130 - ت: خلاد بْن يزيد الْجُعْفيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
كوفيّ مُقِلّ.
رَوَى عَنْ: يونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وزُهير بْن معاوية، وشَرِيك.
وَعَنْهُ: أبو كُرَيْب، وعُبَيْد بْن يعيش، وابن نُمَيْر.
ذكره ابن حِبّان في " الثقات "، وقال: ربما أخطأ.(5/68)
131 - ن ق: خَلَف بْن تميم بْن أَبِي عتّاب مالك أبو عبد الرحمن الكُوفيُّ، [الوفاة: 201 - 210 ه]
نزيل المصيصة.
عَنْ: سُفْيَان، وزائدة، وأبي بَكْر النَّهْشليّ، وإسرائيل، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو إِسْحَاق الفَزَاريّ مَعَ تقدُّمِهِ، وأحمد بْن الخليل البُرْجُلانيّ، وأحمد بن بكروية البالسي، والحسن بن الصباح البزار، وعباس التُّرْقُفيّ، وعباس الدُّوريّ، ويعقوب بْن شَيْبة، وخلق. [ص:69]
وقال ابن شَيْبة: ثقة، صدوق، أحد النُّسّاك والمجاهدين، صحب إبراهيم بْن أدهم.
وقال أبو حاتم: ثقة.
قَالَ ابن سعْد: تُوُفّي سنة ثلاث عشرة بالمصِّيصة.
وقال أبو مُسْلِم المُسْتَمليّ، وغيره: توفي سنة ست ومائتين.(5/68)
132 - ت: خَلَف بْن أيّوب الفقيه أبو سَعِيد العامري البلْخيّ الحنفيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
مفتي أهل بلْخ وزاهدهم وعابدهم.
أخذ الفقه عَنْ أَبِي يوسف، وقيل: إنّه أدرك مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وتفقّه عَلَيْهِ، وقد سمع منه. ومن عَوْف الأَعْرابيّ، ومعمر، وإبراهيم بْن أدهم وصحبة مدة.
رَوَى عَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وابن معين، وأبو كريب، وعلي بن سلمة اللَّبَقيّ، وجماعة.
وكان من أعلام الأَئِمَّةِ رحمه اللَّه تعالى.
وقد ليّنه ابن مَعِين.
وَقَدْ روى الترمذي له حَدِيثًا فِي بَابِ فَضْلِ الْفِقْهِ عَلَى الْعِبَادَةِ، حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا خَلَفُ بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ ابْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَصْلَتَانِ لا تجتمعان فِي مُنَافِقٍ: حُسْنُ سَمْتٍ، وَلا فِقْهٌ فِي الدين ". قال الترمذي: غريب، تفرّد بِهِ خَلَف. ولا أدري كيف هُوَ.
قَالَ الحاكم في تاريخه: سَمِعْتُ محمد بن عبد العزيز المذكر قال: سَمِعْتُ محمد بْن عليّ البيكَنْديّ الزّاهد يَقُولُ: سَمِعْتُ مشايخنا يذكرون أنّ السبب لثبات مُلْك آل سامان أنّ أسد بْن نوح جدّ الأمير الماضي إسماعيل خرج إلى المعتصم، وكان شجاعًا عاقلا، فتعجّبوا من حُسْنه وعقله. فقال لَهُ المعتصم: هَلْ في أهل بيتك أشجع منك؟. قَالَ: لا. قَالَ: فهل في أهل بيتك [ص:70] أعقل وأعلم منك؟ قَالَ: لا. فما أعجب الخليفة ذَلِكَ. ثمّ بعد ذَلِكَ سأله كذلك فأعاد قوله، وقال: هلا قلت: ولِمَ ذَلِكَ؟ قَالَ: ويحك ولِمَ ذَلِكَ؟. قَالَ: لأنّه لَيْسَ في أهل بيتي من وطئ بساط أمير المؤمنين وشاهد طلعته غيري! فاستحسن ذلك منه، وولاه بلخ، فكان يتولى الخطبة بنفسه، ثم سأل عن علماء بلخ، فذكر لَهُ خَلَف بْن أيّوب ووصفوا لَهُ زُهده وعِلْمه. فتحين مجيئه للجمعة وركب إلى ناحيته. فلمّا رآه ترجّل وقصده. فقعد خَلَف وغطّى وجهه. فقال له: السّلام عليكم. فأجاب ولم يرفع رأسه. فرفع الأمير أسد رأسه إلى السماء، وقال: اللهم إنّ هذا العبد الصالح يبغضنا فيك، ونحن نحبّه فيك. ثمّ ركب ومرَّ، فأخبر بعد ذلك أن أن خلف بن أيوب قد مرض فعاده، وقال: هَلْ لك من حاجة؟ قَالَ: نعم! حاجتي أنّ لا تعود إليّ، وإنْ مِتُّ فلا تُصلِّ عليَّ وعليك السّواد. فلمّا تُوُفّي شهِد أسد جنازته راجلا، ثمّ نزع السَّواد وصلّى عَلَيْهِ، فسمع صوتًا بالليل: بتواضعك وإجلالك لخلف ثبتت الدولة في عقبك.
قَالَ عَبْد الصَّمد بْن الفضل: تُوُفّي في رمضان سنة خمس عشرة ومائتين.
قلت: هذا يوضح لك أنّ وفادة أسد بْن نوح لم تكن عَلَى المعتصم بل على المأمون إن صحّت الحكاية.
تُوُفّي خَلَف سنة خمس ومائتين في أول رمضان، وله تسع وستون سنة.(5/69)
133 - ق: الخليل بن زكريا الْبَصْرِيُّ الشيباني العبدي. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: حبيب بن الشهيد، وابن جُرَيْج، وابن عَون، وعَمْرو بْن عُبَيْد، وهشام بْن حسّان، ومُجَالد.
وَعَنْهُ: محمد بْن عَقِيل النَّيْسَابوريُّ، وإبراهيم بْن نَصْر الكِنْديّ، والحارث بْن أَبِي أُسامة، وفضل بْن أَبِي طالب، وأحمد بن الخليل التّاجر، وجعفر بْن محمد بْن شاكر، وأحمد بْن الهَيْثَم بْن خَالِد البزّاز.
قَالَ أبو جعفر العُقَيْليّ: يحدث عَنِ الثقات بالبواطيل.
وقال ابن عدي: عامة حديثه لم يتابع عَلَيْهِ.(5/70)
134 - خُنَيْس بْن بَكْر بْن خُنَيْس. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، ومسْعَر، ومالك بْن مِغْوَلٍ، والثَّوْريّ.
وَعَنْهُ: محمد بْن عَبْد الملك [ص:71] الدَّقيقيّ، وداود بْن سليمان السّامُرّيّ، والحَسَن بْن عرفة، وحمدان الوَرَّاق، وابن الفرات.
ضعفه صالح جزرة.(5/70)
-[حَرْفُ الدَّالِ](5/71)
135 - داود بْن عيسى بْن عليّ العبّاسيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
أمير الكوفة للرشيد.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: حفيده محمد بْن عيسى بْن داود، وسعيد بْن عَمْرو، ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن المخزوميّ.
وقد ولي إمرة الحَرَمين. وأقام الموسم سنة إحدى ومائتين.
قَالَ وكيع: أهل الكوفة اليوم بخير؛ أميرهم داود بْن عيسى، وقاضيهم حفص بْن غياث، ومحتسبهم حفص الدورقي.(5/71)
136 - ق: داود بْن المُحَبَّر بْن قَحْذَم بن سليمان أبو سليمان الطائي، ويقال: الثقفي الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 201 - 210 ه]
نزيل بغداد الذي جمع كتاب " العقل ".
يروي عَنْ: شُعْبَة، وهمام، والربيع بْن صبيح، والحمادين، ومقاتل بْن سليمان، والأسود بْن شَيْبان، وطائفة.
وَعَنْهُ: محمد بن يحيى الأَزْدِيّ، وعليّ بْن إشكاب، وأبو شُعَيْب، وعبد اللَّه بْن أيّوب المُخَرِّميّ، والحسين بْن عيسى البسْطاميّ، وأبو أُمَيَّةَ الطَّرَسُوسيّ، وإسماعيل بْن أَبِي الحارث، ومحمد بن أحمد ابن أبي العوّام، والحارث بْن أَبِي أسامة، وجماعة.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ فضحك، وقال: شبْه لا شيء، كَانَ لا يدري ما الحديث.
وقال عَبَّاس الدُّوريّ: سَمِعْتُ ابن مَعِين، وذكر داود بْن المحبّر. فأحسن الثّناء عَلَيْهِ، وقال: ما زال معروفًا يكتب الحديث، ثمّ ترك ذَلِكَ فصحب قومًا من المعتزلة فأفسدوه، وهو ثقة.
وقال في موضع آخر: كَانَ ثقة، ولكنه جفا الحديث. وكان يتنسك، وجالس الصوفيين بعبادان، وكان يعمل الخوص. ثمّ قدِم بغداد. فلمّا أسنّ أتاه [ص:72] أصحاب الحديث فكان يحدثهم، وكان يخطئ كثيرًا ويصحف.
وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث.
وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث.
وقال أبو داود: ثقة، شبه ضعيف.
وقال النَّسائيّ: ضعيف.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: متروك الحديث.
وقال عَبْد الغني بْن سَعِيد، عَنِ الدَّارَقُطْنيّ: كتاب " العقل " وضعه أربعة: أولهم ميسرة بْن عَبْد ربّه، ثمّ سرقه منه داود بْن المحبر، فركبه بأسانيد غير أسانيد ميسرة، وسرقه عَبْد العزيز بْن أَبِي رجاء فركبه بأسانيد أُخَر، ثمّ سرقه سليمان بْن عيسى السِّجْزيّ، فأتى بأسانيد أُخَر. أو كما قَالَ.
وقال الخطيب: لو لم يكن لَهُ غير وضعه كتاب " العقل " بأسره لكَان دليلا كافيًا عَلَى ما ذكرته من أَنَّهُ غير ثقة.
قلت: روى ابن ماجة، عن ثقة، عن داود: حدثنا الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «ستفتح عَلَيْكُمْ مَدِينَةٌ يُقَالُ لَهَا: قَزْوِينُ، مَنْ رَابَطَ فِيهَا أَرْبَعِينَ لَيْلَةً كَانَ لَهُ فِي الْجَنَّةِ عمود مِنْ ذَهَبٍ وَزُمُرُّدَةٌ خَضْرَاءُ، عَلَى يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ، لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ مِصْرَاعٍ " ... الْحَدِيثَ. وَهُوَ حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى سنة ستٍّ ومائتين.(5/71)
137 - داود بْن يحيى بْن يمان العِجْليّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه][ص:73]
ثبت حافظ ماهر.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ.
وكتب في حدود السبعين ومائة وبعدها.
سمع منه معاوية بْن عَمْرو الأَزْدِيّ.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ ومائتين شابًا. ولو عاش لكان لَهُ شأن.(5/72)
138 - داود بْن يزيد. أمير السند. [الوفاة: 201 - 210 ه]
تُوُفّي سنة خمس ومائتين.(5/73)
139 - دُبَيْس بْن حُمَيْد المُلائيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: سفيان الثوري، وحمزة الزيات، وعبد الرحمن بْن حميد الرؤاسي.
وَعَنْهُ: علي بْن جَعْفَر الأحمر، ومحمد ابن الأصبهانيّ، وعليّ بْن محمد الطنافسي، وعبد المؤمن بْن عليّ الزَّعْفرانيّ.
قَالَ أبو حاتم: ضعيف.(5/73)
-[حَرْفُ الرَّاءِ](5/73)
140 - ت: رَوْح بْن أسلم أبو حاتم الباهلي الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: زائدة، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو محمد الدّارميّ، وحُمَيْد بْن زَنْجَوَيه، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وآخرون.
قَالَ أبو حاتم: لين الحديث.
وذكره ابن حبان في " الثقات ".
وقال البخاري: يتكلمون فيه.(5/73)
141 - ع: رَوْح بْن عبادة بْن العلاء بْن حسان أبو محمد القَيْسيّ الْبَصْرِيُّ الحافظ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
سَمِعَ: ابن عَون، وأيمن بْن نابل، وَحُسَيْنًا المعلّم، وحاتم بْن أَبِي صغيرة، وابن جُرَيْج، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبَة، وأشعث بْن عَبْد الملك الحمراني، وزكريّا بْن إِسْحَاق، وشُعْبة، وخلقًا.
وَعَنْهُ: أحمد، وإِسْحَاق، وبُنْدار، وابن نُمَيْر، وهارون الحمّال، وإبراهيم الْجُوزَجَانيّ، وأحمد بْن سَعِيد الرباطي، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وعبد بْن حُمَيْد، والحارث بْن أَبِي أسامة، وبشر بن موسى، ومحمد [ص:74] ابن أحمد بْن أَبِي العوام، والكُدَيْميّ، وأبو قلابة، وخلق كثير.
قَالَ الكُدَيْميّ: سَمِعْتُ ابن المَدِينيّ يَقُولُ: نظرت لرَوْح بْن عبادة في أكثر من مائة ألف حديث، كتبتُ منها عشرة آلاف.
وقال يعقوب بْن شَيْبة: كَانَ رَوْح أحد من يتحمل الحمالات، وكان سريا مريا، كثير الحديث جدا، سمعت علي ابن المَدِينيّ يَقُولُ: من المحدثين قوم لم يزالوا في الحديث لم يشغلوا عَنْهُ. نشأوا، فطلبوا، ثم صنفوا، ثمّ حدثوا، منهم رَوْح بْن عبادة.
وقال أبو بَكْر الخطيب: رَوْح بْن عبادة قدم بغداد وحدَّثَ بها مدة، ثمّ انصرف إلى البصرة فمات بها، وكان كثير الحديث. صنف الكتب في السُّنَن، والأحكام، وجمع التفسير. وكان ثقة.
وقال أبو مسعود الرّازيّ: طعن على روح بن عبادة اثنا عشر أوثلاثة عشر، فلم ينفذ قولهم فيه.
قلت: صدقة ابن مَعِين، وغيره. وما تكلَّم فيه أحدٌ بحجة. وتكلم فيه ابن مهدي، ثمّ رجع عَنْ ذَلِكَ.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى سنة خمسٍ ومائتين، وغلط من قَالَ سنة سبْعٍ. وحديثه في الكتب الستة ومسانيد الإسلام.(5/73)
142 - د ن: رَيْحانُ بْن سَعِيد بْن الْمُثَنَّى أبو عِصْمة القرشي السامي الناجي، [الوفاة: 201 - 210 ه]
أخو الْمُثَنَّى، وروح، والمغيرة.
كَانَ إمام مسجد عَبّاد بْن منصور بالبصرة.
سَمِعَ: عَبّاد بْن منصور، وشُعْبة، وروح بْن القاسم.
وَعَنْهُ: أحمد، وإسحاق، وأحمد بن إبراهيم الدَّوْرقيّ، وإبراهيم بْن سَعِيد الجوهريّ، ومحمد بْن حسّان الأزرق، وآخرون.
قَالَ النَّسائيّ، وغيره: لَيْسَ بِهِ بأس.
قَالَ ابن سعْد: تُوُفّي سنة ثلاث أو أربع ومائتين.(5/74)
-[حَرْفُ الزَّاي](5/74)
143 - الزَّحّاف بْن أَبِي الزَّحّاف الأصبهانيّ أبو محمد. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: هشام بْن حسان، وابن جُرَيْج، وَالْمُثَنَّى بن الصباح [ص:75]
وله بأصبهان عَقِب.
وَعَنْهُ: ابنه جعفر، وعقيل بْن يحيى، وغيرهما.(5/74)
144 - زُحَر بْن حصْن الطّائيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
يروي عَنْ: أَبِيهِ، وعمّه.
وَعَنْهُ: زكريا بن يحيى الطائي.
توفي سنة أربع ومائتين.(5/75)
145 - زهير بن نعيم البابي الزاهد أبو عبد الرحمن. [الوفاة: 201 - 210 ه]
نزل البصرة،
وَرَوَى عَنْ: سلام بْن أَبِي مطيع، وبشر بن منصور السليمي.
وَعَنْهُ: عارم، والفلاس، وأحمد الدَّوْرقيّ، وعبد الرَّحْمَن رُسْتَة، وأحمد بْن عصام الأصبهانيّ، وطائفة.
قَالَ سهل بن عاصم: سألت زهيرًا البابيّ: ألَك حاجة؟. قَالَ: نعم، أنّ تتقي اللَّه!.
وعنه قَالَ: جالستُ النّاس خمسين سنة، فما رأيت أحدًا إلا وهو يتبع الهوى، حتّى أَنَّهُ ليُخطئ، فيحبّ أنّ النّاس قد أخطأوا.
وعنه وددت أنّ الخلق أطاعوا اللَّه، وأني عذبت بالمقاريض.(5/75)
146 - م 4: زيد بن الحباب بن الريان، أو رومان، أبو الحُسين العُكْليّ الخُراسانيّ، ثمّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
والحُباب ضرْبٌ من الحيات.
كان حافظا زاهدا رحالا جوالا.
رَوَى عَنْ: أُسامة بْن زيد اللَّيْثيّ، وأسامة بْن زيد بْن أسلم، وأيمن بْن نابل، وسيف بْن سليمان الْمَكِّيّ، وعكرمة بْن عمّار، والضّحّاك بْن عثمان، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، ومالك بْن مِغْوَلٍ، وموسى بْن عُلَي بْن رباح، وموسى بْن عبيدة، ويحيى بْن أيّوب، ومعاوية بْن صالح، والحسين بْن واقد المَرْوَزِيّ، وخلق.
طلب العلم بعد الخمسين ومائة.
وَرَوَى عَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وأبو خَيْثَمَة، ومحمد بْن رافع، وأبو إِسْحَاق الْجُوزَجَانيّ، وأحمد بْن سليمان الرهاوي، والحَسَن بْن عليّ الحَلْوانيّ، وسَلَمَةُ بْن شبيب، وابن نُمَيْر، وأبو كُرَيْب، ويحيى بْن أَبِي طَالِب. ومن القدماء: يزيد بْن هارون، وهو أكبر منه.
وثّقه ابن المَدِينيّ وغيره.
وقال أحمد: كان صاحب حديث كيسًا، قد رحل إلى مصر وخُراسان في [ص:76] الحديث، وما كَانَ أصبره عَلَى الفقر. كتبت عنه بالكوفة وهاهنا. وقد ضرب في الحديث إلى الأندلس. نقله المَرُّوذِيّ، عَنْ أحمد.
قَالَ الخطيب: ظن أحمد رحمه اللَّه أنّ زيدًا سمع من معاوية بْن صالح بالأندلس، وكان عَلَى قضائها، وهذا وهم. وأحسب أنّ زيدًا سمع منه بِمَكَّةَ، فإن عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي سمع منه بِمَكَّةَ.
وقال الخطيب: رَوَى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن وهْب، ويحيى بْن أَبِي طَالِب وبين وفاتيهما ثمان وسبعون سنة.
وقال مُطِّين، وغيره: تُوُفّي سنة ثلاثٍ ومائتين.
وقال بعضهم، عَنْ عليّ بْن حرب قَالَ: أتينا زيدًا، فلم يكن لَهُ ثوب يخرج فيه إلينا، فجعل الباب بيننا وبينه حاجزًا، وَحَدَّثَنَا من ورائه.(5/75)
• - زيد بن واقد القرشي، مولاهم الدمشقي، أبو عمر [الوفاة: 201 - 210 ه]
من صغار التابعين. تقدم.(5/76)
147 - زيد بن أبي الزرقاء يزيد، أبو محمد التغلبي الموصلي نزيل الرملة، وقيل: اسم أبيه بريد. [الوفاة: 201 - 210 ه]
سَمِعَ: شعبة، والثوري، والأوزاعي، وجرير بن حازم، ومسعرا، ويزيد بن إبراهيم التستري، وجعفر بن برقان وهو أكبر شيخ له.
وَعَنْهُ: ابنه هارون، وعلي بن حرب، وعلي بن سهل الرملي، وسعيد بن أسد بن موسى، وطائفة.
قَالَ محمد بْن عَبْد اللَّه بْن عمار: لم أر مثل هؤلاء الثلاثة في الفضل: الُمَعافَى بْن عِمْران، وزيد بْن أبي الزَّرقاء، وقاسم الجرمي.
وقال ابن معين: لم يكن به بأس، كان عنده جامع سفيان، رأيته بمكة. [ص:77]
وقال زيد بن أبي الزرقاء: إذا كان للرجال عيال فخاف على دينه فليهرب.
وقال أبو زكريا الأزدي في تاريخ الموصل: ومنهم زيد بن أبي الزرقاء من أهل الفضل والنسك، خرج من الموصل إلى الرملة مهاجرا لفتنة كانت فيها سنة ثلاث وتسعين، ومات هناك سنة أربع وتسعين؛ فأخبرني عبد الله بن أبان عن أحمد بن أبي نافع أو غيره قال: أخذ زيد أسيرا في الجهاد فمات في الأسر سنة ثلاث أو أربع وتسعين.
وقال علي بن حرب: كان زيد ينتمي إلى بني تعلب، كان جده نبطيا فأضاف عليا عليه السلام مسيره إلى صفين.(5/76)
148 - زيد بْن واقد، أبو عليّ السَّمتيّ الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
نزيل الرّيّ.
عَنْ: أَبِي هارون العبْديّ، وإسماعيل السُّديّ، وحُمَيْد الطويل.
وَعَنْهُ: سهل بْن زَنْجلة، وأبو حاتم الرازي، وقال: كَانَ شيخًا كبيرًا فانيًا.
وقال أبو زرعة: رأيته يحدث، وليس بشيء.
قلت: هذا أكبر شيخ لأبي حاتم، وهو آخر من روى فِي الدُّنيا عَنِ السُّدِّيّ.
قَالَ أبو حاتم: هُوَ بصْريّ ثقة.(5/77)
149 - د ن ق: زيد بْن يحيى بْن عُبَيْد، أبو عَبْد الله الخزاعي الدمشقي. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: أبي معيد حفص بْن غَيْلان، وخليد بْن دَعْلَج، والأوزاعي، وعبد الرَّحْمَن بْن ثابت بْن ثوبان، وعفير بْن مَعْدان، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وأحمد بْن الأزهر، وأيوب بْن محمد الوزان، وشعيب بن شعيب بْن إِسْحَاق، وعباس التُّرْقُفيّ، وأبو محمد الدّارميّ، ويحيى بْن عثمان الحمصيّ، وطائفة.
وثّقه أحمد، وغيره.
وشهد جنازته أبو زُرْعة الدِّمشقيُّ سنة سبْعٍ، ودُفن بباب الصغير. قَالَ أبو زُرْعة: وكان من أهل الفتوى بدمشق.
وقال ابن مَعِين: كتبت عَنْهُ، وكان صاحب رأي.(5/77)
150 - زينب بنت الأمير سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ العبّاس الْعَبَّاسِيَّةُ الْهَاشِمِيَّةُ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
كانت صغيرة بالحميمة مع أهلها في آخر أيّام بُنيّ أمية. ثمّ نشأت في السعادة والنّعمة، وأدركت عدة خلفاء من بني عمّها، وعاشت إلى هذا الوقت.
وإليها ينسب بنو العبّاس الزينبيون أولاد عَبْد اللَّه ولدها ابن محمد بْن إبراهيم الإِمَام.
روت عَنْ أبيها. وعنها عاصم بْن عليّ، وأحمد بْن الخليل بْن مالك، ومحمد بْن صالح الْقُرَشِيّ، وعبد الصمد الهاشْميّ والد إبراهيم. وحكى عَنْهَا المأمون، وكان يحترمها ويجلّها. ويقال: إنها عاشت بعد المأمون، فالله أعلم.
ذكرها ابن عساكر.(5/78)
-[حَرْفُ السِّينِ](5/78)
151 - م د ت ن: سالم بْن نُوح الْبَصْرِيُّ العطار. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: سَعِيد الْجُرِيريّ، ويونس بْن عُبَيْد، وعُبَيْد اللَّه بْن عُمَر.
وَعَنْهُ: قُتَيْبة، وأحمد بْن حنبل، وبُنْدار، وخليفة بْن خيّاط، وعبد الرَّحْمَن بْن بِشْر بْن الحَكَم، ومحمد بْن المُثَنَّى، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن حفص الأَنْصَارِيّ، وعُمَر بْن شَبَّة.
قَالَ الْبُخَارِيّ: تُوُفّي بعد المائتين.
ووثَّقهُ أبو زُرْعة.
وقال أبو حاتم: لا يُحْتَجّ بِهِ.
قَالَ أحمد بْن حنبل: كتبنا عَنْهُ حديثًا واحدًا، لا بأس بِهِ.(5/78)
152 - خ ن: سعد بْن إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَبُو إِسْحَاق، [الوفاة: 201 - 210 ه]
أخو يعقوب، ووالد عَبْد اللَّه، وعُبَيْد اللَّه الزُّهْرِيّ.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وابن أَبِي ذئب، وعبيدة بْن أَبِي رائطة.
وَعَنْهُ: ابناه، ومحمد بْن سعْد الكاتب، ومحمد بْن الحُسين البُرْجُلانيّ. [ص:79]
قَالَ أحمد: لم يكن بِهِ بأس. ولكن يعقوب أقرأ للكتب وأحر رأسًا منه.
وقال أحمد العِجْليّ: لا بأس بِهِ، وكان عَلَى قضاء واسط.
وقال غيره: عُزل عَنِ القضاء، فلحق بالحسن بْن سهل، فولاه قضاء عسكره بفم الصِّلْح، ومات بالمبارك سنة إحدى ومائتين. ولهثلاث وستّون سنة.(5/78)
153 - سَعِيد بْن زكريّا الآدم، أبو عثمان الْمِصْرِيُّ، [الوفاة: 201 - 210 ه]
مولى مروان بْن الحَكَم الأُمَويّ.
سَمِعَ: الَّليْث، وشهاب بْن خراش، ومفضل بْن فَضَالَةَ.
وَعَنْهُ: الحارث بْن مسكين، وأبو الطاهر بْن السَّرْح، وسليمان المهْرِيّ، وسليمان بْن شُعَيْب الكَيْسانيّ.
قَالَ سليمان المهْرِيّ: كَانَ سَعِيد الآدم لو قِيلَ لَهُ: إن القيامة تقوم غدًا مَا استطاع أنّ يزداد من العبادة.
وقال الحارث بْن مسكين، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن القاسم: رأيتُ كأنّه يُقال لي: إنّ اللَّه يصلّي عليك وعلى سَعِيد بْن زكريّا.
تُوُفّي سنة سبْعٍ ومائتين، وكانت لَهُ عبادة وفضل. تُوُفّي بإخميم. ورّخه ابن يونس.(5/79)
• - سَعِيد بْن زكريا المدائني. [الوفاة: 201 - 210 ه]
مر قبل المائتين.(5/79)
154 - ت: سعيد بن سفيان الجحدري الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: داود بْن أَبِي هند، وابن عَوْن، وكَهْمُس، وشُعْبة، وعبد اللَّه بْن مَعْدان.
وَعَنْهُ: بندار، وزيد بن أخزم، ومحمد بْن المُثَنَّى، وعُقْبة بْن مُكْرَم، وغيرهم.
تُوُفّي سنة أربع أو خمس ومائتين.
قَالَ أبو حاتم: محله الصدق.
وقال علي ابن المَدِينيّ: سَعِيد بْن سُفْيَان ذهب حديثه.(5/79)
155 - سَعِيد بْن سَلْم بْن قُتَيْبة بْن مُسْلِم، الأمير أبو محمد الباهلي الخُراسانيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
ولي بعض خُراسان، وكان بصيرًا بالحديث والعربية.
سَمِعَ: ابن عَوْن، وأبا يوسف القاضي، وغيرهما.
وَعَنْهُ: عليّ بْن خَشْرَم، وابن الأَعْرابيّ صاحب العربيّة، ومحمود بْن غَيْلان.
قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: أتيته وكان عنده حديث عَنِ ابن عَوْن، محله الصُّدْق.(5/80)
156 - سَعِيد بْن الصّبّاح أبو سعد النَّيْسَابوريُّ الزّاهد، [الوفاة: 201 - 210 ه]
أخو يحيى بْن الصّبّاح، وإليهما ينسب بنَيْسابور محلَّةٌ وخانٌ كبير.
رحل وَسَمِعَ مِنْ: مالك بْن مِغْوَلٍ، ومسعر، وشُعْبة، وسفيان.
وَعَنْهُ: أحمد بْن يوسف، وأحمد بْن حفص، وعليّ بْن سَلَمَةَ اللَّبَقيّ، وأحمد بْن يحيى بْن الصّبّاح، وآخرون.
قَالَ أحمد بْن حفص: لم أر أعبد ولا أزهد منه.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا يوسف بن إسحاق الرازي قال: حدثنا أحمد بن الوليد، قال: حدثنا سعيد بن الصباح قال: سَمِعْتُ سُفْيَان الثَّوْريّ، وذُكِر عنده رَجُل، فقال: لقد شرع في الدين ما لم يأذن به الله.(5/80)
157 - ع: سَعِيد بْن عامر أبو محمد الضُّبَعيّ الْبَصْرِيّ الزّاهد، [الوفاة: 201 - 210 ه]
مولى بني عجيف. وأخوالُهُ بنو ضبيعة.
عَنْ: حبيب بْن الشهيد، ومحمد بْن عَمْرو بْن علقمة، وابن أَبِي عَرُوبَة، وحُمَيْد بْن الأسود، ويونس بْن عُبَيْد، وهَمَّام بْن يحيى، وصالح بْن رُسْتم، وجماعة.
وَعَنْهُ: احمد، وإِسْحَاق، وابن مَعِين، وابن المَدِينيّ، وبُنْدار، وعبد، والدارمي، ومحمود بْن غَيْلان، وعَبْد اللَّه بْن محمد بْن مُضَر الثَّقْفيّ، ومحمد بْن أحمد بْن أَبِي العوّام، وأحمد بْن الفُرات، والحارث بْن أَبِي أُسامة، وخلْق. [ص:81]
قَالَ محمد بْن الوليد البُسْريّ: سَمِعْتُ يحيى بْن سَعِيد يَقُولُ: هُوَ شيخ المصر منذ أربعين سنة.
وقال أبو داود: قَالَ يحيى بْن سَعِيد: إني لأغبط جيران سَعِيد بْن عامر.
وقال زياد بْن أيّوب، وابن الفُرات: ما رأينا بالبصرة مثل سَعِيد بْن عامر.
وقال ابن معين: حدثنا سَعِيد بْن عامر الثقة المأمون.
وقال أبو حاتم: كَانَ رجلا صالحًا صدوقًا، في حديثه بعض الغَلَط.
وقال أحمد بْن حنبل: ما رأيت أفضل منه، ومن حسين الْجُعْفيّ.
وقال الخطيب: حدَّثَ عَنْهُ ابن المبارك، ومحمد بْن يحيى بْن المنذر القزّاز، وبين وفاتَيْهما مائة وتسع سنين.
وقال ابن حِبّان: مات لأربع بقين من شوّال سنة ثمانٍ ومائتين، وهو ابن ستٍّ وثمانين سنة رحمه الله.(5/80)
158 - سعيد بن هبيرة بن عدبس بْن أنس بْن مالك الكَعْبيّ أبو مالك المَرْوَزِيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: حمّاد بْن سَلَمَةَ، وجرير بْن حازم، وجُوَيْريه بْن أسماء، وأبي عَوَانَة، وداود بْن أَبِي الفُرات.
وَعَنْهُ: أحمد بْن سَعِيد الدّارميّ، وأحمد بْن منصور زاج، ورجاء بْن مرجى، والسِّريّ بْن خُزَيْمة.
قَالَ أبو حاتم: لَيْسَ بالقوي.(5/81)
159 - ت ق: سَعِيد بْن مَسْلَمَة بْن هشام بْن عَبْد الملك بن مروان، [الوفاة: 201 - 210 ه]
ومنهم من زاد في نسبه أُميَّة بين مسلمة، وهشام.
كان بالجزيرة.
وَرَوَى عَنْ: هشام بْن عُرْوَة، وإسماعيل بْن أُميَّة، وابن عَجْلان، والاعمش، وجعفر الصادق، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بن الصباح الجرجرائي، وأيوب بن محمد بن الوزان، وعبد الله بن ذكوان القارئ، ودحيم، ومحمد بن مسعود [ص:82] العجمي، ويوسف بن بحر قاضي جبلة، وجماعة.
قال البخاري: منكر الحديث، في حديثه نظر.
وضعفه النسائي.
وقال ابن عدي: أرجو أَنَّهُ ممّن لا يترك حديثه.(5/81)
160 - سَعِيد بْن واصل أبو عُمَر الحَرَشِيّ الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: شُعْبَة، وجعفر بْن برقان.
وَعَنْهُ: سَعِيد بْن عَوْن، ومحمد بْن المختار، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وعباس الدُّوريّ، وجماعة.
قال ابن المَدِينيّ: ذهب حديثه.
وقال النَّسائيّ: متروك.
وقال أبو حاتم: لين الحديث.(5/82)
161 - سَعِيد بْن وهْب أبو عثمان السّاميّ مولاهم الْبَصْرِيّ الشاعر المشهور. [الوفاة: 201 - 210 ه]
كان مختصا بآل برمك، ثمّ إنّه تنسّك وغسل أشعاره.
تُوُفّي سنة تسعٍ ومائتين.
وهو القائل:
قَدَمَيَّ اعتورا رمل الكثيب.
الأبيات.(5/82)
162 - خ ت: سَعِيد بْن يحيى أبو سُفْيَان الحِمْيَريّ الواسطيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
سَمِعَ: معمرًا، والعوام بْن حوشب، وعوفًا الأَعْرابيّ، والضحاك بن حمرة، وجماعة.
وَعَنْهُ: يعقوب الدَّوْرقيّ، وعَبْد اللَّه المُخَرِّميّ، ومحمد بْن وزير، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وأحمد بْن سِنان، وجماعة.
وثّقه أبو داود، وغيره.
وتوفي سنة اثنتين في شَعْبان، وله تسعون سنة. [ص:83]
وقد ضعفه ابن سعد.(5/82)
163 - ق: سفيان بن حمزة بن سفيان بن فروة الأسلمي المدني، أبو طلحة، [الوفاة: 201 - 210 ه]
عمّ حمزة بْن مالك.
عَنْ: عُرْوَة بْن سُفْيَان، وكثير بْن زيد.
وَعَنْهُ: إبراهيم بْن حمزة الزبيري، وإبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: صالح الحديث.(5/83)
164 - 4: سُفْيَان بْن عُقْبة السوائي الكُوفيُّ [الوفاة: 201 - 210 ه]
أخو قَبِيصَة.
عَنْ: حسين المعلّم، ومسعر، وحمزة الزّيّات، وسفيان.
وَعَنْهُ: أبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة، وأبو كُرَيْب، ومحمود بْن غَيْلان، وعَبْد اللَّه بْن محمد بْن شاكر، وطائفة.
قَالَ ابن نُمَيْر: لا بأس بِهِ.(5/83)
165 - سَلْم بْن سلام الواسطيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: شُعْبَة، وشَيْبان، وبكر بْن خُنَيْس.
وَعَنْهُ: أحمد بْن سِنان، وخلف بن محمد كردوس، ومحمد بن عبد الملك، وعلي بن إبراهيم الواسطيون، وغيرهم.(5/83)
166 - خ م ن: سَلَمَةُ بْن سُليمان المَرْوَزِيُّ المؤدِّب. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: أَبِي حمزة السُّكّريّ، وعَبْد اللَّه بْن المبارك.
وَعَنْهُ: أحمد بْن أَبِي رجاء الهَرَوِيّ، وأحمد بْن سَعِيد الرِّباطيّ، وعَبَدة بْن عبد الرحيم المَرْوَزِيّ، ومحمد بْن أسلم الطُّوسيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن قُهْزَاد، وجماعة.
وكان من جلة العلماء.
قَالَ أحمد بْن منصور زاج: حَدَّثَنَا بنحوٍ من عشرة آلاف حديث من حفظه.
وقال النَّسائيّ: ثقة.
قِيلَ: مات سنة ثلاث أو أربع ومائتين.
وأما البخاري فقال: قال محمد [ص:84] ابن الَّليْث: تُوُفّي سنة ستٍّ وتسعين ومائة.(5/83)
167 - سَلَمَةُ بْن سليمان الأَزْدِيّ المَوْصِليّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: عَبْد العزيز بن أبي رواد، وخليد بْن دَعْلَج، وسفيان الثَّوْريّ.
وَعَنْهُ: عليّ بْن حرب، ومحمد بْن يزيد الرّياحيّ.
لينه ابن عديّ، وأبو الفتح الأَزْدِيّ.
تُوُفّي سنة سبْعٍ ومائتين.(5/84)
168 - سَلَمَةُ بْن عقار. [الوفاة: 201 - 210 ه]
وثّقه ابن مَعِين.
يروي عَنْ: فضَيْل بْن عِيَاض، وحماد بْن زيد.
وَعَنْهُ: أحمد بن إبراهيم الدورقي، وسعدان بن يزيد.(5/84)
169 - سليمان بن الحكم بن عوانة الكلبي. [الوفاة: 201 - 210 ه]
حَدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ، والعلاء بْن كثير الشامي، والقاسم بْن الوليد الكوفيِّ.
وَعَنْهُ: محمد بْن الصّبّاح الْجَرْجَرائيّ، ومحمد بْن قُدَامة المصِّيصيّ، ومحمد بن أبي العوام الرياحي.
متروك.(5/84)
170 - خت م 4: سليمان بْن داود بْن الجارود أبو داود الْبَصْرِيّ، الفارسي الأصل، مولى آل الزُّبَيْر الطَّيالِسيّ الحافظ، [الوفاة: 201 - 210 ه]
مصنف المسند المشهور.
سَمِعَ: هشاما الدستوائي، ومعروف بْن خَرَّبُوذ، وأَيْمَن بْن نَابِلٍ، وشُعْبة، وسفيان، وبسطام بْن مُسْلِم، وصالح بْن أَبِي الأخضر، وأبو عامر الخزّاز، وطلحة بْن عَمْرو، وخلقًا سواهم.
وَعَنْهُ: جرير بْن عَبْد الحميد أحد شيوخه، وأبو حفص الفلاس، وعباس الدُّوريّ، ومحمد بْن سعْد الكاتب، وبُنْدار، ويعقوب الدَّوْرقيّ، واخوه أحمد، والكُدَيْميّ، وهارون بْن سليمان، وأحمد بْن الفُرات، ويونس بْن حبيب، وخلق. [ص:85]
قَالَ الفلاس: ما رَأَيْت أحفظ منه.
وقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي: هُوَ أصدق النّاس.
وقال أحمد بْن عَبْد اللَّه العِجْليّ: رحلت إلى أَبِي داود فأصَبْته قد مات قبل قدومي بيوم. قَالَ: وكان قد شرب البلاذُر فجذم.
وقال عامر بْن إبراهيم: سَمِعْتُ أبا داود يقول: كتبت عن ألف شيخ.
وجاء عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يسرد من حفظه ثلاثين ألف حديث، وقال سليمان بْن حرب: كَانَ شُعْبَة يحدث، فإذا قام قعد أبو داود وأملى من حفظه ما مر في المجلس.
وحدث عبد الرحمن بن أبي حاتم، عن يونس بْن حبيب قَالَ: قَالَ أبو داود: كنا ببغداد، وكان شعبة وابن إدريس يجتمعون يتذاكرون، فذكروا باب المجذوم فقلت: حدثنا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَارِجَةَ بْن زَيْدُ قَالَ: كَانَ مُعَيْقيب يحضر طعام عُمَر، فقال لَهُ: يا مُعَيْقيب، كُلْ مما يليك. فقال شُعْبَة: يا أبا داود لم تجئ بشيء أحسن مما جئت بِهِ.
وقال وكيع: ما بَقِيّ أحد أحفظ لحديث طويل من أَبِي داود. قَالَ: فذُكر ذَلِكَ لأبي داود، فقال: قُلْ لَهُ: ولا قصير.
وقال عليّ بْن أحمد بْن النَّضْر: سَمِعْتُ ابن المَدِينيّ يَقُولُ: ما رأيت أحفظ من أَبِي داود الطَّيالِسيّ.
وقال عُمَر بْن شَبَّة: كتبوا عَنْ أَبِي داود بأصبهان أربعين ألف حديث، وليس معه كتاب.
وقال حفص بْن عُمَر المِهْرقاني: كَانَ وكيع يَقُولُ: أبو داود جبل العِلم.
وقال إبراهيم بْن سَعِيد الجوهريّ: أخطأ أبو داود في ألف حديث.
قَالَ خليفة، وغيره: تُوُفّي سنة أربعٍ ومائتين. [ص:86]
وآخر من روى عَنْ أَبِي داود محمد بْن أسد المَدِينيّ، سمع منه مجلسًا واحدًا.
وقد سمعنا " مُسْنِد أَبِي داود " من أصحاب ابن خليل الآدميّ الحافظ.
وقد تكلَّم فيه مُحَمَّد بن المنهال الضّرير، وقال: كنت أتهمه. قَالَ لي: لم أسمع من ابن عَوْن.
قَالَ: ثمّ سألته بعد ذَلِكَ: أسمعت من ابن عَوْن؟. فقال: نعم، نحو عشرين حديثًا.(5/84)
171 - خ ن: سليمان بْن صالح أبو صالح اللَّيْثيّ مولاهم المَرْوَزِيّ سلمويه، [الوفاة: 201 - 210 ه]
صاحب ابن المبارك أكثر عَنْهُ.
وَسَمِعَ مِنْ: أوس بْن عَبْد اللَّه بْن بريدة.
وَعَنْهُ: إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وأحمد بْن شَبّوَيْه، ومحمد بْن عَبْد العزيز بْن أَبِي رزْمة.
وعُمِّر دهرًا.
قِيلَ: إنّه عاش نحوًا من مائة سنة.
روى له البخاري مقرونا بغيره، وهو أكبر من ابن المبارك.(5/86)
172 - سليمان بْن عيسى السِّجْزيّ. [أبو يحيى، ويقال: أبو الربيع] [الوفاة: 201 - 210 ه]
يَرْوِي عَنْ: ابن عون، وشعبة.
وَعَنْهُ: أحمد بن يوسف، ومحمد بْن أشرس، ومحمد بْن يزيد السَّلَمِيُّون.
وكان متهمًا بالكذب. لَهُ عدة أحاديث موضوعة، ساقها ابن عديّ وقال: وضّاع.
وذكره الحاكم في تاريخه وقال: يكنى أبا يحيى، ويقال: أبو الربيع، رَوَى عَنْ: عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر، وابن عَوْن، وداود بن أبي هند، وأكثر عَنِ الثَّوْريّ، ومالك.
روى عنه جماعة من أكابر مشايخ الحديث عَنْ غير معرفة منهم بحاله. إلى أنّ قَالَ: وأكثر تَعَجُّبي من إمام أهل الحديث يحيى بْن يحيى أَنَّهُ روى عَنْهُ وخفي عَلَيْهِ حاله.(5/86)
173 - سُلَيْم بْن عثمان الفَوْزيُّ [الوفاة: 201 - 210 ه]
أخو خطّاب، حمصيّ.
زعم أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ: محمد بْن زياد الألْهانيّ، فروي عَنْهُ أحاديث مُنْكَرَة.
روى عَنْهُ: محمد بْن عَوْف، وأخوه خطّاب، وأبو حُمَيْد أحمد بْن محمد بْن سيّار العَوْهيّ، وسليمان بْن سَلَمَةَ.
قَالَ ابن عَوْف: لم نكن نتهمه.
قلت: وروى ابن عدي عن النسائي، عن عبد الله بن الرحمن، فذكر حديثا.(5/87)
174 - ن: السَّمَيْدَعُ بْن واهب بْن سَوَّار الْجَرْميّ الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: شعبة، ومبارك بن فضالة.
وَعَنْهُ: صالح بْن عديّ، وعُمَر بْن شَبَّة، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
قلت: له حديث في النسائي يقع بعُلُوّ في الغيلانيّات.(5/87)
175 - السِّنْديّ بْن شاهك. الأمير أبو نَصْر، مولى أَبِي جعفر المنصور. [الوفاة: 201 - 210 ه]
ولي إمرة دمشق للرشيد، ثمّ وليها بعد المائتين. وكان ذميم الخَلْق سِنديًّا كاسْمه.
قَالَ الجاحظ: كَانَ لا يستحلف المكاري، ولا الملاح، ولا الحائك، بل يجعل القول قول المدعي.
ويروى أنّ السِّنْديّ هدم سُور دمشق.
وقد ضرب رجلا طويل اللّحية، فجعل يَقُولُ: العفو يا ابن عمّ رسول اللَّه؛ فقال: والَك أَهَاشِميٌّ أنا؟! فقال: يا سيدي، تريد لحيهْ وعقلْ!.
وقال خليفة: تُوُفّي السِّنْديّ سنة أربعٍ ومائتين ببغداد.(5/87)
176 - السِّنْديّ بْن عَبْدُوَيْه الكلْبيّ الرّازيّ، أبو الهيثم قاضي قزْوين وهَمَذان. واسمه سُهَيْلُ بْن عَبْد الرَّحْمَن. [الوفاة: 201 - 210 ه]
رَوَى عَنْ: إبراهيم بْن طِهْمان، وأبي بَكْر النَّهْشَليّ، وجرير بْن حازم، وعَمْرو بْن أبي قيس.
وَعَنْهُ: أحمد بن الفُرات، ومحمد بْن حمّاد الطِّهْرانيّ، ومحمد بْن عمّار. ورآه أبو حاتم وسمع كلامه.
وَرُوِيَ أنّ أبا الوليد الطَّيالِسيّ قَالَ: ما رأيت بالريّ أعلم من السِّنْديّ بْن عَبْدُوَيْه، ومن يحيى بن الضريس.
قلت: يقع حديثه بعلو في جزء ابن أبي ثابت، ويقال: اسمه سهل بْن عَبْدُوَيْه.(5/88)
177 - سَوْرة بْن الحَكَم الكُوفيُّ. الفقيه، [الوفاة: 201 - 210 ه]
نزيل بغداد.
يروي عَنْ: شَيْبان النَّحْويّ، وسليمان بْن أرقم.
وَعَنْهُ: محمد بْن هارون، وعباس الدُّوريّ، وجماعة.
وكان من كبار الحنفية.(5/88)
178 - م ت ن ق: سُوَيد بْن عَمْرو أبو الوليد الكلْبيّ الكُوفيُّ العابد. [الوفاة: 201 - 210 ه]
رَوَى عَنْ: داود الطّائيّ، وعبد العزيز بْن أَبِي سَلَمَةَ الماجِشُون، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وغيرهم.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وأبو كُرَيْب، وإِسْحَاق بْن بُهْلُولٍ، وجماعة.
وكان ثقة.(5/88)
179 - سهل بْن حسام بْن مِصَكّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: شُعْبَة، وغيره.
وَعَنْهُ: محمد بْن مرزوق.
تُوُفّي سنة اثنتين ومائتين.(5/88)
180 - م 4: سهل بْن حمّاد العَنْقَزَيّ أبو عتّاب الدّلال الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: عَبّاد بْن منصور، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وشُعْبة، وجماعة.
وَعَنْهُ: الدّارميّ، [ص:89] وأبو إِسْحَاق الْجُوزَجَانيّ، ومحمد بْن يحيى بْن المنذر القزّاز، وأبو قلابة الرَّقَاشيّ، وجماعة.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
قلت: تُوُفّي سنة ثمانٍ، وهو بكنيته أشهر.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث.(5/88)
181 - سهل بْن المغيرة أبو علي البزاز، [الوفاة: 201 - 210 ه]
إمام مسجد عفان ببغداد.
حدَّثَ عَنْ: أَبِي مَعْشَر السِّنْديّ، وإسماعيل بْن جعفر، وعبد الرَّحْمَن بْن زيد بْن أسلم، وعَبّاد بْن عَبّاد، وطائفة.
وَعَنْهُ: ابنه عليّ، ويحيى بْن مُعَلَّى بْن منصور، ومحمد بن سهل بن عسكر.
محله الصدق.(5/89)
182 - ن: سيف بْن عُبَيْد الله، أبو الحَسَن الْجَرْميّ الْبَصْرِيُّ السراج. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: شُعْبَة، والأسود بْن شَيْبان، والمسعوديّ، ووَرْقاء، وجماعة.
وَعَنْهُ: عمرو الفلاس، وعُمَر بْن الخطّاب السِّجِسْتانيّ، وحفص بْن عُمَر السَّيّاريّ، وإِسْحَاق بْن يسار النَّصِيبيّ، وآخرون.
قَالَ الفلاس: كَانَ من خِيار الخلْق.
وقال عمرو بن يزيد الجرمي: ثقة.(5/89)
-[حَرْفُ الشِّينِ](5/89)
183 - ع: شبابة بن سوار أبو عمرو الفزاري مولاهم المدائني. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: ابن أَبِي ذئب، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وشُعْبة، وإسرائيل، وحَريز بْن عثمان، وعبد الله بن العلاء بن زبر، وطائفة.
وَعَنْهُ: أحمد، وابن رَاهَوَيْه، وابن المَدِينيّ، وابن مَعِين، وأحمد بْن الفُرات، والحَسَن الحَلْوانيّ، وأبو خَيْثَمَة، ومحمد بْن عاصم الثَّقْفيّ، وعبّاس الدُّوريّ، وخلْق.
قَالَ ابن المَدِينيّ، وغيره: كَانَ يرى الإرجاء.
وقال أحمد العِجْليّ: قِيلَ لشَبَابَة: أليس الإيمان قولا وعملا؟ قَالَ: إذا قَالَ فقد عمل. [ص:90]
وقال أبو زُرْعة: رجع شَبَابةُ عَنِ الإرجاء.
وقال أحمد بْن حنبل: كَانَ شُعْبَة يتفقد أصحاب الحديث، فقال يومًا: ما فعل ذاك الغلام الجميل، يعني شَبَابةُ.
وقال ابن قُتَيْبة: خرج إلى مَكَّةَ فمات بها.
وقال جماعة: توفي سنة ست ومائتين.(5/89)
184 - ع: شجاع بْن الوليد بْن قيس، أبو بدر السَّكُونيّ الكُوفيُّ العابد، [الوفاة: 201 - 210 ه]
نزيل بغداد.
عَنْ: عطاء بْن السائب، وليث بْن أَبِي سُلَيْم، ومغيرة بْن مُقْسِم، وقابوس بْن أَبِي ظبيان، وخصيف، والأعمش، وموسى بْن عُقْبة، وهشام بْن عُرْوَة، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابنه أبو همام الوليد بْن شجاع، وأحمد، وإِسْحَاق، وابن مَعِين، وأبو عبيد، وعلي ابن المديني، وأبو بكر الصغاني، وسَعْدان بْن نَصْر، ويحيى بْن أَبِي طَالِب، ومحمد بْن المنادي، وعَبْد اللَّه بْن رَوْح، وخلْق.
قَالَ أحمد بْن حنبل: صدوق.
وقال ابن سعْد: كَانَ أبو بدر كثير الصّلاة وَرِعًا.
وقال الثَّوْريّ: لم يكن بالكوفة أعبد منه.
وقال المَرُّوذِيّ: قَالَ أبو عَبْد اللَّه: كنت مَعَ ابن مَعِين، فلقي أبا بدر، فقال لَهُ: يا شيخ اتق اللَّه، وانظر هذه الأحاديث لا يكون ابنك يعطيك. قَالَ أبو عَبْد اللَّه: فاستحييت وتنحيت. فبلغني أَنَّهُ قَالَ: إنّ كنت كاذبًا فعل اللَّه بك وفعل. قَالَ أبو عَبْد اللَّه: أرجو أنّ يكون صدوقا.
قلت: ثم وثقه ابن معين وأنصفه. روى عَنْهُ توثيقه أحمد بْن زُهير، وغيره.
وَأَمَّا أبو حاتم فقال: ليِّن الحديث، لا يُحْتَجّ بِهِ، إلا أنّ عنده عَنْ محمد بْن عَمْرو أحاديث صِحاح. [ص:91]
قَالَ ابن سعْد، وأبو حسّان الزّياديّ: تُوُفّي سنة أربعٍ ومائتين.
وقال الْبُخَارِيّ: سنة خمس.(5/90)
185 - د ن: شُرَيْح بْن يزيد، أبو حَيْوَة الحضرمي الحمصيّ المقرئ المؤذِّن. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: صَفْوان بْن عَمْرو، وسعيد بن عبد العزيز، وأبي البرهسم حُدَير بْن مَعْدان، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابنه حَيْوَة بْن شُرَيْح، وإِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وأحمد بْن الفرج الحجازي، وآخرون.
وتوفي سنة ثلاثٍ ومائتين.
قرأ عَلَى الكسائي، وله اختيار في القراءة شاذ.(5/91)
186 - ن: شُعَيْب بْن بَيَان الْبَصْرِيّ الصّفّار. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: أَبِي ظِلالٍ القَسْمَليّ، وشُعْبة، وغيرهما.
وَعَنْهُ: سليمان بْن سيف الحرّانيّ، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وإبراهيم بْن المُسْتَمرّ العروقي، وجماعة.
تُوُفّي سنة بضعٍ ومائتين.(5/91)
-[حَرْفُ الصَّادِ](5/91)
187 - صالح بْن عَبْد الكريم البَغْداديُّ العابد. [الوفاة: 201 - 210 ه]
أَخَذَ عَنْ: سفيان الثوري، وغيره.
حكى عَنْهُ: عليّ بْن الموفق، ومحمد بْن الحُسين البُرْجُلانيّ.
وكان يَقُولُ: يا أصحاب الحديث ما ينبغي أنّ يكون أحدٌ أزهد منكم، إنّما تقلّبون دواوين الموتى لَيْسَ بينكم وبين النبي صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحدٌ إلا وقد مات.(5/91)
188 - صدقة بْن سابق الكُوفيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
سَمِعَ: محمد بْن إِسْحَاق.
وَعَنْهُ: أبو يحيى صاعقة، ومحمد بْن أَبِي عتاب الأعين، وإبراهيم بْن سَعِيد الجوهريّ، وسَعْدان بْن نَصْر، وغيرهم.
وما علمت أحدا ضعفه.(5/91)
189 - ق: صَفْوان بْن هُبَيْرة، أبو عَبْد الرَّحْمَن التَّيْميّ العيشي الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وعيسى بْن المسيّب البَجَليّ، وابن جريج، وأبي مكين نوح بْن ربيعة، وغيرهم.
وَعَنْهُ: الحَسَن بْن عليّ الخلال، ومحمد بْن عُمَر المُقَدَّمّي، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وأبو قِلابة الرَّقَاشيّ، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: شيخ.
لَهُ حديث واحد عند ابن ماجة في المريض يشتهي شيئًا.(5/92)
190 - صلة بْن سليمان، أبو زيد العطّار. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: محمد بْن عَمْرو، وهشام بْن حَسّان.
وَعَنْهُ: محمد بْن عَبْد الملك الدقيقي، وغيره.
قَالَ أبو داود، وغيره: كذاب.
وقد ذكره ابن عديّ، وأورد لَهُ بلايا منها: محمد بن حرب النشائي: حدثنا صِلَةُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا: " مَنْ حَجَّ عَنْ وَالِدَيْهِ أَوْ قَضَى عَنْهُمَا مَغْرَمًا بُعِثَ مَعَ الأَبْرَارِ ".
وله عَنْ أشعث الحُدّانيّ.
وَعَنْهُ: أيضًا: القاسم بْن عيسى الطّائيّ، وسليمان بْن أحمد الواسطيّ.
وَرَوَى عَبَّاسُ الدُّورِيُّ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: كَانَ صلة ببغداد يكذب، ترك النّاس حديثه.(5/92)
191 - ت: صيفي بْن ربعي الأَنْصَارِيّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: ابن أبي ذئب، وشعبة، والثوري، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو كُرَيْب، والحسين بْن يزيد الطّحّان، وغيرهما.
قَالَ أبو حاتم: صالح الحديث.(5/92)
-[حَرْفُ الضَّادِ](5/93)
192 - الضّحّاك بْن عثمان بْن الضّحّاك بْن عثمان بْن عَبْد اللَّه الحزاميّ الصغير. [الوفاة: 201 - 210 ه]
يروي عَنْ: جَدّه، ومالك.
وَعَنْهُ: ابنه محمد، وإبراهيم بْن المنذر الحزامي، وغيرهما.
وكان نسابة قريش بالمدينة، عارفًا بالأخبار وأيّام النّاس.(5/93)
193 - 4: ضَمْرَةُ بْن ربيعة، أبو عَبْد اللَّه الْقُرَشِيّ مولاهم الدِّمشقيُّ ثمّ الرَّمْليّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن شوذب، ويحيى بْن أَبِي عَمْرو السَّيبانيّ، والأوزاعيّ، ومولاه عليّ بْن أَبِي حملة، ورجاء بْن أَبِي سَلَمَةَ، وإبراهيم بْن أَبِي عَبْلَةَ، وعثمان بْن عطاء الخُراسانيّ، وسُفْيَان الثَّوْريّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: يحيى بْن بكير، ودحيم، وأبو عمير عيسى ابن النّحّاس، وعَمْرو بْن عثمان، وهشام بْن عمار، وابن ذَكْوان، ومحمد بْن عَمْرو بْن حنان، وأحمد بْن الفَرَج الحجازيّ، وخلق. وكان عالمًا نبيلا، له غلطات.
قال أحمد بن حنبل: بلغني أنه كان شيخا صالحا وهو أحب إلي من بقية، وهو من الثّقات المأمونين لم يكن بالشام رجل يشبهه.
وفي لفظ عن أحمد بْن حنبل: بقية أحب إليّ منه. والأول أصح عن أحمد.
وقال ابن مَعِين: ثقة.
قلت: تُوُفّي في رمضان سنة اثنتين ومائتين عَنْ سنٍّ عالية.
وقد روى عَنْهُ من شيوخه إسماعيل بْن عياش. وقال فيه آدم بْن أَبِي أياس: ما رأيت أحدًا أعقل لما يخرج من رأسه منه.
وقال ابن سعْد: كَانَ ثقة مأمونًا خيِّرًا. لم يكن هناك أفضل منه. وقال: مات في أول رمضان سنة اثنتين.
وقال ابن يونس: كَانَ فقيههم في زمانه رحمه الله.(5/93)
-[حَرْفُ الطَّاءِ](5/94)
194 - طاهر بن الحسين بن مصعب بن رزيق الأمير ذو اليَمِينَيْن، أبو طلحة الخُزاعيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
أحد قواد المأمون الكبار، والقائم بإكمال خلافته، فإنّه نَدَبَه، وهو معه بُخراسان، إلى محاربة أخيه الأمين. فسار بالجيوش وظفر بالأمين وقتله.
وكان جوادًا مُمَدَّحًا من أفراد العالم.
رَوَى عَنْ: عَبْد اللَّه بْن المبارك، وعليّ بْن مُصْعَب عمّه.
وَعَنْهُ: ابناه: عَبْد اللَّه أمير خراسان، وطلحة.
وفيه يَقُولُ مقدّس الخلوقيّ الشاعر:
عجبت لحَرَّاقة ابن الحسيـ ... ـن كيف تعوم ولا تغرقُ
وبَحْران من فوقها واحدٌ ... وآخر من تحتها مُطبقُ
وأعجب من ذاك عيدانها ... إذا مسها كيف لا تورّقُ
وعن بعض الشُّعَراء قَالَ: كَانَ لي ثلاث سنين أتردد إلى باب طاهر بْن الحُسين فلا أصل، فركب يومًا للعب بالصَّوالجة، فصرتُ إلى الميدان، فإذا الوصول إِلَيْهِ مُتَعَذَّر، وإذا فُرجة من بُستان، فلمّا سَمِعْتُ ضرْبَ الصّوالجة ألقيت نفسي منها، فنظر إليّ وقال: من أنت؟ قلت: أنا باللَّه وبك وإيّاك قصدت، وقد قلت بيتي شِعْر. قَالَ: هاتهما. فأنشدته:
أصبحت بين خصاصة وتجمُّل ... والْحُرُّ بينهما يموت هزيلا
فامْدُدْ إليَّ يدًا تعوّد بطنها ... بذْلَ النّوال وظهرُها التَّقبيلا
فوصله بعشرين ألف درهم.
ويقال: إنّه وقع يوما بصلات بلغت ألف ألف وسبعمائة ألف درهم. وكان مَعَ شجاعته وفروسيته خطيبًا بليغًا مُفَوَّهًا أديبًا مهيبًا.
تُوُفّي سنة سبْعٍ ومائتين، وهو في الكهولة.(5/94)
195 - طاهر بْن رُشَيْد البزاز، أبو عبد الرحمن، [الوفاة: 201 - 210 ه]
قاضي همذان.
عَنْ: سليمان بْن عَمْرو صاحب عَبْد الملك بْن عُمَيْر، وغيره.
وَعَنْهُ: عَبْدُوَيْه القوّاس، وحمدان بن المغيرة السكري، وعبد الرحيم بن يحيى الديبلي. [ص:95]
ذكره شِيرُوَيْه.(5/94)
196 - طلاب بْن حَوْشب الشَّيْبانيّ. أخو العوّام بْن حوشب. يكنى أبا يريم، ويقال: أبو رويم. [الوفاة: 201 - 210 ه]
رَوَى عَنْ: أخيه، وعاش بعده دهرًا، وعن جعفر الصادق، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، ومجالد، وغيرهم.
وَعَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن عُمَر الْقُرَشِيّ، وموسى بْن عَبْد الرَّحْمَن المسروقيّ، ومحمد بْن إسماعيل الأحْمُسيّ، وعباس الدُّوريّ، وهو أكبر شيخٍ لعبّاس.
سئل عنه أبو حاتم، فقال: صالح.(5/95)
-[حَرْفُ الْعَيْنِ](5/95)
197 - عابد بْن أَبِي عابد البَغْداديُّ، أبو بِشْر المقرئ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
قرأ على حمزة الزيات، وتصدر ببغداد للإقراء زمانًا.
قرأ عَلَيْهِ خَلَف بْن هشام، وأحمد بْن جُبَيْر، ومحمد بْن الْجَهْم السّمريّ، وغيرهم.(5/95)
198 - عافية بْن أيّوب بْن عَبْد الرَّحْمَن. مولى دَوْس، أبو عُبَيْدة الْمِصْرِيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
رَوَى عَنْ: معاوية بْن صالح، وحيوة بْن شُرَيْح، وسعيد بْن عبد العزيز، والمحرر بْن بلال بْن أَبِي هُرَيْرَةَ، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ طائفة آخرهم موتًا بحر بْن نَصْر الخَوْلانيّ.
تُوُفّي في شَعْبان سنة أربعٍ ومائتين. قاله ابن يونس.(5/95)
199 - ن: عامر بْن إبراهيم بْن واقد الأشعريّ. مولى أَبِي موسى رضى الله عنه، أبو إبراهيم الأصبهانيّ المؤذِّن. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: مبارك بْن فَضَالَةَ، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، ومالك، ويعقوب القُمّيّ، وخطّاب بْن جعفر بْن أَبِي المغيرة، وأبي عُبَيْد اللَّه عذار بْن عُبَيْد اللَّه الأصبهاني، والنعمان بْن عَبْد السّلام، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابناه إبراهيم، ومحمد، وأبو حفص الفلاس، وأسيد بْن عاصم، ويونس بْن حبيب، وحفص بْن عُمَر المهرقانيّ، وآخرون.
قَالَ الفلاس: كَانَ ثقة من خيار النّاس. [ص:96]
وقال أبو نُعَيْم الحافظ: خرج عامر إلى يعقوب القُمّيّ، فكتب عَنْهُ عامّة كُتُبه. وكان يبيع الخشب. وقيل لَهُ: لِمَ لَمْ تكتب عَنِ النُّعْمان بْن عَبْد السّلام كُتُبَه؟ قَالَ: كانوا أغنياء لهم ورّاقون، ولم يكن لي شيء.
توفي سنة إحدى أو اثنتين ومائتين.(5/95)
200 - عامر بْن خِداش، أبو عَمْرو الضَّبّيّ النَّيْسَابوريُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
أحد الأئمة والصالحين.
سَمِعَ: شريكًا القاضي، وفرج بْن فَضَالَةَ، وعَبّاد بْن العوّام.
وَعَنْهُ: محمد بْن عَبْد الوهّاب الفراء، والحسين بْن منصور، وغيرهما.
تُوُفّي سنة خمسٍ ومائتين.
فيه لين.(5/96)
201 - ق: عَبَّادُ بْن يوسف الكِنْديّ الحِمْصيُّ الكرابيسيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: أرطأة بْن المنذر، وصَفْوان بْن عَمْرو، وغيرهما.
وَعَنْهُ: يزيد بْن عَبْد ربه الْجُرْجُسيّ، وإبراهيم بْن العلاء الزُّبَيْديّ، وعَمْرو بْن عثمان، وغيرهم.
وَقَدْ رَوَى عَنْهُ الوليد بْن مُسْلِم، وهو أكبر منه.
وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي " الثِّقَاتِ "، وَقَالَ: مَاتَ سنة ست ومائتين.(5/96)
202 - ق: عباءة بْن كُلَيْب، أبو غسان اللَّيْثيّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: مبارك بن فضالة، وحماد بن سلمة، وداود الطّائيّ العابد، وجُوَيْريه بْن أسماء، وجماعة.
وَعَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن الوضّاح اللُّؤلُؤيّ، وأبو كريب، وعلي بن محمد الطنافسي، ومحمد بن عبادة الواسطيّ، وإِسْحَاق بْن بُهْلُولٍ، والحَسَن بْن عليّ بْن عفان، وطائفة.
حدَّثَ بالعراق والريّ.
قَالَ أبو حاتم: صدوق. ولينه غيره.(5/96)
203 - د ن: عَبْد اللَّه بْن إبراهيم بْن عُمَر بْن كيسان، أبو يزيد الصنعاني. [الوفاة: 201 - 210 ه][ص:97]
عَنْ: أبيه، وعميه: حفص، ووهب، ونويس قليل يمانيين.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وأحمد بْن صالح الْمِصْرِيُّ، وعليّ بْن المَدِينيّ، وَسَلَمَةُ بْن شبيب، والرَّماديّ، وطائفة.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بأس.
قلت: أخرج له أبو داود والنسائي هذا الحديث فقط: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مَأنُوسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ صَلاةً بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ هَذَا الْفَتَى، يَعْنِي عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ: فحزرنا في الركوع عشر تسبيحات، وفي السجود عشر تسبيحات.(5/96)
204 - د ت: عَبْدِ اللَّه بْنِ إبراهيم بْنِ أَبِي عَمْرو الغفاري المدني، أبو محمد. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وإِسْحَاق بْنُ مُحمد الْأَنْصَارِيّ، ومالك، والمنكدر بْنُ مُحَمَّد، وجماعة.
وَعَنْهُ: سَلَمَةُ بْنُ شَبيب، والْحَسَن بْنُ عَرَفَة، وأبو قلابة الرَّقَاشيّ، ويحيى بْنُ زَكَريّا بْنِ شَيْبان، والكُدَيْميّ، وجماعة.
قَالَ أبو داود، وَغَيْرُهُ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يتابعه عَلَيْهِ الثّقات.
ونسبه ابن حِبّان إلى وضع الحديث.(5/97)
205 - عَبْدُ اللَّه بْنُ إِبْراهيم بْنِ الأغلب التَّميميّ المغربيّ. الأمير. [الوفاة: 201 - 210 ه]
ولي إمرة القيروان بعد والده سنة ستٍّ وتسعين ومائة، وأنشأ عدة حصون، وبنى القصر الأبيض بمدينة الْعَبَّاسِيَّةِ الّتي بناها أَبُوهُ. وأنشأ جامعًا عظيمًا [ص:98] بالعباسية طوله مائتا ذراع في مثلها. وعمل سقْفه بالآنك وزخرفه. وَالْعَبَّاسِيَّةُ عَلَى ميلين من القيروان.
مات عَبْدُ اللَّه سنة إحدى ومائتين، وولي الأمر بعده أخوه الأمير زيادة الله.(5/97)
206 - ع: عَبْدُ اللَّه بْنُ بَكْرِ بْنِ حَبيب، أبو وهب السهمي الباهلي الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
نزيل بغداد.
سَمِعَ: أباه، وحميدا الطويل، وابن عون، وهشام بن حسان، وحاتم بن أبي صغيرة، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وعلي ابن المديني، وإسحاق الكوسج، وأبو إسحاق الجوزجاني، وعبد الله بن منير المروزي، ومحمود بن غيلان، ومحمد بن الفرج الأزرق، والحارث بن أبي أسامة، وعباس الدوري، ومحمد بن أحمد بن أبي العوام، وخلق.
وثقه أحمد، وجماعة.
وقال: سمعت من سَعِيد بْنِ أَبِي عَرُوبَة سنة إحدى أو اثنتين وأربعين ومائة.
تُوُفّي في المحرَّم سنة ثمان ومائتين.
وكان فقيهًا محدثًا ثقة. وكان أَبُوهُ رأسًا في العربية.
اختلف أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ في سطر وسطر فحكما بكرا عليهما.(5/98)
207 - م د ن: عَبْدُ اللَّه بْنُ حُمْرَان بْنِ عَبْدِ اللَّه بْنِ حُمران بْنِ أبان. أبو عَبْدِ الرَّحْمَن العُثْمانيّ، مولاهم الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: ابن عَوْن، وعوف، وعبد الحميد بْنُ جعفر الْأَنْصَارِيّ، وابن أَبِي عَرُوبَة، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بْنُ حَنْبل، وأبو خَيْثَمَة، ومحمد بْنُ المُثَنَّى، وبُنْدار، وبكار بْنُ قُتَيْبة، ويزيد بْنُ سِنان الْبَصْرِيّ، وإبراهيم بْنُ مرزوق الذين سكنوا مصر، وأسيد بْنُ عاصم الأصبهانيّ، وطائفة.
قَالَ أبو حاتم: مستقيم الحديث، صدوق.
وقال ابن أبي عاصم: مات سنة ستٍّ ومائتين.(5/98)
208 - عَبْدُ اللَّه بْنُ خَلَف الكِلابيّ. ويقال: الطُّفَاويّ، أبو محمد الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه][ص:99]
لم يذكره ابن أبي حاتم.
سَمِعَ مِنْ: هشام بْنِ حسّان، وهو مُقِلّ،
رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بن سَعِيد الدّارميّ، وإبراهيم بْن مرزوق الْمِصْرِيُّ، وعثمان، وابن طالوت.
له حديث وقد خُولِف فيه.
قَالَ العُقَيْليّ: في حديثه وهم ونكارة.(5/98)
209 - عَبْدُ اللَّه بْنُ سَعِيد الأُمَويّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
أخو يحيى بن سعيد.
رَوَى عَنْ: زياد البكائي.
وَعَنْهُ: ابن أخيه سعيد بن يحيى.
وكان ثقة علّامة في اللغة وَالْعَرَبِيَّةِ.
حكى عَنْهُ أبو عُبَيْدٍ القاسم كثيرًا.
تُوُفّي شابًا بعد سنة ثلاثة ومائتين.
وَرَوَى عَنْ أَبِيهِ أيضًا.
حدَّثَ عَنْهُ ابن نُمَيْر، وأحمد بْنُ إبراهيم الدَّوْرقيّ.(5/99)
210 - عَبْدُ اللَّه بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَن بْنِ مُلَيحة النَّيْسَابوريُّ، أبو محمد، [الوفاة: 201 - 210 ه]
مسجده بِسِكَّةِ حرب.
أكثر عَنْ: عكرمة بْنِ عمّار، وشُعْبة، والثَّوْريّ، ونهشل بْنِ سَعِيد.
وَعَنْهُ: أحمد بن نصر المقرئ، وأحمد بن حرب الزاهد.
قال الحاكم: الغالب على حديثه المناكير، جاور بمكة مدة.(5/99)
211 - ق: عبد الله بن عثمان بن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص الزهري المدني، [الوفاة: 201 - 210 ه]
كان ذا قُعْدُد في النسب إلى سعْد.
رَوَى عَنْ: جَدّه لأمه مالك بن حمزة بن أبي أُسَيْدٍ السّاعديّ، وعبد الرَّحْمَن بْنُ زيدِ بْنِ أَسْلَمَ.
وَعَنْهُ: إبراهيم بْنُ عَبْدِ اللَّه الهَرَوِيّ، وأحمد بن عبد الرحمن ابن أخي ابن وهْب، ومحمد بْنُ صالح بْنِ النطاح، والكُدَيْميّ، وغيرهم.
قَالَ ابن مَعِين: لا أعرفه.
وقال أبو حاتم: شيخ.
قلت: لَهُ حديث في فضل العباس وبنيه. رواه ابن ماجه.(5/99)
212 - ق: عبد الله بن عصمة البناني النصيبي. [الوفاة: 201 - 210 ه]
شيخ مُقِلّ، يروي عَنْ: سَعِيد، عَنْ نافع، وعن حماد بن سلمة، وأبي العطوف الجراح بن المنهال، وأسد بن عمرو، ومحمد بن سلمة البناني.
وَعَنْهُ: عليّ بْنُ الحُسين البزّاز شيخٌ لمُطِّين، ويعقوب بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسب، ومبارك بْنُ عبد الله السراج، وميمون بن الأصبغ، وغيرهم.
قال العقيلي: يرفع الأحاديث ويزيد فيها.
وقال ابْنُ عديّ: لم أر للمتقدمين فيه كلامًا. ورأيت لَهُ أحاديث أنكرها.(5/100)
213 - عَبْدُ اللَّه بْن عطارد بْن أذينة الطّائيّ الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: ثور بْن يزيد، وهشام بْن الغاز، ومسعر بْن كدام، وموسى بْن عُلَيِّ بْن رباح.
وَعَنْهُ: عَبْد الغفار بْن عَبْد اللَّه، والخليل بْن ميمون، وصُهَيْب بْن محمد بن عباد، وإسحاق بن عيسى الأبلي.
وكان ضعيفًا. قَالَ ابن حِبّان: منكر الحديث جدًا.
وقال ابن عديّ: منكر الحديث.(5/100)
214 - عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي أمية المَوْصِليّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
أحد من عُني بالحديث، روى الكثير عَنْ: سُفْيَان الثَّوْريّ، وشريك القاضي.
رَوَى عَنْهُ: أحمد بْن عليّ السِّمسار، وغيره.
فقد بطريق مَكَّةَ سنة ستٍّ ومائتين، رحمه اللَّه.
ورخه يزيد بن محمد الأزدي.(5/100)
215 - د: عَبْد اللَّه بْن أَبِي جعفر عيسى بْن ماهان الرازي التاجر. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: أبيه أبي جعفر، وأيوب بن عتبة اليمامي، وقيس بْن الربيع، وغيرهم.
وَعَنْهُ: الحَسَن بْن عُمَر بْن شقيق، وعمّار بْن الحَسَن، وعبد الرحمن بن [ص:101] زُرَيْق، وشبيب بْن الفضل، ومحمد بْن عَمْرو زُنَيْج، وإبراهيم بْن موسى الفرّاء، وطائفة.
قال محمد بْن حُمَيْد: كَانَ فاسقًا، سَمِعْتُ منه عشرة آلاف حديث فرميت بها.
وقال ابن عديّ: بعض حديثه لا يُتابَع عَلَيْهِ.
وقال أبو زرعة، وأبو حاتم: صدوق.(5/100)
216 - ق: عَبْد اللَّه بْن كثير بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ الأَنْصَارِيُّ، مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيّ، أبو عُمَر [الوفاة: 201 - 210 ه]
ابن أخي إسماعيل بْن جعفر.
يروي عَنْ: أَبِيهِ، وكثير بْن عبد الله المزني، وسعد بن سعيد المقبري.
وَعَنْهُ: عباس العنبري، ويحيى بن أيوب المقابري، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، والزبير بن بكار.
وهو مقل.(5/101)
217 - ت ق: عبد الله بن معاذ الصنعاني، [الوفاة: 201 - 210 ه]
مولى خَالِد بْن غلّاب.
عَنْ: مَعْمَر، ويونس بْن يزيد.
وَعَنْهُ: إبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، ومحمد بْن يحيى العَدَنيّ، وعبد العزيز بْن يحيى صاحب " الحيدة "، وأبو خَيْثَمَة، والزُّبَير بْن بكّار، وطائفة.
قَالَ ابن مَعِين: هُوَ ثقة إلا أنّ عَبْد الرزاق كَانَ يكذبه.
وقال أبو زُرْعة: أَنَا أقول هو أوثق من عبد الرزاق.
وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.(5/101)
218 - ت: عَبْد اللَّه بْن ميمون بْن داود القَدَّاح المَخْزوميُّ، مولاهم الْمَكِّيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: يحيى بْن سَعِيد الْأَنْصَارِيّ، وجعفر الصادق، ومحمد بْن أَبِي حُمَيْد، [ص:102] وعُبَيْد اللَّه بْن عُمَر، وجماعة.
وَعَنْهُ: زياد بْن يحيى الحساني، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد المقدسيّ، وأحمد بْن شَيْبان الرَّمْليّ، وأحمد بْن الأزهر النَّيْسَابوريُّ، ومؤمل بْن إهاب، وعبد الوهّاب بْن فُلَيْح الْمَكِّيّ، وآخرون.
قَالَ الْبُخَارِيّ: ذاهب الحديث.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَاهِي الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عَلَيْهِ.
وقال التِّرْمِذيّ: منكر الحديث. خرج لَهُ في " الجامع " حديثًا في القدر.(5/101)
219 - عَبْد اللَّه بْن محمد بْن المغيرة بْن نشيط، أبو الحَسَن، مولى جعدة بْن هُبَيْرة المخزومي. [الوفاة: 201 - 210 ه]
كوفيّ متروك. سكن مصر وروى الطامّات.
عَنْ: مالك بْن مِغْوَلٍ، والثَّوْريّ، ومسعر، وعبد العزيز بْن أَبِي رَوَّاد.
وَعَنْهُ: محمد بْن عَبْد اللَّه ابن البرقي، ومحمد بْن يوسف بْن أَبِي مَعْمَر، ومقدام بْن داود الرُّعَيْنيّ، ومؤمّل بْن إهاب، وآخرون.
قَالَ النَّسائيّ: روى عَنِ الثَّوْريّ، ومالك بن مغول أحاديث كانا أتقى لله من أنّ يحدّثا بها.
وقال ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ أَحَادِيثِهِ لا يُتَابَعُ عَلَيْهَا، ومع ضعفه يكتب حديثه.
وقال ابن يونس: مات في خامس رجب سنة عشرٍ ومائتين.(5/102)
220 - عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن ربيعة بْن قُدَامة بْن مظعون، أبو محمد القُداميّ المصِّيصيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: مالك، وإبراهيم بْن سعْد، وطائفة.
وَعَنْهُ: صالح بْن عليّ النَّوْفليّ، [ص:103] ومحمد بْن أبان القلانسيّ، وإبراهيم بْن محمد الصّفّار، وإِسْحَاق بْن إبراهيم بْن سهم، وغيرهم.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يَحِلُّ ذِكْرُهُ فِي الْكُتُبِ إلّا عَلَى سبيل الاعتبار.
وقال أبو عَبْد اللَّه الحاكم: يروي عَنْ مالك الموضوعات.(5/102)
221 - عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عُمارة، أبو محمد ابن القداح الْأَنْصَارِيّ الْمَدَنِيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: ابن أَبِي ذئب، وسليمان بْن بلال، ومَخْرَمة بْن بُكَيْر، وجماعة.
وَعَنْهُ: عُمَر بْن شَبَّة، ومحمد بْن سعْد، والفضل بْن سهل، وآخرون.
وكان عالمًا بالنسب، ولم يضعفه أحد.
ذكره الخطيب، وغيره.(5/103)
222 - م 4: عَبْد اللَّه بْن نافع الصّائغ الْمَدَنِيّ المخزوميّ، مولاهم الفقيه. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: أسامة بْن زيد اللَّيْثيّ، وابن أَبِي ذئب، وداود بْن قيس الفراء، وسليمان بْن يزيد الكَعْبيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن حَسَن الّذي ثار بالمدينة، ومالك بْن أنس، والليث بْن سعْد، وكثير بْن عَبْد اللَّه بْن عَوْف، وخلق.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وسَحْنُون الفقيه، وأحمد بْن صالح الحافظ، وَسَلَمَةُ بْن شبيب، والحَسَن بْن عليّ الخلّال، ويونس بْن عَبْد الأعلى، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم، وأحمد بْن الحَسَن التِّرْمِذيّ، والزُّبَير بْن بكّار، وخلق.
قَالَ أبو طَالِب، عَنْ أحمد بْن حنبل: كَانَ صاحب رأي مالك. وكان يُفتي أهل المدينة. ولم يكن صاحب حديث؛ كان ضيقا فيه.
وقال ابن معين: ثقة.
قال الْبُخَارِيّ: يُعرف وينكر.
وقال أبو حاتم: هُوَ لين في حفظه، وكتابه أصحّ. [ص:104]
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابْنُ عديّ: روى عَنْ مالك غرائب. لكن لم يرو ابن عديّ في ترجمته إلّا حديثًا واحدًا فوهم فيه وهمًا منكرًا. ذَلِكَ أَنَّهُ روى بإسناده، عَنْ عَبْد الوهّاب بْن بخت أحد القدماء الذين ماتوا في خلافة هشام بن عبد الملك، عَبْد اللَّه بْن نافع، عَنْ هشام بْن عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، فذكر حديثًا.
ثمّ قَالَ: وإذا روى عَنْ عَبْد اللَّه مثل عَبْد الوهّاب بْن بخت يكون ذَلِكَ دليلًا عَلَى جلالته. وهو من رواية الكبار عَنِ الصغار.
قلت: لم يولد صاحب الترجمة إلّا بعد موت عبد الوهاب بدهر. وإنما عبد الله بْن نافع هذا ابن مولى ابن عُمَر قديم الموت. وأما الصائغ فمتأخر.
وقال ابن سعْد: كَانَ قد لزم مالكا لزومًا شديدًا، وهو دون معن. وتُوُفّي في رمضان سنة ستٍّ ومائتين.(5/103)
223 - عَبْد اللَّه بْن واقد، أَبُو قتادة الحراني. [الوفاة: 201 - 210 ه]
أحد الضعفاء.
عَنْ: ابن جُرَيْج، وسعيد بْن أَبِي عروبة، وحنظلة بن أبي سفيان، وفائد أَبِي الورقاء.
وَعَنْهُ: إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وإِسْحَاق بن الضيف، وسعدان بن نصر، ومحمد بن يحيى بالحراني، وغيرهم.
قَالَ الْبُخَارِيّ: تركوه، منكر الحديث.
وقال النَّسائيّ: متروك الحديث.
وأمّا ابن مَعِين فاختلف قوله فيه. [ص:105]
وقال أحمد: ما بِهِ بأس. يشبه أهل النسك والخير.
قلت: تُوُفّي سنة سبْعٍ ومائتين، وقيل: سنة عشر.(5/104)
224 - د ت ن: عَبْد اللَّه بْن الوليد بْن ميمون العَدَنيّ، أبو محمد. [الوفاة: 201 - 210 ه]
مولى عثمان رضى الله عنه.
وكان يَقُولُ: أنا مكي، فلم يقال لي عدني؟ قلت: هُوَ لقب لَهُ.
رَوَى عَنْ: سُفْيَان الثَّوْريّ، ومصعب بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وزمعه بْن صالح، وإبراهيم بْن طِهْمان، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وأحمد بْن نَصْر النَّيْسَابوريُّ، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد المقدسي، ومؤمّل بْن إهاب، وجماعة.
قَالَ أحمد بْن حنبل: لم يكن صاحب حديث، وحديثه حديث صحيح.
وقال أبو زُرْعة: صدوق.
قلت: واستشهد بِهِ الْبُخَارِيّ في " الصّحيح ".(5/105)
225 - عَبْد الأعلى بْن سليمان، أبو عَبْد الرَّحْمَن العبْديّ الزرّاد. [الوفاة: 201 - 210 ه]
سَمِعَ: هشام بْن حسان، وهشامًا الدَّسْتُوائيّ، وغالبًا القطان.
وَعَنْهُ: علي بن حرب، والرَّماديّ، ويعقوب السَّدُوسيّ، ومحمد بْن سعْد العَوْفيّ، وجماعة.
وهو مستور.(5/105)
226 - سوى ق: عَبْد الحميد بْن أَبِي أُوَيْس عَبْد اللَّه بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ بْنُ أَبِي عامر، أبو بَكْر الأصبحيّ الْمَدَنِيّ الأعشى، [الوفاة: 201 - 210 ه]
أخو إسماعيل.
عَنْ: أَبِيهِ، وسليمان بْن بلال، وابن أَبِي ذئب، وسُفْيَان الثَّوْريّ، ومحمد بْن أَبِي حُمَيْد، والربيع بْن مالك عمّ جَدّه، وجماعة. وقيل: إنّه روى عَنِ ابن عجلان.
وَعَنْهُ: أخوه، وأيوب بْن سليمان بْن بلال، وإبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، وإِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، ومحمد بْن رافع، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم، وهو آخر من حدَّثَ عَنْه.
وثّقه ابن مَعِين، وغيره. [ص:106]
ومات سنة اثنتين ومائتين. قاله أخوه.
وقد قرأ القرآن عَلَى نافع.
رَوَى عَنْهُ القراءة: أحمد بْن صالح، وإبراهيم بْن محمد المدنيّ.(5/105)
227 - خ د ت ق: عَبْد الحميد بْن عَبْد الرَّحْمَن، أبو يحيى الحماني الكُوفيُّ. ولاؤه لحِمَّان. وهم بطن من تميم. وأصله خوارزميّ، ولقبه " بِشْمين ". [الوفاة: 201 - 210 ه]
رَوَى عَنْ: الأعمش، وبُرَيْد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي بُرْدَة، والحسن بن عمارة، وأبي حنيفة، وطلحة بن يحيى بن طلحة التيمي، وطلحة بن عمرو المكي، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابنه يحيى، وأحمد بن عمر الوكيعي، وأحمد بن عبد الحميد الحارثيّ، والحسن بن علي الخلال، وعباس الدوري، ومحمد بن عاصم الثقفي، والحسن ابن علي بن عفان، وخلق.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وقال أبو داود: كَانَ داعيةً في الإرجاء.
وقال هارون الحمّال: مات سنة اثنتين ومائتين.(5/106)
228 - عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن عطية، أبو سليمان الداراني الزّاهد، [الوفاة: 201 - 210 ه]
شيخ أهل الشام في زمانه.
قَالَ أحمد بْن أَبِي الحواري: مات سنة خمس ومائتين.
وقال أبو يعقوب القرّاب، وأبو عَبْد الرحمن السلمي: سنة خمس عشرة.
ستأتي ترجمته في الطبقة الآتية.(5/106)
229 - عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حمّاد التَّميميّ الكُوفيُّ المقرئ. واسم أَبِيهِ شُكَيْل، يكنى أبا محمد. [الوفاة: 201 - 210 ه]
قرأ عَلَى حمزة، وكان من جلة أصحابه. ثمّ قرأ عَلَى أَبِي بَكْر بْن عياش.
وروى الحروف عَنْ: نافع وشَيْبان النَّحْويّ، وعيسى بن عمر.
وَسَمِعَ مِنْ: إسرائيل بن يونس، ويحيى بن سلمة بن كهيل، وفطر بن خليفة، وطائفة.
رَوَى عَنْهُ: الحسن بن جامع، ومحمد بن جنيد، وإسحاق بن الحجاج، ومحمد بن عيسى، وهارون بن حاتم، ومحمد بن الهيثم، وآخرون.(5/107)
230 - 4: عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد الدَّشْتَكيُّ، أبو محمد الرَّازيُّ المقرئ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
ودشتك محلة بالري.
رَوَى عَنْ: أبيه، وعمرو بْن أَبِي قيس الرّازيّ، وأبي جعفر الرّازيّ، وزهير بْن معاوية، وإبراهيم بْن طِهْمان، وأبي حمزة السُّكّريّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابنه أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن، وأحمد بْن سَعِيد الرباطيّ، وأحمد بْن الفُرات، وعبد بْن حُمَيْد، وأحمد بْن الأزهر، وعامة أهل الرّيّ.
وقد رآه أبو حاتم وسمع كلامه. وقال: كَانَ رجلًا صالحًا صدوقًا.
وقال ابن مَعِين: لا بأس بِهِ.(5/107)
231 - عبد الرحمن بن علقمة، أبو يزيد السعدي المَرْوَزِيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
سَمِعَ: أبا حمزة السُّكّريّ، وحمّاد بْن زيد، وجماعة.
وكان فقيهًا بصيرًا بالرأي والحديث. أخذ الفقه عَنْ محمد بْن الحَسَن.
رَوَى عَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وإِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، ويحيى بْن أبي طَالِب، وجعفر الصائغ، وغيرهم.
أكره عَلَى قضاء سرخس فحكم مدة، ثمّ هرب فرارا بدينه، رحمه الله.(5/107)
232 - خ د ت ن: عَبْد الرَّحْمَن بْن غزوان، أبو نوح الخُزاعيّ، ويقال: الضبي، مولاهم الملقب بقراد. [الوفاة: 201 - 210 ه]
سكن بغداد،
وَحَدَّثَ عَنْ: عَوْف الأَعْرابيّ، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وعكرمة بْن عمار، وشُعْبة، وجرير بْن حازم، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، [ص:108] ويحيى بْن مَعِين، وإبراهيم بْن يعقوب الْجُوزَجَانيّ، وعباس الدوري، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وعبد اللَّه بْن أَبِي مَسَرّة، ومحمد بْن سعد العوفي، ومحمد بن إسحاق الصغاني، والحارث بْن أَبِي أسامة، وخلق. وروى عنه من القدماء أبو مُعَاوِيَة.
قَالَ مجاهد بْن موسى: ما كتبت عَنْ شيخ كَانَ أحرّ رأسا منه، إنما كان يهدر، حدثنا شعبة، حدثنا شُعْبَة.
وقال ابن المَدِينيّ، وابن نُمَيْر: ثقة.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أحمد بْن حنبل: كَانَ عاقلًا من الرجال.
وقال ابن حبان: كان يخطئ، يتخالج في القلب منه لروايته عَنِ الَّليْث، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عَائِشَةَ، قصة المماليك وضربهم.
تُوُفّي سنة سبْعٍ.(5/107)
233 - عَبْد الرَّحْمَن بْن قلوقا الكُوفيُّ القارئ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
قرأ عَلَى حَمْزَةَ، ثمّ عَلَى سُلَيْم.
قرأ عَلَيْهِ رجاء بْن عيسى الجوهريّ، وغيره.(5/108)
234 - عَبْد الرَّحْمَن بْن قيس، أبو معاوية الزَّعْفرانيّ الْبَصْرِيّ، ثمّ البَغْداديُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
نزيل نَيْسابور.
عَنْ: حُمَيْد الطويل، وعبد اللَّه بْن عَوْن، والثَّوْريّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بْن الفُرات، ومحمد بن إسحاق الصغاني، وجماعة.
وهو مجمع عَلَى ضعفه.
روى لَهُ التِّرْمِذيّ حديثًا في " الشمائل ".
وقال أبو زُرْعة: كذاب. [ص:109]
وكذّبه عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ.
أَنْبَأَنِي يَحْيَى الصيرفي، قال: أخبرنا عبد القادر الرهاوي الحافظ قال: أخبرنا مسعود الثقفي، قال: أخبرنا عبد الوهاب بن مندة، قال: أخبرنا أبي، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى بن مندة، قال: حدثنا أحمد بن الفرات، قال: حدثنا عبد الرحمن بن قيس، قال: حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْعَشْرَاءِ الدَّارِمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْعَتِيرَةِ فَحَسَّنَهَا. تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَيْسٍ.
قَالَ ابْنُ أبي داود: حدثنا أبي، قال: حدثنا محمد بن عمرو زنيج، قال: حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَيْسٍ، فَذَكَرَهُ.
قَالَ أَبِي: ذَكَرْتُهُ لابْنِ حَنْبَلٍ فَاسْتَحْسَنَهُ. وَقَالَ: هَذَا مِنْ حديث الأعراب، أمله علي. فكتبه عني.(5/108)
235 - خ د: عَبْد الرَّحْمَن بْن الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِد بْن حكيم بن حزام، أبو القاسم الأَسَديّ الحزاميّ الْمَدَنِيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، ومالك، وعبد الرَّحْمَن بْن عياش السمعي، والدراوردي، وغيرهم.
وَعَنْهُ: إبراهيم بْن حمزة الزُّبَيْريّ، وأبو بَكْر عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الملك بْن شيبة، والزُّبَير بْن بكّار، وآخرون.(5/109)
236 - عَبْد الرَّحْمَن بْن يوسف بْن مَعْدان الأصبهاني. [الوفاة: 201 - 210 ه]
أخو الزّاهد محمد بْن يوسف.
رَوَى عَنْ: عثمان بْن زائدة. روى عَنْهُ: صالح بْن مِهْران، وَعَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر رُسْتة، وَمُحَمَّد بْن عاصم الثقفي.
توفي سنة عشر.(5/109)
237 - عَبْد الرحيم بْن حمَّاد الثَّقْفيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: الأعمش.
قال العقيلي: حَدَّثَ عَن الأعمش ما لَيْسَ من حديثه.
وَعَنْهُ: يزيد بْن محمد العُقَيْليّ، جَدِّي.
وَحَدَّثَ عَن عَمْرو بْن عُبَيْد أيضا.(5/109)
238 - ت: عَبْد الرحيم بْن هارون الغسانيّ الواسطيّ، أبو هشام، [الوفاة: 201 - 210 ه]
نزيل بغداد.
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن عَوْن، وعوف، وهشام بْن حسان، وشُعْبة، وعبد العزيز بن [ص:110] أَبِي رواد.
وَعَنْهُ: يحيى بْن موسى ختّ، وعبد بْن حُمَيْد، ومحمد بْن عَبْد الملك الدقيقيّ، وأحمد بن سليمان الرهاوي، وجماعة.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: متروك الحديث يكذب.
وقال أبو حاتم الرازي: لا أعرفه.
وحسن الترمذي حديثه.(5/109)
239 - عَبْد السّلام بْن هاشم، أبو عثمان الْبَصْرِيُّ البزاز. [الوفاة: 201 - 210 ه]
سَمِعَ: شُعْبَة، وحنبل بْن عَبْد اللَّه الْبَصْرِيّ، وعثمان بْن سعْد الكاتب، والعلاء بْن المغيرة، وخالد بْن برد، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو الربيع الزهراني، وعثمان بن طالوت، ومحمد بن عمر المقدمي، وهلال بْن بِشْر.
شهد عَلَيْهِ أبو حفص الفلّاس بالكذب.(5/110)
240 - عَبْد الصَّمد بْن حسّان، أبو يحيى المَرْوَذِيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: سُفْيَان الثَّوْريّ، وزائدة، وإسرائيل، وخارجة بْن مُصْعَب، ومالك بْن أنس.
وَعَنْهُ: محمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن يوسف السُّلَميّ، وأحمد بْن مُعَاذ السُّلَميّ، وأيوب بْن الحَسَن الزّاهد، ومحمد بْن عَبْد الوهّاب العبْديّ الفراء.
وكان إمامًا فقيهًا، ولي قضاء هَراة، وغيرها.
وتُوُفّي سنة عشر ومائتين.
لم يخرجوا لَهُ شيئًا في الكتب. وهو من مَرْو الروذ.
قال علي بن قدامة: حدثنا عَبْد الصَّمد بْن حسان قَالَ: سَمِعْتُ الثَّوْريّ يَقُولُ: مر شيخ فظننته صاحب حديث، فقلت: عندك حديث؟ فقال: ما عندي حديث، ولكن عند عتيق. قَالَ: وكان يهوديًا خمّارًا.
روى عَنْ أحمد بْن حنبل أَنَّهُ ترك حديث عَبْد الصَّمد.
وقال السليماني: رَوَى عَنْهُ الْبُخَارِيّ في " المبسوط ".(5/110)
241 - ع: عَبْد الصَّمد بْن عَبْد الوارث بْن سَعِيد بن ذكوان، أبو سهل التميمي العنبري، مولاهم الْبَصْرِيّ التنوري. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وعكرمة بْن عمار، وهشام الدَّسْتُوائيّ، وهمام بْن يحيى، وأبان العطار، وأبي خلدة خالد بْن دينار، وربيعة بْن كلثوم، وإسماعيل بْن مُسْلِم العبْديّ، وحرب بن شداد، وحرب بْن أبي العالية، وحرب بْن ميمون، وخلق.
وَعَنْهُ: إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، ويحيى بْن مَعِين، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وحجاج بْن الشاعر، وبُنْدار، وهارون بْن عَبْد اللَّه، وعبد بْن حُمَيْد، وابنه عَبْد الوارث بْن عَبْد الصَّمد، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وخلق.
وكان من ثقات البصريين وحفاظهم.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال محمد بن سعْد وجماعة: تُوُفّي سنة سبْعٍ ومائتين.(5/111)
• - عَبْد الصمد بن النعمان. [الوفاة: 201 - 210 ه]
في الطبقة الآتية.(5/111)
242 - عَبْد العزيز بْن أبان بْن محمد بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد بْن العاص بْن أَبِي أحيحة سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ، أَبُو خَالِدٍ الْقُرَشِيّ الأُمَويّ السّعيديّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
نزيل بغداد.
وأحد المتروكين.
عَنْ: هشام الدَّسْتُوائيّ، ومِسْعَر، وفِطْر بْن خليفة، وَمَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، وَيُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وشُعْبة، والثَّوْريّ، وطائفة كبيرة.
وَعَنْهُ: الحَسَن بْن مُكْرَم، والحارث بْن أَبِي أسامة، ومحمد بْن الْجَهْم السّمريّ، ومحمد بْن أحمد بْن أَبِي العوام الرّياحيّ، وإدريس بْن جعفر العطّار، وجماعة.
قَالَ أحمد بْن حنبل: لما حدَّثَ بحديث المواقيت تركته.
وقال ابن مَعِين: كذّاب خبيث، حدَّثَ بأحاديث موضوعة. [ص:112]
وقال أبو حاتم: متروك، لا يُكتَب حديثه.
وقال الْبُخَارِيّ: تركوه.
وقال ابن سعْد: وُلّي قضاء واسط، ثمّ عُزل. فقدِم بغداد وبها توفي في رابع عشر رجب سنة سبْعٍ ومائتين.
وقال الحارث بْن أبي أسامة: كان كثير العيال شديد الفقر.(5/111)
243 - د ت: عَبْد العزيز بْن أَبِي رِزْمة غزوان، أبو محمد اليشكري مولاهم المَرْوَزِيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: شُعْبَة، وإسرائيل، وعبد الرَّحْمَن بن عبد الله المسعودي، وجويبر بن سعيد، وأبي المنيب عبيد اللَّه العَتَكيّ، ومالك بْن مِغْوَلٍ، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابنه محمد بْن عَبْد العزيز، وأحمد بْن منصور زاج، وعبد بْن حُمَيْد، وأبو وهْب محمد بْن مزاحم، وجماعة من المراوزة.
وكان قد حجّ في سنة خمسٍ وخمسين ومائة، وسمع من جماعة.
وُلِد سنة تسعٍ وعشرين ومائة، ومات في المحرَّم سنة ستٍّ ومائتين.
ذكره ابن حِبّان في " الثّقات ".(5/112)
244 - عَبْد العزيز بْن النُّعْمان المَوْصِليّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
رَوَى عَنْ: شُعْبَة، وكثير بْن سُلَيْم.
وَعَنْهُ: الْحَسَن بْن محمد الزَّعْفَرانيّ، وعلي بْن حرب. قاله ابن أبي حاتم، ثم قَالَ: سُئل أَبِي عَنْهُ، فقال: مجهول.(5/112)
245 - عَبْد العزيز بْن الوليد بْن سليمان بْن أَبِي السّائب الْقُرَشِيّ الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، والأوزاعي، وأيّوب بْن تميم.
وَعَنْهُ: بقية، ودُحَيْم، وهشام بْن عمار، ومحمود بْن خَالِد، وأحمد بْن أَبِي الحواري، وأحمد بْن إبراهيم الدَّوْرقيّ، وآخرون. [ص:113]
ويُعرف بعبيد الزّاهد. وكان كبير القدر.
قَالَ هشام بْن عمّار: ما أدركنا أعبد منه.
وقال الوليد بْن عُتْبة: ما أدركنا أفضل منه.
وقال أبو زُرْعة الدِّمشقيُّ: كَانَ أورع أهل زمانه، وهو الّذي يُعرف بعُبَيْد.(5/112)
246 - عَبْد الغفار، أبو خازم. خُراسانيّ [الوفاة: 201 - 210 ه]
رابط بعكا.
وَرَوَى عَنْ: محمد بْن منصور، عَنِ ابن المُنْكِدر،
وَرَوَى عَنْ: مالك بْن مِغْوَلٍ، وسُفْيَان الثَّوْريّ، وجماعة من المجاهيل.
وَعَنْهُ: محمد بن وزير الدمشقي، وأبو الطاهر بن السرح، وإسماعيل بن حصن الجبيلي.
قال أبو حاتم: لا بأس به.(5/113)
247 - ع: عَبْد الكبير بْن عَبْد المجيد، أَبُو بَكْر الحنفي الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
أخو أبي عليّ الحنفيّ.
عَنْ: أسامة بْن زيد اللَّيْثيّ، وخثيم بْن عِراك، وأفلح بْن حُمَيْد، وعبد الحميد بْن جعفر الْأَنْصَارِيّ، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبَة، والضحاك بْن عثمان، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وابن رَاهَوَيْه، وابن المَدِينيّ، وبُنْدار، ومحمد بْن المُثَنَّى، وإِسْحَاق الكَوْسَج، والذُّهْليّ، وخلْق آخرهم الكُدَيْميّ.
وثّقه أحمد، وغيره.
وقال ابن سعْد: مات سنة أربعٍ ومائتين.(5/113)
248 - م 4: عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رواد الأزدي المكي أبو عبد الحميد، [الوفاة: 201 - 210 ه]
مولى المهلّب بْن أَبِي صُفْرَةَ. [ص:114]
عَنْ: أَبِيهِ، وابن جُرَيْج، ومَعْمَر، وعثمان بْن الأسود، ومروان بْن سالم الجزري، وأيْمن بْن نابل، وجماعة.
وكان أعلم النّاس بحديث ابن جُرَيْج.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وأبو بَكْر الحُمَيْديّ، ومحمد بْن يحيى العَدَنيّ، وحاجب بْن سليمان المَنْبِجيّ، وأحمد بْن شَيْبان الرَّمْليّ، والزُّبَير بْن بكّار، وخلق كثير.
. وثّقه ابن مَعِين، وأحمد.
وقال أحمد: كَانَ فيه غُلُوٌّ في الإرجاء، ويقول: هَؤُلَاءِ الشُّكّاك.
وقال ابن مَعِين: كَانَ أعلم النّاس بحديث ابن جُرَيْج، ولكن لم يكن يبذل نفسه للحديث. ثمّ ذكر من نبله وهيئته.
وقال مرّةً: كَانَ صدوقًا، ما كَانَ يرفع رأسه إلى السماء. وكانوا يعظمونه.
وقال عَبْد اللَّه بْن أيّوب المُخَرِّميّ: لو رأيت عَبْد المجيد لرأيتَ رجلًا جليلًا من عبادته.
وقال الحُسين بْن عَبْد اللَّه الرقي: حدثنا عَبْد المجيد، ولم يرفع رأسه أربعين سنة إلى السماء. وكان أَبُوهُ أعبد منه.
وقال أبو داود: كَانَ رأسًا في الإرجاء.
وقال يعقوب الفَسَويّ: كَانَ مبتدعًا داعية.
وقال سَلَمَةُ بْن شبيب: كنتُ عند عَبْد الرّزاق، فجاءنا موت عَبْد المجيد، وذلك في سنة ستٍّ ومائتين، فقال عَبْد الرّزّاق: الحمد لله الّذي أراح أُمَّةَ محمد من عَبْد المجيد.
وقال ابن عديّ: عَامَّةُ ما أُنِكر عَلَيْهِ الإرجاء. [ص:115]
قَالَ هارون الحمّال: ما رأيت أخشع لله من وكيع، وكان عَبْد المجيد أخشع منه.
وقال أبو نُعَيْم: مات سنة سبْعٍ وتسعين ومائة. قلت: هذا غلط.(5/113)
249 - خ د ت ن: عَبْد الملك بْن إبراهيم، أبو عَبْد اللَّه الْقُرَشِيّ الْجُدّيّ الْمَكِّيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
مولى بُنيّ عَبْد الدّار.
عَنْ: شُعْبَة، ويزيد بْن إبراهيم التُّسْتَريّ، والقاسم بْن الفضل الحدّانيّ، وإبراهيم بْن طِهْمان، وسفيان الثوري، وجماعة.
وَعَنْهُ: عبد الله بن منير المروزي، ومحمود بن غيلان، وأحمد بن منصور زاج، وسليمان بن سيف الحراني، وأحمد ابن محمد البزّيّ القارئ، وأحمد بْن منصور الرَّماديّ، وخلْق كثير.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ، وَقَالَ البزّيّ: ثقة مأمون.
وقال أبو عَبْد الرَّحْمَن المقرئ: هُوَ أحفظ منّي.
قَالَ الْبُخَارِيّ: مات سنة أربعٍ أو خمسٍ ومائتين.(5/115)
250 - عَبْد الملك بْن بزيع، أبو مروان الدِّمشقيُّ. الرجل الصالح [الوفاة: 201 - 210 ه]
نزيل تِنِّيس.
رَوَى عَنْ: يحيى الذِّماريّ، والأوزاعي، وعبد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن جَابِر، وجماعة.
وَعَنْهُ: عَبْد العزيز بْن الوليد، وجعفر بْن مسافر، والحَسَن بْن عَبْد العزيز الجروي، وقال: كَانَ أفضل من رأيته رحمه اللَّه.(5/115)
251 - عَبْد الملك بْن الحَكَم الرَّمْليّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: جعفر بْن بُرْقان، وابن ثوبان، وطلحة بْن زيد، وشُعْبة، وابن لهيعة، [ص:116] وطائفة.
وَعَنْهُ: موسى بْن سهل الرَّمْليّ، وإبراهيم بن محمد بن يوسف الفيريابي المقدسي.(5/115)
252 - ع: عبد الملك بْن عَمْرو القَيْسيّ، أبو عامر العقدي الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: زكريّا بْن إِسْحَاق الْمَكِّيّ، وهشام الدَّسْتُوائيّ، ومحمد بْن أَبِي حُمَيْد، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وعُمَر بْن أبي زائدة، وعكرمة بْن عمّار، ورباح بْن أَبِي معروف، وأفلح بْن حُمَيْد، وأفلح بْن سَعِيد، وأيمن بْن نابل، وشُعْبة، وإبراهيم بْن طِهْمان، وخلْق.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وإِسْحَاق بْن راهَوَيْه، وأبو خَيْثَمَة، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وأحمد بْن الفُرات، وعباس الدُّوريّ، ومحمد بْن شداد المِسْمَعيّ. ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، والكُدَيْميّ، وخلْق.
قَالَ النَّسائيّ: ثقة مأمون.
وقال محمد بْن سِنان القزّاز: هُوَ مولى للعقديّين من بُنيّ قيس. وكان لا يَخْضِب.
وقال غيره: كَانَ من حُفّاظ أهل البصرة.
قَالَ ابن سعْد، ونصْر الْجَهْضميّ: مات سنة أربعٍ ومائتين.
قلت: وقع حديثه عاليًا في " الغَيْلانيّات ".(5/116)
253 - د: عبد الملك بن أبي كريمة الأنصاري، مولاهم المغربي أبو يزيد. [الوفاة: 201 - 210 ه]
يروي عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن زياد بْن أَنْعُم الإفريقيُّ، وعُبَيْد بْن ثُمامة المُرَاديّ، ويقال: عُتْبة بْن ثُمامة، ومالك بْن أنس، وخالد بْن حُمَيْد المهْرِيّ.
وَعَنْهُ: أبو الطّاهر أحمد بْن السَّرْح: وعبد الرحمن بن زياد الرصاصي، وقاضي تونس أبو زيد شجرة بْن عيسى التونسيّ.
قَالَ ابن السَّرْح: كَانَ من خِيار المسلمين. [ص:117]
وقال ابن يونس: تُوُفّي سنة أربعٍ ومائتين.
أنبئت عن الصيدلاني أن فاطمة أخبرته، قالت: أخبرنا ابن ريذة، قال: أخبرنا الطبراني، قال: حدثنا عمرو بن أبي الطاهر بن السرح، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عبد الملك بن أبي كريمة المغربي: قال: حدَّثني عُتْبَةُ بْنُ ثُمَامَةَ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا مِصْرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ جُزْءٍ، فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ فِي مَسْجِدِ مِصْرَ، وَسُئِلَ عَنْ مَا مَسَّتِ النَّارُ. ... الْحَدِيثِ.(5/116)
254 - عَبْد الوهّاب بْن حبيب بْن مِهْران العبْديّ، أبو عِصْمة النَّيْسَابوريُّ الفراء الزّاهد، [الوفاة: 201 - 210 ه]
والد محمد بْن عَبْد الوهّاب.
قَالَ الحاكم في " تاريخه ": إمام في الدِّين والفِقْه والأدب والوَرَع، غَزّاء، حَجّاج، صوام، يقاس بعبد اللَّه بْن المبارك في عصره.
كنيته أبو عِصْمة المطَّوِّعيّ.
قرأ القرآن عَلَى نافع بْن أَبِي نُعَيْم القارئ، والأدب عَلَى الأصمعيّ، وأخذ الفقه عَنْ مالك، والثَّوْريّ.
وَسَمِعَ مِنْ: ابن أَبِي ذئب، وعبد العزيز الماجِشُون، وزائدة بْن قُدَامة، وذكر جماعة.
وَرَوَى عَنْهُ: ابنه، وسلمة بن شبيب، وأيوب بن الحسن الزاهد، وأحمد بْن يوسف السُّلَميّ، وعبد الرَّحْمَن بْن بِشْر بْن الحَكَم، وغيرهم.
قَالَ ابنه أبو أحمد: مات أَبِي في شوّال سنة ستٍّ ومائتين وأنا بالكوفة.(5/117)
255 - م 4: عَبْد الوهّاب بْن عطاء، أبو نَصْر الْبَصْرِيّ الخفاف. [الوفاة: 201 - 210 ه]
مولى بني عجل.
سكن بغداد،
وَحَدَّثَ عَنْ: حُمَيْد الطويل، وسعيد الْجُرِيريّ، وخالد الحذاء، وثور بْن يزيد، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبَة وكان مكثرًا عَنْهُ، وابن عَوْن، وسليمان التيمي، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وغيرهم. وروى القراءة عَنْ أَبِي عَمْرو بْن العلاء، روى عنه الحروف: خلف البزار، وأحمد بن جبير الأنطاكي.
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَعَمْرُو النَّاقِدُ، وَالْحَسَنُ بن محمد الزعفراني، وعباس الدوري، والحارث بن أبي أسامة، وخلق كثير. [ص:118]
قال ابن سعد: كان كثير الحديث. لزم ابن أبي عروبة وعرف بصحبته.
وقال ابن معين: ثقة.
وقال البخاري: ليس بالقوي.
وقال الدارقطني: ثقة.
وقال غيره: كان صالحا بكاء، رحمه الله.
قلت: مات في آخر سنة أربع ومائتين، وكان قد سمع من سَعِيد تصانيفه.
قَالَ أحمد بْن حنبل: كان عبد الوهاب يقرأ عند ابن أَبِي عَرُوبَة تصانيفه، فكان عَبْد اللَّه الأفطس يَقُولُ: يا عَبْد الوهّاب طَرِّبْ طَرِّبْ. قَالَ: وكان يحيى بْن سَعِيد حَسَن الرأي فيه.
وقال المَرْوَذِيّ: قلت لأحمد: عَبْد الوهّاب ثقة؟ قَالَ: تدري ما تَقُولُ؟ الثقة يحيى القطّان.
وروى الأثرم، عَنْ أَحْمَد قَالَ: كَانَ عَبْد الوهّاب عالمًا بسعيد.
وقال يحيى بْن أَبِي طَالِب: بلغنا أنّ عَبْد الوهّاب كَانَ مُستَمْلي سَعِيد، وكان عَبْد الوهّاب أكثر النّاس بكاء. ما كَانَ يقوم من مجلسه حتّى يبكي.
وقال أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هُوَ أَصْلَحُ مِنْ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ. رَوَى عَنْ ثَوْرٍ حَدِيثَيْنِ لَيْسَا مِنْ حَدِيثِهِ. [ص:119]
قُلْتُ: أَحَدُهُمَا فِي الْعَبَّاسِ: " اللَّهُمَّ اخْلُفْهُ فِي وَلَدِهِ " حَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ.(5/117)
256 - عُبَيْد اللَّه بْن سُفْيَان بْن رَوَاحة الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: ابن عَوْن، وسُفْيَان الثَّوْريّ.
وَعَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر بْن الحَكَم، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ.
قَالَ يحيى بْن مَعِين: كذّاب.
وهو أبو سُفْيَان الصُّوفيّ.(5/119)
257 - ع: عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد المجيد، أبو عليّ الحنفي، [الوفاة: 201 - 210 ه]
أخو أبي بَكْر الحنفيّ. ولهما أَخَوَانِ: عُمَيْر، وشريك ليسا بالمشهورَيْن.
رَوَى عَنْ: هشام الدَّسْتُوائيّ، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وإسماعيل بْن مُسْلِم العبْديّ، ومالك بْن مِغْوَلٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وعكرمة بْن عمّار، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: محمد بْن بشّار، ومحمد بْن يحيى، وعبد اللَّه الدّارميّ، وإِسْحَاق الكَوْسَج، ونصر بْن عليّ الْجَهْضميّ، وابنه عليّ بْن نَصْر، وسليمان بْن سيف، والكُدَيْميّ، وخلْق.
قَالَ أبو حاتم، وغيره: لَيْسَ بِهِ بأس.
وقال الكُدَيْميّ: مات سنة تسعٍ ومائتين.
ووقع حديثه عاليا في " القطيعيات ".(5/119)
258 - د ن: عُبَيْد بْن عَقِيل بْن صُبَيْح، أبو عَمْرو الهلاليّ الْبَصْرِيّ الضّرير المقرئ المؤدِّب. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: أَبِي عَمْرو بْن العلاء، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وهارون بن موسى الأعور، وشعبة بْن الحَجّاج، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وأبي خلدة خالد بن دينار، وأبان بن يزيد، ومُصْعَب بْن ثابت، وطائفة.
وَعَنْهُ: حفيده مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَقِيل، ومحمد بْن يحيى القطعي، وأبو قلابة الرَّقَاشيّ، وإبراهيم بْن يعقوب [ص:120] الْجُوزَجَانيّ، ومحمد بْن الْجَهْم السمري، وأبو حاتم السِّجِسْتانيّ، والحارث بْن أَبِي أسامة، وآخرون.
قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.
وقال ابْن حبان: مات في شَعْبان سنة سبْعٍ.(5/119)
259 - عُبَيْد بْن أَبِي قُرَّةَ البَغْداديُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: مالك، والليث، وابن لهيعة، وسليمان بْن بلال، وعبد الجبار بْن الورد، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل في مسنده، ومُسدَّد، وأبو خَيْثَمَة، وأحمد بْن محمد بْن يحيى القطّان، وحجاج بْن الشاعر، وآخرون.
قَالَ ابن مَعِين: ما بِهِ بأس.
وقال الْبُخَارِيّ: لا يُتابع عَلَى حديثه في قصة العبّاس.
قلت: الحديث في " المُسْنَد " وهو مُنْكَر.
قَالَ: حدثنا الَّلَيْثُ، عَنْ أَبِي قُبَيْلٍ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ مَوْلَى الْعَبَّاسِ، عَنِ الْعَبَّاسِ. قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ: " انْظُرْ ". قُلْتُ: أَرَى الثُّرَيَّا. قَالَ: " أَمَا إِنَّهُ يَمْلِكُ هَذِهِ الأُمَّةَ بِعَدَدِهَا مِنْ صُلْبِكَ ".(5/120)
260 - د ن ق: عثمان بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُسْلِم الحرّانيّ الطرائفي المؤدِّب، [الوفاة: 201 - 210 ه]
مولى بُنيّ أُمَيَّةَ، وقيل: هُوَ مولى بني تيم. وفي كنيته أقوال.
رَوَى عَنْ: عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر، وهشام بْن حسان، وجعفر بْن بُرْقان، وابن أَبِي ذئب، وأيمن بْن نابِل، ومعاوية بْن سلّام، وأشعث بْن عَبْد الملك، وطائفة.
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وأبو جعفر النُّفَيْليّ، وأبو كُرَيْب، وقُتَيْبة، وعليّ بْن ميمون الرَّقّيّ، وأبو شُعَيْب السُّوسيّ، وأحمد بْن سليمان الرّهَاويّ، وخلْق. [ص:121]
وكان أبيض الرأس واللّحية.
قَالَ ابن مَعِين: صدوق.
وقال أبو عَرُوبَة: متعبّد لا بأس بِهِ، يحدث عَنْ قوم مجهولين بالمناكير.
وقال ابن عديّ: كنيته أبو عَبْد الرَّحْمَن، عنده عجائب عَنِ المجهولين، وهو في الْجَزَريّين كَبَقِيَّةَ في الشّاميّين.
وقال ابن أَبِي حاتم: أنكر أَبِي عَلَى الْبُخَارِيّ إدخاله فِي كتاب " الضعفاء ".
وقال محمد بْن يحيى بْن كثير الحرّانيّ: مات سنة ثلاثٍ ومائتين.
وقال غيره: سنة اثنتين.(5/120)
261 - ق: عثمان بن خالد بن عمر بن عبد الله بن الوليد ابن الشهيد عثمان بْن عفان، أبو عفان الأُمَويّ العُثْمانيّ الْمَدَنِيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: مالك، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي الزَّناد، وغيرهما.
وَعَنْهُ: ابنه أبو مروان محمد بْن عثمان العُثْمانيّ، والحسين بْن أَبِي زيد الدّبّاغ، وإبراهيم بْن سَعِيد الجوهريّ.
قَالَ الْبُخَارِيّ: عنده مناكير.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كلّ أحاديثه غير محفوظة.(5/121)
262 - ع: عثمان بْن عُمَر بْن فارس بْن لقيط بْن قيس العبْديّ الْبَصْرِيّ، يُقَالُ: أصله من بخارى، أبو محمد ويقال: أبو عدي. [الوفاة: 201 - 210 ه]
رَوَى عَنْ: هشام بْن حسان، ويونس بْن يزيد، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وأسامة بْن زيد اللَّيْثيّ، وعليّ بْن المبارك الهُنَائيّ، وابن أَبِي ذئب، وشعبة، ومالك، وخلق.
وَعَنْهُ: أحمد، وإسحاق، وأبو خَيْثَمَة، والفلّاس، وبُنْدار، وأحمد بْن منصور الرَّماديّ، وعباس الدُّوريّ، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وخلْق.
قَالَ أحمد: رَجُل صالح ثقة.
وقال أحمد العِجْليّ: ثقة ثبت.
وقال يحيى بْن حكيم المقوم: مات ليلة الاحد لثمانٍ بقين من ربيع الأوَّل سنة تسع. وكذا ورّخه الفلّاس. وغلط أبو أمية فقال: مات سنة ثمانٍ.
وغلط آخر فقال: سنة سبْعٍ.(5/122)
263 - عثمان بْن كُلَيْب القُضاعيّ الْمِصْرِيُّ الحرَسيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
والحَرَس قرية من قرى مصر.
رَوَى عَنْ: عَمْرو بْن الحارث، ونافع بْن يزيد.
وَعَنْهُ: زكريا كاتب العمري، وأبو يحيى الوقار.
قتلته البجه بالحرس سنة سبع.(5/122)
264 - عثمان بن اليمان، أبو عمر الْبَصْرِيُّ، ثم المكي. [الوفاة: 201 - 210 ه]
سَمِعَ: سفيان الثوري، وزمعة بن صالح، وغيرهما.
وَعَنْهُ: أحمد الدورقي، وأحمد بن الوليد البَغْداديُّ. [ص:123]
كناه الحاكم.(5/122)
265 - عصام بن يزيد بن عجلان، أبو سعيد جبر الأصبهاني، [الوفاة: 201 - 210 ه]
خادم سفيان الثوري.
يروي عَنْ: سُفْيَان، وشُعْبة، وحمزة الزّيّات، ومالك.
وَعَنْهُ: ابناه محمد، ورَوْح، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر رُسْتَة، وآخرون.
ومن القدماء: النُّعْمان بْن عَبْد السّلام، وهو أكبر منه.
وقيل: إنّ عجلان مولى لمرة الطيب.(5/123)
266 - ن ق: عقبة بن علقمة بن حديج البَيْروتيّ، أبو عَبْد الرَّحْمَن، ويقال: أبو يوسف، وأبو سَعِيد. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: أرطأة بْن المنذر، وإبراهيم بْن أبي عَبْلَةَ، وعثمان بْن عطاء الخراساني، ويونس الأَيْليّ، والأوزاعي، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو مسهر، ونعيم بْن حمّاد، وعيسى بْن يونس الفاخوريّ، وعَمْرو بْن عثمان الحمصيّ، وأبو عُتْبة الحجازيّ، والعبّاس بْن الوليد البَيْروتيّ، وخلْق.
وثّقه عَبْد الرَّحْمَن بْن خِراش، وغيره.
وقال ابن عديّ: روى عَنِ الأوزاعي ما لم يوافقه عَلَيْهِ أحد.
وقال عَبَّاس البَيْروتيّ: مات سنة أربع ومائتين.
وممّن رَوَى عَنْهُ ابنه محمد بْن عُقْبة.
وفي التابعين.(5/123)
• - عُقْبة بْن علقمة، أبو الْجَنْوب. [الوفاة: 201 - 210 ه]
يروي عَنْ: عليّ رضى الله عنه.(5/123)
267 - ن: عليّ بْن بكّار، أبو الحَسَن الْبَصْرِيّ، نزيل المصِّيصة والثُّغور، الزّاهد العارف. [الوفاة: 201 - 210 ه]
صحب إبراهيم بْن أدهم مُدَّةً.
وَرَوَى عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، وابن [ص:124] عَوْن، وهشام بن حسان، والأوزاعي، وحسين المعلم، وجماعة.
وَعَنْهُ: هناد بن السري، ويوسف بن مسلم، والفيض بن إسحاق، وسلمة بن شبيب، وبركة بن محمد الحلبي، وعبد الله بن خبيق الأنطاكي، وآخرون.
قال يوسف بن مسلم: بكى علي بن بكار حتى عمي، وكان قد أثرت الدموع على خديه.
قلت: وكان فارسا مجاهدا في سبيل الله، مرابطا بالثغر. فبلغنا عنه أَنَّهُ قَالَ: واقعنا العدوّ فانهزم المسلمون وقصر بي فرسي، فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون. فقال الفَرَس: نعم إنا لله وإنا إليه راجعون حيث تتكل عليّ فلانة في علفي. فضمنت أنّ لا يليه غيري.
وعنه قَالَ: لأن أَلْقَى الشيطان أحب من أنْ ألقى حُذَيفة المَرْعَشيّ، أخاف أنّ أتصنع لَهُ فأسقط من عين اللَّه.
وقال موسى بْن طريف: كانت الجارية تفرش لَهُ فيلمسه بيده ويقول: واللَّه إنك لطيب، واللَّه إنك لَبَارد، واللَّه لا علوتك اللَّيْلَةَ. وكان يصلّي الفجر بوضوء العَتمَة.
قَالَ مُطِّين: مات سنة سبْعٍ ومائتين.
قلت: غلط من قَالَ إنّه مات سنة تسع وتسعين ومائة.
أمّا:(5/123)
• - عليّ بْن بكّار المصِّيصيّ الصغير، [الوفاة: 201 - 210 ه]
فيأتي بعد الأربعين.(5/124)
268 - ت: عليّ بْن جعفر الصّادق بْن محمد الباقر بن زين العابدين علي بن الحسين. العلويّ الحُسَيني [الوفاة: 201 - 210 ه]
أخو موسى، وإسماعيل، وإِسْحَاق، ومحمد، وعبد اللَّه، وعباس، وفاطمة، وأسماء، وأم فَرْوَةَ، وفاطمة الصُّغرى رحمهم الله. وأمه أمّ وُلِد.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ شيئًا يسيرًا، وعن أخيه موسى الكاظم، وسُفْيَان الثَّوْريّ، وغيرهم.
وَعَنْهُ: ابناه: محمد وأحمد، وحفيده عَبْد اللَّه بْن الحَسَن بْن عليّ، وابن [ص:125] ابن أخيه إسماعيل بْن محمد بْن إِسْحَاق، وأحمد البزّيّ صاحب القراءة، وَسَلَمَةُ بْن شبيب، ونصر بْن عليّ الْجَهْضميّ، وجماعة.
روى له الترمذي حديثا في حب آل محمد، عَنْ نصر الجهضمي، وقع موافقة في جزء الغطريف. قَالَ التِّرْمِذيّ: غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
وقال ابن ابن أخيه المذكور: توفي سنة عشر ومائتين.(5/124)
269 - م د ت ن: علي بن حفص المدائني، أبو الحسن. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: عكرمة بْن عمّار، وحريز بْن عثمان، وشُعْبة، وورقاء، وسفيان الثَّوْريّ، وطائفة.
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، وأبو خَيْثَمَة، وأبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبة، ومحمد بْن إشكاب، ومحمد بْن إِسْحَاق الصَّغانيّ، ومحمد بْن رافع، ويعقوب بْن شيبة، وآخرون.
وثقه ابن معين، وغيره.(5/125)
270 - د ت ق: علي بن عاصم بن صهيب. مولى قريبة بنت محمد بْن أَبِي بَكْر الصديق، أبو الحَسَن الواسطيّ، [الوفاة: 201 - 210 ه]
وُلِد سنة خمس ومائة.
وَرَوَى عَنْ: سهيل بْن أَبِي صالح، وعطاء بْن السائب، ويزيد بْن أَبِي زياد، ويحيى البكاء، وبيان بْن بشر، وحصين بْن عَبْد الرحمن، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، وَأَبِي هارون العبْديّ، وليث بْن أَبِي سُلَيْم، وحميد الطويل، وطائفة.
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، وأحمد بن الأزهر، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وعبد بْن حُمَيْد، ويحيى بْن أَبِي طَالِب، ويعقوب بْن شيبة، والحسن بن مكرم البزاز، والحارث بن أسامة، وهو آخر من حدَّثَ عَنْهُ.
ومن القدماء: يزيد بْن زريع، وعفان بْن مُسْلِم، وآخرون.
قَالَ يعقوب بْن شَيْبة: كَانَ رحمة اللَّه عَلَيْهِ من أهل الدِّين والصلاح والخير البارع. وكان شديد التَّوَقّي. ومنهم من أنكر عَلَيْهِ كثرة الغلط والخطأ. ومنهم من أنكر عَلَيْهِ تماريه في ذَلِكَ وترك الرجوع. ومنهم من تكلّم في سوء حِفْظه. [ص:126]
وعن عَبّاد بْن العوام قَالَ: لَيْسَ يُنْكَر عَلَيْهِ أَنَّهُ لم يسمع. ولكنّه كَانَ رجلًا مُوسِرًا، وكان الورّاقون يكتبون لَهُ. فأتي من كتبه الّتي كتبوها لَهُ.
وقال وكيع: ما زلنا نعرفه بالخير، فخذوا الصِّحاح من حديثه وَدَعُوا الغَلَط.
وقال عفّان: قدمتُ أَنَا وبهز واسط، فدخلنا عَلَى عليّ بْن عاصم فقال: ممن أنتما؟ قُلْنَا: من أهل البصرة. فقال: من بَقِيّ؟ فذكرنا حمّاد بْن زيد ومشايخ البصريين. فلا نذكر لَهُ إنسانًا إلّا استصغره، فلمّا خرجنا قَالَ بهز: ما أرى هذا يفلح.
وقال أحمد بْن أعين: سَمِعْتُ عليّ بْن عاصم يَقُولُ: دفع إليّ أَبِي مائة ألف درهم. وقال: اذهب فلا أرى لك وجهًا إلّا بمائة ألف حديث.
وقال وكيع: أدركت النّاس والحلقة لعليّ بْن عاصم بواسط. فقيل لَهُ: إنّه يغلط. فقال: دعوه وغلطه.
وقال أحمد بْن حنبل: أمّا أَنَا فأحدّث عَنْهُ. كَانَ فيه لَجَاج ولم يكن متهمًا.
وقال محمد بْن يحيى: قلت لأحمد بْن حنبل في عليّ بْن عاصم فقال: كَانَ حمّاد بْن سَلَمَةَ يخطئ، وأومأ أحمد بيده، أي كثيرًا، ولم يَرَ بالرواية عَنْهُ بأسًا.
وقال الخطيب في تاريخه: كَانَ يستصغر النّاس وَيَزْدَرِيَهِم.
وقال عبد الله بن علي ابن المَدِينيّ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: أتيت عليَّ بْن عاصم فنظرت في أثلاث كثيرة، فأخرجت منها مائتي طرف. فذهبت إليه فحَدَّثَ عَنْ مغيرة، عَنْ إبراهيم في التمتُّع. فقلت: إنّما هذا عَنْ مغيرة رأى حمّاد. فقال: من حدثكم؟ قلت: جرير. قال: ذاك الضبي رأيته ما يعقل ما يقال لَهُ. قَالَ: ومر شيء آخر، فقلت: يخالفونك: قال: من؟ قلت: أبو عوانة. قال: وضاح [ص:127] ذاك العبد. قال: ومر شيء، فقلت: يخالفونك. قال: من؟ قلت: إسماعيل بن إبراهيم. قَالَ: ما رأيت ذاك يطلب حديثًا قطّ. قَالَ: وقال لشُعْبة: ذاك المسكين كنت أكلّم له خالدا الحذاء، فيحدثه.
قال الخطيب: ومما أنكروه عَلَيْهِ حَدِيثَ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ.
قُلْتُ: هُوَ الحديث الذي في جزء المروزي، وَالْمَخْرَمِيُّ عَنْهُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: " من عزى مصابا فله مثل أجره ".
وللحديث طرق كثيرة كلها واهية عن محمد حتى أنهم رووه عَنْ شُعْبَةَ وَسُفْيَانَ، وَإِسْرَائِيلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ.
قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: وَهُوَ حَدِيثٌ مُنْكَرٌ. يَرَوْنَ أَنَّهُ لَا أَصْلَ لَهُ مُسْنَدًا وَلَا مَوْقُوفًا. وَلَا نَعْلَمُ أَحَدًا أَسْنَدَهُ وَلَا وَقَّفَهُ غَيْرَ عَلِيٍّ. وَهُوَ مِنْ أَعْظَمَ مَا أنكره الناس عليه.
وقال المخرمي: حدثنا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: صَدَقَ أَنَا قلته.
وقال الحارث بن أبي أسامة: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُعَافَى الْعَابِدُ، وَكَانَ ثِقَةً، أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ: أهو عنك؟ قَالَ: نَعَمْ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الزَّمِنَ يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ يَمِينِهِ، وَعُمَرُ عَنْ يَسَارِهِ، وَعُثْمَانُ أَمَامَهُ، وَعَلِيٌّ خَلْفَهُ، حَتَّى جَاؤُوا فَجَلَسُوا عَلَى رَابِيَةٍ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ؟ أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ؟ فَجِيءَ بِهِ. فَلَمَّا رَآهُ قَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَحْيَيْتَ سُنَّتِي. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُمْ يَقُولُونَ: إِنَّهُ أَخْطَأَ فِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: " مَنْ عَزَّى مُصَابًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ ". فَقَالَ: أَنَا حَدَّثْتُ بِهِ ابْنَ مَسْعُودٍ.
قَالَ الباغَنْدِيُّ: فَجِئْتُ إِلَى عَاصِمِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ فِي سَنَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، فَحَدَّثْتُهُ بِذَلِكَ، فَرَكَبَ إِلَى أَبِي عَلِيٍّ فَسَمِعَهُ مِنْهُ.
وقال محمد بن المنهال، وغيره: حدثنا يزيد بن زريع قال: لقيت علي [ص:128] ابن عاصم الواسطي، فأفادني أَشْيَاءَ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ. فَأَتَيْتُ خَالِدًا فَسَأَلْتُهُ عَنْهَا فَأَنْكَرَهَا كُلَّهَا.
وقال الفلّاس: عليّ بْن عاصم فيه ضعف، وكان إنّ شاء اللَّه من أهل الصِّدق.
وقال الَّليْث بْن حَبْرويه: سَمِعْتُ يحيى بْن جعفر البيكَنْديّ يَقُولُ: كَانَ يجتمع عند عليّ بْن عاصم أكثر من ثلاثين ألفًا. وكان يجلس عَلَى سطح. وكان لَهُ ثلاثة مُسْتَمْلِين.
قَالَ هارون بْن حاتم: سَأَلْتُهُ عَنْ مولده، فقال: سنة خمس ومائة.
وقال تميم بْن المنتصر: وُلِد عليّ بْن عاصم سنة ثمان ومائة. قال: ومات سنة إحدى ومائتين.
وقال محمد بْن سعد: ولد سنة تسع ومائة. قال: وتوفي في جُمَادَى الأولى بواسط، وهو ابن اثنتين وتسعين سنة وأشهر.(5/125)
271 - ق: علي بن موسى الرضا. أحد الأعلام. هُوَ الْإِمَام أبو الحَسَن بْن موسى الكاظم بْن جعفر الصّادق بْن محمد الباقر بْن عليّ زين العابدين بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الهاشْميّ العَلَويّ الحُسَينيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وعُبَيْد اللَّه بْن أرطأة.
وَعَنْهُ: ابنه أبو جعفر محمد، وأبو عثمان المازني، والمأمون، وعبد السّلام بْن صالح، ودارم بْن قُبَيْصة، وطائفة.
وأمّه أمّ وُلِد. وله عدَّة إخوة كلّهم من أمّهات أولاد وهم: إبراهيم، والعبّاس، والقاسم، وإسماعيل، وجعفر، وهارون، وحسن، وأحمد، ومحمد، وعُبَيْد اللَّه، وحمزة، وزيد، وعبد اللَّه، وإِسْحَاق، وحسين، والفضل، وسليمان. وعدَّة بنات سمّاهم الزُّبَيْر في كتاب " النَّسَب ".
وكان سيّد بُنيّ هاشم في زمانه، وأجلّهم وأنبلهم. وكان المأمون يعظّمه ويخضع لَهُ، ويتغالى فيه، حتّى أَنَّهُ جعله وليّ عهده من بعده. وكتب بذلك إلى الآفاق. فثار لذلك بنو العبّاس وتألّموا لإخراج الأمر عَنْهُمْ، كما هُوَ مذكور في الحوادث.
وقيل: إنّ [ص:129] دعبلًا الخُزاعيّ أنشده مديحًا فوصله بست مائة دينار وبجبة خز بذل له فيها أَهْل قم ألف دينار، فامتنع وسافر، فأرسلوا من قطع عَلَيْهِ الطريق وأخذ الْجُبَّة، فردّ إلى قمّ وكلّمهم، فقالوا: لَيْسَ إليها سبيل ولكن هذه ألف دينار، وأعطوه خرقه منها.
وقال المبرّد، عَنْ أَبِي عثمان المازنيّ قال: سئل علي بن موسى الرضا: أيكلف اللَّه العباد ما لا يطيقون؟ قَالَ: هُوَ أعدل من ذَلِكَ، قِيلَ: فيستطيعون أنْ يفعلوا ما يريدون؟ قَالَ: هُمْ أعجز من ذَلِكَ.
ويروى أنَّ المأمون هَمّ مَرَّةً أنْ يخلع نفسه من الأمر ويولّيه عليَّ بْن موسى الرِّضا، ولمّا جعله وليّ عهده نزع السّواد العبّاسيّ وألبس النّاس الخُضْرة، وضُرب اسم الرِّضا عَلَى الدينار والدرهم.
وقيل: إنّه قَالَ يومًا للرّضا: ما يَقُولُ بنو أبيك في جدّنا العباس؟ فقال: ما يقولون في رجلٍ فرض اللَّه طاعة نبيه عَلَى خلقه، وفرض طاعته عَلَى نبيه، فأمر له المأمون بألف ألف درهم، وَبَلَغَنَا أَنَّ زَيْدَ بْنَ مُوسَى خَرَجَ بِالْبَصْرَةِ عَلَى الْمَأْمُونِ وَفَتَكَ بِأَهْلِهَا، فَبَعَثَ إِلَيْهِ الْمَأْمُونُ أَخَاهُ عَلِيَّ بْنَ مُوسَى الرِّضَا يَرُدُّهُ عَنْ ذَلِكَ، فَسَارَ إِلَيْهِ فِيمَا قِيلَ وَحَجَّهُ وَقَالَ لَهُ: وَيْلَكَ يَا زَيْدُ، فَعَلْتَ بِالْمُسْلِمِينَ مَا فَعَلْتَ، وَتَزْعُمُ أَنَّكَ ابْنُ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاللَّهِ لأَشَدُّ النَّاسِ عَلَيْكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَنْبَغِي لِمَنْ أَخَذَ بِرَسُولِ اللَّهِ أَنْ يُعْطِيَ بِهِ، فَبَلَغَ كَلَامُهُ الْمَأْمُونَ فَبَكَى، وَقَالَ: هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ أَهْلُ بَيْتِ النُّبُوَّةِ.
وَلِأَبِي نُوَاسٍ فِي عَلِيٍّ رَحْمَةُ اللَّهِ تعالى:
قِيلَ لِي أَنْتَ أَحْسَنُ النَّاسِ طُرًّا ... فِي فُنُونٍ مِنَ الْمَقَالِ النَّبِيهِ
لَكَ مِنْ جَيِّدِ الْقَرِيضِ مَدِيحٌ ... يُثْمِرُ الدُّرُّ فِي يَدَيْ مُجْتَنِيهِ
فَعَلامَ تَرَكْتَ مَدْحَ ابْنِ مُوسَى ... وَالْخِصَالَ الَّتِي تَجَمَّعْنَ فِيهِ
قُلْتُ لَا أَسْتَطِيعُ مَدْحَ إِمَامٍ ... كَانَ جِبْرِيلُ خَادِمًا لِأَبِيهِ
قُلْتُ: هَذَا لَا يَجُوزُ إِطْلاقُهُ مِنْ أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ خَادِمٌ لِأَبِيهِ إِلَّا بِنَصٍّ، [ص:130] وَالنَّصُّ مَعْدُومٌ فِيهِ، وَقَدْ كَذَبَتِ الرَّافِضَةُ عَلَى علي الرضا وآبائه أَحَادِيثَ وَنُسَخًا هُوَ بَرِيءٌ مِنْ عُهْدَتِهَا، وَمُنَزَّهٌ مِنْ قَوْلِهَا، وَقَدْ ذَكَرُوهُ مِنْ أَجْلِهَا فِي كُتُبِ الرِّجَالِ، مِنْ جُمْلَتِهَا: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أبيه علي مَرْفُوعًا: " السَّبْتُ لَنَا وَالأَحَدُ لِشِيعَتِنَا، وَالاثْنَيْنُ لِبَنِي أُمَيَّةَ، وَالثُّلاثَاءُ لِشِيعَتِهِمْ، وَالأَرْبِعَاءُ لِبَنِي الْعَبَّاسِ، وَالْخَمِيسُ لِشِيعَتِهِمْ، وَالْجُمُعَةُ لِلنَّاسِ جَمِيعًا "، فَانْظُرْ مَا أَسْمَجَ هَذَا الْكَذِبُ، قَبَّحَ اللَّهُ مَنْ وَضَعَهُ.
وَبِالإِسْنَادِ: " لَمَّا أُسْرِيَ بِي سَقَطَ إِلَى الأَرْضِ مِنْ عَرَقِي، فَنَبَتَ مِنْهُ الْوَرْدُ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَشُمَّ رَائِحَتِي فَلْيَشُمَّ الْوَرْدَ "، وَبِالسَّنَدِ: " ادَّهِنُوا بِالْبَنَفْسَجِ، فَإِنَّهُ بَارِدٌ فِي الصَّيْفِ حَارٌّ فِي الشِّتَاءِ "، وَ: " مَنْ أَكَلَ رُمَّانَةً بِقِشْرِهَا أَنَارَ اللَّهُ قَلْبَهُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً "، وَ: " الْحِنَّاءُ بَعْدَ النَّوْرَةِ أَمَانٌ مِنَ الْجُذَامِ "، وَ: كَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِذَا عَطَسَ قَالَ عَلِيٌّ لَهُ: رَفَعَ اللَّهُ ذِكْرَكَ، وَإِذَا عَطَسَ عَلِيٌّ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَعْلَى اللَّهُ كَعْبَكَ "، فأظن هذا كله مِنْ كَذِبِ الزَّنَادِقَةِ.
نَقَلَ الْقَاضِي شَمْسُ الدِّينِ بْنُ خِلِّكَانَ، أَنَّ سَبَبَ مَوْتِهِ أَنَّهُ أَكَلَ عِنَبًا فَأَكْثَرَ مِنْهُ، قَالَ: وَقِيلَ: بَلْ كَانَ مسموما، فاعتل منه، ومات.
قُلْتُ: مَاتَ فِي صَفَر سنة ثلاثٍ وَمائتين، عَنْ خمسين سنة بطوس، ومشهده مقصود بالزيارة، رحمه الله.(5/128)
272 - علي بن يزيد سُلَيْم الصدائي الكُوفيُّ صاحب الأكفان. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: الأعمش، وهارون بْن عنترة، وفطر بْن خليفة، وزكريّا بْن أَبِي زائدة، وفضيل بْن مرزوق، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بن أبي سريج الرّازيّ، وإِسْحَاق بْن بُهْلُولٍ، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن سلّام الطَّرَسُوسيّ، وعبد اللَّه بْن أيّوب المُخرِّميّ، ومحمد بْن حرب النشائي، وهارون الحمال، وطائفة، وابنه الحسين. [ص:131]
قَالَ أحمد بْن حنبل: ما كَانَ بِهِ بأس.
وقال أبو حاتم: ليس بقويّ، مُنْكَر الحديث.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يُتابع عَلَيْهِ.
قلت: لم يخرجوا لَهُ.(5/130)
273 - عليُّ بْن يونس البلْخيّ، العابد. [الوفاة: 201 - 210 ه]
رَوَى عَنْ: سُفْيَان الثَّوْريّ، وهشام بْن الغاز، وعبد العزيز بْن أَبِي رواد، ومالك بْن أنس، وإسماعيل بْن جعفر، وآخرين.
وَعَنْهُ: يعقوب بْن عُبَيْد النَّهرتيريّ، وإبراهيم بْن هارون البلْخيّ، وإسحاق بْن عَبْد اللَّه بْن رزين النَّيْسَابوريُّ.
ذكره ابن أَبِي حاتم، وما رأيت أحدًا ضعفه ولا من ذكره في أصحاب مالك.
أَخْبَرَتْنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي الْوَفَاءِ مَحْمُودٍ قال: أخبرنا أبو الخير محمد، قال: أخبرنا أبو عمرو بن منده، قال: أخبرنا أبي، قال: أخبرنا محمد بن عمر بن حفص النَّيْسَابوريُّ قال: حدثنا إسحاق بن عبد الله بن رزين، قال: حدثنا علي بن يونس البلخي، قال: حدثنا مَالِكٌ، وَالسُّفْيَانَانِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " نَهَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ وَعَنْ هِبَتِهِ ".
ثمّ ظفرت بذكره في " الضعفاء " للعقيلي، فقال: لا يُتابَع على حديثه، ثمّ [ص:132] ساق من رواية الفضل بْن سهل الأعرج، عَنْ عليّ بْن يونس حديثًا، معروف المَتْن، غريب السند.(5/131)
274 - علية بنت أمير المؤمنين المهديّ، أخت الرشيد. [الوفاة: 201 - 210 ه]
اشتريت أمها مكنونة للمهدي بمائة ألف درهم، فأولدها علية في سنة ستين ومائة، وكانت عُلَيَّة من أحسن النساء وأظرفهن وأعقلهن، ذات صيانة وأدب بارع.
تزوجها موسى بْن عيسى بْن موسى بْن محمد العبّاسيّ، وكان الرشيد يبالغ في إكرامها واحترامها.
ولها ديوان شعر معروف بين الأدباء، عاشت خمسين سنة، وتوفيت في حدود العشر ومائتين.(5/132)
275 - عمّار بْن عَبْد الجبار السَّعْديّ المَرْوَزِيّ، أبو الحَسَن. [الوفاة: 201 - 210 ه]
سَمِعَ: ابن أَبِي ذئب، وشُعْبة، وطبقتهما.
وَعَنْهُ: أحمد بْن سَعِيد الدّارميّ، ومحمد بْن عَقِيل الخُزاعيّ.
وسيعاد.(5/132)
276 - عمار بْن عَبْد الملك المَرْوَزِيّ، أبو اليقظان اليربوعي، مولاهم، المُسْتَمليّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
سَمِعَ: شُعْبَة، وابن لهيعة.
ذكره هكذا محمد بْن حَمْدَوَيْه في " تاريخ مرو " فقال: مات ببغداد سنة خمس ومائتين، قال: وكان سيئ الحفظ مغفلا، له صلاح وعبادة، حدثنا عَنْهُ محمد بْن مَسْعَدَة.(5/132)
277 - عمار بْن مطر العبدي الرهاوي، أبو عثمان. [الوفاة: 201 - 210 ه]
أحد المتروكين المعنيين بالحديث،
رَوَى عَنْ: ابن أَبِي ذئب، وزهير، وأبي هلال، ومالك بْن أنس.
وَعَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن سالم، ومبارك بْن عَبْد اللَّه السّرّاج، ومحمد بْن الخضر الرَّقّيّ، وأبو فروة الرَّهَاويّ، وعبد اللَّه بْن مسلمة البلَديّ، وآخرون.
قَالَ ابن عديّ: متروك الحديث.(5/132)
278 - ن: عُمارةُ بْن بِشْر الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: الأوزاعي، ومعاوية بْن يحيى الصَّدَفيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن جَابِر، وغيرهم.
وَعَنْهُ: عليّ بْن سهل الرمليّ، ونُصَير بْن الفرج شيخ للنسائي، ويوسف بْن سَعِيد بْن مُسْلِم.
وحدَّثَ سنة مائتين.
وتوفي بعد ذَلِكَ.(5/133)
279 - عِمران بْن أَبَان الواسطيّ، [الوفاة: 201 - 210 ه]
أخو محمد بْن أَبَان.
رَوَى عَنْ: حمزة الزّيّات، وشُعْبة.
وَعَنْهُ: حُمَيْد بْن زَنْجَوَيه، وسليمان بْن سيف الحراني، وآخرون.
وهو ضعيف الحديث.(5/133)
280 - ق: عُمَر بْن حبيب العَدَويّ الْبَصْرِيّ القاضي، قِيلَ: هو ابن حبيب بن محمد بن مجالد بن سليم، [الوفاة: 201 - 210 ه]
من بُنيّ عديّ بْن عَبْد مَنَاة.
رَوَى عَنْ: حُمَيْد الطويل، وخالد الحذاء، ومحمد بْن عجلان، وهشام بْن عُرْوَة، ويونس بْن عُبَيْد، وطائفة.
وَعَنْهُ: إِسْحَاق بْن إبراهيم شاذان، وحفص الرُّبَاليّ، وحمّاد بْن الحَسَن بْن عَنْبَسَةَ، وأبو أمية الطَّرَسُوسيّ، ومحمد بْن سِنان القزّاز، وأبو قلابة الرقاشي، ومحمد بن يونس الكديمي، وخلق.
قَالَ عَبَّاس، عَنْ يحيى بْن مَعِين: ضعيف يكذب.
وقال الْبُخَارِيّ: يتكلّمون فيه.
وقال النَّسائيّ: ضعيف.
وقال ابن عديّ: حَسَنُ الحديث، يكتب حديثه مَعَ ضعفه. [ص:134]
قلت: ولي قضاء البصرة، ثمّ ولي قضاء الجانب الشرقيّ ببغداد للمأمون، وهو جدّ أَبِي رفاعة عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عُمَر العَدَويّ، ويُروى أَنَّهُ حضر مجلسَ الرشيد، فتنازع الفُقَهاء في الاحتجاج بأبي هُرَيْرَةَ، فقال عُمَر بْن حبيب: هُوَ صَدُوق صحيح النقل، فهمّ الرشيد بقتله لكونه ردّ عَلَيْهِ، وطلبه، ثمّ دفع اللَّه عَنْهُ.
قَالَ غير واحد: تُوُفّي سنة سبع ومائتين بالبصرة.(5/133)
281 - م 4: عُمَر بْن سعْد أبو داود الحَفَريّ الكُوفيُّ العابد، [الوفاة: 201 - 210 ه]
والحَفَرِ: مكانٌ بالكوفة، وذِكره بالكنية أولى.
عَنْ: مالك بْن مِغْوَلٍ، ومِسْعَر، وسُفْيَان الثَّوْريّ، وصالح بْن حسّان، وبدر بْن عثمان، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، ومحمود بْن غَيْلان، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وعليّ بْن حرب، ومحمد بْن رافع، وعبد بْن حُمَيْد، وطائفة.
قَالَ عَبَّاس: سَمِعْتُ يحيى بْن مَعِين يقدّمه في حديث سُفْيَان عَلَى محمد بْن يوسف وقبيصه.
وقال وكيع: إن كَانَ يدفع بأحد في زماننا فبأبي داود.
وقال علي ابن المَدِينيّ: لا أعلمني رأيت بالكوفة أعبد منه.
وقال أبو حاتم: صدوق، رَجُل صالح.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: كَانَ من الصالحين الثّقات.
حُكي أَنَّهُ أبطأ يومًا في الخروج إليهم، ثمّ خرج، فقال: أعتذر إليكم، فإنه لم يكن لي ثوبٌ غيرُ هذا، صلَّيت فيه، ثمّ أعطيتُهُ بناتي حتّى صَلَّيْن فيه، ثمّ أخذته وخرجت إليكم.
وقال أبو حمدون المقرئ: دفنا أبا داود الحَفَريّ رحمه اللَّه وتركنا بابه مفتوحًا، ما كَانَ في البيت شيء. [ص:135]
قال ابن سعد وغيره: مات في جمادى الأولى سنة ثلاث.(5/134)
282 - ق: عُمَر بْن شبيب المُسْليّ، أبو حفص المَذْحِجِيّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
رأى أبا إسحاق السبيعي،
وَرَوَى عَنْ: عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْم، وعَمْرو بْن قيس الملائي، وإبراهيم بن مهاجر، وإسماعيل بن أبي خالد، وكثير النواء، وطائفة.
وَعَنْهُ: إبراهيم بْن سَعِيد الجوهريّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة، وعُمَر بْن شَبَّة، ومحمد بْن طريف، والحَسَن بْن عليّ بْن عفان العامري، وسَعْدان بْن نَصْر، وخلق.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعة: لين الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ صدوقًا، ولكنه كَانَ يخطئ كثيرًا عَلَى قلة روايته.
قلت: لَهُ حديث واحد في " سنن ابن ماجة " في الطلاق.
تُوُفّي سنة اثنتين.(5/135)
283 - م د: عُمَر بْن عَبْد اللَّه بْن رَزِين، أبو العباس السُّلَميُّ النَّيْسَابوريُّ، [الوفاة: 201 - 210 ه]
أخو مبشر، وجعفر.
رحل وسَمِعَ: محمد بْن إِسْحَاق، وسفيان بْن حسين الواسطيّ، وإبراهيم بن طهمان، وسفيان الثوري، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بْن الازهر، وأحمد بْن يوسف السُّلَميّ، وسهل بن عمار، وأيوب بن الحسن، وجماعة. [ص:136]
وقال سهل بن عمار: لم يكن بخراسان أنبل منه.
وقال الحاكم: خطتهم أشهر خطة بنيسابور في أيام عبد الله بن عامر بن كريز.
وروى أبو العباس وفاته في سنة ثلاث ومائتين.(5/135)
284 - عمر بن عبد الواحد، [الوفاة: 201 - 210 ه]
قد مر.
وقال بعضهم: تُوُفّي سنة إحدى ومائتين.(5/136)
285 - ق: عُمَر بْن عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُوسَى بْنُ عُبَيْدِ اللَّه بْن مَعْمَر، أبو حفص التيمي المدني. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّه، وعُبَيْد اللَّه بْن عُمَر، ويونس بْن يزيد، وأبيه.
وَعَنْهُ: محمد بْن الحَسَن بْن زبالة، وإبراهيم بْن المنذر الحزامي، والزُّبَير بن بكار.(5/136)
286 - ع: عمر بن يونس اليمامي، أبو حفص. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: عكرمة بْن عمار، وأبيه يونس بْن القاسم الحنفي، وعاصم بْن محمد العُمَريّ، وملازم بْن عَمْرو، وعُمَر بْن أَبِي خثعم، وحباب بْن فَضَالَةَ صاحب أنس، وغيرهم.
وَعَنْهُ: أبو ثور الفقيه، وأبو خَيْثَمَة، وإِسْحَاق بْن وهْب العلّاف، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر رُسْتَة، وعَمْرو النّاقد، وعبد بْن حُمَيْد، وبُنْدار، وخلق.
وثّقه ابن مَعِين، والنسائي.(5/136)
287 - عُمَر بْن أَبِي بَكْر، أبو حفص المؤملي [الوفاة: 201 - 210 ه]
قاضي الأردن.
عَنْ: سليمان بْن بلال، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي الزناد، وجماعة.
وَعَنْهُ: إبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، والزُّبَير بْن بكّار، وغيرهما.
ضعّفه أَبُو زُرْعة، وغيره.
وقال أَبُو حاتم: ذاهب الحديث. [ص:137]
وقال سعيد بن عمرو البرذعي: آفة من الآفات.
وَأَمَّا أخوه عَمْرو بْن أبي بكر المؤملي أبو بَكْر فولي قضاءَ دمشق للرشيد ثمّ للأمين.
وتوفي في حدود المائتين، ذكره أبو القاسم ابن عساكر مختصرا.(5/136)
288 - عَمْرو بْن الأزهر الْبَصْرِيّ العَتَكيّ، [الوفاة: 201 - 210 ه]
نزيل واسط ثمّ بغداد.
عَنْ: حُمَيْد الطويل، وهشام بْن عروة، وبهز بن حكيم، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: حسان بن سيّار، وعبد الرَّحْمَن بْن عبيد الله الحلبي، وخالد بن عمرو، وغيرهم.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: متروك.
وكذبه بعضهم.(5/137)
289 - عَمْرو بْن خَالِد، أبو حفص الأعشى، ويقال: أبو يوسف. [الوفاة: 201 - 210 ه]
كوفي واهٍ،
رَوَى عَنْ: عاصم، وهشام بْن عُرْوَة، والأعمش، ومحل الضَّبّيّ.
وَعَنْهُ: عمرو بن عبد الله الأودي، وأحمد بن حازم بن أبي غرزة، وجماعة.
قَالَ ابن عَدِيّ: مُنْكَر الحديث.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا تَحِلُّ الرِّوَايَةُ عَنْهُ.(5/137)
290 - ت: عَمْرو بْن محمد بْن أَبِي رزين، أبو عثمان الخُزاعيّ الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: ثور بْن يزيد، وهشام بن حسان، وسعيد بن أبي عروبة، وشُعْبة، والثَّوْريّ.
وَعَنْهُ: رجاء بْن محمد العُذْريّ، ويحيى بْن مَعِين، ومحمد بْن سِنان القزّاز، ومحمد بْن بشّار، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وطائفة.
وذكره ابن حِبّان في " الثّقات "، فقال: ربما أخطأ. [ص:138]
وحدث سنة ست ومائتين.(5/137)
291 - م 4: عَمْرو بْن محمد العَنْقَزَيّ الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
تُوُفّي سنة ثلاثٍ ومائتين، وقيل: سنة تسعٍ وتسعين ومائة.(5/138)
292 - عَمْرو بْن عَبْد الغفار الفقيميّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
حدَّثَ عَنْ: عمه الحَسَن بْن عَمْرو الفقيميّ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَالأَعْمَشِ، وَابْنِ أَبِي لَيْلَى.
وَعَنْهُ: قُتَيْبة، وأحمد بْن الفُرات، والحَسَن بْن مُكْرَم، ويحيى بْن أَبِي طَالِب، وآخرون.
قَالَ عليّ ابن المَدِينيّ: رميت بحديثه، وكان رافضيًا.
وقال أحمد العِجْليّ: متروك.
ومشّاه بعضهم.
تُوُفّي سنة اثنتين ومائتين.(5/138)
293 - عِمران بْن أبان بْن عِمران بْن زياد، أبو موسى الواسطيّ الطّحّان. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: حريز بْن عثمان، وحمزة الزّيّات، وشُعْبة، وشريك، وجماعة.
وَعَنْهُ: الحَسَن بْن عليّ الخلّال، والحسين بْن عيسى البسطاميّ، وحُمَيْد بْن زَنْجَوَيه، وسليمان بْن سيف الحرّانيّ، وعبد اللَّه بْن الحَكَم القَطَوانيّ.
قَالَ أبو داود: خرج مَعَ أَبِي السّرايا وقذف قومًا.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لا أرى بحديثه بأسا. [ص:139]
وقال ابن حِبّان: مات سنة خمسٍ ومائتين.
لم يُخَرِّجوا لَهُ.(5/138)
294 - عَنْبَسَةُ بْن سَعِيد بْن أبان الأُمَويّ الكُوفيُّ، أبو خَالِد، [الوفاة: 201 - 210 ه]
أخو يحيى، وعُبَيْد، ومحمد، وعبد اللَّه، وأبان.
روى عَنِ ابْن المبارك.
وَعَنْهُ: ابن أخيه سَعِيد بْن يحيى، ومحمد بْن حسان الأزرقي.
وثّقه الدَّارَقُطْنيّ، وغيره.
مات شابا قبل أخيه عبد الله المتوفى بعد سنة ثلاثٍ ومائتين، وقد ولي قضاء الرّيّ.(5/139)
295 - عَوْف بْن محمد، أبو غسان المراديّ الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: يوسف بْن عَبْدة العَتَكيّ، ومحمد بْن مُسْلِم الطّائفيّ.
وَعَنْهُ: أبو حفص الفلّاس، وعَبْدة بن عبد الله الصفار، وبندار، وغيرهم.(5/139)
296 - ن: العلاء بْن عصيم، أبو عَبْد اللَّه الْجُعْفيّ، [الوفاة: 201 - 210 ه]
مؤذن مسجد حسين الْجُعْفيّ.
عَنْ: زُهَيْر بْن معاوية، وأبي الأحوص سلام، وعبثر بْن القاسم.
وَعَنْهُ: أحمد بْن سَعِيد الرباطيّ، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعلي ابن المَدِينيّ، وعبد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الدّارميّ، وآخرون.
قَالَ مُطِّين: تُوُفّي سنة ثمانٍ ومائتين.(5/139)
297 - عيسى بْن إبراهيم الْقُرَشِيّ الهاشْميّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
أحد الضعفاء، قد دار أكثر أقاليم الإسلام،
وَرَوَى عَنْ: موسى بْن أَبِي حبيب،
شيخ تابعي، غير حديثٍ مُنْكَر.
وَرَوَى عَنْ: زُهَيْر بْن محمد.
رَوَى عَنْهُ: [ص:140] بقيَّة بْن الوليد، وبِشْر بْن القاسم، والحسين بْن منصور السُّلَميّ، وعليّ بْن الحَسَن الذُّهْليّ، وجماعة من النيسابوريين.
تركه غير واحد.
وقال الحاكم: واهي الحديث بمرَّة، رَوَى عَنْهُ من القدماء: كثير بْن هشام، وبقية.(5/139)
298 - عيسى بْن خَالِد، أبو عَبْد اللَّه اليَمَاميّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
قدِم دمشق،
وَحَدَّثَ عَنْ: شُعْبَة، وزهير بْن معاوية، ومبارك بن فضالة، والليث بن سعد، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمود بْن خَالِد، ودُحَيْم، وأحمد بْن أَبِي الحواري، وعبد الوهّاب بْن عَبْد الرحيم الأشجعي، وموسى بْن عامر، وعدَّة.
قَالَ أبو حاتم: لا بأس بحديثه.(5/140)
299 - عُيَيْنَة بْن عَبْد الرَّحْمَن، أبو المنهال المهلّبيّ اللُّغَويّ النَّحْويّ، [الوفاة: 201 - 210 ه]
صاحب الخليل بْن أحمد، ومؤدب الأمير عبد الله بن الطاهر.
رَوَى عَنْ: داود بْن أَبِي هند، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبَة.
وَعَنْهُ: علي بْن الحَسَن الهلالي، ومحمد بْن عَبْد الوهّاب الفرّاء، وأهل نيسابور.
وكان من كبار أئمة العربية.(5/140)
-[حَرْفُ الْغَيْنِ](5/140)
300 - غالبُ بْن فَرْقَد الأصبهانيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: مبارك بْن فضالة، وكثير بن سليم، وعمر بن الصبح.
وَعَنْهُ: إسماعيل بن يزيد القطّان، وعقيل بْن يحيى، وروح بْن جبر.(5/140)
-[حَرْفُ الْفَاءِ](5/140)
301 - فتيان بْن أَبِي السَّمْح عَبْد اللَّه بْن السَّمْح، أبو الخيار الْمِصْرِيُّ الفقيه. [الوفاة: 201 - 210 ه]
وُلِد سنة خمسين ومائة أو إحدى، وكان من أعيان أصحاب مالك.
قَالَ محمد بْن وزير: كَانَ فتيان من أشغب النّاس في البحث، وكان بينه وبين الشّافعيّ مناظرة، فكان فتيان يَقُولُ: لا يباع الحُرّ في الدَّين.
وقال الشّافعيّ: إن ثبت على القول ببيعه أفعل بك كَيْتَ وكَيْت، وكان الشّافعيّ حليمًا. [ص:141]
وقال ابن عَبْد الحَكَم: كَانَ في فتيان عجلة، فأغلظ مرة للشافعي، فانتصر للشافعي سريُّ بن الحكم وضرب فتيان وطوف بِهِ.
وقال محمد بْن وزير: حضرت الشّافعيّ وفتيان فتناظرا، وجري بينهما الكلام، إلى أنْ قَالَ فتيان: سَمِعْتُ مالكًا يَقُولُ: إنّ الإمام لا يكون إمامًا إلّا عَلَى شرط أَبِي بَكْر؛ فإنه قَالَ: وليتكم ولستُ بخيركم، فإن زغتُ فَقَوَّموني.
فاحتج الشّافعيّ بأشياء، فبلغ السَّرِيّ ذَلِكَ، فضرب فتيان، ثمّ وثب أهل المسجد بالشافعي، فدخل منزله فلم يخرج منه إلى أنْ مات.
قَالَ يونس بْن عَبْد الأعلى: قَالَ السَّرِيّ: لو شهد عندي آخر مثل الشّافعيّ لضربت عُنُقه، وسمعتُ الشّافعيّ يَقُولُ: واللَّه ما شهدتُ على فتيان قط، ولقد سمعت منه ما لو شهدت بِهِ عَلَيْهِ لحلّ دَمُه.
وقال ابن أخي فتيان: سَمِعْتُ عمي يَقُولُ: اللَّه بيني وبين الشّافعيّ، أو لا حَلَّلَ اللَّه الشافعي.
توفي سنة خمسٍ ومائتين، ذكره ابن عُمَر الكِنْديّ في " الموالي ".(5/140)
302 - الفرّاء، وهو أبو زكريّا يحيى بْن زياد بْن عَبْد اللَّه بْن منظور الأَسَديّ، مولاهم، الكُوفيُّ النحْوي، [الوفاة: 201 - 210 ه]
صاحب التّصانيف.
سكن بغداد، وأملى بها كتاب " معاني القرآن "، وغير ذَلِكَ.
وَحَدَّثَ عَنْ: قيس بْن الربيع، ومندل بْن عليّ، وأبي الأحوص سلام بْن سُلَيْم، وأبي الحَسَن الكسائي، وأبي بَكْر بْن عياش.
وَعَنْهُ: سلمة بن عاصم، ومحمد بن الجهم السمري، وغيرهما.
وكان ثقة.
وقد روى عَنْ ثعلب أَنَّهُ قال: لولا الفَرَّاء لما كانت عربيَّة، ولَسَقَطَت؛ لأنّه خلصها؛ ولأنها كانت تُتَنَازَع ويدّعيها كلُّ أَحَد.
وذكر أبو بُدَيْل الوضّاحيّ قَالَ: أمر المأمون الفرّاء أنْ يؤلّف ما يجمع بِهِ أصول النَّحْو، وأمر أنْ يُفرد في حُجرة، ووكّل بِهِ خدمًا وجواري يقمن بما يحتاج إليه، وصير له الوراقين، فكان يملي ذَلِكَ سنين، قَالَ: ولما أملى كتاب [ص:142] " المعاني " اجتمع لَهُ الخلق، فلم يضبط إلّا القضاة، فكانوا ثمانين قاضيًا، وأملّ " الحمد " في مائة ورقة، قَالَ: وكان المأمون قد وكّل بالفرّاء ابنيه يلقنهما النحو، فأراد يوما النهوض لحاجة، فابتدرا إلى نَعْله فتنازعا أيُّهما يقدمه، ثمّ اصطلحا أنْ يقدم كل واحد فردة، فبلغ المأمون، فقال: لَيْسَ يكبر الرجل عَنْ تواضعه لسلطان ووالده ومعلّمه العِلْم.
وقال ابن الأنباريّ: لو لم يكن لأهل بغداد والكوفة من علماء العربيَّة إلّا الكسائي والفراء لكان لهم بهما الافتخار عَلَى النّاس، قَالَ: وكان يقال للفرّاء: أمير المؤمنين في النَّحْو.
وعن هنّاد بْن السَّرِيّ قَالَ: كَانَ الفرّاء يطوف معنا عَلَى الشيوخ فما رأيناه أثبت سوداء في بيضاء، فظننا أَنَّهُ كَانَ يحفظ ما يحتاج إليه.
وقال محمد بن الجهم السمري: ما رأيت مع الفراء كتابا قط إلا كتاب " يافع ويفعة ".
وقال أحمد بن يحيى ثعلب: حدثنا سلمة قال: أمل الفراء كتبه كلها حفظا، لم يأخذ بيده نسخة إلا كتابين: كتاب " ملازم "، وكتاب " يافع ويفعة ".
قال ابن الأنباري: مقدارهما خمسون ورقة، ومقدار كتب الفراء ثلاثة آلاف ورقة، وقيل: إنّما سُمّي بالفرّاء لأنّه كَانَ يفري الكلام، وجاء أنه تُوُفّي بطريق مكَّة سنة سبْعٍ ومائتين، وله ثلاث وستون سنة رحمه الله.
وقال سلمة بْن عاصم: إني لأعجب من الفرّاء كيف يعظم الكسائي وهو أعلم بالنحو منه.(5/141)
303 - الفضل بْن الربيع بْن يونس، [الوفاة: 201 - 210 ه]
حاجب الرشيد، وابن حاجب المنصور.
كَانَ من رجال الدّهر رأيًا وحزْمًا ودَهاء ورياسة، وهو الّذي قام بخلافة الأمين، وساق إِلَيْهِ الخزائن بعد موت والده، وسلّم إِلَيْهِ القضيب والخاتم، وأتاه بذلك من طوس، وكان هُوَ الكلّ لاشتغال الأمين باللعب واللهو، ولمّا تداعت دولة الأمين ولاح عليها الإدبار اختفى الفضل مدة طويلة، فلما بويع [ص:143] إبراهيم بْن المهديّ ظهر الفضل، وساس نفسه، فلم يدخل معهم في شيء، ولهذا عفا عَنْهُ المأمون.
تُوُفّي سنة ثمان ومائتين، وهو في عشر السبعين.(5/142)
304 - الفضل بْن عَبْد الحميد المَوْصِليّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
شيخ مسن،
رحل وَسَمِعَ مِنْ: الأعمش، وعَمْرو بْن قيس المُلائيّ، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وجماعة،
روى عَنْهُ: سَعِيد بْن المغيرة، وإِسْحَاق بْن إبراهيم لؤلؤ، وعُبَيْد بْن حفص، وطائفة آخرهم موتًا محمد بْن أحمد بْن أبي المُثَنَّى.
وما علمت أحدًا ضعفه.
قَالَ الأزدي: توفي سنة تسع ومائتين.(5/143)
-[حَرْفُ الْقَافِ](5/143)
305 - ت: القاسم بْن الحَكَم بْن كثير بْن جُنْدب العرني الكُوفيُّ، القاضي أبو أحمد، [الوفاة: 201 - 210 ه]
قاضي همذان.
عَنْ: زكريّا بْن أَبِي زائدة، وأبي حنيفة، والقاسم بْن معن المسعودي، ويونس بْن أَبِي إسحاق، وعبيد الله بن الوليد الوصافي، ومِسْعَر، والثَّوْريّ، وطائفة.
وَعَنْهُ: إِسْحَاق بْن الفيض، وأحمد بْن محمد بْن سَعِيد بْن أبان التبعي، وزكريا بن يحيى البلْخيّ، ومحمد بْن المغيرة الضَّبّيّ، وعَمْرو بْن رافع القزويني، ومحمد بن حسان الأزرق، والمنسجر بْن الصَّلْت، وخلْق.
وقد كَانَ أحمد بْن حنبل عزم عَلَى الرحلة إِلَيْهِ.
وثّقه غير واحد.
وقال أبو زُرْعة: صدوق.
وقال أبو عليّ الرفّاء، عَنْ محمد بْن صالح الأشجّ: مات القاسم بْن الحَكَم سنة ثمانٍ ومائتين، وحضرت جنازته، ولي ثلاث عشرة سنة.(5/143)
306 - القاسم بْن الحَكَم بْن أوس الْأَنْصَارِيّ الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه][ص:144]
عَنْ: مَعْمَر بْن راشد، وغيره.
وَعَنْهُ: عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر القواريري، ومحمد بْن المُثَنَّى العنزيّ.
قَالَ أبو حاتم: مجهول.(5/143)
307 - القاسم بْن هارون بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ العبّاسيُّ، المؤتمن ابن الرشيد. [الوفاة: 201 - 210 ه]
كان أبوه قد جعله ولي عهد بعد الأمين والمأمون، وشرط للمأمون إنْ شاء أنْ يُقِرّه أقره، وإن شاء أنْ يخلعه خلعه، فخلعه سنة ثمان وتسعين.
توفي سنة ثمانٍ ومائتين وله خمس وثلاثون سنة.(5/144)
308 - ن: قُدَامة بْن محمد بْن خَشْرَم الخشرميّ الْمَدَنِيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وأبوه مجهول، وعن مَخْرَمة بْن بكير،
رَوَى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن هارون بْن موسى الفَرَوِيّ، وسعد بن عبد الله بن عبد الحكم، وأهل المدينة.
قَالَ ابن حِبّان: روى المقلوبات الّتي لا يُشَارَك فيها، لا يجوز الاحتجاج بِهِ.
قلت: وروى أيضًا عَنْ داود بْن المغيرة.
وَعَنْهُ: ابن نُمَيْر، وابن شَيْبة الحزاميّ.
قَالَ أبو حاتم: لَيْسَ بِهِ بأس.(5/144)
• - قراد أبو نوح، اسمه عَبْد الرَّحْمَن، [الوفاة: 201 - 210 ه]
تقدّم ذكره.(5/144)
309 - قُرَيش بْن إبراهيم الصَّيْدلانيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
بغداديّ ثبت حافظ.
مات قبل الشيخوخة.
رَوَى عَنْ: عبد العزيز [ص:145] الدَّراوَرْديّ، ومعتمر بْن سليمان.
روى عَنْهُ: رفيقاه أحمد بْن حنبل، وسُرَيْج بْن يونس.
قَالَ يعقوب بن شيبة: كَانَ من عُلَيَّة أصحاب الحديث.
مات قبل أن يكتب عنه.(5/144)
310 - خ م د ت ن: قريش بن أنس الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: حُمَيْد الطويل، وابن عَوْن، وحبيب بْن الشهيد، وعوف الأعرابي، وجماعة.
وَعَنْهُ: علي ابن المدني، وبُنْدار، وبكّار بْن قُتَيْبَة، والكُدَيْميّ، ومحمد بْن أحمد بْن أَبِي العوّام، وخلْق.
قَالَ النَّسائيّ: ثقة إلا أنه تغير.
وقال علي ابن المَدِينيّ: كَانَ ثقة.
وقال الْبُخَارِيّ، عَنْ إِسْحَاق بْن إبراهيم بْن حبيب: مات سنة تسع ومائتين.
قَالَ: وكان قد اختلط ستٍّ سنين في البيت.
وقال أبو داود، عَنْ محمد بْن عُمَر المُقَدَّمّي: مات في رمضان سنة ثمان.(5/145)
311 - قُطّرب، تلميذ سِيبَوَيْه. [الوفاة: 201 - 210 ه]
هُوَ أبو عليّ محمد بْن المستنير الْبَصْرِيّ النَّحْويّ، صاحب التّصانيف.
كَانَ يؤدب أولاد الأمير أَبِي دُلَف العِجْليّ، وكان أيّام اشتغاله يبكّر في تحصيل النَّوْبة عَلَى سِيبَوَيْه، فقال لَهُ: ما أنت إلّا قطرب ليل، فلزمه هذا اللقب.
روى عَنْهُ: محمد بْن الْجَهْم السمري، وغيره.
وكان موثقًا فيما ينقله.
توفي سنة ست ومائتين، قبل الفراء بسنة.(5/145)
-[حَرْفُ الْكَافِ](5/145)
312 - م 4: كثير بْن هشام، أبو سهل الكِلابيّ الرَّقّيّ، [الوفاة: 201 - 210 ه]
نزيل بغداد. [ص:146]
روى الكثير عَنْ جعفر بْن بُرْقان، وحدَّثَ أيضًا عَنْ شُعْبَة.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وإِسْحَاق، وعَمْرو النّاقد، ومحمد بْن المُثَنَّى، وعباس الدُّوريّ، والحارث بْن أَبِي أسامة، وجماعة.
وثّقه ابن مَعِين، وأبو داود.
تُوُفّي في شَعْبان سنة سبْعٍ. ولمّا مات قَالُوا: اليوم مات جعفر بْن بُرْقان.
وقيل: إنّه روى عَنْ جعفر ألفا ومائة حديث.
وقال عباس الدوري: حدثنا كثير بْن هُشَيْم وكان من خيار المسلمين.(5/145)
-[حَرْفُ الْمِيمِ](5/146)
313 - 4: محمد بْن إدريس بْن العبّاس بْن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بْنِ عَبْدِ يَزِيدَ بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافَ بْنِ قُصَيٍّ، الْإِمَام العَلَم أبو عَبْد اللَّه الشّافعيّ الْمَكِّيّ المطَّلبيّ الفقيه، [الوفاة: 201 - 210 ه]
نسيب رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وُلِدَ سنة خمسين ومائة بغزة، وحُمِلَ إلى مكَّة وهو ابن سنتين فنشأ بها، وأقبل عَلَى الأدب والعربيَّة والشِّعْر، فبرع في ذَلِكَ، وحُبِّب إِلَيْهِ الرمي حتّى فاق الأقران وصار يصيب من العشرة تسعة، ثمّ كتب العلم.
وَرَوَى عَنْ: مسلم بْن خَالِد الزنجي فقيه مكة، وداود بْن عَبْد الرَّحْمَن العطّار، وعبد العزيز بْن أَبِي سلمة الماجِشُون، وعمّه محمد بْن عليّ بْن شافع، ومالك بْن أنس، وعرض عَلَيْهِ " المُوَطّأ " حِفظًا، وعطاف بْن خَالِد، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وإبراهيم بْن سعْد، وإبراهيم بْن أَبِي يحيى الأسلمي الفقيه، وإسماعيل بن جعفر، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُلَيْكِيُّ، وَعَبْدُ العزيز الدَّراوَرْديّ، ومحمد بْن عليّ الْجَنَديّ، ومحمد بْن الحَسَن الفقيه، وإسماعيل بْن عُلَيَّة، [ص:147] ومُطَرِّف بْن مازن قاضي صنعاء، وخلْق سواهم.
وَعَنْهُ: أبو بَكْر الحُمَيْديّ، وأبو عُبَيْد القاسم بْن سلّام، وأحمد بْن حنبل، وأبو ثور إبراهيم بْن خَالِد الكلْبيّ، وأبو يعقوب يوسف بن يحيى البُوَيْطيّ، وحَرْمَلَة بْن يحيى، وأبو إبراهيم إسماعيل بْن يحيى المُزَنيّ، والحسين بْن عليّ الكرابيسي، والحَسَن بْن محمد الزَّعْفرانيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم، والربيع بْن سليمان المُرَاديّ، وموسي بْن أَبِي الجارود الْمَكِّيّ، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وأحمد بْن سِنان القطّان، وأبو الطّاهر أحمد بْن عمرو بْن السَّرْح، وبحر بْن نَصْر الخَوْلانيّ، وعبد العزيز الْمَكِّيّ صاحب " الحيدة " وخلق سواهم.
وممن روى عَنِ الشّافعيّ: أحمد بْن محمد الأزرقيّ شيخ الْبُخَارِيّ، وأحمد بْن محمد بْن سَعِيد الصَّيْرفيّ البَغْداديُّ، وأحمد بْن سَعِيد الهَمْدانيّ، وأحمد بْن أَبِي سريج الرّازيّ، وأحمد بْن خَالِد البَغْداديُّ الخلّال، وأحمد بن يحيى بن وزير المصري، وأحمد ابن أخي وهْب، وأحمد بْن صالح، وإبراهيم بْن محمد الشّافعيّ، وإبراهيم بْن المنذر، وإِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وإسحاق بن بهلول، وأحمد بن يحيى أبو عَبْد الرَّحْمَن الشّافعيّ المتكلّم، والحَسَن بْن عَبْد العزيز الجروي، والحارث بن سريج النقال، وحامد بن يحيى البلخي، وسليمان بن داود المهري، وسليمان بْن داود الهاشْميّ، والأصمعيّ، وعبد الغني بْن عَبْد الغني الْمِصْرِيّ العسّال، وعبد العزيز بن عمران بن مقلاص، وعلي بن معبد الرقي، وعلي بن سلمة الحنفي اللبقي، وعمرو بن سواد، وأبو حنيفة قَحْزَم بْن عَبْد اللَّه الأَسْوانيّ، ومحمد بن يحيى العدني، ومحمد بن سعيد بن غالب العطّار، ومسعود بْن سهل الْمِصْرِيّ الأسود، وهارون بْن سَعِيد الأَيْليّ، ويحيى بْن عَبْد اللَّه الخثعمي.
وهذا التاريخ يضيق عَنْ ذكر شمائل الْإِمَام الشافعي رحمه الله، فإن غير واحد من العلماء قد أفردوا ترجمة الشافعي في مجلد تامّ، ولكنّا نذكر إنّ شاء الله له ترجمة حسنة: [ص:148]
كَانَ السائب بْن عُبَيْد المطَّلبيّ أحد من أسِر يوم بدر من المشركين، وكان يُشَبَّه بالنبي صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأمه هِيَ الشّفاء بنت أرقم بْن نَضْلَة أخي عَبْد المطلب ابني هاشم، فيقال: إنّه أسلم بعد أنْ فَدَى نفسه، ولابنه رؤية، أعني شافعا، وعثمان بْن شافع معدود من التابعين، وكانت أمّ الشّافعيّ أزْدِيّةَ، فعن ابن عَبْد الحَكَم قَالَ: لمّا حملت أم الشّافعيّ بِهِ رأت كأن المشتري خرج من فرجها حتّى انقض بمصر، ثمّ وقع في كل بلدٍ منه شظية، فتأول المعبرون أَنَّهُ يخرج منها عالم يخص عِلْمُه أهل مصر، ثمّ يتفرق في سائر البلدان.
وعن الشّافعيّ قَالَ: لم يكن لي مال، فكنت أطلب العلم في الحداثة أذهب إلى الديوان استوهب الظُّهُور أكتب فيها.
وقال عمرو بْن سواد: قَالَ لي الشّافعيّ: كانت نهمتي في شيئين: في الرمي وطلب العِلْم، فنلت من الرمي حتى كنت أصيب من عشرة عشرة، وسكت عَنِ العلم، فقلت لَهُ: أنت واللَّه في العلم أكبر منك في الرمي.
قال: وولدت بعقسلان فلمّا أتت عليّ سنتان حملتني أمي إلى مكة، هذه رواية صحيحة.
وقد قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: حدثنا أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن ابن أخي ابن وهب قال: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: ولدت باليمن فخافت أمي علي الضيعة، وقالت: الحق بأهلك فتكون مثلهم، فجهزتني إلى مَكَّةَ فقدمتها وأنا ابن عشر، فصرت إلى نسيب لي وجعلت أطلب العلم، فيقول لي: لا تشتغل بهذا وأقبل علي ما ينفعك، فجعلت لذتي في هذا العلم وطلبه حتّى رزق اللَّه منه ما رزق.
كذا قَالَ إنّه وُلِد باليمن، وهذا غلط، أو لعله أراد باليمن القبيلة.
وقال أحمد بْن إبراهيم الطائي الأقطع، وهو مجهول: حدثنا المُزَنيّ، سمع الشّافعيّ يقول: حَفِظْتُ القرآن وأنا ابن سبْعِ سنين، وحفظت " المُوَطّأ " وأنا ابن عشر سنين.
وقال الآبري في " مناقب الشافعي ": سمعت الزبير بن عبد الواحد الهمذاني قال: أخبرنا علي بن محمد بن عيسى قال: سمعت الربيع بن سليمان يقول: ولد الشافعي يوم مات أبو حنيفة. علي بن محمد لا أعرفه.
وقال أَبُو بَكْر محمد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله بن محمد المطلبي الشافعي [ص:149] المكي، شيخ لابن جميع، قال أبي: سمعت عمي يقول: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: أقمت في بطون العرب عشرين سنة آخذ أشعارها ولغاتها، وحفظت القرآن، فما علمت أَنَّهُ مر بي حرف إلا وقد علمت المعنى فيه، والمراد: ما خلا حرفين، أحدهما: دساها.
عبد الملك بن محمد أبو نعيم الفقيه: حدثني علان بن المغيرة قال: سمعت حرملة يقول: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: أتيت مالكًا وأنا ابن ثلاث عشرة سنة، وكان ابن عَمٍّ لي والي المدينة، فكلّم لي مالكًا فأتيته، فقال: اطلب من يقرأ لك، فقلت: أَنَا أقرأ، فقرأت عَلَيْهِ، فكان ربما قَالَ لي لشيءٍ قد مرّ: أَعْده، فأعيده حفظًا، وكأنه أعجبه، ثمّ سألته عَنْ مسألة فأجابني، ثمّ أخرى، فقال: انت تحبّ أنْ تكون قاضيًا.
وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الْحَكِم: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: قرأت عَلَى إسماعيل بْن قسطنطين، وقال: قرأت عَلَى شِبْلٍ، وأخبر شبل أنه قرأ على عبد الله بن كثير، وأخبر ابن كثير أنه قرأ عَلَى مجاهد، وأخبر مجاهد أَنَّهُ قرأ عَلَى ابن عَبَّاس.
قَالَ: وكان إسماعيل يَقُولُ: القرآن اسمٌ وليس بمهموز، ولم يُؤخذ من " قرأت "، ولو أُخذ من " قرأت " كَانَ كلّ ما قُرئ قرآنًا، ولكنّه اسم للقرآن مثل التّوراة والإنجيل.
وقال محمد بْن إسماعيل، أظنه السُّلَميّ: حدَّثني حسين الكرابيسي قَالَ: بتّ مَعَ الشّافعيّ غير ليلة، وكان يصلي نحو ثُلُثُ اللَّيْلِ، فما رأيته يزيد عَلَى خمسين آية فإذا أكثر فمائة، وكان لا يمر بآية رحمةٍ إلا سأل الله، ولا يمر بآية عذابٍ إلّا تَعَوَّذ منها.
وقال إبراهيم بن محمد بن الحسن الأصبهاني: حدثنا الربيع قَالَ: كَانَ الشّافعيّ يختم القرآن ستين مرة في رمضان.
وكان الشافعي من أحسن الناس قراءة، فروى الزبير بن عَبْد الواحد الإِسْترَاباذيّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبَّاس بْن الحسين، قال: سَمِعْتُ بحر بْن نَصْر يَقُولُ: كنّا إذا أردنا أن نبكي قال بعضنا لبعض: قوموا بنا إلى هذا الفتى المطلبي يقرأ القرآن، فإذا أتيناه استفتح القرآن حتّى يتساقط النّاس ويكثر عجيجهم بالبكاء من حَسَن صوته، فإذا رأى ذَلِكَ أمسك عَنِ القراءة. [ص:150]
وقال أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الجارود، وهو كذّاب: سَمِعْتُ الربيع يَقُولُ: كَانَ الشّافعيّ يفتي وله خمس عشرة سنة، وكان يحيى الليل إلى أنْ مات.
وقال محمد بْن محمد الباغَنْديّ: حدَّثني الربيع بْن سليمان قَالَ: حدثنا الحميدي قال: سمعت مسلم بن خالد الزنجي ومر على الشافعي وهو يفتي وهو ابن خمس عشرة سنة، فقال: يا أبا عبد الله أفتِ فقد آن لك أنْ تفتي.
قَالَ أبو بَكْر الخطيب: هكذا ذكر في هذه الحكاية، وليس ذَلِكَ بمستقيم؛ لأن الحُمَيْديّ كَانَ يصغر عن إدراك الشافعي وله تلك السن، والصواب ما أخبرنا علي بن المحسن، قال: حدثنا محمد بن إسحاق الصفار، قال: حدثنا عبد الله بن محمد القزويني قال: سمعت الربيع بن سليمان قال: سَمِعْتُ الحُمَيْديّ يَقُولُ: قَالَ مُسْلِم بْن خَالِد الزنجي للشافعي: يا أبا عبد الله أفت الناس، آن لك والله أنْ تُفتي، وهو ابن دون عشرين سنة.
