-[حَرْفُ الْمِيمِ](4/719)
243 - ع: مالك بن أنس، هو الإمام العلم، شَيْخُ الإِسْلامِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مَالِكُ بْنُ أَنَسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ غَيْمَانَ بْنِ خُثَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
وَالْحَارِثُ هُوَ ذُو أَصْبَحَ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبَيْعَةَ بْنِ نَبْتِ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلانَ بْنِ سَبَأِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرِبَ بْنِ قَحْطَانَ، وَإِلَى قَحْطَانَ جِمَاعُ الْيَمَنِ، وَقِيلَ: ذُو أَصْبَحَ مِنْ حِمْيَرٍ؛ الْمَدَنِيُّ الأَصْبَحِيُّ، حَلِيفُ عُثْمَانَ بْنِ [ص:720] عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ أَخِي طَلْحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.
مَوْلِدُ مَالِكٍ سَنَةَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ، سَمِعَهُ مِنْهُ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وَهِيَ السَّنَةُ الَّتِي مَاتَ فِيهَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ خَادِمُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
وَقَالَ أَبُو داود: وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ.
قُلْتُ: الأَوَّلُ هُوَ الصَّحِيحُ.
وَقِيلَ: وُلِدَ فِي خِلافَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَأَوَّلُ طَلَبِهِ لِلْعِلْمِ فِي حُدُودِ سَنَةِ عَشْرٍ وَمِائَةٍ، وَفِيهَا توفي الحسن البصري، وأخذ عَنْ نَافِعٍ وَلازَمَهُ، وَعَنْ: سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَنُعَيْمٍ الْمُجْمِرِ، وَوَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، وَالزُّهْرِيِّ، وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَعَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، وَإِسْحَاقَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَأَبِي الزِّنَادِ، وَرَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَخَلْقٍ سِوَاهُمْ مِنْ عُلَمَاءِ الْمَدِينَةِ، فَقَلَّ مَا رَوَى عَنْ غَيْرِ أَهْلِ بَلَدِهِ.
رَوَى عَنْهُ مِنْ شُيُوخِهِ: الزُّهْرِيُّ، وَرَبَيْعَةُ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَمِنْ أَقْرَانِهِ: الأَوْزَاعِيُّ، وَالثَّوْرِيُّ، وَاللَّيْثُ، وَخَلْقٌ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَالشَّافِعِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ التِّنِّيسِيُّ، وَالقَعْنَبِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَيَحْيَى بن يحيى، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى الْقُرْطُبِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وَالنُّفَيْلِيُّ، وَمُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ، وَأَبُو مُصْعَبٍ الزُّهْرِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَرْوَزِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى السُّدِّيُّ، وَخَلائِقُ آخِرُهُمْ وَفَاةً أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السَّهْمِيُّ.
قَالَ مُصْعَبُ الزُّبَيْرِيُّ: سَمِعْتُ ابن أبي الزبير يقول: حدثنا مالك قال: رأيت عطاء بن أبي رَبَاحٍ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، وَأَخَذَ بِرُمَّانَةِ الْمِنْبَرِ، ثُمَّ استقبل القبلة يدعو.
قال علي ابن الْمَدِينِيِّ: لِمَالِكٍ نَحْوَ أَلْفِ حَدِيثٍ.
وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ لا يُقَدِّمُ عَلَى مَالِكٍ أحدا. [ص:721]
قَالَ مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَالْوَاقِدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ: حَمَلَتْ بِمَالِكٍ أُمُّهُ ثَلاثَ سِنِينَ.
وَعَنْ عِيسَى بْنِ عُمَرَ الْمَدَنِيِّ قَالَ: مَا رَأَيْتُ بَيَاضًا قَطُّ، وَلا حُمْرَةً أَحْسَنَ مِنْ وَجْهِ مَالِكٍ، وَلا أَشَدَّ بَيَاضَ ثَوْبٍ مِنْ مَالِكٍ.
وقال غير واحد: كان مالك رجلا طوالا جَسِيمًا، عَظِيمَ الْهَامَةِ، أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، أَشْقَرَ، أَصْلَعَ، عَظِيمَ اللِّحْيَةِ، عَرِيضَهَا، وَكَانَ لا يُحْفِي شَارِبَهُ، وَيَرَاهُ مُثْلَةً، وَقِيلَ: كَانَ أَزْرَقَ الْعَيْنَيْنِ.
وَقَالَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: كَانَ طَوِيلا عَظِيمَ الْهَامَةِ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، شَدِيدَ الْبَيَاضِ بِشُقْرَةٍ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ الْحِزَامِيُّ: كَانَ مَالِكٌ نَقِيَّ الثَّوْبِ رَقِيقَهُ، يَكْرَهُ اخْتِلافَ اللَّبُوسِ.
قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: كَانَ مَالِكٌ يَلْبَسُ الْبَيَاضَ، وَرَأَيْتُهُ وَالأَوْزَاعِيَّ يَلْبَسَانِ السِّيجَانَ وَلا يَرَيَانِ بِلِبْسِهَا بَأْسًا.
قَالَ أَشْهَبُ: كَانَ مَالِكٌ إِذَا اعْتَمَّ جَعَلَ مِنْهَا تَحْتَ ذَقْنِهِ وَيُسْدِلُ طَرْفَهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ.
وَقَالَ خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ: رَأَيْتُ عَلَى مَالِكٍ طَيْلَسَانًا، وَثِيَابًا مَرْوِيَّةً جِيَادًا.
قَالَ أَشْهَبُ: كَانَ مَالِكٌ إِذَا اكْتَحَلَ لِلضَّرُورَةِ جَلَسَ فِي بَيْتِهِ.
وَقَالَ مُصْعَبٌ: كَانَ يَلْبَسُ الثِّيَابَ الْعَدَنِيَّةَ الْجِيَادَ وَيَتَطَيَّبُ.
قُلْتُ: قَدْ كَانَ هَذَا الإِمَامُ عَظِيمَ الْجَلالَةِ كَثِيرَ الْوَقَارِ.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: قُلْتُ لِأَبِي: مَنْ أَثْبَتُ أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ؟ قَالَ: مَالِكٌ أَثْبَتَ فِي كُلِّ شَيْءٍ.
وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: إِذَا ذُكِرَ الْعُلَمَاءُ فَمَالِكٌ النَّجْمُ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ فِي " الطَّبَقَاتِ ": كَانَ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللَّهُ ثِقَةٌ، ثَبْتًا، حُجَّةً، فَقِيهًا، عالما، ورعا. [ص:722]
وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: مَالِكٌ أَفْقَهُ مِنَ الْحَكَمِ، وَحَمَّادٍ.
وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: لَوْلا مَالِكٌ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ لَذَهَبَ عِلْمُ الْحِجَازِ، وَمَا فِي الأَرْضِ كِتَابٌ فِي الْعِلْمِ أَكْثَرَ صَوَابًا مِنَ " الْمُوَطَّأِ ".
أَخْبَرَنَا أحمد بن إسحاق، قال: أخبرنا محمد بن أبي القاسم الخطيب، وأخبرنا علي بن تيمية بمصر، قال: أخبرنا عبد اللطيف بن يوسف قالا: أخبرنا محمد بن عبد الباقي، قال: أخبرنا علي بن محمد الأنباري، قال: أخبرنا عبد الواحد بن محمد، قال: حدثنا محمد بن مخلد، قال: حدثنا أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ غَالِبٍ العطار، قال: حدثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: " ليضربن النَّاسُ أَكْبَادَ الإِبِلِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ، فَلا يَجِدُونَ عَالِمًا أَعْلَمَ مِنْ عَالِمِ الْمَدِينَةِ ".
وَبِهِ قال ابن مخلد: حدثنا ليث بن الفرج بالعسكر، قال: حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ مَرْفُوعًا.
وَبِهِ قَالَ ابْنُ مَخْلَدٍ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَعْقُوبُ الْعَطَّارُ، قال: حدثنا أبو موسى الأنصاري قال: سَأَلْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ: أَكَانَ ابْنُ جُرَيْجٍ يَقُولُ: نَرَى أَنَّهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا الْعَالِمُ مَنْ يَخْشَى اللَّهَ، وَلا نَعْلَمُ أَحَدًا كَانَ أَخْشَى للَّهِ مِنَ الْعُمَرِيِّ، يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطَّهْرَانِيُّ: قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَقِيبَهُ: كُنَّا نَرَى أَنَّهُ مَالِكٌ.
قُلْتُ: وَكَذَا قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ إِنَّهُ مَالِكٌ. وَقِيلَ: هُوَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ.
قَالَ خَالِدُ بْنُ نِزَارٍ الأَيْلِيُّ: بَعَثَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ إِلَى مَالِكٍ حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ قَدِ اخْتَلَفُوا بِالْعِرَاقِ، فَضَعْ لِلنَّاسِ كِتَابًا نَجْمَعُهُمْ عَلَيْهِ، فَوَضَعَ الْمُوَطَّأَ.
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَالِكٍ قَالَ: دَخَلَتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ مِرَارًا، وَكَانَ لا يَدْخُلُ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ الْهَاشِمِيِّينَ وَغَيْرِهِمْ إِلا قَبَّلَ يَدَهُ، فَلَمْ أُقَبِّلْ يَدَهُ قَطُّ. [ص:723]
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: كَانَ مَالِكٌ إِمَامًا فِي الْحَدِيثِ، وَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مَعْمَرٍ.
وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: كَانَ مَالِكٌ إِذَا شَكَّ فِي حَدِيثٍ طَرَحَهُ كُلَّهُ.
قَالَ شُعْبَةُ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ بَعْدَ وَفَاةِ نَافِعٍ بِسَنَةٍ، وَإِذَا لِمَالِكٍ حَلْقَةٌ.
قُلْتُ: تَصَدَّرَ لِلْعِلْمِ، وَقَدْ نَيَّفَ عَلَى الْعِشْرِينَ.
قَالَ عَبْدُ السَّلامِ بْنُ عَاصِمٍ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: رَجُلٌ يُحِبُّ أَنْ يَحْفَظَ حَدِيثَ رَجُلٍ بِعَيْنِهِ؟ قَالَ: يَحْفَظُ حَدِيثَ مَالِكٍ. قُلْتُ: فَرَأَى؟ قَالَ: رَأْيَ مَالِكٍ.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: قِيلَ لأُخْتِ مَالِكٍ: مَا كَانَ شُغْلُ مَالِكٍ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتِ: الْمُصْحَفُ وَالتِّلاوَةُ.
وَقَالَ أَبُو مُصْعَبٍ: كَانُوا يَزْدَحِمُونَ عَلَى بَابِ مَالِكٍ حَتَّى يَقْتَتِلُوا مِنَ الزِّحَامِ، وَكُنَّا نَكُونُ عِنْدَهُ فَلا يُكَلِّمُ ذَا ذَا، وَلا يَلْتَفِتُ ذَا إِلَى ذَا، والناس قائلون برؤوسهم هَكَذَا، وَكَانَتِ السَّلاطِينُ تَهَابُهُ، وَهُمْ قَابِلُونَ مِنْهُ وَمُسْتَمِعُونَ.
وَكَانَ يَقُولُ: لا وَنَعَمْ، وَلا يُقَالُ لَهُ: مِنْ أَيْنَ قُلْتَ هَذَا؟ قَالَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَغَيْرُهُ: كَانَ خَاتَمُ مَالِكٍ فَصُّهُ أَسْوَدُ حَجَرٌ، وَنَقْشُهُ: حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الوكيل، كان يَلْبَسُهُ فِي يَسَارِهِ، وَرُبَّمَا لَبِسَهُ فِي يَمِينِهِ.
وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَهْيَبَ مِنْ مَالِكٍ، وَلا أَتَمَّ عَقْلا، وَلا أَشَدَّ تَقْوًى.
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: الَّذِي نقلنا من أدب مالك أكثر مما تعلمنا مِنْ عِلْمِهِ.
وَعَنْ مَالِكٍ قَالَ: مَا جَالَسْتُ سَفِيهًا قَطُّ.
قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ: أَفْتَى مَالِكٌ مَعَ نَافِعٍ، وَرَبَيْعَةَ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ.
وَعَنْ مَالِكٍ قَالَ: قَدِمَ الزُّهْرِيُّ، وَحَدَّثَنَا فَقَالَ لَهُ رَبِيعَةُ: هَا هُنَا مَنْ يَسْرِدُ عَلَيْكَ مَا حَدَّثْتَ بِهِ أَمْسَ، قَالَ: وَمَنْ؟ قَالَ: ابْنُ أَبِي عَامِرٍ، قَالَ: هَاتِ، فَحَدَّثَهُ بِأَرْبَعِينَ حَدِيثًا مِنْ نَيِّفٍ وَأَرْبَعِينَ، فَقَالَ الزُّهْرِيُّ: مَا كُنْتُ أَرَى مَنْ يَحْفَظُ هَذَا الْحِفْظَ غَيْرِي.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَسَدُوا مَالِكًا وَسَعَوْا بِهِ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ وَهُوَ عَلَى الْمَدِينَةِ، وَقَالَ: إِنَّهُ لا يَرَى بَيْعَتَكُمْ هذه شيئا، ويأخذ بحديث في طلاق المكره [ص:724] أَنَّهُ لا يَجُوزُ، فَغَضِبَ، وَدَعَا بِهِ، وَجُرِّدَ وَمُدَّتْ يَدُهُ حَتَّى انْخَلَعَ كَتِفُهُ، وَفِي رِوَايَةٍ: يَدَاهُ، حَتَّى انْخَلَعَتْ كَتِفَاهُ.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: فَوَاللَّهِ مَا زَالَ بَعْدَ ذَلِكَ الضَّرْبُ فِي عُلُوٍّ ورفعة.
وروى الحافظ أبو الوليد الْبَاجِيُّ قَالَ: حَجَّ الْمَنْصُورُ فَأَقَادَ مَالِكًا مِنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، فَامْتَنَعَ مَالِكٌ وَقَالَ: مَعَاذَ الله.
قال نعيم بن حماد: حدثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا ارْتَفَعَ مِثْلَ مَا ارْتَفَعَ مَالِكٌ، مِنْ رَجُلٍ لَمْ تكن لَهُ كَثِيرُ صَلاةٍ، إِلا أَنْ تَكُونَ لَهُ سَرِيرَةٌ.
وَقَالَ أَشْهَبُ: رَأَيْتُ أَبَا حَنِيفَةَ بَيْنَ يَدَيْ مَالِكٍ كَالصَّبِيِّ بَيْنَ يَدَيْ أَبِيهِ.
وَقَالَ أَبُو مُصْعَبٍ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: سَأَلَنِي أَبُو جَعْفَرٍ عَنْ أَشْيَاءَ ثُمَّ قَالَ: أَنْتَ، وَاللَّهِ أَعْقَلُ النَّاسِ، وَأَنْتَ أَعْلَمُ النَّاسِ، قُلْتُ: لا، وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: بَلَى، وَلَكِنَّكَ تكتم، والله لئن بَقِيتُ لأَكْتُبَنَّ قَوْلَكَ كَمَا تُكْتَبُ الْمَصَاحِفُ، وَلأَبْعَثَنَّ بِهِ إِلَى الآفَاقِ فَأَحْمِلُهُمْ عَلَيْهِ.
حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ طَهْمَانَ يَقُولُ: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَكَتَبْتُ بِهَا ثُمَّ قَدِمْتُ الْكُوفَةَ فَأَتَيْتُ أَبَا حَنِيفَةَ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لِي: عَمَّنْ كَتَبْتَ؟ أَكَتَبْتَ عَنْ مَالِكٍ شَيْئًا؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: جِئْنِي بِمَا كَتَبْتَ عَنْهُ، فَأَتَيْتُهُ به فدعا بقرطاس ودواة، فجعلت أملي عَلَيْهِ، وَهُوَ يَكْتُبُ.
وَقَالَ نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ: حدثنا حُسَيْنُ بْنُ عُرْوَةَ قَالَ: قَدِمَ الْمَهْدِيُّ فَبَعَثَ إِلَى مَالِكٍ بِأَلْفَيْ دِينَارٍ، أَوْ قَالَ: بِثَلاثَةِ آلافِ دِينَارٍ.
قَالَ قُتَيْبَةُ: كُنَّا إِذَا دَخَلْنَا عَلَى مَالِكٍ خَرَجَ إِلَيْنَا مُكَحَّلا مُزَيَّنًا مُطَيَّبًا قَدْ لَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ، ثُمَّ تَصَدَّرَ فدعا بالمراوح فأعطى كل إنسان منا مروحة.
ابن سعد: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: كَانَ مَالِكٌ يَشْهَدُ الصَّلَوَاتِ، وَالْجُمُعَةَ، وَالْجَنَائِزَ، وَيَعُودُ الْمَرْضَى، وَيَقْضِيَ الْحُقُوقَ، وَيَجْلِسُ فِي الْمَسْجِدِ، ثُمَّ تَرَكَ الْجُلُوسَ فِي الْمَسْجِدِ، فَكَانَ يُصَلِّي وَيَرْجِعُ إِلَى مَنْزِلِهِ، وَتَرَكَ شُهُودَ الْجَنَائِزِ فَكَانَ يَأْتِي أَصْحَابَهَا فَيُعَزِّيهِمْ، ثُمَّ تَرَكَ ذَلِكَ كُلَّهُ حَتَّى تَرَكَ الْجُمُعَةَ، وَاحْتَمَلَ النَّاسُ ذَلِكَ كُلَّهُ، وَكَانُوا أَرْغَبَ مَا كَانُوا فيه، وأشد لَهُ تَعْظِيمًا، حَتَّى مَاتَ عَلَى ذَلِكَ، وَكَانَ ربما كلم قي ذلك فيقول: ليس كل واحد يقدر أَنْ يَتَكَلَّمَ بِعُذْرِهِ. [ص:725]
وَكَانَ يَجْلِسُ فِي مَنْزِلِهِ عَلَى ضِجَاعٍ وَنَمَارِقَ يَمْنَةً وَيَسْرَةً فِي سَائِرِ الْبَيْتِ لِمَنْ يَأْتِيهِ مِنْ قُرَيْشٍ وَالأَنْصَارِ وَالنَّاسِ، وَكَانَ مَجْلِسُهُ مَجْلِسُ وَقَارٍ وَحِلْمٍ وَعِلْمٍ، وَكَانَ مَهِيبًا نَبِيلا مَا فِي مَجْلِسِهِ شَيْءٌ مِنَ الْمِرَاءِ وَاللَّغَطِ، وَلا رَفْعِ صَوْتٍ، وَكَانَ الْغُرَبَاءُ يَسْأَلُونَهُ عَنِ الْحَدِيثِ فَلا يُجِيبُ إِلا فِي الْحَدِيثِ بَعْدَ الْحَدِيثِ، وَرُبَّمَا أَذِنَ لِبَعْضِهِمْ أَنْ يَقْرَأَ عَلَيْهِ، وَكَانَ لَهُ كَاتِبٌ قَدْ نَسَخَ كُتُبَهُ يُقَالُ لَهُ: حبيب، يقرأ للجماعة، فليس أحد من يَحْضُرُهُ يَدْنُو، وَلا يَنْظُرُ فِي كِتَابِهِ، وَلا يَسْتَفْهِمُ هَيْبَةً لَهُ وَإِجْلالا، وَكَانَ حَبِيبٌ إِذَا قَرَأَ فَأَخْطَأَ فَتَحَ عَلَيْهِ مَالِكٌ، وَكَانَ ذَلِكَ قَلِيلا.
قَالَ هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ، وَأَبُو حَاتِمٍ: أخبرنا أبو يوسف محمد بن أحمد، قال: حدثنا عُتْبَةُ بْنُ حَمَّادٍ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ لِيَ الْمَنْصُورُ: مَا عَلَى ظَهْرِهَا أَعْلَمَ مِنْكَ، قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: فَسَمِّهِمْ لِي، قُلْتُ: لا أَحْفَظُ أَسْمَاءَهُمْ، قَالَ: قَدْ طَلَبْتُ هَذَا الشَّأْنَ فِي زَمَانِ بَنِي أُمَيَّةَ فَقَدْ عَرَفْتُهُ، فَأَمَّا أَهْلُ الْعِرَاقِ فَأَهْلُ إِفْكٍ وَبَاطِلٍ، وَأَمَّا أهل الشام فأهل جهاد، وليس فيهم كثير عِلْمٍ، وَأَمَّا أَهْلُ الْحِجَازِ فَفِيهِمْ بَقِيَّةُ الْعِلْمِ فَأَنْتَ عَالِمُ الْحِجَازِ، زَادَ أَبُو حَاتِمٍ: فَلا تَرُدَّنَّ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ قَوْلَهُ، ثُمَّ قَالَ: اكْتُبْ هَذَا الْعِلْمَ لِمُحَمَّدٍ.
حَمَّادُ بْنُ غَسَّانَ واه، قال: حدثنا ابْنُ وَهْبٍ، سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: لَقَدْ حَدَّثْتُ بِأَحَادِيثَ وَدِدْتُ أَنِّي ضُرِبْتُ بِكُلِّ حَدِيثٍ مِنْهَا سَوْطَيْنِ وَلَمْ أُحَدِّثْ بِهَا.
قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: سَأَلَ الرَّشِيدُ مَالِكًا، وَهُوَ فِي مَنْزِلِ مَالِكٍ، وَمَعَهُ بَنُوهُ أَنْ يَقْرَأَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: مَا قرأت على أحد منذ زمان، وَإِنَّمَا يُقْرَأُ عَلَيَّ، فَقَالَ: أَخْرِجِ النَّاسَ حَتَّى أَقْرَأُ أَنَا، فَقَالَ: إِذَا مُنِعَ الْعَامُّ لِبَعْضِ الْخَاصِّ لَمْ يَنْتَفِعِ الْخَاصُّ، وَأَمَرَ مَعْنًا، فَقَرَأَ عَلَيْهِ.
قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ: كَانَ مَالِكٌ لا يُفْتِي حَتَّى يَقُولُ: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ.
وَقَالَ أَبُو مُصْعَبٍ: لَمْ يَشْهَدْ مَالِكٌ الْجَمَاعَةَ خَمْسًا وَعِشْرِينَ سَنَةً، فَقِيلَ لَهُ: مَا يَمْنَعُكَ؟ قَالَ: مَخَافَةَ أَنْ أَرَى مُنْكَرًا فَأَحْتَاجُ أَنْ أُغَيِّرَهُ، رَوَاهَا إِسْمَاعِيلُ القاضي عنه.
وقال الحسين بن الحسن بن مهاجر الْحَافِظُ: سَمِعْتُ أَبَا مُصْعَبٍ يَقُولُ: كَانَ مَالِكٌ بَعْدَ تَخَلُّفِهِ عَنِ الْمَسْجِدِ يُصَلِّي فِي مَنْزِلِهِ في جَمَاعَةً يُصَلُّونَ بِصَلاتِهِ. [ص:726] وكَانَ يُصَلِّي صَلاةَ الْجُمُعَةِ فِي مَنْزِلِهِ وَحْدَهُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الرِّبَاطِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ قَالَ: سَأَلَ سِنْدِيٌّ مَالِكًا عَنْ مَسْأَلَةٍ فَأَجَابَهُ، فَقَالَ: أَنْتَ مِنَ النَّاسِ أَحْيَانًا تُخْطِئُ وَأَحْيَانًا لا تُصِيبُ، قَالَ: صَدَقْتَ، هَكَذَا النَّاسُ، فَفَطَّنُوا مَالِكًا فَقَالَ: عَهِدْتُ الْعُلَمَاءَ لا يَتَكَلَّمُونَ بِمِثْلِ هَذَا.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: قُلْتُ لِمَالِكٍ: إِنِّي سَمِعْتُ اللَّيْثَ يَقُولُ: إِنْ رَأَيْتَ صَاحِبَ كَلامٍ يَمْشِي عَلَى الْمَاءِ فَلا تَثِقَنَّ بِهِ، فَقَالَ مَالِكٌ: إِنْ رَأَيْتَهُ يَمْشِي عَلَى الْهَوَاءِ فَلا تَأْمَنَنَّ نَاحِيَتَهُ، وَلا تَثِقَنَّ بِهِ.
النجاد: حدثنا هلال بن العلاء: قال: حدثني أبو يوسف الصيدلاني قال: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ الشَّيْبَانِيَّ قَالَ: كُنْتُ عن مالك فقال لأصحابه: انظروا أهل المشرق فنزلوهم بِمَنْزِلَةِ أَهْلِ الْكِتَابِ، إِذَا حَدَّثُوكُمْ فَلا تُصَدِّقُوهُمْ ولا تكذبوهم، ثم رآني فكأنه استحيى فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَكْرَهُ أَنْ تَكُونَ غِيبَةً، كَذَا أَدْرَكْتُ أَصْحَابَنَا يَقُولُونَ.
فَهَذِهِ الْحِكَايَةُ عَنْ مَالِكٍ يُرِيدُ بِهَا مَنْ لَمْ تَثْبُتْ عَدَالَتُهُ مِنْهُمْ، فَإِنَّهُ بِلا رَيْبٍ مَجْهُولُ الْحَالِ فَلا يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ، وَمَنْ عُلِمَ كَذِبُهُ رُدَّ خَبَرُهُ، أَمَّا مَنْ ثَبُتَ صِدْقُهُ، وَإِتْقَانُهُ فَهُمْ كَعُلَمَاءِ الْمَدِينَةِ، فَلِمَالِكٍ نُظَرَاءٌ فِي أَهْلِ الْمَشْرِقِ مِثْلُ: شُعْبَةَ، وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، وَيَزِيدَ بْنَ زُرَيْعٍ، وَلِشُيُوخِ مَالِكٍ نُظَرَاءٌ كَمَنْصُورٍ، وَالأَعْمَشِ، وَقَتَادَةَ، وَلِلْقَاسِمِ، وَسَالِمٍ، وَعُرْوَةَ نُظَرَاءٌ فِي الْجَلالَةِ كَالشَّعْبِيِّ، وَالنَّخَعِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، نَعَمْ، الْكَذَّابُونَ يندرون بالحجاز ويكثرون بالعراق.
قال البوسنجي: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ بْنِ الرَّمَّاحَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى مَالِكٍ فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا فِي الصَّلاةِ مِنْ فَرِيضَةٍ، وَمَا فِيهَا مِنْ سُنَّةٍ؟ فَقَالَ مَالِكٌ: هَذَا كَلامُ الزَّنَادِقَةِ أَخْرِجُوهُ.
وَقَالَ أَشْهَبُ: كُنْتُ عِنْدَ مَالِكٍ فَسُئِلَ عَنِ الْبَتَّةِ فَقَالَ: هِيَ ثَلاثٌ، فَأَخَذْتُ أَلْوَاحِي لِأَكْتُبَ فَقَالَ: لا تَكْتُبْ فَعَسَى فِي الْعَشِيِّ أَنْ أَقُولَ إِنَّهَا وَاحِدَةٌ.
وَقَالَ مَعْنُ بْنُ عِيسَى: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أُخْطِئُ وَأُصِيبُ، فَانْظُرُوا فِي رَأْيِي فَكُلُّ مَا وَافَقَ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ فَخُذُوا بِهِ، وَمَا خَالَفَ فَاتْرُكُوهُ.
إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ: لَمَّا أَرَادَ يَحْيَى بْنُ سعيد أن [ص:727] يَخْرُجَ إِلَى الْعِرَاقِ قَالَ لِي: اكْتُبْ لِي مِائَةَ حَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ شِهَابٍ، فَكَتَبْتُهَا لَهُ، فَأَخَذَهَا، قُلْتُ لِمَالِكٍ: فَمَا قَرَأَهَا عَلَيْكَ، وَلا قَرَأْتُهَا عَلَيْهِ؟ قَالَ: لا، هُوَ كَانَ أَفْقَهَ مِنْ ذَلِكَ.
مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ: كُنْتُ عِنْدَ مَالِكٍ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَقَمْتُ عَلَى بَابِكَ سَبْعِينَ يَوْمًا وَقَدْ كَتَبْتُ سِتِّينَ حَدِيثًا، فَقَالَ: سِتُّونَ حديثا وجعل يَسْتَكْثِرُهَا، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: إِنَّا رُبَّمَا كَتَبْنَا بِالْكُوفَةِ فِي الْمَجْلِسِ سِتِّينَ حَدِيثًا، قَالَ: وَكَيْفَ بِالْعِرَاقِ دَارُ الضَّرْبِ، يُضْرَبُ بِاللَّيْلِ وَيُنْفَقُ بِالنَّهَارِ.
أحمد بن حنبل: حدثنا إسحاق ابن الطَّبَّاعِ: سَأَلْتُ مَالِكًا عَمَّا يَتَرَخَّصُ فِيهِ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مِنَ الْغِنَاءِ، فَقَالَ: إِنَّمَا يَفْعَلُهُ عِنْدَنَا الْفُسَّاقُ.
ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ مِنَ الزُّهْرِيِّ أَحَادِيثَ كَثِيرَةً لا أُحَدِّثُ بِهَا أَبَدًا.
وَقَالَ مَعْنٌ: كَانَ مَالِكٌ يَتَحَفَّظُ مِنَ الْبَاءِ، وَالتَّاءِ.
وَسَمِعَ ابْنُ وَهْبٍ مَالِكًا يَقُولُ: إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا ذَهَبَ يَمْدَحُ نَفْسَهُ ذَهَبَ بهاؤه.
وقال أبو الربيع ابن أخي رشدين: حدثنا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ مَالِكٍ فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ " الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى " كَيْفَ اسْتِوَاؤُهُ؟ فَأَطْرَقَ مَالِكٌ وَأَخَذَتْهُ الرُّحَضَاءُ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ، وَلا يُقَالُ لَهُ: كَيْفَ، وَكَيْفَ عَنْهُ مَرْفُوعٌ، وَأَنْتَ رَجُلُ سَوْءٍ صَاحِبُ بِدْعَةٍ أَخْرِجُوهُ، فَأُخْرِجَ الرَّجُلُ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ النَّضْرِ النَّيْسَابُورِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ يَحْيَى يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ مَالِكٍ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: " الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى " كَيْفَ اسْتَوَى؟، وَذَكَرَ نَحْوَهُ وَلَفْظَهُ، فَقَالَ: الاسْتِوَاءُ غَيْرُ مَجْهُولٍ، وَالْكَيْفُ غَيْرُ مَعْقُولٍ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ: قَالَ مَالِكٌ: اللَّهُ فِي السَّمَاءِ، وَعِلْمُهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ، رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، عَنْ سُرَيْجِ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنِ ابْنِ نَافِعٍ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: التَّوْقِيتُ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ بِدْعَةٌ.
قُلْتُ: قَدْ صَحَّ التَّوْقِيتُ، وَلَكِنْ لَمْ يَبْلُغْ مَالِكًا ذَلِكَ. [ص:728]
قَالَ الْبُخَارِيّ: أَصَحُّ الأَسَانِيدِ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ فِي " تَمْهِيدِهِ ": هَذَا كَتَبْتُهُ مِنْ حِفْظِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُمَرِيَّ كَتَبَ إِلَى مَالِكٍ يَحُضُّهُ عَلَى الانْفِرَادِ، وَالْعَمَلِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ مَالِكٌ: إِنَّ اللَّهَ قَسَّمَ الأَعْمَالَ كَمَا قَسَّمَ الأَرْزَاقَ، فَرُبَّ رَجُلٍ فُتِحَ لَهُ فِي الصَّلاةِ، وَلَمْ يُفْتَحْ لَهُ فِي الصَّوْمِ، وَآخَرَ فُتِحَ لَهُ فِي الصَّدَقَةِ، وَلَمْ يُفْتَحْ لَهُ فِي الصَّوْمِ، وَآخَرَ فُتِحَ لَهُ فِي الْجِهَادِ، وَنَشْرِ الْعِلْمِ مِنْ أَفْضَلِ الأَعْمَالِ، وَقَدْ رَضِيتُ مَا فُتِحَ لِي فِيهِ، وَمَا أَظُنُّ مَا أَنَا فِيهِ بِدُونِ مَا أَنْتَ فِيهِ، وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ كِلانَا عَلَى خَيْرٍ وَبِرٍّ.
قُلْتُ: ما أحسن ما جاوب العمري واحتج عَلَيْهِ بِسَابِقِ مَشِيئَةِ اللَّهِ فِي عِبَادِهِ، وَلَمْ يُفَضِّلْ طَرِيقَتَهُ فِي الْعِلْمِ عَلَى طَرِيقَةِ الْعُمَرِيِّ فِي التَّأَلُّهِ وَالزُّهْدِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: حدثنا عبد المتعالي بْنُ صَالِحٍ صَاحِبُ مَالِكٍ قَالَ: قِيلَ لِمَالِكٍ: إِنَّكَ تَدْخُلُ عَلَى السُّلْطَانِ وَهُمْ يَظْلِمُونَ، وَيَجُورُونَ، قال: يرحمك الله، فأين المكلم بِالْحَقِّ؟.
قَالَ مُوسَى بْنُ داود: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو جَعْفَرٍ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لِي: يَا مَالِكُ كَثُرَ شَيْبُكَ، قُلْتُ: نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَنْ أَتَتْ عَلَيْهِ السُّنُونَ كَثُرَ شَيْبُهُ، قَالَ: ما لي أَرَاكَ تَعْتَمِدُ عَلَى قَوْلِ ابْنِ عُمَرَ مِنْ بَيْنِ الصَّحَابَةِ؟، قَلْتُ: كَانَ آخِرَ مَنْ بَقِيَ عِنْدَنَا مِنَ الصَّحَابَةِ، فَاحْتَاجَ إِلَيْهِ النَّاسُ فَسَأَلُوهُ، فَتَمَسَّكُوا بِقَوْلِهِ.
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ فِي مَرَاتِبِ أَصْحَابِ نَافِعٍ: أَيُّوبُ وَفَضْلُهُ، وَمَالِكٌ وَإِتْقَانُهُ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَحِفْظُهُ.
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ: أَيُّمَا أَعْلَمُ، صَاحِبُنَا أَوْ صَاحِبُكُمْ؟ قُلْتُ: عَلَى الإِنْصَافِ، قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ مَنْ أَعْلَمَ بِالْقُرْآنِ؟ قَالَ: صَاحِبُكُمْ، قُلْتُ: فَمَنْ أَعْلَمَ بِالسُّنَّةِ؟ قَالَ: اللَّهُمَّ صَاحِبُكُمْ، قُلْتُ: فَمَنْ أَعْلَمَ بِأَقَاوِيلِ الصَّحَابَةِ، وَالْمُتَقَدِّمِينَ؟ قَالَ: صَاحِبُكُمْ، يَعْنِي مَالِكًا، قُلْتُ: لَمْ يَبْقَ إِلا الْقِيَاسُ، وَالْقِيَاسُ لا يَكُونُ إِلا عَلَى هَذِهِ الأَشْيَاءِ، فَمَنْ لَمْ يَعْرِفِ الأُصُولَ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ يَقِيسُ؟.
أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ مَالِكٍ، فَجَاءَهُ [ص:729] رَجُلٌ فَقَالَ: جِئْتُكَ مِنْ مَسِيرَةِ سِتَّةِ أَشْهُرٍ، حَمَّلَنِي أَهْلُ بِلادِي مَسْأَلَةً، قَالَ: سَلْ. فَسَأَلَهُ عَنْهَا، فَقَالَ: لا أُحْسِنُ، قَالَ: فَأَيُّ شَيْءٍ أَقُولُ لِأَهْلِ بِلادِي؟ قَالَ: تَقُولُ: قَالَ مَالِكٌ لا أُحْسِنُ.
قَالَ الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ: مَنِ الَّذِي ضَرَبَ مَالِكًا؟ قَالَ: ضَرَبَهُ بَعْضُ الْوُلاةِ فِي طَلاقِ الْمُكْرَهِ. كَانَ لا يجيزه، فضربه لذلك.
وقال أبو داود السجزي: ضَرَبَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْعَبَّاسِيُّ مَالِكًا فِي طَلاقِ الْمُكْرَهِ، فَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ أَنَّ مَالِكًا ضُرِبَ وَحُلِقَ، وحمل على بعير، فقيل لَهُ: نَادِ عَلَى نَفْسِكَ، فَنَادَى: أَلا مَنْ عَرَفَنِي فَقَدْ عَرَفَنِي، أَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، أقول: طلاق المكره ليس بشيء، فقال جَعْفَرُ: أَدْرِكُوهُ أَنْزِلُوهُ.
وَعَنْ إِسْحَاقَ الْفَرَوِيِّ، وَغَيْرِهِ قَالَ: ضُرِبَ مَالِكٌ وَنِيلَ مِنْهُ، وَحُمِلَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ.
فَعَنْ مَالِكٍ قَالَ: ضُرِبْتُ فِيمَا ضُرِبَ فِيهِ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَرَبَيْعَةُ، وَلا خَيْرَ فِيمَنْ لا يُؤْذَى فِي هَذَا الأَمْرِ.
وَعَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَرْفَعَهُ اللَّهُ بِكُلِّ سَوْطٍ دَرَجَةً فِي الْجَنَّةِ.
قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الله: ضربوه ثلاثين سوطا ويقال: ستين سوطا وذلك في سنة ست وأربعين ومائة.
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: ضَرَبَهُ جَعْفَرُ، ثُمَّ بَعْدُ مَشِيتُ بَيْنَهُمَا حَتَّى جَعَلَهُ فِي حِلٍّ.
سُلَيْمَانُ بْنُ معبد: حدثنا الأَصْمَعِيُّ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ سَنْدَلٌ لِمَالِكٍ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، أَنْتَ مَرَّةً تُخْطِئُ، وَمَرَّةً لا تُصِيبُ، قَالَ: كَذَاكَ النَّاسُ، ثُمَّ فَطِنَ فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قِيلَ: أَخُو حُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، فَقَالَ: لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ لِحُمَيْدٍ أَخًا مِثْلَ هَذَا مَا رَوَيْتُ عَنْ حُمَيْدٍ.
عَنِ ابْنِ وَهْبٍ: أَنَّ مُنَادِيًا نَادَى بِالْمَدِينَةِ: أَلا لا يُفْتِي النَّاسَ إِلا مَالِكٌ، وابن أبي ذئب.
حرملة: حدثنا ابْنُ وَهْبٍ: سَمِعْتُ مَالِكًا، وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ؟ قَالَ: طَلَبُ الْعِلْمِ حَسَنٌ لِمَنْ رُزِقَ خَيْرُهُ، وَهُوَ قَسَمٌ مِنَ اللَّهِ.
وَقَالَ: لا يَكُونُ إِمَامًا مَنْ حَدَّثَ بِكُلِّ ما سمع. [ص:730]
وَقَالَ: إِنَّ حَقًّا عَلَى مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَقَارٌ، وَسَكِينَةٌ، وَخَشْيَةٌ، وَأَنْ يَكُونَ مُتَّبِعًا لِأَثَرِ مَنْ مَضَى قَبْلَهُ.
قَالَ الرمادي: حدثنا الْقَعْنَبِيُّ، وَسُئِلَ: كَمْ أَتَى عَلَى مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ: تِسْعٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً، قَالَ: وَمَاتَ سَنَةَ تِسْعِ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَعَرَضْتُ عَلَيْهِ سَنَةَ إحدى وستين.
قال إسماعيل بن أبي أويس: اشتكى مالك، فسألت بعض أهلنا عما قال عند الموت، قالوا: تَشَهَّدَ ثُمّ قَالَ: للَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ ومن بعد.
وتوفي في صَبِيحَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِنْ رَبِيعٍ الأَوَّلِ فَصَلَّى عَلَيْهِ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن إبراهيم الملقب بالإمام ابن محمد بن علي بن عبد الله بن عَبَّاسٍ الْعَبَّاسِيِّ -، وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ سُلَيْمَانَ الْعَبَّاسِيَّةُ، وَكَانَ الأَمِيرُ عَبْدُ اللَّهِ يُعْرَفُ بِأُمِّهِ، يُقَالُ لَهُ: ابْنُ زَيْنَبَ، رَوَاهَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ: ثُمّ قَالَ: وَسَأَلْتُ مُصْعَبًا الزُّبَيْرِيَّ فقال: بل توفي في صفر، فأخبرني مَعْنُ بْنُ عِيسَى بِمِثْلِ ذَلِكَ.
وَقَالَ أَبُو مُصْعَبِ الزُّهْرِيُّ: مَاتَ لِعَشْرٍ مَضَتْ مِنْ رَبِيعٍ الأَوَّلِ.
وَقَالَ ابْنُ سُحْنُونٍ: مَاتَ فِي حَادِي عَشَرَ رَبِيعٍ الأَوَّلِ.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: مَاتَ لِثَلاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَبِيعٍ الأَوَّلِ.
وَاتَّفَقُوا عَلَى سَنَةِ تِسْعٍ.
وَمَنَاقِبُ مَالِكٍ وَسِيرَتُهُ يَطُولُ شَرْحُهَا، وَقَدْ أَفْرَدْتُ لَهُ تَرْجَمَةً فِي جُزْءٍ ضخم، وكذا أفردت مَا وَقَعَ لِي عَالِيًا مِنْ حَدِيثِهِ فِي جزء، وقد سمعنا " موطأ أبي مصعب " عنه بالإجازة العالية، و " موطأ القعنبي "، و " موطأ يحيى بن بكير "، و " موطأ سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ " الثَّلاثَةِ بِالاتِّصَالِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.(4/719)
244 - ق: مبارك بن سحيم البصري [الوفاة: 171 - 180 ه]
لَهُ نُسْخَةٌ عَنْ مَوْلاهُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ،
رَوَى عَنْهُ: سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنُ أَبِي سَمِينَةَ، وَحَفْصُ بْنُ عَمْرٍو الرَّبَالِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. [ص:731]
وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ بِضْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
وَهُوَ هَالِكٌ، قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مَا أَعْرِفُ لَهُ حَدِيثًا صَحِيحًا.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: عَرَضْتُ عَلَى أَبِي أَحَادِيثَ مُبَارَكِ بْنِ سُحَيْمٍ الَّتِي حدثنا بِهَا سُوَيْدٌ، فَأَنْكَرَهَا وَلَمْ يَحْمَدْهُ، وَأَظُنُّهُ قَالَ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
الْعُقَيْلِيُّ: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا علي بن الحسين الدرهمي، قال: حدثنا مُبَارَكٌ أَبُو سُحَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: " ما من فئتين مُسْلِمَتَيْنِ الْتَقَيَا بِأَسْيَافِهِمَا إِلا كَانَ الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ ".(4/730)
245 - د ت: مُبَارَكُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ الثَّوْرِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُوفِيُّ الضَّرِيرُ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
أَخُو سُفْيَانَ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَأَخِيهِ، وَعَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، وَمُوسَى الْجُهَنِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلائِيِّ،
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ، وَأَبُو عُبَيْدٍ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ الْخَرَّازُ، وَالْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ السَّكُونِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَا بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ مُطَيَّنٌ: مَاتَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.(4/731)
246 - الْمُبَارَكُ بْنُ مُجَاهِدٍ، أَبُو الأَزْهَرِ الْمَرْوَزِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
نَزِيلُ الرِّيِّ. [ص:732]
عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ،
وَعَنْهُ: سَلَمَةُ الأَبْرَشُ، وَعِصَامُ بْنُ يُوسُفَ الْبَلْخِيُّ.
قَالَ قُتَيْبَةُ: كَانَ قَدَرِيًّا، وَضَعَّفَهُ جِدًّا.(4/731)
247 - مُجَاشِعُ بْنُ عَمْرٍو. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَهَارُونَ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَغَيْرِهِمْ،
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْوَقَّاصِيُّ، وَيَزْدَادُ بْنُ أسد الدينوري.
كذّبه يحيى بن مَعِين.
وقال ابن حِبّان: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ، كَذَا نَقَلَهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ.(4/732)
• - د ن: مَجْمَعُ بْنُ يعقوبَ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
مَرَّ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/732)
248 - ت: مُحْرِزُ، وَيُقَالُ: مُحَرَّرُ بِالإِهْمَالِ، ابْنُ هَارُونَ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ الْمَدَنِيُّ [الوفاة: 171 - 180 ه]
عِنْدَهُ ثَلاثَةُ أَحَادِيثَ عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
وَعَنْهُ: ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، ويعقوب بن محمد الزهري، وأبو مصعب الزهري.
قال البخاري: منكر الحديث.
وقد حسن له الترمذي، ووهاه غيره، والجمهور على تضعيفه.(4/732)
249 - محمد بن أبان بن صالح، أبو عمر الجُعفيُّ، مولاهم الكُوفيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
جد عبد الله بن عمر مُشْكدانة.
رَوَى عَنْ: عاصم بن بهدلة حروفه، وَحَدَّثَ عَنْ: أبي إسحاق، وحماد بن أبي سليمان،
وَعَنْهُ: نعيم بن يحيى السعيدي، والطيالسيان، ويحيى الحماني، وعبد الحميد بن صالح، وغيرهم. [ص:733]
ضعفه ابن معين، وأبو داود.
ويقال له أيضا: القرشي؛ لأن ولاءه لعثمان بن عفان.
مات سنة إحدى وسبعين ومائة.
وأبوه فثقة يروي عن مجاهد.(4/732)
250 - مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ الزُّبَيْدِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: مَنْصُورٍ، وَلَيْثٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ،
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَعَبَّادُ الرَّوَاجِنِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: شِيعِيٌّ.
قُلْتُ: لَهُ فِي " خَصَائِصِ عَلِيٍّ " شَيْءٌ.(4/733)
251 - د: مُحَمَّدُ بْنُ أَنَسٍ الْكُوفِيُّ [الوفاة: 171 - 180 ه]
مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
سَكَنَ الدِّينَوَرَ،
وَرَوَى عَنْ: حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرحمن، وسهيل بن أَبِي صَالِحٍ، وَالأَعْمَشِ،
وَعَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ الْقَطَّانُ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ.
صَدُوقٌ، اسْتَشْهَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ.
وَحَدَّثَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَدْ تَفَرَّدَ بِأَحَادِيثَ وَلَمْ يترك، وجريرالضبي عَمُّهُ.(4/733)
252 - مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسَ أَبُو بَكْرٍ الْجُبْلانِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: أَبِيهِ،
وَعَنْهُ: أَبُو مُسْهِرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ الصُّورِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَآخَرُونَ. [ص:734]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ، وَأَبُوهُ صَالِحُ الْحَدِيثِ.(4/733)
253 - د ق: مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْعَبْدِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَنَافِعٍ الْعُمَرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، وَطَائِفَةٍ،
وَعَنْهُ: خَلَفُ الْبَزَّارِ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، وَقُتَيْبَةُ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَمِمَّنْ حَدَّثَ عَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، لَكِنْ قَالَ ابْنُ عدي: عامة أحاديثه مما لا يتابع عليه.(4/734)
• - ت: مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ [الوفاة: 171 - 180 ه]
قَدْ ذُكِرَ هو قَدِيمُ الْمَوْتِ.(4/734)
254 - د ق: مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ الْيَمَامِيُّ الضَّرِيرُ الْحَنَفِيُّ السُّحَيْمِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
أَخُو أَيُّوبَ بْنِ جَابِرٍ.
رَوَى عَنْ: قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، وَحَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، وَسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ،
وَعَنْهُ: أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، وَهُوَ مِنْ شُيُوخِهِ، وَابْنُ عَوْنٍ مَعَ تَقَدُّمِهِ، وَسُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَمُسَدَّدٌ، وَلُوَيْنُ، وَإِسْحَاقُ بن أبي إِسْرَائِيلَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ الْمَكِّيُّ، وَعِدَّةٌ.
وَأَصْلُهُ كوفي فيما قيل.
ضعفه ابْنُ مَعِينٍ، وَالنَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُمَا.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: سَاءَ حِفْظُهُ فِي الآخِرِ، وَذَهَبَتْ كُتُبُهُ. [ص:735]
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ، وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
قَالَ أَحْمَدُ بن حنبل: حدثنا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: قَدِمَ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ، وَهُوَ يُحَدِّثُ بِمَكَّةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، فَقَالَ: يَا شَيْخُ حَدِّثْ مِنْ كُتُبِكَ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قِيلَ له: عبد الله بن المبارك، فأرسل إليه بكتبه.
قال إسحاق بن أبي إسرائيل: حدثنا محمد بن جابر، قال: حدثنا قَيْسُ بْنُ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي مَسِّ الذَّكَرِ قال: " إنما هو منك ".
بندار: حدثنا غندر، قال: حدثنا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ، بِهَذَا، وَرَوَاهُ قَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْهُ.
وَقَالَ محمد بن عمرو بن أبي مذعور: حدثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن جابر.
قال ابْنُ عَدِيٍّ: وَرَوَاهُ عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرٍ، وَغَيْرُهُمَا، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ.(4/734)
255 - ق: مُحَمَّدُ بْنُ دَابٍ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ،
وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَاصِمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ.
كَذَّبَهُ أَبُو زُرْعَةَ، وَابْنُ حِبَّانَ.
• - عيسى بْنُ دَابٍ،
مَرَّ.(4/735)
256 - د ت: مُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ الأَزْدِيُّ الطَّاحِيُّ الْبَصْرِيُّ أَبُو بَكْرٍ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: يونس بن عبيد، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَمَعْمَرٍ،
وَعَنْهُ: عَفَّانُ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَقُتَيْبَةُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حَسَّابٍ.
قَالَ أبو زرعة: صدوق. [ص:736]
وقال ابن عدي: يتفرد بِأَشْيَاءَ، وَهُوَ صَدُوقٌ.(4/735)
257 - ت: مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الْيَشْكُرِيُّ أَبُو مُصْعَبٍ الْكُوفِيُّ الطَّحَّانُ، وَيُعْرَفُ أَيْضًا بالميموني. [الوفاة: 171 - 180 ه]
رَوَى عَنْ: مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، وَأَبِي ظِلالٍ القسملي، وابن عَجْلانَ،
وَعَنْهُ: شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَعُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ، وَالرَّبِيعُ بْنُ ثَعْلَبٍ.
قال أحمد: كذاب أعور يضع الحديث.
وقال الفلاس: سمعته يقول: حدثنا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا: " زَيِّنُوا مَجَالِسَ نِسَائِكُمْ بِالْمِغْزَلِ، ثُمَّ قَالَ الْفَلاسُ: هُوَ كَذَّابٌ. وَقَالَ الْجُوزْجَانِيُّ: كَانَ كَذَّابًا خَبِيثًا.
قُلْتُ: وَلَهُ بِهَذَا الإِسْنَادِ: " اتَّخِذُوا الْحَمَامَ الْمَقَاصِيصَ فَإِنَّهَا تُلْهِي الْجِنَّ عَنْ صِبْيَانِكُمْ ".
وَبِهِ قَالَ: " سَمْنُ الْبَقَرِ وَأَلْبَانُهَا شِفَاءٌ وَلُحُومُهَا دَاءٌ ".(4/736)
258 - مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
هُوَ أَمِيرُ الْبَصْرَةِ، وابن عم المنصور، والذي ثبت دولتهم بعمله وَبَلائِهِ يَوْمَ بَاخَمْرَا، وَكَانَ قَتْلُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ عَلَى يَدِهِ، وَوَلِيَ أَيْضًا إِمْرَةَ فَارِسٍ، وَكَانَ بَطَلا شُجَاعًا مُمَدَّحًا، وَكَانَ الرَّشِيدُ يُجِلُّهُ، وَيُبَالِغُ فِي إِكْرَامِهِ، وَقَدْ وَلِيَ أَيْضًا الْكُوفَةَ، قِيلَ: إِنَّ الرَّشِيدَ اسْتَوْلَى عَلَى تَرِكَتِهِ، وَاصْطَفَاهَا، فَكَانَتْ بِنَحْوِ خَمْسِينَ أَلْفَ ألف درهم. [ص:737]
وكان مَوْلِدُهُ بِالْحُمَيْمَةِ مِنَ الشَّامِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ الْخَطِيبُ: كَانَ عَظِيمَ قَوْمِهِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ فِي مَسْحِ رَأْسِ الصَّبِيِّ، مُنْقَطِعٌ سَمِعَ مِنْهُ: صَالِحٌ النَّاجِيُّ، قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: جَاءَ رجل من قبل محمد بن سليمان الأمير إِلَى الأَعْمَشِ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ، وَيَسْتَعْرِضُ حَوَائِجَهُ فَسَكَتَ الأَعْمَشُ، وَقَالَ: قَدْ عَلِمَ حَالَ النَّاسِ، وَمَا نحب أن نعلمه بشيء، فأرسل إليه بأربع مائة دِرْهَمٍ.
حَكَى الْعُمَرِيُّ الْكَاتِبُ أَنَّ رَجُلا ادَّعَى النُّبُوَّةَ أَيَّامَ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، فَأُدْخِلَ إِلَيْهِ وَهُوَ مُقَيَّدٌ فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ نَبِيٌّ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَيْلَكَ مَنْ غَرَّكَ؟ قَالَ: أَبِهَذَا تُخَاطِبُ الأَنْبِيَاءَ يَا جَاهِلُ؟ وَاللَّهِ لَوْلا أَنِّي مُقَيَّدٌ لأَمَرْتُ جِبْرِيلَ أَنْ يُدَمْدِمَهَا عَلَيْكَ، قَالَ لَهُ: فَالْمُوثَقُ لا يُجَابُ؟ قَالَ: أَجَلْ، الأَنْبِيَاءُ خَاصَّةً إِذَا قُيِّدَتْ لَمْ يَرْتَفِعْ دُعَاؤُهَا، فَضَحِكَ، وَقَالَ: مَتَى قُيِّدْتَ؟ قَالَ: الْيَوْمُ قَالَ: فَنَحْنُ نُطْلِقُكَ، وَتَأْمُرَ جِبْرِيلَ فَإِنْ أَطَاعَكَ آمَنَّا بِكَ، قَالَ: صَدَقَ اللَّهُ، فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ، فَإِنْ شِئْتَ فَافْعَلْ، فَأُطْلِقَ، فَلَمَّا وَجَدَ رَائِحَةَ الْعَافِيَةِ قَالَ: يَا جِبْرِيلُ وَمَدَّ بِهَا صَوْتَهُ، ابْعَثُوا مَنْ شِئْتُمْ، فَمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ عَمَلٌ، هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ فِي عِشْرِينَ أَلْفًا، وَدَخْلُهُ كُلُّ يَوْمٍ مِائَةُ أَلْفٍ، وَأَنَا وَحْدِي مَا ذَهَبَ لَكُمْ فِي حَاجَةٍ إِلا كَشْحَانُ.
أَبُو الْعَيْنَاءِ قَالَ: قال أبو الْعَبَّاسُ: دَخَلَ فَزَارَةُ صَاحِبُ الْمَظَالِمِ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ يَعُودُهُ، فَقَالَ لَهُ: خُذْ مِنَ الْخِلَّنْجِينَ مِقْدَارَ فَارَةٍ، وَمِنْ دَوَاءِ الْكُرْكُمِ مِقْدَارَ خُنْفُسَاءَ، وَسَوِّطْهُ بِمِقْدَارِ مِحْجَمَةٍ مِنْ مَاءٍ، فَإِذَا صَارَ كَالْمُخَاطِ فَتَحَسَّاهُ، فَقَالَ: أَفْعَلُ إِنْ غُلِبْتُ عَلَى عَقْلِي، وَإِلا فَلا، قَالَ: تَجَلَّدْ، أَعَزَّكَ اللَّهُ، قَالَ: الصَّبْرُ عَلَى مَا بِي أَهْوَنُ.
قال ابن أبي الدنيا: حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَتَكِيُّ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ مَوْلَى آلِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: لَمَّا احْتَضَرَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ كَانَ رَأْسُهُ فِي حِجْرِ أَخِيهِ جعفر، فقال جعفر: وا انقطاع ظهري، فقال محمد: وا انقطاع ظَهْرِ مَنْ يَلْقَى [ص:738] الْحِسَابَ غَدًا، يَا لَيْتَ أُمَّكَ لَمْ تَلِدْنِي، وَلَيْتَنِي كُنْتُ حَمَّالا، وَأَنِّي لَمْ أَكُنْ فِيمَا كُنْتُ فِيهِ.
وَقِيلَ: إِنَّ نُسَّاكَ الْبَصْرَةِ هَمُّوا بِتَوْبِيخِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَقَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فوعظه، وهو على المنبر، فخنقت مُحَمَّدًا الْعَبْرَةُ، فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَخْطُبَ، فَقَامَ أخوه جعفر إلى جنب المنبر، فَتَكَلَّمَ عَنْهُ فَأَحَبَّهُ النُّسَّاكُ، وَقَالَوا: مُؤْمِنٌ مُذْنِبٌ.
قال مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ: مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَاصْطَفَى الرَّشِيدُ عَامَّةَ مَا خَلَّفَ.(4/736)
259 - ق: مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي ضَمْرَةَ الْحِمْصِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: نَافِعٍ الْعُمَرِيِّ، وَرَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، وَجَمَاعَةٍ،
وَعَنْهُ: بقية، وَيَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ بِلالٍ، وَابْنُهُ نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَآخَرُونَ.
قال أبو حاتم: حدثنا عَنْهُ الْوُحَاظِيُّ بِأَحَادِيثَ مُسْتَقِيمَةٍ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.(4/738)
260 - مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ الْمُلَيْكِيُّ الْمَدَنِيُّ، وَهُوَ أَبُو غرارة، [الوفاة: 171 - 180 ه]
زوج جبرة الخزاعية.
وَرَوَى عَنْ: عَمِّ أَبِيهِ، وَعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَغَيْرِهِمَا،
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزْرَقِيُّ، وَمُسَدَّدٌ، وَالْمُقَدَّمِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَأَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ.(4/738)
261 - مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنَ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَاشَ بَعْدَ أَبِيهِ لَيَالِي، وَهُوَ أَصْغَرُ مِنْ أَبِيهِ بِسَبْع عشرة سنة. [ص:739]
سَمِعَ: هشام بن عروة، وطبقته، لم يُحَدِّثْ عَنْهُ إِلا الْوَاقِدِيُّ.
وَقَدْ وَثَّقَهُ ابْنُ سَعْدٍ، وَأَطْنَبَ فِي وَصْفِهِ.
وَضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(4/738)
262 - ق: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُشَيْرِيُّ الْكُوفِيُّ [الوفاة: 171 - 180 ه]
نَزِيلُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ.
عَنْ: سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَخَالِدٍ الْحَذَّاءِ،
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَأَبُو ضَمْرَةَ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ بِنْتَ شُرَحْبِيلَ.
وَهُوَ كَمَجْهُولٌ، وَأَحَادِيثُهُ سَاقِطَةٌ.
وقال ابن الجوزي: كذاب.
قلت: وهو مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.(4/739)
263 - ت: مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ الْقَرَظِ بْنِ عَائِذٍ الأَنْصَارِيُّ السَّعْدِيُّ مُؤَذِّنُ مَسْجِدِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَيُلَقَّبُ بِكُشَاكِشَ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
رَوَى عَنْ: سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَصَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، وَأُسَيْدٍ الْبَرَّادِ، وَشَرِيكِ بْنِ أَبِي نِمْرٍ، وَعَنْ جَدِّهِ لأُمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ الْمُؤَذِّنِ،
وَعَنْهُ: ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ الْمَدِينِيِّ، وَغَيْرُهُ.
وَذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ في " الضعفاء "، فما تكم فِيهِ، بَلْ ذَكَرَ لَهُ حَدِيثًا لَمْ يُتْقِنْهُ.(4/739)
264 - م 4: مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَكِّيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، وَابْنِ طَاوُسٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ،
وَعَنْهُ: أَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: كُتُبُهُ صِحَاحٌ. [ص:740]
وَقَالَ أَحْمَدُ: ضَعِيفٌ، مَا أَضْعَفَ حَدِيثَهُ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَهُ غَرَائِبُ، وَلَمْ أَرَ لَهُ حديثا منكرا.
قال معرف بْنُ وَاصِلٍ: رَأَيْتُ الثَّوْرِيَّ بَيْنَ يَدَيْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيِّ يَكْتُبُ.
وَعَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمٍ يَقُولُ: إِذَا رَأَيْتَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ فَسَلِ اللَّهَ الْجَنَّةَ، وَإِذَا رَأَيْتَ الْعِرَاقِيَّ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/739)
265 - مُحَمَّدُ بْنُ عُيَيْنَةَ بْنً أَبِي عِمْرَانَ الْهِلالِيُّ الْكُوفِيُّ [الوفاة: 171 - 180 ه]
أَخُو سُفْيَانَ.
رَوَى عَنْ: أَبِي حَازِمٍ الْمَدِينِيِّ، وَعَنْ: شُعْبَةَ، وَمَاتَ قَبْلَ أَوَانِ الرِّوَايَةِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، وَزَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، والحسن بن الربيع البُوراني.
مات بالمِصِّيصة.
قال أبو حاتم: لا يُحْتَجّ بِهِ؛ يأتي بالمناكير.(4/740)
266 - مُحَمَّدُ بْنُ عُيَينة بْنِ المُهَلَّب. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: معاوية بن قُرَّة، وغيره،
وَعَنْهُ: حماد بن زيد مع تقدمه، وَسُلَيْمَانُ بْنِ حَرْبٍ، وَأَبُو سَلَمَةَ الْمِنْقَرِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ.
مَحَلُّهُ الصِّدْقُ.(4/740)
267 - م 4: مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْفِطْرِيُّ المدنيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
مَوْلَى الْفِطْرِيِّينَ مَوَالِي بَنِي مَخْزُومٍ.
عَنْ: سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَيَعْقُوبَ بْنِ سَلَمَةَ اللَّيْثِيِّ، وَعَوْنِ بن محمد ابن الْحَنَفِيَّةِ، وَسَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ،
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، وَابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، وَإِسْحَاقُ الْفَرَوِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ.
وثقه الترمذي. [ص:741]
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ يَتَشَيَّعُ.(4/740)
268 - مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَارِثِيُّ الْكُوفِيُّ [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَابِدُ أَهْلِ الْكُوفَةِ فِي زَمَانِهِ.
رَوَى عَنْ: الأَوْزَاعِيِّ يَسِيرًا،
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ.
قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: كَانَ إِذَا ذُكِرَ لَهُ الْمَوْتُ اضْطَرَبَتْ مَفَاصِلُهُ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: شَهِدْتُ غُسْلَ مُحَمَّدِ بْنِ النَّضْرِ، فَلَوْ سُلِخَ كُلُّ لَحْمٍ عَلَيْهِ مَا كَانَ رَطْلا.
وَعَنْ أَبِي الأَحْوَصِ سَلامِ بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ جَعَلَ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ لا يَنَامَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلاثِ سِنِينَ إِلا ما غلبته عَيْنُهُ.
قَالَ عَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ: اخْتَفَى مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ عِنْدِي مِنَ الْوَزِيرِ يَعْقُوبَ بْنِ داود فِي هَذِهِ الْعُلِّيَّةِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَمَا رَأَيْتُهُ نَائِمًا لَيْلا وَلا نَهَارًا.
قَالَ أَحْمَدُ بن حنبل: حدثنا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ بَكْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النَّضْرِ قَالَ: أَوَّلُ الْعِلْمِ الإِنْصَاتُ، ثُمَّ الاسْتِمَاعُ لَهُ، ثُمَّ حِفْظُهُ، ثُمَّ الْعَمَلُ بِهِ، ثُمَّ بَثُّهُ.(4/741)
269 - مَرْثَدُ بْنُ عَامِرٍ الْهُنَائِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: كُلْثُومَ بن حبر، وَبِشْرِ بْنِ حَرْبٍ،
وَعَنْهُ: مُسَدَّدٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَحَرَمِيُّ بْنُ حَفْصٍ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ.
سُئِلَ عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فَقَالَ: لا أَعْرِفُهُ.(4/741)
270 - مَرْزُوقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [الوفاة: 171 - 180 ه]
بَصْرِيٌّ.
عَنْ: ابْنِ سِيرِينَ، وَقَتَادَةَ،
وَعَنْهُ: التَّبُوذَكِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَسَعْدَوَيْهِ، وَشَيْبَانُ.
صَالِحُ الْحَدِيثِ.(4/741)
271 - ن: مَسْعُودُ بْنُ سَعْدٍ الْجُعْفِيُّ الْكُوفِيُّ أَبُو سَعْدٍ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَالأَعْمَشِ، وَمُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ،
وَعَنْهُ: أَبُو نُعَيْمٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ الْوَرَّاقُ، وَأَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ.
قَالَ يَحْيَى بن معين: كان من خيار عباد اللَّهِ، وَكَانَ ابْنَ عَمِّ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.(4/742)
272 - مِسْكِينُ بْنُ صَالِحٍ، أَبُو حَفْصٍ الأَنْصَارِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
مُؤَذِّنُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ.
عَنْ: سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَعُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ،
وَعَنْهُ: إسحاق بن سُليمان الرَّازي، وعمرو بن خالد المِصري،
كنَّاه مسلم.(4/742)
273 - مِسْكِينُ أبو فاطمة الطاحيُّ البَصْريُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: العلاء بن برد بن سنان، وأبي عبيدة صاحب الدستوائي.
وَعَنْهُ: بِشْرُ بْنُ الْحَكَمِ النَّيْسَابُورِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.(4/742)
274 - مِسْكِينُ بْنُ مَيْمُونٍ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
مُؤَذِّنُ الرَّمْلَةِ.
عَنْ: عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ،
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَيَزِيدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ مَوْهَبٍ الرَّمَلِيُّ.(4/742)
275 - د ق: الزَّنْجِيُّ، مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الْمَكِّيُّ الْفَقِيهُ أَبُو خَالِدٍ الزنجي [الوفاة: 171 - 180 ه]
مولى بني مخزوم.
رَوَى عَنْ: الزهري، وابن أبي مُلَيْكَةَ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَأَبِي طُوَالَةَ، وَعُتْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَابْنِ جُرَيْجٍ. وَرَوَى حَرْفَ [ص:743] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْهُ، نَقَلَهُ سَمَاعًا مِنْهُ الشَّافِعِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ الْيَرْبُوعِيُّ.
وَتَفَقَّهَ بِهِ الشَّافِعِيُّ، وَهُوَ الَّذِي أَذِنَ لَهُ فِي الْفُتْيَا، وَرَوَى عَنْهُ هُوَ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَالْحُمَيْدِيُّ، وَمُسَدَّدٌ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ، وَالْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ ابن مَعِين: لَيْسَ بِهِ بأس.
وقال البخاري: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: حَسَنُ الْحَدِيثِ، أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ.
قَالَ سُوَيْدُ: سُمِّيَ الزَّنْجِيُّ لِسَوَادِهِ، خَالَفَهُ ابْنُ سَعْدٍ، وَغَيْرُهُ فَقَالُوا: كَانَ أَشْقَرَ، وَلُقِّبَ بِالزَّنْجِيِّ بِالضِّدِّ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزْرَقِيُّ: كَانَ فَقِيهًا عَابِدًا يَصُومُ الدَّهْرَ.
وَقَالَ أَبُو داود: ضَعِيفٌ.
قُلْتُ: مَوْلِدُهُ سنة مائة، ومات سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ: كَانَ مسلم الزنجي فقيه مكة، وإنما سمي الزَّنْجِيُّ؛ لِأَنَّهُ كَانَ أَشْقَرَ مِثْلَ الْبَصَلَةِ.
وَقَالَ ابن أبي حاتم: هو إمام في العلم والفقه، كَانَ أَبْيَضَ مُشْرَبًا حُمْرَةً، وَإِنَّمَا لُقِّبَ بِالزَّنْجِيِّ لِمَحَبَّتِهِ التَّمْرَ. قَالَتْ جَارِيَتُهُ: مَا أَنْتَ إِلا زَنْجِيٌّ، لِأَكْلِ التَّمْرِ.(4/742)
276 - مُسْلِمَةُ بْنُ جَعْفَرٍ الْبَجَلِيُّ الأَحْمَسِيُّ الْكُوفِيُّ الأَعْوَرُ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ، وَعَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، وَأَرْطَأَةَ، وَغَيْرِهِمْ،
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَمَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي لَيْلَى. [ص:744]
ضَعَّفَهُ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ، رَوَى فِي " نَاكِحِ يَدِهِ ".(4/743)
277 - د: مَسْلَمَةُ بْنُ قَعْنَبٍ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ،
وَعَنْهُ: ابْنَاهُ إِسْمَاعِيلُ، وَعَبْدُ اللَّهِ الْقَعْنَبِيُّ، وَيُوسُفُ بن خالد السمتي.
وَهُوَ صَدُوقٌ.(4/744)
278 - د: مَطَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَنَزِيُّ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْنَقُ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
شَيْخٌ بَصْرِيٌّ مُعَمِّرٌ.
رَوَى عَنْ: أَبِي الْعَالِيَةَ الرِّيَاحِيِّ، وَالْحَسَنِ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، وَجَدَّتِهِ أُمِّ أَبَانٍ بِنْتِ الْوَازِعِ،
وَعَنْهُ: أَبُو داود الطَّيَالِسِيُّ، وَمُوسَى بْنُ إسماعيل، ومحمد بن عيسى ابن الطَّبَّاعُ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ.(4/744)
279 - مُشْمَعِلُّ بْنُ مِلْحَانَ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطَّائِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو،
وَعَنْهُ: أَبُو الْعَوَّامِ الرِّيَاحِيُّ، وَأَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ، وَبِشْرُ بْنُ آدَمَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحٌ.
وَضَعَّفَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ.(4/744)
280 - خـ: مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الضَّالُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الثَّقَفِيُّ الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
ضَلَّ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ فَلُقِّبَ بِالضَّالِّ.
رَوَى عَنْ: بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَالْحَسَنِ، وَابْنِ بُرَيْدَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَعَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، وجماعة،
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَيَحْيَى بْنُ يحيى، وقتيبة، وعلي ابن الْمَدِينِيِّ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْن [ص:745] حَسَّابٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْحَرَشِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ، وَلُوَيْنُ.
وَهُوَ مِنْ مَوَالِي أَبِي بَكْرَةَ الثَّقَفِيِّ.
وَيُقَالُ: إِنَّهُ حَجَّ، وَكَانَ فِي رِفْقَتِهِ آخَرُ اسْمُهُ بِاسْمِهِ، فَكَانُوا رُبَّمَا نَادَوْا هَذَا، فَيُجِيبُ هَذَا، فَقَالُوا: الضَّالُّ، لِيُفَرِّقُوا بَيْنَهُمَا. حَكَى مَعْنَى ذَلِكَ أَبُو حَاتِمٍ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِينٍ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَا أَثْبَتَ حَدِيثَهُ، مَا أَصَحَّ حَدِيثَهُ. فَقِيلَ لِأَحْمَدَ: بَعْضُ مَا رَوَاهُ عَنْ عَطَاءٍ لَمْ يَسْمَعْهُ، فَأَنْكَرَ هَذَا.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ، وَأَنْكَرَ عَلَى الْبُخَارِيِّ إِخْرَاجَهُ فِي " الضُّعَفَاءِ ".
قُلْتُ: لَمْ أَرَهُ فِي " الضُّعَفَاءِ " لِلْبُخَارِيِّ، فَلَعَلَّهُ أَسْقَطَهُ بَعْدُ.
وَقِيلَ: أَنَّ أَبَا حَاتِمٍ قَالَ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَلَمْ يَذْكُرْهُ الْعُقَيْلِيُّ، وَلا الدُّولابِيُّ، وَلا أَحَدٌ فِي الضُّعَفَاءِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَلَكِنْ مَا خَرَّجَ لَهُ أَحَدٌ مِنَ السِّتَّةِ، بَلْ عَلَّقَ لَهُ الْبُخَارِيُّ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِينَ.(4/744)
281 - م ن: مُعَاوِيَةُ بْنُ عمار الدُّهنيُّ البَجَليُّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: أبيه، وعن أبي الزبير، وجعفر الصَّادق.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى ابن الطباع، ويحيى بن يحيى، وقتبية، وسُوَيْد بن سعيد.
قَالَ ابْنُ مَعِين: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَبُو حاتم: لا يحتج به.
وعن ابن معين أيضاً: ليس بالقوي.(4/745)
282 - مُعَاوِيَةُ بْنُ مَيْسَرَةَ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ،
وَعَنْهُ: قُتَيْبَةُ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، وَجَمَاعَةٌ، وَهُوَ حَفِيدُ شُرَيْحٍ قَاضِي الْكُوفَةَ.
بَقِيَ إِلَى حُدُودِ سَنَةِ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.(4/746)
• - مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى الصَّدَفِيُّ [الوفاة: 171 - 180 ه]
مَرَّ.(4/746)
283 - ن ق: مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى أَبُو مُطِيعٍ الأَطْرَابُلُسِيُّ ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: أَبِي الزِّنَادِ، وَخَالِدٍ الْحَذَّاءِ، وَأَرْطَأَةَ بْنِ الْمُنْذِرِ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَجَمَاعَةٍ،
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ التِّنِّيسِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَرَادِيسِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ.
قَالَ دُحَيْمٌ، وَغَيْرُهُ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.
قُلْتُ: لَهُ غَرَائِبُ وَأَفْرَادٌ، وَقَدْ قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ أَكْثَرُ مَنَاكِيرَ مِنَ الصَّدَفِيِّ.
قُلْتُ: وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ الصَّدَفِيَّ ضَعِيفٌ.
وَقَالَ الْغِلابِيُّ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: إِنَّ الطَّرَابُلُسِيَّ أَقْوَى مِنَ الصَّدَفِيِّ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أَبُو مُطِيعٍ هَذَا ثِقَةٌ مُسْتَقِيمُ الْحَدِيثِ.
وَكَذَا وَثَّقَهُ صَالِحٌ جَزَرَةُ، وَأَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيُّ.
وقال أبو القاسم البغوي: ضعيف.
وروى إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: صَالِحٌ لَيْسَ بِذَاكَ.
وَقَدْ خَبَطَ ابْنُ حِبَّانَ، وَخَلَطَ ترجمة هذا بهذا في كتاب " الضعفاء ".
وهو دِمَشْقِيٌّ نَزَلَ طَرَابُلُسَ.(4/746)
284 - مَعْرُوفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ أَبُو الْخَطَّابِ الْخَيَّاطُ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
أَحَدُ الضُّعَفَاءِ، مَوْلَى عُبَيْدٍ الأُمَوِيِّ الأَعْوَرِ، وقيل: بل هو من موالي واثلة بْنِ الأَسْقَعِ.
رَوَى عَنْ: وَاثِلَةَ،
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَيَحْيَى بْنُ بِشْرٍ الْحَرِيرِيُّ، وَلُوَيْنُ، وَدُحَيْمٌ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَآخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ شَيْخُ ابْنُ جَوْصَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الْخَيَّاطُ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ: مَعْرُوفٌ أَبُو الْخَطَّابِ مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ، رَأَى وَاثِلَةَ يَشْرَبُ الْفُقَّاعَ.
وَسَاقَ ابْنُ عَدِيٍّ لَهُ عِدَّةَ أَحَادِيثَ، وَقَالَ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ.
وَذَكَرَ مُسْلِمٌ وَأَصْحَابُ الْكُنَى أَنَّ مَعْرُوفًا رَأَى وَاثِلَةَ.
وَسَأَلَ ابْنَ أَبِي حَاتِمٍ أَبَاهُ عَنْهُ فَقَالَ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.(4/747)
285 - ق: مُعَلَّى بْنُ هِلالٍ الْكُوفِيُّ الطَّحَّان. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ، وَغَيْرِهِمْ،
وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْغُدَانِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ زُرَارَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمُحَارِبِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَحْمَدُ: كَذَّابٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: مَعْرُوفٌ بِوَضْعِ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: تَرَكُوهُ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ كَانَ مُتَعَبِّدًا يُصَلِّي فِي الْيَوْمِ مِائَةَ رَكْعَةٍ. [ص:748]
قال علي ابن الْمَدِينِيِّ: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ مُعَلَّى الطَّحَّانِ بِبَعْضِ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ فَقَالَ: مَا أَحْوَجَ صَاحِبَ هَذَا إِلَى أَنْ يُقْتَلَ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ مَرَّةً: كَذَّابٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَنِ الثِّقَاتِ، وَكَانَ غَالِيًا فِي التَّشَيُّعِ يَشْتُمُ الصَّحَابَةَ، لا تَحِلُّ الرواية عنه بحال.
خالد بن مرداس: حدثنا مُعَلَّى بْنُ هِلالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ: " نَهَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِنَّ يَكُونَ الإِمَامُ مُؤَذِّنًا ".
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُعَلَّى ذَاهِبُ الْحَدِيثِ، حدثنا ابن أبي القاضي، قال: حدثنا محمد بن يعلى الهروي، قال: حدثنا الْمُعَلَّى بْنُ هِلالٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا: " أَنَّ مَلَكًا مُوَكَّلا بِالْقُرْآنِ، فَمَنْ قَرَأَهُ فَلَمْ يُقِمْهُ قَوَّمَهُ الْمَلَكُ، ثُمَّ رَفَعَهُ مُقَوَّمًا ".(4/747)
286 - ع: الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ حِزَامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ الأَسَدِيُّ الْحِزَامِيُّ الْمَدَنِيُّ، وَيُلَقَّبُ بِقُصَيٍّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: أَبِي الزِّنَادِ وَهُوَ مُكْثِرٌ عَنْهُ، وَعَنْ: سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، وَالْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، وَعَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ،
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، ويحيى بن يحيى، ويحيى بْنِ بُكَيْرٍ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَقُتَيْبَةُ، وَآخَرُونَ.
وَهُوَ ثِقَةٌ، شَرِيفٌ، كَبِيرُ الْقَدْرِ، قِيلَ: كَانَ عَلامَةً بِالنَّسَبِ.
قَالَ أَبُو داود: لا بَأْسَ بِهِ.
وَعَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
قُلْتُ: حَدِيثُهُ مُتَّفقٌ عَلَيْهِ، لَكِنْ لَهُ مَا يَنْفَرِدُ بِهِ، وَيُنْكَرُ عَلَيْهِ، فَمِنْ ذَلِكَ: عَنْ [ص:749] أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: " قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ "، أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ: إِنَّ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ قَالَ: لَيْسَ فِي الْبَابِ أَصَحُّ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ.
وَبِهِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " اتَّقُوا الْمَجْذُومَ كَمَا يُتَّقَى الأَسَدُ " وهذا مما لَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ.
أَمَّا:(4/748)
• - مُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
فَسَيُذْكَرُ فِي الطَّبَقَةِ الآتِيَةِ.(4/749)
287 - ت: مُفضَّلُ بْنُ صَالِحٍ أَبُو جَمِيلَةَ النَّخَّاسُ، الْكُوفِيُّ، ويكنى أيضا أبا علي. [الوفاة: 171 - 180 ه]
رَوَى عَنْ: أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَغَيْرِهِمْ،
وَعَنْهُ: سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْوَلِيدِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ الْوَرَّاقُ، وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الدَّهَّانُ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ، وَغَيْرُهُ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي الْمَقْلُوبَاتِ عَنِ الثِّقَاتِ حَتَّى يَسْبِقَ إِلَى الْقَلْبِ أَنَّهُ الْمُتَعَمِّدُ لِذَلِكَ.(4/749)
288 - د: الْمُفَضَّلُ بْنُ يُونُسَ الْكُوفِيُّ أَبُو يُونُسَ الْجُعْفِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: الأَوْزَاعِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ، وَأَبِي جَنَابٍ الْوَلِيدِ بْنِ بُكَيْرٍ،
وَعَنْهُ: أَبُو أُسَامَةَ: وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَهُمَا أَكْبَرُ مِنْهُ، لَكِنَّهُ مَاتَ شَابًّا.
وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الوهاب القناد، وَخَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ ثُمَّ قَالَ: لَمَّا نُعِيَ الْمُفَضَّلُ لابْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: وَكَيْفَ تَقَرُّ الْعَيْنُ بَعْدَ الْمُفَضَّلِ؟. [ص:750]
قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي " سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ ".
مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/749)
289 - الْمُنْذِرُ بْنُ زِيَادٍ أَبُو يَحْيَى الطَّائِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
سَمِعَ: مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ، وَعَمْرَو بْنَ دِينَارٍ، وَزَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ، وَالْوَلِيدَ بْنَ سَرِيعٍ،
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بن صدران، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبَّادِيُّ، وَأَبُو حَفْصٍ الْفَلاسُ، وَيَزِيدُ بْنُ النَّضْرِ، وَآخَرُونَ.
لَهُ مَنَاكِيرُ قَلِيلَةٌ.
قَالَ أَبُو حَفْصٍ الْفَلاسُ: كَانَ كَذَّابًا.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.(4/750)
290 - د ت ن: مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: مُغِيرَةَ بْنِ مِقْسَمٍ، وَالْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، وَحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ،
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَمَعْنٌ الْقَزَّازُ، وَسَعْدَوَيْهِ، وَداود بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، كَانَ مِنَ الشِّيعَةِ الْكِبَارِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.(4/750)
291 - مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ أَبُو رِيَاحٍ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ، سَكَنَ مَرْوَ، مِنْ مَوَالِي عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَزَعَمَ أَنَّهُ لَقِيَ الصَّحَابَةَ.
يروي عن: أبي أمامة، وابن عمر، وأبي هُرَيْرَةَ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَطَاوُسٍ، وَمَكْحُولٍ، وَغَيْرِهِمْ.
هَكَذَا ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ،
وَعَنْهُ: سَلَمَةُ بن [ص:751] سُلَيْمَانَ، وَمُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ الْمَرْوَزِيَّانِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْخَانِيُّ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَهُ عن أبي أمامة نسخة موضوعة نحو ثلاث مائة حَدِيثٍ لا تَحِلُّ الرِّوَايَةُ عَنْهُ.
وَقَالَ قُتَيْبَةُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ هَارُونَ يَقُولُ: لَمَّا قَدِمَ أَبُو رِيَاحٍ بَلْخَ كَانَ يَرْوِي عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، فَخَرَجَ أَطْرُوشٌ بِالسَّحَرِ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ هَذَا الَّذِي لَقِيَ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ.(4/750)
292 - مَنْصُورٌ أَبُو أُمَيَّةَ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: مَوْلاهُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَرَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، وَمَكْحُولٍ،
وَعَنْهُ: داود بْنُ رُشَيْدٍ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ النَّسَائِيُّ.(4/751)
293 - مَنْصُورٌ النَّمِرِيُّ الشَّاعِرُ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
مِنْ فُحُولِ الشُّعَرَاءِ، يُعَدُّ مِنْ طَبَقَةِ سَلْمٍ الْخَاسِرِ، وَمَرْوَانَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ.
وَمِنْ شِعْرِهِ فِي الرَّشِيدِ:
مَا تَنْقَضِي حَسْرَةٌ مِنِّي وَلا جَزَعُ ... إِلا ذَكَرْتُ شَبَابًا لَيْسَ يَرْتَجِعُ
مَا كُنْتُ أوفي شبابي كنه غرته ... حتى إذا ما انقضى الدُّنْيَا لَهُ تَبَعُ
مِنْهَا:
إِنَّ الْمَكَارِمَ وَالْمَعْرُوفَ أودية ... أحلك الله منها حيث تجتمع
فيقال: إن هارون الرشيد أجازه بمائة ألف.
وهو القائل فيه:
جَعَلَ الْقُرْآنَ إِمَامَهُ وَدَلِيلَهُ ... لَمَّا تَخَيَّرَهُ الْقُرْآنُ إِمَامًا(4/751)
294 - ت: الْمُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ التَّيْمِيُّ الْمَدَنِيُّ [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَالزُّهْريِّ، وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ،
وَعَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ.
ضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ رَجُلا صَالِحًا كَثِيرَ الْخَطَأِ. [ص:752]
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: قَطَعَتْهُ الْعِبَادَةُ عَنْ مُرَاعَاةِ الْحِفْظِ.
مَاتَ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.(4/751)
295 - ع: مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ أَبُو يَحْيَى الأَزْدِيُّ الْمَعْوَلِيُّ، مَوْلاهُمُ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَأَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، وَعَبْدَانَ بْنِ جَرِيرٍ، وَأَبِي الْوَازِعِ جَابِرِ بْنِ عَمْرٍو الرَّاسِبِيِّ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَوَاصِلٍ الأَحْدَبِ، وواصل مولى أبي عيينة، وعدة، وقرأ الْقُرْآنَ عَلَى شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ، وَهُوَ مِنْ مشيخة يعقوب الحضرمي الذين عَرَضَ عَلَيْهِمُ الْكِتَابَ الْعَزِيزَ،
وَعَنْهُ: يَحْيَى الْقَطَّانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُسَدَّدٌ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَعَارِمٌ، وَمُوسَى التَّبُوذَكِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ ابن أَسْمَاءَ، وَهُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُمَحِيُّ، وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنَ الْقُدَمَاءِ: هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، وَغَيْرُهُ.
وَثَّقَهُ شُعْبَةُ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
وَذَكَرَ ابْنُ سَعْدٍ أَنَّهُ كَانَ كُرْدِيًّا.
مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/752)
296 - مَهْدِيُّ بْنُ هِلالٍ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَيَعْقُوبَ بْنِ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَعِيسَى بْنِ الْمُطَّلِبِ، وَنَحْوِهِمْ،
وَعَنْهُ: ابْنُهُ مُحَمَّدٌ، وَحَمْدَانُ بْنُ عُمَرَ الضَّرِيرُ، وَأَحْمَدُ بْنُ خَلادٍ الْقَطَّانُ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: كَذَّابٌ يَضَعُ الْحَدِيثَ، صَاحِبُ بِدْعَةٍ.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: غَيْرُ ثِقَةٍ.
وَقَالَ أبو بكر الأعين: حدثني علي ابن المديني قال: سمعت يحيى [ص:753] الْقَطَّانَ يَقُولُ: مَا أَشْهدُ عَلَى أَحَدٍ أَنَّهُ كَذَّابٌ إِلا عَلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، وَمَهْدِيِّ بْنِ هِلالٍ، فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُمَا كَذَّابَانِ.(4/752)
297 - مِنْ عدا ت: مُوسَى بْنُ أَعْيَنٍ الإِمَامُ أَبُو سَعِيدٍ الْجَزَرِيُّ الْحَرَّانِيُّ [الوفاة: 171 - 180 ه]
مَوْلَى بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ.
رَوَى عَنْ: عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَعَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ مَالِكٍ الْجَزَرِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، وَالأَعْمَشِ، وَإِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ، وَمَعْمَرٍ، وَمُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ، وَعِدَّةٍ،
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَمَاعَةَ، وأحمد بن أبي شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ، وَعَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ داود، وَسَعِيدُ بْنُ حَفْصٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيَّانِ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ، وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ الْحَدِيثِ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/753)
298 - مُوسَى بْنُ عُمَيْرٍ الْقُرَشِيُّ مَوْلاهُمُ الْكُوفِيُّ الضَّرِيرُ، أَبُو هَارُونَ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: الشَّعْبِيِّ، وَمَكْحُولٍ، وَالْحَكَمِ، وَالزُّهْرِيِّ، وَجَمَاعَةٍ،
وَعَنْهُ: سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَجَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَجُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، وَعَبَّادٌ الرُّوَاجِنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ النَّحَّاسُ، وَعِدَّةٌ.
كَذَّبَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ضَعِيفٌ.(4/753)
299 - مَيْسَرَةُ، هُوَ مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ الْفَارِسِيُّ الْبَصْرِيُّ التَّرَّاسُ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
[ص:754]
هَكَذَا قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ الأَكَّالُ الْمَشْهُورُ.
رَوَى عَنْ: لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَمُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، وَغَالِبِ بْنِ عبيد الله، وعمر بن سليمان الدِّمَشْقِيِّ، وَمَالِكٍ، وَالأَوْزَاعِيِّ، وَغَيْرِهِمْ،
وَعَنْهُ: شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، وَعَلِيُّ بْنُ قُتَيْبَةَ، وَيَحْيَى بْنُ غَيْلانَ، وَمُجَاشِعُ بْنُ عَمْرٍو، وَداود بْنُ الْمُحَبِّرِ، وَآخَرُونَ.
قَالَ آدَمُ بْنُ مُوسَى: سَمِعْتُ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ: ميسرة بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ يُرْمَى بِالْكَذِبِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، بَغْدَادِيٌّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَكِتَابُ " الْعَقْلِ " تَصْنِيفُهُ، مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الْحَاكِمُ: سَاقِطٌ يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ الْفَارِسِيُّ مِنْ أَهْلِ دَوْرَقٍ كَانَ مِمَّنْ يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَنِ الأَثْبَاتِ، وَيَضَعُ فِي الحث على الْخَيْرِ.
وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُوحٍ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ: قُلْتُ لِمَيْسَرَةَ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ: مِنْ أَيْنَ جِئْتَ بِهَذِهِ الأَحَادِيثِ: مَنْ قَرَأَ كَذَا وَكَذَا كَانَ لَهُ كَذَا؟ قَالَ: وَضَعْتُهُ أُرَغِّبُ النَّاسَ فِيهِ.
وَقَالَ أَبُو داود: أَقَرَّ بِوَضْعِ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ يَفْتَعِلُ الْحَدِيثَ، رَوَى فِي قَزْوِينَ وَالثُّغُورِ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: وَضَعَ فِي فَضَائِلِ قَزْوِينَ أَرْبَعِينَ حَدِيثًا، وَكَانَ يَقُولُ: إِنِّي أَحْتَسِبُ فِي ذَلِكَ. [ص:755]
قُلْتُ: فَأَمَّا إِنْ كَانَ مَيْسَرَةُ التَّرَّاسُ الأَكَّالُ فَهُوَ مُمْكِنٌ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ هُوَ فَالتَّرَّاسُ كَانَ مُعَاصِرًا لَهُ، وَقَدْ وَرَدَ عَنْهُ أَخْبَارٌ مَشْهُورَةٌ فِي كَثْرَةِ الأَكْلِ، وَقَدْ قَالَ أَبُو بكر بن مجاهد المقرئ: حدثنا غلام خليل - قلت: وغلام خليل واه -: قال: حدثنا زيد بن أخزم، قال: حدثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قُلْتُ لِمَيْسَرَةَ التَّرَّاسِ: إِيشْ أَكَلْتَ الْيَوْمَ؟ قَالَ: أَكَلْتُ أَرْبَعَةَ آلافِ تينة ومائة رغيف، وقوصرتين بصل، وكيلجة نمك، ومسلوخ، وشربت نصف جرة سمن، قال: فدخلت مَنْزِلِي فَمَا خَلُّوا شَيْئًا حَتَّى خَبَّأُوهُ مِنِّي.
وقال نصر بن علي الجهضمي: حدثنا الأَصْمَعِيُّ قَالَ: قَالَ لِيَ الرَّشِيدُ: كَمْ أَكْثَرَ شَيْءٍ أَكَلَ مَيْسَرَةُ؟ قُلْتُ: مِائَةَ رَغِيفٍ وَنِصْفَ مَكُّوكٍ مِلْحٍ، فَدَعَا الرَّشِيدُ بِفِيلٍ، فَطَرَحَ لَهُ مِائَةَ رَغِيفٍ فَأَكَلَهَا إِلا رَغِيفًا، فَهَذِهِ حِكَايَةٌ صحيحة.
وقال أبو سعيد ابن الأعرابي: حدثنا عبد الله بن محمد العتكي، قال: حدثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ قَوْمٍ مِنْ أَبْنَاءِ الْمُتْرَفِينَ، إِذْ أَقْبَلَ مَيْسَرَةُ عَلَى حِمَارِهِ، فَقَالُوا: أَتَأْكُلُ كَبْشًا؟ قَالَ: مَا أَكْرَهُ ذَلِكَ، قَالَ: فَأَنْزَلُوهُ، وَأَخَذُوا حِمَارَهُ إِلَى مَكَانٍ، ثُمَّ بَعْدَ وَقْتٍ جَاءَتِ الْغِلْمَانُ بِجَفْنَةٍ مَلأَى، فَأَقْبَلَ يَأْكُلُ وَيَقُولُ: وَيْحَكُمْ هَذَا لَحْمُ فِيلٍ وَهَذَا لَحْمُ شَيْطَانَ حَتَّى فَرَّغَهُ، ثُمَّ قَالَ: حِمَارِي؟ قَالُوا: حِمَارُكَ فِي بَطْنِكَ، قَالَ: إِيشْ تَقُولُونَ؟ فَأَطْعَمُوهُ حِمَارَهُ، وَغَرِمُوا لَهُ ثَمَنَهُ.
أخبرنا علي بن أحمد، قال: أخبرنا عتيق السلماني، وإبراهيم ابن الخشوعي قالا: أخبرنا أبو القاسم ابن عساكر، قال: أخبرنا أبو القاسم النسيب، قال: أخبرنا رشأ المقرئ، قال: أخبرنا الحسن بن إسماعيل، قال: حدثنا أحمد بن مروان، قال: حدثنا إبراهيم بن ديزيل، قال: حدثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ لِمَيْسَرَةَ الأَكُولِ: كَمْ تَأْكُلُ؟ قَالَ: مِنْ مَالِي أَوْ مِنْ مَالِ غَيْرِي؟ قَالُوا: مِنْ مَالِكَ، قَالَ: رغيفين، قالوا: فمن مَالِ غَيْرِكَ؟ قَالَ: اخْبِزْ، وَاطْرَحْ.
مَسْعُودُ بْنُ بِشْرٍ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيُّ يَقُولُ: نَذَرَتِ امْرَأَةٌ أَنْ تُشْبِعَ مَيْسَرَةَ التَّرَّاسَ، فَأَتَتْهُ وَقَالَتْ: اقْتَصِدْ عَلِيَّ فَإِنِّي امْرَأَةٌ مُتَجَمِّلَةٌ غَيْرُ مُتَمَوِّلَةٌ، قَالَ: فَإِنِّي [ص:756] أَقْتَصِدُ، فَذَكَرَ لَهَا مِنْ أَصْنَافِ الطَّعَامِ، فَإِذَا هو قوت سبعين رجلا فَاتَّخَذَتْهُ، ثُمَّ أَحْضَرَتْ مَيْسَرَةَ، فَأَكَلَهُ عَنْ آخِرِهِ.
وَكَانَ مَيْسَرَةُ يُزَوِّقُ السُّقُوفَ، فَدَعَاهُ رَجُلٌ يُزَوِّقُ لَهُ وَهُوَ لا يَعْرِفُهُ، وَكَانَ الرَّجُلُ قَدْ دَعَا ثَلاثِينَ إِنْسَانًا إِلَى الْمَوْضِعِ، وَصَنَعَ لَهُمْ طَعَامًا كَثِيرًا، فَلَمَّا فَرِغَ الطَّبَّاخُ خَرَجَ لِحَاجَةٍ، وَنَظَرَ مَيْسَرَةُ إِلَى الْمَوْضِعِ قَدْ خَلا، فَنَزَلَ فَأَكَلَ ذَلِكَ الطَّعَامَ كُلَّهُ، وَعَادَ إِلَى عَمَلِهِ. فَجَاءَ الطَّبَّاخُ وَلَيْسَ فِي الْمَطْبَخِ إِلا الْعِظَامَ، فَأَعْلَمَ صَاحِبَ الْمَنْزِلِ، وَقَدْ حَضَرَ الْقَوْمُ، فَحَارَ الرَّجُلُ فِي أَمْرِهِ، وَلَمْ يَدْرِ مِنْ أَيْنَ أُتِي، وَأَنْكَرَهُ الْقَوْمُ، فَسَأَلُوهُ عَنْ حَالِهِ، فَصَدَقَهُمْ، فَنَهَضُوا جَمِيعًا حَتَى دَخَلُوا الْمَطْبَخَ، وَعَايَنُوا الْحَالَ، فَكَثُرَ تَعَجُّبُهُمْ حَتَّى قَالَ بَعْضُهُمْ: هَذَا مِنْ فِعْلِ الْجِنِّ. فَلَمَحَ رَجُلٌ مِنْهُمْ مَيْسَرَةَ، وَكَانَ يَعْرِفُهُ، فَصَاحَ: قَدْ عَرَفْتُ وَاللَّهِ الْخَبَرَ، هَذَا ميسرة عندك، وهو أكل طعامك، قال: فاستنزله من الموضع، فقال: أَنَا أَكَلْتُهُ، وَلَوْ كَانَ لِي مِثْلُهُ لأَكَلْتُهُ فجربوا إن شتم، فَانْصَرَفَ الْقَوْمُ إِلَى مَنَازِلِهِمْ، وَطَلَعَ إِلَى عَمَلِهِ.
رَوَاهَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ زَبْرٍ الْقَاضِي، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيلٍ الْقَاضِي، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ بِشْرٍ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ.
فَمَيْسَرَةُ هَذَا كَانَ يَأْكُلُ بِالْحَالِ، أَلا تَرَاهُ ذَكَرَ أَنَّ عَادَتَهُ أَكْلُ رَغِيفَيْنِ كَآحَادِ النَّاسِ، وَأَنَّهُ أَكَلَ مَا يَكْفِي سَبْعِينَ رَجُلا، وَنَحْوَ ذَلِكَ عِنْدَمَا يَجْمَعُ هِمَّتَهُ، وَقَدْ رَأَيْتُ أَنَا مَنْ يَأْكُلُ إِذَا أَرَادَ بِالْحَالِ، وَهَذَا الْحَالُ لَيْسَ مِنْ كَرَامَاتِ الأَوْلِيَاءِ، فَإِنَّ الأَوْلِيَاءَ أَكْلُهُمْ قَلِيلٌ، وَالْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي معا وَاحِدٍ، وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ.
وَأَيْضًا فَالْوَلِيُّ يَأْكُلُ قُوتَ يَوْمٍ فِي أُسْبُوعٍ، يَتَقَوَّتُ بِهِ، وَيُبَارَكُ لَهُ فِي طَعَامِهِ، وَفِي قُوَاهُ، لا أَنَّهُ يَأْكُلُ نِصْفَ قِنْطَارٍ مِنَ الطَّعَامِ في جلسة، وَلَعَلَّ مَنْ يَفْعَلُ هَذَا لا يُسَمِّي اللَّهَ، ويقبل بنفس حادة مُحْرِقَةٌ لِلأَكْلِ، وَقَدْ تُعِينُهُ الشَّيَاطِينُ فِي أَكْلِ ذَلِكَ فَيَفْرَغُ، وَتَطِيرُ بَرَكَتُهُ، وَيَظُنُّ هُوَ وَمَنْ حضره أَنَّ هَذَا الْفِعْلَ مِنْ كَرَامَاتِ الْمُتَّقِينَ، وَإِنَّمَا كَرَامَاتِ السَّادَةِ أَنْ يُحْضِرَ أَحَدُهُمْ مَا يَكْفِي وَاحِدًا، فَيُقَوِّتُ بِهِ الْجَمْعَ الْكَبِيرَ، وَيَشْبَعُونَ بِبَرَكَةِ دعائه.(4/753)
-[حَرْفُ النُّونِ](4/756)
300 - نَاصِحُ بْنُ الْعَلاءِ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، أَبُو الْعَلاءِ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ فِي " تَرْكِ الجمعة [ص:757] لِلْمَطَرِ "،
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَبِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَقَدِيُّ، وَالْقَوَارِيرِيُّ.
ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ ابْنُ الْمَدِينِيِّ، وَوَثَّقَهُ.
وَقَدْ وَثَّقَهُ أَيْضًا أَبُو داود.
مَا خَرَّجُوا لَهُ شَيْئًا.(4/756)
301 - نَجْمُ بْنُ فَرْقَدٍ، أَبُو عَامِرٍ الْبَصْرِيُّ الْعَطَّارُ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ،
وَعَنْهُ: مُسَدَّدٌ، وَقُتَيْبَةُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.(4/757)
302 - ت: نُعَيْمُ بْنُ مَيْسَرَةَ أَبُو عَمْرٍو الْكُوفِيُّ النَّحْوِيُّ الْمُقْرِئُ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
نزيل الري.
عَنْ: عكرمة، وقيس بن مسلم الجدلي، وَإِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ، وَالزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، وَعَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ،
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ ضُرَيْسٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَعَمْرُو بْنُ رَافِعٍ الْقَزْوِينِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَحْمَدُ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَكَانَ قَدْ قَدِمَ بَغْدَادَ، وَحَدَّثَ بِهَا.
قُلْتُ: وَقَرَأَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى بْنِ أَبِي لَيْلَى، وَغَيْرِهِ.
قَالَ قُتَيْبَةُ: مَاتَ سَنَةَ أربع وسبعين ومائة.
قال النسائي: ثِقَةٌ.(4/757)
303 - نُوحٌ الْجَامِعُ، هُوَ أَبُو عِصْمَةَ نُوحُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ الْمَرْوَزِيُّ الْفَقِيهُ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
[ص:758]
أَحَدُ الأَعْلامِ، وَيُلَقَّبُ بِنُوحٍ الْجَامِعِ لِمَعْنًى، وَهُوَ أَنَّهُ أَخَذَ الْفِقْهَ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، وَابْنِ أَبِي لَيْلَى، وَالْحَدِيثَ عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَبِي أَرْطَأَةَ، وَالتَّفْسِيرَ عَنِ الْكَلْبِيِّ وَمُقَاتِلٍ، وَالْمَغَازِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ.
وَرَوَى أَيْضًا عَنْ: الزُّهْرِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَعِدَّةٍ،
وَعَنْهُ: بُسْرُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ حَبِيبٍ الْفَرَّاءُ، وَحَمَّادُ بْنُ قِيرَاطٍ، وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، وَحِبَّانُ بْنُ مُوسَى، وَسُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَالْحَسَنُ بْنُ عِيسَى بْنِ مَاسَرْجِسٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَوُلِّيَ قَضَاءَ مَرْوٍ فِي حَيَاةِ شيخه أبي حنيفة، فكتب إليه أبو حنيفة بموعظة معروفة عند الْمَرَاوِزَةِ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: قَدْ جَمَعَ كُلَّ شَيْءٍ إِلا الصِّدْقَ.
وَقِيلَ: كَانَ مُرْجِئًا.
وَذَكَرَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ أَنَّهُ وَضَعَ حَدِيثَ " فَضَائِلِ سُوَرِ الْقُرْآنِ ".
وَذَكَرَهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي " كَامِلِهِ "، وَسَاقَ لَهُ عِدَّةَ مَنَاكِيرَ، ثُمَّ قَالَ: وَلَهُ غَيْرُ مَا ذَكَرْتُ، وَعَامَّتُهُ لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ، وَهُوَ مَعَ ضَعْفِهِ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَمْ يَكُنْ فِي الْحَدِيثِ بذاك، يعني كان لا يجود حفظ الحديث، قَالَ: وَكَانَ شَدِيدًا عَلَى الْجَهْمِيَّةَ، وَتَعَلَّمَ ذَلِكَ مِنْهُ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ.
وَقَالَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ: سُئِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ نُوحٍ الْجَامِعِ فَقَالَ: هُوَ يَقُولُ لا إِلَهَ إِلا الله. [ص:759]
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: ذَاهِبُ الْحَدِيثِ جِدًّا.
وَقَالَ ابْنُ حبان: اسم أبيه أبي مريم: يَزِيدَ بْنِ جَعُونَةَ، لا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِنُوحٍ بِحَالٍ، وَهُوَ الَّذِي رَوَى عَنْ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " نَهَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِنَّ يُقْطَعَ الْخُبْزُ بِالسِّكِّينِ "، وَقَالَ: " أَكْرِمُوا الْخُبْزَ فَإِنَّ اللَّهَ أَكْرَمَهُ ".
مَاتَ سنة ثلاث وسبعين ومائة.(4/757)
-[حَرْفُ الْهَاءِ](4/759)
304 - هَارُونُ بْنُ حَيَّانَ الرَّقِّيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَخَصِيفٍ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ،
وَعَنْهُ: عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْكِلابِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الصَّنْعَانِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ حَفْصٍ الْحَرَّانِيُّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
قُلْتُ: لَمْ يُضَعِّفْهُ أَحَدٌ مِنَ الْقُدَمَاءِ.
وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ مِمَّنْ يَنْفَرِدُ عَنِ الثِّقَاتِ بِمَا لا يُشْبِهُ حَدِيثَ الأَثْبَاتِ، فَسَقَطَ الاحْتِجَاجُ بِهِ.(4/759)
305 - هَاشِمُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ الْقُرَشِيُّ الْبَكْرِيُّ، الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْمَدَنِيُّ الْفَقِيهُ [الوفاة: 171 - 180 ه]
قَاضِي الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ بَعْدَ الْقَاضِي الْعُمَرِيِّ.
وَكَانَ مِنْ سُكَّانِ الْكُوفَةِ مُدَّةً، وَتَفَقَّهَ عَلَى مَذْهَبِهِمْ، وَكَانَ مِمَّنْ شرب النَّبِيذَ الْمُخْتَلَفَ فِيهِ.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: مَاتَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ. . . وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/759)
306 - هِشَامُ بْنُ سُلمَانَ، أَبُو يَحْيَى الْمُجَاشِعِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
بَصْرِيٌّ، جَائِزُ الْحَدِيثِ،
رَوَى عَنْ: يَزِيدَ الرِّقَاشِيِّ، وَغَيْرِهِ،
وَعَنْهُ: مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، وَرَوْحُ بْنُ عَبَّادَةَ.
أَوْرَدَ لَهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي " كَامِلِهِ " خَمْسَةَ أَحَادِيثَ، وَمَا ضَعَّفَهُ.
وَسُئِلَ عَنْهُ أَبُو حَاتِمٍ فَقَالَ: شَيْخٌ.(4/760)
307 - هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْن هشام بْن عَبْد الملك بْن مروان الأُمَوِيُّ الْمَرْوَانِيُّ، الأَمِيرُ أَبُو الْوَلِيدِ [الوفاة: 171 - 180 ه]
صَاحِبُ الأَنْدَلُسِ.
بَايَعَهُ أَهْلُ الأَنْدَلُسِ بِالْمُلْكِ بَعْدَ مَوْتِ وَالِدِهِ في سنة اثنتين وسبعين، فكانت دولته ثماني سِنِينَ، وَمَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانِينَ، وَقَامَ بَعْدَهُ وَلَدُهُ الْحَكَمُ بْنُ هِشَامٍ.
وَكَانَ هِشَامٌ حَسَنَ السِّيرَةِ يَعُودُ الْمَرْضَى، وَيُشَيِّعُ الْجَنَائِزَ، وَيُكْثِرُ الصَّدَقَاتِ، وَيَتَعَاهَدُ الْمَسَاكِينَ.
عَاشَ سَبْعًا وَثَلاثِينَ سَنَةً، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ اسْمُهَا حَوْرَاءُ.(4/760)
308 - هِشَامُ بْنُ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى بْنِ قَيْسٍ الْغَسَّانِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، أَبُو الْوَلِيدِ، وَيُقَالُ: أَبُو عُثْمَانَ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنْ: عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَعُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ،
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ ابْنُهُ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ الصوري، وهشام بن عمار، وطائفة.
قال أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.(4/760)
309 - م 4: الْهِقْلُ بْنُ زِيَادٍ الدِّمشقيُّ نَزِيلُ بَيْرُوتَ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
كَانَ كَاتِبَ الأَوْزَاعِيِّ، وَتِلْمِيذَهُ، وَحَامِلَ عِلْمِهِ.
رَوَى أَيْضًا عَنْ: هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، وَحَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، وَالْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاحِ، وَطَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو الْمَكِّيِّ،
وَعَنْهُ: اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَأَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، [ص:761] وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَالْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، وَسُلَيْمَانُ ابْنُ بِنْتِ شُرَحْبِيلَ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: مَا كَانَ بِالشَّامِ أَوْثَقَ مِنْهُ.
وَقَالَ مَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ: كَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ بالأوزاعي، وبمجلسه، وفتياه.
قال أَبُو مُسْهِرٍ، وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ الْهِقْلُ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/760)
310 - ق: هَيَّاجُ بْنُ بِسْطَامٍ أَبُو خَالِدٍ التَّمِيمِيُّ الْحَنْظَلِيُّ الْهَرَوِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَأَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، وَجَمَاعَةٍ،
وَعَنْهُ: ابْنُهُ خَالِدٍ، وَيُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، وَداود بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
وَعَنْ مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: مَا عَلِمْنَا الْهَيَّاجَ إِلا صَادِقًا عَالِمًا.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ هَنَّادٍ: مَا رَأَيْتُ أَفْصَحَ مِنَ الْهَيَّاجِ، ولقد حدث بالعراق فَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ مِائَةُ أَلْفِ إِنْسَانٍ يَتَعَجَّبُونَ مِنْ فَصَاحَتِهِ، يَكْتُبُونَ عَنْهُ.
وَعَنْ مَالِكِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْهَرَوِيِّ قَالَ: كَانَ الْهَيَّاجُ بْنُ بِسْطَامٍ أَعْلَمَ النَّاسِ، وَأَحْلَمَ النَّاسِ، وَأَفْقَهَ النَّاسِ، وَأَسْخَى النَّاسِ، وَأَشْجَعَ النَّاسِ، وَأَرْحَمَ النَّاسِ، يَعْنِي فِي زَمَانِهِ.
قُلْتُ: وَهَذَا مِنْ مُبَالَغَةِ الْعَجَمِ فِي التَّعْظِيمِ.
قَالَ أَبُو داود: تَرَكُوا حَدِيثَهُ.
وَقَالَ ابْنُ حبان: يَرْوِي الْمُعْضَلاتِ عَنِ الثِّقَاتِ. [ص:762]
وقال أحمد بن حنبل: متروك.(4/761)
-[حَرْفُ الْوَاوِ](4/762)
311 - الْوَضَّاحُ، هُوَ أَبُو عَوَانَةَ الْوَلِيدُ بْنُ طَرِيفِ بْنِ الصَّلْتِ الشَّيْبَانِيُّ، وَقِيلَ التَّغْلِبِيُّ الشَّارِيُّ الْخَارِجِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
أَحَدُ أَشْرَافِ الْعَرَبِ الأَبْطَالِ، خَرَجَ فِي ثَلاثِينَ نَفْسًا مِنْ قَوْمِهِ بِطَرَفِ الْفُرَاتِ، وَأَقْبَلَ إِلَى رَأْسِ الْعَيْنِ فَلَقِيَ تَاجِرًا نَصْرَانِيًّا فَقَتَلَهُ، وَأَخَذَ مَالَهُ، ثُمَّ أَتَى دَارًا فَعَاثَ وَنَهَبَ، وَقَصَدَ مَيَّافَارِقِينَ، وَقَدْ كَثُرَ جَيْشُهُ، فَفَدَوْهَا مِنْهُ بِعِشْرِينَ أَلْفًا، ثُمَّ دَخَلَ أَرْزَنَ، وَقَتَلَ رَجُلا مِنْ وُجُوهِ أَهْلِهَا مِنْ بَنِي شَيْبَانَ، ثُمَّ قَصَدَ خِلاطَ، وَحَاصَرَهَا عِشْرِينَ يَوْمًا فَصَالَحُوهُ عَلَى ثَلاثِينَ أَلْفًا، ثُمَّ سَارَ إِلَى نَاحِيَةِ أَذْرَبَيْجَانَ.
وَسَارَ فِي جَيْشِهِ إِلَى حُلْوَانَ، فَالْتَقَاهُ الأَمِيرُ الْحَرَشِيُّ، فهزم عسكر الحرشي، ثم قصد حولايا وبلد، فَفَدَوْهَا مِنْهُ بِمِائَةِ أَلْفٍ، ثُمَّ أَتَى نَصِيبِينَ، فَاسْتَبَاحَهَا، وَقَتَلَ بِهَا خَمْسَةَ آلافِ نَفْسٍ، وَاسْتَفْحَلَ شره إلى أن سار إليه يزيد بن مزيد، فالتقاه، وظفر بِهِ يَزِيدُ وَقَتَلَهُ، وَتَمَزَّقَ جَمْعُهُ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَوْلُهُمُ الشَّارِيُّ، يَعْنِي مِنْ قولهم: شرينا أنفسنا لله، وقد رَثَتْهُ أُخْتُهُ بِأَبْيَاتٍ فَائِقَةٍ.(4/762)
312 - د ت ق: الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ الْهَمْدَانِيُّ الْمُرْهِبِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: زِيَادِ بْنِ عَلاقَةَ، وَإِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ، وَسِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ،
وَعَنْهُ: فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمِغْرَاءِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الدُّولابِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الجرمي، وَعَبَّادُ الرَّوَاجِنِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
ضَعَّفَهُ صَالِحٌ جَزَرَةُ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ.
قَالَ عَبْد اللَّهِ بْنُ أَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ: سَأَلْتُ ابْنَ مَعِينٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ، فَقَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ: سَأَلْتُ ابْنَ نُمَيْرٍ عَنْهُ فَقَالَ: كَذَّابٌ. [ص:763]
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ جِدًّا.
وَقَالَ النسائي: ضعيف.
قلت: مات سنة اثنين وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/762)
313 - الْوَلِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَاجٍ الْحَرَّانِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ،
وَعَنْ: أَبِيهِ عَمْرٍو، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ،
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَسْرُوحٍ، وَعَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ الْجَزَرِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْقَرْدُوَانِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ، وَالنَّسَائِيُّ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مَعَ ضَعْفِهِ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.(4/763)
314 - الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ أَبُو الْعَبَّاسِ الأَشْجَعِيُّ، مَوْلاهُمُ الْمِصْرِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: مشرح بن هاعان، وواهب بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعَافِرِيِّ، وَالْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ،
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَمَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ التِّنِّيسِيُّ.
قَالَ الْخُزَاعِيُّ: لَمْ أَرَ بِمِصْرَ أَثْبَتَ مِنْهُ.
قُلْتُ: لَهُ شَيْءٌ فِي " الْمَرَاسِيلِ " لِأَبِي داود.
مات في ذي القعدة سنة ثنتين وسبعين ومائة، أرخه ابن يونس.(4/763)
-[حَرْفُ الْيَاءِ](4/763)
315 - ت: يَحْيَى بْنُ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ الْحَضْرَمِيُّ الْكُوفِيُّ. [أَبُو جَعْفَرٍ] [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَعَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ.
كُنْيَتُهُ أَبُو جَعْفَرٍ.
رَوَى عَنْهُ: وَلَدُهُ إِسْمَاعِيلُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْعِجْلِيُّ، وَعَوْنُ بْنُ سَلامٍ، وَمَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ، ويحيى الحماني، ومحمد بن عبد الواهب الحارثي، وآخرون. [ص:764]
قَالَ الْبُخَارِيُّ: فِي حَدِيثِهِ مَنَاكِيرُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَقِيلَ: قَبْلَ ذَلِكَ، وَالأَوَّلُ أَصَحُّ.
وَتَرَكَهُ النَّسَائِيُّ.(4/763)
316 - ق: يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ أَبُو سَهْلٍ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ، مَوْلاهُمُ الْبَصْرِيُّ الدَّسْتُوَائِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: ابْنِ طَاوُسٍ، وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ،
وَعَنْهُ: أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو حَفْصٍ الْفَلاسُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْحَرَشِيُّ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ، وَغَيْرُهُ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو حاتم: شَيْخٍ.
وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي " الثِّقَاتِ "، وَأَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.(4/764)
• - يَحْيَى بْنُ يَعْلَى، هُوَ أَبُو الْمُحَيَّاةِ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
يَأْتِي بِكُنْيَتِهِ.(4/764)
317 - يَزِيدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ قُبَيْصَةَ بْنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ الأَزْدِيُّ الْبَصْرِيُّ الأمير. [الوفاة: 171 - 180 ه]
ولي المغرب وإفريقية زمانا للمهدي، وَالْهَادِي، وَالرَّشِيدِ، وَوَلِيَ قَبْلَ ذَلِكَ إِمْرَةَ الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ لِلْمَنْصُورِ سَبْعَةَ أَعْوَامٍ، أَوَّلُهَا سَنَةَ أَرْبَعٍ وأربعين ومائة. [ص:765]
وَكَانَ أَحَدُ الشُّجْعَانِ الْمَعْدُودِينَ، وَالأَبْطَالِ الْمَوْصُوفِينَ، وَفِيهِ يَقُولُ مُحَمَّدُ بْنُ الْمَوْلَى الشَّاعِرِ:
وَإِذَا تُبَاعُ كَرِيمَةٌ أَوْ تُشْتَرَى ... فَسِوَاكَ بَائِعُهَا، وَأَنْتَ الْمُشْتَرِي
وإذا الفوارس عددت أبطالها ... عدوك في أبطالهم بِالْخِنْصَرِ
وَعَنْ صَفْوَانَ بْنِ صَفْوَانَ قَالَ: كُنَّا مع يزيد بن حاتم فقال: استبقوا إلي ثَلاثَةَ أَبْيَاتٍ، فَكَأَنَّمَا كَانَتْ فِي كُمِّي، فَقُلْتُ:
لَمْ أَدْرِ مَا الْجُودُ إِلا مَا سَمِعْتُ بِهِ ... حَتَّى لَقِيتَ يَزِيدًا عِصْمَةَ النَّاسِ
لَقِيتُ أَكْرَمَ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمٍ ... مُفَضَّلا بِرِدَاءِ الْجُودِ، وَالْبَاسِ
لَوْ نِيلَ بِالْمَجْدِ مُلْكٌ كُنْتَ صَاحِبَهُ ... وَكُنْتَ أَوْلَى بِهِ مِنْ آلِ عَبَّاسِ
قَالَ: ثُمَّ كَفَفْتُ، فَقَالَ: لا يَسْمَعَنَّ هَذَا مِنْكَ أَحَدٌ.
قَالَ الْجَاحِظُ: وَقَالَ ربَيْعَةُ بْنُ ثَابِتٍ يَمْدَحُ يَزِيدَ بْنَ حَاتِمٍ، وَيَهْجُو يَزِيدَ بْنَ أُسَيْدٍ السُّلَمِيَّ:
لَشَتَّانَ مَا بَيْنَ الْيَزِيدَيْنِ فِي النَّدَى ... يَزِيدَ سليم، والأغر ابن حَاتِمِ
فَهَمُّ الْفَتَى الأَزْدِيِّ إِتْلافُ مَالِهِ ... وَهَمُّ الْفَتَى الْقَيْسِيِّ جَمْعُ الدَّرَاهِمِ
وَلا يَحْسَبُ التَّمْتَامُ أَنِّي هَجَوْتُهُ ... وَلَكِنَّنِي فَضَّلْتُ أَهْلَ الْمَكَارِمِ
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: تُوُفِّيَ يَزِيدُ بْنُ حَاتِمٍ سَنَةَ سَبْعِينَ أَوْ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَاسْتَخْلَفَ ابْنَهُ داود مكانه على إفريقية.
قُلْتُ: وَقَدْ مَرَّ فِي الطَّبَقَةِ السَّالِفَةِ يَزِيدُ، وَأَنَّهُ مَاتَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/764)
318 - يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ السَّرَّاجُ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: مَكْحُولٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ،
وَعَنْهُ: مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَلْقَاوِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ.
محله الصدق.(4/765)
319 - د: يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ الْيَشْكُرِيُّ، وَيُقَالُ الْكِنْدِيُّ، وَيُقَالُ السُّلَمِيُّ، مَوْلاهُمْ أَبُو خَالِدٍ الْوَاسِطِيُّ، التَّاجِرُ الْبَزَّازُ [الوفاة: 171 - 180 ه]
مَوْلَى أَبِي عَوَانَةَ وَضَّاحٌ الْحَافِظُ.
رَوَى عَنْ: مَنْصُورٍ، وَعَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، وَسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ،
وَعَنْهُ: أَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ عَبْدُ الْقُدُّوسِ الْخَوْلانِيُّ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ، وَسَعْدَوَيْهِ الواسطي، وخلق مِنَ الْعِرَاقِيِّينَ وَالشَّامِيِّينَ.
قَالَ أَحْمَدُ: حَدِيثُهُ مُقَارِبٌ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ حَسَنُ الْحَدِيثِ.(4/766)
320 - د ن ق: يَزِيدُ بْنُ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ الْحَضْرَمِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
سَمِعَ: أَبَاهُ،
وَعَنْهُ: قُتَيْبَةُ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَأَبُو تَوْبَةَ الْحَلَبِيُّ، وَمِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.(4/766)
321 - ت: يَزِيدُ بْنُ يُوسُفَ الدِّمَشْقِيُّ الصَّنْعَانِيُّ [الوفاة: 171 - 180 ه]
شَامِيٌّ نَزَلَ بَغْدَادَ.
لَهُ عَنْ: حَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ، وَالْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الزبيدي، وعمارة بن غزية، ويزيد بن يزيد بن جابر.
وكان من فقهاء دمشق.
روى عنه: سعيد بن سليمان الواسطي، وخالد بن مرداس، ومنصور بن أبي مزاحم. [ص:767]
قال أحمد بن حنبل: قد رأيته.
وقال النسائي: متروك الحديث.
وقال الدارقطني: لا يَسْتَحِقُّ التَّرْكَ.(4/766)
322 - يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، أَبُو شَيْبَةَ الْخُرَاسَانِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَعَطَاءٍ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ،
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، وَسَعْدَوَيْهِ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوقٌ.(4/767)
323 - 4: يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ هَانِئِ بْنِ عَامِرِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الأشعري أبو الحسن القمي. [الوفاة: 171 - 180 ه]
مِنْ عُلَمَاءِ الْعَجَمِ،
يَرْوِي عَنْ: جَعْفَرِ بْنِ أبي المغيرة القمي، وَعَنْ: زيد بْنِ أَسْلَمَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَعِيسَى بْنِ جَارِيَةَ صَاحِبِ جَابِرٍ،
وَعَنْهُ: الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَعَامِرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإِصْبَهَانِيُّ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ رَافِعٍ شَيْخُ قَزْوِينَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: كَانَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ إِذَا رَآهُ قَالَ: هَذَا مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ، يعني لكثرة الرَّافِضَةِ بِقُمٍّ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
قُلْتُ: قَدْ عَلَّقَ له البخاري. [ص:768]
مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَقِيلَ: سَنَةَ اثنتين وسبعين.(4/767)
• - يَعْلَى بن الأَشْدَقِ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
سَيَأْتِي.(4/768)
324 - ق: يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: أَبِيهِ،
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى ابن الطَّبَّاعِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، وَعُبَيْدُ بْنُ جُنَادٍ، وَسُنَيْدُ بْنُ داود الْمِصِّيصِيُّ.
ضَعَّفَهُ أَبُو داود، وَغَيْرُهُ، وَمَا هُوَ بِمَتْرُوكٍ، قَدْ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ.
قُلْتُ: أَحَادِيثُهُ نَحْوَ الْعَشَرَةِ مِنْهَا: رَوَى عبيد بْنُ جُنَادٍ، عَنْهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ: سُئِلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الإِيمَانِ فَقَالَ: " الصَّبْرُ، وَالسَّمَاحَةُ ".
وَبِهَذَا السَّنَدِ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَلَبِيِّ، عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا رَأَى مُغَيَّرَ الْخَلْقِ سَجَدَ، وَإِذَا رَأَى الْقِرْدَ سَجَدَ.(4/768)
325 - يُونُسُ بْنُ أَرْقَمَ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ، وَأَبِي حَرْبٍ الدُّؤَلِيِّ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي زياد،
وَعَنْهُ: علي بن محمد المدائني، وعبيد اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ، وَحُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ.
وَلَمْ أَرَهُ فِي الثِّقَاتِ، وَلا الضُّعَفَاءِ، نَعَمْ لَيَّنَهُ ابْنُ خِرَاشٍ.(4/768)
326 - د: يُونُسُ بْنُ رَاشِدٍ أَبُو إِسْحَاقَ [الوفاة: 171 - 180 ه]
قَاضِي حَرَّانَ.
عَنْ: عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، وَخُصَيْفٍ، وَعَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ،
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ حَفْصٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيَّانِ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّرَائِفِيُّ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ.(4/768)
327 - يُونُسُ بْنُ عُثْمَانَ. أَبُو سعيد الْحِمْصِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
[ص:769]
عَنْ: لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيِّ، وَرَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ، وَغَيْرُهُمَا.
صُوَيْلِحٌ.(4/768)
328 - خ: يُونُسُ بْنُ الْقَاسِمِ الْحَنَفِيُّ الْيَمَامِيُّ [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ.
وَعَنْهُ: ابنه عُمَرَ بْنُ يُونُسَ، وَيَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ السَّيْلَحِينِيُّ، وَمُسَدَّدٌ، لَقِيَهُ مُسَدَّدٌ بِمَكَّةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَهُوَ صَدُوقٌ.(4/769)
329 - د ن: يُونُسُ بْنُ نَافِعٍ أَبُو غَانِمٍ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
نَزِيلُ خُرَاسَانَ.
رَوَى عَنْ: عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَكَثِيرِ بْنِ زِيَادٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: أَهْلُ مَرْوٍ، ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَيَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، وَمُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ، وَعُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَرْوَزِيُّونَ.
مَا أَعْلَمُ بِهِ بَأْسًا.(4/769)
330 - م ق: يُونُسُ بْنُ أَبِي يَعْفُورٍ العَبْديُّ، وَاسْمُ أَبِيهِ وَقْدَانُ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيفَةَ، والزهري، والأسود بن قيس، وعمار الدهني.
وَعَنْهُ: محمد بن بكير الحضرمي، وسعيد بن منصور، وجعفر بن حميد، وسويد بن سعيد، وعثمان بن أبي شيبة، وعباد بن يعقوب.
ضعفه ابن معين.
وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال النسائي: ضعيف.(4/769)
-[الْكُنَى](4/770)
331 - ع: أبو الأحوص الكُوفيُّ، مَوْلَى بَنِي حنيفة، هو سَلامُ بْنُ سُلَيْمٍ الْحَافِظُ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
رَوَى عَنْ: زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، وَسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَأَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَشَبِيبِ بْنِ غَرْقَدَةَ، وَآدَمَ بْنِ عَلِيٍّ، وَالأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَطَبَقَتِهِمْ مِنْ أَهْلِ بَلَدِهِ، وَلَمْ يَرْحَلْ.
وَعَنْهُ: مُسَدَّدٌ، وَقُتَيْبَةُ، وَابْنَا أَبِي شَيْبَةَ، وخلف البزاز، وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، وَخَلْقٌ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ مُتْقِنٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ: ثِقَةٌ صَاحِبُ سُنَةٍ وَاتِّبَاعٍ، كان إذا ملئت داره من المحدثين قَالَ لابْنِهِ أَحْوَصَ: قُمْ، فَمَنْ رَأَيْتَهُ يَشْتُمُ أَحَدًا مِنَ الصَّحَابَةِ فَأَخْرِجْهُ. وَكَانَ حَدِيثُهُ نَحْوًا مِنْ أَرْبَعَةِ آلافٍ.
قلت: وكان مُتَعَبِّدًا مُتَأَلِّهًا كَبِيرَ الْقَدْرِ، قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى حمزة الزَّيَّاتِ، وَهُوَ خَالُ سُلَيْمٍ الْقَارِئِ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ، وَالنَّسَائِيُّ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَرِيكٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ، مَا أَقْرَبَهُ مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ.(4/770)
332 - ت ن: أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْقَنَّادُ، إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
بَصْرِيٌّ صَدُوقٌ،
رَوَى عَنْ: قَتَادَةَ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ دُرُسْتَ، وَلُوَيْنُ، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ.
قَالَ النسائي: لا بَأْسَ بِهِ. [ص:771]
وَلَيَّنَهُ زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: يَهِمُ فِي الْحَدِيثِ.(4/770)
333 - م ت: أَبُو بَكْرِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ الأَزْدِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَالشَّعْبِيِّ، وَأَبي الْوَازِعِ جَابِرِ بْنِ عَمْرٍو.
وَعَنْهُ: مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَخَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حَسَّابٍ.
وَثَّقَهُ أَبُو داود.
وَاسْمُهُ عُبَيْدُ اللَّهِ.(4/771)
334 - أَبُو بَكْرٍ الدَّاهِرِيُّ، اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَكِيمٍ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
رَوَى عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَيُوسُفَ بْنِ صُهَيْبٍ، وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَجُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَعَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، وَطَائِفَةٌ.
رَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ أَيْضًا: لَيْسَ بثقة.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: لا يَصِحُّ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: رَوَى عَنِ الثِّقَاتِ أحاديث لا أصل لها.(4/771)
• - أَبُو حَرِيز الزُّهْريُّ اسْمُهُ سَهْلٌ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
مَوْلَى آلِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عوف.
قد مَرَّ، يَرْوِي عَنِ ابْنِ شِهَابٍ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ.(4/771)
335 - أَبُو الْخَطَّابِ الثَّقَفِيُّ، هُوَ عَبْدُ الْمَلَكِ بْنُ خَطَّابِ بْنِ عُبَيْد اللَّه بْن أبي بكرة الثَّقَفيّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
بصري
سَمِعَ: عُمَارَةَ بْنَ أَبِي حَفْصَةَ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنَ أُمَيَّةَ.
وَعَنْهُ: سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّمْلِيُّ. [ص:772]
لا أَعْلَمُ فِيهِ جَرْحًا.(4/771)
336 - أَبُو الْخَطَّابِ الأَخْفَشُ الْكَبِيرُ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
شَيْخُ الْعَرَبِيَّةِ.
أَخَذَ عَنْهُ سِيبَوَيْهِ، قِيلَ: اسْمُهُ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ.
كَانَ فِي هَذَا الْوَقْتِ، وَلَوْلا سِيبَوَيْهِ لَمَا كَانَ يعرف، فإن الأخفش الأوسط الذي أخذ عن سِيبَوَيْهِ هُوَ الْمَشْهُورُ، وَسَيَأْتِي بَعْدَ سَنَةِ مِائَتَيْنِ.
وَلِأَبِي الْخَطَّابِ هَذَا أَشْيَاءُ غَرِيبَةٌ يَتَفَرَّدُ بِهَا عَنِ الْعَرَبِ،
وَقَدْ أَخَذَ عَنْهُ أَيْضًا: عِيسَى بْنُ عُمَرَ النَّحْوِيُّ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى.
وَلَمْ أَظْفَرْ بِوَفَاتِهِ.(4/772)
337 - أَبُو دُلامَةَ الشَّاعِرُ المشهور، صاحب المجون. [الوفاة: 171 - 180 ه]
كان عبدا حبشيا فصيحا له نوادر عجيبة وَمُلَحٌ وَشِعْرٌ سَائِرٌ، وَهُوَ مِنْ مَوَالِي بَنِي أَسَدٍ، وَاسْمُهُ زِنْدُ بْنُ الْجَوْنِ، وَيُقَالُ: بَلِ اسمه زبد بِمُوَحَّدَةٍ، وَهُوَ عَبْدٌ مُوَلَّدٌ.
رَوَى مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ الْمَنْصُورَ أَلْزَمَ أَبَا دُلامَةَ بِحُضُورِ الظُّهْرِ، وَالْعَصْرِ فِي جَمَاعَةٍ، فقال:
يكلفني الأولى جميعا وعصرها ... وما لي وللأولى وما لي وللعصر
وَمَا ضَرَّهُ وَاللَّهُ يَغْفِرُ ذَنْبَهُ ... لَوْ أَنَّ ذُنُوبَ الْعَالَمِينَ عَلَى ظَهْرِي(4/772)
338 - ق: أَبُو سَلَمَةَ الْعَامِلِيُّ الشَّامِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: الزُّهْرِيِّ، وَعُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، وَأُنَيْسَةَ بِنْتِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَشَيْبانُ، وَهُمَا مِنْ جِيلِهِ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّنْعَانِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الجبار الخبائري.
وَقِيلَ: إِنَّ هِشَامَ بْنَ عَمَّارٍ لَحِقَهُ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَذَّابٌ مَتْرُوكٌ. [ص:773]
وَقَالَ الْجِعَابِيُّ: هُوَ الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَطَّافٍ أَبُو سَلَمَةَ، قَالَ: وَأَبُو سَلَمَةَ الْعَامِلِيُّ دِمَشْقِيُّ.
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: بَلْ هُمَا وَاحِدٌ.(4/772)
339 - أَبُو الشَّمَقْمَقِ الشَّاعِرُ، اسْمُهُ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
لَهُ فِي الْجِدِّ، وَالْهَزْلِ أَشْيَاءُ، وَكَانَ يَكُونُ بِبَغْدَادَ فِي عَصْرِ أَبِي دُلامَةَ.(4/773)
340 - خ م د ن ق: أَبُو شِهَابٍ الْحَنَّاطُ، هُوَ عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ نَافِعٍ الْكُوفِيُّ، ثُمَّ الْمَدَائِنِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
رَوَى عَنْ: الْعَلاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَخَالِدٍ الْحَذَّاءِ، وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَسَعْدَوَيْهِ، وَخَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، وَطَائِفَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: لَمْ يَكُنْ بِالْحَافِظِ.
قِيلَ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ أَوِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ بِالْمَوْصِلِ أو ببلد، وَكَانَ ذَا وَرَعٍ وَفَضْلٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ.(4/773)
• - أَبُو عُبَيْدَةَ الْخَزَّازُ، هُوَ عُبَيْسُ بْنُ مَيْمُونٍ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
مَرَّ.(4/773)
341 - ق: أَبُو عَبْدِ رَبِّ الْعِزَّةِ الدِّمَشْقِيُّ، يُقَالُ: اسْمُهُ عَبْدُ الجَبَّار. [الوفاة: 171 - 180 ه]
رَوَى عَنْ: مُعَاوِيَةَ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ جَابِرٍ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَيَحْيَى الْوُحَاظِيُّ،
وَعَمَّرَ دَهْرًا طَوِيلا.(4/773)
342 - ع: أَبُو عَوَانَةَ، هُوَ الْوَضَّاحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَزَّازُ الْوَاسِطِيُّ الْحَافِظُ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
مَوْلَى يَزِيدَ بْنِ عَطَاءٍ الْيَشْكُرِيِّ، يُقَالُ: مِنْ سبي جرجان.
رَأَى: الحسن، وابن سيرين،
وَرَوَى عَنْ: قَتَادَةَ، وَالْحَكَمِ، وَزِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، وَأَبِي بِشْرٍ، وَسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَعُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، وَمَنْصُورٍ، وَالسُّدِّيِّ، وَمُغِيرَةَ بْنِ مِقْسَمٍ، وَطَبَقَتِهِمْ فَأَكْثَرَ.
وَعَنْهُ: حِبَّانُ بْنُ [ص:774] هِلالٍ، وَعَفَّانُ، وَيَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ خَتَنُ أَبِي عَوَانَةَ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَعَارِمٌ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَمُسَدَّدٌ، وَخَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَشَيْبَانُ، وَعَدَدٌ كَثِيرٌ.
قَالَ عَفَّانُ: هُوَ أَصَحُّ حَدِيثًا عِنْدَنَا مِنْ شُعْبَةَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ صَحِيحُ الْكِتَابِ، وَإِذَا حَدَّثَ مِنْ حِفْظِهِ رُبَّمَا يَهِمُ.
وَقَالَ عَفَّانُ: كَانَ صَحِيحَ الْكِتَابِ كَثِيرَ الْعُجْمِ وَالنُّقَطِ، ثَبْتًا.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ مَوْلاهُ يَزِيدُ قَدْ خَيَّرَهُ بَيْنَ الْحُرِّيَّةِ، وَبَيْنَ كِتَابَةِ الْحَدِيثِ، فَاخْتَارَ كِتَابَةَ الْحَدِيثِ، وَفَوَّضَ إِلَيْهِ مَوْلاهُ التِّجَارَةَ، فَجَاءَهُ سَائِلٌ فَقَالَ: أَعْطِنِي دِرْهَمَيْنِ فَإِنِّي أَنْفَعُكَ، فَأَعْطَاهُ دِرْهَمَيْنِ، فَدَارَ السَّائِلُ عَلَى رُؤَسَاءِ الْبَصْرَةِ بِكَذِبَةٍ يَقُولُ: بَكِّرُوا عَلَى يَزِيدَ، فَإِنَّهُ قَدْ أَعْتَقَ أَبَا عَوَانَةَ، قَالَ: فَاجْتَمَعُوا إِلَى يَزِيدَ يُثْنُونَ عَلَيْهِ، فَأَنِفَ مِنْ أَنْ يُنْكِرَ ذَلِكَ، فَأَعْتَقَهُ حَقِيقَةً.
وَرَوَى أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى هَمَّامِ بْنِ يَحْيَى أَعُودُهُ، وَهُوَ مَرِيضٌ، فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَوَانَةَ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ لا يُمِيتَنِي حَتَّى يَبْلُغَ وَلَدِي الصِّغَارُ، فَقُلْتُ: إِنَّ الأَجَلَ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ، فَقَالَ لِي: أَنْتَ بَعْدُ فِي ضَلالِكَ.
قُلْتُ: قَدْ صَحَّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم دعا لأنس ولغيره بِطُولِ الْعُمْرِ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: مَا أَشْبَهَ حَدِيثَ أَبِي عَوَانَةَ بِحَدِيثِ سُفْيَانَ، وَشُعْبَةَ.
قَالَ عَفَّانُ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: إِنْ حَدَّثَكُمْ أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَصَدِّقُوهُ يَعْنِي عَلَى سَبِيلِ الْمُبَالَغَةِ فِي أَنَّهُ صَدُوقٌ.
مَاتَ فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَعَ لَنَا مِنْ عَوَالِيهِ.
قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: كِتَابُ أَبِي عَوَانَةَ أَثْبَتُ مِنْ حِفْظِ هُشَيْمٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ، وَكُتُبُهُ صَحِيحَةٌ، فَإِذَا حَدَّثَ مِنْ حِفْظِهِ غَلَطَ كَثِيرًا، وَهُوَ أَحْفَظُ مِنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ.(4/773)
343 - م ت ن ق: أَبُو الْمُحَيَّاةِ يَحْيَى بْنُ يَعْلَى بْنِ حَرْمَلَةَ التميمي الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، وَمَنْصُورٍ، وَعَبْدِ الْمَلَكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ، وَهَنَّادٌ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعِدَّةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.(4/775)
344 - أَبُو مُسْلِمٍ، قَائِدُ الأَعْمَشِ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
شَيْخٌ كُوفِيٌّ
اسْمُهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ،
لَهُ عَنْ: الأَعْمَشِ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ.
وَعَنْهُ: حسين بن حفص الأصبهاني، ويحيى بن أبي بكير، وأبو مسلم عبد الرحمن بن واقد.
قال البخاري: في حديثه نظر.(4/775)
345 - خ م: أبو مَعْشَر البَرَّاء اسْمُهُ يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ الْبَصْرِيُّ الْعَطَّارُ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
وَكَانَ أَيْضًا يَبْرِي النَّبْلَ.
رَوَى عَنْ: حَنْظَلَةَ السَّدُوسِيِّ، وَأَبِي حَازِمٍ الأَعْرَجَ، وَخَالِدِ بْنِ ذَكْوَانَ، وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ.
وَعَنْهُ: سيدان بْنُ مُضَارِبٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، وَأَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ، وَلُوَيْنُ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَآخَرُونَ.
ثِقَةٌ، وَرُوِيَ أَنَّ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ضَعَّفَهُ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ.(4/775)
346 - أَبُو نَوْفَلٍ هُوَ الْكَلْبِيُّ، اسْمُهُ عَلِيُّ بْنُ سُلَيْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ الدَّارِ، الْكُوفِيُّ الأَصْلِ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
رَوَى عَنْ: قتادة، وعبد الملك بن عمير، وأبي إسحاق.
وَعَنْهُ: أبو مسهر، ويحيى الوحاظي، وأبو توبة الحلبي، وهشام بن عمار. [ص:776]
وثقه هشام.(4/775)
• - السَّيِّد الحِمْيَري، [الوفاة: 171 - 180 ه]
مرَّ في السِّين.
آخر الطبقة والحمد لله(4/776)
-الطَّبَقَةُ التَّاسِعَةَ عَشَرَ 181 - 190 هـ(4/777)
"صفحة فارغة"(4/778)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
- (الحَوَادِثُ)(4/779)
-استهلت سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
فَفِيهَا تُوُفِّيَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَطِيَّةَ الثَّقَفِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ، وَأَبُو الْمَلِيحِ الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ الرَّقِّيُّ، وَحَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ الصَّنْعَانِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ قَحْطَبَةَ الأَمِيرُ، وَحَمْزَةُ بْنُ مَالِكٍ، وَضَيْغَمُ بْنُ مَالِكٍ، وَسَهْلُ بْنُ أَسْلَمَ الْعَدَوِيُّ، وَخَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ الْوَاسِطِيُّ بِهَا، وَعَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ الْمَرْوَزِيُّ، وَرَوْحُ بْنُ المسيب الكلبي، وسهيل بن صبرة الْعِجْلِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أبجر، وعفان بْنُ سَيَّارٍ قَاضِي جُرْجَانَ، وَعَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بن البريد الكوفي، وعيسى ابن الْخَلِيفَةِ الْمَنْصُورِ، وَقِرَانُ بْنُ تَمَّامٍ الأَسَدِيُّ تَخْمِينًا، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَجَّاجٍ الْوَاسِطِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ابن الأصبهاني الكوفي، ومصعب بن ماهان المروزي، ومفضل بْنُ فَضَالَةَ قَاضِي مِصْرَ، وَيَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِيُّ، وَأُمُّ عُرْوَةَ بِنْتُ جَعْفَرِ بْنِ الزبير بن العوام.
وَفِيهَا غَزَا الرَّشِيدُ بِلادَ الرُّومِ، فَافْتَتَحَ حِصْنَ الصَّفْصَافِ عَنْوَةً.
وَسَارَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ حَتَّى بَلَغَ أَنْقَرَةَ مِنْ أَرْضِ الرُّومِ، وَافْتَتَحَ حِصْنًا.
وَحَجَّ بِالنَّاسِ الرَّشِيدُ.
وَاسْتَعْفَاهُ يَحْيَى بْنُ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكَ مِنَ الأُمُورِ، فَعَزَلَهُ، وَأَخَذَ مِنْهُ الْخَاتَمَ، وَأَذِنَ لَهُ فِي الْمُجَاوَرَةِ فَأَقَامَ بِمَكَّةَ.
وَفِيهَا كَتَبَ الرَّشِيدُ إِلَى هَرْثَمَةَ بْنِ أَعْيَنَ يُعْفِيهِ مِنْ إِمْرَةِ الْمَغْرِبِ، وَيَأْذَنُ لَهُ فِي الْقُدُومِ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْمَغْرِبِ مُحَمَّدَ بْنَ مُقَاتِلٍ الْعَكِّيَّ رَضِيعَ الرَّشِيدِ، وَكَانَ أَبُوهُ مُقَاتِلٌ أَحَدَ مَنْ قَامَ بِالدَّعْوَةِ الْعَبَّاسِيَّةِ، وَبَذَلَ جُهْدَهُ، وَكَانَ لا يُفَارِقُ الْمَنْصُورَ، وَكَانَ جَعْفَرٌ الْبَرْمَكِيُّ عَظِيمَ الْعِنَايَةِ بِمُحَمَّدِ بْنِ مُقَاتِلٍ، فَوَصَلَ مُحَمَّدٌ إِلَى الْقَيْرَوَانِ فِي رَمَضَانَ.(4/779)
-سنة اثنتين وثمانين
فِيهَا تُوُفِّيَ: خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّحَّانُ، وأبو سفيان الحميري، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وعبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي، وعمار بْنُ مُحَمَّدِ ابْنِ أُخْتِ الثَّوْرِيِّ، وَأَبُو سُفْيَانَ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْمَعْمَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ الْعَبْسِيُّ وَالِدُ أَبِي بَكْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ دِينَارٍ الْمَدَنِيُّ، وَمَرْوَانُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ الشَّاعِرُ، وَنُوحُ بْنُ دَرَّاجٍ الْقَاضِي، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُوَقَّرِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، وَقَاضِي الْقُضَاةِ أبو يوسف في ربيع الآخر، ويعقوب ابن الْمَنْصُورِ.
وَفِيهَا أَخَذَ الرَّشِيدُ الْبَيْعَةَ بِوِلايَةِ الْعَهْدِ مِنْ بَعْدِ وَلَدِهِ الأَمِينِ لِوَلَدِهِ الآخَرِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَأْمُونِ، وَكَانَ ذَلِكَ بِالرَّقَّةِ، فَسَيَّرَهُ إِلَى بَغْدَادَ في خِدْمَتِهِ جَعْفَرٌ عَمُّ الرَّشِيدِ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ صَالِحٍ، وَعَلِيُّ بْنُ عِيسَى، وَوَلاهُ مَمَالِكَ خُرَاسَانَ بِأَسْرِهَا، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُرَاهِقٌ.
وَفِيهَا وَثَبَتِ الرُّومُ عَلَى مَلِكِهِمْ قُسْطَنْطِينَ فَسَمَلُوهُ وَاعْتَقَلُوهُ، وَمَلَّكُوا عَلَيْهِمْ أمه، أغطسه.
وَفِيهَا حَجَّ بِالنَّاسِ مُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ موسى العباسي.(4/780)
-سنة ثلاث وثمانين
تُوُفِّيَ فِيهَا: إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ الْكُوفِيُّ، وَأَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سليمان ظنا، وأزهر بن مسلمة المصري، وأنيس بن سوار الجرمي، وبكار بن بلال الدمشقي، وبهلول بن راشد الفقيه، وجابر بن نوح الحماني، وَحَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ فِي قَوْلٍ، وَحَيْوَةُ بْنُ مَعْنٍ التُّجِيبِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْهَدَادِيُّ، وَخُنَيْسُ بْنُ عَامِرٍ، يَرْوِي عَنْ أَبِي قَبِيلٍ الْمَعَافِرِيِّ، وَدَاوُدُ بْنُ مِهْرَانَ الرَّبَعِيُّ الْحَرَّانِيُّ، وَزِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَكَّائِيُّ، وَسُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ الْبَصْرِيُّ، وسليمان بن سليم الرفاعي الْعَابِدُ، وَعَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ فِي قَوْلٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُرَادٍ الْمُرَادِيُّ، وَعَفِيفُ بْنُ سَالِمٍ الْمَوْصِلِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ يَحْيَى الْهَمْدَانِيُّ، وَالْمَاضِي بْنُ مُحَمَّدٍ الْغَافِقِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ السَّمَّاكِ الْوَاعِظُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ [ص:781] مَعْنٍ، وَمُوسَى الْكَاظِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَمُوسَى بْنُ عيسى الكوفي القارئ، والنضر بن محمد الْمَرْوَزِيُّ، وَالنُّعْمَانُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ الأَصْبَهَانِيُّ، وَنُوحُ بْنُ قَيْسٍ الْبَصْرِيُّ، وَهُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ قَاضِي دِمَشْقَ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ فِي قَوْلٍ، وَيُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، قَالَهُ الْوَاقِدِيُّ، وَيُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ صَاحِبُ الْعَرَبِيَّةِ.
وَفِيهَا كَانَ خُرُوجُ الْخَزْرِ بِسَبَبِ ابْنَةِ الْخَاقَانِ، وَقَدْ كَانَتْ فِي الْعَامِ الْمَاضِي حُمِلَتْ إِلَى الْفَضْلِ بْنِ يَحْيَى الْبَرْمَكِيِّ، وَتَزَوَّجَ بِهَا؛ فَمَا وَصَلَتْ، وماتت بِبَرْذَعَةَ، فَرَجَعَ مَنْ كَانَ فِي خِدْمَتِهَا مِنَ الْعَسَاكِرِ إِلَى أَبِيهَا فَأَخْبَرُوهُ أَنَّهَا قُتِلَتْ غَيْلَةً، فَاشْتَدَّ غَضَبُهُ، وَخَرَجَ لِلْقِتَالِ بِجُيُوشِهِ مِنْ بَابِ الأَبْوَابِ، فَأَوْقَعُوا بِأَهْلِ الإِسْلامِ وَبِالذِّمَّةِ، وَسَفَكُوا وَسَبَوْا، فِيمَا قِيلَ، أَزْيَدَ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ نَسَمَةٍ، وَفِي الْجُمْلَةِ جَرَى عَلَى الإِسْلامِ أَمْرٌ عَظِيمٌ لَمْ يُسْمَعْ قَبْلَهُ بِمِثْلِهِ أَبَدًا، فَاسْتَعْمَلَ الرَّشِيدُ عَلَى أَرْمِينِيَّةَ يَزِيدَ بْنَ مَزْيَدَ مَعَ أَذْرَبَيْجَانَ، وأمده بالجيوش، وأردفه بخزيمة بن خازم، وَسَارُوا فَدَفَعُوا الْخَزْرَ عَنْ أَرْمِينِيَّةَ، وَأَغْلَقُوا بَابَ الدربند.
وحج بالناس العباس ابن الْخَلِيفَةَ الْهَادِي.
وَأَمَّا الْمَغْرِبُ فَتَمَرَّدَ مُتَوَلِّيهَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ الْعَكِّيُّ، وَظَلَمَ وَعَسَفَ، وَاقْتَطَعَ مِنْ أَرْزَاقِ الأَجْنَادِ، وَآذَى الْعَامَّةَ، فَخَرَجَ عَلَيْهِ تَمَّامُ بْنُ تَمِيمٍ التميمي، نائبه عَلَى تُونُسَ فَزَحَفَ إِلَيْهِ، وَبَرَزَ لِمُلْتَقَاهُ الْعَكِّيُّ، وَوَقَعَ الْمَصَافُّ، فَانْهَزَمَ الْعَكِّيُّ، وَتَحَصَّنَ بِالْقَيْرَوَانِ فِي الْقَصْرِ، وَغَلَبَ تَمَّامٌ عَلَى الْبَلَدِ، ثُمَّ نَزَلَ العكي بأمان، وتسحب إِلَى طَرَابُلْسَ، فَنَهَضَ لِنُصْرَتِهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الأَغْلَبِ، فَتَقَهْقَرَ تَمَّامٌ إِلَى تُونُسَ، وَدَخَلَ ابْنُ الأَغْلَبِ الْقَيْرَوَانَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ وَخَطَبَ وَحَضَّ عَلَى الطَّاعَةِ والألفة، ثُمَّ الْتَقَى ابْنُ الأَغْلَبِ وَتَمَّامٌ، فَانْهَزَمَ تَمَّامٌ، واشتد بِغْضَةُ النَّاسِ لِلْعَكِّيِّ، وَكَاتَبُوا الرَّشِيدَ فِيهِ، فَعَزَلَهُ وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الأَغْلَبِ.(4/780)
-سَنَةَ أَرْبَعٍ وثمانين
فِيهَا مَاتَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ فِي قَوْلٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى الْمَدَنِيُّ، وَحُمَيْدُ بن الأسود، وزين بْنُ شُعَيْبٍ الْفَقِيهُ بِمِصْرَ، وَصَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ فِي قَوْلٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الزَّاهِدُ الْعُمَرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ زَيْدٍ الْعَمِّيُّ، وَعَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، وَعَبْدُ السَّلامِ بْنُ [ص:782] شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ فِي قَوْلٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ الْقَاضِي، وَمُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الأَصْبَهَانِيُّ الزَّاهِدُ، وَالْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ الْمَوْصِلِيُّ، وَمَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ الْجَزَرِيُّ، وَيُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، قَالَهُ الْبُخَارِيُّ، وَأَبُو أُمَيَّةَ بُن يَعْلَى، قَالَهُ خَلِيفَةُ.
وَفِيهَا خَرَجَ بِشَهْرَزُورَ أَبُو عَمْرٍو الشَّارِيُّ، فَسَارَ لِحَرْبِهِ زُهَيْرٌ الأَمِيرُ فَقَتَلَهُ.
وَفِيهَا وُلِّيَ حَمَّادٌ الْبَرْبَرِيُّ مَكَّةَ وَالْيَمَنَ، وَوُلِّيَ دَاوُدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ حَاتِمٍ الْمُهَلَّبِيُّ السِّنْدَ، وَابْنُ الأَغْلَبِ الْمَغْرِبَ، وَمَهْرُوَيْهِ الرَّازِيُّ طَبَرِسْتَانَ.
وَفِيهَا طَلَبَ أَبُو الْخَصِيبِ الْخَارِجُ بِخُرَاسَانَ الأَمَانَ، فَأَمَّنَهُ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ مَاهَانَ، وَأَكْرَمَهُ.
وَفِيهَا سَارَ أَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ الشَّيْبَانِيُّ فَأَغَارَ عَلَى مَمَالِكِ الرُّومِ، فَغَنِمَ، وَسَلِمَ.
وَفِيهَا سَارَ ابْنُ بَيْهَسَ الْكِلابِيُّ إِلَى مَلِكَةِ الرُّومِ فِي الْفِدَاءِ.(4/781)
-سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا مَاتَ: أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ فِي قَوْلِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ الدِّمَشْقِيُّ، وَزِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ الْبَصْرِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ عُتْبَةَ الدِّمَشْقِيُّ، وَصَالِحُ بْنُ عُمَرَ الْوَاسِطِيُّ، وَضِمَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمِصْرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ بِسَلَمِيَةَ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ عَمُّ الْمَنْصُورِ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُسْلِمٍ الْعَابِدُ، وَعُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، ومحمد ابن الإمام إبراهيم بن محمد ابن عَمِّ الْمَنْصُورِ، وَقَاضِي مِصْرَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْرُوقٍ الْكِنْدِيُّ، وَالْمُسَيَّبُ بْنُ شَرِيكٍ، وَالْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ، وَالْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ فِي قَوْلٍ قَوِيٍّ، وَيَزِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ الشَّيْبَانِيُّ، وَيُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونَ فِي الأَصَحِّ، وَيَقْطِينُ بْنُ مُوسَى الأَمِيرُ.
وَفِيهَا وَثَبَ أَهْلُ طَبَرِسْتَانَ عَلَى مُتَوَلِّيهِمْ مَهْرُوَيْهِ، فقتلوه، فَوَلَّى الرَّشِيدُ بَدَلَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعِيدٍ الحرشي.
وفيها عاث حمزة الشاري بباذغيس فانتدب لحربه عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى، وَأَبَادَ عَشَرَةَ آلافٍ مِنْ جموع حمزة. [ص:783]
وَفِيهَا خَرَجَ أَبُو الْخَصِيبِ ثَانِيَةً، وَغَدَرَ، وَغَلَبَ عَلَى نَيْسَابُورَ، وَطُوسٍ، وَأَبِيوَرْدَ، وَزَحَفَ بِجَيْشِهِ إِلَى مَرْوٍ فَالْتَقُوهُ، فَانْكَسَرَ، وَتَأَخَّرَ إِلَى سَرْخَسَ، وَاسْتَفْحَلَ أمره.
قال القطبي: وَفِيهَا ظَهَرَ بِعَبَّادَانَ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ الْحُسَيْنِيُّ، وَبِنَاحِيَةِ الْبَصْرَةِ، وَبُويِعَ سِرًّا، ثُمَّ عَجَزَ وَهَرَبَ، فَلَمْ يَزَلْ مُسْتَخْفِيًا إِلَى أَنْ مَاتَ بَعْدَ دَهْرٍ طَوِيلٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ بِالْبَصْرَةِ، وَلا أَعْلَمُ أَحَدًا فِي دَوْلَةِ الإِسْلامِ اسْتَمَرَّ فِي طُولِ هَذِهِ الْمُدَّةِ أَبَدًا غيره.(4/782)
-سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا مَاتَ: جَعْفَرُ ابن المنصور، وحاتم بن إسماعيل فيها أو سنة سبع، والحارث بْنُ عُبَيْدَةَ حِمْصِيٌّ، وَحَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكَرْمَانِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، وَرِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ الْمِصْرِيُّ، وَصَالِحُ بْنُ قُدَامَةَ الْجُمَحِيُّ، وَطَيْفُورُ الأَمِيرُ مَوْلَى الْمَنْصُورِ، وَعَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ فِي قَوْلٍ، وَعَبَّاسُ بن الفضل الواقفي المقرئ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الأَمِيرُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْمَدَنِيُّ، وَعِيسَى الْبُخَارِيُّ غُنْجَارٌ، وَالْمُسَيَّبُ بْنُ شَرِيكٍ بِخُلْفٍ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ.
وَفِيهَا سَارَ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ مَاهَانَ مِنْ مَرْوٍ لِحَرْبِ أَبِي الْخَصِيبِ، فَالْتَقَاهُ بِنَسَا، فَقُتِلَ أَبُو الْخُصَيْبِ وَتَمَزَّقَتْ جُيُوشُهُ، وَسُبِيَتْ حُرَمُهُ، وَاسْتَقَامَ أَمْرُ خُرَاسَانَ.
وَفِيهَا سَجَنَ الرَّشِيدُ ثُمَامَةَ بْنَ أَشْرَسَ الْمُتَكَلِّمُ؛ لِأَنَّهُ وَقَفَ مِنْهُ عَلَى شَيْءٍ مِنْ إِعَانَةِ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى بْنِ زَيْدٍ.
وَحَجَّ الرَّشِيدُ وَابْنَاهُ الأَمِينُ وَالْمَأْمُونُ، وَفَرَّقَ الأَمْوَالَ بِالْحَرَمَيْنِ.
وَفِيهَا بَايَعَ الرَّشِيدُ بِوِلايَةِ الْعَهْدِ لِوَلَدِهِ قَاسِمٍ مِنْ بَعْدِ الأَخَوَيْنِ الأَمِينِ، وَالْمَأْمُونِ، وَلَقَّبَهُ الْمُؤْتَمَنَ، وَوَلاهُ الْجَزِيرَةَ، وَالثُّغُورَ، وَهُوَ صَبِيٌّ، فَلَمَّا قَسَّمَ الرَّشِيدُ الدُّنْيَا بَيْنَ هَؤُلاءِ الثَّلاثَةِ، قَالَ بَعْضُ الْعُقَلاءِ: قَدْ أَلْقَى بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ، وَغَائِلَةُ ذَلِكَ يَضُرُّ بِالرَّعِيَّةِ.
وَقَالَتِ الشُّعَرَاءُ فِي الْبَيْعَةِ الْمَدَايِحَ، ثُمَّ إِنَّهُ عَلَّقَ نُسْخَةَ الْبَيْعَةِ فِي الْبَيْتِ الْعَتِيقِ، وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ إِبْرَاهِيمُ الْمَوْصِلِيُّ: [ص:784]
خَيْرُ الأُمُورِ مَغَبَّةً ... وَأَحَقُّ أَمْرٍ بِالتَّمَامِ
أَمْرٌ قضى إحكامه الر ... حمن فِي الْبَيْتِ الْحَرَامِ(4/783)
-سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ
فيها: أو في سنة ست بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، وَجَعْفَرُ بْنُ يَحْيَى الْبَرْمَكِيُّ صلب، ورباح بن زيد الصَّنْعَانِيُّ، وَزَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الذَّارِعُ، وَعَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ فِي قَوْلٍ، وَعَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ فِي آخِرِهَا، وَعَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ الْمُلائِيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ فِي رَجَبٍ، وَعَلِيُّ بْنُ نَصْرٍ الْجَهْضَمِيُّ أَبُو نَصْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ السَّدُوسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ، وَمَرْحُومُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَصْرِيُّ، وَمُعَاذُ بْنُ مُسْلِمٍ النَّحْوِيُّ الْمُعَمَّرُ، وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ، وَيُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ الصَّفَّارُ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ فِي قَوْلٍ.
وَفِيهَا مَقْتَلُ جَعْفَرٍ الْبَرْمَكِيِّ، وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي سَبَبِ قتلِهِ عَلَى أَقْوَالٍ، فَقِيلَ: إِنَّ جِبْرِيلَ بْنَ بُخْتِيشُوعَ الطَّبِيبَ قَالَ: إِنِّي لَقَاعِدٌ عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الرَّشِيدِ، إذ أَتَى يَحْيَى بْنُ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكَ، وَكَانَ يَدْخُلُ بِلا إِذْنٍ، فَلَمَّا قَرُبَ سَلَّمَ فَرَدَّ عَلَيْهِ الرَّشِيدُ رَدًّا ضَعِيفًا، فَعَلِمَ يَحْيَى أَنَّ أمرهم قد تغير، فأقبل علي الرشيد، فقال: يَا جِبْرِيلُ، يَدْخُلُ عَلَيْكَ أَحَدٌ مَنْزِلَكَ بِلا إِذْنٍ؟ فَقُلْتُ: لا! قَالَ: فَمَا بَالُنَا يُدْخَلُ عَلَيْنَا بِلا إِذْنٍ؟ فَوَثَبَ يَحْيَى، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَدَّمَنِي اللَّهُ قِبَلَكَ، وَاللَّهِ مَا هُوَ إِلا شَيْءٌ خَصَصْتَنِي بِهِ، وَالآنَ فَأَكُونُ فِي الطَّبَقَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ أَهْلِ الإِذْنِ إِنْ أَمَرْتَنِي، فَاسْتَحْيَا الرَّشِيدُ، وَكَانَ مِنْ أَرَقِّ الْخُلَفَاءِ، وَأَطْرَقَ ثُمَّ قَالَ: مَا أَرَدْتُ مَا تَكْرَهُ، وَلَكِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ، قَالَ: فَظَنَنْتُ أَنَّهُ لَمْ يَسْنَحْ لَهُ جَوَابٌ يَرْتَضِيهِ، ثُمَّ خَرَجَ يَحْيَى.
وَقِيلَ: إِنَّ ثُمَامَةَ بْنَ أَشْرَسَ قَالَ: أَوَّلُ مَا أَنْكَرَ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ مِنْ أَمْرِهِ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ اللَّيْثِ رَفَعَ رِسَالَةً إِلَى الرَّشِيدِ يَعِظُهُ وَيَقُولُ: إِنَّ يَحْيَى لا يُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، وَقَدْ جَعَلْتَهُ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللَّهِ، فَكَيْفَ بِكَ إِذَا وَقَفْتَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ، [ص:785] فَسَأَلَكَ عَمَّا عَمِلْتَ فِي عِبَادِهِ وَبِلادِهِ؟
فَدَعَا الرَّشِيدُ يَحْيَى، وَقَدْ بَلَغَتْهُ الرِّسَالَةُ، فَقَالَ: تَعْرِفُ مُحَمَّدَ بْنَ اللَّيْثِ؟ قَالَ: نَعَمْ، هُوَ مُتَّهَمٌ عَلَى الإِسْلامِ، فَأَمَرَ بِابْنِ اللَّيْثِ فَوُضِعَ فِي الْمُطْبَقِ دَهْرًا، فَلَمَّا تَنَكَّرَ الرَّشِيدُ لِلْبَرَامِكَةِ أَمَرَ بِإِخْرَاجِهِ فَأَحْضَرَهُ، وَقَالَ لَهُ: أَتُحِبُّنِي؟ قَالَ: لا، وَاللَّهِ، قَالَ: أَتَقُولُ هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، وَضَعْتَ فِي رِجْلَيَّ الأَكْبَالَ، وَحُلْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ عِيَالِي بِلا ذَنْبٍ سِوَى قَوْلِ حَاسِدٍ يَكِيدُ الإِسْلامَ وَأَهْلَهُ، وَيُحِبُّ الإِلْحَادَ وَأَهْلَهُ، فَأَطْلِقْهُ ثُمَّ قَالَ: أَتُحِبُّنِي؟ قَالَ: لا، وَلَكِنْ قَدْ ذَهَبَ مَا في قلبي، فَأَمَرَ لَهُ بِمِائَةِ أَلْفٍ، ثُمَّ قَالَ: أَتُحِبُّنِي؟ قَالَ: نَعَمْ، قَدْ أَحْسَنْتَ إِلَيَّ، فَقَالَ: انْتَقَمَ اللَّهُ مِمَّنْ ظَلَمَكَ، وَأَخَذَ لَكَ مِمَّنْ بَعَثَنِي عَلَيْكَ.
قَالَ: فَقَالَ النَّاسُ فِي الْبَرَامِكَةِ فَأَكْثَرُوا. وَقِيلَ: إِنَّ يَحْيَى بْنَ خَالِدٍ دَخَلَ بَعْدُ عَلَى الرَّشِيدِ، فَقَامَ الْغِلْمَانُ لَهُ، وَقَالَ الرَّشِيدُ لِمَسْرُورٍ: مُرْهُمْ لا يَقُومُونَ، قَالَ: فَدَخَلَ، فَمَا قام أحد فاربد لون يَحْيَى.
وَقِيلَ: إِنَّ سَبَبَ قَتْلِ جَعْفَرٍ أَنَّ الرَّشِيدَ سَلَّمَ لَهُ يَحْيَى بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، فَرَقَّ لَهُ بَعْدَ قَلِيلٍ وَأَطْلَقَهُ.
وَكَانَ ابْنُ حَسَنٍ مَرْبُوعًا، أَجْلَحَ، بَطِينًا، حَسَنَ الْعَيْنَيْنِ، فَأَتَى رَجُلٌ بِصِفَتِهِ وَهَيْئَتِهِ إِلَى الرَّشِيدِ، وَأَنَّهُ رَآهُ بِحُلْوَانَ، فَأَعْطَى الرَّجُلَ جَائِزَةً.
وَقِيلَ: إن جعفر بَنَى دَارًا أَنْفَقَ عَلَيْهَا عِشْرِينَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَأَسْرَفَ.
وَعَنْ مُوسَى بْنِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ قَالَ: اعْتَمَرَ أَبِي فِي الْعَامِ الَّذِي نُكِبَ فِيهِ وَأَنَا مَعَهُ، فَتَعَلَّقَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، وَجَعَلَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ ذُنُوبِي عَظِيمَةٌ لا يُحْصِيهَا غَيْرُكَ، إِنْ كُنْتَ مُعَاقِبِي فَاجْعَلْ عُقُوبَتِي فِي الدُّنْيَا، وَإِنْ أَحَاطَ ذَلِكَ بِسَمْعِي، وَبَصَرِي، وَمَالِي، وَوَلَدِي حَتَّى أَبْلُغَ رِضَاكَ، وَلا تَجْعَلْ عُقُوبَتِي فِي الآخِرَةِ، وَكَانَ مُوسَى هَذَا أَحَدَ الأَبْطَالِ الموصوفين، فقيل: إِنَّ عَلِيَّ بْنَ عِيسَى بْنِ مَاهَانَ قَدَحَ فِيهِ عِنْدَ الرَّشِيدِ، وَأَعْلَمَهُ طَاعَةَ أَهْلِ خُرَاسَانَ لَهُ وَمَحَبَّتَهُمْ إِيَّاهُ، وَأَنَّهُ يُكَاتِبُهُمْ وَيَعْمَلُ عَلَى الذَّهَابِ إِلَيْهِمْ، فَاسْتَوْحَشَ الرَّشِيدُ مِنْهُ.
ثُمَّ رَكِبَ مُوسَى دَيْنٌ فَاسْتَتَرَ مِنَ الْغُرَمَاءِ، فَتَوَهَّمَ الرَّشِيدُ أَنَّهُ سَارَ إِلَى خُرَاسَانَ، ثُمَّ ظَهَرَ فَحَبَسَهُ، فَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ نَكْبَتِهِمْ، فَأَتَتْ زَوْجَةُ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ إِلَى الرَّشِيدِ وَلاطَفَتْهُ، فَقَالَ: يَضْمَنُهُ أَبُوهُ، فَضَمِنَهُ يَحْيَى. [ص:786]
وَكَانَ الرَّشِيدُ قَدْ غَضِبَ عَلَى الْفَضْلِ بْنِ يَحْيَى لِتَرْكِهِ الشُّرْبَ مَعَهُ.
وَكَانَ الْفَضْلُ يَقُولُ: لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ شُرْبَ الْمَاءِ يُنْقِصُ مِنْ مُرُوءَتِي مَا شَرِبْتُهُ، وَكَانَ مَشْغُوفًا بِالسَّمَاعِ.
وَأَمَّا جَعْفَرٌ فَكَانَ يُنَادِمُ الرَّشِيدَ، وَأَبُوهُ يَأْمُرُهُ بِالإِقْلالِ من ذلك فيخالفه، وقد كان يحيى قال: يا أمير المؤمنين، أنا والله أكره مداخل جعفر معك، فلو اقْتَصَرْتَ بِهِ عَلَى الإِمْرَةِ دُونَ الْعِشْرَةِ، قَالَ: يا أبة، ليس هذا بك وَلَكِنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تُقَدِّمَ الْفَضْلَ عَلَيْهِ.
قَالَ ابن جرير: حدثني أحمد بن زهير، أظنه عَنْ عَمِّهِ زَاهِرِ بْنِ حَرْبٍ، أَنَّ سَبَبَ هَلاكِ الْبَرَامِكَةِ أَنَّ الرَّشِيدَ كَانَ لا يَصْبِرُ عَنْ جَعْفَرٍ، وَعَنْ أُخْتِهِ عَبَّاسَةَ بِنْتِ الْمَهْدِيِّ، قال: وكان يحضرهما مَجْلِسَ الشَّرَابِ، فَقَالَ: أُزَوِّجُكَهَا عَلَى أَنْ لا تمسها، فكانا يثملان من الشرب وهما شابان، فيقوم الرشيد، فيثب جَعْفَرٌ عَلَيْهَا، فَوَلَدَتْ مِنْهُ غُلامًا، فَخَافَتِ الرَّشِيدَ، فَوَجَّهَتْ بِالطِّفْلِ مَعَ حَوَاضِنَ إِلَى مَكَّةَ، وَاخْتَفَى الأَمْرُ، ثُمَّ ضَرَبَتْ جَارِيَةً لَهَا فَوَشَتْ بِهَا إِلَى الرَّشِيدِ، فَلَمَّا حَجَّ أَرْسَلَ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي بِهِ الْحَوَاضِنُ، وَهَمَّ بِقَتْلِ الصَّبِيِّ، ثُمَّ تَأَثَّمَ مِنْ ذَلِكَ، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى الْحِيرَةِ، وَنَاحِيَةِ الأَنْبَارِ أَرْسَلَ لَيْلَةَ السَّبْتِ لانْسِلاخِ الْمُحَرَّمِ إِلَى مَسْرُورٍ الْخَادِمِ وَمَعَهُ أَبُو عِصْمَةَ وَأَجْنَادٌ، فَأَحَاطُوا بِجَعْفَرٍ لَيْلا، فَدَخَلَ عَلَيْهِ مَسْرُورٌ، وَهُوَ فِي مَجْلِسِ لَهْوِهِ، فَأَخْرَجَهُ بِعُنْفٍ، وَقَيَّدَهُ بِقَيْدِ حِمَارٍ وَأَتَى بِهِ، فَأَعْلَمَ الرَّشِيدَ، فَأَمَرَ بِضَرْبِ عُنُقِهِ، فَفَعَلَ.
وَحَدَّثَ مَسْرُورٌ قَالَ: وَقَعَ عَلَى رِجْلَيَّ يُقَبِّلُهَا، وَقَالَ: دَعْنِي أَدْخُلُ فَأُوصِي، قُلْتُ: لا سَبِيلَ إِلَى ذَلِكَ، فَأَوْصِ بِمَا شِئْتَ، فَأَوْصَى، وَأَعْتَقَ مَمَالِيكَهُ، ثُمَّ ذَبَحْتُهُ بَعْدَ أَنْ رَاجَعْتُ الرَّشِيدَ فِيهِ، وَأَتَيْتُهُ بِرَأْسِهِ.
ثُمَّ وَجَّهَ الرَّشِيدُ جُنْدًا أَحَاطُوا بِأَبِيهِ، وَبِجَمِيعِ أَوْلادِهِ وَمَوَالِيهِ، وَأُخِذَتْ أَمْوَالُهُمْ وَأَمْلاكُهُمْ، وَكَتَبَ إِلَى سَائِرِ الْعُمَّالِ بِقَبْضِ مَالِهِمْ، وَبُعِثَتْ جُثَّةُ جَعْفَرٍ إِلَى بَغْدَادَ، فَنُصِبَتْ عَلَى خَشَبَةٍ، وَنُودِيَ أَلا لا أَمَانَ لِمَنْ آوَى أَحَدًا مِنَ الْبَرَامِكَةِ.
ثُمَّ أَمَرَ الرَّشِيدُ يَوْمَ دَخَلَ الرَّقَّةَ بِقَتْلِ أَنَسِ بْنِ أَبِي شَيْخٍ، فَقُتِلَ وَصُلِبَ عَلَى الزَّنْدَقَةِ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْبَرَامِكَةِ. [ص:787]
وَذَكَر ابْنُ الصَّابِئِ فِي كِتَابِ " الأَمَاثِلِ وَالأَعْيَانِ " عَنْ إِسْحَاقَ الْمَوْصِلِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمَهْدِيِّ قَالَ: خَلا جَعْفَرُ بْنُ يَحْيَى يَوْمًا بِنُدَمَائِهِ وَأَنَا فِيهِمْ، فَلَبِسَ الْحَرِيرَ، وَتَضَمَّخَ بِالطِّيبِ، وَفَعَلَ بنا مثله، فقدم إليه عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ، فَدَخَلَ فِي رُصَافِيَّتِهِ وَسَوَادِهِ، فَارْبَدَّ وَجْهُ جَعْفَرٍ، فَدَعَا غُلامَهُ فَنَاوَلَهُ سَوَادَهُ وَقَلَنْسُوَتَهُ، وَأَتَى مَجْلِسَنَا، وَقَالَ: أَشْرِكُونَا مَعَكُمْ، فَأَلْبَسُوهُ حَرِيرًا، وَأُحْضِرَ لَهُ طَعَامٌ وَشَرَابٌ، فَقَالَ لِجَعْفَرٍ: وَاللَّهِ مَا شَرِبْتُهُ قَبْلَ الْيَوْمِ، فَلْيُخَفِّفْ عَلَيَّ، ثُمَّ ضُمِّخَ بِالْخَلُوقِ، فَنَادَمَنَا أَحْسَنَ مُنَادَمَةً، وَسُرِّيَ عَنْ جَعْفَرٍ، فَلَمَّا أَرَادَ الانْصِرَافَ قَالَ لَهُ: اذْكُرْ حَوَائِجَكَ فَإِنَّنِي مَا أَسْتَطِيعُ مُقَابَلَةَ مَا كَانَ مِنْكَ، قَالَ: فِي قَلْبِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيَّ مَوْجِدَةٌ فَتُخْرِجُهَا؟ قَالَ: قد رضي عنك أمير المؤمنين، قال: وعلي أربعة آلاف ألف دِرْهَمٍ دَيْنًا، قَالَ: قُضِيَ دَيْنُكَ، قَالَ: وَإِبْرَاهِيمُ ابْنِي أُحِبُّ أَنْ أُزَوِّجَهُ، قَالَ: قَدْ زَوَّجَهُ أمير المؤمنين بالعالية بنته، قال: وأوثر أن يُوَلَّى بَلَدًا، قَالَ: قَدْ وَلاهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ إمرة مِصْرَ، فَخَرَجَ وَنَحْنُ مُتَعَجِّبُونَ مِنْ إِقْدَامِ جَعْفَرٍ عَلَى هَذِهِ الأُمُورِ الْعَظِيمَةِ مِنْ غَيْرِ اسْتِئْذَانِ، وَرَكِبَ مِنَ الْغَدِ إِلَى الرَّشِيدِ فَدَخَلَ وَوَقَفْنَا، فَمَا كَانَ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ دُعِيَ بِالْقَاضِي أَبِي يُوسُفَ، وَبِمُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ صَالِحٍ، ثُمَّ خَرَجَ إِبْرَاهِيمُ، وَعَلْيِهِ الْخُلَعُ، وَاللِّوَاءُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَقَدْ زُوِّجَ بِالْعَالِيَةِ، وَزُفَّتْ إِلَيْهِ، وَحُمِلَتِ الأَمْوَالُ إِلَى دَارِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَخَرَجَ جَعْفَرٌ فَقَالَ لَنَا: وَقَفْتُ بَيْنَ يَدَيْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَعَرَّفْتُهُ بِأَمْرِ عَبْدِ الملك كله، وهو يقول: أحسن أحسن، ثُمَّ قَالَ: فَمَا صَنَعْتَ مَعَهُ؟ فَعَرَّفْتُهُ مَا كَانَ مِنْ قَوْلِي، فَاسْتَصْوَبَهُ، وَأَمْضَاهُ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمَهْدِيِّ: فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَيُّهُمْ أَعْجَبُ فعلا: عَبْدُ الْمَلِكِ فِي شُرْبِهِ النَّبِيذَ وَلِبَاسِهِ مَا لَيْسَ مِنْ لُبْسِهِ، وَكَانَ صَاحِبَ جِدٍّ وَوَقَارٍ، أَوْ إِقْدَامُ جَعْفَرٍ بِمَا أَقْدَمَ بِهِ، أَوْ إِمْضَاءُ الرَّشِيدِ لِمَا حَكَمَ جَعْفَرٌ بِهِ؟!
قَالَ القاضي ابن خلكان الْبَرْمَكِيِّ: قَدْ بَلَغَ جَعْفَرٌ مِنْ عُلُوِّ الْمَرْتَبَةِ مَا لَمْ يَبْلُغْهُ أَحَدٌ، حَتَّى أَنَّ الرَّشِيدَ اتخذ ثوبا له زيقان، فكان يلبسه هُوَ وَجَعْفَرٌ مَعًا، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ عَنْهُ صَبْرٌ، وَكَانَ الرَّشِيدُ شَدِيدَ الْمَحَبَّةِ لأُخْتِهِ عَبَّاسَةَ، وَهِيَ أَعَزُّ النِّسَاءِ عَلَيْهِ، فَكَانَ مَتَى غَابَ أَحَدٌ مِنْهُمَا لا يَتِمُّ سُرُورُ الرَّشِيدِ فَقَالَ: إِنِّي لا صَبْرَ [ص:788] لِي عَنْكُمَا، وَإِنِّي سَأُزَوِّجُكها لِأَجْلِ النَّظَرِ فَقَطْ، فَاحْذَرْ أَنْ تَخْلُوَ بِهَا، فَزَوَّجَهُ بِهَا عَلَى هَذَا الشَّرْطِ، ثُمَّ تَغَيَّرَ عَلَيْهِ.
وَاخْتَلَفُوا فِي سَبَبِ هَذَا التَّغَيُّرِ، فَقِيلَ: إِنَّ عَبَّاسَةَ أَحَبَّتْ جَعْفَرًا وَرَاوَدَتْهُ فَخَافَ، وَأَعْيَتْهَا الْحِيلَةُ، فَبَعَثَتْ إِلَى أم جعفر: أن ابعثيني إِلَى ابْنِكِ كَأَنَّنِي جَارِيَةٌ لَكِ تُتْحِفِيهِ بِهَا، وَكَانَتْ أُمُّهُ تُتْحِفُهُ كُلَّ جُمْعَةٍ بِجَارِيَةٍ بِكْرٍ، فَيَشْرَبُ ثُمَّ يَقتَضُّهَا، فَأَبَتْ عَلَيْهَا أُمُّ جَعْفَرٍ، فَقَالَتْ: لَئِنْ لَمْ تَفْعَلِي لأَقُولَنَّ أَنَّكِ خَاطَبْتِنِي بِهَذَا، وَلَئِنِ اشْتَمَلْتُ مِنَ ابْنِكِ عَلَى وَلَدٍ لَيَكُونَنَّ لَكُمُ الشَّرَفُ، فَأَجَابَتْهَا وَجَاءَتْهَا عَبَّاسَةُ فَأَدْخَلَتْهَا مُتَنَكِّرَةً عَلَى جَعْفَرٍ، وَكَانَ لا يَثَّبَّتُ صُورَتَهَا، وَلا يَجْسُرُ أَنْ يَرْفَعَ طَرْفَهُ إِلَيْهَا مِنَ الرَّشِيدِ قَالَ: فَاقتَضَّهَا، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَتْ لَهُ: كَيْفَ رَأَيْتَ خَدِيعَةَ بَنَاتِ الْخُلَفَاءِ؟ قَالَ: وَمَنْ أَنْتِ؟ قَالَتْ: أَنَا مَوْلاتُكَ، فَطَارَ السُّكْرُ مِنْ رَأْسِهِ، وَقَامَ إِلَى أمه فقال: بِعْتِنِي وَاللَّهِ رَخِيصًا، وَعَلِقَتْ مِنْهُ الْعَبَّاسَةُ، فَلَمَّا وَلَدَتْ وَكَّلَتْ بِالْوَلَدِ خَادِمًا، وَمُرْضِعًا، ثُمَّ بَعَثَتْ بِهِ إِلَى مَكَّةَ، ثُمَّ وَشَتْ بِهَا زُبَيْدَةُ إِلَى الرَّشِيدِ، فَحَجَّ وَكَشَفَ عَنِ الأَمْرِ وَتَحَقَّقَهُ، فَأَضْمَرَ السُّوءَ لِلْبَرَامِكَةِ. وَلِأَبِي نُوَاسٍ يُشِيرُ إِلَى ذلك:
ألا قل لأمين اللـ ... ـه وابن القادة الساسه
إذا ما ناكث سر ... ك أَنْ تُعْدِمَهُ رَاسَهْ
فَلا تَقْتُلْهُ بِالسَّيْفِ ... وَزَوِّجْهُ بِعَبَّاسَهْ
وَقِيلَ: إِنَّ الرَّشِيدَ سَلَّمَ إِلَيْهِ يَحْيَى بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ كَمَا ذَكَرْنَا، فَقَالَ لَهُ: اتَّقِ اللَّهَ فِيَّ، وَلا تَجْعَلْ خَصْمِكَ غَدًا جَدِّي، فَرَقَّ لَهُ وَأَطْلَقَهُ، وَخَفَرَهُ إِلَى مَأْمَنِهِ.
وَسُئِلَ سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ عَنْ جِنَايَةِ الْبَرَامِكَةِ، فَقَالَ: مَا كَانَ مِنْهُمْ بَعْضُ مَا يُوجِبُ مَا عَمِلَ الرَّشِيدُ بِهِمْ، وَلَكِنْ طَالَتْ أَيَّامُهُمْ، وَكُلُّ طَوِيلٍ مَمْلُولٌ.
وَقِيلَ: رُفِعَتْ وَرَقَةٌ إِلَى الرَّشِيدِ فِيهَا:
قُلْ لِأَمِينِ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ ... وَمَنْ إِلَيْهِ الْحَلُّ وَالْعَقْدُ
هَذَا ابْنُ يَحْيَى قَدْ غَدَا مَالِكًا ... مِثْلَكَ مَا بَيْنَكُمَا حَدُّ
أَمْرُكَ مَرْدُودٌ إِلَى أَمْرِهِ ... وَأَمْرُهُ لَيْسَ لَهُ رَدُّ [ص:789]
وقد بنى الدار التي ما بنى الـ ... فرس لَهَا مِثْلا وَلا الْهِنْدُ
الدُّرُّ وَالْيَاقُوتُ حَصْبَاؤُهَا ... وَتُرْبُهَا الْعَنْبَرُ وَالنَّدُّ
وَنَحْنُ نَخْشَى أَنَّهُ وَارِثٌ ... مُلْكَكَ إِنْ غَيَّبَكَ اللَّحْدُ
وَلَنْ يُضَاهِي الْعَبْدُ أَرْبَابَهُ ... إِلا إِذَا مَا بَطِرَ الْعَبْدُ
فَلَمَّا قَرَأَهَا أَثَّرَتْ فِيهِ.
وَقِيلَ: إِنَّ أُخْتَ الرَّشِيدِ قَالَتْ لَهُ: مَا رَأَيْتُ لَكَ سُرُورًا تَامًّا مُنْذُ قَتَلْتَ جَعْفَرًا، فَلِأَيِّ شَيْءٍ قَتَلْتَهُ؟ قَالَ: لو علمت أن قميصي يعلم السبب في ذلك لَمَزَّقْتُهُ.
وَلَمْ يَزَلْ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ وَابْنُهُ الْفَضْلُ وَعِدَّةٌ مِنَ الْخَدَمِ مَحْبُوسِينَ، وَحَالُهُمْ حَسَنٌ إِلَى أَنْ سَخِطَ الرَّشِيدُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ صَالِحٍ، فَعَمَّهُمْ بِسَخَطِهِ، وَجَدَّدَ لَهُمُ التُّهْمَةَ، وَضَيَّقَ عَلَيْهِمْ، وَبَقِيَتْ جُثَّةُ جَعْفَرٍ مُعَلَّقَةً مُدَّةً، وَقُطِّعَتْ أَعْضَاؤُهُ، وَعُلِّقَتْ بِأَمَاكِنَ، ثُمَّ بَعْدَ مُدَّةٍ أُنْزِلَتْ وَأُحْرِقَتْ، وَحُبِسَ يَحْيَى وَأَوْلادُهُ كُلَّهُمْ سِوَى مُحَمَّدٍ وَبَنِيهِ.
وَلِأَبِي الْعَتَاهِيَةِ:
قُولا لِمَنْ يَرْتَجِي الْحَيَاةَ أَمَا ... فِي جَعْفَرٍ عِبْرَةٌ وَيَحْيَاهُ
كَانَا وزيري خليفة الله هـ ... ـارون هُمَا مَا هُمَا وَزِيرَاهُ
فَذَاكُمُ جَعْفَرٌ بِرُمَّتِهِ ... فِي حَالِقٍ رَأْسُهُ وَنِصْفَاهُ
وَالشَّيْخُ يَحْيَى الْوَزِيرُ أصبح قد ... نحاه عن نفسه وأقصاه
وشتت بعد الجميع شملهم ... فأصبحوا في البلاد قد تاهوا
كذاك مَنْ يُسْخِطِ الإِلَهَ بِمَا ... يُرْضِي بِهِ الْعَبْدَ يُجْزِهِ اللَّهُ
سُبْحَانَ مَنْ دَانَتِ الْمُلُوكُ لَهُ ... أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا هُو
طُوبَى لِمَنْ تَابَ قَبْلَ غِرَّتِهِ ... فَمَاتَ قَبْلَ الْمَمَاتِ طُوبَاهُ
وَفِيهَا هَاجَتِ الْعَصَبِيَّةُ بَيْنَ الْقَيْسِيَّةِ وَالْيَمَانِيَّةِ بِالشَّامِ، فَوَجَّهَ الرَّشِيدُ مُحَمَّدَ بْنَ مَنْصُورِ بْنِ زِيَادٍ فأصلح بينهم.
وفيها خرج عبد السلام الخارجي بآمد فظفر به يحيى العقيلي فقتله.
وَفِيهَا أَغْزَى الرَّشِيدُ وَلَدَهُ الْقَاسِمَ الصَّائِفَةَ، وَوَهَبَهُ لله، وولاه العواصم. [ص:790]
وَكَانَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ صَالِحٍ وَلَدٌ، وَهُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَسَعَى هُوَ وَوَزِيرُ أَبِيهِ بِابْنِهِ إلى الرشيد، قالا: إِنَّهُ عَامِلٌ عَلَى الْخِلافَةِ، فَاعْتَقَلَهُ الرَّشِيدُ فِي مكان مليح وفي إكرام، فَمَا زَالَ مَحْبُوسًا حَتَّى تُوُفِّيَ الرَّشِيدُ فَأَطْلَقَهُ الأَمِينُ وَوَلاهُ الشَّامَ، ثُمَّ مَاتَ قَبْلَ الأَمِينِ، وَكَانَ مِنْ أَشْرَافِ بَيْتِهِ وَفُصَحَائِهِمْ وَنُبَلائِهِمْ، مَرَّ الرَّشِيدُ بِمَنْبِجٍ فَقَالَ لَهُ، وَبِهَا إِذْ ذَاكَ مَقَرُّ عَبْدِ الْمَلِكِ: هَذَا مَنْزِلُكَ؟ قَالَ: هُوَ لَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وُلِّيَ بِكَ، قَالَ: كَيْفَ هُوَ؟ قَالَ: دُونَ بِنَاءِ أَهْلِي، وَفَوْقَ مَنَازِلِ مَنْبِجٍ، قَالَ: كَيْفَ لَيْلُهَا؟ قَالَ: سَحَرٌ كُلُّهُ.
وَفِيهَا انْتَقَضَ الصُّلْحُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَبَيْنَ الرُّومِ، وَمَلَّكُوا عَلَيْهِمْ نِقْفُورَ، وَالرُّومُ تَذْكُرُ أَنَّ نِقْفُورَ هَذَا مِنْ وَلَدِ جَفْنَةَ الْغَسَّانِيِّ، وَأَنَّهُ قَبْلَ الْمُلْكِ كَانَ يَلِي دِيوَانَ خَرَاجِهِمْ، وَكَانَ عَقَدَ الهدنة مع الملكة زبني، فخلعتها الروم وسلطنوا نقفور.
ثم ماتت زبني بَعْدَ أَشْهُرٍ، فَكَتَبَ: مِنْ نِقْفُورَ مَلِكِ الرُّومِ، إِلَى هَارُونَ مَلِكِ الْعَرَبِ، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الْمَلِكَةَ الَّتِي قَبْلِي كَانَتْ أَقَامَتْكَ مَقَامَ الرُّخِ، وَأَقَامَتْ نَفْسَهَا مَقَامَ الْبَيْدَقِ، فَحَمَلَتْ إِلَيْكَ مِنْ أَمْوَالِهَا أَحْمَالا، وَذَلِكَ لِضَعْفِ النِّسَاءِ وَحُمْقِهِنَّ، فَإِذَا قَرَأْتَ كِتَابِي فَارْدُدْ مَا حَصَلَ قِبَلَكَ مِنْ أَمْوَالِهَا، وَافْتَدِ نَفْسَكَ، وَإِلا فَالسَّيْفُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ.
قَالَ: فَلَمَّا قَرَأَ الرَّشِيدُ الْكِتَابَ اسْتَشَاطَ غَضَبًا حتى لم يمكن أحد أَنْ يَنْظُرَ إِلَى وَجْهِهِ دُونَ أَنْ يُخَاطِبَهُ، وَتَفَرَّقَ جُلَسَاؤُهُ مِنَ الْخَوْفِ، وَاسْتَعْجَمَ الرَّأْيُ عَلَى الْوَزِيرِ، فَدَعَا الرَّشِيدُ بِدَوَاةٍ وَكَتَبَ عَلَى ظَهْرِ كِتَابِهِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ هَارُونَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى نِقْفُورَ كَلْبِ الرُّومِ، قَدْ قَرَأْتُ كِتَابَكَ يَا ابْنَ الْكَافِرَةِ، وَالْجَوَابُ مَا تَرَاهُ لا مَا تَسْمَعُهُ.
ثُمَّ سَارَ لِيَوْمِهِ، فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى نَازَلَ مَدِينَةَ هِرَقْلَةَ، وَكَانَتْ غزوة مشهودة، وَفَتْحًا مُبِينًا، فَطَلَبَ النِّقْفُورُ الْمُوَادَعَةَ، وَالْتَزَمَ بِخَرَاجٍ يَحْمِلُهُ كُلَّ سَنَةٍ، فَأُجِيبَ، فَلَمَّا رَجَعَ الرَّشِيدُ إِلَى الرَّقَّةِ نَقَضَ الْكَلْبُ الْعَهْدَ لِإِيَاسِهِ مِنْ كرة الرَّشِيدِ فِي الْبَرْدِ، فَلَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يبلغ الرشيد نقضه، بل قال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ التَّيْمِيُّ: [ص:791]
نَقَضَ الَّذِي أَعْطَيْتَهُ نِقْفُورُ ... فَعَلَيْهِ دَائِرَةُ الْبَوَارِ تَدُورُ
أَبْشِرْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّهُ ... غُنْمٌ أَتَاكَ بِهِ الإِلَهُ كَبِيرُ
وَقَالَ أَبُو الْعَتَاهِيَةِ أَبْيَاتًا، وَعُرِضَتْ عَلَى الرَّشِيدِ، فَقَالَ: أَوَ قَدْ فَعَلَهَا؟ فَكَرَّ رَاجِعًا فِي مَشَقَّةٍ شَدِيدَةٍ حَتَّى أَنَاخَ بِفِنَائِهِ، فَلَمْ يَبْرَحْ حَتَّى بَلَغَ مُرَادَهُ وَحَازَ جِهَادَهُ، وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ أَبُو الْعَتَاهِيَةِ:
أَلا بادت هِرَقْلَةُ بِالْخَرَابِ ... مِنَ الْمَلِكِ الْمُوَفَّقِ لِلصَّوَابِ
غَدَا هارون يرعد بالمنايا ... ويبرق بالمذكرة العضاب
وَرَايَاتٍ يَحِلُّ النَّصْرُ فِيهَا ... تَمُرُّ كَأَنَّهَا قِطَعُ السَّحَابِ
وَفِيهَا أَمَرَ الرَّشِيدُ بِقَتْلِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ نَهِيكٍ؛ لِأَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْهُ أَنَّهُ إِذَا شَرِبَ طَلَبَ سَيْفَهُ وَأَخَذَهُ، وَيَقُولُ: لأَقْتُلَنَّ الرَّشِيدَ أَوْ لأَقْتُلَنَّ قَاتِلَ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى، ثُمَّ يَبْكِي حَزِنًا عَلَى جَعْفَرٍ.
وَحَجَّ وَأَقَامَ الْمَوْسِمَ عبيد الله بن العباس ابن أخي الْمَنْصُورِ.
وَوَلِيَ دِمَشْقَ شُعَيْبُ بْنُ حَازِمِ بْنِ خُزَيْمَةَ، فَهَاجَتِ الأَهْوَاءُ بَيْنَ الْمُضَرِيَّةِ، وَالْيَمَانِيَّةِ، وَجَرَتْ بَيْنَهُمْ وَقْعَةٌ مَهُولَةٌ، ظَهَرَتْ فِيهَا الْيَمَانِيَّةُ، وَقُتِلَ نَحْوٌ من خمس مائة نَفْسٍ، ثُمَّ عُزِلَ شُعَيْبٌ بَعْدَ عَامٍ بِمُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ.(4/784)
-سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّيَ: إِسْحَاقُ بْنُ مِسْوَرٍ الْمُرَادِيُّ الْمِصْرِيُّ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الحميد الضبي، والحسين بْنُ الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ، وَرِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ الْمِصْرِيُّ، وسليم بن عِيسَى الْمُقْرِئُ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ الْصَّدَفِيُّ، وَعَبْدَهِ بْنُ سُلَيْمَانَ الْكُوفِيُّ، وَعَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ الْحَرَّانِيُّ بِخُلْفٍ، وَعُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ السَّكُونِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ الْمَوْصِلِيُّ، وَعِيسَى بْنُ يُونُسُ السَّبِيعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ أَوْ سَنَةَ تِسْعِينَ وَمِائَةٍ، وَمَرْحُومُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَطَّارُ الْبَصْرِيُّ، وَمَعْرُوفُ بْنُ حَسَّانٍ الضَّبِّيُّ، وَمَهْرَانُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الرَّازِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي غُنْيَةَ.
وَفِيهَا غَزَا الْمُسْلِمُونَ الصَّائِفَةَ، وَدَخَلُوا مِنْ دَرْبِ الصفصاف، فبرز نقفور بجموعه، فالتقوا فَجُرِحَ نِقْفُورُ ثَلاثَ جِرَاحَاتٍ وَانْهَزَمَ، وَقُتِلَ مِنَ الروم مقتلة [ص:792] عَظِيمَةٌ، فَقِيلَ: بَلَغَتِ الْقَتْلَى أَرْبَعِينَ أَلْفًا، وَقِيلَ: أربعة آلاف وسبع مائة.
وَحَجَّ بِالنَّاسِ الرَّشِيدُ.(4/791)
-سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّيَ: حَكَّامُ بْنُ سَلَمٍ الرَّازِيُّ، وَأَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، وَشُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ الدِّمَشْقِيُّ، وَعَبْدُ الأعلى بن عبد الأعلى السامي، وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهَرٍ الْكُوفِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ أَبِي خَلِيفَةَ الْعَبْدِيُّ، وَمُبَشِّرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَزِينٍ النَّيْسَابُورِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ قَاضِي الْقُضَاةِ، وَعَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ الْكِسَائِيُّ شَيْخُ الْقُرَّاءِ، وَهَارُونُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَيَحْيَى بْنُ يَمَانٍ الْعِجْلِيُّ، وَيُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ السَّمْتِيُّ.
وَفِيهَا سَارَ الرَّشِيدُ إِلَى الرَّيِّ بِسَبَبِ أَنَّ أَهْلَ خُرَاسَانَ كَتَبُوا يَشْكُونَ عَلِيَّ بْنَ عِيسَى بْنِ مَاهَانَ، وَعَسْفَهُ وَظُلْمَهُ، وَيَطْلُبُونَ عَزْلَهُ، وَتُحَدِّثُ بِأَنَّ ابْنَ مَاهَانَ عَلَى نِيَّةِ الْخُرُوجِ، فَأَقَامَ الرَّشِيدُ بِالرَّيِّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ حَتَّى وَافَاهُ ابْنُ مَاهَانَ بِالأَمْوَالِ وَالْجَوَاهِرِ وَالْمِسْكِ وَالتُّحَفِ وَالْخَيْلِ، ثُمَّ أَهْدَى بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى كِبَارِ الْقُوَّادِ، وَرَأَى مِنْهُ الرَّشِيدُ مَا أَعْجَبَهُ وَأَرْضَاهُ، فَرَدَّهُ إِلَى إِمَارَةِ خُرَاسَانَ، وَرَكِبَ مُشَيِّعًا لَهُ.
وَفِيهَا كَانَ الْفِدَاءُ حَتَّى لَمْ يَبْقَ بِمَمَالِكِ الرُّومِ فِي الأَسْرِ مُسْلِمٌ.(4/792)
-سَنَةَ تِسْعِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا توفي: أَسَدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ الْفَقِيهُ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسْطَنْطِينَ مُقْرِئُ مَكَّةَ فِي قَوْلٍ، وَالْحَكَمُ بْنُ سِنَانٍ الْبَاهِلِيُّ الْقُرَبِيُّ، وَحَمَّادُ بْنُ شُعَيْبٍ الْحِمَّانِيُّ، وَشُجَاعُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الْبَلْخِيُّ الْمُقْرِئُ، وَعَائِذُ بْنُ حَبِيبٍ بَيَّاعُ الْهَرَوِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ غَانِمٍ قَاضِي إِفْرِيقْيَةَ، وَأَبُو عَلْقَمَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرَوِيُّ الْمَدَنِيُّ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بن كعب بْنِ عَلْقَمَةَ الْمَصْرِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ اللاحِقِيُّ، وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ الْكُوفِيُّ الْحَذَّاءُ، وَعَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ الْحَلَبِيُّ الْخَفَّافُ، وَعُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ المقدمي، ومحمد بن بشر الْمَعَافِرِيُّ بِحَلَبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، وَمَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ فِي رِوَايَةٍ، وَمَسْلَمَهُ بْنُ عُلَيٍّ [ص:793] الْجُهَنِيُّ، وَمَيْمُونُ بْنُ يَحْيَى مِصْرِيٌّ، وَوَهْبُ بْنُ وَاضِحٍ أَبُو الأَخْرِيطَ مُقْرِئُ مَكَّةَ، وَيَحْيَى بْنُ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكَ مَحْبُوسًا، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا الْغَسَّانِيُّ بِوَاسِطٍ، وَيَحْيَى بْنُ مَيْمُونَ الْبَغْدَادِيُّ التَّمَّارُ، وَأَبُو بَحْرٍ الْبَكْرَاوِيُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ وَاصِلٍ.
وفيها خلع الطاعة رَافِعُ بْنُ اللَّيْثِ بْنِ نَصْرِ بْنِ سَيَّارٍ بِسَمَرْقَنْدَ، فَوَجَّهَ ابْنُ مَاهَانَ لِحَرْبِهِ ابْنَهُ عِيسَى، فَالْتَقَوْا فَانْهَزَمَ عِيسَى.
وَفِيهَا أَسْلَمَ الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ الْمَجُوسِيُّ عَلَى يَدِ الْمَأْمُونِ بْنِ هَارُونَ الرَّشِيدِ.
وَفِيهَا افْتَتَحَ الرَّشِيدُ مَدِينَةَ هِرَقْلَةَ، وَبَثَّ جُيُوشَهُ بِأَرْضِ الرُّومِ، وَكَانَ فِي مِائَةِ أَلْفِ فَارِسٍ، وخمسة وثلاثين ألفا سِوَى الْمُطَّوَّعَةِ، وَجَالَ فِي أَرْضِ الْكُفْرِ الأَمِيرُ دَاوُدُ بْنُ عِيسَى بْنِ مُوسَى فِي سَبْعِينَ أَلْفًا.
وَافْتَتَحَ شَرَاحِيلُ بْنُ مَعْنِ بْنِ زَائِدَةَ حِصْنَ الصَّقَالِبَةِ.
وَافْتَتَحَ يَزِيدُ بْنُ مَخْلَدٍ الصَّفْصَافَ، وفلقونية.
وَكَانَ فَتْحُ هِرَقْلَةَ فِي شَوَّالٍ، فَأَخْرَبَهَا وَسَبَى أَهْلَهَا، وَكَانَ الْحِصَارُ ثَلاثِينَ يَوْمًا.
وَوُلِّيَ إِمْرَةَ سَوَاحِلِ الشَّامِ إِلَى مِصْرَ حُمَيْدُ بْنُ مَعْيُوفٍ، فَسَارَ فِي الْبَحْرِ إِلَى قُبْرُسَ فَهَدَمَ وَحَرَّقَ، وَسَبَى مِنْ أَهْلِهَا سِتَّةَ عَشَرَ أَلْفًا، وَأُبِيعُوا بالرقة، وَبَلَغَ ثَمَنُ أُسْقُفِ قُبْرُسَ أَلْفَيْ دِينَارٍ.
وَاتَّخَذَ الرَّشِيدُ قَلَنْسُوَةً كَانَ يَلْبَسُهَا مَكْتُوبٌ عَلَيْهَا بِالرُّقَمِ " غَازٍ حَاجٌّ "، وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ أَبُو الْمُعَلَّى الْكِلابِيُّ، وَكَانَ شُخُوصُ الرَّشِيدِ إِلَى الرُّومِ فِي رَجَبٍ:
فَمَنْ يَطْلُبْ لِقَاءَكَ أَوْ يُرِدْهُ ... فَبِالْحَرَمَيْنِ أَوْ أَقْصَى الثُّغُورِ
فَفِي أَرْضِ الْعَدُوِّ عَلَى طمر ... وفي أرض البرية فَوْقَ كُورِ
وَفِيهَا بَعَثَ نِقْفُورُ إِلَى الرَّشِيدِ بالحمل، وبالجزية عن رأسه أربعة دنانير.
وَكَتَبَ: لِعَبْدِ اللَّهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، مِنْ نِقْفُورَ مَلِكِ الرُّومِ، سَلامٌ عَلَيْكَ أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً لا تَضُرُّكَ فِي دِينِكَ وَلا دُنياك، أَنْ تَهَبَ لابْنِي جَارِيَةً مِنْ بَنَاتِ مَدِينَةِ هِرَقْلَةَ قَدْ كُنْتُ خَطَبْتُهَا عَلَى ابْنِي، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُسْعِفَنِي بِهَا فَعَلْتَ، وَالسَّلامُ.
وَاسْتَهْدَاهُ أَيْضًا سُرَادِقًا وَطِيبًا، فَأَمَرَ الرَّشِيدُ فأحضرت الجارية فحليت [ص:794] وزينت، وبعث معها مَا سَأَلَ مِنَ الْعِطْرِ، وَالطُّرَفِ، والسُّرَادَقِ، فَوَهَبَ نقفور للرسول خمسين ألفا وثلاث مائة ثوب، واثني عشر بازا، وأربعة أكلب، وثلاثة بَرَاذِينَ، وَطَلَبَ مِنَ الرَّشِيدِ أَنْ لا يُخَرِّبَ حِصْنَ ذِي الْكَلاعِ، وَلا صَمْلَهْ، وَلا حِصْنَ سِنَانٍ، فَاشْتَرَطَ عَلَيْهِ الرَّشِيدُ أَنْ لا يُعَمِّرَ هرقلة، وأن يحمل إليه ثلاث مائة ألف دينار.
وفيها نقض أهل قبرص، فَغَزَاهُمْ مَعْيُوفُ بْنُ يَحْيَى، فَقَتَلَ وَسَبَى.(4/792)
- (الوفيات)(4/795)
-تراجم أهل هذه الطبقة(4/795)
-[حَرْفُ الأَلِفِ](4/795)
1 - إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْوَاسِطِيُّ السَّوَّاقُ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: مَنْصُورٍ، وَهِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، وَعِمْرَانَ الْقَصِيرِ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ.
وَعَنْهُ: محمد بن حمير، وَمُحَمَّدُ بْنُ وَزِيرٍ الْوَاسِطِيُّ، وَغَيْرُهُمَا.
لَمْ يُضَعَّفْ.(4/795)
2 - ق: إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَعْيَنَ الشَّيْبَانِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
حَدَّثَ بِمِصْرَ عَنْ: مَعْمَرٍ، وَشُعْبَةَ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ يَحْيَى الشَّيْبَانِيِّ.
وَعَنْهُ: إِسْرَائِيلُ، وَهُوَ شَيْخُهُ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، وَغَيْرُهُمْ.
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ.(4/795)
3 - إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ التَّيْمِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، وَرَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَالْحُمَيْدِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُسْلَمَةَ الْمِصْرِيُّ.
ضَعَّفَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ.(4/795)
4 - إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ مَسْلَمَةَ الأَنْصَارِيُّ الْمَدنِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَعَمِّهِ سُلَيْمَانَ، وَصَالِحِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، وَذُؤَيْبُ بْنُ عَمَامَةَ، وعبد العزيز الأويسي، وَعَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.(4/795)
5 - إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي حَيَّةَ أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمَكِّيُّ، وَاسْمُ أَبِيهِ: الْيَسَعُ بْنُ أَشْعَثَ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
[ص:796]
رَوَى عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وحميد الأعرج، وعدة، وقرأ القرآن على حميد الأعرج.
روى عنه: الحميدي، وقتيبة، وأحمد بن عيسى، ونعيم بن حماد، وابن أبي مسرة، والد أبي يحيى، وداود بن حماد.
ضعفه ابن عدي، والنسائي.
وقال الدارقطني: متروك.
ومن مناكيره: قتيبة، قال: أخبرنا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا اسْتَأْذَنَتْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كَنِيفٍ بِمِنًى، فَلَمْ يَأْذَنْ لَهَا.
وَقُتَيْبَةُ عَنْهُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ مَرْفُوعًا: " يَوْمُ الأَرْبِعَاءِ يَوْمُ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ ".(4/795)
6 - ع: إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ، الإِمَامُ أَبُو إِسْحَاقَ الْقُرَشِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
سَمِعَ: أَبَاهُ، وَالزُّهْرِيَّ، وَصَفْوَانَ بْنَ سُلَيْمٍ، وَصَالِحَ بْنَ كَيْسَانَ، وَيَزِيدَ بْنَ الْهَادِ، وَابْنَ إِسْحَاقَ، وَالْوَلِيدَ بْنَ كثير، وطائفة.
وَعَنْهُ: ابْنَاهُ يَعْقُوبُ، وَسَعْدٌ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَمَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الدُّولابِيُّ، وَلُوَيْنٌ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ سَيَّارٍ الْحَرَّانِيُّ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ مَاتَ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ شُعْبَةُ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَهُمْ أَكْبَرُ مِنْهُ.
وَكَانَ مِنَ الْعُلَمَاءِ الثِّقَاتِ، عَاشَ خَمْسًا وَسَبْعِينَ سَنَةً، وَوَلِيَ قَضَاءَ الْمَدِينَةِ، وَقَدْ كَانَ أَبُوهُ أَيْضًا قَاضِيهَا، وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ أسود اللون.
قال عبيد الله بن سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ الْعِرَاقَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، فَأَكْرَمَهُ الرَّشِيدُ، وَأَظْهَرَ بِرَّهُ، وَسُئِلَ عَنِ الغناء فأفتى بتحليله، فأتاه بَعْضُ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ لِيَسْمَعَ مِنْهُ، فَسَمِعَهُ يَتَغَنَّى فَقَالَ: لَقَدْ كُنْتُ حَرِيصًا عَلَى أَنْ أَسْمَعَ مِنْكَ، فَأَمَّا الآنَ فَلا أَسْمَعُ مِنْكَ، فَقَالَ: إذا لا [ص:797] أفقد إلا شخصك، وعلي، وَعَلَيَّ إِنْ حَدَّثْتُ بِبَغْدَادَ حَدِيثًا حَتَّى أُغَنِّيَ قبله، وشاعت هذه عنه ببغداد، فبلغت الرَّشِيدَ، فَدَعَا بِهِ، وَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيثِ الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِي قَطَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السَّرِقَةِ، فَدَعَا بِعُودٍ، فَقَالَ الرَّشِيدُ: أَعُودُ الْبُخُورِ؟ قَالَ: لا، وَلَكِنْ عُودُ الطَّرَبِ، فَتَبَسَّمَ، وَفَهِمَهَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ فَقَالَ: لَعَلَّكَ بَلَغَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حَدِيثُ السَّفِيهِ الَّذِي آذَانِي بِالأَمْسِ، وَأَلْجَأَنِي إِلَى أَنْ حَلَفْتُ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَدَعَا لَهُ الرَّشِيدُ بِعُودٍ، فَغَنَّاهُ:
يَا أُمَّ طَلْحَةَ إِنَّ الْبَيْنَ قَدْ أَزِفَا ... قَلَّ الثِّوَاءُ لَئِنْ كَانَ الرَّحِيلُ غَدَا
وَقَالَ لَهُ الرَّشِيدُ: مَنْ كَانَ مِنْ فُقَهَائِكُمْ يَكْرَهُ السَّمَاعَ؟ قَالَ: مَنْ رَبَطَهُ اللَّهُ، قَالَ: فَهَلْ بَلَغَكَ عَنْ مَالِكٍ فِي هَذَا شَيْءٌ؟ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّهُمُ اجْتَمَعُوا فِي مَدْعَاةٍ كَانَتْ فِي بَنِي يَرْبُوعٍ، وَهُمْ يَوْمَئِذٍ جِلَّةٌ، وَمَعَهُمْ دُفُوفٌ وَمَغَانٍ وَعِيدَانٌ يُغَنُّونَ وَيَلْعَبُونَ، وَمَعَ مَالِكٍ دُفٌّ مُرَبَّعٌ وَهُوَ يُغَنِّيهِمْ:
سُلَيْمَى أَجْمَعَتْ بَيْنَا ... فَأَيْنَ لِقَاؤُهَا أَيْنَا
وَقَدْ قَالَتْ لِأَتْرَابٍ ... لَهَا زَهْرٌ تَلاقَيْنَا
تَعَالَيْنَ فَقَدْ طَابَ ... لَنَا الْعَيْشُ تَعَالَيْنَا
فَضَحِكَ الرَّشِيدُ وَوَصَلَهُ بِمَالٍ عَظِيمٍ.
رَوَاهَا غَيْرُ وَاحِدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الصفار، قال: حدثنا علي بن الحسن بن خلف بمصر، قال: حدثنا عُبَيْدِ اللَّهِ، فَذَكَرَهَا.
قَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ثِقَةً، يُقَالُ: كَانَ أَسْوَدَ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ عِنْدَ إبراهيم بن سعد عن ابن إِسْحَاقَ نَحْوٌ مِنْ سَبَعَةَ عَشَرَ أَلْفَ حَدِيثٍ فِي الأَحْكَامِ، سِوَى الْمَغَازِي.
قُلْتُ: وَكَانَ عِنْدَهُ عَنْهُ مَغَازِيهِ، رَوَاهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ.
وَمَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ ثَلاثٍ.
وَهُوَ مِنْ صِغَارِ أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ، وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِيهِ.
وَقَدْ رَوَى عَنْهُ: سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَهُ عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا: " الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ "، ثُمّ قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: لَمْ أَسْمَعْ مِنْ هشام سواه. [ص:798]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيّ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يَقُولُ: وَلِيَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ بَيْتَ الْمَالِ بِبَغْدَادَ.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: مَوْلِدُ إِبْرَاهِيمَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ صَالِحٌ جَزَرَةُ: سَمَاعُهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ لَيْسَ بِذَاكَ؛ لِأَنَّهُ كَانَ صَغِيرًا.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: هُوَ أَثْبَتُ مِنَ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، وَابْنِ إِسْحَاقَ، وَهُوَ أَحَبُّ إلي من ابن أَبِي ذِئْبٍ فِي الزُّهْرِيِّ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ثِقَةٌ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خِرَاشٍ: صَدُوقٌ.(4/796)
7 - إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَطِيَّةَ الثَّقَفِيُّ الْبَغْدَادِيُّ، ثُمَّ الْوَاسِطِيُّ، أَبُو إِسْمَاعِيلَ [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَيُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ.
وَعَنْهُ: الربيع بن ثعلب، وَيُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ، وَقِيلَ: إِنَّ هُشَيْمًا رَوَى عَنْهُ.
ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَدْ كَتَبَ عَنْهُ أحمد وتركه.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: لَهُ مَنَاكِيرُ.
قِيلَ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.(4/798)
8 - ع: أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، هُوَ الإِمَامُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَسْمَاءُ بْنُ خَارِجَةَ بْنِ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
أَحَدُ الأَعْلامِ.
سَكَنَ الْمَصِيصَةَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ،
وَرَوَى عَنْ: عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَسُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عمر، والأعمش، وسليمان التيمي، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَخَلْقٍ كَثِيرٍ مِنْ صِغَارِ التَّابِعِينَ.
وَعَنْهُ: الأَوْزَاعِيُّ، وَالثَّوْرِيُّ، وَهُمَا مِنْ شُيُوخِهِ، وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ، وَبَقِيَّةُ، [ص:799] والوليد بن مسلم، وموسى بن أيوب النصيبي، والمسيب بن واضح، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْمٍ، وَعَبْدُ الله بن عون الخراز، وَأَبُو نُعَيْمٍ الْحَلَبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْبَيْكَنْدِيُّ، وَطَائِفَةٌ.
حَدَّثَ بِدِمَشْقَ، وَبِالثُّغُورِ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً فَاضِلا صَاحِبَ سُنَّةٍ وَغَزْوٍ، كثير الخطأ في حديثه.
وقال النسائي: ثقة مأمون، أحد الأئمة، رَوَى عَنْهُ ابن المبارك.
وقال أبو حاتم: ثقة مأمون إمام.
وقال علي بن الحسن بن شقيق: ذكر أبو إسحاق الفزاري عند سفيان بن عيينة فقال: ما ينبغي أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ أَبْصَرَ بِالسُّنَّةِ مِنْهُ.
وقال عبد الله الْخُرَيْبِيُّ: قَوْلُ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ أَحَبُّ إِلَيَّ من قول إبراهيم النخعي.
وقال: وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا أَفْضَلَ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: الأَوْزَاعِيُّ، وَالْفَزَارِيُّ إِمَامَانِ فِي السُّنَّةِ.
وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ: مَا رَأَيْتُ أَوْرَعَ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ، هُوَ أَفْضَلُ مِنْ مَعْمَرٍ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ بَكَّارٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا إسحاق يقول: كنت عند الأوزاعي، فذكر سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، فَقَالَ: لَوْ خُيِّرْتُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ مَنْ يَنْظُرُ لَهَا وَيَخْتَارُ لَهَا، مَا أَخْتَارُ لَهَا إِلا سُفْيَانَ أَوِ ابْنَ عَوْنٍ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: وَأَنَا لَوْ خُيِّرْتُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ من ينظر لها ويختار لَهَا مَا اخْتَرْتُ لَهَا غَيْرَكَ، يَعْنِي: الأَوْزَاعِيَّ.
قال ابن بكار: فقلت أنا في نفسي: لو خيرت أنا ما اخترت لها غيرك، يعني: أبا إسحاق الفزاري.
عُبَيْدُ بْنُ جَنَّادٍ الْحَلَبِيُّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ الأَصْبَهَانِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَ الأَوْزَاعِيُّ بِحَدِيثٍ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: مَنْ حَدَّثَكَ يَا أَبَا عَمْرٍو؟ قَالَ: حَدَّثَنِي بِهِ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ.
مَحْبُوبُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ: سألت ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ حَدِيثٍ كُنْتُ سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي [ص:800] إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ مَنْ أُقَدِّمُهُ عَلَى أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ.
وَعَنِ الأَوْزَاعِيِّ أَنَّهُ قَالَ لِكَاتِبِهِ: اكْتُبْ إِلَى أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ وَابْدَأْ بِهِ، فَإِنَّهُ وَاللَّهِ خَيْرٌ مِنِّي.
وَعَنْ مَحْبُوبِ بْنِ مُوسَى قَالَ: لَقِيتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ، فَعَزَّانِي بِأَبِي إِسْحَاقَ، وَقَالَ: كَانَ وَاللَّهِ كَرِيمًا، اشْتَقْتُ إِلَى الْمَصِيصَةِ، مَا بِي فَضْلُ الرِّبَاطِ إِلا لِأَرَى أَبَا إِسْحَاقَ.
قَالَ مَحْبُوبٌ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ بَكَّارٍ يَقُولُ: لَقِيتُ الَّذِينَ لَقِيَهُمْ أَبُو إِسْحَاقَ، ابْنُ عُونٍ، وَغَيْرُهُ، وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ فِيهِمْ أَفْقَهَ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ.
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَمْرَ بْنِ أَبِي الْوَزِيرِ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: كَانَ أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ إِمَامًا.
وَقَالَ نَصْرُ الْجَهْضَمِيُّ: قَالَ الْخُرَيْبِيُّ: كَانَ الأَوْزَاعِيُّ أَفْضَلَ أَهْلِ زَمَانِهِ، وَكَانَ بَعْدَهُ أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ أَفْضَلَ أَهْلِ زَمَانِهِ. قَالَ نَصْرٌ: وَأَنَا أَقُولُ: كَانَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ أفضل أهل زمانه.
قال أحمد الْعِجْلِيِّ: أَبُو إِسْحَاقَ أَدَّبَ أَهْلَ الثَّغْرِ وَعَلَّمَهُمُ السُّنَّةَ، وَكَانَ يَأْمُرُ وَيَنْهَى، وَإِذَا دَخَلَ الثَّغْرَ مُبْتَدِعٌ أَخْرَجَهُ، وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ فَقِيهًا، وَكَانَ عَرَبِيًّا فَزَارِيًّا، أَمَرَ سُلْطَانًا يَوْمًا وَنَهَاهُ، فَضَرَبَهُ مائتي سوط، فغضب له الأوزاعي، فتكلم فِي أَمْرِهِ.
وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: إِذَا رَأَيْتَ الشَّامِيَّ يُحِبُّ الأَوْزَاعِيَّ وَأَبَا إِسْحَاقَ الْفَزَارِيَّ فَهُوَ صَاحِبُ سُنَّةٍ. وَقَالَ مَرَّةً: فَاطْمَئِنَّ إِلَيْهِ.
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ لِي أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ: أُدْخِلْتُ عَلَى هَارُونَ، فَلَمَّا رَآنِي رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيَّ ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ، إِنَّكَ فِي مَوْضِعٍ وَفِي شَرَفٍ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ ذَلِكَ لا يُغْنِي عَنِّي فِي الآخرة شيئا.
ابن الأنباري: حدثنا ابن المرزبان، قال: حدثنا يزيد بن محمد المهلبي، قال: حدثنا الأَصْمَعِيِّ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا بَيْنَ يَدَيِ الرَّشِيدِ، وَأَبُو يُوسُفَ جَالِسٌ، فَأُدْخِلَ أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، فقال: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: لا سَلَّمَ اللَّهُ عَلَيْكَ، وَلا قَرَّبَ دَارَكَ، وَلا حبا مزارك، قال: لم؟ قَالَ: أَنْتَ الَّذِي تُحَرِّمُ [ص:801] السَّوَادَ؟ قَالَ: مَنْ أَخْبَرَكَ بِهَذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ لَعَلَّ ذَا أَخْبَرَكَ، وَأَشَارَ إِلَى أَبِي يُوسُفَ، وَذَكَرَ كَلِمَةً، وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَقَدْ خَرَجَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى جَدِّكَ الْمَنْصُورِ، فَخَرَجَ أَخِي مَعَهُ، وَعَزَمْتُ عَلَى الْغَزْوِ، فَأَتَيْتُ أَبَا فُلانٍ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ لِي: مَخْرَجُ أَخِيكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا عَزَمْتَ عَلَيْهِ مِنَ الْغَزْوِ، وَاللَّهِ مَا حَرَّمْتُ السَّوَادَ، فَقَالَ الرَّشِيدُ: سَلَّمَ اللَّهُ عَلَيْكَ، وَقَرَّبَ دارك، وحبا مزارك، اجلس أَبَا إِسْحَاقَ، يَا مَسْرُورُ، ثَلاثَةَ آلافِ دِينَارٍ لِأَبِي إِسْحَاقَ، فَأَتَى بِهَا فَوَضَعَهَا فِي يَدِهِ، وَخَرَجَ، فَانْصَرَفَ وَلَقِيَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ، فَقَالَ: أَنَا عَنْ هَذِهِ الدَّنَانِيرِ غَنِيٌّ، فَقَالَ: إِنْ كَانَ فِي نَفْسِكَ مِنْهَا شَيْءٌ فَتَصَدَّقْ بِهَا، فَمَا خَرَجَ مِنْ سُوقِ الرَّافِقَةِ حَتَّى تَصَدَّقَ بِهَا.
إبراهيم بن سعيد الجوهري: حدثنا أبو أُسَامَةَ: سَمِعْتُ فُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام، وإلى جنبه فرجة، فذهبت لأجلس، فَقَالَ: هَذَا مَجْلِسُ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ.
وَقِيلَ: قَدِمَ ابْنُ الْمُبَارَكِ الْمَصِيصَةَ، فَزَارَ أَبَا إِسْحَاقَ الْفَزَارِيَّ، فَأَتَى ابْنَ الْمُبَارَكِ رَجُلٌ يَسْأَلُهُ فَقَالَ: سَلْ أَبَا إِسْحَاقَ.
عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ: سَأَلْتُ ابْنَ مَعِينٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ فَقَالَ: ثِقَةٌ ثقة.
نعيم بن حماد، وغيره: حدثنا مَخْلَدِ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَ: رَأَيْتُ كَأَنَّ النَّاسَ قَدْ جُمِعُوا فِي صَحَرَاءَ، فَغَشِيَتْهُمْ غَبَرَهٌ، فَمَاجَ النَّاسُ، فَسَمِعْتُ مُنَادِيًا يُنَادِي مِنَ السَّمَاءِ: اتَّبِعُوا إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِيَّ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَتَيْتُهُ فأخبرته، فَقَالَ: أُنْشِدُكَ اللَّهَ لا تُخْبِرْ بِهِ حَتَّى أَمُوتَ.
قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: قَدِمَ الْفَزَارِيُّ دِمَشْقَ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ لِيَسْمَعُوا مِنْهُ، فَقَالَ لِمَوْلًى: اخْرُجْ إلى الناس فقل لَهُمْ: مَنَ كَانَ يَرَى الْقَدَرَ فَلا يَحْضُرْ مجلسنا، فخرجت، فأخبرت الناس.
وروي أن الرشيد أخذ زنديقا، فأمر بِقَتْلِهِ، فَقَالَ: أَيْنَ أَنْتَ مِنْ أَلْفِ حَدِيثٍ وضعتها على رسول الله؟ قال: فأين أَنْتَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ، وَابْنِ الْمُبَارَكِ يَتَخَلَّلانِهَا فَيُخْرِجَانِهَا حَرْفًا حَرْفًا. [ص:802]
نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ: رَأَيْتُ أَبَا دَاوُدَ يَقُولُ: مَاتَ أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، وَلَيْسَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَفْضَلَ مِنْهُ.
فِي " صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ " فِي غَزْوِ الْبَحْرِ، حَدِيثٌ لِأَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيِّ، سَمِعَ أَنَسًا، فَذَكَرَ حَدِيثَ أُمِّ حَرَامٍ.
وَقَدْ قَالَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ الْحَافِظُ، وَغَيْرُهُ: لَمْ يَسْمَعْ أَبُو إِسْحَاقَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ أَبِي طُوَالَةَ، وَالصَّوَابُ مَا رَوَاهُ الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
قَالَ أَبُو صَالِحٍ الْفَرَّاءُ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَجَمَاعَةٌ: مَاتَ أَبُو إِسْحَاقَ الفزاري سنة خمس وثمانين ومائة.
وقال ابن سعد، وخليفة، وسليمان بن عمر الرقي، ومحمد بن فضيل: سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةٍ، وَالْبُخَارِيُّ، وَابْنُ أَبِي السَّرِيِّ: سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ ومائة.
وقيل غَيْرُ ذَلِكَ، رَحِمَهُ اللَّهُ.(4/798)
9 - إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَاهَانَ بْنِ بَهْمَنَ، أَبُو إِسْحَاقَ الْمَوْصِلِيُّ [الوفاة: 181 - 190 ه]
كَبِيرُ أَهْلِ الْغِنَاءِ، فَارِسِيٌّ مِنْ أَهْلِ أَرَّجَانَ، وَلاؤُهُ لِلْحَنْظَلِيِّينَ، لقب بالموصلي لغيبته وقتا بالموصل، ثم قدم.
صحب بالكوفة فتيانا فِي طَلَبِ الْغِنَاءِ، فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ أَخْوَالُهُ، فَفَرَّ إلى الموصل مديدة، وكان خرج مَاهَانَ بِزَوْجَتِهِ مِنْ أَرَّجَانَ وَهَذَا حَمَلٌ، فَوَلَدَتْهُ بِالْكُوفَةِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، فَبَرَعَ في الشعر والأدب، وتتبع عربي الغناء وعجميه، وَسَافَرَ فِيهِ إِلَى الْبِلادِ، ثُمَّ اتَّصَلَ بِالْخُلَفَاءِ وَالْمُلُوكِ بِبَغْدَادَ.
قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ الْمَوْصِلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَنِي غُلامِي، فقال: بالباب حائك يطلبك، قلت: ويلك، ما لي وَلَهُ؟ قَالَ: قَدْ حَلَفَ بِالطَّلاقِ لا يَنْصَرِفُ حَتَّى يُكَلِّمَكَ بِحَاجَتِهِ، قُلْتُ: ائْذَنْ لَهُ، فَدَخَلَ، قُلْتُ: مَا بِكَ؟ قَالَ: جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ، أَنَا رَجُلٌ حَائِكٌ، وَكَانَ عِنْدِي جَمَاعَةٌ فَتَذَاكَرْنَا [ص:803] الغناء، فأجمع مَنْ حَضَرَ أَنَّكَ رَأْسُ الْقَوْمِ وَسَيِّدُهُمْ وَبُنْدَارُهُمْ، فَحَلَفْتُ بِطَلاقِ بِنْتِ عَمِّي ثِقَةً بِكَرَمِكَ أَنْ تشرب عندي غدا، وتغنيني، فمن علي بذاك، فَقَالَ: أَيْنَ مَنْزِلُكَ، وَصِفْ لِلْغُلامِ الْمَوْضِعَ وَانْصَرِفْ فَإِنِّي رَائِحٌ إِلَيْكَ، قَالَ: فَصَلَّيْتُ الظُّهْرَ، وَأَمَرْتُ غُلامِي أَنْ يَحْمِلَ مَعَهُ قِنِّينَةً وَقَدَحًا وَخَرِيطَةَ الْعُودِ، وَأَتَيْتُهُ، وَدَخَلْتُ، فَقَامَ إِلَيَّ الْحَاكَةُ، فَأَكَبُّوا، وَقَبَّلُوا أَطْرَافِي، وَعَرَضُوا عَلَيَّ الطَّعَامَ، فَقُلْتُ: شَبْعَانُ، وشربت من نبيذي، ثم تناولت العود، فقلت: اقْتَرِحْ، فَقَالَ: غَنِّنِي:
يَقُولُونَ لِي لَوْ كَانَ بالرمل لم تمت ... نشيبة والطراق تكذب قيلها
فَغَنَّيْتُ، فَقَالَ: أَحْسَنْتَ، وَاللَّهِ، ثُمَّ قُلْتُ: اقْتَرِحْ، ثُمَّ غَنَّيْتُ لَهُ. ثُمَّ قُلْتُ: يَا ابْنَ اللَّخْنَاءِ، أَنْتَ بِابْنِ سُرَيْجٍ أَشْبَهُ مِنْكَ بِالْحَاكَةِ، فَغَنَّيْتُهُ ثُمَّ قُلْتُ: إِنَّكَ إِنْ عُدْتَ وَاللَّهِ ثَانِيَةً حَلَّتِ امْرَأَتُكَ لِغُلامِي قَبْلَ أَنْ تَحِلَّ لَكَ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ، وَجَاءَ رَسُولُ الرَّشِيدِ يَطْلُبُنِي، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: أَيْنَ كُنْتَ يَا إِبْرَاهِيمُ؟ قُلْتُ: وَلِيَ الأَمَانُ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَضَحِكَ، فقال: هَذَا أَنْبَلُ الْحُيَّاكِ، وَاللَّهِ لَقَدْ كَرُمْتَ فِي أَمْرِهِ، وَأَحْسَنْتَ، وَبَعَثَ إِلَى الْحَائِكِ فَاسْتَنْطَقَهُ، وَسَاءَلَهُ فأجاب، فاستظرفه وَاسْتَطَابَهُ، وَأَمَرَ لَهُ بِثَلاثِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ.
