ مَجْعُولًا إِلَّا مَخْلُوقًا؟ فَقُلْتُ: قَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: " {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} [الفيل] " أَفَخَلَقَهُمْ؟ قَالَ: فَسَكَتَ فَلَمَّا صِرْنَا إِلَى الْمَوْضِعِ الْمَعْرُوفِ بِبَابِ الْبُسْتَانِ أُخْرِجْتُ وَجِيءَ بِدَابَّةٍ، فَحُمِلْتُ عَلَيْهَا وَعَلَيَّ الْأَقْيَادُ، مَا مَعِي أَحَدٌ يُمْسِكُنِي. فَكِدْتُ غَيْرَ مَرَّةٍ أَنْ أَخِرَّ عَلَى وَجْهِي لِثِقَلِ الْقُيُودِ فَجِيءَ بِي إِلَى دَارِ المعتصم، فأدخلت حجرة، وأدخلت إلى بيت، وَأُقْفِلَ الْبَابُ عَلَيَّ، وَذَلِكَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، وَلَيْسَ فِي الْبَيْتِ سِرَاجٌ. فَأَرَدْتُ أَنْ أَتَمَسَّحَ لِلصَّلَاةِ، فَمَدَدْتُ يَدَيَّ، فَإِذَا أَنَا بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ وَطَسْتٌ مَوْضُوعٌ، فَتَوَضَّأْتُ وَصَلَّيْتُ. فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَخْرَجْتُ تَكَّتِي مِنْ سَرَاوِيلِي، وَشَدَدْتُ بِهَا الْأَقْيَادَ أَحْمِلُهَا، وَعَطَفْتُ سَرَاوِيلِي. فَجَاءَ رَسُولُ الْمُعْتَصَمِ فَقَالَ: أَجِبْ. فَأَخَذَ بِيَدِي وَأَدْخَلَنِي عَلَيْهِ، وَالتَّكَّةُ فِي يَدِي أَحْمِلُ بِهَا الْأَقْيَادَ. وَإِذَا هُوَ جَالِسٌ، وَابْنُ أَبِي دُؤَادٍ حَاضِرٌ، وَقَدْ جَمَعَ خَلْقًا كَثِيرًا مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ لِي، يَعْنِي الْمُعْتَصِمَ: ادْنُهُ، ادْنُهُ. فَلَمْ يَزَلْ يُدْنِينِي حَتَّى قَرُبْتُ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ لِي: اجْلِسْ. فَجَلَسْتُ وَقَدْ أَثْقَلَتْنِي الْأَقْيَادُ، فَمَكَثْتُ قَلِيلًا ثُمَّ قُلْتُ: أَتَأْذَنُ لِي فِي الْكَلَامِ؟ فَقَالَ: تَكَلَّمْ. فَقُلْتُ: إِلَى مَا دَعَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ؟ فَسَكَتَ هُنَيَّةً ثُمَّ قَالَ: إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. فَقُلْتُ: فَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. ثُمَّ قُلْتُ: إِنَّ جَدَّكَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: لَمَّا قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلُوهُ عَنِ الْإِيمَانِ فَقَالَ: أَتَدْرُونَ مَا الْإِيمَانُ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ محمدا رسول الله، وإقام الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ، وَأَنْ تُعْطُوا الْخُمْسَ مِنَ الْمَغْنَمِ. قَالَ أَبِي: قَالَ - يَعْنِي الْمُعْتَصِمَ - لَوْلَا أَنِّي وَجَدْتُكَ فِي يَدِ مَنْ كَانَ قَبْلِي ما عرضت لك. ثم قال: يا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنَ إِسْحَاقَ، أَلَمْ آمُرْكَ بِرَفْعِ [ص:1039] الْمِحْنَةِ؟ فَقُلْتُ: اللَّهُ أَكْبَرُ إِنَّ فِي هَذَا لفرجا للمسلمين. ثم قال لهم: ناظروه، كلموه، يا عَبْدِ الرَّحْمَنِ كَلِّمْهُ. فَقَالَ لِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ: مَا تَقُولُ فِي الْقُرْآنِ؟ قُلْتُ لَهُ: مَا تقول في عِلْمِ اللَّهِ؟ فَسَكَتَ. فَقَالَ لِي بَعْضُهُمْ: أَلَيْسَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: " {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [الرعد 16] " وَالْقُرْآنُ أَلَيْسَ هُوَ شَيْءٌ؟ فَقُلْتُ: قال الله: " {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا} " [الأحقاف 25] فَدَمَّرَتْ إِلَّا مَا أَرَادَ اللَّهُ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} [الأنبياء 2] أَفَيَكُونُ مُحْدَثٌ إِلَّا مَخْلُوقًا؟ فَقُلْتُ: قَالَ اللَّهُ: {ص والقرآن ذِي الذِّكْرِ} [ص] فَالذِّكْرُ هُوَ الْقُرْآنُ. وَتِلْكَ لَيْسَ فِيهَا أَلِفٌ وَلَامٌ. وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ حَدِيثَ عمران بن حصين أن الله خَلَقَ الذِّكْرَ. فَقُلْتُ: هَذَا خَطَأٌ، حَدَّثَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ: إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الذِّكْرَ.
وَاحْتَجُّوا بِحَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: «مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ جَنَّةٍ وَلَا نَارٍ وَلَا سَمَاءٍ وَلَا أَرْضٍ أَعْظَمَ مِنْ آيَةِ الْكُرْسِيِّ». فَقُلْتُ: إِنَّمَا وَقَع الْخَلْقُ عَلَى الْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَالسَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَلَمْ يَقَعْ عَلَى الْقُرْآنِ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ: حَدِيثُ خَبَّابٍ: «يَا هَنَتَاهْ، تَقَرَّبَ إِلَى اللَّهِ بِمَا اسْتَطَعْتَ فَإِنَّكَ لن تتقرب إليه بشيء أحب إليه من كَلَامِهِ». قُلْتُ: هَكَذَا هُوَ.
قال صالح بن أحمد: وجعل ابن أبي دُؤَاد ينظر إلى أبي كالمُغْضَب، قال أبي: وكان يتكلَّم هذا، فأردّ عليه، ويتكلَّم هذا، فأردّ عليه، فإذا انقطع الرجل منهم اعترض ابن أبي دُؤاد فيقول: يا أمير المؤمنين هو والله ضالّ مُضِلّ مُبْتَدِع، فيقول: كلِّموه، ناظروه، فيكلّمني هذا، فأّرد عليه، ويكلّمني هذا، فأردّ عليه، فإذا انقطعوا يقول لي المعتصم: ويْحك يا أحمد ما تقول؟ فأقول: يا أمير المؤمنين، أعطوني شيئا من كتاب الله أو سنة رسول الله حتى أقول به، فيقول ابن أبي دؤاد: أنت لا تقول إلا ما في كتاب الله أو سنة رسول الله؟ فقلت له: تأوّلت تأويلا، فأنتَ أعلم، وما تأوّلتَ ما يُحْبَس عليه وما يُقَيَّد عليه.
قال حنبل: قال أبو عبد الله: لقد احتجّوا عليَّ بشيء ما يقوى قلبي ولا ينطلق لساني أنْ أحكيه. أنكروا الآثار، وما ظننتهم على هذا حتّى سمعتُ [ص:1040] مقالتهم، وجعلوا يرغون، يقول الخصم: كذا وكذا. فاحتججت عليهم بالقرآن بقوله: " {يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا} [مريم] " فذمَّ إبراهيم أباه بأن عبد مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ، وَلا يُغْنِي عنه شيئا، فهذا مُنْكَرٌ عندكم؟ فقالوا: شبَّه يا أمير المؤمنين، شبَّه يا أمير المؤمنين.
وقال محمد بن إبراهيم البُوشنْجيّ: حَدَّثَنِي بعض أصحابنا أنّ ابن أبي دؤاد أقبل على أحمد يكلمه فلم يلتفت إليه حتى قال المعتصم: يا أحمد ألا تُكلم أبا عبد الله؟ فقال أحمد: لست أعرفه من أهل العلم فأكلمه.
وقال صالح بن أحمد: وجعل ابن أبي دؤاد يقول: يا أمير المؤمنين، والله لئن أجابك لَهُو أحب إليَّ من مائة ألف دينار، ومائة ألف دينار، فيعد من ذلك ما شاء الله أن يَعُدّ، فقال المعتصم: والله لئن أجابني لأطلقنّ عنه بيدي، ولأركبنّ إليه بجُنْدي، ولأطأنّ عَقِبَه. ثمّ قال: يا أحمد، والله إنّي عليك لشَفيق، وإنّي لأشفق عليك كشفقتي على هارون ابني. ما تقول؟ فأقول: أعطوني شيئا من كتاب الله وسنة رسوله. فلمّا طال المجلس ضجر، وقال: قوموا. وحبسني، يعني عنده، وعبد الرَّحْمَن بْن إسحاق يكلمني. وقال: ويْحك أجِبْني. وقال: ما أعرفك، ألم تكن تأتينا؟ فقال له عبد الرَّحْمَن بْن إسحاق: يا أمير المؤمنين أعرفه منذ ثلاثين سنة يرى طاعتك والجهاد معك والحج. فيقول: والله إنّه لعالم، وإنّه لَفَقيه، وما يسوءني أن يكون معي يردّ عنّى أهل المِلَل. ثُمَّ قال لي: ما كنت تعرف صالحًا الرّشيديّ؟ قلت: قد سمعت باسمه. قال: كان مؤدبي، وكان فِي ذلك الموضع جالسًا، وأشار إلى ناحيةٍ من الدّار، فسألته عن القرآن فخالفني، فأمرت به فوطئ وسُحب. ثُمَّ قال: يا أحمد أجِبْني إلى شيءٍ لك فِيهِ أدنى فرج حَتَّى أطلق عنك بيدي. قلت: أعطُوني شيئًا من كتاب اللَّه وسنة رسوله. فطال المجلس وقام، ورُددت إلى الموضع الَّذِي كنتُ فِيهِ، فلمّا كان بعد المغرب وجّه إليّ رجلين من أصحاب ابن أبي دؤاد يبيتان عندي ويناظراني ويقيمان معي، حَتَّى إذا كان وقت الإفطار جيء بالطعام، ويجتهدان بي أن أُفِطر، فلا أفعل. ووجّه إليَّ المعتصم ابن أبي دؤاد في بعض الليل فقال: يقول لك أمير المؤمنين: ما تقول؟ فأردّ عليه نحوًا مما كنت أردّ. فقال ابن أبي دؤاد: والله لقد كتب اسَمك فِي السَّبْعة، يحيى بْن مَعِين، وغيره، فمحوته. [ص:1041]
ولقد ساءني أخْذُهم إيّاك. ثُمَّ يقول: إنّ أمير المؤمنين قد حلف أن يضربك ضربًا بعد ضرب، وأن يُلْقيك فِي موضعٍ لا ترى فِيهِ الشّمس، ويقول: إن أجابني جئت إليه حَتَّى أطلق عَنْهُ بيدي. وانصرفت، فلمّا أصبح جاء رسوله فأخذ بيدي حَتَّى ذهب بي إليه، فقال لهم: ناظروه وكلَّموه، فجعلوا يناظروني، فأردّ عليهم، فإذا جاءوا بشيء من الكلام ممّا ليس فِي الكتاب والسنة قلت: ما أدري ما هذا، قال: يقولون: يا أمير المؤمنين إذا توجهت له الحُجّة علينا ثبت. وإذا كلّمناه بشيءٍ يقول: لا أدري ما هذا. فقال: ناظروه. فقال رَجُل: يا أحمد أراك تذكر الحديث وتنتحله. قلت: ما تقول فِي {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ} [النساء 11]؟ قال: خصّ اللَّه بها المؤمنين. قلت: ما تقول: إن كان قاتلا أو عبدًا؟ فسكت. وإنّما احتججت عليهم بهذا لأنّهم كانوا يحتجّون بظاهر القرآن، وحيث قال لي: أراك تنتحل الحديث احتججت بالقرآن. فلم يزالوا كذلك إلى قرب الزّوال فلمّا ضجر قال لهم: قوموا؛ وخلا بي وبعبد الرحمن بْن إسحاق. فلم يزل يكلّمني. ثُمَّ قال أبي: فقام ودخل، ورُددت إلى الموضع. قال: فلمّا كان فِي اللّيلة الثالثة قلت: خليقٌ أن يحدُث غدًا من أمري شيء، فقلت لبعض من كان معي الموكَّل بي: ارتَدْ لي خيطًا. فجاءني بخيط، فشددتُ به الأقياد، ورددتُ التّكّة إلى سراويلي مخافةَ أن يحدث من أمري شيء فأتعرّى.
فلمّا كان من الغد فِي اليوم الثّالث وجَّه إليَّ، فأُدْخلت، فإذا الدَّار غاصّة، فجعلت أدخل من موضعٍ إلى موضع، وقوم معهم السّيوف، وقوم معهم السّياط، وغير ذلك. ولم يكن فِي اليومين الماضيين كبيرٌ أحدٍ من هؤلاء. فلمّا انتهيت إليه قال: اقعد. ثُمَّ قال: ناظِروه، كلموه. فجعلوا يناظروني، ويتكلم هذا فأردّ عليه، ويتكلَّم هذا فأردّ عليه، وجعل صوتي يعلو أصواتهم، فجعل بعض مَن على رأسه قائم يومئ إليَّ بيده، فلمّا طال المجلس نحّاني، ثُمَّ خلا بهم. ثُمَّ نحّاهم وردّني إلى عنده فقال: ويْحك يا أحمد، أجبني حَتَّى أطلق عنك بيدي. فرددت عليه نحوا مما كنت أرد، فقال لي: عليك، وذكر اللَّعْن. وقال: خذوه واسحبوه وخلعوه. قال: فَسُحِبْتُ ثُمَّ خلعتُ. قال: وقد كان صار إليّ شعرٌ مِنْ شَعْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كُمّ قميصي، فوجّه إليّ إسحاق بْن إبراهيم: ما هذا المصرور فِي كُمّ قميصك؟ قلت: شَعرٌ مِنْ شَعْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: وسعى بعض القوم إلى القميص ليخرّقه عليّ، فقال لهم، يعني [ص:1042] المعتصم: لا تخرقوه. فنزع القميص عنّي. قال: فظننت أنه إنما درئ عن القميص الخرقَ بسبب الشَّعْر الَّذِي كان فيه.
قال: وجلس على كرسي؛ يعني المعتصم، ثُمَّ قال: العُقابين والسِّياط. فجيء بالعقابين، فَمُدَّت يداي، فقال بعض من حضَر خلفي: خُذْ ناتئ الخشبتين بيديك وشُدّ عليهما. فلم أفهم ما قال، فتخلّعت يداي.
وقال محمد بْن إبراهيم البُوشَنْجيّ: ذكروا أنّ المعتصم لان فِي أمر أحمد لما عُلّق فِي العُقابين، ورأى ثُبوته وتصميمه وصلابته فِي أمره، حَتَّى أغراه ابن أبي دُؤاد وقال له: إن تركْتَه قيل: إنّك تركت مذهبَ المأمون وسخطتَ قوله. فهاجه ذلك على ضربه.
قال صالح: قال أبي: لما جيء بالسياط نظر إليها المعتصم فقال: ائتوني بغيرها. ثُمَّ قال للجلادين: تقدَّموا. فجعل يتقدَّم إليَّ الرجل منهم فيضربني سوطين، فيقول: شد، قطع الله يدك، ثم يتنحى، ويتقدم الآخر فيضربني سَوْطين وهو يقول فِي كلّ ذلك: شدّ، قطع اللَّه يدك، فلمّا ضُربتُ تسعة عشر سوطا قام إلي، يعني المعتصم، فقال: يا أحمد، علامَ تقتل نفسك؟ إنّي والله عليك لَشَفيق. قال: فجعل عُجَيْف ينْخسني بقائمة سيفه وقال: أتريد أن تغلب هؤلاء كلَّهم، وجعل بعضهم يقول: ويْلك، الخليفة على رأسك قائم. وقال بعضهم: يا أميرَ المؤمنين دَمُهُ فِي عُنُقي، اقتُلْه. وجعلوا يقولون: يا أمير المؤمنين أنت صائم وأنت فِي الشّمس قائم. فقال لي: ويْحك يا أحمد ما تقول؟ فأقول: أعطوني شيئا من كتاب الله أو سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقول به. فرجع وجلس، وقال للجلاد: تقدَّم وأوجع، قطع اللَّه يدك، ثُمَّ قام الثانية فجعل يقول: ويْحك يا أحمد أجِبْني. فجعلوا يُقْبلون عليَّ ويقولون: يا أحمد إمامك على رأسك قائم. وجعل عبد الرحمن يقول: مَن صنع مِن أصحابك فِي هذا الأمر ما تصنع؟ وجعل المعتصم يقول: ويْحك أجِبْني إلى شيءٍ لك فِيهِ أدنى فرج حَتَّى أطلق عنك بيدي. فقلت: يا أمير المؤمنين، أعطوني شيئا من كتاب الله فرجع. وقال للجلادين: تقدَّموا، فجعل الجلاد يتقدَّم ويضربني سَوْطين ويتنحّى، وهو في خلال ذلك يقول: شُدّ، قطع اللَّه يدك.
قال أبي: فذهب عقلي، فأفقت بعد ذلك، فإذا الأقياد قد أطلقت عني. فقال لي رَجُل ممّن حضر: إنّا كَبَبْناك على وجهك، وطرحنا على ظهرك بارية ودُسْناك. قال أبي: فما شعرت بذلك، وأتوني بسَوِيق فقالوا لي: اشرب وتقيأ. [ص:1043]
فقلت: لا أُفْطر. ثُمَّ جيء بي إلى دار إسحاق بْن إبراهيم، فحضرت صلاة الظُّهر، فتقدَّم ابن سماعة فصلّى، فلمّا انفتل من الصّلاة قال لي: صلّيتَ والدّم يسيل فِي ثوبك؟! فقلت: قد صلّى عُمَر وجرحه يَثْعَب دمًا.
قال صالح: ثُمَّ خلي عَنْهُ، فصار إلى منزله. وكان مَكْثه فِي السّجن منذ أُخِذ وحمل إلى أن ضُرِب وخُلّي عَنْهُ ثمانية وعشرين شهرًا. ولقد أخبرني أحد الرجلين اللَّذَين كانا معه قال: يا ابن أخي، رحمة اللَّه على أَبِي عبد الله، والله ما رَأَيْت أحدا يُشْبهه. ولقد جعلت أقول له فِي وقت ما يوجّه إلينا بالطّعام: يا أَبَا عبد الله، أنت صائم وأنت فِي موضع تقيّة. ولقد عطش، فقال لصاحب الشراب: ناولني. فناوله قدحًا فِيهِ ماء وثلج، فأخذه ونظر إليه هُنيّة ثُمَّ رده ولم يشرب، فجعلت أعجب من صبره على الجوع والعطش وهو فيما هُوَ فِيهِ من الهَول.
قال صالح: كنتُ ألتمس وأحتال أن أُوصِل إليه طعامًا أو رغيفًا فِي تلك الأيام، فلم أقدر. وأخبرني رَجُلٌ حضره أنّه تفقّده فِي هذه الأيام الثّلاثة وهم يناظرونه، فما لَحَن فِي كلمة. قال: وما ظننت أنّ أحدًا يكون فِي مثل شجاعته وشدّة قلبه.
وَقَالَ حَنْبَلٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: ذهبَ عقلي مرارًا، فكان إذا رُفِع عنّي الضَّرب رجعتُ إلى نفسي. وإذا استرخيت وسقطتُ رُفع الضَّرب. أصابني ذلك مرارا، ورأيته، يعني المعتصم، قاعدًا فِي الشمس بغير مِظَلّة، فسمعته وقد أَفَقْتُ يقول لابن أبي دؤاد: لقد ارتكبتَ فِي أمر هذا الرجل. فقال: يا أمير المؤمنين، إنّه والله كافر مشرك، قد أشرك من غير وجه. فلا يزال به حَتَّى يصرفه عمّا يريد. وقد كان أراد تخليتي بغير ضرب، فلم يدعْه ولا إسحاق بْن إبراهيم، وعزم حينئذٍ على ضرْبي.
قال حنبل: وبلغني أنّ المعتصم قال لابن أبي دؤاد بعدما ضُرِب أبو عبد الله: كم ضُرِبَ؟ فقال ابن أبي دُؤاد: نيّف وثلاثين أو أربعة وثلاثين سوطًا. وقال أبو عبد الله: قال لي إنسان ممّن كان: ثُمَّ ألقينا على صدرك بارية، وأكببناك على وجهك ودُسْناك. [ص:1044]
قال أبو الفضل عُبَيْد الله الزُّهْريّ: قال المروذي: قلت وأحمد بين الهنبازين: يا أستاذ، قال الله تعالى: " {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} [النساء 29]. " قال: يا مَرُّوذيّ، أخرج انظُر، فخرجت إلى رَحْبة دار الخليفة، فرأيت خَلْقًا لا يحصيهم إلا الله، والصُّحُف في أيديهم، والأقلام والمحابر. فقال لهم المَرُّوذيّ: أيّ شيء تعملون؟ قالوا: ننتظر ما يقول أحمد فنكتبه. فدخل إلى أحمد فأخبره، فقال: يا مَرُّوذيّ أضلّ هؤلاء كلُّهم؟
قلت: هذه حكاية منقطعة لا تصحّ.
قال ابن أبي حاتم: حدثنا عبد الله بن محمد بن الفضل الأسدي، قال: لمّا حُمِل أحمد ليُضْرَب جاءوا إلى بِشْر بن الحارث فقالوا: قد حُمِل أحمد بن حنبل وحُمِلت السِّياط، وقد وَجَبَ عليك أن تتكلَّم. فقال: تريدون منّي مقام الأنبياء؟ ليس ذا عندي. حفظ الله أحمد مِن بين يديه ومِن خلفه.
وقال الحسن بن محمد بن عثمان الفَسَويّ: حدَّثني داود بن عرفة، قال: حدثنا ميمون بن الأصْبغ، قال: كنت ببغداد، فسمعتُ ضجّة، فقلت: ما هذا؟ قالوا: أحمد يُمتحن. فأخذت مالا له خطر، فذهبت به إلى من يدخلني إلى المجلس، فأدخلوني، فإذا بالسّيوف قد جُرِّدت، وبالرماح قد رُكِّزت، وبالتِّراس قد صُفِّفت، وبالسِّياط قد طُرِحت، فألبسوني قِباءً أسود ومنطقة وسيفًا، ووقّفوني حيث أسمع الكلام. فأتى أمير المؤمنين، فجلس على كرسيّ، وأُتِيَ بأحمد بن حنبل، فقال له: وقرابتي مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأضربنّك بالسّياط، أو تقول كما أقول. ثم التفت إلى جلاد فقال: خُذْهُ إليك، فأخذه، فلمّا ضُرِب سوطًا قال: بسم الله. فلمّا ضُرِب الثّاني قَالَ: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ. فلمّا ضُرِب الثّالث قال: القرآن كلام الله غير مخلوق. فلما ضرب الرابع قال: " {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا} [التوبة 51]. " فضربه تسعة وعشرين سوطًا. وكانت تكّة أحمد حاشية ثوب، فانقطعت، فنزل السّراويل إلى عانَتِه، فقلت: السّاعة ينهتك. فرمى بطرْفه إلى السّماء، وحرّك شفتيه، فما كان بأسرع من أن بقي السّراويل لم ينزل. فدخلت عليه بعد سبعة أيّام، فقلت: يا أبا عبد الله رأيتك وقد انحلّ سراويلك، فرفعت طرفك نحو السّماء، فما قلت؟ [ص:1045] قال: قلت: اللّهم إنّي أسألك باسمَك الّذي ملأت به العرش إنْ كنت تعلم أنّي علي الصّواب، فلا تَهْتِكْ لي ستْرًا.
وقال جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهاني: حدثنا أحمد بن أبي عُبَيْد الله قال: قال أحمد بن الفَرَج: حضرت أحمد بن حنبل لمّا ضُرِب، فتقدّم أبو الدَّنّ فضربه بضعة عشر سَوطًا، فأقبل الدّم من أكتافه، وكان عليه سراويل، فانقطع خيطه، فنزل السراويل، فَلَحظْتُه وقد حرَّك شفتيه، فعاد السّراويل كما كان، فسألته عن ذلك فقال: قلت: إلهي وسيّدي، وقَفْتَني هذا الموقف، فَتَهْتِكُنِي على رُؤوُسِ الخَلائِقِ!
هذه حكاية لا تصحّ. ولقد ساق فيها أبو نُعَيْم الحافظ من الخُرافات والكذِب ما يُسْتحى من ذكره.
وأضعف منها ما رواه أبو نعيم في الحلية: حدثنا الحسين بن محمد، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن إبراهيم القاضي قال: حدثني أبو عبد الله الجوهري قال: حدثني يوسف بن يعقوب قال: سمعت عليّ بن محمد القُرَشيّ قال: لما قُدِّمَ أحمد ليُضْرب وجُرِّد وبقي في سراويله، فبينا هو يُضرب انحلّ سراويله، فجعل يحرّك شفتيه بشيء، فرأيت يدين خرجتا من تحته وهو يُضرب، فشدَّتا السّراويل. فلمّا فرغوا من الضَّرب قلنا له: ما كنتَ تقول؟ قال: قلت: يا من لا يعلم العرش منه أين هو إلا هو، إن كنتُ على الحق فلا تُبْدِ عورتي.
قلت: هذه مكذوبة ذكرتها للمعرفة. ذكرها البيهقيّ، وما جسر على تضعيفها. ثُمَّ روى بعدها حكاية في المحنة، عن أبي مسعود البَجَليّ إجازةً، عن ابن جَهْضَم، وهو كَذُوب، عن النّجّاد، عن ابن أبي العوّام الرّياحيّ، فيها من الركاكة والخبط ما لا يروج إلا على الْجُهّال. وفيها أنّ مئزره اضطّرب، فحرَّك شفتيه، فما استتمّ الدّعاء حتى رأيت كفّا من ذهب قد خرج من تحت مئزره بقُدرة الله، فصاحت العامّة.
وقال محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة: سمعتُ شاباص التّائب يقول: [ص:1046] لقد ضربت أحمد بن حنبل ثمانين سوطًا، لو ضربتُه فيلا لَهَدَّتُه.
قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي قال: قال إبراهيم بن الحارث العُباديّ: قال أبو محمد الطُّفاويّ لأحمد: يا أبا عبد الله، أَخْبِرْنِي عما صَنَعوا بك، قال: لمّا ضُرِبت جاء ذاك الطّويل اللّحية، يعني عُجَيفًا، فضربني بقائم سيفه فقلت: جاء الفَرَج يُضرب عنقي وأستريح. فقال ابن سماعة: يا أمير المؤمنين اضرب عُنقه، ودَمُهُ في رقبتي. قال ابن أبي دُؤاد: لا يا أمير المؤمنين، لا تفعل، فإنّه إن قُتِل أو مات في دارك قال النّاس: صبر حتّى قتل، واتّخذوه إمامًا، وثبتوا على ما هم عليه. ولكن أطلقه الساعة، فإنْ مات خارجًا من منزلك شكّ النّاس في أمره.
قال ابن أبي حاتم: وسمعت أبا زرعة يقول: دعا المعتصم بعمّ أحمد بن حنبل ثم قال للناس: تعرفونه؟ قالوا: نعم، هو أحمد بن حنبل. قال: فانظروا إليه أليس هو صحيح البدن؟ قالوا: نعم. ولولا أنّه فعل ذلك لكنتُ أخاف أن يقع شيء لا يُقام له، قال: فلمّا قال: قد سلّمته إليكم صحيح البَدَن. هَدأ النّاس وسكنوا.
قال صالح: صار أبي إلى المنزل ووجّه إليه من السِّحَر من يُبْصر الضرب والجراحات ويعالج منها. فنظر إليه فقال لنا: والله لقد رأيت مَن ضُرِب ألف سوط، ما رأيت ضربًا أشدّ من هذا. لقد جرّ عليه من خلفه ومن قُدّامه، ثُمَّ أدخل ميلا في بعض تلك الجراحات وقال: لم ينقب. فجعل يأتيه ويعالجه، وكان قد أصاب وجهه غير ضربة؛ ثم مكث يعالجه ما شاء الله. ثم قال: إن هاهنا شيئًا أريد أن أقطعه. فجاء بحديدة، فجعل يعلق اللّحم بها ويقطعه بسكّين، وهو صابر يحمد الله، فبرأ. ولم يزل يتوجّع من مواضع منه. وكان أثر الضرب بيّنا في ظهره إلى أن تُوُفّي.
وسمعت أبي يقول: والله لقد أعطيتُ المجهود من نفسي، وودِدْتُ أنّي أنجو مِنْ هَذَا الأَمْرِ كَفَافًا لا عَلَيَّ وَلا لي. ودخلت على أبي يومًا فقلت له: بلغني [ص:1047] أنّ رجلا جاء إلى فضل الأنْماطيّ فقال له: اجعلني في حل إذ لم أقم بنُصْرتك. فقال فضل: لا جعلت أحدًا في حِلّ، فتبسّم أبي وسكت. فلمّا كان بعد أيّام قال: مررت بهذه الآية: " {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [الشورى 40] " فنظرت في تفسيرها، فإذا هو ما حَدَّثَنِي أبو النضر قال: حدثنا ابن فضالة المبارك، قال: حَدَّثَنِي من سمع الحَسَن يقول: إذا جَثَتِ الأمم بين يدي الله ربّ العالمين نودوا: ليقُم من أجرُه على الله. فلا يقوم إلا من عفا في الدّنيا، قال أبي: فجعلت الميت في حِلّ من ضربه إيايّ. ثُمَّ جعل يقول: وما علي رجل ألا يعذّب الله بسببه أحدًا.
وقال حنبل بن إسحاق: لمّا أمر المعتصم بتخلية أبي عبد الله خلع عليه مُبطّنة وقميصًا وطيلسانًا وخُفًّا وقَلَنْسُوَة، فبينا نحن على باب الدّار والنّاس في الميدان والدُّرُوب وغيرها، وأُغلقت الأسواق، إذ خرج أبو عبد الله على دابة من دار أبي إسحاق المعتصم، وعليه تلك الثّياب، وابن أبي دُؤاد عن يمينه، وإسحاق بن إبراهيم، يعني نائب بغداد، عن يساره، فلمّا صار في دِهْليز المعتصم قبل أن يخرج قال لهم ابن أبي دُؤاد: اكشفوا رأسه. فكشفوه، يعني من الطيلسان، وذهبوا يأخذون به ناحية الميدان نحو طريق الحبس. فقال لهم إسحاق: خذوا به هاهنا، يريد دِجْلة. فَذُهب به إلى الزَّورق، وحُمِل إلى دار إسحاق، وأقام عنده إلى أن صُلِّيت الظُّهْر. وبعث إلى أبي وإلى جيراننا ومشايخ المحالّ، فجُمِعوا وأدخِلوا عليه، فقال لهم: هذا أحمد بن حنبل إن كان فيكم من يَعرفه، وإلا فلْيعرفه.
وقال ابن سماعة حين دخل الجماعة: هذا أحمد بن حنبل، فإنّ أمير المؤمنين ناظَرَه في أمره، وقد خلّي سبيله، وها هو ذا. فأُخرج على دابّة لإسحاق بن إبراهيم عند غروب الشّمس، فصار إلى منزله ومعه السلطان والناس، وهو منحنٍ. فلمّا ذهب لينزل احتضنْتُه ولم أعلم، فوقعت يدي على موضع الضَّرْب فصاح، فنحّيت يدي، فنزل متوكِّئا عليّ، وأغلق الباب ودخلنا معه، ورمى بنفسه على وجهه لا يقدر يتحرّك إلا بجهد، وخلع ما كان خلع عليه، فأمر به فبيع، وأخذ ثمنه وتصدق به. وكان المعتصم أمر إسحاق بن إبراهيم أن لا يقطع عنه خبره، وذلك أنّه تُرِك فيما حُكي لنا عند الإياس منه. وبَلَغَنا أن المعتصم ندم وأُسقط في يده حتى صلح. فكان صاحب خبر إسحاق يأتينا كل يوم يتعرف خبره حتى صح، وبقيت إبهاماه منخلعتين يضربان عليه في [ص:1048] البرد حتّى يُسَخّن له الماء. ولمّا أردنا علاجه خِفنا أن يدسّ ابن أبي دُؤاد سما إلى المعالج، فعملنا الدواء والمرهم في منزلنا. وسمعته يقول: كلّ من ذكرني في حِلّ إلا مبتدع. وقد جعلت أبا إسحاق، يعني المعتصم، في حِلّ. ورأيت الله تعالى يقول: " {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النور 22] " وَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بكر بالعفو في قصّة مِسْطح. قال أبو عبد الله: العفو أفضل، وما ينفعك أن يعذب أخوك المسلم في سببك.(5/1036)
-فصل في محنته زمن الواثق
قال حنبل: ولم يزل أبو عبد الله بعد أن برئ من مرضه يحضر الجمعة والجماعة ويفتي ويحدِّث حتّى مات المعتصم، وولى ابنه الواثق، فأظهر ما أظهر من المحنة والميل إلى ابن أبي دؤاد وأصحابه. فلما اشتد الأمر على أهل بغداد، وأظهرت القُضاة المحنة، وفُرّق بين فضل الأنماطيّ وامرأته، وبين أبي صالح وامرأته، كان أبو عبد الله يشهد الجمعة ويعيد الصّلاة إذا رجع ويقول: الجمعة تؤتي لفضلها، والصّلاة تُعاد خلف من قال بهذه المقالة، وجاء نفر إلى أبي عبد الله وقالوا: هذا الأمر قد فشا وتفاقم، ونحن نخافه على أكثر من هذا. وذكروا أن ابن أبي دؤاد على أن يأمر المعلّمين بتعليم الصّبيان في الكُتّاب مع القرآن: القرآن كذا وكذا. فنحن لا نرضى بإمارته. فمنعهم من ذلك وناظَرَهم. وحكى حنبل قصْده في مناظرتهم وأمرهم بالصَّبْر. فبينا نحن في أيّام الواثق إذ جاء يعقوب ليلا برسالة إسحاق بن إبراهيم إلى أبي عبد الله: يقول لك الأمير: إنّ أمير المؤمنين قد ذكرك، فلا يجتمعنّ إليك أحد، ولا تُسَاكنّي بأرضٍ ولا مدينة أنا فيها. فاذهب حيث شئت من أرض الله، فاختفى أبو عبد الله بقيّة حياة الواثق. وكانت تلك الفتنة، وقُتل أحمد بن نصر، فلم يزل أبو عبد الله مختفيًا فِي غير منزله في القرب. ثمّ عاد إلى منزله بعد أشُهر أو سنة لما طفئ خبره. ولم يزل في البيت مختفيًا لا يخرج إلى الصّلاة ولا غيرها حتّى هلك الواثق.
وعن إبراهيم بن هانئ قال: اختفى أحمد بن حنبل عندي ثلاثة أيام ثم قال: اطلب لي موضعا، قلت: لا آمن عليك. قال: افعل. فإذا فعلت أفدتك، فطلبت له موضعًا، فلمّا خرج قال لي: اختفى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الغار ثلاثة أيّام، ثم تحوّل. [ص:1049]
قلت: أنا أتعجَّب من الحافظ أبي القاسم كيف لم يَسُقِ المحنة ولا شيئًا منها في تاريخ دمشق مع فرط استقصائه، ومع صحّة أسانيدها، ولعلّ له نيّة في تَرْكها.(5/1048)
-فصل في حال أبي عبد الله أيّام المتوكّل
قال حنبل: ولي جعفر المتوكّل فأظهر الله السنة وفرّج عن النّاس، وكان أبو عبد الله يحدِّثنا ويحدِّث أصحابه في أيّام المتوكّل، وسمعته يقول: ما كان النّاس إلى الحديث والعلم أحوج منهم في زماننا. ثمّ إنّ المتوكّل ذكره وكتب إلى إسحاق بن إبراهيم في إخراجه إليه. فجاء رسول إسحاق إلى أبي عبد الله يأمره بالحضور، فمضى أبو عبد الله ثم رجع فسأله أبي عمّا دُعِيَ له فقال: قرأ عليَّ كتاب جعفر يأمرني بالخروج إلى العسكر. قال: وقال لي إسحاق بن إبراهيم: ما تقول في القرآن؟ فقلت: إنّ أمير المؤمنين قد نهى عن هذا. فقال: لا تُعِلْم أحدًا أنّي سألتك. فقلت له: مسألة مسترشد أو مسألة متعنّت؟ قال: بل مسألة مسترشد. فقلت له: القرآن كلام الله ليس بمخلوق، وقد نهى أمير المؤمنين عن هذا.
وخرج إسحاق إلى العسكر، وقدم ابنه محمد خليفةً له ببغداد، ولم يكن عند أبي عبد الله ما يتجمّل به وينفقه، وكانت عندي مائة درهم، فأتيت بها أبي، فذهبت بها إليه، فأخذها وأصلح بها ما احتاج إليه، واكْتَرى منها، وخرج ولم يلق محمد بن إسحاق بن إبراهيم، ولا سلَّم عليه. فكتب بذلك محمد إلي أبيه، فحقدها إسحاق عليه، فقال للمتوكّل: يا أمير المؤمنين إنّ أحمد بن حنبل خرج من بغداد ولم يأت محمدا مولاك. فقال المتوكّل: يُرَدّ ولو وطئ بساطي. وكان أبو عبد الله قد بلغ بُصْرَى، فوجّه إليه رسولا يأمره بالرجوع، فرجع وامتنع من الحديث إلا لولده ولنا. وربّما قرأ علينا في منزلنا. ثمّ إنّ رافعًا رفع إلى المتوكّل أن أحمد بن حنبل رَبَّصَ علويّا في منزله، وأنّه يريد أن يُخرجه ويُبايع عليه، ولم يكن عندنا عِلْم، فبينا نحن ذات ليلة نيام في الصَّيف سمعنا الجلبة، [ص:1050] ورأينا النّيران في دار أبي عبد الله، فأسرعنا، وإذا أبو عبد الله قاعدٌ في إزار، ومظفر ابن الكلبيّ صاحب الخبر وجماعة معهم. فقرأ صاحب الخبر كتاب المتوكل: وَرَدَ على أمير المؤمنين أن عندكم علويا ربصته لتبايع له وتُظهره. في كلامٍ طويل، ثمّ قال له مظفَّر: ما تقول؟ قال: ما أعرف من هذا شيئًا، وإنّي لأرى له السَّمع والطّاعة في عسري ويسري ومنشطي ومكرهي، وإني لأوثره عليّ وإني لأدعو الله له بالتّسديد والتّوفيق في اللّيل والنّهار. في كلامٍ كثير غير هذا.
وقال ابن الكلبيّ: قد أمرني أمير المؤمنين أن أُحَلِّفك. قال: فاحلفه بالطّلاق ثلاثًا أن ما عنده طلبة أمير المؤمنين. وفتَّشوا منزل أبي عبد الله والسَّرَب والغُرَف والسُّطُوح، وفتُشوا تابوت الكُتُب، وفتّشوا النّساء والمنازل، فلم يروا شيئًا ولم يحسّوا بشيء، وردّ الله الذين كفروا بغيظهم. وكتب بذلك إلى المتوكّل، فوقع منه موقعًا حسنًا، وعلم أنّ أبا عبد الله مكذوبٌ عليه. وكان الّذي دس عليه رجل من أهل البِدَع، ولم يَمُتْ حتّى بيَّن الله أمرَهُ للمسلمين، وهو ابن الثَّلجيّ.
فلمّا كان بعد أيّام بينا نحن جلوسٌ بباب الدّار إذا يعقوب أحد حُجّاب المتوكّل قد جاء، فاستأذن على أبي عبد الله، فدخل ودخل أبي وأنا، ومع بعض غلمانه بدْرةٌ، على بغْلٍ، ومعه كتاب المتوكّل، فقرأه على أبي عبد الله: إنه صحّ عند أمير المؤمنين برآءة ساحتك، وقد وجّه إليك بهذا المال تستعين به. فأبى أن يقبله وقال: ما لي إليه حاجة. فقال: يا أبا عبد الله، اقبل من أمير المؤمنين ما أمرك به؛ فإنّ هذا خير لك عنده، فاقبله ولا تردّه. فإنّك إنْ رددته خفت أن يظنّ بك ظَنّ سَوْء. فحينئذ قبِلَها. فلمّا خرج قال: يا أَبَا عليّ. قلت: لبِّيك. قال: ارفع هذه الإجانة وضعها، يعني البدْرة، تحتها. فوضعتها وخرجنا. فلما كان اللَّيْلُ إذا أمّ ولد أبي عبد الله تدقّ علينا الحائط، فقلت لها: ما لكِ؟ قالت: مولاي يدعو عمَّه. فأعلمت أبي، وخرجنا فدخلنا على أبي عبد الله، وذلك في جوف اللّيل. فقال: يا عمّ، ما أخذني النّوم هذه اللّيلة. فقال له أبي: ولِمَ؟ قال: لهذا المال، وجعل يتوجّع لأخْذه، وجعل أبي يُسَكِّنه ويُسَهِّل عليه، وقال: حتّى تُصبح وترى فيه رأيك، فإنّ هذا ليل والنّاس في منازلهم، فأمسك، وخرجنا. فلمّا كان في السِّحَر وجَّه إلى عَبْدُوس بن مالك، والحَسَن بن البزار، فحضرا، [ص:1051] وحضر جماعة؛ منهم: هارون الحمّال، وأحمد بن مَنِيع، وابن الدَّوْرقيّ، وأنا، وأبي، وصالح، وعبد الله فجعلنا نكتب من يذكرونه من أهل العفاف والصّلاح ببغداد والكوفة، فوجّه منها إلى أبي سعيد الأشجّ، والى أبي كُرَيْب، وإلى من ذكر من أهل العلم والسنة ممّن يعلمون أنّه محتاج. ففرِّقها كلّها ما بين الخمسين إلى المائة والمائتين، فما بقي في الكيس دِرهم، ثمّ تصدَّق بالكيس على مسكين. فلما كان بعد ذلك مات إسحاق بن إبراهيم وابنه محمد، وولي بغداد عبد الله بن إسحاق، فجاء رسوله إلى أبي عبد الله، فذهب إليه، فقرأ عليه كتاب المتوكل وقال له: يأمرك بالخروج. فقال: أنا شيخ ضعيف عليل. فكتب عبد الله بما ردّ عليه، فورد جواب الكتاب أن أمير المؤمنين يأمره بالخروج. فوجّه عبد الله جنوده، فباتوا على بابنا أيّاما حتّى تهيّأ أبو عبد الله للخروج، فخرج وخرج صالح، وعبد الله، وأبو زميلة. قال صالح: كان حُمل أبي إلى المتوكّل سنة سبْعٍ وثلاثين ومائتين، ثم عاش إلى سنة إحدى وأربعين، فكان قلّ يوم يمضي إلا ورسول المتوكًل يأتيه.
قال حنبل في حديثه: وقال أبي ارجع. فرجعت، فأخبرني أبي قال: لما دخلنا إلى العسكر إذا نحن بموكب عظيم مقبل، فلمّا حاذى بنا قالوا: هذا وصيف. وإذا بفارس قد أقبل، فقال لأحمد: الأمير وصيف يُقْرئك السلام، ويقول لك: إنّ الله قد أمكنك من عدوّك، يعني ابن أبي دُؤاد، وأمير المؤمنين يقبل منك، فلا تدع شيئًا إلا تكلَّمت به. فما رد عليه أبو عبد الله شيئًا. وجعلت أنا أدعو لأمير المؤمنين، ودعوتُ لوَصِيف، ومضينا فأنزلنا في دار إيتاخ، ولم يعلم أبو عبد الله، فسأل بعد ذلك: لمن هذه الدار؟ قالوا: هذه دار إيتاخ. فقال: حولوني، اكتروا لي دارا، فلم نزل حتّى اكترينا له دارًا. وكانت تأتينا في كل يوم مائدة فيها ألوان يأمر بها المتوكّل، والفاكهة والثّلج، وغير ذلك. فما نظر إليها أبو عبد الله، ولا ذاق منها شيئًا. وكانت نفقة المائدة كلّ يوم مائة وعشرين درهمًا. وكان يحيى بن خاقان، وابنه عُبَيْد الله، وعليّ بن الْجَهْم يأتون أبا عبد الله ويختلفون إليه برسالة المتوكل. ودامت العِلّةُ بأبي عبد الله وضعُف ضعفًا شديدًا. وكان يواصل، فمكث ثمانية أيّام لا يأكل ولا يشرب. فلمّا كان في اليوم الثّامن دخلت عليه، وقد كاد أن يُطْفأ، فقلت: يا أبا عبد الله، ابْن [ص:1052] الزُّبَيْر كان يواصل سبعة أيّام، وهذا لك اليوم ثمانية أيام، قال: إنّي مُطِيق. قلت: بحقّي عليك، قال: فإنّي أفعل، فأتيته بسَويق فشرب؛ ووجّه إليه المتوكّل بمالٍ عظيم فردَّه، فقال له عُبَيْد الله بن يحيى: فانّ أمير المؤمنين يأمرك أن تدفعها إلى ولدك وأهلك. قال: هم مستغنون فردّها عليه. فأخذها عُبَيْد الله فقسّمها على ولده وأهله. ثُمَّ أجرى المتوكّل على أهله وولده أربعة آلاف في كلّ شهر، فبعث إليه أبو عبد الله: إنّهم في كفاية، وليست بهم حاجة. فبعث إليه المتوكّل: إنّما هذا لولدك، ما لكَ ولهذا؟ فأمسك أبو عبد الله. فلم يزل يُجْري علينا حتّى مات المتوكّل.
وجرى بين أبي عبد الله وبين أبي في ذلك كلام كثير، وقال: يا عمُّ، ما بقي من أعمارنا؟ كأنّك بالأمر قد نزل بنا، فالله الله فإنّ أولادنا إنّما يريدون يتأكّلون بنا، وإنّما هي أيام قلائل، لو كُشِفَ للعبد عمّا قد حُجِب عنه لعَرف ما هو عليه من خيرٍ أو شرّ، صبرٌ قليل وثوابٌ طويل، وإنّما هذه فتنة. قال أبي: فقلت: أرجو أن يؤمنك الله ممّا تحذر. قال: فكيف وأنتم لا تتركون طعامهم ولا جوائزهم، لو تركتموها لتركوكم. وقال: ماذا ننتظر؟ إنّما هو الموت، فإمّا إلى جنة وإمّا إلى نار؛ فطوبى لمن قدِم على خير. قال أبي: فقلت له: أليس قد أمرت، ما جاءك من هذا المال من غير مسألة ولا إشراف نفس أن تأخذه؟ قال: قد أخذت مرة بلا إشراف نفس فالثانية والثالثة؛ فما بال نفسك ألم تستشرف؟ فقلت: ألم يأخذ ابن عُمر وابن عبّاس؟ فقال: ما هذا وذاك؟ وقال: لو أعلم أنّ هذا المال يؤخذ من وجهه ولا يكون فيه ظُلم ولا حيف لم أُبَالِ.
قال حنبل: فلمّا طالت علّة أبي عبد الله كان المتوكّل يبعث بابن ماسَوَيْه المتطبّب فيصف له الأدوية، فلا يتعالج، ويدخل المتطبب على المتوكّل فقال: يا أمير المؤمنين، أحمد ليست به عِلّة في بدنه، إنّما هو من قلّة الطّعام والصّيام والعبادة. فسكت المتوكّل. وبلغ أمَّ المتوكّل خبرُ أبي عبد الله، فقالت لابنها: أشتهي أن أرى هذا الرجل. فوجّه المتوكّل إلى أبي عبد الله يسأله أن يدخل على ابنه المُعَتَزّ ويُسَلِّمَ عليه ويدعو له ويجعله فِي حُجْره. فامتنع أبو عبد الله من ذلك، ثُمَّ أجابَ رجاء أن يُطْلق وينحدر إلى بغداد. فوجّه إليه المتوكّل خلعة، وأتوه بدابّة يركبها إلى المعتزّ، فامتنع، وكانت عليها ميثرة نُمُور. فقُدِّم إليه بَغْل لرجل من التّجّار فركبه، وجلس المتوكّل مع أمّه فِي مجلسٍ من المكان، وعلى المجلس سَترٌ رقيق، فدخل أبو عبد الله على المعتزّ، ونظر إليه المتوكل وأمه، [ص:1053] فلمّا رأته قَالَتْ: يا بُنيّ، اللَّه اللَّه فِي هذا الرجل، فليسَ هذا ممّن يريد ما عندكم، ولا المصلحة أن تحبسه عن منزله، فَأذَن له فليذْهب. فدخل أبو عبد الله على المعتزّ فقال: السّلام عليكم، وجلسَ ولم يسلّم عليه بالإمرة. قال: فسمعت أَبَا عبد الله بعد ذلك ببغداد يقول: لمّا دخلت عليه وجلست قال مؤدِّب الصّبيّ: أصلح اللَّه الأمير، هذا الَّذِي أمَره أميرُ المؤمنين يؤدِّبك ويعلّمك؟ فردَّ عليه الغلام وقال: إن علَّمني شيئًا تعلَّمته. قال أبو عبد الله: فعجبتُ من ذكائه وجوابه على صِغَره، وكان صغيرًا. قال: ودامت عِلّةُ أبي عبد الله وبلغ الخليفة ما هُوَ فِيهِ، وكلَّمه يحيى بْن خاقان أيضًا وأخبره أنّه رَجُل لا يريد الدنيا. فأذن له في الانصراف. فجاء عبيد الله بن يحيى وقت العصر فقال: إنّ أمير المؤمنين قد أذِن لك، وأمرَ أن تُفرش لك حَرّاقة تنحدر فيها. فقال أبو عبد الله: اطلبوا لي زَوْرقًا فأنحدر فِيهِ السّاعة، فطلبوا له زورقًا فانحدرَ فِيهِ من ساعتِه.
قال حنبل: فما عِلمْنا بقدومه حَتَّى قيل لي: إنّه قد وافى، فاستقبلته بناحية القطيعة، وقد خرج من الزَّورق، فمشيت معه فقال لي: تقدَّم لا يراك النّاس فيعرفوني. فتقدَّمت بين يديه حَتَّى وصل إلى المنزل، فلمّا دخل ألقى نفسه على قفاه من التعب والعناء. وكان فِي حياته ربما استعار الشّيء من منزلنا ومنزل ولده. فلمّا صار إلينا من مال السّلطان ما صار امتنع من ذلك، حَتَّى لقد وُصف له فِي عِلّته قَرْعةٌ تُشْوَى ويؤخذ ماؤها. فلمّا جاءوا بالقَرْعة قال بعض من حضر: اجعلوها فِي تنّور، يعني فِي دار صالح، فإنّهم قد خبزوا. فقال بيده: لا. ومثل هذا كثير.
وقد ذكر صالح بْن أحمد قصّة خروج أَبِيهِ إلى العسكر ورجوعه، وتفتيش بيوتهم على العلويّ، ثُمَّ ورود يعقوب قَرْقَرَة ومعه العشرة آلاف، وأنّ بعضها كان مائتي دينار والباقي دراهم، قال: فجئت بأجّانة خضراء، فأكببتها على البدْرة، فلمّا كان عند المغرب قال: يا صالح خذ هذا صيّرْه عندك. فصيّرته عند رأسي فوق البيت. فلمّا كان سَحَر إذا هُوَ ينادي: يا صالح. فقمت وصعدت إليه، فقال: ما نمت. قلت: لِمَ يا أبه؟ فجعل يبكي وقال: سِلمتُ من هؤلاء، حَتَّى إذا كان فِي آخر عمري بُليتُ بهم. وقد عزمتُ عليك أن تفرّق هذا الشيء إذا أصبحت، فقلت: ذاك إليك. فلما أصبح جاءه الحسن ابن البزار فقال: [ص:1054] جئني يا صالح بميزان. وجِّهوا إلى أبناء المهاجرين والأنصار. ثم قال: وجِّهْ إلى فلانٍ حَتَّى يفرّق فِي ناحيته، وإلى فلان، حَتَّى فرّقها كلّها، ونحن فِي حالةٍ اللَّه بها عليم، فجاءني ابنٌ لي فقال: يا أبَه أعطني درهمًا. فأخرجت قطعةً فأعطيته. فكتب صاحب البريد: إنّه تصدّق بالدّراهم فِي يومه، حَتَّى تصدَّق بالكيس.
قال عليّ بْن الْجَهْم: فقلت: يا أمير المؤمنين قد تصدَّق بها. وعلم النّاس أنّه قد قبلَ منك. ما يصنع أحمد بالمال وإنّما قُوتُه رغيف؟! قال: فقال لي: صدقت يا عليّ.
قال صالح: ثم أخرج أبي ليلا، ومعنا حُرّاس معهم النّفّاطات، فلمّا أصبح وأضاء الفجر قال لي: صالحُ معك دراهم؟ قلت: نعم. قال: أَعْطِهم. فلمّا أصبحنا جعل يعقوب يسير معه، فقال له: يا أَبَا عبد الله، ابن الثّلجي بَلَغَني أنّه كان يذكرك. فقال له: يا أَبَا يوسف سلِ اللَّه العافية. فقال له: يا أَبَا عبد الله تريد أن نؤدّي عنك رسالةً إلى أمير المؤمنين؟ فسكت. فقال: إنّ عبد الله بْن إسحاق أخبرني أنّ الوابصيّ قال له: إنّي أشهد عليه أنّه قال: إنّ أحمد يعبُد ماني. فقال: يا أَبَا يوسف يكفي اللَّه. فغضب يعقوب والتفتَ إليَّ فقال: ما رَأَيْت أعجب ممّا نَحْنُ فِيهِ، أسأله أن يطلق لي كلمةً أخبر أمير المؤمنين، فلا يفعل.
قال: ووجّه يعقوب إلى المتوكّل بما عمل، ودخلنا العسكر وأبي منكِّس الرأس، ورأسه مُغَطّى، فقال له يعقوب: اكشف رأسك يا أَبَا عبد الله، فكشفه. ثُمَّ جاء وصيف يريد الدّار، ووجّه إليه بعدما جاز بيحيى بْن هَرْثَمَة فقال: يُقرئك أمير المؤمنين السّلام ويقول: الحمد لله الَّذِي لم يُشْمت بك أهل البِدَع. قد علمتَ ما كان من حال ابن أبي دُؤاد، فينبغي أن تتكلَّم بما يجب لله. ومضى يحيى وأنزل أبي دار إيتاخ، فجاء عليّ بْن الْجَهْم وقال: قد أمرَ لكم أمير المؤمنين بعشرة آلاف مكان تلك التي فرقها، وأمرَ أن لا يُعلم شيخكم بذلك فيغتَمّ. ثُمَّ جاءه محمد بْن معاوية فقال: إنّ أمير المؤمنين يكثر من ذكرك ويقول: تقيم هاهنا تحدث. فقال: أَنَا ضعيف. ثُمَّ صار إليه يحيى بْن خاقان فقال: يا أَبَا عبد الله قد أمر أمير المؤمنين أن أصير إليك لتركب إلى ابنه أبي عبد الله، يعني المعتزّ. ثُمَّ قال لي: قد أمرني أمير المؤمنين، يجرى عليكم وعلى قراباتكم أربعة آلاف درهم، تفرقها عليهم. [ص:1055]
ثُمَّ عاد يحيى من الغد فقال: يا أَبَا عبد الله تركب؟ فقال: ذاك إليكم. ولبس إزاره وخُفّه. وكان خفه له عنده نحو من خمسة عشر عامًا، قد رُقّع برقاع عدّة. فأشار يحيى أن يلبس قَلَنْسُوَة. قلت: ما له قَلَنْسُوَة. إلى أن قال: فدخل دار المعتزّ، وكان قاعدًا على دُكّان فِي الدّار، فلمّا صعِد الدُّكّان قعد فقال له يحيى: يا أَبَا عبد الله إنّ أمير المؤمنين جاء بك ليُسرّ بقربك، ويُصيّر أَبَا عبد الله ابنه فِي حُجْرك. فأخبرني بعضُ الخدم أنّ المتوكّل كان قاعدًا وراء سترٍ. فلمّا دخل أبي الدّار قال لأمه: يا أمَه قد نارت الدّار. ثُمَّ جاء خادم بمنديل، فأخذ يحيى المنديل، وذكر قصّةً فِي إلباسه القميص والطَّيْلسان والقَلَنْسُوَة وهو لا يحرّك يده. ثُمَّ انصرف. وكانوا قد تحدّثوا أنّه يخلع عليه سوادًا. فلمّا صار إلى الدّار نزع الثّياب، ثُمَّ جعل يبكي وقال: سلمت من هؤلاء منذ ستّين سنة، حَتَّى إذا كان فِي آخر عمري بُليتُ بهم. ما أحسبني سلمتُ من دخولي على هذا الغلام، فكيف بمن يجب عليَّ نُصْحه من وقت تقع عيني عليه، إلى أن أخرج من عنده. يا صالح وجّه بهذه الثّياب إلى بغداد تباع ويُتصدَّق بثمنها، ولا يشتري أحد منكم منها شيئًا. فوجَهتُ بها إلى يعقوب بن بختان، فباعها وفرق ثمنها، وبقيت عندي القَلَنْسُوة. قال: ومكث خمسة عشر يومًا يُفْطر فِي كلّ ثلاثةٍ على ثمن سَويق، ثُمَّ جعل بعد ذلك يُفطر ليلةً على رغيف، وليلة لا يُفْطر. وكان إذا جيء بالمائدة توضع بالدِّهْليز لئلا يراها، فيأكل مَن حَضَر. فكان إذا أجهده الحَرُّ بَلَّ خرقةً فيضعها على صدره. وفي كلّ يوم يوجّه إليه بابن ماسَوَيْه فينظر إليه ويقول: يا أَبَا عبد الله أَنَا أميل إليك وإلى أصحابك، وما بك علّة إلا الضُّعف وقلة الرز. إلى أن قال: وجعل يعقوب وغِياث يصيران إليه ويقولان له: يقول لك أمير المؤمنين: ما تقول فِي ابن أبي دُؤاد وفي ماله؟ فلا يجيب فِي ذلك بشيء. وجعل يعقوب ويحيى يخبرانه بما يحدث فِي أمر ابن أبي دُؤاد فِي كلّ يوم، ثُمَّ أحْدِر إلى بغداد بعدما أشهد عليه ببيع ضياعه. وكان ربّما صار إليه يحيى بْن خاقان وهو يصلّي، فيجلس فِي الدِّهْليز حَتَّى يفرغ.
وأمر المتوكّل أن تشترى لنا دار فقال: يا صالح، قلت: لبيك. قال: لئن أقررت لهم بشراء دار لتكوننّ القطيعة بيني وبينكم. إنّما يريدون أن يصيّروا هذا البلد لي مأوى ومسكنا. فلم يزل يدفع بشراء الدّار حتّى اندفع. وجَعَلَتْ رُسُل [ص:1056] المتوكّل تأتيه يسألونه عَنْ خبره، ويصيرون إليه فيقولون: هُوَ ضعيف. وفي خلال ذلك يقولون: يا أَبَا عبد الله لا بدّ من أن يراك.
وجاءه يعقوب فقال: يا أَبَا عبد الله، أمير المؤمنين مشتاق إليك ويقول: أنظر يومًا تصير فِيهِ أيّ يوم هُوَ حَتَّى أعرفه. فقال: ذاك إليكم. فقال: يوم الأربعاء يوم خال. وخرج يعقوب، فلمّا كان من الغد جاء فقال: البُشْرَى يا أَبَا عبد الله، أميرُ المؤمنين يقرأ عليك السّلام ويقول: قد أعفيتك عن لبس السّواد والرُّكُوب إلى وُلاة العهود وإلى الدّار. فإنْ شئت فالْبس القُطْن، وإن شئت فالْبس الصّوف. فجعل يحمد اللَّه على ذلك. ثُمَّ قال يعقوب: إنّ لي ابنًا وأنا به مُعْجَب، وإنّ له من قلبي موقعًا، فأحبّ أن تحدّثه بأحاديث. فسكت، فلمّا خرج قال: أتراه لا يرى ما أَنَا فِيهِ؟! وكان يختم من جمعة إلى جمعة. فإذا ختم دعا فيدعو ونُؤَمِّن، فلمّا كان غداة الجمعة وجَّه إليَّ والى أخي، فلما ختم جعل يدعو ونحن نُؤَمِّن، فلمّا فرغ جعل يقول: أستخير اللَّه، مرّات. فجعلت أقول ما يريد. ثُمَّ قال: إنّي أعطي اللَّه عهدًا، إنّ عهده كان مسؤولا. وقال اللَّه: {يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود} إنّي لا أحدّث حديث تمامٍ أبدًا حَتَّى ألقى اللَّه، ولا أستثني منكم أحدًا. فخرجنا وجاء عليّ بْن الْجَهْم، فأخبرناه فقال: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، وأخبر المتوكّل بذلك وقال: إنما يريدون أُحدِّث ويكون هذا البلد حبْسي. وإنما كان سبب الَّذِين أقاموا بهذا البلد لما أُعطوا فقبلوا وأُمِروا فحدَّثوا. وجعل أبي يقول: والله لقد تمنّيت الموت فِي الأمرِ الَّذِي كان، وإني لأتمنى الموت في هذا، وذلك لأن هذا فتنة الدّنيا، وذاك كان فتنة الدّين، ثُمَّ جعل يضمّ أصابعه ويقول: لو كان نفسي فِي يدي لأرسلتها. ثُمَّ يفتح أصابعه. وكان المتوكل يوجّه فِي كلّ وقت يسأله عن حاله، وكان فِي خلال ذلك يأمر لنا بالمال ويقول: يوصل إليهم، ولا يُعلم شيخهم فيغتمّ. ما يريد منهم؟ إن كان هُوَ لا يريد الدّنيا، فلِمَ يمنعهم؟ وقالوا للمتوكّل: إنّه لا يأكل من طعامك، ولا يجلس على فراشك، ويحرّم الَّذِي تشرب. فقال لهم: لو نشر لي المعتصم وقال فِيهِ شيئًا لم أقبلْ منه.
قال صالح: ثُمَّ انحدرتُ إلى بغداد، وخلَّفتُ عبد الله عنده، فإذا عبد الله قد قدِم، وجاء بثيابي الّتي كانت عنده. فقلت: ما جاء بك؟ فقال: قال لي: انحدرْ، وقُلْ لصالح لا يخرج، فأنتم كنتم آفتي. والله لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا أخرجت واحدا منكم معي. لولاكم لمن كانت توضع هذه [ص:1057] المائدة؟ ولمن كان تفرش هذه الفرش وتُجرى الإجراء؟ فكتبت إليه أُعْلِمُه ما قال لي عبد الله، فكتب إليَّ بخطه: أحسنَ اللَّه عاقبتك، ودفع عنك كلّ مكروه ومحذور، الَّذِي حملني على الكتاب إليك الَّذِي قلت لعبد اللَّه: لا يأتيني منكم أحدٌ رجاء أن ينقطع ذِكري ويَخْمُل. إذا كنتم هاهنا فشا ذِكْري. وكان يجتمع إليكم قوم ينقلون أخبارنا، ولم يكن إلا خير. فإن أقمتَ فلم تأتني أنتَ ولا أخوك فهو رضائي، ولا تجعل فِي نفسك إلا خيرا، والسلام عليك ورحمة الله.
قال: ولما خرجنا من العسكر رُفعت المائدة والفرش وكلّ ما أقيم لنا.
ثُمَّ ذكر صالح كتاب وصيّته ثُمَّ قال: وبعث إليه المتوكل بألف دينار ليقسمها، فجاءه عليّ بْن الْجَهْم فِي جوف اللّيل، فأخبره بأنه يهيّئ له حرّاقة لينحدر فيها. ثُمَّ جاء عبيد الله ومعه ألف دينار، فقال: إنّ أمير المؤمنين قد أذِن لك، وقد أمر لك بهذه، فقال: قد أعفاني أمير المؤمنين ممّا أكره، فردّها. وقال: أَنَا رقيق على البرد، والظّهر أرفق بي. فكتب له جواز، وكتب إلى محمد بْن عبد الله فِي برِّه وتَعَاهُده، فقدِم علينا. ثُمَّ قال بعد قليل: يا صالح. قلت: لبَّيْك. قال: أحبّ أن تدع هذا الرزق، فإنّما تأخذونه بسببي. فسكتُّ، فقال: ما لك؟ فقلت: أكره أن أعطيك شيئا بلساني وأخالف إلى غيره، وليس فِي القوم أكثر عيالا مني ولا أعذر. وقد كنت أشكو إليك وتقول: أمرك منعقد بأمري، ولعلّ اللَّه أن يحلّ عنّي هذه العُقْدة. وقد كنت تدعو لي، فأرجو أن يكون اللَّه قد استجاب لك. فقال: والله لا تفعل. فقلت: لا. فقال: لِمَ فعل اللَّه بك وفعل؟
ثُمَّ ذكر قصة في دخول عبد الله عليه، وقوله له وجوابه له، ثُمَّ دخول عمّه عليه وإنكاره الأخذ، إلى أن قال: فهجَرنا وسدَّ الباب بيننا وبينه، وتحامي منازلنا أن يدخل منّا إلى منزله شيء. ثُمَّ أُخْبِرَ بأخذ عمه فقال: نافقتني، وكذبتني. ثُمَّ هجره وترك الصّلاة فِي المسجدٍ، وخرج إلى مسجد خارج يصلّي فِيهِ.
ثُمَّ ذكر قصة دعائه صالحا ومعاتبته في ذلك، ثم في كتبته إلى يحيى بن خاقان ليترك معونة أولاده، وبلوغ الخبر إلى المتوكّل، فأمر بحمل ما اجتمع لهم فِي عشرة أشهر، وهو أربعون ألف درهم إليهم. وإنه أُخْبِر بذلك، فسكت [ص:1058] قليلا وضرب بذقنه على صدره، ثُمَّ رفع رأسه وقال: ما حيلتي إن أردت أمرًا وأراد اللَّه أمرا؟!
قال أبو الفضل صالح: وكان رسول المتوكّل يأتي أبي يبلّغه السّلام، ويسأله عن حاله، فتأخذه نفضة حَتَّى نُدَثّره، ثُمَّ يقول: والله، لو أن نفسي في يدي لأرسلتها. وجاء رسول المتوكّل إلى أبي يقول: لو سلم أحد من النّاس سلمتَ. رَفَع رَجُلٌ إليَّ أن علويّا قدِم من خُراسان، وأنّك وجَّهت إليه من يلقاه، وقد حبست الرجل وأردتُ ضربه فكرهتُ أن تغتمّ فَمُرْ فِيهِ. قال: هذا باطل، يُخْلى سبيله.
ثُمَّ ذكر قصّة فِي قُدوم المتوكّل بغداد، وإشارته على صالح بأن لا يذهب إليهم، ثُمَّ فِي مجيء يحيى بْن خاقان من عند المتوكّل، وما كان من احترامه ومجيئه بألف دينار ليفرّقها، وقوله: قد أعفاني أمير المؤمنين من كلّ ما أكره. وفي توجيه محمد بْن عبد الله بْن طاهر ليحضره وامتناعه من حضوره وقوله: أَنَا رَجُل لم أخالط السلطان، وقد أعفاني أمير المؤمنين ممّا أكره. وهذا ممّا أكره. قال: وكان قد أدمن الصّوم لما قدم، وجعل لا يأكل الدَّسِم. وكان قبل ذلك يُشترى له الشحم بدرهم، فيأكل منه شهرًا، فترك أكل الشَّحم وأدمنَ الصوم والعمل، فتوهّمت أنّه قد كان جعل على نفسه إن سلم أن يفعل ذلك.
وقال الخلال أبو بكر: حَدَّثَنِي محمد بْن الحسين أن أبا بكر المَرُّوذيّ حدَّثهم قال: كان أبو عبد الله بالعسكر يقول: أنظر هَلْ تجد لي ماء الباقِلاء، فكنت ربّما بللت خبزه بالماء فيأكله بالملح. ومنذ دخلنا العسكر إلى أن خرجنا ما ذاق طبيخا ولا دَسَمًا.
وعن المَرُّوذيّ قال: أنبهني أبو عبد الله ذات ليلة وكان قد واصل، فإذا هُوَ قاعد فقال: هُوَ ذا يُدَارُ بي من الجوع، فأطعمني شيئًا، فجئته بأقلّ من رغيف، فأكله وقال: لولا أنّي أخاف العون على نفسي ما أكلت. وكان يقوم من فراشه إلى المخرج، فيقعد يستريح من الضَّعف من الجوع حَتَّى أنْ كنت لأبلّ الخرقة فيلقِها على وجهه لترجع إليه نَفْسُه، حتى أوصى من الضعف من غير مرض، فسمعته يقول عند وصيته ونحن بالعسكر، وأشهد على وصيّته: هذا ما أوصى به أحمد بْن محمد، أوصى أنّه يشهد أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا [ص:1059] شريك له، وأنّ محمدا عبده ورسوله، وذكر ما يأتي.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: مكث أبي بالعسكر عند الخليفة ستّة عشر يومًا، ما ذاق شيئًا إلا مقدار ربع سويق، ورأيت ماقي عينيه قد دخلا فِي حَدَقتيه.
وقال صالح بْن أحمد: وأوصى أبي بالعسكر هذه الوصيّة:
بسم اللَّه الرَّحْمَن الرحيم، هذا ما أوصى به أحمد بْن محمد بْن حنبل: أوصي أنه يشهد أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له، وأنّ محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودِين الحقّ ليظهره على الدّين كلّه ولو كره المشركون. وأوصى مَن أطاعه من أهله وقرابته أن يعبدوا اللَّه فِي العابدين، ويحمدوه فِي الحامدين، وأن ينصحوا لجماعة المسلمين. وأوصي أنّي قد رضيتُ بالله ربّا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيّا. وأوصي أن لعبد اللَّه بْن محمد المعروف بفوران عليّ نحوًا من خمسين دينارا، وهو مصدّق فيما قال، فَيُقْضَى ما له عليَّ مِن غلّة الدّار إن شاء اللَّه، فإذا استوفى أُعطِيَ ولدُ صالح وعبد اللَّه ابني أحمد بْن محمد بْن حنبل، كلَّ ذَكَرٍ وأنثى عشرة دراهم بعد وفاء مال أبي محمد. شهد أبو يوسف، وصالح، وعبد الله ابنا أحمد.
أُنْبِئْتُ عَمَّنْ سَمِعَ أَبَا عَلِيٍّ الْحَدَّادَ، قال: أخبرنا أبو نعيم في الحلية، قال: حدثنا سليمان بن أحمد، قال: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: كتب عبيد الله ابن يَحْيَى إِلَى أَبِي يُخْبِرُهُ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أمرني أن أكتب إليك أسألك عَنْ أَمْرِ الْقُرْآنِ، لَا مَسْأَلَةَ امْتِحَانٍ، وَلَكِنْ مَسْأَلَةَ مَعْرِفَةٍ وَتَبْصِرَةٍ. فَأَمْلَى عَلَيَّ أَبِي رَحِمَهُ اللَّهِ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى وَحْدِي مَا مَعِي أَحَدٌ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، أَحْسَنَ اللَّهُ عَاقِبَتَكَ أَبَا الْحَسَنِ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، وَدَفَعَ عَنْكَ مَكَارِهَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ بِرَحْمَتِهِ. قَدْ كَتَبْتُ إِلَيْكَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْكَ بِالَّذِي سأل عنه أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِأَمْرِ الْقُرْآنِ بِمَا حَضَرَنِي. وَإِنِّي أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُدِيمَ تَوْفِيقَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَدْ كَانَ النَّاسُ فِي خَوْضٍ مِنَ الْبَاطِلِ وَاخْتِلافٍ شَدِيدٍ يَنْغَمِسُونَ فِيهِ، حَتَّى أَفْضَتِ الْخِلافَةُ إلى أمير المؤمنين، فنفى الله بأمير الْمُؤْمِنِينَ كُلَّ بِدْعَةٍ، وَانْجَلَى عَنِ النَّاسِ مَا كَانُوا فِيهِ مِنَ الذُّلِّ وَضِيقِ الْمَجَالِسِ، فَصَرَفَ اللَّهُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَذَهَبَ بِهِ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَوَقَعَ ذَلِكَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مَوْقِعًا عَظِيمًا، [ص:1060] وَدَعُوا اللَّهَ لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْ يَزِيدَ فِي نِيَّتِهِ، وَأَنْ يُعِينَهُ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ. فَقَدْ ذُكِرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: لا تَضْرِبُوا كِتَابَ اللَّهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُوقِعُ الشَّكَّ فِي قُلُوبِكُمْ. وَذُكِرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ نَفَرًا كَانُوا جُلُوسًا بِبَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ كَذَا؟ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ كَذَا؟ فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ كأنما فقئ في وجهه حب الرمان فقال: " «أَبِهَذَا أُمِرْتُمْ أَنْ تَضْرِبُوا كِتَابَ اللَّهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ؟ إِنَّمَا ضَلَّتِ الأُمَمُ قَبْلَكُمْ فِي مِثْلِ هذا. إنكم لستم مما هاهنا فِي شَيْءٍ. انْظُرُوا الَّذِي أُمِرْتُمْ بِهِ فَاعْمَلُوا بِهِ، وَانْظُرُوا الَّذِي نُهِيتُمْ عَنْهُ، فَانْتَهُوا عَنْهُ.» ".
وَرُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مِرَاءٌ فِي الْقُرْآنِ كفر».
وروي عن أبي جهيم، رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " «لَا تُمَارُوا فِي الْقُرْآنِ، فَإِنَّ مِرَاءً فِيهِ كُفرٌ». ".
وقال ابن عَبَّاس: قدِم على عمر بن الخطاب رجل، فجعل عُمَر يسأله عن النّاس، فقال: يا أمير المؤمنين قد قرأ القرآن منهم كذا وكذا، فقال ابن عَبَّاس: فقلتُ: والله ما أحبّ أن يتسارعوا يومهم هذا فِي القرآن هذه المسارعة. قال: فَزَبَرَني عُمَر وقال: مَهْ. فانطلقت إلى منزلي مكتئبًا حزينًا، فبينا أَنَا كذلك إذ أتاني رَجُل فقال: أجِبْ أمير المؤمنين. فخرجت فإذا هُوَ بالباب ينتظرني، فأخذ بيدي، فخلا بي وقال: ما الَّذِي كرهت؟ قلت: يا أمير المؤمنين متى يتسارعوا هذه المسارعة يحتقُوا، ومتى ما يحتقوا يختصموا، ومتى ما يختصموا يختلفوا، ومتى ما يختلفوا يقتتلوا. قال: لله أبوك، والله إن كنتُ لأكتُمها النّاس حَتَّى جئتَ بها.
وَرُوِيَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُ نَفْسَهُ عَلَى النَّاسِ بِالْمَوْقِفِ [ص:1061] فَيَقُولُ: " «هَلْ مِنْ رَجُلٍ يَحْمِلُنِي إِلَى قَوْمِهِ، فَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ مَنَعُونِي أَنْ أُبَلِّغَ كَلَامَ رَبِّي.» ".
وَرُوِيَ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: " «إِنَّكُمْ لَنْ تَرْجِعُوا إِلَى اللَّهِ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِمَّا خَرَجَ مِنْهُ، يَعْنِي الْقُرْآنَ.».
وَرُوِيَ عن ابن مسعود أنه قال: جردوا القرآن؛ لا تكتبوا فِيهِ شيئًا إلا كلام اللَّه عزّ وجلّ.
وَرُوِيَ عن عُمَر بْن الخطّاب أنّه قال: إنّ هذا القرآن كلام اللَّه، فضعوه مواضعه.
وقال رجل للحسن الْبَصْرِيّ: يا أَبَا سَعِيد، إنّي إذا قرأت كتاب اللَّه وتدبّرته كدت أن آيس، وينقطع رجائي. فقال: إنّ القرآن كلام اللَّه، وأعمال ابن آدم إلى الضَّعف والتّقصير، فاعمل وأَبْشِر.
وقال فَرْوة بْن نَوْفل الأشجعيّ: كنتُ جارا لخَبّاب، وهو مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فخرجتُ معه يومًا من المسجد وهو آخذ بيدي فقال: يا هَنَاه، تقرَّب إلى الله بما استطعت، فإنك لن تتقرب إليه بشيء أحبُّ إليه من كلامه.
وقال رجل للحكم بن عتيبة: ما حمل أهل الأهواء على هذا؟ قال: الخصومات.
وقال معاوية بْن قُرَّةَ - وكان أَبُوهُ ممّن أتى النَّبِيّ صلى اللَّه عليه وسلم -: إيّاكم وهذه الخصومات فإنها تُحبط الأعمال.
وقال أبو قِلابة - وكان قد أدرك غيرَ واحدٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لا [ص:1062] تجالسوا أهل الأهواء، أو قال: أصحاب الخصومات، فَإِنِّي لا آمَنُ أَنْ يَغْمِسُوكُمْ فِي ضَلالَتِهِمْ، ويُلْبِسوا عليكم بعضَ ما تعرفون.
ودخل رجلان من أصحاب الأهواء على محمد بْن سِيرِينَ فقالا: يا أَبَا بَكْر نحدّثك بحديث؟ قال: لا. قالا: فنقرأ عليك آية؟ قال: لا، لَتَقومان عنّي أو لأقومَنّهُ. فقاما. فقال بعض القوم: يا أَبَا بَكْر، وما عليك أن يقرأ عليك آية؟ قال: إنّي خشيت أن يقرأ عليّ آية فَيُحَرِّفانها، فيقرّ ذلك فِي قلبي، ولو أعلم أنّي أكون مثلي السّاعة لتركتهما.
وقال رَجُل من أهل البِدَع لأيوب السّختيانيّ: يا أَبَا بَكْر أسألك عن كلمة، فولى وهو يقول بيده: لا، ولا نصف كلمة.
وقال ابن طاوس لابن له يكلمه رَجُل من أهل البدع: يا بني، أدخل إصبعيك فِي أذنيك حَتَّى لا تسمع ما يقول. ثُمَّ قال: اشدد اشدد.
وقال عمر بْن عبد العزيز: من جعل دينه غرضا للخصومات أكثر التنقل.
وقال إبراهيم النخعي: إن القوم لم يدخر عَنْهُمْ شيء خبئ لكم لفضل عندكم.
وكان الحسن يقول: شر داء خالط قلبا، يعني: الأهواء.
وقال حذيفة بْن اليمان: اتقوا اللَّه، وخذوا طريق من كان قبلكم، والله لئن استقمتم لقد سبقتم سبقا بعيدا، ولئن تركتموه يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا، أو قال: مبينا.
قال أبي: وإنما تركت ذكر الأسانيد لما تقدم من اليمين التي قد حلفت بها مما قد علمه أمير المؤمنين. لولا ذاك ذكرتها بأسانيدها. وقد قال اللَّه تعالى: " {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يسمع كلام الله.} [التوبة 6] وقال: {" أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} [الأعراف 54]، فأخبر بالخلق. ثم قال: " والأمر " فأخبر أن الأمر غير الخلق. وقال عز وجل: " {الرحمن} {علم القرآن} {خَلَقَ الإِنْسَانَ} {عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} [الرحمن]، فأخبر أن القرآن من علمه. وقال تعالى: " {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ} [البقرة]، وقال: " {وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جاءك من العلم إنك لَمِنَ الظَّالِمِينَ} [البقرة]. وقال تعالى: [ص:1063] {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا وَاقٍ} [الرعد]. فالقرآن من علم اللَّه. وفي هذه الآيات دليل على أن الَّذِي جاءه هُوَ القرآن، لقوله: " {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ العلم} [البقرة 120].
وقد رُوِيَ عن غيرِ واحد ممّن مضى من السلف أنّهم كانوا يقولون: القرآن كلام اللَّه غير مخلوق. وهو الَّذِي أذهب إليه. لستُ بصاحب كلام، ولا أرى الكلام فِي شيء من هذا، إلا ما كان فِي كتاب اللَّه، أو فِي حَدِيثٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو عن أصحابه، أو عن التابعين. فأما غير ذلك فإن الكلام فيه غير محمود.
قلت: رُواة هذه الرسالة عن أحمد أئمة أثبات، أشهدُ بالله أنّه أملاها على ولده. وأمّا غيرها من الرسائل المنسوبة إليه كرسالة الإصْطَخريّ ففيها نَظَر. والله أعلم.(5/1049)
-فصل في ذِكْر مرضه رحمه اللَّه
قال ابنه عبد الله: سَمِعتُ أبي يقول: استكملت سَبْعا وسبعين سنة، ودخلت في ثمان وسبعين سنة فَحُمَّ من ليلته، ومات يوم العاشر.
وقال صالح: لمّا كان فِي أوّل يوم من ربيع الأوّل من سنة إحدى وأربعين ومائتين حُمَّ أبي ليلة الأربعاء، وبات وهو محموم يتنفس تنفسا شديدًا، وكنتُ قد عرفتُ علته. وكنتُ أمرّضُه إذا اعتلّ. فقلت له: يا أبه، على ما أفطرتَ البارحة؟ قال: على ماء باقلاء. ثُمَّ أراد القيام فقال: خُذْ بيدي. فأخذت بيده، فلما صار إلى الخلاء ضعفت رِجلاه حَتَّى توكّأ علي. وكان يختلف إليه غير متطبب، كلهم مسلمون، فوصف له متطبّب قرعة تشوى ويسقى ماءها، وهذا [ص:1064] يوم الثلاثاء فتوفي يوم الجمعة، فقال: يا صالح، قلت: لَبَّيْك، قال: لا تُشْوى فِي منزلك ولا فِي منزل أخيك. وصار الفتح بْن سهل إلى الباب ليعوده فحجبته، وأتى ابن علي بن الجعد فحجبته، وكثُر النّاس، فقال: أي شيء ترى؟ قلت: تأذن لهم فيدعون لك. قال: أستخير اللَّه تعالى، فجعلوا يدخلون عليه أفواجًا حَتَّى تمتلئ الدّار، فيسألونه ويدعون له ثُمَّ يخرجون، ويدخل فوج آخر. وكثر الناس، وامتلأ الشّارع، وأغلقنا باب الزقاق، وجاء رَجُل من جيراننا قد خضب، فقال أبي: إني لأرى الرجل يحيى شيئا من السنة فأفرح به. وكان له فِي خُرَيْقة قُطَيْعات، فإذا أراد الشّيء أعطينا مَن يشتري له. وقال لي يوم الثّلاثاء: أنظر فِي خُرَيقتي شيء. فنظرتُ، فإذا فيها دراهم، فقال: وجّه اقتضِ بعض السُّكّان. فوجّهتُ فأعطيت شيئًا، فقال: وجّه فاشتر تمرًا وكفّر عنّي كفّارة يمين، وبقي ثلاثة دراهم أو نحو ذلك، فأخبرته فقال: الحمد لله. وقال: اقرأ عليّ الوصيّة. فقرأتها عليه فأقَرَّها. وكنتُ أنام إلى جنْبه، فإذا أراد حاجة حرّكني فأناوله. وجعل يحرّك لسانَه ولم يئن إلا فِي اللّيلة التي تُوُفّي فيها. ولم يزل يصلّي قائمًا أَمْسكه فيركع ويسجد، وأرفعه فِي ركوعه. واجتَمَعَتْ عليه أوجاع الحصْر وغير ذلك، ولم يزل عقله ثابتًا، فلمّا كان يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خَلَت من ربيع الأول لساعتين من النّهار تُوُفّي.
وقال المَرُّوذيّ: مرض أبو عبد الله ليلة الأربعاء لليلتين خَلَتا من ربيع الأول، مرض تسعة أيّام، وكان رُبّما أذن للنّاس، فيدخلون عليه أفواجًا يُسلّمون عليه، ويردّ عليهم بيده.
وتَسَامَعَ الناس وكثروا، وسمع السلطان بكثرة الناس، فوكل السلطان ببابه وبباب الزُّقاق الرابطة وأصحاب الأخبار. ثُمَّ أغلق باب الزقاق، فكان النّاس فِي الشّوارع والمساجد، حَتَّى تعطل بعض الباعة، وحيل بينهم وبين الباعة والشراء. وكان الرجل إذا أراد أن يدخل إليه ربّما دخل من بعض الدُّور وطُرُز الحاكة، وربّما تسلّق. وجاء أصحاب الأخبار فقعدوا على الأبواب. وجاءه حاجب ابن طاهر فقال: إنّ الأمير يُقرئك السّلام وهو يشتهي أن يراك. فقال: هذا ممّا أكره، وأمير المؤمنين أعفاني ممّا أكره. وأصحاب الخبر يكتبون بخبره إلى العسكر، والبُرُدُ تختلف كلّ يوم.
وجاء بنو هاشم فدخلوا عليه وجعلوا يبكون عليه؛ وجاء قوم من القضاة وغيرهم، فلم يؤذن لهم. ودخل عليه شيخ فقال: أذكُرْ وقوفك بين يدي الله. فشهق أبو عبد الله وسالت الدموع على خديه. فلمّا كان قبل وفاته بيوم أو يومين قال: [ص:1065] ادعوا لي الصّبيان بلسانٍ ثقيل. فجعلوا ينضمّون إليه، وجعل يشمّهم ويمسح بيده على رؤوسهم وعينه تدمع. وأدخلت الطّسْت تحته، فرأيت بَوْلَهُ دمًا عبيطًا ليس فِيهِ بول، فقلت للطّبيب فقال: هذا رَجُل قد فتَّت الحُزْن والغَمُّ جَوْفَه. واشتدّت علته يوم الخميس ووضّأته فقال: خلل الأصابع. فلما كانت ليلة الجمعة، ثقل، وقبض صدر النهار، فصاح الناس، وعلت الأصوات بالبكاء، حَتَّى كأن الدنيا قد ارتجت، وامتلأت السكك والشوارع.
وقال أبو بَكْر الخلال: أخبرني عصمة بْن عصام قال: حدثنا حنبل قال: أعطى بعض ولد الفضل بن الربيع أَبَا عبد الله وهو فِي الحبس ثلاث شعرات فقال: هذه مِنْ شَعْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأوصى عند موته أن يجعل على كل عين شعرة، وشعرة على لسانه. ففعل به ذلك عند موته.
وقال حنبل: تُوُفّي يوم الجمعة في ربيع الأوّل.
وقال مُطّيَّن: مات في ثاني عشر ربيع الأوّل.
وكذلك قال عبد الله بن أحمد، وعبّاس الدُّوريّ.
وقال البخاريّ: مرض أحمد بن حنبل لليلتين خَلَتَا من ربيع الأوّل، ومات يوم الجمعة لاثنتي عشرة خَلَت من ربيع الأوّل.
قلت: غلِط ابنُ قانع، وغيره، فقالوا في ربيع الآخر، فليعرف ذلك.
وقال الخلال: حدثنا المَرُّوذيّ قال: أُخرجت الجنازة بعد منصرف النّاس من الجمعة.
قُلْتُ: وَقَدْ رَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ في مسنده، حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا هشام بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ سَيْفٍ، عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلا وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ.».
وقال صالح: وجه ابن طاهر، يعني نائب بغداد بحاجبه مظفّر، ومَعه غلامين معهما مناديل، فيها ثياب وطيب فقالوا: الأمير يُقرئك السّلام ويقول: [ص:1066] قد فعلتُ ما لو كان أمير المؤمنين حاضره كان يفعل ذلك. فقلت: أقرِئ الأمير السّلام وقل له: إنّ أمير المؤمنين قد كان أعفاه فِي حياته مِمَّا كان يكره، ولا أحبّ أن أُتْبعه بعد موته بما كان يكرهه فِي حياته. فعاد، وقال: يكون شعاره، فأعدت عليه مثل ذلك. وقد كان غَزَلت له الجارية ثوبًا عشاريًا قُوّم بثمانية وعشرين درهمًا ليقطع منه قميصين، فقطعنا له لفافتين، وأخذ منه فوران لُفافَة أخرى، فأدرجناه فِي ثلاث لفائف، واشترينا له حَنُوطًا، وفُرغ من غسله، وكفّناه. وحضر نحوَ مائةٍ من بني هاشم ونحن نكفّنه، وجعلوا يقبّلون جبهته حَتَّى رفعناه على السّرير.
وقال عبد الله بْن أحمد: صلّى على أَبِي محمد بْنُ عبد الله بْن طاهر، غَلبنا على الصّلاة عليه. وقد كُنَّا صلّينا عليه نَحْنُ والهاشميّون فِي الدّار.
وقال صالح: وجّه إلي ابن طاهر: مَن يصلّي عليه؟ قلت: أَنَا. فلمّا صرنا إلى الصّحراء إذا ابن طاهر واقف، فخطا إلينا خطوات وعزَّانا ووضع السّرير. فلمّا انتظرت هُنَيَّةً تقدّمتُ وجعلتُ أسوّى صفوفَ النّاس، فجاءني ابن طاهر فقبض هذا على يدي، ومحمد بْن نصر على يدي وقالوا: الأمير. فمانَعْتُهُم فَنَحِّيَاني وصلّى، ولم يعلم النّاسُ بذلك. فلمّا كان من الغد علم النّاسُ، فجعلوا يجيئون ويصلُّون على القبر. ومكث النّاسُ ما شاء اللَّه يأتون فيصلُّون على القبر.
وقال عُبَيْد اللَّه بْن يحيى بْن خاقان: سمعت المتوكل يقول لمحمد بْن عبد الله: طوبى لك يا محمد، صليت على أحمد بْن حنبل، رحمة اللَّه عليه.
وقال أبو بَكْر الخلال: سمعتُ عَبْد الوهّاب الورّاق يقول: ما بَلَغَنَا أن جَمْعًا فِي الجاهليّة والإسلام مثله، حَتَّى بَلَغَنَا أنّ الموضع مُسح وحُزِر على الصّحيح، فإذا هُوَ نحوٌ من ألف ألف، وحزرنا على القُبُور نحوًا من ستّين ألف امْرَأَة.
وفتح النّاسُ أبواب المنازل فِي الشّوارع والدُّرُوب ينادون: مَن أراد الوضوء؟
وروي عبد الله بْن إسحاق البَغَويّ أَنْ بنَان بْن أحمد القَصَبانيّ أخبره أنّه حضر جنازة أحمد، فكانت الصُّفوف من الميدان إلى قنطرة باب القطيعة، وحُزِر من حضرها من الرجال ثمان مائة ألف، ومن النّساء ستّين ألف امْرَأَة. ونظروا فيمن صلّى العصر فِي مسجد الرُّصافة فكانوا نيّفًا وعشرين ألفًا.
وقال مُوسَى بْن هارون الحافظ: يقال: إنّ أحمد لما مات، مسحت [ص:1067] الأمكنة المبسوطة الّتي وقف النّاسُ للصّلاة عليها، فحُزر مقادير النّاس بالمساحة على التقدير ستّمائة ألف وأكثر، سوى ما كان فِي الأطراف والحوالي والسُّطُوح والمواضع المتفرّقة أكثر من ألف ألف.
وقال جَعْفَر بْن محمد بْن الْحُسَيْن النَّيْسَابوريُّ: حَدَّثَنِي فتح بْن الحَجّاج قال: سمعتُ فِي دار الأمير محمد بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر أنّ الأمير بعث عشرين رجلا يحزروا كم صلّى على أحمد بْن حنبل، فبلغ ألف ألف وثمانين ألفًا، سوى من كان فِي السُّفُن فِي الماء. ورواها خشنام بْن سَعِيد فقال: بلغوا ألف ألف وثلاث مائة ألف.
وقال ابن أبي حاتم: سمعتُ أَبَا زُرْعة يقول: بَلَغَني أنّ المتوكّل أمَر أن يُمسح الموضع الَّذِي وقف عليه الناس حيث صَلَّى على أحمد، فبلغ مقام ألفي ألف وخمس مائة.
وقال البيهقيّ: بَلَغَني عن البَغَوَيّ أنّ محمد بْن عبد الله بْن طاهر أمر أن يحزر الخلق الَّذِي فِي جنازة أحمد، فاتّفقوا على سبع مائة ألف.
وقال أبو هَمّام الوليد بْن شجاع: حضرت جنازة شَرِيك، وجنازة أبي بَكْر بْن عيّاش، ورأيت حضور النّاس، فما رَأَيْتُ جمعًا قطّ يشبه هذا. يعني فِي جنازة أحمد.
وقال أبو عبد الرحمن السُّلَميّ: حضرت جنازة أبي الفتح القوّاس مع الدّارّقُطْنيّ، فلمّا نظر إلى الْجَمْع قال: سمعتُ أَبَا سهل بن زياد يَقُولُ: سمعتُ عبد الله بْن أحمد بْن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: قولوا لأهل البِدَع: بيننا وبينكم الجنائز.
وقال ابن أبي حاتم: حَدَّثَنِي أبو بكر محمد بن العباس المكي قال: سمعت الوَرْكانيّ جار أحمد بْن حنبل يقول: يوم مات أحمد بْن حنبل وقع المأتم والنَّوْح فِي أربعة أصناف: المسلمين واليهود والنّصارى والمجوس. وأسَلَمَ يوم مات عشرون ألفًا من اليهود والنّصارى والمجوس. وفي لفظٍ [ص:1068] عن ابن أبي حاتم: عشرة آلاف.
وهي حكاية منكرة لا أعلم أحدا رواها إلا هذا الوَرْكانيّ، ولا عَنْهُ إلا محمد بْن الْعَبَّاس، تفرّد بها ابن أبي حاتم، والعقل يحيل أن يقع مثل هذا الحادث فِي بغداد ولا يرويه جماعة تتوفّر هِمَمُهُم، ودَوَاعيهم على نقل ما هُوَ دون ذلك بكثير. وكيف يقع مثل هذا الأمر الكبير ولا يذكره المَرُّوذيّ، ولا صالح بْن أحمد، ولا عبد الله ولا حنبل الّذين حكوا من أخبار أبي عبد الله جُزَيْئات كثيرة لا حاجة إلى ذكرها. فوالله لو أسلم يوم موته عشرة أَنَفسٍ لكان عظيمًا، ولكان ينبغي أن يرويه نحو من عشرة أنفس. وقد تركت كثيرًا من الحكايات، إمّا لضَعْفها، وإمّا لعدم الحاجة إليها، وإما لطولها. ثُمَّ انكشف لي كذب الحكاية بأنّ أَبَا زُرعة قال: كان الوَرْكانيّ، يعني محمد بْن جَعْفَر، جار أحمد بْن حنبل وكان يرضاه. وقال ابنُ سعد، وعبد اللَّه بْن أحمد، وموسى بْن هارون: مات الوَرْكانيّ فِي رمضان سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين. فظهر لك بهذا أنّه مات قبل أحمد بدهرٍ، فكيف يحكى يوم جنازة أحمد، رحمه اللَّه؟
قال صالح بْن أحمد: جاء كتاب المتوكّل بعد أيّام من موت أَبِي إلى ابن طاهر يأمره بتعزيتنا، ويأمر بحمل الكُتُب. فحملتها وقلتُ: إنّها لنا سماع، فتكون فِي أيدينا وتُنَسَخ عندنا. فقال: أقول لأمير المؤمنين. فلم نزل ندافع الأمير، ولم تخرج عن أيدينا، والحمد لله.