ورواها أبو نعيم الإستراباذي كذلك، عَنِ الربيع، عَنِ الحُمَيْديّ قَالَ: قَالَ مُسْلِم الزنجي.
وقال أبو نعيم الحافظ: حدثنا خالي، قال: أخبرنا أبو نصر المصري، قال: سمعت محمد بن العباس قال: سمعت إبراهيم بن برانة قال: كان الشافعي طوالا جسيما نبيلا.
وقال الزَّعْفرانيّ: كان الشافعي يخضب بالحناء، خفيف العارضين.
وقال المُزَنيّ: ما رأيت أحسن وجهًا من الشّافعيّ، وكان ربّما قبض عَلَى لحيته، فلا تفضل عن قبضته.
وقال الربيع: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: كنت ألزم الرمي حتّى كان الطبيب يقول: أخاف أنْ يصيبك السُّلُّ من كثرة وقوفك في الحر، وكنت أصيب من العشرة تسعة.
وروى عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم فِي كتاب " مناقب الشّافعيّ " لَهُ بإسنادين، أنَّ الشّافعيّ قال: كنت أكتب في الأكتاف والعِظام.
وقال الحُمَيْديّ: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: كنت يتيمًا في حَجْر أمّي ولم يكن [ص:151] لها ما تُعطي المعلّم، وكان المعلّم قد رضي منّي أنْ أقوم عَلَى الصبيان إذا غاب، وأخفف عَنْهُ.
وقال الربيع: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: قدمتُ عَلَى مالك وقد حَفِظْتُ " المُوَطّأ " ظاهرًا، فقلت: أريد سماعه، فقال: أطلب من يقرأ لك، فقلت: لا عليك أنْ تسمع قراءتي، فإنْ سهُل عليك قرأت لنفسي، فقال: اطلب من يقرأ لك، وكرَّرتُ عَلَيْهِ، فلمّا سمع قراءتي قرأت لنفسي.
وقال جعفر ابن أخي أَبِي ثور: سَمِعْتُ عمّي يَقُولُ: كُتُب عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي إلى الشّافعيّ وهو شاب، أنْ يضع لَهُ كتابًا فيه معاني القرآن، ويجمع قبول الأخبار فيه، وحجة الإجماع، وبيان النّاسخ والمنسوخ من القرآن والسنة، فوضع لَهُ " كتاب الرسالة ".
قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي: ما أصلّي صلاةٍ إلّا وأنا أدعو للشافعي فيها، قلت: وكان عَبْد الرَّحْمَن من كبار العلماء، قَالَ فيه أحمد بْن حنبل: عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي إمام.
وروى أبو العبّاس بْن سُرَيْج، عَنْ أَبِي بَكْر بْن الْجُنَيْد قَالَ: حجّ بِشْر الْمَرِيسيّ فرجع، فقال لأصحابه: رأيت شابًا من قُرَيش بمكّة ما أخاف عَلَى مذهبنا إلّا منه، يعني: الشّافعيّ.
وقال الزَّعْفرانيّ: حجّ الْمَرِيسيّ، فلمّا قدِم قَالَ: رأيت بالحجاز رجلًا ما رأيت مثله سائلًا ولا مجيبًا، يعني: الشافعي، قال: فقدم علينا، فاجتمع إليه الناس وخفّوا عَنْ بِشْر، فجئت إلى بِشْر، فقلت: هذا الشّافعيّ الّذي كنت تزعمُ قد قدِم، فقال: إنّه قد تغيّر عمّا كَانَ عَلَيْهِ، قَالَ: فما كَانَ مَثَلُهُ إلّا مَثَل اليهود في أمر عَبْد اللَّه بْن سلّام.
وَقَالَ الْمَيْمُونِيّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: ستّة أدعوا لهم سحرا، أحدهم الشافعي.
وقال محمد بن هارون الزنجاني: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: قلت لأبي: يا أَبَه، أيُّ رجلٍ كَانَ الشافعي؟ فإنّي سمعتك تُكثِر من الدّعاء لَهُ؟ فقال لي: يا بُنيّ، كَانَ الشّافعيّ كالشمس للدنيا، وكالعافية للنّاس، فهل لهذين من خَلَفَ، أو منهما عِوَض؟ الزّنْجانيّ مجهول. [ص:152]
وقال أبو داود: ما رأيت أحمد يميل إلى أحدٍ مَيْلَه إلى الشّافعيّ.
وقال أبو عُبَيْد: ما رأيت رجلًا أعقل من الشّافعيّ.
وقال قُتَيْبَة: الشّافعيّ إمام.
وقال أبو عليّ الصواف: حدثني أحمد بن الحسن الحماني، قال: سَمِعْتُ أبا عُبَيْد يَقُولُ: رأيت الشّافعيّ عند محمد بْن الحَسَن، وقد دفع إِلَيْهِ خمسين دينارًا، وكان قد دفع إِلَيْهِ قبل ذَلِكَ خمسين درهما، وقال: إنِ اشتهيت العلم فالزم.
قَالَ أبو عُبَيْد: فسمعت الشّافعيّ يَقُولُ: كتبتُ عَنْ محمد بْن الحَسَن وقر بعير، ولمّا أعطاه محمد قَالَ: لا تحتشم، قَالَ: لو كنت عندي ممن أحتشمك ما قبلت برك، تفرد بها الحماني، وهو مجهول.
لكنّ قول الشّافعيّ: حملت عن محمد وقر بُخْتِيٍّ صحيح، رواه ابن أَبِي حاتم قال: حدثنا الربيع، قَالَ: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: حملت عَنْ محمد بْن الحَسَن حمل بُخْتِيٍّ، لَيْسَ عَلَيْهِ إلا سماعي.
وقال أبو حاتم: حدثنا أحمد بن أبي سريج الرازي، قال: سمعتُ الشّافعيّ يقول: أنفقتُ عَلَى كُتُب محمد بْن الحَسَن ستين دينارًا، ثمّ تدبرتُها، فوضعت إلى جنب كلّ مسألة حديثًا.
قلت: وكان الشّافعيّ مَعَ فَرْط ذكائه يستعمل ما يزيده حفظًا وذكاءً.
قَالَ هارون بْن سَعِيد الأَيْليّ: قَالَ لنا الشّافعيّ: أخذت اللبان سنة للحفظ، فأعقبني رمي الدَّم سنةً.
وقال يونس بْن عَبْد الأعلى: لو جمعت أمة لوسعهم عقْلُ الشّافعيّ.
وعن يحيى بْن أكثم قَالَ: كُنَّا عند محمد بْن الحَسَن في المناظرة، وكان الشّافعيّ رجلًا قرشي العقل والفهم والذهن، صافي العقل والفهم والدماغ، سريع الإصابة، ولو كَانَ أكثر سماعًا للحديث لاستغنى أُمَّةُ محمد صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِ عَنْ غيره من الفقهاء.
رواها أبو جعفر الترمذي، قال: حدثني أبو الفضل الواشجردي قال: سَمِعْتُ أبا عَبْد اللَّه الصّاغانيّ، عَنْ يحيى، فذكرها. [ص:153]
وعن المأمون، قَالَ: قد امتحنت محمد بْن إدريس في كلّ شيءٍ فوجدته كاملًا.
وقال عمرو بن عثمان المكي الزاهد: حدثني أحمد بن محمد ابن بنت الشافعي قال: سَمِعْتُ أَبِي وعمّي يقولان: كَانَ ابن عُيَيْنَة إذا جاءه شيء من التفسير وَالْفُتْيَا التفتَ إلى الشّافعيّ فيقول: سلوا هذا.
وقال أبو سعيد ابن الأعرابي: حدثنا تميم بن عبد الله، قال: سَمِعْتُ سُوَيد بْن سَعِيد يَقُولُ: كُنَّا عند سُفْيَان، فجاء الشّافعيّ، فروى سُفْيَان حديثًا رقيقًا، فغشي عَلَى الشّافعيّ، فقيل: يا أبا محمد مات محمد بْن إدريس، فقال: إنّ كَانَ مات فقد مات أفضلُ أهل زمانه.
وقال الدَّارَقُطْنيّ في ذكر من روى عَنِ الشّافعيّ: حدثنا أبو بَكْر محمد بْن أحمد بْن سهل النابلسي الشهيد، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن زياد الأعرابي، قال: سمعت تميم بن عبد الله الرازي، قال: سمعت أبا زرعة يقول: سمعت قتيبة يقول: مات الثوري ومات الورع، ومات الشافعي وماتت السنن، ويموت أحمد بن حنبل وتظهر البدع.
وقال الحارث بن سريج النقال: سَمِعْتُ يحيى القطّان يَقُولُ: أَنَا أدعو الله للشافعي أَخُصُّه بِهِ.
وقال أبو بَكْر بْن خلاد: أنا أدعو اللَّه في دُبُر صلاتي للشافعيّ.
وقال داود بْن عليّ الظّاهريّ: سَمِعْتُ إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه يَقُولُ: لقيني أحمد بْن حنبل بِمَكَّةَ، فقال: تعال حتّى أُرِيك رجلًا لم تر عيناك مثله، قال: قأقامني عَلَى الشّافعيّ.
وقال أبو ثور: ما رأيت مثل الشّافعيّ، ولا رأى هُوَ مثل نفسه.
وقال أيّوب بْن سُوَيد صاحب الأوزاعي: ما ظننت أني أعيش حتّى أرى مثل الشّافعيّ.
وقال أحمد بْن حنبل، وله طرق عَنْهُ: " إنّ اللَّه يُقيَّض للنّاس في رأس كل مائة سنة من يعلمهم السُّنَن وينفي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الكذب، فنظرنا، فإذا في رأس المائة عُمَر بْن عَبْد العزيز، وفي رأس المائتين الشّافعيّ.
وقال حَرْمَلَة: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: سُمِّيتُ ببغداد: " ناصر الحديث ". [ص:154]
وقال الفضل بْن زياد: سَمِعْتُ أحمد بْن حنبل يَقُولُ: ما أحدٌ مسّ مَحْبَرَةً ولا قلمًا إلّا وللشافعيّ في عُنقه مِنَّةٌ.
وقال أحمد: كَانَ الشّافعيّ من أفصح النّاس.
وقال إبراهيم الحربيّ: سألت أحمد عَنِ الشافعي فقال: حديثٌ صحيح، ورأيٌ صحيح.
وقال الزَّعْفرانيّ: ما قرأت عَلَى الشّافعيّ حرفًا من هذه الكتب إلّا واحمد حاضر.
وقال إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه: ما تكلَّم أحدٌ بالرأي - وذكر الأوزاعي، والثَّوْريّ، وأبا حنيفة، ومالكًا - إلّا والشافعي أكثر اتباعًا وأقل خطأ منه، الشافعيٌّ إمام.
وقال ابْن مَعِين: ليس بِهِ بأس.
وعن أَبِي زُرْعة قَالَ: ما عند الشّافعيّ حديث فيه غلط.
وقال أبو داود: ما أعلم للشافعي حديثًا خطأ.
وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال الربيع بْن سليمان: لو رأيتم الشّافعيّ لقلتم إنّ هذه ليست كُتُبه، كَانَ واللَّه لسانه أكبر من كُتُبه.
وعن يونس بْن عَبْد الأعلى قَالَ: ما كَانَ الشّافعيّ إلّا ساحرًا، ما كنّا ندري ما يَقُولُ إذا قعدنا حوله، كأن ألفاظه سُكّرٌ.
وعن عَبْد الملك بْن هشام النَّحْويّ قَالَ: طالت مُجالستُنا للشافعي، فما سَمِعْتُ منه لحنه قط، وكان ممّن تؤخذ عَنْهُ اللُّغَة.
وقال أحمد بْن أَبِي سُرَيْج الرّازيّ: ما رأيت أحدًا أَفْوَهَ ولا أنطق من الشّافعيّ.
وقال الأصمعي: أخذت شعر هُذَيْلٍ عَنِ الشّافعيّ. [ص:155]
وقال الزُّبَيْر: أخذت شعر هُذَيْلٍ ووقائعها عَنْ عمي مصعب الزبيري، وقال: أخذتها من الشافعي حفظا.
وقال موسى بن سهل: حدثنا أحمد بْن صالح قَالَ: قَالَ لي الشّافعيّ: تعبّد من قبل أنْ تَرَأس، فإنّك إنْ تراءست لم تقدر أنْ تتعبد.
قَالَ أحمد: وكان الشّافعيّ إذا تكلَّم كَانَ صوته صوت صَنْجٍ أو جرس من حسن صوته.
وقال محمد بن عبد الله عَبْد الحَكَم: ما رأيت الشّافعيّ يناظر أحدًا إلا رحمته. وقال: لو رأيت الشافعي يناظرك لظننت أَنَّهُ سَبْعٌ يأكلك، وهو الّذي علّم النّاس الحُجَج.
وقال الربيع بْن سليمان: سُئل الشافعي عن مسألة، فأعجب بنفسه، فأنشأ يَقُولُ:
إذا المشكلات تصدينني ... كشفت حقائقها بالنَّظَر
ولست بإمَّعَةٍ في الرَّجال ... أُسائِل هذا وذا ما الخبر
ولكنني مِدْرَهُ الأَصْغَرين ... فَتَّاحُ خَيْرٍ وفَرَّاجُ شَرّ
وعن هارون بْن سَعِيد الأَيْليّ قَالَ: لو أنّ الشّافعيّ ناظر عَلَى أنّ هذا العمود الحجر خشب لغلب؛ لاقتداره عَلَى المناظرة.
وقال الزَّعْفرانيّ: قدِم علينا الشّافعيّ بغداد سنة خمس وتسعين، فأقام عندنا سنتين، ثمّ خرج إلى مَكَّةَ، ثمّ قدِم علينا سنة ثمانٍ وتسعين، فأقام عندنا أشهرًا، ثمّ خرج، يعني إلى مصر.
قلت: وقد قدِم قبل ذَلِكَ بغداد قدمته الأولى الّتي لقي فيها محمد بْن الحَسَن.
وقال الربيع: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ في حكاية ذكرها:
لقد أصبحتْ نفسي تتوقُ إلى مصر ... ومن دونها أرضُ المهامه والقفر
فوالله ما أدري أللفوز والغنى ... أساق إليها أم أُساقُ إلى قبري
فسيق واللَّه إليهما جميعًا.
وقال ابن خُزَيْمة، ويوسف بْن عَبْد الأحد الرُّعَيْنيّ، ومحمد بن أحمد بن زُغْبة، وأبو القاسم بْن بشّار: سمعنا الربيع يَقُولُ: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: القرآن كلام اللَّه غير مخلوق. لفظ ابن خزيمة. [ص:156]
الدارقطني: حدثنا الحسن بن رشيق، قال: أخبرنا فقير بن موسى بن فقير الأسواني، قال: أخبرنا أَبُو حَنِيفَةَ قَحْزَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسْوَانِيُّ، قال: حدثنا الشافعي، قال: حدثنا أَبُو حَنِيفَةَ بْنُ سِمَاكِ بْنِ الْفَضْلِ الْخَوْلانِيُّ الشهابي، قال: حدثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْكَعْبِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ الْفَتْحِ: " مَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ: إِنْ أَحَبَّ الْعَقْلَ أَخَذَ، وَإِنْ أَحَبَّ فَلَهُ الْقَوْدُ ".
وقال علي بن محمد بن أبان القاضي: حدثنا أبو يحيى الساجي، قال: حدثنا المُزَنيّ، قَالَ: لما وافى الشّافعيّ مصر، قلت في نفسي: إن كَانَ أحدٌ يُخرج ما في ضميري وما تعلق بِهِ خاطري من أمر التوحيد فهو، فصرت إِلَيْهِ وهو في مسجد مصر، فلمّا جَثَوْت بين يديه قلتُ: إنّه هجس في ضميري مسألة في التوحيد، فعلمت أنّ أحدًا لا يعلم علمك، فما الّذي عندك؟ فغضب ثمّ قَالَ: أتدري أَيْنَ أنت؟ قلت: نعم، قَالَ: هذا الموضع الّذي غرق فيه فرعون، أبلغك أَنَّ رَسُولَ اللَّه صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر بالسؤال عَنْ ذَلِكَ؟ فقلت: لا، فقال: هَلْ تكلّم فيه الصحابة؟ قلت: لا، قال: تدري كم نجما في السماء؟ قلت: لا، قَالَ: فكوكبٌ منها تعرف جنسه، طلوعه، أفوله، مِمّ خُلِقَ؟ قلت: لا، قَالَ: فشيءٌ تراه بعينك من الخلق لست تعرفه، تتكلم في علم خالقه، ثمّ سألني عَنْ مسألة في الوضوء، فأخطأت فيها، ففرّعها عَلَى أربعة أوجُهٍ، فلم أصب في شيء منه، فقال: شيءٌ تحتاج إِلَيْهِ في اليوم خمس مرات تدع عِلْمُه، وتتكلف علم الخالق، إذا هجس في ضميرك ذَلِكَ، فارجع إلى اللَّه تعالى، وإلى قوله: " وإلهكم إله واحد " الآية، والآية بعدها، فاسْتدِلّ بالمخلوق عَلَى الخالق، ولا تتكلف علم ما لم يبلغه عقلُك، قَالَ: فُتْبتُ.
مدارُها عَلَى أَبِي عليّ بْن حَمَكان، وهو ضعيف.
وقال ابن أَبِي حاتم: في كتابي عَنِ الربيع بْن سليمان، قَالَ: حضرت الشّافعيّ، أو حدَّثني أبو شُعَيْب، إلّا أني أعلم أَنَّهُ حضر عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم، ويوسف بْن عَمْرو، وحفص الفرد، وكان الشّافعيّ يسميه المُنْفَرد، فسأل حفص [ص:157] عَبْد اللَّه: ما تَقُولُ في القرآن؟ فأبي أنّ يجيبه، فسأل يوسف فلم يجبه، وكلاهما أشار إلى الشافعي، فسأل الشافعي، واحتج عليه، فطالت فيه المناظرة، فقام الشّافعيّ بالحُجَّة عَلَيْهِ بأن القرآن كلام اللَّه غير مخلوق، وبكفر حفص.
قَالَ الربيع: فلقيت حفصًا في المسجد، فقال: أراد الشّافعيّ قتلي!
وقال الربيع: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص.
وقال الربيع: قَالَ الشّافعيّ: تجاوز اللَّه عمّا في القلوب، وكتب عَلَى النّاس الأفعال والأقاويل.
وقال المُزَنيّ: قَالَ الشّافعيّ: يُقال لمن ترك الصّلاة لا يعملها: فإنْ صلَّيتَ وإلّا اسْتَتَبْناكَ، فإن تبت وإلّا قتلناك، كما تكفر، فنقول: إنْ آمنت وإلّا قتلناك.
وعن الربيع: قَالَ الشّافعيّ: ما أوردت الحُجّةَ، والحقَّ على أحدٍ فقبِله إلّا هِبْتُه واعتقدت مودته، ولا كابرني عَلَى الحق أحدٌ ودافع إلّا سقط من عيني.
وقال ابن عَبْد الحَكَم، وغيره: قَالَ الشّافعيّ: ما ناظرتُ أحدًا فأحببتُ أنّ يُخطئ.
وقال أحمد بْن حنبل: كَانَ الشّافعيّ إذا ثبت عنده الحديث قلّده وخَبِر خصائله، لم يكن يشتهي الكلام، إنّما همته الفقه.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ الشّافعيّ: أنتم أعلم بالأخبار الصِّحاح منّا، فإذا كَانَ خبرٌ صحيح فأعلمني حتّى أذهب إِلَيْهِ، كوفيًّا كَانَ، أو بصريًا، أو شاميًا.
وقال حَرْمَلَة: قَالَ الشّافعيّ: كلُّ ما قلت فكان مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خلاف قولي ممّا صحّ فهو أَوْلَى ولا تقلِّدوني.
وقال الربيع: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: إذا وجدتم في كتابي خلاف سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقولوا بها، ودعوا ما قلته. وقال: سَمِعْتُهُ يَقُولُ، وقال لَهُ رجل: يا أبا عبد الله، تأخذ بهذا الحديث؟ فقال: مَتَى رويتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثًا صحيحًا ولم آخذ بِهِ، فأشهدكم أنّ عقلي قد ذهب. [ص:158]
وقال الحُمَيْديّ: روى الشّافعيّ يومًا حديثًا، فقلت: أتأخذ بِهِ؟ فقال: رأيتُني خرجتُ من كنيسة، وعلي زُنّار، حتّى إذا سَمِعْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثًا لا أقول بِهِ؟
وقال الشّافعيّ: إذا صح الحديثُ فهو مذهبي.
وقال: إذا صحّ الحديث فاضربوا بقولي الحائط.
وقال الربيع: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: أيّ سماءٍ تُظلني، وأيّ أرضٍ تُقلُّني إذا رويت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثًا، فلم أقل بِهِ.
وقال أبو ثور: سَمِعْتُهُ يقول: كل حَدِيثٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهو قولي، وإن لم تسمعوه مني.
وَقَالَ محمد بن بشر العكري، وغيره: حدثنا الربيع قال: كان الشافعي قد جزأَ اللَّيْلَ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ: ثُلُثُهُ الْأَوَّلُ يَكْتُبُ، وَالثَّانِي يُصَلِّي، وَالثَّالِثُ يَنَامُ.
قُلْتُ: هَذِهِ حِكَايَةٌ صَحِيحَةٌ، تدل على أن ليله كان كله عِبَادَةً، فَإِنَّ كِتَابَةَ الْعِلْمِ عِبَادَةٌ، وَالنَّوْمَ لِحَقِّ الْجَسَدِ عِبَادَةٌ، قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: " إِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ". وَقَالَ مُعَاذٌ: فَاحْتَسَبَ نَوْمَتِي كَمَا أحتسب قومتي.
وقال أبو عوانة: حدثنا الربيع قال: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: مَا شَبِعْتُ مُنْذُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً إِلَّا مَرَّةً، فَأَدْخَلْتُ يَدِي فَتَقَيَّأْتُهَا، رواها ابن أبي حاتم فزاد فيها: لِأَنَّ الشِّبَعَ يُثْقِلُ الْبَدَنَ، وَيُزِيلُ الْفِطْنَةَ، وَيَجْلِبُ النَّوْمَ، وَيُضْعِفُ عَنِ الْعِبَادَةِ.
وَعَنِ الرَّبِيعِ: قَالَ لِي الشَّافِعِيُّ: عَلَيْكَ بِالزُّهْدِ، فَإِنَّ الزُّهْدَ عَلَى الزَّاهِدِ أَحْسَنُ مِنَ الْحُلِيِّ عَلَى النَّاهِدِ.
وقال إبراهيم بن الحسن الصوفي: أخبرنا حرملة قال: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: ما حلفت باللَّه صادقًا ولا كاذبا.
وقال أبو ثور: قلما كَانَ الشّافعيّ يُمْسِك الشيء من سماحته.
وقال عمرو بن سواد: كان الشافعي أسخى الناس على الدينار والدرهم والطعام، قَالَ لي: أفلست ثلاث مرات، فكنت أبيع قليلي وكثيري حتّى حُلِيَّ ابنتي وزوجتي، ولم أرهن قطّ. [ص:159]
وقال الربيع: أخذ رَجُل بركاب الشّافعيّ، فقال لي: أَعْطِه أربعة دنانير واعذرني عنده.
وعن المُزَنيّ: إنَّ الشّافعيّ وقف عَلَى رَجُلٍ رآه حَسَن الرمي، فأعطاه ثلاثة دنانير، وقال لَهُ: أحسنت.
وقال أبو عليّ الحصائري: سَمِعْتُ الربيع يَقُولُ: مر الشّافعيّ عَلَى حمار في الحذائين، فسقط سوطه، فوثب غلامٌ ومسح السوط بكمه وناوله إيّاه، فقال لغلامه: أعطه تِلْكَ الدنانير. قال الربيع: ما أدري كانت تسعة أو سبعة. وقال: تزوجت، فسألني الشّافعيّ، كم أصدقتها؟ قلت: ثلاثين دينارًا، عجلّت منها ستّة، فأعطاني أربعة وعشرين دينارًا.
وعن الربيع: أنّ رجلًا ناول الشّافعيّ رقعة فيها: إنّي رَجُل بقال، رأس مالي درهم، وقد تزوجت فأعني، فقال: يا ربيع، أعطه ثلاثين دينارًا، واعذرني عنده، فقلت: إن هذا تكفيه عشرة دراهم، فقال: ويْحك أَعْطِه.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا محمد بن روح قال: حدثنا الزُّبَيْر بْن سليمان الْقُرَشِيّ، عَنِ الشّافعيّ قَالَ: خرج هَرْثَمَة فأقرأني سلام أمير المؤمنين هارون، وقال: قد أمر لك بخمسة آلاف دينار، قَالَ: فحمل إِلَيْهِ المال، فدعا بحجام فأخذ شعره، فأعطاه خمسين دينارًا، ثمّ أخذ رقاعًا فصرر صررًا، وفرقها في القرشيين، حتّى ما بَقِيّ معه إلّا نحو مائة دينار.
وقال أبو نُعَيْم بْن عديّ، والأصم، والعكري، وآخرون: حدثنا الربيع قال: أخبرني الحُمَيْديّ، قَالَ: قدِم علينا الشّافعيّ صنعاء، فضربت لَهُ الخيمة، ومعه عشرة آلاف دينار، فجاء قوم فسألوه، فما قلعت الخيمة ومعه منها شيء.
وقال ابن عَبْد الحَكَم: كَانَ الشّافعيّ أسخي النّاس بما يجد.
وقال إبراهيم بن محمود النَّيْسَابوريُّ: حدثنا داود الظاهري قال: حدثنا أبو ثور قال: كان الشّافعيّ من أسمح النّاس، كَانَ يشتري الجارية الصناع التي تطبخ وتعمل الحلواء، ويشترط عليها هُوَ أنّ لا يقربها، لأنّه كَانَ عليلًا لا يمكنه أنّ يقرب النساء لباسور بِهِ إذ ذاك، فكان يَقُولُ لنا: اشتهوا ما أردتم.
قلت: هذا أصابه بآخرة، وإلّا فقد تزوّج وجاءته الأولاد. [ص:160]
وقال أبو علي بن حكمان في " كتاب فضائل الشافعي ": حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قال: حدثنا ابن خزيمة قال: حدثنا الربيع قال: أصحاب مالك يفخرون علينا فيقولون: كَانَ يحضر مجلس مالك نحوٌ من ستين مُعَمَّمًا، واللَّه لقد عددت في مجلس الشّافعيّ ثلاث مائة معمم سوى من شذ عني.
وقال الحسن بن سفيان: حدثنا أبو ثور، قال: سَمِعْتُ الشّافعيّ، وكان من معادن الفقه، ونقاد المعاني، وجهابذة الألفاظ يَقُولُ: حكم المعاني خلاف حكم الألفاظ؛ لأن المعاني مبسوطة إلى غير غاية، وأسماء المعاني معدودة محدودة، وجميع أصناف الدِّلالات عَلَى المعاني، لفظًا وغير لفظ، خمسة أشياء أوّلها اللّفظ، ثمّ الإشارة، ثمّ العقد، ثمّ الخط، ثمّ الّذي يسمى النصبة؛ والنصبة في الحال الدلالة الّتي تقوم مقام تِلْكَ الأصناف، ولا تقصر عن تِلْكَ الدلالات؛ ولكل واحد من هذه الخمسة صورة بائنة من صورة صاحبتها، وحلية مخالفة لحلية أختها، وهي الّتي تكشف لك عَنْ أعيان المعاني في الجملة، وعن خفائها عَنِ التفسير، وعن أجناسها وأفرادها، وعن خاصها وعامها، وعن طباعها في السار والضار، وعما يكون بهوًا بهرجًا وساقطًا مدحرجًا.
وقال الربيع: كنت أَنَا والمُزَنيّ والبويطي عند الشافعي، فقال لي: أنت تموت في الحديث، وقال للمُزنيّ: هذا لو نَاظَرَه الشيطان قَطَعَه وجَدَلَه، وقال للبُوَيْطيّ: أنت تموت في الحديد، فدخلت عَلَى البُوَيْطيّ أيّام المِحْنة، فرأيته مقيَّدًا مَغْلُولًا.
وقال أبو بَكْر محمد بْن إدريس ورّاق الحُمَيْديّ: سَمِعْتُ الحُمَيْديّ يَقُولُ: قَالَ الشّافعيّ: خرجت إلى اليمن في طلب كُتُب الفِرَاسة حتّى كتبتها وجمعتها، وقد رُوِيَ عَنِ الشّافعيّ عدّة إصابات في الفِرَاسَة.
وعن الشّافعيّ قَالَ: أقدرُ الفُقَهاء عَلَى المناظرة مَن عوَّد لسانه الرَّكْضَ في مَيْدان الألفاظ، ولم يتلعثم إذا رَمَقَتْه العيونُ بالألحاظ.
وعنه قَالَ: بئس الزّاد إلى المَعاد العدوانُ عَلَى العِباد.
وعنه قَالَ: العالِم يسأل عمّا يعلم وعمّا لا يعلم، فيثبت ما يعلم ويتعلم ما لا يعلم، والجاهل يغضب من التعليم ويأنف من التَّعلُّم. [ص:161]
وقال يونس: قَالَ لي الشّافعيّ: لَيْسَ إلى السلامة من النّاس سبيلٌ، فانظر الّذي فيه صلاحك فالْزَمْه.
وعنه قَالَ: ما رفعتُ من أحدٍ فوق منزلته، إلّا وضع منّي بمقدار ما رفعت منه.
وعنه قَالَ: ضياع الجاهل قلة عقله، وضياع العالم أنّ يكون بلا إخوان، وأضيعُ منهما من واخَى من لا عقل لَهُ.
وعنه قَالَ: إذا خفتَ عَلَى عملك العُجْبَ، فاذْكُرْ رِضَى من تطلبُ، وفي أيّ نُعَيْم ترغب، ومن أيّ عقابُ تَرْهَب، فحينئذ يصغر عندك عملك.
وقال: آلات الرياسة خمس: صِدْق اللهْجة، وكتمان السر، والوفاءُ بالعهد، وابتداء النصيحة، وأداء الأمانة.
وقال: من استغضب فلم يغضب فهو حمار، ومن استرضي فلم يَرْضَ فهو شيطان.
وقال: أيُّما رجالٌ أو أهلُ بيتٍ لم يخرج نساؤهم إلى رجالٍ غيرهم، ورجالُهم إلى نساء غيرِهم، إلّا كَانَ في أولادهم حُمْقٌ.
وقال الحَسَن بْن سُفْيَان: حدثنا حَرْمَلَة قَالَ: سُئل الشّافعيّ عَنْ رجلٍ في فيه تمرة، فقال: إن أكلتها فامرأتي طالق، وإن طرحتها فامرأتي طالق، قَالَ: يأكل نصفها، ويطرح النصف.
قَالَ حسان بْن محمد الفقيه: سَمِعَ منيّ أَبُو الْعَبَّاس بْن سُرَيْج هذه الحكاية وبنى عليها تفريعات الطّلاق.
قَالَ الربيع: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: إنْ لم يكن الفُقَهاء العاملون أولياء اللَّه فما لله وليّ.
وقال الشّافعيّ: طلبُ العِلم أفضلُ من صلاة النّافلة.
وقال: حُكمي في أصحاب الكلام أنّ يُطاف بهم في القبائل، ويُنادَى عليهم: هذا جزاء من ترك الكتاب والسُّنَّة، وأقبل عَلَى الكلام.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ: ما رأيت أحدا أقل صبا للماء في تمام التطهُّر من الشّافعيّ. [ص:162]
وقال أبو ثور: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: ينبغي للفقيه أنّ يضع التُّرابَ عَلَى رأسه تواضعًا لله، وشكرًا لَهُ.
وقال الأصمّ: سَمِعْتُ الربيع يَقُولُ: سأل رَجُل الشّافعيّ عَنْ قاتل الوَزَغ هَلْ عَلَيْهِ غُسْلُ؟ فقال: هذا فُتْيا العجائز.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ: ما رأت عيني قطّ مثل الشّافعيّ، لقد قدمت المدينة فرأيت أصحاب عَبْد الملك الماجِشُون يَغْلُون بصاحبهم يقولون: صاحبنا الّذي قطع الشافعي، فلقيت عبد الملك، فسألته عَنْ مسألة، فأجابني، فقلت: ما الحُجّة؟ قالَ: لأن مالكا قالَ كذا وكذا، فقلت في نفسي: هيهات، أسألك عن الحجة فتقول: قالَ معلمي؛ وإنما الحجة عليك وعلى معلّمك. رواها الحَسَن بْن عليّ بْن الأشعث الْمِصْرِيّ عَنْهُ.
وقال إِبْرَاهِيم بن أبي طالب: سألت أبا قدامة السرخسي، عَنِ الشّافعيّ، وأحمد، وأبي عُبَيْد، وإِسْحَاق، فقال: الشّافعيّ أفقههم.
وقال يحيى بْن منصور القاضي: سَمِعْتُ محمد بْن إِسْحَاق بْن خُزَيْمة يَقُولُ، وقلت لَهُ: هَلْ تعرف سُنَّةَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الحلال والحرام لم يُودِعْها الشّافعيّ كتابَه؟ قَالَ: لا.
وعن الشّافعيّ قَالَ: إذا رأيتُ رجلًا من أصحاب الحديث فكأنّي رأيت رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جزاهم اللَّه خيرًا، حفظوا لنا الأصل، فلهم علينا الفضل.
قَالَ أبو نُعَيْم بْن عديّ، وغيره: قَالَ داود بْن سليمان، عَنِ الحُسين بْن عليّ: سمع الشافعي يقول: حكمي في أهل الكلام حُكمُ عُمَر رضى الله عنه في صبيغ.
وقال محمد بْن إسماعيل التِّرْمِذيّ: سَمِعْتُ أبا ثور، وحسين بْن عليّ الكرابيسيّ يقولان: سمعنا الشّافعيّ يَقُولُ: حكمي في أصحاب الكلام أنّ يضربوا بالجريد ويُحمَلُوا عَلَى الإبل ويُطاف بهم في العشائر والقبائل، قد تقدم هذا. [ص:163]
وقال البُوَيْطيّ: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: عليكم بأصحاب الحديث، فإنهم أكثرُ النّاس صوابًا.
وقال محمد بْن إسماعيل: سَمِعْتُ الحُسين بْن عليّ يَقُولُ: قَالَ الشّافعيّ: كلّ متكلّم عَلَى الكتاب والسُّنَّة فهو الجدّ، وما سواه فهو هَذَيان.
وقال حرملة: قال الشافعي: كنت أقرئ النّاسَ وأنا ابن ثلاث عشرة سنة، وحفِظْت " الموطّأ " قبل أنّ أحتلم، وكان ابن عمّي عَلَى المدينة، فسأل مالكًا أنّ أقرأ عَلَيْهِ " الموطّأ ".
وقال حَرْمَلَة أيضًا: قَالَ الشّافعيّ: رحلت إلى مالك وأنا ابن ثلاث عشرة سنة، فأعجبته قراءتي، رواها هميم بْن همام، عَنْ حَرْمَلَة.
وقال الحَسَن بْن علي الطوسي: حدثنا أبو إسماعيل السلمي قال: سمعت البويطي يقول: سئل الشافعي: كم أصول الأحكام؟ قَالَ: خمس مائة، قِيلَ لَهُ: كم أصول السنن؟ قَالَ: خمس مائة، قِيلَ لَهُ: كم منها عند مالك؟ قَالَ: كلها، إلّا خمسة وثلاثين، قِيلَ له: كم عند ابن عُيَيْنَة؟ قَالَ: كلّها إلّا خمسة.
الْأَصَمُّ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ قَالَ: سمعت الشافعي يقول: ليس فيه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّحْلِيلِ وَالتَّحْرِيمِ - يَعْنِي: فِي الزَّجْرِ - عَنْ إِتْيَانِ النِّسَاءِ فِي أَدْبَارِهِنَّ، حَدِيثٌ ثَابِتٌ، وَالْقِيَاسُ أَنَّهُ حَلَالٌ، وَقَدْ غَلِطَ سُفْيَانُ فِي حَدِيثِ ابْنِ الْهَادِ.
وَقَالَ زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبْدِ الْحَكَمِ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ فِي إِتْيَانِ النِّسَاءِ فِي مَحَاشِّهِنَّ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ.
قَالَ السَّاجِيُّ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلرَّبِيعِ فَقَالَ: كَذِبَ، فِي كِتَابِ الشَّافِعِيِّ مَسْطُورٌ خِلَافَ مَا قَالَ، وَكَانَ الشَّافِعِيُّ يُحَرِّمُ إِتْيَانَ النِّسَاءِ فِي أَدْبَارِهِنَّ.
قُلْتُ: حَدِيثُ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ رَوَاهُ النَّاسُ عَنْهُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحِي مِنَ الْحَقِّ، لا تَأْتُوا النِّسَاءَ في أدبارهن ". [ص:164]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: الصَّحِيحُ: ابْنُ الْهَادِ، عَن عُبَيْد الله بْن عَبْد الله بْن الْحُصَيْنِ، عن هرمي بْن عبد اللَّه، عن خزيمة، عن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قُلْتُ: رَوَاهُ أبو أسامة، عن الْوَلِيد بْن كثير، عَن عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن الحُصَيْن الْخَطْمِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عمرو بن قيس الخطمي، عن هرمي بْن عبد اللَّه، عن خزيمة مِثْلَهُ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ: حدثنا أبو بكر بن أبي أويس قال: حدَّثني سليمان بْن بلال، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أنّ رجلًا أتى امرأته في دُبُرها، فوجد في نفسه من ذَلِكَ وجْدًا شديدًا، فأنزل اللَّه تعالى: " نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أنى شئتم ". قلت: يعني أتاها في فرْجها وظَهرهَا إِلَيْهِ.
وقال الربيع: قَالَ الشّافعيّ: لأنْ يلقى اللَّه المرءُ بكلّ ذَنْبٍ ما خلا الشِّرْك باللَّه خير له من أن يلقاه بشيء من الأهواء.
وقال: لما كلم قال حفص الفَرد في مناظرته للشافعي: القرآن مخلوق، قَالَ لَهُ: كفرتَ باللَّه العظيم.
وقال: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: من حلف باسمٍ من أسماء اللَّه فحنث، فعلية الكَفّارة، لأنّ اسم اللَّه غير مخلوق، ومن حلف بالكعبة والصِّفا والمَرْوَة، فليس عليه الكفارة؛ لأنّه مخلوق.
وقال يونس بْن عَبْد الأعلى: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: ما صَحَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاله، لا يقال فيه: لِمَ، ولا كيف؟.
وقال حَرْمَلَةُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: الْخُلَفَاءُ خَمْسَةً: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ العزيز.
وقال ابن عَبْد الحَكَم: كَانَ الشّافعيّ بعد أنّ ناظر حفصَا الفَرْد يكره الكلام.
ويقول: ما شيء أبغض إليّ من الكلام وأهله.
وقال الربيع: دخلت عَلَى الشّافعيّ وهو مريض، فقال: وددت أن الناس تعلموا هذه الكتب، ولا يُنْسَب إليّ منها شيءٌ. [ص:165]
وقال حَرْمَلَة: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: وددت أنّ كل علم أعلمه يعلمه الناس أؤجر عَلَيْهِ ولا يَحْمَدُوني.
وقال محمد بْن مُسْلِم بْن وَارَةَ: سألت أحمد بْن حنبل قلت: ما ترى في كُتُب الشّافعيّ الّتي عند العراقيين؟ هِيَ أحبّ إليك أو الّتي بمصر؟ قَالَ: عليك بالكُتُب الّتي وضعها بمصر، فإنّه وضع هذه الكُتُب بالعراق ولم يحكمها، ثمّ رجع إلى مصر فأحكم تِلْكَ.
وقال ابن وَارَةَ: قلت لأحمد مرّة: ما ترى لي من الكتب أن أنظر فيه، رأي مالك، أو الثَّوْريّ، أو الأوزاعيّ؟ فقال لي قولًا أَجُلُّهُم أنّ أذكره، وقال: عليك بالشافعي، فإنه أكثرهم صوابًا، وأتْبَعُهُم للآثار.
وقال عَبْد اللَّه بْن ناجيه: سَمِعْتُ ابن وَارَةَ يَقُولُ: لما قدمت من مصر أتيت أحمد بْن حنبل، فقال لي: كتبتُ كُتُب الشّافعيّ؟ قلت: لا، قَالَ: فرّطْت، ما عرفنا العموم من الخصوص، وناسخ الحديث من منسوخه حتّى جالسنا الشّافعيّ، فحملني ذَلِكَ عَلَى الرجوع إلى مصر.
وقال محمد بْن يعقوب الفَرَجيّ: سَمِعْتُ عليّ ابن المَدِينيّ يَقُولُ: عليكم بكُتُب الشّافعيّ.
قلت: وكان الشّافعيّ مَعَ عظمته في علم الشريعة وبراعته في العربية بصيرا بالطب، نقل ذَلِكَ غير واحد.
فعنه قَالَ: عجبًا لمن يدخل الحمّام ثمّ لا يأكل من ساعته، كيف يعيش؟ وعجبًا لمن يحتجم ثمّ يأكل من ساعته، كيف يعيش؟
وقال حَرْمَلَة عنه: من أكل الأترنج، ثم نام لم آمن أن تصيبه ذِبْحَة.
وقال محمد بْن عِصْمة الجوزجاني: سمعت الربيع يقول: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: ثلاثة أشياء دواء من لا دواء له، وأعيت الأطباء مداواته: العنب، ولبن اللقاح، وقصب السُّكَّر، ولولا قَصَب السُّكَّر ما أقمت ببلدكم.
وقال: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: كَانَ غلامي أعشى، فلم يكن يبصر باب الدّار، فأخذت لَهُ زيادة الكِبد، فكحّلْتُهُ بها، فأبصر.
وعنه قَالَ: عجبًا لمن تعشّى البيض المسلوق فنام عَلَيْهِ كيف لا يموت؟
وقال: الفول يزيد في الدّماغ، والدّباغ يزيد في العقل.
وعن يونس عَنْهُ قَالَ: لم أر أنفع للوباء من البنفسج، يدهن بِهِ ويشرب. [ص:166]
وقال صالح جزرة: سمعت الربيع يقول: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: لا أعلم عِلْمًا بعد الحلال والحرام أنبل من الطّبّ، إلّا أنّ أهل الكتاب قد غلبونا عَلَيْهِ.
وقال حَرْمَلَة: كان الشافعي يتلهف على ما ضيع المسلمون من الطّبّ ويقول: ضيعوا ثُلُث العِلْم، ووكّلوه إلى اليهود والنَّصاري.
وقيل: إنَّ الشّافعيّ نظر في التنجيم، ثمّ تاب منه وهجره، فقال أبو الشيخ: حدثنا عمرو بن عثمان المكي قال: حدثنا ابن بنت الشّافعيّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: كَانَ الشّافعيّ وهو حَدَث ينظر في النجوم، وما ينظر في شيء إلّا فاق فيه، فجلس يوما وامرأته تطلق، فحسب فقال: تَلِدُ جاريةً عوراء، عَلَى فَرْجها خالٌ أسود، تموت إلى كذا وكذا، فولدت وكان كما قَالَ، فجعل عَلَى نفسه أنّ لا ينظر فيه أبدًا، ودفن تِلْكَ الكُتُب.
وقال فوران: قسمتُ كُتُب أَبِي عَبْد اللَّه أحمد بْن حنبل بين ولديه، فوجدت فيها رسالَتَيِ الشّافعيّ العراقيّ والمصريّ بخطّ أَبِي عَبْد اللَّه.
وقال أبو بَكْر الصَّوْمعيّ: سَمِعْتُ أحمد بْن حنبل يَقُولُ: صاحب حديث لا يشبع من كُتُب الشّافعيّ.
وقال البيهقي: أخبرنا الحاكم قال: سَمِعْتُ أبا أحمد عليّ بْن محمد المَرْوَزِيّ قال: سَمِعْتُ أبا غالب عليّ بْن أحمد بْن النَّضْر الْأَزْدِيّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أحمد بْن حنبل، وسُئل عَنِ الشّافعيّ فقال: لقد مَنّ اللَّه علينا بِهِ، لقد كنّا تعلَّمنا كلامَ القوم، وكتبنا كُتُبَهم، حتّى قدِم علينا الشّافعيّ، فلمّا سمعنا كلامه علمنا أَنَّهُ أعلم من غيره، وقد جالسناهُ الأيّامَ واللّيالي، فما رأينا منه إلا كل خير، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، فإن يحيى بْن مَعِين، وأبا عُبَيْد لا يرضيانه، يعني في نسبتهما إيّاه إلى التَّشيُّع، فقال أحمد: ما ندري ما يقولان، واللَّه ما رأينا منه إلّا خيرًا.
وقال ابن عديّ الحافظ: حدثنا عَبْد اللَّه بْن محمد بْن جَعْفَر القَزْوينيّ قال: حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل قال: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ [ص:167] " الموطأ " من الشافعي، لأني رأيته فيه ثَبْتًا، وقد سَمِعْتُهُ من جماعة قبله.
وقال الحاكم أبو عَبْد اللَّه: سمعت الفقيه أبا بَكْر محمد بْن عليّ الشّاشيّ يَقُولُ: دخلت عَلَى ابن خُزَيْمة وأنا غلام، فقال: يا بُنيّ عَلَى من درسْت الفقه؟ فسمَّيْت لَهُ أبا الَّليْث، فقال: عَلَى من درس؟ قلتُ: عَلَى ابن سُرَيْجٍ، فقال: وهل أَخَذَ ابن سريج العلم إلا من كتب مستعارة، فقال بعضهم: أبو الليث هذا مهجورٌ بالشّاش، فإن البلد للحنابلة.
فقال ابن خُزَيْمة: وهل كَانَ ابن حنبل إلّا غُلامًا من غلمان الشّافعيّ؟
وقال أبو داود السِّجِسْتانيّ، وسأله زكريّا السّاجيّ: مَن أصحاب الشّافعيّ؟ قال: أوّلهم الحُمَيْديّ، وأحمد بْن حنبل، وأبو يعقوب البُوَيْطيّ.
ومن غرائب الاتِّفاق أنّ الْإِمَام أحمد روى عَنْ رجلٍ، عَنِ الشّافعيّ، قَالَ سُلَيْمَانُ بن إبراهيم الحافظ: حدثنا أبو سعيد النقاش قال: حدثنا علي بن الفضل الخيوطي قال: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ (حَ)، وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الحسيني، عن محمد بْن محمد بْن محمد بْن غانم المقرئ قال: أخبرنا أبو موسى الحافظ قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو سعد السمان، قدم علينا، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن محمود بتستر قال: حدثنا الحسن بن أحمد بن المبارك قالا: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: حدثني أبي قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي قال: حدثنا الشَّافِعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " صَلَّى صَلاةَ الْكُسُوفِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ "، وَاللَّفْظُ لِلنَّقَاشِ.
قَالَ أحمد بْن سَلَمَةَ النَّيْسَابوريُّ: تزوج إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه بمَرْو بامرأةِ رجلٍ كَانَ عنده كُتُب الشّافعيّ، فتُوُفّي؛ لم يتزوّجُ بها إلّا لحال الكتب، فوضع " جامع الكبير " عَلَى كتاب الشّافعيّ، ووضع " جامع الصغير " عَلَى " جامع الثَّوْريّ الصغير "، فقدم أبو إسماعيل الترمذي نيسابور، وكان عنده كُتُب الشّافعيّ، عَنِ البُوَيْطيّ، فقال لَهُ إِسْحَاق: لا تحدّث بكُتُب الشّافعيّ ما دمت هنا، فأجابه، فلم يحدثه بها حتّى خرج. [ص:168]
قلت: تُرَى من كَانَ يكتب عَنْ رجلٍ، عَنْ آخر، عَنِ الشّافعيّ، مع وجود إِسْحَاق، وفي نفسي من صحة ذَلِكَ.
وقال داود الظّاهريّ: سَمِعْتُ إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه يَقُولُ: ما كنت أعلم أنّ الشّافعيّ في هذا المحلّ، ولو علِمْتُ لم أُفَارِقْه.
وقال محمد بْن إِبْرَاهِيم البُوشَنْجيّ: قَالَ إِسْحَاق: قدمتُ مكّة فقلت للشافعي: ما حالُ جعفر بْن محمد عندكم؟ فقال: ثقة، كتبنا عَنْ إِبْرَاهِيم بْن أبي يحيى عَنْهُ أربع مائة حديث.
وقال يونس بْن عَبْد الأعلى: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: ما رأيت أفقه من ابن عيينة، أسكت عَنِ الفتيا منه.
ونقل أبو الشَّيْخ بْن حيان وغيره من وجهٍ أنّ الشّافعيّ لمّا دخل مصر أتاه جلّةُ أصحاب مالك، وأقبلوا عَلَيْهِ، فلمّا رأوْه يخالف مالكًا وينقض عَلَيْهِ تنكروا لَهُ وجفوه، فأنشأ يَقُولُ:
أَأنثر درّا بين سَارحة النَّعَم؟ ... أَأَنْظُمُ منثورًا لراعية الْغَنَمْ؟
لَعَمْري لَئِنْ ضُيِّعْتُ في شَرِّ بَلْدةٍ ... فلستُ مُضِيعًا بينهم غُرَرَ الْكَلِمْ
فإنْ فَرَّج اللَّهُ اللّطيف بلُطْفِه ... وصادَفْتُ أهلًا للعلوم وَالْحِكَمْ
بثَثْتُ مُفِيدًا واستَفَدْتُ ودَادَهُمْ ... وإلّا فمخزونٌ لديّ ومُكْتَتَمْ
وَمَنْ مَنَح الْجُهَّالَ عِلْمًا أضَاعَهُ ... ومَن مَنَعَ المُسْتَوجِبِينَ فقد ظَلَمْ
وكاتمُ عِلْم الدِّين عمّن يُرِيدُهُ ... يَبُوء بأَوْزارٍ وآثِمٍ إذا كَتَم
وقال الحافظ ابن منده: حدثت عَنِ الربيع قَالَ: رأيت أشهب بْن عَبْد العزيز ساجدًا، وهو يَقُولُ في سجوده: اللهم أمت الشّافعيّ ولا تذهب عِلْم مالك، فبلغ الشّافعيّ ذَلِكَ، فتبسّم وأنشأ يَقُولُ:
تمنّى رجال أن أموت وإن أمت ... فتلك سبيل لست فيها بأوحد
فقل للذي يبغي خلاف الّذي مضى ... تهيأ لأُخرى مثلها فكأن قد
وقد علموا لو ينفع العلم عندهم ... لئن مت ما الداعي عليّ بمُخلدِ
وقال المُبَرِّد: دخل رجلٌ على الشّافعيّ فقال: إنّ أصحاب أَبِي حنيفة لفصحاء، فأنشأ الشّافعيّ يَقُولُ:
فلولا الشِّعْرُ بالعُلَماء يُزْري ... لَكُنْتُ الْيَوْمَ أَشْعَرَ من لَبِيدِ [ص:169]
وأَشْجَعَ في الْوَغَى من كلّ لَيْثٍ ... وَآلِ مُهَلَّبٍ وأبي يزيد
ولولا خشيةُ الرَّحْمَن ربّي ... حشرت النّاس كُلَّهُمُ عبِيدي
قَالَ الحاكم: أخبرني الزُّبَيْر بن عبد الواحد الحافظ، قال: أخبرنا أبو عمارة حمزة بن علي الجوهري، قال: حدثنا الربيع بْن سليمان قَالَ: حَجَجْنا مَعَ الشّافعيّ، فما ارتقى شُرُفًا، ولا هبط واديًا، إلّا وهو يبكي وينشد:
يا راكبًا قفْ بالمُحَصَّبِ من منى ... واهتف بقاعد خيفنا والنّاهضِ
سَحَرًا إذا فاض الحَجيجُ إلى مِنَى ... فَيْضًا كمُلْتَطَم الفُرات الفائضِ
إنّ كَانَ رفضًا حُبُّ آلِ محمّدٍ ... فلْيَشْهَد الثَّقَلان أنّي رافضي
قلت: بهذا الاعتبار قَالَ أحمد بْن عَبْد اللَّه العِجْليّ في الشّافعيّ: كَانَ يتشيع، وهو ثقة.
قلت: ومعنى هذا التشيع حب عليّ وبغض النواصب، وأن يتخذه مولَّى، عملًا بما تواتر عَنْ نبيّنا صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَن كنتُ مولاهُ فعليٌّ مولاه "، أمّا من تعرّض إلى أحد من الصحابة بسب فهو شيعي غال نبرأ منه، ومن تعرض لأبي بكر وعمر فهو رافضي خبيث حمار، نعوذ بالله منه.
وقال أبو عثمان الصابوني: أنشدني أبو منصور بن حمشاذ قَالَ: أنشدت لأبي عَبْد اللَّه محمد بْن إِبْرَاهِيم البُوشَنْجيّ في الشّافعيّ رضى الله عنه:
ومن شُعَب الإيمان حُبُّ ابن شافع ... وفرضٌ أكيدٌ حُبُّهُ لا تَطَوُّعُ
وإنّي حياتي شافعيّ فإنْ أمُتْ ... فتوصيتي بعدي بأن تتشفعوا
قلت: للشافعي أشعار كثيرة.
قَالَ الحافظ أبو عَبْد اللَّه محمد بْن محمد بْن محمد بْن غانم في " كتاب مناقب الشافعي "، وهو مجلد: قد جمعت ديوان شِعْرَ الشّافعيّ كتابًا عَلَى حِدَة، ثم ساق بإسناده إلى ثعلب أَنَّهُ قَالَ: الشّافعيّ إمامٌ في اللغة.
وقال أبو نُعَيْم بْن عديّ: سَمِعْتُ الربيع مِرارًا يَقُولُ: لو رأيت الشّافعيّ وحسن بيانه وفصاحته لعجبت، ولو أَنَّهُ ألّف هذه الكُتُب عَلَى عربيّته التي كَانَ يتكلم بها معنا في المناظرة لم يُقدر عَلَى قراءة كتبه لفصاحته وغرائب ألفاظه؛ [ص:170] غير أَنَّهُ كَانَ في تأليفه يوضح للعوامّ.
وقال أبو الحَسَن عليّ بْن مهدي الفقيه: حدثنا محمد بن هارون، قال: حدثنا هميم بن همام قال: حدثنا حرملة قال: سمعت الشافعي يقول: ما جهل الناس، ولا اختلفوا إلا لتركهم لسان العرب، وميلهم إلى أرسطاطاليس، محمد بن هارون لا أعرفه.
الأصم: أخبرنا الربيع قَالَ: قَالَ الشّافعيّ: المُحْدَثَات من الأمور ضَرْبان:
أحدهما: ما أُحدث يخالف كتابًا أو سنة أو أو أثرا إجماعًا، فهذه البدعة ضلالة.
والثاني: ما أحدث من الخير لا خلاف فيه، لو أحدث هذا فهذه محدثة غير مذمومة، وقد قَالَ عُمَر رضى الله عنه في قيام رمضان: نعمت البدعة هذه، يعني أنها محدثة لم تكن، وإذ كانت فليس فيها ردٌّ لِما مضى، رواه البيهقي، عن الصدفي عَنْهُ.
وقال مُصْعَب بْن عَبْد اللَّه: ما رأيت أحدًا أعلم بأيّام النّاس من الشّافعيّ.
وروى أبو العبّاس بْن سُرَيْج، عَنْ بعض النَّسَّابين قَالَ: كَانَ الشّافعيّ من أعلم النّاس بالأنساب، لقد اجتمعوا معه ليلة، فذاكرهم بأنساب النّساء إلى الصّبّاح، وقال: أنساب الرجال يعرفها كلُّ أحد.
وقال الحَسَن بْن رشيق: أخبرنا أحمد بْن عليّ المدائني قَالَ: قَالَ المُزَنيّ: قدِم علينا الشّافعيّ، فأتاه ابن هشام صاحب " المغازي "، فذَاكَره أنسابَ الرجال، فقال لَهُ الشّافعيّ بعد أنّ تذاكرا: دعْ عنك أنساب الرجال فإنها لا تذهب عنا وعنك، وحدثنا في أنساب النساء، فلمّا أخذوا فيها بَقِيَ ابن هشام.
وقال يونس بْن عَبْد الأعلى: كَانَ الشّافعيّ إذا أخذ في أيّام النّاس تقول: هذه صناعته.
وقال أحمد بْن محمد ابن بنت الشافعي: حدثنا أَبِي قَالَ: أقام الشّافعيّ عَلَى العربية وأيام النّاس عشرين سنة، وقال: ما أردت بهذا إلّا الاستعانة عَلَى الفقه.
وقال أبو حاتم: حدثنا يونس بن عبد الأعلى: قال: ما رأيت أحدًا لقى من السقم ما لقي الشّافعيّ، فدخلت عَلَيْهِ، فقال: اقرأ عليَّ ما بعد العشرين [ص:171] والمائة من آل عمران، فقرأت فلما قمت قَالَ: لا تغفل عنّي فإنّي مكروب.
قَالَ يونس: عَنَى بقراءتي ما بعد العشرين والمائة ما لقي النَّبِيّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وأصحابه أو نحوه.
وقال ابن خزيمة، وغيره: حدثنا المُزَنيّ قَالَ: دخلت عَلَى الشّافعيّ في مرضه الّذي مات فيه، فقلت: يا أبا عَبْد اللَّه كيف أصبحت؟ فرفع رأسه وقال: أصبحت من الدّنيا راحلًا، ولأخواني مفارقًا، ولسوء عملي مُلاقيًا، وعلى اللَّه واردًا، ما أدري روحي تصير إلى الجنة فأهنئها، أو إلى نارٍ فأعزيها، ثمّ بكى وأنشأ يَقُولُ:
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي ... جعلتُ رجائي دون عَفْوِك سُلَّما
تعاظَمَني ذَنْبي فلمّا قَرَنْتُهُ ... بعَفْوِك ربّي كَانَ عفْوُكَ أَعْظَما
فما زِلْتَ ذَا عَفْوٍ عَنِ الذَّنْب لم تَزَلْ ... تجودُ وتعفو منّةً وتَكرما
فإنْ تنتقِمْ منِّي فلستُ بآيِسٍ ... ولو دَخَلَتْ نفسي بجُرْمٍ جهنما
ولولاك لم يقو بإبليسَ عابدٌ ... فكيف وقد أغوى صَفِيَّكَ آدما
وإنّي لآتي الذَّنْب أعرفُ قَدْرَهُ ... وأعلَمُ أنّ الله يعفو تكرما
وقال الأصم: حدثنا الربيع قَالَ: دخلت عَلَى الشّافعيّ وهو مريض، فسألني عَنْ أصحابنا، فقلت: إنّهم يتكلّمون، فقال: ما ناظرتُ أحدًا قطّ عَلَى الغَلَبَة، وبِودِّي أنّ جُمَيْع الخلْق تعلَّموا هذا الكتاب، يعني كتبه، على أن لا ينسب إلي منه شيء.
قَالَ هذا يوم الاحد، ومات يوم الخميس، وانصرفنا من جنازته ليلة الجمعة، فرأينا هلالَ شعْبان سنة أربعٍ ومائتين، وله نيِّفٌ وخمسون سنة.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا الربيع قال: حدثني أبو الليث الخفاف، وكان معدلا قال: حدَّثني العزيزيّ، وكان متعبدًا، قَالَ: رأيت ليلةَ مات الشّافعيّ، كأنّه يُقال: مات النَّبِيّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذه اللّيلة، فأصبحت، فَقِيلَ: مات الشّافعيّ رحمه اللَّه.
قَالَ حَرْمَلَة: قدِم علينا الشّافعيّ مصر سنة تسعٍ وتسعين ومائة. [ص:172]
وقال أبو علي بن حمكان: حدثنا الزبير بن عبد الواحد قال: حدثنا الحسن بن سفيان قال: حدثنا سفيان بْن وكيع قَالَ: رأيت فيما يرى النائم كأن القيامة قد قامت، والناس في أمر عظيم، إذ بَدَرَ لي أخي، فقلت: ما حالكم؟ قَالَ: عرضنا على ربّنا، قلت: فما حال أَبِي؟ قَالَ: غُفِر لَهُ، وأُمِر به إلى الجنة، فقلت: ومحمد بْن إدريس؟ قَالَ: حُشِر إلى الرَّحْمَن وَفْدًا، وألبس حلل الكرامة، وتوج بتاج البهاء.
وقال زكريّا بْن أحمد البلْخيّ، وغيره: سمعنا أبا جعفر محمد بن أحمد بن نصر الترمذي، يَقُولُ: رأيت في المنام النَّبِيّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مسجده بالمدينة، كأنّي جئت إِلَيْهِ فسلّمت عَلَيْهِ، وقلت: يا رسول اللَّه أكتب رأي أَبِي حنيفة؟ قَالَ: لا، فقلت: أكتب رأي مالك؟ قَالَ: لا تكتب منه إلا ما وافق حديثي، قلت: أكتب رأي الشّافعيّ؟ فقال بيده هكذا، كأنه انتهرني، وقال: تقول رأي الشافعي، إنه ليس برأي، ولكنه ردٌّ عَلَى من خالف سُنَّتي.
وقد رُوِيَ عَنْ جماعة عديدة نحو هذه القصة ونحو التي قبلها في أنه غُفر لَهُ، وساق جملةً منها الحافظ ابن عساكر في ترجمة الشّافعيّ، رحمه اللَّه تعالى وأسكنه الجنة مع محبيه، إنّه سميع مجيب.(5/146)
314 - محمد بْن أبان بْن الحَكَم العَنْبريّ، أبو عَبْد الرَّحْمَن الكُوفيُّ، [الوفاة: 201 - 210 ه]
نزيل أصبهان، وهو عمّ محمد بْن يحيى بْن أبان.
حدَّثَ بعد المائتين عَنْ: مِسْعَر بْن كُدَام، وأبي حنيفة، وسفيان، وشُعْبة، وعَمْرو بْن شَمِر، وزفر بْن الْهُذَيْلِ، وجماعة.
وَعَنْهُ: سهل بْن عثمان، وأحمد بْن معاوية بْن الْهُذَيْلِ، وسليمان بْن سيف العَتَكيّ، ومحمد بْن عُمَر الزُّهْرِيّ أخو رُسْتَة.
وهو مُنْكَر الحديث.
روى أبو نُعَيْم الحافظ في ترجمته أحاديث ضعيفة، ولم أرَ لأحدٍ فيه [ص:173] جرحا.
وهو ضعيف الحديث، فإن أبا نعيم قال: حدثنا أحمد بن إسحاق الشعار قال: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْمُقْرِئُ، قال: حدثنا محمد بن عامر قال: حدثنا محمد بن أبان العبدي قال: حدثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ حفصة بنت سيرين، عن أم الحسن، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا حَضَرْتَ الْمَيِّتَ فَقُلْ: {" سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "}، هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، وَرُوَاتُهُ مَعْرُوفُونَ.(5/172)
315 - محمد بْن إسماعيل الفارسيّ، أبو إسماعيل، [الوفاة: 201 - 210 ه]
نزيل الكوفة.
رَوَى عَنْ: فطر بْن خليفة، ومالك بْن مِغْوَلٍ.
وَعَنْهُ: مَعْمَر بْن سهل الأهوازيّ، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، والحَسَن بْن عَلَى بْن عفان، وغيرهم.(5/173)
316 - ع: محمد بْن بِشْر بْن الفَرَافِصَة بْن المختار بْن رُدَيْح العبْديّ الحافظ، أبو عَبْد اللَّه الكُوفيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: إسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وزكريّا بْن زائدة، وهشام بْن عُرْوَة، ومحمد بْن عَمْرو، وعبيد اللَّه بْن عُمَر، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبَة، وحَجّاج بْن دينار، وحَجّاج بْن أَبِي عثمان الصواف، وخلق.
وَعَنْهُ: إسحاق بن راهويه، وعلي ابن الْمَدِينِيِّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وابن نُمَيْر، وأحمد بْن الفُرات، وعبد بْن حُمَيْد، ومحمد بْن عاصم الثَّقْفيّ، وخلق.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ: سَأَلْتُ أَبَا دَاوُدَ عَنْ سماع محمد بْن بِشْر من سَعِيد بْن أبي عَرُوبَة، فقال: هُوَ احفظ من كَانَ بالكوفة.
وقال الكُدَيْميّ، عَنْ أَبِي نُعَيْم قَالَ: لما خرجنا في جنازة مِسْعَر جعلت أتطاول، قلت: يجيؤوني فيسألوني عَنْ حديث مِسْعَر، فذاكرني محمد بْن بِشْر بحديث مِسْعَر فأَغْرَب عَلَيَّ سبعين حديثًا، لم يكن عندي منها إلّا حديث واحد. [ص:174]
وثّقه ابن مَعِين، وغيره.
وقال الْبُخَارِيّ: مات سنة ثلاث ومائتين.(5/173)
317 - ع: محمد بْن بَكْر بْن عثمان البُرسانيّ الْبَصْرِيّ، أبو عبد الله، ويقال: أبو عثمان، [الوفاة: 201 - 210 ه]
وبُرسان من الأزد.
رَوَى عَنْ: ابن جُرَيْج، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبَة، وأَيْمن بْن نابل، وهشام بْن حسّان، ويونس بْن يزيد، وعُبَيْد اللَّه بْن أبي زياد القداح، وشُعْبة، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وطائفة.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وابن رَاهَوَيْه، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وبُنْدار، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وهارون الحمّال، وعبد بْن حُمَيْد، وأحمد بْن منصور الرَّماديّ، وعبد اللَّه الدّارميّ، وآخرون.
قال ابن معين: حدثنا البرساني، وكان واللَّه ظريفًا صاحب أدب، ثقة.
وقال ابن سعْد: كَانَ ثقة.
مات في ذي الحجة سنة ثلاث ومائتين بالبصرة.(5/174)
318 - م ت: محمد بْن جعفر المدائني، أبو جعفر البزّاز. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: شُعْبَة، وحمزة الزّيّات، وورّقاء، ومنصور بْن أَبِي الأسود، وبكر بْن خُنَيْس، وجماعة.
وَعَنْهُ: احمد بْن حنبل، وحجاج بْن الشاعر، وعبّاس الدوري، والصغاني، واحمد بْن يونس الضَّبّيّ، ومحمد بْن أحمد بْن أَبِي العوام، وطائفة.
قَالَ أحمد: لا بأس بِهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، وَلا يُحْتَجُّ بِهِ.
قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ في " مسلم "، أخبرناه أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، عَنِ الْقَاسِمِ [ص:175] الصفار، قال: أخبرنا وجيه، قال: أخبرنا أبو القاسم القشيري، قال: أخبرنا الخفاف، قال: حدثنا السراج، قال: حدثنا حجاج بن الشاعر، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا وَرْقَاءُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: " كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَانْتَهَيْنَا إِلَى مُشْرَعَةٍ، فَقَالَ: أَلا تُشْرِعُ يَا جَابِرُ؟ قُلْتُ: بَلَى، فَنَزَلَ فَأشْرَعْتُهُ، ثُمَّ ذَهَبَ لِحَاجَتِهِ، فَوَضَعْتُ لَهُ وُضُوءًا، فَجَاءَ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، مُخَالِفًا بَيْنَ طَرَفَيْهِ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ حَجَّاجٍ.
وَقَالَ مُطَيَّنٌ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَتَيْنِ.(5/174)
319 - محمد بْن جعفر الصّادق بْن محمد الباقر بْن عليّ بْن الحُسين، أبو جعفر الهاشمي العلوي الحسيني المدني، الملقّب بالديباج. [الوفاة: 201 - 210 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وهشام بْن عُرْوَة.
وَعَنْهُ: إبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، وَيَعْقُوب بْن حُمَيْد بن كاسب، وَمحمد بن يحيى العدني، وجماعة.
وله عدة إخوة، خرج بمكة في أوائل دولة المأمون، ودعا إلى نفسه، فبايعوه في سنة مائتين، فحج حينئذ أبو إسحاق المعتصم، وندب عسكرا لقتاله فأخذوه، وقدم في صحبة أبي إسحاق إلى بغداد، فبقي بها قليلا وتوفي.
وكان بطلا شجاعا عاقلا، يصوم يوما ويفطر يوما.
وكان موته بجرجان في شعبان سنة ثلاث ومائتين، فصلى عليه المأمون ونزل في لحده وقال: هذه رحم قطعت من سنين.
وقيل: إنّ سبب موته أَنَّهُ جامع ودخل الحمّام وافتصد في يومٍ واحدٍ، فمات فجاءة، رحِمه اللَّه.(5/175)
320 - محمد بْن جَهْضم اليَمَاميّ، ويُعرف بالخرساني. [الوفاة: 201 - 210 ه]
قد أخّرته إلى بعد العشرين لأنّني وجدت عَبْد اللَّه بْن شبيب يروي عَنْهُ، وهو فأقدم شيخ له محمد بْن طلحة بْن مصرف فأخَّرْتُهُ، وحديثه في الصَّحيحين بواسطة.(5/175)
321 - محمد بْن حرب الْمَكِّيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: مالك، والليث، وابن لهيعة، وجماعة.
وَعَنْهُ: بَكْر بْن خَلَف، والحسين بْن عيسى البسْطاميّ.
قَالَ أبو حاتم: لَيْسَ بِهِ بأس، أصله بصْريّ.(5/176)
322 - محمد بْن الحَسَن بْن آتش الصنعاني الأبناويّ، وقد ينسب إلى جدّه، فيقال: محمد بْن آتَش. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن عَمْرو الصَّنعانيّ، وأبي بَكْر بْن أَبِي سَبْرَة، وجعفر بْن سليمان الضُّبَعيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بْن رافع، ونوح بْن حبيب القُومْسيّ، وأحمد بْن صالح الْمِصْرِيُّ، وجماعة.
قَالَ أبو زُرْعة: ثقة.
وأما النَّسائيّ فقال: لَيْسَ بثقة.
قلت: لَهُ حديث في " المراسيل " لأبي داود.
وقد قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي تَرْجَمَتِهِ: أَنَّهُ رَوَى عَنْ همّام بْن مُنَبِّه.
قلت: لم يلحقه أبدًا.(5/176)
• - محمد بْن الحَسَن، لقبه: محبوب، [الوفاة: 201 - 210 ه]
يأتي بلقبه إنّ شاء اللَّه.(5/176)
323 - محمد بْن خَالِد أبو عَبْد اللَّه الحنظلي الرّازيّ الفقيه ممّوَيْه، ويقال: مَتُّوَيْه. [الوفاة: 201 - 210 ه]
شيخ أسْتَراباذ وعالمها والّذي بنى الجامع بها، وأوّل من فِقْه النّاس بها.
أخذ عَنْ أَبِي يوسف،
وَرَوَى عَنْ: الجرّاح بْن الضّحّاك الكِنْديّ، وعمران بْن وهْب الطّائيّ صاحب أنس، ومالك بْن أنس.
وَعَنْهُ: يوسف بْن حمّاد، وإِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الطَّلْقيّ، وعمّار بْن رجاء، وجعفر بْن أحمد بْن بِهْرام الإِسْتراباذِيُّون. [ص:177]
ترجمه أبو سعد الإدريسي.(5/176)
324 - محمد بْن أَبِي رجاء الخُراسانيُّ الفقيه، صاحب أَبِي يوسف. [الوفاة: 201 - 210 ه]
ولي قضاء بغداد للمأمون، ومات سنة سبع ومائتين، لا أعرفه.(5/177)
325 - محمد بْن صالح بْن بَيْهس القَيْسيُّ الكِلابيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
أمير عرب الشام، وفارس قيس وزعيمها وشاعرها، والمقاوم للسُّفْياني أَبِي العُمَيْطر الّذي خرج بدمشق، لم يزل يُجْلِب على أبي العميطر بخيله ورجله، ويحاربه حمية لدولة بني الْعَبَّاس، وهوى عَلَى اليمانية، وما برح حتّى أباده وشتت جموعه، وحكم عَلَى الشام، فولاه المأمون إمرة دمشق.
تُوُفّي سنة عشر.(5/177)
326 - محمد بْن صالح الواسطيُّ، أبو إسماعيل البِطّيخيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
سكن بغداد،
وَحَدَّثَ عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْحَاق الواسطيّ، وحجاج بْن دينار، ومالك.
رَوَى عَنْهُ: إبراهيم بن المنذر الحزامي، والحَسَن بْن عَرَفَة، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المُخَرِّميّ.
لم يضعّفه أحد.
وقد كنّاه مُسْلِم وقال: أصله واسطي، سكن بغداد.(5/177)
327 - ت ن ق: محمد بن عباد الهنائي البَصْريُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: يونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وشُعْبة، وعليّ بن المبارك، وجماعة.
وَعَنْهُ: زيد بن أخزم، وعليّ بْن نَصْر بْن عليّ الْجَهْضميّ، وعَبّاد بن الوليد الغبري، وآخرون. [ص:178]
قال أبو حاتم: صدوق.(5/177)
328 - ع: محمد بْن عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر بْن عُمَر بْن درهم، أبو أحمد الأَسَديّ الزبيري، مولاهم، الكُوفيُّ الحبّال. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: فطر بْن خليفة، ومسعر، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، ومالك بْن مِغْوَلٍ، وحمزة الزّيّات، وعيسى بْن طِهْمان، وسفيان، وشَيْبان النحوي، وإسرائيل، وأبي إسرائيل المُلائيّ، وخلْق. وأوّل طَلَبه سنة نيفٍ وخمسين ومائة.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وأحمد بْن سِنان، وأحمد بْن الفُرات، وأحمد بْن عصام الأصبهاني، وأبو خَيْثَمَة، وأبو بَكْر بْن أَبِي شيبة، ومحمد بْن رافع، ومحمود بْن غَيْلان، ونصر بْن عليّ، وخلْق.
قَالَ نَصْر بْن عليّ: سمعته يقول: لا أبالي أنّ يُسْرَق منّي كتاب سُفْيَان، إنّي أحفظه كلّه.
وقال العِجْليّ: كوفيٌّ ثقة يتشيَّع.
وقال بُنْدار: ما رأيت رجلًا قط أحفظ من أَبِي أحمد الزُّبَيْريّ.
وقال أبو حاتم: حافظ للحديث، عابد مجتهد، لَهُ أوهام.
وقال أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يزيد: كَانَ محمد بْن عَبْد اللَّه الأَسَديّ يصوم الدَّهر، فكان إذا تسحّر برغيفٍ لم يُصدّع، فإذا تسحرّ بنصف رغيف صُدِّع من نصف النّهار إلى آخره، فإن لم يتسحّر صُدِّع يومه أجمع.
قَالَ أحمد بْن حنبل: مات بالأهواز سنة ثلاثٍ ومائتين.
زاد مُطَيِّن: في جُمَادَى الأولى، رحمه الله.(5/178)
329 - ن: محمد بن عبد الله بن كناسة، واسم كُناسة عَبْد الأعلى بْن عَبْد اللَّه بْن خليفة بْن زُهَيْر بْن نَضْلة أبو يحيى، وأبو عَبْد اللَّه الأَسَديُّ الكُوفيُّ [الوفاة: 201 - 210 ه][ص:179]
وقيل: بل كُناسة لَقَبٌ لأبيه، وقيل: هُوَ ابن أخت إِبْرَاهِيم بْن أدْهَم العابد.
رَوَى عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَالأَعْمَشِ، وَإِسْمَاعِيلَ بْن أَبِي خالد، وعبد الله بن شبرمة، وجعفر بن برقان، ومحمد بن السائب الكلبي، ومسعر، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، وأبو خَيْثَمَة، وأبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة، وابن نُمير، وأحمد بن منصور الرمادي، ومؤمل بن إهاب، ومحمد بن إسحاق الصغاني، ومحمد بن الفرج الأزرق، والحارث بن أبي أسامة، وخلق.
قال ابن معين، وأبو داود، وعلي ابن المديني، والعجلي، وغيرهم: ثقة.
قَالَ أبو حاتم: كَانَ صاحب أخبار، يُكْتَب حديثُهُ ولا يُحْتَجُّ بِهِ.
وقال يعقوب السَّدُوسيّ: ثقة، صالح الحديث، لَهُ علم بالعربية والشِّعْر وأيّام النّاس، وهو ابن أخت إِبْرَاهِيم بْن أدهم.
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بن سلامة، عن أبي المكارم اللبان، وخليل الراراني قالا: أخبرنا أبو علي قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد، قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ، وَالْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالا: حدثنا محمد بن عبد الله بن كناسة، قال: حدثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَخِيهِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ "، تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ كُنَاسَةَ، رَوَاهُ النَّسَائِيُّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ زَنْجَوَيْهِ، عنه.
قال ابْنُ مَعِينٍ: إِنَّمَا هُوَ عَنْ عُرْوَةَ مُرْسَلٌ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ، رَوَاهُ الْحُفَّاظُ مِنْ أَصْحَابِ هِشَامٍ، [ص:180] عَنْ عُرْوَةَ مُرْسَلًا.
وقال زيد بْن الحريش: حدثنا عبد الله بن رجاء، عن الثوري، عن هشام، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ نحوه.
قَالَ يعقوب بْن شَيْبة: مات بالكوفة لثلاثٍ خَلَوْن من شوّال، سنة سبْعٍ ومائتين.
وقال مُطَيَّن: سنة سبْعٍ.
وقال ابن قانع: سنة تسعٍ، فوهم.
ويقال: إنّه وُلِد سنة ثلاث وعشرين ومائة، وله كتاب " الأنواء "، وكتاب " معاني الشِّعْر "، وكتاب " سرقات الكُتُب من القرآن "، وله يرثي ولده:
وسميته يحيى ليحيى ولم يكن ... إلى قدر الرحمن فيه سبيلُ
تفاءَلْتُ لو يُغْني التَّفاؤل باسمه ... وما خِلْتُ فالًا قبل ذاك يَفِيلُ(5/178)
330 - مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدّيق التَّيْميّ الْمَدَنِيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وموسى بْن عُقْبة.
وَعَنْهُ: الزُّبَيْر بْن بكّار، وأبو بَكْر بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن شَيْبة الحزاميّ.(5/180)
331 - محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الباهليّ السَّهميّ الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
سَمِعَ: حُصَين بْن عَبْد الرَّحْمَن، ولعلّه آخر من حدّث عَنْهُ،
روى عَنْهُ: محمد بْن المُثَنَّى، ونصر بْن عليّ، وغيرهما.
قَالَ الفلّاس: تُوُفّي سنة سبْعٍ ومائتين.
وروى لَهُ ابن عديّ حديثين، وقال: هُوَ عندي لا بأس به.(5/180)
• - ت ن ق: محمد بْن عَبْد الوهّاب الكُوفيُّ السُّكّريّ القَنّاد، [الوفاة: 201 - 210 ه]
أحد العباد وثقات الزهاد.
ورخه مُطِّين سنة تسعٍ، وورّخه جماعة سنة اثنتي عشرة، فسيذكر هناك.(5/180)
332 - ع: محمد بْن عُبَيْد بْن أَبِي أمية الطنافسي الكُوفيُّ الأحدب، أحد الأخوة. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: الأعمش، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، ويزيد بْن كيسان، وإدريس الأَوْديّ، وعُبَيْد اللَّه بْن عُمَر، والعوام بْن حوشب، وطائفة كبيرة.
وَعَنْهُ: أحمد، وإِسْحَاق، وابن مَعِين، وابن نُمَيْر، وابنا أَبِي شَيْبة، وأبو خَيْثَمَة، وأحمد بْن الفُرات، وأحمد بْن سليمان الرُّهَاويّ، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وعباس الدُّوريّ، وخلْق.
قَالَ أحمد، وابن مَعِين: عُمَر، ومحمد، وَيَعْلَى بنو عُبَيْد: ثقات.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: يَعْلَى، ومحمد، وعُمَر، وإدريس، وإبراهيم بنو عُبَيْد كلُّهم ثقات.
وكان أبو طَالِب الحافظ يَقُولُ: عُبَيْد بْن أَبِي مَيَّةَ.
وقال صالح بْن أحمد بْن حنبل: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: كَانَ محمد بْن عُبَيْد يخطئ ولا يرجع عَنْ خطأه.
وقال ابن سعْد: نزل محمد بْن عُبَيْد بغداد دهرًا، ثمّ رجع إلى الكوفة، فمات قبل يعلى في سنة أربع ومائتين، قَالَ: وكان ثقةً كثير الحديث، صاحب سُنّة وجماعة.
قَالَ يعقوب بْن شَيْبة: كَانَ ممن يقدّم عثمانَ عَلَى عليّ، وقَلّ من يذهب إلى هذا من الكوفيين.
ومات سنة أربعٍ.
وقال خليفة، وجماعة: توفي سنة خمس.(5/181)
333 - م د ن ق: محمد بْن أَبِي عُبَيْدة بْنُ مَعْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ المسعودي الكُوفيُّ، واسم أَبِيهِ عَبْد الملك. [الوفاة: 201 - 210 ه][ص:182]
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: ابنا أَبِي شَيْبة، وإبراهيم بن أبي بكر أَبِي شَيْبة، وأبو كُرَيْب، وابن نُمَيْر، وجماعة.
قَالَ ابن أَبِي خَيْثَمَة، عَنِ ابن مَعِين: ثقة.
وقال الْبُخَارِيّ: مات سنة خمس.
قلت: روى الحروف عن حمزة.(5/181)
334 - ق: محمد بن عمر بن واقد الأسلمي، مولاهم، الْإِمَام أبو عَبْد اللَّه الْمَدَنِيّ الواقديّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: محمد بْن عجلان، وابن جُرَيْج، وثور بْن يزيد، وأسامة بْن زيد، ومَعْمَر بْن راشد، وابن أَبِي ذئب، وهشام بْن الغاز، وأبي بَكْر بْن أَبِي سَبْرَة، وسفيان الثَّوْريّ، ومالك، وأبي مَعْشَر، وخلائق، وَكَتَب ما لا يوصف كثرة، وروى القراءة عَنْ نافع بْن أَبِي نُعَيْم، وعيسى بْن وردان.
وَعَنْهُ: أبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبة، ومحمد بْن سعْد، وأبو حسّان الحَسَن بْن عثمان الزِّياديّ، وسليمان الشّاذكونيّ، ومحمد بْن شجاع الثلجي، ومحمد بْن يحيى الْأَزْدِيّ، ومحمد بْن إِسْحَاق الصغاني، وأحمد بن عبيد بن ناصح، وأحمد بن الخليل البُرْجُلانيّ، والحارث بْن أَبِي أسامة.
وكان من أوعية العلم، ولي قضاء الجانب الشرقي من بغداد، وسارت الرُّكْبان بكُتُبه في المغازي والسِّيَر والفقه أيضًا، وكان أحد الأجواد المذكورين.
وكان جَدّه واقد مولى لعبد اللَّه بْن بريدة الأسْلَميّ.
وُلِد محمد سنة تسع وعشرين ومائة، وهو مَعَ عظمته في العلم ضعيف.
قال أحمد بن حنبل: لم ندفع أَمْرَ الْوَاقِدِيِّ حَتَّى رَوَى عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ نَبْهَانَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفَعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا "، فجاء بشيء لَا حِيلَةَ فِيهِ، وَهَذَا لَمْ يَرْوِهِ غَيْرُ يُونُسَ.
قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ عَسَاكِرٍ: قَدْ رَوَاهُ عُقَيْلٍ ثُمَّ سَاقَهُ مِنْ طَرِيقِ الذُّهْلِيّ [ص:183] قال: أخبرنا سعيد بن أبي مريم، قال: أخبرنا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عُقَيْلٍ.
وَقَالَ ابْنُ الْمُظَفَّرِ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَر القَزْوينيّ، قال: حدثنا الرمادي قال: لَمَّا حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ بِهَذَا الْحَدِيثِ ضَحِكْتُ، قَالَ: مِمَّ تَضْحَكُ؟ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ، وكتب إِلَيْهِ أحمد بْن حنبل، يقول: هذا حديث تفرد به يونس، وأنت قد حدّثت بِهِ عَنْ نافع بْن يزيد، عَنْ عقيل، فقال: إنّ شيوخنا المصريّين لهم عناية بحديث الزُّهْرِيّ.
وقال إِبْرَاهِيم بْن جَابِر: سَمِعْتُ الرَّماديّ يَقُولُ، وقد حدَّثَ بحديث عَقِيل، عَنِ الزُّهْرِيّ: هذا ممّا ظُلِم فيه الواقديّ.
وقال محمد بْن سعْد: ولي الواقديّ القضاء ببغداد للمأمون أربع سنين، وكان عالما بالمغازي والسيرة والفتوح والأحكام واختلاف الناس، وقد فسر ذلك في كتب استخرجها ووضعها وحدّث بها، أخبرني أَنَّهُ وُلِد سنة ثلاثين ومائة، وقدم بغداد سنة ثمانين في دَيْنٍ لحقه، فلم يزل بها.
قَالَ: ولم يزل قاضيًا حتّى مات ببغداد لإحدى عشر ليلةً خلت من ذي الحجّة سنة سبْعٍ ومائتين.
وقال الْبُخَارِيّ: سكتوا عَنْهُ.
وقال ابن نُمَيْر، ومسلم، وأبو زُرْعة: متروك الحديث.
وقال أبو داود: كَانَ أحمد بْن حنبل لا يذكر عَنْهُ كلمة، وأنا لا أكتب حديثه.
وروى غير واحد، عَنْ أحمد قَالَ: كَانَ يقلب الأسانيد، وكان يجمع الأسانيد ويأتي بمتن واحد.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا يونس قَالَ: قَالَ لي الشّافعيّ: كُتُب الواقديّ كذِب. [ص:184]
وقال إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه: هُوَ عندي ممّن يضع الحديث.
وقال الْبُخَارِيّ: ما عندي للواقديّ حرف.
قلت: لَهُ تَرْجَمَةٌ طَوِيلَةٌ فِي " تَارِيخِ ابْنِ عَسَاكِرٍ ".
وحاصل الأمر أَنَّهُ مُجْمَعٌ عَلَى ضعفه، وأجود الروايات عَنْهُ رواية ابنُ سعْد في " الطبقات "، فإنّه كَانَ يختار من حديثه بعض الشيء.
قَالَ أبو بَكْر الخطيب: هُوَ ممّن طبّق شرق الأرض وغربها ذِكرُه.
وقال محمد بْن سلّام الْجُمَحيّ: الواقديّ عالم دهره.
وقال إِبْرَاهِيم الحربيّ وناهيك بِهِ: الواقدي أمين النّاس على أهل الإسلام، كَانَ أعلم النّاس بأمر الإسلام، فأمّا الجاهلية فلم يعلم فيها شيئا.
وقال مُصْعَب بْن عَبْد اللَّه: واللَّه ما رأينا مثل الواقدي قطّ.
وقال يعقوب بْن شيبة: حدثنا عبيد بن أبي الفرج قال: حدَّثني يعقوب مولى آل أَبِي عُبَيْد اللَّه قال: سمعت الدراوردي وذكر الواقدي، فقال: ذاك أمير المؤمنين في الحديث.
قَالَ يعقوب: وحدثني مفضَّل قَالَ: قَالَ الواقديّ: لقد كانت ألواحي تضيع، فأوتى بها من شُهْرتها بالمدينة، يُقال: هذه ألواح ابن واقد.
وعن ابن المبارك قَالَ: كنت أقدم المدينة، فما يفيدني ويدلني عَلَى الشيوخ إلا الواقدي.
وقال أبو حاتم: حدثنا معاوية بن صالح الدمشقي قال: سَمِعْتُ سنيد بْن داود يَقُولُ: كُنَّا عند هُشَيْم، فدخل الواقديّ، فسأله هُشَيْم عَنْ باب ما يحفظ فيه، فقال: ما عندك يا أبا معاوية؟ فذكر خمسة أو ستة أحاديث في الباب، ثمّ قَالَ للواقدي: ما عندك؟ فذكر فيه ثلاثين حَدِيثًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأصحابه، والتابعين، ثمّ قَالَ: سألت مالكًا، وسألت ابن أَبِي ذئب، وسألت وسألت، فرأيت وجه هشيم يتغير، فلمّا خرج قَالَ هُشَيْم: لئن كَانَ كذابًا فما في [ص:185] الدنيا مثله، وإن كَانَ صادقًا فما في الدنيا مثله.
وقال مجاهد بْن موسى: ما كتبت عَنْ أحدٍ أحْفَظَ من الواقديّ.
وقال محمد بْن جرير الطَّبَريّ: قَالَ محمد بْن سعْد: كَانَ الواقدي يَقُولُ: ما من أحدٍ إلّا وكتبه أكثر من حفظه، وحفظي أكثر من كتبي.
وقال يعقوب بن شيبة: لما انتقل الواقدي من جانب الغربي إلى هاهنا يقال: إنه حمل كتبه على عشرين ومائة وقْر.
وعن أَبِي حُذافة قَالَ: كَانَ للواقدي ست مائة قِمَطْر كُتُب.
وقال إِبْرَاهِيم الحربيّ: سَمِعْتُ المُسَيَّبيّ يَقُولُ: رأينا الواقدي يومًا جلس إلي أسطوانةٍ في مسجد المدينة وهو يدرس، فقلنا: أيش تدرّس؟ قَالَ: جزء من المغازي.
وقلنا لَهُ مرّة: هذا الّذي تجمع الرجال، تَقُولُ: حدثنا فلان وفلان، وتجيء بمتنٍ واحد، لو حدثتنا بحديث كلّ رجلٍ عَلَى حِدَة، قَالَ: يطول، قُلْنَا لَهُ: قد رضينا، فغاب عنّا جمعةً، ثمّ جاءنا بغزوة أُحُد عشرين جلدًا، فقلنا: رُدنا إلى الأمر الأول.
قَالَ أبو بَكْر الخطيب: وكان مَعَ ما ذكرناه من سعة عِلْمُه وكثرة حفظه لا يحفظ القرآن، فأنبأنا الحسين بن محمد الرافقي قال: حدثنا أحمد بن كامل قال: حدَّثني محمد بْن موسى البربريّ قَالَ: قَالَ المأمون للواقديّ: أريد أنّ تصلّي الجمعة غدًا بالناس، فامتنع، فقال: لا بد، فقال: واللَّه ما أحفظ سَورَة الْجُمُعَةِ، قَالَ: فأنا أُحَفِّظُك، فجعل يلقّنه السُّورة حتّى يبلغ النصف منها، فإذا حفظه ابتدأ بالنّصف الثاني، فإذا حفظ النّصف الثّاني نسي الأول، فأتعب المأمون ونعس، فقال لعلي بن صالح: حفظه أنت، قال علي: ففعلت فلم يحفظ، واستيقظ المأمون فأخبرته فقال: هذا رَجُل يحفظ التّأويل ولا يحفظ التنزيل، اذهبْ فصلِّ بهم، وأقرأ أيَّ سُورةٍ شئْت.
قلت: هذه حكاية قوية السند لكنها مرسلة، وأنا أستبعدها، وقد وثّقه غير واحدٍ لكنْ لا عِبْرة بقولهم مَعَ توافر من تركه.
قَالَ إِبْرَاهِيم بْن جَابِر الفقيه: سَمِعْتُ محمد بْن إِسْحَاق الصَّغانيّ يَقُولُ، [ص:186] وذكر الواقدي فقال: واللَّه لولا أَنَّهُ عندي ثقة ما حدّثت عَنْهُ.
وقال مُصْعَب بْن عَبْد اللَّه، وسُئل عَنِ الواقدي فقال: ثقة مأمون.
وسُئل معن بْن عيسى عَنْهُ فقال: أَنَا أُسأل عَنِ الواقدي؟ الواقدي يُسأل عنّي.
وقال جَابِر بْن كردي: سَمِعْتُ يزيد بْن هارون يَقُولُ: الواقديّ ثقة.
وقال إِبْرَاهِيم الحربيّ: سَمِعْتُ أبا عُبَيْد يَقُولُ: الواقديّ ثقة.
وقال إِبْرَاهِيم الحربيّ: مَن قَالَ إنّ مسائل مالك وابن أَبِي ذئب تؤخذ عن أوثق من الواقدي فلا تصدق.
وقال علي ابن المَدِينيّ فيما رواه عَنْهُ ابنه عَبْد اللَّه: عند الواقديّ عشرون ألف حديثٍ لم أسمع بها.
وقد روى أبو بكر ابن الأنباري، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عكرمة الضَّبّيّ أنّ الواقديّ قدِم العراق في دين لحقه، فقصد يحيى بْن خَالِد، فوصله بثلاثة آلاف دينار.
وَرُوِيَ نظيرُها من غير وجهٍ أنّ يحيى وصله بمالٍ طائل.
وقال الحَسَن بْن شاذان: قَالَ الواقدي: صار إليّ من السلطان ست مائة ألف درهم، ما وجبت عليّ فيها زكاة.
وقال أبو عكرمة الضبي: حدثنا سليمان بن أبي شيخ قال: حدثنا الواقدي، قال: أضقت مرَّةً وأنا مَعَ يحيى بْن خَالِد، وجاء عيد، فقالت الجارية: لَيْسَ عندنا من آلة العيد شيء، فمضيت إلى تاجر صديق لي ليُقْرِضني، فأخرج إليّ كيسًا مختومًا فيه ألف دينار ومائتا درهم، فاخذته، فلمّا استقررت في منزلي جاءني صديق لي هاشمي فشكا إلي تأخر غلته وحاجته إلى القَرْض، فدخلت إلى زوجتي فأخبرتها فقالت: عَلَى أيّ شيءٍ عزَمْتَ؟ قلت: عَلَى أنّ أُقاسمه الكيس، قالت: ما صنعت شيئًا، أتيتَ رجلًا سُوقَه فاعطاك ألفًا ومائتي درهم، وجاءك رجلٌ من آلِ رسول اللَّه صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تعطيه نصف ما أعطاك السوقة؟ فأخرجت إليه الكيس، فمضى به، فذهب التاجر إلى الهاشمي ليقترض منه، فأخرج إليه الكيس بعينه فعرفه، وجاء إلي فخبّرني بالأمر، وجاءني رسول يحيى بْن خَالِد يقول: إنما تأخر رسولي عنك لشغلي، فركبت إليه فأخبرته خبر الكيس، فقال: يا غلام هات تلك الدنانير، فجاءه بعشرة آلاف دينار، فقال: [ص:187] خذ ألفي دينار لك، وألفين للتّاجر، وألفين للهاشمي، وأربعة آلاف لزوجتك، فإنّها أكرمكم.
وَرُوِيَ نحوها من وجهٍ آخر إلى الواقدي، لكنّه قَالَ: أمر لكلّ واحدٍ من الثلاثة بمائتي دينار.
قَالَ عَبَّاس الدُّوريّ: مات الواقدي وهو عَلَى القضاء، وليس لَهُ كَفَن، فبعث المأمون بأكفانه.
وقد تقدمت وفاته عَنِ ابن سعْد.
روى ابن ماجه له حديثا واحدا ولم يسمه، بل قال: حدثنا ابن أَبِي شَيْبة، عَنْ شيخ لَهُ، عَنْ عبد الحميد بن جعفر، فذكر حديثا في التجمل للجمعة، قد رواه عَبْد بْن حُمَيْد، عَنِ ابن أَبِي شيبة، عن الواقدي.(5/182)
335 - د ن: محمد بْن أَبِي الوزير عُمَر بْن مُطَرِّف الهاشمي، مولاهم. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: شريك، وعبد اللَّه بْن جعفر المخرمي، ومحمد بن موسى الفطري.
وَعَنْهُ: بُنْدار، وبكار بْن قُتَيْبَة القاضي، والكُدَيْميّ، وآخرون.
وكان صدوقا، توفي كهلا.(5/187)
336 - د ن ق: محمد بْن عيسى بْن القاسم بْن سُمَيْع، مولى معاوية بْن أَبِي سُفْيَان الأموي، أبو سُفْيَان الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: هشام بْن عُرْوَة، والأوزاعيّ، وعبيد اللَّه بْن عُمَر، وحُمَيْد الطويل، ومحمد بْن الوليد الزُّبَيْديّ، وابن أَبِي ذئب، وطائفة.
وَعَنْهُ: هشام بْن عمّار، والعبّاس بْن الوليد الخلّال، والهيثم بْن مروان، وجماعة.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. [ص:188]
وقال ابن عديّ: لا بأس بِهِ، والذي أُنْكِر عَلَيْهِ حديث مقتل عثمان.
وقال صالح جزرة: حدثنا هشام بْن عمّار قَالَ: جهدتُ بِهِ أن يقول: حدثنا ابن أبي ذئب فأبى إلّا أنّ يَقُولُ: عَنِ ابن أَبِي ذئب.
قالَ صالح: قالَ لي محمود ابن بِنْت مُحَمَّد بْن عِيسَى: هُوَ في كتاب جدي عن إسماعيل بن يحيى، عن ابن أَبِي ذئب.
قَالَ صالح: وإسماعيل هذا يضع الحديث.
وقال ابن جَوْصا: سألت محمود بْن سميع، فقال: رأيت في كتاب جدي: عن إِسْمَاعِيل بْن يحيى، عَنِ ابن أَبِي ذئب، فترك إسماعيل بْن يحيى.(5/187)
337 - محمد بْن غياث، أبو لبيد الكِلابيُّ السَّرْخَسيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
رحل، وَسَمِعَ مِنْ: مالك، وعبد اللَّه بْن المبارك.
وَعَنْهُ: أبو قُدَامة عُبَيْد اللَّه بن سعيد السرخسي، ومحمد بن يحيى الذهلي.(5/188)
338 - ت: محمد بْن القاسم الأَسَديّ، أبو إِبْرَاهِيم الكُوفيُّ،. [الوفاة: 201 - 210 ه]
أحد الضُّعَفاء،
يروي عَنْ: الأوزاعيّ، وسعيد بْن عُبَيْد الطّائيّ، وابن جُرَيْج، والربيع بن صبيح، وطائفة.
وَعَنْهُ: وهب بن حفص الحراني، وأبو معمر القطيعي، وجماعة.
قال البخاري: يعرف وينكر.
وقال أحمد بن حنبل: يكذب.
وقال النسائي، وغيره: متروك.
قيل: مات في ربيع الأول سنة سبع ومائتين.(5/188)
339 - ت: محمد بن مزاحم، أبو وهب المروزي. [الوفاة: 201 - 210 ه][ص:189]
عَنْ: زفر بن الهذيل، وابن المبارك.
وَعَنْهُ: أحمد بن عَبْدة الآمُليّ، وأحمد بن منصور زاج، وعبدة بن عبد الرحيم المروزي.(5/188)
340 - ت ق: محمد بن مصعب بن صدقة القرقساني. [الوفاة: 201 - 210 ه]
رحل إلى الأوزاعيّ فروى عَنْهُ.
وعَنْ: مبارك بن فضالة، وحماد بن سلمة، وأبي الأشهب جعفر بْن حيّان.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وعبّاس الدُّوريّ، والصَّغانيّ، والرَّماديّ، واحمد بْن عُبَيْد بْن ناصح، وأحمد بْن عصام الأصبهانيّ، والحَسَن بْن مُكْرَم، وآخرون.
قَالَ صالح بْن محمد بن جَزَرَة: عامّة أحاديثه عَنِ الأوزاعي مقلوبة.
وقال أبو حاتم: لَيْسَ بالقويّ.
وقال النَّسائيّ: ضعيف.
وقال الخطيب: كَانَ كثير الغلط لتحديثه من حفظه، ويُذكر عَنْهُ الخير والصلاح.
وقال ابن مَعِين: لَيْسَ بشيء.
وروى سَعِيد بْن رحمة، عن القرقساني: قلت: كنتُ آتي الأوزاعيّ فيحدّث ثلاثين حديثًا، فإذا تفرّق النّاس عرضْتُها عَلَيْهِ، فلا أخطئ، فيقول: ما أتاني أحفظ منك.
وقال أحمد بْن محمد بْن أَبِي الخناجر: ما رأينا لمحمد بن مصعب كتابا قط.
قال ابن عديّ: عندي لَيْسَ برواياته بأس.
وقال أبو أمية الطَّرَسُوسيّ: مات سنة ثمان ومائتين.(5/189)
341 - محمد بْن موسى بْن مسكين، أبو غزية المدني. [الوفاة: 201 - 210 ه]
من شيوخ الزُّبَيْر بْن بكّار، تُوُفّي سنة سبع ومائتين،
رَوَى عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي الزّناد، وفليح بْن سليمان، ومالك بْن أنس، وغيرهم، وولي قضاء المدينة.
وَعَنْهُ: يعقوب بْن محمد الزُّهْرِيّ، والنضر بْن سَلَمَةَ، وإبراهيم بْن المنذر الحزامي، والزُّبَير، وآخرون.
قَالَ الْبُخَارِيّ: عنده مناكير.
وقال ابن حِبّان: كَانَ يسرق الحديث ويروي عَنِ الثّقات الموضوعات.(5/190)
342 - محمد بْن مُنَاذِر الْبَصْرِيّ، الشاعر، أبو ذَرِيح. [الوفاة: 201 - 210 ه]
رَوَى عَنْ: شعبة وغيره،
وغلب عَلَيْهِ اللهو والمجون وإجادة النظم،
رَوَى عَنْهُ: الصَّلْت بْن مسعود، ومحمد بْن ميمون الخيّاط، ومُزْداد بْن جميل.
قَالَ ابن مَعِين: أعرفه صاحب شعر، ولم يكن من أصحاب الحديث، وكان يتعشق وُلِد عَبْد الوهّاب الثَّقْفيّ ويشبّب بنساء ثقيف، فطردوه من البصرة، فخرج إلى مكّة، وكان يرسل العقارب في المسجد الحرام يلسعن الناس، ويصب المِدَاد باللّيل في مواضع يتوضّأ منها النّاس ليُسَوِّد وجوههم، لَيْسَ يروي عَنْهُ أحد فيه خير.(5/190)
343 - محمد بْن منيب العَدَنيّ، أبو الحَسَن. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: السَّرِيّ بْن يحيى، لَقِيَهُ بعدَن، وقريش بن حيان.
وَعَنْهُ: محمد بْن رافع، وأحمد بْن الأزهر، وعبد بْن حُمَيْد، وطائفة.
قَالَ أبو حاتم: ليس به بأس.(5/190)
344 - ت: محمد بن ميسر، أبو سعد الصغاني البلْخيّ الضّرير، [الوفاة: 201 - 210 ه]
نزيل بغداد.
عَنْ: هشام بْن عُرْوَة، وأبي حنيفة، وابن إِسْحَاق، وأبي جعفر الرازي، [ص:191] وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وعتيق بْن محمد، وأبو كُرَيْب، وعبّاس التُّرْقُفيّ، وجماعة.
قَالَ يحيى بن معين: كان جهميا شيطانيا، ليس بشيء.
وقال الدارقطني: ضعيف.(5/190)
345 - خ: محمد بن يحيى، أبو غسان الكناني المدني. [الوفاة: 201 - 210 ه]
سَمِعَ: مالكًا، ومحمد بْن جعفر بْن أَبِي كثير، وجماعة.
وَعَنْهُ: عبد الله بن شبيب الربعي، ومحمد بن يحيى الذهلي، وغيرهما.
وكان كاتبا أخباريا، له حديث في " الصحيح ".(5/191)
346 - ت ق: محمد بن يعلى، أبو عليّ السُّلَميّ الكُوفيُّ، زُنْبُور. [الوفاة: 201 - 210 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِي حنيفة، وموسى بْن عبيدة، وعبد الملك بْن أَبِي سُليمان، وجماعة.
وَعَنْهُ: إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وعليّ بْن حرب، وإبراهيم بْن أَبِي العَنْبس، وأبو بَكْر الصَّغانيّ.
قَالَ الْبُخَارِيّ: ذاهب الحديث.(5/191)
347 - مُجِيبُ بْن موسى الأصبهاني، [الوفاة: 201 - 210 ه]
صاحب الثَّوْريّ وخادمه.
قَالَ أحمد بْن عصام: سمعته يَقُولُ: كنتُ عديل سُفْيَان الثَّوْريّ إلى مكّة، فكان يكثر البكاء، فقلت لَهُ: بكاؤك هذا خوفًا من الذنوب؟ فأخذ عُودًا من الْمَحْمَلِ فرمى بِهِ، وقال: لذُنوبي أهون عليّ من هذا، ولكنّي أخاف أنّ أُسلب التوحيد. [ص:192]
رَوَى عَنْ: مجيب: عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر رُسْتَة، وأحمد بْن يزيد، وأحمد بْن عصام.(5/191)
348 - م د ن: مُحاضِرُ بْن المُوَرِّع الهَمْدانيّ الياميّ، ويقال: السَّلُوليّ، الكُوفيُّ، أبو المُوَرِّع. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: الأعمش، وهشام بْن عُرْوَة، وعاصم الأحول، والأجلح الكِنْديّ، وهشام بْن حسّان، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وأحمد بن سليمان الرهاوي، وحجاج بن الشاعر، وسليمان بن سيف، وأحمد بن يونس الضَّبّيّ، وعباس الدوري، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن إسحاق الصغاني، ويعقوب بن شيبة.
قال أحمد بن حنبل: سَمِعْتُ منه، وكان مغفلًا جدًّا، لم يكن من أصحاب الحديث.
وقال أبو زُرْعة: صَدُوقٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابْنُ سعْد: مات سنة ستٍّ ومائتين.
لَهُ حديث واحد في " صحيح مسلم ".(5/192)
349 - ت خ مقرونا بآخر: محبوب بْن الحسن بن هلال أبو جعفر الْبَصْرِيُّ، قيل: اسمه محمد. [الوفاة: 201 - 210 ه]
رَوَى عَنْ: خَالِد الحذّاء، وعبد اللَّه بْن عَوْن، ويونس بْن عُبَيْد، وأشعث بْن عَبْد الملك، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، والحَسَن بْن عليّ الحَلْوانيّ، ومحمد بْن سِنان القزّاز، وجماعة. [ص:193]
وقد روى حروف القراءة عَنْ إسماعيل بْن مُسْلِم الْمَكِّيّ، عَنِ ابن كثير، وهو ثقة.(5/192)
350 - م 4: مروان بْن محمد بْن حسّان، أبو بَكْر الأسدي الدمشقي الطاطري التّاجر. وقيل: كنيته أبو حفص، وقيل: أبو عَبْد الرَّحْمَن. [الوفاة: 201 - 210 ه]
رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ، وسعيد بن بشير، ومعاوية بن سلام، وعثمان بن حصن بن علاق، وسعيد بن عبد العزيز، وسليمان بن بلال، ومالك، واللَّيث، وابن لَهِيعة، وخلق.
وَعَنْهُ: صفوان بن صالح المؤذن، وعبد الله بن ذكوان المقرئ، وأحمد بن أبي الحواري، وأحمد بن الأزهر، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وأحمد بن عبد الأحد بن عبود، ومحمود بن خالد السلمي، وهارون بن محمد بن بكار، وخلق.
وثقه أبو حاتم، وغيره.
وكان الإمام أحمد يثني عليه ويقول: كان يذهب مذهب أهل العلم.
وقال أبو زرعة الدمشقي: قَالَ لي أحمد بْن حنبل: كَانَ عندكم ثلاثة أصحاب حديث: مروان الطّاطَريّ، والوليد بْن مُسْلِم، وأبو مُسْهر.
قَالَ أبو زُرْعة: وحدثني عَبْد اللَّه بْن يحيى بْن معاوية الهاشْميّ قَالَ: أدركت ثلاث طبقات: أحدها طبقة سَعِيد بْن عَبْد العزيز، ما رأيت فيهم أخشع من مروان بْن محمد.
وعن أحمد بْن أَبِي الحواري قَالَ: ما رأيت شاميًا خيرًا من مروان بْن محمد.
وقال ابن أَبِي الحواري، عَنْ مروان قَالَ: لا غِنى لصاحب الحديث عَنْ ثلاثة: صِدْقه، وحِفْظه، وصحّة كتبه. فإن أخطأ الحفظ لم يضرّه.
وقال أبو سليمان الدّارانيّ: ما رأيت شاميًا خيرًا من مروان بْن محمد.
وقال صَفْوان بْن صالح: سَمِعْتُ مروان بْن محمد وقيل لَهُ: إنهم يقولون: [ص:194] لَيْسَ لله عين ولا يد. فقال: إنّما مذهبهم التعطيل.
قَالَ الْبُخَارِيّ: إنّما قِيلَ لَهُ: الطّاطَريّ لثياب نُسِب إليها.
وقال الطَّبَرانيّ: كلّ من يبيع الكرابيس بدمشق يُسمّى الطّاطَريّ.
وقال محمد بْن عَوْف: كَانَ مُرجِئًا.
وقال عَبَّاس الدُّوريّ عَنِ ابن مَعِين: لا بأس بِهِ. وكان مرجئًا.
وأهل دمشق من كَانَ مرجئًا فعليه عمامة، ومن لم يكن مُرجئًا لا يعتّم.
وقال الحَسَن بْن محمد بْن بكّار: مولد مروان عام انتثرت النّجوم سنة سبْعٍ وأربعين ومائة، ومات سنة عشر.(5/193)
351 - مسعود بْن عَبْد اللَّه بْن رزين السُّلَميّ، القُهُنْدُزِيّ النَّيْسَابوريُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
أخو مبشّر وأخوته.
كَانَ عالمًا بالقرآن فاضلًا.
رَوَى عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن طِهْمان، وخارجة بْن مُصْعَب.
رَوَى عَنْهُ: أحمد بن معاذ، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، وجماعة من أهل نيسابور.
توفي سنة عشر.(5/194)
352 - ت ق: مسعود بن واصل الْبَصْرِيُّ الأزرق، [الوفاة: 201 - 210 ه]
صاحب السَّابَرِيّ.
رَوَى عَنْ: النَّهاس بْن قَهْم، عَنْ قتادة، وله حديث آخر عَنْ غالب التّمّار.
روى عَنْهُ: عُمَر بْن شَبَّة، وأبو بَكْر بْن نافع العبْديّ، وأبو غسان مالك بْن عَبْد الواحد المِسْمَعيّ.
ضعّفه أبو داود الطَّيالِسيّ.(5/194)
353 - المسيّب بْن زُهَيْر الأمير. [الوفاة: 201 - 210 ه]
من كبار القوّاد ببغداد؛ وكان من حزب الحَسَن بْن سهل الوزير عند قيام الهاشميّين ببغداد عَلَى المأمون، لمّا زوى الأمر عَنْهُمْ إلى عليّ بْن موسى الرِّضا. وقد انكسر جيش الحَسَن بْن سهل غير مرّة. فلمّا تُوُفّي ضده والمحارب [ص:195] لَهُ محمد بْن أَبِي خَالِد استظهر وقوي، وانتصر غير مرّةٍ عَلَى العباسيين، وكان القائم بحربهم عيسى بْن مُحَمَّد بْن أَبِي خَالِد. فجمع عيسى جيشًا كثيفًا يَسُدّ الفضاء، فقيل: إنهم أحصاهم فبلغوا مائة ألفٍ وخمسةً وعشرين ألفًا من بين فارس وراجل. فأعطى الفارس أربعين درهمًا، والراجل عشرين درهمًا. وجرى على الرعية ببغداد منهم ضُرٌّ وبلاء عظيم من النهب والفسق واخذ الحريم والصبيان علانية. وبقي النّاس غَنَمًا بلا راعٍ. ومال هذا الجيش الذين أقامهم عيسى عَلَى قُطْرَبُّل فانتهبوها كلَّها. ثمّ قام ببغداد سهل بْن سلامة الْأَنْصَارِيّ، ودعا إلى الأمر بالمعروف وَالنَّهْيِ عَنِ المُنْكَر، فبايعه خلق من المطوعة، وقمعوا كثيرًا من أهل الفساد؛ ثم آل أمرهم إلى الخروج والقتال. وأمّا المسيّب هذا فإنه قُتِل. وُلّي ذبحَه أبو زنبيل، وحمل رأسه عَلَى رُمْح، وذلك في ربيع الآخر سنة إحدى ومائتين.(5/194)
354 - مُصْعَب بْن ماهان المَرْوَزِيّ [الوفاة: 201 - 210 ه]
رَوَى عَنْ: سُفْيَان الثَّوْريّ.
وَعَنْهُ: زُهَيْر بْن عَبّاد الرؤاسي، وعَبْدة بْن سليمان المَرْوَزِيّ، وإبراهيم بن شماس السَّمَرْقَنْديّ، وآخرون.
قَالَ أحمد بْن أَبِي الحواري: كَانَ أمِّيًّا لا يكتب.
قَالَ أبو تَوبة الحلبيّ: أشار عليّ عيسى بْن يونس بالكتابة عَنْ مُصْعَب بْن ماهان، وكان مُصْعَب يلحن.
وقال أحمد بْن حنبل: كَانَ رجلًا صالحًا، وحديثه مقارب، فيه شيء من الخطأ.
وقال أبو حاتم: شيخ.(5/195)
355 - م ت ن ق: مُصْعَب بْن المِقْدام، أبو عَبْد اللَّه الخَثْعَمِيّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: أَبِي حنيفة، ومسعر، وفطر بْن خليفة، وفضيل بْن غزوان، وابن جُرَيْج، وعكرمة بْن عمار، وسفيان الثَّوْريّ، وزائدة، وغيرهم.
وَعَنْهُ: إسحاق [ص:196] ابن رَاهَوَيْه، وأبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبة، ومحمد بْن رافع، وعبد بْن حُمَيْد، والقاسم بْن زكريّا بْن دينار، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر، وجماعة.
قَالَ أبو داود: لا بأس به.
وقال الدارقطني، وغيره: ثقة.
وقال عليّ بْن حكيم عَنْهُ، قَالَ: كنت أرى رأي الإرجاء، فرأيت في منامي كأنّ في عيني صليبًا، فتركته.
قَالَ مُطَيَّن، وغيره: تُوُفّي سنة ثلاثٍ ومائتين.(5/195)
356 - مضاء بْن عيسى الكلاعي. الدِّمشقيُّ الزّاهد، [الوفاة: 201 - 210 ه]
من أهل قرية راوية قِبْليّ مدينة دمشق.
رَوَى عَنْ شُعْبَة، وصحب سَلْمًا الخواص.
حكى عَنْهُ: أحْمَد بْن أَبِي الحواريّ، وقاسم الجوعي، وإبراهيم بن أيوب الحوراني، وعبيد بن عصام.
قال ابن أبي الحواري: سمعته يقول: لإزالة الجبال أهون من إزالة رياسة قد ثبتت.
وقال ابن أبي الحواري: زرت مضاء أنا وأبو سليمان الداراني، فجاءنا ببيض وخلاط.(5/196)
357 - ن: مظفَّر بْن مُدْرك، أبو كامل الخُراسانيّ، ثمّ البَغْداديُّ الحافظ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: شَيْبان النَّحْويّ، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وزُهَيْر بْن معاوية، وعاصم بْن محمد العُمَريّ، ونافع بْن عُمَر الْجُمَحيّ، وعبد العزيز بْن الماجِشُون، وخلْق.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، ويحيى بْن مَعِين، وأبو خَيْثَمَة، ومحمد بْن أَبِي غالب القُومِسيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المُخَرِّميّ، وغيرهم.
وكان أثبت النّاس في زُهَيْر. [ص:197]
قَالَ أحمد بْن حنبل: كَانَ أصحاب الحديث ببغداد: أبو كامل، وأبو سَلَمَةَ الخُزاعيّ، والهيثم، يعني ابن جميل. وكان الهَيْثَم أحفظهم. وكان أبو كامل أتقن للحديث منهم. وكان لَهُ عقل شديد ووقار وهيئة.
وقال ابن مَعِين: كنت آخذ عَنْهُ هذا الشأن، وكان بغداديًا من الأبناء، رجلًا صالحًا قلّ ما رأيت من يشبهه.
وقال أبو خَيْثَمَة: ما كَانَ أبو كامل عندنا بدون وكيع عند الكوفيّين، وعبد الرحمن بن مهدي عند البصريين.
وقال أبو داود: ثقة ثقة.
وقال النَّسائيّ: ثقة مأمون.
وقال إِبْرَاهِيم الحربيّ: مات سنة سبْعٍ ومائتين.
قلت: هُوَ من أقران عليّ بْن الْجَعْد، ولكنه مات قبله بدهرٍ، فلهذا لم يشتهر.
وقد ذكره ابن عديّ في شيوخ البخاري، فغلط ووهم.(5/196)
358 - ن: مُعَاذ بْن خَالِد بْن شقيق بْن دينار، أبو بكر العَبْديُّ المَرْوَزيُّ، [الوفاة: 201 - 210 ه]
ابن عم عليّ بْن الحَسَن بْن شقيق.
رَوَى عَنْ: سُفْيَان الثَّوْريّ، وأبي طيبة عَبْد اللَّه بْن مُسْلِم، وأبي حمزة السُّكّريّ، والحسين بْن واقد، وحماد بن سلمة، وجماعة.
وَعَنْهُ: إسحاق بن رَاهَوَيْه، وعَبْدان، ووهب بْن زمعة، ومحمد بْن عليّ بْن حرب، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بن قهزاذ، ومحمد بْن مقاتل المروزيون.
وثّقه ابن حِبّان، وقال: مات بعد المائتين.
قَالَ شيخنا أبو الحَجّاج: الأشبه أنّ يكون مات بعد المائتين.(5/197)
359 - مُعَاذ بْن خَالِد العسقلانيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: أيمن بْن نابِل، وزُهَيْر بْن محمد التَّميميّ.
وَعَنْهُ: حَرْمَلَة بن يحيى، [ص:198] ومحمد بْن خَلَف العسقلانيّ، والحَسَن بْن عَبْد العزيز الْجَرَوِيُ، وغيرهم.
قَالَ أبو حاتم: شيخ. تشبه أحاديثه عَنْ زُهَيْر أحاديث إِبْرَاهِيم بْن أبي يحيى.
قلت: يلينه بذلك.(5/197)
360 - خ 4: مُعَاذ بْن هانئ القَيْسيّ، وقيل: العَيْشيّ، وقيل: اليشكري، أبو هانئ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: حماد بن سلمة، وهمام بن يحيى، وإبراهيم بْن طِهْمان، وحرب بْن شداد، ومحمد بْن مُسْلِم الطائفي، وجماعة.
وَعَنْهُ: الفلّاس، وبُنْدار، وإبراهيم بْن يعقوب الْجُوزَجَانيّ، وعبد اللَّه الدّارميّ، والكُدَيْميّ، وآخرون.
تُوُفّي سنة تسع.(5/198)
361 - الْمُعَافَى بْن عِمران الحِمْيَريّ الظهري الحمصيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
يَرْوِي عَنْ: عَبْد العزيز الماجِشُون، ومالك، وابن لهيعة، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بْن مُصَفَّى، وأبو حُمَيْد أحمد بْن محمد بْن المغيرة العوهيّ، وسعيد بْن عَمْرو السَّكُونيّ، وكثير بن عبيد، وأبو التقي هشام اليزنيّ، وأبو عُتْبة الحجازي، ومحمد بْن عَوْف الطّائيّ.
قَالَ محمد بْن عَوْف: ما رأيت مثله في عقله وفضله وورعه.
وروى أنّ المعافي هذا كَانَ يحتطب عَلَى ظهره ويتبلغ به.
وثقه ابن حبان.(5/198)
362 - ن: معاوية بْن حفص الشَّعْبِيّ. الكُوفيُّ، [الوفاة: 201 - 210 ه]
نزيل حلب.
رَوَى عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن أدهم، وكامل أبي العلاء، وداود الطائي، والسري بن يحيى، والحكم بن هشام، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو جعفر النفيلي، ومحمد بن مصفى، وأبو حميد أحمد بن محمد العوهي، وآخرون. [ص:199]
قال أبو حاتم: صدوق.(5/198)
363 - م 4: معاوية بن هشام، أبو الحسن الأسدي، مولاهم الكُوفيُّ القصّار. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: عليّ بْن صالح بْن حيّ، وحمزة الزّيّات، وشَيْبان، وسفيان، وعمار بن رزيق، وهشام بْن سعْد، وجماعة.
وَعَنْهُ: احمد بْن حنبل، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، ومحمود بْن غَيْلان، وأحمد بْن سليمان الرهاوي، والحَسَن بْن عليّ بْن عفان، وآخرون.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
وقال يعقوب بْن شَيْبة: كَانَ هُوَ وإِسْحَاق الأزرق من أعلمهم بحديث شريك.
وقال أبو داود: ثقة.
قلت: تُوُفّي سنة أربع أو خمس ومائتين.(5/199)
364 - معبد بْن راشد، أبو عَبْد الرَّحْمَن. [الوفاة: 201 - 210 ه]
حدَّثَ ببغداد عَنْ: معاوية بْن عمار الدهني فقط.
وَعَنْهُ: رويم المقرئ، وموسى بْن داود الضَّبّيّ، والحَسَن بن الصباح البزار.
قَالَ عَبْد اللَّه بْن أحمد: قَالَ أبي: رأيت معبدًا هذا ولم يكن بِهِ بأس. وكان يفتي برأي ابن أبي ليلى.
قال ابن معين من رواية ابن أبي خيثمة عنه: واسطي ضعيف الحديث.
قلت: حديثه عَنْ معاوية أَنَّهُ سأل جعفر بْن محمد الصادق عَنِ الْقُرْآنِ. فَقَالَ: لَيْسَ بِخَالِقٍ وَلا مَخْلُوقٍ، ولكنّه كلام اللَّه.(5/199)
• - معروف الكَرْخيّ العابد. [الوفاة: 201 - 210 ه]
رحمه اللَّه.
مرّ سنة مائتين. وقيل: تُوُفّي سنة أربعٍ ومائتين. [ص:200]
وقد أفرد أبو الفَرَج ابن الْجَوْزيّ أخباره في جزئين. وكان عديم النَّظير زهدًا وعبادة.(5/199)
365 - مُعَلَّى بْن دحية بْن قيس، أبو دِحْية الْمِصْرِيُّ المقرئ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
قرأ القرآن عَلَى نافع. قرأ عَلَيْهِ يونس بن عبد الأعلى، وأبو مسعود المدني، وعبد القوي بْن كمونه. وسمع منه: هشام بْن عمّار.
فعن مُعَلَّى قَالَ: خرجت بكتاب الَّليْث بْن سعْد إلى نافع لأقرأ عَلَيْهِ، فوجدته يُقرئ النّاس بجميع القراءات، فقلت لَهُ: يا أبا رويم، ما هذا؟ قال: إذا جاءني من يطلب حرفي أقرأته.(5/200)
366 - ق: معلى بن عبد الرحمن الواسطي. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: الأعمش، وابن أَبِي ذئب، ومنصور بْن أَبِي الأسود، وعبد الحميد بْن جعفر، وشُعْبة، والثَّوْريّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: الحَسَن بْن عليّ الحَلْوانيّ، وعلي بن أحمد الجواربي، ومحمد بْن إِسْحَاق الصَّاغانيّ، وخلف الواسطيّ كردوس، وإبراهيم بْن دنوقا، وجماعة.
قَالَ أبو داود: سَمِعْتُ يحيى بْن مَعِين، وسُئل عَنِ المعلى بْن عَبْد الرَّحْمَن، فقال: أحسن أحواله عندي أَنَّهُ قِيلَ لَهُ عند موته: ألا تستغفر اللَّه؟ فقال: ألا أرجو أنّ يغفر لي وقد وضعت في فضل عليّ بْن أَبِي طَالِب سبعين حديثًا.
وذهب ابن المَدِينيّ إلى أَنَّهُ كَانَ يكذب.
وقال أبو زُرْعة: ذاهب الحديث.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: كذاب.
وأما ابن عديّ فقال: أرجو أَنَّهُ لا بأس بِهِ.
قلت: لَهُ حديث في " سنن ابن ماجة ".(5/200)
• - أما مُعَلَّى بْن منصور [الوفاة: 201 - 210 ه]
فثقة، سيأتي ذكره.(5/201)
367 - د، قوله: مَعْمَر بْن المُثَنَّى، أبو عبيدة التَّيْميّ الْبَصْرِيّ النَّحْويّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
صاحب التّصانيف.
يُقَالُ: إنّه وُلِد في الليلة التي تُوُفّي فيها الحَسَن الْبَصْرِيّ.
رَوَى عَنْ: هشام بْن عُرْوَة، وأبي عَمْرو بْن العلاء، ورؤبة بن الحجاج، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أبو عُبَيْد القاسم بْن سلّام، وابن المَدِينيّ، وعليّ بْن المغيرة الأثرم، وأبو عثمان المازني، وعُمَر بْن شَبَّة، وأبو العيناء محمد بْن القاسم وآخرون. وحدَّثَ ببغداد بأشياء من كتبه.
قَالَ الجاحظ: لم يكن في الأرض خارجيٍ ولا جماعي أعلم بجميع العلوم من أبي عبيدة.
وقال يعقوب بن شيبة: سمعت علي ابن المَدِينيّ ذكر أبا عبيدة فأحسن ذكره وصحّح روايته. وقال: كَانَ لا يحكي عَنِ العرب إلّا الشيء الصّحيح.
وَقَالَ ابْنُ مَعِين: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ المبرّد: كَانَ الأصمعيّ وأبو عبيدة متقاربان في النَّحْو، وكان أبو عبيدة أكمل القوم.
وقال ابن قُتَيْبَة: كَانَ الغريب وأخبار العرب وأيامها أغلب عَلَيْهِ، وكان مَعَ معرفته ربما لم يُقِم البيت إذا أنشده حتّى يكسره. وكان يخطئ إذا قرأ القرآن نظرًا، وكان يبغض العرب. وألف في مثالبها كتبًا. وكان يرى رأي الخوارج.
وقال غير ابن قُتَيْبَة: إنّ الرشيد أقدم أبا عبيدة وقرأ عَلَيْهِ بعض كتبه. وكتبه تقارب مائتي تصنيف، منها كتاب: " مجاز القرآن "، وكتاب " غريب الحديث "، وكتاب " مقتل عثمان "، وكتاب " أخبار الحَجّاج "، وغير ذَلِكَ في اللُّغات والأخبار والأيّام. وكان أَلْثغ، وسِخ الثياب، بذيء اللّسان.
قَالَ أبو حاتم السِّجِسْتانيّ: كَانَ يُكْرمني بناءً عَلَى أنني من خوارج سِجِسْتان.
ويذكر أَنَّهُ كَانَ يميل إلى الملاح، وفيه يَقُولُ أبو نُوَاس: [ص:202]
صلّى الإله عَلَى لُوطٍ وَشِيعَتِهِ ... أبا عُبَيْدة قل بالله آمينا
فأنت عندي بلا شك بقيتهم ... منذ احتلمت وقد جاوزت سعبينا
تُوُفّي أبو عبيدة سنة عشر ومائتين.
وروى ابن خلّكان أَنَّهُ تُوُفّي سنة تسعٍ، ويقال: توفي سنة إحدى عشر، وكانً من أبناء المائة.(5/201)
368 - المغيرةُ بْن سِقْلاب، أبو بِشْر [الوفاة: 201 - 210 ه]
قاضي حَرّان.
عَنْ: جعفر بْن بُرْقان، ومحمد بْن إِسْحَاق، ومعقل بْن عُبَيْد اللَّه، وجماعة.
وَعَنْهُ: الفضل بْن يعقوب الرَّخّاميّ، ويزيد بْن محمد الرُّهاويّ، والمُعَافَى بْن سليمان الرَّسْعَنّي، وآخرون.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ.
وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ: لَمْ يَكُنْ مُؤْتَمَنًا عَلَى حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ عبد الملك بن مسرح: حدثنا الْمُغِيرَةُ بْنُ سِقْلابٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ لَمْ يُنَجِّسْهُ شَيْءٌ ". وَالْقُلَّةُ أَرْبَعَةُ آصُعٍ.
وَبِهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:» إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ مِنْ قِلالِ هَجَرٍ لَمْ يُنَجِّسْهُ شَيْءٌ ".
قَالَ أَبُو عَرُوبَةَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ.(5/202)
369 - المفضل بْن عَبْد اللَّه الحَبَطّي اليَرْبُوعيّ الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: داود بْن أَبِي هند، وإسماعيل بْن مُسْلِم، وعُمَر بْن عامر.
وَعَنْهُ: أبو مَعْمَر القَطِيعيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المُخَرِّميّ الحافظ.
وكان جار عَبْد اللَّه بْن بَكْر السَّهميّ نزيل بغداد.
قَالَ ابْنُ مَعِين: لَيْسَ بِشَيْءٍ. [ص:203]
وقال أبو حاتم: محله الصدق.(5/202)
370 - خ م ن: منصور بْن سَلَمَةَ بْن عَبْد العزيز بْن صالح، أبو سلمة الخزاعي البَغْداديُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: عَبْد العزيز الماجِشُون، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، ومالك بْن أنس، واللَّيث بْن سعْد، وشريك بْن عَبْد اللَّه، ويعقوب القُمّيّ، وسليمان بْن بلال، وطائفة.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، ومحمد بن عَبْد الرّحيم صاعقة، ومحمد بْن إِسْحَاق الصَّغانيّ، وعباس الدُّوريّ، وأبو أميّة الطَّرَسُوسيّ، وأحمد بْن أبي حيثمة، وآخرون.
وثّقه ابن مَعِين، وغيره.
وكان حجّة ثَبْتًا عارفًا.
قال أحمد بْن أَبِي خَيْثَمَة: قَالَ لي أَبِي وقد رجعنا من عند أَبِي سَلَمَةَ الخُزاعيّ: كتبت اليوم عَنْ كبشٍ نطاح.
قال الدَّارَقُطْنيّ: أبو سَلَمَةَ أحد الحُفّاظ الرُّفَعاء الذين كانوا يسألون عن الرجال ويؤخذ بقوله فيهم. أخذ عنه أحمد، وابن معين، وغيرهما علم ذَلِكَ.
وقال ابن سعْد: كَانَ ثقة يتمنع بالحديث، ثم حدث أياما، وخرج إلى الثغر فمات بالمصيصة سنة عشر.
وقال أبو بَكْر الأعين: مات سنة عشر.
وقال مُطَيَّن كذلك.
وقال مرّة: مات سنة تسعٍ.(5/203)
371 - منصور بْن سَلَمَةَ بْن الزّبْرقان. وقيل: ابن الزّبْرقان بْن سَلَمَةَ، أبو الفضل النّمريّ الشّاعر. [الوفاة: 201 - 210 ه]
كَانَ من أهل الجزيرة فقدم بغداد وامتدح الرشيد، وغيره. وجرت بينه [ص:204] وبين العَتّابيّ وَحْشة حتّى تَهَاجَيَا وتناقضا، وسعى كل واحد منهما في هلاك الآخر.(5/203)
372 - ق: منصور بن صقير، أبو النضر البَغْداديُّ الجُنديُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
رَوَى عَنْ: حمّاد بْن سَلَمَةَ، ونافع بْن عُمَر الجمحي، وثابت بن محمد العبدي، كذا عند ابن ماجة، والصواب محمد بْن ثابت العبْديّ، وعبد اللَّه بْن عرادة، وأبي عَوَانة.
وَعَنْهُ: سهل بن أبي الصغدي، ويعقوب بْن شَيْبة، وأبو أُميّة، ومحمد أحمد بْن الْجُنَيْد، ومحمد بْن غالب تمتام، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: كَانَ جنديًا، وليس بالقويّ.(5/204)
373 - منصور بْن عِكْرِمة، أبو عِكْرِمة الكِلَابيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
سَمِعَ: ابن عَوْن، وطلحة بْن يحيى التَّيْميّ.
وَعَنْهُ: أحمد بْن محمد بْن يحيى القطّان، ومحمد بْن سِنان القزّاز، وهو بَصْريّ مُقِلّ.(5/204)
374 - منصور بن المهاجر، أبو الحسن الواسطي، [الوفاة: 201 - 210 ه]
بيّاع القصب.
عَنْ: سعْد بْن طُريف الإسكاف، وشعيب بن ميمون، ومحمد المحرم، وأبي حمزة صاحب لأنس.
وَعَنْهُ: إِسْحَاق بْن وهْب العلّاف، وسهم بْن إِسْحَاق، وعليّ بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد المجيد، ومحمد بْن عَبْد الملك الدقيقي، وغيرهم.
روى له ابن ماجه في تفسيره.(5/204)
375 - د: مهنا بْن عَبْد الحميد الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: حمّاد بْن سَلَمَةَ.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وبُنْدار، ونصر بْن عليّ، وإِسْحَاق الكَوْسَج.
وثّقه عليّ بْن مسلم الطوسي.(5/204)
376 - د ق: موسى بْن عَبْد العزيز، أبو شُعَيْب القِنْباريّ العدني. [الوفاة: 201 - 210 ه]
والقنبار شيء تحرز بِهِ السُّفن.
ذكر أَنَّهُ سمع من الحَكَم بْن أبان قَالَ: حدَّثني عكرمة، فذكر صلاة التسبيح.
رَوَى عَنْهُ: بِشْر بْن الحَكَم، وابنه عَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر، وإِسْحَاق بْن أَبِي إسرائيل المَرْوَزِيّ، وزيد بْن المبارك الصَّنعانيّ، ومحمد بْن أسد الخشنيّ.
قَالَ عَبْد اللَّه بْن أحمد، عَنِ ابن مَعِين: لا أرى بِهِ بأسًا.
وقال النَّسائيّ: لَيْسَ بِهِ بأس.
وقع حديثه عاليًا في سبعة مجالس المخلص.(5/205)
377 - موسى بْن عَبْد اللَّه الطّويل، أبو عَبْد اللَّه. [الوفاة: 201 - 210 ه]
فارسيّ نزل واسط وزعم أَنَّهُ سمع من أنس بْن مالك، فحدّث عَنْهُ بعجائب.
روى عَنْهُ: إسحاق بن شاهين، ومحمد بن مسلمة الواسطيّ.
وقع لنا حديثه عاليًا، ولكنه لَيْسَ بشيء.
فمن حديثه: حدثنا مولاي أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَفْطَرَ عَلَى تَمْرٍ زِيدَ فِي صلاته أربعمائة صلاة ".(5/205)
378 - موسى ابن الأمين محمد ابن الرشيد هارون ابن المهديّ الهاشْميّ العبّاسيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
كَانَ شابًا مليح الصُّورة، وهو الّذي خلع أَبُوهُ المأمون لأجله، وجعله وليّ عهده.
تُوُفّي في شَعْبان سنة ثمانٍ ومائتين.(5/205)
379 - موسى بْن هلال العبْديّ الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: هشام بْن حسّان، وعبد اللَّه بْن عُمَر العُمَريّ، وغيرهما.
وَعَنْهُ: محمد بْن [ص:206] إسماعيل الأُحْمُسيّ، وأبو أُميّة الطَّرَسُوسيّ، والفضل بْن سهل الاعرج، وعُبَيْد الورّاق، وأحمد بْن حنبل في كتاب " الزُّهد "، ومحمد بْن جَابِر المحاربيّ، وأحمد بْن حازم بْن أَبِي غَرَزَة.
وكان قلانسيًا.
قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ فَقَالَ: مَجْهُولٌ.
قُلْتُ: لَمْ أَجِدْ أحدا ذكره بتضعيف يسقطه فيكشف مِنَ " الثِّقَاتِ " لابْنِ حِبَّانَ ". وَهُوَ الَّذِي انْفَرَدَ بِحَدِيثِ: " مَنْ زَارَ قَبْرِي وَجَبَتْ لَهُ شَفَاعَتِي ". وَالْحَدِيثُ، وَإِنْ كَانَ غَرِيبًا، فَهُوَ مُطَابِقٌ لِقَوْلِهِ: " أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي مَنْ مَاتَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُخْلِصًا مِنْ قَلْبِهِ ". وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ ابْنُ عَدِيٍّ فِي ترجمة موسى بن هلال، ثمّ قَالَ: أرجو أنّه لا بأس به.(5/205)
380 - ت ن ق: مؤمل بْن إسماعيل، أبو عَبْد الرَّحْمَن العَدَويّ، مولاهم الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
مولى آل عُمَر رضى الله عنه.
عَنْ: شُعْبَة، والثَّوْريّ، وعكرمة بْن عمّار، ونافع بْن عُمَر الْجُمَحيّ، وطائفة.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وابن رَاهَوَيْه، وبُنْدار، ومؤمل بْن إهاب، ومحمود بْن غَيْلان، ومحمد بْن سهل بْن المهاجر الرَّقّيّ، وغير واحد.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صدوق، شديد في السُّنَّةِ، كثير الخطأ.
وقال الْبُخَارِيّ: مُنْكَر الحديث.
وأمّا أبو داود فعظّمه ورفع من شأنه، وقال: إلّا أَنَّهُ يهمّ في الشيء.
قلت: تُوُفّي في رمضان مجاورًا بمكّة سنة ست ومائتين.(5/206)
-[حَرْفُ النُّونِ](5/207)
381 - ق: نائل بن نجيح البَغْداديُّ، ويقال: الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: فطر بْن خليفة، ومسعر بْن كُدَام، وعَمْرو بْن شَمِر.
وَعَنْهُ: حفص بْن عُمَر الرّباليّ، وعُمَر بْن شَبَّة، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وآخرون.
وحديثه يقع عاليًا في " الغَيْلانيّات ".
قَالَ أبو أحمد بْن عديّ: أحاديثه مظلمة.(5/207)
382 - ق: نَصْر بْن حمّاد، أبو الحارث الْبَصْرِيُّ البَجَليّ الوَرَّاق الحافظ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: مسعر، وشعبة، ومقاتل بْن سليمان، وعاصم بْن محمد بْن زيد، وإسرائيل، وخلق.
وَعَنْهُ: قعنب بن المحرر، وروح بن الفرج البزاز، ومحمد بْن رافع، ويحيى بْن جعفر بْن الزبرقان، ومحمد بن إسحاق الصاغاني.
قال أحمد بْن حنبل: كذّاب.
وقال الْبُخَارِيّ: يتكلّمون فيه.
وقال أبو حاتم: متروك.(5/207)
383 - ع: النَّضْر بن شميل بن خرشة، أبو الحَسَن المازني الْبَصْرِيُّ النَّحْويّ اللُّغَويّ الحافظ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
نزيل مَرْو.
رَوَى عَنْ: حُمَيْد الطويل، وهشام بْن عُرْوَة، وابن عَوْن، وهشام بْن حسّان، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وطائفة كبيرة.
وَعَنْهُ: يحيى بْن يحيى، وإِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وأحمد بْن سَعِيد الدّارميّ، ومحمد بْن رافع، وعبد اللَّه بْن منير، ومحمود بْن غَيْلان، وعبد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الدّارميّ، وسعيد بْن مسعود المَرْوَزِيّ، وخلق.
وثّقه غير واحد.
وقال أبو حاتم: ثقة صاحب سُنّة. [ص:208]
وقيل: إنّه عاش ثمانين سنة.
قَالَ العبّاس بْن مُصْعَب: بلغني أنّ عَبْد اللَّه بْن المبارك سُئل عَنِ النَّضْر بْن شُمَيْلٍ فقال: ذاك أحد الأحَدِين. لم يكن أحدٌ من أصحاب الخليل يدانيه.
قَالَ العبّاس: كَانَ إمامًا في العربيّة والحديث. وهو أول من أظهر السنة بمرو وجميع خراسان. وكان أروى النّاس عَنْ شُعْبَة.
أخرج كتبًا كثيرة لم يسبقه إليها أحد، وولي قضاء مَرْو.
وقال أحمد بْن سَعِيد الدّارميّ: سَمِعْتُ النَّضْر بْن شميل يَقُولُ في كتاب " الحيل " كذا وكذا مسألة كُفْر.
وسمعته يَقُولُ: خرج بي أَبِي من مَرْو الروذ إلى البصرة سنة ثمانٍ وعشرين ومائة وأنا ابن خمس أو ستٍّ سنين. هرب حين كانت الفتنة.
وقال داود بن مخراق: سمعت النضر بن شميل يَقُولُ: لا يجد الرجل لذة العلم حتّى يجوع وينسى جوعه.
وقال: من أراد شرف الدنيا والآخرة، فليتعلم العلم.
قَالَ أحمد: مات في أول سنة أربعٍ ومائتين.
وقال محمد بْن عَبْد اللَّه بْن قهْزاذ: مات في آخر يومٍ من ذي الحجّة سنة ثلاثٍ، ودفن في أول يوم من المحرم.(5/207)
384 - سوى ن: النَّضْر بْن محمد بْن موسى الْجُرَشيّ الْيَمَاميّ، أبو محمد. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: عكرمة بْن عمّار، وأبي أُوَيْس، وشُعْبة، وصخر بْن جُوَيْرية.
وَعَنْهُ: عَبَّاس الْعَنْبريّ، وعبد اللَّه بْن محمد بْن الرُّوميّ، وأحمد بْن جعفر المعقري، وأحمد بْن يوسف السُّلَميّ، ومؤمل بْن إهاب.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ: ثِقَةٌ، روى عَنْ عكرمة بْن عمّار ألف حديث. رحلت إِلَيْهِ فوصلت في خمسة عشر يومًا.(5/208)
• - النضر بن محمد المروزي [الوفاة: 201 - 210 ه]
في طبقة هشيم. تقدم.(5/209)
385 - نفيسة، السيدة الصالحة ابنة الأمير حسن بْنُ زَيْدِ ابْنِ السَّيِّدِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الهاشمية الحسنية، [الوفاة: 201 - 210 ه]
صاحبة المشهد الّذي بين مصر والقاهرة.
وقد ولي أبوها المدينة للمنصور. ثمّ قبض عَلَيْهِ وحبسه مدّةً، فلمّا اسُتخْلف المهديّ أطلق أباها وردّ عليه كل شيء ذهبٍ لَهُ. وحجّ معه، فمات رحمه اللَّه بالحاجر. وأمّا هِيَ فتحولت من المدينة إلى مصر مَعَ زوجها إِسْحَاق بْن جعفر الصّادق، فيما قِيلَ. ولم يبلغنا شيء من مناقبها، رحمها اللَّه.
تُوُفّيت في شهر رمضان سنة ثمانٍ ومائتين.
وللجُهّال فيها اعتقادٌ لا يجوز مثله، وقد يبلغ بهم الشِّرْك باللَّه. ويسجدون للقبر، ويطلبون منها المغفرة.
وكان أخوها القاسم بْن الحَسَن زاهدًا عابدًا سكن أولاده نَيْسابور. والسيّد العلويّ شيخ البيهقي من أولاده.(5/209)
-[حَرْفُ الْهَاءِ](5/209)
386 - خ م ت ن ق: هارون بْن إسماعيل، أبو الحَسَن الْبَصْرِيّ الخزّاز. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: عليّ بْن المبارك، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وهَمَّام بْن يحيى.
وَعَنْهُ: إِسْحَاق الكَوْسَج، وعبد بْن حُمَيْد، وأبو إِسْحَاق الْجُوزَجَانيّ، وسليمان بْن سيف، ومحمد بْن عَبْد الملك الدقيقي، والكُدَيْميّ، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: شيخ تاجر محله الصِّدق. عنده كتاب عَنْ عليّ بْن المبارك.
وقال أبو داود: لا بأس بِهِ.
وقال ابن أَبِي عاصم: تُوُفّي سنة ستٍّ ومائتين.(5/209)
387 - هارون بْن عِمران الْأَنْصَارِيُّ المَوْصِليُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: فِطْر بْن خليفة، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وسفيان الثَّوْريّ.
وكان فقيهًا مفتيًا، أُريد عَلَى القضاء فامتنع.
رَوَى عَنْهُ: محمد بْن عَبْد اللَّه بْن عمّار، وعليّ بْن حرب.
وتُوُفّي سنة إحدى ومائتين.(5/210)
388 - ع: هاشم بْن القاسم بْن مُسْلِم بْن مُقْسِم، أبو النَّضْر اللَّيْثيّ، الخراساني ثمّ البَغْداديُّ، قيصر. [الوفاة: 201 - 210 ه]
رَوَى عَنْ: عكرمة بْن عمار، وشُعْبة، وابن أَبِي ذئب، وحريز بن عثمان، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وورقاء بن عمر، وأبي جعفر الرازي، وأبو عقيل الثقفي، وطائفة.
وَعَنْهُ: أحمد وإسحاق، وابن معين، وابن أبي شيبة، ومحمود بن غيلان، وهارون الحمال، وعبد بن حميد، وأحمد بن الفرات، وعباس الدوري، والصاغاني، وخلق.
وأبو بكر بن أبي النضر ولده.
وإنما لقب بقيصر؛ لأن نصر بن مالك الخزاعي كان على شرطة الرشيد، فدخل نصر الحمام وقت العصر وقال للمؤذن: لا تقم الصلاة حتّى أخرج. فجاء أبو النضر إلى المسجد، فقال: ما لك لا تقيم؟ قَالَ: أنتظر أبا القاسم. فقال: أقم. فأقام الصلاة وصلوا. فلمّا جاء نصر فلام المؤذن فقال: لم يدعني أبو النَّضْر. فقال: لَيْسَ هذا هاشم هذا قيصر، يريد ملك الروم، فلزمه ذَلِكَ.
وقال أحمد بْن حنبل: كَانَ أبو النَّضْر شيخنا من الآمرين بالمعروف والنّاهين عَنِ المُنْكَر.
وقال ابن المَدِينيّ، وغيره: ثقة.
وقال العِجْليّ: ثقة صاحب سنة من الأبناء. كان أهل بغداد يفخرون بِهِ.
وعن أَبِي النَّضْر قَالَ: ولدت سنة أربعٍ وثلاثين ومائة.
وقال ابن حِبّان: تُوُفّي في ذي القعدة سنة خمس. وقيل سنة سبْعٍ. [ص:211]
قلت: إنّما تُوُفّي سنة سبْعٍ بلا شك. قاله مُطَيَّن، والحارث بْن أَبِي أسامة، وغيرهما.(5/210)
389 - هشام بْن محمد بْن السائب بْن بِشْر، أبو المنذر الكلْبيّ النّسّابة العلّامة الإخباريّ الحافظ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وعن مجالد، وأبي مِخْنَف لوط بْن يحيى، وغير واحد.
قَالَ أحمد بن حنبل: إنما كان صاحب سمر ونسب، ما ظننت أن أحدا يحدّث عَنْهُ.
وقال الدَّارَقُطْنيّ، وغيره: متروك.
روى عَنْهُ: ابنه العبّاس، وخليفة بْن خيّاط، ومحمد بْن سعْد، وأحمد بْن المِقْدام العِجْليّ، وابن أَبِي السَّرِيّ.
وَرُوِيَ عَنْهُ قَالَ: حَفِظْتُ مَا لَمْ يَحْفَظْ أَحَدٌ، وَنَسِيتُ مَا لم ينسه أحد. كَانَ لي عمّ، فعاتبني عَلَى حفظ القرآن، فحفظته في ثلاثة أيّام؛ دخلت بيتًا وحلفت أنّي لا أخرج منه حتّى أحفظه، فحفظته في ثلاثة أيّام. ونظرت في المرآة مرّةً فقبضت على لحيتي، فنسيت، وأخذ بالمقص ما فوق القبضة.
ومع فرط ذكاء ابن الكلْبيّ لم يكن بثقة، وفيه رفض. وله " كتاب الجمهرة " في النسب، وهو مشهور، وكتاب " حلف الفضول "، و " حلف عبد المطلب وخزاعة "، و " حلف تميم وكلب "، وكتاب " المنافرات "، وكتاب " بيوتات قريش "، و " فضائل قيس عيلان "، و " بيوتات ربيعة "، وكتاب " الموردات "، وكتاب " الكنى "، وكتاب " ملوك الطوائف "، وكتاب " ملوك كندة "، ويقال: إنّ تصانيفه تزيد عَلَى مائة وخمسين مصنفًا.
قلت: تُوُفّي ابن الكلْبيّ سنة أربعٍ ومائتين عَلَى الصّحيح. وقيل بعد ذَلِكَ.(5/211)
390 - هشام بْن معاوية. الكُوفيُّ الضّرير. [الوفاة: 201 - 210 ه]
من علماء أئمّة العربية. [ص:212]
صحب الكِسائيّ وأخذ عَنْهُ. وصنّف كُتُبًا في النحو.
توفي سنة تسع.(5/211)
391 - هَرْثَمَةُ بْن أعين. الأمير. [الوفاة: 201 - 210 ه]
ولي مملكة خُراسان للرشيد. وكان من رجال الدهر ورؤوس الدولة.
توفي سنة إحدى ومائتين.(5/212)
392 - ت: الهَيْثَم بْن الربيع، أبو المُثَنَّى العُقَيْليّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: الحمَّادَيْن، وسِماك بْن عطية، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وصالح المُرِّيّ.
وَعَنْهُ: نَصْر بْن عليّ الْجَهْضميّ، وخشيش بْن أصرم، وأبو أُميّة الطَّرَسُوسيّ، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه السَّعْديّ النَّيْسَابوريُّ، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: شيخ لَيْسَ بالمعروف.(5/212)
393 - الهيثم بْن عَبْد الغفّار الطّائيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
رَوَى عَنْ: همّام بْن يحيى وسعيد بن بشير، ومسرة بن معبد.
وَعَنْهُ: عبد الرحمن بن نافع دُرُخْت، وأبو بَكْر محمد بْن خلّاد، وغيرهما.
قَالَ أحمد بْن حنبل: عرضت عَلَى ابن مهدي أحاديث الهيثم بن عبد الغفار، عَنْ همّام، وغيره فقال: هذا رَجُل كذاب، أو غير ثقة، كَانَ يضع الحديث.(5/212)
394 - الهَيْثَم بْن عديّ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن زيد بْن أُسَيْد بْن جَابِر، أبو عَبْد الرَّحْمَن الطّائيّ الإخباري المؤرخ الكُوفيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: هشام بْن عُرْوَة، ومجالد بْن سَعِيد، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبَة، وطائفة.
وَعَنْهُ: محمد بْن سعْد، وأبو الْجَهْم العلاء بْن موسى، وعليّ بْن عَمْرو الْأَنْصَارِيّ، وأحمد بْن عُبَيْد بْن ناصح، وآخرون.
وله تاريخ صغير. وهو من بابة الواقدي. [ص:213]
قَالَ أبو زُرْعة: لَيْسَ بشيء.
وقال ابن مَعِين، وأبو داود: كذّاب.
وقال النَّسائيّ، وغيره: متروك الحديث.
وقال الْبُخَارِيّ: سكتوا عَنْهُ.
ويُرْوَى عَنِ ابن المَدِينيّ: هُوَ عندي أصلح من الواقديّ.
وقال عَبَّاس الدوري: حدثنا بعض أصحابنا قَالَ: قَالَتْ جارية الهَيْثَم بْن عديّ: كَانَ مولاي يقوم عامّة الليل يصلي، فإذا أصبح جلس يكذب.
تُوُفّي الهَيْثَم سنة سبْعٍ بفم الصلح، وله ثلاث وتسعون سنة، وقل ما روى من المسند.(5/212)
-[حَرْفُ الْوَاوِ](5/213)
395 - ورد بْن عَبْد اللَّه، أبو محمد التَّميميّ الطَّبَريّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
نزيل بغداد.
عَنْ: محمد بْن طلحة بْن مصرف، ومحمد بْن جَابِر الحنفي، وإسماعيل بْن عياش، وجماعة.
وَعَنْهُ: ولداه محمد ويحيى، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المُخَرِّميّ، وأحمد بْن مُلاعب.
وثّقه إِبْرَاهِيم بْن يعقوب الْجُوزَجَانيّ.
قلت: مات كهلا، ولم يخرجوا له.(5/213)
396 - ق: وسّاجُ بْن عُقْبة بْن وسّاج الْأَزْدِيّ، أبو عُقْبة المَقْدِسيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: الهقل بْن زياد، وعبد الحميد بْن أَبِي العشرين، والوليد بْن محمد المُوَقّريّ.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيم بْن محمد الفِرْيابيّ ثمّ المَقْدِسيّ، وسليمان بْن عَبْد الحميد البَهْرانيّ. [ص:214]
ذكره ابن حبان في " الثقات ".(5/213)
397 - خ: الوليد بْن عَبْد الرَّحْمَن العبْديّ الجارودي الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: شُعْبَة، والحَسَن بْن أَبِي جعفر الجفريّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: ولده المنذر بْن الجارود.
تُوُفّي في جمادى الآخرة سنة اثنتين ومائتين.(5/214)
398 - ت ق: الوليد بْن القاسم بْن الوليد. الهَمْدانيّ، ثمّ الخَبْذَعيُّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
وخَبذَع بطنٌ من قبائل همدان. قيّده ابن ماكولا بفتح الخاء والذّال، وقيّده غيره بالكَسْر.
رَوَى عَنْ: الأعمش، ومجالد، ويزيد بْن كَيْسان، وأبي حيّان التَّيْميّ، وفُضَيْل بْن غزوان، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بن حنبل، وأحمد الرَّماديّ، وإِسْحَاق بْن بُهْلُولٍ، والحسين بْن عليّ الصدائي، وعبد بْن حُمَيْد، ومحمد بْن أحمد بْن الْجُنَيْد الدّقّاق، ومحمد بْن أحمد بْن أَبِي العوّام، ومؤمل بْن إهاب، وخلْق.
قَالَ ابن الجنيد الدقاق: سُئل عَنْهُ أحمد بْن حنبل فقال: ثقة كتبنا عَنْهُ. وكان جارًا لِيَعْلَى بْن عُبَيْد، فسألت عنه يَعْلَى فقال: نعم الرجل، هُوَ جارنا منذ خمسين سنة، ما رأينا إلّا خيرًا.
قَالَ أحمد بْن حنبل: قد كتبنا عَنْهُ أحاديث حسانًا عَنْ يزيد بْن كيسان فاكتبوا عَنْهُ.
وقال ابن عديّ: إذا روى عَنْ ثقة فلا بأس بِهِ.
وقال ابْن أَبِي خَيْثَمَة عَن ابْن مَعِين: ضَعِيفٌ.
وقال مطين: مات سنة ثلاث ومائتين.(5/214)
399 - د ن: الوليد بْن مُزْيَد، أبو العبّاس العُذْريّ البَيْروتيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه][ص:215]
عَنْ: الأوزاعي، وعثمان بْن أَبِي العاتكة، وعثمان بن عطاء الخراساني، ومقاتل بن سليمان المفسر، وعبد اللَّه بْن شوذب، وعبد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن جَابِر، وطائفة.
وَعَنْهُ: ابنه العبّاس، وأبو مسهر، ودُحَيْم، وأبو عُمَيْر عيسى بْن النحاس الرَّمْليّ، وأحمد بْن أَبِي الحواري، ومحمد بْن وزير الدِّمشقيُّ، وجماعة.
قَالَ أبو مسهر: وجدت عند الوليد بْن مُزْيَد علمًا لم يكن عند غيره.
وقال يوسف بن السفر: سَمِعْتُ الأوزاعي يَقُولُ: ما عرضت فيما حمل عني أصح من كُتُب الوليد بْن مُزْيَد.
وقال أبو مسهر: كَانَ ثقة. ولم يكن يحفظ، وكانت كتبه صحيحة.
وقال الدارقطني: ثقة ثبت.
قال ابنه: مات أبي سنة ثلاث ومائتين عن سبع وسبعين سنة.
وقال دحيم: مات سنة سبع ومائتين.(5/214)
400 - ع: وهْب بْن جرير بْن حازم بْن زيد بْن عَبْد اللَّه بْن شجاع، أبو العبّاس الأزدي الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: أبيه، وهشام بْن حسّان، وابن عَوْن، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وهشام الدَّسْتُوائيّ، وشُعْبة، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، وعلي ابن المَدِينيّ، وابن رَاهَوَيْه، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وأبو خَيْثَمَة، وعبد اللَّه المُسْنِديّ، وعَمْرو الفلّاس، وبُنْدار، ومحمد بن المثنى، وعلي بن نصر بن علي الجهضمي، وأبوه، ومحمد بن رافع، ومحمد بن أحمد بن أبي العوام، وخلق.
قال عُثْمَانَ الدَّارَمِيِّ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ثِقَةً.
وَقَالَ النسائي: ليس به بأس.
وقال أحمد العجلي: بصري ثقة، كان عفان يتكلم فيه. قال: ومات [ص:216] بالمَنْجَشَانيّة عَلَى ستة أميال من المدينة منصرفًا من الحجّ. فحُمِل ودُفِن بالبصرة.
وقال محمد بن سعد: مات سنة ست ومائتين.(5/215)
-[حَرْفُ الْيَاءِ](5/216)
401 - ع: يحيى بْن آدم بْن سليمان. أبو زكريّا الْقُرَشِيّ الكُوفيُّ الأحْوَل الحافظ، [الوفاة: 201 - 210 ه]
مولى آل أَبِي مُعَيْط.
رَوَى عَنْ: فِطْر بْن خليفة، وفضيل بْن مرزوق، ومسعر، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وعيسى بْن طَهْمان، وسفيان الثَّوْريّ، وإسرائيل، ومفضَّل بْن مهلهل، وورقاء بْن عُمَر، وخلْق.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وإِسْحَاق بْن راهَوَيْه، ويحيى بْن مَعِين، وأبو كُرَيْب، وهارون الحمّال، وعَبْدة الصّفّار، ومحمد بْن رافع، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المُخَرِّميّ، وعبد بْن حُمَيْد، والحَسَن بْن عليّ بْن عفان العامريّ، وخلق.
وكان فقيهًا إماما مقرئا غزير العلم.
وثّقه ابن مَعِين والنسائيّ.
وسُئل عَنْهُ أبو داود فقال: يحيى واحد النّاس.
وقال يعقوب بْن شَيْبة: ثقة، فقيه البدن. سَمِعْتُ ابن المَدِينيّ يَقُولُ: يرحم اللَّه يحيى بْن آدم أي علمٍ كَانَ عنده، وجعل يطريه.
وقال أبو أسامة: ما رأيت يحيى بْن آدم قطّ إلّا ذكرت الشَّعْبِيّ، يعني أَنَّهُ كَانَ جامعًا للعلم.
قَالَ أبو سَعِيد هشام بْن منصور: سَمِعْتُ أحمد بْن حنبل يَقُولُ: قَالَ لي يحيى بْن آدم: يجيئني الرجل ممّن أبغضه أكره مجيئه، فأقرأ عَلَيْهِ كلّ شيء حتّى أستريح منه ولا أراه. ويجيء الرجل أوده فأردده حتّى يرجع إليْ.
قلت: وعلى يحيى مدار قراءة أَبِي بَكْر بْن عياش، فإنّه ضبط الحروف وحرّرها، وراجع فيها أبا بَكْر، ولم يقرأ عَلَيْهِ.
قَالَ عَبْد الواحد بْن أَبِي هاشم: حدثنا علي بن أحمد العجلي، قال: حدثنا [ص:217] أبو هشام الرفاعي، قال: حدثنا يحيى بْن آدم قَالَ: سَأَلت أبا بَكْر بْن عيّاش، عَنْ حروف عاصم الّتي في هذه الكراسة أربعين سنة، فحدثني بها كلها، وقرأها عليّ حرفًا حرفًا.
قلت: فقرأ عَلَيْهِ شعيب بْن أيّوب الصَّرِيفينيّ، وغيره. وسمع منه الحروف: أَبُو حَمْدُونَ الطَّيِّبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَخَلَفُ بْنُ هشام البزار، وأبو هشام الرّفاعيّ، وأحمد بْن عُمَر الوكيعي، وآخرون.
قَالَ محمود بْن غَيْلان: سَمِعْتُ أبا أسامة يَقُولُ: كَانَ عُمَر رضى الله عنه في زمانه رأس الناس، وكان بعده ابن عَبَّاس في زمانه، وكان بعده الشَّعْبِيّ في زمانه، وكان بعد الشَّعْبِيّ الثَّوْريّ في زمانه، وَكَانَ بَعْدَ الثَّوْرِيِّ يَحْيَى بْنِ آدَمَ.
وَقَالَ ابن سعْد: تُوُفّي بفم الصِّلْح في النّصف من ربيع الأوَّل سنة ثلاثٍ ومائتين، وصلى عليه الحسن بن سهل.(5/216)
402 - م 4: يحيى بْن إِسْحَاق، أبو زكريَّا البَجَليُّ السَّيْلحينيُّ والسَّالحينيُّ، [الوفاة: 201 - 210 ه]
والسَّالحين قرية من عمل بغداد.
رَوَى عَنْ: أبان بن يزيد العطار، وحمَّاد بن سَلَمَةَ، وسعيد بْن عَبْد العزيز التّنُوخيّ، ويحيى بْن أيّوب الْمِصْرِيِّ، ويزيد بْن حيان أخي مقاتل، ومحمد بن سليمان ابن الأصبهاني، وموسى بْن عليّ بْن رباح، وخلْق.
رحل في العلم إلى الحجاز ومصر والشام.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وأبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبة، وهارون الحمال، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المُخَرِّميّ، وأحمد بْن سيّار المَرْوَزِيّ، وأحمد بْن أَبِي غَرَزَة، وأحمد بْن أَبِي خَيْثَمَة، وبشر بن موسى، والحارث بن أبي أسامة، وأحمد بْن ملاعب، وآخرون.
قَالَ أحمد بْن حنبل: شيخ صالح ثقة، سمع من الشاميين، ومن ابن لهيعة، وهو صدوق.
وقال ابن سعْد: كَانَ ثقة حافظًا لحديثه.
تُوُفّي ببغداد سنة عشر ومائتين [ص:218] في خلافة المأمون.
وقال مطين وغيره: تُوُفّي سنة عشر. زاد ابن حِبّان أنه توفي في شعبان.
ومن غرائبه: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " نَهَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْلِ أُذُنَيِ الْقَلْبِ ". خالفه مسدد، وإِسْحَاق بْن أَبِي إسرائيل، وغيرهما، فرووه عَنْ عَبْد اللَّه، عَنْ أَبِيهِ، فقال: عَنْ رَجُل من الأنصار. ولفظ مسدد: حدَّثني رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى. رواه أبو داود في " المراسيل ".(5/217)
403 - ع: يحيى بْن أَبِي بُكَيْر بْن نسر بْن أبي أسيد، أبو زكريا العبدي القيسي، مولاهم الكُوفيُّ، [الوفاة: 201 - 210 ه]
قاضي كِرْمان.
حدَّثَ ببغداد وغيرها عَنْ: أَبِي جعفر الرّازيّ، وشُعْبة، وزائدة، وإبراهيم بْن طِهْمان، وإسرائيل، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بْن سَعِيد الدّارميّ، وعباس الدُّوريّ، وعيسى بْن أَبِي حرب، ومحمد بْن سعْد العَوْفيّ، والحارث بْن أَبِي أسامة، وعليّ بْن سهل، وإبراهيم بْن الحارث البَغْداديُّ، وحفيده عَبْد اللَّه بْن محمد بْن يحيى، وآخرون.
وثّقه ابن مَعِين، وأحمد العِجْليّ.
قَالَ محمد بْن المُثَنَّى: تُوُفّي سنة ثمانٍ ومائتين.
وقال ابن قانع: سنة تسع.
اسم أَبِي بُكَيْر: نسر، وقيل: بِشْر، وقيل: بشير، واللَّه أعلم.(5/218)
404 - ت ن: يحيى بْن أَبِي الحَجّاج الأهتميّ المِنْقَريّ الْبَصْرِيّ، أبو أيوب. [الوفاة: 201 - 210 ه][ص:219]
عَنْ: سَعِيد الجريريّ، وابن عَوْن، وحاتم بْن أَبِي صغيرة، وابن جُرَيْج، وجماعة.
وَعَنْهُ: إِسْحَاق بْن راهَوَيْه، وأحمد بْن الأزهر، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وعيسى بْن أحمد البلْخيّ العسقلاني.
قَالَ أبو حاتم: لَيْسَ بالقوي.
قلت: رَوَى عَنْهُ من أقرانه سَعِيد بْن عامر.(5/218)
405 - يحيى بْن الحَجّاج بْن أَبِي الحَجّاج، أبو أيّوب. إنّ لم يكن الأوَّل، وإلّا فهو مكّي. [الوفاة: 201 - 210 ه]
رَوَى عَنْ: عَوْف، وابن جُرَيْج، وعبد الله بن مسلم بن هرمز، وسفيان الثوري.
وَعَنْهُ: محمد بن حسان الأزرق، وعبد الجبار بن العلاء، ويزيد بن سنان، ومحمد بن منصور الجواز، ورزق الله بن موسى، وأحمد بن الأزهر.
ومن غرائبه: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: " أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى أن تجصص الْقُبُورُ، وَأَنْ يُبْنَى عَلَيْهَا، وَأَنْ تُوطَأَ، وَأَنْ يُكْتَبَ عَلَى الْقُبُورِ ". رَوَاهُ عَنْهُ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلاءِ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وليحيى بْن أَبِي الحَجّاج غير ما ذكرت، ولا أرى بحديثه بأسا.(5/219)
406 - سوى ق: يحيى بن حسان، أبو زكريا التِّنِّيسيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: معاوية بْن سلام الحبشيّ، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وسليمان بْن قرْم، واللَّيث بْن سعْد، ومحمد بْن مهاجر، وجماعة.
وَعَنْهُ: الشّافعيّ، ودُحَيْم، ويونس بْن عَبْد الأعلى، والربيع بْن سُلَيْمَان المُرَاديّ، وعبد اللَّه الدّارميّ، وبحر بْن نَصْر الخَوْلانيّ، وآخرون.
وقع لنا في " مُسْنِد الدّارميّ " ولأولادنا الحديثان اللذان رواهما مسلم والترمذي عَنِ الدَّارَمِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: " نعم الإدام الخل ". وحديث: " لا يَجُوعُ أَهْلُ بَيْتٍ عِنْدَهُمْ [ص:220] تَمْرٌ ". وهما من أعزّ الموافقات.
قَالَ دُحَيْم: وُلِد يحيى بْن حسّان سنة أربعٍ وأربعين ومائة.
وقال ابن يونس: يحيى بْن حسّان البكري بصري قدم مصر. ثقة، حَسَنُ الحديث، صنف كتبًا وحدّث بها.
وتُوُفّي بمصر في رجب سنة ثمانٍ ومائتين.
وقال الشافعي: أخبرنا الثقة يحيى بْن حسان.
وقال أحمد بْن حنبل: ثقة، رَجُل صالح، رأيته وما كتبت عَنْهُ.
كَانَ يحيى بْن حسان موسرًا محتشمًا.
قال الحاكم: حدثني الوليد بن بكر قال: حدثنا أحمد بْن محمد بْن جَابِر التِّنِّيسيّ، عَنْ شيوخه، أنّ الشّافعيّ لما ورد تنيس نزل عَلَى يحيى. وكان طباخه لا يعيد اللون في الأسبوع إلّا مرة. فأمر الشّافعيّ الطباخ بإعادة لَوْنٍ استطابه. فلمّا أُحضر تغير يحيى، فقال الشّافعيّ: أَنَا أمرته بهذا. فسُرّي عَنْهُ، وقال للغلام الطباخ: أنت حرّ لوجه اللَّه شكرًا لانبساط أَبِي عَبْد اللَّه عندنا.(5/219)
• - يحيى بن حماد، أبو بكر، [الوفاة: 201 - 210 ه]
في الطبقة الآتية.(5/220)
407 - يحيى بْن حُمَيْد الطَّوِيلُ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عاش دهرًا،
وَرَوَى عَنْ: أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: أبو علقمة عَبْد اللَّه بْن عيسى الفَرَوِيّ، وسعد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم.
قَالَ ابن عدي: أحاديثه غير مستقيمة.(5/220)
408 - يحيى بْن خليف بْن عُقْبة السَّعْديّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: ابن عَوْن، وشُعْبة، والثَّوْريّ.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد الجوهريّ، ومعمر بْن سهل، وأبو أُميّة الطَّرَسُوسيّ. وله حديث مُنْكَر عَنْ سُفْيَان.
وَعَنْهُ: أيضًا: محمد بْن سعْد في " الطبقات ". ولم أر للقدماء فيه كلاما.(5/220)
409 - ق: يحيى بْن زياد الأَسَديّ. مولاهم الرَّقّيّ، لقبه: فُهَيْر. [الوفاة: 201 - 210 ه]
رَوَى عَنْ: ابن جُرَيْج، وموسى بْن وردان، وطلحة بْن زيد الرَّقّيّ.
وَعَنْهُ: أيّوب بن محمد الوزان، وداود بْن رُشَيْد، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن سابور الرَّقّيّ.(5/221)
410 - يحيى بْن سَعِيد، أبو زكريّا الحمصي العطار. [الوفاة: 201 - 210 ه]
سَمِعَ: يونس بْن يزيد الأَيْليّ، وحَرِيز بْن عثمان، وبكر بْن خُنَيْس، والسَّرِيّ بْن يحيى، وعبد الرَّحْمَن المسعودي، وأيّوب بْن خوط الْبَصْرِيّ، وسوار بْن مُصْعَب، وفضيل بْن مرزوق، وأبا غسان محمد بْن مُطَرِّف، ومبارك بْن فَضَالَةَ، ويحيى بْن أيّوب الْمِصْرِيّ، وخلقًا بالشام والعراق، ومصر.
وَعَنْهُ: نُعَيْم بْن حمّاد، وإِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، ومحمد بْن أَبِي السَّرِيّ العسقلاني، ومحمد بْن مصفى، وأبو حميد أحمد بن محمد بْن المغيرة العَوْهيّ، وآخرون.
ضعفه ابن مَعِين.
ووثَّقهُ محمد بْن مُصَفَّى.
وقال أبو داود: جائز الحديث.
وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ ابن عَدِيّ: لَهُ مصنّف في حفظ اللّسان. حدثنا بِهِ أحمد بْن محمد بْن عَنْبَسَةَ، عَنْ أَبِي التُّقَى هشام بْن عَبْد الملك، عَنْهُ. وفي الكتاب أحاديث لا يتابع عليها، وهو بين الضعف.(5/221)
411 - يحيى بْن السكن الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
نزيل الرَّقَّةِ.
عَنْ: شُعْبَة، وعمران القطّان.
وَعَنْهُ: هلال بْن العلاء، ويحيى بْن أَبِي طَالِب، ومحمد بْن حسّان الأزرق.
قال أبو حاتم: لَيْسَ بالقوي. [ص:222]
وقال غيره: تُوُفّي سنة اثنتين ومائتين؛ وقيل: سنة مائتين.(5/221)
412 - يحيى بْن سلَّام الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: فِطْر بْن خليفة، وشُعْبَة، والمسعوديّ، وابن أبي عَرُوبَة، والثَّوْريّ، ومالك.
وقال ابن عَدِيّ: يُكتب حديثُه مَعَ ضَعْفه.
وقال أبو عَمْرو الدّانيّ: يحيى بْن سلّام بْن أَبِي ثعلبة أبو زكريّا الْبَصْرِيّ.
روى الحروف عَنْ أصحاب الحَسَن وغيره، وله اختيار في القراءة من طريق الآثار، سكن إفريقية دَهْرًا، وسمعوا منه كتابه في " تفسير القرآن "، وليس لأحدٍ من المتقدمين مثله، وكتابه " الجامع ". وكان ثقة ثبتًا عالمًا بالكتاب والسنة، وله معرفة باللغة والعربية.
وُلِد سنة أربعٍ وعشرين ومائة.
قَالَ ابن يونس: تُوُفّي بمصر بعد رجوعه من الحج في صَفَر سنة مائتين.
قلت: وَرَوَى عَنْهُ: ابنه محمد بْن يحيى، وأحمد بْن موسى.
وَسَمِعَ مِنْهُ: عَبْد اللَّه بْن وهْب مَعَ تقدُّمِهِ.
وَرَوَى أيضًا عَنْهُ: بحر بْن نَصْر الخَوْلانيّ، ومحمد بْن عَبْد الله بْن عَبْد الحَكَم.
قال أبو حاتم: صدوق.(5/222)
413 - م ت: يحيى بْن الضُّرَيْس بْن يَسَار، القاضي أبو زكريّا البَجَليّ، مولاهم الرّازيّ، [الوفاة: 201 - 210 ه]
قاضي الرّيّ.
رأى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى.
وَرَوَى عَنْ: عكرمة بْن عمار، وابن جُرَيْج، وزكريا بْن إِسْحَاق، ومحمد بْن إِسْحَاق بْن يَسَار، وفُضَيْل بْن مرزوق، وإبراهيم بْن طِهْمان، وعَمْرو بْن أَبِي قيس الرّازيّ، وسُفْيَان، وزائدة، وطائفة.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيم بْن موسى الفراء، ومحمد بْن عَمْرو زُنَيْج، ومحمد بْن حُمَيْد، وعبد اللَّه بْن الْجَهْم، وموسى بْن نَصْر الرازيون، ويحيى بْن مَعِين، [ص:223] ويحيى بْن أكثم، وإِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وإِسْحَاق بْن الفيض الأصبهاني. وروى عَنْهُ من القدماء جرير بْن عَبْد الحميد.
وكان من حفاظ الرّيّ، كَانَ جرير معجبًا بِهِ.
وقال النَّسائيّ: لَيْسَ بِهِ بأس.
وقال إِبْرَاهِيم بْن موسى: منه تعلمنا الحديث.
قال البخاري، عن يوسف بْن موسى: مات في ربيع الأوَّل سنة ثلاث ومائتين.(5/222)
414 - يحيى بْن طلحة، أبو طلحة المُرَاديّ الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
سمع من جَدّه لأمّه سَعِيد بْن جَمْهان، وعُمّر دهرًا.
روى عَنْهُ: يحيى بْن أَبِي الخصيب، وأحمد بْن الأزهر النَّيْسَابوريُّ، وعبد الملك بْن محمد الرَّقَاشيّ، وغيرهم.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: حدثنا عَنْهُ يزيد بْن سِنان الْبَصْرِيّ بمصر.
قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الْحَافِظِ بْنِ بَدْرَانَ: أَخْبَرَكُمْ ابْنُ قدامة، قال: أخبرنا محمد بن الحسين الحاجب، قال: أخبرنا طراد، قال: أخبرنا ابن حسنون، قال: حدثنا محمد بن عمرو، قال: حدثنا عبد الملك بن محمد، قال: حدثنا يَحْيَى بْنُ طَلْحَةَ أَبُو طَلْحَةَ إِمْلاءً سَنَةَ ست ومائتين قال: سَمِعْتُ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ، عَنْ سَفِينَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " احْمِلُوا عَلَيْهِ فَإِنَّهُ سَفِينَةُ ". هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ عَالٍ.(5/223)
415 - خ م ت ن: يحيى بْن عَبّاد، أبو عبّاد الضُّبَعيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
بَصْريّ صدوق، ربما أغرب. حدَّثَ ببغداد عَنْ: شُعْبَة، وفليح بْن سليمان، والمسعودي، ويعقوب القُمّيّ.
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، وأبو ثور الكلبي، والحسن بن محمد الزعفراني، ومحمد بن سعد، وآخرون. [ص:224]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.(5/223)
416 - يَحْيَى بْن عَنْبَسَةَ الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: حُمَيْد الطويل، وأبي حنيفة، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بْن نَصْر الفراء، ويوسف بْن سَعِيد بْن مُسْلِم، وعليّ بْن يزيد الفرائضيّ، ونصر بْن هذيل البالِسيّ.
يَأْتِي عَنِ الثِّقَاتِ بِالطَّامَاتِ. فَلَهُ عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خدر الوجه من السكر يهدر الحسنات "، وبه قال: " حسن الوجه، وحسن الشعر، وحسن اللسان مال " - يعني في النوم - وكلا الحديثين مكذوبان.(5/224)
417 - يحيى بْن عيسى التَّميميُّ النَّهْشَليُّ الكُوفيُّ الفاخوريُّ الجرَّار. [الوفاة: 201 - 210 ه]
نزيل الرملة.
روى عَنِ الاعمش، ومسعر، وعبد الأعلى بْن أَبِي المساور، وجماعة.
وَعَنْهُ: عليّ بْن محمد الطُّنافسيّ، ومحمد بْن عثمان بْن كرامة، ومحمد بن مصفى، وخلق سواهم.
وكان يتردد إلى العراق. وكان الْإِمَام أحمد حَسَن الثناء عَلَيْهِ.
وقال النَّسائيّ: لَيْسَ بالقوي.
قَالَ أحمد بْن سِنان القطّان: قَالَ لنا أبو معاوية الضرير: اكتبوا عنه، فطالما رأيته عند الأعمش.
ومن غرائبه ما رَوَاهُ محمد بن مصفى، عنه قال: حدثنا الأَعْمَشُ قَالَ: اخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ فِي الْقَصَصِ، فَأَتَوْا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فَسَأَلُوهُ: أَكَانَ النَّبِيُّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُصُّ؟ قَالَ: لا. إِنَّمَا بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسَّيْفِ وَالْقِتَالِ. ولكن سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " لأَنّ أقعد مَعَ قومٍ يذكرون اللَّه بعد صلاة العصر حتّى تغيب الشمس أحبّ إليّ من الدُّنيا وما فيها ".
قيل: توفي سنة اثنتين ومائتين.(5/224)
• - يحيى بْن غَيْلان البَغْداديُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه][ص:225]
قِيلَ: تُوُفّي سنة عشر. قاله محمد بْن سعد، وغيره.
سيأتي في الطّبقة المقبلة.(5/224)
418 - يحيى بْن فصيل الغنوي الكُوفيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
يروي نسخة عَنِ الحَسَن بْن صالح بن حي.
وَعَنْهُ: محمد بن إسماعيل الأحمسي، والحَسَن بْن عليّ بْن عفّان، وغيرهما.(5/225)
419 - يحيى بن فصيل العَنَزيّ الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: أَبِي عَمْرو بْن العلاء. حكى عنه أبو عبيدة معمر بْن المُثَنَّى.(5/225)
• - أما يحيى بْن فضَيْل [الوفاة: 201 - 210 ه]
فرجل يأتي بعد الستين ومائتين.(5/225)
420 - ع: يحيى بْن كثير بْن درهم، أبو غسّان الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
مولى بني العَنْبر.
عَنْ: قُرَّةَ بْن خَالِد، وشُعْبة، وعُمَر بْن العلاء المازني، وسليم بْن أخضر، وسلم بْن جعفر، وعليّ بْن المبارك.
وَعَنْهُ: بُنْدار، والفلاس، ومحمد بْن أَبِي عتاب الأعين، ومحمد بْن يحيى الْأَزْدِيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الْعَوَّام، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وطائفة.
وكان ثقة صاحب حديث.
تُوُفّي سنة خمس أو ستٍّ ومائتين.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ به بأس. [ص:226]
قلت: مرّ قبل المائتين(5/225)
• - يحيى بْن كثير صاحب الْبَصْرِيّ أبو النَّضْر. [الوفاة: 201 - 210 ه](5/226)
421 - يحيى بْن المبارك بْن المغيرة، أبو محمد العَدَويّ الْبَصْرِيّ المقرئ النَّحْويّ المعروف باليزيديّ؛ [الوفاة: 201 - 210 ه]
لاتّصاله بيزيد بْن منصور خال المهديّ يؤدّب ولده.
قرأ القرآن وجوّده عَلَى أَبِي عَمْرو بْن العلاء، وحدَّثَ عَنْهُ، وعن ابن جُرَيْج وغيرهما.
قرأ عَلَيْهِ أبو عُمَر الدُّوريّ، وأبو شُعَيْب السُّوسيّ، وجماعة.
وَحَدَّثَ عَنْهُ: أبو عُبَيْد، وإِسْحَاق الْمَوْصِلِيّ، وابنه محمد بْن يحيى، وآخرون.
وقد اتّصل بالرشيد وأدّب المأمون. وكان ثقة حجة، فصيحا مفوها، عالمًا باللُّغات والشعر والآداب. أخذ العربية عَنْ أَبِي عَمْرو، والخليل بْن أحمد، وصنّف كتاب " النّوادر "، وكتاب " المقصور والممدود "، وكتاب " الشّكل "، وكتاب " نوادر اللُّغة "، ومختصرًا في النَّحْو. وكان يجلس زمن الرشيد مَعَ الكسائي في مسجدٍ واحد يقرئان النّاس، فكان الكسائي يؤدّب الأمين، وكان اليزيديّ يؤدّب المأمون.
وروى عَنْ أَبِي حمدون الطَّيِّب بْن إسماعيل، قَالَ: شهدت ابن أَبِي العتاهية وكتب عَنِ اليزيديّ نحو عشرة آلاف ورقة، عَنْ أَبِي عَمْرو بْن العلاء خاصّة.
قَالَ أَبُو عَمْرو الداني: رَوَى القراءة عَنِ اليزيديّ من آله: محمد، وعبد اللَّه، وإبراهيم، وإسماعيل، وإِسْحَاق أولاده؛ وابن ابنه أحمد بْن محمد، وأبو عُمَر الدُّوريّ، وأبو حمدون، وعامر بْن عُمَر المَوْصِليّ أوقيّة، وأبو شُعَيْب السُّوسيّ، وسليمان بْن خلّاد، ومحمد بْن سَعْدان، وأحمد بْن جُبَيْر، ومحمد بْن شجاع، وأبو أيّوب الخيّاط، وجعفر بْن غلام سجادة، ومحمد بْن عُمَر الرومي. وقد خالف أبا عمرو في اختياره في أحرف.
ثم قال أبو عمرو: أخبرنا خلف بن إبراهيم، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله، قال: أخبرنا محمد بن يعقوب قال: أخبرني عُبَيْد اللَّه بْن محمد بْن اليزيدي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يحيى بْن المبارك. قَالَ: كَانَ أَبِي صديقًا لأبي عَمْرو بْن [ص:227] العلاء فخرج إلى مكّة، فذهب أبو عَمْرو ليشيعه وأنا معه، فأوصى بي إلى أَبِي عَمْرو. قَالَ: فلم يرني أبو عَمْرو حتّى قدِم أَبِي فأتي أبو عَمْرو يستقبله. فقال: يا أبا عَمْرو كيف رضاك عَنْ يحيى؟ قَالَ: ما رأيته منذ فارقتك إلى هذا الوقت. فحلف أَبِي أنّ لا أدخل البيت حتّى أقرأ القرآن عَلَى أَبِي عَمْرو قائمًا عَلَى رجلي. فقرأت عَلَيْهِ القرآن كله قائمًا. أحسبه أَنَّهُ قَالَ: وكانت اليمين بالطلاق.
عاش اليزيدي أربعًا وسبعين سنة، وتُوُفّي ببغداد سنة اثنتين ومائتين، وقيل: تُوُفّي بمرو مع المأمون.(5/226)
422 - ت: يحيى بْن محمد بْن عباد الْمَدَنِيّ الشجري. [الوفاة: 201 - 210 ه]
يَرْوِي عَنْ: محمد بْن إِسْحَاق، وموسى بْن عُقْبة، وهشام بْن سعْد، وغيرهم.
وَعَنْهُ: ابنه إِبْرَاهِيم، ومحمد بْن المنذر بْن سَعِيد.
ضعفه أبو حاتم.(5/227)
423 - يحيى بْن مُعَاذ. متولّي الجزيرة. [الوفاة: 201 - 210 ه]
كان من كبار قواد المأمون. تُوُفّي سنة ستٍّ ومائتين.(5/227)
• - يحيى بْن يمان. [الوفاة: 201 - 210 ه]
أحد الثقات المشاهير.
تُوُفّي سنة ثلاث ومائتين. كذا ورّخه بعضهم فغلط. بل تُوُفّي قبل التسعين ومائة كما مرّ. وإنما الذي توفي سنة ثلاث ومائتين ولده داود بن يحيى. والله أعلم.(5/227)
424 - ت: يزيد بْن بيان، أبو خَالِد العُقَيْليّ الْبَصْرِيّ المعلم المؤذِّن الضّرير. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: أَبِي الرحال، عَنْ أنس.
وَعَنْهُ: بُنْدار، والفسويّ، والفلّاس، وأثنى عَلَيْهِ.(5/227)
425 - خ ت ن ق: يزيد بن أبي حكيم الكناني العدني. [الوفاة: 201 - 210 ه][ص:228]
عَنْ: سُفْيَان الثَّوْريّ، والحكم بْن أبان، وزمعة بْن صالح، ومالك بْن أنس.
وَعَنْهُ: إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وعبد بْن حُمَيْد، وأحمد بْن منصور الرَّماديّ، والكُدَيْميّ، وآخرون.
قَالَ أبو داود: لا بأس بِهِ.
قلت: ينبغي أنّ يؤخّر، فإنّ أبا حاتم عزم عَلَى الرحلة إِلَيْهِ.(5/227)
426 - ع: يزيد بن هارون بن زاذي. الإمام أبو خالد السلمي، مولاهم الواسطيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
وُلِد سنة ثمان عشرة ومائة.
وَسَمِعَ مِنْ: عاصم الأحول، ويحيى بْن سَعِيد الْأَنْصَارِيّ، وسليمان التَّيْميّ، وسعيد الْجُرِيريّ، وابن عَوْن، وحُمَيْد الطويل، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَبَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ، ومحمد بْن عَمْرو بْن علقمة، وحريز بْن عثمان، وشُعْبة، وشريك، وخلق كثير.
وَعَنْهُ: أحمد، وابن المَدِينيّ، وأبو خَيْثَمَة، وأبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبة، وعبد بْن حُمَيْد، وأحمد بْن الفُرات، وأحمد بْن سِنان القطّان، وأحمد بْن سليمان الرهاوي، وأبو قلابة الرَّقَاشيّ، وابن نُمَيْر، ويعقوب الدَّوْرقيّ، والحَسَن بْن مُكْرَم، والحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن مسلمة الواسطيّ، وعبد اللَّه بْن رَوْح المدائني، ومحمد بن ربح البزاز، وخلق آخرهم وفاةً إدريس بْن جعفر العطّار.
قِيلَ: إنّه بخاري الأصل.
قال علي ابن المَدِينيّ: ما رأيت أحفظ من يزيد بْن هارون.
وقال يحيى بْن يحيى: يزيد بْن هارون أحفظ من وكيع.