وَرَوَى الصُّولِيُّ بِإِسْنَادٍ لَهُ أَنَّ الرَّشِيدَ حَبَسَ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيَّ لِشَيْءٍ جَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ ابْنِ جَامِعٍ فِي مَجْلِسِهِ، فَتَابَ إِبْرَاهِيمُ مِنَ الْغِنَاءِ، فَأَمَرَ بِحَبْسِهِ حَتَّى يُغَنِّيَ، فَكَتَبَ أَبُو الْعَتَاهِيَةِ إِلَى سَلْمٍ الْخَاسِرِ:
سَلْمُ يَا سَلْمُ لَيْسَ دُونَكَ سِرُّ ... حُبِسَ الْمَوْصِلِيُّ فَالْعَيْشُ مُرُّ
مَا اسْتَطَابَ اللذات قد سكن المـ ... ـطبق رَأْسُ اللَّذَّاتِ فِي الأَرْضِ حُرُّ
حُبِسَ اللَّهْوُ والسرور فما في الأ ... رض شَيْءٌ يُلْهَى بِهِ وَيُسَرُّ
قَالَ عُمْرُ بْنُ شَبَّةَ: مَاتَ إِبْرَاهِيمُ الْمَوْصِلِيُّ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ: قِيلَ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ.(4/802)
10 - إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ شُرَحْبِيلَ الْقُرَشِيُّ الْعَبْدَرِيُّ الْحَجَبِيُّ الْمَكِّيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَشَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، وَعَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، وَعُثْمَانَ بْنِ عبد الله [ص:804] ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَمُحَمَّدُ بن سنان العوقي، وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
صَالِحُ الْحَدِيثِ، وَلَهُ مَنَاكِيرُ.(4/803)
11 - إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ الْهَمْدَانِيُّ الْخَيْوَانِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، وَعَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ، وَعَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، وَالسُّدِّيِّ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، وَهَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.(4/804)
12 - ت ق: إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُخْتَارِ الرَّازِيُّ أَبُو إِسْمَاعِيلَ، وَلَقَبُهُ حَبُّوَيْهِ، بِمُهْمَلَةٍ ثُمَّ بِمُوَحَّدَةٍ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
رَوَى عَنْ: ابن جريج، وَابْنِ إِسْحَاقَ، وَشُعْبَةَ.
وَعَنْهُ: فروة بن أبي المغراء، ومحمد بن حميد، وغيرهما.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
ومن كلامه: قَالَ: عَلَيْكُمْ بِاللِّبَانِ فَإِنَّهُ يُشَجِّعُ الْقَلْبَ، وَيُذْهِبُ النِّسْيَانَ.
قِيلَ: تُوُفِّيَ قَرِيبًا مِنْ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.(4/804)
13 - إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ الْمَدَنِيُّ [الوفاة: 181 - 190 ه]
مِنْ مَوَالِي سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ.
رَوَى عَنْ: عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ ذَكْوَانَ، وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ.
وَعَنْهُ: معن بن عيسى، وإبراهيم بن منذر الحزامي.
قال ابن عدي: لم أجد له أنكر من حديث: " قَرَأَ طَهَ وَيَاسِينَ "، وَبَاقِي أَحَادِيثِهِ صَالِحَةٌ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنكَرُ الْحَدِيثِ.
وَرَوَى عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: صَالِحٌ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.(4/804)
14 - ق: إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى الْفَقِيهُ الْمَدَنِيُّ أَحَدُ الأَعْلامِ، وَهُوَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى الأَسْلَمِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
رَوَى عَنْ: الزُّهْرِيِّ، وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، وَمُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، وصالح مولى التوأمة، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: الشافعي، وإبراهيم بن موسى الفزاري، والحسن بن عرفة، وطائفة، وهو الذي يروي عنه الشافعي فيدلسه فيقول: حدثني مَنْ لا أَتَّهِمُ، قَالَ الشَّافِعِيُّ: كَانَ قَدَرِيًّا، وَنَهَى ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الْكِتَابَةِ عَنْهُ.
وَقَالَ أَبُو يَحْيَى هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّهْرِيُّ: حدثنا إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: كُنَّا نُسَمِّي إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي يَحْيَى، وَنَحْنُ نَطْلُبُ الْحَدِيثَ: خُرَافَةً.
وَقَالَ بِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ: نَهَانِي مَالِكٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، فَقُلْتُ: مِنْ أَجْلِ الْقَدَرِ تَنْهَانِي؟ فَقَالَ: لَيْسَ هُوَ فِي حَدِيثِهِ بِذَاكَ.
أَبُو هَمَّامٍ الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي يَحْيَى يَشْتُمُ بَعْضَ السَّلَفِ.
سُفْيَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: سَأَلْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ: لِمَ تَرَكْتَ حَدِيثَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى؟ قَالَ: كَانَ مُجَاهِرًا بِالْقَدَرِ، وَكَانَ اسْمُ الْقَدَرِ يَغْلِبُ عَلَيْهِ، وَكَانَ صاحب تَدْلِيسٍ.
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: سَأَلْتُ مَالِكًا عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى: أَثِقَةٌ فِي الْحَدِيثِ؟ قَالَ: لا، وَلا فِي دِينِهِ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ، عَنِ الْمُعَيْطِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: كُنَّا نَتَّهِمُهُ بِالْكَذِبِ، يَعْنِي: إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي يَحْيَى. قَالَ أَبِي: قَدَرِيٌّ جهمي كل بلاء فيه، يعني: إبراهيم.
وسمعت أبي يقول: ترك النَّاسُ حَدِيثَهُ، وَأَبُوهُ ثِقَةٌ.
وَعَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ معين [ص:806] قال: كان إبراهيم بن أبي يحيى رافضيا قدريا وقال مرة: كان كذابا رافضيا.
وقال أبو داود: قدري رافضي كذاب.
أحمد بن علي الأبار: حدثنا محمد بن عبد الرحمن القرمطي، قال: حدثنا يحيى الأسدي، قال: حدثنا إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، وَأَمْلَى عَلَى رَجُلٍ غَرِيبٍ ثَلاثِينَ حَدِيثًا فَجَاءَ بِهَا مِنَ الْحُسْنِ شَيْئًا عَجَبًا، وَقَالَ لِلْغَرِيبِ: لَوْ ذَهَبْتَ إِلَى ذَاكَ الْحِمَارِ فَحَدَّثَكَ بِثَلاثَةِ أَحَادِيثَ لَفَرِحْتَ بِهَا، يَعْنِي: مَالِكًا.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حنبل: حدثنا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّمَرْقَنْدِيِّ: سَمِعْتُ يزيد بن هارون يكذب زياد بْنَ مَيْمُونٍ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي يَحْيَى.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: قَدَرِيٌّ جَهْمِيٌّ، تَرَكَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَالنَّاسُ.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: لَمْ يُتْرَكْ لِلْقَدَرِ بَلْ للكذب.
ابن خزيمة: حدثنا ابْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: كَانَ ابْنُ أَبِي يَحْيَى أَحْمَقَ، أَوْ قَالَ: أَبْلَهَ، كَانَ لا يُمْكِنُهُ جِمَاعَ النِّسَاءِ، فَأَخْبَرَنِي مَنْ رآه معه فأس، فقال: بَلَغَنِي أَنَّهُ مَنْ بَالَ فِي ثُقْبِ فَأْسٍ أَمْكَنَهُ الْجِمَاعُ، فَدَخَلَ خَرِبَةً فَبَالَ فِي الْفَأْسِ.
وقال مؤمل بن إسماعيل: سمعت يحيى الْقَطَّانِ يَقُولُ: أَشْهَدُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يحيى أنه يكذب.
وقال محمد ابن الْبَرْقِيِّ فِي " الضُّعَفَاءِ " لَهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى كَانَ يَرَى الْقَدَرَ وَالتَّشَيُّعَ وَالْكَذِبَ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَأَمَّا ابْنُ عَدِيٍّ فَصَلَّحَهُ، وَقَالَ: لَمْ أَجِدْ لَهُ حَدِيثًا مُنْكَرًا إِلا عن شيوخ يحتملون.
وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ جُرَيْجٍ، وَالثَّوْرِيُّ، وَالْكِبَارُ، وَلَهُ كِتَابُ " الْمُوَطَّأِ "، هُوَ أَضْعَافُ " مُوَطَّأِ مَالِكٍ "، وأحاديث كثيرة. [ص:807]
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الْجَوْزَجَانِيُّ: فِيهِ ضُرُوبٌ مِنَ البدع، فلا يُشْتَغَلُ بِحَدِيثِهِ فَإِنَّهُ غَيْرُ مُقْنِعٍ.
قُلْتُ: اسْمُ جده أبي يَحْيَى: سَمْعَانُ، وَقَدْ تَقَرَّرَ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ مِنَ الضعفاء بلا ريب.
وهل هو متروك أو لا؟ فِيهِ قَوَلانُ.
مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.(4/805)
15 - إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ الْمَدَنِيُّ. [ابْنِ غُرَيْرٍ] [الوفاة: 181 - 190 ه]
مِنَ الأَجْوَادِ النُّبَلاءِ، يُعْرَفُ بِابْنِ غُرَيْرٍ، كَانَ بِبَغْدَادَ.(4/807)
16 - أَسَدُ بْنُ عَمْرٍو أَبُو الْمُنْذِرِ الْبَجَلِيُّ الْكُوفِيُّ الْفَقِيهُ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
صاحب أَبِي حَنِيفَةَ.
من كبار أصحاب الرأي.
سَمِعَ: يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، وَحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، وَرَبِيعَةَ الرَّأْيِ، وَمُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ.
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بن حنبل، وأحمد بن منيع، والحسن بن محمد الزَّعْفَرَانِيِّ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كَانَ قَدْ سَمِعَ مِنْ رَبِيعَةَ وَجَمَاعَةٍ، وَلَمْ يَكُنْ بِهِ بَأْسٌ، فلما أنكر بصره ترك القضاء.
وقال أحمد: صالح الحديث.
وقال أَبُو داود: ليس بِهِ بأس.
وقال الْبُخَارِيُّ: ضَعِيفٌ، وَقَالَ غَيْرُهُ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لِأَسَدٍ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ، وَلَمْ أَرَ لَهُ شَيْئًا مُنْكَرًا، وَلَيْسَ فِي أَصْحَابِ الرَّأْيِ بَعْدَ أَبِي يُوسُفَ أَكْثَرَ حَدِيثًا مِنْهُ.
قُلْتُ: قَدْ وَلِيَ قَضَاءَ بَغْدَادَ، وَكَانَ فَقِيهًا عَلامَةً بَارِعًا كَبِيرَ الشَّأْنِ.
قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعِينَ وَمِائَةٍ. [ص:808]
وَقَدْ ذَكَرَهُ الْخَطِيبُ، وَقَالَ: ضَعَّفَهُ ابْنُ الْمَدِينِيِّ، وعثمان بن أبي شيبة.
قال الْخَطِيبُ: وَتَوَلَّى أَيْضًا قَضَاءَ وَاسِطٍ، قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ.(4/807)
17 - إِسْمَاعِيلُ بْنُ صَالِحِ بْن علي بْن عَبْد الله بْن عباس الْهَاشِمِيُّ الْعَبَّاسِيُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
أَمِيرُ الدِّيَارِ الْمَصْرِيَّةِ، ثُمَّ أَمِيرُ قِنَّسْرِينَ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ طَاهِرٌ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَغَيْرُهُمَا.
وُلِدَ بِحَلَبٍ وَبِهَا تُوُفِّيَ، وَلَهُ بِهَا ذُرِّيَّةٌ.
قَالَ سَعِيدُ بْنُ عفير: مَا رَأَيْتُ أَخْطَبَ مِنْهُ عَلَى هَذِهِ الأَعْوَادِ، كان جامعا لكل سُؤْدُدٍ، وَيَعْرِفُ الْفَلْسَفَةَ وَالنُّجُومَ وَضَرْبَ الْعُودِ.
قُلْتُ: عَيْبُهُ عُلُومُهُ.
وَقِيلَ: كَانَ الرَّشِيدُ يُجِلُّهُ وَيَحْتَرِمُهُ، وَقِيلَ: كَانَ شَاعِرًا مُحْسِنًا، رَأْسًا فِي الْغِنَاءِ، اسْتَوْعَبَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْعَدِيمِ أَخْبَارَهُ فِي " تاريخ حلب ".
ويقال: إن الرشيد تحيل على إسماعيل حتى ضرب له بالعود، وكانت على إسماعيل يمين، فناوله الرشيد عودا فيه عشر جوهرات، ثمنها ثلاثون ألف دِينَارًا، ثُمَّ قَالَ لَهُ: كَفِّرْ بِهَذِهِ يَمِينَكَ، فَغَنَّاهُ، فَلَمَّا فَرَغَ دَعَا الرَّشِيدُ بِرُمْحٍ، وَعَقَدَ لَهُ لِوَاءً عَلَى إِمْرَةِ مِصْرَ، وَكَانَ ذَلِكَ في سنة اثنتين وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، فَوَلِيَهَا سِتَّ سِنِينَ، فَعَدَلَ وَحَصَّلَ خمس مائة أَلْفِ دِينَارٍ، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى إِمْرَةِ حَلَبَ.
وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ مُخْتَصَرًا.(4/808)
18 - د ت ن: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَمَاعَةَ الدِّمَشْقِيُّ الْفَقِيهُ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
مَوْلَى الْعُمَرِيينِ.
صَحِبَ الأَوْزَاعِيَّ وَلازَمَهُ، وَرَوَى عَنْهُ وَعَنْ مُوسَى بْنِ أَعْيَنَ.
وَعَنْهُ: أَبُو مُسْهِرٍ، وَعِمْرَانُ بْنُ يَزِيدَ الْقُرَشِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْعَطَّارُ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ مِنْ أَجَلِّ أَصْحَابِ الأَوْزَاعِيِّ، وَأَقْدَمِهِمْ.
وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: كَانَ مِنَ الْفَاضِلِينَ.
وَوَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.(4/808)
19 - إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسْطَنْطِينَ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
مُقْرِئُ مَكَّةَ.
مَاتَ سَنَةَ تِسْعِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: قَبْلَهَا، وَقَدْ مَرَّ فِي الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ.(4/809)
20 - 4: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشِ بْنِ سُلَيْمٍ، الإِمَامُ أَبُو عُتْبَةَ الْعَنْسِيُّ، بِالنُّونِ، الْحِمْصِيُّ الْحَافِظُ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
أَحَدُ الأَعْلامِ.
وُلِدَ بَعْدَ الْمِائَةِ،
وَرَوَى عَنْ: شُرَحْبِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الأَلْهَانِيِّ، وَأَبِي طُوَالَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَتَمِيمِ بْنِ عَطِيَّةَ، وَيَحْيَى بن سعد، وعمرو بن قيس السكوني، ومحمد بن مهاجر، وأخيه عمرو بن مهاجر، وسهيل بن أبي صالح، وهشام بن عروة، وَعَدَدٍ كَثِيرٍ مِنَ الشَّامِيِّينَ وَالْحِجَازِيِّينَ، وَعَنْ: الأَعْمَشِ، وَحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، وَالْكُوفِيِّينَ.
وَعَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ مَعَ تَقَدُّمِهِ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَهُمَا مِنْ شُيُوخِهِ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَيَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَأَبُو الْيَمَانِ، وَدَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
وَكَانَ صَدْرًا مُعَظَّمًا نَبِيلا، حَجَّ بِضْعَ عَشْرَةَ حَجَّةً، وَبَعَثَهُ الْمَنْصُورُ إِلَى دِمَشْقَ فَعَدَّلَ أَرْضَهَا لِلْخَرَاجِ.
قَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ: كَانَ أَحْوَلَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ: وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ بَقِيَّةُ: وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ.
وَقِيلَ: وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمِائَةٍ؛ فَإِنَّ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: مَوْلِدِي سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ، وُوُلِدَ إِسْمَاعِيلُ قَبْلِي بِسِتِّ سِنِينَ.
يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: شَهِدْتُ شُعْبَةَ سَمِعَ مِنْ فَرَجِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ.
وَقَالَ أَبُو الْيَمَانِ: كَانَ مَنْزِلُ إِسْمَاعِيلَ إِلَى جَانِبِ مَنْزِلِي، فَكَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ، فَكَانَ رُبَّمَا قَرَأَ ثُمَّ قَطَعَ، ثُمَّ رَجَعَ، فَلَقِيتُهُ يَوْمًا، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ إِنِّي أُصَلِّي فَأَقْرَأُ، فَأَذْكُرُ الحديث في الباب، فأقطع الصلاة فأكتبه فِي الْبَابِ، ثُمَّ أَرْجِعُ إِلَى صَلاتِي، فَأَبْتَدِئُ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي قَطَعْتُ مِنْهُ. [ص:810]
قَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ: كُنْتُ أَسْمَعُهُمْ يَقُولُونَ: عِلْمُ الشَّامِ عِنْدَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، وَالْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ.
وَسَمِعْتُ أَبَا الْيَمَانِ يَقُولُ: كَانَ أَصْحَابُنَا لَهُمْ رَغْبَةٌ فِي الْعِلْمِ، وَطَلَبٌ شَدِيدٌ بِالشَّامِ، وَالْحِجَازِ.
وَكَانُوا يَقُولُونَ: نَجْهَدُ فِي الطَّلَبِ وَنَتْعَبُ، فَإِذَا جِئْنَا وَجَدْنَا كُلَّ مَا كَتَبْنَا عِنْدَ إسماعيل بن عياش.
قال يعقوب: تكلم قَوْمٌ فِي إِسْمَاعِيلَ، وَإِسْمَاعِيلُ ثِقَةٌ عَدْلٌ، أَعْلَمُ النَّاسِ بِحَدِيثِ أَهْلِ الشَّامِ، أَكْثَرُ مَا يَتَكَلَّمُونَ فيه قالوا: يغرب عن ثقات الحجازيين.
قال يحيى الوحاظي: ما رأيت رجلا أكبر نفسا مِنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، كُنَّا إِذَا أَتَيْنَاهُ إِلَى مَزْرَعَتِهِ لَمْ يَرْضَ لَنَا إِلا بِالْخَرُوفِ والخبيص يتنقصون.
سَمِعْتُهُ يَقُولُ: وَرِثْتُ عَنْ أَبِي أَرْبَعَةَ آلافِ دِينَارٍ، فَأَنْفَقْتُهَا فِي طَلَبِ الْعِلْمِ.
عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: كَانَ الْمِصْرِيُّونَ يَنْتَقِصُونَ عُثْمَانَ حَتَّى نَشَأَ فِيهِمُ اللَّيْثُ فَحَدَّثَهُمْ بِفَضَائِلِ عُثْمَانَ فَكَفُّوا.
وكان أهل حمص ينتقصون عليا حتى نشأ فيهم إسماعيل فحدثهم بفضائل عَلِيٌّ، فَكَفُّوا عَنْ ذَلِكَ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَمِعْتُ أَبِي يَسْأَلُ دَاوُدَ بْنَ عَمْروٍ فقال: يا أبا سليمان، كان إسماعيل بن عياش يحدثكم هذه الأحاديث حفظا؟ قَالَ: نَعَمْ، مَا رَأَيْتُ مَعَهُ كِتَابًا قَطُّ، فَقَالَ: لَقَدْ كَانَ حَافِظًا، كَمْ كَانَ يَحْفَظُ؟ قَالَ: كَانَ يَحْفَظُ شَيْئًا كَثِيرًا، قَالَ: فَكَانَ يَحْفَظُ عَشْرَةَ آلافٍ؟ قَالَ: عَشَرَةُ آلافٍ، وَعَشْرَةُ آلافٍ، وَعَشْرَةُ آلافٍ، فَقَالَ أَبِي: هَذَا مِثْلُ وَكِيعٍ.
رَوَى الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَحْمَدَ: لَيْسَ أَحَدًا أَرْوَى لِحَدِيثِ الشَّامِيِّينَ مِنَ ابْنِ عَيَّاشٍ، وَالْوَلِيدِ.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ شَامِيًّا وَلا عِرَاقِيًّا أَحْفَظَ مِنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ.
وَقَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ مِنْ إِسْمَاعِيلَ، مَا أَدْرِي مَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ.
وَقَالَ الْجَوْزَجَانِيُّ: سَأَلْتُ أَبَا مُسْهِرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ وَبَقِيَّة، فقال: كل [ص:811] كَانَ يَأْخُذُ عَنْ غَيْرِ ثِقَةٍ، فَإِذَا أَخَذْتَ حديثهم عن الثقات فهو ثِقَةٌ.
عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ثِقَةٌ، وَكَانَ أَحَبَّ إِلَى أَهْلِ الشَّامِ مِنْ بَقِيَّةَ، وَقَدْ مَضَيْتُ إِلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ فَرَأَيْتُهُ عِنْدَ دَارِ الْجَوْهَرِيِّ عَلَى غُرْفَةٍ، ومعه رجلان ينظران في كتاب، فيحدثهم خمس مائة فِي الْيَوْمِ، أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ، وَهُمْ أَسْفَلَ وَهُوَ فَوْقَ، فَيَأْخُذُونَ كِتَابَهُ فَيَنْسَخُونَ مِنْ غُدْوَةٍ إِلَى اللَّيْلِ، فَرَجَعْتُ، وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئًا، وَلَكِنيِّ شَهِدْتُهُ يُمْلِي إِمْلاءً، فَكَتَبْتُ عَنْهُ.
وَقَالَ النسائي في " الكنى ": أخبرنا سليمان بن الأشعث، قال: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ثِقَةٌ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ: أَكَتَبْتَ عَنِ ابْنِ عياش؟ قال: نعم، وحدثنا قال: حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الزَّعِيمُ غَارِمٌ ".
وَرَوَى الدَّارِمِيُّ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: أَرْجُو أَنْ لا يَكُونَ بِهِ بَأْسٌ.
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، وَالْغِلابِيُّ، وَغَيْرُهُمَا، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ثِقَةٌ فِيمَا رَوَى عَنِ الشَّامِيِّينَ، وَأَمَّا عَنْ غَيْرِهِمْ فَفِيهِ شَيْءٌ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: صَدُوقٌ يَغْلَطُ فِي حَدِيثِ الْحِجَازِيِّينَ، والعراقيين.
وقال أحمد بن الحسن التِّرْمِذِيِّ: قَالَ أَحْمَدُ: هُوَ أَصْلَحُ مِنْ بَقِيَّةَ، لِبَقِيَّةَ مَنَاكِيرُ عَنِ الثِّقَاتِ.
زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ: قَالَ لِي أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ: لا تَكْتُبْ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ شَيْئًا، وَاكْتُبْ عَنْ بَقِيَّةَ مَا رَوَى عَنِ الْمَعْرُوفِينَ.
وَقَالَ ابْنُ مثنى: مَا سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يُحَدِّثُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ شَيْئًا قَطُّ. [ص:812]
وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ، وَالنَّسَائِيُّ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ضَعِيفٌ.
وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يَغْلَطُ فِي حَدِيثِ الْحِجَازِيِّينَ، إِمَّا حَدِيثًا بِرَأْسِهِ، أَوْ مُرْسَلا يُوصِلُهُ، أَوْ موقوفا يرفعه، وَيُحْتَجُّ بِهِ فِي الشَّامِيِّينَ.
قُلْتُ: لَمْ يَذْكُرْهُ الْبُخَارِيُّ فِي " الضُّعَفَاءِ ".
وَقَالَ الدُّولابِيُّ: قَالَ الْبُخَارِيُّ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ مَا رَوَى عَنِ الشَّامِيِّينَ فَهُوَ أَصَحُّ.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: إِذَا حَدَّثَ عَنْ غَيْرِ أَهْلِ الشَّامِ اضْطَرَبَ وَأَخْطَأَ.
أَحْمَدُ بْنُ سعد بن أبي مريم: سمعت علي ابن الْمَدِينِيِّ يَقُولُ: رَجُلانِ صَاحِبَا حَدِيثِ بَلَدِهِمَا: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَابْنُ لَهِيعَةَ.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: بَقِيَّةُ أَحَبُّ إِلَيَّ.
الْفَلاسُ: سَمِعْتُ أَبَا قُتَيْبَةَ يقول ليحيى يوما: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن، بحير، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: آخِرُ طَعَامٍ أَكَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فيه بصل، فقال يحيى: ما هذه الأزقة يا أبا قتيبة؟ قال: حدثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ جَابِرٍ: نَهَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْبَصَلِ، وَالْكُرَّاثِ.
قُلْتُ: خَرَّجَ أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ الأَوَّلَ مِنْ حَدِيثِ بَقِيَّةَ، عَنْ بَحِيرٍ، فَأَدْخَلَ بَيْنَ خَالِدٍ وَبَيْنَهَا: خِيَارَ بْنَ سَلَمَةَ.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: عَرَضْتُ عَلَى أَبِي حَدِيثَ " لا تَقْرَأِ الْحَائِضُ، وَلا الْجُنُبُ شَيْئًا "، فَقَالَ: هَذَا بَاطِلٌ. يَعْنِي أَنَّ إِسْمَاعِيلَ وَهِمَ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ، وَمَسْعُودُ بْنُ عَبْدِ الله كتابة، عن ابن كليب، قال: أخبرنا ابن بيان، قال: أخبرنا ابن مخلد، قال: أخبرنا الصفار، قال: حدثنا ابن عرفة، قال: حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ [ص:813] عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لا تَقْرَأِ الْحَائِضُ، وَلا الْجُنُبُ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْئًا ".
قَالَ مُضَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَسَدِيُّ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، فَقَالَ: إِذَا حَدَّثَ عَنِ الشَّامِيِّينَ فَحَدِيثُهُ صحيح، وإذا حدث عن العراقيين، والمدنيين خلط مَا شِئْتَ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ إِسْمَاعِيلُ مِنَ الْحُفَّاظِ الْمُتْقِنِينَ فِي حَدَاثَتِهِ، فَلَمَّا كَبُرَ تَغَيَّرَ حِفْظُهُ.
قُلْتُ: رَوَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ مِنْ شُيُوخِهِ: الأَعْمَشُ، وَقَدِمَ بَغْدَادَ فَوَلاهُ الْمَنْصُورُ خِزَانَةَ الْكِسْوَةِ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، وَابْنُ مُصَفًّى، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ: مات سنة إحدى وثمانين ومائة، زاد ابْنُ مُصَفًّى: لِثَمَانٍ خَلَوْنَ مِنْ رَبِيعٍ الأَوَّلِ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ، وَأَبُو عُبَيْدٍ، وَالزِّيَادِيُّ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ.(4/809)
21 - خ ت: إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَمَدَانِيُّ الْكُوفِيُّ، أَبُو عُمَرَ [الوفاة: 181 - 190 ه]
نَزِيلُ بَغْدَادَ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَسِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَبَيَانِ بْنِ بِشْرٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ عمر، وسريج بْنُ يُونُسَ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ النسائي: ليس بالقوي.
وروى الْحَاكِمُ، عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ قَالَ: لَيْسَ فِيهِ شَكٌّ أَنَّهُ ضَعِيفٌ.(4/813)
• - إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَعْلَى هُوَ أَبُو أُمَيَّةَ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
يَأْتِي بِكُنْيَتِهِ.(4/813)
22 - أَغْلَبُ بْنُ تَمِيمٍ الْمَسْعُودِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: قَتَادَةَ، وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَمُعَلَّى بْنِ زِيَادٍ.
وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ وَزِيرٍ الْوَاسِطِيُّ، وَزِيَادُ بْنُ يَحْيَى، وَيَحْيَى بن حماد. [ص:814]
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.(4/813)
23 - د ت: أَيُّوبُ بْنُ جَابِرٍ الْيَمَامِيُّ الْحَنَفِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَآدَمَ بْنِ عَلِيٍّ، وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ الْكُوفِيِّينَ.
وَعَنْهُ: قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، وَلُوَيْنٌ، وعلي بن حجر، وخالد بن مرادس.
قَالَ الْفَلاسُ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: سَائِرُ حَدِيثِهِ صَالِحٌ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ: سَأَلْتُ ابْنَ مَعِينٍ عَنْهُ فَقَالَ: كَتَبْتُ عَنْهُ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنْ يَحْيَى مِثْلَهُ.
وَرَوَى مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَحْيَى: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَاهِي الْحَدِيثِ.(4/814)
24 - أَيُّوبُ بْنُ مُدْرِكِ بْنِ الْعَلاءِ، أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى يَحْيَى الذماري،
وَرَوَى عَنْ: مَكْحُولٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ.
قَرَأَ عَلَيْهِ: الرَّبِيعُ بْنُ ثَعْلَبَ،
وَرَوَى عَنْهُ: سِبْطُهُ الْعَلاءُ بْنُ عَمْرٍو، وَرَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَأَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ضعيف.
وقال البخاريُّ: حديثه عَنْ مَكْحُولٍ مُرْسَلٌ.(4/814)
25 - خ م ن: أَيُّوبُ بْنُ النَّجَّارِ بْنِ زياد الْحَنَفِيُّ قَاضِي الْيَمَامَةِ أَبُو إِسْمَاعِيلَ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
رَوَى عَنْ: يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَالْجُرَيْرِيِّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ.
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ حنبل، وعمرو النَّاقِدُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ الْجَوْهَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ الرَّازِيُّ، وَطَائِفَةٌ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ: كَانَ يُقَالُ إِنَّهُ مِنَ الأَبْدَالِ.
وَوَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، فقال: ثقة صدوق، كان يقول: لم أسمع من يحيى إلا حديث " التقى آدم وموسى ".
وَقَالَ أَحْمَدُ: صَالِحٌ ثِقَةٌ، عَفِيفٌ.
قُلْتُ: لَيْسَ له في الكتب سوى الحديث المذكور.(4/815)
-[حَرْفُ الْبَاءِ](4/815)
26 - بَزِيعُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو خَازِمٍ اللَّحَّامُ [الوفاة: 181 - 190 ه]
مَوْلَى أَبِي بِسْطَامٍ مِنْ سَبْيِ بُخَارَى.
رَوَى عَنْ: الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو مُعَاوِيَةُ الضَّرِيرُ، وَيَحْيَى بْنُ سَلامٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الْخَطْمِيُّ، وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ قَرِيبٌ مِنَ الأَجْلَحِ فِي اللِّينِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ.(4/815)
27 - بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ الْخَثْعَمِيُّ الْمُؤَدِّبُ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أَحْوَصَ بْنِ حَكِيمٍ، وَأَبِي رَوْقٍ.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، وَيُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ، وَمِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيفٌ. [ص:816]
وقال البخاري: يعرف، وينكر.
مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ: أخبرنا بِشْرِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ: " لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ " قَالَ: " لَوْ أَنَّ الإِنْسَ وَالْجِنَّ وَالشَّيَاطِينَ مُذْ يَوْمِ خُلِقُوا إلى يوم تفنى صفا واحدا، ما أحاطوا بالله أبدا ".
هذا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، لا يُعْرَفُ إِلا بِبِشْرٍ، وَفِيهِ عَطِيَّةُ ضَعِيفٌ أَيْضًا.(4/815)
28 - ع: بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلَ بْنُ لاحِقٍ الْحَافِظُ، أَبُو إِسْمَاعِيلَ الرَّقَاشِيُّ، مَوْلاهُمْ، الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: سَعِيدِ الْجُرَيْرِيِّ، وَسُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَخَالِدٍ الْحَذَّاءِ، وَطَائِفَةٍ مِنْ صِغَارِ التَّابِعِينَ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمَدِينِيِّ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَابْنُ رَاهَوَيْهِ، وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، وَأَبُو حَفْصٍ الْفَلاسُ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: إِلَيْهِ الْمُنْتَهَى فِي التثبت بالبصرة.
وقال علي ابن المديني: كان يصلي كل يوم أربع مائة رَكْعَةٍ، وَيَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا.
وَذَكَرُوا عِنْدَهُ بَعْضَ الْجَهْمِيَّةِ، فَقَالَ: لا تَذْكُرُوا ذَاكَ الْكَافِرَ.
قلت: توفي بشر سَنَةَ سِتٍّ أَوْ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.(4/816)
29 - ق: بَشِيرُ بْنُ مَيْمُونٍ، أَبُو صَيْفِيٍّ الْوَاسِطِيُّ [الوفاة: 181 - 190 ه]
خُرَاسَانِيُّ الأَصْلِ.
رَوَى عَنْ: سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَمُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، وَمُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، وَأَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ، وَأَحْمَدُ بن عاصم العباداني، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَطَائِفَةٌ.
وَكَتَبَ عَنْهُ أَحْمَدُ، وَتَرَكَهُ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: يُتَّهَمُ بالوضع. [ص:817]
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ ولا مأمون.(4/816)
30 - بَكَّارُ بْنُ سُفيان الْمَازِنِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَأَبِي رَجَاءِ الْعُطَارِدِيِّ، وَعَاصِمٍ الْجَحْدَرِيِّ.
وَعَنْهُ: أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ، وعلي ابن الْمَدِينِيِّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ، وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، وَآخَرُونَ.
مَا عَلِمْتُ فِيهِ جَرْحًا.(4/817)
31 - بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَارَسْتِ الْمَدَنِيُّ الْمُقْرِئُ النَّحْوِيُّ [الوفاة: 181 - 190 ه]
مِنْ قُرَّاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ.
رَوَى عَنْ: مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، وَابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ: بَكَّارُ بْنُ جَارَسْتَ، اسْمُ أَبِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، ثُمَّ لَيَّنَهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ.(4/817)
32 - بَكْرُ بْنُ بِشْرٍ السُّلَمِيُّ التِّرْمِذِيُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
إِمَامُ مَسْجِدِ عَسْقَلانَ.
سَمِعَ: عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ سَوَّارٍ.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ.
وَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.(4/817)
33 - الْبُهْلُولُ بْنُ رَاشِدٍ، أَبُو مُحَمَّدٍ الزَّاهِدُ الْمَغْرِبِيُّ الْقَيْرَوَانِيُّ الْفَقِيهُ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
قِيلَ: كَانَ ثِقَةً، صَادِقًا مُجْتَهِدًا، خَيِّرًا، مُجَابَ الدَّعْوَةِ، وَاسِعَ الْعِلْمِ.
سَمِعَ مِنْ: يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الأَيْلِيِّ، وَحَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَالثَّوْرِيِّ، وَمَالِكٍ، وَاللَّيْثِ، وَابْنِ أَنْعَمَ الإِفْرِيقِيِّ، وَغَيْرِهِمْ.
وَأَقْبَلَ عَلَى الْعِبَادَةِ، فَلَمَّا احْتِيجَ إِلَيْهِ سَمِعَ الْمُوَطَّأَ مِنْ أَقْرَانِهِ ابْنِ غَانِمٍ، وَعَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، وَسَمِعَ جَامِعَ الثَّوْرِيَّ مِنْ أَبِي الْخَطَّابِ، وَأَبِي خَارِجَةَ، وَدَوَّنَ النَّاسُ عَنْهُ جَامِعًا، وَقَامَ بِفُتْيَاهُمْ.
سَمِعَ مِنْهُ: سَحْنُونٌ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَعَوْنٌ، وَالْحَكَمُ، ويحيي بْنُ سَلامٍ. [ص:818]
وقيل: إن مالكا نظر إليه، فقال: هَذَا عَابِدُ أَهْلِ بَلَدِهِ.
وَعَنْ بُهْلُولِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَتْقَى لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْبُهْلُولِ بْنِ رَاشِدٍ.
وَيُقَالُ: إِنَّ العكي أمير إفريقية بَلَغَهُ أَنَّ الْبُهْلُولَ يَقَعُ فِي سُلْطَانِهِ وَيَتَكَلَّمُ فِيهِ، فَهَمَّ بِهِ، فَتَحَاشَدَ النَّاسُ يَمْنَعُونَهُ مِنْهُ، فزاده ذلك حنقا، وبعث إليهم الأجناد، فأحضره وَضَرَبَهُ بِالسِّيَاطِ، فَرَمَى جَمَاعَةٌ أَنْفُسَهُمْ عَلَيْهِ يَقُونَهُ، فَضُرِبُوا، وَكَانُوا نَحْوَ الْعِشْرِينَ، ثُمَّ مَاتَ بَعْدُ مِنْ ذَلِكَ الضَّرْبِ.
قِيلَ: تُوُفِّيَ بَعْدَ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ الْفَقِيهِ بِشَهْرٍ وَأَيَّامٍ، وَذَلِكَ فِي أثناء سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ.(4/817)
34 - بُهْلُولُ بْنُ عُبَيْدٍ الْكِنْدِيُّ يُكَنَّى: أَبَا عُبَيْدٍ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خالد، وابن جريج، وغيرهم.
وَعَنْهُ: موسى بن مروان، والحسين بن أبي زيد، والربيع بن سليمان الجيزي، والحسن بن قزعة.
قال ابن حبان: كان يسرق الحديث.
وقال ابن عدي: له أحاديث لا يُتَابِعُهُ عَلَيْهَا الثِّقَاتُ.(4/818)
35 - الْبُهْلُولُ الْمَجْنُونُ. هُوَ الْبُهْلُولُ بْنُ عَمْرٍو، أَبُو وُهَيْبٍ الصَّيْرَفِيُّ الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
وُسْوِسَ فِي عَقْلِهِ، وَمَا أَظُنُّهُ اخْتَلَطَ، أَوْ قَدْ كَانَ يَصْحُو فِي وَقْتٍ، فَهُوَ مَعْدُودٌ فِي عُقَلاءِ الْمَجَانِينِ.
لَهُ كَلامٌ حَسَنٌ، وَحِكَايَاتٌ،
وَقَدْ حَدَّثَ عَنْ: عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَعَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، وَأَيْمَنَ بْنِ نَابُلٍ، وَمَا تَعَرَّضُوا لَهُ بِجَرْحٍ وَلا تَعْدِيلٍ، وَلا كَتَبَ عَنْهُ الطَّلَبَةُ.
كَانَ حَيًّا فِي دَوْلَةِ الرَّشِيدِ. طَوَّلَ تَرْجَمَتَهُ ابْنُ النَّجَّارِ، وَذَكَرَ أَنَّهُ أَتَى بَغْدَادَ.
وَعَنِ الأَصْمَعِيِّ قَالَ: خَرَجْتُ مِنْ عِنْدَ الرَّشِيدِ مِنْ بَابِ الرُّصَافَةِ، فَإِذَا بُهْلُولُ يَأْكُلُ خَبِيصًا، فَقُلْتُ: أَطْعِمْنِي، قَالَ: لَيْسَ هُوَ لِي. قُلْتُ: لِمَنْ هُوَ؟ [ص:819] قَالَ: لِحَمْدُونَةَ بِنْتِ الرَّشِيدِ أَعْطَتْنِيهِ آكُلُهُ لَهَا.
وَعَنِ الأَشْهَلِيِّ قَالَ: بَكَّرْتُ فِي حَاجَةٍ، فَلَقِيتُ الْبُهْلُولَ، فَقُلْتُ: ادْعُ لِي، فَرَفَعَ يَدَيْهِ، وَقَالَ: يَا مَنْ لا تُخْتَزَلُ الْحَوَائِجُ دُونَهُ، اقْضِ لَهُ حَوَائِجَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فَوَجَدْتُ لِدُعَائِهِ رَاحَةً، فَنَاوَلْتُهُ دِرْهَمَيْنِ، فَقَالَ لِي: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، تَعْلَمُ أَنِّي آخُذُ الرَّغِيفَ وَنَحْوَهُ، لا وَاللَّهِ، لا آخُذُ عَلَى دُعَائِي أَجْرًا، قَالَ: فَقُضِيَتْ حَاجَتِي.
وَيُرْوَى أَنَّ الْبُهْلُولَ مَرَّ بِهِ الرَّشِيدُ، فَقَامَ وَنَادَاهُ وَوَعَظَهُ، فَأَمَرَ لَهُ بِمَالٍ، فَقَالَ: مَا كُنْتُ لأُسَوِّدَ وَجْهَ الْمَوْعِظَةِ.
وَقِيلَ لَهُ: قَدْ غَلا السِّعْرُ، فَادْعُ اللَّهَ، قَالَ: مَا أُبَالِي، وَلَوْ حَبَّةٌ بِدِينَارٍ، إِنَّ لِلَّهِ عَلَيْنَا أَنْ نَعْبُدَهُ كَمَا أَمَرَنَا، وَعَلَيْهِ أَنْ يَرْزُقَنَا كَمَا وَعَدَنَا.
وَعَنْ حَسَنِ بْنِ سَهْلٍ قَالَ: رَأَيْتُ الصِّبْيَانَ يَرْمُونَ الْبُهْلُولَ بِالْحَصَى، فَأَدْمَتْهُ حَصَاةٌ فَقَالَ:
رُبَّ رَامٍ لِي بِأَحْجَارِ الأَذَى ... لَمْ أَجِدْ بُدًّا مِنَ الْعَطْفِ عَلَيْهِ
فَقُلْتُ: تَعْطِفُ عليهم، وهم يرمونك؟ قال: اسكت! لعل لله يَرَى غَمِّي، وَوَجَعِي، وَشِدَّةَ فَرَحِهِمْ، فَيَهَبُ بَعْضَنَا لِبَعْضٍ.
وَمِمَّا نُقِلَ عَنْهُ قَالَ: مَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ أَكْبَرَ هَمِّهِ أَتَتْهُ الدُّنْيَا رَاغِمَةً، ثُمَّ قَالَ:
يَا خَاطِبَ الدُّنْيَا إِلَى نَفْسِهِ ... تَنَحَّ عَنْ خِطْبَتِهَا تَسْلَمِ
إِنَّ الَّتِي تَخْطُبُ غَرَّارَةٌ ... قَرِيبَةُ الْعُرْسِ إِلَى الْمَأْتَمِ
وَقَدْ سَاقَ أَبُو الْقَاسِمِ الْمُفَسِّرُ فِي كِتَابِ " عُقَلاءِ الْمَجَانِينَ " لَهُ حكايات وأشعارا، ولم أَجِدْ لَهُ وَفَاةً.(4/818)
36 - بُهْلُولُ بْنُ مُورِّقٍ، أَبُو غَسَّانَ [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: مُوسَى بْنِ عَبِيدَةَ.
وَعَنْهُ: أَبُو خَيْثَمَةَ، وَالْفَلاسُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حاتم: لا بأس بِهِ.(4/819)
-[حَرْفُ الثَّاءِ](4/820)
37 - ثَابِتُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُمَيْعٍ أَبُو جَبَلَةَ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الحديث.(4/820)
-[حَرْفُ الْجِيمِ](4/820)
38 - جَابِرُ بْنُ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: عُثْمَانَ بْنِ صَفْوَانَ، وَعَبَّادِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَعَنْهُ: قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَسُنَيْدُ بْنُ دَاوُدَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ.(4/820)
39 - ت: جَابِرُ بْنُ نُوحٍ، أَبُو بَشِيرٍ الْحِمَّانِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: الأَعْمَشِ، وَحُرَيْثِ بْنِ السَّائِبِ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ بُدَيْلٍ، وَآخَرُونَ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ، وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: ضَعِيفٌ.(4/820)
40 - ع: جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحَافِظُ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الضَّبِّيُّ الْكُوفِيُّ، ثُمَّ الرَّازِيُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
أَحَدُ الأَئِمَّةِ.
مَوْلِدُهُ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ بِالْكُوفَةِ.
سَمِعَ: مَنْصُورَ بْنَ الْمُعْتَمِرِ، وَحُصَيْنَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عُمَيْرٍ، وَبَيَانَ بْنَ بِشْرٍ، وَسُهَيْلَ بْنَ أَبِي صَالِحٍ، وَمُغِيرَةَ بْنَ مقسم، والأعمش، وأمما مِنْ طَبَقَتِهِمْ، وَقَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَهُوَ مِنْ طَبَقَتِهِ، وَالطَّيَالِسِيُّ، وسليمان بن حرب، وعلي ابن الْمَدِينِيِّ، وَقُتَيْبَةُ، وَابْنُ [ص:821] مَعِينٍ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَإِسْحَاقُ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، وَيَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، وَيُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، وَمُوسَى بْنُ نَصْرٍ، وَعَدَدٌ كَثِيرٌ، وَقَدِمَ فِي آخِرِ عُمْرِهِ بَغْدَادَ، وَحَدَّثَ بِهَا.
وَيُقَالُ: إِنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ.
قَالَ يَعْقُوبُ السَّدُوسِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمَدِينِيِّ يَقُولُ: كَانَ جَرِيرٌ صاحب لَيْلٍ، وَكَانَ له رسن يقولون: إذا أعيا تَعَلَّقَ بِهِ.
قَالَ يَعْقُوبُ: وَذُكِرَ لِأَبِي خَيْثَمَةَ إِرْسَالُ جَرِيرٍ، فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ يُدَلِّسُ؛ لِأَنَّا كُنَّا إِذَا أَتَيْنَاهُ، وَهُوَ فِي حَدِيثِ الأَعْمَشِ أو منصور أو مغيرة ابتدأ فأخذ الكتاب، فقال: حدثنا فُلانٍ، ثُمّ يُحَدِّثُ عَنْهُ مُبْهَمًا فِي حَدِيثٍ واحد، يقول: مَنْصُورٌ مَنْصُورٌ حَتَّى يَفْرُغَ الْمَجْلِسُ.
قَالَ الْخَطِيبُ: هُوَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَرِيرِ بْنِ قُرْطِ بْنِ هِلالٍ الضَّبِّيُّ.
قُلْتُ: كَانَ النَّاسُ يَرْحَلُونَ إِلَيْهِ لِعِلْمِهِ وَإِتْقَانِهِ.
قَالَ سُفْيَانُ بن عيينة: قال لي ابن شبرمة: عَجَبًا لِهَذَا الرَّازِيِّ عَرَضْتُ عَلَيْهِ أَنْ أُجْرِيَ عليه مائة درهم في الشهر من الصدقة، فَقَالَ: أَيَأْخُذُ الْمُسْلِمُونَ كُلُّهُمْ مِثْلَ هَذَا؟ قُلْتُ: لا. قَالَ: لا حَاجَةَ لِي فِيهِ، يَعْنِي: جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: سمعت جريرا يقول: عرضت علي بالكوفة ألفا دِرْهَمٍ يُعْطُونِي مَعَ الْقُرَّاءِ فَأَبَيْتُ، ثُمَّ جِئْتُ الْيَوْمَ أَطْلُبُ مَا عِنْدَهُمْ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: طَلَبَ جَرِيرٌ الْحَدِيثَ خَمْسَ سِنِينَ فَقَطْ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وَكَانَ جَرِيرُ ثِقَةً، كَثِيرَ الْعِلْمِ، يُرْحَلُ إِلَيْهِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو زُنَيْجٌ: سَمِعْتُ جَرِيرًا يَقُولُ: رَأَيْتُ ابْنَ أَبِي نَجِيحٍ، ولم أكتب عنه، ورأيت جابرا الجعفي ولم أكتب عنه، ورأيت ابن جريج وَلَمْ أَكْتُبْ عَنْهُ، فَقَالَ رَجُلٌ: ضَيَّعْتَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ: لا، أَمَّا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ فَكَانَ يَرَى [ص:822] الْقَدَرَ، وَأَمَّا جَابِرٌ فَكَانَ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ، وَأَمَّا ابْنُ جُرَيْجٍ فَإِنَّهُ أَوْصَى بَنِيهِ بِسِتِّينَ امْرَأَةً قال: لا تزوجوا بِهِنَّ فَإِنَّهُنَّ أُمَّهَاتُكُمْ، وَكَانَ يَرَى الْمُتْعَةَ.
قَالَ زُنَيْجٌ: وُجِدَ لِجَرِيرٍ عَنِ الْكُوفِيِّينَ عَشَرَةُ آلافِ حَدِيثٍ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرحمن بن محمد قال: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ يَقُولُ: كَانَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَأَبُو عَوَانَةَ يَتَشَابَهَانِ فِي رَأْيِ الْعَيْنِ، مَا كَانَا يَصْلُحَانِ إِلا أَنْ يَكُونَا رَاعِيَيْ غَنَمٍ، كَتَبْتُ عَنْهُ بِمَكَّةَ أَنَا وَابْنُ مَهْدِيٍّ.
قَالَ ابْنُ شَيْبَةَ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ الرحمن بن محمد يقول: سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيَّ يَقُولُ: قَدِمْتُ الرَّيَّ وَمَعِي أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِعَقِبِ مَوْتِ شُعْبَةَ، فَكَانَ جَرِيرٌ يُجَالِسُنَا، فَسَمِعَنَا نَتَذَاكَرُ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ حِفْظٌ، فَسَمِعَنِي أَذْكُرُ حَدِيثًا، فَقَالَ: أكتبه لِي، فَكَتَبْتُهُ وَحَدَّثْتُهُ بِهِ، وَقُلْتُ لَهُ: حَدِّثْنَا، فَقَالَ: لَسْتُ أَحْفَظُ وَكُتُبِي غَائِبَةٌ، وَأَنَا أَرْجُو أَنْ أُؤْتَى بِهَا، قَدْ كَتَبْتُ فِي ذَلِكَ، فَأَتَتْهُ، فَنَظَرْنَا فِيهَا.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ: مَا قَالَ لَنَا جَرِيرٌ قَطُّ بِبَغْدَادَ: حَدَّثَنَا، فقلت: تَرَاهُ لا يَغْلَطُ مَرَّةً، وَكَانَ رُبَّمَا نَعَسَ فَنَامَ، ثُمَّ يَنْتَبِهُ، فَيَقْرَأُ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي انْتَهَى إِلَيْهِ.
وَذَكَرَ الْبَيْهَقِيُّ أَنَّ جَرِيرًا تَغَيَّرَ قبل موته قليلا، كذا قال، والمعروف بذلك جرير بن حازم.
وتناكد العقيلي بذكر جرير الضبي في الضعفاء، فقال: حدثنا محمد بن عيسى الهاشمي، قال: حدثني جعفر بن عامر قال: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: جَرِيرُ بْنُ عبد الحميد لا يفصل بين مغيرة وإبراهيم، كان نكرة، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِخَلَفِ بْنِ سَالِمٍ، قَالَ: أَحْمَدُ اشْتَكَتْ عَيْنُهُ، فَحَلَفَتْ عَلَيْهِ أُمُّهُ أَنْ لا يَجِيءَ إِلَى جَرِيرٍ، مِثْلَ جَرِيرٍ يُقَالُ لَهُ هَذَا؟!
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ جَرِيرٌ الرَّازِيُّ بِالذَّكِيِّ فِي الْحَدِيثِ، قُلْتُ: أَرَوَى عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ، كَانَ اخْتَلَطَ عَلَيْهِ حَدِيثُ أَشْعَثَ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، حَتَّى قَدِمَ عَلَيْهِ بهز، فقال لَهُ: هَذَا حَدِيثُ عَاصِمٍ، وَهَذَا حَدِيثُ أَشْعَثَ. قَالَ: فَعَرَفَهَا فَحَدَّثَ بِهَا النَّاسَ. [ص:823]
قُلْتُ: كَانُوا لا يَكْتُبُونَ عَلَى النُّسْخَةِ طَبَقَةَ سَمَاعٍ، وَلا اسْمَ الشَّيْخِ، فَكَتَبَ جَرِيرٌ عَنْ هَذَا كِتَابًا، وَعَنْ هَذَا كِتَابًا، وَفَاتَهُ أَنْ يُرَقِّمَ عَلَى كُلِّ كِتَابٍ اسْمَ مَنْ كَتَبَهُ عَنْهُ، وَطَالَ الْعَهْدُ فَاشْتُبِهَ عَلَيْهِ.
وَبِكُلِّ حَالٍ هُوَ ثِقَةٌ، نَحْتَجُّ بِهِ فِي كُتُبِ الإِسْلامِ كُلِّهَا.
مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ بِالرَّيِّ، رَحِمَهُ اللَّهُ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: جَرِيرٌ أَعْلَمُ بِمَنْصُورٍ مِنْ شَرِيكٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: جَرِيرٌ ثِقَةٌ يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ السَّدُوسِيُّ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ هَاشِمٍ قَالَ: قَدِمَ جَرِيرٌ بَغْدَادَ، فَنَزَلَ عَلَى بَنِي الْمُسَيِّبِ الضَّبِّيِّ، فَلَمَّا عَبَرَ إِلَى الْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ جَاءَ الْمَدُّ، فَقُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: تَعْبُرُ؟ قَالَ: أُمِّي لا تَدَعُنِي، فَعَبَرْتُ أَنَا، فَلَزِمْتُهُ، وَكَتَبْتُ عَنْهُ أَلْفًا وخمس مائة حَدِيثٍ.
وَكَتَبْتُ عَنْهُ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى مَكَّةَ.
قَالَ يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ: مَاتَ جَرِيرٌ لِيَوْمٍ خَلا مِنْ جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ أَوْ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً، وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُهُ عَبْدُ الله.(4/820)
41 - جعفر البرمكي، الوزير جعفر بن يحيى بن خالد بْنِ بَرْمَكَ، أَبُو الْفَضْلِ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
أَصْلُهُ مِنَ الْفُرْسِ، كَانَ مَلِيحًا، جَمِيلا، لَسِنًا، بَلِيغًا، عَالِمًا، أَدِيبًا، يُضْرَبُ بِجُودِهِ الْمَثَلُ، وَكَانَ مُسْرِفًا عَلَى نَفْسِهِ، غَارِقًا فِي بَحْرِ اللَّذَّاتِ، وَالْمَعَاصِي، تَمَكَّنَ مِنَ الرشيد، وبلغ من الجاه والرفعة ما لا مَزِيدَ عَلَيْهِ، وَوَلِيَ هُوَ وَأَبُوهُ وَإِخْوَتُهُ الأَعْمَالَ الْجَلِيلَةَ، وَكَثُرَتْ عَلَيْهِمُ الأَمْوَالُ.
وَقَدْ مَرَّ فِي الْحَوَادِثِ مِنْ أَخْبَارِهِ، وَأَنَّهُ قُتِلَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعٍ، وَقَدْ وُلِّيَ نِيَابَةَ الْمُلْكِ عَلَى دِمَشْقَ، فَقَدِمَهَا فِي سَنَةِ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
وَمِنْ أَلْفَاظِهِ: قَالَ مَرَّةً لِلرَّشِيدِ: إِذَا أَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَيْكَ، فَأَعْطِ، فَإِنَّهَا لا تَفْنَى، وَإِذَا أَدْبَرَتْ فَأَعْطِ، فَإِنَّهَا لا تَبْقَى.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ: هَاجَتِ الْعَصَبِيَّةُ بِالشَّامِ وَتَفَاقَمَ الأَمْرُ، فَاغْتَمَّ [ص:824] الرشيد، فعقد لجعفر، وَقَالَ: إِمَّا أَنْ تَخْرُجَ أَنْتَ أَوْ أَخْرُجَ أَنَا، فَسَارَ إِلَيْهِمْ جَعْفَرٌ، فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ، وَقَتَلَ فِيهِمْ، وَلَمْ يَدَعْ لَهُمْ رُمْحًا وَلا قَوْسًا، فهجم الأمر، واستخلف على دمشق عيسى بن المعلى، وَانْصَرَفَ.
قَالَ الْخَطِيبُ: كَانَ جَعْفَرٌ عِنْدَ الرَّشِيدِ بِحَالَةٍ لَمْ يُشَارِكْهُ فِيهَا أَحَدٌ، وَجُودُهُ، وَسَخَاؤُهُ أَشْهَرُ مِنْ أَنْ يُذْكَرَ، وَكَانَ مِنْ ذَوِي اللسن والبلاغة، يقال: إنه وقع في ليلة بِحَضْرَةِ الرَّشِيدِ زِيَادَةً عَلَى أَلْفِ تَوْقِيعٍ، وَنَظَرَ في جميعها، فلم يخرج شيئا منها عَنْ مُوجِبِ الْفِقْهِ، وَكَانَ أَبُوهُ يَحْيَى قَدْ ضَمَّهُ إِلَى أَبِي يُوسُفَ الْقَاضِي حَتَّى عَلَّمَهُ، وَفَقَّهَهُ.
وَعَنْ ثُمَامَةَ بْنِ أَشْرَسَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَبْلَغَ مِنْ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى، وَالْمَأْمُونِ.
قِيلَ: اعْتَذَرَ رَجُلٌ إِلَى جَعْفَرٍ، فَقَالَ: قَدْ أَغْنَاكَ اللَّهُ بِالْعُذْرِ مِنَّا عَنِ الاعْتِذَارِ إِلَيْنَا، وَأَغْنَانَا بِالْمَوَدَّةِ لَكَ عَنْ سُوءِ الظَّنِّ بِكَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَهْمَانَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: كَانَ أَبُو عَلْقَمَةَ الثَّقَفِيُّ صاحب " الْغَرِيبِ " عِنْدَ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى، فَقَالَ وقد أقبلت عليه خنفساة: أليس يقال إن الخنفساة إِذَا أَقْبَلَتْ إِلَى رَجُلٍ أَصَابَ خَيْرًا؟ قَالُوا: بَلَى، فَقَالَ: يَا غُلامُ أَعْطِهِ أَلْفَ دِينَارٍ، فأعطاه، فنحوها عَنْهُ، قَالَ: فَعَادَتْ إِلَيْهِ، فَقَالَ: يَا غُلامُ أعطه ألفا أخرى.
قال جحظة: حدثني ميمون بن مهران قال: حدثني الرشيدي قال: حَدَّثَنِي مُهَذَّبٌ حَاجِبُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ: أَنَّ الْعَبَّاسَ نَالَتْهُ إِضَاقَةٌ، وَكَثُرَ الْغُرَمَاءُ، فَأَخْرَجَ سِفْطًا فيه جوهر شراؤه ألف أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَحَمَلَهُ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى، فالتقاه جعفر، فقال: أريد على هذا خمس مائة أَلْفٍ حَتَّى تَأْتِيَ الْغَلَّةُ، فَقَالَ: أَفْعَلُ، وَرَفَعَ السِّفْطَ.
فَلَمَّا رَجَعَ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ إِلَى مَنْزِلِهِ، وَجَدَ السِّفْطَ قَدْ سَبَقَهُ، وَمَعَهُ أَلْفُ أَلْفِ دِرْهَمٍ، ثُمَّ مِنَ الْغَدِ دَخَلَ جَعْفَرٌ إلى الرشيد فكلمه فيه، فأمر له بثلاث مائة ألف دينار.
قال ابن المرزبان: حدثنا أبو يعقوب النخعي، قال: حدثنا علي بن زيد كاتب العباس ابن المأمون قال: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ الْمَوْصِلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَجَّ الرَّشِيدُ وَمَعَهُ جَعْفَرٌ، وَأَنَا مَعَهُمْ، فَلَمَّا صَرْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ لِي جَعْفَرٌ: [ص:825] أُحِبّ أَنْ تَنْظُرَ لِي جَارِيَةً لا يَكُونُ مِثْلُهَا فِي الْغِنَاءِ وَالظُّرْفِ، فَأُرْشِدْتُ إِلَى جَارِيَةٍ لم أر مثلها، وغنت فأجادت، فقال لِي صَاحِبُهَا: لا أَبِيعُهَا بِأَقَلِّ مِنْ أَرْبَعِينَ ألف دينار. قلت: قَدْ أَخَذْتُهَا، وَأَشْتَرِطُ عَلَيْكَ نَظْرَةً، قَالَ: لَكَ ذلك.
فأتيت جعفرا، فقلت: أَصَبْتُ صَاحِبَتَكَ عَلَى غَايَةِ الْكَمَالِ، فَاحْمِلِ الْمَالَ، فَحَمَلْنَا الْمَالَ عَلَى حَمَّالِينَ، وَجَاءَ جَعْفَرٌ مُسْتَخْفِيًا، فَدَخَلْنَا عَلَى الرَّجُلِ وَأَخْرَجَهَا، فَلَمَّا رَآهَا جَعْفَرٌ أُعْجِبَ بِهَا، فَغَنَّتْ، فَازْدَادَ بِهَا عَجَبًا، وَقَالَ: افصل أَمْرِهَا، فَقُلْتُ لِمَوْلاهَا: خُذِ الْمَالَ، فَقَالَتِ الْجَارِيَةُ: يَا مَوْلايَ فِي أَيِّ شَيْءٍ أَنْتَ؟ قَالَ: قَدْ عَرَفْتِ مَا كُنَّا فِيهِ مِنَ النِّعْمَةِ، وَقَدْ نَقَصْتِ عَنْ ذَلِكَ، فَقَدَّرْتُ أَنْ تَصِيرِي إِلَى هَذَا الْمُلْكِ، فَتَنْبَسِطِي فِي شَهَوَاتِكِ، فَقَالَتْ: لَوْ مَلَكْتُ مِنْكَ مَا مَلَكْتَ مِنِّي مَا بِعْتُكَ بِالدُّنْيَا، فَاذْكُرِ الْعَهْدَ، وَقَدْ كَانَ حَلَفَ أَنْ لا يَأْكُلَ لَهَا ثَمَنًا، فَتَغَرْغَرَتْ عَيْنُ الرَّجُلِ بِالدُّمُوعِ، وَقَالَ: اشْهَدُوا أَنَّهَا حُرَّةٌ لِوَجْهِ اللَّهِ، وَأَنِّي قَدْ تَزَوَّجْتُهَا، وَأَمْهَرْتُهَا دَارِي، فَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ يَحْيَى: انْهَضْ بِنَا، فَدَعَوْتُ الْحَمَّالِينَ ليحملوا الذهب، فقال جعفر: والله لا صحبنا منه درهما، وقال لمولاها: أنفقه عليكما.
وقيل: لما نكبت الْبَرَامِكَةُ، وُجِدَ فِي خَزَائِنِ جَعْفَرٍ جَرَّةٌ فِيهَا أَلْفُ دِينَارٍ فِي الدِّينَارِ مِائَةُ دِينَارٍ سِكَّتَهُ:
وأصفر من ضرب دار الملو ... ك يَلُوحُ عَلَى وَجْهِهِ جَعْفَرُ
يَزِيدُ عَلَى مِائَةٍ وَاحِدًا ... مَتَى يُعْطَهُ مُعْسِرٌ يُوسِرُ
مُثَنَّى بْنُ محمد، قال: حدثنا أبو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُؤَدِّبُ الْبَرَامِكَةِ قَالَ: أَمَرَ جَعْفَرٌ أن تضرب له دنانير، زنة الدينار ثلاث مائة مثقال، وتصير عَلَيْهِ صُورَتُهُ.
وَهُوَ مُرَادُ أَبِي الْعَتَاهِيَةِ بِقَوْلِهِ:
يَلُوحُ عَلَى وَجْهِهِ جَعْفَرُ
قَالَ صاحب " الأَغَانِي ": أخبرنا عبد الله بن الربيع الربيعي: قال: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى قَالَ: شَهِدْتُ أَبِي وَهُوَ يُحَدِّثُ جَدِّي يَحْيَى، وَأَنَا صَغِيرٌ، عَنْ بَعْضِ خَلَوَاتِهِ مَعَ الرَّشِيدِ فَقَالَ: يَا أَبَهْ، أَخَذَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِيَدِي، ثُمَّ أَقْبَلَ فِي الْحُجَرِ يَخْتَرِقُهَا، حَتَّى انْتَهَى إِلَى حُجْرَةٍ فَفُتِحَتْ لَهُ، وَرَجَعَ مَنْ كَانَ مَعَنَا، ثُمَّ صِرْنَا إِلَى حُجْرَةٍ، فَفَتَحَهَا بِيَدِهِ، وَدَخَلْنَا [ص:826] معا، وأغلقها من داخل، ثُمَّ صِرْنَا إِلَى رِوَاقٍ، وَفِي صَدْرِهِ مَجْلِسٌ مُغْلَقٌ، فَقَعَدَ عَلَى بَابِهِ وَنَقَرَهُ، فَسَمِعْنَا حِسًّا، ثُمَّ نَقَرَ، فَسَمِعْتُ صَوْتَ عُودٍ، فَغَنَّتْ جَارِيَةٌ، مَا ظَنَنْتُ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ مِثْلَهَا فِي حُسْنِ الْغِنَاءِ، فَقَالَ لَهَا: غَنِّي صَوْتِي، فَغَنَّتْ:
ومحبَّب شهد الرفاقُ وقبله ... غَنَّى الْجَوَارِي حَاسِرًا، وَمُنَقَّبَا
لَبِسَ الدَّلالَ وَقَامَ يَنْقُرُ دُفَّهُ ... نَقْرًا أَقَرَّ بِهِ الْعُيُونَ وَأَطْرَبَا
إِنَّ النِّسَاءَ رَأَيْنَهُ فَعَشِقْنَهُ ... وَشَكَوْنَ شِدَّةَ مَا بِهِنَّ فَكَذَّبَا
فَطَرِبْتُ وَاللَّهِ، ثُمَّ غَنَّتْ فَرَقَصْنَا مَعًا، ثُمَّ قَالَ لِي: انْهَضْ بِنَا، فَلَمَّا صِرْنَا فِي الدِّهْلِيزِ، قَالَ: أَتَعْرِفُ هَذِهِ؟ قُلْتُ: لا، قَالَ: هِيَ عُلَيَّةُ بِنْتُ الْمَهْدِيِّ، وَاللَّهِ لئن لفظت به لأقتُلَنَّك.
فقال له جدي: فقد والله لفظتُ به، والله ليَقْتُلَنَّك.
قِيلَ: أَنْشَدَت جَعْفَرًا امْرَأَةٌ كِلابِيَّةٌ:
إِنِّي مَرَرْتُ عَلَى الْعَقِيقِ وَأَهْلُهُ ... يَشْكُونَ مِنْ مَطَرِ الرَّبِيعِ نُزُورَا
مَا ضَرَّهُمْ إِذْ مَرَّ فِيهِمْ جَعْفَرٌ ... أَنْ لا يَكُونَ رَبِيعُهُمْ مَمْطُورَا
وَرَوَى الإِسْكَافِيُّ، عَنْ إِسْحَاقَ الْمَوْصِلِيِّ قَالَ: قَالَ لِي الرَّشِيدُ بَعْدَ قَتْلِ جَعْفَرٍ وَصَلْبِهِ: اخْرُجْ بِنَا نَنْظُرْ إِلَيْهِ، فَلَمَّا عَايَنَهُ أَنْشَأَ يَقُولُ:
تَقَاضَاكَ دَهْرُكَ مَا أَسْلَفَا ... وَكَدَّرَ عَيْشَكَ بَعْدَ الصَّفَا
وَلا تَعْجَبَنَّ فَإِنَّ الزَّمَانَ ... رَهِينٌ بِتَفْرِيقِ مَا أَلَّفَا
الْحَارِثُ بْنُ أبي أسامة، حدثنا إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ - ثِقَةٌ - قَالَ: لَمَّا بَلَغَ ابْنَ عُيَيْنَةَ قَتْلُ جَعْفَرٍ الْبَرْمَكِيِّ حَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ، وَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانَ قَدْ كفاني مؤونة الدنيا، فاكفه مؤونة الآخِرَةِ.
ابْنُ الْمَرْزُبَانِيِّ، عَنْ هَاشِمِ بْنِ سَعِيدٍ الْبَلَدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا صُلِبَ جَعْفَرٌ، وَقَفَ الرَّقَاشِيُّ الشَّاعِرُ، وَأَنْشَأَ يَقُولُ:
أَمَا وَاللَّهِ لَوْلا خَوْفُ وَاشٍ ... وَعَيْنٌ لِلْخَلِيفَةِ لا تَنَامُ
لَطُفْنَا حَوْلَ جِذْعِكَ وَاسْتَلَمْنَا ... كَمَا لِلنَّاسِ بِالْحَجَرِ اسْتِلامُ
فَمَا أَبْصَرْتُ قَبْلَكَ يَا ابْنَ يَحْيَى ... حُسَامًا فَلَّهُ السَّيْفُ الْحُسَامُ
عَلَى اللَّذَّاتِ وَالدُّنْيَا جَمِيعًا ... لِدَوْلَةِ آلِ بَرْمَكٍ السَّلامُ [ص:827]
فَطَلَبَهُ الرَّشِيدُ فَأُحْضِرَ، فَقَالَ: كَمْ كَانَ يُعْطِيكَ جَعْفَرٌ؟ قَالَ: فِي السَّنَةِ أَلْفُ دِينَارٍ، فَأَمَرَ لَهُ بِأَلْفَيْ دِينَارٍ.
وَقَالَ الْكَوْكَبِيّ: حَدَّثَنِي أَبُو بكر وجه الهرة، قال: حَدَّثَنِي غَسَّانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاضِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهَاشِمِيِّ صاحب صَلاةِ الْكُوفَةِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّي يَوْمَ النَّحْرِ، وَعِنْدَهَا امْرَأَةٌ بَرْزَةٌ جَلْدَةٌ فِي أَثْوَابٍ رَثَّةٍ، فَقَالَتْ لي: أتعرف هذه؟ قلت: لا، قالت: هَذِهِ عَبَّادَةُ أُمُّ جَعْفَرٍ الْبَرْمَكِيِّ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهَا، ورحبت بها، وقلت: يا فلانة حدثينا ببعض أمركم، قَالَتْ: أَذْكُرُ لَكَ جُمْلَةً فِيهَا عِبْرَةٌ، لَقَدْ هَجَمَ عَلَيَّ مِثْلُ هَذَا الْعِيدِ، وَعَلَى رَأْسِي أربع مائة جارية، وأنا أزعم أن ابني جَعْفَرًا عَاقٌّ لِي، وَقَدْ أَتَيْتُكُمْ يُقَنِّعُنِي جِلْدُ شَاتَيْنِ، أَجْعَلُ أَحَدَهُمَا شِعَارًا، وَالآخَرَ دِثَارًا.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوْحٍ الْمَدَائِنِيُّ: وُلِدْتُ يَوْمَ قُتِلَ جَعْفَرٌ الْبَرْمَكِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: وَعَاشَ سَبْعًا وَثَلاثِينَ سَنَةً.
وَقَدْ ذَكَرْنَا مِنْ أَخْبَارِهِ في حوادث السنة المذكورة، سامحه الله.(4/823)
42 - جرول بن حنفل، وَقِيلَ: ابْنُ حَيقَلٍ النُّمَيْرِيُّ، أَبُو تَوْبَةَ الْحَرَّانِيُّ الْمُعَلَّمُ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: خُلَيْدِ بْنِ دَعْلَجٍ، وَعُمَرَ بْنِ قَيْسِ سَنْدَلَ، وَالنَّضْرِ بْنِ عَرَبِيٍّ، وَابْنِ لَهِيعَةَ.
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ سِنًّا، وَالْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، وَمُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ عَبْدُ الْقُدُّوسِ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَإِسْحَاقُ الْفَرَادِيسِيُّ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: رَوَى أَحَادِيثَ مُنْكَرَةً.(4/827)
43 - جُمَيْعُ بْنُ عُمَرَ، أَبُو بَكْرٍ الْعِجْلِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: رَجُلٍ مِنْ آلِ أَبِي هَالَةَ فِي صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَنْ: دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، [ص:828] وَمُجَالِدٍ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَأَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، وَسُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: فَاسِقٌ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: أَخْشَى أَنْ يَكُونَ خَبَرُهُ فِي الصِّفَةِ مَوْضُوعًا.
قُلْتُ: رَوَى لَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي كِتَابِ " الشَّمَائِلِ ".(4/827)
44 - ت: جُنَادَةُ بْنُ سَلْمِ بْنِ خَالِدِ بْنِ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ السُّوَائِيُّ، أَبُو الْحَكَمِ الْكُوفِيُّ [الوفاة: 181 - 190 ه]
وَالِدُ أَبِي السَّائِبِ سَلْمِ بْنِ جُنَادَةَ.
رَوَى عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، وَالأَعْمَشِ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ.
وَعَنْهُ: وَلَدُهُ، وَمِنْجَابُ بن الحارث، ونوح بن حبيب.
ضعفه أبو زرعة، ذكره ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ، وَأَبُو زُرْعَةَ أَعْرَفُ.(4/828)
45 - ن: جُنَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَبُو مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ الْحَجَّامُ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: زَيْدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ الْحَجَّامِ، ومختار بن منيح.
وَعَنْهُ: أَبُو نُعَيْمٍ، وَسَعْدَوَيْهِ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَالأَشَجُّ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ.
قال أبو زرعة: ثقة.(4/828)
-[حَرْفُ الْحَاءِ](4/828)
46 - ع: حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَافِظُ أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
مَوْلَى بَنِي عَبْدِ الْمَدَانِ، وَأَصْلُهُ كُوفِيٌّ.
رَوَى عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، وَخَيْثَمِ بْنِ عِرَاكٍ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَالْجُعَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي مَزْرَدٍ، وَعِمْرَانَ الْقَصِيرِ.
وَعَنْهُ: الْقَعْنَبِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، وَقُتَيْبَةُ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدَّرَاوَرْدِيِّ. [ص:829]
وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: ثِقَةٌ.
يُقَالُ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ أَوْ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ، وَالثَّانِي أَصَحُّ، فَإِنَّ ابْنَ حِبَّانَ قَالَ: مَاتَ فِي تَاسِعِ جُمَادَى الأَوَّلِ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.(4/828)
47 - خ م ت ن: حَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ، أَبُو صَالِحٍ السَّعْدِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
شَيْخٌ بَصْرِيٌّ صَدُوقٌ.
عَنْ: أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَعَلِيِّ بْنِ جُدْعَانَ، وَالْجُرَيْرِيِّ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ صَالِحٌ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، وَزِيَادُ بْنُ يَحْيَى الْحَسَّانِيُّ، وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، وَجَمَاعَةٌ.
مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.(4/829)
48 - الْحَارِثُ بْنُ عَبِيدَةَ، أَبُو وَهْبٍ الْمِصْرِيُّ، يُقَالُ له: الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرَةَ الْكَلاعِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَالْمِصْرِيِّينَ.
وَعَنْهُ: عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْحِمْصِيُّ، وَطَائِفَةٌ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.(4/829)
49 - الْحَارِثُ بْنُ مُوسَى الطَّائِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
شَيْخٌ مُعَمَّرٌ،
رَوَى عَنْ: حَبِيبٍ الْعَجَمِيِّ.
وَعَنْهُ: مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ.(4/829)
50 - د ت ق: الْحَارِثُ بْنُ وَجِيهٍ الرَّاسِبِيّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
لَهُ عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ بِحَدِيثِ: " تَحْتَ كُلِّ شَعْرَةٍ جَنَابَةٌ ".
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ.
ضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.(4/829)
51 - حَبِيبُ بْنُ خَالِدٍ الأَسَدِيُّ الْكَاهِلِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ، وَالأَعْمَشِ.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ مُشْكَدَانَةُ، وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، وَغَيْرُهُ.
أَنْكَرَ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَلَيْهِ حَدِيثًا، وَقَالَ: هُوَ صَالِحٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلا فِي هَذَا الْحَدِيثِ.
وقال العقيلي: حبيب المالكي كوفي. حدثنا محمد بن سعيد الرازي، قال: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَكَمِ بْنِ بَشِيرٍ يذكر عن قوقل قَالَ: كَانَ بِالْكُوفَةِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: حَبِيبٌ المالكي، كان له صحة وفضل، فذكرناه لابْنِ الْمُبَارَكِ فَأَثْنَى عَلَيْهِ، فَقُلْتُ عِنْدَهُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: سَأَلْتُ حُذَيْفَةَ عَنِ الأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ، قَالَ: إِنَّهُ لَحَسَنٌ، وَلَكِنْ لَيْسَ مِنَ السُّنَّةِ أَنْ يُخْرَجَ عَلَى المسلمين بالسيف.
فقال ابْنُ الْمُبَارَكِ: لَيْسَ بِشَيْءٍ، فَقُلْتُ: إِنَّهُ، وَإِنَّهُ، فأبى، فلما أكثرت عَلَيْهِ فِي شَأْنِهِ قَالَ: عَافَاهُ اللَّهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلا فِي هَذَا.
وَهَذَا الْحَدِيثُ كُنَّا نَسْتَحْسِنُهُ مِنْ حَدِيثِ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابت، عن الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَمْ يَكُنْ صاحب حَدِيثٍ، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ.(4/830)
52 - حُبَيِّبٌ - مُصغَّرٌ - ابْنُ حَبِيبٍ الْكُوفِيُّ [الوفاة: 181 - 190 ه]
أَخُو حَمْزَةَ الزَّيَّاتُ.
يَرْوِي عَنْ: أبي إسحاق السبيعي،
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ التَّغْلِبِيُّ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَخُوهُ أَبُو بَكْرٍ.
وَهَّاهُ أَبُو زُرْعَةَ.(4/830)
53 - حُجْرُ بْنُ الْحَارِثِ الْغَسَّانِيُّ، أَبُو خَلَفٍ الرَّمْلِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ الْقَارِئِ.
وَعَنْهُ: أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَأَبُو تَوْبَةَ الْحَلَبِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَلَمْ يُضَعَّفْ.(4/830)
54 - حَجْوَةُ بْنُ مُدْرِكٍ الغساني. [الوفاة: 181 - 190 ه]
[ص:831]
شَيْخٌ كُوفِيٌّ نَزَلَ دِمَشْقَ، كَانَ مِنَ الشُّعَرَاءِ الْمُحْسِنِينَ.
رَوَى عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَالأَعْمَشِ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خالد.
وَعَنْهُ: عيسى غنجار، وأبو الجماهر محمد بن عثمان، وهشام بن عمار، والحكم بن موسى القنطري.
قال أبو حاتم: محله الصدق.(4/830)
55 - حرب بن ميمون صاحب الأغمية، هو الزاهد الصالح أبو عبد الرحمن العَبْديُّ البَصْريُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
رَوَى عَنْ: عوف الأعرابي، وخالد الْحَذَّاءِ، وَحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، وَالْجَلْدُ بْنُ أَيُّوبَ، وغيرهم.
وَعَنْهُ: حميد بْنُ مَسْعَدَةَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، وَالصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِهِ، وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ الْفَلاسُ، وَغَيْرُهُ: حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ الأَصْغَرُ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ، وَحَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ الأَكْبَرُ ثِقَةٌ.
قُلْتُ: الأَكْبَرُ تَقَدَّمَ،
رَوَى عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَقَدْ جَعَلَهُمَا وَاحِدًا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَالَّذِي لا شَكَّ فِيهِ وَلا مِرْيَةَ أَنَّهُمَا رَجُلانِ، قَالَ عَبْدُ الْغَنِيِّ الأَزْدِيُّ: هَذَا مِمَّا، وَهِمَ فِيهِ الْبُخَارِيُّ، أَوَّلُ مَنْ نَبَّهَنِي عَلَيْهِ الدَّارَقُطْنِيُّ، وَخَلَطَهُمَا ابْنُ عَدِيٍّ أَيْضًا، فَوَهِمَ، وَكَوْنُهُمَا اثْنَيْنِ أَوْضَحُ شَيْءٍ؛ لِأَنَّ الأَكْبَرَ مِنْ أَصْحَابِ عَطَاءٍ، وَالثَّانِي مِنْ أَصْحَابِ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ وَذَوِيهِ؛ وَلِأَنَّ الأَكْبَرَ يُكْنَى أَبَا الْخَطَّابِ مَوْلَى النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ الأَنْصَارِيِّ، وَهَذَا يُخَالِفُهُ فِي كُنْيَتِهِ، وَفِي نِسْبَتِهِ.(4/831)
56 - حِزَامُ بْنُ هِشَامِ بْنِ حُبَيْشِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الأَشْعَرِ الْخُزَاعِيُّ الْقُدَيْدِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
وَفَدَ مَعَ أَبِيهِ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَرَوَى عَنْهُ وَعَنْ أَبِيهِ، وَأَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِشَامٍ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَالْوَاقِدِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَدَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، وَآخَرُونَ، وَبَقِيَ إِلَى قَرِيبِ الثَّمَانِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ. [ص:832]
قُلْتُ: هُوَ رَاوِي حَدِيثِ أُمِّ مَعْبَدٍ.(4/831)
57 - خ م د: حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكِرْمَانِيّ الْفَقِيهُ، أَبُو هِشَامٍ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
قَاضِي كِرْمَانَ.
عَنْ: سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ الثَّوْرِيِّ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَيُونُسَ الأَيْلِيِّ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: الأزرق بن علي، وعلي ابن الْمَدِينِيِّ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ شَاهِينَ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، وَخَلْقٌ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ، لا بَأْسَ بِهِ.
وَاسْتَنْكَرَ لَهُ أَحْمَدُ غَيْرَ حَدِيثٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثقة.
وذكره العقيلي في " الضعفاء "، فقال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثت أَبِي بِحَدِيثٍ لِحَسَّانِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أُمِّهَا فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ قَالَ: " السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَافْتَحْ لي أبواب رحمتك "، فقال أَبِي: مَا هَذَا مِنْ حَدِيثِ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، هَذَا مِنْ طَرِيقِ لَيْثٍ.
وَذَكَرْتُ لِأَبِي، عَنْ حَسَّانٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ الْكُوفِيِّ: سَمِعْتُ الْعَلاءَ، سَمِعَ مَكْحُولا، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، وَوَاثِلَةَ: كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ " إِذَا قَامَ فِي الصَّلاةِ لَمْ يَلْتَفِتْ، وَرَمَى بِبَصَرِهِ إِلَى مَوْضِعِ سُجُودِهِ "، فَأَنْكَرَهُ، وَقَالَ: اضْرِبْ عَلَيْهِ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.(4/832)
58 - حَسَّانُ بْنُ سِيَاهٍ الْبَصْرِيُّ الأَزْرَقُ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَعَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، وَالْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: لُوَيْنُ، وَعَمْرُو بْنُ الحصين، وقاسم بن يزيد الكلابي، ومحمد بن موسى الحرشي، وآخرون. [ص:833]
لَهُ مَنَاكِيرُ سَاقَهَا ابْنُ عَدِيٍّ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ جِدًّا.(4/832)
59 - الْحَسَنُ بْنُ ثَابِتٍ التَّغْلَبِيُّ، أَبُو الْحَسَنِ الْكُوفِيُّ الأَحْوَلُ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَالأَعْمَشِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ الْمُزَنِيِّ،
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ - وَهُوَ قَرِينُهُ - وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَهَارُونُ بْنُ فُلانٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ، وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ.
وَثَّقَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ.(4/833)
60 - الْحَسَنُ بْنُ قَحْطَبَةَ بْنِ شَبِيبٍ الطَّائِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
مِنْ أَكْبَرِ قُوَّادِ الرَّشِيدِ، وَأَبُوهُ هُوَ الَّذِي انْتُدِبَ لِأَخْذِ الْعِرَاقِ مِنْ جُيُوشِ بَنِي أُمَيَّةَ، فَغَرِقَ وَقَامَ بِالأَمْرِ بَعْدَهُ حُمَيْدُ بْنُ قَحْطَبَةَ، وَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ قَحْطَبَةَ كَبِيرَ الدَّوْلَةِ فِي وَقْتِهِ.
مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَلَهُ أَرْبَعٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً.
قَالَ الْخَطِيبُ: كَانَ مِنْ رِجَالاتِ النَّاسِ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ حَدِيثٌ، يَرْوِيهِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ.
قُلْتُ: لَكِنَّهُ مَوْضُوعٌ، فآفته مِمَّنْ بَعْدَ ابْنِ قَحْطَبَةَ.
وَرَّخَهُ نِفْطَوَيْهِ.(4/833)
61 - الْحَسَنُ بْنُ يَزِيدَ الأَصَمُّ. [أَبُو علي] [الوفاة: 181 - 190 ه]
لَهُ حَدِيثٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ،
رَوَاهُ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ، وَسُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: خَبَرُهُ مُنْكَرٌ. [ص:834]
وَقَالَ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
يُكَنَّى أَبَا علي، وهو كوفي نزل بَغْدَادَ.(4/833)
62 - الْحَسَنُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ طَهْمَانَ الْحَنَفِيُّ البصري، أبو سعيد. وهو الحسن بن أبي عَزَّةَ الدَّبَّاغُ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
سَكَنَ الرَّيَّ.
وَرَوَى عَنْ: هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، وَشُعْبَةَ، وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ،
وَعَنْهُ: هِشَامُ بن عبيد اللَّهِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَهْمِ، وَيُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ، لَيْسَ بِذَاكَ، مُضْطَرِبٌ، وَبِالْبَصْرَةِ لا يَعْرِفُونَهُ؛ لِأَنَّهُ مَاتَ قَدِيمًا.(4/834)
63 - الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ، أَبُو عَلِيٍّ الْمَدنِيُّ الْبَرَّادُ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: الزُّبَيْرِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ، وَأَبِي مَوْدُودٍ، وَوَالِدِه،
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ويعقوب بن كاسب، وَإِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى.(4/834)
64 - خ م ن: الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ يَسَارِ بْنِ مَالِكٍ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: ابْنِ عَوْنٍ،
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَبُنْدَارٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَالنَّسَائِيُّ.
وآخر من حَدَّثَ عَنْهُ: الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيِّ.
مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.(4/834)
65 - ق: الْحُسَيْنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ، ثُمَّ الْكُوفِيُّ الزَّيْدِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَمِّهِ أبي جعفر الباقر، وابن عمه جعفر الصادق، وإسماعيل بن عبد الله بن جعفر، وغيرهم،
وَعَنْهُ: نعيم بن حماد، وأبو مصعب الزهري، وعباد الرواجني، وإسحاق بن موسى الخطمي، وأبو عبيد الله سعيد المخزومي. [ص:835]
قَالَ ابن عَدِيّ: وجدت في حديثه بعض النُّكْرَةَ، وَأَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: يُعْرَفُ وَيُنْكَرُ.
قُلْتُ: بَقِيَ إِلَى حُدُودِ التِّسْعِينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ بَقِيَّةَ أَهْلِ بَيْتِهِ.(4/834)
66 - د ق: الْحُسَيْنُ بْنُ عِيسَى، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
أَخُو سُلَيْمٍ الْقَارِئِ.
عَنْ: الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ، وَمَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ،
وَعَنْهُ: عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، لَهُ مَنَاكِيرُ.(4/835)
67 - حُصَيْنُ بْنُ جَعْفَرٍ الْفَزَارِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: مَكْحُولٍ، وَعُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ، وَعَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ،
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ عَطِيَّةَ، وَهِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، وَغَيْرُهُمَا.
مَا أَظُنُّ بِهِ بَأْسًا.(4/835)
68 - ت: حُصَيْنُ بْنُ عُمَرَ الأَحْمَسِيُّ الْكُوفِيُّ، أَبُو عُمَرَ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ، وَمُخَارِقٍ الأَحْمَسِيِّ، وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ،
وَعَنْهُ: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَسْوَدِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي خَلَفٍ الْقَطِيعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ الْمَرْوَزِيُّ، وَمِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَتْرُوكُ الحديث.
وقال ابن عَدِيٍّ: عَامَّةُ أَحَادِيثِهِ مَعَاضِيلُ.
وَرَمَاهُ بَعْضُهُمْ بِالْكَذِبِ. [ص:836]
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، قَدِمَ بَغْدَادَ سَائِلا يَسْأَلُ.
قُلْتُ: خَرَّجَ لَهُ التِّرْمِذِيُّ: " مَنْ غَشَّ الْعَرَبَ لَمْ يَدْخُلْ فِي شَفَاعَتِي ".(4/835)
69 - خ د ت ن: حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ الْوَاسِطِيُّ، أَبُو مُحْصَنٍ الضَّرِيرُ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
كُوفِيُّ الأَصْلِ.
عَنْ: حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وَمُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، وَسُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ،
وَعَنْهُ: حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، وَالْحَسَنُ بْنُ قَزَعَةَ، وَمُسَدَّدٌ، وَابْنُ الْمَدِينِيِّ، وَعِدَّةٌ.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحٌ.(4/836)
70 - حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ أَبِي السَّائِبِ الْمَخْزُومِيُّ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
قَاضِي عَمَّانَ.
عَنْ: الزُّهْرِيِّ، وَعَمَّارِ بْنِ يَحْيَى، وَالأَوْزَاعِيِّ،
وَعَنْهُ: ابْنُهُ أَحْمَدُ، وَحَفِيدُهُ السَّائِبُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَفْصٍ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، وَهِشَامُ بْنُ عمار، وسليمان ابن بِنْت شُرَحْبِيل.
صَالِحُ الْحَدِيثِ.(4/836)
71 - ق: حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي الْعَطَّافِ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
مَوْلَى بَنِي سَهْمٍ.
عَنْ: أَبِي الزِّنَادِ،
وَعَنْهُ: إسماعيل بن أبي أُوَيْسٍ، وَعَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ الْقَطَّانُ، وَأَبُو ثَابِتٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَضَعَّفَهُ النسائي، وجماعة، واتهمه يحيى بن يَحْيَى بِالْكَذِبِ.(4/836)
72 - حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَاشِدٍ التَّمِيمِيُّ الْمُجَاشِعِيُّ، مَوْلاهُمُ. الْكُوفِيُّ الْمُؤَدِّبُ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
[ص:837]
عَنْ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَابْنِ أَبِي لَيْلَى، وَجَمَاعَةٍ،
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وأبو سعيد الأشج.
قال أبو حاتم: صالح الحديث، ليس بِهِ بَأْسٌ.(4/836)
73 - حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
قَاضِي حَلَبَ.
عَنْ: الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، وَهِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي غَنِيَّةَ، وَابْنِ إِسْحَاقَ، وَطَائِفَةٍ،
وَعَنْهُ: عبد الرحمن المحاربي، وعبيد بن جناد، وَدَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ.
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَآخَرُونَ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ.(4/837)
74 - خ م ن ق: حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، أَبُو عُمَرَ الْعُقَيْلِيُّ الصَّنْعَانِيّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
نَزِيلُ عَسْقَلانَ.
عَنْ: زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَالْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ،
وَعَنْهُ: آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ.
وَرَوَى عَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ مع تقدمه، وكان من العلماء الأتقياء، له مَوَاعِظُ.
مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.(4/837)
75 - حَفْصُ بْنُ النَّضْرِ السُّلَمِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
شَيْخٌ بَصْرِيٌّ.
لَهُ عَنْ: أُمِّهِ رَمْلَةَ، وَعَامِرِ بْنِ خَارِجَةَ،
وَعَنْهُ: قُتَيْبَةُ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَائِشَةَ، وَابْنُ الْمَدِينِيِّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ. [ص:838]
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحٌ.(4/837)
76 - م 4: حَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ الْكِنَانِيُّ الرَّازِيُّ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
حَدَّثَ بِبَغْدَادَ، وَمَاتَ بِمَكَّةَ قَبْلَ الْوَقْفَةِ.
سَمِعَ: إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي خَالِدٍ، وَحُمَيْدَ الطَّوِيلَ، وَعَبْدَ الْمَلِكِ بن أبي سلميان، وَعِدَّةً،
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَالْحَسَنُ الزَّعْفَرَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَزَنِّيجُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَمُوسَى بْنُ نَصْرٍ الرَّازِيُّونَ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ، وَكَانَ مِنْ نُبَلاءِ الرِّجَالِ.
مَاتَ سَنَةَ تِسْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/838)
77 - الْحَكَمُ بْنُ سِنَانٍ الْبَاهِلِيُّ الْبَصْرِيُّ الْقِرَبِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، ويزيد الرقاشي،
وَعَنْهُ: عبدان الْمَرْوَزِيُّ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَزِيَادُ بْنُ يَحْيَى الْحَسَّانِيُّ.
ضَعَّفُوهُ لِكَثْرَةِ وَهْمِهِ.
رَوَى مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَتَفَرَّدُ عَنِ الثِّقَاتِ بِالْمَوْضُوعَاتِ، لا يُشْتَغَلُ بِهِ.
مَاتَ سَنَةَ تِسْعِينَ وَمِائَةٍ.
يَرْوِي عَنْ: دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَمَالِكِ بْنِ دِينَارٍ.(4/838)
78 - ن ق: الْحَكَمُ بْنُ هِشَامٍ الثَّقَفِيُّ الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
نَزِيلُ دِمَشْقَ.
عَنْ: قَتَادَةَ، وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَطَبَقَتِهِمْ،
وَعَنْهُ: الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَطَائِفَةٌ. قَدْ ذُكِرَ.(4/838)
79 - الْحَكَمُ بْنُ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ الْمُحَارِبِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
كوفي نزل دِمَشْقَ،
وَرَوَى عَنْ: مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، وَعَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ الْمِصْرِيِّ،
وَعَنْهُ: مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَسُلَيْمَانُ ابْنُ بِنْتِ شرحبيل. [ص:839]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.(4/838)
80 - حَكِيمُ بْنُ خِذَامٍ الأَزْدِيُّ الْبَصْرِيُّ. [أَبُو سُمَيرٍ] [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَالأَعْمَشِ، وَعَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ،
وَعَنْهُ: عُبَيْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُزَيْعٍ، وَلُوَيْنُ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ.
كُنْيَتُهُ: أَبُو سُمَيرٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يُكْتَبُ حَدِيثٌ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.(4/839)
81 - حَمَّادُ بْنُ شُعَيْبٍ الْحِمَّانِيُّ الْكُوفِيُّ، يُكَنَّى أَبَا شُعَيْبِ بْنَ أَبِي زِيَادٍ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
قَدْ ذُكِرَ فِي الطَّبَقَةِ السَّالِفَةِ، ثُمَّ وَجَدْتُ أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَدْ قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى: عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ. قَرَأَ عَلَيْهِ: يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُلَيْمِيُّ.(4/839)
82 - ق: حَمَّادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكَلْبِيُّ الشَّامِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: إِدْرِيسَ الأَوْدِيِّ، وَسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَغَيْرِهِمْ،
وَعَنْهُ: هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَصَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ التِّرْمِذِيُّ، وَغَيْرُهُمَا.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: رَوَى أَحَادِيثَ مَنَاكِيرَ.(4/839)
83 - حَمَّادُ بْنُ عَمْرِو بن سلمة، أبو سلمة الْكُوفِيُّ النَّصِيبِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: زَيْدِ بْنِ رُفَيْعٍ، وَالأَعْمَشِ، وَالثَّوْرِيِّ،
وَعَنْهُ: الْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ مَعَ تَقَدُّمِهِ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، وَعَلِيُّ بْنُ حَجَرٍ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: هُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، ضَعَّفَهُ عَلِيُّ بْنُ حَجَرٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: يكذب. [ص:840]
وَقَالَ الْفَلاسُ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَضَعُ الْحَدِيثَ.
وَيُعَادُ بَعْدَ الْمِائَتَيْنِ.(4/839)
84 - حَمَّادُ بْنُ سَعِيدٍ البَصْريُّ البزَّاز [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: الأعمش، وعباد بن عباد بن علقمة المازني.
وَعَنْهُ: محمد بن سَعِيدٍ الْخُزَاعِيُّ، وأبو حفص الفلاس، ونصر الجهضمي، ومحمد بن يحيى القطعي.
صدوق.(4/840)
85 - حَمَّادُ بْنُ الوليد الأزديُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
كُوفِيٌّ.
عَنْ: سُفْيَانَ، وَشُعْبَةَ.
وَعَنْهُ: الحسين بن علي الصُّدائيُّ، والحسن بن عرفة.
قال أبو حاتم: شيخ(4/840)
86 - 4 خ قَرَنَهُ: حُمَيْد بن الأسود الكرابيسيُّ البَصْريُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، وَسُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَحُسَيْنِ الْمُعَلَّمِ، وَعِدَّةٍ،
وَعَنْهُ: حَفِيدُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ، وَمُسَدَّدٌ، وعلي ابن الْمَدِينِيِّ، وَحُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، وَالْجَهْضَمِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
وَكَانَ عَفَّانُ يَحْمِلُ عَلَيْهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: سُبْحَانَ اللَّهِ مَا أَنْكَرَ مَا يَجِيءُ بِهِ.
قُلْتُ: خَرَّجَ لَهُ الْبُخَارِيُّ مَقْرُونًا بِغَيْرِهِ.(4/840)
87 - ع: حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ، أَبُو عَوْفٍ الرُّؤَاسِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
أَحَدُ الأَثْبَاتِ.
عَنْ: أَبِيهِ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَالأَعْمَشِ، وَابْنِ أَبِي لَيْلَى، [ص:841] وَعِدَّةٍ،
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُثْمَانُ ابْنَا أبي شَيبة، وأبو خيثمة، وعلي بْنُ حَرْبٍ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ الأَثْرَمُ: أَثْنَى عَلَيْهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَوَصَفَهُ بِخَيْرٍ.
وَرَوَى الْكَوْسَجُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
وَهُوَ ابْنُ أَخِي إِبْرَاهِيمَ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيِّ.
قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: قَلَّ مَنْ رَأَيْتُ مِثْلَهُ.
قِيلَ: تُوُفِّيَ فِي آخر سنة تسع وثمانين ومائة، وقيل: في أول سنة تسعين ومائة، وقال ابن حبان: في آخر سنة اثنتين وتسعين وَمِائَةٍ.(4/840)
88 - حَنْظَلَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ قَيْسٍ الزُّرَقِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أَبِي الْحُوَيْرِثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيةَ، وَأَبِي حَزْرَةَ يَعْقُوبَ بْنِ مُجَاهِدٍ،
وَعَنْهُ: عَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَيَعْقُوبُ بْنُ كَاسِبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ الجمال.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.(4/841)
89 - حَيَّانُ بْنُ عَبْدِ الله، أبو جبلة الدارمي، وقيل الْمَازِنِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
شَيْخٌ بَصْرِيٌّ.
عَنْ: قَتَادَةَ، وَالْجُرَيْرِيِّ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ،
وَعَنْهُ: أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَأَبُو حَفْصٍ الْفَلاس، وَبُنْدَارٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى.
قَالَ أبو حاتم: شيخ.
وقال الفلاس: كذاب.(4/841)
-[حَرْفُ الْخَاءِ](4/841)
90 - ع: خالد بن الحارث بن عبيد، أبو عثمان الهجيمي، التميمي، الْبَصْرِيُّ. الْحَافِظُ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
أَحَدُ الأَئِمَّةِ.
رَوَى عَنْ: عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَابْنِ عَوْنٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وابن أبي عَرُوبَةَ، وَابْنِ عَجْلانَ، وَطَبَقَتِهِمْ،
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ، وَإِسْحَاقُ، وَالْفَلاسُ، وَالْقَوَارِيرِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ [ص:842] الْمِقْدَامِ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَخَلْقٌ. وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنْ شُيُوخِهِ شُعْبَةُ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: إِلَيْهِ الْمُنْتَهَى فِي التَّثَبُّتِ بِالْبَصْرَةِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: إِمَامٌ ثِقَةٌ.
وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُثَنَّى يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ بِالْبَصْرَةِ مِثْلَ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ، وَلا بِالْكُوفَةِ مِثْلَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إدريس.
وقال يحيى الْقَطَّانُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا خَيْرًا مِنْ سُفْيَانَ، وَخَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ خَالِدٌ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ بِالاتِّفَاقِ، وَعَاشَ سِتًّا وَسِتِّينَ سَنَةً.(4/841)
91 - خ: خَالِدُ بْنُ سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ الأُمَوِيُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
أَخُو إِسْحَاقَ بْنِ سَعِيدٍ.
عَنْ: أَبِيهِ،
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ مُشْكَدَانَةُ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ، وَغَيْرُهُمْ.(4/842)
92 - ع: [خَالِدُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يزيد أَبُو الْهَيْثَمِ، وَيُقَالُ: أَبُو مُحَمَّدٍ، الْمُزَنِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْوَاسِطِيُّ الْحَافِظُ] خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّحَّانُ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
قد مرَّ، وَقِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، حَكَاهُ يَعْقُوبُ السَّدُوسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، وَخَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، وَغَيْرُهُمْ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، فَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَيَانٍ، وَيَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ،
وَهُوَ: خَالِدُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يزيد أَبُو الْهَيْثَمِ، وَيُقَالُ: أَبُو مُحَمَّدٍ، الْمُزَنِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْوَاسِطِيُّ الْحَافِظُ، يُقَالُ: إِنَّهُ مِنْ مَوَالِي صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ الْمُزَنِيِّ. [ص:843]
رَوَى عَنْ: إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَأَبِي بِشْرٍ، وَحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالْجُرَيْرِيِّ، وَسُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَمُغِيرَةَ بْنِ مِقْسَمٍ، وَخَلْقٍ مِنْ طَبَقَتِهِمْ،
وَعَنْهُ: ابْنُ مَهْدِيٍّ، وَعَفَّانُ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَمُسَدَّدٌ، وَقُتَيْبَةُ، وَوَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَيَانٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ شَاهِينَ، وَخَلْقٌ.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: قَالَ أَبِي: كَانَ خَالِدٌ الطَّحَّانُ ثِقَةً صَالِحًا مِنْ أَفَاضِلِ الْمُسْلِمِينَ، اشْتَرَى نَفْسَهُ مِنَ اللَّهِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، فَتَصَدَّقَ بِوَزْنِ نَفْسِهِ فِضَّةً أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، هَذِهِ رِوَايَةٌ. وَجَاءَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَيْضًا، عَنْ أَبِيهِ: اشْتَرَى نَفْسَهُ مِنَ اللَّهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَهُوَ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ هُشَيْمٍ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَالنَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُمْ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: ثِقَةٌ، حَافِظٌ.
قُلْتُ: يَقَعُ لِي مِنْ عَالِي رِوَايَتِهِ.(4/842)
93 - خَالِدُ بْنُ مِهْرَانَ، أَبُو الْهَيْثَمِ الْكُوفِيُّ، وَيُعْرَفُ بِالْبَلْخِيِّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِد،
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ.
وَرَآهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَوَثَّقَهُ. عِنْدَهُ عَنْ هِشَامٍ حَدِيثٌ: " الْخَرَاجُ بِالضَّمَانِ ".(4/843)
94 - خَالِدُ بْنُ نَافِعٍ الأَشْعَرِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ: أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، وحماد بن أبي سُليمان، وسعيد بن أبي بردة،
وَعَنْهُ: مُسَدَّد، ويسار بن موسى، وعبد الله مُشْكدانة، وأحمد بن حنبل، وسريج بن يونس.
قال أبو داود: متروك.
وقال النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ. [ص:844]
وَهُوَ مِنْ أَوْلادِ أَبِي مُوسَى.(4/843)
95 - ق: خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، أَبُو هَاشِمٍ الْهَمْدَانِيُّ الشَّامِيُّ الْفَقِيهُ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَخَلَفِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَأَبِي حَمْزَةَ ثَابِتِ بْنِ أَبِي صَفِيَّةَ الثُّمَالِيِّ،
وَعَنْهُ: سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، وَسُلَيْمَانُ ابْنُ بِنْتِ شُرَحْبِيلَ، وَهِشَامُ بْنُ خَالِدٍ الأَزْرَقُ.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ، وَضَعَّفَهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِينٍ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَتَرَدَّدَ ابْنُ حِبَّانَ فِي أَمْرِهِ.
وَكَانَ مُفْتِيًا إِمَامًا. مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.(4/844)
96 - د ت: خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْهَدادِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: قَتَادَةَ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَبِشْرِ بْنِ حَرْبٍ،
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، وَنُعَيم بْنُ حَمَّادٍ، وَالْفَلاسُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ وَزِيرٍ الْوَاسِطِيُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ أَثْبَتُ مِنْ عَامِرِ بْنِ يَسَافَ.(4/844)
97 - د ن: خَطَّابُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَبُو عُمَرَ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
قَاضِي حَرَّانَ.
عَنْ: زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَخُصَيْفٍ، وعبد الكريم الْجَزَرِيِّ،
وَعَنْهُ: أَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَالْمُعَافَى بْنُ سُلَيْمَانَ، وَعَمْرُو بْنُ خَالِدٍ.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ، وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.(4/844)
98 - 4 م مُتَابَعَة: خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ بْنِ صَاعِدٍ، أَبُو أَحْمَدَ الأَشْجَعِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
نَزِيلُ وَاسِطٍ ثُمَّ بَغْدَادَ.
مِنْ بَقَايَا صِغَارِ التَّابِعِينَ، رَأَى عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -.
وَرَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَمُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، وَأَبِي مَالِكٍ الأشجعي سعد بن طارق، وحفص ابن أَخِي أَنَسٍ، وَأَبِي بِشْرٍ، وَأَبِي هَاشِمٍ الرُّمَّانِيِّ، وجماعة،
وَعَنْهُ: قتيبة، وعلي بن حجر، وسريج بْنُ يُونُسَ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، وَخَلْقٌ. وَرَآهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنَ الْقُدَمَاءِ هُشَيْمٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَدْ كَذَّبَهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ فِي قَوْلِهِ: رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: تَغَيَّرَ قَبْلَ مَوْتِهِ، وَاخْتَلَطَ.
قُلْتُ: وَقَعَ لَنَا مِنْ عَوَالِيهِ فِي " جُزْءِ ابْنِ عَرَفَةَ ".
قَالَ أَحْمَدُ: رَأَيْتُهُ ووضعه إِنْسَانٌ مِنْ يَدِهِ فَصَاحَ، يَعْنِي مِنَ الْكِبَرِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا أَحْمَدَ حَدَّثَكُمْ مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ، وَقَصَّ الْحَدِيثَ، فَتَكَلَّمَ بِكَلامٍ خَفِيٍّ لَمْ أَفْهَمْهُ، فَلَمْ أَكْتُبْ عَنْهُ.
قَالَ الميموني: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يُسْأَلُ: رَأَى خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ؟ قَالَ: لا، وَلَكِنَّهُ عِنْدِي شُبِّهَ عَلَيْهِ، فَهَذَا شُعْبَةُ وَحَجَّاجٌ لم يروا عمرا، يراه خَلَفٌ؟! رَأَيْتُهُ وَكَانَ لا يُفْهَمُ، وَهُوَ مَفْلُوجٌ.
قَالَ ابن مَعِين: لَيْسَ بِهِ بأس.
وقال زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى زَحْمَوَيْهِ، عَنْ خَلَفِ بْنِ خَلِيفَةَ قَالَ: فَرَضَ لِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَأَنَا ابْنُ ثَمَانِ سِنِينَ.
قُلْتُ: فَعَلَى قَوْلِهِ هَذَا يُقْتَضَى أَنَّهُ وُلِدَ بَعْدَ التِّسْعِينَ، وَلَمْ يُدْرِكْ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ. وَقَدْ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: قَالَ رَجُلٌ لابْنِ عُيَيْنَةَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، عِنْدَنَا [ص:846] رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ زَعَمَ أَنَّهُ رَأَى عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ، فَقَالَ: كَذَبَ، لَعَلَّهُ رَأَى جَعْفَرَ بْنَ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ.
وقال ابن المقرئ: حدثنا صدقة بن منصور بحران، قال: حدثنا محمد بن بكار، قال: حدثنا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ يَخْرُجُ مِنْ دَارِهِ وَأَنَا ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ. وَرَوَى قُتَيْبَةُ، عَنْ خَلَفٍ، قَالَ: مَرَّ بِي فَارِسٌ عَلَى بَغْلَةٍ دَهْمَاءَ، فَقَالُوا: هَذَا عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وثمانين ومائة، فقيل: إنه جاوز المائة، فقال الْبُخَارِيُّ: يُقَالُ: مَاتَ، وَلَهُ مِائَةُ سَنَةٍ وَسَنَةٌ.(4/845)
99 - الْخَلِيلُ بْنُ مُوسَى الْبَاهِلِيُّ الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
نَزِيلُ دِمَشْقَ.
عَنْ: حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ،
وَعَنْهُ: سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَهِشَامُ بْنُ عمار، وسليمان بن عبد الرحمن.
قال أبو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.(4/846)
100 - خُنَيْسُ بْنُ عَامِرِ بْنِ يَحْيَى بْنِ جُشَيْبٍ الْمَعَافِرِيُّ الْمِصْرِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أَبِي قَبِيلٍ المعافري،
وَعَنْهُ: عبد الله بْن عَبْد الْحَكَمِ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وَجَمَاعَةٌ. وَكَانَ مِنَ الصَّالِحِينَ.
قِيلَ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.(4/846)
-[حَرْفُ الدَّالِ](4/846)
101 - ت ق: دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ الرَّقَاشِيُّ الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
نَزِيلُ بَغْدَادَ.
عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَعَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، وَأَيُّوبَ، وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَعِدَّةٍ،
وَعَنْهُ: سعيد بن أبي عَرُوبَةَ، وَشُعْبَةَ، وَهُمَا مِنْ شُيُوخِهِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ضعيف الحديث. [ص:847]
وَقَالَ الْجَوْزَجَانِيُّ: كَذَّابٌ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ، وَجَمَاعَةٌ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدِيثُهُ مُقَارِبٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: ضَعِيفٌ، يُكتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.(4/846)
102 - دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْكُوفِيُّ الْمُؤَذِّنُ. أَبُو سُلَيْمَانَ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَسَلَمَةَ بْنِ الْمَجْنُونِ - صَاحِبٍ لِأَبِي هُرَيْرَةَ -
وَعَنْهُ: سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَرْمِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: يَكْذِبُ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ غَيْرُهُمْ: مَتْرُوكٌ.(4/847)
103 - ق: دَاوُدُ بْنُ عَطَاءٍ الْمُزَنِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَصَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، وَزَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ،
وَعَنْهُ: الأَوْزَاعِيُّ، وَهُوَ شَيْخُهُ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّلْحِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، وَعَبْدُ الله بن محمد الأذرمي.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: رَأَيْتُهُ قَبْلَ أَنْ يموت بأيام، وقال: لا يحدث عَنْهُ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ آخَرُ: متروك.(4/847)
104 - د ق: دُرُسْتُ بْنُ زِيَادٍ الْبَصْرِيُّ الْقَزَّازُ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، وَعَلِيِّ بْنِ جُدْعَانَ، وَأَبَانِ بْنِ طَارِقٍ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ،
وَعَنْهُ: دَاهِرُ بْنُ نُوحٍ، وَمُسَدَّدٌ، وَحَفْصٌ الرَّبَالِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَخَلْقٌ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَاهِي الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِالْقَائِمِ.
وَقَوَّاهُ ابْنُ عَدِيٍّ، وبكل حال ما هو بحجة.(4/848)
-[حَرْفُ الرَّاءِ](4/848)
105 - د ن: رَبَاحُ بْنُ زَيْدٍ الصَّنْعَانِيُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
مَوْلَى قُرَيْشٍ.
عَنْ: مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ خُشْكٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ،
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ الصَّنْعَانِيُّ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَأَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ الْخُزَاعِيُّ الشَّهِيدُ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ خِيَارًا، ما أرى في زمانه كَانَ خَيْرًا مِنْهُ، انْقَطَعَ وَجَلَسَ فِي بَيْتِهِ.
وَعَنْ أَحْمَدَ قَالَ: إِنِّي لَأُحِبُّ رَبَاحًا، وَأُحِبُّ حَدِيثَهُ، وَأُحِبُّ ذِكْرَهُ.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: حَدَّثَنِي رَبَاحٌ، وَرَبَاحٌ رَبَاحٌ.
وقال أبو حاتم: جليل ثقة.
قلت: مات سنة سبع وثمانين.(4/848)
106 - الرَّبيع بن زياد الضَّبِّيُّ، أبو عمرو الكوفيُّ ثم الهَمَذَانيُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
كان يجلب الغنم إلى الكوفة.
رَوَى عَنْ: يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَالأَعْمَشِ، وَخُصَيْفٍ، وَلَيْثِ بْنِ أبي سليم، وَخَلْقٍ،
وَعَنْهُ: أَصْرَمُ بْنُ حَوْشَبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الأَسَدِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.
لَمْ أَرَ فِيهِ جَرْحًا لِأَحَدٍ.(4/848)
107 - الرَّبِيعُ بْنُ سَهْلِ بْنِ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ عُمَيْلَةَ الْفَزَارِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: جَدِّهِ، وَسَعِيدِ بن عبيد، وهشام بن عروة،
وَعَنْهُ: سعدويه الواسطي، وأحمد بن صبيح الكوفي.
ضعفه ابن معين وغيره.(4/849)
108 - رُدَيح بن عطية، [الوفاة: 181 - 190 ه]
مؤذن بيت المقدس.
عَنْ: إبراهيم بن أبي عبلة، وعلي بن أبي حَمَلة، ويحيى السَّيباني،
وَعَنْهُ: هشام بن عَمَّارٍ، وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ دُحَيْمٌ.(4/849)
109 - ت ق: رِشْدِينُ بْنُ سَعْدِ بْنِ مُفْلِحِ بْنِ هِلالٍ، أَبُو الْحَجَّاجِ الْمَهْرِيُّ الْمِصْرِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: زَبَّانَ بن فائد، وأبي هانئ حُمَيْدِ بْنِ هَانِئٍ، وَعُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ، وَيُونُسَ، وَعَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، وَخَلْقٍ.
وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ عَشْرٍ وَمِائَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ - وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ - وَقُتَيْبَةُ، وَعِيسَى بْنُ حَمَّادٍ، وأبو كريب، وأبو الطاهر بْنُ السَّرْحِ، وَآخَرُونَ. وَكَانَ مِنَ الصَّالِحِينَ الأَخْيَارِ، لكن سيئ الْحِفْظِ، لا يُبَالِي عَمَّنْ رَوَى.
وَقَدْ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَرْجُو أَنَّهُ صَالِحٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ أَضْعَفُ مِنِ ابْنِ لَهِيعَةَ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ، وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ.
وَأَرَّخَ ابْنُ يُونُسَ مَوْلِدَهُ، ثُمَّ قَالَ: كَانَ رَجُلا صَالِحًا، فَأَدْرَكَتْهُ غَفْلَهُ الصَّالِحِينَ.
آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ عِيسَى بْنُ مَثْرُودٍ. مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ ومائة. [ص:850]
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ، لَيْسَ مِنْ جَمَالِ الْمَحَامِلِ.(4/849)
110 - رِفَاعَةُ بْنُ إِيَاسِ بْنِ نُذَيْرٍ الضَّبِّيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، وَعَنِ الْحَارِثِ الْعُكْلِيِّ، وَعُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ،
وَعَنْهُ: حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الأَشْقَرُ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِشْكَابٍ، وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْجُعْفِيُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: شَيْخٌ.
قِيلَ: عَاشَ تِسْعِينَ سَنَةً.(4/850)
111 - ق: رِفْدَةُ بْنُ قُضَاعَةَ الْغَسَّانِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: ثَابِتِ بن عجلان، وَالأَوْزَاعِيِّ، وَصَالِحِ بْنِ رَاشِدٍ،
وَعَنْهُ: مَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: لا يُتَابَعُ عَلَى حَدِيثِهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.(4/850)
112 - رَوْحُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، أَبُو رَجَاءٍ الْكُبَبِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَيَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ مَالِكٍ النُّكْرِيِّ، وَعَبَّاسِ الْجُرَيْرِيِّ،
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَخْرٍ الْغُدَانِيُّ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صُوَيْلِحٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ، هُوَ صَالِحٌ. [ص:851]
ووهاه ابن حبان.(4/850)
-[حَرْفُ الزَّاي](4/851)
113 - ت ق: زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الإِيَادِيُّ الْقُهُسْتَانِيُّ، أَبُو سُلَيَمَانِ الْفَقِيهُ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
نَزِيلُ الرَّيِّ، ثُمَّ نَزِيلُ بَغْدَادَ.