وقد جمع مناقب أبي عبد الله غير واحد، منهم أبو بَكْر البَيْهقيّ فِي مجلّد، ومنهم أبو إسماعيل الْأَنْصَارِيّ فِي مُجَيْلد، ومنهم أبو الفرج ابن الْجَوْزيّ فِي مجلّد، والله تعالى يرضى عَنْهُ ويرحمه.(5/1063)
36 - أحمد بن الزُّبَيْر الأطرابُلُسيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: زيد بْن يحيى بْن عُبّيْد، ومؤمّل بن إسماعيل.
وَعَنْهُ: ابن زياد النَّيْسَابوريُّ، ومحمد أخو خَيْثَمَة، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: صدوق.(5/1068)
37 - أحمد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الصّمد بن عليّ الهاشميّ العبّاسيّ، أبو العبر الشاعر المُفْلِق [الوفاة: 241 - 250 ه]
أحد البلغاء في الأدب.
قيل: إنّه هجا آل أبي طالب فقتله رجل كوفيّ بكلام استحلّ به دمه.
وله شِعْر فائق من عهد الأمين وإلى أَيام المتوكّل. ثمّ أخذ في الحمق والمجون. وكان من أذكياء العالم، حتّى قيل: لم يكن في الدنيا صناعة إلا وهو يعملها بيده.
قُتِل سنة خمسين.(5/1069)
38 - أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بَزّة، أبو الحسن المخزوميّ مولاهم البَزّي المكّيّ المقرئ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
مؤذن المسجد الحرام أربعين سنة. والبزة: الشدة.
قال البخاري: اسم أبي بزة يسار مَوْلَى عبد الله بْن السّائب المخزوميّ، أصله من همذان. أسلم على يد السّائب بن صَيْفيّ.
قلت: وُلد سنة سبعين ومائة، وقرأ على عِكْرمة بْن سُلَيْمَان مَوْلَى بني شَيبة، وأبي الإخريط وهب بن واضح مولى عبد العزيز بن أبي رواد، وعبد اللَّه بْن زياد مَوْلَى عُبَيْد بْن عُمَير الَّليْثيّ، عن أحدهم، عن إسماعيل القِسط، وغيره، عن ابن كثير إمام أهل مكّة نفسِه، قرأ عليه بعد أن أتقن القرآن على صاحبَيْه شِبْل بْن عَبّاد، ومعروف بْن مِشْكان. كذا رُوِيَ عَنْهُ أبو الإخريط.
قرأ عليه أبو ربيعة محمد بْن إسحاق الرَّبعيّ، وإسحاق بْن أحمد الخزاعي، وأحمد بْن فَرَج، والحَسَن بْن الْحُبَابِ، وغيرهم.
وكان شيخ الحرم وقارئه فِي زمانه، مع الدّين والورع والعبادة. وقد تفرَّد بحديثٍ مسَلَسَلٍ فِي التّكبير من {والضحى}. رَوَاهُ عَنْهُ: الحسن بْن مَخْلَد، ومحمد بْن يوسف بْن مُوسَى، والحسن بْن الْعَبَّاس الرّازيّ، ويحيى بْن محمد بْن صاعد، وجماعة.
وقع لي عاليا، وهو حديث منكر. [ص:1070]
وقال أبو حاتم: لا أُحَدِّث عَنْهُ، فإنّه روى عن عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ حديثًا منكرًا؛ وهو ضعيف الحديث.
قلت: وذكره أبو جَعْفَر العُقَيْليّ فِي كتاب " الضّعفاء "، فقال: منكر الحديث، يوصل الأحاديث. حدثنا خالد بن منصور، قال: حدثنا أحمد بن أبي بزة، قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قال: حدثنا الربيع بْنُ صَبِيحٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: " «الدِّيكُ الأَبْيَضُ الأَفْرَقُ حَبِيبِي وَحَبِيبُ حَبِيبِي جِبْرِيلُ، يَحْرُسُ سِتَّةَ عَشَرَ بَيْتًا». ".
قُلْتُ: مَا هَذَا الْحَدِيثُ بِبَعِيدٍ عَنِ الْوَضْعِ.
وعاش ثمانين سنة. وتُوُفّي بمكّة سنة خمسين ومائتين. وقد روى عَنْهُ الْبُخَارِيّ فِي " تاريخه "، وآخرون. سمع من: مالك بن سعير، ومؤمّل بْن إسماعيل، وسليمان بْن حرب، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وعُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى.(5/1069)
39 - أحمد بن محمد بن علقمة بن نافع بن عمر بن صبح بن عون، أبو الحَسَن المكّيّ المقرئ النّبّال القوّاس. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ مِنْ: مسلم بن خالد الزَّنْجيّ، وغيره. وقرأ القرآن على أبي الإخريط وهْب بن واضح. قرأ عليه قُنْبُل، وأحمد بن يزيد الحُلْوانيّ، وغير واحد. وَحَدَّثَ عَنْهُ: بَقِيّ بن مَخْلَد، ومحمد بن عليّ الصّائغ، ومُطَيَّن، وعليّ بن أحمد بن بِسطام، وغيرهم.
تُوُفّي سنة خمسٍ وأربعين بمكة.
قال ابن مجاهد: قال لي قَنْبَل: قال لي القوّاس: إِلْقَ هذا الرجل البَزّيّ فَقُلْ له: ليس هذا الحرف من قراءتنا، يعني " وما هو بمَيْت " مخفَّفًا. قال: فلقيته فأخبرته فقال: قد رجعت. ثُمَّ أتى إليه من الغد. [ص:1071]
قال قنبل: سمعت القواس يقول: نَحْنُ نقف حيث انقطع النفس، إلا في ثلاث نتعمد الوقف عليها: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ} [آل عمران 7]، {وما يشعركم} [109] فِي الأنعام، و {إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ} [النحل 103].
قال الدّانيّ: تُوُفّي القُواس سنة أربعين ومائتين، فُيحَرَّر.(5/1070)
40 - أحمد بن محمد بن عيسى، أبو جعفر السَّكُونيّ البَغْداديُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: أبي بكر بن عيّاش، وأبي يوسف القاضي.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن مخلد، وغيره.
وهو من الضعفاء.(5/1071)
41 - ت: أحمد بن محمد بن نَيْزَك، أبو جعفر البَغْداديُّ المعروف بالطُّوسيِّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: رَوْح بن عُبادة، والأسود شاذان، وغيرهما.
وَعَنْهُ: الترمذي، وأبو بكر ابن أبي الدُّنيا، وأبو حامد الحضرمي.
توفي سنة ثمان وأربعين.(5/1071)
42 - أحمد بْن محمد بْن يحيى بْن الْمُبَارَك، أبو جعفر العدوي اليزيدي النحوي المقرئ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
من كبار ندماء المأمون وشعرائه.
سَمِعَ: أبا زيد الأنصاري صاحب العربيّة، وأباه.
وقرأ على جدّه فيما أظنّ.
رَوَى عَنْهُ: أخواه الفضل وعُبَيد الله، وابن أخيه محمد بن العبّاس، وعَوْن بن محمد الكِنْديّ، ومحمد بن عبد الملك الزّيّات.
له ذِكْرٌ في تاريخ دمشق.(5/1071)
43 - ن: أحمد بن مصرف بن عمرو الياميُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
كوفي محدث،
رَوَى عَنْ: أبي أسامة، ومحمد بن بشر، وزيد بن الحباب، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: النسائي في السُّنَن، والحكيم التِّرْمِذيّ محمد بن عليّ، ومحمد بن عمر بن يوسف النَّسائيّ، وغيرهم.
قال ابن حِبّان في كتاب " الثّقات ": مستقيم الحديث.(5/1071)
44 - ع: أحمد بن منيع بن عبد الرحمن، أبو جعفر البغوي الحافظ الأصم المَرْوَرُّوذيُّ الأصل [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل بغداد؛ وصاحب المُسْنَد المشهور.
سَمِعَ: هُشَيْما، وعَبّاد بن العوّام، وابن عُيَيْنَة، ومروان بن شجاع، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد الله بن المبارك، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: الجماعة، لكن البخاري بواسطة، وسِبْطه أبو القاسم البَغَويّ، وعبد الله بن ناجية، وابن صاعد، وخلق.
قال البَغَويّ: أخبرت عن جدي أحمد بْن منيع أنّه قال: أَنَا من نحو أربعين سنة أختم فِي كل ثلاث.
قال صالح جَزَرَة، وغيره: ثقة.
وقال البَغَويّ: تُوُفّي جدّي في شَوَّال سنة أربعٍ وأربعينٍ، وكان مولده هُوَ وأبو خَيْثَمة سنة ستين ومائة.(5/1072)
45 - ن: أحمد بن ناصح، أبو عبد الله، [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل الثَّغْر.
عَنْ: عبد العزيز الدَّراوَرْديّ، وأبي بكر بن عياش.
وَعَنْهُ: النسائي، ومحمد بن سُفْيان المُصِّيصيّ الصفار، وغيره.
لم يذكره ابن أبي حاتم.(5/1072)
46 - ت ن: أحمد بن نصر بن زياد، أبو عبد الله القرشي النَّيْسَابوريُّ المقرئ الزاهد. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: عبد الله بن نمير، وابن أبي فديك، وأبي أسامة، والنضر بن شميل، وجماعة.
سمع منه أبو نعيم أحد شيوخه.
وَحَدَّثَ عَنْهُ: الترمذي، والنسائي، وسلمة بن شَبِيب، وابن خُزَيْمة، وأبو عروبة الحراني، وخلق.
وكان كثير الرحلة إلى الشام، والعراق، ومصر. ورحل إلى أبي عبيد على كبر السن متفقها، فأخذ عنه، وكان يفتي بنيسابور على مذهبه، وعليه تفقه ابن خزيمة قبل أن يرحل. وكان ثقة نبيلا مأمونا صَاحب سنة.
تُوُفّي سنة خمس وأربعين. [ص:1073]
قال الحاكم: كان فقيه أهل الحديث في عصره، كثير الحديث والرحلة.(5/1072)
47 - أحمد بن نصر، أبو بكر العتكي السَّمَرْقَنْديّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
ذكره ابن حِبّان في " الثّقات "، وقال: كَانَ رجلا صالحا مجتهدا في العبادة، قمع أهلَ البِدَع في أيّام المحنة، وقام بما ينبغي.
يَرْوِي عَنْ: ابن عُيَيْنَة، وأبي ضمرة.
وَعَنْهُ: عبد الله بن عبد الرحمن الدَّارِميّ، وأهل سَمَرْقَنْد.
تُوُفّي سنة خمس وأربعين.(5/1073)
48 - أحمد بن هشام بن بِهْرام المدائنيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: أبي معاوية، ووَكِيع.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، وأبو بَكْر بْن أَبِي داود.
وكان ثقة. قاله الخطيب.(5/1073)
49 - أحمد بن يحيى بن إسحاق، أبو الحسين الرَّاوَنْديُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
قال المسعوديّ: تُوُفّي سنة خمسين ومائتين عن أربعين سنة.
قال: وله من الكُتُب مائة وأربعة عشر كتابا.
قلت: غلط المسعوديّ، بل بقي إلى قريب الثلاثمائة.(5/1073)
50 - ن: أحمد بن يحيى بن الوزير بن سليمان بن مهاجر، أبو عبد الله التجيبي، مولاهم المِصْريُّ الحافظ النَّحْويّ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
أحد الأئمّة.
رَوَى عَنْ: عَبْد الله بْن وهْب، وشُعَيب بْن اللَّيْث، وأَصْبَغ بن الفَرجَ، وخلْق سواهم.
وَعَنْهُ: النسائي، وقال: ثقة، والحسين بن يعقوب المِصْريُّ، وأبو بكر بن أبي داود، وآخرون.
وُلِد سنة إحدى وسبعين ومائة.
قال أبو عمر الكِنْديّ: كان فقيها من أصحاب ابن وهْب، كان أعلم من أهل زمانه بالشِّعْر والغريب وأيّام النّاس. وكان يتقبّل، فانكسر عليه خَراجٌ، فسجنه أحمد بن محمد بن مدبّر، فمات في حبّسه في شوّال سنة خمسين، رحمه الله.(5/1073)
51 - أحمد بن يعقوب أبو صالح البلْخيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: أبي مقاتل حفص بن سَلْم.
تُوُفيّ في رمضان سنة سْبعٍ وأربعين.(5/1074)
52 - ع: أحمد بن أبي بكر القاسم بن الحارث بن زُرَارَةُ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، الفقيه أبو مُصْعَب الزُّهْريّ العَوْفيّ، المدني [الوفاة: 241 - 250 ه]
قاضي المدينة.
وُلِد سنة خمسين ومائة، ولزِم مالكا وتفقَّه عليه، وسمع منه الموطّأ،
وَسَمِعَ مِنْ: العُطّاف بن خالد، ويوسف بن الماجشون، وإبراهيم بن سعد، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْديّ، ومحمد بن إبراهيم بن دينار، وطائفة.
وَعَنْهُ: الجماعة، لكن النسائي بواسطة، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وأبو زُرْعة الرّازيّ، ومُطَيَّن، وخلْق؛ آخرهم موتا إبراهيم بن عبد الصَّمد الهاشميّ.
ذكره الزُّبَير بن بكّار فقال: هو فقيه أهل المدينة غير مدافَع.
تُوُفّي في رمضان سنة اثنتين وأربعين على القضاء، وله اثنتان وتسعون سنة.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: حدثنا عبد الله بْن محمد بْن الفضل الصَّيْداويّ قال: أتى قوم أَبَا مُصْعَب الزُّهْرِيّ فقالوا: إن قبلنا ببغداد رجلا يقول: لفظه بالقرآن مخلوق. فقال: هذا كلامُ خبيثٍ نبطيٍّ.
وقال أبو محمد بْن حزم: آخر ما رُوِيَ عن مالك موطأ أبي مصعب وموطأ أبي حُذافة. وفي هذين المُوَطّأين على سائر الموطآت نحوٌ من مائة حديث زائدة، وهي آخر ما روى عن مالك. فهذا دليل على أنه كان يزيد فِي الموطأ أحاديث بلغته فيما بعد، أو كان أغفلها ثُمَّ أَثْبَتَها. وهكذا تكون العُلماء رحمهم اللَّه.
قلت: أمّا أبو حُذافة فهو أحمد بْن إسماعيل السَّهْميّ الْمَدَنِيّ، سيأتي فِي الطبقة الآتية. وقد سمعتُ مُوَطّأ أبي مُصَعَب على ابن عساكر بإجازته من المؤيد، وبين المؤَيَّد، وبين أبي مُصْعَب أربعةُ أنفس، وهذا فِي غاية العُلُوّ، ولله الحمد. [ص:1075]
قال الدارقطني: أبو مصعب ثقة فِي الموطأ. وقدمه علي يحيى بْن بكير.
وقال أبو عُمَر بْن عَبْد البَرّ: قال الزُّبَيْر بْن بكار: كان أبو مُصْعَب على شَرِطة عُبَيْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن عبد الله الهاشميّ عامل المأمون على المدينة، وولي القضاء. ومات وهو فقيه أهل المدينة غير مدافَع.
قال أبو زُرْعة، وأبو حاتم: صدوق.
قال ابن عَبْد البَرّ: مات سنة إحدى وأربعين ومائتين.
قلت: ما علمتُ فِيهِ جرحةً، ولا ذكر إلا فِي الثّقات، لكنْ قال أحمد بْن أبي خيثمة في تاريخه: خرجنا في سنة تسع عشرة ومائتين إلى مكة فقلت لأبي: عمن أكتب؟ فقال: لا تكتُب عن أبي مُصْعَب، واكتب عمَّن شئت.
قال ابن الذَّهَبيّ: أراه نهاه عن الأخْذ عَنْهُ، لكونه على القضاء، والله أعلم.
وقد ذكره ابن عساكر فِي النُّبْل فقال فيه: أحمد بن أبي بكر زرارة.
فقد أخبرنا ابن عساكر، عن أبي روح قال: أخبرنا زاهر، قال: أخبرنا الكنجروذي، قال: أخبرنا أبو أحمد الحاكم، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن زياد الطيالسي قال: حدثنا أبو مصعب أحمد بْن أبي بَكْر الزُّهْرِيّ، وسألناه عن اسم أبيه فقال: لا يعرف له اسم.(5/1074)
53 - خ د ن: أحمد بن أبي سُرَيج الصَّبَّاح النَّهْشَليُّ، وقيل: أحمد بن عمر بن الصَّبَّاح، أبو جعفر الرَّازيُّ البَغْداديُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه][ص:1076]
قرأ القرآن على أبي الحَسَن الكِسائيّ، وأقرأه.
وَسَمِعَ: شُعَيب بن حرب، وأبا معاوية الضّرير، وابن علية، ووكيعا، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، والنسائي، وأبو بكر بن أبي داود، وأهل الرِّيّ، وقرأ عليه العبّاس بن الفضل الرّازيّ.
وقال النَّسائيّ: ثقة.
وَرَوَى عَنْهُ أيضاً: أبو زُرْعة، وأبو حاتم.
وقال أبو حاتم: صدوق.(5/1075)
54 - ت ن: أحمد بن أبي عبيد الله السليمي الْبَصْرِيُّ الوَرَّاق، اسم أبيه بِشْر. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: يزيد بن زريع، وسلم بن قتيبة، وعمر المقدمي.
وَعَنْهُ: الترمذي، والنسائي - وقال النسائي: ثقة -، والحسن بن عُلَيْل.(5/1076)
55 - إبراهيم بن الحارث الأنصاري، أبو إسحاق العبادي؛ [الوفاة: 241 - 250 ه]
من ولد عُباده بن الصّامت.
بغداديُّ جليل نزل طَرَسُوس مُرابِطا.
كان الإمام أحمد بن حنبل يحترمه ويعظّمه، وكان هو يُفْتي بحضرة أبي عبد الله فيُعجبه ويقول: جزاك الله يا أبا إسحاق خيرا.
رَوَى عَنْ: مُصْعَب الزُّبَيْريّ، وجماعة. وأكبر شيخ له عليّ بن عاصم.
رَوَى عَنْهُ: أبو بكر الأثرم، وحرب بْن إِسْمَاعِيل الكرماني، وأبو بَكْر بْن أبي داود.(5/1076)
56 - إبراهيم بن الحسين بن خالد، الفقيه أبو إسحاق الأندلسيّ القُرْطُبيّ المالكيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
رحل وحجّ ولقي مُطَرِّف بن عبد الله، وعليّ بن مَعْبَد، وعبد الله بن هشام، [ص:1077] وغيرهم، وصنَّف تفسيرا للقرآن، وكان بصيرا بالفقه. ولي أحكام الشرطة ببلده.
ومات في رمضان سنة تسع وأربعين.(5/1076)
57 - د: إبراهيم بن حمزة الرملي البزاز. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: ضمرة بن ربيعة، وزيد بن أبي الزرقاء.
وَعَنْهُ: أبو داود، وعَبْدان الأهوازيّ، وأبو بكر بن أبي داود.(5/1077)
58 - إبراهيم بن خالد المروزي الجرميهني، الحافظ المعروف بالبطيطي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
بلغنا عن بُنْدار أنه قال: حُفّاظ الدّنيا أربعة، وكلُّهم غلماني: إبراهيم الْجُرْمِيهَنيّ، وأبو زُرْعة، والبخاريّ، والدّارميّ.
مات سنة خمسين.(5/1077)
59 - إبراهيم بن زياد البَغْداديُّ الصّائغ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وابن عُلَيَّة.
وَعَنْهُ: أبو حاتم الرازيّ، وابن صاعد، وداود بن سليمان، وغيرهم.
وكان ثقة.(5/1077)
60 - أمّا إبراهيم بن زياد البَغْداديُّ الخيّاط. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: شَرِيك، وجماعة، فشيخٌ أقدم من هذا. كتب عنه أبو حاتم أيضا.(5/1077)
61 - م 4: إبراهيم بن سعيد الجوهريّ، أبو إسحاق البَغْداديُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
طبريّ الأصل، صاحب حديث،
سَمِعَ: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وعبد الوهّاب الثّقفيّ، وابن فُضَيْل، ووَكِيعا، وأبا ضَمْرة، وأبا أُسامة، وأبا معاوية، وطائفة.
وَعَنْهُ: الجماعة سوى البخاريّ، وأبو الْجَهْم المَشْغَرانيّ، وابن جَوْصا، وأبو طاهر الحسن بن فِيل، وأبو عَرُوبة الحَرَّانيّ، ومحمد بن عليّ الحكيم التِّرْمِذيّ، ويحيى بن صاعد، وخلق. [ص:1078]
وروى النَّسائيّ في كتاب خصائص عليّ رضي الله عنه، عن زكريّا السِّجْزِيّ، عنه، وقال: هو ثقة.
وقال عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن خاقان السُّلَميّ: سَأَلت إبراهيم بْن سَعِيد الْجُوهريّ، عن حديثٍ لأبي بَكْر الصِّدّيق فقال لجاريته: أخرجي لي الجزء الثالث والعشرين من مُسْنَد أبي بَكْر. فقلت له: لا يصحّ لأبي بَكْر خمسون حديثًا، من أَيْنَ ثلاثة وعشرون جزءًا؟ فقال: كلّ حديث لا يكون عندي من مائة وجهٍ، فأنا فِيهِ يتيم.
قال الخطيب: كان مكثرًا ثقة ثبتًا، صنَّف المُسْنَد.
وقال إبراهيم الهَرَويّ: كان أبوه ثقة محتشمًا نبيلا، حجّ مرةً، فحجّ معه أربعمائة نفس، منهم هُشَيْمٌ، وإسماعيل بْن عيّاش، وكنتُ أنا منهم.
اختلف في موت إبراهيم، فقيل: سنة أربع، وقيل سنة سبْعٍ، وقيل: سنة تسعٍ وأربعين، وقيل: سنة ثلاثٍ وخمسين، مات بعَيْن زَرْبَة مُرابَطا، رحمه الله.
وكان حَجّاج بن الشّاعر يليّنه بلا حُجّة.(5/1077)
62 - إبراهيم بن سفيان الزّياديّ، اللُّغَويّ النَّحْويّ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
أحد أئمّة العربيّة بالعراق.
أخذ عن الأصمعيّ، وغيره، وهو من ولد زياد بن أبيه أمير الكوفة. ذكره يعقوب بن السكّيت فقال: هو نسيج وحده.
قلت: وقد ذكره الوزير ابن القفطي في تاريخ النُّحاة.(5/1078)
63 - إبراهيم بْن سلام، أبو إسحاق الْمَكِّيّ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
مَوْلَى بْني هاشم.
رَوَى عَنْ: الدَّرَاوَرْديّ، والفُضَيل، وسعيد بن سالم القدّاح، ويحيى بن سليم.
وَعَنْهُ: أبو الأحوص العكبري، وابن صاعد، وابن خزيمة.
قال أبو أحمد الحاكم: ربما روى ما لا أصل له.(5/1078)
64 - إبراهيم بن العبّاس بن محمد بن صُول، مولى يزيد بن المهلَّب بن أبي صُفْرة، أبو إسحاق الصُّوليّ البَغْداديُّ الأديب. [الوفاة: 241 - 250 ه][ص:1079]
أحد الشّعراء المشهورين والكُتّاب المذكورين.
له ديوان مشهور؛ وكان جدّه صول المجوسيّ ملك جُرْجان، فأسلم على يد يزيد.
سمع الصُّوليّ من عليّ بن موسى الرضا.
رَوَى عَنْهُ: أبو العبّاس ثعلب، وغيره، وكان موصوفا بالبلاغة والبراعة والنَّظْم والشِّعْر.
قال دِعْبِل الخُزاعيّ: لو تكسّب إبراهيم بْن الْعَبَّاس بالشِّعْر لَتَرَكَنَا فِي غير شيء.
ومن نثْره عن الخليفة: أمّا بعد، فإن لأمير المؤمنين أناة، فإن لم تغن أعقب عنها وعيدا، فإن لم يُغْن أغنت عزائمه، والسلام.
تُوُفّي في شعبان سنة ثلاث وأربعين بسامراء.(5/1078)
65 - ن: إبراهيم بن عبد الله المروزي الخلال. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: عبد الله بن المبارك.
وَعَنْهُ: النسائي، والحسن بن سفيان، وعبد الله بن محمود المَرْوَزيّ.
وثقة ابن حبان.
وتوفي سنة إحدى وأربعين.(5/1079)
66 - ت ق: إبراهيم بن عبد الله بن حاتم الهروي، أبو إسحاق الحافظ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل بغداد.
سَمِعَ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّناد، وهُشَيما وعبد العزيز الدراوردي، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: الترمذي، وابن ماجه، وابن أبي الدُّنيا، وجعفر الفريابي، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن فرج المقرئ، وأحمد بن الحسين الصوفي، وموسى بن هارون، وخلق سواهم.
وكان صالحا زاهدا متعففا دائم الصيام، إلا أن يدعوه أحد فيُفْطِر، وكان من أعلم النّاس بحديث هُشَيْم، وأثبتهم فيه.
قَالَ الْحَارِثُ بن أبي أسامة: حدثنا إبراهيم بن عبد الله قال: حدثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ الْعَلاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " «لا [ص:1080] عدوى ولا هامة ولا نوء ولا صفر «. نوء: مِنَ الأَنْوَاءِ.
قال صالح جَزَرَة عَنْهُ: ما من حديث لهشيم إلا وقد سمعته عشرين مرّة وأكثر، وكنت أُوقفه. كنت سمعت منه مع سَعِيد الجوهريّ والد إبراهيم.
قال صالح: أعلم الناس بحديث هُشَيْمٌ: عَمْرو بْن عون، وإبراهيم بن عبد الله الهَرَويّ.
وقال ابن مَعِين: أصحاب هُشَيْمٌ محمد بْن الصّبّاح الدولابي، وإبراهيم الهروي، وإبراهيم أكيسُهما.
وقال أبو دَاوُد: إبراهيم بْن عبد الله الهَرَويّ ضعيف.
وقال النَّسائيّ: لَيْسَ بالقويّ.
تُوُفّي فِي رمضان سنة أربعٍ وأربعين، عن بضع وتسعين سنة.(5/1079)
67 - إبراهيم بن عبد الله بن خالد المِصِّيصيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: وَكِيع بن الجرّاح، والحارث بن عطيّة، وحَجّاج الأعور.
وَعَنْهُ: عُبَيْد بن الهيثم الحلبي، وعلي بن موسى البزيعي.
ضعّفه ابن حِبّان، وغيره، وله عجائب.(5/1080)
68 - إبراهيم بن عبد الله بن صَفْوان النَّصْريّ الدِّمشقيُّ الحدَّاد، [الوفاة: 241 - 250 ه]
عمّ الحافظ أبي زُرْعة.
رَوَى عَنْ: ابن وهْب، وضَمْرة بن ربيعة، والهيثم بن عِمران.
رَوَى عَنْهُ: أبو زُرْعة، وولده محمود بن أبي زُرْعة، وسليمان بن محمد الخُزاعيّ، وآخرون.(5/1080)
69 - ت: إبراهيم بن عبد الله بن المُنذر الباهليّ الصنعاني. [الوفاة: 241 - 250 ه]
رَوَى عَنْ: وَكِيع، وَيَعْلَى بن عُبَيْد، والمقرئ، وعبد الرزاق.
وَعَنْهُ: الترمذي، ومحمد بن إسماعيل السّلميّ الترمذي.(5/1080)
70 - إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي الفياض، أبو إسحاق البرقي الفقيه. [الوفاة: 241 - 250 ه]
يَرْوِي عَنْ: ابن وهْب، وأشهب.
أخذ النّاس عنه بمصر. ومات سنة خمس وأربعين.
قال ابن يونس: له مناكير.(5/1081)
71 - إبراهيم بن عَوْن بن راشد، أبو إسحاق السَّعديّ الأصبهانيّ المَدِينيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ: ابن عُيَيْنَة، وَوَكِيعا، وعُبَيْد الله بن موسى.
وَعَنْهُ: محمد بن أحمد الأبْهَريّ، ومحمد بن أحمد بن يزيد.
قال أبو نُعَيْم الحافظ: كان من خيار النّاس.(5/1081)
72 - إبراهيم بن عيسى الأصبهانيّ الزّاهد، [الوفاة: 241 - 250 ه]
صاحب معروف الكَرْخيّ.
رَوَى عَنْ: شَبّابة بن سَوّار، وأبي داود الطَّيالِسيّ.
وَعَنْهُ: أحمد بن محمد البزار.
قال أبو الشيخ: كان عابدا فاضلا، لم يكن بإصبهان في زمانه مثله.
ومن دعائه: اللّهم إنْ كُنت مُدْخِلي النار فعظم خلقي فيها حتى لا يكون لأمّة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّمَ فيها موضعًا.
ومن الرُّواة عَنْهُ النَّضْر بْن هشام.
تُوُفّي سنة سبعٍ وأربعين، وقيل: إن أَبَا الْعَبَّاس بْن مسروق رَأَى هذا يمشى على الماء.(5/1081)
73 - إبراهيم بن محمد بن الأغلب بن إبراهيم بن الأغلب التَّميميّ، أمير القيروان، وابن أمرائها؛ أبو أحمد. [الوفاة: 241 - 250 ه]
كان حسن السّيرة، كثير العطاء، ميمون الطَّلْعة. بنى بإفريقيّة حصونا كثيرة منيعة، واشترى العبيد والسّلاح. وأمِنت البلاد في أيّامه.
مات في ذي القعدة سنة تسعٍ وأربعين. وبعده ولي زيادة الله ابنه.(5/1081)
74 - د ن: إبرهيم بن محمد بن عبد الله، أبو إسحاق التيمي المعمري، [الوفاة: 241 - 250 ه]
قاضي البصْرة.
ثقة. عن ابن عُيَيْنَة، ويحيى القطان، وابن داود الخريبي.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وأبو حامد الحضرميّ، وابن دُرَيْد، وأبو رَوْق الهِزّانيّ.
تُوُفّي في ذي الحجّة سنة خمسين. وكان من كبار العلماء.(5/1082)
75 - ق: إبراهيم بن محمد بن يوسف بن سرج الفريابي، [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل القدس.
ما هو بابن صاحب الثَّوريّ.
سَمِعَ: الوليد بن مسلم، وضّمرة بن ربيعة، وأيوب بن سويد.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وأبو بكر بن أبي عاصم، والفِرْيابيّ، وابن قُتَيْبة العسقلانيّ، وبِقَيّ بْن مَخْلَد، وخلْق.
قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.(5/1082)
76 - د ن ق: إبراهيم بن المستمرّ، أبو إسحاق البَصْريُّ العُرُوقيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: أبيه، وأبي داود، وأبي عامر العَقَديّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وأبو عيسى التِّرْمِذيّ في " الشّمائل "، وأبو بكر بن خُزَيْمة، وخلق كثير.
وكان أحد الثّقات.(5/1082)
77 - إبراهيم بن مكتوم المَصَاحِفيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
حدَّث بالبصرة في هذا الوقت عن أبي داود الطَّيالِسيّ، وعبد الصمد بْن عَبْد الوارث.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، وأبو روق الهزاني.
وكان صدوقا.(5/1082)
78 - ن: إبراهيم بن هارون البلخي العابد. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: حامد بن إسماعيل، ورواد بن الجراح.
وَعَنْهُ: النسائي، والتِّرْمِذيّ في شمائله، ومحمد بن عليّ التِّرْمِذيّ الحكيم، ومحمد بن عليّ بن طرْخان.(5/1083)
79 - إبراهيم بن هاشم بن عُبَيْد الله، أبو إسحاق بن أبي صالح الثَّقفيّ المَرْوَزيّ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
قاضي نَيْسابور.
عَنْ: النَّضْر بن شُمَيْل، ورَوْح بن عُبادة.
وكان قَدَريّا.
رَوَى عَنْهُ جماعة.
مات سنة ست وأربعين.(5/1083)
80 - إبراهيم ابن الإمام يحيى بن المبارك اليَزِيديّ. العلامة أبو إسحاق. [الوفاة: 241 - 250 ه]
بصْريّ نزل بغداد.
وكان رأسا في الأدب.
سَمِعَ مِنْ: الأنصاريّ، والأصمعيّ.
وله مصنَّف يَفتخر به اليزيديّون، وهو ما اختلف مَعْناه واتفق لفظه؛ نحو من سبعمائة ورقة. يرويه عنه ابن أخيه عبيد الله بن محمد اليزيدي، وكان شاعرا مجيدا من ندماء المأمون.
لم يذكر له الخطيب وفاة.(5/1083)
81 - إبراهيم بن يزيد، أبو إسحاق البجلي الجُرْجاني الزَّاهد. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: ابن عيينة، وعبد الرحمن بن مهدي.
وَعَنْهُ: عبد الرحمن بن عبد المؤمن وجماعة.(5/1083)
82 - إبراهيم بن يوسف الحضْرميّ الكِنْديّ الكُوفيُّ الصَّيْرفيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: حفص بن غِياث، وأبي بكر بن عيّاش.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، وقاسم المطرز، وعلي المقانعي. [ص:1084]
وثّقة ابن حِبّان.
مات سنة تسعٍ وأربعين.(5/1083)
83 - ت ق: أزهر بن مروان الرَّقاشيّ البَصْريُّ النّواء، يُلَقَّب فريخ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: حمّاد بن زيد، وعبد الوارث، والحارث بن نبهان، ومحمد بن سواء.
وَعَنْهُ: الترمذي، وابن ماجه، وعبدان، وأبو بكر بن أبي عاصم، وموسى بن هارون.
توفي سنة ثلاث وأربعين.(5/1084)
84 - د ن: إسحاق بن أبي إسرائيل إبراهيم بن كامَجْر المروزي، نزيل بغداد، أبو يعقوب الحافظ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: شَرِيك، وحماد بن زيد، وجعفر بن سليمان، وعبد الرحمن بن أبي الزِّناد، وعبد القدوس بن حبيب، وعبد الواحد بن زيد، وكثير بن عبد الله الأبلي، وخلق، ورأى زائدة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي بواسطة، وهارون الحمّال، والبخاريّ في كتاب الأدب، وابن ناجية، وأبو بكر أحمد بن عليّ المَرْوَزيّ، وأبو يَعْلَى المَوْصليّ، وأحمد بن القاسم أخو أبي اللّيث الفرائضيّ، وأبو العبّاس السّرّاج، وخلق.
وروى قراءة علي بن حمزة الكسائي عنه، وقراءة ابن عامر، عن الوليد بن مسلم، عن الذّماريّ عنه.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهير، عَنِ ابْنِ مَعِين: ثِقَةٌ.
وقال عثمان الدّارِميّ، عن ابن مَعِين: ثقة. ثُمَّ قال عثمان: لم يكن إسحاق أظهر الوقف حين سَأَلت ابن مَعِين عَنْهُ.
وقال أبو القاسم البَغَويّ: كان ثقة مأمونًا، إلا أنّه كان قليل العقل.
وقال صالح جَزَرَة: صدوق، إلا أنّه كان يقول: القرآن كلام اللَّه، ويقف.
وقال السّرّاج: سمعتُ إسحاق بْن أَبِي إسرائيل يقول: هؤلاء الصِّبيان [ص:1085] يقولون: كلام اللَّه غير مخلوق. ألا قَالُوا كلام اللَّه وسكتوا. ويشير إلى دار أحمد بْن حنبل.
قال إسحاق بْن دَاوُد: قال أحمد بْن حنبل: تجَّهمَ ابن أبي إسرائيل بعد تسعين سنة.
وقال محمد بن يحيى الكحال: ذكرتُ لأبي عبد الله إسحاقَ بْنَ أبي إسرائيل فقال: ذاك أحمق.
وقال إسحاق بْن إبراهيم بْن هانئ: سمعتُ أَبَا عبد الله أحمد بْن حنبل ذَكَر ابن أبي إسرائيل فقال: بعد طلبه للحديث وَكَثْرة سماعه شكَّ، فصار ضالا شكَّاكًا.
وقال أبو حاتم الرّازّي: كتبتُ عَنْهُ فوقفَ فِي القرآن، فوقفنا عَنْ حديثه، وقد تركه النّاس حَتَّى كنت أمُرُّ بمسجده وهو وحيد لا يقربه أحد بعد أن كان النّاس إليه عُنقًا واحدا.
قال شاهين بن السميذع العَبْديّ: سمعت أحمد بْن حنبل يقول: إسحاق بْن أبي إسرائيل واقفيّ مشؤوم، إلا أنّه صاحب حديثٍ كيس.
وقال زكريا السّاجيّ: وتركوا إسحاق بن أبي إسرائيل لموضع الوقف، وكان صدوقًا.
وقال الْحُسَيْن بْن إسماعيل الفارسيّ: سَأَلت عَبْدُوس بْن عبد الله النَّيسابوريّ عن إسحاق بْن أبي إسرائيل فقال: كان حافظًا جدًا ولم يكن مثله فِي الحفظ والورع. فقلت: كان يُتَّهم بالوقف؟ قال: نعم.
وقال أحمد بْن أبي خيثمة: قال لي مُصْعَب الزُّبَيريّ: نَاظَرَني إسحاق بْن أبي إسرائيل فقال: لا أقول كذا ولا أقول غير ذا، يعني فِي القرآن. فناظَرْتُه فقال: لم أقل على الشّك ولكنّي أسكت كما سكت القومُ قبلي.
وقال مُوسَى بْن هارون: مولده سنة خمسين ومائة.
وقال الْبُخَارِيّ، وأحمد بْن عُبَيْد اللَّه الثقفي، وابن قانع: مات سنة خمسٍ وأربعين ومائتين.
زاد ابن قانع: فِي شعبان. [ص:1086]
وقال البَغَويّ، وعليّ بن أحمد بن النَّضْر: مات سنة ست.
زاد البَغَويّ: في شَعْبان بسامراء.
وقع لي من عوالي ابن أبي إسرائيل.(5/1084)
85 - ق: إسحاق بن إبراهيم بن داود البَصْريُّ السَّوّاق. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: يحيى القطّان، وعبد الرحمن بن مهديّ، وأبي عاصم.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، والفضل بن الحسن الأهوازيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن حمّاد الطّهْرانيّ.(5/1086)
86 - إسحاق بن الأخيل الحلبي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: مبشر بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّرَائِفِيُّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو بكر بن أبي داود.(5/1086)
87 - م ت ن ق: إسحاق بن موسى بْن عَبْد اللَّه بن مُوسَى بْن عَبْد الله بن يزيد الأنصاري الخطمي، أبو موسى المدني الفقيه، [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل سامرّاء. ثمّ قاضي نيسابور.
سَمِعَ: ابن عُيَيْنَة، وعبد السّلام بن حرب، ومعن بن عيسى، وجماعة، وكان فاضلا صاحب سنة.
ذكره أبو حاتم الرازيّ وأطنبَ في الثّناء عليه
وَرَوَى عَنْهُ: مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وبَقِيّ بن مَخْلَد، والفِرْيابيّ، وابن خُزَيْمة، وابنه موسى بن إسحاق الخطْميّ.
قيل: إنّه تُوُفيّ بجوسية مِن أعمال حمص سنة أربع وأربعين.
وثقه النسائي.
وكثيرا ما يقول الترمذي: حدثنا الْأَنْصَارِيّ. وهو هذا.
وقد تفرَّد بحديثٍ رَوَاهُ عنه النسائي، وابن ناجية، وطائفة. قال: حدثنا معن، قال: حدثنا مالك، عن عبد الله بْن إدريس، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أبيه: قال: بعث عُمَر إلى عبد الله بْن مَسْعُود، وإلى أبي الدَّرْداء، [ص:1087] وإلى أبي مَسْعُود فقال: ما هذا الحديث الَّذِي تُكْثِرون عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فحبسهم بالمدينة حَتَّى استُشْهِد.(5/1086)
88 - إسحاق بن يوسف الْجُرْجانيُّ الدَّيْلَمانيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ: ابن عُيَيْنَة، وحفص بن عمر العَدَنيّ.
وَعَنْهُ: ابنه عبد الله، وعقيل بن يحيى.
وثّقة أبو نُعَيْم الأصبهانيّ.
ومات سنة خمسٍ وأربعين.(5/1087)
89 - ق: إسماعيل بن بَهْرام الوشَّاء الخَزَّاز الخَبْذَعيُّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ: عبد العزيز الدراوردي، ومعلَّى بن هلال، وعبيد الله الأشجعي.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وبقيّ بن مَخْلَد، وأبو داود السجستاني، ومطَيَّن، والحسن بن سفيان.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
وقال غيره: مات سنة إحدى وأربعين.(5/1087)
90 - ق: إسماعيل بن تَوْبة الثَّقَفيُّ الرَّازيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل قزوين، أحد الثِّقات الرّحّالة.
سَمِعَ: فُضَيْل بن عِياض، وإسماعيل بن جعفر، وخلف بن خليفة، وهشيم بن بشير.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وَالحُسَيْن بن إِسْحَاق التُّسْتَريّ، وعبد الله بن وهب الدينوري، وأهل قزوين.
قال أبو حاتم: صدوق.
توفي سنة سبع وأربعين.(5/1087)
91 - ن ق: إسماعيل بن حفص، أبو بكر الأُبُلِّيُّ الْبَصْرِيُّ القَطَّان. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ: معتمر بن سليمان، وأبا بكر بن عياش، وطبقتهما.
وَعَنْهُ: النسائي، وابن ماجه، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعَبْدان، وابن خُزَيْمَة، وجماعة.(5/1087)
92 - إسماعيل بن خُزَيْمة بن المغيرة السُّلَميُّ النَّيْسَابوريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ مِنْ: عبد الرزاق، وغيره.
وَعَنْهُ: ابن أخيه أبو بكر بن إسحاق، ومحمد بن ياسين بن النضر، وكان ثقة.(5/1088)
93 - إسماعيل بن زياد البلخي الأزدي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: ضمرة بن ربيعة، وغيره.
مات سنة ست وأربعين.(5/1088)
94 - ق: إسماعيل بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، أبو عبد الله، وأبو الحسن القرشي العَبْدريُّ الرقي الفقيه المعروف بالسُّكَّريِّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
قاضي دمشق.
رَوَى عَنْ: عُبَيْد الله بن عَمْرو، وأبي المَلِيح الحَسَن بن عمر، وَيَعْلَى بن الأشدق، وابن المبارك، وأبي إسحاق الفزاري، وبقية، وعيسى بن يونس، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، ومحمد بن سعد في الطبقات، وهو من أقرانه، وجماهر الزملكاني، وأبو العباس بن مسروق، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، ومحمد بن هشام بن ملاس، ومحمد بن محمد الباغَنْديّ، وآخرون.
وثقة الدَّارَقُطْنيّ.
وقال أبو حاتم: صدوق.
قال ابن الفَيْض الدِّمشقيُّ: ولّي أحمد بْن أبي دؤاد على قضاء دمشق إسماعيل بْن عبد الله السكري في سنة ثلاث وثلاثين، فأقام قاضيا إلى أن وَلِيَ القضاء للمتوكّل يحيى بْن أكثم، فعزل إسماعيل محمد بْن هاشم بْن ميسرة.
قلت: لم يذكره ابن عساكر فِي شيوخ النُّبْل، وذكر بدله سميّه: إسماعيل بْن عبد الله بْن زرارة الرقي، وقال: رُوِيَ عَنْهُ ابن ماجة، وروى النَّسائيّ عن رجلٍ عنه.
قال لنا الحافظ أبو الحجاج: روى ابن ماجه خمسة أحاديث قال فيها: حدثنا إسماعيل بْن عبد الله الرقي، وإنما هُوَ السكري لا ابن زرارة؛ لأن ابن زرارة مات سنة تسع وعشرين، وإنما رحل ابن ماجه بعد الثلاثين. [ص:1089]
قال إبراهيم بْن أيّوب الحَوْرانيّ: قلت لإسماعيل بْن عبد الله القاضي: بَلَغَني أنّك كنت صوفيّا، مَن أَكَلَ من جُرابك كِسْرةً افتخر بها. فقال: حَسْبُنا اللَّه ونِعْمَ الوكيل.
وقال أبو الحَسَن عليّ بن الحسن بن علان الحرّانيّ: مات إسماعيل بن عبد الله السُّكّريّ بعد الأربعين، وكان يُرمَى بالتّجهُّم.(5/1088)
95 - إسماعيل بن عَمرو، أبو محمد المِصْريُّ الفقيه، [الوفاة: 241 - 250 ه]
صاحب أشهب.
رَوَى عَنْ: ابن وهْب، وعبد الملك بن الماجِشُون، وغيرهما.
وَرَوَى عَنْهُ: جماعة؛ آخرهم عبد الحَكَم بن أحمد الصّدَفيّ.
تُوُفّي في رجب سنة ثمان وأربعين. قاله ابن يونس.(5/1089)
96 - إسماعيل بن الفضل، أبو إبراهيم الشّالَنْجيّ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
قاضي جُرْجان.
رَوَى عَنْ: إسماعيل بن جعفر، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بن مُعَاذ السُّلَميّ، وابن مُجَاشِع السّخْتيانيّ، وأهل جُرجان.
تُوُفّي سنة ست وأربعين.(5/1089)
97 - ن: إسماعيل بن مسعود، أخو الصَّلْت بن مسعود الْجَحْدَرِيّ البَصْريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: يزيد بن زُرَيْع، ومعتمر بن سليمان التَّيْميّ، وبشر بن المفضل.
وَعَنْهُ: النسائي، والفِرْيابيّ، ومحمد بن جرير، وجماعة.
قال النَّسائيّ: ثقة.
وتوفي سنة ثمان وأربعين.(5/1089)
98 - د ت ق: إسماعيل بن موسى الفزاري ابنُ ابنةِ إسماعيل السُّدّيّ، أبو محمد، وقيل: أبو إسحاق. [الوفاة: 241 - 250 ه]
كوفيّ، ثقة، شيعيّ متوالي.
سَمِعَ: عمر بن شاكر، ومالك بن أنس، وشَرِيك بن عَبْد الله، وعبد الرَّحْمَن بن أَبِي الزناد، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، [ص:1090] والترمذي وابن ماجه، وأبو عَرُوبة الحرّانيّ، وابن خُزَيْمَة، وطائفة كبيرة.
وأما ابن أبي حاتم فقال: سمعتُ أبي يقول: سَأَلْتُهُ عن قرابته من السُّدّيّ، فأنكر أن يكون ابن ابنته، وإذا قرابته منه بعيدة.
قال أبو حاتم: صدوق، سمعته يقول: سمَّتني أمّي باسم السُّديّ.
قلت: توفي سنة خمس وأربعين، وشيخه عُمَر بْن شاكر يروي عن أنس بْن مالك. وقيل: إنّه كان يغلو ويسُبّ.
قال عَبْدان الأهوازيّ: أنكر علينا أبو بَكْر بْن أبي شَيبة أو هنّاد ذهابنا إلى إسماعيل بن موسى، وقال: أيش عملتم عند هذا الفاسق الَّذِي يشتم السَّلَف؟ رواها ابن عديّ عَنْهُ وقال: أوصَلَ عن مالك حديثين، وتفرَّد عن شَريك بأحاديث. وإنما أنكروا غُلُوَّه فِي التَّشَيُّع.
وقال عليّ بْن محمد بن كاس الحنفي القاضي، وهو ثقة: حدثنا علي بن جعفر الرماني، قال: حدثنا إسماعيل ابن بِنْت السُّدّيّ قال: كنتُ فِي مجلس مالك، فَسُئِلَ عن فريضةٍ، فأجاب بقول زيد. فقلت: ما قال فيها علي وابن مَسْعُود؟ فأومأ إلى الحجبة، فلما هموا بي عدوت وأعجزتهم، فقالوا: ما نصنع بكتبه ومحبرته؟ قال: اطلبوه برفق. فجاءوا إلي، فجئت معهم، فقال مالك: من أين أنت؟ قلت: كوفي. قال: فأين خلفت الأدب؟ قلت: إنما ذاكرتك لأستفيد. فقال: إن عليا وعبد الله لا يُنْكَر فضلُهُما، وأهل بلدنا على قول زَيْدُ بْن ثابت. وإذا كنتَ بين قومٍ فلا تبدأهم بما لا يعرفون، فيبدو لك منهم ما تكره.(5/1089)
99 - إسماعيل بن يوسف، أبو عليّ الدَّيْلميّ الزّاهد الحافظ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
روى شيئا عن مجاهد بن موسى، وأخذ عن أحمد بن حنبل. وكان شابا يتوقَّد ذكاءً، لم يشتهر؛ لموته صغيرا.
قال الدّارَقُطْنيّ: هو بغداديّ، زاهد ورِع، فاضل، ثقة.
قلت: وكان يسهر في طاحون بثلث درهم.
كتب عَنْهُ الْحَسَن بْن أبي العنبر، والعبّاس بن يوسف الشكلي. [ص:1091]
قال أبو الحسين ابن المنادي: ذُكِر لي أنّه كان يحفظ أربعين ألف حديث، وكان مشهورا بالزُّهد. وكان مَكْسَبُه من المساهرة في الأرحاء، وقد رآه محمد بن مخلد العطار.(5/1090)
100 - أصْبَغُ بنُ دِحْية الصَّدفيّ المِصْريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: رِشْدين بن سعد، وعبد الله بن وهب.
وَعَنْهُ: ابن جرول.
توفي سنة خمس وأربعين ومائتين.(5/1091)
101 - ق: أيّوب بن محمد بن أيّوب الهاشميّ البَصْريُّ، المعروف بالقُلْب. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: عبد الواحد بن زياد، وعبد القاهر بن السري، وأبي عوانة.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وابن أبي الدُّنيا، والحسن بن سفيان، وزكريا الساجي، وعلي بن سعيد بن بشير الرازي.(5/1091)
102 - أيوب بن عافية بن أيوب المصري. [الوفاة: 241 - 250 ه]
رَوَى عَنْ: ابن وهْب، ووالده عافية.
تُوُفّي في شَعْبان سنة ستٍ وأربعين. قاله ابن يونس.(5/1091)
103 - أيّوب بن عليّ بن الهيصم بن أيّوب بن مسلم، الكِنانيّ الفلسطينيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ: زياد بن سيّار.
وَعَنْهُ: سليمان بن محمد بن الفضل، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وأَحْمَد بْن جوصا، وآخرون.
قال أبو حاتم: شيخ.
وجده الأعلى مُسْلِم هُوَ أخو أبي قُرْصافة من أبيه.(5/1091)
104 - د ن: أيّوب بن محمد بن زياد بن فرُّوخ، أبو سليمان الرقي الوزّان. [الوفاة: 241 - 250 ه]
مولى بني هاشم.
سَمِعَ: أبا إسحاق الفزاري، ومعمر بن سليمان الرقي، ومروان بن معاوية، وابن علية.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وأبو عَرُوبة، وأبو بَكْر بْن أَبِي [ص:1092] داود، وأهل الجزيرة. وكان يَزِن القطن.
وثقة النَّسائيّ، وغيره.
ومات في ذي القعدة سنة تسع وأربعين ومائتين.(5/1091)
-[حَرْفُ الْبَاءِ](5/1092)
105 - بَرَكَةُ بن محمد الحلبيّ، أبو سعيد الأنصاريّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: مروان بن معاوية، ويوسف بن أسباط، وعليّ بن بكّار، ومبشّر بن إسماعيل.
وَعَنْهُ: أبو نَشِيط محمد بن هارون، وأبو الحسين عَبْد اللَّه بْن محمد بْن يونس السّمْنانيّ، وموسى بن محمد الأنطاكيّ، وأحمد بن زكريّا البَصْريُّ شاذان، وعمر بن محمد الهمدانيّ، وآخرون.
قال الدَّارَقُطْنيّ: كذّاب، يضع الحديث.
وقال ابن عدي: له بواطيل عن الثقات.
وقال ابن حبان: كان يسرق الحديث.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت أَبَا الحسين السمناني يقول: نظر صالح بن أبي الأشرس فِي بعض حديثي عن بركة فقال: ليس هذا بركة، هذا عقوبة.(5/1092)
106 - بِسْطام بن جعفر الأزْديّ المَوْصِليّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: مالك، وحمّاد بن زيد، وإبراهيم بن أبي يحيى.
وَعَنْهُ: أحمد بن حمدون، وإبراهيم بن عليّ المَوْصِليّان.
تُوُفّي سنة اثنتين وأربعين.(5/1092)
107 - بِشْر بن بشّار البَغْداديُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: يزيد بن هارون، وداود بن المحبّر.
وَعَنْهُ: ابن أبي الدُّنيا، والحسن بن الحُباب، وأبو العبّاس السراج، وغيرهم.(5/1092)
108 - ت ن ق: بِشْر بن مُعاذ العَقَديّ، أبو سهل البَصْريُّ الضّرير. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: إبْرَاهِيم بْن عَبْد العزيز بْن عَبْد المُلْك بن أبي محذورة الْجُمَحيّ، وأبي [ص:1093] عَوَانة، ومرحوم بن عبد العزيز العطّار، وعبد الواحد بن زياد، وحمّاد بن زيد، وهُشَيْم، ومعتمر، وطائفة.
وَعَنْهُ: الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وأبو بكر البزّار، وعمر بن محمد بن بُجَير، والقاسم المطرِّز، وابن خزيمة، وآخرون.
وثقة ابن حبان، وقال: مات سنة خمس وأربعين أو في حدودها.
قلت: وكان من أبناء التسعين.(5/1092)
109 - م 4: بِشْر بن هلال، أبو محمد النُّمَيْريّ البَصْريُّ الصواف. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: جعفر بن سليمان الضُّبَعيّ، وعبد الوارث، ويزيد بن زُرَيْع، وعليّ بن مُسْهِر، وداود بن الزبرقان.
وَعَنْهُ: الجماعة. سوى البخاريّ، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وإسحاق المَنْجنيقيّ، وعَبْدان الأهوازيّ، ومحمد بن عليّ الحكيم، وابن خُزَيْمَة، وآخرون.
قال أبو حاتم: محلُّه الصِّدق، وكان أيقظ من بِشْر بن مُعَاذ.
وقال ابن أبي عاصم: مات سنة سبعٍ وأربعين.(5/1093)
110 - بُغا الكبير، أبو موسى التّركيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
أحد قُوّاد المتوكّل وأكبرهم، كان موصوفا بالشّجاعة والإقدام، وله همّة عالية وهيبَة، وَوَقْعٌ في النُّفوس.
وله فتوحات ووقعات. وكان مملوكا للحَسَن بن سهل الوزير. وكان يحمق ويجهل في رأيه، وقد باشر عدّة حروب وما جُرح قطّ. وكان فيه دِين وإسلام.
طال عمره وعاش نحوا من تسعين سنة، وتُوُفّي سنة ثمان وأربعين.(5/1093)
111 - بكْر بن محمد بن عديّ بن حبيب، أبو عثمان المازني الْبَصْرِيُّ النحوي، وهو بكنيته أشهر. [الوفاة: 241 - 250 ه]
أخذ عن أبي عبيدة، والأصمعي. وصنف التصانيف المشهورة في العربية والتصريف.
رَوَى عَنْهُ: الحارث بن أبي أسامة، وأبو عمران موسى بن سهل [ص:1094] الجوني، وأبو العباس محمد بن يزيد المبرد. ولزمه المبرد وأكثر عنه. وقد دخل على الواثق فوصله بجملة.
توفي سنة سبع، أو ثمان وأربعين.
وكان المبرد يقول: لم يكن بعد سيبويه أعلم بالنحو من أبي عثمان الْمَازِنِيِّ.
قال المبرّد: قال أبو عثمان الْمَازِنِيِّ: قرأ علي رَجُل كتاب سيبويه فِي مدة طويلة، فلما بلغ أخره قال: أما إنّي ما فهمتُ منه حرفًا، وأمّا أنت فجزاك اللَّه خيرًا.
وقال الْمَازِنِيِّ: قرأت القرآن على يعقوب، فلما ختمت رمى إلي بخاتمه وقال: خذه، ليس لك مثل.
وكان الْمَازِنِيِّ ذا دينٍ وورع. قيل: إنّ يهوديًا أتاه ليقرأ عليه كتاب سِيبَوَيْه وبذل له مائة دينار، فامتنع وقال: هذا الكتاب يشتمل على ثلاث مائة آية ونيف، ولست أمكن منها ذِمِّيّا.
وقال بكّار بْن قُتَيْبَةَ القاضي: ما رأيت نحويا يشبه الفقهاء إلا حبان بن هلال والمازنيّ.
وقال المبرّد: كان الْمَازِنِيِّ إذا ناظر أهل الكلام لم يستعِن بشيء من النَّحْو، وإذا ناظَره النُّحاة لم يستعن بشيءٍ من الكلام.
وعن الْمَازِنِيّ قال: حضرت مجلس المتوكّل، وحضر يعقوب بْن السِّكّيت، فقال: تكلَّما فِي مسألة. فقلت ليعقوب: ما وزن نَكْتَل؟ فقال: نفعل. قلت: اتَّئِدْ. ففكّر وقال: نفتعل. قلت: نكتل أربعة أحرف، ونفتعل خمسة. فسكت. فقال المتوكّل: ما الجواب؟ قلت: وزنها فِي الأصل نفتعِل لأنّها نكتيل، فلمّا تحرّك حرف العِلَّة، وانفتح ما قبله، وقُلِب ألفا، فصارت نكتال، ثُمَّ حُذِفت الألف للجزْم، فبقيت نَكْتَلْ. فقال المتوكلْ: هذا هُوَ الحقّ. فلمّا خرجنا قال يعقوب: بَالغْتَ اليوم فِي أذاي. قلت: لم أقصدك بسوء.
وقيل: إن جاريةً غنَّت الواثق:
أَظَلُومٌ إنّ مُصابكم رجلا ... أهدى السّلام تحيّةً ظلْمٌ
فقال بعض الحاضرين: رجل بالرفع. فقالت: هكذا لقنني الْمَازِنِيِّ. فطلبه الواثق فقال: إن معناه إن إصابتكم رجلا كقوله: إن ضربك زَيْدا [ص:1095] فالرجل مفعول، وظلم هُوَ الخبر. قال: فأعطاني الواثق ألف دينار.(5/1093)
112 - بكر بن النّطّاح. [الوفاة: 241 - 250 ه]
من أعيان الشعراء. كان في هذا الزمان.(5/1095)
-[حَرْفُ التَّاءِ](5/1095)
113 - د ن ق: تميم بن المنتصر بن تميم بن الصَّلْت، الهاشمي مولى ابن عبّاس، أبو عبد الله الواسطيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وإسحاق الأزرق، ومحمد بن يزيد الواسطيّ، وأبي هَمّام بن الزّبْرقان، ويزيد بن هارون، وطائفة.
وَعَنْهُ: سِبْطاه أسْلَم بن سهل الحافظ بَحْشَل، وخليل بن أبي رافع، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وجعفر الفِرْيابيّ، ومحمد بن جرير الطبري، ومحمود بن محمد الواسطي، وآخرون.
وكان محدثا ثقة.
مات سنة أربع وأربعين.(5/1095)
-[حَرْفُ الْجِيمِ](5/1095)
114 - جابر بن كردي الواسطي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: يزيد بْن هارون، وسعيد بْن عامر الضُّبَعيّ.
وَعَنْهُ: محمد بن جرير، وابن صاعد.
قال النسائي: لا بأس به.(5/1095)
115 - ت ن: الجارود بن مُعَاذ السُّلَميّ التِّرْمِذيّ، أبو مُعَاذ، وأبو داود. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: جرير بْن عَبْد الحميد، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وأبي خالد الأحمر، والفضل بن موسى السيناني، والوليد بن مسلم، ووكيع، وأبي ضمرة، وطائفة.
وَعَنْهُ: الترمذي، والنسائي، وابنه محمد بن الجارود، ومحمد بن عليّ الحكيم التِّرْمِذيّ، وأحمد بن عليّ الأبّار، ومحمود بن محمد المَرْوَزِيّ، وطائفة.
قال النَّسائيّ: ثقة. [ص:1096]
قال ابن عساكر: مات سنة أربع وأربعين.(5/1095)
116 - ق: جُبارة بن المغلس، أبو محمد الحِمّانيّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: شبيب بن شيبة، وأبي بكر النَّهْشَليّ، وأبي شَيْبة إبراهيم بن عثمان العبسي، وعبد الأعلى بن أبي المُسَاوِر، وعُبَيْد بن وسيم الجمّال، وقيس بن الربيع، وأبي عوانة، وطائفة.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وابن أخيه أحمد بن الصلت الحِمّانيّ، وبَقِيّ بن مَخْلَد، والحسين بن إدريس الهَرَويّ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومطين، ومحمد بْن عثمان بْن أَبِي شيبة، والحَسَن بن سُفْيان، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، والحسين بن بحر البَيْرُوذِيّ، وعَبْدان، وطائفة.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: عرضت على أبي أحاديث سمعتها من جبارة فأنكر بعضها، وقال: هذه موضوعة.
وقال البخاريّ: مضطّرب الحديث.
وقال أبو معين الحسين بن الحسن الرازي عن ابن مَعِين: كذّاب.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: ما هو ممّن يكذب، كان يوضع له الحديث فيُحدّث به.
قال البخاريّ: مات بالكوفة سنة إحدى وأربعين.
وقال موسى بن هارون: توفي سنة إحدى وأربعين، وقد قارب المائة.(5/1096)
117 - الجرّاح بن عبد الله بن الفَرَج التُّجَيْبيّ، مولاهم المِصْريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ مِنْ ابن وهْب مع يونس بن عبد الأعلى.
قَالَ ابن يونس: تُوُفِّيَ فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ.(5/1096)
118 - ت: الجراح بن مخلد العجلي الْبَصْرِيُّ القزاز. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: مُعّاذ بن هشام، ورَوْح بن عُبَادة، وأبي داود الطَّيالِسيّ، ووهْب بن جرير، وسَلْم بن قتيبة، وجماعة.
وَعَنْهُ: الترمذي، وأبو داود في كتاب القَدر، والبخاريّ في " التاريخ "، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو بكر بن أبي [ص:1097] داود، وابن صاعد، ومحمد بن الحسين بن مكرم، وأبو عروبة، وعبدان، وآخرون.
وكان ثقة.(5/1096)
119 - جعفر المتوكّل على الله. أمير المؤمنين أبو الفضل ابن المعتصم بالله أبي إسحاق محمد بن هارون الرشيد القرشي العبّاسيّ البَغْداديُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
وُلِدَ سنة خمسٍ ومائتين، وبُويع فِي ذي الحجّة سنة اثنتين وثلاثين بعد الواثق. وقيل: بل وُلِدَ سنة سبْعٍ ومائتين.
حكي عن أبيه، ويحيى بْن أكثم.
وَعَنْهُ: علي بن الجهم الشاعر، وغيره.
وكان أسمر، مليح العينين، نحيف الجسم، خفيف العارضين، إلى القصر أقرب. وأمه أمّ ولد اسمها: شُجاع.
قال خليفة: استخلف المتوكّل، فأظهر السنة، وتكلم بها فِي مجلسه، وكتب إلى الآفاق برفع المحنة وإظهار السنة، وَبَسَطَها ونصر أهلها، يعني محنة خلْق القرآن.
وقد قدِم دمشق فِي صفر سنة أربعٍ وأربعين وعزم على المُقام بها وأعجبته، ونقل دواوين المُلْك إليها. وأمر بالبناء بها. وأمر للأتراك بما أرضاهم من الأموال، وبنى قصرا كبيرًا بدَارَيّا من جهة المِزَّة.
قال عليّ بْن الْجَهْم: كانت للمتوكّل جُمّة إلى شحمة أُذُنَيه كأبيه وعمّه.
وقال ابن أبي الدّنيا: أمّ المتوكّل أم ولد اسمُها شجاع.
وقال الفَسَويّ: بُويع له لستٍّ بقين من ذي الحجة، وخرج من دمشق المتوكّل بعد إقامة شهرين وأيّام، ورجع إلى سامرّاء دار ملكه على طريق الفُرات، وعرّج من الأنبار. وقيل: إنّ إسرائيل بْن زكريّا الطبيب نعتَ له دمشق، وأنها توافق مزاجَه وتُذْهِبُ عَنْهُ العِلَل التي تَعْرِض له فِي الصَّيْف بالعراق.
وقال خليفة: حجّ المتوكّل بالنّاس قبل الخلافة [ص:1098] فِي سنة سبْعٍ وعشرين.
وكان إبراهيم بْن محمد التيَّمِيُّ قاضي البصرة يقول: الخلفاء ثلاثة: أبو بكر الصديق يوم الردة، وعمر بن عبد العزيز فِي ردّ مظالم بني أُميّة، والمتوكّل فِي مَحْو البِدَع وإظهار السنة.
وقال يزيد بْن محمد المهلَّبيّ: قال لي المتوكّل: يا مُهَلَّبيّ، إنّ الخلفاء كانت تتصعَّب على النّاس ليطيعوهم، وأنا ألين لهم ليحبّوني ويُطيعوني.
وحكى الأعسم أنّ عليّ بْن الْجَهْم دخل على المتوكّل وبيده دِرَّتان يقلِّبهما، فأنشده قصيدةً له يقول فيها:
وإذا مررت ببئر عر ... وة فاسْقني من مائها
قال: فَدَحَا إليَّ بالدرّة، فقلَّبتها، فقال: تستنقص بها! وهي والله خيرٌ من مائة ألف. قلت: لا والله، ولكنّي فكّرت فِي أبياتٍ أعملها آخذ بها الأخرى. فقال: قل. فأنشأت أقول:
بِسُرّ مَن رَأَى إمامٌ عدْلٌ ... تغرف من بحره البحارُ
يُرْجَى ويُخْشَى لكلّ خَطْب ... كأنّه جنّةٌ ونارُ
المُلْكُ فِيهِ وفي بنيه ... ما اختلف الليل والنهار
يداه في الجود ضرتان ... عليه كِلتاهما تغارُ
لم تأتِ منه اليمينُ شيئا ... إلا أتت مثلها اليسار
قال: فدحاها إلي وقال: خُذْها، لَا بارَكَ اللَّه لك فِيها.
قَالَ الخطيب أبو بَكْر: ورُويت هذه الأبيات للبُحْتَريّ فِي المتوكّل.
وعن مروان بْن أبي الْجَنُوب أنّه مدح المتوكّل، فأمر له بمائة ألفٍ وعشرين ألفًا، وبخمسين ثوبًا.
وقال علي بْن الْجَهْم: كان المتوكّل مشغوفًا بقبيحةٍ لا يصبر عَنْها، فوقفت له يومًا، وقد كَتَبَتْ على خدّها بالغالية جَعْفَر. فتأمّلها ثُمَّ أنشأ يقول:
وكاتبةٍ فِي الخد بالمِسْك جعفرًا ... بنفسي مَحَطُّ المِسْكِ من حيثُ أثَّرا [ص:1099]
لَئِنْ أَوْدَعَتْ سطرًا من المِسْك خدَّها ... لقد أَوْدَعَتْ قلبي من الحبّ أَسْطُرا
قد ورد عن المتوكل شيء من النصب.
ويقال: إنّه سلَّم عليه بالخلافة ثمانيةٌ كلّ واحد منهم أبوه خليفة: منصور ابن المهدي، والعباس ابن الهادي، وأبو أحمد ابن الرشيد، وعبد الله ابن الأمين، وموسى ابن المأمون، وأحمد ابن المعتصم، ومحمد ابن الواثق، وابنه المنتصر ابن المتوكّل، وكان جوادًا ممدحًا؛ ويقال: ما أعطى خليفةٌ شاعرًا ما أعطى المتوكل.
وفيه يقول مروان بن أبي الجنوب:
فأمْسِك نَدَى كفّيك عنّي ولا تزِد ... فقد خِفْت أن أطغى وأن أتجبّرا
فقال: لا أُمْسِك حَتَّى يُغرقك جُودي.
وقد بايع بولاية العهد ولَده المنتصر، ثُمَّ إنّه أراد أن يعزله ويولّي المعتزّ أخاه لمحبّته لأمّه قبيحة، فسأل المنتصر أن ينزل عن العهد، فأبى. وكان يُحضِره مجالس العامّة، ويحطّ منزلته ويتهدّده، ويشتمه ويتوعَّده.
واتّفق أن التُّرْك انحرفوا عن المتوكّل لكونه صادَر وصِيفًا وبُغا، وجرت أمور، فاتّفق الأتراك مع المنتصر على قتل أَبِيهِ. فدخل عليه خمسةٌ فِي جوف اللّيل وهو فِي مجلس لَهْوه فِي خامس شوّال، فقتلوه سنة سبَعٍ وأربعين.
وورد أنّ بعضهم رآه فِي النّومِ، فقال له: ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غفر لي بقليل من السنة أَحْيَيَتُها.
وقد كان المتوكّل منهمكًا فِي اللَّذّات والشُّرْب، فلعلّه رُحِمَ بالسنة، ولم يصح عنه النصب.
قال المسعودي: حدثنا ابن عرفة النحوي، قال: حدثنا المبرّد قال: قال المتوكّل لأبي الْحَسَن علي بْن محمد بْن علي بْن مُوسَى بْن جَعْفَر الصّادق: ما يقول ولدُ أبيك فِي الْعَبَّاس؟ قال: ما تقولُ يا أمير المؤمنين في رجل فرض الله طاعة نبيه على خلُقه، وافترض طاعته على نبيّه.
وكان قد سُعي بأبي الْحَسَن إلى المتوكًل، وإنّ فِي منزله سلاحًا وكتبًا من أهل قُمّ، ومِن نيّته التَّوَثُّب. فكبس بيته ليلا، فوُجِد فِي بيتٍ عليه مدرّعة صوف، متوجّه إلى ربّه يقوم بآيات، فَأُخِذ كهيئته إلى المتوكل وهو يشرب، فأعظمه وأجلسه إلى جانبه [ص:1100] وناوله الكأس فقال: ما خامر لحمي ودمي قطّ، فاعفِني منه، فأعفاه وقال: أنشِدْني شِعْرًا. فأنشده:
باتوا على قُلَل الأجبالَ تحرسهم ... غُلْبُ الرجال ولم تنفعهم القلل
الأبيات، فبكى والله المتوكّل طويلا، وأمَر برفع الشّراب، وقال: يا أبا الحسن لقد لينت منا قلوبًا قاسية. أعليك دَيْنٌ؟ قال: نعم، أربعة آلاف دينار. فأمَر له بها وردّه مكرَّمًا.
قتلة المتوكل.
حكى المسعوديّ أنّ بُغا الصّغير دعا بباغِر التُّركيّ، وكان باغر أهوج مِقْدامًا، فكلَّمه واختبره فِي أشياء، فوجده مُسارِعًا إليها، فقال: يا باغر هذا المنتصر قد صحّ عندي أنّه عامِلٌ على قتْلي، وأريد أن تقتله، فكيف قلبك؟ ففكّر طويلا ثُمَّ قال: هذا لا شيء، كيف نقتله وأبوه، يعني المتوكّل باقٍ، إذا يقتلكم أَبُوهُ. قال: فما الرأي عندك؟ قال: نبدأ بالأب. قال: ويْحك، وتفعل؟ قال: نعم، وهو الصّواب. قال: انظر ما تقول. وردّد عليه، فوجده ثابتًا، ثُمَّ قال له: فادخل أنت على أثري فإن قتلتُه وإلا فاقتُلْني وضَعْ سيفَك عليَّ وقُلْ: أراد أن يقتل مولاه. فتمّ التّدبير لبُغا فِي قتل المتوكّل.
حدَّث البُحْتُريّ قال: اجتمعنا فِي مجلس المتوكّل، فَذُكِر له سيف هِنْديّ، فبعث إلى اليمن فاشْتُرَى له بعشرة آلاف وأُتي به فأعجبه، ثُمَّ قال للفتح: ابغِني غلامًا أدفع إليه هذا السّيف لا يفارقْني به. فأقبل باغر التُّرْكيّ، فقال الفتح بْن خاقان: هذا موصوف بالشّجاعة والبسالة فدفع المتوكّل إليه السِّيف وزاد فِي أرزاقه، فوالله ما انتضى ذلك السّيف إلى ليلة ضربه به باغر. فلقد رَأَيْت من المتوكّل فِي اللّيلة التي قُتِل فيها عَجَبًا. تذاكَرْنا الكِبْر، فأخذ يذمُّه ويتبرّأ منه. ثُمَّ سجد وعفَّر وجهه بالتّراب، ونثر من التّراب على رأسه ولِحْيَته وقال: إنّما أَنَا عَبْدٌ. فتطيّرت له من التّراب. ثُمَّ جلس للشُّرْب، وعمل فِيهِ النّبيذ، وَغَنَّى صوتًا أعجبّه فبكى، فتطيّرت من بكائه. فإنّا فِي ذلك إذ بَعَثَتْ إليه قبيحة بخلُعة استَعْمَلَتْها له دُرَاعة حمراء خَزّ، ومُطْرَف خز، فلبسها، ثم تحرك فيه، فانشق فلفه، وقال: اذهبوا به ليكون كَفَني. فقلت: إنّا لله، انقضت والله المدّة، وسكر المتوكّل سكرًا شديدًا، ومضى من اللّيل ثلاثُ [ص:1101] ساعات، إذ أقبل باغر ومعه عشرة متلثمين تبرق أسيافهم فهجموا علينا، وقصدوا المتوكّل. وصعِد باغر وآخر إلى السّرير، فصاح الفتح: ويلكم مولاكم. وتهارب الغلْمان والْجُلَساء والنُّدَماء على وجوههم، وبقي الفتح وحده، فما رَأَيْت أقوى نَفْسًا منه بقي يمانعهم، فسمعتُ صيحة المتوكّل وقد ضربه باغَر بالسّيف المذكور على عاتقه، فَقَدَّه إلى خاصِرته، وبعج الفتح آخرٌ بالسّيف، فأخرجه من ظهره، وهو صابر لا يزول، ثُمَّ طرح نفسه على المتوكّل، فماتا فلفا في بساط، وبقيا في تلك الليلة وعامّة النهار، ثُمَّ دُفِنا معًا.
وكان بُغا الصغير قد استوحش من المتوكّل لكلامٍ لَحِقَه منه. وكان المنتصر يتألف الأتراك لا سيّما مَن يبعده أَبُوهُ.
قال المسعوديّ: ونُقِل فِي قِتْلته غير ما ذكرنا. قال: وأنفق المتوكّل - فيما قيل - على الهارونيّ والْجَوْسَق والْجَعْفَريّ أكثر من مائتي ألف ألف دِرهم. ويقال: إنه كان له أربعة آلاف سرية وطئ الجميع؛ ومات وفي بيت المال أربعة آلاف ألف دينار، وسبعة آلاف دِرهم. ولا يُعلمُ أحدٌ متقدّم فِي جِدٍّ أو هَزْل إلا وقد حظي بدولته، ووصل إليه نصيب وافرٌ مِن المال.
ذكر محمد بْن أبي عَوْن قال: حضرت مجلس المتوكّل وعنده محمد بْن عبد الله بْن طاهر، فغمز المتوكّل مملوكًا مليحًا أن يسقى الْحُسَيْن بْن الضّحّاك الخليع كأسًا ويحييه بتُفّاحة عنبر. ففعل، فأنشأ الخليع يقول:
وكالدرة البيضاء حيا بعنبر ... من الورد يسعى في قراطق كالوردِ
له عَبَثاتٌ عند كلّ تحيّة ... بعينيه تستدعي الخَليَّ إلى الوجْدِ
تمّنيتُ أن أُسْقَى بكفّيه شُرْبةً ... تُذَكّرُني ما قد نسِيتُ من العهد
سقى اللَّه دَهْرًا لم أبِتْ فِيهِ ساعةً ... من الدَّهْرِ إلا من حبيبٍ على وعدِ
فقال المتوكل: أحسنت والله؛ يعطى لكل بيت ألف دينار.
ولما قتل رثته الشعراء، فمن ذلك قول يزيد المهلبي:
جاءت مَنيته والعينُ هاجعة ... هلا أَتَتْهُ المَنَايا والقنا قِصَدُ
خليفة لم يَنَلْ ما ناله أحدٌ ... ولم يُصَغْ مثله روحٌ ولا جَسَدٌ [ص:1102]
قال علي بْن الجهم: أهدى ابن طاهر إلى المتوكل وصائف عدة فيها محبوبة، وكانت شاعرة عالمة بصنوف من العلم عوادة، فحلت من المتوكل محلا يفوق الوصف. فلما قتل ضمت إلى بغا الكبير، فدخلت عليه يوما للمنادمة، فأمر بهتك الستر، وأمر القيان، فأقبلن يرفلن فِي الحلى والحلل. وأقبلت محبوبة فِي ثياب بيض، فجلست منكسرة، فقال: غن، فاعتلت. فأقسم عليها. وأمر بالعود فوضع فِي حجرها، فغنت ارتجالا على العود:
أيّ عَيْشٍ يلذّ لي ... لا أرى فِيهِ جعفرا
ملِك قد رَأَيُتُه ... فِي نجيعٍ معُفرا
كل مَن كان ذا خَبَا ... لٍ وسُقْمٍ فقد بَرَا
غير محبوبة التي ... لو ترى الموت يشترا
لاشترته بما حوت ... ـه يداها لتُقْبرا
فغضب وأمر بها فسحبت، فكان آخر العهد بها.
وبويع المنتصر بالله ابن المتوكل صبيحتئذ بالقصر الجعفري، وسنه ثلاث وعشرون سنة.(5/1097)
120 - ت: جعفر بن محمد بن عمران الثعلبي الكُوفيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: عبد الرحمن بن محمد المحاربي، ووكيع.
وَعَنْهُ: الترمذي، وأبو عبد الرحمن النسائي في " اليوم والليلة "، ومحمد بْن يحيى بْن مَنْدَه، ومحمد بْن إسحاق بن خزيمة، وجماعة.
قال أبو حاتم: صدوق.(5/1102)
121 - جعفر بن محمد بن عمّار، البُرْجُميّ الكُوفيُّ الفقيه، [الوفاة: 241 - 250 ه]
قاضي القضاة بسامراء للمتوكل.
ذكره الخطيب مختصراً.(5/1102)
122 - جعيفران الموسوس، [الوفاة: 241 - 250 ه]
صاحب النَّظم الرائق. [ص:1103]
هو جعفر بن علي بن السَّري، أبو الفضل الأديب، وسوس في آخر عمره، وجُنَّ.(5/1102)
123 - الجَمَّاز اسمه محمد بن عَمْرو الشّاعر النّديم. [الوفاة: 241 - 250 ه]
من أهل البصْرة، عُمِّر دهرا، وكان يقول: أَنَا أسنُّ من أبي نُوَاس.
طلبه المتوكلّ، فلمّا حضر قال: إني أريد أن استبرئك. فقال: بحَيْضةٍ يا أمير المؤمنين أم بحَيْضَتَين؟ ثُمَّ عبث به ابن خاقان، فقال: إنّ أميرَ المؤمنين قد عزم على أن يولّيك جزيرةَ القرود قال: أَفَعَلَيْكَ سمعٌ وطاعة؟
ومرَّ مع رفيقٍ له المغرب، فرآهما إمامٌ فشرعَ يقيم الصلاة، فقال: اصبر، أما نَهَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ تلّقي الْجَلب.
وحضر عند أمير سِماطًا، فجعل يحوّل إليه زبادي فارغة وناقصة فقال: أيّها الأمير نَحْنُ اليومُ عصبة ربّما فضل لنا شيء، وربما حواه أهل السهام.(5/1103)
-[حَرْفُ الْحَاءِ](5/1103)
124 - الحارث بن أسد المُحَاسِبيُّ، أبو عبد الله البَغْداديُّ الصُّوفيُّ الزّاهد، العارف، [الوفاة: 241 - 250 ه]
صاحب المصنَّفات في أحوال القوم.
رَوَى عَنْ: يزيد بن هارون، وغيره.
وَعَنْهُ: أبو العبّاس بن مسروق، وأحمد بن القاسم أخو أبي اللَّيْث، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصُّوفيّ، والجنيد، وإسماعيل بن إسحاق السراج، وأبو علي ابن خيْران الفقيه واسمه حسين.
قال الخطيب: وله كُتُب كثيرة فِي الزُّهد، وأُصُول الدّيانة، والرّدّ على المعتزلة والرّافضة.
قال الْجُنَيْد: مات والدُ الحارث المحاسبي يوم مات، وإنّ الحارث لَمُحْتَاجٌ إلى دانِق، وخلف مالا كثيرا، فما أخذ منه الحارث حبة، وقال: أهلُ ملَّتين لا يتوارثان. وكان أَبُوهُ واقفيّا، يعني يقف في القرآن لا يقول: مخلوق، ولا غير مخلوق.
وقال أبو الْحَسَن بْن مُقْسِم: سمعت أَبَا عليّ بْن خيران الفقيه يقول: رَأَيْت الحارث بْن أسد بباب الطّاق متعلّقا بأبيه، والنّاس قد اجتمعوا عليه يقول [ص:1104] له: طلّق أمي، فإنّك على دينٍ وهي على غيره.
وقال أبو نُعَيّم: أنبأنا الخُلْديّ قال: سمعتُ الْجُنَيْد يقول: كان الحارث يجيء إلى منزلنا فيقول: اخرج معنا نُصْحِر. فأقول: تُخْرجني من عُزْلتي وأمْني على نفسي إلى الطُّرُقات والآفات ورؤية الشَّهَوات؟ فيقول: أخرج معي ولا خوف عليك. فأخرج معه. فكأنّ الطريق فارغ من كلّ شيء، لا نرى شيئًا نكرهه. فإذا حصلتُ معه فِي المكان الَّذِي يجلس فِيهِ يقول: سَلْني.
فأقول: ما عندي سؤال. ثُمَّ تَنْثَالُ عليَّ السؤالات، فأسأله فيجيبني للوقت، ثُمَّ يمضي فيعملها كُتُبًا.
وكان يقول لي: كم تقول: عُزْلتي أُنسي، لو أنّ نصف الخلق تقرّبوا منّي ما وجدتُ بهم أُنْسًا، ولو أنّ النّصف الآخر نأى عنّي ما استوحشت لبُعْدِهم.
واجتاز بي الحارث يومًا، وكان كثير الضّرّ، فرأيتُ على وجهه زيادة الضّرّ من الجوع. فقلت: يا عمُّ، لو دخَلْتَ إلينا؟ قال: أوَ تَفعَل؟ قلت: نعم، وتَسُرّني بذلك. فدخلتُ بين يديه، وعمدت إلى بيت عمّي، وكان لا يخلو من أطْعِمة فاخرة، فجئت بأنواع من الطّعام، فأخذ لُقْمةً، فرأيته يلوكها ولا يَزْدَرِدها. فوثب وخرج وما كلَّمني. فلمّا كان من الغد لقيته فقلت: يا عمّ، سَرَرْتني، ثُمَّ نَغّصتَ عليّ. قال: يا بُنيّ أمّا الفاقة فكانت شديدة، وقد اجتهدتُ في أن أنال من الطّعام، ولكن بيني وبين الله علامة، إذا لم يكن الطعام مرضيا ارتفع إلى أنفي منه زفورة، فلم تقبله نفسي؛ فقد رميت تلك اللُّقْمة فِي دِهْليزكم.
وقال ابن مسروق: قال حارث المحاسبيّ: لكلّ شيء جوهر، وجوهر الإنسان العقل، وجوهر العقل التَّوفيق.
قال: وسمعت الحارث يقول: ثلاثة أشياء عزيزة: حُسن الوجه مع الصيانة، وحُسن الخَلْق مع الدِّيانة، وحُسن الإخاءِ مع الأمانة.
ومن كلامه: تَرْكُ الدُّنيا مع ذِكرها صفة الزّاهدين. وتَرْكها مع نسيانها صفة العارفين. [ص:1105]
وقد كان الحارث كبير الشّأن قليل المِثْل، لكنه دخل في شيء يسير من الكلام، فنقموه عليه.
قال أحمد بْن إسحاق الصِبْغيّ الفقيه: سمعت إسماعيل بْن إسحاق السّرّاج يقول: قال لي أحمد بْن حنبل: يبلغني أنّ الحارث هذا يُكِثر الكَوْن عندك، فلو أحضرتَه منزلَكَ وأجلستني من حيث لا يراني، فأَسْمَع كلامَهُ. فقصدت الحارث، وسألته أن يحضرنا تلك اللّيلة، وأن يُحضِر أصحابَه. فقال: فيهم كثرة، فلا تُزِدْهم على الكُسْبِ والتَّمر.
فأتيت أَبَا عبد الله فأعلمته، فحضر إلى غرفةٍ واجتهد فِي وِرْده، وحضر الحارث وأصحابه فأكلوا، ثُمَّ صلُّوا العتمة، ولم يصلُّوا بعدها، وقعدوا بين يدي الحارث لا ينطقون إلى قريب نصف اللّيل. ثُمَّ ابتدأ رَجُل منهم فسأل عن مسألة، فأخذ الحارث فِي الكلام، وأصحابه يستمعون وكأنّ على رؤوسهم الطَّير، فمنهم مَن يبكي، ومنهم مَن يحنّ، ومنهم من يَزعق، وهو فِي كلامه. فصعدتُ الغرفة لأتعرَّف حال أبي عبد الله، فوجدته قد بكى حَتَّى غُشِي عليه، فانصرفتُ إليهم. ولم تزل تلك حالهم حتى أصبحوا وذهبوا، فصعدت إلى أَبِي عبد الله وهو متغيّر الحال، فقلت: كيف رَأَيْت هؤلاء يا أَبَا عبد الله؟ فقال: ما أعلم أنّي رَأَيْت مثل هؤلاء القوم، ولا سمعت فِي علم الحقائق مثل كلام هذا الرجل، ومع هذا فلا أرى لك صُحْبتهم. ثُمَّ قام وخرج. رواها أبو عبد الله الحاكم، عن الصِبْغيّ.
وقال سَعِيد بْن عمرو البَرْدعيّ: شهدتُ أَبَا زُرْعة، وَسُئِلَ عن الحارث المُحَاسبيّ وكُتُبه، فقالَّ: إيّاك وهذه الكُتُب، هذه كُتُب بِدَعٍ وضَلالات. عليك بالأثر، فإنّك تجد فِيهِ ما يُغْنيك عن هذه الكتب. قيل له: في هذه الكُتْب عِبْرة. قال: مَن لم يكن له فِي كتاب اللَّه عِبْرة، فليس له فِي هذه الكُتُب عِبْرة. بَلَغَكم أنّ مالكًا، والثَّوريّ، والأوزاعيّ، صنَّفوا هذه الكُتُب فِي الخطرات والوساوس؟! ما أسرع النّاس للبِدَع!
وقال أبو سعيد ابن الأعرابيّ فِي طبقات النُّسّاك: كان الحارث قد كتب الحديث وتفقّه، وعرف مذاهب النُّسّاك وآثارهم وأخبارهم. وكان من العلم بموضع، لولا أنّه تكلَّم فِي مسألة اللَّفْظ ومسألة الْإِيمَان. صحِبَه جماعة، وكان الْحَسَن المسوحيّ مِن أسنِّهم. [ص:1106]
وقال أبو القاسم النَّصْراباذيّ: بَلَغَني أنّ الحارث تكلَّم فِي شيءٍ من الكلام، فهجَره أحمد بْن حنبل، فاختفى فِي دارٍ ببغداد ومات فيها. ولم يُصَلِّ عليه إلا أربعةُ نَفَر. ومات سنة ثلاثٍ وأربعين.
قال الْحُسَيْن بْن عبد الله الخِرَقيّ: سَأَلت المَرُّوذيّ عن ما أنكَر أبو عبد الله على المُحَاسبيّ فقال: قلت لأبي عبد الله: قد خرج المُحاسبيّ إلى الكوفة فكتب الحديث وقال: أَنَا أتوب مِن جميع ما أنكر عليّ أبو عبد الله. فقال: ليس لحارث توبة. يشهدون عليه بالشّيء ويجحد؛ إنّما التَّوبة لمن اعترف. فأمّا من شُهِد عليه وجَحَد فليس له توبة.
ثم قال: احذروا حارث ما الآفة إلا بحارث. فقلت: إنّ أَبَا بَكْر بْن حَمَّاد قال لي: إنّ الحارث مرَّ به ومعه أبو حفص الخصّاف. قال: فقلت له: يا أَبَا عبد الله، تقول: إنّ كلام اللَّه بصوت. فقال لأبي حفص: أجِبْه. فقال أبو حفص: مَتَى قلت بصوتٍ احتجتَ أن تقول بكذا وكذا. فقلت للحارث: إيش تقول أنت؟ قال: قد أجابك أبو حفص. فقال: أبو عبد الله أحمد بْن حنبل: أَنَا من اليوم أُحذّر عن حارث؛ حَدَّثَنَي الْمُحَارِبِيُّ، عَنِ الأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: إِذَا تَكَلَّمَ اللَّهُ بِالْوَحْيِ سَمِعَ صَوْتَهُ أَهْلُ السَّمَاءِ.
قلت: وبعد هذا فرحِم اللَّه الحارث، وأين مثل الحارث؟(5/1103)
• - الحارث بْن أسد الهَمْداني الْمِصْرِيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
يأتي فِي الطبقة الآتية.(5/1106)
125 - الحارث بن أسد بن عبد الله. [الوفاة: 241 - 250 ه]
قاضي سِنْجار.
رَوَى عَنْ: مروان بن محمد.
وَعَنْهُ: إبراهيم بن رحمون، وطلحة بن بكر السّنْجاريّان.
ذكره شيخنا المزّي للتمييز، ولا أعلم متى كان.
وقد مرَّ:(5/1106)
• - الحارث بن أسد العتكي [الوفاة: 241 - 250 ه]
سنة عشر ومائتين. [ص:1107]
و:(5/1106)
• - الحارث بْن أسد الإفريقيّ الفقيه [الوفاة: 241 - 250 ه]
صاحب مالك، سنة ثمان ومائتين.(5/1107)
126 - د ن: الحارث بن مسكين بن محمد بن يوسف، قاضي الدّيار المصرية أبو عَمْرو الفقيه، [الوفاة: 241 - 250 ه]
مولى زبّان بن عبد العزيز بن مروان الأُمويّ.
سأل اللَّيْث بن سعد عن مسألة، وتفقَّه بابن وهْب، وابن القاسم، وروى عنهما. وعن سُفْيان بن عُيَيْنَة، وأشهب، ويوسف بن عَمْرو الفارسي، وبشر بن عمر الزهراني، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وابنه أحمد بن الحارث، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وعليّ بن الحَسَن بن قُديد، ومحمد بن زبّان بن حبيب، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الله بن محمد بن يونس السّمْنانيّ، وآخرون.
سئل عنه أحمد بن حنبل فقال فيه قولا جميلا.
وقال ابن مَعِين: لا بأس به.
ونقل عليّ بْن الْحُسَيْن بْن حبان، عن أبيه قال: قال أبو زكريّا: الحارثُ بْن مِسكين خيرٌ من أصْبغ بْن الفَرَج وأفضل.
وقال النَّسائيّ: ثقة مأمون.
وقال أبو بكر الخطيب: كان فقيها ثقة ثبتًا؛ حمله المأمون إلى بغداد وسجنه فِي المحنة، فلم يُجِبْ. فلم يزل محبوسًا ببغداد إلى أن وليَ المتوكّل فأطلقه، فحدَّث ببغداد ورجع إلى مصر. وكتب إليه المتوكّل بقضاء مصر. فلم يزل يتولاه من سنة سبْعٍ وثلاثين إلى أن استعفى من القضاء، فَصُرِف عَنْهُ سنة خمسٍ وأربعين ومائتين.
قال بحر بْن نصر: عرفتُ الحارث أيّام ابن وهْب على طريقة زهادة وورع وصدق حَتَّى مات. [ص:1108]
قلت: كان مع تبحُّره فِي العلم، قَوَّالا بالحق، عديم النّظير.
قال يوسف بْن يزيد القراطيسيّ: قدِم المأمون مصر وبها مَن يتظلَّم من إبراهيم بْن تميم، وأحمد بْن أسباط عاملَيْ مصر، فجلس الفضل بْن مروان فِي الجامع، واجتمع الأعيان فأُحْضِر الحارث بْن مِسكين ليولِّي القضاء، فبينا الفضل يكلِّمه إذْ قال المتظلِّم: سَلْهُ أصلحكَ اللَّه عن ابن تميم وابن أسباط.
فقال: ليس لِذا حضَر. قال: أصلحك اللَّه سَلْهُ. فقال له الفضل: ما تقول فيهما؟ قال: ظالمين غاشمين. فاضطرب المسجد، فقام الفضل فأعلم المأمون، وقال: خفت على نفسي من ثورة النّاس مع الحارث. فطلبه المأمون، فابتدأه بالمسألة، وقال: ما تقول فِي هذين الرجُلَين. قال: ظالِمَيْن غاشِمَيْن. قال: هَلْ ظلماك بشيء؟ قال: لا. قال: فعاملتهما؟ قال: لا.