وقال أحمد بْن حنبل: كَانَ يزيد حافظًا متقنًا.
وقال زياد بْن أيّوب: ما رأيت ليزيد كتابًا قطّ، ولا حدّثنا إلّا حِفْظًا.
وقال السّرّاج: سَمِعْتُ عليّ بْن شُعَيْب يَقُولُ: سَمِعْتُ يزيد بْن هارون يَقُولُ: أحفظ أربعة وعشرين ألف حديث بالإسناد ولا فَخْر، وأحفظ للشّاميّين عشرين ألف حديث، لا أُسأل عَنْهَا. [ص:229]
وقال الفضل بْن زياد: سَمِعْتُ أبا عَبْد اللَّه وقيل لَهُ: يزيد بْن هارون لَهُ فقه؟ قال: نعم، ما كَانَ أذكاه وأفهمه وأفطنه.
وقال أحمد بْن سِنان: ما رأينا عالمًا قطّ أحسن صلاةً من يزيد بْن هارون. لم يكن يفتر من صلاة اللّيل والنهار.
وقال أبو حاتم: يزيد ثقة إمام لا يُسأل عَنْ مثله.
وروى عَمْرو بْن عَوْن، عَنْ هُشَيْم قَالَ: ما بالمصرين مثل يزيد بْن هارون.
وقال مؤمل بْن إهاب: سَمِعْتُ يزيد بْن هارون يقول: ما دلست حديثًا قطّ، إلّا حديثًا واحدًا عَنْ عَوْف، فما بورك لي فيه.
وعن عاصم بْن عليّ قَالَ: كنت أَنَا ويزيد بْن هارون عند قيس بْن الربيع، فأمّا يزيد فكان إذا صلّى العتمة لا يزال قائمًا حتّى يصلّي الغداة بذلك الوضوء نيفًا وأربعين سنة.
وقال محمد بْن إسماعيل الصائغ بمكّة: قَالَ رَجُل ليزيد بْن هارون: كم جزؤك؟ قَالَ: وأنام من الليل شيئًا؟ إذًا لا أنام اللَّه عيني.
وقال يحيى بْن أَبِي طَالِب: سَمِعْتُ من يزيد بْن هارون ببغداد، وكان يقال: إنّ في مجلسه سبعين ألفًا.
وقال أحمد بْن عَبْد اللَّه العِجْليّ: يزيد بْن هارون ثقة، ثبت، متعبد، حَسَن الصلاة جدًّا. يصلّي الضحى ستٍّ عشرة ركعة بها من الجودة غير قليل. وكان قد عمي.
وقال أبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبة: ما رأيت أتقن حفظًا من يزيد بْن هارون.
وقال أحمد بْن سِنان: هُوَ وهشيم معروفان بطول صلاة الليل والنهار.
وقال يعقوب بْن شَيْبة: كَانَ يزيد يعد من الآمرين بالمعروف والنّاهين عَنِ المُنْكَر.
أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ إِجَازَةً: أن الكندي أخبرهم، أخبرنا القزاز، قال: [ص:230] أخبرنا الخطيب، قال: أخبرنا أبو بكر الحيري، قال: حدثنا الأصم، قال: حدثنا يحيى بن أبي طالب، قال: أخبرني الحسن بن شاذان الواسطي الحافظ قال: حدثني ابن عرعرة، قال: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ. قَالَ: قَالَ لَنَا الْمَأْمُونُ: لَوْلَا مَكَانَ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ لَأَظْهَرْتُ الْقُرْآنَ مَخْلُوق. فَقِيلَ: وَمَنْ يَزِيدُ حَتَّى يُتَّقَى؟ فَقَالَ: وَيْحَكَ، إِنِّي لَأَرْتَضِيهِ لا أَنَّ لَهُ سلطنة. وَلَكِنْ أَخَافُ إِنْ أَظْهَرْتُهُ فَيَرُدُّ عَلَيَّ، فيختلف النَّاسُ وَتَكُونُ فِتْنَةً.
وَقَالَ أَبُو نَافِعٍ سِبْطُ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ: كُنْتُ عِنْدَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَعِنْدَهُ رَجُلَانِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: رَأَيْتُ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ فِي الْمَنَامِ. فَقُلْتُ لَهُ: مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ قَالَ: غَفَر لي وَشَفَّعَنِي وَعَاتَبَنِي وَقَالَ: أَتُحَدِّثُ عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ؟ قُلْتُ: يَا رَبِّ، مَا عَلِمْتُ إِلَّا خَيْرًا. قَالَ: إِنَّهُ كَانَ يَبْغَضُ عَلِيًّا. وَقَالَ الْآخَرُ: رأيته في المنام، فقلت له: هل أَتَاكَ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ؟ قَالَ: أَيْ وَاللَّهِ، وَسَأَلَانِي مَنْ رَبُّكَ؟ وَمَا دِينُكَ؟ وَمَنْ نَبِيُّكَ؟ فَقُلْتُ: أَلِمِثْلِي يُقَالُ هَذَا؟ وَأَنَا كُنْتُ أَعْلَمُ النَّاسِ بِهَذَا فِي دَارِ الدُّنْيَا؟ فَقَالَا لي: صَدَقْتَ.
قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: تُوُفِّي بِوَاسِطٍ فِي رَبِيعٍ الْآخَرِ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَتَيْنِ.
قُلْتُ: وَقَعَ جُمْلَةُ أَحَادِيثَ بِعُلُوٍّ فِي " الْغَيْلَانِيَّاتِ " مِنْ حَدِيثِ يزيد بن هارون منها حديث: " الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ". وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وقد روى عَبَّاس بْن عَبْد العظيم، وأحمد بْن سِنان، عَنْ شاذ بْن يحيى، أَنَّهُ سمع يزيد بْن هارون يَقُولُ: من قَالَ القرآن مخلوق فهو زنديق.(5/228)
427 - ع: يعقوب بْن إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَبُو يوسف القرشي الزهري العوفي المدني، [الوفاة: 201 - 210 ه]
نزيل بغداد.
حَدَّثَ عَنْ: أبيه، ومحمد ابن أخي الزُّهْرِيّ، وعاصم بْن محمد العُمَريّ، واللَّيث بْن سعْد، وشُعْبة بْن الحَجّاج.
وَعَنْهُ: أحمد، وإِسْحَاق، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وعبد بْن حميد، وعلي ابن المَدِينيّ، ويحيى بْن مَعِين، وأبو [ص:231] خَيْثَمَة، وعبّاس الدُّوريّ، ومحمد بْن إِسْحَاق الصَّغانيّ، ويعقوب بْن شَيْبة، وخلْق سواهم.
قَالَ ابن سعْد: ثقة جليل القدْر مُقَدَّم عَلَى أخيه سعْد في الفضل والورع والإتقان.
وقال ابن مَعِين: ثقة.
وقال ابن سعْد: تُوُفّي بفم الصِّلْح في صحبة الحَسَن بْن سهل في شوال سنة ثمان ومائتين.(5/230)
428 - م د ن ق: يعقوب بْن إِسْحَاق بْن زيد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي إِسْحَاق. الْإِمَام أبو محمد الحضرمي مولاهم الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
قارئ أهل البصْرة بعد أبي عَمْرو بْن العلاء، وأحد الأئمّة القرّاء العشرة.
أخذ القرآن عَنْ: أَبِي المنذر سلّام الطّويل، وأبي الأشهب العُطَارديّ، ومَهْديّ بْن ميمون، وشهاب شرنقة. وسمع حروفًا من حمزة. وتصدّر للإقراء فقرأ عَلَيْهِ خلق، منهم: رَوْح بْن عَبْد المؤمن، ومحمد بْن المتوكّل رُوَيْس، والوليد بْن حسان التَّوَّزيّ، وأحمد بْن عَبْد الخالق المكفوف، وكعب بْن إِبْرَاهِيم، وحُمَيْد بْن وزير، والمنهال بْن شاذان العُمَريّ، وأبو حاتم السِّجِسْتانيّ، وأبو عُمَر الدُّوريّ، وخلْق سواهم.
وسمع الكثير مِنْ: شُعْبَة، وهارون بْن موسى النَّحْويّ، وسليم بْن حيان، والأسود بْن شَيْبان، وهمّام، وزائدة، وأبي عَقِيل الدَّوْرقيّ.
رَوَى عَنْهُ: أبو حفص الفلّاس، وأبو قلابة الرقاشي، وإسحاق بن إبراهيم شاذان، ومحمد بن يونس الكديمي، وخلق.
وكان أصغر من أخيه أحمد بْن إِسْحَاق.
قَالَ أبو حاتم السِّجِسْتانيّ: هُوَ أعلم من رأينا بالحروف والاختلاف في القرآن، وبِعلَلِه ومَذاهبه ومذاهب النحو. [ص:232]
وقال أحمد بن حنبل: صدوق.
وقال محمد بْن أحمد العِجْليّ يمدح يعقوب الحَضْرميّ:
أَبُوهُ من القراء كَانَ وجده ... ويعقوب في القراء كالكوكب الدُّرِّيِّ
تَفَرُّدُهُ محْضُ الصّواب وَوَجْهُهُ ... فمن مثله في وقته وإلى الحشر
قال أبو الحسن طاهر بن غلبون: وإمام أهل البصرة بالجامع، لا يقرأ إلا بقراءة يعقوب رحمه الله.
وقال عليّ بْن جعفر السعيدي: كَانَ يعقوب أقرأ أهل زمانه. وكان لا يَلْحَن في كلامه. وكان أبو حاتم السِّجِسْتانيّ من بعض غلمانه.
وعن أبي عثمان المازني قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقرأت عَلَيْهِ سَورَة طه، فقرأت " مكانًا سِوَى ". فقال: اقرأ " سوى "، اقرأ قراءة يعقوب.
وقال أبو القاسم الهُذليّ: ومنهم يعقوب بْن إِسْحَاق الحَضْرميّ لم يُرَ في زمنه مثله. كان عالمًا بالعربيّة ووجوهها، والقرآن واختلافه، فاضلًا تقيًّا نقيًّا ورعًا زاهدًا. بلغ من زهده أنّ سرق إزاره عَنْ كتفه وهو في الصلاة ولم يشعر، ورُدّ إِلَيْهِ فلم يشعر لشغله بعبادة ربه. وبلغ من جاهه بالبصرة أَنَّهُ كَانَ يحبس ويطلق.
وقال أبو طاهر بْن سَوَّار: تُوُفّي في ذي الحجّة سنة خمس ومائتين.
قَالَ: وكان حاذقًا بالقراءة قيّمًا بها، متحريًا، نحويًا فاضلا.
قال رَوْح بْن عَبْد المؤمن، وغيره: قرأ يعقوب عَلَى سلّام الطويل، وقرأ سلّام عَلَى أَبِي عَمْرو بْن العلاء.
وقال محمد بْن المتوكل: قرأت عَلَى يعقوب، وقرأ عَلَى سلّام، وقرأ سلّام عَلَى عاصم بْن أبي النجود، عَنْ أَبِي عَبْد الرَّحْمَن، عَنْ عليّ رضى الله عنه.
وَرُوِيَ عَنْ يعقوب أَنَّهُ قرأ عَلَى سلّام، وأنّه قرأ عَلَى عاصم الْجُحْدُرِيّ. فهذه ثلاثة أقوال مختلفة.(5/231)
429 - ع: يَعْلَى بْن عُبَيْد الطنافسي الكُوفيُّ، أبو يوسف الحافظ، أحد الإخوة. [الوفاة: 201 - 210 ه]
رَوَى عَنِ الأَعْمَشِ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وزكريا بن أبي زائدة، وَعَبْدُ الملك بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إسحاق، وأبي حيان التيمي، وطائفة.
وَعَنْهُ: إسحاق بن راهَوَيْه، ومحمود بن غَيْلان، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وهارون الحمال، وعلي بن حرب، وعبد بن حميد، وأحمد بن الفرات، ومحمد بن يحيى الذهلي، وخلق.
قال أحمد بن حنبل: كان صحيح الحديث صالحا في نفسه.
وقال إسحاق الكوسج، عَنِ ابن مَعِين: ثقة.
وقال سَعِيد بْن أيّوب الْبُخَارِيّ: كَانَ يَعْلَى بْن عُبَيْد يحفظ عامّة حديثه، أو جميع ما عنده. وما رأيت أحفظ من وكيع.
وقال أبو حاتم: هُوَ أثبت أولاد أَبِيهِ في الحديث.
وقال أحمد بْن عَبْد اللَّه بْن يونس: ما رأيت أفضل من يَعْلَى بْن عُبَيْد، وما رأيت أحدًا يريد بعلمه اللَّه عزَّ وَجَلَّ إلَّا يَعْلَى بْنَ عُبَيْدٍ.
وقال أحمد بْن الفُرات: ما رأيت يَعْلَى ضاحكًا قطّ.
قَالَ محمد بْن سعْد: تُوُفّي بالكوفة يوم الأحد لخمسٍ خَلَوْن من شوّال سنة تسعٍ ومائتين.(5/233)
430 - يَعْمَر بْن بِشْر، أبو عَمْرو المَرْوَزِيّ الفقيه. [الوفاة: 201 - 210 ه]
من كبار أصحاب ابن المبارك.
سَمِعَ: أبا حمزة السُّكّريّ، والحسين بْن واقد.
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، وابن أبي شَيْبَة، وعلي ابن المَدِينيّ، والفضل بْن سهل، ومحمد بْن أحمد بن الجنيد، وآخرون.
وثقه الدارقطني.(5/233)
431 - د ن: يوسف بْن عَمْرو، أبو يزيد الفارسيّ، ثمّ المِصْريُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه][ص:234]
إمام مفتٍ.
رَوَى عَنْ: ابن لهيعة، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي الزِّناد، وابن وهْب، واللَّيث.
وَعَنْهُ: الحارث بْن مِسْكين، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم، وجماعة.
تُوُفّي سنة أربع ومائتين. وقيل: سنة خمس.(5/233)
432 - خ ت ن ق: يوسف بن يعقوب السدوسي. مولاهم المعروف بالضُبَعي، نزل فيهم بالبصرة. ويقال لَهُ: السَّلْعي لسَلْعة في قفاه. وقيل فِيهِ: السِّلَعيّ؛ لأنّه كَانَ يبيع السّلَع. [الوفاة: 201 - 210 ه]
رَوَى عَنْ: سليمان التَّيْميّ، وبهز بْن حكيم، وحسين المعلم، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بْن بشّار بُنْدار، وأحمد بْن عصام الأصبهاني، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، ويعقوب بْن شَيْبة، وآخرون.
وثّقه أحمد بْن حنبل.
وتُوُفّي سنة اثنتين.(5/234)
433 - يونس بْن عُبَيْد اللَّه العميري اللَّيْثيّ الْبَصْرِيّ، أبو عَبْد الرَّحْمَن. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: مبارك بْن فَضَالَةَ، ومالك بْن أنس، وعدي بن الفضل.
وَعَنْهُ: عُمَر بْن شَبَّة، والفلّاس، والكُدَيْميّ.
وكان صدوقا.(5/234)
434 - ع: يونس بْن محمد بْن مُسْلِم، أبو محمد البَغْداديُّ المؤدّب الحافظ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
سَمِعَ: شَيْبان النَّحْويّ، والحمادين، وفليح بْن سليمان، واللَّيث بْن سعْد، وعبد اللَّه بْن عُمَر العُمَريّ، والقاسم بْن الفضل الحُدانيّ، وحرب بْن ميمون، وطبقتهم.
وكان من الحفّاظ المجوِّدين.
رَوَى عَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وعليّ ابن المَدِينيّ، وأبو خَيْثَمَة، والرَّماديّ، [ص:235] وعبّاس الدُّوريّ، وحُبيش بْن مُبَشّر، وأحمد بْن الخليل البُرجلانيّ، ومحمد بْن عُبَيْد اللَّه المُنادي، والحارث بْن أَبِي أسامة، وخلق كثير.
وثّقه ابن مَعِين.
ومات في صَفَر سنة ثمان ومائتين.(5/234)
435 - ت ن ق: يونس بْن يحيى بْن نباتة، أبو نباتة الْمَدَنِيّ النَّحْويّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: ابن أَبِي ذئب، وَسَلَمَةَ بْن وردان، وداود بْن قيس.
وَعَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن الحَكَم القطواني، والزُّبَير بْن بكّار، وأبو بكر بن شيبة الحزامي، وجماعة.
قال أبو زرعة: صدوق.(5/235)
-[الْكُنَى](5/235)
436 - خ م د ت ن: أبو صَفْوان الأُمَويّ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْن مروان. [الوفاة: 201 - 210 ه]
مكّيّ، ثقة.
قُتل أَبُوهُ عند زوال دولتهم، ففرّت بعبد اللَّه أُمُّه إلى مكّة، ونشأ بها.
وَسَمِعَ مِنْ: ابن جُرَيْج، وثور بْن يزيد، ويونس الأَيْليّ، وجماعة. وكان ثقة.
رَوَى عَنْهُ: الشّافعيّ، وأحمد، وابن معين، وعلي ابن المَدِينيّ، وأبو خَيْثَمَة. وحديثه في الكُتُب الستة سوى ابن ماجة.
وقد كنتُ ذكرته في طبقة ابن المبارك، ثمّ إنّني ظفرت بما رواه ابن النجار في تاريخه بالإجازة عَنْ أحمد بْن أَبِي بكر الأزجي، قال: أخبرنا سعد الله بن نصر، قال: أخبرنا أبو منصور الخياط، قال: أخبرنا أحمد بن مسرور المقرئ، قال: حدثنا المعافى بن زكريا، قال: حدثنا محمد بن مخلد، قال: حدَّثني أحمد بْن محمد بْن عَبْد الرحيم صاحبنا، قال: سمعت أبا السكين زكريّا بْن يحيى الطّائيّ قَالَ: كَانَ بمكّة شيخ من وُلِد سَعِيد بْن عَبْد الملك بْن مروان، وكان يكنى أبا صَفْوان. وكان شيخا جميلا حسن الخضاب، فحدثني في سنة أربعٍ، أو في سنة خمس ومائتين. قَالَ: لقد رأيتُني ولي أربع بنات، وما أملك قليلًا ولا كثيرًا، فحضر الموسم وما علي إلا أخلاق لي. فطرقني جماعة [ص:236] من القُرَشيّين فقالوا: يا أبا صَفْوان، إنّ أمير المؤمنين الرشيد كَانَ اليوم ببطن مُرٍّ، وهو يصبحنا فهل لك أن نمضي فنلقاه بفخ أو على العقبة فنسأله، فمضيت معهم. فتلقّيناه حين صلَّى الفجر، فكلمناه وقلنا لَهُ: يا أمير المؤمنين، ناسٌ من قومك جُعنا وعَرينا، فإن رأيت أنّ تنظر لنا، فترك القوم ورماني ببَصَره وقال: أنت ممّن؟ قلت: من بني عَبْد مَنَاف. قَالَ: من أيهم؟ قلت: نشدتك الله والرحم أن لا تكشفْني عَنْ أكثر من هذا. قَالَ: ويْلك، من أيّ بني عبد مَنَاف؟ فلمّا رأيت غضبه قلت: يا أمير المؤمنين، رجل من بني أُميّة. قَالَ: من أيّ بُنيّ أمية؟ قلت: نشدتك الله والرحم أن لا تكشفْني عَنْ أكثر من هذا. قَالَ: ويْلك من أيّ بُنيّ أُميّة؟ قلت: من ولد مروان. قَالَ: من أيّ ولد مروان؟ قلت: من ولد عَبْد الملك، فرأيت واللَّه الغضب يتردّد في وجهه، قَالَ: ومن أيّ ولد عَبْد الملك؟ قلت: من ولد سَعِيد. قَالَ: سعيد الشر؟ قلت: نعم. قال: أنخ. فأنيخت الجمازة، ثم قَالَ: عليّ بحمّاد، وهو عامله عَلَى مكّة. فأُقْبِل بحمّاد فقال: وَيْهًا يا حمّاد، أُوَلِّيك أمرَ قوم ويكون في ناحيتك مثل هذا ولا تطلعني عليه. فرأيت حمّادًا ينظر إلى نظر الجمل الصَّؤُول يكاد يأكلني. ثمّ قَالَ: أثِرْ يا غلام، فأثار الجمازة، ومرُّوا يطردونه، ورجعت وأنا أخْزَى خلق الله، وأخوفه من حماد، وانقمعت في منزلي. فلما كان جوف الليل أتاني أتٍ، فقال: أجِبْ أميرَ المؤمنين، فودعت واللَّه وداعَ الميّت، وخرجت وهن ينتفْن شُعورهن ويَلْطِمْن، فأُدْخِلتُ عَلَيْهِ، فسلمت، فردّ عليّ وقال: حيّاك اللَّه يا أبا صَفْوان، يا غلام، احمل مَعَ أَبِي صَفْوان خمسة آلاف دينار. فأخذتها وجئت إلى بناتي فصَبَبْتُها بينهن، فوالله ما تمّ سرورنا حتّى طُرِق الباب أن أجِبْ أميرَ المؤمنين. قلت: واللَّه بدا لَهُ فيَّ، فدخلت عَلَيْهِ، فمدّ يده إلى كتاب كأنه إصبع فقال: إلق حمّادًا بهذا الكتاب. فأخذته وصرتُ إلى بناتي فسكنت منهنّ، ثمّ أتيت حمّادًا وهو جالس عند المقام ينظر إلى الفجر، ويتوقعّ خروج أمير المؤمنين، وكان يُغَلِّس بالفجر، فلمّا نظر إلي كاد يأكلني ببصره. فقلت: أصلح الله الأمير ليفرج رَوْعُك، فقد جاءك اللَّه بالأمر عَلَى ما تحبّ، فأخذ الكتاب منّي، ومال إلى بعض المصابيح. فقرأه، ثم قَالَ: يا أبا صَفْوان، تدري ما فيه؟ قلت: لا واللَّه.
قَالَ: اقْرأْه. فإذا فِيهِ مكتوب: بسم اللَّه الرَّحْمَن الرحيم، يا حمّاد، لا تنظر إلى أَبِي صَفْوان إلّا بالعين الّتي تنظر بها إلى الأولياء، وَأَجْرِ عَلَيْهِ في كلّ شهر ثلاثة [ص:237] آلاف دِرهم. قَالَ: فما زلت واللَّه آخذُها حياة الرشيد.
قلت: أحمد بْن محمد شيخ ابن مَخْلَد لَيْسَ بمشهور.(5/235)
437 - أبو عبيدة العُصْفُريّ. شيخ بَصْريّ، اسمه إسماعيل بْن سِنان. [الوفاة: 201 - 210 ه]
رَوَى عَنْ: عكرمة بْن عمّار، وغيره.
وَعَنْهُ: أبو حفص الفلّاس، وأبو قلابة الرَّقَاشيّ.
قَالَ أبو حاتم الرازي: ما بحديثه بأس.(5/237)
• - أبو عبيدة اللُّغَويّ، مَعْمَر. [الوفاة: 201 - 210 ه]
مرّ.(5/237)
• - أبو عَمْرو الشَّيْبانيّ النحوي، إسحاق بن مرار. [الوفاة: 201 - 210 ه]
مر(5/237)
438 - أبو عيسى بْن هارون الرشيد بْن محمد المهديّ بْن المنصور العبّاسيّ الأمير. واسمه محمد، [الوفاة: 201 - 210 ه]
وأمه أمّ ولد.
ولي إمرة الكوفة سنة أربعٍ ومائتين، وحجّ بالنّاس سنة سبعٍ، وكان موصوفًا بحُسْن الصّورة، وكمال الظرف، وله أدب وشعر جيد.
قَالَ الصُّوليّ: حدَّثني عَبْد اللَّه بْن المعتز قَالَ: كَانَ أبو عيسى ابن الرشيد أديبا ظريفا، إذا عمل بيتين وثلاثة جوَّدَها. فمن شعره:
لساني كتوم لأسراركم ... ودمعي نَمُوم بسِرّي مُذيعُ
فلولا دموعي كتمت الْهَوَى ... ولولا الهوى لم تكن لي دموع
وقال مسبح بن حاتم العكلي: حدثنا إِبْرَاهِيم بْن محمد قَالَ: انتهى جمال ولد الخلافة إلى أولاد الرشيد؛ كان فيهم الأمين، وأبو عيسى. لم ير الناس أجمل منه قط. كان إذا أراد الركوب جلس له الناس حتى يروه أكثر مما يجلسون للخلفاء. [ص:238]
وقال الغلابي: حدثنا يعقوب بْن جعفر قَالَ: قَالَ الرشيد لابنه أَبِي عيسى وهو صبيّ: ليت جمالك لعبد اللَّه، يعني المأمون. فقال: عَلَى أنّ حظَّه لي، فعجب من جوابه عَلَى صغره، وضمّه إِلَيْهِ وقبّله. وقيل: إنّ المأمون كلّم أخاه أبا عيسى بشيء فأخجله فقال:
يكلّمني ويَعْبَثُ بالْبَنَان ... من التشويش مُنْكَسِر اللّسان
وقد لعِب الحياءُ بِوَجْنَتَيْه ... فصار بياضُها كالأُرْجُوان
وقال الصُّوليّ: حدثنا الحُسين بْن فهم قَالَ: لما قَالَ أبو عيسى بْن الرشيد:
دهاني شهر الصَّوْمِ لا كَانَ من شَهْرِ ... ولا صُمْتُ شَهْرًا بعده آخِر الدَّهرِ
ولو كَانَ يُعْديني الإمامُ بقُدْرةٍ ... على الشهر لاستعديت جهدي على الشهر
ناله بعقب هذا صَرْعٌ، فكان يُصْرَع في اليوم مراتٍ حتى مات، ولم يبلغ رمضان آخر.
وقال محمد بْن عبّاد المُهَلّبيّ: كَانَ المأمون قد أهل أخاه أبا عيسى الخلافة بعده. وكان يَقُولُ: ما أجزع من قرب المنيّة حقّ الجزع لبلوغ أَبِي عيسى ما لعلّه يشتهيه. وكان أبو عيسى ممّن لم ير قط أحسن منه، فمات. فدخلت للتعزية، فنبذت عمامتي وجعلتها ورائي؛ لأنّ الخلفاء لا تُعزّى في العمائم، فقال المأمون: يا محمد، حال الْقَدَرُ دون الوطر، وألوت المنية بالأمنية. وكان يعرّفني ما لَهُ عنده وعزّمه فيه، فقلت: يا أمير المؤمنين، كل مصيبة أخطأتك سوى، فجعل الله الحزن لك لا عليك.
وقال صاحب " الأغاني " أبو الفَرَج: حدَّثني ابن أَبِي سعد الوَرَّاق، قال: حدَّثني محمد بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر قال: حدَّثني أَبِي قَالَ: قَالَ أحمد بْن أَبِي دؤاد: دخلت عَلَى المأمون في أول صحبتي إيّاه، وقد تُوُفّي أخوه أبو عيسى، وكان لَهُ مُحِبًّا، وهو يبكي ويتمثل:
سأبكيك ما فاضت دموعي فإن تغض ... فحسبك مني ما تجن الجوانح [ص:239]
كأنْ لم يَمُتْ حيٌّ سواك ولم تُقَم ... على أحد إلا عليك النوائح
فقالت عَرِيبُ:
كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر ... وليس لعين لم يفض ماؤها عذر
كأن بني العبّاس يوم وفاته ... نجوم سماءٍ خر من بينها البدر
فبكى المأمون وبكينا، ثم قَالَ لها: نُوحي. فناحت، وردّ عليها الجواري، فبكينا أحرقَ بكاء، وبكى المأمون حتّى قلت قد جادت نفسه.
وقال هبة اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن المهديّ: مات أبو عيسى سنة تسعٍ ومائتين، ونزل في قبره المأمون، وامتنع من الطعام أيّامًا.
وقال الصُّوليّ: كَانَ أبو عيسى يُسمّى أحمد أيضًا، وكانت أمّه بربريّة.
وله جماعة إخوة اسمهم محمد سوى الأمين، وهم: أبو عليّ محمد: تُوُفّي سنة إحدى وثلاثين ومائتين. وأبو العبّاس محمد: مات سنة خمسٍ وأربعين ومائتين، وكان أعمى القلب مغفَّلًا. وأبو أحمد محمد: وكان ظريفا نديمًا فاضلًا، تُوُفّي سنة أربعٍ وخمسين، وهو آخر من مات من إخوته. وأبو سليمان محمد: سمّاه ابن جرير الطَّبَريّ. وأبو أيّوب محمد: وكان أديبًا شاعرًا. وأبو يعقوب محمد، وكلّهم أولاد إماء، وهذا الأخير مات سنة ثلاثٍ وعشرين، وسأترجم لأبي العباس، ولأبي أحمد إنّ شاء اللَّه تعالى.(5/237)
439 - أبو يوسف الأعشى الكُوفيُّ. واسمه يعقوب بْن محمد بْن خليفة المقرئ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
أحد الكبار. قرأ عَلَى أَبِي بَكْر بْن عيّاش. وتصدّر للإقراء مدّة، فقرأ عَلَيْهِ أبو جعفر محمد بْن غالب الصَّيْرفيّ، ومحمد بْن حبيب الشمّونيّ.
وأخذ عَنْهُ الحروف محمد بْن إِبْرَاهِيم الخواص، ومحمد بْن خلف التيمي، [ص:240] وأحمد بْن جُبَيْر، وعُبَيْد بْن نُعَيْم، وعَمْرو بْن الصّبّاح، وخلف بْن هشام البزّار، وطائفة سواهم.
قال أبو بَكْر النّقّاش: كَانَ أبو يوسف الأعشى صاحب قرآن وفرائض، ولست أقدم عَلَيْهِ أحدًا في القراءة عَلَى أَبِي بَكْر، ولا أقدّم في رواية الحروف أحدًا عَلَى يحيى بْن آدم عَنْ أَبِي بَكْر.
قَالَ أبو العباس بن عقدة: حدثنا القاسم بن أحمد، قال: أخبرنا الشمونيّ، عَنْ أَبِي يوسف الأعشى، قَالَ: قَالَ لي أبو بَكْر: يا أبا يوسف، أَنَا أصلي خلف إمام بني السيد وهو يقرأ قراءة حمزة، فقد شككني في بعض الحروف التي أقرؤها. فاعرضْ علي عرضةً تكون لك أتحفظها عنك. قال: فقعد له في أصحاب الشعير، فقرأ واجتمع الناس حوله يكتبون الحروف.
(آخر الطبقة، والحمد لله)(5/239)
-الطبقة الثانية والعشرون
211 - 220 هـ(5/241)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
- (الْحَوَادِثُ)(5/243)
-دخلت سنة إحدى عشرة ومائتين
ففيها تُوُفّي: عبد الرّزّاق بن همّام الصَّنْعانيّ باليمن. ومُعَلّى بن منصور الرازيّ الفقيه ببغداد، وعليّ بن الحسين بن واقد بمَرْو، وعبد الله بن صالح العِجْليّ المقرئ، والأحوص بن جوّاب أبو الجوّاب الضَّبّيّ، وطَلْق بن غَنّام، ثلاثتهم بالكوفة، وأبو العتاهية الشاعر ببغداد.
وفيها قدم الأمير عبد الله بن طاهر بن الحسين الخُزاعيّ بغدادَ، من الدّيار المصريّة، فتلقّاه العبّاس ولد المأمون، وأبو إسحاق أخو المأمون، وقدم معه بالمتغلبين على الشام وغيرها ابن أبي الجمل، وابن السري، وابن الصفر.
وفيها أمَر المأمون بأن يُنادى: برِئت الذّمة ممّن ذكر معاوية بخير، أو فضَّله على أحدٍ من الصَّحابة، وإنّ أَفْضَلُ الْخَلْقِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه.
وكان المأمون يبالغ في التشيُّع، ولكنْ لم يتكلّم في الشيخين بسوء، بل كان يترضّى عنهما، ويعتقد إمامتهما.(5/243)
-سنة اثنتي عشرة ومائتين
فيها تُوفي: أسد بن موسى السنة بمصر، وأبو عاصم النبيل، وعبد الرحمن بن حَمَّاد الشُّعيثي، وعون بن عمارة العبْدي بالبصرة، ومحمد بن يوسف الفِرْيابيّ بقَيْسارية، ومنبّه بن عثمان بدمشق، وأبو المغيرة عبد القُدوُّس الخَولانيّ بحمص، وزكريّا بن عديّ ببغداد، وعبد الملك بن عبد العزيز بن الماجِشُون الفقيه بالمدينة، وعليّ بن قادم بالكوفة، وخلّاد بن يحيى بمكّة، [ص:244] والحسين بن حفص الهمدانيّ بإصبهان، وعيسى بن دينار الغافقي الفقيه بالأندلس.
وفيها وجّه المأمون محمد بن حُمَيد الطُّوسيّ لمحاربة بابك الخرمي، واستعمل على اليمن أبا الدّاريّ محمد بن عبد الحميد.
وفيها أظهر المأمون القول بخَلْق القرآن، مُضافًا إلى تفضيل عليّ على أبي بكر، وعمر رضي الله عنهم، فاشْمأزّت النُّفوس منه، ثم سار إلى دمشق فصام بها رمضان، وتوجّه فحجّ بالناس.(5/243)
-سنة ثلاث عشرة ومائتين
فيها تُوُفّي عُبيد الله بن موسى العبْسيّ، وخالد بن مَخْلَد القَطَوَانيّ بالكوفة، وعبد الله بن داود الخُرَيْبيّ، وعمْرو بن عاصم الكِلابيّ بالبصرة، وأبو عَبْد الرَّحْمَن عَبْد الله بْن يزيد الْمُقْرِئ بمكة، وعَمْرو بن أبي سَلَمة التِّنِّيسيّ بها. والهيثم بن جميل الحافظ بأنطاكية.
وفيها خرج عبد السلام وابن حلبس بمصر في القَيْسيّة واليَمَانيّة، فاستعمل المأمون على مصر والشام أخاه أبا إسحاق المعتصم، واستعمل على الجزيرة ولده العباس، وأمر لكل واحد منهما بخمسمائة ألف دينار، وأمرَ بمثل ذلك لعبد الله بن طاهر، فقيل: إنّه لم يُفرِّق ملِكٌ في يومٍ من المال مثل ذلك أبدًا.
واستعمل على السنْد الأمير غسّان بن عبّاد، وكان غسّان ذا رأيٍ وحزم ودهاء وخبرة تامة، قد وُلّي إمرة خُراسان قبل طاهر بن الحسين.(5/244)
-سنة أربع عشرة ومائتين
فيها توُفّي حسين بن محمد المروذي ببغداد، وأحمد بن خالد الوهبي بحمص، وعبد الله بن عبد الحكم الفقيه بمصر، وسعيد بن سلام العطّار بالبصرة، ومحمد بن حُمَيد الطُّوسيّ الأمير، قُتِل في حرب الخُرَّمِيّة، وأبو الدّاري أمير اليمن قُتِل أيضًا، وعُمَيْر الباذَغيسي نائب مصر خلافةً عن المعتصم قتل بالحوف في حرب ابن حلبس وعبد السّلام، فسار أبو إسحاق المعتصم بنفسه إليهما فظفر بهما وقتلهما.
وفيها خرج بلال الشاري وقويت شوكته، فسار لحربه هارون بن خلف فظفر به هارون وقتله.
وفيها ولي أصبهان وآذَرْبيجان والجبال وحرب بابك عليُّ بن هشام، فواقَعَ بابَكَ غير مرّة.(5/245)
-سنة خمس عشرة ومائتين
فيها تُوُفّي أبو زيد الأنصاريّ صاحب العربية بالبصرة، واسمه سعيد بن أوس، والعلاء بن هلال الباهليّ بالرَّقَّة، ومحمد بن عبد الله الأنصاريّ القاضي بالبصرة، ومكيّ بن إبراهيم الحنظليّ ببلْخ، وعليّ بن الحسن بن شقيق بمرْو، ومحمد بن المبارك الصوري بدمشق، وإسحاق بن عيسى ابن الطّبّاع ببغداد، وقُبيصة بن عُقبة السُّوائيّ بالكوفة.
وفيها سار المأمون لغزو الروم في أول العام، واستخلف على بغداد الأمير إسحاق بن إبراهيم بن مُصْعَب، وقدِم عليه محمد بن عليّ بن موسى الرّضا، فأكرمه وأجازه بمالٍ عظيم، وأمره بالدخول بأهله، وهي أمّ الفضل ابنة المأمون، فدخل بها ببغداد، ثم سار المأمون إلى دابق وأنطاكية، ثم دخل المِصِّيصة، وخرج منها إلى طَرَسُوس، ثم دخل الروم في نصف جُمادَى الأولى، فنازل حصن قُرَّةَ حتّى فتحه عَنْوةً وهدمه، وافتتح حصن ماجدة، وتسلم حصنين بالأمان.
وأما أخوه أبو إسحاق فإنه هذب قواعد الديار [ص:246] المصريّة، ورجع فقدِم واجتمع بأخيه المأمون بنواحي الموصل، وقدِم المأمون دمشقَ بعد غزوته المذكورة.(5/245)
-سنة ست عشرة ومائتين
وفيها تُوُفّي حَبّان بن هلال، وعبد الملك بن قريب الأصمعيّ، وهَوْذة بن خليفة، ومحمد بن كثيّر المصِّيصيّ الصَّنْعانيّ، والحسن بن سَوّار البَغَويّ، وعبد الله بن نافع المدنيّ الفقيه، وعبد الصمد بن النعمان البزاز، ومحمد بن بكّار بن بلال قاضي دمشق، ومحمد بن عبّاد بن عبّاد المهلّبيّ أمير البصرة، ومحمد بن سعيد بن سابق نزيل قزوين، وزبيدة زوجة الرشيد وابنة عمه.
وفيها كرّ المأمون راجعًا إلى غزو الروم، لكونه بلغه أنّ ملك الروم قتل خلقًا من أهل طَرَسُوس والمِصِّيصة، فدخلها في جُمَادَى الأولى، وأقام بها إلى نصف شعبان، وجهز أخاه أبا إسحاق، فافتتح عدّة حصون.
ثم وجّه يحيى بن أكثم فأغار وقتل وسبى، ثم رجع.
وفي آخر السنة توجّه المأمون من دمشق إلى الدّيار المصريّة ودخلها، فهو أوّل من دخلها من الخلفاء العبّاسيّين.(5/246)
-سنة سبْع عشرة ومائتين
فيها تُوُفّي حَجّاج بن مِنْهال الأنماطيّ بالبصرة، وسريج بن النُّعْمان الجوهريّ، وموسى بن داود الضّبّي الكُوفيُّ ببغداد، وهشام بن إسماعيل العطّار العابد بدمشق، وعمْرو بن مَسْعَدَة أبو الفضل الصُّولِيُّ كاتب الإنشاء للمأمون، وإسماعيل بن مَسْلَمَة أخو القعنبي بمصر.
وفيها دخل المأمون مصر، فأحضر بين يديه عَبْدُوس الفِهْريّ فضُرِبَت عنقه.
قال المسعوديّ: وكان قد تغلب عليها، وعاد إلى دمشق، ثمّ سار إلى أَذَنَة، ودخل أرض الروم، فنزل على لُؤْلُؤَةَ وحاصرها مائة يوم، ثمّ رحل عنها، وخلّف عليها عُجَيْفًا، فخدعَه أهلها وأسروه، ثم أطلقوه بعد جمعةٍ، وأقبل الملك تَوْفِيل في جيوش الروم - لعنهم الله - إلى حصن لؤلؤة فأحاط بعجُيَفْ، [ص:247] فبلغ ذلك المأمون، فجهّز الجنود لحربه، فارتحل تَوفْيِل وكتب كتابًا إلى المأمون يطلب الصُّلْح، فبدأ بنفسه وأغلظ في المكاتبة، فاستشاط المأمون غضبًا وقصد الروم، وعزم على المسير إلى قُسْطنطينية، ثم فكّر في هجوم الشتاء فرجع.
وفيها وقع حريق عظيم بالبصرة يُقال: إنّه أتى على أكثرها، وكان أمرًا مزعجًا يفوق الوصف.(5/246)
-سنة ثمان عشرة ومائتين
فيها تُوُفّي أبو مُسْهِر الغسّانيّ شيخ الشام، ومُعَلّى بن أسد العمِّيّ، ويحيى بن عبد الله البابْلُتّيّ على الصحيح، ومحمد بن الصَّلْت الأَسَديّ الكُوفيُّ، وعبد الله بن يوسف التِّنِّيسيّ، وحَجّاج بن أبي منيع الرَّصافيّ، وإسحاق بن بكر بن مضر المصري، ومحمد بن نوح العِجْليّ، والخليفة المأمون، وحبيب كاتب مالك، وبشر المريسي.
وفيها اهتم المأمون ببناء طُوَانة من أرض الروم، وحشد لها الرجال والصُّنّاع، وأمر ببنائها ميلًا في ميل، وقرّر ولده العبّاس على بنائها، ولزِمه عليها أموال لَا يحصيها إلّا الله تعالى، وهي على فم الدَّرْب ممّا يلي طَرَسُوس. وافتتح عدّة حصون.
ذِكر المِحْنة
في أثناء السنة كتب المأمون إلى نائبه على بغداد إسحاق بن إبراهيم الخُزَاعيّ ابن عمّ طاهر بن الحُسين، في امتحان العلماء، كتابًا يقولُ فيه: وقد عرف أمير المؤمنين أنّ الجمهور الأعظم والسَّواد الأكبر مِن حَشو الرَّعيّة، وسَفْلَة العامّة، ممّن لَا نظر له ولا رَوِيّة ولا استضاءة بنور العِلم وبرهانه، أهل جهالة بالله وعَمًى عنه، وضلالةٍ عن حقيقة ديِنه، وقصورٍ أن يَقْدُرُوا الله حق [ص:248] قَدْره، ويعرفوه كُنْه معرفته، ويُفرّقوا بينه وبين خلْقه، وذلك أنّهم ساوَوْا بين الله وبين خلْقِهِ، وبين ما أُنزل من القرآن. فأطبقوا على أنّه قديم لم يخلقْه الله ويخترعه. وقد قال تعالى: {إنا جعلناه قرآنا عربيا} فكلّ ما جعله الله فقد خلقه كما قال: {وجعل الظلمات والنور}، وقال: {نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سبق}، فأخبر أنّه قصصٌ لأمور أحدثهُ بعدها. وقال: {أحكمت آياته ثم فصلت}، والله مُحْكم كتابَه ومُفَصِّلُهُ، فهو خالقه ومُبْتَدِعُهُ. ثم انتسبوا إلى السُّنّة، وأنّهم أهل الحقّ والجماعة، وأنّ مَن سواهم أهل الباطل والكُفْر. فاستطالوا بذلك وغرّوا به الجهّال، حتّى مال قوم من أهلِ السَّمْت الكاذب والتَّخَشُّع لغير الله إلى موافقتهم، فنزعوا الحقّ إلى باطلهم، واتّخذوا دون الله وليجةً إلى ضلالهم، إلى أن قال: فرأى أمير المؤمنين أنّ أولئك شرّ الأمّة، المنقوصون من التّوحيد حظًا، أوعيةُ الجهالة وأعلام الكذب، ولسان إبليس الناطق في أوليائه، والهائل على أعدائه مِن أهل دِين الله، وأحقُّ أن يُتَّهم في صِدْقه، وتُطرح شهادته، ولا يوثق به، من عمي عن رشده وحظه من الإيمان بالتوحيد، وكان عما سوى ذلك أعمى وأضل سبيلا.
ولعمر أمير المؤمنين، إنّ أكْذَب النّاس مَن كذب على الله ووحْيه. وتخرّص الباطل، ولم يعرف الله حقيقة معرفته. فاجْمَعْ مَن بحضرتك من القُضاة، فاقرأ عليهم كتابنا وامتحنهم فيما يقولون، واكشفهم عمّا يعتقدون في خلق الله وإحداثه. وأعلمهم أنّي غير مستعينٍ في عملٍ ولا واثقٌ بمن لا يوثق بدينه. فإذا أقرّوا بذلك ووافقوا فمُرهم بنصّ مَن بحضرتهم من الشهود، ومسألتهم عن علمهم في القرآن، وترْك شهادة مَن لم يُقِرّ أنّه مخلوق. واكتب إلينا بما يأتيك عن قضاة أهل عملك في مسألتهم، والأمر لهم بمثل ذلك.
وكتب المأمون إليه أيضًا في إِشخاص سبعة أنفُس، وهم: محمد بن سعْد كاتب الواقديّ، ويحيى بن مَعِين، وأبو خَيْثَمَة، وأبو مسلم مُسْتملي يزيد بن هارون، وإسماعيل بن داود، وإسماعيل بن أبي مسعود، وأحمد بن إبراهيم الدَّوْرقيّ. فأُشْخِصوا إليه، فامتحنهم بخلْق القرآن فأجابوه، فردّهم من الرَّقّة إلى بغداد، وسبب طَلَبهم أنّهم توقّفوا أولًا، ثم أجابوه تَقِيّةً. وكتب إلى إسحاق بن إبراهيم بأن يُحضر الفقهاء ومشايخ الحديث ويخبرهم بما أجاب به هؤلاء [ص:249] السبعة، ففعل ذلك، فأجابه طائفة وامتنع آخرون. فكان يحيى بن مَعِين وغيره يقولون أَجَبْنا خوفًا من السيف.
ثم كتب المأمون كتابًا آخر من جنس الأول إلى إسحاق، وأمره بإحضار من امتنع، فأحضرَ جماعةً منهم: أحمد بن حنبل، وبِشْر بن الوليد الكِنْدِيّ، وأبو حسّان الزّياديّ، وعليّ بن أبي مقاتل، والفضل بن غانم، وعُبيد الله بن عمر القَوَاريريّ، وعليّ بن الْجَعْد، وسَجّادة، والذّيّال بن الهيثم، وقُتَيبة بن سعيد، وكان حينئذٍ ببغداد، وسَعْدويْه الواسطيّ، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وابن الهِرْش، وابن عُلَيّة الأكبر، ومحمد بن نوح العِجْليّ، ويحيى بن عبد الرحمن العُمَريّ، وأبو نصر التّمّار، وأبو مَعْمَر القطِيعيّ، ومحمد بن حاتم بن ميمون، وغيرهم. وعُرِض عليهم كتاب المأمون فَعَرَّضوا، ووَرَّوْا ولم يُجيبوا ولم يُنكروا.
فقال لبِشْر بن الوليد: ما تقول؟ قال: قد عرَّفْتُ أميرَ المؤمنين غيرَ مرّة، قال: وإن فقد تجدد من أمير المؤمنين كتاب، قال: أقول: كلام الله، قال: لم أسألك عن هذا. أمخلوقٌ هو؟ قال: ما أحُسِنُ غيرَ ما قلت لك. وقد استعهدتُ أميرَ المؤمنين أن لَا أتكلم فيه، ثم قال لعليّ بن أبي مقاتل: ما تقول؟ قال: القرآن كلام الله، وإنْ أمَرَنَا أميرُ المؤمنين بشيءٍ سمِعنا وأطعنا، وأجاب أبو حسان الزّياديّ بنحو من ذلك، ثم قال لأحمد بن حنبل: ما تقول؟ قال: كلام الله، قال: أمخلوقٌ هو؟ قال: هو كلام الله لَا أزيد على هذا، ثم امتحن الباقين وكتب بجواباتهم، وقال ابن البكّاء الأكبر: أقول القرآن مجعولٌ ومُحْدَثٌ لوُرُود النّصّ بذلك، فقال له إسحاق بن إبراهيم: والمجعول مخلوق؟ قال: نعم، قال: فالقرآن مخلوق؟ قال: لَا أقول مخلوق، ثم وجه بجواباتهم إلى المأمون، فورد عليه كتاب المأمون: بَلَغَنا ما أجاب به مُتَصَنِعَةُ أهل القبلة، وملتمسوا الرياسة، فيما ليسوا له بأهلٍ، فمن لم يُجِب أنّه مخلوق فامنعْه من الفتوى والرواية.
ويقول في الكتاب: فأمّا ما قال بِشْر فقد كذب، لم يكن جرى بين أمير المؤمنين وبينه في ذلك عهد أكثر من إخبار أمير المؤمنين من اعتقاده كلمة الإخلاص، والقول بأنّ القرآن مخلوق، فادعُ به إليك، فإنْ تاب فأَشْهِرْ أمره، وإِنْ أصرّ على شِرْكه، ودفع أن يكون القرآن مخلوقًا بكُفْره وإلحاده فاضربْ عُنُقه، وابعث إلينا برأسه. وكذلك إبراهيم بن المهْدي فامتَحِنْه، فإنْ أجاب، [ص:250] وإلّا فاضربْ عُنُقه. وأمّا عليّ بن أبي مقاتل، فقُل له: ألستَ القائل لأمير المؤمنين: إنّك تحلِّل وتحرِّم. وأما الذَّيّال فأَعْلِمْه أنّه كان في الطّعام الذي سرقه من الأنبار ما يشغله. وأمّا أحمد بن يزيد أبو العوّام وقوله: إنّه لَا يُحْسِن الجواب في القرآن، فأَعْلِمْه أنّه صبيُّ في عقله لَا في سِنِّه، جاهلٌ سيُحْسِن الجواب إذا أُدِّب، ثم إنْ لم يفعل كان السيفُ من وراء ذلك. وأمّا أحمد بن حنبل فأَعْلِمْه أنّ أمير المؤمنين قد عرف فحوى مقالته، واستدّل على جَهْله وآفته بها. وأمّا الفضل بن غانم، فأَعلْمِهْ أنّه لم يَخْفَ على أمير المؤمنين ما كان فيه بمصر، وما اكتسب من الأموال في أقل من سنة، يعني في ولايته القضاء. وأمّا الزيادي فأعلمه أنه كان منتحلا ولاء دَعِيٍّ. فأنكر أبو حسّان أن يكون مولى لزياد بن أبيه، وإنّما قيل له: الزّياديّ لأمرٍ من الأمور. قال: وأمّا أبو نصر التّمّار فإنّ أمير المؤمنين شبَّه خساسة عقله بخساسة متجره. وأمّا ابن نوح، وابن حاتم فأعْلِمْهم أنّهم مشاغيل بأكل الرِّبا عن الوقوف على التوحيد، وإنّ أمير المؤمنين لو لم يستحل محاربتهم في الله إلا لآرابهم، وما نزل به كتابُ الله في أمثالهم لَاستحلّ ذلك، فكيف بهم وقد جمعوا مع الإرباء شِرْكًا، وصاروا للنَّصارى شَبَهًا؟ وأمّا ابن شجاع فأعلمه أنه صاحبه بالأمس، والمستخرج منه ما استخرجه من المال الذي كان استحلَّه من مال الأمير عليّ بن هشام. وأمّا سَعدويْه الواسطيّ، فقل له: قبّح الله رجلًا بلغ به التصنُّع للحديث والحرص على الرياسة فيه، أنْ تمنّى وقت المحنة. وأمّا المعروف بسَجّادة، وإنكاره أن يكون سمع ممّن كان يجالس من العلماء القولَ بأنّ القرآن مخلوق، فأَعْلِمْه أنّ في شغله وإعداد النَّوَى، وحُكمه لإصلاح سجّادته، وبالودائع الّتي دفعها إليه عليّ بن يحيى وغيره ما أذهله عن التوحيد. وأما القواريري ففيما تكشف من أحواله، وقبوله الرّشا والمصانعات ما أبان عن مذهبه وسوء طريقته وسخافة عقله ودينه. وأمّا يحيى العُمريّ، فإنْ كان من ولد عمر بن الخطّاب فجوابه معروف. وأمّا محمد بن الحسن بن عليّ بن عاصم، [ص:251] فإنّه لو كان مُقْتديًا بمن مضى من سلفه لم ينتحل النِّحْلَةَ التي حُكِيَتْ عنه، وأنّه بعدَ صبيٌّ يحتاج إلى أن يُعلَّم. وقد كان أمير المؤمنين وجّه إليك المعروف بأبي مُسْهِر بعد أن نصّه أمير المؤمنين عن محنته في القرآن، فجمجم عنها ولَجْلج فيها حتّى دعا له أمير المؤمنين بالسيف، فأقرّ ذميمًا، فأَنْصِصْه عن إقراره، فإنْ كان مقيمًا عليه فأشْهِر ذلك وأظْهِرْه. ومَن لم يرجع عن شِرْكه ممّن سمَّيتُ بعد بِشر، وابن المهديّ، فاحمِلْهم موثَّقين إلى عسكر أمير المؤمنين ليسألهم، فإنْ لم يرجعوا حملهم على السيف.
قال: فأجابوا كلّهم عند ذلك، إلّا أحمد بن حنبل، وسجّادة، ومحمد بن نوح، والقواريريّ، فأمرَ بهم إسحاق فقُيِّدوا، ثم سألهم من الغد وهم في القيود فأجاب سجّادة، ثم عاودهم ثالثًا فأجاب القواريريّ، ووجَّه بأحمد بن حنبل، ومحمد بن نوح المضروب إلى طَرَسُوس، ثم بلغ المأمون أنهم إنما أجابوا مُكْرَهينَ، فغضِب وأمر بإحضارهم إليه، فلما صاروا إلى الرقة تلقتهم وفاةُ المأمون، وكذا جاء الخبر بموت المأمون إلى أحمد، ولطف الله وفرج. وأمّا محمد بن نوح فكان عديلًا لأحمد بن حنبل في المَحْمل، فمات، فوليه أحمد بالرَّحْبة وصلّى عليه ودفنه رحمه الله تعالى.
وأما المأمون فمرض بالروم، فلما اشتدّ مرضه طلب ابنَه العبّاس لِيَقْدم عليه، وهو يظنّ أنّه لَا يدركه، فأتاه وهو مجهود، وقد نفذت الكُتُب إلى البلدان فيها: مِن عبد الله المأمون وأخيه أبي إسحاق الخليفة من بعده بهذا النّصّ. فقيل: إنّ ذلك وُقِّع بأمر المأمون، وقيل: بل كتبوا ذلك وقت غشيٍ أصابه، فأقام العبّاس عنده أيّامًا حتّى مات.
ذِكر وصيّة المأمون
" هذا ما أشهد عليه عبد الله بن هارون أمير المؤمنين أنّ الله وحده لَا شريك له في مُلكه، وأنّه خالقٌ وما سواه مخلوق. ولا يخلو القرآن من أن يكون شيئًا له مثلٌ، والله لَا مثل له " إلى أن قال: " والبعث حقّ، وإنّي مذنب أرجو وأخاف، فإذا متُّ فوجّهوني وليُصّلّ عليّ أقربكم منّي نَسَبًا، وليُكبّرْ خمسًا "، وذكر وصايا [ص:252] من هذا النّوع، إلى أن قال: " فرحِم الله عبدًا اتَّعظ وفكّر فيما حتّم الله على جميع خلقه من الْفَنَاءِ، وقضى عليهم من الموت الذي لَا بدّ منه، فالحمد لله الذي توحّد بالبقاء، ثم لينظُر المرءُ ما كنت فيه من عزّ الخلافة، هل أغنى عنّي شيئًا إذا جاء أمر الله؟ لَا والله. ولكن أضعف به علي الحساب، فيا لَيْتَ عبد الله بن هارون لم يك بشرا بل ليته لم يك شيئًا. يا أبا إسحاق، ادْنُ منّي واتَّعِظْ بما ترى، وخُذ بسيرة أخيك في القرآن، واعمل في الخلافة إذ طوّقَكَها اللَّهُ تعالى عمل المريد لله، الخائف من عقابه، ولا تغترّ بالله وتَمْهيله، فكأنْ قد نزل بك الموت. ولا تغفل أمر الرعيّة الرعيّةَ الرعيّةَ، الْعَوَامَّ الْعَوَامَّ، فإنّ المُلْك بهم اللَّهَ اللَّهَ فيهم وفي غيرهم. يا أبا إسحاق، عليك عهد الله لتقَومّن بحقّ الله في عباده، ولتؤثِرَنّ طاعة الله على معصيته. قال: اللهمّ نعم، قال: فانظُر من كنت تسمعني أقدمه فأضعف له التقدمة. وعبد الله بن طاهر أقرّه على عمله، فقد عرفت بلاءه وغَنَاءه، وأبو عبد الله بن أبي دُؤاد لَا يُفارقك، وأشْرِكْه في المشورة في كل أمرك، ولا تتّخذنّ بعدي وزيرًا، فقد علمت ما نكبني به يحيى بن أكثم في معاملة الناس، وخُبْث سريرته حتّى أبعدْتُهُ، هؤلاء بنو عمّك من ذُرِّيَّة أمير المؤمنين عليّ صلوات الله عليه، أحسِنْ صُحْبتهم، وتجاوَزْ عن مُسِيئهم، وأَعطهِم الصِّلات.
ثم تُوُفّي في رجب، ودفن بطرسوس.
وكان أول من بايع المعتصم: العبّاسُ بنُ المأمون.
قال محمد بن عُبيد الله المُسبّحي في " تاريخ مصر ": كتب المعتصم إلى نائبه على مصر كُنْدر، وإلى قاضي مصر هارون بن عبد الله الزُّهْريّ كتابًا بخطّ الفضل بن مروان يمتحن فيه الناس بخلْق القرآن. فأحضرهم القاضي هارون، فأجاب عامّة الشهود وأكثر الفقهاء، إلّا من هرب منهم. وكان هارون إذا شهد عندَه عدلْان سألهما عن القرآن، فإنْ أقرّا أنّه مخلوق قبلهما، وأخذ بذلك المؤذِّنون والمحدثون. وأُمِرَ المعلمون أن يعلموا الصّبيان كتعليم القرآن، يعني القول بخلق القرآن. وبقيت المحنة إلى أن وُلِّيَ الخلافةَ المتوكّل سنة اثنتين وثلاثين.
وفيها وقع الوباء العظيم بمصر، فمات أكثرهم، وغلا السِّعر هذه السنة [ص:253] وبعض سنة تسع عشرة، قال: ولم تبقَ دارٌ ولا قرية إلّا مات أكثر أهلها، ولم يبق بمصر رئيس ولا شريف مشهور، وولّت الدنيا عمّن بقي من أولادهم، وركبهم الذُّلّ، وجفاهم السلطان؛ لأنّهم خرجوا غير مرّة وأثاروا الفتنة.
ثم سَرَدَ مَن مات من أشرافهم من أول دولة المأمون إلى آخرها، فسمَّى من كبارهم أبا نصر الوليد بن يعفر بن الصّبّاح بن أبرهة، تُوُفّي سنة سبعٍ وتسعين ومائة، وإبراهيم بن حوّى تُوُفّي فيها، وإبراهيم بن نافع الطّائيّ، تُوُفّي سنة ثمانٍ وتسعين، وعثمان بن بلادة فيها، وهاشم بن حديج، ومحمد بن حسّان بن عتاهية سنة تسعٍ وتسعين، وهبيرة بن هاشم بن حديج، وزُرْعة بن معاوية سنة مائتين. ثم سمَّى عددًا كثيرًا لَا نعرفهم كان لهم جاه وحشمة في عصرهم بمصرهم، انْمحت آثارهم وانطوت أخبارهم.
وفيها أمر المعتصم بهدم طُوَانة الّتي قدمنا أنّ المأمون أمر ببنائها، ثم حُمِل ما بها من الآلات والسلاح، وتفرّق ما تعب عليه المأمون، وسافر الناس الذين أُسكنِوا بها إلى بلادهم، ثم انصرف المعتصم إلى بغداد، فدخلها في أول رمضان من السنة.
وفيها عظُم الخَطْب واشتدّ الأمر بالخُرّميّة - لعنهم الله - ودخل في دِينهم خلق من أهل بلاد هَمذان وبلاد إصبهان، وجيّشوا بأرض همذان، فسار لحربهم إسحاق بن إبراهيم بن مُصْعَب في ذي القعدة، فظفر بهم، وقتل منهم ملحمة عُظمى. فيُقال: إنّه قُتِل منهم ببلاد همذان ستّين ألفًا، وهرب باقيهم إلى بلاد الروم، وكان المصافّ بأرض همذان مما يلي الرّيّ. وبعضهم يقول: قُتِل منهم فوق المائة ألف، وكانت ملحمة هائلة.(5/247)
-سنة تسع عشرة ومائتين
فيها تُوُفّي عليّ بن عيّاش الأَلهاني بحمص، وأبو بكر عبد الله بن الزُّبير الحُمَيْديّ بمكة، وأبو نُعَيم الفضل بن دُكين، وأبو غسّان مالك بن إسماعيل النَّهْديّ بالكوفة، وعَمرو بن حكّام، وإبراهيم بْن حُميد الطويل، وسعد بْن شُعْبَة بْن الحَجّاج بالبصرة، وأبو الأسود النَّضْر بن عبد الجبّار بمصر، وسليمان [ص:254] ابن داود الهاشمي، وغسان بن المفضل الغلابي ببغداد.
وفيها ظهر محمد بن القاسم العلوي الحسيني بالطالقان يدعو إلى الرِّضا من آل محمد. فاجتمع عليه خلْق، فسار لقتاله جيش من قِبل عبد الله بن طاهر، فجرت بينهم وقعات عديدة، ثم انهزم محمد بن القاسم فقصد بعض كُوَر خُراسان، فظفر به متولّي نَسَا، فقيّده وبعث به إلى ابن طاهر، فحبسه المعتصم. ثم إنّه هرب من السجن ليلة عيد الفطر، ونزل في حبلٍ دُلّي له. فنودي عليه: مَن أحضره فله مائة ألف درهم، فلم يقعوا به.
وفي جُمادَى الأولى قدِم بغداد، إسحاق بن إبراهيم بسبيٍ عظيم من أهل الخرمية الذين أوقع بهم بهمذان.
وفيها عاثت الزُّطّ بنواحي البصرة، فانتدب لحربهم عُجَيْف بن عَنْبَسة، فظفر بهم وقتل منهم نحو الثمانمائة. ثم جرت له معهم حروب. وكان عدّتهم خمسة عشر ألفا.
وفيها امتحن المعتصم أحمد بن حنبل، وقيل: سنة عشرين، وذلك في ترجمة أحمد رحمه الله.(5/253)
-ثم دخلت سنة عشرين ومائتين
فيها تُوُفّي عفان ببغداد، وقالون بن عيسى بن مينا، ومُطَرِّف بن عبد الله بالمدينة، وأبو حذيفة النهدي، وعاصم بن يوسف اليَرْبُوعيّ، وخلّاد بن خالد القارئ بالكوفة، وعثمان بن الهيثم المؤذّن، والخليل بن عمر بن إبراهيم العبْديّ، وعبد الله بن رجاء بالبصرة، وآدم بن أبي أياس بعسقلّان، وعبد الله بن جعفر الرَّقّي بالرَّقّة، وقَرعوس بن العبّاس الثقفيّ صاحب مالك بالأندلس، ومحمد الجواد ولد عليّ بن موسى الرّضا ببغداد.
ويوم عاشوراء دخل عُجَيف بغدادَ بسبي الزُّطِّ وأَسْراهم، فعبّأهم على هيئتهم في الحرب، وكان يوما مشهودا. ثم نفذوا إلى عين زَرَبة، فأغارت عليهم الروم، فاجتاحوهم حتى لم ينج منهم أحد.
وفيها عقد المعتصم على حرب بابك وعلى بلاد الجبل للأفشين، واسمه [ص:255] حيدر بن كاوس. ثم وجّه أبا سعيد محمد بن يوسف إلى أردبيل لعمارة الحصون الّتي خرّبها بابَك، ففعل ذلك. وكان محمد بن البُعيث صديق بابَك في قلعة شاهي وحصن تبريز من بلاد أَذرَبْيَجْان، فبعث بابَكُ قائده عصمة، فنزل بابن البُعيث فأكرمه وأنزل إليه الإقامات وأضافه وسقاه خمرًا وأسره، وقتل جماعة من مقدميه، فهرب عسكره، وشرع ابن البُعيث يناصح المعتصم، ودلّه على عورة بلاد بابَك، ثم كانت وقعة كبيرة بين بابَك والأفشين انهزم فيها بابَك، وقُتِل من أصحابه نحو الألف، وهرب إلى موغان، ومنها إلى مدينته التي تُسمى البَذّ، وبعث الأفشين بالرؤوس والأسرى إلى بغداد.
وفي رمضانها كانت محنة الإمام أحمد، وضُرِب بالسّياط، ولم يُجِب. وسيأتي ذلك في ترجمته.
وفي ذي القعدة نزل المعتصم بالقاطول وأمر بإنشاء مدينة سُرّ من رأى، فاشترى أرضها من رُهبان لهم دير هناك. وقد كان الرشيد يتنزه بالقاطول لِطيبه. واستخلف المعتصم على بغداد ولده الواثق.
وفيها غضب المعتصم على وزيره الفضل بن مروان وصادره، وأخذ منه أموالا عظيمة تفوت الوصف، حتّى قيل: إنّه أخذ منه عشرة آلاف ألف دينار، واستأصله وأهل بيته ونفاه إلى السّنّ؛ قرية بطريق الموصل. ووُليّ بعده الوزارة محمد بن عبد الملك ابن الزيات.
واعتنى المعتصم باقتناء التُّرْك، فبعث إلى سمرقند وفَرغانة والنّواحي في شرائهم، وبذل فيهم الأموال، وألبسهم أنواع الدِّيباج ومناطق الذهب. فكانوا يطردون خيلهم ببغداد ويُؤْذُون الناس. فربّما ثار أهل البلد بالتركيّ فقتلوه عند صدْمه للمرأة والشيخ. فعزم المعتصم على التحوّل من بغداد وتنقل على دجلة، والقاطول هو نهر منها، فانتهى إلى موضع سامراء، وفي مكانها دير عادي لرهبان. فرأى فضاءً واسعًا جدًّا وهواءً طَيِّبًا فاستمرأه، وتصيّد ثلاثًا فوجد نفسه تطلب أكثر من أكله، فعلم أنّ ذلك لتأثير الهواء والتُّرْبة والماء. فاشترى من أهل الدَّيْر أرضهم بأربعة آلاف دينار، وأسّس قصره بالوزيريّة التي يُنسب إليها التّين الوزيريّ العديم النظير في الحسن. فجمع عليها الفعلة [ص:256] والصُّنّاع من الممالك. ونقل إليها أنواع الأشجار والغُرُوس، واختُطَّت الخِطّط والدُّروب، وجدّوا في بنائها، وشُيّدت القصور، واستُنْبِطت المياه من دجله وغيرها، وتَسَامع النّاس وقصدوها، وكثُرت بها المعايش.(5/254)
-ذِكْرُ أَهْلِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ عَلَى الْحُرُوفِ(5/257)
-[حَرْفُ الأَلِفِ](5/257)
1 - م د ت ن: أحمد بن إسحاق بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق، أبو إسحاق، الحضرميّ مولاهم، البَصْريُّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
أخو المقرئ يعقوب، كان أسن من يعقوب.
رَوَى عَنْ: عِكْرمة بن عمّار، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وهَمَّام، ووُهَيْب، وأبي عَوَانة، وجماعة.
وَعَنْهُ: إبراهيم بن سعيد الجوهريّ، وأبو بكر بن أبي شَيْبة، وإبراهيم الْجُوزَجَانيّ، وإسحاق الحربيّ، وأبو خَيْثمة، وولده أحمد بن أبي خَيْثمة، والحارث بن أبي أسامة، وعبد بن حُمَيْد، وطائفة.
وثّقه أبو حاتم والنَّسائي.
ومات سنة إحدى عشرة، وكان يحفظ حديثه.(5/257)
2 - خ: أحمد بن إشكاب الصّفّار، أبو عبد الله، كوفيّ نزل مصر، قيل: اسمه أحمد بن معمر بن إشكاب، وقيل: أحمد بن عبيد الله بن إشْكاب. [الوفاة: 211 - 220 ه]
سَمِعَ: شَرِيكًا، وعبد السّلام بن حرب، ورِفاعة بن إياس الضَّبِّيّ، ومحمد بن فُضَيْلٍ، وأبا بكر بن عيّاش، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، ويعقوب الفَسَويّ، وأحمد بن عيسى اللّخْميّ الخشّاب، وبكر بن سهل الدِّمياطيّ، وعبّاس الدُّوريّ، وأبو حاتم الرّازيّ، وجماعة.
قال أبو حاتم: ثقة مأمون. [ص:258]
وقال ابن يونس في تاريخه: تُوُفّي سنة سبْع أو ثمان عشرة.(5/257)
3 - أحمد بن أوفى الأهْوازيّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: عَبّاد بن منصور، وشُعْبة.
وَعَنْهُ: مَعْمَر بن سهل، وغيره.(5/258)
4 - أحمد بن أيّوب السَّمَرْقَنديّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
نزيل مَرْو.
عَنْ: أبي حمزة السُّكَّريّ.
وَعَنْهُ: إسحاق بنُ راهَوَيْه، والنَّضْر بن سَلَمَةَ، وغيرهما.(5/258)
5 - أحمد بن تَوْبة السُّلَميّ المَرْوَزيّ المُطَّوَّعيّ، الغازي الأمير المجاهد البطل الزّاهد. [الوفاة: 211 - 220 ه]
سَمِعَ: ابن المبارك، وإبراهيم بن المغيرة، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وحَرْمَلَة بن عبد العزيز.
وَعَنْهُ: إسحاق الكَوْسَج، وعبد الله بن أحمد بن شَبوَيْه، ويحيى بن المُثَنَّى.
ذكره ابن ماكولا فقال: لم يتهدف للتحديث. قال: وكان يقال: إنه مستجاب الدعوة. فتح أسبيجاب في أربعين رجلا، بها أولادهم تعرف بأولاد الأربعين، يشار إليهم في أسبيجاب.
قال غُنْجار: سكن أحمد بن توبة بِيكَنْد، وبها تُوُفّي.(5/258)
6 - أحمد بن جعفر، أبو عبد الرحمن الوكيعيّ الكُوفيُّ الضّرير الحافظ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: حفص بن غياث، ووكيع، وغيرهما.
وكان أبو نعيم يقول: ما رأيت أحفظ منه.
وَعَنْهُ: إبراهيم الحربي، وقال: كان يحفظ مائة ألف حديث، وما أحسبه سمع حديثًا إلا وحفظه.
قلت: وروى عنه أحمد بن القاسم الأنماطي.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ الحربي: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ لأَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْوَكِيعِيِّ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنِّي لأُحِبُّكَ؛ حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عبيد، عن [ص:259] المقدام قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُعْلِمْهُ ".
وَقَالَ أَبُو داود: كَانَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْوَكِيعِيُّ يَحْفَظُ الْعِلْمَ عَلَى الْوَجْهِ.
وَقَالَ الَّدارقُطْنيُّ: هُوَ ثِقَةٌ، وَابْنُهُ مُحَمَّدٌ ثِقَةٌ.
وَقَالَ الْحَرْبِيُّ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ.(5/258)
7 - أحمد بن حفص، أبو حفص البخاريّ الفقيه الحنفيّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عالم أهل بُخارى في زمانه، ووالد شيخ بُخَارى أبي عَبْد الله محمد بْن أَحْمَد بن حفص الفقيه.
لم أظفر بأخباره، وقد تُوُفّي في المحرّم سنة سبْع عشرة ومائتين.
رحل وتفقّه بمحمد بن الحسن،
وَسَمِعَ مِنْ: وكيع وطبقته.
قال محمد بن أبي رجاء البخاريّ: سمعت أبا حفص أحمد بن حفص يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النّوم عليه قميصٌ، وامرأة إلى جَنْبه تبكي. فقال لها: لَا تبكي، فإذا مِتُّ فابكي. قال: فلم أجد من يُعبّرها لي، حتّى قال لي إسماعيل والد البخاريّ: إنّ السُّنّة قائمة بعدُ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْأَدِيبُ: سَمِعْتُ اللَّيْثَ بْنَ نَصْرٍ الشَّاعِرَ يَقُولُ: تَذَاكَرْنَا الْحَدِيثَ: " إِنَّ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ عَلَمَ الزَّمَانِ ". فَبَدَأْتُ بِأَبِي حَفْصٍ أَحْمَدَ بْنِ حَفْصٍ فَقُلْتُ: هُوَ فِي فِقْهِهِ وَوَرَعِهِ وَعَمَلِهِ يَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ عَلَمَ الزَّمَانِ، ثُمَّ ثَنَّيْتُ بِمُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ فَقُلْتُ: هُوَ فِي مِعْرِفَةِ الْحَدِيثِ وَطُرُقِهِ يَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ عَلَمًا، ثُمَّ ثلَّثْتُ بِأَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ السرماري فقلت: رجلٌ يقرأ على منبر الخليفة هَهُنَا يَقُولُ: شَهِدْتُ مَرَّةً أَنَّ رَجُلًا وَحْدَهُ كَسَرَ جُنْدَ الْعَدُوِّ، فَإِنَّهُ يَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ علَمَ الزَّمَانِ. قَالُوا: نَعَمْ.
وُلد أحمد بن حفص سنة خمسين ومائة، ولقي أيضًا هُشَيْمًا وجرير بن عبد الحميد.
أخبرنا أبو علي ابن الخلال قال: أخبرنا جعفر قال: أخبرنا السلفي قال: أخبرنا ابن الطيوري قال: أخبرنا هناد بن إبراهيم قال: أخبرنا محمد [ص:260] ابن أحمد الحافظ ببخارى قال: حدثنا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ حَمْدُوَيْهِ قال: أخبرنا أحمد بن عمر بن داود قال: حدثنا أَبُو حَفْصٍ أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «لا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِأَرْبَعَةٍ؛ بِاللَّهِ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي بِالْحَقِّ، وَبِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَبِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ من الله».(5/259)
8 - خ ن: أحمد بن حُمَيْد، أبو الحسن الطُّرَيْثِيثّي الكُوفيُّ، خَتَنُ عُبَيد الله بن موسى، ويعرف بدار أم سلمة. [الوفاة: 211 - 220 ه]
كان من حُفّاظ الكوفة.
سَمِعَ: حفص بن غياث، وابن المبارك، وعبيد الله الأشجعيّ، ومحمد بن فُضَيْل، ويحيى بن أبي زائدة، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، وحنبل بن إسحاق، والدّارمّي، وعبّاس الدُّوريّ، ومحمد بن إسماعيل التِّرمِذِيّ، وآخرون.
وثقة أبو حاتم.
وقال مُطَيِّن: مات سنة عشرين.(5/260)
9 - 4: أحمد بن خالد بن موسى، ويقال: ابن محمد، أبو سعيد الوَهْبيُّ، الكِنْديُّ الحِمْصيُّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
أخو محمد بن خالد.
رَوَى عَنْ: محمد بن إسحاق، ويونس بن أبي إسحاق، وشَيْبان، وعبد العزيز الماجِشُون، وإسرائيل، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاريّ خارج " الصّحيح "، ومحمد بن يحيى، وَسَلَمَةُ بن شبيب، ومحمد بن مُصَفَّى، ويحيى وَعَمْرو ابنا عثمان بن سعيد، وصَفْوان بن عَمْرو، ومحمد بن خالد بن خَلِيّ، وموسى بن عيسى بن المُنْذر، وعِمران بن بكّار، وأحمد بن عليّ الدمشقي الخرّاز، وأحمد بن عبد الوّهاب بن نَجْدَة، وأبو زُرْعة الدِّمشقيُّ.
وقال ابن مَعِين في رواية أبي زُرْعة عنه: ثقة. [ص:261]
وقال ابن أبي عاصم: مات سنة أربع عشرة.(5/260)
10 - خ: أحمد بن محمد بن الوليد بن عُقبة بن الأزرق بن عَمْرو بن الحارث بن أبي شَمِر، أبو الوليد الغساني الأزْرَقيّ المكّيّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
جدّ صاحب " تاريخ مكة " أبي الوليد محمد بن عبد الله الأزرقيّ.
رَوَى عَنْ: عَمْرو بن يحيى بن سعيد الأمويّ، ومالك، وعبد الجبار بن الورد، وإبراهيم بن سعد، وفُضَيْل بن عِياض، ومسلم بن خالد الزّنْجيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاريّ، ومحمد بن سعد كاتب الواقديّ، وأبو حاتم، وأبو بكر الصّاغانيّ، وحنبل بن إسحاق، وأبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الترمذي وهو آخر من روى عنه، إلا أنْ يكون محمد بن علي الصّائغ.
وثّقه أبو حاتم وغيره.
وكان حيا في سنة سبع عشرة، ثم ظفرت بوفاته سنة اثنتين وعشرين ومائتين.(5/261)
11 - د ن: أحمد بن المفضّل الْقُرَشِيُّ الحَفَريُّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
مولى عثمان رضي الله عنه.
عَنْ: الثوري، والحَسَن بن صالح، وإسرائيل، وأسباط بن نصر.
وَعَنْهُ: أبو بكر بن أبي شَيْبَة، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم.
كان صَدُوقًا، من رؤساء الشيعة.
وقال ابن سعد: مات في ذي القعدة سنة خمس عشرة ومائتين.(5/261)
12 - خ: أحمد بن يعقوب المسعوديّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: إسحاق بن سعيد بن عَمْرو بن سعيد الأُمويّ، وعبد الرحمن بن الْغَسِيلِ، ويزيد بن المِقدام بن شرُيَحْ.
وَعَنْهُ: البخاريّ، ومحمد بن عبد الله بن [ص:262] نمير، وأبو سعيد الأشج، والدارمي، وجماعة.(5/261)
13 - أحمد بن يوسف، أبو جعفر الكُوفيُّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
مولى بني عجل.
كان أحد الأذكياء والأُدباء والشعراء، ولي كتابة الرسائل للمأمون.
حكى عنه ابنه محمد، وأحمد بن أبي سلمة، وعلي بن سليمان الأخفش ولم يدركه، وأبو هفان.
قال الخطيب: كان من أذكى الكُتّاب وأفطنهم، وأجمعهم للمحاسن، وكان فصيح اللّسان، حَسَن الخَطّ. قال: وبلغني أنّه تُوُفّي سنة ثلاث عشرة ومائتين. وهو القائل:
إذا قُلت في شيءٍ نعم فَأتِمَّهُ ... فإنَّ نَعَم ديْنٌ على الْحُرِّ واجب
وإلّا فَقُلْ لا فاسترح وأرِح بها ... لكيلا تقول الناس إنّك كاذب
أبو هفان عن أحمد بن يوسف أنه أهدى للمأمون هدّية وكتب معها:
على العبد حقٌّ فهو لَا بُدَّ فاعِلُهْ ... وإنْ عظُم المولى وجلَّت فَوَاضلهْ
ألم ترنا نُهدي إلى الله ماله ... وإن كان عنه ذا غِنًى فهو قابلُهْ
ولو كان يُهْدَى للمليك بقدْره ... لقصّر علُّ البحر عنه وناهلُهْ
ولكنّنا نُهْدي إلى مَن نُجِلُّهُ ... وإنْ لم يكن في وُسْعنا ما يشاكله
وله:
قلبيِ يحبّك يا مُنَى ... قلبي ويُبْغضُ من يحبك
لأكون فردا في هوا ... ك فليتَ شِعري كيف قلبُكْ؟(5/262)
14 - أحمد بن أبي خالد يزيد بن عبد الرحمن، أبو العبّاس الكاتب الأحول. [الوفاة: 211 - 220 ه]
ولي وزارة المأمون بعد الفضل بن سهل، ولكن لم يبلغ رتبة الفضل، وكان خبيرًا مدبِّرًا كريمًا جوادًا ذا رأيٍ ودَهاء، إلّا أنّه كانت فيه فظاظة وزعارة أخلاق، يقال: إنّ رجلًا قال له يومًا: لقد أعطيت ما لم يعطه رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. [ص:263]
فقال: لئن لم تخرج ممّا قلت لأُعاقبنّك. فقال: قال الله تعالى لنبيه: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حولك}، وأنت فظٌ غليظٌ وما ننفض من حولك.
يقال: إنّ أصله من الأردن، كتب لبعض أمراء دمشق ثم ترقّت به الحال إلى الوزارة، وكان أبوه كاتبًا لوزير المهديّ أبي عُبيد الله، ثم صار كاتبا للهادي، فمات بجُرجان مع الهادي. وقد ناب أحمد بن أبي خالد في الوزارة عن الحَسَن بن سهل.
قال الصولي: حدثني القاسم بن إسماعيل قال: سمعت إبراهيم بن العباس يقول: بعثني أحمد بن أبي خالد إلى طلحة بن طاهر فقال لي: قل له: ليست لك بالسواد ضيعة، وهذه ألف ألف درهم فاشتَرِ بها ضيعة، ووالله إن فعلت لتَسُرُّني وإنْ أبَيتْ لتُغْضِبني، فردّها وقال: أنا أقدر على مثلها، وأخْذُها اغتنام، والحال بيننا مرتفع عن أن يزيد في الودّ أخذُها أو ينقصه ردها، فما رأيت أكرم منهما.
قال: وحدثنا عون بن محمد قال: حدثنا أحمد بن رشيد قال: أمر لي أحمد بن أبي خالد بمالٍ، فامتنعت من قبوله، فقال لي: واللهِ إنّي لأُحِبّ الدَّراهم، ولولا أنّك أحبّ إليّ منها ما بذلتُها.
وقال أحمد بن أبي طاهر: كان أحمد بن أبي خالد سيئ اللّقاء، عابس الوجه، يهرّ في وجه الخاصّ والعامّ، غير إنّ فِعْلَه كان أحسن من لقائه.
قال الصولي: حدثنا الزبيري قال: من كلام أحمد بن أبي خالد: لا تعد لي شجاعا من لم يكن جوادا، فإن من لم يقدر على نفسه بالبذْل لم يقدر على عدوه بالقتل.
توفي أحمد بن أبي خالد سنة اثنتي عشرة.(5/262)
15 - خ ت: أحمد بن أبي الطيب المروزي، هو أحمد بن سليمان البَغْداديُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
سكن مرو ثم سكن الرّيّ، ثمّ قدم بغداد، وولي شَرِطَةَ بُخَارَى. [ص:264]
وَرَوَى عَنْ: إبراهيم بن سعد، وإسماعيل بن مُجالد، وخالد بن عبد الله، ومُصْعَب بن سلّام، وعبد الله بن المبارك، وعُبَيد الله بن عمرو، وطائفة.
وَعَنْهُ: البخاريّ، وأحمد بن سَيَّار وعبد الله بن منير المَرْوَزِيّان، وأبو زُرْعَة الرّازيّ، وأبو بكر الأثرم، وجماعة.
ضعّفه أبو حاتم.
وقال أبو زُرْعَة: كان حافظا، محله الصدق.
وخرج له أيضا الترمذي.(5/263)
16 - أبان بن سفيان البجلي الموصلي. [الوفاة: 211 - 220 ه]
رَوَى الكثير عَنْ: زائدة، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وهمَّام.
وَعَنْهُ: محمد بن إسماعيل وغيره.
توفي سنة أربع عشرة.
وهو متروك.(5/264)
17 - د ت: إبراهيم بن إسحاق بن عيسى الطالقاني، أبو إسحاق. [الوفاة: 211 - 220 ه]
رَوَى عَنْ: المنكدر بن محمد بن المنكدر، وعبد الله بن المبارك، والوليد بن مسلم، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، والصغاني، والرمادي، وآخرون.
وثقة يحيى بن معين.
توفي بمرو سنة خمس عشرة، قاله الخطيب.
وقيل: إنه سمع من مالك، وصنّف كتاب " الرؤيا " وكتاب " الفرس "، وغير ذلك.(5/264)
18 - إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم ابن عُلَيَّة، أبو إسحاق الأَسَديّ البَصْريُّ المتكلّم الْجَهْميّ. [الوفاة: 211 - 220 ه][ص:265]
وقد ناظر الشافعي، وكان يقول بخلق القرآن ويناظر عليه، وكان يرد خبر الواحد ويقول: الحجة للإجماع، فقال له الشافعي في مناظرته: أبإجماع رددت خبر الواحد، أم بغير إجماع؟ فانقطع.
وقد ذكره أبو سعيد بن يونس فقال: له مصنَّفات في الفقه تُشْبه الْجَدَل.
رَوَى عَنْهُ: بحر بن نصر الخولاني، وياسين بن زرارة القِتْبانيّ.
قلت: وكان الإمام أحمد يقول: ضالٌ مُضِلّ.
تُوُفّي ابن عُلَيَّة بمصر سنة ثمان عشرة، وكان أبوه من أئمّة الإسلام.(5/264)
19 - إبراهيم بن الجرّاح بن صُبيح، التَّميميّ ثم المازنيّ مولاهم، المرُّوذيُّ ثم الكُوفيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
ولي قضاء مصر بعد إبراهيم بن إسحاق سنة خمسٍ ومائتين، وعُزل سنة إحدى عشرة.
وتُوُفّي في أول سنة سبع عشرة أو تسع عشرة.
رَوَى عَنْ: يحيى بن عقبة بن أبي العيزار، شيخ ساقط.
رَوَى عَنْهُ: حَرْمَلَة، وأحمد بن عبد المؤمن.
وشهد عليه حَرْمَلَة بأنّه يقول بخلْق القرآن.
وقال يونس بن عبد الأعلى: كان داهية عالمًا. وذكره ابن يونس.(5/265)
20 - إبراهيم بن حُميد بن تَيْرَوَيْه الطّويل البَصْريُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
لم يُدْرك الأخذَ عن والده.
وَحَدَّثَ عَنْ: شعبة، ومبارك بن فَضَالَةَ، والحَكَم بن عطّية، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وصالح بن أبي الأخضر.
رَوَى عَنْهُ: أبو مسلم الكَجّيّ، وهشام بن علي السِّيرافيّ، وعبد الله بن محمد بن النُّعمان، ومحمد بن سليمان الباغَنديّ، ومحمد بن سليمان المِصِّيصيّ وأحمد بن داود المكّيّ شيخا الطّبرانيّ.
وهو صدوق.
تُوُفّي في ذي الحجّة سنة تسع عشرة.(5/265)
21 - ن: إبراهيم بن أبي العبّاس السّامري. [الوفاة: 211 - 220 ه][ص:266]
عَنْ: أبي مَعْشَر السِّنديّ، وشَرِيك.
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، والعباس الدوري، والصغاني.
وثقه الدارقطني.(5/265)
22 - خ 4: إبراهيم بن عمر بن مطرف، مولى بني هاشم المكّيّ ثم البَصْريُّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
أخو محمد بن أبي الوزير.
عَنْ: عبد الرحمن بن الغسيل، ونافع بن عمر، وزَنْفَل العَرَفيّ، ومالك بن أنس.
وَعَنْهُ: عبد الله بْن محمد المُسْنِديّ، وبُنْدار، ومحمد بْن المُثَنَّى.
وكان حيًا في سنة ثلاثٍ ومائتين.(5/266)
23 - إبراهيم بن عيسى، أبو إسحاق البَصْريُّ الخلّال. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: سفيان الثَّوريّ، ومبارك بن فَضَالَةَ، وأبي هلال.
قال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي سنة أربع عشرة ومائتين.(5/266)
24 - إبراهيم بن نصر، أبو إسحاق السُّورينيُّ المُطَّوِّعيُّ النَّيْسَابوريُّ الفقيه الحافظ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
ولد بنيسابور، رحل وجمع المسند، ومات قبل الكهولة.
لقي في الرحلة والمقام عبد الله بن المبارك، وجرير بن عبد الحميد، وأبا بكر بن عياش، وجماعة أمثالهم.
رَوَى عَنْهُ: أبو زرعة، وأبو حاتم، وأحمد بن يوسف السلمي.
قدم الري مجاهدا أيام بابك، وكان أبو زرعة يقدمه في حفظ المسند [ص:267]
قتل في سبيل الله في وقعة بابك الخرمي التي بالدينور، وكان مقدم المسلمين محمد بن حميد الطوسي، وذلك في سنة عشر، وقيل: سنة ثلاث عشر ومائتين.(5/266)
25 - م د ت ن: أحوصُ بنُ جَوَّاب، أبو الجوّاب الضّبّيّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: عمّار بن رُزَيْقٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، ويونس بن أبي إسحاق، وسُفيان الثَّوريّ، وسُليمان بن قرَمْ.
وَعَنْهُ: أبو خَيْثَمَة، وحجّاج بن الشّاعر، وعبّاس الدُّوريّ، وأبو بكر الصّاغانيّ، وأحمد بن يونس الضَّبّيّ الأصبهاني، وخلْق سواهم.
قَالَ أبو حاتم: صَدُوق.
وقال غيره: مات سنة إحدى عشرة ومائتين.(5/267)
• - إبراهيم الموصلي، [الوفاة: 211 - 220 ه]
في طبقة هشيم، مر.(5/267)
26 - إدريس بن يحيى، أبو عَمرو، مولى بنى أُمّية، المِصْريُّ المعروف بالخَولانيّ الزاهد. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: حَيْوَة بن شُرَيْح، ورجاء بن أبي عطاء، وبكر بن مُضَر، وحَرْمَلَة بن عِمران.
وَعَنْهُ: أبو الطاهر أحمد بن السرح، وسعيد بن أسد بن موسى، ويونس بن عبد الأعلى الصَّدفيّ، وجماعة.
وقال أبو زُرْعة الرازيّ: صَدُوق.
وقال غيره: كان يُقال: إنه من الأبدال، وكان يُشَبَّه بِبِشْر الحافي في فضله وعبادته.
توفي سنة إحدى عشرة ومائتين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بِمِصْرَ قال: أخبرنا محمد بن عماد قال: أخبرنا عبد الله بن رفاعة قال: أخبرنا علي بن الحسن القاضي قال: أخبرنا عبد الرحمن [ص:268] ابن عمر قال: أخبرنا أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو. (ح)، وبه قال القاضي: وأخبرنا أبو العباس ابن الحاج الإشبيلي قال: حدثنا أَبُو الْفَوَارِسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّابُونِيُّ إِمْلاءً، قالا: حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال: حدثنا إدريس بن يحيى الخولاني قال: حدثنا رجاء بن أبي عطاء المؤذن، عن واهب بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكَعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَطْعَمَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ حَتَّى يُشْبِعَهُ وَسَقَاهُ مِنَ الْمَاءِ حَتَّى يَرْوِيَهُ، بَعَّدَهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ سَبْعَ خَنَادِقَ، مَا بَيْنَ كُلِّ خَنْدَقٍ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ». هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ جَيِّدُ الإِسْنَادِ، رُوَاتُهُ كلهم إلي مصريون أو نازلون بديار مصر. رواه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " عن عمارة بن وثيمة عن أبيه عن إدريس.
وقال الحاكم في " المستدرك ": حدثنا أبو علي الحافظ قال: حدثنا أحمد بن داود بمصر قال: حدثنا إسحاق بن كامل قال: حدثنا إدريس بن يحيى قال: حدثنا حَيْوَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: وَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعْفَرًا إِلَى الْحَبَشَةِ، فَلَمَّا قَدِمَ اعْتَنَقَهُ، ثُمَّ قَالَ: «أَلا أَهَبُ لَكَ، أَلا أُبَشِّرُكَ، أَلا أَمْنَحُكَ»، فَذَكَرَ صَلاةَ التَّسْبِيحِ. ثُمَّ قَالَ الْحَاكِمُ: هَذَا إِسْنَادٌ صحيح لا غبار عليه.
أخبرنا إسحاق الصفار قال: أخبرنا يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو الفضائل الكاغدي قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا علي بن هارون قال: حدثنا موسى بن هارون الحافظ قال: سمعت ابن زَنْجَوَيْه - فيما أرى يذكر - أنّ إدريس بن يحيى [ص:269] الخَوْلانيّ كان بمصر كبِشْر بن الحارث عندنا ببغداد. قال موسى: ولا أظنُّهم كانوا يقدّمون عليه أحدا.
وبه أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا سليمان بن أحمد قال: أخبرنا أحمد بن طاهر بن حرملة قال: حدثنا جدي قال: حدثنا إدريس بن يحيى قال: أخبرني حيوة بن شريح، عن عقيل، عن ابن شِهَابٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ قَالَ: " يَقْبِضُ اللَّهُ الأَرْضَ بِيَدِهِ وَالسَّمَاوَاتِ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ ".
قال يونس بن عبد الأعلى: ما رأيتُ في الصُّوفية عاقلًا إلّا إدريس بن يحيى الخَوْلَانيّ.
قلت: كان إدريس بن يحيى من سادة الأولياء بالدّيار المصريّة، رحمه الله ورضي عنه.
وقال أبو عمر الكندي في تاريخه: كان إدريس أفضل أهل زمانه وأعظمهم قدرا. رحمه الله.
وقال الفضل بن يعقوب الرخامي: حدثنا إدريس بن يحيى، وكان يقال: إنه من الأبدال.
وقَالَ ابنُ أبي حاتم: سُئِل أبو زُرْعة عنه فقال: رجل صالح من أفاضل المسلمين، صدوق.
وعن عبد الله بن عبد الحَكَم قال: سمعت ابن وهْب يقول: ما رأيت صوفيًا قطّ إلّا أحمق، إلا إدريس بن يحيى.(5/267)
27 - خ ت ن ق: آدم بن أبي إياس العسقلانيُّ الإمام، اسم أبيه عبد الرحمن، وقيل: ناهية بن شُعيب، أبو الحسن الخراساني المرُّوذيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه][ص:270]
نشأ ببغداد وسمع بها الكثير، وبالحرمين، والكوفة، والبصرة، والشام، ومصر، وسكن عسقلان إلى أن مات بها.
رَوَى عَنْ: ابن أبي ذئب، وشَيبان النَّحْوِيِّ، وإسرائيل، وحفص بن مَيْسرة، وحَريز بن عثمان، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وشُعْبة، والمسعوديّ، والليث بن سَعْد، ومبارك بن فَضَالَةَ، وطائفة.
وَعَنْهُ: البخاري، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة بواسطة، وأحمد بن الأزهر، وأحمد بن عبد الله العَكّاويّ اللَّحْيانيّ، وأسحاق بن سُوَيْد الرَّمْليّ، وإسحاق بن إسماعيل الرَّمليّ نزيل إصبهان، وسَمُّوَيْه، وثابت بن نُعَيم الهُوجيّ، وأبو زُرْعة الدِّمشقيُّ، وهاشم بن مَرْثَد الطبراني، وأبو حاتم، وخلْق كثير.
وقال أبو حاتم: ثقة مأمون متعبّد، من خيار عباد الله.
وقال أحمد بن حنبل: كان مَكِينًا عند شُعبة، وكان من السّتّة الذين كانوا يضبطون الحديث عند شُعبة.
وقال أبو حاتم: حضرتُ آدَمَ بنَ أبي إياس، فقال له رجل: سمعت أحمد بن حنبل وَسُئِلَ عن شعبة، كان يملي عليهم ببغداد، هو كان يقرأ؟ قال: كان يقرأ، وكان أربعة يكتبون؛ آدم، وعلي النَّسائيّ. فقال آدم: صَدَق أحمد، كنتُ سريع الخطّ، وكنت أكتب، وكان الناس يأخذون من عندي. وقدِم شُعْبة بغدادَ فحدّث بها أربعين مجلسًا، في كلّ مجلس مائة حديث، فحضرت منها عشرين مجلسًا.
وقال إبراهيم بن الهيثم البلديّ: بلغ آدمُ نيّفًا وتسعين سنة، وكان لَا يَخْضِب، كان أشغل من ذلك؛ يعني من العبادة.
وقال الحسين الكوكبيّ: حدّثني أبو عليّ المَقْدِسيّ قال: لما حضَرت آدمَ بنَ أبي إياس الوفاةُ ختم القرآنَ وهو مُسجّى، ثم قال: بحبي لك إلا رفقت، لهذا المصرع كنت أُؤَمّلك، لهذا اليوم كنت أرجوك. ثم قال: لَا إله إلّا الله، ثم [ص:271] قضى.
وقال أبو بكر الأَعْيُن: أتيت آدَمَ العسقلانيّ فقلت له: عبد الله بن صالح كاتب الليث يقرئك السلام. فقال: لا تقرئه منّي السّلام. قلت: لِمَ؟ قال: لأنه قال: القرآنُ مخلوق. فأخبرته بعُذْره وأنّه أظهر النّدامة وأخبر الناس بالرجوع، قال: فأقرئه السلام. وَقَالَ: إِذَا أَتَيْتَ بَغْدَادَ فَأَقْرِئْ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ السَّلامَ، وَقُلْ لَهُ: يَا هَذَا، اتَّقِ اللَّهَ وَتَقَرَّبَ إِلَى اللَّهِ بِمَا أَنْتَ فِيهِ، وَلا يَسْتَفِزَّنَّكَ أحدٌ، فَإِنَّكَ إِنْ شَاءَ الله مشرف على الجنة، وقل له: حدثنا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: " من أَرَادَكُمْ عَلَى مَعْصِيَةِ اللَّهِ فَلا تُطِيعُوهُ ". قَالَ: فَأَبْلَغْتُ ذَلِكَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ: رَحِمَهُ اللَّهُ حَيًّا وَمَيِّتًا، فَلَقَدْ أَحْسَنَ النَّصِيحَةَ.
وقال محمد بْنُ سَعْدٍ: تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ عشرين، وهو ابن ثمانٍ وثمانين سنة.
وقال الفَسَويّ ومطِّين: مات سنة عشرين.
وقال أبو زُرْعة الدِّمشقيُّ: سنة إحدى وعشرين.
قلت: حدّث عنه من القُدَمَاء بشِرْ بن بكر التنيسي.(5/269)
28 - د ق: إسحاق بن إبراهيم الحُنَيْنِيُّ المدنيُّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
نزيل طَرَسُوس.
عَنْ: أسامة بن زيد بن أسلم، وسُفيان الثَّوريّ، وكثير بن عبد الله المُزَنّي، ومالك، وجماعة.
وَعَنْهُ: عليّ بن ميمون الرَّقّيّ، ومحمد بن عوف الطّائيّ، وأبو الأحوص محمد بن الهيثم، وفهد بن سليمان المصريّ، وأحمد بن إسحاق الخشّاب.
قال البخاريّ: في حديثه نظر. [ص:272]
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: ضعيف.
مات سنة ست عشرة.(5/271)
29 - م ن: إسحاق بن بكر بن مُضَر بن محمد بن حكيم، أبو يعقوب المِصْريُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
سَمِعَ: أباه فقط.
وَعَنْهُ: الحارث بن مسكين، ومحمد وعبد الرحمن ابنا عبد الله بن عبد الحَكَم، وأخوهما سعْد، وموسى بن قريش التّميميّ، والربيع بن سليمان الْجِيزيّ، وخلْق آخرهم يحيى بن عثمان بْن صالح.
قَالَ أَبُو حاتم: لَا بأس به، عنده دَرْج عن أبيه.
وقال ابن يونس: كان فقيهًا مُفْتِيًا، وكان يجلس في حلقة اللّيث بن سَعْد ويُفْتي بقول اللّيث، وكان ثقة. توفي سنة ثمان عشرة.
وقال غيره: وُلد سنة اثنتين وأربعين ومائة.
قلت: أظنه تفقّه على اللّيث.(5/272)
30 - إسحاق بن بريد الكُوفيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: أبان بن تغلب، وسليمان بن خشرم، وعمار بن رزيق.
وَعَنْهُ: يحيى بن زكريا بن شيَبان، وجعفر بن عَمرو بن عنبسة، وسليمان بن عبد الله، وأحمد بن الحسين بن عبد الملك؛ الكوفيون.
كأنه صدوق.(5/272)
31 - إسحاق بن حسَّان، أبو يعقوب الخُرَيْميُّ المُرِّيُّ مولاهم، الشاعر. [الوفاة: 211 - 220 ه]
له ديوان مشهور.
قال أبو حاتم السّجسْتانيّ: الخُرَيْميّ أشعر المُوَلَّدين.
وعن المبرّد قال: كان جميل الشّعِر، مقبولًا عند الكُتَّاب. ذهبت عيناه [ص:273] بعد السّبعين ومائة.
رَوَى عَنْهُ مِنْ شِعْره: الجاحظ، وأحمد بن عُبَيد بن ناصح.(5/272)
32 - إسحاق بن خَلَف الكُوفيُّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
صاحب الحسن بن صالح بن حي.
زاهد عابد، نزل الشام
وَرَوَى عَنْ: حفص بن غياث.
رَوَى عَنْهُ: أحمد بن أبي الحواري، وقال: كان من الخائفين لله، ما دخل الشام عراقيّ منذ ستّين سنة خيرٌ منه. وقال: سمعته يقول: مَن دخل في السّفر والبرّيّة بِلا زاد فمات، كان على غير السُّنّة.
وقال ابن أبي الحواريّ: قال لي عمر بن حفص بن غِياث: خرج إسحاق بن خلَفَ من الكوفة وما يُعْدَلُ به أحد.(5/273)
33 - إسحاق بن سالم الضَّبّيّ البَصْريُّ الصَّائغ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: عبد الواحد بن زياد، وفُضَيْل بن عِياض، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو حاتم، وقال: ثقة، لقيته في أيام الأنصاري.(5/273)
34 - م ت ن ق: إسحاق بن عيسى بن نجيح ابن الطباع، أبو يعقوب، [الوفاة: 211 - 220 ه]
أخو محمد ويوسف.
بغداديّ ثقة، نَزَل أَذَنَة.
سَمِعَ: مالكًا، وابن لَهِيعَة، وحمّاد بن زيد، وشَرِيكًا، وجرير بن حازم، وحمّاد بن سَلَمَةَ، والقاسم بن معن المسعوديّ، وطائفة.
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع، وأبو خيَثْمَة، وعبد الله الدّارميّ، والحارث بن أبي أُسَامة، ويعقوب بن شيْبَةَ، ويوسف بن مسلم، وخلْق.
وقال صالح جزرة: صدوق.
ولد سنة أربعين ومائة.
وقال ابن سعد: مات بأذَنة في ربيع الأوّل سنة خمس عشرة. [ص:274]
وقيل: سنة أربع عشرة.(5/273)
35 - أسد بن الفُرات، الفقيه أبو عبد الله القَيْروانيّ المغربيّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
مولى بنى سُلَيم.
أحد الكبار من أصحاب مالك،
وُلِدَ بحَرّان سنة خمسٍ وأربعين ومائة، ودخل القيروان مع أبيه في الغزو.
قال ابن ماكولا: أسد بن الفرات بن سنان قاضي إفريقية، مولده في سنة أربع وأربعين ومائة.
روى " الموطّأ "، ورحل إلى الكوفة فأخذ عن أهلها،
وَسَمِعَ مِنْ: يحيى بن أبي زائدة، وأبي يوسف، وجرير بن عبد الحميد، ومحمد بن الحسن الشَّيبانيّ، وكتب عِلْم أبي حنيفة.
أخذ عنه أبو يوسف القاضي مع تقدمه، وكان قد تفقه قبل ذلك ببلده على عليّ بن زياد التونسي. وكان جليلًا محترمًا كبير القدْر.
قيل: إنّه لما قدم مصر من الكوفة أتى ابن وهْب فقال له: هذه كُتُب أبي حنيفة، وسأله أن يُجيب فيها على مذهب مالك فتورّع، فذهب بها إلى ابن القاسم، فأجابه بما حفظ عن مالك وبما يعلم من أُصول مالك وقواعده، وتُسمَّى " المسائل الأسديّة ". وحصلت له رياسة بإفريقية، واشتغلوا عليه، فلما ارتحل سُحْنُون بالأسديّة إلى ابن القاسم فعرضها عليه، قال ابن القاسم: فيها شيء لَا بدّ من تغييره. وأجاب عن أماكن، ثم كتب إلى أسد أنْ عارِضْ كُتُبِك بكُتُب سُحْنُون، فلم يفعل ذلك، فبلغ ذلك ابن القاسم فتألَّم وقال: اللَّهم لَا تبارك في الأسديّة. فهي مرفوضة عند المالكيّة.
قال أبو زرعة الرازي: كان عند ابن القاسم ثلاثمائة جِلْد أو نحوه عن مالك مسائل، وكان أسد رجل من أهل المغرب، سأل محمد بن الحسن عن مسائل، ثم سأل ابن وهب فأبى أن يجيبه، فأتى ابن القاسم فتوسّع له، [ص:275] وأجابه بما عنده عن مالك وما يراه، والناس يتكلّمون في هذه المسائل.
قال عبد الرحيم الزاهد: قدم علينا أسد فقلت: بم تأمرني؛ بقول مالك أو بقول أهل العراق؟ فقال: إنْ كنتَ تريد الله والدّارَ الآخرة فعليك بمالك، وإن كنتَ تريد الدنيا فعليك بقول أهل العراق. ولما كان بالعراق كان يلزم محمد بن الحسن فنفدت نفقته، وكلم محمدٌ فيه الدولة، فوصلوه بعشرة آلاف درهم.
قال: ومات صاحب لنا، فنُودي على كُتُبه، فكان المنادي يقول: هذه مُقَابَلَةٌ على كُتُب الإفريقيّ؛ يريدني، وكنت معروفًا بتصحيح المقابلة، فبيعت ورقتين بدِرهم.
وعنه قال: قال لي ابن القاسم: كنت أقرأ ختمتين في اليوم واللّيلة، فأَنزل لك عن ختمةٍ رغبةً في إحياء العلم.
وقال داود بن أحمد: رأيت أَسَدًا يعرض التفسير، فقرأ: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدْنِي}، فقال: ويل أم أهلَ البِدَع، يزعمون أنّ الله خلق كلامًا يقول: أنا.
قلت: ومضى أسد بن الفرات غازيًا أميرًا من قِبل زيادة الأغلبيّ أمير القَيْروان، فافتتح بلدا من جزيرة صقلية، ومات هناك في ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة ومائتين.
وكان بطلا شجاعا زحف إليه ملك صقلّية في مائة ألف وخمسين ألفًا. قال بعضهم: فلقد رأيت أسدًا وفي يده اللّواء يقرأ " يس "، ثم حمل بالناس فهزم اللَّهُ المشركين، وانصرف أسد فرأيت الدم قد سال مع قناة اللّواء على ذراعه وقد جمَد. ومرض وهو محاصر سرقوسية.
ويقال: إنّ أسدًا قال: أيُّها الأمير، عزلتني عن القضاء؟ فقال: لا، ولكن زدتك الإمرة وهي أشرف؛ فأنت أمير وقاضٍ.(5/274)
36 - خت د ن: أسد بن موسى بن إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مروان، الحافظ الأمويّ المَرْوانيّ، أسد السُّنَّةِ، المِصْريُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
وُلد بمصر - ويقال: بالبصرة - سنة اثنتين وثلاثين ومائة عند زوال دولة بني مروان، فنشأ في طلب الحديث.
وَرَوَى عَنْ: شُعْبة، وجرير بن عبد الحميد، وبكر بن خُنيس، وشيبان النّحْويّ، وعافية بن يزيد، وعبد الرحمن المسعودي، [ص:276] وعبد العزيز الماجشون، وفضيل بن مرزوق، وطائفة. وأقدم شيخ له ابن أبي ذئب، ويونس بن أبي إسحاق.
وَعَنْهُ: أحمد بن صالح، وعبد الملك بن حبيب، وابنه سعيد بن أسد، والربيع المرادي، والربيع الجيزي، والمقدام بن داود الرعيني، وأبو يزيد يوسف القراطيسي، وطائفة.
قال النسائي: ثقة، ولو لم يصنف كان خيرا له.
وقال البخاريّ: هو مشهور الحديث، يقال له: أسد السُّنَّةِ.
وقال ابن يونس: ثقة، تُوُفّي بمصر في المحرم سنة اثنتي عشرة، وقد استشهد به البخاري.(5/275)
37 - خ ت: إسماعيل بن أبان الوَرَّاق. [الوفاة: 211 - 220 ه]
كوفيّ مُكْثر.
سَمِعَ: إسرائيل، وعبد الحميد بن بَهْرام، وعبد الرحمن بن الْغَسِيلِ، ومِسْعَر بن كِدَام، ويحيى بن يَعْلَى الأسْلَميّ، وأبا الْمُحَيَّاةِ يحيى بن يَعْلَى التيمي، وأبا الأحوص، وجماعة كثيرة.
وَعَنْهُ: البخاري، وإبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، وإبراهيم الْجَوْزَجانيّ، وأحمد بن حازم بن أبي غَرَزَة، وسَمُّوَيْه الإصْبهانيّ، والحسين بن الحَكَم الحَبريّ، وأبو زرعة الرازي، وأبو محمد الدارمي، ومحمد بن سُليمان البَاغَنْديّ، وخلق كثير.
وثّقة أحمد وأبو داود.
وقال عبّاس، عن ابن مَعِين: إسماعيل بن أبان الورّاق ثقة، وإسماعيل بن أبان الغَنَويّ كذاب، وضع حديثًا مَتْنُهُ " السابع من ولد العبّاس يلبس الخُضْرة "؛ يعني المأمون.
وقيل: كان في الورّاق تشيُّع.
وقال مُطَيِّن: مات سنة ستّ عشرة.(5/276)
38 - إسماعيل بْن جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عباس، الأمير، أبو الحسن الهاشميّ العباسيّ. [الوفاة: 211 - 220 ه][ص:277]
كان نبيلًا سيدًا كبير القدْر، لم يَلِ لبني عمّه ولاية، وقد حدّث عن أبيه عن جده، وتُوُفيّ ببغداد سنة ستّ عشرة، وصلَّى عليه الأمير إسحاق بن إبراهيم.(5/276)
39 - إسماعيل بن حمّاد بن أبي حنيفة، القاضي أبو حيّان الكوفّي الفقيه، [الوفاة: 211 - 220 ه]
قاضي الجانب الشرقي بغداد، ثم قاضي البصْرة.
رَوَى عَنْ: مالك بن مِغْوَلٍ، وابن أبي ذئب، وعمر بن ذر.
وَعَنْهُ: غسان بن المفضل الغلابي، وسهل بن عثمان العسكري، وعمرو بن عبد الله الأودي، وعبد المؤمن بن علي الزعفراني.
وكان صالحا دينا عابدا، محمود القضاء. ولي قضاء الأمين، وولي قضاء البصرة بعد مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ.
قَالَ أَحْمَدُ بن أبي عمران قاضي مصر: كان إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة إذا سئل ما كان أبو حنيفة يقول فيمن تزوّج ذات محرمٍ منه ودخل بها؟ قال: حدثنا أبو نُعَيم، عن سُفيان الثَّوريّ قال: لَا حَدَّ عليه.
وقد ولي إسماعيل أيضًا قضاء الكوفة ثم قضاء البصرة، ولما عزل من قضائها بعيسى بن أبان شيّعوه وأثنوا عليه، وقالوا: عَفَفْتَ عن أموالنا ودمائنا. فانبسط وقال: وعن أبنائكم؛ يُعرّض بيحيى بن أكثم.
وقال صالح جَزْرَة: كان جَهْميًّا، ليس بثقة.
وقال إسحاق بن موسى الأنصاريّ: سمعت سعيد بن سلم الباهلي يقول: سمعت إسماعيل بن حمّاد يقول في دار المأمون: القرآن مخلوق، ديني ودين أبي.
قلت: تُوُفّي سنة اثنتي عشرة ومائتين.(5/277)
40 - إسماعيل بن داود بن عبد الله بن مخراق المخراقي المدنيّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: مالك، وهشام بن سعد، ومحمد بن نُعَيْم المجمّر.
وَعَنْهُ: محمد بن [ص:278] منصور المكّيّ، وبكر بن خَلَف، ورزق الله بن موسى المِصْريُّ، وآخرون.
قال أبو حاتم: ضعيف الحديث جدًا.
وكذا ضعّفه ابن حِبّان وغيره.(5/277)
41 - ت: إسماعيل بن سَعِيدُ بْنُ عُبيدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ الثَّقَفِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
رَوَى عَنْ: أبيه.
وَعَنْهُ: بندار، ومحمد بن المُثَنَّى، ويحيى بن أبي الخصيب، ويزيد بن سنان القزّاز.
قال أبو حاتم: أدركته ولم أكتب عنه، شيخ.(5/278)
42 - ق: إسماعيل بن صَبيح اليَشْكُرِيّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: مبارك بن حسّان، وكامل أبي العلاء، وأبي إسرائيل إسماعيل الملائي.
وَعَنْهُ: أبو كريب، والحسين بن الحكم الحبري، وجماعة.
تُوُفّي سنة سبْع عشرة، وذكره ابن حِبّان في " الثّقات ".
وممن رَوَى عَنْهُ: ولده الحَسَن، ومحمد بن عُبَيد بن عُتْبة الكِنْديّ. وكان ذا قوّة حافظة.
روى أبو سعيد الأشجّ عن أبي بكر بن عيّاش قال: قدِم الرشيد الكوفة فأرسل إليّ: حدّث المأمون. فحدّثته نيّفًا وأربعين حديثًا، فقال لي رجل معه: يا أبا بكر، تريد أن أُعيد ما حدّثت؟ قلت: نعم. فأعادها كلّها، ما أسقط منها حرفًا. فقلت: من أنت؟ قال المأمون: هذا إسماعيل بن صَبيح. فقلت: القوم كانوا أعلم بك حين وضعوك هذا الموضع.(5/278)
43 - إسماعيل بن عبد الملك الزئبقي البُنانيّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: الثوريّ، ومعرف بن واصل، وإبراهيم بن طَهْمان.
وَعَنْهُ: أبو أمية الطرسوسي، وأبو حاتم، وقال: صدوق.(5/279)
44 - إسماعيل بن أبي مسعود، كاتب الواقديّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
رَوَى عَنْ: خَلَف بن خليفة، وعَبّاد بن العوَّام.
وَعَنْهُ: عباس الدوري، وعبد الكريم بن الهيثم.
بغدادي ثقة.(5/279)
45 - ق: إسماعيل بن مسلمة بن قعنب، أبو بشر الحارثيُّ المِصْريُّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
أخو القعنبي ويحيى وعبد الملك وعبد العزيز.
وهو مدني سكن مصر.
وَحَدَّثَ عَنْ: أبيه، والحمادين، وشعبة، وعبد الله بن عَرَادة، والربيع بن صَبِيح، ووُهَيْب بن خالد، وجماعة.
وَعَنْهُ: الربيع بن سليمان المُراديّ، وأبو زُرْعة الرازيّ، وأبو حاتم، وأبو إسماعيل التِّرْمِذيّ، وأبو يزيد القراطيسيّ، ويحيى بن عثمان بن صالح، وخلق.
قال أبو حاتم: صدوق.
ووثقه ابن حبان وقال: كان من خيار الناس.
وقال غيره؛ الحاكم أبو عبد الله: زاهد ثقة.
روى له ابن ماجة حديثًا في " الوضوء ".
وقال ابن حِبّان: مات سنة تسعٍ ومائتين. وهذا لَا يصحّ؛ فإن أبا زُرْعة ويعقوب الفسوي لقياه، وإنما رحلا سنة بضع عشرة.
ورأيت بخطّي أَنّه تُوُفّي سنة سبع عشرة، وكذا أرّخه ابن يونس.(5/279)
46 - أسود بن سالم، أبو محمد البَغْداديُّ العابد. [الوفاة: 211 - 220 ه]
سَمِعَ: حماد بن زيد، وعُبيد الله الأشجعيّ.
وَعَنْهُ: محمد بن عبد الله المخرميّ، وأحمد بن زياد السّمْسار. وكان صديقًا ودودًا لمعروف الكرخيّ.
قال محمد بن جرير: كان ثقةً ورِعًا.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ أو أربع عشرة.
ويُذكر عنه أنّه غَسَل وجهه يومًا من بكرةٍ إلى الظُّهر، فقيل له في ذلك فقال: رأيتُ مبتدِعًا، وقد غسّلت وجهي إلى الساعة وما أظنه نقي.(5/280)
47 - خ: أسيد بن زيد بن نجيح، مولى صالح بن علي الهاشمي العباسي، أبو محمد الكُوفيُّ الجمَّال. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: أبي إسرائيل المُلائي، وزُهير بن معاوية، وشريك، وعَمْرو بن شِمّر، واللّيث بن سَعْد، ومحمد بن عطّية الْعَوْفِيِّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري حديثًا واحدًا قَرَنَه بآخر عن هُشَيم، وإبراهيم الحربيّ، وإسماعيل بن عبد الله سمويه، والحسن بن علي بن عفان، وعيسى بن عبد الله زغاث الطيالسي، وابن وارة، وعدة.
قال ابن معين: كذاب، ذهبت إليه إلى الكرخ فأردت أن أقول له: يا كذّاب، ففرِقْتُ من شِفار الحذّائين.
وقال النّسائيّ: متروك.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يتابع عليه.
وقال الخطيب: قدِم بغدادَ وحدّث بها، وكان غير مَرْضِيّ. [ص:281]
قلت: كأنه مات قبل العشرين بقليل، وفى هذا الحدود لقيه سموية.(5/280)
48 - أشرف بن محمد، القاضي أبو سعيد النّيْسابوريّ الفقيه، [الوفاة: 211 - 220 ه]
تلميذ أبى يوسف القاضي.
حَدَّثَ عَنْ: قيس بن الربيع، وهشيم، وابن الأحْوَص، وغيرهم.
حَدَّثَ عَنْهُ: محمد بن الحسين البخاري، وإبراهيم بن عبد الله السعدي.(5/281)
-[حَرْفُ الْبَاءِ](5/281)
49 - خ 4: بَدَلُ بن المحبَّر بن منبه، أبو المُنِير التميمي اليربوعي الواسطي ثم الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: شعبة، وزائدة، وحرب بن ميمون، وحرب بن أبي العالية، وشداد بن سعيد أبي طلحة الراسبي، وجسر بن فَرْقَد، وعَبَّاد بن راشد، وعبد الملك بن الوليد بن معدان، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، والأربعة بواسطة، وأحمد بن الأزهر، وحمّاد بن عَنْبَسة، وأبو يحيى عبد الله بن أبي مسرة، وبندار، ومحمد بن المُثَنَّى، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ، وأبو مسلم الكجّيّ، وطائفة كبيرة.
قال أبو زرعة: ثقة.
وقال أبو حاتم: صدوق. وهو أرجح من أُمَيَّة بن خالد وبَهْز وحَبّان وعَفّان.
قلت: بدل فقد ولا يدرى أين مات، ولا ورخه أحد.
ومات في حدود سنة خمس عشرة، ولا يُعْبَأ بقول من ضعْفه.(5/281)
50 - خ ق: بشر بن آدم، أبو عبد الله البَغْداديُّ الضرير الأكبر. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: الحَمَّادَيْن، وشَرِيك، وعبد العزيز بن المختار، وعلي بن مُسْهر، وطائفة.
وَعَنْهُ: البخاري، وإسحاق بن راهُوَيْه، والذُّهَليّ، والدّارميّ، وعبّاس الدُّوريّ، وأحمد بن الفُرات، وإبراهيم الحربيّ، ومحمد بن غالب تمتام، وآخرون. [ص:282]
قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.
وذكره ابن حِبّان في " الثقات ".
وقال هارون الحمّال: ولد سنة خمسين ومائة.
وقال ابن قانع: مات في ربيع الأول سنة ثمان عشرة.
قال ابن سعْد: رأيت أصحاب الحديث يتَّقون حديثه.(5/281)
51 - بشر بن أبي الأزهر، القاضي أبو سهل النَّيْسَابوريُّ الكُوفيُّ الفقيه، [الوفاة: 211 - 220 ه]
أحد الأعلام.
سَمِعَ: شريكًا، وابنَ المبارك، وخارجة بن مُصْعَب، وابن عُيَيْنَة، وتفقه على القاضي أبي يوسف.
وَعَنْهُ: الذُّهَليّ، وأحمد بن يوسف السُّلَميّ، ومحمد بن عبد الوهاب الفرّاء، وآخرون.
وكان من أعيان عُلماء الكوفة وزُهادهم.
مات في سادس رمضان سنة ثلاث عشرة ومائتين، وقد كتب إليه المأمون مرّةً كتابا فأخذ يبكي.(5/282)
52 - خ ت ن: بِشْر بن شُعيب بن أبي حمزة دينار، أبو القاسم الحمصي، [الوفاة: 211 - 220 ه]
مولى قريش.
رَوَى عَنْ: أبيه بَسّ.
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، وإسحاق الكَوْسَج، وعِمران بن بكار، والبخاري في غير " الصحيح "، وهو والترمذي والنَّسائيّ بواسطة، ومحمد بن يحيى الذُّهليّ، ومحمد بن خالد بن خلي، وجماعة.
قال أبو حاتم: ذُكر لي أنّ أحمد بن حنبل قال له: سمعت من أبيك شيئًا؟ فقال: لَا. قال: فأجاز لك؟ قال: نعم.
وقال أبو زُرعَةَ: سماعه كسَمَاع أبي اليَمَان؛ إنّما كان إجازةً. [ص:283]
وقال أبو اليَمَان الحكم بن نافع: كان شُعيب عَسِرًا، فدخلنا عليه حين احتضر، فقال: هذه كُتُبي قد صحَّحْتُها، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْخُذَهَا فَلْيَأْخُذْهَا، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْرِضَ فَلْيَعْرِضْ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْمَعَهَا من ابني فلْيَسمَعْ؛ فإنّه قد سمعها منّي.
وقال ابن حِبّان: مات سنة ثلاث عشرة.
قلت: روى البخاري عن إسحاق عنه.(5/282)
53 - بِشْر بن غِياث بن أبي كريمة، أبو عبد الرحمن المَرِيسيّ العدويّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
مولى زيد بن الخطاب.
كان من أعيان أصحاب الرأي، أخذ عن أبي يوسف، وبرع في الفقه، ونظر في الكلام والفلسفة، وجرّد القول بخلْق القرآن وناظَرَ عليه ودعا إليه.
وكان رأس الْجَهْميّة، أخذ عن الْجَهْم بن صَفْوان فيما أرى، ثم تبيّنْت أنّه لم يُدْرك الْجَهْم.
وَسَمِعَ مِنْ: حماد بن سلمة، وسفيان بن عُيَيْنَة.
وقد رماه بالكُفْر غير واحد من الأئمّة، ساق الخطيب أقوالهم في تاريخه، ونقل أنّه مات في ذي الحجة سنة ثمان عشرة ومائتين.
قال البُوَيْطيّ: سمعت الشّافعيَّ يقول: ناظرتُ المَريْسيّ في القُرْعَة فذكرتُ له حديث عِمران بن حُصَين في القُرْعَة، فقال: هذا قمار. فأتيت أبا البختري القاضي فذكرتُ له قولَه فقال: يا أبا عبد الله، شاهدا آخر وأصْلِبْهُ.
وقال أبو النّضْر هاشم: كان أبو بِشْر المَرِيسيّ يهوديًا قصّارًا صبّاغًا في سُوَيْقة نصر بن مالك.
وقال غير واحد: قال رجلٌ ليزيد بن هارون: إنّ عندنا ببغداد رجلا يقال له المريسي يقول: القرآن مخلوق. فقال: ما في فِتْيانكم أحدٌ يفتك به؟!
قلت: وقد كان المَرِيسيّ أُخِذَ في دولة الرشيد وأُوذيَ لأجل مقالته.
قال أحمد بن حنبل فيما رواه عنه أبو داود في المسائل: سمعت [ص:284] عبد الرحمن بن مهديّ أيّام صُنِع ببِشْر ما صُنِع يقول: من زعم أن الله لم يكلّم موسى عليه السلام يُستتاب، فإنْ تاب وإلّا ضُرِبَتْ عُنُقُه.
قال المَرُّوذِيّ: سمعت أبا عبد الله وذكر بِشْرًا، فقال: مَن كان أبوه يهوديًّا، أيَّ شيءٍ تُراه يكون؟!
وقال أحمد بن حنبل: كان بِشْر يحضر مجلس أبي يوسف فيستَغِيث ويصيح، فقال له أبو يوسف مرّة وهو يُناظره: لَا تنتهي أو تُفسِد خشبةً.
وقال أحمد بْن الحَسَن التِّرْمِذِيّ: سمعتُ أحمد بن حنبل يقول: كان المَرِيسي ليس بصاحب حججٍ، بل صاحب خَطَب.
قال الأثرم: سئل أبو عبد الله عن الصلاة خلف بشر المريسي، فقال: لَا يُصَلِّي خلْفه.
وقال أبو داود: سمعتُ قُتَيْبة يقول: بِشر المَرِيسيّ كافر.
وأخبار بِشْر في ستّ ورقات في " تاريخ الخطيب ".(5/283)
54 - بشر بن القاسم بن حمّاد، أبو سهل السُّلَميّ الهَرَوِيّ ثم النَّيْسابُوريّ، الفقيه الحنفيّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
حج وَسَمِعَ مِنْ مالك، ودخل مصر وَسَمِعَ مِنْ: الليث بن سعد، وابن لَهِيعةَ، وبالبصرة من أبي عَوَانَة، وحمّاد بن زيد، وأبي الأحوص.
وَعَنْهُ: بنوه الفُقَهاء؛ سهل والحَسَن والحسين، ومحمد بن عبد الوهّاب الفراء، وأحمد بن يوسف السُّلَمِيّ، وجماعة. وكان رفيق يحيى بن يحيى في الرحلة.
توفي في آخر ذي القعدة سنة خمس عشرة.(5/284)
55 - بشر بن محمد بن أبان السُّكَّريّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: شُعْبة، وورقاء، وحَرِيز بن عثمان.
وَعَنْهُ: أبو حاتم، وإبراهيم الحربي، وجماعة.
وهو صدوق.(5/284)
56 - بِشْر بن المنذر الرمليّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
رَوَى عَنْ: الليث، وابن لَهِيعَة، ومحمد بن مسلم الطائفي.
وَعَنْهُ: موسى بن سهل الرملي، ومحمد بن عوف الحمصي.
قال أبو حاتم: صدوق، أتيناه فدققنا بابه قويا، فحلف أن لا يحدثنا.(5/285)
57 - بكر بن خداش. [الوفاة: 211 - 220 ه]
رَوَى عَنْ: عيسى بن المسيب البجلي، وحبان بن عليّ.
وَعَنْهُ: العبّاس بن أبي طالب، وأحمد بن يونس الضبي، وغير واحد.(5/285)
58 - بكر بن الخصيب الرام، أبو يونس القافلاني. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: داود بن أبي هند، وحبيب بن الشهيد.
وَعَنْهُ: محمد بن سنان القزاز، ومحمد بن يونس الكديمي.
كنّاه الحاكم، وهو أخو خَالِد بْن الخصيب الّذي رَوَى عَنْهُ أحمد، وخالد لم أر أحدا ذكره.(5/285)
59 - د ن ق: بكر بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى القاضي، أبو عبد الرحمن الأنصاريّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: ابن عمّه عيسى بن المختار، وقيس بن الربيع.
وَعَنْهُ: أبو كُرَيْب، وأحمد الدَّوْرقيّ، وإبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن أبي غَرَزَة.
وثَّقة الدَّارقُطْنيّ.
ومات سنة تسع عشرة.
ولي قضاء الكوفة.(5/285)
60 - بكر بن محمد العابد. [الوفاة: 211 - 220 ه][ص:286]
عَنْ: سُفيان الثَّوريّ، والفُضّيل بن عياض، وعليّ بن بكّار.
وَعَنْهُ: أحمد بن أبي الحواريّ، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشَّوارب، وحسن بن مالك الضَّبِّيّ، وآخرون.
وهو قليل الحديث.(5/285)
61 - بلال بن يحيى بن هارون الأسْوانيّ، أبو الوليد. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: اللَّيث، ومالك، وابن لَهِيعَة.
توفي سنة ثمان عشرة ومائتين.
رَوَى عَنْهُ: يحيى بن محمد رفيقه.(5/286)
-[حَرْفُ الثَّاءِ](5/286)
62 - خ ت: ثابت بن محمد الكُوفيُّ، أبو محمد العابد. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: مِسْعر بن كدام، وفِطْر بن خليفة، والثوري، وزائدة.
وَعَنْهُ: البخاري، وأحمد بن ملاعب، وأبو زرعة، وأبو بكر الصاغاني، وأبو حاتم، وآخرون.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال الحاكم: ليس بضابط.
تُوُفّي في ذي الحجّة سنة خمس عشرة.(5/286)
63 - ثُمامةُ بنُ أشرس، أبو معن النُّمَيريّ البَصْريُّ المتكلم. [الوفاة: 211 - 220 ه]
أحد رؤوس المعتزِلة المشهورين. اتصل بالرشيد، ثم من بعده بالمأمون، وكان أحد من يقول بخلْق القرآن. حكى عنه تلميذه الجاحظ نوادر وَمُلَحًا، وكان هو وبِشْر المَرِيسيّ آفة على السنة وأهلها.
قال ابن حزم: ذُكِر عنه أنّه كان يقول: إنّ العالم فعل الله بطباعه، وإنّ المقلِّدين من اليهود والنصارى وعُبّاد الأوثان لَا يدخلون النّار بل يصيرون تُرابًا، وإنّ من مات من المؤمنين مُصِرًّا على كبيرة مُخَلَّد في النّار، وإنّ جميع أطفال المؤمنين يصيرون تُرابًا ولا يدخلون الجنّة.
قال المبرد: قال ثُمامة: خرجت من البصرة أريد المأمون، فرأيت مجنونا [ص:287] شُدَّ، فقال لي: ما اسمك؟ قلت: ثُمَامة. قال: المتكلّم؟ قلت: نعم. قال: جلستَ على هذه الآجُرَّة، ولم يأذن لك أهلُها. قلت: رأيتها مبذولة. قال: لعلّ لهم تدبيرًا غير البذْل، أخبِرْني متى يجد النّائم لَذَّةَ النوم؟ إن قلتَ قبل أن ينام أحلْت لأنّه يَقْظَان، وإنْ قلتَ في حال النَّوم أبطلت لأنّه لَا يعقل، وإنْ قلتَ بعده فقد خرج عنه، ولا يوجد الشيء بعد فقدِهِ. فما كان عندي فيها جواب.
وعنه قال: عُدْتُ رجلًا وتركتُ حماري على بابه، ثم خرجت فإذا عليه صبي، فقلت: لم ركبته بغير إذني؟ قال: خفت أن يذهب فحفِظْتُهُ لك. قلت: لو ذهب كان أهوَن عليّ. قال: فهبْه لي وَعُدَّ أنّه ذهب، واربح شُكري. فلم أدرِ ما أقول!
وقال الخطيب في تاريخه: أخبرنا الحسين بن عبد الله بن أبي علانة قال: أخبرنا أحمد بن جعفر بن سلم قال: أخبرنا أبو دلف هاشم بن محمد الخزاعي قال: حدثنا الجاحظ سنة ثلاثٍ وخمسين ومائتين قال: حدّثني ثُمامة بن أَشرس قال: شهِدتُ رجلًا وقد قدم خصمه إلى والٍ فقال: أصلحك الله، هذا ناصبيّ رافضيّ جَهْميّ مُشَبَّه، يشتم الحَجّاج بن الزُّبَير الذي هدم الكعبة على عليّ بن أبي سفيان، ويلعن معاوية بن أبي طالب.
وقال الخطيب: أخبرنا الصيمري قال: أخبرنا المرزباني قال: أخبرني محمد بن يحيى قال: أخبرنا يموت بن المزرع قال: حدّثني الجاحظ قال: دخل أبو العَتَاهية على المأمون فطعن على المُبْتَدِعة ولعَن القَدَرِيّة، فقال المأمون: أنت صاحب شعرٍ ولُغةٍ، وللكلام قوّم. قال: نعم، ولكن اسأل ثُمامةَ عن مسألةٍ، فقُلْ لهُ يُجِبْني. ثم أخرج يده فحرَّكها وقال: يا ثُمامة، مَن حرَّك يدي؟ قال: مَن أُمُّه زانية. فقال: شتمني والله. قال ثُمامة: ناقضَ واللهِ.
قال أبو روق الهزاني: حدثنا الفضل بن يعقوب قال: اجتمع ثمامة ويحيى بن أكثم عند المأمون، فقال المأمون ليحيى: ما العشق؟ قال: سوانح تسنح للعشاق يؤثرها ويهتم بها. قال ثُمامة: أنت بالفِقْه أبصر منك بهذا، ونحن [ص:288] أحذق منك. قال المأمون: فقُلْ. قال: إذا امتزجت جواهرُ النُّفوس بوصل المُشَاكلة نتجت لُمَحُ نورٍ ساطع تستضيء به بواصر العقل، وتهتز لإشراقه طبائع الحياة، يُتَصَوَّر من ذلك اللَّمْح نورٌ خاصٌ بالنّفس، متصلٌ بجوهرها يُسمَّى عِشْقًا. فقال المأمون: هذا وأبيك الجواب!!
هارون بن عبد الله الحمال: حدثنا محمد بن أبي كَبْشة قال: كنت في سفينةٍ، فسمعت هاتفًا يقول: لَا إله إلّا الله، كذب المَرِيسيّ على الله. ثم عاد الصوت يقول: لَا إله إلّا الله، على ثُمامة والمَرِيسيّ لعنهُ الله. قال: ومعنا رجلٌ من أصحاب المريسي في المركب فخر ميتا.(5/286)
-[حَرْفُ الْجِيمِ](5/288)
64 - جعفر بن جَسْر بن فرقد البَصْريُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: أبيه، وهشام بن حسّان، وحبيب بن الشهيد.
قال أبو حاتم: كتبتُ عنه وهو شيخ، ولقبُهُ شُبّان.
وَعَنْهُ: أبو أُميّة الطَّرَسُوسيّ، وأبو مسلم الكَجّيّ.
وهو ممَن يُعتَبَر بحديثه، وله مناكير عن أبيه، وهو أيضًا ضعيف.
قال ابن عديّ: جعفر بن جَسْر أحاديثه مناكير.
وقال أبو الفتح الأزديّ: يتكلمون فيه.
قلت: وقع لي حديثه بعُلُوّ، والله أعلم.(5/288)
65 - جعفر بن عيسى بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحسن الْبَصْرِيُّ الحسني. [الوفاة: 211 - 220 ه]
حدَّث عن حمّاد بن زيد وجعفر بن سليمان، وولي قضاء الجانب الشرقي في أيام المأمون وأول دولة المعتصم.
وقال أبو زرعه: ولي قضاء الري، وهو صدوق. [ص:289]
وقال أبو حاتم: جهمي ضعيف.
قلت: رَوَى عَنْهُ: أبو الأحوص محمد بن نصر وإبراهيم السوطي، ومات سنة تسع عشرة.(5/288)
66 - جنادة بن مروان الحمصي. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: حريز بن عثمان، وعيسى بن أبي رزين الثمالي.
وَعَنْهُ: إسحاق بن إبراهيم بن العلاء، وعمران بن بكار، ومحمد بن عوف.
قال أبو حاتم: ليس بقوي، أخشى أن يكون كذب في حديث عبد الله بن بُسْر أنِّه رأى في شارب النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بياضا بحيال شفتيه.(5/289)
-[حَرْفُ الْحَاءِ](5/289)
67 - حاتم الجلاب المَرْوَزِيّ، صاحب ابن المبارك، قيل: هو ابن العلاء، وقيل: ابن يوسف، وقيل: ابن إبراهيم. [الوفاة: 211 - 220 ه]
روى أيضًا عن خالد الطّحان، وفُضَيْل بن عِياض.
وَعَنْهُ: أحمد بن عَبده الآمُليّ، ومحمد بن عبد الله بن قُهْزَاذ، ومحمد بن موسى؛ المَرْوَزِيُّون.
مات سنة ثلاث عشرة.(5/289)
• - حاتم بن عبيد الله، أبو عبيدة النميري. [الوفاة: 211 - 220 ه]
ذُكِر في الطبقة الماضية.(5/289)
68 - الحارث بن أسد، أبو علي العتكي الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
توفي في ذي القعدة سنة عشر.(5/289)
69 - الحارث بن خليفة، أبو العلاء المؤدب. [الوفاة: 211 - 220 ه]
سَمِعَ: شُعْبة، وأبان بن يزيد.
وَعَنْهُ: عبّاس الدُّوريّ، ومحمد بن غالب تمتام، وحمدان بن علي.(5/289)
70 - د: الحارث بن منصور الواسطيّ الزاهد، أبو سُفيان، ويُقال: أبو منصور. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: سُفيان، وإسرائيل، وبحر السَّقّاء، ويزيد بن إبراهيم، وغيرهم.
وَعَنْهُ: الحَسَن بن مكرم، والباغندي الكبير، وخلف بن محمد كُرْدُوس، ويحيى بن جعفر بن الزِّبْرِقان، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي.
قال أبو حاتم: صدوق.(5/290)
71 - ع: حَبّان بن هلال الباهليّ، ويقال: الكِنانيّ البَصْريُّ، أبو حبيب. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: شعبة، وجُوَيْرية بن أسماء، وأبان العطّار، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وسَلْم بن زَرِير، ومَعْمَر بن راشد، وهمام بن يحيى، وطائفة.
وَعَنْهُ: أحمد بن سعيد الدّارميّ، وإسحاق الكَوْسج، وعَبْد بن حُمَيد، والدَّارميّ، ومحمد بن الحسين الحنَيْنيّ، ويعقوب الفَسَويّ، وخلْق.
وثقة ابن مَعِين وأحمد بن حنبل.
وقال ابن سعد: كان ثقة حُجّةً ثَبْتًا، امتنع من التّحديث قبل موته. قال: ومات بالبصرة في رمضان سنة ست عشرة.
قلت: ولامْتناعه لم يسمع منه البخاريّ وأبو حاتم وطبقتهما، وهو من آخر مَن حدّث عن مَعْمَر.
قال أحمد بن حنبل: حبان إليه المنتهى بالبصْرة في التثبُّت.
قال بكّار بن قُتَيْبَة: ما رأيت نَحْويًّا يُشبه الفُقهاء إلا حبان بن هلال والمازني.(5/290)
72 - ق: حبيب بن أبي حبيب مرزوق، وقيل: رُزَيْق، أبو محمد الحنفيّ مولاهم، المدنيّ. [الوفاة: 211 - 220 ه][ص:291]
كاتب مالك وقارئه، كان يقرأ عليه " المُوَطّأ " للناس في بعض الأوقات، وبقراءته سمع يحيى بن بُكَيْر مرّة.
قال ابن مَعِين وغيره: أشَرُّ السَّماع عَرْضُ حبيب على مالك؛ كان يقرأ، فإذا انتهى المجلس صَفَح أوراقًا وكتب: بلغ.
وقال أبو أحمد الحاكم: روى أحاديث شبيهة بالموضوعة عن مالك، وابن أبي ذئب، وهشام بن سعد.
رَوَى عَنْهُ: الربيع بن سليمان الجيزي، وأحمد بن الأزهر. أخبرنا السراج قال: سمعتُ محمد بن سهل بن عسكر قال: كتبنا عن حبيب كاتب مالك عشرين حديثًا، فأتينا ابن المدينيّ فَعَرضنا عليه فقال: هذا كله كذب.
وقال يحيى بن مَعِين: وعامّة سماع المصريّين عرْض حبيب. ثم قال ابن مَعِين: سألوني عنه بمصر فقلتُ: ليس بشيء.
وقال الإمام أحمد: حبيب ليس بثقة.
وقال النسائي: متروك.
وقال ابن عديّ: كان يضع الحديث. ثم روى له عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ حديثين موضوعين.
وروى عن ابن أبي ذئب، وشبْل بن عَبّاد، وهشام بن سعد - المناكير.
وَعَنْهُ: عبد الله بن الوليد الحراني، وأحمد بن الأزهر، وحم بن نوح، ومحمد بن مسعود العجميّ، وجماعة.
وسكن مصر، وبها تُوُفّي سنة ثمان عشرة.
ومن حديثه: قال ابن عدي: حدثنا محمد بن حاتم بالرملة قال: حدثنا إسماعيل بن محمد بن يوسف أبو هارون الجبرينيّ - وهي مدينة بيت إبراهيم [ص:292] عليه السلام، وحوله قرى، وفيه قبر إبراهيم، وكلّ مَن يدخل هذه القرية يضيفونه ويقولون: إنّه ضيف إبراهيم. ولإبراهيم عليه السلام أوقاف على الضيافة إلى الساعة - قال: حدثنا حبيب قال: حدثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَمَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا يُعْجِبَنَّكُمْ إِسْلامُ الْمَرْءِ حتى تعلموا ما عقده عقله ".
قال ابن عديّ: وهذا عن مالك وابن أبي ذئب باطل، إنما يرويه عبيد الله بن عمرو الرقّيّ عن إسحاق بن أبي فروة، عن نافع. وإسحاق متروك الحديث.(5/290)
73 - حَجّاج بن رِشْدين بن سعد، أبو الحسن المِصْريُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
رَوَى عَنْ: أبيه، وحَيْوَة بن شُرَيْح.
توُفّي سنة إحدى عشرة ومائتين.
ضعفّه أبو أحمد بن عديّ.(5/292)
74 - ع: حَجّاجُ بنُ مِنْهال الأنماطيّ البَصْريُّ، أبو محمد. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: قُرَّةَ بن خالد، وشُعبة، وجُوَيرِية، والحَمَّادَيْن، وهَمّام، وعبد العزيز الماجِشُون، ويزيد بن إبراهيم التستري، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، والباقون بواسطة، وإسحاق الكَوْسَج، وإسحاق شاذان، وأحمد بن الفُرات، وإسماعيل القاضي، وعَبْد، والدّارميّ، وعَليُّ بن عبد العزيز البَغَويّ، وَمحمد بن يحيى الذُّهَليّ، وهلال بن العلاء، وأبو مسلم الكَجِّيّ، وطائفة.
قال أبو حاتم: ثقة فاضل.
وقال أحمد العِجْليّ: ثقة، رجل صالح، كان سمسارًا يأخذ من كل [ص:293] دينار حبة، فجاء خراساني موسرٌ من أصحاب الحديث فاشترى له أنماطًا، فأعطاه ثلاثين دينارا، فقال: ما هذه؟ قال: سمسرتك. قال: دنانيرك أهون عليّ من هذا التُّراب، هاتِ من كلّ دينار حَبَّة. فأخذ دينارًا وكَسْرًا.
وقال خلف كُرْدوس: تُوُفّي سنة ستّ عشرة، وكان صاحب سُنّة يُظْهرها.
وقال ابن سعْد والبخاريّ: تُوُفّي سنة سبْع عشرة في شوال.(5/292)
75 - حَجّاجُ بنُ أبي منيع الرصافّي. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: جدّه عُبَيد الله بن أبي زياد الرُّصافيّ؛ رُصافة هشام بن عبد الملك، عن الزُّهْريّ، وله عنه نسخة كبيرة.
وَعَنْهُ: محمد بن يحيى الذُّهَليّ، وابن وَارَةَ، وهلال بن العلاء، ويعقوب الفَسَويّ، وأحمد بن مهديّ الإصبهانيّ، وأيوب الوزّان، وأبو أسامة عبد الله بن محمد بن أبي أسامة الحلبيّ، وجماعة.
قال هلال: وكان من أعلم النّاس بالأرض وما أنبتت، وأعلم الناس بالفَرس من ناصيته إلى حافِره، وبالبعير من سَنامه إلى خُفّه، وكان مع بني هشام في الكتاب. كذا قال، وإنّما الذي كان مع بني هشام جده عبيد الله.
وقال الذهلي: لم أر لعبيد الله راوية غير ابن ابنه الذي يقال له: حجاج بن أبي منيع، أخرج إلي جزءا من حديث الزهري، فنظرت فيها فوجدتها صحاحا.
وذكره ابن حبان في " الثقات ".
وعلق له البخاري في الطلاق.
واسم أبيه يوسف بن عبيد الله.
وقال هلال بن العلاء: سكن حلب في آخر عمره. [ص:294]
قال الحَجّاج في سنة ستّ عشرة ومائتين: أنا اليوم ابن ست وسبعين سنة.(5/293)
76 - ت: حَجّاج بن نُصَير، أبو محمد الفساطيطيّ القَيْسيّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: هشام الدّسْتُوائيّ، وأبى خَلْدَة خالد بن دينار، وَقُرَّةَ بن خالد، وفِطْر بن خليفة، ومعارك بن عَبّاد، وخلْق.
وَعَنْهُ: أحمد بن سعيد الدّارميّ، والرَّماديّ، ومحمد بن عبد الملك الدَّقِيقيّ، وأحمد بن الحسن التِّرْمِذيّ، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ، وأبو محمد الدّارميّ، وعبّاس الدُّوريّ، وخلْق آخرهم أبو مسلم الكجّيّ.
قال أبو حاتم: ضعيف، تُرك حديثه.
وقال البخاريّ: يتكلمون فيه.
وقال النسائيّ: ضعيف، لا يُكتَب حديثه.
وذكره ابن حِبّان في " الثقات "، لكن قال: يُخطئ ويهمّ.
وقال مُطَيِّن: مات سنة ثلاث عشرة.
قلت: وساق له ابن عدي أربعة أحاديث وهم في سندها، أما متونها فمعروفة.(5/294)
77 - خ م د ت ن: حجين بن المثنى، أبو عمر اليمامي، [الوفاة: 211 - 220 ه]
نزيل بغداد.
عَنْ: عبد الرحمن بن ثابت بن ثَوبان، وعبد العزيز بن الماجِشُون، واللّيث، ومالك، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد، ومحمد بن رافع، وحَجّاج بن الشّاعر، وأحمد بن منصور الرَّماديّ، وأحمد بن منصور زاج، وعبّاس الدُّوريّ، وطائفة. [ص:295]
قال البخاريّ: كان قاضيًا على خُراسان، وأصله من اليَمَامة.
وقال ابن سعْد: قدِم بغداد ونزلها، وكان صاحب لؤلؤ وجوهر، لزم السوق، وكان ثقة.
قلت: توفي بعد عشرٍ ومائتين، أو قبلها.(5/294)
78 - ق: الحر بن مالك، أبو سهل العَنْبَريّ البَصْريُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: مالك بن مِغْوَلٍ، وشُعبة، ووُهَيب.
وَعَنْهُ: بُنْدار، وابن وَارَةَ، وأبو حاتم الرازيّ - وقال: صدوق - ومحمد بن سليمان الباغندي.(5/295)
79 - خ: حسان بن حسان بن أبي عباد، أبو علي الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
نزيل مكة.
عَنْ: شعبة، وهمام بن يحيى، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو زرعة الرازي، ومحمد بن أحمد الْجُنَيْد الدّقّاق، ويحيى بن عبدك القزويني، وعلي بن الحسن الهسنجاني.
قال أبو حاتم: منكر الحديث.
قلت: مات سنة ثلاث عشرة، وكان المقرئ يثني عليه.(5/295)
80 - حسان بن حسان الواسطي. [الوفاة: 211 - 220 ه]
شيخ ليس بالقوي، ينفرد عن الثقات بما لا يتابع عليه. قاله الدارقطني، وقال: ليس هو بالذي يروي عنه البخاريّ.(5/295)
81 - الحسن بن بلال البَصْريُّ ثم الرملّي. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: جرير بن حازم، وحَمَّاد بن سَلَمَةَ، وأشعث بن بَرَاز، ونصر بن [ص:296] طَرِيف.
وَعَنْهُ: جعفر بن مسافر التِّنِّيسيّ، وسعيد بن أسد بن موسى، والفضل بن يعقوب الرخامي، ومحمد بن عوف الطائي، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَا بَأْسَ بِهِ.
له حديث في " اليوم والليلة ".(5/295)
82 - الحسن بن الحسين العُرَنّي الكُوفيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: أجلح بن عبد الله الكِنْديّ، وجرير بن عبد الحميد، وأهل الكوفة.
وَعَنْهُ: جعفر بن عبد الله العلويّ وغيره، ومن متأخّري الرُّواة عنه الحسين بن الحَكَم الحِبَرِيّ.
ضعفّه ابن حبان.(5/296)
83 - سي: الحسن بن خمير الحرازي. [الوفاة: 211 - 220 ه]
حمصيُّ مُقِلٌّ، صدُوق.
عَنْ: إسماعيل بن عبّاس، والجرّاح بن مَلِيح البَهْرانيّ.
وَعَنْهُ: عِمران بن بكار، ومحمد بن عوف الطائي.(5/296)
84 - د ت ن: الحسن بن سوَّار، أبو العلاء البَغَويّ المَرُّوذِيّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
حَدَّثَ ببغداد عَنْ: عِكْرمة بن عمّار، وموسى بن عليّ بن رباح، واللَّيْث بن سعْد، ومبارك بن فَضَالَةَ، وإسماعيل بن عيّاش، وغيرهم.
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، وأبو حاتم الرازيّ، وإسحاق الحربيّ، وهارون الحمّال، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، وجماعة
قال أبو حاتم: صدوق.
ووثّقه أحمد. [ص:297]
توفي سنة ست عشرة بخراسان.(5/296)
85 - ت: الحسن بن عطيّة بن نَجِيح، أبو عليّ القرشي الكُوفيُّ البزاز. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: أبي عاتكة صاحب أنّس، وعن حمزة الزّيات، وَفُضَيْلِ بن مرزوق، ويعقوب القُمّي، وجماعة. وقرأ القرآن على حمزة.
قرأ عليه محمد بن عيسى الإصبهاني وغيره.
وَرَوَى عَنْهُ: إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، وعباس الدوري، وأبو زرعة الرازي، والبخاري في " تاريخه "، وأبو حاتم، ومحمد بن غالب تمتام، وطائفة.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال البخاري: مات سنة إحدى عشرة ومائتين، أو نحوها.
قال محمد بن عيسى الأصبهاني: قرأت عليه القرآن، وقال لي: قرأت على حمزة ختْمة.(5/297)
86 - الحسنُ بن عَنْبَسَةَ الورّاق، بصْريّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
رَوَى عَنْ: شُعبة، وشَرِيك.
وَعَنْهُ: ابنه حمّاد، ومحمد بن المُثَنَّى الزَّمِن، وجماعة.
قال ابن قانع: توفي في رمضان سنة ثلاث عشرة فجاءة.(5/297)
87 - الحسَن بن قُتَيبة الخُزَاعيّ المدائنيّ. [أبو علّي] [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: مِسْعَر، وموسى بن عبيدة، وعكرمة بن عمار، وحجاج بن أرطأة، وحمزة الزّيّات، وجماعة.
وَعَنْهُ: الحَسَن بن عَرَفَة، وأبو أُميَّة الطَّرَسُوسيّ، والحَسَن بن مُكرَم، والحارث بن أبي أُسامة، وأحمد بن حازم بن أبي غَرزَة.
قال الدَّارَقُطْنيّ: متروك الحديث. [ص:298]
وقال أبو حاتم: ضعيف.
وَيُكْنَى أبا علّي،
وقد ذكره العُقَيْليّ في " الضُّعَفاء " فروى عن محمد بن بحر الواسطيّ عنه حديثًا وَهَمَ في سنده، وساق ابن عدي له حَدِيثَيْنِ مُنْكَرَيْنِ؛ أَحَدُهُمَا رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ البياضي عنه قال: حدثنا عبد الخالق بن المنذر، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ ابن عباس يرفعه: " مَنْ تَمَسَّكَ بِسُنَّتِي عِنْدَ فَسَادِ أُمَّتِي فَلَهُ أجر مائة شهيد ".
وهذا أخاف أن يَكُونُ مَوْضُوعًا، وَمَا فِيهِ مَجْرُوحٌ سِوَى الْحَسَنُ.(5/297)
88 - ت: الحسن بن واقع، أبو عليّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
صاحب ضَمْرَةَ بن ربيعة.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن مسلم بن وَارَةَ، والبخاريّ في غير " الصحيح "، وإسماعيل سَمُّويْه، وجماعة.
وهو من أهل الرَّمْلَةِ.
وثقة ابن حبان.
وتوفي سنة عشرين ومائتين كهلا،
ولا أعلمه روى عن غير ضَمْرة إلّا عن أيّوب بن سُوَيْد شيئًا، وقد كتب عنه يحيى بن مَعِين مع تقدُّمه،
وحدَّث عنه أبو حاتم وقال: صدوق.(5/298)
89 - خ: الْحُسَيْن بْن إِبْرَاهِيم بْن الحُرّ بْن زَعْلان، أبو علي العامري الفقيه البَغْداديُّ الملقب بإشْكاب، [الوفاة: 211 - 220 ه]
من أبناء الخُراسانّية.
رَوَى عَنْ: محمد بن راشد المكحوليّ، وفُلَيْح بن سليمان، وشَرِيك، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابناه علي ومحمد، ومحمد بن إسحاق الصَّاغانيّ، وعبّاس الدُّوريّ، ومحمد بْن عَبْد الله المخرمي.
قَالَ ابن سعْد: لزِم أبا يوسف القاضي فأبصر الرأي، ثم قعد عنهم، ولم [ص:299] يزل ببغداد يؤتَى في الحديث والفِقْه إلى أن مات سنة ستّ عشرة، وهو ابن إحدى وسبعين سنة.
ووثّقه أبو بكر الخطيب.
وروى له البخاري مقرونا بغيره.(5/298)
90 - م ق: الحسين بن حفص بن الفضل بن يحيى بن ذكوان الهمداني، أبو محمد الأصبهاني. [الوفاة: 211 - 220 ه]
ثقة، نبيل، كوفيّ. نقل علمًا كثيرًا إلى إصبهان، وأفتى بمذهب الكوفيين، وكان إليه الرئاسة والقضاء والفتوى بأصبهان.
رَوَى عَنْ: السُّفْيانَيْن، وهشام بن سَعْد، وإسرائيل، وإبراهيم بن طَهْمان، وعبد العزيز بن أبي رَوَّاد، وأبي يوسف القاضي، وجماعة.
وَعَنْهُ: حفيده أحمد بن محمد، وأَسِيد بن عاصم، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وأحمد بن الفُرات، وعمر بن شَبَّة، وأبو قِلابة الرِّقاشِيّ، ومحمد بن إسماعيل الصّائغ المكّيّ، ويحيى بن حاتم العسْكريّ، ومحمد بن يونس الكُدَيْمي، وجماعة كبيرة.
قال أبو حاتم: محلُّه الصِّدْق.
وقال أبو حاتم أيضًا: هو أحبّ إليّ من عصام بن يزيد جَبَّر.
وقال أبو نُعَيْم: كان وجه النّاس وزَيْنَهم. وكان دخْلُه في كلّ سنة مائة ألف درهم، فما وجبت له زكاة قطّ، وكانت جوائزه وَصِلاتُهُ دارَّةً على المُحَدّثين وأهل العلم والفضل مثل أبي مسعود وعَمْرو بن عليّ، وكان من المختصّين بسُفيان الثَّوريّ، وقيل: إنّ سُفيان حَجَّ على مَرْكبه.
قلت: وآخر من روى عنه محمد بن إبراهيم الْجَيْرانيّ. [ص:300]
تُوُفيّ سنة اثنتي عشرة.(5/299)
91 - الحسين بن خالد، أبو الْجُنَيد، البَغْداديُّ الضرير. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: شُعبَة، والثُّوريّ، وحمّاد بن سَلَمَةَ، ومُقاتل بن سليمان، وعبد الحَكَم صاحب أَنّس، وجماعة.
وَعَنْهُ: سَلْمان بن توبة النهرواني، والحسن بن مكرم، والحارث بن أبي أسامة، وآخرون.
قال ابن معين: ليس بثقة.(5/300)
92 - ق: الحسين بن عروة الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: الحمادين، ومالك.
وَعَنْهُ: أحمد بن المعذل الفقيه، ونصر بن علي الْجَهْضميّ، وبكر بن خلف ختن المقرئ، وغيرهم.
قَالَ أَبُو حاتم: لا بأس بِهِ.(5/300)
93 - ع: الحسين بن محمد بن بَهْرام، أبو أحمد المروذي المؤدب، نزيل بغداد، ويقال: أبو عليّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: شَيْبان النَّحْويّ، وجرير بن حازم، وإسرائيل، وسليمان بن قَرْم، وابن أبي ذئب، وأبي غسان محمد بن مُطَرِّف، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد، وابن معين، وأبو خيثمة، وعبّاس الدُّوريّ، وإبراهيم الحربيّ، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، وطائفة. ومن القُدماء عبد الرحمن بن مَهْديّ، ومن المتأخرين حنبل بن إسحاق.
قال معاوية بن صالح بن أبي عُبَيد الله الأشعري: أبو أحمد حسين بن محمد قال لي أحمد بن حنبل: اكتُبُوا عنه، وجاء معي إليه يسأله أن يحدّثني.
وقال ابن سعد: ثقة.
وقال النسائيّ: ليس به بأس.
قال حنبل: مات سنة ثلاث عشرة. [ص:301]
وقال مُطين: سنة أربع عشرة.(5/300)
94 - حفص بن حمزة، أبو عمر الضّرير البَغْداديُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: سَوّار بن مُصْعَب، وجماعة.
وَعَنْهُ: الحارث بن أبي أسامة.(5/301)
95 - د: حفص بن عمر الْبَصْرِيُّ، أبو عمر الضرير. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: جرير بن حازم، ومبارك بن فضالة، وحماد بن سلمة، وغيرهم.
وَعَنْهُ: أبو داود، وأبو زُرْعَة، وأبو حاتم، ويعقوب الفَسَويّ، وأبو مسلم الكَجّيّ، وحفص بن عمر الحَبَطّي السَّيّاريّ، وأبو خليفة الفضل بن الحُباب الْجُمَحيّ، وآخرون.
قال أبو حاتم: صَدُوق، يحفظ عامّة حديثه.
وقال ابن حبان: كان من العلماء بالفقه والأخبار والفرائض والحساب والشعر وأيام الناس، وولد أعمى.
وقال ابن عساكر: مات لتسعٍ بقين من شعبان سنة عشرين.(5/301)
96 - حفص بن عمر بن خالد، أبو عمر المازنيّ البَصْريُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
سَمِعَ: جعفر بن سليمان الهاشميّ، والنَّضْر بن عاصم الهُجَيْميّ.
وَعَنْهُ: أبو مسعود، ويزيد بن خالد، وأبو قلابة الرّقاشيّ.
كناه الحاكم.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: يُحدِّث عن شُعبة وسعيد.(5/301)
97 - حفص بن عمر الأبلي. [الوفاة: 211 - 220 ه]
يَرْوِي عَنْ: ثور بن يزيد، ومِسْعر بن كدام، وعبد الله بن المُثَنَّى، وجعفر بن [ص:302] محمد، وغيرهم. واسم جده دينار.
وَعَنْهُ: إبراهيم بن مرزوق، ومحمد بن سليمان الباغَنْديّ، وأبو حاتم، ويزيد بن سِنان القزّاز، وجد أبي جعفر العقيلي. ولكنه قال: حدثنا حفص بن عمر بن ميمون أبو إسماعيل الأبلي.
قال ابن عدي: أحاديثه كلها مناكير المتن، أو مُنْكَرَةُ الإسناد، وهو إلى الضعف أقرب.
وجعل ابن حبان الأبلي والحبطي واحدا فوهم.
قال أبو حاتم: كان شيخا كذابا.(5/301)
98 - ق: حفص بن عمر بن ميمون العَدنيّ الملقّب بالفَرْخ، يُكَنَّى أبا إسماعيل. [الصَّنْعانيُّ] [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: ثور بن يزيد، وابن أبي ذئب، ومالك بن مغْوَل، والحكم بن أبان، والمفضل بن لاحق، وشُعْبة، وطائفة.
وَعَنْهُ: أحمد بن عمر الوَكِيعيّ، وعثمان بن طالوت بن عَبّاد، وعبّاس التُّرْقفيّ، ومحمد بن حمّاد الطِّهْرانيّ، ونصر بن عليّ الْجَهْضميّ، ومحمد بن مُصَفَّى، وهارون بن ملول المصري، وآخرون.
قال ابن أبي حاتم: أخبرنا أبو عبد الله الطهراني قال: حدثنا حفص بن عمر العدني، وكان ثقة.
وقال أَبُو حَاتِمٍ: لَيِّنُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. [ص:303]
وقال ابن عَدِيّ: عامّة حديثه غير محفوظ.
ويقال له: الصنعاني.
ولهم(5/302)
• - حفص بن عمر الحَوْضيُّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
صاحب شُعبة، في الطبقة الآتية.(5/303)
99 - حفص بن عمر بن حكيم، ويُعرف بحفص الكَفِر. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: هشام بن عُرْوَة، وعَمْرو بن قيس.
وَعَنْهُ: عليّ بن حرب الطائي، وتمتام.
قال ابن عدي: حدَّث بالبواطيل. ثم ساق له عدّة أحاديث واهية.(5/303)
100 - الحكم بن أسلم، وهو ابن سلمان، أبو مُعاذ الحَجَبيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: شعبة، وعبد العزيز بن مسلم.
وَعَنْهُ: أبو حاتم وقال: صَدُوق، ومحمد بن غالب تمتام.(5/303)
101 - ت: الحَكَم بن المبارك الباهليُّ مولاهم، البلْخيُّ الخاشِتيُّ، أبو صالح. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: مالك، وحمّاد بن زيد، وشَريك، ومحمد بن راشد المكحوليّ.
وَعَنْهُ: أبو محمد الدَّارميّ، ويحيى بن بشر ويحيى بن زكريا البلخيان.
وثقة ابن حبان.
وأخرج له التِّرْمِذِيُّ، والبخاريّ في كتاب " الأدب ".
وقد روى عبد بن حميد في " مسنده " عن الدَّارميّ عنه حديثًا وقع لنا [ص:304] موافقةً بعلوٍ من كتاب الدّارميّ.
قال البخاريّ: مات سنة ثلاث عشرة أو نحوها.
قال محمد بن العبّاس بن الأخرم في وصيته: وقال الحَكَم بن المبارك البَلْخيّ: إنّ الْجَهْميّ لَا يعرف ربَّهُ.(5/303)
102 - الْحَكَمُ بنُ المبارك النَّيْسَابوريُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
سَمِعَ: خارجة بن مُصْعب، والوليد بن سَلَمَةَ.
رَوَى عَنْهُ: قطن بن إبراهيم، ومحمد بن الحَجّاج العامريّ؛ النَّيْسَابوريّان.(5/304)
103 - الْحَكَمُ بنُ محمد الآمليّ الطبريّ، أبو مروان، [الوفاة: 211 - 220 ه]
نزيل مكة.
سَمِعَ: ابن عُيَيْنَة، ويحيى بْن أبي زائدة، وعبد المجيد بن أبي رَوّاد.
وَعَنْهُ: سَلَمَةَ بن شبيب، والنضر بن سَلَمَةَ المَرْوَزِيّ، والبخاريّ في كتاب " أفعال العباد ".
وما ليَّنَهُ أحد.(5/304)
104 - حمّاد بن عَمرو النَّصيبيّ، أبو إسماعيل. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: الأعمش، والثَّوْريّ.
وَعَنْهُ: عليّ بن حرب، وسَعدان بن نصر، وإبراهيم بن الهيثم.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ الْفَلاسُ وغيره: متروك.
وَرَوَى عَنْهُ: أيضا إبراهيم بن موسى الفرّاء، ومحمد بن مَهْران.(5/304)
-[حَرْفُ الْخَاءِ](5/304)
105 - خالد بن الحُباب الْبَصْرِيُّ، أبو الحُبَاب، [الوفاة: 211 - 220 ه]
نزيل حماة.
سَمِعَ: ابن عَوْن، وسُليمان التَّيْميّ، وهشام بن حسان.
وَعَنْهُ: أبو حاتم، وغيره. [ص:305]
حديثه في الغيلانيات.
قال أبو حاتم: يكتب حديثه.(5/304)
106 - د ن: خالد بن عبد الرحمن، أبو الهيثم الخراساني، [الوفاة: 211 - 220 ه]
نزيل ساحل دمشق.
سَمِعَ: عيسى بن طَهْمان، ومالك بن مِغْوَلٍ، وشُعْبة، والمسعوديّ.
وَعَنْهُ: يحيى بن مَعِين وَوَثَّقَهُ، وبحر بن نصر الخَوْلانيّ، والربيع المُراديّ، ومحمد بن عبد الله بن البَرْقيّ، وعبد الله بن أبي مسرة المكّيّ، وآخرون.(5/305)
107 - خالد بن عَمْرو السُّلَفيّ - بالضم - الحمصيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: بقية بن الوليد، ومحمد بن حرب، ومروان الفَزَاريّ.
وَعَنْهُ: أبو حاتم الرازيّ، وقال: شيخ.
وقال جعفر الفِرْيابيّ: كان يكذب.(5/305)
108 - خالد بن القاسم المدائنيّ الحافظ. [أبو الهيثم] [الوفاة: 211 - 220 ه]
أحد المتَّهَمين بالكذب، وضع على الليث بن سَعْد أحاديث.
قال الخطيب: خالد بن القاسم أبو الهَيْثم المدائنيّ، عَنْ: الليث، وحماد بن زيد، وعُبيد الله بن عَمْرو الرَّقّيّ، وجماعة.
حَدَّثَ عَنْهُ: عيسى بن أبي حرب، والحسن بن مكرم، والحارث بن أبي أسامة.
قال ابن معين، والبخاري، ومسلم: متروك.
وقال ابن معين أيضا: كان يزيد في الأحاديث؛ يوصلها لتصير مسندة. [ص:306]
وقال أبو يحيى صاعقة: توفي سنة إحدى عشرة ومائتين. وقد رَوَى عَنْهُ صاعقة، وقال: كذّاب، يدَّعي ما لم يسمع، كنيته أبو الهيثم.
وقال أبو زُرْعة: كذّاب.
وقال أبو حاتم: متروك، صحب الليث من العراق إلى مصر.(5/305)
109 - ع: خالد بن مخلد القَطَوانيّ، أبو الهَيْثَم البَجَليّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
وقطوان موضع بالكوفة.
سَمِعَ: مالكا، ونافع بن أبي نُعَيْم، وسليمان بن بلال، وعلي بن صالح بن حيّ، وأبا الغُصْن ثابت بن قيس، وعبد الله بن جعفر المَخْرَميّ، وكثير بن عبد الله المُزَنيّ، ومحمد بن موسى الفطري، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، والباقون سوى أبي داود عن رجلٍ عنه، وعبد بن حُمَيْد، وعبّاس الدُّوريّ، ومحمد بن شدّاد المُسْمِعيّ، وأبو أميَّة الطَّرسُوسيّ، وطائفة. ومن الكبار عُبَيْد الله بن موسى.
قال ابن معين: ما به بأس.
قال أبو داود: صدوق، لكنه يتشيَّع.
وقال مُطَيِّن: مات سنة ثلاث عشرة.
وقال ابن سَعْد: كان مُنْكر الحديث مُفْرِطًا في التَّشَيُّع، كتبوا عنه ضرورة.(5/306)
110 - خ: خالد بن يزيد الكاهلي الكُوفيُّ المقرئ المجود، أبو الهيثم الكحّال. [الوفاة: 211 - 220 ه]
من أصحاب حمزة الزّيّات.
رَوَى عَنْ: شيخه حمزة، وإسرائيل، والحسن بن صالح الفقيه.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو أمية الطرسوسي، وأبو حاتم، وأبو زرعة، ومحمد بن الحَجّاج الضَّبّيّ، وآخرون. وقرأ عليه سهل بن محمد [ص:307] الجلاب وغيره.
وعنه قال: قرأت على حمزة، فقال لي حمزة: حسنها لا جعلني الله فداك.
مات سنة اثنتي عشرة.
وقال مُطَيِّن: سنة خمس عشرة.
وكان صدوقًا.(5/306)
• - خالد بن يزيد، أبو الوليد العمري المكي، [الوفاة: 211 - 220 ه]
يذكر بعد.(5/307)
111 - ق: خالد بن يزيد، وقيل: خالد بن أبي يزيد، أبو الهيثم المَزْرَفّي، ويقال: القُطْرُبُلّيّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: شُعْبة، ومَنْدَل بن عليّ، وحمّاد بن زيد.
وَعَنْهُ: أبو بكر الصغاني، وعبّاس الدوري، وبشر بن موسى، وجماعة.
قال ابن مَعِين: لم يكن به بأس.(5/307)
112 - خ ن: خطاب بن عثمان الطّائيّ الفَوْزيّ الحمصيّ، أبو عَمرو، [الوفاة: 211 - 220 ه]
وفَوْز من قرى حمص.
سَمِعَ: إسماعيل بن عيّاش، وعيسى بن يونس، ومحمد بن حمير، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، والنسائي بواسطة، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وإسماعيل سموية، وقرابته سلمة بن أحمد الفوزي، وسليمان بن عبد الحميد البهراني، وآخرون.
قال ابن أبي الدنيا: حدثنا القاسم بن هاشم قال: حدثني خطّاب الفَوْزيّ، وكان يُعَدّ من الأبدال.
وذكره ابن حبان في " الثقات ".(5/307)
113 - خ: خَلَف بن خالد، أبو المُهَنّأ المِصْريُّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
مولى قريش.
عَنْ: اللَّيْث، وبكر بن مُضَر، وابن لهيعة.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو حاتم، [ص:308] وإبراهيم بن ديزيل، وحَبُّوش بن رزق الله، وعبد الله بن محمد بن سَعِيد بن أبي مريم.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ.
وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ: مات قبل الثلاثين.(5/307)
114 - خَلَفُ بن خالد بن إسحاق المِصْريُّ، أبو المَضَاء، [الوفاة: 211 - 220 ه]
مَوْلَى قريش.
يَرْوِي عَنْ: يحيى بن أيّوب المصريّ.
قَالَ ابن يونس: تُوُفيّ في ذي القعدة سنة خمسٍ وعشرين ومائتين.
قلت: يغلب على ظني أنه هو الذي قبله لاتفاق العصر والاسم والأب والبلد والوَلاء، لم يبق إلّا الكنْية. والمُهَنّا والمَضاء من أسرع شيءٍ إلى تصحيف الواحدة بالأخرى، فالله أعلم.(5/308)
115 - خلف بن الوليد البَغْداديُّ الجوهري، [الوفاة: 211 - 220 ه]
نزيل مكة.
سَمِعَ: شعبة، وإسرائيل، وأبا جعفر الرازي، وغيرهم.
وَعَنْهُ: أحمد بن أبي خيثمة، وأحمد بن ملاعب، وبشر بن موسى، ويحيى بن عبدك القزويني، وأبو زرعة الرازي ووثقه.
توفي سنة اثنتي عشرة بمكة.(5/308)
116 - خلاد بن خالد، وقيل: ابن عيسى، أبو عيسى، وقيل: أبو عبد الله الشَّيْبانيّ الصَّيْرفيّ الكُوفيُّ المقرئ الأحْول، [الوفاة: 211 - 220 ه]
صاحب سليم القارئ.
اقرأ الناس مدَّةً بحرف حمزة. قرأ عليه أبو بكر محمد بن شاذان الْجَوهريّ، وأبو الأحوص محمد بْن الهَيْثَم العُكْبُريّ، ومحمد بن يحيى الخُنَيْسيّ، والقاسم بن يزيد الوزان وهو أجل أصحابه، وعليه دارت قراءته. [ص:309]
وقد سَمِعَ: الحديث من الحسن بن صالح بن حيّ، وزُهير بن معاوية.
رَوَى عَنْهُ: أبو حاتم، وأبو زُرْعة، وغيرهما.
قال أبو حاتم: صدوق.
قلت: توفي سنة عشرين بالكوفة.
وقد ذكر الدّانيّ رجلًا آخر فقال: خلّاد بن خالد، ويقال: ابن يزيد أبو عيسى الأحول، قرأ على حمزة، وهو من أصاحبه. وقال ابن مجاهد: وممّن قرأ على حمزة خلّاد بن خالد الأحول.
وقال أبو هشام الرفاعيّ: أَقْرَأ من قرأ على حمزة أربعة؛ إبراهيم الأزرق، وخالد الكحّال، وخلّاد الأحول، وكان عبد الرحمن بن أبي حمّاد أكبرهم وأعلمهم بعلل القراءات.(5/308)
117 - خ د ت: خلاد بن يحيى بن صَفْوان، أبو محمد السُّلَميّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
سَمِعَ: عيسى بن طَهْمان، وفِطْر بن خليفة، وعبد الواحد بن أيمن، وسُفيان الثوري، وخلقا.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، والترمذي عن رجل عنه، وأبو زُرْعة، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ، وبِشْر بن موسى، وإسماعيل بن يزيد عمّ أبي زُرْعة وخال أبي حاتم، وحنبل بن إسحاق.
وقال أَبُو داود: لَيْسَ بِهِ بأس.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: صدوق، إلا أنّ في حديثه غلطًا قليلًا.
وقال حنبل: مات سنة سبْع عشرة.
وقال البخاريّ: سكن مكة، ومات بها قريبًا من سنة ثلاث عشرة.(5/309)
118 - خلَّادُ بنُ يزيد بن حبيب بن سيّار التَّميميّ البَصْريُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
قال أبو سعيد بن يونس: رَوَى عَنْ: حُمَيد الطّويل، وله عقِب بمصر، وبها تُوُفيّ في ذي الحجّة سنة أربع عشرة.
قلت: لم يذكره البخاريّ ولا ابن أبي حاتم، وهو كالمجهول.(5/309)
119 - خلَّادُ بنُ يزيد الباهليُّ البَصْريُّ الأرقَط، [الوفاة: 211 - 220 ه]
صهر يونس بن حبيب النَّحْويّ.
يَرْوِي عَنْ: هشام بن الغاز، وسُفيان الثَّوريّ.
وَعَنْهُ: عمر بن شبة، والفلاس.
ذكره ابْنُ حِبَّانَ فِي " الثِّقَاتِ "، وَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ عشرين ومائتين.(5/310)
120 - ن: الخليل بن عمر بن إبراهيم، أبو محمد العبدي الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: أبيه، وعمر بن سعيد الأبَحّ، وعُبَيد الله بن شُمَيْط بن عَجْلان.
وَعَنْهُ: محمد بن المُثَنَّى، وإسماعيل سَمُّويْه، ويعقوب الفَسَويّ، ومحمد بْن يحيى الذُّهليّ، ومحمد بْن عَبْد الملك الدقيقي، وعلي ابن المَدِينّي ووثَّقهُ.
تُوُفّي سنة عشرين ومائتين.(5/310)
121 - الخليل بن أبي نافع المُزَنّي المَوْصِليّ العابد. [الوفاة: 211 - 220 ه]
بلغنا عنه أنّه كان يكتب كلّ ما يتكلم به في لوح ويُحْصيه، فيَجدُهُ في آخر النّهار بضع عشرة كلمة.
توفيّ ببغداد سنة سبع عشرة، رحمة الله عليه.(5/310)
-[حَرْفُ الدَّالِ](5/310)
122 - ق: داود بن عبد الله بن أبي الكرام محمد بن علي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طالب، أبو سليمان الهاشميّ الجعفريّ المدني. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: مالك، وإبراهيم بن أبي يحيى، والدَّرَاوَرْدِيّ.
وَعَنْهُ: أبو بكر بن أبي شَيْبة، وأخوه عثمان بن أبي شَيْبة، وابن نُمَيْر، وأبو حاتم، ومحمد بن غالب تَمْتام.
وثقة أبو حاتم.
وقيل: كان سريا جوادا مُمَدَّحًا، مُكْثِرًا عن حاتم بن إسماعيل. [ص:311]
قال أبو حاتم: كان عنده عن حاتم بن إسماعيل مصنّفات شريك نحو ثلاثين جزءًا.(5/310)
123 - داود بن المفضَّل، أبو الحسن الأزديّ البَصْريُّ الخيّاط. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: حمّاد بن سلمة، وسعيد بن راشد، وغيرهما.
وَعَنْهُ: أبو حاتم وغيره.
قال أبو حاتم: روى عن حماد، عن حُمَيْد قال: رأيت الحسن يشدّ أسنانه بالذَّهَب. فتكلم الناسُ فيه لهذا الحديث وقالوا: إنّما روى هذا عبد الرحمن بن مهديّ عن حمّاد.
قال أبو حاتم: وليس هذا ممّا يوهنه. وصدق أبو حاتم.(5/311)
124 - ن: داود بن منصور النسائي، أبو سليمان، [الوفاة: 211 - 220 ه]
نزيل بغداد.
عَنْ: جرير بن حازم، واللّيث بن سَعْد، ومحمد بن راشد المكحوليّ، وإبراهيم ابن طَهْمان، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثَوْبان، وجماعة.
وَعَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي المضاء، ويوسف بن سعيد بن مسلم، وأبو حاتم الرازيّ، وعبد الكريم الدَّيْرعاقُوليّ، وجماعة.
ولي قضاء المِصِّيصة، وسكنها.
وثّقة النسائي.
وقال أبو حاتم: صَدُوق، سمعت منه في سنة عشرين ومائتين.(5/311)
125 - داود بن مهران، أبو سُليمان البَغْداديُّ الدّبّاغ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
سَمِعَ: عبد العزيز بن أبي رواد، وداود العطّار، وعبد الجبّار بن الورد، وطائفة.
وَعَنْهُ: محمد بن عبد الرحيم صاعقة، وعيسى زغاث، وعبّاس الدُّوريّ.
قال أحمد العِجْليّ: ثقة. [ص:312]
توفي داود سنة سبع عشرة.(5/311)
-[حَرْفُ الذَّالِ](5/312)
126 - ذؤيب بن عِمامة السَّهْميّ المدنيّ، أبو عبد الله. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: عبد المهيمن بن عبّاس بن سهل، ويوسف بن الماجِشُون، ومالك بن أنس، ومُحْرِز بن هارون.
وَعَنْهُ: إسحاق بن موسى الأنصاريّ، وأبو حاتم الرازي، وجماعة.
وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال غيره: سكن الموصل وحدَّث بها، ثم ردّ إلى المدينة فتُوُفّي بها في ذي الحجة سنة عشرين ومائتين. وهو منسوب إلى جدّه الأعلى، فهو ذُؤيْب بن عبد الله بن عَمْرو بن محمد بن ذؤيب بن عمامة القرشي السهمي.(5/312)
-[حَرْفُ الرَّاءِ](5/312)
127 - د ن: الربيع بن رَوْح الحضرميّ الحمصيّ، أبو رَوْح. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: المغيرة بن عبد الرحمن المخزوميّ، وبقيّة، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بن عَوْف الطّائيّ، وعِمْران بن بكار، وأبو حاتم الرازي وقال: كان ثقة خيارا.(5/312)
128 - ق: رواد بن الجراح، أبو عصام العسقلاني. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: الأوزاعيّ، وابن زَبْر، وخُلَيْد بن دَعْلَج، وأبي سعد السّاعديّ الراوي عن أنس، وأبي بكر الهُذَلّي، وسُفيان الثَّوريّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: يحيى بن معين، وعباس الترقفي، وذاكر بن شيبة شيخ للطبراني، ومحمد بن خلف العسقلاني، ومهنا بن يحيى الشامي.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، روى غير حديث منكر.
وقال عَبَّاس، عَن ابْن مَعِين: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، إنما غلط في حديثٍ عن [ص:313] الثَّوريّ.
وقال أبو حاتم: محلّه الصِّدْق، وتغير بآخره.
وقال البخاريّ: كان قد اختلط، لَا يكاد يقوم حديثه.
وقال أحمد بن حنبل: صاحب سُنّة، لَا بأس به، إلّا أنّه حدَّث عن سُفيان بمناكير.
وقال محمد بن عَوْف الطّائيّ: دخلنا عسْقلان ورَوَّاد قد اختلط.
وقال أبو أحمد الحاكم: كان من أهل خُراسان، وسنّه قريب من سنّ سُفيان الثَّوريّ، لم يكن بالشام أكبر منه في وقته.(5/312)
129 - رُوَيز بن محمد بن رُوَيز بن لاحق البَصْريُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: شُعْبة، وأبي شهاب الحنّاط.
وَعَنْهُ: حاتم بن اللَّيث، وعُمر بن شَبَّة، ومحمد بن سُليمان الباغَنْدِيّ.
صالح الحديث، ولم يورده ابن أبي حاتم، وجاء به الأمير مع وزير.(5/313)
130 - رُوَيم بن يزيد، أبو الحسن المقرئ الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
مولى العَوَّام بن حَوْشَب.
رَوَى عَنْ: سلام أبي المنذر، واللَّيث بن سعد.
وَعَنْهُ: عليّ ابن المَدِينيّ، ومحمد بن أبي عَتّاب الأَعْيَن، ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة، وجعفر بن محمد بن شاكر، وجماعة.
وكان ثقة.
تُوُفّي سنة إحدى عشرة.
قال الخطيب: وله مسجد بنهر القلّائين ببغداد يُنْسَب إليه، كان يُقرئ [ص:314] فيه.
قرأ على سُلَيْم، وميمون القنّاد. قرأ عليه محمد بن شاذان الجوهريّ وغيره.
وهو جد شيخ الصوفية رويم المذكور بعد الثلاثمائة، والله أعلم.(5/313)
-[حَرْفُ الزَّاي](5/314)
131 - زبيدة بنت جعفر ابن المنصور أَبِي جعفر عَبْد الله بْن محمد بْن عليّ، واسمها أَمَةُ العزيز، وكُنْيتها أم جعفر الهاشمية العباسية، [الوفاة: 211 - 220 ه]
والدة الأمين محمد ابن الرشيد.
وقيل: لم تلد عبّاسية خليفة إلا هي. وكان لها حُرْمة عظيمة وبِرّ وصَدَقات، وآثار حميدة في طريق الحجّ. والمنصور جدُّها هو الذي لقّبها زُبيدة.
ومن أخبارها أنّها أنفقت في حجتها بضعةً وخمسين ألف ألف درهم؛ فروى هارون بن سليمان الأصبهاني قال: حدثنا رجل من ثَقِيف يُقال له: محمد بن عبد الله، قال: سمعت إسماعيل بن جعفر بن سليمان يقول: حجت أم جعفر، فبلغ نفقتُها في ستين يومًا أربعة وخمسين ألف ألف.
وحكى الفضل بن مروان أنّ زُبَيدة قالت للمأمون عند دخوله بغداد: أُهنّئُكَ بخلافةٍ قد هنَّأتُ نفسي بها عنك، ولئِن فقدتُ ابنًا خليفةً لقد عُوِّضتُ ابنًا خليفةً لم ألِده، وما خسر من اعتاض مثلَك.
وقيل: كان في قصرها من الأموال والحَشَم والخَدَم والآلات ما يقصُر عنه الوصف، من جُملة ذلك مائة جارية كلٌّ منهنّ تحفظ القرآن، فكان يُسمع من قصرها كَدَوِيّ النَّحْلِ من القراءة.
ولم تزل زين نساء الوقت بالعراق في أيام زَوْجها وأيّام ولدها الأمين، وأيّام ابن زوجها المأمون.
تُوُفيّت سنة ستّ عشرة ومائتين.(5/314)
132 - زُفَرُ بنُ عبد الله البَصْريُّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
نزيل أَذَنَةَ.
رَوَى عَنْ: حمّاد بن زيد، وجعفر بن سليمان.
سَمِعَ مِنْهُ: أبو حاتم الرازي [ص:315] سنة عشرين ومائتين، وعاش بعد ذلك قليلا.(5/314)
133 - خ م ت ن ق: زكريا بن عدي بن رزيق، وقيل: الصلت؛ بدل رزيق. أبو يحيى التيمي الكُوفيُّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
نزيل بغداد، أخو يوسف بن عدي نزيل مصر، كان أبوهما ذميا فأسلم.
رَوَى عَنْ: شريك، وحمّاد بن زيد، وابن الأَحْوَص، وابن المبارك، وعُبيد الله بن عَمْرو الرَّقّيّ، ويزيد بن زُرَيع، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: إسحاق بن راهوَيْه، والكَوْسَج، وحَجّاج بن الشّاعر، وعبْد، والدَّارميّ، وأحمد بن عليّ البَربَهَاريّ، ومعاوية بن صالح الأشعريّ الدِّمشقيُّ، ومحمد بن إسماعيل البخاريّ في غير " الصّحيح "، وفي " الصّحيح " بواسطة، وآخرون.
قال أحمد العِجْليّ: كوفي ثقة، رجل صالح متقشّف.
وقال المنذر بن شاذان: ما رأيت أحفظ من زكريّا بن عديّ؛ جاءه أحمد وابن معين فقالا: أخْرِجْ إلينا كتاب عُبَيد الله بن عَمرو. فقال: ما تصنعون به! خذوا حتى أُمْلِيَ عليكم كلَّه.
وكان يحدِّث عن عدّة من أصحاب الأعمش فيميّز ألفاظهم.
وقال عبد الرحمن بن خِرَاش: ثقة، ورِع.
وقيل: إنّ زكريّا لما احتضر قال: اللّهم إنّي إليك لَمُشْتاق.
قال ابن سعْد: تُوُفّي في جُمَادَى الأولى سنة إحدى عشرة.
وقال إسماعيل بن أبي الحارث وغيره: تُوُفيّ يوم الخميس ليومين مَضَيا من جُمَادَى الآخرة سنة اثنتي عشرة - رحمه الله - ببغداد.
وقال أبو عَوْف البُزُورِيّ: ما كتبت عن أحدٍ أفضل من زكريّا بن عديّ.
وقال صاعقة: قدِم زكرّيا فكلّموا له من استعمله على ضيعة في الشهر بثلاثين درهمًا، فقدِم بعد شهر وقال: ليس أراني أعمل بقدر الأجرة. واشتكت [ص:316] عينه فأتاه رجل بكُحْل، فقال: أنت ممّن يسمع الحديث؟ قال: نعم. فأبى أن يأخذه.
قلت: لا اعتبار بقول أبي نُعَيْم: ما لهُ وللحديث، هو بالتَّوراة أعلم.
قال ابن سعْد: هو مِن موالي تَيْم الله، كان رجلًا صالحًا ثقة.(5/315)
134 - زكريّا بن عطّية البَحْرانيّ البَصْريُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: عثمان بن عطاء الخُراسانيّ، وسعد بن محمد الزُّهْريّ.
وَعَنْهُ: الحَسَن بن علي الحلوانيّ، ومحمد بن إبراهيم الرازيّ الفاميّ، وأبو أُميَّة الطَّرَسُوسيّ.
قال أبو حاتم: منكر الحديث.(5/316)
135 - د سي: زياد بن يونس الحضرمي الإسكندرانّي، أبو سلامة المقرئ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
قرأ عَلَى نافع بْن أَبِي نُعَيْم وَرَوَى عَنْه،
وَعَنْ: سليمان بن بلال، واللَّيث، ونافع بن عمر، وغيرهم.
وَعَنْهُ: أحمد بن عبد الرحمن الوَهْبيّ، ويونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن داود الإسكندرانيّ، وجماعة.