عَنْ: لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَابْنِ جريج، وَشُعْبَةَ، وَجَمَاعَةٍ،
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ، وَعَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ الطُّوسِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى السُّدِّيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ ثِقَةً، رَجُلا صَالِحًا.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: لَهُ مَرَاسِيلُ، وَوَهْمٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: ثِقَةٌ، رَأَيْتُهُ.
وَوَثَّقَهُ أَيْضًا ابْنُ مَعِينٍ.(4/851)
114 - الزُّبَيْرُ بْنُ خُبَيْبِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنَ الْعَوَّامِ. الأسدي المدني. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَطَبَقَتِهِ،
وَعَنْهُ: مَعْن بن عيسى.
وَهُوَ ضَعِيفٌ مُقِلٌّ، كَانَ مُنْقَطِعًا بِقَرْيَتِهِ بِوَادِي الْقُرَى، لَهُ فَضْلٌ وَتَعَبُّدٌ، وَقَدْ وَفَدَ عَلَى الرَّشِيدِ فَاحْتَرَمَهُ وَأَعْطَاهُ أَرْبَعَةَ آلافِ دِينَارٍ.(4/851)
115 - زَكَرِيَّا بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الصُّهْبَانِيُّ النَّخَعِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أَبِيهِ،
وَعَنْهُ: فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمِغْرَاءِ، وَيَحْيَي بْنُ يَحْيَى، وَقُتَيْبَةُ، وَدَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ، وَغَيْرُهُمْ.(4/851)
116 - ق: زَكَرِيَّا بْنُ مَنْظُورِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، أَبُو يَحْيَى الْقُرَظِيُّ الأَنْصَارِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
رَوَى: عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَأَبِي حَازِمٍ،
وَأَرْسَلَ عَنْ: أَبِي سَلَمَةَ، وَنَافِعٍ الْعُمَرِيِّ،
وَعَنْهُ: الحميدي، وهارون بن معروف، وإبراهيم بن المنذر، وأبو ثابت محمد بن عبيد الله، وداود بن رشيد، وخلق. [ص:852]
ضعفه أبو حاتم، وغيره.
وقال الدارقطني: متروك.
وقيل: كان طفيليا.(4/851)
117 - د ن ق: زكريا بن يحيى بن عُمَارة، أَبُو يَحْيَى الأَنْصَارِيُّ الْبَصْرِيُّ الذَّارِعُ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ،
وَعَنْهُ: عَلِيُّ ابن الْمَدِينِيِّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ، وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، وَالْفَلاسُ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ.
وَقَالَ ابْنُ قَانِعٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.(4/852)
118 - زِيَادُ بْنُ رَاشِدٍ، أَبُو سُفْيَانَ الْمَدِينِيُّ، يُعْرَفُ بِالْمُكَاتِبِ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: دَاوُدَ بن فراهيج له حديثان،
وَعَنْهُ: علي ابن المديني، وَأَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْغُدَانِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَبَلَةَ الْبَاهِلِيُّ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ.(4/852)
119 - خ ت ق: زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعَ الْيَحْمَدِيُّ، أَبُو خِدَاشٍ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، وَوَاصِلٍ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ الْقَهْرَمَانِ، وَعَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ،
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَالْفَلاسُ.
وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ.
مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.(4/852)
120 - زِيَادُ بْنُ سَيَّارٍ الْكِنَانِيُّ، مَوْلاهُمْ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
[ص:853]
عَنْ: أبي قرصافة، فكأنه منقطع، وَعَنْ: عزة عَنْ أَبِي قِرْصَافَةَ،
وَعَنْهُ: أَيُّوبُ بْنُ عَلِيٍّ، والطيب بن زبان العسقلانيان. قاله أبو حاتم، وما ضعفه.(4/852)
121 - خ م ت ق: زياد البَكَّائيُّ، هُوَ الْحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ زِيَادُ بْنُ عبد الله بن الطفيل البكائي العامري الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
صاحب رِوَايَةِ " السِّيرَةِ النَّبَوِيَّةِ " عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، وَهُوَ أَتْقَنُ مَنْ رَوَى عَنْهُ السِّيرَةَ.
وَرَوَى أَيْضًا عَنْ: حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَالأَعْمَشِ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَعِدَّةٍ،
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ هِشَامٍ السَّدُوسِيُّ، وَزِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، وَعَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ: مَا أَحَدٌ فِي ابْنِ إِسْحَاقَ أَثْبَتَ مِنْ زِيَادٍ الْبَكَّائِيِّ؛ لِأَنَّهُ أَمْلَى عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ فِي ابْنِ إِسْحَاقَ، وَأَمَّا فِي غَيْرِهِ فَلا.
وَقَالَ صَالِحُ جَزْرَةَ: هُوَ فِي نَفْسِهِ ضَعِيفٌ، لَكِنَّهُ مِنْ أَثْبَتِ النَّاسِ فِي هَذَا الْكِتَابِ، يَعْنِي " الْمَغَازِي "، وَذَاكَ أَنَّهُ بَاعَ دَارَهُ، وَخَرَجَ يَدُورُ مَعَ ابْنِ إِسْحَاقَ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ ابن المديني: لا أروي عَنْ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ شَيْئًا.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ: سَأَلْتُ ابْنَ مَعِينٍ عَنِ الْبَكَّائِيِّ، فَضَعَّفَهُ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ: سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُولُ: لَيْسَ بِشَيْءٍ، قَدْ كَتَبْتُ عَنْهُ " الْمَغَازِي ".
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: قَالَ أَبِي: كَانَ الْبَكَّائِيُّ يُحَدِّثُ بِحَدِيثِ مَنْصُورٍ، عَنْ حبيب بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فِي دِيَةِ الْيَهُودِيِّ، وَالنَّصْرَانِيِّ، وَإِنَّمَا هُوَ عَنْ ثَابِتٍ الْحَدَّادِ، أَخْطَأَ فِيهِ.
وَعَنْ وَكِيعٍ قَالَ: هُوَ أَشْرَفُ مِنْ أَنْ يَكْذِبَ، وَهَذه وَهِمَ فيها الترمذي، [ص:854] فَقَالَ: عَنِ الْبُخَارِيِّ، قَالَ وَكِيعٌ: زِيَادٌ عَلَى شَرَفِهِ يَكْذِبُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: كَثِيرُ الْمَنَاكِيرِ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوقٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: فَاحِشُ الْخَطَأِ، كَثِيرُ الْوَهْمِ، لا يَجُوزُ الاحتجاج بمفرده، يعتبر به. حدثنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا زكريا زحمويه، قال: حدثنا زِيَادٌ، عَنْ إِدْرِيسَ الأَوْدِيِّ، عَنْ عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَذَّنَ بِلالٌ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَثْنَى مَثْنَى، وَأَقَامَ مِثْلَ ذَلِكَ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وَهَذَا بَاطِلٌ، وَقَدْ رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، وَالنَّاسُ، عَنْ عَوْنٍ، وَلَمْ يَذْكُرُوا تَثْنِيَةَ الإِقَامَةِ.
مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.(4/853)
122 - زِيَادٌ، أَبُو السَّكَنِ الْبَاهِلِيُّ، مَوْلاهُمْ، الصُّغْدِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
سَمِعَ: الشَّعْبِيَّ، وَعَلْقَمَةَ بْنَ مَرْثَدٍ، وَطَلْحَةَ بْنَ مُصَرِّفٍ،
وَعَنْهُ: بِشْرُ بْنُ الْحَكَمِ النَّيْسَابُورِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.(4/854)
123 - زِيَادٌ، أَبُو سُفْيَانَ الزُّهْرِيُّ، مَوْلاهُمُ. الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: دَاوُدَ بْنِ فَرَاهِيجَ،
وَعَنْهُ: يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، وعلي ابن الْمَدِينِيُّ، وَأَحْمَدُ الْغُدَانِيُّ. [ص:855]
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ.(4/854)
124 - زِيَادُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ زياد البجلي الْمَوْصِلِيُّ الْفَقِيهُ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
سَمِعَ: إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي خَالِدٍ، وَالأَعْمَشَ، وَأَبَا حَنِيفَةَ، وَجَمَاعَةً،
وَعَنْهُ: ابْنُهُ الْخَضِرُ.
قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا الأَزْدِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.(4/855)
125 - زَيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حميد بن زيد بْنِ ثَابِتٍ، أَبُو حُمَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَارِجَةَ،
وَعَنْهُ: عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ.
لَهُ حَدِيثٌ أَوْ حَدِيثَانِ.(4/855)
126 - زَيْنُ بْنُ شُعَيْبٍ الْمَعَافِرِيُّ الْمِصْرِيُّ. أَبُو عَبْدِ الملِك. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ اللَّيْثِيِّ، وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ،
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ - مَعَ جَلالَتِهِ - وَمُرَّةُ الْبُرُلُّسِيُّ، وَيَحْيَي بْنُ بُكَيْرٍ، وَسَعِيدُ بْنُ تَلِيدٍ، وَغَيْرُهُمْ.
مَاتَ كَهْلا سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ فَقِيهًا، كَبِيرَ الْقَدْرِ، عَابِدًا، عَابِرًا لِلرُّؤْيَا.
قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ: كَانَ مِنْ عِلْيَةِ أصحاب مالك.(4/855)
-[حَرْفُ السِّينِ](4/855)
127 - سَابِقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَوْصِلِيُّ الْحَجَّامُ الزَّاهِدُ [الوفاة: 181 - 190 ه]
أَحَدُ الْبَكَّائِينَ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْن عَبْد اللَّه بْن عمّار: رأيته، وكان لا تَجِفُّ عَيْنُهُ مِنَ الْبُكَاءِ.
وَقَالَ رَبَاحُ بْنُ الْجَرَّاحِ: كَانَ سَابِقٌ مِنْ أَفْضَلِ النَّاسِ، وَمِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ بُكَاءً.
وَقِيلَ: إِنَّ الْمُعَافَى بْنَ عِمْرَانَ رَوَى عَنْهُ شَيْئًا. وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ عَدِيٍّ، وَإِنَّمَا ذَاكَ " سَابِقٌ الرَّقِّيُّ " الَّذِي رَوَى عَنْهُ الْمُعَافَى حَدِيثَهُ، عَنْ أَبِي خَلَفٍ، عَنْ أَنَسٍ: " إِذَا مُدِحَ الْفَاسِقُ اهْتَزَّ الْعَرْشُ ".
تُوُفِّيَ سَابِقٌ الْمَوْصِلِيُّ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.(4/855)
128 - سَالِمٌ الدَّوْرَقِيُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
مِنْ عُبَّادِ أَهْلِ الْمَوْصِلِ.
قِيلَ: إِنَّ فَتْحًا الْمَوْصِلِيَّ كَانَ يَجْلِسُ إِلَيْهِ.
رَوَى سَهْلُ بن صالح الْقَطَّانُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي خَلَفٍ، عَنْ أَنَسٍ.
تُوُفِّيَ سَالِمُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.(4/856)
129 - د: سَحْبَلُ، وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى سَمْعَانُ الأَسْلَمِيُّ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
أَخُو إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى الْفَقِيهِ، وَلَكِنَّ سَحْبَلُ هُوَ الثِّقَةُ.
رَوَى عَنْ: أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَبُكَيْرِ بْنِ الأَشَجِّ، وَأَبِي الأَسْوَدِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعِدَّةٍ. طَالَ عُمْرُهُ، كَانَ أَسَنَّ مِنْ أَخِيهِ.
رَوَى عَنْهُ: الْقَعْنَبِيُّ، وَقُتَيْبَةُ، وَالْوَاقِدِيُّ، وَسُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَابْنُ مَعِينٍ، وَهُوَ مُقِلٌّ.(4/856)
130 - خ ن ق: سَعْدان بن يحيى بن صالح اللَّخميُّ، واسمه سعيد، أبو يحيى الكوفي، [الوفاة: 181 - 190 ه]
نزيل دمشق.
رَوَى عَنْ: إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَطَبَقَتِهِمْ مِنَ الْكُوفِيِّينَ،
وَعَنْهُ: هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَسُلَيْمَانُ ابْنُ بِنْتِ شُرَحْبِيلَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَيْسَ بِذَاكَ.(4/856)
131 - ت ن: سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ، أَبُو مَعْمَرٍ الْهِلالِيُّ الْكُوفِيّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أَيْمَنَ بْنِ نَابِلٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شُبْرُمَةَ، وَحَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ،
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَعَمْرُو النَّاقِدُ، وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ رُشْدِ بْنِ خُثَيْمٍ، وَجَمَاعَةٌ. [ص:857]
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ الأَزْدِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مِقْدَارُ مَا يَرْوِيهِ غَيْرُ مَحْفُوظٍ.(4/856)
132 - ق: سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الزُّبَيْدِيُّ، أَبُو عُثْمَانَ الْحِمْصِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: وَحْشِيِّ بْنِ حَرْبِ بْنِ وَحْشِيٍّ، وَرَوْحِ بْنِ جَنَاحٍ، وَصَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، وَغَيْرِهِمْ،
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَابْنُ شَابُورَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ.
قَالَ قُتَيْبَةُ: رَأَيْتُهُ بِالْبَصْرَةِ، وَكَانَ جَرِيرٌ يُكَذِّبُهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ.(4/857)
133 - سَعِيدُ بْنُ الْفَضْلِ، أَبُو عُثْمَانَ الْقُرَشِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَابْنِ عَوْنٍ، وَعِدَّةٍ،
وَعَنْهُ: أَبُو النَّضرِ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَرَادِيسِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَصَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، وَطَالُوتُ بْنُ عُبَادَةَ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وقال الحسين بْنُ سَلَمَةَ: ثِقَةٌ، سَمِعْتُ مِنْهُ.(4/857)
134 - 4: سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ الْبَصْرِيُّ الْبَزَّازُ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَخَالِدٍ الحذاء، وسليمان التيمي، وَحَجَّاجٍ الصَّوَّافِ،
وَعَنْهُ: الْحَسَنُ بْنُ قَزَعَةَ، وَحُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، وَالْفَلاسُ، وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، وَجَمَاعَةٌ، وَكَانَ أَحَدَ الْحُفَّاظِ.
قَالَ صَاعِقَةٌ: سَمِعْتُ عَلِيًّا قَالَ: لَمْ يَكُنْ مِنْ أَصْحَابِنَا مِمَّنْ طَلَبَ الحديث، وعني به، وحفظه، وأقام عليه لم يَزِلَّ فِيهَ إِلا ثَلاثَةٌ: يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَسُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ، وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، هَؤُلاءِ لَمْ يَدَعُوهُ، وَلَمْ يَشْتَغِلُوا عَنْهُ إِلَى أَنْ حدثوا.
قال أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ، أَعْلَمُ النَّاسِ بِحَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ. [ص:858]
وَقَالَ خَلِيفَةُ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
وَقِيلَ: سَنَةَ سِتٍّ.(4/857)
135 - م: سُفْيَانُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَغَيْرِهِ، وَعَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ،
وَعَنْهُ: الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ، وَالْفَلاسُ، وَالْجَهْضَمِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
وُثِّقَ، أَوْرَدَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي " تَارِيخِ الثِّقَاتِ ".
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَجْهُولٌ.(4/858)
136 - د: سَلَمَةُ بْنُ بِشْرِ بْنِ صَيْفِيٍّ الدِّمَشْقِيُّ، وَهُوَ سَلَمَةُ بْنُ صَيْفِيٍّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
رَوَى عَنْ: ابْنِهِ وَاثِلَةَ، وَحُجْرِ بْنِ الْحَارِثِ الْغَسَّانِيِّ، وجماعة،
وَعَنْهُ: محمد بن يوسف الفريابي، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وداود بن رشيد، وعبد الرحمن بن نافع درخت.
له في السنن حديث.(4/858)
137 - خ ت ق: سَلَمَة بن رجاء، أو عبد الرحمن التَّميميُّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، وَأَبِي سَعْدٍ الْبَقَّالِ، وَجَمَاعَةٍ،
وَعَنْهُ: أَبُو نُعَيْمٍ، وَعُقْبَةُ بْنُ مُكْرِمٍ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ موسى الحرشي.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوقٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَا بِحَدِيثِهِ بَأْسٌ.(4/858)
138 - سَلَمَةُ بْنُ صَالِحٍ الأَحْمَرُ. [أَبُو إِسْحَاقَ] [الوفاة: 181 - 190 ه]
حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ: عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَأَبِي إِسْحَاقَ،
وَعَنْهُ: بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُجَشِّرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَاحِ، وَغَيْرُهُمْ.
ولي قضاء واسط، وهو جعفي كوفي، يُكَنَّى: أَبَا إِسْحَاقَ. [ص:859]
قال أحمد: ليس بشيء.
وقال أبو داود، وغيره: متروك الحديث.
ومن بلاياه عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَحْرَمُوا فِي الْمُوَرَّدِ.
مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَيُقَالُ: سَنَةَ ثَمَانٍ.(4/858)
139 - ع: أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ الأَزْدِيُّ الْكُوفِيُّ الأَحْمَرُ الْحَافِظُ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
مَوْلِدُهُ بِجُرْجَانَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ.
وَرَوَى عَنْ: سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَأَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ،
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، وَيُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، وَالْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الْحَضْرَمِيُّ سَجَّادَةٌ، وَالْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الضَّبِّيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الْمُرَادِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْبِيكَنْدِيُّ، وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، وَحُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ: كَانَ ثِقَةً يُؤَاجِرُ نَفْسَهُ مِنَ التُّجَّارِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.
وَوَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ، وَابْنُ عَدِيٍّ: صَدُوقٌ، وَلَيْسَ بِحُجَّةٍ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: سُئِلَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ فَقَالَ: ابْنُ نُمَيْرٍ رَجُلٌ صَالِحٌ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: قَالَ لِي حَجَّاجٌ الأَعْوَرُ، وَكَانَ قَدْ نَزَلَ عِنْدَ [ص:860] أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ، قَالَ حَجَّاجٌ: كَانَ أَبُو خَالِدٍ يَأْخُذُ كِتَابِي، عَنِ اللَّيْثِ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ يَقْرَأُهَا عَلَى سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ.
وَقَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ ثِقَةٌ، وَلَيْسَ بِثَبْتٍ.
قُلْتُ: أَبُو خَالِدٍ مُحْتَجٌّ بِهِ فِي الْكُتُبِ، وَلَكِنْ مَا هُوَ فِي الثَّبْتِ مِثْلَ يَحْيَى الْقَطَّانِ، وله هفوة في شبيبته، خَرَجَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ. ومات سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ مَذْكُورًا بِالْخَيْرِ والدين.(4/859)
140 - سليمان بْنُ سَالِمٍ، أَبُو دَاوُدَ الْقُرَشِيُّ مَوْلاهُمُ، الْمَدَنِيُّ الْقَطَّانُ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
شَيْخٌ قَلِيلُ الْحَدِيثِ،
رَوَى عَنْ: الزُّهْرِيِّ، وَعَلِيِّ بْنِ جُدْعَانَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَوْفِيِّ،
وَعَنْهُ: يعقوب بن كاسب، وأبو مصعب، وإسحاق بن راهويه، وإبراهيم بن المنذر.
قال ابن عدي: ما أرى بمقدار ما روى بأسا.
وقال أبو حاتم: شيخ.
وقال البخاري: أتى بخبر لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ.(4/860)
141 - ق: سُلَيْمَانُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ ثَوْرٍ، أَبُو الرَّبِيعِ الدِّمَشْقِيُّ الدَّارَانِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ،
وَعَنْهُ: إِسْحَاقُ الْفَرَادِيسِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ دُحَيْمٌ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.(4/860)
142 - سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ الْفَرَّاء الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ هَرِمٍ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَمُوسَى بْنِ [ص:861] عُقْبَةَ،
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسَيِّبِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَغَيْرُهُمْ.(4/860)
• - سُلَيمَانُ بْنُ عَمْرٍو. هُوَ أَبُو دَاوُدَ النَّخَعِيُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
يَأْتِي.(4/861)
143 - سُلَيْمَانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَبُو الْمُعَلَّى الْخُزَاعِيُّ، وَيُقَالُ: الْعِجْلِيُّ، الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
نَزِيلُ الْبَصْرَةِ.
رَوَى عَنْ: الشَّعْبِيِّ، وَابْنِ أَشْوَعَ، وأبيه مسلم،
وَعَنْهُ: أبو سلمة التبوذكي، والقواريري، وأحمد بن عبدة، وأبو حفص الفلاس. قاله أبو حاتم.
ما كَأنَّ به بأساً.(4/861)
144 - سُليم، هو سُلَيْم بْن عيسى بْن سُلَيْم بْن عامر الحنفيُّ، مولاهم، الكُوفيُّ، أبو عيسى المقرئ المجوِّد. [الوفاة: 181 - 190 ه]
صاحب حَمْزَةَ، وَبَقِيَّةَ الْحُذَّاقِ، فَإِنَّهُ جَوَّدَ عَلَى حمزة الزيات عشر ختم، وكان الكسائي يَهَابُهُ، وَيَتَأَدَّبُ مَعَهُ، انْتَصَبَ لِلإِقْرَاءِ مُدَّةً،
فَقَرَأَ عَلَيْهِ: أَبُو حَمْدُونَ الطَّيِّبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَخَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، وَخَلادُ بْنُ خَالِدٍ الصَّيْرَفِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ الدُّورِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ زَرْبَى، وَأَحْمَدُ بْنُ جُبَيْرٍ الأَنْطَاكِيُّ، وَتُرْكٌ الْحَذَّاءُ، وَطَائِفَةٌ.
وَحَدَّثَ عَنْ: سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَحَمْزَةَ،
وَرَوَى عَنْهُ: ضِرَارُ بْنُ صُرَدٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْكُوفِيُّ، وَأَبُو صَالِحٍ كاتب اللَّيْثِ، وَأَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ.
وَقَدْ سُقْتُ مِنْ أخباره في " تاريخ طبقات القراء ".
قال خلف: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.(4/861)
145 - ت: سِنَانُ بْنُ هَارُونَ الْبُرْجُمِيّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
أَخُو سَيْفٍ.
عَنْ: حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَمُغِيرَةَ بْنِ مِقْسَمٍ، وَطَبَقَتِهِمَا،
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَعُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَطَّارُ، وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحٌ. [ص:862]
وقال مرة: ليس بشيء.
وقال أبو حاتم: شَيْخٌ.(4/861)
146 - ت: سَهْلُ بْنُ أَسْلَمَ الْعَدَوِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: الْحَسَنِ، وَحُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَغَيْرِهِمْ،
وَعَنْهُ: سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ، وَأَسْوَدُ بْنُ سَالِمٍ، وَالصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: ثِقَةٌ.
وَقَدْ سَمِعَ سَهْلُ بإفريقية مِنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ، عَنْ أَنَسٍ حَدِيثًا خَرَّجَهُ التِّرْمِذِيُّ.(4/862)
• - سِيبَوَيْهِ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
شَيْخُ الْعَرَبِيَّةِ.
فِي وَفَاتِهِ أَقْوَالٌ، وَقَدْ مَرَّ.(4/862)
147 - ت: سَيْفُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّوْرِيُّ الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
أَخُو عَمَّارِ بْنِ مُحَمَّدٍ.
عَنْ: مَنْصُورٍ، وَلَيْثٍ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَالأَعْمَشِ، وَخَالِهِ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدِ، وسكن بغداد.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَاحِ الْجَرْجَرَائِيُّ، وَمَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كَذَّابٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ، لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَرَوَى عَبَّاسُ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ليس بثقة.
الحسين بن الحسن المروزي، قال: حدثنا سيف بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَاصِمٍ، [ص:863] عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: كُنْتُ معه بالبوازيج، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا نَظَرَ إِلَى قَنْطَرَةِ الصَّرَاةِ، فَرَكَضَ دابته، فركضت على أثره، فقلت: لأي شيء ركضت؟ قال: هذا المكان يُخْسَفُ بِهِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: " تُبْنَى مَدِينَةٌ يَجْتَمِعُ فِيهَا جبارة أَهْلِ الأَرْضِ يُخْسَفُ بِهَا " .... الْحَدِيثَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ لِهَذَا الْحَدِيثِ أَصْلٌ.(4/862)
• - سَيْفُ بْنُ هَارُونَ الْبُرْجُمِيُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ هو،
لكنه قد ذكر.(4/863)
-[حَرْفُ الشِّينِ](4/863)
148 - خ ن: شَبِيبُ بْنُ سَعِيدٍ الْحَبَطِيُّ، أَبُو سَعِيدٍ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، وَيُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، وَشُعْبَةَ،
وَعَنْهُ: ابْنُهُ أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَزَيْدُ بْنُ بِشْرٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ عِنْدَهُ كُتُبُ يُونُسَ، وَهُوَ صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ: قَدِمَ مِصْرَ لِلتِّجَارَةِ، تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَلَهُ غَرَائِبُ.(4/863)
149 - شُجَاعُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الْبَلْخِيُّ، أَبُو نُعَيْمٍ الْمُقْرِئُ الْعَابِدُ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
صاحب أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلاءِ، وَلَهُ عَنْهُ رِوَايَةٌ مَشْهُورَةٌ رَوَاهَا عَنْهُ أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلامٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ.
وَقَدْ حَدَّثَ عَنْ: الأَعْمَشِ، وَجَمَاعَةٍ،
وَعَنْهُ: أَبُو عُمَرَ الدُّورِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، وَسُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، وَهَارُونُ الْحَمَّالُ.
وَثَّقَهُ أَبُو عُبَيْدٍ.
وَسُئِلَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنْهُ، فَقَالَ: بَخٍ بَخٍ، وَأَيْنَ مِثْلَ شُجَاعٍ الْيَوْمَ؟.
قُلْتُ: مَاتَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ تِسْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/863)
150 - خ م د ن ق: شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَاشِدٍ الْقُرَشِيُّ، مَوْلاهُمُ الدِّمَشْقِيُّ، الْحَنَفِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
[ص:864]
عَنْ: هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَأَبِي حَنِيفَةَ.
وَكَانَ يَذْهَبُ فِي فُرُوعِ الْفِقْهِ مَذْهَبَ أَبِي حَنِيفَةَ.
وَرَوَى عَنْ: الأَوْزَاعِيِّ، وَابْنِ جُرَيْجٍ،
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ رَاهَوَيْهِ، وَدَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، وَدُحَيْمٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَائِذٍ، وَعَبْدُ الوهاب الجوبراني، وَآخَرُونَ.
وَهُوَ ثِقَةٌ مَشْهُورٌ، مَاتَ فِي رَجَبٍ سنة تسع وثمانين ومائة، وله اثنتان وَسَبْعُونَ، وَهُوَ مَعْدُودٌ فِي كِبَارِ الْفُقَهَاءِ، وَلَمْ يَلْحَقْهُ وَلَدُهُ شُعَيْبُ بْنُ شُعَيْبٍ.(4/863)
151 - شُعَيْبُ بْنُ حَازِمٍ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
وُلِّيَ إِمْرَةَ دِمَشْقَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، فَهَاجَتِ الْعَصَبِيَّةُ بَيْنَ الْمُضَرِيَّةِ، وَالْيَمَانِيَّةِ، فقتل في الوقعة نحو الخمس مائة.(4/864)
152 - شُقْرَانُ بْنُ عَلِيٍّ الإِفْرِيقِيُّ الْمَغْرِبِيُّ، الْفَقِيهُ، الْفَرَضِيُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
الْعَبْدُ الصَّالِحُ.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: يُضْرَبُ بِعِبَادَتِهِ الْمَثَلُ بِالْمَغْرِبِ.
مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.(4/864)
-[حَرْفُ الصَّادِ](4/864)
153 - م: صَالِحُ بْنُ عُمَرَ، أَبُو عُمَرَ الْوَاسِطِيُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
نَزِيلُ حُلْوَانَ.
عَنْ: أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، وَيَزِيدَ بن أبي زياد، وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، وَنَحْوِهِمْ،
وَعَنْهُ: دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، وَلُوَيْنٌ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: صَارَ إِلَى الرَّيِّ، لا بَأْسَ بِهِ.
قِيلَ: تُوُفِّيَ قَرِيبًا مِنْ سَنَةِ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.(4/864)
154 - ن: صَالِحُ بْنُ قُدَامَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
أَخُو عَبْدِ الْمَلِكِ.
صَدُوقٌ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ،
وَعَنْهُ: الحميدي، وإسحاق، ونعيم بن حماد، وأبو مصعب.
قال النسائي: ليس به بأس.(4/864)
155 - ت ق: صالح بن موسى بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ الطَّلْحيّ الكوفيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، وَعَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، وَمَنْصُورٍ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَعِدَّةٍ،
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَقُتَيْبَةُ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمُحَارِبِيُّ، وَمِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، وَدَاوُدُ بْنُ عَمرٍو الضَّبِّيُّ، وَطَائِفَةٌ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ جِدًّا.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يتابعه عليه أحد.
وقال الجوزجاني: ضَعِيفُ الْحَدِيثَ عَلَى حُسْنِهِ.(4/865)
156 - ق: الصَّبَّاحُ بْنُ مُحَارِبٍ التَّيمِيُّ الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
نَزِيلُ الرَّيِّ.
عَنْ: زِيَادِ بْنِ عَلاقَةَ، وَحُمَيْدِ الأَعْرَجِ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ،
وَعَنْهُ: عَبْدُ السَّلامِ بْنُ عَاصِمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَسَهْلُ بْنُ زَنْجَلَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، وَمُوسَى بْنُ نَصْرٍ الرَّازِيُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ صَدُوقٌ. وَأَثْنَى عَلَيْهِ أَبُو زُرْعَةَ.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: يُخَالِفُ فِي بَعْضِ حَدِيثِهِ.
أخبرنا عمر ابن القواس، قال: أخبرنا ابن الحرستاني حضورا، قال: أخبرنا علي بن المسلم، قال: أخبرنا ابن طلاب، قال: أخبرنا ابن جميع، قال: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الرَّازِيُّ بِبَغْدَادَ، قال: حدثنا موسى بن [ص:866] نصر، قال: حدثنا الصَّبَاحُ بْنُ مُحَارِبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُهُ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، فإذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا ".
وَقَدْ رَوَى الصَّبَّاحُ عَنْ حَمْزَةَ حُرُوفَهُ.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى التَّيْمِيُّ.(4/865)
157 - ق: صَدَقَةُ بْنُ بَشِيرٍ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
مَوْلَى الْعُمَرِيِّينَ.
عَنْ: قُدَامَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجُمَحِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِي الْحَمْدِ،
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَرْعَرَةَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَغَيْرُهُمْ.(4/866)
158 - صَدَقَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَازِنِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: الْحَارِثِ بْنِ غَنْيَةَ، وخالد الْحَذَّاءِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيِّ،
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ عَوْنٍ، وَحُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الرَّبِيعِ الْمِصِّيصِيُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَا أَرَى بِحَدِيثِهِ بَأْسًا.(4/866)
159 - الصَّلْتُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّبَيْدِيُّ الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
نَزِيلُ دِمَشْقَ.
عَنْ: لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، وَجَمَاعَةٍ،
وَعَنْهُ: يَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، وَسُلَيْمَانُ ابْنُ بِنْتِ شُرَحْبِيلَ.
قَالَ الْعُقَيْلِيّ: لا يُتَابَعُ على حديثه.(4/866)
-[حَرْفُ الضَّادِ](4/866)
• - ضِرَارُ بْنُ عَمْرٍو الْغَطَفَانِيُّ الْمُعْتَزِلِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
كَانَ فِي هذا العصر من رؤوس الْبِدَعِ.
وَقَدْ ذَكَرْتُ تَرْجَمَتَهُ فِيمَا بَعْدُ.(4/866)
160 - ضِمَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، هُوَ الإِمَامُ أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمَعَافِرِيُّ الْمِصْرِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
تَزَوَّجَ بِابْنَةِ أَبِي قَبِيلٍ الْمَعَافِرِيِّ.
وَرَوَى عَنْ: أَبِي قَبِيلٍ حُيَيِّ بْنِ هَانِئٍ، وَمُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، وَخَيْرِ بْنِ نُعَيْمٍ، وَيَزِيدَ بْنَ أَبِي حَبِيبٍ، وَجَمَاعَةٍ،
وَعَنْهُ: [ص:867] سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَقُتَيْبَةُ، وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وَأَبُو شَرِيكٍ يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ الْمُرَادِيُّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ صَدُوقًا مُتَعَبِّدًا.
وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ: وُلِدَ بِأَشْمُونَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ، وَمَاتَ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
وَمِنْ مناقبه أنه فَاتَتْهُ الصَّلاةُ فِي جَمَاعَةٍ، فَأَلْزَمَ نَفْسَهُ أَنْ لا يَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ حَتَّى تَخْرُجَ جِنَازَتُهُ، إِلا لِحَاجَةِ الإِنْسَانِ، فَمَاتَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - فِي الْمَسْجِدِ.
لَهُ حَدِيثٌ فِي " الأَدَبِ " لِلْبُخَارِيِّ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ معين: ضمام ختن أَبِي قَبِيلٍ، لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْغَمْرِ: كَانَ ضِمَامٌ لا يقدر أن يمشي، وإذا أراد الصلاة هدي بني رَجُلَيْنِ حَتَّى يَقُومَ، فَإِذَا اعْتَدَلَ قَائِمًا لَمْ يُبَالِ مَا قَامَ فِي طُولِ صَلاتِهِ.
وَقَالَ سويد بن سعيد: حدثنا أحمد بن عيسى التستري، قال: حدثنا ضِمَامٌ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: مَا زِلْنَا نَسْمَعُ: " زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا " حَتَّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ ذَلِكَ.
قُلْتُ: ضِمَامٌ صَادِقٌ، حَسَنُ الْحَدِيثِ.(4/866)
161 - ضَيْغَمُ بْنُ مَالِكٍ، الزَّاهِدُ الْعَابِدُ، أَبُو بَكْرٍ الرَّاسِبِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
أَخَذَ عَنِ التَّابِعِينَ،
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ ضَيْغَمَ، وَسَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ، وَأَبُو أَيُّوبَ مَوْلَى ضَيْغَمَ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ فِي الصَّلاحِ وَالْفَضْلِ.
وقال ابن الأعرابي في " طبقات النساك ": كان مِنَ الْمُجْتَهِدِينَ فِي الْعِبَادَةِ، [ص:868] وكان ورده في اليوم والليلة أربع مائة رَكْعَةٍ، وَصَلَّى حَتَّى بَقِيَ رَاكِعًا لا يَقْدِرُ عَلَى السُّجُودِ فَوَقَعَ، وَقَالَ: قُرَّةُ عَيْنِي، ثُمَّ خَرَّ سَاجِدًا. حَكَاهَا عَنْهُ سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ.
وقال القواريري: رأيت ندى فِي مَوْضِعَيْنِ، فَقَالَ لِي رَجُلٌ: هَذَا - وَاللَّهِ - مِنْ عَيْنَيْ ضَيْغَمٌ الْبَارِحَةَ.
وَعَنْ عِيسَى بْنِ بِسْطَامٍ أَنَّهُ سَمِعَ ضَيْغَمًا يَقُولُ: رَأَيْتُ الْمُجْتَهِدِينَ إِنَّمَا قَوُوا عَلَى الاجْتِهَادِ بِمَا يَدْخُلُ قُلُوبَهُمْ من الحلاوة في الطاعة.
وقال علي ابن الْمَدِينِيِّ: كَانَ ضَيْغَمٌ قَدْ دَفَنَ كُتُبَهُ، وَكَانَ يَنَامُ ثُلُثَ اللَّيْلِ، وَيَتَعَبَّدُ ثُلُثَيْهِ.
قِيلَ: مَاتَ ضَيْغَمٌ، وَصَدِيقُهُ بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ فِي يَوْمٍ واحد، فإن صح هذا فليحول إِلَى ثَمَّ، فَإِنَّ بِشْرًا مَاتَ سَنَةَ ثَمَانِينَ ومائة.(4/867)
-[حَرْفُ الطَّاءِ](4/868)
162 - ق: طَلْحَةُ بْنُ زَيْدٍ الشَّامِيُّ ثُمَّ الرَّقِّيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ الرُّهاوي، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ، وَعُقَيْلٍ الأَيْلِيِّ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَبُرْدِ بْنِ سِنَانٍ.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَبَقِيَّةُ، وَهُمَا مِنْ أَسْنَانِهِ، وَعِيسَى غُنْجَارٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَبَّوَيْهِ الْمَرْوَزِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ علي ابْنُ الْمَدِينِيِّ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ، وغيره: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
قَالَ أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ فِي " تَارِيخِهِ ": آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ الرُّهَاوِيُّ.
قُلْتُ: لَهُ فِي " سُنَنِ القزويني " حديث واحد.
ومن بلاياه: حدثنا أبو يعلى، قال: حدثنا شيبان، قال: حدثنا طلحة بن [ص:869] زَيْدٍ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ عَبَيْدَةَ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ عطاء الكيخاراني، عَنْ جَابِرٍ: قَال النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: " لينهض كل رجل إلى كفئه ". وَنَهَضَ - عَلَيْهِ السَّلامُ - إِلَى عُثْمَانَ فَاعْتَنَقَهُ، وَقَالَ: " أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ ".
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: حدثنا أسلم بن سهل، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن ماهان، قال: حدثني أبي أبو حنيفة، قال: حدثنا طَلْحَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " لا يُبْرِمَنَّ أَحَدُكُمْ أَمْرًا مِنْ أَمْرِ دِينٍ وَلا دُنْيَا حتى يشاور ".(4/868)
163 - خ م د ن ق: طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عياش الزُّرَقيُّ المَدَنيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
شَيْخٌ صَدُوقٌ مُعَمَّرٌ،
حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الثَّقَفِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَيُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الأَيْلِيِّ.
وَعَنْهُ: ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، وَعَبَّادُ بْنُ مُوسَى الْخُتَّلِيُّ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ الضَّحَّاكِ النَّيْسَابُورِيُّ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: مُقَارِبُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.(4/869)
164 - طَلْحَةُ بْنُ سِنَانِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُصَرِّفٍ الْيَامِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَابْنِ أَبْجَرَ،
وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ مُشْكَدَانَةُ، وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصدق.(4/869)
-[حَرْفُ الْعَيْنِ](4/869)
165 - ن: عَاصِمُ بْنُ سُوَيْدٍ الأَوْسِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أَبِيهِ سُوَيْدِ بْنِ عَامِرٍ، وَابْنَيْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ وَمُجَمِّعِ بْنِ يَعْقُوبَ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ،
وَعَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَأَبُو مُصْعَبٍ، [ص:870] وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْجَرْجَرَائِيُّ، وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ.
وَكَانَ إِمَامَ مَسْجِدِ قُبَاءٍ.(4/869)
166 - ن: عَاصِمُ بْنُ هِلالٍ، أَبُو النَّضْرِ الْبَارِقِيُّ، وَيُقَالُ: الْعَنْبَرِيُّ، الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
إِمَامُ مَسْجِدِ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ.
عَنْ: قَتَادَةَ، وَغَاضِرَةَ بْنِ عُرْوَةَ، وَالْفُقَيْمِيِّ. شَيْخٌ لَهُ،
وَعَنْهُ: أَيُّوبُ شَيْخُهُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جحادة،
وَعَنْهُ: سويد بن سعيد، وعلي ابن المديني، ومحمد بن يحيى الْقُطَعِيِّ، وَزِيَادُ بْنُ يَحْيَى الْحَسَّانِيُّ، وَالْفَلاسُ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ أَبُو داود: لَيْسَ بِهِ بأس.
وقال أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: ليس بالقويِّ.
قال الفلاس: سَمِعْتُ مِنْهُ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
مِنْ كِبَارِ الأَئِمَّةِ.(4/870)
167 - ن ق: عَائِذُ بْنُ حَبِيبٍ، أَبُو أَحْمَدَ الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
بَيَّاعُ الْهَرَوِيِّ.
عَنْ: أَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَعِدَّةٍ،
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ، وَإِسْحَاقُ، وأبو خيثمة، وأبو كريب، وأبو سعيد الأشج.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
مَاتَ سَنَةَ تِسْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/870)
168 - عَائِشَةُ بِنْتُ الزُّبَيْرِ بْنِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ الأَسَدِيَّةُ، الزُّبَيْرِيَّةُ، الْمَدَنِيَّةُ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
رَوَتْ عَنْ جَدِّهَا،
وَعَنْهَا: مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ، وغيره.
وقال ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي " الْعِلَلِ ": سَأَلْتُ أَبَا زُرْعَةَ: مَا حَالُ عَائِشَةَ؟ قَالَ: حَدَّثَ عَنْهَا [ص:871] الْمَدَنِيُّونَ.(4/870)
169 - ع: عَبَّادُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ الأَزْدِيُّ، الْعَتَكِيُّ، المهلبي، الْبَصْرِيُّ، أَبُو مُعَاوِيَةَ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيِّ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَجَمَاعَةٍ،
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَقُتَيْبَةُ، وَمُسَدَّدٌ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، وَطَائِفَةٌ.
وَكَانَ شَرِيفًا، جَلِيلا، ثِقَةً، نَبِيلا مِنْ عُقَلاءِ الأَشْرَافِ، وَعُلَمَائِهِمْ. وَقَدْ تَعَنَّتَ أَبُو حَاتِمٍ - كَعَادَتِهِ - وَقَالَ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: لَمْ يَكُنْ بِالْقَوِيِّ فِي الْحَدِيثِ.
قُلْتُ: حَدِيثُهُ فِي الْكُتُبِ كُلِّهَا. تُوُفِّيَ فِي ثَامِنَ عَشَرَ رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ ابْنُهُ مِنْ أُمَرَاءِ الْبَصْرَةِ الأَجْوَادِ.(4/871)
170 - د: عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الرَّمْلِيُّ الأُرْسُوفيُّ، أَبُو عُتْبَةَ الْخَوَّاصُ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
الزَّاهِدُ الْعَابِدُ الَّذِي كَتَبَ إِلَيْهِ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ بِتِلْكَ الرِّسَالَةِ الْمَرْوِيَّةِ فِي الأَدَبِ وَالْوَعْظِ.
رَوَى عَنْ: ابْنِ عَوْنٍ، وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَيَحْيَى بن أبي عمرو السيباني، وَحَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، وَالأَوْزَاعِيِّ، وَجَمَاعَةٍ،
وَعَنْهُ: ضُمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَآدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَأَبُو مسهر، وفديك بن سليمان، وآخرون.
روى عُثْمَانَ الدَّارَمِيِّ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ثِقَةً.
وَقَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ: ثِقَةً مِنَ الزُّهَّادِ الْعُبَّادِ.
وَقَالَ الْعِجْلِيُّ: ثِقَةً، رَجُلٌ صَالِحٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مِنَ الْعُبَّادِ - رَحِمَهُ اللَّهُ -. [ص:872]
وَأَمَّا ابْنُ حِبَّانَ فَقَالَ: كَانَ يَأْتِي بِالْمَنَاكِيرِ فَاسْتَحَقَّ التَّرْكَ.
قُلْتُ: بَلِ الْعِبْرَةُ بِمَنْ وَثَّقُوهُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْغَزِّيُّ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى الصُّورِيَّ، قَالَ: كَتَبَ عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْخَوَّاصُ إِلَى أَصْحَابِهِ يَعِظُهُمْ: اعْقِلُوا، وَالْعَقْلُ نِعْمَةٌ، وَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ حَسْرَةً، فَرُبَّ ذِي عَقْلٍ قَدْ شُغِلَ قَلْبُهُ بِالتَّعَمُّقِ فِيمَا هُوَ عَلَيْهِ ضَرَرٌ حَتَّى صَارَ عَنِ الْحَقِّ سَاهِيًا، كَأَنَّهُ لا يَعْلَمُ، إِخْوَانُكُمْ إِنْ أَرْضُوكُمْ لَمْ تناصحوهم، وإن أسخطوكم اغتبتموهم، أنتم في زمان قد رق فيه الورع، وقل فيه الخشوع، وحمل العلم مفسدوه، فأحبوا أن يعرفوا بحمله، وَكَرِهُوا أَنْ يُعْرَفُوا بِإِضَاعَةِ الْعَمَلِ بِهِ، فَنَطَقُوا فيه بالهوى، فذنوبهم ذنوب لا يستغفر منها، فكيف يَهْتَدِي السَّائِلُ إِذَا كَانَ الدَّلِيلُ حَائِرًا؟!.(4/871)
171 - ع: عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنْذِرِ الْكِلابِيُّ، أَبُو سَهْلٍ الْوَاسِطِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، وَأَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، وعبد الله بن أبي نجيح، والجريري، وابن عَوْن، وطائفة،
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، وَعَمْرُو النَّاقِدُ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، وَزِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ سَعْدَوَيْهِ: كَانَ مِنْ نُبَلاءِ الرجال في كل أمره.
وقال ابن سعد: كَانَ يَتَشَيَّعُ فَحَبَسَهُ الرَّشِيدُ زَمَانًا، ثُمَّ خَلَّى عَنْهُ، فَأَقَامَ بِبَغْدَادَ. قُلْتُ: فِي وَفَاتِهِ أَقْوَالٌ: سَنَةَ ثَلاثٍ، وَسَنَةَ خَمْسٍ، وَسَنَةَ سِتٍّ، وَسَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.(4/872)
172 - ت ن ق: عَبَّادُ بْنُ لَيْثٍ الْقَيْسِيُّ الْبَصْرِيُّ الْكَرَابِيسِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: عَبْدِ المجيد بن وهب، وبهر بْنِ حُكَيْمٍ،
وَعَنْهُ: عُثْمَانُ بْنُ طَالُوتَ بْنِ عباد، وقيس بن حفص الدارمي، وَبُنْدَارُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَطَائِفَةٌ. [ص:873]
قَالَ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَحَسَّنَ التِّرْمِذِيُّ حَدِيثًا مِنْ طريقه.(4/872)
173 - ق: العباس بن الفضل بن عمرو بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ حَنْظَلَةَ، أَبُو الْفَضْلِ الأَنْصَارِيُّ، الْوَاقِفِيُّ، الْمَوْصِلِيُّ، الْمُقْرِئُ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى: أَبِي عَمْرٍو، وَجَوَّدَ " الإِدْغَامَ الْكَبِيرَ ".
مَوْلِدُهُ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ.
وَسَمِعَ مِنْ: يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَدَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَخَالِدٍ الْحَذَّاءِ، وَرَأَى نَافِعًا مَوْلَى ابْنِ عَمْرَ فِي صِغَرِهِ، قرأ عليه " الفتح " عامر بن عمر أوقية،
وَرَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْمَوْصِلِيُّ، وَبِشْرُ بْنُ سَالِمٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ، وزكريا بن يحيى زحمويه، وَطَائَفَةٌ مِنَ الْمَوَاصِلَةِ. وَقِيلَ: إِنَّهُ نَاظَرَ الْكِسَائِيَّ في الإمالة، وَوَلِيَ قَضَاءَ الْمَوْصِلِ.
بَلَغَنَا عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلاءِ، قَالَ: لَوْ لَمْ يَكُنْ مِنْ أَصْحَابِي إِلا عَبَّاسَ لَكَفَانِي.
وَهُوَ وَاهِي الْحَدِيثِ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ، وَالنَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ أحمد بن حنبل: ما أنكرت عَلَيْهِ إِلا حَدِيثًا وَاحِدًا، وَمَا بِحَدِيثِهِ بَأْسٌ.
قُلْتُ: أَتَى بِشَيْءٍ بَاطِلٍ، وَهُوَ: عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الشُّعْثَاءِ، عن ابن عباس مرفوعا: " إذا كانت سَنَةُ كَذَا وَكَذَا يَكُونُ كَذَا وَكَذَا، وَإِذَا كَانَتْ سَنَةُ مِائَتَيْنِ، تَمَّ كَذَا ".
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَصْرَمَ الْمُزَنِيّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ رَوَى حَدِيثًا شَبَهَ الموضوع.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.(4/873)
174 - الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، الأَمِيرُ أَبُو الْفَضْلِ الْهَاشِمِيُّ الْعَبَّاسِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
وَلِيَ إِمْرَةَ الشَّامِ لأَخِيهِ الْمَنْصُورِ، وَقَدِمَهَا مع ابن أخيه المهدي. حكى عَنْهُ: وَلَدُهُ صَالِحٌ، وَمُبَارَكٌ الطَّبَرِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ إسماعيل، وولي إمرة الجزيرة لابن ابن أَخِيهِ هَارُونَ الرَّشِيدِ، وَحَجَّ بِالنَّاسِ مَرَّاتٍ، وَغَزَا الروم مرة فِي سِتِّينَ أَلْفًا.
قَالَ خَلِيفَةُ: دَخَلَ الرُّومَ وَبَثَّ سَرَايَاهُ فَغَنِمَ وَسَلِمَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
وَذَكَرَ غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّ الْعَبَّاسَ كَانَ مِنْ رِجَالاتِ قُرَيْشٍ، ذَا رَأْيٍ وَسَخَاءٍ وَجُودٍ، وَكَانَ الرَّشِيدُ يُجِلُّهُ وَيُعَظِّمُهُ، وَكَانَ شَيْخُ بني الْعَبَّاسِ فِي عَصْرِهِ.
قَالَ خَلِيفَةُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَوُلِدَ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ.(4/874)
175 - د: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَمُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، وَعِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، وَشُعْبَةُ، وَجَمَاعَةٌ،
وَعَنْهُ: ابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو زُنَيْجٌ، وَحَامِدُ بْنُ آدم.
وثقه أبو حاتم، وأبو زرعة.
وأما مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْحَافِظُ فَفَسَّقَهُ، وَقَالَ: رَمَيْتُ بِمَا سَمِعْتُ مِنْهُ.(4/874)
176 - عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ الْجُمَحِيُّ الْحَاطِبِيُّ الْمَدَنِيُّ، أَبُو الْحَارِثِ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَسُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ،
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، وَمُحَمَّدُ بن مهران الجمال، وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ، وَالْمَخْزُومِيُّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ، - يَعْنِي سَمِيَّهُ -.(4/874)
177 - م 4: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِك الْمَخْزُومِيُّ الْمَكِّيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
[ص:875]
عَنْ: ابْنِ جُرَيْجٍ، وَسَيْفُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَيُونُسَ الأَيْلِيِّ، وَثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ،
وَعَنْهُ: الشَّافِعِيُّ، وَالْحُمَيْدِيُّ، وَإِسْحَاقُ، وَأَحْمَدُ.
قَالَ أَحْمَدُ: مَا كَانَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَبُو يُوسُفَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الصيدلاني: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيُّ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
قُلْتُ: الظَّاهِرُ بَقَاؤُهُ إِلَى سَنَةِ بِضْعٍ وَتِسْعِينَ، فَقَدْ رَوَى عَنْهُ أَيْضًا حَامِدُ بْنُ يَحْيَى الْبَلْخِيُّ، وَأَبُو قُدَامَةَ السَّرْخَسِيُّ.(4/874)
178 - ت: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَفْصٍ الأَرْطَبَانِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: ثَابِتِ الْبُنَانِيُّ، وَعَاصِمُ الْجَحْدَرِيُّ،
وَعَنْهُ: حُسَيْنُ بْنُ محمد الذراع، وحسين بن محمد المروذي، وحبان بن هلال، ونصر بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ.
فِيهِ ضَعْفٌ يَسِيرٌ.(4/875)
179 - ق: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنُ مَعْبَدٍ الْبَاهِلِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: ثَابِت الْبُنَانِيُّ، وَأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيُّ،
وَعَنْهُ: نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُرَيْشِ، وَغَيْرُهُمَا.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَجْهُولٌ.(4/875)
180 - د ت ن: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّشْتَكِيُّ الْمِرْوَزِيُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
نَزِيلُ الرَّيِّ.
عَنْ: أَبِيهِ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، وإبراهيم الصائغ، وَهِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ،
وَعَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَعَمْرُو بْنُ رَافِعٍ الْقَزْوِينِيُّ، وَأَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الدَّامَغَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ.
صَدُوقٌ.(4/875)
181 - خ م د ت ن: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، أَبُو صَفْوَانَ الأُمَوِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
[ص:876]
مَا زَالَ فِي ذِهْنِي أَنَّهُ مَعْدُودٌ فِي هَذِهِ الطَّبَقَةِ، لَكِنْ وَجَدْتُ مَا يَدُلُّ عَلَى بَقَائِهِ إِلَى حُدُودِ الْمِائَتَيْنِ، فَكَرَّرْتُ ذِكْرَهُ.
قُتِلَ أبوه عند زوال ملك بني أُمَيَّةَ، وَكَانَ هَذَا طِفْلا، فَفَرَّتْ بِهِ أُمُّهُ إِلَى مَكَّةَ.
رَوَى عَنْ: ابْنِ جُرَيْجٍ، وَيُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، وَمُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، وَثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ.
طَلَبُ الْعِلْمِ فِي حُدُودِ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: الشَّافِعِيِّ، وَأَحْمَدَ، وَابْنِ الْمَدِينِيِّ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَعِدَّةٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.
وَقَدْ بَقِيَ وَسَمِعَ مِنْهُ أَبُو السُّكَيْنِ الطَّائِيُّ بَعْدَ الْمِائَتَيْنِ.(4/875)
182 - عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سِنَانَ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ.
وَعَنْهُ: دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَاتِمٍ الطَّوِيلُ، وَجَمَاعَةٌ.
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.(4/876)
183 - عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ حَيَّانَ الْحَمْرَاوِيُّ الْمِصْرِيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيِّ، وَحُمَيْدِ بْنِ زِيَادٍ،
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَيَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ، وَسَعِيدِ بْنِ عُفَيْرٍ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فِي جُمَادَى الأُولَى.(4/876)
184 - عَبْدُ اللَّهِ بْن صالح بْن علي بْن عَبْد الله بْن عَبَّاسٍ، الأَمِيرُ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
وَلِيَ الثُّغُورَ لِلرَّشِيدِ مُدَّةً، وَلَهُ كَلِمَةٌ نَفِيسَةٌ، وَهِيَ: " لا يَكْبُرَنَّ عَلَيْكَ ظُلْمُ من ظلمك، فإنه يسعى في مضرته بنفعك ".
مَاتَ بِسَلَمِيَّةَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.(4/876)
185 - م ت ن: عَبْد اللَّهِ بْنُ عَبْد الرَّحْمَن بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ الأَزْدِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، أَبُو إِسْمَاعِيلَ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ، وعطاء الخراساني،
وَعَنْهُ: [ص:877] مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَائِذٍ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَسُلَيْمَانُ بن عبد الرحمن.
قال ابن مَعِينٍ: لا بَأْسَ بِهِ.(4/876)
186 - عَبْدُ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ الزَّاهِدُ، هُوَ السَّيِّدُ الْقُدْوَةُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّه بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْعَدَوِيُّ الْعُمَرِيُّ الْمَدَنِيُّ الزَّاهِدُ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
أَحَدُ الأَعْلامِ.
رَوَى الْقَلِيلَ عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ: أَبِي طُوَالَةَ عبد الله بن عبد الرحمن،
وَعَنْهُ: ابن الْمُبَارَكُ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ عِمْرَانَ الْعَابِدِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَكَانَ مِنَ الْعُلَمَاءِ العاملين، قانتا لله حنيفا، منعزلا عَنِ النّاسِ إِلا مِنْ خَيْرٍ، وَكَانَ يُنْكِرُ عَلَى مَالِكِ اجْتِمَاعَهُ بِالدَّوْلَةِ.
وَقَدْ قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: هُوَ عَالِمُ الْمَدِينَةِ الَّذِي وَرَدَ فِيهِ الْحَدِيثُ، وَالنَّاسُ عَلَى خِلافِ سُفْيَانَ فِي هَذَا.
قَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ أَكْثَرَ مِنْ ثَلاثِينَ مَرَّةً يَقُولُ: إِنْ كَانَ أحد فهو العمري. قال ذلك لما حدثنا عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " يَضْرِبُ النَّاسُ أَكْبَادَ الإِبِلِ، فَلا يَجِدُونَ عَالِمًا أَعْلَمَ مِنْ عَالِمِ الْمَدِينَةِ ".
وَأَخْبَرَنَا بِهِ عَالِيًا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْغَنِيِّ، قال: أخبرنا الموفق عبد اللطيف، قال: أخبرنا ابن البطي، قال: أخبرنا علي بن محمد الأنباري، قال: أخبرنا أبو عمر بن مهدي، قال: حدثنا محمد بن مخلد، قال: حدثنا محمد بن سعيد بن غالب، قال: حدثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ بِهَذَا.
قُلْتُ: هَذَا الْخَبَرُ مِنْطَبِقٌ عَلَى مَنِ اتَّصَفَ بِأَنَّهُ عَالِمُ زَمَانِهِ، وَهُوَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ فِي وَقْتِهِ، وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ فِي وَقْتِهِ.
وروى الطّبريّ في " تاريخه " بإسنادٍ عن بعض أولاد عبد الله بن عبد العزيز العُمريّ، أنّ الرشيد قال: والله ما أدري ما آمُرُ في هذا العُمريّ، أكرهُ أن أقدمَ [ص:878] عليه، وله سَلَفٌ أكرمهم، وإنّي أحب أن أعرف رأيه - يعني فينا - فقال عَمْر بن بزيع، والفضل بن الربيع: نحن له، فخرجا من العَرْج إلى موضعٍ يُقال له: خَلْص، حتى وردا عليه بالبادية في مسجدٍ له، فأناخا راحلتيهما بمن معهما، وأتياه على زِيّ الملوك في حشمة، فجلسا إليه، فقالا: يا أبا عبد الرحمن نحن رُسُلُ مَن وراءنا من أهل المشرق يقولون لك: اتق الله، وإنْ شئت فانهض، فقال: وَيْحكما، فيمن ولمن؟ قالا: أنت! قال: والله ما أحبّ أنّي لقيت الله - عَزَّ وَجَلَّ - بمحجمة دمِ مسلم، وأنّ لي ما طَلَعَتْ عليه الشمس، فلمّا آيسا منه قالا: إن معنا عشرين ألفًا تستعين بها، قال: لا حاجه لي بها، قالا: أعطِها مَن رأيت، قال: أعطياها أنتما، فلما آيسا منه ذهبا ولحقا بالرشيد، فحدثاه، فقال: ما أبالي ما أصنعُ بعد هذا، قال: فحج العمري في تلك السنة، فبينا هو في المسعى اشترى شيئا، فإذا بالرشيد يسعى على دابة، فعرض له العمري، فأتاه حتّى أخذ بلجام الدّابّة، فأهْوَوْا إليه، فكفّهم الرشيد، وكلّمه - يعني وعظه - فرأيت دموع الرشيد تسيل على مَعْرفة دابّته، ثمّ انصرف.
وروى عليّ بن حرب الطّائيّ، عن أبيه قال: مضى هارون الرشيد على حمار، ومعه غلام إلى العُمريّ فوعظه، فبكى الرشيد، وحُمِلَ مَغْشِيًّا عليه.
قال إسماعيل بن أبي أُوَيْس: كتب عبد الله العُمريّ إلى مالك، وابن أبي ذئب، وغيرهما بكُتُب أغلَظَ لهم فيها، وقال: أنتم علماء تميلون إلى الدنيا وتلبسون اللين، وتدعون التقشف، فكتب له ابن أبي ذئب كتابًا أغلظ له، وجاوَبه مالك جواب فقيه.
وقيل: إن العمري وعظ الرشيد مرة، فتلقّى قَوله بنعم يا عمّ. فلمّا ذهب أتبعه الأمين والمأمون بكيسين فيهما ألفا دينار، فلما يأخذها، وقال: هو أعلم بمن يفرّقها عليه، ثم أخذ من الكيسين دينارّا، وقال: كرهتُ أن أجمع عليه سوء القول وسوء الفعل. وشخص إليه بعد ذلك إلى بغداد، فكره الرشيد مجيئَه، وجمع العمريّين، وقال: ما لي ولابن عمْكم؛ احتَمَلْتُه بالحجاز فأتى إلى دار ملكي يُريد أن يُفسد عليّ أوليائي، رُدُّوه عنّي. قالوا: لا يقبل منّا، فكتب إلى الأمير موسى بن عيسى أن يرفَق به حتّى يرده.
أحمد بن زهير: حدثنا مُصْعَب الزُّبَيْريّ قال: كان العُمريّ جسيما أصفر، [ص:879] لم يكن يقبل من السلطان، ولا من غيره، ومَن وُلّي من معارفه وأقاربه لا يكلّمه، وقد وُلّي أخوه عمر المدينة وكرْمان واليمامة، فهجره حتّى مات. ما أدركت بالمدينة رجلا أهْيَبَ عند السلطان والعامّة منه، وكان ابن المبارك يَصِلُه فيقبل منه.
قال: وقدِم الكوفة يريد أن يخوّف الرشيد بالله، فرجفت لقدومه الدّولة، حتّى لو كان نزل بهم مائة ألف من العدوّ، ما زاد من هيبته، فرجع من الكوفة، ولم يصل إليه.
قال يحيى بن أيّوب العابد: حدَّثني بعض أصحابنا قال: كتب مالك بن أنس إلى العُمريّ: إنّك بَدَوْت، فلو كنتَ عند مَسْجِدَ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ فكتب إليه: إنّي أكره مجاورة مثلك، إنّ الله لم يرك متغيّر الوجه فيه ساعة قطّ.
وقيل: كانت أم العمري أنصارية.
وكان زاهدًا، قوْالا بالحقّ، متألِّهًا، متعبدًا، منعزلا بناحيةٍ غربيّ المدينة.
ويروى أن العُمريّ كان يلزم المقبرة كثيرًا، ومعه كتاب ينظر فيه، فقال: ليس شيء أوعظ من قبر، ولا آنَسَ من كتاب.
عمر بن شبة، حدثنا أبو يحيى الزُّهْريّ قال: قال عبد الله بن عبد العزيز عند موته: بنعمة ربيّ أحدث، لو أن الدُّنيا تحت قدمي ما يمنعني من أخْذها إلا أن أزيل قدمي، ما أزلْتُها، إني لم أصبح أملك إلا سبعة دراهم من لحا شجر فَتَلْتُهُ بيدي.
قال المسيّب بن واضح: سمعتُ العمري الزاهد بمسجد منى يشير بيده، ويقول:
لله دَرُّ ذوي العقول ... والحرص في طلب الفضول
سُلاب أكسية الأرامل ... واليتامى، والكهول
والجامعين المكثرين ... من الجباية، والغلول
وَضَعوا عقولهم من الدنيا ... بمُدْرَجَةِ السيول
وَلَهَوْا بأطراف الفروع ... وأغفَلُوا علم الأصول
وتتبّعوا جمْعَ الحُطام ... وفارقوا أثر الرسول
ولقد رأوا غِيلان رَيْبِ ... الدهر غُولا بعد غُولِ [ص:880]
أخبرنا أحمد بن سلامة كتابةً، عن أبي الفضائل الكاغدي، قال: أخبرنا أبو علي الحداد، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا أحمد بن جعفر، قال: حدثنا أحمد بن علي الأبار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، قال: حدثنا سُفيان قال: دخلتُ على العُمريّ الصّالح، فقال: ما أحد يدخل علي أحب إلي منك، وفيك عَيْب، قلت: ما هو؟ قال: حُبُّ الحديث، أما إنّه ليس من زاد الموت أو من إبزار الموت.
وقال أبو المنذر إسماعيل بن عَمْر: سمعتُ أبا عبد الرحمن العُمريّ الزّاهد يقول: إنّ من غفلتك عن نفسك إعراضك عن الله بأن ترى ما يُسخطه، فتجاوزه، ولا تأمر، ولا تنهي خوفًا ممّن لا يملك لك ضرًا ولا نفعا، من ترك الأمر بالمعروف من مخافة المخلوقين نُزعت منه الهيبة، فلو أمر بعض ولده لاستخفّ به.
قال محمد بن حرب المكّيّ: قدِم العُمريّ فاجتمعنا إليه، فلمّا نظر إلى القصور المحدقة بالكعبة نادى بأعلى صوته: يا أصحاب القصور المشيَّدة اذكروا ظُلْمة القُبُور الموحشة، يا أهل التنعُّم والتلذُّذ اذكروا الدُّودَ والصَّديد، وبلاء الأجسام في التراب، ثم غلبته عينه فقام.
أخبرنا إسحاق الأسدي، قال: أخبرنا ابن خليل، قال: أخبرنا الكاغدي، قال: أخبرنا أبو علي، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا سليمان بن أحمد، قال: حدثنا إسحاق الخزاعي، قال: حدثنا الزبير بن بكار، قال: حدثنا سليمان بن محمد بن يحيى قال: سمعتُ عبد الله بن عبد العزيز العُمريّ يقول: قال لي موسى بن عيسى: يُنهى إلى المؤمنين أنك تشتمه وتدعو عليه، فبأيّ شيء استجزتَ ذلك؟ قلت: أمّا شَتْمُهُ فهو - واللهِ - أكرم عليّ من نفسي، لقرابته مِنْ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأما الدُّعاء عليه فوالله ما قلت الَّلهُمّ إنّه قد أصبح عِبئًا ثقيلا على أكتافنا، ولا تطيقه أبداننا، وقذى في جُفُوننا، لا تطرف عليه جفوننا، وشجيً في أفواهنا لا تسيغه حلوقنا، فاكفنا مؤونته، وفرِّقْ بيننا وبينه، ولكن قلت: الَّلهُمّ إنْ كان تَسَمَّى بالرشيد ليُرشِد فأرشِدْهُ، أو لغير ذلك فراجِعْ به، الَّلهُمّ إنْ [ص:881] له في الإسلام بالعباس على كلّ مؤمن حقًّا، وله بنبيّك قرابة ورحِم، فقرّبْه من كلّ خير، وباعِدْه من كل سوء، وأسْعِدْنا به، وأصْلِحْه لنفسه ولنا، فقال موسى: رحِمك الله أبا عبد الرحمن كذلك لعمري الظن بك.
أَنْبَأَنَا ابْنُ سَلامَةَ، عَنْ أَبِي الْفَضَائِلِ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْحَدَّادَ أخبرهم، قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال: حدثنا سليمان بن أحمد، قال: حدثنا موسى بن محمد بن كثير السريني، قال: حدثنا عبد الملك بن إبراهيم الجدي، قال: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُمَرِيُّ، عَنْ أَبِي طُوَالَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " الزَّبَانِيَةُ أَسْرَعُ إِلَى فَسَقَةِ الْقُرْآنِ مِنْهُمْ إِلَى عَبَدَةِ الأَوْثَانِ، فَيَقُولُونَ: يُبْدَأُ بِنَا قَبْلَ عَبَدَةِ الأَوْثَانِ؟ فَيُقَالُ: لَيْسَ مَنْ عَلِمَ كَمَنْ لا يَعْلَمُ "، تَفَرَّدَ بِهِ الْعُمَرِيُّ، وَهُوَ خَبَرٌ مُنْكَرٌ، وَشَيْخُ الطَّبَرَانِيِّ لا أَعْرِفُهُ.
قال مُصْعَب الزُّبَيري: مات العُمريّ سنة أربعٍ وثمانين ومائة، وله ستُّ وسُتُّون سنة.(4/877)
187 - ت: عبد الله بن عبد القُدّوس التّميميُّ السَّعديّ الرّازيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: عبد الملك بن عُمَيْر، وجابر الْجُعْفيّ، وليث بن أبي سُلَيم، وسُليمان الأعمش،
وَعَنْهُ: عبّاد بن يعقوب الرواجِنيّ، وأحمد بن حاتم الطّويل، ومحمد بن حُمَيْد، وعبد الله بن داهر الرازيان، وجماعة.
قال ابن مَعِين: رافضيّ خبيث.
وقال محمد بن مهران: لم يكن بشيء، كان شبْه المجنون، تصيح به الصبيان.
وقال النَّسائيّ وغيره: ضعيف.
وقال ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ فِي فَضَائِلِ أهل البيت.(4/881)
188 - د: عبد الله بن عمر بن غانم الرُّعَيْنيّ المغربيُّ، أبو عبد الرحمن [الوفاة: 181 - 190 ه]
قاضي إفريقية. [ص:882]
رَوَى عَنْ: عبد الرحمن بن زياد، وإسرائيل بن يونس، وداود بن قيس الفراء، ومالك بن أنس،
وَعَنْهُ: القعنبي.
قال أبو داود: أحاديثه مستقيمة.
قلت: مولده سنة ثمان وعشرين ومائة، ولم أظفر له بوفاة.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَنْ مَالِكٍ مَا لَمْ يُحَدِّثْ بِهِ قَطُّ، لا يَحِلُّ ذِكْرُ حَدِيثِهِ إِلا عَلَى سَبِيلِ الاعْتِبَارِ.
رَوَى عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: " الشَّيْخُ فِي بَيْتِهِ كَالنَّبِيِّ فِي قَوْمِهِ ". وَبِهِ مَرْفُوعًا: " مَا مِنْ شَجَرَةٍ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْحِنَّاءِ "، حدثنا بهما علي بن حاتم القومسي، قال: حدثنا عثمان بن محمد بن خشيش القيرواني، قال: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ غَانِمٍ.
قُلْتُ: فَلَعَلَّ الْبَلِيَّةَ مِنْ عُثْمَانَ.(4/881)
189 - ع: عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظليُّ، مولاهم، التركيُّ، ثمّ المَرْوَزِيُّ الحافظ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
فريد الزمان وشيخ الإسلام، وكانت أمُّه خوارزميّة.
مولده سنة ثمان عشرةَ ومائة، وطلب العلم، وهو ابن بضع عشرة سنة، وأقدمُ شيخٍ له الربيع بن أنس الخراساني، ورحل سنة إحدى وأربعين ومائة فلقي التابعين، وأكثر الترحال والتطواف إلى الغاية في طلب العلم والجهاد والحجّ والتجارة.
رَوَى عَنْ: سليمان التيمي، وعاصم الأحول، وحُمَيْد، وهشام بن عُرْوَة، والْجُريّريّ، وإسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، وبُريد بن عبد الله، وخالد الحذّاء، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ، والأجلح الكِنْديّ، وحسين المعلّم، وحنظلة السَّدُوسيّ، وحَيْوَة بن شريح، والأوزاعي، وابن عَوْن، وابن جُرَيْج، وموسي بن عُقبة، وخلْق من طبقتهم. ثمّ عن: الأوزاعيّ، والثَّوْريّ، وشُعْبة، ومالك، والَّليث، وابن لَهِيعَة، والحمادين، وطبقتهم، ثم عن: هُشَيم، وابن عُيَيْنَة، وخلْق من أقرانه، وصنّف التصانيف النافعة.
وَعَنْهُ: مَعْمر، والثَّوْريّ، وأبو إسحاق الفَزَاريّ - وهم من شيوخه - وبقية، وعبد الرحمن بن مَهْديّ، وأبو داود، وعبد الرزّاق، ويحيى القطّان، وعفّان، وحبّان بن موسى، ويحيى بْن مَعِين، وأبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة، وأحمد بن منيع، [ص:883] وعليّ بن حُجْر، والحسن بن عيسى، والحسين بن الحَسَن المَرْوَزِيّ، والحسن بن عَرَفَة.
وقع لنا حديثه عاليا من وجوه، وأقرب ذلك وأعلاه اليوم من " جزء ابن عَرَفَة ".
قال ابن مهديّ: الأئمة أربعة: مالك، والثَّوْريّ، وحمّاد بن زيد، وابن المبارك.
وقال ابن مهديّ: ابن المبارك أفضل من الثَّوْريّ.
وقال ابن مهدي: حدثنا ابن المبارك، وكان نسيج وحده.
وقال أحمد بن حنبل: لم يكن في زمان ابن المبارك أطلب للعلم منه.
وعن شُعيب بن حرب قال: ما لقي ابنُ المبارك مثل نفسه.
وقال شعبة: ما قدِم علينا مثل ابن المبارك.
وقال أبو إسحاق الفَزَاريّ: ابن المبارك إمام المسلمين.
وقال يحيى بن مَعِين: كان ثقة متثبتا، وَكُتُبُهُ نحوٌ من عشرين ألف حديث.
وقال يحيى بن آدم: كنت إذا طلبت الدّقيقَ من المسائل فلم أجده في كتب ابن المبارك آيستُ منه.
وعن إسماعيل بن عيّاش قال: ما على وجه الأرض مثل ابن المبارك.
قال العباس بن مصعب المروزي: جمع ابن المبارك الحديث، والفقه، والعربية، وأيام الناس، والشجاعة، والسخاء، ومحبة الفرق له.
وقال أبو أسامة: ما رأيت رجلا أطلب للعلم في الآفاق منه.
وقال شعيب بن حرب: سمعتُ سُفيان الثَّوْريّ يقول: لو جهدت جهْديّ أن أكون في السّنة ثلاثة أيّام على ما عليه ابنُ المبارك لم أقدر.
وقال ابن مَعِين: سمعتُ عبد الرحمن يقول: كان ابن المبارك أعلمَ من الثَّوْريّ.
وقال أبو أسامة: ابن المبارك في المحدّثين مثل أمير المؤمنين في النّاس.
قال أسود بن سالم: إذا رأيت من يغمز ابنَ المبارك فاتَّهمه على الإسلام. [ص:884]
وقال الحَسَن بن عيسى بن ماسرجس: اجتمع جماعة مثل الفضل بن موسى، ومخلد بن الحسين، ومحمد بن النضر، فقالوا: تعالوا حتّى نَعُدَّ خِصَالَ ابن المبارك من أبواب الخير، فقالوا: العِلم، والفقه، والأدب، والنَّحو، واللغَة، والزُّهْد، والشِعر، والفَصاحة، وقيام الليل، والعبادة، والحجّ، والغزو، والشجاعة، والفُرُوسيّة، والقوّة، وترْك الكلام فيما لا يعنيه، والإنصاف، وقلّّة الخلاف على أصحابه.
قال نعيم بن حماد: قال رجلٌ لابن المبارك: قرأتُ البارحة القرآن في ركعة، فقال ابن المبارك: لكنّي أعرف رجلا لم يزل البارحة يردّد " أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ " إلى الصُّبْح ما قدِر أن يتجاوزها، يعني نفسه.
قال نُعَيم: كان ابن المبارك إذا قرأ كتاب " الرقاق " يصير كأنّه ثور يَخُور من البكاء.
روى العبّاس بن مُصْعَب الحافظ، عن إبراهيم بن إسحاق البُنانيّ، عن ابن المبارك قال: حملتُ العلم عن أربعة آلاف شيخ، فرويت عن ألف، قال العباس: فتتبعتهم حتى وقع لي ثمانمائة شيخ له.
وقال حبيب الجلاب: سألت ابنَ المبارك: ما خيرُ ما أُعطي الإنسان؟ قال: غريزة عقل، قلت: فإن لم يكن؟ قال: حُسْنُ أدب، قلت: فإن لم يكن؟ قال: أخُ شفيق يستشيره، قلت: فإن لم يكن؟ قال: صمتٌ طويل، قلت: فإن لم يكن؟ قال: موتٌ عاجل.
وقال عَبَدان بن عثمان: قال عبد الله: إذا غلبت محاسن الرجال على مساوئه لم تُذكر المساوئ، وإذا غلبت المساوئ على المَحاسن لم تُذكر المحاسن.
قال نُعَيم: سمعتُ ابن المبارك يقول: عجِبت لمن لم يطلب العلمَ كيف تدعوه نفسه إلى مكرُمة.
وقال عَبَدان بن عثمان: سمعته يقول: وُلدتُ سنة تسع عشرة ومائة.
قال العبّاس بن مُصْعَب: كان عبد الله لرجل تاجر من همذان من بني [ص:885] حنظلة، فكان إذا قدم همذان يخضع لولده، ويعظمهم.
وقال: وعن ابن المبارك قال: لنا في صحيح الحديث شُغل عن سقيمه.
وقال عبد الله بن إدريس: كلّ حديث لا يعرفه ابن المبارك فنحن منه بُراء.
نُعَيم بن حمّاد: سمعتُ ابنَ المبارك يقول: قال لي أبي: لئن وجدت كتبك خرقتها، قلت: وما عليّ من ذلك وهو في صدري.
وقال علي بن الحسن بن شقيق: قُمتُ لأخرج مع ابن المبارك في ليلة باردة من المسجد، فذاكَرَني عند الباب بحديثٍ، أو ذاكَرْتُه، فما زال يذاكرني، وأذاكره حتّى جاء المؤذن لصلاة الصُّبْح.
وقال فضالة النسوي: كنت أجالسهم بالكوفة، فإذا تشاجروا في حديث قالوا: مروا بنا إلى هذا الطبيب حتّى نسأله، يعنون ابنَ المبارك.
قال وهْب بن زَمْعة: حدَّث جرير بن عبد الحميد بحديثٍ عن ابن المبارك، فقالوا له: يا أبا عبد الحميد، تُحدّث عن عبد الله، وقد لقيت منصور بن المعتمر، فغضب، وقال: أنا مثل عبد الله، حمل علم أهل خُراسان، وأهل العراق، وأهل الحجاز، وأهل اليمن، وأهل الشام؟.
أحمد بن أبي الحَواريّ قال: جاء رجل من بني هاشم إلى ابن المبارك ليسمع منه، فأبى أن يُحدّثه، فقال الهاشميّ لغلامه: يا غلام قُم، أبو عبد الرحمن لا يرى أن يحدّثنا، فلمّا قام ليركب جاء ابن المبارك ليمسك بركابه، فقال: يا أبا عبد الرحمن لا ترى أن تحدّثني وتُمسك بركابي؟ فقال: أذلُّ لك بدني، ولا أذل لك الحديث.
المسيّب بن واضح: سمعت ابن المبارك، وسأله رجلٌ: عمّن نأخذ؟ فقال: قد تَلْقَى الرجلَ ثقة وهو يحدّث عن غير ثقة، وَتَلْقَى الرجلَ غير ثقة يحدث عن ثقة، ولكن ينبغي أن يكون ثقةً عن ثقة.
قال عليّ بن إسحاق بن إبراهيم: قال سُفيان بن عُيَيْنَة: تذكرتُ أمر الصّحابة وأمر عبد الله بن المبارك، فما رأيت لهم عليه فضلا إلا بالصُّحْبة، وبجهادهم.
عن محمد بن أعْيَن: سمعتُ الفضيل بن عِياض يقول: وربّ هذا البيت ما رأت عيناي مثلَ عبد الله بن المبارك. [ص:886]
عثمان الدارمي: سمعتُ نُعَيم بن حمّاد، قال: ما رأيتُ ابن المبارك يقول قطّ: حَدَّثَنَا، كان يرى " أخبرنا " أوسع، وكان لا يَرُدّ على أحدٍ حرفًا إذا قرأ.
وقال نُعَيم: ما رأيت أعْقَلَ من ابن المبارك، ولا أكثر اجتهادًا في العبادة منه.
عبد الله بن سِنان، قال: قدِم ابنُ المبارك مكّة وأنا بها، فلمّا أن خرج شيَّعهُ ابنُ عُيَيْنَة، والفضيل وودّعاه، فقال أحدهما: هذا فقيه أهل المشرق، فقال الآخر: وفقيه أهل المغرب.
الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي حَدِيثِ ثَوْبَانَ: " اسْتَقِيمُوا لقريش ما استقاموا لكم "، تفسيره حَدِيثُ أُمِّ سَلَمَةَ " لا تَقْتُلُوهُمْ مَا صَلَّوْا ".
وَعَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ فِي الإِرْجَاءِ قَالَ: عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ هُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: لَوْ وُزِنَ إِيمَانُ أَبِي بَكْرٍ بِإِيمَانِ أَهْلِ الأَرْضِ لَرَجَحَ، بَلَى إِنَّ الإِيمَانَ يَزِيدُ.
نعيم بن حماد: سمعت ابن المبارك يقول: السيف الذي كان بين الصحابة كان فتنة، ولا أقول لأحدٍ منهم مَفْتُون.
قال عبد العزيز بن أبي رَزْمة: لم تكن خصلة من خِصال الخير إلا جمعت في ابن المبارك: حُسن خُلُق، وحسن صُحبة، والزُّهد، والورع، وكلّ شيء.
وقيل: سُئل ابن المبارك: مَن السِّفْلة؟ قال الذي يدور على القُضاة يطلب الشهادات.
وعنه، قال: إنّ البُصَراء لا يأْمنون من أربع خِصال: ذنب قد مضى لا يُدرَى ما يصنع الربٌ فيه، وعُمرٍ قد بَقِيّ لا يُدرَى ما فيه من الهلكات، وفضل قد أُعطي لعلّه مَكْرٌ واستدراجٌ، وضلالةٌ قد زُيِّنَت له يراها هُدى، وزَيغ قلب ساعة فقد يُسلب دينه ولا يشعر.
وعنه قال: لا أفضل من السَّعي على الْعِيَالِ حتّى ولا الجهاد.
أبو صالح: سمعت ابن المبارك يقول: لا ينتخب على عالم إلا بذَنب.
محبوب بن موسى الأنطاكي: سمعت ابن المبارك يقول: من بخل بالعلم ابتُلي بثلاث: إمّا أن يموت فيذهب عِلمه، أو ينسى، أو يتبع السلطان. [ص:887]
منصور بن نافع، صاحبٌ لابن المبارك، قال: كان عبد الله يتصدق لمقامه ببغداد كلّ يوم بدينار.
وعن عبد الكريم السُّكريّ قال: كان عبد الله يعجبه إذا ختم القرآن أن يكون دُعاؤه في السجود.
إبراهيم بن نوح المَوْصليّ، قال: لما قدِم الرشيد عين زَرْبَة أمر أبا سُلَيم أن يأتيه بابن المبارك، قال أبو سُليمان: فقلت: لا آمن أن يُجيب الرشيد بما يكره فيقتله، فقلت: يا أمير المؤمنين هو رجلٌ غليظ الطباع، جلف، فأمسك الرشيد.
الفضل الشعراني: حدثنا عَبْدَةُ بنُ سُليمان: سمعتُ رجلا يسأل ابنَ المبارك عن الرجل يصوم يومًا ويُفْطر يومًا، قال: هذا رجلُ يُضيع نصف عمره، وهو لا يدري، أي لم لا يصومُها.
قلت: فلعلّ عبد الله لم يمرّ له حديث " أفضل الصَّوم صوم داود ".
وقال أبو وهْب: سألت ابنَ المبارك: ما الكِبر؟ قال: أنْ تزدري النّاس، وسألته عن العُجْب؟ قال: أن ترى أنّ عندك شيء ليس عند غيرك، لا أعلم في المصلين شيئًا شرًّا من العُجْب.
وقال إبراهيم بن شمّاس: قال ابن المبارك: ما بَقِيّ على ظهر الأرض عندي أفضل من الفضيل بن عِياض.
حاتم بن الجرّاح: سمعتُ عليّ بن الحسن بن شقيق: سمعت ابن المبارك - وسأله رجلٌ - قال: قُرْحَةٌ خرجتْ في رُكْبتي مذ سبْع سنين، وقد عالجتُها بأنواع العِلاج، وسألت الأطبّاء، فلم أنتفع به. قال: اذهب واحفر بئرًا في مكان حاجة إلى الماء، فإنّي أرجو أن يُنْبع هناك عينًا، ويُمسك عنك الدم، قال: ففعل الرجل، فبرأ.
وقال أحمد بن حنبل: كان ابن المبارك يحدّث من كتاب، فلم يكن له سَقطٌ كثير، وكان وكيع يحدّث من حفْظه، فكان يكون له سَقط، كم يكون حفظ الرجل. [ص:888]
وروى غير واحد أنّ ابن المبارك سُئل: إلى متى تكتب العِلم؟ قال: لعلّ الكلمة التي أنتفع بها لم أكتُبْها بعد.
أخبرنا اليونيني، وابن الفراء قالا: أخبرنا ابن صباح، (ح) وأخبرنا يحيى بن الصواف، قال: أخبرنا محمد بن عماد، قالا: أخبرنا ابن رفاعة، قال: أخبرنا الخلعي، قال: أخبرنا ابن الحاج، قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبد الرحمن الرَّمْليّ، قال: حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي، قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: سمعتُ ابن المبارك قرأ شيئًا من القرآن ثمّ قال: من زعم أنّ هذا مخلوق فقد كفر بالله العظيم.
قال عَمْرو الناقد: سمعتُ ابن عُيَيْنَة يقول: ما قدِم علينا أحدٌ يُشبه ابن المبارك، ويحيى بن زكريّا بن أبي زائدة.
قال المسيب بن واضح: سمعتُ أبا إسحاق الفَزَاريّ يقول: ابن المبارك إمام المسلمين أجمعين.
وقال موسى التبوذكي: سمعت سلام بن أبي مطيع يقول لابن المبارك: ما خلف بالمشرق مثله.
وقال القواريريّ: لم يكن عبد الرحمن بن مهدي يقدم أحدا في الحديث على مالك، وابن المبارك.
وقال مخلد بن الحسين: جالست ابن عون وأيوب، فلم أجد فيهم من أفضله على ابن المبارك.
وهب بن زمعة: حدثنا معاذ بن خالد قال: تعرفت إلى إسماعيل بن عيّاش بابن المبارك فقال: ما على وجه الأرض مثله، ولا أعلم أن الله خلق خصلة من خصال الخير إلا وقد جعلها في ابن المبارك. ولقد حدثني أصحابي أنهم صحبوه من مصر إلى مكة، فكان يُطعمهم الخبيص، وهو الدّهر صائم.
وقال المسيّب: سمعتُ مُعتَمر بن سُليمان يقول: ما رأيت مثل ابن المبارك، تُصيب عنده الشيء الذي لا يُصاب عند أحد.
وقال جعفر الطّيالسيّ: سألت ابن مَعِين عن ابن المبارك، فقال: ذاك أمير المؤمنين.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: أَثْبَتُ أَصْحَابِ الأَوْزَاعِيِّ ابْنُ الْمُبَارَكِ. [ص:889]
سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ: رَأَيْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ أَتَى زمزم فملأ إناء، ثم استقبل الكعبة، فقال: اللهم إن ابن أبي الموال حدثنا، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ "، وَهَذَا أَشْرَبُهُ لِعَطَشِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
كَذَا، والمحفوظ ما رواه الحَسَن بن عيسى، فقال فيه: الَّلهُمّ إنّ عبد الله بن المُؤَمَّلِ، حدثنا عن أبي الزبير، عن جابر، فذكر نحوه.
محمد بن النّضر بن مساور، حدثنا أبي: قلت لابن المبارك: هل تتحفظ الحديث؟ قال: ما تحفظت حديثا قط، إنما آخذ الكتاب فأنظر، فما اشتهيتُه علِق بقلبي.
وقال عَبَدان: قال ابن المبارك في التدليس قولا شديدا، ثم أنشد:
دلس للناس أحاديثَه ... والله لا يقبل تدليسا
وعن ابن المبارك: من استخفّ بالعلماء ذهبت آخرته، ومن استخف بالأمراء ذهبت دنياه، ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته.
عن أشعث بن شُعبة المَصِّيصيّ قال: قدِم الرشيد الرَّقَّةَ، فانجفل النّاس خَلَف ابن المبارك، وتقطّعت النِّعال، وارتفعت الغبرة، فأشرفت أمُّ ولد الخليفة فقالت: هذا واللهِ المُلْك لا مُلْك هارون الذي لا يجمع النّاس إلا بشُرَط وأعوان.
أبو حاتم الرّازيّ: سمعتُ عَبَدة بن سُليمان المَرْوَزِيّ يقول: كنّا في سَريّةٍ مع ابن المبارك في بلاد الروم، فصادفنا العدو، فلما التقى الصفان خرج رجلُ للمبارزة، فبرز إليه رجل فقتله، ثُمَّ آخر فقتله، ثُمَّ آخر فقتله، ثمّ دعا إلى البراز، فخرج إليه رجلٌ فطارده ساعة، ثمّ طعنه فقتله، فازدحم النّاس، فزاحمتُ فإذا هو ملثَّم وجهُهُ، فأخذت بطرف ثوبه فمددْتهُ، فإذا هو عبد الله بن المبارك، فقال: يا أبا عمرو ممن يُشَنّع علينا؟.
وقال محمد بن المثنَّى: حدثنا عبد الله بن سنان قال: كنت مع ابن المبارك، والمعتمر بن سليمان بطرسوس، فصاح النّاس النفير، فخرج ابن المبارك والناس، فلمّا اصطف المسلمون والعدو خرج رومي فطلب البراز، [ص:890] فخرج إليه رجلُ، فشدّ العِلْج على المسلم فقتله، حتّى قتل ستة من المسلمين، وجعل يتبختر بين الصَّفّين يطلب المبارزة، ولا يخرج إليه أحد، قال: فالتفت إلى ابن المبارك، وقال: يا فلان، إنّ حَدَثَ بي الموت فافعل كذا وكذا، فحرك دابتهُ وبرز للعِلْج، فعالج معه ساعةً فقتل العِلْج، وطلب المبارزة، فبرز إليه علْج آخر فقتله، حتّى قتل ستة عُلوج، وطلب البراز، قال: فكأنهم كاعوا عنه فضربَ دابته، وطردَ بين الصَّفَّين وغاب، فلم نشعر بشيء إذ أنا بابن المبارك في الموضع الذي كان، فقال لي: يا أبا عبد الله، لئن حدثت بهذا أحدا وأنا حي، فذكر كلمة.
قال الحاكم: أخبرني محمد بن أحمد بن عمر، قال: حدثنا محمد بن المنذر: قال: حدثني عمر بن سعيد الطائي، قال: حدثنا عَمْر بن حفص الصوفي بمنبج قال: سار ابن المبارك من بغداد يريد المصّيصة، فصحبه الصُّوفيّة فقال لهم: أنتم لكم أنفسٌ تحتشمون أن ينفق عليكم، يا غلام هات الطّسْت، فألقى على الطّسْت منديلا ثمّ قال: يُلقي كلُّ رجلٍ منكم تحت المنديل ما معه. قال: فجعل الرجل يُلقي عشرة دراهم، والرجل يلقي عشرين درهما، قال: فأنفق عليهم إلى المصِّيصة. فلمّا بلغ المصّيصة قال: هذه بلاد نفير، فقسم ما بَقِيَ، فجعل يعطي الرجل عشرين دينارًا، فيقول: يا أبا عبد الرحمن: إنما أعطيت عشرين درهما، فيقول: وما تنكر أنّ الله يُبارك للغازي في نفقته.
أحمد بن الحسن المقرئ: حدثنا عبد الله بن أحمد الدورقي، قال: سمعتُ محمد بن عليّ بن الحَسَن بن شقيق قال: سمعتُ أبي قال: كان ابن المبارك إذا كان وقت الحجّ اجتمع إليه إخوته من أهل مرو، فيقولون: نَصْحَبُك، فيقول: هاتوا نفقاتكم، فيجعلها في صندوق، ثمّ يكتري لهم، ويُطعمهم أطيب الطّعام، والحَلْواء، فإذا وصلوا إلى الحرمين وإلى مكة يقول لكلّ منهم: ما أمَرك عيالك أن تشتري لهم؟ فيقول: كذا وكذا، ثمّ لا يزال يُنفق عليهم حتّى يصيروا إلى مَرْو، قال: فَيُجصّص دُورهم، ويصنع لهم وليمةً بعد ثلاث، ثمّ يكسوهم، فإذا أكلوا وشربوا دعا بالصندوق، ويدفع إلى كل رجل منهم صرته عليها اسمه، فأخبرني خادمه أنّه عمل آخر سَفرة سافرها دَعوة، فقدّم إلى النّاس خمسةً وعشرين خِوَانًا فالُوذَج. [ص:891]
قال عليّ بن خَشْرم: حدَّثني سَلَمة بن سُليمان قال: جاء رجل إلى ابن المبارك فسأله أن يقضي عنه دَيْنًا، فكتب إلى وكيله؛ فلما ورد عليه الكتاب قال الوكيل للرجل: كم دَيْنُك الذي سألت؟ قال: سبع مائة درهم، قال: فكتب إلى ابن المبارك: إنّ هذا سألك وفاء سبع مائة درهم، وقد كتبتَ إلي بسبعة آلاف درهم، وقد فَنِيَتِ الغلات. فكتب إليه عبد الله: إنْ كانت الغلات فنِيَتْ فإنّ العمر أيضًا قد فني، فأَجْرِ له ما سبق به قلمي.
وروى مثلها أبو الشيخ الحافظ قال: حدثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا علي بن محمد بن روح قال: سمعتُ المسيّب بن وضّاح قال: كنتُ عند ابن المبارك، فكلّموه في رجلٍ عليه سبع مائة درهم، فذكر الحكاية، وفيها أنّ كاتبه لما راجَعه في ذلك أضعفَ السَّبعة آلاف.
وفي حكاية أخرى أنّ ابن المبارك قضى عن شابٍّ عشرة آلاف درهم.
قال الفتح بن شخرف: حدثنا عباس بن يزيد، قال: حدثنا حِبّان بن موسى قال: عُوتب ابن المبارك فيما يفّرق من الأموال في البلدان، ولا يفعل في مرو؛ فقال: إني أعرف مكان قومٍ لهم فضل وصِدْق، طلبوا الحديث فأحسنوا الطَّلَب، يحتاج النّاس إليهم، احتاجوا، فإنّ تركتُهُم ضاع عِلْمهم، وإنّ أعَنّاهم بثّوا العِلم، ولا أعلم بعد النُّبُوَّة أفضل من بث العِلم.
إبراهيم بن بشّار الخراساني: سمعتُ عليّ بن الفُضَيْلِ يقول: سمعتُ أبي يقول لابن المبارك: تأمرنا بالزهد والتقلل، ونراك تأتي بالبضائع إلى البلد الحرام، كيف ذا؟ قال: إنّما أفعل ذلك لأصون به وجهي، وأُكرم به عِرْضي، وأستعين به على الطّاعة، لا أرى لله حقًا إلا سارعتُ إليه، فقال له أبي: ما أحسن ذا إنْ تمّ.
وقال نُعَيم بن حمّاد: كان ابن المبارك يكثر الجلوس في بيته، فقيل له: ألا تستوحش؟ فقال: كيف استوحش وأنا مع النَّبِيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأصحابه.
قَالَ عُبَيْد بن جنّاد: قال لي عطاء بن مسلم: رأيتَ ابن المبارك؟ قلت: نعم! قال: ما رأيت، ولا ترى مثله.
وقال عبيد بن جناد: سمعت العمري يقول: ما في دهرنا من يصلح لهذا الأمر إلا ابن المبارك. [ص:892]
وقال شقيق البلْخيّ: قيل لابن المبارك: إذا صلَّيتَ معنا لم تقف، قال: أجلسُ مع الصحابة والتّابعين، فما أصنع معكم، أنتم تغتابون النّاس.
وعن ابن المبارك: ليكن الذي تعتمدون عليه الأَثَر، وخُذوا من الرأي ما يفسّر لكم الحديث، وكان قد تفقه بأبي حنيفة، وغيره.
وعنه، قال: حب الدنيا في القلب، والذنوبُ قد احتوشته، فمتى يصل إليه الخير؟.
وعنه قال: لو أن رجلا اتقى مائة شيء، ولم يتق شيئا واحدا، لم يك من المتقين، ولو تورع عن مائة شيء سوى شيء، لم يكن من الورعين، ومن كانت فيه خلة من الجهل، كان من الجاهلين، أما سمعت الله يقول لنوح في شأن ابنه: " إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ".
وَسُئِلَ: من النّاس؟ قال: العلماء! قيل: فمن الملوك؟ قال: الزُّهّاد! قيل: فمن الغَوْغاء؟ قال: خُزَيْمَة وأصحابه! قيل: فمن السُّفَهاء؟ قال: الذين يعيشون بدينهم!،
وَعَنْهُ: قال: لِيَكُنْ مجلسك مع المساكين، وإيّاك أن تجلس مع صاحب بِدْعة.
وعنه قال: إذا عرف الرجل قدر نفسه صار أذلّ من كلب.
قال أبو أُميّة الأسود: سمعتُ عبد الله يقول: أحبُّ الصالحين ولستُ منهم، وأبغض الطالحين وأنا شرُّ منهم، ثمّ أنشأ يقول:
الصَّمْتُ أزْيَنُ بالفتى ... من منطقٍ في غير حِينِهِ
والصِّدْق أجملُ بالفتى ... في القول عندي من يمينه
وعلى الفتى بوَقارِهِ ... سمَةٌ تَلُوحُ على جبينِه
فمن الذي يخفى عليك ... إذا نظرتَ إلى قرينِهْ
رُبّ امرئٍ مُتَيَقِّنٍ ... غلب الشَّقَاءُ علي يقينِه [ص:893]
فأزاله عن رأيهِ ... فابتاع دُنياه بدينِه
قال ابن المبارك: رُبّ عملٍ صغير تُكبّره النيّة، ورُبّ عمل كبير تصغّره النيّة.
وقال الحَسَن بن الربيع: لمّا احتضر ابن المبارك في السَّفَر قال: أشتهي سَوِيقًا، فطلبناه له، فلم نجدْه إلا عند رجل كان يعمل للسلطان، فذكرناه لعبد الله فقال: دَعُوه، فمات ولم يشربْه.
قال العلاء بن الأسود: ذُكر جَهْمٌ عند ابن المبارك فقال:
عجِبتُ لشيطانٍ أتى النّاس داعيًا ... إلى النّار واشتُقَّ اسمُهُ من جَهنَّم
قال عليّ بن الحَسَن بن شقيق: سمعتُ ابن المبارك يقول: إنا لنحكي كلامَ اليهود والنصارى، ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية.
أخبرنا إسحاق بن طارق، قال: أخبرنا ابن خليل، قال: أخبرنا عبد الرحيم بن محمد، قال: أخبرنا أبو علي المقرئ، قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، قال: سمعت أبا يحيى يقول: سمعتُ عليّ بن الحَسَن بن شقيق يقول: قلت لابن المبارك: كيف تعرفُ ربَّنا - عزّ وجلّ-؟ قال: في السماء على العرش، ولا نقول كما قالت الجهمية: هو معنا ههنا.
قال أبو صالح الفرّاء: سألت ابن المبارك عن كتابة العِلم، فقال: لولا الكتاب ما حفِظْنا. وسمعته يقول: الحِبْرُ في الثوب خُلُوقُ العُلماء.
وقال: تواطُؤُ الْجِيران على شيءٍ أحَبُّ إلي من عَدْلَيْن.
ويقال: مَرَّ ابن المبارك براهب عنده مقبرةٍ ومزْبلةٍ، فقال: يا راهبُ عندك كنز الرجال، وكنز الأموال، وفيهما مُعْتَبٌر.
وقد كان ابن المبارك غنيًّا شاكرًا، رأسُ ماله نحوٌ من أربع مائة ألف. قال حبان بن موسى: رأيتُ سُفرة ابن المبارك حُملت على عَجَلَةٍ.
وقال أبو إسحاق الطّالقانيّ: رأيتُ بعيرَين محمَّلين دجاجًا مشْوِيًا لسُفْرة ابن المبارك.
وروى عبد الله بن عبد الوهّاب، عن ابن سهم الأنطاكيّ قال: كنت مع ابن [ص:894] المبارك، فكان يأكل كلّ يوم فيُشوي له جدي، ويتخذ له فالوذق، فقيل له في ذلك، فقال: إنّي دفعتُ إلى وكيلي ألف دينار، وأمرته أن يوسّع علينا.
قال الحَسَن بن حمّاد: دخل أبو أسامة على ابن المبارك، فوجَدَ في وجهه أثر الضُّرّ، فلمّا خرج بعث إليه أربعة آلاف دِرهم، وكتب إليه:
وَفَتًى خلا من مالِه ... ومن المروءة غير خالي
أعطاك قبل سؤاله ... وكفاك مكروه السؤالِ
قال المسّيب بن وضّاح: أرسل ابن المبارك إلى أبي بكر بن عيّاش أربعة آلاف درهم، فقال: سُدّ بها فتنة القوم عنك.
وقال عليّ بن خَشْرَم: قلت لعيسى بن يونس: كيف فَضَلَكُم ابن المبارك ولم يكن بأسَنَّ منكم؟ قال: كان يقدم ومعه الغلمة الخُراسانيّة والبِزة الْحَسَنَةُ، فيصِل العلماءَ ويُعطيهم، وكنّا لا نقدر على ذلك.
وقال نُعَيم بن حمّاد: قدِم ابن المبارك أيلة على يونس بن يزيد، ومعه غلامُ مفرَّغ لضرب الفالوذَج، يتَّخذه للمحدّثين.
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ سلامة، عن عبد الرحيم بن محمد، قال: أخبرنا الحسن بن أحمد، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله، قال: حدثنا نعيم بن حماد، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " الْبَرَكَةُ مَعَ أَكَابِرِكُمْ ". فَقُلْتُ لِلْوَلِيدِ: أَيْنَ سَمِعْتَهُ مِنَ ابْنِ الْمُبَارَكِ؟ قَالَ: فِي الْغَزْوِ.
وَبِهِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ: حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان البصري، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد الدورقي، قال: حدثنا أحمد بن جميل، قال: حدثنا ابن المبارك قال: حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، أَنَّ أَبَا الْمُثَنَّى الْمُلَيْكِيَّ حَدَّثَهُ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " الْقَتْلَى ثَلاثَةٌ: رَجُلٌ مُؤْمِنٌ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، حَتَّى إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَاتَلَهُمْ حَتَّى يُقْتَلَ، فَذَلِكَ الممتحن في خيمة لله تَحْتَ عَرْشِهِ، لا يَفْضُلُهُ النَّبِيُّونَ إِلا بِدَرَجَةِ النبوة، ورجل [ص:895] موقن فَرَقَ عَلَى نَفْسِهِ مِنَ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا، جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ حَتَّى إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قُتِلَ، فتلك مصمصة مَحَتْ ذُنُوبَهُ وَخَطَايَاهُ، إِنَّ السَّيْفَ مَحَّاءٌ لِلْخَطَايَا، وَأُدْخِلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَ، فَإِنَّ لَهَا ثَمَانِيَةَ أَبْوَابٍ، وَلِجَهَنَّمَ سَبَعَةٌ، وَرَجُلٌ مُنَافِقٌ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، حَتَّى إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَاتَلَ فَقُتِلَ، فَذَلِكَ فِي النَّارِ، إِنَّ السَّيْفَ لا يَمْحُو النِّفَاقَ ".
وَبِهِ قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ، وحدثناه سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ فِي جماعة قالوا: حدثنا أبو شعيب الحراني، قال: حدثنا يحيى البابلتي، قال: حدثنا صفوان بن عمرو بهذا.
وقد كان عبد الله - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - من فُحُولِ الشعراء المحسنين.
قال عبد الله بن محمد قاضي نصيبين: حدَّثني محمد بن إبراهيم بن أبي سُكينة قال: أملى عليّ ابن المبارك بطَرَسُوس، وودَّعْتُه، وأنفذها معي إلى الْفُضَيْلِ بن عِياض في سنة سبع وسبعين ومائة، هذه الأبيات:
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا ... لعلمت أنك في العبادة تلعب
من كان يخضب جيده بدموعه ... فنحورنا بدمائنا تتخضب
أو كان يبعث خيله في باطل ... فخيولنا يوم الصبيحة تتعب
ريح العبير لكم ونحن عبيرنا ... رهج السنابك والغبار الأطيب
ولقد أتانا من مقال نبينا ... قَوْل صحيح صادق لا يكذب
لا يستوي وغبار خيل الله في ... أنف أمرئ ودخان نار تلهب
هذا كتاب الله ينطق بيننا ... ليس الشهيد بميت لا يكذب
فلقيت الْفُضَيْلَ بكتابه في الحَرَم، فلمّا قرأه ذرفت عيناه، ثمّ قال: صدق أبو عبد الرحمن ونصح.
وروى إسحاق بن سنين لابن المبارك:
إني امرؤ ليس في ديني لِغامِزه ... لِينٌ ولستُ على الإسلام طعانًا
فلا أسب أبا بكر ولا عمرًا ... ولن أسب معاذ الله عثمانا
ولا ابن عم رسول الله أشتمه ... حتى ألبس تحت الترب أكفانا [ص:896]
ولا الزُّبَير حواري الرسول، ولا ... أهدي لطلحة شتمًا عز أو هانا
ولا أقول عليّ في السحاب إذا ... قد قلت والله ظلمًا ثمّ عدوانًا
ولا أقول بقول الجهم إنّ له ... قولا يضارع أهل الشرك أحيانا
ولا أقول تخلى من خليقته ... رب العباد وولى الأمر شيطانا
ما قال فرعون هذا في تجبره ... فرعون موسى ولا هامان طغيانا
وهي قصيدة طويلة منها:
الله يدفعُ بالسلطان معضلة ... عن ديننا رحمة منه ورضوانا
لولا الأئمة لم تأمن لنا سبل ... وكان أضعفنا نهبا لأقوانا
فقيل: إنّ الرشيد أعجبه هذا، فلمّا بلغه موت ابن المبارك بِهْيت قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، يا فضل ائذن للناس يعزونا في ابن المبارك، أليس هو القائل:
الله يدفع بالسلطان معضلة
وذكر البيتين من الذي يسمع هذا من ابن المبارك ولا يعرف حقنا.
قال ابن سهم الأنطاكي: سمعت ابن المبارك ينشد:
وطارت الصحف في الأيدي مُنشَّرةً ... فيها السرائر والجبار مطلع
فكيف سهوك والأنباء واقعة ... عما قليل ولا تدري بما تقع
إما الجنان، وعيش لا انقضاء له ... أم الجحيم فلا تبقي ولا تدع
تهوي بساكنها طورا وترفعه ... إذا رجوا مخرجًا من غمها قمعوا
لينفع العلم قبل الموت عالمه ... قد سال قوم بها الرجعى فما رجعوا
قلت: ومنها، وهي طويلة:
فكيف قَرَّت لأهل العلم أعيُنُهُم؟ ... أو استَلَذُّوا لذيذ النَّوْم أو هَجَعُوا
والنّارُ ضاحيةٌ لا بُدّ مَوْرِدُها ... وليس يَدْرُون مَن يَنْجُو ومَن يَقَعُ
قال سَلْم الخَوّاص: أنشدنا ابن المبارك:
رأيتُ الذنوب تميت القلوب ... ويتبعها الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب ... وخيرٌ لنفسك عصيانها
وهل بدَّل الدِّين إلا الملوكُ ... وأحبارُ سوءٍ ورُهبانها
وباعوا النفوس ولم يربحوا ... ببيعهم النفس أثمانها [ص:897]
لقد رتع القوم في جيفة ... يبين لذي اللب إنتانُها
قال أحمد بن جميل المَرْوَزِيّ: قيل لابن المبارك: إنّ ابن عُلَيَّة قد ولي الصدقة، فكتب إليه:
يا جاعلَ العِلم له بَازِيًا ... يصطادُ أموالَ المساكينِ
احْتَلْتَ لِلدُّنيا، ولَذّاتِها ... بحِيلَةٍ تَذْهَبُ بالدِّين
فَصِرَت مجنونًا بها بعدما ... كُنتَ دواءً للمجانينِ
أين رِواياتُك في سَرْدِها ... عن ابنِ عونٍ، وابنِ سِيرين
أين رواياتك فيما مضى ... في تركِ أبوابِ السَّلاطينِ
إنّ قلتَ أُكْرِهْتُ فماذا كذا ... زلّ حِمارُ العلمِ في الطِّينِ
ولابن المبارك:
جَرَّبت نفسي فما، وجدتُ لها ... من بعد تَقْوَى الإلهِ كالأدبِ
في كُلِّ حالاتِها، وإنْ كَرِهَتْ ... أفْضَلَ من صَمْتها عن الكذِب
أو غيبةِ النّاسِ إنّ غِيبَتَهُم ... حَرَّمَها ذو الْجَلال في الكُتُب
قلت لها طائعا، وأكرهها ... الْحِلْمُ وَالْعِلْمُ زينُ ذي الحَسَب
إنْ كان مِن فضةٍ كلامُك يا ... نَفْسُ فإنّ السُّكُوت من ذَهَبِ
قال السَّرَاج الثَّقفيّ: أنشدني يعقوب بن محمد لابن المبارك:
أبإذن نزلت بي يا مشيب؟ ... أي عيش، وقد نزلت يطيب
وكفى الشيب واعظًا غير أني ... آمل العيش، والممات قريب
كم أنادي الشباب إذ بان مني ... وندائي موليا ما يجيب
وبه:
يا عائب الفقر ألا تزدجر ... عيب الغنى أكثر لو تعتبر
من شرف الفقر، ومن فضله ... على الغنى إنّ صح منك النظر
إنك تعصي لتنال الغنى ... وليس تعصي الله كي تفتقر
وقال حِبّان بن موسى: سمعتُ عبد الله ينشد:
كيف القرارُ، وكيف يهدأُ مسلمٌ ... والمسلماتُ مع العدوّ الْمُعْتَدِي
الضاربات خدودهن برنة ... الداعيات نبيهن محمد [ص:898]
القائلات إذا خشين فضيحة ... جهد المقالة ليتنا لم نولد
ما تستطيع، وما لها من حيلة ... إلا التستر من أخيها باليد
وله:
كل عيش قد أراه نكدا ... غير ركز الرمح في فيء الفرس
وركوبي في ليال في الدجى ... أحرس القوم، وقد نام الحرس
أبو إسحاق الطّالقانيّ قال: كنّا عند عبد الله فانهد القهندز، فأتي بسنين فوجد، وزن أحدهما منوان، فقال عبد الله:
أتيت بسنين قد رمتا ... من الحِصْن لمّا أثاروا الدَّفينا
على وزْن مَنْوَيْنِ إحداهُما ... تُقِلُّ به الْكَفُّ شيئًا رَزينا
ثلاثون سِنّا على قَدْرِها ... تباركْتَ يا أحسَنَ الخالقِينا
فماذا يقومُ لأفواهها ... وما كان يملأ تلك البطونا
إذا ما تذكرتُ أجسامهم ... تَصَاغَرَتِ النَّفسُ حتّى تَهُونا
وكلُّ على ذاك ذاقَ الرَّدَى ... فبادُوا جميعًا فهم هامدُونا
ومن طُرق، عن ابن المبارك، ويُقال بل هي لحُمَيْد النحوي:
اغتنِمْ رَكْعَتَيْنِ زُلْفَى إلى الله ... إذا كُنت فارغا مُسْتَريحًا
وإذا ما هَمَمْتَ بالنُّطْق بالباطلِ ... فاجْعَلْ مكانه تسبيحا
فاغْتِنامُ السُّكُوتِ أفضلُ من ... خَوْضٍ، وإنْ كنتَ بالكلام فصيحا
عَبَدان بن عُثمان، عن ابن المبارك أنّه كان يتمثَّل:
وكيف تحبُّ أن تُدعى حليمًا ... وأنتَ لكلّ ما تَهْوَى ركوبُ
وتضحكُ دائمًا ظهرًا لبطنٍ ... وتَذْكرُ ما عَمِلْتَ فلا تَتُوبُ
وسُمع ابن المبارك وهو يُنشد فوق سور طَرَسُوس:
ومِن البلاءِ وللبلاءِ علامةٌ ... أن لا يُرَى لك عن هَوَاك نُزُوعُ
العبدُ عبدُ النَّفْس في شَهَواتها ... والحُرّ يشبع مرّةً ويَجُوعُ
قال أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي قال: لما احتضر ابن المبارك [ص:899] جَعَلَ رجُلٌ يلقِنُه: قل لا إله إلا الله، فأكثر عليه، فقال: لستَ تُحِسن، وأخاف أن تؤذي مسلمًا بعدي إذا لقَّنْتني فقلت: لا إله إلا الله ثمّ لم أُحدِث كلامًا بعدها فَدَعْني، فإذا أحدثْتُ كلامًا بعْدَها فلقِّنِّي حتّى تكون آخر كَلامي.
وقيل: إنّ الرشيد لما بَلَغَه موتُ ابن المبارك قال: مات اليوم سيّدُ العلماء.
قال عَبَدان بن عثمان: خرج عبد الله إلى العراق أول شيء سنة إحدى وأربعين ومائة، ومات بِهِيت، وعَانَات في رمضان سنة إحدى وثمانين ومائة.
وقال حسن بن الربيع: قال لي ابن المبارك قبل أن يموت: أنا ابن ثلاثٍ وستين.
وقال أحمد بن حنبل: ذهبتُ لأسمع من ابن المبارك فلم أُدْرِكْه، وكان قد قدِم فخرج إلى الثِّغْر، ولم أره.
قال محمد بن فُضَيْلِ بن عياض: رأيت ابن المبارك في النوم فقلت: أي العمل أفضل؟ قال: الأمر الذي كنتُ فيه.
قلت: الرباط، والجهاد؟ قال: نعم، قلت: فما صنع بك ربُّك؟ قال: غفر لي مغفرةً ما بعدها مَغْفِرة، رواها اثنان عن محمد.
وقال العبّاس بن محمد النسفي: سمعت أبا حاتم الفربري يقول: رأيت ابن المبارك واقفًا على باب الجنّة بيده مُفتاح، فقلت: ما يُوقِفُك هاهنا؟ قال: هذا مفتاح الجنّة دفعه إلى محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال: حتّى أزور الرَّبَّ تعالى، فكن أميني في السماء كما كنت أميني في الأرض.
وقال إسماعيل بن إبراهيم المصّيصيّ: رأيت الحارث بن عطية في النوم فسألته، فقال: غُفر لي، قلت: فابنُ المبارك؟، قال بخٍ بخٍ، ذاك في عِلِّيِّين ممّن يلج على الله كلّ يومٍ مرّتين.
وقال أبو هشام الرفاعي: حدثنا ليث بن هارون، عن نوفل قال: رأيت ابن المبارك في النوم، فقلت: ما فعل بك ربك؟ قال: غفر لي برحلتي في الحديث، عليك بالقرآن، عليك بالقرآن، قلت: ما فعل سُفيان الثَّوْريّ؟ قال: ذاك عندهم في مكان رفيع. [ص:900]
وقال علي بن أحمد السواق: حدثنا زكريّا بن عَدِيّ قال: رأيت ابن المبارك فِي النوم، فقلتْ: ما فعل اللَّه بك؟ قال: غفر لي برحلتي.
ولبعضهم، وهو الوزير ابن المغربيّ:
مررتُ بقبر ابن المبارك بكرةً ... فأوسَعَني وعْظًا وليس بناطقِ
وقد كنت بالعِلْم الّذي في جوانحي ... غنّيًا، وبالشَّيْب الذي في مَفَارِقي
ولكنْ أرى الذِّكْرَى تُنّبه غافلا ... إذا هي جاءت من رجالِ الحقائقِ(4/882)
• - عبد الله بن محمد، أبو علقمة الفَرَويّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
في الكنى.(4/900)
190 - عبد الله بن مراد السَّلمانيّ المُراديّ الكوفيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أبي إسحاق الشَّيبانيّ، والنعمان بن قيس،
وَعَنْهُ: داود بن إسحاق الصائدي، وهارون بن حاتم.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وثمانين ومائة.(4/900)
191 - عَبْد اللَّه بْن مُصْعَب بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنَ الْعَوَّامِ، أبو بكر الأسدي الزُّبَيريّ المدنيُّ الأمير، [الوفاة: 181 - 190 ه]
والد مُصْعَب.