قال: فكيف شهدت عليهما؟ قال: كما شهدت أنّك أمير المؤمنين، ولم أرك إلا السّاعة. قال: اخرج من هذه البلاد، وبعْ قليلك وكثيرك. وحبسه فِي خيمة، ثم انحدر إلى البَشَرُود فأحْدَرَه معه، فلمّا فتح البَشَرُود أحضر الحارث، ثُمَّ سأله عن المسألةِ الّتي سأله عَنْهَا بمصر، فردَّ الجواب بعينه. قال: فما تقول فِي خروجنا هذا؟ قال: أخبرني ابن القاسم، عن مالك أنّ الرشيد كتب إليه يسأله عن قتالهم. فقال: إنْ كانوا خرجوا عن ظُلْمٍ من السّلطان فلا يحلّ قتالهم، وإن كانوا إنّما شقّوا العَصَا فقِتالهم حلال. فقال له: أنت تَيْس، ومالك أتَيْس منك. ارحل عن مصر.
قال: يا أمير المؤمنين إلى الثُّغُور؟ قال: الحق بمدينة السّلام.
وروي دَاوُد بْن أبي صالح الحرّانيّ، عن أبيه قال: لما أُحضِر الحارث مجلس المأمون جعل المأمون يقول: يا ساعي، يردِّدُها. قال: يا أمير المؤمنين إن أذنتَ لي فِي الكلام تكلَّمت. قال: تكلَّم. قال: والله ما أَنَا بساعي، ولكنّي أُحْضِرْتُ فسمعتُ، وأطعتُ حين دُعيت، ثُمَّ سُئِلتُ عن أمرٍ فاستعفيتُ، فلم أُعْفَ ثلاثًا، فكان الحقُّ آثرُ عندي من غيره. فقال المأمون: هذا رَجُلٌ أراد أن يُرفع له عَلَمٌ ببلده، خذه إليك.
وقال أحمد المؤدب: خرج المأمون وأخرج الحارث سنة سبع عشرة ومائتين. وخرجت امْرَأَةُ الحارث فحجَّت وذهبت إليه إلى العراق.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ: قَالَ لي ابن أبي دؤاد: يا أبا عبد الله [ص:1109] لقد قام حارثكم لله عز وجل مقامَ الأنبياء. وكان ابن أبي دُؤاد إذا ذكره أعظمه جدّا.
قال القراطيسيّ: فأقام الحارث ببغداد ست عشرة سنة، وأطلقه الواثق فِي أخر أيّامه، فنزل إلى مصر.
قال ابن قُدْيد: أتاه فِي سنة سبْعٍ وثلاثين كتاب ولاية القضاء وهو بالإسكندريّة فامتنع، فلم يزل به إخوانه حَتَّى قبِل وقدِم مصر. فجلس للحكم، وأخرج أصحاب أبي حنيفة والشّافعيّ مِن المسجد، وأمَرَ بنزع حُصْرهم من العُمد، وقطعَ عامّة المؤذّنين من الأذان، وأصلح سَقْف المسجد، وبنى السِّقاية، ولاعَنَ بين رجل وامرأته، ومنع من النّداء على الجنائز، وضربَ الحدّ فِي سبّ عائشة، وقتل ساحرين.
رُوِيَ عن الْحَسَن بْن عبد العزيز الْجَرَويّ أن رجلا كان مُسْرفًا على نفسه، فمات، فرُئي فِي النّوم، فقال: إن الله غفر لي بحضور الحارث بْن مسكين جنازتي، وإنه استشفع لي فشفع في.
وُلِد الحارث سنة أربعٍ وخمسين ومائة، وتُوُفّي لثلاثٍ بقين مِن ربيع الأول سنة خمسين.(5/1107)
127 - حامد بن المِسْور الأصبهانيُّ شاذة. [الوفاة: 241 - 250 ه]
مؤذن الجامع.
سَمِعَ: أزهر السّمّان، وسليمان بن حرب.
وَعَنْهُ: أحمد بن محمود بن صبيح، وغيره.
توفي سنة خمسين.(5/1109)
128 - د: حامد بن يحيى بن هانئ، أبو عبد الله البلخي، [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل طَرَسُوس.
عَنْ: أيّوب بن النّجّار، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، ومروان الفَزَاريّ، وأبي النَّضْر، ومحمد بن معن الغفاري، وغيرهم.
وَعَنْهُ: أبو داود، وأحمد بن العبّاس بن الوليد بن مَزْيد البيروتيّ، وأحمد بن يحيى بن الوزير المصري، وجعفر الفريابي، ومحمد بن يزيد الدمشقي، وجماعة.
قال أبو حاتم: صدوق. [ص:1110]
وقال مطين: توفي سنة اثنتين وأربعين.(5/1109)
129 - حجاج بن يوسف بن مروان الموصلي المقرئ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
وليس بابن الشاعر. ذاك يأتي في الطبقة الأخرى.
سَمِعَ: جَعْفَر بْن عون، وَيَعْلَى بْن عُبَيْد.
وَعَنْهُ: حسين بن عبد الحميد الموصلي.
ومات سنة خمس وأربعين.(5/1110)
130 - م ق ن: حرملة بن يحيى بن عبد الله بن حرملة بن عمران، أبو حفص التُّجِيبِيُّ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
مولى بني زُمَيْلة المصريّ الحافظ، صاحب الشافعيّ.
كان مِن أروى الناس عن ابن وهْب.
وَرَوَى عَنْ: الشّافعيّ، وأيّوب بْن سُوَيْد الرَّمْليّ، وبشر بْن بَكْر التِّنِّيسيّ، وسعيد بن أبي مريم، وجماعة.
وَعَنْهُ: مسلم، وابن ماجه. والنسائي، عن أحمد بن الهيثم عنه، وحفيده أحمد بن طاهر، وأبو عبد الرحمن أحمد بن عثمان النَّسائيّ. وأبو يعقوب إسحاق بن موسى النَّيْسَابوريُّ، وبَقِيّ بن مَخْلَد، والحَسَن بن سُفْيان، ومحمد بن أحمد بن عثمان المَدِينيّ، ومحمد بن الحسن بن قُتَيْبَة العسقلانيّ، وخلْق.
قال أبو حاتم: لا يُحْتَجّ بِهِ.
وقال عَبَّاس عن يحيى بْن مَعِين: قال: شيخٌ بمصر يقال له: حَرْمَلَة، كان أعلَمَ النّاس بابن وهْب.
وقال ابن عديّ: سَأَلت عبد الله بْن محمد بْن إبراهيم الفَرْهَاذاني فقال: حَرْمَلَة ضعيف.
وقال أبو عُمَر الكِنْديّ: كان فقيهًا؛ لم يكن بمصر أحد أكتب عن ابن وهب منه؛ وذلك لأنّ ابن وهْب أقام فِي منزلهم سنة وأشهر مُستخفيًا من عبّاد، إذْ طلبه ليولّيه القضاء بمصر. أخبرني بذلك يحيى بْن أبي معاوية.
وأخبرني أبو سَلَمة، وأبو دُجَانَة قالا: سمعنا حرملة يقول: عادني ابن وهْب من الرَّمَد وقال: يا أَبَا حفص، إنّه لا يُعاد من الرَّمَد، ولكنّك من أهلي. [ص:1111]
وعن أحمد بْن صالح الْمِصْرِيّ قال: صنَّف ابن وهب مائة ألف وعشرين ألف حديث، عند بعض النّاس منها النصف - يعني نفسه وعند بعض الناس الكل، يعني حرملة.
وقال محمد بن موسى الحضرمي: وحديث ابن وهْب كلّه عند حرملة، إلا حديثين.
قال ابن عديّ: وقد تبحّرت حديث حرملة وفتّشته الكثير، فلم أجد فِي حديثه ما يجب أن يُضَعَّف من أجله. ورجلٌ تَوَارَى ابنُ وهْب عندهم ويكون حديثه كلّه عنده، فليس ببعيدٍ أن يُغرب على غيره.
وقال هارون بْن سَعِيد: سمعت أشهب ونظر إلى حرملة فقال: هذا خيرُ أهلِ المسجد.
وقال ابن يونس: وُلِد سنة ست وستين ومائة، ومات لتسعٍ بقين من شوّال سنة ثلاثٍ وأربعين.
قال: وكان أملى النّاس بما حدَّث به ابن وهْب.
قلت: لم يرحل حرملة، ولا عنده عن أحد من الحجازيين شيء.(5/1110)
131 - م ت: الحسن بن أحمد بن أبي شُعيب عبد الله بن مسلم، أبو مسلم الحراني [الوفاة: 241 - 250 ه]
مولى بني أُميّة.
كان جدُّه مسلم مولى عُمَر بْن عَبْد العزيز.
رَوى عَنْ: جدَّه، ومحمد بن سلمة، ومسكين بن بكير.
وَعَنْهُ: مسلم، والترمذي، وأبو داود في المراسيل، وابنه أبو شُعَيب عبد الله بن الحسن، والدَّارميّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ويحيى بْن صاعد، وأبو العباس السراج، ومحمد بن الحسين بن مُكْرَم، وآخرون.
وثّقة ابن حِبّان، وغيره.
وقال موسى بن هارون: مات بِسُرّ من رأى سنة خمسين ومائتين.(5/1111)
132 - خ ن: الحسن بن إسحاق، أبو علي الليثي مولاهم المَرْوَزِيّ الشّاعر حَسْنَوَيْه. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: النَّضْر بن شُمَيْل، ورَوْح بن عُبادة، وأبي عاصم، وجماعة.
وَعَنْهُ: [ص:1112] البخاري، والنسائي، وأبو الدَّرْداء عبد العزيز بن منيب، وعَبْدان الأهوازيّ.
قال النسائي: شاعر ثقة.
وقال البخاري: مات يوم النحر سنة إحدى وأربعين.(5/1111)
133 - ن: الحسن بن إسماعيل بن سليمان بن مجالد، أبو سعيد الكلبي المجالدي المصيصي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: إبراهيم بن سَعْد، وهُشَيْم، وفُضّيْل بن عِياض، وعبد الله بن إدريس، والمطَّلِب بن زياد، وجماعة.
وَعَنْهُ: النسائي، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، ومحمد بْن هارون الحضْرميّ، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ.
قال النَّسائيّ: ثقة.(5/1112)
134 - الحسن بن أيّوب المدائنيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: عبد الوهاب الثّقفيّ، وأبي عبد الصّمد العمّيّ.
وَعَنْهُ: أبو عبد الله المَحَامِليّ.(5/1112)
135 - الحسن بن بِشْر بن القاسم، أبو عليّ السُّلَميّ النَّيْسَابوريُّ الفقيه، [الوفاة: 241 - 250 ه]
قاضي نيسابور ومفتي أهل الرأي ببلده.
رحل وَسِمِعَ: سُفْيان بن عُيَيْنَة، ووَكِيعا، وأبا معاوية،
ودخل الديار المصرية بعد ذلك فَسَمِعَ مِنْ: عبد الله بن صالح، وسعيد بن عُفَير.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو يحيى البزاز، وإِبْرَاهِيم بْن محمد بْن سُفْيان، وجماعة.
قال إبراهيم بْن محمد بن يزيد: سمعت الْحَسَن بْن بِشْر يذكر أحمد بْن حنبل فقال: لقد أعجبني مذهبه وحيرني حفظه للحديث.
توفي سنة أربع وأربعين.(5/1112)
136 - ت: الحسن بن بكر المَرْوَزيُّ، أبو علي، [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل مكّة.
عَنْ: إسحاق بن منصور السَّلُوليّ، وَمُعَلَّى بن منصور، والنَّضْر بن شُمَيْل، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد.
وَعَنْهُ: الترمذي، وأحمد بن محمد بن عبّاد [ص:1113] الجوهريّ البَغْداديُّ، وزكريا بن يحيى المقدسي، وجماعة.(5/1112)
137 - الحسن بن الجُنَيْد البَلْخيُّ، ثم البَغْداديُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: عيسى بن يونس، ووكيع، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن أبي الدنيا، وقاسم المطرز، وسعيد أخو زبير الحافظ.
توفي سنة سبع وأربعين.(5/1113)
138 - د ن ق: الحسن بن حماد بن كسيب، أبو عليّ الحضرمي البَغْداديُّ، سجادة. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: أَبِي بَكْر بْن عَيَّاش، وعبد الرَّحْمَن المُحَاربيّ، ومحمد بن فُضَيْل، وحفص بن غِياث، وأبي خالد الأحمر، وعليّ بن هاشم بن البُرَيْد، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو داود. وابن ماجه، والنسائي بواسطة، وأحمد بن الحسن الصُّوفيّ، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وأحمد بن الحسين الصُّوفيّ، وأبو القاسم البَغَويّ، وعليّ بن زاطِيا، وأبو لَبِيد السَّرْخسيّ، ويحيى بن صاعد، وخلْق سواهم.
قال الْحَسَن بن الصباح البزار: قيل لأحمد بْن حنبل: إنّ سجّادة سُئِل عن رَجُلٍ قال لامرأته: أنتِ طالق ثلاثًا إن كلم زنديقًا، فكلم رجلا يقول القرآن مخلوق، فقال سجّادة: طلقت امرأته.
فقال أحمد: ما أبعد.
وقال علي بْن فيروز: سَأَلت سجّادة عن رَجُلٍ حلف بالطّلاق لا يكلِّم كافرًا، فكلَّم مَن يقول القرآن مخلوق، قال: طلقت امرأته.
وقال أبو عليّ عبد الرحمن بْن يحيى بن خاقان: سألت أحمد بن حنبل عن سجّادة فقال: صاحبُ سنة، وما بلغني عَنْهُ إلا خير.
أخبرونا عن الفتح، عن ابن أبي شريك أن ابن النقور أخبرهم، قال: حدثنا أبو القاسم ابن الوزير، قال: أخبرنا ابن صاعد، قال: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ سَجَّادَةٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الوضاح اللؤلئي قالا: حدثنا أبو مالك الْجَنْبيّ، فذكر حديثًا فِي الحدود. رَوَاهُ النَّسائيّ، عن عثمان بْن خُرّزَاد، عن سجادة. [ص:1114]
تُوُفّي في رجب سنة إحدى وأربعين، وكان من جلة العلماء ببغداد.(5/1113)
139 - خ: الحَسَن بن خَلَف بن شاذان بن زياد، أبو علي الواسطي البزاز، وقد ينسب إلى جدَّه. [الوفاة: 241 - 250 ه]
حدَّث ببغداد عن إسحاق الأزرق، ويحيى القطّان، وابن مهديّ، وعبد الوهّاب الثّقفيّ، وأبي معاوية، وغيرهم.
وَعَنْهُ: البخاري حديثا واحدا، وأحمد بن عَمْرو البزار، وعلي بن العباس المقانعيّ، وعمر بن محمد بن بُجَيْر، وابن صاعد، والقاسم ابن المَحَامِليّ، وآخرون.
وثقة الخطيب، وغيره.
تُوُفّي سنة ست وأربعين.(5/1114)
140 - ن ق: الحسن بن داود بن مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الهدير، أبو محمد التيمي المنكدري المدني. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: معتمر بن سليمان، وابن عُيَيْنَة، وأبي ضَمْرة، ومحمد بن أبي فديك.
وَعَنْهُ: النسائي، وابن ماجه، وأحمد بن القاسم بن عطية، وأبو عَرُوبة الحرّانيّ، وزكريّا السّاجيّ، وابن صاعد، وأبو حامد محمد بن هارون، وجماعة.
وقال محمد بن عبد الرحيم البزار: جلس إلينا المنكدري، فسألته في أي سنة كتب عن المعتمر، فقال: فِي سنة كذا. فنظرنا فإذا هُوَ قد كتب عن المعتمر ابن خمسٍ سنين.
قال البخاريّ: يتكلّمون فيه.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ به.
وقال ابن حِبّان: إنّه من الثّقات.
قال البخاريّ: مات سنة سبعٍ وأربعين.(5/1114)
141 - الحَسَن بنُ رجاء بن أبي الضّحّاك، الأديب، أبو عليّ الجرجرائيّ الكاتب البليغ والشّاعر المُفْلِق. [الوفاة: 241 - 250 ه]
أخذ عن أبي محلّمٍ، وبكر بن النّطّاح.
رَوَى عَنْهُ المبرّد كثيرا.
قلّده المأمون كُوَر الجبل، وضمّ إليه الأمير أَبَا دُلَف.
قال الْحَسَن بْن رجاء: قال المأمون: النّاس على أربعة أقْسَام: زراعة، وصناعة، وتجارة، وإمارة، فمن خرج عن هذه الأشياء فهو كَلٌّ علينا.
قال المبرد: أنشدني ابن رجاء لنفسه:
قد يصبر الحُرُّ على السَّيْف ... ولا يرى الصَّبرَ على الحَيْف
ويُؤثرُ الموتَ على حالةٍ ... يَعْجَزُ فيها عن قِرى الضَّيْف
قيل: كان ابن رجاء جوادا شاعرًا، يذهب بنفسه، ويُفْرط فِي الصَّلَف. مات على حرب فارس وخراجها سنة أربعٍ وأربعين ومائتين.(5/1115)
142 - الحَسَن بن زُرَيْق، أبو عليّ الطُّهَويّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: أَبِي بَكْر بْن عَيَّاش، وسُفْيان بْن عُيَيْنَة.
وَعَنْهُ: موسى بن إسحاق الأنصاريّ، ومُطَيِّن، ويعقوب الفَسَويّ، وعبد الله بن زيدان البَجَليّ.
محلُّه الصدق.(5/1115)
143 - الحَسَن بن شبيب بن راشد، أبو عليّ البَغْداديُّ المؤدب. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: شَرِيك بن عبد الله، وهُشَيْم، وخَلَف بن خليفة، وأبي يوسف القاضي.
وَعَنْهُ: أبو يَعْلَى المَوْصِليّ، والهَيْثَم بن خَلَف، ويحيى بن صاعد، والقاضي المحاملي، وآخرون. [ص:1116]
قال ابن عديّ: حدَّث بالبواطيل، وأوصل أحاديث مُرْسَلَة.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: ليس بالقويّ، وهو إخباريّ يعتبر به.(5/1115)
144 - ت: الحَسَن بن شجاع بن رجاء، أبو عليّ البلخي الحافظ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
أحد الأئّمة.
سَمِعَ: مكّيّ بن إبراهيم، وعُبَيْد الله بن موسى، وأبا نُعَيْم، ومحمد بن الصَّلْت، وأبا مُسْهِر، وسعيد بن أبي مريم، ويحيى بن يحيى النَّيْسابوريّ، وأبا الوليد، وخلْقا بالشّام، والعراق، وخُراسان، ومصر، والنّواحي. ومات كهلا.
رَوَى عَنْهُ أبو زُرْعة الرّازيّ، والبخاريّ وهو رفيقه. وقد روى فِي الصّحيح فقال: حدثنا الحسن قال: حدثنا إسماعيل بْن الخليل، فقيل: إنّه هُوَ.
وروى التِّرْمِذيّ عن رَجُلٍ عَنْهُ، وأحمد بْن عليّ الأبّار، ومحمد بْن إسحاق الثّقفيّ، ومحمد بْن زكريّا البَلْخيّ.
قال الْحَسَن بْن حَمَّاد الصَّغانيّ: سمعت قتيبة يقول: فتيان خُراسان أربعة، فَذَكر هذا، والبخاريّ، والدّارميّ، وزكريّا بن يحيى اللؤلئي. رواها أيضًا نصر بْن زكريّا، عن قُتَيْبَةَ.
وكان الْحَسَن بْن شجاع إمامًا عارفًا بالأبواب لا يُجارى.
قال محمد بْن عُمَر بْن الأشعث البَيْكَنْديّ: سمعتُ عبد الله بْن أحمد بْن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: انتهى الحفظ إلى أربعة من خُراسان: أبو زُرْعة، والبخاريّ، وعبد اللَّه بْن عبد الرحمن السَّمَرْقَنْديّ، والحَسَن بْن شجاع البلْخيّ.
قال البَيْكَنْديّ: فقلتُ لمحمد بْن عَقِيل: لِمَ لَمْ يشتهر الْحَسَن كما اشتهر هؤلاء؟ قال: لأنّه لم يُمَتّع بالعُمْر.
وقال محمد بن جعفر البلْخيّ: مات لنصف شوّال سنة أربعٍ وأربعين [ص:1117] وله إخْوة: محمد، وهو أكبرهم، وأبو رجاء أحمد، وأبو شيخ، رحمهم اللَّه. وعاش الحَسَن تسْعًا وأربعين سنة.
قلت: وَهِمَ من قال: توفي سنة ست وستين ومائتين.(5/1116)
145 - خ د ت: الحَسَن بن الصّبّاح بن محمد، أبو عليّ الواسطي، ثم البَغْداديُّ البزار، [الوفاة: 241 - 250 ه]
أحد الأئّمة.
عَنْ: إسحاق الأزرق، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، ومبشّر بن إسماعيل، وأبي معاوية، وشَبابة بن سَوّار، ومَعْن بن عيسى، وشُعَيب بن حرب، وحجاج الأعور، وخلق.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، والترمذي، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو يعلى، والفِرْيابيّ، والحَسَن بن سُفْيان، وعمر بن بحر، وابن صاعد، وخلْق آخرهم المَحَامِليّ.
قال أبو حاتم: صدوق، وكانت له جلالة عجيبة ببغداد. كان أحمد بن حنبل يرفع من قدره ويُجِلّه.
وقال ابن الإمام أحمد، عن أبيه: ما يأتي على ابن البزّار يومٌ إلا وهو يعمل فيه خيرًا، ولقد كُنَّا نختلف إلى فُلان، فكنّا نقعد نتذاكر إلى خروج الشَّيْخ، وابن البزّار قائم يصلّي.
وقال أبو الْعَبَّاس السرّاجّ: سمعتُ الْحَسَن بْن الصّبّاح يقول: أدخِلتُ على المأمون ثلاث مرّات. رُفع إليه أول مرّةٍ أنّه يأمر بالمعروف، وكان نهى أن يأمر أحد بالمعروف، فأخذتُ فأُدْخِلْتُ عليه، فقال لي: أنت الْحَسَن البزار؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين. قال: وتأمر بالمعروف؟ قلت: لا، ولكني أنْهَى عن المُنْكر. قال: فرفعني على ظهر رَجُل، وضربني خمس دِرَر، وخلّى سبيلي. وأُدْخِلتُ عليه المرّة الثانية، رُفِع إليه أنّي أشتم عليّا رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، فأُدْخِلْتُ، فقال: تشتم عليّا؟ فقلت: صلّى اللَّه على مولاي وسيّدي عليّ يا أمير المؤمنين، أَنَا لا أشتم يزيد لأنّه ابن عمّك، فكيف أشتم مولاي وسيّدي؟! قال: خلّوا سبيله. وذهبتُ مرّةً إلى أرض الروم إلى بدندون في المحنة، فدُفِعْتُ إلى أَشْناس، فلمّا مات خلّى سبيلي. [ص:1118]
مات في ربيع الآخر سنة تسعٍ وأربعين. وعند ابن اللَّتِّي حديثٌ عالٍ من روايته موافقة للبخاريّ.(5/1117)
146 - الحَسَن بن عثمان بن حمّاد، أبو حسان الزّياديّ البَغْداديُّ القاضي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
ولى قضاء الشّرقيّة في إمرة المتوكّل. وكان رئيسا محتشما جوادا.
سَمِعَ: إبراهيم بن سعد، وإسماعيل بن جعفر، وهُشَيْما، وجرير بن عبد الحميد، وشُعَيب بن صَفْوان، ويحيى بن أبي زائدة، والوليد بن مسلم، والواقديّ، وطائفة.
وَعَنْهُ: ابن أبي الدُّنيا، وإسحاق الحربيّ، ومحمد بن محمد الباغَنْديّ، وأحمد بن الحسين الصُّوفيّ، وسليمان بن داود الطُّوسيّ، وغيرهم.
قال سُلَيْمَان الطوسي: سمعتُ أَبَا حسّان يقول: أَنَا أعمل فِي التّاريخ من ستّين سنة.
وسُئل أحمد بْن حنبل عن أبي حسّان فقال: كان مع ابن أبي دُؤاد، وكان من خاصّته، ولا أعرف رأيه اليوم.
وعن إسحاق الحربيّ قال: حدَّثني أبو حسّان الزّياديّ أنّه رَأَى ربّ العِزّة فِي النّوم فقال: رأيتُ نورا عظيما لا أُحْسِن أصفه، ورأيت فيه شخصًا خُيِّل إليِّ أنّه النّبي صلى اللَّه عليه وسلَّم وكأنّه يشفع إلى ربّه فِي رجلٍ من أمَّتِهِ، وسمعتُ قائلا يقول: ألم يكفك أني أنزلت عليك في سورة الرَّعْد: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظلمهم}. ثُمَّ انتبهت.
قلت: والزّيادي نَسَبه إلى أحد أجداده؛ لكونه تزوّج من أمّ ولد لزياد بْن أَبِيهِ.
قال الخطيب: كان أبو حسّان أحد العلماء الأفاضل الثّقات. ولي قضاء الشرقّية، وكان كريما مفضالا.
قال يوسف بْن البُهْلُول الأزرق: حَدَّثَنِي يعقوب بْن شَيْبة قال: أَظَلَّ العيدُ رجلا وعنده مائة دينار، لا يملك سواها، فكتب إليه أخ من إخوانه يستدعي منه نفقةً، فأنفذ إليه المائة دينار. فلم تلبث الصُّرَّة عنده إلا يسيرًا حَتَّى وردت عليه رُقْعة مِن بعض إخوانه يذكر فيها إضاقة فِي هذا العيد، فوجّه إليه بالصُّرّة بعينها. فبقى الأوّل لا شيء عنده، فاَتفَقَ أنّه كتب إلى الثّالث، وهو [ص:1119] صديقه، يذكر حاله، فأرسل إليه الصُّرّة بخَتْمها، فَعَرَفها وركب إليه وقال: ما شأن هذه؟ فأخبره الخبر. فركبا إلى الَّذِي أرسلها، وشرحوا القصّة، ثُمَّ فتحوها واقتسموها. قال ابن البُهْلُول: الثلاثة: يعقوب بْن شيبة، وأبو حسان الزيادي، وآخر نسيه الراوي.
إسنادها صحيح.
تُوُفّي أبو حسّان في رجب سنة اثنتين وأربعين، وكان مِن كبار أصحاب الواقديّ، وعاش تسعا وثمانين سنة.(5/1118)
147 - الحَسَن بن عليّ بن الْجَعْد بن عُبَيْد الجوهريّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
قاضي مدينة المنصور.
كان سَرِيّا محتشما، ذا مُروءة. ولي القضاء فِي حياة أبيه سنة ثمان وعشرين.
سئل الإمام أحمد عنه فقال: بَلَغَني أنّه رجع عن التَّجهُّم.
قال طلحة بن محمد الشّاهد: تُوُفّي هو وأبو حسّان الزياديّ في وقتٍ واحد، وكلُّ واحد منهما قاضٍ، أحدهما على المدينة، والآخر على الشّرقيّة في سنة اثنتين وأربعين ومائتين، وفي ذلك يقول ابن أبي حكيم:
سُرَّ بالكرْخ والمدينة قومٌ ... مات فِي جُمعةٍ لهم قاضيان
لَهْفَ نفْسي على الزّيادي منهم ... ثُمَّ لهفي على فتى الفتيان(5/1119)
148 - ع سوى ن: الحسن بن علي بن محمد الهذلي الحلواني الخلال الريحاني، أبو محمد الحافظ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل مكّة.
عَنْ: وَكِيع، وأبي معاوية، ومُعّاذ بن هشام، وأزهر السّمّان، وأبي أسامة، وزيد بن الحُباب، وعبد الرّزّاق، وعبد الصّمد بن عبد الوارث، ويزيد بن هارون، وخلق. ولم يلحق ابن عيينة.
وَعَنْهُ: الجماعة إلا النَّسائيّ، وأبو بَكْر بْن أبي عاصم، وعبد الله بن صالح البخاريّ، ومُطَيَّن، ومحمد بن إسحاق السّرّاج، ومحمد بن المجدَّر، ويحيى بن الحَسَن النّسّابة العَلَويّ، وآخرون.
قال يعقوب بن شَيْبة: كان ثبتا ثقة متقنا. [ص:1120]
وقال أبو داود: كان عالما بالرجال، ولا يَستعمل علمَه.
تُوُفّي الحُلْوانيّ في ذي الحجّة سنة اثنتين وأربعين.
قال إبراهيم بْن أورمة الحافظ: بقي اليوم فِي الدّنيا ثلاثة: محمد بْن يحيى بخُراسان، وابن الفُرات بإصبهان، والحَسَن بن علي الحلواني بمكة.(5/1119)
149 - ت ن ق: الحسن بن قزعة بن عبيد مولى بني هاشم، أبو علي، ويقال: أبو محمد الْبَصْرِيُّ الخُلْقانيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: معتمر بن سليمان، وفُضَيْل بن عِياض، وعبّاد بن عبّاد، وفُضَيْل بن سليمان، ومَسَلَمَة بن علْقمة، وخالد بن الحارث، وحُصَيْن بن نمير.
وَعَنْهُ: الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وأحمد بن عمرو البزّار، وأبو يعلى، وبقي بن مخلد، وزكريا الساجي، وعمر بن محمد بن بجير، وابن خزيمة، ومحمد بن جرير، وخلق سواهم.
قال أبو حاتم: صدوق.
ووثقه ابن حبان.
توفي قريبا من سنة خمسين.(5/1120)
150 - خ ن ق: الحسن بن مدرك، أبو عليّ البَصْريُّ الطّحان الحافظ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، ويحيى بن حماد.
وَعَنْهُ: البخاري، والنسائي، وابن ماجه. وبَقِيّ بن مَخْلَد، ومحمد بن هارون الرّويانيّ، ويحيى بن صاعد، وابن أبي داود، وآخرون.
ومات كهلا.(5/1120)
151 - ن: الحَسَن بن يحيى بن كثير العنَبريّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: عبد الرّزّاق، ومحمد بن كثير المِصِّيصيّ، ووالده.
وَعَنْهُ: النسائي في النُّبْل.
وأمّا المِزّيّ فقال: لم أقف على روايته عَنْهُ. وابن أبي الدُّنيا، [ص:1121] وأبو بكر بن أبي داود.(5/1120)
152 - د: الحَسَن بن يحيى بن هشام الرُّزِّيُّ البَصْريُّ، أبو علي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: النَّضْر بن شُمَيْل، والخُرَيْبيّ، ويحيى بن حماد، ويعلى بن عبيد، وبشر بن عمر الزهراني، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو داود، وأحمد بن عَمْرو البزّار، وأبو عروبة الحراني، ومحمد بن هارون الروياني، وطائفة.
وكان ثقة حافظا.(5/1121)
153 - الحسين بن بشر بن القاسم بن حماد، أبو محمد السُّلَميُّ النَّيْسَابوريُّ الفقيه، [الوفاة: 241 - 250 ه]
مفتي البلد، وأخو القاضي أبي علي.
سَمِعَ: وكيعا، وأبا أسامة، ويزيد بن هارون، وحفص بن عبد الرحمن، وطائفة.
وَعَنْهُ: ابنا ياسين، وإبراهيم بن محمد بن سفيان، وجعفر بن سهل.
ومات سنة اثنتين وأربعين. ونحوها قبل أخيه، قال الحاكم: توفي سنة أربعين ومائتين.(5/1121)
154 - ع سوى ق: الحسين بن حريث بن الحسن بن ثابت بن قطبة، أبو عمّار المَرْوَزِيّ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
مولى عِمران بن حُصَين الخُزاعيّ.
كذا نَسَبَه جماعة، وقال ابن حِبّان: الْحُسَيْن بْن حرَيْث مَوْلَى الحَسَنِ بْن ثابت بن قحطبة، مَوْلَى عِمْرَانَ بْن حُصَيْن.
سَمِعَ: ابن المبارك، والفضل بن موسى السِّينانيّ، وفُضَيْل بن عِياض، وجرير بن عبد الحميد، وابن عُيَيْنَة، وعبد العزيز بن أَبِي حازم، والدراوردي، وطائفة.
وَعَنْهُ: الجماعة إلا ابن ماجه، وأبو زُرْعة الرّازيّ، وأبو القاسم البَغَويّ، والحَسَن بن سُفْيان، ومحمد بن هارون الحضرميّ، وابن صاعد، وإبراهيم بن محمد بن مَتُّوَيه، وابن خُزَيْمَة، وخلْق.
وثقة النَّسائيّ.
قال أبو بَكْر بْن خزيمة: رَأَيْته فِي المنام بعد وفاته عَلَى مِنْبَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعليه ثياب بيض وعمامة خضراء، وهو يقرأ: " {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى ورسلنا لديهم يكتبون} [ص:1122] فأجابه مجيبٌ من موضع القبر: حقّا قلت يا زينَ أركان الْجِنان.
تُوُفّي بقَرمِيسين منصرِفا من الحج سنة أربع وأربعين.(5/1121)
155 - ت ق: الحسين بن الحَسَن بن حرب، أبو عبد الله السلمي المَرْوَزيُّ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
صاحب ابن المبارك.
جاور بمكّة.
وَرَوَى عَنْ: ابن المبارك، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، والفضل بن موسى السِّينانيّ، ومعتمر بن سليمان، ويزيد بن زريع، وهشيم، والوليد بن مسلم، وطائفة.
وَعَنْهُ: الترمذي، وابن ماجه، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وداود الظّاهريّ، وعمر بن بجير، ويحيى بن صاعد، وجعفر بن أحمد بن فارس، وخلق آخرهم إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي.
قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.
وقال ابْن حِبّان: مات سنة ست وأربعين.(5/1122)
156 - ت ق: الحسين بن سلمة الأزدي اليحمدي الْبَصْرِيُّ الطحان. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: عبد الرحمن بن مهديّ، وسَلْم بن قُتَيْبَة، ويوسف بن يعقوب السَّدُوسيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: الترمذي، وابن ماجه، ومحمد بن يحيى بن مَنْدَه، وعَبْدان الأهوازيّ، وابن أبي داود، وابن خزيمة، وابن صاعد، وجماعة.
قال الدارقطني: ثقة.(5/1122)
157 - الحسين بن الضحاك، أبو علي الْبَصْرِيُّ الشاعر المعروف بالخَليع. [الوفاة: 241 - 250 ه]
أقام ببغداد مدة ينادم الخلفاء. وله مع أبي نواس أخبار معروفة، وكان ظريفا ماجنا خفيف الروح. له يد طولى في فنون الشعر، وبلغ سنا عالية وعمر.
ورأى العز والحشمة، وسمي الخليع لكثرة مجونه في شعره.
توفي سنة خمسين، عن بضع وتسعين سنة. [ص:1123]
ومن شعره قوله:
إنَّ عطف الأديب فِي بلد الغُربة ... جودٌ على ذوي الآداب
أَنَا فِي ذِمّة السّحاب وأظمأ ... إنّ هذا لوَصْمَةٌ فِي السَّحاب(5/1122)
158 - الحسين بن عبد الرحمن، أبو عبد الله الاحتياطيّ المقرئ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
قرأ القرآن على أبي بكر بن عيّاش. وطال عُمره، وتصدَّر للإقراء.
قرأ عليه علي بن أحمد المسكي، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الكِلابيّ.
وطريقه فِي المصباح والكامل.
كنّاه أبو أحمد الحاكم: أَبَا عليّ، وقال: سمع سُفْيان بْن عُيَيْنَة، وابن وهب.
رَوَى عَنْهُ: القاسم بن يحيى بن نصر المخرمي، وأبو عروبة الحراني، وجعفر بن محمد الخضيب، وغيرهم.
لم أر فيه جرحا.
وَقَدْ تَفَرَّدَ الخضيب الْمَذْكُورُ عَنْهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ الأَوْدِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: زَيِّنُوا مَجَالِسَكُمْ بِالصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وَبِذِكْرِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
هذا غريب موقوف.(5/1123)
159 - الحسين بن عليّ بن يزيد، أبو عليّ الكرابيسيّ البَغْداديُّ الفقيه. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ: إسحاق الأزرق، ومَعْن بن عيسى، ويعقوب بن إبراهيم، والشّافعيّ وتفقَّهَ به، ويزيد بن هارون.
وَعَنْهُ: عبيد بن محمد بن خلف البزاز، ومحمد بن عليّ فُسْتُقَة. [ص:1124]
وكان فقيها فصيحا ذكيّا صاحب تصَّانيف في الفِقْه والأصول تدلَّ على تبحُّره.
قال الخطيب أبو بَكْر: حديث الكرابيسيّ يعزّ جدا؛ وذلك أن أحمد بْن حنبل كان يتكلم فِيهِ بسبب مسألة اللفظ. وكان هُوَ أيضًا يتكلم فِي أحمد، فتجنب الناس الأخذ عَنْهُ لهذا السبب. ولما بلغ يحيى بْن مَعِين أنه يتكلم فِي أحمد قال: ما أحوجه إلى أن يضرب، ثُمَّ لعنه.
قال أبو الطّيّب الماوردي، فيما رَوَاهُ أبو بَكْر بْن شاذان، عن عبد الله بْن إسماعيل بْن برهان عَنْهُ، قال: جاء رَجُل إلى الْحُسَيْن الكرابيسيّ فقال: ما تقول فِي القرآن؟ قال: كلام اللَّه غير مخلوق. قال الرجل: فما تقول فِي لفظي بالقرآن؟ قال حُسَيْنِ: لفظك به مخلوق. فمضى الرجل إلى أحمد بْن حنبل فعرّفه ذلك، فأنكره، وقال: هذه بدعة. فرجع إلى حُسَيْنِ فعرَّفه إنكار أبي عبد الله، فقال له حُسَيْنِ: تَلَفُّظُك بالقرآن غير مخلوق. فرجع إلى أحمد فعرُّفه رجوع حُسَيْنِ، وأنّه قال: تَلَفُّظُك بالقرآن غير مخلوق. فأنكر أحمد ذلك أيضًا، وقال: هذا أيضًا بدعة. فرجع إلى حُسَيْنِ فعرَّفه إنكار أبي عبد الله أيضًا فقال: إيش نعمل بهذا الصبي؟ إن قُلْنَا: مخلوق، قال: بدعة، وإنْ قُلْنَا: غير مخلوق، قال: بدعة؟ فبلغ ذلك أَبَا عبد الله، فغضب له أصحابُه، فتكلّموا فِي حُسَيْنِ الكرابيسيّ.
وقال الفضل بْن زياد: سَأَلت أَبَا عبد الله، عن الكرابيسيّ، وما أظهر، فَكَلَح وجهه ثُمَّ أطرق، ثُمَّ قال: هذا قد أظهر رأي جَهْم. قال اللَّه تعالى: " {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ}، " فممّن يسمع؟ إنّما جاء بلاؤهم من هذه الكُتُب التي وضعوها. تركوا آثَارَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه، وأقبلوا على هذه الكتب.
وقال ابن عديّ: سمعت محمد بْن عبد الله الصَّيرفيّ الشّافعيّ يقول لهم، يعني التّلامذة: اعتبِروا بهذين: حُسَيْنِ الكرابيسيّ، وأبو ثور. فالحسين فِي علمه وحِفْظه، وأبو ثور لا يعشُرُه فِي علمه، فتكلَّم فِيهِ أحمد بْن حنبل فِي باب اللّفظ فسقط، وأثنى على أَبِي ثور، فارتفع للزومه السنة.
تُوُفّي سنة ثمان، وقيل: سنة خمس وأربعين. [ص:1125]
ثم قال الحسين الخرقي: سألت أبا بكر المروذي، عن قصة الكرابيسي، فقال: كان أول ما أنكر أبو عبد الله أحمد بن حنبل عليه أنه بلغني أن حسن البزار، وأبا نصر وغيره عزموا على أن يجيؤوا بكتاب المدلسين الذي وضعه الكرابيسي يطعن على الأعمش فيه وسليمان التيمي، فمضيت إلى الكرابيسي في سنة أربع وثلاثين، فقلت له: إن كتاب " المدلسين " يريدُ قومٌ أن يعرضوه على أبي عبد الله فأظْهِر أنّك قد ندِمتَ عليه، فقال: إن أبا عبد الله رجل صالح يوفق مثله لإصابة الحقّ، قد رضيتُ أن يُعرض عليه فيعلم لم وضعته، قد سألني أبو ثور أن أضرب على الكتاب فأبيت، فقلت: بل أزيد فيه، فجيء بالكتاب إلى أبي عبد الله، وأبو عبد الله لا يعلم لمن هو فعلَّموا على المستبشعات من الكتاب وموضعٍ فيه وضْع على الأعمش، وفيه: إنْ زعمتم أنّ الحَسَن بن صالح كان يرى السَّيف فهذا ابن الزُّبَير قد خَرَج، فقال أبو عبد الله: هذا أراد نُصْرة الحَسَن بن صالح فوضع عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد جمع للرّوافض أحاديثَ في هذا الكتاب، فقال له أبو نصْر: إنّ فتياننا يختلفون إلى صاحب هذا الكتاب، فقال: حذِّروا عنه، ثم انكشف أمره فبلغ الكرابيسي، فقال: لأقولن مقالة حتى يعمل أحمد بخلافها فيكفر، فقال: لفْظي بالقرآن مخلوق، فقلت لأبي عبد الله: إن الكرابيسي يَقُولُ: القرآن كلَام اللَّه غير مخلوق من كلّ الجهات إلا أنّ لفظي بالقرآن مخلوق، ومَنْ لم يقل: إنّ لفظي بالقرآن مخلوق فهو كافر، فقال أبو عبد الله: بل هو الكافر، قاتَلَه الله، وأيُّ شيءٍ قالت الْجَهْميّة إلا هذا، قالوا: كلام الله، ثمّ قالوا: مخلوق، وما ينفعه، وقد نقض كلامه الأخير كلامه الأوّل حين قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ثم قال: ما كان الله لَيدَعَه وهو يقصد إلى التابعين مثل الأعمش وغيره يتكلَّم فيهم. ماتَ بشر المَرِيسيّ وخلفه حسين الكرابيسي.(5/1123)
160 - الحسين بن علي بن جعفر الأحمر بن زياد الكُوفيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
وقال أبو جَعْفَر محمد بْن الْحُسَيْن بْن هارون المَوْصِليّ: سَأَلت أَبَا عبد الله أحمد بْن حنبل. قلت: أَنَا رَجُل من أهلِ المَوْصلِ، والغالب على بلدنا الْجَهْميّة، وقد وقعت مسألة الكرابيسيّ نُطْقي بالقرآن مخلوق. فقال: إيّاك وهذا الكرابيسي، لا تكلمه، ولا تكلم من يكلمه. قلت: فهذا القول وما تشاغب منه يرجع إلى قول جَهْم؟ قال: هذا كله من قول جهم.
عَنْ: جدَّه جعفر الأحمر، ويحيى بن زكريّا بن أبي زائدة، وداود بن [ص:1126] الربيع.
وَعَنْهُ: أبو داود، وأحمد بن محمد بن الهيثم الدَّوريّ الدقاق، وأحمد بن عمرو البزار، وعبد الله بن أحمد بن سوادة. وسمع منه النسائي، وما أظنه روى عنه شيئا.(5/1125)
161 - ت: الحسين بن علي بن يزيد الصدائي الأكفاني، البَغْداديُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: أبيه، ووَكِيع، وعبد الله بن نُمَيْر، والوليد بن القاسم بن الوليد الهمْدانيّ، وعليّ بن عاصم، وجماعة.
وَعَنْهُ: الترمذي، وأبو بكر بن أبي عاصم، والنَّسائيّ في " اليوم واللّيلة "، وعبد الله بن ناجية، وعَبْدان، ومحمد بن جرير، وابن صاعد، والمَحَامِليّ، وآخرون.
وكان عبدا صالحا نبيلا.
قال عبد الرحمن بن خِراش: عدل، ثقة. كان حجّاج بن الشاعر يمدحه؛ يقول: هو من الأبدال.
وقال البغوي: مات في رمضان سنة ست.(5/1126)
162 - خ م ن: الحسين بن عيسى بن حُمران، أبو عليّ الطائي البسطامي الدامغاني [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل نَيْسابور.
سَمِعَ: ابن عُيَيْنَة، ووَكِيعا، وأبا أسامة، وابن أبي فُدَيْك، ومَعْن بن عيسى، ويزيد بن هارون، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وأحمد بن سلمة، وإبراهيم بن أبي طالب، وعمر بن بجَيْر، وابن خُزَيْمَة، ومأمون بن هارون صاحب الجزء المشهور، وطائفة.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال الحاكم: كان من ثقات المحدِّثين ومن أئّمة أصحاب العربيّة.
مات سنة سبع وأربعين.(5/1126)
163 - الحسين بن الفضل بن أبي حُدَيْرة الواسطيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
حدّث بمصر عن ضمرة بن ربيعة، وجماعة. وآخر من حدَّث عنه عبد الكريم بن إبراهيم المروذي. [ص:1127]
قال ابن يونس: توفي قبل الخمسين.(5/1126)
164 - الحسين بن المبارك الطَّبَرانيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: إسماعيل بن عياش، وبقية.
وَعَنْهُ: عمر بن سنان المَنْبِجيّ.
روى له ابن عديّ حديثا موضوعا وقال: البلاء من الحسين هذا.(5/1127)
165 - ت ن: الحسين بن محمد بن أيوب، أبو عليّ السعدي الْبَصْرِيُّ الذارع. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: ابن عُلَيَّة، وخالد بن الحارث، وحُصَين بن نُمَيْر، وعَثَّام بن عليّ، وفُضَيْل بن سليمان النميري، ويزيد بن زريع.
وَعَنْهُ: الترمذي، والنسائي، وحرب الكرْمانيّ، وأحمد بن عمرو البزار، وأحمد بن الحسن الصوفي، وآخرون.
وقال أبو حاتم: صدوق.
توفي سنة سبع وأربعين.(5/1127)
166 - ت: الحسين بن محمد بن جعفر البلخي الجريري. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: عبد الرّزّاق، وجعفر بن عَوْن، وإبراهيم بن إسحاق الطالقاني، وجماعة.
وَعَنْهُ: الترمذي، وأحمد بن عليّ الأبّار، وأحمد بن محمد بن ماهان الباهلي، وعبد الله بن محمد بن عقيل بن طرخان البلخيان.(5/1127)
167 - د: الحسين بن معاذ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: سلام بن أبي خبزة، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، ومحمد بن أبي عدي.
وَعَنْهُ: أبو داود، وبقي بن مخلد، والحسن بْن سُفْيَان، وعبد اللَّه بْن ناجية.
قال أبو داود: كان ثبتا في عبد الأعلى.(5/1127)
168 - ت ق: الحسين بن مهدي الأبلي، أبو سعيد الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: عبد الرّزّاق، وعُبَيْد الله بن موسى، والفريابي، وغيرهم.
وَعَنْهُ: [ص:1128] الترمذي، وابن ماجه، وأحمد البزّار، وأحمد الأبار، وإسحاق بن إبراهيم البستي القاضي، وعمر بن بجير، ومحمد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطي.
قال أبو حاتم: صدوق.
توفي سنة سبع وأربعين.(5/1127)
169 - د ت: الحسين بن يزيد الكُوفيُّ الطحان. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: عبد السّلام بن حرب، والمطَّلِب بن زياد، وحفص بن غِياث، وابن فُضَيْل، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والترمذي، وأبو زُرْعة، ومحمد بن عثمان بن أبي شَيْبة، ومطين، ومحمد بن يحيى بن منده، وأبو يعلى، وآخرون.
قال أبو حاتم: لين الحديث.
وذكره ابن حبان في " الثّقات ".
مات في رمضان سنة أربعٍ وأربعين.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا عنه مسلم بن الحجاج.(5/1128)
170 - ق: حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صُهَيب، ويقال صهبان، الإمام أبو عمر الدُّوريّ الأزدي المقرئ الضّرير [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل سامرّاء، وشيخ المقرئين بالعراق.
سَمِعَ إسماعيل بن جعفر المدنيّ، وقرأ عليه القرآن بقراءة نافع. وقرأ القرآن على أبي الحسن الكِسائيّ بحَرْفه، وعلى يحيى اليزيديّ بحرف أبي عَمْرو، وعلى سليم بن عيسى بحرف حمزة.
ويقال: إنّه جمع القراءات وصنَّفها.
وَرَوَى عَنْ: أبي إسماعيل المؤدّب إبراهيم بن سليمان، وإبراهيم بن أبي يحيى، وإسماعيل بن عياش، وابن عيينة، وأبي معاوية، ومحمد بن مروان السدي.
وَرَوَى عَنْ: أحمد بن حنبل وهو من أقرانه، وعن نصر الْجَهْضَميّ، وهو أصغر منه. وقعد للإقراء ونْشر العِلم. [ص:1129]
قرأ عليه: أبو الزّعراء بن عَبْدُوس أستاذ ابن مجاهد، وأبو جعفر أحمد بن فَرح، وأبو حفص عمر بن محمد الكاغذي، والحسن بن علي بن بشار العلاف صاحب مرثية الهر، والقاسم بن زكريا المطرز، وأبو عثمان سعيد بن عبد الرحيم الضّرير، وعليّ بن سُلَيْم، وجعفر بن محمد بن أسد النَّصِيبيّ، والقاسم بن عبد الوارث، وأحمد بن مسعود السّرّاج، وبكر السّراويليّ، وعبد الله بن أحمد البلْخيّ، وابن النّفّاح الباهليّ نزيل مَصْر، ومحمد بن حمدون المنقي، والحسن بن عبد الوهاب، وعبيد الله بن بكار، وجعفر بن محمد الرافقي، وأحمد بن يعقوب ابن أخي العرق، وأبو حامد، والحَسَن بن الحسين الصّوّاف، وأحمد بن حرب المعدل، وغيرهم.
وَحَدَّثَ عَنْهُ: ابن ماجه، وحاجب بن أركين الفَرغانيّ، وأبو زُرْعة الرّازيّ، ومحمد بن حامد خال ولد السني، وآخرون، وصدقه أبو حاتم.
قال أبو دَاوُد: رَأَيْت أحمد بْن حنبل يكتب عن أبي عُمَر الدُّوريّ.
وقال أحمد بْن فرح: سألتُ أَبَا عُمَر الدُّوريّ: ما تقول فِي القرآن؟ قال: كلام اللَّه غير مخلوق.
وقال محمد بن محمد بن بدر الباهلي: حدثنا أبو عُمَر الدُّوريّ قال: قرأتُ على إسماعيل بن جعفر بقراءة أهل المدينة ختمة، وأدركت حياة نافع، ولو كان عندي عشرة دراهم لَرَحَلْت إليه.
قال أبو عليّ الأهوازي: رحل أبو عمر الدوري في طلب القراءات، وقرأ سائر الحروف السّبعة وبالشّواذّ. وسمع من ذلك شيئًا كثيرًا. وصنف كتابًا فِي القراءات. وهو ثقة فِي جميع ما يرويه، وعاش دهرًا، وذهبَ بصره فِي آخر عمره، وكان ذا دِين.
قال أبو عليّ الصّوّاف، وأبو القاسم البَغَويّ، وسعيد بن عبد الرّحيم المؤدّب الضّرير، وغيرهم: مات سنة ستٍّ وأربعين. زاد بعضهم: في شوّال.
وقال حاجب بْن أركين: سنة ثمانٍ. فَوَهِم؛ وهو منسوبٌ إلى الدُّور، مَحَلَّه معروفة بالجانب الشّرقيّ من بغداد.
مات فِي عَشْر المائة. [ص:1130]
قال الحاكم: قال الدَّارّقُطْنِيّ، وأبو عُمَر الدُّوريّ أيضا يقال له: الضرير، وهو ضعيف.(5/1128)
171 - ن: حفص بن عمر، أبو عمر المِهْرِقانيّ الرّازيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: يحيى بْن سعَيِد القطان، وعبد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ، وعبد الرزاق، وطائفة.
وَعَنْهُ: النسائي، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وعليّ بن سعيد الرّازيّون، وطائفة من أهل تلك الناحية.
وقال أبو زرعة، وأبو حاتم: صدوق.(5/1130)
172 - م ن: حماد بن إسماعيل بن علية، الأَسَديّ البَصْريُّ [الوفاة: 241 - 250 ه]
أخو إبراهيم، ومحمد.
سَمِعَ: أباه.
وَعَنْهُ: مسلم، والنسائي، ومحمد بن عبدوس بن كامل، وغيرهم.
وثقه النسائي.
ومات سنة أربع وأربعين.(5/1130)
173 - ع سوى خ: حُمَيْدُ بن مَسْعَدَة، أبو عليّ الباهليّ البَصْريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: حماد بن زيد، وجعفر بن سليمان، وعبد الوارث التنوري، وطائفة.
وَعَنْهُ: الجماعة سوى البخاري، وأبو زرعة، وجعفر الفِرْيابيّ، وأبو جعفر محمد بن جرير، والحسن بن محمد بن دكه، والأصبهانيون، فإنه قد وَفَدَ عليهم، وكان صدوقا مكثِرا.
تُوُفّي سنة أربعٍ وأربعين أيضا. وهو مِن كبار شيوخ محمد بن جرير.(5/1130)
174 - حُمَيْد بن هشام بن حميد بن خليفة العَبَليُّ المصْريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عُمّر دهرا،
وَرَوَى عَنْ: اللَّيث، وابن لهيعة، وتوفي سنة أربع وأربعين في شوال.
رَوَى عَنْهُ: ابنه محمد. وقال حفيده قرة بن محمد: أدركته شيخا كبيرا. وكان يقال: إنه مستجاب الدعاء، رحمه الله.(5/1130)
-[حَرْفُ الْخَاءِ](5/1131)
175 - خالد بن عبد السلام بن خالد، أبو يحيى المصري. [الوفاة: 241 - 250 ه]
جالس الليث بن سعد.
وَسَمِعَ: رِشْدِين بن سعد، وابن وهْب، والفضل بن المختار.
رَوَى عَنْهُ: الربيع الجيزي، وأبو حاتم الرازي، وقال: صالح الحديث، ومحمد بن محمد بن الأشعث.
وتُوُفّي في المحرَّم سنة أربعٍ.(5/1131)
176 - ن: خالد بن عُقْبة بن خالد، أبو عُقْبة السكوني الكُوفيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ: أباه، والحسين الْجُعْفيّ، وأبا أُسامة.
وَعَنْهُ: النسائي، ومُطَيَّن، وأبو العبّاس السّرّاج، وغيرهم.
وثّقة ابن حِبّان.
وقال مُطَيَّن: تُوُفّي سنة سبْعٍ وأربعين.(5/1131)
177 - خالد بن يوسف بن خالد بن عمر السَّمْتيّ، أبو الربيع البَصْريُّ. والسَّمْتيّ لَقَبٌ لأبيه. [الوفاة: 241 - 250 ه]
رَوَى عَنْ: أبيه، وأبي عَوَانة، وفُضَيْل بن سليمان، وعبد الله بن رجاء المكّيّ، وآخرين.
وَعَنْهُ: عَبْدان الأهوازيّ، ومحمد بن أحمد بن عمر الأصبهانيّ، ومحمد بن هارون الحضْرميّ، ومحمد بن إسماعيل البصلاني، وأبو غسّان أحمد بن سهل الأهوازيّ، وطائفة.
ذكره ابن عديّ وحسّن حاله.
وفي بعض حديثه النُّكْرَة. وأما أبوه فساقط.
تُوُفّي خالد سنة تسع وأربعين.(5/1131)
178 - خازم بن خُزَيْمَة البخاريّ، أبو خُزَيْمَة. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: خُلَيْد بن حسّان.
وَعَنْهُ: أسلم بن بِشْر، ومحمد بن الحسين بن غَزْوان، وأحمد بن الْجُنَيْد، وحفص بن داود الرَّبْعيّ، ونصر بن الحسين.
قال السُّليمانيّ: فيه نظر.(5/1131)
179 - الخضر بن زياد بن المغيرة بن زياد المَوْصِليّ. [الوفاة: 241 - 250 ه][ص:1132]
سَمِعَ: أباه، وعبد الوهّاب بن عطاء، ومعتمر بن سليمان.
وَعَنْهُ: ابنه مغيرة.
قال يزيد بن محمد الأزْديّ: تُوُفّي سنة نيِّفٍ وأربعين ومائتين.(5/1131)
180 - ت ن: خلاد بن أسلم البَغْداديُّ الصّفّار، أبو بكر. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ: هشيم بن بشير، ومروان بن شجاع، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ.
وَعَنْهُ: الترمذي، والنسائي، ويحيى بن صاعد، والمَحَامِليّ، وجماعة.
وكان ثقة.
تُوُفّي سنة تسعٍ وأربعين في جُمَادَى الآخرة بسر من رأى. وكان ذا جود وسخاء.(5/1132)
181 - ق: الخليل بن عمرو البغوي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
حدَّث ببغداد عن شَرِيك القاضي، وعيسى بن يونس، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وعليّ بن سعيد بن بشير الرّازيّ، وأبو القاسم البغوي، وقاسم المطرز، وغيرهم.
قال الخطيب: ثقة. توفي سنة اثنتين وأربعين في صفر.(5/1132)
-[حَرْفُ الدَّالِ](5/1132)
182 - دِعْبل بن علي بن رَزِين بن عثمان بن عبد الله الخُزَاعيُّ، أبو علي الشَّاعر المشهور. [الوفاة: 241 - 250 ه]
قيل: إنه من ولد بديل بن ورقاء، فالله أعلم.
له ديوان مشهور، وكتاب في طبقات الشُّعراء. وكان يكون ببغداد. وقيل: هو كوفيّ. وقيل: اسمه محمد، ودِعْبل لَقَبٌ له، وهو البعير المُسِنّ.
ويُقال للشيء القديم دِعْبل.
رَوَى عَنْ: مالك بن أنس، وشَرِيك.
وحكى عن الواقديّ، والمأمون، وقيل: إنّه رَوَى عَنْ: شعبة، وسُفْيان الثَّوريّ، ولا يصح ذلك.
رَوَى عَنْهُ: أحمد بن أبي دؤاد القاضي، ومحمد بن موسى البربريّ، وأخوه عليّ بن عليّ. وحديثه يقع عاليا في جزء الحفّار.
وقد سار إلى خُراسان، فنادم عبد الله بْن طاهر فأُعجِب به ووصله بأموالٍ كثيرة، قيل: إنّها بلغت ثلاث مائة ألف درهم. [ص:1133]
وقال ابن يونس: قِدم دِعْبِل مصرَ هاربًا من المعتصم لكَوْنه هَجَاه، وخرج إلى المغرب.
وقال الخطيب: رَوَى دِعْبِل عن مالك، وغيره، وكل ذلك باطل، نراها من وضع ابن أخيه إسماعيل.
وكان دِعْبل أُطْرُوشًا وفي ظهره سَلعة.
ومن شِعره قوله:
وقائلة لما استمرت بها النَّوى ... ومِحْجَرها فِيهِ دمٌ ودموع
ترى يُقْضى للسفر الذين تحملوا ... إلى بلد فيه الشجي رجوع
فقلت ولم أملك سوابق عبرة ... نطقن بما ضُمّت عليه ضلوع
تأنّ فكم دارٍ تَفَرّق شمْلُها ... وشملٍ شَتيت عاد وهو جميع
كذاك اللّيالي صَرْفُهنّ كما ترى ... لكلّ أُناسٍ جَدْبةٌ وربيع
وقال ابن قُتَيْبَةَ: سمعت دِعْبِلا يقول: دخلت على المعتصم فقال: يا عدوّ اللَّه، أنت الَّذِي تقول فِي بني الْعَبَّاس إنهم فِي الكُتُب سبعة؟ وأمر بضربُ عُنقي. وما كان فِي المجلس إلا مَن هُوَ عدوي، وأشدهم علي ابن شكلة، يعني إبراهيم بْن مَهْديّ، فقال: يا أمير المؤمنين أَنَا الَّذِي قلت هذا ونميته إلى دِعْبل. فقال: وما أردتَ بهذا؟ قال: لِما تعلم من العداوة بيننا. فأردتُ أن أشيط بدمه. فقال: أَطْلِقوه. فلمَّا كان بعد مدّة، قال لابن شكلة: سَأَلتُك بالله، أنت الَّذِي قلته؟ قال: لا والله يا أمير المؤمنين، ولكن رحِمتُهُ.
وورد أنّ دِعْبلا هجا الرشيد، والمأمون، وطاهر بن الْحُسَيْن، وبني طاهر.
وكان خبيث اللسان رافضيًّا هَجّاءً.
وله فِي المعتصم:
ملوكُ بْني الْعَبَّاس فِي الكُتُب سبعة ... ولم تأتنا فِي ثامنٍ منهُمُ الكُتُبُ
كذاك أهل الكهف فِي الكهف سبعة ... غَداة ثَوَوا فِيه وثامنُهم كلبُ
وإنّي لأزهي كلبهم عنك رغبةً ... لأنّك ذو ذنب وليس له ذنَبُ
لقد ضاع أمرُ النّاس حيث يسوسُهم ... وصيفٌ وأشْناس وقد عظم الخطب
وإني لأرجو أن يرى من مغيبها ... مطالع شمس قد يغصّ بها الشربُ
وهمُّك تركيٌّ عليه مهانة ... فأنت له أم وأنت له أب [ص:1134]
ويروى:
وهمّ سواك الطعن فِي الروع والضرب.
وهجا ابن أبي دُؤاد بعد كثْرة إنعامه عليه، حَتَّى قيل: إنه هجا خُزاعة قبيلته، فقال:
أخزاعَ غيركم الكرامُ فأقْصِروا ... وضعوا أَكُفَّكم على الأفواه
الرّاتقين ولاتَ حين مراتق ... والفاتقين شرائع الأستاه
وله يهجو الحسن بن رجاء، وابني هشام، ودينار، ويحيى بن أكثم جملة:
ألا فاشتروا مني ملوك المخرم ... أبع حسنا وابني هشام بدرهم
وأعط رجاء بعد ذاك زيادة ... وأغلط بدينار بغير تَنَدُّم
فإن رُدَّ مِنْ عَيْبٍ عليّ جميعُهُم ... فليس يردّ العيبَ يحيى بْنُ أكثمِ
وله يهجو أخاه ويهجو نفسه:
مَهّدتُ له وُدّي صغيرا ونُصْرتي ... وقاسَمْتُهُ مالي وبوّأته حُجْري
وقد كان يكفيه من العَيْش كلّه ... رجاءٌ ويأسٌ يرجعان إلى فقرِ
وفيه عيوبٌ ليس يُحصَى عِدادُها ... فأصْغَرها عَيْبٌ يَجِلُّ عن الفِكرِ
ولو أنّني أبديت للنّاس بعضَها ... لأصْبَحَ من بَصَقِ الأحِبَّة فِي بحرِ
فدونك عِرضي فاهْجُ حيّا وإن أمُتْ ... فبالله إلا ما خريتَ على قبري
وله يهجو امرأته:
يا من أشبهها بحُمَّى نافض ... قطّاعة للظَّهْر ذات زئير
يا رُكْبَتَيْ جملٍ وساقَ نَعَامة ... وزِنْبيلُ كُناس ورأسُ بعير
صُدْغاكِ قد شمطا ونَحْرُكِ يابسٌ ... والصَّدرُ منك كَجُؤْجُؤ الطُّنْبور
قبَّلْتُها فوجدت طَعْم لثاتها ... فوق اللّثام كلسعة الزنبور
وله الأبيات السائرة التي منها:
أَيْنَ الشّبابُ وأية سلكا ... لا أَيْنَ يطلب، ضلّ، بل هلكا
لا تعجبي يا سَلْمُ من رَجُل ... ضحك المَشيبُ برأسه فبكا
لا تأخذي بظلامتي أحدًا ... طَرْفي وقلبي فِي دمي اشتركا
يا ليت شِعْري كيف نَوْمُكما ... يا صاحبي إذا دمي سفكا [ص:1135]
وله:
علم وتحكيم وشَيْبُ مفارِقِ ... طَلَّسن رَيْعان الشّباب الرّائقِ
وإمارة من دولةٍ ميمونةٍ ... كانت على اللَّذَّات أشغب عائق
فالآن لا أغدو ولست برائحٍ ... فِي كِبْر معشوقٍ وذلّةِ عاشقِ
أنّى يكون وليس ذاك بكائن ... يرث الخلافة فاسِقٌ عن فاسقِ
نَعَر ابنُ شكلة بالعراق وأهلِه ... فهفا إليه كلّ أطلسٍ مائق
إن كان إبراهيم مضطلعا بها ... فلتصلحن من بعده لمُخارقِ
فلمّا بَلَغَت هذه الأبيات المأمون ضحك وقال: قد غفرنا لدعبل كلما هجانا به. وآمَنَه، فسار دِعبل إليه ومدحه لكون المأمون يتشيّع، فإنه عهد إلى الرضّا، وكتب اسمه على السّكّة، وأقبلَ يجمع ما جاء فِي فضائل أهل البيت.
وكان دِعبل أوّل داخل إليه وآخر خارجٍ من عنده. فلم يَنْشَب أن هجا المأمون، وبعث إليه بهذه الأبيات:
ويسومني المأمون خطة ظالم ... أوما رأى بالأمس رأس محمد
إني من القوم الذين سيوفهم ... قتلت أخاك، وشرفتك بمُقْعَد
شادوا بذِكرك بعد طُول خُمُولِه ... واستنقذوك من الحضيضِ الأوهَدِ
ثُمَّ إنه مدح المعتصم ونَفَق عليه وأجزل له الصِّلات، فما لبث أن هجاه وهرب.
وله القصيدة الطّنّانة فِي أهل البيت تدلّ على رفضه:
مدارسُ آياتٍ خَلَت من تلاوةٍ ... ومنزلٌ وحيٌّ مُقْفَر العَرَصات
لآل رسول الله بالخيف من منى ... وبالركن والتعريف والجمرات
منها:
ألم تر أنّي مُذْ ثلاثين حَجّة ... أروح وأغْدو دائم الحَسَرَاتِ
أرى فَيْئهم فِي غيرهم متقسّمًا ... وأيديهم من فَيْئهم صَفَرات
وآل رسول اللَّه نُحْفٌ جُسومُهُم ... وآل زياد غُلَّظُ الرَّقبات
بِناتُ زيادٍ فِي القصور مَصُونة ... وبنت رسول الله في الفلوات [ص:1136]
فلولا الَّذِي أرجوه فِي اليوم أو غدٍ ... تقطَّع قلبي إثرهم حَسَراتِ
وهي قصيدة طويلة.
تُوُفّي سنة ست وأربعين، عن بضع وتسعين سنة.
ويقال: إنّه هجا مالك بْن طوق، فجهّز عليه من ضربَه بعكّاز مسموم فِي قدمه، فمات من ذلك بعد يوم، ومات بالطيب من ناحية واسط. وما أحلى قول عبد الله بْن طاهر الأمير: دِعبل قد حمل جذعه على عنقه ولم يجد مَن يصلبه عليه.
ولامَ رَجُلٌ هاشمي دِعبلا فِي هجائه الخلفاءَ فقال: دعني من فضولك أنا والله أستصلب منذ سبعين سنة، ما وجدتُ أحدًا يجود لي بخشبة.(5/1132)
183 - دَهْثَمُ بنُ خَلَف، أبو سعيد الرَّمْليّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
حدَّث ببغداد عن ضَمرة بن ربيعة، وأيّوب بن سُوَيْد، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن أبي الدنيا، وعبد الله بن ناجية، ونصر بن القاسم الفرضي، وآخرون.(5/1136)
-[حَرْفُ الذَّالِ](5/1136)
184 - ذو النُّون المِصْريُّ الزّاهد، رحمةُ الله عليه. اسمه ثوبان بن إبراهيم، ويقال: الفيض بن أحمد، ويقال: ابن إبراهيم أبو الفَيْض، ويقال: أبو الفيّاض الإِخميميّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
وأبوه نوبي.
رَوَى عَنْ: مالك، واللَّيث، وابن لَهِيعة، وفضيل بن عياض، وسفيان بن عيينة، وسلم الخواص، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بن صبيح الفيومي، وربيعة بن محمد الطائي، ورضوان بن محيميد، ومقدام بن داود الرعيني، والحسن بن مصعب النخعي، والجنيد بن محمد، وغيرهم.
روى سليمان بن أحمد الملطي - وهو ضعيف -، قال: حدثنا أبو قضاعة ربيعة بن محمد، قال: حدثنا ثوبان بن إبراهيم، قال: حدثنا اللَّيث بْن سعد، فذكر حديثًا.
وقال محمد بْن يوسف الكِنْديّ فِي كتاب الموالي من أهل مصر: ومنهم ذو النُّون بْن إبراهيم الإخميميّ مَوْلَى لقُريش. وكان أَبُوهُ نُوبيّا.
وقال الدّارَقُطْنيّ: رَوَى عن مالك أحاديث فيها نظر، وكان واعظا. [ص:1137]
وقال ابن يونس: كان عالمًا فصيحًا حكيمًا، أصله من النُّوبة. تُوَفّي فِي ذي القعدة سنة خمسٍ وأربعين.
وقال الُّسَلميّ: حُمِل ذو النُّون إلى المتوكّل على البريد من مصر ليَعِظه سنة أربعٍ وأربعين، وكان إذا ذُكر بين يدي المتوكّل أهل الورع بكى.
وقال يوسف بْن أحمد البَغْداديُّ: كان أهلُ ناحيته يسمّونه الزِّنْديق، فلمّا مات أظلّت الطَّيْرُ جنازته، فاحترموا بعد ذلك قبره.
وقال أبو القاسم القُشَيْريّ: كان رجلا نحيفًا تعلوه حُمْرة، ليس بأبيض اللّحية. وقيل: كانت تعلوه صُفْرة.
وعن أيوب مؤدب ذي النُّون قال: أتى أصحاب المطالب ذا النون، فخرج معهم إلى قفط وهو شابّ، فحفروا قبرًا، فوجدوا فيه لوحًا فِيهِ اسم اللَّه الأعظم، فأخذه ذو النُّون، وسلُّم إليهم ما وجدوا.
وقال يوسف بْن الْحُسَيْن الرّازيّ: حضرت مجلس ذي النّون فقيل: يا أَبَا الفَيْض ما كان سبب توبتك؟ قال: أردت الخروج إلى قرى مصر فنمت في الصحراء ففتحت عيني فإذا أنا بقنبرة عَمياء معلّقة بمكان، فسقطت من وَكْرها، فانشقَّت الأرض، فخرج منها سُكُرُّجْتان ذَهَب وفِضّة، فِي إحداهما سمسم، وفي الأخرى ماء، فأكلت وشربت. فقلت: حَسْبي، قد تُبتُ. ولزِمتُ البابَ إلى أن قِبلني.
وفي كتاب المِحَن للسُّلَميّ: أن ذا النُّون أول من تكلَّم ببلدته فِي ترتيب الأحوال ومقامات أهل الولاية. أنكر عليه عبد الله بْن عَبْد الحَكَم، وكان رئيسَ مصر، وكان يذهب مذهب مالك، ولذلك هجره علماء مصر، حتى شاع خبره أنه أحْدَث عِلْمًا لم يتكلَّم فِيهِ السَّلَف. وهجروه حَتَّى رَمَوْه بالزَّنْدَقة. قال: فدخل عليه أخوه فقال: إن أهل مصر يقولون: إنك زِنْديق. فأنشأ يقول:
وما لي سوى الإطراق والصَّمْت حيلةٌ ... ووضْعي كفّي تحت خدّي وتذكاري
قال: وقال محمد بن يعقوب بن الفرخي: كنت مع ذي النُّون فِي الزَّورق، فمرّ بنا زورقٌ آخر، فقيل لذي النُّون: إنّ هؤلاء يمرّون إلى السُلطان يشهدون عليك بالكُفْر. فقال: اللّهُمّ إنْ كانوا كاذبين فغرّقهم. فانقلب الزَّورق وغرقوا. فقلت له: احسب أن هؤلاء قد مضوا يكذبون، فما بال الملاح؟ قال: [ص:1138] لِمَ حَمَلَهم وهو يعلم قصْدهم. ولأن يقفوا بين يدي اللَّه غَرْقَى خير لهم من أن يَقِفُوا شهود زُور. ثُمَّ انتفض وتغيّر، وقال: وعِزَّتك لا أدعو على خلْقك بعد هذا. ثُمَّ دعاه أمير مصر وساله عن اعتقاده فتكلَّم، فرضيَ أمره، وكتبَ به إلى المتوكل، فأمر بإحضاره، فَحُمِل على البريد. فلمّا سمع كلامه ولع به وأحبه وأكرمه، حتى كان إذا ذكر الصلحاء يقول: إذا ذُكِر الصّالحون فحَيْ هَلا بذي النُّون.
وقال عليّ بْن حاتم: سمعت ذا النّون يَقُولُ: القرآن كلام اللَّه غير مخلوق.
وقال يوسف بْن الْحُسَيْن: سمعت ذا النّون يقول: مهما تصوّر فِي وهْمك، فالله بخلاف ذلك. وقال: سمعت ذا النّون يقول: الاستغفار اسمٌ جامع لمَعانٍ كثيرة، أوّلهنّ: الندم على ما مضى، والثّاني: العزْم على تَرْك الرجوع، والثالث: أداء كلّ فرضٍ ضيَّعْته فيما بينك وبين اللَّه، والرابع: ردّ المظالم فِي الأموال والأعراض والمصالحة عليها، والخامس: إذابة كلّ لحم ودم نَبَتَ على الحرام، والسّادس: إذاقة البَدَن ألَمَ الطّاعة كما وجدت حلاوة المعصية.
وعن عمرو بن السرح قال: قلت لذي النّون كيف خلصتَ من المتوكّل وقد أمر بقتلك؟ قال: لمّا أوصلني الغلام إلى السّتر رَفعه ثُمَّ قال لي: ادخُل. فنظرت فإذا المتوكّل فِي غُلالةٍ مكشوفَ الرأس، وعبيد الله قائم على رأسه متكئ على السّيف. فعرفتُ فِي وجوه القوم الشّرّ. فَفُتِح لي باب، فقلت فِي نفسي: يا مَن ليس فِي السّموات قطرات ولا فِي البحار قطرات، ولا في ديلج الرياح ديلجات، ولا فِي الأرض خبيئات، ولا فِي قلوب الخلائق خَطَرات إلا وهي عليك دليلات، ولك شاهدات، وبربوبيّتك معترفات، وفي قُدْرَتِك متحّيرات. فبالقُدرة التي تجير بها من في الأرضين والسماوات إلا صلّيت على محمد وآل محمد، وأخذتَ قلبه عني. فقام إلي المتوكل يخطو، حتى اعتنقني، ثم قال: أتْعَبْناك يا أَبَا الفَيْض. إن تشأ تقيم عندنا فأقم، وإن تشأ أن تنصرف فانصرف. فاخترت الانصراف.
وقال يوسف بْن الْحُسَيْن: حضرتُ مع ذي النّون مجلسَ المتوكُل، وكان مُولَعًا به يفضله على العباد والزهاد، فقال له يوما: يا أَبَا الفيض صِف لي أولياء اللَّه. قال: يا أمير المؤمنين، هُمْ قوم أَلْبَسهم اللَّه النّورَ السّاطع من محبّته، [ص:1139] وجلّلهم بالبهاء من أرْدية كرامته، ووضع على مَفَارقهم تيجان مَسَرَّته، ونشر لهم المحبّة فِي قلوب خليقته، ثُمَّ أخرجهم وقد أودع القلوب ذخائر الغيوب، فهي معلقة بمواصلة المحبوب، فقلوبهم إليه سائرة، وأَعْيُنُهم إلى عظيم جلاله ناظِرة. ثُمَّ أجلسهم بعد أن أحسنَ إليهم على كراسي طلب المعرفة بالدّواء، وعرَّفهم منابت الأدواء، وجعل تلاميذهم أهل الورع والتُّقَى، وضمِن لهم الإجابة عند الدّعاء، وقال: يا أوليائي إن أتاكم عليلٌ من فَرَقي فداووه، أو مريض من إرادتي فعالجوه، أو مجروح بِتَرْكي إياه فلاطِفُوه، أو فارُّ منّي فرغِّبوه، أو خائف منّي فأمِّنوه، أو مستوصف نحوي فأرشدوه، أو مسيء فعاتبوه. أو استغاث بكم مستغيث فأغيثوه. فِي فَصْلٍ طويل.
ولذي النون ترجمة طويلة فِي تاريخ دمشق، وأخرى فِي حِلْية الأولياء.
وما أحسن قوله: العارف لا يلتزم حالةً واحدة، ولكنْ يلتزم أمرّ ربّه فِي الحالات كلّها.
قد تقدَّمت وفاته في سنة خمس. وكذا ورّخه عُبَيْد الله بن سعيد بن عُفَيْر. وأمّا حيّان بن أحمد السَّهْميّ فقال: مات بالجيزة وعُدّيَ به إلى مصر في مركبٍ خوفا من زحمة النّاس على الجسْر لليلتين خَلَتا من ذي القعدة سنة ست وأربعين. وقال آخر: سنة ثمانٍ وأربعين. والأول أصح. وقد قارب التسعين أو جازها.(5/1136)
-[حَرْفُ الرَّاءِ](5/1139)
185 - ق: راشد بن سعيد، أبو بكر المقدسي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
حدَّث سنة ثلاث وأربعين عن الوليد بن مسلم، وضمرة بن ربيعة.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وأبو حاتم الرّازيّ، وعبد اللَّه بْن محمد بْن سَلْم المقدسيّ.
وقال أبو حاتم: صدوق، كتبتُ عنه ببيت المقدس.(5/1139)
186 - رَباح بن جرّاح، أبو الوليد العبْديّ المَوْصِليّ، صاحب الزُّهد والمواعظ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: المُعَافَى بن عِمران، وعفيف بن سالم، والقاسم بن يزيد الْجَرْميّ، وزيد بن أبي الزّرقاء، وسابق المَوْصِليّ، وعمر بن أيّوب، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بن بِشْر، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وغيرهما. وكتب عنه يحيى بن معين مع جلالته وتقدُّمه.
قال الأزْديّ: كان صالحا خاشعا ذا قدرٍ ومحل. تُوُفّي سنة نيِّفٍ وأربعين ومائتين.
قلت: وآخر مَن روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد. وكان ثقة.
وثقه الخطيب وقال: حدَّث ببغداد سنة ستٍّ وأربعين.
وممّن رَوَى عَنْهُ: أبو بكر بن أبي الدُّنيا، والحَسَن بن الحسين الصّوّاف المقرئ. وكان حُفَظَة للرقائق، رحمه الله.(5/1140)
187 - خ م ن ق: الربيع بن نافع، أبو توبة الحَلبيُّ [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل طَرَسُوس.
عَنْ: معاوية بن سلام، وشَرِيك، وأبي الأحْوص، وأبي المَلِيح الرَّقّيّ الحسن بن عمر، وعُبَيْد الله بن عَمْرو، والهيثم بن حُمَيْد، وإسماعيل بن عيّاش، وإبراهيم بن سعد، ويزيد بن المقدام، وابن المبارك، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو داود فأكثر، والبخاري، ومسلم، والنسائي، وابن ماجه عن رجلٍ عنه، وأحمد بن حنبل، والحسن بن الصّبّاح، والدَّارِميّ، وأبو حاتم، ويزيد بن جَهْوَر، ويعقوب الفَسَويّ، وأحمد بن خُلَيد الحلبيّ، وآخرون.
قال أبو حاتم: ثقة حجة.
وقال أبو دَاوُد: قدم أبو توبة الكوفة ولم يَقْدَم البصْرة. وكان يحفظ الطِّوال يجيء بها. ورأيته يمشي حافيًا وعلى رأسه طويلة. قال: وكان يقال: إنّه من الأبدال، رحمه الله.
قلت: هو آخر مَن حدَّث عن معاوية بن سلام. [ص:1141]
قال الفَسَويّ: مات سنة إحدى وأربعين ومائتين.(5/1140)
188 - ت ن: رجاء بن محمد، أبو الحَسَن العُذْريّ البَصْريُّ السَّقَطيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: عبد الصّمد بن عبد الوارث، وسعيد بن عامر الضبعي.
وَعَنْهُ: الترمذي، والنسائي، وجعفر الفريابي، وابن خزيمة، وآخرون.
ولا أعلم متى توفي. وقد سمع منه أبو حاتم والكبار.(5/1141)
189 - د ق: رجاء بن مُرَجَّى، أبو محمد الحافظ، ويقال: أبو أحمد المروزي، ويقال: السمرقندي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل بغداد.
سَمِعَ: النَّضْر بن شُمَيْل، ويزيد بن أبي حكيم العدَنيّ، وأبا نُعَيْم، ومسلم بن إبراهيم، وأبا اليَمَان، وعبد الله بن رجاء، وخلقا.
وَعَنْهُ: أبو داود، وابن ماجه، وأحمد بن محمد بن أبي شيبة البزّاز، وعمر بن محمد بن بُجَيْر، وأبو العبّاس السّرّاج، ويحيى بن صاعد، والقاضي المَحَامِليّ، وطائفة.
قال الدّارَقُطنيّ: حافظ ثقة.
وقال الخطيب: كان ثقة ثبتا إماما في علم الحديث وحفْظه والمعرفة به.
وقال البخاريّ: مات ببغداد في غرة جمادى الأولى سنة تسع وأربعين.(5/1141)
190 - رُوحَ بن حاتم البَغْداديُّ البزّاز. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: إسماعيل بن عيّاش، وهُشَيْم، وزياد البكّائيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو بَكْر بْن أبي الدُّنيا، وأبو يعلى، وأبو صخرة الكاتب.
وحدَّث سنة إحدى وأربعين. [ص:1142]
ضعّفه ابن مَعِين، ومشّاه غيره.(5/1141)
191 - رُوحَ بن عصام بن يزيد الأصبهانيّ، المعروف بابن جَبِّر. [الوفاة: 241 - 250 ه]
وكان أبوه جبّر يخدم سُفْيان الثَّوريّ.
عَنْ: أبيه، وشَرِيك بن عبد الله، وعبّاد بن عبّاد، وأبي الأحوص، وهُشَيْم.
وكان به صَمَم، وهو أسن من أخيه محمد بن عصام.
رَوَى عَنْهُ: أبو غسّان محمد بن أحمد الزّاهد، ومحمد بن يحيى بن مَنْدَه، وأحمد بن الحسين الأنصاريّ، وإسماعيل بن محمد بن عصام ولد أخيه.(5/1142)
-[حَرْفُ الزَّاي](5/1142)
192 - م: زكريّا بن يحيى بن صالح، أبو يحيى القضاعي المِصْريُّ الحَرَسيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
كاتب العُمَريّ القاضي. واسم العُمَريّ: عبد الرحمن بن عبد الله.
عَنْ: مفضل بن فَضَالَةَ، ورِشْدِين بن سعْد، ونافع بن يزيد، وغيرهم.
وَعَنْهُ: مسلم، وأحمد بن محمد بن الحَجّاج الرشدينيّ، والحسين بن إدريس الهروي، ومحمد بن زبان بن حبيب، وإسماعيل بن داود بن وردان، وجماعة.
وكان من كبار عدول مصر.
قال ابن يونس: توفي في شعبان سنة اثنتين وأربعين.(5/1142)
193 - زياد بن عبد الرحمن، أبو محمد النَّيْسَابوريُّ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
وإليه ينسب ميدان زياد.
رحل وَسَمِعَ بالكوفة: عبد الله بن نُمَير، وأبا أسامة، وجماعة.
وَعَنْهُ: الحسين القباني، وإبراهيم بن أبي طالب.
وقال محمد بْن سُلَيْمَان بْن خَالِد: سمعت زيادًا يقول: أتيتُ يونس بن بكير فسألني: مِن أَيْنَ أنت؟ قلتُ: من نَيْسابور. فقال: مَنْ تُقَدِّمون مِنَ الرجلين؟ يعني عليّا، وعثمان. قلت: عثمان. قال: وتُمْطَرُون؟
تُوُفّي زياد في رجب سنة سبْعٍ وأربعين.(5/1142)
194 - زيادة الله بن إبراهيم بن محمد بن الأغلب بن إبراهيم، أبو محمد التميمي الأغلَبيُّ [الوفاة: 241 - 250 ه]
أمير القيروان وابن أمرائها. [ص:1143]
ولي بعد أبيه سنة كاملة، ومات شابا في ذي القعدة سنة خمسين، ووليّ الأمر بعده ابن أخيه محمد بن أحمد.(5/1142)
195 - زيد بن بِشْر بن زيد، أبو البِشْر الأزْديّ، وقيل: الحضْرميّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
رأى عبد الله بن لَهِيعة.
وَسَمِعَ: ابن وهْب، ورِشْدِين بن سعد، وأشهب بن عبد العزيز.
وكان أحد فقهاء المغرب.
رَوَى عَنْهُ: أبو زُرْعة الرّازيّ، وقال: ثقة رجل صالح عاقل، خرج إلى المغرب فمات هناك.
وَرَوَى عَنْهُ: سليمان بن سالم، ويحيى بن عمر، وسعيد بن إسحاق المغاربة.
وكان أحد الكُرماء الأجواد.
قال أبو العرب: كان سبب خروجه من مصر المحنة بخلق القرآن.
وقال ابن يونس: تُوُفّي بتونس سنة اثنتين وأربعين.
وقال أبو عُمَر الكِنْديّ: كان زيد بن بشر من صليبة الأزد، وكانت أمّ أَبِيهِ مولاةً لحضرموت، فأعتق بِشْرًا عبد الله بْن يزيد الحضرميّ، ورُبّي زَيْدُ بْن بِشْر فِي حجْر ابن لَهِيعة، وما سمع منه شيئًا.
وقال يحيى بْن عثمان بن صالح: كان فقيهًا من أكابر أصحاب ابن وهُب.(5/1143)
196 - زَيْدُ بْن الحُرَيْش الأهوازيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: عِمْرَانَ بْن عُيَيْنة الهلاليّ، وعبد الوهّاب بْن عطاء، وجماعة.
وَعَنْهُ: عَبْدان الأهوازيّ، وإبراهيم بْن يوسف الهِسنْجانيّ، وغيرهما.
تُوُفّي سنة إحدى وأربعين. وكان صاحب حديث.(5/1143)
197 - زيد بن سِنان الأَسَديّ، أبو سِنان القيروانيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
كان فقيها إماما مُفْتيا صالحا.
سَمِعَ: ابن عُيَيْنَة، وعبد الرحمن بن القاسم، وأبا ضَمْرة. وعاش تسعين سنة. وكان يخدم نفسه، ويحمل خبْزَه إلى الفُرن.
تُوُفّي سنة أربعٍ وأربعين.(5/1143)
198 - زيد بن أبي موسى المَرْوَزِيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: نوح بن أبي مريم الفقيه، وأبي غانم يونس بن نافع.
وَعَنْهُ: بيان بن عَمْرو البخاريّ، وحَنَش بن حرب البيكندي، وغيرهما.
توفي سنة خمسين.(5/1143)
-[حَرْفُ السِّينِ](5/1144)
199 - سختويه بن الْجُنَيْد، أبو عبد الله الْجُرْجانيّ الدبّاغ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
رحّال جوّال.
سَمِعَ: عبد الرّزّاق، وأبا داود الطَّيالِسيّ، وأبا عاصم، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: عبد الرحمن بن عبد المؤمن، وأبو عِمران بن هانئ، ومحمد بن إبراهيم الرَّقّاقّ الْجُرْجانيّون.
ولا أعلم فيه جَرْحا.(5/1144)
200 - سعيد بن العبّاس، أبو عثمان الرّازيّ الزّاهد. [الوفاة: 241 - 250 ه]
من سادة الصُّوفيّة.
قال أبو نُعَيْم الحافظ: له الكلام المبسوط في مصنَّفاته، وله من كثرة الحديث مَسَانيد وتفسير ما يُقارب الأئمّة في الكَثْرة. حدَّث عن أبي نُعَيْم، ومكّيّ بن إبراهيم، والحُمَيْديّ، وجماعة. ثمّ روى فَصْلا طويلا من كلامه في الزهد.(5/1144)
201 - ت ن: سعيد بن عبد الرحمن، أبو عُبَيْد الله المخزومي المكي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ: سُفْيان بن عُيَيْنَة، والحَسَن بن زيد بن عليّ بن الحسين، وعبد الله بن الوليد العدني، وجماعة.
وَعَنْهُ: الترمذي، والنسائي، ويحيى بن صاعد، وابن خُزَيْمَة، وطائفة.
وثقة النسائي.
وتوفي سنة تسع وأربعين.(5/1144)
202 - سعيد بن عثمان الكُرَيْزيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: حفص بن غياث، وغندر، ويحيى القطان.
وَعَنْهُ: يوسف بن محمد المؤدب، ومحمد بن أحمد بن مزيد الزهري الأصبهانيان.
له مناكير.(5/1144)
203 - ن: سعيد بن الفرج، أبو النضر البلخي. [الوفاة: 241 - 250 ه][ص:1145]
عَنْ: أبي النَّضْر هاشم بن القاسم، ويحيى بن أبي بكير.
وَعَنْهُ: النسائي، وعبد الله بن محمد البلْخيّ، ومحمد بن شاذان النَّيْسَابوريُّ.
قال النَّسائيّ: لا بأس به.
توفي بمكة سنة إحدى وأربعين.(5/1144)
204 - سعيد بن وهْب الأصبهانيّ الْجَرْوَانيّ الحافظ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
رحل وَسَمِعَ: مسلم بن إبراهيم، وعَمْرو بن حَكّام، وأبا عمر الحَوْضيّ، وسليمان بن حرب، وخلقا.
وَعَنْهُ: محمد بن أحمد الزُّهْريّ، وأبو عبد الرحمن المقرئ الأصبهانيان.(5/1145)
205 - م ق: سعيد بن يحيى بن الأزهر، أبو عثمان الواسطي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ: ابن عيينة، ووكيعا، وجماعة.
وَعَنْهُ: مسلم، وابن ماجه، وأبو خُبيب العباس بن البرتي، وعمران بن موسى السختياني، وغيرهم.
توفي سنة أربع وأربعين.
ووثقه علي بن الحسين بن الجنيد.(5/1145)
206 - ع سوى ق: سعيد بن يحيى بن سعيد بن أبان، أبو عثمان الأموي البَغْداديُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ: أباه، وأعمامه عبد الله ومحمدا، وعبيدا، وعبد الملك بن المبارك، وعبد الله بن إدريس.
وَعَنْهُ: الستة سوى ابن ماجه، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وابن صاعد، والقاضي المحاملي، وخلق.
وثقة النَّسائيّ، وغيره.
ومات في ذي القعدة سنة تسع وأربعين.(5/1145)
207 - د ت ن: سعيد بن يعقوب، أبو بكر الطالقاني. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطّحّان، وإسماعيل بن عيّاش، [ص:1146] وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والترمذي، والنسائي، وأبو بكر بن أبي الدُّنيا، والفريابي، وأبو العباس السراج، وطائفة.
قال أبو حاتم: صدوق.
توفي سنة أربع وأربعين.
وكان يحفظ ويذاكر الأئمة.(5/1145)
208 - سفيان بن زياد الرصافي المخرمي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: عيسى بن يونس.
وَعَنْهُ: عباس الدوري، وتمتام، وغيرهما.
وثقة الخطيب.(5/1146)
209 - سفيان بن محمد المصيصي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: يوسف بن أسباط، وعبد الله بن وهب، وهشيم، وجماعة.
وَعَنْهُ: الحسين بن فهم، وأحمد بن إسحاق بن بهلول، وآخرون.
قال الدارقطني: لا شيء.
وقال أبو حاتم: كتبتُ عَنْهُ، وهو ضعيف لا أُحَدِّثُ عنه.
وقال ابن عدي: يسرق الحديث.(5/1146)
210 - ت ق: سُفْيَانُ بن وكيع بن الجرّاح، أبو محمد الرؤاسي الكُوفيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
يَرْوِي عَنْ: أبيه، وجرير بن عبد الحميد، وأبي خالد الأحمر، وعبد السّلام بن حرب، وحفص بن غياث، وخلق كثير.
وَعَنْهُ: الترمذي، وابن ماجه، ومحمد بن جرير الطَّبريّ، وأبو عروبة الحراني، ويحيى بن صاعد، وطائفة آخرهم أبو علي أحمد بن محمد الباشاني.
قال البخاري: يتكلمون فيه لأشياء لقنوه إياها.
وقال أبو زرعة: لا يُشتغل به. كان يُتَّهم. [ص:1147]
وقال ابن أبي حاتم: أشار عليه أَبِي أن يُغّير ورّاقه فإنه أفسدَ حديثه، وقال له: لا تُحَدَّث إلا مِن أصولك. فقال: سأفعل. ثُمَّ تمادى وحدَّث بأحاديث أُدْخِلت عليه.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وأربعين في ربيع الآخر.(5/1146)
211 - سَلَمَةُ بن الخليل، أبو عَمْرو الكَلاعيُّ الحمصيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ: إسماعيل بن عياش، ومحمد بن شعيب.
وَعَنْهُ: ابن جَوْصا، والعبّاس بن الخليل الطّائي.
ولم يذكره ابن أبي حاتم. وما علمتُ فيه ضعفا.(5/1147)
212 - م 4: سَلَمَةُ بن شَبيب الحافظ، أبو عبد الرحمن الحَجَريُّ المِسْمَعيُّ النَّيْسَابوريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل مكّة.
رحّال جوّال.
سَمِعَ: زيد بن الحُبَاب، ويزيد بن هارون، وعبد الرّزّاق، ومحمد بن يوسف الفِرْيابيّ، وأبا داود الطَّيالِسيّ، وحفص بن عبد الرحمن النَّيْسابوريّ، وحَجَّاج بن محمد، وأبا المغيرة الحمصيّ، وخلْقا.
وَعَنْهُ: السّتّة إلا البخاريّ، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعليّ بن أحمد علان المِصْريُّ، وحاتم بن محبوب الهَرَويّ، والحسن بن محمد بن دكّة الأصبهانيّ، ومحمد بن هارون الرّويانيّ، وخلْق. ومِن القدماء: أحمد بن حنبل أحد شيوخه.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَبُو نعيم: قدِم إصبهان سنة اثنتين وأربعين. وحدَّث بها.
وعن سَلَمة بْن شبيب قال: بعْت داري بنَيسابور، وأردتُ التَّحوّل إلى مكّة بعيالي، فقلت: أُصلّي أربع رَكعات وأودّع عُمّار الدّار. فصلّيت وقلت: يا عُمّار الدّار سلام عليكم، فإنّا خارجون إلى مكة نجاور بها. فسمعتُ هاتفا يقول: وعليكم السّلام يا سَلَمَةَ، ونحن خارجون من هذه الدّار، فإنّه بَلَغَنَا أنّ الذي اشتراها يقول: القرآن مخلوق. [ص:1148]
وذكر ابن أبي دَاوُد أنّ سَلَمَةَ تُوُفّي من أكلة فالوذج.