وثقه أبو سَعِيد بْن يُونُس، وقَالَ: كان طَلّابًا للعلم.
تُوُفّي سنة إحدى عشرة، وكان يسمى سوسة العلم.(5/316)
136 - د: زيد بن المبارك الصنعاني اليمني العابد، [الوفاة: 211 - 220 ه]
نزيل الرملة.
عَنْ: رَبَاح بن زيد، ومحمد بن ثُور، وعبد الملك بن محمد، ويوسف بن زكرّيا؛ الصَّنْعانّيين، وسُفْيان بن عُيَيْنَة.
وَعَنْهُ: جعفر بن مُسَافر، والرَّماديّ، وعبّاس بن عبد العظيم العَنْبريّ.
وكان العنبريّ يُعظّمه ويُثْني عليه.
وقال أبو حاتم: صدوق، قد أدركته.
وقال عبّاس العَنْبريّ: كنّا نقول: أحمد بن حنبل بالعراق، وصَدَقة بن [ص:317] الفضل بخُراسان، وزيد بن المبارك باليمن.(5/316)
137 - زينب بنت الأمير سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عباس العباسيّة. [الوفاة: 211 - 220 ه]
وُلدت بالحُمَيْمة من أرض البَلْقاء في أواخر دولة بني أُميّة، وأدركت دولةَ بني العبّاس من أوّلها،
وَحَدَّثَتْ عَنْ: أبيها.
رَوَى عَنْها: عاصم بن علي، وعبد الصمد بن موسى الهاشميّ، وأحمد بن الخليل البرْجلاني، وآخرون.
وكان المأمون يحترمها ويتأدَّب معها.
وعاشت بِضْعًا وثمانين سنة، وإليها يُنسب طراد الزينبي وأهل بيته.(5/317)
-[حَرْفُ السِّينِ](5/317)
138 - سُرَيْج بن مسلم الكُوفيُّ العابد. [أبو عمرو] [الوفاة: 211 - 220 ه]
يَرْوِي عَنْ: الثَّوريّ وغيره.
وَعَنْهُ: أبو حاتم وقال: ثقة، ومحمد بن خلف التَّيْميّ، وغيرهما.
كنيته أبو عمرو.(5/317)
139 - خ 4: سريج بن النعمان بن مروان، أبو الحسين، ويقال: أبو الحسن البَغْداديُّ الجوهري اللؤلؤي. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: الحَمَّادَيْن، وفُلَيْح، وحَشْرَج بن نُبَاتَة، وعبد الله بن المؤمّل المخزوميّ، ونافع بن عمر، وأبي عوانة، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، والباقون سوى مسلم بواسطة، وأحمد بن منيع، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وإبراهيم الحربيّ، ومحمد بن رافع، وأبو زُرْعة الرازيّ، ومحمد بن إسحاق الصّاغانيّ، وخلْق. وروى البخاريّ أيضًا عن رجل عنه.
وثقه أبو داود، وقال: غلط في أحاديث.
وقال النسائي: ليس به بأس.
قال حنبل: تُوُفّي يوم الأضحى سنة سبع عشرة.(5/317)
140 - سَعْدان بن بِشْر المَوْصِليّ التّمّار. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: سُفْيان الثَّوريّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: علي بن الحسين، والمَوَاصِلة.
توفي سنة سبع عشرة.(5/318)
141 - خ سي: سَعْد بن حفص، أبو محمد الطَّلْحيّ الكُوفيُّ المعروف بالضَّخْم، [الوفاة: 211 - 220 ه]
مولى آل طلحة.
رَوَى عَنْ: شيبان فقط.
وَعَنْهُ: البخاري، وحفص بن عُمر الرَّقّيّ سنجة، وعباس الدوري، وأبو محمد الدارمي، ومحمد بن يحيى الذهلي، وجماعة.
قال مطين: كان ثقة، وتوفي سنة خمس عشرة.(5/318)
142 - سعد بن شعبة بن الحجاج العتكي. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: أبيه، ويحيى بن يسار صاحب الحسن البصري، وعنه. . .
وقال أبو حاتم: صَدُوق.
قلت: تُوُفّي سنة تسع عشرة.(5/318)
143 - ت ن ق: سَعْد بن عبد الحميد بن جعفر، أبو معاذ الأنصاري الحكمي المدني، [الوفاة: 211 - 220 ه]
نزيل بغداد.
سَمِعَ: مالكًا، وفُلَيْح بن سليمان، وعبد الرحمن بن أبي الزِّناد.
وَعَنْهُ: عباس الدُّوريّ، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وأحمد بن مُلاعب، وإبراهيم الحربيّ، وطائفة.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.(5/318)
144 - د ت: سَعيد بن أَوْس بن ثابت بن بشير بن أبي زيد، أبو زيد الأنصاري الْبَصْرِيُّ النحوي الإمام، [الوفاة: 211 - 220 ه]
صاحب التصانيف اللُّغَويّة والأدبيّة، وهو بكنيته أشهر.
عَنْ: ابن عون، وعوف الأعرابيّ، ومحمد بن عَمْرو، وسليمان التَّيْميّ، [ص:319] وأبي عَمْرو بن العلاء، وسعيد بن أبي عَرْوبة، ورُؤْبة بن العجّاج، وعَمْرو بن عُبَيد شيخ المعتزلة، وطائفة.
وَعَنْهُ: خَلَف البزّار وقرأ عليه القرآن، وأبو عمر الْجَرّميّ صالح بن إسحاق، والعبّاس الرِّياشيّ، وأبو حاتم السجسْتانيّ، وأبو عُبيد القاسم، وأبو عثمان المازنيّ، وعُمر بن شَبَّة، وأبو حاتم، والكُدَيْميّ، وأبو العَيْناء، ومحمد بن يحيى بن المنذر القزّاز، وأبو مسلم الكَجّيّ، وخلْق.
قال ابن أبي حاتم: سمعتُ أبي يُجمل القولَ فيه ويرفع شأنه، ويقول: هو صدوق.
وقال صالح جَزرة: ثقة.
وقال غيره: أبو زيد الأنصاريّ، جدّ هذا، هو أحد الستّة الذين جمعوا القرآن فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومات في خلافة عمر بالبصرة، واسمه ثابت بن زيد بن قيس الخزرجيّ.
وعن أبي عثمان المازنيّ قال: كنّا عند أبي زيد، فجاء الأصمعيّ فأكبّ على رأسه وجلس، وقال: هذا عالِمُنا ومعلّمنا منذ ثلاثين سنة، فنحن كذلك إذ جاء خَلَفُ الأحمر فأكبّ على رأسه، وقال: هذا عالمنا ومعلمنا منذ عشر سِنين.
وقال المازنيّ: سمعت أبا زيد يقول: وقفتُ على قصّاب فقلت: بكم البطنان؟ فقال: بمِصْفعان يا مضرطان! فغطَّيتُ رأسي وفَرَرْت.
وذكر أبو سعيد السِّيرافيّ أنّ أبا زيد كان يقول: كلّ ما قال سِيَبوَيْه: أخبرني الثّقة، فأنا أخبرته.
ومات أبو زيد بعد سِيبَويْه بنيِّف وثلاثين سنة، قال: ويقال: إنّ الأصمعيّ كان يحفظ ثُلُث اللُّغَة، وكان أبو زيد يحفظ ثُلُثَيِ اللّغة، وكان الخليل يحفظ نصف اللُّغَة، وكان أبو مالك عَمْرو بن كركرة الأعرابيّ يحفظ اللُّغَة كلَّها.
وقال المبرّد: كان أبو زيد أعلم الثلاثة بالنَّحْو؛ أبو زيد، وأبو عُبْيدة، والأصمعيّ. وكان له حَلَقة بالبصْرة. [ص:320]
قال أبو موسى الزمن، وأبو حاتم، والرياشي: مات سنة خمس عشرة. زاد أبو حاتم: وله ثلاث وتسعون سنة.
وعن أبي زيد قال: أردت الانحدار إلى البصرة، فقلت لابن أخٍ لي: اكْتَرِ لنا. فنادي: يا معشر الملّاحون. فقلت: ويلك! ما تقول؟ قال: أنا مُغْرى بحُبّ النَّصْب.(5/318)
145 - سعيد بن بُرَيْد التَّميميّ الصُّوفيّ العارف، أبو عبد الله النِّباجيّ الزاهد. [الوفاة: 211 - 220 ه]
أخذ عن الفضيل بن عِياض وغيره. حكى عنه أحمد بْن أبي الحواري، وعبد الله بْن خُبَيْق الأنطاكيّ، والوليد بن عُتْبة الدمشقيّ، وغيرهم، وكان عبدًا صالحًا وعابدًا سائحًا، له أحوال وكرامات.
قال ابن أبي الحواري: سمعته يقول: أصل العبادة عندي في ثلاث؛ لَا تَرُدّ من أحكامه شيئًا، ولا تسأل غيره حاجة، ولا تدّخر عنه شيئًا.
وقال أحمد بن أبي الحواريّ: سمعتُ أبا عبد الله النِّبَاجيّ يقول: تدري أيّ شيء قلت البارحة؟ قلت: قبيحٌ بعبدٍ ذليلٍ مثلي يُعْلِم عظيمًا مثلك، ما تعلم أنّك لو خيّرتني بين أن تكون لي الدنيا كلها أتنعَّم فيها حلالًا لَا أُسأل عنها غدًا وبين أن تخرج نفسي السّاعة، لاخْتَرْتُ الموت.
وقال ابن أبي الدنيا: حدثنا داود بن محمد، سمع أبا عبد الله النِّباجيّ يقول: خمس خصالٍ بها يتمّ العمل؛ معرفة الله، ومعرفة الحق، وإخلاص العمل لله، والعمل على السُّنّة، وأكْل الحلال. فإنْ فُقِدت واحدة لم يُرفع العمل، وذلك أنّك إذا عرفتَ الله ولم تعرف الحقّ لم تنتفع، وإذا عرفت الحقّ وعرفتَ الله ولم تُخْلِص لم تنتفع، وإذا عرفت الله والحقَّ وأخلصت ولم تكن على السُّنَّةِ لم تنتفع، وإن تمّت الأربع ولم يكن الأكل من الحلال لم تنتفع.
وقال أبو نُعَيم في " الحلْية ": سمعت أبي يقول: سمعت خالي أحمد بن محمد بن يوسف يقول: سمعت أبي يقول: كان أبو عبد الله النباجي مجاب [ص:321] الدعوة، له آيات وكرامات؛ بينما هو في بعض أسفاره على ناقة وفي الرفقة رجلٌ عائن قَلّ ما نظر إلى شيءٍ إلّا أتلفه. فقيل له: احفَظْ ناقتك من العائن. قال: ليس له إليها سبيل. فأخبر العائن بقوله، فتحين غيبة النباجي فجاء فَعَانَ النّاقة، فاضطربت وسقطت. وأتى النِّباجيّ فرآها فقال: دُلُّوني عليه، فدلّوه. فأتاه فوقف عليه وقال: باسم الله، حبسٌ حابس، وشهابٌ قابس. رددت عين العائن عليه، وعلى أحبّ النّاس إليه، في كلوتيه رشيق، وفي ماله يليق، {فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ} فخرجت حَدَقَتَا العائن وقامت النّاقة لَا بأس بها.(5/320)
146 - خت: سعيد بن داود بن سعيد بن أبي زَنْبر، أبو عثمان الزَّنْبريُّ المدنيُّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
نزيل بغداد.
سَمِعَ: مالكًا، وأبا شهاب الحنّاط.
وَعَنْهُ: البخاريّ في " الأدب "، والرَّماديّ، وإبراهيم الحربيّ، والحسَن بن الصّبّاح البزّار، وأبو حاتم، والحارث التميمي، وآخرون.
قال ابن الصّبّاح: كان من خِيار الناس.
وقال أبو حاتم: يروي " الموطأ "، وليس بالقوي.
قلت: تفرد عن مالك بمناكير.
قال يحيى بن مَعين: ما كان عندي بثقة.
وقال أبو زُرْعة: ضعيف.
وقال أحمد بن حنبل: أخاف أن يكون قد خلط على نفسه.(5/321)
147 - خ م ت ن: سعيد بن الربيع، أبو زيد، [الوفاة: 211 - 220 ه]
صاحب الهَرَويّ. شيخ بصري
كان يبيع الثياب الهروية.
رَوَى عَنْ: قُرَّةَ بن خالد، وشُعْبة، [ص:322] وعلي بن المبارك، وغيرهم.
وَعَنْهُ: البخاري. ومسلم. والترمذي. والنسائي بواسطة، وحَجّاج بن الشّاعر، وبُنْدار، وعبد بن حُمَيْد، وأبو قِلابة الرِّقاشيّ، والكُدَيْميّ، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
تُوُفّي فِي ذي الحجة سنة إحدى عشرة.
وكان جدّهُ مكاتبًا لزُرارة بن أَوْفَى.(5/321)
148 - سَعيد بن سلام العطّار، أبو الحَسَن البَصْريُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: ثور بن يزيد، وزكرّيا بن إسحاق، وسُفيان الثَّوريّ.
وَعَنْهُ: أبو قِلابة الرَّقاشيّ، وإسماعيل القاضي، وأبو مسلم الكَجّيّ، وجماعة.
قال أبو داود: ضعيف.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: متروك.
توفي سنة أربع عشرة.(5/322)
149 - خ ن ق: سعيد بن شُرَحْبيل الكِنْديّ الكوفّي. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: اللَّيث، وابن لَهِيعَة، ويحيى بن العلاء الرازيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري. والنسائي، وابن ماجه عن رجل عنه، وأبو كُرَيْب، والقاسم بن زكريّا الكُوفيُّ، وإبراهيم بن أبي بكر بن أبي شَيْبة، ووالده، والحارث بن أبي أُسامة، وجماعة.
وقال مُطَيِّن: مات سنة اثنتي عشرة.(5/322)
150 - سعيد بن عبد الله بن دينار، أبو رَوْح البَصْريُّ التِّمّار. [الوفاة: 211 - 220 ه]
نزيل دمشق. [ص:323]
عَنْ: الربيع بن صُبيح، وعبد الواحد بن زيد.
وَعَنْهُ: سَلَمَةُ بن شَبِيب، وعبّاس التُّرقُفيّ، وجماعة.(5/322)
151 - خ ن: سعيد بن عيسى بن تَلِيد الرُّعَيْنِيُّ، مولاهم المِصْريُّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
وقد يُنسب إلى جَدّه.
سَمِعَ: المفضل بن فَضَالَةَ، وعبد الله بن وهْب، وابن القاسم، وزين بن شُعيب، ورشْدين بن سعْد، وابن عيينة، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، والنسائي. عن رجل عنه، وابن أخيه المِقْدام بن داود بن عيسى، وأبو حاتم الرازيّ، وجماعة.
وثقه أبو حاتم.
وتوفي في ذي الحجّة سنة تسع عشرة، وكان كاتبًا لغيرِ واحد من قُضاة مصر.(5/323)
152 - سعيد بن مَسْعَدَة، أبو الحسن البَصْريُّ، مولى بني مُجَاشِع، ويُعرف بالأخفش، النَّحْويّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
أحد الأعلام.
أخذ عن الخليل، ولزم سِيبَوَيْه حتى بَرع. وكان أسنّ من سيبويْه.
قال أبو حاتم السجسْتانيّ: كان الأخفش رجل سَوْء قَدَريًّا، كتابه في المعاني صويلح إلا أن فيه أشياء في القدر.
وقال أبو عثمان المازنيّ: كان الأخفش أعلم النّاس بالكلام وأحذقهم بالْجَدَل.
قلت: كان المازنّي من تلامذة الأخفش.
وروى ثعلب، عن سَلَمة، عن الأخفش قال: جاءنا الكِسائيّ إلى [ص:324] البصرة، فسألني أن أقرأ عليه كتاب سِيبَوَيْه ففعلت، فوجّه إليّ خمسين دينارًا. قال سَلَمَةُ: وكان الأخفش يُعلِّم ولد الكِسائيّ.
وكان ثعلب يفضِّل الأخفش، ويقول: كان أوسع النّاس عِلْمًا، وله كُتُب كثيرة في النَّحْو والعَروض.
وعن الأخفش قال: أتيت بغداد ووافَيْت مسجدَ الكِسائيّ، فإذا بين يديه الفَرّاء، والأحمر، وابن سَعْدان، وغيرهم. فسألته عن مائة مسألة، فأجاب بجوابات خطأته في جميعها. فهم بالوثوب أصاحبه عليّ فمنعهم وقال: بالله أنت أبو الحسن سعيد بن مَسْعَدَة؟ قلت: نعم. فقام إليّ وعانقني وأجلسني إلى جانبه، ثم قال: أحبّ أن يتأدّب أولادي بك، فأجَبْتُهُ. ثم فيما بعد سألني أن أؤلّف له كتابًا في معاني القرآن.
قال محمد بن إسحاق: تُوُفّي الأخفش سنة إحدى عشرة.
وقال غيْره: تُوُفّي سنة اثنتي عشرة.
وقيل: سنة خمس عشرة ومائتين. وله عدة مصنفات.(5/323)
153 - ن: سعيد بن المغيرة، أبو عثمان المِصِّيصيّ الصّيّاد. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: أبي إسحاق الفَزَاريّ، وابن المبارك، ومُعْتَمِر بن سليمان.
وَعَنْهُ: الدَّارميّ، وأبو حاتم، وعبد الكريم الديرعاقولي، وإبراهيم بن ديزيل، وفهد بن سُليمان الكُوفيُّ، وجماعة.
وكان صالحًا فاضلًا كبير القَدْر.
قال أبو حاتم: حسْبُك به فضلًا أنّه ابتدأ قراءة كتاب " السِّيَر " فرأيت أهل المِصِّيصة قد غلَّقوا حوانيتهم وحضروا مجلسه.
قلت: وثّقه أبو حاتم، وغيره.(5/324)
154 - سعيد بن هاشم بن صالح، أبو عمر المخزوميّ، مولاهم المِصْريُّ الفقيه الفيُّوميّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
كان من أصحاب مالك. تُوُفّي بالفَيُّوم سنة أربع عشرة.(5/324)
155 - سُفيان بن زياد البَغْداديُّ المخرّميّ الرصافّي. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: عيسى بن يونس، وعبد الله بن ضِرار، وغيرهما.
وَعَنْهُ: عبّاس الدُّوريّ، ومحمد بن عُبَيد الله ابن المنادي، وتَمْتَام، وغيرهم.
قال الخطيب: وكان ثقة.(5/325)
156 - السَّكَنُ بنُ سليمان الأزْديّ البَصْريُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: سَلْم بن زَرِير.
وَعَنْهُ: محمد بن يحيى الذُّهَليّ.
تُوُفّي سنة عشرين.(5/325)
157 - سلامة بن بِشْر، أبو كلثم العُذْريّ الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: يزيد بن السّمْط، وصدقة بن عبد الله السَّمين، والحسن بن يحيى الخشَنيّ.
وَعَنْهُ: أبو إسحاق الْجُوزَجَانيّ، وأحمد بن أبي الحواريّ، ويزيد بن محمد بن عبد الصّمد، وأبو حاتم، وجماعة.
قال أبو حاتم: صدوق.(5/325)
158 - ق: سلام بن سليمان بن سَوّار المدائنيّ، أبو العباس الثقفي الضرير، [الوفاة: 211 - 220 ه]
نزيل دمشق.
سَمِعَ: بإفادة عمّه شَبَابة من أبى عَمرو بن العلاء، وابن أبي ذئب، وعيسى بن طَهْمان، وشُعْبة، وغيرهم.
وَعَنْهُ: أحمد بن الأزهر، وعبّاس بن الوليد البيروتيّ، وعبد الله بن رَوْح، وأبو حاتم، وعثمان بن سعيد الدّارميّ، وعليّ بن محمد الجكّانيّ، وهارون الأخفش الدِّمشقيُّ.
قال أبو حاتم: ليس بالقويّ. ووثّقه غيره.
وقال ابن عديّ: مُنْكَر الحديث.
توفي بدمشق في حدود العشرين.(5/325)
159 - د ق: سَلْمُ بنُ إبراهيم البَصْريُّ، أبو محمد الورّاق. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: عِكْرمة بن عمّار، وشُعْبة، ومُبارك بن فَضَالَةَ، وغيرهم.
وَعَنْهُ: إبراهيم بن عبد الله بن الْجُنَيْد، وأحمد بن صالح الوزّان، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، وتَمْتَام، وآخرون.
قال أبو حاتم: شيخ.
وضعْفه ابن مَعِين.(5/326)
160 - سَلْم بن ميمون الخوّاص الزّاهد. [الوفاة: 211 - 220 ه]
رازيّ الأصل.
سكن الرملة.
وَرَوَى عَنْ: مالك، وأبي خالد الأحمر، وجماعة.
وَعَنْهُ: يونس بن عبد الأعلى، وعَمْرو بن أسلم الطَّرَسُوسيّ، ومحمد بن عَوُف الحمصيّ، وغيرهم.
قال إسماعيل بن مسلمة بن قَعْنَب: رأيتُ كأنّ القيامة قد قامت، وكأنّ مُناديًا ينادي: ألا لِيَقُم السّابقون. فقام سُفيان الثَّوريّ، ثم نادى: ألا لِيَقُم السّابقون. فقام سَلْم الخَوَّاص، ثم نادى الثالثة فقام إبراهيم بن أدهم.
وقال سَلْم الخوّاص: النّاس ثلاثة أصناف: صنف شبه الملائكة، وصنف شبه البهائم، وصنف شبه الشياطين.
قال أبو حاتم: أدركته وكان مُرْجِئًا، لا يُكتَب حديثه.
وقد تقدم سليمان الخوّاص.
وعاش ابن ميمون هذا إلى بعد ثلاث عشرة ومائتين.(5/326)
161 - سَلَمَةُ بن بشير النَّيْسَابوريُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
رَوَى عَنْ: هشيم، وابن أبي حازم، وطبقتهما.
وَعَنْهُ: أبو زُرْعة، وأبو حاتم. [ص:327]
قيل: إنه روى بالرّيّ أربعين ألف حديث سنة إحدى عشرة وبعدها.(5/326)
162 - سَلَمَةُ بن داود العُرضيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: أبي المَلِيح الرَّقّيّ، وإسماعيل بن عيّاش.
وَعَنْهُ: صالح بن بِشْر الطَّبرانيّ، وأبو حاتم الرازيّ وقال: ثقة.(5/327)
163 - سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عِيسَى بْنُ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيميّ. الطَّلْحيّ الكُوفيُّ، أبو أيّوب. [الوفاة: 211 - 220 ه]
له عن آبائه نسخة نحو بضعة وعشرين حديثًا أورد منها ابن عديّ عدة أحاديث مُنْكَرَة.
رَوَى عَنْهُ: الفضل بن سُخَيت، وأحمد بن منصُور الرماديّ، ومحمد بن عَمْرو بن تمّام المِصْريُّ، وغيرهم.(5/327)
164 - سليمان بن بُرْد بن نَجِيح، أبو الربيع التُّجَيْبيّ، مولاهم المِصْريُّ الفقيه، [الوفاة: 211 - 220 ه]
أحد الأئمة.
عَنْ: مالك، واللَّيث، والدَّرَاوَرْديّ، وطبقتهم.
قال مِقْدام بن داود: ما رأيتُ أحدًا كان أعلم بالقضاء وآلته منه،
رَوَى عَنْهُ: مِقْدام، ومالك بن عبد الله بن سيف.
مات في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة ومائتين.(5/327)
165 - سليمانُ بنُ الحَكَم بن عَوَانة الكلبيّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
حَدَّثَ عَنْ: العلاء بن كثير، والقاسم بن الوليد الهمْداني.
وَعَنْهُ: محمد بن قدامة المصيصي، ومحمد بن الصباح، ومحمد بن أبي العوام.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْس بِشَيْءٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ.(5/327)
166 - سليمان بن داود بن دَاوُدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ العباس، أبو أيوب، وأبو داود الهاشمي العباسي الأمير. [الوفاة: 211 - 220 ه][ص:328]
كان شريفا جليلا، عالما ثقة سريا. بلغنا عن أحمد بن حنبل أنّه قال: كان يَصْلُح للخلافة.
سَمِعَ: عبد الرحمن بن أبي الزِّناد، وإسماعيل بن جعفر، وإبراهيم بن سعْد، وعَبْثَر بن القاسم، وسُفيان بن عُيَيْنَة، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة، وعبّاس الدُّوريّ، وإبراهيم الحربيّ، والحارث بن أبي أُسامة، وأبو مسلم الكَجّيّ، وغيرهم.
وقال الزَّعْفُرانيّ: قال لي الشّافعيّ: ما رأيت أعقل من هذين الرجلين: أحمد بن حنبل، وسليمان بن داود الهاشميّ.
وقال النَّسائيّ، وغيره: ثقة.
وعن ابن وارة: سمع سليمان بن داود الهاشمي يقول: ربما أحدث بحديثٍ واحد ولي نيّة، فإذا أتيت على بعضه تغيّرت نيّتي، وإذا الحديث الواحد يحتاج إلى نيّات.
وقال ابن سعْد، وأحمد بن زهير: مات سنة تسع عشرة.(5/327)
167 - ت ق: سُليمان بن عُبيد الله الأنصاريّ الرَّقّيّ، أبو أيوب الحطاب. [الوفاة: 211 - 220 ه]
سَمِعَ: عُبيد الله بن عَمْرو الرّقّيّ، وبقيّة بن الوليد.
وَعَنْهُ: أبو أُميّة الطَّرَسُوسّي، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وأبو حاتم الرازيّ، وحفص بن عمر سنجة، وطائفة.
قال النَّسائيّ: ليس بالقويّ.(5/328)
168 - سليمان بن علي، أبو داود الكلابّي البَصْريُّ العطّار. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: القاسم بن الفضل الحداني، وحزم بن أبي حزم.
وَعَنْهُ: أَسيد بن عاصم.
قال أبو حاتم: شيخ.(5/328)
169 - سليمان بن كَرَان. [الوفاة: 211 - 220 ه][ص:329]
سَمِعَ: مُبَارك بن فَضَالَةَ، وعمر بن عبد الرحمن الأبّار.
وَعَنْهُ: محمد بن مرزوق، ومحمد بن زكرّيا الأصبهانيّ.
تُوُفي سنة ثمان عشرة، وهو طُفَاويّ.
لَيَّنَهُ ابن عديّ، وغيره، وآخر من روى عنه محمد بن عثمان بن أبي سُوَيْد.
وهو ابن كران براء مُخَفّفة، قيده عبد الحق في أحكامه في " السواك ".(5/328)
170 - سليمان بن النُّعمان الشَّيْبانيّ البَصْريُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: همّام بن يحيى، ويحيى بن العلاء.
وَعَنْهُ: أبو زُرْعة، وأبو حاتم.
وقال أبو حاتم: شيخ.(5/329)
171 - سليمان بن أبي هَوْذة. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: حماد بن سَلَمَةَ، وأبي هلال، وعَمْرو بن أبي قيس، وجماعة.
وَعَنْهُ: عيسى بن أبي فاطمة، ومُقاتل بن محمد، وسليمان بن داود القزّاز.
قال أبو زُرْعة: صدوق.(5/329)
172 - سليمان بن محمد الأسلمّي اليساريّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
ابن عم مُطَرَّف بن عبد الله.
سكن الجار،
وَحَدَّثَ عَنْ: ابن أبي ذئب، ومالك، ونافع القارئ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أبو حاتم. وقال: [ص:330] صدوق.(5/329)
173 - سهل بن عامر البَجَليّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: مالك بن مِغْوَلٍ، وفُضَيْل بن مرزوق، وإسرائيل.
وَعَنْهُ: إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، والحَسَن بن عليّ بن عفان، وجماعة.
قال أبو حاتم: أدركته بالكوفة. كان يفتعل الحديث.(5/330)
174 - سهل بن محمود، أبو السَّرِيّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
حدّث ببغداد عن سُفْيان بن عُيَيْنَة، وأبي بَكْر بْن عَيَّاش.
وَعَنْهُ: محمد بْن أحمد بن السّكَن، وعبّاس الدُّوريّ.
وكان صالحًا ناسكًا ثقة.
تُوُفّي كهلًا في سنة خمس عشرة.
قال يعقوب بن شَيْبة: كان أحد أصحاب الحديث، وأحد النُّسّاك.(5/330)
175 - سَوَّار بن عُمارة، أبو عُمَارة الرَّمْليّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: رجاء بن أبي سَلَمَةَ، والسَّريّ بن يحيى، وابن عُيَيْنَة.
وَعَنْهُ: أبو عُمَير عيسى بن محمد، وموسى بن سهل، ومحمد بن خلف العسقلانيّ، وزياد بن أيّوب، وأبو زُرْعة الدِّمشقيّ.
قال أبو حاتم: أدركته ولم أسمع منه، وهو صدوق.
تُوُفّي سنة أربع أو خمس عشرة.(5/330)
176 - سُورةُ بن زُهير، أبو السَّرِيّ الخُراسانيّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
رَوَى عَنْ: مِسْعَر بن كُدام، وغيْره.
قال أحمد بن سيار المروزي: حدثنا سُورة بن زُهير رجل من أهل خُراسان لقيته بالإسكندرية أريد أن يتكلم على المنبر بخلق القرآن فامتنع.(5/330)
-[حَرْفُ الشِّينِ](5/330)
177 - شدّاد بن حكيم. [الوفاة: 211 - 220 ه][ص:331]
ولّي قضاء بَلْخ مُكْرَهًا فحكم ستّة أشهر وهرب إلى سَمَرقَنْد.
مات سنة ثلاث عشرة ومائتين عن تسعٍ وثمانين سنة.
نقلته من تعاليق ابن قاضي الـ.(5/330)
178 - ن: شعيب بن يحيى التجيبي العبادي المصري. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: نافع بن يزيد، ويحيى بن أيّوب، واللَّيْث، ومالك، وغيرهم.
وَعَنْهُ: الحارث بن مسْكين، وعَبْد الرَّحْمَنِ بن عَبْد اللَّهِ بن عَبْد الحَكَم، وزيد بن بِشْر، وبكر بن سَهْل الدِّمْياطيّ، وجماعة.
ذكره ابن حبان في " الثقات ".
وَقَالَ ابن يونس: كان رجلا صالحًا، غلبت عليه العبادة.
تُوُفّي سنة إحدى عشرة، وقيل: سنة خمس عشرة.(5/331)
179 - شهاب بن مُعَمَّر، أبو الأزهر العَوَقيُّ البَصْريُّ ثم البلْخيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: حمّاد بن سَلَمَةَ، وفُرات بن السّائب، وسّوّادة بن أبي الأسود.
وَعَنْهُ: البخاريّ في " الأدب "، وأبو قُدامة عبد الله السَّرْخَسِيّ، وعبد الصمد بن الفضل البلْخيّ، وجماعة، وابن أخيه أبو شِهاب معمر بن محمد.
وثقه ابن حبان.(5/331)
-[حَرْفُ الصَّادِ](5/331)
180 - ت ق: صاعد بن عبيد البَجَليُّ الحَرَّانيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: زهير بن معاوية، وموسى بن أَعْيَن.
وَعَنْهُ: جعفر بن مسافر، ومحمد بن الحَجّاج الحضرمي، وأبو محمد الدارمي.(5/331)
181 - ن: صالح بن مهران، أبو سفيان الشيباني، مولاهم الأصبهانيُّ الصُّوفيُّ العارف. [الوفاة: 211 - 220 ه][ص:332]
رَوَى عَنْ: النُّعمان بن عبد السّلام، وغيره.
وَعَنْهُ: محمد بن عاصم، وأخوه أسيد بن عاصم، ومحمد بن عبد الله بن الحسن.
وكان يُسمّى الحكيم لعقْله وورعه. وقد دوّنوا من كلامه رحمه الله.
أخرج النّسائيّ، عن الفلاس، عنه. ووثقه الفلّاس.
وقال أبو نُعَيم الحافظ: كان من الورع بمحل.
وقال أَسِيد بن عاصم: كان يفتي، وكان أفقه من الحسين بن حفص.(5/331)
182 - صالح ابن الأمير نصر بن مالك الخُزاعيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
أخو أحمد بن نصر الشهيد.
رَوَى عَنْ: ابن أبي ذئب، وشُعْبة، وجماعة.
وَعَنْهُ: عباس الدُّوريّ، وأحمد بن أبي خيثمة، وآخرون.
وثقه محمد بن جرير الطبري.
وتوفي سنة تسع عشرة.(5/332)
183 - خ ن: الصَّلْتُ بن محمد، أبو همام البَصْريُّ الخارَكيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
وخارَك من ساحل البصرة.
سَمِعَ: حمّاد بن زيد، ومهديّ بن ميمون، وأبا عَوَانة، وعبد الواحد بن زياد، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، والنسائي، عن رجل عنه، وإبراهيم بن المُسْتَمرّ العُرُوقيّ، ومحمد بن مرزوق البَصْريُّ، وآخرون.
وكان أحد الثقات.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.(5/332)
-[حَرْفُ الضَّادِ](5/332)
184 - ع: الضّحّاكُ بنُ مَخْلَد بن الضّحّاك بن مسلم بن الضّحّاك، أبو عاصم النبيل الشيبانيّ البَصْريُّ، التاجر في الحرير، الحافظ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
وُلِد سنة اثنتين وعشرين ومائة،
وَسَمِعَ: جعفر بن محمد الصّادق، ويزيد بن أبي عُبَيد، وأيْمَن بن نابِل، وبَهْز بن حكيم، وزكريا بن إسحاق المكّيّ، وابن [ص:333] جُرَيْج، وهشام بن حسّان، وابن عَوْن، وسليمان التَّيْميّ، وثور بن يزيد، وابن عَجْلان، والأوزاعيّ، وابن أبي عروبة، وخلقا.
وَعَنْهُ: البخاري، وهو والجماعة عن رجلٍ عنه، وجرير بن حازم أحد شيوخه، وسُفيان بن عُيَيْنَة إنْ صَحّ، وأحمد بن حنبل، وأبو خَيْثَمَة، وأبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة، وبُنْدار، وأبو حفص الفلّاس، والدّارميّ، والحارث بن أبي أسامة، وأبو مسلم الكَجّيّ، وخلْق؛ آخرهم مَوْتًا محمد بن حبان البصري المتوفى بعد الثلاثمائة.
قيل: إنّ فِيلًا قدِم البصْرَة فخرج النّاس يتفرّجون، فقال ابن جُرَيْج لأبي عاصم: ما لك لَا تخرج؟ قال: لم أجد منك عِوَضًا، قال: أنت نبيل.
وقيل: لُقِّب به لأنّه كان فاخر البَزّة.
وقيل: حلف شُعبة أن لَا يُحدِّث شهرًا، فقصده أبو عاصم وقال: حَدِّث وغُلامي حرٌ كَفَّارةً عنك.
وكان أبو عاصم حافظًا ثَبْتًا، لم يُر في يده كتاب قطّ. وكان فيه مُزَاح وكيس.
قال عُمر بن شَبَّة: واللَّهِ ما رأيت مثله.
وقال البخاريّ، وغيره: سمعنا أبا عاصم يقول: ما اغتبتُ أحدًا منذ علمتُ أنّ الغَيْبة تضّر أهلَها.
وقال ابن مَعِين: ثقة.
ولم يكن يُعرب.
وقال أبو داود: كان أبو عاصم يحفظ قدْر ألف حديث من جيّد حديثه، وكان فيه مُزَاح.
قال إسماعيل بن أحمد أمير خُراسان: سمعت أبي يقول: كان أبو عاصم كبير الأنف، فسمعته يقول: تزوّجت امرأةً، فعمدتُ لأُقَبِّلها، فمنعني أنفي، فقالت: نحّ رُكبتك، فقلت: إنّما هو أنْف. [ص:334]
قال غير واحد: تُوُفّي في ذي الحجّة في آخر أيام التشريق سنة اثنتي عشرة.
وقال بعضهم: سنة ثلاث عشرة، وأظنه غلطًا.
وقد جاوز التسعين بيسير.
قال ابن سعْد: كان ثقةً فقيهًا، مات بالبصرة ليلة الخميس لأربع عشرة خَلَت من ذي الحجّة.
قلت: غلط من قال: إنه مات سنة ثلاث عشرة، وذلك لأنه لم يصل خبرُ موته إلى بغداد إلا في سنة ثلاث عشرة، فَوَرّخه بعض المحدّثين فيها.
وأما البخاريّ فقال: مات سنة أربع عشرة في آخرها.
قال يزيد بن سِنان القزّاز: سمعتُ أبا عاصم يقول: كنت اختلف إلى زُفَر بن الْهُذَيْلِ، وَثَمَّ آخر يُكَنَّى أبا عاصم رثّ الهيئة يختلف إلى زفر. قال: فجاء أبو عاصم يستأذن، فخرجتْ جاريةٌ فقالت: مَن ذا؟ قال: أنا أبو عاصم، فدخلت وقالت لزُفَر: أبو عاصم بالباب، قال: أيُّهما هو؟ فقالت: النبيل منهما، فأذِنت لي فدخلتُ، فقال لي زُفَر: قد لقَّبتك الجارية بلقبٍ لَا أراه أبدًا يفارقك. لقَّبَتْك بالنّبيل، فلزِمني هذا اللَّقب. رواها غير واحد عن القزّاز.
قال محمد بن عيسى: سمعت أبا عاصم يقول: ما دلست قط، وذاك أني أرجم من يُدلّس.
وفي تهذيب الكمال، عن البخاريّ ما ذكرنا من وفاته. كذا قال، وكذا قال شيخنا عبد الله بن تَيْمية:، بل ذكر البخاريّ وفاته سنة اثنتي عشرة غير مرّة.(5/332)
-[حَرْفُ الطَّاءِ](5/334)
185 - طَلْقُ بنُ السَّمْح بن شُرَحْبيل، أبو السِّمْح المصري. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: يحيى بن أيوب، ونافع بن يزيد، وموسى بن عليّ بن رباح، وقَحْذَم بن [ص:335] يزيد اللَّخْميّ، وحَيْوَة بن شُرَيْح، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابنه حَيْوة، والربيع بن سُليمان الْجِيزيّ، ومحمد بن عبد الملك بن زَنْجُوَيْه، وعَبْد الرَّحْمَنِ بن عَبْد اللَّهِ بن عَبْد الحَكَم وآخرون.
قال ابن يونس: كان نَفّاطًا في البحر يرمي بالنار، وتوفي بالإسكندريّة سنة إحدى عشرة ومائتين.
قلت: روى النَّسائيّ في كتاب " اليوم والليلة " له حديثّا، ذكره ابن أبي حاتم في كتابه.(5/334)
186 - خ 4: طَلْقُ بنُ غنَّام بن طلْق بن معاوية النخعي. [الوفاة: 211 - 220 ه]
ابن عمّ حفص بن غياث. وكاتب شَرِيك القاضي ثم حفص بن غياث على الحُكْم.
سَمِعَ: زائدة، وشَيْبان، وشَرِيكًا، والمسعوديّ، ومالك بنُ مغول، وهمام بن يحيى، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري. والباقون سوى مسلم بواسطة، وأحمد بن حنبل، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُثْمَانُ ابْنَا أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْب، وأبو أُميَّة الطَّرَسُوسيّ، وعبّاس الدُّوريّ، وعبد الله بن الحُسَين المِصِّيصيّ، وطائفة.
قال أبو داود: صالح.
وقال ابن سعْد: ثقة صدوق.
مات في رجب سنة إحدى عشرة أيضا.(5/335)
-[حَرْفُ الْعَيْنِ](5/335)
187 - خ ت ن: عاصم بن يوسف اليربوعي، أبو عَمْرو الكُوفيُّ الخيّاط. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: أبي الأَحْوَص سلام بن سُلَيم، وقُطْبة بن عبد العزيز السّعْديّ، وأبي شِهاب الحَنّاط، وإسرائيل بن يونس، وجماعة.
وَعَنْهُ: إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شَيْبة، وأحمد بن أبي خَيْثَمة، وأحمد بن أبي غرَزَة الغِفاريّ، وجعفر بن [ص:336] محمد بن الْهُذَيْلِ، وأبو محمد الدّارميّ، وجاره يوسف بن موسى القطان، وطائفة.
وثّقه مُطَيِّن، وقال: مات سنة عشرين.(5/335)
188 - عَبّادُ بن صُهَيْب، أبو بكر الكُلَيْبيّ البَصْريُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: الأعمش، وسعيد بن أبي عروبة، وعمر مولى غفرة، وهشام بن عُرْوة، وابن عَجْلان، وأمثالهم.
وَعَنْهُ: حسين بن علّي بن مهْران، وإبراهيم بن راشد، ومحمد بن عثمان، ومحمد بن خُزَيْمَة الْبَصْرِيُّ، وآخرون.
قال ابن عديّ: لعَبَّاد تصانيفُ كثيرة، ومع ضَعْفِه يُكتَب حديثه. قال لنا عَبْدان: عند أحمد بن رَوح، عن عبّاد بن صُهَيْب مائة ألف حديث، قال عبدان: وعبّاد لم يكذِّبه النّاس، إنّما لُقّن بآخره.
وقال البخاريّ: سكتوا عنه. وكان يرى القدر. توفي قريبًا من سنة اثنتي عشرة ومائتين.
وأمّا ابن مَعِين فروى عنه يحيى بن عبد الرحمن الأعمش، ولا أعرفه أنّه قال: عبّاد بن صُهَيْب أثبت من أبي عاصم.(5/336)
189 - عَبّادُ بنُ موسى، أبو عُقْبة القُرَشيّ البَصْريُّ العَبّادانيّ الأزرق، [الوفاة: 211 - 220 ه]
نزيل بغداد.
عَنْ: سفيان، وإسرائيل، وإبراهيم بن طَهْمان، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وعبد العزيز بن أبي رَوّاد، وجماعة، وقيل: إنه سمع من ابن عَوْن.
وَعَنْهُ: أحمد بن يوسف التَّغْلبيّ، ومحمد بن إسحاق الصّاغانيّ، وإسحاق [ص:337] الحَرْبيّ، وإبراهيم بن فهد السّاجّي، وجماعة.
وثقة الصغاني، ولم يُخَرِّجوا له شيئًا.(5/336)
190 - عبّاس بن طالب البَصْريُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
نزيل مصر.
عَنْ: حمّاد بن سَلَمَةَ، وأبي عَوَانَة، وروح بن عطاء، وعبد الواحد بن زياد.
وَعَنْهُ: إسماعيل سَمُّوَيْه، وأبو حاتم.
حدّث في سنة ستّ عشرة.
قال أبو زرعة: ليس بذاك.(5/337)
191 - عباس بن الفضل الهذلي. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عداده في البصريين عَنْ: حمّاد بْن سَلَمَةَ، وجرير بْن حازم.
وَعَنْهُ: أبو حاتم، وقال: شيخ، والحارث بن أبي أسامة، وغيرهما.(5/337)
192 - عبّاس بن الوليد، أبو الفضل البَصْريُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
نزل الشام
وَحَدَّثَ عَنْ: شُعبة، ومبارك بن فَضَالَةَ، وأبي جعفر الرازيّ.
وَعَنْهُ: أحمد بن محمد بن سيَّار العَوْهيّ، وأحمد بن محمد بن أبي الخناجر الطَّرَابُلُسيّ.(5/337)
193 - عبّاس بنُ الوليد الفارسيّ، ثم الإفريقيّ، أبو الوليد. [الوفاة: 211 - 220 ه]
رَوَى عَنْ: عبد الله بن فروخ، ومالك بن أنس،
قُتِل شهيدًا في رمضان سنة ثمان عشرة، وذلك عند فتح تونس لما خالفت على ابن الأغلب.(5/337)
194 - عبد الله بن إسماعيل بن عثمان، أبو مالك الْجَهْضميّ البَصْريُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: شُعبة، وجرير بن حازم، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وجماعة.
وَعَنْهُ: إسحاق بن سيّار النَّصِيبيّ.
وكتب عنه أبو حاتم الرازي ولم يحدِّث عنه. قال: هو لين.(5/337)
195 - عبدُ الله بن أيّوب التَّيْميّ الشاعر. [الوفاة: 211 - 220 ه][ص:338]
مدح الأمين، والمأمون، وغيرهما.
وكان شاعرًا محسنًا.(5/337)
196 - ع: عبد الله بن جعفر بن غَيْلان الرَّقّيّ، أبو عبد الرحمن [الوفاة: 211 - 220 ه]
مولى آل عُقْبة بن أبي مُعَيْط.
سَمِعَ: عُبيد الله بن عَمْرو، وأبا المَلِيح الحَسَن بن عُمر، وموسى بن أَعْيَن الرَّقّيّين، وإسماعيل بن عَيّاش، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، ومُعْتَمر بن سليمان.
وَعَنْهُ: أحمد الدورقي، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وَسَلَمَةُ بن شَبيب، وعبد الله بن عبد الرحمن الدَّارميّ، ومعاوية بن صالح الأشعريّ، وهلال بن العلاء، وطائفة؛ آخرهم موتًا أبو شعيب الحَرَّانّي.
وثقه ابن مَعِين، وغيره.
وقال هلال: أضرّ سنة ستّ عشرة، وتغير سنة ثمان عشرة، ومات سنة عشرين.
قلت: تٌوُفيّ في ثالث وعشرين شعبان بالرَّقّة.
رَوَت الجماعة عن رجلٍ عنه.(5/338)
197 - د: عبد الله بن الْجَهْم، أبو عبد الرحمن الّرازيّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
لم يرحل.
وَسَمِعَ مِنْ: قاضى الرّيّ عِكْرمة بن إبراهيم، وجرير بن عبد الحميد، وعَمْرو بن أبي قيس الرازيّ، وابن المبارك، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بن أبي سُرَيْج، ويوسف بن موسى القطّان، وجماعة.
قال أبو زُرْعة: رأيته وكان صدوقًا، لم أكتب عنه.(5/338)
• - عبد الله بن خيران. [الوفاة: 211 - 220 ه]
تأخر.(5/338)
198 - خ 4: عبد الله بن داود بن عامر بن الربيع، أبو عبد الرحمن الهمداني، ثم الشَّعْبيّ الكُوفيُّ المعروف بالخُرَيْبيّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
سكن الخُرَيْبة، وهي محلَّة بالبصْرة. وكان من كبار أئِّمة الأثر.
سَمِعَ: هشام [ص:339] ابن عُرْوة، والأعمش، وَسَلَمَةَ بن نُبَيْط، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، وابن جُرَيْج، والأوزاعيّ، وابن أبي ليلى، وخلقًا.
وَعَنْهُ: الحسن بن صالح بن حيّ، وسُفْيان بن عُيَيْنَة وهما من شيوخه. ومسدد، ونصر بن عليّ، وبُنْدار، وعَمْرو الفلاس، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، والكُدَيمِيّ، وبِشْر بن موسى الأسديّ، وخلْق.
قال ابن سعد: كان ثقة، عابدًا، ناسكًا.
وقال ابن مَعِين: ثقة مأمون.
وقال الكُدَيْميّ، عن عبد الله بن داود قال: كان سبب دخولي البصْرة لأن ألقى ابن عون، فلما صرت إلى قناطر سردار تلقّاني نعْيه، فدخلني مَا اللهُ بِهِ عليم.
أبو حفص الفلّاس: سألت عبد الله بن داود عن بازيّ أُخِذ من أرض العدوّ. فقال: إنْ كان مُعَلَّمًا وُضِع في المَغْنَم، وإنْ كان وحشيا فهو لصاحبه.
عليّ بن حرب: سألت الخُرَيْبيّ عن الإيمان؟ قال: قَوْلِي فيه قول ابن مسعود، وحُذَيفة، وإبراهيم النَّخَعيّ: قولٌ وعملٌ، يزيد وينقص.
ثم قال: أنا مؤمن عند نفسي، ولا أدري كيف أنا عند ربّي.
وقال زيد بن أخزم: سمعت الخُرَيْبيّ يقول: نَوْلُ الرجل أن يُكره ولده على طلب الحديث، ليس الدّين بالكلام، إنّما الدين بالآثار.
وقال الكُدَيْميّ عنه: ما كذبت إلّا مرّةً واحدة. قال لي أبي: قرأت على المعلم؟ قلت: نعم، وما كنت قرأت عليه.
وقال الفلّاس: سمعت الخُرَيْبيّ يقول: كانوا يستحبّون أن يكون للرجل خبيئة من عمل صالح لَا تعلم به زوجته ولا غيرها.
وقال زيد بن أخزم: سمعت الخُرَيْبيّ يقول: مَن أمكن النّاس مِن كلّ ما يريدون أضرّوا بدُنياه ودينه. [ص:340]
وقال أبو داود: خلف الخريبي أربعمائة دينار. وبعث إليه محمد بن عَبّاد مائة دينار فقبِلها.
وقال إسماعيل الخطْبيّ: سمعت أبا مسلم الكجي يقول: كتبت الحديث وعبد الله بن داود حي. ولم آته لأني كنت في بيت عمتي. فسألت عن أولادها فقالوا: قد مضوا إلى عبد الله. فأبطئوا، ثم جاءوا يذمّونه وقالوا: طلبناه في منزله فقالوا هو في بُسَيْتِينِيةٍ له بالقُرب، فقصدناه فسلَّمْنا، وسألناه أن يُحدِّثنا، فقال: مُتِّعتُ بكم، أنا في شُغلٍ عن هذا، هذه البُسَيْتينية لي فيها معاش، وتحتاج إلي سقْيِ، وليس لي مَن يسقيها، فقلنا: نحن نُدير الدُّولاب ونسقيها، فقال: إنْ حَضَرَتْكم نيةٌ فافعلوا، فتشلَّحنا وأدَرْنا الدُّولاب حتّى سقينا البستان. ثم قلنا: تُحدِّثنا؟ قال: مُتِّعتُ بكم ليس لي نيةٌ، وأنتم كانت لكم نيّة تُؤْجَرون عليها.
وقال أحمد بن كامل: حدثنا أبو العيناء قال: أتيت الخُريْبيّ فقال: ما جاء بك؟ قلت: الحديث. قال: اذهب فتحفظ القرآن، قلت: قد حفظت القرآن، قال: اقرأ {واتل عليهم نبأ نوح}، فقرأت العَشْر حتى أنفدته، فقال: اذهب الآن فتعلَّم الفرائض، قلت: قد تعلَّمتُ الفرائض الصُّلْب والْجَدّ والكُبْر، قال: فأيّهما أقرب إليك ابن أخيك أو ابن عمّك؟ قلت: ابن أخي، قال: ولِمَ؟ قلت: لأنّ أخي من أبي، وعمّي من جدّي، قال: اذهب الآن فتعلّم العربية، قلت: قد عُلِّمْتُها قبل هذين، قال: فلم قال عمر حين طعن يا لله يا للمسلمين؟ قلت: فَتَحَ تِلك على الدّعاء، وكسر هذه على الاستغاثة والاستنصار، فقال: لو حدثت أحدا لحدثتك.
وقال عبّاس العَنْبريّ: سمعتُ الخُرَيْبيّ يقول: وُلِدتُ سنة ستٍّ وعشرين ومائة.
وقال الكُدَيْميّ: مات في النصف من شوّال سنة ثلاث عشرة.
وقال بِشْر الحافي: دخلت على عبد الله بن داود في مرضِه الذي مات فيه، فجعل يقول ويُمِرّ يدَه إلى الحائط: لو خُيّرت بين دخول الجنّة وبين أن أكون [ص:341] لَبِنَةً من هذا الحائط لاخترتُ أن أكون لَبِنةً، متى أدخل أنا الجنّة؟.
وكان يقف في القرآن تورُّعًا وَجُبْنًا.
قال عثمان بن سليمان بن سافريّ: قال لي وكيع: النَّظر في وجه عبد الله بن داود عبادة.
وقال إسماعيل القاضي: لما دخل يحيى بن أكثم البصرة مضى إلى الخُرَيْبيّ، فلما دخل رأى الخُرَيبيُّ مِشْيَتَه. فلما جلس وسلَّم قال: معي أحاديث تُحدِّثني بها؟ قال: مُتِّعتُ بك، إنّي لمّا نظرت إليك نويتُ أن لَا أُحَدِّث.
قال محمد بن شجاع البلخي: قلت لعبد الله الخُرَيْبيّ إنّ بعض الناس أخبرني أنّ أبا حنيفة رجع عن مسائل كثيرة، قال: إنّما يرجع الفقيه عن القول إذا اتسع علمه.(5/338)
199 - ت: عبد الله بن داود الواسطي التمار. [الوفاة: 211 - 220 ه]
هو أقدم وفاةً من الخريبيّ وأصغر. عن حنظلة بن أبي سُفيان، وابن جُرَيْج، وحماد بن سَلَمَةَ، واللّيث بن سعد، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بْن المُثَنَّى، وأحمد بْن سِنان القطّان، وأحمد بن أبي سُرَيْج الرازيّ، وهارون بْن سليمان الأصبهاني، وآخرون.
قَالَ ابن المُثَنَّى: كان والله ما علمته، ثقة صاحب سُنّة.
وقال ابن عديّ: هو عندي ممّن لَا بأس به إن شاء الله.(5/341)
200 - خ ن ق: عبد الله بن رجاء الغُدَانيّ، أبو عَمرو الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: شُعبة، وعِكْرمة بن عمّار، وهمّام، وشَيْبان، وعاصم بن محمد العُمَريّ، وعبد الرحمن المسعودي، وجرير بن أيّوب البَجَليّ، وإسرائيل، وعبد الحميد بن بهرام، وسعيد بن سَلَمة بن أبي الحسام، وخلق.
وَعَنْهُ: البخاري، والنسائي، وابن ماجه بواسطة، وإبراهيم الحربيّ، وأبو بكر الأثرم، [ص:342] وإسماعيل سَمُّوَيْه، وأُسَيْد بن عاصم، وعثمان بن سعيد الدّارميّ، وعثمان بن عمر الضَّبّيّ، وأبو مسلم الكَجّيّ، وعليّ بن عبد العزيز البَغَويّ، وأبو خليفة الفضل بن الحُبَاب، وخلْق كثير. وروى البخاري أيضا عن محمد عنه.
قال أبو حفص الفلاس: صدوق كثير الغلط والتَّصحيف.
وقال أبو حاتم: ثقة رِضًى.
وقال ابن المَدِينيّ: اجتمع أهل البصرة على عدالة رجلين: أبي عُمَر الحَوْضيّ، وعبد الله بن رجاء.
تُوُفّي في سلْخ ذي الحجّة سنة تسع عشرة. ودُفِن مِن الغد سنة عشرين.
أمّا:(5/341)
• - عبد الله بن رجاء المكّي، [الوفاة: 211 - 220 ه]
فقد مرّ في طبقة وكيع.(5/342)
201 - خ د ت ن: عبد الله بن الزبير بن عيسى. الإمام أبو بكر القرشي الأسدي الحميدي، حميد بن زهير بن الحارث بن أسد المكّيّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
مُحدَّث مكّة وفقيهها، وأَجَلّ أصحاب سُفْيان بن عُيَيْنَة.
سَمِعَ: ابن عُيَيْنَة، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدي، وفُضَيْل بن عِياض، ومَروان بن معاوية، والوليد بن مسلم، ووكيعا، والشافعي، وطائفة.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، عن رجل عنه، وهارون الحمال، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، وَسَلَمَةَ بن شَبِيب، ويعقوب الفَسَويّ، ويعقوب السَّدُوسيّ، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم الرازيّان، وأبو بكر محمد بن إدريس المكّيّ وَرَّاقُهُ، ومحمد بن عبد الله بن سنجر الْجُرْجَانيّ، ومحمد بن عبد الله ابن البَرْقيّ، وبِشر بن موسى، والكُدَيْميّ، وخلْق.
قال أحمد بن حنبل: الحُمَيْديّ عندنا إمام.
وقال أبو حاتم: أثبت الناس في ابن عُيَيْنة: الحميدي.
قال: جالست ابن عيينة تسع عشرة سنة أو نحوها. [ص:343]
وقال يعقوب بن سفيان: حدثنا الحُمَيْديّ وما لقيت أنصحَ للإسلام وأهله منه.
وقال غيره: كان حُجَّةً حافظًا. كان لَا يكاد يَخْفى عليه شيء من حديث سُفْيان.
وقال بشر بن موسى: حدثنا الْحُمَيْدِيُّ، وَذَكَرَ حَدِيثَ " إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ "، فَقَالَ: لَا تَقُولُ غَيْرَ هَذَا على التسليم والرضا بما جاء به القرآن والحديث. ولا تستوحش أن تقول كما قال القرآن والحديث.
قال الفَسَوِيّ: سمعتُ الحُمَيْديّ يقول: كنت بمصر، وكان لسعيد بن منصور حلقة في مسجد مصر يجتمع إليه أهل خُراسان وأهل العراق. فجلست إليهم فذكروا شيخًا لسُفيان وقالوا: كم يكون حديثه؟ فقلت: كذا وكذا، فاستكثر ذلك سعيد وابن دَيْسَم. فلم أزل أُذاكِرهما بما عندهما عنه، ثم أخذت أَغرب عليهما، فرأيتُ فيهما الحياء والخجل.
وقال محمد بن سهل القهستاني: حدثنا الربيع قال: سمعت الشافعيّ يقول: ما رأيت صاحب بلغمٍ أحفظَ من الحُمَيْديّ. كان يحفظ لابن عُيَيْنَة عشرةَ آلاف حديث.
وقال محمد بن إسحاق المَرْوَزِيّ: سمعت إسحاق بن راهوَيْه يقول: الأئمة في زماننا: الشافعيّ، والحُمَيْدي، وأبو عُبَيْد.
وقال عليّ بن خَلَف: سمعت الحُمَيْديّ يقول: ما دمت بالحجاز، وأحمد بالعراق، وإسحاق بخُراسان لَا يَغْلِبُنا أحد.
وقال السّرّاج: سمعتُ محمد بن إسماعيل يقول: الحُمَيْديّ إمامٌ في الحديث.
قلت: والحُمَيْديّ معدود من الفُقَهاء الذين تفقّهوا بالشّافعيّ. [ص:344]
قال ابن سعْد، والبخاريّ: تُوُفّي بمكة سنة تسع عشرة ومائتين.
وقال غيرهما: في ربيع الأول.(5/342)
202 - ق: عبد الله بن السري الأنطاكي الزّاهد. [الوفاة: 211 - 220 ه]
كان من أهل المدائن، وصحِب شُعَيب بن حرب العابد، وروى عنه، وعن سعيد بن زكريّا المدائنيّ، وصالح المُرّيّ، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وحفص بن سليمان القارئ، وغيرهم.
وَعَنْهُ: خَلَف بن تميم الكُوفيُّ مع تقدُّمه، وأحمد بن أبي الحواري، وأحمد بن نصر النَّيْسَابوريُّ، وموسى بن سهل الرمليّ، وعبّاس الدُّوريّ، وأحمد بن خُلَيد الحلبيّ شيخ الطّبراني، وآخرون.
لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي " سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ ": عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي السَّرِيِّ، عَنْ خلف بن تميم، قال: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، رَفَعَهُ قَالَ: " سَيَلْعَنُ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوَّلَهَا ".
أَسْقَطَ خَلَفٌ، أَوْ مَنْ بَعْدَهُ مِنْ إِسْنَادِهِ سَطْرًا، إِمَّا عَمْدًا أَوْ غَلَطًا. فَإِنَّ أَحْمَدَ بْنَ خُلَيْدٍ الْحَلَبِيَّ، وَغَيْرَهُ رَوَوْهُ عن عبد الله بن السري الأنطاكي قال: حدثنا سعيد بن زكريا، قال: حدثنا عَنْبَسَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وكذلك رواه محمد بن معاوية الأنماطي، عن سعيد المدائنيّ.
وحديث خَلَف وقع عاليًا في جزء محمد بن الفرج الأزرق عنه، عن عبد الله بن السَّريّ.
قال ابن عديّ: لَا بأس به.(5/344)
203 - ن: عبد الله بن سُليم، أبو عبد الرحمن الْجَزَريّ الرَّقِّيّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: أبي المَلِيح، وعُبَيد الله بن عَمْرو، وعيسى بن يونس.
وَعَنْهُ: أيّوب الوزّان، ومحمد بن جَبَلة الرافقيّ، ومحمد بن عليّ بن ميمون الرَّقّيّ.
مات سنة ثلاث عشرة.(5/345)
204 - عبد الله بن سِنان الهَرَويّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
رَوَى عَنْ: عبد الله بن المبارك، ويعقوب القُمّيّ، وفضيل بن عياض.
وَعَنْهُ: الذهلي، وأبو زرعة، وبشر بن موسى، وجماعة.
توفي سنة ثلاث عشرة.
وثقة أبو داود.(5/345)
205 - عبد الله بن صالح بن مسلم بن صالح العجلي الكُوفيُّ المقرئ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
والد الحافظ أحمد بن عبد الله صاحب التاريخ.
قرأ القرآن على: حمزة الزّيّات، وهو آخر مَن قرأ عليه موتًا. وروى عنه، وعن أبي بكر النَّهْشَليّ، والحسن بن صالح بن حيّ، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثَوْبان، وفُضَيْل بن مرزوق، وزُهير بن معاوية، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وأسباط بن نصر، وشَبِيب بن شَيْبة، وعبد العزيز الماجِشُون، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاريّ، فيما قيل، وابنه أحمد بن عبد الله العِجْليّ، وَأَحْمَدَ بْنَ أَبِي غَرَزَة، وَأَحْمَدَ بْنَ يَحْيَى البلاذُريّ الكاتب، وبشْر بن موسى، وأبو زُرْعة الرازيّ، وأبو حاتم، ومحمد بن غالب تَمْتام، وإبراهيم الحربيّ، وخلْق سواهم.
وُلد بالكوفة سنة إحدى وأربعين ومائة، وسكن بغداد وأقرأ بها، تلا عليه: أبو حمدون الطيب بن إسماعيل، وإبراهيم بن نصر الرازيّ.
قال عبد الخالق بن منصور، عن ابن مَعِين: ثقة.
وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال ابن حِبّان في كتاب " الثقات ": كان مستقيم الحديث. [ص:346]
فصل
قال البخاري في تفسير سورة الفتح: حدثنا عبد الله، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي سَلَمَةَ، عن هلال، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عَمْرو، فذكر حديث: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا ومبشرا ونذيرا}.
قال أبو نصر الكَلَاباذيّ، وأبو القاسم اللالكائيّ، والوليد بن بكر الأندلسيّ: عبد الله هو ابن صالح العِجْليّ.
وقال أبو عليّ بن السَّكَن في روايته عن الفِربْريّ، عن البخاريّ: حدثنا عبد الله بن مسلمة، يعني القعنبي، قال: أخبرنا عبد العزيز، فذكره.
وقال أبو مسعود الدِّمشقيُّ في " الأطراف ": عبد الله هو ابن رجاء، ثم قال: والحديث عند عبد الله بن رجاء، وعبد الله بن صالح.
وقال أبو عليّ الغسّانيّ: عبد الله هو ابن صالح كاتب اللَّيث. وتابَعَهُ على ذلك أبو الحَجّاج شيخنا، وقال: هو أَوْلَى الأقوال بالصّواب، لأنّ البخاريّ رواه في باب الانبساط إلى النّاس من كتاب " الأدب " له، فقال: حدثنا عبد الله بن صالح، عن عبد العزيز بن أبي سلمة، ذكره عقيب حديث محمد بن سنان العوقي، عن فليح عن هلال، ورواه في البيوع من " الصّحيح " عن العَوَقيّ. فالحديث عنده بهذين الإسنادين في " الصّحيح " وفي كتاب " الأدب "، إلى أن قال: وإذا تقرَّر أنّ البخاريّ روى هذا الحديث عن عبد الله بن صالح، وَقَعَ الاشتراك بين العجلي، وبين الكاتب. فكونه كاتب الليث أولى لأنا تيقنا أَنّ البخاريّ قد لقي كاتبَ اللَّيث وأكثر عنه في " التاريخ " وغيره من مُصَنَّفاته، [ص:347] وعلّق عنه في أماكن من " الصّحيح "، عن الليث، وعن عبد العزيز بن أبي سَلَمَةَ. وهذا معدوم في حقّ العَجْليّ، فإنّ البخاريّ ذكر له ترجمةً في " التاريخ " مختصرةً جدًّا، لم يروِ عنه فيها شيئًا، ولا وجدنا له رواية متيقنة عنه لا في " الصحيح " ولا في غيره. وَقَدْ رَوَى فِي التَّارِيخِ، عَنْ رجلٍ، عَنْهُ. وَأَيْضًا فَلَمْ نَجِدْ لِلْعِجْلِيِّ رِوَايَةً عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ سِوَى حديثٍ واحدٍ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ عَنْهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، بِخِلافِ كَاتِبِ اللَّيْثِ فَإِنَّهُ رَوَى الْكَثِيرَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ.
قُلْتُ: وَأَيْضًا فإنّ النّاس رَوَوْا الحديث المذكور عن كاتب اللّيث.
وَقَدْ رَوَى الْبُخَارِيُّ فِي الْجِهَادِ مِنْ " صَحِيحِهِ " فَقَالَ: حدثنا عبد الله، قال: حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَفَلَ من حج ... الحديث، فقال أَبُو عَلِيِّ بْنُ السَّكَنِ، عَنِ الْفَرَبْرِيِّ، عَنِ البخاري، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ. ثُمَّ رَوَاهُ ابْنُ السَّكَنِ فِي مُصَنَّفِهِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ.
وَقَالَ أَبُو مَسْعُودٍ فِي " الْأَطْرَافِ ": هَذَا الْحَدِيثُ رَوَاهُ النَّاسُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن صالح، قال: وَقَدْ رُوِيَ أَيْضًا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَجَاءٍ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ أَيُّهُمَا هُوَ.
وقال أبو عليّ الغسّانيّ: هو عبد الله بن صالح كاتب اللّيث.
ثم ظفرنا برواية البخاريّ، عن كاتب اللّيث في نفس " الصّحيح " ولله الحمد؛ وذلك أنّه في مكان خَفِيّ. فإنّه روى حديثًا علّقه فقال: وقال اللّيث، عن جعفر بن ربيعة في الذي نجر الخشبة وأوقرها الألفَ دينار. ثم قال في آخر الحديث: حدثني عبد الله بن صالح، قال: حدثنا الليث بهذا. [ص:348]
قال أحمد العجلي: وُلِد أبي سنة إحدى وأربعين ومائة. وتُوُفّي سنة إحدى عشرة وله سبعون سنة.
قلت: الظّاهر أنّ أحمد لم يضبط وفاة أبيه، وأظّنه عاش إلى قريب العشرين. فإنّه روى عنه مَنْ لَا يُعرف له سَمَاع في سنة إحدى عشرة،، بل بعدها بأربع سنين، وخمس سنين، وأكثر.
فَرَوَى عَنْهُ: أبو زُرْعة، وأبو حاتم، وإبراهيم الحربيّ، وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، وإبراهيم بن دنوقا، ومحمد بن إسماعيل التِّرْمِذيّ، ومحمد بن العبّاس المؤدّب مولى بني هاشم، ومحمد بن غالب تَمْتام، وهؤلاء مَن طَلَبَه بعد سنة إحدى عشرة. وأوّل رحلة أبي حاتم سنة ثلاث عشرة. ولا أعلم لأكثرهم سماعًا إلّا بعد ذلك. والله أعلم.(5/345)
206 - ن: عبد الله بن عبد الحكم بن أعين بن ليث، الفقيه أبو محمد المصري، [الوفاة: 211 - 220 ه]
والد الفقيه محمد، وسعد، وعبد الرحمن، وعبد الحَكَم، ويقال: إنه مولى عثمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
سَمِعَ: مالكًا، والليث، وَمُفَضَّلَ بن فَضَالَةَ، ومسلم بن خالد الزَّنْجيّ، ويعقوب بن عبد الرحمن الإسكندرانيّ، وابن وهْب، وابن القاسم، وبكر بن مُضَر، وجماعة.
وَعَنْهُ: بنوه الأربعة، والدَّارِميّ، وخير بن عَرَفَة، ومحمد بن عبد الله ابن الْبَرْقِيِّ، ومِقْدام بن داود الرُّعَينيّ، ويوسف بن يزيد القراطيسيّ، ومالك بن عبد الله بن سيف التُّجِيبيّ، ومحمد بن عَمْرو أبو الكَرَوَّس المِصْريُّ، وآخرون.
قال أبو زُرعة: ثقة.
وقال ابن وراة: كان شيخ مصر.
وقال أحمد العِجْليّ: لم أر بمصر أعقل منه ومن سعيد بن أبي مريم.
وقال ابن حبان: كان ممن عقل مذهب مالك وفرع على أصوله. [ص:349]
وذكر أبو الفتح الأزديّ في " الضعفاء ": أنّ ابن مَعِين كذّب عبد الله. وذكر هذا السّاجيّ، عن ابن مَعِين. وقد حدَّث عن الشّافعيّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ بكتاب " الوصايا ". قال السّاجي: فسألت الربيع فقال: هذا الكتاب وجدناه بخطّ الشّافعيّ ولم يُحدِّث به، ولم يقرأ عليه.
قلت: تكذيب يحيى له لم يصحّ.
وقال أبو عمر الكِنْديّ في كتاب " الموالي " بمصر: ومنهم عبد الله بن عبد الحَكَم بن أَعْيَن. سكن عبد الحكم وأبوه جميعا الإسكندرية وماتا بها، ووُلِد عبد الله سنة خمسٍ وخمسين ومائة، وتُوُفّي في رمضان سنة أربع عشرة.
وقال ابن عبد البَرّ: صنّف كتابًا اختصر فيه أُسْمِعتُه من ابن القاسم، وابن وهْب، وأَشْهَب. ثم اختصر من ذلك كتابًا صغيرا. وعليهما مع غيرهما عن مالك معول البغداديين المالكية في المدارسة. وإيّاهما شرح أبو بكر الأبْهَريّ.
قلت: وقد صنف " كتاب الأموال "، و " كتاب فضائل عمر بن عبد العزيز " وسارت بتصانيفه الرُّكْبان. وكان محتشمًا نبيلًا، متموّلًا، رفيع المَنْزِلة، وهو مدفون إلى جانب الشّافعيّ، وهو الأوسط من القبور الثلاثة.
وقال أبو إسحاق الشيرازي: كان أعلم أصحاب مالك بمختلف قوله، أفضت إليه الرياسة بمصر بعد أشهب.
قيل: إنّه أعطى الشّافعيّ ألف دينار.(5/348)
207 - ق: عبد الله بن عثمان بْن عطاء بْن أَبِي مسلم الخُراسانيّ، أبو محمد. [الوفاة: 211 - 220 ه]
أخو محمد بن عثمان. من أهل الرملة.
رَوَى عَنْ: عَطّاف بن خالد المخزوميّ، وطلْحة بن زيد الرَّقّيّ، ومسلم بن خالد الزَّنْجيّ، وشِهاب بن خِراش، وغيرهم. وَوَهِم من قال: إنه روى عن أبي مالك الأشجعيّ،
رَوَى عَنْهُ: إبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي، وإسماعيل سمويه، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وموسى بن سهل الرملي، وأبو حاتم [ص:350] الرازي، وقال: سمعت منه بالرملة سنة سبْع عشرة.
ذكره ابن حبان في " الثقات ".(5/349)
208 - ق: عبد الله بن غالب العباداني. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: الربيع بن صَبِيح، وعبد الله بن زياد البحرانيّ، وعامر بن يَسَاف.
وَعَنْهُ: عباد بن الوليد الغَبريّ، وعبّاس التُّرْقُفِيّ، ومحمد بن عَبْدَك القزّاز، ويحيى بن عَبْدَك القزْوينيّ، ومحمد بن يحيى الأزْديّ.(5/350)
209 - عبد الله بن مروان، أبو شيخ الحرّاني. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: زُهير بن معاوية، وعيسى بن يونس.
وَعَنْهُ: أبو حاتم الحافظ، وإبراهيم بن الهيثم البلديّ، وإسحاق الحربيّ. وغيرهم.
وثقه أبو حاتم، ولقيه في سنة ثلاث عشرة ومائتين.(5/350)
210 - ن ق: عبد الله بن نافع بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنَ الْعَوَّامِ، أبو بكر الأسدي الزبيري المدني. وليس بالصّائغ، ذاك مخزوميّ، وهذا يقال له: عبد الله بن نافع الأصغر. [الوفاة: 211 - 220 ه]
يَرْوِي عَنْ: مالك، وعبد العزيز بن أبي حازم، وأخيه عبد الله بن نافع الأكبر.
وَعَنْهُ: محمد بن يحيى الذهلي، وهارون الحمّال، ويعقوب بن شَيْبة، وعبّاس الدُّوريّ، وأحمد بن المعذل الفقيه، وأحمد بن الفرج الحمصيّ، وطائفة.
قال ابن مَعِين: صدوق.
وقال البخاري: أحاديثه معروفة.
وقال الزُّبير بن بكّار: كان المنظور إليه من قريش بالمدينة في هَدْيِهِ وَفِقْهِهِ وعَفافِه. وكان قد سردَ الصوم، وتُوُفّي في المحرم سنة ستّ عشرة وهو [ص:351] ابن سبعين سنة. وكذا ورّخ البخاريّ وفاته.
وأما:(5/350)
• - الصَّائغ [الوفاة: 211 - 220 ه]
فقد مرَّ.(5/351)
211 - ن: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَارُونَ بْنِ أَبِي عِيسَى، أبو علي الشاميّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
نزيل البصْرة.
عَنْ: أبيه، وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ.
وَعَنْهُ: ابن المَدِينيّ، والفلاس، والكُدَيْميّ، وسليمان بن سيف الحَرّانيّ، وأبو قِلابة الرَّقَاشيّ، وجماعة.
وكان صدوقًا.
كان حيًا سنة إحدى عشرة.(5/351)
212 - عبد الله المأمون ابن هارون الرشيد ابن محمد المهدي ابن عبد الله المنصور، أبو العبّاس الهاشميّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
وُلِد سنة سبعين ومائة عندما استُخْلِف أبوه الرشيد، وقرأ العلم في صِغره،
وَسَمِعَ مِنْ: هُشَيم، وعَبّاد بن العوّام، ويوسف بن عطّية، وأبي معاوية الضّرير، وطبقتهم.
وبرع في الفقه والعربية وأيام الناس. ولما كبر عني بالفلسفة وعلوم الأوائل ومهر فيها، فجره ذلك إلى القول بخلق القرآن.
رَوَى عَنْهُ: ولده الفضل، ويحيى بن أكثم، وجعفر بن أبي عثمان الطَّيالسيّ، والأمير عبد الله بن طاهر، وأحمد بن الحارث الشّيعيّ، ودِعْبِل الخُزَاعيّ، وآخرون.
وكان من رجال بنى العبّاس حزْمًا وَعَزْمًا، وَحِلْمًا وَعِلْمًا، ورأيًا ودَهاءً، وهَيبةً وشجاعةً، وسُؤْدُدًا وسَمَاحة، وله محاسن وسيرة طويلة. [ص:352]
قال ابن أبي الدُّنيا: كان أبيض، رَبْعة، حَسَن الوجه، تعلوه صُفْرة، وقد وَخَطَه الشَّيْب. أَعْيَن، طويل اللحية رقيقها. ضيّق الجبين، على خدّه خال.
وقال الجاحظ: كان أبيض فيه صُفْرة. وكان ساقاه دون جسده صفراوين، كأنهما طليتان بالزَّعْفران.
وقال ابن أبى الدُّنيا: قدِم الرشيد طُوسَ سنة ثلاثٍ وتسعين، فوجّه ابنَه المأمون إلى سَمَرْقَنْد. فأتته وفاة أبيه وهو بمَرْو.
وقال غيره: لما خلع الأمين أخاه المأمون من ولاية العهد غضب المأمون ودعا إلى نفسه بخُراسان، فبايعوه في أول سنة ثمانٍ وتسعين ومائة.
وقال الخطْبيّ: كان يُكنَّى أبا العبّاس، فلمّا استُخْلف اكتنى بأبي جعفر. وأمّه أم ولد اسمها مراجل، ماتت أيّام نِفاسها به.
وقال أيضًا: دُعي للمأمون بالخلافة والأمين حيّ في آخر سنة خمسٍ وتسعين، إلى أن قُتل الأمين، فاجتمع النّاس عليه، وتفرّقت عُمّاله في البلاد، وأقيم الموسم سنة ستٍّ وسنة سبعٍ باسمه، وهو مقيمٌ بخُراسان. واجتمع الناس عليه ببغداد في أول سنة ثمانٍ. وأتاه الخبر بمَرْو، فولّي العراق الحَسَن بن سهل، فقدمها سنة تسعٍ، ثم بايع المأمون بالعهد لعليّ بن موسى الرضا الحُسَينيّ رحمه الله، ونوّهَ بذِكرِهِ، وغيَّر زيّ آبائه من لبْس السَّواد، وأبدله بالخُضْرة. فغضب بنو العباس بالعراق لهذين الأمرين وخلعوه، وبايعوا إبراهيم عمَّه ولقَّبوه " المبارك ".
فحاربه الحَسَن بن سهل، فهزمه إبراهيم وألحقه بواسط. وأقام إبراهيم بالمدائن. ثم سار جيش الحَسَن وعليهم حميد الطّوسيّ، وعليّ بن هشام، فهزموا إبراهيم، فاختفى وانقطع خبره إلى أن ظهر في وسط خلافة المأمون، فعفا عنه.
وكان المأمون فصيحًا مُفَوَّهًا. وكان يقول: معاوية بِعَمْرِه، وعبد الملك بِحَجَّاجِهِ، وأنا بنفسي. وقد رُوِيَت هذه عن المنصور.
وقيل: كان نقش خاتمه: المأمون عبد الله بن عبيد الله.
وروي عنه أنّه ختم في بعض الرمضانات ثلاثًا وثلاثين ختْمة.
وقال الحسين بن فَهْم الحافظ: حدثنا يحيى بن أكثم قال: قال لي المأمون: أريد أن أُحدِّث، فقلت: وَمَن أولى بهذا من أمير المؤمنين؟ فقال: [ص:353] ضعوا لي منبرا. ثم صعد، فأول حديث: حُدِّثْنَا عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ أَبِي الْجَهْمِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رفع الحديث وقال: " امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إِلَى النَّارِ ".
ثم حَدَّث بنحوٍ من ثلاثين حديثًا ثم نَزَل فقال لي: كيف رأيت يا يحيى مجلسنا، قلت: أجلّ مجلس، تفقّه الخاصّة والعامّة، فقال: ما رأيتُ لكم حلاوة. إنّما المجلس لأصحاب الخُلْقان والمَحَابر.
وقال السّرّاج: حدثنا محمد بن سهل بن عسكر قال: تقدّم رجل غريب بيده محبرة إلى المأمون فقال: يا أمير المؤمنين صاحب حديث منقطع به، فقال: ما تحفظ في باب كذا؟ فلم يذكر فيه شيئًا، قال: فما زال المأمون يقول: حدثنا هشيم، وحدثنا يحيى، وحدثنا حَجّاج، حتّى ذكر الباب، ثم سأله عن باب آخر، فلم يذكر فيه شيئًا، فقال المأمون: حدثنا فلان، وحدثنا فلان، إلى أن قال لأصحابه: يطلب أحدهم الحديث ثلاثة أيامٍ ثم يقول أنا من أصحاب الحديث، أعطوه ثلاثة دراهم.
ومع هذا فكان المأمون مسرفًا في الكَرَم، جوادًا مُمَدَّحًا، جاء عنه أنه فرق في ساعة ستَّةً وعشرين ألف ألف درهم.
وكان يشرب النّبيذ. وقيل:، بل كان يشرب الخمر، فيُحرَّر ذلك.
وجاء إنّه أجاز أَعْرابيًا مرّةً لكونه مدحه بثلاثين ألف دينار.
وأما ذكاؤه فمُتَوَقِّد. روى مسروق بن عبد الرحمن الكِنْديّ: حدّثني محمد بن المنذر الكِنْديّ جار عبد الله بن إدريس قال: حجّ الرشيد، فدخل الكوفة وطلب المُحدِّثين. فلم يتخلّف إلّا عبد الله بن إدريس، وعيسى بن يونس، فبعث إليهما الأمين والمأمون. فحدَّثهما ابن إدريس بمائة حديث، فقال المأمون: يا عمّ، أتأذن أن أُعيدها من حفظي؟ قال: افعل، فأعادها، فَعَجِب من حفظه، ومضيا إلى عيسى فحدّثهما، فأمر له المأمون بعشرة آلاف درهم، [ص:354] فأبى أن يقبلها وقال: ولا شُربة ماء على حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وروى محمد بن عَون، عن ابن عيينة أن المأمون جلس فجاءته امرأة فقالت: يا أمير المؤمنين مات أخي وخلّف ستّمائة دينار، فأعطوني دينارًا، وقالوا: هذا نصيبك، فحسب المأمون وقال: هذا نصيبك. هذا خلّف أربع بنات، قالت: نعم، قال: لهن أربعمائة دينار. وخلّف والدةً فلها مائة دينار. وخلّف زوجةً فلها خمسة وسبعون دينارًا. بالله ألكِ اثنا عشر أخًا؟ قالت: نعم، قال: لكلّ واحدٍ ديناران وَلَكِ دينار.
وقال ابن الأعرابيّ: قال لي المأمون: أخبرني عن قول هند بنت عُتْبة:
نحن بنات طارق ... نمشي على النمارق
من طارق هذا؟ قال: فنظرت في نسبها فلم أجده، فقلت: ما أعرف، قال: إنّما أرادت النَّجْم، انتسبتْ إليه لحسنها. ثم دحى إليّ بعنبرةٍ بعْتُها بخمسة آلاف دِرْهم.
وقال بعضهم عن المأمون: مَن أراد كتابًا سرًّا فلْيكتبُ بلبنٍ حليب حُلِبَ لوقته، ويرسله إلى من يريد فيَعْمد إلى قِرْطاس فيحرقه وَيَذُرُّ رماده على الكتابة، فيقرأ له.
وقال الصُّوليّ: كان المأمون قد اقترح في الشطرنج أشياء. وكان يحبّ اللَّعِب بها.
وعن بعضهم قال: استخرج المأمون كُتُب الفلاسفة واليونان من جزيرة قبرس، وقدِم الشامَ غير مَرّة.
وقال أبو مَعْشَر المنجِّم: كان أَمّارًا بالعدْل، محمود السيرة، ميمون النَّقيبة، فقيه النفس، يُعَدّ مع كبار العُلماء.
وعن الرشيد قال: إنّي لأعرف في عبد الله حزْم المنصُور، ونُسُك المهديّ، وعزّة الهادي، ولو أشاء أن أنسبه إلى الرابع، يعني نفسه، لنسبته. وقد قدّمتُ محمدًا عليه، وإنّي لأعلم أنّه مُنقاد إلى هواه، مبذِّر لِمَا حَوَتْه يده، [ص:355] يشارك في رأيه الإماء والنساء. ولولا أمّ جعفر ومَيْل بني هاشم إليه لقدَّمتُ عبدَ الله عليه.
وعن المأمون قال: لو عرف الناس حبي للعفو لتقربوا إليَّ بالجرائم، وأخاف أن لَا أؤجَرَ فيه. يعني لكوْنه طَبعًا له.
وعن يحيى بن أكثم قال: كان المأمون يحلُمُ حتّى يُغيظَنا.
وقيل: إن ملاحا مر فقال: أتظنون أن هذا يَنْبُل في عيني وقد قتل أخاه الأمين؟ فسمعها المأمون فتبسَّم، وقال: ما الحيلة حتّى أنْبُل في عين هذا السّيّد الجليل؟.
وعن يحيى بن أكثم قال: كان المأمون يجلس للمناظرة في الفِقْه يوم الثلاثاء، فجاء رجل عليه ثياب قد شمّرها ونَعْلُهُ في يده. فوقف على طَرَف البساط وقال: السلام عليكم. فردّ عليه المأمون، فقال: أتأذن لي في الدُّنُوّ؟ قال: ادْنُ وتكلَّم، قال: أخبِرْني عن هذا المجلس الذي أنت فيه. جلَسته باجتماع الأمّة أَمْ بالمُغَالبة والقَهْر؟ قال: لَا بهذا ولا بهذا. بل كان يتولّى أمر المسلمين مَن عقد لي ولأخي. فلمّا صار الأمر لي علمت أنّي محتاج إلى اجتماع كلمة المسلمين في الشرق والغرب على الرضى بي. فرأيت أنّي متى خلّيتُ الأمرَ اضطّرب حبْل الإسلام ومرج عهدهم، وتنازعوا، وبطل الجهاد والحج، وانقطعت السُّبُل. فقمت حِياطةً للمسلمين إلى أن يُجْمِعوا على رجلٍ يرضون به، فأُسلِّم إليه الأمر. فمتى اتّفقوا على رجلٍ خرجت له من الأمر، فقال: السلام عليكم ورحمة الله، وذهبَ، فوجّه المأمون مَن يكشف خبره. فرجع وقال: يا أمير المؤمنين مضى إلى مسجد فيه خمسة عشر رجلًا في مثل هيئته، فقالوا له: أَلَقِيتَ الرجل؟ قال: نعم. وأخبرهم بما جرى، قالوا: ما نرى بما قال بأسا. وافترقوا. فقال المأمون: كفينا مؤونة هؤلاء بأيسر الخَطْب.
وقيل: أهدى ملك الروم إلى المأمون تُحَفًا سِنِية منها مائة رطل مِسْك، ومائة حلّة سَمُّور. فقال المأمون: أَضْعِفُوها له ليعلم عزّ الإسلام وذُلّ الكُفْر.
وقيل: دخل رجل من الخوارج على المأمون، فقال: ما حملك على الخلاف؟ قال قوله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هم الكافرون}. قال: ألك علمٌ بأنها مُنَزّلة؟ قال: نعم. قال: ما [ص:356] دليلك؟ قال: إجماع الأمّة. قال: فكما رضيتَ بإجماعهم في التنزيل، فارْضَ بإجماعهم في التأويل. قال: صدقت، السلام عليك يا أمير المؤمنين.
وقال محمد بن زكريا الغلابي: حدثنا مَهْديّ بن سابق قال: دخل المأمون يومًا ديوان الخَراج، فمرّ بغلام جميل على أُذنه قلم. فأعجبه حُسنُه فقال: مَن أنت؟ قال: الناشئ في دولتك، وخِرِّيج أدبك، والمتقلِّب في نِعمتك يا أمير المؤمنين، الْحَسَنُ بنُ رجاء، فقال: يا غلام بالإحسان في البديهة تفاضَلَت العقول، ثم أمر برفع مرتبه عن الدّيوان، وأمر له بمائة ألف درهم.
وعن إسحاق المَوْصِلّي قال: كان المأمون قد سخط على الخليع الشّاعر لكونه هجاه عندما قُتِل الأمين. فبينا أنا ذات يوم عند المأمون إذ دخل الحاجب برُقْعة، فاستأذن في إنشادها. فأُذِن له، فقال:
أَجِرْني فإنّي قد ظَمِئْتُ إلى الوعدِ ... متى تُنْجزِ الوعدَ المؤكَّد بالعهدِ
أُعيذُكَ مِن خُلْف الملوك فقد ترى ... تقطُّعَ أنفاسي عليك من الوجدِ
أَيَبْخَلُ فردُ الْحُسْنِ عنّي بنائلٍ ... قليلٍ وقد أفردته بهوي فردِ
إلى أن قال:
رأى اللَّهُ عبدَ اللَّهِ خيرَ عبادِهِ ... فمَّلكَهُ واللَّهُ أعلمُ بالعبد
ألا إنّما المأمونُ للنّاسِ عِصْمةً ... مميِّزةً بينَ الضلالة والرُّشدِ
فقال له: أحسنت، قال: يا أمير المؤمنين أحسن قائلها، قال: ومن هو؟ قال: عُبَيْدُك الحُسَين بن الضّحّاك، فقال: لَا حيّاه اللَّهُ ولا بيّاه. أليس هو القائل:
فلا تمّت الأشياء بعد محمدٍ ... ولا زال شَمْلُ المُلْك فيها مبدَّدا
ولا فرح المأمون بالمُلْك بعدَهُ ... ولا زال في الدّنيا طريدًا مُشرَّدًا
هذه بتلك، ولا شيء له عندنا، قال الحاجب: فأين عادةُ عَفْوِ أمير المؤمنين، قال: أمّا هذه فنعم. ائذنوا له، فدخل، فقال له: هَل عرفت يوم قُتِل أخي هاشمية هتكت؟ قال: لا، قال: فما معنى قولك:
وممّا شجى قلبي وكَفْكَفَ عَبْرتي ... مَحارِمُ من آلِ الرسول استُحلَّتِ
ومهتوكةٌ بالجلْد عنها سُجُوفها ... كعابٌ كقرن الشمس حين تبدت [ص:357]
فلا بات لَيْلُ الشّامتين بغبطةٍ ... ولا بَلَغَتْ آمالُهم ما تَمَنَّتِ
فقال: يا أمير المؤمنين، لوعة غلبتني، وروعة فاجأتني، ونعمة سُلِبتُها بعد أن غمرتني. فإن عاقبتَ فبحقّك، وإن عفوتَ فبفضلك. فدمعت عينا المأمون وأمر له بجائزة.
حكى الصُّوليّ أنّ المأمون كان يحبّ اللّعِب بالشَّطَرَنْج، واقترح فيه أشياء، وكان يَنْهَى أن يقال: تعال نلعب، ويقول:، بل نَتَنَاقَل، ولم يكن بها حاذقًا، فكان يقول: أنا أدبِّر أمر الدُّنيا واتْسع لها، وأضيق عن تدبير شِبْرَيْن. وله فيها:
أرضٌ مربعةٌ حمراء من أدمٍ ... كما بين إلْفَيْن معروفين بالكَرَمِ
تَذَاكرا الحربَ فاحتالا لها حِيَلًا ... مِن غير أن يأثَمَا فيها بسفْكِ دمِ
هذا يُغير على هذا وذاك على ... هذا يُغير وعينُ الحَزْم لم تَنَمِ
فانظُر إلى فطنٍ جالتْ بمعرفةٍ ... في عسكَرَيْن بلا طبلٍ ولا عَلَمِ
وقيل: إنّ المأمون نظر إلى عمّه إبراهيم بن المهديّ وكان يُلَقَّب بالتِّنّين، فقال: ما أظنّك عشقت قطّ. ثم أنشد:
وجه الذي يعشق معروفُ ... لأنّه أصفرٌ منحوف
ليس كمن يأتيك ذا جثةٍ ... كأنّه للذّبْح معلوف
وعن المأمون قال: أعياني جواب ثلاثة. صرت إلى أم ذي الرياستين أُعزّيها فيه، فقلت: لَا تأسَيْ عليه فإنّي عِوَضه لكِ، قالت: يا أمير المؤمنين وكيف لَا أحزن على ولدٍ أكسبني مثلك، وأُتيتُ بِمُتنبئ فقلت: مَن أنت؟ قال: أنا موسى بن عِمران، قلت: ويْحك، موسى كانت له آيات فأتني بها حتى أؤمن بك، قال: إنما أتيت بهذه المعجزات فرعون، إذ قال أنا ربّكم الأعلى. فإن قلت كذلك أتيتك بالآيات.
قال: وأتى أهلُ الكوفة يشكون عاملهم فقال خطيبهم: هو شر عاملٍ. أما في أول سنةٍ فإنّا بِعْنا الأثاث والعقار، وفي الثانية بعنا الضّياع، وفي الثالثة نزحنا عن بلدنا وأتيناك نستغيث بك. فقلت: كذبت، بل هو رجل قد حمدتُ مذهبَهُ، ورضيتُ دينه، واخترته معرفةً مني بكم وتقديم سخطكم على العمّال. قال: صدقتَ يا أمير المؤمنين وكذبتُ أنا. فقد خصصْتنا به هذه المدّة دون باقي البلاد، فاستعمله على بلدٍ آخر ليشملهم من عدله وإنصافه مثل الذي [ص:358] شملنا. فقلت: قُم في غيرِ حِفْظ الله، قد عزلته عنكم.
وممّا يُنسب إلى المأمون من الشعر:
لساني كتومٌ لأسراركُمْ ... ودمعي نمومٌ لسرّي مُذِيعُ
فلولا دموعي كتمت الهوى
ولولا الهوى لم تكن لي دموعُ
وكان قدوم المأمون من خراسان إلى بغداد في سنة أربعٍ ومائتين. دخلها في رابع صفر بأبهةٍ عظيمة، وتجمل زائد.
قال إبراهيم بن محمد بن عَرَفة النَّحْويّ في تاريخه: حكى أبو سليمان داود بن عليّ، عن يحيى بن أكثم قال: كنت عند المأمون وعنده جماعةٌ من قوّاد خُراسان، وقد دعا إلى خلْق القرآن حينئذٍ، فقال لأولئك القوّاد: ما تقولون في القرآن؟ فقالوا: كان شيخونا يقولون: ما كان فيه من ذِكْر الحمير والجِمال والبقر فهو مخلوق، وما كان من سوى ذلك فهو غير مخلوق. فأما إذا قال أمير المؤمنين هو مخلوق، فنحن نقول كلّه مخلوق، فقلت للمأمون: أتفرح بموافقة هؤلاء؟ قال ابن عَرَفة: أمر المأمون مناديًا فنادى في الناس ببراءة الذّمّة ممّن ترحَّم على معاوية أو ذكره بخير.
وكان كلامه في القرآن سنة اثنتي عشرة. فكثر المنكر لذلك، وكاد البلد يفتتن ولم يلتئم له من ذلك ما أراد، فكفَّ عنه. يعني كفّ عنه إلى بعد هذا الوقت.
ومِن كلام المأمون: النّاس ثلاثة، فمنهم مثل الغذاء لَا بُدّ منه على حالٍ من الأحوال، ومنهم كالدّواء يُحْتاج إليه في حال المرض، ومنهم كالدّاء مكروه على كلّ حالٍ.
وعن المأمون قال: لَا نزهة ألذّ من النظر في عقول الرجال.
وقال: غَلَبَةُ الحُجّة أحبّ إليّ من غَلَبَة القُدرة. لأنّ غَلَبَة الحُجّة لَا تزول، وغَلَبَةُ القُدرة تزول بزوالها.
وكان المأمون يقول: الملك يغتفر كلَّ شيء إلّا القَدْح في المُلْك، وإفشاء السّرّ، والتعرّض للحُرَم.
وقال: أعيت الحيلة في الأمر إذا أقبل أن يُدبر، وإذا أدبر أن يُقبل. [ص:359]
وقيل للمأمون: أيُّ المَجالس أحسن؟ قال: ما نُظِر فيه إلى النّاس. فلا منظر أحسن من النّاس.
وكان المأمون معروفًا بالتشيُّع، فروى أبو داود المَصَاحِفيّ قال: سمعت النَّضْر بن شُمَيْلٍ يقول: دخلت على المأمون فقال: إنّي قلت اليوم:
أصبح ديني الذي أدِينُ به ... ولست منه الغَداةِ مُعْتذرا
حبّ عليّ بعد النّبيِّ ولا ... أشتم صِدِّيقَه ولا عُمَرا
وابنُ عفانٍ في الْجِنان مع الأبرار ... ذاك القتيل مُصْطَبرا
وعائشُ الأمّ لستُ أشْتمها ... مَن يَفْتَريها فنحن منه بُرا
وَقَدْ نَادَى الْمَأْمُونُ بِإِبَاحَةِ مُتْعَةِ النِّسَاءِ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ بِهِ يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ حَتَّى أَبْطَلَهَا، وَرَوَى لَهُ حَدِيثَ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنَيِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ أَبِيهِمَا مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيٍّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن متعة النساء يوم خَيْبَرَ. فَلَمَّا صَحَّحَ لَهُ الْحَدِيثَ رَجَعَ إِلَى الْحَقِّ.
وأمّا مسألة خلق القرآن فلم يرجع عنها وصمّم عليها في سنة ثمان عشرة. وامتحن العلماء، فعُوجِل ولم يُمْهَل. توجّه غازيًا إلى أرض الروم فلمّا وصل إلى البَذَنْدون مرض واشتد به الأمر فأوصى بالخلافة إلى أخيه المعتصم.
وكان قد افتتح في غزوته أربعة عشر حصنًا، وردّ فنزل على عين البَذَنْدون، فأقام هناك واعتلّ.
قال المسعودي: أعجبه برد ماء العين وصفاؤها، وطِيب الموضع وكثرة الخُضْرة، وقد طُرح له درهم في العين، فقرأ ما عليه لفرط صفائها. ولم يقدر أحد أن يسبح فيها لشدّة بردها. فرأى سمكة نحو الذّراع كأنّها الفضّة. فجعل لمن يخرجها سيفا، فنزل فراشٌ فاصطادها وطلع، فاضطربت وفرت إلى الماء فتنضح صدر المأمون ونحْره وابتلّ ثوبه. ثم نزل الفرّاش ثانيةً وأخذها. فقال المأمون: تُقْلَى السّاعة. ثم أخذته رِعْدة فغُطّي باللُّحُف وهو يرتعد ويصيح. فأُوقدت حوله نارٌ. ثم أتي بالسمكة فما ذاقها لشُغله بحاله. فسأل المعتصمُ بُخْتَيْشُوعَ وابنَ ماسَوَيْه عن مرضه، فجسّاه، فوجدا نبضه خارجًا عن الاعتدال، [ص:360] مُنْذِرًا بالفَنَاء، ورأيا عَرَقًا سائلًا منه كلُعاب اللاعية فأنكراه ولم يجداه في كُتُب الطّبّ، ثم أفاق المأمون من غَمْرته، فسأل عن تفسير اسم المكان بالعربي، فقيل: " مدّ رجليك ". فتطيّر به. وسأل عن اسم البقعة، فقيل الرقة. وكان فيما علم مِن مولده أنّه يموت بالرَّقّة. فكان يتجنّب النزول بالرقة. فلما سمع ذلك من الروم عَرَف وأيسَ، وقال: يا من لا يزول ملكه ارحم من قد زال ملكه، وأجلس المعتصم عنده من يُلقّنه الشهادة لما ثَقُل. فرفع الرجل بها صوتَه، فقال له ابنُ ماسوَيْه: لَا تصيح، فواللهِ ما يفرّق الآن بين ربّه وبين ماني. ففتح عينيه وبهما من عِظَم التَّوَرُّم والاحمرار أمرٌ شديد، وأقبل يحاول بيديه البطْشَ بابن ماسويه، ورام مُخَاطبَتَه فعجز، فرمَق بطرفه نحو السّماء وقد امتلأت عيناه دموعًا، وقال في الحال: يا مَن لَا يموت ارحم مَن يموت. ثم قضى ومات في يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من رجب سنة ثماني عشرة. فنقله ابنه العبّاس وأخوه المعتصم لما تُوُفّي إلى طَرَسُوس، فدُفِن هناك في دار خاقان خادم أبيه.(5/351)
213 - ن: عبد الله بن يحيى، أبو محمد الثقفيّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، وعبد الواحد بن زياد، وأبي عَوَانة، وسُلَيْم بن أخضر.
وَعَنْهُ: إبراهيم بن يعقوب الْجَوْزجانّي، وأبو محمد الدّارميّ، والكُدَيْميّ، ويعقوب الفَسَويّ، وعبد العزيز بن معاوية القُرَشيّ، ومحمد بن يحيى الأزْديّ، وإبراهيم بن حرب العسكريّ.
وقال الجوزجاني: ثقة مأمون.(5/360)
214 - خ د: عبد الله بن يحيى، أبو يحيى المَعَافِريّ المِصْريُّ البُرُلُّسيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: سعيد بن أبي أيّوب، وموسى بن عليّ، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وحَيْوَة بن شُرَيْح، ومعاوية بن صالح، واللَّيْث، وجماعة.
وَعَنْهُ: دُحَيْم، [ص:361] والحسن بن عبد العزيز الْجَرَويّ، وجعفر بن مسافر، ووهْب الله بن رزق المِصْريُّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَا بَأْسَ بِهِ.
زاد أبو زرعة: وأحاديثه مستقيمة.
وقال ابن يونس: تُوُفّي بالبُرُلُّس سنة اثنتي عشرة.(5/360)
215 - ع: عبد الله بن يزيد مولى آل عمر الفاروق، أبو عبد الرحمن المقرئ المكّي. [الوفاة: 211 - 220 ه]
أصله من ناحية الأهواز ممّا يلي البصْرة، وُلِد في حدود العشرين ومائة،
وَرَوَى عَنْ: كَهْمس بن الحَسَن، وأبي حنيفة، وابن عَوْن، وموسى بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، وَيَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، وحرملة بن عمران التجيبي، وَحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، وشعبة، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ الإِفْرِيقِيُّ، وخلق.
وَعَنْهُ: البخاري، والأربعة، عن رجلٍ عنه، وأحمد بن حنبل، وأبو خَيْثَمة، وابن راهوَيْه، وابن نُمَيْر، وهارون الحمّال، والحسن بن علي الخلال، وعباس الدوري، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، ومحمد بن مَسْلَمَة الواسطيّ، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل الصّائغ، وبشْر بْن مُوسَى، والحارث بن أبي أُسامة، وَرَوْح بن الفرج القطان، وهارون بن مَلُول، وخلْق.
وثّقه النّسائيّ، وغيره. وهو من أكبر شيوخ البخاريّ.
قال محمد بن عاصم: سمعته يقول: أنا ما بين التسعين إلى المائة. وأقرأتُ القرآن بالبصرة ستا وثلاثين سنة. وهاهنا بمكة خمسًا وثلاثين سنة.
قلت: كان قد أخذ الحروف عن نافع بن أبي نُعَيْم، وله اختيار في القراءة رواه عنه ابنه محمد. وكان يلّقن القرآن، وكان إمامًا في القرآن والحديث، كبير الشأن. [ص:362]
قال البخاريّ: مات بمكّة سنة اثنتي عشرة أو ثلاث عشرة.
وقال مُطَيِّن: سنة ثلاث عشرة تُوُفّي أبو عبد الرحمن المقرئ رحمه الله.(5/361)
216 - خ د ت ن: عبد الله بن يوسف التِّنِّيسي، أبو محمد الكلاعي الدمشقيُّ ثم المِصْريُّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
نزيل تنيس.
عَنْ: سعيد بن عبد العزيز، ومعاوية بن يحيى الأطرابلسي، ومالك، والليث، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وسعيد بن بشير، وعبد الله بن سالم الحمصي، ويحيى بن حمزة، وطائفة.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود والترمذي والنسائي عن رجلٍ عنه، ويحيى بن مَعِين، والذُّهلي، وإسماعيل سمُّويه، والربيع الجيزي، والربيع المرادي، وأبو حاتم، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، ويحيى بن عثمان بن صالح، وبكر بن سهل الدِّمياطي، ويوسف بن يزيد القراطيسي، وآخرون.
قال ابن معين: أثبت النّاس في "المُوَطّأ" القَعْنَبيّ، وعبد الله بن يوسف.
وقال: ما بقي على أديم الأرض أوثق منه في "الموطأ"، يعني: ابن يوسف.
وقال البخاري: كان من أثبت الشاميين.
وقال أبو مسهر: سمع معي عبد الله بن يوسف "الموطأ" سنة ست وستين ومائة.
وقال أبو حاتم وغيره: ثقة.
وقال ابن عدي: صدوق خير فاضل.
وقال ابن يونس: توفي بمصر سنة ثمان عشرة. وكذا ورَّخه أحمد ابن البرقي وغيره.(5/362)
217 - ق: عبد الأعلى بن القاسم، أبو بشير الهمْداني الْبَصْرِيُّ اللؤلؤي. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: حماد بن سلمة، وهمام بن يحيى، وسَوّار بن عبد الله بن قُدامة، وشَرِيك.
وَعَنْهُ: عَبدْه بن عبد الله الصّفّار، وأبو حفص الفلاس، ويعقوب الفَسَويّ، وأبو حاتم الرازيّ، وقال: صدوق.(5/363)
218 - عبد الأعلى بن مُسْهِر بن عبد الأعلى بن مُسْهِر. الإمام أبو مُسهر الغساني الدمشقي، أحد الأعلام، ويعرف بابن أبي دُرامة، [الوفاة: 211 - 220 ه]
وهي كنية جَدِّهِ عبد الأعلى.
وُلِد أبو مُسهر سنة أربعين ومائة.
وروي عن سعيد بن عبد العزيز، وعبد الله بن العلاء بن زبر، وسعيد بن بشير، ومالك بن أنَس، وإسماعيل بن عيّاش، وإسماعيل بن عبد الله بن سماعة، وخالد بن يزيد المُرّيّ، وصدقة بن خالد، ويحيى بن حمزة، وخلق.
وأخذ القراءة عَنْ نافع بْن أَبِي نُعَيم، وأيّوب بن تميم.
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى الذّهَليّ، ومحمد بن إسحاق الصَّغانيّ، وإسحاق الكَوْسج، وعبّاس التُّرْقُفيّ، وأبو أُميّة محمد بْن إِبْرَاهِيم الطَّرَسُوسيّ، ومحمد بن عَوْف الطّائيّ، وإبراهيم بن دَيْزيل، وأبو زُرْعة الدِّمشقيُّ، وعبد الرحمن بن القاسم ابن الرّوّاس، وخلْق.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: رحِم الله أبا مُسْهِر ما كان أثبته، وجعل يُطْريه.
وقال يحيى بن مَعِين: إذا رأيتني أُحدِّث ببلْدة فيها مثل أبي مسهر فينبغي للحِيَتي أن تُحْلَق.
وقال أبو زُرْعة، عن أبي مسهر: وُلِد لي ولد والأوزاعيُّ حيّ، وجالستُ [ص:364] سعيد بن عبد العزيز ثنتي عشرة سنة، وما كان من أصحابه أحدٌ أحفظ لحديثه منّي، غير أنّي نسيت.
وقال محمد بن عَوْف: سمعت أبا مُسْهِر يقول: قال لي سعيد بن عبد العزيز: ما شبَّهْتُكَ في الحِفْظ إلّا بجدّك أبي دُرَامة. ما كان يسمع شيئًا إلّا حفظه.
وقال محمد بن عثمان التَّنُوخيّ: ما بالشّام مثل أبي مُسْهِر.
وقال أبو زُرْعَة الدِّمشقيُّ: قال ابن مَعين: منذ خرجت من باب الأنبار إلى أن رجعت لم أرَ مثل أبي مسهر.
قال أبو زرعة: رأيت أبا مُسْهِر يحضُر الجامع بأحسن هيئة في البياض والساج والخف، ويعتم على شاميّة طويلة بعِمامة سوداء عَدَنيّة.
قلت: كان أبو مُسْهِر مع جلالته وعِلمه من رؤساء الدّمشقيّين وأكابرهم.
قال العبّاس بن الوليد البيروتيّ: سمعت أبا مُسْهِر يقول: لقد حرصت على عِلم الأوزاعيّ حتّى كتبت عن إسماعيل بن سَمَاعة ثلاثة عشر كتابًا، حتّى لقيت أباك فوجدت عنده عِلْمًا لم يكن عند القوم.
وقال دُحَيم: قال أبو مُسْهِر: رأيت الأوزاعيَّ، وجلست مع عبد الرحمن بن يزيد بن جابر.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن أبي مُسْهِر فقال: ثقة، ما رأيت أفصح منه ممّن كتبنا عنه، هو وأبو الجماهر.
وقال محمد بْن الفَيْض الغسّانيّ: خرج السُّفْيانيّ أبو العُمَيْطر سنة خمسٍ وتسعين ومائة فولّى قضاءَ دمشق أبا مُسْهِر كَرْهًا، ثم تنحّى عَنِ القضاء لما خُلِع أبو العُمَيْطر.
وقال ابن زَنْجُوَيْه: سَمِعْتُ أبا مُسْهِر يَقُولُ: عرامة الصّبيّ في صِغره زيادة في عقله في كِبَره. [ص:365]
وقال ابن دِيزِيل: سمعتُ أبا مُسْهِر يُنشد:
هَبْك عُمّرتَ مثل ما عاشَ نُوح ... ثم لاقيتَ كلَّ ذاك يَسَارا
هل من الموت - لَا أبا لك - بُدٌّ ... أيُّ حيٍّ إلى سوى الموتِ صارا
محنة أَبِي مُسهر مَعَ المأمون
قَالَ الحافظ ابن عساكر: قرأت بخطّ أبي الحُسَيْن الرَّازِيّ، قال: سمعت محمود بن محمد الرافقي، قال: سَمِعْتُ عليَّ بْن عثمان النُّفَيْليّ يَقُولُ: كنّا عَلَى باب أَبِي مُسْهِر جماعةً من أصحاب الحديث، فمرض، فدخلنا عَلَيْهِ نَعودُه، فقلنا: كيف أنت؟ كيف أصبحت؟ قَالَ: في عافيةٍ راضيًا عَنِ اللَّه، ساخطًا عَلَى ذي القرنين، حيث لم يجعل السّدّ بيننا وبين أهل العراق، كما جعله بين أهلِ خُراسان وبين يأجوج ومأجوج، قَالَ: فما كَانَ بعد هذا إلّا يسيرًا حتى وافى المأمون دمشقَ، ونزل بدَير مُران وبنى القُبَيْبة فوق الجبل، فكان يأمر باللّيل بجمرٍ عظيم فيوقَد، ويُجعل في طُسُوتِ كِبار، ويُدلي من عند القُبَيْبَة بسلاسل وحِبال، فتضيء لَهُ الغُوطة، فيُبْصرها باللّيل، وكان لأبي مُسْهر حلقة في الجامع بين العشاءين عند حائط الشرقيّ، فبينا هُوَ ليلةً إذ قد دخل الجامع ضوء عظيم، فقال أبو مُسْهِر: ما هذا؟ قالوا: النار التي تُدَلّى لأمير المؤمنين من الجبل حتّى تضيء لَهُ الغُوطة، فقال: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ ريعٍ آيَةً تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون}. وكان في الحلقة صاحب خبر للمأمون، فرفع ذَلكَ إلى المأمون، فحقدها عَلَيْهِ. وكان قد بلغه أنّه كَانَ عَلَى قضاء أَبِي العُمَيْطر. فلما رحل المأمون أمر بحمل أَبِي مُسْهر إِلَيْهِ، فامتحنه بالرَّقَّة في القرآن.
قَالَ: وحدّثني أبو الدحداح أحمد بن محمد قال: حدثنا الحسن بن حامد النَّيْسَابوريُّ، قال: حدثني أبو محمد قال: سَمِعْتُ أصبغ وكان مَعَ أَبِي مُسْهِر هُوَ وابن أبي النجا خرجا معه يخدمانه، فحدثني أصبغ أن أبا مسهر أدخل [ص:366] عَلَى المأمون بالرَّقَّة وقد ضرب رقبة رجلٍ وهو مطروحٌ بين يديه، فأوقفا أبا مُسْهِر في الحال، فامتحنَهُ فلم يُجِبْهُ، فأمر به، فوضع في النطع لتضرب رقبته، فأجاب إلى خلق القرآن، فأُخرِج من النّطْع، فرجع عَنْ قوله، فأُعيد إلى النّطّع، فأجاب، فأمر بِهِ أن يوجَّه إلى بغداد، ولم يثق بقوله، فأحدر وأقام عند إسحاق بْن إبراهيم، يعني متولّي بغداد، أيّامًا لَا تبلغ مائة يوم، ومات.
قَالَ الحسن بْن حامد: فحدّثني عبد الرحمن، عَنْ رَجُل من إخواننا يُكنى أبا بَكْر أنّ أبا مُسْهِر أقيم ببغداد ليقول قولًا يبرئ فيه نفسه عن المحنة، ويقى المكروه، فبلغني أنّه قَالَ في ذَلكَ الموقف: جزى اللَّه أمير المؤمنين خيرًا، عَلَّمَنا ما لم نكن نعلم، وَعَلِمَ عِلْمًا لم يعلمه من كَانَ قبله. وقال: قلِ القرآن مخلوق وإلّا ضربت عُنقك، ألا فهو مخلوق، هُوَ مخلوق، قَالَ: فأرجو أن تكون لَهُ في هذه المقالة نجاة.
وقال الصولي: حدثنا عَوْن بْن محمد، عَنْ أبيه قَالَ: قَالَ إسحاق بْن إبراهيم: لمّا صار المأمون إلى دمشق ذكروا لَهُ أبا مُسْهِر، ووصفوه بالعِلْم والفقه، فأحضره فقال: ما تقول في القرآن؟ قَالَ: كما قَالَ اللَّه: {وَإِنْ أحدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ}.
قال: أمخلوق أو غير مخلوق؟ قَالَ: ما يَقُولُ أمير المؤمنين؟ قَالَ: مخلوق، قَالَ: بخبرٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو عَنْ الصحابة، أو التّابعين؟ قَالَ: بالنَّظَر. واحتجّ عَلَيْهِ، قَالَ: يا أمير المؤمنين، نَحْنُ مَعَ الجمهور الأعظم، أقول بقولهم، والقرآن كلام اللَّه غير مخلوق، قَالَ: يا شيخ أخبِرْني عَنِ النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هل اختتن؟ قَالَ: ما سَمِعْتُ في هذا شيئًا، قَالَ: فأخبِرني عَنْهُ أكان يُشْهِدُ إذا زوَّج أو تزوَّج؟ قَالَ: ولا أدري، قَالَ: اخرج قبّحك اللَّه، وقبَّح من قلدك دينه، وجعلك قدوة.
قال أبو حاتم الرازيّ: ما رَأَيْت أحدًا في كورة من الكور أعظم قدرا ولا أجل عند أهلها من أَبِي مُسْهِر بدمشق، وكنت أرى أبا مُسْهِر إذا خرج إلى المسجد اصطفَّت النّاس يسلّمون عَلَيْهِ ويقبلون يده.
قَالَ أحمد بْن عليّ بْن الحَسَن البَصْريُّ: سَمِعْتُ أبا داود سليمان بْن [ص:367] الأشعث، وقيل لَهُ: إنّ أبا مُسْهِر كَانَ متكبرًا في نفسه، فقال: كَانَ من ثقات النّاس. رحِم اللَّه أبا مُسْهِر لقد كَانَ من الإسلام بمكانٍ حُمِل عَلَى المحنة فأبى، وحُمِل عَلَى السيف مُدَّ رأسه وجُرّد السيف فأبى. فلمّا رأوا ذَلكَ منه حُمِل إلى السجن فمات.
وقال محمد بْن سعد: أُشْخِص أبو مُسْهر من دمشق إلى المأمون، فسأله عَنِ القرآن فقال: هُوَ كلام اللَّه، وأبى أن يقول مخلوق. فدعا لَهُ بالسّيف والنّطْع. فلمّا رَأَى ذَلكَ قَالَ: مخلوق. فتركه. وقال: أما إنّك لو قلتَ ذاك قبل أن أدعو لك بالسيف لقبِلْتُ منك ورددتك إلى بلادك، ولكنّك تخرج الآن فتقول: قلت ذَلكَ فَرَقًا من السيف. أَشْخِصوه إلى بغداد فاحبسوه بها حتّى يموت. فأُشْخِص من الرَّقَّةِ إلى بغداد في ربيع الآخر سنة ثمان عشرة فَحُبِسَ، فلم يلبث إلّا يسيرًا حتّى مات في الحبس في غُرّة رجب، فأُخرج ليُدْفَن، فشهده قوم كثير من أهل بغداد.
وقال غيره: عاش تسعًا وسبعين سنة.
قُلْتُ: حَدِيثُ «يَا عِبَادِيَ إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ» قَالَ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ " الأدب " له: حدثنا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ، أَوْ بَلَغَنِي عَنْهُ، قال: حدثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَسَاقَ الْحَدِيثَ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي " صَحِيحِهِ " عَنِ الصَّغَانِيِّ، عَنْ أَبِي مسهر.(5/363)
219 - ن: عبد الحميد بن إبراهيم أبو تقيّ الحضرميُّ الحمصيُّ الضرير، [الوفاة: 211 - 220 ه]
وهو أبو تقي الكبير.
رَوَى عَنْ: عفير بن مَعْدان، وعبد الله بن سالم، وإسماعيل بن عياش.
وَعَنْهُ: عمران بن بكار البراد، وسليمان بن عبد الحميد البهراني، ومحمد بن عوف الحمصيون، وغيرهم.
روى له النسائي حديثا واحدا متابعة، وقال: ليس بشيء. [ص:368]
وقال أبو حاتم: ليس بشيْء، كان لَا يحفظ ولا عنده كُتُب.(5/367)
220 - عبد الحميد بن الوليد بن المغيرة، أبو زيد الأشجعيّ، مولاهم المِصْريُّ الفقيه الإخباريّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
سَمِعَ: اللّيث، وابن لَهيعَة، وجماعة.
وأخذ الآداب عن ابن الكلْبيّ، وأبي عُبَيدة، والواقديّ، والهَيْثم بن عديّ، وطائفة.
وكان عَجَبًا من العُجْب، علامة. ولُقّب بكَبد لأنّه كان ثقيلًا.
تُوُفّي سنة إحدى عشرة ومائتين عن سبعين سنة.
وقد روى أيضًا عن مالك.
رَوَى عَنْهُ: سعيد بن عُفَير، وأحمد بن يحيى بن وزير، وغيرهما.
تُوُفّي في شوّال.(5/368)
221 - عبد الرحمن بن إبراهيم، أبو عليّ الراسبيّ المخرميّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: فُرات بن السّائب، ومالك.
وَعَنْهُ: يحيى بن جعفر بن الزّبرقان، وغيره. وهو منكر الحديث.(5/368)
222 - خ ت: عبد الرحمن بن حماد بن شعيث، أبو سلمة العنبري الشعيثي الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: ابن عَوْن، وسعيد بن أبي عَرُوبَة، وعبّاد بن منصور، وكَهْمَس، وسُفيان الثَّوريّ.
وَعَنْهُ: البخاري. والترمذي عَنْ رَجُل عَنْهُ، ويعقوب الفَسَويّ، وإسحاق بْن سيّار النَّصِيبيّ، والكُدَيْميّ، وأبو مسلم الكَجّيّ، وجماعة.
قَالَ أَبُو زُرْعة: لا بَأْسَ بِهِ.
وقَالَ أَبُو حاتم: ليس بالقويّ. [ص:369]
وقال أبو القاسم بن مَنْدَه: مات في ذي الحجّة سنة اثنتي عشرة.(5/368)
223 - عبد الرحمن بن أحمد، وقيل: عبد الرحمن بن عطّية، وقيل: ابن عسكر، وقيل: ابن أحمد بن عطيّة السيّد القُدْوة، أبو سليمان الدّارانيّ العَنْسيّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
قيل: أصله واسطيّ.
وُلِد في حدود الأربعين ومائة، أو قبل ذلك،
وَرَوَى عَنْ: سُفْيان الثَّوريّ، وأبي الأشهب، وعبد الواحد بن زيد، وعَلْقَمَة بن سُوَيْد، وعليّ بن الحسن الزّاهد، وصالح بن عبد الجليل.
وَعَنْهُ: تلميذه أحمد بن أبي الحواري. وهاشم بن خالد، وحُمَيْد بن هشام العَنْسيّ، وعبد الرحيم بن صالح الدّارانيّ، وإسحاق بن عبد المؤمن، وعبد العزيز بن عُمَير، وإبراهيم بن أيّوب الحورانيّ، وآخرون.
قَالَ أبو الْجَهْم بْن طلاب: حدثنا أحمد بْن أَبِي الحواريّ قَالَ: كَانَ اسم أَبِي سليمان عبد الرحمن بْن أحمد بْن عطيّة العنْسيّ من صَلِيبة العرب.
وقال حُمَيْد بْن هشام: قلت لأبي سليمان عبد الرحمن بْن أحمد بْن عطيّة، فذكر حكاية.
واختلف على أبي الْجَهْم فقال أبو أحمد الحاكم، عنه، عن ابن أبي الحواري: اسمه عبد الرحمن بن عَسْكَر.
قَالَ ابن أَبِي الحواري: سَمِعْتُ أبا سليمان رحمة اللَّه عَلَيْهِ يَقُولُ: صلِّ خلف كلّ مبتدعٍ إلّا القَدَريّ لَا تصل خلفه، وإنْ كَانَ سلطانًا.
وقال: سَمِعْتُ أبا سليمان يَقُولُ: كنت بالعراق أعمل، وأنا بالشام أعرف.
قَالَ: وسمعته يَقُولُ: لَيْسَ لِمَن أُلْهِم شيئًا من الخير أن يعمل بِهِ حتّى يسمعه من الأثر. فإذا سمعه من الأثر عمل بِهِ وحمد اللَّه حيث وافق ما في قلبه.
وقال الخَلْديّ: سَمِعْتُ الْجُنَيْد يَقُولُ: قَالَ أبو سليمان الدّارانيّ: ربّما يقع في قلبي النُّكْتَة من نُكَتِ القوم أيّامًا فلا أقبل منه إلّا بشاهدَيْن عَدْلَيْن: الكتاب والسُّنَّة. [ص:370]
قَالَ الجنيد: وقال أبو سليمان: أفضل الأعمال خلاف هوى النَّفْس.
وقال: لكل شيء عِلم، وعِلْم الخِذْلان تَرْكُ البُكاء. ولكلّ شيء صدأ، وصدأ نور القلب شبَعُ البَطَن.
وقال أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُولُ: أصل كلّ خير الخوف من اللَّه، ومفتاح الدُّنيا الشِّبَع، ومفتاح الآخرة الْجُوع.
وقال الحاكم: أخبرنا الخلدي قال: حدثني الجنيد قال: سمعت السري السقطي قال: حدثني أحمد بن أبي الحواري قال: سَمِعْتُ أبا سليمان يَقُولُ: قدَّم إليّ أهلي مرَّةً خبزًا وملْحًا، فكان في الملح سمسمة فأكلتها، فوجدت رانَها عَلَى قلبي بعد سنة.
وقال أحمد: سَمِعْتُ أبا سليمان يَقُولُ: مَن رَأَى لنفسه قيمة لم يذق حلاوة الخدمة.
وعنه قَالَ: إذا تكلّف المتعبّدون أن يتكلّموا بالإعراب ذهب الخشوع من قلوبهم.
وقال أحمد: سَمِعْتُ أبا سليمان يَقُولُ: إنّ في خلْق اللَّه خلقًا لو زُيِّن لهم الْجِنان ما اشتاقوا، فكيف يُحَبّون الدُّنيا وقد زهَّدهم فيها.
وسمعته يَقُولُ: لولا اللّيل لما أحببتُ البقاء في الدّنيا. وما أحبّ البقاء في الدّنيا لتشقيق الأنهار وغرْس الأشجار، ولَرُبّما رَأَيْت القلبَ يضحك ضحكًا.
وقال أحمد: رَأَيْت أبا سليمان حين أراد أن يُلبّي غُشِي عَلَيْهِ، فلمّا أفاق قَالَ: بلغني أنّ العبد إذا حجّ من غير وجهه، فلبّى قِيلَ لَهُ: لَا لَبَّيْك ولا سَعْدَيْك حتّى تطرح ما في يديك، فما يؤمنا أن يقال لنا مثل هذا؟ ثم لبّى.
وقال الْجُنَيْد: شيءٌ يُروَى عَنْ أَبِي سليمان أَنَا أستحسنه كثيرًا، قوله: من اشتغل بنفسه شُغِل عَنِ النّاس، ومن اشتغل بربّه شُغِل عَنْ نفسِهِ وعن النّاس.
وقال عمر بن بحر الأسدي: سَمِعْتُ ابن أَبِي الحواريّ قال: سَمِعْتُ أبا سليمان يَقُولُ: مَن وَثِق بالله في رزقه زاد في حُسْن خلقه، وأعقبه الحِلْم، وسَخَتْ نفسُهُ في نَفَقَته، وقَلَّت وساوِسُهُ في صلاتِهِ.
وعن أَبِي سليمان قَالَ: الفُتُوَّة أن لَا يراك اللَّهُ حيث نهاك، ولا يفقدَكَ حيثُ أمرك. وللشيخ أَبِي سليمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كلام جليل من هذا النَّمْط. [ص:371]
وقد أَنْبَأَنَا أبو الغنائم بْن علّان، عَنِ القاسم بن علي، قال: أخبرنا أبي، قال: أخبرنا طاهر بن سهل، قال: أخبرنا عبد الدائم الهلالي، قال: أخبرنا عبد الوهاب الكلابي قال: سمعت محمد بن خريم العقيلي قال: سَمِعْتُ أحمد بْن أَبِي الحواريّ يَقُولُ: تمنيت أن أرى أبا سليمان الدّارانيّ في المنام، فرأيته بعد سنة، فقلت لَهُ: يا معلّم، ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: يا أحمد دخلت من باب الصغير، فلقيت وسق شيح، فأخذتُ منه عُودًا، فلا أدري تخلّلت بِهِ أم رَمَيْتُ بِهِ؟ فأنا في حسابه من سنة.
قَالَ أبو زُرْعة الطَّبريّ: سألت سعيد بْن حَمْدون عَنْ موت أَبِي سليمان الدّارانيّ فقال: سنة خمس عشرة ومائتين.
وكذا ورّخ وفاته أبو عبد الرحمن السُّلَميّ، والقَرَّاب.
وقيل: سنة خمسٍ ومائتين، قاله ابن أَبِي الحواريّ.(5/369)
224 - عبد الرحمن بن سِنان أبو يحيى الرّازي المقرئ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: عبد العزيز بن أبي رَوّاد، ونُعَيْم بن مَيْسَرة.
وَعَنْهُ: يحيى بن عَبْدَك، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، والفضل بن شاذان المقرئ.
قال أبو حاتم: مقرئ صدوق.(5/371)
225 - عبد الرحمن بن عبد العزيز المدائنيّ سَبْويه. [الوفاة: 211 - 220 ه]
رَوَى عَنْ: سُلَيْم بن أخضر.
رَوَى عَنْهُ: عبّاس الدُّوريّ، وأحمد بن إسحاق الوزّان.(5/371)
226 - عبد الرحمن بن علقمة، أبو يزيد السَّعديّ المَرْوَزيّ الفقيه. [الوفاة: 211 - 220 ه]
سَمِعَ: أبا حمزة السُّكّريّ، وأبا عَوَانة، وحمّاد بن زيد. وكان من كبار أصحاب ابن المبارك.
رَوَى عَنْهُ: أحمد بن حنبل، ويحيى بن أبي طالب، وأبو [ص:372] زُرْعة، وحمدان الورّاق، وكان بصيرًا بالرأي، تفقّه على محمد بن الحسن، وغيره. أكرهوه على قضاء سَرْخَس فهرب.
قال أبو حاتم الرازيّ: صدوق.(5/371)
227 - ت ق: عبد الرحمن بن مُصْعب بن يزيد الأزديّ المَعْنيّ. [أبو يزيد] [الوفاة: 211 - 220 ه]
عمّ عليّ بن عبد الحميد الكوفيّ القطّان، نزيل الريّ.
عَنْ: فِطر بن خليفة، وسُفْيان الثَّوريّ، وإسرائيل، وشَرِيك.
وَعَنْهُ: القاسم بن زكريّا الكُوفيُّ، وعليّ بن محمد الطّنافسيّ، وأحمد بن الفرات، وعبّاس الدُّوريّ، وعبد السّلام بن عاصم، وحفص بن عمر الرَّقّيّ سنجة ألف، وطائفة.
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ، عَنْ خَلِيلٍ الراراني، قال: أخبرنا أبو علي، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا الطبراني، قال: حدثنا حفص بن عمر بن الصباح، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مصعب المعني، قال: حدثنا إسرائيل، عن محمد هو ابن جحادة، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «أن مِنْ أَعْظَمِ الْجِهَادِ كَلِمَةَ عدلٍ عِنْدَ سلطانٍ جائر»، رواه الترمذي، وابن ماجه، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِيَّا، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فوقع بدلا عَالِيًا.
وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَسَنٌ غَرِيبٌ.
قلت: ليس له في الكتابين سوى هذا الحدَّيث، وما أعلم فيه جرحا.
قال ابن سعد: كان عابدًا ناسكًا يُكنَّى أبا يزيد.
قيل: تُوُفِّي سنة إحدى عشرة ومائتين.(5/372)
228 - د ق: عبد الرحمن بن هانئ بن سعيد، أبو نُعَيْم النَّخَعِيّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
ابن بنت إبراهيم النَّخَعيّ.
رَوَى عَنْ: ابن جُرَيْج، ومِسْعر، وفِطْر بن خليفة، وسفيان الثوري، ومالك [ص:373] ابن مغول، ومحل بن محرز الضبي، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاريّ في تاريخه، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وأبو زُرْعة، وأحمد بن أبي غَرَزَة، ومحمد بن إسماعيل الصّائغ، ومحمد بن غالب تَمْتَام، وأبو حاتم، وآخرون.
قال أحمد: ليس بشيء.
وقال أبو حاتم: لا بأس به.
وقال ابن معين مَرّة: ضعيف، وقال مَرّة: كذّاب.
وقال أبو داود: ضعيف.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: فِي الْقَلْبِ مِنْهُ لِرِوَايَتِهِ عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَتَلَ ضِفْدَعًا فَعَلَيْهِ شَاةٌ مُحَرَّمًا كَانَ أَوْ حَلالا».
قال مُطَيَّنٌ: مات سنة ستّ عشرة.(5/372)
229 - عبد الرحمن بن واقد البَصْريُّ العطّار. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: شريك، وأبي عَوَانة، وأبي الأحوص سلام بن سُلَيْم، والجرّاح بن مَلِيح.
وَعَنْهُ: إسحاق بن سيّار النَّصِيبيّ، وأبو حاتم الرّازيّ.
وسئل عنه أبو حاتم فقال: شيخ.(5/373)
230 - عبد الرحيم بن واقد الخُراسانيّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: هَيّاج بن بِسْطام، وعديّ بن الفضل.
وَعَنْهُ: محمد بن الْجَهْم، والحارث بن أبي أُسامة.
حدّث ببغداد. [ص:374]
قال الخطيب: في حديثه مناكير.(5/373)
231 - خ ق: عبد الرحيم ابن المحاربيّ عبد الرحمن بن محمد الكُوفيُّ، أبو زياد. [الوفاة: 211 - 220 ه]
سَمِعَ: أباه، ومُبارك بن فَضَالَةَ، وشَريكًا، وزائدة، وغيرهم.
وَعَنْهُ: البخاري، وابن ماجه، عن رجل عنه، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وابن نمير، وعبد بن حميد، وأحمد بن أبي غرزة.
قال أبو زُرْعة: شيخ فاضل، ثقة.
وقال أبو داود: هو أثبت من أبيه.
قال البخاريّ: مات في رمضان سنة إحدى عشرة.(5/374)
232 - ع: عبد الرزاق بن همَام بن نافع. الإمام أبو بكر الحميري، مولاهم الصَّنْعانيّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
أحد الأعلام.
عَنْ: أبيه، ومَعْمَر، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، وعُبَيد الله بن عمر، وابن جُريْج، والمُثَنَّى بن الصَّبّاح، وثَور بن يزيد، وحَجّاج بن أرطأة، وزكريّا بن إسحاق، والأوزاعيّ، وعِكْرمة بن عمّار، والسُّفْيانين، ومالك، وخلْق. ورحل إلى الشام بتجارةٍ فسمع الكثير من جماعة.
ومولده سنة ستٍّ وعشرين ومائة.
وَعَنْهُ: شيخاه معتمر بن سليمان، وسُفيان بن عُيَيْنَة، وأبو أُسامة وهو أكبر منه، وأحمد، وابن مَعِين، وإسحاق، ومحمد بن رافع، ومحمد بن يحيى، ومحمود بن غيلان، وأحمد بن صالح، وأحمد بن الأزهر، وأحمد بن الفرات، والرمادي، وإسحاق الكَوْسِج، والحسن بن علي الخلال، وَسَلَمَةُ بن شَبِيب، وعبد بن حُمَيْد، وإسحاق الدبري، وإبراهيم بن سويد الشبامي، وخلق كثير. [ص:375]
قال عبد الرّزّاق: جالسنا مَعْمَرًا سبْعَ سِنين.
وقال أحمد بن صالح: قلت لأحمد بن حنبل: رأيت أحدًا أحسن حديثًا من عبد الرّزّاق؟ قال: لَا.
وقال عبد الوهّاب بْن همّام: كنت عند مَعْمَر فذكر أخي عبد الرزاق، فقال: خليق إنْ عاش أن تُضرب إِلَيْهِ أكباد الإِبِل.
قَالَ ابن أَبِي السَّرِيّ العسْقلانيّ: فَوَاللَّهِ لقد أتعبها، يعني الإبل، قال: ولما ودّعت عبد الرزّاق قَالَ: أمّا في الدنيا فلا أظن أن نلتقي فيها، ولكنّا نسأل اللَّه أن يجمع بيننا في الآخرة.
وقال أبو زُرْعة الدِّمشقيُّ: قلت لأحمد بْن حنبل: كَانَ عبد الرّزّاق يحفظ حديث مَعْمر؟ قَالَ: نعم، قِيلَ لَهُ: فَمَنْ أثبت في ابن جُرَيْج: عبد الرّزاق، أو محمد بْن بَكْر البّرْسَانيّ؟ قَالَ: عبد الرّزّاق، وقال لي: أتينا عبد الرّزّاق قبل المائتين، وهو صحيح البصر. ومَن سَمِعَ منه بعدما ذهَب بصره فهو ضعيف السَّماع.
وقال هشام بْن يوسف: كَانَ لعبد الرّزّاق حين قدِم ابن جُرَيْج اليمن ثمان عشرة سنة.
قَالَ ابن مَعِين: هشام بْن يوسف أثبت في ابن جُرَيْج من عبد الرّزّاق.
وقال الأثرم: سَمِعْتُ أبا عَبْد الله يُسأل عَنْ حديث «النار جبار». فقال: هذا باطل، ليس من هذا شيء. ثم قَالَ: وَمَن يُحَدِّث بِهِ عَنْ عبد الرّزّاق؟ قلت: حدّثني أحمد بْن شَبَّوَيْه، قَالَ: هَؤُلّاءِ سمعوا بعدما عَمي. كَانَ يُلقَّن فلُقِّنَه، وليس هُوَ في كُتُبه. وقد أسندوا عَنْهُ أحاديث ليست في كُتُبه، كَانَ يُلَقَّنَها بعدما عَمِي.
قلت: عبد الرّزّاق راوية الإسلام، وهو صدوق في نفسه. وحديثه محتجٌ بِهِ في الصِّحاح. ولكن ما هُوَ ممّن إذا تفرّد بشيء عُدّ صحيحًا غريبًا. بل إذا تفرّد بشيء عُدّ مُنْكَرًا.
وكان من مذهبه أن يَقُولُ: أَخْبَرَنَا، ولا يَقُولُ: حدثنا. وهي [ص:376] عادة جماعة من أقرانه، وممّن قبله كحمّاد بْن سَلَمَةَ، وهشيم.
قال الحافظ ابن أبي الفوارس: يزيد بن هارون، وهشيم، وعبد الرزاق لا يقولون إلا أخبرنا، فإذا رأيت حدثنا فهو من خطأ الكاتب.
وقال محمد بن رافع: قدم أحمد، ويحيى بن معين، وإسحاق عَلَى عبد الرّزّاق، وكان من عادته أن يَقُولُ: أَخْبَرَنَا. فقالا لَهُ: قل: حَدَّثنا. فقالها.
وقال نُعَيم بْن حمّاد: ما رَأَيْت ابن المبارك قط يقول: حدثنا، كأنه يرى أنّ أَخْبَرَنَا أوسع.
وقال يحيى القطّان، وأحمد بن حنبل، والبخاري، وطائفة: حدثنا، وأخبرنا واحد.
فصل
قَالَ جعفر بْن أَبِي عثمان الطَّيَالِسيّ: سَمِعْتُ ابن مَعِين يَقُولُ: سَمِعْتُ من عبد الرزاق كلاما يوما فاستدللت بِهِ عَلَى ما ذُكِر عَنْهُ من المذهب، يعني التشيع، فقلت له: إن أستاذيك الذين أخذتَ عنهم ثِقات كلّهم أصحاب سُنّة: مَعْمَر، ومالك، وابن جُرَيْج، وسُفيان، والأوزاعيّ. فَعَمَّن أخذتَ هذا المذهب؟ فقال: قدِم علينا جعفر بْن سليمان الضُّبَعيّ، فرأيته فاضلًا حَسَن الهَدْيِ، فأخذت هذا عَنْهُ.
وقال ابن أَبِي خَيْثَمَة: سَمِعْتُ يحيى بْن مَعِين، وقيل لَهُ: إنّ أحمد بْن حنبل قَالَ: إنّ عُبَيْد اللَّه بْن موسى يُرَدّ حديثه للتشيُّع. فقال: كَانَ واللهِ الَّذِي لَا إله إلّا هُوَ عبد الرّزّاق أغلى في ذَلكَ منه مائة ضُعْف. ولقد سمعت من عبد الرزاق أضعاف أضعاف ما سَمِعْتُ مِن عُبَيْد اللَّه.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ أَبِي: أكان عبد الرّزّاق يُفْرِط في التَّشَيُّع؟ فقال: أمّا أَنَا فلم أسمع منه في هذا شيئًا.
وقال سَلَمَةُ بْن شَبيب: سَمِعْتُ عبد الرّزّاق يَقُولُ: واللَّهِ ما انشرح صَدْري قطّ أن أفضّل عليًّا عَلَى أَبِي بَكْر وعمر.
وقال أحمد بْن الأزهر: سَمِعْتُ عبد الرّزّاق يَقُولُ: أفضّل الشيخين بتفضيل [ص:377] عليّ إيّاهما عَلَى نفسه، ولو لم يفضّلْهما لم أفضلهما. كفى بي آزرا أن أحبّ عليًّا ثم أخالف قوله.
وقال محمد بْن أَبِي السَّرِيّ: قلت لعبد الرّزّاق: ما رأيك في التفضيل؟ فأبى أن يخبرني، وقال: كَانَ سُفيان يَقُولُ: أبو بَكْر، وعمر، ويسكت، وكان مالك يَقُولُ: أبو بَكْر، وعمر، ويسكت.
قَالَ ابن عديّ: قد رحل إلى عبد الرّزّاق ثقات المسلمين وأئمّتهم، وكتبوا عَنْهُ، ولم يَرَوْا بحديثه بأسًا، إلّا أنّهم نسبوه إلى التَّشَيُّع. وقد روى أحاديث في الفضائل مما لَا يوافقه عَلَيْهِ أحد من الثّقات، فهذا أعظم ما ذمّوه من روايته لهذه الأحاديث، ولِما رواه في مثالب غيرهم.
وقال أبو صالح محمد بْن إسماعيل: بَلَغَنَا ونحن عند عبد الرّزّاق أنّ ابن مَعِين، وأحمد بْن حنبل وغيرهما تركوا حديث عبد الرّزّاق، أو كرِهوه، فَدَخَلَنا من ذَلكَ غمٌ شديد. فلمّا كَانَ وقت الحجّ وافيتُ بمكَّةَ يحيى بنَ مَعِين، فسألته، فقال: يا أبا صالح، لو ارتدّ عبدُ الرّزّاق عَنِ الإسلام ما تركنا حديثه. رواها ابن عديّ، عَنِ ابن حمّاد، عَنْ أَبِي صالح هذا.
وقال أحمد بْن الأزهر: سَمِعْتُ عبد الرّزّاق يَقُولُ: صار مَعْمَر هَلِيلَجَةً في فمي.
وقال فَيَّاض بْن زُهير النسائيّ: تشفّعنا بامرأة عبد الرّزّاق عَلَيْهِ، فدخلنا، فقال: هاتوا، تشفعتم إلي بمن ينقلب معي على فراشي. ثم قال:
ليس الشفيع الذي يأتيك متزرا ... مثلَ الشَّفيعِ الَّذِي يأتيك عُرْيانا
وقال ابن مَعِين: قَالَ بِشْر بْن السَّرِيّ: قَالَ عبد الرّزّاق: قدِمت مكَّةَ مرّةً، فأتاني أصحاب الحديث يومين، ثم انقطعوا يومين ثلاثة، فقلت: يا ربّ ما شأني؟ كذّابٌ أَنَا؟ أيّ شيء أَنَا؟ فجاءوني بعد ذَلكَ.
وقال المفضَّل الْجَنَديّ: سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْن شَبِيب يَقُولُ: سَمِعْتُ عبد الرزاق يَقُولُ: أخزى اللَّه سِلْعةً لَا تُنْفق إلّا بعد الكِبَر والضَّعْف. حتّى إذا بلغ أحدهم [ص:378] مائة سنة كُتِب عَنْهُ. فإمّا أن يقال: كذّاب فيُبْطِلون عِلْمه، وإمّا أن يُقال: مبتدع فيُبْطِلون عِلْمه. فما أقلّ مَن ينجو مِن ذَلكَ.
وقال محمود بْن غَيْلان، عَنْ عبد الرّزّاق، قَالَ: قَالَ لي وكيع: أنت رَجُل عندك حديث وحفظك ليس بذاك. فإذا سُئِلت عَنْ حديثٍ فلا تقل لَيْسَ هُوَ عندي، ولكن قُلْ: لَا أحْفَظُهُ.
وقال ابن معين، قال لي عبد الرّزّاق: أكتُب عنّي حديثًا واحدًا من غير كتاب. فقلت: لَا، ولا حرف.
قلت: وقد صنف عبد الرزاق " التفسير " و " السنن " وغير ذلك. و " مصنف عبد الرّزّاق " بضعة وخمسون جزءًا، يجيء ثلاث مجلَّدات. وسمع منه كُتُبه: إسحاق الدَّبَريّ، وعُمِّر دهرًا، فأكثر عَنْهُ الطّبَرانيّ.
قَالَ محمد بْن سعْد: مات في النّصف من شوّال سنة إحدى عشرة.(5/374)
• - عبد الصّمد بْن حسّان. [الوفاة: 211 - 220 ه]
مَرّ.(5/378)
233 - عبد الصّمد بن عبد العزيز الرازيّ، أبو عليّ العطّار المقرئ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: أبي جعفر الرازيّ، وبشير بن سُليمان، وعَنْبَسة قاضي الرّيّ، وجَسْر بن فَرْقَد، وعَمْرو بن أبي قيس، وأبي الأحْوص، وفُضَيْل بن عِياض، وخلْق كثير.
وَعَنْهُ: حفص بن عمر المَهْرقانيّ، ويحيى بن عَبْدك، وإسماعيل بن يزيد خال أبي حاتم، ومحمد بن عمّار، وآخرون.
تُوُفّي في حدود نيفٍ ومائتين.
وقيل: إن أَبا زُرعة الرازيّ روى عنه، وهو بعيد.
وكان صدوقًا.(5/378)
234 - عبد الصّمد بن النُّعمان البَغْداديُّ البزّاز. [الوفاة: 211 - 220 ه]
حَدَّثَ عَنْ: عيسى بن طَهْمان صاحب أنس، وحمزة الزّيّات، وابن أبي [ص:379] ذئب، وشعبة، وطائفة.
وَعَنْهُ: عباس الدوري، وأحمد بن ملاعب، ومحمد بن غالب تمتام، وجماعة كثيرة.
وثقه ابن معين، وغيره، ولم يقع له شيء في الكتب الستة.
توفي سنة ست عشرة ببغداد.
وعن الدارقطني قال: ليس بالقوي.(5/378)
235 - خ د ت ق: عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى بن عَمْرو بْنُ أُوَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ القُرَشيّ العامريّ، أبو القاسم المدنيّ المعروف بالأويسي. [الوفاة: 211 - 220 ه]
رَوَى عَنْ: عبد العزيز بن عبد الله الماجِشُون، ونافع بن عمر الْجُمحيّ، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير، وسليمان بن بلال، ومالك بن أنس، وعبد الله بن يحيى بن أبي كثير، وابن لهيعة، وعبد الله بن جعفر المَخْرَمّي، وإبراهيم بن سعد، وطائفة.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود والترمذي، عن رجل عنه، وهارون الحمال، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، وعبد اللَّه بْن أَبِي زياد القَطَوانيّ، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، ومحمد بْن إسماعيل التِّرْمِذيّ، وعبد اللَّه بْن شَبِيب المدنيّ، وجماعة.
وثقه أبو داود، وغيره.(5/379)
236 - عبد العزيز بن عُمَيْر، أبو الفقير الخُراسانيّ الزّاهد [الوفاة: 211 - 220 ه]
أحد العارفين.
نزل دمشق وجالس أبا سليمان الدّارانيّ.
وَرَوَى عَنْ: زيد بن أبي الزرقاء، وحجاج الأعور، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أحمد بن أبي الحواري، وإبراهيم بن أيّوب الْجَوْزَجانيّ، وغيرهما.
وكانت رابعةُ الشامّية تُسَمّيه سيدّ العابدين.
ومن قوله: إن من القلوب قلوبًا مرتصدة، فإذا وجدت بُغْيتها طارت إليه. [ص:380]
وعنه قال: إنّما يُفْتح على المؤدِّب بقدر المتأدبين.
قد تكلم أبو الفقير مرّة بحضرة أَبِي سليمان، فجعل أبو سليمان يخور كما يخور الثور.
وقال: ذِكْر النِّعَم يورث الحب لله تعالى.(5/379)
237 - ق: عبد العزيز بن المغيرة بن أُمَيّ أو ابن أُميَّة، أبو عبد الرحمن المِنْقَريّ البَصْريُّ الصفار. [الوفاة: 211 - 220 ه]
نزيل الرّيّ.
عَنْ: مبارك بن فَضَالَةَ، ويزيد بن إبراهيم التُّسْتَريّ، وجرير بن حازم، والحَمَّادَيْن. وجماعة.
وَعَنْهُ: يوسف بن موسى القطّان، ويحيى بن عَبْدك القزْوينيّ، وابن وارة، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم الرازيون.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ لَا بَأْسَ بِهِ.(5/380)
238 - عبد العزيز بن منصور، أبو الأصبغ اليَحْصُبيّ المصري. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: حيوة بن شريح، والليث، ومالك، ونافع المقرئ، وغيرهم.
وَعَنْهُ: قاسم بن الفَرج الزوفي، وغيره.
تُوُفيّ سنة ستّ عشرة ومائتين.(5/380)
239 - عبد الغفّار بن الحَكَم، أَبُو سَعِيدٍ الْحَرَّانِيُّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
مَوْلَى بَنِي أُمَيَّهَ.
عَنْ: فُضَيْل بن مرزوق، وزُهير بن معاوية، ومبارك بن فضالة، والليث بن سعد، وجماعة.
وَعَنْهُ: عَمْرو النّاقد، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، ومحمد بن يحيى الحرّانّي، وأبو فروة يزيد بن محمد الرُّهاويّ، وآخرون.
تُوُفّي في آخر شعبان سنة سبْع عشرة.
وقد وُثِّق.
روى له النّسائيّ حدَّيثًا في " مُسْنَد عليّ " رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.(5/380)
240 - عبد الغفّار بن عُبَيد الله القُرشيّ الكُرَيزيّ البَصْريُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه][ص:381]
عَنْ: شُعبة، وصالح بن أبي الأخضر، وأبي المِقْدام هشام بن زياد.
وَعَنْهُ: ابن وارة، وأبو حاتم.
ما رأيت أحدًا ضعّفه إلا البخاريّ فقال: ليس بقائم الحديث.
وقال: عبد الغفّار بن عُبَيد الله بن عبد الأعلى ابن الأَمِيْرِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ الْقُرَشِيِّ حديثه في البصريين.(5/380)
241 - ع: عبد القُدُّوس بن الحَجّاج، أبو المغيرة الخَوْلانيّ الحمصي. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: صَفْوان بن عَمْرو السَّكْسَكيّ، وحريز بن عثمان الرَّحبيّ، وأرطأة بن المنذر، وأبي بكر بْن عَبْد الله بْن أَبِي مريم، وعَبْدة بنت خالد بن مَعْدان، وعُفَيْر بن مَعْدان الحمصيَّيْن، وأبي عَمْرو الأوزاعيّ، وعبد الله بن العلاء بن زَبْر، ويزيد بن عطاء اليَشْكُريّ، وعبد الرحمن المسعوديّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، وَطَائِفَةٌ من صغار التابعين.
وَعَنْهُ: البخاري، والأربعة، عن رجل عنه، وأحمد بن حنبل، ويحيى بْن مَعِين، والذُّهَليّ، وإسحاق الكَوْسَج، وَسَلَمَةَ بْن شَبِيب، وأبو محمد الدّارميّ، وأحمد بْن عبد الرحيم بْن يزيد الحَوْطيّ، ومحمد بْن عَوْف الطّائيّ، وخلْق كثير.
وكان من ثِقات الشّاميّين ومُسْنِدِيهم.
قال البخاريّ: مات سنة اثنتي عشرة وصلّى عليه أحمد بن حنبل.
قَالَ محمد بن عبد الملك بن زَنْجُوَيْه: ما رأيت أَخْوَف لله من إسحاق بْن سليمان الرازيّ، وما رَأَيْت أَخْشَع من أَبِي المغيرة، ولا أحفظ من يزيد بن هارون، ولا أعقل من أَبِي مُسْهِر، ولا أورع من الفِريابيّ، ولا أشد تقشفا من بشر الحافي.(5/381)
242 - ق: عبد الكريم بن رَوْح بن عَنْبَسَةَ، أبو سعيد البصْري، [الوفاة: 211 - 220 ه]
مولى عثمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
عَنْ: أبيه، وسُفْيان الثَّوْريّ، وشُعْبة، وحمّاد بن سَلَمَةَ.
وَعَنْهُ: خَلَف بن [ص:382] محمد كُرْدُوس، وأبو أمية الطَّرَسُوسّي، ومحمد بن شدّاد المُسْمَعيّ، ويحيى بن أبي طالب، والكُدَيْمِيُّ، وجماعة.
ذكره ابن حِبّان في " الثقات ".
وَقَالَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ عشرة.(5/381)
243 - ن ق: عبد الملك بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي سَلَمَةَ الماجِشُون، أبو مروان التيمي، مولاهم المدنيّ الفقيه [الوفاة: 211 - 220 ه]
صاحب مالك.
رَوَى عَنْ: أبيه، ومالك بن أنس، وإبراهيم بن سعد، وخاله يوسف بن يعقوب الماجِشُون، ومسلم بن خالد الزَّنْجيّ، وغيرهم.
وَعَنْهُ: أبو حفص الفلاس، ومحمد بن يحيى الذُّهَلّي، وعبد الملك بن حبيب الفقيه، والزُّبَير بن بكّار، ويعقوب الفَسَويّ، وسعد بن عبد الله بن عبد الحكم، وجماعة.
قال مُصْعَب بن عبد الله: كان مفتي أهل المدينة في زمانه.
وقال ابن عبد البَرّ: كان فقيهًا فصيحًا، دارت عليه الفُتْيا في زمانه، وعلى أبيه قبله. وكان ضريرًا، قيل: إنه عَمِيَ في آخر عُمره، وكان مُولَعًا بسَماع الغناء.
وقال أحمد بْن المعذّل: كلّما تذكرت أنّ التُّراب يأكل لسان عبد الملك بْن الماجِشُون صَغُرت الدُّنيا في عيني.
وكان ابن المعذّل من الفُصَحاء المذكورين، فقيل لَهُ: أين لسانك من لسان أستاذك عبد الملك؟ فقال: لسانه إذا تعايى أحيى من لساني إذا تحايى.
وقال أبو داود: كان لا يعقل الحديث.
قيل: تُوُفّي سنة اثنتي عشرة، وقيل سنة ثلاث عشرة، وقيل سنة أربع عشرة.
وقد قال فيه يحيى بْن أكثم: كَانَ عبد الملك بحرًا لا تكدره الدلاء.(5/382)
244 - د ت: عبد الملك بن قُريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع بن مُظَهِّر بن عَبْد شمس بن أَعْيا بن سعد بن عبد بن غَنْم بن قُتَيْبَة بن مَعْن بن مالك بن أعصُر بن سعد بن قيس بن عَيْلان بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعَدِّ بْنِ عدنان، أبو سعيد الباهلي الأصمعي الْبَصْرِيُّ، صاحب اللغة، قيل: اسم أبيه عاصم، ولَقَبُهُ قَريب. [الوفاة: 211 - 220 ه]
كان إمام زمانه في علم اللّسان.
رَوَى عَنْ: أبي عَمْرو بن العلاء، وقُرَّةَ بن خالد، ومِسْعَر بن كِدَام، وابن عَوْن، ونافع بن أبي نُعَيم، وسليمان التَّيْميّ، وشُعْبة، وبكار بن عبد العزيز بن أبي بَكْرَة، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وَسَلَمَةَ بن بلال، وعمر بن أبي زائدة، وخلق.
وَعَنْهُ: أبو عبيد، ويحيى بن مَعِين، وإسحاق المَوْصِليّ، وزكريا بن يحيى المِنْقَريّ، وَسَلَمَةُ بن عاصم، وعُمر بن شَبَّة، وعبد الرحمن بن عبد الله بن قُرَيب ابن أخي الأصمعيّ، وأبو حاتم السّجَسْتانيّ، وأبو الفضل الرِّياشّي، ونصر بن عليّ الْجَهْضميّ، وأبو العَيْناء، وأبو مسلم الكجّيّ، وأحمد بن عُبَيْد أبو عَصِيدة، وبِشْر بن مُوسى، وأبو حاتم الرازيّ، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ، وخلْق.
روى عباس، عن ابن معين قال: سمعتُ الأصمعيّ يقول: سمع منّي مالك بن أنس.
وأثنى أحمد بن حنبل على الأصمعيّ في السنة.
وقال الأصمعي: قال لي شعبة: لو أتفرغ لجئتك.
وقال إسحاق المَوْصِليّ: دخلت عَلَى الأصمعيّ أَعُوده، وإذا قمطرٌ، فقلت: هذا عِلْمُكَ كلُّه؟ فقال: إنّ هذا من حَقٍّ لكثير.
وقال ثعلب: قِيلَ للأصمعيّ: كيف حفِظتَ ونسي أصحابُك؟ قَالَ: درست وتركوا. [ص:384]
وقال عُمَر بْن شَبَّة: سَمِعْتُ الأصمعيّ يَقُولُ: أحفظ ستّة عشر ألف أُرْجُوزة.
وقال ابن الأَعْرابيّ: شهِدت الأصمعيَّ وقد أنشد نحو مائتي بيت، ما فيها بيتٌ عَرَفْناه.
وقال الربيع: سمعت الشافعي يقول: ما عبر أحدٌ عن العرب بأحسَنَ من عبارة الأصمعيّ.
وقال أبو معين الحسين بْن الحسن الرازيّ، سألت يحيى بْن مَعِين، عَنِ الأصمعيّ فقال: لم يكن ممّن يكذِب، وكان من أعلم النّاس في فنِّه.
وقال أبو داود: صدوق.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّنْجِيُّ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى طَالِبِ الْعِلْمِ إِذَا لَمْ يَعْرِفِ النَّحْوَ أَنْ يَدْخُلَ فِي جُمْلَةِ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»، لأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَلْحَنُ، فَمَهْمَا رَوَيْتَ عَنْهُ وَلَحَنْتَ فِيهِ كَذَبْتَ عَلَيْهِ.
وقال نصر بْن عليّ: كَانَ الأصمعيّ يتّقي أن يفسّر حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما يتّقي أن يفسّر القرآن.
وقال إسحاق المَوْصِليّ: لم أَرَ الأصمعيّ يدَّعي شيئًا من العِلم، فيكون أحدٌ أعلَمَ بِهِ منه.
وقال الرِّياشيّ: سَمِعْتُ الأخفش يَقُولُ: ما رأينا أحدًا أعلم بالشِّعْر من الأصمعي.
وقال المبرِّد: كَانَ الأصمعيّ بحرًا في اللّغة لَا نعرف مثله فيها. وكان أبو زيد الأنصاريّ أكبر منه في النَّحْو.
وقال الدّعلجيّ غلام أَبِي نُوَاس: قِيلَ لأبي نُوَاس: قد أُشْخِصَ أبو عُبَيدة والأصمعيّ إلى الرشيد. فقال: أمّا أبو عُبَيدة فإنّهم إن مكّنوه من سِفْره قرأ عليهم أخبار الأوّلين والآخِرين. وأمّا الأصمعيّ، فَبُلْبُلٌ يُطْربُهُم بنَغَماته.
وقال أبو العَيْنَاء: قَالَ الأصمعيّ: دخلت أَنَا وأبو عُبَيْدة عَلَى الفضل بْن الربيع، فقال: يا أصمعيّ كم كتابُكَ في الخيل؟ قلت: جلدٌ. فسأل أبا عُبَيْدة عَنْ ذَلكَ، فقال: خمسون جِلْدًا، فأمر بإحضار الكتابين، وأحظر فرسا، فقال [ص:385] لأبي عُبَيْدة: اقرأ كتابك حرفًا حرفًا، وضع يدك عَلَى موضع موضع. فقال: لست ببيطار، إنّما هذا شيء أخذْتُهُ وسمعته من العرب. فقال لي: قم فضع يدك على موضع موضع من الفرس، فقمتُ فحسرتُ عَنْ ذراعي وساقي، ثم وثبت فأخذت بأذُن الفَرَس، ثم وضعت يدي عَلَى ناصيته، فجعلت أقبض منه بشيء شيء وأقول: هذا اسمه كذا، وأُنْشِدُ فيه، حتّى بلغت حافره، فأمر لي بالفَرَس. فكنت إذا أردت أن أغيظ أبا عُبَيدة ركبت الفَرَسَ وأتيته.
وروى ابن دُرَيْد، عَنْ شيخٍ لَهُ، قَالَ: كَانَ الأصمعيّ بخيلًا، وكان يجمع أحاديث البُخَلاء.
وقال محمد بْن سَلّام الْجُمَحيّ: كنّا مَعَ أَبِي عُبَيدة في جنازة، ونحن بقرب دار الأصمعيّ، فارتفعت ضجّة من دار الأصمعيّ، فبادر النّاس ليعرفوا ذَلكَ، فقال أبو عُبَيدة: إنّما يفعلون هذا عند الخُبْز، كذا يفعلون إذا فقدوا رغيفًا.
وقال الأصمعيّ: بلغت ما بلغت بالعِلم، ونلت ما نلت بالمُلَح.
وقد قَالَ لَهُ أعرابيّ رآه يكتب كلَّ شيء: ما أنت إلّا الحَفَظَة تكتب لَفْظ اللَّفظة.
قلت: ومع كَثْرة طلبه واجتهاده كَانَ من أذكياء بني آدم وحفّاظهم.
قَالَ أبو العبّاس ثعلب، عَنْ أحمد بْن عُمَر النَّحْويّ قَالَ: لما قدِم الحَسَن بْن سهل العراقَ قَالَ: أحبّ أن أجمع قوما من أهل الأدب فيجرون بحضرتي في ذاك، فحضر أبو عُبَيدة مَعْمَر بْن المُثّنَّى، والأصمعيّ، ونصر بْن عليّ الْجَهْضميّ، وحضرتُ معهم. فابتدأ الحَسَن فنظر في رِقاع كانت بين يديه ووقّع عليها، وكانت خمسين رقعة. ثم أمر فدفعت إلى الخازن. ثم أقبل علينا فقال: قد فعلنا خيرًا، ونظرنا في بعض ما نرجو نفْعَه من أمور النّاس والرّعيّة، فنأخذ الآن فيما نحتاج إِلَيْهِ. فأفضنا في ذِكر الحفاظ، فذكرنا الزهري، وقتادة، ومررنا، فالتفت أبو عبيدة فقال: ما الغَرَضُ أيُّها الأمير في ذِكر ما مضى؟ وإنّما تعتمد في قولنا عَلَى حكايةٍ عن قوم، وتترك ما تحضره ها هنا من يَقُولُ: إنّه ما قرأ كتابًا قطّ فاحتاج إلى أن يعود فيه، ولا دخل قلبه شيء فخرج عنه؟ فالتفت الأصمعي فقال: إنّما يريدني بهذا القول أيّها الأمير. والأمرُ في ذَلكَ عَلَى ما حكى، وأنا أُقرِّب عَلَيْهِ. قد نظر الأمير فيما نظر فيه من الرِّقاع، وأنا أعيد ما [ص:386] فيها، وما وَقَّع بِهِ الأمير عَلَى التّوالي. فأُحضِرت الرّقاع، فقال الأصمعيّ: سَأَلَ صاحب الرقعة الأولى كذا، واسمه كذا، فَوُقِّعَ لَهُ بكذا. والرقعة الثانية والثالثة، حتى مرّ في نيفٍ وأربعين رقعة، فالتفت إِلَيْهِ نصر بْن عليّ فقال: أيّها الرجل أَبْقِ عَلَى نفسك من العين. فكفّ الأصمعيّ.
وَرُوِيَ نحوها من وجهٍ آخر، وفيه فقال: حسْبُك السَّاعَةَ، واللهِ تقتلك الجماعة بالعين، يا غلام خمسين ألف درهمٍ واحملوها معه. فقال: تنعّم بالحامل كما أنعمت بالمحمول، قَالَ: هُمْ لك، يعني الغلمان الذين حملوها له، ثم عوضه عنهم بعشرة آلاف.
وقال عَمْرو بْن مرزوق: رَأَيْت الأصمعيّ وسِيبَوَيْه يتناظران، فقال يونس النَّحْويّ: الحقُّ مَعَ سِيبَوَيْه، وهذا يغلبه بلسانه.
وعن الأصمعيّ أنّ الرشيد أجازه مرّةً بمائة ألف درهم.
وللأصمعيّ تصانيف كثيرة منها: كتاب "خلق الإنسان "، و "المقصور والممدود "، "الأجناس "، "الأنواء "، "الصفات "، "الهمز "، "الخيل "، " الفرق "، "القِداح "، "المَيْسِر "، "خلْق الفَرَس "، "كتاب الإِبِل "، "الشاء "، "الوحوش "، "الأخبية "، "البيوت "، "فَعَل وأفْعَلَ "، "الأمثال "، "الأضداد "، "الألفاظ "، "السلاح "، "اللُّغات "، "مياه العرب "، "النوادر "، "أصول الكلام "، "القلب والإبدال "، "مَعاني الشِّعر "، "المصادر "، " الأراجيز "، "النَّخْلة "، "النّبات "، "ما اختلف لفْظُهُ واتفق معناه "، "غريب الحديث "، "السَّرْج واللِّجام "، "التّرْس والنِّبال "، "الكلام الوحشيّ "، "المذكَّر والمؤنَّث "، "نوادر الأعراب "، وغير ذَلكَ من الكُتُب. وأكثر تصانيفه مختصرات.
قال أبو العَيْناء: كنّا في جنازة الأصمعيّ سنة خمس عشرة.
وقال شَبَاب: مات سنة خمس عشرة.
وقال البخاريّ، ومحمد بن المُثَنَّى: مات سنة ست عشرة. [ص:387]
وقيل: إنه عاش ثمانيًا وثمانين سنة.(5/383)
245 - عبد الملك بن نُصَيْر، أبو طَيْبة المُراديّ، مولاهم، المِصْريُّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
مُفْرِض أهل مصر في زمانه.
قال ابن يونس: رَوَى عَنْ: اللَّيث، ومالك، وكذا في أولاده، علم الفرائض.
توفي سنة إحدى عشرة ومائتين.(5/387)
246 - عبد الملك بن هشام بن أيوب، أبو محمد الذهلي، وقيل: الحميري المعافري الْبَصْرِيُّ النحوي. [الوفاة: 211 - 220 ه]
نزيل مصر، ومهذب " السيرة النبوية "، سمعها من زياد بن عبد الله البكائي صاحب ابن إسحاق ونقّحها، وحذف جملة من أشعارها، وروى فيها مواضع عَنْ عبد الوارثَ التنوري، وغيره.
رواها عنه: أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرحيم ابن البرقي، وأخوه عبد الرحيم، ومحمد بن الحسن القطان، وجماعة.
وثّقه أبو سعيد بن يونس.
وذكره أبو زيد السُّهَيْليّ فقال: هو حِمْيَريّ، له كتاب في أنساب حِمْيَر وملوكها.
قلت: الأصحّ أنّه ذُهَليّ كما ذكر ابن يونس وقال: تُوُفّي بمصر في ثالث عشر ربيع الآخر سنة ثمان عشرة ومائتين.
وقال السُّهَيليّ: تُوُفّي سنة ثلاث عشرة، فوهِم أيضًا.
وقد سَمِعْتُ "السيرة "من روايته، فأخبرنا بها أبو المعالي الأبرقوهيّ. قرأتها في ستّة أيّام في النهار الطويل.
قال: أخبرنا عبد القوي بن عبد العزيز السعدي، قال: أخبرنا عبد الله بن رفاعة السعدي، قال: حدثنا علي بن الحسن الخلعي، قال: أخبرنا أبو محمد ابن النحاس، قال: أخبرنا أبو محمد بن الورد، قال: أخبرنا أبو سعيد عبد الرحيم بْن عبد الله بن عبد الرحيم، قال: حدثنا [ص:388] عبد الملك بن هشام، قال: حدثنا زياد بْن عبد الله، عَنِ ابن إسحاق، فذكر الكتاب.
وكان ابن هشام نَحْويًّا أديبًا إخباريًا فاضلًا، رحمه اللَّه.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: حدّثني أبو العبّاس عُبَيد اللَّه بْن محمد المُطَّلبيّ بالرمْلَة، عَنْ زكريا بْن يحيى بْن حَيَّوَيْه قال: سَمِعْتُ المُزَنيّ يَقُولُ: قدِم علينا الشافعيّ، وكان بمصر عبد الملك بْن هشام صاحب " المغازي ". وكان علّامة أهل مصر بالعربية والشعر. فقيل لَهُ في المصير إلى الشّافعيّ، فتثاقل، ثم ذهب إِلَيْهِ فقال: ما ظننتُ أن اللَّهَ خلق مثل الشافعي.(5/387)
247 - ن ق: عبد الوهّاب بن عطيّة وهو وهْب بن عطية الفقيه، أبو محمد السلمي الدمشقي، أحد الأئمة. منسوب إلى جدّه. واسم أبيه سعيد بن عطّية. [الوفاة: 211 - 220 ه]
سَمِعَ: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وسفيان بن عيينة، وشعيب بن إسحاق، وطائفة.
وَعَنْهُ: العبّاس بن الوليد الخلال، ويحيى بن عثمان الحمصيّ، وعبد الله الدارمي، وآخرون.
قال أبو زرعة النصري: شهدت جنازة عبد الوهاب بن سعيد بن عطية المفتي الذي يقال له وهْب في سنة ثلاث عشرة ومائتين.(5/388)
248 - عُبَيد الله بن الحارث بن محمد بن زياد القُرَشّي. [الوفاة: 211 - 220 ه]
شيخ مُعَمَّر، لم يلحق جدّه.
وَرَوَى عَنْ: ابن عَوْن، وهشام بن حسّان، وابن أبي عَرُوبة، وجماعة.
وَعَنْهُ: عثمان بن طالوت، وأبو حاتم الرازيّ.
قال أبو حاتم: صدوق.(5/388)
249 - عُبَيد الله بن عبد الواحد بن صبره القُرَشيّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
بصري معمّر.
قال ابن أبي حاتِم: رَوَى عَنْ: أشعث بن عبد الملك، وعمرو بن عبيد. [ص:389]
كتب عنه أبي أيام الأنصاري.(5/388)
250 - ع: عُبَيْد الله بن موسى بن أبي المختار بَاذَام، أبو محمد العبْسيّ، مولاهم الكُوفيُّ الحافظ المقرئ الشِّيعيّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
وُلِد بعد العشرين ومائة،
وَسَمِعَ: هشام بن عروة، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وزكريا بن أبي زائدة، وحنظلة بن أبي سفيان المكي، وأيمن بن نابل، وابن جريج، وشيبان النحوي، وعثمان بن الأسود، والأوزاعي، ومعروف بن خربوذ، وخلقا.
وَعَنْهُ: البخاري، والأربعة بواسطة، وأحمد بْن حنبل، وابن راهوَيْه، وابن مَعِين، وعَبْد بْن حُمَيْد، وأبو بَكْر بْن أبي شَيْبَة، وابن نُمير، وأحمد بن أبي غَرَزَة الغِفاريّ، وعبّاس الدُّوريّ، والحارث بْن أَبِي أُسامة، والدّارميّ، ومحمد بْن سليمان الباغَنْديّ، والكُدَيْميّ، وخلْق كثير.
قال ابن معين، وغيره: ثقة.
قال أبو حاتم: ثقة صَدُوق، وأبو نُعَيْم أتقن منه، وعُبَيد الله أثبتهم في إسرائيل.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْن عَبْدِ اللَّهِ العِجْليّ: كَانَ عالمًا بالقرآن، رأسًا فيه، ما رأيته رافعًا رأسه. وما رؤيّ ضاحكًا قطّ.
وقال أبو داود: كان مُحْتَرقًا شِيعيًا.
وقال أبو الحسن الميمونيّ: ذُكر عند أحمد بْن حنبل عُبَيْد اللَّه بْن موسى فرأيته كالمُنْكِر لَهُ، قَالَ: كَان صاحب تخليط. حَدَّث بأحاديث سَوْء، وأخرج تِلْكَ البلايا، فحدَّث بها.
قَالَ أبو عَمْرو الدّانيّ: قرأ عَلَى عيسى بْن عُمَر الهَمْدانيّ، وعليّ بْن صالح بْن حيّ. وأخذ الحروف عَنْ حمزة، وعن الكِسائيّ، وعن شيبان النحوي. وتصدر للإقراء؛ قرأ عَلَيْهِ إبراهيم بْن سليمان، وأيّوب بْن عليّ، ومحمد بْن عبد الرحمن، وأحمد بْن جُبَيْر. [ص:390]
وسمع منه الحروف محمد بْن عليّ بْن عفّان العامريّ، وهارون بْن حاتم، وجماعة، واقرأ الناس في مسجد الكوفة.
قلت: هو من كبار شيوخ البخاريّ.
قال ابن سَعْد: تُوُفّي في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة.
قلت: غلط من قال: تُوُفّي سنة أربع عشرة. وقد أخذ القرآن والعبادة عن حمزة الزيات. وكان صاحب تعبُّد وفَضْل وزهادة، عفا الله عنه.(5/389)
251 - عُبَيْدُ بن إسحاق العطّار، أبو عبد الرحمن الكُوفيُّ، عطّار المطَّلقات. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: قيس بن الربيع، وزهير بن معاوية، وشَريك، وسيف بن عمر التَّميميّ، وسِنان بن هارون البُرْجُميّ، وغيرهم.
وَعَنْهُ: ميمون بن الأصبغ، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، ومحمد بن عَوْف الحمصيّ، ويحيى بن محمد بن حريش، وأبو زرعة، وأبو حاتم وقال: ما رأينا إلا خيرًا، ولم يكن بذاك.
وَعَنْهُ: أيضًا الحسن بن عليّ بن زياد الرازيّ شيخ العُقَيْليّ.
ضعّفه ابن مَعِين، وقال: قلت له: هذه الأحاديث التي تحدّث بها باطل، فقال: اتق الله ويْحَك، فقلت له: هي باطل.
وقال البخاري: عنده مناكير.
قلت: ومن مناكيره قال: حدثنا قَيْسٌ، عَنْ عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ حَدِّثْنِي عَنْ رَبِّكَ هَذَا، أَوَ مِنْ لُؤْلُؤٍ هُوَ؟ قَالَ: فَبَعَثَ اللَّهُ صَاعِقَةً فَأَحْرَقَتْهُ. [ص:391]
قال ابن حِبّان: تُوُفّي سنة أربع عشرة ومائتين.(5/390)
252 - عبيد بن حبان الْجُبَيليّ السّاحليّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: الأوزاعيّ، واللَّيث بن سعد، وابن لَهِيعَة.
وَعَنْهُ: أبو زُرْعة الدِّمشقيَُّ، ومحمد بن عَوْف الطائي، ويزيد بن عبد الصّمد، وغيرهم.
قال ابن عَوْف: لَا بأس به.(5/391)
253 - عُبَيدُ بنُ الصّبّاح الكُوفيُّ الخزاز. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: عيسى بن طَهْمان، وموسى بن عليّ بن رباح، وفضيل بن مرزوق، وكامل أبي العلاء، وجماعة.
وَعَنْهُ: موسى بن عبد الرحمن المَسْروقيّ، وأحمد بن يحيى الصُّوفّي.
قال أبو حاتم: ضعيف الحديث.(5/391)
254 - عبيدةُ بنُ عثمان الثقفيّ الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
أحد الفُقهاء.
رَوَى عَنْ: مالك، وسعيد بن عبد العزيز.
رَوَى عَنْهُ: عباس بن الوليد، ومعاوية بن صالح الأشعري، ومحمد بن عمر الدولابي.(5/391)
255 - عبيس بن مرحوم بن عبد العزيز العطَّار. [الوفاة: 211 - 220 ه]
مولى آل معاوية بن أبي سفيان.
بصري مقل.
رَوَى عَنْ: أبيه، وَعَنْ: عبد المهيمن بن عبّاس بن سهل السّاعديّ، وغيرهما.
وَعَنْهُ: ابنه بِشْر، والحَسَن بن عَرَفَة، والبصْريّون.
ذكره ابن حبان في " الثقات ".(5/391)
256 - ق: عتاب بن زياد، أبو عمرو المروزي. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: أبي حمزة محمد بن ميمون السُّكَّريّ، وخارجة بن مصعب، وعبد الله بن المبارك، ومحمد بن مسلم الطّائفيّ.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وابن مَعِين، [ص:392] وأبو حاتم، والصغاني، والحسين بن الْجُنَيْد الدَّامغانيّ، وإبراهيم بن عبد الرّحيم بن دَنُوقا، وطائفة.
قال أبو حاتم: ثقة.
وقال مُطَيِّن: مات سنة اثنتي عشرة.
قلت: روى له ابن ماجه حديثا واحدا.(5/391)
257 - ن: عثمان بن حكيم بن ذبيان، أبو عَمْرو الأوديُّ الكُوفيُّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
أخو عثمان بن حكيم.
عَنْ: الحسن بن صالح بن حيّ، وشَرِيك القاضي، وحبّان بن عليّ.
وَعَنْهُ: ولده أحمد بن عثمان، ومحمد بن الحسين الحنيني.
قال مُطّين: تُوُفّي سنة تسع عشرة.(5/392)
258 - عثمان بن رقاد البَصْريُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
إمام مسجد بني عُقَيل.
عَنْ: الحسن بن أبي جعفر، وأبي هلال، وسُوَيْد بن أبي حاتم، والخليل بن مُرَّة.
وَعَنْهُ: إسحاق بن سَيَّار، وأبو حاتم الرازيّ.(5/392)
259 - ت ن: عثمان بن زُفر بن مزاحم بن زُفَر. وقيل: عثمان بن زُفَر بن علاج التَّيْميّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: عاصم بن محمد العُمَريّ، ويعقوب القُمّيّ، وقيس بن الربيع، وزُهير بن معاوية، وعبد العزيز الماجِشُون، وأبي بكر النَّهْشَليّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: إبراهيم الْجُوزَجَانيّ، وأحمد بن أبي خَيْثَمة، وأحمد الرماديّ، وعليّ بن عبد العزيز البَغَويّ، ويعقوب الفَسَويّ، وخلْق.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال مُطَيِّن: مات في ربيع الآخر سنة ثمان عشرة ومائتين. [ص:393]
وقد وهِم ابنُ سَعْد وقال فيه: عثمان بن زفر بن الهذيل.(5/392)
260 - د: أمّا عثمان بْن زُفَر الْجُهَنيّ الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
فكان في حدود الثلاثين ومائة. لَهُ حديثان.
رَوَى عَنْهُ: معمر، وبقية بن الوليد.(5/393)
261 - د ن ق: عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار القرشي، مولى بني أميّة، أبو عَمْرو الحمصيّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: حَرِيز بن عثمان، وحسّان بن نوح، وشُعيب بن أبي حمزة، وأبي غسّان محمد بن مطِّرف، ومعاوية بن سلام، وجماعة.
وَعَنْهُ: ولداه عَمْرو ويحيى، وأحمد بن محمد بن المغيرة العَوْهيّ، وعبّاس التُّرْقُفيّ، وعثمان بن سعيد الدّارميّ، ومحمد بن عَوْف الطّائيّ، وآخرون.
وثقة أحمد، وابن مَعِين.
وقال عبد الوهاب بن نَجْدة: كان يُقال: هو من الأبدال.
قلت: بقي إلى حدود العشرين.(5/393)
262 - عثمان بن سعيد بن مُرَّة، أبو عبد الله القرشيُّ المُرِّيُّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
قَدِمَ الري،
وَحَدَّثَ عَنْ: علي بن صالح، ومنهال بن خليفة، وشريك، وبدر بن عثمان.
وَعَنْهُ: محمد بن عمَّار، وإسماعيل بن يزيد، وابن أخته أبو حاتم؛ الرازيون، وأبو كريب، وأحمد بن يوسف السُّلميُّ وغيرهم.(5/393)
263 - عثمان بن سعيد الزَّيات. [الوفاة: 211 - 220 ه][ص:394]
عَنْ: عبيد الله بن عمرو الرقي، وروح بن مسافر وغيرهما.
وَعَنْهُ: أبو كريب، وأحمد بن يحيى الصوفي.
قال أبو حاتم وسئل عنه: لا بأس به.(5/393)
264 - خ ن ق: عثمان بن صالح بن صفوان السهميّ المِصْريُّ، أبو يحيى. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: مالك، واللَّيث، والزَّنْجيّ، وابن لَهِيعَة، وضَمْرة بن ربيعة، وبكر بن مُضَر، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، والنسائي، وابن ماجه، عَنْ رجلٍ عَنْهُ، ويحيى بْن مَعِين، وحُمَيْد بْن زَنْجُوَيْه، وإسماعيل سَمُّوَيْه، ومالك بْن عبد الله بْن سيف التُّجَيبيّ، ويعقوب الفَسَويّ، وابنه يحيى بْن عثمان، وخلْق.
قال أبو حاتم: كان شيخا صالحا سليم الناحية، فقيل له: كان يلّقن؟ قال: لَا.
وقال ابن حِبّان: كان راويًا لابن وهْب.
وقال ابن يونس: مات في المحرَّم سنة تسع عشرة.
قَالَ أحمد بْن محمد بْن الحَجّاج بْن رِشْدِين: سألت أحمد بْن صالح عَنْ عثمان بن صالح، فقال: دعه دعه. ورأيته عند أحمد متروكا.(5/394)
265 - عثمان بن عُمارة البَصْريُّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
صاحب عبد الواحد بن زيد.
رَوَى عَنْ: مالك، وأبي عَوَانة، وحمّاد بن زيد.
وَعَنْهُ: محمد بن موسى الفاشاني.(5/394)
266 - عثمان بن عمرو الْبَصْرِيُّ الكَحَّال، [الوفاة: 211 - 220 ه]
نزيل الكوفة. [ص:395]
عَنْ: مبارك بن فضالة، ومحمد بن مروان العجلي.
وَعَنْهُ: أبو زرعة، وأبو حاتم؛ قاله ابن أبي حاتم.(5/394)
267 - خ ت: عثمان بن الهيثم بن جَهْم بن عيسى بن حسان بن المنذر، وهو الأشج العصري العبْديّ، أبو عَمْرو المؤذِّن، [الوفاة: 211 - 220 ه]
مؤذّن جامع البصرة.
عَنْ: عوف، وابن جريج، ورؤبة بن العجاج، وهشام بن حسّان، وجعفر بن الزُّبَيْر الشّاميّ، ومبارك بن فضالة.
وَعَنْهُ: البخاري، وأسيد بْن عاصم، ومحمد بْن يحيى الذُّهَليّ، ومحمد بن عثمان الذارع، والحارث بن أبي أسامة، وأبو مسلم الكجي، وأبو خليفة الجمحي، وهو آخر من روى عنه، ومحمد بن زكريا الأصبهاني، وخلق.
قال أبو حاتم: كان صدوقا، غير أنّه كان بآخره يُلَقَّن.
وقال أبو داود: مات في حادي عشر رجب سنة عشرين.(5/395)
268 - ن: عثمان بن يُمَان، أبو محمد الحُدَّانيُّ الهَرويُّ اللؤلؤيُّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
نزيل مكّة.
عَنْ: موسى بن عليّ بن رباح، وسُفيان الثَّوريّ، وأبي المقدام هشام بن زياد، وزَمْعَة بن صالح، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بن إبراهيم الدَّوْرقيّ، وأحمد بن نصر النَّيْسَابوريُّ، وعبد الله بن أحمد بن أبي مسرة، وعبد الله بن شَبِيب، والكُدَيْميّ، وطائفة.
قال ابن حِبان: ربّما أخطأ.
قلت: له حديث واحد في كتاب النَّسائيّ.(5/395)
269 - عُرْوة بن مروان، أبو عبد الله العِرْقيّ الطَّرَابُلُسيّ الزاهد. [الوفاة: 211 - 220 ه]
حدَّث بمصر عن زُهَير بن معاوية، وموسى بن أَعْيَن.
وَعَنْهُ: يونس بن عبد الأعلى، وسعيد بن عثمان التنوخي، وخير بن عرفة.
قال الدارقطني: شيخ أمي ليس بالقوي.
وقال غيره: كان عابدا ورعا يتقوت من النبات، رحمه الله.
وهو عروة بن مروان الرقي الجرار، يروي أيضا عن محمد بن عبد الله المُحْرِم، وإسماعيل بن عيّاش، وعُبَيْد الله بن عَمْرو الرَّقّيّ.
وَعَنْهُ: أيّوب بن محمد الوزّان.
ومنهم من فَرَّقَ بينهما.(5/396)
270 - خ: عصام بن خالد، أبو إسحاق الحضرمّي الحمصيّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: حَرِيز بْنُ عُثْمَانَ، وَصَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، وَحَسَّانُ بْنُ نوح، وأرطأة بن المنذر، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثَوْبان، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري. وهو من كبار شيوخه، وأحمد بن حنبل، وحُمَيْد بن زَنْجُوَيْه، ومحمد بن عوف الطّائّي، ومحمد بن مسلم بن وَارة، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ البخاريّ: مات ما بين سنة إحدى عشرة إلى سنة خمس عشرة ومائتين.(5/396)
271 - عصام بن يوسف بن ميمون بن قدامة، أبو محمد الباهليّ البلْخيّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
أخو إبراهيم بن يوسف.
عَنْ: شعبة، وسُفْيان الثَّوريّ، وغيرهما.
وَعَنْهُ: مَعْمَر بن محمد العوفي، [ص:397] وإسماعيل بن محمد الفَسَويّ، ومحمد بن عبد بن عامر السَّمَرْقَنْديّ الضَّعيف، وابنه عبد الله بن عصام، وآخرون.
وكان هو وأخوه شيخَيْ بلْخ في زمانهما.
تُوُفّي سنة خمس عشرة ببلْخ.
قال ابن عدّي: له عن الثَّوريّ ما لَا يُتابع عليه.(5/396)
272 - عصمة بن سليمان الكُوفيُّ الخزّاز. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: شُعْبة، وسُفيان، وجرير بن حازم.
وَعَنْهُ: أبو حاتم الرازيّ، والحارث بن أبي أُسامة، وأبو مسلم الكَجّيّ.
قال أبو حاتم: ما به بأس.(5/397)
273 - ع: عفان بن مسلم بن عبد الله، مولى عَزْرَة بن ثابت الأنصاريّ، أبو عثمان البَصْريُّ الصّفّار، الحافظ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
نزيل بغداد.
وُلِد سنة أربعٍ وثلاثين ومائة تقريبًا أو تحديدًا، وسمع سنة نيِّفٍ وخمسين ومائة فأكثر.
حَدَّث عَنْ: شُعْبة، وهَمَّام، والحَمَّادَيْن، وهشام الدَّسْتُوائيّ، ووهيب، وصخر بن جويرية، وديلم بن غزوان، وطائفة.
وَعَنْهُ: البخاري، والأربعة، عَنْ رَجُل عَنْهُ، وأحمد بْن حنبل، وإسحاق بْن راهوَيْه، وابن المَدِينيّ، وابن مَعِين، والفلّاس، وأبو بكر بن أبي شيبة، والذهلي، وهلال بن العلاء، وإسحاق الكوسج، وحنبل بن إسحاق، والدارمي، وعَبْد، وعبد اللَّه بْن أحمد الدَّوْرقيّ، وأبو زُرْعة الدِّمشقيّ، وأبو حاتم، وأبو زُرْعة الرازيّ، وعليّ بْن عبد العزيز، وخلْق.
قَالَ يحيى القطّان: إذا وافقني عفّان لَا أبالي مَن خالفني.
وقال أبو حفص الفلاس: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا شُعْبَةُ، وَهِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَفَعَه شُعْبَةُ: " «يَقْطَعُ الصَّلاةَ الْكَلْبُ وَالْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ» ".
قَالَ الفلّاس: فقال له عفان: حدثنا همام، [ص:398] عَنْ قَتَادة، عَنْ صالح أَبِي الخليل، عَنْ جابر بْن زيد، عَنِ ابن عبّاس فبكى يحيى وقال: اجترأتَ عليَّ، ذهب أصحابي خَالِد بْن الحارث، ومُعاذ بْن مُعاذ.
قَالَ أحمد العِجْلي: عفّانٌ بصْريٌ ثقة، ثَبْت، صاحب سُنّة. كَانَ عَلَى مسائل مُعاذ بْن مُعاذ القاضي، فجُعل لَهُ عشرة آلاف دينار عَلَى أن يقف على تعديل رجلٍ فلا يقول عدل ولا غير عدل، فأبى، وقال: لَا أُبطل حقا من الحقوق. وكان يَذْهب برقاع المسائل إلى الموضع البعيد يسأل، فجاء يومًا إلى مُعاذ وقد تلطّخت بالنّاطف. قَالَ: ما هذا؟ قَالَ: إنّي أبعد فأجوع، فأخذت ناطفًا في كُمّي أكلته.