رَوَى عَنْ: هشام بن عُرْوة، وأبي حازم المَدِينيّ، وموسى بن عقبة، وطبقتهم،
وَعَنْهُ: ابنه مُصْعَب، وهشام بن يوسف الصَّنْعانيّ، وإبراهيم بن خالد الصَّنْعانيّ.
وُلّي إمرة المدينة وإمرة اليمن، وحُمِدت سيرته، وكان، وسيمًا جميلا فصيحًا مُفَوَّهًا من سَرَوات قريش، أول ما اتّصل بصُحبة المهديّ أحبّه، وصار من خواصّه.
قال مُصْعَب: كان أبي يكره الولاية فألزمه الرشيد، وأقام ثلاث ليالٍ يُلْزمه، وهو يمتنع، ثمّ غدا عليه فدعا الرشيد بقناة وعمامة، وعقد له اللواء بيده، ثم قال: عليك سمع وطاعة، قال: نعم يا أمير المؤمنين، قال: فناوله اللّواء، وجعل له في العام اثنى عشر ألف دينار، ووصله بعشرين ألف دينار، وولاه المدينة، ومعها اليمن، وزاده معها، ولاية عَكّ.
قال الزُّبَير بن بكّار بن عبد الله: كان جدّي مِدْرَه قريش، وخطيبها، [ص:901] وواحدها شَرَفًا وَقَدْرًا، وصَونًا، وكان وسيمًا جميلا فصيحا، قد عرفت له مروءته، وقُدرة بالبلد.
وقال عبد الله بن نافع بن ثابت الزُّبَيريّ: بعث الوزير أبو عبيد الله إلى عبد الله بن مُصْعَب في أول ما صحِب المهديّ بألفَيْ دينار فردّها، وقال: لا أقبل صلة إلا من خليفة أو وليّ عهد.
قال يعقوب الفَسَويّ: ولي بكّار بن عبد الله المدينة، وقدِم أبوه إلى بغداد.
وسُئل ابن مَعِين عن عبد الله بن مُصْعَب فقال: ضعيف الحديث لم يكن له كتاب.
وقال أبو حاتم: هو بابَهُ عبد الرحمن بن أبي الزِّناد.
قيل: مات عبد الله بالرَّقَّة في سنة أربعٍ وثمانين ومائة، وله نحوٌ من سبعين سنة.
وَقَدْ وَقَعَ لَنَا مِنْ عَوَالِيهِ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أبي منصور كتابة، قال: أخبرنا أبو محمد الرهاوي الحافظ، قال: أخبرنا عبد الجليل بن أبي سعد، ح، وأخبرنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النحوي قالا: أخبرنا عبد الله بن عمر العتابي بحلب، قال: أخبرنا أَبُو الْوَقْتِ السِّجْزِيُّ قَالا: أَخْبَرَتْنَا بِيبِي الْهَرْثَمِيَّةُ، قالت: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي شريح، قال: أخبرنا أبو القاسم البغوي، قال: حدثنا مصعب بن عبد الله، قال: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلا أُخْبِرُكُمْ عَلَى مَنْ تَحْرُمُ النَّارُ غَدًا، عَلَى كُلِّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ قَرِيبٍ سَهْلٍ ".(4/900)
192 - عبد الله بن معاوية الزُّبَيريّ أبو معاوية، [الوفاة: 181 - 190 ه]
من ولد الزُّبَير بن العوّام.
رَوَى عَنْ: هشام بن عُرْوة، وغيره،
وَعَنْهُ: أبو عاصم النبيل، وأبو الوليد، ويحيى بن مَعِين، وأبو حفص الفلاس.
قال أبو حاتم: مستقيم الحديث. [ص:902]
وقال البخاريّ: مُنْكَر الحديث.
وقال أيضًا في كتاب الضعفاء الكبير: عبد الله بن معاوية من ولد الزُّبَير بن العوّام بصريّ بعض أحاديثه مناكير.
قلت: العبارتان معناهما واحد؛ لأنّ من كان بعض أحاديثه مُنْكَرَة فهو أيضًا مُنْكَر الحديث؛ إذ قولّنا في الرجل مُنْكَر الحديث لا نعني به أنّ كل ما رواه مُنْكَر، فإذا روى الرجل جملةً، وبعض ذلك مناكير، فهو مُنْكَر الحديث.(4/901)
193 - د ن: عبد الله بن المُنيب الأنصاريُّ الحارثيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: جدّه عبد الله بن أبي أُمامة، ووالده، وهشام بن عُرْوة،
وَعَنْهُ: مَعن بن عيسى، والواقديّ، وعبد الرحمن بن مهديّ، وسعيد بن أبي مريم، ومحمد بن خالد بن عثمة.
قال النَّسائيّ: لا بأس به.(4/902)
194 - ق: عبد الله بن موسى بن إبراهيم التَّيميُّ الطَّلحيُّ أبو محمد المدنيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: صَفْوان بْن سُلَيم، وأسامة بْن زيد، وجماعة،
وَعَنْهُ: إبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، وأثنى عليه، ويعقوب بن كاسب، ويعقوب بن محمد، وطائفة.
قال ابن مَعِين: صدُوق، كثير الخطأ.
قال ابن حِبّان، وغيره: لا يُحْتَجّ به.
وجدّه هو إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ الله.(4/902)
195 - ع: عبد الأعلى بن عبد الأعلى السَّاميُّ الإمام أبو محمد القُرَشيّ البصْريّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: حُمَيْد الطّويل، والْجُرَيْريّ، وَدَاوُدَ بْنَ أَبِي هِنْدَ، وَيُونُسَ بْنَ عُبَيْدٍ، وابن أبي عَرُوبة، وخلْق،
وَعَنْهُ: إِسْحَاق بْن راهَوَيْه، وأبو بَكْر بْن أبي شيبة، وعمرو بن عليّ الفلاس، ونصر بن عليّ، وبُنْدار، وخلق. [ص:903]
قال يحيى بن مَعِين: ثقة.
وقال عيّاش بن الوليد الرقام: حدَّثنا عبد الأعلى أبو محمد، وأبو هَمّام، يعني له كُنْيتان.
قلت: احتجّوا به في الكُتُب، وهو صَدُوق، لكن رُمي بالقَدَر.
وقال محمد بن سعد: لم يكن بالقويّ.
تُوُفّي في شعبان سنة تسعٍ وثمانين ومائة.(4/902)
196 - عبد الجبّار بن سليمان اليَحْصُبيّ المصريُّ يُكَنّى أبا سُليمان. [الوفاة: 181 - 190 ه]
رَوَى عَنْ: حَيَوة بن شُرَيْح، وغيره،
وَعَنْهُ: ابن وهْب مع تقدُّمه، ويحيى بن بكير، وأبو الطاهر بن السرح.
ذكره ابن يونس، وقال في ترجمته: إنّه قال: أدركت مِصْرَ، وليس فيها إلا سائل واحد، ثم طرأ علينا سائل آخر.
قلت: لو كان هذا في قرية لقضي منه التعجب، فكيف في مثل عَظَمة مصر.
مات عبد الجبّار سنة تسعين ومائة.(4/903)
197 - عبد الحميد بن عَدِيّ، أبو سِنان الْجُهَنّي الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: الأوزاعيّ، وهشام بن الغاز، وجماعة،
وَعَنْهُ: الهيثم بن خارجة، وهشام بن عمّار، وسُليمان بن عبد الرحمن.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.(4/903)
198 - ت ق: عبد الحميد بن أبي العِشرين الدِّمشقيُّ أبو سعيد، [الوفاة: 181 - 190 ه]
كاتب الأوزاعي.
سَمِعَ مِنْ: الأوزاعي فقط،
وَعَنْهُ: أبو الجماهر محمد بن عثمان، وهشام بن عمار، وجنادة بن محمد المُرّيّ.
وثقه أحمد، وأبو حاتم. [ص:904]
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ الدارقطني: ثقة.
وقال ابن عَدِيّ: يغرب عن الأوزاعيّ بأحاديث، وهو ممّن يُكْتَب حديثه.
وقال أبو حاتم: لم يكن بصاحب حديث، كان كاتب ديوان.
وقال أبو أحمد الحاكم: حديثه في سوق الجنة لا أصل له في حديث أبي هريرة، ولا ابن المسيب، ولا حسّان بن عطيّة، وقد تَابَعَه عليه سُوَيْد بن عبد العزيز.(4/903)
199 - عبد الرحمن بن بَشير، أبو أحمد الدِّمشقيُّ الشَّيْبانيّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: محمد بن إسحاق، وعمّار بن إسحاق،
وَعَنْهُ: زْهير بن عباد، ودحيم، وسليمان ابن بنت شُرَحْبيل.
وثقه دُحَيْم.
وقال أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.(4/904)
200 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الحارث السَّاحليُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: الزُّهْريّ، وعُمْير بن هانئ، ومحمد بن المُنْكَدر، وربيعة الرأي، وغيرهم،
وَعَنْهُ: هشام بن عمّار، والحَكَم بن موسى.
قال أبو حاتم: حديثه مُقَارِب.(4/904)
201 - ت ق: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ الْعَدَوِيُّ الْعُمَرِيُّ الْمَدَنِيُّ [الوفاة: 181 - 190 ه]
مَوْلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. [ص:905]
رَوَى عَنْ: أبيه، وصفوان بن سليم، وأبي حَازِمٍ،
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَأَبُو مُصْعَبٍ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَعَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ الطُّوسِيُّ، وَخَلْقٌ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنْ شُيُوخِهِ: يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ.
ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ، وغيره.
وهو صاحب حَدِيثِ: " أُحِلَّتْ لَنَا مَيْتَتَانِ، وَدَمَانِ " يَرْوِيهِ عن أبيه، عن ابن عمر،
وَعَنْهُ: إسحاق ابن الطَّبَّاعِ بِهَذَا.
قال الشّافعيّ: ذكر لمالك حديث منقطع فقال: اذهب إلى عبد الرحمن بن زيد يحدثك عن أبيه، عن نوح عليه السلام.
وقال البخاريّ: عبد الرحمن بن زيد ضعّفه عليّ جدًا.
قلت: أخواه أقوى منه، وأحسن حالا، عبد الله، وأسامه.
تُوُفّي عبد الرحمن سنة اثنتين وثمانين ومائة.(4/904)
202 - ق: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ بْنُ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أبو القاسم العُمريُّ المدنيُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
أخو قاسم.
عَنْ: أبيه، وعُبَيْد الله، وسُهيل بن أبي صالح، وهشام بن عروة،
وَعَنْهُ: سريج بن يونس، وأبو الربيع الزَّهْرانيّ، ومحمد بن الصّبّاح الْجَرْجَرائيّ، والحَسَن بن عَرَفَة، وجماعة.
مُتَّفَقٌ على وَهْنه، مَزّق أحمد ما سمع منه.
وقال أبو زُرْعة: متروك.
وقال أبو داود: ليس بثقة.
قيل: مات في صَفَر سنة ستٍّ وثمانين وَمِائَةٌ.(4/905)
203 - م ن: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الملك بن سعيد بن حَيَّان بْنُ أَبْجَرَ الهمداني الكوفي. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أبيه، وسُفْيان الثَّوْريّ،
وَعَنْهُ: سعيد بن محمد الجَرْميّ، وسُرَيْج بن [ص:906] يونس، والوليد بن شُجاع السَّكُونيّ، وابن مهديّ، وجماعة.
وكان عبدًا صالحًا، أمّ النّاس في الصلاة على الثَّوْريّ، ما أعلم فيه مَغْمزًا.
مات سنة إحدى وثمانين ومائة.
قال ابن معين: صالح.
وذكره ابن حِبّان في " الثقات".
وأخرج له مسلم حديثين عن أبيه.(4/905)
204 - عبد الرحمن بن عُثْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبِ الحاطبيُّ المدنيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
لَهُ عَنْ: أبيه عن ابن عَمْر، وعن عمّه،
وَعَنْهُ: سَعْدُوَيْه الواسطيّ، وأبو مَعْمر القَطِيعيّ، وزكريّا بن يحيى بن صُبَيْح، وعثمان بن أبي شَيْبَة.
قال أبو حاتم: ضعيف الحديث يهولني كثرة ما يُسْند.(4/906)
205 - عبد الرحمن بن مالك بن مِغْوَل البَجَليُّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أبيه، وهشام بن عُرْوة، والأعمش، ونحوهم،
وَعَنْهُ: أبو إبراهيم التَّرْجُمانيّ، وعَمْرو الناقد، ومحمد بن معاوية بن مَالَج، بفتح اللام.
قال الدَّارَقُطْنيّ، وغيره: متروك.
وقال أبو داود: كان يضع الحديث.
وقال أحْمَد بْن حنبل: خرقنا حديثه مِن دهرٍ.
وقال ابن مَعِين: رأيته، وليس بثقة.(4/906)
206 - عبد الرحمن بن القُطاميّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
بصريّ.
لَهُ عَنْ: أبي المُهَزّم، ومحمد بن زياد الْجُمَحّي، وعلي بن جدعان،
وَعَنْهُ: عبد الجبار بن العلاء، وعمر بن شبة، وعبد الرحمن بن معبد، وآخرون. [ص:907]
قال الفلاس: لقيته، وكان كذابا.
وذكره ابن حبان ووهاه، لكن غلط في قوله: روى عن أنس، إنّما يروي عن أصحاب أنس.
وأورد ابن عَدِيّ له أحاديث، وقال: لعلّ الضَّعْف فيها من قِبَل أبي المُهَزّم، وابن جُدْعان.(4/906)
207 - 4: عبد الرحمن بْنُ أَبِي الرِّجَالِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حارثة بن النعمان بن نفع الأنصاريّ النَّجاريُّ المدنيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أبيه، وعُمارة بن غزية، وعمر مولى غفرة، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ، ويعقوب بن محمد بن طحلاء، وجماعة،
وَعَنْهُ: أبو نُعَيم، وقُتَيْبة، وهشام بن عمّار، ويحيى الوحاظيّ، وسُوَيْد بن سعيد، والحكم بن موسى وجماعة.
وكان قد نزل بثغر الشام.
وثَّقه ابن مَعِين، وغيره.
وليَّنه أبو حاتم قليلا.(4/907)
208 - عبد الرحمن بن محمد بن عُبَيْد الله العَرْزميّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أبيه، وجابر الْجُعْفيّ، وعبد الملك بن أبي سُليمان، وجُوَيْبر، وغيرهم،
وَعَنْهُ: ابنه محمد، وعليّ بن جعفر الأحمر، وعبد الرحمن بن صالح الأزْديّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ضعيف.(4/907)
209 - عبد الرحمن بن مُسْهِر أبو الهيثم الكوفيُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
قاضي جَبُّل، وهو أخو عليّ بن مُسْهِر. [ص:908]
رَوَى عَنْ: هشام بن عروة، وعمرو بن شمر، وأشعث بن سَوّار،
وَعَنْهُ: يحيى بن أيوب العابد، وعبد الله المخرمي، والحسين بن أبي زيد الدباغ، وغيرهم.
قال النسائي: متروك.
وهو الذي ولاه أبو يوسف القاضي قضاء جبل، وأنّ الرشيد انحدر مرّة إلى البصرة، قال عبد الرحمن: فسألت أهل جَبُّلَ أن يُثْنوا علي فوعدوني ذلك، فلمّا قرُب إلينا الرشيد، وأبو يوسف معه في الحرّاقة، فقلت: يا أمير المؤمنين نِعم القاضي قاضي جَبُّلَ، قد عَدَلَ وَفَعَلَ وَفَعَلَ، وجعلتُ أُثني فعرفني أبو يوسف فضحِك، ثم أخبر الرشيد، فضحك حتى فحص برجله، ثمّ قال: هذا شيخ قليل العقل فاعزلْه فعزلني، قلت: ومن نقص عقله كونه يحكي هذه الورطة عن نفسه.
قال ابن مَعِين: ليس بشيء.(4/907)
210 - عبد الرحمن بن ميسرة، أبو ميسرة الحضرميُّ المِصْريُّ الفقيه [الوفاة: 181 - 190 ه]
من كبار علماء المصريين، وقُرّائهم.
وُلد سنة عشر ومائة، وكان أوّل من أقرأ بمصر بحرف نافع، وكان من شُهود القاضي العُمريّ.
تُوُفّي سنة ثمان وثمانين ومائة.(4/908)
211 - ق: عبد الرحيم بن زيد بن الحواريّ العَميُّ البصْريُّ أبو زيد. [الوفاة: 181 - 190 ه]
رَوَى عَنْ: أبيه، ومالك بن دينار،
وَعَنْهُ: سويد بن سعيد، ويحيى الحماني، والمسيب بن واضح، ومحمد بن يحيى العدني، وجماعة.
قال البخاري: تركوه.
وقال أبو حاتم: ترك حديثه، منكر الحديث، كان يفسد أباه، يحدّث عنه بالطّامّات.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. [ص:909]
وقال أبو داود: ضعيف.
وقال النَّسائيّ: متروك الحديث.
مات سنة أربعٍ وثمانين ومائة.(4/908)
212 - ع: عبد الرحيم بن سُليمان الرَّازيُّ أبو عليّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
نزيل الكوفة.
عَنْ: عاصم الأحول، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَأَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ، وسُليمان الأعمش، وطائفة،
وَعَنْهُ: أبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة، وأبو كُرَيِب، وهنّاد، وأبو سعيد الأشجّ، وعدّة.
وهو رفيق حفص بن غِياث في طلب العلم، وله تصانيف.
وثقه يحيى بن مَعِين، وغيره.
تُوُفّي في آخر سنة سبعٍ وثمانين ومائة، ويقال سنة أربعٍ وثمانين.
قال أبو حاتم: صالح الحديث، صنف الكتب.(4/909)
213 - عبد الرزاق بن عَمْر، أبو بكر الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: الزُّهْريّ، وإسماعيل بن أبي المهاجر،
وَعَنْهُ: حفيده إسحاق بن عَقِيل، وأبو مُسْهِر، وأبو الْجَمَاهر محمد بن عثمان، ويسرة بن صَفْوان، والحَكَم بن موسى، وجماعة.
قال البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي: ليس بثقة.
وقال الحَسَن بن عليّ: سألت هُشَيْمًا، عن عبد الرّزّاق بن عُمَر فقال: ذَهَبَتْ كُتُبه، خرج إلى بيت المقدس فجعل كُتبَه في خُرجٍ جديد، وثيابة في خرج خَلِق، فجاء اللصوص فأخذوا الخرج الجديد، فذهبت كُتُبه.
فكان بعدُ إذا سمع حديثًا للزُّهْريّ قال: هذا مما سمعت. [ص:910]
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بشيء.(4/909)
214 - خ 4: عبد السلام بن حَرْب المُلائيُّ [الوفاة: 181 - 190 ه]
كوفيّ، أصله من البصرة.
وكان شريكًا لأبي نُعَيم في بيع الْمُلاءِ، وكان حافظًا معمِّرًا.
رَوَى عَنْ: أيّوب السّخْتيانيّ، وإسحاق بن أبي فَروة، وعطاء بن السائب، وخالد الحذّاء، وطائفة،
وَعَنْهُ: أبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة، وهناد، وأبو سعيد الأشجّ، والحسن بن عَرَفَة، وخلْق سواهم.
ومن الكبار: ابن إسحاق، وقيس بن الربيع، وهما أكبر منه.
قال يعقوب بن شَيْبَة: ثقة، وفي حديثه لِين.
وقال التِّرْمِذيّ: ثقة حافظ.
قال ابن شَيْبَة: وكان عَسِرًا في الحديث: سمعتُ ابن المَدِينيّ يقول: كان يجلس في كلّ عام مرّة مجلسًا للعامّة، فقلت لعليّ: أكْثَرْتَ عنه؟ قال: نعم، حضرت له مجلسَ العامّة، وقد كنتُ أستنكر بعضَ حديثه حتّى نظرت في حديث من يُكْثر عنه فإذا حديثه مُقارب عن مغيرة، والناس، وذلك أنه كان عسرا، فكانوا يجمعون غرائبه في موضع، فكنت أنظر إليها مجموعةً فاستنكرْتُها.
قال ابن مَعِين: هو ثقة، والكوفيّون يُوَثّقونه.
وقال القواريريّ: أتيت عبد السلام بن حرب، فقلت: حدِّثني فإنّي رجلٌ غريب من البصْرة، فقال لي: كأنك تقول جئت من السماء، فلم يحدّثْني.
وقال غيره: وُلد سنة إحدى وتسعين، ومات سنة سبعٍ وثمانين ومائة.(4/910)
215 - عبد السلام بن مَكْلَبة الفقيه البيروتيُّ [الوفاة: 181 - 190 ه]
صاحب الأوزاعيّ.
رَوَى عَنْ: ابن جُرَيْج، والأوزاعيّ، وأبي أُميّة الشّعبانيّ يُحمد،
وَعَنْهُ: الوليد بن مسلم، والوليد بن مزيد، وأبو مسهر، وآخرون. [ص:911]
قال مروان بن محمد: أعلم النّاس بحديث الأوزاعي، وفُتْياه عشرةٌ منهم: عبد السلام بن مَكْلَبَة.(4/910)
216 - عبد الصّمد بْنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عبد المطّلب، الأمير أبو محمد الهاشميُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
رَوَى عَنْ: أبيه.
حَدَّثَ عَنْهُ: المهديّ، ومات قبله بدهر.
وقد ورد أنّه تُوُفّي بأسنانه التي وُلد بها، وكانت ملتصقة، وكان عظيم الخلْق، ضخمًا، ذا قُعْدُد في النَّسب، وقد خرج عند موت السّفاح مع أخيه عبد الله بن عليّ، وحارب أبا مسلم، ثمّ تقلَّبت به الأيّام، وبَقِيّ إلى هذا الوقت، وكان الرشيد يحترمه ويُجلُّه، لأنّه عمّ جدّه المنصور.
مَولدُه بالحُمَيْمة من أرض البلْقاء، وقد وُلّي إمرة دمشق، ثمّ وُلّي إمرة البصْرة، فكان في هذا العصر عبد الصّمد ولد عليّ، والفضل بن جعفر بن العبّاس بن موسى بن عيسى بن محمد ولد عليّ، وهذا من غريب الاتفاق.
قال ابن عساكر: وحدَّث عنه إسماعيل ابنه، وعبد الواحد، ويعقوب ابنا جعفر بن سُليمان.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ مَعْرُوفٍ الْقَاضِي، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بَهْتَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن بخيت الدقاق، وعثمان بن منتاب، وابن الصلت المجبر: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مُوسَى بْنِ محمد بن إبراهيم الهاشمي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عَمِّي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: " أَكْرِمُوا الشُّهُودَ، فَإِنَّ اللَّهَ يَسْتَخْرِجُ بِهِمُ الْحُقُوقَ، وَيَدْفَعُ بِهِمُ الظُّلْمَ ". أَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي مُحْيِي الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيُّ، وَابْنُ عَمِّهِ أَيُّوبُ، والتقي بْنُ مُؤْمِنٍ، وَابْنُ الْفَرَّاءِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ فَضْلٍ، وَعَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَبِيبَرْسُ التُّرْكِيُّ قَالُوا: أخبرنا إبراهيم بن عثمان، قال: أخبرنا علي ابن تاج القراء، وابن البطي، ح، وأخبرنا سنقر بن عبد الله، قال: أخبرنا عَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ يُوسُفَ، وَعَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ محمد، وأنجب الحمامي، وعلي بن أبي الفخار، وابن السباك محمد بن محمد، وابن نغوبا قالوا: أخبرنا ابن البطي. [ص:912] (ح) وأخبرنا أبو المعالي الزاهد، قال: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ مَعَالِي، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْخَطِيبُ، وَعُمَرُ بْنُ بَرَكَةَ، وَالأَنْجَبُ الْحَمَّامِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ يَاسِينَ، وَصَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالُوا: أخبرنا ابن البطي: قال هو وابن تاج القراء: أخبرنا مالك البانياسي، قال: أخبرنا ابن الصلت، فذكره.
قال العُقَيْليّ: الحديث غير محفوظ، انفرد به عبد الصّمد، قلت: ولا يروى عنه إلا بهذا الإسناد، وعبد الصّمد بن موسى، قال الخطيب: قد ضعفوه.
قال نِفْطَوَيْه: كان عبد الصّمد بن عليّ أقعد أهل دهره نَسَبًا، فبينه وبين عبد مَناف كما بين يزيد بن معاوية، وبين عبد مَناف.
قال: وكان أسنان عبد الصّمد، وأضراسه قطعة واحدة.
وقال أحمد بن كامل القاضي: كان في القعدد يناسب سعيد بن زيد أحد العشرة، وكان عمّ جدّه الخليفة الهادي، وعاش بعد الهادي دهرًا، وهو أعرق النّاس في الْعَمَى، فإنّه عمي بآخره، فهو أعمى ابن أعمى ابن أعمى، كان طُرح ببيتٍ فيه ريش فطارت ريشه فسقطت في عينه.
قال ثعلب: أخبرني عافية بن شبيب أن عبد الصّمد مات بأسنانه التي وُلد بها.
وأمّه هي كثيرة التي كان عبد الله بن قيس الرُّقَيّات يشبِّب بها في قوله:
عَادَ لَهُ مِنْ كَثِيرَةَ الطَّرَبُ فَعَيْنُهُ بِالدُّمُوعِ تنسكبُ
قال جعفر الفِرْيابيّ: حدثنا محمد بن سعيد الصالحي، قال: سمعتُ سيف بن محمد ابن أخت الثَّوْريّ يقول: مرض خالي سُفيان، فَعَاده عبد الصّمد بن عليّ، وكان سيّدَ بني هاشم، فقال لنا سُفيان: لا تأذَنُوا له، قلنا: لا يمكن ذلك، فحوّل وجهه إلى الحائط، ودخل فسلم، فلم يرد عليه، وجلس مليا، فقال: يا سيف، كأن أبا عبد الله نائم؟ فقلت: أحسب ذاك، أصلحك الله، فقال سُفيان: لا تكذب، لست بنائم، فَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، ألَكَ حاجة، قال: نعم، لا تعود إلي ولا تشهد جنازتي، ولا تترحّم عليّ، فخجِل عبد الصمد، وخرج، وقال: هممتُ ألا أخرج إلا ورأسُهُ معي. [ص:913]
قلت: سيف تالف.
مات عبد الصّمد بالبصّرة سنة خمسٍ وثمانين ومائة، عن ثمانين سنة.(4/911)
217 - عبد الصمد بن معقل بن منبه اليماني. [الوفاة: 181 - 190 ه]
رَوَى عَنْ: عمه وهب، وَعَنْ: طاوس، وعِكْرِمة،
وَعَنْهُ: ابناه يحيى، ويونس، وابن أخته إسماعيل بن عبد الكريم، وعبد الرزاق، ومحمد بن خالد الصّنْعانيّون.
قال أحمد بن حنبل: كان قد عُمِّر، وأظنُّه مات أيّام هُشَيم، وهو ثقة.
وكذا وثَقه يحيى بن مَعِين.
قال أحمد بن علي الأبَّار، وغيره: مات عبد الصّمد بن معقل سنة ثلاثٍ وثمانين ومائة.
قال الأبار: وحدثني بعض ولده أنّه عاش خمسًا وتسعين سنة.(4/913)
218 - ع: عبد العزيز بن أبي حازم، واسم أبيه سَلَمة بن دينار. الفقيه أبو تمّام المدنيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
رَوَى عَنْ: أبيه، وزيد بن أسلم، والعلاء بن عبد الرحمن، وسهيل بن أبي صالح، ويزيد بن عبد الله بن الهاد، وهشام بن عُرْوَة، وموسى بن عُقبة، وعدّة،
وَعَنْهُ: الحُمَيْديّ، وأبو مُصْعَب، وعليّ بن حُجْر، وعمرو الناقد، ويعقوب الدورقي، ويحيى بن أكثم، وخلْق سواهم.
وكان إمامًا كبير الشأن.
قال يحيى بن مَعِين: صدوق.
وقال أحمد بن أبي خَيْثَمَة: قيل لمصعب بن عبد الله: ابن أبي حازم ضعيف في حديث أبيه. فقال: أَوَقَد قالوها؟ أمّا ابن أبي حازم فسمع مع سُليمان بن بلال، فلمّا مات سُليمان أوصى إليه بكُتُبه، فكانت عنده، فقد بالَ عليها الفأر فذهب بعضُها، فكان يقرأ ما استبان ويدع ما لا يعرف منها، أما حديث أبيه فكان يحفظه.
قال أحمد بن حنبل: لم يكن بالمدينة بعد مالك أفقه من عبد العزيز بن أبي حازم. [ص:914]
وقال أبو حاتم: هو أفقه من الدّراورديّ.
وقال أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِين يقول: ابن أبي حازم ليس بثقة في حديث أبيه كذا قال.
قلت: بل هو حجة في أبيه، وغير أبيه.
وقال أحمد بن حنبل: يرون أنه سمع من أبيه، وأمّا هذه الكُتُب التي عن غير أبيه فيقولون: إنّ كُتُب سُليمان بن بلال صارت إليه.
وقال أحمد بن حنبل مرّة: لم يكن يعرف بطلب الحديث، إلا كُتُب أبيه، فيقولون: سمعها.
وقال ابن سعد: وُلد سنة سبعٍ ومائة، وتُوُفّي ساجدًا في سنة أربع وثمانين ومائة - رحمه الله -.(4/913)
219 - ن: عبد العزيز بن خالد التِّرْمِذيّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
رَوَى عَنْ: أبيه خالد بن زياد، وعن حَجّاج بن أرطأة، وطلحة بن عَمْرو المكّي، وابن جريج، وأبي حنيفة، وغيرهم،
وَعَنْهُ: أحمد بن يعقوب، وداود بن حماد، والفضل بن مقاتل، ومحمد بن عصمة، ويحيى بن موسى (خت) البلخيون، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة.
قال أبو حاتم: شيخ.(4/914)
220 - ع: عبد العزيز بن عبد الصَّمد العَميُّ البَصْريُّ أبو عبد الصمد [الوفاة: 181 - 190 ه]
أحد الثِّقات الحُفَّاظ.
رَوَى عَنْ: أبي عِمران الْجُونيّ، ومنصور بن المعتمر، ومطر الورّاق، وحصين بن عبد الرحمن،
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، وإسحاق، والفلاس، وبندار، وزياد بن يحيى الحساني، والحسن بن عرفة، وخلقٌ.
وَثَّقه أحمد بن حنبل، وغيره.
وقال القواريري: حدَّثنا عبد العزيز العَمِّي، وكان حافظاً. [ص:915]
وقال الفلاس: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: يوم مات عبد العزيز بن عبد الصمد: ما مات لكم شيخ منذ ثلاثين سنة مثله.
قلت: توفي سنة سبع وثمانين ومائة.(4/914)
221 - ت: عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ عِمْرَانُ الْمَدَنِيُّ الأَعْرَجُ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
اتَّصَلَ بِيَحْيَى الْبَرْمَكِيِّ،
وَرَوَى عَنْ: أَفْلَحَ بْنِ سَعِيدٍ.
وَعَنْهُ: يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، وَأَبُو حُذَافَةَ السَّهْمِيُّ.
وَمَوْتُهُ قَرِيبٌ مِنْ مَوْتِ مَالِكٍ.
قَالَ الْبُخَارِيّ: لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَرَوَى عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ، عَنِ ابْنِ مَعِينِ: لَيْسَ بِثِقَةٍ إِنَّمَا كَانَ صَاحِبَ شِعْر.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَمْ نَكْتُبْ عَنْهُ.
وَقِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ وَكَأَنَّهُ خَطَأٌ، فَإِنَّ الْحِزَامِيَّ مَا كَتَبَ إِلا بَعْدَ هَذَا الْوَقْتِ بِمُدَّةٍ. وَكَذَا أَحْمَدُ يَقُولُ: لَمْ أَكْتُبْ عَنْهُ، وَأَحْمَدُ فَإِنَّمَا يَقُولُ هَذَا بَعْدَ الثَّمَانِينَ وَمِائَةٍ.(4/915)
222 - ع خ قَرَنَه: الدَّرَاورديُّ عبد العزيز بن محمد بن عُبيد الإمام أبو محمد الْجُهَنّي مولاهم المَدنيّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
أصله من دَرَاوَرْد، قرية بخُراسان فيما قيل،
وقال الطبراني: حدثنا أحمد بن رشدين: قال: سمعتُ أحمد بن صالح يقول: كان الدَّرَاوَرْدِيّ من أهل [ص:916] أصبهان، نزل المدينة، وكان يقول للرجل إذا أراد أن يدخل: أنْدَرُون، فلقّبه أهل المدينة الدَّرَاوَرْدِيّ.
رَوَى عَنْ: صَفْوان بن سليم، ويزيد بن عبد الله بن الهاد، وأبي طُوَالَةَ عبد الله بن عبد الرحمن، وثور بن زيد، وأبي حازم، وجعفر بن محمد، وشريك بن أبي نَمِر، والعلاء بن عبد الرحمن، وعَمْرو بن أبي عَمْرو، وسهيل بن أبي صالح، وعدّة،
وَعَنْهُ: سُفيان، وشُعبة، وهما أكبر منه، وإسحاق بن راهَوَيْه، وعليّ بن خَشْرَم، وأحمد بن عَبْدة، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، وأبو حُذافة السّهْميّ، وخلْق سواهم.
قال معن بن عيسى: يصلح أن يكون أميرَ المؤمنين.
وقال يحيى بن مَعِين: هو أثبت من فُلَيح بن سُليمان.
وقال أبو زرعة: هو سيئ الحِفظ.
وقال الفلاس: كان عبد الرحمن بن مهديّ يحدّث عن الرجل بالحديث، والشيء، لا يحدّث بحديثه كلّه: وأنّه حدَّث عن الدَّرَاوَرْدِيّ بحديث.
وَقَالَ الأَثْرَمُ: قِيلَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الدراوردي: يروي عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يُرْخِي عِمَامَتَهُ مِنْ خَلْفِهِ، فتبسّم، وأنكره، وقال: إنّما هذا موقوف.
وعن أحمد قال: إذا حدث من حفظه يهم، ليس هو بشيء، وإذا حدَّث من كتابه فنَعَم.
وقال أبو حاتم: لا يحتج بِهِ.
قلت: أخرج له الأئمة الستة لكن قرنه البخاريّ بآخر.
مات سنة سبعٍ وثمانين ومائة.(4/915)
223 - عبد العزيز بن يعقوب بن أبي سَلَمة ميمون، ويعقوب هو الماجشُون، [أَبُو الأصبغ] [الوفاة: 181 - 190 ه]
أخو يوسف التَّيْميّ مولى آل المُنْكَدر. [ص:917]
أحد العلماء بالمدينة.
وهو ابن عمّ عبد العزيز بن عبد الله الماجشُون، يُقال: لُقِّب يعقوب بالماجشُون لحُمرة خَدَّيْه.
يَرْوِي عَنْ: ابن عَمْر، وَعَنْ: الأعرج،
رَوَى عبد العزيز عَنْ: أبيه، ومحمد بن المُنْكَدر،
وَعَنْهُ: أحمد، ومحمود بن خداش، وسريج بن يونس، والزَّعْفرانيّ، وعليّ بن هاشم الرّازيّ.
كنيته أبو الأصبغ، بقي إلى حدود سنة تسعين ومائة، ويوسف أخوه أكبر منه، وأشهر، وهو صدُوق، مُقِلّ.
قال أبو حاتم: لا بأس بِهِ.(4/916)
224 - عَبْد الغنيّ بن سَمُرة الرُّعَيْنيُّ المِصْريُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
صاحب الشرطة بمصر.
عُمِّر دهرًا،
وَحَدَّثَ عَنْ: عمر بن عبد العزيز،
رَوَى عَنْهُ: سعيد بن عفير،
ومات سنة ثلاث وثمانين ومائة.(4/917)
225 - د ق: عبد القاهر بن السَّريّ أبو رفاعة السُّلميّ البصري. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أبيه، وحميد الطّويل، وعبد الله بن كِنانة بن عبّاس بن مرداس، وغيرهم،
وَعَنْهُ: عيسى البركي، ومحمد بن أبي بكر المقدَّميّ، والفلاس، والْجَهْضميّ، وغيرهم.
سُئل عنه يحيى بن مَعِين فقال: صالح.(4/917)
226 - د ت: عبد القاهر بن شعيب بن الحَبْحَاب البصْريّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أبيه، وابن عَوْن، وهشام بن حسّان،
وَعَنْهُ: زيد بن أخزم، ونصر بن عليّ، ويزيد بن سنان القزّاز.(4/917)
227 - ت ق: عبد القُدُّوس بن بكر بن خُنَيْس أبو الْجَهْم الكوفيّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
أخو خُنَيْس، وزيد.
رَوَى عَنْ: أبيه، وحبيب بن سُلَيم، وحجاج بن أرطأة،
وَعَنْهُ: أحمد بن منيع، وصالح بن الهيثم الواسطي. [ص:918]
وهو قليل الرواية، ما رأيت لأحد فيه كلاما.(4/917)
228 - عبد الكريم بن يعفور الجُعْفيُّ أبو يعفور، [الوفاة: 181 - 190 ه]
شيخٌ كوفي من أجلاد الشيعة.
لَهُ عَنْ: جابر الْجُعْفيّ، ومُشَمْرِخ،
وَعَنْهُ: قُتَيْبة، وإسحاق بن موسى الأنصاريّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ مِنْ عِتْقِ الشِّيعَةِ، وكان خزّازًا.(4/918)
229 - عبد المؤمن بن عبد الله بن خالد أبو الحسن العبْسيّ الكوفيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: داود بن أبي هند، والأعمش،
وَعَنْهُ: قُتَيْبة، وأحمد بن حنبل.
قال أبو حاتم: مجهول.(4/918)
230 - ت: عُبَيْد الله بن شُمَيْط بن عَجْلان البصْريّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أبيه، وعمّه الأخضر بن عَجْلان، وأيّوب السَّخْتيانيّ،
وَعَنْهُ: سُليمان بن حرب، وعَبَدان بن عثمان، ومحمد بن أبي بكر المقدَّميّ، وحُمَيْد بن مَسْعَدة، وطائفة.
وثقه ابن مَعِين، وغيره.
يقال: تُوُفّي سنة إحدى وثمانين ومائة.(4/918)
231 - خ م ت ن ق: عُبَيْد الله بن عُبَيْد الرحمن الأشجعيُّ الكوفيُّ أحد الأئمة يُكَنَّى أبا عبد الرحمن. [الوفاة: 181 - 190 ه]
رَوَى عَنْ: إسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وهشام بن عُرْوَة، والطبقة، وصحب الثوري، فقال: سمعتُ منه ثلاثين ألف حديث.
قال يحيى بن مَعِين: ما بالكوفة أعلم بسفيان من عُبَيْد الله الأشجعيّ.
روى عنه: يحيى بن آدم، وهاشم بن القاسم، ويحيى بن مَعِين، وأبو خَيْثَمَة، وأبو كُرَيِب، وعثمان بن أبي شَيْبَة، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، وآخرون. [ص:919]
قال قبيصة: لمّا مات سُفيان الثَّوْريّ قعد الأشجعيُّ موضِعَه.
قلت: نزل بغداد، ومات سنة اثنتين وثمانين ومائة.(4/918)
• - عُبَيْد الله بن عَمْرو، [الوفاة: 181 - 190 ه]
شيخ الرقة، قد مرّ.(4/919)
232 - عُبَيْد الله بن مالك الفِهْريّ، أبو الأشعث، [الوفاة: 181 - 190 ه]
قاضي قُرْطُبة في أواخر دولة عبد الرحمن بن معاوية الداخل، وقد وُلّي أيضًا قضاء إشبيلية.
مات في ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين.(4/919)
233 - ت: عبدُ رَبِّهِ بنُ بارق الحنفيّ، ثمّ اليَماميّ الكوفيُّ الكوْسَج. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: جدّه لأمه أبي زُميل سِماك الحنفيّ،
وَعَنْهُ: عليّ ابن المديني، وزياد بن يحيى الحساني، وبشر بن الحَكَم، والفلاس، ونصر بن عليّ، وجماعة.
قال أحمد: ما به بأس.
وَقَالَ ابْنُ مَعِين: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ النَّسائيّ: لَيْسَ بالقويّ.(4/919)
234 - عبدُ ربِّه بن صالح القُرَشيّ الدّمشقيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: مكحول، وعُرْوَة بن رُوَيْم، ومحمد بن عبد الرحمن صاحب واثلة،
وَعَنْهُ: الوليد بن مسلم، ومروان بن محمد، وسُليمان بن عبد الرحمن، وغيرهم.(4/919)
235 - عبدُ ربِّه بنُ ميمون، أبو عبد الملك الأشعريُّ النَّحَّاس، [الوفاة: 181 - 190 ه]
قاضي دمشق.
عَنْ: يونس بن مَيْسَرة، والعلاء بن الحارث، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ، وزُرْعة بن إبراهيم، وعدّة،
وَعَنْهُ: أبو مُسْهِر، والهيثم بن خارجة، وهشام بْن عمار، وسليمان ابن بِنْت شُرَحْبِيل.
وثقه أبو زُرْعة الدّمشقيّ.(4/919)
236 - ع: عَبْدة بن سُليمان أبو محمد الكِلابيّ الكوفيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: عاصم الأحول، وهشام بْن عُرْوة، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وعدة، [ص:920]
وَعَنْهُ: ابن راهَوَيْه، وأبو خَيْثَمَة، وأبو كُرَيِب، وأبو سعيد الأشجّ، وآخرون.
قال أحمد بن حنبل: ثقة، ثقة، وزيادة مع صلاح، وشدّة فقر، عليه فَرْوَةٌ خلِقه لا تساوي كبير شيء.
قلت: تُوُفّي سنة ثمان وثمانين في ثالث رجب، وصلى عليه محمد بن ربيعة الكِلابيّ.
وقال العِجْليّ: ثقة، صالح، صاحب قرآن، يُقرئ.(4/919)
237 - ت ق: عُبَيْدة بن الأسود الهَمَدانيُّ الكوفيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أبي إسحاق السبيعيّ، ومجالد بن سعيد، والقاسم بن الوليد الهَمَدانيّ،
وَعَنْهُ: عثمان بن أبي شَيْبَة، ويوسف بن عَدِيّ، وعبد الله بن عُمر مُشْكَدَانَة، وآخرون.
قال أبو حاتم: ما بحديثه بأس.(4/920)
238 - خ 4: عُبَيْدة بن حُمَيْد بن صُهَيْب أبو عبد الرحمن الكُوفيُّ الحذَّاء النَّحويُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
رَوَى عَنْ: الأسود بن قيس، وسعد بن طارق الأشجعيّ، وعبد العزيز بن رفيع، وعبد الملك بن عُمَيْر، ومنصور، والأعمش، وطائفة سواهم،
وَعَنْهُ: سُفيان الثَّوْريّ مع تقدمه، وجلالته، وأحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع، والحسن بن الصباح البزار، والحسن بن محمد بن الصّبّاح الزَّعْفرانيّ، وعمرو الناقد، ومحمد بن سعيد ابن غالب العطّار، وآخرون.
وثقه أحمد، ويحيى.
وكان حُجّة، ثبتًا، عالمًا، صاحب حديث، ونحوٍ، وعربية، وقرآن، أدب محمدا الأمين.
قال أحمد: أتيته أنا وابن مَعِين فأملى علينا، ثمّ كثُر عليه النّاس حتّى غلبونا، وكثُر الزحام، ثمّ قال: وهو أحب إليّ من زياد البكّائيّ، وأصلح [ص:921] حديثًا، وقال الأثرم: أحْسَنَ أبو عبد الله الثَّناء على عبيدة، ورفع أمره، وقال: ما أدري ما للناس، وله، كان قليل السِّقط.
وروى عثمان الدّارميّ، عن يحيى قال: ما به المسكين بأس، ليس له بَخْت، عابوه بأنّه كان يقعد عند أصحاب الكُتُب.
وقال عبد الله بن علي ابن المَدِينيّ، عن أبيه: أحاديثه صِحاح، وما رويت عنه شيئًا، وضعّفه.
وقال في موضع آخر: ما رأيت أصحّ حديثًا منه.
وقال يعقوب بن شَيْبَة: لم يكن من الحفاظ المتقنين.
وقال زكريّا الساجيّ: ليس بالقويّ في الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ هارون بن حاتم: سألت عبِيدة بن حُمَيْد: متى وُلدتَ؟ قال: سنة سبعٍ ومائة.
ومات سنة تسعين.
قلت: مات سنة تسعين ومائة، ومولده قبل العشْر ومائة.(4/920)
239 - عَتّاب بن أعْيَن، أبو القاسم الكوفي، [الوفاة: 181 - 190 ه]
سكن الري.
وَرَوَى عَنْ: الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، ومسعر، وأبي العميس، وطائفة،
وَعَنْهُ: جرير بن عبد الحميد، وهو أكبر منه، وهشام بن عبيد الله، وعبد الصمد بن عبد العزيز المقرئ، ومحمد بن حميد، وآخرون.
وثقه أبو حاتم.
ولا شيء له في الكتب.(4/921)
240 - خ د ت ن: عَتَّاب بن بشير الأُمويُّ، مولاهمُ الحَرانيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: خُصَيْف بن عبد الرحمن، وثابت بن عَجْلان، وعُبَيْد الله بن أبي زياد القداح، وغيرهم،
وَعَنْهُ: أبو جعفر النُّفَيليّ، وإسحاق، وعليّ بن حُجْر، ومحمد بن سلام البَيْكَنْديّ، وأبو نُعَيم الحلبيّ، وجماعة.
قال أحمد: أرجو أن لا يكون به بأس، أتى عن خُصَيْف بمناكير أراها من قِبل خُصَيف. [ص:922]
وقال يحيى بن مَعِين: ثقة.
وقال مرّة: ضعيف.
وقال عثمان الدارمي: سمعت علي ابن المَدِينيّ يقول: ضربنا على حديث عَتَّاب بن بشير.
قلت: قواه غير واحد، وفيه شيء.
مات سنة ثمانٍ وثمانين ومائة. وقيل: سنة تسعين.(4/921)
241 - عتَّاب بن محمد بن شَوْذَب البلْخيّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: هشام بن عروة، وعاصم الأحول، وأبي حنيفة، وجماعة،
وَعَنْهُ: يحيى بن موسى (خت)، ويونس بن يوسف البلخيّان.
ما اعرفه.(4/922)
242 - ن: عثمان بن حِصْن بن عَلَّاق القُرَشيّ الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: عُرْوَة بن رُوَيْم، وموسى بن يسار، وثور بن يزيد، وجماعة،
وَعَنْهُ: هشام بن عمّار، وعليّ بن حُجْر، والحكم بن موسى، وأبو نُعَيم الحلبيّ.
قال أبو زُرْعة الرّازيّ: لا بأس به.
وقال أبو مُسْهِر: ثقة، من طلبة العلم.
وفي التهذيب قيل: هو عثمان بن حصن بن عبيدة بن علاق، قيل: عثمان بن عبد الرحمن بن علاق، وقيل غير ذلك.(4/922)
243 - م: عثمان بن زائدة الكوفيُّ المقرئ، نزيل الرَّيّ، يُكَنَّى أبا محمد. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عرضَ القرآن على حَمزة.
وَسَمِعَ: الزُّبَير بن عَدِيّ، وعطاء بن السائب، وعِمارة بن القَعْقَاع.
رَوَى عَنْهُ الْقِرَاءَةَ: عبد الصّمد بن عبد العزيز الرّازيّ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْهُمْ: عيسى بن أبي فاطمة، وأبو الوليد الطّيالسيّ، وإسحاق بن [ص:923] سُليمان، وعيسى بن جعفر القاضي، وموسى بن داود قاضي طَرَسُوس، وغيرهم.
قال أبو حاتم: عثمان بن زائدة من أفاضل المسلمين.
وقال بعض الحفاظ: ما رأينا أورع منه.
وعن ابن عيينة قال: ما جاءنا أحد أفضل من عثمان بن زائدة.
وقال أبو الوليد: ما رأيت رجلا أفضل منه.
وقال العِجْليّ: هو ثقة، رجل صالح.(4/922)
244 - ت ق: عثمان بن عبد الرحمن الْجُمحيُّ البَصْريُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: محمد بن زياد الْجُمحيّ صاحب أبي هريرة، وعن نُعَيم المُجْمِر، وأيّوب، وعدّة،
وَعَنْهُ: علي ابن المَدِينيّ، وأحمد بن عَبْدة الضّبيّ، وِبشْر بن الحَكَم، ونصر بن عليّ، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: لا يُحْتَجّ بِهِ.(4/923)
245 - م د ن: عثمان بن عثمان، أبو عَمْرو الغَطَفانيُّ [الوفاة: 181 - 190 ه]
قاضي البصرة.
عَنْ: زيد بن أسلم، وسُليمان بن خَرَّبوذ، وعليّ بن زيد بن جُدْعان، وعمر بن نافع العُمريّ، وهشام بن عُرْوة،
وَعَنْهُ: أبو بكر بن أبي شَيْبَة، وعليّ ابن المَدِينيّ، ومحمد بن المثنَّى، ونصر بن عليّ الْجَهْضَميّ، وجماعة.
وكان رجلا صالحا، حَسَن الحديث، فيه شيء.
قال البخاري: مضطرب الحديث.
وقال العُقَيْليّ: في حديثه نظر.(4/923)
246 - عثمان بن كِنانة الفقيه، أبو عَمْرو المدنيُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
مولى آل عثمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
قال يحيى بن بُكَير: لم يكن في حلْقة مالك أضبط ولا أدرس من ابن كِنانة، وكان ممّن يخصّه مالك بالإذن عند اجتماع النّاس عليه على بابه. [ص:924]
وقال ابن عبد البر: كان من الفقهاء، وليس له في الحديث ذِكْر.
قال ابن مفرّج القُرْطُبيّ: تُوُفّي سنة ثلاث وثمانين ومائة.
وقال أبو إسحاق الشّيرازيّ: تُوُفّي بعد مالك بسنتين أو قال: بسنين. وهو عثمان بن عيسى بن كِنانة.
وقال يحيى بن بُكَيْر: تُوُفّي بمكة بعد مالك بعشر سِنين.(4/923)
247 - عديّ بن أبي عُمارة البصْريّ الذَّارع القسَّام. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: معاوية بن قُرَّةَ، وقَتَادة، وزياد النُّمَيْريّ، وعليّ بن جُدْعان،
وَعَنْهُ: ابن المَدِينيّ، وإبراهيم بن موسى، وابنه.
قال أبو حاتم: ليس به بأس.(4/924)
248 - عُرابي بن معاوية الحضْرميّ يكنى أبا زمعة. [الوفاة: 181 - 190 ه]
رَوَى عَنْ: أبي قَبِيلٍ المَعَافِريّ، وعبد الله بن هبيرة،
وَعَنْهُ: جماعة من أهل مصر.
مات في ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين ومائة.(4/924)
249 - ن ق: عطاء بن مسلم الخَفَّاف [الوفاة: 181 - 190 ه]
محدِّث كوفي، سكن حلب.
وَرَوَى عَنْ: الأعمش، والمسيب بن رافع، وجعفر بن برقان، ومحمد بن سُوقه،
وَعَنْهُ: ابن المبارك، وأبو نُعَيم الحلبيّ، ومحمد بن مِهران الجمّال، وموسى بن أيّوب النَّصيبيّ، وأبو هَمَّام السَّكونيّ، وجماعة.
قال أبو حاتم: كان شيخًا صالحًا يشبه يوسف بن أسباط، يعني في الخير. قال: وكان قد دفنَ كُتُبَه.
وقال أبو زُرْعة: كان يَهِمّ.
وقال أبو داود: ضعيف.
قلت: مات سنة تسعين ومائة.(4/924)
250 - عطْوان بن مُشْكان التَّميميُّ الخيَّاط. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: مولاته جمرة اليربوعية، ولها صحبة،
حَدَّثَ عَنْهُ: يحيى الحماني، وأبو معمر إسماعيل الهُذْليّ، وَمُعَلَّى بن منصور الرّازيّ، وبكر بن الأسود الكوفيّ.
قال ابن أبي حاتم: شيخ، ليس بمنكر الحديث.
قلت: وقع لنا حديثه عاليا فيما قرب سنده لأبي القاسم ابن السَّمَرْقَنديّ.(4/925)
251 - ن: عفَّان بن سَيَّار الباهليُّ الْجُرْجانيّ أبو سعيد [الوفاة: 181 - 190 ه]
قاضي جُرْجان.
رَوَى عَنْ: أبي إسحاق، وعَنْبَسة بن الأزهر، وأبي حنيفة، ومسعر بن كدام، وخارجة بن مُصْعَب،
وَعَنْهُ: أحمد بن أبي طيبة الْجُرْجانيّ، والحسين بن عيسى البسْطاميّ، وعبّاد بن يعقوب الرواجنيّ، وعبد الجبّار بن عاصم النَّسائيّ، وغيرهم.
تُوُفّي سنة إحدى وثمانين ومائة. قال أبو زُرْعة الرّازيّ.
وسئل عنه أبو حاتم فقال: شيخ.(4/925)
252 - عفيف بن سالم أبو عَمْرو البَجَليُّ، مولاهم المَوْصليُّ الفقيه. [الوفاة: 181 - 190 ه]
رحل، وَطَوَّف،
وَرَوَى عَنْ: الأوزاعيِّ، وعبد الله بن طاوس، وموسى بن عبيدة، ويونس بن أبي إسحاق، وقرة بن خالد، وفطر بن خليفة، وشعبة، وطائفة،
وَعَنْهُ: إسحاق بن أبي إسرائيل، وحرب بن محمد الطائي، وداود بن رشيد، وعلي بن حجر، ومحمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، وسعدان بن نصر.
وثقه أبو حاتم، وغيره.
وقال ابن عمار: كان أحفظ من المعافى بن عمران.
قلت: كان أحد علماء الموصل، مات كهلا سنة ثلاث أو أربع وثمانين، هكذا وجدت تاريخَ وفاته، ولم يلْحَقْه عليّ بن حرب. [ص:926]
وذكره الدَّارَقُطْنيّ فقال: ربّما أخطأ، ولا يُترك.(4/925)
253 - عقبة بن إسحاق السَّلوليُّ الكوفيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: إسماعيل بن أبي خالد، وليث بن أبي سُليم، وأبي شراعة،
وَعَنْهُ: إسحاق بن إدريس، وأبو نعيم، وإسحاق بن منصور السلولي. قاله أبو حاتم.
لم يُضعَّف.(4/926)
254 - ع: عقبة بن خالد السَّكونيّ أبو مسعود الكوفيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: هشام بْن عُرْوة، وإسماعيل بْن أَبِي خالد، وأبي سعد البقّال سعيد، وعُبَيْد الله بن عَمْر، وجماعة،
وَعَنْهُ: أحمد، وإسحاق، وأبو بكر بن أبي شَيْبَة، وابن نُمير، وأبو سعيد الأشج.
قَالَ أبو حاتم: لا بأس بِهِ.
وقال التِّرْمِذيّ: تُوُفّي سنة ثمان وثمانين ومائة.(4/926)
255 - عِكْرِمة بن سُليمان [بن كثير بن عامر مولى آل شَيْبَة العَبْدريّ الحَجَبيّ المكّيّ المقرئ، أبو القاسم] [الوفاة: 181 - 190 ه]
شيخ القراء بمكة.
هو عِكْرِمة بن سُليمان بن كثير بن عامر مولى آل شَيْبَة العَبْدريّ الحَجَبيّ المكّيّ المقرئ، أبو القاسم.
قرأ القرآن، وجوده على شِبل بن عبّاد، ومعروف بْن مِشْكَان، وإِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّه بن قُسْطَنْطِين، تلا عليه أبو الحسن أحمد بن محمد البزّيّ، وغيره.(4/926)
256 - د ت: عليّ بن ثابت الْجَزَريُّ أبو أحمد، [الوفاة: 181 - 190 ه]
نزيل بغداد.
عَنْ: جعفر بن بَرْقان، وبُكَير بن مِسْمار، وابن عَوْن، وطائفة،
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، وأبو عُبَيْد، وابن عَرَفَة، وحُمَيْد بن الربيع، والحسين بن الحسن المَرْوَزِيّ.
وقال أحمد: ثقة صدوق، قال: وكان من أخف الناس روحا يضحك الإنسان، يحدّث ببعض الحديث ثمّ يقطعه، ويجيء بآخر. [ص:927]
وقال ابن معين: ثقة.
وقال الأزدي: ضعيف.(4/926)
257 - الكسائي: عليّ بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز، مولى بني أسد، أبو الحَسَن الأسَديّ الكوفيُّ الكِسائيّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
شيخ القراء والنُّحاة.
نزل بغداد، وأدّب الرشيد، ثمّ ولده الأمين. قرأ القرآن على حمزة الزّيّات أربع مرّات، وقرأ أيضًا على مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عرْضا.
وَرَوَى عَنْ: جعفر الصادق، والأعمش، وسليمان بن أرقم، وأبي بكر بن عيّاش، وتلا أيضًا على عيسى بن عَمْر الهَمَدانيّ.
واختار لنفسه قراءة صارت إحدى القراءات السَّبْع، وتعلّم النَّحْوَ على كِبَر سنّه، وخرج إلى البصْرة، وجالّس الخليلَ فقال له: من أين أخذت؟ قال: ببَوَادي الحجاز، ونجْد، وتِهامَة. فخرج الكسائيّ إلى أرض الحجاز، وغاب مدةً، ثمّ قدم وقد أنفد خمسَ عشرةَ قَنّينة حِبْر في الكتابة عن العرب سوى ما حفظ في قلبه، ورجع والخليل قد مات، وجلس يونس بعده، فمرّت بين الكسائيّ وبين يونس مسائل أقرّ له فيها يونس.
قال عبد الرحيم بن موسى: سألته لِم سُمِّيت الكِسائيّ؟ قال: لأنّي أحْرَمْتُ في كِساء.
وقال الشّافعيّ: من أراد أن يتبحر في النَّحْو فهو عَيَّالٌ على الكِسائي.
قال أبو بكر ابن الأنباريّ: اجتمع في الكِسائيّ أمورٌ: كان أعلم النّاس بالنَّحْو، وواحَدَهم في الغريب، وكان أوحد النّاس في القرآن، وكانوا يكثرون عليه حتّى لا يضبط عليهم، فكان يجمعهم، ويجلس على كرسيّ، ويتلو القرآن من أوّله إلى آخره، وهم يسمعون، ويضبطون عنه حتّى المقاطع والمبادئ.
قال إسحاق بن إبراهيم: سمعتُ الكِسائيّ يقرأ القرآن على النّاس مرتين، وعن خَلَف بن هشام قال: كنت أحضر بين يدي الكِسائيّ، وهو يقرأ على النّاس، وينقّطون مَصَاحفَهم على قراءته.
قلت: وتلا على الكِسائيّ أبو عَمْر الدُّوريّ، وأبو الحارث اللَّيث بْن خالد، ونصير بن يوسف الرّازيّ، وقُتَيْبة بن مهران الأصبهانيّ، وأبو جعفر أحمد بن [ص:928] أبي سريج، وأحمد بن جبير الأنطاكيّ، وأبو حمدون الطيب بن إسماعيل، وأبو موسى عيسى بن سليمان الشيزري.
وَرَوَى عَنْهُ: أبو عُبَيْد القاسم بْن سلام، ويحيى الفرّاء، وخَلَف البزار، وعدة.
قال خَلَف: أولَمْتُ وليمةً فدعوت الكِسائيّ، واليَزِيديّ، فقال اليَزِيديّ: يا أبا الحَسَن، أمورٌ تبلُغُنا عنك ننكر بعضها، فقال الكسائي: أومثلي يخاطَبُ بهذا؟ وهل مع العالم إلا فَضْلُ بُصاقي في العربية، ثمّ بَصَق، فسكت اليَزِيديّ.
وللكِسائيّ كُتُب مصنَّفة، منها: كتاب "معاني القرآن"، "ومختصر النَّحْو"، وكتاب في القراءات، وكتاب "النوادر الكبير"، وتصانيف أُخر.
وقيل: إنّما عُرف بالكِسائيّ؛ لأنّه أيّام قراءته على حمزة كان يلْتَفّ في كساء، فلقَّبه أصحاب حمزة بالكِسائيّ.
أبو العبّاس بن مسروق: حدثنا سَلَمة بن عاصم قال: قال الكِسائيّ: صلَّيْتُ بهارون الرشيد، فأعجبتني قراءتي فغلطت في آيةٍ ما أخطأ فيها صبيٌّ قط أردت أن أقول " لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ " [آل عمران] فقلت " يرجعين " فوالله ما اجترأ الرشيد أن يقول أخطأت، لكنّه لما سلّم قال: أيُّ لغةٍ هذه؟ قلت: يا أمير المؤمنين قد يعثُرُ الجواد، قال: أما هذا فنعم.
وعن سلمة: سمعت الفراء يقول: سمعتُ الكِسائيّ يقول: ربّما سبقني لساني باللَّحْن فلا يمكنني أن أرد لساني.
وذكر ابن الدَّوْرَقيّ قال: اجتمع الكِسائيّ واليزيديّ عند الرشيد، فحضرت العشاء فقدّموا الكِسائيّ، فارْتُجّ عليه قراءة " قل يا أيها الْكَافِرُونَ " فقال اليزيديُّ: قراءة هذه السورة ترتجّ على قارئ أهل الكوفة! قال: فحضرت صلاةً فقدموا اليزيدي فأرتج عليه في الحمد فلمّا سلم قال:
احْفَظْ لسانك لا تقول فتبتلى ... إنّ البلاء مُوكل بالمنطِق
وعن خَلَف قال: كان الكِسائيّ يقرأ لنا على المنبر، فقرأ يوما: " أنا أكثرَ منك مالا ". فسألوه عن العِلَّة فثُرْت في وُجوههم، فَمَحَوْه من كُتُبهم، ثمّ قال لي: يا خَلَف، يكون أحدٌ من بعدي يَسْلَم من اللَّحْن؟ [ص:929] قال الفرّاء: ناظرت الكِسائيّ يومًا وزدت، فكأنيّ كنت طائرًا يشرب من بحر.
وعن الفرّاء قال: إنما تعلّم الكِسائيّ النَّحْو على كِبَر؛ لأنّه جاء إلى قوم وقد أعيا، فقال: قد عَيَّيْتُ، فقالوا له: تُجالِسُنا، وأنت تَلْحن؟ قال: وكيف؟ قالوا: إنّ أردت من التعب فقل أعييت، وإن أردت انقطاع الحيلةُ في الأمر فقل عَيِيت، فأنِفَ من هذا، وقام وسأل عمَّن يعلّم النَّحْو، فأُرشِد إلى مُعاذ الهرّاء، فلزِمَه حتّى أنفد ما عنده، ثمّ خرج إلى الخليل.
قلت: وقد كانت للكِسائيّ عند الرشيد منزلة رفيعة، وسار معه إلى الرَّيّ، فمرض، ومات بقرية رَنْبَوَيْه، فلمّا اعتل تمثل، فقال.
قَدَرٌ أَحَلَّك ذا النخيل وقد رأى ... وأبي ومالك ذو النخيل بدارِ
ألا كداركم بذي بقر الحمى ... هيهات ذو بقرٍ من المُزْدارِ
ومات معه محمد بن الحسن الفقيه، فقال الرشيد لمّا رجع إلى العراق: دفنتُ الفقه والنَّحْو برَنْبَوَيْه.
وقال نُصير بن يوسف: دخلت على الكِسائيّ في مرض موته فأنشأ يقول: قَدَرٌ أَحَلَّك، وذكر البيتين، فقلت: كلا، ويمتع الله الجميع بك، فقال: لئن قلتَ ذاك لقد كنت أُقرئ في مسجد دمشق، فأغفيت في المحراب، فرأيتُ النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ داخلا من باب المسجد، فقام إليه رجلٌ، فقال: بحرف من نقرأ؟ فأومأ إلي.
قال الدُّوريّ: تُوُفّي الكِسائيّ بقرية أرْنَبَوَيْه، وكذا سماها أحمد بن جبير، وزاد فقال: في سنة تسعٍ وثمانين ومائة، وكذا أرخه جماعة.
فقيل إنه عاش سبعين سنة.
وفي وفاته أقوال واهية، سنة إحدى وثمانين، وسنة اثنتين، وسنة ثلاثٍ، وسنة خمسٍ وثمانين، وقيل: سنة ثلاثٍ وتسعين، والأول أصحّ.(4/927)
258 - عليّ بن زياد التُّونسيّ الفقيه. أبو الحَسَن العبسيُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
شيخ المغرب. [ص:930]
أصله من بلاد العجم، ومولده بأطرابلس، وكان إمامًا ثقة متعبدًا، بارعًا في العلم، رَحَلَ، وسمع من: سُفيان الثَّوْريّ، ومالك، واللَّيْث، وطبقتهم، وسمع قبل أن يرحل من قاضي إفريقية خالد بن أبي عِمران، فهو أكبر شيخ له.
وصنّف في الفقه كتابًا سمّاه " خيرًا من زِنَته "، يشتمل على البيوع والأنكِحَة.
قال أسد بن الفرات: كان عليّ بن زياد من أكابر أصحاب مالك.
روى عنه: بُهْلُولُ بن راشد، وشجرة التونسيّ، وسَحْنُون، وأسد بن الفرات.
وسنذكر في الطبقة الآتية، إنّ شاء الله، عليّ بن زياد الإسكندريّ.(4/929)
259 - عليّ بن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْهَاشِمِيُّ الْعَلَوِيُّ المدنيُّ الطبيب. [الوفاة: 181 - 190 ه]
قال أبو حاتم الرّازيّ: سمعتُ داود بن عبد الله الجعفريّ يقول: قال لي عليّ بن عُبَيْد الله بن محمد، وكان أبصرَ النّاس في الطّبّ، وذكر حكاية.(4/930)
260 - ن ق: عليّ بن غُراب أبو الحَسَن، ويقال أبو الوليد الفَزَاريُّ الكوفيُّ القاضي. [الوفاة: 181 - 190 ه]
رَوَى عَنْ: إسماعيل بن أبي خالد، وأحوص بن حكيم، وهشام بن عُرْوَة، وعمر مولى غفرة،
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، وزياد بن أيّوب، والحسين بن الحَسَن المَرْوَزِيّ، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وعدة.
قال ابن مَعِين: صدوق.
وضعّفه أبو داود.
وقال ابن حِبّان: كان غاليًا في التشيُّع، كثير الخطأ.
وقال الجوزجانيّ: ساقط. [ص:931]
وقال الدَّارَقُطْنيّ: ثقة.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بن حنبل: حدثنا علي بن الحسن أبو الشعثاء، قال: حدثنا عَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ حَيَّانَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ: " نَهَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ يُسَمَّى كَلْبٌ وَكُلَيْبٌ.
قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ أَحْمَدُ: سَمِعْتُ مِنْهُ مَجْلِسًا.(4/930)
261 - ت: عليّ بن مجاهد الكِنْديُّ الكابُليُّ الرَّازيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: ابن إسحاق، وموسى بن عُبَيْدة، ومِسْعَر، وجماعة،
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، وزياد بن أيّوب، ومحمد بن حُمَيْد الرّازيّ، وجماعة.
ووُلّي قضاء الرَّيّ.
رماه بالكذِب يحيى بن الضُّرَيس، ومحمد بن مِهران الجمّال.
ووثقه ابن حِبّان، فالله أعلم.(4/931)
262 - ع: عليّ بن مُسْهِر أبو الحَسَن القُرَشيُّ مولاهم الكوفيُّ الحافظ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
قاضي المَوْصل وهو أخو عبد الرحمن قاضي جبل.
رَوَى عَنْ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هند، وعاصم الأحول، وزكريا بن أبي زائدة، وأبي مالك الأشجعيّ، وخلْق من هذه الطبقة،
وَعَنْهُ: بِشْر بن آدم، وسويد بن سعيد، وابنا أبي شَيْبَة، وعليّ بن حُجْر، وهناد بن السَّرِيّ، وآخرون.
قال أحمد: هو أثبت من أبي معاوية في الحديث.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْن عَبْد اللَّه العِجْليّ: كَانَ ممّن جمع الفقه، والحديث، ثقة.
وروى عبّاس عن ابن مَعِين: كان ثبتًا. [ص:932]
وولِي قضاء أرمينية، فلمّا قدِمَها اشتكى عينَه، فجعل يختلف إليه متطبّب، فقال قاضٍ كان بأرمينية للكحّال: أكحلْه بما يُذهب عينه حتّى أعطيك مالا ففعل، فذهبت عينُه، فرجع عليّ بن مُسْهِر إلى الكوفة أعمى.
وقال ابن نُمير: دفنَ عليّ بن مُسْهِر كُتُبَه.
قلت: تُوُفّي سنة تسعٍ وثمانين ومائة.(4/931)
263 - ع: عليّ بن نصر بن عليّ بن صُهْبان، أبو الحَسَن الْجَهْضَميُّ البصْريُّ [الوفاة: 181 - 190 ه]
والد الحافظ نصر بن عليّ.
رَوَى عَنْ: حمزة الزّيّات، وقُرّة بن خالد، وهشام الدُّسْتَوائيّ، وشعبة، والخليل بن أحمد، وعدّة،
وَعَنْهُ: ولده، وأبو نُعَيم، وَمُعَلَّى بن أسد.
خرج الستة عن ولده نصْر، عن أبيه.
وقد روى القراءات عن: أبي عَمْرو بن العلاء، وأبان بن يزيد العطّار، وهارون بن موسى، وشبل بن عباد.
حمل عنه ولده نصر بن علي، وكان من كبار أصحاب الخليل بن أحمد في العربية، وكان صديقا لسيبويه.
مات سنة سبع وثمانين ومائة، وهو في عشر السبعين.(4/932)
264 - م 4: علي بن هاشم ابن البَريد، أبو الحَسَن القُرَشيُّ، مولاهم الخزّاز الكوفيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: هشام بن عُرْوة، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وابن أبي ليلى، وطبقتهم،
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وابن أَبِي شَيْبَة، وأخوه عثمان، وأحمد بن مَنِيع، والحسن بن حمّاد سَجَّادة، وعبد الله مُشْكَدَانَة، وجماعة.
وثقه ابن معين، وغيره.
وكان شيعيًا بغيضًا.
قال أبو داود: ثَبْتٌ يتشيَّع.
وقال أحمد بن حنبل: سمعتُ منه مجلسًا واحدا.
وقال ابن حبان: روى المناكير عن المشاهير. [ص:933]
قلت: مات سنة إحدى وثمانين ومائة.(4/932)
265 - م ت ق: عمَّار بن محمد، أبو اليقظان الثَّوْريُّ [الوفاة: 181 - 190 ه]
أخو سيف، كوفي سكن بغداد.
وَرَوَى عَنْ: الصلت بن قويد، ومنصور بن المُعْتمِر، وليث، والأعمش،
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، وعمْرو النّاقد، وزياد بن أيّوب، والحسن بن عَرَفَة، ومحمد بن حاتم المؤدِّب.
قال ابن عرفة: كان لا يضحك، وكنّا لا نشك أنّه من الأبدال.
وقال أبو حاتم، وغيره: لَيْسَ بِهِ بأس.
وقال عليّ بن حُجْر: كان ثبتًا، حُجَّة.
وروى عن سُفيان الثَّوْريّ قال: إنّ نجا أحد من أهل بيتي فَعمّار.
وقال ابن حِبّان: كان ممّن فحش خلافة، وكثُر وهمه حتّى استحقّ التَّرْك.
قلت: هو ابن أخت سُفيان، وقع لنا من عواليه في جزء ابن عَرَفَة.
مات في المحرَّم سنة اثنتين وثمانين ومائة.(4/933)
266 - م د ن ق: عَمْر بن أيّوب العَبْديُّ المَوْصليّ أبو حَفْص. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: جعفر بن بَرْقان، وابن أبي ليلى، وأفلح بن حُمَيْد، وإبراهيم بن نافع المكيّ،
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، وداود بن رُشَيد، وأبو سعيد الأشجّ، وأيّوب الوزّان، وعليّ بن حرب، وجماعة.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِين: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ: ما رأيته يذكر الدُّنيا، وكان من أشد الناس حَياء.
وذكره أحمد بن حنبل فقال: كانت له هيئة، وجعل يُطْريه.
قيل: مات سنة ثمانٍ وثمانين ومائة.(4/933)
267 - ن: عَمْر بن أبي خليفة حَجّاج بن عتَّاب العبديُّ البَصْريُّ أبو حفص. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أبيه، ومحمد بن زياد الْجُمَحّي، وأبي غالب حزوَّر، وعليّ بن زيد، وعدّة،
وَعَنْهُ: خليفة بن خَيّاط، وعمرو بن عليّ، وابن مُثَنَّى، وبُنْدار، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ العُقَيْليّ: مُنْكَر الحديث.
رَوَى عَنْ: هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " آخِرُ كَلامٍ فِي الْقَدَرِ لِشِرَارِ أُمَّتِي ".
ويُرْوَى مِنْ وَجْهٍ آخَرَ لَيِّنٍ أَيْضًا.
تُوُفّي سنة تسعٍ، وثمانين.(4/934)
268 - ق: عُمر بن الدِّرَفْس الغَسَّانيُّ الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
من رؤساء البلد، عن: عبد الرحمن بن أبي قُسَيْمة، وزُرْعة بن إبراهيم،
وَعَنْهُ: ابنه الوليد، والوليد بن مسلم، وأبو مُسْهِر، وهشام، وابن بنت شُرَحْبيل، وغيرهم.
قال أبو حاتم: صالح ما في حديثه إنكار.(4/934)
• - عمر بن عبد الرحمن الأبَّار، [الوفاة: 181 - 190 ه]
يأتي بكنيته.(4/934)
269 - ع: عُمَر بن عُبَيْد الطّنَافِسيُّ الكوفيُّ الحافظ [الوفاة: 181 - 190 ه]
أخو يَعْلَى، ومحمد، وإبراهيم، وهو أسنّ إخوته.
رَوَى عَنْ: آدم بن عليّ، ومنصور، وسِمَاك، وعبد الملك بن عُمَيْر، وجماعة،
وَعَنْهُ: أخواه يَعْلَى، وإبراهيم، وأحمد بن حنبل، وإسحاق، وزياد بن أيّوب، والحسن بن عَرَفَة، وجماعة.
وُثّق.
وقال أبو حاتم: محلُّه الصَّدْق. [ص:935]
قلت: تُوُفّي سنة خمسٍ وثمانين ومائة، وهو أكبر شيخ لقيه محمد بن عبد الله بن نُمير.(4/934)
270 - عمر بن عُبَيْد الخَزَّاز أبو حفص البصْريّ السابريُّ [الوفاة: 181 - 190 ه]
بيّاع الخُمُر.
نزل مكّة، وجاوَرَ،
وَحَدَّثَ عَنْ: سُهيل بن أبي صالح،
وَعَنْهُ: أبو عبد الرحمن المقرئ، والحميدي، وغيرهما.
ضعفه أبو حاتم.
وقال العُقَيْليّ: في حديثه اضطّراب.(4/935)
271 - ع: عمر بن عليّ بن عطاء بن مقدَّم أبو حفص المُقَدَّميُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
مولى بني ثقيف.
بصْريّ حافظ، وهو والد محمد، وعاصم، وعمّ محمد بن أبي بكر الحافظ.
رَوَى عَنْ: إسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وهشام بن عُرْوة، وأبي حازم الأعرج، وخالد الحذّاء، وطبقتهم،
وَعَنْهُ: أحمد بن عَبَدة، وأحمد بن المقدام، وخليفة بن خيّاط، وحفص الرباليّ، وبندار، وعمرو الفلاس، وطائفة.
قال ابن مَعِين: ما به بأس.
وقال ابن سعد: ثقة كان يدلّس تدليسا شديدا، يقول: سمعت، وحدثنا، ثمّ يسكت ساعةً، ثمّ يقول: هشام بن عروة، الأعمش.
قلت: قد احتمل تدليسَه النّاسُ، واحتجوا به في الكُتُب الستة، مع أَنَّ أَبَا حَاتِمٍ قَالَ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى سنة تسعين ومائة.(4/935)
272 - عَمْرو بن جُمَيْع، أبو المنذر [الوفاة: 181 - 190 ه]
قاضي حُلوان.
عَنْ: ليث بن أبي سُلَيم، والأعمش، وجُوَيْبر، وابن جريج،
وَعَنْهُ: الحكم [ص:936] ابن سليمان، وسريج بن يونس، والربيع بن ثعلب، وأبو إبراهيم الترجمانيّ، وآخرون.
مُتَّفَقٌ على تركه.
قال يحيى بن مَعِين: كان كذابًا خبيثًا.
وقال ابن عَدِيّ: يُتهم بوضع الحديث.(4/935)
273 - عَمْرو بن صالح بن المختار الزُّهْريّ الفقيه [الوفاة: 181 - 190 ه]
قاضي رامَهُرْمُز.
سَمِعَ: أبا مالك الأشْجَعيّ، وعُبَيْد الله بن عَمْر،
وَعَنْهُ: محمد بن المثنَّى، وإسماعيل بن عبد الله بن زرارة.
وثقه يحيى بن مَعِين.(4/936)
274 - عَمْرو بن قاسم بن حبيب أبو عليّ التَّمَّار الكوفيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
مُنْكَر الحديث.
رَوَى عَنْ: منصور، ويزيد بن أبي زياد،
وَعَنْهُ: إسماعيل بن موسى الفزاري، ومحمد بن مروان، وعباد بن يعقوب الرواجني، وآخرون.
ضعفه ابن عدي.(4/936)
275 - عمرو بن قيس بن بُشَير الكُوفيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أبيه،
وَعَنْهُ: أبو نعيم، وإبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد بن مهران الجمال، وأبو سعيد الأشج.
وثقه أبو حاتم.
وقال ابن معين: لا شيء.(4/936)
276 - ق: عمرو بن النُّعمان بن جَبَلَة الباهليُّ البصْريّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: عليّ بن الحزور، وعُبَيْد الله بن أبي زياد، وسُليمان التَّيْميّ، وجماعة، [ص:937]
وَعَنْهُ: زيد بن الحُباب، وعيسى بن إبراهيم البركيّ، وحُمَيْد بن مَسْعَدة، وأحمد بن عَبْدة.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ لَا بَأْسَ بِهِ.(4/936)
277 - ت ق: عِمران بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ليلى. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: والده،
وَعَنْهُ: ابنه محمد، وعثمان بن أبي شَيْبَة، وسَهْل بن عثمان.
ذكره ابن حِبّان في الثقات.(4/937)
278 - ن: عنبسة بن الأزهر، أبو يحيى الشَّيبانيُّ الكُوفيُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
قاضي جُرْجان والرَّي.
رَوَى عَنْ: سلمة بن كُهَيل، ومحارب بن دِثار، وسماك بْن حرب،
وَعَنْهُ: أحمد بْن أَبِي طيبة، وعفان بن سيار، وهشام بن عُبيد الله الرازي، وسُفْيَان بن وكيع.
قَالَ أبو داود: لا بأس بِهِ.
وقال أبو حاتم: لا يحتج به ويُكتب حديثه.(4/937)
279 - د: عنبسة بن عبد الواحد بن أُميّة بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد بْن العاص أبو خالد الأمويُّ الكوفيُّ الأعور. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: عبد الملك بن عُمَيْر، وبيان بن بِشْر، وهشام بن عُرْوة، وطائفة،
وَعَنْهُ: سريج بن يونس، وعبد الله بْن عَمْر بْن أبان، وأبو عُبَيْد، القاسم، وإبراهيم بن موسى الرّازيّ، وأبو هَمَّام السَّكُونيّ.
وثقه أبو حاتم، وغيره.(4/937)
280 - عويد بن أبي عمران الجوني. [الوفاة: 181 - 190 ه]
رَوَى عَنْ: أبيه،
وَعَنْهُ: أحمد بن أيّوب بن راشد، ومحمد بن المثنَّى، ونصر الْجَهْضَميّ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. [ص:938]
وقال أبو زُرْعة: ضعيف الحديث.
وقال النَّسائيّ: متروك الحديث.(4/937)
281 - عيسى بن حنيفة، أبو عَمْرو الكِنْديّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: مالك بن دينار، ومحمد بن واسع، ويزيد الرَّقاشيّ، وفرقد السَّبْخيّ، وحُمَيْد الطّويل،
وَعَنْهُ: الحسين بن عمرو العَنْقَزِيّ، وأبو سعيد الأشجّ.
ذكره أبو حاتم، وما تكلّم فيه، وكأن محلَّه الصَّدْق.(4/938)
282 - عيسى بن سوادة بن الجعد النخعي الكوفيُّ [الوفاة: 181 - 190 ه]
نزيل الرَّيّ.
عَنْ: الزُّهْريّ، ومحمد بن المُنْكَدر، وعمرو بن دينار، وليث بن أبي سُلَيم، وجماعة.
وَعَنْهُ: هشام بن عُبَيْد الله، وزُنَيج، وأبو سعيد الأشجّ، وعمرو بن رافع، ويوسف بن واقد، وآخرون.
ضعفه أبو حاتم.(4/938)
283 - ق: غُنْجار، عيسى بن موسى أبو أحمد البخاريّ الأزرق الحافظ؛ [الوفاة: 181 - 190 ه]
ولقبوه غنجارا لحُمرة وجهه.
سَمِعَ: أبا حمزة السُّكَّريّ، وسفيان الثوري، وعيسى بن عبيد الكندي، وورقاء بن عمر، وخلقا،
وَعَنْهُ: بحير بن النَّضْر، ومحمد بن أُميّة السّاويّ، ومحمد بن سلام البِيكَنْدِيّ، وإسحاق بن حمزة البخاريّ، وآخرون.
قال الحاكم: هو إمام عصره، طلب العلم على كبر السن ورحل، وهو في نفسه صدُوق، تتبَّعْتُ رواياته عن الثقات فوجدتُها مستقيمة.
قال: وروى عن أكثر من مائة شيخ من المجهولين.
قُلْتُ: فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ فِي أَوَّلِ بَدْءِ الْخَلْقِ عَقِيبَ حَدِيثِ: " كَانَ اللَّهُ وَلا شَيْءَ غَيْرُهُ ".
وروى عيسى، عن رَقَبَة، عن قيس بن مسلم، عن طارق: سمعت عمر، كذا في الصحيح، وقد سقط بين عيسى وبين رقبة [ص:939] رجلٌ، وهو أبو حمزة السُّكَّريّ، وبهذا الإسناد نسخة عند غُنْجار، ولم يَلْقَ رَقَبَة.
مات غُنْجار في آخر سنة ستٍ وثمانين ومائة، وله نسخة عند ابن طَبَرْزَد ليست بالعالية.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: عيسى غُنْجار لا شيء.(4/938)
284 - ع: عيسى بن يونس بْن أَبِي إسحاق عَمْرو بْن عَبْد الله السَّبيعيّ أبو عَمْرو الكوفيُّ الحافظ [الوفاة: 181 - 190 ه]
أحد الأئمة الأعلام وشيخ الإسلام.
نزل الثَّغْر بالحَدَث مُرابطًا في سبيل الله، وهو أصغر من أخيه إسرائيل.
رأى جدّه،
وَسَمِعَ: أباه، وهشام بن عُرْوة، وحُسينًا المعلم، وإسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، والْجُرَيريّ، ومُجالدًا، وزكريا بن أبي زائدة، وعمر بن سعيد بن أبي حسين، وعُمر مولى غفرة، وخلْقًا سواهم،
وَعَنْهُ: حمّاد بن سَلَمة أحد شيوخه، وإسحاق بن راهَوَيْه، وأحمد، وإبراهيم بْن موسى الفراء، وأبو بكر بْن أبي شيبة، وسُفيان بن وكيع، وعليّ بن حُجْر، وعليّ بن خَشْرَم، ونصر بن عليّ، والحسن بن عَرَفَة، وأُمم.
سُئِلَ عنه ابن المَدِينيّ فقال: بخٍ بخٍ، ثقة مأمون.
وقال يعقوب السَّدُوسيّ: حدثنا إبراهيم بن هاشم: سمعتُ بِشْر بن الحارث يقول: كان عيسى بن يونس يعجبُه خطّي، ويأخذ القِرْطاس فيقرأه، فكتبت من نسخة قوم شيئًا كان ليس من حديثه، فكأنّهم لمّا رأوا إكرامه لي أدخلوا عليه أحاديث فجعل يقرأ عليّ، ويضرب على تلك الأحاديث، فغمّني ذلك، فقال: لا يغمك، لو كان واوا ما قدروا أن يدخلوها علي.
وقال أحمد بن داود الحداني: سمعتُ عيسى بن يونس يقول: لم يكن في أسناني أحد أبصر بالنَّحْو منّي، فدخلني منه نخْوَة فتركته.
قال أحمد بن حنبل: الذي كنّا نخبر أنّ عيسى بن يونس كان سنةً في الغزو، وسنةً في الحجّ، وقد قدِم بغداد في شيءٍ من أمر الحصون، فأُمِرَ له بمال، فأبى أن يقبله. [ص:940]
وقال أحمد بن جَناب: غزا عيسى بن يونس خَمْسًا وأربعين غزوة، وحجّ خمسًا وأربعين حجّة.
وقال جعفر البرمكيّ: ما رأيت في القراء مثل عيسى بن يونس، فذكر أنه عُرض عليه مائة ألف درهم فقال: والله لا يتحدّث أهل العلم أنّي أكلتُ للسُّنّة ثمنًا.
قال الوليد بن مسلم: ما أبالي من خالفني في الأوزاعيّ، ما خلا عيسى بن يونس، فإنّي رأيت أخذه أخذًا مُحكمًا.
وقال ابن مَعِين: رأيتُ عيسى بن يونس، وعليه قِباءٌ محشُوّ، وخُفّان أحْمَران، يعني أنه كان بزي الأجناد.
قال الوليد بن مسلم: أفضل مَن بَقِيّ من علماء العرب أبو إسحاق الفَزَاريّ، وعيسى بن يونس، ومَخْلَد بن الحسين.
وقال محمد بن عُبَيْد الطَّنَافِسِيّ: يا أصحاب الحديث، ألا تكونون مثل عيسى بن يونس كان إذا جاء إلى الأعمش ينظرون إلى هَدْيه وسمته.
قال وكيع وذكر عيسى: ذاك رجلٌ قد قهر العِلْم.
وقال أبو زُرْعة: حافظ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ: حُجّة، هو أثبت من أخيه إسرائيل.
وقال ابن سعد: ثِقة ثَبت.
وسُئل أحمد بن حنبل عن عيسى بن يونس فقال: عيسى يُسأل عنه؟.
قال محمد بن المنذر الكِنْديّ: إنّ المأمون جاء إلى عيسى بن يونس فسمع منه، فأعطاه عشرة آلاف دِرهم فردها، وقال: ولا شُربة ماء على حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال أحمد بن جَنَاب: مات عيسى سنة سبعٍ وثمانين ومائة، وكذا ورخه سُليمان بن عَمْر الرَّقّيّ، وعليّ بن بحر، وعبد الله بن جعفر. [ص:941]
وقال محمد بن مُصَفَّى: مات في نصف شعبان سنة ثمان وثمانين ومائة، وفيها أرّخه المدائنيّ، ومحمد بن المثنَّى، وأبو داود.
وقال ابن سعد، وغيره: مات سنة إحدى وتسعين ومائة.(4/939)
-[حَرْفُ الْغَيْنِ](4/941)
285 - ن: غسان بن مُضَر الأزْديّ النَّمِريّ البصْريّ المكفوف أبو مضر. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أبي مسلمة سعيد بن يزيد ليس إلا،
وَعَنْهُ: أحمد، وشباب، والفلاس، ومحمد بن المثنَّى، ونصر بن عليّ، وعدّة.
قال: أحمد: ثقة، ثقة.
وقال: كان شيخًا عسِرًا.
وقال أبو حاتم: لا بأس بِهِ، صالح الحديث.
قيل: مات سنة أربع وثمانين ومائة.
خرج له النسائي " الصلاة في النعلين ".(4/941)
-[حَرْفُ الْفَاءِ](4/941)
286 - د ق: الفرج بن سعد أبو رَوْح المأربيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: عمّه ثابت، وعن خالد بن عَمْرو بن سعيد الأشدق،
وَعَنْهُ: محبوب بن موسى الفرّاء، والحُمَيْدِيّ، وغيرهما.(4/941)
287 - فَضَالَةُ بن حُصَين الضَّبيُّ، أبو معاوية [الوفاة: 181 - 190 ه]
شيخ بصْريّ.
لَهُ عَنْ: حُمَيْد الطويل، ويزيد بن نَعَامة، ويونس بن عُبَيْد،
وَعَنْهُ: نُعَيم بن حمّاد، ومحمد بن أبي بكر المُقَدميّ، وإبراهيم بن موسى.
قال أبو حاتم: مضطَّرب الحديث، وكذا قال البخاريّ.(4/941)
288 - الفضل بن عثمان، أبو محمد المُراديّ الكوفيُّ الصَّيرفيّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
[ص:942]
عَنْ: الزُّهْريّ، وأبي الزُّبَير،
وَعَنْهُ: أبو كُرَيِب، ومحمد بن عُبَيْد المحاربيّ.
ما يكاد يُعرف.(4/941)
289 - ع: فُضَيْل بن سُليمان النُّمَيريّ أبو سُليمان البصْريّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
رَوَى عَنْ: أبي حازم الأعرج، وعمرو بن أبي عمرو، وموسى بن عقبة، وخثيم بن عراك، وطبقتهم،
وَعَنْهُ: علي ابن المديني، وخليفة بن خيّاط، وأحمد بن عَبْدة، وأحمد بن المقدام، ونصر الْجَهْضَميّ، والفلاس، ومحمد بن موسى الحَرَشيّ، وآخرون.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ معين: ليس بثقة.
رواه عبّاس الدُّوريّ، عنه.
وقال أبو زُرْعة: لين.
وقال النَّسائيّ: بصري، ليس بالقويّ.
قلت: قد احتجّ به الجماعة.
مات سنة إحدى أو اثنتين وثمانين، وقيل سنة ستٍّ وثمانين ومائة.(4/942)
290 - خ م د ت ن: فُضَيْلُ بن عِياض بن مسعود الأستاذ الإمام شيخ الإسلام، أبو عليّ التَّميميُّ ثمّ اليَرْبُوعيّ المَرْوَزِيّ الزّاهد. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: منصور، وبيان بن بِشْر، وأبان بن أبي عيّاش، وحُصَيّن بن عبد الرحمن، ويزيد بن أبي زياد، وعطاء بن السائب، وعُبَيْد الله بن عَمْر، وهشام بن حسّان، وصَفْوان بن سُليم، وأبي هارون العبْديّ، والأعمش،
وَعَنْهُ: سُفيان الثَّوْريّ، وهو أكبر منه، وابن عُيَيْنَة، وابن المبارك، ويحيى القطان، وحسين الجعفي، وابن مهدي، والشافعي، ومُسَدَّد، وقُتَيْبة، ويحيى بن يحيى، وبشر الحافي، والقعنبيّ، ويحيى بن أيّوب، وأحمد بن المقدام العِجْليّ، وخلْق سواهم.
وكان إمامًا، ثقة، حُجّةً، زاهدا، عابدا، ربانيا، صمدانيًا، كبير الشأن. [ص:943]
قال ابن سعد: وُلد الْفُضَيْلُ بخُراسان بكورة أبيورد، وقدِم الكوفةَ وهو كبير، فسمع من منصور، وغيره: ثمّ تعبَّد، ونزل مكّة، وكان ثقة نبيلا، فاضلا، عابدًا، كثير الحديث.
وقال إبراهيم بن الأشعث، وغيره: سمعنا فُضَيْلا يقول: وُلدت بسمرقند.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي: أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر، قال: حدثنا الحسن بن عبد العزيز العسكريّ، كذا قال، وصوابه ابن عبد الله العسكري، قال: حدثنا ابن أخي أبي زرعة، قال: حدثنا محمد بن إسحاق بن راهوية، قال: حدثنا أبو عمّار، عن الفضل بن موسى قال: كان الفُضَيّل بن عِياض شاطرًا يقطع الطريق بين أبِيوَرْد، وسَرْخَس، وكان سبب توبته أنّه عشق جارية، فبينا هو يرتقي الْجُدران إليها سمع رجلا يتلو " أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ "، فقال: يا ربّ قد آن فرجع، فآواه الليل إلى خَربةٍ، فإذا فيها رفقة، فقال بعضهم: نرتحل؟، وقال قوم: حتى نُصْبح، فإنّ فُضَيْلا على الطريق يقطع علينا، فبات الْفُضَيْلُ، وأمّنهم، وجاور بالحَرَم حتّى مات.
إبراهيم بن الليث النخشبي: حدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرني رجل من جيران الْفُضَيْلِ من أبِيوَرْد قال: كان الفضيل يقطع الطريق وحده، فبينا هو ذات لَيْلَةٍ، وقد انتهت إليه القافلة، فقال بعضهم: اعدِلوا بنا إلى هذه القرية، فإن الفضيل يقطع الطريق، فسمع ذلك فأرعد، فقال: يا قوم جُوزوا، والله لأجتهدن أن لا أعصي الله.
وجاء نحوها من وجهٍ آخر فيه ابن جهضم، وهو ساقط.
وفي الجملة فالشِّرْك أعظم من كل إفْك، وقد أسلَم خلقٌ صاروا أفضل هذه الأمَّة، نسأل الله أن يأخذ بنواصينا إلى طاعته، فإنّ قلوب العباد بيده يصرفها كيف يشاء. [ص:944]
قال ابن عيينة والعجلي وغيرهما: فضيل ثقة.
وقال أبو حاتم: صدُوق.
وقال إبراهيم بن شمّاس: قال ابن المبارك: ما بَقِيّ على ظهر الأرض عندي أفضل من الْفُضَيْلِ بن عِياض.
وقال أحمد بن عبّاد التّميميّ المَرْوَزِيّ: سمعتُ النَّضْر بن شُمَيْلٍ، قال: سمعتُ هارون الرشيد يقول: ما رأيت في العلماء أهْيَبَ من مالك، ولا أورع من الْفُضَيْلِ.
وقال إبراهيم بن سعيد: قال لي المأمون: قال لي الرشيد: ما رأت عيناي مثل فُضَيْلِ بن عِياض، دخلْت عليه فقال لي: يا أمير المؤمنين، فرّغ قلبَك للحزن والخوف حتّى يسكناه، فيقطعاك عن المعاصي ويُباعداك من النار.
عن ابن أبي عمر العدني قال: ما رأيت بعد الْفُضَيْلِ أعْبَدَ من وكيع.
وعن شريك قال: إنّ فُضَيْلَ بن عِياض حُجّة لأهل زمانه.
وقال الهيثم بن جميل نحوه.
قال إبراهيم بن الأشعث: رأيت سُفيان بن عُيَيْنَة يُقبل يد الْفُضَيْلِ بن عِياض مرّتين.
وقال مَرْدَوَيْه الصّائغ: قال لي ابن المبارك: إنّ الْفُضَيْلَ صَدَق الله فأجرى الحكمة على لسانه، وهو ممّن نفعه الله بعِلمه.
وقال مَرْدَوَيْه: وقال لي رَباح بن خالد: إنّ ابن المبارك قال له: إذا نظرتُ إلى فُضَيْلِ بن عِياض جدّد لي الحزنَ، ومَقَتُّ نفسي. ثم بكى.
وعن ابن المبارك قال: إذا مات الْفُضَيْلُ ارتفع الحُزْن.
وقال أبو بكر الصُّوفيّ: سمعتُ وَكِيعًا يقول يوم مات الْفُضَيْلُ: ذهب الحُزْن اليوم من الأرض.
وقال يحيى بن أيّوب: دخلت مع زافر بن سُليمان على الْفُضَيْلِ بن عِياض بالكوفة فإذا الْفُضَيْلُ، وشيخ معه فدخل زافر، وأقعدني على الباب، قال زافر: فجعل الْفُضَيْلُ ينظر إلي، ثمّ قال: يا أبا سُليمان هؤلاء [ص:945] المُحَدِّثون يُعجبهم قُربُ الإسناد، ألا أخبرك بإسنادٍ لا شكّ فِيهِ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ جِبْرِيلَ، عَنِ الله تعالى: " نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ " فأنا وأنتَ يا أبا سُليمان من النّاس.
قال: ثمّ غشي عليه، وعلى الشّيخ، وجعل زافر ينظر إليهما، ثمّ تحرّج الْفُضَيْلُ فقمنا، والشيخ مغشي عليه.
إبراهيم بن الأشعث: كنّا إذا خرجنا مع الْفُضَيْلِ في جنازة لا يزال يعِظ ويُذكِّر ويبكي لَكَأَنّه مُوَدِّعٌ أصحابَه، ذاهبٌ إلى الآخرة، حتّى يبلغ المقابر، فيجلس فلكأنه بين الموتى في الحُزْن والبكاء.
قال سهل بن راهَوَيْه: قلت لسفيان بن عُيَيْنَة: ألا ترى إلى أبي عليّ، يعني فُضَيْلا لا تكاد تجف له دمعة، فقال سُفيان: إذا قَرح القلب نَدِيَت العَيْنان، ثمّ تّنهد سُفيان.
قال عبد الصّمد مَرْدَوَيْه الصائغ: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: إذا علم الله من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له وإنْ قَلّ عملُه.
وقال: إنّ الله يَزْوي عن عبده الدنيا، ويُمرّرها عليه، مرة بجوع، ومرة بعري، كما تصنع الوالدة بولدها، مرة صبرا، ومرة حضضا، ومرة مرا، وإنما تريد بذلك ما هو خيرٌ له.
وفي المجالسة للدِّيَنَوَرِيّ: حدثنا يحيى بن المختار: سمعتُ بِشْر بن الحارث يقول: كنتُ بمكة مع الْفُضَيْلِ بن عِياض، فجلس معنا إلى نصف الليل ثمّ قام يطوف إلى الصبح، فقلت: يا أبا عليّ، ألا تنام؟ قال: ويْحك، وهل أحدُ يسمع بذِكر النّار تطِيب نفسُه أن ينام.
وقال الأصمعيّ: نظر الْفُضَيْلُ بن عياض إلى رجل يشكو إلى رجل فقال: تشكو من يرحمك إلى من لا يرحمك.
وقيل سُئل الْفُضَيْلُ: متى يبلغ المرء غاية حب الله؟ قال: إذا كان عطاؤه إياك ومنعه سواء.
وعنه قال: تَرْك العمل من أجل النّاس رِياء، والعمل من أجل النّاس شِرْك، والإخلاص أن تُعَافَى منهما. [ص:946]
وقال يونس بن محمد المكّيّ: قال فُضَيْلٌ لرجل: لَأعلمنَّك كلمةً خير لك من الدنيا وما فيها، والله لئن علِم الله منك إخراج الأدميّين من قلبك حتّى لا يبقى في قلبك مكان لغيره، ثم تسأله شيئا إلا أعطاك.
وعن فضيل قال: ما أدري ما أنا، أكذاب أو مراء.
وروى عليّ بن عثام: قال الْفُضَيْلُ: ما دخلت على أحدٍ إلا خفتُ أن أتصنّع له، أو يتصنّع لي.
قال أحمد بن أبي الحواري: حدثنا محمد بن إسحاق قال: أتينا الفضيل بن عِياض نسمع منه، قال: لقد تعوّذتُ بالله من شرِّكم، قلنا: ولم يا أبا عليّ؟ قال: أكره أن تزيّنوا لي وأتزيّن لكم.
قال ابن أبي الحواري، وحدثنا أبو عبد الله الأنطاكيّ قال: اجتمع فُضَيْلٌ والثَّوْريّ فتذاكروا فرق سُفيان وبكى، ثمّ قال لِفُضَيْلٍ: أرجو أن يكون هذا المجلس علينا رحمة، وبركة، فقال له الْفُضَيْلُ: لكنّي يا أبا عبد الله أخاف أن يكون أضرّ علينا من غيره، ألستَ تخلّصت إلى أحسن حديثك، وتخلَّصتُ أنا إلى أحسن حديثي، فتزينت لي، وتزينت لك، فبكى سُفيان، وقال: أحْييتني أحياك الله.
وقال الفَيض بن إسحاق: قال لي الْفُضَيْلُ: لو قيل لك يا مُرائي غضبتَ، وَشُقَّ عليك، وعسى ما قيل لك حقّ، تزيّنت للدنيا، وتصنّعت لها، وقصَّرت ثيابك، وحسّنتَ سمتك، وكففت أذاك حتى يقولوا: أبو يزيد عابد، ما أحسن سمته، فيكرمونك، وينظرونك، ويُهدون إليك مثل الدِّرْهم السُّتُّوق، لا يعرفه كلّ أحد، فإذا قشروا، قشروا عن نحاس، ويْحك، ما تدري في أي الأصناف تُدْعَى غدًا.
ابن مسروق: سمعتُ السَّريّ بن المُغَلّس، يقول: سمعتُ الْفُضَيْلَ بن عِياض يقول: من خاف الله لم يضره شيء، ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد.
الفيض بن يزيد الرَّقّي: سمعتُ الْفُضَيْلَ، وسُئل: ما الخلاص؟ قال: أخبرني من أطاع الله هل تضره مَعْصية أحد؟ قال: لا. قال: فمن يعصي الله تنفعه طاعة أحد؟ قال: لا، قال: هذا الخلاص.
إبراهيم بن الأشعث: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: بلغني أن العلماء فيما مضى [ص:947] كانوا إذا تعلّموا عمِلوا، وإذا عمِلوا شُغِلُوا، وإذا شغلوا فقدوا، وإذا فقدوا طلبوا، وإذا طلبوا هربوا.
قال مَرْدَوَيْه: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: رحم الله امرأً أخمل ذكره، وبكى على خطيئته قبل أن يرتهن بعمله.
وقال الفَيض بن إسحاق: قال الْفُضَيْلَ: أخلاق الدنيا والآخرة أن تصلَ مَن قَطَعَك، وتُعطي من حَرَمك، وتعفُوَ عمَّن ظلمك،
وَعَنْهُ: قال: ما أجد راحة ولا لذة إلا إذا خَلَوْتُ.
وعنه قال: كفى بالله محبًّا، وبالقرآن مؤنسا، وبالموت واعظًا، اتّخذ الله صاحبًا، ودَع النّاسَ جانبا، كفى بخشية الله علما، وبالاغترار جهلا، رهبة المرء من الله على قدر علْمه بالله، وزهادتُه في الدنيا على قَدْر شَوقه إلى الجنّة.
قال إبراهيم بن الأشعث خادم الْفُضَيْلِ: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: لو أنّ الدنيا عرضت عليّ حلالا أحاسَب عليها لَكُنْتُ أتقذَّرُها كما يتقذر أحدكم الجيفة.
وسمعته يقول: مَن سَاءَ خُلُقُه شان دِينه، وحَسَبُه، ومروءته.
وقال: لن يهلك عبد حتى يؤثر شهوته على دينه، خِصْلتان تقسّيان القلب: كثرة الكلام، وكثرة الأكل، أكْذَبُ النّاس العائد في ذَنْبه، وأجهلُ النّاس الْمُدِلُّ بحَسَناته، وأعلم النّاس بالله أخْوَفُهُم منه.
وعنه قال: أمْس مَثَلٌ، واليوم عَمَلٌ، وغدًا أمَلٌ.
قال فيض بن إسحاق الرَّقّيّ: قال الْفُضَيْلُ: ما يَسُرُّني أن أعرف الأمر حق معرفته إذا لطاش عقلي.
إبراهيم بن الأشعث: سمعتُ الْفُضَيْلَ وقال له رجل: كيف أمسيت، وكيف حالُك؟ قال له: عن أي حال تسأل؟ عن حال الدنيا أو حال الآخرة؟ أمّا الدنيا فإنّها مالت بنا وذهبت كلَّ مَذْهب، والآخره فكيف ترى حال من كثرت ذنوبه، وضعُف عملُه، وفني عُمره، ولم يتزوّد لِمَعَاده.
الفيْض بن إسحاق، سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: إذا أراد الله أن يُتْحفَ العبدَ سلَّط عليه من يظلمه.
الأصمعيّ: قال الْفُضَيْلُ: إذا قيل لك: أَتخاف الله؟ فاسكُتْ، فإنك إنّ [ص:948] قلت لا، أتيتَ بأمرٍ عظيم، وإنّ قلت: نعم، فالخائف لا يكون على ما أنت عليه.
وعن الْفُضَيْلِ: يا مسكين، أنت مُسيء وترى أنّك محسِن، وأنت جاهل وترى أنك عالِم، وأنت بخيل وترى أنّك كريم، وأنت أحمق وترى أنّك عاقل، وأجلُك قصير، وأمَلُك طويل، قلت: صَدَقَ واللهِ، وأنت ظالم وترى أنّك مظلوم، وأنت فاسق وترى أنّك عدْل، وأنت آكل للحرام وترى أنّك متورِّع.
محرز بن عون: أتيت الفضيل، فسلمت عليه، فقال: وأنت أيضا مع أصحاب الحديث، ما فعل القرآن؟، والله لو نزل حرف باليمن لكَان ينبغي أن تذهب حتى تسمعه، والله لأن تكون راعي الحمير وأنت طائع خيرٌ لك من أن تطوف بالبيت وأنت عاصٍ.
إسحاق بن إبراهيم الطّبريّ: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: لو طلبت منّي الدنانير كان أيْسَرَ من أن تطلب منّي الأحاديث، فقلت: لو حدثتني بأحاديث كان أحبّ إلي من عِدّتها دنانير.
قال: إنك مفتون: أما والله لو عملتَ بما سمعتُ لكان لك في ذلك شغل عمّا لم تسمع، سمعتُ سُليمان بن مهران يقول: إذا كان بين يديك طعام فتأخذ اللقمة فترمي بها خلفَ ظهرك، فمتى تشبع؟.
عبّاس الدُّوريّ: حدثنا محمد بن عبد الله الأنباريّ: سمعتُ فُضَيْلا يقول: لما قدِم هارون الرشيد إلى مكّة، قعد في الحِجْر هو وولده وقومٌ من الهاشميين وأحضروا المشايخ، فبعثوا إليَّ فأردت أن لا أذهب، فاستشرت جاري فقال: اذهب لعله يريد أن تحدّثه أو تَعِظه، فدخلت المسجدَ فلمّا صرت إلى الحِجْر قلت لأدناهم إلي: أيُّكم أمير المؤمنين؟ فأشار لي إليه، فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، فردّ علي وقال: أقعد، ثم قال: إنما دعوناك لتحدثنا بشيء وتعظنا، قال: فأقبلت عليه، فقلت: يا حَسَن الوجه حِسَابُ الخلق كلّهم عليك، قال: فجعل يبكي، ويشْهق، فرددت عليه وهو يبكي حتّى جاء الخادم فحملوني وأخرجوني، وقالوا: اذهب بسلام. [ص:949]
وقال محرز بن عَوْن: كنت عند الْفُضَيْلِ، وأتى هارون، ويحيى بن خالد، وولده جعفر، فقال له يحيى: هذا أمير المؤمنين يا أبا عليّ يُسلّم عليك، قال: أيُّكم هو؟ قالوا: هذا، قال: يا حسَن الوجه لقد طُوِّقْتَ أمرًا عظيمًا وكررها، ثمّ قال: حدَّثني عبيد المكتب، عن مجاهد في قوله " وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ " قال: الأوصال التي كانت في الدنيا، وأَوْمَأ بيده إليهم.
قال مَرْدَوَيْه: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: لو كانت لي دعوة مُسْتَجابة ما صيّرتها إلا في الإمام، لو صيرتُها في نفسي لم تجزني، ومتى صيرتها في الإمام فإصلاحه إصلاح العباد والبلاد،
وَعَنْهُ: قال: لو كان دخولي على الخليفة كلّ يوم لكَلَّمُته في عُلماء السّوء، أقول: يا أمير المؤمنين لا بدّ للناس من راع، ولا بدّ للراعي من عالِم يشاوره، ولا بدّ له من قاضٍ ينظر في أحكام المسلمين، وإذا كان لا بد من هذين فلا يأتيك عالِمٌ ولا قاضٍ إلا على حمار بأَكافٍ، فبالْحَرِيّ أن يؤدّوا إلى الرّاعي النّصيحة، يا أمير المؤمنين متى تطمع العلماء والقضاة أن يؤدوا إليك النصيحة، ومركب أحدهم بكذا وكذا.
قال فُضَيْلُ بن عبد الوهّاب: سمعتُ الْفُضَيْلَ بمكة يقول لهم: لا تُؤذوني ما خرجت إليكم حتى بلت نحوًا من ستّين مرة.
قال محمد بن زنبور المكي، وغيره: احتبس بَوْلُ الْفُضَيْلِ، فرفع يديه، وقال: الَّلهُمّ بحبي لك إلا ما أطلقته، فما برحنا حتّى بال.
قال عبد الله بن خُبَيْق: قال الْفُضَيْلُ: تباعدْ من القُرّاء، فإنّهم إنّ أحبّوك مدحوك بما ليس فيك، وإنّ غضِبوا شهِدوا عليك وَقُبِلَ منهم.
قال قُطْبة بن العلاء: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: آفة القُرّاء الْعُجْبُ.
قال إبراهيم بن الأشعث: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: أكذب الناس العائد في ذنبه، وأجهل الناس المُدِلّ بحسَنَاته، وأعلم النّاس أخْوَفُهم من الله.
قال مَرْدَوَيْه: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: إذا علم الله من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له، وإن قل عملُه، من جلس مع مُبتدع لم يُعط الحكمة. [ص:950]
قال المفضل الجندي: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الطبري قال: ما رأيت أحدًا كان أخْوَف على نفسه، ولا أرجى للناس من الفضيل، كانت قراءته حزينة، شهية، بطيئة، مترسلة، كأنه يخاطب إنسانًا، إذا مرّ بآية فيها ذِكْر الجنّة تردّد فيها وسأل، وكانت صلاته باللّيل أكثر ذلك قاعدّا، يُلقى له حصير، فيصلّي من أول الليل ساعة، ثم تغلبه عينه، فيتكئ قليلا ثمّ يقوم، فإذا غلبه النومُ نام ثم يقوم، هكذا حتّى يصبح، وكان دأبُه إذا نعس أن ينام، وكان شديد الهيبة للحديث إذا حدّث، وكان يثقل عليه الحديث جدًّا.
وعن فُضَيْلٍ قال: لو خيرت بين أن أُبعث فأدخل الجنّة، وبين أن لا أُبعث لاخترت أن لا أُبعث.
قال أبو الشيخ: حدثنا أبو يحيى الرازي، قال: حدثنا محمد بن علي بن شقيق، قال: حدثنا أبو إسحاق قال: قال الْفُضَيْلُ بن عِياض: لو خُيِّرتُ بين أن أكون كلبًا، ولا أرى يوم القيامة لاخترتُ ذلك.
إبراهيم بن الأشعث: سمعت الفضيل يقول:
من أحب أن يذكر لم يذكر، ومن كره أن يذكر ذكر.
إسحاق الطبري، سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: الخوف أفضل من الرجاء ما دام الرجل صحيحًا، فإذا نزل به الموت، فالرجاء أفضل.
وقال: من استوحش من الوحدة، وأنِس بالناس لم يَسلم من الرّياء.
وقال الفَيْض: سمعته يقول: لا حَجّ ولا جهاد أشدّ من حبْس اللسان، وليس أحد أشد غما ممن سجن لسانه.
قلت: لِلْفُضَيْلِ ترجمة في تاريخ دمشق، وفي الحلية، وكان يعيش من صلة ابن المبارك ونحوه من الإخوان، ويمتنع من جوائز السلطان.
وعن هشام بن عمّار قال: تُوُفّي الْفُضَيْلُ رحِمه الله يوم عاشوراء سنة سبع وثمانين ومائة.
وفيها أرخه علي ابن المَدِينيّ، وجماعة.
وعن رجلٍ قال: كنّا جُلُوسًا مع فُضَيْلِ بن عِياض، فقلنا له: كم سنك؟ فقال: [ص:951]
بلغت الثمانين أو جُزْتُها ... فماذا أُؤَمِّلُ أو أنتظر
علتني السنون فأبلينني ... فدق العظام وَكَلَّ البصَرْ(4/942)
291 - فُضَيْلُ بن عِياض الصَّدفيّ المِصْريُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
من طبقة الأعمش، وإنّما ذكرته هنا للتمييز.
حَدَّثَ عَنْ: أبي سَلَمَةَ بن عبد الرحمن،
رَوَى عَنْهُ: حَيْوَة بن شُرَيْح، وعبد الله بن لهيعة، وغيرهما.(4/951)
-[حَرْفُ الْقَافِ](4/951)
292 - ن: قُدامة بن شهاب المازنيُّ البَصْريُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: بُرْد بن سِنان، ويحيى البكّاء، وأمّ داود الوابشيّة التي رأت عليًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وعن جماعة،
وَعَنْهُ: محمد بن عبد الملك بن أبي الشَّوارب، ويوسف بن موسى، والحسن بن عَرَفَة، وآخرون.
قَالَ أَبُو زُرْعة: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.(4/951)
293 - د ت ن: قُرَّان بن تمام الأسدي الكوفي. [الوفاة: 181 - 190 ه]
حَدَّثَ عَنْ: سهيل بن أبي صالح، وهشام بن عُرْوة، وموسى بن عُبَيْدة، وجماعة،
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وأحمد بْن مَنيع، وعليّ بن حُجْر، وسعيد بن محمد الجرميّ، والحسن بن عَرَفَة.
وثقه أحمد، وكان يبيع الدّوابّ.
تُوُفّي سنة إحدى وثمانين ومائة.(4/951)
-[حَرْفُ الْكَافِ](4/951)
294 - كثير بن مروان الفِهْريّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: إبراهيم بن أبي عَبْلَة، والحسن بن عُمارة،
وَعَنْهُ: النفيليّ، وأحمد بن حنبل، والحسن بن عَرَفَة، ويعقوب الدَّوْرَقيّ.
كذّبه يحيى بْن مَعِين، وقال مرةً: لَيْسَ بشيء.(4/951)
-[حَرْفُ اللَّامِ](4/951)
295 - الليث بن عاصم بن العلاء الخَوْلانيّ المصريُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: الحَسَن بن ثَوْبان،
وَعَنْهُ: ابن وهْب، وعبد الرحمن بن أبي السَّمْح.
مات سنة اثنتين وثمانين ومائة.(4/951)
296 - اللّيث بن نصر بن سَيّار أبو هشام الكِنانيّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
أمير بُخارَى.
سَمِعَ: عبد الله بن عَوْن، وابن إسحاق، وسعيد بن أبي عَروبة،
وَعَنْهُ: عَمْرو بن مُصْعَب، وغيره.
وكان صدُوقًا.(4/952)
-[حَرْفُ الْمِيمِ](4/952)
297 - ق: الماضي بن محمد أبو مسعود الغافِقيّ المِصْريُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: ليث بن أبي سُلَيم، وهشام بن عُرْوة، وجُوَيْبر بن سعيد،
رَوَى عَنْهُ: ابن وهب وحده، وكان وراقا ينسخ المصاحف.