وكانت وفاته في رمضان سنة سبْعٍ وأربعين.
قال ابن يونس: وذكر أنّه قدِم مصر سنة ستٍّ وأربعين فَحَدَّثَ بها.(5/1147)
213 - سليمان بن أبي شيخ، أبو أيّوب الواسطيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: ابن عُيَيْنَة، وعبد الله بن إدريس.
وَعَنْهُ: أبو بَكْر بْن أبي الدُّنيا، وأحمد بن أبي خَيْثَمَة، وجماعة.
وثّقة أبو داود.
وكان إخباريا نسابة. توفي سنة ست وأربعين.(5/1148)
214 - م ن: سليمان بن عُبَيْد الله بن عَمْرو الغَيْلانيّ، أبو أيوب الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ: بَهْز بن أسد، وعبد الرحمن بن مهديّ، وسَلْم بن قُتَيْبَة، وأبا عامر العَقَديّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: مسلم، والنسائي، وأبو بَكْر بْن أبي عاصم، وعبد الله بن ناجية، وآخرون.
تُوُفّي سنة ستٍّ وأربعين.(5/1148)
215 - سليمان بن عمر بن خالد بن الأقطع، أبو أيوب المخزومي مولاهم الرَّقّيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ: ابن عُلَيّة، ويحيى بن سعيد الأُمويّ، وطبقتهما.
رَوَى عَنْهُ: أبو عَرُوبة، وطبقته.
قال ابن أبي حاتم فيه: العامري رَوَى عَنْ: عيسى بن يونس، ومحمد بن سَلَمَةَ، ومَخْلَد بن الحسين، كتب عنه أبي بالرقة.
وقال الحاكم أبو أحمد: يكنى أبا عمرو، ويقال: أبو أيوب.
ورخه أبو عروبة سنة تسع وأربعين.(5/1148)
216 - سليمان بن يوسف بن صالح العقيلي الأصبهانيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: النعمان بن عبد السلام.
وَعَنْهُ: ابنه أحمد. شيخ لأبي أحمد العسال. [ص:1149]
توفي سنة إحدى وأربعين.(5/1148)
217 - د ت ن: سَوّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَوَّارُ بْنِ عبد الله بن قُدامة، أبو عبد الله التميمي العنبري الْبَصْرِيُّ [الوفاة: 241 - 250 ه]
قاضي الرّصافة ببغداد.
وهو مِن بيت العلم والقضاء.
سَمِعَ: عبد الوارث بن سعيد، ويزيد بن زُرَيْع، ومعتمر بن سليمان، وبِشْر بن المفضل، ويحيى القطان.
وَعَنْهُ: أبو داود، والترمذي، والنسائي، وعبد الله بن أحمد، وابن صاعد، وعلي بن عبد الحميد الغضائري، وطائفة.
قال النَّسائيّ: ثقة.
قلت: كان ظريفا مطبوعا شاعرا محسنا.
قال إسماعيل القاضي: دخل سوّار القاضي عَلَى محمد بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر فقال: أيُّها الأمير إنّي جئتُ فِي حاجةٍ رفعتها إلى اللَّه قبل رفعها إليك. فإنْ قضيتَها حمدنا اللَّه وشكرناك، وإن لم تقضِها حمدنا اللَّه وعَذَرْناك. فقضى جميع حوائجه.
قال أحمد بن المعذل: كان سوّار بْن عبد الله القاضي قد خامَرَ قَلْبه شيءٌ من الوجد فقال:
سلبتِ عظامي مُخّها فتركتها ... عواري فِي أجلادها تتكسّرُ
وأخليتِ منها مُخّها فكأنّها ... قوارير فِي أجوافها الريح تصفُرُ
خذي بيدي ثُمَّ اكشفي الثّوب انظري ... بِلى جسدي لكنّني أتستّرُ
مات سنة خمسٍ وأربعين بعد أن عمِيّ، وكان فقيها فصيحا مُفَوَّها، وافر اللّحْية.
وقع لي حديثه بعُلُو من رواية المخلّص، عن ابن صاعد عنه.(5/1149)
-[حَرْفُ الشِّينِ](5/1149)
218 - شُجاع، فتاةُ المعتصم وأمّ المتوكّل. [الوفاة: 241 - 250 ه]
كانت لها الحُرْمة الوافرة في دولة ابنها. وكانت دَيِّنة كثيرة الصّدقات والمعروف إلى الغاية.
وبلغنا أنها خلفت من الذهب المصري خمسة آلاف ألف دينار، هذا سوى الأثاث والجواري والعقار.
تُوُفّيت سنة ستٍّ وأربعين، وقيل: سنة سبْعٍ.(5/1149)
219 - شُعَيْب بن سهل، أبو صالح الرّازيّ القاضي شَعْبَوَيْه. [الوفاة: 241 - 250 ه][ص:1150]
ولاه أحمد بن أبي دُؤاد قضاء بغداد، وكان من أعيان الْجَهْميّة وفُضَلائهم. وكان قد كتب على باب مسجده القول بخلْق القرآن، فوثب قوم من دعار السنة فأحرقوا بيته ونهبوه، فهربَ، وذلك في سنة سبْعٍ وعشرين. وعاش إلى سنة ستٍّ وأربعين.
رَوَى عَنْ: الصّبّاح بن مُحَارب.
وقد ذكره أحمد بن حنبل فقال: أخزاه الله كان يرى رأي جَهْم. رواها حرب عنه.(5/1149)
220 - شيبة بن الوليد بن سعيد، أبو محمد العثّمانيّ الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: أبيه، وجدّه لأمّه عبد الرحمن بن عليّ بن العَجْلان، وعمّه خالد.
وَعَنْهُ: أبو داود السّجْزيّ، وأبو طالب عبد الله بن أحمد بن سَوَادة، وأحمد بن المعلى القاضي.(5/1150)
-[حَرْفُ الصَّادِ](5/1150)
221 - صالح بن حرب أبو مَعْمَر. [الوفاة: 241 - 250 ه]
حدَّث ببغداد عَنْ: عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وسلام بن أبي خبزة.
رَوَى عَنْهُ: أبو بكر بن أبي الدُّنيا، وابن ناجية، ومحمد بن جرير الطبري، وأبو يعلى، وأبو العباس السراج.
وهو صدوق.(5/1150)
222 - م ت: صالح بن مسمار السلمي المروزي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: شُعَيب بن حرب، ومُعَاذ بن هشام، ووَكِيع، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وابن أبي فُدَيْك، ومعن بن عيسى، وجماعة.
وَعَنْهُ: مسلم، والترمذي، وأبو حاتم وقال: صدوق، وابن خُزَيْمَة، وابن جرير الطبري، وآخرون.
توفي بكشميهن في رمضان سنة ست وأربعين.(5/1150)
223 - ن: صالح بن عدي، أبو الهيثم النميري البَصْريُّ الذارع. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: يزيد بن زُرَيْع، ومعتمر بن سليمان، والسميدع بن واهب.
وَعَنْهُ: النسائي، وأبو حاتم، وعمر بن بُجَيْر، ومحمد بن جرير، وآخرون. [ص:1151]
قال أبو حاتم: صدوق.(5/1150)
224 - ق: صالح بْن محمد بْن يحيى بْن سَعِيد القطّان، [الوفاة: 241 - 250 ه]
أخو أحمد بن محمد.
عَنْ: عثمان بن عمر بن فارس، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وأبو داود السِّجِسْتانيّ في " حديث مالك " تأليفه، وأحمد بن عَمْرو البزّار، وأحمد بن يحيى التُّسْتَريّ، وآخرون.(5/1151)
225 - صُهَيْب بن عاصم، أبو محمد القيسيّ الكَرْمِينيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: الفُضَيْل بن عِياض، وابن عُيَيْنَة، ووَكِيع، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: عامر بن المنتجع، وسيف بن حفص، والطيب بن محمد الإشتيخني.
ورخه ابن ماكولا.(5/1151)
-[حَرْفُ الضَّادِ](5/1151)
226 - الضَّحَاك بن حَجْوة المَنْبِجِيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
تالِف.
عَنْ: ابن عيينة، ومحمد بن عبيد الطنافسي، وجماعة.
وَعَنْهُ: عمر بن سنان، وصالح بن أَصبَغ المَنْبِجِيّان.
قال ابن عديّ: مُنْكَر الحديث.
وقال الدارقطني: كان يضع الحديث.(5/1151)
-[حَرْفُ الطَّاءِ](5/1151)
227 - طاهر بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر بْن الْحُسَيْن الخُزاعيّ المُصْعَبيّ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
أمير خُراسان وابن أميرها.
حدَّث عن سليمان بن حرب.
رَوَى عَنْهُ: قَطَن بن إبراهيم، وغيره. ولي الأمر بعد أبيه سنة ثلاثين ومائتين مِن قِبل الواثق. ومات في رجب سنة ثمانٍ وأربعين. فولي خراسان ولده محمد بن طاهر بعده.(5/1151)
-[حَرْفُ الْعَيْنِ](5/1151)
228 - عامر بن أسيد بن واضح، أبو عمر الأصبهانيّ الواضحيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: معتمر بن سليمان، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، ويحيى بن سعيد القطّان، [ص:1152] وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بن محمود بن صَبِيح، والحسين بن إسحاق الخلال الأصبهانيان.(5/1151)
229 - عامر بن سيّار. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: سليمان بن أرقم، وسوّار بن مُصَعْب، وعبد الحميد بن بِهْرام، ومحمد بن عبد الملك المدنيّ الطويل، وغيرهم.
وَعَنْهُ: حازم بن يحيى الحُلْوانيّ، وعمر بن الحسن الحلبيّ شيخ لابن المظفَّر.
قال أبو حاتم: هو مجهول.
وقال الخطيب أبو بكر: بلغني أنّه تُوُفّي نحو سنة أربعين، أو بعد ذلك.
قلت: وَرَوَى عَنْهُ: بَقِيّ بن مَخْلَد.(5/1152)
230 - عامر بن عمر، أبو الفتح المَوْصِليّ المقرئ. الملَّقب بأوقيّة. [الوفاة: 241 - 250 ه]
كان فصيحا مجوِّدا لكتاب الله.
قرأ على يحيى بن المبارك اليَزِيديّ.
وَسَمِعَ مِنْ: وَكِيع، وأبي أسامة، وغيرهما.
وتصدَّر للإقراء، فتلا عليه جماعة؛ منهم أحمد بن سمعَوَيْه، وعيسى بن رصاص، وأحمد بن مسعود السّرّاج، وموسى بن جُمْهُور، وروى عنه بعض الشيوخ قليلا مِن الحديث.
تُوُفّي سنة خمسين؛ وقد أخذ القراءة أيضا عن العبّاس بن الفضل بالمَوْصِل.(5/1152)
231 - عبّاد بن زياد الأَسَديّ السّاجيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وعثمان بن عمر بن فارس، وعَمْرو بن أبي المقدام ثابت، ويحيى بن العلاء الرّازيّ.
وَعَنْهُ: أبو بكر البزّار في " مُسْنَده "، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو داود السِّجِسْتانيّ في جَمْعة " حديث مالك "، وابنه أبو بكر بن أبي داود، وسئل عنه أبو داود فقال: صدوق، أراه كان يُتَّهم بالقدر.(5/1152)
232 - خ ت ق: عبّاد بن يعقوب الرَّواجِنيّ، أبو سعيد الأَسَديّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
أحد رؤوس الشّيِعة.
رَوَى عَنْ: شَرِيك القاضي، وعَبّاد بن العوّام، وإِبْرَاهِيم بْن محمد بْن أَبِي يحيى المدني، وإسماعيل بن عيَّاش، وعبد الله بن عبد القُدُّوس، والحسين بن زيد بن عليّ العلويّ، والوليد بن أبي ثور، وعلي بن هاشم بن البُرَيْد، وطائفة.
وَعَنْهُ: البخاري حديثا واحدا قرنه بغيره والترمذي، وابن ماجه، وأحمد بن عَمْرو البزّار، وصالح بن محمد جزرة، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن علي الحكيم الترمذي، وابن صاعد، وابن خزيمة، وطائفة.
وَرَوَى عَنْهُ أبو حاتم، وقال: شيخ ثقة.
وقال الحاكم: كان ابن خُزَيْمة يقول: حدثنا الثّقة فِي روايته، المتَّهم فِي دينه عَبّاد بن يعقوب.
وقال ابن عدي: فيه غلو في التشيع، سمعت عبدان يذكر عن الثقة أن عباد بن يعقوب كان يشتم السَّلف. قال ابن عديّ: وقد روى أحاديث أُنْكِرَتْ عليه فِي فضائل أهل البيت ومثالب غيرهم.
وقال علي بن محمد الحبيبي، عن صالح جزرة: كان عباد بن يعقوب يشتم عثمان رضي الله عنه، وسمعته يقول: اللَّه أعدل من أن يُدْخِل طلحةَ والزُّبَيْر الجنة قاتلا عليا بعد أنّ بايعاه.
وقال القاسم بْن زَكَرِيّا المطّرز: دخلتُ على عَبّاد بالكوفة، وكان يمتحن من يسمع منه. فقال: مَن حفر البحر؟ فقلت: اللَّه خلق البحر. قال: هُوَ كذلك، ولكن من حَفَره؟ فقلت: يذكر الشَّيْخ. فقال: حَفَره عليّ. فمن أجراه؟ فقلت: اللَّه. قال: هُوَ كذلك، ولكن مَن أجراه؟ قلت: يفيدني الشَّيْخ. قال: أجراه الْحُسَيْن. وكان عَبّاد بْن يعقوب مكفوفا، فرأيت سيفا وجحْفة، فقلت: لمن هذا السّيف؟ قال: لي، أعددته لأقاتل به مع المهديّ. فلمّا فرغت من سماع ما أردتُ منه، دخلت عليه فقال: مَن حفر البحر؟ فقلتُ: حفره [ص:1154] معاوية، وأجراه عَمْرو بْن العاص. ثُمَّ وثبت وَعدَوْت، فجعل يصيح: أدركوا الفاسق عدوَّ اللَّه فاقتلوه.
قلت: هذه حكاية صحيحة رواها ابن المظفّر الحافظ عن القاسم.
قال محمد بْن جرير: سمعت عَبّاد بْن يعقوب يقول: مَن لم يتبرأ فِي صلاته كلّ يوم من أعداء آل محمد صلى الله عليه وسلم، حشره الله معهم.
قلت: هذا الكلام أَبُو جاد الرفض؛ فإن آل محمد عليه السلام قد عادى بعضهم بعضًا على المُلْك، كآل العباس، وأل عليّ، وإنْ تبرأت من آل العبّاس لأجل آل عليّ فقد تبرّأت من آل محمد، وإنْ تبرّأت من آل عليّ لأجل آل العبّاس فقد تبرّأت من آل محمد. وإنْ تبرّأت مِن الّظالم منهما للآخر، فقد يكون الّظالم علويّا قاطبا، فكيف أبرأ منه؟ وإنْ قلت: ليس فِي آل عليّ ظالم. فهو دعوى العصمة فيهم، وقد ظلم بعضهم بعضًا. فبالله اسكتوا حتّى نسكت، وقولوا: " {رَبَّنَا اغْفِرْ لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان} الآية.
قال البخاريّ: مات في شوّال سنة خمسين.(5/1153)
233 - عَبّادة المخنّث. [الوفاة: 241 - 250 ه]
صاحب نوادر ومُجُون، كان ببغداد في هذا العصر.
قيل: إنّه دخل على الواثق زمن محنة القرآن فقال: أعظَمَ اللَّه أجرك يا أمير المؤمنين. قال: ويْلَك، فيمن؟ قال: فِي القرآن. قال: والقرآن يموت؟ قال: أليس كل شيء مخلوق يموت؟ بالله مَن يصلّي بالنّاس التّراويح؟ فقال: أخرجوه، أخرجوه.
وقيل: إنه دخل على المتوكّل، فتوعّده بالضَّرْب وقال: تصفع إمام المسجد؟ فقال: يا أمير المؤمنين، دخلت وأنا مستعجل، فصلَّى بنا الصُّبْح وطَوَّلَ، وقرأ جزءا حتّى كادت الشّمس أنّ تطلع، وأنا أتقلّب. فلمّا سلم قال: يا جماعة أعيدوا صلاتكم، فإني كنت بلا وضوء. فصفعته واحدة. فضحك المتوكل.(5/1154)
234 - ع: العبّاس بن عبد العظيم بن إسماعيل بن توبة الحافظ، أبو الفضل العنبري الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه][ص:1155]
عَنْ: يحيى القطّان، وعبد الرحمن بن مهديّ، ومُعَاذ بن هشام، وعبد الرّزّاق، وعمر بن يونس اليَمَاميّ، والنَّضْر بن محمد، ويزيد بن هارون، وأبي عاصم، وخلق.
وَعَنْهُ: الجماعة لكّن البخاريّ تعليقا، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وعَبْدان الأهوازيّ، وابن خُزَيْمَة، وعمر بن بُجَيْر، وزكريّا الساجي، وطائفة.
قَالَ النَّسائيّ: ثقة مأمون.
وقال محمد بْن المثنَّى السِّمْسار: كان من سادات المسلمين.
وقال غيره: كان من عقلاء أهل زمانه وفضلائهم.
تُوُفّي سنة ست وأربعين.(5/1154)
235 - ق: العبّاس بن الوليد بن صُبْح، أبو الفضل السلمي الدمشقي الخلال. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: الْوَلِيدُ بْنُ مسْلمٍ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، ومحمد بن عيسى بن سُميع، وعَمْرو بن هاشم البَيروتيّ، وزيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي، وأبي مسهر، وخلق من الشاميين.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وأبو الْجَهْم أحمد بن طلاب، والحَسَن بن سفيان، والحسن بن علي بن عوانة الكفربطنائي، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن تمام البهراني، وخلق.
قال أبو حاتم: شيخ.
وقال غيره: كان عالما بالأخبار والرجال، فاضلا.
وقال عمرو بن دحيم: توفي في صفر سنة ثمان وأربعين.(5/1155)
236 - د ق: عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان أبو عمرو، وأبو محمد البهراني، مولاهم الدمشقي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
مقرئ دمشق، وإمام جامعها،
قرأ على أيوب بن تميم المقرئ، عن يحيى الذّماريّ، عن ابن عامر. وتصدَّر للإقراء والحديث، فقرأ عليه خلْق منهم: أحمد بن يوسف التغْلبيّ، ومحمد بن موسى الصُّوريّ، وهارون بن شَرِيك الأخفش، ومحمد بن قاسم الإسكندرانيّ.
وَحَدَّثَ عَنْ: بَقِيَّة، وسُوَيْد بن [ص:1156] عبد العزيز، والوليد بن مسلم، ووَكِيع، وعِراك بن خالد المُرّيّ، وضمرة بن ربيعة، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، وابن ماجه، وابنه أبو عُبَيْدة أحمد بن عبد الله، وعثمان بن خُرَّزاد، وإسماعيل بن قيراط، وعبد اللَّه بْن محمد بْن سَلْم المقدسيّ، ومحمد بن إسحاق بن الحَرِيص، وخلْق.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال أبو زُرْعة الدِّمشقيُّ: لم يكن بالعراق، ولا بالحجاز، ولا بالشام، ولا بمصر، ولا بخُراسان في زمان عبد الله بن ذَكْوان أقرأ عندي منه.
وقال الوليد بن عُتْبة: ما بالعراق أقرأ من ابن ذكوان.
وقال محمد بن الفيض الغساني: سمعت هشام بْن عمّار يقول وقد رَأَى عصا لعبد اللَّه بْن ذكْوان، وقد مضى ابن ذَكْوان يتوضّأ: ما هذه العصا؟ قَالُوا: هذه لابن ذَكْوان. فقال: أَنَا أكبر من أبيه وما أحمل عصا.
وقال ابن ذَكْوان: وُلِدتُ يوم عاشوراء سنة ثلاثٍ وسبعين.
وقال غير واحد: توفي يوم الاثنين لليلتين بقِيَتا من شوّال سنة اثنتين وأربعين. وغلط من قال: سنة ثلاث.
وكان إمام جامع بني أُميّة. وكان هشام الخطيب وهو أسنُّ من ابن ذَكْوان بعشرين سنة، وعليهما دارت قراءة ابن عامر. وَقَدِ انْفَرَدَ ابْنُ ذَكْوَانَ بِهَذَا الحديث، ورواه عنه جماعة قال: حدثنا عِرَاكُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا عُزِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلْيَهِ وَسَلَّمَ بِابْنَتِهِ رُقَيَّةَ قَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ دَفْنُ الْبَنَاتِ مِنَ الْمَكْرُمَاتِ ".
وقال محمد بْن الفيض الغساني: جاء رجل من الحرجلة يطلب لأخيه لعّابين لعُرسه، فوجد السّلطان قد منعهم، فجاء يطلب المعّبرين، فلقيه صوفيّ [ص:1157] ماجن، فأرشَدَه إلى ابن ذَكْوان؛ وهو خلف المنبر، فجاءه وقال: إن السّلطان قد منع المخنّثين. فقال: أحسن والله. فقال: نعمل العرس بالمعَبّرين. وقد أُرْشِدتُ إليك. فقال: لنا رئيس، فإنْ جاء معك جئت، وهو ذاك. فقام الرجل إليه، وهو هشام بْن عمّار، وكان متّكئا بحدّ المحراب، فسلّم عليه، فقال هشام: أَبُو مَن؟ فردّ عليه ردّا ضعيفا وقال: أبو الوليد. قال: أَنَا من الحُرْجُلَّة. قال: ما أبالي من أَيْنَ كنت. قال: أخي عمل عُرْسَه. قال: فماذا أصنع؟ قال: قد أرسلني أطلب له المخنَّثين. قال: لا بارك الله فيهم ولا فيك. قال: وقد طلبت المعَبّرين، فأُرشِدتُ إليك. قال: مَن أرشدك؟ قال: ذاك. فرفع هشام رِجْلَه ورفَسه وقال: قم. ثُمَّ قال لابن ذَكْوان: قد تفرّغت لهذا. قال: أي والله أنت رئيسَنا وشيخَنا، لو مضيت لمضينا.(5/1155)
237 - عبد الله بن أحمد بن حَرب البَغْداديُّ الأديب. وهو أبو هَفّان الشّاعر المشهور. [الوفاة: 241 - 250 ه]
أخذ الأدب عن الأصمعيّ، وغيره.
وَعَنْهُ: جُنَيْد بن حكيم، ويموت بن المزرع، وغيرهما.(5/1157)
238 - ت ن: عبد الله بْن أحمد بْن عبد الله بْن يونس بْن قيس، أبو حُصَيْن اليَرْبُوعيّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ: أباه، وعَبْثَر بن القاسم ليس إلا.
وَعَنْهُ: الترمذي، والنسائي، وقال: ثقة، ومُطَيَّن، وابن خُزَيْمَة، وأبو العباس السراج، ومحمد بن جرير، وعمر البجيري، وأبو لبيد محمد بن إدريس، وأبو طاهر الحسن بن فيل.
وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال مُطَين: تُوُفِيّ فِي ذي القعدة سنة ثمان وأربعين.(5/1157)
239 - عبد الله بن جابر الأموي، مولاهم الأندلسي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
قال ابن يونس: رَوَى عَنْ: عَبْد اللَّه بْن وهْب.
ومات بسُوسَة من المغرب سنة خمسين، وقيل: سنة ستٍّ وخمسين ومائتين.(5/1157)
240 - عبد الله بن خالد اللُّؤلؤيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: محمد بن جعفر غُنْدر، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى.
وَعَنْهُ: محمد بن محمد الباغَنْديّ، وابن صاعد.
وثّقة بعض الكِبار.(5/1158)
241 - عبد الله بن خالد، أبو مقاتل الأزْديّ البخاريّ المكتِّب، ولَقَبُه: ناباج. [الوفاة: 241 - 250 ه]
رَوَى عَنْ: عيسى غُنْجار، ومحمد بن الفضل، وأبان بن نهشل.
وَعَنْهُ: حَمْدَوَيْه بن خطّاب، وموسى بن أفْلح، وحامد بن مجاهد.
قال ابن ماكولا: مات في شوّال سنة إحدى وأربعين ومائتين.(5/1158)
242 - عبد الله بن ذُؤاب المَوْصِليّ العابد. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: المُعَافَى بن عِمران، وعبد الله بن المبارك، وزيد بن أبي الزرقاء.
وكان أمّارا بالمعروف، نَهّاءً عن المُنْكر. استُشْهِد هو وابنه أحمد في الوقعة، ومقدَّمهم عمر بن عُبَيْد الله، وذلك في سنة تسعٍ وأربعين.
روى عبد الله اليسير.(5/1158)
243 - عبد الله بن سليمان بن يوسف، أبو محمد العبْديّ البَعْلَبَكّيّ. ويقال: البَغْداديُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: اللَّيث بن سعد، وابن لَهِيعة، وأبي إسحاق الفَزَاريّ.
وَعَنْهُ: بكر بن سهل الدِّمْياطيّ، ومحمد بن قُتَيْبَة العسقلاَنيّ، ومحمد بن محمد بن سليمان الباغَنْديّ، وجماعة.
قال أبو أحمد بن عديّ: ليس بذاك المعروف.(5/1158)
244 - ع سوى ق: عبد الله بن الصباح الهاشمي، مولاهم البَصْريُّ العطّار. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: هُشَيْم، ومعتمر بن سليمان، ومحمد بن سواء، وعبد الأعلى بْن عَبْد الأعلى، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمّيّ، ويزيد بن هارون، وخلْق.
وَعَنْهُ: الجماعة سوى ابن ماجة، وابن خُزَيْمَة، وأحمد بن عَمْرو البزّار، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن هارون الرّويانيّ، وابن صاعد، وطائفة. [ص:1159]
وثّقة النَّسائيّ وغيره.
مات سنة خمسين. وقال السراج: سنة ثلاث وخمسين.(5/1158)
245 - ق: عبد الله بن عامر بْن برّاد بْن يوسف بْن أَبِي بُرْدَة بن أبي موسى الأشعريُّ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
وهو ابن أخي عبد الله بْن برّاد.
سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن إدريس، وأبا أسامة، وزيد بن الحباب.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وأبو يَعْلَى.(5/1159)
246 - عبد الله بن عبد الجبّار بن نُضَيْر المراديّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: ابن عُيَيْنَة، وابن وهب.
توفي سنة سبع وأربعين ومائتين.(5/1159)
247 - ت: عبد الله بن عِمْران العابديّ المَخزوميُّ المكِّيُّ، أبو القاسم. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن سعْد، وعبد العزيز بْن أبي حازم، وعبد الله بن عبد العزيز العُمَريّ الزّاهد، وفضيل بن عياض، وجماعة.
وَعَنْهُ: الترمذي، وإسحاق بن إبراهيم النَّيْسَابوريُّ البشتي، وعبد الله بن صالح البخاري، وعبد الرحمن بن يوسف بن خراش، وعَليُّ بن عبد الحميد الغضائري، والمفضل بن محمد الجندي، ويحيى بن صاعد، وخلق.
قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.
وقَالَ ابْن حِبّان: توفي سنة خمس وأربعين.(5/1159)
248 - ق: عبد الله بن عمران، أبو محمد الأَسَديّ، مولاهم الرّازيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
أصبهانيّ، سكن الرّيّ.
رَوَى عَنْ: جرير، وأبي معاوية، ووكيع، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وإبراهيم بن محمد بن نائلة، وإبراهيم بن يوسف الرازي، وجعفر بن أحمد بن فارس، وأبو يحيى جعفر بن محمد الزعفراني، وخلق. [ص:1160]
قال أبو حاتم: صدوق.(5/1159)
249 - د ن: عَبْد اللَّه بْن محمد بْن إِسْحَاق، أَبُو عبد الرحمن الأذرمي النصيبي الموصلي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: جرير بن عبد الحميد، وزياد بن عبد الله البكائيّ، وهشيم، وغندر، وسفيان بن عيينة، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وموسى بن هارون، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وعبد الله بن صالح البخاريّ، وأبو بكر بن أبي داود، وخلق.
وثقة أبو حاتم، وغيره.
قال الخطيب: كان الواثق أشخص شيخا من أهل أذنة للمحنة، وناظر ابن أبي دؤاد بحضرته، واستعلى بالحجة، فأطلقه الواثق. ويقال: إنه كان أبا عبد الرحمن الأذرمي.
قلت: وقع لي حديثه عاليا؛ أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ، قال: أَخْبَرَنَا ابن الحرستاني حضورا، قال: أخبرنا أبو الحسن السلمي، قال: أخبرنا ابن طلاب، قال: أخبرنا محمد بن أحمد الغساني، قال: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَلَفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أبو بكر الصيدلاني بأنطاكية، قال: حدثنا عبد الله بن محمد الأذرمي، قال: حدثنا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَبِيتَنَّ رَجُلٌ عِنْدَ امْرَأَةٍ ثَيِّبٍ إِلا أَنْ يَكُونَ نَاكِحًا أَوْ ذَا مَحْرَمٍ ".
الأذْرميّ: قيّده ابن نُقْطَة بالقصْر والسُّكون، مع الْآزَرْمِيِّ بِالْمَدِّ وَزَايٍّ مُحَرَّكَةٍ، وَهُوَ محمد بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْآزَرْمِيُّ يَرْوِي عَنْ أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ، وطبقته.(5/1160)
250 - ق: عبد الله بن محمد بن رُمح بن المهاجر التجيبي، مولاهم المصري. [الوفاة: 241 - 250 ه][ص:1161]
سَمِعَ: عبد الله بن وهْب فقط.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وبكر بن سهل الدِّمياطيّ، ومحمد بن محمد بن الأشعث.
توفي في ربيع الأول سنة خمسين.
وأبوه مشهور رَوَى عَنْ: اللَّيث، وابن لَهِيعة. نذكره في هذه الطبقة.(5/1160)
251 - عبد الله بن محمد بن يحيى الخشاب الرملي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: الوليد بن مسلم، والفريابي، والوليد بن محمد الموقري، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بن سيار المروزي، وأبو داود، وابنه عبد الله بن أبي داود، ويحيى بن عبد الباقي الأذني، وغيرهم.(5/1161)
252 - د ن: عَبْد الله بْن محمد بْن يحيى أبو محمد الطرسوسي، الملقب بالضعيف؛ [الوفاة: 241 - 250 ه]
لكونه كان ضعيفا في بدنه.
وقال النَّسائيّ: شيخ صالح ثقة، لُقِّب بالضعيف لكثرة عبادته.
وقال ابن حِبّان: لإتقانه في ضبطه. قيل له: الضّعيف؛ يعني من تسمية الشيء بالضّدّ.
سَمِعَ: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وأبا معاوية، ومَعْن بن عيسى، وعبد الوهّاب الثّقفيّ، ويعقوب الحضْرميّ، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وموسى بن هارون الحافظ، وعمر بن سنان المَنْبِجيّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وآخرون.(5/1161)
253 - عَبْد اللَّه بْن محمد بْن دَاوُد، أبو محمد الأصبهانيّ البراد. [الوفاة: 241 - 250 ه]
زاهد عابد قانت.
رَوَى عَنْ: يحيى القطان، ومعاذ بن معاذ، وجماعة.
وَعَنْهُ: عليّ بن يونس، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزُّهْريّ، وغيرهما.(5/1161)
254 - عبد الله بن مسلم بن رُشَيْد، أبو محمد الهاشميّ، مولاهم الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
شيخ واهٍ، حدَّث بنَيْسابور عن مالك، واللَّيْث، وابن لَهِيعة.
وَعَنْهُ: أيّوب بن الحَسَن، ومحمد بن شاذان، وجماعة. وكان حيّا بعد الأربعين. [ص:1162]
قال ابن حِبّان: كان يضع الحديث.
وقال الحاكم: روى عنه من المتأخرين محمد بن عبد الله بن المبارك.
وأظنّه مات بعد الأربعين، وقال طير طرأ علينا.(5/1161)
255 - د ت ق: عبد الله بن معاوية بن موسى الْجُمَحيّ الْبَصْرِيُّ المعمر، أبو جعفر [الوفاة: 241 - 250 ه]
مُسند العراق في زمانه.
رَوَى عَنْ: الحمَّادَيْن، والقاسم بن الفضل الحُدانيّ، ومحمد بن راشد المكحولي، ومهدي بن ميمون، وثابت بن يزيد الأحول، والحارث بن نبهان، وجماعة. وتفرد بالرواية عن غير واحد. وعُمّر مائة سنة وزيادة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وأحمد بن عَمْرو البزّار، وأبو يعلى الموصلي، وبكر بن أحمد بن مقبل، وعلي بن أحمد بن بسطام الزعفراني، وعلي بن عبد الحميد الغضائري. وأبو حبيب العباس ابن البرتي، ومحمد بن منده، وخلق.
ذكره ابن حبان في الثقات.
وجده هو موسى بن أبي غليظ نشيط بن مسعود بن أمية بن خلف القرشي الجمحي.
قال الحسن بن أحمد بن الليث: رأيت عبد الله بن معاوية وكان له مائة سنة وزيادة على عشرة، تزوج جارية فبنى بها، فسألتها أمها من الغد، فقالت: اقتضها البارحة.
قال موسى بن هارون: مات بالبصرة سنة ثلاث وأربعين.(5/1162)
256 - خ ت ن: عبد الله بن منير، أبو عبد الرحمن المروزي الزّاهد. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: النَّضْر بن شُمَيْل، وأبي النَّضْر هاشم بن القاسم، وعبد الرّزّاق، وسعيد بن عامر، ووهْب بن جرير، وعبد الله بن بكر السهمي، ويزيد بن هارون، وخلق.
وَعَنْهُ: البخاري، والترمذي، والنسائي، وإسرائيل بن السِّمِيدَع، وعَبْدان المَرْوَزِيّ، وهبيرة بن الحسن البغوي.
ووثقه النسائي. وكان من الأولياء. [ص:1163]
قال الفربري: سمعت بعض أصحابنا يقول: سمعت الْبُخَارِيّ يقول: لم أرَ مثله.
قال الفِرَبْريّ: كان يسكن فِرَبْر وبها تُوُفّي سنة إحدى وأربعين.
وقال اللالكائيّ: تُوُفّي سنة ثلاثٍ وأربعين في ربيع الآخر.
وقال يعقوب بْن إسحاق بْن محمود الهَرَويّ: سمعت يحيى بْن بدر القُرَشيّ يقول: كان عبد الله بْن منير قبل الصّلاة يكون بفِرَبْر، فإذا كان وقت الصّلاة يرونه فِي مسجد آمُل، فكانوا يقولون: إِنَّهُ يمشي على الماء. فقيل له، فقال: أما المشي على الماء فلا أدري، ولكنْ إذا أراد اللَّه جمع حافَّتَيِ النَّهر حتّى يعبر الْإِنْسَان. قال: وكان إذا قام من المجلس خرج إلى البرّيّة مع قومٍ من أصحابه يجمع شيئا مثل الأشنان وغيره فيبيعه فِي السوق، ويعيش منه. فخرج يوما مع أصحابه، فإذا هُوَ بالأسد رابض، فقال لأصحابه: قفوا. وتقدَّم هُوَ إلى الأسد، فلا ندري ما قال له، فقام الأسد فمرّ.(5/1162)
257 - عبد الله بن نصر الأصمّ الخُراسانيّ ثمّ الأنطاكيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: أبي بكر بن عيّاش، ووَكِيع، وشَبّابة بن سَوّار.
وَعَنْهُ: الفضل بن سليمان الأنطاكيّ، وعمر بن سِنان المَنْبجيّ، ويحيى بن عليّ بن هاشم، وأبو بكر بن أبي داود، وجماعة.
استنكر ابن عديّ له أحاديث، وأوردها.(5/1163)
258 - ت: عبد الله بن الوضّاح بن سعيد أو سعد، أبو محمد الأزدي الوضاحي الكُوفيُّ اللؤلؤي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: عبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث، وزياد بن عبد الله، وحسين الجعفي، وجماعة.
وَعَنْهُ: الترمذي، وأحمد بن عَمْرو البزّار، وعمر بن محمد بن بجير، وابن خزيمة، وابن صاعد، وطائفة.
وثقة ابن حبان.
وقال مطيَّن: مات فِي جُمَادى الآخرة سنة خمسين.
قلت: وقعَ لي مِن عواليه.(5/1163)
259 - عَبْد اللَّه بْن يحيى بن معبد المرادي. [الوفاة: 241 - 250 ه][ص:1164]
رَوَى عَنْ: ابن لَهِيعة.
وَعَنْهُ: أحمد بن يحيى بن خالد الرَّقّيّ، وأبو عِلاثة محمد بن أبي غسّان.
تُوُفّي سنة اثنتين وأربعين.(5/1163)
260 - ت ن: عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى بن هلال الأسدي الكُوفيُّ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: عبد الله بن إدريس، وأبي أُسامة، وابن فُضَيْل، ويحيى بن آدم، وَيَعْلَى بن عبيد، وطائفة.
وَعَنْهُ: الترمذي، والنسائي، والحَسَن بن سُفْيان، ومحمد بن جرير، وابن صاعد، والمَحَامِليّ، وآخرون.
قال النسائي: ثقة.
وقال مطين: مات سنة سبع وأربعين.(5/1164)
261 - عبد الأول بن موسى بن إسماعيل، أبو نعيم المصري. [الوفاة: 241 - 250 ه]
رَوَى عَنْ: ابن عُيَيْنَة، وابن وهْب.
قال ابن يونس: تُوُفّي سنة خمسين.
قلت: وكان مؤدِّباً،
رَوَى عَنْهُ: محمد بْن عَبْد اللَّه بْن عرس شيخ للطبراني.(5/1164)
262 - م ت ن: عبد الجبّار بن العلاء بن عبد الجبّار، أبو بكر الْبَصْرِيُّ [الوفاة: 241 - 250 ه]
المجاور بمكّة. مولى الأنصار.
سَمِعَ: سُفْيان بن عُيَيْنَة، ومروان بن معاوية، وعبد الوهّاب الثّقفيّ، ويوسف بن عطية، وغندرا، وجماعة.
وَعَنْهُ: مسلم، والترمذي، والنسائي، وأبو بكر بن أبي عاصم، وإسحاق بن أحمد الخُزَاعيّ، وعمر البجيري، وأبو قريش محمد بن جمعة، وابن صاعد، وابن خزيمة، وأبو عروبة.
وروى النسائي أيضا عن زكريّا خيّاط السنة عنه، وقال: لا بأس به.
وقال أبو حاتم: صالح.
وقال ابن خُزَيْمَة: ما رأيت أسرع قراءةً منه ومن بُنْدار.
قال السّرّاج: مات بمكّة في أول جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين.(5/1164)
263 - م د ق: عبد الحميد بن بيان، أبو الحَسَن الواسطيُّ العطَّار السُّكّريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: خَالِد بْن عَبْد اللَّه الطّحّان، وهُشَيْم، وإسحاق الأزرق، وعليّ بن هاشم بن البريد، وغيرهم.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، وابن ماجه، وابن أبي عاصم، وأبو حبيب العباس ابن البرتي، وعَبْدان الأهوازيّ، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، ومحمد بن جرير الطَّبريّ، ومُطَيَّن، وجماعة.
قال بَحْشَل: مات سنة أربعٍ وأربعين ومائتين.(5/1165)
264 - عبد الحميد بن صَبيح العَنْبريُّ. مولاهم البَصْريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: حمّاد بن زيد، وهُشَيْم بن بشير، وبشير بن ميمون.
وَعَنْهُ: محمد بن إبراهيم الديبلي المكي، ومحمد بن إدريس وراق الحميدي.
لا بأس به.(5/1165)
265 - عبد الخالق بن منصور، أبو عبد الرحمن القُشَيْريُّ النَّيْسَابوريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: أبي النَّضْر هاشم بن القاسم، وأبي نُعَيْم، وجماعة.
وَعَنْهُ: هلال بن العلاء، وسعيد بن هاشم بن مرثد، ومحمد بن الحَسَن بن قُتَيْبَة، وجماعة.
وآخر من روى عنه الحسين بن محمد بن داود بن مأمون القَيْسيّ.
تُوُفّي بمصر سنة ستٍّ وأربعين، ولا أعلم فيه جرحا.(5/1165)
266 - خ د ن ق: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إبراهيم بن عَمْرو بن ميمون، أبو سعيد الأموي، مولى آل عثمان رضي الله عنه، الحافظ الدِّمشقيُّ، دُحَيْم. [الوفاة: 241 - 250 ه]
وُلِد سنة سبعين ومائة.
وَسَمِعَ: الوليد بن مسلم، ومروان بن معاوية، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، ومحمد بن شُعيب، وإسحاق الأزرق، وأبا أُسامة، وضَمْرة بن ربيعة، وأيّوب بن سويد الرمليين، ومعاذ هشام، وخلْقا. ورحل إلى الكوفة، والبصْرة، ومصر.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وابناه: عَمْرو وإبراهيم، وأحمد بن الْمُعَلَّى، وزكريّا السّجْزيّ، وسعيد بن هاشم بن مَرْثَد الطَّبَرانيّ، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وأبَوَا زُرْعة، ومحمد بن الحسن بن قتيبة، ومحمد [ص:1166] ابن محمد الباغَنْديّ، ومحمد بن عَوْن الوحيديّ، ومحمد بن خُرَيم العُقيليّ، وخلْق كثير.
وكان من الأئمّة الأثبات، ولي قضاء الأردن وقضاء فلسطين.
قال عَبْدان الأهوازيّ: سمعت الحَسّن بْن عليّ بْن بحر يقول: قدِم دُحَيْم بغدادَ سنة اثنتي عشرة؛ يعني ومائتين؛ فرأيت أبي، وأحمد بْن حنبل، ويحيى بْن مَعِين، وخَلَف بْن سالم قُعُودا بين يديه كالصّبيان.
قال أبو بَكْر الخطيب: كان دُحَيْم ينتحل فِي الفقه مذهب الأوزاعي.
وقال أبو حاتم، وغيره: ثقة.
وقال أبو دَاوُد: حُجَّة، لم يكن بدمشق فِي زمانه مثله.
وقال النَّسَائيّ: ثقة مأمون.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْن عَبْدِ اللَّهِ العِجْليّ: كَانَ دُحَيْم يختلف إلى بغداد، فذكروا الفئة الباغية هُمْ أهل الشّام. فقال: مَن قال هذا فهو ابن الفاعلة. فنكب عَنْهُ النّاس، ثُمَّ سمعوا منه.
وقال محمد بْن يوسف الكندي: ورد كتاب المتوكّل على دُحَيم وهو على قضاء فلسطين يأمره بالانصراف إلى مصر لِيَلِيها، فتُوُفّي بفلسطين يوم الأحد لثلاث عشرة بقين من رمضان سنة خمسٍ وأربعين.
قلت: وقع لي حديثه عاليًا.(5/1165)
267 - عبد الرحمن بن أيّوب بن سعيد، أبو عَمْرو السَّكُونيّ الحمصيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ: العطّاف بن خالد، وبقيّة بن الوليد.
وَعَنْهُ: عليّ بن ميمون الرَّقّيّ، ومحمد بن محمد الباغندي.(5/1166)
268 - ت ن: عبد الرحمن بن الأسود الهاشمي، مولاهم البَصْريُّ الورّاق، أبو عَمْرو. [الوفاة: 241 - 250 ه][ص:1167]
عَنْ: عُبَيْدة بن حُمَيْد، ومَعْمَر بن سليمان الرقي، ومحمد بن ربيعة الكلابي.
وَعَنْهُ: الترمذي، والنسائي، وإبراهيم بن محمد المَرْوَزِيّ، ومحمد بن عبدة بن حرب القاضي، ومحمد بن جرير الطبري.(5/1166)
269 - عبد الرحمن بن الحارث الكفرتوثي. ولقبه جحدر. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ: بقية، وابن إدريس، ويحيى بن يمان، وجماعة.
وكان صاحب حديث لكنّه واهٍ.
رَوَى عَنْهُ: القاسم بن اللَّيْث الرَّسْعَنيّ، والحسين بن عبد الله القطّان، وزيد بن عبد العزيز المَوْصِليّ، وإبراهيم بن محمد بن الحارث الغازي، وآخرون.
ذكره ابن عديّ فقال: كان يسرق الحديث من قومٍ ثقات. وهو بيّن الضَّعْف. ومن بلاياه: حدثنا بقية، قال: حدثنا ثَوْرٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ مُعَاذٍ، مَرْفُوعًا: " لَوْ تَعْلَمُ أُمَّتِي مَا لَهَا فِي الحلبة لاشْتَرَوْهَا بِوَزْنِهَا ذَهَبًا ".(5/1167)
270 - عبد الرحمن بن زُبّان، أبو عليّ بن أبي البَخْتَرِيّ الطّائيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
رَوَى عَنْ: عَبْد الله بْن إدريس، وأبي بَكْر بن عيّاش، والمُحَاربيّ.
وَعَنْهُ: ابن أبي الدُّنيا، ومحمد القِنَّبِيطيّ، وابن صاعد.(5/1167)
271 - عبد الرحمن بن سليمان بن بُرْد التُجَيْبيّ الحافظ دُحَيْم. [الوفاة: 241 - 250 ه]
ذكره ابن يونس فقال: مصريّ كان يحفظ الحديث يلقَّب دحيما.
تُوُفّي في سلْخ شوّال سنة اثنتين وأربعين.(5/1167)
272 - ق: عبد الرحمن بن عبد الوهّاب العمّيّ البَصْريُّ الصيرفي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: عبد الله بن نُمَيْر، ووَكِيع، وأبي عامر العقدي، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وبَقِيّ بن مَخْلَد، ومُطَيَّن، وجماعة.
وثّقة ابن حبان.(5/1167)
273 - د ن: عبد الرحمن بن عُبَيْد الله بن حكيم الأسدي الحلبي الكبير، أبو محمد، المعروف بابن أخي الإمام. [الوفاة: 241 - 250 ه][ص:1168]
كان إمام جامع حلب ومحدِّثها في زمانه مع أبي نُعَيْم عُبَيْد بن هشام.
رَوَى عَنْ: عُبَيْد الله بن عَمْرو الرَّقّيّ، وخَلَف بن خليفة، وإبراهيم بن سعْد، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد العزيز الدَّرَاوَردِيّ، وأبي المَليح الحَسَن بن عمر، وطبقتهم.
رحل إلى الحجاز، والشام، والجزيرة، والعراق.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وبَقِيّ بن مَخْلَد، والحسين بن إسحاق التُّسْتَريّ، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي نزيل دمشق، وعَبْد الرَّحْمَنِ بن عَبْد اللَّهِ بن عَبْد العزيز المعروف أيضا بابن أخي الإمام الحلبي الهاشمي، وعبدان الأهوازي. والحسن بن سفيان، وعمر بن سعيد المنبجي، وخلق.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال النسائي: لا بأس به.(5/1167)
274 - ق: عبد الرحمن بن عمر بن يزيد بن كثير الزهري. رستة الأصبهاني المديني. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ: يحيى القطّان، وعَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ، وعبد الوهاب الثقفي، وعدة.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، ومحمد بْن يحيى بْن مَنْدَه، وعَبْد اللَّه بْن أحمد بن أسيد، وابن أخيه عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عُمَر الزُّهْريّ، وابن أخيه الآخر محمد بن عبد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن أحمد بن عبدوس الهمداني، والحسن بن محمد الدّاركيّ، وخلْق.
وكان عنده عن ابن مهديّ ثلاثون ألف حديث.
قال إبراهيم بْن محمد بْن الحارث الأصبهانيّ، عن أحمد بْن حنبل: ما ذهبت يوما إلى عبد الرحمن إلا وجدت الأخَوَيْن الأزرقين عنده، يعني عبد الرحمن وأخاه عبد الله بْن عُمَر.
وقال أبو الشَّيْخ: غرائب حديث رستة تكثر.
قلت: تُوُفّي سنة خمسين. قاله ابن أخيه محمد بن عبد الله.(5/1168)
275 - د ن: عبد الرحمن بن محمد بن سلام بن ناصح الطرسوسي، وقد ينسب إلى جدّه تخفيفا. يُكّنى أبا القاسم، [الوفاة: 241 - 250 ه]
وولاؤه لبني هاشم. [ص:1169]
سكن طَرَسُوس. وإنّما هو بغداديّ الدّار، محدِّث حافظ.
رَوَى عَنْ: أبي معاوية الضّرير، وإسحاق الأزرق، وحسين الجعفي، وأبي أسامة، ومحمد بن ربيعة الكلابي، ويزيد بن هارون، وأبي النضر، وحجاج الأعور، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وحرب الكرْمانيّ، وأبو حاتم، وأبو علي وصيف الأنطاكي، وعمر بن سنان المنبجي، وإبراهيم بن محمد بن مَتُّوَيْه، وعبد الله بن أبي داود، وعبد الله ابن أخي أبي زرعة الرازي، وجماعة آخرهم حفيده أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن شيخ لابن جميع.
قال النسائي: لا بأس به.
قلت: وقع لنا حديثه عاليا.(5/1168)
276 - عبد الرحمن بن مسروق، أبو عوف البَغْداديُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ: عبد الوهّاب بن عطاء، وكثير بن هشام.
وَعَنْهُ: أبو القاسم البَغَويّ، ومحمد بن إسحاق السراج.(5/1169)
277 - ت ق: عبد الرحمن بن واقد بن مسلم، أبو مسلم الواقدي الْبَصْرِيُّ، ثم البَغْداديُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: خَلَف بن خليفة، وسعيد بن عبد الرحمن الْجُمَحيّ، وشَرِيك القاضي، وفَرج بن فَضَالَةَ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وأبي مسلم عبيد الله قائد الأعمش، وخلق.
وَعَنْهُ: الترمذي. وابن ماجه عن رجلٍ عَنْهُ، وابن أبي الدُّنيا، وأبو بَكْر بْن أبي داود، وحاجب بن أركين الفَرَغانيّ، وأبو حامد الحضرمي، ومحمد بن حامد خال ولد السني، وجماعة.
وثّقة ابن حِبّان، وغيره.
قال حاجب: مات سنة سبْعٍ وأربعين.(5/1169)
278 - عبد الرحمن بن يونس بن محمد السّرّاج، أبو محمد الرَّقّيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: عتّاب بن بشير، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد العزيز الدَّرَاوَردِيّ، وأبي بكر بن عياش، وسفيان بن عيينة، وعيسى بن يونس، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو بكر بن أبي الدُّنيا، وعبد الله بن صالح البخاريّ، وزكريّا السّاجيّ، وحاجب بن [ص:1170] أركين، ومحمد بن هارون الرّويانيّ، وابن صاعد، والمَحَامِليّ، وآخرون.
وقع لي حديثه عاليا.
قَالَ الدَّارقُطْنيّ: لا بأس به.
وقال ابن صاعد: مات سنة ثمانٍ وأربعين. وهو من أقران عبد الرحمن بن يونس المستملي المذكور بعد العشرين.(5/1169)
279 - عبد السّلام بن عبد الحميد بن سُوَيْد، أبو الحَسَن الْجَزَريّ [الوفاة: 241 - 250 ه]
إمام مسجد حرّان، ومُسْنِدُها في وقته.
رَوَى عَنْ: زهير بن معاوية، وموسى بن أَعْيَن، وغيرهما.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن محمد الباغَنْديّ، وأبو عَرُوبة، وأخوه أبو مَعْشَر الفضل، وآخرون. ويعقوب الفَسَويّ في مشيخته.
قال أبو عَرُوبة: كتب النّاس عَنْهُ قبل الأربعين، ثُمَّ ظهروا منه على تخليطٍ فتركوه، فلم يحدّث عَنْهُ أحد من أصحابنا.
وقال أبو أحمد: ليس بالقويّ عندهم.
قلت: هو آخر من حدَّث عن زُهير.
قال أبو عَرُوبة: توفي سنة أربع وأربعين ومائتين.(5/1170)
280 - د: عبد السّلام بن عبد الرحمن بن صَخْر بن عبد الرحمن بن وابصة بن معْبد الأسدي، القاضي أبو الفضل الرقي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
ولي قضاء الرَّقّة وحرّان، وقضاء حلب. ثم ولي قضاء بغداد في أيام المتوكل.
رَوَى عَنْ: أبيه، ووَكِيع، وعبد الله بن جعفر الرَّقّيّ.
وَعَنْهُ: أبو داود حديثا واحدا، وأحمد بن إبراهيم الدورقي وهو من أقرانه، وأحمد بْن عليّ الأبّار، وعلي بن سعيد بن بشير الرّازيّ، وأبو عروبة، وجماعة.
وكان يُعرف بالوابصيّ. ولي قضاء بغداد بعد زوال دولة الْجَهْميّة في سنة أربع وثلاثين. وقيل: كان ضعيفا في الفقه، ولكنّه حُمد في القضاء. [ص:1171]
تُوُفّي سنة سبْعٍ وأربعين. قاله أبو عَرُوبة. وقيل: سنة تسع.(5/1170)
281 - ت: عبد الصّمد بن سليمان بن أبي مطر، أبو بكر العَتَكيّ البلْخيّ الأعرج الحافظ، ولقبه عبدوس. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: أبي النَّضْر هاشم بن القاسم، وَيَعْلَى بن عُبَيْد، ومكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، وأبي عَبْد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ، وهَوْذَة بن خليفة، وخلْق.
وَعَنْهُ: الترمذي، وأبو بكر بن خُزَيْمَة، ومحمد بن عليّ الحكيم الترمذي، وموسى بن إسحاق الأنصاري، وجعفر بن محمد بن سوار، وجماعة.
حَدَّثَ بنيسابور في رجب سنة ست وأربعين.
وقال الترمذي في عقيب حديث قتيبة، عن اللَّيْث حديث مُعَاذِ فِي الجمع بين الصّلاتين: حَدَّثَنَا عَبْد الصمد بن سليمان، قال: حدثنا زكريا بن يحيى اللؤلؤي، قال: حدثنا أبو بكر الأعين، قال: حدثنا علي ابن المديني، قَالَ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، قَالَ: حدثنا قُتَيْبَةَ بهذا.
قال شيخنا أبو الحَجَّاج الحافظ: وهو فِي عدّة نُسَخ من رواية أبي الْعَبَّاس المحبوبيّ، وغيره، وسقط من النُّسخ المتأخّرة.(5/1171)
282 - عبد الصّمد بن الفضل بن خالد، أبو نصر الرَّبعيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وعبد اللَّه بْن وهْب، ووَكِيع.
قال أبو سعيد بن يونس: قد لقيت مَن يروي عنه. لقّبوه بالمراوحيّ؛ لأنّه أوَل من عمل المراوح بمصر. وكان رجلا صالحا نزل المعافر بمصر، وتُوُفّي في جُمَادَى الآخرة سنة ثلاثٍ وأربعين.
قلت: رَوَى عَنْهُ أبو حاتم.(5/1171)
283 - عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم بْن محمد بْن عليّ، الأمير أبو إبراهيم الهاشميّ العبّاسيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
ولي إمرة الحاجُ في خلافة المتوكّل غير مرّة،
وَحَدَّثَ عَنْ: أبيه، وعليّ بن عاصم.
وَعَنْهُ: ولده إبراهيم. [ص:1172]
وقع لنا حديثه في " جزء البانياسي ".(5/1171)
284 - عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير، أبو نصر التمار الموصلي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ: أبا شهاب الحناط، والمعافى بن عمران، وعلي بن مسهر، والعباس بن الفضل المقرئ صاحب أبي عَمْرو بن العلاء.
وَعَنْهُ: أبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وغيره.
وتوفي سنة ثلاث وأربعين.
ذكره يزيد بن محمد في تاريخة.(5/1172)
285 - عبد الكريم بن الحارث بن مسكين الزهري، مولاهم المِصْريُّ الفقية أبو بكر. [الوفاة: 241 - 250 ه]
حَدَّثَ عَنْ: ابن وهْب، وغيره، وليس أبوه قاضي مصر بل آخر.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وأربعين.(5/1172)
286 - م د ن: عبد الملك بن شُعَيب بن اللَّيْث بن سعد، أبو عبد الله الفهمي، مولاهم المصري. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: أبيه، وعبد الله بن وهْب، وأسد السنة.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، والنسائي، وأحمد بن إبراهيم البُسْريّ، وعبدان الأهوازي، وعمر البجيري، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو حاتم الرازي، وقال: صدوق.
تُوُفّي في ذي الحجّة سنة ثمانٍ وأربعين، وكان عسِرا في الحديث بصيرا بالفِقْه.(5/1172)
287 - عبد الملك بن عبد ربّه الطّائيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
حدَّث ببغداد عن هُشَيْم، وعَبْثَر بن القاسم.
وَعَنْهُ: أبو بَكْر بْن أبي الدُّنيا، وأحمد بن محمد، وأحمد بن الحسن الصوفي الكبير، وأحمد بن الحسين الصوفي الصغير، وغيرهم.(5/1172)
288 - د: عبد الملك بن مروان بن قارظ الأهوازي، أبو مروان، وأبو الوليد الْبَصْرِيُّ الحذاء، [الوفاة: 241 - 250 ه]
إمام مسجد أبي عاصم.
عَنْ: أبي داود الطَّيالِسيّ، وشَبّابة بن سَوّار، وأبي عامر العَقَديّ، وزيد بن [ص:1173] الحباب، وطبقتهم، وقيل: إنه روى عن يزيد بن زريع.
وَعَنْهُ: أبو داود، وأبو زُرْعة، وعِمران بن موسى السّخْتيانيّ، ومحمد بْن محمد الباغَنْديّ، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وجماعة.
توفي سنة خمسين.(5/1172)
289 - عبد الواحد بن يحيى بن خالد الغافقي المعروف بسوادة. [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزل في غافق، وإنما ولاؤه لعمر بن عبد العزيز.
رَوَى عَنْ: ضِمام بن إسماعيل، ورِشْدِين بن سعد، وابن وهْب.
رَوَى عَنْهُ: جماعة آخرهم عبد الكريم بن إبراهيم بن حبان.
ترجمه ابن يونس وقال: تُوُفّي قريبا من سنة خمس وأربعين.
وأخبرنا أحمد بْن إبراهيم بْن حَكَم المَعَافِريّ قال: حدثنا عبد الواحد بن يحيى، قال: حدثنا ضمام بْن إسماعيل، عن ربيعة بْن سيف قال: كنّا برودُس، فقُتِل رجلٌ قتله العدوّ، وتُوُفّي رجلٌ. فَحُمِلا إلى قبريهما، فمال النّاس إلى المقتول، فقال فَضَالَةُ بْن عُبَيْد صاحب النَّبِيّ صلى اللَّه عليه وسلم: والله ما كنتُ أبالي من أيّ حُفْرتيهما بُعِثت، ثُمَّ تلا: {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قتلوا أو ماتوا} الآيتين.
رَوَاهُ ابن يونس فِي اسم ربيعة.(5/1173)
290 - عبد الوهّاب بن زكريّا، أبو سعيد الأصبهانيّ المعدّل، [الوفاة: 241 - 250 ه]
عمّ عبد الله بن محمد بن زكريّا.
يَرْوِي عَنْ: أبي دَاوُد الطَّيالِسيّ، وعبد الله بْن بكر السَّهْميّ، وأزهر السمان، والقعنبي، وجماعة.
وَعَنْهُ: مطين، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزهري.(5/1173)
291 - ق: عبد الوهاب بن الضحاك، أبو الحارث العُرضي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
يَرْوِي عَنْ: إسماعيل بن عيّاش، وعبد العزيز بْن أَبِي حازم، والوليد بْن مُسلْمِ، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وأبو عَرُوبة الحرّانيّ، وعَبْدان، والحَسَن بن سُفْيان، ومحمد بن محمد الباغَنْدِي، وآخرون. [ص:1174]
ولي قضاء سلمية، وبها توفي سنة خمس وأربعين.
قال الدارقطني وغيره: متروك.
وقال البخاري: عنده عجائب.
وقال أبو داود: كان يضع الحديث، قد رَأَيْته.
وأما محمد بْن عَوْف فكان يُحْسِن القول فِيهِ.
وقال عبدان: هو والمسيب بن واضح سواء.
وقال ابن عديّ: بعض حديثه لا يُتابَع عليه.(5/1173)
292 - د: عبد الوهّاب بن عبد الرحيم الأشجعيّ الدِّمشقيُّ الجوبري. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وشُعَيب بن إسحاق، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو دَاوُد، وأبو بَكْر بْن أبي داود، وأبو الدّحْداح أحمد بن محمد، وآخرون.
توفي في المحرم سنة خمسين.
وكان صَدُوقا.(5/1174)
293 - عبد الوهّاب بن فُلَيْح المكّيّ المقرئ، أبو إسحاق، [الوفاة: 241 - 250 ه]
مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ.
أحد الحُذّاق بالقراءة، قرأ على داود بن شِبْل بن عَبّاد، ومحمد بن سبعون، ومحمد بن بَزِيع، وشُعَيب بن أبي مُرَّة، وجماعة من المكّيّين، وَسَمِعَ مِنْ: سُفْيان بن عُيَيْنَة، والْيَسَع بن طلحة، وعبد الله بن ميمون، ومروان بن معاوية الفَزَاريّ، والمُعَافَى بن عِمران المَوْصِليّ.
رَوَى عَنْهُ القراءة عرْضا: إسحاق الخُزَاعيّ المكّيّ، ومحمد بن عِمران الدَّيَنَوريّ، والحسن بن محمد الحدّاد، والعبّاس بن أحمد.
قال النقاش: حدثنا محمد بن عمران قال: سمعت عَبْد الوهّاب بْن فُلَيْح يقول: قرأت على أكثر من ثمانين نفسا، منهم مَن قرأت عليه، ومنهم مَن سَأَلْتُهُ عن الحروف المكية. [ص:1175]
قال عبد الرحمن بْن أبي حاتم: عَبْد الوهّاب بْن فُلَيْح المقرئ، روى عَنْهُ أبي، وسئل عنه فقال: صدوق، كتبت عنه سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
وقال محمد بْن أحمد الشطوي: حدثنا عبد الوهاب بن فليح، قال: حدثنا سُفيان، فذكر حديثا.
وقال محمد بْن هارون الأزدي: حدثنا عبد الوهاب بن فليح، قال: حدثنا مروان بْن مروان، فذكر حديثًا.
وقال يحيى بن محمد بن صاعد: حدثنا عبد الوهاب بن فليح، قال: حدثنا عبد الله بْن ميمون القداح.
وممن رُوِيَ عَنْهُ حاتم بْن مَنْصُورٌ الشّاشيّ، ومحمد بْن مُوسَى الحُلْوانيّ، وغلط من قال: تُوُفّي سنة ثلاثٍ وسبعين.
وقد وقع لي حديثه عاليًا.
قرأت على عبد الحافظ بنابلس، ويوسف الحجار بدمشق: أخبركما موسى بن عبد القادر، قال: أخبرنا سعيد بن البناء، قال: أخبرنا علي بن البسري، قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، قال: حدثنا عبد الوهاب بن فليح المكي، قال: حدثني الْيَسَعُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ أَبْزُودَ الْمَكِّيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَتْ أُمُّ مِحْصَنِ بِنْتُ قَيْسٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَبِيٍّ لَهَا لَمْ يَأْكُلِ الطَّعَامَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَرِّكْ عَلَيْهِ، فَأَجْلَسَهُ فِي حِجْرِهِ فَبَالَ عَلَيْهِ الصَّبِيُّ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَصَبَّهُ عَلَى الْبَوْلِ وَلَمْ يَغْسِلْهُ.
اليسع هذا يروي عن عطاء بْن أبي رباح أيضًا. كان الحُمَيْديّ يحطّ عليه، وقال الْبُخَارِيّ: مُنْكَر الحديث.
قلت: وأبوه لم يذكره أبو محمد بن أبي حاتم، ولا أعرفه.(5/1174)
294 - م ت: عبد بن حميد بن نصر، أبو محمد الكشي، ويقال: الكسي بكسْر الكاف وسين مهملة. واسمه عبد الحميد، ولكن خُفِّف. [الوفاة: 241 - 250 ه]
صنّف المُسْنَد الكبير الذّي وقع لنا مُنْتَخَبُه، والتّفسير، وغير ذلك. وكان أحد الحفّاظ بما وراء النّهر.
رحل في حدود المائتين ولقي الكبار. [ص:1176]
فَسَمِعَ: يزيد بن هارون، وابن أبي فُدَيْك، ومحمد بن بِشْر العبْديّ، وعليّ بن عاصم، ومحمد بن بكر البرسانيّ، وحسين بن عليّ الْجُعْفيّ، وأبا أُسامة، وعبد الرحمن بن عبد الله الدَّشْتكيّ، وعبد الرّزّاق، وخلْقا كثيرا.
وَعَنْهُ: مسلم، والترمذي، وولده محمد بن عبد، وعمر بن محمد بن بجير، وبكر بن المرزبان السمرقندي، وزاهر بن عبد الله الصُّغْديّ، وإبراهيم بن خُرَيْم الشاشي، وحاتم بن الحَسَن الشّاشيّ، وحفص بن بوخاش، وخلْق سواهم.
توفي سنة تسعٍ وأربعين.
علّق له الْبُخَارِيّ فِي دلائل النُّبُوة من صحيحه.
قال غُنْجَار فِي تاريخه: حدثنا أحمد بن أبي حامد الباهلي، قال: حدثنا حفص بْن برخاش الكَشّي قال: كان شيخنا يحيى بن عبد الغفار مريضا، فعاده عَبْد بْن حُمَيْد، فبكى وقال: لا أبقاني اللَّه بعدك يا أَبَا زَكَرِيّا، قال: فماتا جميعا. مات يحيى، ثُمَّ مات عبد اليوم الثاني فُجَاءَةً من غير مرض، ورُفِعت جنازتهما فِي يومٍ واحد.
كذا فِي السَّند ابن برخاش، وهو ابن بوخاش.
وممّن حدَّث عن عَبْد أبو معاذ عباس بن إدريس، وسلمان بْن إسرائيل الخُجَنْديّ، والشّاه بْن جَعْفَر النَّسْفيّ، ومحمود بْن عَبْثَر، ومكّيّ بْن نوح المقرئ.(5/1175)
295 - ق: عبد ربه بن خالد النُمَيْريّ البَصْريُّ، أبو المُغَلِّس. [الوفاة: 241 - 250 ه]
رَوَى عَنْ: أبيه، وفُضَيْل بن سليمان النُمَيْريّ.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وأبو بكر بن أبي عاصم، وابن أبي الدُّنيا، وعَبْدان الأهوازيّ.
وثّقة ابن حِبّان.
وتُوُفّي سنة اثنتين وأربعين.(5/1176)
296 - ن: عَبْدة بن عبد الرحيم، أبو سعيد المَرْوَزِيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: ابن عُيَيْنَة، وبقيّة، ووَكِيع، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: النسائي، وقال: ثقة، [ص:1177] ومحمد بن زبّان المِصْريُّ، ومحمد بن أحمد بن عمارة، وآخرون.
توفي يوم عرفة بدمشق من سنة أربع وأربعين.
ويقال له: الباباني. وبابان محلة بمرو.
قال الحاكم: حدثنا أبو الحسين بن أبي القاسم المذكر، قال: سمعت عُمَر بْن أحمد بْن عليّ الجوهريّ ابن علك، قال: أخبرنا أبي قال: قال عَبْدة بْن عَبْد الرحيم: خرجنا فِي سَرِيّةٍ معنا شاب مقرئ صائم قوّام، فمررنا بحصن، فمال لينزل، فنظر إلى امْرَأَة من الحصن فعشقها، فقال لها: كيف السبيل إليك؟ قالت: هين؛ تتنصر وأنا لك. ففعل، فأدخلوه. فلمّا قَفَلْنا من غزْونا رأيناه ينظر من فوق الحصن، فقلنا: ما فعل قرآنك؟ ما فعلت صلاتك؟ قال: اعلموا أنّي نسيتُ القرآن كلّه، ما أذكر منه إلا قوله: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لو كانوا مسلمين} الآية.(5/1176)
297 - عُبَيْد الله بن إدريس النَّرْسيّ ثمّ البَغْداديُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: إسماعيل بن عيّاش، وعبد الله بن المبارك، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابنه أحمد، والقاسم بن زكريّا المطرِّز، وعبد الله المدائنيّ، وآخرون.
وكان ثقة، من موالي بني ضَبَّةَ.
تُوُفّي سنة خمس وأربعين.(5/1177)
298 - ق: عبيد الله بن الجهم الْبَصْرِيُّ الأنماطي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: ضَمرة بن ربيعة، وأيوب بن سُوَيْد الرمليين.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وأبو عَرُوبة الحرَانيّ، وابن خُزَيْمَة، وأبو روق أحمد بن محمد الهزاني، وجماعة.(5/1177)
299 - عبيد الله بن حفص بن عمر، أبو محمد العبدي الْبَصْرِيُّ، ويعرف بعبيد. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ: معاذ بن هشام، والفضل بن عبد الحميد الموصلي.
وَعَنْهُ: أبو عروبة.(5/1177)
300 - خ م ن: عبيد الله بن سعيد بن يحيى بن برد، أبو قدامة السَّرْخسيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
مولى بني يشكر. [ص:1178]
سكن نَيْسابور وَنَشَرَ بها عِلْمَه. وكان من الحُفَّاظ الأثبات.
سَمِعَ: حفص بن غِياث، ويحيى القطّان، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، ومُعَاذ بْن هشام، ووهْب بْن جرير، وعبد الرحمن بن مهديّ، وإسحاق الأزرق، وطبقتهم.
وقد روى الْبُخَارِيّ فِي كتاب الأفعال عَنْهُ، عن حَمَّاد بْن زَيْدُ. فإنْ كان لَقِيَه فهو أكبر شيوخه.
رَوَى عَنْهُ: البخاري، ومسلم، والنسائي، وإبراهيم بن أبي طالب، وأبو زُرْعة، وجعفر الفِرْيابيّ، والحسين بن محمد القبّانيّ، ومحمد بن إسحاق السّرّاج، وابن خُزَيْمَة، وخلْق.
قال النَّسائيّ: ثقة مأمون قل من كتبنا عنه مثله.
وقال إبراهيم بن أبي طالب: ما قدم علينا نيسابور أثبت من أبي قدامة ولا أتقن منه.
وقال ابن حِبّان: هو الذّي أظهر السنة بسَرْخَس، ودعا النّاس إليها.
وقال يحيى بن الذهلي: كان إماما فاضلا خيّرا.
وقال البخاريّ: مات سنة إحدى وأربعين. زاد غيره: بفِرَبْر.(5/1177)
301 - عُبَيْد الله بن عبد الله بن المُنْكَدِر بن محمد بن المُنْكَدِر التَّيْميّ، أبو القاسم المدنيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل قوص.
رَوَى عَنْ: ابن أبي فُدَيْك، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: عليل بن أحمد، وعليّ بن الحسن بن قُدّيد، وأحمد بن داود، وجماعة مصريون.
تُوُفّي في آخر سنة خمسٍ وأربعين بمكة بعد قضاء النسك.(5/1178)
302 - ت ق: عُبَيْد بن أسباط بن محمد، أبو محمد القرشي. مولاهم الكُوفيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: أبيه، وعبد الله بن إدريس، ويحيى بن يمان، وغيرهم.
وَعَنْهُ: الترمذي، وابن ماجه، والبخاريّ في غير الجامع، ومُطَيَّن، ومحمد بن يحيى بن مَنْدَه، وإبراهيم بن محمد بن متويه، وجماعة. [ص:1179]
قَالَ مُطَيَّن: مات فِي ربيع الآخر سنة خمسين، قال: وكان ثقة.(5/1178)
303 - خ: عُبَيْد بن إسماعيل، أبو محمد القُرَشيّ الهبّاريّ الكُوفيُّ. اسمه عبد الله. [الوفاة: 241 - 250 ه]
رَوَى عَنْ: المحاربيّ، وسُفْيان بْن عُيَيْنَة، وعبد اللَّه بْن إدريس، وعيسى بن يونس، وأبي أسامة، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، وعبد اللَّه بن زيدان البَجَليّ، وعلي بن العباس المقانعي، وعمر البجيري، ومطين، ومحمد بن الحسين الخثعمي الأشناني، وآخرون.
وثقة مطين أيضا، وقال: مات في آخر ربيع الأول سنة خمسين.(5/1179)
304 - د: عُبَيْد بن هشام، أبو نُعَيْم الحلبيّ القَلانِسِيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
جُرْجانيّ الأصل.
رَوَى عَنْ: مالك بن أنس، وإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلميّ، وعُبَيْد الله بن عَمْرو الرَّقّيّ، وأبي الْمُلَيْح الْحَسَنَ بْن عُمَرَ الرَّقِيّ، وابن المبارك، وبكر بن خُنَيْس العابد، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وعبد العزيز بن عبد الصّمد العمّيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود حديثا واحدا، وبَقِيّ بن مَخْلَد، والحَسَن بن سُفْيان، وجعفر الفِرْيابيّ، وأبو عَرُوبة، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وأحمد بن عبد الله بن سابور الدقاق، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي، ومحمد بن محمد الباغندي، وخلق.
قَالَ أبو حاتم: صَدُوق.
وقال أبو داود: ثقة، إلا أنه تغيَّر في آخر أمره. لقَّن أحاديث ليس لها أصل.
وقال النَّسائيّ: ليس بالقويّ.(5/1179)
305 - عبدوس بن مالك العطّار، [الوفاة: 241 - 250 ه]
صاحب الإمام أحمد.
كان أحمد يجلّه ويحترمه لسِنهِ.
رَوَى عَنْ: إسحاق الأزرق، وشَبّابة بن [ص:1180] سَوّار، وجماعة.
وَعَنْهُ: عبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن إسحاق السّرّاج، وآخرون.(5/1179)
306 - ن: عُتْبة بن عبد الله بن عُتْبة اليَحْمَديّ المروزي، أبو عبد الله. [الوفاة: 241 - 250 ه]
من بقايا المُسْنِدين بخُراسان.
رَوَى عَنْ: مالك بن أنس، وسعيد بن سالم القدّاح، وابن المبارك، وابن عيينة، والفضل بن موسى السيناني، وجماعة.
وَعَنْهُ: النسائي، ومحمد بن عليّ الحكيم الترمذي، وعيسى بن محمد المروزي الكاتب، وإسحاق بن إبراهيم البستي، والحسن بن سفيان، وابن خزيمة، وهو من كبار شيوخه.
قال النسائي: لا بأس به، وقال مرَّةً: ثقة.
وممن رَوَى عَنْهُ أَبُو رجاء محمد بْن حَمْدَوَيْه مؤرِّخ مَرْو، وقال: مات في ذي الحجّة سنة أربعٍ وأربعين.(5/1180)
307 - عتّاب بن ورقاء. [الوفاة: 241 - 250 ه]
أحد فُحُولِ الشُّعراء في هذا الوقت، وله فِي الزُّهد هذه القطعة البديعة.
أمَا صَحى أما انتهى أما ارعوى ... أما رَأَى الشّيْب بفُودَيْه بدا؟
سُقْيَا لأيّام الشّباب وله ... غادَرَني من بعده بادي الأسى
أكان رَبْعا ذا أنينٍ فعفا ... أم كان بُرْدا ذا شباب فنضا؟
بل كان مَلَكا فانقضى وخفض ... عيش فمضى وجد سعد فكبى
وله:
إن الليالي للأنام مناهل ... تطوى وتبسط بينها الأعمارُ
فقِصارهنّ مع الهموم طويلةٌ ... وطِوَالُهن مع السرور قصار(5/1180)
308 - ق: عثمان بن إسماعيل بن عِمران، أبو محمد الهذلي الدمشقي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: الوليد بْن مُسلْمِ، ومروان بْن معاوية.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وأحمد بن أنس بن مالك، والحَسَن بن سُفْيان، ومحمد بن خُرَيم العُقَيْليّ، وجماعة.(5/1180)
309 - عثمان بن أيوب بن أبي الصلت القرطبي. الفقيه الزاهد. [الوفاة: 241 - 250 ه]
رَوَى عَنْ: الغاز بن قيس، وأصْبَغ بن الفَرَج المصريّ، وجماعة، وهو أول من أدخل المدوّنة إلى الأندلس. وكان كبير المحل، أُريد على القضاء فامتنع. وكان صديقا ليحيى بن يحيى.
تُوُفّي سنة ستٍّ، أو سبع وأربعين.(5/1181)
310 - عذرة بن مصعب العذري، أبو مجاهد المِصْريُّ المؤذن. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: ابن وهْب، وغيره.
مات في شعبان سنة اثنتين وأربعين.(5/1181)
311 - عسكر بن الحُصَين، أبو تُراب النَّخْشَبيّ الزّاهد. [الوفاة: 241 - 250 ه]
من كبار مشايخ الطّريق. ونَخْشَب هي نَسَف بلد من نواحي بَلْخ.
صحِب حاتما الأصمّ، وغيره.
وَحَدَّثَ عَنْ: محمد بن عبد الله بن نُمَيْر، ونُعَيْم بن حمّاد، وأحمد بن نصر النَّيْسابوريّ، وغيرهما.
وَعَنْهُ: الفتح بن شخرف، وأحمد بن الجلاء، وأبو بَكْر بْن أبي عاصم، وعبد الله بْن أَحْمَد بْن حنبل، وعبد الله بْن محمد بن زكريا الأصبهانيّ، ويوسف بن الحسين الرازي، وعلي بن أحمد السائح، وآخرون. وكان صاحب أحوال وكرامات.
رَوَى عَنْ: أحمد بْن نصر، عن أبي غسّان الكوفيّ، عن مُسْلِم بْن جعفر قال: قال وهْب بْن منبّه: الْإِيمَان عُرْيان ولباسه التَّقوى، وزينته الحياء، وماله الفِقْه.
وقال: ثلاثٌ من مناقب الْإِيمَان: الاستعداد للموت، والرّضا بالكَفاف، والتفويض إلى اللَّه. وثلاثٌ من مناقب الكفر: طول الغفلة عن اللَّه، والطِّيَرة، والحسد.
وعن يوسف بْن الْحُسَيْن، قال: كنتُ مع أبي تُراب بمكة فقال: أحتاج إلى كيس دراهم، فإذا رَجُلٌ قد صَبَّ فِي حِجْره كيس دراهم، فجعل يفرِّقه على مَن حوله، وكان فيهم فقير يتراءى له أنّ يعطيه شيئًا، فما أعطاه شيئًا. ونفدت الدراهم، وبقيت أَنَا وأبو تراب والفقير، فقال له: تراءيت لك غير مرة، فلم تعطني شيئا. فقال له: أنت لا تعرف المعطي. [ص:1182]
وعن أبي تُراب قال: إذا رَأَيْت الصُّوفيّ قد سافر بلا رَكْوة فاعلم أنّه قد عزم على ترك الصّلاة.
وسئِل أبو تُراب عن صفة العارف، فقال: الذي لا يكدّره شيء، ويصفو به كلّ شيء.
وقال أبو عبد الله ابن الجلاء: لقيتُ ألفَيْ شيخ، ما لقيت فيهم من الصّادقين إلا رجلين، أحدهما أبو تُراب النَّخْشَبيّ، والآخر أبو عُبَيْد البُسْريّ.
وقال أحمد بن مروان الدينوري: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: جاء أبو تُراب النَّخْشبيّ إلى أبي، فجعل يقول أبي: فلان ضعيف، فلان ثقة، فقال أبو تراب: لا تَغْتَبِ العلماء يا شيخ، فالتفَت أبي إليه وقال له: ويْحك، هذا نصيحة، ليس هذا غيبة.
كان أبو تراب كثير الحجّ، فانقطع ببادية الحجاز، فَنهَشَتْه السباع في سنة خمس وأربعين.(5/1181)
312 - عصابة الجرجرائي، اسمه إسماعيل بن محمد بن حاتم الباذاميّ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
نسبة إلى جدّه باذام.
قال الصُّوليّ: كان يتعسّف الألفاظ، ويتشيّع، ويهجو العبّاسيّين.
وقال محمد بْن دَاوُد بْن الجرّاح الكاتب فِي أخبار الشعراء: يُطيل ويتعسّف غريب الكلام، وليس لشِعره حلاوة. وقد مدح إسحاق بْن إبراهيم متولّي بغداد.
قال الصُّولِيُّ: أنشدنا أبو مالك الكندي، قال: أنشدنا إسماعيل بْن محمد الباذاميّ لنفسه فِي الْحَسَن بْن رجاء:
خِوانُ الأمير مُعَمَّى المكان ... له شَبَحٌ ليس بالمُسْتَهَانِ
يُرى بالخواطر لا بالمجسّ ... وبالخبر الشّاذّ لا بالعَيانِ
رِقاقٌ كمثل خيوط السّمام ... يقعن من الشّمس فِي حِراءان
فإنْ شرعتْ فِيهِ أيديهم ... رجعن إليهم قصار البَنانِ
وأمّا غضائره الواردات ... فأسماءٌ ليس لها معانٍ(5/1182)
313 - ن ق: عِصْمة بن الفضل النُّمَيْريّ، أبو الفضل النَّيْسَابوريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه][ص:1183]
عَنْ: أبي معاوية، وحسين الْجُعْفيّ، وزيد بن الحباب، وحرمي بن عمارة، وجماعة.
وَعَنْهُ: الترمذي، وابن ماجه، وعبد الله بن أحمد بن أبي دارة، ومحمد بن إسحاق السراج، والحسن بن الحباب المقرئ، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وطائفة.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال الحسين القباني: مات عصمة سنة خمسين.(5/1182)
314 - ن: عقبة بن قبيصة بن عقبة، أبو رئاب السوائي العامري الكُوفيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ: أباه، وعمه سُفْيان، وعُبَيْد الله بن موسى، وأبا نعيم.
وَعَنْهُ: النسائي، ومحمد بن عليّ الحكيم الترمذي، ومطين، وابن خزيمة، وغيرهم.
قال النسائي: صالح.(5/1183)
315 - م د ت ق: عقبة بن مكرم بن أفلح، أبو عبد الملك العَمِّي الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
لا الكوفيّ؛ ذلك تقدّم في الطبقة الماضية.
عَنْ: غُنْدَر، ومحمد بن أبي عديّ، وابن أبي فُدَيْك، ويحيى القطّان، وعبد الرحمن بن مهدي، ووهب بن جرير، وخلق.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وأحمد بْن عَمْرو البزّار، وعليّ بن زاطيا، وأبو القاسم البَغَويّ، ويحيى بن صاعد، وآخرون.
قال أبو داود: ثقة ثقة، فوق بُنْدار في الثقة عندي.
وقال غيره: كان ثقة مجودا.
قال السّرّاج: مات سنة ثلاثٍ وأربعين.(5/1183)
316 - عَلْكَدَة بن نوح بن الْيَسَع الرُّعَيْنيّ الأندلسيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: ابن وهْب، وابن القاسم، وغيرهما. [ص:1184]
تُوُفّي سنة اثنتين وأربعين.(5/1183)
317 - عليّ بن الأزهر بن عبد ربه بن الجارود ابن صاحب تُسْتَر الهُرْمُزان، أبو الحَسَن الرّازيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
يَرْوِي عَنْ: الفُضَيْل بن عِياض، وجرير بن عبد الحميد، ويحيى بن سُلَيْم، وغيرهم.
تُوُفّي يوم عَرَفَة بِخُجَنْد مما وراء النَّهْر.(5/1184)
318 - عليّ بْن بكار بْن هارون، أبو الْحَسَن المِصِّيصيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: أبي إسحاق الفَزَاريّ، ومَخْلَد بْن الْحُسَيْن.
وَعَنْهُ: أبو الطَّيّب أحمد بْن عُبَيْد اللَّه الدّارميّ، وأحمد بن هارون البرديجي، والحسن بْن أَحْمَد بْن فيل، ومحمد بْن بركة بُرْداعس، ومُطَيَّن، وجماعة.
وذكره ابن حِبّان فِي " الثّقات ".
تُوُفّي بعد الأربعين ومائتين.(5/1184)
319 - عليّ بن جميل الرَّقّيّ، أبو الحَسَن. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: جرير، وعيسى بن يونس، والوليد بن مسلم.
وَعَنْهُ: الحسين بْن عَبْد اللَّه بْن يزيد القطّان، وأبو عَرُوبة، والفضل بن عبد الله بن مَخْلَد.
وكان كذابا.
قال ابن عديّ: يسرق الحديث وروى البواطيل عن الثّقات.
وقال ابن حبان: لا يحل كتب حديثه بحال.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وأربعين.(5/1184)
320 - عليّ بن الْجَهْم بن بدر، أبو الحَسَن السّاميّ الخُراسانيّ الأصل. البَغْداديُّ الشّاعر المشهور، [الوفاة: 241 - 250 ه]
صاحب الدّيوان المعروف.
قيل كان: يرجع إلى دِين وخير، وبراعة فِي ضُروب الشِّعر. وله اختصاصٌ زائد بالمتوكّل.
ومن شعره: [ص:1185]
خليليَّ ما أحلى الهوى وأمرَّهُ ... وأعلَمني بالحُلْو منه وبالمُرّ
بما بيننا من حُرمة هَلْ رأيتما ... أرقّ من الشَّكوى وأقسى من الهجر؟
وأفصح من عين المحب بسره ... ولا سيّما إنْ أطْلَقَتْ عبرةً تجري
وله:
نُوّبُ الزمان كثيرة وأشدُّها ... شمل تحكم فِيهِ يومُ فراق
يا قلبُ لِمَ عرُّضتَ نفسَك للهوى؟ ... أوما رَأَيْت مصارعُ العُشَّاق
وكان ناصبيّا منحرفًا عن عليّ عليه السّلام. وقع فِي الآخر بينه وبين المتوكّل لكونه هجاه، فنفاه وكتبَ إلى ابن طاهر الأمير فصلَبه يومًا كاملا، ثُمَّ أطلقه. فسافر وتنقل إلى الشام، فورد على المستعين كتابٌ من صاحب البريد بحلب أنّ عليّ بْن الْجَهْم خرج من حلب إلى العراق، فخرجت عليه وعلى جماعةٌ معه خيل من كلْب، فقاتلهم قتالا شديدًا دون ماله، فأُثْخِن بالجراح، ولَحِقَه النّاس بآخر رَمَق، فمات فِي سنة تسعٍ وأربعين.
وكانت بينه وبين أَبِي تمّام الطّائيّ مَوَدّة أكيدة. ويقال: كان عليّ بْن الْجَهْم فِي المحدِّثين كالنّابغة فِي المتقدّمين؛ لأنّه اعتذر إلى المتوكّل بما لا يقصّر عن اعتذارات النّابغة إلى النُّعمان؛ فمن ذلك:
عفا اللَّه عنك أما حرمة ... تعود بعفوك أنّ أبعَدا
ألم تَر عبدًا عدا طوره ... ومولى عفا ورشيدا هدا
أقِلْني أقالك مَن لم يزلْ ... يقيكَ ويَصرِفُ عنك الرّدا
وله فِي حبسه:
قَالُوا حُبِستَ فقلت ليس بضائري ... حبْسي وأيّ مُهَنَّدٍ لم يغمد
وله وقد عري وصلب أبيات يشبه نفسه فيها بالسّيف وقد جُرّد. وكان يُعَدّ من طبقة أبي تمام في الشعراء.
وقد ذكر المسعوديّ عَنْهُ أنه كان يسُبّ أَبَاهُ الّذي سمّاه عليًا بغضًا منه لعليّ، رضي الله عنه ولا رَضِيَ عن باغضه.(5/1184)
321 - خ م ت ن: عليُّ بن حُجْر بن إياس بن مقاتل بن مُخادش بن مُشَمْرِج، أبو الحسن السَّعديُّ المروزيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
ولمشمرج صُحبة ووِفادة.
ثقة، حافظ، رحّال عالي الإسناد، كبير القدر.
سَمِعَ: شَرِيك بن عبد الله، وعُبَيْد الله بن عَمْرو الرَّقّيّ، وإسماعيل بن جعفر، وإسماعيل بن عياش، وإسماعيل ابن عُلَيَّة، وجرير بن عبد الحميد، وعبد الرحمن بن أبي الزِّناد، وعبد العزيز بن أبي حازم، وابن المبارك، وهُشَيْم بن بشير، وأبا الخطّاب معروفا الخيّاط صاحب واثلة بن الأسقع، وخلقا كثيرا بالشّام، والعراق، والحجاز، وخُراسان، والجزيرة.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وإبراهيم بن أورمة الأصبهانيّ، وعبدان بن محمد المروزي، والحسن بن سفيان، وأبو رجاء محمد بن حمدويه، ومحمد بن علي الحكيم الترمذي، ومحمد بن أحمد بن أبي عون النسائي، وابن عمه محمد بن عبد الله بن أبي عون، والحسن بن الطيب البلخي، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، وخلق.
وَرَوَى عَنْهُ: محمد بن علي بن حمزة المروزي، وقال: كان فاضلا حافظا، نزل بغداد ثمّ تحوّل إلى مَرْو فنزل قرية زَرْزم.
وقال النَّسائيّ: ثقة مأمون حافظ.
وقال أَبُو بَكْر الأَعْيَن: مشايخ خُرَاسان ثلاثة: قُتَيْبَةَ بْن سَعِيد، وعليّ بْن حُجْر، ومحمد بْن مِهْران الرازي.
ولعلي مصنفات منها كتاب أحكام القرآن.
وقال الْحَسَن بْن سُفْيَان: سمعت عليّ بْن حُجْر ينشد:
وظيفتنا مائة للغريب ... في كل يوم سوى ما يفاد
شريكية أو هشيمية أحا ... ديث فِقْه قِصارٌ جياد
قال: وأنشد مرّة وقد سألوه الزيادة:
لكم مائة فِي كلّ يوم أعدها ... حديثا حديثًا لا أزيدُكُم حَرْفا
وما طال منها من حديثٍ فإنّني ... به طَالِبٌ منكم على قدره صرفا
فإنْ أقنعْتُكُم فاسْمعوها سَرِيحة ... وإلا فجيئوا مَن يحدّثكم ألْفا
وقال محمد بْن عبد الرحمن الدغولي: حدثنا عَبْد اللَّه بْن جعْفَر بْن خاقان [ص:1187] المروزي قال: وجّه بعض مشايخ مَرْو إلى عليّ بْن حُجْر بشيءٍ من السُّكَّر والأُرُزّ وثوب، فردّه وكتب إليه:
جاءني عنك مُرْسلٌ بكلامٍ ... فِيهِ بعض الإيحاش والإحشامِ
فتعجّبتُ ثُمَّ قلت تعالى ... ربنا، ذا من الأمور العظام
خاب سعيي لئن شريتَ خلاقي ... بعد تسعين حَجَّة بحطام
أنا بالصبر واحتمالي لإخوا ... ني أرجو حُلُول دارِ السّلامِ
والذي سُمْتَنِيه يُزْري بمثلي ... عند أهل العُقُولِ والأحلامِ
قال أبو عَمْرو أحمد بْن المبارك المستملي: سمعت عليّ بْن حُجْر يقول: وُلِدُت سنة أربعٍ وخمسين ومائة.
وقال غير واحد: تُوُفّي في نصف جُمادَى الأولى سنة أربعٍ وأربعين، فاستكمل تسعين سنة.(5/1186)
322 - ن: علي بن الحسن الكُوفيُّ اللَّانيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
ولان من فَزَارة. واللان من بلاد العجم.
رَوَى عَنْ: المُعَافَى بن عِمران، وعبد الرّحيم بن سليمان.
وَعَنْهُ: النسائي، وعبد الله بن ناجية، ومُطَيَّن، وغيرهم.
صدوق.(5/1187)
323 - ت: علي بن الحسن الكُوفيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: إسماعيل بن إبراهيم التَّيْميّ، ومحبوب بن محرز القواريري.
وَعَنْهُ: الترمذي.
وأظنه اللانيّ.(5/1187)
324 - عليّ بن الحَسَن بن السّمّاك، ويقال: السَّمَّان. [أبو الحسين] [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: عبد الرحمن المحاربيّ.
وَعَنْهُ: مُطَيَّن، وأبو بكر أحمد بن عَمْرو البزّار.
كنيته أبو الحسين.(5/1187)
325 - ت ن: عليّ بن سعيد بن مسروق، أبو الحسن الكندي الكُوفيُّ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
ابن أخي محمد بن مسروق قاضي مصر.
رَوَى عَنْ: ابن المبارك، ويحيى بْن زكريّا بْن أَبِي زائدة، ويحيى بن يَعْلَى التَّيْميّ، وعُبَيْد الله الأشجعيّ، وحفص بن غِياث، وجماعة.
وَعَنْهُ: الترمذي، والنسائي، وأحمد بن يحيى التُّسْتَريّ، وعلي بن العباس المقانعي، وابن خزيمة، ومحمد بن محمد الباغندي، وابن صاعد، وطائفة.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
وقال مُطَيَّن: ثقة.
مات في جمادى الأولى سنة تسع وأربعين ومائتين.(5/1188)
326 - ت: علي بن عيسى بن يزيد الكراجكي البَغْداديُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: شَبّابة، ورَوْح بن عُبادة، ومحمد بن عمر الواقديّ، وعَبْد اللَّه بْن بَكْر السَّهْميّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: الترمذي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وابن خزيمة، وعلي بن عبد الحميد الغضائري، والقاضي المحاملي، وجماعة.
وثقة ابن حِبّان.
ومات سنة سبْعٍ وأربعين.(5/1188)
327 - علي بن الفضل القَيْسيّ الكرابيسي البَصْريُّ، أبو الحَسَن. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ: إبراهيم بن سعْد، وسُفْيان بن عُيَيْنَة.
سَمِعَ مِنْهُ أبو حاتم الرازيّ في الرحلة الثالثة وقال: صدوق.(5/1188)
328 - ن ق: علي بن ميمون، أبو الحسن الرقي العطّار. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: أبي معاوية الضّرير، وحفص بن غِياث، ومعن بن عيسى، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: النسائي، وابن ماجه، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وعَبْدان الأهوازيّ، وأبو عروبة، والحسن بن أحمد بن فيل البالسي، وآخرون.
قَالَ النَّسائيّ: لَا بأس بِهِ.