وقال عبد الله بْن جعفر المَرْوَزيّ: سَمِعْتُ عَمْرو بْن عليّ يَقُولُ: جاءني عفّان فقال: عندك شيء نأكله؟ فما وجدت شيئًا، فقلت: عندي سَوِيق شعير، فقال: أخرِجه، فأخرجته فأكل أكْلا جيدًا، وقال: ألا أخبرك بأُعْجُوبة! شهِد فلانٌ وفُلان عند القاضي بأربعة آلاف دينار عَلَى رجل. فأمرني أن أسأل عنهما. فجائني صاحب الدَّنانير فقال لي: لك من هذا المال نصفه وتعدل شاهدي؟ فقلت: استحييت لك، وشُهودُهُ عندنا غير مستورين.
وقال حنبل: حضرت أبا عبد الله وابن معين عند عفان بعد ما دعاه إسحاق بْن إبراهيم، يعني نائب بغداد للمحنة، وكان أوّل من امتُحِن من النّاس عفّان، فسأله يحيى بْن مَعِين فقال: أخبِرْنا، فقال: يا أبا زكريّا لَمْ أُسَوِّد وجهك ولا وجوه أصحابك، أيْ لم أُجِبْ، فقال لَهُ: فكيف كَانَ؟ قَالَ: دعاني إسحاق، فلمّا دخلت عَلَيْهِ قرأ عليّ كتاب المأمون، فإذا فيه: امتحِنْ عفَّان وادْعُهُ إلى أن يَقُولُ: القرآن كذا وكذا، فإن قَالَ ذَلكَ فأقِرَّه عَلَى أمره، وإلّا فاقطع عَنْهُ الَّذِي يجري عَلَيْهِ، وكان المأمون يُجري عَلَيْهِ خمس مائة دِرهم كلَّ شهر، قَالَ: فقال لي إسحاق: ما تَقُولُ؟ فقرأت عَلَيْهِ: " {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} " حتى ختمتُها. فقلت: أمخلوقٌ هذا؟ قَالَ: يا شيخ إنَّ أمير المؤمنين يَقُولُ: إنّك إن لم تُجِبْه يقطع عنك ما يجري عليك، فقلت لَهُ: يَقُولُ اللَّه تعالى: " وَفِي السماء [ص:399] رزقكم وما توعدون {" فسكت وانصرفت، فسر بذلك أحمد ويحيى بن معين، ومَن حضَر.
وقال إبراهيم بْن دِيزِيل: لما دُعي عفّانُ للمحنة كنت آخذًا بلجام حماره، فلما حضر عُرِض عَلَيْهِ القول فامتنع، فقيل لَهُ: يُحبس عطاؤك، وكان يُعطى ألف دِرهم في كلّ شهر، فقال: "} وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا توعدون ".
قَالَ: وكان في داره نحو أربعين إنسانًا. فَدَقّ عَلَيْهِ الباب داقّ، فدخل عَلَيْهِ رَجُل شبهته بسمان أو زيات، ومعه ألف درهم، فقال: يا أبا عثمان ثبّتك اللَّه كما ثبّت الدِّين، وهذا لك في كلّ شهر، يعني الألف.
وقال جعفر بن محمد الصائغ: اجتمع عفان، وعلي ابن المَدِينيّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبة، وأحمد بْن حنبل، فقال عفّان: ثلاثة يُضَعَّفون في ثلاثة: علي ابن المديني في حماد بن زيد، وأحمد في إبراهيم بْن سعْد، وابن أَبِي شَيْبة في شَرِيك.
فقال عليّ: وعفّان في شُعْبة.
قلت: هذا عَلَى وجه المزاح، وإلّا فهؤلاء ثِقات في شيوخهم المذكورين لا سيّما عفّان في شُعْبة، فإنّ الحسين بْن حبّان قَالَ: سألت ابن مَعِين فقلت: إذا اختلف أبو الوليد وعفّان عن شُعْبة؟ قَالَ: القول قول عفان، قلت: فأبو نُعَيْم وعفّان؟ قَالَ: عفّان أثبت.
وقال أحمد بْن حنبل: عفّان، وحِبّان، وبَهْز هَؤُلّاءِ المتثبّتون، وإذا اختلفوا رجعت إلى قول عفّان، هُوَ في نفسي أكبر.
وقال الحسن الحلوانيّ: سَمِعْتُ يحيى بن معين قال: كَانَ عفّان، وبَهْز، وحِبّان يختلفون إليّ، فكان عفان أضبط القوم وأنكدهم. عملت مرّة عليهم في شيء فما فطِن بِهِ إلّا عفّان.
وذُكِر عفّان عند عليّ ابن المديني فقال: كيف أذكر رجلا يشك في حرف فيضرب عَلَى خمسة أسطر!.
وسئل أحمد بْن حنبل: مَن تابع عفّان عَلَى الحديث الفُلانيّ؟ فقال: وعفّان يحتاج إلى مُتَابِع؟.
وقال يعقوب بْن شَيْبة: سَمِعْتُ ابن مَعِين يَقُولُ: أصحاب الحديث خمسة: مالك، وابن جُرَيْج، والثَّوريّ، وشُعْبة، وعفّان. [ص:400]
قلت: مالك أفقهُهُم، وابن جُرَيْج أعرفهم بالتّفسير، والثَّوْريّ أحفظهم وأكثرهم رواية، وشُعْبة أتْقنهم وأوثقهم شيوخًا، وعفّان مختصر شُعْبة، فإنّه كَانَ متعنِّتًا في الرجال، كثير الشكل والضَّبْط للخطّ. يكتب ثم يعرض عَلَى الشيخ ما سمعه.
قال علي ابن المَدِينيّ: أبو نُعَيم وعفّان لَا أقبل قولهما في الرجال. لَا يَدَعُونَ أحدًا إلّا وقعوا فيه.
وقال ابن مَعِين: عبد الرحمن بْن مهديّ أحفظ من عفّان، ولم يكن من رجال عفّان في الكتاب. وكان عبد الرحمن أصغر منه بسنتين.
وقال عبد الرحيم بْن منيب: قَالَ عفّان: اختلف يحيى بْن سعيد وعبد الرحمن في الحديث، فَبَعثا إليَّ، فقال عبد الرحمن: أقول شيئًا وتسأل عفان؟! فقال يحيى: ما أحد أكره إليّ أن يخالفني من عفّان، قَالَ عفان: وخالفتهما، فنظر يحيى في كتابه فوجد الأمر عَلَى ما قلت.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيهِ: لزِمنا عفّان عشْرَ سِنين، وكان أثبت من عبد الرحمن بْن مهديّ.
وقال أبو حاتم: عفّان إمام، ثقة، متقن، متين.
وقال جعفر بْن أَبِي عثمان الطّيالِسيّ: سَمِعْتُ عفّان يَقُولُ: يكون عند أحدهم حديث فيُخْرجه بالمقرعة، كتبتُ عَنْ حمّاد بْن سَلَمَةَ عشرة آلاف حديث ما حَدّثتُ منها بألفَيْن. وكتبتُ عَنْ عبد الواحد بْن زياد ستّة آلاف حديث ما حَدَّثتُ منها بألف. وكتبتُ عَنْ وُهَيْب أربعة آلاف حديث ما حدّثتُ منها بألف.
قلت: ومع حِفِظه وإمامته واتّفاق كُتُب الإسلام عَلَى الاحتجاج بِهِ قد تُكُلِّمَ فيه، وتبارَدَ ابن عديّ بذِكره في كتاب " الضُّعفاء "؛ لكنّه ما ذكره إلّا ليُبطِل قول من ضَعَّفه. فإنّ إبراهيم بْن أَبِي داود قَالَ: سَمِعْتُ سليمان بْن حرب يَقُولُ: ترى عفان كان يضبط عن شعبة، والله لو جهد جهده أن يضبط عَنْ شعبة [ص:401] حديثًا واحدًا ما قدر عَلَيْهِ. كَانَ بطيئًا رديء الفَهْم.
قَالَ ابن عديّ: عفّان أشهر وأوثق من أن يُقال فيه شيء. ولا أعلم لَهُ إلّا أحاديث مَرَاسيل، عَنْ حمّاد بْن سَلَمَةَ، وغيره وصَلَهَا، وأحاديث موقوفة رفعها، وهذا ممّا لَا يُنْقِصه، فإنّ الثّقة قد يهمّ، وعفّان قد رحل إِلَيْهِ أحمد بْن صالح من مصر، وكانت رحلته إِلَيْهِ خاصّةً دون غيره.
الْفَسَوِيُّ في تاريخه: قَالَ سَلَمَةُ، هُوَ ابن شَبِيب: قلت لأحمد بْن حنبل: طلبتُ عفّان في منزله قَالُوا: خرج، فخرجتُ أسأل عَنْهُ، فقيل تَوَجَّه هكذا. فجعلت أمضي وأسأل عَنْهُ حتّى انتهيتُ إلى مقبرة، وإذا هُوَ جالس يقرأ عَلَى قبر بِنْت أخي ذي الرياستين، فبزقتُ عَلَيْهِ، وقلت: سَوْءة لك، قَالَ: يا هذا، الخُبْزَ الخُبْز، قلت: لَا أشْبَعَ اللَّهُ بطنك، قال: فقال لي أحمد بْن حنبل: لَا تَذْكُرنّ هذا، فإنه قد قام في المِحنة مقامًا محمودًا عَلَيْهِ، ونحو هذا من الكلام.
قَالَ الحسن الحلواني: قلت لعفّان: كيف لم تكتب عَنْ عِكْرمة بْن عمّار؟ قَالَ: كنت قد ألححت في طلب الحديث فأضَرّ ذَلكَ بي، فحلفتُ أن لَا أكتب الحديث ثلاثة أيّام، فقدِم عِكْرمة في تِلْكَ الثلاثة الأيام، فحدَّث ثم خرج.
ابْنُ عَدِيٍّ: حدثنا زكريا الساجي، قال: أخبرنا أحمد بن محمد البغدادي، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام قال: حدثنا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ: " «نَهَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِنَّ يُتَعَاطَى السَّيْفُ مَسْلُولا» ". وكان بسام لقبه هَمّامًا، فلما فرغه قال بسام: والله ما حدثكم بهذا همام، ولا حدثه قتادة هماما. ففكر في نفسه وعلم أنّه أخطأ، فمدّ يده إلى لحية بسام وقال: ادعوا لي صاحب الربْع يا فاجر، قَالَ: فما خلّصوه منه إلا بالجهد.
وقال ابن مَعِين، وأبو خيثمة: أنكرنا عفّان في صفر سنة تسع عشرة، وفي رواية سنة عشرين، ومات بعد أيام. [ص:402]
وقال محمد بن عبيد الله المُسبّحي: مات عفّان في ربيع الآخر سنة عشرين.
قال أبو داود: شهدت جنازته ببغداد ولم أسمع منه.
قلت: غلط من ورخه سنة تسع عشرة.(5/397)
274 - ت: علي بن إسحاق السلمي، مولاهم المَرْوَزيّ الدّارَكانيّ، أبو الحَسَن. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: أبي حمزة السُّكَّريّ، والفضل السِّينانيّ، وابن المبارك.
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، وأحمد بن الفُرات، وأحمد بن الخليل البُرْجُلانيّ، وعبّاس الدُّوريّ، وموسى بن حزام التِّرمِذيّ، وآخرون.
وثقه النَّسائيّ، وغيره.
وقال أبو رجاء محمد بن حَمْدَوَيْه: تُوُفّي سنة ثلاث عشرة.(5/402)
275 - عليّ بن إسحاق بن إبراهيم، أبو الحَسَن الحنظلّي السَّمَرقنْديّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: إسماعيل بن جعفر المدنيّ، وعبد الله بن المبارك، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو حاتم الرازيّ، ومحمد بن كرّام شيخ الكرّامية، وآخرون.
توفي أيضا سنة ثلاث عشرة، فيما قيل.(5/402)
276 - ق: علي بن ثابت الدَّهَّان الكُوفيُّ العَطَّار. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: سعاد بن سليمان، وأبي بكر النَّهْشَليّ، وأسباط بن نصر، وعليّ بن صالح بن حيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن أبي غَرَزَة الغِفَاريّ، وعبد الله بن أسامة الكلبيّ، ومحمد بن غالب تمتام، ومحمد بن عُبَيد بن عُتْبة الكِنْديّ، ومحمد بن الحسين الحنيني، وجماعة.
ذكره ابن حبان في " الثقات ".
وَقَالَ مطين: توفي سنة تسع عشرة.(5/402)
277 - عليُّ بنُ جَبَلَة، أبو الحسن الكُوفيُّ الحضرميُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
رَوَى عَنْ: سالم بن أبي مريم، وغيره.
وهو مُقِلّ.
رَوَى عَنْهُ: أبو قدامة السَّرْخَسيّ، وعليّ بن سَلَمَةَ اللَّبَقيّ، وغيرهما.(5/403)
278 - علي بنَ جَبلة، أبو الحسن الضّرير، الشّاعر الملقّب بالعَكَوَّك. [الوفاة: 211 - 220 ه]
شاعر مُحسِن، مقدَّمٌ في زمانه. مدح المأمون والأمير أبا دلف، وسارت له أمثال وأشعار، أخذ عنه: الجاحظ، وأبو عصيدة أحمد بن عُبَيْد، وغيرهما.
وكان آخر أمره إلى الهلاك. فإنّ المأمون أمر به فسل لسانُهُ، فمات.
وقال: أستحِلّ دمَك بكُفْرك حيث تَقُولُ:
أنت الَّذِي تُنْزل الأيّامَ منزِلَها ... وتنقل الدَّهرَ من حالٍ إلى حالِ
وما مددتَ مَدَى طرفٍ إلى أحدٍ ... إلّا قضيتُ بأرزاقٍ وآجالِ
أَخْرِجوا لسانه من قفاه. ذكره ابن خلّكان.
والعَكَوّك: القصير السَّمين.
تُوُفّي سنة ثلاث عشرة أيضا.(5/403)
279 - ع: عليّ بن الحسن بن شقيق بن دينار بن مشعب، أبو عبد الرحمن العبدي. [الوفاة: 211 - 220 ه]
مولى آل الجارود العبْديّ.
وكان شقيق بصْريًّا. نزل مرو.
سَمِعَ: علي من الحسين بن واقد، وأبي حمزة السكري، وأبي المنيب عُبَيد الله العَتَكّي، وإبراهيم بن طَهْمان، وإسرائيل بن يونس، وقيس بن الربيع، وخارجة بن مصعب، وابن المبارك، وطائفة.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم. والأربعة، عن رجل عنه، وأحمد بن حنبل، ويحيى بْن مَعِين، وأحمد بْن سَيَّار، وإبراهيم بْن يعقوب الْجُوزَجَانيّ، وعبّاس الدُّوريّ، وأحمد بْن منصور زاج، ومحمد بن عبد الله بن قهزاذ المَرْوَزِيّ، وولده محمد بْن عليّ، وخلْق.
قال أحمد بن حنبل: لم يكن به بأس. تكلّموا فيه للإرجاء، وقد رجع عنه. [ص:404]
وقال الحسين بن حبان: قال ابن معين: ما أعلم أحدًا قدِم علينا من خُراسان كَانَ أفضل من ابن شقيق. كَانَ عالمًا بابن المبارك، قد سَمِعَ الكُتُب مِرارًا.
حَدّث يومًا عَنِ ابن المبارك، عَنْ عوف بْن زيد بن شراجة، فقيل له: شراحة. فقال: لا، ابن شراجة، سمعته من ابن المبارك أكثر من ثلاثين مرّة.
وقال أبو داود: سَمِعَ الكُتُب من ابن المبارك أربع عشرة مرّة.
وقال عليّ: سَمِعْتُ من أَبِي حمزة كتاب " الصّلاة "، فنهق حمار، فاشتبه عليّ حديثٌ ولا أدري أيّ حديث، فتركت الكتاب كلّه.
وقال العبّاس بْن مُصْعَب: كَانَ عليّ بْن الحسن بْن شقيق جامعًا، وكان يُعَدّ من أحفظهم لكُتُب ابن المبارك. وقد شارك ابنَ المبارك في كثيرٍ من رجاله. وكان أوّل أمره المنازعةَ مَعَ أهل الكتاب، حتّى كتب التّوراةَ والإنجيل والأربعةَ والعشرين كتابًا من كُتُب ابن المبارك، ثم صار شيخًا ضعيفًا لَا يمكنه أن يقرأ، فكان يُحَدِّث كلَّ إنسان الحديثين والثلاثة، وتوفي في سنة خمس عشرة ومائتين.
وكذلك قَالَ جماعة في وفاته.
ويُقال: وُلِد ليلة قُتِل أبو مسلم الخراساني سنة سبعٍ وثلاثين ومائة.(5/403)
280 - عليّ بن الحسن بن يعمر السامي المصري. [الوفاة: 211 - 220 ه]
رَوَى عَنْ: سفيان الثوري، ومبارك بن فضالة، وعمر بن صُبح، وعبد الله بن عُمر العُمَريّ، والهَيْثَم بن أبي زياد.
وَعَنْهُ: ياسين بن عبد الأحد القِتْبانّي، ومالك بن عبد الله بن سيف، ومحمد بن عَمْرو بن نافع، ومحمد بن روح القتيري، وسعيد بن عثمان التَّنوخيّ، ومحمد بن عبد الله بن ميمون الرَّقّيّ، وعبد الرحمن بن خالد بن نَجِيح.
قال ابن عديّ: أحاديثه بَوَاطيل، وهو ضعيف جدًّا.(5/404)
281 - علي بن الحسن التميمي البزاز. كراع. [الوفاة: 211 - 220 ه][ص:405]
سكن الري.
وَحَدَّثَ عَنْ: مالك، وشَرِيك، وجعفر بن سليمان، وحمّاد بن زيد، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو زُرْعة، وأبو حاتم، وجعفر بن محمد الزَّعْفرانيّ الرازيّون.
قال أبو زُرْعة: لم يكن به بأس.(5/404)
282 - 4: عليّ بن الحسين بن واقد. مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ، أبو الحسن القُرَشيّ المَرْوَزِيّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: أبيه، وأبي حمزة السُّكّريّ، وسُلَيْم مولى الشَّعْبيّ، وهشام بن سعدٍ المدنيّ، وخارجة بن مُصعَب، وابن المبارك.
وَعَنْهُ: إسحاق بن راهَوَيْه، ومحمود بن غَيْلان، ورجاء بن مُرَجَّى، وعلي بن خَشْرَم، ومحمد بن عَقِيل بن خُوَيْلِد، وأبو الدَّرْداء عبد العزيز بن منيب، ومحمد بن رافع، وخلْق.
قَالَ أبو حاتم: ضعيف الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ البخاري: مات سنة إحدى عشرة ومائتين.
قلت: وولد سنة ثلاثين ومائة.(5/405)
283 - خ: عليّ بن حفص، أبو الحسن المَرْوَزيُّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
نزيل عسقلان.
رَوَى عَنْ: ابن المبارك.
وَعَنْهُ: البخاري. وقال: لقيته بعسقلان سنة سبع عشرة.(5/405)
284 - عليّ بن عُبَيدة، أبو الحسن الرَّيْحانيُّ الكاتب. [الوفاة: 211 - 220 ه]
أحد البُلّغاء والفُصحاء. له تصانيف أدبيّة، ولهجة عربيّة، واختصاص بالمأمون.
تُوُفّي سنة تسع عشرة ومائتين. [ص:406]
وقد اتهم بالزَّنْدقة، فالله أعلم.
وتصانيفه تدلُّ عَلَى فلسفته وفراغه من الدِّين. وهي كثيرة سردها ياقوت في " تاريخ الأدباء " وقال: قال جحظة: حدثنا أبو حَرْمَلَة قَالَ: قَالَ عليّ بْن عُبَيْدة: حضرني ثلاثةُ تلامذة، فقلت كلامًا أعجبهم، فقال أحدهم: حقٌ هذا الكلام أنْ يُكتَب بالغوالي عَلَى خدود الغَواني، وقال الآخر: بل حقُّه أنْ يُكتَب بأنامل الحُور عَلَى النُّور. وقال الآخر: بل حقّه أن يُكتَب بقلم الشُّكْر في ورق النعم.(5/405)
285 - خ 4: عليّ بن عيّاش بن مسلم، أبو الحَسَن الألهاني الحمصي البكاء. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: حَرِيز بن عثمان، وشُعَيب بن أبي حمزة، والمُثنَّى بن الصّبّاح، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثَوْبان، وصَدَقَة بن عبد الله السَّمِين، وعُتْبَة بن ضَمْرة بن حبيب، وعُفَير بن معدان، وأبي غسّان محمد بن مُطَرِّف، وعدّة.
وَعَنْهُ: البخاري. والأربعة، عَنْ رجلٍ عَنْهُ، وأحمد بْن حنبل، وعَمْرو بْن منصور النَّسائيّ، وإبراهيم الْجَوْزَجانيّ، وإبراهيم بْن الهيثم البَلَديّ، وأحمد بْن عبد الرحيم الحَوْطيّ، وأحمد بْن عبد الوهّاب بْن نَجْدَة، وأحمد بْن محمد بْن يحيى بْن حمزة، وإسماعيل سَمُّوَيّه، وأبو زُرْعة الدِّمشقيّ، ومحمد بْن عَوْف الطّائيّ، ويزيد بْن محمد بْن عبد الصّمد، ومحمد بن يحيى، وخلق.
وثقة النَّسائيّ، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: كنت أُفيد النَّاسَ عَنْ عليّ بْن عيّاش وأنا بدمشق، فيخرجون ويسمعون منه وأنا مقيم بدمشق حتّى وَرَدَ نَعِيُّه.
وقال يحيى بْن أكثم: أدخلتُ عليَّ بْن عياشٍ عَلَى المأمون، فتبسّم ثم بكى، فقال: يا يحيى أدخلتَ عليَّ مجنونًا؟ قلت: أدخلتُ عليك خيرَ أهلِ الشام وأعلّمَهم بالحديث، ما خلا أبا المغيرة.
وقال عليّ: ولِدتُ سنة ثلاثٍ وأربعين ومائة. [ص:407]
وقال يعقوب الفَسَويّ: مات سنة تسع عشرة.
قلت: يقع حديثه عاليا لابن طبرزد.(5/406)
286 - د ت: عليّ بن قادم، أبو الحَسَن الخُزَاعيّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: سعيد بن أبي عَرُوبَة، وفِطْر بن خليفة، ومِسْعَر بن كُدَام، وسُفيان، وشُعْبة، وأَسْباط بن نصر، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بن الفُرات، وأحمد بن عبد الحميد الحارثي، وأحمد بن حازم الغفاري، وأحمد بن ميثم بن أبي نُعَيْم، وأحمد بن يحيى الصُّوفيّ، وعبّاس الدُّوريّ، وأبو أُميّة الطَّرَسُوسي، ويعقوب الفَسَويّ، وَطَائِفَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ.
وَقَالَ ابن معين: ضعيف.
وقال مطين: مات سنة اثنتي عشرة.
وقال ابن سَعْد: سنة ثلاث عشرة، وقال: مُنْكَر الحدَّيث، شديد التشيُّع.(5/407)
287 - عليّ بن محمد المَنْجُورِيّ البلْخيّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
ومنجور من قُرى بلْخ.
سَمِعَ: شُعْبة، والثَّوْريّ، وأبا جعفر الرازيّ، ومقاتل بن سليمان، وابن أبي ذئب، وعدّة.
وَعَنْهُ: عبد الصّمد بن الفضل البلْخِي.
ذكره السليماني.(5/407)
288 - ت ن: عليّ بن مَعْبَد بن شدّاد العبْديّ الرّقّيّ الحافظ، [أبو محمد] [الوفاة: 211 - 220 ه]
نزيل مصر.
يَرْوِي عَنْ: أبي الأحوص سلام بن سُلَيْم، واللَّيث بن سَعْد، وعُبَيد الله بن عَمْرو الرَّقّيّ، وإسماعيل بن جعفر، وابن المبارك، وابن وهب، وخلق من [ص:408] الشام والجزيرة ومصر والعراق والحجاز.
وَعَنْهُ: إسحاق الكوسج، ودحيم، وعَبْد الرَّحْمَنِ بن عَبْد اللَّهِ بن عَبْد الحَكَم، وعبد الملك بن حبيب الفقيه، وأبو حاتم الرازي، ومقدام بن داود الرعيني، ويحيى بن عثمان بن صالح، وأبو يزيد يوسف القراطيسي، وخلق.
وكان من كبار الحفاظ والفقهاء، وقيل: ليس هو رقيا.
قال الطحاوي: سمعت سليمان بن شعيب، قال: سَمِعْتُ عليّ بْن مَعْبَد يَقُولُ: أُدْخِلْتُ عَلَى المأمون فقال: يا عليّ بَلَغَنَا عنك أحوالٌ جميلة، وقد رَأَيْت أن أُوَلِّيك قضاءَ مصر، فقلت: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي أَضْعَفُ عَنْ ذَلِكَ، قال: فاستعن بأخيك، فقد قِيلَ لي: إنّ لَهُ فضلًا وعلما. كما استعنت أَنَا بأخي هذا؟ فالتفتُّ، فإذا المعتصم قائم فأدارني. فلم أُجِبْه، فتبيّنت الغيظَ في وجهه، فقلت: لي حُرمة. قَالَ: وما ذاك؟ قلت: بسماعي العلم مَعَ أمير المؤمنين عند محمد بْن الحسن. قال: ومن أين كنت أنت تصل إلى محمد؟ فقلت: بأبي مَعْبَد بْن شدّاد، فقال: أبوك مَعْبَد؟ قلت: نعم، قَالَ: إنّه كَانَ من طاعتنا عَلَى غاية، فلِم لَا تكون مثله؟ ثم خرجت من عنده.
قال أبو حاتم: ثقة.
وقال ابن يونس: يُكنّى أبا محمد، مَرْوَزِيّ الأصل، قدِم مصر مَعَ أبيه، وكان يذهب في الفقه مذهب أبي حنيفة.
توفي بمصر في رمضان سنة ثمان عشرة.(5/407)
289 - عليّ بن ميْثَم الأسديُّ الكُوفيُّ التَّمَّار. [وهو عليّ بن إسماعيل بن شُعيب بن مَيْثَم] [الوفاة: 211 - 220 ه]
شيخ الشَّيعة في وقته ومتكلمهم.
رَوَى عَنْ: زُرَارَة بن أَعْيَن، وغيره.
حَكَى عَنْهُ: عمر بن شَبَّة، وأبو العَيْناء محمد بن القاسم النَّحْويّ.
وهو عليّ بن إسماعيل بن شُعيب بن مَيْثَم.(5/408)
290 - عليّ بن هشام، الأمير أبو الحسن المَرْوَزِيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه][ص:409]
أحد قُواد المأمون.
كان فارسًا موصوفًا بالشجاعة والإقدام، مع الظلم والفتك، وكان شاعرا فاضلًا.
وُلّي كُوَرَ الجبال، فأساء السّيرة، وقتل جماعة، وصادر، ثم هَمّ بالخروج واللُّحوق ببابَك الخرمي، فظفر به عُجَيْف الأمير، وأتي به المأمون فقتله، وقتل معه أخاه حُسينًا سنة سبع عشرة ومائتين.(5/408)
291 - عمّار بن عبد الجبّار، أبو الحَسَن القُرشيّ، مولاهم المَرْوَزِيّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
رَوَى عَنْ: شُعْبَة، وغيره.
تُوُفّي في ذي الحجّة سنة إحدى عشرة.
وقد ذكره الخطيب في تاريخه
فقال: سَمِعَ مِنْ: ابن أبي ذئب، ومبارك بن فَضَالَةَ، وشعبة.
رَوَى عَنْهُ: عبّاس الدُّوريّ، وإبراهيم بن دَنُوقا، ومحمد بن إسرائيل الْجَوْهريّ، وأحمد بن زياد السّمسار.
تُوُفّي بمكة.
قال البخاريّ: مات بعد أيّام التّشريق بيوم.
قلت: هو صدوق.(5/409)
292 - عمار بن مطر الرهاوي. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: ابن ثَوْبان، وابن أبي ذئب، ومالك، وسعيد بن عبد العزيز.
وَعَنْهُ: أحمد بن عبد الله الباجُدّائيّ، وأحمد بن داود المكّيّ، وغيرهما.
قال ابن عديّ: متروك.(5/409)
293 - عَمْرو بن حَكّام، أبو عثمان البَصْريُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ شُعْبة وهو مُكِثْرٌ عنه.
له عنه نحو أربعة آلاف حديث لكنّه ضعيف بمرّة. [ص:410]
قال البخاري: ضعفه علي ابن المَدِينيّ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ترك حديثه.
وهو صاحب حديث "حق الزنجبيل".
توفي سنة تسع عشرة.
والحديث مُنْكَر، رواه عَنْ شُعبة، عَنْ عليّ بْن زيد، عَنْ أَبِي المتوكّل، عَنْ أَبِي سعيد: أنّ ملك الرُّوم أُهْدِيَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جرّة زَنْجَبِيل فقسّمها بين أصحابه، لكلّ واحدٍ قطعة، وأعطاني قطعة.
قلت: الحُفّاظ استنكروه لأنّه ما أتى بِهِ أحد عَنْ شُعْبة سواه. وأنا أستنكره أيضًا لمعناه. كيف يُهدي ملك الروم الزَّنْجبيل إلى الحجاز، وإنّما يُهدى الزَّنْجبيل من هناك إلى أرض الروم؟ فهو كما قِيلَ: " كجالب التمر إلى هَجَر ".
وهذا الحديث رواه عَنْهُ عبد الله بْن أَبِي زياد القَطَوانيّ، وأسِيد بْن عاصم، وعبد العزيز بْن معاوية، وسفيان بْن محمد الفَزَاريّ، وآخرون.
وَرَوَى عَنْهُ: أيضًا رجاء بْن الجارود، ومحمد بْن داود، وأبو رفاعة، وآخرون.
وسمع أيضًا من: سليمان بْن حِبّان.(5/409)
294 - عمر بن راشد. مولى مروان بن عثمان. [الوفاة: 211 - 220 ه]
شيخ مصريّ.
عَنْ: ابن عَجْلان، وابن أبي ذئب، وهشام بن عُرْوة، وعبد الرحمن بن حَرْمَلَة، وغيرهم.
وَعَنْهُ: أبو مُصْعب المَدِينيّ الملقب بمُطَرِّف، وأحمد بن عبد المؤمن المِصْريُّ، ويعقوب بن سُفيان الفَسَويّ.
وهو مُنْكر الحديث بمرّة، يأتي بعجائب.
قال ابن أبي حاتم: شيخ مدنيّ سكن القُلْزُم. قال أبي: تركت السَّمَاعَ منه لمّا وجدت حديثه كذبًا.
قلت: هو عمر بن راشد الجاريّ، كان ينزل الجار أيضا، وهو القرشي. [ص:411]
قال الدارقطني: متروك.(5/410)
295 - ق: عمر بن سهل بن مروان المازنيّ، أبو حفص الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
نزيل مكّة.
رَوَى عَنْ: مبارك بن فَضَالَةَ، وأبي الأشهب العُطَارديّ، وبحر بن كُنَيْز السَّقّاء، وأبي حمزة العطّار، وجماعة.
وَعَنْهُ: بكر بن خَلَف، ومؤمّل بن إهاب، ويحيى بن عَبْدك القزوينيّ، ويعقوب الفَسَويّ، وبِشْر بن موسى الأسَديّ، وعبد الله بن شَبِيب الرَّبعيّ، وجماعة.
له حديث واحد في " سُنَن ابن ماجه ".(5/411)
296 - عُمَر بن عَمْرو، أبو حفص العسقلانيّ الطَّحَّان. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: سُفْيان الثَّوريّ، وأبي فاطمة النَّخَعيّ، وعمر بن صُبح، ومحمد بن جابر، وصَدَقة الدّمشقيّ.
وَعَنْهُ: زكرّيا بن الحَكَم، وأبو قُرْصافة العَسْقلّانيّ، وإبراهيم بن أبي سُفيان القَيْسرانيّ، ومحمد بن عبد الحكم القطري.
قال ابن عديّ: كان في عِداد من يضع الحديث. حدث بالبواطيل.(5/411)
297 - عمر بن يزيد الرفاء الشَّيبانيّ البَصْريُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: عِكْرِمة بن عمّار، وشُعْبة.
وَعَنْهُ: سليمان بن توبة النَّهْروانيّ، وأبو حاتم ثم تركه، وضرب الفلاس على حديثه، واتهمه غيره.(5/411)
298 - خ م د: عَمْرو بن الربيع بن طارق، أبو حفص الهلالي الكُوفيُّ ثم المصري. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: يحيى بن أيّوب، واللَّيث، ومالك، وابن لَهِيعة، وعِكْرِمة بن إبراهيم المَوْصليّ قاضي الرّيّ.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، وأبو داود، عن رجل عنه، وإسحاق الكوسج، وأبو بكر الصاغاني، وأبو حاتم، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وإبراهيم بْن دِيزِيل، ويحيى بْن عثمان بْن صالح، وطائفة. [ص:412]
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال ابن يونس: تُوُفّي لثمانٍ بقين من ربيع الأول سنة تسع عشرة.(5/411)
299 - ع: عَمْرو بن أبي سَلَمَةَ التِّنِّيسيُّ، أبو حفص الهاشميُّ، مولاهم الدِّمشقيُّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
نزيل تِنِّيس.
عَنْ: الأوزاعيّ، وأبي مُعَيْد حفص بن غَيْلان، وزُهير بن محمد التميمّي، وعبد الله بن العلاء بن زَبْر، وصَدَقَة بن عبد الله السَّمين، ومالك، واللَّيْث، وجماعة.
وَعَنْهُ: عبد الله بن محمد المُسْنَديّ، وأحمد بن صالح الطَّبريّ، ومحمد بن يحيى الذُّهليّ، ومحمد بن وَارَةَ، ومحمد بن عبد الله ابن البَرْقِي، وأخوه أحمد بن عبد الله، ومحمد بن إدريس الشّافعيّ، ومات قبله بزمان، وعبد الله بن محمد بن سَعِيد بن أبي مريم، وأحمد بن مسعود المقدسيّ، وخلق.
قَالَ حُمَيْد بْن زَنْجُوَيْه: لمّا رجعنا من مصر دخلنا عَلَى أحمد بْن حنبل، فقال: مررتم بأبي حفص عمرو بن أبي سلمة؟ فقلت: وما عنده؟ إنما عنده خمسون حديثًا والباقي مناولة، قَالَ: كنتم تنظرون في المناولة وتأخذون منها.
قَالَ الوليد بْن بَكْر الحافظ الأندلُسيّ: عَمْرو بْن أبي سَلَمَةَ أحد أئمّة الأخبار من نَمَط ابن وهْب، يختار من قول مالك، والأوزاعيّ.
ضعّفه ابن معين. ووثقه جماعة.
وتوفي سنة أربع عشرة على الصّحيح. وقيل: سنة ثلاث عشرة.
وحديثه في الكتب.(5/412)
300 - ع: عَمرو بن عاصم بن عُبَيد الله بن الوازع، أبو عثمان الكلابي القَيْسيُّ البَصْريُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: شعبة، وهَمّام، وجَرِير بن حازم، وحمّاد بن سلمة، وجده عبيد الله بن الوزاع، وطائفة.
وَعَنْهُ: البخاري، والستة بواسطة، وأحمد بن إسحاق [ص:413] السَّرْمَارِي، والحسن بن علي الحلواني، وعبد الله الدارمي، وبندار، وعبد بن حميد، ويعقوب الفسوي، ومحمد بن يونس الكديمي، وطائفة كبيرة.
وثقة ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وقال إسحاق بن سيار: سمعته يقول: كتبت عن حمّاد بضعة عشر ألفًا.
وقال البخاريّ: مات سنة ثلاث عشرة.(5/412)
301 - ق: عمرو بن عثمان بن سيّار الكلابي الرَّقّيّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: زُهَير بن معاوية، وعُبَيْد الله بن عَمْرو، وإسماعيل بن عيّاش، وموسى بن أَعْيَن، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بن الأزهر، وَسَلَمَةُ بن شبيب، وعبد الله بْن حمّاد الآمُليّ، ومحمد بْن يحيى الذُّهلّي، وسَمُّوَيْه، وأحمد بن إسحاق الخشّاب، وخلْق.
قال أبو حاتم: يتكلمون فيه. كان شيخًا أعمى بالرَّقَّة يحدّث النّاس من حفظه بأحاديث منكرة.
وقال النَّسائيّ: متروك الحديث.
وقال ابن عدي: هو ممّن يُكْتَب حديثُهُ.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثّقات " وقال: مات سنة تسع عشرة.
وقال غيره: سنة سبْع عشرة، والأول أشبه.(5/413)
302 - عَمْرو بن محمد الأعْسَم الزَّمِن. [الوفاة: 211 - 220 ه]
بصْريٌّ نزل بغداد،
وَحَدَّثَ عَنْ: فُضَيْل بن مرزوق، وحسام بن مصك، [ص:414] وقيس بن الربيع.
وَعَنْهُ: عليّ بن إشْكاب، ورجاء بن الجارود، وزكريّا بن يحيى النّاقد.
قال الدَّارَقُطْنيّ: ضعيف، كثير الوهْم.
وممّن رَوَى عَنْهُ: أحمد بن الحسين بن عبّاد البَغْداديُّ.
فَرَوَى عَنْهُ: عن سليمان بن أرقم، وعن إسماعيل بن عيّاش، وجماعة.
وَقَدْ وَهَّاهُ ابْنُ حِبَّانَ، وذكر له أحاديث منها: عن سليمان بن أرقم عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: " «مَنْ أَتَى حَائِضًا فَجَاءَ وَلَدُهُ أَجْذَمَ فَلا يَلُومَنَّ إِلا نَفْسَهُ» ".(5/413)
303 - عَمْرو بن مُخَرِّم، أبو قَتَادة. [الوفاة: 211 - 220 ه]
بصْريٌّ، متروك.
رَوَى عَنْ: جرير بن حازم، وثابت الحفّار، شيخ يروي عن ابن أبي مُلَيْكَة، ويزيد بن زُرَيْع، وسُفيان بن عُيَيْنَة.
وَعَنْهُ: جعفر بن طَرْخان، وأحمد بن عمر بن يونس، وجماعة.
قال ابن عديّ: روى البَوَاطيل.(5/414)
304 - عَمْرو بن مَسْعدة بن سعيد بن صول، الأديب أبو الفضلٍ الصُّوليّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
أحد كُتَّاب المأمون البُلَغاء. كان فصيحًا مُفَوَّهًا جوادا ممدحا.
توفي سنة سبع عشرة بأذنة في خدمة المأمون.
وقيل: إنّه خلَّف ثمانين ألف ألف درهم، فرُفِع ذَلكَ إلى المأمون فقال: هذا لمن اتّصل بنا قليل، فَبَارك اللَّه لِوَرَثَته.(5/414)
305 - عَمْرو بن منصور القيسيّ البَصْريُّ القدّاح. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: هشام بن حسّان، وأبي هاشم الزَّعْفَرانيّ، وشُعْبة، ومبارك بن فضالة، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بن عاصم الثَّقفيّ، ويعقوب الفَسَويّ، وأبو حاتم، وأبو [ص:415] عبد الله البخاريّ في كتاب " القراءة خلف الإمام "، وآخرون.
تُوُفّي سنة خمس عشرة.
ووثّقه ابن حبان.(5/414)
306 - ق: عمرو بن هاشم البيروتي، أبو هاشم. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: ابن عَجْلان إنْ صحّ، وَعَنْ: الأوزاعيّ، وعبد الله بن لَهِيعَة، والهَيْثَم بن حُمَيْدٍ، وهقل بن زياد، وجماعة.
وَعَنْهُ: يوسف بن بحر قاضي حمص، ومحمد بن عَوْف الطّائيّ، ومحمد بن مسلم بن وَارَةَ، وأبو زُرْعة الرازيّ، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وبكر بن سهل الدِّمْياطيّ، وطائفة.
قال ابن وَارَةَ: كان قليل الحديث، وليس بذاك. كان صغيرًا حين كتب عن الأوزاعيّ.
وقال ابن عديّ: ليس به بأس.(5/415)
307 - عوف بن محلّم، أبو المِنْهال الخُزاعيّ النّديم. [الوفاة: 211 - 220 ه]
كان إخباريًا علامة، شاعرًا مجوِّدا. وكان عبد الله بن طاهر يقدّمه ويُكْرِمه. وكان أبوه طاهر لَا يكاد يفارق عَوْفًا. وأصله من حَرّان، وهو القائل:
إنّ الثمانين وبلغتها ... قد أحوجت سمعي إلى ترجمان
وبدلتني بالشطاط الحنا ... وكنت كالصعدة تحت السنان
منها:
فقرباني بأبي أنتما ... من وطني قبل اصفرار البنان
وقبل منعاي إلى نسوةٍ ... أوطانها حران والرَّقَّتَان
فأَذِن له عبد الله بن طاهر في السفر إلى وطنه، فمات في الطريق.(5/415)
308 - ق: عَوْنُ بنُ عُمارة، أبو محمد العبْديَ البَصْريُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: حُمَيْد الطّويل، وبَهْز بن حكيم، وعبد الله بن عون، وسليمان التيمي، [ص:416] وهشام بن حسّان، وعبد الله بن المُثَنَّى الأنصاري، وسعيد بن أبي عروبة، ومحمد بن عمرو، وطائفة.
وَعَنْهُ: أحمد بْن الأزهر، وأحمد بْن يوسف النَّيْسابوريّان، والحسن بن عليّ الخلال، وإسحاق بن سَيّار، والحارث بن أبي أسامة، وعبَّاس الدُّوريّ، وأبو قلابة الرَّقَاشيّ، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ، وخلْق.
قال أبو زُرْعة: مُنْكَر الحديث.
وقال البخاري: تعرف وتنكر.
وقال أبو حاتم: أدركته ولم أكتب عنه.
وقال ابن عدّي: يُكْتَب حديثُهُ.
وقال مُطَيِّن: توفي سنة اثنتي عشرة.(5/415)
309 - خ ت ق: العلاء بن عبد الجبّار، أبو الحَسَن العطَّار [الوفاة: 211 - 220 ه]
مولى الأنصار.
بصْريٌّ مشهور، سكن مكّة،
وَحَدَّثَ عَنْ: الحمَّادَيْن، ومبارك بن فَضَالَةَ، وجَرِير بن حازم، ونافع بن عمر، ووهيب بن خالد، وطائفة.
وَعَنْهُ: البخاري، والترمذي، وابن ماجه، عَنْ رجلٍ عَنْهُ، وإبراهيم بْن يعقوب الْجُوزَجَانيّ، وأحمد بْن الفُرات، وأحمد بْن سليمان الرُّهَاويّ، وعبد الله بن أحمد بن أبي مسرة، وعبد اللَّه بْن شَبِيب المدنيّ الإخباريّ، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وعليّ بْن أحمد بْن النَّضْر الأزْديّ، وولده عبد الجبّار بْن العلاء، وبِشْر بْن موسى، وطائفة.
قال النَّسائيّ: ليس به باس. [ص:417]
قلت: توفي سنة اثنتي عشرة.(5/416)
310 - ت ق: العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سوية المنقري، أبو الهُذَيْل البَصْريُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: عُبَيْد الله بن عِكْراش، ومحمد بن إسماعيل بن طريح الثقفي، وغيرهما.
وَعَنْهُ: محمد بن بشّار، وعمر بن شَبّة، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ، وإسماعيل القاضي، وجماعة.
قال ابن حِبّان: لَا يعجبني الاحتجاج به.
وقال ابن قانع: مات سنة عشرين.
قلت: له حديث واحد في التِّرمِذيّ، وابن ماجة. وكان معمرًا. وذاك الحديث وقع لنا عاليًا في " الغيلانيات " وهو ثماني لابن البخاري.(5/417)
311 - ن: العلاء بْن هلال بْن عُمَر بْن هلال بن أبي عطيّة، أبو محمد الباهليّ الرّقّي. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: حمّاد بن زيد، وإسماعيل بن عيّاش، وخَلَف بن خليفة، وعُبَيْد الله بن عَمْرو الرَّقّيّ، وهُشَيْم، وطائفة.
وَعَنْهُ: ابنه هلال بن العلاء، ومحمد بن عليّ بن ميمون الرَّقّيّ، ومحمد بن جَبَلَة الرّافقيّ، وحفص بن عمر سْنَجة، وأبو إسحاق الْجَوْزَجانيّ، وطائفة.
ضعفه أبو حاتم.
وقال النَّسائيّ: هلال بْن العلاء، عَنْ أبيه، لَهُ غير حديث مُنْكَر فلا أدري [ص:418] أتى منه أو من أبيه.
وقال هلال: وُلد أبي سنة خمسين ومائة، ومات سنة خمس عشرة.(5/417)
312 - عيسى بن جعفر الرياحيّ الكُوفيُّ. قاضي الريّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
رَوَى عَنْ: مِسْعر بن كُدَام، وسفيان الثوري، وعبد العزيز بن أبي رواد، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو حاتم الرازي، وقال: شيخ صالح صدوق، ومحمد بن عمّار الرازيّ، وغيرهما.(5/418)
313 - عيسى بن دينار بن واقد. الفقيه أبو محمد الغافِقيُّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
نزيل قُرْطُبة.
رحل وَسَمِعَ مِنْ: عبد الرحمن بن القاسم وصحِبَه مدَّةً وعوّل عليه.
قَالَ ابن الفَرَضيّ: كانت الفُتْيا تدور عَلَيْهِ بالأندلس، ولا يتقدّمه أحد. وكان صالحًا ورِعًا، يرونه مُسْتَجَاب الدَّعْوة، وكان محمد بْن وضّاح يَقُولُ: هو الذي علّم أهلَ الأندلس الفقه، وقال محمد بْن عبد الملك بْن أيمن: كان عيسى بن دينار أفقه من يحيى بْن يحيى اللّيثيّ.
وقال أبان بْن عيسى بْن دينار: كَانَ أَبِي قد أجمع عَلَى تَرْك الفُتْيا بالرأي، وأحبّ الفُتْيا بما رُوِيَ من الحديث، فأعجلته المَنِيَّةُ عَنْ ذَلكَ.
تُوُفّي سنة اثنتي عشرة ومائتين، رحمه الله.(5/418)
314 - عيسى بن زياد الرازيّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: نُعَيْم بن مَيْسرة، وابن المبارك، ويعقوب القُمّيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو حاتم، وقال: صَدُوق.(5/418)
315 - عيسى بن صَبيح، وهو ابن أبي فاطمة. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: زكريا بن سلّام، والثَّوريّ، ومالك، ويعقوب القُمّيّ، وطائفة.
وَعَنْهُ: عليّ بن مَيْسَرة، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم. [ص:419]
قال أبو حاتم، وغيره: صدوق.(5/418)
316 - م: عيسى بن المنذر السُّلَميُّ الحِمْصيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش، وبقيّة بْن الوليد، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابنه موسى بن عيسى، وإسحاق الكَوْسَج، وابن وَارَةَ.(5/419)
317 - عيسى بن المُنْكَدِر بن محمد بن المُنْكَدِر. القاضي أبو الفضل التَّيْميّ المدنيّ الأصل، المِصْريُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
وُلّي قضاء مصر سنة إحدى عشرة ومائتين، وكان يتنكّر باللّيل ويكشف أخبار الشُّهُود. ولما قدِم المعتصم مصر عزله سنة أربع عشرة، وأقامه للناس، وأخرجه معه إلى بغداد فمات بها في السجن.
وَقَدْ رَوَى عَنْ: أبيه وغيره.
وله بمصر دار كبيرة.(5/419)
318 - عيسى بن موسى الأنصاريّ، أبو عمرو. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: ابن عون، وشعبة.
وَعَنْهُ: أبو حاتم، ووثقه.(5/419)
-[حَرْفُ الْغَيْنِ](5/419)
319 - غسان بن المفضل الغلابي الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
نزل بغداد، وَحَدَّثَ بِهَا عَنْ: مُعْتمر بْن سُلَيْمَان، وعبد الوهّاب الثَّقفيّ، وسفيان بن عيينة.
وَعَنْهُ: محمد بن عبد الله المخرمي، وإسحاق الحربي، ومحمد بن غالب التمتام، وآخرون.
وثقه الدارقطني، وغيره.
ومات كهلا سنة تسع عشرة، وكان عاقلا لبيبا.(5/419)
-[حَرْفُ الْفَاءِ](5/419)
320 - فتح بن سعيد الموصلي، أبو نصر الزاهد، [الوفاة: 211 - 220 ه]
أحد سادات مشايخ الصوفية.
له أحوال ومقامات. يقال: إنه كان يتقوت بفلس نخالة، وورد أنّه رَأَى صبيَّيْن، مَعَ ذَا كسرةٌ عليها كامخ، ومع الآخر كسرةٌ عليها عَسَل. فقال صاحب [ص:420] الكامخ: أطْعِمْنِي من عسلك، قَالَ: إنْ صِرت لي كلبًا أطعمتُك، قَالَ: نعم، فجعل في عُنُقه حبلًا وقال: انبح، قَالَ فتح: لو قنعتَ بكامخك ما صرت لَهُ كلبًا. ثم قَالَ: هكذا الدُّنيا.
وكان فتح قد سَمِعَ الحديث من عيسى بْن يونس، وقدِم بغداد زائرًا لِبشْر الحافي، فأضافه بنصف درهم خُبْزًا وتمرًا.
وهو فتح الصغير، تُوُفّي سنة عشرين. وأمّا الكبير، فهو فتح المَوْصِليّ المُتَوَفَّى سنة سبعين ومائة، رحمهما الله.(5/419)
321 - فُدَيْك بن سليمان، أبو عيسى القَيْسرانيّ العابد. [الوفاة: 211 - 220 ه]
رَوَى عَنْ: الأوزاعيّ، ومحمد بن سوقة.
وَعَنْهُ: البخاري في " جزء رفع اليدين "، وأحمد بن الفُرات، وعَمْرو بن ثور الجذامي، وجماعة.
وقال محمد بن يحيى الذُّهَليّ: كان من العُبّاد.
قلت: وقع لنا حديثه بعُلُوٍّ.(5/420)
322 - الفضل بن خالد، أبو مُعاذ المَرْوَزِيّ النَّحْويّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: سليمان التَّيميّ، وداود بْن أَبِي هند، وغيرهما.
وَعَنْهُ: أيّوب بن الحَسَن، وعليُّ بن الحَسَن الأفطس.
تُوُفّي سنة إحدى عشرة. ورّخه البخاريّ.
وترجمه الحاكم ولم يُضَعِّفْه.
وقال ابن أبي حاتم: رَوَى عَنْهُ: محمد بن شقيق، وعبد العزيز بن مُنيب.(5/420)
323 - ع: الفضل بن دُكَيْن، الإمام أبو نُعَيْم. واسم أبيه عَمْرو بن حمّاد بن زُهَيْر بن دِرْهم التَّيْميّ الطّلحيّ. مولاهم الكُوفيُّ المُلائيّ الأحول، [الوفاة: 211 - 220 ه]
شَرِيك عبد السّلام بْن حرب، وكانا في دكانٍ واحد يبيعان المُلاء. [ص:421]
سَمِعَ: الأعمش، وزكريا بن أبي زائدة، وإسماعيل بن مسلم العبْديّ، وجعفر بن بُرْقان، وأبا خَلدة خالد بن دينار، وسيف بن سليمان المكّيّ، وعمر بن ذَرّ، وفِطْر بن خليفة، ومالك بن مِغْوَلٍ، ومِسْعَر بن كُدَام، وموسى بن عليّ بن رباح، ويونس بن أبي إسحاق، وشعبة، والثوري، وخلقا كثيرا.
وَعَنْهُ: البخاري، والستة، عَنْ رجلٍ عَنْهُ، وأحمد بْن حنبل، وإسحاق بْن راهَوَيْه، ويحيى بْن مَعِين، وأبو خَيْثَمَة، ومحمد بْن يحيى الذُّهَليّ، والدَّارميّ، وعبْد، وعبّاس الدُّوريّ، وأبو زُرْعَة، وأبو حاتم، وأبو زُرْعة الدِّمشقيُّ، ومحمد بْن سَنْجَر الْجُرْجانيّ، ومحمد بْن جعفر القَتَّات، ومحمد بْن الحَسَن بْن سَمَاعة، وعليّ بْن عبد العزيز البَغَويّ، وخلْق كثير.
وقد رَوَى عَنْهُ: عبد الله بن المبارك مع تقدُّمه.
قَالَ أبو حاتم: قَالَ أبو نُعَيْم: شاركتُ الثوَّريّ في أربعين أو خمسين شيخًا.
وأمّا حنبل بْن إسحاق فقال: قَالَ أبو نُعَيم: كتبت عن نيفٍ ومائة شيخ ممن كتب عنهم سفيان.
وقال محمد بن عبدة بن سليمان: كنت مع أبي نعيم، فقال لَهُ أصحاب الحديث: يا أبا نُعَيْم، إنما حملت عَنِ الأعمش هذه الأحاديث، فقال: وَمَن كنت أَنَا عند الأعمش؟ كنت قِرْدًا بلا ذَنَب.
وقال صالح بْن أحمد بْن حنبل: قلت لأبي: وكيع، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أين يقع أبو نعيم من هؤلاء؟
قَالَ: يجيء حديثه عَلَى النصف من هَؤُلّاءِ إلّا أنّه كيّس يَتحرَّى الصِّدق، قلت: فأبو نُعَيْم أثْبَتُ أو وكيع؟ قَالَ: أبو نُعَيْم أقلُّ خَطَأً.
وقال حنبل: سُئِل أبو عبد الله فقال: أبو نُعَيْم أعلم بالشيوخ وأنسابهم، وبالرجال، ووكيع أفقه.
وقال يعقوب بن شيبة: سمعت أحمد بن حنبل يَقُولُ: هُوَ أثبت من وكيع. [ص:422]
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أخطأ وكيع في خمس مائة حديث.
وقال أحمد بْن الحسن التِّرْمِذِيّ: سمعتُ أبا عبد الله يَقُولُ: إذا مات أبو نُعَيْم صار كتابُه إمامًا. إذا اختلف النّاس في شيءٍ فزِعوا إِلَيْهِ.
وقال أبو زُرْعة الدِّمشقي: سَمِعْتُ يحيى بْن معين يَقُولُ: ما رَأَيْت أثبت من رجُلَين: أبو نُعَيْم، وعفّان.
وسمعت أحمد بْن صالح يَقُولُ: ما رَأَيْت محدّثًا أصدق من أَبِيّ نُعَيْم.
وقال يعقوب الفَسَويّ: أجمعَ أصحابنا أنّ أبا نُعَيْم كَانَ غايةً في الإتقان.
وقال أبو حاتم: كَانَ حافظًا مُتْقِنًا، لم أرَ من المحدّثين من يحفظ ويأتي بالحديث على لفظٍ واحدٍ لا يغيره سوى قبيصة وأبي نعيم في حديث الثَّوريّ.
وكان أبو نُعَيْم يحفظ حديث الثَّوريّ حِفْظًا جيّدًا، وهو ثلاثة آلاف وخمس مائة حديث، ويحفظ حديث مِسْعَر وهو خمس مائة حديث. وكان لَا يُلقّن.
وقال الرَّماديّ: خرجت مَعَ أحمد وابن مَعِين إلى عبد الرزاق خادما لهما، فلما عدنا إلى الكوفة. قال يحيى: أريد أختبر أبا نعيم، فقال أحمد: لا نريد، الرجل ثقة، فقال يحيى: لَا بُدَّ لي، فأخذ ورقةً فكتب فيها ثلاثين حديثًا، وجعل عَلَى رأس كلّ عشرة منها حديثًا لَيْسَ من حديثه. ثم جاءوا إلى أَبِي نُعَيْم، فخرج وجلس عَلَى دُكّان طين، وأخذ أحمد فأجلسه عَنْ يمينه، وأخذ يحيى فأجلسه عَنْ يساره. ثم جلست أسفل الدُّكّان. ثم أخرج يحيى الطَّبَق، فقرأ عَلَيْهِ عشرة أحاديث، فلمّا قرأ الحادي عشر قَالَ أبو نُعَيْم: لَيْسَ هذا من حديثي، اضرب عَلَيْهِ. ثم قرأ العشر الثاني، وأبو نعيم ساكت، فقرأ الحديث الثاني، فقال أبو نعيم: ليس هذا من حديثي، فاضرب عليه. ثم قرأ العشر الثالث، وقرأ الحديث الثالث، فتغيّر أبو نُعَيْم وانقلبت عيناه، ثم أقبل عَلَى يحيى، فقال: أمّا هذا، وذراع أحمد بيده، فأورع من أن يعمل مثلَ هذا، وأمّا هذا، يُريدني، فأقلّ من أن يفعل ذَلكَ. ولكن هذا من فِعْلك يا فاعل. ثم أخرج [ص:423] رِجْلَه فرفس يحيى بْن مَعِين، فرمى بِهِ من الدكان، فقام ودخل داره. فقال أحمد ليحيى: ألم أَمْنَعْك من الرجل وأَقُلْ لك: أنّه ثبتٌ؟ قَالَ: واللهِ لَرَفْسَتُه لي أحبُّ إليّ من سَفْرَتي.
وقال محمد بْن عبد الوهّاب الفرّاء: كنّا نهاب أبا نُعَيْم أشدَّ من هَيْبة الأمير.
وقال أحمد بْن مُلاعِب: حدّثني ثقة، قَالَ: قَالَ أبو نُعَيْم: ما كَتَبت عليَّ الحَفَظَة أنّي سَبَبْتُ معاوية.
وقال محمد بْن أبان: سَمِعْتُ يحيى القطان يقول: إذا وافقني هذا الأحول ما باليتُ مَن خالفني.
وقال يعقوب بْن شَيْبة: سَمِعْتُ أحمد بْن حنبل يَقُولُ: أبو نُعَيْم نزاحم بِهِ ابن عُيَيْنَة.
وَقَالَ حَنْبَلٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: شيخان كَانَ النّاس يتكلّمون فيهما ويذكرونهما، وكنّا نَلْقى من الناس في أمرهما ما اللَّهُ بِهِ عليم. قاما لِلَّه بأمرٍ لم يقم بِهِ كبيرُ أحد: عفّان، وأبو نُعَيْم.
وقال أبو العبّاس محمد بْن إسحاق الثَّقفيّ: عَنِ الكُدَيْميّ: لما دخل أبو نُعَيْم عَلَى الوالي ليمتحنه، وثَمّ أحمد بْن يونس، وأبو غسّان، وغيرهما. فأَوَّلُ من امتُحِن فلانٌ فأجاب، ثم عطف عَلَى أَبِي نُعَيْم فقال: قد أجاب هذا. ما تَقُولُ؟ فقال: واللَّهِ ما زلتُ أَتّهم جَدَّه بالزَّنْدَقة. ولقد أخبرني يونس بْن بُكَيْر أنّه سَمِعَ جد هذا يقول: لا بأس أن يرمي الْجَمْرة بالقوارير. أدركت الكوفة وبها أكثر من سبع مائة شيخ، الأعمش فمَن دُونَه يقولون: القرآن كلام اللَّه. وعُنُقي أهون عليّ من زِرّي هذا. فقام إِلَيْهِ أحمد بْن يونس فقبّل رأسه، وكان بينهما شَحْناء، وقال: جزاك اللَّه من شيخٍ خيرًا.
روى أحمد بْن الحَسَن التِّرمِذيّ، وغيره، عَنْ أَبِي نُعَيْم قَالَ: القرآن كلام اللَّه لَيْسَ بمخلوق.
وقال صاحب " مرآة الزَّمان ": قَالَ عبد الصَّمد بْن المهتدي: لما دخل [ص:424] المأمون بغداد، نادى بتَرْك الأمر بالمعروف وَالنَّهْيِ عَنِ المُنْكَر، وذلك لأنّ الشيوخ بقوا يَضْرِبُون ويَحْبِسون، فنهاهم المأمون، وقال: قد اجتمع النّاس عَلَى إمامٍ، فمرّ أبو نُعَيْم فرأى جنديًا وقد أدخل يده بين فخذي امرأةٍ، فنهاه بعُنْف، فحمله إلى الوالي، فحمله الوالي إلى المأمون، قَالَ: فأُدخِلتُ عَلَيْهِ بُكْرةً وهو يُسَبّح، فقال: توضّأ. فتوضّأت ثلاثًا ثلاثًا، عَلَى ما روى عبد خير، عن علي فصليت ركعتين. فقال: ما تَقُولُ في رَجُل مات عَنْ أبوين؟ فقلت: للأم الثلث وما بقي للأب، قَالَ: فإنْ خلّف أبَوَيْه وأخاه؟ قلت: المسألة بحالها، وسقط الأخ، قَالَ: فإنْ خلَّف أبَوَيْن وأَخَوَيْن؟ قلت: للأمّ السُّدُس، وما بقي للأب، فقال: في قول النّاس كلّهم؟ قلت: لَا، إنّ جدّك ابن عبّاس ما حجب الأمّ عَنِ الثُّلث إلّا بثلاثة إخوة، فقال: يا هذا مَن نهى مثلَكَ عَنْ أن يأمر بالمعروف ويَنْهَى عَنِ المُنْكَر؟ إنّما نهينا أقوامًا يجعلون المعروف مُنْكَرًا، ثم خرجت.
وقال أبو بَكْر المَرُّوذِيّ، عَنْ أحمد بْن حنبل: إنما رفع الله عفان وأبا نُعَيْم بالصِّدق حين نُوّه بذِكْرهما.
وقال أبو عُبَيْد الآجُرِّيّ: قلت لأبي داود: كَانَ أبو نُعَيْم حافظًا؟ قَالَ: جدًّا.
وقال هارون بن حاتم: سألت أبا نُعَيْم متى وُلِدْت؟ قال: سنة تسعٍ وعشرين ومائة.
وقال أحمد بن مُلاعب: سمعته يقول: ولدت في آخر سنة ثلاثين ومائة.
قلت: ومات شهيدًا، فإنّه طُعِن في عُنقه وحصل له ورشكين.
وقال يعقوب بن شَيْبة، عن بعض أصحابه: إن أبا نُعَيْم مات بالكوفة ليلة الثُّلاثاء لانسلاخ شَعبان سنة تسع عشرة.
وقال غيره: مات في رمضان، ولا مُنَافَاةَ بين القَوْلَين، فإنّ مُطَيِّنًا رأَى أبا نُعَيم وخاطَبَه، وقال: مات يوم الشَّكّ من رمضان سنة تسع عشرة. وقد غلط محمد بن المُثَنَّى فخالف الجمهور وقال: مات سنة ثمان عشرة في آخرها.
وقال بِشْر بْن عبد الواحد: رَأَيْت أبا نُعَيْم في المنام فقلت: ما فعل بك [ص:425] ربك؟ يعني فيما كَانَ يأخذ عَلَى الحديث، قَالَ: نظر القاضي في أمري، فوجدني ذا عيالٍ فَعَفَا عنّي.
وقال عليّ بْن خَشْرَم: سَمِعْتُ أبا نُعَيم يَقُولُ: يلومونني عَلَى الأخذ، وفي بيتي ثلاث عشر، وما في بيتي رغيف.
قلت: كَانَ بين الفخر علي ابن البخاريّ وبين أَبِي نُعَيْم خمسةُ أنفس في عدة أحاديث. وهو أجل شيخ للبخاري.(5/420)
324 - ق: الفضل بن الموفق، أبو الجهم الكُوفيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
ابن عَمّة سُفْيان بن عُيَيْنَة.
سَمِعَ: فُضَيْل بن مرزوق، ومِسْعَر بن كُدَام، وسُفْيان الثُّوريّ.
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن سَيَّار النَّصِيبيّ، وأبو أُمَيّة الطَّرَسوسيّ.
ضعفّه أبو حاتم، وغيره. وليس بالمتروك.(5/425)
325 - فَهْد بن عوف، أبو ربيعة القُطَعيّ، واسمه زيد، ولَقَبُهُ فهد. [الوفاة: 211 - 220 ه]
رَوَى عَنْ: حمّاد بن سَلَمَةَ، ووُهَيْب، وأبي عَوَانَة، وشريك وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو حاتم الرازيّ، ومحمد بن الْجُنَيْد، وآخرون.
تركه الفلّاس، ومسلم.
وقال أبو حاتم: ما رأيت بالبصرة أَكْيَس ولا أحلى من أبي ربيعة.
قِيلَ لَهُ: فما تَقُولُ فيه؟ قال: تعرف وتنكر.
وقال أبو زُرْعة: اتهم بسَرِقَة حديثَين.
قلت: تُوُفّي في المحرَّم سنة تسع عشرة ومائتين.(5/425)
326 - فيض بن الفضل، أبو محمد البَجَليّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه][ص:426]
عَنْ: مِسْعَر، ومالك بن مِغْوَلٍ، وعمر بن ذَرّ.
وَعَنْهُ: أبو حاتم الرازيّ، وإبراهيم بن ديزيل، والفضل بن يوسف القصباني، وغيرهم.(5/425)
327 - الفيض بن إسحاق، أبو يزيد الرَّقّي، [الوفاة: 211 - 220 ه]
خادم الفُضَيْل بن عِياض.
سَمِعَ: الفُضَيْل، ومحمد بن عبد الله بن عُبَيد المُحْرِم.
وَعَنْهُ: محمد بن غالب بن سعيد الأنطاكيّ، وعبد الله بن الربيع الرَّقّي، وهلال بن العلاء.(5/426)
-[حَرْفُ الْقَافِ](5/426)
328 - ت ن: القاسم بن كثير القرشي. مولاهم المِصْريُّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
قاضي الإسكندريّة.
رَوَى عَنْ: أبي غسّان محمد بن مُطَرِّف، واللَّيْث بن سعد.
وَعَنْهُ: أبو محمد الدَّارميّ، ومحمد بن سهل بن عسكر، ويزيد بن سِنان البَصْريُّ، وآخرون.
قَالَ النَّسائيّ: ثقة.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ يونس: يقال: إنه من أهلِ العراق، وهو عندي مصريّ.
وكان رَجُلا صَالِحًا.
تُوُفِّيَ قَرِيبًا مِنْ سَنَةِ عِشْرِينَ ومائتين.(5/426)
329 - قالون المقرئ. صاحب نافع بن أبي نُعَيْم، واسم قالون عيسى بن مِينَا بن وَرْدَان بن عيسى الزُّرَقّي، مولى الزُّهْريّين، أبو موسى المدنّي النَّحْويّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
معلّم العربّية.
يقال: إنه ربيب نافع، وهو الذي لقبه قالون لجودة قراءته.
وقالون معناه جيّد، وهي لفظة رومّية.
حدّث عن شيخه نافع، وعن محمد بن جعفر بن أبي كثير، وعبد الرحمن بن أبي الزَّناد، وغيرهم.
وَعَنْهُ: أبو زُرْعة الرازيّ، وإبراهيم بن دِيزِيل، وإسماعيل القاضي، وموسى بن إسحاق القاضي، وجماعة.
وقرأ عَلَيْهِ القرآن طائفة كبيرة، منهم: ابنه أحمد، وأحمد بْن يزيد الحُلْوانيّ، وأبو نَشِيط محمد بْن هارون، وأحمد بْن صالح المِصْريُّ الحافظ. [ص:427]
وانتهى إليه رئاسة الإقراء في زمانه بالحجاز. ورحل إِلَيْهِ النَّاس، وطال عُمره، وبَعُد صِيتُهُ.
قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم: سمعت عليَّ بْن الحَسَن الهِسِنْجانيّ يَقُولُ: كَانَ قالون شديد الصَّمَم. فلو رَفَعت صوتك حتّى لَا غاية، لَا يسمع، فكان ينظر إلى شَفَتَيِ القارئ فيردّ عَلَيْهِ اللَّحن والخطأ.
وقال عثمان بن خرزاذ الحافظ: حدثنا قالون قال: قَالَ لي نافع: كم تقرأ، اجلس إلي أسطوانة حتّى أُرسل إليك.
وقال أبو عَمْرو الدّانيّ: عرض أيضًا عَلَى عيسى بْن وَرْدان الحَذّاء.
روى القراءة عَنْهُ: ابناه أحمد وإبراهيم، والحُلْوانيّ، وأحمد بْن صالح، ومحمد بْن عبد الحَكَم القطْريّ، وعثمان بْن خُرَّزاد، ثم سمّى جماعة.
قلتُ: تُوُفّي قالون سنة عشرين ومائتين، ورّخه غير واحد، وعاش نيِّفًا وثمانين سنة.
وغلط من قال: تُوُفّي سنة خمسٍ ومائتين غلطا بينا.(5/426)
330 - ع: قَبِيصَةُ بنُ عُقْبة بن محمد بن سُفيان بن عقبة، أبو عامر السوائي الكُوفيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: شعبة، وسفيان، وإسرائيل، وورقاء، وطبقتهم، وعن أكبر منهم كعيسى بن طَهْمان، وفِطْر بن خليفة، ومالك بن مِغْوَلٍ، ومِسْعَر، وعاصم بن محمد العمري.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، والأربعة، عَنْ رجلٍ عَنْهُ، وعبد بْن حُمَيْد، ومحمود بْن غَيْلان، ومحمد بْن إسحاق الصَّغانيّ، وأبو زُرْعة الرّازيّ، وأحمد بْن سليمان الرّهاويّ، والحارث بْن أَبِي أُسامة، وحفص بْن عُمر سَنْجَة، وخلْق.
قال حنبل: قال أبو عبد الله: كان قَبِيصة كثير الغَلَط، وكان رجلًا صالحًا ثقة، لَا بأس به. وأيّ شيء لم يكن عنده، يعني أنّه كثير الحديث.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: سمعت أبي يذكر أبا حُذَيْفة، فقال: قَبِيصة أثبت منه جدًا، يعني في سُفْيان. [ص:428]
وقال ابن مَعِين: قَبِيصة ثقة في كلّ شيء، إلا في حديث سُفيان، ليس بذاك القويّ. فإنّه سمع منه وهو صغير.
وقال يعقوب الفَسَويّ: سَمِعْتُ قَبِيصة يَقُولُ: صلَّيت بسُفْيان الفريضة.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: لو حدَّثنا قَبِيصة، عَنِ النَّخَعيّ لَقَبِلْنا منه.
وقَالَ ابنُ أبي حاتم: سُئِل أبو زُرْعة عَنْ قَبِيصة، وأبي نُعَيْم فقال: كان قبيصة أفضل الرجلين، وأبو نعيم أتقن الرجلين.
وقال أبو حاتم: لم أر من المحدثين من يحفظ ويأتي بالحديث على لفظ واحدٍ لا يغيره سوى قبيصة، وأبي نعيم في حديث الثَّوريّ، وسوى يحيى الحِمّانيّ في حديث شَرِيك، وعليّ بْن الْجَعْد في حديثه.
وقال إسحاق بْن سيّار النَّصِيبيّ: ما رأيت من الشيوخ أحفَظَ مِن قَبِيصة.
وكان هنّاد بْن السَّرِيّ صالحًا كثير البكاء. فإذا ذكر قَبِيصة قَالَ: الرجل الصّالح. وتّدْمَع عيناه.
وقال جعفر بْن حَمْدُوَيْه: كنّا عَلَى باب قَبِيصة ومعنا دُلَف بن أبي دلف، ومعه الخدم يكتب الحديث. فصار إلى باب قَبِيصة، فدقّ عليه فأبطأ، فعاوده الخدم وقيل: ابن ملك الجبل عَلَى الباب، وأنت لَا تخرج إليه؟ فخرج وفي طرف إزاره كسر من الخُبْز. فقال: رجلٌ قد رضي من الدنيا بهذا، ما يصنع بابن ملك الجبل؟ واللَّهِ لَا حدّثْتُهُ. فلم يحدِّثْه.
وقال هارون الحمال: سمعته يقول: جالست الثوري وأنا ابن ستّ عشرة سنة ثلاث سِنِين.
قال مطين، وغيره: مات في صفر سنة خمس عشرة، رحمه الله.(5/427)
331 - قُتَيْبة بن مِهران الآزاذانيُّ الأصبهانيُّ المقرئ صاحب الإمالة. [أبو عبد الرحمن] [الوفاة: 211 - 220 ه]
أخذ القراءة عن الكِسائيّ.
وَحَدَّثَ عَنْ: شُعبة، والَّليْث بن سَعْد، وأبي مَعْشَر نَجِيح، وجماعة. وكنيته أبو عبد الرحمن قرأ عليه إدريس بن عبد الكريم الحدّاد، والعبّاس بن الوليد بن مِرْداس، وأحمد بن محمد بن حوثرة الأصم، وزهير بن أحمد الزَّهْراني، وبِشْر بن إبراهيم الثَّقَفيّ، وقُرَّاء إصبهان. وانتهت إليه رياسة الإقراء بأصبهان. وله إمالات مزعجة ومعروفة. وقد صحب الكسائي مدة طويلة. وأخذ أيضا عن إسماعيل بن جعفر وسليمان بن مسلم.
حدَّث عنه إسماعيل بن يزيد القطّان، ويونس بن حبيب، وعُقَيْل بن يحيى، وعبد الرحمن بن محمد، الإصبهانيون.
وكان موجودًا في حدود العشرين ومائتين، لأنّ إدريس أدركه وقرأ عليه.
وقال يونس بن حبيب: كان من خِيار النّاس، وكان مقرئ أصبهان في زمانه.
وروى العباس بن الوليد عن قُتَيْبة أنّه قرأ: {وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الملكين} بالكسر، جعلهما من ملوك الدُّنيا. وقال عُقَيْل بن يحيى: سَمِعْتُ قُتَيْبة يقول: قرأت على الكِسائيّ، وقرأ عليَّ الكِسائيّ، وقيل: إنّه صحب الكسائي خمسين سنة.(5/429)
332 - قَحْطَبَة بن غُدانة، أبو مَعْمَر الْجُشَميّ البَصْريُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: هشام الدَّسْتُوَائيّ، وسعيد بن أبي عَرُوبة.
سمع منه أبو حاتم، وقال: صدوق.(5/429)
333 - ن: قُدَامةُ بنُ محمد بن قُدَامة بن خَشْرم الأشجعي المدني. [الوفاة: 211 - 220 ه][ص:430]
عَنْ: إسماعيل بن شيبة الطائفي، وداود بن المغيرة، ومَخْرَمَة بن بُكَيْر.
وَعَنْهُ: أحمد بن صالح الحافظ، وَسَلَمَةُ بن شَبِيب، ومحمد بن عبد الوهّاب الفرّاء، ومحمد بن سَعْد العوفي، وآخرون.(5/429)
334 - قَرَعُوسُ بن العّباس بن قَرعوس بن عُبَيد بن منصور الثَّقفيّ الأندلسيّ. الفقيه صاحب مالك. [الوفاة: 211 - 220 ه]
كان إمامًا صالحًا دَيِّنًا، كبير القدْر، عالي الإسناد.
رحل وأخذ عن ابن جُرَيْج.
قال ابن يونس: وفي ذلك نظر.
وأخذ عن سُفيان الثَّوريّ، ومالك، واللَّيث، ثم غلب عليه الفقه واشتهر به، وكان يروي " الموطأ " عن مالك.
حمل عنه أصبغ بن الخليل، وعثمان بن أيوب، وغير واحد.
قال ابن الفَرَضيّ: كان فقيهًا لَا عِلم له بالحديث، قال: وكان ديِّنًا ورِعًا فاضلًا، مات سنة عشرين بالأندلس.(5/430)
335 - قُطْبةُ بن العلاء بن المِنْهال، أبو سُفْيان الغَنَويّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
رَوَى عَنْ: أبيه، وسُفْيان الثَّوريّ.
وَعَنْهُ: عليّ بن حرب، وأحمد بن يوسف السّلميّ، ويعقوب الفَسَويّ، وجماعة.
قَالَ البخاري: فِيهِ نظر.
وقال النَّسائيّ، وغيره: ضعيف.(5/430)
336 - ق: قيسُ بن محمد بن عِمران الكِنْديّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: عُفَير بن مَعْدان، وغيره.
وَعَنْهُ: العبّاس الرّياشيّ، وأبو حاتم، وجماعة. [ص:431]
وثق.(5/430)
-[حَرْفُ الْكَافِ](5/431)
337 - كثير بن إياس الدؤلي المِصْريُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: اللّيث، ونافع بن يزيد، ومُفَضَّل بن فَضَالَةَ.
ذكره ابن يونس.
تُوُفي سنة تسع عشرة ومائتين.(5/431)
338 - كعب بن خُرَيْم المُرّيّ الدِّمشقيُّ، أبو حارثة. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: يحيى بن حمزة، ومحمد بن حرب، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابنه أحمد، ودُحَيْم، وأبو حاتم الرازيّ.
قال دُحَيْم: شيخ صالح.(5/431)
339 - كلثوم بن عَمْرو، أبو عَمْرو العتَّابيُّ الأديب الشاعر الأخباري. [الوفاة: 211 - 220 ه]
كان خطيبا بليغا وفصيحا مفوها، مدح الرشيد والمأمون. وكان يتزهد ويتصون ويقلّ من السلطان، وقد قَالَ مرّة للمأمون: يدُك بالعطاء أطلق من لساني بالسؤال. وإنه لَا دِين إلّا بك، ولا دُنيا إلّا معك.
ومن شعره:
ألا قد نُكّس الدَّهرُ ... فأضحى حُلْوُهُ مُرًّا
وقد جرّبت من فيه ... فلم أَحْمَدْهُم طُرًّا
فالزِمْ نفسَك الياسَ ... من النّاس تَعِشْ حُرّا
وقال الرِّياشيّ: قَالَ مالك بْن طَوْق للعَتّابيّ: يا أبا عَمْرو رأيتك كلمت فلانا فأقللت كلامك، قَالَ: نعم. كانت معي حَيْرَةُ الدّاخل، وفِكْرَةُ صاحبِ الحاجة، وذُلُّ المسألة، وخوف الرد مع شدة الطمع.(5/431)
-[حَرْفُ اللَّامِ](5/431)
340 - ن: الليث بن عاصم أبو زُرارة القِتْبانيُّ المِصْريُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
رَوَى عَنْ: ابن عَجْلان، وابن جُرَيْج، وغيرهما.
وَعَنْهُ: يونس بن عبد الأعلى، وحفيده ياسين بن عبد الأحد القِتْبانيّ. [ص:432]
وكان صالحًا عابدًا، مُعَمَّرًا، نيَّف عَلَى التّسعين.
ومات سنة إحدى عشرة في صَفَر.
وهو لَيْث بن عاصم بن كُلَيْب بن خِيار بن خير بن أسعد بن ناشرة.
وقال ابن أبي حاتم: ليث بن عاصم أبو زُرَارة القِتْبانيّ، رَوَى عَنْ: أبي قَبِيل، وأبي الخير الْجَيْشَانيّ.
وَعَنْهُ: ابن وهْب، وأبو شَريك يحيى بن يزيد المِصْريُّ، وأبو الطّاهر بن السَّرْح.
قلت: فهذا الَّذِي ذكره ابن أَبِي حاتم آخر أكبر من صاحب الترجمة، وهو سميه، وهذا عجيب.
وأمّا شيخنا المِزِّيّ فخلط الترجمتين، أعني الّذي ذكره ابن أَبِي حاتم بلَيْث بْن عاصم بْن العلاء الخَوْلانيّ الحُداديّ بالضَّمّ والتّخفيف. والظاهر أنّهما واحد، وَهِمَ ابن أَبِي حاتم في نِسْبَته وكنيته.
مات قبل ابن وهب.(5/431)
-[حَرْفُ الْمِيمِ](5/432)
341 - محمد بن أسعد التغلبيُّ، أبو سعيد المكِّيُّ ثم المِصِّيصيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: زُهَير بن معاوية، وأبي إسحاق الفَزَاريّ، وعَبْثَرِ بن القاسم، وابن المبارك.
وَعَنْهُ: عبد الله الدارمي، ومحمد بن إسماعيل، ومحمد بن المثنى العنزي، وإسحاق الكَوْسج، وأحمد بن حازم بن أبي غرزة، ومحمد بن أحمد بن الْجُنَيْد الدّقّاق، وآخرون.
قال أبو زُرْعة: منكر الحديث.(5/432)
342 - ت: محمد بن أَعْيَن، أبو الوزير المروزي، [الوفاة: 211 - 220 ه]
خادم ابن المبارك، ووصيه. [ص:433]
عنه، وعن ابن عُيَيْنَة، وفُضَيْل بن عِياض، وغيرهم.
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، وابن راهَوَيْه، ومحمد بن عَبْد العزيز بْن أَبِي رزمة، وأحمد بن عَبْدة الآمُليّ، وأحمد بن منصور زاج، وآخرون.
قال محمد بن عبد الله بن قُهْزاد: مات سنة ثلاث عشرة ومائتين.(5/432)
343 - د ت ن: محمد بن بكّار بن بلال، أبو عبد الله العامليُّ الدِّمشقيُّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
قاضي دمشق.
عَنْ: محمد بن راشد المكحولّي، وسعيد بن بشير، وموسى بن عُلي بن رباح، وسعيد بن عبد العزيز، واللَّيث بن سَعْد، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابناه هارون والحَسَن، ومحمد بن يحيى الذهلي، والهيثم بن مروان العنسي، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد، وأبو زُرْعة الدِّمشقيُّ، وأبو حاتم الرازيّ، وجماعة.
وذكره أبو زُرْعة في " أهل الفتوى بدمشق ".
وقال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي بمكة، وقال: صدوق.
وقال ابنه: تُوُفّي سنة ستّ عشرة ومائتين، ووُلِد سنة اثنتين وأربعين ومائة.
أمّا:(5/433)
• - محمد بن بكار بن الريان [الوفاة: 211 - 220 ه]
فمن أقرانه، لكنه تأخر كثيرا.(5/433)
344 - د ق: محمد بن بلال، أبو عبد الله الكِنْديُّ البَصْريُّ التَّمَّار. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: همام بن يحيى، وعمران القطّان، وعبد الحَكَم القَسْملّيّ، وحرب بن ميمون الأنصاريّ.
وَعَنْهُ: أحمد بن سِنان، وأحمد بن الأزهر، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَالْبُخَارِيُّ في كتاب " الأدب "، وعثمان بن طالوت، والكُدْيميّ، وجماعة. [ص:434]
قال أبو داود: ما سمعت إلا خيرًا.
وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.
وهو يغرب عن عمران القطان.(5/433)
345 - محمد بن حجاج المُصَفِّر، [الوفاة: 211 - 220 ه]
مولى بني هاشم.
مُجمعٌ على تركه.
رَوَى عَنْ: شعبة، وعبد العزيز الدراوردي.
وَعَنْهُ: عمرو الناقد، وجعفر بن محمد بن شاكر.
توفي سنة ست عشرة.(5/434)
346 - د: قوله: محمد بن الحسن بن زَبَالَة المخزوميُّ. مولاهم أبو الحسن المَدَنيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
أحد الضُّعفاء.
رَوَى عَنْ: أسامة بن زيد بن أسلم، ومالك، وسليمان بن بلال، والدَّراورديّ، وخلْق كثير من أهل المدينة ضعفاء ومَجَاهيل.
وَعَنْهُ: أحمد بن صالح المِصْريُّ، وأبو خَيْثَمة، وهارون الحمّال، والزُّبَير بْن بكار، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بن أبي مَسَرَّة، وآخرون.
رماه ابن مَعِين بالكذب.
وقال أحمد بْن صالح: كتبت عَنْهُ مائة ألف حديث، ثم تبين لي أنّه كَانَ يضع الحديث فتركته. وما رَأَيْت أحدًا أعلم بالمغازي والأنساب منه.
وقال أبو داود: كذاب.
وقال النَّسائيّ: متروك.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَنْكَرَ مَا رُوِيَ عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " «افْتُتِحَتِ الْقُرَى بِالسَّيْفِ وَافْتُتِحَتِ المَدِينَةُ بِالْقُرْآنِ» ". [ص:435]
قُلْتُ: كَانَ إِخْبَاريًّا عَلَامَةً، أَكْثَرَ عَنْهُ الزُّبَيْرُ.
وَقَدْ ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَقَالَ: لَيْسَ بِمَتْرُوكٍ.(5/434)
347 - محمد بن حُمَيَد الطّوسيّ الأمير. [الوفاة: 211 - 220 ه]
كان مقدَّم الجيش الذين حاربوا بابك الخرمي، فقُتِل إلى رحمة الله وعفّوه، فوُلّي بعده على الجيوش عليّ بن هشام، إلى أن قُتِل أيضًا في قتال الخُرَّميّة سنة سبْع عشرة.
وكان مَقْتَل محمد في سنة أربع عشرة.(5/435)
348 - 4: محمد بن خالد بن عَثْمَة الحنفيّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
وعَثْمَة هي أمّه.
رَوَى عَنْ: مالك، وسليمان بن بلال، وسعيد بن بشير، وجماعة،
وَعَنْهُ: بندار، ومحمد بن يونس الكديمي، وأبو قلابة الرقاشي، وآخرون.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
ذكره عبد الرحمن بن منده فيمن مات سنة إحدى عشرة ومائتين.(5/435)
349 - محمد بن أبي الخصيب الأنطاكيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: مالك بن أنس، وابن لَهِيعَة.
وثّقه الخطيب.
وَعَنْهُ: إبراهيم الحربيّ، وتَمْتَام، وجماعة.
تُوُفّي سنة ثمان عشرة، وكان صَدُوقًا.(5/435)
350 - محمد بن رُوَيْز بن لاحق. [الوفاة: 211 - 220 ه]
شيخ بصري.
يَرْوِي عَنْ: شُعْبة، وجماعة.
وَعَنْهُ: حاتم بن اللَّيث، ومحمد بن [ص:436] سليمان الباغَنْديّ، وأبو حاتم، وقال صَدُوق.(5/435)
351 - محمد بن زُرْعة الرعيني. [الوفاة: 211 - 220 ه]
رَوَى عَنْ: الوليد بن مسلم، وابن شُعَيْب، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو زُرْعة الدمشقي، وأبو إسحاق الجوزجاني.
قال أبو زُرْعة الدِّمشقيُّ: ثقة، حافظ، من أصحاب الوليد.
تُوُفّي سنة ستّ عشرة.(5/436)
352 - محمد بن زياد، أبو إسحاق المقدسيّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: إبراهيم بن أبي عَبْلَة، وأبي المُرَجَّى المُوَقّريّ.
وَعَنْهُ: موسى بن سهل الرملي، ومحمد بن عوف الحمصي.
قال أبو حاتم: صالح، لم يقدر لي أن أكتب عنه.(5/436)
353 - خ م د ت ن: محمد بن سابق، أبو جعفر البَغْداديُّ البزّاز، [الوفاة: 211 - 220 ه]
مولى بنى تميم.
سَمِعَ: مالك بن مِغْوَلٍ، وشَيْبان بن عبد الرحمن النَّحْويّ، ووَرْقَاء بن عمر، وإبراهيم بن طهمان، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، وأبو خَيْثَمَة، وعبّاس الدُّوريّ، ومحمد بن غالب تمتام، وأحمد بن أبي خَيْثَمَة، وآخرون.
وروى عَنْهُ: البخاريّ في كتاب " الأدب "، وقال في " الصحيح ": حدثنا محمد بْن سابق أو الفضل بْن يعقوب، عَنْهُ، وذلك في كتاب الوصايا من " الجامع الصحيح ".
تُوُفّي سنة ثلاث عشرة.
قال يعقوب بن شَيْبَة: صَدُوقٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. [ص:437]
وقيل: مات سنة أربع عشرة، نقله ابن قانع، وأحمد بن كامل.
ونقل الأول مُطَيّن.(5/436)
354 - د ن: محمد بن سعيد بن سابق الرَّازيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
نزيل قزوين.
رَوَى عَنْ: أبيه، وأبي جعفر الرازيّ، وزُهير بن معاوية، وعَمْرو بن أبي قيس، وطائفة.
وَعَنْهُ: أحمد بن أبي سُرَيْج، وأبو زُرْعَة، وأبو حاتم، ويحيى بن عبدك، ومحمد بن أيّوب الرّازيُّون، وجماعة.
وثّقه يعقوب بن شيبة.
وتوفي سنة ست عشرة.(5/437)
355 - خ ت: محمد بن سعيد بن سليمان، أبو جعفر الكُوفيُّ المعروف بابن الأصبهاني. [الوفاة: 211 - 220 ه]
سَمِعَ: القاسم بن معن المسعوديّ، وأبا الأحوص، وشريك بن عبد الله، وعبد الله بن المبارك، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري. والترمذي، عَنْ رَجُل عَنْهُ، وأحمد بْن ملَاعب، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وبِشْر بْن موسى، وآخرون.
وَصَفه بالإتقان يعقوب بن شَيْبة، وغيره.
وَلَقَبُهُ حمدان.
قَالَ أبو حاتم: كَانَ حافظًا يُحدِّث من حفظه. لم يكن بالكوفة أتقن حفظًا منه. وكان لَا يقبل التَّلْقين.
قلت: تُوُفّي سنة عشرين.(5/437)
356 - محمد بن سعيد بن الفضل، أبو الفضل القرشي الدمشقي المقرئ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
كان أبوه يَرْوِي عَنْ: ابن عَوْن وطبقته بدمشق،
وهو رَوَى عَنْ: اللّيث، وابن [ص:438] لَهِيعة، والهيثم بن حميد، وطائفة.
رَوَى عَنْهُ: الحسن بن علي الحلواني، ومحمود بن سميع، وجماعة.
قال ابن عساكر: ذكره ابن أبي حاتم.(5/437)
357 - محمد بن سعيد القرشي الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
رَوَى عَنْ: حمزة بن واصل، وحمّاد بن سَلَمَةَ.
وَعَنْهُ: عبد الرحمن بن الأزهر البلخي، ومحمد بن حاتم المصيصي، وأبو زرعة، وطائفة.
نزل بغداد، يأتي بعد الثلاثين.(5/438)
358 - ن: محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني، أبو عبد الله، ولقبه بُومة. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: أبيه، وشُعَيْب بن أبي حمزة، وعبد الله بن العلاء بن زَبْر، وفِطْر بن خليفة، وأبي جعفر الرازيّ، وجعفر بن بُرْقان، وعدّة.
وَعَنْهُ: حفيده سليمان بن عبد الله، وسليمان بن سيف، وأحمد بن سليمان الرُّهاويّ، ومحمد بن يحيى الحرّانيّ، وطائفة.
وثّقه النَّسائيّ.
وقال ابن حبّان في " الثّقات ": مات سنة ثلاث عشرة.
وقال أبو حاتم: منكر الحديث.
قلت: تفرد بالرواية عَنْ جماعةٍ قدماء.(5/438)
359 - محمد بن سليم، أبو عبد الله الكُوفيُّ البَغْداديُّ القاضي. [الوفاة: 211 - 220 ه][ص:439]
حَدَّثَ عَنْ: شَرِيك، وإبراهيم بن سَعْد، وهُشَيْم.
رَوَى عَنْهُ: كاتب الواقدي، وكتب عنه أبو حاتم وضعفه.
وقال ابن معين: ليس بثقة.
قيل: ولي قضاءً ببغداد.(5/438)
360 - خ ت ن ق: محمد بن الصلت بن الحجاج، أبو جعفر الأسدي. مولاهم الكُوفيُّ الأصمّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: فُلَيْح بن سليمان، ومنصور بن أبي الأسود، وعبيد الله بن إياد بن لقيط، وعبد الرحمن بن سليمان بن الْغَسِيلِ، وزُهَيْر بن معاوية، وأبي كُدَيْنة يحيى بن المهلب، وخلق.
وَعَنْهُ: البخاري، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، عَنْ رجلٍ عَنْهُ، والحسن بْن عليّ بْن عفّان، وعبّاس الدُّوريّ، وعبد اللَّه الدّارميّ، وأبَوَا زُرْعَة، وأبو حاتم، ومحمد بْن إسماعيل السُّلَميّ، ومحمد بْن الحسين الحنينيّ، وخلْق.
وثقة أبو حاتم، وغيره.
تُوُفي سنة ثمان عشرة، وقيل: سنة تسع عشرة ومائتين.(5/439)
361 - ق: محمد بن عاصم بن حفص بن تدراق بن ذَكْوان بن يَنّاق، أبو عبد الله المعافري، مولاهم المصري. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: مالك، ومفضل بن فضالة، وضمام بن إسماعيل.
وَعَنْهُ: محمد بن يحيى الذُّهَليّ، وعَبْد الرَّحْمَنِ بن عَبْد اللَّهِ بن عَبْد الحَكَم، وأبو زُرْعَة، وأبو حاتم وقد التقاه بمكّة.
وثقه أَبُو سعَيِد بْن يُونُس وقال: تُوُفّي فِي خامس صَفَر سنة خمس عشرة.(5/439)
362 - محمد بن عبّاد بن زياد المَعَافِريّ الإسكندرانيّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: عبد الرحمن بن شريح.
وَعَنْهُ: أبو يحيى الوقار، وهانئ بن المتوكّل.
تُوُفّي سنة ثمان عشرة.(5/440)
363 - محمد بن عبّاد بن زياد المُزَنّي، أبو جعفر الكُوفيُّ الخزَّاز، [الوفاة: 211 - 220 ه]
نزيل الرّيّ.
عَنْ: الدَّرَاوَرْديّ، وهُشَيْم، وطبقتهما.
وَعَنْهُ: أبو حاتم وقال: صَدُوق.(5/440)
364 - محمد بن عَبَّادُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الْمُهَلَّبِ بن أبي صُفْرَةَ، الأزديّ المهلّبّي. [الوفاة: 211 - 220 ه]
أمير البصرة.
رَوَى عَنْ: أبيه، وهُشَيْم.
وَعَنْهُ: إبراهيم الحربي، ومحمد بن يونس الكديمي، وأبو العيناء محمد بن القاسم.
وكان جوادا ممدحا من سروات بني المهلب.
قال عبد الله بن أبي سعد الوَرَّاق: حدثنا يزيد بن محمد بن المهلب قال: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: كتب منصور بْن المهديّ إلى محمد بْن عبّاد يشكو دَيْنًا وضيقًا وجفوة سلطانه، فأرسل إليه محمد عشرة آلاف دينار.
قلت: منصور هُوَ أخو هارون الرشيد، وما كَانَ محمد مَعَ كرمه وحشمته لِيَصِلَه، وقد عرّض بالطلب بأقلّ من عشرة آلاف دينار.
وقال أبو العَيْنَاء: قَالَ المأمون لمحمد بْن عبَّاد: أردت أن أولّيك فمنعني إسرافُك في المال، فقال: مَنْعُ الْجُود سوء ظن بالمعبود، فقال: لو شئت أبقيت عَلَى نفسك، فإنّ هذا المال الَّذِي تنفقه ما أبعدَ رجوعه إليك، فقال: يا أمير المؤمنين، من لَهُ مولى غنيّ لَا يفتقر، فقال المأمون للنّاس: من أراد أن يكرمني، فلْيكْرمْ ضيفي محمد بْن عبّاد، فجاءت إِلَيْهِ الأموال من كل ناحية، فما برح وعنده منها درهم، وقال: الكريم لَا تُحَنّكه التَّجارب.
قال أبو الشيخ: أخبرنا محمد بن يحيى الْبَصْرِيُّ قال: حدثنا عمّي قَالَ: دخل محمد بْن عبّاد عَلَى المأمون، فقال: كم دَيْنَك يا أبا عبد الله؟ قَالَ: ستُّون ألف دينار، قَالَ: يا خازن أعطِه مائة ألف دينار. [ص:441]
وروى ابن الأنباريّ، عَنْ أبيه، عَنِ المغيرة بْن محمد، وغيره قَالَ: قَالَ المأمون لمحمد بْن عبّاد: بلغني أنّه لَا يَقْدَم أحدٌ البصْرَة إلّا أضَفْتَه، فقال: مَنْع الْجُود سُوءُ ظنٍّ بالمعبود. فاستحسنه منه وأعطاه المأمون ما مبلغه ستة آلاف درهم.
ومات محمد وعليه خمسون ألف دينار دَيْنًا.
وقال الغُلابيّ: قِيلَ للعُتْبيّ: مات محمد بْن عبّاد. فقال: نَحْنُ مُتْنا بفَقْده، وهو حيٌّ بمَجْده.
كانت وفاته سنة ستّ عشرة ومائتين.(5/440)
365 - محمد بن عبد الله بن زياد، أبو سَلَمَةَ الأنصاريّ البَصْريُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
رَوَى عَنْ: مالك بن دينار، وحُمَيْد، وسليمان التَّيْميّ، وقرة بن خالد.
وَعَنْهُ: يحيى بن خذام، ومحمد بن صالح بن النطاح البَغْداديُّ.
وهو صاحب مناكير عن مالك بن دينار.
قَالَ ابن حِبّان: يروي عَنِ الثّقات ما لَيْسَ من حديثهم. لَا يجوز الاحتجاج بِهِ.(5/441)
366 - محمد بن عبد الله بن خاقان، أبو عبد الله المازني البَصْريُّ ثم النَّسَفيّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
مفتي نَسْف.
رَوَى عَنْ: هُشَيْم، وسُفْيان بن عُيَيْنَة.
وَعَنْهُ: إبراهيم ولده، وطفيل بن زيد النسفي.
قال جعفر المستغفري: توفي سنة عشرين ومائتين.(5/441)
367 - ع: محمد بن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. الإمام أبو عبد الله الأنصاري النجاري الأنسيّ البَصْريُّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
قاضي البصرة زمن الرشيد، ثم قاضي بغداد بعد العَوْفِي.
سَمِعَ: حُمَيْدًا الطّويل، وسليمان التَّيْميّ، وابن عَوْن، وسعيدًا الْجُرَيْريّ، [ص:442] وهشام بن حسّان، وحبيب بن الشَّهيد، ومحمد بن عَمْرو بن عَلْقَمَة، وأشعث بن عبد الله الحُدانيّ، وأشعث بن عبد الملك الحُمرانيّ، وحبيب بن الشهيد وابن جُرَيْج، وسعيد بن أبي عَرُوبة، وأباه عبد الله، وآخرين.
وَعَنْهُ: البخاري. والستة عن رجلٍ عنه، وأحمد بن حنبل، ويحيى بْن مَعِين، وبُنْدار، ومحمد بْن المُثّنَّى، وإسماعيل سَمُّوَيْه، ومحمد بْن يحيى الذّهَليّ، وأبو حاتم، ومحمد بْن إسماعيل التِّرمِذيّ، وإسماعيل القاضي، وأبو مسلم الكجّيّ، وخلْق كثير.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لم أر من الأئمّة إلّا ثلاثة: أحمد بْن حنبل، وسليمان بْن داود الهاشميّ، ومحمد بْن عبد الله الأنصاريّ.
وقال النسائيّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ما كَانَ يضع الأنصاريَّ عند أصحاب الحديث إلّا النَّظرُ في الرأي. وأمّا السّماع فقد سَمِعَ.
وقال: وَذَهَبَ للأنصاريّ كتبٌ في فتنة، أظنّ المُبَيِّضة، فكان بعدُ يُحدِّث من كتب أبي الحكم. فكان حديث الحجامة من ذاك.
وقال ابن مَعِين: كَانَ الأنصاريّ يليق بِهِ القضاء، قِيلَ: والحديث؟ فقال:
للحرب أقوام لها خُلِقوا
وقال زكريّا السّاجي: رَجُل جليل عالم، غلب عَلَيْهِ الرأي، ولم يكن عندهم من فرسان الحديث مثل يحيى القطّان ونُظَرائه.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حنبل، وغيره: أَنْكَرَ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ حَدِيثَ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ مَيْمُونٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " «احْتَجَمَ النَّبِيُّ - صَلَّى الله عليه وسلم - وهو محرمٌ صائم» ". [ص:443]
وقال أبو بكر الخطيب: يقال: إِنَّهُ وَهِمَ فِيهِ. وَالصَّوَابُ حَدِيثُ حُمَيْدِ بْنِ مَسْعَدَةَ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ يزيد بن الأصم: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تزوج ميمونة وهو محرم؛ وَقَدْ رَوَى الْأَنْصَارِيُّ أَيْضًا حَدِيثَ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ هَكَذَا. ويُقَالُ: إِنَّ غُلَامًا لَهُ أَدْخَلَ عليه حديث ابن عباس.
وقال علي ابن المديني: ليس من ذلك شيء، إنّما أراد حديث حبيب، عَنْ ميمون، عَنْ يزيد بن الأصم: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تزوج ميمونة وهو محرم، رواه يعقوب الفَسَويّ، عَنْ عليّ.
قَالَ الخطيب: وقد جالس الأنصاريّ في الفقه سوّار بْن عبد الله، وعثمان البَتّيّ، وعُبَيْد اللَّه بْن الحَسَن العَنْبَريّ. وقدِم بغداد فولي بها القضاء، وحَدَّث بها، ثم رجع.
وقال ابن قُتَيْبة: قلّد الرشيد محمد بْن عبد اللَّه الأنصاري القضاء بالجانب الشرقيّ في آخر خلافته. فلما ولي الأمين عزله، وولّي مكانه عَوْن بْن عبد الله، وولّي محمد بْن عبد الله المَظَالم بعد إسماعيل ابن عُلَيَّة.
قَالَ محمد بْن المُثَنَّى: سَمِعْتُ الأنصاريّ يَقُولُ: ولدتُ سنة ثمان عشرة ومائة. وكان يأتي عليّ قبل اليوم عشرةُ أيامٍ لَا أشرب فيها الماء، واليوم أشرب كلّ يومين.
وسمعته يَقُولُ: ما أتيت سلطانًا قطّ إلّا وأنا كارِهٌ.
وقال محمد بْن سعْد: تُوُفّي في رجب سنة خمس عشرة ومائتين.
قلت: وذكر الخطيب وغيره أنّه سَمِعَ من مالك بن دينار.(5/441)
368 - محمد بن عبد الله بن قيس، أبو مُحرز الكِنانيّ الفقيه، [الوفاة: 211 - 220 ه]
قاضي إفريقية.
رَوَى عَنْ: مالك بن أَنَس، وغيره.
وكان أحد الصّالحين. ولي القضاء مدّة، وذلك بعد عبد اللَّه بْن عُمَر بْن غانم.
قَالَ ابن يونس: فبلغني أنّ إبراهيم بْن الأغلب لما تُوُفّي ابن غانم قِيلَ لَهُ: عليك بصاحب اللّفافة، وكان يلبس عِمامة لطيفة، فلما أراد أن يولّيه أمره فركب معه. فركب عَلَى حمارٍ فكَبَا بِهِ. فعنّ عَلَيْهِ إبراهيم فلحِقه ثم قَالَ: يا أبا مُحرِز، إنّي عزمت عَلَى توليتك القضاء، قَالَ: لست أصلُح، فقال: لو كان الأغلب بن سالم حيًّا لم أكن أَنَا واليًا، ولو كَانَ عبد الرحمن بْن زياد بْن أَنْعَم وابن فَرُّوخ حيّين لم تكن أنت قاضيًا. ولكنْ لكلِّ زمانٍ رجال. فولّاه القضاءَ فامتنع، فأمر قائدًا من قُوّاده فأخذ بضَبْعَيْه حتّى أجلسه مجلس الحُكْم، حتّى حكم بين الناس.
توفي سنة أربع عشرة ومائتين.(5/444)
369 - خ م ن ق: مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ أبو عبد الله الرَّقاشيّ البَصْريُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: مالك بن أنس، وحماد بن زيد، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابنه أبو قِلابة، ومحمد بن إسماعيل التِّرمِذيّ، وجماعة.
وثّقه أحمد بن عبد الله العِجْليّ.
وكان من عباد الله الصالحين.
وَرَوَى عَنْهُ أيضا: البخاري، ومسلم، والنسائي، وابن ماجه عَنْ رجلٍ عَنْهُ.
وقال يعقوب بن شَيْبة: ثِقة ثَبْت.
وقال العِجْليّ: يقال: أنّه كَانَ يُصلّي فِي اليوم واللّيلة أربع مائة ركْعة. [ص:445]
وقال أبو حاتم: حدثنا محمد بْن عبد الله الرَّقاشيّ الثّقة الرّضا.
وقال محمد بن المُثَنَّى: مات سنة تسع عشرة.(5/444)
370 - د: محمد بن عبد الله ابن الشيخ أبي جعفر الرازيّ عيسى بن ماهان. [الوفاة: 211 - 220 ه]
سَمِعَ: عبد العزيز بن أبي حازم، وزافر بن سليمان، وإبراهيم بن المختار.
وَعَنْهُ: أحمد بن الفُرات، وأبو حاتم، ومحمد بن أيّوب بن الضُّرَيْس.
وروى أبو داود عن رجلٍ عنه.(5/445)
371 - خ ن: محمد بن عبد العزيز الرَّمليُّ المؤذِّن. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: قيس بن الربيع، وحفص بن مَيْسَرة، وإسماعيل بن عياش، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري. والنسائي بواسطة، وإسماعيل سمويه، ويعقوب الفسوي، وابن وارة، وآخرون.
وكان يغرب.(5/445)
372 - محمد بن عبد الملك، أبو جابر الأزدي الْبَصْرِيُّ ثم المكي. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: ابن عون، وشعبة، والحسن الجفري، وهشام بن حسان، ومعلى بن هلال، وعدة.
وَعَنْهُ: أبو يحيى بن أبي مسرة، ومحمد بن عوف الطائي، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، والحارث بن أبي أسامة، وآخرون.
قال أبو حاتم: أدركته ومات قبلنا بيسير. وليس بقوي.(5/445)
373 - ت ن ق: محمد بن عبد الوهاب بن إبراهيم الكُوفيُّ القناد. الرجل الصالح. [الوفاة: 211 - 220 ه]
رَوَى عَنْ: مِسْعَر، وأبي حنيفة، وسُفْيان الثَّوريّ، وغيرهم.
وَعَنْهُ: محمد بن [ص:446] الحسين البرجلاني، وأحمد بن جواس، وهارون بن إسحاق الهمداني، وقال: كان من أفضل النّاس، يعني كان من الصُّلَحاء.
تُوُفّي سنة اثنتي عشرة.(5/445)
374 - خ م: محمد بن عَرْعَرة بن البِرِنْد الساميُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: شُعْبة، والقاسم بن الفَضْل الحُدانيّ، وابن عَوْن، وإسماعيل بن مسلم العَبْديّ، وعمر بن أبي زائدة، ومبارك بن فضالة.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، وأبو داود، عَنْ رجلٍ عَنْهُ، وبُنْدار، وابن وَارَةَ، وأحمد بْن الحسن التِّرْمِذيّ، وابنه إبراهيم بْن محمد، وآخر مَن رَوَى عَنْهُ أبو مسلم الكَجّيّ.
قال أبو حاتم: ثقة.
وقال ابن سعد: مات سنة ثلاث عشرة.(5/446)
375 - خ: محمد بن عُقبة الشَّيبانيّ، أبو عبد الله، وأبو جعفر. [الوفاة: 211 - 220 ه]
سَمِعَ: سوّار بن مُصْعَب، وأبا إسحاق النُّمَيْريّ، وفضيل بن سليمان النميري.
وَعَنْهُ: البخاري، ويعقوب الفَسَويّ، ومحمد بن أيوب الرازي، وجماعة.
وثقه مطين، ومات سنة عشرين.(5/446)
376 - محمد ابن الرضا علي ابن الكاظم موسى ابن الصادق جعفر ابن الباقر محمد ابن زين العابدين علي ابن الشهيد الحسين ابْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أبو جعفر الهاشمي الحسيني، كان يلقب بالجواد، وبالقانع، وبالمرتضى. [الوفاة: 211 - 220 ه]
كان من سروات آل بيت النبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، زوجه المأمون بابنته. وكان يبعث إليه إلى المدينة في العام أكثر من ألف ألف درهم، فلما مات المأمون، وفد هو [ص:447] وزوجته عَلَى المعتصم فأكرمه وأجلّه.
وتُوُفّي ببغداد في آخر سنة عشرين شابّا طرِيًّا له خمسٌ وعشرون سنة.
وكان أحد الموصوفين بالسّخاء، ولذلك لُقِّب بالجواد.
وقبره عند قبر جدّه موسى.
وقيل: تُوُفّي في آخر سنة تسع عشرة، رحمه الله ورضي عنه.
وهو أحد الأئمة الاثنى عشر الذين تدّعي الشِّيعة فيهم العِصمة.
وكان مولده في سنة خمسٍ وتسعين ومائة.
ولما تُوُفّي حُمِلت زوجته أمُّ الفضل إلى دار عمّها المعتصم.(5/446)
377 - محمد بن عمر بن الوليد بن لاحق التَّيْميّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: مالك، وشَرِيك، ومسلم الزّنجيّ، ومحمد بن الفُرات، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو زُرْعَة، وغيره.
قال أبو حاتم: أرى أمره مضطّربًا.
قلت: هو محمد بن الوليد اليَشْكُريّ. نُسِبَ إلى جده.
وله أيضا عن هشيم، رَوَى عَنْهُ: محمد بن غالب تمتام.
قال أبو الفتح الأزْديّ: لَا يسوى بَلَحَةً.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: ضعيف.
ووهاه ابن حبان.(5/447)
378 - ت: محمد بن عمر، أبو عبد الله ابن الرومي. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: شُعْبة، والخليل بن مُرَّة، وشَرِيك.
وَعَنْهُ: إبراهيم بن موسى، وحفص بن عمر سنجة ألف، ويعقوب الفَسَويّ، وأبو حاتم، وآخرون.
قال أبو زُرْعة: فيه لِين. [ص:448]
قلت: قرأ على اليَزِيديّ، وعبّاس بن الفضل.(5/447)
379 - ت: محمد بن عيينة الفزاري المصيصي. خَتَنُ أبي إسحاق الفَزَاريّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: أبي إسحاق، وابن المبارك، ومروان بن معاوية.
وَعَنْهُ: أبو عُبَيد وهو من أقرانه، وأحمد الدَّوْرقّي، وعَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الدَّارميّ، وجماعة.(5/448)
380 - محمد بن القاسم بن عليُّ بْن عُمر ابْن زين العابدين علي بن الحسين، أبو عبد الله العلويّ الحسينيّ الزّاهد. [الوفاة: 211 - 220 ه]
وكان يُلَقّب بالصُّوفيّ للبْسه الصُّوف. وكان فقيهًا عالمًا معظَّمًا عند الزَّيْدِية.
ظهر بالطّالقان فدعا إِلَى الرِّضَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فاجتمع لَهُ خلْق كثير، وجهّز العساكر، وحارب عسكر خُراسان وقوي سلطانه، ثم انهزم جُنْدُه وقُبِضَ عليه، وأتي به المعتصم في شهر ربيع الآخر من السنة، سنة تسع عشرة، فحُبس بسامرّاء. ثمّ إنّه هرب من حبْسه يوم العيد، وستر اللَّه عَلَيْهِ وأضمرته البلاد.
قَالَ أبو الفرج صاحب " الأغاني " في كتاب " مقَاتِل الطّالبيّين ": احتال لنفسه فخرج مختفيًا، وصار إلى واسط، وغاب خبره.
وقال ابن النّجّار في " تاريخه ": بواسط مشهد يقال إنّه مدفون فيه، فالله أعلم.
وَرُوِيَ عَنِ ابن سلّام الكوفيّ أنّ المعتصم قتله صَبْرًا.
وكان أبيض صبيحَ الوجْه، تامّ الخَلْق، قد وَخَطَه الشَّيْب، ونَيَّف على الخمسين. وذهبت طائفة من الجاروديّة إلى أنّه حيّ لم يَمُتْ ولا يموت حتّى يملأ الأرضَ قِسْطًا وعدلا، نقل ذلك أبو محمد ابن حزم.(5/448)
381 - د ت ن: محمد بن كثير بن أبي العطاء المِصَّيصيّ الصَّنْعانيّ الأصل، أبو يوسف. [الوفاة: 211 - 220 ه]
سَمِعَ: الأوزاعيَّ، وعبد الله بن شَوْذَب، ومَعْمَر بن راشد، والثَّوريّ، وزائدة.
وَعَنْهُ: محمد بن يحيى الذُّهَليّ، ومحمد بن عَوْف، وعبد الله الدّارميّ، وجماعة.
ضعّفه الإمام أحمد.
وقال ابن مَعِين: صدوق.
وقال النَّسائيّ: ليس بالقويّ.
وقال العُقَيْليّ: هو من صَنْعاء دمشق.
وذكر ابن الأكفانيّ قَالَ: هو من مصيصية دمشق، وليس هذا القول بشيء.
روى جماعة عَنْ محمد بْن كثير، عَنِ الأوزاعي قَالَ: كَانَ عندنا ببيروت صيّاد يخرج يوم الجمعة يصطاد، ولا يمنعه مكان الجمعة لذلك. فخرج يومًا فخُسف بِهِ وببَغْلَته، فلم يبقَ منها إلّا أُذُناها وذَنَبُها.
قَالَ خليفة: محمد بْن كثير صَنْعانيّ، نشأ بالشّام، ونزل المِصِّيصة.
وقال ابن سعْد: يذكرون أنّه اختلط في آخر عمره.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي قال: سَمِعْتُ الحسن بْن الربيع يَقُولُ: محمد بْن كثير المِصِّيصيّ اليوم أوثق النّاس. كَانَ يُكتب عَنْهُ وأبو إسحاق الفَزَاريّ حيّ، وكان يُعرف بالخير منذ كَانَ.
وقال محمد بْن عُوف: سَمِعْتُ محمد بْن كثير المِصِّيصيّ يَقُولُ: [ص:450]
بُنيّ كَثير، كثيرُ الذُّنوب ... ففي الحِلّ والبلِّ مَن كَانَ سبَّهُ
بُنيّ كثير دَهَتْه اثنتان ... رياءٌ وعُجْبٌ يُخالِطْنَ قَلْبَه
بُنيّ كثير أكولٌ نؤومٌ ... وما ذاك مِن فعلِ مَن خافَ ربه
بني كثير يعلم عِلْمًا ... لقد أَعْوز الصُّوفُ مَن جُزَّ كلبَهْ
قَالَ الحسن بْن الربيع: ينبغي لمن يطلب الحديث لله أن يرحل إلى محمد بْن كثير المِصِّيصيّ.
وقد ضعّفه أحمد بن حنبل جدًّا، وكان مغفَّلًا.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: سُئِل عَنْهُ أبو زُرْعة فقال: دُفِع إِلَيْهِ كتاب الأوزاعيّ، وفي كل حديث: حدثنا محمد بْن كثير، فقرأه إلى آخره يَقُولُ: حدثنا محمد بْن كثير، عَنِ الأوزاعيّ، وهو محمد بْن كثير.
قلت: حديثه يقع عاليًا في " الغيلانيات ".
وتوفي سنة ست عشرة في تاسع عشر ذي الحجة، وله مناكير.(5/449)
382 - ع: محمد بن المبارك بن يَعْلَى، أبو عبد الله القرشي الصوري القلانسي. [الوفاة: 211 - 220 ه]
سَمِعَ: سعيد بن عبد العزيز، ومعاوية بن سلام، ومالك بن أنَس، وإسماعيل بن عيّاش، وصَدَقَة بن خالد، وطائفة.
وَعَنْهُ: يحيى بن مَعِين، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، ومحمد بن عَوْف، وأبو زُرْعة الدمشقيّ، وعبد الله الدّارميّ، ويوسف بن سعيد بن مُسلّم، وعبّاس التُّرقُفيّ، وآخرون.
قال ابن مَعين: كان شيخ البلد - يعني دمشق - بعد أبي مُسْهِر.
وقال أبو داود: كان رجل الشّام بعد أبي مُسْهِر. [ص:451]
قلت: يعني في الجلالة والعِلْم، وإلّا فأبو مُسْهِر عاش بعده ثلاث سنين.
وثّقه غير واحد.
وقال محمد بْن العبّاس بْن الدّرفْس: سَمِعْتُ محمد بْن المبارك الصُّوريّ يَقُولُ: اعمل لله فإنّه أنفع لك من العمل لنفسك.
وعن محمد بْن المبارك، وَسُئِلَ عَنْ علامة المحبّة لله، قَالَ: المراقبة للمحبوب، والتَّحرّي لمرضاته.
وقال أبو زُرْعة: شهِدْتُ جنازتَه بدمشق في شوّال سنة خمس عشرة، وصلّى عَلَيْهِ أبو مُسهِر بباب الجابية، وجعل يُثني عَلَيْهِ.
ومن كلام محمد بْن المبارك: كذِب من ادّعى المعرفةَ بالله ويداه ترعى في قصاع المُكْثِرِين. ومَن وضَع يده في قصعة غيره ذلّ لَهُ.
وقال: اتّقِ اللَّه تَقْوى، لَا تُطْلعْ نفسك عَلَى تقوى اللَّه تُخْبر بِهِ غيرَك، وتسلِّط الآفة عَلَى قلبك.(5/450)
383 - محمد بن مَخْلَد، أبو أسْلَم الرُّعَيْنيّ الحمصيّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: محمد بن الوليد الزبيدي، وأبي معيد حفص بن غَيْلان. ولعلّه آخر مَن حَدَّث عنهما.
وَعَنْهُ: محمد بن مُصَفَّى، وسعْد بن محمد البَيْروتّي، وأزهر بن زُفَر، وإبراهيم بن محمد بن يوسف الفِرْيابيّ، وبكر بن سهل، وغيرهم، وله أيضًا عن مالك، وإسماعيل بن عيّاش.
قال ابن عدي: هو منكر الحديث عن كل من يروي.
وقال البَغَويّ: يُحَدِّث عَنْ مالك وغيره بالبواطيل.
قال أبو حاتم: لم أر له حديثًا مُنْكَرًا.(5/451)
384 - محمد بن مِسْعَر، أبو سُفْيان التميميُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه][ص:452]
سَمِعَ: فضيلا، وداود العطّار، وابن عُيَيْنَة.
وَعَنْهُ: المُفَضّل الغُلابيّ، وأبو إسماعيل الترمذي، وأبو العيناء.
حَدَّثَ ببغداد.
قال أبو إسماعيل: كان من خِيار عباد الله.(5/451)
385 - محمد بن مَسْلمة، أبو هشام المخزوميّ المدنيّ الفقيه النَّسّابة، [الوفاة: 211 - 220 ه]
نزيل دمشق.
حَدَّث عن مالك، وإبراهيم بن سعْد.
وَعَنْهُ: أبو حاتم، وأبو إسحاق الجوزجاني، وهارون الحمال، وأبو زرعة الدمشقي، وآخرون.
قال أبو إسحاق في كتاب " طبقات الفقهاء ": جمع بين العلم والورع.
وقال أبو حاتم الرازي: كان من أفقه أصحاب مالك.
وقال أبو زُرْعة: ثقة.
وقال الْجَوْزَجانيّ: سَأَلْتُهُ، وكان علّامة بأنساب بني مخزوم.
قلت: هُوَ محمد بْن مَسْلمة بْن محمد بْن هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْوَلِيدِ بن المغيرة.
وقد ذكره البخاري في " تاريخه " وقال: قيل له: ما لرأي رجلٍ دخل البلاد كلّها إلّا المدينة، قَالَ: لأنه دجّال، والمدينة لَا يدخلها الطاعون ولا الدجال.(5/452)
386 - ت: محمد بن مزاحم. أخو سهل، مروزي. [الوفاة: 211 - 220 ه][ص:453]
أظنه قد توفي سنة إحدى عشرة ومائتين، وله إحدى وثمانون سنة.(5/452)
387 - محمد بن معاذ بن عبد الحميد الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
مولى قريش.
عَنْ: سعيد بن عبد العزيز، ومعاوية بن يحيى الأطرابلسي، وسعيد بن بشير، وسهل بن هشام، وجماعة.
وَعَنْهُ: يزيد بن عبد الصمد، والعباس بن الوليد بن صبح، وأبو زرعة الدمشقي.
وقال: مات في نصف شعبان سنة خمس عشرة.(5/453)
388 - محمد بن النُّوشَجان، أبو جعفر البَغْداديُّ السُّوَيْديّ الحافظ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
لُقّب بذلك لرحلته إلى سُوَيد بن عبد العزيز الدّمشقيّ.
رَوَى عَنْهُ وَعَنْ: الدَّرَاوَرْديّ، والوليد بن مسلم، وطبقتهم.
ومات قبل أوان الرواية.
رَوَى عَنْهُ أقرانه: أحمد بن حنبل في " مُسْنَده "، وابن مَعِين، وأحمد الدَّوْرقيّ.
قال أبو داود: ثقة. حدثنا عَنْهُ أحمد بْن حنبل، وكان صاحب شكوك.
رجع النّاس من عند عبد الرّزّاق بثلاثين ألف حديث، ورجع بأربعة آلاف.(5/453)
389 - محمد بن هانئ أبو عَمْرو الطّائيّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
والد الحافظ أبي بكرم الأثرم.
سَمِعَ: أبا الأحوص، وهشيمًا، وابن المبارك، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: محمد بن يحيى الأزدي، وأبو حاتم الرازِي.
محله الصدق.(5/453)
390 - محمد بن يحيى بن المبارك، أبو عبد الله ابن اليَزِيديّ البَغْداديُّ الشاعر، [الوفاة: 211 - 220 ه]
أحد أئمّة اللّسان. [ص:454]
كان عارفًا بالقرآن واللُّغة، مدح الرشيد والمأمون، وخرج إلى مصر مع المعتصم زمن المأمون، فمات بها.(5/453)
391 - محمد بن يزيد بن سِنان بن يزيد، أبو يزيد التميميّ، مولاهم الْجَزَريّ الرُّهاويّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
رَوَى عَنْ: أبيه، وجدّه سِنان، وابن أبي ذئب، ومعقل بن عبيد الله، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابنه الأصغر أبو فروة يزيد بن محمد، وابن وارة، وأبو الدرداء عبد العزيز بن منيب، وأبو أمية الطرسوسي، وأبو حاتم، وقال: كان رجلًا صالحًا لم يكن مِن أحلاس الحديث.
وقال النسائيّ: ليس بالقويّ.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: ضعيف.
قلت: وكان مَولده في سنة اثنتين وثلاثين ومائة. ومات جدّه في خلافة المنصور، وكان شيخًا معمَّرًا رأى علّيًا وشهد معه صِفّين.
قَالَ أبو حاتم: قلت لمحمد بْن يزيد كَانَ جدّك أدرك عليًّا فما سِنُّهُ؟ قَالَ: كَانَ جدّي يُكَنَّى أبا حكيم، أَتَتْ عَلَيْهِ ستٌّ وعشرون ومائة سنة.
وأخبرني جدّي أنه غزا ثمانين غَزَاة.
قلت: أخرج النَّسائيّ لمحمد في " مُسْنَد عليّ ".
ومات سنة عشرين ومائتين.(5/454)
392 - ت ق: محمد بن يزيد بن خنيس المخزومي. مولاهم المكِّي. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: ابن جُرَيْج، وسعيد بن حسَان، وسُفْيان الثَّوريّ، وعبد العزيز بن أبي روّاد.
وَعَنْهُ: أحمد بن الفُرات، ومحمد بن بشّار بُنْدار، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ، وحنبل بن إسحاق، وجماعة. [ص:455]
وكان صالحًا، ورِعًا، كبير القدْر.
وثقه أبو حاتم.(5/454)
393 - محمد بن أبي يزيد الخُراسانيّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
رجل فاضل، نزل المَوْصِل،
وَحَدَّثَ عَنْ: حمّاد بن سَلَمَةَ، ومهديّ بن ميمون، وشَرِيك، وجماعة.
وَعَنْهُ: سِنان بن محمد، ومحمد بن أحمد بن أبي المُثَنَّى المَوْصِليّان.
تُوُفّي سنة سبْع عشرة.(5/455)
394 - ع: محمد بن يوسف بن واقد. الإمام أبو عبد الله الضبي، مولاهم الفِرْيابيّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
وفِرياب من بلاد التُّرْك.
رَوَى عَنْ: الأوزاعيّ، وسُفْيان الثَّوْريّ، وإبراهيم بن أبي عبلة، ويونس بن أبي إسحاق، وعمر بن ذر الهمداني، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وجرير بن حازم، وخلق.
وَعَنْهُ: البخاري، والستة بواسطة، وأحمد بْن حنبل، ودُحَيْم، وابن وَارَةَ، وأحمد بْن يوسف السُّلَميّ، وعبّاس التُّرْقُفيّ، وأحمد بن عبد الرحيم ابن البَرْقيّ، وعبد اللَّه بْن محمد بْن سَعِيد بْن أَبِي مريم، وعَمْرو بْن أَبِي ثور الْجُذَاميّ، وإبراهيم بْن أَبِي سُفْيان القَيْسرانيّ، وخلْق.
قال: وُلِدْتُ سنة عشرين ومائة.
قال أحمد بن حنبل: لقيته بمكّة، وكان رجلًا صالحًا.
وقال البخاريّ: كان من أفضل أهل زمانه.
وقال محمد بن عبد الملك بن زَنْجُوَيْه: ما رأيت أورع من الفِرْيابيّ.
وقال محمد بْن سهل بْن عسكر: خرجت مَعَ الفِرْيابيّ في الاستسقاء، فرفع يديه فما أرسلها حتّى مُطِرْنا.
وقال أحمد بْن يوسف السُّلميّ: قلت للفِرْيابيّ: أوصِني؟ قَالَ: عليك بتقوى اللَّه، ولزوم السنة، واجتناب السلطان.
وقال الدارقطني: يقدم الفِرْيابيّ عَلَى قُبَيْصة في الثَّوريّ لفضله ونُسُكِه. [ص:456]
وقال ابن عديّ: للفِرْيابيّ عَنِ الثَّوريّ إفرادات. وقد رحل إِلَيْهِ أحمد بْن حنبل، فلمّا قَرُب من قَيْسارية نُعي إِلَيْهِ، فعدل إلى حمص. وهو فيما يتبيّن لي، صدوق، لَا بأس بِهِ.
قلت: كَانَ الناس يرحلون إِلَيْهِ إلى قَيْساريّة من ساحل فلسطين.
قال يعقوب الفَسَويّ: توفي في أول سنة اثنتي عشرة.(5/455)
395 - ع: مالك بن إسماعيل، أبو غسان النهدي، مولاهم، الكوفّي [الوفاة: 211 - 220 ه]
سِبْط إسماعيل بن حمّاد بن أبي سليمان.
رَوَى عَنْ: فُضَيْل بن مرزوق، وإسرائيل، وزُهَير بن معاوية، وعبد العزيز بن الماجشون، والحسن بن صالح بن حي، وأسباط بن نصر، وجُوَيْرية بن أسماء، وورَقْاء بن عمر، وخلق.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم والأربعة عَنْ رجلٍ عَنْهُ، وأحمد بْن مُلاعب، وأحمد بْن سليمان الرُّهاويّ، وعبّاس الدُّوريّ، ومحمد الصّاغانيّ، ومعاوية بْن صالح الأشعريّ، وأَبُو زُرْعَة، وأبو حاتم، وآخرون.
قَالَ محمد بْن عليّ بْن داود البَغْداديُّ: سَمِعْتُ يحيى بْن مَعِين يَقُولُ لأحمد بْن حنبل: إِنْ سَرَّك أن تكتب عَنْ رجلٍ لَيْسَ في قلبك منه شيء فاكتب عَنْ أَبِي غسّان.
وقال أبو حاتم: قَالَ ابن مَعِين: لَيْسَ بالكوفة أتقن منه.
وقال يعقوب بْن شيبة: ثقة، صحيح الكتاب، متثبِّت من العابدين.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: أبو غسّان محدِّث من أئمّة المحدِّثين.
وقال أبو حاتم: لم أرَ بالكوفة أتقن منه لَا أبو نُعَيْم ولا غيره. وله فضلٌ وعبادة واستقامة. وكانت عَلَيْهِ سجّادتان. كنتَ إذا نظرت إِلَيْهِ كأنّه خرج من قبر. [ص:457]
وقال النَّسائي: ثقة.
وقال أبو داود: جيّد الأخذ، شديد التشيُّع.
وقال ابن سعْد: مات في غرة ربيع الآخر سنة تسع عشرة.(5/456)
396 - مالك بن سليمان الهَرَويّ، أبو عبد الرحمن السَّعديّ المفّسر. [الوفاة: 211 - 220 ه]
رَوَى عَنْ: إبراهيم بن طَهمان، وشُعْبة بن الحَجّاج، ومَعْمَر بن الحسن، وإسرائيل، وابن أبي ذئب، وجماعة.
وعنه. . . . . . .
توفي سنة أربع عشرة.(5/457)
397 - مالك بن فُديك. [الوفاة: 211 - 220 ه]
كوفي،
سَمِعَ مِنْ الأعمش، لقِيه مُطَيِّن.
خرَّج له البيهقّي في الصلاة، لم أرَه فِي كتاب ابن أَبِي حاتم، ولا غيره.(5/457)
398 - المُثَنَّى بن يحيى بن عيسى بن هِلال، أبو عليّ التميميّ المَوْصِليّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
جدّ أبي يَعْلَى أحمد بن عليّ.
رَوَى عَنْ: أبي شِهاب الحنّاط، وعليّ بن مُسْهِر.
ونزل بغداد للتّجارة.
رَوَى عَنْهُ: أحمد بن مُسَاوِر، ومحمد بن غالب تمتام.(5/457)
399 - مُخَوَّل بن إبراهيم بن مُخَوَّل بن راشد النَّهْديّ. الكُوفيُّ الحنّاط. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: إسرائيل بن يونس، وعبد الجبّار بن العبّاس، وغيرهما.
وَعَنْهُ: أحمد بن يحيى الصوفيّ، وأحمد بن عثمان بن حكيم، وأبو حاتم الرّازيّ، وقال: صَدُوق.
قلت: يقال: إنه كان من غُلاةِ الرافضة.(5/457)
400 - مسرور بن صَدَقَة الحارثّي الدّمشقّي. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: الأوزاعيّ.
وَعَنْهُ: قاسم الجوعي، وأحمد بن عبد الواحد بن عَبُّود، وأحمد بن بكر البالِسيّ، وآخرون.(5/458)
401 - مسرور بن موسى، أبو عبد الرحمن. [الوفاة: 211 - 220 ه]
قاضي نَيْسابُور.
كنّاه الحاكم، سمع في رحلته مع يحيى بن يحيى من مالك، وابن لَهِيعَة، وابن المبارك، وغيرهم.
وَعَنْهُ: أحمد بْن عبد الله العَتَكيّ، ورجاء بْن السّنْديّ، وعليّ بْن سَلَمة اللَّبَقيّ، والحسين بْن منصور، وغيرهم.(5/458)
402 - مسكين بن عبد الرحمن التُّجَيْبيّ المِصْريُّ، أبو الأسود. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: الليث بن سعد، وخالد بن حُمَيْد، ويحيى بن أيّوب.
توفي سنة خمس عشرة ومائتين.(5/458)
403 - خ ت ق: مطرِّف بن عبد الله بن مطرِّف بن سليمان بن يسار. مولى أم المؤمنين ميمونة، الفقيه أبو مُصْعَب الهلاليّ اليساريّ المدنيّ الأطْرُوش. [الوفاة: 211 - 220 ه]
رَوَى عَنْ: خاله مالك بن أنس، وابن أبي ذئب، وأسامة بن زيد بن أسلم، وعبد الرحمن بن أبي المَوّال، ونافع بن أبي نُعَيْم، ومسلم بن خالد الزنجي، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، والترمذي، وابن ماجه، عَنْ رَجُل عَنْهُ، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، والربيع بْن سليمان المُراديّ، وأبو زُرْعة الرازيّ، وأبو حاتم، ويعقوب الفَسَويّ، وأحمد بْن خُلَيْد الحلبيّ، وبِشْر بْن موسى، وأبو يحيى عبد الله بن أبي مسرة، وخلق سواهم.
قال أبو حاتم: صدوق، مضطّرب الحديث. وهو أحب إليّ من إسماعيل بن أبي أُوَيْس.
مات سنة عشرين ومائتين.
وتابعه على وفاته أحمد بن أبي خَيْثَمَة.
وقيل: وُلد سنة سبعٍ وثلاثين ومائة. [ص:459]
وكان من كبار الفقهاء المالكيّة، رحِمه الله.(5/458)
404 - معاذ بن عوذ الله الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: سليمان التيمي، وعوف الأعرابي، وغير واحد.
وَعَنْهُ: أبو مسلم الكجي، وأبو رفاعة عبد الله بن محمد بن حبيب، وجماعة، وما علمت فيه جرحا.(5/459)
405 - خ: مُعَاذُ بن فَضَالَةَ، أبو زيد البَصْريُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: هشام الدَّسْتُوائيّ، وسُفْيان الثَّوْريّ، ويحيى بن أيّوب المصريّ، وحفص بن مَيْسرة، وعمر بن قيس سندل، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، ومحمد بْن يحيى الذُّهَليّ، وأحمد بن منصور الرمادي، وأبو حاتم ووثقه، ويعقوب الفسوي، وأبو قلابة الرقاشي، وأبو مسلم الكجي، وآخرون.(5/459)
406 - معاوية بن عبد الله الأسْوانيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
مولى بني أمية أبو سفيان.
رَوَى عَنْ: مالك، واللَّيْث، وابن لَهِيعة.
وَعَنْهُ: يحيى بن عثمان بن صالح، وغيره،
توفي سنة ثمان عشرة.(5/459)
407 - ع: معاوية بن عمرو بن المهلب بن عمرو الأزدي المعني البَغْداديُّ، أبو عمرو. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: فضيل بن مرزوق، وإسرئيل، وزائدة، وجرير بن حازم، وعبد الرحمن المسعودي، وجماعة.
وروى المغازي عن أبي إسحاق الفَزَاريّ.
وَعَنْهُ: البخاري. والستة، عَنْ رجلٍ عَنْهُ، ويحيى بْن مَعِين، وأبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبة، وأحمد بْن منيع، وعَمْرو النّاقد، وزُهَير بْن حرب، وهارون الحمّال، وعبد بْن حُمَيْد، ومحمد بْن أحمد بْن النَّضر الأزديّ، وخلْق.
قَالَ أحمد بْن حنبل: صدوق ثقة.
وقال ابن مَعِين: كَانَ رجلًا شجاعًا لَا يبالي بلقاء رجلٍ أو عشرين. وكان يُقال لَهُ: ابن الكِرْمانيّ. [ص:460]
وقال ابن سعْد: روى عَنْ زائدة مُصَنَّفَه، وعن أَبِي إسحاق الفَزَاريّ كتاب " السيرة في دار الحرب ". ونزل بغداد وسمع منه أهلها.
وقال أبو غالب عليّ بْن أحمد بْن النَّضْر الأزديّ: رَأَيْت جدّي معاوية بْن عَمْرو وهو عند رأس أُمِّهِ وهي في الموت، فجعل وجهها بحذاء القبلة ورجليها بحذاء القبلة. فلما قاربت أن تقضي سترها منّا وصلّى عليها فكبَّر أَرْبَعًا.
قال: وكان مولده سنة ثمانٍ وعشرين ومائة.
ومات سنة أربع عشرة ومائتين.
قال ابن سعْد: تُوُفّي في غُرّة جُمَادَى الأولى سنة أربع عشرة. قاله في " الطّبقات الصغير ".(5/459)
408 - ت: مَعْقلُ بن مالك، أبو شَرِيك الباهليّ البَصْريُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: محمد بن راشد المكحوليّ، وعُقْبة بن عبد الله الأصَمّ، وأبي عَوَانة، وطائفة.
وَعَنْهُ: محمد بن المُثَنَّى، وأبو أُميّة الطَّرَسُوسيّ، وأحمد بن الحسن التِّرْمِذيّ، والبخاريّ في " كتاب القراءة خلف الإمام "، ويعقوب الفَسَويّ، والكُدَيْميّ.
وثقه ابن حبان.
وتوفي سنة ثلاث عشرة.(5/460)
409 - خ م ت ن ق: معلى بن أسد، أبو الهيثم العَمّيّ البَصْريُّ المؤدّب. [الوفاة: 211 - 220 ه]
أخو بَهْز بن أسد.
عَنْ: وُهَيْب بن خالد، وعبد العزيز بن المختار، وعبد الله بن المُثَنَّى الأنصاريّ، ويزيد بن زريع، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، عَنْ رجلٍ عَنْهُ، وأحمد بْن يوسف السُّلَميّ، وحجاج بن الشاعر، وسليمان بن معبد السنجي، وحفص بْن عُمَر سنجة الرَّقّيّ، وعبد اللَّه الدّارميّ، وهلال بْن العلاء، وعثمان الدّارميّ، وعليّ بْن عبد العزيز البَغَويّ، وطائفة. [ص:461]
وكان من الثَّقات الأثبات.
قال أبو حاتم: ما أعلم أنّي عثرت له على خطأ غير حديث واحد.
وقال ابن حِبّان: مات في رمضان سنة ثمان عشرة ومائتين بالبصرة.
وقال خليفة: مات سنة تسع عشرة.(5/460)
410 - المُعَلّى بن تُرْكة، أبو عبد الصّمد. [الوفاة: 211 - 220 ه]
سَمِعَ: المسعوديّ، وأبا مَعْشَر السِّنْديّ،
وسكن الثُّغُور.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن آدم بن سليمان، وأحمد بن هارون بن آدم المصيصيان.
قال أبو الفتح الأزْديّ: متروك.
وقال أبو أحمد الحاكم: لَا يُتابع في جُلِّ روايته.(5/461)
411 - ع: معلى بن منصور، أبو يعلى الرازي، [الوفاة: 211 - 220 ه]
نزيل بغداد.
عَنْ: مالك، واللَّيْث، وشَرِيك، وأبي عَوَانة، وحمّاد بن زيد، وسليمان بن بلال، وعبد الله بن جعفر المُخَرِّميّ، وهُشَيْم، وخلْق، وتفقّه على أبي يوسف، وغيره، وكان من كبار علماء الرأي.
رَوَى عَنْهُ: أبو ثور الكلبّي، وأبو خَيْثَمَة، ومحمد بن يحيى الذُّهْلي، وحجاج بن الشاعر، وأحمد بن الأزهر، وأحمد الرمادي، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعباس الدوري، ومحمد بن عبد الله المخرمي، والبخاري في غير " الصحيح "، وخلق.
ولم يكتب عنه أحمد بن حنبل حرفا.
وقال أبو حاتم الرازي: قيل لأحمد: كيف لم تكتب عَنِ الْمُعَلَّى بْن منصور؟ قَالَ: كَانَ يكتب الشّروط، ومَن كتبها لم يَخْلُ مِن أن يكذب.
وقال أبو زُرْعة: رحم اللَّه أحمد بْن حنبل بلغني أنّه كَانَ في قلبه غُصَص مِن أحاديث ظهرت عَنِ المُعَلّى بْن منصور كَانَ يحتاج إليها. وكان الْمُعَلَّى أشبه [ص:462] القوم، يعني أصحاب الرأي بأهل العلم. وذلك أنه كان طلابة للعلم، رحل وعني، وهو صَدُوق.
وقال عُثْمَانَ الدَّارَمِيِّ: عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ثِقَةً.
وَقَالَ أحمد العِجْليّ: ثقة صاحب سنة، نبيل، طلبوه للقضاء غير مرّة فأبى.
وقال يعقوب بن شيبة: ثقة متقن فقيه.
وقال أحمد بن كامل: كان من كبار أصحاب أبي يوسف ومحمد ومِن ثقاتهم في الرواية.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَمْ أَجِدْ لَهُ حَدِيثًا مُنْكَرًا.
وقال عمر بن بكار القافلاني: حدثنا محمد بْن إسحاق، وعبّاس بْن محمد. قالا: سمعنا يحيى بْن مَعِين يَقُولُ: كَانَ الْمُعَلَّى بْن منصور الرازي يومًا يُصلّي، فوقع عَلَى رأسه كور الزَّنابير، فما التفت ولا انفتل حتّى أَتَمّ صلاته. فنظروا فإذا رأسه قد صار هكذا من شدّة الانتفاخ.
وقال أبو عَمْرو أحمد بْن المبارك المُسْتَملي: حدّثني سهل بْن عمّار قَالَ: كنتُ عند الْمُعَلَّى بْن منصور، وإبراهيم بْن حرب النَّيْسابوريّ في أيّام خاض الناس في القرآن. فدخل علينا إبراهيم بْن مقاتل المَرْوزيّ، فذكر للمُعَلَّى أنّ الناس قد خاضوا في أمره، قَالَ: ماذا؟ قَالَ: يقولون: إنك تقول: القرآن مخلوق، فقال: ما قلت، ومَن قَالَ: القرآن مخلوق فهو عندي كافر.
قال ابن سَعْد، وجماعة: تُوُفّي سنة إحدى عشرة.
قلت: وقد دخل عليه البخاري سنة عشر فسمع منه شيئًا يسيرًا؛ لأنّه وجده عليلًا.(5/461)
412 - مَعْمَرُ بن عبّاد. وقيل: معمر بن عَمْرو، أبو المعتمر البَصْريُّ العطّار المعتزليّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
مولى بني سُلَيْم وأحد كبارهم ومتبوعيهم.
وكان يَقُولُ: إنّ في العالم أشياء موجودة لَا نهاية لها ولا تحصى، ولا لها عند الله عدد ولا مقدار. وهذا تكذيب للآية: {وَكُلُّ شيء عنده بمقدار}، ولقوله: {وأحصى كل شيء عددا}. وعلى هذا طلبته المعتزلة بالبصرة عند السلطان، ففر إلى بغداد، وبها مات مختفيا عن إبراهيم بن السندي.
وكان يزعم أنّ اللَّه لم يخلق لَوْنًا، ولا طُولًا، ولا عَرضًا، ولا عُمقًا، ولا رائحة ولا قُبْحًا، ولا حُسْنًا، ولا سَمْعًا ولا بَصَرًا، وذلك كلّه فِعل الأجسام بطِباعها. وعُورض بقوله تعالى: {خلق الموت والحياة}. فقال: إنّما أراد خلْقَ الإماتة والإحياء.
وكان يزعم أنّ النّفس ليست جسمًا ولا عَرَضًا، ولا تُماسّ شيئًا ولا تُبَايِنُه، ولا تتحرَّك ولا تَسْكُن. وهذا قول أهل الإلحاد.
وكان بينه وبين النَّظَّام مُناظرات ومُنازعات في مسائل، وله مصنَّفات في الكلام.
قَالَ محمد بْن إسحاق النَّديم: تُوُفّي سنة خمس عشرة ومائتين.(5/463)
413 - ق: معمر بن مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ الهاشميّ، مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقيل: معمّر بن محمد بن عُبَيد الله بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رافع. [الوفاة: 211 - 220 ه]
رَوَى عَنْ: جدّه، وأبيه، وعمّه معاوية.
وَعَنْهُ: عباد بن الوليد الغبري، وعبّاس الدُّوريّ، وأحمد بن يحيى بن مالك السُّوسيّ، والحسن بن مُكْرَم.
قال ابن مَعِين: لم يكن من أهل الحديث لا هُوَ ولا أَبُوهُ. كَانَ يلعب بالحَمَام.
وقال ابن عديّ: مقدار ما يرويه لَا يُتَابَع عَلَيْهِ. [ص:464]
وقال أبو حاتم: رأيته سنة ثلاث عشرة ومائتين.
روى له ابن ماجه حديثين.(5/463)
414 - ن: مُعَمَّر بن يَعْمَر اللَّيْثِي الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
سَمِعَ: معاوية بن سلّام.
وَعَنْهُ: محمد بن يحيى الذُّهَليّ، وأحمد بن يوسف السُّلَميّ، والعبّاس بن الوليد الخلّال.
ضبطه بالتّثقيل عبد الغني، ومحلُّه الصَّدق.(5/464)
415 - مَعْنُ بنُ الوليد بن هشام بن يحيى بن يحيى الغسّانيّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: أبيه، وسُفيان بن عُيَيْنَة، ومروان بن معاوية، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو زُرْعة الدِّمشقيُّ، وأبو حاتم، ويزيد بن محمد بن عبد الصّمد، وآخرون.
وكان دُحَيْم لَا يقدّم عليه أحدًا من أصحاب الوليد بن مسلم.
وقال أبو حاتم: ثقة.
قلت: تُوُفّي سنة ثمان عشرة، وما أظنّه جاوز الخمسين رحمه الله.(5/464)
416 - ع: مكّيُّ بنُ إبراهيم بن بشير بن فَرْقَد، أبو السكن التميمي الحنظلي البلخي. [الوفاة: 211 - 220 ه]
أحد الثّقات الأعلام،
رَوَى عَنْ: أيْمَن بن نابِل، ويزيد بن أبي عُبَيْد، وبهز بن حكيم، والجعيد بن عبد الرحمن، وجعفر الصادق، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، وهشام بن حسان، وهاشم بن هاشم بن عتبة، وابن جريج، وأبي حنيفة، وطائفة.
وَعَنْهُ: البخاري، والستة عن رجل عنه، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن مَعِين، وبُنْدار، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، وإبراهيم بن يعقوب الْجُوزَجَانيّ، وعبّاس الدُّوريّ، وعبد الصَّمد بن سليمان البلْخيّ، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ، وعبد الصّمد بن الفضل البلْخيّ، وحفيده محمد بن الحسن بن مكّيّ، وخلْق آخرهم موتا معمّر بن محمد بن معمّر البلْخيّ. [ص:465]
قال عبد الله بن عمرو ابن العمركي: سمعت عبد الصمد بن الفضل قال: سَمِعْتُ مَكِّيًّا يَقُولُ: حججت ستّين حَجّةً، وتزوّجت ستّين امْرَأَة. وجاورت بالبيت عَشْر سِنين، وكتبت عن سبعة عشر من التّابعين. ولو علمت أنّ الناسَ يحتاجون إليّ لَمَا كتبتُ عَنْ أحدٍ دون التّابعين.
وعن عُمَر بْن مُدرك، عَنْ مكّيّ قَالَ: قطعت البادية من بلْخ خمسين مرّة حاجًّا، ودفعت في كِرَى بيوت مكّة ألف دينار ونيِّفًا.
وقال الفلّاس: قدِم علينا مكي بن إبراهيم سنة اثنتي عشرة.
وقال آخر: قدِم بغداد سنة خمسٍ ومائتين.
وَعَنْهُ: قال: وُلدت سنة ستٍّ وعشرين ومائة.
وقال محمد بن سَعْد، وغيره: مات ببلْخ في النّصف من شعبان سنة خمس عشرة.
قال محمد: وكان ثقة ثَبْتًا.
وقال محمد بْن عبد الوهاب الفراء: حدثنا مكّيّ بْن إبراهيم الرجل الصّالح بنَيْسابور.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: ثقة مأمون.
وقال النَّسائيّ: ليس به بأس.
قلت: وحدث مكي، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللَّهُ عَليْه وسلم كَبَّرَ عَلَى النَّجَاشِيِّ "، قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: وَهَذَا بَاطِلٌ.
قُلْتُ: ثُمَّ إِنَّهُ امْتَنَعَ مِنْ رِوَايَتِهِ.
قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ: سَأَلْنَا مَكِّيَّ بْنَ إِبْرَاهِيمَ فَحَدَّثَنَا مِنْ كِتَابِهِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَذَكَرَهُ، وَقَالَ: هَكَذَا فِي كِتَابِي، يَعْنِي حَدِيثَ: " كَبَّرَ عَلَى النَّجَاشِيِّ ".
وَرَوَى النَّسَائِيُّ فِي " الْيَوْمِ والليلة ": حدثنا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ مَكِّيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: " مُتْعَتَانِ كَانَتَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ [ص:466] اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْهَى عَنْهُمَا وَأُعَاقِبُ عَلَيْهِمَا: مُتْعَةُ النِّسَاءِ، وَمُتْعَةُ الْحَجِّ ".
قَالَ النَّسَائِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ مُعْضِلٌ، لَا أَعْلَمُ رَوَاهُ غَيْرُ مَكِّيٍّ، وَهُوَ لَا بَأْسَ بِهِ، وَلَا نَدْرِي مِنْ أَيْنَ أَتَى بِهِ.
وقال مكّيّ: حضرت مجلس محمد بْن إسحاق، فإذا هُوَ يروي أحاديث في صفة اللَّه تعالى لم يحتملْها قلبي، فلم أعُدْ إِلَيْهِ.
وعن مكّيّ قال: طلبت الحديث ولي سبع عشرة سنة.(5/464)
• - مكّيّ بن عبد الله الرُّعَيْنيّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
في طبقة أحمد بن حنبل، يأتي.(5/466)
417 - مُنّبه بن عثمان اللَّخْميّ الدَّمشقيّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
كان أسند شيخٍ بقي بدمشق.
رَوَى عَنْ: ثور بن يزيد، وعُرْوة بن رُوَيْم، وأرطأة بن المنذر، وخُلَيد بن دَعْلج، وعمر بن زيد، والأوزاعيّ، والوَضِين بن عطاء، وطائفة.
وَعَنْهُ: هشام بن عمار، وأحمد بن أبي الحواري، ومحمد بن مُصَفَّى، وهارون بن محمد بن بكار، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وأحمد بن عبد القاهر اللَّخْميّ شيخ للطَّبرانيّ، وآخرون.
قال ابن زَبْر: وُلِد سنة ثلاث عشرة ومائة.
وقال أبو زرعة الدمشقي: سَمِعْتُ منبّه بْن عثمان يَقُولُ: كنت حَمْلًا عام الجرّاح الحَكَميّ، وهي سنة اثنتي عشرة.
وقال أبو حاتم: كان صدوقًا.
وقال أبو زُرْعة: لِقيتُهُ سنة اثنتي عشرة ومائتين ومات بعد ذلك بيسير.(5/466)
418 - منصور بن زيد بن أبي خداش الموصلي. [الوفاة: 211 - 220 ه][ص:467]
رحل، وكتب الكثير،
وَرَوَى عَنْ: المُعَافَى بن عِمران، ومحمد بن مسلم الطّائفيّ، وعيسى بن يونس، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: نسيبه عَبْد اللَّه بْن عَبْد الصَّمد بْن أَبِي خِداش، ومبارك بن عبد الله النَّصيبيّ.
تُوُفّي سنة ثلاث عشرة ومائتين.(5/466)
419 - ق: منصور بن صُقَير، أبو النضر. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: حمّاد بن سَلَمَةَ، وعُبَيد الله بن عَمْرو الْجَزَريّ، وموسى بن أَعْين، وجماعة.
وَعَنْهُ: عبّاس الدُّوريّ، وجعفر بن شاكر، وبِشْر بن موسى، وجماعة.
قال أبو حاتم: في حديثه اضطّراب، وليس بالقويّ.
رَوَى عَنْهُ أيضًا: محمد بن غالب تمتام، وأبو أُميّة محمد بن إبراهيم.
وكان جُنْديًّا.(5/467)
420 - منصور بن مجاهد البَصْريُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
شيخ
يَرْوِي عَنْ: أبي عَوَانة، وحمّاد بن زيد، وغيرهما.
قال أبو الفتح الأزديّ: كان يضع الحديث.
وقال أبو القاسم بن مَنْده: تُوُفّي سنة ثمان عشرة ومائتين.(5/467)
421 - مِنْهالُ بن بحر، أبو سَلَمَةَ العُقَيْليّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: ابن عَوْن، وهشام بن حسّان، وسعيد بن أبي عروبة، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو حفص الفلاس، وأبو حاتم الرازي وقال: ثقة، وعلّي بن عبد العزيز.
قال العقيلي: في حديثه نظر.(5/467)
422 - م: موسى بن خالد، أبو الوليد الحلبي، [الوفاة: 211 - 220 ه]
خَتَن الفِريْابيّ.
سَمِعَ: أبا إسحاق الفَزَاريّ، ومُعْتَمر بن سليمان، وجماعة.
وتُوُفّي كهلًا.
رَوَى عَنْهُ: عبّاس التُّرقُفيّ، ومحمد بن سهل بن عسكر، وعبد الله الدّارميّ. [ص:468]
له في " مسلم " حديث وقع لنا موافقةً في كتاب الدارمي.(5/467)
423 - م د ن ق: موسى بن داود الضَّبِّيُّ، أبو عبد الله الطرسوسي الخُلْقانيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
أصله من الكوفة، ثم سكن بغداد، ثم ولي قضاء طَرَسُوس وبها تُوُفي.
سَمِعَ: شُعْبة، والثَّوْريّ، وحماد بن سَلَمَةَ، وعبد العزيز الماجشون، ومبارك بن فَضَالَةَ، وزُهير بن معاوية، ونافع بن عمر، وطائفة.
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، وحَجّاج بن الشّاعر، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، ومحمد بْن يحيى الْأَزْدِيّ، ومحمد بْن أحمد بن أبي خَلَف، ومحمد بن أحمد بن أبي العوّام، وعبّاس الدُّوريّ، وخلْق.
وثقة غير واحد.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ: كان زاهدًا، ثقة، صاحب حديث.
ولي قضاء المِصِّيصة.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: كان مُصَنِّفًا مُكثِرًا مأمونًا، ولي قضاء الثغور.
قلت: آخر مَن حَدَّث عنه بِشْر بن موسى الأسَديّ.
قال ابن سعْد: كان ثقة صاحب حديث، ولي قضاء طَرَسُوس وبها مات سنة سبع عشرة.
له في " مسلم " حديث في الصّلاة.(5/468)
424 - موسى بن سليمان، أبو عِمران الباهليّ البَصْريُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: قُزْعَة بن سُوَيْد، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وجرير بن حازم.
رَوَى عَنْهُ: أبو حاتم وقال: ثقة ثقة.(5/468)
425 - موسى بن سليمان. الفقيه أبو سليمان الجوزجاني، [الوفاة: 211 - 220 ه]
صاحب أبي يوسف، ومحمد،
رَوَى عَنْهُما، وَعَنْ ابن المبارك.
وَعَنْهُ: بِشْر [ص:469] ابن موسى، والقاضي البِرْتِي، وأبو حاتم الرازيّ، وجماعة.
قال ابن أبي حاتم: كان يُكَفِّر القائلين بخلق القرآن.
وقيل: إنّ المأمون عرض عَلَيْهِ القضاء فامتنع، وذكر أنّه لَا يصلُح، فأعفاه.(5/468)
426 - خ د ت ق: موسى بن مسعود، أبو حُذَيْفة النَّهْديّ البَصْريُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: أَيْمَن بن نابِل، وإبراهيم بن طَهْمان، وسُفْيان، وزائدة، وعِكْرِمة بن عمّار، وشِبْل بن عباد، وغيرهم.
وَعَنْهُ: البخاري. وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، عن رجلٍ عنه، وأحمد بن محمد شَبُّوَيْه، ومحمد بن يحيى، وعبد بن حُمَيْد، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وأبو حاتم، وحمّاد بن إسحاق القاضي، ومحمد بن الحسن بن كَيْسان المِصِّيصيّ، ومحمد بن غالب تمتام، ومحمد بن زكرّيا الأصبهانيّ، وحفصَ بن عمر الرَّقّيّ، وخلْق.
قال أحمد: هو من أهل الصِّدْق.
وقال أبو حاتم: صدوق، معروف بالثوري. كان الثَّوريّ نزل البصرة عَلَى رَجُل، وكان أبو حُذَيْفَة معهم. فكان سُفْيان يوجّه أبا حُذَيفة في حوائجه، ولكن كَانَ يصحّف. وروى عَنْ سفيان الثوري بضعة عشرة ألف حديث وفي بعضها شيء.
وقال بُنْدار: ضعيف.
وقال ابن خُزَيْمة: لَا أحتج به.
وقال الفلّاس: لَا يحدِّث عنه مَن يُبصر الحديث.
وقال ابن حبان: قِيلَ: إنّ الثَّوريّ تزوّج أمّه لما قدِم البصرة.
وقال غيره: كان مؤدِّبًا. [ص:470]
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة سنة عشرين.
وفيها قَالَ محمد بْن المُثَنَّى: تُوُفّي المِنْهال بْن بحر، وزُفَر بْن هبيرة، وسَكَنُ بْن سليمان، وبِشْر بْن الوضّاح، ومحمد بْن مَخْلَد الحضْرميّ، وهانئ بْن يحيى.
وقال البخاريّ: مات أبو حُذَيْفة سنة عشرين.
وقال غيره: عاش اثنتين وتسعين سنة.(5/469)
-[حَرْفُ النُّونِ](5/470)
427 - نَصر بن مزاحم المِنْقَريّ الكوفّي. [الوفاة: 211 - 220 ه]
سكن بغداد.
وَرَوَى عَنْ: شُعْبة، والثَّوْريّ، ويزيد بن إبراهيم، وغيرهم.
وَعَنْهُ: نوح بن حبيب، وأبو سعيد الأشجّ، وعليّ بن المنذر، وغيرهم.
وكان يترفّض.
قال أبو إسحاق الجوزجاني: كان زائغا عن الحقّ.
وقال صالح بن محمد: يروي عن الضُّعَفاء.
وقال أبو الفتح الأزْديّ: هو غالٍ في مذهبه غير محمود في حدَّيثه.
مات سنة اثنتي عشرة ومائتين.(5/470)
428 - د ن ق: النضر بن عبد الجبار بن نضير، أبو الأسود المرادي، مولاهم المِصريُّ الكاتب، [الوفاة: 211 - 220 ه]
كاتب لَهِيعة بن عيسى بن لَهِيعة قاضي مصر.
رَوَى عَنْ: ابن لَهِيعة، ونافع بن يزيد، واللَّيث، وَبَكْرُ بْنُ مُضَرَ، وَمُفَضَّلُ بْنُ فُضَالَةَ، وَجَمَاعَةٌ.
وَعَنْهُ: أحمد بن صالح المِصْريُّ، وأبو عُبَيْد القاسم بن سلّام، ويحيى بن مَعِين، والربيع بن سليمان الجيزيّ لَا المُراديّ، ومحمد بن إسحاق الصّاغانيّ، ومحمد بن عَوْف الطّائيّ، ويعقوب الفَسَويّ، وأبو حاتم، والمِقْدام بن داود الرُّعَيْنِي، ويحيى بن عثمان السَّهْميّ، وجماعة.
قال ابن معين: كان راوية ابن لهيعة، وكان شيخ صدق. [ص:471]
وقال أبو حاتم: صدوق، عابد، شبهّته بالقَعْنَبيّ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَبُو سعيد بن يونس: توفي لخمس إن بقين من ذي الحجة سنة تسع عشرة ومائتين، وصلّى عليه هارون بن عبد الله القاضي. وكان مولده سنة خمس وأربعين ومائة.
وله أَخَوان عالمان: رَوْح، وعبد الله.(5/470)
429 - نوح بن ميمون، أبو سعيد العِجْلِي البَغْداديُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: سُفْيان الثَّوْريّ، ومالك بن أنس، وبُكَيْر بن معروف.
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد الملك الدَّقيقيّ، ومحمد بن غالب تمتام، وجماعة.
وثّقه الخطيب.
ويقال له: " المضروب " لضربةٍ جاءته في وجهه من اللصوص.(5/471)
430 - نوح بن يزيد بن سيار البَغْداديُّ المؤدب. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: إبراهيم بن سعد، وغيره.
وَعَنْهُ: الذهلي، وعباس الدوري، ومحمد بن المثنى السمسار، وغيرهم.(5/471)
431 - نوفل بن مُطَّهر، أبو مسعود الضّبّيّ الكوفّي الحافظ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
رَوَى عَنْ: أبي الأَحْوَص سلّام، وابن المبارك، ومُفَضَّل بن مُهَلْهل.
وَعَنْهُ: عليّ بن محمد الطنافسي، وعبد الرحمن بن الحكم، والحسن بن الربيع، وأحمد بن جوّاس الحنفيّ.
قال أبو حاتم: صاحب حديث صدوق، مثل يحيى بن آدم يحفظ ويعقل.(5/471)
-[حَرْفُ الْهَاءِ](5/471)
432 - ت: هارون بن صالح بن إبراهيم التَّيْميّ الطّلْحيّ المدني. [الوفاة: 211 - 220 ه][ص:472]
عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وعبد العزيز بن أبي حازم، وغيرهما.
وَعَنْهُ: يحيى بن موسى البلْخيّ، وأبو حاتم وقال: صدوق، ومحمد بن إسماعيل السُّلميّ.
حدث سنة ست عشرة.(5/471)
433 - هارون بْن الفضل، أبو يَعْلَى الرازيّ الحنّاط. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: عمرو بن يحيى بن سعيد الأمويّ، ومحمد بن سليمان الأصبهانيّ، ومسلم بن خالد الزَّنْجيّ، ورفاعة بن إياس، وجماعة.
وَسَمِعَ مِنْ: محمد بن سُليمان البَلْخيّ صاحب الضّحّاك.
رَوَى عَنْهُ: أبو يحيى الزَّعْفرانيّ، وأبو حاتم الرازيّ.(5/472)
434 - ت: هارون ابْن الوزير أبي عُبَيْد الله مُعَاوِيَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ الأَشْعَرِيُّ. مولاهم البَغْداديُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
سَمِعَ: أباه، وعطاف بن خالد، وفرج بن فضالة، وحفص بن غياث.
وَعَنْهُ: عبد الله الدارمي، وعبد الكريم الديرعاقولي، وأبو حاتم، وقال: صدوق.(5/472)
435 - هانئ بن يحيى، أبو مسعود السُّلَميّ البَصْريُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: زائدة، وأبي قَحْذَم النَّضْر بن مَعْبَد.
وَعَنْهُ: أبو حفص الصَّيْرفيّ، وأبو حاتم الرازّي، وقال: ثقة صدوق.(5/472)
436 - هُرَيْم بن عثمان، أبو المهلَّب الطّفاويّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: القاسم بن الفضل الحُدانيّ، وعِمارة بن زاذان، وحمّاد بن سلمة، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو زرعة، وأبو حاتم.
قال أبو حاتم: بصري، صدوق.(5/472)
437 - د ت ن: هشام بن إسماعيل بن يحيى، أبو عبد الملك الدِّمشقيُّ العطّار. [الوفاة: 211 - 220 ه][ص:473]
عَنْ: إسماعيل بن عيّاش، وهِقْل بن زياد، والوليد بن مسلم، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو عُبَيد، وأحمد بن الفُرات، وأبو زُرْعة الدِّمشقيُّ، ويزيد بن محمد بن عبد الصّمد، وآخرون.
وقال النسائي: ثِقَةٌ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ المَوْصِليّ: كَانَ مِن عُبّاد الخَلْق. ما رَأَيْت بدمشق أفضل منه.
وقال أحمد العِجْلي: ثقة صاحب سُنّة، صالح.
وقال عبد السلام بن عتيق: حدثنا هشام بْن إسماعيل العطّار، وما كَانَ في بلدنا مثله، كنت أشبهه بالقعنبي، رحمهما اللَّه.
وقال أبو زُرْعة: تُوُفّي سنة سبْع عشرة.(5/472)
438 - د ن: هشام بن بهرام المدائني. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: أبي شِهاب الحنّاط، والمُعَافَى بن عِمران.
وَعَنْهُ: عبّاس الدُّوريّ، والصَّغَانيّ، وعليّ بن أحمد بن النضر.
وثقه الخطيب.(5/473)
439 - د ن: هشام بن سعيد الطالقاني البزاز. [الوفاة: 211 - 220 ه]
نزيل بغداد.
عَنْ: معاوية بن سلّام، وعبد الله بن لَهِيعة، ومحمد بن مهاجر.
وَعَنْهُ: هارون الحمّال، وأحمد بن أبي خَيْثمة، ومحمد بن رافع، ومحمد بن يوسف البِيكَنْديّ، وأحمد بن حنبل.
قال الإمام أحمد: ثقة صالح.(5/473)
440 - ق: هَوْذَةُ بنُ خليفة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي بكرة الثقفي. البكرواي البَصْريُّ الأصمّ، أبو الأشهب. [الوفاة: 211 - 220 ه]
نزيل بغداد ومُسْنِدُها.
رَوَى عَنْ: سليمان التَّيْميّ، ويونس بن عُبَيْد، وابن عَوْن، وعَوْف الأعرابيّ، [ص:474] وأبي حنيفة، وابن جُرَيْج، وطائفة.
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، ومحمد بن سَعْد، ويوسف بن موسى القطّان، ومحمد بن عبد الله المُخَرِّميّ، وعباس الدُّوريّ، والحارث بن أبي أسامة، وبِشْر بن موسى، وإبراهيم الحربيّ، وخلْق.
قال أحمد بن حنبل: ما كان أصلح حديثه، أرجو أن يكون صدوقا.
وقال: ما كان أضبطه عن عَوْف.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَبُو حاتم: صدوق.
وقال ابن مَعِين: ضعيف.
وقال غيره: كان قد كتب الكثير ولكن ذهبت أكثر كُتُبه.
مات في شوّال سنة ستّ عشرة، وله إحدى وتسعون سنة.
قلت: ووقع حديثه عاليًا لأصحاب ابن طَبَرْزَد، والكِنْديّ.(5/473)
441 - ق: الهيثم بن جميل، أبو سهل البَغْداديُّ الحافظ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
نزيل أنطاكية.
عَنْ: مالك، والليث، وحماد بن سَلَمَةَ، وزُهير بن معاوية، وشَرِيك، ومَنْدَل بن عليّ، وطائفة.
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن عوف الطّائيّ، ويوسف بن مُسلّم، وطائفة.
قال الدّارَقُطنيّ: ثقة حافظ.
وقال أحمد العِجْليّ: ثقة، صاحب سنة.
وقال ابن قانع: تُوُفّي سنة ثلاث عشرة. [ص:475]
وأما ابن عدي فقال: ليس بالحافظ، يغلط على الثقات، وأرجو أنه لَا يتعمَّد الكِذب.(5/474)
442 - الهيثم بن عُبَيد الله القُرَشّي. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: يزيد بن إبراهيم التُّسْتَريّ، وقيس بن الربيع، والحَسَن بن صالح بن حيّ.
وَعَنْهُ: محمد بن إسماعيل الأحْمُسيّ، وأبو حاتم الرازي وقال: صدوق.(5/475)
-[حَرْفُ الْوَاوِ](5/475)
443 - وَرْد بن عبد الله، أبو محمد الطَّبريّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
سَمِعَ: عديّ بن الفضل البصْريّ، وجرير الضَّبّيّ، ومحمد بن طلحة بن مصرّف.
وَعَنْهُ: ابناه: محمد ويحيى، وأحمد بن مُلاعب، وغيرهم.
وثقة ابن جَوْصا.
وقد سكن بغداد.(5/475)
444 - الوضّاح بن حسّان الأنباريّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: فُضَيْل بن مرزوق، وشعبة، وإسرائيل، وغيرهم.
وَعَنْهُ: عباس الدوري، والصغاني، وأبو أُميّة الطَّرّسُوسيّ، ومحمد بن سعد العَوْفيّ.
قال الفَسَويّ: شيخ مغفَّل.(5/475)
445 - الوليد بن محمد بن النُّعمان السُّلَميُّ البَصْريُّ الحجَّام. [الوفاة: 211 - 220 ه]
حَدَّثَ بَنْيسابور سنة سبْع عشرة عن شُعْبة، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وله غرائب.
وَعَنْهُ: محمد بن عبد الوهاب الفراء، وأحمد بن مُعَاذ، وجماعة. وأبو زُرْعة، وأبو حاتم.
وكان عارفًا بالعربيّة. [ص:476]
قال أبو حاتم: ما به بأس.(5/475)
446 - الوليد بن موسى القُرَشيُّ الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: الأوزاعيّ، وغيره.
وَحَدَّثَ بمصر.
رَوَى عَنْهُ: يوسف بن يزيد القراطيسيّ، ويحيى بن عثمان السَّهْميّ.
وهو في عداد الضعفاء. قال العقيلي: روى عن الأوزاعي بواطيل.(5/476)
447 - الوليد بن النضر المسعودي الرملي. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: مسرة بن معبد، والليث بن سعد.
وَعَنْهُ: الدارمي عبد الله، وأبو زرعة الدمشقي، وإسحاق بن سويد الرملي، وآخرون.(5/476)
448 - الوليد بن الوليد بن زيد، أبو العبّاس العنْسيّ الدِّمشقيُّ القَلانِسيّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: الأوزاعيّ، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثَوْبان، وسعيد بن عبد العزيز.
وَعَنْهُ: سَلَمَةُ بن شَبِيب الذُّهَليّ، وعبّاس التُّرقُفيّ، وجماعة.
قال الدّارَقُطْني، وغيره: متروك.
وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال صالح جَزَرَة: قَدَرِيّ.(5/476)
449 - وهْب الله بن راشد. مولى شُرَحْبِيل الحَجَريّ الروميّ الأصل ثم المصري، أبو زرعة المؤذّن. [الوفاة: 211 - 220 ه]
شيخ مُعَمَّر. كان مؤذّنَ جامع مصر.
رَوَى عَنْ: يونس بن يزيد الأيلي، وحميد بن شريح، وغيرهما، وذكر أنّه وُلِد سنة سبعٍ وعشرين ومائة. [ص:477]
تُوُفّي في ربيع الأول سنة إحدى عشرة.
وقد غمزه سعيد بن أبي مريم.
رَوَى عَنْهُ: سعيد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم، والربيع المرادي، وطائفة.(5/476)
450 - ت ن: وهْب بن زَمْعَة التميميّ المَرْوَزِيّ، أبو عبد الله. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: أبي حمزة السُّكّريّ، وابن المبارك، وعبد العزيز بن أبي رَزْمة، وفَضَالة بن إبراهيم النسوي، وسفيان بن عبد الملك، وغيرهم.
وَعَنْهُ: البخاري خارج " الصحيح "، وأحمد بن عَبْدة الآمُليّ، ومحمد بن عبد الله بن قُهْزاد، وأحمد بن محمد بن شبويه، وجماعة.
وثقه النسائي.(5/477)
-[حَرْفُ الْيَاءِ](5/477)
451 - يحيى بن إبراهيم بن أبي قُتَيْلَة السُّلَميّ المدنيّ، أبو إبراهيم. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: مالك، ومحمد بن إبراهيم بن دينار، وعبد العزيز، وعبد الخالق ابْنَيْ أبي حازم، وعمر بن طلحة بن علقمة بن وقاص، والمغيرة بن عبد الرحمن المخزوميّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: الزُّبَير بن بكّار، ومحمد بن نصر النَّيْسَابوريُّ الفرّاء، وإبراهيم بن أبي داود البُرُلُسُيّ، ومحمد بن إسماعيل التِّرمِذيّ، وعبد الله بن شَبِيب الرَّبْعيّ.
قال أبو حاتم: ثقة.(5/477)
452 - يحيى بن بسْطام، أبو محمد البَصْريُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
رحل في طلب العِلم،
وَسَمِعَ مِنْ: الليث بن سعد، وابن لهيعة، وعبد الواحد بن زياد، ويحيى بن حمزة القاضي، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو محمد الدَّارميّ، وأبو حاتم الرازي، وقال: ما به بأس، كتبت عنه سنة أربع عشرة.(5/477)
453 - خ م ت ن ق: يحيى بن حمّاد بن أبي زياد أبو بكر، ويقال: أبو محمد الشيباني. مولاهم البَصْريُّ [الوفاة: 211 - 220 ه]
خَتَن أبي عَوَانة.
عَنْ: أبي عوانة، وعكرمة بن عمار، وشعبة، وهمام، وعبد العزيز بن المختار، واللَّيث بن سعْد، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، والبخاري أيضا، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، عن رجلٍ عنه، وإسحاق بن راهويه، وإسحاق الكوسج، وإسحاق بن إبراهيم شاذان، وإسحاق بن سَيّار النصيبيّ، وبكّار بن قُتَيْبة، وعبد الله الدَّارميّ، وبُنْدار، وابن وارة، والكُدَيْميّ، وخلْق.
قال ابن سعْد: ثقة كثير الحديث.
وقال محمد بن النُّعمان بن عبد السّلام: لم أرَ أعبدَ مِن يحيى بن حمّاد، وأظنّه لم يضحك.
وقال البخاريّ: مات سنة خمس عشرة.(5/478)
454 - يحيى بن سعيد السَّعْديّ العَبشميّ، أبو زكرّيا الكُوفيُّ، ويقال: البَصْريُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
رَوَى عَنْ: ابن جُرَيْج، عَنْ عطاء، عَنْ عُبَيْد بْن عُمَيْر، عَنْ أَبِي ذَرّ، فذكر الحديث الطّويل المُنْكَر الَّذِي يُروى أيضًا عَنْ أَبِي إدريس الخَوْلانيّ، عَنْ أَبِي ذَرّ.
رَوَى عَنْهُ: الحسن بن إبراهيم البياضي، والحسن بن عرفة، وإبراهيم بن حرب بن عمر، ومحمد بن غالب تمتام، وموسى بن العباس التستري، وغيرهم.
قال الْعُقَيْلِيُّ: لَا يُتَابَعُ عَلَى حَدِيثِهِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبّان: لَا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. [ص:479]
وقال ابن عديّ: يُعرف بهذا الحديث، وهو حديث منكر من هذا الطريق.(5/478)
455 - ن: يحيى بن عبد الله بن الضَّحّاك بن بابلت. مولى بني أمية، أبو سعيد الحراني البابلتيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
وقال أبو حاتم وغيره: هو من بابْلُتّ، وهو رازيّ قدِم حَرَّان، فقيل لَهُ: من أين أنت؟ قَالَ: من الرّيّ من موضع يقال لَهُ: بابْلُتّ.
وأمّا أبو أحمد الحاكم فقال: بابْلُتّ قرية بين حَرّان والرَّقّة.
رَوَى عَنْ: زوج أمّه الأوزاعيّ، وأبي بكر بن أبي مريم الغسّانيّ، وابن أبي ذئب، وصَفْوان بن عَمْرو السَّكْسَكيّ، وأبي جعفر الرازيّ، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثَوْبان، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو إسحاق الْجَوْزجانيّ، وأبو أميّة الطَّرَسُوسيّ، وإسماعيل سَمُّويْه، ومحمد بن يحيى الحرّانيّ، وسليمان بن سيف الحرّاني، وإسحاق بن سيّار النَّصيبيّ، وحفص بن عمر الرَّقّيّ، وابن زوجته أبو شُعَيْب عبد الله بن الحسن الحرانيّ، وغيرهم.
قال البخاريّ: قال أحمد بن حنبل: أمّا السَّماع فلا يُدفع.
وضعّفه أبو زُرْعة، وغيره، وابن حِبّان.
وقال ابن عديّ: له أحاديث صالحة عن الأوزاعيّ تفرّد ببعضها. وأثر الضَّعْف على حديثه بَيِّن. [ص:480]
قال محمد بن يحيى: تُوُفّي سنة ثمان عشرة ومائتين.
وأمّا قول أحمد بن كامل القاضي أنّه عاش سبعين سنة فغير ثابت، ولعله كان تسعين سنه فتصحّف.(5/479)
456 - يحيى بن عَمرو بن عُمارة، أبو الخَطَّاب اللَّيْثيُّ الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: الأوزاعيّ، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثَوْبان.
وَعَنْهُ: يزيد بن عبد الصّمد، وأبو حاتم الرازيّ، وأبو زُرْعة الدِّمشقيُّ.
قال أبو حاتم: ثقة.(5/480)
457 - يحيى بن عَنْبَسة القُرَشيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
من ضُعفاء العراقّيين،
رَوَى عَنْ: حُمَيْد الطّويل، وأبي حنيفة.
وَعَنْهُ: يوسف بن سعيد بن مسلم، ومحمد بن غالب تمتام.
وكان متهما.
قال الدَّارَقُطْنيّ: كذّاب.
وقال ابن حبان: دجال.(5/480)
458 - م ت ن: يحيى بن غَيْلان بن عبد الله بن أسماء بن حارثة، أبو الفضل الأسْلميّ الخُزَاعيُّ البَغْداديُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: مالك بن أَنَس، وأبي عَوَانة، ويزيد بن زُرَيْع، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، والفضل بن سهل الأعرج، وأحمد بن يوسف السُّلَميّ، وإسحاق الحربيّ، وآخرون.
قال محمد بن سعْد: تُوُفّي سنة عشر ومائتين. [ص:481]
وقال بعضهم: سنة ثلاث عشرة.(5/480)
459 - خ: يحيى بن قزعة المؤذّن المكّيّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: مالك بن أنس، وسليمان بن بلال، ونافع بن أبي نُعَيْم القارئ، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، ومحمد بن وَارَةَ، وأبو يحيى عبد الله بن أبي مسرة، وغيرهم.(5/481)
460 - يحيى بن مبارك الصنعاني. [الوفاة: 211 - 220 ه]
صنعاء دمشق.
رحل وَرَوَى عَنْ: مالك، وشَرِيك، وشِبْل بن عبّاد، وكثير بن سُلَيْم.
نزل أرسوف، فَرَوَى عَنْهُ من أهلها: إسماعيل بن عباد، وخطاب بن عبد الدائم، وعبد العظيم بن إبراهيم، وغيرهم.
ذكره ابن عساكر.(5/481)
461 - يحيى بن مصعب، أبو زكريا الكلبي الكُوفيُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
جار الأعمش، حكى عنه حكايات.
وَرَوَى عَنْ: عمر بن نافع الثقفي، وإسماعيل بن زياد الفأفاء.
وَعَنْهُ: أبو زرعة، وأبو حاتم، وقالا: صدوق.(5/481)
462 - يحيى بن المغيرة السَّعدي الرّازيّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: شَرِيك، وعطّاف بن خالد، وأبي الأحْوَص، وغيرهم.
ورأى الحَجَّاج بن أرطأة.
وَعَنْهُ: أبو زُرْعة، وأبو حاتم، وابن وَارَةَ، وابن الضُّرَيْس.
قال أبو حاتم: صدوق.(5/481)
463 - يحيى بن نصر بن حاجب المَرْوَزيّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
نزيل بغداد.
رَوَى عَنْ الكبار: عاصم الأحول، وعبد الله بن شُبْرُمَة، وثور بن يزيد الحمصيّ، وهلال بن خَبّاب، ووَرْقَاء بن عمر، ويونس بن يزيد الأَيْليّ، وغيرهم.
وَعَنْهُ: إبراهيم بن سعيد الْجَوْهريّ، وأحمد بن منصور زاج، ورجاء بن [ص:482] الجارود، وعبد العزيز بن عبد الله الهاشميّ.
قَالَ أحمد بْن سيّار المَرْوَزِيّ: كتبنا عَنْهُ وكان يحدّث عَنْ سُفيان الثوريّ، وابن شُبْرُمَة، ويونس. فلما حَدَّثَ عَنْ هلال بْن خبّاب، وإسحاق بْن سُوَيد بَرَد أمره، وفتر الناسُ عَنْهُ. ثم خرج إلى العراق.
وقال مُهَنَّأ الشّاميّ: سألت أحمد بْن حنبل عَنْهُ فقال: كَانَ جَهْميًّا يَقُولُ قول جَهْم.
وقال أبو حاتم الرازيّ: بَلِيتُهُ عندي قِدَمُ رِجاله.
وقال أبو زُرْعة: ليس بشيء.
قال عبد العزيز الهاشميّ: مات سنة خمس عشرة ومائتين.(5/481)
464 - خ م د ن ق: يحيى بن يعْلَى بن الحارث، أبو زكريّا المحاربي. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: أبيه، وزائدة.
وَعَنْهُ: البخاري. ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، عَنْ رجلٍ عَنْهُ، وإسماعيل سَمُّوَيْه، ويعقوب الفَسَويّ، وأحمد بن مُلاعب، وطائفة.
وثّقه أبو حاتم.
وقال مطين: مات سنة ست عشرة.(5/482)
465 - يزيد بن خالد بن مُرَشَّل، أبو مَسلَمَة القُرَشيُّ اليافيُّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
من أهل يافا.
عَنْ: عبد الرحمن بن ثابت بن ثَوْبان، وأبي خالد الأحمر، ورديح بن عطّية، وأبان بن عنْبَسَة.
وَعَنْهُ: محمود بن إبراهيم بن سميع، وموسى بن سهل الرمليّ.
قال ابن سميع: ثقة عاقل.(5/482)
466 - يزيد بن محمد، أبو خالد الأَيْليُّ. [الوفاة: 211 - 220 ه][ص:483]
عَنْ: يونس بن يزيد، وابن لَهِيعَة.
وَعَنْهُ: إسماعيل سمويه، وابنه خالد بن يزيد.
ذكره أبو حاتم ولم يضعفه، وقال: أدركته.(5/482)
467 - خ: يَسْرَةُ بن صَفْوان بن جميل، أبو صَفْوان اللخمي الدمشقي. [الوفاة: 211 - 220 ه]
كذا كنّاه النَّسائيّ، وغيره. وكناه محمد بن عَوْف الطّائيّ: أبا عبد الرحمن، من أهل قرية البلاط.
عَنْ: إبراهيم بن سعد، وحديج بن معاوية، ونافع بن عمر الْجُمَحيّ، وعبد الجبّار بن الورد، وفليح بن سليمان، وطائفة.
وَعَنْهُ: البخاري، ودُحَيْم، وأبو حاتم، وعباس التُّرْقُفيّ، وإسماعيل سمويه، وإبراهيم بن هانئ النَّيْسَابوريُّ، وأبو زرعة الدمشقي، وآخرون.
وكان رجلا صالحا فاضلا.
وثقه أبو حاتم.
ومن شعره فيما قيل:
ولَرُبَّما ابتسم الكريم من الأذى ... وضميره من حرّه يتأوّه
وَلَرُبَّما خَزَنَ التَّقِيُّ لسانَه ... حَذَر الجواب وإنّه لَمُفَوَّه
قَالَ الْحَسَن بْن محمد بْن بكّار بْن بلَال: وُلِد يَسْرَةُ بنُ صَفْوان سنة عشرٍ ومائة، ومات سنة ستّ عشرة ومائتين.
وقال أبو زُرْعة الدِّمشقيُّ: تُوُفّي سنة خمس عشرة.
وقال غيره: عاش مائة سنة وأربع سنين.(5/483)
468 - يعقوب بن إسحاق البَصْريُّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
ابن بنت حُمَيْد الطّويل.
شيخ مُعَمَّر قال: وُلدت سنة عشرين ومائة.
سَمِعَ: حُمَيْدًا، وعبد الله بن أبي عثمان، ورأى أبان بن أبي عيّاش على برذونٍ [ص:484] أَشْهَب.
كتب عنه: أبو زُرْعة. وحدّث عنه أبو يحيى بن أبي مَسَرّة المكّيّ، وغيره. وجاور بمكّة.
ما علِمْتُ لهم فيه كلامًا.(5/483)
469 - يعقوب بن إسحاق بن أبي عبّاد المكّيّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: إبراهيم بن طهمان، وحماد بن شُعَيْب، وجماعة.
وَعَنْهُ: عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحَكَم، ومحمد بن الحَجّاج الضَّبّيّ.
قال أبو حاتم: كان يسكن القلزم فقدمتها وهو غائب. وكان لَا بأس به.(5/484)
470 - يعقوب بن الْجَهْم الحمصيّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: عَمْرو بن جرير، ومحمد بن واقد، وعليّ بن عاصم، وغيرهم.
وَعَنْهُ: أبو التُّقَى هشام بن عبد الملك، وإبراهيم بن عُبَيْد اليَمَانيّ.
ذكر له ابن عديّ أحاديث مناكير. وقال: البلاء منه.(5/484)
471 - ق: يعقوب بن محمد بن عيسى بن عبد الملك بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ. الفقيه أبو يوسف القُرَشيّ الزُّهْريّ المدنيّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: إبراهيم بن سعْد، وصالح بن قُدامة، وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي، والمنكدر بن محمد بن المُنْكَدر، والمغيرة بن عبد الرحمن المخزومي، وعبد العزيز الدراوردي، وخلق من الحجازيين.
وَعَنْهُ: حجاج بن محمد، وحاتم بن الليث، وإسحاق الحربي، وعباس الدوري، والحارث بن أبي أسامة، وأبو العيناء محمد بن القاسم، ومحمد بن يونس الكديمي، وخلق.
قال ابن سعد: جالس العلماء وكان حافظا.
وقال ابن معين: ما حدثكم عن الثَّقات فاكتبوه. [ص:485]
وقال أبو زُرْعة: ليس بشيءٍ. يُقارب الواقديّ.
وقال حجاج بن الشاعر: حدثنا، وهو ثقة.
وقال أبو حاتم: هو على يدي عدلٌ.
قلت: علّق له البخاريّ مسألة في " صحيحه " في باب جوائز الوفد.
مات سنة ثلاث عشرة، قاله النّسائيّ.(5/484)
472 - يَعْلَى بن عبّاد الكِلابيّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: شُعْبة، وهمام، وطبقتهما.
وَعَنْهُ: أحمد بن مُلاعب، وإسحاق الحربيّ، وبِشْر بن موسى، وجماعة.
ضعّفه الدَّارَقُطْنيّ.(5/485)
473 - يوسف بن بُهْلُولٍ التميميّ الأنباريّ. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: شَرِيك، ويحيى بن زكريّا بن أبي زائدة، وأبي خالد الأحمر.
وَعَنْهُ: البخاري، وأحمد بن حنبل، وإبراهيم بن الهيثم البَلَديّ، وأبو زرعة، وحنبل بن إسحاق، وطائفة.
وثقة مطين.
توفي بالكوفة سنة ثمان عشرة.(5/485)
474 - ن ق: يوسف بن المنازل التيمي الكُوفيُّ، أبو يعقوب. [الوفاة: 211 - 220 ه]
عَنْ: عبد الله بن إدريس، وحفص بن غِياث، وجماعة.
وَعَنْهُ: عبّاس الدُّوريّ، وإبراهيم الحربيّ، وأبو حاتم الرازيّ، وأحمد بن أبي خَيْثمة، وعدة.
وثقه ابن معين.(5/485)
-[الْكُنَى](5/486)
475 - أبو عبّاد الكاتب، [الوفاة: 211 - 220 ه]
وزير المأمون.
طوّل ابن النجار ترجمة هذا، فقال: ثابت بن يحيى بن يَسَار أبو عبّاد الرازيّ كاتب المأمون، كان من الكُفَاة.
قلت: هو مشهور بالكنْية.
ذكره الصُّوليّ، ومحمد بن عبْدوس الْجَهْشياريّ في " أخبار الوزراء ".
وملّخص أمره أنّه كَانَ خبيرًا بالحساب وبالكتابة، بارعًا في التصرُّف، ناهضًا في أمور المأمون عَلَى أتمّ ما يكون. ثمّ إنّه عجز من النُّقْرُس واسْتَعْفَى.
وكان جوادًا نبيلًا لكنه كان شرسًا عَبُوسًا.