قال ابن عَدِيّ: هو مُنْكَر الحديث.
قال ابن يونس: مات سنة ثلاثٍ وثمانين ومائة.(4/952)
• - مبارك بن سُحَيْم [الوفاة: 181 - 190 ه]
قد تقدّم، وكونه هنا أوْلَى.(4/952)
298 - ن: مُبَشَّر بن عبد الله بن رَزِين أبو بكر القُهُنْدُزِيُّ النَّيْسابوريُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
أخو عمر، ومسعود وكان مبشّر أكبرهم، ولم يرحل من نَيْسابور،
رَوَى عَنْ: حَجّاج بن أرطأة، وابن إسحاق، وإبراهيم بن طَهْمان، وسُفيان بن حسين،
وَعَنْهُ: أخوه عمر، وعلي بن سلمة اللبقي، وعلي بن الحسن الذهلي، وقال: ثقة، وبِشْر بن الحَكَم.
مات سنة تسعٍ وثمانين ومائة.(4/952)
299 - ت: محبوب بن محرز التَّميميُّ الكوفيُّ القَواريريُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: داود بن يزيد الأوديّ، وأسامة بن زيد، وكامل أبي العلاء، وجماعة،
وَعَنْهُ: سريج بن يونس، ومحمد بن عبد الله بن نُمَيْر، وأبو سعيد الأشجّ، وأبن عَرَفَة، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَب حَدِيثُهُ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ضعيف.(4/952)
300 - خ: محمد بن إبراهيم بن دينار المَدَنيُّ، مولى جُهَيْنَة، أبو عبد الله الفقيه، [الوفاة: 181 - 190 ه]
صاحب مالك.
رَوَى عَنْ: يزيد بن أبي عُبَيْد الأكْوَعيّ، وموسى بن عُقْبة، وابن أبي ذئب، وعدّة،
وَعَنْهُ: ابن وهْب، ويعقوب بن محمد الزهري، وذؤيب بن عمامة، وأبو مُصْعَب، وآخرون.
قال أشهب: ما رأيت في أصحاب مالك أفْقَهَ من ابن دينار.
وقال ابن مَعِين: ثقة.
وقال القاضي عِياض: تُوُفّي سنة اثنتين وثمانين ومائة.
وقال ابن عبد البر: كان مفتي أهل المدينة مع مالك.
قلت: روى له البخاريّ حديثًا واحدًا.(4/953)
301 - محمد ابن الإمام إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الله بن عباس العباسي الأمير. [الوفاة: 181 - 190 ه]
وُلّي دمشق للمهديّ، وللرشيد، ووُلّي مكّة، والموسم، وكان كبير القدْر، معظَّمًا.
رَوَى عَنْ: جعفر بن محمد، وعن المنصور،
وَعَنْهُ: ابنه موسى، وحفيده عبد الصمد بن موسى الهاشمي، وغيرهما، وهو صاحب حَدِيثِ: " أَكْرِمُوا الشُّهُودَ ".
مات ببغداد سنة خمسٍ وثمانين ومائة، وله: ثلاثٌ وستّون سنة.(4/953)
302 - ن: محمد ابن القاضي أبي شَيْبَة إبراهيم بن عثمان العَبْسيُّ الكوفيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أبيه، والأعمش، ومحمد بن عمرو بن علقمة،
وَعَنْهُ: ابناه الحافظان أبو بكر، وعثمان، ويزيد بن هارون.
ووُلّي قضاء بعض مملكة فارس، وتُوُفّي هناك وقد جاوز سبعين سنة، في سنة اثنتين وثمانين ومائة.
وثقه يحيى بن مَعِين. [ص:954]
له حديث ينفرد بروايته في ذِكر الموت.(4/953)
303 - ق: محمد بن إبراهيم بن المطَّلب بن السَّائب بن أبي وداعة السَّهْميّ المدنيُّ أبو عبد الله. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: زهرة بن عبد الرحمن، وعبد الله بن موسى التيمي، وأبيه،
وَعَنْهُ: ابن أخته إبراهيم بن المنذر، وعبد الرحمن بن شيبة الحزاميان.(4/954)
• - محمد بن إسحاق هو ابن محصَن، [الوفاة: 181 - 190 ه]
يأتي.(4/954)
304 - د: محمد بن أنس الكُوفيُّ [الوفاة: 181 - 190 ه]
نزيل الدِّيَنَور.
عَنْ: حُصَين بن عبد الرحمن، وسهيل بن أَبِي صَالِحٍ، وَالأَعْمَشِ،
وَعَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، وإبراهيم بن موسى الفراء.
وثقه أبو زُرْعة.(4/954)
305 - محمد بن الحَجَّاج بن يوسف الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: ربيعة بن يزيد، وإسماعيل بن عُبَيْد الله، ويونس بن مَيْسَرة، والتابعين،
وَعَنْهُ: بقية، والهيثم بن خارجة، وسُليمان بن عبد الرحمن.
قال أبو حاتم: شيخ.(4/954)
306 - محمد بن الحَسَن بن فرقد الشَّيْبانيّ مولاهم الكوفيُّ الفقيه العلامة، مفتي العراقين، أبو عبد الله، [الوفاة: 181 - 190 ه]
أحد الأعلام.
قيل: أصله من حَرَسْتا من غُوطة دمشق، ومولده بواسِط، ثمّ إنّه نشأ بالكوفة.
سَمِعَ أبا حنيفة، وأخذ عنه بعضَ كُتُب الفقْه، وَسَمِعَ: مسْعرًا، ومالك بن مِغْوَلٍ، والأوزاعي، ومالك بن أنس، ولزِم القاضي أبا يوسف، وتفقه به،
أَخَذَ عَنْهُ: الشافعي، وأبو عبيد، وهشام بن عبيد الله، وعلي بن مسلم الطوسي، [ص:955] وعمرو بن أبي عمرو الحراني، وأحمد بن حفص البخاري، وخلق سواهم.
وقد أفردت له ترجمة حسنة في جزء.
قال ابن سعد: أصله من الجزيرة، وسكن أبوه الشام، ثم قدم واسطا فولد له بها محمد في سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وسمع الكثير، ونظر في الرأي، وغلب عليه، وسكن بغداد، واختلف النّاس إليه فسمعوا منه.
وقال آخر: وُلّي محمد بن الحَسَن القضاء للرشيد بعد القاضي أبي يوسف، وكان إمامًا مجتهدًا من الأذكياء الفُصَحاء.
قال أبو عُبَيْد: ما رأيت أعلم بكتاب الله منه.
وقال الشافعي: لو أشاء أن أقول: نزل القرآن بلغة محمد بن الحَسَن لقلتُ لفصاحتِه، وقد حملتُ عنه وقْر بُخْتِيّ كُتُبًا.
وعن الشّافعيّ قال: ما ناظرتُ سمينًا أذكى من محمد، وناظرتُه مرّةً فاشتدّت مناظرتي له، فجعلتْ أوداجُه تنتفخ، وأزراره تتقطّع زِرًّا زِرًّا.
قال الشّافعيّ: قال محمد بن الحَسَن: أقمتُ عند مالك ثلاث سنين وكسْرًا، وسمعت من لفظه سبعمائة حديث.
وقال يحيى بن مَعِين: كتبت الجامع الصغير عن محمد بن الحَسَن.
وقال: إبراهيم الحربيّ: قلت لأحمد بن حنبل: من أين لك هذه المسائل الدّقاق؟ قال: من كُتُب محمد بن الحَسَن.
وقال عَمرو بن أبي عَمْرو الحرّانيّ: قال محمد بن الحَسَن: خلّف أبي ثلاثين ألف دِرهم، فأنفقت على النَّحْو والشّعر خمسة عشرَ ألفًا، وأنفقت على الحديث والفِقه خمسة عشر ألفًا.
وقال ابن عَدِيّ في كامله: سمع محمد الموطأ من مالك.
وقال إسماعيل بن حمّاد: قال محمد بن الحَسَن: بلغني أن داود الطّائيّ كان يسأل عنّي وعن حالي، ويقول: إنْ عاش فسيكون له شأن.
وعن الشّافعيّ قال: ما ناظرتُ أحدا إلا تمعر وجهه، ما خلا محمد بن الحَسَن. [ص:956]
قال أحمد بن أبي سُرَيْج: سمعتُ الشّافعيّ يقول: أنفقتُ عَلَى كُتُب محمد بْن الحَسَن ستين دينارًا، ثمّ تدبرتُها فوضعت إلى جَنْب كلّ مسألة حديثًا.
وقال محمد بن الحَسَن فيما سمعه منه محمد بن سَمَاعة: هذا الكتاب، يعني كتاب "الْحِيَلَ" ليس من كُتُبنا، إنما أُلقي فيها.
قال أحمد بن أبي عِمران: إنّما وضعه إسماعيل بن حمّاد بن أبي حنيفة.
الطحاوي: حدثنا يونس قال: قال الشّافعيّ: كان محمد بن الحسن إذا قعد للمناظرة والفقه أقعد معه حَكَمًا بينه وبين مَن يناظره، فيقول لهذا: زدت، ولهذا: نقصت.
أبو حازم القاضي، عن بكر بن محمد العَمّيّ، عن محمد بن سَمَاعة قال: كان سبب مخالطة محمد بن الحَسَن السلطانَ أنّ أبا يوسف القاضي شوور في رجل يُولّي قضاء الرَّقَّةِ، فقال: يصلحُ محمد بن الحَسَن، فأشخصوه، فلمّا قدِم جاء إلى أبي يوسف، فدخل به على يحيى بن خالد، فولّوه قضاء الرَّقَّةِ.
قلت: قد احتجّ بمحمدٍ أبو عبد الله الشّافعيّ.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: لا يستحق محمد عندي التَّرْكَ.
وقال النَّسائيّ: حديثه ضعيف، يعني من قبل حِفْظه.
وقال حنبل: سمعتُ أحمد بن حنبل يقول: كان أبو يوسف منصفًا في الحديث، وأما محمد فكان مخالفًا للأثر، يعني يخالف الأحاديث، ويأخذ بعموم القرآن.
وقد كان رحمه الله تعالى آية في الذكاء، ذا عقل تام، وسؤدد، وكثرة تلاوة للقرآن، فحكى أحمد بن أبي عمران قاضي مصر، عن بعض أصحاب محمد بن الحَسَن: أنّ محمدًا كان حزبه في كل يوم وليلة ثلث القرآن.
وقال أبو حازم القاضي: سمعتُ بكرًا العمّيّ يقول: إنما أخذ ابن سَمَاعة، وعيسى بن أبان حُسَن الصّلاة من محمد بن الحسن.
وقال علي بن معبد: حدَّثني الرجل الرّازيّ الذي مات محمد بن الحَسَن في بيته قال: حضرتُهُ وهو يموت فبكى، فقلت له: أتبكي مع العِلم؟ فقال لي: [ص:957] أرأيت إنّ أوقفني الله تعالى، وقال: يا محمد ما أقدمك الري؟ ألجهادُ في سبيلي؟ أم لابتغاء مرضاتي؟ ماذا أقول؟
وقال أحمد بن محمد بن أبي رجاء: سمعتُ أبي يقول: رأيت محمد بن الحَسَن في النوم، فقلت: إلى ما صرْتَ؟ قال: غُفِر لي، قلتُ: بم؟ قال: قيل لي لم نجعل هذا العِلْم فيك وإلا نحن نغفر لك.
قلت: تُوُفّي إلى رضوان الله في سنة تسعٍ وثمانين ومائة.(4/954)
307 - محمد بن الحَجَّاج اللَّخْميّ الواسطيّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
حدَّث ببغداد عَنْ: عَبْد المُلْك بْن عُمير، ومُجالد،
وَعَنْهُ: يحيى بن أيوب، وسريج بن يونس.
قال الدَّارَقُطْنيّ: كذّاب.
وقال ابن عَدِيّ: هو وضع حديث الهريسة.
وقال البخاريّ: مُنْكَر الحديث.
قلت: مات سنة إحدى وثمانين ومائة.(4/957)
308 - ت: محمد بن حُمران، أبو عبد الله القَيْسي البصْريّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: داود بن أبي هند، وخالد الحذّاء، والْجُرَيْريّ،
وَعَنْهُ: حُمَيْد بن مَسْعَدة، وخليفة بن خيّاط، ونصر بن عليّ، والقواريري.
قال أبو حاتم: صالح.
وقال أبو زُرْعة: محلُّه الصِّدْق.
وقال النَّسائيّ: ليس بالقويّ.(4/957)
309 - محمد بن زائدة أبو هشام التَّميميُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: ليث بن أبي سُليم، ورَقَبَة بن مَصْقَلَة، وداود بن يزيد،
وَعَنْهُ: أبو سعيد الأشجّ، وإسحاق بن موسى الخطْميّ.(4/957)
310 - ت ن ق: محمد بن سُليمان ابن الأصبهانيِّ، أبو عليّ، الكوفيُّ [الوفاة: 181 - 190 ه]
عمّ محمد بن سعيد ابن الأصبهاني.
رَوَى عَنْ: أبيه، وسهيل بن أبي صالح، وعطاء بن السّائب، وأبي إسحاق الشَّيْبانيّ، وطائفة،
وَعَنْهُ: ابنا أبي شَيْبَة، وقُتَيْبة بن سعيد، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، ويحيى بن يحيى، ولوين، وآخرون.
قال أبو حاتم: لا يُحَتجّ بِهِ.
وقال ابن عَدِيّ: هو قليل الحديث أخطأ في غير شيء.
قلت: مات سنة إحدى وثمانين.(4/958)
311 - محمد بن سعدان بن عبد الله بن حيَّان القُرَشيّ العامريُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أبيه، ويزيد بن أبي عُبَيْد، وابن عجلان،
وَعَنْهُ: معن بن عيسى، والحُمَيْدِيّ، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وآخرون.
قال أبو حاتم: شيخ.(4/958)
312 - محمد بن سُليمان بن مَسْمول المخزومي المكِّيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: نافع، وحزام بن هشام، وجعفر بن محمد بن عبّاد،
وَعَنْهُ: محمد بن القاسم سُحَيم، وأبو جعفر النُّفَيْليّ، ومحمد بن عَبّاد المكّيّ، وآخرون.
ضعَّفه أبو حاتم، وقال: الحُمَيْدِيّ يُتكلَّم فيه.(4/958)
313 - محمد بن سُليم القُرَشيّ البلْخيّ ثمّ المكِّيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: الضحّاك، وابن أبي مُلَيْكة، وقَتَادة.
عُمِّر دهرًا.
روى عنه: وكيع، وأبو عاصم، ومحمد بن عيسى ابن الطباع، ومنصور بن أبي مزاحم، وإبراهيم بن موسى الفراء.
وكان ابن عُيَيْنَة يُكْرِمُه.
وروى الكَوْسَج عن ابن مَعِين توثيقة. [ص:959]
وقال أبو حاتم: صالح الحديث.(4/958)
314 - محمد بن سهل الأسدي الكوفي المقعد. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: عاصم ابن بَهْدَلَة، وأبي حُصَين الأسَديّ،
وَعَنْهُ: عليّ بن حمزة الكِسائيّ، ومنْجاب بن الحارث، وغيرهما.(4/959)
315 - خ م ت ن ق: محمد بن سَوَاء بن عَنْبر السَّدُوسيّ أبو الخطَّاب البَصْريُّ المكفوف. [الوفاة: 181 - 190 ه]
رَوَى عَنْ: حسين المعلّم، وسعيد بن أبي عَرُوبة، وابن عَوْن، وطبقتهم، وأكثر عن سعيد.
روى عنه: ابن أخيه محمد بن ثَعْلبة، وإسحاق بن راهَوَيْه، وأحمد بن المقدام، وخليفة، وأبو حفص الفلاس، وجماعة.
وكان ثقة، نبيلا، صاحب حديث.
ورخ موته الفلاس سنة سبْعٍ وثمانين ومائة.(4/959)
316 - ابن السَّمَّاك هو محمد بن صَبيح أبو العبَّاس العِجْليّ، مولاهم الكوفيُّ الواعظ الزَّاهد، [الوفاة: 181 - 190 ه]
أحد الأعيان.
سَمِعَ: هشام بن عُرْوة، وسُليمان الأعمش، ويزيد بن أبي زياد، ونحوهم،
وَعَنْهُ: يحيى بن يحيى، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن أيّوب المقابريّ، ومحمد بن عبد الله بن نُمير، وآخرون.
وقال ابن نمير: كان صدوقا.
قال الخطيب: قدِم بغداد فمكث فيها مدّة ثمّ رجع.
وعنه قال: كم من شيء إذا لم ينفع لم يضرّ، ولكنّ العِلْم إذا لم ينفع ضرّ.
وعن مُغيرة بن شُعيب قال: حضرتُ يحيى بن خالد البرمكيّ يقول لابن السّماك: إذا دخلت على أمير المؤمنين فأوجِزْ، ولا تُكثِر عليه، قال: فلمّا دخل عليه قال: يا أمير المؤمنين إنّ لك بين يدي الله مقامًا، وإنّ لك من مقامك [ص:960] منصرفًا فأنظر إلى أين مُنْصرفك، إلى الجنّة أم إلى النّار، فبكى الرشيد حتى كاد أن يموت.
وقال عبد الله بن صالح العِجْليّ: سمعتُ ابن السّمّاك يقول: كتب إلي رجل من إخواني من أهل بغداد: صِفْ لي الدَّنيا، فكتبت إليه: أمّا بعد، فإنّه حفها بالشهوات، وملأها بالآفات، ومزج حلالها بالمؤونات، وحرامها بالتَّبِعات، حلالُها حساب، وحرامها عذاب، والسلام.
وعنه قال: همّة العاقل في النجاة، والهرب، وهمّة الأحمق في الّلهْو، والطَّرب، عَجَبًا لعَيْن تلذ بالرقاد، وملك الموت معه على الوساد، حتّى متى يبلّغنا الواعظون أعلامَ الآخرة، حتّى كأن نفوسَنا عليها واقفة، وكأن العيون إليها ناظرة، أفلا منتبه من نومته، أو مستيقظ من غَفْلَته، ومُفيق من سكرته، وخائف من صرعته؟ كَدْحًا للدنيا كدحًا، أما تجعل للآخرة منك حَظًّا، أُقسم بالله لو قد رأيت القيامة تخفق بزلزال أهوالها، والنّارُ قد عَلَتْ مُشْرفة على أهلها، وقد وضع الكتاب، ونُصب الميزان، وجيء بالنبيين والشُّهداء لسَرَّك أن تكون لك في ذلك الجمع منزلة، أبعد الدنيا دار معتمل أم إلى غير الآخرة مُنتقل؟ هيهات، كلا واللهِ، ولكن صُمَّت الآذان عن المواعظ، وذهلت القلوب عن المَنَافِع، فلا الواعظ ينتفع، ولا السامع ينتفع.
وعنه قال: هَبِ الدُّنيا كلّها في يديك، ودنيا أخرى مثلها ضُمّت إليك، وهب المشرق والمغرب يجبى إليك، فإذا جاءك الموت فماذا بين يديك؟ ألا مَن امتطى الصَّبر قوي على العبادة، ومن أجمع اليأس استغنى عن النّاس، ومَن أهَمَّتْه نفسُه لم يولّ مرمّتها غيره، ومن أحبّ الخير وُفِّقَ له، ومَن كرِه الشرّ جُنِّبه، ألا متأهّبٌ فيما يوصف أمامه، ألا مستعدُّ ليوم فَقْره وفاقَته، ألا شيخٌ مبادر انقضاء مدّته وفناء أجَله، ما ينتظر من ابيضت شعرته بعد سَوَادها، وتكرّش وجهُه بعد انبساطه، وتقوَّس ظهره بعد انتصابه، وَكَلَّ بصرُه، وضعُف ركْنُه، وقَلّ نومه، وَبَلِيَ منه شيء بعد شيء في حياته، فرحم الله امرأً عَقَلَ الأمر، وأحْسَنَ النظر، واغتنم أيّامه.
قال عبد الحميد بن صالح: حدثنا ابن السماك، عن سُفيان الثَّوْريّ قال: احتاجت امرأة العزيز فلبست ثيابها، فقال لها أهلها: إلى أين؟ قالت: أريد [ص:961] أسأل يوسف. قالوا: نخافه عليك. قالت: كلا، إنّه يخاف الله، ولست أخاف ممّن يخاف الله. قال: فجلست على طريقه، فقامت إليه لما أقبل، فقالت: الحمد لله الذي جعل العبيد بطاعته ملوكًا، وجعل الملوك بمعصيته عبيدًا، أصَابتنا حاجةٌ. قال: فأمر لها بما يصلحها.
قال ثعلب: حدثنا ابن الأعرابي قال: كان ابن السماك يتمثل بهذا:
إذا خلا في القبور ذو خطرٍ ... فزُرْه يومًا وانظرْ إلى خَطَره
أبرزه الدهرُ من مساكنه ... ومن مقاصيره ومن حجره
وعن ابن السّمّاك قال: الدُّنيا كلّها قليل، والذي بَقِيّ منها في جنب ما مضى قليل، والذي لك من الباقي قليل، ولم يبق من قليلك إلا قليل، وقد أصبحت في دار الفناء والعزاء، وغدًا تصير إلى دار الجزاء، فاشترِ نفسك لعلك تنجو من عذاب ربك.
توفي ابن السماك سنة ثلاثٍ وثمانين ومائة، وقد شاخ.(4/959)
317 - محمد بن عبد الرحمن بن رَدَّاد المدنيُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
من ولد ابن أمّ مكتوم.
رَوَى عَنْ: عبد الله بن دينار، وسهيل بن أبي صالح، ويحيى بن سعيد.
وَعَنْهُ: بِشْر بن مُعاذ، ويعقوب بن كاسب.
قال ابن عَديّ: عامة ما يرويه غير محفوظ.
وقال المؤلّف في كتابه " المغني ": ضعفوه.
وقال أبو حاتم: ليس بقويّ.(4/961)
318 - محمد بن عبد الرحمن بن عَمْرو، أبو عبد الله، ابن الإمام أبي عَمرو الأوزاعيّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
كان رجلا صالحاً عابداً، روى عن أبيه.
وَعَنْهُ: أبو مُسْهِر، ومغيره بن تميم، وجماعة من أهل بيروت. [ص:962]
قال العباس بن الوليد البيروتي: أدركته وأدركت زمانَه، وكانوا لا يشكون أنه من الأبدال.(4/961)
319 - محمد بن عبد الرحمن السَّهميّ الباهليُّ، يُكَنَّى أبا عبد الرحمن. [الوفاة: 181 - 190 ه]
رَوَى عَنْ: حُصَين بن عبد الرحمن وغيره.
وَعَنْهُ: نصر بن عليّ، ومحمد بن المثنى العنزي.
قال البخاري: لا يُتابع على حديثه.
قلت: له حديث واحد في الدعاء، مضطّرب الإسناد.(4/962)
320 - محمد بن عبد الرحمن القُشَيريّ المَقْدسيّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: حُمَيْد الطويل، وجعفر بن محمد، وخالد الحذّاء، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: بقيّة، وأبو بدر السكُونيّ، وسليمان ابن بنت شُرَحْبيل.
قال أبو حاتم: كان يكذب ويفتعل الحديث.(4/962)
321 - خ د ت ن: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرحمن الطُّفاويّ، أبو المنذر البَصْريُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
سَمِعَ: أيّوب السّخْتيانيّ، وهشام بن عُرْوة، والأعمش.
وَعَنْهُ: أحمد، وابن المَدِينيّ، وعمرو الناقد، وأحمد بن المقدام.
قال ابن معين: ما به بأس. ووثقه غير واحد.
وقال أبو زُرْعة: مُنْكَر الحديث. وقاله أبو حاتم.
مات سنة سبْعٍ وثمانين ومائة.(4/962)
322 - محمد بن عبد الملك الأنصاري، أبو عبد الله. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَنَافِعٍ، وَابْنِ المُنْكَدر، وسالم بن عبد الله، والزُّهْريّ، وغيرهم.
وَعَنْهُ: عامر بن سيار، ويحيى بن صالح الوحاظيّ، ويحيى بن سعيد العطّار، وأبو المغيرة عبد القُدُّوس، وأخرون.
وهو مدني سكن حمص، وما بَقِيّ إلى هذا الوقت، كأنه مات قبل السبعين [ص:963] ومائة، نعمْ، ثمّ وجدت أنّ الإمام أحمد قال: قد رأيته، وكان أعمى، وكان يضع الحديث ويكذب.
وقال النَّسائيّ: متروك.
وَمِنْ بَلايَاهُ: يحيى الوحاظي، عنه، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: نَهَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ يُتَخَلَّلَ بِالْقَصَبِ وَالآسِ، وَقَالَ: " إِنَّهُمَا يَسْقِيَانِ عِرْقَ الْجُذَامِ ".
يَزِيدُ بْنُ مَرْوَانَ الْخَلالُ، عَنْهُ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ مَرْفُوعًا: " مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ خُطْوَةً وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ".(4/962)
323 - ق: محمد بن عثمان بن صَفْوان الْجُمَحيّ المكِّيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: حُمَيْد بن قيس الأعرج، وهشام بن عُرْوة، والحَكَم بن أبان.
وَعَنْهُ: الحُمَيْدِيّ، وأحمد بن حنبل، وسريج بن يونس، وأحمد بن محمد بن عون النبال.
قال أبو حاتم: مُنْكَر الحديث، ضعيف.(4/963)
324 - محمد بن عَمْر الطّائيُّ المَحَرِّي الحِمْصيُّ، أبو خالد. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: ثابت بن سعد الطّائيّ، وعبد الله بن بسر الحبراني، وأبي الزناد، وأبي عبد ربّه الزّاهد.
وَعَنْهُ: بقيّة، ويحيى الوحاظيّ، وخطاب الفوزي، وسليمان ابن بنت شرحبيل.
قال أبو حاتم: ما به بأس.(4/963)
325 - محمد بن عمر بن صالح الكلاعي، الحمصي ثم الحموي. [الوفاة: 181 - 190 ه]
وحماة قرية من أعمال حمص ذاك الوقت، واليوم هي في قدْر حمص مرَّتين.
رَوَى عَنْ: الحَسَن، ومحمد بن سيرين، وقتادة، وإسحاق بن يزيد صاحب البراء.
وَعَنْهُ: سُوَيْد بن سعيد، والمسيب بن واضح. [ص:964]
قال ابن عَدِيّ: مُنْكَر الحديث. ثمّ ساق له حديثًا باطلا عن قَتَادة عن أنس.
وقد وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِيهِ.(4/963)
326 - ق: مُحَمَّدَ بْنُ الفُرات، أبو عليّ الكوفيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، ومحارب بن دِثار.
وَعَنْهُ: أبو توبة الحلبيّ، وقُتَيْبة، وسويد بن سعيد، وسريج بن يونس، ومحمد بن عُبَيْد المحاربيّ.
وهو واه باتفاق، عُمِّرَ دهرًا، وجاوز المائة، كذّبه أحمد وابن أبي شَيْبَة.
قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الْمُعِزِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَزَّازِ قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل قال: أخبرنا محلم بن إسماعيل الضبي قال: أخبرنا الخليل بن أحمد القاضي قال: حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا محمد بن الفرات قال: سمعت محارب بن دثار قال: سمعت ابن عمر قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " شَاهِدُ الزُّورِ لا تَزُولُ قَدَمَاهُ حَتَّى يؤمر به إلى النار ".
أخرجه ابن ماجة عن سويد عن محمد.(4/964)
327 - ت ق: محمد بن الفضل بن عطيَّة العَبْسيُّ مولاهم، الكوفيُّ، أبو عبد الله، [الوفاة: 181 - 190 ه]
نزيل بُخارَى.
وقد حدَّث في آخر أيّامه بالعراق عن أبيه، وزياد بن علاقة، وعَمْرو بن دينار، وعاصم بن بَهْدَلَة، ومنصور بن المُعْتَمِر، وجماعة.
وَعَنْهُ: بقية، وأسد بن موسى، وعبّاد بن يعقوب، ويحيى بن يحيى، ومحمد بن عيسى بن حيان المدائني، وآخرون.
قال أحمد: حديثه حديث أهل الكذِب.
وقال يحيى بن مَعِين: لا يُكْتَب حديثه.
وقال غير واحد: متروك الحديث. [ص:965]
وقيل: إنّه حجّ بضعًا وثلاثين حَجَّة.
وقال محمد بن الفضل: كنت ابن خمس سنين حين كان يذهب بي والدي إلى الفُقهاء.
قلت: مات سنة إحدى وثمانين أو بعدها أو قبلها، وقع لنا من عواليه.(4/964)
328 - محمد بن كثير، أبو إسحاق القُرَشيّ الكوفيُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
نزيل بغداد.
عَنْ: ليث بْن أَبِي سُلَيْم، وعَمْرو بْن قيس المُلائي، والأعمش.
وَعَنْهُ: يحيى بن مَعِين، وقُتَيْبة، ومحمد بن الصّبّاح الجرجرائي، والحسن بن عَرَفَة.
كان ابن مَعِين حسن الرأي فيه، وقال: لم يكن به بأس.
وقال أبو حاتم: ضعيف.
وقال البخاريّ: مُنْكَر الحديث.(4/965)
329 - محمد بن كثير البصْريّ القَصَّاب. [الوفاة: 181 - 190 ه]
لَهُ عَنْ: عبد الله بن طاووس، ويونس بن عُبَيْد.
وَعَنْهُ: نُعَيم بن حمّاد، وعثمان بن أبي شَيْبَة.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكَر الْحَدِيثِ، ضَعِيفٌ.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: لا يُتَابَعُ عَلَى حَدِيثِهِ.
وَقَالَ الفلاس: ذاهب الحديث.(4/965)
330 - محمد بن مُجيب الثقفيُّ الكوفيُّ الصَّائغ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: ليث بن أبي سليم، وجعفر بن محمد.
وَعَنْهُ: محمود بن خداش، وجمهور بن منصور، ومحمد بن إسحاق البلْخيّ، ومحمد بن عبد الله الأرزي، ومحمد بْن حسّان الأزرق.
قال أبو حاتم: ذاهب الحديث. [ص:966]
وروى عبّاس عن ابن مَعِين قال: عدُّو لله كذّاب.(4/965)
331 - ق: محمد بن مِحْصَن العُكّاشيّ، وهو محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن عُكَّاشة بن محصن الأسدي. [الوفاة: 181 - 190 ه]
رَوَى عَنْ: إبراهيم بن أبي عَبْلَةَ، والأوزاعيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بن أبي خداش الموصلي، ومعلل بن نفيل، وجماعة.
قال البخاريّ: يقال له الأندلسي، منكر الحديث. وقال: قال ابن مَعِين: كذّاب.(4/966)
332 - محمد بن مروان السُّدّيّ الصغير، هو محمد بن مروان بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الرحمن السُّدّيّ الكوفي. [الوفاة: 181 - 190 ه]
رَوَى عَنْ: الكلبي " تفسيره "، وعن يحيى بن سعيد الأنصاريّ، والأعمش، وجُوَيْبر.
وَعَنْهُ: الأصمعيّ، ومحمد بن عُبَيْد المُحاربيّ، وأبو عَمْر الدّوريّ، والحسن بن عَرَفَة.
تركوا حديثه، وقد اتُّهم. قال البخاريّ: سكتوا عنه.
وقال ابن مَعِين: ليس بثقة.
وقال عبد الله بن نُمير: كذّاب.
وقال أحمد بن حنبل: أدركته قد كبُر فتركْتُه.(4/966)
333 - محمد بن مسروق بن مَعْدان الكِنْديّ الكوفيُّ، الفقيه أبو عبد الرحمن. [الوفاة: 181 - 190 ه]
من أصحاب الرأي. روى عن محمد بن عَمْرو، ومِسْعَر، وسُفيان الثَّوْريّ.
وَعَنْهُ: ابن وهب، وسعيد بن أبي مريم، وهشام بن عمار، وآخرون.
وولي قضاء مصر ثمانية أعوام في دولة الرشيد، وصرف سنة خمس وثمانين ومائة، وكان قد ولي بعد مفضل بن فضالة، وكان عجبا في التيه [ص:967] والصلف والتكبر، قال سعيد بن عفير: قدم علينا قاضيا، وكان متجبرا، فاعتدى على العمال وأنصف منهم. أرسل إليه الأمير عبد الله بن المسيب يأمره بحضور مجلسه، فقال لرسوله: لو كنتُ تقدّمت إليه في هذا لفعلت به وفعلت، فانقطع ذلك عن القضاة بعده.
قال سعيد: ولما قدِم مصرَ اتّخذ قومًا للشهادة، وأوقف سائر الشهود، فوثبوا به وشتموه وشتمهم، وكانت منه هَنات إلى أشرافهم.
وقال يحيى بن بُكَيْر: ما كان بأحكامه بأس، لكنه كان من أعظم النّاس تكبُّرًا.(4/966)
334 - ت: محمد بن الْمُعَلَّى الياميُّ الكوفيُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
وهو ابن أخي زَبيد بن الحارث.
رَوَى عَنْ: زياد بن خَيْثَمَة، وزكريّا بن أبي زائدة، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ، وأشعث بن سوار. واستوطن الرَّيّ.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن عمرو زنيج، ومحمد بن مِهران، ومحمد بن حُمَيْد، وآخرون.
قال أبو حاتم: صدُوق.(4/967)
335 - د ت ن: محمد بن يزيد الواسطيُّ الزاهد، أبو سعيد، ويقال: أبو إسحاق، الخَوْلانيُّ مولاهم، [الوفاة: 181 - 190 ه]
أصله شاميّ.
رَوَى عَنْ: أيّوب أبي العلاء القصّاب، وإسماعيل بن أبي خالد، وعاصم بن رجاء بن حَيْوَة، والعوّام بن حَوْشَب، ومُجَالد بن سعيد، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وإِسْحَاق بْن راهَوَيْه، وبشر بن مطر، وأبو عمار الحسن بن حريث، ومحمد بن وزير، وسريج بن يونس، ويحيى بن معين، وآخرون.
قال وكيع: إنْ كان أحدُ من الأبدال فهو محمد بن يزيد.
وقال أحمد: كان ثَبْتًا في الحديث.
وقال ابن مَعِين، وأبو داود، والنّسائيّ: ثقة.
وقال محمد بن وزير: مات سنة تسعين ومائة. وقيل: مات سنة ثمانٍ [ص:968] وثمانين ومائة. وقال مُطَيِّن: سنة إحدى وتسعين.(4/967)
336 - محمد بن يوسف بن مَعْدان، أبو عبد الله الأصبهانيُّ الزّاهد، ويُلقّب بعَرُوس الزُّهّاد. [الوفاة: 181 - 190 ه]
رَوَى عَنْ: الأعمش، ويونس بن عُبَيْد، وسفيان الثَّوْريّ، والحمَّادَين آثارًا ومقاطيع. حدَّث عنه عبد الرحمن بن مهديّ، ويحيى القطّان، وابن المبارك، وسُليمان الشاذكوني، وزهير بن عباد، وعصام جبر، وصالح بن مهران، وطائفة.
قال أبو الشّيخ: لم أره روى حديثًا مُسْندًا إلا حديثًا واحدًا.
قلت: وهو حديث مُنْكَر.
قال الحَسَن بن عَمْرو مولى ابن المبارك: ما رأيت ابن المبارك أعجبه أحدٌ ممّن كان يأتيه إعجابه بمحمد بن يوسف الأصبهاني، كان كالعاشق له.
قلت: هو من أجداد الحافظ أبي نُعَيم لأمّه، وقد استوفى ترجمته.
قال يحيى بن سعيد: ما رأيت رجلا خيرًا من محمد بن يوسف، فقال له أحمد بن حنبل: ولا الثَّوْريّ؟ فقال: كان الثَّوْريّ شيئًا ومحمد بن يوسف شيئًا.
عُبَيْد بن جناد: حدثنا عطاء بن مسلم الحلبيّ قال: كان محمد بن يوسف الأصبهانيّ يختلف إلي عشرين سنة لم أعرفه، يجيء إلى الباب فيقول: رجلُ غريب يسأل، ثمّ يخرج، حتّى رأيته يومًا في المسجد، فقيل لي: هذا محمد بن يوسف، فقلت: هذا يختلف إليّ منذ عشرين سنة لم أعرفه.
قلت: كان يرابط بالمصِّيصة مدّة.
قال أحمد بن عصام الأصبهانيّ: بلغني أنّ ابن المبارك كان يسميّ محمد بن يوسف عروس الزُّهاد.
وقال أحمد الدَّوْرَقيّ: حدّثني حكيم الخُراسانيّ قال: كان محمد بن يوسف الأصبهاني يأتيه من عند أهله في كل سنة سبعون دينارًا أو نحوها، [ص:969] فيأخذ على الساحل فيأتي مكّة، ثمّ يرجع إلى الثغر.
وقال عُبَيْد بن جناد: قال محمد بن يوسف: أرُوني قبرَ أبي إسحاق الفَزَاريّ، فأرَيتُه إيّاه، فقال: إنّ متّ فادفنوني إلى جَنْبه.
وقال عبد الرحمن بن مهديّ: بايت محمد بن يوسف في الشتاء والصيف، فلم يكن يضع جنْبه، وأما ليالي الشتاء، فكان حين يطلع الفجر يتمدّد وهو جالس، ثمّ يقوم ويتمسح.
قلت: لعله بقي إلى المائتين.(4/968)
337 - مَخْلَد بن خِداش الكُوفيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: الأعمش، وأبان بن تغلب.
وَعَنْهُ: أبو الصلت عبد السلام الهَرَويّ، وأبو سعيد الأشج.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.(4/969)
338 - مُخَيّس بن تميم، أبو بكر الأشجعيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: بهز بن حكيم، وحازم بن عطاء البَجَليّ، وحفص بن عَمْر.
وَعَنْهُ: هشام بن عمّار، وأحمد بن الضّحّاك إمام جامع دمشق. وهو شاميُّ مُقِلّ.
قال العُقَيْليّ: لا يتابع على حديثه.(4/969)
339 - د: مدرك بن أبي سعد الفَزَاريّ الدّمشقيُّ، أبو سعد. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: يونس بن مَيْسرة بن حَلْبَس، وإسماعيل بن أبي المهاجر، وحيان أبي النضر.
وقرأ القرآن على يحيى بن الحارث،
قرأ عليه هشام بن عمار.
وَرَوَى عَنْهُ: هشام، وعليّ بن حُجْر، وسعيد بن منصور، وسُليمان بن عبد الرحمن، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.(4/969)
340 - ع: مرحوم بن عبد العزيز البَصْريُّ العطَّار. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أبي عمران الْجَوْنيّ، وثابت البُنانيّ، ومالك بن دينار، وحبيب المعلّم، وأبي نَعَامة السَّعْديّ.
وَعَنْهُ: ابنه عبيس، وحفيده بِشْر بن عبيس بن [ص:970] مرحوم، وإسحاق بْن راهَوَيْه، وأبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة، وبُنْدار، ومحمد بن المثنَّى، ومسدّد، وبكر بن خَلَف، والفلاس، ونصر بن عليّ.
قال الخُريبي: ما رأيت بصريًا أفضل منه ومن سُليمان بن المغيرة.
ووثقه أحمد وغيره.
مات سنة سبعٍ وثمانين، وقيل: سنة ثمانٍ وثمانين ومائة. وروى البخاريّ عن حفيده بِشْر أنّ مولده سنة ثلاثٍ ومائة.(4/969)
341 - مروان بن أبي حفصة سُليمان بْن يحيى بْن أبي حفصة يزيد بن عبد الله الأمويُّ مولاهم، الشاعر الشهير، يكنى أبا السِّمْط، ويقال: أبو الهِنْدام، [الوفاة: 181 - 190 ه]
وولاؤه لمروان بن الحَكَم.
مدح الخلفاء والأمراء، وسار شعره لحُسْنِه وفُحُولته، واشتهر اسمه.
حَكَى عَنْهُ: خَلَف الأحمر، والأصمعيّ. وقيل: كان مُوَلَّدًا، قليل الخبرة باللُّغة. وقد أجازه المهدي على قصيدة واحدة مائة ألف، وكذا أجازه الرشيد مرّةً بستّين ألف دِرهم.
وكان بخيلا مقتّرًا على نفسه، خرج مرّةً بجائزة المهديّ ثمانين ألف درهم، فسأله مسكين فأعطاه ثُلُثَيْ دِرهم، وقال: لو كان حصل له مائة ألف لكملت لك درهمًا. وقيل: إنّه كان لا يُسْرِج عليه، وله حكايات في الْبُخْلِ.
وما أحلى قوله يمدح بني مطر:
هُمُ الْقَوْمُ إنْ قالوا أصابوا وإن دُعُوا ... أجابوا وإنْ أَعْطَوْا أطابوا وأَجْزَلُوا
هُمُ يمنعون الجارَ حتّى كأنَّهم ... لِجارِهمُ بين السِّماكَيْنِ مَنْزلُ
وعن الفضل بن بزيع قال: رأيت مروان بن أبي حفصه دخل على المهديّ بعد موت مَعْن بن زائدة فأنشده، فقال: من أنت؟ قال: شاعرك مروان. قال: ألست القائل:
وقلنا أين نَرْحَلُ بعد مَعْن ... وقد ذهب النَّوَالُ فلا نَوَالا؟!
وقد جئتَ تطلب نَوَالا! خذوا برِجْلِه. فلمّا كان بعد عام، تلطّف حتى دخل [ص:971] مع الشعراء، وإنّما كانت الشعراء تدخل على الخُلفاء في العام مرّةً، فأنشده:
طرقَتْكَ زائرةٌ فحيِّ خيالَها ... بيضاءُ تخلِط بالحياء دلالَها
قادت فؤادك واستقاد وقبْلها ... قاد القلوبَ إلى الصِّبا وأمالها
منها:
هل يطمسون من السماء نُجُومَها ... بأكُفِّهم أو يَسْتُرُون هلالَها
أو تدفعُون مقالةً عن ربّكم ... جبريلُ بلغها النّبيّ فقالها
شهِدَتْ من الأنفال آخرُ آيةٍ ... بتراثهم فأردتم إبطالها
يعني بني العبّاس وبني عليّ، فرأيت المهديّ وقد زحف من صدر مُصلاه حتّى صار على البساط إعجابًا، وقال: كم أبياتها؟ قال: مائة، فأمر له بمائة ألف درهم.
وروى عليّ بن محمد النَّوْفَليّ عن أبيه قال: كان مروان بن أبي حفصه لا يأكل اللحم بخلا حتى يقرم إليه، فإذا قُدِّم بعث غلامه فاشترى له رأسًا فأكله، فقيل له: لا نراك تأكل في الصيف والشتاء إلا الرؤوس، قال: نعم؛ لإني أعرف سِعْرَه فآمَنُ خيانة الغلام، وإنْ مس عينه أو خدّه وقفت على ذلك، وآكل منه ألوانا، وأكفى مؤونة الطبْخ.
وقال جَهْم بن خَلَف: أتينا اليمامة، فنزلنا على مروان بن أبي حفصة، فأطعمنا تمرًا، وأرسل غلامه بَفْلس وسُكُرُّجَة يشتري به زيتًا، فلمّا جاءه بالزيت قال: خُنْتَني. قال: من فَلْس! كيف أخونك؟! قال: أخذت الفَلْس واستوهبت زيتًا.
قال الفَسَويّ: مات مروان سنة اثنتين وثمانين ومائة.
وقيل: مولده سنة خمسٍ ومائة.(4/970)
342 - ق: مروان بن سالم الشَّاميُّ ثمّ الْجَزريُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: صَفْوان بن سُلَيم، والأعمش، وعبد الملك بْن أَبِي سُليمان، وجماعة.
وَعَنْهُ: الوليد بن مسلم، ونُعَيم بن حمّاد، وأبو هَمّام السَّكُونيّ، وغيرهم.
تركه غير واحدٍ؛ لأنّ عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يُتَابِعُ عَلَيْهِ. [ص:972]
قَالَ أحمد بْن حنبل: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسائيّ: متروك.(4/971)
343 - خ د ت ق: مروان بن شُجاع الْجَزَريّ الحَرّانيّ، أبو عَمرو، [الوفاة: 181 - 190 ه]
مولى بني أُميّة.
حدَّث ببغداد عن خُصَيف فأكثر، وعن عبد الكريم بن مالك، وسالم الأفطس.
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع، وسريج بن يونس، وزياد بن أيّوب، ويحيى بن مَعِين، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، والحسن بن عَرَفَة.
قال أحمد: لا بأس به.
وقال غيره: صدُوق.
وقال أبو حاتم: ليس بحُجَّه.
وقال ابن حِبّان: يروي المقلوبات عَنِ الثَّقات.
قلت: مات سنة أربعٍ وثمانين ومائة.(4/972)
344 - مَرْوان، أبو عبد الملك الذَّماريُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
دمشقيٌّ، من أعيان قُرّاء البلد.
قَرَأَ عَلَى: يحيى الذماري، وزيد بن واقد، وَحَدَّثَ عَنْهُمَا، ووُليّ قضاء دمشق.
رَوَى عَنْهُ: مروان بن محمد، وسُليمان ابن بنت شُرَحْبيل، ومحمد بن حسّان الأسديّ.
ما علِمْتُ فيه جَرْحًا.(4/972)
345 - م ت ن ق: مُسْلِمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ الْمَازِنِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
إِمَامُ مَسْجِدِ داود بْنِ أَبِي هِنْدٍ. [ص:973]
رَوَى عَنْ: يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، وداود.
وَعَنْهُ: سُلَيْمَانُ الشاذكوني، وبشر بن معاذ، والحسن بن قزعة، وعلي ابن الْمَدِينِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعيِنٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ضَعِيفٌ، يُحَدِّثُ عَنْ داود بِمَنَاكِيرَ، لَمْ يَكُنْ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ بِالرَّاضِي عَنْهُ.(4/972)
346 - ق: مَسْلَمَة بن عليّ بن خَلَف الخُشَنيُّ الدِّمشقيُّ الغُوطيُّ البَلاطيُّ؛ والبَلاط قرية على فرسخ من البلد، يُكَنّى: أبا سعيد. [الوفاة: 181 - 190 ه]
رَوَى عَنْ: يحيى الذِّماريّ، والأعمش، وابن عَجْلان، ومحمد بن الوليد الزبيدي، وابن جريج، وطائفة.
وَعَنْهُ: بقية بن الوليد، وابن وهْب، وأبو توبة الحلبيّ، ومحمد بن رُمْح، وهشام بن عمّار، وآخرون.
قال البخاريّ: مُنْكَر الحديث.
وقال أبو حاتم: هو في حدّ التَّرْك.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: متروك الحديث.
وسُئل ابن مَعِين عنه وعن الحَسَن بن يحيى الخشنيّ فقال: ليسا بشيء، والحسن أحبّهما إليّ.
قُلْتُ: وَمِنْ مفاريده، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ قَالَ: حَضَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْعِلْمِ قَبْلَ ذَهَابِهِ، فَقِيلَ: كَيْفَ يَذْهَبُ وَقَدْ تَعَلَّمْنَاهُ وَعَلَّمْنَاهُ أَبْنَاءَنَا؟ فَغَضِبَ وَقَالَ: " أَوَلَيْسَتِ التَّوْرَاةُ وَالإِنْجِيلُ فِي يَدِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى! فَمَا أَغْنَيَا عَنْهُمْ؟ ".
وَلِمُسْلِمَةَ أَحَادِيثُ عِدَّةٌ مُنْكَرَةٌ.
مَاتَ سَنَةَ تِسْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/973)
347 - المُسيب بن شَرِيك، أبو سعيد التَّميميُّ الشَّقرِيّ الكوفيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: هشام بن عُرْوة، والأعمش.
وَعَنْهُ: يحيى بن مَعِين، وأحمد بن منيع، وأحمد بن حنبل، وقال: هو أول من كتبتُ عنه الحديث.
قال مسلم والدَّارَقُطْنيّ: متروك الحديث.
وقال ابن سعد: وُلّي بيت المال للرشيد، مات سنة ستٍّ وثمانين ومائة.(4/974)
348 - مُصْعَب بن الزُّبَير العُذْريّ المِصْريُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
مؤذِّن جامع الفُسطاط.
عَنْ: يزيد بن أبي حبيب.
وَعَنْهُ: ابنه عُذْرة، ويوسف بن عَدِيّ.
مات في صفر سنة أربعٍ وثمانين ومائة، قاله ابن يونس.(4/974)
349 - ت: مُصْعَب بن سلام التّميميُّ الكوفيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: زبرقان السّرّاج، ومحمد بن سوقة، وعبد الله بن شُبْرُمَة.
وَعَنْهُ: إسحاق بن موسى الأسديّ، وزياد بن أيّوب.
قال ابن حِبّان: كثير الغَلَط، لا يُحْتَجّ به.
وقال ابن عَدِيّ: أرجو أنّه لا بأس به، له غلط.
وقال أبو حاتم: محلُّه الصِّدْق.
وضعّفه عليّ ابن المَدِينيّ.
وروى عنه أيضًا أحمد والأشجّ.(4/974)
350 - مُصْعَب بن ماهان المَرْوَزِيّ ثمّ العسْقلانيّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: سُفيان الثَّوْريّ، وعباد بن كثير.
وَعَنْهُ: أبو توبة الربيع بن نافع، وزُهير بن عبّاد، وسعيد بن نصير، وإبراهيم بن شماس السمرقندي، وآخرون.
وكان عبدًا صالحًا، وكان أُمّيًّا لا يكتب.
قَالَ أبو حاتم: شيخ. [ص:975]
قيل: مات سنة إحدى وثمانين ومائة.(4/974)
351 - مطر بن العلاء الفَزَاريّ الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
شيخ قليل الحديث. روى عن أبي سُليمان الحَرسْتانيّ، وعبد الملك بن يسار الثَّقَفيّ، وروح بن القاسم.
وَعَنْهُ: ختنة يحيى بن الغمر، وسليمان بن عبد الرحمن، وعلي بن حجر.
قال أبو حاتم: شيخ.
قال سليمان: حدثنا مطر بن العلاء قال: حدثنا عبد الملك بن يسار قال: حدثنا أبو أمية الشعباني وكان جاهليا، قال: حَدَّثَنِي مُعَاذٌ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلاثُونَ سَنَةً نُبُوَّةٌ وَخِلافَةٌ، وَثَلاثُونَ سَنَةً نُبُوَّةٌ وَمُلْكٌ، وَثَلاثُونَ سَنَةً مُلْكٌ وَتَجَبُّرٌ، وَمَا وَرَاءَ ذَلِكَ فَلا خَيْرَ فِيهِ ".
رَوَاهُ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ وَالطَّبَرَانِيُّ، وَفِي السَّنَدِ مَجْهُولانِ.(4/975)
352 - ق: المطَّلب بن زياد الكوفيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: زياد بن علاقة، وزيد بن عليّ بن الحسين، وعبد الملك بن عُمَيْر، وإسماعيل السُّدّيّ، وأبي إسحاق السَّبِيعيّ.
وَعَنْهُ: أحمد، وإسحاق، وسعيد بْن محمد الْجَرميّ، وسريج بن يونس، وابن نُمير، ويحيى بن مَعِين، وسُفيان بن وكيع، وعدّة.
وثقه أحمد ويحيى، وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
وقال أبو داود: هو عندي صالح.
وقال ابن سعد: ضعيف.
وقال أحمد: لم ألقَ بالكوفة أحدًا أسَنَّ منه. [ص:976]
قلت: تُوُفّي سنة خمسٍ وثمانين ومائة.(4/975)
353 - مُعاذ بن مسلم النَّحْويُّ الكوفيُّ، الهَرَّاء؛ [الوفاة: 181 - 190 ه]
لأنّه كان يتَّجِرُ في الثياب الهَرَويّة.
رَوَى عَنْ: عطاء بن السّائب، وجعفر بن محمد، وغيرهما. وصنّف في النَّحْو في دولة بني أُميّة، وعُمِّر دهرًا طويلا.
رَوَى عَنْهُ: عبد الرحمن المحاربيّ، والحسن بن الحسين الكوفيّ.
وقال عثمان بن أبي شَيْبَة: رأيته يشدّ أسنانه بالذَّهب.
وأخذ عنه الكسائي جملة من النحو.
وفيه يقول سهل بن أبي غالب تِيك الأبيات السائرة:
إنّ مُعاذَ بنَ مسلم رجُلٌ ... ليس لِميقات عُمْره أَمَدُ
قد شاب رأسُ الزَّمان واكْتَهَل ... الدّهْرُ وأثوابُ عُمره جُدُدُ
يا بِكْرَ حَوّاءَ كم تَعيشُ وكَمْ ... تَسْحَبُ ذَيْلَ الحياة يا لُبَدُ
. . . الأبيات.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وثمانين ومائة، وقيل: سنة تسعين. وعاش تسعين سنة.
ذكره ابن النجارّ مختصرًا، وقال: هو مولى محمد بن كعب القُرظِيّ. ووُلد في دولة يزيد بن عبد الملك، وكان من أعيان النُّحاة، وكان له أولاد وأحفاد فماتوا وهو باقٍ، وله شِعرٌ جيّد.(4/976)
354 - خ د ن: الْمُعَافَى بن عِمران بن نُفَيْلِ بن جابر بن جَبَلَة، أبو مسعود الأزْديُّ المَوْصليُّ الحافظ القُدْوة، [الوفاة: 181 - 190 ه]
شيخ أهل المَوْصل وعالمهم وزاهدهم.
مولده بعد العشرين ومائة.
سَمِعَ: ثور بن يزيد، وهشام بن حسّان، وابن جُرَيْج، وجعفر بْن بُرْقان، وحنظلة بْن أبي سُفيان، وسيف بن سُليمان، وأفلح بن حُمَيْد، وموسى بن عبيدة، ومسعرا، والأوزاعيّ، وعبد الحميد بن جعفر، وَمَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، وَيُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وسفيان الثَّوْريّ، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: بقيّة، وابن المبارك، ووَكِيع، وموسى بن أعْيَن - وهم من أقرانه - وبِشْر الحافي، والحسن بن بِشْر، وإبراهيم بن عبد الله الهَرَويّ، ومحمد بن جعفر الوَرْكانيّ، ومحمد بن [ص:977] عبد الله بن عمّار، وعبد الله بن أبي خُداش، وآخرون.
وله ترجمة في " تاريخ يزيد بن محمد الأزدي " في بضع وعشرين ورقة، فقال: حدثنا موسى بن هارون الزيات قال: حدثنا أحمد بن عثمان قال: سمعت محمد بن داود الحداني قال: حدثنا عيسى بن يونس قال: خرج علينا الأوزاعيّ، ونحن ببيروت أنا والمُعَافَى بن عِمران وموسى بن أَعْيَن، ومعه كتاب " السُّنَن " لأبي حنيفة، فقال: لو كان هذا الخطأ في أمّةٍ لأوسعهم خطًأ.
قال الأزْديّ: صنّف الْمُعَافَى في الزُّهد، والسُّنَن، والفِتَن، والأدب، وغير ذلك.
وقال أحمد بن يونس: كان سُفيان الثَّوْريّ يقول: الْمُعَافَى بن عِمران ياقوتة العلماء.
وقال بِشْر بن الحارث: إني لأذْكر الْمُعَافَى اليوم فأنتفع بذِكره، وأذكر رؤيته فأنتفع.
وقال وكيع: حدثنا المعافى وكان من الثقات.
وعن بشر الحافي قال: كان ابن المبارك يقول: حدَّثني الرجل الصالح؛ يعني الْمُعَافَى.
أحمد بن عبد الله بن يونس، عن الثَّوْريّ قال: امتحنوا أهل المَوْصل بالمُعَافَى.
وَرُوِيَ عن الأوزاعيّ قال: لا أقدّم على المَوْصليّ أحدًا.
قال ابن سعد: كان الْمُعَافَى ثقة خيرًا فاضلا، صاحب سُنَّةٍ.
بشر بن الحارث: سمعت المعافى يقول: سمعتُ الثَّوْريّ يقول: إذا لم يكن لله في العبد حاجة نبذة إلى السلطان.
قال بِشْر: كان الْمُعَافَى يحفظ الحديث والمسائل، سألته عن الرجل يقول للرجل: أقعدْ هنا ولا تَبْرَح، قال: يجلس حتّى يأتي وقت صلاة ثمّ يقوم.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ: حدثنا الْمُعَافَى - ولم أرَ أفضل منه - يُسأل عن تجصيص القبور فكرهه. [ص:978]
وقال علي بن مضاء: حدثنا هشام بن بهرام قال: سمعتُ الْمُعَافَى يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق.
قال الهيثم بن خارجة: ما رأيت رجلا آدب من الْمُعَافَى.
وورد أن الْمُعَافَى كان أحد الأسخياء الموصوفين؛ أفنى ماله الجود والحقوق، كان إذا جاءه مغلة أرسل إلى أصحابه ما يكفيهم سنة، وكانوا أربعة وثلاثين رجلا.
قال بِشْر: كان الْمُعَافَى في الفرح والحُزن واحدًا، قتلت الخوارج له ولدين فما تبيّن عليه شيء، وجمع أصحابه وأطعمهم، ثمّ قال لهم: آجركم الله في فلان وفلان. رواها جماعة.
عن بِشْر: قَالَ محمد بْن عَبْد اللَّه بْن عمار: كنتُ عند عيسى بن يونس فقال: أسمعت من الْمُعَافَى؟ قلت: نعم. قال: ما أحسب أحدًا رأى الْمُعَافَى وسمع من غيره يريد بعِلمه الله.
قال بِشْر: سمعتُ الْمُعَافَى يقول: أجمع العلماء على كراهة السُّكْنَى؛ يعني ببغداد.
وقيل لبشر الحافي: نراك تعشق الْمُعَافَى بن عِمران. فقال: وما لي لا أعشقه وقد كان سُفيان يسمّيه الياقوتة!
قال عليّ بن حرب: رأيت الْمُعَافَى أبيض الرأس واللّحية، عليه قميص غليظ، وكُمّه تَبِين منه أطراف أصابعه.
وقال يحيى بن مَعِين: ثقة.
وقال بِشْر: كان الْمُعَافَى صاحب دنيا واسعة وضياع كثيرة.
قال رجلٌ: ما أشدُّ البرد اليوم، فالتفت إليه الْمُعَافَى وقال: استدفأت الآن؟ لو سكتَّ لكان خيرًا لك.
قلت: وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِي الْمُعَافَى حَدِيثٌ؛ أَخْبَرَنَا علي بن أحمد العلوي قال: أخبرنا محمد بن أحمد القطيعي قال: أخبرنا أبو بكر ابن الزاغوني.
(ح)، وأخبرنا أحمد بن إسحاق الهمذاني قال: أخبرنا عمر بن محمد السهروردي قال: أخبرنا هبة الله بن أحمد القصار، قالا: أخبرنا محمد [ص:979] ابن محمد الهاشمي قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي قال: حدثنا محمد؛ يعني ابن أبي سمينة، قال: حدثنا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُنْتُ أَسْكُبُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضُوءَهُ عَنْ جَمِيعِ أَزْوَاجِهِ فِي اللَّيْلَةِ الْوَاحِدَةِ ". تَابَعَهُ وَكِيعٌ عَنْ صَالِحٍ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ مِنْ طَرِيقِ وَكِيعٍ، وَهُوَ غَرِيبٌ.
قال عليّ بن حسين الخوّاصّ وغيره: مات الْمُعَافَى بن عِمران سنة أربع وثمانين ومائة.
وقال ابن عمّار وَسَلَمَةُ بن أبي نافع: مات سنة خمسٍ وثمانين.
وقال الهيثم بن خارجة وغيره: سنة ست.
وللمعافى تريجمة في " حلية الأولياء ".(4/976)
355 - ع: مُعْتَمِر بن سُليمان بن طرخان، الإمام أبو محمد التَّيميّ البصْريّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
وإنّما ولاؤه لبَني مُرَّة، وقيل له التَّيميّ لنُزوله في بني تَيْم بالبصْرة.
رَوَى عَنْ: أبيه، وعن عبد الملك بن عمير، ومنصور بن المعتمر، وأيوب السختياني، وعمرو بن دينار القهرمان، والركين بن الربيع، وليث بن أبي سُليم، وحُمَيْد الطويل، وخلْق. وقد روى عمّن هو أصغر منه. روى عن عبد الرزاق، وعاش أصحاب عبد الرّزّاق بعد معُتْمَر مائة سنة.
رَوَى عَنْهُ: ابن مهدي، وأحمد، وإسحاق، وابن مَعِين، والفلاس، وأبو كُرَيِب، وخليفة، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، والحَسَن بن عَرَفَة، وخلْق.
وكان إمامًا حُجّةً، زاهدًا عابدًا، كبير القدْر.
قال قُرَّةُ بن خالد: ما مُعْتَمِر عندنا بدون والده سليمان التيمي.
وقال محمد بن سعد: أخبرنا أحمد بن إبراهيم العبدي قال: حدثني عباس النرسي قال: حدثني الأصمعي قال: حدَّثني مُعْتَمِر بن سُليمان قال: [ص:980] قال أبي: عُدّ لنفسك من سنة ستٍّ ومائة.
وقال سعيد بن عيسى الكُرَيزيّ: مات مُعْتَمِر يوم قتل زبّان الطّليقيّ، وكان الناس يقولون: مات اليوم أعبد الناس، وقتل أشطر النّاس.
قلت: تُوُفّي مُعْتَمِر في صَفَر سنة سبع وثمانين ومائة عن إحدى وثمانين سنة.(4/979)
356 - ت ق: مَعَدِّىُّ بن سُليمان البصْريُّ، صاحب الطعام. [الوفاة: 181 - 190 ه]
رَوَى عَنْ: عليّ بن زيد بن جدعان، وعمران القصير، ومحمد بن عجلان.
وَعَنْهُ: بدلُ بن المحبَّر، وبُنْدار، ومحمد بن المثنَّى، ونصر بن عليّ الْجَهْضَميّ، وغيرهم.
قال سُليمان الشّاذكُونيّ: كان يُعدُّ من الأبدال، وكان من أفضل النّاس.
وَرَوَى عُمَرُ بْنُ يَزِيدَ السَّيَّارِيُّ، عَنْهُ قَالَ: مَرَرْتُ بِوَادِي الْقُرَى فَإِذَا بِهَا رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ شُعَيْبُ بْنُ مُطَيْرٍ، فَقُلْنَا لَهُ: أدخلنا على أبيك، فأدخلنا، فقال: يَا أَبَة، حَدِّثْ هَؤُلاءِ بِحَدِيثِ ذِي الْيَدَيْنِ. قَالَ: وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا، فَأَبَى وَقَالَ: اذْكُرْهُ أَنْتَ يَا بُنَيَّ. فَقَالَ: حَدَّثْتَنَا يَا أَبَهْ أَنَّكَ مَرَرْتَ بِذِي خُشُبٍ، فَلَقِيتَ ذَا الْيَدَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَحَدَّثَكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَلَّمَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
مَعْدِيّ ضعفه النَّسائيّ، وقال ابن حِبّان: لا يجوز الاحتجاج به.(4/980)
357 - ت ق: مُعَلَّى بْنُ رَاشِدٍ، أَبُو الْيَمَانِ الْبَصْرِيُّ الْقَوَّاسُ النَّبَّالُ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَمَيْمُونِ بْنِ سِيَاهٍ، وَجَدَّتِهِ أُمِّ عَاصِمٍ؛ رَوَتْ لَهُ عَنْ نُبَيْشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لحس قصعة اسْتَغْفَرْتُ لَهُ ".
رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرَ الْقَوَارِيرِيُّ، وَرَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، وَنَصْرٌ الْجَهْضَمِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
لَمْ أَرَ فِيهِ مَقَالا بِجَرْحٍ وَلا تَوْثِيقٍ، وَهُوَ شَيْخٌ.(4/980)
358 - خ د ن ق: الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عبد الله بن عيّاش بن أبي ربيعة، واسم أَبِي رَبِيعَةَ عَمْرُو بْن المُغِيرة بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن مخزوم، الإمام أبو هاشم المخزوميُّ المدنيُّ الفقيه. [الوفاة: 181 - 190 ه]
سَمِعَ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْد، وابن عَجْلان، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، وغيرهم.
وَعَنْهُ: ولده عيّاش، وإبراهيم بن المنذر الحزاميّ، وأبو مُصْعَب، وأحمد بن عَبْدة، ويعقوب بن حُمَيْد بن كاسب، وغيرهم.
وكان أحد الفقهاء الأعلام، وثّقه ابن مَعِين.
قال الزُّبَير بن بكّار: عَرض عليه الرشيد قضاء المدينة فامتنع، فأعفاه ووصله بألفَيْ دينار. قال: وكان فقيه المدينة بعد مالك.
وقال محمد بن مسلمة المخزوميّ: قال المغيرة بن عبد الرحمن: نحن أعلم النّاس بالقرآن وأجهلهم به، صيّرنا العِلم بعظيم قدرِه إلى الجهل بكثير من معانيه.
وقال ابنه عيّاش: مات أبي في سابع صفر سنة ستِّ وثمانين ومائة.
قلت: عاش اثنتين وستين سنة، وقد وثّقه جماعة، وضعفه أبو داود وحده.(4/981)
359 - المغيرة بن المغيرة، أبو هارون الرَّبَعِيّ الرَّمليُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أبي زُرْعة يحيى السّيبانيّ، وعُرْوة بن رُوَيْم، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو مسهر، ومحمد بن عائذ، وهشام بن عمّار، وجماعة.
قال أبو حاتم الرّازيّ: لا بأس به.(4/981)
360 - المغيرة بن موسى، أبو عثمان البصْريّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
مولى عائذ بن عَمْرو المُزَنّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
سَمِعَ: هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، وغيرهما. وحدّث ببلد خوارِزْم.
رَوَى عَنْهُ: يعقوب بن الجراح الخوارزميّ، وبكير بن جعفر الْجُرْجانيّ، وعمّار بن عيسى النَّسَويّ.
قال البخاريّ: مُنْكَر الحديث. [ص:982]
وقال ابن عَدِيّ: ثقة، لا أعلم له حديثًا مُنْكَرًا.(4/981)
361 - ق: المُفَضَّل بن عبد الله الكوفيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أبي إسحاق السَّبِيعيّ، وجابر الْجُعْفيّ.
وَعَنْهُ: سُوَيْد بن سعيد، ومحمد بن أبي السَّريّ العسقلانيّ.
ضعّفه أبو حاتم، وقواه ابن حِبّان.(4/982)
362 - ع: المفضَّل بن فَضَالَةَ بن عُبَيد القِتْبانيُّ المصريُّ القاضي، أبو معاوية، [الوفاة: 181 - 190 ه]
أحد الأعلام.
رَوَى عَنْ: عيّاش بن عبّاس القِتْبانيّ، ويزيد بن أبي حبيب، وعبد الله بن سُليمان الطويل، ويونس وَعُقَيْلٍ الأَيْلِيّين، وطائفة.
وَعَنْهُ: حسّان بن عبد الله الواسطيّ ثمّ المصريّ، وأبو صالح الكاتب، وزكريّا بن يحيى كاتب العُمريّ، ومحمد بن رُمْح، ويزيد بن مَوهب الرَّمْليّ، وآخرون.
وثّقه ابن مَعِين وغيره.
وشذَّ ابن سعْد فقال: مُنْكَر الحديث.
قال ابن يونس في تاريخه: كان من أهل الدِّين والوَرَع والفضْل.
وقال أبو داود: كان مُجاب الدَّعوة، لم يحدّث عنه ابن وهْب لأنّه قضى عليه بقضية.
وروى عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم عن بعض مشايخه أنّ رجلا لقى الْمُفَضَّلَ بن فَضَالَةَ بعدما عُزل من القضاء، فقال: قضيت عليّ بالباطل، وفعلت وفعلت. فقال له: لكن الذي قضيت له يطيب الثناء.
وقال عيسى بن حمّاد: كان الْمُفَضَّلُ قاضيًا علينا، وكان مُجاب الدَّعوة، وكان مع ضعف بدنه طويل القيام، رحمه الله.
وقال يحيى بن مَعِين: كان مصريًا رَجُلَ صِدْق، كان إذا جاءه من [ص:983] انكسرت يده أو رِجْله جَبَرها، وكان يصنع الأرحية.
وقال لَهِيعة بن عيسى: كان الْمُفَضَّلُ قد دعا الله تعالى أن يُذِهب عنه الأملَ، فأذهبه الله عنه فكاد أن يختلس عقله، ولم يهنّه شيء من الدنيا، فدعا الله أن يردّ إليه الأملَ فردَه، فرجع إلى حاله.
قال ابن يونس: وُلد سنة سبْعٍ ومائة، وتُوُفّي سنة إحدى وثمانين ومائة.
وقد مر المفضل بن فضالة البصري أخو مبارك.(4/982)
363 - 4: مُلازم بن عَمْرو الحنفيُّ اليَماميُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: موسى بن نجدة، وعن جدّه عبد الله بن بدر اليماميّ، وعبد الله بن النُّعمان السُّحَيْميّ، وغيرهم، ولم أجد له شيئًا عن يحيى بن أبي كثير.
رَوَى عَنْهُ: علي ابن المَدِينيّ، ومُسَدَّد، ويحيى بن مَعِين، وهنّاد، وأحمد بن المقدام، وجماعة.
وثقه ابن مَعِين وغيره.
وما علمتُ فيه مقالا.
له في مسّ الذَّكَر.(4/983)
364 - الْمُنْذِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنْذِرِ بن الْمُغِيرَةِ الْقُرَشِيُّ الأَسَدِيُّ الْحِزَامِيُّ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
وَالِدُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُنْذِرِ.
عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، وَداود بْنِ قَيْسٍ الْفَرَّاءِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَأَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، وَمُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ، وَالْوَاقِدِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. وَلَمْ يَلْحَقِ ابْنُهُ السَّمَاعَ مِنْهُ.
وَكَانَ مِنْ سَرَوَاتِ قُرَيْشٍ وَفُضَلائِهَا، لَهُ وَرَعٌ وَعِبَادَةٌ، دَعَاهُ الْمَهْدِيُّ إِلَى قَضَاءِ الْمَدِينَةِ فَامْتَنَعَ.
وَرَوَى قُدَامَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنَهُ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، فيؤخَّر.
وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ.(4/983)
365 - المِنْهال بن بحر، أبو سَلَمة القُشَيريّ العُقَيْليّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: ابن عون، وهشان بن حسّان، وابن أبي عِرُوبة، وَقُرَّةَ بن خالد، وعدة.
وَعَنْهُ: أبو الوليد، وعلي ابن المَدِينيّ، وأبو حفص الفلاس، وآخرون.
وثقه أبو حاتم، ولا شيء له في الكُتُب.(4/984)
366 - ق: مِهْران بن أبي عَمْر الرَّازيُّ العطَّار. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أبي حيّان يحيى بْن سَعِيد التَّيْميّ، وإسماعيل بن أبي خالد، وسعيد بن سنان، وسعيد بن أبي عَرُوبة.
وَعَنْهُ: عبد الله بن الجرّاح القَهَسّتانيّ، ومحمد بن عَمْرو زنيج، ويحيى بن مَعِين، ويحيى بن أكثم، ويوسف بن موسى القطّان، وغيرهم.
قال أبو حاتم: ثقة، صالح الحديث.
وقال النَّسائيّ: ليس بالقوي.
وقال ابن مَعِين: كتبتُ عنه، وعنده غلط كثير في حديث سُفيان الثَّوْريّ.
وقال البخاريّ: في حديثه اضطراب.(4/984)
367 - ت ق: موسى الكاظم، هو الإمام أبو الحَسَن موسى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْعَلَوِيُّ الحُسَينيّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
والد عليّ بن موسى الرِّضا، وببغداد مشهد موسى والجواد.
رَوَى عَنْ: أبيه، وعن عبد الملك بن قُدامة الْجُمَحيّ.
رَوَى عَنْهُ: بنوه؛ عليّ وإبراهيم وإسماعيل وحسين، وأخوَاه؛ محمد وعليّ ابنا جعفر.
مولده كان في سنة ثمان وعشرين ومائة.
قال أبو حاتم: ثقة إمام. [ص:985]
وقال غيره: حج الرشيد فحمل موسى معه من المدينة إلى بغداد، وحبسه إلى أن تُوُفّي غير مُضَيَّق عليه.
وكان صالحًا عالمًا عابدًا متألِّهًا، بلغنا أنّه بعث إلى الرشيد برسالة يقول: إنه لن ينقضي عنّي يَوْمٌ من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء، حتى نفضي جميعًا إلى يومٍ ليس له انقضاء يخسر فيه المُبْطِلُون.
قال عبد الرحمن بن صالح الأزْديّ: زار الرشيد قبر النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: السلام عليك يا رسول الله، يا ابن عم؛ يفتخر بذلك، فتقدم موسى بن جعفر فقال: السلام عليك يا أبَه. فتغير وجه الرشيد وقال: هذا الفخر يا أبا حسن حقا.
وقال النسابة يحيى بن حسن بن جعفر العلوي المدني، وكان موجودا بعد الثلاثمائة: كان موسى يُدعى العبد الصالح من عبادته واجتهاده، وكان سخيا، كان يبلغه عن الرجل أنه يؤذيه فيبعث إليه بصُرّة فيها الألف دينار، وكان يُصَرِّر الصُّرَرَ مائتي دينار وأكثر ويرسل بها، فمن جاءته صُرّة استغنى.
قلت: هذا يدلّ على كثرة إعطاء الخلفاء العباسيين له، ولعلّ الرشيد ما حبسه إلا لقولته تلك: السلام عليك يا أبَهْ، فإن الخلفاء لا يحتملون مثل هذا.
روى الفضل بن الربيع عن أبيه أنّ المهديّ حبس موسى بن جعفر، فرأى في المنام عليا رضي الله عنه وهو يقول: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ)، قال: فأرسل إلي ليلا فراعني ذلك، فقال: عليّ بموسى. فجئته به، فَعَانَقَهُ وقصّ عليه الرؤيا، وقال: تُؤَمِّنَني أن تخرج عليّ أو على ولدي؟ فقال: والله لا فعلت ذاك، ولا هو من شأني. قال: صدقت، وأعطاه ثلاثة آلاف دينار، وجهّزه إلى المدينة.
عبد الله بن أبي سَعْد الورّاق: حدَّثني محمد بن الحسين الكناني قال: حدَّثني عيسى بن مغيث القُرَظيّ قال: زرعتُ بِطّيخًا وقِثّاءً في موضع بالجوّانيّة على بئر، فلمّا استوى بيَّتَه الجرادُ فأتى عليه كلَّه، وكنت غرمت عليه مائة وعشرين دينارًا، فبينما أنا جالس إذ طلع موسى بن جعفر فسلّم، ثمّ قال: أيش حالك؟ فقلت: أصبحت كالصريم؛ بيتني الجراد. فقال: يا عرفة، زِنْ له مائة وخمسين دينارًا. ثمّ دعا لي فيها، فبعت منها بعشرة آلاف درهم.
مات موسى في شهر رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة، وقيل: سنة ستِّ، [ص:986] والأول أصحّ. وعاش بِضعًا وخمسين سنة كأبيه وجدّه وجدّ أبيه وجدّ جدّه، ما في الخمسة مَن بلغ الستّين.(4/984)
368 - موسى بن شَيْبَة بن عَمْرو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ السُّلميّ الأنصاريُّ المدنيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: عمومة أبيه؛ خارجة ونعمان وعُمَيرة بني عبد الله.
وَعَنْهُ: الحُمَيْدِيّ، وأبو مُصْعَب، وإبراهيم بن حمزة الزبيري.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.(4/986)
369 - موسى بن ربيعة، أبو الحَكَم، الْجُمَحيّ مولاهم، المِصْريُّ الزّاهد العابد، [الوفاة: 181 - 190 ه]
أحد الأولياء.
قال أبو الطاهر بن السَّرْح: كان إذا قدِم الإسكندريَّة يُصلّي اللَّيْلَ أجمع، ويصوم النهار، ويُكثر الذِّكر. وكانت الأساقفة يسمّونه " راهب المسلمين ".
وقال غيره: كان وصي الإمام عَمرو بن الحارث.
رَوَى عَنْ: يزيد بن الهاد، ويحيى بن سعيد، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: موسى بن أَعْيَن، ويحيى بن بُكَير، وسعيد بن عُفَيْر، وأحمد بن عَمْرو بن السَّرْح، وسعيد بن أبي مريم.
قال أبو زُرْعة الرّازيّ: كان ثقة.
وقال أحمد بن السَّرْح: مات في آخر سنة تسعٍ وثمانين ومائة. وقيل: مات سنة تسعين ومائة. وعاش ثمانين سنة، رحمه الله تعالى.(4/986)
370 - م: موسى بن عيسى اللَّيْثيُّ الكوفيُّ القارئ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
رَوَى عَنْ: زائدة وغيره.
وَعَنْهُ: إسحاق بن راهَوَيْه، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمير، وسُفْيَان بن وكيع.
وثّقه مُطَيِّن.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وثمانين ومائة كَهْلا.
وَلَهُ فِي الصَّحِيحِ حَدِيثٌ واحد أخبرناه أحمد ابن تَاجِ الأُمَنَاءِ عَنْ زَيْنَبَ [ص:987] الشَّعْرِيَّةِ، وَالْقَاسِمِ الصَّفَّارِ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ عُثْمَانَ؛ قَالُوا: أخبرنا وجيه الشحامي قال: أخبرنا أبو القاسم القشيري قال: أخبرنا أحمد بن محمد القنطري قال: حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال: أخبرنا موسى القارئ قال: حدثنا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ قَالَتْ: وَضَعْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاءً وَسَتَرْتُهُ فَاغْتَسَلَ. . . وَسَاقَ الْحَدِيثَ. أَخْرَجَهُ مسلم عن إسحاق، فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوٍّ.(4/986)
371 - موسى بن منصور بن هشام بن أبي رُقَيَّة اللَّخْميُّ المِصْريُّ، أبو العلاء. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أبيه.
وَعَنْهُ: ابنه العلاء، وابن وهْب، والقاسم بن هانئ، وغيرهم.
قال ابن يونس: مُنْكَر الحديث، يقال: مات سنة ثلاثٍ وثمانين ومائة.(4/987)
372 - مُؤَمَّل بن أَمْيَلَ المُحاربيّ الكوفيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
كان شاعرًا مُحسنًا، مدح المهديّ مرَّةً فأجازه بألف دينار.
ذكره الخطيب.(4/987)
373 - المؤمَّل بن أبي حفصة الشاعر، [الوفاة: 181 - 190 ه]
هو ابن عمّ مروان بن أبي حفصة.
كان من أعيان شعراء المهديّ.(4/987)
374 - ميمون بن يحيى بن مسلم بن الأشجّ، أبو أُميّة المدنيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
حدَّث بمصر عن مَخْرمَة بن بُكَير.
وَعَنْهُ: يحيى بن بُكَير، وأحمد بن سعيد الهَمَدانيّ، وغيرهما.
مات سنة تسعين ومائة.(4/987)
375 - ميمون بن يزيد، أبو إبراهيم البصْريّ السَّقَّاء. [الوفاة: 181 - 190 ه]
[ص:988]
عَنْ: ليث بن أبي سُليم، والحسن بن ذكوان.
وَعَنْهُ: سريج بن النُّعمان، وعمرو الفلاس، ونصر بن عليّ، وغيرهم.
قال أبو حاتم: لين الحديث.(4/987)
-[حَرْفُ النُّونِ](4/988)
376 - نُصَيْر بن زياد الطَّائيُّ الكوفيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أبي اليقظان عثمان بن عُمَيْر، وأبي هارون العبْديّ، وصلْت الدَّهّان.
وَعَنْهُ: حسين الأشقر، ومعاوية بن هشام، وإسماعيل بن أبان الورّاق، ويحيى الحِمانيّ، وأبو سعيد الأشجّ.
ذكره بصادٍ مِهملة البخاريّ ومُطَيِّن وابن أبي حاتم.
وأمّا الدَّارَقُطْنيّ فقال: هذا وهم، بل هو بمعجمة؛ نُضَيْر.
قال الأزْديّ: مُنْكَر الحديث.(4/988)
377 - ت ن: النَّضْر بن إسماعيل، أبو المغيرة البَجَليّ الكوفيُّ القاصّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
إمام جامع الكوفة.
عَنْ: الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، ومحمد بن سُوقة، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، وأبو عُبَيْد، وأحمد بن منيع، وزياد بن أيّوب، والحسن بن عَرَفَة.
ضعّفه ابن مَعِين.
وقال البخاريّ وأحمد: لم يكن يحفظ الإسناد.
وقال ابن عَدِيّ: أرجو أنّه لا بأس به.(4/988)
378 - ن: النَّضْر بن محمد المَرْوَزِيّ، أبو عبد الله، [الوفاة: 181 - 190 ه]
مولى بني عامر. [ص:989]
رَوَى عَنْ: محمد بن المُنْكَدر، وعبد العزيز بن رفيع، ويزيد بن أبي زياد، والعلاء بن المسيب، وأبي حنيفة.
وَعَنْهُ: إسحاق بن راهوَيْه، والحَسَن بن عيسى بن ماسرجس.
وثقه النسائي.
مات سنة ثلاث وثمانين ومائة.(4/988)
379 - ت: النَّضْر بن منصور الكوفيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أبي الْجَنُوب عن عليّ، وعن سهل الفَزَاريّ.
وَعَنْهُ: أبو هشام الرفاعيّ، وأبو كُرَيِب، وأبو سعيد الأشجّ، وآخرون.
ضعّفه النَّسائيّ وغيره.(4/989)
380 - ن: النُّعمان بن عبد السَّلام بن حبيب التَّيْميّ؛ تَيْمُ الله بنُ ثعلبة، أبو المنذر الأصبهانيُّ الفقيه، [الوفاة: 181 - 190 ه]
شيخ أصبهان وعالمها، وأصله نيسابوريّ.
قدِم أصبهانَ في فتنة ظهور أبي مسلم الخُراسانيّ وهو صغير مع أبيه، ثمّ رحل وطلب العلم، وكان من كبار الزُّهّاد الورِعين، وله تصانيف نافعة.
رَوَى عَنْ: ابن جريج، وأبي حنيفة، ومِسْعَر، وشُعْبة، والثَّوْريّ، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: ابن مهديّ، وعفّان، وعامر بن إبراهيم، وصالح بن مِهْران، ومحمد بن المغيرة الأصبهانيّان، ومحمد بن مبارك، ومحمد بن المِنْهال، وسُليمان بن داود الشاذكُونيّ.
قال أبو حاتم: محلُّه الصِّدْق.
وقال أبو نُعَيم الحافظ: كان أحد العُبّاد والزّهاد، زَهد في ضياع أبيه لملابسته للسلطان، وكان يتفقّه على مذهب سُفيان، وجالس أبا حنيفة. قال: وتوفي سنة ثلاثٍ وثمانين ومائة.(4/989)
381 - نُعَيم بن المُوَرّع بن تَوْبة العنبريُّ البصريُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: هشام بن عروة، والأعمش، وابن جريج.
وَعَنْهُ: إبراهيم بن عبد الله بن يسار الواسطي، ومحمد بن أيوب الجبلي. [ص:990]
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يسرق الحديث.(4/989)
382 - نوح بن دَرَّاج، أبو محمد، النخعي مولاهم، الكوفيُّ الفقيه، [الوفاة: 181 - 190 ه]
أحد المجتهدين.
تفقه وبرع على أبي حنيفة، وعلى عبد الله بن شُبْرُمَة؛ وَرَوَى عَنْهُمَا، وَعَنْ: الأعمش، وابن أبي ليلى.
وَعَنْهُ: سعيد بن منصور، وأبو نُعَيم ضِرار بن صُرَدَ، وعليّ بن حُجْر، ومحمد بن الصّبّاح الْجَرْجرائيّ، وآخرون.
وُلّي قضاء الكوفة مدّة، ثمّ وُلّي قضاء الجانب الشرقيّ ببغداد.
ضعّفه في الحديث النَّسائيّ وغيره.
وكان من كبار أصحاب أبي حنيفة، يُقال: إنه أضرَّ، وبَقِيّ يحكم نحْوًا من ثلاث سنين حتّى فطِنوا به.
وقد كذّبه يحيى بن مَعِين.
وقال ابن حِبّان: روى موضوعات.
مات سنة اثنتين وثمانين ومائة.(4/990)
383 - م 4: نوح بن قيس الحُدّانيّ الطُّاحيُّ البصْريّ، أبو رَوْح. [الوفاة: 181 - 190 ه]
رَوَى عَنْ: محمد بن زياد الْجُمَحيّ فيما قيل، وعن أبي هارون عمارة بن جُوَين العبْديّ، وأيّوب السّخْتيانيّ، ومحمد بن واسع، ويزيد الرَّقاشيّ، ويزيد بن كعب، وجماعة.
وهو أخو خالد بن قيس.
رَوَى عَنْهُ: خليفة بن خيّاط، وقُتَيْبة، وحُمَيْد بن مَسْعَدة، وأحمد بن المقدام، وزياد الحسّاني، ونصر الْجَهْضَميّ، وخلْق سواهم.
روى عُثْمَانَ الدَّارَمِيِّ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ثِقَةً. [ص:991]
وقال النَّسائيّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
قُلْتُ: تُوُفّي سنة ثلاثٍ أو أربعٍ وثمانين ومائة، رحمه الله.(4/990)
• - نوح بن أبي مريم الجامع، [الوفاة: 181 - 190 ه]
قد ذكر في الطبقة الماضية، والله أعلم.(4/991)
-[حَرْفُ الْهَاءِ](4/991)
384 - هارون بن مسلم بن هُرْمُز، أبو الحُسَين، صاحب الحِنّاء. [الوفاة: 181 - 190 ه]
رَوَى عَنْ: أبيه، وعُبَيْد الله بن الأخنس، ودَفّاع، والقاسم بن عبد الرحمن.
وَعَنْهُ: عبد العزيز بن المغيرة، وقتيبة، وسويد، ونصر بن علي الجهضمي، وعبد السلام بن مطهر.
قال أبو حاتم: لين.
وقال الحاكم: ثقة. وخرج له في " مستدركه "، وهو بصري.(4/991)
385 - د ت: هارون بن المغيرة البَجَليُّ الرازيُّ الحافظ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: عُبَيْد الله بن عَمْر، وحَجّاج بْن أرطأة، وعَمْرو بْن أَبِي قيس الرّازيّ، وأبي جعفر الرّازيّ، وغيرهم.
وَعَنْهُ: ابنه إبراهيم، ويحيى بن مَعِين، وإبراهيم بْن مُوسَى الفرّاء، ومحمد بْن حُمَيْد، وزُنَيْج، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.(4/991)
386 - هَزَّال بن سعيد السَّبئيُّ، أبو مروان المِصْريُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: يزيد بن أبي حبيب، وخير بن نُعَيم، وبكر بن عَمْرو.
وَعَنْهُ: حَجّاج بن ريّان، وسعيد بن عُفَير، وغيرهما. وكان ضريرًا، مات سنة إحدى وثمانين ومائة.
وقد سمع هزال من أم الصَّعْبة قالت: حدثنا أبو الدرداء.(4/991)
387 - هشام بن لاحق المدائنيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: عاصم الأحول وغيره.
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، وهشام بن بهرام.
قال النَّسائيّ: ليس به بأس.(4/991)
388 - ع: هُشَيم بن بشير بن أبي خازم قاسم بن دينار، الحافظ أبو معاوية السُّلميّ الواسطيُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
أحد الأعلام.
عَنْ: الزُّهْريّ، وعَمْرو بن دينار، وأيّوب، وأبي بِشْر، وحُصَيّن بن عبد الرحمن، ومنصور بن زاذان، وخلْق سواهم.
وَعَنْهُ: شعبة مع تقدُّمه، وابن المبارك، ويحيى القطّان، وعبد الرحمن بن مهديّ، وقُتَيْبة، وأحمد بن حنبل، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، والحسن بن عَرَفَة، وزياد بن أيّوب، وإبراهيم بن مُجَشَّر، وخلْق كثير.
سكن بغداد، وانتهت إليه مَشْيَخة العِلم ببغداد في زمانه.
مولده سنة أربعٍ ومائة.
قال عَمْرو بن عَوْن: كان هُشيم قد سمع من الزُّهْريّ، وعَمْرو بن دينار، وابن الزُّبَير بمكة أيام الحجّ.
وقال يعقوب الدَّوْرَقيّ: كان عند هُشيم عشرون ألف حديث.
وقال أحمد: لم يسمع هُشَيم من يزيد بن أبي زياد، ولا من الحَسَن بن عُبَيْد الله، ولا من أبي خالد، ولا من سيّار، ولا من موسى الْجُهَنيّ، ولا من عليّ بن زيد. ثم سمى طائفة كثيرة؛ يعني حدَّث عنهم بصيغة " عن "، وكان من كبار المدلِّسين مع حِفْظه وصِدْقه.
قال إبراهيم الحربي: كان والد هشيم صاحب صحناءة وكامُخٍ، وكان يمنع هُشَيْمًا من الطَّلَب، فكتب العِلم حتّى جالس أبا شَيْبَة القاضي وناظره في الفقه. قال: فمرض هُشَيم، فجاء أبو شَيْبَة يعوده، فمضى رجل إلى بشير، قال: الحق ابنك، فقد جاء القاضي يعوده، فجاء فوجد القاضي في داره، فقال: متى أمَّلْتُ أنا هذا؟ قد كنت أمنعك، أمّا اليوم فلا بقيت أمنعُك.
قال وهب بن جرير: قلنا لشعبة: نكتب عن هُشَيم؟ قال: نعم، ولو حدَّثكم عن ابن عَمْر فصدّقوه.
وقال أحمد بن حنبل: لزمت هشيما أربع أو خمس سنين، ما سألته عن [ص:993] شيء إلا مرّتين هيبةً له، وكان كثير التسبيح بين الحديث، يقول بين ذلك: لا إله إلا الله، يمد بها صوته.
وعن عبد الرحمن بن مهديّ قال: كان هُشَيم أحفظ للحديث من سُفيان الثَّوْريّ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أحفظ للحديث من هُشَيم إلا سُفيان إنّ شاء الله.
قال أحمد العِجْليّ: هُشَيم ثقة، يُعَدّ من الحفاظ، وكان يدلّس.
وقال ابن أبي الدنيا: حدَّثني من سمع عَمْرو بن عَوْن يقول: مكث هُشَيم يصلّى الفجر بوضوء العشاء قبل أن يموت عشرين سنة.
وعن حمّاد بن زيد قال: ما رأيت في المحدثين أنبل من هُشَيم، سمعها عَمْرو بن عَوْن منه.
وَسُئِلَ أبو حاتم الرّازيّ عن هُشَيم فقال: لا يُسأل عنه في صِدقه وأمانته وصلاحه.
وقال ابن المبارك: من غيَّر الدهرُ حِفظه، فلم يغيّر حِفْظَ هُشَيم.
وقال يحيى بن أيّوب العابد: سمعتُ نصرَ بن بسّام وغيره من أصحابنا قالوا: أتينا معروفًا الكَرْخيّ فَقَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام وهو يقول لهُشَيم: " جزاك الله عن أمَّتي خيرًا ". فقلت لمعروف: أنت رأيت؟ قال: نعم، هُشَيم خير مما تظن.
قال أحمد بن أبي خيثمة: حدثنا سليمان بن أبي شيخ قال: حدثنا أبو سفيان الحميري، عن هُشَيم قال: قدِم الزُّبَير رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الكوفة في خلافة عثمان، وعلى الكوفة سعيد بن العاص، فبعث إليه بسبعمائة ألف، وقال: لو كان في بيت المال أكثر من هذا لبعثت بها إليك، فقبلها الزُّبَير. قال أحمد: فحدَّثت بهذا مُصْعَب بن عبد الله، فقال: ما كان الذي بعث به إليه عندنا إلا الوليد بن عُقْبة، وكنّا نشكرها لهم، وهُشَيم أعلم. [ص:994]
قال أبو سُفيان: سألت هُشَيْمًا عن التفسير؛ كيف صار فيه اختلاف؟ فقال: قالوا برأيهم فاختلفوا.
قال إبراهيم بن عبد الله الهَرَويّ: سمع هُشَيم وابن عُيَيْنَة من الزُّهْريّ سنة ثلاثٍ وعشرين في ذي الحِجّة.
قال سفيان: أقام عندنا إلى عمرة المحرم، ثم خرج إلى الجعرانة فاعتمر منها، ثمّ نَفَر ومات من سنته.
قال إبراهيم بن عبد الله عقيب حديث: لم يسمعه هُشَيم من الزُّهْريّ، ولم يرو عنه سوى أربعة أحاديث سماعًا، منها: حديث السقيفة، وحديث المضامين والملاقيح، وحديث ما استيسر من الهدي، وحديث اعتكف فأتته صفية.
وقال أحمد بن حنبل: ليس أحد أصح حديثًا من هُشَيم عن حُصَين.
وقال ابن مهديّ: حِفْظُ هُشَيم عندي أثبت من حفْظ أبي عَوَانه، وكتاب أبي عوانة أثبت.
قال عبد الله بن أحمد: سمعتُ أبي يقول: الذين رأيتهم يَخْضِبون: هُشَيم، مُعْتَمر، يحيى بن سعيد، مُعاذ بن مُعَاذ، ابن إدريس، ابن مهديّ، إسماعيل بن إبراهيم، عبد الوهّاب الثَّقفيّ، يزيد بن هارون، أبو معاوية - خضابا جيدا قانيا. حفص بن غياث، عبّاد بن العوّام - إلى السَّواد. جرير بن نُمير، ابن فُضَيْلٍ، غُنْدَر البرساني، عبد الرزاق، عباد بن عباد بن أبي زائدة، الوليد بن مسلم - خِضابًا خفيفًا. مرحوم العطّار، حَجّاج، سعد ويعقوب ابنا إبراهيم، أبو داود، أبو النَّضْر، أبو نُعَيم - خِضابًا خفيفًا. محمد وَيَعْلَى ابنا عُبَيْد، أخوهما عَمْر - خِضابّا خفيفًا. أبو قَطَن، أبو المغيرة، عليّ بن عيّاش، أبو اليَمَان، عصام بن خالد، بشر بن شعيب المقرئ، يحيى بن أبي بكير، عثام بن عليّ، مروان بن شُجاع، شُجاع بن الوليد، حميد الرؤاسي، إبراهيم بن خالد - رأيت هؤلاء يخضبون.
وحديث هشيم من أعلى ما يقع اليوم؛ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْخَيْرِ وَأَحْمَدُ بْنُ أَبِي عَصْرُونٍ وَالْخَضِرُ بْنُ حَمُّوَيْهِ في كتابهم، عن ابن كليب قال: أخبرنا [ص:995] ابن بيان قال: أخبرنا ابن مخلد قال: أخبرنا الصفار قال: حدثنا ابن عرفة قال: حدثنا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: إِنْ كُنْتُ لأَجِدُهُ فِي ثَوْبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَحُتُّهُ عَنْهُ.
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ هُشَيْمٍ، فَوَقَعَ بَدَلا عَالِيًا بِدَرَجَتَيْنِ.
قالوا: تُوُفّي في شعبان سنة ثلاثٍ وثمانين ومائة.
قلت: كان من أبناء الثمانين، وكتب عن الزُّهْريّ نسخة كبيرة فضاعت، علق في ذهنه منها.(4/992)
389 - هُشَيم بن أبي ساسان، أبو عليّ الكوفيُّ، اسم أبي ساسان هشام. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أُمَيّ الصيرفي، وابن جريج، وعُبَيْد الله بن عَمْر.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيم بْن موسى الفرّاء، ومحمد بْن خلاد الباهليّ، وقُتَيْبة، وأبو سعيد الأشجّ، وأحمد بن حنبل.
سُئِل أبو حاتم عنه فقال: صالح الحديث.
وقال أبو داود: لا بأس به.(4/995)
390 - 4: الهيثم بن حُمَيْد الغسَّانيُّ مولاهم، أبو أحمد، ويقال: أبو الحارث. [الوفاة: 181 - 190 ه]
رَوَى عَنْ: العلاء بن الحارث، وتميم بن عطية، وأبي وهْب الكَلاعيّ، وثَوْر بن يزيد، ومُطْعِم بن المِقْدام، وزيد بن واقد، والأوزاعيّ، ويحيى الذّماريّ، وداود بن أبي هند.
وَعَنْهُ: الوليد بن مسلم، وعبد الله بن يوسف، وهشام بن عمار، وعلي بن حجر، ومحمد بن عائذ، وعدة.
قال دحيم: كان أعلم الأولين والآخرين بقول مكحول.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. [ص:996]
وقال أبو داود: قدري ثقة.(4/995)
-[حَرْفُ الْوَاوِ](4/996)
391 - ق: وكيع بن مُحْرِز النَّاجيُّ السَّاميُّ البَصْريُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: زيد العمّيّ، وعثمان بن الْجَهْم، وعباد بن منصور.
وَعَنْهُ: محمد بن أبي بكر المُقَدَّميّ، ونصر الْجَهْضَميّ، والعبّاس بن يزيد البحرانيّ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
وقال البخاريّ: عنده عجائب.(4/996)
392 - ق: الوليد بن بُكَير التَّميميُّ الطَّهَويّ، أبو خَبَّاب الكُوفيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: الأعمش، وعَمْر بن نافع الثقفي، وسلام الخراز.
وَعَنْهُ: سعيد بْن سُليمان، ومحمد بْن عَبْد الله بْن نمير، وعبيد بن يعيش، والحَسَن بن عَرَفَة، والحسن بن محمد الطّنافسيّ.
قال أبو حاتم: شيخ.(4/996)
393 - ت ق: الوليد بن محمد المُوَقَّرِيُّ البَلْقاويُّ، أبو بشر، [الوفاة: 181 - 190 ه]
مولى بني أُميّة.
عَنْ: الزُّهْريّ، وعطاء الخُراسانيّ.
وَعَنْهُ: أبو مُسْهر، وسُوَيْد بن سعيد، وحاجب بن الوليد، والحَكَم بن موسى، وعليّ بن حُجْر، ومحمد بن عائذ.
قال أبو حاتم: ضعيف الحديث.
وقال ابن المَدِينيّ: لا يُكْتَب حديثه.
وقال ابن خُزَيْمَة: لَا أحتج به.
وقال ابن مَعِين: يكذِب.
وقال النَّسائيّ: ليس بثقة. [ص:997]
قال سليمان ابن بنت شُرَحْبيل: استحثّثْتُ الوليد المُوَقَّريّ في كُتُب الزُّهْريّ، فقال: أنت تريد أن تأخذ في مجلسٍ ما قد أقمت أنا فيه مع الزُّهْريّ عشرَ سِنين!
وقال أبو زُرْعة الدّمشقيّ: لم يزل حديث الوليد بن محمد مقاربًا حتّى ظهر أبو طاهر المقدّسي لا جُزي خيرًا، فقال له سليمان بن عبد الرحمن: ويْحك، أهلكت علينا الوليد بن محمد. قال أبو زرعة: وظهرت عنه بحمص أحاديث أُنكرت أيضًا، وظهرت أحاديث بخُراسان يُستَوْحش منها.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: قُلْتُ لِأَبِي: المُوَقَّريّ يروي العجائب عن الزُّهْريّ، فقال: آهٍ ليس ذاك بشيء.
وقال أبو حاتم: سألت ابن المَدِينيّ عن المُوَقَّريّ، فقال: يروي عنه أهل الشام، أرى أن كُتُبه من نُسَخ الزُّهْريّ من الديوان.
وقال أبو زُرْعة: ليِّن في الحديث.
قال محمد بن مُصَفَّى: تُوُفّي سنة اثنتين وثمانين ومائة.
وقيل: مات سنة إحدى.(4/996)
394 - ق: وهْب بن إسماعيل الأسَديُّ الكوفيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: جدّه محمد بن قيس، وعَمْر بن ذر، والأوزاعيّ.
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، وابن نُمير، وأبو سَعِيد الأشجّ.
قَالَ أحمد: له مناكير.(4/997)
395 - وهْب بن راشد الرَّقّيّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
ويقال: بصْريّ.
عَنْ: ثابت، وفرقد السَّبخيّ، ومالك بن دينار، وهشام الدُّسْتَوائيّ.
وَعَنْهُ: سُليمان بن عُمَر، وعليّ بن معبد بن شداد، وداود بن رشيد، وغيرهم.
قال ابن عَدِيّ: ليس بالمستقيم.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: متروك.(4/997)
396 - وهْب بن واضح، أبو الإخريط المكِّيُّ، شيخ القرّاء، ويُكنى أبا القاسم، [الوفاة: 181 - 190 ه]
من موالي عبد العزيز بن أبي روَّاد.
قرأ على إسماعيل بن عبد الله القِسْط، وعلى شِبْلِ بن عبّاد، ومعروف بن مُشْكان. وتصدّر للإقراء، وأخذ عنه جماعة؛ منهم: أبو الحَسَن أحمد بن محمد النّبّال، وأبو الحَسَن البزّيّ، وغيرهما.
مات سنة تسعين ومائة.(4/998)
-[حَرْفُ الْيَاءِ](4/998)
397 - يحيى بن بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ بن أبي موسى الأشعريُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أبيه، وإسماعيل بن أبي خالد.
وَعَنْهُ: العلاء بن عَمْرو، وعُبَيْد الله القواريريّ.
وسمع منه يحيى بن مَعِين وضعّفه.(4/998)
398 - ع: يحيى بن حمزة بن واقد الحضْرَميُّ مولاهم، البَتْلَهيُّ الدِّمشقيُّ، أبو عبد الرحمن الفقيه، [الوفاة: 181 - 190 ه]
قاضي دمشق.
وُلد سنة ثلاث ومائة، قاله أبو مُسِّهر.
وقال مُفَضَّلٌ الغُلابيّ: سنة ثمانٍ ومائة.
قرأ القرآن على يحيى الذّماريّ.
وَرَوَى عَنْ: عُرْوَة بن رُوَيْم، وعَمْرو بن مهاجر، وعطاء الخُراسانيّ، وأبي وهب عبيد الله الكلاعي، وثور بن يزيد، والزبيدي، ويزيد بن أبي مريم، وعدة.
قرأ عليه الربيع بن ثعلب،
وَحَدَّثَ عَنْهُ: أبو مُسْهِر، وولده محمد بن يحيى، وعبد الرحمن بن مهديّ، ومحمد بن عائذ، ومحمد بن المبارك الصُّوريّ، وهشام بن عمّار، وعليّ بن حُجْر، والحكم بن موسى.
قال دُحَيْم: ثقة عالم.
وقال أحمد: ليس به بأس.
وقال أبو حاتم: عاش ثمانين سنة. [ص:999]
وقال عبّاس، عن ابن مَعِين: يُرمَى بالقَدَر. وقال مرّةً: كان قدريًا.
وقال أبو زُرْعة الدّمشقيّ: وُلّي يحيى بعد سَلَمة بن عَمْرو، فحدّثني أحمد بن أبي الحواريّ، عن مروان قال: لما قدِم المنصور دمشق سنة ثلاثٍ وخمسين ومائة استعمل يحيى بن حمزة على القضاء، وقال له: يا شابّ، أَرَى أَهْلَ بلَدِكَ قَدْ أَجْمَعُوا عَلَيْكَ، فَإِيَّاكَ والهديّة؛ فلم يزل قاضيًا حتّى مات.
قال أبو زُرْعة: وأعلم الناس بقول مكحول الهيثم بن حُمَيْد ويحيى بن حمزة.
قال دُحَيْم وجماعة: مات يحيى سنة ثلاثٍ وثمانين ومائة.(4/998)
399 - يحيى البرمكيُّ، هو الوزير يحيى بن خالد بن برمك، أبو عليّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
كان المهديّ قد ضمّ إليه هارون الرشيد وجعله في حُجْره، فأحسن سياسته وأدّبه، فلمّا استُخْلِف نوّه بذِكره ورفع محلَّه، فكان يقول: قال أبي. وردّ إصدار الأمور وإيرادها إليه، فلمّا قَتل ابنه جعفرًا خلّد يحيى في السجن.
قال الأصمعيّ: سمعته يقول: الدنيا دُوَلٌ، والمال عارية، ولنا بمن قبلنا أسْوَة، ولِمَن بعدنا عبرة.
قال إسحاق المَوْصليّ: كانت صِلات يحيى إذا ركب لمن تعرّض له مائتي درهم.
وقال المَوْصليّ: قال أبي: أتيت يحيى بن خالد فشكوتُ ضيقة، فقال: ما أصنع لك؟ ليس عندي شيء، ولكن أدلك على أمر فكن فيه رجلا، قد جاءني خليفة صاحب مصر يسألني أن أستهدي صاحبه شيئًا، وقد أبيت فألَح، وقد بلغني أنك أعطيت بجاريتك ثلاثة آلاف دينار، فهو ذا، استهديه إياها، فإياك أن تنقصها من ثلاثين ألف دينار شيئا، وانظر كيف يكون. قال: فوالله ما شعرت بالرجل إلا وقد وافاني، فساومني بالجارية، فلم يزل حتّى بذل لي عشرين ألفًا، فلمّا سمعتها ضعُف قلبي عن ردّها، فبِعْتُها، فلمّا صرت إلى يحيى قال: إنّك لخسيس، كنتَ صبرت، وهذا خليفة صاحب فارس قد جاءني في مثل هذا، [ص:1000] فخذ جاريتك، فإذا ساومك لا تنقصها من خمسين ألف دينار. قال: فجاءني فبعتها بثلاثين ألف دينار، فلما صرت إلى يحيى قال: ألم نؤدّبْكَ؟ خُذْ جاريتك إليك. فقلت: جارية قد أفدت بها خمسين ألف دينار ثمّ تعود إلى؟ أُشْهِدُك أنها حرة، وأني قد تزوّجتها.
وقيل: إن ولد يحيى قال له وهم في السجن والقيود: يا أبَهْ، بعد الأمر والنهي والأموال صرنا إلى هذا؟ فقال: يا بُنيّ، دعوة مظلوم غفِلْنا عنها، لم يغفل الله عنها.
مات يحيي سنة تسعين ومائة في حبس الرقة، وله سبعون سنة.(4/999)
400 - ع: يحيى بن أبي زائدة، هو يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، أبو سعيد الهَمَدانيّ الوادعيُّ مولاهم، الكوفيُّ الفقيه، [الوفاة: 181 - 190 ه]
أحد الأئمّة الأعلام.
رَوَى عَنْ: أبيه، وعاصم الأحول، وداود بْن أَبِي هند، وهشام بْن عُرْوة، وعبيد الله بن عمر، وأبي مالك الأشجعي، وليث بن أبي سليم، وطائفة كبيرة.
وتفقه بأبي حنيفة، ولزمه مدّة حتّى برع في الرأي وصار من أكبر أصحابه، مع الحِفْظ للحديث والإتقان له.
رَوَى عَنْهُ: أحمد بن حنبل، وإبراهيم بن موسى، وأبو كُرَيِب، وابن مَعِين، وهَنّاد، ويحيى بن يحيى، وأحمد بن مَنِيع، وابن المَدِينيّ، وابنا أبي شيبة، وعلي بن مُسلم الطوسيّ، وزياد بن أيّوب، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، والحسن بن عَرَفَة، وخلْق كثير.
قال علي ابن المديني: لم يكن بالكوفة بعد الثوري أثبت منه.
وقال ابن المَدِينيّ أيضًا: انتهى العلم إلى يحيى بن زكريّا في زمانه.
قلت: وُلّي قضاء المدائن.
وقال عَمْرو الناقد: سمعتُ ابن عُيَيْنَة يقول: ما قدِم علينا أحدٌ يُشبه هذين الرجلين؛ ابن المبارك، وابن أبي زائدة.
وقال يحيى القطّان: ما بالكوفة أحد يخالفني أشدّ عليّ من ابن أبي زائدة.
ويقال: إنه ما غلط قطّ.
وأمّا قول أبي نُعَيم الملائيّ: ما هو بأهلٍ أن أحدّث عنه، فما ذَكَر مستندَ ذلك فلا يُلتفت إلى ذلك، ولا إلى كثيرٍ من كلام الأقران بعضهم في بعض. [ص:1001]
قال ابن نُمير: كان ابن أبي زائدة في الإتقان أكبر من ابن إدريس.
وقال النَّسائيّ: ثقة ثبت.
وقال العِجْليّ: كان يُعدّ من الحفاظ، مُفْتيًا ثبتًا، صاحب سُنّة، ووكيع إنما صنف كتبه على كتب يحيى.
وقال عباس، عن يحيى: ما أعلم يحيى بن أبي زائدة أخطأ إلا في حديث واحد.
وقال إسماعيل بن حمّاد: يحيى بن زكريّا في الحديث مثل العَروس العطرة.
وقال زياد بن أيّوب: كان يحيى بن أبي زائدة يحدّث من حِفْظه.
ويقال: إنّ يحيى أوّل من صنّف الكُتُب بالكوفة، وإنه مات بالمدائن سنة اثنتين وثمانين. ويقال: سنة ثلاث وثمانين ومائة، وله ثلاثٌ وستون سنة.(4/1000)
401 - ق: يحيى بن راشد المازنيُّ البَصْريُّ البَرَّاءُ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أبي الزُّبَير المكّيّ، وخالد الحذّاء، وداود بن أبي هند، وجماعة.
وَعَنْهُ: نُعَيم بن حمّاد، ومحمد بن أبي بكر المُقَدَّميّ، وأبو حفص الفلاس.
ضعّفه أبو حاتم.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَاهِي الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِين: ليس بشيء.
قلت: سكن مصر وحدَّث بها.(4/1001)
402 - خ: يحيى بن أبي زكريّا الغسَّانيّ الواسطيُّ، أبو مروان، [الوفاة: 181 - 190 ه]
أصله شاميّ.
رَوَى عَنْ: هشام بن عُرْوة، وعبد الله بن عثمان بن خُثَيم، ويونس بن عُبَيْد.
وَعَنْهُ: عبد الوهّاب بن عيسى التّمّار، ومحمد بن حرب النشائي، وغيرهما.
ضعّفه أبو داود. [ص:1002]
وقال أبو حاتم: شيخ.
قلت: قد خرّج له البخاريّ حديثًا واحدًا.(4/1001)
403 - يحيى بن سابق المدنيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أبي حازم، وزيد بن أسلم.
وَعَنْهُ: قُتَيْبة، وعليّ بن حُجْر، وحُجَين بن المثنَّى.
فيه ليِّن.
وقال أبو حاتم: ليس بقويّ.(4/1002)
404 - يَحْيَى بْن عُبْد اللَّهِ بْن حَسَنِ بْن الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْهَاشِمِيُّ الحسني. [الوفاة: 181 - 190 ه]
أخو اللَّذَين خرجا على المنصور، وهما: محمد بالمدينة، وإبراهيم بالبصرة. فلما هلكا إلى عفو الله ورحمته هرب هذا إلى جبال الدَّيْلم في نحوٍ من سبعين رجلا، ثمّ إنّ الرشيد أمّنه بعد، وأشهد عليه بذلك، ووصله بمائة ألف دينار، ثمّ خاف من غائلته فحبسه حتى مات في سنة بضعٍ وثمانين ومائة.(4/1002)
405 - يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عبد الله بن أُنَيْس، أبو زكريّا الأنصاريُّ المدنيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: طلحة بن خِراش، وعبد الرحمن ومحمد ابني جابر بن عبد الله، وعيسى بن سبرة.
وَعَنْهُ: أبو جعفر النُّفَيليّ، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، ويحيى بن معين، وعمرو بن رافع، وجماعة.
قال ابن مَعِين: لم يكن به بأس.(4/1002)
406 - م ت ن ق خ قرنه: يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي غُنْيَةٍ، أبو زكريّا الخُزاعيُّ الكوفيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أبيه، والعلاء بن المسيّب، وهشام بن عُرْوة، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أحمد، وإسحاق، وأبو سعيد الأشجّ، وزياد بن أيّوب، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، وجماعة. [ص:1003]
قال أحمد: هو رجل صالح، له هيئة.
وقال أبو داود: ثقة.
وقال أحمد العِجْليّ: قيل له إنّ دواء عينيك ترك البكاء، قال: فما خيرهما إذّن؟!
قلت: خرّج له البخاريّ مقرونًا بآخر، وهو قليل الحديث.
مات سنة ثمانٍ وثمانين ومائة.(4/1002)
407 - يحيى بن عُبَيْد الله الْجُرَشِيّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
شيخ بصْريّ.
عَنْ: أبيه، وزاجر بن الهيثم.
وَعَنْهُ: مسلمة بن إبراهيم، ومحمد بن سعيد الخزاعي، ومحمد بن المثنَّى.(4/1003)
408 - يحيى بن عُقْبة بن أبي العَيْزار، أبو القاسم الكوفيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: ابن أبي ليلى، ومحمد بن جحادة، وإدريس الأودي، وهشام بن عُرْوة.
وَعَنْهُ: محمد بن بكّار بن الرّيّان، والربيع بن ثعلب.
قال البخاريّ: مُنْكَر الحديث.
وكذّبه ابن مَعِين.
وقال النَّسائيّ: ليس بثقة.(4/1003)
409 - يحيى بن مُضَر، أبو زكريّا القَيْسيّ الشاميُّ ثمّ القُرْطُبيّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
سَمِعَ مِنْ: سُفيان الثَّوْريّ، ومالك يسيرا.
وَرَوَى عَنْهُ: مالك أيضًا شيئًا، وعبد الله بن وهْب، ويحيى بن يحيى الأندلُسيّ. وكان فقيهًا مُفْتيًا.
وروى عن عبد الملك بن حبيب الفقيه قال: صُلِب يحيى بن مُضَر وأصحابه سنة تسع وثمانين ومائة، كانوا أرادوا خَلْعَ الحَكَم صاحب الأندلس، فحدّثني محمد بن عيسى أنّ الجذوع التي للمصلَّبين مائة وأربعين جذعا.(4/1003)
410 - د: يحيى بن ميمون التَّمَّار، [الوفاة: 181 - 190 ه]
نزيل بغداد.
عَنْ: ليث بن أبي سُليم وغيره.
وَعَنْهُ: الحسن بن الصباح البزار، وعليّ بن مسلم الطُّوسيّ.
ترَكه الدَّارَقُطْنيّ وغيره.
وقال أحمد: خَرَّقْنَا حديثه.(4/1004)
411 - ت: يحيى بن يَعْلَى الأسلميُّ القَطَوانيّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: حُمَيْد بن عطاء الأعرج، وإسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، ويونس بن خباب، وناصح المحلمي.
وَعَنْهُ: قُتَيْبة، وأبو بَكْر بْن أبي شَيْبَة، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وأحمد بن إشُكاب، وأبو هشام الرفاعي.
قال البخاري: مضطرب الحديث.
وقال أبو حاتم: ضعيف.
فأما يحيى بن يعلى أبو المحيّاه التَّيْميّ فقد ذُكر.(4/1004)
412 - م 4: يحيى بن اليَمَان العِجْليّ الكوفيُّ، أبو زكريّا الحافظ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: هشام بْن عُرْوة، وإسماعيل بْن أَبِي خالد، والمِنْهال بن خليفة، وسفيان الثَّوْريّ، وجماعة. وقرأ القرآن على حمزة، وكان من العلماء العاملين.