وقال أَبُو عليّ الحرّانيّ: مات سنة ستٍّ وأربعين ومائتين.(5/1188)
329 - م د ت ن: عليّ بن نصر بن عليّ بن نصر بن عليّ بن صُهْبان بن أُبيّ، أبو الحسن الجهضمي الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
مِن أولاد العلماء،
رَوَى عَنْ: أبي عاصم النّبيل، وعبد الصمد بن عبد الوارث، ووهْب بْن جرير، ويزيد بْن هارون، وطائفة.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وأحمد بْن يحيى التُسْتَريّ، وجعفر الفريابي، وأبو بكر بن أبي داود، وطائفة.
وَرَوَى عَنْهُ البخاري في " تاريخه ".
قَالَ ابن أبي حاتم: سَأَلت أَبِي عَنْهُ فوثقه، وأطنب في ذكره والثناء عليه.
وقال الترمذي: كان حافظا صاحب حديث.
قلت: ورّخوه في شَعْبان سنة خمسين؛ ومات أبوه قبله بنحو مائة يوم أو أكثر.(5/1189)
330 - خ: علي بن الهيثم البَغْداديُّ صاحب الطعام. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: حمّاد بن مَسْعَدة، وعمر بن يونس اليَمَاميّ، ويحيى بن سُلَيم، وَمُعَلَّى بن منصور الرازي، وغيرهم.
وَعَنْهُ: البخاري، ومحمد بن عليّ الطَّبَريّ، والقاضي المَحَامِليّ.(5/1189)
331 - عليّ بن يونس بن أبان الأصبهانيّ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
مولى بني تميم.
عَنْ: عبد الرحمن بن مهديّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بْن الْعَبَّاس الأخرم، وعبد اللَّه بْن أحمد بن أَسِيد، وابنه حسن بن عليّ.(5/1189)
332 - عليّ بن أبي عليّ الأنصاريّ، مولاهم الأصبهانيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: ابن عُيَيْنَة، وأبي داود الطَّيالِسيّ، وأبي عامر العَقَديّ، وحبيب بن هَوْذة.
وَعَنْهُ: أحمد بن الحسين الأنصاريّ، وأحمد بن عَليّ بن الجارود، وَأَحْمَد بن محمود بن صَبيح الأصبهانيون. [ص:1190]
توفي سنة اثنتين وأربعين.(5/1189)
333 - ن: عمّار بن الحَسَن بن بشير، أبو الحَسَن الهمداني الرازي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل نَسَا.
عَنْ: جرير بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، وشجاع البلْخيّ المقرئ، وزافر بن سليمان، وَسَلَمَةَ بن الفضل الأبرش، وجماعة.
وَعَنْهُ: النسائي، والحَسَن بن سُفْيان، وعبدان بن محمد المَرْوَزِيّ، وعبد الله بن أحمد بن خزيمة الباوردي، ومحمد بن أحمد بن أبي عون النسائي، وطائفة كبيرة.
وثقة النسائي، وغيره. وله شعر حسن.
توفي سنة اثنتين وأربعين وله ثلاث وثمانون سنة.(5/1190)
334 - ق: عمار بن طالوت بن عباد، [الوفاة: 241 - 250 ه]
أخو عثمان.
يَرْوِي عَنْ: أبي عاصم النّبيل، وعبد الملك بن عبد العزيز بن الماجِشُون، ومحمد بن أبي عدي، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وإبراهيم بن أورمة، وعَبْدان الأهوازيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن حمّاد الطّهْرانيّ، وآخرون.(5/1190)
335 - عُمارة بن عَقيل. [الوفاة: 241 - 250 ه]
بغدادي إخباري، أديب علامة.
رَوَى عَنْهُ: أبو العيناء، والمبرد.
نقل الخطيب في " تاريخه " عنه حكاية؛ وهي: قال: كنت رجلا دميما داهية، فتزوجت امرأة حسناء رعناء؛ ليكون أولادي في جمالها، ودهائي، فجاؤوا في رعونتها ودمامتي.(5/1190)
336 - ن: عمران بن خالد بن يزيد، أبو عُمَر، ويقال: أبو عمرو القرشي، ويقال: الطائي، مولاهم الدِّمشقيُّ [الوفاة: 241 - 250 ه]
أخو هاشم بن خالد.
رَوَى عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وحاتم بْن إِسْمَاعِيل، وعبد العزيز الدَّرَاوَردِيّ، وعبد الرحمن بن أبي الرجال، وعيسى بن يونس، وإسماعيل بن عبد الله بن سماعة، ومعروف الخياط، وطائفة.
وَعَنْهُ: النسائي، وإبراهيم بن دُحَيْم، وأحمد بن أنس بن مالك، والحَسَن بن سُفْيان، ومحمد بن المُعَافَى [ص:1191] الصَّيْداويّ، ومحمد بن محمد الباغندي، وطائفة.
قَالَ النَّسائيّ: لَا بأس بِهِ.
وقال عَمْرو بن دُحَيْم: مات في ربيع الآخر سنة أربعٍ وأربعين.(5/1190)
337 - عِمران بن محمد، أبو جعفر المَوْصِليّ الخَيْزُرَانيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: معتمر بن سليمان، ويزيد بن هارون، وجماعة.
وَعَنْهُ: صالح بن العلاء العبْديّ المَوْصِليّ.
توفي سنة تسع وأربعين.(5/1191)
338 - ت ن ق: عِمْران بن موسى اللَّيْثيّ القزّاز، أبو عَمْرو البَصْريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: حمّاد بْن زيد، وعبد الواحد بْن زياد، وعبد الوارث بن سعيد.
وَعَنْهُ: الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وعمر بن محمد بن بجير، وابن خزيمة، وجماعة.
وثقة النسائي.
وتوفي سنة بضع وأربعين.(5/1191)
339 - عمران بن موسى الطَّرَسوسيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: أبي جابر محمد بن عبد الملك، وعثمان، وجماعة.
ومات كهلا.
رَوَى عَنْهُ: أبو الجهم بن طلاب، وسعيد بن عمرو البرذعي.(5/1191)
340 - ت: عمر بن إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَمَدَانِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل بغداد.
عَنْ: أبيه عن جدّه، وعن حفص بن غِياث، ومعتمر بن سليمان، وَيَعْلَى بن الأشدق، وجماعة.
وَعَنْهُ: الترمذي، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصُّوفيّ، وإبراهيم بن محمد بن متويه، وابن ناجية، ومحمد بن جرير الطبري، وطائفة.
قَالَ أبو حاتم: ضعيف. [ص:1192]
وقال النسائي: متروك.
قلت: ومن ذنوبه روايته عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَفَعَهُ: " أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ وَعَلَيَّ بَابُهَا ". وَالْحَدِيثُ مَوْضُوعٌ مَا رَوَاهُ الأَعْمَشُ.(5/1191)
341 - ت: عمر بن حفص بن صَبِيح، أبو الحَسَن الشَّيْبانيّ اليَمَانيّ ثمّ البَصْريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: عبد الله بن وهْب، ويحيى بْن سعَيِد القطان، وعبد الرَّحْمَن بْن مهديّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: الترمذي، وابن خُزَيْمَة، وعمر بن محمد بن بجير، وأبو عروبة الحراني، وآخرون.
توفي في حدود سنة خمسين.
وهو صدوق.(5/1192)
342 - د: عمر بن حفص بن عمر بن سعد الحِمْيَريُّ الوصابي الحمصي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: بقية بن الوليد، ومحمد بن حِمْيَر، واليمان بن عدي.
وَعَنْهُ: أبو دَاوُد، وأبو بَكْر بْن أبي عاصم، وأبو عروبة الحراني، وأبو بكر بن أبي داود، ومكحول البَيْروتيّ، وجماعة.
تُوُفّي سنة ستٍّ وأربعين ومائتين.(5/1192)
343 - عمر بن حفص الدِّمشقيُّ الخياط. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: معروف الخياط صاحب واثلة بن الأسقع.
وَعَنْهُ: أحمد بن عامر، وأبو الحَسَن بن جَوْصا، وغيرهما.
وهو منكر الحديث.(5/1192)
344 - خ ن: عمر بن محمد بن الحَسَن ابن التّلّ، أبو حفص الأسدي الكُوفيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
أخو جعفر. [ص:1193]
سَمِعَ: أباه، ووَكِيعا، ويحيى بن يَمَان.
وَعَنْهُ: البخاري، والنسائي، وزكريّا خيّاط السنة، ومحمد بن المجدر، وابن صاعد، وأحمد بن عبد الله الوكيل، وابنا المحاملي، وآخرون.
وقال النسائي: صدوق.
وقال البخاري: مات في شوال سنة خمسين.
قال سعيد البرذعي: قال لي أبو حاتم: كان ابن التلّ يصحف فيقول: معاد بن خيل، وحجاج بن فراقصة، وعلقمة بن مرتد! فقلت له: أبوك لم يُسلّمك إلى الكُتّاب؟ فقال: كان لنا ضبنة أشغلتنا عن الحديث.(5/1192)
345 - د: عُمَر بن يزيد السّيّاريّ، أبو حفص البَصْريُّ الصفار. [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل الثّغر.
عَنْ: عبد الوارث، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وفُضَيْل بن عِياض، ومسلم بن خالد الزّنْجيّ، وعباد بن العوام، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو داود، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وعَبْدان الأهوازيّ، والحسين بن عبد الله الرقي القطان، وأبو عبيد علي بن حربويه القاضي، وأبو الطاهر بن فيل، ووالده.
وقال محمد بن عبد الرحيم صاعقة: صدوق.(5/1193)
346 - عمرو بن بحر بن محبوب، أبو عثمان الجاحظ. الْبَصْرِيُّ المتكلم المعتزلي، [الوفاة: 241 - 250 ه]
صاحب التصانيف المشهورة.
أخذ عن أبي إسحاق النّظّام، وغيره،
وَحَدَّثَ عَنْ: أبي يوسف القاضي، وثُمامَة بن أشرس، وحَجّاج بن محمد.
وَعَنْهُ: أبو العيناء محمد بن القاسم، ويموت بن المزرع، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو سعيد العدوي، وغيرهم.
وكان واسع النقل كثير الإطلاع، من أذكياء بني آدم وأفرادهم وشياطينهم.
قال أبو الْعَبَّاس ثعلب: ليس بثقة ولا مأمون. [ص:1194]
قال الخطيب: حدثنا علي بن أحمد النعيمي من حفظه، قال: حدثنا أَبُو أحْمَد الْحَسَن بْن عبد اللَّه بْن سعيد، قال: حدثنا أبو بَكْر بْن أبي دَاوُد قال: دخلتُ على عَمْرو بْن بحر الجاحظ فقلت له: حدثني بحديث، فقال: حدثنا الحجاج بن محمد، قال: حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَلا صَلاةَ إِلا الْمَكْتُوبَةُ ".
وَأَمَّا مَا رَوَاهُ محمد بْنُ عَبْدِ الله الشيباني الكذاب فقال: حدثنا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ: أَتَيْتُ مَنْزِلَ الْجَاحِظِ، فَاطَّلَعَ إِلَيَّ مِنْ خَوْخَةٍ فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قلت: رجل من أصحاب الحديث. فقال: وَمَتَى عَهِدْتَنِي أَقُولُ بِالْحَشَوِيَّةِ؟ قُلْتُ: إِنِّي ابْنُ أَبِي دَاوُدَ. قَالَ: مَرْحَبًا بِكَ وَبِأَبِيكَ. فَنَزَلَ وَفَتَحَ لِي وَقَالَ: أُدْخُلْ، إِيشْ تُرِيدُ؟ فَقُلْتُ: حدثني بحديث. قال: اكتب: حدثنا حَجَّاجٌ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى طِنْفِسَةٍ. فقلت: حَدِّثْنِي حديثًا آخر. فقال: ابن أبي دَاوُد لا يكذب.
قال يموت بن المزرع: كان جد الجاحظ جمالا أسود.
وعن الجاحظ قال: نسيت كنيتي ثلاثة أيّام، فأتيت أهلي فقلت: بمن أُكنّى؟ قَالُوا: بأبي عثمان.
وقال المبرّد: حَدَّثَنِي الجاحظ قال: وقفت أَنَا وأبو حرب على قاصّ، فأردت الولوع به، فقلت لمن حوله: إنّه رَجُل صالح لا يحبّ الشُّهْرة، فتفرّقوا عَنْهُ. فقال لي: الله حسيبك، إذا لم يرَ الصياد طيرًا كيف يمدّ شبكته.
وذكر المبرّد أنّه ما رَأَى أحرَص على العِلم من ثلاثة: الجاحظ، وكان إذا وقع بيده كتاب قرأه كلّه؛ وإسماعيل القاضي، ما دخلت إليه إلا وبيده كتاب ينظر فِيهِ؛ والفتح بْن خاقان، كان يحمل الكتاب فِي خُفّه، فإذا قام من بين يدي المتوكّل لأمرٍ نظر فِيهِ وهو يمشي، وكذلك فِي رجوعه.
وقال يموت بْن المزرِّع: سمعت خالي الجاحظ يقول: أمليت على إنسان مرة: أنا عمرو، فاستملى: أَبَا بِشْر وكتب أَبَا زَيْدُ.
وقال إسماعيل ابن الصفار: حدثنا أبو العيناء قال: أَنَا والجاحظ وضعْنا [ص:1195] حديث فدك، فأدخلنا على الشيوخ ببغداد، فقبلوه إلا ابن شيبة العلويّ، فإنّه قال: لا يشبه آخر هذا الحديث أوّلَه. فلم يقبله.
قال الصّفّار: كان أبو العيناء يحدِّث بهذا بعدما تاب.
وأنشد المبّرد للجاحظ:
إنْ حال لونُ الرّاسِ عن حاله ... ففي خضاب الرأس مستمتعُ
هَبْ من له شَيْبٌ له حيلة ... فما الَّذِي يحتاله الأصلعُ؟
وقال رَجُل للجاحظ: كيف حالك؟ فقال: يتكلّم الوزير برأيي، وصلات الخليفة متواترة إلي، وآكُل من لحم الطّير أسمنها، وألبس من ألينها، وأنا صابر حتّى يأتي اللَّه بالفرج. فقال له: الفرج ما أنت فِيهِ. قال: بل أحب أن لي الخلافة، ويختلف إلى محمد بْن عَبْد الملك، يعني الوزير، فهذا هُوَ الفرج.
وقال أبو العَيْناء: أنشدنا الجاحظ:
يَطِيب العَيْش أنّ تلقى حكيما ... وفضل العلم يعرفه الأديب
سقام الحرص ليس له دواء ... وداء الجهل ليس له طبيب
وقد عُمّر الجاحظ وبقي كلحم على وضم.
قال المبرّد: دخلتُ على الجاحظ فِي آخر أيامه فقلت: كيف أنت؟ قال: كيف يكون مَن نصفُهُ مفلوج ونصفه الآخر منقرس، لو طار عليه الذُّباب لآلمه، والآفة فِي هذا أني قد جزت التّسعين.
وعن عبدان الطبيب قال: دخلنا على الجاحظ نعوده فأتى إليه رسول المتوكل يطلبه، فقال: وما يصنع أمير المؤمنين بشق مائل ولعاب سائل؟ ما تقولون فِي رَجُل له شقان، أحدهما لو غرز بالمسال ما أحسّ والآخر يمر به الذباب فيغوث. وأكثر ما أشكوه الثمانون.
قال ابن زَبْر في الوَفَيَات: توفي سنة خمسين.
وقال الصولي: سنة خمسٍ وخمسين. [ص:1196]
قال أبو هَفّان: ثلاثة لم أر قطّ ولا سمعت أحبّ إليهم من الكُتُب والعلوم: الجاحظ، لم يقع بيده كتاب إلا استوفى مطالعته، حَتَّى أنه كان يكتري دكاكين الورّاقين، ويبيت فيها للنَّظَر، والفتح بْن خاقان، كان يمشي والكتاب فِي كُمّه ينظر فِيهِ، وإسماعيل القاضي، ما جئت إليه إلا رَأَيْته يطالع، أو نحو ذلك.(5/1193)
347 - م ن ق: عَمْرو بن سوّاد بن الأسود بن عَمْرو بن محمد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْح، أبو محمد العامريّ السَّرْحيّ المِصْريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
راوية ابن وهْب. وروى أيضا عن الشّافعيّ، وأشهب بن عبد العزيز.
وَعَنْهُ: مسلم، والنسائي، وابن ماجه، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وأبو حاتم، وأسامة بن أحمد التُّجَيْبيّ، ومحمد بن الحَسَن بن قُتَيْبَة العسقلانيّ، والحَسَن بن سُفْيان، ومحمد بن محمد الباغَنْديّ، وخلْق.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
قلت: تُوُفّي فِي العشرين من رَجَب سنة خمسٍ وأربعين.(5/1196)
348 - عَمْرو بن سهل، أبو عليّ الرّازيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: يحيى بن ضُرَيْس، وعبد الله بن نُمَيْر، وأبي أسامة، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أبو زُرْعة، وأبو حاتم.
وقال أبو حاتم: صدوق.(5/1196)
349 - ق: عَمْرو بن أبي عاصم الضحاك بن مَخْلَد الشيباني الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: أبيه أبي عاصم النبيل.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وابنه أبو بَكْر بْن أبي عاصم، وعبد الله بْن أحمد بن حنبل، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، ومحمد بن الحَسَن بن قُتَيْبَة العسقلانيّ، وطائفة. ولم أر له رواية عن غير والده.
قال ابن حِبّان في " الثّقات ": مستقيم الحديث. كان على قضاء الشّام.
وقال ابنه: مات سنة اثنتين وأربعين.(5/1196)
350 - ع: عمرو بن علي بن بحر بن كنيز، أبو حفص الباهليّ الْبَصْرِيُّ الصَّيْرفيّ الفّلاس الحافظ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
أحد الأعلام. ولد في حدود الستين ومائة، أو بعدها بقليل.
سَمِعَ: يزيد بن زُرَيْع، وعمر بن عليّ المقدميّ، ومُعْتَمِر بن سليمان، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وعبد العزيز بْن عَبْد الصَّمد العَمّيّ، وبِشْر بن المفضّل، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، ومحمد بن سواء، ويحيى بن سعيد القطّان، وعبد الوهّاب الثَّقفيّ، وعبد الرحمن بن مهديّ، وفُضَيْل بن سليمان، ومحمد بن فُضَيْل، وخلْقا سواهم.
وَعَنْهُ: الجماعة، والنسائي أيضًا عن رجلٍ عنه، وعفّان بن مسلم أحد شيوخه، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، وأبو بكر بن أبي الدُّنيا، ومحمد بن جرير، ومحمد بْن يحيى بْن مَنْدَه، وعَبْد اللَّه بْن أحمد بن حنبل، ويحيى بن صاعد، وجعفر الفِرْيابيّ، والقاضي المَحَامِليّ، وخلْق آخرهم موتا أبو رَوْق أحمد بن محمد الهِزّانيّ.
قال النَّسائيّ: ثقة حافظ، صاحب حديث.
وقال أبو حاتم: كان أرشق من علي ابن المَدِينيّ. سمعت عباسا العنبري يقول: ما تعلّمت الحديث إلا من عَمْرو بْن عليّ.
وقال حجاج بْن الشّاعر: لا يبالي عَمْرو بْن عليّ أَحَدَّث من حفظه أو من كتابه.
وذكره أبو زُرْعة فقال: ذاك من فُرسان الحديث، ولم نر بالبصرة أحفظ منه، ومن علي ابن المَدِينيّ، وسليمان الشَّاذكُونيّ.
وقال الفّلاس: حضرت مجلس حماد بن زيد وأنا صبي وضيئ، فأخذ رجلٌ بخدّي، ففررتُ فلم أعُد.
وقال الفرهيانيّ: سمعت ابن أشْكاب الصّغير يقول: ما رَأَيْت مثل عَمْرو بْن عليّ. كان يُحسن كلَّ شيء. قال الفرهيانيّ: ولم يكن ابن أشكاب يَعُدّ لنفسه نظيرا.
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بن أبي داود: حدثنا الفلاس، قال: حدثنا عبد ربه بن بارق قال: حَدَّثَنِي سِمَاكُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " من كان له فرطان مِنْ أُمَّتِي أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ ". . الْحَدِيثَ.
قَالَ [ص:1198] الفلاس: كتب عني هَذَا الْحَدِيثَ أَبُو عَاصِمٍ.
وَقَالَ: رَوَى عَنِّي عفان حديثا، فسماني الفلاس وما كنت فلاسا قط.
أخبرنا أبو المعالي القرافي، قال: أخبرنا المبارك بن أبي الجود، قال: أخبرنا أحمد بن غالب، قال: أخبرنا عبد العزيز بن علي، قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الذهبي، قال: حدثنا محمد بن هارون الحضرمي، قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا تَذْهَبُ الأَيَّامُ وَاللَّيَالِي حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي. " هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
تُوُفّي الفلاس بالعسكر في آخر ذي القعدة سنة تسع وأربعين، وهو في عَشْر التّسعين. وقد دخل إصبهان مرات، وَحَدَّثَ بها.(5/1197)
351 - خ ن: عمرو بن عيسى الضبعي الْبَصْرِيُّ الأدمي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: عبد العزيز بن عبد الصَّمَد العَمِّيّ، ومحمد بن سواء، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى.
وَعَنْهُ: البخاري، والنسائي عن رجلٍ عنه، وعَبْدان، ومحمد بن يحيى بن مَنْدَه، وعمر بن محمد بن بُجَيْر، وأبو بكر بن أبي عاصم، وآخرون.(5/1198)
352 - ن: عمرو بن قتيبة. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: الوليد بن مسلم.
وَعَنْهُ: النسائي، وسعد بن محمد البَيْروتيّ، وبالإجازة أحمد بن المعلى القاضي، وأبو الحسن أحمد بن جوصا.
له حديث واحد عند النسائي، من رواية حمزة الكناني، وأبي علي الأسيوطي، وأبي الحسن بن حيويه، وشذ ابن السني فقال: عمرو بن عثمان، فوهم.(5/1198)
353 - ت: عَمْرو بن مالك، أبو عثمان الرّاسبيّ الغُبْريّ لا النُّكْريّ، البَصْريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: سُفْيان بن عُيَيْنَة، ويوسف بن عطيّة، وفُضَيْل بن سليمان النُّمَيْريّ، ومروان بن معاوية، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى.
وَعَنْهُ: الترمذي، وعَبْدان، ومحمد بن جرير الطَّبريّ، وإسحاق بن إبراهيم المنجنيقي، وأبو يعلى الموصلي، وجماعة.
فيه لين.
وأما النكري ففي عصر الزهري.(5/1199)
354 - عمرو بن محمد بن عمرو بن ربيعة بن الغاز، أبو حفص الجرشي الدمشقي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: الوليد بن مسلم، ومخيس بن تميم.
وَعَنْهُ: أحمد بن نصر بن شاكر، وأحمد بن المعلى، وجماهر الزملكاني، وأحمد بن أنس، وآخرون.
وثقة النسائي.(5/1199)
355 - ن: عمرو بن منصور، أبو سعيد النسائي الحافظ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: أبي نُعَيْم، وعفّان، ومحمد بن عيسى ابن الطّبّاع، وعبد الأعلى بن مُسْهِر، وعليّ بن عياش، والقعنبي، وخلق كثير.
وَعَنْهُ: النسائي. وقال: ثقة مأمون ثَبْت، وعبد الله بن محمد بن سيّار الفرهيانيّ، والقاسم بن زكريّا المطرز.
قال عباس العنبري: ما قدم علينا مثله ومثل أبي بكر الأثرم.(5/1199)
356 - ن: عَمْرو بن هشام بن بُزَيْن، أبو أُميَّة الجزري الحراني. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: جدّه لأمّه عَتّاب بن بشير، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وأبي بكر بن عيّاش، ومحمد بن سَلَمَةَ، ومَخْلَد بن يزيد، وجماعة.
وَعَنْهُ: النسائي، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وأحمد بن عليّ الأبّار، والحسين بن إسحاق التستري، وأَبُو عَرُوبة الحرّانيّ، ومحمد بْن محمد الباغَنْديّ، وآخرون.
قال النسائي: ثقة. [ص:1200]
قلت: توفي سنة خمس وأربعين.(5/1199)
357 - ن: عمرو بن يزيد، أبو بُرَيْد الْجَرميّ البَصْريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: غُنْدر، وعبد الرحمن بن مهديّ، ومحمد بن أبي عديّ، وبَهْز بن أسد، وجماعة.
وَعَنْهُ: النسائي، وأبو حاتم الرّازيّ، وعمر بن محمد بن بُجَيْر، وأحمد بن عَمْرو البزّار، ومحمد بن الحسين بن مكرم، وجماعة.
قال النسائي: ثقة.(5/1200)
358 - عنبسة بن إسحاق بن شمر الضبي الْبَصْرِيُّ. الأمير. [الوفاة: 241 - 250 ه]
كان من أجلاد القوم ودهاتهم. ولي الديار المصرية للمتوكل عشرة أعوام فبقي عليها إلى سنة اثنتين وأربعين.
قال ابن يونس: أخبرني من رآه يروح إلى الجمعة في محفية بيضاء وطيلسان ويغلطاق راجلا، وقيل: إنه كتب الحديث ببلده.(5/1200)
359 - ت: العلاء بن مسلمة البَغْداديُّ الرواس. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: ضَمْرة بن ربيعة، وعبد المجيد بْن أَبِي رَوّاد، وجماعة.
وَعَنْهُ: الترمذي، وابن صاعد، ومحمد بن علي الحكيم الترمذي.
وكان متهما بوضع الحديث.(5/1200)
360 - م د ن ق: عيسى بن حماد زغبة، أبو موسى التُّجَيْبيّ، مولاهم المِصْريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: اللَّيث، ورِشْدين بن سعد، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وابن وهب، وابن القاسم.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وبقي بن مخلد، وأبو زرعة، وأبو عمران موسى بن سهل الْجَوْني، ومحمد بن الحسن بن قتيبة، ومحمد بن زبان بن حبيب، وأحمد بن عبد الوارث العسال، وإسماعيل بن داود بن وردان، والحسين بن محمد المِصْريُّ مأمون، وأبو بكر بن أَبِي دَاوُد، وعمر بْن محمد بْن بُجَيْر، وَمحمد بن أَحْمَد بن عُبَيْد بن فيّاض الدمشقي؛ وآخر من روى عنه أحمد بن عيسى الوشاء. [ص:1201]
وثقة النسائي، والدارقطني.
قال ابن يونس: هو آخر من روى عن اللَّيث مِن الثّقات. وهو مُكْثِر عنه.
تُوُفّي في ثاني ذي الحجة سنة ثمان وأربعين.
قال أبو حاتم: كان ثقة رِضى.(5/1200)
361 - د: عيسى بن شاذان الْبَصْرِيُّ القطان. [الوفاة: 241 - 250 ه]
أحد الحُفّاظ. مات كَهْلا ولم يشتهر اسمه.
يَرْوِي عَنْ: عبد الله بن رجاء الغُدّانيّ، وأبي عمر الحوضي، وهذه الطبقة.
وَعَنْهُ: أبو داود، وولده أبو بكر بن أبي داود، وأبو عروبة، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، وآخرون.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيّ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يقول: ما رَأَيْت أحفظ من النُّفَيْليّ. قلت له: ولا عِيسَى بْن شاذان؟ قَالَ: ولا عِيسَى بْن شاذان.(5/1201)
362 - عيسى بن صُبَيْح. [الوفاة: 241 - 250 ه]
من حذاق المعتزلة البغداديين.
توفي إلى ظنه بربه سنة خمس وأربعين، ورخه المسعودي.(5/1201)
363 - د ن: عيسى بن أبي عيسى السُّلَيْحيّ الحمصيّ، المعروف بابن البراد. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: محمد بن حِمْيَر، ويحيى بن أبي بُكَيْر، وأبي المغيرة عبد القُدُّوس، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وحَرَميّ بن أبي العلاء، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وأَبُو عَرُوبة.(5/1201)
364 - ن: عيسى بن مساور البَغْداديُّ الجوهري. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: الوليد بْن مُسْلِم، وسُوَيْد بْن عَبْد العزيز، ومروان بن معاوية الفَزَاريّ، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: النسائي، والقاسم بن زكريّا المطرِّز، ومحمد بن هارون الحضرمي، وآخرون.
قال النسائي: لا بأس به. [ص:1202]
وقال غيره: تُوُفّي في شوّال سنة أربعٍ وأربعين، وقيل: سنة خمسٍ.(5/1201)
365 - عيسى بن مِهْران الرّازيّ، أبو موسى المستعطف. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: عبد الواحد بن زياد، ومعتمر بن سليمان، ومروان بن معاوية، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بن جرير الطبري.
قَالَ ابن أَبِي حاتِم: سَمِعَ منه أَبِي ثمّ ترك حديثه وقال: هو كذّاب.
وقال ابن عدي: هو منحرف في الرَّفْض. حدَّث بأحاديث موضوعة.(5/1202)
366 - عيسى بن يوسف بن عيسى ابن الطّبّاع، أبو يحيى، [الوفاة: 241 - 250 ه]
أخو محمد.
عَنْ: أبي بكر بن عياش، وابن أبي فُدَيْك، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو بكر بن أبي الدُّنيا، وعبد الله بن ناجية، وابن صاعد، وآخرون.
توفي سنة سبع وأربعين.(5/1202)
-[حَرْفُ الْغَيْنِ](5/1202)
367 - ق: غياث بن جعفر الرَّحَبيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
من الرَّحْبة.
ولا أعلم أحدا من أهلها له ذِكْر قبل هذا.
استملى على سُفْيان بن عيينة وَحَدَّثَ عَنْهُ، وَعَنْ: الوليد بن مسلم، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وأبو العبّاس السّرّاج، ومحمد بن جرير الطَّبريّ، ومحمد بن المجدر، وآخرون.(5/1202)
-[حَرْفُ الْفَاءِ](5/1202)
368 - الفتح بن خاقان، الأمير أبو محمد التُّركي الكاتب، وزير المتوكل. [الوفاة: 241 - 250 ه]
كان فصيحا مفوها، وشاعرا محسنا موصوفا بالسخاء والكرم والرئاسة والسؤدد. وكان المتوكل لا يكاد يصبر عنه؛ استوزره وقدّمه وأمّره على الشّام، وأذِنَ له أن يستنيب عنه بها.
وللفتح أخبار فِي الْجُود والأدب والمكارم والظرافة، وكان معادلا للمتوكّل على جمّازة لمّا قدِم دمشق.
حكى عَنْهُ المبرّد، وأحمد بْن يزيد المؤدب، وغيرهما. [ص:1203]
قال أبو العَيْنَاء: دخل المعتصم يوما على خاقان يعوده، فرأى ابنه الفتح صبيّا لم يثغر، فمازحه، ثُمَّ قال: أيّما أحسن، دارنا أم داركم؟ فقال الفتح: دارنا أحسن إذا كنتَ فيها. فقال المعتصم: والله لا أبْرَح حتّى أنثر عليه مائة ألف درهم.
وقال الصولي: حدثنا أبو العَيْناء قال: قال الفتح بْن خاقان: غضب عليّ المعتصم ثُمَّ رَضِيَ عنّي فقال: ارفع حوائجك لتُقْضى. فقلت: يا أمير المؤمنين، ليس شيء من عَرض الدّنيا وانْ جَلّ يفي برِضى أمير المؤمنين وانْ قلّ. فأمر فحشي فمي درا.
ومن شعره:
بُنيَ الحُبُّ على الْجَوْر فلو ... أَنْصَفَ المعشوق فيه لسمج
ليس يستحسن في وصف الهوى ... عاشقٌ يُحسنُ تأليف الحُجَجْ
وقال البُحْتُريّ: قال لي المتوكًل: قُلْ فيّ شِعْرا وفي الفتح، فإني أحب أن يحكى معي ولا أفقده، فيذهب عيشي ولا يفقدني. فَقُلْ فِي هذا المعنى. فقلت أبياتي الّتي كنت عملتها فِي غلامي، وأريته أنّي عملتها فِي الحال، وغّيرت فيها لفظة ما عشت بيا فتح. وهي:
سيدي أنت كيف أخلفت وعدي ... وتثاقلت عن وفاءٍ بعهدي
لا أرتني الأيّامُ فقْدَك يا فَتْـ ... ـحُ ولا عَرَّفَتْكَ ما عِشْت فَقْدي
أعظَمُ الرُّزْءِ أنْ تُقَدَّم قبلي ... ومن الرُّزْء أنْ تُؤَخَّر بعدي
حذرًا أنْ تكون إلْفًا لغَيْري ... إذ تفرَّدْتُ بالهَوَى فيك وحدي
قال: فقُتِلا معا، وكنت حاضرا فربحت هذه الضَّرْبة، وأومأ إلى ضَرْبة فِي ظَهره.
قلت: قتلا في سنة سبع وأربعين.
ويُحْكيَ أنّ الفتح كان مع قوّة ذكائه متبحّرًا فِي العلوم، لا يكاد يملّ من المطالعة فِي فنون الأدب.(5/1202)
369 - فتح بن عَمْرو التَّميميُّ، أبو نصر الكِسِّيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
رحل، وَرَوَى عَنْ: أبي يحيى الحِمّانيّ، وأبي أسامة، وأزهر السمان، وعبد الرزاق بن همام، وخلق.
وَعَنْهُ: أبو زُرْعة، وأبو حاتم، وأحمد بن سلمة [ص:1204] النَّيْسَابوريُّ، وجماعة آخرهم وفاة محمد بن حاتم بن خزيمة شيخ لأبي عبد الله الحاكم.
وتوفي سنة خمسين.
قال أبو حاتم: صدوق.(5/1203)
370 - فرج بن مرزوق، أبو مسلم المدني، [الوفاة: 241 - 250 ه]
مولى المنكدر.
رَوَى عَنْ: مالك بن أنس، وعبد العزيز بن أبي حازم، وغيرهما.
وَعَنْهُ: عليّ بن الحسن بن فايد.
تُوُفّي بمصر في ذي القعدة سنة ثمانٍ وأربعين. قاله ابن يونس.(5/1204)
371 - ت: فضالة بن الفضل الكُوفيُّ الطهوي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: أبي بكر بن عيّاش، وأبي داود الحفري.
وَعَنْهُ: الترمذي، وعليّ بن العبّاس المَقَانِعيّ، وعمر البُّجَيْريّ، ومحمد بن جرير، ويحيى بن صاعد، وأبو عَرُوبة، ومحمد بن الحسين الأشْنانيّ، وطائفة.
وثّقة النَّسائيّ، وغيره.
قال مطين: توفي سنة خمسين.(5/1204)
372 - الفضل بن إسحاق الدُّوريّ البزّاز. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: عُبَيْد الله الأشجعيّ، والقاسم بن مالك.
وَعَنْهُ: عبد الله بن أحمد، والباغَنْديّ، ومحمد بن إسحاق السّرّاج.
تُوُفّي سنة اثنتين وأربعين.(5/1204)
373 - الفضل بن أبي حسّان البكّائيّ الورّاق. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ: زيد بن الحباب، وأبا النضر، وسريج بن النُّعْمان، وعدّة.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، وأحمد بن عليّ بن العلاء الْجَوْزَجانيّ.
وثّقة الخطيب.
مات في شعبان سنة تسع وأربعين.(5/1204)
374 - الفضل بن السُّكَيْن القَطِيعيّ، يُعرف بالسِّنْديّ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
لسَوَاده. [ص:1205]
رَوَى عَنْ: صالح بن بيان، وغيره.
وَعَنْهُ: أبو يَعْلَى المَوْصِليّ، ومحمد بن محمد الباغَنْديّ.
كذبه يحيى بن معين وقال: لعن الله من يكتب عنه.(5/1204)
375 - ت ق: الفضل بن الصباح أبو العباس البَغْداديُّ السّمْسار. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: هُشَيْم، وسُفْيان، ووَكيع، وابن فُضَيْل، ومعن القزاز، وأبي معاوية.
وَعَنْهُ: الترمذي، وابن ماجه، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، وأبو العباس السراج، ومحمد بن هارون الحضرميّ، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وآخرون.
وثقه ابن معين.
قال السراج: كان من خيار عباد الله.
توفي سنة خمس وأربعين.(5/1205)
376 - الفضل البكائي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: أبي النضر هاشم بن القاسم، وزيد بن الحباب.
رَوَى عَنْهُ: يحيى بن صاعد، وغيره، وأحمد بن علي الجوزجاني.
وثقة الخطيب.
ويقال له: الفضل بن أبي حسان.
توفي سنة تسع وأربعين.(5/1205)
377 - الفضل بن مروان الوزير. [أبو العبّاس] [الوفاة: 241 - 250 ه]
رَوَى عَنْ: عليّ بن عاصم، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: المبّرد، وحسين بن يحيى، وسليمان بن وهْب الكاتب، وجماعة.
كنيته أبو العبّاس، وأصلهُ من البَردان. وتنقّلت به الأحوال إلى أن ولي وزارة المعتصم. وكان أديبا فصيحا، وافر الحشمة والحرمة. [ص:1206]
قال محمد بن إسحاق النديم: الفضل بن مروان بن ماسرجس النصراني، عُمِّر ثلاثا وتسعين سنة، وخدم المأمون والمعتصم ووزر له، وخدم من بعدهما من الخلفاء. وكان قليل العلم خبيرا بخدمة الخلفاء.
وكان المعتصم يكثر الإطلاق على اللهو، وكان الفضل لا يمضي ما يُطْلقه فِي بعض الأحايين، فبلغ المعتصم ذلك فنفاه إلى السّنّ، واستوزر محمد بْن عَبْد الملك الزّيّات. ثُمَّ إنّ الفضل فيما بعد سكن سامرّاء.
وعنه قال: أنعمت النّظر فِي عِلْمَين، فلم أرهما يصحّان: النُّجوم والسِّحْر.
وممّا كتبه بعض الأدباء على باب داره:
تَفَرْعنت يا فضل بْن مروانَ فاعتَبِرْ ... فقبلك كان الفضل والفضل والفضل
ثلاثة أملاك مضوا لسبيلهم ... أبادتهم الأقياد والذل والقتل
وإنك قد أصبحت في الناس عِبْرةً ... سَتُودي كما أودي الثلاثة من قبلُ
يعني الفضل بْن يحيى البرمكيّ، والفضل بْن الربيع الحاجب، والفضل بْن سهل. ثمّ إنّ الفضل بقي خاملا إلى أن مات في شوال سنة خمسين.(5/1205)
-[حَرْفُ الْقَافِ](5/1206)
378 - د: القاسم بن بِشْر بن معروف البَغْداديُّ، قيل: هو القاسم بن أحمد البَغْداديُّ [الوفاة: 241 - 250 ه]
الذي روى أبو داود عنه، عن أبي عامر العَقَديّ.
رَوَى عَنْ: سُفيان بْن عُيَيْنَة، ويزيد بْن هارون، والوليد بن مسلم، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو العبّاس السّرّاج، وابن صاعد، وابن خُزَيْمَة، وعمر البُجَيْريّ.
وهو ثقة.(5/1206)
379 - م ت ن ق: القاسم بن زكريّا بن دينار، أبو محمد القرشي الكُوفيُّ الطحان. وقد يُنسب إلى جَدّه. [الوفاة: 241 - 250 ه]
رَوَى عَنْ: الحسين بن عليّ الْجُعْفيّ، وأبي أُسامة، ووَكِيع، وطَلْق بن غنّام، ومعاوية بن هشام، ومُصْعَب بن المقدام، وطائفة.
وَعَنْهُ: مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، والهيثم بن خَلَف، والقاسم بن زكريّا المطرِّز، والحسن بن سفيان، وجماعة. [ص:1207]
وقال النَّسائيّ: ثقة.(5/1206)
380 - القاسم بن عثمان الْجُوعيّ، أبو عبد الملك العبْديّ الدِّمشقيُّ الزَاهد [الوفاة: 241 - 250 ه]
شيخ الصُّوفيّة ورفيق أحمد بن أبي الحواري في صُحْبة أبي سليمان الدّارانيّ.
سَمِعَ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، والوليد بْن مُسْلِم، والزّاهد أبا معاوية الأسود، وجعفر بن عَوْن، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو حاتم الرّازيّ، وإبراهيم بن دُحَيْم، وسعيد بن عبد العزيز الحلبيّ، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وأحمد بن أنس بن مالك، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن الحَسَن بن قُتَيْبَة العسقلانيّ، وطائفة.
قال أبو حاتم: صدوق.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: تَفَرَّدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْن نافع، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا بَيْنَ قَبْرِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجنة ". وقال سعيد بن أوس قال: حدثنا قاسم الْجُوعيّ: وكان صوفيًا نُسِبَ إلى الجوع.
وقال أبو بَكْر بْن أبي دَاوُد: رَأَيْت أحمد بْن أبي الحواري يقرأ عند القاسم بْن عثمان القرآن، فيصيح ويصعق. وكان فاضلا من محدثي دمشق. وكان يقدم فِي الفضل على أحمد بن أبي الحواري.
وقال الزاهد أبو الرضا الصياد فيما حكى عنه أبو علي الحصائريّ: قال قاسم الْجُوعيّ: وكان عابد أهل الشّام، فذكر حكايةً.
وقال محمد بْن الفيض الغساني: قدم علينا يحيى بْن أكثم دمشقَ مع المأمون، فبعث إلى أحمد بْن أبي الحواري، فجاء إليه وجالَسَهُ، وخلع عليه يحيى طويلة وشيئًا من ملابسه، ودفع إليه خمسة آلاف درهم وقال: يا أَبَا الْحَسَن، فرّقها حيث ترى. فدخل بها المسجد، وصلّى صلوات بالقَلَنْسُوَة، فقال [ص:1208] قاسم الْجُوعيّ: أخذ دراهم اللّصوص ولبس ثيابهم، ثُمَّ أتى الجامع، فمرّ بابن أبي الحواري وهو فِي التّحّيات، فلمّا حاذى به لطم القَلَنْسُوَة، فسلَّم أحمد وأعطى القَلَنْسُوَة ابنَه إبراهيم، فذهب بها. فقال له مَن رآه: يا أَبَا الْحَسَن، ما رَأَيْت ما فعل بك هذا الرجل؟ فقال: رحمه اللَّه.
ومن كلام القاسم: رأس الأعمال الرضا عن الله، والورع عماد الدّين، والْجَزَع مُخّ العبادة، والحصن الحصين ضبط اللّسان.
وقال قاسم الْجُوعيّ: سمعت مسلم بْن زياد يقول: مكتوب فِي التّوراة: من سالَم سِلم، ومن شاتَمَ شُتِم، ومن طلب الفضل من غير أهله ندِم.
وقال سَعِيد بْن عبد العزيز: سمعت القاسم الْجُوعيّ يقول: الشّهوات نَفَسُ الدّنيا؛ فمن ترك الشّهوات فقد ترك الدُّنيا.
وسمعته يقول: إذا رَأَيْتَ الرجلَ يخاصم فهو يحبّ الرئاسة.
قال عَمْرو بن دُحَيْم: تُوُفّي في رمضان سنة ثمانٍ وأربعين.(5/1207)
381 - القاسم بن عيسى الطَّائيُّ الواسطيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: خَالِد بْن عَبْد اللَّه الطّحّان، وهُشَيْم، وعبد الحكيم بن منصور.
وَعَنْهُ: إبراهيم الحربيّ، وأبو داود السجستاني، وبحشل الواسطي، وغيرهم.(5/1208)
-[حَرْفُ الْكَافِ](5/1208)
382 - كَثير بن عُبَيْد، الإمام أبو الحَسَن المَذْحِجيُّ الحِمْصيُّ الحذَّاء المقرئ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
إمام جامع حمص ستين سنة.
وكان سيّدا عارفا خائفا، قانتا لله.
حدَّث عَنْ: سُفْيان بْن عُيَيْنَة، والوليد بْن مُسلْمِ، وبقيّة بن الوليد، وأبي ضمرة، وخلق.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وأبو عَرُوبة الحرّانيّ، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو الحَسَن أحمد بن جَوْصا، وآخرون.
وثّقة أبو حاتم، وغيره.
وقال ابن أبي دَاوُد: كان يقال: إنه أَمَّ أهل حمص ستّين سنة فما سهى فِي صلاة قط. [ص:1209]
قلت: وزاد غيره: أنّه سُئِلَ عن ذلك فقال: ما دخلت من باب المسجد قَطّ وفي نفسي غير اللَّه تعالى.
قلت: رحل إليه ابن جَوْصَا فِي سنة خمسين وسمع منه، وتُوُفّي فيها أو بعدها.(5/1208)
-[حَرْفُ اللَّامِ](5/1209)
383 - اللَّيث بن سعد بن نَجِيح المِصْريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
شيخ غريب الحال، حدَّث عن عبد الله بن وهْب، وغيره.
وتُوُفّي في المحرَّم سنة ثمانٍ وأربعين.(5/1209)
-[حَرْفُ الْمِيمِ](5/1209)
384 - د ن: محمد بن آدم بن سليمان المصيصي، [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: عبد الله بن المبارك، وأبي المَلِيح الرَّقّيّ، ويحيى بن زكريّا بن أبي زائدة، وحفص بن غِياث، وطائفة،
وعُمّر دهرا ورحلوا إليه.
رَوَى عَنْهُ: أبو داود، والنسائي، ومحمد بن سُفْيان المِصِّيصيّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وأَحْمَد بْن إبراهيم البسري، وعمر بن بحر الأسدي.
قال أبو حاتم: صَدُوق.
وقال ابن أبي داود: يقال: إنه من الأبدال.
توفي سنة خمسين.(5/1209)
385 - خ 4: محمد بن أبان بن وزير البلخي، أبو بكر المستملي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ: سُفْيان بْن عُيَيْنَة، وعبد اللَّه بْن وهْب، وأبا خالد الأحمر، ووَكِيعا، وطائفة، واستملى على وكيع مدة.
وَعَنْهُ: البخاري. والأربعة، وإبراهيم الحربيّ، وعبد الله بن أحمد، وابن خزيمة، وأبو العباس السراج، ومسلم في غير صحيحه، وخلق كثير.
وكان ثقة حافظا مصنفا مشهورا.
توفي سنة أربع وأربعين في المحرم ببلخ. قاله جماعة.(5/1209)
386 - د ت ن: مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ صدران، أبو جعفر الأزدي السلمي الْبَصْرِيُّ المؤذن. [الوفاة: 241 - 250 ه][ص:1210]
عَنْ: يزيد بن زُرَيْع، ومعتمر، وبِشْر بن المفضل، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والترمذي، والنسائي، وأبو يَعْلَى، وابن خُزَيْمَة، وعمر بن بجير، وإبراهيم بن محمد بن متويه، وآخرون.
قال أبو حاتم: صدوق.
توفي سنة سبع وأربعين.(5/1209)
387 - د: محمد بن إبراهيم بن سليمان، أبو جعفر الأسباطي الكُوفيُّ الضّرير، [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل مصر.
عَنْ: عبد السّلام بن حرب، والمطَّلِب بن زياد، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، وعبد اللَّه بْن محمد بْن يونس السّمْنانيّ، وعبد اللَّه بْن محمد بْن سَلْم المقدسيّ، وأبو حاتم، وقال: صدوق.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وأربعين.(5/1210)
388 - ق: محمد بن إبراهيم بن العلاء الدِّمشقيُّ الغُوطيّ الشامي. الزاهد السائح، أبو عبد الله. [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل عَبّادان.
عَنْ: عبيد الله بن عَمْرو الرَّقّيّ، وإسماعيل بن عيّاش، وبقيّة، وشُعَيْب بن إسحاق.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وآخرون.
قال الدّارَقُطْنيّ: كذّاب.
وقال ابن عدي: عامة أحاديثه غير محفوظة.(5/1210)
389 - محمد بن إبراهيم بن العلاء الزُّبَيْديّ الحمصيّ ابن زِبْريق. [الوفاة: 241 - 250 ه]
قال محمد بن عَوْف: كان يسرق الأحاديث. فأمّا أبوه فشيخ غير متهم.(5/1210)
390 - محمد بن إبراهيم بن يحيى بن أبي سكينة، أبو عبد الله الحلبيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: أبي الأحوص، ومالك، ومحمد بن الحَسَن الفقيه، والوليد بن [ص:1211] مسلم.
وَعَنْهُ: سبطه يحيى بن علي الكندي الحلبي.
وقع لي حديثه عاليا.
تُوُفّي سنة اثنتين وأربعين.
يقع حديثه فِي مُعْجَم ابن المقرئ، وفي جزء الحلبيّ.
وقد ذكره ابن ماكولا فِي سُكينة بالضّم، وزاد: رُوِيَ عن فُضَيْل بْن عِيَاض، ومحمد بْن سَلَمَةَ الحرّانيّ.
وَعَنْهُ: عبد الله بن سعد الكريزي الرقي، والفضل بن محمد الأنطاكي العطار.(5/1210)
391 - محمد بن أحمد بن الجراح، أبو عبد الرحيم الجوزجاني. [الوفاة: 241 - 250 ه]
حدَّث بنَيْسابور سنة خمسٍ وأربعين عن أبي النضر، وجعفر بن عون، ورَوْح بن عُبادة، ويزيد بن هارون، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: ابن ماجة في تفسيره، وأبو حاتم، وابن خُزَيْمَة، وبدر بن الهيثم، وآخرون.
وكان ثقة عالما صاحب سنة، تفقّه بأحمد بن حنبل.(5/1211)
392 - ن ق: محمد بن أحمد بن محمد بن الحَجَّاج، أبو يوسف الرَّقِّيُّ الصيدلانيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ: عيسى بن يونس، ومحمد بن سَلَمَةَ الحراني، وجماعة.
وَعَنْهُ: النسائي، وابن ماجه، وأبو عَرُوبة، وغيرهم.
وكان موصوفا بالصِّدق والحفْظ.
توفي سنة ست وأربعين.(5/1211)
• - محمد بن أحمد بن نافع، أبو بكر العَبْديُّ القيسيُّ البَصْريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
وهو بكنيته أشهر، يأتي في الكُنَى.(5/1211)
393 - خ: محمد بن أبي يعقوب إسحاق بن منصور الكِرْمانُّي، أبو عبد الله [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل البصْرة.
عَنْ: حسّان بن إبراهيم الكرْمانيّ، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وبِشْر بن المفضّل، وغُنْدر، ومعتمر بن سليمان، وخلق.
وَعَنْهُ: البخاري، وعمر بن الخطّاب السِّجِسْتانيّ، وطائفة آخرهم موتا عبد الله بن يعقوب الكرماني شيخ ابن محمش الزيادي. [ص:1212]
وكان صدوقا صاحب حديث ومعرفة.
تُوُفّي سنة أربعٍ وأربعين.(5/1211)
394 - محمد بن أسد بن أبي الحارث. [الوفاة: 241 - 250 ه]
حدَّث ببغداد عَنْ: محمد بن سَلَمَةَ الحرّانيّ، ومحمد بن كثير الكوفيّ.
وَعَنْهُ: عبد الله بن ناجية، والقاضي المَحَامِليّ.
قال الخطيب: ثقة.(5/1212)
395 - محمد بن أسلم بن سالم الطُّوسيّ، الإمام أبو الحَسَن الكِنْديّ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
أحد الأبدال والحفّاظ.
سَمِعَ بخُراسان مِنْ طائفة،
وبالكوفة مِنْ: محمد، وَيَعْلَى ابنَيْ عُبَيْد، وجعفر بن عَوْن، ومحاضر بن المورّع، وعُبَيْد الله بن موسى، وطبقتهم،
وبالحجاز مِنْ: مؤمل بن إسماعيل، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وبواسط من يزيد بن هارون،
وبالبصْرة مِنْ: مسلم بن إبراهيم، وطبقتهم.
وعُني بالأثر قولا وعملا، وصنَّف المسند والأربعين، وغير ذلك، وأقدم شيوخه النَّضر بْن شُمَيْل.
رَوَى عَنْهُ: إبراهيم بن هانئ، ومحمد بن عبد الوهّاب الفرّاء، وإبراهيم بن أبي طالب، وابن خُزَيْمَة، والحسين بن محمد القبّانيّ، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن وَكِيع الطُّوسيّ، وآخرون.
قَالَ محمد بن يوسف البناء الأصبهاني الزاهد: أخبرنا محمد بْنُ الْقَاسِمِ الطُّوسِيُّ خَادِمُ محمد بْنِ أَسْلَمَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ رَاهَوَيْهِ يَقُولُ فِي حَدِيثِ: " إِنَّ اللَّهَ لَا يَجْمَعُ أُمَّةَ محمد عَلَى ضَلَالَةٍ، فَإِذَا رَأَيْتُمُ الِاخْتِلَافَ فَعَلَيْكُمُ بِالسَّوَادِ الأَعْظَمِ ". فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا يَعْقُوبَ، مَنِ السَّوَادُ الأَعْظَمُ؟ قَالَ: محمد بْنُ أَسْلَمَ وَأَصْحَابُهُ، وَمَنْ تَبِعَهُ. لَمْ أَسْمَعْ عَالِمًا مُنْذُ خَمْسِينَ سنة أشد تمسكا بالأثر منه.
قال أبو النَّضْر محمد بْن محمد بْن يوسف الفقيه: سمعت إبراهيم بْن إسماعيل العنْبريّ يقول: كنتُ بمصر وأنا أكتب باللّيل كُتُب ابن وهْب وذلك لخمسٍ بقين من المحرَّم سنة اثنتين وأربعين، فهتف بي هاتف: يا إبراهيم، مات العبد الصّالح محمد بْن أسلم. قال: فتعجّبت من ذلك، وكتبته على ظهر [ص:1213] كتابي، فإذا به قد مات فِي تلك السّاعة.
وقال محمد بْن القاسم الطُّوسيّ: سمعت أبا يعقوب المروزي يقول ببغداد، وقلت له: قد صَحِبْت محمد بْن أسلم، وأحمد بْن حنبل، أيّ الرجُلَين كان عندك أرجح وأكبر؟ قال: إذا ذكرت محمد بْن أسلم فِي أربعة أشياء فلا تَقْرِن به أحدا: البَصَر بالدِّين، واتّباع أثر الرَّسُول صلى اللَّه عليه وسلم، والزُّهد فِي الدّنيا، وفصاحة لسانه بالقرآن والنَّحْو، ثم قال لي: نظر أحمد بْن حنبل فِي كتاب الرَّدّ على الْجَهْميّة الَّذِي وضعه محمد بْن أسلم فتعجّب منه، ثُمَّ قال لي: يا أَبَا عبد الله، إن عيناك مثل محمد؟ فقلت: لا.
قال محمد بْن القاسم: سَأَلت يحيى بْن يحيى النَّيْسَابُوريّ عن ست مسائل، فأفتى فيها. وقد كنتُ سَأَلت محمد بْن أسلم، فأفتى فيها بغير ذلك، فاحتج فيها بالحديث. فأخبرت يحيى بْن يحيى فقال: يا بُنيّ، أطيعوا أمره وخذوا بقوله؛ فإنّه أبصر منّا، ألا ترى أنه يحتجّ بحديث النَّبِيّ صلى اللَّه عليه وسلم فِي كلّ مسألة، وليس ذاك عندنا.
وقيل لأحمد بْن نصر النَّيْسَابُوريّ: صلى على محمد بْن أسلم ألف ألف من النّاس.
وقال بعضهم: ألف ألف ومائة ألف.
وقال محمد بن القاسم: صحبته عشرين سنة وأكثر، لم أره يصلّي حيث أراه رَكْعتين من التّطوُّع إلا يوم الجمعة. وسمعته غير مرّة يحلف: لو قدرت أنْ أتطوّع حيث لا يراني ملكاي لفعلت؛ خوفًا من الرّياء. ثُمَّ حكى محمد بْن القاسم فصلا طويلا في شمائل محمد بن أسلم ودينه وأخلاقه.
قال أبو إسحاق المزكّيّ: سمعت ابن خُزَيْمة يقول: عودا وبدءا إذا حدث عن محمد بن أسلم: حدثنا من لم تر عيناي مثله أبو الْحَسَن. وكان زَنْجَوَيْه بْن محمد إذا حدَّث عن محمد بْن أسلم يقول: حدثنا محمد بْن أسلم الزّاهد الرّبّانيّ.
وقال محمد بْن شاذان: سمعت محمد بْن رافع يقول: دخلت على محمد بن أسلم، فما شبهته إلا بأصحاب النَّبِيّ صلى اللَّه عليه وسلم.
وقال قَبَيصَة: كان عَلْقَمَة أشبه النّاس بابن مسعود في هديه وسَمْته، وكان إبراهيم النَّخَعيّ أشبه النّاس بعلقمة فِي ذلك، وكان مَنْصُورٌ يشبه بإبراهيم، وكان سُفْيَان الثُّوريّ يشبّه بمنصور، وكان وكيع يُشبّه بسفيان. [ص:1214]
قال أبو عبد الله الحاكم: وقام محمد بْن أسلم مقام وَكِيع، وأفضل من مقامه لُزهده وورعه وتتبُّعه للأثر.
وقال ابن خزيمة: حدثنا ربّانيّ هذه الأمّة محمد بْن أسلم.
وقال أحمد بْن سَلَمَةَ: سمعت محمد بْن أسلم يقول: لمّا أدخلت على عبد الله بْن طاهر ولم اسلم عليه بالإمرة غضب وقال: عمدتم إلى رَجُلٍ من أهل القِبْلة فكفَّرتموه، فقيل: قد كان ما أُنْهِيَ إلى الأمير. فقال عبد الله: شراك نعلي عمر بن الخطاب خير منك، وقد كان يرفع رأسه إلى السَّمَاء، وقد بَلَغَني أنَّكَ لا ترفع رأسك إلى السَّمَاء، فقلت برأسي هكذا إلى السَّمَاء ساعةً، ثُمَّ قلت: ولِمَ لا أرفع رأسي إلى السماء؟ وهل أرجو الخير إلا ممن فِي السَّمَاء؟ ولكنّي سَمِعْتُ المؤمل بْن إسماعيل يقول: سَمِعْتُ سُفْيَان الثُّوريّ يقول: النظر فِي وجوهكم معصية. فقال بيده هكذا يحبس، فأقمنا وكنّا أربعة عشر شيخا، فحُبِست أربعة عشر شهرا، ما اطّلع اللَّه على قلبي أني أردت الخلاص من ذلك الحبْس، قلت: الله حبسني وهو يطلقني وليس لي إلى المخلوقين من حاجة. فأُخرِجت وأُدخِلت عليه، وفي رأسي عمامة كبيرة طويلة. فقال لي: ما تقول فِي السّجود على كور العمامة. قلت: حدثنا خَلادُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُحَرَّرِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجَدَ عَلَى كَوْرِ الْعِمَامَةِ. فقال: هذا إسناد ضعيف. فقلت: يُستعمل هذا حَتَّى يجيء أقوى منه. ثم قلت: وعندي أقوى منه: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا شَرِيكٌ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ يَتَّقِي بِفَضُولِهِ حَرَّ الأَرْضِ وَبَرْدَهَا. هَذَا الدَّلِيلُ عَلَى السُّجُودِ عَلَى كَوْرِ الْعِمَامَةِ. فقال: ورد كتاب أمير المؤمنين يَنْهَى عن الْجَدَل والخصومات، فتقدّم إلى أصحابك أنْ لا يعودوا. فقلت: نعم. ثُمَّ خرجت من عنده.
قال أحمد بْن سَلَمَةَ: فقلت له: أخبرني غير واحد أنّ جُلّ أصحابنا صاروا إلى يحيى بْن يحيى فكلّموه أنْ يكتب إلى عبد الله بْن طاهر فِي تَخْليتك، فقال يحيى: لا أُكاتب السّلطان. وإن كُتِب على لساني لم أكره حَتَّى يكون [ص:1215] خلاصه، فكُتِب بحضرته على لسانه، فلمّا وصل الكتاب إلى عبد الله بْن طاهر أمر بإخراجك وأصحابك. قال: نعم.
وعن بعضهم قال: كان محمد بْن أسلم يُشبَّه فِي وقته بابن المبارك.
وكان محمد بن أسلم يدخل في بيت، ثم إذا خرج غسل وجهه وكحل عينيه. وكان يبعث إلى قوم بعطاء وكسوة فِي الليل، ولا يعلمون من أَيْنَ هِيَ.
وقال أحمد بْن سَلَمَةَ: سمعت أنّ محمد بْن أسلم مرض فِي بيت رَجُل من أهل طوس بباب مُعَمّر، فقال له: لا تفارقُني اللّيلة، فإنّ أمر اللَّه يأتيني قبل أنّ أُصبح. فإذا مِتُّ فلا تنتظر بي أحدًا، واغسلني للوقت وجهزني واحملني إلى مقابر المسلمين. قال: فمات في نصف الليل، فغُسَّل وكُفَّن وحُمل وقت الصُّبْح. فأتاهم صاحب الأمير طاهر بْن عبد الله، وأمرهم أنّ يحملوه إلى مقبرة الشّاذياخ ليصلّي عليه طاهر، قال: فوُضِعت الجنازة والنّاس يؤذّنون لصلاة الصُّبْح، وما نادى على جنازته أحد، ولا رُوسِل بوفاته أحد، وإذا الخلق قد اجتمعوا بحيث لا يُذكر مثله، فتقدّم طاهر للصّلاة عليه، ودفن بجنب إسحاق بْن رَاهَوَيْه، رحمة اللَّه عليهما.
قال محمد بن موسى الباشانيّ: مات لثلاثٍ بقين من المحرم سنة اثنتين وأربعين.(5/1212)
396 - محمد بن إسماعيل الرُّمَانيّ النَّيْسَابوريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ: عبد الله بن المبارك، وخارجة بن مُصْعَب.
وَعَنْهُ: زكريّا بن داود الخَفّاف، ومكّيّ بن عَبْدان. قاله الحاكم.(5/1215)
397 - ق: محمد بن إسماعيل بن أبي ضِرار، أبو صالح الرازي الضراري. [الوفاة: 241 - 250 ه]
رحل وَرَوَى عَنْ: عبد الرّزّاق، وَيَعْلَى بن عبيد، ومحمد بن يوسف الفريابي.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، ومحمد بن جرير الطَّبريّ، وأبو بشر الدولابي، وهو صدوق.(5/1215)
398 - محمد بن الأغلب بن إبراهيم بن الأغلب التميمي القيرواني. الأمير أبو العباس [الوفاة: 241 - 250 ه]
متولي القيروان وسائر المغرب.
ولي سنة ست وعشرين ومائتين بعد والده، ودانت له إفريقية، وجدد [ص:1216] مدينة سنة تسع وثلاثين سماها العباسية، فأحرقها أفلح الإباضي رأس الخوارج.
توفي محمد كهلا في غرة المحرم سنة اثنتين وأربعين.(5/1215)
399 - ت: محمد بن أفلح، أبو عبد الرحمن النَّيْسَابوريُّ الملقب بالترك [الوفاة: 241 - 250 ه]
زوج ابنة إسحاق بن راهَوَيْه.
رَوَى عَنْ: عبد الله بن إدريس، ووكيع، وأبي أسامة.
وَعَنْهُ: الترمذي، عن إسحاق، وأبو عمرو المستملي، والحسين بن محمد القباني، وأبو يحيى الخفاف.
وقال الحاكم أبو عبد الله: هو خَتَنُ يحيى بن يحيى، على ابنته.(5/1216)
400 - محمد بن بِشْر بن مُساور، أبو جعفر السَّرَّاج. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عنده نسخة عن عيسى بن يونس، عن الأعمش.
تُوُفّي بحران قبل الخمسين ومائتين.(5/1216)
401 - محمد بن بِشْر بن النَّجْم، أبو عبد الله الحَرَشيُّ النَّيْسَابوريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ: ابن عُيَيْنَة، وعيسى بن يونس، والوليد بن مسلم، ووَكِيعا.
وَعَنْهُ: الحسين بْن محمد القبّانيّ، وإبراهيم بن أبي طَالِب، ومحمد بن إسحاق الثَّقفيّ.
قال ابن ماكولا: مات سنة اثنتين وأربعين ومائتين.(5/1216)
402 - محمد بن بكر بن خالد، أبو جعفر القصير، [الوفاة: 241 - 250 ه]
كاتب القاضي أبي يوسف.
روى عنه، وعن الفُضَيْل بن عِياض، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ.
وَعَنْهُ: أحمد بن عليّ الخزّاز، وغيره.
وتُوُفّي سنة تسع وأربعين.
وثَّقة الخطيب.(5/1216)
403 - محمد المنتصر بالله، أمير المؤمنين أبو جعفر، وقيل: أبو عبد الله ابن المتوكل على الله جعفر ابن المعتصم بالله محمد بن هارون الهاشميّ العبّاسيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه][ص:1217]
وأمه أم ولد روميّة اسمها حَبَشِيّة، وكان أَعْيَن، أقنى، أسمر، مليح الوجه، مَضَبَّرا، رَبْعَةً، جسيما، كبير البْطن، مليحا، مَهِيبا.
ولمّا قُتل أَبُوهُ دخل عليه قاضي القُضاة جَعْفَر بْن سُلَيْمَان الهاشميّ، فقيل له: بايع. فقال: وأين أمير المؤمنين المتوكًل على اللَّه؟ فقال: قتله الفتح بْن خاقان. قال: وما فُعِل بالفتح؟ قال: قتله بُغا. قال: فأنت وليّ الدّم وصاحب الثّأر. فبايعه، وبايعه الوزير والكبار. ثُمَّ صالح المنتصر بالله إخوته من ميراثهم على أربعة عشر ألف ألف درهم. ثُمَّ نفى عمّه عليّا من سامّراء إلى بغداد، ووكّل به.
وكان المنتصر وافر العقل، راغبا فِي الخير، قليل الظُّلْم، محسنا إلى العلويّين، وَصُولا لهم. وقيل: إنّه كان يقول: يا بُغا أَيْنَ أَبِي؟ مَن قَتَلَ أبي؟ ويسبّ الأتراك ويقول: هؤلاء قَتَلَة الخلفاء. فقال بُغا الصغير للذين قتلوا المتوكًل: ما لكم عند هذا رزق. فعملوا عليه وهمّوا به، فعجزوا عَنْهُ لأنّه كان مَهِيبًا شجاعا فطنا محترزا، فتحيلوا إلى أن دسوا إلى طبيبه ابن طَيْفور ثلاثين ألف دينار عند مرضه. فأشار بفَصْده، ثُمَّ فَصَده بريشةٍ مسمومة فمات. فيقال: إنّ ابن طَيْفُور نسي ومرض، فأمر غلامه يفصده بتلك الرّيشة، فمات أيضًا.
وقال بعض النّاس: بل حصل للمنتصر مرض فِي أُنْثَيَيْه، فمات فِي ثلاث ليالٍ، وقيل: مات بالخوانيق. وقيل: بل سُمّ فِي كُمِّثْراة بإبرة.
وجاء عَنْهُ أنّه قال في مرضه: ذهبت يا أماه مني الدّنيا والآخرة، عاجلتُ أَبِي فعُوجلت. وكان يُتَّهم بقتل أَبِيهِ.
وزر له أحمد بْن الخصيب أحد الظِّلَمَة.
وقال المسعوديّ: أزال المنتصر عن آل أبي طَالِب ما كانوا فِيه من الخوف والمحنة بمنْعهم من زيارة قبر الْحَسَين.
كان أبوه المتوكًل قد أمر بهدْم القبر، وأن يعاقب مَن وُجد هناك. فلمّا ولي المنتصر أمر بالكفّ عن آل أبي طَالِب وردّ فَدَك على آل الْحُسَيْن، فقال البُحْتُريّ:
وإنّ عليّا لأَوْلَى بكم ... وأزْكى يدًا عندكم من عمر [ص:1218]
وكل له فضله والحجو ... ل يوم التّراهن دُون الغُرَرْ
وقال يزيد المهلَّبيّ:
ولقد بَرَرْتَ الطّالبيّةَ بعدما ... ذُمّوا زمانًا بعدها وزمانًا
ورَدَدْتَ أُلْفَة هاشم فرأيتهم ... بعد العداوة بينهم إخوانا
ثم إن المنتصر خلع أخويه: المعتزّ، وإبراهيم من ولاية العهد الَّذِي عقد لهم المتوكًل بعده.
ومن كلام المنتصر لما عفا عن الشّاري الخارجيّ المُكَنَّى بأبي العَمَرَّد: لَذَّة العفْو أعذب من لَذّة التَشفّي، وأقبح فعالِ المقتدر الانتقام.
قال المسعوديّ: وقد كان المنتصر أظهر الإنصاف فِي الرّعيّة، فمالت إليه القلوب مع شدة هيبته.
وقال عليّ بْن يحيى المنجّم: ما رَأَيْت مثل المنتصر ولا أكرم أفعالا بغير تبجُّح منه. لقد رآني مغمومًا فسألني فَوَرَّيْت، فاستحلفني، فذكرت إضاقة لحِقتني فِي شراء ضيعة، فوصلني بعشرين ألفًا.
قلت: وحاصل الأمر أنّه لم يُمَتَّع بالخلافة، وهلك بعد أشهر معدودة. فإنّه ولي بعد عيد الفِطْر، ومات في خامس ربيع الآخر، وعاش ستّا وعشرين سنة، سامحه الله تعالى.
ذكر عليّ بْن يحيى المنجّم أنّ المنتصر جلس مجلسًا للهو، فرأى فِي بعض البُسُط دائرةً فيها فارس، عليه تاج، وحوله كتابة فارسيّة، فطلب من يقرأ ذلك، فأحضر رجل، فنظر فيها فقطب، فقال: ما هذه؟ قال: لا معنى لها. فألح عليه، فقال: مكتوب: أنا شيروية بْن كسرى بْن هرمز، قتلت أَبِي، فلم أمتع بالملك إلا ستة أشهر. فتغير وجه المنتصر وقام.
وقال جَعْفَر بْن عبد الواحد: قال لي المنتصر: يا جَعْفَر، لقد عوجلت، فما أسمع بأذني ولا أبصر بعيني. قاله في مرضه.(5/1216)
404 - خ ت ق: محمد بن جعفر، أبو جعفر بن أبي الحسين السِّمنانيُّ القُومِسيُّ الحافظ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
رحل وطوّف وَسَمِعَ: أبا نُعَيْم، وأبا مسهر، وعلي بن عياش وطبقتهم. [ص:1219]
وَعَنْهُ: البخاري، والترمذي، وابن ماجه، وعمر البجيري، وابن خزيمة، وآخرون.
ومات كهلا.(5/1218)
405 - ت ن: محمد بن حاتم بن سُليمان الزَّمِّيُّ الخُرَاسانيُّ المؤدِّب [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل سامراء.
حَدَّثَ عَنْ: هُشَيْم، وجرير بن عبد الحميد، وعليّ بن ثابت الْجَزَريّ، وعمار بن محمد الثوري، والحكم بن ظهير، وجماعة.
وَعَنْهُ: الترمذي، والنسائي، وعبد الله بن أحمد، ومحمد بن هارون الحضْرميّ.
وثقة الدارقطني.
وتوفي سنة ست وأربعين.
وقد مر: محمد بن حاتم السمين، في الطبقة الماضية.(5/1219)
406 - خ د: محمد بن حاتم بن بزيع الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل بغداد.
حدَّث عن جعفر بن عَوْن، وأسود بْن عامر، وعُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، وعبد الله بن بكر.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، وأبو العبّاس السّرّاج، وأبو بكر بن أبي داود، وجماعة.
تُوُفّي سنة تسعٍ وأربعين.
قال النسائي: ثقة.(5/1219)
407 - ق: محمد بن الحارث بن راشد. مؤذِّن جامع مصر. ويُلَقَّب صُدرة. [الوفاة: 241 - 250 ه]
حدَّث عن اللَّيث، وابن لَهِيعة، وضمام بن إسماعيل، وغيرهم.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، ويعقوب الفسوي، وحبش بن سعيد الصدفي، والحسين بن إدريس الهروي، والحسن بْن سُفْيَان، وَأَحْمَد بْن داود بْن أَبِي صالح الحراني، وآخرون. [ص:1220]
تُوُفّي في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين.(5/1219)
408 - محمد بن الحارث الرَّافقيُّ البَزَّاز. [الوفاة: 241 - 250 ه]
حدَّث عن أبي يوسف القاضي، وعتاب بن بشير، ومعن بن عيسى.
وَعَنْهُ: النسائي في حديث مالك، وأبو عروبة الحراني، وجماعة.
توفي سنة ثلاث وأربعين.
وَعَنْهُ أيضاً: المحاملي. قاله المزي.(5/1220)
409 - محمد بن الحارث، أبو عبد الله الليثي الحراني البزاز، [الوفاة: 241 - 250 ه]
خال أحمد بن أبي شعيب الحراني.
رَوَى عَنْ: هُشَيْم، ومحمد بن سَلَمَةَ الحرّانيّ، وجماعة.
قال أبو عروبة: مات بحران سنة ثلاث أو أربع وأربعين.(5/1220)
410 - محمد بن أبي الليث الحارث بن عبد الله الإيادي، القاضي أبو بكر الأصم الجهمي المعتزلي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
ولي قضاء مصر في أيام المعتصم والواثق. وقد مر ذكره في الحوادث.
توفي ببغداد سنة خمسين.(5/1220)
411 - محمد ابن حبيب، صاحب كتاب المحبر. [الوفاة: 241 - 250 ه]
إخباري صدوق، واسع الرواية، عارف بأيام الناس، متبحر في ذلك. وهو ابن ملاعنة فنسب إلى أمه حبيب.
أَخَذَ عَنْ: هشام بن محمد الكلبيّ، وغيره، وَرَوَى عَنْه: أبو سعيد السكري.
توفي سنة خمسٍ وأربعين ومائتين.
ذكره الخطيب فِي الملخّص، فقال: كان عالما بالنَّسب
رَوَى عَنْهُ: محمد بن أحمد بن أبي عَرّابة الكُوفيُّ، وأبو سَعِيد الْحَسَن بْن الْحُسَيْن السكري، وأبو رؤبة البَغْداديُّ، وغيرهم.(5/1220)
412 - محمد بن الحَجّاج بن رِشْدِين بن سعد، المِصْريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: أبيه، وابن وهْب. [ص:1221]
توفي سنة اثنتين وأربعين.(5/1220)
413 - محمد بن حفص بن ميسرة، أبو جعفر الهَرَويُّ الزاهد، ويعرف بأبي خمخام. [الوفاة: 241 - 250 ه]
رَوَى عَنْ: حمّاد بن زيد، وأبي يوسف القاضي،
رَوَى عَنْهُ: محمد بن معاذ المالينيّ.
وكان ورِعا صالحا كبير القدْر.
تُوُفّي سنة اثنتين وأربعين أيضا.(5/1221)
414 - محمد بن حمَّاد الأَبِيوَرْديُّ الزَّاهد. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: ابن المبارك، وابن عُيَيْنَة، والوليد بن مسلم، ووَكِيع، وأبي ضَمْرة، والقطّان.
وَعَنْهُ: محمد بْن عبد الوهّاب الفرّاء، ومحمد بن أحمد بن أبي عون، ومحمد بن حيوية الإسفراييني، وحاجب بن أحمد الطوسي.
وثقه ابن حبان، وقال: مات سنة ثمانٍ، أو تسعٍ وأربعين.
قلت: حديثه عند السلفي عاليا.(5/1221)
415 - د ت ق: محمد بن حُمَيْد بن حَيّان، أبو عبد الله الرازي الحافظ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: يعقوب القُمّيّ، وعبد الله بن المبارك، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَحَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ، والفضل السِّينانيّ، وزافر بن سليمان، ونُعَيْم بن ميسرة، وخلْق كثير، وهو مُكْثِر عن سلمة بن الفضل الأبرش، وله مناكير وغرائب كثيرة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وأحمد بن حنبل مع تقدّمه، وابنه عبد الله بن أحمد، والحسن بن عليّ المَعْمريّ، وأبو زُرْعَة الرّازيّ، ومحمد بن محمد الباغَنْديّ، وعبد الله بن أبي الدُّنيا، ومحمد بن هارون الروياني، ومحمد بن جرير، وصالح بن محمد جَزَرَة، وعبد الله بن محمد البَغَوِيّ، وخلْق.
قال أبو زُرْعة: من فاته محمد بن حميد يحتاج أنّ ينزل فِي عشرة آلاف حديث.
وَقَالَ عبد الله بن أَحْمَد: سَمِعْتُ أبي يقول: لا يزال بالَّرِّيّ عِلمٌ ما دام محمد بْن حُمَيْد حيَّا. [ص:1222]
وقال أبو قريش الحافظ: قلت لمحمد بْن يحيى: ما تقول فِي محمد بْن حُمَيْد؟ فقال: ألا تراني أحدث عَنْهُ؟! قال أبو قريش: وكنت فِي مجلس محمد بْن إسحاق الصغاني فقال: حدثنا محمد بْن حُمَيْد، فقلت: تحدَّث عَنْهُ؟ فقال: وما لي لا أحدّث، وقد حدَّث عَنْهُ أحمد بْن حنبل، ويحيى بْن مَعِين.
وقال البخاريّ: في حديثه نَظَر.
وقال صالح جَزَرَة: كنّا نتَّهمه.
وقال أبو عليّ النَّيْسَابُوريّ: قلت لابن خُزَيْمة: لو حَدَّثَ الأستاذ عن محمد بْن حميد، فإنّ أحمد بْن حنبل قد أحسن الثّناء عليه. قال: إنّه لم يعرفه، ولو عرفه كما عرفناه لَمَا أثنى عليه أصلا.
وقال أبو أحمد العسّال: سمعت فضلك يقول: دخلت على محمد بْن حُمَيْد وهو يركَّب الأسانيد على المُتُون.
وقال يعقوب بْن إسحاق الفقيه: سمعت صالح بْن محمد الأسَديّ يقول: ما رَأَيْت أحذق بالكذِب من سُلَيْمَان الشّاذَكُونيّ، ومحمد بْن حُمَيْد الرّازيّ. وكان حديث محمد كل يوم يزيد.
وقال أبو إسحاق الْجَوْزَجانيّ: هو غير ثقة.
وقال أبو حاتم: سَمِعْتُ ابن مَعِين يقول: قدِم علينا محمد بْن حُمَيْد بغداد، فأخذنا منه كتاب يعقوب القمي، ففرقنا الأوراق بيننا ومعنا أحمد بْن حنبل، فسمِعْناه ولم نَرَ إلا خيرا. فأيّ شيء ينقمون عليه؟ قلت: يكون فِي كتابه شيء فيقول ليس هُوَ كذا، ويأخذ القلم فيغيره، فقال: بئس هذه الخصلة.
وقال النَّسائيّ: ليس بثقة.
مات سنة ثمان وأربعين.(5/1221)
416 - ق: محمد بن خالد بن خِداش، أبو بكر المهلبي، مولاهم البَصْريُّ الضّرير. [الوفاة: 241 - 250 ه][ص:1223]
عَنْ: إسماعيل بن عُلَيّة، وعبد الرحمن بن مهدي، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وابن أبي داود، وأبو عروبة، وعمر البجيري، وآخرون.
توفي في حدود الخمسين.(5/1222)
417 - د: محمد بن خلف بن طارق الدَّارانيُّ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل بيروت.
حدَّث سنة تسعٍ وأربعين عن زيد بن يحيى بن عُبَيْد، وأبي مُسْهِر الغساني.
وَعَنْهُ: أبو داود، وابن جَوْصا، وابن أبي داود، وآخرون.
وله عقب بداريا.(5/1223)
418 - ت: محمد بن خليفة، أبو عُبَيْد الله البَصْريُّ الصيرفي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: يزيد بن زريع.
وَعَنْهُ: الترمذي، وجعفر بن أحمد بن محمد بن الصّبّاح الْجَرْجرائيّ.
توفي بعد الأربعين.(5/1223)
419 - ن: محمد بن الخليل البلاطي الخشني، [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: إسماعيل بن عياش، وسويد بن عبد العزيز، ومَسْلَمَة بن عليّ الخَشَنيّ، والحسن بن يحيى الخشني.
وَعَنْهُ: النسائي، وإبراهيم بن دُحَيْم، وجماعة شاميّون.
قال النَّسائيّ: لا بأس به.(5/1223)
420 - محمد بن أبي خُنَيْس الخَوْلانيّ الإفريقيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
رَوَى عَنْ: أبي ضَمْرة أَنَس بن عياض، وغيره.
وتوفي سنة خمسين.(5/1223)
421 - د ن: محمد بن داود بن صَبِيح أبو جعفر المصيصي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: حسين بن محمد المروذي، وأبي نعيم، وجماعة.
ومات كهلا.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وأبو عَرُوبَة الحَرّانيّ، ومحمد بن خُرَيْم الدِّمشقيُّ، وابن قتيبة العسقلاني، وآخرون. [ص:1224]
أثنى عليه أبو داود، وقال: كان ينتقد الرجال.(5/1223)
422 - د: محمد بن داود بن سُفْيان، أبو جعفر المِصِّيصيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: عبد الرّزّاق، ويحيى بن حسّان التِّنِّيسيّ.
وَعَنْهُ: أبو داود فقط؛ وكأنه الأول.(5/1224)
423 - ع سوى ق: محمد بن رافع بن أبي زيد سابور، أبو عبد الله القُشَيْريُّ، مولاهم النَّيْسَابوريُّ الحافظ الزّاهد، [الوفاة: 241 - 250 ه]
أحد الأعلام.
سَمِعَ: النَّضْر بن شُمَيْل، وطبقته بخُراسان، وسُفْيان بن عُيَيْنَة وطبقته بالحجاز؛ وعبد الرّزّاق، ويزيد بن أبي حكيم، وعبد الله بن الوليد، وطبقتهم باليمن؛ ووَكِيعا، وابن نُمَيْر، وعبد الله بن إدريس، وطبقتهم بالكوفة؛ وأبا داود الطَّيالِسيّ، ووهْب بن جرير وطبقتهما بالبصْرة؛ وشَبّابة، وأبا النَّضْر وطبقتهما ببغداد؛ ويزيد بن هارون، وطبقته بواسط. وعني بالأثر حالا ومالا.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، ومحمد بن يحيى الذُّهْليّ، وأبو زرعة الرازي، وأحمد بن سلمة، وإبراهيم بن أبي طالب، وابن خزيمة، وأبو بَكْر بْن أبي دَاوُد، ومحمد بْن عَقِيل الخزاعي لا البلْخيّ، وحاجب بن أحمد الطُّوسيّ، وآخر من روى حديثه بعلو السلفي بالثقفيات.
قال أبو عمرو المستملي: سمعت محمد بْن رافع يقول: كنت مع أحمد، وإسحاق عند عبد الرزاق، فجاءنا يوم الفِطْر، فخرجنا مع عَبْد الرّزّاق إلى المُصَلَّى، ومعنا ناسٌ كثير. فَلَمّا رجعنا دعانا عبد الرزاق إلى الغداء، فجعلنا نتغدّى معه، فقال لأحمد وإسحاق: رأيتُ اليومَ منكما عَجَبا، لم تُكَبِّرا! فقالا: يا أبا بكر نَحْنُ ننظر إليك هَلْ تُكَبَّر فَنُكَبَّر، فَلَمّا رأيناك لم تُكَبِّر أمسكنا، قال: وأنا كنتُ أنظر إليكما هَلْ تُكَبِّران فأُكَبِّر.
قال جَعْفَر بْن أحمد بْن نصر الحافظ: ما رَأَيْت من المُحَدِّثين أَهْيَب من محمد بْن رافع. كان يستند إلى شجرة الصنوبر في داره، فيجلس العلماء بين يديه على مَرَاتبهم، وأولاد الطّاهرية ومعهم الخدم كأن على رؤوسهم الطّير، فيأخذ الكتاب بيده ويقرأ بنفسه، ولا ينطق أحدٌ ولا يتبسم إجلالا له. وإذا تبَّسم أحدٌ فِي المجلس أو رَاطَن صاحبه قال: وصلى اللَّه على محمد. فلا يقدر أحد [ص:1225] أن يُراجعه أو يستزيده. ولقد تبسّم خادم للطاهرية يوما، فقطع ابن رافع فأنهي الخبر بذلك. فأمر بقتْل الخادم حتّى احتَلْنا لخلاصه.
قال الحاكم: سمعت أَبَا جَعْفَر محمد بْن سَعِيد المذِّكر يقول: سمعت زَكَرِيّا بْن دَلَّوَيْهِ يقول: بعث طاهر بْن عبد الله إلى محمد بْن رافع بخمسة آلاف درهم، فدخل عليه الّرسول بعد العصر وهو يأكل الخبز مع فِجْل، فوضعها وقال: بعث بها الأمير، فقال: خُذْ خُذْ، لا أحتاج إليه فإنّ الشَّمْسَ قَدْ بَلَغَتْ رأس الحِيطان، إنّما تَغْرُب بعد ساعة، وقد جاوزت الثّمانين إلى مَتَى أعيش؟ فَدَخل عليه ابنه فقال: ليس لنا اللّيلة خُبز. قال: فبعث بعضَ أصحابه خلْف الرَّسُول ليردّ المال إلى حضْرة صاحبه فزعا مِن أنّ يذهب ابنه خلْف الرَّسُول، فيأخذ المال.
قال زَكَرِيّا: وربما كان يخرج إلينا فِي الشّتاء الشّاتي، وقد لبس لحافه الَّذِي يلبسه باللّيل.
قال محمد بْن رافع: سمعت أحمد بْن حنبل يقول: إنْ قال المؤذّن فِي أذانه: صلوا في الرحال، فلك أنّ تتخلّف، وإنْ لم يقل، فقد وَجَبَتْ عليك.
وقال: أَنَا أفدت أحمد عن يزيد بن مسلم الصنعاني الراوي، عن وهْب بْن منبه. ونزلت أَنَا وأحمد، ومات الشَّيْخ، وكان قد أتى له مائة وخمس وثلاثون سنة. رواها أحمد بن سلمة، عن محمد بْن رافع.
وقال أحمد بْن عُمَر بن يزيد: حدثنا محمد بن رافع قال: سمعت عبد الرزاق يقول: سمعت مَعْمَرا يقول: رَأَيْت باليمن عُنْقُود عِنب وِقْرَ بَغْلٍ تامّ.
قال زَنْجَوَيْه بن محمد: تُوُفّي في ذي الحجّة سنة خمسٍ وأربعين، وغسّله أحمد بن نصر العابد، وصلّى عليه محمد بن يحيى الذُّهْليّ.
وقال مسلم، والنَّسائيّ: ثقة مأمون.(5/1224)
424 - محمد بن الربيع، مولى الأزد. مصريّ معمَّر، يُعرف بنعمة. [الوفاة: 241 - 250 ه]
حدَّث عن عبد الله بن لَهِيعة.
مات في رمضان سنة سبع وأربعين.(5/1225)
425 - محمد بن رجاء ابن السِّنْديّ، أبو عبد الله النَّيْسَابوريُّ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
والد محمد بن محمد بن رجاء الإسفراييني. [ص:1226]
سَمِعَ: النضر بن شميل، ومكّيّ بن إبراهيم.
وَعَنْهُ: ابنه، وزكريّا بن داود، وابن خُزَيْمَة.
قال أبو عبد الله ابن الأخرم: هو وأبوه وابنه ثقات أثبات.(5/1225)
426 - محمد بن رزق الله، أبو بكر الكَلْوَذَانيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: يزيد بن هارون، وشَبّابة، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، ويوسف بن يعقوب الأزرق، وغيرهما.
وكان صدوقا.
توفي سنة تسع وأربعين.(5/1226)
427 - م ق: محمد بن رُمْح بن المهاجر، أبو عبد الله التجيبي، مولاهم المِصْريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ: اللَّيث بن سعد، وابن لَهِيعة، ومَسْلَمَة بن عليّ الخَشَنيّ. وحكى عن مالك رحمه الله.
وَعَنْهُ: مسلم، وابن ماجه، والحَسَن بْن سُفْيان، ومحمد بْن الحَسَن بْن قُتَيْبَة العسقلانيّ، وعلي بن أحمد بن علان، وأحمد بن عبد الوارث العسال، ومحمد بن زبان المصريون، وخلق سواهم.
وكان موصوفا بالإتقان الزائد حتى قال فيه النَّسائيّ: ما أخطأ في حديثٍ واحد.
وقال أبو سَعِيد بْن يونس: ثقة ثَبْت. كان أعلم النّاس بأخبار بلدنا.
تُوُفّي في شوّال سنة اثنتين وأربعين.
قال النسائي: لو كان كتب عن مالك لأثبتُّهُ فِي الطبقة الأولى مِن أصحابه.(5/1226)
428 - محمد بن رَوْح بن عِمران، أبو عبد الله المِصْريُّ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
مولى قَتِيرةَ، مِن تُجَيِب.
رَوَى عَنْ: عبد الله بن وهْب؛
وكان مُنْكَر الحديث. قاله ابن يونس، قال: وكان رجلا صالحا.
تُوَفّي فِي ذي القعدة سنة خمسٍ وأربعين.(5/1226)
429 - محمد بن زاهر بن حرب النَّسائيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
ابن أخي أبي خَيْثَمة.
سكن دمشق،
وَحَدَّثَ عَنْ: القَعْنَبيّ، وجماعة، وكان طَلابة للعِلم. مات كهْلا،
رَوَى عَنْهُ: محمود بن سُمَيْع، وسعد بن محمد البَيْروتيّ.
قال أبو حاتم: أَنَا صلّيت عليه، وكان من أقراني. لا بأس به.(5/1227)
430 - ن: محمد بن زُنْبُور المكّيّ، هو أبو صالح محمد بن جعفر بن أبي الأزهر، ولَقَبُ أبيه جعفر: زنبور. [الوفاة: 241 - 250 ه]
رَوَى عَنْ: حمّاد بن زيد، وإسماعيل بن جعفر، وعبد العزيز بن أبي حازم، وجماعة.
وَعَنْهُ: النسائي، وأبو عَرُوبة، وعمر بن محمد بن بُجَيْر، وابن صاعد، وأبو عليّ أحمد بن محمد الباشاني، ومحمد بن أحمد الديبلي، وخلْق سواهم.
قال النَّسائيّ: ثقة.
وضعّفه ابن خُزَيْمَة.
تُوُفّي في ذي الحجّة سنة ثمانٍ وأربعين.
وقع لي حديثه عاليا.(5/1227)
431 - محمد بن أبي السَّرِيّ، أبو جعفر الأزْديّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
يَرْوِي عَنْ: هشام بن الكلبي تصانيفه، وعن إسحاق الأزرق.
وَعَنْهُ: أبو سعيد السكري، ومحمد بن خَلَف بن المَرْزُبان، وأبو أحمد البربريّ، وآخرون.(5/1227)
432 - محمد بن سعيد بن حمّاد، أبو إسحاق الأنصاريّ الحرّانيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: عتّاب بن بشير، ومسكين بن بُكَيْر.
وَعَنْهُ: النَّسائيّ، وابن الباغَنْديّ، وأبو عَرُوبة.
تُوُفّي سنة أربعٍ وأربعين.(5/1227)
433 - محمد بن سعيد بن كثير بن عُفَيْر المِصْريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: ابن وهْب.
قال ابن يونس: توفي سنة سبع وأربعين.(5/1227)
434 - ق: محمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم التستري الْبَصْرِيُّ، أبو بكر [الوفاة: 241 - 250 ه]
أخو أحمد. [ص:1228]
عَنْ: مُعَاذ بن هشام، ويعقوب الحضْرميّ، وأبي عاصم النبيل، وطائفة.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الله بن محمد بن وهْب الدَّيَنَوريّ، وآخرون.(5/1227)
435 - محمد بن سعيد بن عبد الملك بن أبي قَفِيز، أبو جعفر السُّلَميّ الدَّمشقيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: معروف الخيّاط الرّاويّ، عن واثلة بن الأسقع، وعن بقيّة، والوليد بن مسلم، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو الحسن بن جَوْصا، ومحمد بن أحمد بن مَعْدان، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان، وآخرون.(5/1228)
436 - د: محمد بن سُفْيان بن أبي الزّرد الأُبُلّيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: سعَيِد بْن عامر الضُّبَعيّ، وعثمان بْن عمر بْن فارس، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو دَاوُد، وأبو بَكْر بْن أبي عاصم، وعليّ بن أحمد بن بِسْطام، وابن خزيمة، وآخرون.(5/1228)
437 - م د ن ق: محمد بن سلمة المرادي، مولاهم المِصْريُّ الفقيه. [أبو الحارث] [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: ابن وهب، وابن القاسم، وغيرهما.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، ومحمد بن محمد الباغندي، وعلي بن أحمد علان، وجماعة،
وكان من ثقات المصريين وفضلائهم.
توفي في ربيع الأول سنة ثمان وأربعين.
استكتبه الحارث بن مسكين إذ كان قاضيا، يكنى أبا الحارث.
ذكره النسائي يوما وقال: ثقة ثقة.(5/1228)
438 - د ن: محمد بن سليمان بن حبيب، أبو جعفر الأسدي البَغْداديُّ، نزيل المِصِّيصة؛ ولَقَبُه: لُوَيْن. [الوفاة: 241 - 250 ه]
وهو صاحب الجزء المشهور الذي يُروي اليوم عاليا.
سَمِعَ: مالك بن أنس، وسليمان بن بلال، وحمّاد بن زيد، وحُدَيْج بن [ص:1229] معاوية، وأبا عَوَانة، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وسفيان بن عيينة، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد، وأبو القاسم البَغَويّ، وابن صاعد، ومحمد بن إبراهيم الحزوري، وأبو بكر بن أبي داود، وخلق.
وَحَدَّثَ بالثغور، وببغداد، وأصبهان. وعمر دهرا طويلا.
وقد روى النسائي في سننه أيضا، عن رَجُلٍ عَنْهُ، وقال: ثقة.
قال محمد بْن القَاسِم الأزْديّ: قال لُوَيْن: لقَّبَتْني أمّي لُوَيْنا، وقد رضيت.
وقال الخطيب، وغيره: كان يبيع الدّوابّ، فيقول: هذا الفَرَس له لُوَيْن، فَلُقِّب بذلك.
وقال أحمد بن القاسم بن نصر: حدثنا لوُيْن سنة أربعين ومائتين.
وسأله أبي: كم لك؟ قال: مائة وثلاث عشرة سنة.
قلت: لو سمع فِي صِباه لَلَقِي التّابعين كهشام بْن عُرْوَة، وطبقته، ولو سمع وهو ابن ثلاثين سنة لسمع من شعبة، وابن أبي ذئب؛ ولكنه سمع وهو كهل. ومع هذا فصار من أسند أهل زمانه.