قال الصُّوليّ: مات في المحرَّم سنة عشرين عن خمسٍ وستّين سنة.(5/486)
476 - أبو العتاهية، الشاعر المشهور. هو أبو إسحاق إسماعيل بن القاسم بن سُوَيْد بن كَيْسان العَنَزيُّ، مولاهم الكُوفيُّ، [الوفاة: 211 - 220 ه]
نزيل بغداد، وأصله من سَبْي عين التَّمْر، ولقبوه بأبي العَتَاهية لاضطّرابٍ كان فيه، وقيل: بل كَانَ يحبّ الخَلاعة فكُنّي بأبي العَتَاهية لعُتُوِّه.
وهو أحد مَن سار قولُهُ وانتشرَ شِعره. ولم يجتمع لأحدٍ ديوان شِعره لكثرته. وقد نَسَكَ بآخره، وقال في الزُّهْد والمواعظ، فأحسَنَ وأبلغ.
وكان أبو نُوَاس يُعَظّمه ويخضع لَهُ، ويقول: واللَّهِ ما رأيته إلّا توهّمت أنّه سماويّ وأنّي أرضيّ.
وقد مدح أبو العتاهية الخلفاء والبرامكة والكبار. ومن شعره:
ولقد طربت إليك حتّى ... صِرْتُ من فَرْط التَّصابي
يَجد الجليسُ إذا دنا ... رِيحَ الصّبَابَة من ثيابي
وله:
إن المطايا تشتكيك لأنّها ... تطوي إليك سَبَاسِبًا ورِمالا
فإذا رحَلْنَ بنا رَحَلْن مُخِفَّةً ... وإذا رجِعْنَ بنا رجعن ثِقالا
وله أُرْجُوزة فائقة يقولُ فيها:
هِيَ المقادير فلُمْني أوْ فَذَرْ ... إنْ كنتُ أخطأتُ فما أخطأ القَدَرْ
لكلّ ما يؤذي وإنْ قَلّ أَلَمْ ... ما أطول اللّيل عَلَى مَن لم يَنَمْ [ص:487]
إنَّ الشَّباب والفَراغ والجِدَةُ ... مُفْسِدَةٌ للمَرْءِ أيّ مَفْسَدَة
حَسْبُكَ ممّا تبتغيه القُوتُ ... ما أكثر القُوتُ لمن يموت
وله فيما أنشدنا أبو علي ابن الخلال: أخبرنا ابن المقير، قال: أخبرتنا شهدة قالت: أخبرنا النعالي، قال: أخبرنا محمد بن عبيد الله، قال: حدثنا عثمان بن السماك، قال: حدثنا إسحاق الختلي، قال: حدثني سليمان بن أبي شيخ، قال: أنشدني أبو العتاهية:
نُنَافِسُ في الدُّنيا ونحن نَعِيبُها ... لقد حَذَّرْتناها لَعَمْري خطوبُها
وما نَحْسِبُ السّاعاتِ تقطعُ مدّةً ... عَلَى أنّها فينا سريعٌ دَبِيبُها
كأنّي بَرَهْطي يَحمِلون جَنَازتي ... إلى حفرةٍ يُحْثي عليَّ كثيبُها
وداعيةٍ حَرَّى تُنادي وإنّني ... لَفِي غفلةٍ عَنْ صَوْتها لَا أجيبُها
وإنّي لَمِمَّن يكره الموتَ والبِلى ... ويُعْجبُهُ ريحُ الحياةِ وطيبها
أيا هاذم اللذات ما منك مهربٌ ... تحاذر منك النفس ما سيصيبها
رأيتُ المنايا قُسِّمت بين أنفسٍ ... ونَفْسي سيأتي بعدهُنَّ نَصِيبُها
ومن شعره:
لِدُوا للموت وابْنُوا للخَراب ... فكُلُّكُم يصير إلى ذَهاب
لِمن نبني ونحنُ إلى تُرابٍ ... نصير كما خُلِقنا من ترابِ
ألا يا موتُ لم أرَ منكَ بُدًّا ... أتيتَ فما تَحيفُ ولا تُحابي
كأنّك قد هجمت عَلَى مَشِيبي ... كما هَجَمَ المَشِيبُ عَلَى شبابي
ويا دُنيايَ ما لي لا أراني ... أُسرُّ بمنزلٍ إلّا نَبَا بِي
وما لي لَا ألح عليك إلا ... بعثت الهم لي من كلّ بابِ
أراكِ وإنْ ظلمتِ بكلّ لونٍ ... كحُلْم النَّومِ أو لَمْع السَّراب
وهذا الخلْقُ منكِ عَلَى وقارٍ ... وأرجُلُهم جميعًا في الرِّكاب
تقلّدتَ العظامَ من الخطايا ... كأنّك قد أمِنْتَ من العقابِ
فمهما دُمتَ في الدُّنيا حريصًا ... فإنَّكَ لَا تُوَفَّق للصوابِ
سَأُسأَلُ عَنْ أمورٍ كنتُ فيها ... فما عُذري هناك وما جوابي؟
بأيَّةِ حجةٍ تَحْتَجُّ نفسي ... إذا دُعيت إلى طُول الحسابِ [ص:488]
هُما أَمْرانِ يوضح لي مقامي ... هنالك حين أنظر في كتابي
فإمّا أنْ أُخَلّدُ في نعيمٍ ... وإمّا أن أُخَلّدَ في عذابِ
ومن شعره:
أَنساكَ مَحْياكَ المماتا ... فطَلَبْتَ في الأرضِ الثباتا
أوثقت بالدنيا وأنـ ... ـت ترى جماعتها شتاتا
وعزمت ويك على الحيا ... ة وطولها عزما بتاتا
دارٌ تَواصُلُ أهلِها ... سيعود نَأْيًا وانْبِتاتا
إنّ الإلهَ يُميتُ من أحيا ... ويُحيي مَن أماتا
يا مَن رَأَى أبَوَيْه في ... مَن قد رأى كانا فماتا
هل فيهم لك عبرةٌ ... أم خِلْت أَنَّ لك انْفِلاتا
ومن الذي طلب التفلـ ... ـت من منيته ففاتا
كل تصبحه المنـ ... ـية أو تبيّته بَيَاتا
تُوُفّي أبو العَتَاهية في جُمادَى الآخرة سنة إحدى عشرة ومائتين عَنْ نيفٍ وثمانين سنة، وقيل: تُوُفّي سنة ثلاث عشرة.
مدح المهدي فمن بعده من الخلفاء.
أخبرنا سنقر الحلبي بها قال: أخبرنا يحيى بن جعفر، قال: أخبرنا أبي، قال: أخبرنا أحمد بن علي بن سوار، قال: أخبرنا محمد بن عبد الواحد، قال: أخبرنا أبو سعيد السيرافي، قال: أخبرنا محمد بن أبي الأزهر، قال: أنشدنا الزبير بن بكار لأبي العتاهية:
يا ربِّ إنّ النّاسَ لَا يُنْصِفونني ... فكيف وإنْ أنصفتُهم ظلموني؟
وإنْ كَانَ لي شيء تَصَدّوا لأَخْذِهِ ... وإنْ جئتُ أبغي شَيْئهم منعوني
وإنْ نالَهم بَذْلي فلا شُكْرَ عندهم ... وإنْ أَنَا لم أبذل لهم شتموني
وإن طرقتني نكبة فَكِهُوا بها ... وإنْ صَحِبَتْني نعمةٌ حسدوني
سأمنعُ قلبي أن يحن إليهم ... وأحجب عنهم ناظري وجفوني
ومن شعر أبي العتاهية: [ص:489]
أيا من خلفه الأجل ... وَمَن قُدّامَه الأَمَلُ
أما واللَّهِ ما يُنْجِيك ... إلا الصدق والعمل
سل الأيام عن أملاكنا الـ ... ماضين ما فعلوا
أما شُغِلوا بأنفُسِهم ... فصار بها لهم شُغلُ
وصاروا في بُطُونِ الأرضِ ... وارْتَهَنُوا بما عملوا
وما دفع المنية عنـ ... هم جاهٌ ولا خول
وكانوا قبل ذاك ذَوِي ... المَهَابة أين ما نزلوا
وكانوا يأكلون أطايب الـ ... دنيا فقد أُكِلوا
ذكرتُ الموتَ فالتبسَتْ ... عليَّ بذِكره السُّبُلُ
ومن شِعره:
المرءُ في تَأْخير مُدَّته ... كالثوب يبلى بعد جدته
عجبا لمنتبهٍ يضيّع ما ... يحتاج فيه ليوم رَقْدتِهِ
وله:
حسناءُ لَا تبتغي حُلْيًا إذا برزت ... كأنّ خالقها بالحُسْن حلّاها
قامت تمشي فلَيتَ اللَّهَ صَيَّرني ... ذاك التُّرابَ الَّذِي مَسّتهُ رِجلاها
وله:
وإني لمعذورٌ عَلَى طولِ حُبّها ... لأنَّ لها وجهًا يَدُلّ عَلَى عُذْري
إذا ما بَدَتْ والبدْرُ ليلةَ تَمِّهِ ... رأيتَ لها فَضْلا مُبينًا عَلَى البدرِ
وتهتزُّ مِن تحت الثّيابِ كأنَّها ... قضيبٌ من الرَّيْحان في ورقٍ خُضْرِ
أبى اللَّهُ إلَّا أَنْ أموتَ صَبَابَةً ... بِساحرةِ العينينِ طيّبة النَّشْرِ
ذكر الصُّوليّ أنّ أبا العتاهية جلس حجّامًا ليُذلّ نفسه ويتزهّد، وكان يحجم الأيتام. فقال لَهُ بَكْر بْن المُعْتَمِر: أتعرف مَن يحتاج إلى إخراج الدّم من هَؤُلّاءِ؟ قال: لا، قال: فتعرف مقدار ما تخرج من الدم؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فأنت تريد أن تتعلَّم عَلَى أكتافهم، ما تريد الأجر.
قَالَ أبو تمّام: خمسة أبيات لأبي العتاهية ما تهيّأ لأحدٍ مثلها: [ص:490]
قوله:
النّاسُ في غَفَلاتِهِمْ ... وَرَحَى المَنِيّةِ تَطْحَنُ
وقوله:
ألم تَرَ أنّ الفقرَ يُرجَى لَهُ الغِنَى ... وأنّ الغِنَى يُخشى عَلَيْهِ مِن الفقرِ
وقوله في موسى الهادي:
ولما استقلُّوا بأثقالهمْ ... وقد أزمعوا بالذي أزمعوا
قرنْتُ التفاتِي بآثارهمْ ... وأَتْبَعْتُهُم مُقْلَةً تَدْمَعُ
وقوله:
هَبِ الدُّنيا تُسَاقُ إليك عَفْوًا ... أَلَيْسَ مصيرُ ذاك إلى زوالٍ؟(5/486)
-الطبقة الثالثة والعشرون
221 - 230 هـ(5/491)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
- (الْحَوَادِثُ)(5/493)
-دخلت سنة إحدى وعشرين ومائتين
ففيها تُوُفّي أبو اليَمَان الحمصيّ، وعاصم بن عليّ بن عاصم، والقَعْنَبيّ، وعَبَدان المَرْوَزِيّ، واسمه عبد الله بن عثمان، وهشام بن عُبَيْد الله الرازي.
وفيها كانت وقعة هائلة بين الخُرَّميّة وبين المسلمين وأميرهم بُغا الكبير، فانكسر ثم تثبت وأُمد بالجيوش، والتقى الخرمية فهزمهم.
وفيها ولي إمرة مكة محمد بن داود بن عيسى العبّاسيّ، فبعث رجلًا من بني جُمَح لعَدّ المواشي وقال: هاتوا بكل فريضةٍ دينارًا. فامتنعوا عليه وقالوا: تريد أن تغصبنا أموالنا. إنما في عهدك أن تأخذ الفريضة شاةً. فحاربهم وحاربوه وقُتِل طائفة، وقتل الجحمي، فجهز محمد بن داود أخا الجحمي، ففتك وبدّع وعاث جيشه.
قال الفَسَويّ: سَمِعْتُ بعض السفهاء الذين كانوا معه يقول: اقتضضنا أكثر من عشرين ألف عذراء.
وفيها حجّ حنبل بن إسحاق، فيما حَدَّث أبو بكر الخلّال، عن عصمة بن عصام، عنه، قال: فرأيت كِسْوَة البيت الدِّيباج وهي تخفُق في صحن المسجد، وقد كُتِب في الدّارات: " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شيء وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبير ". فلمّا قدِمت أخبرت أحمدَ بنَ حنبل، فقال: قاتَلَه الله، الخبيثَ عمد إلى كتاب الله فغيَّره، يعني ابن أبي دؤاد، فإنه أمر بذلك.
وفيها تكامل بناء سامِرّاء.(5/493)
-ثم دخلت سنة اثنتين وعشرين ومائتين
فتوفي فيها عمر بن حفص بن غِياث، وخالد بن نِزار الأَيْليّ، وأحمد بن محمد الأزرقيّ الذي ذكرناه في الطبقة الماضية، وعليّ بن عبد الحميد المعْنيّ، ومسلم بن إبراهيم، والوليد بن هشام القحذمي.
قال شبابُ العُصْفُريّ: فيها كانت وقعة الأفشين بالكافر بابَك الخُرَّميّ، فهزمه الأفشين واستباح عسكَرَه، وهرب بابَك، ثمّ أسروه بعد فصولٍ طويلة.
وكان من أبطال زمانه وشُجعانهم المذكورين. عاثَ وأفسد وأخاف الإسلام وأهله. وغلب على أذْرِبَيّجَان وغيرها، وأراد أن يُقيم مِلّة المَجُوس. وظهر في أيّامه المازيار القائم بمِلّة المَجُوس بطَبَرِسّتان، فعظُم شَرَّه وبلاؤه.
وكان المعتصم في أول هذه السنة قد بعث نفقات الجيوش إلى الأفشين، فكانت ثلاثين ألف ألف درهم.
وفي رمضان فُتِحَتِ الْبَذَّ مدينة بابَك، لعنه الله، بعد حصارٍ طويل صعْب، وكان بها بابك قد عصى بها بعد أن عمل غير مُصَافٍّ مع المسلمين، فلما أُخِذَتِ اختفى في غَيْضَةٍ بالحصْن، وأُسِرَ أَهْلُه وأولادُه. ثمّ جاء كتاب المعتصم بأمانِهِ، فبعث به إليه الأفشين مع رجُلين، وكتب معهما: ولدُ بابَك يشيرُ على أبيه بالدخول في الأمان فهو خير فلمّا دخلا في الغيضة إلى بابَك قتل أحدهما، وقال للآخر: اذهب إلى ابن الفاعلة ابني وقُل له: لو كنتَ ابني للحِقْتَ بي. ثمّ خرّق كتاب الأمان، وخرج من الغَيْضَة وصعِد الجبَل في طريقٍ وعرة يعرفها، وكان الأفشين قد أقام الكُمَناء في المضايق، فأفلت بابَك منهم، وصار إلى جبال أرمينية، فالتقاه رجل يقال له: سهْل البِطْريق، فقال له: الطّلبُ وراءَك فانزِلْ عندي. فنزل عنده. وبعث سهل إلى الأفشين يخبره. فجاء أصحاب الأفشين فأحاطوا به وأخذوه، وكان المعتصم قد جعل لمن جاء به حيًّا ألفيْ ألف درهم، ولمن جاء برأسه ألف ألف درهم، فأعطى سهلا ألفي ألف، وحطّ عنه خَراج عشرين سنة، ثمّ قتل بابك سنة ثلاث وعشرين.
قال المسعوديّ: هربَ بابَك متنكّرًا بأخيه وأهله وولده ومَنْ تَبِعَهُ من خاصّته، وتزيّوا بزيّ التُّجّار السَّفّارة، فنزل بأرض أرمينية بعمل سهل بن [ص:495] سِنْبَاط، فابتاعوا شاةً من راعٍ فنكِرَهم وذهب إلى سهل فأخبره. فقال: هذا بابك بلا شكّ، وكانت قد جاءته كُتُب الأفشين بأن لا يَفُوته بابَك إن مرّ به. فركب سَهْل في أجناده حَتّى أتى بابَك، فترجّل لبابَك وسلّم عليه بالمُلْك وقال: قمْ إلى قصرك وأنا عبدك. فسارَ معه، وقُدِّمت الموائد، فقعد سَهْل يأكل معه، فقال بابَك بعُتوٍّ وجهلٍ: أمِثْلُكَ يأكل معي؛ فقام سهل واعتذر وغاب، فجاء بحدّاد ليقيّده، فقال بابَك: أَغَدْرًا يا سهل؟ فقال: يا ابن الخبيثة، إنّما أنت راعي بقر، وقيّد من كان مَعه، وكتب إلى الأفشين، فجهز إليه أربعة آلاف فتسلموه، وجاؤوا ومعهم سهل، فخلع عليه الأفشين توجه، وأسقط عنه الخراج، وبعث بطاقة إلى المعتصم بالفتح، فانقلبت بغداد بالتكبير والضجيج، فلله الحمد.(5/494)
-ودخلت سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين
فيها تُوُفّي عبد الله بن صالح كاتب الَّليْث، وخالد بن خداش، ومحمد بن سنان العوقي، ومحمد بن كثير العَبْديّ، وموسى بن إسماعيل التبوذكي، ومعاذ بن أسد المروزي.
وفيها قَدِم الأفشين بغداد في ثالث صفر ببابَك الخُرَّميّ وأخيه. وكان المعتصم يبعث إلى الأفشين منذ فَصَلَ عن بَرْزَنْد كلّ يوم بفَرَسٍ وخِلْعة، كلّ ذلك من فَرَحه بأسْر بابك.
ومن عناية المعتصم بأمرِ بابك أنّه رتّب البريد من سامِرّاء إلى الأفشين بحيث أنّ الخبر يأتيه في أربعة أيّام من مسيرة شهر. فلما قدم ببابك أنزلوه بالمطيرة، فلمّا كان في جَوْف الليل أتى أحمد بن أبي دؤاد متنكرًا، فنظر إلى بابَك وشاهدَهُ، وَرَدّ إلى المعتصم فأخبره. فلم يَصْبر المعتصم حَتّى أتي متنكرًا، فتأمّلهُ وبابَك لا يعرفه.
وكان لعنه الله، ثَنَويًّا على دِين ماني، ومَزْدَكْ، يقول بتناسُخ الأرواح، ويَسْتَحِلّ البنت وأُمَّها. وقيل: كان وَلَدَ زِنا، وكانت أمّه عَوْراء تعرف برومية العِلْجَة. وكان عليّ بن مَزْدكان يزعمُ أنّه زنى بها، وأنّ بابَك منه.
وقيل: كانت فقيرة من قُرى آذْرَبَيْجان، فزنى بها نَبَطيّ، فحملت منه بابَك، ورُبّي بابَك أجيرًا في قريته، وكان راعيا، وكان بتلك الجبال قومٌ من الخُرَّميّة ولهم مُقَدَّمان: جاوِنْدان وعِمران. فتفرَّس جاوِنْدان في بابَك [ص:496] الشجاعة، فأستأجره من أُمّهِ، فأحبّته امرأة جاوِندان، وأطلعتْه على أمور زوجها، ثمّ قُتِل جاوِنْدان في وقعة بينه وبين ابن عمٍّ لهُ، فزعمت امرأته أنّه استخلف بابَك، فصدّقها الْجُنْد وانقادوا له، فأمرهم أن يقتلوا بالّليل مَن وجدوا من رجلٍ أو صبيّ. فأصبح خلقٌ مُقَتَّلين. ثمّ انضم إليه طائفة من قُطّاع الطريق، وطائفة مِن الفلّاحين والشُّطّار. ثمّ استفحل أمره، وعظُم شرُّه، وصار معه عشرون ألف مقاتل. وأظهر لمذهب الباطنيّة، واستولى على حصون ومدائن، وقتل وسبى إلى أن أظفر الله به. فأركبه المعتصم فيلًا، وألبسه قِباءً من ديباج، وقَلَنْسُوَة سَمُّور مثل الشَّرْبُوش، وخَضَبوا الفيل بالحناء، وطافوا به.
ثمّ أمَر المعتصم بأربعته فقُطِّعَت، ثمّ قُطع رأسه وطِيف به بسامرّاء. وبعث بأخيه إلى بغداد، ففُعِل به نحو ذلك، واسمه عبد الله. ويُقال: إنّه كان أشجع من بابَك. فيقال: إنّه قال لأخيه بابَك قُدّام الخليفة: يا بابَك قد عملتَ ما لم يعملْه أحد، فأصبِرْ صبرًا لم يصبرْه أحد، فقال: سوف ترى صبري، فلمّا قُطِعت يدُه مسح بالدَّم وجهه، فقالوا: لِمَ فعلتَ هذا؟ قال: قولوا للخليفة: إنّك أمرتَ بقطع أربعتي وفي نفسك أنك لا تكويها وتدع دمي ينزف، فخشيت إذا خرج الدّم أن يصفرّ وجهي، فترون أنّ ذلك من جَزَع الموت. فغطّيت وجهي بالدم لهذا، فقال: فقال المعتصم: لولا أنّ أفعاله لا تُوجِب الصَّنيعة والعَفْوَ لكان حقيقًا بالاستبقاء، ثمّ ضُرِبت عُنُقه، وأُحْرِقت جُثّته، وفُعِل ذلك بأخيه، فما منهما مَن صاح، ويقال: إنّ بابَك قتل مائةً وخمسين ألفا، وما ذاك ببعيد.
ووجدتُ بخطّ رفيقنا ابن جماعة الكِنانيّ أنّه وجد بخطّ ابن الصّلاح رحمه الله، قال: اجتمع قومٌ مِن الأُدباء، فأحصَوا أنّ أبا مسلم قتل ألفي ألف، وأنّ قتلى بابَك بلغوا ألف ألف وخمسمائة ألف.
وفيها سار الأفشين بالجيوش، فالتقى طاغيةَ الروم، فاقتتلوا أيّامًا، وثبت كِلا الفريقين، وقُتِل خلقٌ منهما، ثمّ انهزم الطّاغية ونزل النّصْر. وكان هذا الكلب قد حَصرَ زِبَطْرة وافتتحها عَنْوةً، وقتل وسبى وحرق الجامع.
وفيها خرّب المعتصم أَنْقِرة وغيرها، وأنكى في بلاد الروم وأوطأهم خوفا وذلا، وافتتح عمورية بالسيف كما هو مذكور في ترجمته. وكانت نكايته في الروم مما لم يُسْمع لخليفةٍ بمثله، فإنه شتّت جُموعهم، وخرّب ديارهم؛ وكان [ص:497] ملكهم تُوفيل بن ميخائيل بن جرجس قد نزل على زِبَطْرة في مائة ألف، ثمّ أغار على مَلْطِية، وعَمّ بلاؤه وفي ذلك يقول إبراهيم بن المهدي:
يا غيرة الله قد عاينت فانتقمي ... هَتَك النّساء وما منهنّ يرتكبُ
هَبِ الرجالَ على أجرامها قُتِلَتْ ... ما بالُ أطفالها بالذَّبْح تُنْتَهَبُ؟
فلمّا سمِع المعتصم هذا الشِّعْر خرج لوقته إلى الجهاد، وجرى ما جرى، وكان على مقدّمته أشناس التُّرْكيّ، وعلى مَيْمنته إيْتاخ التُّركيّ، وعلى المَيْسَرة جعفر بن دينار، وعلى الساقة بغا الكبير وعلى القلب عُجَيْف ودخل من الدُّروب الشّاميّة، وكان في مائتي ألف على أقلّ ما قيل، والمكثر يقول: كان في خمسمائة ألف.
ولما افتتح عَمُّورية صمّم على غزو القُسْطنطينيّة، فأتاه ما أزعجه من أمر العبّاس ابن المأمون، وأنّه قد بُويع، وكاتبَ طاغية الروم، فَقَفَلَ المعتصم، وقبض على العبّاس ومُتَّبعيه وسجنهم.(5/495)
-سنة أربعٍ وعشرين ومائتين
توفي إبراهيم بن المهدي، وإبراهيم بن أبي سويد الذارع بصْري، وسعيد بن أبي مريم، وبكّار بن محمد السِّيرينيّ، وسليمان بن حرب، وأبو معمر عبد الله بن عَمْرو المِنْقَريّ المُقْعَد، وعبد السّلام بن مطهّر، وعبد الغفّار بن داود الحَرّانيّ، وعليّ بن محمد المدائنيّ، وأبو عُبَيْد القاسم بن سلّام، وعَمْرو بن مرزوق، وقُرّة بن حبيب، وأبو الْجَمَاهر محمد بن عثمان الكفرسوسي، ومحمد بن عيسى ابن الطّبّاع الحافظ، ومحمد بن الفضل عارِم، ويزيد بن عبد ربّه الحمصيّ، والعبّاس بن المأمون بن الرشيد.
وفيها أظهر مازيار بن قارن الخلاف بطَبرِسْتان وحارب، وكان مُبَاينًا لآل طاهر. وكان المعتصم يأمره بحمل الخراج إليهم فيقول: لا أحمله إلّا إلى أمير المؤمنين. وكان الأفشين يسمع أحيانًا من المعتصم ما يدلّ على أنّه يريد عَزْل عبد الله بن طاهر. فلمّا ظفر ببابَك ونزل من المعتصم المنزلة الرفيعة، طمع في إمرة خُراسان. وبلغه منافرة المازيار لابن طاهر، فترجّى أن يكون ذلك سببًا لعزل ابن طاهر. ثمّ إنّه دسّ كُتُبًا إلى المازيار يمنيه ويستميله. وكتب المعتصم إلى ابن طاهر لمحاربة المازيار، وكتب الأفشين إلى المازيار يقوّي عزْمه، وبعث المعتصم لمحاربة المازيار جيشًا عليهم الأفشين، وجبى المازيار [ص:498] الأموال، وعَسَفَ. وأخرب أسوار آمل والرَّيّ وجُرْجَان، وهرب النّاس إلى نَيْسابور. فأرسل ابنُ طاهر جيشًا، عليهم عمُّه الحَسَن بن الحسين. وجرت حروب وأمور، ثمّ اختلف أصحاب المازيار عليه. ثمّ قُتِل بعد أن أهلك الحَرْث والنَّسْل.(5/497)
-ومن سنة خمسٍ وعشرين ومائتين
فيها تُوُفّي أصبغ بن الفَرَج الفقيه، وأبو عمر الحَوْضيّ، وسَعْدَوَيْه الواسطيّ، وشاذ بن فَيّاض، وأبو عمر الْجَرْميّ، وعمر بن سعيد الدِّمشقيُّ الأعور، وفَرْوَةُ بن أبي المَغْراء، وأبو دُلَف الأمير، ومحمد بن سلّام البِيكَنْديّ، ويحيى بن هاشم السمسار.
وفيها استوزر المعتصم محمدَ بنَ عبد الملك الزيات.
وفيها قبض المعتصم على الأفشين لعداوته لعبد الله بن طاهر، ولأحمد بن أبي دُؤَاد، فعملا عليه، وما زالا حَتّى القيا في قلب المعتصم أنّ الأفشين يريد قتله. ونَقَلَ إليه ابن أبي دُؤَاد أنّه يكاتب المازيار. فطلب المعتصم كاتبه وتهدّده بالقتل، فاعترف وقال: كتبتُ إليه بأمره يقول: لم يبق غيري وغيرك وغير بابَك. وقد مضى بابَك، وجيوش الخليفة عند ابن طاهر، ولم يبق عند الخليفة سواي، فإنْ هزمت ابنَ طاهر كفيتُك أنا المعتصم، ويخلص لنا الدّين الأبيض، يعني المَجُوسية. وكان يُتَّهَم بها، فَوَهب المعتصم للكاتب مالًا وأحسن إليه، وقال: إن أخبرتَ أحدًا قتلتُك. فَرُوِيَ عن أحمد بن أبي دُؤَاد قال: دخلت على المعتصم وهو يبكي ويُقلق، فقلت: لا أبكى الله عينك، ما بك؟ قال: يا أبا عبد الله، رجلٌ أنفقتُ عليه ألف ألف دينار، ووهبتُ له مثلها يريد قتلي. قد تصدّقتُ لله بعشرة آلاف ألف درهم، فخُذْها ففرّقْها. وكان الكَرْخُ قد احترق، فقلت: نفرّق نصف المال في بناء الكَرْخ، والباقي في أهل الحَرَمَيْن، قال: افعل.
وكان الأفشين قد سيّر أموالًا عظيمة إلى مدينة أشروسنة، فهم بالهرب إليها، وأحسّ بالأمر. ثمّ هيّا دعوةً ليسم المعتصم وقواده، فإن لم يجبه دعا لها الأتراك مثل إيتاخ، وأشناس فيسمهم ويذهب إلى أرمينية، ويدور إلى أشْرُوسَنَة. فطال به الأمر، ولم يتهيّأ له ذلك، فأخبر بعضُ خَوَاصّه المعتصمَ بعزمه، فقبض حينئذ المعتصم عليه وحبسه، وكتب إلى ابن طاهر بأن يقبض على ولده الحسن بن الأفشين. [ص:499]
وفيها أُسٍر المازيار، وقُدِم به إلى بين يدي المعتصم.
وعن هارون بن عيسى بن المنصور قال: شهدت دار المعتصم وقد أتي بالأفشين، وبالمازيار، وبموبذ موبذان أحد ملوك السغد، وبالمزربان، وأحضروا رجلين فعُرِّيا، فإذا أجنابهما عارية عن اللّحْم، فقال الوزير ابن الزّيّات: يا حيدر، تعرف هذين؟ قال: نعم. هذا مؤّذنٌ، وهذا إمامٌ بَنَيا مسجدًا بأشروسنة، فضربتُ كلّ واحدٍ منهما ألفَ سوط. قال: ولم؟ قال: بيني وبين ملوك السغد عهد، أنْ أترك كلّ قومٍ على دينهم، فوثب هذان على بيتٍ فيه أصنامُ أهلِ أشْرُوسَنَة، فأخرجا الأصنام واتّخذاه مسجِدًا، فضربتهما على تَعَدِّيهما. فقال ابن الزّيّات: فما كتابٌ عندك قد زينته بالذهب والجواهر، وجعلته في الديباج، فيه الكفر بالله؟ فقال: كتابٌ ورِثْتُه عن أبي، فيه آدابٌ وحِكَم من آداب الأكاسرة، فآخُذُ منه الأدب، وأدفع ما سواه، مثل كتاب " كليلة ودِمْنة "، وما ظننتُ أنّ هذا يُخْرجني عن الإسلام. فقال ابن الزّيّات للموْبِذ: ما تقول؟ فقال: إنْ كان هذا يأكل المخنوقة، ويحملني على أكْلها، ويزعم أن لحمها أرطب لحما من المذبوحة. وقال لي: إنّي قد دخلت لهؤلاء القوم في كل ما أكره، حَتّى أكلت الزيت، وركبت الجمل، ولبست النعل، غير أنّي إلى هذا العام لم يسقط عني شعر، يعني عانته، ولم يختتن، وكان المُوبِذ مجوسيًّا، ثمّ بعد هذا أسلم على يد المتوكّل، فقال الأفشين: خبّروني عن هذا المتكلّم، أَثِقَةً هو في دينه؟ قالوا: لا، قال: فما معنى قُبُولكم شهادته؟ فتقدّم المرزبان فقال: يا أفشين، كيف يكتب إليك أهل مملكتك؟ قال: كما كانوا يكتبون إلى أبي وجَدّي. قال ابن الزّيّات: فكيف كانوا يكتبون؟ قال: كانوا يكتبون إليه بالفارسيّة ما تفسيره بالعربيّة: إلى الإله من عبده، قال: كذا هو. قال: نعم، قال: فما أبقيت لِفرْعَوْن؟ قال: خفت أن يفسدوا عليّ بتغيير ما يعهدونه، فقال له إسحاق بن إبراهيم الأمير: كيف تحلف لنا بالله فنصدّقك، وأنت تدّعي ما ادّعى فِرْعَون، فقال: يا إسحاق، هذه سورة قرأها عُجَيْف على عليّ بن هشام، وأنت تقرؤها عليّ، فانظر غدًا من يقرؤها عليك. ثمّ تقدّم مازيار، فقالوا له: تعرف هذا؟ قال: نعم، قالوا: هل كاتبتَه؟ قال: لا؟ فقالوا للمازيار: هل كتب إليك؟ قال: كتب إليّ أخوه على لسانه أنّه لم يكن يَنْصر هذا الدّين الأبيض غيري وغيرك وغير بابَك. فأمّا بابَك فإنّه بحُمقه قتل نفسه، فانْ خالفتَ لم يكن [ص:500] للخليفة من يؤم بقتالك غيري، ومعي الفُرسان وأهل النجدة والبأس. فإن وُجّهت إليك لم يبق أحد يحاربنا إلّا ثلاثة: العرب، والمغاربة، والأتراك فأمّا العربيّ فبمنزلة الكلب، أطرح له كِسْرة، ثمّ اضرب رأسه بالدّبُّوس. وهؤلاء الذّئاب، يعني المغاربة، فإنّهم أَكَلَة رأس، وأمّا التُّرْك فإنّما هي ساعةٌ حتى تنفذ سهامُهُم، ثمّ تَجُول عليهم الخيلُ جَولَةً، فتأتي على أخرهم، ويعود الدّين إلى ما لم يزل عليه أيّام العجم، فقال الأفشين: هذا يدعي على أخي، ولو كنت كتبت بهذا إليه لأستميله كان غير مستنكَر، لأنّي إذا نصرت أمير المؤمنين بيدي، كنتُ أن أنصره بالحيلة أحرى لآخذ برقبة ذا. فزجره أحمد بن أبي دُؤَاد، وقال: أمطهرٌ أنت؟ قال: لا، قال: ما منعك من ذلك؟ قال: خفت التَّلَف، قال: أنت تلقى الحروب وتخاف من قطع قَلْفَة. قال: تلك ضرورة أصبر عليها، وأمّا القلْفَة فلا، ولا أخرُج بها من الإسلام. فقال أحمد: قد بان لكم أمره. قال: فرد إلى الحبس.
وفيها زلزلت الأهواز، وسقط أكثر البلد والجامع، وهرب النّاس إلى ظاهر البلد، ودامت الزَّلْزَلة أياما، وتصدعت الجبال منها.
وفيها ولي إمرة دمشق دينار بن عبد الله، وعُزِل بعد أيام بمحمد بن الْجَهْم السّاميّ، وكِلاهما لم يترجمه ابن عساكر، ولم يذكر من أخبارهما شيئًا.(5/498)
-ومن سنة ستٍّ وعشرين ومائتين
فيها تُوُفّي إسحاق بن محمد الفروي، وإسماعيل بن أبي أُوَيْس، وجندل بن والق، وسعيد بن كثير بن عُفَيْر، وسُنيد بن داود المِصِّيصيّ، وعياش بْنُ الْوَلِيدِ الرقام، وغسان بن الربيع المَوْصِليّ، ومحمد بن مقاتل المَرْوَزِيّ، ويحيى بن يحيى التميمي النَّيْسَابوريُّ.
وفيها في جُمادى الآخرة مُطِرَ أهل تَيْماء، على ما ذكر ابن حبيب الهاشميّ بَرَدًا كالبيض، قتل منهم ثلاثمائة وسبعين نفسًا، ونظروا إلى أثر قَدَمٍ طولها نحو ذراع، ومن الخطوة إلى الخطوة نحو خمسة أذرُع. وسمعوا صوتًا: ارحم عبادك، اعْفُ عن عبادك.
وكان المعتصم قد سجن الأفشين في مكان ضيّق، فذكر حمدون بن إسماعيل قال: بعث معي الأفشين رسالة إلى المعتصم يترقّق له، ويحلف [ص:501] ويتنصل ويتذلل له، فلم يغن، ومنع من الطعام حَتّى مات. ثمّ أخرج وصلب في شعبان.
وقال الصُّوليّ: أُخْرِج وصُلِبَ، وأُتِيَ بأصنامٍ كانت في داره قد حُمِلَت إليه من أشْرُوسَنَة. فأُحْرِقَتْ وأُحْرِقَ معها، وقيل: بل تُرِكَ مصلوبًا مدّة، واسمه حيدر بن كاوس من أولاد الأكاسرة، والأفشين لَقَبُ لمن مَلَك أشْرُوسَنَة. وكان موصوفًا بالشّجاعة والرأي والخبرة. وقد مرّ أنّه حارب بابَك وظفر به. وكان أكبر من بقي في دولة المعتصم.
وأما المازيار صاحب طَبَرِسْتان فاسمه محمد بن قارن. وكان ظَلُومًا غشومًا صادر أهل طَبَرِسْتان وأذلّهم، وجعل السّلاسل في أعناقهم، وخرّب أسوار مدائنهم. حارب جيوش المعتصم إلى أن انكسر، وأسر، وقُتِلَ أخوه شَهْرَيار. وضُرِبَ هو حَتّى مات، وصُلِبَ إلى جانب بابَك. وكان عظيمًا عند المأمون يكتب إليه: إلى إصفهبذ إصبهان وصاحب طَبَرِسْتان. وكان قد جمع أموالًا لا تحصى.
وفيها عُزِلَ عن قضاء الدّيار المصرية هارون بن عبد الله الزُّهْريّ الأصمّ، ووُلّي محمد بن أبي الَّليْث الحارث بن شدّاد الإياديّ الْجَهْميّ الخوارِزْميّ، وبقي في القضاء نحوًا من عشرِ سنين، ولم يكن محمود السّيرة في أحكامه. وقد امتحن الفقهاء بمصر في القرآن، وحَكَم على بني عبد الله بن عبد الحَكَم بودائع كانت للجرويّ عندهم بألف ألف دينار وأربعمائة ألف دينار، فأقاموا شهودا بأن الجرويّ كان قد أبرأهم وأخذ الذي له، فَعَسَفَهم هذا الْجَهْميّ، وعنّتهم.(5/500)
-سنة سبعٍ وعشرين ومائتين
تُوُفّي فيها أحمد بن حاتم الطّويل، وأحمد بن عبد الله بن يونس اليَرْبُوعيّ، وإبراهيم بن بشّار الرماديّ، وأبو النَّضْر إسحاق بن إسحاق الفراديسيّ، وإسماعيل بن عَمْرو البَجَليّ، وبِشْر الحافي، وسعيد بن منصور صاحب السنن، وسهل بن بكّار، ومحمد بن حيّان أبو الأحوص، وشعيث بن محرز، ومحمد بن الصّبّاح الدُّولابيّ، ومحمد بن عبد الوهّاب الحارثيّ، ومحمد بن هارون المعتصم بالله، وأبو الوليد الطَّيَالسيّ، والهيثم بن خارجة، ويحيى بن بشر الحريري.
وفيها خرج بفلسطين المبرقع أبو حرب، الذي زعم أنّه السُّفيانيّ، فدعا [ص:502] إلى الأمر بالمعروف والنَّهي عن المُنْكَر أولًا، إلى أن قَوِيَت شوكتهُ، واستفحل أمره. وسبب خروجه أنّ جنديًا أراد النزول في داره وهو غائب فمانعته أهل المبرقع، فضربها بسوطٍ أثّر في ذراعها، فلمّا جاء زوجها بكت وشكت، فذهب إلى الجندي فقتله، وهرب. ولبس برقعا؛ لئلا يعرف، ونزل بجبال الغَوْر مُبَرْقَعًا، فكان يأتيه الرجل، فيحثّه على الأمر بالمعروف ويعيب الدّولة. فاستجاب له قوم من فلّاحي القُرى، وادّعى أنّه أُمَويّ، وتكاثف الأمر، فسار لحربه رجاء الحصاريّ أحد قوّاد المعتصم في ألف فارس، فأتاه فوجده في زُهاء مائة ألف. فعسكر بحذائه، ولم يجسر على لقائِه. فلمّا كان أوان الزراعة تفرق أكثر أولئك في فلاحتهم، وبقي في نحو ألفَين، فواقَعَه رجاء، وكان المبرقع بطلًا شجاعًا، فحمل على العسكر، فأفرجوا له، ثمّ أحاطوا به فأسروه وسجنوه، فمات في آخر هذه السنة، وقيل: خنقوه.
وفيها بعث المعتصم على دمشق الأمير أبا المغيث الرافقيّ، فخرجت عليه طائفة من قَيْس؛ لكونه أخذ منهم خمسة عشر نفسًا فصلبهم، فأغارت قيس على خيل السلطان، وعسكروا بمرج راهط. فوجّه أبو المغيث جيشًا لقتالهم، فقُتِلَ خلْق من الجيش، وثبتت القيسية، ثم زحفوا على دمشق، فتحصّن بها أبو المغيث، فوقع حصار شديد، فمات المعتصم والأمرُ على ذلك.
قال محمد بن عائذ: قدم دمشق رجاء الحصاريّ، فواقَعَ أهلَ المرج، وجَسْرين، وكَفر بطْنًا، وسقبا في جُمَادَى الأولى، وأصيب من النّاس خلْق.
وقال عليّ بن حرب: كتب الواثق إلى الرَّقّة إلى رجاء الحصاريّ يأمره بالمسير إلى دمشق. فقدمها، ونزل بدير مُرَّان، والقيسيّة معسكرون بمرج راهط، فوجّه إليهم يسألهم الرجوع إلى الطّاعة، فامتنعوا إلّا أن يَعْزِل أبا المغيث عن دمشق، فأنذرهم القتالَ يوم الاثنين، ثمّ كبسهم يوم الأحد بغتةً بكفْر بَطْنا. وكان جُمهور القيسيّة بدُومَة، فوافاهم وقد تفرقوا، فوضع السيف فيهم، وقتل منهم ألفا وخمسمائة، وقتلوا الأطفال، وجرحوا النسوان، ونهبوا. فهرب ابن بَيْهَس ولحق بقومه بحَوْرَان، وقُتِلَ ابن عمّ رجاء، وقُتِلَ من الأجناد نحو الثلاثمائة، وقد عاش رجاء إلى سنة أربعٍ وأربعين ومائتين، وبويع الواثق بالله هارون في تاسع عشر ربيع الأول بعد موت أبيه المعتصم بعهدٍ منه(5/501)
-سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين
فيها تُوُفّي أحمد بن شَبُّويْه المَرْوَزِيّ، وأحمد بن محمد بن أيّوب، صاحب المغازي، وإبراهيم بن زياد سَبْلان، وأحمد بن عِمران الأخْنَسيّ، وإسحاق بن بِشْر الكاهليّ الكُوفيُّ، وبشار بن موسى الخفّاف، وحاجب بن الوليد الأعور، وحمّاد بن مالك الحَرَسْتاني، وداود بن عَمْرو الضَّبّيّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سِوَارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيُّ الْقَاضِي، وَعَبْدُ اللَّهِ بن عبد الوهّاب الحَجَبيّ، وعبد الرحمن بن المبارك، وأبو نصر عبد الملك بن عبد العزيز التّمّار، وعُبَيْد الله العَيْشيّ، وعليّ بن عَثْام الكُوفيُّ، وأبو الْجَهْم صاحب الجزء، وعيسى بن إبراهيم البِرَكيّ، ومحمد بن جعفر الوَرْكَانيّ، ومحمد بن حسّان السَّمْتيّ، وأبو يَعْلَى محمد بن الصَّلْت التُّوَّزِيّ، والعُتْبيّ الإِخباريّ محمد بن عُبَيْد الله، ومحمد بن عِمران بن أبي ليلى، والمُثَنَّى بن مُعَاذ العنبريّ، ومُسدَّد، ونعيم بن الهيصم، ويحيى الحماني.
وفيها استخلف الواثق على السلطنة أشناس وألبسه وشاحين مجوهرين وتاجا مجوهرا.
وفيها وقعت قطعة من الجبل الذي عند جَمْرة العَقَبَة، فَقُتِل جماعة من الحاج رحِمهم الله.(5/503)
-سنة تسعٍ وعشرين ومائتين
فيها تُوُفّي أحمد بن شبيب الحَبَطيّ، وإسماعيل بن عبد الله بن زُرَارة الرَّقّيّ، وثابت بْنُ مُوسَى العابد، وخالد بن هياج الهَرَويّ، وخَلَف بن هشام البزّار، وأبو مِكْيَس الذي زعم أنّه سمع من أنس، وأبو نُعَيْم ضِرار بن صُرد، وعبد الله بن محمد المُسْنديّ، وعبد العزيز بن عثمان المَرْوَزِيّ، وعمّار بن نصر، وعَمْرو بن خالد الحَرّانيّ نزيل مصر، ومحمد بن معاوية النَّيْسَابوريّ، ونُعَيْم بن حمّاد الخزاعيّ، ويحيى بن عَبْدَوَيْه صاحب شُعْبَة، ويحيى بن يوسف الزَّمِّيّ، ويزيد بن صالح الفرّاء النَّيْسَابوريُّ.
وفيها صادر الواثق بالله الدّواوين وسجنهم، وضرب أحمد بن أبي إسرائيل ألف سَوْط، وأخذ منه ثمانين ألف دينار، وأخذ من سليمان بن وهب كاتب الأمير إيتاخ أربعمائة ألف دينار، ومن أحمد بن الخصيب وكاتبه ألف ألف [ص:504] دينار. فيقال: إنَّهُ أخذ من الكُتّاب في هذه النَّوْبة ثلاثة آلاف ألف دينار.(5/503)
-سنة ثلاثين ومائتين
توفي فيها أحمد بن جميل المرزوي، وأحمد بن جناب المِصِّيصيّ، وإبراهيم بن إسحاق الصّينيّ، وإبراهيم بن حمزة الزُّبَيْريّ، وإسحاق بن إسماعيل الطّالْقانيّ، وإسماعيل بن سعيد الشّالنجيّ، شيخ أهل طَبَرِسْتان، وإسماعيل بن عيسى العطار، وسعيد بن عَمْرو الأشعثيّ، وسعيد بن محمد الْجَرْميّ، وَعَبْدُ الله بْنُ طاهر الأمير، وعبد الحميد بن صالح البُرْجُميّ، وعبد العزيز بن يحيى المَدنيّ، نزيل نَيْسَابُور، وعليّ بن الْجَعْد، وعليّ بن محمد الطّنَافِسيّ، وعَوْن بن سلّام الكُوفيُّ، ومحمد بن إسماعيل بن أبي سَمِينَة، ومحمد بن سَعْد كاتب الواقديّ، وأبو غسّان مالك بن عبد الواحد المِسْمَعيّ، ومحبوب بن موسى الأنطاكي، ومهدي بن جعفر الرملي.
وفيها عاثت الأعراب حول المدينة، فسار لحربهم بُغا الكبير، فدوّخهم وأسرَ وقتل فيهم. وكان قد حاربهم حمّاد بن جرير الطبريّ القائد، فقُتِل هو وعامّة أصحابه، واستباحوا عسكره.
وحَبَس بُغا منهم في القيود بالمدينة نحو ألف نفس فنقبوا الحبْس فأخبرت بهم امرأة، فأحاط بهم أهل المدينة وحصروهم يومين، ثمّ برزوا للقتال بُكرةً، وكان مقدّمهم عُزيزة السُّلَميّ، فكان يحمل ويرتجز:
لا بد من رحِم وإنْ ضاق البابْ ... وإني أنا عُزيزة بن قطّابْ
الموت خيرٌ للفتى مِن العذابْ
وكان قد فكّ قيده وهو يقاتل به يومَه. ثمّ قُتِلَ، وقُتِلَتْ عامّة بني سُلَيم، وقُتِلَ جماعة من الأعراب.(5/504)
-رِجَالُ هَذِهِ الطَّبَقَةِ عَلَى الْمُعْجَمِ(5/505)
-[حَرْفُ الأَلِفِ](5/505)
1 - أحمد بن جميل المَرْوَزِيُّ أبو يوسف. [الوفاة: 221 - 230 ه]
حدَّث ببغداد عن عبد الله بن المبارك. ومُعْتَمِر بن سليمان.
وَعَنْهُ: أبو بكر بن أبي الدنيا، وعباس الدوري، وجماعة.
ووثقه ابن معين.
توفي سنة ثلاثين. وكان يبيع البز.(5/505)
2 - م د ن: أحمد بن جناب بن المغيرة، أبو الوليد المِصِّيصيُّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
قيل: إنّه بغداديّ الأصل.
عَنْ: عيسى بن يونس، والحَكَم بن ظُهَيْر الفزاريّ، وخالد بن يزيد بن أسد القسري.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، وإبراهيم بن هانئ، وأحمد بن الحَسَن بن عبد الجبّار الصُّوفيّ، وأبو يعلى الموصلي، وخلق.
ومن القدماء: أحمد بن حنبل، وأحمد بن ملاعب.
قال صالح جزرة: صدوق.
وروى النَّسائيّ عن رجلٍ عنه.
مات سنة ثلاثين.(5/505)
3 - أحمد بن حاتم بن يزيد الطّويل. [الوفاة: 221 - 230 ه]
سَمِعَ: مالكًا ومسلم بن خالد الزّنْجيّ، وعِدّة.
وَعَنْهُ: ابن أبي الدُّنيا، وعبد الله بن أحمد، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ.
وثّقه الدَّارَقُطْنيّ.
وتُوُفّي سنة سبعٍ وعشرين ببغداد.(5/505)
4 - أحمد بن حاتم بن مَخْشِيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
بصْريٌّ.
سَمِعَ: حمّاد بْن زيد، وعبد الواحد بْن زياد.
وَعَنْهُ: أبو زرعة الرازي.(5/506)
5 - خ: أحمد بن الحَجَّاج البَكْريُّ الذُّهْليُّ الشَّيْبانيُّ المَرْوَزِيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: أبي ضَمْرة، وحاتم بن إسماعيل، وابن المبارك، وابن عيينة، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، وإبراهيم الحربيّ، وأحمد بن أبي خيثمة، والدارمي، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وآخرون.
أثنى عليه أحمد بن حنبل، وقد حدَّث ببغداد.
تُوُفّي يوم عاشوراء سنة اثنتين وعشرين.(5/506)
6 - أحمد بن الحُرَيْش، أبو محمد، [الوفاة: 221 - 230 ه]
قاضي نَيْسَابور ثمّ هَرَاة. وكان من أفضل القُضاة وأعلمهم. قيل: إنّه من مَرْو الرُّوذ.
سَمِعَ: سُفْيان بن عُيَيْنة، ووكيعًا، وابن فُضَيْل، وأبا أُسامة.
وَعَنْهُ: عثمان الدّارميّ، ومحمد بن عبد الوهّاب الفرّاء، وجعفر بن محمد بن الحسين، ومحمد بن نصر.
روى عنه أبو يزيد الهروي أنّه سمع وكيعًا، عن سُفْيان قال: لا يتقي الله أحدٌ ألا اتقاه الناس شاؤوا أم أبوا.
توفي فجاءة سنة ثلاثين.(5/506)
7 - أحمد بن الحَكَم أبو عليّ العبديّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
حدَّث بمصر عن مالك، وشَرِيك.
وَعَنْهُ: يحيى بن عثمان بن صالح، وغيره.
متفق على تركه.
توفي سنة ثلاث وعشرين.(5/506)
8 - أحمد بن داود، أبو سعيد الواسطيُّ، الحدَّاد. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: حماد بن زيد، وخالد الطحان.
وَعَنْهُ: محمد بن عبد الملك الدقيقي، وأبو بكر الصغاني.
وثقه ابن معين.
توفي سنة إحدى وعشرين. [ص:507]
وقال ابن حبان: كان حافظا متقنا.(5/506)
9 - خ ت: أحمد بن سليمان بن أبي الطيب، أبو سليمان المروزي الحافظ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزيل بغداد، ونزيل الري أيضا.
رَوَى عَنْ: إبراهيم بن سَعْد، وأبي المَلِيح الرَّقّيّ، وعُبَيْد الله الرَّقّيّ، وابن المبارك، وأبي إسحاق الفزاري، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: الذهلي، والبخاري، وقد مر في الطبقة الماضية.(5/507)
• - أحمد بن شبويه هو أحمد بن محمد. [الوفاة: 221 - 230 ه](5/507)
10 - خ ن: أحمد بن شبيب بن سعيد، أبو عبد الله الحَبَطِيُّ، البَصْريُّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزيل مكة. والحبطات من تميم.
سَمِعَ: أباه، ويزيد بن زريع، ومروان بن معاوية، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، والنَّسائيّ بواسطة، وإبراهيم الحربيّ، وأبو زرعة، والذهلي، ويعقوب الفسوي، وجماعة.
وثقه أبو حاتم.
وتوفي سنة تسع وعشرين.
وآخر من روى عنه محمد بن علي بن زيد الصائغ.(5/507)
11 - أحمد بن عاصم، أبو محمد البَلْخِيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: عبد الرزاق، والأصمعي، وحيوة بن شريح الحمصي.
وَعَنْهُ: البخاري في " كتاب الأدب "، وعبد الله بن محمد الجوزجاني.
توفي في ذي الحجة سنة سبعٍ وعشرين.(5/507)
12 - أحمد بن عاصم الأنطاكي، أبو عبد الله الزاهد الواعظ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
كتب العلم
وَحَدَّثَ عَنْ: أبي معاوية، ومَخْلَد بن الحسين، والهيثم بن جميل، وإسحاق الحنينيّ.
وَعَنْهُ: أحمد بن أبي الحواريّ، وأبو زرعة النصري، ومحمود بن خالد السلمي، وعبد العزيز بن محمد الدِّمشقيُّ، وآخرون.
وسكن دمشق مدّة.
قال أبو حاتم الرّازيّ: أدركته بدمشق، وكان صاحب مواعظ وزُهْد.
وقال السُّلَميّ: أحمد بن عاصم أبو علي، ويقال: أبو عبد الله من أقران بِشْر الحافي، وسري السقطي.
وكان يقال: هو جاسوس القلوب.
وقال أحمد بن أبي الحواري: سمعته يقول: إذا صارت المعاملة إلى القلب استراحت الجوارح. هذه غنيمة باردة: أصلحْ فيما بقي يُغْفَر لك ما مضى. ما أغبط أحدا إلّا مَن عرف مولاه. وقال: يسير اليقين يُخْرج كلَّ الشَّكّ من القلب، ويسير الشَّكّ يُخْرِج كلّ اليقين من القلب.
وقال ابن أبي حاتم: قال لي عليّ بن عبد الرحمن: قال لي أحمد بن عاصم: قلّة الخوف من قلّة الحزن في القلب. وإذا قلّ الحزن خرِب القلب. كَمَا أَنَّ الْبَيْتَ إِذَا لَمْ يُسْكَنْ خَرِبَ.
وقال أبو زُرْعة: أملى عليّ أحمد بن عاصم الحكيم: النّاس ثلاث طبقات: مطبوعٌ غالب وهم المؤمنون، فإذا غفِلوا ذكروا، ومطبوع مغلوب فإذا بَصروا أبصروا، ورجعوا بقوة العقل، ومطبوع مغلوب غير ذي طباع، فلا سبيل إلى ردّه بالمواعظ.(5/508)
13 - ع: أحمد بن عبد الله بن يونس أبو عبد الله التميمي اليربوعي الكُوفيُّ الحافظ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
وُلد سنة اثنتين وثلاثين ومائة تقريبًا.
وَسَمِعَ مِنْ: سُفْيان الثَّوريّ، وزُهَير بن معاوية، وزائدة، وإسرائيل، وعاصم بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر، وعبد العزيز الماجِشُون، وجدّه يونس بن [ص:509] عبد الله بن قيس اليَرْبُوعيّ، وخلْق.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والباقون بواسطة، وإبراهيم الحربيّ، وعبد بن حُمَيْد، وأبو زرعة، وأبو حصين الوادعي، وإبراهيم بن شَرِيك، وأحمد بن يحيى الحَلَوانيّ، وخلْق.
قال أبو داود: سألت أحمد بن يونس فقال: لا يُصلَّى خَلْف من يقول: القرآن مخلوق؛ هؤلاء كُفّار.
قال الفضل بن زياد: سَمِعْتُ أحمد بن حنبل، وسأله رجل: عمّن أكتب؟ قال: ارحل إلى أحمد بن يونس، فإنّه شيخ الإسلام.
وقال أبو حاتم: كان ثقة متقنًا.
وقال البخاريّ: مات بالكوفة في ربيع الآخر سنة سبْعٍ وعشرين، وهذا من كبار شيوخ مسلم.(5/508)
14 - خ ن ق: أحمد بن عبد الملك بن واقد أبو يحيى الأسدي. مولاهم الحَرّانيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: حمّاد بن زيد، وإبراهيم بن سعد، وأبي المليح الرقي، والحسن بن عمر، وزُهَير بن معاوية، وعُبَيْد الله بن عمرو، وأبي عوانة، وطائفة.
وَعَنْهُ: البخاري والنسائي، وابن ماجه بواسطة، وأحمد بن حنبل، وأبو زُرْعة الرّازيّ، وأبو حاتم، ومحمد بن غالب تمتام، وأبو شُعَيْب الحَرّانيّ، وطائفة.
قال أحمد بن حنبل: رأيته حافظًا لحديثه صاحب سُنَّةٍ، فقيل له: أهل حرانّ يُسيئون الثّناء عليه، فقال: أهل حران قلما يَرْضَون عن إنسان، هو يَغْشَى السُّلطان بسبب ضَيْعة له.
وقال أبو حاتم: كان نظير النُّفَيْليّ في الصِّدْق والإتقان.
وقال أبو عَرُوبة: مات سنة إحدى وعشرين.(5/509)
15 - أحمد بن عبدويه، أبو عصمة المروزي. [الوفاة: 221 - 230 ه][ص:510]
سَمِعَ: ابن المبارك وصحبه، وخارجه بن مُصْعَب.
وَعَنْهُ: أحمد بن سَيّار، ومحمد بن قُهْزاد.
وثقه ابن ماكولا.(5/509)
16 - خ د: أحمد بن عُبَيْد الله بن سُهَيْل أبو عبد الله الغُدانيُّ البَصْريُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
وغدانة هو ابن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم.
سَمِعَ: جرير بن عبد الحميد، وخالد بن الحارث، وأبا أُسامة، والوليد بن مسلم، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، وحرب الكِرمانيّ، وأحمد بن داود المكي، وآخرون.
قال أبو حاتم: صدوق.
وهم ابن عساكر فقال في " النبل ": أنّ التِّرْمِذِيّ روى عنه.
تُوُفّي سنة أربعٍ وعشرين، ويقال: سنة سبعٍ وعشرين.(5/510)
17 - أحمد بن عثمان المَرْوَزِيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
سَمِعَ: ابن المبارك وغيره.
وَثّقَهُ ابن حِبّان.
وتُوُفّي سنة ثلاثٍ وعشرين.
رَوَى عَنْهُ: البخاريُّ في بعض تواليفه.(5/510)
18 - أحمد بن عِمران بن عبد الملك، أبو جعفر الأخنسيّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزيل بغداد.
عَنْ: أبي خالد الأحمر، وعبد السّلام بن حرب، وأبي بكر بن عياش، وعبد الله بن إدريس. وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن أبي الدُّنيا، وأحمد بن أبي خيثمة، والبَغَويّ، وغيرهم.
ومنهم من سمّاه محمدًا كالبخاريّ، وقال: مُنْكَر الحديث. [ص:511]
وقال أحمد بن عبد الله العِجْليّ: لا بأس به.(5/510)
19 - أحمد بن غسّان البَصْريُّ العابد. [الوفاة: 221 - 230 ه]
أحد مشايخ العابدين بالبصرة. صَحِبَ أحمد بن عطاء الهجيميّ الزّاهد، وبني دارًا للزُّهّاد. وكان يعظ ويتكلم على الأحوال بعد شيخه، ولكن كان يقول بالقَدَر، ورجع عنه. فلمّا كانت المحنة أيّام المعتصم أبى أن يقول بخلْق القرآن، فحُمل إلى بغداد فحبس بها. فاتفق معه في الحبْس أحمد بن حنبل، والبُوَيْطيّ.
قال عليّ بن عبد العزيز البَغَويّ: سَمِعْتُ البُوَيْطيّ يقول: قلت لأحمد بن حنبل: ما أحسن كلام هذا الرجل، يعني أحمد بن غسّان. قال: إنّه بصْريّ وأخاف عليه، يعني القَدَر، إلّا أنّهما سمعا كلامه، وأعجبهما هديه، وخاطباه في القَدَر، فرجع عنه.
قال ابن الأعرابيّ: وأخبرني بعضهم أنّ هذا كان يتهيّأ للجمعة، ويجيء إلى باب السّجن، فيردّه السَّجّان، فيقول: اللهمّ أشْهَدْ.
وذكر عُبَيْد الله بن مُعَاذ العَنْبَريّ أنّ كتابًا وردَ عليهم من بغداد برجوع ابن غسان عن القدر.
قال ابن الأعرابي: إلا أن أولاده وأصحابه ينكروه ذلك.
قال: ومات فيما أحسب ببغداد في السجن. وأخبرني أحمد بن محمد المازني أنّه سمع أبا داود يقول: قال أحمد بن حنبل: ما خرجت حَتّى رجع أحمد بن غسّان عن القَدَر.(5/511)
20 - أحمد بن محمد بن الوليد، أبو الوليد الأزرقيّ المكّيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
قد مرّ في الطبقة الماضية،
ثمّ وجدت أبا عبد الله الحاكم قد ورّخ وفاته في سنة اثنتين وعشرين.(5/511)
21 - د: أحمد بن محمد بن ثابت بن عثمان أبو الحسن الخزاعي المروزي، وهو أحمد بن شَبُّويْه. [الوفاة: 221 - 230 ه]
والد عبد الله بن أحمد بن شَبُّويْه.
حافظ رحّال،
سَمِعَ: ابن المبارك، والفضل السِّينانيّ، وسفيان بن عيينة، [ص:512] وأبا أسامة، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبو زُرْعة الدِّمشقيُّ، وآخرون.
ومن أقرانه: يحيى بن مَعِين، وغيره.
قال النَّسائيّ: ثقة.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بن شبويه: سَمِعْتُ أبي يقول: من أراد علم القَبْر فعليه بالأَثَر. ومن أراد عِلْم الخُبز فعليه بالرأي.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: حدَّثني ثابت بن أحمد بن شَبُّويْه قال: كان يُخَيَّل إليّ أنّ لأبي فضيلة على أحمد بن حنبل للجهاد، وفكاك الأَسرى، ولُزُوم الثُّغُور. فسألت أخي عبد الله فقال: أحمد بن حنبل أرجح. فلم أقنع بقوله، فأُرِيتُ كأن شيخًا حوله النّاس ويسمعون منه، ويسألونه. فسألته فقلت: يا عبد الله، أخْبِرْني عن أحمد بن حنبل، وأحمد بن شَبُّويْه أيُّهما عندك أعلى؟ فقال: سبحان الله، إنّ أحمد بن حنبل، ابتُليَ فصبر، وإنّ ابن شَبُّويْه عُوفي. المبتَلَى الصّابر كالمُعَافَى؟ هيهات.
قال البخاريّ، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، ومطين: مات سنة ثلاثين.
زاد البخاري: وهو ابن ستّين سنة.
وقال ابن ماكولا: مات بطرسوس سنة تسعٍ وعشرين.
قال المِزّيّ: روى البخاري في الوضوء، والأضاحي، والجهاد، عن أحمد بن محمد، عن عبد الله بن المبارك. فقال الدَّارَقُطْنيّ: هو ابن شَبُّويْه هذا.
وقال أبو نصر الكَلاباذيّ، وغير واحد: إنّه أحمد بن محمد بن موسى المَرْوَزِيّ السّمسار مَرْدَوَيْه، وهو من أهل الطبقة الآتية، ومن شيوخ الترمذي، والنسائي.(5/511)
22 - د: أحمد بن محمد بن أيّوب البَغْداديُّ. صاحب المغازي أبو جعفر الورّاق. [الوفاة: 221 - 230 ه]
كان ناسخًا للفضل بن يحيى البرمكيّ،
سَمِعَ: إبراهيم بن سَعْد، وأبا بكر بن عياش.
وَعَنْهُ: أبو داود، وعلي بن عبد العزيز البَغَويّ، وعبد الله بن أَحْمَد بن حَنْبَلٍ، وَمحمد بن يحيى المروزي، وآخر من روى عنه أبو يعلى.
قال عثمان الدارمي: كان أحمد وابن المديني يحسنان القول فيه. وكان يحيى بن معين يحمل عليه.
قلت: رَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قال: هو كذّاب لم يسمع من إبراهيم.
وروى عبد الخالق بن منصور، عن ابن مَعِين قال: ليس بثقة.
وقال يعقوب بن شبية: ليس هو مِن أصحاب الحديث، ولا يعرفه أحد بالطَّلَب، وإنّما كان ورّاقًا، فذكر أنّه نسخ كتاب " المغازي " لبعض البرامكة، فأمره أن يأتي إبراهيمَ بن سَعْد يصحّحها، فزعم أنّ إبراهيم قرأها عليه وصحّحها.
وقال ابن عَديّ: روى عن إبراهيم بن سعد " المغازي "، وأُنْكِرَت عليه، وَحَدَّثَ عَنْ أبي بكر بن عياش بالمناكير، وهو صالح الحديث ليس بمتروك.
وقال محمد بن سَعْد: مات لأربع بقين من ذي الحجّة سنة ثمانٍ وعشرين.
قلت: له في السُّنَن حديث واحد في الأذان، عن امرأةٍ من الأنصار قالت: " كان بيتي من أطول بيتٍ حول المسجد، فكان بلال يؤذّن عليه الفجر ".(5/513)
23 - أحمد بن معاوية المَذْحِجيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: الوليد بن مسلم، وأبي معاوية الأسود، والحسن بن وسيم العابد.
وَعَنْهُ: محمد بن وَهْب بن عطيّة، والقاسم الجوعيّ، وأحمد بن أبي الحواري. [ص:514]
وأظنه كان من الصالحين بدمشق.(5/513)
24 - د ن: أحمد بن المفضَّل، أبو عليّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: وكيع، وأسباط بن محمد.
وَعَنْهُ: يعقوب الفَسَويّ، وأهل الكوفة.
قال ابن حبان: ثقة، قديم الموت.(5/514)
25 - م: أحمد بن المنذر الْجُدّيّ القَزّاز. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: حمّاد بن مَسْعَدَة.
وَعَنْهُ: عبد الله بن أحمد الدَّوْرقيّ.
تُوُفّي سنة ثلاثين.(5/514)
26 - أحمد بن أَبِي سَلَمَةَ نصر، أبو بكر البَغْداديُّ الكاتب. [الوفاة: 221 - 230 ه]
ابن أخت أحمد بن يوسف وزير المأمون. شاعر مليح الألفاظ، رقيق الحاشية.
رَوَى عَنْهُ: عَوْن بن محمد، وعبد الرحمن بن أحمد الكاتب، وغيرهما.
وكتب لبعض أمراء بغداد.
وهو القائل:
معتدلُ القامةِ مثلُ القضيب ... يهتزُّ في لينٍ وحسنٍ وطيبْ
يعذلني فيه جميعُ الورى ... كأنّني جئت بأمرٍ عجيبْ
أظنُّ نفسي لو تعشّقْتُها ... بُلِيتُ فيها بملامِ الرَّقيبْ
ومن شعره:
آه ويلي على الشّباب وفي أيّ ... زمانٍ فقدتُ شرخ الشباب
حين مات الغيور وارتخص المهـ ... ر وزال الحجابُ عن كلّ باب(5/514)
27 - أحمد بن يحيى الضَّبّيّ الكُوفيُّ، أبو جعفر. [الوفاة: 221 - 230 ه]
حدَّث بإصبهان عن هُشيم، ويزيد بن زُرَيْع، وجماعة.
وَعَنْهُ: إسماعيل بن عبد الله سَمُّوَيْه، وعبد الله بن محمد بن زَكَريّا.(5/514)
28 - أحمد بن يحيى بن حُمَيْد بن تَيْرَوَيْه الطّويل. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: حمّاد بن سَلَمَةَ، وغيره.
وَعَنْهُ: أبو خليفة الْجُمَحيّ، وأحمد بن داود المكّيّ. [ص:515]
وثقه ابن حبان.(5/514)
29 - أحمد بن أبي الْجُرْجَانيّ، أبو محمد، [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزيل طرابلس الشّام.
سَمِعَ: ابن عُليّة، ومحمد بن يزيد الواسطيّ.
وَعَنْهُ: محمد بن عَوْف، ومحمد بن يزيد بن عبد الصَّمد.(5/515)
30 - أحمد بن يوسف الترمذي. [الوفاة: 221 - 230 ه]
قاضي الري.
رَوَى عَنْ: فُضَيْل بن عِيَاض، وعبّاد بن العوّام، وطبقتهما.
وَعَنْهُ: أبو حاتم، ومحمد بن أيوب بن الضُّرَيْس.(5/515)
31 - إبراهيم بن إسحاق، أبو إسحاق الصِّينيّ الْجُعْفيّ، مولاهم الكُوفيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: قيس بن الربيع، ومالك بن أنس.
وَعَنْهُ: موسى بن إسحاق الأنصاريّ الخطْميّ، ومحمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة، ومُطَيِّن، وغيرهم، وكان صدوقًا ضريرًا.
ورّخه مُطَيِّن سنة ثلاثين، وقال ابن قانع: سنة اثنتين وثلاثين.
قال الدَّارَقُطْنيّ: متروك.(5/515)
32 - إبراهيم بن الأشعث البخاري. [الوفاة: 221 - 230 ه]
خادم الفُضَيْل بْن عِياض.
رَوَى عَنْ: الفُضَيْل، ومعن القَزّاز، وابن عيينة، وغنجار.
وَعَنْهُ: سعيد بن سعد البخاري، وعلي بن صالح.
روى حديثا باطلا.
قال أبو حاتم: كنا نظن به الخير فقد جاء بمثل هذا.
قال أبو الفضل السليماني: لقبه لام، رَوَى عَنْهُ: عبد بن حميد، ونصر بن الحسين البخاري.
مات بالشاش.(5/515)
33 - د ت: إبراهيم بن بشار الرمادي، أبو إسحاق البَصْريُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
وأصله من جَرْجَرايا.
عَنْ: سُفْيان بن عُيَيْنة، وأبي معاوية، وعبد الله بن رجاء المكّيّ، وعثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، وغيرهم.
وَعَنْهُ: أبو داود، والترمذي بواسطة، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبو مسلم الكَّجّيّ، وإسماعيل القاضي، وتَمْتَام، وأبو خليفة الْجُمَحيّ، وآخرون، ويوسف بن يعقوب القاضي.
قال البخاريّ: يَهِمُ في الشيء بعد الشيء.
وهو صَدُوق، وروى عنه في غير " الصّحيح ".
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: سمعت أبي يقول: كأنّ سُفْيان الذي يروى عنه إبراهيم بن بشّار ليس سُفْيان بن عُيَيْنة، يعني ممّا يُغْرب عنه.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْس بِشَيْءٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ليس بالقويّ.
وقال أبو الفتح الأزدي: صدوق لكنه يهِمّ.
وقال ابن عَديّ: سألت محمد بن أحمد الزُّرَيْقيّ بالبصرة عن الرماديّ فقال: كان والله أزْهَد أهل زمانه.
وقال ابن عَديّ: لا أعلم أُنكِر عليه إلّا هذا الحديث الذي ذكره البخاريّ، يعني حديثًا رواه النّاس عن ابن عُيَيْنة مُرْسَلًا فَوَصَله هو. قال: وباقي حديثه عن ابن عُيَيْنة وأبي معاوية وغيرهما من الثقات مستقيم. وهو عندنا من أهل الصِّدْق.
وقال ابن حِبّان: كان متقنًا ضابطًا، صحب سُفْيان سِنِين كثيرة، فإنّه قال: حدثنا سُفْيان بمكّة وعبّادان، وبين السَّماعَيْن أربعون سنة. [ص:517]
تُوُفّي سنة أربعٍ، وقيل: سنة سبعٍ وعشرين.
ومن أقرانه: إبراهيم بن بشّار الخُراسانيّ الزّاهد. سيأتي في الطبقة الآتية.(5/516)
34 - إبراهيم بن جابر الباهليّ القَزّاز. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: يزيد بن إبراهيم التُّسْتَريّ، ومهديّ بن ميمون، والحمَّادَيْن.
وَعَنْهُ: أبو زُرْعة وأبو حاتم الرازيان.(5/517)
35 - إبراهيم بن حِبَّان بن البراء بن النَّضْر بن أنس بن مالك الأنصاريُّ النَّجَّاريُّ البَصْريُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزيل الموصل.
رَوَى عَنْ: شعبة والحمادين، ومالك بن أنس، وشَرِيك.
وَعَنْهُ: بكر بن سهل الدِّمْياطيّ، ومحمد بن سِنَان بن سرح الشَّيْزَريّ، والحَسَن بن سعيد بن مهران.
تُوُفّي سنة أربعٍ أو خمسٍ وعشرين.
وهو متهم بالكذب.(5/517)
36 - إبراهيم بن الحسن التغلبي الكُوفيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: شَرِيك، ويحيى بن أبي زائدة.
وَعَنْهُ: أبو أُسَامة عبد الله الكلبيّ، وأحمد بن يحيى الصُّوفيّ.
قال أبو حاتم: شيخ.(5/517)
37 - خ د: إبراهيم بن حمزة بن محمد بن حمزة بن مُصْعَب بن عبد الله بن الزُّبَيْر، أبو إسحاق القرشي الزبيري المدني. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: إبراهيم بن سَعْد، ويوسف بن الماجِشُون، ووَهْب بن عثمان المخزوميّ، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْديّ، وعبد العزيز بن أبي حازم، وحاتم بن إسماعيل، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، وإسماعيل القاضي، وأخوه حماد، والعباس بن الفضل الأسفاطي، ومحمد بن نصر الصائغ، وآخرون. [ص:518]
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال محمد بن سعد: ثقة، صدوق في الحديث. يأتي الربذة كثيرا للتجارة ويقيم بها، ويشهد العيدين بالمدينة.
وقال البخاري: مات سنة ثلاثين.(5/517)
38 - م د ن: إبراهيم بن زياد البَغْداديُّ سبلان، أبو إسحاق. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: إسماعيل بن مجالد، وحماد بن زيد، وعباد بن عباد، وفرج بن فضالة، وهشيم.
وَعَنْهُ: مسلم وأبو داود والنسائي بواسطة، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن نصر المَرْوَزِيّ، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وخلْق.
قال أبو بكر أحمد بن عثمان كرنيب: سَمِعْتُ أحمد بن حنبل يقول: إذا مات سَبَلان ذهب علم عبّاد بن عبّاد.
وقال مهنا: سألت أحمد بن حنبل عن سَبَلان فقال: لا بأس به، كان معنا عند هُشَيْم. وقد سمع من عبّاد بن عبّاد المُهَلَّبيّ.
وقال أبو زُرْعة: ثقة.
وقال موسى بن هارون: كان قد ضبّب أسنانه بالذَّهَب.
وتُوُفّي في ذي الحجّة سنة ثمانٍ وعشرين.(5/518)
• - إبراهيم بن سَيّار النَّظّام، [الوفاة: 221 - 230 ه]
في الآخر، يأتي بكنيته.(5/518)
39 - إبراهيم بن شَماس، أبو إسحاق السَّمَرْقَنْديّ الغازي، [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزيل بغداد.
عَنْ: مسلم الزّنْجيّ، وابن المبارك، وإسماعيل بن عيّاش، وبقيّة، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، وأحمد بن مُلاعب، وأبو زُرْعة، وأحمد بن عليّ البربهاريّ، وعبّاس الدُّوريّ، وآخرون. [ص:519]
قال الأثرم: سَمِعْتُ أبا عبد الله يُحسن الثناء عليه.
وقال: كتب إليّ بعض أصحابنا أنّه أوصى بمائة ألف يستفك بها أسرى من التُّرّك.
قال: فاشترينا مائتي نفس.
قال أبو عبد الله: قتلته التُّرّك أيضًا، فانظُر بما خُتِم له.
وكان صاحب سُنَّةٍ، له نكاية في التُّرْك.
وقال أحمد بن سَيّار: كان صاحب سنةٍ وجماعة، كتب العِلْم وجالَس النّاس. رأيت إسحاق بن رَاهَوَيْه يعظّم من أمره، ويحرّضنا على الكتابة عنه. وكان ضخما عظيم الهامة، حسن البضعة، أحمر الرأس واللّحية، حَسَن المجالسة يَفِدُ على الملوك، وله حظ من الغزو. وكان فارسا شجاعا، قتلته التُّرْك وهو جاء من ضيْعته وهو غارٌّ لم يشعر بهم، وذلك خارج سمرقند، ولم يعرفوه، وقتل يوم الإثنين في المحرَّم سنة إحدى وعشرين.
وقال أبو سَعْد الإدريسي: كان شجاعًا بطلًا مبارِزًا، وعالمًا عاملًا، ثقة متعصّبًا لأهل السُّنّة، كثير الغزو. رحمه الله.(5/518)
40 - إبراهيم بن صُبَيْح الطَّلْحي. [الوفاة: 221 - 230 ه]
رَوَى عَنْ ابن جُرَيْج وتأخّر.
لكنّه ليس بثقة.
روى مُطَيِّن عنه، عن ابن جُرَيْج خبرًا باطلًا، وأول سماع مُطَيِّن سنة خمسٍ وعشرين. قاله الخطيب.(5/519)
41 - إبراهيم بن العبّاس بن عيسى بن عُمَرُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ الأُمَوِيُّ الْمَرْوَانِيُّ. القاضي أبو العبّاس. [الوفاة: 221 - 230 ه]
ولي قضاء قُرْطُبة بمشورة يحيى بن يحيى، فحُمِدَت سيرته، وزانه تواضُعُه.
تُوُفّي سنة بضعٍ وعشرين ومائتين.(5/519)
42 - إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ زَبْر الدِّمشقيُّ، أبو إسحاق. [الوفاة: 221 - 230 ه]
رَوَى عَنْ: أبيه، وَعَنْ: سعيد بن عبد العزيز، ويحيى بن حمزة.
رَوَى عَنْهُ: البخاريّ خارج " الصّحيح "، ويعقوب الفَسَويّ، وأبو إسحاق الْجَوْزجانيّ، وعثمان بن سعيد الدّارميّ، وأبو زُرْعة الدِّمشقيُّ، وأبو عَبْد الملك أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم البُسْريّ، وآخرون. [ص:520]
قال النَّسائيّ في الكنى: ليس بثقة.
ولد سنة سبع وأربعين ومائة، وتوفي في حدود الثلاثين ومائتين أو بعدها.(5/519)
43 - د ت: إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهديّ البَصْريُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
أخو موسى.
رَوَى عَنْ: أبيه، وجعفر بن سليمان، وبُرَيْه بن عمر بن سَفِينَة، وابن عُيَيْنة، وأبي بكر بن عياش، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد الدورقي، وأبو أمية، وهارون الحمال، ويعقوب الفسوي، والكديمي، وجماعة. وله مناكير.(5/520)
44 - د: إبراهيم بن مهدي المصيصي. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: شَرِيك القاضي، وأبي عَوَانة، وإبراهيم بن سَعْد، وحمّاد بن زيد، وأبي المَلِيح الحَسَن بن عمر الرَّقّيّ، وعليّ بن مُسْهِر، وشَبِيب بن سليم البصري، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أبو داود، وإبراهيم بن الهيثم البلديّ، وأحمد بن إبراهيم بن فيل، وإسحاق بن سَيّار النَّصيبيّ، والحَسَن بن عليّ بن الوليد الفارسيّ، وعبد الله بن أحمد الدَّوْرقيّ، وعبد الكريم الدَّيْرعاقوليّ، وطائفة كبيرة.
وَثّقَهُ أبو حاتم.
وقال ابن قانع: مات سنة خمسٍ وعشرين.
وقال آخر: سنة أربع.
أما:(5/520)
• - إبراهيم بن مهدي الأبلي، [الوفاة: 221 - 230 ه]
فسيأتي سنة ثمانين.(5/520)
45 - إبراهيم بن المهديّ محمد بن المنصور أَبِي جعفر عَبْد الله بْن محمد بْن عليّ أبو إسحاق العبّاسي الهاشميّ الأسود، الملقب بالمبارك. ويلقب أيضا بالتنين لسمنه وضخامته. [الوفاة: 221 - 230 ه]
كان فصيحا مفوها بارع الأدب والشِّعْر. بارعًا إلى الغاية في الغناء ومعرفه الموسيقى. ويُقال له: ابن شَكْلَةَ، وهي أمه. [ص:521]
رَوَى عَنْ: المبارك بن فَضَالَةَ، وحمّاد بن يحيى الأبحّ.
وَعَنْهُ: ابنه هبة الله، وحميد بن فروة، وأحمد بن الهيثم، وغيرهم.
قال علي بن المغيرة الأثرم: حدَّثني إبراهيم بن المهديّ أنّه ولي إمرة دمشق سنتين، ثمّ أربع سِنين لم يُقْطع على أحدٍ في عمله طريق. وأُخْبِرتُ أنّ الآفة كانت في قطع الطّريق من دعامة والنُّعمان مَوْلَيان لبني أُمَيّة، ويحيى بن أرميا من يهود البلْقاء. وأنهم لم يضعوا أيديهم في يد عامل. فلمّا ولّيت كاتبتهم، قال: فكتب إليه النُّعْمان بالأيمان المحرجة أنّه لا يُفسِد في عمله ما دام واليًا، قال: ودخل إلى دعامة سامعًا مطيعًا، وأعلمني أنّ النُّعْمان قد صدق وأنّه يفي. وأعلمني أنّ اليهوديّ كتب إليه: أنّي خارج إلى مناظرتك فاكتب لي أمانًا تحلِف لي فيه أنّك لا تُحْدِثُ فيّ حدثًا حَتّى تَرُدْني إلى مأمني. فأجبته، قال: فقدِم عليّ شابً أشعَر أمعَر، عليه أقبية ديباج ومِنْطَقة وسيف مُحَلّى. فدخل علي إلى دار معاوية، وكنتُ في صحنها. فسلّم من دون البساط. فقلت: ارتفِع، فقال: أيُّها الأمير إنّ للبساط ذمامًا، أخاف أن يلزمني جلوسي عليه، ولستُ أدري ماذا تسومني. فقلت له: أَسْلِمْ واسْمَعْ وأَطِعْ، فقال: أمّا الطاعة فأرجو. وأمّا الإسلام فلا سبيل إليه. فأعلِمْني بما لي عندك إذا لم أدخل في دينك، قال: لا بدّ من أداء الجزية، فقال: يعفيني الأمير، قال: فقلت: لا سبيل إلى ذلك، قال: فأنا منصرف على أماني، فأذِنْتُ له، وأمرتُهم بأن يَسْقُوا فَرَسه عند خروجه إليه. فلمّا رأى ذلك دعا بدابةٍ شاكريّة، فرَكِبَها وترك دابّتَه، وقال: ما كنت لآخذ معي شيئًا قد أرتفق منكم بمرفقٍ فأحاربكم عليه، قال: فاستحسنت منه ذلك وطلبته، فلمّا دخل قلتُ: الحمد لله الذي أظفرني بك بلا عقد ولا عهد، قال: وكيف ذاك؟ قلت: لأنّك قد انصرفت من عندي ثمّ عُدت إلي، قال شرطك أن تصرفني إلى مأمني. فإنْ كان دارك مأمني فلستُ بخائف، وإن كان مأمني داري فردّني إلى البلقاء، فجهدت به أن يجيبني إلى أداء الجزية، على أن أهبه في السّنة ألفي دينار، فلم يفعل. فأَذِنْتُ له في الرجوع إلى مأمنه. فرجع فأسعر الدُّنيا شرًّا، ثمّ حُمِل إلى عُبَيْد الله بن المهديّ مالٌ من مصر فخرج اليهوديّ متعرّضًا له، فكتب إليّ النُّعْمان بذلك، فكتبتُ إليه آمره بمحاربة اليهوديّ إنْ عرض للمال. فخرج النعمان متلقيا للمال، ووافاه اليهوديّ، ومع كلّ واحد منهما جماعته. فسأل النُّعْمان اليهوديّ [ص:522] الانصراف، فأبى وقال: إنْ شئتَ خرجت إليك وحدي وأنت في جماعتك، وإنْ شئتَ تَبَارَزْنَا، فإنْ ظفرتُ بك انصرف أصحابك إليّ وكانوا شركائي في الغنيمة، وإنْ ظفرتَ بي صار أصحابي إليك. فقال له النُّعْمان: يا يحيى، ويْحَكَ أنت حدثٌ، وقد بُليت بالعُجْب. ولو كنت من أنفس قريش لما أمكنك مُعَارة السلطان. وهذا الأمير هو أخو الخليفة. وإنّا وإن فَرَّقَنا الدّينُ أحبُّ أن لا يجري على يديّ قتل فارسٍ من الفرسان، فإن كنت تحب ما أحبّ من السّلامة فأخرج إليّ، ولا يُبْتلى بك وبي من يسوؤنا قتله، قال: فخرجا جميعا وقت العصر، فلم يزالا في مبارزةٍ إلى الظّلام، فوقف كلٌّ منهما على فَرَسه، واتّكأ على رمحه، إلى أن غلبت النُّعْمان عيناه، فطعنه اليهوديّ، فوقع سنان رمحه في منطقة النعمان، فدارت المنقطة وصار السِّنان يدور بدَوَران المِنْطَقة إلى الظَّهْر، واعتنقه النُّعْمان وقال لَهُ: أغدرًا يا ابن اليهوديّة؟ فقال له: أومحاربٌ ينام يا ابن الأمة؟ واتكأ عليه النُّعْمان عند مُعانقته إيّاه، فسقط فوقه، وكان النُّعْمان ضخْمًا، فصار فوق اليهوديّ، فذبحه وبعث إليَّ برأسه. فلم يختلف عليّ بعدها أحد. ثمّ ولي بعدي دمشقَ سليمانُ بنُ المنصور، فانتهبه أهل دمشق وسَبَوْا حُرُمَه، ثمّ ولي بعده أخوه منصور، فكانت على رأسه الفتنة العظمى. ثمّ لم يُعط القوم طاعة بعد ذلك، إلى أن افتتح دمشق عبد الله ابن طاهر سنة عشرٍ ومائتين.
وكان السّبب في صرفي عن دمشق للمرة الأولى أنّني اشتهيت الاصطباح فأغلقتُ الأبواب. قال: فحضر الكاتب، فصار إليه بعض الحَشَم، فسأله أن يكتب له إلى صاحب النزل، فلم يمكن إخراج الدواة، واستعجله ذلك الغلام، فأخذ فحمةً، وكتب في خزفة بحاجته، فأخذ سُلَيم حاجبي تلك الفحمة فكتب على الحائط: كاتبٌ يكتب بفحمة في الخَزَف، وحاجِبٌ لا يصل. فوافى صاحب البريد، فقرأ ما كتب سُلَيم، فكتب بذلك إلى الرشيد، فوافى كتابُه الرَّقَّةَ يوم الرابع، فساعةَ وقع بصرُه على الكتاب عزلني، وحبسني مائة يوم، ثمّ رضي عنّي بعد سنة. ثمّ قال لي بعد سنتين: بحقّي عليك لَمَا تخيّرت ولاية أُولِّيكَها، فقلت: دمشق، فسألني عن سبب اختياري لها، فأخبرته باستطابتي هواءها، واستمرائي ماءها، واستحساني مسجدها وغوطها، فقال: قدرُك اليوم [ص:523] عندي يتجاوز ولاية دمشق، ولكن أجمع لك مع ولاية الصّلاة والمعادن ولايةَ الخراج، فعقد لي عليها.
وقال الخطيب: بويع إبراهيم بن المهدي بالخلافة زمن المأمون، وقاتل الحَسَن بنَ سهل، فهزمه إِبْرَاهِيم، فتوجَّه نحو حُمَيْد الطُّوسيّ فقاتله فهزمه حُمَيْد واستخفى إبراهيم زمانًا حَتّى ظفر به المأمون، فعفا عنه، وكان أسودَ حالكا، عظيم الْجُثّة. لم يُرَ في أولاد الخلفاء قبله أفصح منه ولا أجْوَد شِعرًا، وكان وافر الأدب، جوادًا حاذقًا بالغناء معروفًا به.
وفيه يقول دعبل:
نَفَر ابن شَكْلَة بالعراق وأهلها ... وهفا إليه كل أطلس مائق
إن كان إبراهيم مضطلعا بها ... فلتصلحنْ من بعده لمُخارِقِ
وقال ابن ماكولا: وُلِد سنة اثنتين وستين ومائة.
وقال الخطبي: بايع أهلُ بغداد لإبراهيم في داره، ولقّبوه المبارك، وقيل: المَرْضِيّ، في أول سنة اثنتين ومائتين. فغلب على الكوفة وبغداد والسّواد. فلمّا أشرف المأمون على العراق ضعُف إبراهيم. قال: وركب إبراهيم بُأُبَّهة الخلافة إلى المُصلى يوم النَّحْر، فصلّى بالنّاس وهو ينظر إلى عسكر المأمون. ثمّ انصرف من الصّلاة وأطعمَ النّاس بقصر الرصافة، ثمّ استتر وانقضى أمره، قال: وظفر به المأمون في سنة عشر، فعفا عنه وبقى مُكْرَمًا إلى أن تُوُفّي في رمضان سنة أربع وعشرين.
وروى المبرّد عن أبي محلّم قال: قال إبراهيم بن المهديّ حين أُدْخِلَ على المأمون: ذنبي أعظم من أن يحيط به عُذْر، وعفوك أعظم من أن يتعاظمه ذَنْب.
وعن حُمَيْد بن فروة: أن المأمون قال لعمّه إبراهيم: يا إبراهيم أنت المتوثّب علينا تدّعي الخلافة؟ فقال: يا أمير المؤمنين أنت وليّ الثّأر، والمحكَّم في القِصاص، والعفو أقرب للتَّقْوى. وقد جعلك الله فوق كل ذي [ص:524] ذنب. فإنْ أخذتَ أخذتَ بحقّك، وإنْ عفوتَ عَفَوْتَ بفضل. ثمّ ذكر له حديثًا في العَفْو فقال: قد قَبِلتُ الحديث وعفوت عنك. ها هنا يا عمّ ها هنا يا عم.
وقال ابن الأنباري: حدثنا أحمد بن الهيثم، قال: حدثنا إبراهيم بن المهدي، قال: حدثنا حماد بن الأبح، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من نوقش الحساب عذب». كذا أخرجه الحافظ ابن عساكر في صدر ترجمة إبراهيم، وهو إبراهيم بن مهديّ المِصِّيصيّ إن شاء الله.
وقال إبراهيم الحربيّ: نُودي سنة ثمانٍ ومائتين أنّ أمير المؤمنين قد عفا عن عمّه إبراهيم. وكان إبراهيم حَسَن الوجه، حَسَن الغناء، حَسَن المجلس، رأيته وأنا مع القواريريّ يَوْمًا، وكان على حمار، فقبّل القواريريّ فخذه.
وقال داود بن سليمان الأنباريّ: حَدَّثَنَا ثُمامة بن أشرس، قال: قال لي المأمون: قد عزمتُ على تفْزيع عمّي، قال: فحضرتُ، فبينا نحن على السِّماط إذ سَمِعْتُ صلصلة الحديد، فإذا بإبراهيم موقوف على البساط، ممسوك بضبعَيْه، مغلولة يده إلى عنقه، قد تهدل شعره على عينيه، فسلَّم، فقال المأمون: لا سلم الله عليك، أكفر يا إبراهيم بالنّعمة وخروج على أمير المؤمنين؟! فقال: يا أمير المؤمنين، إنّ القُدرة تُذْهِب الحفيظة. ومَن مُدَّ له في الاغترار هجمت به الأناة على التَّلف. وقد رفعك الله فوق كلّ ذي ذنب، كما وضَع كلّ ذي ذنب دونك، فإن تُعاقِبْ فبحقّك، وإنْ تعفُ فبفضلك، فقال: إنّ هذين قد أشارا عليّ بقتلك، وأومأ إلى المعتصم أخيه، وإلى العبّاس ابنه، فقال: أشارا عليك بما يُشار به على مثلك، وفي مثلي من حُسْن السياسة، وإنّ المُلْك عقيم، ولكنّك تأبى أنْ تستجلب نصرًا إلّا من حيث عوَّدك الله، وأنا عمُّك، والعمُّ صِنْو الأب. وبكى فتغرغرت عينا المأمون، ثمّ قال: يا ثُمامة، إنّ الكلام كلامٌ كالدُّرّ، يا غلْمان حلّوا عن عمّي، وغيّروا من حالته في أسرع وقت، وجيئوني به، ففعلوا ذلك، فأحضره مجلسه، ونادمه، وسأله أن يُغنّي، فأبى وقال: نذرتُ لله عند خلاصي تَرْكَه، فعزم عليه، وأمر أن يوضع العود في حُجْره، فغنّى.
وعن منصور بن المهديّ قال: كان أخي إبراهيم إذا تنحنح طرب من [ص:525] يسمعه، فإذا غنّى أصْغَتِ الوحوش ومدّت أعناقها إليه حَتّى تضع رؤوسها في حجْره. فإذا سكت نَفَرَت وهربت. وكان إذا غنى لم يبقَ أحدٌ إلّا ذُهِلَ، ويترك ما في يده حَتّى يفرغ.
وقال عبد الله بن العبّاس بن الفضل بن الربيع: ما اجتمع أخٌ وأختٌ أحسن غناءً من إبراهيم بن المهديّ وعُلَيّة. وكانت عُليّة تُقَدَّمُ عليه.
وقال عَوْن بن محمد: استتر إبراهيم، فكان يتنقّل في المواضع، فنزل بقرب أخت له، فوجهت إليه بجاريةٍ حسناء لتخدمه، وقالت: أنتِ له. ولم يدر إبراهيم، فأعجبته، فقال:
بأبي من أنا قد أصبح ... ت مأسورًا لديهِ
والذي أجْلَلْتُ خَدَّيْ ... هـ فقبَّلتُ يديهِ
والذي يقتلني ظُلْمًا ... ولا يُعْدَى عليهِ
أنا ضيف وجزا ... ء الضَّيْف إحسان إليه
ومن شعره:
قد شاب رأسي ورأس الحرص لم يشب ... إن الحريص على الدنيا لفي تعب
لو كان يصدقني ذهني بفكرته ... ما أشتد غمي على الدنيا ولا نصبي
بالله ربك كم بيتٍ مررت به ... قد كان يعمر باللذات والطرب
طارت عقاب المنايا في جوانبه ... فصار من بعدها للويل والخرب
وقيل: إن المأمون شاور في قتله أحمد بن خالد الوزير فقال: يا أمير المؤمنين إن قتلته فلك نظراء، وإن عفوت فما لك نظير.
قلت: لا يُعَدّ إبراهيم من الخلفاء، لأنه شق العصا وكانت أيامه سنتين إلّا شهرًا. وله ترجمة طويلة في " تاريخ دمشق " تكون في سبْعٍ عشرة ورقة.(5/520)
46 - إبراهيم بن مهران بن رستم، أبو إسحاق المروزي. [الوفاة: 221 - 230 ه]
حَدَّثَ ببغداد عَنْ: الَّليْث، وابن لَهِيعَة، وشريك.
وَعَنْهُ: عبد الله بن أحمد، وموسى بن هارون.(5/526)
47 - ع: إبراهيم بن موسى بن يزيد بن زاذان، أبو إسحاق التميمي الرازي الحافظ الفرّاء، المعروف بالصَّغير. [الوفاة: 221 - 230 ه]
وكان الإمام أحمد يُنكر هذا ويقول: هو كبير في العِلْم والْجَلالة.
سَمِعَ: أبا الأحْوَص سلّام بن سُلَيم، وخالد بن عبد الله، وجرير بْن عَبْد الحميد، ويحيى بْن أَبِي زائدة، وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ، وَبَقِيَّةُ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وطبقتهم بالشّام والعراق وغير موضع.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والباقون بواسطة، ومحمد بن يحيى، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، ومحمد بن إبراهيم الطَّيَالسيّ، ومحمد بن إسماعيل التِّرْمِذِيّ، وجماعة.
وكان أحد الأئمّة الأعلام.
قال أبو زُرْعة: هو أتقن من أبي بكر بن أبي شَيْبَة، وأصحّ حديثًا؛ وأتقن وأحفظ من صفوان بن صالح.
وقال أبو حاتم: هو من الثّقات، أتقن من محمد بن مِهران الجمّال.
وقال صالح بن محمد جَزَرَة: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعة يقول: كتبتُ عن إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى الرّازيّ مائة ألف حديث، وعن أبي بَكْر بْن أبي شَيْبَة، مائة ألف حديث.
وقال النسائي: ثقة.(5/526)
48 - ت: إبراهيم بن يحيى بْن محمد بْن عبَّاد بْن هانئ المدني الشَّجَريُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
كان ينزل الشَّجَرَة بذي الحُلَيْفَة.
رَوَى عَنْ: أبيه، وإبراهيم بن سَعْد.
وَعَنْهُ: إسحاق بن إبراهيم شاذان، ومحمد بن إسماعيل البخاري في " جامع الترمذي "، ومحمد بن إسماعيل [ص:527] الترمذي، وعبد الله بن شبيب، ومحمد بن يحيى الذهلي، والعباس بن الفضل الأسفاطي، ومحمد بن الضريس، وآخرون.
قال أبو حاتم: ضعيف.
وقال محمد بن إسماعيل الترمذي: لم أر أعمى قلبا من الشجري. قلت له: حدّثكم إبراهيم بن سَعْد. فقال: حدّثكم إبراهيم بن سَعْد، وقلت: حدثك أبوك، فقال: حدّثك أبوك، وقال مرّة: حدَّثني إبراهيم بن سَعْد ولم أسمعه منه.
وَأَمَّا ابْنُ حِبَّانَ فَذَكَرَهُ فِي " الثِّقَاتِ ".
وَرَوَى له التِّرْمِذِيّ.
يقع حديثه بعُلُوّ في الدعاء للمَحَامِليّ.
وقال بعضهم: تُوُفّي قبل أيّوب بن سليمان بن بلال. ومات أيوب سنة أربعٍ وعشرين ومائتين.(5/526)
49 - إبراهيم بن يحيى بن المبارك اليزيديّ اللُّغَويّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
كان من أئمّة العربية، ومن أعيان الشعراء، أخذ عن أبيه وأبي زيد الأنصاري، والأصمعي.
وله كتاب " ما اتفق لفظه واخْتَلَفَ معناه "، وهو نهاية في فنِّه، يكون مجلّدين. وله كتاب " مصادر القرآن "، وكتاب " بناء الكعبة "، وغير ذلك.
أدرك خلافة المعتصم، وكان ينادم المأمون على الشراب.
وهو قائل هذه الأبيات يخاطب بها المأمون:
أنا المذنب الخطاء والعفو واسع ... ولو لم يكن ذنبٌ لما حَسُنَ الْعَفْوُ
سَكِرْتُ فأبدتْ منّي الكأس بعضَ ما ... كرهتُ وما إن يَسْتَوي السُّكْرُ والصَّحْوُ [ص:528]
ولا سيما إذ كنتُ عند خليفةٍ ... وفي مجلسٍ ما إنْ يَليق به اللَّغْوُ
في أبياتٍ، نسأل الله العفو والستر.(5/527)
50 - إبراهيم بن أبي سويد الذارع الحافظ. هو إبراهيم بن الفضل بن أبي سُوَيْد البَصْريُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
سَمِعَ: حمّاد بن سَلَمَةَ، وأبا عَوَانة، وعبد الواحد بن زياد، وعُمارة بن زاذان، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن بشّار، ومحمد بن يحيى، وأبو زُرْعة الرّازيّ، وأبو حاتم، وخلْق كثير.
ذُكِرَ ليحيى بن مَعِين فقال: كثير التّصحيف.
وقال أبو حاتم: ثقة رضى.
قلت: توفي سنة أربعٍ وعشرين، ولا رواية له في كتب الأئمّة السّتّة.(5/528)
51 - ن: إبراهيم بن أبي العبّاس، ويقال: ابن العبّاس، أبو إسحاق السامَرِيُّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
كوفي نزل بغداد.
وقال ابن ماكولا: السّامَرِيّ، بفتح الميم وتخفيف الراء.
عَنْ: شَرِيك، وعبد الرحمن بن أبي الزّناد، وأيّوب بن جابر، وبقية، وإسماعيل بن عياش، وعدة.
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، وعبّاس الدُّوريّ، ومحمد بن رافع، ومعاوية بن صالح الأشعري، وأحمد بن عليّ البَرْبَهاريّ، وجماعة.
وَثّقَهُ الدَّارَقُطْنيّ.
وروى له النَّسائيّ حديثًا واحدًا في الخمر.
واختلط بأخره، فحجبه أهله حتى مات.(5/528)
52 - أزرق بين عَذَوَّر بن دُحَيْن العنبريُّ البَصْريُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: أبيه، عن جدّه.
وَعَنْهُ: أبو حفص الفلّاس، وأبو زُرْعة، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ، وهشام بن عليّ السِّيرافيّ.(5/529)
53 - الأزرق بن عليّ الحنفيُّ، أبو الجهم. [الوفاة: 221 - 230 ه]
كوفي مشهور.
سَمِعَ: حسّان بن إبراهيم الكِرّمانيّ، وعَمْرو بن يونس اليَمَاميّ.
وَعَنْهُ: أبو زُرْعة، وعبد الله بن أحمد، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ.
تُوُفّي في حدود الثلاثين ومائتين.(5/529)
54 - خ د ن: إسحاق بن إبراهيم، أبو النَّضْر القُرَشيُّ الأُمَويّ، مولاهم الدِّمشقيُّ الفَرَاديسيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: سعيد بن عبد العزيز، وإسماعيل بن عيّاش، وصَدَقَة بن خالد، ويحيى بن حمزة، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والبخاري، ورُبّما نَسَبه إلى جدّه فقال: إسحاق بن يزيد، والنسائي بواسطة، وأبو زُرْعة النَّصْريّ، وأبو عَبْد الملك أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم البُسْريّ، وعثمان بن خُرَّزاذ، وطائفة.
وقال أبو زُرْعة: كان من الثّقات البكّائين.
وقال أبو حاتم، وغيره: ثقة.
تُوُفّي في ربيع الأول عن ست وثمانين سنة.(5/529)
55 - د: إسحاق بن إسماعيل الطّالْقانيّ، أبو يعقوب، [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزيل بغداد.
سَمِعَ: جرير بْن عَبْد الحميد، وسُفْيان بْن عُيَيْنة، وعَثّام بن عليّ، وحسين بن عليّ الْجُعْفيّ، وحكام بن سلَّم، وسليمان بن الحكم بن عوانة، ومعتمر بن سليمان، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، وإبراهيم الحربيّ، وابن أبي الدُّنيا، وخلف بن عمرو العكبري، وأحمد بن الحسن الصوفي، وأبو يعلى، وأبو القاسم البغوي، وآخرون.
وقال إبراهيم بن الجنيد: سئل يحيى بن معين، وأنا أسمع عن إسحاق بن إسماعيل، فقال: صَدُوق. ولقد كلَّمني أن أُكَلِّمَ أُمّه تأذن له في [ص:530] الخروج إلى جرير بن عبد الحميد، فكلَّمتُها، فأجابتني، فخرج معي اثنا عشر رجلًا مُشاة، ولم يكن له تلك الأيام شيء. قال: وبُلي من النّاس، قال: كيف هذا؟ قال: يكذّبونه وهو صَدُوق.
وقال ابن المَدِيني: كان معنا عند جرير، وكان غلامًا ولم يكن يضبط.
وقال الدَّارَقُطْنيّ، وجماعة: ثقة.
وقال البَغَويّ: مات في رمضان سنة ثلاثين، وقطع الحديث قبل أن يموت بخمس سنين.(5/529)
56 - إسحاق بن بِشْر بن مقاتل، أبو يعقوب الكاهليّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: مالك، وأبي مَعْشَر، وحفص بن سُليمان، وغيرهم، وكثير بن سُلَيم.
وَعَنْهُ: محمد بن عليّ الأزْديّ، وأحمد بن حفص السَّعْديّ، وإسحاق بن إبراهيم السِّجِسْتانيّ، وعمر بن حفص السَّدُوسيّ، وآخرون.
قال مُطَيِّن: ما سمعت أبا بكر بن أبي شبية كذَّب أحدًا إلّا إسحاق بن بِشْر الكاهليّ.
وقال ابن عَديّ: كَانَ يضع الحديث.
وقال موسى بن هارون: مات بالمدينة سنة ثمانٍ وعشرين، وهو كذاب.
قلت: ومن مسموعاته عَلَى أَبِي مَعْشَرٍ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، رَفَعَهُ: «يَدْخُلُ بِالْحَجَّةِ الْوَاحِدَةِ ثَلَاثَةُ نفرٍ الجنة: الميت، والحاج عنه، والمنقد لَهُ بِذَلِكَ».
وَبِهِ قَالَ: «مَنْ مَاتَ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ لَمْ يُعْرَضْ وَلَمْ يُحَاسَبْ.»
روى الحديث الأول عبد الرّزّاق، عن أبي معشر.(5/530)
• - إسحاق بن بشر، أبو حذيفة البخاري، [الوفاة: 221 - 230 ه]
صاحب المبتدأ، قد ذُكر.(5/530)
57 - إسحاق بن بِشْر الرّازيّ البزّاز. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: ابن عُيَيْنة، والوليد بن مسلم، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو حاتم، وأبو زُرْعة.
قال أبو حاتم: صدوق.(5/530)
58 - ن: إسحاق بن عبد الواحد القرشي الموصلي. [الوفاة: 221 - 230 ه]
سَمِعَ: مالكًا، وحمّاد بن زيد، وأبا الأحْوَص، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْديّ.
وَعَنْهُ: سليمان بن وَهْب، وعليّ بن جابر، وتَمْتَام، وعبد اللَّه بْن عَبْد الصَّمد بْن أَبِي خِداش، وإدريس بن سُلَيم المَوْصِليّان.
تُوُفّي سنة ستٍّ وعشرين. قاله يزيد بن محمد الأزدي.(5/531)
59 - م: إسحاق بن عمر بن سليط، أبو يعقوب الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
هُذَليّ النَّسَب.
يَرْوِي عَنْ: مبارك بن فَضَالَةَ، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وسليمان بن المغيرة.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو حاتم، وأبو داود في غير السُّنَن، وموسى بن هارون، وجماعة.
توفي سنة تسعٍ وعشرين.(5/531)
60 - إسحاق بن كعب. [أبو يعقوب] [الوفاة: 221 - 230 ه]
بغداديّ.
سَمِعَ: شَرِيكًا، وعبّاد بن العوّام.
وَعَنْهُ: ابن أبي الدنيا، وتمتام، وأبو حاتم، وقال: صَدُوق.
وقال النَّسائيّ: يُكنى أبا يعقوب.(5/531)
61 - خ ت ق: إسحاق بن محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن أبي فروة، أبو يعقوب الفَرَويّ المدني، [الوفاة: 221 - 230 ه]
مولى عثمان رضي الله عنه.
سَمِعَ: مالكا، ونافع بن أبي نُعَيْم، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير، وعُبَيْدة بن نابِل، وعبد الله بن جعفر المُخَرّمي، وسليمان بن بلال، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، والترمذي، وابن ماجه بواسطة، وأبو بكر الأثرم، وإسماعيل القاضي، وعبد الله بن شبيب، وعبد الله بن أحمد الدَّوْرقيّ، وعَليُّ بن عبد العزيز البَغَويّ، وَمحمد بن إسماعيل الصّائغ، وطائفة.
قال أبو حاتم: صَدُوق. ولكن ذهب بصره فربما لُقِّن. وكُتُبُه صحيحة. [ص:532]
وذكره ابن حِبّان في " الثّقات ".
ووهّاه أبو داود، ونقم عليه حديث الإفك لروايته عن مالك.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: ضعيف. وقد روى عنه البخاري، ويوبّخونه على هذا.
قال البخاريّ: مات سنة ستٍّ وعشرين ومائتين.(5/531)
62 - إسحاق بن المنذر. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: أبي عُقَيْل يحيى بن المتوكّل، وعبد الحميد بن بهرام.
وَعَنْهُ: الحَسَن بن محمد بن سَلَمَةَ الرّازيّ النَّحْويّ، ومحمد بن يحيى بن سليمان المَرْوَزِيّ، وغيرهما.
ذكره ابن أبي حاتم، وما لينه أحد.(5/532)
63 - إسماعيل بن جعفر بن إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْهَاشِمِيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: الحَسَن بن زيد العلويّ، وحسين بن عليّ العلويّ، وعبد الله بن عبد العزيز العُمَريّ.
وَعَنْهُ: أبو حاتم الرّازيّ، وغيره.
قال أبو حاتم: لم يكن به بأس.(5/532)
64 - خ م: إسماعيل بن الخليل أبو عبد الله الكُوفيُّ الخزَّاز. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وعليّ بن مُسْهِر، وأبي خالد الأحمر، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، وبِشْر بن موسى، والحسين بن جعفر القتّات، وتمتام، ويعقوب الفسوي، وجماعة.
وثقه مطين وقال: مات سنة خمسٍ وعشرين.(5/532)
65 - إسماعيل بن سعيد الفقيه، أبو إسحاق الطبري الكسائي الشَّالَنْجيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
والشالنجي من يبيع المِخْلاة والمِقْوَد، وسكن إسْتَرَاباذ،
وَحَدَّثَ عَنْ: عبد العزيز بن أبي حازم، وعباد بن العوام، وجماعة.
وَعَنْهُ: الضّحّاك بن الحسين، وأهل إسْتَرَاباذ وجُرْجان.
وكان صدوقًا، صنّف كتاب " البيان في الفقه " على مذهب أبي حنيفة.
وتُوُفّي سنة ثلاثين ومائتين.(5/533)
66 - إسماعيل بن عبد الله بن زُرارة، أبو الحَسَن الرَّقِّيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: عُبَيْد الله بن عَمْرو، ويعلى بن الأشدق، وحمّاد بن زيد، وحَجّاج بن أبي منيع، وخالد بن عبد الله، وشَرِيك، وإسماعيل بن عيّاش، وطائفة.
وَعَنْهُ: ابنه إبراهيم، وأحمد بن بِشْر المرثديّ، وأحمد بن يونس الضَّبّيّ، وإسماعيل سِمُّوَيْه، والحَسَن بن عليّ بن الوليد الفَسَويّ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو شُعَيْب الحَرّانيّ، وطائفة.
وَثّقَهُ ابن حِبّان، والدَّارَقُطْنيّ، وغيرهما.
وقال أبو الفتح الأزدي: منكر الحديث.
قال ابنه: مات أبي بالبصرة سنة تسعٍ وعشرين.
قال شيخنا أبو الحَجّاج: قال أبو القاسم في " الشيوخ النُّبْل ": روى عنه ابن ماجة، وروى النَّسائيّ، عن رجلٍ عنه. وإنّما الذي روى عنه ابن ماجة إسماعيل بن عبد الله بن خالد القُرَشيّ الرَّقّيّ. ولم يدرك ابن ماجه ابن زرارة. وأما النسائي فلم نقف على روايته، عن رجل عنه.
ثمّ قال شيخنا: وذكر الدَّارَقُطْنيّ، والبرقاني، وابن طاهر أنّ البخاري [ص:534] رَوَى عَنْ ابن زُرارة المذكور.
وقد روى البخاريّ عِدّة أحاديث عن إسماعيل بن عبد الله، عن مالك، وغيره، وهو إسماعيل بن أبي أويس، والله أعلم.(5/533)
67 - خ م د ت ق: إسماعيل بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُوَيْس بن مالك بن أبي عامر، أبو عبد الله بن أبي أويس الأصبحي، المَدنيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
أخو عبد الحميد بن أبي أُوَيْس.
قرأ القرآن على نافع، وهو آخر أصحابه، وعليه قرأ أحمد بن صالح المِصْريُّ، وغيره.
وَرَوَى عَنْ: خاله مالك بن أنس، وإبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، وعبد العزيز الماجِشُون، وكثير بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ، وسليمان بن بلال، وعبد الرحمن بن أبي الزّناد، وَسَلَمَةُ بن وَرْدان، وطائفة.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه بواسطة، وأحمد بن صالح المِصْريُّ، وأحمد بن يوسف السُّلَميّ، وعبد الله الدّارميّ، ويعقوب الفَسَويّ، ومحمد بن نصر الصّائغ، وعليّ بن جَبَلَة الإصبهانيّ، وخلْق كثير.
وقال أحمد: لا بأس به.
وقال أحمد بْن أَبِي خَيْثَمَة، عَنِ ابن مَعِين: صَدُوق، ضعيف العقل، ليس بذاك. يعني أنّه لا يُحسن الحديث، ولا يعرف يؤدّيه أو يقرأ من غير كتابه.
وقال أبو حاتم: محلُّه الصِّدْق، وكان مغفَّلًا.
وقال النَّسائيّ: ضعيف.
وقال مرّة: ليس بثقة.
وقال ابن عَديّ: روى عن خاله غرائب لا يُتابعه عليها أحد، وهو خير من أبيه.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: ليس أختاره في الصّحيح.
قلت: رَوَى عَنْهُ الشيخان، وروى مسلم أيضًا عن رجلٍ عنه.
مات سنة ستٍّ، ويقال: سنة سبعٍ وعشرين، وله ثمانٍ وثمانون سنة. [ص:535]
قال محمد بن وضّاح: قال لي ابن أبي أويس: ليس اليوم بالمدينة أحد أقرأ على نافع غيري.
قلت: ولم يكن مُتصدّيًا للإقراء، بل للحديث.
قال الفضل بن زياد: سَمِعْتُ أحمد بن حنبل وقيل له: مَن بالمدينة اليوم؟ قال: ابن أبي أويس هو عالم كثير العِلْم، أو نحو هذا.
وقال أحمد بن حنبل مرّة: هو ثقة. قام في أمر المحنة، مقامًا محمودًا.
وقال البَرْقَانيّ: قلت للدَّارَقُطْنيّ: لِم ضعّف النَّسائيّ إسماعيل بن أبي أُوَيْس؟ فقال: ذكر محمد بن موسى الهاشميّ وهو إمام كان النَّسائيّ يخصّه بما لم يخصّ به ولده، فقال: حكى لي النَّسائيّ أنّه حكى له سَلَمَةُ بن شَبِيب عنه، قال: ثمّ توقف أبو عبد الرحمن النَّسائيّ، فما زلت أداريه أن يحكي لي الحكاية، حَتّى قال: قال لي سَلَمَةُ: سَمِعْتُ إسماعيل بن أبي أُوَيْس يقول: ربّما كنت أضع الحديث لأهل المدينة إذا اختلفوا في شيء فيما بينهم، فقلت للدَّارَقُطْنيّ: من حكى لك هذا عن محمد بن موسى؟ فقال: الوزير، يعني ابن حنزابة، وكتبتها من كتابه.
وقال ابن مَعِين مرّة: ليس بذاك، ضعيف العقل. وقال مرّة: ليس بشيء؛ سمعهما منه ابن أبي خيثمة.
ثمّ قال ابن مَعِين: قال لنا عبد الله بن عبيد الله الهاشمي صاحب اليمن: خرجت معي بإسماعيل بن أبي أويس إلى اليمن، فدخل إلي يومًا ومعه ثوبٌ وشي، فقال: امرأتي طالق ثلاثا إن لم تشتر من هذا الرجل ثوبه بمائة دينار، فقلت للغلام: زِنْ له، فوزن له. وإذا بالثّوب يساوي خمسين دينارًا، فسألتهُ بعدُ فقال: إنّه أعطاني منه عشرين دينارًا.
قلت: استقرّ الأمرُ على توثيقه وتجنُّب ما يُنكر له.(5/534)
68 - إسماعيل بن عبد الحميد، أبو بكر العِجْليّ البَصْريُّ العطّار، [الوفاة: 221 - 230 ه]
صاحب الرقيق. [ص:536]
عَنْ: حمّاد بن سَلَمَةَ، وأبي الأشهب، وطبقتهما.
وَعَنْهُ: أبو زرعة، وأبو حاتم.
قال أبو حاتم: صَدُوق.(5/535)
69 - إسماعيل بن عَمْرو بن نجيح البَجَليّ. مولاهم، الكُوفيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزيل إصبهان وشيخها ومُسْنِدُها.
سَمِعَ: مِسْعَر بن كُدَام، ومالك بن مِغْوَلٍ، وعبد الغفّار بن القاسم، وكاملًا أبا العلاء، وأبا معشر، وفضيل بن مرزوق، وسفيان الثوري، وشيبان، وغيرهم.
وَعَنْهُ: عبد الله بن محمد بن زَكَريّا، ومحمود بن أحمد بن الفَرَج، وإبراهيم بن نائلة، ومحمد بن نُصَيْر، ومحمد بن عليّ الفرقديّ، ومحمد بن إبراهيم الصّفّار الأصبهانيّون، وخلق كثير، وكان صاحب حديث.
قال محمد بن يحيى بن مَنْده: سَمِعْتُ إبراهيم بن أورمة وذكر إسماعيل فأحسن الثناء عليه، وقال: شيخا مثل ذاك ضيعوه، وكان عنده عن فلان وفلان.
وذكره ابن حبان في " الثقات ".
وأما الدارقطني فضعفه.
وقال ابن عدي: حدَّث عن مِسْعَر، والثَّوريّ، والحَسَن بن صالح، وغيرهم بأحاديث لا يُتابع عليها.
وَرَوَى عَنْهُ: أُسَيْد بن عاصم، وعبد الله بن محمد بن سلّام، والقاسم بن نصر المخرّميّ.
ثمّ روى له ابن عَديّ أحاديث، فقال: وهذه الأحاديث مع سائر رواياته التي لم أذكرها عامتها مما لا يُتابَع عليه، وهو ضعيف.
قلت: تُوُفّي سنة سبعٍ وعشرين.(5/536)
70 - إسماعيل بن عيسى العطَّار. [الوفاة: 221 - 230 ه]
بغدادي صدوق.
عَنْ: إسماعيل بن زَكَريّا الخُلْقانيّ، وزياد بن عبد الله [ص:537] البكَّائيّ، وعنده " المبتدأ "، عن أبي حُذيفة البخاريّ،
رَوَى عَنْهُ: الحسن بن علوية القطان، وأحمد بن علي البربهاري، وغيرهما.
توفي سنة ثنتين وثلاثين ومائتين.
وثقه الخطيب، وغيره، وضعفه الأزدي.(5/536)
71 - خ د ت ن: أصبغ بن الفرج بن سعيد بن نافع، أبو عبد الله الأُمَويّ الفقيه، [الوفاة: 221 - 230 ه]
مولى عمر بن عبد العزيز.
وُلِد بعد الخمسين ومائة.
وإنّما طلب العِلْم كبيرًا، فلم يلق مالكًا ولا الَّليْث بل تفقّه على ابن وَهْب، وعبد الرحمن بن القاسم وروى عنهما وعن أسامة بن زيد بن أسلم، وأخيه عبد الرحمن بن زيد، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْديّ، وحاتم بن إسماعيل، والعبّاس بن خَلَف بن إدريس بن عمر بن عبد العزيز، وعيسى بن يونس، وغيرهم.
وَعَنْهُ: البخاري. والترمذي، والنسائي بواسطة، وأحمد بن الحَسَن التِّرْمِذِيّ، وأحمد بن الفرات، والربيع الْجِيزيّ، وأبو الدرداء عبد العزيز بن منيب المَرْوَزِيّ، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وبكر بن سهل الدِّمْياطيّ، ويحيى بن عثمان بن صالح، وأبو يزيد القراطيسيّ، وخلْق.
ذكره يحيى بن مَعِين فقال: كان من أعلم خَلْق الله برأي مالك يعرفها مسأله مسألة، متى قالها مالك ومن خالفه فيها.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ: ثِقَةٌ صاحب سُنَّةٍ.
وقال أبو حاتم: كان أجلّ أصحاب ابن وَهْب.
وقال ابن يونس: كان يحيى بن عثمان يقول: هو من ولد عبيد المسجد. كان بنو أُمَيّة يشترون للمسجد عبيدًا يخدمونه، وهو من ولد أولئك. وكان مُضْطلِعًا بالفِقْه والنَّظَر، تُوُفّي لأربعٍ بقين من شوّال سنة خمسٍ وعشرين، وكان ذُكِرَ للقضاء في مجلس عبد الله بن طاهر، فسبقه سعيد بن عُفَيْر. [ص:538]
وقال ابن يونس: حدَّثني عليّ بن الحَسَن بن قُدَيد، عن يحيى بن عثمان بن صالح، عن أبي يعقوب البُوَيْطيّ أنّه كان حاضرًا في مجلس ابن طاهر الأمير حين أمر بإحضار شيوخ مصر، قال: فقال لنا: إنّي جمعتكم لترتادوا لأنفسكم قاضيًا. فكان أول من تكلَّم يحيى بن بُكَيْر، ثمّ تكلَّم ابن ضمرة الزُّهْريّ فَقَال: أصلح الله الأمير، أصْبَغُ بنُ الفَرَج الفقيه العالم الورِع، فذكر الحكاية.
وقال بعض الكبار: ما أخرجت مصرُ مثل أصبغ.
وقال أبو نصر: سَمِعْتُ الربيع والمُزْنيّ يقولان: كنّا نأتي أصبغ قبل قدوم الشّافعيّ، فنقول له: علِّمنا ممّا علَّمك الله.
وقال مُطَرِّف بن عبد الله: أصبغ أفقه من عبد الله بن عبد الحكم.
وروى عليّ بن قُديْد، عن شيخ له قال: كان بين أصْبَغ وبين ابن عبد الحَكَم مباعَدة، وكان أحدهما يرمي الآخر بالبُهتان.
وقال ابن وزير: كان أصبغ خبيث اللسان، كان صاعقة.
ومن مناقب أصبغ: قال ابن قُدَيد: كتب المعتصم في أصبغ ليُحمل إليه في المحنة، فهرب واختفى بحُلْوان؛ رحمه الله.
وفيه يقول الجمل الشاعر:
وطويت أصبغ حقبةً في بيته ... فسترنه جُدْرَ البيوت السُّتَّرِ
أبدَلْتَهُ بِرِجاله وجُمُوعِه ... خَرْقًا مُقَاعَدَةَ النّساءِ الخُدَّرِ
فإذا أراد مع الظّلام لحاجةٍ ... أخذ النِّقابَ وفضْلَ مِرْط المِعْجَرِ(5/537)
72 - أصرم بن حوشب، القاضي أبو هشام الهمذاني. [الوفاة: 221 - 230 ه]
قاضي همذان.
حدَّث في سنة ثلاثين ومائتين عن قُرَّةَ بن خالد، وزياد بن سَعْد، وعبد الله بن إبراهيم الشَّيْبانيّ، ومِنْدل بن عليّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: إبراهيم بن سعيد الجوهري، وعصمة بن الفضل، وابن قهزاد، وعثمان بن صالح الحنّاط، ومحمد بن يحيى الأزْديّ، وطائفة سواهم.
قال ابن مَعِين: كذّاب خبيث. [ص:539]
وقال البخاريّ: متروك.
قال أبو إسحاق الْجَوْزجانيّ: كتبت عنه بهمذان سنة ثلاثين. وهو ضعيف.(5/538)
73 - أغلب بن إبراهيم بن الأغلب التَّميميّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
أمير القيروان وابن أميرها.
ولي الأمر بعد أخيه زيادة الله بن إبراهيم فبقى ثلاثة أعوام ومات في ربيع الآخر سنة ستٍّ وعشرين، ثمّ ولي بعده ولده محمد بن الأغلب وطالت أيّامه، وبقي سبع عشرة سنة.(5/539)
74 - خ د ت ن: أيّوب بن سليمان بن بلال، أبو يحيى القرشي التيمي، مولاهم المَدنيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
مشهور صَدُوق،
لم أره لحق أباه، وإنّما رَوَى عَنْ: رجلٍ عن أبيه. وهو عبد الحميد بن أبي أُوَيْس، له عنه نسخة.
وحكى عن عبد العزيز بن أبي حازم.
وَعَنْهُ: البخاري. وأبو داود، والترمذي والنسائي بواسطة، وأحمد بن شَبُّويْه المَرْوَزِيّ، وإبراهيم بن أبي داود البُرُلُّسيّ، والزُّبَيْر بن بكّار، وَأَبُو حاتم، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، وعبد الله بن شَبِيب، وجماعة.
وذكره ابن حِبّان في " الثقات " وقال: سمع مالكا.
مات سنةً أربعٍ وعشرين.(5/539)
75 - أيّوب بن سليمان البَصْريُّ المكتّب. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: أبي عَوَانة، وأبي هلال.
وَعَنْ: عمّه عمّر بن معدان.
وَعَنْهُ: عليّ بن نصر بن علي الجهضمي، ومحمد بن شعبة بن جوان.(5/539)
-[حَرْفُ الْبَاءِ](5/539)
76 - بابَك الخُرَّميّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
مذكور في الحوادث في أماكن.(5/539)
77 - بشّار بن موسى الخفّاف، أبو عثمان العِجْليّ أو الشَّيْبانيّ البَصْريُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: شَرِيك، وأبي عَوَانة، وعبيد الله بن عمرو الرقي، ويزيد بن زُرَيْع، وعطاء بن مسلم الخفّاف، وخلْق.
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، وابنه عبد الله بن أحمد، وعبد الله بن أحمد الدَّوْرقيّ، والحَسَن بن عَلُّوَيه، وصالح جَزَرَة، وأبو القاسم البَغَويّ.
قال علي ابن المَدِينيّ: ما كان ببغداد أصلب في السُّنّة منه.
وقال ابن عَديّ: أرجو أنه لا بأس به، وقول من وَثّقَهُ أشبه.
وقال أبو داود: كان أحمد يكتب عنه وأنا لا أُحَدِّث عنه.
وقال ابن مَعِين: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَر الْحَدِيثِ.
وقال الفلّاس: ضعيف الحديث.
توفي سنة ثمان وعشرين في رمضان.(5/540)
78 - بشر بن الحارث بن عبد الرحمن بن عطاء، أبو نصر المَرْوَزِيّ، ثمّ البَغْداديُّ الزّاهد الكبير المعروف ببِشْر الحافي [الوفاة: 221 - 230 ه]
وهو ابن عمّ عليّ بن خشرم المحدِّث،
سَمِعَ: إبراهيم بن سَعْد، وحمّاد بن زيد، وأبا الأحْوَص، وشَرِيكًا، ومالكًا، والفُضَيْل بن عِيَاض، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وخالد بن عبد الله الطّحّان، والمُعافى بن عِمران، وعبد الله بن المبارك، وغيرهم.
وَعَنْهُ: أحمد الدَّوْرقيّ، ومحمد بن يوسف الْجَوْهَريّ، ومحمد بن المُثَنَّى السِّمسار، وسَرِيّ السَّقَطيّ، وعمر بن موسى الجلاء، وإبراهيم بن هانئ، وخلق غيرهم.
وكان عديم النّظير زُهْدًا وورعًا وصلاحًا. كثير الحديث إلّا أنّه كان يكره الرواية، ويخاف من شهوة النَّفس في ذلك، حَتّى أنّه دفن كُتُبه. [ص:541]
أخبرنا المسلم، والمؤمل، وغيرهما كتابةً قالوا: أخبرنا أبو اليمن الكندي، قال: أخبرنا أبو منصور الشيباني، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرني أبو سعد الماليني، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر، قال: حدثنا جعفر بن محمد الصندلي، قال: حدثنا محمد بن المثنى السمسار، قال: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْعَوْفِيَّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " اتَّخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمًا، فَلَبِسَهُ، ثُمَّ ألقاه ". العوفي هو إبراهيم بن سعد.
وعن بِشْر أنّه قيل له: ألا تُحَدِّث؟ قال: أنا أشتهي أن أحدّث، وإذا اشتهيت شيئًا تركتُه.
وقال إسحاق الحربيّ: سَمِعْتُ بشرَ بن الحارث يقول: ليس الحديث من عُدّة الموت، فقلت له: قد خرجتُ إلى أبي نعيم، قال: أتوب إلى الله من ذهابي.
وعن أيوب العطار سمع بشرا يقول: حدثنا حمّاد بن زيد ثمّ قال: استغفِرُ الله، إن لذِكْر الإسناد في القلب خُيَلاء.
وقال أبو بكر المروذي: سَمِعْتُ بِشْرًا يقول: الجوع يصفي الفؤاد، ويُميت الهوى، ويُورث العِلْم الدّقيق.
وقال أبو بكر بن عفان: سَمِعْتُ بِشْر بن الحارث يقول: أنّي لأشتهي شِواءً منذ أربعين سنة، ما صفي لي دِرهمُهُ.
وقال الحَسَن بن عَمْرو: سَمِعْتُ أبا نصر التّمّار يقول: أتاني بِشْر ليلةً، فقلت: الحمد لله الذي جاء بك. جاءنا قُطْنٌ من خُراسان، فَغَزَلته البِنْتُ وباعته، واشترت لنا لحمًا، فَتَفْطَر عندنا.
قال: لو أكلت عند أحدٍ أكلت عندكم. إنّي لأشتهي الباذنجان منذ سنين، فقلت: إن فيها الباذنجان من الحلال، فقال: حَتّى يصفو لي حُبُّ الباذنجان.
وقال محمد بن عبد الوهّاب الفرّاء: سَمِعْتُ عليّ بن عَثّام يقول: أقام بِشْر بن الحارث بعَبّادان يشرب من ماء البحر، ولا يشرب من حياض السلاطين، حتى أضر بجوفه، ورجع إلى أخته وَجِعًا. وكان يتّخذ المغازل ويبيعها. فذاك كسْبُه. [ص:542]
وقال موسى بن هارون الحافظ: حدثنا محمد بن نعيم بن الهيصم قال: رأيتهم جاؤوا إلى بِشْر فقال: يا أهل الحديث علمتم أنّه يجب عليكم فيه زكاة، كما يجب على من مَلَكَ مائتي درهم، خمسة دراهم.
وقال محمد بن هارون أبو نَشِيط: نهاني بِشْر بن الحارث عن الحديث وأهله، وقال: أقبلت إلى يحيى القطّان، فبلغني أنّه قال: أحبّ هذا الفتى لطلبه الحديث.
وذكر يعقوب بن بختان الفرّاء أنّه سمع بِشْر بن الحارث يقول: لا أعلم أفضل من طلب الحديثَ والعِلْم لمن اتقى الله، وحسنت نيته فيه، وأما أنا فأستغفر الله من كلّ خُطْوة خَطَوْتُ فيه.
وقيل: كان بِشْر يَلْحن ولا يعرف العربيّة.
وعن المأمون قال: لم يبق أحد نستحي منه غير بِشْر بن الحارث.
وقال أحمد بن حنبل: لو كان بِشْر تزوج لَتَمّ أمرُه.
وقال إبراهيم الحربيّ: ما أخرجتْ بغدادُ أتمّ عقلًا من بِشْر، ولا أحفظ للسانه، كان في كلّ شعرةٍ منه عقل، وطئ الناس عقبه خمسين سنة ما عُرِف له غِيبةٌ لمسلم، وما رأيت بعيني أفضَلَ من بِشْر.
وعن بِشْر قال: المتقلِّب في جوعه، كالمتشحِّط في دمه في سبيل الله.
وعنه قال: شاطرٌ سخيّ أحبّ إلى الله من صوفيّ بخيل.
وعنه قال: أمس قد مات، واليوم في النزع، وغدا لم يولد.
وعنه قال: لا يفلح من ألِف أفخاذ النّساء.
وعنه قال: إذا أعجبك الكلام فأصمُت، وإذا أعجبك الصّمتْ فتكلَّم.
وقيل: إنّ بعضهم تسمع على بشر فسمعه يقول: اللهم إنك تعلم أنّ الذلَّ أحبّ إليّ من العزّ، وأنّ الفقر أحبّ إليّ من الغِنَى، وأنّ الموت أحبّ إليّ من الحياة.
وعن بِشْر قال: قد يكون الرجل مُرائيًا بعد موته، قالوا: وكيف هذا؟ قال: يحبّ أن يكثر النّاس في جنازته.
وعنه قال: لا تجدْ حلاوة العبادة حَتّى تجعل بينك وبين الشّهوات سَدًّا من حديد. [ص:543]
أخبرنا القاضي أبو محمد بن علوان، قال: أخبرنا أبو محمد بن قُدامة الفقيه سنة إحدى عشرة وست مائة قال: حدثني ابني أبو المجد عيسى، قال: أخبرنا أبو طاهر بن المعطوش، قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن محمد، قال: أخبرنا أبو إسحاق البرمكي، قال: أخبرنا عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، قال: حدثني حمزة بن الحسين البزاز، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد، قال: حدَّثني حمزة بن دهقان، قال: قلت لِبِشْر بن الحارث: أحبّ أن أخلو معك، قال: إذا شئت، فيكون يومًا، فرأيته قد دخل قبّةً، فصلّى فيها أربع ركعات، لا أُحسِن أصلّي مثلها، فسمعته يقول في سجوده: اللهمّ إنّك تعلم فوق عرشك أنّ الذُّلّ أحبّ إليّ من الشَّرَف، الّلهمّ إنك تعلم فوق عرشك أنّ الفقر أحبّ إليّ من الغنى، اللهمّ إنك تعلم فوق عرشك أنّي لا أوثر على حبّك شيئًا. فلمّا سمِعتُه أخذني الشهيق والبكاء. فلمّا سمعني قال: اللهمّ أنتَ تعلم أنّي لو أعلم أن هذا هاهنا لم أتكلّم.
وقال صالح بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: من زعم أن أسماء الله مخلوقة فقد كفر.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: حدثنا محمد بن المُثَنَّى صاحب بِشْر بن الحارث، قال: قال رجل لِبِشْر وأنا حاضر: إنّ هذا الرجل، يعني أحمد بن حنبل، قيل له: أليس الله قديمًا، وكلّ شيءٍ دونه مخلوق؟ قال: فما ترك بِشْر الرجل يتكلَّم حتى قال: لا، كل شيء مخلوق إلا القرآن.
قال المروذي فيما رواه الخلّال عنه، عن عبد الصَّمد العَبَّادانيّ: قال رجل لِبِشْر بن الحارث: يا أبا نصر يدخل أحدٌ من الموحِّدين النّار؟ فقال: استرحت إنْ كان هذا عقلك.
وقال أحمد بن بشر المرثدي: حدثنا إبراهيم بن هاشم قال: دَفَنّا لِبِشْر ثمانية عشر ما بين قِمَطْر إلى قَوْصَرة، يعني مِن الحديث.
وقيل لأحمد بن حنبل: مات بشر، فقال: مات رحمه الله، وما له نظير في هذه الأمّة إلّا عامر بن عبد قيس، فإنّ عامرًا مات ولم يترك شيئًا. ثمّ قال أحمد: لو تزوج كان قد تمّ أمره. رواها أبو العباس البراثي، عن المروذي، عن أحمد. [ص:544]
ورأى بِشْرًا بعض الفقراء بعد موته فقال: ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غفر لي ولكل من تبع جنازتي، ولكل من أحبّني إلى يوم القيامة.
تُوُفّي بِشْر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلَ سَنَةَ سبعٍ وعشرين قبل المعتصم بستّة أيّام، وله خمسٌ وسبعون سنة في يوم الجمعة ثالث عشر ربيع الأول.
قال أبو بكر بن أبي داود: قلت لعليّ بن خشرم لمّا أخبرني أنّ سماعه وسماع بِشْر بن الحارث بن عيسى واحد. قلت له: فأين حديث أمّ زَرْع؟ فقال: سماعي معه، وكتبتُ إليه أن يوجّه به إليّ. فكتب إليّ: هل عملت بما عندك، حَتّى تطلب ما ليس عندك؟
قال عليّ: وُلد بِشْر في هذه القرية وكان يتفتّى في أول أمره. وقد جرح.
وقال حسن المسوحي: سَمِعْتُ بِشْر بن الحارث يقول: أتيت باب المُعَافَى بن عِمران، فدققت الباب، فقيل لي: من؟ فقلت: بِشْر الحافي، فقالت جُوَيْرية من داخل الدار: لو اشتريتَ نَعْلًا بدانِقَين ذهب عنك اسمُ الحافي.
وقال الحَسَن بن رشيق، عن عمر بن عبد الله الواعظ: كان بِشْر بن الحارث شاطرًا يجرح بالحديد، وكان سبب توبته أنّه وجد قِرْطاسًا في أتون حمّام فيه " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ "، فعظُم ذلك عليه، ورفع طرْفه إلى السّماء وقال: سيدي، اسمُك هنا مُلقى. فرفعه، وقلع عنه السحاة التي هو فيها، وأعطى عطارا، فاشترى بدرهم غالية، لم يكن معه سواه، ولطّخ بها تلك السحاة، وأدخله شُقّ حائط. وانصرف إلى زجّاج كان يجالسه. فقال له الزّجّاج: واللهِ يا أخي، لقد رأيتُ لك في هذه الّليلة رؤيا ما أقولها حَتّى تحدّثني ما فعلت فيما بينك وبين الله، فذكر له شأن الورقة. فقال: رأيت كأن قائلا يقول لي في المنام: قل لبشر ترفع اسما لنا من الأرض إجلالًا أن يُداس، لننوّهن باسّمك في الدُّنيا والآخرة.
وذكر أبو عبد الرحمن السُّلَميّ أن بِشْرًا كان من أبناء الرؤساء والكَتَبَة، صحب الفُضَيْل بن عِيَاض. سألت الدَّارَقُطْنيّ عنه فقال: زاهد، جبل، [ص:545] ثقة، ليس يروى إلّا حديثًا صحيحًا.
وعن بِشْر قال: لا أعلم أفضل من طلب الحديثَ والعِلْم لمن اتقى الله وحَسُنَت نيَّتُه فيه. وأمّا أنا فأستغفر الله من كلّ خُطْوة خطوتُ فيه.
وقال جعفر البردانيّ: سَمِعْتُ بِشْر بن الحارث يقول: إنّ عوج بن العنق كان يأتي البحر فيخوضه برِجْله، ويحتطب السّاج، وكان أوّل من دلّ على السّاج وجَلَبَه، وكان يأخذ من البحر حُوتًا بيده، فيشويه في عين الشمس.
وقيل: لقي بشر رجلا، فجعل يقبِّل بِشْرًا ويقول: يا سيّدي أبا نصر. فلمّا ذهب تغرغرت عينا بِشْر وقال: رجلٌ أحبَّ رجلًا على خير توهّمه، لعلّ المُحبّ قد نجا، والمحبوب لا يُدْرَى ما حالُه.
وقال إبراهيم الحربيّ: رأيت رجالات الدُّنيا، فلم أرَ مثل ثلاثة: رأيت أحمد بن حنبل، وتعجز النساء أن تلد مثله. ورأيت بِشْر بن الحارث من قرنه إلى قَدَمه مملوءًا عقلًا. ورأيت أبا عُبَيْد كأنّه جبل نُفخ فيه عِلْم.
وقال أيضًا: لو قُسّم عَقْل بِشْر على أهل بغداد صاروا عقلاء.
قلت: وقد روى له أبو داود في كتاب المسائل، والنَّسائيّ في مُسْنَد عليّ.(5/540)
79 - بِشْر بن عُبَيْد أبو عليّ الدَّارسيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
ودارس بُلَيْدَة من نواحي البصّرة على البحر.
رَوَى عَنْ: مسلمة بن الصَّلْت، وأبي يوسف القاضي، وطلحة بن زيد، وغيرهم.
وَعَنْهُ: أبو حاتم، وأحمد بن محمد بن مُعَلّى الآدميّ، وعُبَيْد الله بن جرير بن جَبَلَة.
قال أبو حاتم: كتبت عنه في أيام سليمان بن حرب.
وقال ابن عَديّ: مُنْكَر الحديث بيَّن الضَّعْف. [ص:546]
وقال الأزْديّ: كذّاب.
قلت: مات سنة ستٍّ وعشرين ومائتين.(5/545)
• - بِشْر بن عُبَيْس. [الوفاة: 221 - 230 ه]
في الطبقة الآتية.(5/546)
80 - خ: بِشْر بن محمد، أبو محمد المَرْوَزِيّ السّخْتيانيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
سَمِعَ: ابن المبارك، والفضل بن موسى السِّينانيّ، ويحيى بن واضح.
وَعَنْهُ: البخاريّ، وأحمد بن سيار، وإسحاق بن الفيض الأصبهاني، وجعفر الفرياني.
وقال ابن عساكر في " النُّبْل ": إنّه مات سنة أربعٍ وعشرين. وهذا لا يستقيم، فإنّ الفِرْيَابيّ رحل سنة ثمانٍ أو تسعٍ وعشرين، ولحِقَه.
وقد ذكره ابن حِبّان في " الثّقات "، وقال: كَانَ مُرْجِئًا.
ذَكَرَ وفاته في سنة أربعٍ وعشرين البخاريّ، والكَلاباذيّ.(5/546)
81 - بِشْر بن الوضّاح، أبو الهيثم البَصْريُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: بشير بن عُقْبَة الدَّوْرقيّ، وعبّاد بن منصور النّاجي، والحَسَن بن أبي حعفر.
وَعَنْهُ: أحمد بن يوسف السُّلَميّ، ومحمد بن إسماعيل البخاريّ في " تاريخه "، ومحمد بن بشّار، ومحمد بن المُثَنَّى، وجماعة.
قال عبد العزيز بن معاوية القُرَشيّ: حدَّثني بِشْر بن الوضّاح وكان من خيار المسلمين.
وذكره ابن حِبّان في " الثقات ".
وقال ابن أبي عاصم: مات سنة إحدى وعشرين.
وروى له التِّرْمِذِيّ في " الشمائل ".(5/546)
82 - بكّار بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِين السِّيرِينيّ البَصْريُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
كبير مُسِنّ.
رَوَى عَنْ: ابن عَوْن، وأيَمْن بن نابِل، وعَبّاد بن راشد، وسُفْيان الثَّوريّ.
وَعَنْهُ: الحَسَن بن محمد الزَّعْفَرانيّ، وإبراهيم بن أبي داود البُرُلُّسيّ، ويعقوب الفَسَويّ، وعَبّاد بن عليّ البَصْريُّ، وأبو مسلم الكَجَّيّ، ومحمد بن زَكَريّا الغَلابيّ.
قال أبو حاتم: مضطّرب لا يسكن القلب إليه.
وقال أبو زُرْعة: ذاهب الحديث.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: حدثنا الحسين بن الحَسَن الرازيّ قال: سُئِل يحيى بن معين عن بكار السريني فقال: كتبت عنه، ليس به بأس.
وقال غيره: تُوُفّي سنة أربعٍ وعشرين.(5/547)
83 - بكر بن الأسود العائذي. ويقال له: بكّار. [أبو عُمَر] [الوفاة: 221 - 230 ه]
كوفي، ثقة،
رَوَى عَنْ: أبي بكر بن عيّاش، ويحيى بن أبي زائدة، وابن المبارك، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أبو سعيد الأشج، ومحمد بن عُبَيْد بن عُتْبَة، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، وآخرون.
كنيته أبو عُمَر.
قال أبو حاتم: صدوق.(5/547)
84 - خ: بيان بن عَمْرو البخاريّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
أحد العلماء العبّاد ومن أئمة السُّنّة،
سَمِعَ: يحيى القطّان، ويزيد بن هارون، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو زُرْعة الرّازيّ وعُبَيْد الله بن واصل.
وَثّقَهُ ابن حِبّان. [ص:548]
ومات سنة اثنتين وعشرين.
وبيان، بالياء آخر الحروف.
قال الحسين بن عَمْرو البخاريّ: كان بيان بن عَمْرو يقرأ القرآن في كلّ يومٍ وَلَيْلَةٍ ثلاث مرّات. فقلت له: كيف تقرأ كل هذه القراءة؟ قال: يَسَّر الله عليَّ ذلك.
قال الحسين: كان يَفْرَغ من الخَتْمة الثالثة عند السحر، ثم يأخذ بالبكاء والتَّضَرُّع. رحمةُ الله عليه.
وقال عُبَيْد الله بن واصل: كان بيان بن عَمْرو يدخل بستانَه، ولا يخرج حَتّى يُصلّى عند كلّ شجرة رَكْعتين.
قال ابن أبي حاتم: بيان بن عَمْرو أبو محمد البخاريّ رَوَى عَنْ: سالم بن نوح، ويحيى بن سعيد، وابن مهدي. سَمِعْتُ أبي يقول ذلك. وهو شيخ مجهول، والحديث الذي رواه عن سالم بن نوح باطل.
قلت: قوله: مجهول. ممنوع. وقوله في الحديث الذي رواه: فسالم له مناكير، لعلّ هذا منها.
قال فيه ابن مَعِين: ليس بشيء.
قلت: ولهذا لم يخرّج له البخاري، وخرج له مسلم.(5/547)
-[حَرْفُ التَّاءِ](5/548)
85 - تُرْك الحذّاء المقرئ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
العبد الصالح. من مشاهير أصحاب سُلَيم.
قرأ عليه رجاء بن عيسى الْجَوْهَريّ، ومحمد بن عُمَر بن أبي مذعور.
قال أحمد بن محمد الأدميّ: كان تُرْك من أقرأ الناس للقرآن وأعبدهم.(5/548)
-[حَرْفُ الثَّاءِ](5/548)
86 - ق: ثابت بن موسى، أبو يزيد الكُوفيُّ العابد. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: سُفْيان الثَّوريّ، وشَرِيك.
وَعَنْهُ: هنّاد، ومحمد بن عثمان بن كرامة، ومحمد بن عُبَيْد المحاربيّ، وأحمد بن أبي غَرَزَة، وأبو برزة الحاسب، ومحمد بن عبد الله مطين، وآخرون. [ص:549]
وهو ضعيف.
وليس هو ثابت بن محمد الكوفيّ العابد. ذاك أقدم وأوثق. مَرّ.
وَهَذَا هُوَ صَاحِبُ حَدِيثِ: «مَنْ كَثُرَتْ صَلَاتُهُ بِاللَّيْلِ حَسُنَ وَجْهُهُ بِالنَّهَارِ».
رواه هنّاد، وابن كرامة، وابن مُلاعب، وغيرهم، عن ثابت، عن شريك.
وقال ابن عدي: حدثنا الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرازي قالا: حدثنا محمد بن عبيد المحاربي، قال: حدثنا ثَابِتُ بْنُ مُوسَى، عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ": «من كَانَتْ لَهُ وَسِيلَةٌ إِلَى سُلْطَانٍ فَدَفَعَ بِهَا مَغْرَمًا أَوْ جَرَّ بِهَا مَغْنَمًا ثَبَّتَ اللَّهُ قَدَمَيْهِ يَوْمَ تُدْحَضُ الْأَقْدَامُ».
قلت: وقد ضعّفه أبو حاتم، وغيره.
وتُوُفّي سنة تسعٍ وعشرين.
قال أبو مَعِين الحسين بن الحَسَن: سَمِعْتُ يحيى بن مَعِين يقول: ثابت أبو يزيد كذاب.(5/548)
-[حَرْفُ الْجِيمِ](5/549)
87 - جعفر بن إدريس المَوْصِليّ الزّاهد. [الوفاة: 221 - 230 ه]
أحد الأمّارين بالمعروف، استشهد في وقعة الروم بسُمَيْساط.
وَقَدْ رَوَى اليسير عَنْ: سُفْيان بن عُيَيْنة، ووكيع.
وَعَنْهُ: محمد بن خطّاب، وإبراهيم بن الهيثم البلديّ.
وقُتِل سنة اثنتين وعشرين ومائتين.(5/549)
88 - جعفر بن حرْب الهَمْدانيُّ المعتزليُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
من كبار مصنفيّ المعتزلة لا بارك الله فيهم، أخذ بالبصرة عن أبي الهُذَيل العلّاف، واختص بالواثق. [ص:550]
ومات كهلًا سنة ثلاثين، وقيل سنة ستٍّ وثلاثين.(5/549)
89 - جُنادة بن محمد بن أبي يحيى، أبو عبد الله المُرِّيّ الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
سَمِعَ: يحيى بن حمزة، وعيسى بن يونس، وعبد الحميد بن أبي العشرين.
وكان فقيهًا مُفْتيًا، من علماء دمشق،
رَوَى عَنْهُ: أبو حاتم الرّازيّ وأبو زُرْعة الدِّمشقيُّ، وعثمان بن خُرَّزاذ.
تُوُفّي في جُمَادى الآخرة سنة ستٍّ وعشرين.
قال أبو حاتم: صدوق.(5/550)
90 - جندل بن والق بن هجرس، أبو عليّ التَّغْلبيّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: عَمْرو بن شِمْر، وشَرِيك، وأبي الأحْوَص ومِنْدل بن عليّ. وغيرهم.
وَعَنْهُ: البخاريّ في كتاب " الأدب " له، وأحمد بن ملاعب، وأحمد بن علي الخزاز، ومُطَيِّن، وطائفة سواهم.
مات في سنة ستٍّ أيضا.
وَرَوَى عَنْهُ مِن المتأخّرين: محمد بن عثمان بن أبي شيبة، وأبو حصين محمد بن الحسين الوادعي، والحسين بن جعفر القتّات.
قال أبو حاتم: صَدُوق.(5/550)
91 - جُوَيْن بن ضمرة القُشَيريّ، أبو عُمَر. [الوفاة: 221 - 230 ه]
سَمِعَ: حرب بن أبي العالية.
وَعَنْهُ: أبو زُرْعة، وأبو حاتم، ويعقوب بن إسماعيل الأزدي.
صدوق.(5/550)
-[حَرْفُ الْحَاءِ](5/551)
92 - م: حاجب بن الوليد بن ميمون الأعور، أبو أحمد الشاميّ المؤدّب، [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزيل بغداد.
عَنْ: حفص بن ميسرة الصَّنْعانيّ، وبقيّة، والوليد بن محمد الموقِريّ، ومحمد بن حرب الأبرش، وجماعة.
وَعَنْهُ: مسلم؛ وأحمد بن سعيد الدّارميّ، والذهلي، وابن أبي الدنيا، ويعقوب بن شيبة، وأبو القاسم البغوي، وآخرون.
وثقه ابن حبان، وغيره.
ومات في رمضان سنة ثمانٍ وعشرين.
وقع لي مِن عواليه.(5/551)
93 - حِبَّان بن عمَّار بن الحَكَم، أبو أحمد. [الوفاة: 221 - 230 ه]
والد الحسين بن حِبّان تلميذ يحيى بن مَعِين.
عَنْ: عبّاد بن عبّاد المُهَلَّبيّ، ويحيى بن كثير البصْريّين.
وَعَنْهُ: عليّ بن الحَسَن بن عَبْدَوَيّه الخزاز، وعلي بن عبد الله بن المبارك الصنعاني.(5/551)
• - حبيب بن أوس، أبو تمّام. [الوفاة: 221 - 230 ه]
سيأتي، ويقال توفي سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين.(5/551)
94 - د ن: حَجَّاج بن إبراهيم الأزرق البَغْداديُّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزيل مصر، ونزيل طَرَسُوس.
عَنْ: حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وأبي شِهاب الحنّاط، وأبي عَوَانة، وجماعة.
وَعَنْهُ: الربيع المُراديّ، وأحمد بن الحَسَن التِّرْمِذِيّ، وعبد الكريم الدَّيْرعاقُوليّ، وأبي الدَّرداء عبد العزيز بن منيب، ومِقْدام بن داود الرُّعَيْنيّ، وطائفة.
وكان ثقة إمامًا صاحب سُنّة، أكثر عن ابن وَهْب.(5/551)
95 - حرب بن محمد بن علي بن حيان، أبو عليّ الطّائيّ المَوْصِليّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: مالك، وشَرِيك، وأبي الأحْوَص والمُعَافَى بن عِمران.
وَعَنْهُ: ابناه [ص:552] عليّ ومعاوية، وجعفر بن أحمد النَّصِيبيّ.
وكان متموِّلًا كثير الأفضال على أهل الحديث.
تُوُفّي في سنة ست وعشرين.(5/551)
96 - خ د ن: حرميُّ بن حفص بن عُمَر، أبو عليّ العتكي القسملي الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: حمّاد بن سَلَمَةَ، وأبان بن يزيد، وعبد الواحد بن زياد، ومحمد بن عبد الله بن عُلاثَة، ووُهَيْب بن خالد، وعبد العزيز بن مسلم، وغيرهم.
وَعَنْهُ: البخاري؛ وأبو داود، والنسائي بواسطة، وأبو بكر الأثرم، وإسماعيل القاضي، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وعلي بن عبد العزيز البَغَويّ، وعبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدَّوْرقيّ، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبو مسلم الكجي، ومحمد بن عثمان بن أبي سويد الذارع، وخلْق سواهم.
قال أبو حاتم: أدركته وهو مريض، ولم أكتب عنه.
قلت: قد عاش بعد ذلك مُدّة. فإنّ البخاريّ، وغيره قال: مات سنة ثلاثٍ وعشرين.
وقال بعضهم. سنة ست وعشرين.
وكان ثقة.(5/552)
97 - خ ن ق: حسّان بن عبد الله الواسطيّ أبو عليّ الكِنْديُّ [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزيل مصر.
عَنْ: الليث وابن لهيعة، ومفضل بن فَضَالَةَ، وخلّاد بن سليمان الحَضْرَميّ وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، والنسائي، وابن ماجه بواسطة، وإسحاق بن سَيّار النَّصِيبيّ، ومحمد بن إسحاق الصغاني، وفهد بن سليمان الدّلال، ويعقوب الفَسَويّ، ويحيى بن عثمان بن صالح السَّهْميّ، وجماعة.
قال أبو حاتم: ثقة. [ص:553]
وقال ابن يونس: كان أبوه واسطيًّا، ووُلِد حسّان بمصر وبها تُوُفّي سنة اثنتين وعشرين.(5/552)
98 - حسّان بن غالب بن نَجِيح الرُّعَيْنيّ. مولاهم المِصْريُّ أبو القاسم. [الوفاة: 221 - 230 ه]
رَوَى عَنْ: الَّليْث، ومالك، وابن لَهِيعَة وعبد الله بن سويد بن حيان.
قال ابن يونس: كان ثقة، توفي بدلاص، من الصعيد سنة ثلاث وعشرين في رجب.(5/553)
99 - خ ت ن: الحسن بن بشر بن سلم بن المسيب أبو علي الهمداني البجلي الكُوفيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: أسباط بن نصر، وزُهَير بن معاوية، وشَرِيك، وأبي إسرائيل الملائي إسماعيل بن خليفة، وأبي الأحْوَص، والمعافى بن عِمران، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري. والترمذي، والنسائي بواسطة، وإبراهيم الْجَوْزجانيّ، وإبراهيم الحربيّ، وأحمد بن يونس الضبي، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وحرب الكِرْمانيّ، وخلْق سواهم.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ عَديّ: ليس هو بمُنْكَر الحديث.
وقال البخاريّ: مات سنة إحدى وعشرين ومائتين.(5/553)
100 - الحَسَن بن حُدان بن طريف، أبو عليّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: كثير بن سُلَيم، وجسر بن الحَسَن، وإسماعيل بن عيّاش.
وَعَنْهُ: [ص:554] أبو حاتم، ومحمد بن أيّوب الرَّازيّان.(5/553)
101 - الحَسَن بن الحَكَم القُطْربُلّيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
حدَّث ببغداد عن الوليد بن مسلم، وشُعَيْب بن حرب، وغيرهما.
وَعَنْهُ: يعقوب السَّدُوسيّ، وأبو القاسم البَغَويّ.
تُوُفّي سنة ثلاثين.(5/554)
102 - ع: الحَسَن بن الربيع البُورانيّ، أبو عليّ البَجَليّ القسري الكُوفيُّ الحصَّار الخشَّاب. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: عُبَيْد اللَّه بْن أياد بْن لَقِيط، وعبد الجبّار بن الورد، وأبي الأحْوَص، وحمّاد بن زيد وأبي إسحاق الحميسي خازم بن الحسين، وخالد بن عبد الله، ومهديّ بن ميمون، وطائفة كبيرة.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والباقون بواسطة، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، وأحمد بن أبي غَرزة، وعثمان بن سعيد الدّارميّ، وعليّ بن عبد العزيز البَغَويّ، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وخلق.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ: ثِقَةٌ، صالح، متعبّد. كان يبيع البواري.
وقال أبو حاتم: كان من أوثق أصحاب عبد الله بن إدريس.
وقال غيره: كان يبيع الخشب والقصب.
قال ابن سَعْد: مات في رمضان سنة إحدى وعشرين، وكان مِن أصحاب ابن المبارك.(5/554)
103 - د: الحَسَن بن شَوْكر، أبو عليّ البَغْداديُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: إسماعيل بن جعفر، وخَلَف بن خليفة، وهُشَيْم، وإسماعيل بن [ص:555] عياش، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والحَسَن بن عليّ المَعْمريّ، ومحمد بن عبدوس السراج، والهيثم بن خلف الدوري، وجماعة.
وثقه ابن حبان.
ومات قريبا من سنة ثلاثين.(5/554)
104 - الحسن بن عبيد الله بن الحسن العنبريُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
قاضي البصرة وابن قاضيها.
توفي سنة ثلاث وعشرين، ورخه شباب العصفري.(5/555)
105 - د: الحسن بن عمرو السدوسي الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: جرير بن عبد الحميد، وعبد الله بن الوليد العدنيّ، وهُشَيْم، ووَكِيع، وغيرهم. وعنه، أبو داود، وإسحاق بن سَيّار النَّصِيبيّ، وعثمان بن سعيد الدارمي، وآخرون.(5/555)
106 - الحسن بن عمرو بن سيف العبدي. ويقال: الباهلي، أبو علي الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: شعبة، ومالك بن مغول، وأبي بكر الهذلي، والحسن بن أبي جعفر الحفري.
وَعَنْهُ: الذهلي، وأبو أمية الطرسوسي، وابن وارة، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وعبد الله بن الدورقي.
وله غرائب وعجائب، تركوه.(5/555)
107 - الحسن بن عمرو السجستاني العابد. [الوفاة: 221 - 230 ه]
يَرْوِي عَنْ: حمّاد بن زيد، وطبقته.
وَثّقَهُ ابن حِبّان، وقال: روى عنه أهل بلده.
توفي سنة أربعٍ وعشرين.(5/555)
108 - الحَسَن بن محبوب بن الحَسَن بن هلال القُرَشيّ البَصْريُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: أبيه، وحمّاد بن زيد، وعبد العزيز بن المختار.
وَعَنْهُ: أبو زُرْعة، وأبو حاتم، وقال: لا بأس به.(5/556)
109 - الحَسَن بن محمد الطَّنَافِسيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
أخو علي.
رَوَى عَنْ: خاله يَعْلَى بن عُبَيْد، وأبي بكر بن عياش، وعبد الله بن إدريس.
وَعَنْهُ: أبو زُرْعة، ويحيى بن عبدك القَزْوينيّ، وكثير بن شهاب.(5/556)
110 - الحسين بن عبد الأول النَّخَعيُّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: أبي خالد الأحمر، وأبي بكر بن عياش، وعبد الله بن إدريس، وأبي تُمَيْلة، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أبو حاتم الرّازيّ، ومحمد بن عبد الله مُطَيِّن، وجماعة.
قَالَ أبو زُرْعَةَ: رَوَى أحاديث لَا أدري مَا هِيَ فلست أحدث عَنْهُ.
وقال أبو حاتم: تكلَّم النّاس فيه. رَوَى عَنْ: أبي تُمَيْلة، عن أبي المنيب، عن عطاء، عن جابر في صوم عاشوراء.
فقال أبو بكر بن أبي شيبة: إنما حدثنا أبو تُمَيْلة، عن أبي المُنِيب، عن عَكْناء بنت جابر بن زيد، عن أبيها.
قلتُ: وهم فصحّف " عكناء " عطاء.
قال مُطَيِّن: تُوُفّي سنة تسعٍ وعشرين ومائتين.(5/556)
111 - خ د ن: حفص بن عُمَر بن الحارث بن سخبرة، أبو عمر الأزدي النمري؛ من النمر بن غَيْمَان البَصْريُّ، المعروف بالحَوْضيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: هشام الدستوائي، وأبي حرة واصل بن عبد الرحمن، وشُعْبَة، وهمّام، ويزيد التُّسْتَريّ، ومحمد بن راشد المكحوليّ، وطائفة.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، والنسائي بواسطة، والبخاري أيضًا عن صاعقة عنه، وأحمد بن الفُرات، وأحمد بن داود المكي، وأبو مسلم الكجي، وأحمد بن محمد بن عليّ الخُزَاعيّ، وإسماعيل القاضي، وعبد الله بن أحمد الدَّوْرقيّ، وعثمان بن خُرّزاذ، وأبو خليفة الْجُمَحيّ، ومحمد بْن أيّوب بْن الضُّرَيْس، [ص:557] ومُعَاذ بن المُثَنَّى، وخلْق.
قال أبو طالب، عن أحمد بن حنبل: ثبتٌ مَتْقِن، لا يؤخذ عليه حرفٌ واحد.
وقال علي ابن المَدِينيّ: اجتمع أهل البصرة على عدالة أبي عُمَر الحَوْضيّ، وعبد الله بن رجاء.
وقال عُبَيْد الله بن جرير بن جَبَلَة: أبو عُمَر الحَوْضيّ مولى النَّمِرِيّين صاحب كتاب، متقن، رأيته أبيض الرأس واللِّحية. قال: وتُوُفّي في جمادى الآخرة سنة خمس وعشرين.
وقال أبو حاتم: صَدُوق، متقِن، أعرابيّ فصيح.(5/556)
112 - ع: الْحَكَمُ بن نافع، أبو اليَمَان الحمصيّ البَهْرانيّ، مولاهم. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: حريز بن عثمان، وعُفَيْر بن مَعْدان، وأبي بكر بن أبي مريم، وصفوان بن عَمْرو، وأرطأة بن المنذر التابعين، وشُعَيْب بن أبي حمزة، وسعيد بن عبد العزيز، وغيرهم.
وَعَنْهُ: البخاري، والباقون بواسطة، وأحمد، وابن مَعِين، وأبو عُبَيْد، والذُّهَليّ، وأبو زُرْعة الدِّمشقيُّ، ومحمد بن عَوْف، وعليّ بن محمد الْجَكّانيّ، وخلْق.
وكان ثقة، نبيلًا، إمامًا، استقدمه المأمون من حمص إلى دمشق ليوليه قضاء حمص.
قال ابن معين: أعتقهم امرأة من بهراء يقال لها: أم سلمة.
وقال أبو حاتم: ثقة، نبيل.
وقال سعيد البرذعي: سَمِعْتُ أبا زُرْعة الرّازيّ يقول: لم يسمع أبو اليَمَان من شُعَيْب إلّا حديثًا واحدًا، والباقي إجازة.
وقال أحمد بن حنبل: كان يقول: أخبرنا شُعَيْب، واستحلّ ذلك بشيءٍ عجيب: كان شُعَيْب عسِرًا في الحديث، فسأله أهل حمص أن يأذَنَ لهم، وحضر أبو اليَمَان، فقال لهم: ارووا تلك الأحاديث عنّي. فكان ابن شُعَيْب بن [ص:558] أبي حمزة يقول: جاءني أبو اليَمَان فأخذ كتب أبي مني بعد، وهو يقول: أخبرنا. فكأنّه استحلّ ذلك بأنْ سمع شُعَيْبًا يقول لقوم: أرووه عنّي.
رواها الأثرم عن الإمام أحمد.
وقال أبو داود: حدثنا محمد بن عَوْف قال: لم يسمع أبو اليَمَان من شُعَيْب إلّا كلمة.
وقال إبراهيم بن ديزيل: قال لي أبو اليَمَان: سألني أحمد بن حنبل: كيف سَمِعْت الكُتُب من شُعَيْب؟ قلتُ: قرأت عليه بعضه، وقرأ عليّ بعضه، وأجاز لي بعضه، وبعضه مناولة. وقال في الآخر: قل في كله: أخبرنا شعيب.
وأما الأحوص ابن الغلابيّ فروى عن أبيه أنّ يحيى بن مَعِين قال: سألتُ أبا اليَمَان عن حديث شُعَيْب فقال: ليس هو مناولة، المناولة لم أُخْرجها إلى أحد.
قال أبو زُرْعة الدِّمشقيُّ: سَمِعْتُ أبا اليَمَان يقول: وُلِدتُ سنة ثمانٍ وثلاثين ومائة.
قال: ومات سنة إحدى وعشرين ومائتين.
وكذا ورّخ موته محمد بن مُصَفّى الحمصيّ، والفَسَويّ.
وقال البخاريّ: سنة اثنتين وعشرين.
وقال أبو بكر محمد بن عيسى الطَّرَسُوسيّ: سَمِعْتُ أبا اليَمَان يقول: صرت إلى مالك، فرأيت ثَمَّ من الحُجَّاب والفرش شيئًا عجيبًا، فقلت: ليس هذا من أخلاق العلماء. فمضيت وتركته، ثمّ نَدِمتُ بعد.
قال أبو حاتم: كان يسمّى كاتب إسماعيل بن عيّاش، كما يسّمى أبو صالح كاتب الَّليْث.(5/557)
113 - حمّاد بن حماد بن خوار، أبو نصر التَّميميّ الضّرير. [الوفاة: 221 - 230 ه]
شيخ معمّر، صَدُوق،
رَوَى عَنْ: كامل أبي العلاء، وفُضَيْل بن مرزوق، [ص:559] وأبي بكر النَّهْشَليّ.
وَعَنْهُ: أبو حاتم الرّازيّ، ويعقوب الفَسَويّ، وغيرهما.
قال أبو حاتم: لقيته بالكوفة سنة أربعٍ وعشرين ومائتين.
وقال يعقوب: سَمِعْتُ منه في بني حرام.(5/558)
114 - حمّاد بن محمد بن مجيب الفَزَاريّ الأزرق الكُوفيُّ، أبو محمد. [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزيل بغداد.
عَنْ: مبارك بن فَضَالَةَ، ومحمد بن طلحة بن مصرِّف، وغيرهما.
وَعَنْهُ: أبو بكر بن أبي الدُّنيا، وصالح جَزَرَة، وأبو القاسم البَغَويّ.
وضعّفه جَزَرَة.
تُوُفّي سنة ثلاثين ومائتين؛ أرّخه البَغَويّ، وقال: سمع من الأوزاعيّ، وسمعتُ منه.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: لَمْ يَصِحُّ حَدِيثُهُ. ثُمَّ سَاقَ لَهُ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عتبة، عن قيس بْنِ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ» .... ". الْحَدِيثَ.(5/559)
115 - حمّاد بن مالك بن بسطام، أبو مالك الأشجعيّ الدِّمشقيُّ الحَرَسْتانيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وسعيد بن بشير.
وَعَنْهُ: الوليد بن مسلم، وهو أكبر منه، ومحمد بن عَوْف الحمصيّ، وأبو زُرْعة الدِّمشقيُّ، ومحمد بن إسماعيل التِّرْمِذِيّ، وعثمان الدّارميّ، وأحمد بن إبراهيم البُسْريّ، وطائفة.
قال أبو حاتم: أخرج حمّاد بن مالك أربعين حديثًا عن ابن جابر، فأُخْبر أبو مُسْهِر بذلك فأنكره، وقال: لم يُدْرك ابنَ جابر. [ص:560]
وسئل أبو حاتم عنه فقال: شيخ.
وقال إسحاق بن إبراهيم الهَرَويّ: تُوُفّي سنة ثمانٍ وعشرين.(5/559)
116 - حُمَيْد بن المبارك. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: أبي إسماعيل المؤّدب.
وَعَنْهُ: إسحاق الخُتُّليّ، والحَسَن بن إسحاق العطّار.
مات سنة ثلاثين ومائتين.(5/560)
117 - خ د ت ق: حَيْوَةُ بنُ شُرَيح بن يزيد، أبو العبّاس الحضرمي الحمصي. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: أبيه، وإسماعيل بن عيّاش، وبقيّة، والوليد بن مسلم، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه بواسطة، وأحمد بن حنبل، وأبو محمد الدّارميّ، وأبو زرعة الدمشقي، وأبو حميد أحمد بن محمد العَوْهيّ، وخلْق.
وَثّقَهُ ابن مَعِين، وغيره.
وتوفي سنة أربعٍ وعشرين.(5/560)
-[حَرْفُ الْخَاءِ](5/560)
118 - م ن: خالد بن خِداش بن عَجْلان، أبو الهيثم المهلبي، مولاهم البَصْريُّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزيل بغداد.
عَنْ: مالك، وأبي عَوَانة، وبكّار بن عبد العزيز بن أبي بَكْرة، وحمّاد بن زيد، ومهدي بن ميمون، وجماعة.
وَعَنْهُ: مسلم، والنسائي بواسطة، وأحمد بن زُهَير، وابن أبي الدُّنيا، وأبو زُرْعة، وعثمان بن خُرّزاد، وابنه محمد بن خالد، وطائفة.
قال أبو حاتم، وغيره: صَدُوق.
وقال زَكَريّا السّاجيّ: فيه ضعف. [ص:561]
قلت: أكثر ما نقموا عليه أنه يتفرد بأحاديث عن حمّاد بن زيد، ولا يُنْكَر ذلك فإنّه كان ملازمًا له.
تُوُفّي في جمادى الآخرة سنة ثلاثٍ وعشرين.(5/560)
119 - خ ن: خالد بن خَلي الكَلاعيّ الحمصيّ، أبو القاسم [الوفاة: 221 - 230 ه]
قاضي حمص.
سَمِعَ: بقيّة، ومحمد بن حرب، وَسَلَمَةَ بن عبد الملك العوصيّ، ومحمد بن حمير، وغيرهم.
وَعَنْهُ: البخاري، والنسائي بواسطة، وأبو زرعة الدمشقي، ومحمد بن عوف، وابنه محمد بن خالد، وجماعة.
وقال النسائي: ليس به بأس.
قال أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد القاضي: سَمِعْتُ سليمان بن عبد الحميد البَهْرانيّ يقول: لمّا وجَّه المأمون إلى أهل حمص ليقدموا عليه دمشق، فوقع اختياره على أربعة: يحيى بن صالح الوحاظي، وأبو اليمان، وعلي بن عياش، وخالد بن خلي. فأدخلوا. فأول من دخل أبو اليمان، فقال له يحيى بن أكثم: ما تقول في يحيى بن صالح؟ قال: أورد علينا من هذه الأهواء شيئا لا نعرفه، قال: فما تقول في عليّ بن عيّاش؟ قال: رجل صالح لا يَصْلُح للقضاء، قال: فخالد بن خَلِّي؟ قال: أنا أقرأته القرآن، فأمر به فأُخْرِج. ثمّ أُدْخِل يحيى فقال: ما تقول في الحَكَم بن نافع؟ قال: شيخ من شيوخنا مؤدِّب أولادنا، قال: فعليّ بن عياش؟ قال: رجل صالح لا يصلح، قال: فخالد بن خَلِّي؟ قال: عنّي أخذ العِلْم، وكتب الفقه، فأُخْرِج، وأُدْخِل عليّ بن عيّاش، فحادثه ثمّ قال: ما تقول في الحكم بن نافع؟ فقال: شيخ صالح يقرأ القرأن، قال: فما تقول في يحيى بن صالح؟ قال: أحد الفقهاء، قال: فخالد؟ قال: رجل من أهل العِلْم، ثمّ أخذ يبكي، فكثُر بكاؤه، ثمّ أُخْرِج، وأُدْخِل خالد بن خَلِّي، فقال له: ما تقول في أبي اليَمَان الحَكَم؟ قال: شيخنا وعالمنا ومَنْ قرأنا عليه القرآن، قال: فما تقول في يحيى؟ قال: أحد فقهائنا، ومَنْ أخذنا عنه العِلْم والفقه، قال: فما تقول في عليّ بن عيّاش؟ قال: رجل من الأبدال، إذا نزلتْ بنا نازلةٌ سألناه، فدعا الله فكشفها. فإذا أصابنا القحط [ص:562] سألناه، فدعا الله، فأسقانا الغيث، قال: ثمّ عمد يحيى بن أكثم إلى سترٍ رقيق بينه وبين المأمون فرفَعه، فقال له المأمون: يا يحيى، هذا يصلُح للقضاء فَولِّه. فأمر بالخِلَع فَخُلِعَتْ عليه، وولّاه القضاء.(5/561)
120 - خالد بن القاسم المدائنيُّ، أبو الهيثم. [الوفاة: 221 - 230 ه]
أحد من عني بالعلم، وكان من حفَّاظ الحديث. أخذ عن الليث بن سعد، وحماد بن زيد، وطائفة.
وَعَنْهُ: الحَسَن بْن مُكْرَم، والحارث بْن أَبِي أسامة، وجماعة.
وكان غير ثقة، اتهم بوضع الحديث.
وتوفي سنة إحدى عشرة ومائتين. مر.(5/562)
121 - د ن: خالد بن نزار بن المغيرة، أبو يزيد الأيلي. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: الأوزاعيّ، وإبراهيم بن طَهْمان، ونافع بن عُمَر، ومالك بن أنس، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابنه طاهر بن خالد، وأحمد بن صالح المِصْريُّ، ومحمد بْن عَبْد الله بْن عَبْد الحَكَم، وهارون بن سعيد الأَيْليّ، وخلْق آخرهم مقدام بن داود الرُّعَيْنيّ.
وكان ثقة.
تُوُفّي سنة اثنتين وعشرين.
قال الدانيّ: روى القراءة عَرْضًا وسماعًا عن نافع بن أبي نُعَيْم.(5/562)
122 - خالد بن هياج بن بِسْطام الهَرَويّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: أبيه.
وَعَنْهُ: الحسين بن إدريس، ومحمد بن عبد الرحمن السّاميّ، وآخرون.
تُوُفّي سنة تسعٍ وعشرين بِهَرَاة.(5/562)
123 - خالد بن يزيد أبو الوليد العَدَويّ العُمَريّ المكّيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
وقيل: كنيته أبو الهيثم. [ص:563]
رَوَى عَنْ: سَلَمَةَ بن وَرْدان، وابن جُرَيْج، وسفيان الثوري، وابن أبي ذئب، وعمر بن صهبان، وأبي الغصن ثابت بن قيس، وإبراهيم بن سعد.
وَعَنْهُ: علي بن حرب، ومحمد بن عوف الطائي، وقطن النَّيْسَابوريُّ، وأحمد بن بكر البالسي، ومحمد بن علي بن زيد الصائغ، وموسى بن إسحاق الأنصاري، وآخرون.
سئل عنه ابن معين، فلم يعرفه.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يتابع عليه.
وقال مرّة: عامّة أحاديثه مناكير.
وضعّفه موسى بن هارون وقال: مات سنة تسعٍ وعشرين بمكة.
وقد فرق بينهما ابن عَديّ، فذكرَ أولًا: أبا الوليد، فقال فيه: العدويّ.
وقال في الثاني: يُكَنَّى أبا الهيثم العُمَريّ.
قلت: ما كَنَّاهُ غير هشام بن عمّار بها.
وذكره ابن حِبّان، وقال: يروي الموضوعات عن الأثبات.
وصَدَقَ والله ابنُ حِبّان، فقد سَرَدَ له ابن عَديّ جملةً واهية. ومنها: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عبّاس: «مَن حفظ على أمّتي أربعين حديثًا». . .(5/562)
124 - خِداش بن الدَّخْداخ بن الفَنْجلاخ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: مالك بن أنس، وابن لَهِيعَة.
وَعَنْهُ: أحمد بن داود المكّيّ، ومحمد بن غالب تَمْتَام، وغيرهما.(5/563)
125 - ن: الخَضِر بن محمد بن شجاع، أبو مروان الحراني، [الوفاة: 221 - 230 ه]
ابن أخي مروان بن شُجَاع.
سَمِعَ: عمّه، وإسماعيل بن جعفر، وهُشَيْمًا، وابن المبارك، وطائفة.
وَعَنْهُ: محمد بن يحيى الذُّهَليّ، وإسماعيل بن عبد الله سَمُّوَيْه، وهلال بن العلاء، وآخرون. [ص:564]
قال أبو حاتم الرّازيّ: جالسْتُهُ بحَرّان، وذكر أنّ عليه يمينًا أنّه لا يُحَدَّث. كان صدوقًا.
قلت: توفي سنة إحدى وعشرين.(5/563)
126 - خَلَفُ بن خالد، أبو المضاء القُرَشيّ، مولاهم المِصْريُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
رَوَى عَنْ: يحيى بن أيّوب، ونافع بن يزيد.
توفي سنة خمسٍ وعشرين ومائتين.(5/564)
127 - خلف بن محرز، أبو مالك الهذلي المدني. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: مالك، وحاتم بن إسماعيل، وعبد العزيز الدراوردي، وغيرهم.
وكان رضيعا لقاضي مصر هارون بن عبد الله الزهري، قدم مصر وحدَّث بها.
رَوَى عَنْهُ: سعيد بن عُفَيْر، ويحيى بن عثمان بن صالح.
تُوُفّي في ربيع الآخر سنة ثلاثين.(5/564)
128 - ن: خَلَفُ بن موسى بن خَلَف العَمّيّ البَصْريُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: أبيه، وحفص بن غِياث.
وَعَنْهُ: إسماعيل سَمُّوَيْه، والبخاري في كتاب " الأدب " له، وأحمد بن يونس الضَّبّيّ، ومحمد بن غالب تَمْتَام، وجماعة.
قال ابن أبي حاتم: مات سنة إحدى وعشرين.(5/564)
129 - م د: خَلَف بن هشام بن ثعلب، وقيل: ابن طالب بن غراب، أبو محمد البَغْداديُّ المقرئ البزار. [الوفاة: 221 - 230 ه]
أحد الأعلام.
له قراءة اختارها وأقرأَ بها، وقد قرأ على: سُلَيْم صاحب حمزة،
وَسَمِعَ: مالكا، وأبا عَوَانة، وأبا شِهاب عبد ربّه الحنَّاط، وحمّاد بن زيد، وأبا الأحْوَص، وشَرِيكًا، وحمّاد بن يحيى الأبح، وجماعة.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، وأحمد، وأبو زُرْعة، وموسى بن هارون، وإدريس بن عبد الكريم الحدّاد، وعرض عليه القرآن، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم [ص:565] البغوي، ومحمد بن إبراهيم بن أبان السراج، وابنه محمد بن خلف، ووراقه أحمد بن إبراهيم، وآخرون.
قال أبو عمرو الداني: إنه قرأ أيضًا على أبي يوسف يعقوب الأعشى، وروى الحروف عن إسحاق المسيّبيّ، ويحيى بن آدم.
رَوَى عَنْهُ القراءة عَرْضًا: أحمد بن يزيد الحَلْوانيّ، وإدريس بن عبد الكريم، ومحمد بن الْجَهْم، وَسَلَمَةُ بن عاصم، وأحمد بن زُهَير، ومحمد بن واصل، وأحمد بن إبراهيم الورّاق، ومحمد بن يحيى الكِسائيّ، وجماعة لا يحصون كثرةً.
قال حمدان بن هانئ المقرئ: سَمِعْتُ خَلَفًا البزّار يقول: أَشْكَلَ عليّ بابٌِ من النحو، فأنفقت ثمانين ألف درهم حتى حذقته.
وقال عبد الملك بن عبد الحميد الميمونيّ: قال رجل لأبي عبد الله: ذهبت إلى خَلَف البزّار أعِظُه بلغني أنّه حدَّث بحديث أبي الأحْوَص، عن عبد الله: «ما خلق الله شيئا أعظم .... »، فقال أبو عبد الله: ما كان ينبغي له أن يحدِّث بهذا في هذه الأيّام.
قلت: يعني أيّام المحنة، وَالْحَدِيثُ: «مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ سَمَاءٍ وَلَا أَرْضٍ وَلَا كَذَا أَعْظَمَ مِنْ آيَةِ الْكُرْسِيِّ». قال أحمد بن حنبل لمّا أوردوا عليه هذا يوم المحنة: إنّ الخلْق ها هنا وقع على السّماء والأرض، وهذه الأشياء لا على القرآن.
قلت: وَثّقَهُ ابن مَعِين، والنَّسائيّ.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: كان عابدًا فاضلًا.
وقال: أعدتُ الصّلاة أربعين سنة كنت أتناول فيها الشراب على مذهب الكوفيّين.
وقال الحسين بن فَهْم: ما رأيت أنبل من خَلَف بن هشام. كان يبدأ بأهل [ص:566] القرآن، ثمّ يأذن لأصحاب الحديث. وكان يقرأ علينا من حديث أبي عَوَانة خمسين حديثًا.
وقيل: إنّ خَلَفًا كان يسردُ الصَّوم.
وقد وقع لي حديثه بعُلُوّ: نبأني المؤمل بن محمد، وغيره قالوا: أخبرنا الكندي، قال: أخبرنا أبو منصور القزاز، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب، قال: أخبرنا عَليّ بن محمد بن عبد الله بن بشران، قال: أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسّان الأنماطيّ قال: سَمِعْتُ أحمد بن إبراهيم ورّاق خَلَف بن هشام أنّه سمع خَلَفًا يقول: قدمتُ الكوفة فصرتُ إلى سُلَيم بن عيسى، فقال لي: ما أقْدَمَك؟ قلت: أقرأ عليّ أبي بكر بن عيّاش، فقال: لا تريده، قلت: بلى، فدعا ابنه وكتب معه رُقْعَة إلى أبي بكر، ولم أدرِ ما كتب فيها. فأتينا منزل أبي بكر، قال ابن أبي حسّان: وكان لخَلَف تسعة عشر سنة. فلمّا قرأ الورقة قال: أدخِل الرجل. فدخلتُ وسلَّمت، فصَّعد فيَّ النَّظر، ثمّ قال: أنت خَلَف؟ قلت: نعم، قال: أنت لم تخلف ببغداد أحدا أقرأ منك، فسكتُّ، فقال لي: اقعد، هات، اقرأ. قلت: عليك؟ قال: نعم، قلت: لا والله، لا أقرأ على رجل يستصغر رجلًا من حَمَلَةِ القرآن. ثمّ خرجت، فوجّه إلى سُلَيم يسأله أن يردّني، فأبيت، قال: ثمّ ندِمتُ، واحتجت، فكتبت قراءة عاصم، عن يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عيّاش.
تُوُفّي في سابع جُمادى الآخرة سنة تسعٍ وعشرين، ووُلد سنة خمسين ومائة.
وقال النّقاش: قال يحيى الفحّام: رأيتُ خَلَف بن هشام في المنام، فقلت: ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غفر لي.(5/564)
130 - خَلَفُ بن يحيى المازنيّ البخاريّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
قاضي الرَّيّ.
قال أبو نُعَيْم الحافظ: ولي قضاء إصبهان.
وَرَوَى عَنْ: أبي مطيع البَلْخيّ، ومُصْعَب بن سلّام، وإبراهيم بن حمّاد [ص:567] البصْريّ، وعصام بن طليق.
وَعَنْهُ: يحيى بن عبدك القَزْوينيّ، ومحمد بن إسماعيل الإصبهانيّ، وعليّ بن عبد العزيز البَغَويّ.
قال أبو حاتم: متروك لا يُشْتَغَل به. كان يكذب.(5/566)
131 - الخليل بن زياد المحاربيّ الكُوفيُّ الخوّاصّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
كوفيّ سكن دمشق.
سَمِعَ: عَمْرو بن أبي المِقْدَام ثابت، وعليّ بن مُسْهِر، وأبا بكر بن عيّاش، وغيرهم.
وَعَنْهُ: أبو زُرْعة الدِّمشقيُّ، وأبو حاتم.
ويحتمل أن يكون هو الذي روى أبو داود في الدِّيات، عن محمد بن يحيى، عن خليل، عن محمد بن راشد، فالله أعلم.(5/567)
-[حَرْفُ الدَّالِ](5/567)
132 - دواد بن سليمان الْجُرْجَانيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: سليمان بن عَمْرو النخعي، وعمرو بن جُمَيْع.
وَعَنْهُ: أحمد بن مِهْران الإصبهانيّ، وأبو بكر بن أبي الدُّنيا، وغيرهما.
رماه ابن معين بالكذب.(5/567)
133 - خ د ق: داود بن شَبِيب، أبو سليمان الباهليّ البَصْريُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: همّام بن يحيى، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وحبيب بن أبي حبيب الْجَرْميّ، وعُبَيْدة بن أبي رائطة، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، وابن ماجه، عن رجلٍ عنه، والذُّهَليّ، وأبو قِلابة الرِّقاشيّ، وأبو مسلم الكَجّيّ، وحنبل بن إسحاق، وأحمد بن داود المكّيّ، ومحمد بن الضُّرَيْس، وأبو خليفة الْجُمَحيّ، وهشام بن عليّ السِّيرافيّ، وخلْق.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
وقال غيره: مات سنة اثنتين أو ثلاث وعشرين ومائتين.(5/567)
134 - داود بن أبي طَيْبة المقرئ، أبو سليمان المِصْريُّ، اسم أبيه هارون بن يزيد، [الوفاة: 221 - 230 ه]
مولى آل عُمَر بن الخطّاب.
قرأ القرآن على وَرْش، وهو من جِلَّة أصحابه، وعَرَضَ على عليّ بن [ص:568] كيسة على سُلَيم صاحب حمزة، فيما قيل. قرأ عليه: ابنه عبد الرحمن، ومواس بن سهل، والحسين بن عليّ بن زياد، وعبيد بن محمد البزاز، والفضل بن يعقوب الحمراوي، وغيرهم.
وقد رؤي في النوم فقيل: إلى ما صرت؟ قال: رحمني الله بتعليم القرآن.
قال ابن يونس: تُوُفّي في شوّال سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين.(5/567)
135 - م ن: داود بن عَمْرو بن زُهَير بن عَمْرو بن جميل على الصّحيح، وقيل: ابن حُمَيل بحاء مضمومة، أبو سليمان الضَّبّيّ البَغْداديُّ، وضبّة هو ابن أدّ بن طابخة بن الياس. [الوفاة: 221 - 230 ه]
رَوَى عَنْ: جُوَيْرية بن أسماء، وحمّاد بن زيد، وإسماعيل بن عيّاش، وشَرِيك، وأبي الأحْوَص، وعبد الجبّار بن الورد، ونافع بن عُمَر الْجُمَحيّ، وأبي معشر نجيح السندي، وأبي شهاب الحناط، وخلق كثير.