رَوَى عَنْهُ: ابنه داود بن يحيى، وبِشْر الحافي، وأبو كُرَيِب، وسُفيان بن وكيع، والحسن بن عَرَفَة، وعليّ بن حرب، وطائفة.
قال أحمد: ليس بحُجّة.
وقال ابن المَدِينيّ: هو صَدُوق، فُلِج فتغيّر حِفظه.
وذكره أبو بكر بن عيّاش فقال: ذاك راهبٌ.
أخبرنا عبد الحافظ بن بدران قال: حدثنا موسى بن عبد القادر قال: [ص:1005] أخبرنا سعيد بن أحمد قال: أخبرنا علي بن أحمد قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: حدثنا يحيى بن محمد قال: حدثنا سفيان بن وكيع قال: حدثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ خَمْسِينَ مَرَّةً يَخْرُجُ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ".
رَوَاهُ التِّرْمِذيُّ عَنِ ابْنِ وَكِيعٍ.
وعن وكيع قال: ما كان أحد من أصحابنا أحفظ للحديث من يحيى بن يمان؛ كان يحفظ في المجلس خمسمائة حديث، ثمّ نسي.
وقال يحيى بن مَعِين: أرجو أن يكون صدوقًا، وقال مرةً: ليس به بأس، وقال مرةً: ضعيف.
وقال النَّسائيّ: ليس بالقويّ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: كان سريع الحِفْظ سريع النِّسْيان.
وقال يعقوب بن شَيْبَة: كان يُعدّ في الكثرة عن سُفيان مع الأشجعيّ، وإنّما أنكروا عليه كثرة الغلط.
قيل: مات سنة تسعٍ وثمانين ومائة. وقيل: سنة ثمانٍ.(4/1004)
413 - ع: يزيد بن زُرَيْع، الإمام أبو معاوية العيْشيّ البصْريّ الحافظ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أيّوب، وحبيب المعلّم، وحسين المعلّم، والْجُرَيْريّ، وخالد الحذّاء، ويونس، وابن أبي عَرُوبة، وخلْق.
وَعَنْهُ: علي ابن المَدِينيّ، وبَهْز بن أسد، والقَعْنَبيّ، وعفّان، وعمْرو الفلاس، وقُتَيْبة، ومُسَدَّد، ويحيى بن يحيى، وبُنْدار، وأُميّة بن بِسطام، ومحمد بن المِنْهال الضَّرير، ومحمد بن المنهال أخو حجاج، وأحمد بن المِقْدام، ونصر بن عليّ، وأحمد بن عَبْدَة، وخلْق كثير.
قال أحمد بن حنبل: كان رَيْحانة البصرة، ما أتقنه وما أحفظه! [ص:1006]
وقال أبو حاتم: ثقة إمام.
وقال أبو عَوَانة: صحِبت يزيد بن زَرِيع أربعين سنةً يزداد في كلّ سنة خيرًا.
وقال بِشْر الحافي: كان يزيد بن زَرِيع مُتْقِنًا حافظًا، ما أعلم أنّي رأيت مثله ومثل صحّة حديثه، رحمه الله.
وقال يحيى القطّان: لم يكن هاهنا أحدٌ أثبت منه.
وقال نصر الْجَهْضَميّ: رأيتُ يزيد بن زَرِيع فِي النوم، فقلتْ: ما فَعل اللَّه بك؟ قال: دخلتُ الجنة. قلت: بماذا؟ قال: بكثرة الصلاة.
وقال بعضهم: كان أبوه زُرَيع والى الأُبُلّه، مات عن خمسمائة ألف ما أخذ منها يزيد حبة. قاله ابن حِبّان.
تُوُفّي يزيد سنة اثنتين وثمانين ومائة، ومولده سنة إحدى ومائة.
قال أحمد بن أبي خيثمة: حدثنا أحمد بن محمد الصفار قال: سمعتُ يزيد بن زُرَيع وَسُئِلَ عن التدليس، فقال: التدليس كذب. وقال: حدثنا عفان قال: حدثنا يزيد بن زُرَيع قال: أملى عليّ سعيد هَذِهِ المسائل من كتابه؛ يعني مسائل الحَكَم وحمّاد.
وعن القطّان أنّه كان لا يُقّدم على يزيد بن زَرِيع أحدًا في سعيد.
قلت: ولم يرحل في الحديث، وكان من بحور العلم.
قال ابن المَدِينيّ: لم يزل مشتغلا بإتقان الحديث.
قلت: أقدم شيوخه أيّوب.(4/1005)
414 - يزيد بن عبد الله، أبو خالد القُرَشيّ، ويُقال له: البَيْسَريّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
قيّده ابن نُقْطة بموحَّدة وبسين مهمَلَة.
رَوَى عَنْ: ابن جُرَيْج، وأبي مالك الأشجعيّ، وإبراهيم الخوزيّ، وعَمْر بن محمد العُمريّ.
وَعَنْهُ: علي بن أبي هاشم الطبراخ، وقَطَن بن نُسَير، وغيرهما، والقواريريّ، وأبو كامل الجحدريّ. وَبَقِيَ إلى بعد الثمانين ومائة. [ص:1007]
قال ابن عدي: ليس بالمنكر الحديث.
قلت: تُكلِّم فيه ولم يُتْرَك.(4/1006)
415 - يزيد بن مَزيد بن زائدة، الأمير أبو خالد الشَّيْبانيّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
أحد الأبطال المذكورين والأجواد المُمَدَّحين، وهو ابن أخي معن بن زائدة.
وُلّي إمرةَ اليمن للرشيد، وولي أرمينية وأذْرَبَيْجان مَعًا للرشيد سنة ثلاثٍ وثمانين، وهو الذي ظفر بالوليد بن طريف رأس الخوارج.
وكان يزيد مع كمال شجاعته من دُهاة العرب، ما زال يُقابل ابن طريف بالجيوش ويقاتله إلى أن أهلكه بعد أن بارزه بنفسه، وبقيت مبارزتهما نحو ساعتين من النهار أو أكثر، حتّى تعجب منهما الْجَمْعان، ثمّ أمكنت يزيدَ الفرصةُ فضرب رِجْلَ ابن طريف فسقط، وكان من بني شيبان أيضًا، فلمّا قدِم يزيد على الرشيد قال: يا يزيد، ما أكثر أمراء المؤمنين في قومك. قال: نعم، إلا أن منابرهم الْجُذُوع.
وقيل فيما حكاه ابن خلّكان: أنّ الرشيد لما جهّزه إلى حرب ابن طريف الشَّيْبانيّ أعطاه " ذا الفقار " سيف النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال: خُذْه، فإنك ستُنصر به. وفي ذلك يقول مسلم بن الوليد:
أذكرتَ سيفَ رسول الله سنته ... وبأس أوَّلَ من صلَّى ومن صاما
يُريد بأْسَ عليّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وعن عَمْر بن متوكل، عن أمّه قالت: كان " ذو الفقار " مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ يوم قُتِل بالمدينة، فلمَّا أحسّ بالموت دفع " ذا الفقار " إلى رجُلٍ معه كان له عليه أربعمائة دينار، وقال: خُذْه فإنّك لا تلقى طالبيًا إلا أخذه منك وأعطاك حقّك. فلمّا ولي جعفر بن سُليمان العبّاسيّ المدينةَ واليمن دعا الرجل وأخذ منه السيف، وأعطاه أربعمائة دينار، فلم يزل عنده حتّى ولي المهديّ، فبلغه خبرُه، فأخذه منه، ثمّ صار إلى الرشيد.
وقال الأصمعيّ: رأيت الرشيد مُتَّقلِدًا سَيْفًا، فَقَالَ: أَلا أُرِيكَ ذَا الْفَقَارِ؟ [ص:1008] قلت: بلى. فقال: استّل سيفي. قال: فاستلَلْتُه، فرأيت فيه ثماني عشرة فقارة.
ولمنصور بن سلمة النميري:
لو لم يكن لبني شيبانَ من حَسَب ... سوى يزيد لفاتوا الناسَ بالحَسَب
ما أعْرفَ النّاس أنّ الجودَ مَدْفَعَةً ... للذَّمّ لكنّه يأتي على النَّشَبِ
ومن " كامل " المبرِّد أنّ يزيد بن مزيد نظر إلى لحيةٍ عظيمة مخضوبة، فقال لصاحبها: أما إنك من لحيتك في مؤونة. فقال: أجل، ولذلك أقول:
لها درهمُ للدهنِ في كلّ لَيْلَةٍ ... وآخر للحنّاء يبتدرانِ
ولولا نوال من يزيد بن مَزْيد ... لصوّت في حافاتها الْجَلَمانِ
وفي " الأغاني " أن يزيد بن مَزْيد أهديِت له جارية، فلمّا رفع يده من طعامه وطئها، فلم ينزل عنها إلا ميتًا، وذلك ببلد بَرْذَعَة، وكان عنده مسلم بن الوليد صريع الغواني فرثاه، فقال:
قبرٌ ببَرْذَعَة استَسَرَّ ضريحُهُ ... خَطَرًا تقاصَرَ دُوَنُه الأخطار
أبقى الزَّمانُ على ربيعة بعده ... حُزْنًا لَعْمر اللَّهِ ليس يُعارُ
سلكت بك العُربُ السبيلَ إلى الْعُلَى ... حتّى إذا استبق الردى بك حاروا
فقضت بك الأحلاس آمال الغنى ... واسترجعت زُوَّارَها الأمصارُ
فاذهبْ كما ذَهَبَتْ غوادي مُزْنَةٍ ... أثنى عليها السهل والأوعار
وقيل: إنّما رثى مسلم بهذه يزيد بن أحمد السُّلميّ، فالله أعلم.
ولصريع الغواني قصيدةٌ فيه يقول فيها:
قد عوَّد الطَّيْرَ عاداتٍ وثِقْنَ بها ... فهنَّ يتْبَعْنَه في كلّ مُرْتَحَلِ
يعني: وقائعة، وأنّ الطَّير تفترس أشلاء القتلَى.
قال: فأمر يزيد حاجبه أن يبيع ضيعةً له ويعطي الشاعر خمسين ألفًا، فبلغ ذلك الرشيد فأرسل إليه بمال عظيم، وقال: زده خمسين ألفًا.
وقيل: إنّ سَلْمًا الخاسر هجاه فقال: [ص:1009]
ليت الأميرَ أبا خالدٍ ... يزيدَ، يزيدُ كما ينقصُ
فحلف ليقتُلُنَّه، فمدحه بقوله:
إنّ لله في البرية سيف ـ ... ـ ين يزيدًا وخالدَ بنَ الوليد
ذاك سيف الرسول في سالف الده ـ ... ـ ر وهذا سيف الإمام الرشيدِ
قال خليفة: مات يزيد سنة خمسٍ وثمانين ومائة.
وله ابنان؛ أحدهما خالد ممدوح أبي تمّام الطائي، والآخر محمد أحد الأجواد.(4/1007)
416 - يزيد بن يحيى، أبو خالد القُرَشيّ الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: يحيى بن يحيى الغسّانيّ، وثور بن يزيد، وموسى بن سيّار، وعمْرو بن مهاجر.
وَعَنْهُ: هشام بن عمّار، والهيثم بن خارجة، وسُليمان بن عبد الرحمن، وغيرهم.
ما ذكره البخاريّ ولا ابنُ أبي حاتم.(4/1009)
417 - اليَسَع بن طلحة بن أبزوذ المكِّيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: طاووس، ومجالد، وعطاء.
وَعَنْهُ: سبطه عبد الوهّاب بن فليح، وفيض الرقي، ونُعَيم بن حمّاد، والوليد بن عطاء بن الأغرَّ.
قال أبو حاتم: ليس بقويّ، مُنْكَر الحديث.
وقال ابن عَدِيّ: أحاديثه غير محفوظة.
قلت: وقع لنا من عواليه في " المخلصيات ".(4/1009)
418 - يعقوب بن داود، [الوفاة: 181 - 190 ه]
وزير المهديّ.
مرّت أخباره في حوادث سنة ست وستين ومائة، بقي إلى هذا الوقت معزولا مجاورا بمكة.
مات سنة اثنتين وثمانين ومائة.(4/1009)
419 - ع سوى ق: يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد القاريّ المدنيُّ الزُّهْريُّ، حليفهم. [الوفاة: 181 - 190 ه]
[ص:1010]
نزل في الآخر الإسكندرية،
وَحَدَّثَ عَنْ: زيد بن أسلم، وسُهيل بن أبي صالح، وعَمرو بن أبي عَمْرو، وأبي حازم.
وَعَنْهُ: يحيى بن يحيى، وسعيد بن منصور، ويحيى بن بُكَير، وقُتَيْبة، وأبو شَرِيك يحيى بن يزيد المُراديّ، وطائفة.
وهو ثقة عالم، مات سنة إحدى وثمانين ومائة.(4/1009)
420 - ت ق: يعقوب بن الوليد، أبو يوسف الأزْديّ المدنيُّ [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أبي حازم، وهشام بن عُرْوة، وجعفر الصادق.
وَعَنْهُ: محمد بن الصّبّاح الجرجرائيّ، ويحيى المَقَابِريّ، ومحمود بن خِداش، وأحمد بن مَنِيع، والحسن بن عَرَفَة.
قال أحمد بن حنبل: خرقنا حديثه.
وكذّبه أبو حاتم، وقال النَّسائيّ وغيره: متروك.(4/1010)
421 - يَعلى بن الأشدق العُقَيْليّ [الوفاة: 181 - 190 ه]
أحد المتروكين، أصله من بادية الطائف.
رَوَى عَنْ: عبد الله بن جراد، ورقاد بن ربيعة، وكُليب بن جُريّ.
وزعم أنّ لهم صحبة، وسكن الرَّقَّةَ.
وَعَنْهُ: داود بن رشيد، وإسماعيل بن عبد الله الرقي، وأيوب بن محمد الوزان، وطائفة.
وحدث بحران، وطال عمره، وصار يسأل الناس.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ ابْنُ حِبّان: لا تحل الرواية عَنْهُ.
وقال ابن عَدِيّ: بلغني عن أبي مُسْهِر قال: قلت لِيَعْلَى بن الأشدق: ما سمع عَمُّك عبدُ الله بنُ جراد مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " جامع " سُفيان، و" موطأ " مالك! [ص:1011]
وَسُئِلَ عنه أبو زُرْعة فقال: لا يُصَدَّق.
قلت: لا ينبغي التشاغل بتخريج عواليه؛ فإنّها ممّا لا يُفرح به.(4/1010)
422 - ت ق: يَعْلَى بن شبيب المكِّيُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
مولى آل الزُّبَير.
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، وهشام بن عُرْوة.
وَعَنْهُ: الحُمَيْدِيّ، وقُتَيْبة، وإبراهيم بن بشار الرّماديّ. روى اليسير، ومحلُّه الصِّدْق.(4/1011)
423 - يَغْنَم بن سالم بن قَنْبَر البصْريّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
لَهُ نسخه عَنْ: أنس بن مالك كأنّها موضوعة، حدَّث بمصر.
رَوَى عَنْهُ: عبد الغني بن سعيد وعبد الغني بن أبي عقيل المصريان، وإبراهيم بن صدقة العامريّ، ومحمد بن مَخْلَد الرُّعَينيّ، وعيسى بن مُساور، وأبو مسلم عبد الرحمن بن واقد، وغيرهم.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْمَعَالِي أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ: أَخْبَرَكُمُ الْمُبَارَكُ بْنُ أَبِي الْجُودِ بِبَغْدَادَ قال: أخبرنا أحمد بن أبي غالب الزاهد قال: أخبرنا عبد العزيز بن علي قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: حدثنا محمد بن هارون قال: حدثنا عيسى بن مساور قال: حدثنا يَغْنَمُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: قَالَ لِي أَنَسٌ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ خُطْوَةً لَمْ تَمَسَّ وَجْهَهُ النَّارُ ".
يَغْنَمُ مُجْمَعٌ عَلَى تَرْكِهِ، فَلا يُفْرَحُ بِعَوَالِيهِ.
قال أبو سعيد بن يونس: روى عن أنس فكُذِّب.
وقال أبو حاتم: هو مجهول، ضعيف الحديث.
وقال ابن عَدِيّ: عامّة ما يرويه غير محفوظ.
قال الطَّحاويّ: سمعتُ يونس بن عبد الأعلى يقول: قدِم علينا يَغْنَم بن سالم مصر، فجئته فسمعته يقول: تزوّجت امرأةً من الجنّ. فلم أرجع إليه.
وقال ابن حِبّان: كان يضع الحديث على أنس.
قلت: بَقِيَ إلى حدود التسعين ومائة.(4/1011)
424 - ق: يوسف بن خالد بن عُمَيْر السَّمْتيُّ البصْريّ، الفقيه. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: عاصم الأحول، ويونس بن عُبَيْد، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، ومحمد بْن عَمْرو، ولزِم أبا حنيفة الإمام حتّى برع وصار من نُجباء أصحابه.
رَوَى عَنْهُ: ابنه خالد بن يوسف، وداهر بن نوح، وزيد بن الحُرَيش، وخليفة بن خيّاط، ومحمد بن أبي يعقوب الكِرْمانيّ، ونصر بن عليّ الْجَهْضَميّ.
رماه ابن مَعِين بالكذب.
وقال أبو حاتم: رأيت له كتابا ألفه في التجهُّم يُنكر فيه الميزان والقيامة.
وقال ابن سعد: كان بصيرًا بالفتوى ضعيفًا.
وقال النَّسائيّ: ليس بثقه.
قلت: مات في رجب سنة تسعٍ وثمانين ومائة.
خرج له ابن ماجة حديثا.(4/1012)
425 - يوسف بن عطية بن باب الصَّفَّار، أبو سهل، السَّعْديّ ثمّ الأنصاريُّ مولاهم، البصري. [الوفاة: 181 - 190 ه]
رأى ابن سيرين،
وَرَوَى عَنْ: قَتَادة، وثابت، ومحمد بن واسع، وفرقد السبخيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: إِسْحَاق بْن راهَوَيْه، وأحمد بْن منيع، وعبد الله بن عون الخراز، وزياد بن يحيى، وعَمْر بن شبّة، والحسن بن محمد الزَّعْفرانيّ، وغيرهم.
قال البخاريّ: مُنْكَر الحديث.
وقال أبو حاتم والدَّارَقُطْنيّ: ضعيف الحديث. [ص:1013]
وقال أبو داود: ليس بشيء.
وقال الفلاس: كان يَهِمّ، وما علمته يكذِب.
وقال النَّسائيّ: متروك.
قلت: روى له ابن ماجة في " تفسيره "، ومات سنة سبعٍ وثمانين ومائة.(4/1012)
426 - يوسف بن عطيّة الباهليُّ، أبو المنذر الكُوفيُّ الورَّاق. [الوفاة: 181 - 190 ه]
صاحب مناكير. روى عن عمرو بن شمر، وغير واحد.
وَعَنْهُ: عمرو بن علي الفلاس، ويزيد بن مَوهب الرَّمْليّ، وغيرهما. قال الفلاس: هو أكذب من الصّفّار.
وقال الدَّارَقُطْنيّ وغيره: ضعيف.(4/1013)
427 - ق: يوسف بن محمد بن زيد بن صيفيِّ بن صُهيب بن سِنان الرُّوميُّ المدنيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
رَوَى عَنْ: ابن عمّه عبد الحميد بن زياد، وعن أبيه.
وَعَنْهُ: هشام بن عمّار، وإبراهيم بن المنذر الحزاميّ، وجماعة.
قال البخاريّ: فيه نظر.
وقال أبو حاتم: لا بأس به.(4/1013)
428 - ع سوى د: يوسف بن يعقوب بن أبي سَلَمة الماجِشُون المَدَنيُّ، أبو سَلَمة، مولى آل المُنْكَدر، التَّيْميّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: أبيه، والزُّهْريّ، ومحمد بن المُنْكَدر، وصالح بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ.
وَعَنْهُ: أبو مُصْعَب، وأحمد بن حنبل، وعليّ ابن المديني، وسريج بن يونس، ومحمد بن أبي بكر المُقَدَّميّ، وعليّ بن مسلم الطُّوسيّ، وخلْق سواهم. [ص:1014]
وثقه يحيى بن معين وأبو داود.
قال يحيى بن أيّوب المقابريّ: سمعتُ يوسف بن الماجشون يقول: وُلدتُ في عهد سُليمان بن عبد الملك ففرض لي في المقاتلة، فلمّا قام عَمْر بن عبد العزيز مَرَّ باسمي، وكان بنا عارفًا، فقال: ما أعرَفَني بمولد هذا الغلام! فنحّاني من المقاتلة وردّني عَيِّلا.
قال يحيى بن مَعِين: كنّا نأتي يوسفَ بنَ الماجشون يحدّثنا وجواريه في بيت آخر يضربن بالمعزفة.
قلت: أهل المدينة معروفون بالترخص في الغناء.
تُوُفّي يوسف بن الماجشون سنة خمسٍ وثمانين ومائة، وله ثمان وثمانون سنة.(4/1013)
429 - يونس بن حبيب، العلَّامة أبو عبد الرحمن، الضَّبِّيُّ مولاهم، البصْريّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
إمام أهل النَّحْو.
أخذ عن أبي عَمْرو بن العلاء، وحمّاد بن سلمة، وغيرهما. أخذ عنه الكسائي، وسيبويه، والفراء.
وله مصنفات في العربية، وطال عمره، وعاش ثلاثا وثمانين سنة.
قال خليفة بن خياط: مات سنة ثلاث وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.(4/1014)
-[الْكُنَى](4/1014)
• - ع: أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، هُوَ إبراهيم بن محمد. [الوفاة: 181 - 190 ه](4/1014)
430 - ق: أبو إسماعيل المؤدِّب، هو إبراهيم بن سُليمان بن رَزِين البغداديُّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
مؤدّب أولاد الوزير أبي عُبَيْد الله.
له عن عطيّة العَوْفيّ، وعاصم بن بَهْدَلَة، وعبد الملك بن عمير، وعاصم الأحول، وطائفة.
وَعَنْهُ: يحيى بن مَعِين، وعثمانٍ بن أبي شيبة، وأخوه أبو بكر، ومحمد بن الصّبّاح الدُّولابيّ، وأبو عَمْر الدُّوريّ، والحسن بن عَرَفَة، وآخرون. [ص:1015]
وثقه يحيى بن مَعِين، وقال مَرّة: ضعيف، وقال مَرة: ليس به بأس. وكذا قال أحمد.
وقال أبو داود: ثقة، رأيت أحمد بن حنبل يكتب أحاديثه بنزول.
وقال النَّسائيّ: ليس به بأس.
قيل: مات قريبًا من سنة ثلاثٍ وثمانين ومائة.(4/1014)
431 - أبو أُميّة بن يَعْلَى الثَّقفيُّ، يقال: اسمه إسماعيل. [الوفاة: 181 - 190 ه]
مدنيّ معمِّر، له عن نافع، وسعيد المَقْبُريّ، وأبي الزناد، وهشام بن عروة. وحضر جنازة سالم بن عبد الله.
رَوَى عَنْهُ: زيد بن الحباب، ومحمد بن أبان، ومحمد بن عقبة السدوسي، وشيبان بن فروخ، وداهر بن نوح، والقواريري، وسعيد بن هبيرة.
قال البخاري: سكتوا عنه.
وقال الدارقطني: بصري متروك.
وكذا تركه النسائي.
وقال ابن عدي بعد أن ساق له أحاديث: هو ممّن يُكْتَب حديثه.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابن مَعِين: لَيْسَ بشيء.
وقال شُعبة: اكتبوا عنه؛ فإنّه شريف لا يكذب.(4/1015)
432 - د ق: أبو بحر البَكْراويُّ، هو عَبْد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن أُميّة بن عبد الرحمن بن أبي بَكْرَة الثَّقفيُّ البَصْريُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: حسين المعلّم، وَدَاوُد بن أَبِي هند، وَمُحَمَّد بن عَمرو، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بن عَبْدة، وحفص الرَّباليّ، وخليفة بن خيّاط، وبُنْدار، وعدّة. [ص:1016]
ضعّفه ابن مَعِين.
وقال أبو حاتم: يُكْتَب حديثه.
ونقل ابن الجوزيّ أنّ أحمد بن حنبل قال: طرحَ الناس حديثه.
مات سنة تسعين ومائة.(4/1015)
433 - د ن ق: أبو حفص الأبَّار، هو عَمْر بن عبد الرحمن بن قيس. [الوفاة: 181 - 190 ه]
كوفيّ ثقة، نزل بغداد،
وَرَوَى عَنْ: منصور، وليث بن أبي سُلَيم، والأعمش، وعمّار الدُّهْنيّ، وعدّة.
وَعَنْهُ: يحيى بن مَعِين، وداود بْن رشيد، وعثمان بْن أَبِي شَيبة، وسريج بن يونس، والحسن بن عَرَفَة، وآخرون.
وكان له غلمان يعملون الإبَر وهو معلِّمُهم، أضرَّ بآخِرِه.
وثقه ابن معين وغيره.(4/1016)
• - ع: أبو خالد الأحمر، هو سُليمان بن حيَّان، [الوفاة: 181 - 190 ه]
مر.(4/1016)
434 - أبو داود النخعي، هو سُليمان بن عَمْرو، [الوفاة: 181 - 190 ه]
وهو ابن عمّ شريك القاضي.
رَوَى عَنْ: أبي طُوالَةَ، وعبد الملك بن عُمَيْر، وَإِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، والمختار بن فُلْفُلٍ، وغيرهم.
وَعَنْهُ: آدم بن أبي إياس، ويحيى بن أيّوب المقابريّ، وعبّاد بن يعقوب، والمسيّب بن واضح، وطائفة.
قال أبو مَعْمَر الهُذَليّ: كان بِشْر المريسي قد أخذ رأي جهْم من أبي داود النخعي، وكان أبو داود كذّابًا.
قلت: كان وقِحًا جريئًا، قَدَريًا، من الخير بريئًا.
قال عليّ ابن المَدِينيّ: كان من الدّجّالين. [ص:1017]
وقال يحيى بن مَعِين: هو كذّاب النَّخَع.
وقال البخاريّ: معروف بالكذِب. قاله قُتَيْبة وإسحاق.
وقال أحمد بن حنبل: كذاب.
وروى عباس عن يحيى قال: وأبو داود النخعي رجل سَوْء، كذّاب خبيث، قَدَريّ، لم يكن ببغداد رجل إلا وهو خير من النخعي، كان يضع الحديث، سمعته يقول: سمعت خصيفا وخصافا ومخصفا، كان أكذب النّاس.(4/1016)
435 - أبو رُويم، هو طلَّاب بن حَوْشَب الرَّبَعِيّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
أخو العّوَّام بن حَوْشَب.
عُمِّر دهرًا، وحدّث عن مُجالد، وإسماعيل بن أبي خالد.
وَعَنْهُ: موسى بن عبد الرحمن المسروقي، والحسين بن علي الصدائي.
لا يدرى من ذا.(4/1017)
436 - م ن ق: أبو سفيان المَعْمَريُّ، اسمه محمد بن حُمَيْد. [الوفاة: 181 - 190 ه]
شيخ بصْريّ ثَبْت، سكن بغداد، وإنّما لُقّب بالمعمري لرحلته إلى مَعْمَر باليمن، وكان من الصُّلَحاء العُبّاد. روى عن مَعْمَر، وهشام بن حسّان، وسفيان الثوري، وغيرهم.
وَعَنْهُ: سريج بن يونس، وأبو خَيْثَمَة، وأبو سعيد الأشجّ، وَالنُّفَيْليُّ، وابن نُمير، وعَمرو الناقد، وسُفيان بن وكيع، وحُمَيْد بن الربيع.
وثقه يحيى بن مَعِين وأبو داود.
ولم يُخرّج له البخاريّ، بل خرّج لأبي سُفيان الحِمْيَريّ، وفيه شيء.
قال الخطيب: محمد بن حميد اليشكري المعمري، كان مذكورًا بالصلاح والعبادة.
وقال ابن مَعِين أيضًا: عبد الرزّاق أحبّ إليّ منه.
قال ابن قانع: مات سنة اثنتين وثمانين ومائة. [ص:1018]
وسيأتي أبو سُفيان الحِمّيَريّ بعدُ.(4/1017)
437 - ق: أبو سُليمان الدَّارانيُّ الكبير، وما هو بالزَّاهد الشهير، اسم الكبير عَبْد الرَّحْمَن بْن سُليمان بْن أبي الْجَوْن العنْسيّ - بنون - الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
له رحلة في الحديث.
رَوَى عَنْ: الأعمش، وليث بْن أبي سُلَيم، وإسماعيل بْن أَبِي خالد، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ، وعمرو بن شراحيل الدَّارانيّ، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: إسماعيل بن عيّاش وهو أكبر منه، وعبد الله بن يوسف التَّنَّيسيّ، وأبو تَوبة الحلبيّ، ومحمد بن عائذ، وصَفْوان بن صالح، وهشام بن عمّار، وعدّة.
وثقه دحيم.
وقال أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ عدي: أرجو أنه لا بأس به.
قلت: بَقِيَ إلى قريب التسعين ومائة.(4/1018)
438 - ق: أبو عاصم العبَّادانيُّ، اسمه عبد الله، وقيل: عُبَيْد الله بن عُبَيْد. [الوفاة: 181 - 190 ه]
شيخ بصْريّ الأصل.
رَوَى عَنْ: عليّ بن زيد بن جدعان، والفضل بن عيسى الرَّقاشيّ، وفائد أبي الورقاء، وغيرهم.
وَعَنْهُ: سويد بن سعيد، وإسحاق بن راهوية، وعلي ابن المديني، والفلاس، وغيرهم.
قَالَ أبو حاتم وغيره: لَيْسَ بِهِ بأس.
وقال العقيلي: منكر الحديث.(4/1018)
439 - أبو عبد الرحمن الزَّاهد، اسمه عبد الله بن محمد. [الوفاة: 181 - 190 ه]
رَوَى عَنْ: الأعمش، وأبي عقال هلال بن زيد، وإبراهيم بن أدهم.
وَعَنْهُ: أسود بن سالم، وسَعْدُوَيْه الواسطيّ، ومهديّ بن جعفر، وداود بن مِهران، وهشام بن عمّار، ويحيى بن أيّوب الزّاهد. [ص:1019]
لم أرَ لهم فيه كلامًا.(4/1018)
440 - أبو عبد الرحمن الفرَّاء، من أفضل مشايخ المَوْصل، اسمه سعيد، وقيل: نوح. [الوفاة: 181 - 190 ه]
حدَّث عن عوف الأعرابيّ، وسعيد بن أبي عَرُوبه، وهشام بن حسّان.
وَعَنْهُ: القاسم بن يزيد الْجَرْميّ، وَمُعَلَّى بن مهديّ.
قال يزيد الأزْديّ: مات سنة ستٍّ وثمانين ومائة.(4/1019)
441 - خ د ت ن: أبو عُبَيْدة الحَدَّاد، هو عبد الواحد بن واصل السَّدُوسيُّ مولاهم، البصْريّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
نزيل بغداد.
رَوَى عَنْ: بَهْز بن حكيم، وعوف، ويونس بن إسحاق، وعثمان بن أبي رَوّاد، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وابن مَعِين، وزهير بن حرب، وعمرو الناقد، وزياد بن أيوب.
وثقه أبو داود.
وقال أحمد: لم يكن صاحب حِفْظ، إلا أنّ كتابه كان صحيحًا.
وقال عليّ بن الحسين بن حِبّان: وجدتُ بخطّ أبي: ذكر ابن مَعِين أبا عُبَيْدة الحدّاد فقال: كان متثبتًا، ما أعلم أنّا أخذنا عليه خطًأ البَتّة، جيد القراءة لكتابه.
وقال أبو قلابة الرَّقاشيّ: مات سنة تسعين ومائة.(4/1019)
442 - أبو عُبَيْدة العُصْفُريّ، [الوفاة: 181 - 190 ه]
بصريٌّ فاضل، اسمه إسماعيل بن سِنان،
له عَنْ: عكرمة بن عمار وغيره.
وَعَنْهُ: علي ابن المديني، وخليفة بن خيّاط.(4/1019)
443 - م د ن: أبو عَلْقمة الفَرْويُّ، هو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن أبي فروة المدني. [الوفاة: 181 - 190 ه]
عَنْ: عمه إسحاق بن أبي فروة، وَعَنْ: صَفْوان بن سليم، ومحمد بن المنكدر، ويزيد بن خصيفة. ورأى سعيدا المَقْبُريّ.
رَوَى عَنْهُ: إسحاق بن رَاهَوَيْه، وإبراهيم بن المنذر، وأحمد بن عَبْدة الضّبيّ، ويحيى بن يحيى التّميميّ، وآخرون. [ص:1020]
وقال ابن سعد: إنه لقي نافعا، وسعيدا المَقْبُريّ، والصلت بن زُبيد، وروى عنهم، وعُمّر حتّى لقيناه في سنة تسعٍ وثمانين ومائة، وكان ثقة.
وقال يحيى بن مَعِين: ثقة.
قلت: ما أدري لِمَ لَمْ يُخَرِّج البخاريّ له.
مات في المحرَّم سنة تسعين ومائة.(4/1019)
444 - د ق: أبو المَليح الرقِّيُّ، اسمه الحَسَن بن عَمْر، ويقال: الحسن بن عَمْرو. [الوفاة: 181 - 190 ه]
حجّ، ورأى عطاء بن أبي رباح.
وَرَوَى عَنْ: ميمون بن مِهران، والزُّهْريّ، وزياد بن بيان الرَّقّيّ، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وغيرهم.
وَعَنْهُ: عبد الله بن جعفر الرقي، وعمرو بن خالد الحراني، وإبراهيم بن مهدي المصيصي، وأبو جعفر النفيلي، وأبو نعيم عبيد بن هشام، وعبد الجبار بن عاصم، وآخرون.
وثقه أحمد بن حنبل وأبو زرعة.
مات في عشر المائة في سنة إحدى وثمانين ومائة.
وقع لي من عوالية.(4/1020)
445 - أبو الْهَوْلِ الحِمْيَريّ، الشاعر المشهور، اسمه عامر بن عبد الرحمن. [الوفاة: 181 - 190 ه]
كان آية في الهجاء المُقْذِع، وله مدائح في المهديّ والرشيد.(4/1020)
446 - أبو الهَيْذام المُرّيّ [الوفاة: 181 - 190 ه]
أمير عرب الشام، وزعيم قيس وفارسها الشهير، وهو قائد العرب المُضَريّة في الفتنة العظمى الكائنة بدمشق بين القيسيّة واليمانية في دولة الرشيد، حتّى تفاقم الأمر وكثر القتل.
وله شِعرٌ جيد مشهور.
وقد خرج على الرشيد لكونه قتل أخاه، ثمّ ظُفِر بأبي الهيذام، وحُمل مقيّدًا إلى الرشيد، فلما مثل بين يديه أنشده أبياتًا يستعطفه، فمنّ عليه وعفا عنه. [ص:1021]
اسمه عامر بن عمارة بن خُرَيْم، وهو والد المحدّث موسى بن عامر صاحب الوليد بن مسلم وراوي كُتُبه.
قال المَرْزُبانيّ: قتل عامِل الرشيد بسجستان أخًا لأبي الهَيذام، فخرج أبو الهيذام بالشام، وجمع جمعا عظيما، ورثى أخاه، وغلظ أمره، وأعيت الرشيد الحيل فيه، فاحتال عليه بأخٍ له أرغبه، فشدّ على أبي الهيذام وقيده، وسار به إلى الرشيد، وهو القائل:
فأحسنْ أميرَ المؤمنين فإنّه ... أبى الله إلا أنْ يكون لك الفضلُ
فمنّ عليه وأطلقه.
أنشد الزُّبَير بن بكّار لأبي الهيذام:
سأبكيكَ بالبِيض الرِّقاق وبالقَنَا ... فإنّ بها ما يطلُب الماجدُ الوِترا
ولستُ كمن يبكي أخاه بَعْبَرةٍ ... يُعصِّرها في جَفْن مُقْلَتِه عَصْرا
وإنا أُناسٌ ما تَفِيضُ دُموعُنا ... على هالكٍ منّا وإنْ قَصَم الظَّهَرا
قيل: تُوُفّي سنة اثنتين وثمانين ومائة.(4/1020)
447 - القاضي أبو يوسف، هو يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن حُبَيْش بن سعد بن بُجَيْر بن معاوية الأنصاريُّ. [الوفاة: 181 - 190 ه]
وسعد بن بجير هو سعد بن حبتة، وحَبْتَهُ أمُّهُ ابنةُ خوَّات بن جُبَير. شهد سعد الخندق، ونسبُهُ في بُجَيلة، وإنّما حالف الأنصار.
وُلد أبو يوسف بالكوفة سنة ثلاث عشرة ومائة، وطلب العلم سنة نيف وثلاثين،
فَسَمِعَ مِنْ: هشام بن عُرْوة، وعطاء بن السائب، ويحيى بن سعيد، ويزيد بن أبي زياد، والأعمش، وأبي إسحاق الشَّيْبانيّ، وحَجّاج بن أرطأة، وعُبَيْد الله بن عمر، وطائفة. وتفقه بأبي حنيفة حتى صار المقدم في تلامذته. تفقه به محمد بن الحسن، وهلال الرأي، ومعلى بن منصور، وعدد كثير.
وَرَوَى عَنْهُ: ابن سماعة، ويحيى بن مَعِين، وأحمد بن حنبل، وعليّ بن الجعد، وأحمد بن منَيِع، وعليّ بن مسلم الطوسيّ، وإبراهيم بن الجرّاح، وأسد بن الفُرات، وعمرو بن أبي عمرو الحراني، وعمرو الناقد، وخلْق سواهم.
وكان والده إبراهيم فقيرًا، فكان أبو حنيفة يتعاهد أبا يوسف بالمائة دِرهم بعد المائة، يُعينه على طلب العلم، فروى عليّ بن حرملة التيمي عن أبي يوسف قال: كنت أطلب الحديث والفقه وأنا مُقِلّ، فجاء أبي يومًا وأنا عند أبي حنيفة، فقال: لا تَمُدَّنّ يا بُنيّ رِجْلك مع أبي حنيفة، فأنت محتاجٌ إلى [ص:1022] المعاش. فآثرت طاعة أبي، فتفقدني أبو حنيفة، فجعلت أتعاهده، فدفع إلي مائة درهم وقال لي: الْزَم الحَلْقة، فإذا نفدت هذه فأَعْلِمْني. ثمّ أعطاني بعد أيام مائة أخرى، ثم كان يتعاهدني.
ويُقال: إنّ أمَّه هي التي لامته، وأنّ أباه مات وأبو يوسف صغير، فأسلمته عند قصار، فالله أعلم.
قال محمد بن الحسن: مرض أبو يوسف فعاده أبو حنيفة، فلما خرج قال: إنْ يَمُتْ هذا الفتى فهو أعلمُ مَن عليها. وأومأ إلى الأرض.
قال عبّاس الدُّوريّ: سمعتُ أحمد بن حنبل يقول: أول ما كتبتُ الحديث اختلفت إلى أبي يوسف فكتبت عنه، ثمّ اختلفتُ بعدُ إلى النّاس.
وكان أبو يوسف أَمْيَلَ إلى المحدثين من أبي حنيفة ومحمد.
إبراهيم بن أبي داود البُرُلُّسيّ: سمعتُ ابن مَعِين يقول: ما رأيتُ في أصحاب الرأي أثبت في الحديث ولا أحفظ ولا أصح رواية من أبي يوسف.
وَرَوَى عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: أَبُو يوسف صاحب حديث، صاحب سُنّة.
محمد بن سَمَاعة، عن يحيى بن خالد البرمكيّ قال: قدِم علينا أبو يوسف وأقلّ ما فيه الفقه، وقد ملأ بفقهه ما بين الخافقين.
وقال الخُريبيّ: كان أبو يوسف قد أطلع الفِقه والعِلم إطلاعًا، يتناوله كيف شاء.
قال عَمْرو النّاقد: كان أبو يوسف صاحب سُنّةٍ.
قال أحمد: كان أبو يوسف منصفًا في الحديث.
بِشْر بن غِياث: سمعتُ أبا يوسف يقول: صحِبت أبا حنيفة سبْعَ عشرةَ سنة، ثمّ رتعتُ في الدنيا تسع عشرة سنة، وأظن أجلي قد قرب. فما عبر إلا يسيرا حتى مات.
وروى بكر العمي الفقيه عن هلال الرأي قال: كان أبو يوسف يحفظ التفسير والمغازي وأيّام العرب، وكان أحد علومه الفقه.
وروى أحمد بن عطيّة عن محمد بن سَمَاعة قال: كان أبو يوسف بعدما وُلّي القضاء يُصلّى كلّ يوم مائتي ركعة. [ص:1023]
وقال علي ابن المَدِينيّ: ما أُخذ على أبي يوسف إلا حديثه في الحَجْر عن هشام بن عُرْوة، وكان صدوقًا.
وقال يحيى بن يحيى التّميميّ: سمعتُ أبا يوسف يقول عند وفاته: كُلُّ ما أفتيت به فقد رجعت عنه، إلا ما وافق الكتاب والسُّنَّة. وفي لفظٍ: إلا ما في القرآن واجتمع عليه المسلمون.
وَقَالَ بِشْر بْنُ الْوَلِيدِ: سمعتُ أَبَا يُوسُفَ يقول: مَن تتَّبع غريب الحديث كُذِّب، ومن طلب المال بالكيمياء أفلس، ومن طلب الدِّين بالكلام تَزَنْدَق.
وقال محمد بن سَمَاعة: سمعتُ أبا يوسف في اليوم الذي مات فيه يقول: الَّلهُمّ إنك تعلم إنّي لم أجُر في حُكْمٍ حكمت به متعمدا، ولقد اجتهدت في الحُكم بما وافق كتابَك وسُنَّة نبيك.
قال الفلاس: أبو يوسف صدوق، كثير الغلط.
وقال ابن عَدِيّ: لا بأس بِهِ.
وقال أبو حاتم: يُكْتَب حديثه.
قلت: وأبو يوسف هو أوّل من لُقّب قاضي القضاة، وكان عظيم الرُّتبة عند هارون الرشيد.
قال الطحاوي: حدثنا بكار بن قتيبة قال: سمعتُ أبا الوليد الطّيالسيّ يقول: لمّا قدِم أبو يوسف البصرةَ مع الرشيد، اجتمع أصحاب الرأي وأصحاب الحديث على بابه، فأشرف عليهم فلم يأذن لفريق منهم، وقال: أنا من الفريقين جميعًا، ولا أُقَدَّم فرقة على فِرقة، لكنّي أسأل عن مسألة، فمن أصاب دخلوا. ثمّ قال: رجلٌ مضغ خاتمي هذا حتّى هشمه، ما لي عليه؟ فاختلف أصحاب الحديث، فلم يُعجبه قولهم.
وقال فقيه: عليه قيمته صحيحًا، ويأخذ الفضة المهشومة إلا أن يشاء صاحب الخاتم أن يمسكه لنفسه، ولا شيء على هاشمه. فقال أبو يوسف: يدخل أصحاب هذا القول، فدخلتُ معهم، فسأله المستملي، فأملى حديثًا عن الحَسَن بن صالح، وقال: ما أخاف على رجل من شيء خوفي عليه من كلامه في الحَسَن بن صالح. فوقع لي أنّه أراد شُعبة، فقمت وقلت: لا أجلس في مجلس يُعرَّض فيه بأبي بِسطام، ثمّ خرجت، فرجعت إلى نفسي، فقلت: هذا [ص:1024] قاضي الأفاق، ووزير أمير المؤمنين، وزميله في حجه، وما يضره غضبي؛ فرجعت فجلست حتّى فرغ المجلس، فأقبل عليّ إقبالَ رجُلٍ ما كان له همٌّ غيري، فقال: يا هشام، وإذا هو يثبتني؛ لأني كنت عنده ببغداد، والله ما أردت بأبي بسطام سوءا، ولهو في قلبي أكبر منه في قلبك فيما أرى، ولكنْ لا أعلم أني رأيت رجلا مثل الحَسَن بن صالح. قال بكّار: فذكرت هذا لهلال الرأي فقال: أنا والله أجبت أبا يوسف عن مسألة الخاتم.
محمد بن شجاع: سمعت الحَسَن بن أبي مالك، سمعتُ أبا يوسف يقول: القرآن كلام الله، مَن قال: كيف؟ ولِمَ؟ وتعاطى مراء ومجادلة استوجب الحبّس وَالضَّرْبَ المُبْرح، ولا يفلح من استحلى شيئًا من الكلام، ولا يُصَليّ خَلَف من قال: القرآن مخلوق.
أبو حازم القاضي: حدثنا الحسن بن موسى قاضي همذان قال: حدثنا بِشْر بن الوليد قال: كان أبو يوسف يقول: إذا ذُكر محمد بن الحسن: أيّ سيف هو، غير أنّ فيه صَدَأ يحتاج إلى جلاء، وإذا ذُكر الحَسَن بن زياد اللؤلؤي يقول: هو عندي كالصيدلاني إذا سأله رجلٌ أن يعطيه ما يُسْهِله أعطاه ما يُمْسكه، وإذا ذكر بِشْرًا يقول: هو كإبرة الرَّفَّاء، طرفها دقيق، ومدخلها لطيف، وهي سريعة الانكسار، وإذا ذكر الحَسَن بن أبي مالك قال: هو كَجَمَل حُمِّلَ حملا في يوم مَطِير، فتذهب يدُه مَرّةً هكذا، ومرة هكذا، ثمّ يسلم.
أبو سُليمان الْجَوْزجانيّ: سمعتُ أبا يوسف يقول: مَن طلب المال بالكيمياء أفلس، ومن طلب العلم بالكلام تَزَنْدق.
محمد بن سعدان: سمعت أبا سليمان الجوزجاني يقول: سمعتُ أبا يوسف يقول: دخلتُ على الرشيد وفي يده دُرَّتان يقلِّبهما، فقال: هل رأيت أحسن منهما؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين. قال: وما هو؟ قلت: الوعاء الذي هما فيه. فرمى بهما إلي وقال: شأنك بهما.
قال المؤلّف: قد أفردتُ سيرة القاضي أبي يوسف رحمه الله في جُزء.
قال بِشْر بن الوليد: مات أبو يوسف يوم الخميس لخمس خلون من ربيع الأوّل سنة اثنتين وثمانين ومائة. وقال غيره: في ربيع الآخر.
وعاش سبعين سنة إلا سنة.
وقد قال عبّاد بن العوّام يوم جنازته: ينبغي لأهل الإسلام أن يُعزّي بعضهم بعضًا بأبي يوسف.
آخر الطبقة، والحمد لله وحده دائماً.(4/1021)
-الطَّبَقَةُ الْعِشْرُونَ 191 - 200 هـ(4/1025)
"صفحة فارغة"(4/1026)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
- (الحَوَادِثُ)(4/1027)
-سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ
وَمَنْ تُوُفِّيَ فِيهَا
خَالِدُ بْنُ حَيَّانَ الرَّقِّيُّ الْخَرَّازُ، سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ الأَبْرَشُ بِالرَّيِّ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ الْمِصْرِيُّ الْفَقِيهُ، عِيسَى بْنُ يُونُسَ، فِي قَوْلِ خَلِيفَةَ وَابْنِ سَعْدٍ، الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينَانِيُّ الْمَرْوَزِيُّ، مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ الْفَقِيهُ، مخلد بن الحسين الْمُهَلَّبِيُّ بِالْمِصِّيصَةِ، مُطَرِّفُ بْنُ مَازِنٍ قَاضِي صَنْعَاءَ، مُعَمَّرُ بْنُ سُلَيْمَانَ النَّخَعِيُّ الرَّقِّيُّ. وَتُوُفِّيَ فِيهَا جماعة مختلف فيهم، سيذكرون.
وَفِيهَا خَرَجَ ثَرْوَانُ بْنُ سَيْفٍ بَحَوْلايَا، فَسَارَ إِلَيْهِ طَوْقُ بْنُ مَالِكٍ؛ فَهَزَمَهُ طَوْقٌ وَقَتَلَ أَصْحَابَهُ، وَهَرَبَ مَجْرُوحًا.
وَفِيهَا خَرَجَ أَبُو النِّدَاءِ بِالشَّامِ، فَتَوَجَّهَ لِقِتَالِهِ يَحْيَى بْنُ مُعَاذٍ.
وَفِيهَا غَلُظَ أَمْرُ رَافِعِ بْنِ اللَّيْثِ بِسَمَرْقَنْدَ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ أَهْلُ نَسَفَ بِالطَّاعَةِ، وَأَنْ يُوَجِّهَ إِلَيْهِمْ مَنْ يُعِينُهُمْ عَلَى قِتَالِ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى بْنِ مَاهَانَ، فَوَجَّهَ صَاحِبَ الشَّاشِ فِي أَتْرَاكِهِ وَقَائِدًا مِنْ قُوَّادِهِ، فَأَحْدَقُوا بِعِيسَى وَلَدِ عَلِيٍّ وقتلوه في ذي القعدة.
وفيها ولى الرشيد حمويه الخادم خراسان.
وفيها غزا يزيد بن خالد الرُّومَ فِي عَشَرَةِ آلافٍ، فَأَخَذَتِ الرُّومُ عَلَيْهِ الْمَضِيقَ، فَقُتِلَ بِقُرْبِ طَرَسُوسَ، وَقُتِلَ مَعَهُ سَبْعُونَ رجلا، فَوَلَّى الرَّشِيدُ غَزْوَ الصَّائِفَةِ هَرْثَمَةَ بْنَ أَعْيَنَ، وَضَمَّ إِلَيْهِ ثَلاثِينَ أَلْفًا مِنْ جُنْدِ خُرَاسَانَ وَمَعَهُ مَسْرُورٌ الْخَادِمُ إِلَيْهِ النَّفَقَاتُ وَجَمِيعُ الأَمْرِ خلا الرياسة.
وَمَضَى الرَّشِيدُ إِلَى دَرْبِ الْحَدَثِ فَرَتَّبَ الأُمُورَ، ثُمَّ انْصَرَفَ بَعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي رَمَضَانَ، فنزل الرقة، وأمر بهدم الكنائس بالثغور.
وعزل علي بن عيسى بن مَاهَانَ عَنْ خُرَاسَانَ بَهَرْثَمَةَ بْنِ أَعْيَنَ. وَقَدْ ذَكَرْنَا سَبَبَ هَلاكِ وَلَدِهِ عِيسَى، فَلَمَّا قُتِلَ وَلَدُهُ خَرَجَ عَنْ بَلْخَ فَأَتَى مَرْوَ خَوْفًا مِنْ رَافِعٍ أَنْ يَأْتِيَ مَرْوَ فَيَمْلِكُهَا. وَكَانَ ابْنُهُ دَفَنَ فِي بُسْتَانِ دَارِهِ أَمْوَالا، نَحْوَ ثلاثين ألف [ص:1028] أَلْفٍ، وَلَمْ يَدْرِ بِهَا عَلِيٌّ، فَأَعْلَمَتْ جَارِيَةٌ لِعِيسَى بَعْضَ الْخَدَمِ، وَتَحَدَّثَ بِهِ النَّاسُ، فَاجْتَمَعَ أعيان البلد وأنهبوا الْمَالَ هُمْ وَالعَامَّةُ، فَعَلِمَ الرَّشِيدُ فَغَضِبَ، وَعَزَلَهُ، وَأَخَذَ أَمْوَالَهُ، فَبَلَغَتْ ثَمَانِينَ أَلْفَ أَلْفٍ. وَكَانَ علي بن عيسى قد عتى وَتَجَبَّرَ عَلَى الْقُوَّادِ، وَكَانَتْ كُتُبٌ قَدْ وَرَدَتْ على الرشيد أن رافعا لَمْ يَخْلَعْ، وَلا نَزَعَ السَّوَادَ، وَلا مَنْ شَايَعَهُ، وَأَنَّ غَايَتَهُمْ عَزْلُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الَّذِي قَدْ سَامَهُمُ الْمَكْرُوهَ.
وَحَجَّ بِالنَّاسِ أَمِيرُ مَكَّةَ الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ.
وَلَمْ يَكُنْ لِلْمُسْلِمِينَ بَعْدَ هَذِهِ السَّنَةِ صَائِفَةٌ إِلَى سَنَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ.(4/1027)
-سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وتسعين
تُوُفِّيَ فِيهَا: صَعْصَعَةُ بْنُ سَلامٍ خَطِيبُ قُرْطُبَةَ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ الأَوْدِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْمِصْرِيُّ، عَرْعَرَةُ بن البرند السامي الْبَصْرِيُّ، عَلِيُّ بْنُ ظَبْيَانَ الْعَبْسِيُّ الْكُوفِيُّ، الْفَضْلُ بْنُ يَحْيَى الْبَرْمَكِيُّ، تُوُفِّيَ مَسْجُونًا، يَحْيَى بْنُ كريب الرعيني المصري، يوسف ابن الْقَاضِي أَبِي يُوسُفَ.
وَفِيهَا شَخَصَ هَرْثَمَةُ إِلَى خُرَاسَانَ، وَوَجَّهَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ عِيسَى فِي الظَّاهِرِ أَمْوَالا وَخُلَعًا وَسِلاحًا، فَلَمَّا نَزَلَ نَيْسَابُورَ جَمَعَ وُجُوهَ أَصْحَابِهِ فَخَلا بِكُلٍّ مِنْهُمْ وَأَخَذَ عَلَيْهِ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ أَنْ يَكْتُمَ أَمْرَهُ، وَوَلَّى كُلَّ رَجُلٍ بَلَدًا، وَدَفَعَ إِلَيْهِ عَهْدَهُ، وَجَهَّزَهُ سِرًّا إِلَى بَلَدِهِ، فَعَلَ هَذَا خَوْفًا مِنْ ثَوْرَةِ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى، ثُمَّ سَارَ، فَلَمَّا كَانَ عَلَى مَرْحَلَةٍ من مرو دعا ثقاتا من أَصْحَابِهِ، وَكَتَبَ أَسْمَاءَ وَلَدِ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَدَفَع إِلَى كُلِّ رَجُلٍ رُقْعَةً بِاسْمِ مَنْ وَكَّلَهُ بِحِفْظِهِ إِذَا دَخَلَ مَرْوَ، ثُمَّ وَجَّهَ إِلَى عَلِيٍّ: إِنْ أَحَبَّ الأَمِيرُ أن يوجهه ثِقَاتِهِ لِقَبْضِ مَا مَعِي فَعَلَ، فَإِنَّهُ إِذَا تَقَدَّمَتِ الأَمْوَالُ أَمَامَ دُخُولِي كَانَ أَقْوَى لِلأَمِيرِ وَأَفَتَّ فِي عَضُدِ أَعْدَائِهِ، فَوَجَّهَ عَلِيٌّ جَمَاعَةً لِقَبْضِ الأَمْوَالِ؛ فَقَالَ هَرْثَمَةُ: اشْغِلُوهُمُ اللَّيْلَةَ، فَفَعَلُوا، ثُمَّ سَارَ إِلَى مَرْوَ، فَلَمَّا صَارَ مِنْهَا عَلَى مِيلَيْنِ تَلَقَّاهُ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى وَوَلَدُهُ وَقُوَّادُهُ؛ فَلَمَّا وَقَعَتْ عَيْنُ هَرْثَمَةَ عَلَيْهِ ثَنَى رِجْلَهُ لِيَنْزِلَ، فَصَاحَ عَلِيٌّ: وَاللَّهِ لَئِنْ نَزَلْتَ لأنزلن. فثبت ودنا، فاعتنقا، ثم سارا إِلَى قَنْطَرَةٍ لا يَجُوزُهَا إِلا فَارِسٌ. فَحَبَسَ هَرْثَمَةُ لِجَامَ الْفَرَسِ، وَقَالَ لِعَلِيٍّ: سِرْ، فَقَالَ: لا وَاللَّهِ. فَقَالَ هَرْثَمَةُ: لا وَاللَّهِ، أَنْتَ [ص:1029] أميرنا، ثم نزل منزل عَلِيٍّ، وَأَكَلا مِنَ السِّمَاطِ، ثُمَّ دَفَعَ الْخَادِمُ كِتَابَ الرَّشِيدِ إِلَى عَلِيٍّ، فَلَمَّا رَأَى أَوَّلَ حرف مِنْهُ سُقِطَ مِنْ يَدِهِ، ثُمَّ أَمَرَ هَرْثَمَةُ بِتَقْيِيدِهِ وَتَقْيِيدِ وَلَدِهِ وَعُمَّالِهِ، ثُمَّ صَارَ إِلَى الْجَامِعِ فَخَطَبَ وَبَسَطَ مِنْ آمَالِ النَّاسِ، وَأَخْبَرَ أَنَّ الرَّشِيدَ وَلاهُ ثُغُورَهُمْ بِمَا بَلَغَهُ مِنْ سُوءِ سِيرَةِ الْفَاسِقِ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى، وَإِنِّي مُنْصِفُكُمْ مِنْهُ، فَأَظْهَرُوا السُّرُورَ وَضَجُّوا بِالدُّعَاءِ. ثُمَّ انْصَرَفَ وَدَعَا بِعَلِيٍّ وَآلِهِ فَقَالَ: أَعْفُونِي مِنَ الإِقْدَامِ بِالْمَكْرُوهِ عَلَيْكُمْ. وَنُودِيَ بِبَرَاءَةِ الذِّمَّةِ من رجل عنده لعلي وآله وَدِيعَةٌ فَأَخْفَاهَا، فَأَحْضَرَ النَّاسُ شَيْئًا كَثِيرًا إِلا رَجُلٌ وَاحِدٌ، وَاسْتَصْفَى هَرْثَمَةُ حَتَّى حُلِيِّ النِّسَاءِ وَالثِّيَابِ، وَبَالَغَ فِي ذَلِكَ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ أَقَامَهُمْ لِمَظَالِمِ النَّاسِ وَشَدَّدَ عَلَيْهِمْ. ثُمَّ حَمَلَ عَلِيًّا إِلَى الرَّشِيدِ.
وَفِيهَا تَوَجَّهَ الرَّشِيدُ نَحْوَ خُرَاسَانَ لِحَرْبِ رَافِعٍ، فَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الطَّبَرِيُّ أَنَّ أَبَاهُ شَيَّعَ الرَّشِيدَ إِلَى النَّهْرَوَانِ، فَجَعَلَ يُحَادِثُهُ فِي الطَّرِيقِ إِلَى أَنْ قَالَ: يَا صَبَّاحُ، لا أَحْسَبُكَ تَرَانِي بَعْدَهَا، فَقُلْتُ: بَلْ يَرُدُّكَ اللَّهُ سَالِمًا، ثُمَّ قَالَ: وَلا أَحْسَبُكَ تَدْرِي مَا أَجِدُ، فَقُلْتُ: لا، وَاللَّهِ، فقال: تعالى حَتَّى أُرِيَكَ، وَانْحَرَفَ عَنِ الطَّرِيقِ، وَأَوْمَأَ إِلَى الْخَوَاصِّ فَتَنَحَّوْا، ثُمَّ قَالَ: أَمَانَةَ اللَّهِ يَا صَبَّاحُ أَنْ تَكْتُمَ عَلَيَّ، وَكَشَفَ عَنْ بَطْنِهِ، فإذا عصابة حرير حوالي بَطْنِهِ، فَقَالَ: هَذِهِ عِلَّةٌ أَكْتُمُهَا النَّاسَ كُلَّهُمْ، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْ وَلَدِي عَلَيَّ رَقِيبٌ، فَمَسْرُورٌ رَقِيبُ الْمَأْمُونِ، وَجِبْرِيلُ بْنُ بَخْتَيْشُوعَ رَقِيبُ الأَمِينِ، وَنَسِيتُ الثَّالِثَ، مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلا وَهُوَ يُحْصِي أَنْفَاسِي وَيَعُدُّ أَيَّامِي وَيَسْتَطِيلُ دَهْرِي، فَإِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ ذَلِكَ فَالسَّاعَةَ أَدْعُو بِبِرْذَوْنَ، فَيَجِيئُونَ بِهِ أعْجَفَ لِيَزِيدَ فِي عِلَّتِي، ثُمَّ دعا ببرذون، فجاؤوا بِهِ كَمَا وَصَفَ، فَنَظَرَ إِلَيَّ ثُمَّ رَكِبَهُ وودعني.
وَفِيهَا تَحَرُّكُ الْخُرَّمِيَّةِ بِبِلادِ أَذْرَبَيْجَانَ، فَسَارَ لِحَرْبِهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَالِكٍ فِي عَشَرَةِ آلافٍ، فَأَسَرَ وَسَبَى.
وَفِيهَا قَدِمَ يَحْيَى بْنُ مُعَاذٍ عَلَى الرَّشِيدِ معه أبو النداء أسيرا فَقَتَلَهُ.
وَفِيهَا تَحَرُّكُ ثَرْوَانَ الْحَرُورِيِّ فَقَتَلَ عَامِلَ الطَّفِّ.
وَقُدِمَ بِعَلِيِّ بْنِ عِيسَى بَغْدَادَ، فَحُبِسَ فِي داره.
وقتل فيها الرشيد هيصما الْيَمَانِيَّ، وَكَانَ قَدْ خَرَجَ.(4/1028)
-سنة ثلاث وتسعين
تُوُفِّيَ فِيهَا: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، أَبُو بِشْرٍ الْبَصْرِيُّ، زِيَادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ شَبَطُونُ، سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمِصْرِيُّ الْفَقِيهُ، الْعَبَّاسُ بْنُ الأحنف الشاعر المشهور، العباس بن الحسن الْعَلَوِيُّ الشَّاعِرُ، الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ بْنُ الرَّبِيعِ الْحَاجِبُ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كُلَيْبٍ الْمُرَادِيُّ بِمِصْرَ، عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَسْعُودِيُّ، مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْبَصْرِيُّ غُنْدَرٌ، مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ الْحَرَّانِيُّ، مروان بن معاوية الفزاري نزيل دمشق، نصر بن باب الخراساني بها، هارون الرشيد أبو جعفر بطوس، أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ الْمُقْرِئُ بِالْكُوفَةِ.
وَفِيهَا وَافَى الرَّشِيدُ جُرْجَانَ، فَأَتَتْهُ بِهَا خَزَائِنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى عَلَى أَلْفٍ وَخَمْسِمِائَةِ بَعِيرٍ، ثُمَّ رَحَلَ مِنْهَا فِي صَفَرٍ، وَهُوَ عَلِيلٌ إِلَى طُوسَ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ.
وَفِيهَا كَانَتْ وَقْعَةٌ بَيْنَ هَرْثَمَةَ، وَأَصْحَابِ رَافِعِ بْنِ اللَّيْثِ، فَانْتَصَرَ هَرْثَمَةُ، وَأَسَرَ أَخَا رَافِعٍ، وَمَلَكَ بُخَارَى، وَقَدِمَ بِأَخِي رَافِعٍ عَلَى الرَّشِيدِ، فَسَبَّهُ، وَدَعَا بِقَصَّابٍ، وَقَالَ: فَصِّلْ أَعْضَاءَهُ، فَفَصَّلَهُ.
وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَنَّ جِبْرِيلَ بْنَ بَخْتَيْشُوعَ غَلِطَ عَلَى الرَّشِيدِ فِي عِلَّتِهِ فِي عِلاجٍ عَالَجَهُ بِهِ كَانَ سَبَبَ مَنِيَّتِهِ، فَهَمَّ الرَّشِيدُ بِأَنْ يُفَصِّلَهُ كَمَا فَعَلَ بِأَخِي رَافِعٍ، وَدَعَا بِهِ فقال: أنظرني إِلَى غَدٍ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّكَ تُصْبِحُ فِي عَافِيَةٍ، فَمَاتَ ذَلِكَ الْيَوْمَ.
وَقِيلَ: إِنَّ الرَّشِيدَ رَأَى مَنَامًا أَنَّهُ يَؤُمُّ بِطُوسَ فَبَكَى، وقال: احفروا لي قبرا. فحفر له، ثُمَّ حُمِلَ فِي قُبَّةٍ عَلَى جَمَلٍ وَسِيقَ به حتى نظر إلى القبر، فقال: يا ابن آدَمَ تَصِيرُ إِلَى هَذَا؟ وَأَمَرَ قَوْمًا فَنَزَلُوا فَخَتَمُوا فِيهِ خَتْمَةً، وَهُوَ فِي مِحَفَّةٍ عَلَى شفير القبر.
قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: وَكَانَ يَقْتَفِي أَخْلاقَ الْمَنْصُورِ، وَيَطْلُبُ الْعَمَلَ بِهَا، إِلا فِي بَذْلِ الْمَالِ، فَإِنَّهُ لَمْ يُرَ خَلِيفَةٌ قَبْلَهُ أَعْطَى مِنْهُ لولي، وَكَانَ يُحِبُّ الشِّعْرَ، [ص:1031] وَيَمِيلُ إِلَى أَهْلِ الأَدَبِ وَالْفِقْهِ، وَيَكْرَهُ الْمِرَاءَ فِي الدِّينِ، وَيَقُولُ: هُوَ شَيْءٌ لا نَتِيجَةَ لَهُ، وَبِالْحَرِيِّ أَنْ لا يَكُونَ فِيهِ ثَوَابٌ، وكان يحب المديح ويشتريه بأغلى ثمن، أَجَازَ مَرَّةً مَرْوَانَ بْنَ أَبِي حَفْصَةَ عَلَى قَصِيدَةٍ خَمْسَةَ آلافِ دِينَارٍ، وَخُلْعَةً، وَعَشَرَةً مِنْ رَقِيقِ الرُّومِ، وَفَرَسًا مِنْ مَرَاكِبِهِ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ كَانَ مَعَ الرَّشِيدِ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ الْمَدَنِيُّ، وَكَانَ مُضْحِكًا فَكِهًا إِخْبَارِيًّا، فَكَانَ الرَّشِيدُ لا يَصْبِرُ عَنْهُ وَلا يَمَلُّ مِنْهُ لِحُسْنِ نَوَادِرِهِ وَمُجُونِهِ.
وَرُوِيَ أَنَّ ابْنَ السَّمَّاكِ دَخَلَ عَلَى الرَّشِيدِ يَوْمًا فَاسْتَسْقَى، فَأُتِيَ بِكُوزٍ، فَلَمَّا أَخَذَهُ قَالَ: عَلَى رِسْلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَوْ مُنِعْتَ هَذِهِ الشَّرْبَةَ بِكَمْ كُنْتَ تَشْتَرِيهَا؟ قَالَ: بِنِصْفِ مُلْكِي، قَالَ: اشْرَبْ هَنَّاكَ اللَّهُ، فَلَمَّا شَرِبَهَا قَالَ: أَسْأَلُكَ لَوْ مُنِعْتَ خُرُوجَهَا مِنْ بَدَنِكَ، بِمَاذَا كُنْتَ تَشْتَرِي خُرُوجَهَا؟ قَالَ: بِجَمِيعِ مُلْكِي، فَقَالَ: إِنَّ مُلْكًا قِيمَتُهُ شَرْبَةُ مَاءٍ لَجَدِيرٌ أَنْ لا يُنافَسَ فِيهِ، قَالَ: فَبَكَى هَارُونُ.
وَقَدْ ذَكَرْتُ الرَّشِيدَ فِي الأَسْمَاءِ أَيْضًا.
وَبُويِعَ لابْنِهِ الأَمِينِ مُحَمَّدٍ فِي الْعَسْكَرِ صَبِيحَةَ الَّتِي تُوُفِّيَ فِيهَا الرَّشِيدُ. وَكَانَ الْمَأْمُونُ حِينَئِذٍ بِمَرْوَ، وَالأَمِينُ بِبَغْدَادَ، فَأَتَاهُ الْخَبَرُ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ الْجُمُعَةَ، وَخَطَبَ، وَنَعَى الرَّشِيدَ إِلَى النَّاسِ وَبَايَعَهُ الناس، فأمر لِلْجُنْدِ بِرِزْقِ سَنَتَيْنِ.
وَأَخَذَ رَجَاءٌ الْخَادِمُ الْبُرْدَ والقضيب والخاتم، وسار عَلَى الْبَرِيدِ فِي اثْنَى عَشَرَ يَوْمًا مِنْ مرو حتى قدم بغداد فِي نِصْفِ جُمَادَى الآخِرَةِ، فَدَفَعَ ذَلِكَ إِلَى الأَمِينِ.
وَبَلَغَ الْخَبَرُ الْمَأْمُونَ فَبَايَعَ لِأَخِيهِ ثُمَّ لِنَفْسِهِ، وَأَعْطَى الْجُنْدَ عَطَاءَ سَنَةٍ، وَأَخَذَ يَتَأَلَّفُ أُمَرَاءَهُ وَقُوَّادَهُ، وَيُظْهِرُ الْعَدْلَ، فَأَحَبُّوا الْمَأْمُونَ.
وَأَمَّا الأَمِينُ فَإِنَّهُ بَعْدَ بَيْعَتِهِ بِيَوْمٍ أَمَرَ بِبِنَاءِ ميدان جوار قصر المنصور للعب بالكرة، ثُمَّ قَدِمَتْ أُمُّ جَعْفَرٍ زُبَيْدَةُ فِي شَعْبَانَ، فَتَلَقَّاهَا ابْنُهَا الأَمِينُ، قَدِمَتْ مِنَ الرَّقَّةِ وَمَعَهَا جميع الخزائن. وَأَقَامَ الْمَأْمُونُ عَلَى خُرَاسَانَ وَإِمْرَتِهَا، وَأَهْدَى لِلأَمِينِ تُحَفًا وَنَفَائِسَ.
وَفِيهَا دَخَلَ هَرْثَمَةُ حَائِطَ سَمَرْقَنْدَ، فَلَجَأَ رَافِعٌ إِلَى الْمَدِينَةِ الدَّاخِلَةِ، وَرَاسَلَ [ص:1032] رَافِعٌ التُّرْكَ فَوَافَوْهُ، فَصَارَ هَرْثَمَةُ فِي الْوَسَطِ، ثُمَّ لَطَفَ اللَّهُ بِهِ وَرَدَّ التُّرْكَ، فَضَعُفَ أَمْرُ رَافِعٍ.
وَفِيهَا قُتِلَ نِقْفُورُ مَلِكُ الرُّومِ فِي حَرْبِ بُرْجَانَ، وَبَقِيَ فِي الْمَمْلَكَةِ تِسْعَ سِنِينَ، وَمَلَكَ بَعْدَهُ ابْنُهُ إِسْتَبْرَاقُ شَهْرَيْنِ وَهَلَكَ، فَمَلَكَ مِيخَائِيلُ بْنُ جِرْجِسَ زَوْجُ أُخْتِهِ.(4/1030)
-سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ
توفي فيها: حفص بن غياث النَّخَعِيُّ فِي آخِرِهَا، الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ، سَلْمُ بْنُ سَالِمٍ الْبَلْخِيُّ الْعَابِدُ ضَعِيفٌ، سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَاضِي بَعْلَبَكَّ. شَقِيقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَلْخِيُّ الزَّاهِدُ، عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيُّ، عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْمَهْدِيِّ محمد ابن الْمَنْصُورِ، عُمَرُ بْنُ هَارُونَ الْبَلْخِيُّ أَبُو حَفْصٍ، مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْخَوْلانِيُّ الأَبْرَشُ، مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبَانٍ الأُمَوِيُّ الْكُوفِيُّ، مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ، يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبَانٍ الأُمَوِيُّ أَخُو مُحَمَّدٍ، الْقَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ الْجَرْمِيُّ.
وَفِيهَا ثَارَ أَهْلُ حِمْصَ بِعَامِلِهِمْ إِسْحَاقَ بْنِ سليمان، فبرح إِلَى سَلَمْيَةَ، فَوَلَّى عَلَيْهِمُ الأَمِينَ عَبْدَ اللَّهِ بن سعيد الخرشي، فَحَبَسَ عِدَّةً مِنْ وُجُوهِهِمْ وَقَتَلَ عِدَّةً، وَضَرَبَ النَّارَ فِي نَوَاحِي حِمْصَ، فَسَأَلُوهُ الأَمَانَ فَأَمَّنَهُمْ، وسكنوا، ثم هاجوا فقتل طائفة منهم.
وَفِيهَا عَزَلَ الأَمِينُ أَخَاهُ الْقَاسِمَ عَنْ مَا كَانَ الرَّشِيدُ وَلاهُ، وَذَلِكَ إِمْرَةُ الشَّامِ وَقِنَّسْرِينَ وَالثُّغُورِ، وَوَلَّى مَكَانَهُ خُزَيْمَةَ بْنَ خَازِمٍ.
وَفِيهَا أَمَرَ الأَمِينُ بِالدُّعَاءِ لابْنِهِ مُوسَى عَلَى الْمَنَابِرِ بِالإِمْرَةِ، بَعْدَ ذِكْرِ الْمَأْمُونِ وَالْقَاسِمِ.
وَتَنَكَّرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الأَمِينِ وَالْمَأْمُونِ لِصَاحِبِهِ، وَظَهَرَ الْفَسَادُ بَيْنَهُمَا. فَقِيلَ: إِنَّ الْفَضْلَ بْنَ الرَّبِيعِ عَلِمَ أَنَّ الْخِلافَةَ إِذَا أَفْضَتْ إِلَى الْمَأْمُونِ لَمْ يُبْقِ عَلَيْهِ، فأغرى الأَمِينُ بِهِ، وَحَثَّهُ عَلَى خَلْعِهِ، وَأَنْ يُوَلِّيَ الْعَهْدَ لابْنِهِ مُوسَى، وَأَعَانَهُ عَلَى رَأْيِهِ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ مَاهَانَ، وَالسِّنْدِيُّ، وَلَمَّا بَلَغَ الْمَأْمُونُ عَزْلُ أَخِيهِ الْقَاسِمِ عَنِ الشَّامِ قَطَعَ الْبَرِيدِيَّةَ عَنِ الأَمِينِ، وَأَسْقَطَ اسْمَهُ مِنَ الطَّرْزِ وَالضَّرْبِ.
وَكَانَ رَافِعُ بْنُ اللَّيْثِ بْنِ نَصْرِ بْنِ سَيَّارٍ لَمَّا انْتَهَى إِلَيْهِ حُسْنُ سِيرَةِ الْمَأْمُونِ [ص:1033] فِي عَمَلِهِ وَإِحْسَانِهِ إِلَى الْجَيْشِ، بَعَثَ فِي طلب الأمان لِنَفْسِهِ، فَسَارَعَ إِلَى ذَلِكَ هَرْثَمَةُ وَلَحِقَ رَافِعٌ بِالْمَأْمُونِ فَأَكْرَمَهُ.
وَقَدِمَ هَرْثَمَةُ بِمَنْ مَعَهُ مِنَ الْجُيُوشِ مِنْ سَمَرْقَنْدَ عَلَى الْمَأْمُونِ، وَكَانَ مَعَهُ طَاهِرُ بْنُ الْحُسَيْنِ، فَتَلَقَّاهُ الْمَأْمُونُ، وَوَلاهُ حَرَسَهُ.
ثم إن الأمين أرسل وجوها إلى المأمون يَطْلُبُ مِنْهُ أَنْ يُقَدِّمَ مُوسَى عَلَى نَفْسِهِ، وَيَذْكُرَ أَنَّهُ قَدْ سَمَّاهُ: النَّاطِقَ بِالْحَقِّ، فَردَّ الْمَأْمُونُ ذَلِكَ وَأَبَاهُ، وَكَانَ الرَّسُولُ إِلَيْهِ الْعَبَّاسُ بْنُ مُوسَى بْنِ عِيسَى بْنِ مُوسَى، فَبَايَعَ الْمَأْمُونَ بِالْخِلافَةِ سِرًّا، ثُمَّ كَانَ يَكْتُبُ إِلَيْهِ بِالأَخْبَارِ، وَيُنَاصِحُهُ مِنَ العراق، ورجع فأخبر الأَمِينَ بِامْتِنَاعِ الْمَأْمُونِ، فَأَسْقَطَ اسْمَهُ مِنْ وِلايَةِ الْعَهْدِ، وَطَلَبَ الْكِتَابَ الَّذِي كَتَبَهُ الرَّشِيدُ، وَجَعَلَهُ بالكعبة لعبد الله المأمون على الأمين فأحضروه فَمَزَّقَهُ وَقَوِيَتِ الْوَحْشَةُ، وَأَحْضَرَ الْمَأْمُونُ رُسُلَ الأَمِينِ إِلَيْهِ، وَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كَتَبَ إِلَيَّ فِي أَمْرٍ كَتَبْتُ إليه جوابه، فأبلغوه الكتاب، وَاعْلَمُوا أَنِّي لا أَزَالُ عَلَى طَاعَتِهِ حَتَّى يَضْطَرَّنِي بِتَرْكِ الْحَقِّ الْوَاجِبِ إِلَى مُخَالَفَتِهِ فَخَرَجُوا وَقَدْ رَأَوْا جِدًّا غَيْرَ مَشُوبٍ بِهَزْلٍ.
وَنَصَحَ الأَمِينَ أُولُو الرَّأْيِ فَلَمْ يَنْتَصِحْ، وَأَخَذَ يَسْتَمِيلُ القواد بالعطاء، فقال لَهُ خَازِمُ بْنُ خُزَيْمَةَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَنْ يَنْصَحَكَ مَنْ كَذَبَكَ، وَلَنْ يَغُشُّكَ مَنْ صَدَقَكَ، لا تُجَرِّئِ الْقُوَّادَ عَلَى الْخَلْعِ فَيَخْلَعُوكَ، وَلا تَحْمِلْهُمْ عَلَى نَكْثِ الْعَهْدِ فَيَنْكُثُوا بَيْعَتَكَ وَعَهْدَكَ، فَإِنَّ الْغَادِرَ مَغْلُولٌ، وَالنَّاكِثَ مَخْذُولٌ.
وَفِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ بَايَعَ الأَمِينُ بِوِلايَةِ الْعَهْدِ لابْنِهِ مُوسَى، وَلَقَّبَهُ: النَّاطِقَ بِالْحَقِّ، وَجَعَلَ وَزِيرَهُ عَلِيَّ بن عيسى بن ماهان.
وفيها وثبت الرُّومُ عَلَى مِيخَائِيلَ صَاحِبِ الرُّومِ فَهَرَبَ وَتَرَهَّبَ، وَكَانَ مُلْكُهُ سَنَتَيْنِ، فَمَلَّكُوا عَلَيْهِمْ لِيُونَ الْقَائِدَ.(4/1032)
-سنة خمس وتسعين
تُوُفِّيَ فِيهَا: إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ وَاسِطِيٌّ، بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ الْوَاعِظُ بِمَكَّةَ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ الْكُوفِيُّ، عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ المهدي فيها في قول، عثام بْنُ عَلِيٍّ الْكُوفِيُّ وَقِيلَ سَنَةَ أَرْبَعٍ، مُؤَرِّجُ بْنُ عَمْرٍو السَّدُوسِيُّ [ص:1034] النَّحْوِيُّ، مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ الضَّبِّيُّ الْكُوفِيُّ، الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ فِي أَوَّلِهَا بِذِي الْمَرْوَةِ، يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ بِمَكَّةَ، أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ.
وَفِيهَا قَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ فِيمَا جَرَى مِنْ وِلايَةِ الْعَهْدِ لِمُوسَى وَهُوَ طِفْلٌ وَذَلِكَ بِرَأْيِ الفضل وبكر بْنِ الْمُعْتَمِرِ.
أَضَاعَ الْخِلافَةَ غِشُّ الْوَزِيرِ ... وَفِسْقُ الأَمِيرِ وَجَهْلُ الْمُشِيرْ
فَفَضْلٌ وَزِيرٌ وَبَكْرٌ مُشِيرٌ ... يُرِيدَانِ مَا فِيهِ حَتْفُ الأَمِيرْ
لِوَاطُ الْخَلِيفَةِ أُعْجُوبَةٌ ... وَأَعْجَبُ مِنْهُ خِلاقُ الْوَزِيرْ
فَهَذَا يَدُوسُ وهذا يداس ... كذاك لعمري خلاف الأمور
فلو يستعفان هَذَا بِذَاكَ
لَكَانَا بِعُرْضَةِ آمْرٍ سَتِيرْ ... وَأَعْجَبُ مِنْ ذَا وَذَا أَنَّنَا
نُبَايِعُ لِلطِّفْلِ فِينَا الصَّغِيرْ ... وَمَنْ لَمْ يُحْسِنْ غَسْلَ أَسْتِهِ
وَمَنْ لَمْ يَخْلُ مِنْ بَوْلِهِ حِجْرُ ظِيرْ
في أبيات.
وَلَمَّا تَيَقَّنَ الْمَأْمُونُ خَلْعَهُ تَسَمَّى بِإِمَامِ الْمُؤْمِنِينَ، وَكُوتِبَ بِذَلِكَ.
وَفِي رَبِيعٍ الآخَرِ عَقَدَ الأَمِينُ لِعَلِيِّ بْنِ عِيسَى بْنِ مَاهَانَ عَلَى بلد الجبال: همذان، ونهاوند، وقم، وأصبهان، وأمر له - فِيمَا قِيلَ - بِمِائَتَيْ أَلْفِ دِينَارٍ، وَأَعْطَى لِجُنْدِهِ مَالا عَظِيمًا.
وَلَمَّا جَمَعَ الأَمِينُ الْمَلأَ لِقِرَاءَةِ العهد لابنه، قال: يا معشر أهل خُرَاسَانَ - يَعْنِي الَّذِينَ بِبَغْدَادَ - إِنَّ الأَمِيرَ مُوسَى قَدْ أَمَرَ لَكُمْ مِنْ صُلْبِ مَالِهِ بِثَلاثَةِ آلافِ أَلْفِ دِرْهَمٍ.
وَشَخَصَ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى فِي نِصْفِ جُمَادَى الآخِرَةِ مِنْ بَغْدَادَ، وَأَخَذَ مَعَهُ قَيْدَ فِضَّةٍ لِيُقَيِّدَ بِهِ الْمَأْمُونَ بِزَعْمِهِ، وَسَارَ مَعَهُ الأَمِينُ إِلَى النَّهْرَوَانِ، فَعَرَضَ بِهَا الْجُنْدَ الَّذِينَ جَهَّزَهُمْ مع علي، فسار حتى نزل همذان، فَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حُمَيْدِ بْنِ قحطبة، ثُمَّ شَخَصَ عَلِيٌّ مِنْهَا حَتَّى بَلَغَ الرَّيَّ، وَهُوَ عَلَى أُهْبَةِ الْحَرْبِ، فَلَقِيَهُ طَاهِرُ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَهُوَ فِي أَقَلَّ مِنْ أَرْبَعَةِ آلافٍ، كان قَدْ جَهَّزَهُ الْمَأْمُونُ فَأَشْرَفَ عَلَى جَيْشِ عَلِيٍّ وَهُمْ يَلْبَسُونَ السِّلاحَ، وامتلأت بهم الصحراء [ص:1035] بياضا وصفرة من السلاح المذهب، فَقَالَ طَاهِرُ بْنُ الْحُسَيْنِ: هَذَا مَا لا قِبَلَ لَنَا بِهِ، وَلَكِنْ نَجْعَلُهَا خَارِجِيَّةً، نَقْصِدُ الْقَلْبَ، فَهَيَّأَ سَبْعَمِائَةٍ مِنَ الْخَوَارِزْمِيَّةِ، قَالَ أَحْمَدُ بْنُ هِشَامٍ الأَمِيرُ: فَقُلْنَا لِطَاهِرٍ: تذكر عَلِيَّ بْنَ عِيسَى الْبَيْعَةَ الَّتِي كَانَتْ، وَالْبَيْعَةَ الَّتِي أَخَذَهَا هُوَ لِلْمَأْمُونِ عَلَيْنَا مَعْشَرَ أَهْلِ خُرَاسَانَ. قَالَ: نَعَمْ، فَعَلَّقْنَاهُمَا عَلَى رُمْحَيْنِ، وَقُمْتُ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ، فَقُلْتُ: الأَمَانَ، ثُمَّ قُلْتُ: يَا عَلِيُّ بْنَ عِيسَى أَلا تَتَّقِي اللَّهَ؟ أَلَيْسَ هَذِهِ نُسْخَةَ الْبَيْعَةِ الَّتِي أَخَذْتَهَا أَنْتَ خَاصَّةً؟ اتَّقِ اللَّهَ، فَقَدْ بَلَغْتَ بَابَ قَبْرِكَ، قَالَ: من أنت؟ قلت: أحمد بن هشام - وقد كان عَلِيٌّ ضَرَبَهُ أَرْبَعَمِائَةِ سَوْطٍ - فَصَاحَ عَلِيٌّ: يَا أَهْلَ خُرَاسَانَ، مَنْ جَاءَ بِهِ فَلَهُ أَلْفُ درهم، وكان معنا قوم بخارية، فرموه وزنوه، وَقَالُوا: نَقْتُلُكَ وَنَأْخُذُ مَالَكَ.
وَخَرَجَ مِنْ عَسْكَرِ عَلِيٍّ الْعَبَّاسُ بْنُ اللَّيْثِ وَرَجُلٌ آخَرُ، فَشَدَّ عليه طاهر فضربه قتله، وَشَدَّ دَاوُدُ سِيَاهٌ عَلَى عَلِيِّ بْنِ عِيسَى فَصَرَعَهُ وَهُوَ لا يَعْرِفُهُ، فَقَالَ طَاهِرُ بْنُ الناجي: أَعَلِيُّ بْنُ عِيسَى أَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ! وَظَنَّ أَنَّهُ يُهَابُ فَلا يَقْدِمُ عَلَيْهِ أَحَدٌ، فشَدَّ عليه فذبحه بِالسَّيْفِ، ثُمَّ انْهَزَمَ جَيْشُهُ.
قَالَ أَحْمَدُ: فَتَبِعْنَاهُمْ فرسخين، وواقفونا اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَرَّةً؛ كُلُّ ذَلِكَ نَهْزِمُهُمْ، فَلَحِقَنِي طاهر بن الناجي وَمَعَهُ رَأْسُ عَلِيٍّ، فَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ شُكْرًا، وَوَجَدْنَا فِي عَسْكَرِهِ سَبْعَمِائَةِ كِيسٍ، فِي كُلِّ كِيسٍ ألف درهم، ووجدنا عدة بغال عليها له خَمْرٌ سَوَادِيٌّ، فَظَنَّتِ الْبُخَارِيَّةُ أَنَّهُ مَالٌ، فَكَسَرُوا تِلْكَ الصَّنَادِيقَ فَرَأَوْهُ خَمْرًا، فَضَحِكُوا وَقَالُوا: عَمِلْنَا الْعَمَلَ حَتَّى نَشْرَبَ. وَأَعْتَقَ طَاهِرٌ مَنْ كَانَ بِحَضْرَتِهِ مِنْ غِلْمَانِهِ شُكْرًا. فَلَمَّا وَصَلَ الْبَرِيدُ إِلَى الْمَأْمُونِ سَلَّمُوا عَلَيْهِ بِالْخِلافَةِ، وَطِيفَ بِالرَّأْسِ فِي خُرَاسَانَ.
وَجَاءَ الْخَبَرُ بِقَتْلِهِ إِلَى الأَمِينِ وَهُوَ يَتَصَيَّدُ السَّمَكَ، فَقَالَ لِلَّذِي أَخْبَرَهُ: وَيْلَكَ دَعْنِي، فَإِنَّ كَوْثَرًا قَدْ صَادَ سَمَكَتَيْنِ وَأَنَا مَا صِدْتُ شَيْئًا بَعْدُ.
وَقَالَ شاعر من أصحاب علي:
لَقِينَا اللَّيْثَ مُفْتَرِشًا يَدَيْهِ ... وَكُنَّا مَا يُنَهْنِهُنَا اللِّقَاءُ
نَخُوضُ الْمَوْتَ وَالْغَمَرَاتِ قِدْمًا ... إِذَا مَا كَرَّ لَيْسَ بِهِ خَفَاءُ [ص:1036]
فَضَعْضَعَ رُكْنَنَا لَمَّا الْتَقَيْنَا
وَرَاحَ الْمَوْتُ وَانْكَشَفَ الْغِطَاءُ ... وَأَوْدَى كَبْشَنَا وَالرَّأْسَ مِنَّا
كَأَنَّ بِكَفِّهِ كَانَ الْقَضَاءُ
ثُمَّ وَجَّهَ الأَمِينُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جَبَلَةَ الأبناوي أمير الدينور بالعدة والقوة، فسار حتى نزل همذان.
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَازِمٍ أَنَّهُ قَالَ: يُرِيدُ مُحَمَّدُ إِزَالَةَ الْجِبَالِ، وَفَلَّ الْعَسَاكِرِ بِالْفَضْلِ وَتَدْبِيرِهِ، وَهَيْهَاتَ، وَهُوَ - وَاللَّهِ - كَمَا قِيلَ: قَدْ ضَيَّعَ اللَّهُ ذَوْدًا أَنْتَ رَاعِيهَا.
وَقِيلَ: إِنَّ الجيش الذين كَانُوا مَعَ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى أَرْبَعُونَ أَلْفًا في هيئة لَمْ يُرَ مِثْلُهَا.
وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُجَالِدٍ أَنَّ الْوَقْعَةَ اشْتَدَّ فِيهَا الْقِتَالُ، وَأَنَّ عَلِيَّ بْنَ عِيسَى قُتِلَ بِسَهْمٍ جَاءَهُ، وَأَنَّ طَاهِرًا بَعَثَ بِالأَسْرَى والرؤوس إِلَى الْمَأْمُونِ.
وَذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْجَرْمِيُّ أَنَّ عَلِيًّا لَمَّا قُتِلَ أَرْجَفَ النَّاسُ بِبَغْدَادَ إِرْجَافًا شَدِيدًا، وَنَدِمَ مُحَمَّدٌ عَلَى خَلْعِهِ أَخَاهُ، وَطَمِعَ الأُمَرَاءُ فِيهِ، وَشَغَّبُوا جُنْدَهُمْ بِطَلَبِ الأَرْزَاقِ مِنَ الأمين، وازدحموا بالجسر يَطْلُبُونَ الأَرْزَاقَ وَالْجَوَائِزَ؛ فَرَكِبَ إِلَيْهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَازِمٍ فِي طَائِفَةٍ مِنْ قُوَّادِ الأَعْرَابِ فتراموا بالنشاب واقتتلوا، فسمع الأمين الضجة فأرسل يأمر ابن خازم بالانصراف، وأمر لهم بِأَرْزَاقِ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ، وَزَادَ فِي عَطَائِهِمْ، وَأَمَر لِلْقُوَّادِ بِالْجَوَائِزِ، وَجَهَّزَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الأَبْنَاوِيُّ فِي عِشْرِينَ أَلْفًا، فسار إلى همذان وَضَبَطَ طُرُقَهَا، وَحَصَّنَ سُورَهَا، وَجَمَعَ فِيهَا الأَقْوَاتَ، وَاسْتَعَدَّ لِمُحَارَبَةِ طَاهِرٍ.
وَقَدْ كَانَ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى لَمَّا قُتِلَ أَبُوهُ أَقَامَ بين الري وهمذان، فَكَانَ لا يَمُرُّ بِهِ أَحَدٌ مِنَ الْمُنْكَسِرِينَ إِلا حَبَسَهُ عِنْدَهُ بِنَاءً مِنْهُ أَنَّ الأَمِينَ يُوَلِّيهِ مَكَانَ أَبِيهِ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ الأَمِينُ يَأْمُرُهُ بِالْمُقَامِ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَبْنَاوِيِّ، فَلَمَّا سَارَ يحيى إلى قرب همذان تَفَرَّقَ أَكْثَرُ أَصْحَابِهِ.
وَأَمَّا طَاهِرٌ فَقَصَدَ مَدِينَةَ همذان، فأشرف عَلَيْهِا، فَالْتَقَى الْجَيْشَانِ وَصَبرَ الْفَرِيقَانِ وَكَثُرَتِ الْقَتْلَى، ثُمَّ إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الأَبْنَاوِيَّ تَقَهْقَرَ وَدَخَلَ مدينة همذان فأقام بها يلم شعث أصحابه، ثُمَّ زَحَفَ إِلَى طَاهِرٍ، وَقَدْ خَنْدَقَ طَاهِرٌ على عسكره، فَاقْتَتَلُوا قِتَالا شَدِيدًا، وَجَعَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يُحَرِّضُ أَصْحَابَهُ وَيُقَاتِلُ بِيَدِهِ، وَحَمَلَ حَمَلاتٍ مُنْكَرَةً مَا مِنْهَا حَمْلَةٌ إِلا وَهُوَ يُكْثِرُ الْقَتْلَ فِي [ص:1037] أَصْحَابِ طَاهِرٍ، فَشَدَّ رَجُلٌ عَلَى صَاحِبِ عَلَمٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَقَتَلَهُ، وَحَمَلَ أَصْحَابُ طَاهِرٍ حَمْلَةً صادقة حتى ألجأوهم إلى مدينة همذان، ونزل طاهر محاصرا لها، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَخْرُجُ كُلَّ يَوْمٍ فَيُقَاتِلُ عَلَى بَابِ الْمَدِينَةِ، وَتَضَرَّرَ بِهِمْ أَهْلُ الْبَلَدِ وَجُهِدُوا، فَطَلَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مِنْ طَاهِرٍ الأَمَانَ، فَأَمَّنَهُ وَوَفَى لَهُ.
وَفِيهَا ظَهَرَ بِدِمَشْقَ السُّفْيَانِيُّ أَبُو الْعُمَيْطِرِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فَدَعَا إِلَى نَفْسِهِ، وَطَرَدَ عَنْهَا سُلَيْمَانَ بْنَ أَبِي جَعْفَرٍ بَعْدَ حَصْرِهِ إِيَّاهُ بِالْبَلَدِ، وَكَانَ عَامِلَ الأَمِينِ، فَلَمْ يُفْلِتْ مِنْهُ إِلا بَعْدَ الْيَأْسِ، فَوَجَّهَ الأَمِينُ لِحَرْبِهِ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى بْنِ مَاهَانَ فَلَمْ يَنْفُذْ إِلَيْهِ، وَلَكِنَّهُ وَصَلَ إِلَى الرَّقَّةِ فَأَقَامَ بِهَا.
وَعَنْ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحِ بْنِ بَيْهَسٍ، قَالَ: ضَبَطَ أَبُو الْعُمَيْطِرِ دِمَشْقَ وَانْضَمَّتْ إِلَيْهِ الْيَمَانِيَّةُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ، وَبَايَعَهُ أَهْلُ الْغُوطَةِ وَالسَّاحِلِ وَحِمْصَ وَقِنَّسْرِينَ، وَاسْتَقَامَ لَهُ الأَمْرُ، إِلا أَنَّ قَيْسًا لَمْ تُبَايِعْهُ وَهَرَبُوا مِنْ دِمَشْقَ.
وَجَاءَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ أَنَّهُ لَمَّا قَدِمَ دِمَشْقَ قَالَ لِمُحَمَّدِ بْنِ حَنْظَلَةَ: عِنْدَكَ مِنْ عِظَامِ أَبِي الْعُمَيْطِرِ شَيْءٌ؟ قَالَ: هُوَ أَقَلُّ عِنْدَنَا مِنْ هَذَا، وَلَكِنْ هَرَبَ إِلَيْنَا، وَخَلَعَ نَفْسَهُ فَسَتَرْنَاهُ.
وَغَلَبَ طَاهِرُ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَى قَزْوِينَ وَطَرَدَ عَنْهَا عَامِلَ الأَمِينِ، وَغَلَبَ عَلَى سَائِرِ كُوَرِ الْجِبَالِ.
وَذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ أَنَّ الأَمِينَ لَمَّا وَجَّهَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الأبناوي إلى همذان أتبعه بعبد الله وأحمد ابني الخرسي فِي جَيْشٍ مَدَدًا لَهُ، فَلَمَّا خَرَجَ بِالأَمَانِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ، أَقَامَ يُرِي طَاهِرًا وَجُنْدَهُ أَنَّهُ لَهُمْ مُسَالِمٌ رَاضٍ بِعُهُودِهِمْ، ثُمَّ اغْتَرَّهُمْ وَهُمْ آمنون فركب في أصحابه، فلم يَشْعُرْ طَاهِرٌ وَأَصْحَابُهُ بِهِمْ إِلا وَقَدْ هَجَمُوا عليهم فوضعوا فيهم السيف، فقاتلوهم وردت عنهم بالأترسة رجالتهم حتى أخذت الفرسان عددها وَصَدَقُوهُمُ الْقِتَالَ حَتَّى تَقَطَّعَتِ السُّيُوفُ بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ.
ثُمَّ هَرَبَ أَصْحَابُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَتَرَجَّلَ هُوَ وَجَمَاعَةٌ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ. وَوَصَلَ الْمُنْهَزِمَةُ إِلَى عسكر ابني الخرسي، فَدَاخَلَهُمُ الرُّعْبُ فَوَلَّوْا مُنْهَزِمِينَ مِنْ غَيْرِ قِتَالٍ حَتَّى أَتَوْا بَغْدَادَ. [ص:1038]
وَسَارَ طَاهِرُ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَقَدْ خَلَتْ لَهُ الْبِلادُ حَتَّى قَارَبَ حُلْوَانَ فَعَسْكَرَ بِهَا، وَخَنْدَقَ على جنده.(4/1033)
-سنة ست وتسعين
تُوُفِّيَ فِيهَا: الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى، قُتِلَ كَمَا يَأْتِي، سَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ قَاضِي شِيرَازَ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَثِيرٍ الطَّوِيلُ الدِّمَشْقِيُّ، عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ الأَمِيرُ، عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ الْجَزَرِيُّ - فِي قَوْلٍ -، مُخَلَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ - فِي قَوْلٍ - وَكِلاهُمَا مَرَّ، مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ الْقَاضِي، الْوَلِيدُ بْنُ خَالِدٍ بِالشَّامِ، قَالَهُ ابْنُ قَانِعٍ، أَبُو نُوَاسٍ الشَّاعِرُ هُوَ الْحَسَنُ بْنُ هَانِئٍ.
وَفِيهَا رُوِيَ عَنْ عبد الرحمن بن رئاب قَالَ: حَدَّثَنِي أَسَدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مَزْيَدٍ، أَنَّ الْفَضْلَ بْنَ الرَّبِيعِ الْحَاجِبَ بَعَثَ إِلَيْهِ بَعْدَ مَقْتَلِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَبْنَاوِيِّ قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَوَجَدْتُهُ مُغْضَبًا، فَقَالَ: يَا أَبَا الْحَارِثِ أَنَا وَإِيَّاكَ نَجْرِي إِلَى غَايَةٍ إِنْ قَصَّرْنَا عَنْهَا ذُمِمْنَا، وَإِنِ اجْتَهَدْنَا فِي بُلُوغِهَا انْقَطَعْنَا، وَإِنَّمَا نحن شعب مِنْ أَصْلٍ، إِنْ قَوِيَ قَوِينَا، وَإِنْ ضَعُفَ ضَعُفْنَا، إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ - يَعْنِي الأَمِينَ - قَدْ ألقى بيده إلقاء الأُمَّةِ الْوَكْعَاءَ، يُشَاوِرُ النِّسَاءَ، وَيَعْتَرِضُ عَلَى الرُّؤَسَاءِ، وقد أمكن مسامعه من اللهو والخسارة فهم يعدونه الظَّفَرَ، وَالْهَلاكُ أَسْرَعُ إِلَيْهِ مِنَ السَّيْلِ إِلَى قِيعَانِ الرَّمْلِ، وَقَدْ خَشِيتُ - وَاللَّهِ - أَنْ نَهْلِكَ بِهَلاكِهِ، وَنَعْطَبُ بِعَطَبِهِ، وَأَنْتَ فَارِسُ الْعَرَبِ وَابْنُ فَارِسِهَا، قَدْ فَزِعَ إِلَيْكَ فِي لِقَاءِ هَذَا الرَّجُلِ، وَأَطْمَعَهُ فِيمَا قَبْلَكَ أَمْرَانِ: أَمَّا أَحَدَهُمَا فَصِدْقُ طَاعَتِكَ وَفَضْلُ نَصِيحَتِكَ، وَالثَّانِي يُمْنُ نَقِيبَتِكَ وَشِدَّةُ بَأْسِكَ، وَقَدْ أَمَرَنِي بِإِزَاحَةِ عِلَّتِكَ، وَبَسْطِ يَدِكَ فِيمَا أَحْبَبْتَ، فَعَجِّلِ الْمُبَادَرَةَ إِلَى عَدُوِّكَ، فإني أرجو أن يوليك الله شرف هذا الفتح، ويلم بك شعث هذه الخلافة، فَقُلْتُ: أَنَا لِطَاعَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مُقْدِمٌ، وَلِكُلِّ مَا أَدْخَلَ الْوَهَنَ وَالذُّلَّ عَلَى عَدُوِّهِ حَرِيصٌ، غير أن المحارب لا يعمل بالغرر، وَلا يَفْتَتِحُ أَمْرَهُ بِالتَّقْصِيرِ وَالْخَلَلِ، وَإِنَّمَا مِلاكُ الْمُحَارِبِ الْجُنُودُ، وَمِلاكُ الْجُنُودِ الْمَالُ، وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فقد ملأ أيدي من عنده من العسكر، وتابع لهم الأرزاق وَالصِّلاتِ، فَإِنْ سِرْتُ بِأَصْحَابِي وَقُلُوبُهُمْ مُتَطَلِّعَةٌ إِلَى مَنْ خَلْفِهِمْ مِنْ إِخْوَانِهِمْ لَمْ أَنْتَفِعْ بِهِمْ فِي لِقَاءٍ، وَقَدْ فَضُلَ أَهْلُ السِّلْمِ عَلَى أهل الحرب، والذي أسأل أَنْ يُؤْمَرَ لِأَصْحَابِي بِرِزْقِ سَنَةٍ، [ص:1039] وَيُحْمَلَ مَعَهُمْ أَرْزَاقُ سَنَةٍ، وَلا أُسْأَلُ عَنْ مُحَاسَبَةِ مَا افْتَتَحْتُ مِنَ الْمُدُنِ، فَقَالَ: قَدِ اشتططت، ولا بد مِنْ مَنَاظَرَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. ثمّ ركب معي إِلَيْهِ فدخلتُ، فما دار بيني وبينه إلا كلمتان حتّى غضب وأمر بحبسي.
وذكر زياد قَالَ: ثمّ قَالَ الأمين: هَلْ في أهل بيت هذا من يقوم مقامه؟ فإني أكره أن أستفسدهم مَعَ سابقتهم وطاعتهم، قَالُوا: نعم، فيهم أحمد بْن مَزْيد عَمُّهُ، وأثنوا عَلَيْهِ، فاستقدمه عَلَى البريد. قَالَ أحمد: فبدأت بالفضل بْن الربيع، فإذا عنده عَبْد الله بْن حُمَيْد بن قحطبة، وهو يريده عَلَى الشخوص إلى طاهر بْن الحسين، وعبد الله يشتطّ في طلب المال والإكثار مِن الرجال، فلما رآني رحب وصيرني معه على صدر المجلس، فكلّمني ثمّ قام معي حتّى دخلنا عَلَى الأمين، فلم يزل يأمرني بالدُّنُوّ حتى كدت أُلاصقه، فقال: إنّه قد كثُر عليّ تخليط ابن أخيك وتنكُّره، وطالَ خِلافهُ، وقد وُصفتَ لي بخير، وأحببت أن أرفع قدرك وأُعْلي منزلتك، وأنّ أُوَلّيك جهاد هذه الفئة الباغية، فقلت: سأبذل في طاعتكم مهجتي.
قَالَ: وانتخبت الرجال، فبلغ عدّة مِن صحّحتُ اسمه عشرين ألف رَجُل، ثمّ سرت بهم إلى حُلْوان، ودخلت عليه قبل ذلك، فقلت: أوصِني، قَالَ: إيّاك والبغي، فإنه عِقال النصر، ولا تُقدّم رجلا إلا بالاستخارة، ولا تُشْهر سيفًا إلا بعد إعذار، ومهما قدرت عَلَيْهِ باللين فلا تتعده بالخرق، في كلام طويل، وأطلق لَهُ ابن أخيه أسدًا.
وذكر يزيد بْن الحارث أنّ الأمين وجّه معه عشرين ألفًا مِن الأعراب، ومع عَبْد الله بْن حُمَيْد عشرين ألفًا مِن الأبناء، وأمرهما أن ينزلا حلوان ويدفعا طاهرا عنها، وينصبا له الحرب، فنزلا بخانقين، فدَسّ طاهر العيون إلى عسكرهما، فكانوا يأتون الجيشين بالأراجيف، ويخبرونهما أنّ الأمين قد وضَع العطاء لأصحابه، وقد أمر لهم بالأرزاق، ولم يزل يحتال في وقوع الاختلاف والشغْب بينهم حتى اختلفوا، وانتقض أمرهم وقاتلوا بعضهم بعضًا، ورجعوا.
ثمّ دخل طاهر حُلوان، وأتاه هَرْثَمَة بْن أَعْيَن بكتابي المأمون، والفضل بْن [ص:1040] سهل يأمرانه بتسليم ما حوى مِن المدن إلى هَرْثَمَة، والتَّوجُّه إلى الأهواز، فسلّم ذَلِكَ إِلَيْهِ، وأقام هَرْثَمَة بحُلْوان فحصّنها، وأحكم أموره، ومضى طاهر إلى الأهواز، ودعا المأمون الفضل بْن سهل فولاه عَلَى جميع المشرق مِن همذان إلى جبل سفيان والتَّبت طولا، ومن بحر فارس والهند إلى بحر الديلم وجرجان عرضا، وقرر له على ذلك ثلاثة آلاف ألف درهم، ولقّبه ذا الرياستين، ثمّ ولّى أخاه الحَسَن بْن سهل ديوان الخراج.
وكان في حبْس الرشيد عَبْد المُلْك بْن صالح بْن عليّ، فأطلقه الأمين وقرّبه، فدخل عليه هذه الأيام، وقال: يا أمير المؤمنين إنّي أرى الناس قد طمعوا فيك، وقد بذلت سماحتك، فإنْ بقيت عَلَى أمرك أبطَرْتهم، وإنْ كَفَفْت عن البذل أسخطتهم، ومع هذا فإنّ جُنْدك قد داخَلَهم الرعبُ وأضْعَفَتْهُمُ الوقائع، وهابوا عدوَّهم، فإنْ سيّرتهم إلى طاهر غلب بقليلِ مَنْ معه كثيَرهم، وأهل الشام قوم قد ضرستهم الحروب، وأدبتهم الشدائد، وجلهم منقاد لي مُسارعٌ إلى طاعتي، فإنْ وجّهتني أتّخذت لك منهم جُنْدًا تعظُم نكايته في عدوّه، فولاه الشام والجزيرة، واستحثه بالخروج، فلمّا بلغ الرَّقّة أقام بها، وأنفذ رُسُلَه وكُتُبَه إلى رؤساء الأجناد بجمع الأمداد والرجال والزواقيل والأعراب مِن كلّ فَجّ، وخلع عليهم، ثمّ إنّ بعض جُنْده الخُراسانيّة نظر إلى فرسٍ كانت أُخِذت منه في وقعة سليمان بْن أَبِي جعفر بالشام تحت بعض الزَّواقيل، فتعلق بها، فتنازعا الفرس، واجتمعت الناس وتلاحموا، وأعان كل فئة صاحبها، وتضاربوا بالأيدي، فاجتمعت بعض الأبناء إلى محمد بن أبي خالد الحربي، فقالوا: أنت شيخنا، وقد ركب الزواقيلُ منّا ما سَمِعْتُ، فاجمع أمرنا وإلا استذلّونا، فقال: ما كنت لأدخل في شَغْب، ولا أشاهدكم عَلَى مثل هذه الحال، فاستعد الأبناء، وأتوا الزواقيل وهم غارون، فوضعوا فيهم السيف، وقتلوا منهم مقتلة عظيمة، فتنادى الزواقيل، ولبسوا لأمة الحرب، وشبت الحرب بينهم، فوجّه عَبْد المُلْك رسولا يأمرهم بالكَفّ، فرموه بالحجارة، وكان عَبْد المُلْك مريضًا مدنفا، فقال: واذُلاه! تُستضام العربُ في دُورها، وبلادها وتُقتل؟! فغضب مِن كَانَ أَمْسك عَنِ الشرّ مِن الأبناء، وتفاقم الأمرُ.
وقام بأمر الأبناء الحسين بْن عليّ بْن عيسى بْن ماهان، وأصبح الزواقيل وقد جَيَّشوا بالرَّقّة، واجتمع الأبناء والخُراسانيّة بالرافقة، وقام رجلٌ مِن أهل حمص، فقال: يا أهل حمص، [ص:1041] الهرب أهون من الغضب، والموت أهون من الذل، النفير النفير قبل أن ينقطع الشمل ويعسر المهرب، ثم قام آخر من كلب فقال نحو ذَلِكَ، فسار معه عامّة أهل الشام، وتفللوا، وأقبل نصر بن شبيب في الزّواقيل، وهو يَقُولُ:
فرسانَ قيسٍ اصبري للموت ... لا ترهبن عن لقاء القوت
دعي التَّمنّي بعسى وليت
ثمّ حَمَل هُوَ وأصحابه، فقاتل قتالا شديدًا، وكثُر القتل والبلاء في الزّواقيل، وحملت الأبناء فانهزمت الزّواقيل.
ثمّ تُوُفّي عَبْد المُلْك في هذه الأيام، فنادى الحسين بْن عليّ بْن عيسى في الجند، فصير الرَّجَّالَةَ في السفن، والفُرسان عَلَى الظَّهْر، ووصّلهم حتى أخرجهم مِن بلاد الجزيرة في رجب، ودخل بغداد، فلمّا كَانَ في جوف اللَّيْلِ طلبه الأمين، فقال للرسول: ما أنا بمغن ولا مُسامِر ولا مُضْحك، ولا وُلِّيتُ لَهُ عملا، فلأيّ شيءٍ يريدني؟ انصرف فَمِن الغد آتيه. قَالَ: فأصبح الحسين فوافى باب الجسر، واجتمع إِلَيْهِ النّاس، فأمر بإغلاق الباب الَّذِي يخرج منه إلى عُبَيْد الله بْن عليّ وباب سوق يحيى، وقال: يا معشر الأبناء، إنّ خلافة الله لا تُجاوَر بالبَطر، وَنِعْمَةٌ لا تُسْتَصْحب بالتجبُّر، وإن محمدًا يريد أن يزيغ أديانكم، وينكث بيعتكم، ويفرق أمركم، وتالله إنّ طالت يده، وراجعه مِن أمره قوّة، ليَرجعّن وَبَالُ ذَلِكَ عليكم، ولتعرفّن ضرره، فاقْطعوا أثَره قبل أن يقطع آثاركم، وَضَعُوا عزّه قبل أن يضع عزّكم.
ثمّ أمر الناس بعبور الجسر، فعبروا حتى صاروا إلى سكّة باب خُراسان، واجتمعت الحربيّة، وأهلُ الأرباض ممّا يلي بابَ الشام، فتسرّعت خيولٌ مِن خيول الأمين مِن الأعراب وغيرهم إلى الحسين، فاقتتلوا قتالا شديدًا، ثمّ استظهر عليهم الحسين وتَفَرّقوا، فخلع الحسينُ محمدًا لإحدى عشرة لَيْلَةً خَلَت مِن رجب، وبايع للمأمون مِن الغد، ثمّ غدا إلى محمد. فوثب العبّاس بْن موسى بْن عيسى الهاشميّ فدخل قصر الخُلْد، فأخرج منه محمدًا إلى قصر المنصور، فحبسه هناك إلى الظُّهر، وأخرج أمّه، أمّ جعفر، بعد أن أبت، وقنعها بالسوط وسبها، فأُدخلت إلى مدينة المنصور. [ص:1042]
فلمّا أصبح الناسُ مِن الغد طلبوا مِن الحسين بن علي بن عيسى بن ماهان الأرزاق، وماج الناس بعضهم في بعض، وقام محمد بْن أَبِي خَالِد كبير الأبناء بباب الشام فقال: أيّها الناس، والله ما أدري بأيّ سبب تَأمّر الحسين علينا؟ والله ما هُو بأكبرنا سنّا، ولا أكرمنا حسبًا، ولا أعظمنا منزلة وغَناء، وإنّ فينا مِن لا يرضي بالدَّنَيَّةِ، ولا ينقاد بالمخادعة، وإني أوّلكُم نقض عهده، وأنكر فِعله، فمن كَانَ رأيُه رأيي فلْيعتزلْ معي، وقام أسد الحربيّ فقال نحو مقالته، فأقبل شيخ كبير من أبناء الكفية فصاح: اسكتوا أيّها النّاس؛ فسكتوا لَهُ، فقال: هَلْ تعتدون عَلَى محمدٍ بقطع أرزاقكم؟ قَالُوا: لا. قَالَ: فهل قصّر بأحدٍ مِن أعيانكم؟ قالوا: ما علمنا. قال: فهل عُزِل أحدًا مِن قُوّادكم؟ قَالُوا: لا. قَالَ: فما بالكم خذلتموه، وأَعَنْتُم عدوّه عَلَى اضطهاده وأسره؟ أما والله ما قتل قوم خليفتهم إلا سلَّط الله عليهم السيف، انهضوا إلى خليفتكم فادفعوا عَنْهُ، وقاتِلوا مِن أراد خلعه، فنهضت الحربيّة، ونهض معهم عامّة أهل الأرباض، فقاتلوا الحسين وأصحابه قتالا شديدًا، وأكثروا في أصحابه الجراح، وأُسِر الحسين، فدخل أسد الحربيّ عَلَى الأمين، فكسر قيودَه وأقعده في مجلس الخلافة، فنظر محمد إلى قومٍ لَيْسَ عليهم لباس الْجُنْد، ولا عليهم سلاح، فأمرهم فأخذوا مِن الخزائن حاجتهم مِن السلاح، ووعدهم ومَنّاهم.
وأحضروا الحسين فلامَه عَلَى خِلافه، وقال: ألم أقدّم أباك عَلَى الناس، وأُشرّف أقداركم؟ قَالَ: بلى. قَالَ: فما الَّذِي استحققتُ بِهِ منك أن تخلع طاعتي، وتؤلّب النّاس عَلَى قتالي؟ قَالَ: الثّقة بعفو أمير المؤمنين وحُسْن الظّنّ بصفحه، قَالَ: فإنّي قد فعلت ذَلِكَ، وولَّيْتُك الطلب بثأر أبيك، ثمّ خلع عَلَيْهِ، وأمرَه بالمسير إلى حُلوان، فخرج.
فلمّا خفَّ النّاس قطع الجسر، وهرب في نفر مِن حَشَمه ومواليه، فنادى الأمين في الناس فركبوا فأدركوه، فلما بُصر بالخَّيل نزل فصلّي ركعتين ثمّ تهيأ، فلقيهم وحمل عليهم حملات في كلها يهزمهم، ثم عثر به فرسه فسقط وابتدره الناس فقتلوه، وذلك عَلَى فرسخ مِن بغداد للنصف من رجب، وأتوا برأسه.