تُوُفّي سنة ستٍّ وأربعين، وقيل: سنة خمسٍ وأربعين بأَذَنَة. وكان غضب على أولاده، فتحوّل من المِصِّيصة إلى أَذَنَة. وهما من بلاد سيس.(5/1228)
439 - د: محمد بن سوار الأزدي الكُوفيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سكن مصر،
وَحَدَّثَ عَنْ: عبد السّلام بن حرب، وعبدة بن سليمان، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، وابنه أبو بكر بن أبي داود، وعِلان الصيقل، وآخرون.
توفي سنة ثمان وأربعين.(5/1229)
440 - ت ن: محمد بن شجاع؛ وهو محمد بن عبد الله بن شجاع، أبو عبد الله المَرُّوذيُّ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل بغداد.
عَنْ: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وابن علية، وجماعة،
وَعَنْهُ: الترمذي، والنسائي، ويعقوب الفَسَوي، وعبد الله بن ناجية، ومحمد بن أحمد بن زهير، وآخرون.
توفي سنة أربع وأربعين.(5/1229)
441 - ن: محمد بن صدقة، أبو عبد الله الحمصي الجبلاني المؤدّب. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: بقيّة، ومحمد بن حرب، وأبي ضمرة، وغيرهم.
وَعَنْهُ: النسائي، وعمر بن بجير، وابن أبي داود، وجماعة.
قال أبو حاتم: صدوق.(5/1230)
442 - م د ت ق: محمد بن طريف البجلي الكُوفيُّ، أبو جعفر. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: حفص بْن غِياث، وابن فُضَيْل، وأبي معاوية، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، ومحمد بن صالح بن ذَرِيح، وعبد الله بن زيدان، وآخرون.
وكان ثِقة، صاحب حديث.
توفي سنة اثنتين وأربعين.(5/1230)
443 - محمد بن عبّاد بن موسى البَغْداديُّ. سَنْدُولا. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ: عبد السّلام بن حرب، وعبد اللَّه بْن إدريس، وإسماعيل بْن عُلَيَّة، وطائفة.
وَعَنْهُ: إبراهيم الحربيّ، وابن أبي الدُّنيا، وأبو حامد محمد بْن هارون.
وكان إخباريا، ضعيف الحديث.(5/1230)
444 - ن ق: محمد بن عبّاد بن آدم الهُذَليّ. البَصْريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: معتمر بن سليمان، ومحمد بن جعفر غندر، وجماعة.
وَعَنْهُ: النسائي، وابن ماجه، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الله بن محمد بن وهْب، وآخرون.
ولعلّه بقي إلى بعد الخمسين.(5/1230)
445 - ن: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ، الْحَافِظُ أبو جعفر الموصلي، [الوفاة: 241 - 250 ه]
مُفيد المَوْصِل ومحدِّثها.
سَمِعَ: المُعَافَى بن عِمران، وأبا بكر بن عيّاش، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وعيسى بن يونس، وطبقتهم،
وله كتاب جليل في معرفة العلل والشيوخ.
وَعَنْهُ: النسائي، والحسين بن إدريس الهَرَويّ، وجعفر الفريابي، ومحمد [ص:1231] ابن محمد الباغندي، وأبو يعلى الموصلي، وعبد الله بن أحمد، وخلق.
وكان تاجرا فقدم بغداد مرات وحدَّث بها، وكان عُبَيْد العِجْليّ يعظّم أمره ويرفع قدْره.
قال النَّسائيّ: ثقة، صاحب حديث.
قلت: تُوُفّي سنة اثنتين وأربعين، وقد كمّل ثمانين عاما.
وقال فِيهِ الخطيب: كان أحد أهل الفضل المتحقّقين بالعِلم، حَسَن الحِفْظ، كثير الحديث، رَوَى عَنْهُ الْحُسَيْن الهَرَويّ كتابا فِي عِلَلِ الحديث ومعرفة الشيوخ.
وقال ابن عديّ: سمعت أَبَا يعلى يُسيء القول فِي ابن عمّار ويقول: شهد على خالي بالزُّور.
وذكر الخطيب أنّه مخرَّميّ نزل المَوْصِل.
قلت: فهو أبو جَعْفَر محمد بْن عبد الله المخرمي الحافظ.
مستفاد مع أَبِي جَعْفَر محمد بْن عبد الله بْن المبارك المخرّميّ الحافظ المذكور فِي الطبقة الآتية، إن شاء الله.(5/1230)
446 - م ت ن: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَزِيع البَصْريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: جعفر بن سليمان الضُّبَعيّ، وفُضَيْل بن سليمان، وبشر بن المفضل، وجماعة.
وَعَنْهُ: مسلم، والترمذي، والنسائي، وعَبْدان الأهوازيّ، وابن خزيمة، ومحمد بن علي الترمذي الحكيم، وجماعة.
وثقة أبو حاتم.
توفي سنة سبع وأربعين.(5/1231)
447 - د ن: محمد بن عبد اللَّه بن عبد الرحيم بن سعيه بن أبي زرعة، أبو عبد الله ابن البرقي المِصْريُّ الحافظ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
مولى بني زُهْرة، وأخو أحمد.
سَمِعَ: عَمْرو بن أبي سَلَمَةَ التِّنِّيسيّ، وإدريس بن يحيى الخولاني، [ص:1232] وعبد الملك بن هشام، ومحمد بن يوسف الفِرْيابيّ، وعبد الله بن يوسف، وأبا عبد الرحمن المقرئ، وطائفة.
وتكلّم في الجرح والتَّعديل، وأخذ عن يحيى بن مَعِين، وغيره،
رَوَى عَنْهُ: أبو داود، والنسائي، والحسن بن الفَرَج الغزّيّ، ومحمد بن المعافى، وعمر بْن محمد بْن بُجَيْر، وجماعة.
قَالَ النَّسائيّ: لَا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنِ يونس: كان ثِقة، حدَّث بالمغازيّ عن عبد الملك بن هشام. وتُوُفّي في جُمَادَى الآخرة سنة تسعٍ وأربعين.
قال: وإنمّا عُرِف بالبرقي؛ لأنه كان هو وإخوته يتجرون إلى برقة.(5/1231)
448 - د ن ق: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عقيل أبو مسعود الهلالي الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: جدّه عُبَيْد، وبِشْر بن عمر الزّهْرانيّ، وأبي عاصم النّبيل، وعَمْرو بن عاصم، وعثمان بن عمر بن فارس، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وأحمد بن يحيى التُّسْتَريّ، وأبو عروبة، ومحمد بن نوح الجنديسابوري، وأحمد بن محمد بن صدقة الحافظ، وطائفة.
قال النسائي: لا بأس به.(5/1232)
449 - ن: محمد بن عبد الله بن بكر الخُزَاعيّ، ويقال: الهاشمي، مولاهم الصَّنْعانيّ المَقْدِسيّ، الخَلَنْجيّ، أبو الحَسَن [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل بيت المقدس.
عَنْ: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وسعيد بن سالم القدّاح، وعبد الله بن ميمون القداح، ومالك بن سعير.
وَعَنْهُ: النسائي، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وعَبْدان الأهوازيّ، وآخرون، آخرهم محمد بن الحسن بن قُتَيْبَة العسقلاني.(5/1232)
450 - ق: محمد بن عبد الله بن حفص بن هشام بن زيد بن أنس بن مالك الأنصاري البَصْرِيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ الْقَاضِي، وأبي عاصم، ويحيى بن كثير، [ص:1233] وغيرهم.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وابن خُزَيْمَة، وأبو قريش، وأبو عروبة، وابن صاعد.(5/1232)
451 - د: محمد بن عبد الله بن أبي حماد الطَّرَسوسيُّ القطان، [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: عبد الرحمن بن مغْراء، وأبي تُمَيْلة يحيى بن واضح، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، وعليّ بن الحُسين بن الْجُنَيد، وأبو عبد الرحمن النسائي في الكنى، وآخرون.(5/1233)
452 - محمد بن عبد الله بن حسن، أبو عبد الله الجرجاني العَصَّار. [الوفاة: 241 - 250 ه]
كان مع أحمد بن حنبل في اليمن،
رَوَى عَنْ: عبد الرّزّاق، وإبراهيم بن الحَكَم بن أَبان.
وَعَنْهُ: عِمران بن موسى السّخْتيانيّ، وعبد الرحمن بن عبد المؤمن المهلَّبيّ، وإبراهيم بن نومرد.
قال حمزة السَّهْميّ: هو أوّل من أظهر مذهب الحديث بجرجان.(5/1233)
453 - م ت ن ق: محمد بن عبد الأعلى، أبو عبد الله الصنعاني القيسي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: مُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان، ويزيد بْن زُرَيْع، وأبي بكر بن عياش، وسفيان بن عيينة، وعَثّام بن عليّ، وعبد الرّزّاق، وطائفة.
وَعَنْهُ: مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وجعفر الفِرْيابيّ، وعمر بن بجير، وابن خزيمة، وقاسم المطرز، وخلق.
وثقة أبو حاتم، وغيره.
توفي بالبصرة سنة خمس وأربعين.(5/1233)
454 - م: محمد بن عبد الرحمن بن حكيم بن سهم الأنطاكي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: معتمر بن سليمان، وأبي إسحاق الفَزَاريّ، وابن المبارك، وعيسى بن يونس، وبقيّة بن الوليد.
وَعَنْهُ: مسلم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو يعلى الموصلي، وموسى بن هارون، وأبو القاسم البغوي، وخلْق سواهم.
وثّقه أبو بَكْر الخطيب. [ص:1234]
وتُوُفّي سنة ثلاثٍ وأربعين.(5/1233)
455 - محمد بن عبد الصَّمَد بن داود بن مِهران الحَرَّانيُّ، أبو جعفر. [الوفاة: 241 - 250 ه]
ولد بمصر
وَسَمِعَ مِنْ: ابن وهْب، ورُشْدين بن سعد.
تُوُفّي سنة إحدى وأربعين.(5/1234)
456 - خ 4: محمد بْن عَبْد العزيز بْن أَبِي رِزْمة غزوان اليشكري، مولاهم المَرْوَزِيّ أبو عَمْرو. [الوفاة: 241 - 250 ه]
حجّ بأخرة،
وحدَّث ببغداد عَنْ: ابن المبارك، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وحفص بن غِياث، والفضل بن موسى، وأبي معاوية، وطائفة.
وَعَنْهُ: الأربعة، والبخاري عن رجلٍ عنه، وأبو زُرْعة الرّازيّ، وإبراهيم الحربي، وعبد الله بن إسحاق المدائني، وأبو العباس السراج، ومحمد بن هارون ابن المجدر، وابن خزيمة، وكان ثقة سمع من ابن المبارك ثلاثة أحاديث فقط.
وَرَوَى الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مروان عنه، عن سلمويه بن صالح.
توفي سنة إحدى وأربعين.(5/1234)
457 - م ت ن ق: محمد بن عبد الملك بن أبي الشَّوارب محمد بن عبد الله بنُ أَبِي عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ بْنِ أَبِي الْعِيصِ بْنِ أُمَيَّة، أبو عبد الله القُرَشيّ الأُمويّ البَصْريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: أبي عَوَانة، وعبد العزيز بن المختار، ويوسف بْن الماجِشُون، وعبد الواحد بْن زياد، وكثير بن سُلَيْم، وكثير بن عبد الله الأبلي، وعدة.
وَعَنْهُ: مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وأبو بكر بن أبي الدُّنيا، ومحمد بن محمد الباغندي، وأبو القاسم البغوي، وإبراهيم بن محمد بن متويه، ومحمد بن جرير الطبري، وطائفة.
وكان من جلة المشايخ وفضلائهم.
قال النسائي: لا بأس به.
وقال ابن قانع: مات بالبصْرة في جُمَادَى الأولى لعَشْرٍ بقين منه سنة أربعٍ وأربعين. [ص:1235]
وقال الصُّوليّ: نهى المتوكًل عن الكلام فِي القرآن، وأشخصَ الفقهاء والمحدّثين إلى سامرّاء، منهم ابن أبي الشّوارب، وأمرهم أنّ يحدّثوا وأجزل صِلاتهم.
قلت: لمّا وُلّي ابنه الْحَسَن بن محمد القضاء تخوف وقال له: يا حَسَن أُعِيذ وجهك الحَسَن من النّار، وفي ذُرّيته عدّة قُضاة؛ يقع لي حديثه عاليا.(5/1234)
458 - د ت ن: محمد بن عُبَيْد بن محمد بن واقد، أبو جعفر المحاربي الكُوفيُّ النحاس. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: عليّ بن مُسَهِر، وعبد السّلام بن حرب، وعمر بن عُبَيْد، ويحيى بن زكريّا بن أبي زائدة، وشَرِيك بن عبد الله، وإسماعيل بن عيّاش، وأبي الأحوص سلام، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وابن المبارك، وطائفة، وطال عمره، واشتهر اسمه.
وَعَنْهُ: أبو داود، والترمذي، والنسائي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو لَبِيد السَّرْخسيّ، ومحمد بن جرير الطَّبريّ، وعبد الله بن زيدان البجلي، وطائفة.
قَالَ النَّسائيّ: لَا بأس بِهِ.
وقال ابن حِبّان: مات سنة خمس وأربعين.
قال ابن أبي عاصم: تُوُفّي سنة إحدى وخمسين.(5/1235)
459 - ق: محمد بن عُبَيْد بن محمد بن ثَعْلَبَة العامري الكُوفيُّ، المعروف بالحِمَّانيِّ لنزوله فيهم. ويُلَقَّب بالحوت. [الوفاة: 241 - 250 ه]
رَوَى عَنْ: أبيه، وعمر بن عبيد الطنافسي.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وأحمد بن يحيى التُّسْتَريّ، وحاجب بن أركين، وعلي بن العباس المقانعي، ويحيى بن صاعد، وآخرون.
ذكره ابن حِبّان فِي " الثقات ".(5/1235)
• - محمد بن عُبَيْد المدنيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
تقدم.(5/1235)
460 - ت: محمد بن عُبَيْد بن عبد الملك، أبو عبد الله الأسدي الهمذاني، الكُوفيُّ الأصل، الجلاب. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وأبي معاوية، ويحيى بن سعيد الأمويّ، وعُبَيْدة بن حُمَيْد، وإسماعيل بن عُلَيَّة، وعليّ بن أبي بكر الإِسْفَذِنيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: الترمذي، والحَسَن بن عليّ بن أبي الحِنّاء، وعلي بن سعيد العسكري، وقاسم بن زكريا المطرز، وأبو بشر محمد بن أحمد الدولابي، وعبد الرحمن بن أحْمَد بن عبّاد، ومحمد بن ماجة في غير السنن، وآخرون.
وكان عبدا صالحا، وثقة أبو زرعة وأثنى عليه.
وقال الحسن بن يزداد الخشاب: لو كان محمد بْن عُبَيْد ببغداد كان شبيها بأحمد بْن حنبل.
وقال غيره: كان يصوم الدّهر.
قلتُ: وقع لنا حديثه عاليًا. وتُوُفيّ سنة تسع وأربعين.(5/1236)
461 - ق: محمد بن عثمان بن خالد، أبو مروان العثماني المدني. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: أبيه، وإبراهيم بن سعد، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، ومحمد بن ميمون، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وأحمد بن زيد القزّاز، وإسحاق الخزاعي، وبقي بن مخلد، وجعفر الفريابي، وعمران بن موسى بن مجاشع، ومحمد بن يحيى بن منده، وطائفة.
قال صالح جزرة: ثقة صدوق، إلا أنّه يروي عن أبيه المناكير.
وقال موسى بن هارون: مات سنة إحدى وأربعين.
وقال البخاري: صدوق.(5/1236)
462 - ن: محمد بن عثمان بن بحر، أبو عبد الله العقيلي البَصْريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: عبد الأعلى بن عبد الأعلى، ومحمد بن عبد الرحمن الطّفاويّ، وأبي عاصم النّبيل.
وَعَنْهُ: النسائي، وأحمد بن عَمْرو البزّار، وعبدان الأهوازي، وابن خزيمة، وطائفة.(5/1236)
463 - محمد بن عصام بن يزيد بن عجلان الأصبهانيّ جبر، ولقب أبيه أيضا جبر. [الوفاة: 241 - 250 ه]
رَوَى عَنْ: أبيه، وله عنه نسخه كبيرة عن سُفْيان الثَّوْريّ.
وَعَنْهُ: محمد بْن يحيى بْن مَنْدَه، وأحمد بْن عليّ بن الجارود، وسَلْم بن عصام، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزُّهْريّ.(5/1237)
464 - محمد بن عُقبة بن هَرِم السَّدُوسيّ البَصْريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: جعفر بن سليمان الضَبَعيّ، وحمّاد بن زيد، وحسّان الكرْمانيّ، وجرير بن عبد الحميد.
وَعَنْهُ: أحمد بن عَمْرو البزّار، والحسن بن سُفْيان، وعَبْدان الأهوازيّ، وجماعة.
ضعّفه أبو حاتم.
وقد روى عنه البخاريّ في كتاب الأدب.(5/1237)
465 - محمد بن عُكّاشَة الكِرْمانيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
روى الموضوعات عن مثل سُفْيان بن عُيَيْنَة، والوليد بن مسلم.
وَعَنْهُ: إسماعيل بن قُتَيْبَة النَّيْسَابوريُّ، وغيره.
ذكره ابن عساكر، فقال: محمد بن عُكّاشَة بن مِحْصَن، أبو عبد الله الكرماني. ذكر أنّه سمع من الوليد، ووَكِيع، وابن عُيَيْنَة، ومَنْدَل بن عليّ، وعبد الرّزّاق، وطائفة.
رَوَى عَنْهُ: إسماعيل بن قُتَيْبَة، وإبراهيم بن محمد بن هانئ، ومحمد بن إبراهيم الطَّيَالِسيّ.
قال الدَّارَقُطْنيّ: كان يضع الحديث.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ محمد بْنِ يُونُسَ الْهَرَوِيُّ الْبَزَّازُ: كَانَ يُحَدِّثُ بِالْبَوَاطِيلِ، فَبَلَغَنِي أَنَّهُ شَهِدَ الْجُمُعَةَ بِكِرْمَانَ، فَقَرَأَ الْإِمَامُ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَصُعِقَ فَمَاتَ.
قُلْتُ: وَمِمَّا وضع على سند الصحيحين: «أطعموا حبالاكم اللبان، فإن [ص:1238] يكن ذكرا يخرج ذَكِيًّا شُجَاعًا، وَإِنْ يَكُنْ جَارِيَةً حَسَّنَ خَلْقَهَا وعظم عَجِيزَتَهَا، وَحَظِيَتْ عِنْدَ زَوْجِهَا.
وَمِنْ مَوْضُوعَاتِهِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ جِبْرِيلَ، عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: «مَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بالقدر فليس مني».(5/1237)
466 - ع: محمد بن العلاء بن كُرَيْب، أبو كُرَيْب الهَمْدانيُّ الحافظ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
محدِّث الكوفة.
عَنْ: عبد الله بن المبارك، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وحفص بن غِياث، وعبيد الله الأشجعيّ، وعُمر بن عُبَيْد، وحاتم بن إسماعيل، وعبد الله بن إدريس، وهُشَيْم، وخلق.
وَعَنْهُ: الجماعة، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وعبد الله بن أحمد، وأحمد بن عليّ المَرْوَزِيّ، وجعفر الفِرْيابيّ، وعبد الله بن ناجية، وابن خُزَيْمَة، وأبو عَرُوبة، ومحمد بن هارون الرُّويانيّ، وعبد الله بن زيدان البَجَليّ، ومحمد بن القاسم بن زكريّا المحاربي، وخلق.
وسمع بدمشق من شعيب بن إسحاق.
وعنه قال: أتيت يحيى بْن حمزة، فوجدت عليه سواد القضاء، فلم أسمع منه. وكنت سافرتُ أريد إفريقيّة.
وقال عليّ بْن نصر النَّيْسَابُوريّ: سمعت أَبَا عَمْرو الخفّاف يقول: ما رَأَيْت فِي المشايخ بعد إسحاق أحفظ من أَبِي كُرَيْب.
وقال النَّسَائيّ: ثقة.
قال صالح جَزَرَة: تيَّبس رأسُ أبي كُرَيْب، فأمر الطّبيب أنّ يُغلَّف رأسه بفالوذج. قال: فتناوله من رأسه، وأكله وقال: بطني أحوج إلى هذا من رأسي.
قال مُطَيَّن: أوصى أبو كريب بكتبه أنّ تُدْفن، فَدُفِنَتْ.
قال حَجّاج الشّاعر: سمعتُ أحمد بْن حنبل يقول: لو حدَّثت عن أحدٍ ممّن أجاب، يعني فِي المحنة، لحدَّثت عن اثنين: أبو مَعْمَر، وأبو كُرَيْب، أمّا أبو مَعْمَر فلم يزل بعدما أجاب يذمّ نفسَه على إجابته، ويُحَسِّن أمر الَّذِي لم يُجِب. وأمّا أبو كُرَيْب فأُجْري عليه ديناران، وهو محتاج، فتركها لمّا علم أنّه أُجْرِيَ عليه لذلك.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: ما بالعراق أكثر حديثا من أبي كُرَيْب، ولا أَعْرَفُ بحديث بلدنا منه. [ص:1239]
وقال الحافظ أبو عليّ النَّيْسَابُوريّ: سمعت أَبَا الْعَبَّاس بْن عُقْدة يقدّم أَبَا كُرَيْب فِي الحِفْظ والكَثْرة على جميع مشايخهم. ويقول: ظهر لأبي كُرَيْب بالكوفة ثلاث مائة ألف حديث.
وقال مُوسَى بْن إسحاق: سمعتُ من أبي كُرَيْب مائة ألف حديث.
وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال أبو عَمْرو الخفّاف: ما رَأَيْت فِي المشايخ بعد إسحاق أحفظ من أَبِي كريب.
وقال محمد بن يحيى الذهلي لإبراهيم بْن أبي طَالِب: مَن أحفظ مَن رَأَيْت بالعراق؟ قال: لم أر بعد أَحْمَد بْن حنبل أحفظ من أبي كُرَيْب.
قال البخاريّ: تُوُفّي أبو كُرَيْب يوم الثلاثاء لأربعٍ بقين من جُمَادَى الآخرة سنة ثمانٍ وأربعين.
زاد غيره: عاش سبعا وثمانين سنة.(5/1238)
467 - ت ن: محمد بن عليّ بن الحَسَن بن شقيق، أبو عبد الله المروزي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
حدّث ببغداد وخُراسان، عن أبيه، والنَّضْر بن شُمَيْل، وأبي أُسامة، ويزيد بن هارون، وعَبْدان بن عثمان، وجماعة.
وَعَنْهُ: الترمذي، والنسائي، والحَسَن بن سُفْيان، وابن خُزَيْمَة، ومحمد بن جرير، وابن صاعد، وخلق آخرهم القاضي المحاملي.
وثقة النسائي، وغيره.
قال محمد بن موسى الباشاني، وابن قانع: مات سنة خمسين. زاد الباشاني: لثلاث بقين من المحرم. سقط من السطح فمات.(5/1239)
468 - ن: محمد بن علي بن حمزة، أبو عبد الله المروزي الحافظ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: إسحاق بن سليمان الرّازيّ، وعُبَيْد الله بن موسى، وأبي اليَمَان، [ص:1240] وعبدان بن عثمان، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: النسائي، وإبراهيم بن أبي طالب، وعليّ بن سعيد الرّازيّ، وابن خُزَيْمَة، وأبو قُرَيْش محمد بن جمعة، وآخرون.
وأكثر عنه ابن خُزَيْمَة، وسأله عن العِلَل والرجال.
أقام بنَيْسابور مدّة بعد الأربعين.
أمّا:(5/1239)
469 - محمد بن عليّ بن حمزة العَلَويّ البَغْداديُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
فشيخٌ ثقة.
تُوُفّي سنة ستٍّ وثمانين ومائتين.
عنده عن أبي عثمان المازنيّ.
و:(5/1240)
470 - محمد بن عليّ بن حمزة الأنصاريّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: عُبَيْد الله القواريريّ.(5/1240)
471 - محمد بن عليّ بن حمزة الأنطاكيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزل بغداد،
يَرْوِي عَنْ: أبي أُميّة الطَّرَسُوسيّ، وطبقته.
وبَقي إلى سنة ثلاث وعشرين وثلاث مائة.(5/1240)
472 - محمد بن عِمران بن أيّوب الأصبهانيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: سَلَمَةَ بن الفضل، وعُبَيْد الله بن موسى، وطائفة.
وَعَنْهُ: ابنه عبد الله، شيخٌ لأبي الشّيخ، وغيره.(5/1240)
473 - محمد بن عِمران بن زياد، أبو جعفر الضَّبّيّ الكُوفيُّ النَّحْويّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سكن بغداد، وأدب ابن المعتز.
وَحَدَّثَ عَنْ: أبي نعيم، وأبي غسان النهدي، وجماعة كثيرة، ورحل إلى الشام، فسمع من هشام بْن عمّار.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن أَبِي سَعْد الورّاق، وأبو الْعَبَّاس بْن مسروق.
مات كَهْلا.
وثقة الدّارَقُطْنيّ.(5/1240)
474 - 4: محمد بن عمر بن عليّ بن عطاء بن مقدَّم المُقَدَّميُّ الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
ابن عمّ محمد بن أبي بكر. [ص:1241]
سَمِعَ: أباه، ومحمد بن جعفر غُنْدر، ومحمد بن أبي عديّ، ويوسف بن عطيّة، ومُعَاذ بن هشام، ويحيى القطان، وعدة.
وَعَنْهُ: الأربعة، وأحمد بن عَمْرو البزّار، وجعفر بن أحمد الحافظ، وابن خزيمة، ومحمد بن جرير، وآخرون.
قال أبو حاتم: صَدُوق.
قلت: تُوُفّي سنة خمس وأربعين.(5/1240)
475 - محمد بن عُمَر بن حرب بن سنان القُرشيُّ البَصْريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
حَدَّثَ بإصبهان عَنْ: يحيى القطّان، وغُنْدر، والحَكَم بن سِنان.
وَعَنْهُ: عبد الله بن محمد بن وهْب، وأحمد بن محمد بن مسلم.(5/1241)
476 - محمد بن عَمْرو بن العبّاس، أبو بكر الباهليّ البَصْريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
حدَّث عن سُفيان بن عُيَيْنَة، وغُنْدر، وعبد الوهْاب الثَّقفيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، والمحاملي، وآخرون.
توفي سنة تسع وأربعين ومائتين.
يقع لنا من عواليه.(5/1241)
477 - محمد بن عمرو بن الحَكَم الهَرَويُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
حَدَّثَ ببغداد عَنْ: وكيع وغيره.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، والمحاملي أيضا.
وكان ثقة،
عنده عَنْ: الجارود بن يزيد، ومكّيّ بن إبراهيم.(5/1241)
478 - محمد بن عميرة، أبو عبد الله الجُرجانيُّ الحافظ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل هراة.
رَوَى عَنْ: إسحاق الأزرق، ويزيد بن هارون، وعبد الرزاق، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو يحيى البزاز، ومحمد بن عبد الرحمن السامي، ومحمد بن شاذان، وآخرون.
قيل: إنّه كان يحفظ سبعين ألف حديث.(5/1241)
479 - محمد بن أبي عَوْن، أبو بكر البَغْداديُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه][ص:1242]
عَنْ: محمد بن فضَيْل، وشُعَيب بن حرب.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، والمَحَامِليّ، وجماعة.
تُوُفّي سنة تسعٍ وأربعين ببغداد في شعبان. واسم أبيه أبي عون محمد.(5/1241)
480 - ن: محمد بن عيسى بن زياد، أبو الحسين الدامغاني. [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل الرِّيّ.
حدَّث عن ابن المبارك، وجرير بن عبد الحميد، وَسَلَمَةَ الأبرش، وجماعة.
وَعَنْهُ: النسائي، ومحمد بن جرير الطَّبريّ، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو نعيم عبد الملك بن عدي، وعبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، وآخرون كثيرون.
ولعله بقي إلى بعد الخمسين.(5/1242)
481 - خ د: محمد بن أبي غالب القومسي الطيالسي، أبو عبد الله، [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل بغداد.
عَنْ: يزيد بن هارون، وسعيد بن سليمان سَعْدَوَيْه، وعبد الرحمن بن شريك النخعي، وطائفة.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، وأبو بَكْر بْن أبي عاصم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، والحسين بن إسحاق التُّسْتَريّ، وأبو بكر بن أبي داود.
قال البخاريّ: مات في سَلْخ رمضان سنة خمسين.
قلت: روى البخاري عنه عن محمد بن أبي سمينة.
وَعَنْهُ: عن إبراهيم بْن المنذر الحِزَاميّ، وكان من الّثقات.
وأمّا محمد بن أبي غالب، صاحب هُشَيْم، فمات سنة أربعٍ وعشرين ومائتين.(5/1242)
482 - ت ق: محمد بن فراس، أبو هريرة الضبعي الْبَصْرِيُّ الصيرفي. [الوفاة: 241 - 250 ه][ص:1243]
عَنْ: وكيع، ومعاذ بن هشام، وسلم بن قتيبة، وحرمي بن عمارة، وأبي داود، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: الترمذي، وابن ماجه، وأَحْمَد بْن عَمْرو البزّار، وعمر بن بجير، ومطين، وأبو علي محمد بْن سُلَيْمَان المالكيّ الْبَصْرِيُّ، وآخرون.
قال أبو حاتم: صَدُوق.
قلت: تُوُفّي سنة اثنتين وأربعين.(5/1242)
483 - د ن: محمد بن قدامة بن أعين أبو عبد الله المصيصي، [الوفاة: 241 - 250 ه]
مولى بني هاشم.
عَنْ: ابن المبارك، وجرير بن عبد الحميد، وفضيل بن عياض، ووكيع، وعثام بن علي، وسفيان بن عيينة، وأبي الحسن الكسائي، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الرَّحْمَن بْن عُبَيْد اللَّه الأَسَديّ الحلبي ابن أخي الإمام، وعبد الرحمن بن عُبَيْد الله الهاشميّ الحلبيّ ابن أخي الإمام، وعمر بن الحَسَن أبو حفيص الحلبي القاضي، ومحمد بن الحَسَن بن قُتَيْبة، ومحمد بن المسيّب الأرغِيانيّ، ومحمد بن سُفْيان.
قال النَّسائيّ: لا بأس به.
ووثّقه الدّارَقُطْنيّ.
وقال ابن حِبّان: مات قريبا من سنة خمسين.
قلت: وقع لنا حديثه عاليا في معجم ابن جميع.(5/1243)
484 - محمد ابن الإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
قاضي الجزيرة، توفي بها بعد الأربعين ومائتين.
رَوَى عَنْ: أبيه، وغيره.
وذكر ابن يونس أنّه سمع أيضا من سُفْيان بن عُيَيْنَة الهلاليّ. قال: وله أخٌ باسمه تُوُفيّ سنة إحدى وثلاثين بمصر.(5/1243)
485 - م ت: محمد بن محمد بن مرزوق الباهلي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
بصْريّ ثقة.
حَدَّثَ ببغداد، عَنْ: رَوْح بن عُبَادَةَ، وأبي عامر العَقَديّ، ومحمد بن عبد الله الأنصاري.
وَعَنْهُ: مسلم، والترمذي، ونسباه إلى جَدَّه، ومحمد بن جرير، وابن خُزَيْمَة، والمَحَامِليّ، وسيُعاد.(5/1244)
486 - محمد بن محمد بن النُّعْمان بن شِبْل الباهليّ البَصْريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
رَوَى عَنْ: مالك بن أنس، وغيره،
وعمّر دهرا.
رَوَى عَنْهُ: أحمد بن محمد بن رَوْق الهِزّانيّ.(5/1244)
487 - محمد بن مرداس الأنصاريّ البَصْريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: زياد بن عبد الله البكّائيّ، وبِشْر بن المفضّل، وعبد الله بن عيسى الخزّاز.
وَعَنْهُ: محمد بن إسماعيل البخاريّ في بعض تواليفه، وعَبْدان الأهوازيّ، ومحمد بن هارون الرُّويانيّ، ومحمد بن أحمد بن سليمان الهَرَويّ، وآخرون.
تُوُفّي سنة تسعٍ وأربعين.
أمّا(5/1244)
488 - محمد بن مرداس الأنصاريّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: خارجة بن مصعب، فآخر لا يعرف.(5/1244)
489 - ام ت ق: محمد بن مرزوق الباهليّ، هو محمد بن محمد بن مرزوق بن بكير، [الوفاة: 241 - 250 ه]
مرَّ.
وأكثر ما يأتي منسوبا إلى جدّه.
رَوَى عَنْهُ: مسلم، والترمذي، وابن ماجه، وخلْق.
قال ابن أبي عاصم: تُوُفّي سنة ثمان وأربعين.
قلت: تفرد عن الأنصاري عن أبيه، عن ثمامة عن أنس رفعه: «ليس المخبر كالمعاين». [ص:1245]
وتفرد عَنِ الأَنْصَارِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ: إِذَا أَكَلَ نَاسِيًا فَلا قَضَاءَ عَلَيْهِ وَلا كَفَّارَةَ.
لَمْ يَرْوِهِ أَحَدٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ غَيْرُهُ.(5/1244)
490 - محمد بن مَسْعَدة البزّاز. [الوفاة: 241 - 250 ه]
رَوَى عَنْ: محمد بن شعيب بن شابور.
وَعَنْهُ: أبو العبّاس السّرّاج، وقاسم المطرز، ويحيى بن صاعد.(5/1245)
491 - د: محمد بن مسعود بن يوسف أبو جعفر ابن العجمي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل طَرَسُوس وشيخها في زمانه.
رَوَى عَنْ: عيسى بن يونس، ويحيى القطّان، وعبد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ، وزيد بْن الحُبَاب، وعبد الرزاق، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو داود، وجعفر الفِرْيابي، ومحمد بن وضاح الأندلسي، وحاجب بْن أركين، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي داود، ومحمد بن إسحاق السراج، وعبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، والحسين بن إسماعيل المحاملي، وآخرون.
وثقه الخطيب، وغيره.
وقال محمد بن وضاح: رفيع الشأن فاضل، ليس بدون أحمد بن حنبل.
قلت: وسمع منه أَحْمَد بْن عليّ الْجَزَريّ فِي سنة سبعٍ وأربعين.
قال ابن عَبْد البَرّ: قال ابن وضاح: ما رأيت أحدا أعلم بالحديث من محمد بْن مَسْعُود.(5/1245)
492 - خ م د ن: محمد بن مسكين اليمامي، أبو الحسن. [الوفاة: 241 - 250 ه]
حدّث ببغداد، عن محمد بن يوسف الفريابي، وبشر بن بكر، ويحيى بن حسّان التِّنِّيسيّين، وأبي مُسْهِر، وطائفة. وأكبر شيخ له وهب بن جرير.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وأحمد بْن عَمْرو البزّار، ومحمد بن حسين بن مُكْرَم، ومحمد بن يحيى بن مَنْدَه، وعمر البُجَيْريّ، وابن خُزَيْمَة، وآخرون. [ص:1246]
وثقه أبو داود، وغيره.(5/1245)
493 - د ن ق: محمد بن مُصَفَّى بن بُهْلُولٍ، أبو عبد الله القرشي الحمصي، الرّجل الصّالح. [الوفاة: 241 - 250 ه]
رَوَى عَنْ: بقيّة، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، ومحمد بن حرب الخَوْلانيّ، والوليد بن مسلم، وابن أبي فديك، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وابن ماجه، والحسن بن فيل، وسعيد بن عبد العزيز الحلبيّ، وعَبْدان الأهوازيّ، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن تمام البهْرانيّ، ومحمد بن العبّاس بن الدّرَفْس، ومحمد بن يوسف بن بشْر الهَرَويّ، وعبد الغافر بن سلامة الحمصيّ، وخلْق.
قال أبو حاتم: صدوق.
قال محمد بْن عبيد الله بن الفضيل الكَلاعيّ: عادَلْتُه إلى مكّة سنة ستٍّ وأربعين، فاعتل بالجحفة ومات بمنَى. وكان دخل مكّة وهو لما به، فدخل أصحاب الحديث عليه وهو فِي النَزْع، فقرأوا عليه، فما عَقَل ممَا قُرئ شيئًا.
وقال محمد بْن عَوْف: رَأَيْت محمد بْن مُصَفَّى فِي النّوم، فقلت: يا أَبَا عبد الله أليس قد مت؟ إِلامَ صِرْتَ؟ قال: إلى خير، ومع ذلك فنحن نرى ربَّنا كلّ يومٍ مرَّتين. فقلت: يا أَبَا عبد الله صاحب سنة فِي الدّنيا، وصاحب سنة فِي الآخرة؟ قال: فتبسَّم إليّ.
قلت: روى ابن ماجة أيضًا عن مرّار بْن حَمُّويَه عن محمد بْن مُصَفَّى.
وقال جَزَرَة: له مناكير.(5/1246)
494 - محمد بن معروف القُرَشيّ الأصبهاني العطار العابد. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: يحيى بْن سعيد القطان، ويزيد بْن هارون، وقرأ القرآن على يعقوب الحضرمي.
وَعَنْهُ: محمد بن أحمد بن تميم، وعبد الله بن محمد بن عيسى، وغيرهما، وأم بجامع أصبهان مدة.
وكان من العبادة والورع بمحلّ. رحمه الله.(5/1246)
495 - محمد بن مُقَاتل، أبو عبد الله الرّازيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: جرير بن عبد الحميد، ووَكِيع، وحَكّام بن سلْم، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بن جعفر الجمّال، وعيسى بن محمد المَرْوَزِيّ الكاتب، والزّاهد أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الحيري، وآخرون.
وهو من الضُّعفاء والمتروكين.
قيل إنّه تُوُفّي سنة ستٍّ وأربعين، وكان من الفقهاء الكبار.
أمّا:(5/1247)
• - محمد بن مقاتل المَرْوَزِيّ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
فقد مات قبل هذا بعشرين سنة.(5/1247)
496 - ت ن: محمد بن موسى بن نُفَيْع، أبو عبد الله الحرشي الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: حماد بن زيد، وجعفر بن سليمان، ومحمد بن ثابت العَبْديّ، وسُهيل بن أبي حزم، وفضيل بن سليمان، وطائفة.
وَعَنْهُ: الترمذي، والنسائي، وأحمد بن عَمْرو البزّار، والحسين بن إسحاق التستري، والقاسم المطرز، وعمر بن محمد بن بُجَيْر، وابن صاعد، وطائفة.
قال أبو داود: ضعيف.
وقال أبو حاتم: شيخ.
وقال النسائي: صالح.
ووثقه ابن حبان.
توفي سنة ثمان وأربعين.(5/1247)
497 - خ م ق: محمد بن موسى بن عمران أبو جعفر الواسطي القطان، [الوفاة: 241 - 250 ه]
ابنُ عمّةِ أحمد بن سِنان القطّان.
عَنْ: يزيد بن هارون، وأبي سُفْيان الحِمْيَريّ، وأبي عامر العَقَديّ، وأبي عاصم، والمُثَنَّى بن مُعَاذ العنبري، وطائفة.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، وابن [ص:1248] ماجه، وأحمد بن يحيى التُّسْتَريّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وأَحْمَد بْن عمرو البزار، وابن خزيمة، وابن صاعد، وطائفة.
ذكره ابن حبان في " الثقات ".(5/1247)
498 - ت: محمد بن أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن، أبو عبد الملك السندي المدني، [الوفاة: 241 - 250 ه]
مولى بني هاشم.
عَنْ: أبيه، والنَّضْر بن منصور، وغيرهما.
وَعَنْهُ: الترمذي، وإبراهيم بن محمد بن متويه، ومحمد بن المجدَّر، وشُعيب الذّارع، ومحمد بن جرير، وأحمد بن عبد الله بن سابور الدقاق، وأبو حامد محمد بن هارون الحضرمي، وجماعة.
قال أبو حاتم: محله الصدق.
ووثقه أبو يعلى الموصلي.
توفي سنة أربع، وقيل: سنة سبع وأربعين، وله تسع وتسعون سنة.
قال ابن معين: سألت حجاجا بالمصيصة عنه، فقال: طلب مني كتب أبيه مما سمعته، فأخذها فنسخها، وما سمعها مني.
قلت: هذا لا يدلّ على أنّه حدَّث بما نسخ، فلا يضرّه ذلك.(5/1248)
499 - محمد بن النَّضْر الزُّبَيْريّ الأصبهانيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: عامر بن إبراهيم، وبكر بن بكّار، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بن الحسين الأنصاريّ، وعبد الله محمد بن عيسى.(5/1248)
500 - محمد بن النُّعْمان بن عبد السّلام بن حبيب بن حُطَيط، أبو عبد الله التَّيْميّ الأصبهانيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
شيخ إصبهان وابن شيخها وأبو شيخها عبد الله، لم يسمع من أبيه لصِغَره،
ورحل، وَسَمِعَ مِنْ: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وحفص بن غِياث، وأبي بكر بن عيّاش، ووكيع، وطائفة.
وَعَنْهُ: زيد بن أخزم وقال: حدثنا عابد أهل إصبهان محمد بْن النُّعْمان.
وَرَوَى عَنْهُ: هارون بْن سُلَيْمَان، [ص:1249] ومحمد بْن يزيد، وجعفر بْن أَحْمَد بْن فارس.
قال أبو الشّيخ: هو أحد الورِعين. لم يحدث إلا بالقليل. ذُكِر أنّه خرج إلى البصْرة، فأقام بها زمانا، وتزوَّج بها ابنه عبد الله بن بكر السَّهْميّ.
كان أبيض الرّأس واللّحْية، وكان ثوبه خشِنا، وكُمُّه إلى طرف أصابعه. ثُمَّ وصفوا له التَّنَعُّم، وأنّه إنْ لم يفعل خِيف على عقله، فكان بعد ذلك يلبس الثياب الفاخرة، ويتغلف بالغالية.
قال: تُوُفّي سنة أربعٍ وأربعين ومائتين.(5/1248)
501 - محمد بن هارون الرشيد بن محمد المهدي ابن المنصور، أبو العبّاس الهاشميّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
وهو معروف بكنيته، لأنّ له عدة إخوة، إنّما يُعرفون بكُناهُم. وكان هذا مغفَّلا، فحدَّث أبو العَيْنَاء قال: حَدَّثَنِي أبو العالية قال: لمّا مات سَعِيد بْن سلْم الباهليّ قال لي الرشيد: علِّم ابني تعزيته. فقلت: يا أَبَا الْعَبَّاس، إذا صرتُ إلى القوم فقُل: أعْظَمَ اللَّه أجْرَكم وأحسن عزاءكم ورحم متوفاكم. فقال: هذا طويل. فقلت: قُلْ: أعْظَمَ اللَّه أجركم وأحسَن عزاءكم. فقال: هذا أطول من ذاك. فقلت: قُل: أَعْظَمَ اللَّه أجركم. وأخذتْ أكرّرها على سمْعه ثلاثا. فَلَمّا ركِبنا فِي اليوم الثالث وركب النّاس وقرُبنا من دار الميت، خرج أولاده حُفاة، فنزل ودخل فقال: ما فعل أبو عَمْرو؟ قَالُوا: مات. قال: جيد، فأيش عملتم؟ قالوا: دفناه. قال: أحسنتم.
ورّخ وفاة أبي العبّاس هذا أحمد بن أبي طاهر في سنة خمسٍ وأربعين ومائتين.(5/1249)
502 - محمد بن هارون، أبو عيسى الورّاق. [الوفاة: 241 - 250 ه]
صاحب التصانيف.
ذكره المسعودي، وإنه تُوُفّي سنة سبْعٍ وأربعين ومائتين ببغداد، وله تصانيف كثيرة في المقالات والإمامة والنظر.(5/1249)
503 - محمد بن هشام بن عون، أبو مُحلِّم التّميميّ السَّعديّ اللُّغَويّ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
أحد أئّمة العربيّة.
سَمِعَ: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وجرير بن عبد الحميد، ومحمد بن فُضَيْل، وخالد بن الحارث، ووكيعا.
ودخل البادية فِي طلب لسان العرب، وبقي بها مدة، وكتب الكثير من [ص:1250] خطابهم ولغاتهم، وكان يُنظْر بابن الأعرابيّ.
أخذ عَنْهُ الزُّبَيْر بْن بكّار، وثعلب، والمبرّد، وعليّ بْن الصّبّاح، وآخرون من علماء العراق.
تُوُفّي سنة خمسٍ وأربعين، وقيل: سنة ثمانٍ وأربعين.(5/1249)
504 - محمد بن الهيثم بن خالد، أبو عبد الله البَجَليّ الكُوفيُّ الحافظ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
رَوَى عَنْ: عمّ أبيه الحسن بن الربيع البُورانيّ، وحسين الْجُعْفيّ، وأبي أُسامة، وأبي نُعَيْم.
وحدَّث ببخاريّ، روى عنه أهلها.
قال بَكْر بْن منير سَمِعتُ أبي يسأل محمد بْن إسماعيل الْبُخَارِيّ، عن محمد بْن الهيثم لمّا قدم بُخَارَى، فقال: اكتبوا عَنْهُ فإنّه ثقة. وجميع ما حدَّث ببُخَارَى حَدَّثَنَاه حفظا، والكتب بين يديه مطروحة.
أخبرنا ابن الخلال، قال: أخبرنا جعفر، قال: أخبرنا السلفي، قال: أخبرنا أبو علي البرداني، قال: أخبرنا هناد النسفي، قال: أخبرنا غنجار في " تاريخه " قال: حدثنا أحمد بن أبي حامد الباهلي، قال: سمعت بكر بن منير بن خليد، قال: سَمِعت محمد بْن الهيثم البَجَليّ ببُخَارَى يقول: كان ببغداد قائد من بعض قُوّاد المتوكًل، وكانت امرأته تلد البنات. فحملت امرأته مرَّةً، فحلف زوجها: إنْ وَلَدْتِ هذه المرّة بنتا فإنّي أقتلك بالسّيف. فَلَمّا قَرُبَتْ وِلادتها وجلست القابلة، ألْقت المرأة مثل الْجُريب وهو يضطّرب، فشقّوه، فخرج منه أربعون ابنا وعاشوا كلّهم. قال محمد بْن الهيثم: وأنا رأيتهم ببغداد رُكبانا خلف أبيهم. وكان اشترى لكلّ واحدٍ منهم ظِئرا.
قال بَكْر بْن منير: حضرت مجلس محمد بْن إسماعيل الْبُخَارِيّ، فأخبره والدي بما حكى لنا محمد بْن الهيثم فقال: اكتبوا عنّه، فإنّه رَجُل صدوق مستور.
قال غُنْجار: تُوُفّي سنة تسعٍ وأربعين ومائتين.
قلت: وبكر ثقة مشهور.(5/1250)
505 - محمد بن الهيثم الكُوفيُّ المقرئ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
أجلّ أصحاب خلاد بن خالد.
قال الداني: عرض على جماعة من أصحاب حمزة، منهم: حسين [ص:1251] الْجُعْفيّ، وعبد الرحمن بن أبي حمّاد.
وَرَوَى عَنْ: يحيى بن زياد الفرّاء، وغيره.
قرأ عليه القاسم بن نصر المازنيّ، وعبد الله بن ثابت. وحدَّث عنه ابن أبي الدُّنيا، وسليمان بن يحيى الضَّبّيّ، وعليّ بن الحَسَن الطَّيَالِسيّ.
وكان يقول: هذا الإفراط فِي المدّ والهَمْز وغير ذلك من التكلُّف، عندنا مكروه.(5/1250)
506 - د: محمد بن الوزير المصري. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: بِشْر بن بكر التِّنّيسيّ، والشّافعيّ، وسعيد بن عفير.
وَعَنْهُ: أبو داود.
أغفله ابن يونس صاحب " تاريخ مصر "، وابن عساكر صاحب " النُّبْل "، ولا نعلم أحدا روى عنه غير أبي داود. والله أعلم.(5/1251)
507 - د: محمد بن الوزير بن الحَكَم، أبو عبد الله السُّلَميُّ الدمشقي، [الوفاة: 241 - 250 ه]
خَتَن أحمد بن أبي الحواريّ.
رَوَى عَنْ: الوليد بن مسلم، وضَمْرة بن ربيعة، ومحمد بن شُعَيب بن شابور، والوليد بن مَزْيَد البيروتي، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، وأبو الْجَهْم بن طلاب، وأبو الحَسَن بن جَوْصا، والحَسَن بن عليّ الكَفْرَبطناوِيّ، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن محمد بدر الباهليّ، وطائفة.
وثّقة أبو حاتم، وغيره.
وتُوُفّي في سادس ذي القعدة سنة خمسين.
وأمّا محمد بن وزير الواسطيّ فسيأتي.(5/1251)
508 - محمد بن الوليد الأُمَويّ المَدِينيّ الخيّاط. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وهشام بن سليمان، والزّحّاف بن أبي الزّحّاف.
وَعَنْهُ: إسماعيل بن أحمد بن أُسَيْد، وإبراهيم بن نائلة، وأحمد بن الحسين الأنصاريّ، وآخرون.
قال محمد بْن يحيى بْن مَنْدَه: كان من الأبدال. [ص:1252]
وقال أبو نُعَيْم الحافظ: حكى ابنه عَنْهُ أنّه قال: أَنَا من ولد سُلَيْمَان بْن عبد الملك بن مروان، لا تخبر به أحدا فإني رجل خياط.(5/1251)
509 - ن: محمد بن وهْب بن أبي كريمة، أبو المعالي الحراني. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: عتاب بْن بشير، ومحمد بْن سَلَمَةَ، وعيسى بْن يونس، ومسكين بْن بُكَيْر.
وَعَنْهُ: النسائي، وإبراهيم بن يوسف الهِسنْجانيّ، والحسين بن إسحاق التستري، وأبو عروبة، وجماعة.
قال النسائي: لا بأس به.
قلت: تُوُفّي في رمضان سنة ثلاث وأربعين.(5/1252)
510 - م ت ن ق: محمد بن يحيى بن أبي عُمَر العَدَنيّ، نزيل مكة، أبو عبد الله الحافظ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وفُضَيْل بن عِياض، ومروان بن معاوية، وعبد العزيز الدَّراوَرْديّ، وسعيد بن سالم القداح، ووكيع، والوليد بن مسلم، ومعتمر بن سليمان. وخلق.
وَعَنْهُ: مسلم، والترمذي، وابن ماجه. والنسائي بواسطة، وإسحاق بن أحمد الخُزاعيّ، والحَكَم بن مَعْبَد الخُزاعيّ، وعبد الله بن صالح البخاريّ، ومحمد بن إسحاق السّرّاج، وعليّ بن عبد الحميد الغضائري، والمفضل بن محمد الْجَنَديّ، وآخرون.
قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ، فَقَالَ: كان رجلا صالحا، وكان به غَفْلة، رَأَيْت عنده حديثا موضوعا، حدّث عن ابن عُيَيْنَة به، وكان صدوقا.
وعن الحسن بن أحمد بن الليث: حدثنا ابن أبي عُمَر العَدَنيّ، وكان قد حَجّ سبْعا وسبعين حَجَّة، وَبَلَغَني أنّه لم يقعد من الطواف ستين سنة.
قلت: له " مسند " مروي.
قال البخاريّ: مات بمكّة لإحدى عشرة بقيت من ذي الحجة سنة ثلاث وأربعين.(5/1252)
511 - ت ن: محمد بن يحيى بن عَبْدَوَيْه الثَّقفيّ القَصْريّ المروزي المؤدِّب. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: عبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث، وجماعة.
وَعَنْهُ: الترمذي، والنسائي، وأحمد بن سيار المَرْوَزِيّ، وجماعة.
قال النسائي: ثقة، كان يحفظ.(5/1253)
512 - د: محمد بن يحيى بن فياض، أبو الفضل الحنفي الزماني البَصْريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وأبيه يحيى، ويوسف بن عطية الصّفّار، وعبد الوهّاب الثَّقفيّ، ويحيى القطّان، وبِشْر بن المفضَّل، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، وزكريّا السِّجْزيّ، وأبو يعلى الموصلي، وأبو بكر بن أبي داود، وعَبْد الرَّحْمَن بْن عُبَيْد اللَّه ابن أخي الإمام، وابن خزيمة، وابن قتيبة العسقلاني، ومحمد بن خريم بن مروان الدمشقي، وابن صاعد، وخلق. وَحَدَّثَ بالعراق، وإصبهان، ودمشق، ومكة.
وثقة الدارقطني.
وكان قدومه دمشق في سنة ست وأربعين.(5/1253)
513 - ن: محمد بن يزيد، أبو جعفر البَغْداديُّ الأدَميّ الخراز المقابري. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، والوليد بْن مُسلْمِ، ومعن بن عيسى، وعبيدة بن حميد، ومحمد بن فضيل، وطائفة.
وَعَنْهُ: النسائي، وعبد الله بن ناجية، ومحمد بن إسحاق السّرّاج، وابن صاعد، وأبو حامد الحضرمي، ومحمد بن أحمد بن عمارة العطار، وطائفة.
قال السراج: توفي لست بقين من شوال سنة خمس وأربعين. قال: وكان زاهدا من خيار المسلمين.(5/1253)
514 - محمد بن يزيد بن سابق الهروي الزاهد، محمويه. [الوفاة: 241 - 250 ه][ص:1254]
رَوَى عَنْ: الفُضَيْل بن عِياض، وسُفْيان بن عُيَيْنَة.
وَعَنْهُ: القاسم بن محمد بن عنبر الهروي.
توفي سنة ست وأربعين.(5/1253)
515 - م ت ق: محمد بن يزيد بن محمد بن كثير بن رفاعة، أبو هشام العجلي الرفاعي الكُوفيُّ الفقيه، [الوفاة: 241 - 250 ه]
قاضي بغداد.
عَنْ: المطَّلِب بن زياد، وأبي الأحوص سلام بن سُلَيْم، كذا في " التّهذيب "؛ وأبي بكر بن عيّاش، ومحمد بن فُضَيْل، وعبد الله بن الأجلح، وحفص بن غِياث، ويحيى بن يمان، وطائفة.
وَعَنْهُ: مسلم، والترمذي، وابن ماجه، وأحمد بن أبي خيثمة، وابن خُزَيْمَة، وابن صاعد، ومحمد بن هارون الحضْرميّ، وعمر بن بُجَيْر، وجعفر بن محمد بن الحَسَن الْجَرَويّ، والحسين المَحَامِليّ، وآخرون.
قال أحمد العِجْليّ: لا بأس به، صاحب قرآن. قرأ على سُليم، ووليّ قضاء المدائن.
وقال البخاريّ: رأيتهم مجتمعين على ضعْفه.
وقال ابن عُقْدَةَ، عن مُطَيَّن، عن محمد بن عبد الله بن نُمَيْر: إنّه يسرق الحديث.
وقال أبو حاتم، عن ابن نُمَيْر: كان أضْعَفَنا طَلَبا، وأكْثَرَنا غرائب.
وقال طلحة بْن محمد بْن جَعْفَر: استُقْضِي أبو هشام الرّفاعيّ، يعني ببغداد، فِي سنة اثنتين وأربعين. وهو من أهل القرآن والعِلْم والفِقْه والحديث. له كتاب فِي القراءات، قرأ علينا ابن صاعد أكثره.
وقال أَحْمَد بْن محمد بْن مُحرز: سَأَلت ابن مَعِين، عن أبي هشام الرفاعيّ، فقال: ما أرى به بأسا. [ص:1255]
وقال البَرْقانيّ: هُوَ ثقة، أمرني الدَّارقُطْنيّ أنّ أخرج حديثه فِي الصّحيح.
وقال النَّسائيّ: ضعيف.
وقال السّرّاج: مات آخر يومٍ مِن شَعبان ببغداد، وكان قاضيا عليها، في سنة ثمانٍ وأربعين. وأخطأ من قال مات سنة تسعٍ.
قال الدّانيّ: أخذ القراءة عن جماعة، وله عَنْهُمْ شذوذٌ كثير. فارقَ فِيهِ سائر أصحابه.
روى عَنْهُ القراءة جماعة.(5/1254)
516 - محمد بن يزيد، أبو بكر الواسطي [الوفاة: 241 - 250 ه]
أخو كرخويه.
سَمِعَ: أبا خالد الأحمر، ويحيى القطّان، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن صاعد.
وكان موثَّقا صدوقا.
تُوُفّي سنة ثمان أيضا.(5/1255)
517 - ن: محمد بن يعقوب، أبو عمر الأَسَديّ الزُّبَيْريّ المدنيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: سُفْيان بْن عُيَيْنَة، وابن وهْب.
وَعَنْهُ: النسائي، وعمر بن بُجَيْر، وابن صاعد.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
قُلْتُ: تُوُفّي سنة خمس وأربعين.(5/1255)
518 - محمد بن يونس المخرّميّ الجمّال. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: ابن عُيَيْنَة وغُنْدر، وحفص بن غِياث.
وَعَنْهُ: عُبَيْد العجل، ومحمد بن إسحاق الصَّاغانيّ، وعبد الله بن محمد بن ناجية، وأحمد بن الحُسين الصُّوفيّ الصّغير، وجماعة.
وقال محمد بن الْجَهْم: كان عندي مُتَّهما. [ص:1256]
وقال ابن عديّ: هو ممّن يسرق الحديث.(5/1255)
519 - ن: مالك بن سعْد بن عُبادة القَيْسيّ البَصْريُّ، أبو غسان. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: عمه روح بن عبادة، وأبي أحمد الزبيري، وغيرهما.
وَعَنْهُ: النسائي، وجعفر بن أحمد بن فارس، وعليّ بن العبّاس البَجَليّ، وابن خزيمة، وجماعة.
وقع لي من موافقاته.(5/1256)
520 - م 4: مجاهد بن موسى بن فَرّوخ، أبو عليّ الخوارزمي الزّاهد، [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل بغداد.
عَنْ: هُشَيْم، وأبي بكر بن عيّاش، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، والوليد بن مسلم، وابن علية، وطائفة.
وَعَنْهُ: مسلم والأربعة، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وإبراهيم الحربيّ، وموسى بن هارون، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، وآخرون.
قال أحمد بن محمد بن محرز، عن ابن مَعِين: ثقة، لا بأس به.
وقال موسى بن هارون: كان أسنَّ من أحمد بن حنبل بستّ سنين.
قال الخطيب: قرأت فِي كتاب عبيد الله بن جعفر: حدثنا أبو يعلى الطوسي، قال: حدثنا محمد بْن القَاسِم الْأَزْدِيّ، قال: قال لنا مجاهد بْن مُوسَى، وكان إذا حَدَّث بالشيء رمى بأصله فِي دجلة أو غسَله. فجاء يَوْمَا ومعه طبق فقال: هذا بقي، وما أراكم تروني بعدها. فحَدَّثَنَا به ورمى به، ثم مات بعد ذلك.
قال البَغَويّ: مات في ربيع الأوّل سنة أربع وأربعين.(5/1256)
521 - د ن ق: محمود بن خالد بن يزيد أبو عليّ السلمي الدمشقي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: أبيه، والوليد بن مسلم، ومروان بن معاوية، وابن أبي فُدّيْك، ومحمد بن شُعيب، وعمر بن عبد الواحد، وعبد الله بن كثير القارئ الطويل، وعدة. [ص:1257]
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وبَقِيّ بن مَخْلَد، والحَسَن بن سُفْيان، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وأَبُو الْجَهْم بْن طلاب، وعبد الله بن عتاب الزّفْتيّ، وأبو الدَّحداح أحمد بن محمد، وخلْق.
قال أبو حاتم: كان ثقة رضى.
وقال عَمْرو بن دُحَيْم، وغيره: تُوُفّي في نصف شوال سنة تسع وأربعين.
وقال أبو زُرْعة: وُلِد في رمضان سنة ست وسبعين ومائة.(5/1256)
522 - ت ق: محمود بن خداش، أبو محمد الطالقاني. [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل بغداد.
عَنْ: هُشَيْم، وابن المبارك، وعَبّاد بن العَوّام، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وفُضَيْل بن عِياض، وسيف بن محمد الثَّوريّ، وخلْق.
وَعَنْهُ: الترمذي، وابن ماجه، والنَّسائيّ في بعض تصّانيفه، وبَقِيّ بن مَخْلَد، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن نيروز الأنماطي، والحسين المَحَامِليّ، وآخرون.
قال أحمد بن محمد بن محرز، عن ابن مَعِين: ثقة، لا بأس به.
وقال أبو بَكْر محمد بْن أَحْمَد ابن الرّوّاس: سَمِعت محمود بْن خِداش يقول: ما بعت شيئا قط ولا اشتريته.
وقال السراج: كأنه وُلِد سنة ستين ومائة.
وقال يعقوب الدَّورقيّ: كنت فيمن غسّله، فرأيته فِي المنام، فقلتُ: يا أَبَا محمد، ما فعل بك ربك؟ قال: غفر لي ولجميع من تبِعني. قلت: فأنا قد تبِعْتُك. فأخرج رَقّا من كُمّهِ فِيهِ مكتوب " يعقوب بْن إبراهيم بْن كثير ".
قال السّرّاج: مات سنة خمسين ومائتين.
تقع لنا موافقاته.(5/1257)
523 - مُخَارِق بن مَيْسَرة، أبو عليّ الأسديُّ الحَربيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ: عثمان بن عبد الرحمن الطّرائفيّ، ومؤمَّل بن إسماعيل.
وَعَنْهُ: أبو عَرُوبة. [ص:1258]
مات قبل سنة سبْع وأربعين ومائتين.(5/1257)
524 - مَخْلَد بن عَمْرو بن لَبِيد، أبو موسى البلْخيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
حدَّث بنَيْسابور عن فُضَيْل بن عِياض، والمَحَارِبيّ، ووَكِيع بن الجرّاح، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: جعفر بن محمد بن سوّار، وغيره.
بقي إلى سنة ست وأربعين.(5/1258)
525 - خ: مَخْلَد بن مالك بن جابر، أبو جعفر الرَّازيُّ الجمَّال، [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل نَيْسابور.
عَنْ: عبد العزيز الدَّراوَرْديّ، ومُعَاذ بن مُعَاذ، والوليد بن مسلم، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، ويحيى بن سعيد الأُمَويّ، ومبشّر بن إسماعيل الحلبي، وخلق.
وَعَنْهُ: البخاري، وعبد الله الدَّارِميّ، والحسن بن سفيان، ومحمد بن نعيم النَّيْسَابوريُّ، وجماعة.
وكان يوصف بالصلاح والفضل.
قال الحاكم: سكن نيسابور وبها مات.
رَوَى عَنْهُ: إماما الحديث محمد بن إسماعيل، ومسلم بن الحجاج في " الصحيح ". وقرأت وفاته بخط أبي عمرو المستملي في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين.(5/1258)
526 - مخلد بن مالك بن شيبان، أبو محمد الحَرَّانيُّ السَّلَمْسِينيُّ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
وسلمسين قرية من قرى حران.
رَوَى عَنْ: حفص بن ميسرة، وإسماعيل بن عيّاش، وعطّاف بن خالد، وأبي خالد الأحمر، ومسكين بن بُكَيْر، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بْن يحيى بْن كثير الحرّانيّ، وزكريّا السّجْزيّ خيّاط السنة، وأبو عروبة، وجعفر الفريابي، وجماعة.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبّان: مات في جُمَادَى الأولى سنة اثنتين وأربعين.(5/1258)
527 - مَخَلَد بن محمد، أبو خِراش الزّهْرانيّ البَصْريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: كثير بن عبد الله الأُبُلّيّ صاحب أَنَس، ومعاوية بن عبد الكريم، وغيرهما.
وَعَنْهُ: ابن خُزَيْمَة، وأبو يَعْلَى محمد بن زُهْير الأُبُلّيّ.(5/1259)
528 - مروان بن أبي الجنوب، أبو السّمْط الشّاعر المشهور. [الوفاة: 241 - 250 ه]
مدح المتوكّل، وابن أبي دُؤاد، والكبار.
قال أحمد بن أبي طاهر الكاتب: أخبرني مروان بْن أبي الجنوب قال: لمّا استُخْلف المتوكًل بعثتُ بقصيدةٍ إلى ابن أبي دُؤاد؛ قال: فذكرني للمتوكّل، فأمره بإحضاري، فقال: هُوَ باليَمَامة. نفاه الواثق، وعليه دَيْن ستّة آلاف دينار. فقال: يقضى عَنْهُ. فوجَه إليَّ بالمال، فقضيته وصرت إلى سامرّاء، وامْتدحت المتوكًل بقصيدتي:
رَحَل الشّباب وليته لم يرحل ... والشَّيبُ حلّ وليته لم يَحْلُل
فأمر لي بخمسين ألف درهم.(5/1259)
529 - ن: مسعود بن جُوَيْرية بن داود، أبو سعيد المخزومي الموصلي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: سُفْيان بن عُيَيْنَة، والمُعَافَى بن عِمران، وهشيم، ووكيع، وأبي يوسف القاضي.
وَعَنْهُ: النسائي، وأبو نوح جعفر بن محمد البلدي، وإبراهيم بن عبد العزيز الموصلي، وجماعة.
قَالَ النَّسائيّ: لَا بأس بِهِ.
وقال أَبُو زكريّا الأزْديّ: كان نبيلا من الرجال، تُوُفّي سنة ثمانٍ وأربعين.(5/1259)
530 - المسيّب بن واضح بن سرحان، أبو محمد السُّلَميّ التَّلْمَنَّسيّ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
وهي من قرى حمص.
رَوَى عَنْ: عبد الله بن المبارك، ومُعْتَمِر بن سليمان، وإسماعيل بن عيّاش، وأبي إسحاق الفَزَاريّ، وحفص بن مَيْسَرة، ويوسف بن أَسباط، وخلْق.
وَعَنْهُ: ذو النُّون المِصْريُّ، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، ومحمد بن تَمّام البهْرانيّ، وأبو [ص:1260] عَرُوبَة، وأبو بكر بن أبي داود، والحَسَن بن سُفْيان، وطائفة.
قال أبو حاتم: صدوق يخطئ كثيرا، فإذا قيل له لم يقبل.
قال ابن عديّ: وكان النَّسائيّ حَسَن الرأي فيه، ويقول: النّاس يؤذوننا فيه. وذَكَر لَهُ ابن عدي عدة أحاديث مناكير، ثم قال: أرجو أنّ باقي حديثه مستقيم، وهو ممن يُكْتَب حديثه. وسمعت أَبَا عَرُوبَة، يقول: كان المسيب بْن واضح لا يحدِّث إلا بشيء يعرفه ويقف عليه.
سَمِعت الْحُسَيْن بْن عبد الله القطان يقول: سَمِعت المسيب بْن واضح يقول: خرجت من تل منس أريد مصر إلى ابن لهيعة، فَأُخْبِرتُ بموته.
حدثنا أبو عروبة، قال: حدثنا المسيب، قال: حدثنا يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، عَنْ سُفْيَان، عَنْ سَلَمَةَ بْن كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «مَنْ بَنَى فَوْقَ ما يكفيه كلف ثقل البنيان في الْمَحْشَرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ".
وقال السُّلَميّ: سألت الدّارَقُطْنيّ عنه فقال: ضعيف.
مات سنة ستٍّ وأربعين. وقيل: في غُرّة المحرم سنة سبْعٍ.
وقع لي من عواليه.(5/1259)
531 - مُشَرّف بن أبان البَغْداديُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وغيره.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي الدُّنْيَا، وابن صاعد.(5/1260)
532 - مُصْعَب بْن عَبْد اللَّه بْن مُصْعَب بْن محمد بن ثابت، أبو عبد الله العَبْديّ المدنيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
له رواية. تُوُفّي بمصر في شعبان سنة اثنتين وأربعين، وهو يُشْتَبَه بمُصْعَب بْن عَبْد اللَّه بْن مُصْعَب بْن ثابت الزُّبَيْريّ المدنيّ النّسّابة.(5/1260)
533 - معاوية بن عبد الرحمن الرَّحْبيّ الحمصيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
شيخ معمرٌ، قال: سَمِعْتُ حَرِيزَ بْنَ عُثْمَانَ يَقُولُ: لا تُعَادِ أَحَدًا حَتَّى تَعْلَمَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ. فإنْ يَكُ مُحْسِنا فيما بينه وبين اللَّه، فإنّ اللَّه لا يُسْلِمه لعداوتك، وإنْ يك مُسِيئا، فأوشك أنّ يكفيكَهُ بعمله. روى هذا الكلام أبو بكر بن أبي داود، عن هذا الشّيخ سمعه منه أبو أحمد الحاكم، وغيره.
وروى ابن جَوْصَا، عن معاوية بن عمرو الكلاعي: حدثنا حَرِيز بْن عثمان، لكن ما هُوَ هُوَ.
وقال ابن عدي: حدثنا أحمد بن محمد بن عنبسة، وابن جوصا؛ قالا: حدثنا معاوية بن عبد الرحمن، قال: سمعت حريز بن عثمان، عن ابن بسر.
وكان شيخا.(5/1261)
534 - مُعَلَّى بن سلام الدِّمشقيُّ الرّفّاء الخبّاز. [الوفاة: 241 - 250 ه]
رَوَى عَنْ: معروف الخياط صاحب واثلة.
وَعَنْهُ: محمد بن وضّاح الأندلسيّ، وأحمد بن المعلى، والحسن بن سفيان.(5/1261)
535 - ن: المغيرة بن عبد الرحمن، أبو أحمد الأَسَديّ، مولاهم الحرّانيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: عيسى بن يونس، ومحمد بن ربيعة الكِلابيّ، وشجاع بن الوليد، وجماعة.
وَعَنْهُ: النسائي، وإبراهيم بن يوسف الهِسِنْجانيّ، وأبو عروبة الحراني، وآخرون.
توفي سنة ثلاث وأربعين.(5/1261)
536 - المفضل بن غسان، أبو عبد الرحمن الغَلابيُّ الْبَصْرِيُّ الحافظ الأخباريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
" مصنف التاريخ ".
سَمِعَ: ابن عيينة، ويحيى القطان، وابن علية، ومعاذ بن معاذ، ويزيد بن هارون، والواقدي، وخلقا من طبقتهم. ورحل، وعني بالحديث.
رَوَى عَنْهُ: ابنه أبو أُميَّة أَحْوَص، ويعقوب بن شَيْبة، وابن أبي الدُّنيا، والزُّبَيْر بن بكّار، والبَغَويّ، والسراج. [ص:1262]
وثقه الخطيب، وتوفي سنة ست وأربعين.(5/1261)
537 - خ: مقدم بن محمد بن يحيى بن عطاء المقدمي الواسطي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: عمّه القاسم بن يحيى فقط.
وَعَنْهُ: البخاري، وبَحْشَل، وأحمد بن عَمْرو البزّار، وعلي بن العباس المقانعي، وجماعة.(5/1262)
538 - مكي بن عبد الله بن مهاجر الرعيني. [أبو الفضل] [الوفاة: 241 - 250 ه]
رَوَى عَنْ: ابن عُيَيْنَة، وابن وهب.
يكنى أبا الفضل.
رَوَى عَنْهُ: ......
قال ابن يونس: لم يُتابِع على ما روى عن ابن وهب. وقال أيضا في ترجمة أخيه لَيْث: روى مكّيّ عن ابن عُيَيْنَة وابن وهْب مناكير لا يُتَابَع عليه،
تُوُفّي سنة تسعٍ وأربعين، أو سنة خمسين ومائتين.(5/1262)
539 - منخل بن منصور الجهني، [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل عكّا.
عَنْ: مروان بن معاوية الفَزَاريّ، ومحمد بن حِمْيَر، وجماعة.
وَعَنْهُ: بَقِيّ بن مَخَلَد، وصالح بن بِشْر الطَّبَرانيّ، وأحمد بن بِشْر الصوري، وغيرهم.(5/1262)
540 - خ د: المنذر بن الوليد بْن عَبْد الرَّحْمَن العبْديّ الجاروديّ الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: أبيه، وسَلْم بن قُتَيْبَة، وعبد الله بن بكر السهمي.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، وعمر البجيري، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ويحيى بْن صاعد، وجماعة.(5/1262)
541 - خ ت ن: موسى بن حزام الترمذي، [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل بَلْخ.
عَنْ: أبي أُسامة، ويزيد بن هارون، وحسين الجعفي، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، والترمذي، والنسائي وعبد العزيز بن منيب، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وآخرون.
وثقه النَّسائيّ.
وقال عَنْهُ الترمذي: حدثنا الرجل الصالح. [ص:1263]
وقال غيره: كان يُقال: إنه من الأبدال.
قلت: حدّث بتِرْمِذ سنة إحدى وخمسين ومائتين، فيؤخَّر.(5/1262)
542 - موسى بن عبد الملك، أبو عِمران الأصبهانيّ الكاتب. [الوفاة: 241 - 250 ه]
من جِلّة الكُتّاب وأعيانهم وشُعَرائهم، توفي سنة ست وأربعين.(5/1263)
543 - م: موسى بن قريش التَّميميّ البخاريّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: إسحاق بن بكر بن مُضَر، ويحيى الوُحَاظيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: مسلم، وعدة.
توفي سنة أربع وخمسين ومائتين. يأتي.(5/1263)
544 - موسى بن محمد بن سعيد بن حيّان. [الوفاة: 241 - 250 ه]
بصْريٌّ صدوق.
عَنْ: عبد الرحمن بن مهديّ، وابن أبي عديّ.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر الصَّغَانيّ، وَأَحْمَد بْن الْحَسَن الصُّوفيّ، وعبد الله المارِسْتانيّ.
ترجمه الخطيب، وأكثر عنه أبو يَعْلَى.(5/1263)
545 - موسى بن عبد الرحمن بن القاسم العتقي، مولاهم المِصْريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: أبيه، وابن وهْب. وكان عبدا صالحا خيرا مقبولا عند القُضاة.
تُوُفّي في جمادى الآخرة سنة تسع وأربعين.(5/1263)
546 - موسى بن عليّ الهمْدانيّ البخاريّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: محمد بن سلام البِيكَنْديّ، وجُبَارة بن المغلِّس.
مات شابا سنة سبع وأربعين.(5/1263)
547 - د ن ق: موسى بن مروان البَغْداديُّ، التمار الرقي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: أبي المَلِيح الحسن بن عُمَر، والمُعَافَى بن عِمران، وبَقيّة بن الوليد، [ص:1264] وعيسى بن يونس.
وَعَنْهُ: أبو داود، وابن ماجه، وهلال بن العلاء، والقاسم بن اللَّيْث الرَّسْعَنيّ، وجعفر الفريابي، وجماعة. وروى النَّسائيّ عن رجلٍ عنه.
تُوُفّي سنة ست وأربعين.(5/1263)
548 - موسى بن ناصح البَغْداديُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: هُشَيْم، وسُفْيان بن عُيَيْنَة.
وَعَنْهُ: أبو الزِّنْباع رَوْح بن الفَرَج، وأحمد بن زُغْبة، وجماعة مصريّون.
تُوُفّي سنة أربع.(5/1264)
-[حَرْفُ النُّونِ](5/1264)
549 - نجاح بن سَلَمَةَ بن نجاح بن عَتّاب، الوزير أبو الفضل البَغْداديُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
ابن عمّ يحيى بن معين؛ لأن عتابا أخو زياد جدّ يَحْيَى بْن مَعِينٍ بْن عَوْن بْن زياد.
قدِم نجاحُ دمشقَ في صُحبة المتوكّل، وولي له ديوان التّواقيع. واختصَّ به وعظُم قدْرُه إلى أن حسده جماعة وعملوا عليه إلى أن سخط عليه ومات تحت الضَّرْب في سنة خمسٍ وأربعين.(5/1264)
550 - نصر بن الحسين بن صالح بن غَزْوان، أبو اللَّيْث البخاريّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: عيسى غُنْجار، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، ويحيى بن سُلَيْم الطّائفيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: سهل بن شاذويه، وأبو أحمد عبد الواحد بن رُفَيْد، وإسحاق بن أحمد بن خَلَف، وغيرهم.(5/1264)
551 - نصر بن خُزَيْمَة بن عَلْقَمَة بن محفوظ بن عَلْقَمَة، أبو عَلْقَمَة الحضرمي الحمصي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ: أباه. روى له عن نصر بن عَلْقَمَة.
وَعَنْهُ: يوسف بن موسى المَرْوَروذِيّ، وسليمان بن عبد الحميد البهْرانيّ، والعباس بن الخليل بن جابر الحمصي.(5/1264)
552 - ت ق: نصر بن عبد الرحمن بن بكّار الكُوفيُّ الوشاء، أبو سليمان، ويقال: أبو سعيد. [الوفاة: 241 - 250 ه][ص:1265]
عَنْ: عبد الرحمن المُحَاربيّ، وهُشَيْم بن أبي ساسان، وعبد الوهّاب الخفّاف، وحَكّام بْن سَلْم، وعبد اللَّه بْن إدريس، وجماعة.
وَعَنْهُ: الترمذي، وابن ماجه، ومُطَيَّن، وعبد الله بن زيدان، وعمر بن محمد بن بُجَيْر، ومحمد بن جرير، وأبو لَبِيد محمد بن إدريس، وزكريّا السّاجيّ، وأبو عروبة، وخلق.
قال أبو حاتم: رأيته يحفظ، ما رأينا إلا جمالا وحُسْن خُلُق.
وقال النَّسائيّ: ثقة.
وقال مُطَيَّن: مات في شوّال سنة ثمان وأربعين.(5/1264)
553 - ع: نصر بن عليّ بن نصر بن عليّ بن صُهْبان بن أبي، أبو عَمْرو الأزْديّ الْجَهْضَميّ البَصْريُّ الحافظ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: نوح بن قيس الحُدّانيّ، ويزيد بن زُرَيْع، ومعتمر بن سليمان، ومرحوم بن عبد العزيز العطّار، وبِشْر بن المفضَّل، والحارث بن وجيه، وخالد بن الحارث، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وعبد ربّه بن بارق الحنفيّ، وعبد العزيز بن عبد الصّمد العمّيّ، وعَثَّام بن عليّ العامريّ، وفُضَيْل بن سليمان النميري، وخلق.
وَعَنْهُ: الجماعة، والنسائي أيضا عن رجلٍ عنه، وإسماعيل القاضي، وزكريّا السّاجيّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وابن خُزَيْمَة، وأبو حامد محمد بن هارون الحضْرميّ، وبكر بن أحمد بن مقبل، ومحمد بن الحسين بن مُكْرَم، وابن صاعد، وخلْق.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَا بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أبي حفص الصَّيْرفيّ وأوثق منه وأحفظ.
وقال النَّسائيّ: ثقة.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: حدثني نصر بن علي، قال: أخبرني علي بن جعفر بن محمد، قال: حدثني أخي موسى، عن أبيه جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ محمد بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِ حَسَنٍ وَحُسَيْنٍ، وَقَالَ: «مَنْ أَحَبَّنِي وَأَحَبَّ هَذَيْنِ وَأَبَاهُمَا وَأُمَّهُمَا كَانَ مَعِي [ص:1266] فِي دَرَجَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ «. قال عبد الله: لمّا حَدَّث نصر بهذا الحديث أمر المتوكًل بضرْبه ألفَ سَوط، فكلَّمَه جَعْفَر بْن عَبْد الواحد، وجعل يقول له: هذا الرّجل من أهل السنة، ولم يزل به حَتَّى تركه. وكان له أرزاق، فوفّرها عليه مُوسَى.
قال الخطيب: ظنّه المتوكًل رافضيّا، فَلَمّا علم أنّه من أهل السنة تركه.
وقال ابن أبي دَاوُد: كان المستعين بالله بعث إلى نصر بْن عليّ يُشْخِصُه للقضاء، فدعاه عَبْد الملك أمير البصرة، فأمره بذلك، فقال: ارجعُ فأستخير اللَّه عزّ وجلّ، فرجع إلى بيته نصف النّهار، فصلّى رَكْعتين، وقال: اللّهمّ إنْ كان لي عندك خيرٌ فاقبِضْني إليك، فنام فأنْبهوه فإذا هُوَ ميت.
أنبأنا بها جماعة، قَالُوا: أخبرنا الكندي، قال: أخبرنا القزاز، قال: أخبرنا الخطيب، قال: أخبرنا الحسن بن عثمان الواعظ، قال: أخبرنا جعفر بن محمد بن الحكم الواسطي، قال: حدثنا ابن أبي داود.
وهذه كرامة ظاهرة لهذا الإمام، رحمه اللَّه.
وأخبرنا ابن تاج الأمناء، عن القاسم ابن الصفار، قال: أخبرتنا عائشة بنت الصفار، قالت: أخبرنا ابن أبي العلاء البستي، قال: أخبرنا أبو زكريا المزكي، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ، قال: سَمِعت عليّ بْن الْعَبَّاس البَجَليّ المَقَانعيّ يقول: كنا عند نصر بن علي، فورد عليه كتاب بتقليده قضاء البصرة، فقال: أشاور نفسي اللّيلة. فَغَدَوْنا مِن الغد، فإذا على بابه نَعْش. فسألنا أهله، فقالوا: بات ليلته يصلّي، ثُمَّ سجد فِي السَّحَر فأطال، فحرّكناه فوجدناه ميتا.
قال البخاريّ: مات في ربيع الآخر سنة خمسين.
وقيل: مات سنة إحدى وخمسين، وليس بشيء. نصّ جماعة على الأول.
ووقع لنا حديثه عاليا.(5/1265)
554 - ق: نصر بن محمد بن سليمان بن أبي ضمرة، أبو القاسم الحمصي. [الوفاة: 241 - 250 ه][ص:1267]
عَنْ: أبيه، وإسماعيل بن عياش.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، ويعقوب الفَسَويّ، وعليّ بن الحسين بن الْجُنَيْد، وَمحمد بن أَحْمَد بن عُبَيْد بن فَيّاض الزّاهد، وجماعة.
قال أبو حاتم: ضعيف لا يصدق. أدركته ولم أكتب عنه.(5/1266)
555 - د ن: نُصَيْر بن الفَرَج، أبو حمزة الأسلميّ الثَّغْريّ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
خادم الزاهد أبي معاوية الأسود.
عَنْ: شعيب بن حرب، وحسين الْجُعَفِيِّ، وأبي أُسامة، ومُعَاذ بن هشام، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، وأبو بكر بن أبي داود.
وثّقة النَّسائيّ.
وتُوُفّي سنة خمسٍ وأربعين.(5/1267)
556 - نصير بن يزيد، أبو حمزة الحنفيّ البَغْداديُّ [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل سمرقَنْد.
عَنْ: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وأبي معاوية الضّرير.
وَعَنْهُ: سيف بن حفص السَّمَرْقَنْديّ، ومحمد بن سهل الغزّال.
تُوُفّي سنة سبعٍ وأربعين.(5/1267)
557 - النَّضْر بن طاهر، أبو الحَجّاج البَصْريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: جُوَيْرية بن أسماء، وبكّار بن عبد العزيز بن أبي بَكْرَة، وهُشَيْم، وعيسى بن يونس، ودَلْهَم بن الأسود.
وَعَنْهُ: عبد الله بن ناجية، وحَمْزة بن داود الثَّقَفيّ، ومحمد بن صالح الكلْبيّ، ومحمد بن الحسين بن شَهْرَيَار، وآخرون.
قال ابن عديّ: ضعيف جدّا، يسرق الحديث، ويثب على حديث النّاس، ويحدَّث عمّن لم يرهم.
وقال أبو أحمد الحاكم: حدثنا محمد بن القاسم بن جناح قال: حدثنا النضر بن طاهر، فذكر حديثا.(5/1267)
558 - نهار بن عثمان، أبو مُعَاذ البَصْريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه][ص:1268]
عَنْ: معتمر بن سليمان، وعمر بن عليّ المقدميّ.
وَعَنْهُ: أبو حاتم، وقال: صدوق، لقِيتُه في الرحلة الثالثة.(5/1267)
559 - د ن: نوح بن حبيب القومسي البَذَشيُّ، نسبة إلى قرية من قرى بِسْطام، أبو محمد. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: أبي بَكْر بْن عيّاش، وعبد الله بْن إدريس، وحفص بْن غِياث، وإِبْرَاهِيم بْن خالد الصنعاني، وعبد الرزاق، ويحيى القطان، وعدة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وموسى بن هارون، وعبد الله بن أَحْمَد بن حَنْبَلٍ، وَمحمد بن الحَسَن بن قُتَيْبَة العسقلاني، والحسن بن سفيان، ومحمد بن عبدوس بن كامل، والحسين بن عبد الله الرقي القطان، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لا بأس به.
وقال أحمد بن سيّار: كان ثقة صاحب سنة وجماعة، مات في رجب سنة اثنتين وأربعين. وقال غيره: مات في شعبان.(5/1268)
-[حَرْفُ الْهَاءِ](5/1268)
560 - هارون بن حاتم، أبو بشر الكُوفيُّ البزاز. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: عبد السلام بن حرب، وأبي بكر بن عياش، وجماعة. وله تاريخ، وقع لنا من رواية محمد بن محمد بن عقبة عنه. وقد كتب عنه أبو زرعة، وأبو حاتم ولم يحدثا عنه.
قال أبو حاتم فيه: أسأل الله السلامة.
قلت: ومن مناكيره ما رَوَاهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ عِيسَى الرَّمْلِيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ عَلِيٍّ عِبَادَةٌ».
وكان له اعتناء بالقراءات، فروى الحروف عن أبي بَكْر بْن عيّاش؛ وعن حُسَيْنِ بْن عليّ الْجُعْفيّ؛ وعن سُلَيْم.
رَوَى عَنْهُ القراءة: موسى بن إسحاق، [ص:1269] وأحمد الحُلْوانيّ، والمنذر بن محمد، والحسن بن العبّاس الرّازيّ، وغيرهم.
قال مُطَيَّن: تُوُفّي سنة تسع وأربعين ومائتين.(5/1268)
561 - د ن: هارون بن زيد بن أبي الزرقاء، [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل الرَّمْلَةِ.
رَوَى عَنْ: أبيه، وضَمْرة بن ربيعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن محمد بن سليمان الباغَنْديّ، وجماعة.(5/1269)
562 - هارون بن سُفْيان، أبو سُفْيان المستمليّ، مكحلة. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ: بقيّة بن الوليد، وَيَعْلَى بن الأشدق، ومحمد بن حرب الأبرش، وجماعة.
وَعَنْهُ: عبد الله المدائنيّ، وأبو القاسم البَغَويّ، وأهل بغداد.
تُوُفّي في شَعبان سنة سبْعٍ وأربعين.(5/1269)
563 - م 4: هارون بن عبد الله بن مروان، الحافظ أبو موسى البَغْداديُّ البزاز المعروف بالحَمَّال. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وأبي أُسامة، وعبد الله بن نُمَيْر، وأبي داود الطَّيَالِسيّ، وحُسَين الْجُعْفيّ، ومحمد بن أبي فُدَيْك، ويزيد بن هارون، وخلق كثير.
وَعَنْهُ: مسلم، والأربعة، وابنه موسى بن هارون، ومحمد بْن وضَّاح، وبَقِيّ بْن مَخْلَد القُرْطُبيّان، والبَغَويّ، وابن صاعد، وخلْق.
وقال المَرُّوذيّ: سَأَلت أَحْمَد بْن حنبل عَنْهُ فقال: أي والله، أكتب عَنْهُ. قلت: إنّهم ذكروا عنك أنّك سكتَّ عَنْهُ حين سألوك. قال: ما أعرف هذا.
وقال إبراهيم الحربي: لو كان الكذِب حلالا تَرَكَه تنزها.
وقال النَّسائيّ: ثقة.
وقال الدّارَقُطْنيّ: إنّما سُمِّي الحمّال لأنه حمل رجلا في طريق مكّة على ظَهره، فانقطع به فيما يقال.
وقال ابنه موسى: وُلِد سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ أَوِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وتُوُفّي لتسع عشرة خَلَت من شوّال سنة ثلاثٍ وأربعين ومائتين. [ص:1270]
وقال بعضهم: سنة تسعٍ وأربعين، فغلط وَوَهِم.(5/1269)
564 - هارون بن عيسى، أبو موسى الكُوفيُّ الفقيه الحنفيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
كانت له حلقة الاشتغال بجامع مصر. وتُوُفّي في المحرّم سنة ثمانٍ وأربعين ومائتين.(5/1270)
565 - هارون بن فِراس، أبو موسى السِّجِسْتانيّ، المعروف بالعسْكريّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزل مصر بعسكر الفُسْطاط، وكان جنديا فلزم ابنَ وهْب وأكثر عنه. وتَعَانى التّجارة.
تُوُفّي في شعبان.(5/1270)
566 - د ن: هارون بن محمد بن بكار بن بلال العاملي الدمشقي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: أبيه، وعمّه جامع، ومحمد بْن عِيسَى بْن سُمَيْع، ومنبّه بْن عثمان، وأبي مُسْهِر، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وعَبْدان الأهوازيّ، ومحمد بن إسماعيل بن مهران الإسماعيلي، ومحمد بن يوسف الهروي، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو الحسن بن جوصا، وجماعة.
قال أبو حاتم: صدوق.(5/1270)
567 - ق: هارون بن موسى بن حيان التميمي القزويني. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه الدَّشْتكيّ، وعبد العزيز بن المغيرة، وإبراهيم بن موسى الفراء، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، وسعيد بن عَمْرو البَرْذَعيّ، وابنه موسى بن هارون.
قال أبو حاتم: ثقة صدوق.
وقال أبو يَعْلَى الخليليّ: ثقة، كبير المحل، مشهور بالديانة والعلم والإمامة. [ص:1271]
مات سنة ثمان وأربعين.(5/1270)
568 - هاشم بن محمد بن يزيد بن يَعْلَى، أبو الدرداء الأنصاريّ الشّاميّ المقدسيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ: عَمْرو بن بكر السَّكْسكيّ، وعُتْبة بن السَّكَن.
وَعَنْهُ: أبو حاتم الرّازيّ، وأبو القاسم عبد الله بن محمد المدنيّ، وعبد الله بن أبان بن شدّاد العسقلانيّ، وأحمد بن جَوْصا، وآخرون.(5/1271)
569 - هاشم بن ناجية، أبو ثور السَلَمانيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
من أهل سَلَمْيَة.
رَوَى عَنْ: عطاء بن مسلم الخفّاف، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن محمد الباغندي، وأبو عروبة الحراني.(5/1271)
570 - هانئ بن المتوكّل بن إسحاق، أبو هاشم الإسكندرانيّ الفقيه. [الوفاة: 241 - 250 ه]
يَرْوِي عَنْ: مالك، وحَيَّوَة بن شُرَيْح، وخالد بن حُمَيْد، وغيرهم.
كان مُفْتيا معمّرا.
توفي سنة اثنتين وأربعين، وقد جاز المائة؛ قاله عليّ بن أبي مطر الإسكندرانيّ.
وهو أكبر شيخ لبّقِيّ بن مَخَلَد.
وقيل: إنه روى عن معاوية بن صالح.(5/1271)
571 - هانئ بن النضر الأزدي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: منبّه بن عثمان، وأحمد بن خالد الوهْبيّ، وعَمْرو بن أبي سَلَمَةَ التِّنِّيسيّ، والفِرْيابيّ.
وَعَنْهُ: بكر بن منير، وإسحاق بن أحمد بن خلف، وأبو بكر بن حُرَيْث، وأهل ما وراء النهر.(5/1271)
572 - ق: هَدِيّة بن عبد الوهاب، أبو صالح المَرْوَزِيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: الفضل بن موسى، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، والنَّضْر بن شُمَيْل، ووَكِيع، والوليد بن مسلم، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وإبراهيم بن أبي طالب، وعثمان بن خُرَّزاذ، وموسى بن إسحاق الأنصاريّ، وأبو بكر بن أبي عاصم، وجعفر الفِرْيابيّ، والحسين بن عبد الله الرَّقّيّ القطّان، وخلْق. [ص:1272]
وثّقة ابن حِبّان، وقال: ربّما أخطأ.
وقال ابن عساكر: مات سنة إحدى وأربعين.(5/1271)
573 - د ق: هشام بن خالد، أبو مروان الدِّمشقيُّ الأزرق. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: بقيّة، والوليد، ومروان بن معاوية، وضَمْرة، وَسُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَالْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الخُشَنيّ، ومبشّر بن إسماعيل، وخلق.
وَعَنْهُ: أبو داود، وابن ماجه، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وأبو زُرْعة الرّازيّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وعمر البُجَيْريّ، وأبو الْجَهْم بن طلاب، ومحمد بن قُتَيْبَة العسقلانيّ، وخلْق.
قال أبو حاتم: صدوق.
وعده أبوه زُرْعة الدِّمشقيُّ في أهل الفَتْوَى بدمشق.
قال عَمْرو بن دُحَيْم: مولده سنة أربع وخمسين ومائة، وتُوُفّي لسبعٍ بقين من جُمَادَى الأولى سنة تسعٍ وأربعين.(5/1272)
574 - هشام بن عُبَيْد الله الكلبيّ الدِّمشقيُّ، أبو الوليد. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: بقيّة بن الوليد، وعُتْبة بن حمّاد.
وَعَنْهُ: سليمان بن حَذْلَم، وأبو الْجَهْم أحمد بْن طلَاب، وأَبُو الدَّحْداح أَحْمَد بْن محمد؛ الدمشقيون.(5/1272)
575 - خ 4: هشام بن عمّار بن نُصَيْر بن مَيْسَرة، الإمام أبو الوليد السُّلَميّ، ويقال: الظَّفَريّ، الدِّمشقيُّ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
خطيب دمشق ومُفْتيها ومُقْرِئها ومحدِّثها.
قال البَاغَنْديّ: سمعته يقول: وُلِدتُ سنة ثلاثٍ وخمسين ومائة.