وَعَنْهُ: مسلم، والنسائي بواسطة، وأحمد بن حنبل، وإبراهيم الحربيّ، وعثمان بن خُرَّزاذ، وأبو بكر بن أبي الدُّنيا، وأبو العلاء محمد بن أحمد الوكيعيّ، وأبو القاسم البَغَويّ، وأحمد بن الحَسَن الصُّوفيّ، وطائفة.
قال أبو الحَسَن محمد بن العطار: رأيت أحمد بن حنبل يأخذ لداود بن عَمْرو بالرِّكاب.
قال ابن مَعِين: ليس به بأس.
وقال البغوي: حدثنا داود بن عَمْرو بن زُهَير الثّقة المأمون.
قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ مُسْلِمٌ حَدِيثَيْنِ، وَوَقَعَ لِي حديثه بعلو.
أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي، قال: أخبرنا الفتح بن عبد الله، قال: أخبرنا هبة الله بن أبي شريك، قال: أخبرنا أحمد بن محمد البزاز، قال: أخبرنا عيسى بن علي، قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا داود بن عمرو الضبي، قال: حدثنا محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ [ص:569] رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحَرْبُ خُدْعَةٌ».
تُوُفّي في ربيع الأول سنة ثمانٍ وعشرين.(5/568)
136 - داود بن نوح السِّمسار الأشقر. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: حمّاد بن زيد، وغيره.
وَعَنْهُ: محمد بن إسحاق الصغاني، والحارث بن أبي أُسَامة، وغيرهما.
تُوُفّي سنة ثمانٍ أيضا.(5/569)
137 - دِرْهَمُ بن مُظاهر الأصبهانيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
حجّ ثلاثين حَجّة، وكان على المسائل بالبلد.
يَرْوِي عَنْ: عبد العزيز بن مسلم، وأبي صَدَقَة الْجُدّيّ.
وَعَنْهُ: أحمد بن إبراهيم الدَّوْرقيّ، وإسماعيل بن عبد الله سَمُّوَيْه، وحَجَّاج بن يوسف بن قُتَيْبة، ويحيى بن مُطَرِّف، وعبد الله بن محمد بن النعمان الأصبهانيون.
ولم يذكره ابن أبي حاتم في كتابه.(5/569)
138 - دينار، أبو مِكْيَس الحبشيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
شيخ كبير زعم أنّه مولى لأنس بن مالك، وأنّه سمع منه.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن موسى البربريّ، وعبد الله بن محمد بن ناجية، وغيرهما.
وهو ساقط متروك باتّفاق.
تُوُفّي سنة تسعٍ وعشرين ومائتين.
روى الطَّبرانيّ في مُعْجَمه، عن محمد بن أحمد البصري القصاص قال: حدثنا دينار، عن أنس، فذكر حديثًا.
وممّن رَوَى عَنْهُ: عيسى بن يعقوب الزَّجّاج شيخ أبي بكر بن شاذان، وأحمد بن محمد بن غالب غلام خليل.
وذكره ابن عَديّ في " كامله " وقال: مُنْكَر الحديث ذاهب، شبه [ص:570] مجهول.(5/569)
-[حَرْفُ الرَّاءِ](5/570)
139 - رجاء بن السندي، أبو محمد الإسفراييني. [الوفاة: 221 - 230 ه]
من كبار أصحاب الحديث، لكنّه مات قبل أن ينتشر ذِكْره. وقد حدَّث عن أيّوب بن النجّار، وأبي خالد الأحمر، وعبد الله بن وهب، وطائفة كبيرة.
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، وأبو عبد الله البخاريّ، ومحمد بن محمد بن رجاء بن السِّنْديّ حفيده، وجماعة.
تُوُفّي سنة إحدى وعشرين، وليس له شيء في الكُتُب السّتّة.
وقال أبو حاتم: صدوق، كتبت عنه.(5/570)
140 - خ د: الربيع بن يحيى بن مِقْسَم، أبو الفضل المرئي الْبَصْرِيُّ الأشناني. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: شُعْبَة، ومالك بن مِغْوَلٍ، ومبارك بن فضالة، وزائدة، وطائفة.
وَعَنْهُ: البخاري؛ وأبو داود، وحرب بن إسماعيل الكِرْمانيّ، وأبو زرعة الرازي، ومحمد بن محمد التمار، وإسماعيل بن عبد الله سمويه، وأبو مسلم الكجي، ومحمد بن أيّوب بن الضُّرَيْس، وجماعة.
قال أبو حاتم: ثقة ثبت.
وأما الدارقطني فصرح بضعفه، وقال أيضًا: ليس بقويّ يخطئ كثيرًا.
قال الحاكم: سألت الدَّارَقُطْنيّ عنه فقال: روى عَنِ الثَّوريّ، عَنِ ابْنِ المّنْكَدِر، عَنْ جَابِرٍ في الجمع بين الصّلاتين، وهذا يُسقِط مائة ألف حديث.
وقال ابن قانع: مات سنة أربعٍ وعشرين.(5/570)
141 - رَوْح بن عبد الواحد، أبو عيسى الحَرّانيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: خُليد بن دَعْلَج، وزُهَير بن معاوية، وموسى بن أَعْيَن. [ص:571]
قال أبو حاتم: كتبتُ عنه بأَذَنَه سنة عشرين ومائتين، وليس هو بالمتقن.(5/570)
-[حَرْفُ الزَّاي](5/571)
142 - زَكَريّا بن سهل المَرْوَزِيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
رَوَى عَنْ: ابن المبارك، والنَّضْر بن شُمَيْلٍ، ومَعْن بن عيسى القزّاز، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو زرعة، وأبو حاتم، وغيرهما.
حدث بالري.
قال أبو حاتم: صدوق.(5/571)
143 - زكريا بن نافع الأرسوفي. [الوفاة: 221 - 230 ه]
رَوَى عَنْ: السِّرِيّ بن يحيى، ومالك بن أنس، ومحمد بن مسلم الطّائفيّ، وعباد بن عباد الخواص، ومصعب بن ماهان، وغيرهم.
وَعَنْهُ: يعقوب الفسوي، وعلي بن الحسن الهسنجاني، ومعاذ بن محمد خشنام النسائي.
ذكره هكذا ابن أبي حاتم، ولم يضعفه لا هو ولا أحد، وقد تفرّد بخبر طويل في قصة سلمان الفارسي.(5/571)
144 - خ ت: زَكَريّا بن يحيى بن صالح بن سليمان بن مطر، أبو يحيى البلخي اللؤلؤي الحافظ الفقيه، [الوفاة: 221 - 230 ه]
أحد الأئمّة.
أخذ عن أبي مطيع الحَكَم بن عبد الله الفقيه، وغيره، ورحل فأخذ عن وَكِيع، وعبد الله بن نمير، وأبي أسامة، وغيرهم.
وَعَنْهُ: البخاري، والترمذي عن رجل عنه، وأحمد بن سيار المَرْوَزِيّ، وعبد الصَّمَد بن سليمان، ويحيى بن منصور الهَرَويّ، وجعفر الفِرْيابيّ، وغيرهم.
قال الحَسَن بن حمّاد الصَّاغانيّ: سَمِعْتُ قُتَيْبة يقول: فتيان خُراسان أربعة: زَكَريّا بن يحيى اللُّؤْلؤيّ، والحَسَن بن شجاع، والدّارميّ، والبخاريّ.
وقال ابن حِبّان في كتاب " الثّقات ": كان ثقة صاحب سنّة وفضل، [ص:572] ممن يرد على أهل البدع، وهو صاحب كتاب الإيمان.
ذكر أحمد بن يعقوب البَلْخيّ أنّه تُوُفّي عند قُتَيْبة ببغْلان، يوم الأحد، لخمسٍ بقين من ذي الحجّة، سنة ثلاثين، وهو ابن ستٍّ وخمسين سنة.
وقال غيره: تُوُفّي في المحرَّم سنة اثنتين وثلاثين.(5/571)
145 - زيادة الله بن إبراهيم بن الأغلب التَّميميّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
أمير القيروان وابن أميرها، تُوُفّي سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين.(5/572)
146 - زِيرك، أبو العبّاس الرّازيّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
مولى مُعَاذ بن مُهاصر.
سَمِعَ: جرير بن عبد الحميد، وعُمَر بن عليّ بن مُقَدَّم، ويونس بن بُكَيْر، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أَبُو حاتم، وعلى بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد.
قال ابن الْجُنَيْد: شيخ صدوق.(5/572)
-[حَرْفُ السِّينِ](5/572)
147 - سَعْد بْن محمد بْن الحَسَن بْن عطية بن سَعْد العوفيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: أبيه، وسليمان بن قرْم، وفُلَيْح بن سليمان.
وَعَنْهُ: ابنه محمد بن سَعْد، ومحمد بن غالب تَمْتَام، وأبو بكر بن أبي الدُّنيا.
وَثّقَهُ بعضهم، وأمّا أحمد بن حنبل فقال: كان جَهْميًّا.(5/572)
148 - سَعْد بن يزيد الفرّاء، أبو الحَسَن النَّيْسَابوريّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: إبراهيم بن طَهْمان، ومبارك بن فَضَالَةَ، وموسى بن عليّ بن رباح، وابن لَهِيعَة، وجماعة.
وَعَنْهُ: أيّوب بن الحَسَن، ومحمد بْن عَبْد الوهاب الفرّاء، وعليّ بْن الحَسَن الذُّهَليّ، والحَسَن بن سُفْيان، وداود بن الحسين البَيْهَقيّ، وآخرون.
محلُّه الصِّدْق.(5/572)
149 - سعيد بن أسد بن موسى الأُمَويّ المِصْريُّ، أبو عثمان. [الوفاة: 221 - 230 ه]
رَوَى عَنْ: ضَمْرة، ووالده.
وله مصنَّفات في فضائل التّابعين رُوِيَت عنه، وكان فاضلًا.
مات سنة تسعٍ وعشرين ومائتين.(5/572)
150 - سعيد أشعث بن سعيد البَصْريُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: أبيه عن أبي الربيع السّمّان، وأبي عَوَانة، وسعيد بن سلمة، وأبي بكر بن شعيب ابن الحبحاب، ومحمد بن دينار.
وَعَنْهُ: أبو زرعة الرازي، وغيره.
قال أحمد بن حنبل: ما أراه إلا صدوقا.(5/573)
151 - ع: سعيد بن أبي مريم؛ وهو سعيد بن الحَكَم بن محمد بن سالم، أبو محمد الجمحي، مولاهم المصري. [الوفاة: 221 - 230 ه]
أحد العلماء الثّقات،
سَمِعَ: يحيى بن أيّوب، ونافع بن يزيد، وأُسَامة بن زيد بن أسلم، وأبا غسّان محمد بن مُطَرِّف، ونافع بن عُمَر الْجُمَحيّ، وسليمان بن بلال، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير، والَّليْث، ومالكًا، وإبراهيم بن سويد، وطائفة.
وَعَنْهُ: البخاري، ثمّ هو والجماعة عَنْ رجلٍ عَنْهُ، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، ومحمد بن إسحاق الصغاني، ومحمد بن عبد الله ابن البَرْقيّ، ويحيى بن مَعِين، ويحيى بن أيّوب العلّاف، ويحيى بن عثمان بن صالح، وحُمَيْد بن زَنْجَويْه، وعثمان الدّارميّ، وأحمد بن حَمّاد زغبة، وخلق كثير.
في " التهذيب " في ترجمة قُدامة بن موسى الْجُمَحيّ أنّه رَوَى عَنْ: أنس، وابن عُمَر؛ وأنّ سعيد بن أبي مريم، وعثمان بن عُمَر بن فارس، وجماعة رووا عنه، وأنه مات سنة ثلاث وخمسين ومائة، وما اعتقد أنّ ابن أبي مريم لقي هذا.
قال أبو داود: هو عندي حُجّة.
وقال أحمد العِجْليّ: ثقة. كان له دِهْلِيز طويل، وكان يأتيه الرجل فيقف، فيسلم، فيرُدّ عليه: لا سلَّم الله عليك ولا حفظك، وفعل بك، فأقول: ما لهذا؟ فيقول: قدريٌّ خبيث. ويأتي آخر فيقول له مثل ذلك، فأقول: ما لهذا؟ فيقول: جهمي خبيث. ويأتي آخر فيقول: رافضيّ خبيث، ولا يظن ذاك إلا أنه رد عليه سلامه. ولم أر بمصر أعقل منه ومن عبد الله بن عبد الحَكَم.
وقال عثمان الدّارميّ: كنت عنده، فأتاه رجل فسأله، فامتنع أن يحدثه، [ص:574] وسأله آخر فأجابه. فقال له الأول: سألتك فلم تُجِبْني وأجبْتَ هذا. وليس هذا حقّ العِلْم، فقال له: إنْ كنت تعرف السَّيبانيّ من الشَّيْبانيّ، وأبا جمرة من أبي حمزة، حدَّثناك وخَصَصْناك.
وقال ابن يونس: كان ابن أبي مريم فقيهًا، ولد سنة أربعٍ وأربعين ومائة، ومات سنة أربعٍ وعشرين.(5/573)
152 - سعيد بن زنبور البَغْداديُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: فُضَيْل بن عِيَاض، وإسماعيل بن مجالد.
وَعَنْهُ: أحمد بن بِشْر المَرْثَديّ، وأحمد بن عليّ الأبّار، وإدريس بن عبد الكريم الحدّاد.
وقال شيخنا أبو الحَجّاج الحافظ: إنّما هو سَعْد.(5/574)
153 - سعيد بن زياد. مولى الأزْد. ويُعرف بالقَطَّاس. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عدلٌ مصريّ جليل، قال ابن يونس: بلغ ابنَ أبي الَّليْث القاضي عنه كلامٌ، فأسقط شهادته، وأقامه للنّاس في المسجد، فجاء رجل من الأزْد، فادّعى رقبته، وأتى بشهود ملفَّقين، فشهِدوا له بذلك. فحكم القاضي بشهادتهم، وأمر به فنوديَ عليه، فبلغ دينارًا واحدًا، فاشتراه القاضي ابن أبي الليث فأعتقه. قاله يحيى بن عثمان بن صالح، وقال: حضرت ذلك. وقد روى عنه يحيى أيضًا.
وسمعت أبا جعفر الطَّحاويّ يقول: ما رُئيَ أمرٌ كان أوحش من أمر القَطاس، ولا شهادة زورٍ كانت مثلها. لقد أخبرني جماعة ممّن حضر أمره أنّ الشّهود كانوا شُهود زورٍ.
قال ابن يونس: لزِم منزله، فلم يخرج منه حَتّى تُوُفّي سنة خمسٍ وعشرين ومائتين.(5/574)
154 - سعيد بن سابق الرشيديّ الأزرق. مصريٌّ معروف، يُكنّى أبا عثمان. [الوفاة: 221 - 230 ه][ص:575]
يَرْوِي عَنْ: حَيْوَة بن شُرَيح، وخالد بن حميد، وغيرهما.
توفي سنة اثنتين وعشرين ومائتين في ربيع الآخر.(5/574)
155 - ع: سعيد بن سليمان سَعْدَوَيْه الواسطيّ، أبو عثمان الضبي البزاز، [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزيل بغداد.
رأى معاوية بن صالح الحضرميّ بمكّة،
وَسَمِعَ: مبارك بن فَضَالَةَ، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وأزهر بن سِنَان، وسليمان بن كثير العَبْديّ، وعبد العزيز الماجِشُون، ومنصور بن أبي الأسود، والَّليْث، وعبّاد بن العوّام، وطائفة.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، والباقون بواسطة، والذُّهَليّ، وهلال بن العلاء، وإبراهيم الحربيّ، وأحمد بن يحيى الحُلْوانيّ، وخَلَف بن عَمْرو العُكْبَرِيّ، وأبو بكر بن أبي الدُّنيا، وعثمان بن خُرَّزاذ، وخلْق.
ذكره أحمد بن حنبل فقال: كان صاحب تصحيف ما شئت.
وقال أبو حاتم: ثقة مأمون، لعلّه أوثق من عَفَّان.
وقال صالح بن محمد جَزَرَة: سَمِعْتُ سعيد بن سليمان، وقيل له: لم لا تقول: حدثنا؟ فقال: كلّ شيء حدّثتكم به فقد سمعته، ما دلّست حديثًا قطّ. ليتني أحدّث بما قد سَمِعْتُ. وسمعته يقول: حججتُ ستّين حَجَّة.
وقال الخطيب: كان سَعْدَوَيْه من أهل السنة، وأجاب في المحنة، يعني تقيَّة.
وقال أحمد بن عبد الله العِجْليّ: قيل لسَعْدَوَيْه بعدما انصرف من المحنة: ما فعلتم؟ قال: كَفَرْنا ورَجَعْنَا.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ، نزل بغداد، وتَجَرَ بها، وتُوُفّي بها في رابع ذي الحجّة سنة خمسٍ وعشرين.
ورُوِيَ أنّ سَعْدَوَيْه عاش مائة سنة.(5/575)
156 - سعيد بن سليمان بن خالد، ابن بنت نشيط الدِّيليُّ النَّشيطيُّ البَصْريُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: أبان بن يزيد، وجرير بن حازم، وسَلْم بن زُرَيْر، ودَيْلم بن غَزْوان، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو زُرْعة، وأبو حاتم، وأحمد بن داود المكّيّ، والعبّاس بن الفضل الأسفاطيّ، وعثمان بن عُمَر الضَّبّيّ، وجماعة.
قَالَ أبو دَاوُد: لَا أحدث عَنْهُ.
وكان أبو حاتم لا يرضاه وقال: فيه نظر.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبَا زُرْعَةَ عنه فقال: نسأل الله السّلامة، وحرَّك رأسَهُ وقال: ليس بالقويّ.(5/576)
• - سعيد بن يحيى سَعْدَوَيْه الأصبهانيّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
يأتي إن شاء الله.(5/576)
157 - د: سعيد بن شَبِيب، أبو عثمان الحَضْرَميّ المِصْريُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: مالك، ويحيى بن أبي زائدة، وخَلَف بن خليفة، وبقية، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود. وعبد الكريم الديرعاقوليّ، وأبو حاتم، وأبو إسحاق الجوزجاني، وجماعة.
وكان شيخا صالحا مقبولا، حدَّث بمصر، وبطَرَسُوس.
لم يذكره ابن يونس.(5/576)
158 - سعيد بن صُلْح القَزْوينيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
سَمِعَ: هُشَيْمًا، وعبّاد بن العَوّام، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو زُرْعة، وأبو حاتم، ومحمد بن أيّوب الرّازيّون.
قال أبو حاتم: صدوق.(5/576)
159 - سعيد بن عبد الملك بن واقد، أبو عثمان الأسديّ الحَرّانيّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
أخو أحمد بن عبد الملك.
سَمِعَ: أبا المَلِيح الرَّقّيّ، ومحمد بن سَلَمَةَ الباهليّ.
وَعَنْهُ: محمد بن إبراهيم البُوسَنْجيّ، وغيره.
قال أبو حاتم: يتكلمون فيه، ورأيت فيما حدث أحاديث كذبا.(5/577)
160 - د: سعيد بن عَمْرو، أبو عثمان الحَضْرَميّ الحمصيّ البابوسي. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: إسيماعيل بن عياش، وبقية.
وَعَنْهُ: أبو داود، وعبد الكريم الديرعاقولي، ومحمد بن عوف الطائي، وآخرون.
قال أبو حاتم: شيخ.(5/577)
161 - م ن: سعيد بن عمرو بن سهل بن إسحاق بن محمد بن الأشعث بن قيس، أبو عثمان الكِنْديُّ الأشعثيُّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: حمّاد بن زيد، وعَبْثَر بن القاسم، وابن المبارك، وجماعة.
وَعَنْهُ: مسلم، والنسائي، عن رجل عنه، وبقي بن مخلد، وأبو زرعة، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وعثمان بن خرزاذ، وآخرون، وآخرون.
وَثّقَهُ أبو زُرْعة، وغيره.
وقال مُطَيِّن: مات في صفر سنة ثلاثين.(5/577)
162 - خ م ن: سعيد بن عُفَيْر، هو سعيد بن كثير بن عُفَيْر بن سَلْم بن يزيد، أبو عثمان الأنصاريُّ، مولاهم، المِصْريُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
سَمِعَ: يحيى بن أيّوب، ومالكًا، والَّليْث، وابن لَهِيعَة، وسليمان بن بلال، ويعقوب بن عبد الرحمن، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، والنسائي، عن رجل عنه، وعبد الله بن حماد الآمُليّ، وأبو الزِّنّباع رَوْح بن الفرج القطّان، [ص:578] ويحيى بن عثمان بن صالح، وأحمد بن حمّاد زُغْبَة، وأحمد بن محمد الرّشْدينيّ، وطائفة.
قال ابن عَديّ: سَمِعْتُ ابن حمّاد يقول: قال السَّعْديّ: فيه غير لون من البِدع، وكان مخلّطًا غير ثقة.
قال ابن عَديّ: وهذا الذي قاله السَّعْديّ لا معنى له، ولم أسمع أحدًا ولا بلغني عن أحد كلام في سعيد بن عُفَيْر، وهو عند الناس ثقة.
وقد حدث عنه الأئمة، إلّا أن يكون السَّعْديّ أراد به سعيد بن عُفَيْر آخر.
وقال أبو حاتم: كان يقرأ من كُتُب النّاس، وهو صَدُوق.
وقال ابن يونس: كان سعيد من أعلم النّاس بالأنساب والأخبار الماضية، وأيّام العرب، والتَّواريخ، وكان في ذلك كله شيئا عجبا، وكان مع ذلك أديبًا فصيحًا، حَسَن البيان، حاضر الحُجّة، لا تُمَلّ مجالسته، ولا ينزف علمه، وكان شاعرًا مليح الشِّعر، وكان عبد الله بن طاهر لما قدم مصر رآه، فأعجب به، واستحسن ما يأتي به. وكان يلي نقابة الأنصار والقَسْم عليهم، وله أخبار مشهورة.
وُلِدَ سنة ستٍّ وأربعين ومائة.
وحدَّثني محمد بن موسى الحضرمي، قال: حدثنا علي بن عبد الرحمن، قال: حدثنا سعيد بن كثير بن عُفَيْر قال: كنّا بقُبّة الهَوَى عند المأمون، فقال لنا: ما أعجب فِرْعَونُ من مصر حيث يقول: أليس لي مُلْك مصر؟ فقلت: يا أمير المؤمنين، إنّ الذي ترى بقيّة ما دُمِّر، لأنّ الله تعالى قال: " {وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فرعون وقومه وما كانوا يعرشون} "، قال: صدقت، ثمّ أمسك.
وقال ابن يونس في مكان آخر: وهذا الحديث ممّا أُنْكِر على سعيد بن عفير، ما رواه عن ابن لَهِيعَة إلّا هو، وكذا أُنْكِر عليه حديث آخر رواه عن ابن لهيعة، ومات سنة ستٍّ وعشرين. [ص:579]
قال غيره: لسبعٍ بقين من رمضان.(5/577)
163 - سعيد بن عون القرشي. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: أبي عوانة، وعبد الواحد بن زياد، والدراوردي، وآخرون.
وَعَنْهُ: أبو زُرْعة، وأبو حاتم.
وقال أبو حاتم: بصري صدوق.(5/579)
164 - خ م د ق: سعيد بن محمد بن سعيد الْجَرْميّ الكُوفيُّ، أبو عبيد الله. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: شَرِيك، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبْجَرَ، وحاتم بن إسماعيل، وعَمْرو بن أبي المِقدام، وعَمْرو بن عطيّة العوفي، وأبي يوسف القاضي، ويعقوب بن أبي المتئد خال سفيان بن عيينة.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجه، عن رجلٍ عنه، ومحمد بن يحيى، وأبو زُرْعة، وابن أبي الدُّنيا، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وإبراهيم الحربيّ، وإبراهيم بن عبد الله بن أيّوب المخرّميّ، وآخرون.
سُئِل أحمد عنه، فقال: صَدُوق، كان يطلبُ معنا الحديث.
وقال أبو داود: ثقة.
وقال غيره: كان شيعيا.
قال إبراهيم ابن المخرمي: كان إذا قدم بغداد نزل على أبي، وكان إذا جاء ذِكْر النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ربّما سكت، وإذا جاء ذِكْر علي رضي الله عنه قال: صلى الله عليه وسلم.(5/579)
165 - ع: سعيد بن منصور بن شعبة، الحافظ الحُجَّة، أبو عثمان الخراسانيّ المَرْوَزِيّ، ويقال: الطّالْقانيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
قيل: إنّه نشأ ببلْخ، ورحل وطوَّف، وصار مِن الحُفّاظ المشهورين والعلماء المتقنين، وجاور بمكة.
سَمِعَ: مالكًا، والَّليْث، وفُلَيْح بن سليمان، ومهديّ بن ميمون، [ص:580] وإسماعيل بن زَكَريّا، وحمّاد بن زيد، وخالد بن عبد الله، وحفص بن ميسرة، وأبا الأحوص، وعبيد الله بن إياد، وأبا معشر المديني، وأبا عوانة، وخلقا.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، وأبو داود أيضًا والباقون بواسطة، وأحمد بن حنبل، وأبو ثور الكلبي، وأبو بكر الأثرم، وأحمد بن نَجْدة الهَرَوِيّ، وبِشْر بن موسى، والحسين بن إسحاق التُّسْتَريّ، وخَلَف بن عَمْرو العُكْبرِيّ، والعبّاس الأسفاطيّ، وأبو شُعَيْب الحَرّانيّ، ومحمد بن عليّ الصّائغ، وخلْق كثير.
قال سَلَمَةُ بن شَبِيب: ذكرته لأحمد بن حنبل فأحسن الثّناء عليه وفخَّم أمره.
وقال أبو حاتم: ثقة، من المتقنين الأثبات ممّن جمع وصَنَّف.
وكذا أثنى عليه جماعة.
وقال حرب الكرماني: أملى علينا نحوًا من عشرة آلاف حديث مِن حفظه، ثمّ صنَّف بعد ذلك الكُتُب، وكان موسَّعًا عليه.
وقال حنبل: سألتُ أبا عبد الله عنه، فقال: من أهل الفضل والصِّدق.
وقال الكَلاباذيّ: وُلِدَ سعيد بجَوْزَجان، ونشأ ببلخ.
قال سلمة بن شبيب: قد كنتُ أسمع سليمان بن حرب يُنكر على سعيد بن منصور الشَّيء بعد الشيء، وكذلك كان الحُمَيْدي يُنكر عليه، ويُخَطِّئه في بعض ما يروي عن سُفْيان، ولم يكن الذي بينه وبين الحميدي حسنا، فسمعتُ سعيدًا يقول: لا تسألوني عن حديث حمّاد بن زيد، فإنّ أبا أيّوب يجعلنا على طبق، ولا تسألونا عن حديث سُفْيان، فإنّ هذا الحُمَيْديّ يجعلنا على طَبَق.
وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ: سُئِلَ أَحْمَدُ بْنُ حنبل مَن بمكة؟ قال: سعيد بن منصور.
قلت: من نظر في " سنن سعيد " عرف حِفْظَ الرجل وجلالته. [ص:581]
قال يعقوب الفَسَويّ: سَمِعْتُ الحُمَيْديّ يقول: كنتُ بمصر، وكان لسعيد بن منصور حلقة بمصر في مسجدها.
قال الفَسَويّ: كان سعيد إذا رأى في كتابه خطًا لم يرجع عنه.
وقال ابن سَعْد، وأبو داود، ومُطَيِّن، وحاتم بن الَّليْث: مات سنة سبعٍ وعشرين.
قال ابن يونس: مات بمكّة في رمضان سنة سبعٍ.
وقال بعضهم: سنة ستٍّ، وهو غَلَط.
وقال بعضهم: سنة تسعٍ، وهو غلط أيضًا.(5/579)
166 - سعيد بن يحيى الأصبهانيّ، سَعْدَوَيْه الطّويل. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: مسلم بن خالد الزّنْجيّ، وإسماعيل بن جعفر، وأبي بكر بن عيّاش، وَسَلَمَةَ بن صالح.
وَعَنْهُ: إسماعيل سَمُّوَيْه، وعبد الله بن محمد بن زَكَريّا، وأحمد بن مساور، ومحمد بن خَلَف التَّيْميّ، وغيرهم من الأصبهانيّين.
قال أبو نُعَيْم الحافظ: صَدُوق.(5/581)
167 - سَلْم بن قادم، أبو الَّليْث. [الوفاة: 221 - 230 ه]
حدَّث ببغداد عَنْ: سُفْيان، وبقيّة بن الوليد، ومحمد بن حرب، وغيرهم.
وَعَنْهُ: صالح بن محمد جَزَرَة، وموسى بن هارون، وجماعة.
وكان ثقة.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وعشرين.(5/581)
168 - سَلْم بن المغيرة. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: أبي بكر بن عيّاش، وغيره.
وَعَنْهُ: عُمَر بن حفص السَّدُوسيّ، وجماعة.
تُوُفّي سنة ثمانٍ أيضا.(5/581)
169 - سَلَمَةُ بن حِبّان العَتَكيّ البَصْريُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وعَرْعرة بن البِرنْد، وجماعة.
وَعَنْهُ: يوسف القاضي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو يعلى الموصلي، وآخرون.(5/582)
170 - ع: سليمان بن حرب بن بَجيل، أبو أيّوب الأزدي الواشحيُّ البَصْريُّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
قاضي مَكّة.
سَمِعَ: شُعْبَة، والحَمَّادَيْن، وجرير بن حازم، ويزيد بن إبراهيم التُّسْتَريّ، ومبارك بن فَضَالَةَ، وملازم بن عَمْرو، وحَوْشَب بن عُقَيْل، ووُهَيْب بن خالد، والأسود بن شَيْبان.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، وأبو داود أيضا والباقون عن رجلٍ عنه، ويحيى القطّان، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن رَاهَوَيْه، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، والحارث بن أبي أُسَامة، وإبراهيم الحربيّ، وعبّاس الدُّوريّ، وأبو مسلم الكَجّيّ، وأبو خليفة الْجُمَحيّ، ومحمد بن أيّوب بن الضُّرَيْس، وعثمان بن خُرَّزاذ، وخلْق.
قال أبو حاتم: هو إمام لا يدلّس ويتكلّم في الرجال، قرأ الفقه، وليس هو بدون عفان. وقد ظهر من حديثه نحو عشرة آلاف حديث، وما رأيت في يده كتابا قط، وحضرت مجلسه ببغداد فحزروا الحاضرين بأربعين ألفا، بني له شبه منبر بجنب قصر المأمون، فصعده وحضر المأمون والقواد، وكان المأمون في القصر قد أرسل ستر شف، وبقي يكتب ما يملي، قال: فسئل سليمان أول شيء، فلعله قد قال: حدثنا حَوْشَب بن عُقَيْل أكثر من عشر مرات، وهم يقولون: لا نسمع، ثمّ قالوا: ليس الرأي إلّا أن نُحضر هارون المُسْتَملي، فأحضروه، فلمّا قال: من ذكرت رَحمك الله؟ إذا صوته خلاف الرعد، فسكتوا، وقعد المستملون كلهم، فاستملى هارون، وكان لا يسأل سليمان عن حديث إلّا حدَّث من حِفْظه، فقمنا من مجلسه فأتينا عَفَّان، فقال: ما حدّثكم أبو أيّوب؟ وإذا هو يعظّمه.
وقال الفَسَويّ: سَمِعْتُ سليمان بن حرب يقول: سَمِعْتُ الحديث في سنة ثمانٍ وخمسين ومائة. قال: ومولده سنة أربعين ومائة. [ص:583]
وعن يحيى بن أكثم قال: قال لي المأمون: من تَرَكتَ بالبصرة؟ قلت: سليمان بن حرب، حافظ للحديث، ثقة، عاقل في نهاية الصّيانة، فأمر بحمله إليه، فقدِم، فاتفق أنه كان في مجلس المأمون أحمد بن أبي دُؤَاد، وثُمامة، فكرهتُ أنْ يدخل مثله بحضرتهم، فلمّا دخل رفع المأمون مجلسه، فقال ابن أَبِي دُؤاد: يا أمير المؤمنين نسأل الشيخ عن مسألةٍ، فنظر المأمون إلى سليمان نظر تخيير له، فقال سليمان: حدثنا حماد بن زيد قال: قال رجلٌ لابن شُبْرُمَة: إنّي أريد أن أسألك مسألةٌ، قال: إنْ كانت مسألتُك لا تضحك الجليس، ولا تزري بالمسؤول، فسل، وحدثنا وهيب بن خالد قال: قال إياس بن معاوية: مِن المسائل ما لا ينبغي للسّائل أن يسأل عنها، ولا للمسؤول أن يجيب فيها، فإنْ كانت مسألته من غير هذا فليسل، قال يحيى: فهابه القوم، فما نطقَ أحدٌ منهم بكلمة.
وقال حنبل: مات سنة أربعٍ وعشرين.
زاد غيره: في ربيع الآخر.
ومن قال: سنة سبع، فقد غلط وصَحّف.(5/582)
171 - سليمان بن عبد الله بْنُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عباس الهاشمي الأمير. [الوفاة: 221 - 230 ه]
ولي المدينة واليمن للمأمون، وعزله المعتصم. له ذكر.(5/583)
172 - ق: سُنَيْد بن داود المِصِّيصيّ، أبو عليّ المحتسب. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: حماد بن زيد، وجعفر بن سليمان الضُّبَعيّ، وابن المبارك، وأبي بكر بن عيّاش، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو بكر الأثرم، وأبو زُرْعة، وأحمد بن أبي خيثمة، وعبد الكريم الدِّيرعَاقُوليّ، وخلْق سواهم.
صدّقه أبو حاتم.
وقال أبو داود: لم يكن بذاك.
وقال النَّسائيّ: ليس بثقة، ومشاه غيره.
وتُوُفّي سنة ستٍّ وعشرين. [ص:584]
واسمه حسين، ولقبه سنيد.(5/583)
173 - خ د ن: سهل بن بكار، أبو بشر الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: شُعْبَة، وجرير بن حازم، ويزيد بن إبراهيم، والسِّرِيّ بن يحيى، وأبان بن يزيد، وجويرية بن أسماء، وطائفة.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، وأبو زرعة، وأبو حاتم ووثقه، ومحمد بن محمد التّمّار، وأبو مسلم الكجي، وآخرون.
توفي سنة سبعٍ، أو ثمانٍ وعشرين.
وروى النسائي عن رجلٍ عنه.(5/584)
174 - د: سَهْل بن تَمَّام بن بَزِيع، أبو عَمْرو الطُّفاويُّ البَصْريُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: أبيه، وقُرَّةَ بن خالد، ويزيد بن إبراهيم التُّسْتَريّ، وعبّاد بن منصور، وصالح بن أبي الجوزاء، وعَمْرو بن سُلَيم الباهليّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وعثمان بن خُرَّزاذ، ومحمد بن محمد التّمّار، وآخرون.
قال أبو حاتم: شيخ.
وقال أبو زرعة: لم يكن يكذب، وربما وهم في الشيء.(5/584)
175 - ق: سهل بن زَنْجَلة، أبو عمرو الرازي. [الوفاة: 221 - 230 ه]
حَدَّثَ ببغداد عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ووَكِيع، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو حاتم، وإبراهيم الحربي، وأحمد بن الحسن الصُّوفي، وآخرون.(5/584)
176 - ق: سهل بن صقير، أبو الحَسَن البَصْريُّ ثمّ الخلاطي. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: مالك، والمبارك بن سُحَيم، وإبراهيم بن سعد، والدراوردي، [ص:585] ويوسف بن عطية، وغيرهم.
وَعَنْهُ: سهل بن زَنْجَلَة، وشُعَيْب بن محمد الدُّبَيْلي، وآخرون.
قال ابن عَديّ: لم يُحَدِّثنا عنه غير القاسم بن عبد الرحمن الفارقيّ، وأرجو أنّه لا يتعمد الكذب.
وقال الخطيب: كان يضع.(5/584)
177 - د ن: سهل بن محمد بن الزبير العسكري، [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزيل البصرة.
سَمِعَ: عَبْثَر بن القاسم، ويحيى بن أبي زائدة، وعبد الله بن إدريس.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي عن رجلٍ عنه، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأحمد بن محمد الخُزَاعيّ الأصبهانيّ، وجماعة.
وَثّقَهُ أبو حاتم.
وتُوُفّي سنة سبعٍ وعشرين.
قال أبو زُرْعة: كان أَكْيَس من سهل بن عثمان.(5/585)
178 - سهل بن نصر المطبخيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: حمّاد بن زيد، وجعفر بن سليمان، وخَلَف بن خليفة.
وَعَنْهُ: عبّاس الدُّوريّ، وأحمد بن أبي خيثمة، وآخرون.
ما علمت فيه مقالا.(5/585)
179 - خ: سيدان بن مُضارب الباهليّ البَصْريُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: حمّاد بْن زيد، ويزيد بْن زُرَيْع، وغيرهما.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو حاتم، وهلال بن العلاء، وجماعة.
قال أبو حاتم: صَدُوق. [ص:586]
قلت: توفي سنة أربعٍ وعشرين.(5/585)
-[حَرْفُ الشِّينِ](5/586)
180 - د ن: شاذُ بن فياض، أبو عُبَيْدة اليَشْكُريّ البَصْريُّ، واسمه هلال. [الوفاة: 221 - 230 ه]
وشاذ أعجمي معناه الفرحان، وذاله مُخَفَّفة، وقيل: مُشَدَّدة.
عَنْ: هشام الدَّسْتُوائيّ، وشُعْبَة، والثَّوريّ، وعِكْرِمة بن عمّار، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي عن رجل عنه، والفلّاس، ومحمد بن المُثَنَّى، وإبراهيم الحربيّ، وأحمد بن داود المكّيّ، وحنبل بن إسحاق، ومحمد بن حبان المازنيّ، ومحمد بن أيّوب بن الضُّرَيْس، وأبو خليفة الجمحي، وطائفة.
قال أبو حاتم: صدوق ثقة.
وقال البخاريّ: مات سنة خمسٍ وعشرين ومائتين.(5/586)
181 - شاذ بن يحيى الواسطيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: وَكِيع، ويزيد بن هارون.
وَعَنْهُ: عبّاس بن عبد العظيم العَنْبَريّ، وتميم بن المنتصر، وأحمد بن سِنَان، وأبو بكر الأَعَيْن، وعبّاس التُّرْقُفيّ، ومحمد بن عبد العزيز الدِّينَوَريّ، وطائفة.(5/586)
182 - شجاع بن أشرس، أبو العبّاس البَغْداديُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: عبد العزيز بن الماجِشُون، وقيس بن الربيع، والَّليْث بن سَعْد، ويزيد بن عطاء، وغيرهم.
وَعَنْهُ: أبو زُرْعة، وأبو بكر بن أبي الدُّنيا، وأحمد بن عليّ الخزّاز، وجماعة.
قال ابن مَعِين: ليس به بأس.(5/586)
183 - خ ن: شُرَيح بن مَسْلَمَة التَّنُوخيّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: إبراهيم بن يوسف السَّبِيعيّ، وشَرِيك القاضي، ومَنْدَل بن عليّ، وغيرهم.
وَعَنْهُ: أحمد بن عثمان بن حكيم، وأبو حاتم الرّازيّ، وقال: [ص:587] صَدُوق.
وقد روى البخاريّ، والنَّسائيّ عن رجلٍ عنه.
وتوفي سنة اثنتين وعشرين.(5/586)
184 - شُعَيْث بن محرز بن شُعَيْث بن زيد أبي الزَّعْراء، أبو محمد الكُوفيُّ، ثمّ البَصْريُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
سَمِعَ: شُعْبَة، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو زُرْعة، وأبو حاتم الرازيّان، وأبو خليفة.
قال أبو حاتم: شيخ.
واسم أبي الزَّعْراء: عبد الله بن هانئ الأزْديّ، صاحب ابن مسعود، مشهور.
تُوُفّي شعيث سنة سبعٍ وعشرين.(5/587)
185 - خ م ت ق: شهاب بن عَبَّاد، أبو عُمَر العَبْديُّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
سَمِعَ: الحَمَّادَيْن، وشَرِيكًا، وإبراهيم بن حُمَيْد الرُّؤاسيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، والترمذي، وابن ماجه عن رجلٍ عنه، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وأحمد بن أبي غَرزَة الغِفَاريّ، وإبراهيم بن شَرِيك الأَسَديّ، وآخرون.
وكان ثقة ثَبْتًا.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى سنة أربعٍ وعشرين.
أمّا:(5/587)
186 - شهاب بن عبَّاد العَبْديُّ العَصَريُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
فتابعيّ يروي عَنْ: ابن عبّاس، وابن عُمَر.
وَعَنْهُ: ابنه: هود العصري، ويحيى بن عبد الرحمن.
لم يخرجوا له.(5/587)
-[حَرْفُ الصَّادِ](5/588)
187 - صالح بن إسحاق، أبو عمر الجرمي الْبَصْرِيُّ النحوي. [الوفاة: 221 - 230 ه]
كان من كبار أئمة العربية في زمانه، وأروعهم وأخيرهم.
رَوَى عَنْ: عبد الوارث التَّنُّوريّ، ويزيد بن زُرَيْع. وأخذ اللُّغة عن يونس بن حبيب، وأبي عُبَيْدة. والنحو عن سعيد بن مَسْعَدَة الأخفش.
رَوَى عَنْهُ: أحمد بن ملاعب، وأبو خليفة الْجُمَحيّ، وجماعة. ونال بالأدب المال والجاه والحشمة.
قال أبو نُعَيْم الأصبهانيّ: قدِم إصبهان مع فيض بن محمد الثَّقَفيّ، فأعطاه يوم مقدمه عشرة آلاف درهم، وكان يَصِله كلّ سنة باثني عشر ألف درهم.
وقال المبرد: كان الْجَرْميّ أثبت القوم في كتاب سِيبَويْه، وعليه قرأت الجماعة، وكان عالمًا بالّلغة حافظًا لها، وله كُتُب أنفرد بها، وكان جليلا في الحديث والأخبار، وكان أَغْوَص على الاستخراج مِن المازنيّ، وإليهما انتهى علم النحو في زمانهما.
قلت: وله كتاب مختصرٌ في النَّحْو مشهور، وكتاب " غريب سِيبَويْه "، وكتاب " الأبنية " وكتاب " العَروض "، وغير ذلك من التصانيف الأدبية.
تُوُفّي سنة خمسٍ وعشرين.
وقد قدِم الْجَرْميّ بغداد، وناظَرَ الفرّاء.(5/588)
188 - صالح بن عُبَيْد الله، مولى بني هاشم. [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزل الثَّغْر بمدينة أذَنَة،
وَحَدَّثَ عَنْ: أبي المليح الرَّقّيّ، وسُفْيان بن عُيَيْنة.
رَوَى عَنْهُ: أبو حاتم الرازي، وغيره.(5/588)
189 - خ: صدقة بن الفضل المروزي، أبو الفضل. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: أبي حمزة السُّكَّريّ، وحفص بن غِياث، وسُفْيان بن عُيَيْنة، وعبد الله بن وَهْب، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: البخاري، ويعقوب الفَسَويّ، وعبيد الله بن واصل البخاري، ومحمد بن نصر المروزي، وأحمد بن منصور زاج، وأبو محمد الدارمي، وأبو الموجه محمد بن عمرو، وآخرون. [ص:589]
وكان إماما ثقة صاحب سُنّة، يقال: إنه كان بمرو كأحمد بن حنبل ببغداد.
تُوُفّي سنة ستٍّ وعشرين، أو سنة ثلاثٍ وعشرين، رحمه الله.
قال عبّاس بن الوليد النَّرْسيّ: كنّا نقول: صدقة بن الفضل بخراسان، وأحمد بن حنبل بالعراق.(5/588)
190 - صَفر بن إبراهيم، أبو الربيع الأزْديُّ البخاريُّ العابد. [الوفاة: 221 - 230 ه]
سَمِعَ مِنْ: الفُضَيْل بن عِيَاض، وابن المبارك، وابن عُيَيْنة.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن الفضل المفسّر، وأهل بخارى.
وقد اختلف في سكون الفاء من اسمه وحركتها.
تُوُفّي سنة سبعٍ وعشرين.(5/589)
191 - صَقْر بن عبد الرحمن بن مالك بن مِغْوَلٍ، أبو بَهْز. [الوفاة: 221 - 230 ه]
حدَّث بواسط عَنْ: شَرِيك، وخالد الطّحّان.
وَعَنْهُ: أبو حاتم، وقال: صدوق.(5/589)
-[حَرْفُ الضَّادِ](5/589)
192 - ضرار بن صُرد التَّيْميّ، أبو نُعَيْم الكُوفيُّ الطّحّان العابد. [الوفاة: 221 - 230 ه]
سَمِعَ: إبراهيم بن سَعْد، وعبد الله بن المبارك، وعبد العزيز بن أبي حازم، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أحمد بن يوسف السُّلَميّ، وأبو زُرْعة الرّازيّ، ومحمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة، ومُطَيِّن، وجماعة.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ، لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وقال البخاريّ: متروك، مع أنّه قد روى عنه في كتاب " أفعال العباد ".
قال مُطَيَّن: تُوُفّي سنة تسعٍ وعشرين في ذي الحجّة. [ص:590]
وقال عليّ بن الحَسَن الهسنْجانيّ: سَمِعْتُ ابن مَعِين يقول: بالكوفة كذّابان: هو، وأبو نُعَيْم النخغي.
قُلْتُ: وَمِنْ مَنَاكِيرِهِ مَا رَوَى عَنْ مُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قَالَ لِعَلِيٍّ: " أَنْتَ تُبَيِّنُ مَا اخْتَلَفُوا فِيهِ بعدي ". وهذا حديث موضوع.(5/589)
-[حَرْفُ الطَّاءِ](5/590)
193 - الطّيّب بن زَبّان، أبو زَبّان العَسْقلانيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: زياد بن سَيّار.
وَعَنْهُ: أبو زُرْعة، وأبو حاتم.
قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم: سَمِعْتُ أبا زُرْعة يقول: أتيته بأحاديث، فقلت: يا أبا زَبّان، حَدَّثكم زياد بن سَيّار الكِنانيّ، فقال: يا أبا زَبّان حَدَّثكم زياد بن سَيّار الكِنانيّ. فقلت: أبو زَبّان أنتَ هو. فقال: أبو زَبّان أنتَ هو. فكنت كلما قلت شيئًا قال مثله، فوضعتُ يدي على بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وعلى اسمه، وأريته، فقال: حدثنا زياد بن سَيّار. قال عبد الرحمن: فقلت لأبي زُرْعة: فهذا تحلّ الرواية عنه؟ قال: نعم، هو عندي صدوق!(5/590)
-[حَرْفُ الْعَيْنِ](5/590)
194 - خ ت ق: عاصم بن علي بن عاصم بن صهيب، أبو الحسين الواسطي، [الوفاة: 221 - 230 ه]
مولى قريبة بنت محمد ابن الصِّدَّيق أبي بكر التَّيْميّ.
سَمِعَ: أباه، وعِكْرِمة بن عمّار، وابن أبي ذئب، وعاصم بن محمد العُمَريّ، وشُعْبَة، والمسعوديّ، والقاسم بن الفضل الحداني، وخلقا.
وَعَنْهُ: البخاري، والترمذي، وابن ماجه عن رجل عنه، وأحمد بن حنبل، وابن عمّه حنبل، وإبراهيم الحربيّ، والدّارميّ، وأبو حاتم، وعبد الله بن أحمد الدَّوْرقيّ، وعَليُّ بن عبد العزيز البَغَويّ، وَمحمد بن يحيى المَرْوَزِيّ، وخلْق.
حدَّث ببغداد مدّةً، وعاد إلى واسط، وبها مات.
وقد حطّ عليه يحيى بن مَعِين. [ص:591]
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيهِ: صحيح الحديث، قليل الغلط.
وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال أبو الحسين ابن المنادي: كان مجلسهُ يُحزر ببغداد بأكثر من مائة ألف إنسان، وكان يستملي عليه هارون الديك، وهارون مكحلة.
وقال عمر بن حفص السَّدُوسيّ: سمعنا من عاصم، فوجَّه المعتصمُ من يحزر مجلسه في رحْبة النَّخْل الّتي في جامع الرُّصافة، وكان يجلس على سطح، وينتشر النّاس، حَتّى سمعته يومًا يقول: حدثنا الَّليْث بن سَعْد، ويُستعاد، فأعاد أربع عشرة مرة، والناس لا يسمعون، وكان هارون يركب نَخْلَة مِعْوَجَّة يستملي عليها، فبلغ المعتصمَ كثرة الجمع، فأمر بحزرهم، فوجّه بقطّاعي الغَنَم، فحزروا المجلسَ عشرين ومائة ألف.
وعن أحمد بن عيسى قال: أتاني آتٍ في منامي فقال: عليك بمجلس عاصم بن عليّ فإنّه غيظ لأهل الكُفْر.
وكان رحِمه الله ممّن ذَبَّ عن الإسلام في المحنة، فروى الهيثم بن خَلَف الدُّوريّ، أنّ محمد بن سُوَيْد الطّحّان حدثه، قال: كنّا عند عاصم بن عليّ، ومعنا أبو عُبَيْد، وإبراهيم بن أبي الَّليْث، وجماعة. وأحمد بن حنبل يُضْرَب، فجعل عاصم يقول: ألا رجل يقوم معي فنأتي هذا الرجل فنكلمه؟ قال: فما يجيبه أحد، ثمّ قال ابن أبي الَّليْث: أنا أقوم معك يا أبا الحسين، فقال: يا غلام خُفّي، فقال ابن أبي الَّليْث: يا أبا الحسين، أبلغُ إليّ بناتي فأوصيهنّ، قال: فظنّنا أنّه ذهب يتكفّن ويتحنّط، ثمّ جاء فقال: إنّي ذهبت إليهنّ فبكين، قال: وجاء كتاب ابنَتيْ عاصم من واسط: يا أبانا، إنّه قد بَلَغَنَا أنّ هذا الرجل أخذ أحمد بن حنبل، فضربه على أن يقول القرآن مخلوق، فأّتقِ الله ولا تُجِبْه، فَوَاللَّهِ لإن يأتينا نَعْيُكَ أحبّ إلينا من أن يأتينا أنّك قلت.
وذكر ابن عَديّ لعاصم ثلاثة أحاديث، تفرّد بها عن شُعْبَة، ثمّ قال ابن [ص:592] عَديّ: لا أعلم شيئًا مُنْكَرًا سواها، ولم أر بحديثه بأسًا.
تُوُفّي عاصم في رجب سنة إحدى وعشرين.(5/590)
195 - عامر بن حُجَيْر بن سُوَيْد الباهليّ البَصْريُّ، أبو الْحَسَنُ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: عمّه قُزْعَه بن سُوَيْد، وحمّاد بن زيد.
وَعَنْهُ: أبو زُرْعة، وأبو حاتم، ووثّقاه.(5/592)
196 - عامر بن سعيد، أبو حفص الخُراسانيّ البزّاز. [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزل دمشق
وَحَدَّثَ عَنْ: يزيد بن زُرَيْع، وأبي معاوية الضَّرير، وهشام بن يوسف الصَّنْعانيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: سَعْد بن محمد البَيْرُوتيّ، وعثمان بن خُرَّزاذ، وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد.
وثقه ابن معين.(5/592)
197 - خ م د ن: عباد بن موسى، أبو محمد الختلي الأبناوي. [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزل بغداد،
وَحَدَّثَ عَنْ: إبراهيم بن سَعْد، وإسماعيل بن عيّاش، وهُشَيْم، وإسماعيل بن جعفر، وجماعة.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، والبخاري، والنسائي عن رجل عنه، وأحمد بن علي الأبار، وأحمد بن عليّ القاضي المَرْوَزِيّ، وأبو يَعْلَى أحمد بن عليّ، وصالح جَزَرَة، وأحمد بن يحيى الحَلْوانيّ، وجماعة.
وَثّقَهُ أبو زُرْعة، وغيره.
تُوُفّي في آخر سنة تسعٍ وعشرين. وقيل: في أوّل سنة ثلاثين بطَرَسُوس.(5/592)
198 - العبّاس بن بكّار الضَّبّيّ البَصْريُّ. [أبو الوليد] [الوفاة: 221 - 230 ه]
رَوَى عَنْ: أبي بكر الهُذَلي، وخالد بن عبد الله، وعبد الله بن المثنى الأنصاري، وآخرين.
وَعَنْهُ: قطن بن إبراهيم، وإسحاق بن وهب العلاف، [ص:593] ومحمد بن زكريا الغلابي، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن عثمان بن أبي سويد، وجماعة.
وكان كذابا.
رَوَى عَنْ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: " من غَرَسَ غَرْسًا يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ، فَقَالَ: سُبْحَانَ الْبَاعِثِ الوارث، أتته بأكله ".
وَرَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ ثُمَامَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَفَعَهُ: " الْغَلاءُ وَالرُّخْصُ جُنْدَانِ مِنْ جُنُودِ اللَّهِ، اسْمُ أَحَدِهِمَا الرَّغْبَةُ، وَالآخَرُ الرَّهْبَةُ ".
قَالَ ابن عَديّ: مُنْكَر الحديث.
وقال ابن حِبّان: لا يجوز الاحتجاج به، ولا كتب حديثه إلا على سبيل الاعتبار. وَرَوَى عَنْ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ الشعبي، عن أبي حجيفة، عَنْ عَلِيٍّ رَفَعَهُ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنادٍ: يَا أَهْلَ الْجَمْعِ، غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ حتى تمر فاطمة ".
قلت: وهو العباس بن الوليد بن بكّار، نُسِبَ إلى جدّه.
تُوُفّي سنة إحدى وعشرين، ورَّخه أبو القاسم بن مَنْده.
وكنّاه الحَاكم أبو أحمد: أبا الوليد، وقال: ذاهب الحديث، وهو ابن أخت أبي بكر الهُذَليّ.(5/592)
199 - عبّاس بن سليمان بن جميل القَسْمَليّ، مولاهم، المَوْصِليّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: نافع بن عُمَر الْجُمَحيّ، وأبي شهاب عبد ربّه الحنّاط، وجماعة.
وَعَنْهُ: سليمان بن عبد الخالق البلديّ، وابن أبي كامل المَوْصِليّ.
تُوُفّي سنة إحدى وعشرين.(5/593)
200 - عبّاس بن الفضل العَبْديّ، أبو عثمان البَصْريُّ الأزرق. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: همّام بن يحيى، وحرب بن شدّاد.
وَعَنْهُ: عبّاس الدُّوريّ، وأبو حاتم الرّازيّ، ومحمد بن الضُّرَيْس. [ص:594]
تركه أبو زُرْعة.
وقال البخاريّ: ذَهَب حديثه.
قلت: قد مرَّ في طبقة ابن المبارك عبّاس بن الفضل البصْريّ الأنصاريّ، متروك أيضًا. فأمّا الأزرق، فقال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي أيّام الأنصاريّ، وسمعته يقول: تُرِك حديثه.(5/593)
201 - العباس ابن المأمون ابن الرشيد الهاشميّ الأمير. [الوفاة: 221 - 230 ه]
أحد مَن ذُكِرَ للخلافة عند وفاة أبيه. وقد تلكّأ عند مبايعة المعتصم، وهم بالخروج عليه في سنة ثلاثٍ وعشرين، فقبض عليه المعتصم، ومات في سنة أربعٍ وعشرين ومائتين شابًّا.(5/594)
202 - عبد الله بن أيّوب بن أبي علاج المَوْصِليّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
مولى عُقَيْل بن أبي طالب.
عَنْ: يونس الأيلي، وابن أبي ذئب، وهشام بن الغاز، وعِكْرِمة بن عمّار.
وَعَنْهُ: سِنَان بن محمد بن طالب، وعليّ بن جابر المَوْصِليّان.
قال ابن حِبّان: روى عن يونس نسخةً كلّها موضوعة.
وقال يزيد بن محمد: كان رجلًا صالحًا مُنْكَر الحديث.
قال: ويقال كان من أعبر النّاس للرؤيا.
وقال غيره: ليس بثقة ولا مأمون.
تُوُفّي سنة خمسٍ وعشرين.(5/594)
203 - عبد الله بن أبي حسّان، واسم أبيه عبد الرحمن بن يزيد، أو يزيد بن عبد الرحمن، اليحصبيّ، الإفريقيّ المغربيّ الفقيه. [الوفاة: 221 - 230 ه]
رحلَ وأخذ عَنْ: مالك، وابن أبي ذئب، وابن عيينة. وأخذ بالمغرب عن عَبْد الرحمن بْن زياد بْن أنعُم الإفريقيُّ. وعُمِّر دهرًا، وكان من الراسخين في العلم. [ص:595]
روى عن ابن وَهْب قال: ما رأيت مالكا أميل منه لعبد الله بن أبي حسّان.
وعن سَحْنُون قال: كنتُ أوّلَ طلبي إذا انغلقت عليّ المسائل، آتي ابنَ أبي حسّان.
تُوُفّي ابن أبي حسّان سنة سبْعٍ وعشرين، ومولده سنة أربعين ومائة.
قال محمد بن سَحْنُون: مات سنة ستٍّ وعشرين.(5/594)
204 - عبد الله بن خالد الكُوفيُّ الفقيه. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: سُفْيان بْن عُيَيْنة، وشُعَيْب بْن حرب، وإبراهيم بن بكر الشَّيْبانيّ، وغيرهم.
وقد أكرهه المأمون على القضاء بأصبهان، فسار إليها. وكان صالحا فاضلا.
رَوَى عَنْهُ: عبد الرحمن بن عُمَر رُسْتَة، وعَمْرو بن سعيد الجمّال، ومحمد بن المغيرة، وأُسَيْد بن عاصم، وغيرهم.
وبَلَغَنَا عنه أنّه كان مارًّا إلى مجلس الحُكْم، فرأى رجلًا قد وقع حِمْلُه، فشمّر ونزل فحمل معه. وأنّ رجلًا قال له في حكومةٍ: أتَّقِ الله، فوضع يده على رأسه، وعَنَّفَ نفسَه وَوَبَّخها، ثمّ هرب، ولم يُرَ بَعْد إلّا يومًا، رآه بعضهم في الثَّغْر، وهو في جملة الحُرّاس. رَضِيَ اللَّهُ عنه.(5/595)
205 - عبد الله بن أبي بكر العَتَكيّ، وهو عبد الله بن السَّكَن بن الفضل بن المؤتمن الأزْديّ، أبو عبد الرحمن البَصْريُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: شُعْبَة، وهمّام، والأسود بن شَيْبان، وجرير بن حازم، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاريّ في كتاب " الأدب " له، وإبراهيم الحربيّ، وصالح بن أحمد بن حنبل، وأحمد بْن أَبِي خَيْثَمَة، وعبد اللَّه بْن أحمد بن إبراهيم الدَّوْرقيّ، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، وعبيد الله بن واصل البخاريّ، وطائفة.
قال أبو حاتم: صدوق. [ص:596]
وقال ابن أبي عاصم: تُوُفّي سنة أربعٍ وعشرين.(5/595)
206 - عبد الله بن خَيْران، أبو محمد الكُوفيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
حدَّث ببغداد عَنْ: شُعْبَة، وعبد الرحمن المسعوديّ.
وَعَنْهُ: أحمد بن حرب المعدل، ومحمد بن غالب تمتام، وعيسى الطيالسي زغاث، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وهو أكبر شيخ لأبي بكر.
قال الخطيب: اعتبرت من روايته أحاديث كثيرة، فوجدتها مستقيمة تدل على ثقته.
وذكره العقيلي في " الضعفاء "، فقال: لا يُتابَع على حديثه، ثمّ ساقَ له ثلاثة أحاديث حسنة أحدها موقوف رفعه.(5/596)
207 - عبد الله بن داهر الرّازيّ الأحمريّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
حدَّث ببغداد عَنْ: عبد الله بن عبد القدوس، وعَمْرو بن جُميْع.
وَعَنْهُ: صالح بن محمد جَزَرَة، وموسى بن هارون، وأحمد بن الحَسَن الصُّوفيّ.
وقال صالح: صَدُوق.(5/596)
208 - عبد الله بن رُشَيْد، أبو عبد الرحمن. [الوفاة: 221 - 230 ه]
لم يذكره ابن أبي حاتم، وكنَّاه أبو أحمد، وقال: سَمِعَ مُجّاعة بن الزُّبَيْر العَتَكيّ.
وَعَنْهُ: بشر بن سهل الجُنْدَيسابوري.(5/596)
209 - عبد الله بن سلم المِسْمَعيّ البَصْريُّ، صاحب الطَّيَالسة. [الوفاة: 221 - 230 ه]
قال ابن أبي حاتم: رَوَى عَنْ: جدّه خالد بن رُخيم الباهلي المِسْمَعيّ، وعبد الله بن عَوْن.
وَعَنْهُ: أبو الوليد الطَّيَالسيّ، ونُعَيْم بن حمّاد، ونصر بن عليّ الجهضميّ.
وأدركه عليّ بن الحسين بن الْجُنَيْد، وكتب عنه وقال: صَدُوق.
وقال القواريريّ: هو من كبار أصحاب ابن عَوْن إلّا أنّه قل ما روى.(5/596)
210 - ن: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَوَّارُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن قُدامة العنبريّ، القاضي أبو السَّوَّار البَصْريُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
سَمِعَ: أباه، وعبد الله بن بكر المُزَنيّ، ويزيد بن إبراهيم، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وجرير بن حازم ووُهَيْب بن خالد، ومالك بن أنس،
وَعَنْهُ: ابنه سَوّار، ومعاوية بن صالح الأشعريّ، وأبو زُرْعة الرازي، وحرب الكرماني، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، وعُبَيْد الله بن واصل البخاريّ، ومُعَاذ بن المُثَنَّى، وأبو خليفة، وخلْق.
وَثّقَهُ أبو داود، وغيره.
وكان صاحب سُنَّةٍ وعِلْم.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وعشرين.
روى له النَّسائيّ حديثًا في الفرائض، وهو وأبوه وجده قضاة البصرة.(5/597)
211 - خ د ت ق: عبد الله بن صالح بن محمد بن مسلم الجُهَنيُّ، مولاهم المِصْريُّ، أبو صالح، [الوفاة: 221 - 230 ه]
كاتبُ الَّليْث بن سَعْد.
وُلِدَ سنة سبْعٍ وثلاثين ومائة،
ورأى زبان بن فائد، وعَمْرو بن الحارث،
وَسَمِعَ: موسى بن عليّ بن رَبَاح، ومعاوية بن صالح، ويحيى بن أيّوب، وعبد العزيز بن الماجِشُون، وسعيد بن عبد العزيز التَّنُوخيّ، ونافع بن يزيد، وجماعة، وأكثر على الَّليْث.
وَعَنْهُ: يحيى بن مَعِين، والذُّهَليّ، والبخاريّ على الصحيح، ثم ظفرتُ برواية البخاريّ، عن عبد الله بن صالح، عن الَّليْث، في باب التجارة في البحر، في " الصحيح "، كما شرحناه في ترجمة عبد الله بن صالح العِجْليّ، وأبو حاتم، وأبو إسحاق الْجَوْزجانيّ، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وحُمَيْد بن زنجويه، [ص:598] والدّارميّ، وعثمان بن سعيد الدّارميّ، وأبو زُرْعة الدِّمشقيُّ، ومحمد بن إسماعيل التِّرْمِذِيّ، وإبراهيم بن الحسين بن ديزيل، وخلق، وآخر من روى عنه وفاةً محمد بن عثمان بن سعيد بن أبي السوار المصريّ المُتَوَفَّى سنة سبْعٍ وتسعين ومائتين.
وَقَدْ رَوَى عَنْهُ شَيْخُهُ اللَّيْثُ حَدِيثًا رَوَاهُ ابْنُ ديزيل قال: حدثنا خلف بن الوليد أبو المهنا، قال: حدثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صالح، عمن أخبره يرفع الْحَدِيثِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا أُعْطِيَ أحدٌ الشُّكْرَ فَمُنِعَ الزِّيَادَةِ ". الْحَدِيثَ.
قَالَ ابْنُ دِيزِيلَ: ثُمَّ أَتَيْتُ أَبَا صَالِحٍ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: نَعَمْ أنا حَدَّثْتُهُ بِذَلِكَ. قُلْتُ: فَمَنْ حَدَّثَكَ؟ قَالَ: يَحْيَى بْنُ عُطَارِدِ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. مُرْسَل.
وقد استشهد البخاريّ بعبد الله بن صالح في " الصّحيح "، وروى عنه حديثًا كما رجّحنا في ترجمة عبد الله بن صالح المذكور في الطبقة الماضية.
وأثنى عليه سعيد بن عفير. وقال عبد الملك بن شعيب بن الليث: أبو صالح ثقة مأمون، سمع من جدي حديثه، وكان أبي يحضه على التحديث.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ أَبِي عنه، فقال: فسد بأخرة، وليس بشيء.
قال ابن حِبّان: كان كاتبًا على مُغَلّ الَّليْث بن سَعْد، مُنْكَر الحديث جدًا، وكان في نفسه صَدُوقًا. سَمِعْتُ ابن خُزَيْمة يقول: كان له جار بينه وبينه عداوة، فكان يضع الحديث على شيخ عبد الله بن صالح، ويكتب في قِرْطَاس بخطٍّ يُشْبه خطًّ عبد الله بن صالح، ويطرح في داره في وسط كُتُبه، فيجده عبد الله، فيحدِّث به على التوهُّم أنّه خطّه. فمن ناحيته وقع المناكير في أخباره. [ص:599]
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وَقَدْ رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَجَّةٌ لِمَنْ لَمْ يَحُجَّ، خَيْرٌ مِنْ عَشْرِ غَزَوَاتٍ، وغزوة لمن حج، خير من عشر حجج، وَغَزْوَةٌ فِي الْبَحْرِ خَيْرٌ مِنْ عَشْرَةٍ فِي البر ". حدثناه أبو عروبة، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن عزون، قال: أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ، فَذَكَرَهُ.
وَرَوَى عَنِ اللَّيْثُ، عَنْ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ سَيْفٍ، عَنْ شُفَيٍّ الأَصْبَحِيِّ، سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " يكون خَلْفِي اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً، أَبُو بَكْرٍ لَا يَلْبَثُ إِلَّا قَلِيلًا، وَصَاحِبُ رَحَى دَارَةِ الْعَرَبِ عمر " ...... وذكر الحديث. حدثناه أحمد بن الحسن الصوفي، قال: حدثنا يحيى بن معين، قال: أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ فَذَكَرَهُ. وَذَكَرَ لَهُ ابْنُ حِبَّانَ أَحَادِيثَ أُخَرَ مُنْكَرَةٌ.
قال ابن أبي حاتم في ترجمة عبد الله بن صالح: رَوَى عَنْهُ: الَّليْث، وابن وَهْب، ودُحَيْم.
قال ابن عَبْد الحَكَم: سَمِعْتُ أبي، وَسُئِلَ عن أبي صالح، فقال: تسألوني عن اقرب رجل إلى الليث؟ رجل معه في ليله ونهاره وسَفَره وحَضَره، ويخلو معه غالبًا، فلا يُنْكر لمثله أن يُكْثر عن الَّليْث.
وقال أبو حاتم: هو أمين صَدُوق ما عَلِمْتُه.
وقال أبو حاتم: سَمِعْتُ ابن مَعِين يقول: أقلّ الأحوال أنّه قرأ هذه الكُتُب على الَّليْث، فأجازها له، ويمكن أن يكون ابن أبي ذئب كتب إلى الَّليْث بهذا الدَّرْج.
قال أحمد بن صالح: لا أعلم أحدًا روى عن الَّليْث، عن ابن أبي ذئب إلّا أبو صالح.
وذُكِر أنّ أبا صالح أخرج دَرْجًا قد ذهب أعلاه، ولم يدْر حديثَ مَن هو، [ص:600] فقيل له: حديث ابن أبي ذئب، فروى عن الَّليْث، عن ابن أبي ذئب.
وقال صالح جَزَرَة: كان ابن مَعِين يوثّقه، وعندي أنّه كان يكذب في الحديث.
وقال النَّسائيّ: ليس بثقة.
وقال إسماعيل سَمُّوَيْه، عن عبد الله، قال: صَحِبْتُ الَّليْث عشرين سنة.
وقال الفضل بن محمد الشَّعْرانيّ: ما رأيت عبدَ الله بنَ صالح إلّا وهو يُحَدِّث أو يسبِّح.
وقال يعقوب الفَسَويّ: حَدَّثَنَا الرجل الصّالح أبو صالح عبد الله بن صالح.
وقال الرَّمادي، عن أبي صالح قال: خرجنا مع الَّليْث إلى بغداد سنة إحدى وستّين ومائة، فشهِدْنا الأضحى ببغداد.
قُلْتُ: فِي هَذِهِ النَّوْبَةِ سَمِعَ مِنْ سَعِيدٍ مُفْتِي دِمَشْقٍ، وَأَبْلَغَ مَا نَقَمُوا عَلَيْهِ حَدِيثُهُ عَنْ نَافِعِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ زُهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ جَابِرٍ يَرْفَعُهُ: " إِنَّ اللَّهَ اخْتَارَ أصحابي على جميع الْعَالَمِينَ " بِطُولِهِ، وَهُوَ حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ، وَلَكِنْ قَدْ تَابَعَهُ عَلَى رِوَايَتِهِ سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ نَافِعٍ، فَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ الْعَسْكَرِيِّ، وَعَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ الْقَنْطَرِيُّ، عَنْهُمَا، عَنْ نَافِعٍ.
قال أبو زُرْعة وغيره: هو من وضْعِ خالد بن نَجِيح المصريّ، وكان يضع في كُتُب الشيوخ ما لم يسمعوا.
وقال ابن عَديّ: أبو صالح عندي مستقيم الحديث، إلّا أنّه يقع في حديثه غلط، ولا يتعمّد الكذِب.
وقال غير واحد: تُوُفّي يوم عاشوراء سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين. [ص:601]
ومن طبقته سَمِيُّهُ:(5/597)
• - عبد الله بن صالح الكُوفيُّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
المذكور في الطبقة الماضية.(5/601)
212 - عَبْد اللَّه بْن طاهر بْن الْحُسَيْن بْن مُصْعَب، الأمير العادل أبو العبّاس الخُزَاعيّ المُصْعَبيّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
أمير إقليم خُراسان وما يليه.
وُلد سنة اثنتين وثمانين ومائة، وتأدَّب في صِغَره، وقرأ العِلْم والفقه،
وَسَمِعَ مِنْ: وَكِيع، ويحيى بن الضُّرَيْس، وعبد الله المأمون.
رَوَى عَنْهُ: إسحاق بن رَاهَوَيْه وهو أكبر منه، ونصر بن زياد القاضي، وأحمد بن سعيد الرباطي، والفضل بن محمد الشعراني، وابنه محمد بن عبد الله الأمير، وابن أخيه منصور بن طَلْحة، وآخرون.
قال المرزبانيّ: كان بارع الأدب، حَسَن الشِّعْر، تنقّل في الأعمال الجليلة شرقًا وغربًا، قلّده المأمون مصر والمغرب، ثمّ نقله إلى خُراسان.
وقال ابن ماكولا: رزيق بتقديم الراء: الحسين بن مصعب بن رزيق بن أسعد، مولى سَعْد بن أبي وقّاص، كذا قال، وصوابه: مولى طلحة بن عبد الله الخُزَاعيّ، وهو طلحة الطَّلحات أمير سِجِسْتان.
وروى الحاكم في " تاريخه " عن أبي الحسين محمد بن يحيى الحسيني، أنّ أسعد جدّ بني طاهر كان يعرف في العجم بفرخ زرين موزة، فأسلم على يد عليّ عليه السّلام، على أن لا يغيّر اسمه، فسأل عن اسمه فقيل: اسمٌ مُشْتَقٌّ من السّعادة، فقال: هو إذًا أسعد، وكان والده يُسَمّى فيروز.
وقال إبراهيم نِفْطَوَيْه: لمّا غلب عبد الله بن طاهر على الشّام، وَهْب له المأمون ما وصل إليه من الأموال هناك، ففرّقها على القوّاد. ولما دخل مصر وقف على بابها وقال: أخزى الله فرعون، ما كان أخسّه، وأدنى هِمَّته، ملك هذه القرية فقال: أنا ربكم الأعلى، والله لا دخلتَها.
وكان ابن طاهر جوادًا ممدحًا. وفَدَ عليه دعبل الخزاعي، فلمّا أكثر عطاياه توارى عنه، وكتب إليه: [ص:602]
هجرتك لم أَهْجُرْك من كُفْرِ نِعْمَةٍ ... وهل يُرْتَجَى نَيْلُ الزّيادة بالكُفْر
ولكننّي لمّا أتيتك زائرًا ... فأفرطت في بري عجزتُ عن الشُّكْر
فمِلان لا آتيك إلّا معذّرًا ... أزورك في الشهرين يومًا وفي الشهر
فإنْ زدت في بِرّي تزّيدتُ جَفْوَةً ... ولم نلتقِ حَتّى القيامة والحشرِ
فوصل إليه منه ثلاث مائة ألف درهم.
وعن العبّاس بن مُجَاشع قال: لمّا قدم ابن طاهر اعترضه دعبل فقال:
جئتُكَ مستشفعًا بلا سببٍ ... إليك إلّا بحُرمةِ الأدب
فاقضِ ذمامي، فإنّني رجلٌ ... غيرُ مُلِحٍّ عليك في الطَّلب
فبعث إليه بعشرة آلاف درهم، وبهذين البَيْتَيْنِ:
اعَجَلْتَنَا فأتاك عاجلُ بِرّنا ... ولو انتظرت كثيرة لم نُقْلِلِ
فخُذِ القليلَ وكنْ كمَنْ لم يسألِ ... ونكون نحن كأنّنا لم نفعل
وفيه يقول عوف بن ملحم:
يا ابنَ الّذي دان له المشرقان ... طُرًّا وقد دان له المغربان
إنَّ الثمانين وبُلِّغْتَها ... قد أحوجت سمعي إلى ترجمان
وبدلنني بالشطاط أنْحِنا ... وكنت كالصَّعْدة تحت السّنان
ولم تدع فيّ لمستمتِع ... إلّا لساني وبحسْبي لسان
أدعو به الله وأُثْنى على ... فضل الأمير المُصْعَبي الهجّان
فقرِّباني بأبي أنتما ... منْ وطني قبل اصفرار البنان
وقبل منعاي إلى نسوة ... أوطانها حران فالرقمتان
وقال أحمد بن يزيد السُّلَميّ: كنت مع ابن طاهر، فوقّع على رِقاع مرّةً، فبلغت صِلاته ألفي ألف وسبع مائة ألف، فدعوتُ له وحسَّنْت فعاله.
وَرُوِيَ نحوها بإسناد آخر.
وقال ابن خلّكان: كان ابن طاهر شهْمًا نبيلًا، عالي الهِمّة، ولي الدِّينَوَر، فلمّا خرج بابَك على خُراسان بعث لها المأمونُ عبدَ الله، فسار إليها في [ص:603] سنة ثلاثٍ عشرة، وحارب الخوارج، وقدِم نَيْسَابُور سنة خمس عشرة، فأُمْطِروا.
فقال شاعر:
قد قُحِطَ النّاسُ في زمانهمُ ... حَتّى إذا جئتَ جئتَ بالمطرِ
غَيْثان في ساعةٍ لنا أتيا ... فمرحبًا بالأمير والدُّرَر
وقد رحل إليه أبو تمام، وعمل فيه قصائد، وصنّف " الحماسة " في هذه السَّفرة بهمَذان، لأنه انحبس بهمذان للثلوج، وأقام في دار رئيس له كُتُب عظيمة، فرأى فيها ما لا يوصف من دواوين العرب، فاختار منها أبو تمّام كتاب " الحماسة ".
ومن كلام ابن طاهر: سِمَنُ الكِيس، ونُبْلُ الذَّكْر، لا يجتمعان.
ويقال: إن البِطّيخ العَبْدَلاويّ بمصر منسوب إلى عبد الله بن طاهر.
ومما ينسب إلى عبد الله بن طاهر من الشعر قوله:
نبّهتُه وظلامُ الّليل منسدلٌ ... بين الرياض دفينًا في الرياحين
فقلت خُذْ قال كَفّى لا تُطَاوِعُني ... فقلتُ قُمْ قال رِجْلي لا تُؤاتيني
إنّي غفلتُ عن السّاقي فصيَّرني ... كما تراني سليبَ العقل والدِّين
وله:
نحنُ قوم تليننا الحدق النجـ ... ـل على أنّنا نُلِينُ الحديدا
نملك الصَّيد ثمّ تملكنا البيـ ... ـض المصوناتُ أعْيُنًا وخُدودا
تتّقى سُخْطَنا الأُسُود ونخشى ... سَخَطَ الخِشف حين يُبْدي الصُّدُودا
فترانا يوم الكريهة أحرا ... رًا وفي السّلْم للغَواني عَبِيدا
وعن سهل بن مَيْسَرة أنّ جيران دار عبد الله بن طاهر أمرَ بإحصائهم، فبلغوا أربعة آلاف نفس، فكان يقوم بمؤونتهم وكِسْوَتهم، فلمّا خرج إلى خُراسان، انقطعت الرواتب من المؤونة، وبقيت الكِسْوة مدّة حياته.
وروى الخطيب بإسناده إلى محمد بن الفضل: أنّ ابن طاهر لمّا افتتح مصر ونحن معه، سوّغه المأمون خَرَاجَها، فصعد المنبر، فلم ينزل حَتّى أجاز [ص:604] بها كلها، وهي ثلاثة آلاف ألف دينار، أو نحوها، فأتى مُعَلّى الطّائيّ قبل أن ينزل، فأنشده، وكان واجدًا عليه:
يا أعظمَ النّاسِ عفوًا عند مَقدرةٍ ... وأظلَمَ النّاس عند الْجُود بالمال
لو يصبحُ النِّيل يجري ماؤه ذَهَبًا ... لمّا أشرت إلى خزنٍ بمِثْقال
فضحك وسُرّ بها، واقترض عشرة آلاف دينار، فدفعها إليه.
وكان ابن طاهر عادلًا في الرعيّة، عظيم الهَيْبَة، حَسَن المذهب.
قال أحمد بن سعيد الرباطيّ: سمعته يقول: والله لا استجيز أن أقول إيماني كإيمان يحيى بن يحيى، وأحمد بن حنبل، وهؤلاء يقولان: إيماننا كإيمان جبريل وميكائيل.
وقال أبو زَكَريّا يحيى العَنْبريّ: سَمِعْتُ أبي يقول: خلّف ابن طاهر في بيت ماله أربعين ألف ألف درهم، هذا دون ما في بيت العامّة.
وقال أحمد بن كامل القاضي: مات عبد الله بن طاهر، وكان قد أظهر التَّوبة، وكسر الملاهي، وعمّر الرِّباطات بخُراسان، ووقف لها الوقوف، وافتدى الأسرى من التُّرْك بنحو ألفي ألف دِرهم.
وقال أبو حسّان الزّياديّ: مات بمرو في ربيع الأول سنة ثلاثين، مرض ثلاثة أيّام بحلْقه، يعني الخوانيق، وله ثمانٍ وأربعون سنة.(5/601)
213 - ق: عبد الله بن عاصم الحِمّانيّ، أبو سعيد الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
سَمِعَ: الحمَّادَين، ومحمد بن راشد المكحوليّ، وعبد الله بن المُثَنَّى الأنصاريّ، ومهديّ بن ميمون، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بن عبد الله بن حكيم الفرياناني، وأبو زُرْعة، وتَمْتَام، وأحمد بن سَيّار المَرْوَزِيّ، ومحمد بن أيوب الرازي، وخلق.
قال أبو حاتم، وغيره: صدوق.
روى له ابن ماجه حديثًا واحدًا.(5/604)
214 - عَبْد اللَّهِ بْنُ عَبْد الرَّحْمَن بْنِ يَزِيدَ بن مالك، أبو محمد الحجازيّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزيل بخارى. [ص:605]
سَمِعَ: مالكًا، وحمّاد بن زيد، وإسماعيل بن عيّاش فيما زعم.
وَعَنْهُ: محمد بن عثمان السّمسار، وإسحاق بن محمود البخاريّان.
قال صالح جزرة: كذاب، من أكذب خلق الله، وعامة أحاديثه بواطيل.(5/604)
215 - خ ن: عبد الله بن عبد الوهّاب الحَجَبيُّ البَصْريُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: مالك، وأبي عَوَانة، وحمّاد بن زيد، ويوسف بن الماجِشُون، والعطّاف بن خالد، ويزيد بن زريع، وطائفة.
وَعَنْهُ: البخاري، والنسائي، عن رجل عنه، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وعثمان بن خُرَّزاذ، وتَمْتَام، وأبو مسلم الكَّجّيّ، وأبو خليفة الْجُمَحيّ، ويوسف بن يعقوب القاضي، وخلْق.
وَثّقَهُ أبو حاتم، وجماعة.
توفي سنة ثمان وعشرين.(5/605)
216 - خ م د ت ن: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ جَبَلَة بْنِ أبي رَواد ميمون، وقيل: أيْمن، الأزْديّ العَتَكيّ، أبو عبد الرحمن، المروزي عبدان، [الوفاة: 221 - 230 ه]
أخو عبد العزيز بن شاذان، وهما سِبْطا عبد العزيز بن أبي رَوْاد.
سمع عبدان من شُعْبَة حديثًا واحدًا. وقال العبّاس بن منصور: سمع عبدان من شُعْبَة أحاديث دون العشرة، ومن أبيه، وأبي حمزة محمد بن ميمون السُّكَّريّ، ومالك بن أنس، وعيسى بن عُبَيْد الكِنْديّ، وعبد الله بن المبارك، وحمّاد بن زيد، ويزيد بن زريع، وخلق.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي عن رجل عنه، وأحمد بن محمد بن شَبُّويْه، وأحمد بن سَيّار، ومحمد بْن عليّ بْن الحَسَن بْن شقيق، وأبو الموجّه محمد بن عَمْرو، والعبّاس بن مُصْعَب، والقاسم بن محمد بن الحارث، وأبو علي محمد بن يحيى اليَشْكُريّ المَرْوَزِيّون، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، وعُبَيْد الله بن واصل البخاريّ، ومحمد بن عَمْرو قَشْمرد، ويعقوب الفَسَويّ، وخلْق.
وكان ثقة إمامًا.
قال أحمد بن عبدة الآمُلي: تصدّق عَبْدان في حياته بألف ألف درهم، وكَتب كُتب ابن المبارك بقلم واحد. [ص:606]
قال: وقال عبدان: ما سألني أحد حاجة إلّا قمت له بنفسي فإنْ تمّ، وإلّا قمت له بمالي، فإن تمّ، وإلّا استعنت بالإخوان، فإنْ تم وإلّا استعنت بالسُّلطان.
وعن أحمد بن حنبل قال: ما بقي إلّا الرحلة إلى عبدان بخراسان.
وقال الحاكم: هو إمام بلده في الحديث، سمع من شعبة أحاديث دون العشرة، ولم يعقب. وَرِثَه أخوه، وقد ولّاه ابن طاهر قضاء الْجَوْزجان، ثمّ استعفى فأُعْفي.
قلت: تُوُفّي عَبْدان في أواخر شَعْبان سنة إحدى وعشرين، وله ستٍّ وسبعون سنة.
وأما:(5/605)
• - عبدان بن محمد المَرْوَزِيّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
فآخر من طبقة عَبْدان الأهوازيّ، كتبَ عنه الطبراني، وغيره.
ومات هذا سنة ثلاث وتسعين ليلة عرفة، وسوف يأتي.(5/606)
217 - ع: عبد الله بن عَمْرو بن أبي الحَجّاج ميسرة، أبو معمر التميمي المنقري، مولاهم، البَصْريُّ المُقْعَد. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: أبي الأشهب جعفر بن حيان العُطَارِديّ، وعبد الوارث بن سعيد، وعَبْثَر بن القاسم، وجرير بن عبد الحميد، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، والباقون بواسطة، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، وعبد الله الدّارميّ، وأحمد بن محمد البرتيّ القاضي، وأبو زُرْعة، وعثمان بن خُرَّزاذ، وخلْق.
وكان راوية عبد الوارث، وليس له في الكُتُب السّتّة شيء عن غيره.
قال أحمد بْن أَبِي خَيْثَمَة، عَنِ ابن مَعِين: ثقة، ثَبْت.
وقال يعقوب بْن شَيبة: كَانَ ثقة ثبتًا، صحيح الكتاب، وكان يقول بالقَدَر.
وقال أبو داود: أبو مَعْمَر أثبت من عبد الصَّمَد بن عبد الوارث مرارا. [ص:607]
وقال أبو حاتم: صَدُوق متقِن، غير أنّه لم يكن يحفظ. وكان له قدْر عند أهل العِلْم.
وقال أبو زُرْعة: كان ثقة حافظًا.
قال البخاريّ، وغيره: تُوُفّي سنة أربعٍ وعشرين ومائتين.(5/606)
218 - عبد الله بن عيسى الطُّفَاويّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: مِسْمَع بن عاصم، ويوسف بن عطيّة.
وَعَنْهُ: أبو بَكْر بْن أبي الدُّنيا، وأبو حاتم، وعبد الله بن أحمد الدَّوْرقيّ، وجماعة.(5/607)
219 - عبد الله بن أبي عَرابة الشّاشيّ الحافظ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
من عُلماء الحديث.
سَمِعَ: ابن عُيَيْنة، ووَكِيعًا، وطبقتهما.
وَرَوَى عَنْهُ وَعَنْ أخيه سَلْم: المحدِّث خَلَف بن عامر البخاريّ، وغيره.
ذكره السُّلَيْمَانيّ.(5/607)
220 - عبد الله بن الفرج أبو محمد القنطريّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
أحد العلماء العُبّاد ببغداد،
كان بِشْر الحافي يزوره ويَوَدُّه، وله كلام نافع،
حكى عنه: محمد بن الحسين البرجلاني، وأحمد بن محمد اليتاخي، وعلي بن الموفق، وغيرهم.(5/607)
221 - خ د ت: عبد الله بن محمد بن حُمَيْد، أبو بكر بن أبي الأسود الحافظ البَصْريُّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
ابن أخت عبد الرحمن بن مهدي.
ولي قضاء همذان،
وَحَدَّثَ عَنْ: مالك، وأبي عَوَانة، وعبد الواحد بن زياد، وجعفر بن سليمان، وجدّه أبي الأسود حُمَيْد بن الأسود، ومُعْتَمِر بن سليمان، ويزيد بن زُرَيْع، وحاتم بن إسماعيل، وخلْق.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، والترمذي عن رجلٍ عنه، وإبراهيم الحربيّ، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وابن أبي الدُّنيا، وعثمان بن خُرَّزاذ، ويعقوب الفَسَويّ، وطائفة.
وسمع وهو صغير باعتناء خاله. [ص:608]
قال عبد الخالق بن منصور، عن ابن مَعِين: لا بأس به، ولكنّه سمع من أبي عوانة وهو صغير. وقد كان يطلب الحديث.
وقال الخطيب: سكن بغداد، وكان حافظًا متقِنًا.
وقال أبو حسّان الزياديّ، وغيره: مات في جُمادَى الآخرة سنة ثلاثٍ وعشرين، وهو ابن ستين سنة.(5/607)
222 - خ ت: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن جعفر بن اليَمَان بن أخنس بن خُنَيْس، الحافظ أبو جعفر الْجُعْفيّ البخاريّ المُسْنَديّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
لقب بذلك لأنه كان يعتني بالمُسْنَد، ويزهد في المُرْسَل. وعلى يد جدّه الأعلى يَمَان بن أخنس أسلَم المغيرة جدّ أبي عبد الله البخاريّ.
سَمِعَ: عبد الله من سُفْيان بن عُيَيْنة، وإسحاق الأزرق، ومروان بن معاوية، وعبد الرحمن بن مهديّ. ورحل إلى عبد الرّزّاق، وإلي سعيد بن أبي مريم، وعمرو بن أبي سلمة. وأقدم شيخ لقي الفضيل بن عياض.
وَعَنْهُ: البخاري، والترمذي عن البخاريّ عنه، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، وعُبَيْد الله بن واصل، وأحمد بن سَيّار المَرْوَزِيّ، وآخر من حَدَّثَ عَنْهُ مُحَمَّد بْنُ نصر المَرْوَزِيُّ الفقيه.
قال أبو حاتم: صَدُوق.
وقال أحمد بن سَيّار: غاب أبو جعفر عن بلده، وأقام في طلب الحديث في الآفاق. وكان يُلَّقْب بالمُسْنَديّ، وهو من المعروفين من أهل العدالة والصِّدق، صاحب سُنَّةٍ وجماعة وإتقان. رأيته بواسط حسن القامة، أبيض الرأس واللحية. ورجع إلى بخارى، ومات بها.
قال البخاري: مات لست بقين من ذي القعدة سنة تسع وعشرين.
وقال الحاكم: هو إمام الحديث في عصره بما وراء النهر بلا مدافعة، وأستاذ أبي عبد الله البخاري. [ص:609]
وعن خلف بن عامر، عن البخاريّ قال: قال لي الحَسَن بن شُجاع: أنت مِن أين يفوتك الحديث، وقد وقعت على هذا الكنز، يعني: المُسْنَدي.
وعن المُسْنَدي قال: ودّعت الفُضَيْل، فقلت: أوصِني، قال: كن ذَنَبًا ولا تكن رأسا.(5/608)
223 - ن: عبد الله بن محمد بن الربيع، أبو عبد الرحمن العائذي الكرماني، ثم الكُوفيُّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزيل المِصّيصة، وقد يُنْسَب إلى جدّه.
سَمِعَ: عبد العزيز بن أبي حازم، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْديّ، وعليّ بن مُسْهِر، وجرير بن عبد الحميد، وعبّاد بن العوام، وابن المبارك، وطبقتهم،
وَعَنْهُ: إبراهيم الْجُوزَجَانيّ، وأحمد بن أبي خَيْثَمة، والدّارميّ، وأبو حاتم، وعبد الكريم الدِّيرعَاقُوليّ، وجماعة.
قال أبو حاتم: ثقة صَدُوق مأمون.
قلت: له في النَّسائيّ حديث واحد.(5/609)
224 - عبد الله بن محمد بن هارون التُّوزيّ القُرَشيّ، مولاهم، النَّحْويّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
قرأ كتاب سِيبَويْه على أبي عُمَر الْجَرْميّ، وحمل عن الأصْمَعيّ، وغيره.
قال أبو العبّاس المبرِّد: ما رأيتُ أحدًا أعلم بالشِّعر منه، وله كتاب " الخيل "، وكتاب " فعلت وأفعلت "، وغير ذلك.
تُوُفّي سنة ثلاثين، وهو كَهْل.(5/609)
225 - عبد الله بن مروان، أبو شيخ الحراني. [الوفاة: 221 - 230 ه]
حَدَّثَ ببغداد عَنْ: زُهَير بن معاوية، وعيسى بن يونس.
رَوَى عَنْهُ: أبو حاتم الرازي، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، وإسحاق بن الحسن الحربي. [ص:610]
وثقه أبو حاتم.(5/609)
226 - عبد الله بن مروان بن معاوية الفزاري. [أبو حُذَيْفة] [الوفاة: 221 - 230 ه]
رَوَى عَنْ: أبيه، وَرَوَى عَنْ: سُفْيان بن عُيَيْنة، وجماعة،
يُكنَّى أبا حُذَيْفة.
رَوَى عَنْهُ: ابن أبي الدُّنيا، والبَغَويّ.
وكان ثقة.(5/610)
227 - خ م د ت ن: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَة بن قَعْنَب، الإمام أبو عبد الرحمن الحارثي القعنبي المدني، [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزيل البصرة ثمّ مَكّة.
ولد بعد الثلاثين ومائة،
وسمع من صغار التّابعين،
سَمِعَ: أفلح بن حُمَيْد، وشُعْبَة، وابن أبي ذئب، وأسامة بن زيد بن أسلم، ومالكًا، والحَّمادين، وداود بن قيس الفرّاء، وَسَلَمَةَ بن وردان، والَّليْث بن سَعْد، ويزيد بن إبراهيم التُّسْتَريّ، ونافع بن عمر الجمحي، وخلقا.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، وأبو داود، ومسلم أيضا، والترمذي، والنسائي عن رجلٍ عنه، وعبد الله بن داود الخُرَيْبيّ، وهو أكبر منه، ومحمد بن عبد الله بن سنجر الحافظ، ومحمد بْن يحيى الذُّهليّ، ومحمد بْن عَبْد الله بْن عَبْد الحَكَم، وهلال بن العلاء، وعبد بن حُمَيْد، وعَمْرو بن منصور النَّسائيّ، وأبو زُرْعة الرّازيّ، ومحمد بن غالب تَمْتَام، وإسماعيل القاضي، ومحمد بن أيوب بن الضُّرَيْس، ومحمد بن عليّ الصائغ، ومحمد بن مُعَاذ دُرّان، ومُعَاذ بن المُثَنَّى، وأبو مسلم الكَّجّيّ، وأبو خليفة الفضل بن الحُبَاب، وخلْق سواهم.
قال أبو زُرْعة: ما كتبتُ عن أحدٍ أجلّ في عيني من القَعْنَبيّ.
وقال أبو حاتم: ثقة حجّة لم أر أخشع منه. سألناه أن يقرأ علينا " المُوَطّأ "، فقال: تعالوا بالغداة، فقلنا: لنا مجلسٌ عند حَجَّاج، قال: فإذا فرغتم منه، قلنا: نأتي مسلم بن إبراهيم، قال: فإذا فرغتم، قلنا: نأتي أبا حُذَيْفة، قال: فبعد العَصْر، قلنا: نأتي عارِمًا، قال: فبعد المغرب، فكان يأتينا [ص:611] بالليل، فيخرج علينا وعليه كبل، ما تحته شيء في الصّيف، فكان يقرأ علينا في الحَرّ الشّديد حينئذٍ.
وقال ابن مَعِين: ما رأيت رجلًا يُحَدِّث لله إلّا وكيعا، والقعنبي.
وقال الحافظ أبو عمرو الجيزي أحمد بن محمد: سَمِعْتُ أبي يقول: قلت للقَعْنَبيّ: ما لك لا تروي عن شُعْبَة غير هذا الحديث؟ قال: كان شُعْبَة يستثقلني، فلا يحدثني.
وقال الخريبيّ، مع جلالته وفَضله: حدَّثني القَعْنَبيّ، عن مالك، وهو واللهِ عندي خيرَ من مالك.
وقال أبو حفص الفلّاس: كان القَعْنَبيّ مُجاب الدَّعوة.
وقال عثمان بن سعيد الدارمي: سَمِعْتُ ابن المَدِينيّ، وذكر أصحاب مالك، فقيل له: معن، ثم القعنبي، قال: لا، بل القَعْنَبيّ، ثمّ مَعّن.
وقال محمد بن عبد الوهّاب الفرّاء النَّيْسَابوريّ: سمعتهم بالبصرة يقولون: عبد الله بن مَسْلَمَة من الأبدال.
وقال إسماعيل القاضي: كان القَعْنَبيّ من المجتهدين في العبادة.
وقال إمام الأئمة ابن خُزَيْمة: سَمِعْتُ نصر بن مرزوق يقول: أثبت النّاس في " المُوَطّأ ": القَعْنَبيّ، وعبد الله بن يوسف التِّنِّيسيّ بعده.
وقال إسماعيل القاضي: كان القَعْنَبيّ لا يرضى قراءة حبيب، فما زال حَتّى قرأ بنفسه " المُوَطّأ " على مالك.
وقال محمد بن سعد: كان القَعْنَبيّ عابدًا فاضلًا، قرأ على مالك كُتُبَه.
وقال أبو بكر الشيرازي في كتاب " الألقاب ": سمعت أبا إسحاق المستملي قال: سمعت أحمد بن منير البلخي، قال: سَمِعْتُ حمدان بن سهل البَلْخيّ الفقيه يقول: ما رأيت أحدًا إذا رُؤي ذُكر الله إلّا القَعْنَبيّ رحمه الله، فإنّه كان إذا مرّ في مجلسٍ يقولون: لا إله إلّا الله.
وقيل: كان يسمى الراهب لعبادته وفضله. [ص:612]
وروى عبد الله بن أحمد بن الهيثم، عن جدّه قال: كنّا إذا أتينا القَعْنَبيّ خرج إلينا كأنه مُشْرفٌ على جهنّم.
وقال محمد بن عبد الله الزهيري، عن الحُنَيْني: كنّا عند مالك بن أنس، فقدِم ابن قَعْنَب من سَفَر، فقال مالك: قوموا بنا إلى خير أهل الأرض.
وقال الحاكم: قال الدارقطني: يُقَدَّم في " المُوَطّأ " مَعّن، وابن وَهْب، والقَعْنَبيّ. قال: وأبو مُصْعَب ثقة في " المُوَطّأ ".
قلت: لم يَرْوِ عن القَعْنَبيّ، عن شُعْبَة سوى حديث واحد؛ لأنّه أدركه في آخر أيّامه، وروى بعضهم لذلك قصّةً لا تصحّ.
تُوُفّي القَعْنَبيّ في المحرم سنة إحدى وعشرين، وقد سمع منه مسلم في أيّام الموسم سنة عشرين، وهو أكبر شيخ له، وآخر من روى حديثه عاليًا أبو الحسن ابن البخاريّ، كان بينه وبينه خمسٍ أنفُس.
وسمعنا " المُوَطّأ " من روايته بِعُلُوّ المَرّة الأولى ببَعْلَبَكّ، والثّانية بحلب.(5/610)
228 - عبد الله بن مهديّ، أبو محمد العامريُّ النَّيْسَابوريُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
في أعقابه جماعة فُضَلاء بنَّيْسَابور.
سَمِعَ مِنْ: خارجه بن مُصْعَب، وابن المبارك، وأصرم بن عتّاب.
وَعَنْهُ: حفيده محمد بن فور، وسهل بن عمّار العَتَكيّ، ومحمد بن زيد السُّلَميّ.
تُوُفّي سنة خمسٍ وعشرين.(5/612)
229 - عبد الأحد بن الَّليْث بن عاصم، أبو زُرْعة القِتْباني المِصْريُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
شيخٌ نبيل.
رَوَى عَنْ: حَيْوَة بن شُرَيح، ويحيى بن أيّوب، ومالك بن أنس، وعثمان بن الحكم، روى عنه .... .
قال ابن يونس: مات في رجب سنة ثمان وعشرين، عن بِضْعٍ وثمانين سنة.(5/612)
230 - عبد الأعلى بن عبد الواحد البُرُلُّسيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: ضمام، وزين بن شُعَيْب.
تُوُفّي سنة ثلاثين ومائتين.(5/613)
231 - عبد الباقي بن عبد السّلام المِصْريُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: ضمام بن إسماعيل، وابن وَهْب.
مات بعد العشرين ومائتين.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن إسحاق الصَّاغانيّ، وغيره.(5/613)
232 - عبد الجبار بن سعد بن سليمان المساحقي الفقيه المدني، [الوفاة: 221 - 230 ه]
صاحب مالك.
روى عنه، وعن ابن أبي ذئب.
وَعَنْهُ: إسماعيل القاضي، وغيره.
وولي قضاء المِصِّيصة، وعاش بضعًا وثمانين سنة.
قال مُصْعَب الزُّبَيْريّ: كان أجمل قُرَشيّ وجهًا، وأحسنهم لسانًا، رحِمه الله. وقال: تُوُفّي سنة ستٍّ وعشرين ومائتين.
وقال ابن سَعْد: سنة تسع وعشرين.(5/613)
233 - عبد الحميد بن بكّار، أبو عبد الله السُّلَميّ الدِّمشقيُّ، ثمّ البيروتيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
قرأ القرآن على أيوب بن تميم.
وَرَوَى عَنْ: سعيد بن عبد العزيز الفقيه، وسعيد بن بشير، والهِقْل بن زياد، والوليد بن مسلم، وغيرهم.
وَعَنْهُ: أبو داود في كتاب " المراسيل "، وسَعْد بن محمد البيروتيّ، والعبّاس بن الوليد البيروتيّ، وقرأ عليه العبّاس بحرف ابن عامر.
وَرَوَى عَنْهُ أيضًا: يعقوب الفَسَويّ، وأحمد بن المعلى القاضي، وأبو عَبْد الملك أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم البُسْريّ، وأبو زرعة الرازي، وطائفة.(5/613)
234 - ن: عبد الحميد بن صالح، أبو صالح البُرْجُميُّ الكُوفيُّ المقرئ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
قرأ على: أبي بكر بن عيّاش، وعلى أبي يوسف الأعشى. قرأ عليه جعفر بن عنبسة، وإسماعيل بن عليّ الخيّاط.
وكان يؤم بمسجد بني شيطان.
وَحَدَّثَ عَنْ: زُهَير بن معاوية، وقيس بن الربيع، وحبّان بن عليّ، وعاصم بن محمد العُمَريّ، وأبي بكر النَّهْشَليّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بن أبي غَرَزَة، والحسين بن إسحاق التُّسْتَريّ، وعبّاس الدُّوريّ، ومطين، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وموسى بن إسحاق الأنصاريّ، وجماعة.
قال مُطَيَّن: مات سنة ثلاثين.
وقال أبو حاتم: صَدُوق.(5/614)
235 - عبد الحميد بن أبي طالب، أبو يزيد البَصْريُّ، واسم أبيه حمّاد. [الوفاة: 221 - 230 ه]
رَوَى عَنْ: عبد الله بن المُثَنَّى، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وعبد العزيز بن مسلم، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو حاتم، وأبو زُرْعة.(5/614)
236 - عبد الرحمن بن بُجَيْر الكلاعي. [الوفاة: 221 - 230 ه]
قال ابن يونس: ثقة شريف مصري.
رَوَى عَنْ: يحيى بن أيّوب، ومالك بن أنس.
تُوُفّي سنة إحدى وعشرين.
وَعَنْهُ: ابنه محمد، وابنه غير مأمون.(5/614)
237 - عبد الرحمن بن بكر الطبريّ الآمُليّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: شَرِيك، وعبد الواحد بن زياد، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو زُرْعة، وأبو حاتم.
وهو صدوق.(5/614)
238 - م: عبد الرحمن بن بكر بن الربيع بن مسلم القرشي الجمحي الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه][ص:615]
عَنْ: جدّه، والنَّضْر بن إسماعيل، ومحمد بن حمران القيسي.
وَعَنْهُ: مسلم، وأحمد بن داود المكّيّ، وأبو زرعة الرازي، ومحمد بن غالب تمتام، وأبو خليفة، وجماعة.
قال أبو حاتم: محله الصدق.
وقال ابن عساكر: مات سنة ثلاثين.(5/614)
239 - عبد الرحمن بن أبي جعفر الدمياطي الفقيه، أبو محمد [الوفاة: 221 - 230 ه]
مولى بني مخزوم.
أخذ عَنْ: ابن وَهْب، وأشهب، وابن القاسم، وابن نافع، وعبد الملك بن الماجِشُون، وبَرَع في رأي مالك، وَحَدَّثَ عَنْ: أبي ضمرة، وغيره.
وله مسائل تُسَمّى " الدِّمياطيّة ".
رَوَى عَنْهُ: يحيى بن عمر، وغيره.
تُوُفّي سنة ستٍّ وعشرين ومائتين، وآخر من حَدَّث عنه أحمد بن حمّاد زُغْبة.(5/615)
240 - عبد الرحمن بن الحَكَم بن بشير الرّازيّ الحافظ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
رأى زَكَريّا بن سلّام العُتْبيّ نزيل الرَّيّ،
ثمّ حَمَلَ عَنْ: عتّاب بن أَعْيَن صاحب الأعمش، وجرير بن عبد الحميد، ونوفل بن مُطَهّر، وحَكّام، وأبي بكر بن عيّاش، وابن عُيَيْنة، وحفص بن غياث، وخلق.
وَعَنْهُ: محمد بن مهران الجمال، وابن وارة، وأبو زرعة، وآخرون.
قال ابن واره: كان أعلم الناس بشيوخ الكوفيين.
وقال إبراهيم بن موسى الفراء: ما رأيت أحدا أفهم بمشيخة أبي إسحاق السبيعي من عبد الرحمن بن الحكم.(5/615)
241 - عبد الرحمن بن شريك بن عبد الله النخعي الكُوفيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
لا نعلمه رَوَى عَنْ غير أبيه.
وَرَوَى عَنْهُ: البخاريّ في كتاب " الأدب "، ومحمد بْن عبد الله بْن نُمَيْر، ومحمد بن عُبَيْد بن عُتْبَة الكِنْديّ، وابن أخيه [ص:616] محمد بن بِشْر بن شَرِيك، وإبراهيم بن أبي بكر بن أبي شَيْبَة، وجماعة.
قال أبو حاتم: واهي الحديث.
وقال ابن حِبّان: ربّما أخطأ، وذكره في " الثّقات ".
قال ابن عقدة: تُوُفّي سنة سبْعٍ وعشرين.(5/615)
242 - عبد الرحمن بن الضّحّاك، أبو سُلَيم، ويقال: أبو مسلم البَعْلَبَكّيّ القارئ المعروف بابن كِسْرَى. [الوفاة: 221 - 230 ه]
رَوَى عَنْ: سُفْيان بن عُيَيْنة، وسُوَيْد بن عبد العزيز، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو حاتم الرّازيّ، وعَمْرو بن عيسى الحمصيّ، وأبو المنذر محمد بن سُفْيان.
قال أبو حاتم: محله الصدق.(5/616)
243 - خ ن: عبد الرحمن بن عبد الملك بن شَيْبَة الحزامي، مولاهم المَدنيّ أبو بكر. [الوفاة: 221 - 230 ه]
سَمِعَ: ابن أبي فُدَيْك، والوليد بن مسلم، وأبا نُبَاتَة يونس بن يحيى المَدنيّ، وعبد الله بن نافع الصّائغ، وعبد الرحمن بن المغيرة بن عبد الرحمن الحزاميّ، وجماعة. وقيل: إنّه روى عن هشيم بن بشير، وفيه نظر.
وَعَنْهُ: البخاري، والنسائي عن رجلٍ عنه، والفضل بن محمد الشَّعرانيّ، وأبو زُرْعة الرّازيّ، وأبو مَعِين الرّازيّ، ومحمد بن يزيد الأسفاطيّ.
قال أبو حاتم الرّازيّ: كان يختلف إلى عبد العزيز الأُوَيْسيّ وهو شابّ يكتب عنه، فرآه أبو زُرْعة فسمع منه.
وقال أبو زُرْعة: لم يكن بين تحديثه وبين موته كبير شيء، اختلفتُ إلى بيته عشرين ليلة أنظرُ في كُتُبه.
وقال أبو بكر بن أبي داود: ضعيف.(5/616)
244 - عبد الرحمن بن عبيد الله بن محمد بن عائشة. [الوفاة: 221 - 230 ه]
شاعر محسن ظريف أديب. توفي في حياة والده ببغداد، فقدِم أبوه من البصرة لأجل ميراثه في سنة سبع وعشرين.(5/617)
245 - خ د ن: عبد الرحمن بن المبارك البَصْريُّ الخُلْقانيّ، العَيْشيّ الطُّفَاويّ، ويقال: السَّدُوسيّ؛ أبو بكر، ويقال: أبو محمد. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: وُهَيْب بن خالد، ومهدي بن ميمون، وأبي عَوَانة، وحمّاد بن زيد، وحزم القُطَعيّ، وطائفة.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، والنسائي عن رجلٍ عنه، وحرب الكِرْمانيّ، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، ومحمد بن أيّوب الرَّازيّون، ومحمد بن محمد التمار، وأبو خليفة الْجُمَحيّ، وأحمد بن داود المكّيّ، وأبو مسلم الكَّجّيّ، وخلْق.
قال أبو حاتم: ثقة.
وقال ابن عساكر: تُوُفّي سنة ثمانٍ، وقيل: سنة تسْعٍ وعشرين.(5/617)
246 - عبد الرحمن بن محمد بن عَلْقَمَة، أبو أُمَيّة الفَرَضيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
بصْريّ مستور.
يَرْوِي عَنْ: شُعْبَة، ومبارك بن فَضَالةِ.
وَعَنْهُ: سوار بن عبد الله القاضي.
قال خليفة: مات أبو أمية سنة ثلاث وعشرين ومائتين.(5/617)
247 - د: عبد الرحمن بن مقاتل، أبو سهل التُّسْتَريّ، ثم الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
خال القَعْنَبيّ.
عَنْ: مالك بن أنس، وعبد الرحمن بن أبي الموال، وعبد الله بن عمر العمري.
وَعَنْهُ: أبو داود، وعلي بن عبد العزيز البَغَويّ، ومعاذ بن المثنى، وأبو خليفة الجمحي. [ص:618]
قال أبو حاتم الرازي: صدوق.(5/617)
248 - عبد الرحمن بن موسى الهواري، أبو موسى الأندلسي الفقيه. [الوفاة: 221 - 230 ه]
رحل في العلم، وأخذ عن مالك، وسُفْيان بن عُيَيْنة، ودخل العراق، وأخذ العربية عن أبي زيد الأنصاريّ، والأصْمَعيّ، وأحكم عِلْم اللّسان، وصدر إلى بلاده، فغرقت كُتُبُه في البحر، فجاء أهل أسْتِجَةَ يهنُّونه بالسّلامة، ويُعَزّونه في كُتُبه، فقال: ذهب الخَرْج وبقى الدَّرْج، وكان حافظًا، وعَنَى بالدَّرْج ما في صدره.
وكان متضلّعًا من القراءات والتّفسير، وغير ذلك.
رَوَى عَنْهُ تفسيره محمد بن أحمد العتبي.
وحكى محمد بن عمر بن لبابة، عن العتبي قال: كان أبو موسى الأسْتِجيّ إذا قدِم قُرْطُبَة لم يُفْتِ يحيى بن يحيى، ولا عيسى، ولا سعيد بن حسّان حَتّى يرحل عنها.
قلت: عيسى هو ابن دينار صاحب ابن القاسم، وهو أقدم موتًا من أبي موسى رحمهما الله.(5/618)
249 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أبي المهاجر الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: المّنْكَدِر بن محمد بن المّنْكَدِر، وسُفْيان بن عيينة، والوليد بن مسلم.
وَعَنْهُ: أبو حاتم، والفَسَويّ، وعثمان بن سعيد الدّارميّ، وأحمد بن إبراهيم البُسْريّ، وجماعة.
وكان من علماء دمشق الكبار.
قال أبو حاتم: ما بحديثه بأس.
وقال غيره: تُوُفّي سنة سبْعٍ وعشرين.(5/618)
250 - خ: عبد الرحمن بن يونس، أبو مسلم الروميّ المُسْتَمْليّ البَغْداديُّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
مولى أبي جعفر المنصور.
كان يستملي على سُفْيان بن عُيَيْنة فروى عنه،
وعَنْ: حاتم بن إسماعيل، وابن فُضَيْل، ومحمد بن أبي فديك، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، وإبراهيم الحربيّ، وعباس الدوري، وحنبل بن إسحاق، وآخرون.
قال أبو حاتم: صدوق.
وأما أبو العباس السراج، فقال: سألت أبا يحيى صاعقة عنه، فلم يرضه في الحديث، وأراد أن يَتَكَلَّم فيه فقال: استغفر الله.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: لَيْسَ بِالْمَتِينِ عِنْدَهُمْ.
وقال محمد بن سَعْد: أخبرني أنّه ولد سنة أربعٍ وستين ومائة ومات فجاءة في عاشر رجب سنة أربعٍ وعشرين.
وكذا ورّخه أحمد بن أبي خَيْثَمة، وحاتم بن الَّليْث.(5/619)
251 - عبد الرحيم بن محمد بن زيد السُّكَّريّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: أبي بكر بن عيّاش.
وَعَنْهُ: أبو الآذان عُمَر بن إبراهيم، وإبراهيم بن موسى وغيرهما.
وثقه الدارقطني.(5/619)
252 - د: عبد الرزاق بن عمر الدمشقي العابد، [الوفاة: 221 - 230 ه]
أحد الأولياء.
رَوَى عَنْ: مدرك بن أبي سَعْد الفَزَاريّ، ومحمد بن القاسم بن سميع، ومبشّر الحلبيّ.
وَعَنْهُ: حفيده أحمد بن عبد الله بن عبد الرّزّاق، وأبو حاتم، وأبو زُرْعة الدِّمشقيُّ، ويزيد بن محمد بن عبد الصَّمَد.
أخرج أبو داود حديثًا عن رجل عنه.
قال أبو حاتم: كان فاضلًا متعبّدًا صدوقًا، يعدّ من الأبدال. [ص:620]
وقال أبو داود: كان مِن ثقات المسلمين، رحِمه الله تعالى.(5/619)
253 - عبد الرّزّاق بن عُمَر بن بزيع البَزِيعيّ الشَّرَويّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: ابن المبارك، ويحيى بن أبي زائدة.
وَعَنْهُ: إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شَيْبَة، ومحمد بن عُبَيْد بن عُتْبَة الكِنْديّ، وقال: كان من خيار الناس.(5/620)
254 - خ د: عبد السّلام بن مُطَهّر بن حسام بن مِصَكّ بن ظالم بن شيطان، أبو ظَفَر الأزدي الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: شُعْبَة، ومبارك بن فَضَالَةَ، وجرير بن حازم، وموسى بن خَلَف العَمِّيّ، وسليمان بن المغيرة، وجماعة يسيرة.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، وإبراهيم الحربي، وأحمد بن أبي خيثمة، وأحمد بن داود المكي، وإسماعيل سمويه، وعثمان بن خرزاذ، ومحمد بن حيان المازني، وأبو خليفة، وخلق.
وقد روى أبو داود، عن مُحَمَّد بْنُ المثني، عَنْهُ أيْضًا.
قَالَ أبو حَاتِم: صَدُوق.
وقال أبو دَاوُد: مات في رجب سنة أربعٍ وعشرين.(5/620)
255 - عبد الصَّمَد بن عبد الكريم القُدسيّ المُطَّوِّعيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: أبي المَلِيح الرَّقّيّ، وعُبَيْد الله بن عَمْرو، وهُشَيْم، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو حاتم، لقيه سنة عشرين ومائتين.(5/620)
256 - عبد الصَّمَد بن داود بن مِهران الحرّانيّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
أخو أبي صالح.
ولد بإفريقية، وسمع من زُهَير بن معاوية.
تُوُفّي سنة إحدى وعشرين ومائتين.(5/620)
257 - ق: عبد العزيز بن الخطّاب، أبو الحَسَن الكُوفيُّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزيل البصرة.
عَنْ: شُعْبَة، والحَسَن بن صالح، ومحمد بن إسماعيل بن رجاء الزُّبَيْديّ، [ص:621] وأبي مَعْشَر نَجِيح، وقيس بن الربيع، وجماعة.
وَعَنْهُ: عَمْرو بن عليّ الفلّاس، وأحمد بن الأزهر، وأبو قلابة الرِّقاشيّ، وإبراهيم بن دِيزِيل، وأبو مسلم الكَّجّيّ، والعبّاس بن الفضل الأسفاطيّ، وعثمان بن خرزاذ، ومحمد بن حيان المازني، وخلْق.
قال أبو حاتم: صَدُوق.
وقال الفلّاس: ثقة.
وقال أبو داود: مات في ذي القعدة سنة أربعٍ وعشرين.(5/620)
258 - عبد العزيز بن داود الحَرانيُّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
أخو عبد الغفار الآتي عن قريب.
سَمِعَ: زُهَير بن معاوية، وحمّاد بن سَلَمَةَ.
وَعَنْهُ: أبو حاتم الرّازيّ، لَقِيه بِحّران، وأبو شُعَيْب عبد الله بن الحَسَن الحَرّانيّ.
وَثّقَهُ أبو حاتم.
وقال أبو عُرْوَبة: تُوُفّي سنة أربع وعشرين ومائتين.(5/621)
259 - خ ن: عبد العزيز بن عثمان بن جَبَلَة، أبو الفضل الأزدي المروزي، شاذان، [الوفاة: 221 - 230 ه]
أخو عَبْدان.
رَوَى عَنْ: أبيه فقط.
وَعَنْهُ: ابنه خلف، ورجاء بن مرجى الحافظ، وأحمد بن سَيّار الحافظ، وأبو عليّ محمد بن يحيى المَرْوَزِيّ الصّائغ.
ولد سنة ثمان وأربعين ومائة، ومات في المحرم سنة تسع وعشرين بعد عَبْدان بثمان سنين.
روى البخاريّ والنَّسائيّ عن الصّائغ عنه.(5/621)
260 - عبد العزيز بن موسى، أبو رَوْح اللاحونيُّ البَهْرانيُّ الحِمْصيُّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
ابن عمّ أبي اليَمَان. [ص:622]
سَمِعَ: أبا عوانة، وحمّاد بن زيد، وخالد بن عبد الله، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بن عوف الطائي، وعبد الكريم الديرعاقولي، وأحمد بن عبد الوهاب الحوطي، وأبو حاتم، وقال: كتبت عنه بسلمية، وهو ثقة مأمون.
قلت: لم يخرجوا له.(5/621)
261 - ن: عبد العزيز بن أبي سَلَمَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَبُو عَبْدِ الرحمن العُمَريُّ المدنيُّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزيل بغداد.
وَحَدَّثَ عَنْ: إبراهيم بن سَعْد، وأبي أويس عبد الله الأصبحيّ.
وَعَنْهُ: إبراهيم بن الحارث العُباديّ، وأبو زُرْعة، وموسى بن هارون، وأبو بكر أحمد بن علي المروزي، وأبو يعلى.
قال الدَّارَقُطْنيّ: ليس به بأس.
قلت: وروى النسائي حديثًا عن المَرْوَزِيّ عنه، وقع لنا عاليًا بدرجتين.(5/622)
262 - خ د ن ق: عبد الغفار بن داود بن مِهْران بن زياد، أبو صالح البكري الحراني، [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزيل مصر.
عَنْ: حمّاد بن سَلَمَةَ، وزُهَير بن معاوية، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ لَهِيعَةَ، وعبد الله بن عيّاش القِتْبانيّ، ويعقوب بن عبد الرحمن القاري، وإسماعيل بن عيّاش، وأبي المُلَيْح الرَّقّيّ، وخلْق.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه عن رجلٍ عنه، وأبو بكر الأثرم، وأبو زُرْعة الدِّمشقيُّ، وعبد الله بْن حمّاد الآمُليّ، ومحمد بْن عَوْف الطّائيّ، وعثمان بن سعيد الدارمي، ومحمد بن عمرو بن نافع الطّحّان، والمِقْدام بن داود الرُّعَيْنيّ، وموسى بن عيسى بن المنذر الحمصيّ، ويحيى بن أيّوب العلّاف، ويحيى بن [ص:623] عثمان السَّهْميّ، وأحمد بن حمّاد زُغْبَة، وخلْق.
وكان أحد العلماء والرؤساء.
قال ابن يونس: كانت أمّه من أهل البصرة بنت سعيد بن يزيد الأزدي، فخرج به أبوه من إفريقية سنة إحدى وأربعين وهو طفل، فنشأ بالبصرة، وكتب بها الفقه والحديث، إلى أن رجع إلى مصر مع أبيه سنة إحدى وستين ومائة، وخرج إلى المغرب. وكان ثقة ثَبْتًا فَقيهًا على مذهب أبي حنيفة، وكان أحد وجوه أهل مصر. قدم المأمون مصر، فكان يُجَالسه وله معه أخبار.
قَالَ أبو حاتم: لا بأس بِهِ.
وقال أبو بكر الخطيب: ولد بإفريقية سنة أربعين ومائة، وخرج به أبوه وهو طفل إلى البصرة، فنشأ بها، وتفقَّه وسمع، ثمّ رجع إلى مصر مع أبيه، فسمع من الَّليْث بن سَعْد، وغيره.
وقال: دخلْتُ الإسكندريّة، فسلّمتُ على موسى بن عليّ بن رباح، وأعجلني السَّفَرُ، فلم أسمع منه، وفاتني، وسمع بالشام والجزيرة، واستوطن مصر، وكان يكره أن يقال له: الحَرّانيّ، وإنما سُمّي بذلك لأنّ أخويه عبد الله وعبد العزيز وُلِدَا بها، ولم يزالا بها، ولهما ثروة ونعمة، وأما أخَوَاه: عبد الخالق، وعبد الصمد، وهو فولدوا بإفريقية ثمّ تحوّلوا منها.
مات أبو صالح بمصر سنة أربعٍ وعشرين في شعبان، وغلط من قال: سنة ثمانٍ وعشرين.(5/622)
263 - عبد الغنيّ بن سعيد بن عبد الرحمن الثَّقَفيّ، مولاهم، المِصْريُّ، أبو محمد. [الوفاة: 221 - 230 ه]
رَوَى عَنْ: موسى بن عبد الرحمن الصنعاني كتاب " التّفسير " عن ابن جُرَيْج، وموسى متروك،
رواه عنه بكر بن سهل الدِّمْياطيّ.
قال ابن يونس: ضعيف الحديث.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وعشرين في رجب.(5/623)
264 - عبد الكبير بن المُعَافَى بن عِمران الأزديّ المَوْصِليّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
أحد الفُضَلاء، والزهاد.
رَوَى عَنْ: أبيه، وعن حماد، وجماعة. [ص:624]
وخرج إلى الثغر رافضا للدنيا، ونزل المصيصة مخمل الذكر، يبيع البقل.
رَوَى عَنْهُ: عثمان بن سعيد التنوخي، وغيره.
توفي سنة إحدى وعشرين.(5/623)
265 - خ: عبد المُتَعَالي بن طالب، أبو محمد الأنصاريّ الظفري البَغْداديُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: أبي عَوَانة، وإبراهيم بن سَعْد، وأبي المليح الرقي، وابن وهب.
وَعَنْهُ: البخاري، وأحمد بن حنبل، وابن أبي الدُّنيا، وعثمان بن سعيد الدارمي، وعبدان الأهوازي، وجماعة.
وقال عبد الخالق بن منصور، عن ابن مَعِين: ثقة.
مات سنة ست وعشرين.(5/624)
266 - م ن: عبد الملك بْن عبد العزيز بْن عَبْد المُلْك بْن ذَكْوان، وقيل: عبد الملك بن عبد العزيز بن الحارث، أبو نصر القُشَيْريّ النَّسَويّ الدّقيقيّ التّمّار الزّاهد. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: أبان بن يزيد العطّار، وحمّاد بن سَلَمَةَ، والقاسم بن الفضل الحداني، وجرير بن حازم، وسعيد بن عبد العزيز الدّمشقيّ، وابن الأشهب العُطَارِديّ، وزُهَير بن معاوية، وعُقْبَة بن عبد الله الرفاعيّ الأصمّ، ومالك بن أنس، وطائفة.
وَعَنْهُ: مسلم، والنسائي عن رجلٍ عنه، وأبو حاتم، وأبو بكر بن أبي الدُّنيا، وأحمد ابن أبي خيثمة، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، وأحمد بن عليّ القاضي المَرْوَزِيّ، وأبو يَعْلَى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، وأحمد بن الحسن الصُّوفيّ، وخلْق.
قال أبو حاتم: ثقة، وقال: كان يُعَدُّ من الأبدال.
وقال النَّسائيّ: ثقة.
وقال سعيد البرذعي: سَمِعْتُ أبا زُرْعة يقول: كان أحمد بن حنبل لا [ص:625] يرى الكتابة عن أبي نصر التمار، ولا عَنْ يَحْيَى بْن مَعِينٍ، ولا عَنْ أحدٍ ممن امُتِحَن فأجاب.
وقال محمد بن سَعْد: أبو نصر التّمّار من أبناء خُراسان، ذُكر أنه ولد بعد قتل أبي مسلم الدّاعية بستّة أشهرُ، ونزل بغداد في رَبَض الطُّوسيّ، وتَجِر في التَّمْر وغيره. وكان ثقة فاضلًا خيَّرًا ورِعًا.
تُوُفّي ببغداد في أوّل يوم من المحرَّم، سنة ثمانٍ وعشرين، وهو ابن إحدى وتسعين سنة. وكان بَصَرُه قد ذهب.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ القرافي، قال: أخبرنا الفتح بن عبد الله الكاتب، قال: أخبرنا هبة الله الحاسب، قال: أخبرنا أبو الحسين بن النقور، قال: حدثنا عيسى بن علي الوزير، قال: حدثنا أبو القاسم البغوي، قال: حدثنا علي بن الجعد، وأبو نصر التَّمَّارُ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، وَكَامِلُ بْنُ طلحة، وعبيد الله العيشي قالوا: حدثنا حَمَّادِ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْعَشْرَاءِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمَا تكون الذكاة مِنَ اللُّبَّةِ؟ فَقَالَ: " لَوْ طُعِنَتْ فِي فَخْذِهَا لأَجْزَأَ عَنْكَ ".
قال محمد بن محمد بن أبي الورد: قال لي مؤذّن بِشْر الحافي: رأيت بِشْرًا فِي النَّوم، فقلتْ: ما فعل اللَّه بك؟ قال: غفر لي، قلت: فما فعل بأبي نصر التّمّار؟ فقال: هيهات ذاك في عِلِّيّين بِفَقْرِهِ وصبره على بُنَيّاتِهِ.(5/624)
267 - عبد الملك بن مَسْلَمَة بن يزيد، أبو مروان المِصْريُّ الفقيه، [الوفاة: 221 - 230 ه]
مولى بني أُمَيّة.
حمل عَنْ: مالك، والليث، وابن لَهِيعَة، وغيرهم.
وَعَنْهُ: الحَسَن بن قُتَيْبة أبو محمد العسقلانيّ، ويحيى بن عثمان بن صالح المِصْريُّ، وإسماعيل بن عبد الله سَمُّوَيْه، وأبو حاتم، وجماعة.
ضعّفه ابن حِبّان.
وقال أبو سعيد بن يونس: منكر الحديث، توفي في ذي الحجة سنة أربعٍ [ص:626] وعشرين ومائتين، وكان من أصحاب مالك، طول ابن يونس ترجمته، وقال: هو مولى جَزْء بن عبد العزيز بن مروان، كان فقيهًا من أصحاب مالك، وُلِدَ سنة أربعين ومائة.
حدثنا عبد الوهاب بن سعد، قال: حدثنا عمرو بن أحمد بن السرح، قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: أبطأ علينا حبيب ورَّاق مالك يوما، فقال لنا مالك: يقرأ بعضكم لكم. فقلنا لعبد الملك بن مَسْلَمَة: اقرأ لنا، فجعل يقرأ، فكلما مر بابن شهاب قال: حدثك شهاب، ففعل ذلك مرارا حتى ضجر مالك من كثرة ما يُرد عليه، حتى همَّ أن لا يحدثنا شيئا. وكنا نحضر ويغيب عبد الملك، فإذا انصرفنا أخذنا ألواحه فكتبنا فيها بعض ما سمعنا من مالك، فنقول له: اقرأ ألواحك، فيقرأ ويقول: " حدثنا مالك " فنضحك به، ونقول: نحن كتبناها، فيقول: هي ألواحي وأنا كتبتها وسمعتها، فيعجب أصحابنا من شدة غفلته. وقرأ لنا يوما على مالك في كتاب النُّذور، فقرأ: " فقربت إليه جزء قنى مسكورا "، فضحك مالك، وقال: " جرو قثاء مكسورا " عافاك الله!(5/625)
268 - عبد المنعم بن إدريس اليماني، [الوفاة: 221 - 230 ه]
ابن بنت وَهْب بن مُنَبَّه.
رَوَى عَنْ: أبيه كتاب " المبتدأ "، وادعى أنه سمع من ابن جريح، ومعمر.
وَحَدَّثَ ببغداد،
رَوَى عَنْهُ: أبو بكر بن أبي الدُّنيا، ومحمد بن أحمد بن البراء، وجماعة.
قال أحمد بن حنبل: يكذب على وَهْب.
وقال البخاريّ: ذاهب الحديث.
قيل: إنّه عُمِّر تسعين سنة، ومات سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين.(5/626)
269 - عبد الوهّاب بن عليّ، أبو بِشْر التَّميميُّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
حَدَّثَ بمصر عَنْ: إسماعيل بن جعفر، وغيره.
وَعَنْهُ: أحمد بن حمّاد زُغْبَة.
تُوُفّي في ربيع الأول سنة ثلاثين.(5/626)
270 - عُبَيْد بن جنَّاد الكِلابيّ الرَّقِّيُّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزيل حلب وقاضيها، من موالي بني جعفر بن كلاب.
حَدَّثَ عَنْ: عُبَيْد الله بن عَمْرو الرَّقّيّ، وابن المبارك، وعطاء بن مسلم، وابن عيينة، وعدة.
رَوَى عَنْهُ: عُمَر بن شَبَّة، وأحمد بن يحيى الحَلَوانيّ.
ذكره ابن النجار في تاريخه، وقال: قال عمر بن شبة: حدثنا عبيد بن جنَّاد، قال: قال لي المأمون: ما مهنتك؟ قلت: قلاء، وما قلوت شيئا لي غلمان قلاؤون. فقال: وهل تضع المهنة أحدا، فولاني القضاء.
قال ابن أبي حاتم: حَدَّثَ عَنْهُ: ابن أبي الحواري، وأبو زرعة سُئل أبي عنه، فقال: صدوق.
قال مؤتمن الساجي: عبيبد بن جنَّاد الحلبي، قدم بغداد، فحدَّث مجلسين، ثم فُقِدَ.(5/627)
271 - د ت ن: عبيد الله بن محمد بن حفص بْنُ عُمَرَ بْنِ مُوسَى بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بن مَعْمَر، أبو عبد الرحمن القُرَشيّ التَّيْميّ البَصْريُّ الإخباريّ المعروف بابن عائشة، وبالعَيْشيّ؛ [الوفاة: 221 - 230 ه]
لأنّه من ولد عائشة بنت طلحة بن عُبَيْد الله.
سَمِعَ: حمّاد بن سَلَمَةَ، وجُوَيْرية بن أسماء، وعبد الواحد بن زياد، ومهديّ بن ميمون، ووَهْب بن خالد، وأبا عوانة، وأبا هلال الراسبي، وطائفة،
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي عن رجلٍ عنه، وأحمد بن حنبل، وأبو زُرْعة، وابن أبي الدُّنيا، وعثمان بن خُرَّزاذ، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، وإبراهيم الحربي، وأبو القاسم البغوي، وخلق. وقع لي حديثه بعلو.
قال أبو حاتم، وغيره: صَدُوق في الحديث، وكان عنده عن حمّاد تسعة آلاف حديث. [ص:628]
وقال أبو داود: كان طَلّابًا للحديث، عالمًا بالعربيّة وأيّام النّاس، لولا ما أفسد نفسه، وهو صَدُوق.
وقال زَكَريّا السّاجيّ: قُرِفَ بالقَدَر وكان بريئا منه، وكان من سادات أهل البصرة غير مدافع كريما سخيا.
وقال يعقوب بن شَيْبَة: أنفق ابن عائشة على إخوانه أربع مائة ألف دينار في الله، حَتّى التجأ إلى أن باع سقْف بيته.
أنبأني أبو الغنائم بن علان وجماعة، قالوا: أخبرنا الكندي، قال: أخبرنا أبو منصور القزَّاز، قال: أخبرنا الخطيب، قال: أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم، قال: أخبرنا مقاتل بن محمد العكي، قال: سمعت إبراهيم بن إسحاق المروزي المعروف بالحربي يقول: ما رأت عيني مثل ابن عائشة، فقيل له: يا أبا إسحاق، رأيتَ أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وابن راهويه تقول: ما رأيت مثلَ ابن عائشة؟! فقال: نعم، بلغ الرشيد سناء أخلاقه فبعث إليه فأحضره، فعدَّد عليه جميع ما سمع، يقول: بفضل الله وفضل أمير المؤمنين، فلما أن صمت الرشيد، قال: يا أمير المؤمنين، وما هو أحسن من هذا؟ قال: وما هو يا عم؟ قال: المعرفة بقدري، والقصد في أمري، قال: يا عم أحسنت.
قلت: في صحة هذه الحكاية نظر، ولعلها جرت لأبيه أو للعيشي مع ابن الرشيد، وإلا فالعيشي كان شابا أو كهلا في أيام الرشيد، وما كان ليخاطبه " يا عم " وهو في سنِّه.
وقال أحمد بن كامل القاضي: حدثنا أسد بن الحسن الْبَصْرِيُّ، قال: سأل رجل في المسجد وعبيد الله العيشي حاضر، فقال: خذ هذا المِطْرَف، فأخذه، فلما ولَّى قال له: إن ثمن هذا المِطْرَف أربعون دينارا، فلا تخدع عنه، فمضى فباعه، فعُرِف أنه مطرف العيشي، فاشتراه ابن عم له وردَّه عليه.
وقال إبراهيم نفطويه: حُكِيَ أنه - يعني: العيشي - كان يُمسك بيمينه [ص:629] وشماله شاتين إلى أن تُسلخا. قال نفطويه: كان من سراة الناس جودا وحفظا ومحادثة.
قال البغوي: مات في رمضان سنة ثمان وعشرين.(5/627)
272 - ن: عُبَيْد بنُ يحيى، أبو سُلَيم الأسدي مولاهم الْجَزَريّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: قيس بن الربيع، وعَبْثَر بن القاسم.
وَعَنْهُ: هلال بن العلاء الرَّقّيّ، وأحمد بن بزيع الإسكاف الرقي.(5/629)
273 - م ن: عُبَيْد بن يعيش، أبو محمد الكُوفيُّ المَحَامِليّ العطار. [الوفاة: 221 - 230 ه]
سَمِعَ: عبد الرحمن بن محمد المحاربي، وابن فُضَيْل، وعبد الله بن نُمَيْر، وأبا بكر بن عيّاش، ويحيى بن آدم، وجماعة.
وَعَنْهُ: مسلم، والنسائي عن رجلٍ عنه، وأبو زُرْعة، والبخاريّ في كتاب " رفعِ الْيَدَين "، ومحمد بن أيّوب بن الضُّرَيْس، وإبراهيم بن أبي داود البُرُلُسُيّ، ومحمد بن جعفر القتّات، ومُطَيِّن، وخلْق.
قال أبو داود: ثقة ثقة.
وقال أبو حاتم: صَدُوق.
وقال عمّار بن رجاء: سَمِعْتُ عُبَيْد بن يعيش يقول: أقمتُ ثلاثين سنة، ما أكلت بيدي بالّليل، كانت أختي تُلقّمني، وأنا أكتب.
وقال أبو بكر بن مُنْجَوَيْه، وغيره: مات سنة تسعٍ وعشرين في رمضان.(5/629)
274 - عُتْبَة بن سعيد بن حبان بن الرخص، ويقال: الرَّخْس، أبو سعيد السُّلَميّ الحمصيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه][ص:630]
عَنْ: إسماعيل بن عيّاش، والوليد الموقريّ، ومَخْلَد بن الحسين، وأبي عَلْقَمَة عبد الله الفَرْوي.
وَعَنْهُ: أبو أُمَيّة الطَّرَسُوسيّ، وأبو عبد الله البخاريّ، وعثمان بن سعيد الدّارميّ، وعبد الكريم الدِّيرعَاقُوليّ، ومحمد بن عَوْف الطّائيّ، وجماعة.
قال النَّسائيّ: ليس به بأس.
قلت: لم يخرّجوا له شيئًا.(5/629)
275 - عتيق بن يعقوب بن صديق بن موسى بن عبد الله بن الزُّبَيْر، أبو بكر الأَسَديّ الزُّبَيْريّ الفقيه الصالح المَدنيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
سمع " المُوَطّأ " ولازم مالِكًا، وصحِب عبد الله بن عمر بن عبد العزيز العُمَريّ الزّاهد، وما زال من خيار العلماء.
قال ابن أبي حاتم: سَمِعْتُ أبا زُرْعة يَقُولُ: بلغني أنّ عتيق بن يعقوب حفظ " المُوَطّأ " في حياة مالك.
قال ابن أبي حاتم: وَرَوَى عَنْ: الزُّبَيْر بن خبيب، والدَّرَاوَرْديّ.
قلت: وعن أبي بن عبّاس بن سهل.
وَعَنْهُ: الذُّهَليّ، وأبو زُرْعة، وعليّ بن حرب، والعبّاس بن أبي طالب، وطائفة.
تُوُفّي سنة أربعٍ أو ثمانٍ وعشرين ومائتين.(5/630)
276 - عثمان بن سعيد الكُوفيُّ الزّيّات الطّبيب الصّائغ الأحْول. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: مبارك بن فَضَالَةَ، وأبي مَعْشَر نَجِيح السندي، وذواد بن علبة، والقاسم بن مَعّن المسعوديّ، وعُبَيْد الله بن عَمْرو الرَّقّيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بن عثمان الأَوْديّ، وأبو كُرَيْب، ومحمد بن عُبَيْد بن عُتْبَة الكِنْديّ، وأبو عبد الله البخاريّ، وعليّ بن عبد العزيز البَغَويّ، وآخرون. [ص:631]
قال أبو حاتم: لا بأس به.(5/630)
277 - عثمان بن سعيد بن مُرَّة القُرَشيّ المُرِّيّ الكُوفيُّ المكفوف، [الوفاة: 221 - 230 ه]
جار أبي غسّان النَّهْديّ.
رَوَى عَنْ: إسرائيل، ومِسْعَر، وعليّ بن صالح بن حيّ، والحَسَن بن صالح أخيه، وهيّاج بن بِسْطام، وطائفة.
وَعَنْهُ: إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شَيْبَة، وإسحاق الحربي، وعيسى بن عبد الله زغاث، وعَليُّ بن عبد العزيز البَغَويّ، وَمحمد بن إسماعيل السُّلَميّ، ومحمد بن سليمان البَاغَنْديّ، وخلْق.
ذكره ابن حِبّان في كتاب " الثّقات ".(5/631)
278 - عُرَيْب المغنيّة. [الوفاة: 221 - 230 ه]
كانت بارعة الحُسْن، كاملة الظُّرْف، حاذقة بالغناء وَقَوْلِ الشِّعْر، معدومة المِثْل، اشتراها المعتصم بمائة ألف وأعتقها.
ويقال: إنّ جعفرا البرمكيّ كان قد أحبَّ امرأة وهي أمّ عُرَيب، فتزوّجها وترددّ إليها سرًّا، وأسكنها في مكان لئلا يعلم أبوه، فولدت له عُرَيب، ثمّ ماتت. فاسترضع جعفر لعُرَيب المراضع، وسلّمها إلى امرأةٍ نصرانية، فلمّا قُتِل باعَتْها النّصرانيّة سرًّا، فاشتراها الأمين من النّخّاسين، ولم يعرف ثمنها، فلمّا هلك الأمين عادت إلى سِنْبِس النخاس، وصارت له، وشغف بها. وقدِم المأمون من طُوس، فاشتهر أمرها، واشتراها من سِنْبِس كرْهًا، فمات صَبَابَة بها، ثمّ صارت للمعتصم.
ولها أصوات معروفة، وأشعار مُطْرِبة، وصيت بحُسْن الصَّوت.(5/631)
279 - عَفَّان بن مَخْلَد البَلْخيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: وَكِيع، ويحيى بن يَمَان.
وَعَنْهُ: ابن أبي الدُّنيا، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وموسى بن إسحاق.
تُوُفّي سنة ست وعشرين.(5/631)
280 - علي بن الجارود بن يزيد النَّيْسَابوريّ، أبو الحَسَن. [الوفاة: 221 - 230 ه]
ثقة مشهور، رحّال.
سَمِعَ: مالك بن أنس، وابن لَهِيعَة، وشَرِيك بن عبد الله، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: محمد بن أشرس، وزَكَريّا بن داود الخفّاف، ومحمد بن عبد الوهّاب الفرّاء، وغيرهم.
تُوُفّي سنة ستٍّ وعشرين.(5/632)
281 - خ د: عليّ بن الْجَعْد بن عُبَيْد، أبو الحَسَن الهاشمي، مولاهم البَغْداديُّ الجوهري الحافظ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
مُسند بغداد في زمانه.
سَمِعَ: محمد بن أبي ذئب، وشُعْبَة، وسُفْيان، وحريز بن عثمان أحد التابعين، والحسن بن صالح بن حي، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وشَيْبان النحوي، وعاصم بن محمد العُمَريّ، وعبد الرحمن المسعودي، وعبد العزيز الماجشون، والقاسم بن الفضل الحداني، وخلقا كثيرا. وتفرد عن جماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، وأبوا زرعة، وأبو حاتم، وإبراهيم الحربي، وأبو يعلي الموصلي، وأحمد بن يحيى الحلواني، ومحمد بن عبدوس بن كامل، ومحمد بن يحيى بن سليمان المروزي، وعمر بن إسماعيل بن أبي غيلان، وإبراهيم بن هاشم البغوي، وأحمد بن علي المروزي، وأبو القاسم البغوي، وخلق.
وجاء عنه أنّه رأى الأعمش وقال: قدمت البصرة سنة ست وخمسين، وكان سعيد بن أبي عَرُوبة حيًّا، ولقيت فيها هماما، ولقيت سُفْيان بمكّة سنة سبْعٍ، وسمعت منه ومن ابن عُيَيْنة.
وقال نِفْطَوَيْه: كان عليّ بن الْجَعْد أكبر من بغداد بعشر سنين.
وعن موسى بن داود قال: ما رأيت أحفظ من عليّ بن الْجَعْد. كنّا عند ابن أبي ذئب، فأملى علينا عشرين حديثًا، فحفظها وأملاها علينا.
وقال صالح جَزَرَة: سَمِعْتُ خَلَف بن سالم يقول: صرت أنا، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن مَعِين إلى عليّ بن الْجَعْد، فأخرج إلينا كُتُبَه وذهب فظنَنّا أنّه يتخذ لنا طعامًا، فلم نجد في كتابه إلّا خطًا واحدًا. فلمّا فرغنا من الطعام [ص:633] قال: هاتوا، فحدَّث بكلّ شيء كتبناه حِفْظًا.
وقال عليّ بن الْجَعْد: كتبت عن سُفْيان بن عيينة بالكوفة سنة ستّين ومائة.
وقال عبدوس النَّيْسَابوريّ: ما أعلم أنّي لقيت أحفظ من عليّ بن الْجَعْد، وكان عنده عن شُعْبَة نحوٌ من ألف ومائتي حديث.
وقال أبو حاتم: ما كان أحفظه لحديثه، وهو صَدُوق.
وقال أبو جعفر النُّفَيْليّ: لا يُكْتَب عن عليّ بن الْجَعْد، وضعّف أمره جدًا.
وقال أبو إسحاق الجوزجاني: علي بن الجعد متشبث بغير بِدَعه، زائغٌ عن الحقّ.
وقال أحمد بن إبراهيم الدَّوْرقيّ: قلت لعليّ بن الْجَعْد: بَلَغَني أنك قلت: ابن عمر ذاك الصّبيّ، قال: لم أقُل، ولكن معاوية ما أكره أن يُعذّبه الله.
وقال هارون بن سفيان المستملي: كنت عند عليّ بن الْجَعْد فذكر عثمان فقال: أخذ من بيت المال مائة ألف درهم بغير حق، فقلت: لا واللهِ، ما أخذها إلّا بحقّ، إن كان أخذها، فقال: لا واللهِ، ما أخذها إلّا بغير حقّ.
وقال داود: وُسِمَ عليّ بن الجعد بميسم سوء، قال: ما يسوؤني أن يعذّب الله معاوية.
وقال العُقَيْليّ: قلت لعبد الله بن أحمد بن حنبل: لِمَ لَمْ تكتب عن عليّ بن الْجَعْد؟ قال: نهاني أبي أن أذهب إليه، وكان يبلغه عنه أنّه يتناول الصّحابة.
وقال زياد بن أيّوب: سَمِعْتُ عليّ بن الْجَعْد يَقُولُ: القرآن كلامُ اللَّه، ومن قَالَ: مخلوقٌ، لم أعنّفه. [ص:634]
وقال ابن مَعِين: عليّ بن الْجَعْد أثبت البغداديّين في شُعْبَة، وهو ثقة، صَدُوق.
وقال النَّسائيّ: صَدُوق.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْجَعْدِ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: أَحْضَرَ الْمَأْمُونُ أَصْحَابَ الْجَوْهَرِ، فَنَاظَرَهُمْ عَلَى مَتَاعٍ كَانَ مَعَهُمْ ثُمَّ نَهَضَ لِبَعْضِ حَاجَتِهِ، ثُمَّ خرج، فقام له كل من كان فِي الْمَجْلِسِ إِلا ابْنُ الْجَعْدِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ المأمون كهيئة المغضب، ثم استخلاه، فَقَالَ: يَا شَيْخُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُومَ لِي؟ قَالَ: أَجْلَلْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لِلْحَدِيثِ الَّذِي نأثره عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ الْمُبَارَكَ بْنَ فَضَالَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَتَمَثَّلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَامًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النار ". فأطرق المأمون ثم رفع رأسه فقال: لا يُشْتَرَى إِلا مِنْ هَذَا الشَّيْخِ. قَالَ: فَاشْتَرَى مِنْهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ بِقِيمَةِ ثَلاثِينَ أَلْفِ دِينَارٍ.
قال أبو القاسم البَغَويّ: أُخْبِرتُ انه ولد سنة أربعٍ وثلاثين ومائة، وأُخْبِرتُ عن إسحاق بن أبي إسرائيل أنّه قال في جنازة عليّ بن الْجَعْد: أخبرني، يعني عليًّا، أنّه منذ نحو ستين سنة، يصوم يومًا، ويُفْطر يومًا.
قال البَغَويّ: تُوُفّي يوم السبت لِسِتٍّ بقين من رجب سنة ثلاثين، وقد استكمل ستًّا وتسعين سنة.
قلت: آخر من روى حديثه في الدُّنيا عاليًا أبو المُنَجّا ابن الَّلّتيّ، وهو أعلى ما سُمِعَ اليوم، وهو سنة خمسٍ عشرة وسبع مائة.(5/632)
282 - علي بن جعفر بن زياد الأحمر الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ: أَبِي بَكْرِ بْنِ عيّاش، وعبد الله بن إدريس.
وَعَنْهُ: عبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى المَرْوَزِيّ، ومحمد بن عَبْدُوس السراج. [ص:635]
وَثّقَهُ مُطَيَّن، وقال: تُوُفّي سنة ثلاثين أيضًا.(5/634)
283 - خ ن: علي بن الحكم بن ظبيان، أبو الحسن المروزي الملجكاني. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: مبارك بن فَضَالَةَ، وأبي عَوَانة، ورافع بن سلمة.
وَعَنْهُ: البخاري، والنسائي، عن رجل عنه، وأحمد بن حنبل، وعبيد الله بن واصل، وجماعة.
تُوُفّي سنة ستٍّ وعشرين بخُراسان.(5/635)
284 - عليّ بن رُزَيْن، أبو عبد الله الهَرَويّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
من سادة الصُّوفيّة، كان أستاذ أبي عبد الله المغربيّ الزّاهد.
ذكر إبراهيم بن شَيْبان الصُّوفيّ عليًّا، فقال: أتى عليه مائة وعشرون سنة. وقد صحب الحسن البصري.
قلت: هذا ليس بصحيح.
قال: وقبره بجبل الطُّور سنة خمسٍ وعشرين ومائتين.(5/635)
285 - ت ن: عليُّ بن عبد الحميد بن مُصْعَب المعْنيّ، أبو الحسن، وقيل: أبو الحسين الكُوفيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: حمّاد بن سَلَمَةَ، وعبد العزيز الماجِشُون، وسليمان بن المغيرة، وسلّام بن مسكين، وزُهَير بن معاوية، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو زُرْعة، وأبو حاتم، وأحمد بن الفُرات، وأحمد بن أبي خيثمة، وإسماعيل بن سَمُّوَيْه، وبِشْر بن موسى، والدّارميّ، وعبّاس الدُّوريّ، وخلْق.
وَثّقَهُ أبو حاتم، وغيره.
قال النَّسائيّ: مات سنة اثنتين وعشرين.
علق له البخاري حديثا، رواه بعينه التِّرْمِذِيّ، عن البخاريّ، عن [ص:636] عليّ بن عبد الحميد.
وهو ابن عمّ عبد الرحمن بن مُصْعَب؛ كذا قال ابن سَعْد. وإنّما هو ابن أخيه. قال: وكان فاضلًا خيّرًا.(5/635)
286 - عليّ بن عثمان اللّاحقيّ البَصْريُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: حمّاد بن سَلَمَةَ، وأبي عَوَانة، وداود بن أبي الفُرات، وجُوَيْرية بن أسماء، وعبد الواحد بن زياد.
وَعَنْهُ: مُعَاذ بن المُثَنَّى، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، وأحمد بن عليّ الأبّار، وإبراهيم بن فهد، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، وطائفة.
تُوُفّي بالبصرة سنة ثمانٍ وعشرين، وكان صَدُوقًا.
وأما ابن خراش فقال: فيه اختلاف.
وهو أبو الحَسَن عليّ بْنُ عُثْمَانُ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ لاحِقٍ. وقد روى عنه عَفَّان، وهو أكبر منه.
وقال أبو حاتم: ثقة.(5/636)
287 - م: علي بن عثام بن علي، الإمام أبو الحسن الكلابي العامري الكُوفيُّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزيل نَيْسَابُور.
سَمِعَ: شَرِيك بن عبد الله، وحماد بن زيد، وعبد السلام بن حرب، وعبد الله بن المبارك، وفضيل بن عياض، وداود بن نُصَيْر الطّائيّ، وسُفْيان بن عُيَيْنة، ووالده عَثّام بن عليّ، وطائفة.
وَعَنْهُ: إسحاق بن رَاهَوَيْه، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، وَسَلَمَةُ بن شَبِيب، وأيّوب بن الحَسَن الزّاهد، ومحمد بن عبد الوهّاب الفرّاء، وأبو حاتم الرّازيّ، وجماعة.
وَثّقَهُ أبو حاتم.
وروى مسلم حديثًا، عن رجلٍ عنه. [ص:637]
قال الحاكم في " تاريخه " في حقّه: أديب، فقيه، حافظ، زاهد، واحد عصره، وكان لا يُحَدِّث إلّا بعد الجهد، وأكثر ما أخذ عنه الحكايات والزهديات، قرأتُ بخط أبي عَمْرو المستملي: سَمِعْتُ محمد بن عبد الوهّاب يقول: ما رأيت مثل عليّ بن عثّام في العسرة في الحديث، وكان يقول: النّاس لا يُؤْتَوْن من حلم، يجيء الرجل فَيسأل، فإذا أخذ غلط، ويجيء الرجل فيأخذ ثمّ يصحّف، ويجيء الرجل فيأخذ ليُماري صاحبه، ويجيءُ الرجل فيأخذ ليُباهي به، وليس عليّ أن أعلم هؤلاء، إلّا رجل يجيئني فيهتمّ لأمر دينه، فحينئذٍ لا يَسَعَني أن أمنعه.
وقال: سَمِعْتُ عليّ بن عثّام، وكان من أفصح الناس يقول الناس يقول: دفت إلينا دافة من بني هلال، وهم من أفصح النّاس، فخرج عليّ بعضهم بُنيٌّ له فقال: يا أبه، إنّ فلانًا دفعني في حَوْمة الماء، قلت: يا بني، وما حَوْمة الماء، قال: بُعْثُطة، قلت: وما بُعْثُطة؟ قال: مَجمّة الماء، قلت: وما مجمة؟ فقال كلمة لم أحفظها.
قال محمد بن عبد الوهّاب: ورد عليّ بن عثّام نَيْسابور سنة خمسٍ ومائتين، فسكنها، فلمّا ورد عبد الله بن طاهر بعث إليه يسأله حضور مجلسه، فأبى عليه، وتشفع بإسحاق بن رَاهَوَيْه حَتّى أعفاه، ثمّ خرج من نيسابور سنة خمس وعشرين ومائتين، فحجّ وذهب إلى طَرَسُوس، فسكنها إلى أن تُوُفّي بِطَرَسُوس سنة ثمانٍ وعشرين.(5/636)
288 - عليّ بن قُدامة الطُّوسيّ الوكيل. [الوفاة: 221 - 230 ه]
حدَّث ببغداد عَنْ: ابن المبارك، وعبيدة بن حُمَيْد.
وَعَنْهُ: عبّاس الدُّوريّ، وإسحاق الخَتُّليّ.
قال يحيى بن مَعِين: لم يكن ممّن يكذب.
وقال غيره: مات سنة تسعٍ وعشرين.(5/637)
289 - عليّ بن قَرِين بن بَيْهس الأصبهانيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: خالد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّحَّانُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْب، وجعفر بن سليمان [ص:638] الضُّبَعيّ، وعفيف بن سالم، وطائفة.
وَعَنْهُ: أسيد بن عاصم، ويحيى بن مُطَرِّف، وأحمد بن مهران، وعبد الله بن محمد بن زَكَريّا، وعِمران بن عبد الرحيم الأصبهانيون، وأحمد بن محمد البَرائيّ.
قال أبو نُعَيْم: كان يُضَعَّف.
وقيل: تُوُفّي بعد الثلاثين، فربّما أُعيده.
كذّبه ابن مَعِين، وموسى بن هارون، وجماعة.(5/637)
290 - عليّ بن المُثَنَّى بن يحيى بن عيسى التَّميميّ المَوْصِليّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
والد أبي يَعْلَى أحمد بن عليّ.
رَوَى عَنْ: هُشَيْم، وجرير بْن عَبْد الحميد، وسُفْيَان بن عيينة، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابنه في مُسْنَدِه.(5/638)
291 - عَليّ بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف، أبو الحسن المدائني الأخباري. [الوفاة: 221 - 230 ه]
بصري سكن بغداد بعد أن سكن المدائن مُدّةً، فَنُسِبَ إليها، وهو صاحب المصنّفات المشهورة، وكان عالمًا بالمغازي والسِّير والأنساب، وأيام العرب، صدوقا فيما ينقله.
سمع من: قُرَّةَ بن خالد، وشُعْبَة، وعَوَانة بن الحَكَم، وجُوَيْريه بن أسماء، وابن أبي ذئب، وسلّام بن مسكين، ومبارك بن فَضَالَةَ، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وطائفة.
وَعَنْهُ: خليفة بن خياط العصفري، والزُّبَيْر بن بكّار، وأحمد بن أبي خَيْثَمة، والحارث بن أبي أُسَامة، والحَسَن بن عليّ بن المتوكل، وآخرون.
قال أحمد بن أبي خَيْثَمة: كان أبي، ومُصْعَب الزُّبَيْريّ، ويحيى بن مَعِين، يجلسون بالعَشِيّات على باب مُصْعَب، فمرّ ليلةً رجلٌ على حمارٍ فارهٍ وبزةٍ حسنة، فسلَّم وخصَّ بمسائله يحيى بن مَعِين، فقال له يحيى: يا أبا الحَسَن، إلى أين؟ قال: إلى دار هذا الكريم الذي يملأ كُمّي دنانيرَ ودراهم، [ص:639] إسحاق بن إبراهيم الموصلي. فلما ولى قال يحيى: ثقة ثقة ثقة، قال: فسألت أبي: من هذا؟ قال: المدائني.
وقال محمد بن جرير، وذكر المدائني، فقال: أخبرني بنسبه الحارث، وذكر أنّه قبل موته بثلاثين سنة سرد الصوم، وأنّه كان قد قارب المائة، فقيل له في مرضه: ما تشتهي؟ قال: أشتهي أن أعيش.
قال: وتُوُفّي سنة أربعٍ وعشرين، وكان عالمًا بالفُتُوح، والمغازي، والشِّعْر، وأيّام النّاس، صَدُوقًا في ذلك.
وقال غيره: تُوُفّي سنة خمسٍ وعشرين ومائتين، وله ثلاثٌ وتسعون سنة، رحمه الله.
مات في دار إسحاق الموصلي، وكان منقطعا إليه.
وقال ابن الإخشيذ المتكلّم: كان المدائني متكلّمًا من غِلْمَان مَعْمَر بن الأشعث.
حكى المدائني قال: أمر المأمون بإدخالي عليه، فذكر عليًّا رَضِيَ اللَّهُ عنه، فحدّثته فيه بأحاديث، إلى أنْ ذَكَر لعْنَ بني أُمَيّة له، فقلت: حدَّثني أبو سَلَمَةَ المُثَنَّى بن عبد الله الأنصاريّ قال: قال لي رجلٌ: كنتُ بالشّام فجعلت لا أسمع عليا ولا حسنا ولا حسينا، إنّما أسمع معاوية، يزيد، الوليد، فمررت برجلٍ على بابه، فقال: أسقِه يا حَسَن، فقلت: أَسَمَّيْتَ حَسَنًا؟ فقال: أولادي حَسَن وحُسَين وجعفر، فإنّ أهل الشّام يسمّون أولادهم بأسماء خلفاء الله، ولا يزال أحدهم يلعن ولده ويشتُمُه، فلم أسمّهم بذلك لئلّا أَلْعَنَ إنْ لَعَنْتُهُم خلفاء الله، فقلت: حسِبْتُكَ خيرَ أهل الشّام، وإذا ليس في جهنّم شرٌّ منكم، فقال المأمون: لا جَرَم، قد جعل الله من يلعن أحياءهم وأمواتهم ومَن في الأصلاب، يعني: لَعْن الشّيعة للنّاصبة.
ذكر ياقوت الحَمَويّ أسماء مصنّفات المدائنيّ في خمسٍ ورقات ونصف، منها: كتاب " تسمية المنافقين وأخبارهم "، كتاب " خطب النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، كتاب " فتوحه "، كتاب " عُهُوده ".
وله عِدّة كُتُب في " أخبار قريش "، و " أهل البيت "، كتاب " من هجاها [ص:640] زوجُها "، " تاريخ الخلفاء الكبير "، كتاب " خُطَب عليّ وكتبه "، كتاب " أخبار الحَجّاج "؛ وعِدّة كُتُب في الفتوحات، وعِدّة كُتُب في الشُّعراء وأخبارهم، " خبر أصحاب الكهف "، " أخبار ابن سِيرِين "، كتاب " الجواهر "، كتاب " الأكَلَةَ "، كتاب " الزَّجْر والفأل "، وغير ذلك.(5/638)
292 - عليّ بن مَيْسَرة بن خالد الهَمْدانيّ، أبو الحَسَن. [الوفاة: 221 - 230 ه]
محدِّث رحّال،
رَوَى عَنْ: ابن المبارك، وأشعث بن عطّاف، وجرير بن عبد الحميد، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أبو زرعة، وأبو حاتم.
قال أبو حاتم: صدوق.(5/640)
293 - خ: عليّ بن أبي هاشم بن طِبْراخ البَغْداديُّ، واسم أبيه عُبَيْد الله. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: شَرِيك، وهُشَيْم، وحمّاد بن زيد، وإبراهيم بن سَعْد، وطائفة.
وَعَنْهُ: البخاري، ومحمد بن غالب تَمْتَام، وإسحاق الحربي، وعبد الله بن الحسين المِصِّيصيّ، وخَلَف بن عَمْرو العُكْبَرِيّ، وأحمد بن عليّ الخزّاز، وآخرون.
وقف في القرآن فتكلّموا فيه قليلًا.
وأمّا أبو حاتم فقال: وقف في القرآن، فترك النّاس حديثه.
وتكلَّم فيه ابن معين، وابن المَدِينيّ للوقف.(5/640)
294 - عمّار بن نصر، أبو ياسر السَّعْديّ الخُراسانيّ، المَرْوَزِيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: جرير، وابن المبارك، وابن عُيَيْنة، وبقيّة، ويوسف بن عطيّة، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو حاتم، وصالح جَزَرَة، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، وآخرون.
قال جَزَرَة: عندي لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ. [ص:641]
وذكره ابن حبان في " الثقات ".
مات في رمضان سنة تسعٍ وعشرين ببغداد.(5/640)
295 - عمّار بن هارون، أبو ياسر البَصْريُّ المستملي الدّلّال. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: أبي المقدام هشام بن زياد، وعُتْبَة بن عبد الله الرفاعيّ، وسلّام بن مِسْكين، وجعفر بن سليمان الضبعي، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بن أيّوب بن الضُّرَيْس، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، والحَسَن بن سُفْيان، وآخرون.
قال أبو أحمد بن عَدِيّ: عامّة ما يرويه غير محفوظ.
وقال موسى بن هارون: متروك الحديث.(5/641)
296 - عُمَر بن إبراهيم بن خالد الهاشميّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
هو آخر من زعم أنّه سمع من عبد الملك بن عمير.
رَوَى عَنْهُ: عبد الله بن محمد المُخرّميّ، وإسحاق الخُتُّليّ، وأحمد بن مُصْعَب المَرْوَزِيّ.
ذكره ابن أبي حاتم ولم يضعّفْه.
وقال الخطيب في كتاب " السّابق واللّاحق ": بَلَغَنَا أنّه تُوُفّي بعد العشرين ومائتين.
قلت: وَرَوَى عَنْ: عيسى بن عليّ العبّاسيّ، وابن أبي ذئب، وشعبة، وسفيان. وأظن أنّه سقط بينه وبين عبد الملك رجل.
قال الخطيب في تاريخه: عُمَر بن إبراهيم أبو حفص يُعرف بالكرديّ، مولى بني هاشم، كان غير ثقة.
وقال أحمد بن محمد بن عُقْدة الحافظ: ضعيف.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: كذّاب.(5/641)
297 - خ م د ت ن: عُمَر بْنُ حفص بن غِياث النَّخَعيّ الكُوفيُّ، أبو حفص. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: أبيه، وأبي بكر بن عياش، وعبد الله بن إدريس الأودي.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي عن رجلٍ عنه، وأحمد بن إبراهيم الدَّوْرقيّ، وأحمد بن يوسف السُّلَميّ، وأحمد بن مُلاعِب، وإسماعيل سَمُّوَيْه، والدّارميّ، والذُّهَليّ، وأبو حاتم، ويعقوب الفَسَويّ، وطائفة.
قال أبو حاتم: ثقة.
وقال أبو داود: تَبعْتُه إلى منزله، ولم أسمع منه. يعني لم يتّفق له الأخْذ عنه.
قال البخاريّ: تُوُفّي سنة اثنتين وعشرين.
قلت: لم يخرّجوا له شيئًا عن غير أبيه.(5/642)
298 - عُمَر بن الخطاب الكِنْديّ مولاهم، الإسكندرانيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
إخباريٌّ له " تاريخ ".
يَرْوِي عَنْ: ضمام بن إسماعيل، ويعقوب بن عبد الرحمن، وغيرهما.
قَالَ ابن يونس: تُوُفيّ في ذي القعدة سنة إحدى وعشرين.(5/642)
299 - عُمَر بن سعيد بن سليمان، أبو حفص القُرَشيّ الدِّمشقيُّ الأعور. [الوفاة: 221 - 230 ه]
رَوَى عَنْ: سعيد بن عبد العزيز، وسعيد بن بشير، وخالد بن يزيد، والوليد بن مسلم، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن سَعْد في " الطّبقات "، وابن أبي الدُّنيا، ومحمد بن سَعْد العَوْفيّ، وأحمد بن عليّ الأبّار، وعثمان بن خُرَّزاذ، وطائفة.
تركه أبو حاتم.
وقال النَّسائيّ: ليس بثقة.
وقال مسلم: ضعيف الحديث. [ص:643]
وقال أبو حسان الزيادي: توفي سنة خمس وعشرين ومائتين عن نيف وثمانين سنة، سكن بغداد.(5/642)
300 - م ن: عُمَر بن عبد الوهّاب بن رياح بن عبيدة، أبو حفص الرياحي الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: جُوَيْريه بن أسماء، ويزيد بن زُرَيْع، ومعتمر بن سليمان.
وَعَنْهُ: علي ابن المَدِينيّ، والبخاري، ومحمد بن رافع، ومحمد بن غالب تَمْتَام، وحنبل بن إسحاق، وعليّ بن عبد العزيز البَغَويّ، وجماعة.
قال أبو حاتم: ثقة مأمون، ذهبتُ إليه في جامع البصرة فقلت له: إنّ رأيت أن تحدِّثني؟ فقال: ليس هذا موضعه، إن أردتَ ففي المنزل. وكان منزله في أقصى البصرة، فأتيناه فلم نصادفْه، ولم نعد إليه.
قال البخاريّ وابن أبي عاصم: تُوُفّي سنة إحدى وعشرين. زاد البخاريّ: لأيّام بقين من شَعْبان.(5/643)
301 - عُمَر بن عثمان بن عاصم بن صهيب التَّيْميّ مولاهم، أبو حفص الواسطيّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
ابن عمّ عاصم بن عليّ.
رَوَى عَنْ: عبّاد بن العوام، وعبد السّلام بن حرب، ومعتمر بن سليمان، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بن سنان، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم. وقال أبو حاتم: صدوق.(5/643)
302 - عمر بن علي بن أبي بكر الكندي الإسفذني الرازي. [الوفاة: 221 - 230 ه]
سَمِعَ: أباه، وعبد العزيز الدراوردي، وأبا بكر بن عياش، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: [ص:644] أبو زرعة وأبو حاتم، وقالا: صدوق.(5/643)
302 - م -: عمرو بن أسلم الطرسوسي العابد، [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزيل دمشق.
رَوَى عَنْ: سلم بن ميمون الخواص، وأبي معاوية الأسود، ووكيع.
وَعَنْهُ: أحمد بن أبي الحواري، وأبو حاتم الرازي، والحسن بن علي المعمري، وأبو موسى الطوسي. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.(5/644)
303 - م د ن: عمرو بن حماد بن طلحة الكُوفيُّ القناد، وقد يُنْسَبُ إلى جدّه. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: أسباط بن نصر وهو مُكْثِر عنه، والمطِّلب بن زياد، ومندل بن علي، وعلي بن هاشم بن البريد، وحفص القارئ، وجماعة.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، والنسائي عن رجلٍ عنه، وإبراهيم الْجَوْزجانيّ، وأحمد بن ملاعب، وأحمد بن أبي خَيْثَمة، وعبّاس التُّرْقُفَيّ، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، وأبو حاتم، وعبد الله بن محمد بن النُّعْمان، وتَمْتَام، وعليّ بن عبد العزيز البغوي، وخلق.
قَالَ أبو حاتم: صَدُوق.
وقال أبو داود: كان من الرافضة، ذكر عثمانَ بشيءٍ فطلبه السُّلطان.
وقال مَطَيِّن: مات في صفر سنة اثنتين وعشرين.
قُلْتُ: لَهُ فِي " مُسْلِمٍ " حَدِيثٌ وَاحِدٌ، أَنْبَأَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ سَلَامَةَ، عَنِ أبي الحسن الجمال قال: أخبرنا أبو علي قال: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا سليمان بن أحمد قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قال: حَدَّثَنَا عمرو بن حماد قال: حدثنا أَسْبَاطٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْأُولَى، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَهْلِهِ وَخَرَجْتُ مَعَهُ، فَاسْتَقْبَلَهُ وِلْدَانُ الْمَدِينَةِ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ خَدَّيْ أَحَدِهِمْ وَاحِدًا وَاحِدًا، فَأَمَّا أَنَا فمسح خدي، [ص:645] فَوَجَدْتُ لِيَدِهِ بَرْدًا وَرِيحًا كَأَنَّمَا أَخْرَجَهَا مِنْ جونة عَطَّارٍ.
وفي البصْريين ممن اسمه عَمْرو بن حمّاد رجلان:(5/644)
304 - عَمْرو بن حمّاد الأزْديّ الفَرَاهِيديّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: حمّاد بن زيد.
وَعَنْهُ: إسحاق بن وَهْب العلّاف وغيره.(5/645)
305 - عَمْرو بن حمّاد العَبْديّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: مروان بن معاوية الفَزَاريّ وغيره.
وَعَنْهُ: أبو زرعة، وأبو حاتم وقال: صدوق.(5/645)
306 - خ ق: عَمْرو بن خالد بن فَرُّوخ بن سعيد، أبو الحسن التَّميميُّ، ويقال: الخُزَاعيُّ الحرَّانيُّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزيل مصر، والد أبي عُلاثة محمد بن عمرو.
رَوَى عَنْ: حمّاد بن سَلَمَةَ، وعبد الحميد بن بهرام، والَّليْث بن سَعْد، وزُهَير بن معاوية، وشَرِيك بن عبد الله، وابن لَهِيعَة، وطائفة.
وَعَنْهُ: البخاري، وابن ماجه عن رجلٍ عنه، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، وابنه أبو عُلاثة، ويحيى بن عثمان السهمي، وعثمان بن خرزاذ، وعمر بن عبد العزيز بن مِقْلاص، والحَسَن بن الفَرَج الغزّيّ، وأبو الزِّنْبَاع رَوْح بن الفَرَج، وخلْق.
قال أبو حاتم: صَدُوق.
وقال أحمد العِجْليّ: ثقة ثَبْت.
وقال البخاريّ: مات سنة تسعٍ وعشرين.(5/645)
307 - عَمْرو بن الصّبّاح، أبو حفص الكُوفيُّ الضّرير المقرئ المجوِّد، [الوفاة: 221 - 230 ه]
صاحب حفص. [ص:646]
قرأ على حفص، وروى الحروف عن أبي يوسف الأعشى عن أبي بكر بن عيّاش.
وكان محققا حاذقا بالقرءاة، له حلقة كبيرة وأصحاب. قرأ عليه علي بن سعيد البزاز، والحسن بن المبارك، وعلي بن محصن، ومحمد بن عبد الرحمن الخياط شيخ ابن شنبوذ، وآخرون.
وبعض الناس يقول: إنّه لم يقرأ على حفص، بل أخذ عنه الحروف.
تُوُفّي سنة إحدى وعشرين ومائتين.(5/645)
308 - ع: عَمْرو بن عَوْن بن أَوْس بن الْجَعْد، الحافظ أبو عثمان السلمي الواسطي البزاز. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: الحمَّادَيْن، وأبي عَوَانة، وعبد العزيز بن الماجشون، وشريك القاضي، وهشيم، وطائفة.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، والبخاري أيضًا والباقون بواسطة، وحَجَّاج بن الشَّاعر، وعبد الله المُسْنَديّ، والدّارميّ، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وعثمان الدارمي، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وعبد الكريم الدِّيرعَاقُوليّ، وخلْق.
وَثّقَهُ غير واحد.
وقال يزيد بن هارون: عَمْرو بن عَوْن ممّن يزداد كلّ يوم خيْرًا.
وقال إبراهيم بن عبد الله الختلي: سمعت يحيى بن معين يقول: حدثنا عَمْرو بن عَوْن، وأطنب يحيى في الثّناء عليه.
وقال أبو زُرْعة: قلّ من رأيت أثبت منه.
وقال أبو حاتم: ثقة حُجّة.
وقال حاتم بن الليث: مات سنة خمس وعشرين.(5/646)
309 - د خ مقرونا: عمرو بن مرزوق، أبو عثمان، الباهلي مولاهم، الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه][ص:647]
عَنْ عِكْرمة بْن عمّار، ومالك بْن مِغْوَلٍ، وشُعْبَة، والحمَّادَيْن، وعبد الرحمن المسعودي، وأبي إدريس صاحب لأنس.
وَعَنْهُ: البخاري مقرونا، وأبو داود، وأبو زُرْعة، وحرب الكِرْماني، وأحمد بن داود المكّيّ، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو مسلم الكَّجّيّ، وعبد الكريم الدِّيرعَاقُوليّ، وعثمان بن خُرَّزاذ، ومحمد بن محمد بن حيان التّمّار، وأبو خليفة الفضل بن الحُبَاب، وخلْق.
وكان يحيى القطّان لا يرضاه في الحديث، قاله القَواريريّ.
وقال أبو زُرْعة: سَمِعْتُ سليمان بن حرب وذكر عَمْرو بن مرزوق، فقال: جاء بما ليس عندهم فحسدوه.
وقال سعيد بن سَعْد البخاريّ: سَمِعْتُ مسلم بن إبراهيم يقول: كانت الكُتُب التي عند أبي داود الطَّيَالسيّ لعَمْرو بن مرزوق، وكان عَمْرو رجلًا غزّاء يغزو في البحر، فلمّا مات أبو داود حوّل عَمْرو كُتُبَه.
وقال ابن المَدِينيّ: اتركوا حديث الفهدين والعمرين؛ يعني فهد بن حيّان وفَهْد بن عَوْف، وعَمْرو بن مرزوق وعَمْرو بن حكَّام.
وقيل: كان عند عَمْرو بن مرزوق عن شُعْبَة ثلاثة آلاف حديث.
وقال أبو الفتح الأزْديّ: كان سماع أبي داود الطَّيَالسيّ وعَمْرو بن مرزوق من شُعْبَة شيئًا واحدًا، وكان ابن مَعِين يطري عَمْرًا ويرفع ذِكْره.
وقال أبو زُرْعة: سَمِعْتُ أحمد بن حنبل، وقيل له: إنّ عليّ ابن المَدِينيّ تكلَّم في عَمْرو، فقال: عَمْرو رجل صالح، لا أدري ما يقول عليّ.
قال عبد الله بن محمد بن الفضل الأسدي: قال أحمد بن حنبل لابنه صالح حين قدِم من البصرة: لِمَ لَمْ تكتب عن عَمْرو بن مرزوق؟ فقال: نهيت. فقال: إن عَفَّان كان يرضى عَمْرًا، ومن كان يُرضي عَفَّان؟
وقال أحمد: كان عَمْرو صاحب غزوٍ وخير.
وقال محمد بن عيسى بن أبي قماش: سألت يحيى بن معين عنه، فقال: [ص:648] ثقة مأمون، صاحب غَزْوٍ وقرآن وفضل، وحَمَده جدًا.
وقال أبو حاتم: كان ثقة من العباد، ولم نجد أحدًا مِن أصحاب شُعْبَة كان أحسن حديثا منه.
وقال ابن عدي: سَمِعْتُ أحمد بن محمد بن خالد يقول: لم يكن بالبصرة مجلس أكبر من مجلس عَمْرو بن مرزوق؛ كان فيه عشرة آلاف رجل.
وقال النسائي في " الكنى ": أخبرنا الحسن بن أحمد بن حبيب قال: حدثنا بندار قال: سَمِعْتُ عَمْرو بن مرزوق وسئل: أَتَزوّجت ألف امرأة؟ فقال: أو زيادة على ألف امرأة.
قال محمد بن عيسى بن أبي قمّاش: رأيته احمر الرأس والّلحية، وكان يخضِب بالحِنّاء، ومات بالبصرة في صَفَر سنة أربعٍ وعشرين.
قلت: وله سميٌّ، وهو في طبقة شيوخه:(5/646)
310 - عمرو بن مرزوق الواشحي البَصْريُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: عَوْن بن أبي شدّاد وغيره.
وَعَنْهُ: مسلم بن إبراهيم، وأبو الوليد، وأبو عُمَر الحَوْضيّ، وموسى بن إسماعيل، وجماعة.
قال ابن مَعِين: ليس به بأس.(5/648)
311 - عَمْرو بن هارون، أبو عثمان المقرئ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
صَدُوق مرضيّ،
رَوَى عَنْ: ابن عُيَيْنة، ويحيى بن العلاء.
وَعَنْهُ: أبو زرعة، وأبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان، وغيرهما.(5/648)
312 - خ د: عِمران بن مَيْسَرة، أبو الحَسَن المِنْقَريّ البَصْريُّ الأدمي. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: عبد الوارث بن سعيد، ويحيى بن زَكَريّا بن أبي زائدة، وعبّاد بن العوام، ومحمد بن فُضَيْل، وحفص بن غِياث، وطائفة.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو [ص:649] داود، وأبو بكر الأثرم، وأبو زرعة الرازي، وأبو خليفة الفضل بن الحباب، وأبو مسلم الكجي، وأحمد بن داود المكّيّ، وآخرون.
قال ابن أبي عاصم: مات سنة ثلاث وعشرين.(5/648)
313 - عمران بن هارون الرملي، أبو موسى. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: عطاف بن خالد، وابن لهيعة، ومسكين المؤذن، وأبي خالد الأحمر، وجماعة.
وَعَنْهُ: موسى بن سهل الرملي، وأبو زرعة، وأبو حاتم.
قال أبو زرعة: صدوق.
وقال ابن يونس: في حديثه لين، ويعرف بالصوفي.
قلت: يروي الطبراني عن مسعود بن محمد الرَّمْليّ عنه.(5/649)
314 - عَوْن بن جَبَلَة الأزْديّ المَوْصِليّ الأديب. [الوفاة: 221 - 230 ه]
رَوَى عَنْ: وَكِيع.
وَعَنْهُ: جابر المَوْصِليّ.
قُتِلَ سنة ثلاثين، فهاجت الحرب بسببه بين الأزد واليمن.(5/649)
315 - م: عون بن سلام، أبو جعفر الكُوفيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
سَمِعَ: أبا بكر النَّهْشَليّ، وزُهَير بن معاوية، ومحمد بن طلحة بن مُصَرِّف، وإسرائيل بن يونس.
وَعَنْهُ: مسلم، وموسى بن إسحاق الأنصاريّ، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وموسى بن هارون، وأحمد بن علي الأبار، ومحمد بن عبد الله مطين.
وهو من كبار شيوخهم، وكان صدوقا معمرا، توفي في ذي القعدة سنة ثلاثين، وله تسعون سنة.(5/649)
316 - العلاء بن عمرو الحنفي الكُوفيُّ، أبو محمد. [الوفاة: 221 - 230 ه]
شيخ واهي الحديث.
قال ابن قانع: توفي سنة سبع وعشرين.
قلت: رَوَى عَنْ: أبي إسحاق الفَزَاريّ حديثًا موضوعًا، وَعَنْ: وضاح بن [ص:650] حسان حديثا موضوعا.
رَوَى عَنْهُ: حفص بن عمر بن صبيح الْبَصْرِيُّ، ومحمد بن يونس الكديمي، وعمر بن حفص السياري، وغيرهم.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ بحال.
وقال أبو الفتح الأزْديّ: لا يُكْتَب عنه بحال.(5/649)
317 - العلاء بن موسى بن عطية، أبو الجهم الباهليّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
صاحب الجزء المشهور الذي هو أعلى الأجزاء إسنادًا في سنة خمس عشرة وسبعمائة.
قال أبو بكر الخطيب: كان صَدُوقًا،
سَمِعَ: الَّليْث بن سَعْد، وسوّار بن مُصْعَب، وسُفْيان بن عُيَيْنة، وجماعة.
وَعَنْهُ: إسحاق بن سنين، وأحمد بن عليّ الأبّار، وأبو القاسم البَغَويّ، وغيرهم.
تُوُفّي ببغداد في أوّل سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين.(5/650)
318 - خ د: عيّاش بن الوليد الرّقّام، أبو الوليد البَصْريُّ القطان. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: مُعْتَمِر بن سليمان، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، ومحمد بن فُضَيْل، والوليد بن مسلم، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، وأبو زرعة الرازي، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبو حاتم، والعباس بن الفضل الأسفاطي، ومحمد بن محمد بن حيان التمار.
وقد روى أبو داود أيضا عن عيسى بن شاذان عنه.
قالوا: توفي سنة ست وعشرين.(5/650)
319 - د: عيسى بن إبراهيم البركي، [الوفاة: 221 - 230 ه]
من سكة البِرَك بالبصرة.
سَمِعَ: حمّاد بن سَلَمَةَ، والحارث بن نَبْهان، وعبد العزيز بن مسلم القسملي، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، وأحمد بن أبي خيثمة، وعثمان بن خرزاذ، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وآخرون.
قال أبو حاتم: صَدُوق. [ص:651]
قلت: تُوُفّي سنة ثمانٍ وعشرين أيضًا.(5/650)
320 - عيسى بن أبان الفقيه، صاحب محمد بن الحَسَن. [الوفاة: 221 - 230 ه]
ولي قضاء البصرة وغيرها، وصنّف التصانيف،
وَحَدَّثَ عَنْ: هُشَيْم وإسماعيل بن جعفر ويحيى بن أبي زائدة.
وَعَنْهُ: الحَسَن بن سلّام السّوّاق وغيره.
وكان أحد الأجواد الكرام، يحكى عنه القول بخلْق القرآن - أجارنا الله - وهو معدودٌ من الأذكياء.
قال بكار بن قتيبة: سَمِعْتُ هلال الرأي يقول: ما قَعد في الإسلام قاضٍ أفقه من عيسى بن أبان في زمانه.
وقال الطحاوي: سمعت بكارا القاضي يقول: كان لنا قاضيان لا مِثْل لهما؛ إسماعيل بن حمّاد بن أبي حنيفة، وعيسى بن أبان.
قال الطَّحَاوي: حدَّثني أبو خازم القاضي قال: حدَّثني شُعَيْب بن أيّوب قال: لمّا أتى عيسى بن هارون إلى المأمون بتلك الأحاديث التي أوردها على أصحابنا قال المأمون لإسماعيل بن حمّاد ولِبِشْر ولابن سِماعة: إن لم تُبَيْنوا الحُجَّة وإلّا منعْتُكم من الفتوى بهذا القول؛ يعني الذي يخالف هذه الأحاديث، وجمعت النّاسَ على خلافه. ولم يكن عيسى بن أبان حضرَ، كان دونهم في السِّنّ، فوضع إسماعيل بن حمّاد كتابًا كان سِبابًا كله، وتكلف يحيى بن أكثم فلم يعمل شيئًا، فوضع عيسى بن أبان كتابه الصغير فأُدْخِلَ على المأمون، فلمّا قرأه قال:
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سَعْيَهُ ... فالنّاس أعداءٌ لهُ وخُصُوم
كضرائر الحَسْناء قُلْنَ لوجهها ... حَسَدًا وبَغْيًا: إنّه لَذَميم
تُوُفّي عيسى سنة إحدى وعشرين ومائتين.(5/651)
321 - عيسى بن مسلم الصّفّار البَغْداديُّ، المعروف بالأحمر. [الوفاة: 221 - 230 ه]
له مناكير. [ص:652]
رَوَى عَنْ: مالك، وحمّاد بن زيد.
وَعَنْهُ: محمد بن عبد الله مطين وغيره.(5/651)
322 - عيسى بن المُنْكَدِر بن محمد بن المُنْكَدِر بن الهُدَير القرشي التَّيمي المدني. [الوفاة: 221 - 230 ه]
ولد بمصر،
وَحَدَّثَ عَنْ: أبيه،
وولي قضاء مصر سنة إحدى عشرة ومائتين.(5/652)
-[حَرْفُ الْغَيْنِ](5/652)
323 - غالب بن حَلْبَس الكلبيّ، أبو الهيثم، بصري. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: جُوَيْرية بن أسماء، ومهديّ بن ميمون، وعِدّة.
وَعَنْهُ: الحسين بن بحر، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، وجماعة.
صَدُوق.(5/652)
324 - غسّان بن الربيع بن منصور، أبو محمد الأزْديّ المَوْصِليّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
سَمِعَ: عبد الرحمن بن ثابت بن ثَوْبان، وأبا إسرائيل المُلائيّ، والَّليْث بن سَعْد، وجماعة.
وكان شيخًا نبيلًا صالحًا ورعًا، له نسخةٌ مَرْوِيّة. حدَّث عنه الإمام أحمد، ويحيى بن مَعِين، وعبّاس الدُّوريّ، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وجماعة.
ضعّفه الدَّارَقُطْنيّ.
وتُوُفّي سنة ستٍّ وعشرين.
وروى أبو محمد الخلّال عن الدَّارَقُطْنيّ أنّه صالح.(5/652)
325 - غسّان بن الفضل، أبو عمرو السِّجِسْتانيّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزيل مَكّة.
عَنْ: حمّاد بن زيد، وبشير بن ميمون، وحزم بن أبي حزم القُطَعيّ، وغيرهم.
وَعَنْهُ: أبو زُرْعة، وأبو بكر الأثرم، وأبو داود في كتاب " المراسيل ". [ص:653]
وَثّقَهُ ابن حِبّان.(5/652)
326 - غسّان بن مالك، أبو عبد الرحمن البَصْريُّ السُّلَميّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: سلّام بن مسكين، وحماد بن سلمة، وسلام أبي المنذر.
وَعَنْهُ: أبو زرعة الرازي وغيره.
لينه أبو حاتم.(5/653)
-[حَرْفُ الْفَاءِ](5/653)
327 - خ ت: فروة بن أبي المَغْراء، أبو القاسم بن معدي كرب الكندي الكُوفيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: شَرِيك، وأبي الأحْوَص، وعليّ بن مُسْهِر، وعبيدة بن حميد، وغيرهم.
وَعَنْهُ: البخاري، والترمذي عن رجلٍ عنه، وعبد الله الدّارميّ، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، وعبد الله بن محمد بن النُّعْمان الإصبهانيّ، ومحمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة، وجماعة.
تُوُفّي سنة خمسٍ وعشرين.
قال أبو حاتم: صَدُوق.(5/653)
328 - فَضَالَةُ بن المفضّل بن فَضَالَةَ، أبو ثوابة الرُّعَيْنيّ ثمّ القِتْبانيّ المِصْريُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
سَمِعَ: أباه.
وَعَنْهُ: يحيى بن عثمان بن صالح السَّهْميّ، وأبو الأحْوَص محمد بن الهيثم.
ذمّه أبو حاتم.
وتُوُفّي سنة ستٍّ وعشرين.(5/653)
• - الفضل بن غانم، [الوفاة: 221 - 230 ه]
يأتي في الطبقة الآتية.(5/653)
329 - د: فُضَيْل بن عبد الوهّاب الغَطَفَانيّ الكُوفيُّ القنّاد، [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزيل بغداد.
عَنْ: شَرِيك، وأبي الأحْوَص، وحمّاد بن زيد.
وَعَنْهُ: أبو داود، وابن أبي الدُّنيا، وأحمد بن أبي خيثمة، وعثمان بن خرزاذ، وموسى بن هارون، وآخرون.
وثقه أبو حاتم.(5/654)
330 - فطر بن حماد بن واقد الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
رَوَى عَنْ: مالك بن أنس، ومهديّ بن ميمون، وحمّاد بن زيد.
رَوَى عَنْهُ أبو زرعة الرازي ووثقه.
وقال أبو حاتم: ليس بقوي.(5/654)
331 - الفيض بن وثيق الثقفي الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: حماد بن زيد، وجرير، وأبي عوانة.