رَوَى عَنْ: مالك، وعبد الرحمن بن أبي الرّجال، ومسلم بن خالد الزنجي، والحكم بن هشام الثقفي، وإسماعيل بن عياش، ومعروف الخياط الذي رأى واثلة، ويحيى بن حمزة، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعيسى بن يونس، والهيثم بن حميد، والوليد بن مسلم، وصدقة بن خالد، والهقل بن زياد، وخلق كثير. [ص:1273]
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، والترمذي عن رجلٍ عنه، وبَقِيّ بن مَخْلَد، ومحمد بن سعْد كاتب الواقديّ، وأبو عُبَيْد القاسم بن سلام وهما أقدم منه موتا، وأبو بكر بن أبي عاصم، وجعفر الفِرْيابيّ، وعبد الله بن محمد بن سَلْم المَقْدسيّ، وعَبْدان الأهوازيّ، وابن قُتَيْبَة العسقلانيّ، ومحمد بن محمد الباغَنْديّ، ومحمد بن خُرَيْم العُقَيْليّ، وعبد الله بن عتّاب الزّفْتيّ، وخلْق كثير من سائر الآفاق.
وقد قرأ القرآن على: عِراك بن خالد، وأيّوب بن تميم. وتصدَّر للإقراء، فعرَض عليه أبو عُبَيْد مع تقدُّمه، وأحمد بن يزيد الحُلْوانيّ، وهارون بن موسى الأخفش، وأبو عليّ إسماعيل بن الحُوَيرِس، وأحمد بن محمد بن مامَوَيْه، وطائفة.
وقد روى عنه لجلالته شيخان من شيوخه: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شابور.
قال معاوية الأشعريّ، وإبراهيم بن الْجُنَيْد، فيما روياه عن يحيى بن مَعِين: ثقة.
وقال أبو حاتم، عن ابن مَعِين: كيّس كيّس.
وقال النَّسائيّ، وغيره: لا بأس به.
وقال الدّارَقُطْنيّ: صدوق كبير المحلّ.
قَالَ هِشَامٌ: كَتَبَ إِلَيْنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي عُشَّانَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «إِنَّ اللَّهَ لَيَعْجَبُ إِلَى الشَّابِّ لَيْسَتْ لَهُ صَبْوَةٌ». ". رَوَاهُ ابن عديّ، عن الحسين بن عبد الله القطان قال: حدثنا هشام بن عمار. ورواه كامل بن طلحة، عن ابن لهيعة قال: حدثنا أبو عُشّانة، سمع عُقْبة مثله. تَفرّد به ابن لهيعة.
وقال عبدان عن هشام، قال: ما أعدتُ خطبة منذ عشرين سنة. [ص:1274]
قال عَبْدان: ما كان فِي الدّنيا مثله.
وقال محمد بن الفيض: سمعت هشاما يقول: باع أبي بيتا بعشرين دينارا، وجهّزني للحجّ، فَلَمّا صرتُ إلى المدينة أتيتُ مجلس مالك، ومعي مسائل أريد أنّ أسأله عَنْهَا، فأتيته وهو جالس فِي هيئة الملوك، وغلمانٌ قِيامٌ، والنّاس يسألونه، وهو يجيبهم. فَلَمّا انقضى المجلس قلت: يا أَبَا عَبْد الله، ما تَقُولُ فِي كذا وكذا؟ فقال: حصلنا على الصّبيان. يا غُلام احمله. فحملني كما يُحمل الصَّبيّ، وأنا يومئذ مُدْرِك، فضربني بدرَّة مثل دِرَّة المعلمّين، سبعة عشرة دِرّة، فوقفتُ أبكي، فقال: ما يُبكيك، أَوْجَعَتْك هذه؟ قلت: إنّ أبي باع منزله ووجّه بي أتشرّف بك بالسّماع منك، فضربتني. فقال: أكتُب، فحدَّثني سبعة عشر حديثا. وسألته عمّا كان معي من المسائل، فأجابني.
وقال صالح جَزَرَة: سَمِعته يقول: دخلت على مالك، فقلت: حدَّثني. فقال: اقرأ. فقلت: لا، بل حدثني. فقال: اقرأ. فلمّا أكثرتُ عليه، قال: يا غلام تعال اذهب بهذا فاضْربه. فذهبَ بي، فضربني خمس عشرة دِرَّة بغير جُرْم، ثُمَّ جاء بي إليه، فقلت: قد ظلمتني، لا أجعلك فِي حِلّ. فقال: ما كفّارته؟ قلت: كفّارته أنْ تحدَّثني بخمسة عشر حديثا. فحدَّثني فقلت له: زِدْ من الضَّرب، وزِدْ فِي الحديث. فضحِك وقال: اذهْب.
وقال محمد بْن خُرَيْم: سَمِعت هشام بْن عمّار يقول فِي خطبته: قولوا الحقَّ، يُنْزلكم الحقُّ منازلَ أهلِ الحقِّ، يوم لا يُقْضى إلا بالحقِّ. وكان هشام فصيحا مفوَّها بليغا.
قال الفَسَويّ: سَمِعته يقول: سَمِعت من سَعِيد بْن بشير مجلسا مع أصحابنا، فلم أكتُبْه. ورأيت بُكْير بْن معروف، وسمعت منه الكثير، فلم أكتب عَنْهُ.
وقال محمد بْن الفَيْض: كان هشام ممّن يُرَبِّع بعليّ.
وقال أبو زُرْعة الرّازيّ: مَن فاته هشام بْن عمّار يحتاج إلى أنّ ينزل فِي عشرة آلاف حديث.
وقال أحمد بن أبي الحواري: إذا حدَّثتُ فِي بلد فِيهِ مثل أبي الوليد هشام بْن عمّار فيجب لِلِحْيتي أنّ تُحْلَق.
وقال محمد بْن عوف: أتينا هشام بْن عمّار فِي مزرعةٍ له، وهو قاعد، [ص:1275] وقد انكشفت سَوْءَتهُ، فقلنا: يا شيخ غطِّ عليك. فقال: رأيتموه، لن تَرْمَدُوا أبدا.
وقال أبو عبد الله الحُمَيْديّ الحافظ: أخبرني بعض أهل الحديث ببغداد أنّ هشام بْن عمّار قال: سَأَلت اللَّه سبْعَ حَوائج: سَأَلْتُهُ أنّ يغفر لي ولوالديّ، فما أدري ما صَنع فِي هذه؛ وقضى لي السّتّة، وهي أنّ يرزقني الحجّ، وأن يُعَمِّرني مائة، وأن يجعلني مصدَّقا على حديث نبيّه صلى اللَّه عليه وسلم، وأن يجعل النّاس يَغْدون إليَّ فِي طلب العِلْم، وأن أخطب على منبر دمشق، وأن يرزقني ألف دينار حلالا. فقيل له: من أَيْنَ لك الألف دينار؟ قال: وجّه المتوكًل ببعض ولده ليكتب عنّي لمّا خرج إلينا، ونحن نلبس الأُزُرَ، ولا نلبس السّراويلات، فجلست، فانكشف ذَكَرِي، فرآه الغلام، فقال: يا عمّ استَتِرْ. فقلت: رأيتَه؟ قال: نعم. قلتُ: أما إنّك لا تَرْمَد إن شاء اللَّه. فَلَمّا دخل على المتوكًل ضحك، فسأله فأخبره، فقال: فالٌ حَسَن تَفَاءَلَ به رَجُلٌ من أهل العلم. احملوا إليه ألف دينار. فحملت إليَّ من غير مسألة، ولا استشراف نفْس.
قلت: كان فِيه دُعابة.
قال المَرُّوذيّ: ذكر أَحْمَد بْن حنبل هشام بن عمار، فقال: طياش خفيف.
وقال المروذي: ورد عليَّ كتاب من دمشق فِيهِ: سلْ لنا أَبَا عبد الله فإنّ هشام بْن عمّار قال: لفظ جبريل ومحمد صلى اللَّه عليه وسلم بالقرآن مخلوق. فسألت أَبَا عبد الله فقال: أعرفه طيّاش، قاتَلَهُ اللَّه، الكرابيسي لم يَجْتَرِ أنّ يذكر جبريلَ ولا محمدا صلى اللَّه عليهما. هذا قد تجهَّم.
وكان فِي كتابهم: سلْ لنا أَبَا عبد الله عن الصّلاة، أنّه قال فِي خطْبته على المنبر: الحمد لله الَّذِي تجلّى لخَلْقه بخَلْقِه. فسألت أَبَا عبد الله فقال: قاتَلَه اللَّه، أو دمّر اللَّه عليه، هذا جَهْميّ، اللَّه تجلّى للجبل، يقول هُوَ: اللَّه تجلّى لخلْقه بخَلْقه؟! إن صلّوا خلْفه فلُيُعِيدوا الصّلاة. وتكلم أبو عبد الله بكلام غليظ.
قال محمد بْن الفَيْض: سَمِعت هشام بْن عمّار يقول: فِي جُوسِيَة رجلٌ شَرعَبيّ كان له بغْلٌ، فكان يدلج على بغله من جُوسيَة، وهي من قرى حمص يوم الجمعة، فيصلّي الجمعة فِي مسجد دمشق، ثُمَّ يَرُوح فيبيتُ فِي أهله، فكان [ص:1276] النّاس يعجبون منه. ثُمَّ إن بغله مات، فنظروا إلى جنبيه، فإذا ليس له أضلاع، إنما له صفحتان عظْم مُصْمت. قال ابن الفَيْض: وسمعتُ جدّي، وبكّار بْن محمد يذكران حديث الشرعبي، كما حدثنا هشام. رواها تمّام، عن محمد بْن سُلَيْمَان الرِّبعيّ، عَنْهُ.
وقال أبو حاتم: لمّا كبر هشام تغّير، فكان كلَّما لُقِّن تَلَقَّنَ، وهو صدوق.
وقال أبو داود: حدث هشام بأرجح من أربع مائة حديث، ليس لها أصْل، مُسْنَدَة كلها. كان فَضْلَك يدور على أحاديث أبي مُسْهِر، وغيره يلقنها هشام بْن عمّار، وكنت أخشى أنّ يفتق فِي الإسلام فتْقا.
وقال ابن عديّ: سَمِعت قسطنطين مَوْلَى المعتمد على اللَّه يقول: حضرت إلى مجلس هشام بْن عمّار، فقال له المستملي: مَن ذكرت؟ قال: حدثنا بعض مشايخنا، ثمّ نعس. ثُمَّ قال له: مَن ذكرتَ؟ فنعس فقال: لا تنتفعوا به. فجمعوا له شيئا فأعطوه، فكان بعد ذلك يملي إليهم حتّى يَمَلُّوا.
وقال محمد بْن مُسْلِم بْن وَارَةَ: عزمتُ زمانا أن أمسِك عن حديث هشام، لأنَّه كان يبيع الحديث.
وقال صالح جَزَرَة: كان هشام يأخذ على الحديث، فقال لي مرة: حدثني. فقلت: حدثنا علي بن الجعد، قال: حدثنا أبو جَعْفَر الرّازيّ، عن الربيع، عن أبي العالية، قال: عَلِّم مجّانا كما عُلِّمتَ مجانا. قال: تعرضت بي يا أبا عليّ. قلت: بل قصدتُك.
وروى الإسماعيليّ، عن عبد الله بْن محمد بْن سيار قال: كان هشام بْن عمّار يُلَّقْن. وكان يُلَّقْن كلّ شيء ما كان من حديثه. وكان يقول: أَنَا قد أخرجت هذه الأحاديث صِحاحا. وقال الله: " {فمن بدله بعدما سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ} [البقرة 181]. " وكان يأخذ على كلّ ورقتين دِرْهَما، ويُشارط ويقول: إن كان الخط دقيقا فليس بيني وبين الدّقيق عمل. فقلت له: إنْ كنتَ تحفظ فحدِّث، وانْ كنتَ لا تحفظ فلا تلقن ما يلقن. فاختلط من ذلك وقال: أَنَا أعرف هذه الأحاديث. ثُمَّ قال لي بعد ساعة: إن كنت تشتهي أنّ تعلم فأدخل إسنادًا فِي شيء. فتفقّدتُ الأسانيد الّتي فيها قليل اضطّراب، فجعلتُ أسأله عَنْهَا، فكان يمرُّ فيها يعرفها. [ص:1277]
قال البخاريّ، وغيره: مات في آخر المحرّم سنة خمسٍ وأربعين.
قلت: وكان ابنه أحمد بن هشام ممّن قرأ عليه وروى عنه، وبقي إلى سنة ست عشرة وثلاث مائة. ووقع لنا حديث هشام عاليا.(5/1272)
576 - د ن: هلال بن بِشْر، أبو الحَسَن المُزَنيّ البَصْريُّ الأحدب. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: حماد بن زيد، وعبد العزيز العمي، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وابن خُزَيْمَة، وأبو عَرُوبة، ويحيى بن محمد بن صاعد.
توفي سنة ست وأربعين.(5/1277)
577 - هلال بن يحيى البَصْريُّ، المتكلم المعروف بهلال الرأي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
مات في ذي القِعْدة سنة خمسٍ وأربعين ومائتين. وكان عالما بالفِقْه، من كبار علماء الحنفية ببلده، ومن أبصر الناس بالشروط.
رَوَى عَنْ: عبد الواحد بن زياد؛ وَرَوَى عَنْ: أبي عوانة، وغيرهما.
وقلما روى مِن الحديث، وهو ضعيف عندهم؛ لأنّ له غَلَطات على قِلّة ما عنده. وروى أيضا عن عبد الرحمن بن مَهْديّ.
حدَّث عنه عبد الله بن قَحْطَبَة شيخ لابن حِبّان، والحسين بن أحمد بن بِسْطام، وغيرهما.
وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ " الضُّعَفَاءِ "، فَقَالَ: حدثنا عبد الله بن قحطبة، قال: حدثنا هلال بن يحيى الرأي، قال: حدثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كانت قبيعة سَيْفُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فِضَّةٍ، وَكَانَ نَعْلُهُ لَهُ قِبَالانِ.
وَرَوَى عَنْ: عبد الواحد بن زياد. أدرك السّماع منه أبو بكر البزار.(5/1277)
578 - م 4: هنّاد بن السَريّ بن مُصْعَب بن أبي بكر بن شَبْر بن صَعْفُوق بن عَمْرو بن زُرَارة بن عُدُس بن زيد بن عبد الله بن دارم، أبو السَّريّ التّميميّ الدارمي الكُوفيُّ الحافظ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
أحد العُبّاد.
رَوَى عَنْ: أَبِي الأَحْوَص سلام بْن سُلَيْم، وشَرِيك، وعَبْثَر بن القاسم، [ص:1278] وهشيم، وإسماعيل بن عياش، وابن المبارك، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي الزِّنَاد، وعبد السلام بن حرب، وفضيل بن عياض، وخلق.
وَعَنْهُ: مسلم، والأربعة، والبخاريّ في غير " الصّحيح "، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، ومحمد بن صالح بن ذَرِيح، وعَبْدان الأهوازيّ، ومحمد بن إسحاق السّرّاج، وآخرون.
وَسُئِلَ أَحْمَد بْن حنبل: عمّن نكتب بالكوفة؟ فقال: عليكم بهنّاد.
وقال قُتَيْبَةَ: ما رَأَيْت وَكِيعًا يعظم أحدا تعظيمه لهناد. ثم يسأله عن الأهل.
وقال النَّسائيّ: ثقة.
وقال أَحْمَد بْن سَلَمَةَ النَّيْسَابُوريّ: سَمِعت هناد بْن السري غير مرة إذا ذكر قُبَيْصة بْن عُقْبَة قال: الرجل الصّالح. وتَدْمع عيناه. قال: وكان هنّاد كثير البكاء، كنت عنده ذات يوم فِي مسجده، فَلَمّا فرغ من القراءة عاد إلى منزله، فتوضّأ وانصرف إلى المسجد، وقام على رِجْلَيه يصلّي إلى الزّوال، وأنا معه فِي المسجد. ثُمَّ رجع إلى منزله فتوضّأ وانصرف إلى المسجد، فصلّى بنا الظُّهْر، ثُمَّ قام على رِجْلَيْه يصلّي إلى العَصْر ويرفع صوته بالقرآن، ويبكي كثيرًا. ثُمَّ صلّى بنا العصر، وجاء إلى المسجد فجعل يقرأ فِي المُصْحَف إلى اللّيل، فصليت معه المغرب، وقلت لبعض جيرانه: ما أصبره على العبادة. قال: هذه عبادته بالنّهار منذ سبعين سنة، فكيف لو رأيتَ عبادتَه باللَّيل؟ وما تزوّج قَطّ ولا تَسَرّى قَطّ، وكان يقال له: راهب الكوفة.
قلتُ: ولهنّاد مصنَّف كبير فِي الزُّهْد يرويه ابن الخير.
قال السّرّاج: سمعته يقول: وُلِدتُ سنة اثنتين وخمسين ومائة. ومات في آخر ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين.(5/1277)
579 - ن: الهَيْثَم بْن مروان بْن الهَيْثَم بن عِمران العنسي الدمشقي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: خاله محمد بن عائذ، وزيد بن يحيى، ومحمد بْن عِيسَى بْن سميع، ومنبّه بْن عثمان.
وَعَنْهُ: النسائي، وأبو بشر الدولابي، وأبو الحسن بن جوصا، ومحمد بن المسيب الأرغياني.(5/1278)
-[حَرْفُ الْوَاوِ](5/1279)
580 - م 4: واصل بن عبد الأعلى الكُوفيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: أبي بكر بن عيّاش، ومحمد بن فضيل، ووكيع، وطائفة.
وَعَنْهُ: مسلم، والأربعة، وأبو العبّاس السّرّاج، ومحمد بن يحيى بن مَنْدَه، وآخرون.
وثَّقة النَّسائيّ.
وتُوُفّي سنة أربعٍ وأربعين.(5/1279)
581 - م د ت ق: الوليد بن شجاع بن الوليد بن قيس، أبو همّام بن أبي بدر السَّكُونيّ الكُوفيُّ الحافظ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل بغداد.
سَمِعَ: أباه، وشَرِيك بن عبد الله، وإسماعيل بن جعفر، وعبد اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، والوليد بن مسلم، وخلقا.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وعبّاس الدُّوريّ، وموسى بن هارون، وعبد الله بن ناجية، وأبو القاسم البَغَويّ، وابن صاعد، وأبو يعلى، وخلق.
قال أبو كريب: ما أخرج الشيوخ إلي كتابا إلا وفيه: فرغ أبو همام، فرغ أبو همام.
وقال ابن معين، والنسائي: لا بأس به.
وقال محمد بْن زَكَرِيّا الغَلابيّ: سمعتُ يحيى بْن مَعِين يقول: عند أبي همّام مائة ألف حديث عن الثّقات.
قلت: مات في ربيع الأوّل سنة ثلاثٍ وأربعين، وقد وقع لي حديثه عاليا، ومات في عشر التسعين.(5/1279)
582 - ق: الوليد بن عَمْرو بن السُّكَيْن الضُّبعيّ البَصْريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: يعقوب الحضرمي، وأبي همام محمد بن محبب الدلال.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وأبو عَرُوبة الحراني، وعبد الله بن عُرْوة الهروي.(5/1279)
583 - د ن: وهب بن بيان الواسطي. [الوفاة: 241 - 250 ه][ص:1280]
سكن مصر،
وَحَدَّثَ عَنْ: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وابن وهب، وعقبة بن حميد.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وابن أبي داود، وأحمد بن عبد الوارث العسّال، وغيرهم.
وثّقة النَّسائيّ.
ومات سنة ستٍّ وأربعين.(5/1279)
584 - وهْب الله بن رزق، أبو هُريرة المِصْريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
لم يذكره ابن يونس في تاريخه.
سَمِعَ: بِشْر بن بكر التِّنِّيسيّ، ويحيى بن بُكَيْر، وعبد الله بن يحيى المَعَافِريّ، وغيرهم.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومحمد بن عبد الله بن عُرْس شيخ الطَّبَرانيّ.(5/1280)
585 - وهْب بن حفص، أبو الوليد البَجَليّ الحرّانيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: محمد بن يوسف الفِرْيابيّ، وغيره.
وَعَنْهُ: أبو عبد الله المَحَامِليّ.
قال الدّارَقُطْنيّ: كان يضع الحديث.
قلت: وهو وهْب بن يحيى بن حفص بن عَمْرو البَجَليّ. كان يُنْسب إلى جَدِّه تخفيفا.
روى أيضا عن أبي قَتَادة الحَرّانيّ، ومحمد بن سليمان البُومة، وعبد الملك الجدي.
رَوَى عَنْهُ: ابن خزيمة، ومحمد بن محمد الباغندي.
اتهمه أبو عروبة بالكذب.
وقد رَوَى عَنْهُ من المصريين علي بن أحمد علان، وغيره.
مات سنة خمسين ومائتين.(5/1280)
-[حَرْفُ الْيَاءِ](5/1280)
586 - ت: يحيى بن أكثم بن محمد بن قطن، قاضي القُضاة أبو محمد التَّميميّ المَرْوَزِيّ ثمّ البَغْداديُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ: الفضل بن موسى السِّينانيّ، وجرير بن عبد الحميد، وعبد العزيز بْن [ص:1281] أبي حازم، وسُفْيان بْن عُيَيْنَة، وعبد اللَّه بْن إدريس، وابن المبارك، وعبد العزيز الدَّرَاوَردِيّ، وطائفة.
وَعَنْهُ: الترمذي، وأبو حاتم، والبخاريّ، وإسماعيل القاضي، وأبو العباس السراج، وإبراهيم بن محمد بن مَتُّوَيْه، وعبد الله بن محمود المروزي، وجماعة.
وكان أحد الأئمة المجتهدين أولي التصانيف.
قال أحمد بن حنبل: ما عرفت فيه بدعة.
وقال الحاكم: من نظر في كتاب " التّنبيه " ليحيى بن أكثم عرف تقدُّمه في العلوم.
وقال طلحة الشّاهد: كان واسع العِلم بالفِقْه، كثير الأدب، حَسَن المعارضة، قائما لكل مُعْضِلَةٍ، غلب على المأمون حتّى لم يتقدّمْه أحدٌ عنده من النّاس جميعا، مع براعة المأمون في العلم. وكانت الوزراء لا تعمل فِي تدبير المُلْك شيئا إلا بعد مطالعة يحيى.
وقال الخطيب: ولاه المأمون القضاء ببغداد، وهو مِن ولد أكثم بن صَيْفيّ التَميميّ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: لمّا سمع يحيى بْن أكثم، من ابن المبارك، وكان صغيرا، صَنَع أَبُوه طعاما ودعا النّاس ثُمَّ قال: اشهدوا أنّ هذا سمع من ابن المبارك وهو صغير.
وقال أبو دَاوُد السنجي: سَمِعت يحيى بْن أكثم يقول: كنتُ عند سُفْيَان فقال: بُليت بمُجَالستكم بعدما كنتُ أجالسُ من جالس أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَنْ أعظم منّي مُصيبة؟ فقلت: يا أَبَا محمد، الّذين بقوا حَتَّى جالَسُوك بعد مجالسة أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعظم مصيبةً منك.
وقال عليّ بْن خشْرم: أخبرني يحيى، قال: صرتُ إلى حفص بْن غِياث، فتعشّينا عنده، فأتى بعُسٍ فشرب منه، ثُمَّ ناوله أَبَا بَكْر بْن أبي شيبة، فشرب منه، فناوله أبو بَكْر يحيى بْن أكثم، فقال له: أَيُسْكِر كثيرُه؟ قال: أيْ والله، وقليله. فلم يشرب.
وقال أبو حازم القاضي: سَمِعت أبي يقول: ولى يحيى بْن أكثم قضاء [ص:1282] البصرة وله عشرون سنة، فاستصغروه، فقال أحدهم: كم سنُّ القاضي؟ قال: أَنَا أكبر مِن عَتّاب الذي استعمله رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أهلِ مكّة، وأكبر مِن مُعَاذ الذي وجّه به رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاضِيًا على اليمن، وأكبر من كعب بْن سُور الّذي وجّه به عمر قاضيا على البصرة وبقي سنة لا يقبل بها شاهدا. فتقدَّم إليه أبي، وكان أحد الأمناء، فقال: أيها القاضي قد وقفت الأمور وتريثت. قال: وما السبب؟ قال: فِي ترك القاضي قبول الشهود. قال: فأجاز يومئذٍ شهادة سبعين نفْسا.
وقال الفضل بْن محمد الشّعرانيّ: سَمِعْتُ يحيى بْن أكثم يقول: القرآن كلام اللَّه، فمن قال: مخلوق يُستتاب، فإن تابَ، وإلا ضُرِبت عُنُقه.
وعن يحيى بْن أكثم قال: ما سررت بشيء سروري بقول المستلمي: مَن ذكرتَ رضي الله عنك؟
وقد ذُكر للإمام أَحْمَد ما يُرمى به يحيى بْن أكثم، فقال: سبحان اللَّه، مَن يقول هذا؟!
وقال الصُّوليّ: سمعتُ إسماعيل القاضي - وذُكر يحيى بْن أكثم - فعظّم أمره، وذكر له هذا اليوم، يعني يوم قيامه فِي وجه المأمون لمّا أباح متْعة النساء، وما زال به حَتَّى ردّه إلى الحقّ. ونصّ له الحديثُ فِي تحريمها. فقال لإسماعيل رجلٌ: فما كان يُقال؟ قال: مَعّاذ اللَّه أن تزول عدالة مثله بكذِب باغٍ أو حاسد، وكانت كُتُبُه فِي الفِقْه أجَلُّ كُتُبٍ، تركها النّاس لطولها.
وقال أبو العيناء: سُئِل رَجُل من البلغاء عن يحيى بْن أكثم، وأحمد بْن أبي دُؤاد أيُّهما أنبل؟ قال: كان أحمد يجد مع جاريته وابنته، وكان يحيى يَهْزِل مع عدوه وخصمه.
قلت: وقد ضعفوه في الحديث.
قال أبو حاتم: فيه نَظَر.
وقال جعفر بن أبي عثمان، عن ابن مَعِين: كان يكذب.
وقال إسحاق بن راهَوَيْه: ذاك الدّجّال يُحدِّث عن ابن المبارك؟!
وقال عليّ بن الحسين بن الْجُنَيْد: كان يسرق الحديث.
وقال صالح جَزَرَة: حدَّث عن عبد الله بن إدريس بأحاديث لم يسمعها. [ص:1283]
وقال أبو الفَتَح الأزْديّ: روى عن الثّقات عجائب.
وكان يحيى بْن أكثم أعْوَر. وقد وردت عَنْهُ حكايات فِي مَيْله إلى المُرْد. كان مَيْله إلى الملاح ونظره إليهم فِي حال الشَّبيبة والكُهُولة. فَلَمّا شاخ أقبل على شأنه، وبقيت الشناعة عليه استصحابا للحال.
قال أبو العَيْناء: تولّى يحيى بْن أكثم وقف الأضراء فطالبوه، ثُمَّ اجتمعوا فقال: ليس لكم عند أمير المؤمنين شيء. فقالوا: لا تفعل يا أَبَا سَعِيد. فقال: الحبَس الحبَس. فحُبِسوا، فَلَمّا كان اللّيل ضجّوا، فقال المأمون: ما هذا؟ قيل: الإضِرّاء. فقال له: لِمَ حبستهم أعَلَى أنّ كَنَّوْكَ؟ قال: بل حبستهم على التّعريض بشيخ لائطٍ فِي الخُرَيْبة.
وقال أبو بَكْر الخرائطيّ: حدثنا فضلك الرازي قال: مضيتُ أَنَا وداود الأصبهانيّ إلى يحيى بْن أكثم، ومعنا عشرة مسائل، فأجاب فِي خمسةٍ منها أحسن جواب. ودخل غلامٌ مليح، فَلَمّا رآه، اضطّرب، فلم يقدر يجيء ولا يذهب فِي المسألة السّادسة، فقال دَاوُد: قُم، فإنّ الرجل قد اختلط.
وقال أبو العَيْناء: كُنَّا فِي مجلس أبي عاصم، وكان أبو بَكْر بْن يحيى بْن أكثم حاضرًا، فنازع غلامًا، فقال أبو عاصم: مَهْيَم. قَالُوا: أبو بَكْر ينازع غلامًا. فقال: إنْ يسرق فقد سرق أبٌ له من قبل.
وقد هُجِيَ يحيى بأبيات مفرّقة أعرضتُ عَنْهَا.
قال الخطيب: لمّا استُخْلِف المتوكًل صيّر يحيى بْن أكثم فِي مرتبة أَحْمَد بْن أبي دُؤاد، وخلع عليه خمس خِلَع.
وقال نِفْطَوَيْه: لمّا عُزل يحيى بْن أكثم عن القضاء بجعفر بْن عَبْد الواحد الهاشميّ جاءه كاتبه، فقال: سلّم الدّيوان. فقال: شاهدان عَدْلان على أمير المؤمنين أنّه أمرني بذلك. فلم يلتفت، وأخذ منه الدّيوان قهرا، وغضب عليه المتوكًل وأمرَ بقبْض أملاكه، ثُمَّ حُوِّل إلى بغداد، وأُلْزِم بيته. [ص:1284]
قال الكوكبي: حدثنا أبو علي محرز بن أحمد الكاتب، قال: حَدَّثَنِي محمد بْن مُسْلِم السَّعْديّ، قال: دخلتُ على يحيى بن أكثم فقال: افتح هذا القِمَطْر، ففتحتها، فإذا شيء قد خرج منها، رأسُه رأسَ إنسان، ومن سُرَّته إلى أسفله خلقة زاغ، وفي ظهره سَلَعَة، وفي صدْره سَلَعَة، فكَّبْرُت وهلَّلْتُ وفزِعت، ويحيى يضحك - فقال لي بلسانٍ فصيح طَلْق:
أَنَا الزّاغ أبو عَجْوَةَ ... أَنَا ابن اللَّيْث واللَّبْوَة
أُحِبّ الرّاحَ والريحا ... ن والنَّشْوة والقهْوة
فلا عَرْبَدَتي تُخْشى ... ولا تُحْذَرُ لي سَطْوَةٌ
ثُمَّ قال لي: يا كهل، أنشِدني شِعْرًا غزِلا. فقال لي يحيى: قد أنشدك فأنْشِده. فأنشدته:
أَغَرَّكِ أنْ أَذْنَبْتِ ثُمَّ تتابَعَتْ ... ذُنوبٌ فلم أهجُرْكِ ثُمَّ أتوبُ
وأَكْثَرتِ حتى قلت ليس بصارمي ... وقد يصدم الإنسانُ وهو حبيبُ
فصاح: زاغ زاغ زاغ. ثم طار ثُمَّ سقط فِي القِمطْر. فقلت: أعز اللَّه القاضي، وعاشقٌ أيضا. فضحك. فقلت: ما هذا؟ قال: هُوَ ما ترى. وجّه به صاحبُ اليمن إلى أمير المؤمنين، وما رآه بعد.
وقال سعيد بن عفير المصري: حدثنا يعقوب بْن الحارث، عن شبيب بْن شيبة بْن الحارث قال: قدِمْتُ الشحْرَ على رئيسها، فتذاكرنا النَّسْناس. فقال: صيدوا لنا منها. فَلَمّا أن رحت إليه، إذا بِنَسْناسٍ مع الأعوان، فقال: أَنَا بالله وبك. فقلت: خَلُّوه. فخلُّوه، فخرج يَعْدو. وإنّما يرعون نبات الأرض. فلما حضر الغداء قال: استعدّوا للصَّيد، فإنّا خارجون. فلمّا كان السحر سمعنا قائلا يقول: أبا محمد، إنّ الصُّبْح قد أسْفر، واللّيل قد أدْبر، والقانص قد حضر فعليك بالوَزَر. فقال: كلى ولا تراعي. فقال الغلمان: يا أبا محمد، فهرب، وله وجهُ كوجه الْإِنْسَان، وشَعَرات بيضٌ فِي ذَقْنه، ومثل اليد فِي صدره، ومثل الرجل بين وركيه. فألظ به كَلْبان وهو يقول:
إنّكما حين تجارياني ... أَلْفَيتماني خَضِلا عناني
لَوْ بي شبابٌ ما مَلَكْتُماني ... حَتَّى تموتا أو تُفَارِقاني [ص:1285]
قال: فأخذاه. قال: ويزعمون أنهم ذبحوا منها نَسْناسًا، فقال قائل منهم: سبحان اللَّه ما أحْمر دمَه. فقال نَسناسٌ من شجرة: كان يأكل السُّمّاق. فقالوا: نَسناس خذوه. فأخذوه وقالوا: لو سكت، ما علم به أحد. فقال آخر من شجرة: أنا صميميت. فقالوا: نسناس خذوه. قال: فأخذوه، قال: ومهرة يصطادونها يأكلونها. قال: وكان بنو أُمَيْم بْن لاوَذ بْن سام بْن نوح قد سكنوا زُنّار أرض رمْلٍ كثيرة النّخْل، ويُسمع فيها حِسّ الْجِنّ، حَتَّى كثُروا، فعصّوْا، فعاقبهم اللَّه وأهلكهم، وبقي منهم بقايا للعرب يقع عليهم للّرجل والمرأة منهم يد أو رِجل فِي شِقّ واحدٍ، يقال لهم: النَّسْناس.
قال السّرّاج في تاريخه: مات يحيى بالرَّبَذَة مُنْصَرَفَه من الحجّ، يوم الجمعة نصف ذي الحجّة سنة اثنتين وأربعين. وقال ابن أخيه: بلغ ثلاثا وثمانين سنة. ورؤي أنه غفر له وأدخل الجنة.(5/1280)
587 - خ: يحيى بن جعفر بن أَعْيَن البَيْكَنْدِيّ البخاريّ، أبو زكريا الحافظ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
رحل وَسَمِعَ: سُفْيان بن عُيَيْنَة، ووَكِيعا، ويزيد بن هارون، وطبقتهم. ورحل إلى عبد الرزاق فيمن رحل.
وَعَنْهُ: البخاري، وعُبَيْد الله بن واصل، ومحمد بن أبي حاتم وراق البخاري، وآخرون.
توفي في شوال سنة ثلاث وأربعين. وكان من الأئمة.(5/1285)
588 - يحيى بن الحارث الإخميمي، أبو زكريا. [الوفاة: 241 - 250 ه]
رَوَى عَنْ: ابن وهْب.
مات في رمضان سنة ثمان وأربعين ومائتين.(5/1285)
589 - م 4: يحيى بن حبيب بن عربيّ، أبو زكريّا البَصْريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: حمّاد بْن زيد، ويزيد بْن زُرَيْع، ومعتمر بن سليمان، ومرحوم بن عبد العزيز العطار، وجماعة.
وَعَنْهُ: مسلم، والأربعة، وزكريّا السّاجيّ، وعَبْدان الأهوازيّ، وابن خُزَيْمَة، وآخرون.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وأربعين عن سن عالية.
وثّقة غير واحد. [ص:1286]
وقال النَّسائيّ: ثقة مأمون قَلَّ شيخ رأيته مثله بالبصْرة.
قلت: هو أكبر شيخ لعمر بن بُجَيْر.(5/1285)
590 - يحيى بن حكّم الأندلسيّ، الشّاعر الملقَّب بالغزال. [الوفاة: 241 - 250 ه]
له ديوان معروف. وقد طال عُمره وعاش أربعا وتسعين سنة، ومات سنة خمسين.(5/1286)
591 - م د ت ق: يحيى بن خَلَف، أبو سَلَمَةَ الباهْليّ البَصْريُّ، المعروف بالجوباري. [الوفاة: 241 - 250 ه]
ثقة، صاحب حديث،
رَوَى عَنْ: معتمر بن سليمان، وبِشْر بن المفضّل، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وجماعة.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وجعفر بن أحمد بن فارس الأصبهانيّ، وعبدان الأهوازي، وطائفة.
توفي سنة اثنتين وأربعين.(5/1286)
592 - يحيى بن داود، أبو السقر الواسطي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: أبي معاوية، ووكيع، وإسحاق الأزرق، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بن جرير، وأبو القاسم البغوي، وعلي بن إسحاق بن زاطيا، وغيرهم.
توفي سنة أربع وأربعين، ولا أعلم فيه جرحا. ذكر ابن عساكر في " النبل " أن ابن ماجه روى عنه، وذلك وهْمٌ أوضحه صاحب " التّهذيب ". وإنما روى ابن ماجه عن يحيى بن يزداد.(5/1286)
593 - ت ن ق: يحيى بن درست بن زياد، أبو زكريّا القرشي الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: أبي إسماعيل القناد إبراهيم، وأبي عَوَانة، وحمّاد بن زيد، وغيرهم.
وَعَنْهُ: الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعَبْدان الأهوازي، وإبراهيم بن محمد بن متّويه الأصبهانيّ، ومحمد بن أحمد بن عثمان المديني المِصْريُّ، وجماعة سواهم. [ص:1287]
وكان صدوقا.(5/1286)
594 - يحيى بن سليمان بن نضلة الخُزَاعيّ المدنيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
روى " الموطأ " عن مالك.
وَرَوَى عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي الزَّناد، وسليمان بن بلال، والكِبار.
وكان ابن صاعد تلميذه يقدِّمه ويفخِّم أمره.
قال ابن عُقْدة: سمعت ابن خراش يقول: لا يسوى شيئا.(5/1287)
595 - ت: يحيى بن طلحة اليربوعي الكُوفيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: قيس بن الربيع، وشَرِيك، وأبي الأحْوص سلام بن سليم.
وَعَنْهُ: الترمذي، وعبد الله بن زيدان البَجَليّ، ومحمد بن يحيى بن مَنْدَه، وإبراهيم بن متويه الأصبهانيان، وأبو العباس السراج، وعبد الله بن ناجية، وآخرون.
قال النسائي: ليس بشيء.
ووثقه غيره.(5/1287)
596 - يحيى بن عبد الرحيم بن محمد، أبو زكريا البَغْداديُّ الخَشْرميُّ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل مصر.
رَوَى عَنْ: عبد الله بن عثمان الوقاصي، وعُبَيْد بن حِبّان الْجُبَيْليّ، والفضل بن عبد الرحمن المَوْصِليّ.
سَمِعَ مَنْهُ أبو حاتم بمصر في الرحلة الثانية.(5/1287)
597 - يحيى بن عبد الغفار الكُتُبيّ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
صاحب كتاب " السنة ".
رَوَى عَنْ: زيد بن الحُباب، وَيَعْلَى بن عُبَيْد، وطبقتهما.
وتُوُفّي في رمضان سنة ثمان وأربعين، وقيل: سنة تسعٍ وأربعين.(5/1287)
598 - يحيى بن محمد بن قيس الأنصاريّ الكُوفيُّ، المقرئ المعروف بالعُلَيميّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
قرأ القرآن على أبي بكر بن عيّاش، وحمّاد بن شُعَيْب. وتصدَّر للإقراء؛ وطال عُمره، وعاش ثلاثا وتسعين سنة. ومات في سنة ثلاث وأربعين.
أخذ عنه يوسف بن يعقوب الواسطيّ، وغيره.
قرأ على أبي بكر [ص:1288] سنة سبعين ومائة.(5/1287)
599 - ن: يحيى بن مخلد، أبو زكريّا المِقْسَميّ البَغْداديُّ الفقيه. [الوفاة: 241 - 250 ه]
رَوَى عَنْ: المُعَافَى بن عِمران، وعَمْرو بن عاصم الكلابي.
وَعَنْهُ: النسائي، وإمام الأئمّة ابن خزيمة، وابن صاعد، وغيرهم.
قال النسائي: ثقة.(5/1288)
600 - يحيى بن واقد، أبو صالح الطائي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عراقي نزل إصبهان،
وَرَوَى عَنْ: هُشَيْم، وابن أبي زائدة، وابن عُلَيّة.
وَعَنْهُ: محمد بن أحمد بن يزيد الزُّهْريّ، وأبو العبّاس الجمّال.
وثقه إبراهيم بن أورمة.
وكان رأسا في العربيّة.
آخر من روى عنه محمد بن القاسم شيخ الحافظ ابن مَنْدَه.(5/1288)
601 - يحيى بن يزيد بن ضِماد، أبو شَرِيك المُّراديّ المِصْريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: مالك بن أنس، وحمّاد بن زيد، ومُفَضَّل بن فَضَالَةَ، وضِمام بن إسماعيل، وغيرهم.
وَعَنْهُ: محمد بن داود بن عثمان الصَّدَفيّ، ويعقوب الفَسَويّ، وأبو حاتم الرّازيّ، ومحمد بن محمد البَاغَنْديّ، وآخرون.
تُوُفّي في شعبان سنة ست وأربعين.(5/1288)
602 - يزيد بن سعيد، أبو خالد الإسكندرانيّ، مولى بني سهم ويُعرف بالصّبّاحيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
رَوَى عَنْ: اللَّيْث بن سعْد، ومالك بن أنس، ويعقوب بن عبد الرحمن القارئ، وضمام بن إسماعيل، وغيرهم. وكان فيما ذكر ابن يونس آخر من حدَّث بمصر عن مالك.
تُوُفّي في صفر سنة تسع وأربعين.
قلت: رَوَى عَنْهُ: يعقوب الفَسَويّ، وأحمد بن محمد بن ميسّر شيخ لابن المقرئ، والحَسَن بن إبراهيم بن مطروح الخَوْلانيّ، وآخرون. وما علِمتُ فيه ضعفا. [ص:1289]
رَوَى عَنْهُ: أبو حاتم، وقال: محلُّه الصِّدْق.(5/1288)
603 - ن: يزيد بن عبد الله بن رُزَيْق الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنِ الْوَلِيد بْن مُسْلِم، وَمحمد بْن شُعَيب.
وَعَنْهُ: أحمد بن الْمُعَلَّى، وسليمان بن حَذْلَم، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الله بن عَتَّاب الزِّفْتيّ.
وروى النَّسائيّ عن رجلٍ عنه.
توفي سنة نيف وأربعين.(5/1289)
604 - يعقوب بن إسحاق بن السِّكّيت، أبو يوسف البَغْداديُّ النّحْويّ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
صاحب كتاب " إصلاح المنطق ".
كان دَيِّنا فاضلا، مُوَثَّقا في نقل العربيّة. أخذ عن أبي عَمْرو الشَّيْبانيّ، وغيره.
وَعَنْهُ: أبو عكرمة الضبي، وأحمد بن فرح المقرئ، وجماعة.
وكان أبوه مؤدبا، فتعلَّم يعقوب النحو واللغة، وبرع فيهما، وتوصل إلى أن نُدِبَ لتعليم أولاد الأمير محمد بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر بوساطة كاتب ابن طاهر. ثمّ ارتفع شأنه، وأدَّب ولد المتوكّل. وله مِنَ التّصانيف نحو عشرين كتابا.
ويُروى أنّ المتوكًل نظر إلى وَلَدَيه المعتز والمؤَّيد فقال لابن السِّكَّيت: من أحبّ إليك؛ هما، أو الحسن والحسين؟ فقال: قُنْبر، يعني مَوْلَى عليّ، خيرٌ منهما. قال: فأمر الأتراك فداسوا بطنه حَتَّى كاد يهلك، فبقي يَوْمَا ومات. ومنهم من قال: حُمِل ميِّتا فِي بساط، وبعث إلى ابنه بِدِيَّته. وكان فِي المتوكًل نَصَبٌ بلا خلاف.
أبو عمر، عن ثعلب، قال: ما عرفنا لابن السكيت خزية قط.
وقال محمد بن الفرج: كان يعقوب بْن السكيت يؤدب مع أبيه ببغداد صبيان العامة. ثم تعلم النحو.
وقال المفضل بْن محمد بْن مِسْعَر المَعَرّيّ فِي " أخبار النُّحَاة ": روى يعقوب عن أبيه، والأصمعيّ، وأبي عُبَيْدة، والفرّاء. وكُتُبُه صحيحة نافعة، ولم يكن له نفاذ فِي علم النُّحو، وكان يميل إلى تقديم عليّ رضي الله عنه. [ص:1290]
وقال أَحْمَد بْن عُبَيْد: شاورني يعقوب فِي منادمة المتوكًل، فنهيته، فحمل قولي على الحَسَدِ ولم ينته.
وقال غيره: كان إليه الْمُنْتَهَى في اللغة.
وروى المبرد، عن المازنيّ، قال: كنت عند ابن الزّيّات الوزير، وعنده يعقوب بْن السِّكِّيت، فقال: سَلْ أَبَا يوسف عن مسألةٍ، فكرِهتُ ذلك، ودافعت لكونه صاحبي. فألح علي الوزير، فاخترت مسألةً سهلة، فقلت له: ما وزن نَكْتَلْ؟ فقال: نفعل. فقلت: يكون ماضيه " كتل "؟ فقال: لا، بل وزنه نَفْتَعل. قلت: فيكون أربعة أحرف بوزن خمسة؟ فخجِل وسكت. فقال الوزير: وإنّما تأخذ كلّ شهر ألفي درهم، ولا تُحسن ما وزن " نكتل "؟ فلما خرجنا قال لي: هَلْ تدري ما صنعتَ بي؟ قلتُ: والله لقد قاربتُك جهدي.
قال ثعلب: أجمع أصحابنا أنّه لم يكن بعد ابن الأعرابيّ أعلم باللُّغة من ابن السِّكَّيت. وكان المتوكل ألزمه تأديب ولديه المعتز وأخيه.
قلت: ولابن السِّكَّيت شِعرٌ جيّد سائر.
تُوُفّي سنة أربع وأربعين. وأكثر الملوك يحشرون مع قَتَلَةِ الأنْفُس.(5/1289)
605 - يعقوب بْن إسماعيل بْن حمّاد بْن زيد بن دِرهم البَصْريُّ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
قاضي المدينة.
سَمِعَ: سُفْيان بن عُيَيْنَة، ويحيى القطّان.
وَعَنْهُ: حفيده أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب، لقَّنهُ حديثا واحدا؛ وابنه يوسف، وعبد الله بْن أَحْمَد بْن حنبل، وعبد الله بْن ناجية، وقاسم المطرِّز.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
وقَالَ غيره: تُوُفّي على قضاء فارس سنة ست وأربعين هناك.(5/1290)
606 - ق: يعقوب بن حميد بن كاسب المدني، [الوفاة: 241 - 250 ه]
نزيل مكّة.
عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن سعْد، وعبد العزيز بْن أبي حازم، وعبد الله بن وهب، وخلق.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وأبو بكر بن أبي عاصم، وإسماعيل القاضي، والبخاريّ في غير " الصحيح "، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وآخرون. [ص:1291]
ضعفه أبو حاتم.
وقال البخاريّ: لم نَرَ إلا خيرا.
وفي " صحيح الْبُخَارِيّ " موضعين: فِي الصلح، وفي من شهد بدرا: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا إبراهيم بْن سعْد. فقائل يقول هُوَ هذا. وقائل يقول: هُوَ يعقوب الدَّوْرقيّ. وأما من قال: هُوَ يعقوب بْن إبراهيم بْن سعْد، أو هُوَ يعقوب بْن محمد الزُّهْرِيّ، فقد أخطأ بلا شكّ.
تُوُفّي ابن كاسب في آخر سنة إحدى وأربعين. وكان من أئّمة الحديث بالمدينة.(5/1290)
607 - ن: يعقوب بن ماهان البَنَّاء. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: هشيم، وغيره.
وَعَنْهُ: النسائي، وقاسم المطرِّز، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وأبو العبّاس السراج.
توفي سنة أربع وأربعين.
قال أبو حاتم: صدوق.(5/1291)
608 - يَمَانُ بن عيسى. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: هُشَيْم، وأنس بن عِياض.
وَعَنْهُ: محمد بن إبراهيم مربّع، وعليّ بن الحسين بن الْجُنَيْد. وكتب عنه من الكبار يحيى بن مَعِين.
وثّقه مربّع.(5/1291)
609 - يوسف بن إبراهيم بن شبيب، أبو الحَجّاج الأصبهانيّ الفُرْسانيّ الحافظ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
رحَل وعني بهذا الشأن، وبرع فيه، ولقي عبيد الله بن موسى، وأبا نُعَيْم، وسليمان بن حرب، وطبقتهم.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن يحيى بن مَنْدَه، وغيره.
ولم يشتهر ذِكره؛ لأنّه مات قبل أوان الرّواية، وكان يعارض الحافظ أحمد بن الفُرات في زمانه. [ص:1292]
تُوُفّي سنة اثنتين وأربعين. وكان يسكن قرية فرسان.(5/1291)
610 - م ت ن ق: يوسف بن حمّاد المعنى، أبو يعقوب البَصْريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: حمّاد بن زيد، وعبد الوارث، وزياد البكائي، وجماعة.
وَعَنْهُ: مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وأبو بَكْر بْن أبي عاصم، ومحمد بْن جرير الطَّبَريّ. وآخرون.
تُوُفيّ سنة خمسٍ وأربعين.
ووثّقه النَّسائيّ.(5/1292)
611 - يوسف بن حمّاد، أبو يعقوب الأسْتَرَاباذيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وأبي معاوية، ووَكِيع.
وَعَنْهُ: حفيده محمد بن محمد بن يوسف، ومحمد بن جعفر بن طُرْخان، وعمران بن موسى بن مُجَاشع، وآخرون.
وكان صدوقا.
قال أبو سعْد الإدريسيّ: مات بعد الأربعين.(5/1292)
612 - ت: يوسف بن سلمان الباهلي، ويقال: المازنيّ البَصْريُّ. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: حاتم بْن إِسْمَاعِيل، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: الترمذي، وعمر البجيريّ، وإمام الأئمة ابن خزيمة، وجماعة.
توفي سنة اثنتين وأربعين.(5/1292)
613 - خ م ت ن: يوسف بن عيسى بن دينار المروزي. [الوفاة: 241 - 250 ه]
عَنْ: سُفْيان بن عُيَيْنَة، والفضل السِّيِّنانيّ، وعبد الله بن إدريس، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وعمر بن محمد بن بُجَيْر، والحسن بن سُفْيان، وآخرون.
تُوُفّي سنة تسعٍ وأربعين.
وقد مرَّ(5/1292)
• - يوسف بْن عيسى بْن ماهان الْمَرْوَزِيّ، ثُمَّ البَغْداديُّ المؤدِّب، [الوفاة: 241 - 250 ه][ص:1293]
صاحب إبراهيم بن سعد.(5/1292)
-[الْكُنَى](5/1293)
614 - أبُو أيّوب، الخيّاط المقرئ، سُلَيْمَان بْن الحَكَم. [الوفاة: 241 - 250 ه]
بغداديٌّ من أعيان أصحاب اليَزِيديّ.
رَوَى عَنْهُ القراءة: أَحْمَد بْن حرب المعدّل، وإسحاق بْن مخلد، والسري بن مكرم.(5/1293)
615 - م ت ن: أبو بَكْر بْن نافع الْبَصْرِيّ، اسمه محمد بن أحمد بن نافع. [الوفاة: 241 - 250 ه]
رَوَى عَنْ: بشر بن المفضل، ومحمد بْن جعْفَر، وعبد الرَّحْمَن بْن مهديّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: مسلم، والترمذي، والنسائي، وزكريا الساجي، وعبدان، وآخرون.(5/1293)
616 - م ت ن: أبو بكر بن النضر بن أبي النضر هاشم بن القاسم البَغْداديُّ، وكثيرًا ما يُنْسَبُ إلى جَدّه فيقال فِيهِ: أبو بَكْر بْن أبي النَّضْر. [الوفاة: 241 - 250 ه]
سَمِعَ: جَدّه، ومحمد بْن بشر العبدي، ويعقوب بْن إبراهيم، وأبا عاصم النبيل.
وَعَنْهُ: مسلم، والترمذي، والنسائي. أيضًا، وأبو يعلى الموصلي، وأبو الْعَبَّاس السراج، وآخرون.
قال أبو حاتم: صَدُوق.
قلت: تُوُفّي سنة خمسٍ وأربعين ومائتين.(5/1293)
• - أبو تُراب النَّخْشَبيّ، هو عسكر. [الوفاة: 241 - 250 ه]
وقد ذكر.(5/1293)
617 - د: أبو حُصَيْن بْن يحيى بْن سُلَيْمَان الرّازيّ، [الوفاة: 241 - 250 ه]
لا يُعرف له اسم.
سَمِعَ: ابن عُيَيْنَة، ويحيى بْن أبي زائدة، وَوَكيعًا، وأسباط بْن محمد، وعبد الرزاق، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، وأحمد بْن عليّ الأبّار، وعلي بن سعيد [ص:1294] ابن بشير، ومحمد بن إبراهيم الطيالسي، وجعفر بن أحمد بن فارس، ومحمد بن وضاح القرطبي، وآخرون.
وثقه أبو حاتم.(5/1293)
• - أبو هفان الشاعر، عبد الله بن أحمد. [الوفاة: 241 - 250 ه]
(آخر الطبقة الخامسة والعشرين والحمد لله).(5/1294)
تاريخ الإسلام وَوَفيات المشاهير وَالأعلام
لمؤرخ الإسلام شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي
المتوفى 748 هـ - 1374 م
المجلد السادس
251 - 300 هـ
حَقّقه، وَضَبَطَ نَصَّه، وَعلَّق عَلَيْه
الدكتور بشار عوّاد معروف
دار الغرب الإسلامي(6/1)
-الطبقة السادسة والعشرون
251 - 260 هـ(6/5)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
- (الْحَوَادِثُ)(6/7)
-دخلت سنة إحدى وخمسين ومائتين
فيها تُوُفّي: إِسْحَاق بْن منصور الكوَسج، وحُمَيْد بْن زَنْجَوَيْه، وعمرو بْن عثمان الحمصيّ، ومحمد بْن سهل بن عسكر، وأبو التقي هشام بن عبد الملك الحمصي.
وفيها خرج الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن محمد بْن الأرقط عَبْد اللَّه بْن زين العابدين على بْن الْحُسَيْن بقزوين، فغلب عليها فِي أيّام فتنة المستعين، وقد كَانَ هُوَ وأحمد بْن عيسى العلويّ اجتمعا عَلَى أهل الرِّيّ، وقتلَا بها خلْقًا كثيراً، وأفسدا وعاثا، وخرج لقتالهما جيش، فأسر أحدهما وقتل الآخر.
وفيها خرج إِسْمَاعِيل بْن يوسف بْن إبْرَاهِيم بْن مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ الحسنيّ بالحجاز، وهو شابٌ لَهُ عشرون سنة، وتَبِعه خلْقُ مِنَ العرب، فعاث فِي الحَرَمَيْن، وأفسد موسم الحجّ، وقتل مِنَ الحجيج أكثر من ألف رجل، واستحل المحرمات بأفاعيله الخبيثة، وبقي يقطع المِيرة عَنِ الحرمين حتى هَلكَ أهل الحجاز وجاعوا، ونزل الوباء فهلك فِي الطاعون هُوَ وعامّة أصحابه فِي السنة الآتية.
وفيها فتنة المستعين أَحْمَد، كما هُوَ مذكور فِي ترجمته.(6/7)
-ثمّ دخلت سنة اثنتين وخمسين ومائتين
تُوُفّي فيها: أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن سُوَيْد بْن مَنْجُوف، والمستعين بالله أحمد ابن المعتصم، قتلوه، وإسحاق بْن بُهْلُولٍ الحافظ، وأَشْناس الأمير، وزياد بْن أيّوب، وعبد الوارث بْن عَبْد الصَّمد بْن عَبْد الوارث، ومحمد بْن بشار بُنْدار، وأبو موسى محمد بْن المُثَنَّى العَنَزيّ، ومحمد بْن منصور الجوّاز، ويعقوب الدَّوْرَقيّ.
وفيها خلع المستعين، ثم حبس، ثم قتل، وبويع المعتز بالله فأمر التُّرك [ص:8] ببيعته، وخلع عَلَى محمد بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر خلْعة المُلْك، وقلّده سَيْفَيْن، فأقام بُغَا ووَصيف الأميران ببغداد عَلَى وجَلٍ مِنَ ابن طاهر، ثمّ رضي المعتزّ عَنْهُمَا، وردهما إلى مرتبتهما، ونُقِل المستعين إلى قصر المخرَّم هُوَ وعياله، ووكَّلوا بِهِ أميرًا، وكان عنده خاتم مِنَ الجوهر، فأخذه ابن طاهر فبعثَ به إلى المعتز.
وفيها خلع المعتزّ عَلَى أخيه أَبِي أَحْمَد خلعة المُلْك وتوّجه بتاجٍ من ذَهَبٍ، وقَلَنْسُوَةٍ مجوهرة، ووشاحين مجوهرين، وقلده سيفين.
وفي رجب خلع المعتز بالله أخاه المؤيّد من العهد وقيده وضربه.
وفيها ولي قضاء القُضاة الْحَسَن بْن محمد بن عبد الملك بن أبي الشَّوارب.
وفيها حُسِبَتْ أرزاقُ الأتراك والمغاربة والشّاكريّه ببغداد وغيرها، فجاءت فِي العام الواحد مائتي ألف ألف دينار، وذلك خراج المملكة سنتان.
وفيها قبض المعتز بالله عَلَى أخيه أَبِي أَحْمَد، ثمّ نفاه إلى واسط، ثمّ قاموا معه فَرُدّ إلى بغداد، وأبعد علي ابن المعتصم عن الحضرة.
وولي مزاحم بْن خاقان إمرة مصر.(6/7)
-سنة ثلاث وخمسين ومائتين
توفي فيها أحمد بن سعيد الهمداني المصري، وأحمد بن سعيد الدارمي، وأحمد بن المقدام العجلي، وخشيش بن أصرم، وسَرِيٌّ السَّقَطيّ الزّاهد، وعلي بْن شُعَيب السَّمسار، وعلي بْن مُسلْمِ الطُّوسيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر الأمير، ومحمد بْن عيسى بن رزين التيمي مقرئ الرِّيّ، ومحمد بْن يحيى بْن أَبِي حَزْم القطعيَ، وهارون بْن سعَيِد الأيْليّ، والأمير وصيف التُّرْكيّ، ويوسف بْن مُوسَى القطّان، وأبو العباس القلوري.
وفيها قصد يعقوب بْن اللَّيث الصّفّار هَرَاة فِي جمعٍ، فأخذ هراة من نواب ابن طاهر، وقيدهم وحبسهم.
وفيها سار الأمير موسى بن بغا، فالتقى هو وعسكر عَبْد العزيز ابن الأمير أَبِي دُلَف العِجْليّ، فهزمهم وساق وراءهم إلى الكَرْج، وتحصن منه عَبْد العزيز، وأُسرَتْ والدة عَبْد العزيز، وبُعِث إلى سامرّاء بتسعين حِمْلا من رؤوس القتلى.
وفي رمضان خلع المعتزّ بالله عَلَى بُغَا الشرابي، وألبسه تاج الملك.
وفي شوال قتل وصيف التركي. [ص:9]
وفي ذي القعدة كسف القمر.
وغزا محمد بْن مُعَاذ بلَاد الروم، ودخل بالعسكر من جهة ملطية، فأسر وقتل من أصحابه خلق.
وفي ذي القعدة التقى موسى بن بغا والكوكبي بأرض قزوين، فانهزم الكوكبي ولحق بالديلم.
وفيها مات مُزاحِم بْن خاقان أخو الفتح بمصر.(6/8)
-سنة أربعٍ وخمسين ومائتين
فيها تُوُفّي أَحْمَد بْن عَبْد الواحد بْن عبُّود الدِّمشقيُّ، وإبراهيم بْن مجشّر الكاتب، وبُغَا الصَّغير الشَّرابيّ، وزياد بْن يحيى الحسّانيّ، وسَلْم بْن جُنَادَةَ، والدّارِميّ، وعلي بْن محمد بْن عَلِيّ بْن مُوسَى الرضا أبو الحَسَن العسْكريّ من الأثني عشر، ومحمد بن عبد الله المخرَميّ الحافظ، ومحمد بْن منصور الطُّوسيّ العابد، ومحمد بْن هاشم البَعْلَبَكّيّ، والمَرّار بْن حَمُّوَيْه الهمذاني الفقيه.
ولم يجر فيها مِنَ الحوادث ما لَهُ صورة.(6/9)
-سنة خمسٍ وخمسين ومائتين
فيها تُوُفّي: عَبْد اللَّه بْن أبي زياد القطواني، وعبد الله الدارمي الحافظ، بخُلْف، وعبد اللَّه بْن هاشم الطوسي، وعبد الغنيّ بْن رفاعة المِصْريُّ، وعِتيق بْن محمد النَّيسابوري، والجاحظ، وأبو حاتم بخُلْفٍ فيهما، وقد مرا سنة خمسين، والمعتز بالله محمد ابن المتوكل، قتلوه، ومحمد بن حرب النشائي، ومحمد بْن عَبْد الرحيم أَبُو يحيى صاعقة، ومحمد بْن كرام الصُّوفيّ شيخ الكرامية، وموسى بن عامر المري.
وفيها فتنه الزَّنْج، وخروج قائد الزَّنْج العَلَويّ بالبصرة، خرج وعسْكر، وانتسب إلى زيد بْن عَلِيّ، وزعم أنّه عَلَى بْن محمد بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن عيسى بْن زيد بْن عَلِيّ، وهذا نَسَب لم يصحّ، وكان مبدأ ظهوره في هذه السنة، والتفت عَلَيْهِ عبيد أهل البصرة مِنَ الزنج، وغيرهم، وعظُم أمره وفعل بالمسلمين الأفاعيل، وهزم الجيوش، وامتدّت أيّامه، وتمادى فِي غيّه إلى أن قتل في سنة [ص:10] سبعين، على يد أبي أحمد الموفق.
وفيها دخل مفلح طبرستان، فهزم الْحَسَن بْن زيد العلويّ، فلحق بالديلم، ودخل مفلح آمُل، فهدم دُورَ الْحَسَن بْن زيد، وساق في طلبه.
وفيها كَانَ بين يعقوب بْن الليث وطوق بْن المغلَّس وقْعهٌ كبيرة بظاهر كِرْمان، فانتصر يعقوب وأسر طوق، وكان يعقوب قد خرج عَنِ الطّاعة وجبى الخراج لنفسه.
وفيها خرج عَنِ الطّاعة علي بْن الْحَسين بْن قُرَيش، وكتب إلى المعتزّ بالله يسأله أنْ يولّيه خُراسان، ويقول: إنّ آل طاهر قد ضعُفُوا عَنْ مقاومه يعقوب بْن الليث، فكتب المعتز إليه بعهده إلى خراسان وأمره عليها، وكتب بمثل ذلك إلى يعقوب بْن الليث، وأراد أنْ يغري بينهما ليشغل كلا منهما بصاحبه، وتسقط عنه مؤونة الهالك منهما، فسار يعقوب يريد كِرْمان، وبعث ابن قُرَيش المذكور طوق بن المغلس، فسبق يعقوب إلى كرمان فدخلها، ونزل يعقوب على مرحلة منها، فأقام نحْوًا من شهرين، فلّما طال عليه أظهر الرحيل إلى سجستان، وسار مرحلةً، فوضع طَوْقٌ عَنْهُ السّلَاح، وأحضر الملَاهي والشّراب، وجاءت الأخبار إلى يعقوب، فأسرع الرجعة وأحاط بطَوْق، فأسره واستولى عَلَى كرمان وعلي سجِستْان، ثمّ سار إلى فارس فتملك شيراز، وحارب ابن قُرَيش وظفر بِهِ وأسرهُ، وبعث إلى المعتزّ بالله بتقادُمَ وتحفٍ سَنِيّة، واستفحل أمره.
وفيها أخذ صالح بْن وصيف أَحْمَد بْن إسرائيل، والحسن بْن مَخْلَد، وأبا نوح عيسى بْن إبْرَاهِيم، فقيدّهم، وهم خاصّة المعتز وكُتّابه.
وقد كَانَ ابن وصيف قَالَ: يا أمير المؤمنين لَيْسَ للجُنْد عطاء، وليس فِي بيت المال مال، وقد استولى هؤلَاء عَلَى أموال الدُّنيا، فقال لَهُ أَحْمَد بْن إسرائيل: يا عاصي يا ابن العاصي، وتراجعَا الكلَام والخصام، حتى احتدّ ابن وصيف، وغشي عَلَيْهِ وأصحابه بالباب، فبلغهم فصاحوا وسلّوا سيوفهم وهجموا، فقام المعتزّ ودخل إلى عند نسائه فأخذ ابن وصيف أَحْمَد والجماعة، قَالَ: فقال لَهُ المعتزّ: هب لي أحمد، فإنه ربّاني، فلم يفعل، وضربهم بداره حتى تكسّرت أسنان أَحْمَد، وأخذ خُطوطهم بمالٍ جليلٍ وقيدهم.
وفيها ظهر عيسى بْن جعْفَر، وعلي بْن زيد العلويان الحَسَنيّان، فقتلَا عَبْد اللَّه بْن محمد بن داود الهاشمي الأمير. [ص:11]
وفي رجبُ خلِع المعتزّ بالله مِنَ الخلَافة، ثمّ قُتِل، فاختفت أمّه قبيحة، ثمّ ظهرت فِي رمضان، وأعطت صالح بْن وصيف مالَا عظيمًا، ثمّ نفاها بعدما استصفاها إلى مَكّة، فحبست بها، وظهر لها مِنَ الذَّهب ألف ألف وثلَاث مائة ألف دينار، وسفط فِيهِ مكوك زُمُرُّد، وسفط فِيهِ مكُّوك لؤلؤ، فِيهِ حَبُّ كِبار عديمُ المثل، وكيلجة ياقوت أحمر، وغيره، فقومت الأسفاط بألفي ألف دينار، وحمل الجميع إلى ابن وصيف، فلمّا رآه قَالَ: قبحها اللَّه، عرضت ابنها للقتْل لأجل خمسين ألف دينار وعندها هذا، فأخذ الكل ونفاها.
وفي رمضان قَتَل ابنُ وصيف أَبَا نوح، وأحمد بن إسرائيل، وبويع المهتديّ بالله محمد بالأمر.(6/9)
-سنة ستٍّ وخمسين ومائتين
تُوُفّي فيها: الربيع بْن سُليمان الجيزيّ، والزُّبَير بْن بكّار، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن شَبَّويْه المَرْوزِيّ الحافظ، وعبد اللَّه بْن محمد الزُّهْريّ المخرّميّ، وعلي بْن المنذر الطّريقيّ، وأبو عبد الله الْبُخَارِيّ ليلة عَيد الفِطْر، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، وَمُحَمَّدُ بْن عثمان بْن كرامة، والمهتدي بالله محمد ابن الواثق.
وفي أولها قدِم الأمير مُوسَى بْن بُغَا وعبى جيشه ميمنة وميسرة وشهروا السلاح، ودخلوا سامراء مجمعين عَلَى قتل صالح بْن وصيف بدم المعتزّ، يقولون: قتل أمير المؤمنين المعتزّ، وأخذ أموال أمّه قبيحة وأموال الكُتّاب، وصاحت العامّة والغوغاء عَلَى ابن وصيف: " يا فرعون قد جاءك موسى "، فطلب موسى من بُغَا الإذن عَلَى المهتدي بالله، فلم يؤذن لَهُ، فهجم بمن معه عَلَيْهِ وهو جالس فِي دار العدْل، فأقاموه وحملوه عَلَى فَرَس ضعيفة، وانتهبوا القصر، فلما وصلوا إلى دار ياجور أدخلوا المهتدي إليها وهو يقول له: يا مُوسَى اتقِ اللَّه، ويْحَك ما تريد؟ قَالَ لَهُ: والله ما نريد إلَا خيرًا، وحَلَفَ لَهُ: لَا نالك سوء، ثمّ حَلَّفوه أن لَا يمالئ صالح بْن وصيف، فحلَف لهم، فبايعوه حينئذ ثمّ طلبوا صالحًا لكي يناظروه عَلَى أفعاله، فاختفى، ورُد المهتدي بالله إلى داره، ثمّ قُتِل صالح بْن وصيف بعد شهر شر قتلة.
وفي آخر المحرم ظهر كتابٌ ذكر أن سِيما الشَّرابيّ، زعم أنّ امرأةً جاءت بِهِ، وفيه نصيحة لأمير المؤمنين: وإنْ طلبتموني فأنا فِي مكان كذا، فلمّا وقف [ص:12] عَلَيْهِ المهتدي طلبها فِي المكان فلم يوجد لها أثر، فدعا مُوسَى بْن بُغَا وسليمان بن وهب ومفلحاً وباكباك، وياجور، ودفَع الكتاب إلى سُلَيْمَان فقال: أتعرف هذا الخط؟ قَالَ: نعم، خطّ صالح بْن وصيف، ثمّ قرأه عَلَيْهِم، وفيه يذكر أنّه مُسْتَخْفٍ بسامراء، وأنه استتر خوفاً من الفتن، وأن الأموال علمها عَنْد الْحَسَن بْن مَخْلَد، وكان كتابه يدلّ عَلَى قوة نفسه، فندب المهتدي إلى الصّلح، فاتهمه موسى وذووه بأنّه يدري أين صالح، فكان بينهم فِي هذا كلَام، ثمّ مِنَ الغد تكلموا فِي خلعه، فقال باكباك: ويْحَكُم، قتلتم ابن المتوكلّ وتريدون أن تقتلوا هذا وهو مسلم يصوم ويصلي ولا يشرب؟ والله لئِنْ فعلتم لأصيرنّ إلى خراسان ولأشيعن أمركم هناك.
ثمّ خرج الَمهتدي إلى مجلسه وعليه ثياب بيض، متقلداً سيفًا، ثمّ أمر بإدخالهم إِلَيْهِ، فقال: قد بلغني شأنكُم، ولست كمن تقدَّمني مثل المستعين والمعتز، والله ما خرجت إليكم إلَا وأنا متحنّط وقد أوصيت، وهذا سيفي، والله لأضربن بِهِ ما استمسكْتُ قائمته بيدي، أما دِين! أما حَيَاء! إمَا رِعة! كم يكون الخلَاف عَلَى الخلفاء والْجُرأة عَلَى اللَّه؟! ثمّ قَالَ: ما أعلم عِلم صالح، قَالُوا: فاحِلفْ لنا، قَالَ: إذا كَانَ يوم الجمعة، وصلَّيت الجمعة، حلفت لكم، فرضوا وانفصلوا على هذا.
ثمّ ورد إذْ ذاك مالٌ مِن فارس نحو من عشرة آلاف ألف درهم، فانتشر فِي العامة أنّ الأتراك على خلع المهتدي، فثار العوام والقواد، وكتبوا رقاعاً وألقوها في المساجد: يا معاشر المسلمين، ادعوا الله لخليفتكم العدْل الرّضا المضاهي لعمر بْن عَبْد العزيز أنْ ينصره اللَّه عَلَى عدوّه، وراسل أهل الكَرْخ والدُّور المهتدي بالله فِي الوثوب بموسى بْن بُغَا والأتراك، فجزاهم خيرًا ووعدهم بالخير.
وفيها تحول الزنج فقربوا مِنَ البصرة، وأخذوا مراكب كثيرة بأموالها؛ فتهيأ سعيد الحاجب لحربهم.
وفي أول جماد الأولى رحل موسى بن بغا وباكباك إلى مساور الشاري وكانا ماكثين قريبا من الموصل، وتقهقر مساور.
وفي رجب ثار الجند يطلبون العطاء، فلم يعطوا شيئا، ووعدهم المهتدي، وكان موسى وباكباك فِي طلب مساور.
وكان المهتدي قد استمال باكباك وجماعة من الأتراك، فكتب إلى باكباك [ص:13] أنْ يقتل مُوسَى ومُفْلحًا أو يمسكهما، ويكون هو الأمير على الأتراك كلهم، فأوقف باكباك مُوسَى عَلَى كتابه وقال: إنيّ لست أفرح بهذا، وإنما هذا يعمل علينا كلنا، فأجمعوا على أن يسير باكباك إلى سامراء، فإن المهتدي يطمئن إليه، لم يقتله.
فسار إلى سامرّاء ودخل عَلَى المهتدي فغضب وقال: أمرتك أن تقتل موسى ومفلحا فَدَاهنْت، قَالَ: كيف كنت أقدر عليهما وجيشهما أعظم من جيشي، ولكن قَدْ قدِمت بجيشي ومن أطاعني لأنصُرك عليهما، فأمر المهتدي بأخذْ سلَاحه، فقال: أذهب إلى منزلي وأعود، فليس مثلي من يفعُل بِهِ هذا، فأخذ سلاحه وحبسه، ولمّا أبطأ خبره عَلَى أصحابه قَالَ لهم أَحْمَد بْن خاقان الحاجب: اطلبوا صاحبكم قبل أنْ يفْرُط بِهِ أمرٌ، فأحاطوا بالْجَوْسق، فقال المهتدي لصالح بْن عَلِيّ بْن يعقوب بْن المنصور: ما ترى؟ فقال: قد كَانَ أَبُو مُسلْمِ أعظم شأنًا من هذا العبد، وأنت أشجع مِن المنصور، فاقتله.
فأمر بضرب عنقه، وألقى رأسه إليهم، فجاشوا، وأرسل المهتدي إلى الفراغنة والمغاربة والأشروسنية، فجاؤوا واقتتلوا، فقُتِل مِنَ الأتراك أربعة آلاف، وقيل: ألفان، وقيل: ألف، فِي ثالث عشر رجب يوم السبت، وحجز بينهُمُ الليل؛ ثمّ أصبحوا على القتال ومعهم أخو باكباك وحاجبه أَحْمَد بْن خاقان فِي زُهاء عشرة آلاف.
وخرج المهتدي بالله ومعه صالح بْن عَلِيّ والمصحف فِي عُنقه، وهو يَقُولُ: أيُّها النّاس انصروا خليفتكم، وحمل عليه طغوياً أخو باكباك فِي خمس مائة، فمال الأتراك الذين مَعَ الخليفة إلى طغويا، والتحم الحرب، فانهزم جمْع الخليفة وكثُر فِيهِمُ القتْل، فولّى منهزمًا والسيف فِي يده، وهو ينادي: أيها الناس انصروا خليفتكم.
ثمّ دخل دار صالح بْن محمد بن يزداد، ورمى سلاحه ولبس البياض ليهرب مِنَ الأسطحة، وجاء أَحْمَد حاجب باكباك فأخبر بِهِ، فتبعه، فهرب، فرماه بعضهم بسهمٍ ونفجَه بالسيف، ثمّ حُمِل إلى أَحْمَد، فأركبوه بغلاً، وركبوا خلفه سائساً، وأتوا به إلى دار أحمد بْن خاقان، وجعلوا يضربونه ويقولون: أين الذهب.
فأقر لهم بست مائة ألف دينار مودعة ببغداد، أودعها الكرخي، فأخذوا خطّه إلى خشف الواضحية المُغَنّية بست مائة ألف دينار، ودفعوه إلى رجلٍ، فعصر عَليْ خصيتيه فمات، وقيل: [ص:14] كانت بِهِ طعنه فحملوه عَلَى بِرْذَون، وقيل: أرادوه بدار أَحْمَد عَلِيّ الخلْع، فأبي واستسلم للقتل، فقتلوه.
وبايعوا أحمد ابن المتوكل ولقّبوه المعتمد عَلَى اللَّه، وكنيته أَبُو الْعَبَّاس، وقيل: أَبُو جعْفَر، فِي سادس عشر رجب.
وقدِم مُوسَى بْن بُغَا إلى سامرّاء بعد أربعة أيام، وخمدت الفتنة، وكان المعتمد محبوساً بالجوسق فأخرجوه.
وقتل المهتدي مع باكباك أَبَا نصر محمد بْن بُغَا أخا مُوسَى.
وضيّق المعتمد عَلَى عيِال المهتدي بالله، ثمّ استعمل المعتمد أخاه الموفق طلحة عَلَى المشرق، وصيّر أبنه جعفرًا ولي عهده، وولَاه مصر والمغرب، ولقّبه المفوض إلى اللَّه، وانهمك المعتمد في اللهو واللذات، واشتغل عَنِ الرّعيّة، فكرهه النّاس وأحبوا أخاه طلحة.
وفي العشرين من رجب دخلت الزَّنج البصرة، فقتلوا وفتكوا، وفعلوا بالأهواز والأُبلةَ أكثر مما فعلوا بالبصرة.
وفيها ظهر بالكوفة عَلِيّ بْن زيد الطالبيّ، فبعث إليه المعتمد جيشاً هزمهم الطالبي.
وفيها غلب الْحَسَن بْن زيد الطالبيّ عَلَى الرِّيّ، فجهز إليه المعتمد مُوسَى بْن بُغَا، وخرج معه مُشيِّعا له.
وفيها حجّ بالنّاس محمد بْن أَحْمَد بْن عيسى بن المنصور أبي جعفر العباسي.
وأما صالح بْن وصيف، فكان قد استطال عَلَى الخلفاء وقتل المعتزّ، وأقام المهتدي، وحكم عَلَيْهِ، وذكرنا استتاره فِي أيّام المهتدي، قَالَ: فنادى عَلَيْهِ مُوسَى بْن بُغَا: من جاء بِهِ فله عشرة آلاف دينار، فلم يظفر به أحد، فاتفق أنّ بعض الغلْمان دخل زقاقًا وقت الحرّ، فرأى بابًا مفتوحًا فدخل، فمشى فِي دِهْليز مظلمٍ، فرأى صالحًا نائمًا، فعرفه وليس عنده أَحْد، فجاء إلى مُوسَى فأخبره، فبعث جماعةً فأخذوه، ثمّ ذهبوا بِهِ مكشوف الرأس إلى الْجَوْسَق، فبادره بعض أصحاب مُفْلح، فضربه من ورائه، واحتزُّوا رأسه وطافوا بِهِ، وتألًم المهتدي فِي الباطن لقتْله، وقال: رحِم اللَّه صالحًا، فلقد كَانَ ناصحًا.
وأمّا الصُّوليّ، فقال: عذَّبوه في حمام كما فعل بالمعتز، حتى أقر بالأموال ثم خنقوه.(6/11)
-سنة سبعٍ وخمسين ومائتين
تُوُفّي فيها: أحمد بْن منصور زاج، وإسحاق بْن إبْرَاهِيم بْن حبيب بْن الشّهيد، والحسن بْن عَبْد العزيز الْجَرَوِيّ، والحسن بْن عَرَفَة، وزُهَير بْن محمد المروزي، وزيد بن أخزم، وسليمان بْن مَعْبَد السنجيّ، وأبو الفضل الرياشي عَبَّاس، وأبو سعَيِد الأشَجّ، وعلي بْن خَشْرَم، ومحمد بْن حسان الأزرق، ومحمد بْن عَمْرو بن حنان الحمصي، ومحمد بن وزير الواسطي.
وفيها دخلت الزَّنج البصرة، وبذلوا السيف واستباحوا، وقتلوا بالأُبلّة نَحْوًا من ثلَاثين ألفًا وأحرقوها، فحاربهم سعَيِد الحاجب، واستخلص منهم كثيرًا ممّا أخذوه، ثمّ استظهروا عَلَيْهِ، وقتلوا من جنده مقتلةً عظيمة، ودخلوا البصرة، فيقال: إنهم قتلوا بها اثني عشر ألفًا، وخرّبوا الجامع، وهرب من سلم في البلدان، وخربت البصرة، وجرت بين الزنج وبين عساكر الخليفة عدة وقعات.
وفيها قُتِل ميخائيل بْن توفيل ملك الروم، قتله بسيل الصَّقْلبيّ، وكان بسيل من أبناء الملوك، وتملّك ميخائيل عَلَى دين النصرانية أربعًا وعشرين سنة.(6/15)
-سنة ثمانٍ وخمسين ومائتين
تُوُفّي فيها: أحمد بن بديل قاضي همذان، وأحمد بْن حفص النَّيسابوري، وأحمد بْن سنان القطّان، وأبو عُبَيْدة بْن أَبِي السّفْرَ واسمه أَحْمَد، وأحمد بْن الفُرات الرّازيّ الحافظ، وأحمد بن محمد بْن يحيى القطّان، وأحمد بْن عُمَر، يعرف بحمدان البزاز الحميري البَغْداديُّ، وإسماعيل بْن أَبِي الحارث، وجعفر بْن عَبْد الواحد الهاشميّ القاضي، وحفص بن عمرو الربالي، والعباس بن يزيد البْحرانيّ، وعَبده بْن عَبْد اللَّه الصَّفّار، وعليّ بْن حرب الْجُنْدَيْسابوريّ، وعلي بْن محمد بْن أَبِي الخصيب، والفضل بْن يعقوب الرخاميّ، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل الحسّانيّ، ومحمد بْن سِنْجر الحافظ، ومحمد بْن عَبْد الملك بن زَنْجَوَيْه الحافظ، ومحمد بْن عُمَر بْن أَبِي مذعور، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وهارون بْن إِسْحَاق الهَمَدانيّ، ويحيى بن معاذ الرازي الصوفي. [ص:16]
وفيها عقد المعتمد عَلَى اللَّه لأخيه الموفق أبي أَحْمَد عَلَى الشّام ومصر، ثمّ جهّزه ومُفْلحًا إلى حرب الخبيث رأس الزنج، فكانت فِي هذه السنة وقعة بين الزنج وبين منصور بْن جعْفَر بْن دينار، فانهزم عَنْ منصور عسكره، وساق وراءه زنجيُّ فضرب عُنقه، واستباحت الزنج عسكره.
وعرض أَبُو أَحْمَد ومُفْلح فِي جيش لم يخرج مثله من دَهْر فِي العدد والفُرسان والأموال والخزائن، فلمّا وصل الموفق أَبُو أَحْمَد إلى دير معقل انهزم جيش الخبيث مرعوبين، فلحقوا بِهِ، لعنه اللَّه، وقالوا: هذا جيش هائل لم يأتنا مثله، فجهّز عسكرًا كبيرًا، فالتقوا هُمْ ومُفْلح، فاقتتلوا أشدّ قتال، وظهر مُفلح، ثمّ جاءه سهم غرب فِي صدره، فمات مِنَ الغد، وأنهزم النّاس وركبتهُمُ الزَّنج واستباحوهم، وتحيز الموفق إلى الأبلة وتراجع إليه الفل ونزل نهر أَبِي الأسد، ثمّ بعث جيشًا، فالتقوا هُمْ وقائد الزنج يحيى، فنصر اللَّه، وأسر طاغيتهم هذا، وقُتِل عامّة أصحابه، وبعث بِهِ إلى المعتمد فضربه، وطوف بِهِ، ثمّ ذبحه وأحرق جُثَّته.
وسار الموفق إلى واسط.
ووقع الوباء الَّذِي لَا يكاد يتخلف عَنِ الملاحم بالعراق، ومات خلق لا يحصون، ومات من عسكر الموفق خلق، ثمّ تجمعت الزنج، فالتقاهُمُ الموفّق، فقُتِل خلْقٌ من جنده وانهزموا، وتفرَّق عَنْهُ عامة جنده، ثمّ تحيز وسلِم.
وعظُم البلَاء بالخبيث وأصحابه، وكان هذا الخبيث المذكور كذابا ممخرقا يدعي أنه أرسل إلى الخلق، فرد الرسالة، وكان يُوهم أصحابه أنّه يطلع عَلَى المُغَيبَّات، ويفعل ما ليس في قدرة البشر.
وكان يحيى بْن محمد البحرانيّ الأزرق قائد جيوش الخبيث، فقُتل بسامرّاء بعد أن قُطِعت أربعته.
ثمّ كَانت وقعات بين الخبيث والموفّق كانوا فيها متكافئين.
وفيها كانت هدّات عظيمة بالصَّيْمَرة، وزلَازل سقطت منها المنازل، ومات تحت الرَّدْم ألوف مِنَ الناس.(6/15)
-سنة تسع وخمسين ومائتين
فيها توفي أَبُو إِسْحَاق الجوزجانيّ الحافظ، وإسحاق بْن وهْب العلاف، وأحمد بن إسماعيل السهمي، وإسحاق البغوي لؤلؤ، وبشر بْن مطر السامريّ، وحجاج بْن الشّاعر، وعلي بْن مَعْبَد نزيل مصر، ومحمد بْن يزيد السُّلَميّ النَّيسابوري، ومحمود بْن سميع الدِّمشقيُّ، ومحمد بن آدم المروزي.
وفيها عرض الموفق عسكره بواسط، وجاءته النجدة، وهيّأ السُّفن ليدخل إلى الخبيث رأس الزنج، وكان قد نزل البطيحة وبثق حوله الأنهار وتحصن، فهجم عَلَيْهِ الموفّق، فأحرق أكواخه، وقتل من أصحابه مقتلةً كبيرة، واستنقذ مِنَ النُّسوان جمْعًا كبيرًا، وردّ إلى بغداد، واستخلف عَلَى حرب الخبيث محمد بْن المولّد، فسار الخبيث إلى الأهواز، وقتل خمسين ألفًا، وسبى أربعين ألفًا، وأهلك الأمّة، فسار لحربه مُوسَى بْن بُغَا، فأقام يحاربه بضعة عشر شهرًا، وقُتِل خلق من الطائفتين
وفيها قُتِل كنجور، وكان عَلَى إمرة الكوفة، فانصرف منها يريد سامرّاء بغير إذْن المعتمد، فأرسل إِلَيْهِ يأمره بالرجوع، فامتنع، فبعث إِلَيْهِ مالَا ليفرّقه فِي أصحابه، فلم يقنع بِهِ، وقويت نفسه، فجهّز المعتمد لحربه ساتكين، وعبد الرَّحْمَن بْن مُفْلح، وموسى بْن أتامش، وجماعة من الأمراء، فأحاطوا به، وأنزلوه عن فرسه وذبحوه.
وفيها نزلت الروم، لعنهُمُ اللَّه، عَلِيّ ملطية وسُمَيْساط، فخرج أَحْمَد بْن محمد القابوس بأهل ملَطية، فهزموا الرّوم وقُتِل مقدّمهُمُ الأقرِيطشيّ، وفتح الله ونصر.
وفي شوال ملك يعقوب بْن الليث الصّفّار نيسابور، فركب إلى خدمته محمد بن طاهر بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر، فأخذ يعقوب يوبّخه ويعنّفه عَلَى تفريطه فِي البلَاد، حتى غلب عليها العدوّ، ثمّ اعتقله ورسم عَلَيْهِ وعلى أهل بيته، فبعث المعتمد ينُكْر عَلَى يعقوب ويأمره بالانصراف إلى ولَايته، فلم يقبل، واستولى عَلَى خُراسان، واستفحل أمرُه وشرّه.(6/17)
-سنة ستين ومائتين
فيها تُوُفّي أَحْمَد بْن عثمان بْن حكيم الأودي، وأيوب بْن إِسْحَاق بْن سافري، وحَجّاج بْن يوسف بْن قُتَيْبة الأصبهاني، والحسن بْن محمد بن [ص:18] الصباح الزعفراني، والحسن بن علي بن محمد ابن الرّضا عَلِيّ بْن مُوسَى العَلَويّ الحسينيّ أحد الاثْنَيْ عشر، وعبد الرَّحْمَن بْن بِشْر بْن الحَكَم، وعُبَيْد اللَّه بْن سعد الزُّهْريّ، ومالك بن طوق التغلبي صاحب الرحبة.
وفيها سار يعقوب بْن الليث فواقَعَ الْحَسَن بْن زيد العَلَويّ فهزمه، ودخل طبرستان والدَّيْلم وراءه، فصعد الْحَسَن فِي جبال الديلم، ونزل الَثلج والأمطار عَلَى أصحاب يعقوب، فتِلف منهم خلْق واندَعكوا، ورجع يعقوب بأسوأ حال، وقد عُدِم من أصحابه أربعون ألفاُ، وذهب عامّة خيله.
وفيها كَانَ الغلَاء المُفْرِط فِي الحجاز والعراق، وبلغ كَرُّ الحِنطَة ببغداد مائةً وخمسين دينارًا.
وفيها أغارت الأعراب عَلَى حمص، فخرج لحربهم منجور التُّرْكيّ أميرُها، فقتلوه، فجاء عَلَى إمرتها بكتمر التركي المعتمدي.
وفيها أخذت الروم بلد لؤلؤة.
وفيها جرت وقعات عديدة للمسلمين مَعَ الخبيث، وفي بعضها يقول الخبيث هذا:
مَن لم ير الأتراك فِي جَمْعهم ... قد واقفوا جيشًا مِنَ الزَّنْجِ
وكلُّهم تصرف أنيابه ... حيوان يرجو ظفرَ العلجِ
كأنَّهم إذا وقفتْ تُرْكُهُم ... وزَنْجُنا رقْعةَ شطَرَنْجِ.(6/17)
-رِجَالُ هَذِهِ الطَّبَقَةِ عَلَى التَّرْتِيبِ(6/19)
-[حَرْفُ الأَلِفِ](6/19)
1 - أَحْمَد بْن إبْرَاهِيم بْن مِهْران البُوشَنْجيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وأبي ضمرة.
وَعَنْهُ: المَحَامِليّ، ومحمد بْن مَخْلَد.
قَالَ الدّارَقُطْنيّ: لَا بأس بِهِ.(6/19)
2 - أَحْمَد بْن آدم، أَبُو جعْفَر الخَلَنْجيّ الجرجاني، عبدك الحافظ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
رُوِيَ عَنْ: عَبْد الرّزّاق، ومحمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، وأبي نُعَيْم، وعثمان بْن عَبْد الحميد، وجماعة كثيرة.
وَعَنْهُ: عِمران بْن مُوسَى بْن مُجاشِع، والحسن بْن سُفْيَان، وأبو جعْفَر الْجُرْجانيّ المقرئ، وآخرون.
وثقَّه حمزة السَّهْميّ.(6/19)
3 - أَحْمَد بن إسرائيل بن حسين الأنباري الكاتب. [الوفاة: 251 - 260 ه]
ولي ديوان الخراج للمتوكلّ وللمنتصر، ثمّ ولي كتابه المعتزّ قبل خلَافته، فلمّا ولي الخلَافة استوزره، وكان يحبه ويركن في الأمور إليه، فخلع عَلَيْهِ للوزارة فِي شعبان سنة اثنتين وخمسين.
وكان أَحْمَد بْن إسرائيل من أذكياء العالم لَا يسمع شيئًا إلَا حفِظَه، وكان آية في حساب الديوان، أول من قدمه وأظهره محمد بْن عَبْد الملك الزيات.
قال الصولي: حدثنا الحسين بن علي الباقطائي، قال: قال لنا أحمد بن إسرائيل يوما: كنت في الديوان في آخر أيام الأمين، وما كان أحد يدخل الدّيوان أصغر منيّ، ولقد كنت أنسخ الكتاب، فلا أفرغه حتى أحفظه بما فِيهِ حرفًا حرفًا، فعْلتُ هذا مرّاتٍ كثيرة، وسمعت أحمد بن إسرائيل ينشد مرة:
لَا يكون السّرِيّ مثل الدَّنيّ ... لَا ولا ذُو الذَّكاء مثل الغبيّ [ص:20]
قيمةُ المرءِ مثل ما يحُسن المرء ... قضاء مِنَ الْإمَام عَلِيّ
قَالَ الصُّوليّ: لم يزل أَحْمَد بْن إسرائيل وزيرًا للمعتز إلى سنة خمسٍ وخمسين، وكانت وزارته دون ثلَاث سنين، قتله صالح بن وصيف بالضرب في رمضان.
ترجمه ابن النجار.(6/19)
4 - ق: أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل بْن محمد بْن نُبيْه، أبو حذافة السهمي القرشي المدني، [الوفاة: 251 - 260 ه]
نزيل بغداد.
حدَّث عَنْ: مالك، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي الزَّناد، ومسلم بْن خَالِد الزَّنْجيّ، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدي، وحاتم بْن إِسْمَاعِيل، وهو آخر من حَدَّثَ عَنْهُمْ، ولعلّه عاش مائة سنة.
روى عَنْهُ: ابن ماجه، وابن صاعد، وعبد الوهاب بن أبي عصمة، وإسماعيل بن العباس الوَرَّاق، والمحاملي، وابن مخلد، وآخرون.
قال المحاملي: سمعتُ أَبِي يَقُولُ: سَأَلت أَبَا مُصْعَب، عَنْ أَبِي حُذَافة السَّهْميّ، فقال: كَانَ يحضر معنا العَرْض عَلَى مالك.
وقال الدّارَقُطْنيّ: هُوَ قوي السمَّاع عَنْ مالك.
وقال البَرْقانيّ: كَانَ الدارقطني حسن الرأي فِي أَبِي حُذَافة، وأمرني أن أخرّج حديثه فِي الصحيح.
قَالَ الخطيب: وقرأت بخطّ الدّارَقُطْنيّ: أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل أَبُو حُذَافة ضعيف الحديث، كَانَ مغفَّلَا، روى " الموطّأ " عَنْ مالك مستقيمًا، فأدخلت عَلَيْهِ أحاديث عَنْ مالك فِي غير " الموطّأ " فقبِلَها، لَا يُحْتَجّ بِهِ.
وقال ابن عديّ: حدَّث عَنْ مالك بالموطّأ، وحدَّث عَنْهُ وعن غيره بالبواطيل.
وَقَالَ الْخَطِيبُ: لَمْ يَكُنْ مِمَّنْ يَتَعَمَّدُ الْبَاطِلَ.
قُلْتُ: مِمَّا نُقِمَ عَلَى أَبِي حُذَافَةَ رِوَايَتُهُ عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ [ص:21] حَدِيثُ: " أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ ". وَرَوَى بِالإِسْنَادِ حَدِيثَ: " قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ "، وَهَذَانِ مَوْضُوعَا الإِسْنَادِ.
مات يوم عيد الفطر سنة تسع وخمسين.(6/20)
5 - أَحْمَد بْن الأسود، أَبُو عَلِيّ الحنفي البَصْريُّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
قاضي قرقيسيا.
رَوَى عَنْ: سعَيِد بْن سلَام العطّار، وفِهْر بْن حيان.
وَعَنْهُ: أَبُو عروبة الحرّانيّ، وأبو الْعَبَّاس إبْرَاهِيم بْن محمد بْن الحارث، وأبو زُرْعَة محمد بْن يونس المصَّيصيّ.(6/21)
6 - أَحْمَد بْن أيّوب، أَبُو ذَرّ النَّيسابوري العطّار. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: حفص بْن عَبْد الرَّحْمَن، وعلي بْن الْحَسَن بْن شقيق،
وَعَنْهُ: إبْرَاهِيم بْن محمد بن سفيان الفقيه، وغيره.