وَعَنْهُ: أبو حاتم، وأبو زرعة، وعبد الله بن أحمد ابن الدورقي، وآخرون.
رماه ابن معين بالكذب، ومشاه غيره.
وذكره ابن أبي حاتم فما ضعفه، ولم أره في " الكامل " لابن عدي، والظاهر أنه صالح في الحديث.(5/654)
-[حَرْفُ الْقَافِ](5/654)
332 - القاسم بن سلّام، الإمام أبو عُبَيْد البَغْداديُّ الفقيه الأديب، [الوفاة: 221 - 230 ه]
صاحب المصنَّفات الكثيرة في القراءات والفقه واللُّغات والشِّعر.
قرأ القرآن على: الكِسائيّ، وإسماعيل بن جعفر، وشجاع بن أبي نصر، وسمع الحروف من طائفة. وقد سمع إسماعيل بن عياش، وإسماعيل بن جعفر، وهشيم بن بشير، وشَرِيك بن عبد الله وهو أكبر شيخ له، وعبد اللَّه بْن المبارك، وأبا بَكْر بْن عَيَّاش، وجرير بْن عَبْد الحميد، وسُفْيان بْن عُيَيْنة، وعبّاد بن عبّاد، وعباد بن العوام، وخلقًا آخرهم موتًا هشام بن عمار. [ص:655]
وَعَنْهُ: عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وعباس الدوري، والحارث بن أبي أُسَامة، وأحمد بن يوسف التَّغْلبيّ، وعَليُّ بن عبد العزيز البَغَويّ، وَمحمد بن يحيى بن سليمان المَرْوَزِيّ، وأحمد بن يحيى البلاذُريّ الكاتب، وآخرون.
قال عليّ البَغَويّ: ولد أبو عبيد بهراة، وكان أبوه عبدًا لبعض أهل هَراة.
وقال أبو بكر الخطيب: كان أبوه روميًّا، خرج يوما وأبو عُبَيْد مع ابن مولاه في الكُتّاب، فقال للمؤدب: علمي القاسم فإنّها كيّسة.
وقال محمد بن سَعْد: كان أبو عُبَيْد مؤدِّبًا، صاحب نَحْو وعربيّة وطلب للحديث والفقه، ولي قضاء طَرَسُوس أيّام ثابت بن نصر بن مالك، ولم يزل معه ومع ولده. وقدم بغداد، ففسّر بها غريب الحديث، وصنّف كُتُبًا وحدَّث، وحجْ فتُوُفّي بمكّة سنة أربع وعشرين ومائتين.
وقال ابن يونس: قدِم مصر مع ابن مَعِين سنة ثلاثٍ عشرة، وكتب بمصر.
وقال إبراهيم بن أبي طالب: سألت أبا قدامة السرخسي عن الشّافعيّ وأحمد وإسحاق وأبي عُبَيْد فقال: أما أفهمهم فالشافعي إلا أنّه قليل الحديث، وأما أورعهم فاحمد بن حنبل، وأما أحفظهم فإسحاق، وأما أعلمهم بلُغات العرب فأبو عُبَيْد.
وقال أحمد بن سلمة: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: الحق يجب لله، أبو عُبَيْد أفقه منّي وأعلم مني.
وقال الحَسَن بن سُفْيان: سَمِعْتُ ابن رَاهَوَيْه يقول: إنّا نحتاج إلى أبي عُبَيْد، وأبو عُبَيْد لا يحتاج إلينا.
وقال عبّاس الدُّوريّ: سَمِعْتُ أحمد بن حنبل يقول: أبو عُبَيْد ممن يزداد عندنا كل يوم خيراً.
وقال أبو قدامة: سَمِعْتُ أحمد بن حنبل يقول: أبو عُبَيْد أستاذ. [ص:656]
وعن حمدان بن سهل قال: سألت يحيى بن مَعِين عن أبي عُبَيْد فقال: مثلي يُسأل عن أبي عُبَيْد؟ أبو عُبَيْد يُسأل عن النّاس.
وقال أبو داود: ثقة مأمون.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: ثقة إمام جبل، وسلّام أبوه روميّ.
وقال أبو عبد الله الحاكم: كان أبو محمد بن قُتَيْبة يتعاطى التقدُّم في علوم كثيرة، ولم يرضه أهل علم منها، وإنما الإمام المقبول عند الكلّ فأبو عُبَيْد.
وقال إبراهيم الحربي: رأيت ثلاثة تعجز النّساء أن تلِدْن مثلهم؛ رأيتُ أبا عُبَيْد ما مثّلته إلّا بجبل نُفخ فيه رَوْح، ورأيت بِشْر بن الحارث فما شبهّته إلّا برجل عجن من قرنه إلى قدمه عقلا، ورأيت أحمد بن حنبل فرأيت كأنّ الله قد جمع له عِلْمَ الأوّلين من كلّ صنف؛ يقول ما شاء، ويُمسك ما شاء.
وقال عبد الله بن أحمد: عرضت كتاب " غريب الحديث " لأبي عُبَيْد على أبي، فاستحسنه وقال: جزاه الله خيرًا.
وقال مُكْرَم بن أحمد القاضي: قال إبراهيم الحربي: كان أبو عُبَيْد كأنّه جبلٌ نُفِخَ فيه الروح، يُحسن كلّ شيء إلّا الحديث صناعة أحمد بن حنبل ويحيى. قال: وكان أبو عُبَيْد يؤدِّب غلامًا، ثمّ اتّصل بثابت بن نصر فولي ثابت طرسوس، فولي أبو عُبَيْد قضاءها ثمان عشرة سنة، فاشتغل عن كتابة الحديث. كتب في حداثته عن هُشَيْم وغيره، فلمّا صنَّف احتاج أن يُكْتَب عن يحيى بن صالح وهشام بن عمّار، وأضعف كتبه كتاب " الأموال "، يجيء إلى بابٍ فيه ثلاثون حديثا وخمسون أصلًا عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فيجيء بحديث، حديثين، يجمعهما من حديث الشّام، ويتكلم في ألفاظهما. وليس له كتاب مثل " غريب المصنّف ".
قال: وانصرف أبو عُبَيْد يومًا، فمرّ بدار إسحاق المَوْصِليّ، فقالوا له: يا أبا عبيد، صاحب هذه الدّار يقول: إنّ في كتابك " غريب المصنّف " ألف حرف خطأ. فقال: كتابٌ فيه أكثر من مائة ألف يقع فيه ألف خطأ ليس بكثير، ولعلّ إسحاق عنده رواية، وعندنا رواية، فلم يعلم، والروايتان صواب، ولعلّه أخطأ في حروف، وأخطأنا في حروف، فيبقى الخطأ شيئا يسيرا.
قال: وكتاب " غريب الحديث " فيه أقلّ من مائتي حرف " سَمِعْتُ "، [ص:657] والباقي قال الأصْمَعيّ وقال أبو عَمْرو، وفيه خمسة وأربعون حديثًا لا أصل لها، أتي فيها أبو عُبَيْد من أبي عُبَيْدة مَعْمَر بن المُثَنَّى.
وقال عبد الله بن جعفر بن درسْتَويْه الفارسيّ: من علماء بغداد النَّحْويّين على مذهب الكوفيين ورُواة الُّلغة والغريب والعُلماء بالقراءات، ومَن جمع صُنُوفًا من العِلْم، وصنَّف الكُتُب في كلّ فنٍ من العلوم والآداب فأكثر، وشُهِر أبو عُبَيْد القاسم بن سلّام. وكان مؤدِّبًا لآل هرثمة، وصار في ناحية عبد الله بن طاهر، وكان ذا فضلٍ ودِين وسِتْرٍ ومذهب حَسَن.
رَوَى عَنْ: أبي زيد، وأبي عُبَيْدة، والأصْمَعيّ، واليَزِيديّ، وابن الأعرابيّ، وأبي زياد الكِلابيّ. وعن الأُمَويّ، وأبي عَمْرو الشَّيْبانيّ، والكِسائيّ، والأحمر، والفرّاء. وروى النّاس من كُتُبه المصنَّفة بضعةً وعشرين كتابًا في القرآن، والفقه، وغريب الحديث، والغريب المصنَّف، والأمثال، ومعاني الشِّعْر، وغير ذلك. وله كُتُبٌ لم يروها، قد رأيتها في ميراث بعض الطاهريّين تُباع، كثيرة، في أصناف الفقه كلّه.
قال: وبلغنا أنّه كان إذا صنف كتابًا أهداه إلى عبد الله بن طاهر، فيحمل إليه مالًا خطيرًا استحسانًا لذلك، وكُتُبه مُسْتَحْسَنَة مطلوبة في كلّ بلد، والرّواة عنه مشهورون ثقات ذَوُو ذِكْرٍ ونبل.
قال: وقد سبق إلى جميع كُتُبه، فمن ذلك: " المصنَّف الغريب " وهو أَجَلّ كتبه في الّلغة، فإنّه احتذى فيه كتاب النَّضْر بن شُمَيْلٍ الذي يسمّيه كتاب " الصِّفات "، بدأ فيه بخلْق الإنسان، ثمّ بخلق الفَرَس، ثمّ بالإِبل، فذكر صنْفًا بعد صنْف، وهو أكبر من كتاب أبي عُبَيْد وأجْوَد. ومنها كتاب " الأمثال "، وقد صنَّف فيها قبله الأصْمَعيّ وأبو زيد وأبو عُبَيْدة وجماعة، إلّا أنّه جمع رواياتهم في كتابه. وكتاب " غريب الحديث " أَوَّل من عمله أبو عُبَيْدة وقُطْرَب والأخفش والنَّضْر، ولم يأتوا بالأسانيد، وعمل أبو عدنان البَصْريُّ كتابًا في " غريب الحديث " وذكر فيه الأسانيد، وصنّفه على أبواب السُّنَن، إلا أنه ليس بالكبير، فجمع أبو عبيد عامّةَ ما في كُتُبهم وفسّره، وذكر الأسانيد، وصنّف " المُسْنَد " على حِدَتهِ، وأحاديث كلّ رجلٍ من الصّحابة والتّابعين على حِدَتهِ، وأجاد تصنيفه، فرغِب فيه أهل الحديث والفقه والّلغة لاجتماع ما يحتاجون إليه فيه. [ص:658]
وكذلك كتابه في " معاني القرآن "؛ وذلك أنّ أَوَّل مَنْ صَنَّفَ في ذلك من أهل الّلغة أبو عُبَيْدة ثمّ قُطْرُب ثمّ الأخفش، وصنَّف من الكوفيّين الكِسائيّ ثمّ الفرّاء، فجمع أبو عُبَيْد من كُتُبهم، وجاء فيه بالآثار وأسانيدها، وتفاسير الصّحابة والتّابعين والفُقَهاء، وروى النّصف منه ومات. وأمّا الفِقْه فإنّه عمد إلى مذهب مالك والشّافعيّ، فتقلّد أكثر ذلك، وأتى بشواهده، وجمعه من حديثه ورواياته، واحتجّ بالّلغة والنَّحْو، فحسّنها بذلك. وله في القراءات كتاب جيّد، ليس لأحدٍ من الكوفيّين قبله مثله، وكتابه في الأموال من أحسن ما صُنِّف في الفقه وأجوده.
وقال أبو بكر ابن الأنباريّ: كان أبو عُبَيْد يقسّم الّليل؛ فيصلّي ثُلثه، وينام ثُلثه، ويُصَنِّف ثُلثه.
وقال الحافظ عبد الغني بن سعيد: في كتاب " الطهارة " لأبي عُبَيْد حديثان، ما حدَّث بهما غيره، ولا حدَّث بهما عنه غير محمد بن يحيى المَرْوَزِيّ؛ أحدهما حديث شُعْبَة عن عَمْرو بن أبي وَهْب، والآخر حديث عُبَيْد الله بن عُمَر عن سعيد المَقْبُريّ، حدَّث به عن يحيى القطّان عن عُبَيْد الله، وحدَّث به النّاس عن يحيى عن ابن عَجْلان.
وقال ثعلب: لو كان أبو عُبَيْد في بني إسرائيل لكان عجبًا.
وقال القاضي أبو العلاء الواسطي: أخبرنا محمد بن جعفر التميمي قال: حدثنا أبو علي النحوي قال: حدثنا الفسطاطي قال: كان أبو عُبَيْد مع عبد الله بن طاهر، فبعث إليه أبو دلف يستهديه أبا عبيد مدة شهرين، فأنفذه إليه، فأقام شهرين، فلمّا أراد الانصراف وَصَلَه بثلاثين ألف درهم فلم يقبلها، وقال: أنا في جَنَبَة رجلٍ لم يُحْوِجْني إلى صِلَة غيره. فلمّا عاد إلى ابن طاهر وَصَلَه بثلاثين ألف دينار، فقال: أيُّها الأمير قد قَبِلْتُها، ولكنْ قد أغنيتني بمعروفك وبِرِّك، وقد رأيت أنْ أشتري بها سلاحًا وخيلًا، وأوجّه بها إلى الثَّغر، ليكون الثّواب متوفّرًا على الأمير، ففعل.
وقال عليّ بن عبد العزيز: سَمِعْتُ أبا عُبَيْد يقول: المتّبع للسُّنّة كالقابض على الْجَمْر، وهو اليوم عندي أفضل من ضرب السَّيف في سبيل الله. [ص:659]
وقال عبّاس الدُّوريّ: سَمِعْتُ أبا عُبَيْد يقول: عاشرت الناس وكلمت أهل الكلام، فما رأيت قومًا أَوْسَخَ وَسَخًا ولا أضعف حُجّةً من الرافضة، ولا أحمق منهم، ولقد وُلِّيتُ قضاء الثَّغْر فَنَفَيْتُ ثلاثة؛ جَهْمِيَّيْن ورافضيًّا، أو رافِضِيَّيْن وجَهْميًّا. وقال: إنّي لأتبيّن في عقل الرجل أن يدع الشّمس ويمشي في الظّلّ.
وقال بعضهم: كان أبو عُبَيْد أحمر الرأس والّلحية، مَهِيبًا، وَقورًا، يخضب بالحِنّاء.
وقال الزبيدي: عددت حروف " الغريب المصنف " فوجدته سبعة عشر ألفا وتسعمائة وسبعين.
وقال أبو عُبَيْد: دَخَلْتُ البَصْرة لأسمع من حمّاد بن زيد فإذا هو قد مات، فَشَكَوْتُ ذلك إلى عبد الرحمن بن مهدي فقال: مهما سبقت به فلا تُسْبقَنّ بتقوى الله.
وقال محمد بن الحسن الآبري: سمعت ابن خزيمة قال: سَمِعْتُ أحمد بن نصر المقرئ يقول: قال إسحاق: إن الله لا يستحيي من الحقِّ؛ أبو عُبَيْد أَعْلَمُ منّي ومن أحمد بن حنبل والشّافعيّ.
وقال عبد الله بن طاهر الأمير، وَرُوِيَتْ عنه من وجهين: للنّاس أربعة؛ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي زَمَانِهِ، وَالشَّعْبِيِّ فِي زَمَانِهِ، والقاسم بن مَعّن في زمانه، وأبو عُبَيْد في زمانه.
وقال عَبْدان بن محمد المروزي: حدثنا أبو سعيد الضّرير قال: كنتُ عند عبد الله بن طاهر، فورد عليه نعيّ أبي عُبَيْد، فأنشأ يقول:
يا طالبَ العِلْم قد مات ابنُ سلّام ... وكان فارسَ علم غَيرَ مِحْجَامِ
مات الذي كان فينا رُبْعَ أرَبَعةٍ ... لم يلقَ مثلهُمُ إِسْنادُ أحكامٍ
خير البَرِيّةِ عبدُ الله أوّلُهُم ... وعامرٌ، ولَنِعْمَ التِّلْوُ يا عام
هما اللذان أنافا فوق غيرهما ... والقاسمان؛ ابنُ مَعّن وابنُ سلّامِ
ومناقب أبي عُبَيْد كثيرة، وقد حكى عنه البخاريّ في كتاب " أفعال العباد "، وذكره أبو داود في كتاب " الزّكاة "، وغيره في تفسير أسنان الإبِل. [ص:660]
وعاش ثمانيا وستين سنة.(5/654)
333 - القاسم بن سلّام بن مسكين، أبو محمد الأزْديُّ البَصْريُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: أبيه، وعبد العزيز بن مسلم، وعبد القاهر بن السَّرِيّ، وحمّاد بن زيد.
وَعَنْهُ: أبو حاتم، ويعقوب الفَسَويّ، وتَمْتَام، ويوسف بن يعقوب القاضي.
قال أبو حاتم: صَدُوق.
أنبأنا عبد الرحمن بن قدامة الفقيه قال: أخبرنا عمر بن محمد قال: أخبرنا أبو بكر الأنصاري قال: أخبرنا الجوهري قال: أخبرنا علي بن كيسان قال: أخبرنا يوسف القاضي قال: حدثنا القاسم بن سلام بن مسكين قال: حدثنا أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خُلَيْدٍ الْعَصَرِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا غَرَبَتْ شَمْسٌ إلَّا وبجنبيها مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ، يُسْمِعَانِ الْخَلائِقَ غَيْرَ الثَّقَلَيْنِ: اللَّهُمَّ عَجِّلْ لِمُنْفِقٍ خَلَفًا، اللَّهُمَّ عَجِّلْ لِمُمْسِكٍ تَلَفًا ".
صَحِيحٌ عَالٍ.
وقال ابن حِبّان: مات سنة ثمان وعشرين.(5/660)
334 - القاسم بن عُمَر بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ بْنُ أَبِي أيّوب الأنصاريّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
حدَّث ببغداد في سنة أربعٍ وعشرين ومائتين.
عَنْ: محمد بن المّنْكَدِر، وداود بن أبي هند، وما استحى من ذلك
فسمع منه إسحاق بن سنين الخُتُّليّ، وآحاد الطَّلبَة.
روى عنه الخُتُّليّ حديثًا مُنْكَرًا، وقال: كان مُعمَّرًا.
قلت: الحديث باطل، وهو آفتُه.(5/660)
335 - القاسم بن عَمْرو بن محمد العَنْقَزيُّ، أبو محمد الكُوفيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
سَمِعَ: أباه.
وَعَنْهُ: أحمد بن سعيد الدّارميّ، وأحمد بن الأزهر.(5/660)
336 - القاسم بن عيسى، الأمير أبو دُلَف العِجْليّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
صاحب الكَرَج وواليها.
حَدَّثَ عَنْ: هُشَيْم وغيره،
رَوَى عَنْهُ: محمد بن المغيرة الأصبهانيّ.
وكان فارسا شجاعا، وجوادا مُمَدَّحًا، وشاعرًا محسنا، له أخبار في السّخاء والحماسة.
وُلّي حرب الخُرَّميّة فدوّخهم وأبادهم، وولي إمرة دمشق للمعتصم.
قال إسحاق بن إبراهيم المَوْصِليّ، عن أبيه: كنتُ في مجلس هارون الرشيد إذ دخل عليه غلامٌ أمرد، فسلَّم، فقال الرشيد: لا سلّم الله على الآخَر، أفسدتَ علينا الجبل يا غُلام. قال: فأنا أصلحه يا أمير المؤمنين. ثم جاوره إلى أن قال: أفسدتُه يا أمير المؤمنين وأنت عليّ، أَفَأَعْجزُ عن صلاحه وأنت معي؟ فخلع عليه وولّاه الجبل، فلمّا خرج قلت: من هذا؟ قالوا: أبو دلف العجلي. فلمّا ولّي قال الرشيد: أرى غلامًا يرمي من وراء همة بعيدة.
وكان أبو دلف فصيحا حاضر الجواب، قال له المأمون يومًا وهو مقطّب: أأنت الذي يقول فيك الشّاعر:
إنّما الدُّنيا أبو دُلَفٍ ... بين مَغْزاه ومُحْتَضَرِهْ
فإذا ولّي أبو دُلَفٍ ... ولَّتِ الدُّنيا على أَثَرِهْ
فقال: يا أمير المؤمنين، شهادة زُور، وقول غَرُور، ومَلقِ مُعْتَفْ، وطالب عُرْف، وأصدق منه ابن أختٍ لي حيث يقول:
دعيني أجوبُ الأرض ألتمس الغنى ... فلا الكَرَجُ الدُّنيا ولا النّاس قاسمُ
فتبسم المأمون.
ومن شعره:
أيُّها الراقد المؤرّق عيني ... نَمْ هَنيئًا لك الرّقادُ اللّذيذُ
علِم الله أنّ قلبي ممّا قد ... جنت مُقْلتاكَ فيه وَقِيذُ
وقال ثعلب: حدثنا ابن الأعرابيّ، عن الأصْمَعيّ قال: كنت واقفًا بين يدي المأمون، إذ دخل عليه أبو دلف العجلي، فنظر إليه المأمون شزرا، [ص:662] وقال: أنت الذي يقول فيك عليّ بن جَبَلَة:
لهُ راحةٌ لو أنّ مِعْشار عُشْرِها ... على البَرِّ كان البَرُّ أندى من البحرِ
له هممٌ لا منْتَهَى لكِبارها ... وهمَّتُه الصُّغْرَى أجل من الدهر
ولو أنَّ خلْق اللَّهِ في مَسْكِ فارسٍ ... وبارزه كان الخلي من العُمْرِ
أبا دُلَفٍ بُورِكْتَ في كلّ وِجْهةٍ ... كما بُوِركَتْ في شهرها لَيْلَةُ القَدْرِ
فقال: يا أمير المؤمنين، مكذوب عليّ، لا والذي في السّماء بيتُه، ما أعرف مِن هذا حرفًا. فقال: قد قال فيك:
ما قال لا قطّ من جُودٍ أبو دُلَفٍ ... إلّا التشهُّد لكن قوله نعم
قال: لا أعرف هذا يا أمير المؤمنين.
وقال أبو العَيْناء: حدَّثني إبراهيم بن الحَسَن بن سهل قال: كنّا في موكب المأمون، فترجّل له أبو دُلَفٍ، فقال له المأمون: ما أخّرك عنّا؟ قال: عِلَّةٌ عَرَضَتْ لي. فقال: شفاك الله وعافاك، اركب. فوثب من الأرض على الفَرَس، فقال: ما هذه وثبة عليل! فقال: بدعاء أمير المؤمنين شُفِيت.
وعن أبي دلف أنه فرق يوما مبلغا كثيرا من المال، ثمّ أنشأ يقول لنفسه:
كفاني من مالي دِلاصٌ وسابحٌ ... وأبيض من صافي الحديد ومِغْفَرُ
وقال مرّةً وقد تكاثر عليه الشُّعَراء وهو مضيق اليد، فتمثّل:
لقد خُبِّرْت أنْ عَلَيْك دَيْنًا ... فزِدْ في رَقْمِ دَيْنِك واقضِ دَيْني
يا غلام، اقترض لي عشرين ألفًا بأربعين ألفا وفرقها فيهم.
ومن شعره:
نحن قومٌ تُلِينُنا الحَدَقُ النُّجْلُ ... على أنّنا نُلِينُ الحديدا
نملك الأُسْد ثمّ تَمْلِكنا البِيض ... المَصُوناتُ أَعْيُنًا وخُدُودا
فترانا يوم الكريهة أحرارًا ... وفي السِّلْم للغواني عَبِيدا
وقال المحاملي: حدثنا عبد الله بن أبي سعد الوَرَّاق قال: حدَّثني محمد بن سلمة البلخي قال: حدثني محمد بن علي القهستاني قال: حدَّثني دُلَف [ص:663] ابن أبي دُلف قال: رأيت أبي في النّوم، فأدخلني دارا وحشة سوداء مخربة، ثمّ أصعدني دَرَجًا فيها، فأدخلني غرفة حِيطانُها من أثر النّار، وفي أرضها أثر الرّماد، وإذا أبي عريان، فقال لي كالمستفهم: دُلَف؟ قلت: نعم، أصلح الله الأمير. فأنشأ يقول:
أبلغن أهلنا ولا تُخْفِ عنهم ... ما لقينا في البرزخِ الخَنَّاق
قد سُئِلنا عن كلّ ما قد فعلنا ... فارحموا وحْشتي وما قد أُلاقي
أفهمتَ؟ قلت: نعم. فقال:
فلو أنّا إذا مُتْنَا تركنا ... لكان الموت راحة كل حي
ولكنا إذا متنا بعثنا ... ونسأل بعده عن كل شي
قالوا: توفي أبو دلف سنة خمس وعشرين ببغداد.(5/661)
337 - القاسم بن أبي سفيان محمد بن حميد المعمري البَغْداديُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
حكى عن عبد الرحمن قصّة أضحيّة خالد القَسْريّ بالْجَعْد بن درهم؛ رواها عنه قُتَيْبة، والحَسَن بن الصّبّاح البَزّار، وعثمان بن سعيد الدّارميّ.
وَثّقَهُ قُتَيْبة.
وأما يحيى بن مَعِين فقال: كذّاب خبيث.
قلت: تُوُفّي سنة ثمانٍ وعشرين.(5/663)
338 - القاسم بن هانئ الأعمى، أبو محمد، مولى آل عمر بن الخطاب، العدوي. [الوفاة: 221 - 230 ه]
رَوَى عَنْ: الَّليْث بن سَعْد وغيره بمصر.
قال ابن يونس: مُنْكَر الحديث، وقد اختلط.
مات في ذي القعدة سنة سبْعٍ وعشرين ومائتين.(5/663)
339 - القاسم بن يزيد بن عَوَانة، أبو صَفْوان الكِلابيُّ العامريُّ البَصْريُّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزيل دمشق.
رَوَى عَنْ: حسّان الأزرق، ويحيى بن كثير.
وَعَنْهُ: أحمد بن أبي الحواري، [ص:664] ومحمد بن إسماعيل التِّرْمِذِيّ، وجماعة.
تُوُفّي سنة سبع وعشرين.(5/663)
340 - خ: قُرَّةُ بن حبيب، أبو عليّ البَصْريُّ القَنَويّ الرماح. [الوفاة: 221 - 230 ه]
حَدَّثَ عَنْ: عبد الله بن عَوْن، وشُعْبَة، وأبي الأشهب العُطَارِديّ، وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار. وهو آخر من حدَّث عن ابن عَوْن من الثّقات.
وَعَنْهُ: البخاريّ في غير " الصّحيح "، وأبو داود في غير " السَّنَن "، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وعثمان بن خُرَّزاذ، ومحمد بن غالب تَمْتَام، وأبو العبّاس أحمد بن محمد بن عليّ الخُزَاعيّ، وأحمد بن داود المكّيّ، والحَسَن بن سهل المجوز، وعليّ بن عبد العزيز البَغَويّ، وجماعة.
وَثّقَهُ أبو حاتم.
وتُوُفّي سنة أربع وعشرين.
روى البخاري في " صحيحه " حديثا عن رجل عنه.(5/664)
341 - خ: قيس بن حفص الدارمي مولاهم، البَصْريُّ، أبو محمد. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: أبي الأشهب، وحمّاد بن زيد، وأبي عَوَانة، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، وأحمد بن سعيد الدّارميّ، وحرب الكِرْمانيّ، ومحمد بن أيّوب بن الضُّرَيْس، وآخرون.
وكان ثقة.
توفي سنة سبع وعشرين.(5/664)
-[حَرْفُ اللَّامِ](5/664)
342 - ليث بن خالد البَلْخيّ، أبو بكر. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: مالك بن أنس، وحمّاد بن زيد.
وَعَنْهُ: أبو حاتم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وغيرهما.
حدَّث ببغداد.(5/664)
• - الَّليْث بن خالد البَغْداديُّ، أبو الحارث، [الوفاة: 221 - 230 ه]
سيأتي بعد.(5/665)
343 - الَّليْث بن داود القَيْسيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: شُعْبَة، ومبارك بن فَضَالَةَ.
وَعَنْهُ: يوسف بن محمد بن صاعد، وأحمد بن عليّ الخزّاز، ومقاتل بن صالح - أحاديث مستقيمة، قاله الخطيب.(5/665)
-[حَرْفُ الْمِيمِ](5/665)
344 - المُثَنَّى بن يحيى بن عيسى التَّميميّ، جدّ أبي يَعْلَى المَوْصِليّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
مُكْثِر عن أبي شهاب الحناط وعليّ بن مُسْهِر، وسكن بغداد للتجارة، وكان له قَدْر ومحلّ،
رَوَى عَنْهُ: ابن مُساوِر الجوهريّ أحمد بن القاسم، وتَمْتَام.
قال أبو يعلى: توفي جدي سنة ثلاثٍ وعشرين.(5/665)
345 - محمد بن أسد، أبو عبد الله الخوشي الإسفراييني الحافظ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
أحد الأعلام.
رحل وَسَمِعَ: الفُضَيْل بن عِيَاض، وابن المبارك، وسُفْيان بن عُيَيْنة، وبقيّة بن الوليد، والوليد بن مسلم، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بن عبد الوهاب الفراء، وإبراهيم الحربي، وأبو بكر الصغاني، وأبو حاتم الرازي، وأبو لبيد السرخسي، وآخرون.
ولما مات قَالَ إِسْحَاق بْن راهَوَيه: كَانَ نصف خراسان.
وخوش من قرى إسفرايين، ويقال له: الخشي.(5/665)
346 - خ د: محمد بن إسماعيل بن أبي سَمِينة، أبو عبد الله، الهاشمي مولاهم، البَصْريُّ المحدِّث الغازي. [الوفاة: 221 - 230 ه]
رَوَى عَنْ: مُعْتَمِر بن سليمان، وأبي خالد الأحمر، والمُعَافَى بن عِمران، ومُعَاذ بن هشام، وسُفْيان بن عُيَيْنة، وجرير بن عبد الحميد، وحفص بن غِياث، ويزيد بن زُرَيْع، وأبي بكر بن عيّاش، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والبخاري عن رجل عنه، وأبو زرعة، وأبو حاتم، والبخاري في " تاريخه "، وموسى بن [ص:666] هارون، ومحمد بن أيّوب الرّازيّ، وأبو يَعْلَى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، ومحمد بن هارون بن المجدِّر، وخلْق.
قال أبو حاتم: كان ثقة غزّاء.
وقال أبو داود: كان من شُجْعان النّاس.
وقال موسى بن هارون: مات في ربيع الأول سنة ثلاثين وهو متوجه إلى طرسوس، وكان لا يخضب.
أخبرنا علي بن أحمد العلوي قال: أخبرنا محمد بن أحمد قال: أخبرنا محمد بن عبيد الله ابن الزاغوني قال: أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد الهاشمي قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا محمد بن أبي سمنة قال: حدثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: قُلْتُ لأَنَسٍ: هَلْ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَعْلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ.(5/665)
347 - د: محمد بن إسماعيل بن عيّاش العنْسيّ الحمصيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: أبيه.
وَعَنْهُ: أبو زُرْعة، ومحمد بن عَوْف، وسليمان بن عبد الحميد البَهْرانيّ، وأبو الأحْوَص محمد بن الهيثم العُكْبَرِيّ، وجماعة.
قال أبو داود: لم يكن بذاك، قد رأيته ودخلت حمص غير مرّة وهو حيّ.
قلت: ثمّ روى في " سُنَنهِ " عن رجلٍ عنه.(5/666)
348 - ق: محمد بن أُمَيّة بن آدم، أبو أحمد، القرشي مولاهم، السَّاويّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: عيسى بن موسى غُنْجار، وعبد الله بن إدريس الأَوْديّ، وَسَلَمَةَ بن الفضل، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو زُرْعة، وأبو حاتم، والبخاريّ في " كتاب الأدب "، وعليّ بن جميلة الساوي. [ص:667]
قال النَّسائيّ: مات سنة ستٍّ وعشرين ومائتين.(5/666)
349 - ق: محمد بن أيّوب، أبو هُرَيْرَةَ الكِلابيّ الواسطيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: عبد العزيز الدراوردي، ومعتمر بن سليمان، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، ويحيى القطّان، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو زُرْعة، وأبو حاتم، والكُدَيْميّ، ومحمد بن سليمان البَاغَنْديّ، وإسحاق بن إبراهيم البُشْتيّ، وجماعة.
قال أبو حاتم: صالح.(5/667)
350 - محمد بن أبي يعقوب إسحاق بن حرب، الحافظ أبو عبد الله البَلْخيّ اللُّؤْلؤيّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
مولى بني سَهْم.
كان أحد الأئمة. حدَّث ببغداد عن مالك بن أنس، وخارجة بن مُصْعَب، ويحيى بن يَمَان، وبِشْر بن السَّرِيّ، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو بكر بن أبي الدُّنيا، والحسين بن أبي الأحْوَص، وعُبَيْد الله بن أحمد الكِسائيّ، وآخرون.
قال أحمد بن سَيّار المَرْوَزِيّ: كان آيةً من الآيات في الحفظ، وكان لا يكلّمه إنسان إلّا عَلَاه في كلّ فن، وزعموا أنه ذاكر ابن الشاذكوني، فكان كلّ واحد منهما ينتصف من الآخر. قال: فروى له بابًا لم يكن عند ابن الشّاذكُونيّ، فقال: ليس من ذا شيء.
أشار الخطيب أبو بكر إلى تضعيفه فقال: لم يكن يوثَّق.(5/667)
351 - محمد بن بِشْر الأَسَديّ الكُوفيُّ الحريريّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
أخو يحيى بن بِشْر.
سَمِعَ: الأوزاعيّ، وسعيد بن بشير، وسعيد بن عبد العزيز، ومعروفًا الخيّاط، وجماعة.
وعُمِّر دهرًا، وهو أَسَنّ من أخيه.
رَوَى عَنْهُ: أبو زُرْعة الرّازيّ، والحسين بن عُمَر بن أبي الأحْوَص الثَّقَفيّ، ويعقوب بن ثواب. [ص:668]
ويقال: إنّه مات في العام الذي مات فيه أخوه يحيى.(5/667)
352 - خ: محمد بن بُكَيْر بن واصل بن مالك بن قيس الحَضْرَميّ، أبو الحسين البَغْداديُّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزيل إصبهان.
عَنْ: شَرِيك، وأبي الأحْوَص، وخالد بن عبد الله، ومُصْعَب بن سلّام، وأبي مَعْشَر السِّنَدي، وهُشَيْم، وفَرَج بن فَضَالَةَ، وطائفة.
وَعَنْهُ: أحمد الرمادي، وأحمد بن الفُرات، وعبّاس الدُّوريّ، وإبراهيم الحربي، وعبد الله بن محمد بن النُّعْمان، وعبد الله بن محمد بن زَكَريّا، ومحمد بن غالب تَمْتَام، وخلْق.
قال أبو حاتم: صَدُوق عندي، يغلط أحيانًا.
وقال أبو نُعَيْم الأصبهاني: هو صاحب غرائب، تُوُفّي بعد العشرين ومائتين.
وقال يعقوب بن شَيْبَة: شيخ ثقة صَدُوق.(5/668)
353 - محمد بن أبي بلال. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: مالك.
وَعَنْهُ: موسى بن هارون الحافظ.
قال الخطيب: لا بأس به، تُوُفّي سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين.
وقال ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.(5/668)
354 - مُحَمَّدُ بْنُ تَوْبَة، أبو بكر الطَّرَسُوسيّ الزّاهد، [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزيل دمشق.
رَوَى عَنْ: الفُضَيْل بن عِيَاض، وسعيد بن عامر الضُّبَعيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بن أبي الحواري، وأبو زرعة الدمشقي، وأخوه عبد الله.(5/668)
355 - م د ن: محمد بن جعفر بن زياد بن أبي هاشم، أبو عمران الوَرْكانيُّ الخُراسانيُّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزيل بغداد.
عَنْ: شَرِيك، وأبي الأحْوَص، وعبد الرحمن بن أبي الزِّناد، ومالك بن [ص:669] أنس، وأبي مَعْشَر السِّنْديّ، وإبراهيم بن سَعْد، وطائفة.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، وعباس الدوري، وعبد الله بن أحمد، والحسن بن سفيان، وأبو يعلى، والبغوي، وآخرون. وكتب عنه من الكبار أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، ووثقاه.
قال موسى بن هارون: توفي لتسع بقين من رمضان سنة ثمان وعشرين.(5/668)
356 - خ م د ن: محمد بن جهضم الثقفي اليمامي، [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزيل البصْرة.
عَنْ: محمد بن طلحة بن مُصَرِّف، وإسماعيل بن جعفر، وأبي مَعْشَر المَدنيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: إسحاق الكَوْسَج، ومحمد بن المُثَنَّى، وخَلَف كردُوس، وأبو أُمَيّة الطَّرَسُوسيّ، وعبد العزيز بن معاوية، وعبد الله بن شَبِيب الرَّبْعيّ، وجماعة.(5/669)
357 - د ن: محمد بن حاتم بن يونس، أبو جعفر، الجرجرائي ثم المصيصي، العابد المعروف بِحِبِّي. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: عبد الله بن المبارك، وسُفْيان بن عُيَيْنة، وعَبْدَة بن سليمان، ومروان بن معاوية، وبِشْر بن حرب، وبِشْر الحافي، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي عن رجلٍ عنه، والحَسَن بن جرير الصّوريّ، وهلال بن العلاء، ويعقوب بن شَيْبَة، وعبد الكريم الدِّيرعَاقُوليّ، والعبّاس بن الفضل البَغْداديُّ نزيل حلب، ومحمد بن إسماعيل التِّرْمِذِيّ، ويوسف بن يعقوب القاضي، وجماعة. وروى أبو داود أيضًا عن رجلٍ عنه.
وقال أبو حاتم: صَدُوق.
وقال ابن أبي عاصم: مات سنة خمس وعشرين.(5/669)
358 - د: محمد بن حسّان بن خالد، أبو جعفر الضبي البَغْداديُّ السمتي. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: خَلَف بن خليفة، وفُضَيْل بن عِيَاض، ويوسف بن الماجِشُون، وهُشَيْم بن بشير، وإسماعيل بن مجالد، وابن المبارك، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو [ص:670] داود، وأبو بكر بن أبي الدُّنيا، ومحمد بن وضاح القرطبي، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبو القاسم البغوي، وآخرون.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثقة، يُحَدِّث عن الضَّعَفَاء.
وقال موسى بن هارون: مات في سابع ذي الحجة سنة ثمانٍ وعشرين.(5/669)
359 - محمد بن الحَسَن بن المختار التَّميميّ الكُوفيُّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزيل الرَّيّ.
عَنْ: مسلم الزّنْجيّ، ويونس بن أبي يَعْفُور، وعَمْرو بن أبي المقدام، وعليّ بن مُسْهِر، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو زُرْعة، وأبو حاتم، وغيرهما.
قال أبو زُرْعة: صَدُوق.
قلت: تُوُفّي سنة إحدى وعشرين.(5/670)
360 - م: محمد بن حيان، أبو الأحوص البَغَويُّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزيل بغداد.
عَنْ: عبد العزيز بن أبي حازم، ومسلم بن خالد الزّنْجيّ، وهُشَيْم، وعُمَر بن عُبَيْد الطَّنَافِسيّ، وابن عُلَيَّة، وجماعة.
وَعَنْهُ: مسلم، وإبراهيم الحربي، وموسى بن هارون، وعثمان بن خرزاذ، وأبو القاسم البغوي.
وقع لنا حديثه عاليا.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ زهير: مات في ذي الحجة سنة سبع وعشرين.
وَلَهُ فِي " مُسْلِمٍ " فَرْدُ حَدِيثٍ، أنبأناه أبو الفرج بن قدامة قال: أخبرنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا الحسين بن علي السبط قال: أخبرنا ابن النقور قال: أخبرنا ابن أخي ميمي قال: حدثنا البغوي قال: حدثنا أبو الأحوص قال: أخبرنا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: " من حمل علينا السلاح فليس منا ". [ص:671] موافقة بعلو.(5/670)
361 - محمد بن خالد ابن أمه، أبو جعفر الهاشميّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
رَوَى عَنْ: مالك حديثًا موضوعًا. وعن المُفَضَّل بن فَضَالَةَ، والوليد بن مسلم.
رَوَى عَنْهُ: الحَسَن بن عليّ بن خَلَف الصَّيْدلانيّ، وعبد الله بن منصور الصَّبّاغ، وأحمد بن سَيّار المَرْوَزِيّ، وجماعة.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: كَانَ يَكْذِبُ، سَمِعْتُ مِنْهُ حَدِيثًا عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَفَعَهُ: " النَّدَمُ تَوْبَةٌ ".
وقال أحمد الشيرازيّ في " الألقاب ": أبو نُعَيْم الطُّوسيّ، عن محمد بن خالد الهاشميّ بُرامة.
قال ابن عساكر: أظنُّه تصحيفا.
وقال أبو أحمد الحاكم: لقبه بُرامة.(5/671)
362 - محمد بن خالد بن مَرنتيل الأشجّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
مولى عبد الرحمن بن معاوية الدّاخل.
كان مِن كبار الفقهاء بقُرْطُبَة،
رحل وَسِمِعَ: ابن وَهْب، وابن القاسم، وجماعة.
وولي الشُّرِطة والإمامة بقرطبة، وكان لا تأخذه في الله لَوْمَةُ لائم.
تُوُفّي سنة اثنتين وعشرين، وقيل: سنة عشرين.(5/671)
363 - محمد بن زياد بن مَخْلَد الإصبهانيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
مُكْثِر عن النُّعْمان بن عبد السّلام.
رَوَى عَنْهُ: إسماعيل سَمُّوَيْه، ومحمد بن عيسى الزَّجّاج.
وَثّقَهُ أبو نُعَيْم الحافظ، وذكره في تاريخه.(5/671)
364 - محمد بن زياد، أبو جعفر، الإصبهانيّ ثمّ الرَّازيُّ، القطان. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: سفيان بن عيينة، ومرحوم العطار.
وَعَنْهُ: أبو حاتم، وقال: شيخ.(5/672)
365 - محمد بن زياد بن زبّار الكلبيّ، أبو عبد الله الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
إخباريّ عارف بالنَّسب.
رَوَى عَنْ: الشّرقيّ بن قطاميّ مؤدّب المهديّ.
رَوَى عَنْهُ: أحمد بن حنبل، وتَمْتَام، وأحمد بن عليّ الخزّاز، وجماعة.
قال ابن مَعِين: لا شيء.
وقال جزرة: ليس بذاك.(5/672)
366 - د: محمد بن سَعْد بن منيع، مولى بني هاشم، الحافظ أبو عبد الله البَصْريُّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
كاتب الواقدي.
سكن بغداد، وصنف " الطبقات الكبير "، و" الطبقات الصغير "،
وَحَدَّثَ عَنْ: هُشَيْم، وسُفْيان بن عُيَيْنة، وإسماعيل ابن عُلَيَّة، والوليد بن مسلم، ومَعّن بن عيسى، وأبي ضَمْرة، وابن أبي فُدَيْك، ومحمد بن عُمَر بن واقد الأسلميّ الواقديّ، ووَكِيع، وخلْق كثير من طبقتهم ومن الطّبقة التي بعدهم، حَتّى كتب عن أقرانه ومن هو أصغر.
وصنف، وظهرت فضائله ومعرفته الواسعة.
رَوَى عَنْهُ: أحمد بن عبيد أبو عصيدة، وأحمد بن يحيى البلاذري، وأبو بكر بن أبي الدنيا، والحسين بن محمد بن فهم، والحارث بن أبي أسامة، وعبيد الله بن محمد بن يحيى اليزيدي. وروى أبو داود في " سننه " حكاية عن رجلٍ عنه.
قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ فَقَالَ: يصدق، رأيته جاء إلى القواريريّ وسأله عن أحاديث فحدَّثه.
وقال إبراهيم الحربيّ: كان أحمد بن حنبل يوجّه في كلّ جمعة بحنبل بن إسحاق إلى ابن سعد، يأخذ منه جزأين من حديث الواقديّ، ينظر فيهما إلى [ص:673] الجمعة الأخرى. قال إبراهيم: ولو ذهب سَمِعَهُما كان خيرًا له.
قال الحسين بن فَهْم: محمد بن سَعْد هو مولى الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، كثير العِلْم، كثير الحديث، كثير الكتب، كتب الحديث والغريب والفقه، وتوفي ببغداد يوم الأحد لأربع خَلَوْن من جُمادَى الآخرة سنة ثلاثين ومائتين، وهو ابن اثنتين وستين سنة، رحمه الله.(5/672)
367 - خ: محمد بن سعيد بن الوليد الخُزَاعيّ البَصْريُّ مردويه. [الوفاة: 221 - 230 ه]
كان جار مسلم بن إبراهيم.
رَوَى عَنْ: همّام بن يحيى، ودُرُسْت بن زياد، وزياد بن الربيع، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو زُرْعة، وحرب الكِرْمانيّ، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، ومحمد بن عثمان بن أبي شَيْبة، ومحمد بن غالب تمتام، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وآخرون.
قال أبو حاتم: كان ثقة صدوقا.(5/673)
368 - محمد بن سُفيان بن وردان الأسَديُّ الكُوفيُّ المقرئ الحذَّاء، [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزيل الري.
روى القراءات في جزء عن الكسائي،
وَسَمِعَ مِنْ: شَرِيك، وحمّاد بن زيد، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن عيسى الإصبهاني، وأبو حاتم، وأبو زرعة؛ وقالا: صدوق في الحديث.(5/673)
369 - خ د ت ق: محمد بن سِنَان، أبو بكر الباهليّ العَوقيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
والعوقة حيّ من الأزْد بالبصرة، نزل فيهم.
وَرَوَى عَنْ: جرير بن حازم، وإبراهيم بن طَهْمَان، ونافع بن عُمَر، وفُلَيْح بن سُليمان، وهمّام بن يحيى، وسُلَيم بن حيّان، ويزيد بن إبراهيم التستري، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه عن رجلٍ عنه، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وحفص بن عُمَر سَنْجَة، وعثمان بن خُرَّزاذ، وأبو قلابة الرِّقاشيّ، وأبو مسلم الكَّجّيّ، وآخرون. [ص:674]
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.
وقال ابن أبي عاصم وغيره: تُوُفّي سنة ثلاث وعشرين.(5/673)
370 - خ: محمد بن سلّام بن الفرج البخاريّ البِيكَنْديّ الحافظ، أبو عبد الله، [الوفاة: 221 - 230 ه]
مولى بني سُلَيم.
طوّف وكتب الكثير عن أبي الأحوص سلام بن سليم، ومالك بن أنس رآه فلم يسمع منه، وهُشَيْم، وإسماعيل بن عيّاش، وابن المبارك، وإسماعيل بن جعفر، وزائدة بن أبي الرّقاد، وجرير بن عبد الحميد، وعيسى بن موسى غُنْجار، وأبي إسحاق الفَزَاريّ، وخلْق.
وَعَنْهُ: البخاري، والدّارميّ، وعُبَيْد الله بن واصل، ومحمد بن بُجَيْر أبو عُمَر، وأحمد بن الضوء، وحُمَيْد بن النَّضْر، وطُفَيْل بن زيد النَّسَفيّ، وخلْق لا نعرفهم من أهل ما وراء النَّهْر.
قال أحمد بن الهيثم الشّاشيّ: قال لي يحيى بن يحيى: بخُراسان كَنْزان؛ كنزٌ عند محمد بن سلّام البِيكَنْديّ، وكنز عند إسحاق بن رَاهَوَيْه.
وروى محمد بن يوسف السَّمَرْقَنْديّ عن محمد بن مُيَسَّر الكِرْمينيّ قال: انكسر قلم محمد بن سلّام البِيكَنْديّ في مجلس شيخٍ، فأمر أن يُنادَى: قلم بدينار، فطارت إليه الأقلام.
وقال محمد بن يعقوب البِيكَنْديّ: سَمِعْتُ عليّ بن الحسين يقول: كان محمد بن سلَام في منزله، فَدُقَّ بَابُهُ فخرج، فقال: يا أبا عبد الله، أنا جنّيّ، ورسول ملك الجن إليك، يسلم عليك ويقول: لا يكون لك مجلسٌ إلّا يكون منّا في مجلسك أكثر من الأنس. قال محمد بن يعقوب: وهذه حكاية عندنا مستفيضة مشهورة.
وعن محمد بن سلّام قال: لم أجلس في سوق بِيكَنْد منذ أربعين سنة.
وقال سهل بن المتوكّل: سمعته يقول: أنا محمد بن سلام؛ بالتخفيف. [ص:675]
وقيل: قُلِعت عين محمد بن سلّام في غَزَاة.
وقال سَهْل بن المتوكّل: سَمِعْتُ محمد بن سلَام يقول: أنفقتُ في طلب العِلْم أربعين ألفًا، وأنفقتُ في نشره أربعين ألفًا، وليت ما أنفقت في طلبه كان في نشره، أو كما قال.
وقال عُبَيْد الله بن شُرَيح: سَمِعْتُ محمد بن سلَام يقول: أحفظ نحوًا من خمسة آلاف حديث.
قال غُنْجار: وكان له مصنّفات في كلّ بابٍ من العِلْم، وكان بينه وبين أبي حفص أحمد بن حفص مَوَدة وأُخُوَّة، وكلّ واحدٍ منهما مخالف للآخر في المذهب.
وقال عُبَيْد الله بن واصل: سَمِعْتُ محمد بن سلَام يقول: كتبت عن أربعمائة شيخ.
وقال عليّ بن الحسين: سَمِعْتُ محمد بن سلَام يقول: أدركت مالك بن أنس، فإذا النّاس يقرأون عليه، فلم أسمع منه لذلك.
قلت: كان عامّة مشايخ ذلك الوقت إنّما يَرْوُون من لَفْظهم.
وقد دخل ابن سلَام خُوارَزْمَ مع غُنْجار، وسمعا بها من عبد الكريم بن الأسود البصْريّ، والمغيرة بن موسى.
قال حاضر بن الليث: حدثنا عيسى بن موسى، ومحمد بن سلَام، قالا: حدثنا المغيرة بن موسى، عن سعيد بن بشير، عن قَتَادَة، فذكر حديثًا.
وقال سهل بن المتوكل: حدثنا محمد بن سلام قال: حدثنا مغيرة البَصْريُّ، عن سعيد بن أبي عَرُوبة، فذكر حديثًا.
وقال محمد بن إسماعيل البخاريّ: مات في سابع صفر سنة خمسٍ وعشرين.
وقال يحيى بن جعفر البِيكَنْديّ: وُلِد محمد بن سلَام في السّنة التي مات فيها سُفْيان الثوري.(5/674)
• - محمد بن سلّام الْجُمَحيُّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
في الطبقة الآتية.(5/676)
371 - محمد بن صالح الفَزَاريّ البَغْداديُّ الخيّاط. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: شَرِيك القاضي وغيره.
وَعَنْهُ: صالح بن محمد جزرة، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصُّوفيّ.
وَثّقَهُ صالح بن محمد.
وتُوُفّي سنة ثلاثين.(5/676)
• - محمد بن الصّبّاح الْجُرْجَرائيّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
يأتي.(5/676)
372 - محمد بن الصَّبَّاح الرُّعَيْنيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
مصريّ،
سَمِعَ: ابن وَهْب.
توفي سنة ثلاثين.(5/676)
373 - ع: محمد بن الصّبّاح، أبو جعفر البَغْداديُّ الدُّولابيّ البزَّاز، [الوفاة: 221 - 230 ه]
مولى مُزَيْنَة.
وهو صاحب كتاب " السُّنَن " الذي سمعناه.
سَمِعَ: إبراهيم بن سَعْد، وشَرِيك بن عبد الله، وإسماعيل بن زَكَريّا، وخالد بن عبد الله، وسُفْيان بن عُيَيْنة، وإسماعيل بن جعفر، وابن المبارك، والوليد بن أبي ثور، وخلقا سواهم.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه بواسطة، وإبراهيم الحربيّ، وأحمد بن أبي خَيْثَمَة، وإسماعيل بن عبد الله سَمُّوَيْه، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعثمان الدارمي، وأبوا زُرْعة، وأبو العلاء محمد بن أحمد بن جعفر الوَكِيعيّ، وخلْق سواهم.
وَثّقَهُ أحمد وغيره.
وقال أبو حاتم: ثقة، يُحْتَجّ بحديثه، حدَّث عَنْهُ أحمد بْن حنبل، ويحيى بْن مَعِين، وكان أحمد يعظمه. [ص:677]
وقال تمتام: حدثنا محمد بن الصّبّاح الدُّولابيّ الثّقة المأمون والله.
وقال ابن حِبّان: وُلِدَ بقرية دولاب من الرَّيّ.
وقال موسى بن هارون وغيره: مات يوم الأربعاء لأربع عشرة ليلة خَلَت من المحرَّم سنة سبْعٍ وعشرين.
وقال ابنه أحمد بن محمد: مات وهو ابن سبْعٍ وسبعين سنة غير شهر أو شهرين، رحمه الله.(5/676)
374 - محمد بن صَبيح المَوْصِليّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
سَمِعَ: المُعَافَى بن عُمْران وغيره.
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، وعليّ بن حرب، وجماعة.
وكان صالحًا عابدًا، وقد ذكر البخاريّ أنه بغدادي فوهم.(5/677)
375 - خ ن: محمد بن الصلت، أبو يعلى التوزي. [الوفاة: 221 - 230 ه]
وتَوَّز هي تَوَجّ، بلدة من أعمال فارس.
نزل البصرة،
وَحَدَّثَ عَنْ: عبد العزيز بن أبي حازم، وحاتم بن إسماعيل، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْديّ، وسُفْيان بن عُيَيْنة، والوليد بن مسلم، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري والنسائي عن رجل عنه، وإبراهيم بن حرب العسكريّ، وأبو زرعة، وأبو حاتم، والعباس بن الفضل الأسفاطي، ومحمد بن محمد التمار، وآخرون.
قال أبو حاتم: صدوق، كان يملي علينا من حفظه التفسير وغيره، وربما وهم.
وقال البخاري: مات سنة سبع وعشرين.
وقال غيره: سنة ثمان.(5/677)
376 - ت: محمد بن الطفيل بن مالك النخعي، أبو جعفر. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: ابن عمّه شَرِيك بن عبد الله، وحمّاد بن زيد، وفُضَيْل بن عِيَاض، وبِشْر بن عمارة، وجماعة.
وَعَنْهُ: عبّاس الدُّوريّ، والبخاريّ في كتاب " الأدب "، وأحمد بن سَيّار المَرْوَزِيّ، وأحمد بن عمرو القطراني، وعثمان وعبد الله الدّارميّان، ومحمد بن أيّوب بن الضُّرَيْس، وآخرون.
وَثّقَهُ ابن حِبّان.
وكان قد سكن فَيْد.
تُوُفّي سنة اثنتين وعشرين.
روى التِّرْمِذِيّ له حديثا واحدا.(5/678)
377 - د ق: محمد بن عبد الله بن عثمان الخُزَاعيّ الْبَصْرِيُّ، أبو عبد الله. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: جرير بن حازم، وحماد بن سلمة، ومالك، ومبارك بن فَضَالَةَ، ورجاء صاحب السَّقَطِ، وأبي الأشهب جعفر بن حيّان، وشَبِيب بن شَيْبَة، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو داود، وابن ماجه عن رجلٍ عنه، وإبراهيم الحربيّ، وإسماعيل القاضي، وعلي بن عبد العزيز، ومحمد بن محمد التّمّار، وأبو حاتم، وأبو خليفة الفضل بن الحُبَاب، وغيرهم.
وثقه علي ابن المَدِينيّ.
وقال ابن أبي عاصم: تُوُفّي سنة ثلاثٍ وعشرين.(5/678)
378 - محمد بن عبد الله الأنباريّ، أبو جعفر الحَذاء. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: فُضَيْل بن عِيَاض، وسُفْيان بن عُيَيْنة.
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، وابن عمّه حنبل، وعبد الكريم الدِّيرعَاقُوليّ.(5/678)
379 - محمد بن عبد الوهاب بن الزُّبَيْر، أبو جعفر الحارثيّ، الكُوفيُّ ثمّ البَغْداديُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه][ص:679]
رأى سُفْيان الثَّوريّ،
وَسَمِعَ: أبا شهاب الحَنّاط، وعبد الرحمن بن الْغَسِيلِ، ومحمد بن مسلم الطّائفيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: عبد الله بن أحمد، وأحمد بن عليّ الأبّار، وأبو القاسم البَغَويّ، وآخرون.
قال الدَّارَقُطْنيّ: ثقه، له غرائب.
وكذا قال صالح بن محمد الحافظ.
قال موسى بن هارون: مات سنة سبْعٍ وعشرين.
قلت: وقع لنا حديثه عاليًا في " المنتقى من المخلصيات ".(5/678)
380 - محمد بن عُبَيْد الله بن عَمْرو بن معاوية بن عمرو بْن عُتْبَة بْنِ أَبِي سُفْيَان بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ، أبو عبد الرحمن القُرَشيّ الأُمَويّ، المشهور بالعُتْبيّ، البَصْريُّ الأخباريُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
أحد الفُصَحاء والأدباء.
سَمِعَ: أباه، وسُفْيان بن عُيَيْنة، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو حاتم السّجِسْتانيّ، وأبو الفضل الرَّياشيّ، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ، وآخرون.
وله قصيدة سائرة في ولده، يقول فيها:
والصُبر يُحمد في المواطن كلَّها ... إلّا عليك، فإنّه مذمومُ
تُوُفّي العُتْبيّ سنة ثمانٍ وعشرين.
وأما:(5/679)
• - العتبي المالكي، [الوفاة: 221 - 230 ه]
فمتأخر، يأتي.(5/679)
381 - خ: محمد بن عُبَيْد الله بن محمد بن أبي زيد، أبو ثابت المدني التاجر. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: إبراهيم بن سَعْد، ومالك، وعبد العزيز بن أبي حازم، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو زُرْعة، وإسماعيل القاضي، والعباس بن الفضل الأسفاطي، وآخرون.
توفي سنة سبع وعشرين ومائتين في المحرم.(5/679)
382 - د ق: محمد بن عثمان، أبو الجماهر التَّنُوخيّ الدِّمشقيُّ الكفرسوسي، ويكنى أيضا أبا عبد الرحمن. [الوفاة: 221 - 230 ه]
سَمِعَ: سعيد بن بشير، وسليمان بن بلال، وخُلَيْد بن دَعْلَج، وسعيد بن عبد العزيز التَّنُوخيّ، وإسماعيل بن عيّاش، والهيثم بن حُمَيْد، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو داود، وابن ماجه عن رجل عنه، وعبد الله بن حماد الآملي، وحويت بن أحمد، وأبوا زُرْعة، وأبو حاتم، وعثمان الدّارميّ، والحَسَن بن جرير الصُّوريّ، وأبو عَبْد الملك أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم البُسْريّ، وخلْق.
وَثّقَهُ أبو مُسْهِر وأبو حاتم.
وقال عثمان الدّارميّ: كان أوثق مَن أدركْنا بدمشق، ورأيت أهل دمشق مُجْمِعين على صلاحه، ورأيتهم يقدمونه على هشام، وعلى أبي أيّوب؛ يعني سليمان بن عبد الرحمن. وُلِد سنة أربعين ومائة، أو سنة إحدى وأربعين.
وقال أبو زُرْعة: مات سنة أربعٍ وعشرين.
قلت: وروى أبو داود أيضًا عن محمود بن خالد عنه.
قال أبو حاتم: ما رأيت أفصح منه.(5/680)
383 - محمد بن عطاء النَّخَعيّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزل مصر،
وَحَدَّثَ عَنْ: شَرِيك، وإسماعيل بن عيّاش، وعبد الوارث، وابن وَهْب، وطبقتهم.
رَوَى عَنْهُ أبو حاتم، وقال: شيخ. سمع منه بمصر سنة ستّ عشرة.(5/680)
384 - محمد بن عُقْبَة السَّدُوسيّ البَصْريُّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
ابن عمّ عُقْبَة بن هَرِم.
رَوَى عَنْ: جعفر بن سليمان، وطالب بن حُجَيْر، ومسكين بن أبي فاطمة، ويونس بن أرقم، وعبد الله بن خِراش، وآخرين.
وَعَنْهُ: أبو زُرْعة وأبو حاتم، ثمّ تركه أبو زُرْعة وأبو حاتم؛ فما حدَّثا عنه لضعفه.(5/680)
385 - محمد بن عليّ بن أبي خِداش، أبو هاشم الأَسَديّ المَوْصِليّ العابد، [الوفاة: 221 - 230 ه]
راوية المُعَافَى بن عمران.
رحل وأكثر عن ابن عُيَيْنة، وعيسى بن يونس، وجماعة. وكان من العلماء العاملين.
قال يعلى الزَّرّاد: سَمِعْتُ بِشْر بن الحارث رحمه الله عليه يقول: وَدِدْت أنّي ألقى الله تعالى بمثل عمل أبي هاشم، أو بمثل صحيفته.
وقال أحمد بن دبّاس: كنّا عند المُعَافَى بن عِمران، فأقبل أبو هاشم، فقال المُعَافَى: أراه من القوم؛ يعني من الأبدال.
وَقَالَ أَبُو زَكَرِيَّا يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِيَاسٍ الأَزْدِيُّ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زياد قال: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ عَنْ بَعْضِ مَشَايِخِهِ قَالَ: تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ أَشْبَهَ النَّاسِ بِهَدْيِهِ وَدَلَّهِ ابْنُ مَسْعُودٍ، فَلَمَّا مَاتَ كَانَ أَشْبَهَ النَّاسِ بِهَدْيِهِ وَدَلِّهِ عَلْقَمَةُ، فَلَمَّا مَاتَ كَانَ أَشْبَهَ النَّاسِ بِهَدْيِهِ وَدَلِّهِ إبراهيم النخعي، فلما مات كان أشبههم بهديه ودله منصور، فلما مات كان أشبههم بهديه ودله سفيان الثوري، فَلَمَّا مَاتَ كَانَ أَشْبَهَ النَّاسِ بِهَدْيِهِ وَدَلِّهِ الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، فَلَمَّا مَاتَ كَانَ أَشْبَهَ النَّاسِ بِهَدْيِهِ وَدَلِّهِ أَبُو هَاشِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ.
وقال أبو زَكَريّا الأزْديّ: حُدِّثت عن تَمْتَام قال: قلت ليحيى بن مَعِين: كتبتَ " جامع " سُفْيان عن أبي هاشم عن المُعَافَى؟ فقال ابن مَعِين: بلغني أنّ هذا الرجل نظير المُعَافَى أو أفضل منه.
قال أبو زكريا: حدثني العلاء بن أيوب قال: حدَّثني مَن حضر أبا هاشم لمّا التقى الجمعان، فقال لرُفَقَائه: هذا يومٌ كنت أتمنّاه، عليكم السّلام. ثمّ سدّد رُمْحه، وجعله على قَرَبُوس سَرْجِه، وحمل على الروم، فكان آخر العهد به. روى عن أبي هاشم جماعة؛ منهم: صالح بن العلاء، وإسماعيل بن حمّاد التّمّار، وحُمَيْد بن زَنْجَوَيْه.
قال أبو زَكَريّا: كان صالحًا زاهدًا مجاهدًا، استُشْهِد في سبيل الله لمّا جاشت الروم بشِمْشاط مقبلًا غير مدبر سنة اثنتين وعشرين، رحمه الله.(5/681)
386 - ت: محمد بن عِمران بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ليلى، الإمام أبو عبد الرحمن الأنصاريّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه][ص:682]
سَمِعَ: أباه، ومعاوية بن عمّار الدّهْنيّ، وحَبّان بن عليّ العَنَزيّ، وشَرِيك بن عبد الله، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو بكر بن أبي الدُّنيا، والبخاريّ في كتاب " الأدب "، وأبو عَمْرو أحمد بن أبي غَرزة، وعثمان بن سعيد الدّارميّ، وآخرون.
قال أبو حاتم: أملى علينا كتاب " الفرائض " عن أبيه، عن ابن أبي ليلى، عن الشَّعْبيّ من حفظه، لا يقدّم مسألة على مسألة، وهو صَدُوق.
وقال غيره: تُوُفّي سنة ثمانٍ وعشرين.(5/681)
• - محمد بن عِمران الأَخْنَسيّ، وقيل: أحمد، [الوفاة: 221 - 230 ه]
تقدّم في الألف.(5/682)
387 - محمد بن عُمَر بن حفص القَصَبيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: عبد الوارث بن سعيد، والمفضَّل بن محمد الضَّبّيّ.
وَعَنْهُ: عبّاس الدُّوريّ، وأبو بكر الصَّغانيّ، وصالح بن محمد الرّازيّ.
وَثّقَهُ يحيى بن مَعِين.(5/682)
388 - محمد بن عُمَر، أبو عبد الله المُعَيْطيّ البَغْداديُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: شَرِيك بن عبد الله، وأبي الأحْوَص، وجماعة.
وَعَنْهُ: إسحاق الحربيّ، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ.
وَثّقَهُ محمد بن سَعْد الكاتب، وقال: مات في سنة اثنتين وعشرين.(5/682)
389 - محمد بن عَمْرو بن عثمان، أبو جعفر الْجُعْفيّ، الكُوفيُّ ثمّ المِصْريُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
حدَّث عن ضمام بن إسماعيل وغيره.
تُوُفّي في أوّل سنة ثلاثين.(5/682)
390 - محمد بن عَوْن، أبو عَوْن الزّياديّ البَصْريُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: إبراهيم بن طَهْمان، وهَمَّام بن يحيى، وعَمْرو بن كثير بن أفلح، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو زُرْعة، والعبّاس بن الفضل الأسفاطيّ، ومحمد بن أيّوب بن الضُّرَيْس، وجماعة.
قال أبو حاتم: ثقة.(5/683)
391 - محمد بن عيسى بن عبد الواحد الفقيه، أبو عبد الله المَعَافِريُّ القُرْطُبيُّ الأعشى. [الوفاة: 221 - 230 ه]
رحل في طلب العِلْم في السَّنة التي مات فيها مالك بن أنس،
فَسَمِعَ مِنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ويحيى بْن سعَيِد القطّان، ووَكِيع بن الجرّاح، وطائفة.
وكان الغالب عليه الأثر، وكان رئيسًا نبيلًا، وسَرّيًّا جليلًا، وسخيًّا كريمًا.
تُوُفّي سنة إحدى وعشرين، وقيل: سنة اثنتين وعشرين، وقيل: سنة ثمان عشرة، فالله أعلم.
تَرْجَمَهُ ولدُ الفَرَضَيّ.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن وضّاح، وأَصْبَغ بن خليل، وآخرون.
وكان فيه دُعابة ومُزاح، ويذكر أنه كان يشرب النبيذ.(5/683)
392 - د ن ق: محمد بن عيسى ابن الطباع، الحافظ أبو جعفر البَغْداديُّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزيل أَذَنَه من الثَّغْر.
رَوَى عَنْ: مالك، وجُوَيْرية بن أسماء، وشَرِيك، وحمّاد بن زيد، وأبي عَوَانة، وفرج بن فَضَالَةَ، وطائفة.
وَعَنْهُ: البخاري تعليقا، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه عن رجلٍ عنه، وأبو حاتم، وعبد الكريم الديرعاقولي، وابن أخيه محمد بن يوسف ابن الطباع، وآخرون.
قال أبو حاتم: حدثنا الثقة المأمون محمد بن عيسى، وما رأيت من [ص:684] المحدّثين أحفظ للأبواب منه.
وقال أبو داود: كان يتفقّه، وكان يحفظ نحوًا من أربعين ألف حديث.
وقال النَّسائيّ وغيره: ثقة، تُوُفّي سنة أربعٍ وعشرين.
وَرَوَى عَنْهُ من شيوخ الطَّبرانيّ: أحمد بن عبد الرحيم وأحمد بن عبد الوهّاب الحَوْطيّان، وأحمد بن مسعود، وطالب بن قُرَّةَ الأَذَنيّ، وغيرهم.
وكان مولده في سنة خمسين ومائة تقريبًا، وكان أخوه إسحاق أكبر منه بعشر سنين، وله مصنّفات كثيرة.
سئل عنه أحمد بن حنبل فقال: عالم فهم.
وقال أبو حاتم: ثقة مُبَرِّز، كان أتقن من أخيه إسحاق، وإسحاق أَجَلّ منه. سمعت محمد بن عيسى يقول: خرج أخي إلى الري فكتب كُتُب جرير، فنظرت فيما كتب وحَفِظْتُه، فقدم جرير العراق، فجعلت أطالبه بتلك الأحاديث، فقال: لِمَ لَمْ تَقْدَم علينا؟ قلت: خفّة اليد. قال: أرى حمارك فارهًا، وثيابك بيضاء. فقلت: عارية. وقال لأخي: أراه حافظًا كيِّسًا. قال: هو يتيم، أنا ربيّته. قال: كيف شُكْرُه لك؟ فإنّه يقال: أن اليتيم لا يكاد يشكر.(5/683)
393 - محمد بن أبي غالب البَغْداديُّ، أبو عبد الله. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: هُشَيْم.
وَعَنْهُ: ابن أبي الدُّنيا، وأحمد بْن أَبِي خَيْثَمَة، وعبد اللَّه بْن أحمد ابن الدَّوْرقيّ.
وَثّقَهُ الخطيب.
قال ابن أبي حاتم: تُوُفّي سنة أربعٍ وعشرين ومائتين.
أمّا:(5/684)
• - محمد بن غالب القومسي، [الوفاة: 221 - 230 ه]
فتأخر.(5/684)
394 - محمد بن غِياث، أبو لَبِيد السَّرْخَسيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه][ص:685]
عَنْ: مالك، وحديج بن معاوية، ومفضَّل بن فَضَالَةَ، ومحمد بن جابر، وابن أبي الزِّناد.
وَعَنْهُ: محمد بن حاجب المَرْوَزِيّ، وَسَلَمَةُ بن شَبِيب، وجماعة.
قال أبو حاتم: بلخي مرجئ.(5/684)
395 - ع: محمد بن الفضل، أبو النُّعْمان السَّدُوسيّ البَصْريُّ الحافظ، ولقبه عارم. [الوفاة: 221 - 230 ه]
رَوَى عَنْ: الحمادين، وجرير بن حازم، ومهديّ بن ميمون، ومحمد بن راشد المكحوليّ، وثابت بن يزيد الأحول، وعمارة بن زاذان، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، والستة عن رجلٍ عنه، وأحمد بن حنبل، وأبو زُرْعة، وعبد بن حُمَيْد، ومحمد بن غالب تَمْتَام، ومحمد بن وَارَةَ، ومحمد بن الحسين الحُنَيْنيّ، ويعقوب الفَسَويّ، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ، وأحمد بن سليمان الرّهاويّ، وخلْق.
قال ابن وارة: حدثنا عارِم بن الفضل الصَّدُوق الأمين.
وقال أبو حاتم: إذا حدثك عارم فاختم عليه، وعارم لا يتأخّر عن عَفَّان. وكان سليمان بن حرب يقدِّم عارِمًا على نفسه.
وقال أبو حاتم أيضًا: اختلط عارِم في آخر عُمْره وزال عقله، فمن سمع منه قبل سنة عشرين ومائتين فَسَمَاعُه جيّد، وأبو زُرْعة لقيه سنة اثنتين وعشرين.
وقال البخاريّ: تغيَّر في آخر عُمره.
قالوا: مات في صفر سنة أربع وعشرين.
وقال أبو داود السِّجِسْتانيّ: بَلَغَنَا أن عارِمًا أُنْكِرَ سنة ثلاث عشرة ومائتين، ثمّ راجعه عقْلُه، ثمّ استحكم به الاختلاط سنة ستّ عشرة.
قُلْتُ: فَمِمَّا أَنْكَرُوهُ عَلَيْهِ رِوَايَتُهُ عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ حَدِيثُ: [ص:686] " اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ ". وَقَدْ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ رَوَاهُ عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ مُرْسَلًا، كَمَا رَوَاهُ عَفَّانُ وَغَيْرُهُ.
قال الحَسَن بن عليّ الخلّال: سَمِعْتُ سليمان بن حرب يقول: إذا ذكرت أبا النُّعْمان فاذكُر أيّوب وابن عَوْن.
وقال أبو جعفر العُقَيْليّ: قال لنا جدّي: ما رأيت بالبصْرة شيخًا أحسن صلاة من عارِم، وكانوا يقولون: أخذ الصّلاة عن حمّاد بن زيد عن أيّوب، وكان عارِم مِنْ أخشع مَنْ رأيت، رحمه الله تعالى.
قال الدَّارَقُطْنيّ: ثقة، تغيّر بآخره، وما ظهر له بعد اختلاطه حديث مُنْكَر.
قلت: فهذا قول الدَّارَقُطْنيّ الذي لم يأتِ بعد النَّسائيّ مثله، فأين هو من قول ابن حِبّان الخسّاف في عارِم: اختلط في آخر عُمره، وتغير حتى كان لا يدري ما يحدِّث به، فوقع المناكير الكثيرة في حديثه، فيجب التنكّب عن حديثه فيما رواه المتأخّرون، فإذا لم يُعلم هذا من هذا وجب تُرك الكُلّ، ولا يُحْتَجّ بشيءٍ منها. ثمّ لم يقدر ابن حِبّان أنّ يسوق لعارِم حديثًا مُنْكَرًا.(5/685)
396 - محمد بن القاسم الحَرّانيّ، سُحَيْم. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: زُهَير بن معاوية، وعُبَيْد الله بن عَمْرو الرَّقّيّ، وإسماعيل بن عيّاش، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو زرعة، وأبو حاتم.
قال أبو حاتم: صدوق.(5/686)
397 - ع: محمد بن كثير العَبْديّ البَصْريُّ، أبو عبد الله، [الوفاة: 221 - 230 ه]
أخو سليمان.
رَوَى عَنْ: أخيه، وسُفْيان، وشُعْبَة، وإسرائيل، وهمام، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، ومسلم والأربعة عَنْ رَجُل عَنْهُ، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وعَبْد، والدّارميّ، ومُعَاذ بن المُثَنَّى، ويوسف بن يعقوب القاضي، وأبو مسلم الكَّجّيّ، وطائفة. [ص:687]
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال البخاري: مات سنة ثلاث وعشرين.
وقال ابن حبان: حدثنا عنه الفضل بن الحُبَاب وكان تقيًّا فاضلًا يخضب. قال: وعاش تسعين سنة.
قال ابن مَعِين: لم يكن يستأهل أن يُكْتَب عنه. رواها ابن الْجُنَيْد الخُتّليّ عنه.(5/686)
398 - محمد بن كثير بن مروان الفِهْريّ الشاميّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزل بغداد،
وَرَوَى عَنْ: إبراهيم بن أبي عَبْلَة، والأوزاعيّ، والَّليْث بن سَعْد، وابن لَهِيعَة.
وَعَنْهُ: حَامِدُ بْنُ شُعَيْبٍ الْبَلْخِيُّ، وأحمد بن الحسن الصوفي، وأبو القاسم البغوي.
قَالَ إِدْرِيسُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْهُ، فَقَالَ: إِذَا مَرَرْتَ بِهِ فَارْجُمُهُ، ذَاكَ الَّذِي يَرْوِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُتْرَكُ الْمَصْلُوبُ عَلَى الْخَشَبَةِ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثٍ ".
وقال ابن مَعِين: لم يكن ثقة.
وقال ابن عَديّ: روى بواطيل، والبلاء منه.
وقال أبو الفتح الأزْديّ: متروك.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ أَبِي الدميك: حدثنا محمد بن كثير الفهري قال: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ الله ابن أُمِّ حَرَامٍ، وَأَخْبَرَنِي إِنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِبْلَتَيْنِ.
قلت: حدَّث الفِهْريّ سنة ثلاثين ومائتين، وقد وقع لنا من عواليه في " المُنْتَقَى من المخلصيّات ". [ص:688]
تقدّم:(5/687)
• - محمد بن كثير المِصِّيصيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه](5/688)
399 - محمد بن كُلَيْب البَصْريُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
حدَّث ببغداد عن حمّاد بن زيد، وأبي إسماعيل المؤدِّب، ومُعْتَمِر بن سليمان.
وَعَنْهُ: نصر بن طَوْق، وأبو القاسم البَغَويّ.
وثقه الخطيب.(5/688)
400 - د ن ق: محمد بن محبَّب، أبو همّام الدَّلّال القُرَشيّ الْبَصْرِيُّ، صاحب الرقيق. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: سُفْيان الثَّوريّ، وإسرائيل، وإبراهيم بن طَهْمان، وسعيد بن السّائب، وغيرهم.
وَعَنْهُ: رجاء بن مرجى، وأحمد بن منصور الرماديّ، والقاضي البِرْتيّ، وأبو مسلم الكجي، وأبو خليفة الْجُمَحيّ، وخلْق.
وَثّقَهُ أبو داود، وروى عن رجلٍ عنه.
تُوُفّي سنة إحدى وعشرين.(5/688)
401 - خ د ن: محمد بن محبوب، أبو عبد الله البُنانيّ البَصْريُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: الحَمّادَيْن، وأبي عَوَانة، وسرار بن مُجشّر، وعبد الواحد بن زياد، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، والنسائي عن رجلٍ عنه، وعَمْرو بن منصور النَّسائيّ، ويعقوب الفَسَويّ، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ، وعبد الله بن أحمد الدَّوْرقيّ، وطائفة.
قال أبو داود: سَمِعْتُ يحيى بن مَعِين يُثْني عليه ويقول: كيّس صادق، كثير الحديث.
قال البخاريّ: مات سنة ثلاثٍ وعشرين. [ص:689]
وقال غيره: سنة اثنتين وعشرين.(5/688)
402 - محمد بن مُصْعَب البَغْداديُّ، أبو جعفر الدَّعَّاء. [الوفاة: 221 - 230 ه]
أحد عبّاد الله الأولياء، كان صاحب أحوال وكرامات،
رَوَى عَنْ: ابن المبارك وغيره.
وَعَنْهُ: أبو الحَسَن محمد بن محمد بن العطّار، ومحمد بن نصر الصائغ، وابن بسّام، وغيرهم.
ووصفه الإمام أحمد بالسُّنّة.
قلت: تُوُفّي سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين.(5/689)
403 - م د: محمد بن مُعَاذ بن عبّاد بن مُعَاذ العنبري الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: عمّ أبيه مُعَاذ بن مُعَاذ، وأبي عَوَانة، ومُعْتَمِر بن سليمان، وعبد الواحد بن زياد، وسفيان بن عيينة، ومحمد ابن السماك، ومراجم بن العوام، وطائفة.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وموسى بن إسحاق الأنصاريّ، والحسن بن علي بن الوليد الفسوي، وجماعة.
قال أبو حاتم: صدوق، ليس به بأس.
وقال أبو زرعة: قدم الري، وصار إلى طبرستان.
وقال أبو داود: أراه مات سنة ثلاث وعشرين.(5/689)
404 - محمد بن معاوية بن أعين، أبو علي الهلالي النَّيْسَابوريُّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزيل مكة.
رَوَى عَنْ: حمّاد بن سَلَمَةَ، وزُهَير بن معاوية، وسليمان بن بلال، وخارجة بن مُصْعَب، والَّليْث بن سَعْد، وجماعة.
وطوّف وصنّف، وكان ضعيفًا. [ص:690]
رَوَى عَنْهُ: محمد بن يحيى الذُّهَليّ، وأبو حاتم، ومُطَيِّن، ومحمد بن عبد الرحمن السّاميّ، وخَلَف بن عَمْرو العُكْبَرِيّ، ومحمد بن عليّ الصائغ، وبُهْلُول بن إسحاق، وأحمد بن عبد المؤمن، والحَسَن بن محمد الزَّعْفرانيّ، وآخرون.
قال يحيى بن مَعِين: كذّاب.
وقال غير واحدٍ: ضعيف.
وقال الفلّاس: فيه ضَعْف، وهو صَدُوق قد روى عنه النّاس.
وقال أبو زُرْعة: كان شيخًا صالحًا، إلّا أنه كان كلّما لُقِّن تَلَقَّن.
وقال أبو بكر محمد بن إدريس المكّيّ: ما كتبتُ عنه إلّا من أصله، وكان معروفًا بالطَّلب، وكان يُحَدِّث حفظًا، فلعله يغلط ولا يحفظ.
وقال حرب الكِرْمانيّ: كتبتُ عنه، وكان مستميله سَلَمَةُ بن شَبِيب، وكان مُوسرًا.
وقال النَّسائيّ: متروك.
وقال مُطَيَّن: تُوُفّي سنة تسعٍ وعشرين. وكذا وَرَّخه موسى بن هارون، وزاد: بمكّة.(5/689)
405 - محمد بن معاوية البَصْريُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: جُوَيْرية بن أسماء.
ضعيف مجهول.(5/690)
406 - خ: محمد بن مقاتل، أبو الحَسَن المَرْوَزِيّ الكِسائيّ، ولقبه رخ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
رَوَى عَنْ: ابن المبارك، وخالد بن عبد الله، وخَلَف بن خليفة، وأوس بن عبد الله بن بُرَيْدة، وابن عُيَيْنة، وابن وهب، ومبارك بن سعيد الثوري، وطائفة. [ص:691]
وَعَنْهُ: البخاري، وإبراهيم الحربيّ، وأبو زرعة، ومحمد بن إسحاق الصغاني، وإسماعيل سمويه، وأحمد بن سيار المروزي، ومحمد بن عبد الرحمن السامي، ومحمد بن علي الصائغ، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وخلق.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال البخاري: مات في آخر سنة ست وعشرين ومائتين.
وقال الخطيب: سكن بغداد، ثم جاور بمكة.(5/690)
407 - د ن: محمد بن مكي بن عيسى المروزي. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: ابن المبارك، وعمر بن هارون البَلْخيّ.
وَعَنْهُ: أحمد بن سَيّار المَرْوَزِيّ، ويعقوب الفَسَويّ، ومحمد بن حاتم المَرْوَزِيّ، وأبو داود، والنسائي عن رجل عنه.
وثقه ابن حبان.(5/691)
408 - خ ن: محمد بن موسى بن أعين الجزري. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: أبيه، وزُهَير بن معاوية.
وَعَنْهُ: عليّ بن عثمان النفيلي، ومحمد بْن مُسْلِم بْن وَارَةَ، ومحمد بْن يحيى الذُّهَليّ، وجماعة.
وكان صدوقا.
ثم وجدت ابن حِبّان قال: تُوُفّي سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين.(5/691)
409 - محمد بن نصر المَرْوَزِيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
شيخ
يَرْوِي عَنْ: ابن المبارك،
لا يكاد يُعرف.
سَمِعَ مِنْهُ: عبد الله ابن الإمام أحمد في سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين.(5/691)
410 - محمد بن أبي نُعَيْم الواسطيّ الهُذَليّ، واسم أبيه موسى. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: أبان بن يزيد العطّار، ومهديّ بن ميمون، ووُهَيْب بن خالد، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو زرعة، وأبو حاتم، وحنبل بن إسحاق، وعبد الكريم الدِّيرعَاقُوليّ، وعليّ بن إبراهيم الواسطيّ.
قال أبو حاتم: صَدُوق. وقال: سألت عنه يحيى بن مَعِين فقال: ليس بشيء.
وقال أبو داود: سألت ابن مَعِين عن ابن أبي نُعَيْم فقال: كذّاب خبيث.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يتابعه عليه الثِّقات.
وقال ابن أبي حاتم: سَمِعْتُ أحمد بن سِنَان يقول: ابن أبي نُعَيْم ثقة صَدُوق.(5/692)
411 - محمد المعتصم بالله، أمير المؤمنين، أبو إسحاق بن هارون الرشيد ابن المهديّ، الهاشميّ العبّاسيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
وُلِدَ سنة ثمانين ومائة، وأُمَّه أمُّ ولد اسمُها ماردة.
رَوَى عَنْ: أبيه، وَعَنْ: أخيه المأمون.
رَوَى عَنْهُ: إسحاق الموصلي، وحمدون بن إسماعيل، وآخرون.
وبويع بعد المأمون بعَهْدٍ منه إليه في رابع عشر رجب سنة ثماني عشرة ومائتين.
وكان أبيض، أصْهب اللحية طويلها، رَبْع القامة، مُشْرب الَّلون، ذا شجاعة وقوّة وهمّة عالية. وكانت خلافته ثمانية أعوام وثمانية أشهر، وكان عُرْيًا من العِلْم؛ فروى الصُّوليّ عن محمد بن سعيد، عن إبراهيم بن محمد الهاشميّ قال: كان مع المعتصم غلام في الكُتّاب يتعلّم معه، فمات الغلام، فقال له الرشيد أبوه: يا محمد، مات غلامك. قال: نعم يا سيّدي، واستراح من [ص:693] الكُتّاب. فقال: وإن الكتّاب لَيَبْلغ منك هذا؟! دعوه؛ لا تعلّموه. قال: فكان يكتب ويقرأ قراءةً ضعيفة.
قال خليفة: حجّ بالنّاس أبو إسحاق ابن الرشيد سنة مائتين.
وقال الصولي: حدثنا عون بن محمد قال: رأيت المعتصم أوّل رَكْبةٍ رَكِبها ببغداد وهو خليفة حين قدِم من الشّام، وذلك أوّل يومٍ من رمضان سنة ثمان عشرة، وأحمد بن أبي دُؤَاد يُسايره، وهو مُقْبل عليه.
وقال أبو الفضل الرِّياشيّ: كتب ملك الروم - لعنه الله - إلى المعتصم يتهدّده، فأمرَ بجوابه، فلمّا قُرئ عليه الجواب لم يرضه، وقال للكاتب: اكتب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، أمّا بعد، فقد قرأت كتابك وسمعت خطابك، والجواب ما ترى لا ما تسمع، وسيعلم الكافر لمن عُقْبَى الدار.
وقال أبو بكر الخطيب وغيره: غزا المعتصم بلاد الروم سنة ثلاثٍ وعشرين، فأنكى في العدّو نكايةً عظيمة، ونصَب على عَمّورِية المجانيق، وفتحها، وقتل ثلاثين ألفًا، وسبى مثلهم، وكان في سَبْيه ستّون بِطْريقًا، ثمّ أحرق عَمُّورِية.
قال خليفة: وفي هذه السنة أُتِيَ ببابَك الخُّرْميّ أسيرًا، فأمر بقطع أربعته وصلبه.
قلت: كان من أَهْيب الخلفاء وأعظمهم، لولا ما شان سُؤْددَه بامتحان العلماء بخلْق القرآن، نسأل الله السّلامة.
قال نفطويه: للمعتصم مناقب، وكان يقال له: المثمّن، فإنه كان ثامن الخلفاء من بني العبّاس، ومَلَك ثمان سنين وثمانية أشهر، وفتح ثمانية فتوح؛ بلاد بابَك على يد الأفشين، وفتح عَمُّورِية بنفسه، والزُّطّ بعجيف، وبحر البصرة، وقلعة الأجراف، وأعراب ديار ربيعة، والشّاري، وفتح مصر. وقتل ثمانية أعداء؛ بابَك، وباطيش، ومازَيار، ورئيس الزّنادقة، والأفشين، [ص:694] وعُجَيْفًا، وقارون، وقائد الرافضة. وإنّما فتح مصر قبل خلافته.
وزاد غير نَفْطَوَيْه إنّه خَلّف من الذَّهب ثمانية آلاف ألف دينار، ومن الدّراهم مثلها. وقيل: ثمانية عشر ألف ألف، ومن الخيل ثمانين ألف فَرَس، وثمانية آلاف مملوك، وثمانية آلاف جارية، وبنى ثمانية قصور، وقيل: بل بلغ عدد غلمانه التُّرْك ثمانية عشر ألفًا.
وعن أحمد بن أبي دُؤاد قال: استخرجت من المعتصم في حَفر نهر الشّاش ألفي ألف، غير أنّه كان إذا غضب لا يُبالي من قتلَ.
وقال إسحاق المَوْصِليّ: دخلت عليه وعنده قَيْنَةٌ تغني، فقال: كيف تراها؟ قلت: تقهر الغناء برفق، وتجليه برِفْق، وتخرج من الشيء إلى أحسن منه، وفي صوتها شجى وشذور أحسن من در على النحور. فقال: صفتك لها أحسن منها ومن غنائها، خذها لك. فامتنعت لعلمي محبته لها، فوصلني بمقدار قيمتها.
وبَلَغَنا أنّ المعتصم لمّا تجهّز لغزو عَمُّورِيَة حكم المنّجمون أنّ ذلك طالَع نَحْس، وأنّه يُكْسَر، فكان من ظَفْرِه ونَصْرِه ما لم يَخْفَ، وفي ذلك يقول أبو تمام الطائي قصيدته البديعة:
السَّيفُ أصدق إنباءً من الكُتُبِ ... في حَدّهِ الحَدُّ بين الْجِدّ والَّلعبِ
منها:
والعلم في شهب الأرماح لامعةً ... بين الخَمِيسَيْن لا في السَّبْعةِ الشُّهُبِ
أين الرواية أمّ أين النّجومُ وما ... صاغوه من زُخْرُفٍ فيها ومن كذِبِ
تخرُّصًا وأحاديثًا مُلَفْقَةً ... ليست بنَبْع إذا عُدَّت ولا غَرَبِ
وعن أحمد بن أبي دُؤَاد قال: كان المعتصم يُخرج ساعده إليّ ويقول: يا أبا عبد الله، عُضّ ساعدي بأكثر قوّتك. فأقول: ما تَطِيب نفسي. فيقول: إنه لا يضرني. فأروم ذلك، فإذا هو لا تعمل فيه الأسِنّة، فضلًا عن الأسنان.
وانصرف يومًا من دار المأمون إلى داره، وكان شارع الميدان منتظما [ص:695] بالخِيَم، فيها الْجُنْد، فإذا امرأة تبكي وتقول: ابني ابني. وإذا بعض الْجُنْد قد أخذ ولدها، فدعاه المعتصم، وأمره بردّ ابنها عليها، فأبى، فاستدناه، فدنا منه، فقبض عليه بيده، فسمعتُ صوت عظامه، ثمّ أطلقه فسقط، وأمر بإخراج الصّبيّ إلى أمّه.
وقال أحمد بن أبي طاهر: ذكر أحمد بن أبي دُؤَاد المعتصم يومًا، فأسهب في ذِكْرِه، وأطنب في وصْفه، وذكر من سعة أخلاقه ورضيّ أفعاله، وقال: كثيرًا ما كنتُ أُزامله في سفره.
قال أبو بكر الخطيب: ولكَثْرة عسكر المعتصم وضِيق بغداد عنه بنى سُرّ من رأى، وانتقل إليها فسكنها بعسكره، وسُمّيت العسكر، وذلك في سنة إحدى وعشرين ومائتين.
وعن عليّ بن يحيى المنجّم قال: استتمّ عِدّة غلمان المعتصم الأتراك بضعة عشر ألفًا، وعُلِّق له خمسون ألف مِخْلاة، وذَلَّل العدَوّ بالنّواحي.
فيقال: إنه قال في مرض موته: {حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً}.
وقال المسعودي: وَزَرَ له ابن الزّيّات إلى آخر أيّامه، وغلب عليه أحمد بن أبي دؤاد.
وقال ابن أبي الدنيا: حدثنا عليّ بن الْجَعْد قال: لمّا احتضر المعتصم جعل يقول: ذهبت الحيلة فليس حيلة، حَتّى صمت.
قال: وحدَّثني شيخ من قُريش أنّه جعل يقول: أؤخذ من بين هذا الخلّق. قال: وكان أصهب اللحية جدا، طويلها.
قلت: وللمعتصم شعرٌ لا بأس به، وكلمات فصيحة.
قال نَفْطَوَيْه: فممّا يُرْوَى من كلامه: إذا شُغلت الألباب بالأداب، والعقول بالتعليم، تنبّهَت النفوس على محمود أمرها، وأبرز التّحريك حقائقها. [ص:696]
قال نَفْطَوَيْه: وحُدِّثت أنّه كان من أشدّ النّاس بطْشًا، وأنّه جعل زَنْد رجلٍ بين إصبعيه فكسره.
وقال عبد الله بن حمدون النّديم، عن أبيه، سمع المعتصم يقول: عاقل عاقل مرّتين أحمق.
وقال إسحاق بن إبراهيم الأمير: واللهِ ما رأيت كالمعتصم رجلًا؛ لقد رأيته يملي كتابا، ويقرأ كتابا، ويعقد بيده، وإنّه لَيُنْشِدُ شعر أبي خِراش الهُذَليّ:
حَمِدتُ إلهِي بعد عُرْوَة إذ نجا ... خِراشٌ وبعضُ الشَّرِّ أهْوَنُ من بعضِ
بلى إنّها تَعْفُو الكلوم، وإنما ... نوكل بالأدنى، وإنْ جلّ ما يمضي
ولم أدرِ من ألقى عليه رداءه ... ولكنه قد سل عن ماجد محض
مات المعتصم يوم الخميس لإحدى عشرة ليلةً بقِيَت من ربيع الأوّل سنة سبْعٍ وعشرين، وله سبْعٍ وأربعون سنة وسبعة أشهر.
قلت: فهذا يدلُ على أنّ مولده قبل سنة ثمانين بأشهُر، ودُفِنَ بسُرّ مَنْ رأي، وصلّى ابنه الواثق عليه.
ومِن أحسن ما سُمِع مِن المعتصم قوله إنْ صحّ عنه: اللهمّ إنّك تعلم أنّي أخافك من قِبَلي ولا أخافك من قِبَلك، وأرجوك من قِبَلك ولا أرجوك من قِبَلي.(5/692)
412 - محمد بن هانئ، أبو عَمْرو الطَّائيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
حدَّث ببغداد عن: مُصْعَب بن سلّام، وأبي الأحْوَص، وهُشَيْم.
وَعَنْهُ: ابنه، وأبو حاتم الرازي.
وابنه هو الحافظ أبو بكر الأثرم.(5/696)
413 - محمد بن هانئ السُّلَميُّ النَّيْسَابوريُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
رحل وَسَمِعَ مِنْ: هُشَيْم، وجرير بن عبد الحميد، وابن المبارك.
وَعَنْهُ: ابنه إبراهيم، ومحمد بن عَمْرو الحَرَشيّ، ومحمد بن عبد السّلام الورّاق. [ص:697]
تُوُفّي سنة سبْعٍ وعشرين.(5/696)
414 - محمد بن وَهْب بن مسلم، أبو عَمْرو، القُرَشيّ مولاهم، الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَصَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، والوليد بن مسلم.
رَوَى عَنْهُ: الربيع بن سليمان الْجِيزيّ، ويحيى بن أيّوب العلّاف، وأحمد بن محمد بن رِشْدين، وأبو الأحْوَص محمد بن الهيثم، والمصريّون.
سكن مصر، وهو مُنْكَر الحديث.
خلطه بالّذي بعده غير واحد، والصّواب التفريق بينهما.(5/697)
415 - خ ق: محمد بن وَهْب بن عطيّة، أبو عبد الله السلمي الدمشقي. [الوفاة: 221 - 230 ه]
سَمِعَ مِنْ: بقيّة، ومحمد بن حرب الخَوْلانيّ، والوليد بن مسلم، وعِراك بن خالد، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بن يحيى الذُّهَليّ، وأبو أُمَيّة الطَّرَسُوسيّ، وأحمد بن منصور الرّماديّ، وأبو حاتم، وعليّ بن محمد بن عيسى الْجَكّانيّ، وعُبَيْد بن شَرِيك البزاز.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
ووَثّقَهُ الدَّارَقُطْنيّ.
وروى البخاريّ وابن ماجه عن الذُّهَليّ عنه.
وقال ابن عَديّ: له غير حديث مُنْكَر، وقد تكلموا فيمن هو خيرٌ منه؛ حدثنا عيسى بن أحمد الصدفي بمصر قال: حدثنا الربيع بن سليمان الجيزي قال: حدثنا محمد بن وهب قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا مالك، عن سمي، عن أبي صالح، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ، ثُمَّ خَلَقَ النُّونَ؛ وَهُوَ الدَّوَاةُ، ثُمَّ خَلَقَ الْعَقْلَ، ثُمَّ قَالَ: مَا خَلَقْتُ خَلْقًا أَعْجَبَ إِلَيَّ مِنْكَ ". وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَهَذَا بِهَذَا الإسناد باطل. [ص:698]
قُلْتُ: صَدَقُ ابْنُ عَدِيٍّ، لَكِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ وَهْبٍ لَيْسَ هُوَ بِالسُّلَمِيِّ؛ بَلْ هُوَ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ - الْقُرَشِيُّ الَّذِي نَزَلَ مِصْرَ، وَهُوَ أَسَنُّ مِنَ السُّلَمِيِّ، أَلا تَرَى أَنَّ الرَّاوِيَ عَنْهُ هُوَ الرَّبِيعُ الْجِيزِيُّ؟ وَالرَّبِيعُ لَمْ يَرْحَلْ، وما كان أبو حاتم والدارقطني ليثنيان عَلَى رَجُلٍ يَرْوِي مِثْلَ هَذَا الْحَدِيثِ الْمَوْضُوعِ.
وممّن خلط فيه الحافظ ابن مِنْده، فقال: محمد بن وَهْب بن سعيد بن عطية مولى قريش، يكنى أبا عَمْرو، مُنْكَر الحديث، سكن مصر.
قال ابن عساكر: محمد بن وَهْب بن سعيد بن عطية السُّلَميّ الدّمشقيّ. ثمّ قال بعده: محمد بن وَهْب بن مسلم القُرَشيّ، أبو عَمْرو الدّمشقيّ. فهذا أكبرهما؛ لأنّه روى عن عبد الله بن العلاء.(5/697)
• - محمد بن يحيى بن سعيد القطان، [الوفاة: 221 - 230 ه]
أخَّرته عَمْداً.(5/698)
416 - محمد بن يحيى بن السَّكن الموصلي الفقيه، [الوفاة: 221 - 230 ه]
مفتي أهل الموصل.
كان من علماء أهل الرأي،
وَحَدَّثَ عَنْ: بقية بن الوليد، ويحيى بن سليم، ومحمد بن شعيب.
توفي سنة تسع وعشرين.(5/698)
417 - خ: محمد بن يزيد الحزاميُّ الكُوفيُّ البزَّاز. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: شَرِيك، وابن المبارك، ويحيى بن أبي زائدة، والوليد بن مسلم، وحبان بن عليّ.
وَعَنْهُ: البخاري، والدّارميّ، ويعقوب الفَسَويّ، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وغيرهم.(5/698)
418 - م د: مالك بن عبد الواحد، أبو غسَّان المِسْمَعيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: بِشْر بن المفضل، ومُعْتَمِر بن سليمان، وعبد العزيز العمي، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: مسلم، وأبو داود، وعثمان بن خُرَّزاذ، وموسى بن هارون، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ، وآخرون. [ص:699]
توفي سنة ثلاثين.(5/698)
419 - م: المثنى بن معاذ بن معاذ العنبري الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
أخو عُبَيْد الله.
سَمِعَ: أباه، وبِشْر بن المفضّل، ومُعْتَمِر بن سليمان، وجماعة.
وَعَنْهُ: ولداه؛ الحَسَن ومُعَاذ، وإبراهيم الحربيّ، وأبو بكر بن أبي الدُّنيا، وآخرون.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وعشرين.(5/699)
420 - د ن: محبوب بن موسى الأنطاكيّ، أبو صالح الفرّاء. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: عبد الله بن المبارك، وأبي إسحاق الفزاري، وشعيب بن حرب، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، وعثمان بْن سَعِيد الدّارِميّ، ومحمد بْن إبْرَاهِيم البوشنجي، وآخرون.
توفي سنة ثلاثين.
قال العجلي: ثقة، صاحب سُنّة.(5/699)
421 - محمود بن الحَسَن الورّاق، الشاعر المشهور. [الوفاة: 221 - 230 ه]
أكثر من الشِّعْر الحَسَن في المواعظ والحِكَم، وتُوُفّي في خلافة المعتصم.
رَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر بْن أبي الدُّنيا، وأبو الْعَبَّاس بن مسروق، وغيرهما.
فمن شعره:
كبُر الكبيرُ عن الأدب ... أدبُ الكبير من التعبْ
حَتّى متى وإلى متى ... هذا التمادي في الّلعبِ
الرّزْق لو لم تأتِهِ ... لأتاك عفوا من كثب
إن نمت عنه لم يَنَمْ ... حَتّى يحرّكه السَّببْ
روى الجاحظ أنّ المعتصم طلب جاريةً كانت لمحمود الوَرَّاق - وكان نخاسا - بسبعة آلاف دينار، فامتنع من بَيْعها، فلمّا مات اشتريت للمعتصم بسبعمائة دينار، فلمّا أُدْخِلَت إليه قال لها: كيف رأيتِ؟ قالت: إذا كان الخليفة ينتظر [ص:700] بشهواته المواريث، فإنّ سبعين دينارًا في ثمني كثيرة. فأخجلته.(5/699)
• - مرداس، هو أبو بلال الأشعري، [الوفاة: 221 - 230 ه]
سيأتي بكنيته إن شاء الله.(5/700)
422 - مُرَّة بن عبد الواحد الكَلاعيّ، أبو يزيد البُرُلُسيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
رَوَى عَنْ: ضمام بن إسماعيل، وزَيْن بن شُعَيْب.
تُوُفّي سنة ثلاثين.(5/700)
423 - خ د ت ن: مسدد بن مسرهد، الحافظ أبو الحسن الأسدي الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: جويرية بن أسماء، وأبي عَوَانة، وأبي الأحْوَص، وحماد بن زيد، وجعفر بن سُلَيْمَان الضبعي، وعبد الواحد بن زياد، وعبد الوارث، ويزيد بن زُرَيْع، وابن عُلَيَّة، ويحيى بن سعيد القطان، وخلق.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، والترمذي والنسائي عن رجلٍ عنه، وأبو حاتم، وأبو زُرْعة، وإسماعيل القاضي، وابن عمّه يوسف بن يعقوب القاضي، ومُعَاذ بن المُثَنَّى، وأبو خليفة الْجُمَحيّ، وآخرون.
قال يحيى القطّان: لو أتيت مُسَدَّدًا فحدَّثته في بيته لكان يستأهل.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِين: هُوَ ثِقَةٌ ثِقَةٌ.
وقال أحمد بن عبد الله العِجْليّ: مُسدَّد بن مُسَرْهَد بن مُسَرْبَل بن مُسْتَوْرد الأَسَديّ، ثقة، كان يُملي عليّ حَتّى أضجر، فيقول لي: يا أبا الحَسَن، أكتب هذا الحديث. فيُمْلي عليّ بعد ضَجَري خمسين ستّين حديثًا، فأتيته في رحلتي الثانية فإذا عليه زِحَام، فقلت: قد أخذتُ بحظّي منك.
وكان أبو نُعَيْم يسألني عن اسمه واسم أبيه فأخبره، فيقول: يا أحمد، هذه رقية العقرب.
وقال أبو حاتم الرازي: أحاديث مسدد عن يحيى بن سَعِيدٌ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَر كأنّها الدّنانير، كأنّك تسمعها من النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. [ص:701]
وصدق أبو حاتم.
فأمّا ما ذكر أبو عليّ منصور بن عبد الله الخالديّ من نسبة مسدد، فرواها عن أبي إسحاق إبراهيم بن مُسدَّد بن مُسرهَد بن مُسَرْبَل بن مُغْربَل بن مرعبل بن أرندل ابن سرندل بن غرندل بن ماسك بن مستورد، فهذا لا يُعْتَمَد عليه؛ لأنّ الخالديّ غير ثقة.
قال محمد بن سَعْد: تُوُفّي مُسدَّد سنة ثمانٍ وعشرين.(5/700)
424 - ع: مسلم بن إبراهيم، أبو عَمْرو الأزْديّ، ثمّ الفراهيدي مولاهم، البَصْريُّ الحافظ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
سَمِعَ مِنْ: ابن عَوْن حديثًا واحدًا، ومن قُرَّةَ بن خالد، وسعيد بن أبي عروبة، وشعبة، وهمام، وأبان العطار، ومالك بن مغول، ووهيب بن خالد، وسلام بن مِسْكِين، وإسماعيل بن مسلم العَبْديّ، وهشام بن عبد الله الدُّسْتُوائيّ، وبشرٍ كثير؛ يقال: إنه كتب عن ستّمائة شيخ بالبصرة، ولم يسمع بغيرها إلّا اليسير.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، والباقون عَنْ رجلٍ عَنْهُ، ومحمد بْن يحيى الذُّهَليّ، وعبد بن حُمَيْد، وعبد الله الدّارميّ، وسليمان بن سيف الحَرّانيّ، ومحمد بن سنْجر الحافظ، وعبد الله بن أحمد الدَّوْرقيّ، وأحمد بن أبي خَيْثَمَة، وأبو مسلم الكَّجّيّ، وحفص بن عُمَر سَنْجَة، وعليّ بن عبد العزيز البَغَويّ، وأبو خليفة الفضل بن الحُبَاب، وخلْق سواهم.
قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي رَوْحٍ وزينب الشعرية أن زاهر بن طاهر أخبرهما قال: أخبرنا أبو يعلى الصابوني قال: أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ قال: أخبرنا محمد بن أيوب البجلي قال: حدثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَوْنٍ فَحَدَّثَنِي قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا وَائِلٍ وَقَدْ عَمِيَ، فَقُلْتُ لِمَوْلاةٍ: قَوْلِي لأَبِي وَائِلٍ حَدِّثْنَا مَا سَمِعَ مِنِ ابْنِ مَسْعُودٍ. فَقَالَتْ: يَا أَبَا وَائِلٍ، حَدِّثْهُمْ مَا سَمِعْتَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ لَمَجْمُوعُونَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ يسمعكم الداعي وينفذكم البصر، ألا [ص:702] وَإِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، والسعيد من وعظ بغيره.
قال أحمد بن أبي خيثمة، عن يحيى بن مَعِين: ثقة مأمون.
وقال نصر بن عليّ: سَمِعْتُ مسلم بن إبراهيم يقول: قعدت مرّة أُذاكر شُعْبَة عن خالد بن قيس، فقال: كدت تلقى أبا هُرَيْرَةَ.
وقال العِجْليّ: كان مسلم يسكن البصرة في دار كبيرة، وإنما معه أخته، وكانت عجوزا كبيرة، كان أصحاب الحديث إذا أرادوا أن يغيظوه قالوا: أختك قَدَرِيّة. فيقول: لا والله إلّا مُثَبتة. وكان ثقةً، عَمِي بأخَرَة، يروي عن سبعين امرأة.
وقال أبو زرعة: سمعت مسلم بن إبراهيم يقول: ما أتيتُ حلالًا ولا حرامًا قطّ. وكان أتى عليه نيفٌ وثمانون سنة.
قال أبو حاتم: كان لا يحتَاج إليه؛ يعني الْجِماع.
وقال أبو داود: كتب عن قريب من ألف شيخ.
وقال أبو إسماعيل التِّرْمِذِيّ: سَمِعْتُ مسلم بن إبراهيم يقول: كتبت عن ثمانمائة شيخ، ما جُزْتُ الجسرَ.
قال أبو داود: ما رحل إلى أحدٍ، وكان يحفظ حديث قُرَّةَ، وحديث هشام، وحديث أبان، يَهُذُّهُ هَذًّا، وهو أحبّ إلينا من ابن كثير، كان ابن كثير لا يحفظ، وكانت فيه سلامة.
تُوُفّي في صَفَر سنة اثنتين وعشرين ومائتين، وقد قارب التّسعين.(5/701)
425 - مَضاء بن الجارود الدَّيِنَوَريّ، أبو الجارود. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: سلّام بن مِسْكين، وأبي عَوَانة، وصالح المُرِّيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: [ص:703] جعفر بن أحمد الزنجانيّ، والنَّضْر بن عبد الله الدّيِنَوَريّ.
قال أبو حاتم: محلُّه الصِّدْق.(5/702)
426 - مُضَر بن غسّان بن مُضَر، أبو عُيَيْنة الأزْديّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
سَمِعَ: حمّاد بن سَلَمَةَ.
وَعَنْهُ: عُقْبَة بن سِنَان، وهشام بن عليّ السَّدُوسيّ.(5/703)
427 - مسلم بن عبد الرحمن الْجَرْميّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
أحد أبطال الإسلام، ومن يُضْرب به المثل في الفروسيّة والإقدام، سمع من مخلد بن الحسين بالمِصِّيصة.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: روى عنه المنذر بن شاذان الرّازيّ الصادق أنه قتل من الروم مائة ألف.(5/703)
428 - خ د: مُعَاذ بن أسد بن أبي شجرة، أبو عبد الله الغنوي المروزي، [الوفاة: 221 - 230 ه]
كاتب ابن المبارك.
سكن البصرة
وَحَدَّثَ عَنْ: فُضَيْل بن عِيَاض، وابن المبارك، والفضل السِّينانيّ، والنضر بن شميل، وجماعة.
وَعَنْهُ: الْبُخَاريّ، وأبو داود، وَأَحْمَد بْن حنبل، وإسماعيل القاضي، وأبو زُرْعة، وأبو مسلم الكَّجّيّ، وأحمد بن عليّ الأبار، وأحمد بن داود المكّيّ، وطائفة.
قال أبو حاتم: ثقة.
وقال البخاريّ: وُلِد سنة خمسين ومائة، أو نحوها.
وقال ابن عساكر: مات سنة تسعٍ وعشرين، وقيل: سنة ثمانٍ وعشرين، وقيل: سنة ثلاثٍ وعشرين.(5/703)
429 - المُعَافَى بن محمد، أبو مَعْدَان الأزْديّ المَوْصِليّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: مالك بن أنس، وأبي المُلَيْح الرَّقّيّ، وإبراهيم بن سَعْد، ويوسف بن الماجِشُون.
وَعَنْهُ: عليّ بن جابر المَوْصِليّ. [ص:704]
توفي سنة اثنتين وعشرين.(5/703)
430 - مَعْمَر بن بكّار السَّعْديّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
رَوَى عَنْ: إبراهيم بن سَعْد، وهشام بن أبي هشام الحنفي، ونجيح بن إبراهيم، وجماعة.
وَعَنْهُ: سلمة بن شبيب، ومطين.
قال العقيلي: في حديثه وهم.(5/704)
431 - مقاتل بن محمد النصرآباذي الرازي. [الوفاة: 221 - 230 ه]
رَوَى عَنْ: جرير بن عبد الحميد، وأبي بكر بن عيّاش، وطبقتهما، فأكثر وأحسن.
رَوَى عَنْهُ: أبو زُرْعة، وأبو حاتم.
وقال أبو حاتم: كان فقيها ثقة.
وقال أبو زرعة: ما خلفت بالعراق مثله، كان ثقة مأمونًا.(5/704)
432 - مُلَيْح بن وكيع بن الجراح بن مليح الرُّؤاسيّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: أبيه، وجرير بن عبد الحميد.
وَعَنْهُ: أبو زُرْعة الرّازيّ، ومُطَيِّن، وأبو حصين الوادعي.
قال أبو حاتم: صدوق.
قلت: توفي سنة تسع وعشرين.(5/704)
433 - مهدي بن جعفر بن جيهان بن بِهرام، أبو محمد، ويقال: أبو عبد الرحمن الرَّمْليّ الزّاهد. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: سُفْيان بن عُيَيْنة، وعبد العزيز بن أَبِي حازم، وعليّ بن ثابت الْجَزَريّ، والوليد بن مسلم، وضَمْرة، ورُدَيْح بن عطيّة، وابن المبارك، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو زرعة، وعثمان الدارمي، ومحمد بن إسماعيل التِّرْمِذِيّ، وبكر بن سهل الدِّمْياطيّ، وأبو الزِّنْباع رَوْح بن الفَرَج، وأبو عَبْد الملك أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم البُسْريّ، وجماعة.
قال ابن مَعِين وصالح جَزَرَة: لا بأس به. [ص:705]
وقال ابن عَديّ: يروي عن الثِّقات ما لا يُتابَع عليه.
وقال ابن يونس: تُوُفّي سنة تسع وعشرين، وهذا وهم. قد سمع منه البسري بصور سنة ثلاثين.(5/704)
434 - د: مهدي بن حفص، أبو أحمد البَغْداديُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: حماد بن زيد، وخلف بن خليفة، وأبي الأحْوَص سلّام، وعيسى بن يونس.
وَعَنْهُ: أبو داود، وإبراهيم الحربيّ، وعبّاس الدُّوريّ، وأبو بكر بن أبي الدُّنيا، ومحمد بن الفضل السَّقْطيّ، وآخرون.
وَثّقَهُ أبو بكر الخطيب.
ومات سنة ثلاثٍ وعشرين.(5/705)
435 - مهديّ بن عيسى، أبو الحَسَن الواسطيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: حمّاد بن زيد، وجعفر بن سليمان، وعيسى بن ميمون، وخالد بن عبد الله الطحان.
وَعَنْهُ: أبو حاتم، وأبو زُرْعة وغيرهما.
قال أبو حاتم: صَدُوق.(5/705)
436 - موسى بن إسماعيل، أبو عِمران البَجَليّ الْجَبُّليّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: يعقوب القُمّي، وإبراهيم بن سَعْد الزُّهْريّ، وابن السّمّاك، وابن المبارك، وحفص بن مسلم، وآخرين.
وَعَنْهُ: أحمد بن سِنَان، والحَسَن بن سهل المجوز، ومحمد بن عبد الله بن أبي نُعَيْم، ومحمد بن عُبّادة، وأيّوب بن حسّان الدَّقّاق، وجماعة، ومحمد بن عيسى بن السَّكَن.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ غيره: كان رفيق يحيى بن مَعِين. [ص:706]
وجبل: قرية مما يلي واسط.(5/705)
437 - ع: موسى بن إسماعيل، أبو سَلَمَةَ التَّبُوذَكيّ البَصْريُّ الحافظ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
مولى بني مِنْقَر.
روى حديثًا واحدًا عن شُعْبَة، وآخر عن حمّاد بن زيد. وعن حمّاد بن سَلَمَةَ تصانيفه، وعن يزيد بن إبراهيم التُّسْتَريّ، وأبي الأشهب العُطَارِديّ، وبكار بن عبد العزيز بن أبي بَكْرة، وجرير بن حازم، وأبان بن يزيد العطّار، وقيس بن الربيع، والربيع بن مسلم، ومحمد بن راشد المكحوليّ، وعبد العزيز الماجشون، وخلق.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه عن رجلٍ عنه، ويحيى بن مَعِين، والذُّهَليّ، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، وإبراهيم الحربيّ، وأحمد بن أبي خيثمة، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وأحمد بن داود المكّيّ، ومحمد بن أيّوب البَجَليّ، ومحمد بن غالب تَمْتَام، والعبّاس بن الفضل الأسفاطيّ، وسِبْطه أبو بكر أَحْمَد بن عَمْرو بن أبي عاصم، وخلْق كثير.
قال عبّاس، عن ابن مَعِين قال: ما جلست إلى شيخ إلّا هابَني أو عَرَف لي، ما خلا هذا الأثرم التَّبُوذَكيّ. قال عبّاس: فعددتُ ما كتبنا عنه خمسة وثلاثين ألف حديث.
وقال ابن المَدِينيّ: مَن لم يكتب عن أبي سَلَمَةَ كتب عن رجلٍ عنه.
وقال أبو حاتم: لا أعلم بالبصرة ممّن أدركناه أحسن حديثًا من أبي سَلَمَةَ. وإنّما سُمّي التَّبُوذَكيّ لأنّه اشترى بتَبُوذَك دارًا، فنُسب إليها.
وقال أحمد بن أبي خَيْثَمَة: سَمِعْتُ أبا سَلَمَةَ يقول: لا جُزي خيرًا من سمَّاني تَبُوذَكيّ، أنا مولى بني مِنْقَر، إنّما نزل داري قوم من تَبُوذَك، فسمّوني تَبُوذَكيّ.
وقال أبو بكر ابن المقرئ: حدثنا الحسن بن القاسم بن دحيم الدمشقي، قال: حدثنا محمد بن سليمان قال: قدِم علينا يحيى بن مَعِين البصرة، فكتبَ عن أبي سَلَمَةَ فقال: إنّي أريد أن أذكر لك شيئًا فلا تغضب. [ص:707]
قال: هات. قال: حديث همّام، عن ثابت، عن أَنس في الغار، لم يروه أحدٌ من أصحابك، إنّما رواه عَفَّان وحبّان، ولم أجِدْه في صدْر كتابك، إنّما وجدته على ظهره. قال: فتقول ماذا؟ قال: تحلف لي إنّك سَمِعْتَه من همّام. قال: ذكرت أنّك كتبت عنّي عشرين ألفًا فإن كنت عندك فيها صادقًا فما ينبغي أن تكذبني في حديث وإن كنت عندك كاذبًا، فينبغي أن ترمي بها، ثم قال: بَرَّةُ بنت أبي عاصم طالق ثلاثًا إنْ لم أكن سمعتُه من همّام. واللهِ لا كلّمتُك أبدًا.
قال حاتم بن الَّليْث الْجَوْهَري: كان أبو سَلَمَةَ أحمر الرأس والّلْحية يَخْضِب بالحناء. قد رأى سعيد بن أبي عَرُوبة وحفظ عنه مسائل.
قال: ومات بالبصرة في رجب سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين - رحمه الله -.(5/706)
438 - موسى بن إبراهيم المَرْوَزِيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: ابن لَهِيعَة، وأبي جعفر الرّازيّ، وإبراهيم بن سَعْد.
وَعَنْهُ: أبو القاسم البَغَويّ، وهو من قدماء شيوخه، سمع منه سنة تسعٍ وعشرين ومائتين.
قال الدَّارَقُطْنيّ، وغيره: متروك.
وقال ابن معين: كذاب.(5/707)
439 - د ن: موسى بن أيّوب، أبو عِمران النَّصِيبيّ الأنطاكيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: ابن المبارك، ومعتمر بن سليمان، وأبي المُلَيْح الرَّقّيّ، وأبي إسحاق الفَزَاريّ، وبقيّة بن الوليد، وجماعة كثيرة.
وَعَنْهُ: محمد بن عَوْف الحمصيّ، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، وعبد الله بن محمد بن تميم المصيصي، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، وأبو حُمَيْد أحمد بن محمد العَوْهيّ، وأحمد بن إبراهيم البُسْريّ، وآخرون.
قال أبو حاتم: صَدُوق.
وروى أبو داود، والنَّسائيّ، عن رجلٍ عنه.(5/707)
440 - موسى بن بحر العراقي ثم المَرْوَزِيّ، أبو عِمران. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: عبد العزيز بن عبد الصمد العمي، وعلي بن هاشم بن البريد، وعبّاد بن العَوّام، وجرير بن عبد الحميد.
وَعَنْهُ: البخاريّ في كتاب " الأدب "، وعُبَيْد الله بن واصل، والحَسَن بن سُفْيان.
وَثّقَهُ ابن حِبّان، وقال: مات سنة ثلاثين ومائتين.(5/708)
441 - موسى بن محمد، أبو هارون البكّاء. [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزيل قَزْوين.
سَمِعَ: الَّليْث بن سَعْد، وعبد الله بن لَهِيعَة، وحفص بن مَيْسَرة.
رَوَى عَنْهُ: يوسف بن يعقوب القَزْوِينيّ، وأبو حاتم الرازيّ، وأثنى عليه.
وأما أبو زُرْعة فضعّفه.
وقال أبو حاتم: محلُّه الصِّدْق.
وضعّفه أيضًا أحمد بن حنبل.(5/708)
442 - موسى بن محمد بن عطاء بن طاهر البَلْقاويّ المقدسيّ. ويقال: الرَّمْليّ. [أبو طاهر] [الوفاة: 221 - 230 ه]
أحد المتروكين. عن مالك، وشَرِيك، والعَطّاف بن خالد، وأبي المُلَيْح، والوليد الموقّريّ، وطائفة.
وَعَنْهُ: الربيع بن محمد الّلاذِقيّ، وأحمد بن خُلَيْد الحلبيّ، وبكر بن سهل الدِّمْياطيّ، وعثمان الدّارميّ، وأبو الأحْوَص العُكْبَرِيّ، والنّاس.
كنّاه النسائي: أبا طاهر، وقال: ليس بثقة.
ورماه بالكذب أبو زرعة وأبو حاتم.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: متروك.
قال أبو سعيد بن يونس: حَدَّثَنَا محمد بن موسى الحضرمي، قال: حدثنا إبراهيم بن سليمان الأَسَديّ قال: جِئتُ موسى بن محمد البلقاوي بتنيس، فقلت: حدثني، فقال: اكْتُبْ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ [ص:709] النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَفَعَ إِلَى مُعَاوِيَةَ سَفَرْجَلَةً وَقَالَ: الْقَنِي بِهَا فِي الْجَنَّةِ ". قال الأَسَديّ: فلم أعُدْ أليه.(5/708)
443 - موسى بن معاوية، أبو جعفر الصمادحي الفقيه، [الوفاة: 221 - 230 ه]
عالم إفريقية في وقته.
رحل في طلب العلم وتفقه، وأكثر عن وَكِيع. وكان يذكر أنّه من ولد جعفر بن أبي طالب.
قال ابن يونس: عاش خمسًا وستّين سنة، أو أربعًا وستّين سنة.
قلت: وتواليف ابن عبد البَرّ، وابن حَزْم، والطَّلَمَنْكيّ مشحونة برواياته عن وَكِيع.
ومات في ذي القِعْدة سنة خمسً وعشرين.(5/709)
444 - خ د ن: موسى بن هارون بن بشير، أبو عُمَر القيسي الكُوفيُّ البردي المعروف بالبُنِّيِّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
وقيل: إنّ البُرْديّ لقبٌ له لبُرْدَةٍ كان يلبسها.
رحل وَسَمِعَ مِنْ: الوليد بن مسلم، وابن وهب، وهشام بن يوسف الصنعاني.
وَعَنْهُ: محمد بْن يحيى الذُّهَليّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه ابن البَرْقيّ، وعبد الله غير منسوب فقيل: هو ابن حمّاد الآمُليّ، ويحيى بن عثمان بن صالح، وجماعة آخرهم أحمد بن حمّاد زُغْبَة التُّجَيْبيّ.
قال ابن يونس: كوفي، قدِم مصر وحدَّث بها، وخرج إلى الفَيُّوم، فتوفي بها في جُمادَى الآخرة سنة أربعٍ وعشرين.
وقال ابن حِبّان في " الثّقات ": كان يبيع التَّمْر البُرْديّ فنُسِبَ إليه، وكان راويًا للوليد.
قلت: روى له البخاري مقرونا بآخر.(5/709)
445 - د ن: مؤمل بن الفضل، أبو سعيد الْجَزَرَيّ الحَرَّانيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه][ص:710]
عَنْ: عيسى بن يونس، وبقيّة بْن الوليد، ومحمد بْن حرب الْأَبرش، والوليد بن مسلم، وعتاب بن بشير، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو داود، والنسائي عن رجلٍ عنه، وأحمد بن سليمان الرّهاويّ، وسليمان بن سيف، وعثمان الدّارميّ، وعثمان بن خرزاذ، وطائفة. وقد روى عنه يحيى بن يحيى النَّيْسَابوريّ، وهو أكبر منه.
قال أبو حاتم: ثقة رضيّ.
وروى أبو عَرُوبة، عن محمد بن يحيى بن كثير الحَرّانيّ، أنّه مات سنة تسع وعشرين.(5/709)
-[حَرْفُ النُّونِ](5/710)
446 - نَصْر بن المغيرة البخاريّ. [أبو الفتح] [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزيل بغداد.
عَنْ: جرير بن حازم، ومسلم بن خالد الزّنْجيّ.
وَعَنْهُ: عباس الدوري، وأحمد بن سعيد الجمال، وأحمد بن أبي خيثمة.
وَثّقَهُ ابن مَعِين.
وكنّاه محمد بن عبد الله المُخَرّميّ: أبا الفتح.(5/710)
447 - خ د ت ق: نُعَيْم بن حمّاد بن معاوية بن الحارث بن همّام بن سَلَمَةَ بن مالك، أبو عبد الله الخزاعي المروزي الأعور الفارض الحافظ الفقيه، [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزيل مصر.
رأى الحسين بن واقد،
وَسَمِعَ مِنْ: إبراهيم بن طَهْمان، وأبا حمزة السُّكَّريّ، وعيسى بن عُبَيْد الكِنْديّ، وعبد الله بن المبارك، ونوح بن أبي مريم، وهُشَيْم بن بشير، ومُعْتَمِر بن سليمان، وخارجة بن مُصْعَب، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْديّ، ونوح بن قيس، ويحيى بن حمزة، وسُفْيان بن عُيَيْنة، وبقيّة بن الوليد، وخلْقًا بالشّام، والعراق، ومصر، وخراسان.
وَعَنْهُ: البخاري مقرونا بغيره، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه عن رجلٍ عنه، ويحيى بن مَعِين، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، وعبد الله بن عبد الرحمن الدّارميّ، وأبو زُرْعة الدِّمشقيُّ، وأبو حاتم الرازي، ويعقوب الفسوي، وأحمد [ص:711] ابن يوسف السُّلَميّ، وعبد العزيز بن منيب، وعُبَيْد بن شَرِيك البَزّار، ومحمد بن إسماعيل التِّرْمِذِيّ، وبكر بن سهل الدِّمْياطيّ، وخلْق آخرهم موتًا حمزة بن محمد الكاتب.
قال الإمام أحمد: جاءنا نُعَيْم ونحن على باب هُشَيْم نتذاكر المقطّعات، فقال: جمعتم حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ فعُنينا بها من يومئذٍ. وكان نُعَيْم كاتبًا لأبي عِصْمَة نوح بن أبي مريم. وكان أبو عِصْمَة شديد الردّ على الْجَهْمِيّة، ومنه تعلَّم نُعَيْم بن حمّاد.
وقال صالح بن مسمار: سَمِعْتُ نُعَيْم بن حمّاد يقول: أنا كنتُ جَهْميًّا فلذلك عرفتُ كلامهم، فلمّا طلبت الحديث عرفت أنّ أمرهم يرجع إلى التّعطيل.
وقال يوسف بن عبد الله الخُوَارِزْميّ: سألت أحمد بن حنبل، عن نُعَيْم بن حمّاد، فقال: لقد كان من الثّقات.
وقال الخطيب: يقال: نُعَيْم أوّل من جمع المُسْنَد وصنَّف.
وقال الحسين بن حِبّان: سَمِعْتُ ابن مَعِين يقول: نُعَيْم صَدُوق. رجل صدق، أنا أَعْرَف النّاس به. كان رفيقي بالبصّرة. كتب عن رَوْح بن عُبَادة خمسين ألف حديث.
وقال إبراهيم بن عبد الله بن الْجُنَيْد: سَمِعْتُ ابن مَعِين يقول: نُعَيْم بن حمّاد ثقة.
وقال العِجْليّ: صَدُوق ثقة.
وقال أبو زُرْعة الدِّمشقيُّ: وصل أحاديث يُوقِفُها الناس.
وقال أبو حاتم: محله الصدق.
وقال العباس بن مصعب: نعيم بن حماد الفارض وضع كُتُبًا في الرّدّ على [ص:712] أبي حنيفة، وناقَضَ محمد بنَ الحَسَن، ووضع ثلاثة عشر كتابًا في الرّدّ على الْجَهْميّة، وكان من أعلم النّاس بالفرائض. ثمّ خرج إلى مصر، فأقام بها نيّفًا وأربعين سنة. وحُمل إلى العراق في امتحان القرآن مع البُوَيْطيّ مقيدين، فمات نُعَيْم بسُرّ من رأى.
قال أحمد بن عبد الله العِجْليّ الحافظ: سألت نُعَيْم بن حمّاد - وكان ثقة -: أَيَسُرُّكَ أنّك شهدت صِفِّين؟ قال: لا. وقال لي نُعَيْم: وضعت ثلاثة كُتُب على الْجَهْمِيّة، اكتبها؟ قلت: لا، قال: ولِم؟ قلت: أخاف أن يقع في قلبي منها شيء. قال: تَرْكُها - والله - خيرٌ لك. قلت: فلِم تدعوني إليها؟
وقال أبو زرعة الدمشقي: أخبرنا نُعَيْمٌ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ حَرِيزِ ابن عثمان، عَن عَبْد الرَّحْمَنِ بْنِ جُبير بْنِ نُفير، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " تَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى بِضْعٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةٍ، أَعْظَمُهَا فِتْنَةً عَلَى أُمَّتِي قَوْمٌ يَقِيسُونَ الأُمُورَ بِرَأْيِهِمْ، فَيُحِلُّونَ الْحَرَامَ وَيُحَرِّمُونَ الْحَلَالَ ".
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: فَسَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْ صِحَّةِ هَذَا فَأَنْكَرَهُ. وَقَالَ: شُبِّهَ لَهُ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بن علي بن حمزة الْمَرْوَزِيُّ: سَأَلْتُ ابْنَ مَعِينٍ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ. قُلْتُ: فَنُعَيْمٌ؟ قَالَ: ثِقَةٌ. قُلْتُ: كَيْفَ يُحَدِّثُ ثِقَةٌ بِبَاطِلٍ؟ قَالَ: شُبِّهَ لَهُ.
قَالَ الْخَطِيبُ: وَافَقَهُ عَلَى رِوَايَتِهِ سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ. ثُمَّ قَالَ: أخبرناه علي بن أحمد الرزاز، قال: أخبرنا النجاد، قال: حدثنا هلال بن العلاء، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، وساقه من طريق الدِّيرعَاقُولِيُّ، عَنْ سُوَيْدٍ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا الْحَدِيثُ يُعْرَفُ بِنُعَيْمٍ، رَوَاهُ عَنْ عِيسَى، فَتَكَلَّمَ النَّاسُ فِيهِ: ثُمَّ رَوَاهُ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أهل خراسان يقال له: الحكم بن المبارك [ص:713] الْخَوَاشِتِيُّ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ، ثُمَّ سَرَقَهُ قَوْمٌ ضُعَفَاءُ مِمَّنْ يُعْرَفُونَ بِسَرِقَةِ الْحَدِيثِ مِنْهُمْ: عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ، وَالنَّضْرُ بْنُ طَاهِرٍ، وَثَالِثُهُمْ سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ الأَنْبَارِيُّ.
قُلْتُ: قَدْ رَوَاهُ جَعْفَرٌ الْفِرْيَابِيُّ، وَكَانَ ثَبْتًا، عَنْ سُوَيْد فَقَالَ: قَدِمْتُ عَلَى سُوَيْدٍ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَتَيْنِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: حدثنا عيسى بن يونس فذكره. فَوَافَقْتُ سُوَيْدًا عَلَيْهِ بَعْدَ أَنْ حَدَّثَنِي، وَدَارَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ كَلامٌ كَثِيرٌ.
قُلْتُ: سُوَيْد احْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ فِي " صَحِيحِهِ "، وَأَنَا أَتَعَجَّبُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ كَيْفَ يَرْوِيهِ مِثْلُ نُعَيْمٍ، وَسُوَيْدٌ، وَالْحَكَمُ الْبَلْخِيُّ، وَغَيْرُهُمْ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، ثُمَّ لا يُنْسَبُ إِلَى عِيسَى بَلْ إِلَى هَؤُلاءِ. وَالَّذِي أَرَاهُ أَنَّهُ مَحْفُوظٌ مِنْ حَدِيثِ عِيسَى، فَإِنْ كَانَ خَطَأً فَمِنْهُ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: عِنْدَ نُعَيْمِ بْنِ حَمَّادٍ نَحْوَ عِشْرِينَ حَدِيثًا عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَيْسَ لَهَا أَصْلٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: هُوَ ضَعِيفٌ.
وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيُّ: سَمِعْتُ النَّسَائِيَّ يَذْكُرُ فَضْلَ نُعَيْمِ بْنِ حَمَّادٍ وَتَقَدُّمَهُ فِي الْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ وَالسُّنَنِ، ثُمَّ قِيلَ لَهُ فِي قَبُولِ حَدِيثِهِ فَقَالَ: قَدْ كَثُرَ تَفَرُّدُهُ عَنِ الأَئِمَّةِ المعروفين بأحاديث كثيرة، فصار في حَدِّ مَنْ لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: عَرَضْتُ عَلَى دُحَيْمٍ حَدِيثًا حَدَّثَنَاهُ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي زَكَرِيَّا، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ: " إِذَا تَكَلَّمَ اللَّهُ بِالْوَحْيِ ". فَقَالَ دُحَيْمٌ: لا أصل له.
نعيم: حدثنا ابن وهب، قال: حدثنا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عِمَارَةَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أُمِّ الطُّفَيْلِ أَنَّهَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: " رَأَيْت ربي في أحسن صورة، شابا موفرا، رجلاه في خضر، عَلَيْهِ نَعْلَانِ مِنْ ذَهَبٍ ". [ص:714]
قَالَ النَّسَائِيُّ: مَن مَرْوَانُ حَتّى يُصَدَّقَ عَلَى اللَّهِ؟!.
وَقَالَ عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ مَنْصُورٍ: رَأَيْتُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ كَأَنَّهُ يُهَجِّنُ نُعَيْمَ بْنَ حَمَّادٍ فِي حَدِيثِ أُمِّ الطُّفَيْلِ، وَيَقُولُ: مَا ينبغي له أن يحدث به.
نعيم: حدثنا ابن المبارك، عن معمر، عن الزهري، عن مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: لَا تَنْقَضِي الدُّنْيَا حَتَّى يَمْلُكُهَا رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: مَا هَذَا؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: " لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرَ فِي قُرَيْشٍ ... ". الْحَدِيثُ.
رَوَاهُ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرٍ يُحَدِّثُ عَنْ معاوية، فذكره.
قلت: هذا أمرٌ خفيف بِالنِّسْبَةِ إِلَى حِفْظِ نُعَيْمٍ.
وَأَمَّا صَالِحُ جَزَرَةَ فَقَالَ: مَا نَعْرِفُهُ عِنْدَ ابْنِ الْمُبَارَكِ.
قُلْتُ: وَتَفَرَّدَ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا جَاءَ شَهْرُ رَمَضَانَ قَالَ: " قَدْ جَاءَكُمْ شَهْرٌ مُطَهَّرٌ ".
وَإِنَّمَا رَوَوْهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَقَدْ سَاقَ ابْنُ عدي في " كامله " الأحاديث التي يتفرد بها نعيم؛ منها: حديثه عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة رفعه: " أنتم فِي زَمَانٍ مَنْ تَرَكَ عُشْرَ مَا أُمِرَ بِهِ هَلَكَ .... ". الْحَدِيثَ.
وَمِنْهَا: عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، وعبدة، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُكَبِّرُ فِي الْعِيدَيْنِ سَبْعًا فِي الْأُولَى، وَخَمْسًا فِي الثَّانِيَةِ ". وَالْمَحْفُوظُ أَنَّهُ مَوْقُوفٌ.
وَمِنْهَا: عَنْ بَقِيَّةَ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ وَاثِلَةَ، رَفَعَهُ: " الْمُتَعَبِّدُ بِلَا فِقْهٍ كَالْحِمَارِ فِي الطَّاحُونَةِ ".
وَبِهِ، قَالَ: " تَغْطِيَةُ الرَّأْسِ بِالنَّهَارِ فِقْهٌ، وَبِاللَّيْلِ رِيبَةٌ ". لَمْ يَرْوِهِمَا عن بقية سوى نعيم.
ومنها: عَنِ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ [ص:715] - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " لَا تَقُلْ أُهْرِيقُ الْمَاءَ، وَلَكِنْ قُلْ: أَبُولُ ". وَإِنَّمَا هُوَ مَوْقُوفٌ.
وقال محمد بن سَعْد: نزل نُعَيْم مصر، فلم يزل بها حتى أشخص منها في خلافه أبي إسحاق - يعني المعتصم - فسُئل عن القرآن، فأبى أن يجيب فيه بشيءٍ ممّا أرادوه عليه، فحبس بسامرّاء، فلم يزل محبوسًا حَتّى مات في السجن، في سنة ثمان وعشرين.
قال ابن يونس: مات في السجن ببغداد غداة يوم الأحد، لثلاث عشرة خَلَت من جُمادَى الأولى سنة ثمانٍ. وكان يفهم الحديث، وروى أحاديث مناكير عن الثّقات.
وورّخه فيها مُطَيَّن، وابن حِبّان.
وقال البَغَويّ، ونِفْطَوَيْه، وابن عَديّ: مات سنة تسعٍ. زاد نِفْطَوَيْه: كان مُقَيَّدًا محبوسًا لامتناعه من القول بخلّق القرآن، فَجُرَّ بأقياده، فأُلقي في حُفْرةٍ ولم يُكَفَّن، ولم يصل عليه. فعل ذلك به صاحب ابن أبي دؤاد.
وقال أبو بكر الطَّرَسُوسيّ: أُخِذَ سنة ثلاثٍ أو أربعٍ وعشرين، وألقوه في السّجن، ومات في سنة سبْعٍ وعشرين، وأوصى أن يُدفن في قيوده. وقال: إنّي مخاصم.
وكذا ورَّخه العبّاس بن مُصْعَب سنة سبْعٍ. والأوّل أصحّ.
وقد روى مسلم في مقدمة كتابه، عن رجلٍ عنه. ووقعت نسخة من حديثه لابن طبرزد عالية بمرة.(5/710)
448 - نُعَيْم بن الهيصم، أبو محمد الهَرَويُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
حدَّث ببغداد عن أبي عَوَانة، وجعفر بن سليمان الضُّبَعيّ، وفرج بن فَضَالَةَ، وجماعة.
وَعَنْهُ: حاتم بن الَّليْث، وموسى بن هارون، وأبو القاسم البَغَويّ، وأحمد بن الحَسَن الصُّوفيّ، وآخرون.
قال ابن مَعِين: صَدُوق. [ص:716]
وقال غيره: مات سنة ثمانٍ وعشرين.
وله نسخة مَرْوِيَّةٌ.(5/715)
449 - نوح بن أَنس، أبو محمد الرَّازيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: جرير بن عبد الحميد، وأبي معاوية، وطبقتهما.
وَعَنْهُ: أبو حاتم وقال: صَدُوق، والفضل بن شاذان، والحَسَن بن أبي مِهران.
وكان مقرئا محدثا.(5/716)
450 - د: نوح بن يزيد، أبو محمد المؤدِّب. [الوفاة: 221 - 230 ه]
بغداديٌّ ثقة.
رَوَى عَنْ: إبراهيم بن سَعْد كتابه.
قال أحمد بن حنبل: أخرج إليَّ كتاب إبراهيم بن سَعْد، فرأيت فيه ألفاظًا، وكان مستثبتًا لا بأس فيه.
قلت: رَوَى عَنْهُ هو، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، وعبّاس الدُّوريّ، وأحمد بن عليّ الخزاز، وآخرون.
قال النسائي: ثقة.(5/716)
-[حَرْفُ الْهَاءِ](5/716)
451 - خ: هارون بن الأشعث الهَمْدانيُّ البخاريُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: وَكِيع، وأبي سعيد مولى بني هاشم.
وَعَنْهُ: البخاري، ومحمد بن اسلم الطُّوسيّ، والفضل بن محمد الشّعرانيّ، وسهل بن شاذَويْه، وآخرون.
وَثّقَهُ البخاريّ.(5/716)
452 - هارون بن عُمَر المخزومي الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: سُوَيْد بن عبد العزيز، والوليد بن مسلم، وجماعة.
وَعَنْهُ: إبْرَاهِيم الحربيّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، وعثمان بن خُرَّزاذ، وآخرون.
وكان فقيهًا من كبار أهل الرأي، نزل بغداد مدة.(5/716)
• - هارون ابن الوزير أبي عُبَيْد الله الأشعريّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
قد مرّ في الطبقة الماضية.(5/717)
453 - هاشم بن عبد الواحد القَيْسيّ الكُوفيُّ الجشَّاش. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: الحَسَن بن صالح بن حيّ، ويزيد بن عبد العزيز بن سِيَاه.
وَعَنْهُ: أبو زُرْعة، وأبو حاتم، وقال: صَدُوق.(5/717)
454 - الهُذيل بن إبراهيم الْجُمّانيُّ؛ [الوفاة: 221 - 230 ه]
لأنّه كان صاحب جمة.
رَوَى عَنْ: عثمان بن عبد الرحمن الوقاصيّ.
وَعَنْهُ: أبو مسلم الكجي، وأبو يعلى الموصلي.(5/717)
455 - د ن: هشام بن بَهْرام المدائني. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: المُعَافَى بن عِمران، وأبي شهاب عبد ربه الحناط، وحاتم بن إسماعيل.
وَعَنْهُ: أبو داود، وعثمان بن خُرَّزاذ، وتَمْتَام، وأبو بكر الأثرم، وجماعة.
وَثّقَهُ محمد بن وَارَةَ الحافظ.(5/717)
456 - هشام بن الحكم الكُوفيُّ، الرافضي الخزاز الضال المشبّه، [الوفاة: 221 - 230 ه]
أحد رؤوس الرفض والجدل.
قال ابن حزم في كتاب " الملل والنحل ": وجمهور متكلميهم، يعني الرافضة، كهشام بن الحكم، وتلميذه أبي علي الضحاك، وغيرهما تقول بأن علم الله - تعالى - محدث، وأنّه لم يعلم شيئًا حَتّى أحدث لنفسه عِلْمًا. قال: وقد قال هشام هذا في مناظرته لأبي الهُذَيل العلّاف: أنّ ربّه سبعةَ أشبارٍ بشِبْر نَفْسِه. وهذا كفرٌ صحيح. قال: وكان داود الجواربي، من كبار متكلميهم، زعم أنّ ربّه لحمٌ ودم على صورة الإنسان. قال: ولا يختلفون أنّ الشمس رُدَّت على عليّ بن أبي طالب مَرّتين. قال: ومن قول الإمامية كلّها قديمًا وحديثا: إنّ القرآن مُبَدّل، زِيد فيه، ونُقِصَ منه كثيرًا، إلّا عليّ بن الحُسين، يعني الشريف المرتضى، وصاحبيه.(5/717)
457 - ع: هشام بن عبد الملك، الإمام أبو الوليد الطيالسي الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
مولى باهلة.
وُلد سنة ثلاثٍ وثلاثين ومائة،
وَرَوَى عَنْ: عِكْرِمة بن عمّار، وهشام الدَّسْتَوائيّ، وعاصم بن محمد العمري، وعمر بن أبي زائدة، وهمام بن يحيى، وشعبة، وزائدة، وحماد بن سلمة، وسلم بن زرير، وخلق.
وَعَنْهُ: البخاري، وأبو داود، والباقون عن رجل عنه، وأبو داود أيضا عن رجل عنه، وإسحاق بن راهويه، وإسحاق الكوسج، وعبد الله الدارمي، وعبد بن حميد، وأبو موسى الزمن، وبندار، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن غالب تمتام، وعبد الكريم بن الهيثم، ومحمد بن حيان المازني، وأحمد بن محمد بن علي الخزاعي الإصبهاني، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو مسلم الكجي، ومحمد بن الضريس، وخلق.
قال الميموني، عن أحمد بن حنبل: أبو الوليد اليوم شيخ الإسلام ما أُقَدِّم عليه اليوم أحدا من المحدثين، أبو الوليد مُتْقِن.
وقال ابن وارة: قال لي أبو نُعَيْم: لولا أبو الوليد ما أشرتُ عليك أن تَقْدَم البصرة، فإنْ دخلتَها لا تجد فيها إلّا مغفلًا إلّا أبا الوليد.
وقال أحمد العِجْليّ: أبو الوليد ثقة ثَبْت كان يروي عن سبعين امرأةً، وكانت الرحلة إليه بعد أبي داود الطَّيَالسيّ.
وقال أحمد بن سنان: حدثنا أبو الوليد أمير المحدِّثين.
وقال ابن وارة: حدَّثني أبو الوليد، وما أراني أدركتُ مثله.
وقال أبو زرعة: أدرك أبو الوليد نصف الإسلام. وكان إمامًا في زمانه، جليلًا عند النّاس.
وقال أبو حاتم: أبو الوليد إمام، فقيه، عاقل، ثقة، حافظ، ما رأيتُ في يده كتابًا قطّ.
وعن محمد بن حماد قال: استأذن رجل على أبي الوليد، فوضع رأسه [ص:719] على المخدة، وقال للخادم: قولي له السّاعة وضع رأسَه.
وقال عبّاس العنبريّ: سَمِعْتُ أبا الوليد يقول: من لم يعقد قلبَهُ على أنّ القرآن ليس بمخلوق، فهو خارج من الإسلام.
وقال ابن المَدِينيّ لأبي الوليد: ما عُذرك عند الله، وبأيّ شيء تحتج إذا وقفت بين يديه في ترك رفع اليدين قبل الركوع وبعده؟ فرفع يديه أبو الوليد بعد أن أتى عليه ثمانون سنة لا يرفع.
قال البخاريّ: مات أبو الوليد في ربيع الآخر سنة سبْعٍ وعشرين.
قلت: عاش أربعًا وتسعين سنة، ووقع لنا من عالي حديثه بإجازة.(5/718)
458 - هشام بن عُبَيْد الله الرّازيّ الفقيه. السِّنِّيُّ [الوفاة: 221 - 230 ه]
- بالكسر نسبة إلى السِّنّ -.
رَوَى عَنْ: ابن أبي ذئب، ومالك بن أنس، وعبد العزيز بن المختار، وحمّاد بن زيد، وطبقتهم بالحجاز والعراق.
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، ومحمد بن سعيد العطّار، والحَسَن بن عَرَفَة، وحمدان بن المغيرة، وأبو حاتم، وعبد الله بن يزيد، وأحمد بن الفُرات، وآخرون.
قال موسى بن نصر: سمعته يقول: لقيت ألفًا وسبعمائة شيخ أصغرهم عبد الرّزّاق، وخرج منّي في طلب العلم سبعمائة ألف درهم.
وقال أبو حاتم: صَدُوق.
وقال: ما رأيت أحدا في كورة من الكور أعظم قدْرًا، ولا أجَلّ قدْرًا عند أهلها أعظم من هشام الرازيّ بالرَّيّ، وأبي مُسْهِر بدمشق.
وأما ابن حبان فضعفه، وساق له حديثا عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ نَافِعٍ، [ص:720] عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " الدَّجَاجُ غَنَمُ فُقَرَاءِ أُمَّتِي، وَالْحَجُّ لَهُمُ الْجُمُعَةُ ". وَهَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ.
وَذَكَرَهُ أبو إسحاق في " طبقات الحنفية " مختصرا، فقال: هُوَ لَيِّنٌ فِي الرِّوَايَةِ، وَفِي دَارِهِ مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ - رَحِمَهُ اللَّهُ -.
قلت: كان من كبار أئمّة السُّنّة.
قال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن خَلَف الخزّاز: سَمِعْتُ هشام بن عُبَيْد الله الرازيّ يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق. فقال له رجل: أليس الله يقول: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَث} ". فقال: محدث إلينا، وليس عند الله محدث.
قال: وحدثنا عليّ بن الحَسَن بن يزيد السُّلَميّ: سَمِعْتُ أبي يقول: سمعت هشام بن عبيد الله يقول: حبس رجلٌ في التجهم، فتاب. قال: فجيء به إلى هشام ليمتحنه، فقال له: أتشهد أنّ الله على عرشهِ، بائن من خلقه؟ فقال: لا أدري ما بائن من خلْقه. فقال: رُدّوه إلى الحبْس، فإنّه لم يتُب بعد.
ذكرته على التّقريب، ثمّ وجدت عبد الرحمن بن مَنْدَه ذكره فيمن تُوُفّي سنة إحدى وعشرين ومائتين.(5/719)
459 - هشام بن عَمْرو الفُوَطيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
شيخ كبير. أخذ عنه عبّاد بن سلمان، وغيره.
وكان لا يُجيز لأحدٍ أن يقول: " حسْبُنا الله ونِعْم الوكيل ". ولا: إنّ الله يعذِّب الكفار بالنّار، ولا: إنّه يُحْيى الأرض بالمطر. ويرى أنّ القول بأنّ الله يُضِلّ مَنْ يَشَاء ويهدِي مَنْ يَشاء إلحادٌ وضلالٌ، ويقول: قولوا: حَسْبُنَا الله ونِعْمَ المُتَوَكَّل عليه. وقولوا: إنّ الله يعذّب الكُفّار في النّار، ويُحيي الأرضَ عند نزول المطر.
قال المبرّد: قال رجل لهشام بن عَمْرو الفُوَطيّ: كم تعدّ؟ قال: من واحدٍ إلى أكثر من ألف. قال: لم أُرِدْ هذا، كم لك من السّنّ؟ قال: اثنان وثلاثون سِنًّا. قال: لم أُرِدْ هذا، كم لك من السِّنِين. قال: ما لي منها شيء كلها لله. قال: فما سِنُّك؟. قال: عظم. قال: فابنُ كم أنت؟ قال: ابن أبٍ وأم. قال: [ص:721] فكم أتى عليك؟ قال: لو أتي عليّ شيءٌ لقَتَلَني. قال: فكيف أقول؟ قال: قل كم مضى مِن عُمُرك.
قلت: هذا غاية ما عند هؤلاء المعثرين؛ عباراتٌ وشَقَاشِق يتقعَّرون بها قدِيمًا وحدِيثًا، ويحرّفون بها الكلم عن مواضعه، والخطابَ العربيّ عن موضوعه، والحديث العُرْفي عن مفهومه في القرآن والحديث، وكلام الناس، فأبعد الله شَرَّهُم.(5/720)
460 - هلال بن يحيى البَصْريُّ. الفقيه الحنفيّ صاحب أبي يوسف، ويعرف بهلال الرأي. [الوفاة: 221 - 230 ه]
مشهور كبير
روى عنه أحمد بن محمد بن بِشْر أنّه سمع أبا يوسف يقول: العِلْم بالكلام يدعو إلى الزندقة.(5/721)
461 - خ ن ق: الهيثم بن خارجة، أبو أحمد، ويقال: أبو يحيى المروذي، ثم البَغْداديُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: مالك، والَّليْث، ويعقوب القُّمّيّ، وحفص بن مَيْسَرة، وطائفة كبيرة بالشّام، والحجاز، والعراق، ومصر، وخراسان.
وَعَنْهُ: البخاري، والنسائي، عن رجلٍ عنه، وأحمد بن حنبل، وعبد الله ابنه، وأبو زُرْعة، وأحمد بن عليّ المروزي، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصُّوفيّ، وآخرون.
أخرج عنه البخاريّ في غَزْوَة الفَتْح.
وقال أحمد الصوفي: حدثنا الهيثم بن خارجة، وكان يُسَمّى شُعْبَة الصغير.
وقال هشام بن عمّار: كنّا نسمّيه شُعْبَة الصغير.
وقال ابن مَعِين: ثقة.
وقال النَّسائيّ: لَيْسَ بِهِ بأس.
وقال صالح جَزَرَة: كان يتزهَّد، وكان أحمد بن حنبل يثني عليه، وكان سيئ الخُلُق مع المحدّثين.
وقال البخاريّ، وغيره، تُوُفّي في ذي الحجة سنة سبْعٍ وعشرين. [ص:722]
قلت: قد رآه البَغَويّ، ولم يسمع منه. وآخر من روى عنه أبو يعلى الموصلي.(5/721)
-[حَرْفُ الْوَاوِ](5/722)
462 - واصل بن عبد الشَّكور البخاريّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: عيسى غُنْجار، وعبد الله بن وَهْب، ويحيى بن سُلَيم.
وَعَنْهُ: ابنه عُبَيْد الله بن واصل الحافظ، وغيره.(5/722)
463 - الوليد بن أبان الكرابيسيّ. المتكلِّم. [الوفاة: 221 - 230 ه]
أخذ عنه الكلام حُسين الكرابيسيّ.
قال أحمد بن سِنَان القطّان: كان الوليد خالي، فلمّا حَضَرَتْه الوفاة قال لبَنِيه: تعلمون أحدًا أعلم بالكلام مني؟ قالوا: لا. قال: فتتّهمُوني؟. قالوا: لا. قال: فإنّي أُوصيكم، عليكم بما عليه أصحاب الحديث، فإنّي رأيت الحقَّ معهم، لستُ أعني الرؤساء، ولكن هؤلاء الممزقين.(5/722)
464 - خ م: الوليد بن صالح، أبو محمد الضَّبّيّ الْجَزَريّ النخاس. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: جرير بن حازم، وإسرائيل، والَّليْث بن سعد، وجماعة.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم عن رجلٍ عنه، وأبو بكر الأثرم، وإبراهيم الحربيّ، وإسماعيل القاضي، وآخرون كثيرون.
وَثّقَهُ أبو حاتم.
وآخر من روى عنه الحَسَن بن عليّ بن شبيب المعمري.(5/722)
465 - الوليد بن هشام بن قحذم، أبو عبد الرحمن البَصْريُّ الأخباريّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
سَمِعَ: أباه، وحَرِيز بن عثمان، وجماعة.
وَعَنْهُ: خليفة بن خيّاط، وأبو حاتم الرّازيّ، وأبو خليفة الفضل بن الحُبَاب.
وقع حديثه عاليًا في جزء " الغطريف ".
وتوفي سنة اثنتين وعشرين بالبصرة.(5/722)
-[حَرْفُ الْيَاءِ](5/723)
466 - د: يحيى بن إسماعيل، أبو زكريا الواسطي. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: عبد السّلام بن حرب، وعبّاد بن العوام، وإبراهيم بن سعد، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أبو دَاوُد؛ وأبو بَكْر بْن أبي الدُّنيا، وعباس الدوري، ومحمد بن غالب تمتام، وأحمد بن علي الخزاز، وجماعة.
قال أحمد بن حنبل: أعرفه قديما وكان لي صديقًا.(5/723)
467 - يحيى بن إسماعيل، أبو العبّاس، ويقال: أبو زَكَريّا الكُوفيُّ الخوّاصّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: شَرِيك القاضي، وهُشَيْم، وابن فُضَيْل.
وَعَنْهُ: البخاريّ في " تاريخه "، ومحمد بن عبيد بن عتبة الكندي، ومحمد بن عوف الطائي، وآخرون.
وثقه ابن حبان.(5/723)
468 - م: يحيى بن بِشْر بن كثير، أبو زكريا الأسدي الكُوفيُّ الحريري. [الوفاة: 221 - 230 ه]
قال ابن سَعْد: كان تاجرًا قدم دمشق
فَسَمِعَ مِنْ: معاوية بن سلّام الحَبَشيّ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَسَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ.
قلت: ومعروف الخياط الشاميين، وغيرهم.
وَعَنْهُ: مسلم، وبقي بن مخلد، وعبد الله الدارمي، عثمان بن خُرَّزاذ، وموسى بن إسحاق الأنصاريّ، ومحمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة، ومُطَيِّن.
قال صالح جَزَرَة: صَدُوق.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: ثقة.
وقال ابن سَعْد، والبَغَويّ: تُوُفّي سنة تسعٍ وعشرين. زاد ابن سَعْد، فقال: في جُمادى الأولى في خلافة الواثق. [ص:724]
وقال مُطَيَّن: سنة سبْعٍ.(5/723)
469 - يحيى بن أبي الخصيب زياد الرازيّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
قاضي عُكْبَرَا.
عَنْ: حمّاد بن زيد، ومعاوية بن عبد الكريم الضالّ، وأبي بكر بن عيّاش، وعليّ بن مُسْهِر، وجماعة.
وَعَنْهُ: إبراهيم بن موسى، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، ومحمد بن عمّار، الرازيّون.
قال أبو حاتم: ثقة من أوعية العِلْم؛ ما أعلم كان في زمانه أحدا أكثر حديثا منه.(5/724)
470 - خ م د ت ق: يحيى بن صالح الوُحَاظيّ، أبو زَكَريّا، ويقال: أبو صالح الدمشقي الحمصي الفقيه. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: عُفَيْر بن مَعْدان، وسعيد بن بشير، وسليمان بن بلال، وسعيد بن عبد العزيز، وفُلَيْح بن سليمان، ومعاوية بن سلّام الحبشيّ، ومالك بن أنس، وسليمان بن عطاء، ومحمد بن مهاجر، وسَلَمَةَ بن كُلْثُوم، وطائفة.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم والبخاري أيضا، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه عن رجل عنه، وإسحاق الكَوْسَج، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبو حاتم، ومحمد بْن عَبْد الله بْن عَبْد الحَكَم، وأبو زرعة الدمشقي، وأحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، وأبو زيد أحمد بن عبد الرحيم بن يزيد الحوطيان، وعبد الرحمن بن القاسم ابن الرواس، وعثمان بن سعيد الدّارميّ، وعليّ بن محمد بن عيسى الجكاني، وخلق وسواهم.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صدوق.
وقال أبو عوانة الإسفراييني: حسن الحديث صاحب رأي، وهو عديل محمد بن الحسن الفقيه إلى مكة.
وقال أحمد بن صالح المصري: حدثنا يحيى بن صالح بثلاثة عشر حديثا عن مالك، وما وجدناها عند غيره. [ص:725]
وقد وَثّقَهُ ابن عَديّ، وابن حِبّان، وغيرهما.
وضعّفه بعضهم ببدعةٍ فيه.
قال أحمد بن حنبل: أخبرني إنسان مِن أصحاب الحديث أنّ يحيى بن صالح قال: لو ترك أصحاب الحديث عشرة أحاديث، يعني هذه التي في الرؤية. قال أحمد بن حنبل: كأنه نزعَ إلى رأي جَهْم.
وقال أبو جعفر العُقَيْليّ: الوُحَاظيّ حمصيّ جَهْميّ.
وقال البخاريّ: قال عبد الصَّمَد: سألت يحيى بن صالح عن الإيمان فقال: حدثنا أبو المُلَيْح، سَمِعْتُ ميمون بن مهران يقول: أنا أَقْدَم من الإرجاء.
قال محمد بن مُصَفَّى، وجماعة: تُوُفّي سنة اثنتين وعشرين ومائتين.(5/724)
471 - يحيى بن الصّامت المدائني. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: أبي إسحاق الفزاري، وعبد الله بن المبارك.
وَعَنْهُ: عبّاس الدُّوريّ، وتَمْتَام، وموسى بن هارون.
وَثّقَهُ الخطيب.(5/725)
472 - يحيى بن عاصم البخاريّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: وَكِيع، وابن عُيَيْنة، وكان موصوفًا بالصِّدْق والحفظ. حدَّث بِنَيْسابُور
فَرَوَى عَنْهُ: إسماعيل بن قُتَيْبة، وداود بن الحسين البيهقي، وآخرون.
وكان من أئمة الأثر.
قال عبد الله بن سعد بن جعفر، بخاري: ما رأيت أعجب من يحيى بن عاصم. كان يجيء إلى أبي حفص أحمد بن حفص، فيجلس عنده، فكان أبو حفص يقول: حدثنا محمد بن الحَسَن، عن يعقوب، عن أبي حنيفة أنّه قال كذا. فيثبُ يحيى ويقول: يا أبا حفص، خالف - والله - أبو حنيفةَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. فيضع أبو حفص الكتاب من يده، ويقول: كيف؟ فيقول: حدثنا يزيد بن [ص:726] هارون، وحدثنا عبد الرزاق، وحدثنا جعفر بن عَوْن، فيسرد تلك الأحاديث. فيقول أبو حفص: هكذا قالوا؟ قال: ويصيح أصحاب أبي حفص يقولون: هذا يقع في سَلَفنا، هذا يقع في شيخنا، هذا كذا. فيسكت أبو حفص، ويظنّ أنه لا يعود. قال: فيأتي ويتكلَّم مثله.
قال ابن أبي حاتم: هو يحيى بن عاصم بن جويري بن سعيد بن عبد الرحمن بن النَّضْر بن عبد الله بن الكوّا اليَشْكُريّ، روى عَنْ النَّضْر بْن شُمَيْلٍ، وعبد الرّزّاق، وابن عُيَيْنة، وسمّى جماعة، ثمّ قال: روى عنه أبي، وقال: صَدُوق.(5/725)
473 - يحيى بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ميمون العِجْليّ، أبو زَكَريّا الحِمّانيّ الكُوفيُّ الحافظ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: أبيه، وقيس بن الربيع، وعبد الرحمن بن الْغَسِيلِ، وسليمان بن بلال، وشَرِيك، وأبي عَوَانة، وأبي إسرائيل المُلائي، ومَنْدَل بن على، وعبد الواحد بن زياد، وخلْق.
وَعَنْهُ: أبو حاتم، وعثمان بن خُرَّزاذ، وأبو بكر بن أبي الدُّنيا، وعليّ بن عبد العزيز البَغَويّ، وابن أخيه أبو القاسم البغوي، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، وموسى بن هارون، ومُطَيِّن، وخلْق.
وكان أحمد بن حنبل يضعفه ويتهمه.
وقال إبراهيم الْجُوزجانيّ: تُرِك حديثه.
وقال محمد بن يحيى الذُّهَليّ: ذهب كأمسِ الذّاهب.
وقال أبو حاتم: سألت يحيى بن مَعِين عن يحيى الحِمّانيّ، فأجمل القول فيه، وقال: ما لهُ؟ كان يسرد مُسْنَده أربعة آلاف سرْدًا. وحديث شَرِيك ثلاثة آلاف.
وقال عبّاس، وأحمد بن أبي خَيْثَمَة وآخرون، عن ابن مَعِين: ثقة. [ص:727]
ووصفه أبو حاتم بالحفظ لحديث شَرِيك.
وقال ابن عَديّ: يقال: إنّ يحيى الحِمّانيّ أوّل من صنّف المُسْنَد بالكوفة، وأوّل من صنف المُسْنَد بالبصرة مسدد، وأوّل من صنف المُسْنَد بمصر أسدُ السُّنّة. ويحيى قد تكلَّم فيه أحمد، وابن المَدِينيّ، وكان ابن مَعِين حَسَن الثّناء عليه، وعلى أبيه. إلى أن قال: ولم أر في مُسْنَده وأحاديثه أحاديث مناكير. وأرجو أنّه لا بأس به.
قلت: وليحيى ذِكْر في القول عند دخول المسجد في " صحيح مسلم "؛ فإنه قال: وبلغني أن يحيى الحِمّانيّ يقول: وأبو أُسَيْد.
قلت: وكان أيضًا شيعيًّا له كلامٌ نحسٌ في معاوية، نقله الخطيب، وهو: " قال زياد بن أيّوب: سَمِعْتُ يحيى الحِمّانيّ يقول: كان معاوية على غير ملّة الإسلام. قال زياد: كَذّب عدوّ الله.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: جَاءَنِي الْحِمَّانِيُّ إِلَى هُنَا، وَكَانَ يَكْذِبُ جِهَارًا، فَقُلْتُ: إِنَّهُ حَدَّثَ عَنْكَ، عَنْ إِسْحَاقَ الْأَزْرَقِ، عَنْ شَرِيكٍ بِحَدِيثِ: " أَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ ". فقال: كَذَب، ما حدَّثته به، ما زلنا نعرفه يسرق الأحاديث أو يلتقطها، وقد طَلَب وسمع، فلو اقتصر على ما سمع!
وقال ابن خداش: حدثنا محمد بن يحيى، عن أبي محمد الدّارميّ قال: أودعت كُتُبي عند يحيى الحِمّانيّ، فقدمت فإذا هي على خلاف ما تركتها عنده، وإذا قد نسخ حديث خالد بن عبد الله، وسليمان بن بلال، ووضعه في المُسْنَد.
وأما الرَّماديّ فقال: هو أوثق عندي من أبي بكر بن أبي شَيْبَة، وما يتكلّمون فيه إلّا من الحسد.
قلت: وقع لنا حديثه عاليا.
أخبرنا أبو المعالي الهمذاني، قال: أخبرنا الفتح بن عبد السلام، قال: أخبرنا هبة الله بن الحسين، قال: أخبرنا ابن النقور، قال: حدثنا عيسى بن [ص:728] الوزير، قال: حدثنا البغوي، قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد، قال: حدثنا شريك، قال: حدثنا منصور، قال: حدثنا ربعي بن حراش، قال: حدثنا عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِب - رَضِيَ اللَّهُ عَنْه - قَالَ: أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: " لَا تَكْذِبُوا عَلَيَّ، فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَلِجِ النَّارَ ".
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ عَالٍ مُتَّصِلٌ، سَالِمٌ مِنَ الْعَنْعَنَةِ الْمُحْتَمِلَةِ للتدليس، قل أن يقع مِثْلَهُ.
قال البَغَويّ: مات يحيى الحِمّانيّ في رمضان سنة ثمانٍ وعشرين، وكان أوّل من مات بسامراء من المحدثين الذين أقدموا، وكان لا يخضِب.(5/726)
474 - يحيى بن عَبْدَوَيْه البَغْداديُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: شُعْبَة، وشَيْبان، وحمّاد بن سَلَمَةَ، ويقال له أيضًا: يحيى بن عبد الله.
وَعَنْهُ: إسحاق بن سنين، وجعفر بن كزال، وعبد الله بن أحمد بن حنبل.
وأثنى عليه أحمد بن حنبل، وأمرَ ابنه عبد الله بالسماع منه. وأما ابن مَعِين فرماه بالكذِب.
تُوُفّي سنة تسعٍ وعشرين تقريبًا.(5/728)
475 - يحيى بن عِمران. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: سليمان بن أرقم، وحُصَيْن الأحمسيّ.
وَعَنْهُ: ابن أبي الدنيا، وتمتام، وأحمد بن علي الخزاز، وأحمد بن سَيّار المَرْوَزِيّ.
ولي قضاء فارس لأبي يوسف القاضي.(5/728)
476 - ن: يحيى بن محمد بن سابق الكُوفيُّ. ويعرف بعصا ابن إدريس، [الوفاة: 221 - 230 ه]
وهو ممّن نزل المِصِّيصة.
رَوَى عَنْ: ابن إدريس، ويحيى بْن سُلَيم الطائفي، وعبد الله بْن نمير، وأبي أسامة، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو بكر الأثرم، ومحمد بن داود المصيصي، وغيرهما. [ص:729]
روى له النَّسائيّ.(5/728)
477 - يحيى بن مَعْمَر بن عِمران بن منير الإلهانيّ. الشّاميّ، ثمّ الإشبيليّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
أحد الأئمة.
كان فقيه إشبيلية وفرضيها. وكان زاهدًا ورِعًا عاقلًا، قوالًا بالحق، ولي قضاء قُرْطَبَة فحُمِد وشُكِر، وكان آفةً على الفقهاء، رادعًا للشهود، حَتّى أنّه سجل على سبعة عشر نفسا بالسخط، فعملوا عليه حَتّى عُزِل، وهو من تلامذة أشهب، رحل إليه.
تُوُفّي سنة ستٍّ وعشرين ومائتين.(5/729)
478 - يحيى بن هاشم، أبو زَكَريّا الغسّانيّ الكُوفيُّ السمسار. [الوفاة: 221 - 230 ه]
حدَّث عن هشام بن عُرْوَة، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وهؤلاء الكبار.
وَعَنْهُ: الحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن غالب تمتام، ومحمد بن أيوب الرازي، ومعاذ بن المثنى، وموسى بن إسحاق الأنصاري، وطائفة.
ولو كان ثقة لكان مسند زمانه، ولكن رماه بالكذب يحيى بن معين، وصالح جزرة، وغيرهما.
توفي سنة خمس وعشرين، أو بعدها بقليل. وقع لنا من عالي حديثه بالإجازة.
قال النسائي: متروك.
وقال ابْن عديّ: هُوَ فِي عداد من يضع الحديث.(5/729)
479 - خ م ت ن: يحيى بن يحيى بن بكر بن عبد الرحمن، الإمام أبو زَكَريّا التَّميميّ المِنْقَريّ النَّيْسَابوريّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
قال الحاكم فيه: إمام عصره بلا مدافعة. وُلد بنَيْسَابُور، وبها أعقابه وخطّته المنسوبة إليه. قال حمدان السُّلَميّ: يحيى بن يحيى مولى جعفر بن [ص:730] خرقاش التميمي المروزي. وقال أبو عمرو المُسْتَمْلِي: وُلِد سنة اثنتين وأربعين ومائة.
قلت: سَمِعَ: زياد بن ميمون، ويزيد بن المقدام بن شريح، وكثير بن سليم الأبلي، ولكن لم يرو عن هذه البابة لضعفهم،
وَرَوَى عَنْ: زُهَير بن معاوية، ومالك، والَّليْث، وسليمان بن بلال، وأبي عَوَانة، وعَبْثَر بن القاسم، وجعفر بن سليمان، وهُشَيْم، وخارجة بن مُصْعَب، وشَرِيك بن عبد الله، ومحمد بن جابر اليماميّ، وإسماعيل بن جعفر، وابن لهيعة، وأبي الأحوص، وخلق.
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، عن رجلٍ عنه، وإسحاق بن رَاهَوَيْه، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، وابنه يحيى بن محمد، وأحمد بن يوسف السُّلَميّ، وَسَلَمَةَ بن شَبِيب، ومحمد بن أسلم الطُّوسيّ، وخلْق كثير من آخرهم إبراهيم بن عليّ الذُّهَليّ، وداود بن الحسين البَيْهَقيّ، وعليّ بن الحَسَن الصّفّار.
قال يحيى بن يحيى: أوّل من جالست في العِلْم حفص بن عبد الرحمن في سنة إحدى وستين ومائة.
وقال يحيى ابن الذُّهَليّ: سَمِعْتُ إسحاق بن رَاهَوَيْه يقول: ما رأيت مثل يحيى بن يحيى ولا أحسِب أن يحيى بن يحيى رأى مثل نفسه.
وقال سعيد بن شاذان: حدثنا أبو داود الخَفَّاف، قال: سَمِعْتُ أحمد بن حنبل يقول: ما رأى يحيى بن يحيى مثل نفسه وما رأى النّاسُ مثله. رواها أبو إسحاق المزكي فقال: حدثنا سعيد.
وقال: أحمد بن سَلَمَةَ: سَمِعْتُ إسحاق بن رَاهَوَيْه يقول: مات يحيى بن يحيى يوم مات، وهو إمامٌ لأهل الدُّنيا.
وقال الأمير عبد الله بن طاهر مُتَولّي خُراسان: ما رأى يحيى بن يحيى مثل نفسه، وشك يحيى بن يحيى عندنا يقين.
وقد كتب يحيى مرة إلى عبد الله بن طاهر، فقَبَّل الرقعة ووضَعها على عينيه. وكانت مِن أجل ديون إسحاق بن رَاهَوَيْه، فَوَفَاها عنه. [ص:731]
وقال يحيى بن محمد الذُّهَليّ: ما رأيت أحدا أجل ولا أخوف لربه من يحيى بن يحيى.
وعن ابن رَاهَوَيْه قال: ظهر ليحيى بن يحيى نَيِّفٌ وعشرون ألف حديث.
وقال محمد بن يحيى الذُّهَليّ: لو شئتُ لقلتُ هو رأس المحدِّثين في الصدق.
وعن الحَسَن بن عليّ الزّنْجَانيّ قال: كان يحيى بن يحيى يحضر مجلس مالك، وكان المأمون يحضره؛ كذا قال، وذلك غلط، فإنّ المأمون لم يلق مالكًا، قال؛ فانكسر قلم يحيى، فناوله المأمون قَلَمًا من ذهب، فامتنع من أخْذه، فكتب المأمون على ظهر جُزءٍ: ناولتُ يحيى بن يحيى قلمًا فلم يقبله، فلمّا ولي الخلافة كتب إلى عامله أنّ يولي يحيى قضاء نَيْسابُور، فقال يحيى للأمير: قل لأمير المؤمنين: نَاولْتَني قلمًا وأنا شابٌ فلم أقبله، أَفَتُجْبرني على القضاء وأنا شيخ؟، فرفع ذلك إلى المأمون، فقال: يولّي رجلًا يختاره، فأشار برجل، فلم يلبث أن دخل على يحيى وعليه السّواد، فَضَمَّ يحيى فراشَه كراهية أن يجمعه وإيّاه، فقال له: ألم تخترني؟ قال: إنما قلت اختاروه، وما قلت لك تتقلَّد القضاء.
ويُروى أن يحيى بن يحيى شرب دواءً، فقالت زوجته: قم فتمشّى في الدار. قال: أنا أحاسب نفسي أربعين سنةً على خُطاي، فما أعلم ما هذه المِشْيَة.
وقال محمود بن غَيْلان: سَمِعْتُ يحيى بن يحيى يقول: مَن قال القرآن مخلوق فهو كافر بالله، وبانت منه امرأته.
وقال مسلم بن الحجاج: سَمِعْتُ يحيى بن يحيى يقول: من زعم أنّ مِن القرآن من أوله إلى آخره آية مخلوقة، فهو كافر.
وقال غير واحد: كان يحيى بن يحيى متثبّتًا ثقة. كان إذا شكَّ في حديث ضَرَبَ عليه.
وقال أحمد بن حنبل: اشتهي من يحيى بن يحيى، سليمان بن بلال، وزُهَير بن معاوية.
وَرُوِيَ أن يحيى بن يحيى أراد الحجّ بآخره، فأشفق عليه عبد الله بن طاهر [ص:732] من المحنة، فترك الحج، وقد حج في أيام مالك.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: سَمِعْتُ أبي يُثْني على يحيى بن يحيى، وقال: ما أخرجت خُراسان بعد ابن المبارك مثله. كنّا نسمّيه يحيى الشّكّاك، من كثرة ما كان يشكّ في الحديث.
وقال زَكَريّا بن يحيى بن يحيي: أوصي أبي بثياب جَسَده لأحمد بن حنبل، فأتيته بها في منْديل، فنظر إليها وقال: ليس هذا من لباسي. ثمّ أخذ ثوبًا واحدًا وردّ الباقي.
قال البخاري: مات في آخر صفر سنة ست وعشرين.
قال الحاكم: والذي على لوح قبره أنه مات سنة أربع وعشرين خطأ.
وقال بِشْر بن الحَكَم: حزرنا في جنازة يحيى بن يحيى مائة ألف رجل.
قال الحاكم: سَمِعْتُ الحافظ أبا عليّ النَّيْسَابوريّ يقول: كنت في غمٍّ شديد، فرأيت النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْمَنَامِ، كأنّه يقول لي: صِر إلى قبر يحيى بن يحيى واستغفر، وسَلِ الله حاجتك. فأصبحت ففعلت ما أمرني به، فقُضِيَت حاجتي.
قال أحمد بن يوسف السُّلَميّ: سَمِعْتُ يحيى بن يحيى يقول: من نظر في كتاب " كليلة ودِمْنَة " جرّه ذلك إلى الزَّنْدَقة، ومن نظر في كتاب " صِفِّين " حمله على سَبّ الصّحابة، ومن نظر في كتاب أبي فلان كان آخر عهده بالعلم.
قلت: وقع لنا جزء كبير من حديث يحيى بن يحيى بإجازة عالية، فيه عِدّة أحاديث موافقات.(5/729)
• - يحيى بن يحيى، أبو محمد الليثي، [الوفاة: 221 - 230 ه]
فقيه أهل الأندلس وصاحب مالك أيضًا،
سيأتي - إن شاء الله - في الطبقة الآتية.(5/732)
480 - خ ق: يحيى بن يوسف بن أبي كريمة الزِّمِّيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
حدَّث ببغداد عن شَرِيك، وأبي الأحْوَص، وأبي المليح الرقي، وضمام بن إسماعيل، وخلق كثير.
وَعَنْهُ: البخاري. وابن ماجه عن رجل عنه، وأحمد [ص:733] ابن محمد البرتي القاضي، وعثمان بن خُرَّزاذ، وعليّ بن أحمد بن النَّضْر الأزْديّ، وأحمد بن الحَسَن بن عبد الجبّار الصُّوفيّ، وأبو بكر بن أبي الدُّنيا، وآخرون.
وكان ثقة نبيلًا، صاحب حديث.
وَثّقَهُ أبو زُرْعة.
وقال حاتم بن الَّليْث: مات سنة تسعٍ وعشرين.(5/732)
481 - يزيد بن صالح، أبو خالد النَّيْسَابوريّ الفرّاء. [الوفاة: 221 - 230 ه]
سَمِعَ: إبراهيم بن طهمان، وأبا بكر النَّهْشَليّ، وقيس بن الربيع، وعبد الله بن عمر، وخارجة بن مُصْعَب، ومالك بن أنس، وطائفة.
وَعَنْهُ: أحمد بن حفص السُّلَميّ، وإسماعيل بن قتيبة، وياسين بن النضر، ومحمد بن عبد الوهّاب الفرّاء، والحَسَن بن سُفْيان، وآخرون.
قال إسماعيل بن قُتَيْبة: كان من أورع مشايخنا وأكثرهم اجتهادًا.
وقال الحَسَن بن سُفْيان: فاتني يحيى بن يحيى بالوالدة، لم تَدَعْني أخرج إليه، فعوّضني الله بأبي خالد الفرّاء، وكان أسنَدَ من يحيى بن يحيى.
قرأت على محمد بن عبد السلام التَّميمي، عن عبد المعز بن محمد أن تَمِيمُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ وَزَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أخبراه قالا: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا محمد بن أحمد، قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا يزيد بن صالح، قال: حدثنا العمري، عن نافع، عن ابن عمر، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حجاجا، فما أحللنا من شيء حتى أحللنا يوم النَّحر.
هذا حديث غريب، ولعل ابن عمر ساق الهدي وإلا فكل مَنْ لم يكن معه هدي فإنه مُتِّع عامئذٍ، صح في ذلك أحاديث.
قال إبراهيم بن علي الذُّهلي: توفي أبو خالد الفراء سنة تسع وعشرين.(5/733)
482 - د م ن ق: يزيد بن عبد ربّه الْجُرْجُسيّ، أبو الفضل الزبيدي الحمصي المؤذّن الحافظ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
كان يسكن عند كنيسة جُرْجُس فنُسِبَ إليها.
سَمِعَ: بقيّة، ومحمد بن حرب، والوليد بن مسلم، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو [ص:734] داود، ومسلم، والنسائي، وابن ماجه عن رجلٍ عنه، وأحمد بن حنبل وهو أسنّ منه، وإسحاق الكَوْسَج، وأبو زُرْعة الدِّمشقيُّ، وعبد الكريم الديرعاقولي، ومحمد بن عوف الطائي، وآخرون.
أثنى عليه أحمد بن حنبل وقال: ما كان أثبته.
قلت: مات كهلًا في سنة أربعٍ وعشرين، وكان مولده سنة ثمانٍ وستّين ومائة.(5/733)
483 - يزيد بن عبد العزيز، أبو خالد الطَّيَالسيُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
رَوَى عَنْ: أبي خالد الأحمر، ويحيى بن سُلَيم، وعبد الحميد بن بِهْرام.
وَعَنْهُ: أبو زرعة، وأبو حاتم.
قال أبو حاتم: صدوق من نبلاء الرجال.(5/734)
484 - يزيد بن عمرو بن جنزة المدائني. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: أبي عوانة، والربيع بن بدر.
وَعَنْهُ: عباس الدوري، وعيسى زغاث، وهيذام بن قتيبة.
ولم يذكر بجرح.(5/734)
485 - د: يزيد بن قبيس الجَبَليُّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
من أهل جبلة.
حَدَّثَ عَنْ: الوليد بن مسلم، والمُعَافَى بن عِمران الحمصيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو داود، وسليمان بن عبد الحميد البَهْرانيّ، وموسى بن عيسى بن المنذر، وآخرون.(5/734)
486 - ن: يزيد بن مِهران الكُوفيُّ الخباز. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: أبي بكر بن عيّاش، ومحمد بن فُضَيْل.
وَعَنْهُ: عَمْرو بن منصور النَّسائيّ، وأبو حاتم، وإبراهيم بن عبد الله الخُتّليّ، وجماعة.
تُوُفّي سنة ثمان، وقيل: سنة تسع وعشرين.
روى النسائي عن رجل عنه.(5/734)
487 - يزيد بن مروان الخلّال. [الوفاة: 221 - 230 ه]
عَنْ: ابن أبي الزناد، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بن علي الخزاز، وأبو شُعَيْب الحَرّانيّ.
قال ابن مَعِين: كذّاب.(5/735)
488 - خ: يوسف بن محمد العصفري، أبو يعقوب. [الوفاة: 221 - 230 ه]
خُراسانيّ نزل البصرة، عن سُفْيان الثَّوريّ، ويحيى بن سليم الطائفي.
وَعَنْهُ: البخاري، وحرب بن إسماعيل الكِرْماني، وسعيد بن عبد الرحمن الفراء.
وثقه أبو داود(5/735)
489 - ن: يوسف بن مروان النَّسائيّ، ثمّ الرَّقّيّ المؤذِّن، [الوفاة: 221 - 230 ه]
نزيل بغداد.
عَنْ: عُبَيْد الله بن عَمْرو الرَّقّيّ، والفُضَيْل بن عِيَاض، وغيرهما.
وَعَنْهُ: عبّاس الدوري، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأحمد بن عليّ المَرْوَزِيّ القاضي، وآخرون.
وَثّقَهُ الخطيب. وروى له النسائي.
توفي سنة ثمان أيضا.(5/735)
490 - يوسف بن يونس الأفطس. [الوفاة: 221 - 230 ه]
أخو أبي مسلم المُسْتَمْليّ.
عَنْ: مالك، وشَرِيك، وسليمان بن بلال.
وَعَنْهُ: أحمد بن يحيى كرنيب، ومحمد بن عَوْف الحمصيّ، وأحمد بن خُلَيْد الحلبي.
وَثّقَهُ الدارقطني. ولينه ابن عدي.(5/735)
-[الْكُنَى](5/735)
491 - أبو إسحاق النظام. الْبَصْرِيُّ المتكلم المُعْتزليُّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
ذو الضّلال والإجرام.
طالع كلام الفلاسفة فخلطه بكلام المعتزلة، وتكلَّم في القَدَر، وانفرد [ص:736] بمسائل، وتبعه أحمد بن حائط، والأسواريّ، وغيرهما. وأخذ عنه: الجاحظ. وكان معاصرًا لأبي الهُذَيْل العلّاف.
ذكره ابن حزم فقال: اسمه إبراهيم بن سيار مولى بني بجير بن الحارث بن عبّاد الضُّبَعيّ، هو أكبر شيوخ المعتزلة ومقدّمهم. كان يقول: أنّ الله لا يقدر على الظلم ولا الشر. قال: ولو كان قادرًا لكُنّا لا نأمن مِن أن يفعله، أو أنّه قد فعله. وإن الناس يقدرون على الظُّلم. وصرّح بأنّ الله لا يقدر على إخراج أحدٍ من جهنَّم، واتَّفق هو والعلّاف على أنّ الله ليس يقدر من الخير على أصلح ممّا عمل.
قلت: القرآن والعقل الصحيح يكذّب هؤلاء التّيُوس الضُّلّال قبّحهم الله.
ومن شعره:
بدرٌ دجى في بدن شطب ... عطّل حُسْن اللُّؤْلُؤ الرطْبِ
يلومني النّاس على حبّهِ ... يا جَهْلَهم باللّوم في الحبِّ
يعشق من صبغهم ما حلا ... فكيف ما من صبغة الرّبِّ
وللنِّظّام مقالات خبيثة، وقد كفّره غير واحد.
وقال جماعة: كان عليّ دين البَرَاهمة المُنْكِرين للنُّبُوَّة والبعث، لكنّه كان يُخْفي ذلك.
سقط من غرفة وهو سَكْران فهَلك.(5/735)
492 - أبو عبد الرحمن المتكلِّم الشّافعيُّ. هو أحمد بن يحيى بن عبد العزيز البَغْداديُّ، [الوفاة: 221 - 230 ه]
رَوَى عَنْ: أبي عبد الله الشّافعيّ، فنُسِب إليه.
ذكره الحافظ أبو بكر.
وكان أبو عبد الرحمن يقول: من فاتته صلاة حتى خرج وقتها فإنه لا يمكن أن يقضيها أصلًا، كمن فاته الوقوف بعَرَفَة لا يمكن أن يقضيه.
أخذ عنه داود بن عليّ عِلْم الاختلاف.(5/736)
493 - أبو عيسى المُلَقَّب بالمُرْدار. [الوفاة: 221 - 230 ه][ص:737]
أحد رؤوس المُعْتَزِلة بالبصرة.
أخذ عن بِشْر بن المُعْتَمِر. وتزهّد وتعبَّد وانفرد بمسائل ملعونة؛ زعم أنّ الربّ - تعالى - يقدر على الكذب والظلم، وكفر من قال بقدم القرآن، وكفر من قال: أفعالنا مخلوقة، أو قال برؤية الله حَتّى أنّه كفَّر كلَّ من خالفه، حَتّى أنّه قال له رجل: فالجنّة التي عَرْضُها السماوات والأرض لا يدخلها إلّا أنت وثلاثة. فسكت.
ذكر قاضي حماة شهاب الدين إبراهيم في كتاب " الفرق " أنه تُوُفّي سنة ستٍّ وعشرين ومائتين.(5/736)
494 - أبو موسى الفرّاء. [الوفاة: 221 - 230 ه]
من رؤوس المُعْتَزِلَة البغداديّين.
قال المسعوديّ: مات سنة ست وعشرين ومائتين.(5/737)
495 - أبو بلال الأشعريّ. [الوفاة: 221 - 230 ه]
قال أبو حاتم الرّازيّ: سألته عن اسمه فقال: هو كنيتي.
وقال أبو أحمد: اسمه مِرْداس بن محمد بن الحارث بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ بْنُ أبي موسى الأشعريّ، ويقال: محمد بن محمد.
قلت: وقيل: اسمه عبد الله، ولم يصح.
وهو من كبار شيوخ الكوفة، ليّنه الدَّارَقُطْنيّ،
رَوَى عَنْ: مالك، وأبي بكر النَّهشلي، وقيس بن الربيع، وشَرِيك، ويحيى بن العلاء، والقاسم بن معن، وعاصم بن محمد العمري، وطبقتهم.
رَوَى عَنْهُ: مُطَيَّن، ومحمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة، وأحمد بن محمد بن حميد البَغْداديُّ، وابن أبي الدُّنيا، وأحمد بن أبي غَرَزَة، ومحمد بن عَبْدك القزّاز، وبِشْر بن موسى الأسدي، والحسين بن بشار بن موسى الخياط، وأحمد بن يوسف التغلبي، وطائفة سواهم.
قال عبد الرحمن بن منده: تُوُفّي سنة اثنتين وعشرين ومائتين.(5/737)