توفي سنة ثمانٍ وخمسين.(6/21)
7 - أَحْمَد بْن أَبِي أيّوب الْبُخَارِيّ، واسم أبيه هَنّاد. [الوفاة: 251 - 260 ه]
رحل وسَمِعَ: أَبَا أسامة، وزيد بْن الحُباب، وأبا أَحْمَد الزُّبَيْريّ،
وَعَنْهُ: خالد بن أحمد الذُّهْليّ، وسهل بْن شاذُوَيْه.
قَالَ ابن ماكولَا: توفي سنة خمس وخمسين ومائتين.(6/21)
8 - ت ق: أَحْمَد بْن بُدَيْل بْن قُرَيش، أَبُو جعْفَر اليامي الكُوفيُّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
قاضي الكوفة ثمّ قاضي همذان ومُسْنِدُها ومحدثها.
عَنْ: أَبِي بَكْر بْن عَيَّاش، وأبي معاوية، ومحمد بْن فُضَيْل، وعبد اللَّه بْن إدريس، وحفص بْن غِيَاث، ووكيع، وعبد الرَّحْمَن المُحَاربيّ، وعبد الله بْن نُمَيْر، وطائفة.
وَعَنْهُ: التّرمِذيّ، وابن ماجه، وإبراهيم بْن عَمْرُوس، وابن صاعد، وأحمد بن الحسن بن عزون، ومحمد بن عبد الله بلبل، ومحمد بن عبيد الله بن العلاء الكاتب، وطائفة.
قَالَ النَّسائيّ: لَا بأس بِهِ.
وقال الدّارَقُطْنيّ: فِيهِ لين. [ص:22]
وكان يُسَمّى راهب الكوفة، فلمّا تولّي القضاء قَالَ: خُذِلْتُ عَلَى كِبَر السِّنّ، مَعَ عِفَّتِه وصيانته.
قَالَ سِيَامُرْد النَّهَاوَنْديّ: كتبتُ عَنْ ألف شيخ، الحُجّةَ فيما بيني وبين اللَّه شيخان: أَحْمَد بْن بُدَيْل؛ وسمي رجلَا أخر.
ونقل شِيرُوَيُه فِي تاريخه أن أَبَا بَكْر بْن لال قَالَ: حكي لنا أنّ أَحْمَد بْن بُدَيْل الأياميّ كَانَت له بِنْت عابدة بالكوفة، فكتبت إِلَيْهِ: يا أبه لَا حشرك اللَّه مَحْشَرَ القُضاة، فَعَزل نفسه، وخرج فِي أمانةٍ لَابن هارون، فقيل لَهُ: اخترت الأمانة عَلَى القضاء؟ فقال: نعم، اخترتُ الأمانة عَلَى الخيانة.
قال الحافظ صالح بن أحمد الهمذاني: حدثنا إبراهيم بن عمروس إملاء، قال: سمعتُ أَحْمَد بْن بُدَيْل قَالَ: بعث إليَّ المعتزّ بالله رسولَا بعد رسول، فلبست كَمّتي، ولبست نَعْلَ طاق، فأتيت بابَه، فقال الحاجب: يا شيخ، نَعْلَيْك، فلم ألتفت إِلَيْهِ، ودخلت الباب الثاني، فقال الحاجب: نَعْلَيْك، فلم ألتفِت، ودخلت إلى الباب الثالث، فقال: يا شيخ نعليك، فقلت: أبالوادي المقدَّس أَنَا فأخلع نَعْلَيَّ؟! فدخلت بَنْعَلَيَّ، فرفع مجلسي وجلستُ عَلَى مُصَلَاه، فقال: أتعبناك أَبَا جعْفَر، فقلت: أتْعَبْتني وذعَّرْتَني، فكيف بك إذا سُئلتَ عنيّ؟ فقال: ما أردنا إلَا الخير، أردنا أن نسمع العِلْم، فقلت: وتسمع العِلْم أيضًا؟ ألَا جئتني؟ فإنّ العلم يؤتي ولا يأتي، قال: نعتب أبا جعفر؟ فقلت له: خلبتني بحُسْن أدبك، أكتُب، قَالَ: فأخذ القِرْطاسَ والدَّواة، فقلت: أتكتب حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قِرطاس بمدادٍ؟ قال: فيما يكتب؟ قلت: في رق بحبر، فجاؤوا بَرقٍّ وحِبْر، فأخذ الكاتب يريد أنْ يكتب فقلت: أكتُب بخطّك، فأوما إليَّ أَنَّهُ لَا يكتب، فأمليت عَلَيْهِ حديثين أسخن اللَّه بهما عينيه، فسأله ابن البناء أو ابن النُّعْمان: أي حديثين؟ فَقَالَ حَدِيثَ: " مَنِ اسْتُرْعِيَ رَعِيَّةً فَلَمْ يُحِطْهَا بِالنَّصِيحَةِ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ "، وَالثَّانِي: " مَا مِنْ أَمِيرِ عَشْرَةٍ إِلا يُؤْتَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْلُولا.
تُوُفِّيَ سنة ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ.(6/21)
9 - أَحْمَد بْن جُبير الأنطاكيُّ، أَبُو جعْفَر المقرئ. [الوفاة: 251 - 260 ه][ص:23]
إمامٌ كبير، عراقيّ نزل أنطاكيَة،
قرأ القرآن عَلَى: سُليَم، وعلى الكِسّائيّ، وعلى أَبِي يوسف الأعشى؛ وعلى: والده جُبَيْر بْن محمد بْن جُبَيْر الكوفيّ، وأبي محمد اليَزِيديّ.
وسمع مِنَ حجاج بْن محمد الأعور قراءة حمزة.
وسأل أَبَا بَكْر بْن عَيَّاش عَنْ حروف.
ذكره أَبُو عمرو الداني، وقال: هو إمام جليل ثقة ضابط، أقرأ النّاس إلى أن مات.
روى القراءة عَنْهُ عَرْضًا وسماعًا: عُبّيْد اللَّه بْن صَدَقَة، ومحمد بْن الْعَبَّاس بْن شُعْبَة، ومحمد بْن علَان، وشهاب بْن طَالِب، والفضل بْن زكريّا، وخلْق سمّاهم.
قَالَ الذهلي: تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين ومائتين.(6/22)
10 - أَحْمَد بْن جعفر، أبو الحسن المَعْقِريُّ اليَمَنيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
حَدَّثَ فِي سنة خمسٍ وخمسين عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن عبد الكريم، والنضر بن محمد الجرشي.
عنه: مسلم، والمفضَّل الجنديّ، ومحمد بن أحمد بن زهير الطوسي، وكان بزازا بمكة.(6/23)
11 - أحمد بن الجهم، أبو علي الكُوفيُّ، ثم الرَّازيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أبي غسان النهدي، وأحمد بن المفضل.
وَعَنْهُ: علي بن الجنيد، ومحمد بن علي بن حمزة العلوي.
وقال أبو حاتم: صدوق.
قال ابنه عبد الرحمن: أدركته ولم أكتب عنه.(6/23)
12 - أحمد بن جواد التَّميميُّ النَّيْسَابوريُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
رَوَى عَنْ: القعنبي، ويحيى بن يحيى النيسابوري، وغيرهما.
روى عَنْهُ: مكّي بْن عَبْدان، وابن الشَّرْقيّ، وغيرهما.
تُوُفّي سنة ستين ومائتين.(6/23)
13 - أَحْمَد بْن الحارث البَغْداديُّ، أَبُو جعْفَر الخرّاز. [الوفاة: 251 - 260 ه][ص:24]
شيخ صدوق
حمل عَنْ أبي الْحَسَن المدائنيّ تصانيفه.
روى عَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، وأحمد بْن محمد بن أبي شيبة، وجماعة، وكان من أهل الفهم والمعرفة.
توفي سنة ثمان وخمسين.(6/23)
14 - أحمد بن الحسين بن عباد النسائي البَغْداديُّ السِّمسار، بُنَان. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: أبا نعيم، وعفان.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، وابن مخلد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم.
قال الدارقطني: ثقة.(6/24)
15 - خ د ن: أحمد بن حفص بن عبد الله بن راشد السُّلَميُّ، أبو علي النَّيْسَابوريُّ [الوفاة: 251 - 260 ه]
قاضي نَيْسابور.
ثقة مشهور كبير القدْر،
سَمِعَ: أباه، والحسين بْن الوليد.
ولم يرحل من بلده.
رَوَى عَنْهُ: البخاري، وأبو داود، والنسائي، وأبو حامد ابن الشرقي الحافظ، وأبو حامد بن بلال، والنيسابوريون.
مات سنة ثمان وخمسين، مائتين.(6/24)
16 - أَحْمَد بْن خلَاد البَصْريُّ العطّار. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أَبِي دَاوُد الطَّيالِسِيّ، وغيره.
تُوُفّي سنة أربعٍ وخمسين.(6/24)
17 - أَحْمَد بْن دَاوُد الفحّام. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أَبِي أَحْمَد الزبيري، وغيره.
توفي سنة ستين.(6/24)
18 - د ن: أَحْمَد بْن سعد بْن أَبِي مريم، أَبُو جعفر الجمحي المصري. [الوفاة: 251 - 260 ه][ص:25]
سَمِعَ مِنْ: عمّه سعَيِد بْن أَبِي مريم، وأبي اليَمَان، وأسد بْن مُوسَى السنة، ونُعَيْم بن حماد.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وعمر بْن بجُيْر، ومحمد بْن محمد الباغَنْديّ، وعلي بن أحمد علان.
توفي يوم عرفة سنة ثلاث وخمسين.
صدوق.(6/24)
19 - أحمد بن سعيد بن بشر، أَبُو جعفر الهمداني المصري. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: ابن وهْب، وبشر بْن بَكْر التِّنِّيسيّ، والشافعي.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وعلي بْن أَحْمَد علَان.
قَالَ النَّسائيّ: لَيْسَ بالقويّ.
تُوُفّي في رمضان سنة ثلاث وخمسين.(6/25)
20 - ع سوى ن: أَحْمَد بْن سعَيِد بْن صَخْر بْن سُلَيْمَان، أبو جعفر الدارمي السرخسي الحافظ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: النّضْر بْن شُمَيْل، وعبد الصمد بْن عَبْد الوارث، وجعفر بْن عَوْن، وأبا عاصم، وحِبّان بْن هلَال، وأَحْمَد بْن إِسْحَاق الحضرمي، وخلقاً.
وَعَنْهُ: الجماعة سوى النسائي، وروى الترمذي أيضًا عَنْ رجلٍ عَنْهُ، وأحمد بْن سَلَمَةَ، ومحمد بن إسحاق بْن خُزَيْمَة.
وروى عَنْهُ مِنَ القُدماء: أَبُو مُوسَى محمد بْن المُثَنَّى.
وكان مِنَ العلماء الكبار أولي الرحلة والإتقان، أقدمه الأمير ابنُ طاهر إلى نَيْسابور ليحدّث بها، فأقام بها ملياً، وولي قضاء سَرْخَس، ثمّ رجع إلى نَيْسابور، وبها تُوُفّي.
وقال أَبُو عَمْرو المستملي: دخلنا عَلَيْهِ فِي مرضه فأوصي بعشرة آلاف دِرهم وبغْلة يتصدّق بها، وقال: إنْ مِتُّ فرقيقي: عنبر، وفتْح، وحَمْدان، وعلَان أحرار لوجه اللَّه. [ص:26]
تُوُفّي الحافظ أَبُو جعْفَر سنة ثلَاثٍ وخمسين.
وقد قَالَ أَحْمَد بْن حنبل: ما قدِم علينا خراساني أفقه بدنًا منه.(6/25)
• - أَحْمَد بْن سعَيِد، أبو عبد الله الرّباطيّ الأشقر الحافظ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
وقد مرّ.(6/26)
21 - ن: أَحْمَد بْن سعَيِد بْن يعقوب، أَبُو الْعَبَّاس الكندي الحمصي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: بقيّة، وعثمان بن سعيد بن كثير.
وَعَنْهُ: النسائي، وسعيد البرذعي.
وأجاز للحافظ عبد الرحمن بن أبي حاتم.
قال النَّسائيّ: لَا بأس بِهِ.
ومّمن روى عَنْهُ: ابن جوصا.(6/26)
22 - خ م د ق: أَحْمَد بْن سٍنان بْن أسد بْن حِبّان، أبو جعفر الواسطي القطان الحافظ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: أبا معاوية، ووكيعاً، وعبد الرحمن بن مهدي، وهذه الطبقة.
وَعَنْهُ: الستة سوى الترمذي والنسائي، ويحيى بْن صاعد، وابن خُزَيْمَة، وابنه جعفر بن أحمد بن سنان، وعلي بن عبد الله بن مبشر، وعبد الرحمن بن أبي حاتم.
وقال فيه ابن أبي حاتم: هو إمام أهل زمانه.
وقال أبوه أبو حاتم: ثقة صدوق.
قال جعفر بن أحمد بن سنان: سمعتُ أَبِي يَقُولُ: لَيْسَ فِي الدُّنيا مبتدع إلَا يبغض أصحاب الحديث، وإذا ابتدع رَجُل نُزِعَ حلَاوة الحديث من قلبه.
قَالَ أَبُو القاسم بْن عساكر: تُوُفِيّ سنة ستٍ، ويقال: سنة ثمانٍ، ويقال: سنة تسعٍ وخمسين ومائتين.(6/26)
23 - أَحْمَد بْن سِنان، أبو عبد الله القُشَيْريُّ النَّيْسَابوريُّ المعروف بالخَرْقَنِيِّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
وخَرْقَن مِن قُري نَيْسابور.
سَمِعَ: ابن عُيَيْنَة، ووَكِيعًا، وأبا معاوية.
وَعَنْهُ: إبْرَاهِيم بْن عَلِيّ، وأبو يحيى الخفّاف، وإسحاق بْن حمدان البلْخيّ، وآخرون.
وقد مرّ أنّه مات سنة تسعٍ وثلَاثين.(6/27)
24 - أَحْمَد بْن الضّحاك البَغْداديُّ الخشّاب، أَبُو بَكْر. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: رَوْح بْن عُبادة.
وَعَنْهُ: محمد بْن مخلد، وغيره.(6/27)
25 - أحمد بن العباس بن الهيصم، أبو الطيب البوشنجي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
قُتِل شهيدًا فِي المعركة يوم أوقع يعقوب بن الليث الصفار بأهل بوشنج، وذلك في سنة ثلاث وخمسين، في شوال.(6/27)
26 - خ د ن: أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن سُوَيد بْن مَنْجُوف، أَبُو بَكْر السَّدُوسيّ البَصْريُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: يحيى القطان، ورَوْح بْن عُبَادة، وأبا داود الطيالسي، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن خُزَيْمَة، ومحمد البصلاني. وللبصلاني عنه " جزء " مشهور عند الفخر ابن البخاري بعلو.
توفي سنة اثنتين وخمسين، وكان ثقة.(6/27)
27 - أحمد بن عبد الله بن حكيم الفرياناني المروزي، أبو عبد الرحمن. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أَبِي ضَمْرَةَ أنس بْن عِياض، وأبي عاصم، وعَنْ: الحسن بن محمد البلخي، عَنْ حُمَيْد الطّويل.
وَعَنْهُ: الْحَسَن بْن سُفْيَان، وعبد اللَّه بْن محمود المَرْوزِيّ، وغيرهما.
لَهُ مناكير عَنِ الثّقات، وضعّفه الدّارَقُطْنيّ.
وقال النسائي: ليس بثقة.
قلت: مات سنة ثمان وخمسين. [ص:28]
وفي " الضعفاء " للبخاري: حدثني أَحْمَد بْن عَبْد الله بن حكيم، قال: أخبرنا عمر بن عبيد الطنافسي، فذكر حديثاً.(6/27)
28 - ت ن ق: أَحْمَد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّه بْن أَبِي السَّفَر سعَيِد بْن يُحْمَد، أَبُو عُبّيْدة بْن أَبِي السَّفْر الهَمَدانيّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر، وأبي أُسامة، وطبقتهما.
وَعَنْهُ: الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وأبو حاتم الرازي، وأبو عبد الله المحاملي، وطائفة.
وقال أبو حاتم: شيخ.
قال ابن عساكر: توفي سنة ثمان وخمسين، قال: ووقع لي مِن موافقاته.(6/28)
29 - أَحْمَد بْن عَبْد المؤمن، أَبُو جعْفَر المِصْريُّ الصُّوفيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن وهْب.
ومات بالفَيَّوم فِي ربيع الأوّل سنة تسعٍ وخمسين، وفي لُقَيِّه لَابن وهْب نَظَر.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: رَوَى عَنْ: إدريس بْن يحيى، ورَوّاد بْن الجرّاح.
رَوَى عَنْهُ: علي بْن الحسين بْن الجنيد.
قلت: وعلي بن سعيد الرازي.
ترجمه ابن يونس، وقال: كَانَ رجلَا صالحًا، رفع أحاديث موقوفة، وقد خرج إلى العراق، وكتب بها.(6/28)
30 - د ن: أَحْمَد بْن عَبْد الواحد بْن عبود، أَبُو الحسن التميمي الدمشقي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: محمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، وَعَمْرو بْن أَبِي سَلَمَةَ التِّنِّيسيّ، وأبا مُسْهِر، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وإبراهيم بْن دُحَيْم، وأحمد بْن الْمُعَلَّى، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وعَبْدان، وأبو بِشْر الدُّولَابيّ، وجماعة.
تُوُفّي فِي شوّال سنة أربعٍ وخمسين.(6/28)
31 - أَحْمَد بْن عَبْد الواحد، أَبُو جعْفَر الرملي. [الوفاة: 251 - 260 ه][ص:29]
عَنْ: الهيثم بن جميل، ومحمد بن كثير الصنعاني، وجماعة.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: كتبنا عنه بالرملة، ومحله الصدق.(6/28)
32 - خ م ن ق: أَحْمَد بْن عثمان بْن حكيم، أبو عبد الله الأودي الكُوفيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: عَمْرو بْن محمد العنقزي، وجعفر بْن عون، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، والنسائي، وابن ماجه، وقال النسائي: ثقة، والمَحَامِليّ، ومحمد بْن مَخْلَد، وآخرون.
تُوُفّي سنة ستّين فِي المحرَّم، وقِيل: سنة إحدى.(6/29)
33 - أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن عِمْران الْجُرْجانيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: عَبْد الرّزّاق، وأبا نُعَيْم، وأبا عَبْد الرَّحْمَن المقرئ.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بْن محمد الوزان، وأحمد بْن سعَيِد الطَّبَريّ، وعبد الرَّحْمَن بْن عَبْد المؤمن، ومحمد بْن عَقِيل البلْخيّ، وآخرون.
تُوُفّي سنة ثلَاثٍ وخمسين ومائتين.(6/29)
34 - أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن محمد، أبو عبد الله العَمِّيُّ البَصْريُّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
نزيل سامرّاء.
رَوَى عَنْ: هُشَيْم، وعمر بْن حبيب، وشُعيب بْن بيان.
وَعَنْهُ: محمد بن زكريا، وعلي بن الفتح العسكري، ويوسف بن يعقوب الأزرق.
وثقة الدارقطني.(6/29)
35 - أحمد بن عمرو بن ربيعة الحَرَشِيُّ النَّيْسَابوريُّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
ابن عم فتح بْن حَجّاج.
سَمِعَ: عَبْد الصّمد بْن حسّان، وعبدان، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو حامد ابن الشَّرْقيّ، وأبو عثمان البَصْريُّ.(6/29)
36 - أَحْمَد بْن عِمران بْن سلَامة، أبو عبد الله البَصْريُّ الأخفش، [الوفاة: 251 - 260 ه]
مصنف " غريب الموطأ " وهو جزآن سمعناه.
حدَّث عَنْ: وَكِيع، وزيد بْن الحُبَاب، وجماعة.
وجاور بمكّة مدّةً.
روى [ص:30] عَنْهُ: يحيى بْن عُمَر الأندلسيّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وعبد اللَّه بْن محمود المروزي.
وكان يعرف بالألهاني.(6/29)
37 - د: أَحْمَد بْن الفُرات بْن خَالِد، أَبُو مَسْعُود الرازي الحافظ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
مُحَدَّث أصبهان وعالمها، طَوَّف البلَاد،
وسَمِعَ: عَبْد الله بْن نُمَيْر، وأبا أسامة، وحسين بْن عَلِيّ الْجُعْفيّ، وجعفر بْن عَوْن، ويحيى بْن آدم، ويزيد بْن هارون، وشبابة، وعبد الرزاق، وابن أبي فديك، والفريابي، وأبا اليمان، وخلقا كبيرا.
رَوَى عَنْهُ: أبو دَاوُد، وأبو بَكْر بْن أبي عاصم، وجعفر الفريابي، وعبد الرحمن بْن يحيى بْن مَنْدَه، ومحمد بْن الْحَسَن بْن المهلَّب، وخلْق أخرهم عَبْد اللَّه بْن جعْفَر بْن فارس.
قَالَ إبْرَاهِيم بن محمد الطيان: سَمِعْتُ أَبَا مَسْعُود يَقُولُ: كتبت عَنْ ألفٍ وسبع مائة شيخ، أدخلت فِي تصنيفي ثلَاث مائة وعشرة، وعطّلت سائر ذَلِكَ، وكتبتُ ألف ألف حديث وخمس مائة ألف حديث، فأخذت من ذَلِكَ خمس مائة ألف حديث فِي التّفاسير والأحكام والفوائد وغيره.
وقال حُمَيْد بْن الربيع: قدِم أَبُو مَسْعُود الأصبهاني مصرَ، فاستلقى على قفاه، وقال لنا: خذوا حديث مصر، قَالَ: فجعل يقرأ علينا شيخاً شيخًا من قبل أنْ يلقاهم.
وعن أَبِي مَسْعُود قَالَ: كنّا نتذاكر الأبواب، فخاضوا فِي باب، فجاؤوا بخمسة أحاديث، فجئت بسادس، فنخس أَحْمَد بْن حنبل فِي صدري لإعجابه.
وقال يزيد بْن عَبْد اللَّه الأصبهاني، عَنْ أَحْمَد بْن دَلَّويْه، قَالَ: دخلتُ عَلَى أَحْمَد بْن حنبل، فقال: مَن فيكم؟ قَالَ: قلت: محمد بْن النُّعْمان بْن عَبْد السلَام، فلم يعرفه، فذكرت لَهُ أقوامًا فلم يعرفهم، فقال: أَفيكم أَبُو مَسْعُود؟ قلت: نعم، قَالَ: ما أعرف اليوم، أظنّه قَالَ: أسود الرأس، أَعْرف بمُسْندات رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ.
وقال أَبُو عَرُوبة الحرّانيّ: أَبُو مَسْعُود الأصبهاني فِي عداد أَبِي بكر بْن أَبِي شَيْبة فِي الحِفْظ، وأحمد بْن سُلَيْمَان الرّهَاويّ فِي التثبت. [ص:31]
وورَدَ أنّ أَبَا مَسْعُود قدِم أصبْهان ولم يكن معه كتاب، فأملى كذا وكذا ألف حديث من حِفْظه، فلمّا وصلت كُتُبه قُوِبلت بما أملى، فلم تختلف إلَا فِي مواضع يسيرة.
وعن أَحْمَد بْن محمود بْن صَبيح، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مَسْعُود الرّازيّ يَقُولُ: وَدِدْتُ أنّي أُقْتَلَ فِي حُبّ أَبِي بَكْر وعمر.
قَالَ الخطيب: كَانَ أَبُو مَسْعُود أحد الحُفّاظ، سافر الكثير، وجمع فِي الرحلة بين البصرة، والكوفة، والحجاز، واليمن، والشّام، ومصر، والجزيرة، وقدِم بغداد، وذاكر حُفّاظها بحضرة أَحْمَد بْن حنبل، وكان أَحْمَد يقدّمه.
قال ابن عديّ: لَا أعلم لأبي مَسْعُود رواية منكرة، وهو من أهل الصدق والحفظ.
وقال أَبُو عمِران الطَّرَسُوسيّ: سَمِعْتُ الأثرم يَقُولُ: سَمِعْتُ أحمد بن حنبل يقول: ما تحت أديم السماء أحفظ لأخبار رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَبِي مَسْعُود الرّازيّ.
وقال أَبُو الشَّيْخ: سَمِعْتُ ابن الأصفر يقول: جالست أَحْمَد وأثني عَلَى ابن أَبِي شَيْبة وذكر عدّة، فما رَأَيْت رجلاً أحفظ لما ليس عنده من أبي مسعود الرازي.
ونقل القاضي أبو الحسين ابن الفرّاء فِي " طبقات أصحاب أَحْمَد " فِي ترجمة أَبِي مَسْعُود أنّه نَقَلَ عَنْ أَحْمَد بْن حنبل أنّه قَالَ: مَن دَلَّ عَلَى صاحب رأيٍ لنفسه فقد أعان عَلَى هدْم الْإِسلَام.
وعن أَبِي مَسْعُود قَالَ: كتبتُ الحديث وأنا ابن اثنتي عشرة سنة.
قلت: بكرَّ بالعلم لأنّ أَبَاهُ كَانَ محدّثًا.
وعنه قَالَ: ذُكِرتُ بالحفظ وأنا ابن ثمان عشرة سنة، وسُمّيتُ الرُّوَيْزيّ الحافظ.
وقال أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الجارود: سَمِعْتُ إبراهيم بْن أُورْمَة الحافظ [ص:32] يَقُولُ: ما بقي أحدٌ مثل أَبِي مَسْعُود الرّازيّ، ومحمد بْن يحيى الذُّهليّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المُخَرّميّ، وليس فيهم أحفظ من أَبِي مَسْعُود.
وسُئل أَبُو بَكْر الْأعْيَن: أيَّما أحفظ: أَبُو مَسْعُود، أو سُلَيْمَان الشّاذَكُونيّ؟ فقال: أمّا المُسْنَد فأبو مَسْعُود، وأمّا المُنْقطِع فالشّاذَكُونيّ.
قلت: مات أَبُو مَسْعُود فِي شَعْبان سنة ثمانٍ وخمسين، وغسّله محمد بْن عاصم الثَّقفيّ، وعاش بعده مدة.(6/30)
38 - ن: أَحْمَد بْن فَضَالَةَ بْن إبْرَاهِيم، أَبُو المنذر النسائي، [الوفاة: 251 - 260 ه]
أخو عُبَيْد اللَّه.
رحل وسَمِعَ: عَبْد الرّزّاق، وأبا عاصم.
وَعَنْهُ: النسائي، وقال: لا بأس به.
توفي سنة سبع.(6/32)
39 - أَحْمَد بْن الفضل العسْقلَانيّ، أَبُو جعْفَر الصّائغ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
رَوَى عَنْ: بِشْر بْن بَكْر التِّنِّيسيّ، ورَوّاد بْن الجرّاح.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: كتبتُ عَنْهُ.(6/32)
40 - أَحْمَد بْن فُضَيْل بْن سالم الرمليّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: ضَمْرَةَ بْن ربيعة.
ومات سنة ستّين.(6/32)
41 - أحمد المستعين بالله، أبو العباس ابن المعتصم بالله أبي إسحاق محمد ابن الرشيد هارون ابن المهديّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
أخو المتوكلّ عَلَى اللَّه.
وُلِد سنة إحدى وعشرين ومائتين، وبُويع فِي ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين عند موت المنتصر ابن المتوكل، واستقام الأمر إلى أول سنة إحدى وخمسين، فتنكّر لَهُ الأتراك، فخاف وانحدر من سامرّاء إلى بغداد، فنزل عَلَى الأمير محمد بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر بالجانب الغربيّ، فاجتمع الأتراك بسامرّاء، ثمّ وجّهوا يعتذرون ويخضعون لَهُ ويسألونه الرجوع، فامتنع، فقصدوا الحبْس، وأخرجوا المعتزّ بالله، فبايعوه وخلعوا المستعين، وبنوا أمرهم على شبهة، وهي أن المتوكل بايع لَابنه المعتزّ بعد المنتصر، وأخرجوا من الحبس المؤيد [ص:33] بالله إبراهيم ابن المتوكّل وليّ العهد أيضًا بعد المعتزّ، ثمّ جهّز المعتزّ أخاه أَبَا أَحْمَد لمحاربة المستعين فِي جيشٍ كثيف، فاستعدّ المستعين وابن طاهر للحصار ولبناءِ سور بغداد وتحصينها، ونَازَلها أَبُو أَحْمَد، وتجرَّد أهل بغداد للقتال، ونُصِبَتِ المجانيق، ووقع الجدّ، واستفحل الشَّرّ، ودام القتال أشْهُرًا، وكثُر القتْل، وغَلَت الأسعار ببغداد، وعظُم البلَاء، وجَهِدَهُمُ الغلَاء، وصاحوا: الجوع، وجرت بين الطائفتين عدّة وقعات حتّى قُتِل فِي بعض الأيام من جند المعتز ألفان، وفي بعض الأيام ثلاث مائة وأكثر، إلى أنْ ضَعُف أهل بغداد، وذلُّوا مِنَ الجوع والْجَهْد، وقوي أمر أولئك، فكاتب ابن طاهر المعتزّ سرًّا، فانحلّ أمر المستعين، وإنّما كَانَ قوام أمْره بابن طاهر.
وعلم أهل بغداد بالمكاتبة، فصاحوا بابن طاهر وكاشفوه، فانتقل المستعين من عنده إلى الرّصافة، ثمّ سَعَوْا فِي الصُّلْح عَلَى خلع المستعين، وقام فِي ذَلِكَ إِسْمَاعِيل القاضي وغيره بشروط مؤكّدة، فخلع المستعين نفسَه فِي أوّل سنة اثنتين وخمسين، وأشهدَ عَلَيْهِ القُضَاة وغيرهم، وأُحْدِر بعد خلْعه إلى واسط تحت الحَوْطة، فأقام بها تسعة أشهر محبوسًا، ثمّ رُدَّ إلى سامرّاء، فقُتِل - رحمه اللَّه - بقادسية سامرّاء فِي ثالث شوّال مِنَ السنة.
وقيل: قُتِل ليومين بقيا من رمضان، وله إحدى وثلَاثون سنة وأيّام، بعث إِلَيْهِ المعتز سعيد بْن صالح الحاجب، فلمّا رآه المستعين تيقَّن التلف، وبكى، وقال: ذهَبَت والله نفسي، فلمّا قَرُب منه سعَيِد أخذ يقنعه بسَوْطه، ثمّ اتَّكأه فقعد عَلَى صدره وقطع رأسه.
ومن حلْيته: كَانَ مربوع القامة، أحمر الوجه، خفيف العارضين، بمقدم رأسه طُول، وكان حَسَن الوجه والجسم، بوجهه أثر جُدَرِيّ، وكان يلْثَغ بالّسين نحو الثّاء، وأمّه أمّ وُلِد.
وكان مسرفًا مبّذرًا للخزائن، يفرّق الجواهر والثّياب والنَّفائس.
قَالَ الصُّوليّ: بعث المعتزّ بالله أَحْمَد بْن طولون إلى واسط وأمره أنْ يقتل المستعين، فقال: والله لَا أقتل أولَاد الخلفاء، فندبّ لَهُ سعَيِد الحاجب فقتله، كما ذكرنا، وما متع المعتز، بل خُلِعَ وقُتِلَ كما سيأتي.
وكان المستعين استوزر أَبَا مُوسَى أوتامُش بإشارة شجاع بْن القاسم الكاتب، ثمّ قتلهما، واستوزر أَحْمَد بْن صالح بن شيرزاد، فلما قتل وصيف وبغا باغر التُّرْكيّ الَّذِي فتك بالمتوكّل تعصَّبت الموالي، ولا أمرَ كَانَ للمستعين مَعَ وصَيف وبُغَا. [ص:34]
وكان إخبارّيًا فاضلَا أديبًا.(6/32)
42 - أَحْمَد بْن محمد بْن سعَيِد الوزّان. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: زيد بْن الحُبَاب، ومحمد بْن كثير الْقُرَشِيّ.
وَعَنْهُ: ابن مسروق، وأحمد بْن محمد بْن الأزهر النَّيسابوري.(6/34)
43 - أَحْمَد بن محمد بن أنس، أبو العباس ابن القِرْبيطيّ، البَغْداديُّ الحافظ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: إبْرَاهِيم بْن زياد سَبَلَان، وأبي حفص الفلَاس.
وَعَنْهُ: أَبُو حاتم الرّازيّ، ومحمد بْن سعْد وهما أكبر منه، ومحمد بْن مَخْلَد، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم.
لَهُ ذِكْر فِي " السّابق والّلَاحق "، بقي إلى حدود السّتّين ومائتين.(6/34)
44 - أَحْمَد بْن محمد بْن أَبِي بَكْر المُقَدَّميّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: أَبَاهُ، ومسلم بْن إبْرَاهِيم، وأبا هَمّام محمد بْن محبَّب.
وَعَنْهُ: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وقال: صدوق، لقِيته بمكّة.(6/34)
45 - أَحْمَد بْن محمد بْن الزُّبَيْر الأطْرَابُلُسيّ الشّاميّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: زيد بْن يحيى بْن عُبّيْد، ومؤمّل بْن إِسْمَاعِيل.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن زياد النَّيسابوري، وابن أَبِي حاتم، ومحمد أخو خَيْثَمَة بْن سُلَيْمَان.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: صدوق.(6/34)
46 - أَحْمَد بْن محمد بْن سعَيِد بْن جَبَلَة، أبو عبد الله الصَّيْرفيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
بغداديّ،
سَمِعَ: ابن عُيَيْنَة، ومَعْن بْن عيسى، والشّافعيّ.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه الوكيل، وأبو عبيد ابن المحاملي، وجماعة. [ص:35]
مستور.(6/34)
47 - أحمد بن محمد بن سوادة، أبو العباس الكُوفيُّ، خُشَيْش. [الوفاة: 251 - 260 ه]
نزل بغداد،
وَحَدَّثَ عَنْ: عبيدة بن حميد، وزيد بن الحباب،
رَوَى عَنْهُ: القاسم بن زكريا المطرز، ومحمد بن مخلد.
قال الدارقطني: لا يحتج به.
وقال الخطيب: ما أرى أحاديثه إلا مستقيمة، توفي سنة ثمان وخمسين.(6/35)
48 - أَحْمَد بْن محمد بْن عُمَر بْن يونس اليَمَاميّ، نزيل بغداد، أَبُو سهل. [الوفاة: 251 - 260 ه]
حَدَّثَ عَنْ: جدِّه؛ وعَنْ: عَبْد الرّزّاق.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وقاسم المطرّز، والباغَنْديّ، وعبد اللَّه بْن محمد بْن سَلْم المقدسيّ، وطائفة.
قَالَ ابن عديّ: حدَّث بمناكير وعجائب.
وقال عبيد الكشوري: هو فينا كالواقدي فيكم.
وقال الدّارَقُطْنيّ: متروك.
وقال أَبُو حاتم: كذّاب.
توفي سنة ستين ببغداد.(6/35)
49 - أَحْمَد بْن محمد بْن عيسى السَّكُونيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أَبِي يوسف القاضي، وأبي بَكْر بْن عَيَّاش.
وَعَنْهُ: محمد بْن مَخْلَد.
قَالَ الدّارَقُطْنيّ: بغداديّ متروك.(6/35)
50 - ق: أحمد بْن محمد بْن يحيى بْن سَعِيد بن فروخ، أبو سعيد القطان. [الوفاة: 251 - 260 ه][ص:36]
سَمِعَ مِنْ: جده، وعبد الله بن نمير، وأبي النضر هاشم بن القاسم، وطائفة.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وأبو عبد الله المحاملي، وابن مخلد، وابن عياش القطان، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وقال: صدوق.
قلت: توفي بسامراء سنة ثمان وخمسين.(6/35)
51 - أَحْمَد بْن مرحوم الرّازيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: ضَمْرَةَ بْن ربيعة، ومؤمل بن إسماعيل.
وَعَنْهُ: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وقال: كَانَ أَبِي يوثَّقه.(6/36)
52 - أَحْمَد بْن المُعَافَى بْن يزيد العِجْليّ المَوْصِليّ الرّفّاء. [الوفاة: 251 - 260 ه]
رَوَى عَنْ: القَعْنَبيّ، ومسلم بْن إبْرَاهِيم، وأهل المَوْصِل.
وَعَنْهُ: أبو يعلى الموصلي، والوليد بن مضاء.
وأثنى عليه أبو يعلي، وسمع منه " مُوَطّأ القَعْنَبيّ ".
مات بعد الخمسين.(6/36)
53 - خ ت ن ق: أَحْمَد بْن المِقْدام بْن سُلَيْمَان بْن الأشعث، أبو الأشعث العجلي الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
مُسْند العراق فِي وقته،
سَمِعَ: حماد بْن زيد، وحزم بْن أَبِي حَزْم، وعبد اللَّه بن جعفر المديني، ومُعْتمر بْن سُلَيْمَان، وعثّام بْن عَلِيّ، وفضيْل بْن عِياض، ويزيد بْن زُرَيْع، وخالد بْن الحارث، وطائفة.
وَعَنْهُ: البخاري، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وقال النسائي: ثقة، والبَغَوِيّ، وابن صاعد، وابن أَبِي دَاوُد، والمحاملي، وأحمد بن علي الجوزجاني، والحسين بْن يحيى بْن عَيَّاش القطّان، وخلْق كثير.
قال ابن خُزَيْمَة: كَانَ صاحب حديث.
وقال أَبُو الأشعث: وُلِدت قبل موت المنصور بسنتين.
وقال أَبُو حاتم: محلُّه الصِّدْق. [ص:37]
مات أَبُو الأشعث فِي صَفَر سنة ثلَاثٍ وخمسين، وحديثه بعلو في " الثقفيات "، و " جزء الحفّار ".
قَالَ أَبُو دَاوُد: لَا أحدِّثُ عَنْهُ لأنّه كَانَ يُعلّم المجون، وذكَرَ حكاية صُرَر الزُّجاج.(6/36)
54 - أَحْمَد بْن منصور بْن سَلَمَةَ الخُزاعيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أبيه.
وَعَنْهُ: محمد بْن مَخْلَد، وقال: قُتِلَ بصَرْصَر سنة سبْعٍ وخمسين.(6/37)
55 - أَحْمَد بْن منصور بْن راشد، أَبُو صالح المَرْوزِيّ، زاج [الوفاة: 251 - 260 ه]
صاحب النّضْر بْن شُمَيْل.
كَانَ أحد العلماء المشهورين،
رَوَى عَنْ: النّضْر، وحسين الْجُعْفيّ، وعمر بن يونس اليمامي، وروح بن عبادة.
وَعَنْهُ: ابن خزيمة، وابن صاعد، والبغوي، ومحمد بن مخلد، والمحاملي، وطائفة.
ومن القدماء: مُسلْمِ في غير " الصّحيح ".
قَالَ أَبُو حاتِم: صدوق.
قلت: مات فِي آخر سنة سبْعٍ وخمسين.(6/37)
56 - أَحْمَد بْن وزير بْن بسّام، أَبُو عَلِيّ [الوفاة: 251 - 260 ه]
قاضي أصبهان.
قَالَ أَبُو نُعَيْم الحافظ: كَانَ حسَن السّيرة، وكان أول قاض بأصبهان، ولي زمِنَ المتوكّل، وذلك لأنّ أَحْمَد بن أبي دؤاد عزل القضاة عَنِ البُلْدان بضع عشرة سنة، وولى عَلَى القضاء أصحاب المَظَالم.
حدَّث هذا عَنْ: جعفر بْن عَوْن، وأبي دَاوُد، وبِشْر بْن عُمَر الزّهْرانيّ.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن عيسى، ويعقوب بن إسماعيل، وغيرهما. [ص:38]
وهو من هذه الطبقة، لكن قَالَ أَبُو نُعَيْم: إنّه تُوُفّي سنة ثمانٍ وسبعين ومائتين.(6/37)
57 - أَحْمَد بْن الوليد بْن أبان الكرابيسيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: عُبّيْد اللَّه بْن مُوسَى، وغيره.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، وابن مَخْلَد العطّار، والمَحَامِليّ، وكان صدوقًا.
تُوُفّي سنة تسعٍ وخمسين.(6/38)
58 - أَحْمَد بْن يحيى بن عطاء البَغْداديُّ، ابن الجلَّاب. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: إِسْحَاق الأزرق، وشَبَابة بْن سوّار.
وَعَنْهُ: يعقوب الْجِرَاب، ومحمد بْن نَيْروز الأنماطيّ، وغيرهما.
توفي سنة ثلاث وخمسين.
لا بأس به.(6/38)
59 - أَحْمَد بْن يحيى الْجُرْجانيّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
بَيّاع السِّابَرِيّ.
عَنْ: أحمد بن أبي طيبة، وأبي عاصم النبّيل،
وَعَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد المؤمن، وعبد الرَّحْمَن بْن عَلِيّ الزُّهَيْريُّ، وعمران بْن هارون، وغيرهم.
توفي سنة أربع وخمسين.(6/38)
60 - أحمد بن يحيى ابن الْإمَام مالك بْن أنس، الْأصْبَحيَ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
تُوُفّي بمصر سنة ستٍّ وخمسين ومائتين.(6/38)
61 - أَحْمَد بْن يحيى ابن قاضي القضاة أَبِي يوسف الفقيه الحنفيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
قَالَ نفْطَوَيْه: ولي قضاء مدينة المنصور فِي سنة أربعٍ وخمسين ومائتين، قال: وكان متوسطاً في أمره محباً للدنيا، صالح الفِقْه، ثمّ عُزِلَ، ثمّ استُقْضي، ثمّ عُزِلَ وولي الأهواز، ثمّ وُجّهَ بِهِ إلى خُراسان فمات بالري.(6/38)
62 - أَحْمَد بْن يزيد، أَبُو الْحَسَن الحُلْوانيّ المقرئ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
أحد الأئمّة.
قرأ عَلَى قالون، وعلى: هشام بن عمار، وخلف بن هشام.
وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي نُعَيْم، وأبي حُذَيْفَة النَّهْديّ، وأبي صالح كاتب اللَّيْث، وكان كثير الأسفار.
قرأ عَلَيْهِ: الْحَسَن بْن الْعَبَّاس بْن أبي مِهْران، والفضل بْن شاذان الرّازيّان، وجعفر بْن محمد بْن الهَيْثَم، وأبو عَوْن محمد بْن عَمْرو بْن عَوْن الواسطي، ومحمد بْن بسّام، وحّيون المزوِّق، ومحمد بْن أَحْمَد بْن عَبْدان، وكان عارفًا بالقراءات، مجوّدًا لرواية قالون.
قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْهُ فلم يرضه فِي الحديث.
قلت: تُوُفّي سنة نيفٍ وخمسين ومائتين، وقد رحل إلى هشام ثلَاث رحلَات، وإلى قالون مرتين، وبرع فِي القراءات، واشتهر ذِكْره.(6/39)
63 - أَحْمَد بْن يزداد بْن حمزة الخيّاط. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: عثمان بْن عُمَر بْن فارس، وعَمْرو بْن عَبْد الغفّار.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد.
تُوُفّي بالكوفة سنة خمسٍ وخمسين، أرّخه مُطَيَّن.(6/39)
64 - أبان بْن أَبِي الخصيب، أَبُو أَحْمَد الأصبهاني. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: الْحُسَيْن بْن حفص، وأبي عَبْد الرَّحْمَن المقرئ، ويحيى بْن بكُيْر، وأحمد بْن يزيد الحرّانيّ.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بْن الْحُسَيْن الْأَنْصَارِيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن يزيد الزُّهْريّ، وأحمد بْن محمود بْن صَبِيح.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين.(6/39)
65 - إبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن يعيش، أَبُو إِسْحَاق البَغْداديُّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
نزيل هَمَذان ومحدّثها.
ثقة حافظ،
سَمِعَ: يزيد بْن هارون، وعبد الوهاب الخفاف، وأبا داود الحفري، ومحمد بْن عُبّيْد، وأبا النّضْر هاشم بْن القاسم، وطائفة، وصنَّف " المُسْنَد ".
وَعَنْهُ: أَبُو قُرَيش محمد بْن جمعة الحافظ، ومحمد بْن نصر القطان، [ص:40] ومحمد بن عبد اللَّه بُلْبُل، وأحمد بْن محمد بن أوس، وعبدوس بن إسحاق الهمذانيون.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: كَانَ صدوقًا، مَرَرْنا بِهِ ولم نكتب عَنْهُ، وانصرفنا فِي سنة سبْعٍ وخمسين وقد تُوُفّي.
رُوِيَ أنّ ابن يعيش أنفق عَلَى باب يزيد بْن هارون عشرة آلاف درهم.(6/39)
66 - ت: إبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن يحيى بْن سَلَمَة بن كهيل، أبو إسحاق الحضرمي الكُوفيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
يروي عَنْ: أبيه، عن جده،
وَعَنْهُ: الترمذي، وعبد الله بن زيدان البجلي، وابن صاعد، وأبو الْعَبَّاس السّرّاج، وغيرهم.
ضعّفه أَبُو زُرْعَة، وتوفي سنة ثمانٍ وخمسين.(6/40)
67 - إبْرَاهِيم بْن جَابرِ المَرْوزِيّ، ويُعرف بالبُحّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: عَبْد الرحيم بْن هارون الغسّاني، وموسى بْن دَاوُد الضَّبّيّ،
وَعَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد، والباغَنْديّ، وأحمد بْن الْحُسَيْن الصُّوفيّ.
وثقَّه الصُّوفيّ.(6/40)
68 - إبْرَاهِيم ابن المتوكل على الله جعفر ابن المعتصم، المؤيَّد بالله. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَقَدَ لَهُ أخوه المعتزّ بالله بالأمر مِن بعده، وجعله وليّ عهده، ودعوا لَهُ عَلَى المنابر، ثمّ بلغ المعتزّ عَنْهُ أمرٌ فضربَه وخلعه مِنَ العهد، وحبسه يومًا ثمّ أُخرْجِ ميتًا، وذلك فِي رجب سنة اثنتين وخمسين، وقيل: إنّه أُقْعِدَ فِي الثّلج حتى مات برْدًا، وقيل: لُفّ فِي لحاف وغُمَّ، ولمّا رأته أمّه بعثت إلى قبيحة أمّ المعتزّ: عَنْ قريب تَرَيْنَ أبنك هكذا.
قلت: فلم يمهله الله.(6/40)
69 - د ن: إبراهيم بْن الْحَسَن بْن الهَيْثَم المِصِّيصيُّ، المعروف بالمِقْسَميِّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: حَجّاج الأعور، والحارث بْن عطيّة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وأبو [ص:41] بكر بن أبي داود، وعبد الله بن محمد بن وهب، وجماعة.
قال النسائي: ثقة.(6/40)
70 - إبْرَاهِيم بْن سعْد العَلَويّ الْحَسَني البَغْداديُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
أحد الزُّهْاد والأولياء،
ذكره السُّلَميّ فِي تاريخه، وقال: كَانَ يقال لَهُ الشّريف الزاهد، وكان أستاذ أَبِي الحارث الْأوْلَاسيّ؛ حكى عَنْهُ أَبُو الحارث أنّه قَالَ: كنت معه فِي البحر، فبسط كساءَه عَلَى الماء وصلّى عَلَيْهِ، وسمعت منصور بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد الأصبهاني، قال: سمعت محمد بن أحمد بن الليث، قال: سَمِعْتُ أَبَا الحارث الْأوْلَاسيّ يَقُولُ: كَانَ سبب رؤيتي إبراهيم بْن سعْد أنّي خرجت من أَوْلَاس إلى مكّه فِي غير أيّام الموسم، فرافقت ثلاثة، ثمّ تفرَّقنا، فبقيت أَنَا وآخر، فقصدنا الشّام ثم تفرقنا، وكان إبراهيم العلوي لما فارق أَبَا الحارث قَالَ لَهُ: اللَّه خليفتي عليك، فقلت: ادع لي، قال: قد فعلت، احفظ حدود اللَّه وارحم خَلْقَه إلَا مَن عاندَ.
قلت: وهذا الرجل لَا يكاد يُعرف.(6/41)
71 - إبْرَاهِيم بْن سعَيِد الجوهريّ الحافظ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
قِيلَ: تُوُفّي سنة ثلَاثٍ وخمسين، وقد تقدَّم.(6/41)
72 - إبْرَاهِيم بْن سَنْدُولة الهمذاني. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: عبد الله بن نمير، ويونس بن بكير.
قَالَ ابن أبي حاتم: كتبت عنه، وهو صدوق.(6/41)
73 - إبْرَاهِيم بْن عامر بْن إبْرَاهِيم بْن واقد، أبو إسحاق الأشعري المديني الأصبهاني المؤذّن. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: أَبَاهُ، ومسدَّدًا.
وَعَنْهُ: ابناه عامر ومحمد، وعبد اللَّه بْن جعْفَر بْن فارس.
تُوُفّي سنة ستّين.
قَالَ أَبُو بَكْر بْن أَبِي عاصم: قدِمتُ أصبهان، فسألت أَحْمَد بن الفرات [ص:42] عمنَّ أكتب؟ فسمّى لي أربعةً أحدهم إبْرَاهِيم بن عامر.(6/41)
74 - إبراهيم بن عبد الله بن الحارث الجمحي الكُوفيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: حفص بن غياث، ويعلى بن عبيد.
وَعَنْهُ: محمد بْن عُمَر بْن حفص الجورجيريّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن يزيد الزُّهْريّ.
قَالَ أبو الشيخ: كان صدوقاً، نزل أصبهان.(6/42)
75 - إبْرَاهِيم بْن عُمَر بْن حفص بْن مَعْدان الجُرْوَآنيُّ الأصبهانيُّ الحافظ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: بَكْر بْن بكّار، والحسين بْن حفص، وسليمان بْن حرب، وجماعة.
وَعَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن أُسَيْد، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزهري، ومحمد بن يحيى بْن مَنْدَه.
تُوُفّي سنة إحدى وخمسين.(6/42)
76 - ق: إبراهيم بن محمد الزهري الحلبي، [الوفاة: 251 - 260 ه]
نزيل البصْرة.
عَنْ: أَبِي داود الطَّيَالِسيّ، وعبد الله الخريبي، ويحيى بن الحارث الشيرازي.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وعبد اللَّه بْن ناجية، وأبو عَروُبة، وغيرهم.(6/42)
77 - إبْرَاهِيم بْن مُجَشِّر بْن مَعْدان، أَبُو إسحاق البَغْداديُّ الكاتب. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن المبارك، وأبا بَكْر بْن عَيَّاش، وعَبّاد بْن العَوّام.
وَعَنْهُ: ابن ناجية، وابن عَيَّاش القطّان، والمَحَامِليّ.
قال أبو العباس السراج: سَمِعْتُ الفضل بْن سهل يتكلّم فِي إبْرَاهِيم بْن مُجَشِّر ويُكَذِّبه.
وقال ابن عُقْدة: فِيهِ نظر.
وقال ابن عديّ: ضعيف يسرق الحديث.
وأمّا ابن حِبّان فذكره فِي " الثقات ".
قَالَ الخطيب: مات فِي جُمَادَى الآخرة سنة أربعٍ وخمسين.(6/42)
78 - د: إبْرَاهِيم بْن مروان بْن محمد الطّاطَريُّ الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أبيه،
وَعَنْهُ: أبو داود، وأبو زرعة الرازي، وأبو حاتم، وابن جوصا، وأبو بكر بن أبي داود.
وهو صدوق.(6/43)
79 - إبراهيم بن ناصح المَدِينيُّ الأصبهانيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
قال أبو نعيم: متروك الحديث.
أَنْبَأَنَيِ يحيى ابن الصيرفي، قال: أخبرنا عبد القادر، قال: أخبرنا مسعود، قال: أخبرنا أبو عمرو بن منده، قال: أخبرنا أبي، قال: أخبرنا العباس بن أحمد بن جميل المديني، قال: حدثنا أبو بشر إبراهيم بن ناصح، قال: حدثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَيْقَظَ مِنْ مَنَامِهِ قَالَ: الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي أَحْيَانًا بَعْدَمَا أَمَاتَنَا، وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ".
وَبِهِ إِلَى ابْنِ منده، قال: حدثنا محمد بن عمر بن حفص، قال: حدثنا إبراهيم بن ناصح، قال: حدثنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، فَذَكَرَ حَدِيثًا مُنْكَرًا.
وَقَالَ ابن منده: أخبرنا عبد الرحمن بن الفيض، قال: حدثنا إبراهيم بن ناصح، فذكر حديثاً.(6/43)
80 - د ت ن: إبْرَاهِيم بْن يعقوب، أَبُو إِسْحَاق السَّعْديّ الْجُوزَجانيُّ الحافظ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
صاحب " الجرح والتَّعديل ".
سَمِعَ: الْحُسَيْن الْجُعْفيّ، وعبد الصّمد بْن عبد الوارث، وشَبَابَة، ويزيد بْن هارون، وأبا مُسْهِر، وجعفر بْن عَوْن، وسعيد بْن أَبِي مريم، وخلْقًا كثيرًا، وتفقّه عَلَى أَحْمَد بْن حنبل، وسأله مسائل مشهورة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والترمذي، والنسائي، وأبو زُرْعَة، وأبو حاتم، وعَمْرو وإبراهيم ابنا دُحَيْم، ومحمد بن جرير، وأبو بِشْر الدُّولَابيّ، وابن جَوْصا، وأحمد بْن عَبْد اللَّه بْن نصر السُّلَميّ، وآخرون. [ص:44]
وثقة النَّسائيّ.
وقال ابن عديّ: سكن دمشق فكان يُحدَّثَ عَلَى المنبر، ويكاتبه أَحْمَد بْن حنبل فيتقوى بذلك، ويقرأ كتابه عَلَى المنبر، وكان شديد المَيْل إلى أهل دمشق فِي التحامل عَلَى عليّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وقال فيه الدّارَقُطْنيّ: كَانَ مِنَ الحفّاظ المصنفين الثقات، أقام بمكّة مدّةً وبالرملة مدّةً وبالبصرة مدّةً، لكنّه كان فيه انحراف عن علي، اجتمع عَلَى بابه أصحاب الحديث، فخرج إِلَيْهم، فأخرجت جارية لَهُ فَرُّوجًا لُيذّبح، فلم تجد أحدًا يذبحها، فقال: سبحان اللَّه لَا يوجد من يذبحها، وقد ذَبح عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب فِي ضحْوةٍ نيفًا وعشرين ألفًا!.
قلت: ورواها إبْرَاهِيم بْن محمد الرُّعَيْنيّ، عَنْ عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عدس، قَالَ: كنّا عند الْجَوْزَجانيّ، فذكر نحوها، لكنّه قَالَ: قتل سبعين ألفًا.
قَالَ ابن زَبْر: سَمِعْتُ أَبَا الدَّحْداح يَقُولُ: إنّه مات فِي أوّل ذي القِعْدة سنة تسعٍ وخمسين، وقال غيره: سنة ست.(6/43)
81 - إبراهيم بن أيّوب عيسى المِصْريُّ، أَبُو إِسْحَاق الطَّحَاويّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: ابن وهْب، والشّافعيّ،
وَعَنْهُ: ابنه أَحْمَد.
قَالَ ابن يونس: مات فِي المحرَّم، وكان كاتب الحارث بْن مسكين، وكتب أيضًا لعيسى بْن المنكدر، وهارون الزهري قُضاة مصر، وكان ابنه من أهل الأدب.(6/44)
82 - إبْرَاهِيم بْن أَبِي خَالِد الْأرْغِيانيُّ الهَرَويُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن نافع الصّائغ، والحُمَيْديّ.
تُوُفّي سنة ثلَاثٍ وخمسين.(6/44)
83 - إدريس بْن جعْفَر بْن إدريس العُتْبيّ المَوْصِليّ الزّاهد. [الوفاة: 251 - 260 ه]
كُتُب الحديث والرقائق، وتعبّد، وجاور بمكّة هُوَ وأخوه الفضل، وكانا عَلَى قدم مِنَ العبادة والخشوع. [ص:45]
تُوُفّي إدريس سنة ثلَاثٍ أو أربعٍ وخمسين، وتوفي بعده أخوه.(6/44)
84 - إدريس بْن حاتم بْن الأحنف الواسطي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: إِسْمَاعِيل بْن عَلَيْهِ، ومحمد بْن يزيد الواسطيّ، وأزهر السّمّان، وجماعة.
قَالَ ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي، وهو صدوق.(6/45)
85 - إدريس بْن الحَكَم العَنَزِيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: خَلَف بْن خليفة، ويوسف بْن عطيّة الصّفّار، وعلي بن غراب.
وَعَنْهُ: المَحَامِليّ، وأخوه أَبُو عُبّيْد القاسم، وغيرهما.
ذكره الخطيب فِي تاريخه.(6/45)
86 - إدريس بْن سُلَيْمَان بْن أَبِي الرّباب، أَبُو محمد الرَّمْليّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
شيخ معمر،
سَمِعَ: شهاب بن خراش، ومصعب بن ماهان.
وَعَنْهُ: محمد بْن المُسَيَّب الأرْغِيانيّ، وأحمد بْن جَوْصا، وعَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْمَاعِيل الكُوفيُّ نزيل دمشق، لم يذكره ابن أَبِي حاتم.(6/45)
87 - إدريس بْن عيسى المُخَرّميّ القطّان. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أَبِي دَاوُد الحفري، وزيد بْن الحُبَاب.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، وأبو ذر ابن الباغندي.
توفي سنة ست وخمسين.(6/45)
88 - خ ن: أزهر بْن جميل، أَبُو محمد البَصْريُّ الشَّطّيّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
مولى بني هاشم.
سَمِعَ: معتمر بْن سُلَيْمَان، وعبد الوهّاب الثَّقفيّ، وخالد بْن الحارث، وطائفة.
وَعَنْهُ: البخاري، والنسائي، وأبو عَروْبة، وابن صاعد، وعبدان، وابن أبي داود، وآخرون.
توفي سنة إحدى وخمسين.(6/45)
89 - خ د: إسحاق بن إبراهيم بن محمد الباهلي، أَبُو يعقوب الْبَصْرِيُّ الصواف. [الوفاة: 251 - 260 ه][ص:46]
عَنْ: مُعَاذ بْن هشام، ويوسف بْن يعقوب السدوسي، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، وأبو عَرُوبة، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وجماعة.
تُوُفّي سنة ثلَاثٍ وخمسين.(6/45)
90 - إِسْحَاق بْن إبراهيم، أبو يعقوب المِصْريُّ الخَفَّاف. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن وهْب، وإدريس بْن يحيى الزّاهد.
وَعَنْهُ: .......
قال ابن يونس: توفي سنة ست وخمسين.(6/46)
91 - خ: إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن، أَبُو يعقوب البغوي ثم البَغْداديُّ، لؤلؤ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
ابن عمّ أَبِي جعْفَر أَحْمَد بْن مَنِيع.
سَمِعَ: وكيعًا، وابن عَلَيْهِ، وإسحاق الأزرق، وطائفة.
وَعَنْهُ: البخاري، وإسماعيل الورّاق، ويعقوب الجصاص، ومحمد بن مخلد، وابن أبي حاتم، وقال: ثقة.
مات فِي شعبان سنة تسع وخمسين.
وقيل: لقبه يؤيؤ، باسم طائر.(6/46)
92 - إِسْحَاق بْن إبْرَاهِيم بْن مُوسَى، أَبُو يعقوب الْجُرْجانيّ الوزدُوليّ القصّار الحافظ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
صاحب " المُسْنَد ".
رحل وسَمِعَ: عُبّيْد اللَّه بْن مُوسَى، ومسلم بْن إبْرَاهِيم، وآدم، وجماعة،
وَعَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد المؤمن، وإبراهيم بْن مُوسَى الْجُرجَانّيان، ومحمد بْن جعْفَر البَصْريُّ، وكان ثقة.
توفي سنة تسع أيضا.(6/46)
93 - ت ن ق: إِسْحَاق بْن إبْرَاهِيم بْن حبيب بْن الشهيد، أبو يعقوب الشهيدي الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: حفص بْن غَياث، ومعتمر بْن سُلَيْمَان، ومحمد بْن سَلَمَةَ الحرّانيّ، وخلْقًا كثيرًا.
وَعَنْهُ: الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وابن صاعد، والفريابي، وابن خزيمة، وأبو عَرُوبة الحرّانيّ، وعبد الله بن عُرْوة الهروي، وجماعة.
وكان أحد الثقات المتقنين [ص:47]
توفي سنة سبع، في جمادى الآخرة.(6/46)
94 - إسحاق بن إبراهيم بن الغمرِ الغساني المصري. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: ابن وهب سماعاً.
توفي في سنة سبع أيضا.(6/47)
95 - ن ق: إسحاق بن إسماعيل بن العلاء، أَبُو يعقوب الأيلي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
تُوُفّي بِأَيْلَة فِي ذي الحجّة سنة ثمانٍ وخمسين.
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وسلَامة بْن روح الأيلي.
وَعَنْهُ: النسائي، وابن ماجه، ومكحول البيروتي، ومحمد بن محمد بْن الأشعث، وعبد الجبار بْن أَحْمَد السَّمرْقَنْديّ، وعبيد الله بْن الصّنام، وأبو الحُرَيْش أَحْمَد بْن عيسى، وآخرون.(6/47)
96 - إِسْحَاق بْن بُهْلُولِ بْن حسّان، أَبُو يعقوب التَّنُوخيُّ الأنْباريُّ الحافظ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: أَبَاهُ، وأبا معاوية، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وإسحاق الأزرق، ووَكيعًا، وشُعَيب بْن حَرْب، ويحيى القطّان، وابن مَهْديّ، وأبا ضَمْرَةَ، وإسماعيل بْن عَلَيْهِ، ويحيى بْن آدم، وخلْقًا.
وَعَنْهُ: إبْرَاهِيم الحربيّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، والفِرْيابيّ، وابن صاعد، وحفيده يوسف بْن يعقوب الأزرق، وأبو عبد الله المحاملي، وآخرون.
وكان ثقة من كبار الأئّمة.
قَالَ الخطيب: صنَّف كتابًا فِي الفقه، وله مذاهب اختارها، وصنَّف كتابًا فِي القراءات، وصنَّف " المُسْنَد "، وكان ثقة.
قال ابنه البهلول: استدعى المتوكل أبي إلى سُرّ من رَأَى حتّى سَمِعَ منه، ثمّ أَمَرَ فَنُصِبَ لَهُ منبر، وحدَّث فِي الجامع، وأقطعه إقطاعًا مُغَلُّه فِي السنة اثنا عشر ألفًا، ووصله بخمسة آلاف دِرْهم فِي السنة فكان يأخذها، وأقام إلى أن قدِم المستعين بغدادّ، فخاف أَبِي مِنَ الأتراك أنْ يكبسوا الأنبار، فانحدر إلى بغداد ولم يحمل معه كُتُبَه، فطالبه محمد بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر أنّ يحدث، [ص:48] فَحَدَّثَ ببغداد من حِفْظه بخمسين ألف حديث، لم يخطئ فِي شيءٍ منها؛ رواها أَحْمَد بْن يوسف الأزرق، عَنْ عمّه إِسْمَاعِيل بْن يعقوب، عَنْ عمّه البُهْلُول.
وقال أَبُو طَالِب أَحْمَد بْن محمد بْن إِسْحَاق بْن البُهْلُول: تذاكرت أَنَا وابن صاعد ما حدَّث بِهِ جدّي ببغداد، فقلت لَهُ: قَالَ لي أنيس المستملي: إنّه حدَّث مِن حفظه بأربعين ألف حديث، فقال ابن صاعد: لَا يدري أنيس ما قَالَ، حدَّث إسحاق بن بهلول مِن حفظه ببغداد بأكثر من خمسين ألفَ حديث.
وُلِد إِسْحَاق بالأنبار سنة أربعٍ وستّين ومائة، وبها مات فِي ذي الحجّة سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الْحَافِظِ بْنِ بَدْرَانَ: أَخْبَرَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الفقيه سنة خمس عشرة وست مائة، قال: أخبرنا محمد بن عبد الباقي، قال: أخبرنا علي بن محمد بن محمد الأنباري، قال: حدثنا أبو أحمد الفرضي، قال: حدثنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق، قال: حدثنا جدي، قال: حدثنا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، قَالَ: نَهَانِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أَبِيعَ مَا لَيْسَ عِنْدِي، رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، لَكِنْ لَمْ يَسْمَعْهُ ابْنُ سِيرِينَ مِنْ حَكِيمٍ.(6/47)
97 - إِسْحَاق بْن حاتم بْن بيان المدائنيّ العلَاف. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ويحيى بْن سُلَيم الطّائفيّ.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، والمَحَامِليّ، وغيرهما.
وكان ثقة.
تُوُفّي ببغداد فِي رجب أو شعبان سنة اثنتين وخمسين أيضا.(6/48)
98 - إسحاق بن حنبل بن هلال بن أسد، أَبُو يعقوب الذُّهْليّ الشَّيْبانيّ المَرْوزِيّ ثمّ البَغْداديُّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
عمّ الْإمَام أَحْمَد.
رَوَى عَنْ: يزيد بْن هارون، والحسين بْن محمد المَرُّوذيّ.
وَعَنْهُ: ابنه حنبل بن إسحاق، ومحمد بن يوسف الجوهري، وغيرهما. [ص:49]
قال الخطيب: كان ثقة.
وقال حنبل: توفي أبي سنة ثلاث وخمسين، ومولده قبل الإمام أحمد بثلاث سنين
قلت: إنما سَمِعَ وهو كَهْل، وعاش اثنتين وتسعين سنة.(6/48)
99 - إِسْحَاق بْن دَاوُد بْن ميمون السَّمرْقَنْديّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
أحد علماء سَمَرْقند.
تُوُفّي سنة أربعٍ وخمسين، وصلّى عَلَيْهِ أَبُو محمد الدارمي.(6/49)
100 - د ن: إسحاق بن سويد الرملي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: عَلِيّ بْن عَيَّاش، وسعيد بْن أَبِي مريم، وجماعة.
كَانَ يفهم ويحفظ، وثّقه النَّسائيّ، وغيره.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن المسّيب الأرغِيانيّ، وآخرون.
تُوُفّي سنة أربعٍ وخمسين.(6/49)
101 - خ ن: إسحاق بن شاهين، أبو بشر الواسطي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
شيخ مسند معمر، من أبناء المائة، وقيل: بل جاوزها،
رَوَى عَنْ: خَالِد بْن عَبْد اللَّه الطّحّان، وهُشَيْم، وعبد الحكيم بن منصور، وجماعة،
وَعَنْهُ: البخاري، والنسائي، والنسائي أيضًا عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ، ومحمد بْن حامد بْن السّرِيّ، ومحمد بْن هارون الرُّويانيّ، ومحمد بْن المُسَيَّب الأرغِيانيّ، وطائفة.
قَالَ النَّسائيّ: لَا بأس بِهِ.
وقال بَحْشَل: جاوز المائة.
وقال غيره: كَانَ مِن الدَّهاقين.(6/49)
102 - إِسْحَاق بْن صالح بْن عطاء الواسطيّ، أَبُو يعقوب المقرئ الوزّان، [الوفاة: 251 - 260 ه]
نزيل سامرّاء.
روى عَنْهُ: يزيد بْن هارون، ويعقوب الحضْرميّ، ورَيْحان بْن سعَيِد.
قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم: كتبتُ عَنْهُ مَعَ أَبِي، وهو صدوق. [ص:50]
قلت: وهو والد أَحْمَد بْن إِسْحَاق الوزّان.(6/49)
103 - إِسْحَاق بْن الضَّيْف الباهليّ العسكريّ البَصْريُّ، نزيل مصر، وقيل: هُوَ إِسْحَاق بْن إبْرَاهِيم بْن الضَّيف. [الوفاة: 251 - 260 ه]
لَهُ رحلة واسعة.
رَوَى عَنْ: عَبْد الرّزّاق، والنَّضْر بْن شُمَيْل، وحجاج الأعور.
وَعَنْهُ: أبو حاتم، وقال: صدوق؛ وعمر البُجَيْريّ، وأحمد بن عبد الله وكيل أبي صخرة، ومحد بن نيروز الأنماطي، وآخرون.
وكان يجالس بشرا الحافي.
قال أبو زرعة: صدوق.(6/50)
104 - إسحاق بن عباد بن موسى الخُتُّليُّ، أبو يعقوب البَغْداديُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
حَدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ، وعبد اللَّه بْن بَكْر السَّهْميّ، وهوذة بن خليفة.
وَعَنْهُ: إبراهيم بن دحيم، وأحمد بن جوصا، وأبو الدحداح أحمد بن محمد.
توفي سنة إحدى وخمسين.(6/50)
105 - إسحاق بن الفيض بن محمد بن سليمان، أبو يعقوب الثقفي الأصبهاني. [الوفاة: 251 - 260 ه]
وقال أبو نعيم: هو مولى عتاب بن أسيد بن أبي العيص.
قلت: وقع لنا جزء من حديثه عَنْ: الوليد بْن مُسلْمِ، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وعبد الرَّحْمَن بْن مَغْراء، وغيرهم.
وقيل: إنّه سَمِعَ مِنَ ابن مَغْراء ثلَاثين ألف حديث.
روى عَنْهُ: محمد بْن يحيى بْن مَنْدَه، ومحمد بْن عُمَر الجورجيريّ، وإسحاق بن إبراهيم بن جميل، ومحمد بن جعفر الأشعري، وآخرون. [ص:51]
وثقه بعضهم.(6/50)
106 - ع سوى د: إِسْحَاق بْن منصور بْن بَهْرام، الحافظ أَبُو يعقوب المروزي، الكوسج، الفقيه، [الوفاة: 251 - 260 ه]
نزيل نَيْسابور.
سَمِعَ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ويحيى بْن سعَيِد القطّان، وعبد اللَّه بْن نُمَيْر، ووَكيعًا، وعبد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ، وأبا أسامة، وعبد الرزاق، والفِرْيابيّ، وخلْقًا.
وَعَنْهُ: الجماعة سوى أَبِي داود، وأبو زُرْعة، وأبو العباس السراج، وابن خُزَيْمَة، ومؤمل بن الحسن الماسرجسي، وأحمد بن حمدون الأعمشي، ومحمد بن أحمد بن زهير، وخلق كثير.
وقال أبو الحسين مسلم: ثقة مأمون.
وقال النسائي: ثقة ثبت.
وقال الخطيب: هو الذي دون عَنْ أَحْمَد، وإسحاق بْن راهَوَيْه المسائل في الفقه.
قال أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه: سَمِعْتُ مشايخنا يذكرون أنّ إِسْحَاق بْن منصور بلغه أنّ أَحْمَد بْن حنبل رجع عَنْ بعض تلك المسائل، فحملها فِي جراب عَلَى ظهره، وخرج راجلَا إلى بغداد، وعرض خطوط أَحْمَد عَلَيْهِ فِي كلّ مسألة استفتاه عَنْها، فأقَرَّ لَهُ بها ثانياً، وأعجب به.
قلت: وروى الترمذي عَنْ رَجُل عَنْهُ.
وتوفي فِي تاسع عشر جمادى الأولى سنة إحدى وخمسين.(6/51)
107 - خ ق: إِسْحَاق بْن وهْب بْن زياد الواسطيّ العلَاف، أبو يعقوب. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: ابن عُيَيْنَة، وعمر بْن يونس، وأبا داود الطيالسي.
وَعَنْهُ: البخاري، وابن ماجه، وابن أَبِي دَاوُد، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، ووالده أبو حاتم، وقال: هُوَ صدوق.
تُوُفّي سنة تسعٍ وخمسين.(6/51)
108 - إِسْحَاق بْن وَهْبُ بْن عَبْد اللَّه، أَبُو يعقوب الطُّهُرْمُسيّ المِصْريُّ الجيزي. [الوفاة: 251 - 260 ه][ص:52]
رَوَى عَنْ عَبْد اللَّه بْن وَهْبُ أحاديث كَانَ ابن وَهْبُ أتقى لله من أنْ يحدثه بها، ولم يكن من أهلِ الحديث.
تُوُفّي في ربيع الآخر سنة تسع أيضًا.
وَلَهُ: عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَفَعَهُ: " لَرَدُّ دَانِقٍ مِنْ حَرَامٍ يَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ سَبْعِينَ أَلْفِ حَجَّةٍ "، وَهَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ بِيَقِينٍ، رَوَاهُ ابْنُ عَدِيٍّ، قال: حدثنا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْجَوْهَرِيُّ، وَعِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بن فضالة، وغيرهما؛ قالوا: حدثنا إسحاق بن وهب، قال: حدثنا ابْنُ وَهْبٍ، فَذَكَرَهُ.(6/51)
109 - أسد بْن سعَيِد بْن كثير بْن عُفَيْر، أَبُو الحارث المِصْريُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: أَبَاهُ، وعبد اللَّه بْن وَهْبُ، والشّافعيّ.
وَعَنْهُ: جَبَلَة بْن محمد، وعَلِيّ بْن الْحَسَن بْن قُدَيْد، والمصريُّون.
تُوُفّي فِي صفر سنة ستين؛ قاله ابن يونس.(6/52)
110 - أسد بْن عمار بْن أسد، أَبُو الخير التّميميّ الأعرج. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: حسين الْجُعْفيّ، ويزيد، ورَوْح، وطائفة.
وَعَنْهُ: ابن أَبِي الدُّنيا، ومُطَيَّن، وأبو حامد الحضْرميّ.
محلُّه الصِّدْق.(6/52)
111 - إِسْمَاعِيل بْن إبْرَاهِيم الحمدونيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
شاعر محسن كَانَ فِي هذا الزمان، قبله بيسير أو بعده بيسير.
وله فِي طَيْلسان أهداه لَهُ أحمد بْن حرب أربعين مقطوعة، ولا يخلو واحد منها من معنى نادرٍ ومثل سائر.
فمنها:
يا ابن حَرْب كَسَوْتني طيلسانًا ... مَلَّ من صُحْبَة الزمان وصدًا
طال تَرْدَادُهُ إلى الرَّفْوِ حتي ... لو بعثناه وَحْدَهُ لَتَهَدَّا
وله فِي شاة سعيد بن أحمد بن حوسبندار، هذا:
أَبَا سعَيِد لنا فِي شاتِك الْعِبَرُ ... جاءت وما إنْ لها بَوْلٌ ولا بَعَرُ [ص:53]
وكيف تبعر شاةٌ عندكم مَكَثَتْ ... طعامها الْأبْيَضان الشَّمسُ والقمرُ
لو أنّها أبصرت فِي نومها عَلَفًا ... غَنَّت لَهُ ودموع العين تنحدرُ
يا مانعي لذّة الدُّنيا وزَهْرتها ... إنيّ لَيُقْنعني مِن وجهك النَّظَرُ(6/52)
112 - د ق: إِسْمَاعِيل بْن بِشْر بْن منصور السُّلَيميّ البَصْريُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وعُمَر بْن عَلِيّ بْن مقدَّم، وعبد الأعلى بْن عَبْد الأعلى، وعبد الرَّحْمَن بن مهدي.
وَعَنْهُ: أبو داود، وابن ماجه، وأحمد بْن حمدون الأعمشيّ، وابن وهب الدينوري، وأبو بكر بن خزيمة، وآخرون.
توفي سنة خمس وخمسين، وكان ثقة.(6/53)
113 - ق: إسماعيل بن حبان بن واقد، أَبُو إِسْحَاق الثقفي الواسطي القطان. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن عاصم الحِمّانيّ، وعُمَر بن يونس اليمامي، وغيرهما،
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وأحمد بْن يحيى التُّسْتَرِيّ، وعمر بن محمد بن بجير في مسنده، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي.
وحبان: بحاء مكسورة ثم باء موحدة.(6/53)
114 - د ق: إسماعيل بن أبي الحارث أسد بن شاهين، أبو إسحاق البَغْداديُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أَبِي بدر شجاع بْن الوليد، وحَجّاج الأعور، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، وشبابة.
وَعَنْهُ: أبو داود، وابن ماجه، وأحمد بْن محمد بْن الْحَسَن الذَّهبيّ، والحسين بن يحيى بن عياش، والمحاملي، وابن مخلد، وابن أبي حاتم، وآخرون.
وكان ثقة ورعا صالحا خيارا، رحمه الله.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال الدارقطني: ثقة صدوق، ورع، فاضل.
توفي في رابع عشر جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين.(6/53)
115 - إسماعيل بن عمرو بن سعيد السكوني، أبو عامر الحمصي المقرئ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: علي بن عياش، والربيع بن روح، والوحاظي.
قال ابن أبي حاتم: سمعت منه، وهو صدوق.(6/54)
116 - إسماعيل بن المتوكّلُ، أَبُو هاشم الحمصيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أَبِي المغيرة، والْحَسَن بْن الربيع البُورانيّ.
وَعَنْهُ: النَّسائيّ فِي " الكنى "، وإبراهيم بن محمد بْن مَتُّوَيْه، وابن جَوْصا.(6/54)
117 - إِسْمَاعِيل بْن يوسف، أَبُو عَلِيّ الدَّيْلَميُّ العابد الحافظ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
جالس أَحْمَد بْن حنبل،
وَحَدَّثَ عَنْ: مجاهد بْن مُوسَى.
وَعَنْهُ: الحسن بن أبي العنبر، وغيره.(6/54)
118 - إِسْمَاعِيل بْن يزيد الأصبهاني القطّان، وَيُكْنَى أَبَا أَحْمَد. [الوفاة: 251 - 260 ه]
مُحَدَّث رحَّال، عَالِيّ الإسناد، صنَّف كتاب " اللّباس "، وغير ذَلِكَ.
وَسَمِعَ مِنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ووَكِيع، وأبي ضَمْرَةَ، والوليد بْن مُسلْمِ، ومَعْن، وطبقتهم.
وبقي إلى نيَّفٍ وخمسين؛
روى عَنْهُ: أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بْن أَبِي هُرَيْرَةَ، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد مَنْدَوَيْه، وعبد الله بْن محمد البنّاء، ومحمد بْن القاسم بْن كوفيّ، وأَحْمَد بْن الْحُسَيْن الْأَنْصَارِيّ.
وحدَّث عَنْه مِنَ الكبار محمد بْن حُمَيْد الرّازيّ، وهو أقدم منه.
قَالَ أَبُو نُعَيْم: صنَّف " المُسْنَد "، " والتَّفْسير "، وكان يُذْكَر بالزُّهْد والعبادة؛ حسن الحديث، اختلط عَلَيْهِ بعض حديثه فِي آخر أيّامه.
مات سنة ستين أو قبلها بقليل.(6/54)
119 - أشناس التركي الأمير. [الوفاة: 251 - 260 ه]
كَانَ أحد الشّجعان المذكورين، وجَّههُ المأمون غازيًا إلى حصن سندس [ص:55] فأتاه بصاحبه، وكان مقدَّم جيش المعتصم حين فتح عَمُّورية، ثمّ ولي إمرة الجزيرة والشّام ومصر للواثق، ونظروا فِي أُعْطيات المعتصم لأشناس فبلغت أربعين ألف ألف درهم، وكان يتعانى المُسْكِر، ولمّا مات فِي سنة اثنتين وخمسين ومائتين خلَّف مائة ألف دينار، فأخذها المعتزّ بالله.(6/54)
120 - أيوب بن إسحاق بن سافري، أبو سُليمان البَغْداديُّ الأخباريُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
حَدَّثَ بغير بلد عَنْ: أبي الجواب، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وأبي حذيفة النهدي، وطائفة.
وَعَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم، وأبو عوانة، والحسن بن حبيب الحصائري، وآخرون.
توفي سنة ستين.(6/55)
121 - ق: أيوب بن حسان الواسطي الدّقّاق. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أبن عُيَيْنَة، وأبي معاوية، والوليد بْن مُسلْمِ، ويحيى بْن سُلَيم الطّائفيّ.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وأسلم بن سهل، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وعلي بن عبد الله بن مبشر، وأحمد بن عبد الله وكيل أَبِي صخرة.
وثقَّه ابن حِبّان.(6/55)
122 - أيّوب بْن الحسن النَّيْسَابوريُّ الزاهد الفقيه. [الوفاة: 251 - 260 ه]
تفقه على محمد بن الْحَسَن،
وَسَمِعَ مِنْ: النَّضْر بْن شُمَيْل، وَيَعْلَى بْن عُبّيْد، وعَبْد العزيز بْن أَبِي رزْمة، ونصر بْن باب، وحفص بْن عَبْد الرَّحْمَن، وأبي مطيع البلْخيّ، وطائفة.
وَعَنْهُ: محمد بْن زياد الفقيه، وإبراهيم بْن محمد بْن سُفْيَان.
تُوُفّي فِي ذي القِعْدة سنة إحدى وخمسين.
وكان كبير الشَّأن ببلده.(6/55)
123 - أيّوب بْن الوليد البَغْداديُّ الضّرير. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أَبِي معاوية، وإسحاق الأزرق.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، والمَحَامِليّ، وجماعة. [ص:56]
توفي في المحرم سنة ستين.(6/55)
124 - أيّوب الحمّال، أَبُو سُلَيْمَان. [الوفاة: 251 - 260 ه]
من كبار الزُهّاد فِي عصره ببغداد، كَانَ صاحب أحوال وكرامات.
قَالَ الخطيب: حكى عَنْهُ: أَبُو الْعَبَّاس بْن مسروق، وسهل بْن عَبْد اللَّه، وغيرهما.
سَمِعْتُ أبا نعيم يَقُولُ: هُوَ مِن العبّاد المجتهدين، لَهُ كرامات عجيبة.
قَالَ السُّلَميّ: هُوَ من أقران سَريّ السَّقَطيّ.
عَنْ محمد بْن خَالِد الآجُرِّيّ: قلت لأيوب الحمال: تخطر في نفسي مسألة فأذكر أن أراك، قَالَ: إذا أردتني فحرِّك شفتيك، قَالَ: فكنتُ إذا أردته حرّكت شفتي، فأراه يدخل على كتفه كارته فأسأله.(6/56)
-[حَرْفُ الْبَاءِ](6/56)
125 - بُخْتيشوع بْن جبريل النَّصْرانيّ الطّبيب [الوفاة: 251 - 260 ه]
صاحب التّصانيف.
خَدَم المأمون ومن بعده الخلفاء، ونكبه المتوكّلُ مرة، ونفاه، ثم رده إلى المُطْبَق وقُيِّد وغُلَّ بمائة رطل بالبغداديّ.
وله كتاب " التّذكرة " فِي الطّبّ.
وقيل: إنه طَبَّ الرَّشيدّ، وليس بشيء، إنّما طبَّه جدِّه بختيشوع بْن جورجس الَّذِي أقدمه الهادي من جُنْدَيْسابور.
هَلَكَ بختيشوع هذا سنة ستٍّ وخمسين.(6/56)
126 - 4: بِشْر بْن آدم بْن يزيد، أَبُو عَبْد الرَّحْمَن البَصْريُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: جدِّه لأُمّه ازهر السَّمّان، وعبد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ، وزيد بْن الحُبَاب، وخلْق.
وَعَنْهُ: الأربعة، ويحيى بْن صاعد، وآخرون.
تُوُفّي سنة أربعٍ وخمسين.
وهو بِشْر بْن آدم الصَّغير؛ وأما الكبير فقديم تفرد بلقيه البخاري.(6/56)
127 - خ م د ن: بشر بن خالد العسكري الفرائضي، [الوفاة: 251 - 260 ه]
نزيل البصرة.
عَنْ: غُنْدَر، وأبي أسامة، وشَبَابة.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن خزيمة، وأبو بكر بن أبي داود. [ص:57]
وكان ثقة مأمونا.
توفي سنة ثلاث وخمسين.
قال ابن أبي حاتم: حافظ لحديث الثوري.(6/56)
128 - بِشْر بن عبد الوهاب، أبو الحسن الدِّمشقيُّ، مولى بني أمية، ويقال له: بَشير. [الوفاة: 251 - 260 ه]
شيخ زاهد جليل،
رَوَى عَنْ: الوليد بْن مُسلْمِ، ووَكِيع، ومروان بْن معاوية، وضَمْرَة، ومحمد بن شعيب، ومحمد بن بشر العبدي.
وَعَنْهُ: أبنه أحمد، ومحمد بن الفيض الغساني، وأبو بشر الدولابي، وابن جوصا، وطائفة.
توفي في رجب سنة أربع وخمسين.
لم يضعفه أحد، فهو حسن الحديث، وهو الذي تفرد عَنْ وَكِيع بمسلسل العيدَيْن، رَوَاهُ عَنْهُ أَحْمَد بْن محمد ابْن أخت سُلَيْمَان بْن حَرْب، وأحمد بْن عُبّيْد اللَّه الفراسيّ، وقيل: بل هذا الفراسي هُوَ ابن أخت سُلَيْمَان، وكنيته أَبُو عُبّيْد اللَّه، وهذا الصحيح من اسمه أنّه أَحْمَد بْن محمد بْن فرِاس بْن الهَيْثَم، وتفرَّد بالحديث.(6/57)
129 - بِشْر بْن مطر بْن ثابت، أَبُو أَحْمَد الواسطيّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
نزيل سامرّاء.
سَمِعَ: ابن عُيَيْنَة، وإسحاق الأزرق،
وَعَنْهُ: ابن صاعد، ومحمد بْن مَخْلَد، وأبو الْعَبَّاس الأثرم، ومحمد بْن جعفر المَطِيريّ، وغيرهم.
قَالَ ابن قانع: تُوُفّي سنة تسعٍ وخمسين.
وقال الدّارَقُطْنيّ: ثقة.
وقال أَبُو حاتم: صدوق.
وقيل: مات سنة اثنتين وستين.(6/57)
130 - بُغَا التُّرْكيّ الصّغير، المعروف بالشَّرابيّ الأمير. [الوفاة: 251 - 260 ه]
من كبار قُوّاد المتوكّلُ، وهو أحد من دخل عَلَى المتوكّلُ وفتك بِهِ. [ص:58]
ذكر المسعوديّ: أنّ بُغَا هذا دعا باغَر التُّرْكيّ، وكان أَهْوَجَ مِقْدامًا، فقال: تعلم محبَّتي لك وإحساني إليك، وأريد منك أن تقتل ابني فارس فقد آذاني، قَالَ: نعم، فلَا تَجِدْ عليّ، وجعل بينهما إشارة فلم يفعلها بُغَا، ثمّ تركه أيّامًا وطلب منه أنْ يقتل أخاه وَصِيفًا، فرآه مبادرا، ثم انتدبه لقتل المنتصر ولي العهد، فقال: كيف أقتله وأبوه باق؟ لكني أبدأ بالمتوكل، فتمت الحيلة وكملت المكيدة.
وقد غلب على المستعين هو ووصيف الأمير حتى قيل:
خليفة في قفص ... بين وصيف وبغا
يقول ما قالَا لَهُ ... كما تقول الببغا
خرج بُغَا عَلي المعتزّ ونهبَ مِنَ الخزائن مائتي ألف دينار، وسار إلى السّن عازمًا عَلَى الشّرّ، فاختلف عَلَيْهِ أصحابه، فكتب يطلب أمانًا، وفارقه عسكره، فانْحَدر فِي زَوْرق فأخذته المغاربة، فقتله الوليد المغربيّ وأتي برأسه، فَنُصِبَ ببغداد، وَأُعْطِيَ قاتله عشرة آلاف دينار، قتل سنة أربعٍ وخمسين، وكفي اللَّه شرّه.(6/57)
131 - بكّار بن عبد الله بن بكار، أبو عبد الرَّحْمَن الْقُرَشِيّ البُسْريّ الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: عَبْد الملك بْن عَبْد العزيز بْن الماجِشُون، وأسد بْن مُوسَى، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَبُو زُرْعَة، وبَقيّ بْن مَخْلَد، وابن جَوْصا، وآخرون.
قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.(6/58)
132 - ق: بكر بن عبد الوهاب المدني. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: خاله الواقدي، ومحمد بْن فُلَيْح، وعبد اللَّه بْن نافع الصائغ، وغيرهم،
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وابن صاعد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وآخرون.
قال أبو حاتم: صدوق.(6/58)
-[حَرْفُ الْجِيمِ](6/59)
133 - جابر بْن كُرْديّ بْن جَابرِ، أَبُو الْعَبَّاس الواسطيّ البزّاز. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: يزيد بْن هارون، وَوَهْبُ بْن جرير، وشَبَابة، وجماعة،
وَعَنْهُ: النَّسائيّ فيما قِيلَ، وأبو زُرْعَة الرّازيّ، وعلي بْن الْعَبَّاس المَقَانِعيّ، ومحمد بْن جرير، وابن صاعد، وعلي بن عبد الله بن مبشّر.
وثقه ابن حِبّان.(6/59)
134 - جعْفَر بْن أَحْمَد بْن عوَسْجَة السّامرّيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: رَوْح بْن عُبَادة، وكثير بْن هشام.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: كتبت عَنْهُ بسامرّاء مَعَ أَبي، وقال أَبِي: صدوق.(6/59)
135 - جعْفَر بْن عَبْد الواحد بْن جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاس الْعَبَّاسي الهاشمي [الوفاة: 251 - 260 ه]
قاضي القضاة.
عَنْ: رَوْح بْن عبادة، ومحمد بْن بكر البرساني، وأبي عاصم، وغيرهم.
وَعَنْهُ: يعقوب الفسوي، والباغندي، وأبو عوانة الإسفراييني، وأحمد بن هارون البرديجي، وعلي بن سراج المصري.
قال ابن عدي: متهم بوضع الحديث.
وقال الدارقطني: متروك.
وقال الخطيب: عزله المستعين عن القضاء، ونَفَاهُ إلى البصرة لأمرٍ بلغه عَنْهُ، وتوفي سنة ثمانٍ وخمسين.
قَالَ أَبُو حاتم: وَصَلَ جعْفَر بْن عَبْد الواحد حديثًا للقَعْنَبيّ فزاد فِيهِ: عَنْ أنس، فَدَعا عَلَيْهِ القَعْنبي فافْتُضِح. [ص:60]
وقال أبو زرعة: أخاف أن تكون دعوة الشَّيْخ الصّالح أدركته.
قَالَ سعَيِد البَرْذَعيّ: قلتُ: أيّ شيخ؟ قَالَ: القَعْنَبيّ.
وقال نفْطَوَيْه: كَانَ من حُفاظ الحديث، وله بلَاغة ولسان.
وقال غيره: كَانَ بخيلَا.(6/59)
136 - جعْفَر بْن محمد بْن جعْفَر المدائنيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: هُشَيْم، وعَبّاد بْن العوام،
وَعَنْهُ: تَمْتَام، والعلَاء بْن أيّوب المَوْصِليّ.
وسكن المَوْصِل، فروى عَنْهُ أهلها.
وقد روى " المغازي " عَنْ زياد البّكائيّ، وتأخَّر إلى بعد الخمسين.
قَالَ الخطيب: بلغني أنّه مات سنة تسعٍ وخمسين ومائتين.(6/60)
137 - جعْفَر بْن محمد بْن رَبال البَغْداديُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: سعَيِد بْن عامر الضُّبَعيّ، وأبي عاصم.
وَعَنْهُ: أَبُو عُبّيْد القاسم، وأبو عبد الله الْحُسَيْن ابنا المَحَامِليّ.(6/60)
138 - جعفر بن محمد بن عامر السامري البزاز. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أَبِي نُعَيْم، وعفّان، وأبي غسّان النَّهْديّ.
قال ابن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي، وهو صدوق.(6/60)
139 - ت: جعْفَر بْن محمد بْن الفُضَيْل الرَّسْعَنيّ، أبو الفضل الحافظ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
رَوَى عَنْ: محمد بن حمير، وأبي المغيرة، وعلي بن عياش الحمصيين، وعبد الملك بْن الماجُشون، وسعيد بْن أَبِي مريم، وعبد الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، ومؤمل بن إسماعيل، وجماعة،
وَعَنْهُ: الترمذي، وأبو يعلى، [ص:61] والباغَنْديّ، ومحمد بْن الرّمّاح الباهليّ، ويعقوب البزاز، ويوسف بن يعقوب التنوخي الأزرق، وخلق.
قال النسائي: ليس بالقوي، ووثقه غيره.(6/60)
140 - د ق ن: جعفر بن مسافر، أَبُو صالح الهُذَليّ التِّنِّيسيّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: ابن أَبِي فُدَيْك، وعلي بْن عاصم، وبشر بن بكر التنيسي.
وَعَنْهُ: أبو داود، وابن ماجه، والنسائي ووثقّه، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وعلي بْن أحمد علان، وآخرون.
توفي سنة أربع وخمسين.(6/61)
141 - جعْفَر بْن منير المدائنيّ القطّان، [الوفاة: 251 - 260 ه]
نزيل الرِّيّ.
عَنْ: يزيد بْن هارون، وأبي بدر، وعبد الوهّاب بْن عطاء، وطبقتهم.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: سمعتُ منه بالرّيّ، وهو صدوق.(6/61)
142 - جعْفَر بْن النَّضْر الواسطيّ الضّرير. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: إِسْحَاق الأزرق، وعلي بْن عاصم، وجماعة.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: سمعت منه مع أبي، وهو صدوق.(6/61)
143 - ق: جميل بْن الْحَسَن، أَبُو الْحَسَن الْأَزْدِيّ الْجَهْضميّ الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
نزيل الأهواز.
عَنْ: ابن عُيَيْنَة، وعبد الوهّاب الثَّقفيّ، وأبي هَمّام محمد بْن الزَّبْرِقان.
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وأبو عَرُوبة، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وابن خُزَيْمَة، وآخرون.
قَالَ ابن أبي حاتم: أدركناه ولم نكتب عَنْهُ.
وقال عَبْدان: كَانَ فاسقاً كذاباً.
قلت: أما حديثه، فقال ابن عدي: لَا أعلم لَهُ حديثًا مُنْكَرًا، وهو صالح فِي باب الرواية، وعنده كُتُب سعَيِد بْن أبي عروبة.(6/61)
-[حَرْفُ الْحَاءِ](6/62)
144 - ق: حاتم بن بكر الضبي الصيرفي الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 251 - 260 ه]
عَنْ: أَبِي عامر العَقَدِيّ، وعبد الصّمد بْن عَبْد الوارث، ومحمد بْن بَكْر البُرْسانيّ، وجماعة،
وَعَنْهُ: ابن ماجه، وابن خُزَيْمَة، وأبو عروبة، وعبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، وآخرون.(6/62)