وقيل: إن الأمين لما عفا عَنْهُ استوزره، ودفع إِلَيْهِ خاتمه، وصبيحة قتله جدّد الْجُنْد البيعة للأمين. وليلة قتله هرب الفضل بْن الربيع. [ص:1043]
ولما سار طاهر إلى الأهواز بلغه أنّ محمد بْن يزيد بْن حاتم المهلَّبيّ عامل الأمين عليها قد توجه في جمع عظيم يريد النزول بجنديسابور، وهو ما بين حَدّ الأهواز والجبل، ليحمي الأهواز، فدعا طاهر عدّة أمراء مِن جُنْده بأن يكمّشوا السير.
ثمّ سارت عساكره حتى أشرفوا عَلَى عسكر مُكْرَم، وبه محمد بْن يزيد، فرجع فدخل الأهواز، ثمّ عبّى أصحابه عَلَى بابها والتقوا، وطال الحرب بينهم، ثمّ نزل محمد بْن يزيد هُوَ وغلمانه عن خيلهم وعرقبوها، وقاتل حتى قتل، طعنه رجل برمح، فذكر بعضهم مصرعَه ورثاه، فقال:
مِن ذاق طعم الرقاد من فرح ... فإنني قد أَضَرَّ بي سَهَري
وليّ فتى الرُّشْد فافتقدتُ بِهِ ... قلبي وسمعي وغرَّني بصْريّ
كَانَ غِياثًا لدى الْمُحُولِ فقد ... ولّي غمامُ الرّبيع والمطرِ
وأقام طاهر بالأهواز، وولّي عمّاله عَلَى اليَمامة والبحرين، ثمّ أخذ عَلَى طريق البَرّ متوجهًا إلى واسط، وبها يومئذٍ السّنْدي بْن يحيى الحرسي، وجعلت المسالح كلّما قُرب طاهر من واحدة هرب مِن يحفظها، فجمع السّنْديّ والهيثم بْن شُعبة أصحابهما، وهَمّا بالقتال، ثمّ هربا عَنْ واسط، فدخلها طاهر، ووجّه إلى الكوفة أحمد بْن المهلّب القائد، وعليها يومئذٍ العبّاس بْن موسى الهادي، فبلغه الخبر، فخلع الأمين، وكتب بالطّاعة إلى طاهر، ونزلت خيله واسط ثمّ فم النيل، وكتب عاملُ البصرة منصور بْن المهدي إلى طاهر بالطّاعة، ثمّ نزل طاهر جرجرايا وخندق عَلَيْهِ، وكتب بالطّاعة أمير الموصل المطّلب بْن عَبْد الله بْن مالك للمأمون، كلّ ذَلِكَ في رجب.
ولمّا كتب هَؤلاءِ إلى طاهر بالطّاعة، أقرّهم عَلَى أعمالهم، واستعمل عَلَى مكّة والمدينة دَاوُد بْن عيسى بْن موسى الهاشميّ، وعلي اليمن يزيد بْن جرير القسْريّ.
ثمّ غلب طاهر عَلَى المدائن، ثمّ صار منها إلى نهر صَرْصَرٍ، فعقد عَلَيْهِ جسرًا، فوجّه الأمين محمد بْن سليمان القائد، ومحمد بْن حمّاد البربريّ ليُبيّتا [ص:1044] يَزَكَ طاهر، فكانت بينهم وقعة شديدة، فانهزم محمد القائد.
ووجّه الأمين عَلَى الكوفة الفضل بْن موسى بْن عيسى الهاشميّ، وولاه عليها، فالتقاه محمد بن العلاء بعض قواد طاهر فاقتتلوا وانهزم أصحاب الفضل وهمّ في أقفيتهم قتلا وأسرًا، فأسروا إسماعيل بن محمد القرشي، وجمهور البخاري.
وبقي أمرُ الأمين كلّ يوم في إدبار، والناس معذورون في خلْعه، لكونه نكث وخلع أخويه المأمون والمؤتمن، وأقام بَدَلَهما ابنه طفلا رضيعًا، مَعَ ما هُوَ فيه مِن الانهماك على اللعب والجهل.
وأما داود بْن عيسى الهاشميّ فإنه كَانَ عَلَى الحرمين، فأسرع في خلع الأمين تدينا، وبايعه للمأمون وجوهُ أهل الحرمين، فاستخلف عليهما ولده سليمان، وسار في وجوه مِن أقاربه يريد المأمون بمَرْو، فلمّا قدِم عَلَيْهِ تيمّن المأمون ببركة مكّة والمدينة، إذ كانوا أوّل مِن بايعه بعد خُراسان.
ووصل داود بخمسمائة ألف درهم، ثمّ رجع مسرعًا ليقيم موسم الحجّ، ومعه ابن أخيه الْعَبَّاسُ بْنُ مُوسَى بْنِ عِيسَى بْنُ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، فمرّا بالعراق عَلَى طاهر، فبالغ في إكرامهما، ووجه معهما زيد بْن جرير بْن يَزِيدَ بْنَ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقِسْرِيَّ، وقد عقد لَهُ طاهر على ولاية اليمن، وأقام الموسم العبّاس بْن موسى المذكور، وأحسن زيد السيرة باليمن.
وفي شَعْبان عقد الأمين لعليّ بْن محمد بْن عيسى بْن نَهِيك الإمرة عَلَى نحو أربعمائة قائد، وأمره بالمسير إلى هرثمة، فساروا فالتقوا بجلولاء في رمضان، فهزمهم هَرْثَمَة، وأسر أمير الجيش عليّ بْن محمد، وبعث بِهِ إلى المأمون، وزحف هرثمة فنزل النهروان.
وأقام طاهر بنهر صَرْصَرٍ، فكان لا يأتيه جيش مِن جهة الأمين إلا هزمه، وأخذ الأمين يدسّ الجواسيس إلى قوّاد طاهر يعدهم ويمنّيهم، فشغبوا عَلَى طاهر، واستأمَن خلقٌ إلى الأمين فأسنى عطاياهم، ثمّ كرّوا إلى صَرْصَرٍ لحرب طاهر. فالتقوا، ودام القتال، ثمّ انهزم جيش بغداد، وانتهَب أصحاب طاهر أثقالهم وأموالهم، فبلغ الأمينَ الخبرُ، فأخرج خزائنه وذخائره، وفرّق الصلات، وجمَع أهل الأرباض، واعترض الناس عَلَى عينه، فكان لا يرى أحدًا، [ص:1045] وسيمًا حسن الرّواء إلا خلع عَلَيْهِ وأمّره، وغلّف لحيته بالغالية، فسُمّوا قوّاد الغالية، وأعطى كل واحد خمسمائة درهم وقارورة غالية.
ثمّ كاتب طاهرُ قوّادَ الأمين فاستمالهم، فشغبوا عَلَى الأمين، وذلك لستّ خلون مِن ذي الحجّة، فشاور قوّاده، فقيل لَهُ: تدارك أمرهم، فبذل فيهم العطاء فأسرف، ونزل معسكرًا بالبستان، ففتح أهل السجونِ السجونَ وخرجوا، ووثب على العامّة الشُّطَّار، وساءت حال الناس، وعظم الشر.(4/1038)
-سنة سبع وتسعين
تُوُفّي فيها: أحمد بْن بشير أبو بَكْر الكوفيّ، بقيّة بْن الوليد أبو يُحْمد الكلاعيّ، إبراهيم بْن عُيَيْنة أخو سُفْيان، بهز بْن أسد بصري ثقة، ربعيّ بْن عُلَيّة أبو الحَسَن أخو إسماعيل، الحَسَن بْن حبيب بْن نَدْبه بصْريّ، زيد بْن أَبِي الزرقاء المَوْصِليّ، سلامة بْن رَوْح الأيليّ عَنْ عُقيل، شُعَيْب بن حرب المدائني الزاهد، عبد الله بن وهب أبو محمد بمصر، عبد العزيز بن عمران الزُّهْرِيّ الْمَدَنِيّ، الفضل بْن عَنْبَسَةَ الواسطيّ ثقة، القاسم بْن يحيى بْن عطاء بْن مقدم حدّث فيها، محمد بْن فُلَيْح بْن سليمان المدنيّ، هشام بْن يوسف الصّنْعانيّ الفقيه، ورش المقرئ واسمه عثمان بْن سَعِيد، وكيع بْن الجراح الرؤاسي الإمام، أبو سَعِيد مولى بني هاشم هُوَ عَبْد الرَّحْمَن.
وفيها لحِق القاسم الملقّب بالمؤتمن - وهو أخو الأمين - ومنصور بْن المهديّ بالمأمون.
وفيها نزل زهير بن المسيب الضبي بكلواذا، ونصب المجانيق، واحتفر الخندق، وجعل يخرج في الأوقات عند اشتغال الْجُنْد بحرب طاهر، فيرمي بالمجانيق والعرّادات مِن أقبل وأدبر، ويعشّر أموال التجار، وجعل يؤذي المسلمين، فأتوا طاهرًا يشكون منه، وبلغ ذَلِكَ هَرْثَمَة بْن أَعْيَن، فأمدّه بالجنود.
ثمّ نزل هرثمة نهر تير وبنى عَلَيْهِ حائطًا وخندقًا، وأعدّ المجانيق، وأنزل [ص:1046] عُبَيْد الله بْن الوضّاح الشمّاسيّة، ونزل طاهر بن الحسين البستان الذي بباب الأنبار، فضاق الأمين ذَرْعًا، وتفرّق ما كَانَ في يده مِن الأموال العظيمة، فأمر ببيع ما في الخزائن مِن الأمتعة، وضربَ آنية الذهب والفضّة دنانير ودراهم لينفقها، ثمّ أمر برمي الحربيّة بالنَّفط والمجانيق، وهلك جماعة، وكثُر الخراب والهدْم حتّى دُرست محاسن بغداد، وعُمِلت فيها المراثي.
ولم يزل طاهر مُصابرًا للأمين وجنده، حتَّى مل أهل بَغْدَاد قتاله، فاستأمن إلى طاهر الموكلون للأمين بقصر صالح، وسلّموا إِلَيْهِ القصر بجميع ما فيه في جُمَادَى الآخرة في منتصفه، ثمّ استأمن إلى طاهر صاحب شُرَطة الأمين محمد بْن عيسى، فضعُف ركن الأمين واستسلم. وقُتِل داخل قصر صالح: أبو العبّاس يوسف بْن يعقوب الباذغيسي، وجماعة من القوّاد، وقُتِل خلْق من أصحاب طاهر، ثمّ لحِق بطاهر عَبْد الله بْن حُمَيْد الطّائيّ، وإخوته، وابن الحَسَن بْن قَحْطَبة، ويحيى بْن عليّ بْن ماهان، ومحمد بْن أَبِي العبّاس الطّائيّ، وكاتَبهُ قوم في السّرّ مِن العباسيّين.
ولما كانت وقعة يوم قصر صالح أقبل محمد عَلَى اللّهو والشرب، ووكّل الأمر إلى محمد بْن عيسى بْن نَهيك وإلى الهِرْش، فأقبل أصحاب الهِرْش يؤذون الرعيّة وينهبونهم، فلجأ خلق ونزحوا إلى طاهر، فرأوا مِن أصحابه الأمن والخير، وبقي الناس في بغداد بأسوأ حال، وطال الأمر.
ولبعضهم:
بكيتُ دمًا عَلَى بغداد لمّا ... فقدت غضارة العيش الأنيقِ
أصابتها مِن الحسّاد عينٌ ... فأفْنَتْ أهلَها بالمنجنيق
وهي طويلة.
وبقي يقاتل عَنِ الأمين غوغاء بغداد والعيّارون والحرافشة، فأنكوا في أصحاب طاهر، وكانوا يقاتلون بلا سلاح، فقال بعض الشعراء:
خرجت هذه الحروب رجالا ... لا لقحطانها ولا لنزارِ
مَعْشَرًا في جواشن الصوف يغدو ... ن إلى الحرب كالأُسود الضَّواري
وعليهمْ مَغٍافرُ الْخُوصِ تجزيـ ... ـهم عَنِ البِيض والتَّراسُ الْبَوَارِي
لَيْسَ يدرون ما الفرار إذا الأبـ ... ـطال عاذوا مِن القَنا بالفرارِ [ص:1047]
واحد منهم يشد على ألـ ... ـفين عُرْيَانُ ما لَهُ مِن إزارِ
كم شريفٍ قد أخملِتْهُ وكم قد ... رفعتْ مِن مُقامرٍ عيّارِ
وقال آخر في غوغاء البغاددة:
إذا حضروا قَالُوا بما يعرفونه ... وإن لم يروا شيئًا قبيحًا تخّرصوا
ترى البطلَ المشهورَ في كلّ بلدةٍ ... إذا ما رَأَى العريان يومًا يُبَصْبِصُ
ثمّ كانت بينهم وقعة درب الحجارة، وكانت لأصحاب محمد الأمين عَلَى أصحاب طاهر، فقُتل فيها خلْق كثير.
ثمّ كانت وقعة باب الشّماسيّة، وأُسِر فيها هَرْثَمَة، وانتصر فيها أصحاب محمد، وَأُسَرَ هَرْثَمَة رجلٌ مِن العُراة، ولم يعرفه، فحمل بعض أصحاب هَرْثَمَة عَلَى الرجل فقطع يده، وخلّصه، فمرّ منهزمًا، وبلغ خبرهُ أهلَ عسكره فتقوضّ بما فيه، وهرب أهله نحو حُلوان، وكان عَلَى العُراة حاتم بْن الصّقْر.
ثمّ نَجَدَ هَرْثَمَة وأصحابَه طاهرُ بنُ الحسين وأصحابُه، وقتلوا مِن العُراة خلائق، فأيقن محمد بالهلاك، وهرب مِن عنده عَبْد الله بْن خازم بْن خُزَيمة إلى المدائن في السُّفن بعياله.
وقيل في قتل العُراة:
كم قتيلٍ قد رأينا
ما سألناه لأيش ... دارعا تلقاه عريا
ن بجهل وبطيش ... حبشيا يقتل النا
س عَلَى قطعة خَيْش ... مُرتدٍ بالشمس راضٍ
بالمُنَى من كل عيش ... يحمل الحملة لا يقـ
ـتل إلا رأس جيش ... احذر الرمية يا طا
هر من كف الحبيشي
ودام حصار بغداد خمسة عشر شهرًا هكذا، فلا قّوة إلا بالله.
وفيها قوي السّفيانيُّ بالشام، واستولى عَلَى سائرها باليَمانية، وهربت القيسيّة مِن الغوطة، ثمّ إنّه توثّب عَلَيْهِ مسلمة بْن يعقوب الأموي المروانيّ، وقبض عَلَيْهِ في أثناء السَّنَةِ وقيده، واستبدّ بالأمر وبايع لنفسه، فلم يبلع رِيقَه حتى حاصره ابن بَيْهَس بدمشق أيامًا، ثمّ نصب عَلَى السور السلالم، كما يأتي.(4/1045)
-سنة ثمان وتسعين
تُوُفّي فيها: إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، أيّوب بْن تميم التّميميّ المقرئ بدمشق، سُفْيان بْن عُيَيْنَة أبو محمد الهلالّي، صَفْوان بْن عيسى الزُّهْرِيّ - والأصحّ بعد ذَلِكَ -، عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ أبو سَعِيد، عُمَر بْن حفص العبديّ - في قَوْل -، عَمْرو بْن الهيثم أبو قطن بصْريّ ثِقة، عَنْبَسة بْن خَالِد الأَيْليّ، مالك بْن سُعير بْن الخمس الكوفيّ، محمد بْن شعيب بْن شابور - في قَوْل -، محمد بْن معن الغِفَاريّ المدنيّ تقريبًا، مسكين بن بكير الحراني الحذاد، محمد بْن هارون الأمين الخليفة قُتِل، معن بْن عيسى القزاز المدنيّ، يحيى بْن سَعِيد القطّان، يحيى بْن عبّاد الضُّبَعيّ البصْريّ ببغداد.
وفيها الحصار - كما هُوَ - عَلَى بغداد، ففارق محمدًا خُزَيْمَة بْن خازم مِن كبار قوّاده، وقفز إلى طاهر بْن الحسين هُوَ ومحمد بْن عليّ بْن عيسى بْن ماهان، فوثبا عَلَى جسر دِجلة في ثامن المحرَّم فقطعاه، وركّزا أعلامهما، وخلعا الأمين، ودعيا للمأمون، فأصبح طاهر بْن الحسين، وألحّ في القتال عَلَى أصحاب محمد الأمين، وقاتل بنفسه، فانهزم أصحاب محمد، ودخل طاهر قسْرًا بالسيف، ونادي مناديه: مِن لَزِم بيته فهو آمن، ثمّ أحاط بمدينة المنصور، وبقصر زُبيدة، وقصر الخُلْد، فثبت عَلَى قتال طاهر حاتم بْن الصَّقْر والهِرْش والأفارقة، فنصب المجانيق خَلَف السّور وعلى القصرين ورماهم. فخرج محمد بأمّه وأهله مِن القصر إلى مدينة المنصور، وتفرّق عامة جُنْده وغلمانه، وقلّ عليهم القُوت والماء، وفنيت خزائنه عَلَى كثْرتها.
وذُكِر عَنْ محمد بْن راشد: أخبرني إبراهيم بْن المهديّ أنّه كَانَ مَعَ محمد بمدينة المنصور في قصر باب الذهب، فخرج لَيْلَةً مِن القصر مِن الضَّيق والضَّنك، فصار إلى قصر القرار فطلبني، فأتيتُ، فقال: ما ترى طِيبَ هذه الليلة، وحُسن القمر، وضوءه في الماء، فهل لك في الشراب؟ قلت: شأنك، فدعا برطلٍ من نبيذ فشربه، ثم سقيت مثله، فابتدأت أُغنّيه مِن غير أن يسألني، لِعِلمي بسوء خُلُقهِ، فغنّيت، فقال: ما تَقُولُ فيمن يضرب عليك؟ فقلت: ما أحْوَجني إلى ذَلِكَ، فدعا بجاريةٍ اسمها ضَعْف، فتطيّرت مِن اسمها. ثمّ غَنَّتْ بشِعر النّابغة الْجَعْديّ: [ص:1049]
كُلَيْبٌ لَعَمْري كَانَ أكثَرَ ناصرًا ... وأيْسَرَ ذَنبًا منك ضرج بالدم
فتطير بذلك، وقال: غنّي غيرَ هذا، فغنَّت:
أبكَى فِراقُهُمُ عينيِ فأرّقها ... إنّ التفرُّقَ للأحباب بَكّاءُ
ما زال يعدو عليهم رَيْبُ دهرهُم ... حتى تفانَوْا وريْبُ الدَّهْر عَدَّاءُ
فاليوم أبكيهمُ جَهْدي وأندُبهم ... حتى أؤوب وما في مُقلتي ماءُ
فقال لها: لعنكِ الله، أما تعرفين غير هذا؟ فقالت: ظننتُ أنّك تحبّ هذا! ثمّ غنّت:
أما وَرَبّ السُّكُون والحَرَكِ ... إنّ المنايا كثيرةُ الشَّركِ
ما اختلف الليل والنهار ولا ... دارت نجومُ السماء في الفلكِ
إلا لنقل السلطان عَنْ ملْكٍ ... قد زال سلطانه إلى مَلَكِ
وَمُلْكُ ذيِ العرش دائمٌ أبدًا ... لَيْسَ بفانٍ ولا بمشتَركِ
فقال لها: قومي لعنك الله. فقامت فتعست في قدح بِلَّور - لَهُ قيمة - فكسرته، فقال: ويحْك يا إبراهيم، أما ترى، والله ما أظنّ أمري إلا وقد قرُب. فقلت: بل يُطيل الله عُمرك، ويُعز مُلكَك، فسمعتُ صوتًا مِن دجلة: " قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ ". فوثب محمد مغتمّا، ورجع إلى موضعه بالمدينة، فقتل بعد لَيْلَةٍ أو ليلتين.
وحكى المسعودي في " المروج "، قَالَ: ذكر إبراهيم بْن المهديّ قَالَ: استأذنتُ عَلَى الأمين في شدّة الحصار، فإذا هُوَ قد قطع دِجلة بالشِباك، وكان في القصرِ برْكة عظيمة، يدخُل مِن دجلة إليها الماءُ في شُبّاك حديد، فسلّمتُ وهو مقيم عَلَى الماء والخَدَم قد انتشروا في تفتيش الماء، وهو كالوَالِه، فقال: لا تؤذيني يا عمّ، فإنّ مقْرطتي قد ذهبت مِن البركة إلى دجلة، والمقرطة سمكة كانت قد صيدت لَهُ، وهي صغيرة، فقرطها بحلقتي ذَهَب، فيها جوهرتان، وقيل ياقوتتان، فخرجت وأنا آيس مِن فلاحه.
وكان محمد - فيما نقل المسعوديُّ - في نهاية الشدّة والبطْش والحُسْن، [ص:1050] إلا أنّه كَانَ مَهينًا، عاجز الرأي، ضعيف التدبير.
وحُكى أنّه اصطبح يومًا فأتي بسبْعٍ هائلٍ عَلَى جمل في قفص، فوُضع بباب القصر، فقال: افتحوه وخّلوه، فقيل: يا أمير المؤمنين، إنّه سبعٌ هائل أسود كالثور، كثير الشّعْر، قَالَ: خلّوا عَنْهُ، ففعلوا، فخرج فزأر وضرب بذَنَبه الأرضَ، فتهارب الناس، وأغلقت الأبواب، وبقي الأمين وحده غير مكترِث، فأتاه الأسد وقصَده ورفع يده، فجذبه الأمين وقبض عَلَى ذنبه، وغمزه وهزّه ورماه إلى خلف، فوقع السبع على عجزه فخر ميتًا، وجلس الأمين كأنّه لم يعمل شيئًا، وإذا أصابعه قد تخلّعت، فشقّوا بطن الأسد فإذا مرارته قد انشقّت عَلَى كبده.
وعن محمد بْن عيسى الْجُلُودي قَالَ: دخل على محمد بن زبيدة: حاتم بن الصقر، ومحمد بْن الأغلب الإفريقيّ وقوّاده، فقالوا: قد آلت حالُنا إلى ما ترى، وقد رأينا أن تختار سبعة آلافِ رجلٍ مِن الْجُنْد فتحملهم عَلَى هذه السبعة آلاف فَرَس التي عندك، وتخرج ليلا، فإنّ الّليل لأهله، فتلحق بالجزيرة والشام، وتصير في مملكةٍ واسعة يتسارع إليك الناس، فعزم عَلَى ذَلِكَ، فبلغ الخبر إلى طاهر، فكتب إلى سليمان بْن المنصور، والى محمد بْن عيسى بْن نَهِيك والسّنْديّ بْن شاهك: لئن لم تَرُدُّوه عَنْ هذا الرأي لا تركتُ لكم ضيعة، فدخلوا عَلَى محمد، وخوّفوه مِن الذين أشاروا عَلَيْهِ أنّهم يأخذونه أسيرًا، ويتقرّبون بِهِ إلى المأمون، وضربوا لَهُ الأمثال، فخاف ورجع إلى قبول ما يبذلون لَهُ مِن الأَيْمان، ويخرج إلى هَرْثَمَة.
وعن عليّ بْن يزيد قَالَ: وفارق محمدًا سليمان بن المنصور، وإبراهيم بن المهدي ولحقا بعسكر المهديّ، وقوي الحصار عَلَى محمد يوم الخميس والجمعة والسبت، وأشار عَلَيْهِ السّنْديّ بأنّه ليس لهم فرج إلا عند هَرْثَمَة، فقال: وكيف لي بهَرْثَمَة، وقد أحاط الموتُ بي مِن كلّ جانب؟ فلمّا همّ بالخروج إِلَيْهِ مِن دون طاهر، اشتدّ ذَلِكَ عَلَى طاهر، وقال: هُوَ في حيزي، وأنا أحرجته بالحرب، ولا أرضي أن يخرج إلى هَرْثَمَة دوني، فقالوا لَهُ: هُوَ خائف منك، ولكن يدفع إليك الخاتم والقضيب والبرد، فلا تفسد هذا الأمر فرضي بذلك.
ثمّ إنّ الهِرْش لمّا علم بذلك أراد التقرُّب إلى قلب طاهر، فقال في كتاب [ص:1051] إِلَيْهِ: الَّذِي قالوه لك مَكْرٌ، ولا يدفعون إليك شيئًا، فاغتاظ، وكَمَن حول قصر أمّ جعفر في السلاح والرجال، وذلك لخمسٍ بقين مِن المحرّم، فلمّا خرج محمد وصار في الحرّاقة رموه بالنّشّاب والحجارة، فانكفأت الحرّاقة، وغرِق محمد وهرثمة ومن كان فيها، فسبح محمد حتى صار إلى بستان موسى، فعرفه محمد بْن حُمَيْد الطّاهريّ، فصاح بأصحابه، فنزلوا ليأخذوه، فبادر محمد الماء، فأُخذ برجْله وَحُمِلَ عَلَى برْذَوْن، وخلْفه مِن يُمسكه كالأسير.
وعن خطّاب بْن زياد أنّ محمدًا وهَرْثَمَة لما غِرقا أتانا محمد بْن حُمَيْد، فأسَرَّ إلى طاهر أنّه أسَرَ محمدًا، فدعا طاهر بمولاه قريش الدنداني، فأمره بقتل محمد.
وأمّا المدائنيّ فروى عَنْ محمد بْن عيسى الْجُلُوديّ: أنّ محمدًا دعا بعد العِشاء بفَرَس أدهم كَانَ يسمّيه الزُّهَيريّ، وقبّل وَلَدَيْه ودمعت عيناه، ثمّ ركب، وخرجنا بين يديه، فرِكْبنا دوابَّنا، وبين يديه شمعة، وأنا أقِيه بيدي خوفًا مِن أن تَجيئه ضربةُ سيف بغَتةً، ففُتح لنا باب خُراسان، وخرجنا إلى المشرعة، فإذا حراقة هرثمة فنزلها فرجعنا بالفَرَس، وغلّقنا باب المدينة، ثمّ سمعنا الضّجّة، فصعدنا إلى أعلى الباب، فذكر عَنْ أحمد بْن سلام صاحب المظالم قَالَ: كنت فيمن كان مع هرثمة من القُوّاد في الحرّاقة، فلمّا دخل محمد الحرّاقة قمنا لَهُ، وجثا هَرْثَمَة عَلَى رُكبتيه فقال: يا سيّدي، لم أقدر عَلَى القيام لمكان النَّقْرس، ثمّ قّبل يديه ورِجْلَيه، وجعل يَقُولُ: يا سيّدي ومولاي وابن مولاي، وجعل يتصفَّح وجوهنا، ونظر إلى عُبَيْد الله بْن الوضّاح، فقال: أيُّهم أنت؟ قَالَ: عُبَيْد الله. قَالَ: جزاك الله خيرًا، فما أشكرني لِمَا كَانَ منك في أمر الثلج، فشدّ علينا أصحاب طاهر في الزواريق والحراقات، وصيحوا، وتعلق بعضهم بالحراقة، وبعضهم يسوقها، وبعض يرمي بالآجر والنشاب، فنقبت الحراقة، فدخلها الماء، وغرِقت، فعلِق الملاح بشعر هَرْثَمَة فأخرجه وخرجنا، وشقّ محمد عَنْهُ ثيابه، ورمى بنفسه، فطلعتُ فعلِق بي رجلٌ مِن أصحاب طاهر، وذهب بي إليه، فقال: ما فعل محمد؟ قلت: قد رَأَيْته حين شقّ ثيابَه، وقذف بنفسه، فركِب، وأُخذتُ معهم وفي عنقي حبل، وأنا أعدو فتعبتُ، فقال الَّذِي يجنُبني: هذا ليس يعدو: انزل فجُزَّ رأسه، فقلت: جُعلتُ فِداك، وَلِمَ؟ وأنا رجلٌ مِن الله في نعمة، ولم أقدر عَلَى الْعَدْوِ، وأنا أفدي نفسي بعشرة [ص:1052] آلاف درهم، فقال: وأين هِيَ؟ فقلت: حتى نُصبح أَنَا أرسلُ مِن ترى أنتَ إلى وكيلي في منزلتي بعسكر المهديّ، فإنْ لم يأتِكَ بالعشرة آلاف فاقتلني، فأمر بحملي فحُملت رِدفًا، وردّوني إلى منزلتهم، وبعد هُويّ مِن اللَّيْلِ إذا نَحْنُ بحركة الْخَيْلِ، ثمّ دخلوا وهم يقولون: بسر زُبيدة، فأُدخِل عليّ رجلٌ عُريان عَليْهِ سراويل وعمامة ملثَّم بها، وعلى كِتَفْيه خرقة خَلقة، فصيروه معي، ووكّلوا بنا، فلمّا حسَر العمامة عَنْ وجهة إذا هُوَ محمد، فاستعبرتُ، واسترجعت في نفسي، ثمّ قَالَ: مِن أنت؟ قلت: أَنَا مولاك أحمد بْن سلام، فقال: أعرفكَ كنتَ تأتيني بالرَّقَّة، قلت: نعم، قَالَ: كنت تأتيني وتُلْطفني كثيرًا، لستَ مولاي بل أنتَ أخي ومنّي. أُدْنُ مِنّي، فإنّي أجدُ وحشةً شديدة، فضممته إليّ، ثمّ قَالَ: يا أحمد، ما فعل أخي؟ قلت: هُوَ حيّ، قَالَ: قبّح الله صاحب البريد ما أكذبه، كَانَ يَقُولُ لي قد مات، قلت: بل قبّح الله وزراءك، قَالَ: لا تقُل، فما لَهُم ذنب، ولست بأول من طلب أمرا فلم يقدر عليه، قَالَ: ما تراهم يصنعون بي؟ يقتلوني أو يَفُون لي بأمانهم؟ قلت: بل يَفُون لك يا سيّدي، وجعل يمسك الخِرْقة بعضُدَيْه، فنزعتُ مبطَّنةً عليّ، وقلت: أَلْقِها، فقال: ويْحك! دعني، فهذا مِن الله لي في هذا الموضع خير كثير. ثمّ قمت أوتِر، فلمّا انتصف اللَّيْلُ دخل الدار قوم مِن العجم بالسيوف، فقام، وقال: إنّا لله وإنّا إِلَيْهِ راجعون، ذَهَبَتْ - والله - نفسي في سبيل الله، أما مِن حيلةٍ، أما مِن مُغيث؟ فأحجموا عَنِ التقدُّم، وجعل بعضهم يَقُولُ لبعض: تقدَّم، ويدفع بعضُهم بعضًا، فقمت وصرتُ وراء الحُصُر المُلَفَّفة، وأخذ محمدٌ بيده وسادة، وقال: ويْحكم إنّي ابن عمّ رسول الله، أَنَا ابن هارون، أَنَا أخو المأمون، الله الله في دَمي، فوثب عَلَيْهِ خمارويه - غلام لقريش الدنْدانيّ - فضربه بالسيف عَلَى مقدَّم رأسه، فضربه محمد بالوسادة، واتّكى عَلَيْهِ ليأخذ السيف مِن يده، فصاح خمارويه: قتلني قتلني، فتكاثروا عَلَيْهِ فذبحوه مِن قفاه، وذهبوا برأسه إلى طاهر.
وذُكِر عَنْ أحمد بْن سلام في هذه القصّة، قَالَ: فلقَّنْته لما حدَّثته ذِكَر الله والاستغفارَ، فجعل يستغفر. [ص:1053]
قَالَ: ونُصِب رأسه عَلَى حائط بستان، وأقبل طاهر يَقُولُ: هذا رأس المخلوع محمد، ثمّ بعث بِهِ مَعَ البُرْد، والقضيب، والمصلّي، وهو مِن سَعَفٍ مُبطّن، مَعَ ابن عمّه محمد بن مصعب، فأمر له بألف ألف درهم، ولما رَأَى المأمون الرأس سَجد.
ولما بلغ إبراهيم بْن المهديّ قتْلُ محمد، وأنّ جثته جُرَّت بحبلٍ بكى طويلا، ثمّ قَالَ:
عُوجا بمغْنَى طلل داثرٍ ... بالخُلْد ذات الصخر والأجُرِ
والمَرْمَر المسنونِ يُطلَى بِهِ ... والبابِ باب الذَّهَب الناضرِ
وأبلِغا عنِّي مقالا إلى الـ
ـمولى عَنِ المأمور وَالآمِرِ ... قولا لَهُ: يا ابنَ وليّ الهُدى
طهّر بلاد الله مِن طاهرِ ... لم يكفه أن جَزَّ أوداجَه
ذَبْحَ الهدَايا بمُدَى الجازرِ ... حتى أتى تُسحبُ أوصاله
في شطن يفني به الشابر ... قد برد الموتُ عَلَى جفنه
فطرفُه منكسِرُ الناظرِ
وبلغ ذَلِكَ المأمونَ فاشتدّ عَلَيْهِ.
ثمّ إنّ طاهرًا صلّي بالناس يوم الجمعة، وخطبهم خطبةً بليغة، ثمّ إنّ الْجُنْد وثبوا بِهِ للأرزاق، ولم يكن في يديه مال، فضاق بِهِ أمره، فخشي وهرب مِن البُستان، وانتهبوا بعض متاعه، وأحرق الْجُنْد باب الأنبار، وحملوا السلاح يومهم، ومن الغد نادوا: " موسى يا منصور "، ثمّ تعبّى طاهر ومَن معه لقتالهم، فأتاه الوجوه، واعتذروا بأنّ ما جرى مِن فعل السفهاء والأحداث، فأمر لهم برزق أربعة أشهر، ووصل البريد إلى المأمون في ستّة عشر يومًا، وهو بمَرْو.
وممّا قِيلَ في الأمين:
لِمَ نُبَكّيك لماذا لِلطَّربْ ... يا أبا موسى وترْويج اللُّعَبْ
ولِتَرْك الخَمْس في أوقاتها ... حرصًا مِنك عَلَى ماء الْعِنَبْ
وشنَيفٍ أَنَا لا أبكى لَهُ ... وعلى كوثَر لا أخشى الْعَطَبْ
لم تكن تصلُح للملك ولا ... تُعْطكَ الطّاعة بالمُلك الْعَرَبْ
لِمَ نُبَكّيك لما عرَّضْتَنا ... للمجانيق وَطَوْرًا للسَّلَبْ [ص:1054]
وساق ابن جرير عدّة قصائد في مراثيه.
ولخُزَيْمَة بْن الحَسَن عَلَى لسان أمّ جعفر قصيدة يَقُولُ فيها:
أتى طاهرٌ لا طهّر الله طاهرًا ... فما طاهرٌ فيما أتى بمُطهَّرِ
قد أخرجني مَكشوفَةَ الوجه حاسرًا ... وأَنْهَبَ أموالي وأحرق آدُري
يَعُزُّ عَلَى هارون ما قد لِقيتُهُ ... وما مرّ بي مِن ناقص الخلق أعور
تَذَكَّرْ أميرَ المؤمنينَ قَرابتي ... فَدَيْتُكَ مِن ذي حُرمةٍ متذكر
قال ابن جرير: ذكر عن محمد بْن سَعِيد بْن بحر قَالَ: لما ملك محمد، ابتاع الخِصْيان، وغالى بهم، وصيّرهم لخلْوته، ورفض النّساء، والجواري.
وقال حُمَيْد: لما ملك وجَّه إلى البُلدان في طلب المُلهين، وأجرى لهم الأرزاق، واقتني الوحوش والسباع والطيور، واحتجب عَنْ أهل بيته وأمرائه واستخفّ بهم، ومَحَقَ ما في بيوت الأموال، وضيّع الجواهر والنفائس، وبنى عدّة قصور لِلَّهْوِ في أماكن، وعمل خمس حرّاقات عَلَى خِلْقة الأسد والفيل والعُقاب والحيّة والفَرَس، وأنفق في عملها أموالا، فقال أبو نُواس:
سَخَّر الله للأمين مطايا ... لم تُسخَّر لصاحب المحرابِ
فإذا ما رِكابُه سِرْنَ برًّا ... سار في الماء راكبًا ليث غابِ
أسدًا باسِطًا ذراعيه يهوي ... أهْرَتَ الشَّدْق كالحَ الأنيابِ
وعن الحسين بْن الضّحّاك قَالَ: ابتنى الأمين سقيفةً عظيمة، أنفق في عملها نحو ثلاثة آلاف ألف درهم.
وعن أحمد بْن محمد البرمكيّ، أنّ إبراهيم بْن المهديّ غنّي محمد بْن زُبيدة:
هجرتُكِ حتى قلتِ: لا يعرف القلى ... وزُرْتك حتى قِيلَ: لَيْسَ لَهُ صبرُ
فطرِب محمد، وقال: أوقِروا لَهُ زَورقه ذَهَبًا. [ص:1055]
وجاء عَنْهُ أخبار في مثل هذا، وكان كثير الأكل.
قَالَ أحْمَد بْن حنبل: إنّي لأرجو أن يرحم الله الأمين بإنكاره عَلَى إسماعيل بن عُلَيَّة، فإنّه أُدخل عَلَيْهِ فقال لَهُ: يا ابنَ الفاعلة، أنت الَّذِي تَقُولُ: كلام الله مخلوق؟!.
وفيها قوي محمد بْن صالح بْن بَيْهَس الكلابيّ، وظهر عَلَى السُّفيانيّ الَّذِي خرج بدمشق، وحاصرها ثمّ نصب عليها السلالم، وتسوّرها أصحابه، وكان قد تغلّب عَلَى دمشق مَسْلَمة بْن يعقوب الأُمويّ، فهربَ، وعمد إلى أَبِي العُمَيْطِر، وكان في حبْسه، ففكّ قيده، ثمّ خرجا بزي النساء في الأزر إلى المِزَّة، واستولى ابن بَيْهَس عَلَى البلد. ثمّ جرى بينه وبين أهل المِزّة ودَارَيّا حروب، وبقي حاكمًا عَلَى دمشق مدّة مِن جهة المأمون إلى سنة ثمانٍ ومائتين.
وفي ذي الحجة خرج الحسن الهرج في سِفْلة الناس، وخلْق مِن الأعراب يدعو إلى الرضا من آل محمد، فأتى النّيل، وجبى الخراج، وصادر التّجّار، ونهب القرى والمواشي.
وفيها استعمل المأمون الحَسَن بْن سهل أخا الفضل عَلَى جميع ما افتتحه طاهر بْن الحسين مِن كُوَر الجبال والعراق والحجاز واليمن، وكتب إلى طاهر أن يسير إلى الرَّقَّةِ لحرب نصر بْن شبث، وولاه الجزيرة والشام ومصر والمغرب، وأمر هَرْثَمَة أن يردّ إلى خُراسان.
وفي رمضان ثار أهل قُرْطُبَة بأميرهم الحَكَم بْن هشام الأمويّ، وحاربوه لجوره وفسْقه، وتُسمّى وقعة الربض، وهاج عَلَيْهِ أهل رَبَض البلد، وشهروا السلاح، وأحاطوا بالقصر، واشتدّ القتال، وعظُم الخطْب، واستظهروا عَلَى أهل القصر، فأمر الحَكَم أمراءه فحملوا عليهم، وأمر طائفةً فَنَقبوا السُّور، وخرج منه عسكر، فأتوا القوم مِن وراء ظهورهم، وقتلوا منهم مقتلةً عظيمة، ونهبوا الدُّور، وأسَروا، وعملوا كلّ قبيح، ثم أمر الحكم فانتقى من الأسرى ثلاثمائة مِن وجوه البلد، فصُلبوا عَلَى النهر مُنَكَّسِين، وبقي النَّهْب والقَتْل، [ص:1056] والحريق في أرباض قُرْطُبَة ثلاثة أيام ثمّ أمّنهم، فهجّ أهل قُرْطُبَة، وتفرّقوا أيادي سبأ ونهبوا في الطرق، ومضى منهم خلق إلى الإسكندرية فسكنها.(4/1048)
-سنة تسع وتسعين
تُوُفّي فيها: إِسْحَاق بْن سليمان الرّازيّ أبو يحيى، إبراهيم بْن عُيَيْنَة - في قَوْل - وقد مّر، حفص بْن عبد الرَّحْمَن قاضي نَيْسابور، الحَكَم بْن عَبْد الله أَبُو مطيع البلْخيّ، سليمان بْن المنصور أَبِي جعفر في صَفَر، سيّار بْن حاتم، شُعيب بْن اللَّيْثُ بْن سعْد في صَفَر، عَبْد الله بْن نُمَيْر الخارفي الكوفيّ، عُمَر بْن حفص العبْديّ بصْريّ، عَمْرو بْن محمد العنقزيّ الكوفي، محمد بْن شُعيب بْن شابور ببيروت، الهيثم بْن مروان العنْسيّ الدّمشقيّ، يونس بْن بُكَيْر الكوفيّ راوي " المغازي ".
وفيها قِدم الحَسَن بْن سهل مِن عند المأمون إلى بغداد، ففرّق عماله في البلاد، وجهّز أزهر بْن زهير بْن المسيّب إلى الهِرش في المحرَّم فقتل الهِرش.
وفي جُمَادَى الآخرة خرج بالكوفة محمد بْن إبراهيم بْن طباطبا، واسمه إسماعيل بْن إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب يدعو إلى الرضا مِن آل محمد، والعمل بالكتاب والسُّنَّة، وكان القائم بأمره أبو السرايا سريّ بْن منصور الشَّيْبانيّ، فهاجت الفِتَن، وتسرّع الناس إلى ابن طباطبا، واستوسقت لَهُ الكوفة، وأتاه الأعراب وأهل النواحي، فجهّز الحَسَن بْن سهل لحربه زهير بْن المسيّب في عشرة آلاف، فالتقوا، فَهُزِم زُهير واستباحوا عسكره، وغنموا السلاح والخيل، وقووا، وذلك في سلخ جُمَادَى الآخرة.
فلمّا كَانَ مِن الغد أصبح محمد بْن إبراهيم بن طباطبا ميتا فجاءة، فقيل: أنّ أبا السرايا سمّه لكون ابن طباطبا أحرز الغنيمة، ولم يُحسن جائزة أَبِي السرايا، أو لغير ذَلِكَ، وأقام أبو السرايا في الحال مكانه شابا أمرد اسمه محمد بْن محمد بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب، ثمّ جهّز الحَسَن بْن سهل جيشًا، عليهم عَبْدُوس بْن محمد المَرْوَرُوذيّ لحرب أَبِي السرايا فالتقوا في رجب، فقُتِل عَبْدُوس، وأُسِر عمّه هارون بْن أَبِي خَالِد، وقُتِل أكثر جيشه [ص:1057] وأُسِروا، وقوي الطالبيّون، وضربَ أبو السرايا عَلَى الدراهم: " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صفا ". الآية.
ثمّ سار أبو السرايا قُدُمًا حتى نزل بقصر ابن هُبَيرة، وجهّز جيوشًا إلى البصرة وإلى واسط فدخلوها، وواقعوا أمير واسط مِن جهة الحَسَن بْن سهل فهزموه وانحاز إلى بغداد، وعظُم ذَلِكَ عَلَى الحَسَن، فبعث يرد هَرْثَمَة بْن أَعْيَن مِن حلوان لحرب أَبِي السرايا، فامتنع، فأرسل إِلَيْهِ ثانيًا يلاطفه، فرجع هَرْثَمَة، وعقد لَهُ الحَسَن بْن سهل عَلَى حرب أَبِي السرايا، وجهّز معه منصور بْن المهديّ، فَعَسكر بنهر صَرْصَرٍ بإزاء أَبِي السرايا، والنهر بينهما، ثمّ تقهقر أبو السرايا فطلبه هَرْثَمَة، وقتل مِن تطرّف مِن جُنْده.
ثمّ كانت بينه وبينه وقعة عند قصر ابن هبيرة، قُتِل فيها خلْق مِن أصحاب أَبِي السرايا، فتحيّز إلى الكوفة، وعمد محمد بْن محمد والطالبيّون إلى دُور العباسيّين بالكوفة وضياعهم، فأحرقوا ونهبوا أموالهم، وأخرجوهم مِن الكوفة.
ثمّ وجّه أبو السرايا عَلَى المدينة محمد بْن سليمان بْن داود بْن الحَسَن بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فدخلها ولم يقاتلْه أحد. ووجّه عَلَى مكّة والموسم حُسين بْن حسن الأفطس بْن عليّ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب، فلمّا قرُب توقّف عَنْ مكّة هيبةً لمن فيها، وأميرها داود بْن عِيسَى بْنُ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ العبّاسيّ، فلمّا بلغ أميرها داود ذَلِكَ، جمع موالي بني العباس وعبيد حوائطهم.
وكان مسرور الخادم قد حجّ في تِلْكَ السُّنَّةِ في مائتي فارس، فقال لداود: أقِم لي شخصك أو شخص بعض ولدك، وأنا أكفيك قتالهم، فقال دَاوُد: لا أستحلٌ القتال في الحرم، ولئن دخلوا مِن هذا الفجّ لأخرجنّ مِن الفجّ الآخر، فقال: تُسلَّم مكّة وولايتك إلى عدوّك؟ فقال داود: أيّ حال لي؟ والله لقد [ص:1058] أقمت معكم حتى شختُ، فما وُلِّيتُ ولايةً، حتى كبرتُ وفني عُمري، فولّوني مِن الحجاز ما فيه القوت، وإنّما هذا المُلْك لك ولأشباهك، فقاتلْ عَليْهِ أو دَعْ.
ثمّ انحاز داود إلى جهة المُشاش بأثقاله، فوجّه بها عَلَى درب العراق، وافتعل كتابًا مِن المأمون بتولية ابنه محمد بْن داود عَلَى صلاة الموسم، وقال لَهُ: أخرج فَصَلّ بالناس بمِنى الظُّهر والعصر والمغرب والعشاء، وبتْ بمنى، وصلَّ الصبح، ثمّ اركب دوابّك فانزل طريق عَرَفَة، وخُذ عَلَى يسارك في شِعْب عَمْرو حتى تأخذ طريق المُشاش، حتى تلحقني ببستان ابن عامر، ففعل ذَلِكَ، فخاف مسرور وخرج في أثر داود راجعا إلى العراق، وبقي الوفد بعَرَفَة، فلمّا زالت الشمس حضرت الصلاة، فتدافعها قوم مِن أهل مكّة، فقال أحمد بْن محمد بْن الوليد الأزرقيّ، وهو المؤذّن وقاصُّ الجماعة: إذا لم تحضر الوُلاة يا أهل مكّة، فليُصَلِ قاضي مكّة محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن المخزومي، ولْيخُطبْ بهم، قَالَ: فلمن أدعو، وقد هرب هَؤلاءِ، وأطلّ هَؤلاءِ عَلَى الدخول؟ قَالَ: لا تَدْعُ لأحد، قال: بل تقدم أنت، فأبى الأزرقي، حتى قدموا رجلا فصلى الصلاتين بلا خطبة، ثمّ مضوا فوقفوا بعَرَفَة، ثمّ دفعوا بلا إمام، وحسين بْن حسن متوقّف بسَرف، فبلغه خُلُوّ مكّة وهروب داود، فدخلها قبل المغرب في نحو عشرة، فطافوا وَسَعَوْا ومضوا بعد المغرب فأتوا عَرَفَة ليلا، فوقفوا ساعة، وأتى مُزْدلفة فصلّي بالناس الفجر، ثمّ إنه أقام بمكة، وعسَف وظلم وصادر التجار، وكانت أعوانه تهجم بيوت التجار لأجل الودائع، فيتهمون البريء ويعذّبونه، وأخذ ما في خزائن الكعبة مِن مال.
وأما هَرْثَمَة فواقَع أبا السرايا ثانيًا فانكسر، ثمّ ثبت وانهزم أصحاب أَبِي السرايا، ثمّ أخذ هرثمة يكاتب رؤساء الكوفة.
وفيها وثب عليّ بْن محمد بْن جعفر الصّادق بالبصرة، واستولى عليها مِن غير حرب.
وظهر باليمن إبراهيم أخو عليّ بْن موسى الرضا، فنفى عاملها عَنْهَا، وسبي، وأخذ الأموال، وكان يقال لَهُ الجزّار لكثرة من قتل.(4/1056)
-سنة مائتين
تُوُفّي فيها: أسباط بْن محمد الكوفيّ في المحرَّم، أُمَيَّة بْن خَالِد البصْريّ أخو هدْبة، أيّوب بْن المتوكّل البصْريّ المقرئ، أنس بن عياض أبو ضمرة اللَّيْثي، سَلْم بْن قُتَيْبة الخُراسانيّ بالبصرة، سيّار بن حاتم العنزي فيها بخُلْف، صَفْوان بْن عيسى الزُّهْرِيّ البصْريّ، عُمَر بْن عَبْد الواحد السُّلَميّ الدّمشقيّ، عَبْد المُلْك بْن الصّبّاح المسمعيّ بصْريّ، عِمارة بْن بِشْر فيها حدّث بدمشق، قَتَادة بْن الفضيل الرَّهاوي، مبشّر بْن إسماعيل الحلبيّ، محمد بْن إسماعيل بْن أَبِي فُدَيْك المدنيّ، محمد بْن الحسن الأسدي ابن التل، محمد بن حمير السُّليحيّ الحمصيّ، محمد بْن شُعيب بْن شابور قاله دُحَيْم، مُعَاذ بْن هشام الدَّسْتُوائيّ، معروف الكرْخيّ العابد عَلَى الأصحّ، المغيرة بْن سَلَمَةَ المخزوميّ بصْريّ، أبو البَخْتَرِيّ القاضي وهْب بْن وهْب.
وفيها هرب أبو السرايا والطالبيّون مِن الكوفة في المحرَّم إلى القادسيّة، فدخلها هَرْثَمَة ومنصور بْن المهديّ وأمّنوا أهلها، ثمّ أتى أبو السرايا إلى ناحية واسط، ثمّ مضى حتى أتى السُّوس، وأنفق الأموال، فجاءهم الحَسَن بْن عليّ الباذغيسيّ فأرسل إليهم: اذهبوا حيث شئتم، فلا حاجة لي في قتالكم، ولست بتابعكم، فأبى أبو السرايا إلا قتاله، فالتقوا، فهزمهم الحَسَن واستباح عسكرهم، وجُرح أبو السرايا، وهرب هُوَ ومحمد بْن محمد وأبو الشوك، وطلبوا ناحية رأس العين والجزيرة. فلما انتهوا إلى جلولاء عثر بهم حمّاد الكُنْدُغُوش فأخذهم، وجاء بهم إلى الحَسَن بْن سهل وهو بالنهْروان، فقتل أبا السرايا في عاشر ربيع الأوّل، وبعث محمد بن محمد بْن زيد بْن عليّ إلى مَرْو إلى المأمون.
وسار عليّ بْن أبي سَعِيد إلى البصرة فافتتحها، وكان بها زيد بْن موسى بْن جعفر أخو عليّ بْن موسى الرضا، وهو الَّذِي يقال لَهُ زيد النار، سمي بذلك لكثرة ما حرّق من دُور العباسيّين بالبصرة. وكان يؤتى بالرجل مِن المُسَوَّدَة فيحرّقه بالنار، وانتهب تُجّار البصرة، فأسره عليّ بْن أَبِي سَعِيد، واختفى العلويون.
وأما حُسين بْن حسن الأفطس فبدّع بمكة حتى نزح طائفة مِن أهلها، فهدم [ص:1060] دورهم، وأخذ أبناءهم، وجعل أصحابه يحكون ما عَلَى الأساطين مِن الذَّهَب اليسير، ويقلعون الشبابيك، فبلغهم قتْلُ أَبِي السرايا، فأتى حسين إلى محمد بْن جعفر الصّادق - وكان شيخًا فاضلا مُحبّبًا إلى الناس - تاركًا للخروج، قد روى العلم عَنْ أَبِيهِ، فقال: قد تعلم حالك في الناس، فابرز نبايعك بالخلافة، فلا يختلف عليك اثنان، فأبى ذَلِكَ، فلم يزل بِهِ ابنه عليّ وحسين بْن حسن حتى غلبا الشيخ على رأيه، فأقاموه يوم الجمعة في ربيع الآخر، فبايعوه، وحشروا الناسَ لمبايعته طَوْعًا وكرهًا، فأقام كذلك أشهرًا.
ووثب حُسين عَلَى امرَأَة قُرَشِيّة بارعة الحُسن، فأخذها قهرًا مِن بيت زوجها، وبقيت عنده أيامًا، ثمّ هربت. ووثب عليّ بْن محمد عليّ أمْرَدٍ بديع الجمال، فأخذه مِن دارهم، وأركبه فَرَسه في السَّرْج، وركب عَلَى الكفل، وذهب بِهِ في السّوق حتى خرج بِهِ إلى بئر ميمون في طريق مِنى. فاجتمع أهل مكة والمجاورون، وغلقت الأسواق، وأتوا محمد بْن جعفر، وقالوا: والله لنخلعنّك، ولنقتلنّك، أو لُتردنّ هذا الغلام الَّذِي أخذه ابنك جهرةً، فقال: والله ما علمتُ، وأمَرَ حُسَيْنًا أن يذهب إلى ابنه، فقال: إنّك والله لَتَعلم أنّي لا أقوى عَلَى ابنك، وأخاف محاربته، فقال محمد بْن جعفر لأهل مكة: أمنوني حتى أركب إليه، فأمنوه فركب حتى صار إلى ابنه وأخذ الغلام فسلّمه إلى أهله.
وبعد قليل أقبل إِسْحَاق بْن موسى بْن عيسى بْن موسى بْن محمد العبّاسيّ فارًا عَنِ اليمن، لِتَغَلُّب إبراهيم بْن موسى بْن جعفر عليها، فنزل المُشَاش؛ فاجتمع العلويّون إلى محمد بْن جعفر فقالوا: قد رأينا أن نُخَنْدِق علينا بأعلي مكّة، ثمّ حشدوا الأعراب، فقاتلهم إِسْحَاق أيامًا، ثمّ كرِه الحربَ وطلب العراق، فلقِيه ورقاء بْن جميل في جُنْدٍ، فقال: ارجعْ بنا إلى مكّة، فرجع.
واجتمع إلى محمد غَوْغاءَ أهل مكّة، وسُودان أهل المياه والأعراب، فعَبّأهم ببئر ميمون، وأقبل ورقاء وإسحاق بْن موسى بمن معهما مِن القُوّاد، والْجُنْد فالتقوا، وقُتِل جماعة، ثمّ تحاجزوا؛ ثمّ التقوا مِن الغد، فانهزم محمد وأهل مكة، وطلب محمد الأمان، فأجلوه ثلاثا، ثمّ نزح عَنْ مكّة، ودخلها إِسْحَاق وورقاء في جُمَادَى الآخرة. وتفرّق الطالبيّون عَنْ مكّة كلّ قوم ناحية، فأخذ محمد ناحية جُدّة، ثمّ طلب الْجُحْفة، فخرج عَليْهِ محمد بْن حكيم مِن موالي آل العباس قد كَانَ الطالبيّون انتهبوا داره بمكة، وبالغوا في عذابه، فجمع [ص:1061] عبيدًا، ولحِق محمدًا بقرب عُسفان، فانتهب جميع ما معه حتى بقي في وسطه سروايل، وهمّ بقتله، ثمّ رحِمَه وطرح عَليْهِ ثوبًا وعمامة، وأعطاه دُريهمات. فمضى وتوصّل إلى بلاد جُهَينة عَلَى الساحل، فأقام هناك أشهرًا يجمع الْجُمُوع، فكان بينه وبين والى المدينة هارون بْن المسيّب وقعات عند الشجرة وغيرها، فهُزم محمد، وفُقئت عينه بسهم، وقُتِل خلْق مِن أصحابه، ورُدّ إلى موضعه. ثمّ طلب الأمان مِن الْجُلُوديّ، ومن ابن عمّ الفضل بْن سهل رجاء، ورُدّ إلى مكّة في آخر السَّنَةِ، فصعد عيسى بْن يزيد الْجُلُوديّ المنبرَ بمكة، وصعِد دونه محمد بْن جعفر، عَليْهِ قِباء أسود؛ فخلع نفسه، واعتذر عَنْ خروجه بأنّه بلغه موت المأمون، وقد صحّ عنده الآن أنّه حيّ، وخلع نفسه، واستغفر مِن فِعْله، ثمّ خرج بِهِ عيسى الْجُلُوديّ إلى العراق، واستخلف عَلَى مكة ابنه محمد بْن عيسى، فبعث الحَسَن بْن سهل بمحمد إلى المأمون.
وأقام الحج أبو إسحاق المعتصم ابن الرشيد.
وأما هَرْثَمَة، فلمّا فرغ مِن حرب أَبِي السرايا سار نحو خُرَاسان، فأتته الكتب مِن المأمون أن يرجع فيلي الشام أو الحجاز، فقال: لا أرجع حتى آتي أمير المؤمنين، إدلالا منه عَليْهِ، وليُشافِهه بمصالح، وليؤذي الفضل بْن سهل بأنّه لَيْسَ بناصح لَهُ. ففهم الفضل مُراده، فقال للمأمون: إنّ هَرْثَمَة قد ظاهَرَ عليك عدوّك، وعادي وليّك، وخالف كُتُبك، وإن خلّيته كَانَ ذَلِكَ مفسدةً لغيره. فتوحّشَ عَليْهِ، وأبطأ هَرْثَمَة، ثمّ قِدم في أواخر السَّنَةِ، فقال لَهُ المأمون: مالأتَ علينا العلويّين، وداهَنْتَ، وحسّنت في السّرّ لأبي السرايا الخروج. فذهب هَرْثَمَة ليتكلّم ويدفع عَنْ نفسه، فلم يُقبل ذاك منه، وأُمِر بِهِ، فَوُجِئ عَلَى أنفه، ودِيس بطْنُه، وسُحِب وحُبس، ودسّ الفضل إلى الأعوان الغلظة عليه، ثم قتلوه، وقيل: مات.
وفيها هاج الْجُنْد ببغداد، لكون الحَسَن بْن سهل لم يُنصفهم في العطاء، وبقيت الفتنة أيامًا.
وفيها وجّه المأمون رجاء بْن أبي الضحّاك، وهو الذي قِدم عَليْهِ محمد بْن جعفر ومعه فرناس الخادم، لإشخاص عَلَى بْن موسى الرضا.
وفيها أُحْصي وَلَدُ العبّاس، فبلغوا ثلاثة وثلاثين ألفًا ما بين ذكرٍ وأنثى. [ص:1062]
وفيها قتلت الروم ملكها اليون، وكان قد تملك عليهم سبْعٍ سنين ونصفًا، ثمّ ملّكوا عليهم ميخائيل بْن جورجس ثانية.
وفيها قتل المأمون يحيى بْن عامر بْن إسماعيل، لكونه أغلظ لَهُ وقال لَهُ: يا أمير الكافرين.(4/1059)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
- (الوفيات)(4/1063)
-تراجم الأعيان في هذا العشر(4/1063)
-[حَرْفُ الأَلِفِ](4/1063)
1 - خ ت ق: أحمد بْن بَشِير الكُوفيُّ، أبو بَكْر، [الوفاة: 191 - 200 ه]
مَوْلَى بني مخزوم
عَنْ: هاشم بْن هاشم الزُّهْرِيّ، والأعمش، وعبد الله بْن شُبْرُمة، ومجالد، وغيرهم،
وَعَنْهُ: محمد بْن سلام البيكَنْديّ، وسلْم بْن جُنادة، والحسن بْن عَرَفَة، وغيرهم. تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين.(4/1063)
2 - أحمد بْن موسى بْن أَبِي مريم، أبو بَكْر، وقيل: أبو عبد الله الخُزاعيُّ البَصْريُّ اللّؤلؤيُّ المقرئُ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
سَمِعَ: ابن عون، وأبان بن تغلب، وعاصم الجحدري،
وَرَوَى القراءة عَنْ: عيسى بن عمر، وعاصم الْجُحْدُريّ، وأبي عَمْرو بْن العلاء، وإسماعيل القسْط،
وَرَوَى عَنْهُ: رَوْح بْن عَبْد المؤمن، ومحمد بْن يحيى القطعيّ، وخليفة بْن خيّاط، ونصر الجهضمي، ومحمد بن المثنى، وطائفة.
قال أبو زرعة الرازي: صدوق قدري.
وكنّاه مُسْلِم: أبا بَكْر.(4/1063)
3 - إبراهيم بْن الأغلب بْن سالم التَّميميُّ القيروانيُّ الشهيد، [الوفاة: 191 - 200 ه]
أمير المغرب.
كَانَ مِن وجوه جنْد مصر، فوثب بعد موت أبيه هُوَ واثنا عشر رجلا بمصر، فأخذوا مِن بيت المال مقدار أرزاقهم، لم يزيدوا عَلَى ذَلِكَ، وهربوا فلحقوا بالزّاب مِن نواحي قيروان. فاعتقد إبراهيم بْن الأغلب عَلَى مِن كَانَ في تِلْكَ [ص:1064] الناحية من الجند وغيرهم الرياسة، وأقبل يهدي إلى هَرْثَمَة بْن أَعْيَن أمير القيروان يومئذٍ ويلاطفه، ويعلمه أنني عَلَى الطاعة، وأنّني ما دعاني إلا الحاجة ومطل الديون لي، فاستعمله هَرْثَمَة عَلَى ناحية الزّاب، فكفاه أمرَها وضبطها.
وقِدم عَلَى المغرب محمد بْن مقاتل العكّي، فأساء إلى الناس وَظَلَمَ، فقاموا عَليْهِ فَنَجَدَه ابنُ الأغلب، وأعاده إلى القيروان بعد أن طردوه منها، ثمّ كاتبوا الرشيد يستقيلونه مِن ابن مقاتل، فاستعمل عليهم ابن الأغلب لما رأى من نهضته وحُسْن طاعته، وانقيادَ اهل القيروان لَهُ.
وكان فقيهًا، دينًا، خطيبًا، شاعرًا، ذا رأي، وحزم، وبأس، ونجدة، وسيادة، وحُسن سيرة، قَلّ أنْ ولي أفريقيةَ أحدٌ مثله في العدل والسياسة، وقد طلب العلم، وأخذ عَنْ اللَّيْثُ بْن سعْد وغيره، وكان اللَّيْثُ يكرمه، وأعطاه جارية حسناء هي أمّ ابنه زيادة الله، وكان لَهُ بمصر أخ اسمه عبد الله، محتشم نبيل، وانتقل أولاده إلى عند عمّهم إبراهيم.
وكان مما رفع منزلة إبراهيم بْن الأغلب عند الرشيد ظَفَرُهُ بإدريس بْن عَبْد الله بن حسن الحسني نزيل المغرب، فقتله.
وأشار هَرْثَمَة بْن أَعْيَن عَلَى الرشيد أيضًا بتوليته، وبالغ في وصفه، فولاه في أثناء سنة أربعٍ وثمانين ومائة.
وردّ محمد العَكّي إلى المشرق، وانقمع الشر بالمغرب، وحسن حال إفريقية به، وبني مدينة سمّاها العباسية، وكان يتولّى الصلاة بنفسه في جامع القَيروان.
وكان عالمًا عاملا بعِلْمه، عَثَر يومًا في حصيرة المسجد، فدخل وقال لرؤساء الدّولة: استنكهوني، ففعلوا فقال: إنّي خشيت أن يقع لأحدكم أنّي سَكْران.
وخرج عَليْهِ بتونس حمديس بْن عبد الرَّحْمَن الكِنْديّ، فحاربه وظفر بِهِ، وقتل عشرة آلاف مِن عسكر حمديس في سنة ستٌّ وثمانين، وبعث برأس حمديس إلى الرشيد.
وكان قائد جيوشه عِمران بْن مَخْلَد، وكان نازلا عنده في قصره، ثمّ خرج [ص:1065] عَلَى ابن الأغلب وحشد، واستولى عَلَى أكثر بلاد إفريقية، وخَنْدَق إبراهيم عَلَى نفسه وأقامت الحرب بينهما سنة، وهما كفَرسَي رهان، فأمدّه الرشيد بخزانة مالٍ مَعَ جماعة قُوّاد، فقوي ابن الأغلب، وتقلّل الْجُنْد عَنِ ابن مَخْلَد، والتفوا عَلَى ابن الأغلب لأخْذ أُعطياتهم.
تُوُفّي ابن الأغلب على إمرة المغرب لثمان بقين مِن شوّال سنة ستٌّ وتسعين ومائة، وله ستٌّ وخمسون سنة، وولي بعده ابنه عَبْد الله، فأمّن عِمران وأكرمه وصيّره معه في قصره. ثم خاف غائلته فقتله.
واشتغل الأمين والمأمون بأنفسهما، واختبط أمر المغرب وغيرها.(4/1063)
4 - أبان بن عَبْد الحميد الرَّقاشيُّ، مولاهم البصْريّ الشَّاعر الشهير. [الوفاة: 191 - 200 ه]
مقدَّمٌ في الشّعْر والأدب، وله بَصَرٌ بالعِلم والفِقه، وكان ديّنًا خيَّرًا مُتَألَّهًا، مُتَهَجِّدًا، نظم للبرامكة كتاب " كليلة ودِمْنَة " أُرجوزة في أربعة آلاف بيت، فأجازه الوزير يحيى بْن خَالِد بعشرة آلاف دينار، فتصدّق بنصفها.
أثنى عَليْهِ الخطيب، وذكره في " تاريخه ".(4/1065)
5 - ت: إبراهيم بْن صدقة. أبو عامر الأنصاريُّ [الوفاة: 191 - 200 ه]
بصْريّ، قليل الرواية،
سَمِعَ: يونس بْن عُبَيْد، وسُفْيان بْن حسين،
وَعَنْهُ: محمد بن المثنى العنزي، وأحمد بْن نصر المقرئ.(4/1065)
6 - ت ن: إبْرَاهِيم بْن عَبْد العزيز بْن عَبْد المُلْك بْن أَبِي محذورة الْجُمَحيُّ الْمَكَّيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: جَدّه، وأبيه،
وَعَنْهُ: الشافعي، والحميدي، وجماعة.(4/1065)
7 - د ن ق: إبراهيم بْن عُيَيْنَة بْن أَبِي عِمران الهلالّي، مولاهم، الكوفيُّ، أخو سُفْيان وعِمران وآدم ومحمد، يُكَنَّى أبا إِسْحَاق. [الوفاة: 191 - 200 ه]
رَوَى عَنْ: أبي حيّان يحيى بْن سَعِيد التَّيميّ، ومِسْعر بْن كَدَام، وعَمرو بْن [ص:1066] منصور الهمَدانيّ،
وَعَنْهُ: أحمد بْن بُديل، ويحيى بْن مَعِين، وعليّ بْن محمد الطَّنَافسيّ، والحسن بْن عليّ بْن عفّان العامريّ، وهو آخر أصحابه موتا.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين أيضًا.
قَالَ النَّسَائيّ: لَيْسَ بالقويّ.(4/1065)
8 - إبراهيم بْن هُدْبة، أبو هُدْبة البصري. [الوفاة: 191 - 200 ه]
يُحَدِّثُ عَنْ أنس بالأباطيل،
رَوَى عَنْهُ: حُمَيْد بْن الربيع، ومحمد بْن عبيد الله ابن المنادي، وسعدان بن نصر، والخضر بْن أبان، وله عَنْهُ نسخة، ورُسْتَة.
قَالَ أبو نُعَيْم الحافظ: قِدم أصبهان فحدّث عَلَى المنبر عَنْ أنس، فرُفع ذَلِكَ إلى جرير بْن عَبْد الحميد، فصدقه. قَالَ: وكان المأمون أيضا يصدقه.
قلت: وتصديقهما لا ينفعه، فإنّه ذاهب الحديث، مُتهمٌ عند الحفاظ بالكذب، ولمحمد بن سليم المعري عَنْهُ نسخة.
قَالَ عَبَّاسٌ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: قِدم أبو هُدْبة، فاجتمع عَليْهِ الخلق، فقالوا لَهُ: اخْرِجْ رِجْلَك، خافوا أن تكون رِجْلُه رجلَ حمار أو شيطان.
وقال أحمد بْن سنان القطّان: سَمِعْتُ محمد بْن بلال الكِنْديّ يَقُولُ: كان أبو هدبة عدو الله يحفل الغنم عندنا بواسط.
وقال أبو حاتم الرّازيّ: كذّاب.
قلت: بقي إلى سنة مائتين.(4/1066)
9 - ن: إبراهيم بْن يزيد بْن مَرْدانبَة الكوفيُّ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
مولى عَمْرو بْن حُرَيْث.
عَنْ: رَقَبَة بْن مَصْقَلَة، وإسماعيل بن أبي خالد،
وَعَنْهُ: أبو كُرَيْب، وأبو سَعِيد الأشجّ، ومحمد بْن الْمُثَنَّى، وجماعة.(4/1066)
10 - خ م د ت ن: إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي إسحاق عَمْرو بْن عَبْد الله الهمَدانيّ السَّبِيعيّ الكوفيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: أَبِيه، وجدّه،
وَعَنْهُ: أبو كُرَيْب، وإسحاق بْن منصُور السَّلُوليّ، وأبو عُبَيْدة بن أَبِي السَّفَر.
ضعّفه ابن مَعين.
وقال أبو حاتم: حسن الحديث.
وقال النَّسَائيّ: لَيْسَ بالقويّ.
قلت: حديثه في الصحيحين. وتوفي سنة ثمانٍ وتسعين.(4/1067)
11 - خ: أسامة بْن حفص المدنيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، ويحيى بْن سَعِيد،
وَعَنْهُ: أبو ثابت محمد بْن عُبَيْد الله المدنيّ، وإبراهيم بْن حمزة الزُّبَيْريّ، وغيرهما.
روى لَهُ الْبُخَارِيّ حديثًا، وأغفله في تاريخه، وكذا ابن أَبِي حاتم.(4/1067)
12 - ع: أسباط بْن محمد، أبو محمد بْن أَبِي عَمرو الكوفيُّ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
والد عُبَيْد بْن أسباط.
عَنْ: الأعمش، وأبي إسحاق الشيباني، وعمرو بْن قيس المُلائيّ، وزكريّا بْن أَبِي زائدة،
وَعَنْهُ: أحمد، وإسحاق، والحسن الزَّعْفرانيّ، والحسن بْن عليّ بْن عفّان.
وثقه ابن مَعِين.
تُوُفّي سنة مائتين في المحرَّم. [ص:1068]
قَالَ ابن عمّار المَوْصِليّ: قَالَ لنا وكيع: إن لأسباط بن محمد القرشي آلاف حديث، فاسمعوا منه.(4/1067)
13 - ت ق: إِسْحَاقَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ بن الحسين الهاشميُّ الحُسَينيُّ المدنيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: عَبْد الله بْن جعفر المَخْرميّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر المليكيّ،
وَعَنْهُ: إبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، ويعقوب بْن حميد.
قَالَ ابن مَعِين: ما أراه إلا كان صدوقا.(4/1068)
14 - إسحاق بْن إسماعيل، أبو يزيد الرَّازيُّ، حيَّوَيْه. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: عمرو بن أبي قيس، ونُعَيْم بْن مَيْسَرة، ونافع بْن عمر الْجُمَحيّ،
وَعَنْهُ: محمد بن سعيد ابن الأصبهاني، وإبراهيم بْن موسى الفرّاء، وأبو بكر بْن أبي شَيْبة، وأخوه عثمان، وآخرون.
قَالَ ابن مَعِين: أرجو أن يكون صدوقًا.(4/1068)
15 - إسحاق بْن الربيع العُصْفُري الكوفيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: الأعمش، وداود بْن أَبِي هند، ومِسْعَر، وأبي مالك النَّخَعيّ،
وَعَنْهُ: محمد بْن عُمَر بْن الوليد الكِنْديّ، وأحمد بْن بُدَيْل، ومحمد بْن إسماعيل الأحْمُسيّ.
ولا جَرْح فيه.(4/1068)
16 - ع: إِسْحَاق بْن سُلَيمان الرَّازيُّ أبو يحيى الكُوفيُّ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
نزل الرَّيّ.
عَنْ: حنظلة بْن أَبِي سُفْيان، وابن أبي ذئب، وحريز بن عثمان، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أحمد، ومحمد بْن رافع، وإسحاق الكَوْسج، وأحمد بْن الأزهر، وخِلْق آخرهم الحَسَن بْن مُكْرَم البزّاز. [ص:1069]
وكان سيّدًا صالحًا، خاشعًا، ثقة، حُجّة.
قَالَ أحمد بن الفرات: رأيته روى حديثًا، فضحك غلام، فأخرجه. قَالَ: ويقال: إنّه كَانَ مِن الأبدال.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين، وقيل: سنة مائتين.
قَالَ إسحاق الكَوْسج: ما كَانَ أَبْيَنَ خشوعه، كَانَ يبكي كلّ ساعة.(4/1068)
17 - إسحاق بْن عيسى البَغْداديُّ، أبو هاشم، [الوفاة: 191 - 200 ه]
سبط داود بْن أبي هند.
سَمِعَ: الأعمش، وابن أبي ذئب، والثوري،
وَعَنْهُ: الحسن بن الصباح البزار، وإسحاق بْن بُهْلُولٍ التّنُوخيّ.
قَالَ الخطيب: وكان ثقة، جاور بمكة.(4/1069)
18 - إسحاق بْن نَجِيح المَلَطيّ، أبو صالح [الوفاة: 191 - 200 ه]
نزيل بغداد.
عَنْ: هشام بْن حسّان، وابن جُريْج، وجماعة،
وَعَنْهُ: سُوَيد بْن سَعِيد، وعليّ بْن حجر.
قَالَ ابن مَعِين: كذّاب عدوّ الله.
وقال أبو حاتم بْن حِبّان: هُوَ دجّال مِن الدَّجاجلة.
وقال الفلاس: يضع الحديث.(4/1069)
19 - ع: إسحاق بْن يوسف بْن مِرْداس، أبو محمد الْقُرَشِيُّ الواسطيُّ الأزرق الحافظ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: الأعمش، وابن عَوْن، وفُضَيْل بْن غَزْوان، ومِسْعَر،
وَعَنْهُ: أحمد، وابن مَعِين، وأحمد بْن مَنِيع، ومحمد بْن الْمُثَنَّى، وسَعْدان بْن نصر، وآخرون. [ص:1070]
وكان ثقة ثَبْتًا مِن العابدين.
ولد سنة سبع عشرة ومائة.
وقيل: إنّه مكث عشرين سنة لم يرفع رأسه إلى السماء. تُوُفّي سنة خمسٍ وتسعين.
وكان أعلم الناس بشرِيك. وقد قرأ القرآن عَلَى حمزة، وسمع الحروف مِن أَبِي بَكْر بْن عيّاش، وله اختيار في القراءة يروى عنه حمله عَنْهُ: إسماعيل بْن هُود الواسطيّ، وعبد الله بن هانئ، وغيرهما.(4/1069)
20 - ع: إسماعيل بْن إبراهيم بْن مِقْسَم، أبو بِشْر الأسديُّ، مولاهم، البصْريّ، الإِمَام ابن عُلَيّة، [الوفاة: 191 - 200 ه]
وهي أمّه.
أصله كوفيّ.
سَمِعَ: أيّوب السّخْتيانيّ، وإسحاق بْن سويد العدوي، وحميدا الطويل، وعليّ بْن زيد، وعطاء بْن السّائب، ومحمد بْن المُنْكَدِر، وعبد الله بْن أبي نَجِيح، ويونس بْن عُبَيْد، وسُهيل بْن أَبِي صالح، والْجُريريّ، وأبا التّيّاح الضُّبعيّ، وعبد العزيز بْن صُهَيب، وليث بْن أَبِي سُلَيْم، وابن عَوْن، وطائفة.
وَعَنْهُ: شُعبة، وابن جُرَيج، وحمّاد بْن زيد - وهم أكبر منه - وعبد الرَّحْمَن بْن مهديّ، وأحمد، وإسحاق، وابن مَعِين، وعليّ ابن المَدِينيّ، وبُنْدار، وخلْق كثير آخرهم موسى بْن سهل الوشّاء.
وكان حُجّة حافظًا فقيهًا. ولد سنة عشرٍ ومائة، وكان يَقُولُ: مَن قَالَ ابن علية فقد اغتابني.
وقال مؤمّل بْن هشام: سمعته يَقُولُ: لقيت محمد بْن المُنْكَدِر، وسَمِعْتُ منه أربعة أحاديث، فَقُلْتُ: ذا شيخ. فلمّا قدمت البصرة إذا أيّوب يقول: حدثنا محمد بْن المُنْكَدِر.
وقال غُنْدَر: نشأت في الحديث يوم نشأت، وليس أحدٌ يُقَدَّم في الحديث عَلَى ابن علية. [ص:1071]
وقال أبو دَاوُد: ما أحدٌ مِن المحدّثين إلا وقد أخطأ إلا ابن عُلَيَّة، وبِشْر بْن الْمُفَضَّلِ.
وقال ابن مَعِين: كَانَ ابن عُلَيَّة ثقة ورِعًا تقيًا.
وقال يُونُس بْن بُكَيْر: سَمِعْت شُعْبَة يَقُولُ: ابْن عُلَيَّة سيّد المحدثين.
وقال عمرو بْن زُرارة: صحِبْتُ ابنَ عُلَيَّة أربَعَ عشرةَ سنة فما رَأَيْته تبسّم فيها.
قَالَ عفّان: حدثنا خَالِد بْن الحارث قَالَ: كنّا نُشبّه ابن عُلَيَّة بيونس بْن عُبَيْد.
وقال إبراهيم بْن عَبْد الله الهروي: سَمِعْتُ يزيد بْن هارون يَقُولُ: دخلت البصرة وما بها خلقٌ يفضل عَلَى ابن عُلَيَّة في الحديث.
وقال زياد بْن أيوب: ما رأيتُ لابن عُلَيَّة كتابًا قطّ. وكان يُقال: ابنُ عُلَيَّة يَعُدّ الحروف.
وقال حَمّاد بْن سَلَمََةَ: ما كُنَّا نُشبّه شمائل إسماعيل إلا بشمائل يونس بْن عُبَيْد، حتى دخل فيما دخل فيه.
قلت: وقد ولّي القضاء وبعثَ إِلَيْهِ ابن المبارك يُعنّفه بأبياتٍ حسنة لدخوله في الصَّدَقات.
وروى الخطيب في " تاريخه ": إنّ الحديث الَّذِي أُخِذ عَليْهِ شيء يتعلّق بالكلام في القرآن، دخل عَلَى محمد بْن هارون الأمين فشتمه، فقال: أخطأت، وكان حدث بهذا: " تجيء البقرة وآل عِمران كأنّهما غمامتان يُحَاجّان عَنْ صاحبهما ". فقيل لابن عُلَيَّة: أَلَهُما لسان؟ قَالَ: نعم، فقالوا: إنّه يَقُولُ القرآن مخلوق، وإنّما غلط.
وقال الفضل بْن زياد: سَأَلت أحمد بْن حنبل عَنْ وُهيب وابن عُلَيَّة: أيُّهما أحبّ إليك إذا اختلفا؟ قَالَ: وُهيب، ما زال إسماعيل وضيعًا مِن الكلام الَّذِي تكلّم فيه إلى أن مات، قلتُ: أليس قد رجع وتاب على رؤوس الناس؟ قال: [ص:1072] بلى، ولكنْ ما زال لأهل الحديث بعد كلامه ذَلِكَ مبغضًا، وكان لا يُنْصف في الحديث، كان يحدّث بالشفاعات، وكان معنا رجلٌ مِن الأنصار يختلف إلى الشيوخ، فأدخلني عَليْهِ، فلمّا رآني غضب، وقال: مَن أدخل هذا عليَّ؟
قَالَ أحمد: وبلغني أنّه أُدخِل عَلَى الأمين، فلمّا رآه زحف إليه وجعل يقول: يا ابن ... يا ابن
تتكلَّم في القرآن؟ وجعل إسماعيل يَقُولُ: جعلني الله فِداك، زَلَّةٌ مِن عالم، ثمّ قَالَ أحمد: إن يغفر الله له فبها، يعني الأمين، ثمّ قَالَ: وإسماعيل ثَبْت.
وقال الفضل بْن زياد: قلت: يا أبا عَبْد الله، إنّ عَبْد الوهاب قَالَ: لا يحبّ قلبي إسماعيل أبدًا، لقد رَأَيْته في المنام، كان وجهه أسود، فقال: عافي الله عَبْد الوهاب.
ثمّ قَالَ أحمد: لقد لزِمتُ إسماعيل عشرَ سنين إلى أن أعيب، ثمّ جعل يحرّك رأسه كأنه يتلهَّف، ثمّ قَالَ: وكان لا يُنْصِف في التحديث، ويحدّث بالشفاعات.
قَالَ المؤلّف: لا ينبغي إلا تعظيم ابن عُلَيَّة، فقد كانت منه هفوة ثمّ تاب منها، فكان ماذا؟
مات ابن عُلَيَّة في ذي القِعْدة سنة ثلاثٍ وتسعين. وحديثه بعُلُوّ درجتين في " الغيلانيّات ".(4/1070)
21 - ق: إسماعيل بْن إبراهيم الكرابيسيُّ البَصْريُّ، صاحب القُوهيّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: ابن عَوْن، وسُلَيْم القاصّ،
وَعَنْهُ: محمد بْن عَبْد الله بْن حفص الأنصاري، وحفص بن عمرو الربالي، ومُثَنَّى بْن مُعَاذ.
تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين.
وثّقه ابن حِبَّان.(4/1072)
22 - ت ق: إسماعيل بْن إبراهيم، أبو يحيى التَّيْميّ الكوفيّ الأحول. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: عطاء بن السائب، والأعمش، ومخارق الأحمسيّ، ومطر، وطائفة،
وَعَنْهُ: أبو سَعِيد الأشجّ، وأبو كُرَيْب، ومحمد بْن عُبَيْد المحاربيّ، وآخرون.
ضعفه النسائي، وغيره.
وقال ابن نُمَير: ضعيف جدّا.(4/1073)
23 - إسماعيل بن حكيم. صاحب الزيادي [الوفاة: 191 - 200 ه]
بصري.
رَوَى عَنْ: محمد بن المنكدر، والفضل بن عيسى الرقاشي، والْجُرَيريّ، وجماعة،
وَعَنْهُ: عٌقبة بْن مُكْرَم، وأزهر بْن جميل، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر رسْتة.
كذا ذكره ابن أَبِي حاتم، ولم يُضعّفْه.(4/1073)
24 - ق: إسماعيل بْن زياد، أو ابن أبي زياد، السَّكُونيُّ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
قاضي المَوْصِل.
عَنْ: ثور بْن يزيد، وابن جُرِيج، والثَّوْريّ، وشُعْبَة،
وَعَنْهُ: مسعود بْن جُوَيْرية، ونائل بْن نَجيح، ومحمد بْن الحسين البُرْجُلانيّ، وآخرون.
قَالَ ابن عَدِيّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يَحِلُّ ذِكْرُهُ فِي الْكُتُبِ إِلا عَلَى سَبِيلِ الْقَدْحِ فيه.(4/1073)
25 - إِسْمَاعِيلَ بْنِ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ بْن ثابت، أبو مُصْعَب الأنصاريُّ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
نافلة كاتب الوحي - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -.
رَوَى عَنْ: أَبِيه، وأبي حازم الأعرج،
وَعَنْهُ: إبراهيم بْن حمزة الزُّبَيْريّ، وأبو بَكْر عَبْد الرحمن بْن شَيبة الحزاميّ. [ص:1074]
قَالَ أبو حاتم: مدنيّ ضعيف الحديث.
وقال غيره: إنّه عُمّر إحدى وتسعين سنة.(4/1073)
26 - ت: إسماعيل بْن محمد بْن جُحادة الكُوفيُّ العطَّار الضّرير. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: أَبِيه، وداود بْن أَبِي هند، وأبي مالك الأشجعيّ، وغيرهم،
وَعَنْهُ: الأشجّ، وسُفْيان بْن وكيع، ونصر الْجَهْضَميّ، وأحمد بْن بُدَيْل، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: صَدُوق.(4/1074)
27 - إسماعيل بْن يحيى بْن عُبَيْد الله التَّيميّ البكْريّ الكوفيُّ، أبو عليّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: إسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وأبي حنيفة، وغيرهما،
وَعَنْهُ: محمد بْن حرب النشائي، وسَعْدان بْن نصر.
قَالَ صالح جزرة، وغيره: كان يضع الحديث.
وَقَالَ ابْنُ حِبّان: لا تَحِلُّ الرِّوَايَةُ عَنْهُ، ولا الاحتجاج بِهِ بحال، وقال: يروي عَنْ مِسْعَر، وفِطْر بْن خليفة أيضا.(4/1074)
28 - أشجع بن عَمْرو السُّلَميُّ، الشاعر، [الوفاة: 191 - 200 ه]
بصري.
له نظم بديع، مدح الرشيد، وغيره، وكان جعفر البرمكي يجري عليه في الجمعة مائة دينار.(4/1074)
29 - د: أشعث بْن شُعْبَة، أبو أحمد المَصِّيصيُّ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
أصله خُرَاسانيّ، سكن الثَّغْر.
رَوَى عَنْ: إبراهيم بن أدهم، وأرطاة بن المنذر، والمنهال بن خليفة، وورقاء بن عمر،
وَعَنْهُ: محمد بن عيسى ابن الطباع، والمسيب بن واضح، وأبو الطاهر ابن السرح، ويعقوب بن كعب الأنطاكي.
قال أبو زرعة: لين. [ص:1075]
وذكره ابن حبان في " الثقات ".(4/1074)
30 - د: أشعث بن عبد الله الخُراسانيُّ، السِّجِسْتانيُّ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
نزيل البصرة.
عَنْ: إسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وعوف، وشُعْبَة،
وَعَنْهُ: محمد بْن أَبِي بَكْر المُقَدَّميّ، ومحمد بْن عُمَر المُقَدَّميّ، ونصر بْن عليّ الْجَهْضَميّ، والفلاس.
وثّقه أبو داود، وروى لَهُ حديثًا.(4/1075)
31 - ت: أشعث بن عبد الرحمن بن زُبَيْد الياميُّ الكوفيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: مجالد، وعبيد الله بن عمر،
وَعَنْهُ: أحمد بن منيع، وأبو سعيد الأشج، والحسن بن عرفة.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ أَبُو حاتم: محلُّه الصِّدْق.
قال ابن عدي: تبحرت في حديثه فلم أر له حديثا منكرا.(4/1075)
32 - م د ت ن: أُمية بن خالد القَيْسيُّ، أبو عَبْد الله، [الوفاة: 191 - 200 ه]
أخو هُدْبة.
بصْريّ، ثَبْت،
رَوَى عَنْ: شُعْبَة، والثَّوْريّ، وأبي الجارية العبْديّ، وطائفة،
وَعَنْهُ: أبو حفص الفلاس، وبُنْدار، ومحمد بْن مُثَنَّى، وطبقتهم.
وثّقه أَبُو حاتِم.
مات فِي آخر سنة مائتين عَلَى الصحيح.
قَالَ الأثرم: سَمِعْتُ أبا عَبْد الله يُسأل عَنْ أُمَيَّة بْن خَالِد فلم أره يحمده في الحديث، وقال: إنّما كَانَ يحدَّث مِن حِفْظه، ولا يُخْرِج الكتاب.(4/1075)
33 - ع: أنس بْن عِياض اللَّيْثي، أبو ضَمْرة المدنيّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
[ص:1076]
بقيّة المُسْنِدين الثَّقات. ولد سنة أربعٍ ومائة.
وَرَوَى عَنْ: شَريك بْن أَبِي نَمِر، وَسُهَيْلِ بْن أَبِي صالح، وهشام بْن عُرْوة، وأبي حازم الأعرج، وربيعة الرأي، وصَفْوان بْن سُلَيْم، وطبقتهم مِن صغار التّابعين،
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وابن المَدِينيّ، وأحمد بْن صالح، ومحمد بْن عَبْد الله بْن عَبْد الحَكَم، وخلْق كثير.
وَرَوَى عَنْهُ مِن أقرانه: بقيّة بْن الوليد.
قَالَ أبو زُرعة، والنَّسَائيّ: لا بأس بِهِ.
وقَالَ يُونُس بْن عَبْد الأعلى: ما رَأَيْت أحدًا أحسنَ خُلُقًا من أَبِي ضَمْرة، ولا أسمح بِعلْمه منه، قَالَ لنا: والله لو تهيّأ لي أن أحدّثكم بكلّ ما عندي في مجلسٍ لَفَعَلْتُ.
قلت: مات سنة مائتين، وله ستٌّ وتسعون سنة.(4/1075)
34 - أوس بْن عَبْد اللَّه بْن بُريدة بْن الحُصَيْب الأسلميُّ المَرْوَزِيّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
رَوَى عَنْ: أخيه سهل، والحسين بْن واقد.
ولم يدرك أَبَاهُ، لعلّه مات، وأوس حَمْل.
رَوَى عَنْهُ: سليمان بْن عُبَيْد الله، ومحمد بْن مقاتل، والحسين بْن حُرَيْث المَرْوَزِيُّون.
قَالَ أبو حاتم: سألنا المَرَاوِزة عَنْهُ فعرفوه، وقالوا: تَقَادَمَ موتُه.(4/1076)
35 - أوس بْن عَبْد الله السَّلُوليّ البصري. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: يزيد بْن أَبِي مريم،
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، ومُسَدّد، وغيرهم.
وهو قديم الوفاة.(4/1076)
36 - أيّوب بْن تَميم، أبو سُليمان التَّميميُّ الدِّمشقيُّ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
مقرئ أهل الشام.
قَرَأَ عَلَى: يحيى الذَّماريّ، وأبي عَبْد المُلْك الذَّماريّ،
تلا عَليْهِ: ابن ذَكْوان، والوليد بْن عُتْبة، وحمل عَنْهُ الحروف: أبو مُسْهٍر، وهشام بْن عمّار.
وقد روى الحديث عَنْ: الأوزاعيّ، وعثمان بْن أَبِي العاتكة، وغيرهما. [ص:1077]
حَدَّثَ عَنْه: هشام، ودُحَيْم، وآخرون.
وهو ثقة، في الحديث، والقراءة.
مات بعد التّسعين ومائة.(4/1076)
37 - أيّوب بْن حسّان الْجُرشيّ الدِّمشقيُّ. أبو حسّان. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: هشام بْن عُرْوة، ويونس بْن يزيد، والأوزاعي، وثور بْن يزيد، وطائفة،
وَعَنْهُ: هشام بْن عمّار، ودُحَيْم، وسليمان الشُّرَحْبيليّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعة الدّمشقيّ: مقارِب.(4/1077)
38 - أيّوب بْن المتوكِّل البصْريّ الصَّيْدلانيّ، المقرئ الإِمَام. [الوفاة: 191 - 200 ه]
سَمِعَ: فَضَيْلَ بْن سليمان، وطبقته. وتلا عَلَى: الكِسائيّ، وعلى: سلام الطّويل، وحُسين الْجُعْفيّ، واختار لنفسه مقرأً.
روى عنه: علي ابن المَدِينيّ، ويحيى بْن مَعِين، ومحمد بْن يحيى القُطَعيّ. وَأَجَلُّ مِن تلا عَليْهِ القُطَعيّ. قَالَ ابن المديني: حدثنا أيّوب بْن المتوكّل، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ قَالَ: لا يكون إمامًا مِن أخذ بالشاذّ مِن العِلْم، ولا مِن روى عَنْ كلّ أحد، ولا مِن روى كلّ ما سمِع.
ويقال: إنّ يعقوبَ الحضرميّ وقف عَلَى قبر أيّوب لما دُفِن، وقال: يرحمك الله يا أيّوب، ما تركتَ خَلَفًا أعلم بكتاب الله منك.
وعن أيّوب قَالَ: ما غلبتُ يعقوبَ إلا بالأثر.
وقال إسحاق بْن إبراهيم الشهيديّ: دخلت الكوفة فأتيتُ ابنَ إدريس الأَوْديّ، فأوّل ما سألني عَنْ أيّوب، ما فعل أيّوب؟ قلت: بخير، قَالَ: يُقرئ؟ قلت: نعم! قَالَ: ذاك أقرأ الناس.
وقال أحمد بْن سِنان القطّان: سَمِعْتُ أيّوب بْن المتوكّل يَقُولُ: قرأت عَلَى يحيى القطّان، وطلب منّي كتاب الحروف، فسمِعه منه. [ص:1078]
قَالَ أبو حاتم السّجسْتانيّ: أيّوب بْن المتوكّل مِن أقرأ القرّاء وأرواهم للآثار في القرآن.
قلت: وثّقه ابن المَدِينيّ.
ومات سنة مائتين كهْلا.(4/1077)
39 - أيّوب بْن واصل البصْريّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
سَمِعَ: ابن عون،
وَعَنْهُ: إبراهيم بن المنذر، وعَبْد اللَّه بْن محمد المُسْنِديّ، ومحمد بْن أسد الخشي، وجماعة. وهو قليل الحديث.
قَالَ أبو حاتم: يُكْتب حديثه.(4/1078)
40 - ت: أيّوب بْن واقد الكوفيُّ، أبو الحَسَن، ويُقال: أبو سهل. [الوفاة: 191 - 200 ه]
سكن البصرة،
وَحَدَّث عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، وعثمان بْن حكيم،
وَعَنْهُ: بِشْر بْن مُعَاذ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَدَاهِرُ بْنُ نوح، وجماعة.
قَالَ أحمد: ضعيف الحديث.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يتابع عليه.(4/1078)
-[حَرْفُ الْبَاءِ](4/1078)
41 - بُخْتِيشُوعُ بْنُ جِرْجِسَ النَّصْرَانِيُّ الْخَبِيثُ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
رَأْسُ الأَطِبَّاءِ وابن شيخهم.
خدم الرشيد وتقدم في أيامه. وبختيشوع بالسريانية: أي عبد المسيح، وقد ذكرنا أن أبا طبَّب المنصور ورجع مُكْرَمًا إِلَى جُنْدَيْسَابُورَ، وَلَمَّا مَرِضَ الْهَادِي سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ أَمَرَ بِإِقْدَامِ بختيشوع فأُحضر، فَمَاتَ الْهَادِي قَبْلَ مَجِيئِهِ، وَامْتَحَنَهُ الرَّشِيدُ أَوَّلَ مَا قَدِمَ بِأَنْ قدَّم لَهُ قَارُورَةً فِيهَا بَوْلُ حِمَارٍ، وَقَالَ: مَا يَصْلُحُ لِصَاحِبِ هَذِهِ الْقَارُورَةِ؟ قَالَ: شَعِيرٌ جَيِّدٌ، فَضَحِكُوا. [ص:1079]
وَلَهُ مِنَ الْمُصَنَّفَاتِ " كِتَابُ التَّذْكِرَةِ " أَلَّفَهُ لِوَلَدِهِ جِبْرِيلَ.
قُلْتُ: يُؤَخَّرُ إِلَى الطَّبَقَةِ الآتِيَةِ، فَإِنَّهُ شهد موت الرشيد - رحمه الله -.(4/1078)
42 - بشّار بْن قيراط، أبو نُعَيْم النَّيْسابوريّ [الوفاة: 191 - 200 ه]
نزيل الرَّيّ، وهو أخو حمّاد بْن قيراط.
رَوَى عَنْ: هشام بْن حسّان، وابن جُرَيج، وبكر بن معروف، والثوري، وجعفر بن محمد، وشعبة، وطبقتهم،
وَعَنْهُ: عبد الله بن الوليد بن مهران، وعمرو بن رافع القزويني، ونوح بن أنس.
قال أبو حاتم: لا يُحْتَجّ بِهِ.
وقال أبو زُرعة: يكذب، وأخوه حمّاد صَدُوق.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ إِلَى الضَّعْفِ أَقْرَبُ.(4/1079)
43 - بَزِيع بْن حسّان، أبو الخليل البصْريّ الخصاف. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: الأعمش، وهشام بْن عُرْوة، وثابت البُنانيّ،
وَعَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن المبارك، وأزهر بْن جميل، ومحمد بْن بكّار، ويحيى بْن سَعِيد العطّار، ومحمد بْن صُدران.
وهو متروك، اتّهمه ابن حِبّان، وغيره، أتى بعجائب لا تُحتَمل.(4/1079)
44 - بِشْر بْن إبراهيم الأنصاريُّ المَفْلوج. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: ثور بن يزيد، والأوزاعي، وأبي حرة الرّقاشيّ، ومبارك بْن فَضَالَةَ،
وَعَنْهُ: داهر بْن نوح، وعبيد الله بْن يوسف الْجُبيريّ، ويوسف بْن بحر، ومحمد بْن عَبْد الله بْن بَزيع، وجماعة.
ضعفه أبو حاتم، وغيره، [ص:1080]
وقال ابن عَدِيّ: هُوَ عندي ممّن يضع الحديث.(4/1079)
45 - ن: بِشْر بْن الحَسَن، أبو مالك البَصْريُّ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
أخو حسين بْن الحَسَن.
عَنْ: ابن عَوْن، وأشعث بْن سوار، وابن جرَيْج،
وَعَنْهُ: عُمَر بن شبة، وهارون الحمال، ومحمد بن عثمان بْن أَبِي صفْوان، ومحمد بْن عَبْد الله المخرميّ.
قَالَ هارون الحمّال: ثقة ثقة.
وقيل: كَانَ يحافظ عَلَى الصّفّ الأوّل خمسين سنة بجامع البصرة.(4/1080)
46 - ع: بِشْر بْن السَّريِّ، أبو عَمرو البَصْريُّ الواعظ العابد، الملقَّب بالأَفْوَه. [الوفاة: 191 - 200 ه]
نزيل مكّة.
سَمِعَ: مِسْعَرا، والثَّوْريّ، وزائدة، ومالكًا، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وطائفة،
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وابن المَدِينيّ، والفلاس.
قَالَ أحمد بْن حنبل: كَانَ متقنًا للحديث عَجَبًا.
وقال أبو حاتم: ثَبْتُ صالح.
وقال يحيى بْن مَعِين: ثقة.
وقال ابن عَدِيّ: يقع في حديثه ما ينكر، وهو في نفسه لا بأس بِهِ.
وقال العُقَيْليّ: هُوَ في الحديث مستقيم.
حدثنا أحمد الأبار، قال: حدثنا عوّام قَالَ: قَالَ الحُمَيْديّ: كَانَ بِشْر بْن السَّريّ جَهْميًا، لا يحلّ أن يُكْتَب حديثه.
قلت: قد صحّ رجوعه عَنِ التجهُّم. [ص:1081]
حدثنا جعفر الفريابي، قال: حدثنا أحمد بن محمد المقدمي، قال: حدثنا سليمان بْن حرب قَالَ: سَأَلَ بِشْر بْن السَّريّ حمّادَ بْن زيد فقال: الحديث الَّذِي جاء أنّ الله ينزل إلى سماء الدنيا يتجوّل مِن مكان إلى مكان؛ فسكت حمّاد ثمّ قَالَ: هُوَ في مكانه يقربُ مِن خلقه كيف شاء.
قلت: كان حق حماد أن يزجر السائل، ويقول: الله ورسولُه أعلم، فإنّ الخوض في هذا لا ينبغي، بل تمرّ الأحاديث كما جاءت، ولا يُعترض عليها.
وقال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: بِشْر بْن السَّريّ تكلّم بمكّة بشيء، فوثب عَليْهِ ابن الحارث بْن عُمَير، يعني حمزة؛ فلقد ذُلّ بمكّة حتى جاء فجلس إلينا ممّا أصابه مِن الذُّلِّ. قَالَ عَبْد الله: يعني تكلّم في القرآن.
ثم قال: وسمعت أبي يقول: كان الثوري يستثقله، قلتُ: لِمَ؟ قَالَ: سأله عَنْ شيء، يعني عَنْ أطفال المشركين، فقال لَهُ سُفْيان: ما أنت وذا يا صبي؟
قلت: مات سنة خمسٍ وتسعين ومائة، أو سنة ستٌّ.(4/1080)
47 - بِشْر بْن سَلْم بْن المسيّب البَجَليّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
كوفيّ،
رَوَى عَنْ: إسماعيل بن أبي خَالِد، ومِسْعَر،
وَعَنْهُ: ابنه الحسن، وأحمد بن إبراهيم الدورقي.
قال أحمد بن حنبل: قد رأيته، ولم أسمع منه.(4/1081)
48 - بِشْر بن عبد الله بْن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز بْن مروان الأمويُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
رَوَى عَنْ: عمّه عَبْد العزيز بْن عُمَر،
وَعَنْهُ: محمد بْن معاوية الأنماطيّ، ويحيى بْن مَعِين. وقال يحيى: لا بأس به.(4/1081)
49 - م 4: بقيّة بْن الوليد بْن صائد الحافظ، أبو يُحْمِد الكَلاعيّ الحِمْيَريّ الميْتميّ الحِمْصيُّ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
أحد أعلام الحديث.
رَوَى عَنْ: محمد بْن زياد الأَلْهانيّ، وبَحير بْن سعْد، وثور بْن يزيد، وعبيد الله بْن عُمَر، والزُّبَيْديّ، والأوزاعيّ، وابن جُرَيج، وصَفوان بْن عَمرو، ويونس بْن يزيد، وخلْق لا يُحصَون، تسعة أعشارهم عامّة مجهولون.
وَعَنْهُ مِنْ شيوخه: الأوزاعي، وشُعْبَة.
ومن أقرانه: ابن المبارك، والوليد بْن مُسْلِم، وإسماعيل بْن عيّاش، وطائفة، وأبو مُسْهٍر، وحَيوة بْن شُرَيْح، وهشام بْن عمّار، ومحمد بْن مُصَفَّى، وداود بْن رشيد، وكثير بن عبيد، وعمرو بن عثمان، وأبو عُتبة أحمد بْن الفَرَج الحجازيّ، وخلْق، فالحجازي آخرُهم موتًا.
قَالَ يحيى بْن مَعِين، وأبو زرعة، وغيرهما: إذا روى عَنْ ثقة فهو ثقة حُجّة.
وقال ابن المبارك: أعياني بقيّة، يسمّي الكَنى، ويكنّي الأسامي.
وقال أبو حاتم: سَأَلت أبا مُسْهٍر عَنْ حديثٍ لبقيّة فقال: احذَرْ حديثَ بقيّةْ، وكن منها عَلَى تقيّهْ، فإنّها غير نقية.
وقال النسائي: إذا قال: حدثنا وأخبرنا، فهو ثقة، وإن قَالَ: عَنْ، فلا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، عَنِ الْقَاسِمِ الصَّفَّارِ، قال: أخبرنا هبة الرحمن القشيري، قال: أخبرنا عبد الحميد البحيري، قال: حدثنا عبد الملك بن الحسن، قال: حدثنا أبو عوانة، قال: حدثنا عَطِيَّةُ بْنُ بَقِيَّةَ، وَسَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو السَّكُونِيُّ، وأبو عتبة قالوا: حدثنا بقية، قال: حدثنا الزُّبَيْدِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: " مَنْ دُعِيَ إِلَى عُرْسٍ أَوْ نَحْوِهِ فَلْيُجِبْ ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ إِسْحَاقَ، عَنْ عِيسَى بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ بَقِيَّةَ، وَلَيْسَ لَهُ فِي " الصَّحِيحِ " عَنْ بَقِيَّةَ سِوَاهُ. [ص:1083]
قَالَ يزيد بْن عَبْد ربّه: سَمِعْتُ بقيّة يَقُولُ: وُلدت سنة عشر ومائة.
قَالَ ابن مَعِين: كَانَ شُعْبَة مبجَّلا لبقيّة حيث قِدم عَليْهِ.
وقال حَيوة بْن شُرَيْح: سَمِعْتُ بقيّة يَقُولُ: لما قرأت عليّ شُعْبَة نسخة بَحير بْن سعْد، قَالَ لي: يا أبا يُحْمِد، لو لم أسمع هذا منك لطرْت.
وقال زكريّا بْن عَدِيّ: قَالَ لنا أبو إِسْحَاق الفَزَاريّ: خُذوا عَنْ بقيّة ما حدَّث عَنِ الثَّقات، ولا تأخذوا عَنْ إسماعيل بْن عيّاش ما حدَّث عَنِ الثقات، وغير الثقات.
إبراهيم بْن موسى الفرّاء، عَنْ رباح، عَنِ ابن المبارك، قَالَ: إذا اجتمع بقيّة وإسماعيل بْن عيّاش فبقيّة أحبّ إليّ.
ورواه سُفْيان بْن عَبْد المُلْك، عَنِ ابن المبارك، وقال: كَانَ صدوق الّلسان، ولكن يأخذ عمّن أقبل وأدبر.
وعن ابن المبارك: نعم الرجل بقيّة، لولا أنّه يُكنيّ الأسامي، ويُسميّ الكنَى، كَانَ دهْرًا يحدّثنا عَنْ أَبِي سَعِيد الوحاظيّ فنظرنا فإذا هُوَ عَبْد القُدُّوس.
وقال أحمد بْن حنبل: بقية أحبّ إليّ مِن إسماعيل، وإذا حدّث عَنِ المجهولين فلا تقبلوه.
وقال أحمد: روى بقيّة عَنْ عُبَيْد الله مناكير.
عثمان الدارميّ، عَنِ ابن مَعِين: بقيّة ثقة. قلت لَهُ: هُوَ أحبّ إليك أو محمد بْن حرب؟ فقال: ثقة وثقة.
وقال أحمد العِجليّ، ويعقوب بْن شَيْبة: بقيّة ثقة عَنِ المعروفين.
وقال أبو إِسْحَاق الْجَوْزجانيّ: رحِم الله بقيّة، ما كَانَ يبالي إذا وجد خُرافة عمّن يأخذه، فإذا حدَّث عن الثقات فلا بأس.
قلت: شرط أن يصرّح بالإخبار، ولا يَقُولُ: عَنْ فلان، فإنّه قد دلّس عَنِ ابن جُرَيج، وعن الأوزاعي بطامات. [ص:1084]
وقال ابن عَدِيّ: ولبقيّة حديث صالح، وفي بعض رواياته يخالف الثقات، وإذا روى عَنْ أهل الشام فهو ثَبْت، وإذا روى عَنْ غيرهم خلّط كإسماعيل بْن عيّاش.
وقال أحمد بْن الحَسَن التَّرْمِذيّ، عَنْ أحمد بْن حنبل: لبقيّة مناكير عَنِ الثقات.
وقال حجّاج بْن الشّاعر: سُئِل ابن عُيَيْنَة عَنْ حديثٍ مِن هذه المُلَح، فقال: أبو العَجَب أَنَا، أبَقيّةُ بنُ الوليد أَنَا!؟
وقال ابن خُزَيْمَة: لا احتجّ ببقيّة.
قلت: وكان في بقيّة دُعابه، وحُسن خلق.
قَالَ أبو التّقيّ اليَزَنيّ: سَمِعْتُ بقيّة يَقُولُ: ما أرحمني ليوم الثلاثاء ما يصومه أحد.
وقال بركة بْن محمد الحلبي: كنّا عند بقيّة في غُرْفة، فسمع الناس يقولون: لا لا، فأخرج رأسه مِن الطاقة، وجعل يصيح معهم: لا لا؛ فقلنا: يا أبا يُحمد، سبحان الله أنت إمام يُقتدَى بك، قَالَ: أُسْكُتْ هذه سُنّة بلدنا.
وعن قثم بن أبي جنادة قَالَ: سَمِعْتُ مِن يسأل بقيّة: كيف يُقال للعروس إذا دخلت عَلَى زوجها؟ قَالَ: ما زلنا نسمع عجائز الحي يقلن: إذا خلا أدال اليمين عَلَى المال والبنين.
وقال عطيّة بْن بقيّة: قَالَ أَبِي: دخلت على الرشيد، فقال لي: يا بقيّة إنّي لأُحبّك؛ فقلت: ولأهل بلدي؟ قَالَ: لا، إنهم جُنْد سَوْءٍ، لهم كذا وكذا غدرة؟، ثم قال: حدثني، فقلت: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " أَنَا سَابِقُ الْعَرَبِ إِلَى الْجَنَّةِ، وَسَلْمَانُ سَابِقُ الْفُرْسِ، وَصُهَيْبٌ سَابِقُ الرُّومِ، وَبِلالٌ سَابِقُ الْحَبَشَةِ ".
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ مَرْفُوعًا: " وَعَدَنِي رَبِّي أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا، مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعِينَ أَلْفًا، وَثَلاثَ حَثَيَاتٍ مِنْ حَثَيَاتِ رَبِّي "، قَالَ: فامتلأ مِن ذَلِكَ فرحًا، وقال: يا غلام ناولني الدواة أكتبها، وكان القيّم بأمره الفضل بْن الربيع، [ص:1085] ومرتبته بعيدة فناداني، فقال: يا بقية ناول أمير المؤمنين الدواة بجنبك، قلت: ناوِلْه أنت يا هامان، فقال: سَمِعْتُ ما قَالَ لي يا أمير المؤمنين؟ قَالَ: اسكتْ، فما كنت عنده هامان حتّى أكون عنده فرعون.
قَالَ يعقوب الفَسَويّ: بقيّة يّذْكَر بحِفْظ، إلا أنّه يشتهي المُلح والطرائف فيروي عَنِ الضُّعفاء.
وروى عَبْد الرَّحْمَن بن الحَكَم بْن بشير، عَنْ وكيع قَالَ: ما سَمِعْتُ أحدًا أجرأ عَلَى أَنْ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِن بقيّة.
قُلْتُ: قَدْ خَرَّجَ لَهُ مُسْلِمٌ حَدِيثًا تُوبِعَ فِيهِ، وَاسْتَشْهَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ، وَلَهُ نُسْخَةٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْهَا: " تَرِّبُوا الْكِتَابَ ". وَمِنْهَا: " مَنْ أَدْمَنَ عَلَى حَاجِبِهِ الْمُشْطَ عُوفِيَ مِنَ الْوَبَاءِ ".
وَمِنْهَا: " إِذَا جَامَعَ أَحَدُكُمْ زَوْجَتَهُ فَلا يَنْظُرْ إِلَى فَرْجِهَا، فَإِنَّهُ يُورِثُ الْعَمَى ".
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وَهَذِهِ النُّسْخَةُ كُلُّهَا مَوْضُوعَةٌ، يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ بَقِيَّةُ سَمعِهَا مِنْ إِنْسَانٍ ضَعِيفٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، فَدَلَّسَ عَنْهُ.
وقال أبو حاتم: لا يُحْتَجّ ببقيّة.
قَالَ يزيد بْن عَبْد ربّه، وأحمد، وأبو عُبَيْد، وخليفة، وابن مُصَفَّى، وابن سعْد: تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين ومائة.
وقال الوليد بْن عُتْبَة: سنة ستٌّ، وقيل: سنة ثمانٍ.(4/1082)
50 - بكّار بْن عَبْد اللَّه بْن مُصْعَب بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْن الْعَوَّامِ الأسَديّ، الأمير أبو بَكْر. [الوفاة: 191 - 200 ه]
وُلّي المدينةَ للرشيد ثنتي عشرة سنة وأشهُرًا. وكان بِهِ مُعْجَبًا، وعنده وجيهًا، أخرج عَلَى يديه أعطية جليلة ضخمة لأهل المدينة في ثلاث مرّات، [ص:1086] مجموع ذَلِكَ ألف ألف دينار ومائتا ألف دينار. وكان يكتب إِلَيْهِ: مِن عَبْد الله هارون إلى أَبِي بَكْر بْن عبد الله. ذكر هذا ولده الزُّبَيْر بْن بكّار، ثمّ قَالَ: وكان جوادًا ممدّحًا، قويّ الولاية، متفقَّدًا لمصالح العوامّ، شديدا عَلَى المُبْتَدعَة، أمِنَت أعمالُ المدينة في أيامه.
مات سنة خمسٍ وتسعين ومائة.
وقد طَوّل الزُّبَيْر ترجمة أَبِيه، وبالَغَ فيه.(4/1085)
51 - بكّار بْن عَبْد الله بْن عُبَيْدة الرَّبَذيّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: عمّه موسى بْن عُبَيْدة،
وَعَنْهُ: أبو جعفر بن نفيل، ومحمد بن مهران الجمال، وحفص بْن عُمَر الْجَنَدِيّ، وأبو حُصَين الرّازيّ.
ذكره ابن أَبِي حاتم.(4/1086)
52 - بَكْر بْن سليمان، أبو يحيى البصْريّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: ابن إسحاق، وغيره،
وَعَنْهُ: خليفة بْن خيّاط، وشهاب بْن معمّر، ومحمد بْن عبّاد الْهُذَلِيِّ.
قَالَ الْبُخَارِيّ: معروف.
وقال أبو حاتم: مجهول.(4/1086)
53 - ق: بَكْر بْن سُلَيْم الصَّوَّافّ الطَّائفيُّ ثمّ المدنيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: زيد بْن أسلم، وربيعة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَن، وأبي طَوَالة، وسُهيل، وابن المُنْكَدِر، وأبي صخر حُمَيْد بْن زياد،
وَعَنْهُ: إسحاق الخَطْميّ، وإبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، وأبو الطّاهر أحمد بْن السرْح، وآخرون، وعُمَّر دهرًا.
قَالَ أبو حاتم: يُكَتب حديثه. [ص:1087]
وذكره ابن حِبّان في " الثقات ".
وقال ابن عَدِيّ: ضعيف ينفرد بما لا يُتابع عَليْهِ.(4/1086)
54 - بَكْر بْن الشَّرُود. وهو بَكْر بْن عَبْد الله بْن الشَّرُود الصَّنعانيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: مَعْمَر، وسُفْيان الثَّوْريّ، ومالك، وعبد الله بْن عُمَر العُمريّ، ويحيى بْن مالك بْن أنس، وغيرهم،
وَعَنْهُ: محمد بن أبي السَّريّ العسقلانيّ، ومَيمون بْن الحَكَم، ومحمد بْن يحيى بْن جَميل، وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ النسائي، وغيره: ضعيف.
وقال ابن حِبّان: يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل.(4/1087)
55 - بَكْر بْن النَّطَّاح، أبو وائل الحنفيُّ البصْريّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
شاعر بديع القول، مدح الرشيد، وغيره، ولما تُوُفّي رثاه أبو العَتَاهية بأبيات.(4/1087)
56 - بَكْر بْن يزيد الحمصيُّ الطَّويل. [الوفاة: 191 - 200 ه]
سكن بغداد،
وَحَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، وأبي بكر بن أبي مريم،
وَعَنْهُ: علي ابن المَدِينيّ، وأحمد بْن حنبل، وأبو سَعِيد الأشج.
صالح الحديث.(4/1087)
57 - ت ق: بَكْر بْن يونس بْن بُكَير بْن واصل الشَّيْبانيُّ الكوفيُّ [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: موسى بْن عليّ بْن رباح، وعبد الله بْن لَهِيعة،
وَعَنْهُ: أبو كُرَيْب، وعُبَيْد بْن يعيش. [ص:1088]
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يُتابع عَليْهِ.(4/1087)
58 - ع: بَهْز بْن أسد، أبو الأسود العَمِّيُّ البصْريّ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
أخو مُعَلَّى بْن أسد.
ثقة مشهور.
يَرْوِي عَنْ: شُعْبَة، ويزيد بْن إبراهيم التُّسْتَرِيّ، وأبي بكر النهشلي،
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وبُنْدار، وأحمد بْن سنان، وعبد الله بْن هاشم الطُّوسيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن بِشْر العبْديّ، وآخرون.
قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر: ما رَأَيْت رجلا خيرًا منه.
يقال: مات سنة سبع وتسعين ومائة.(4/1088)
-[حَرْفُ التَّاءِ](4/1088)
59 - ت: تَلِيد بْن سُليمان المُحَاربيُّ الكوفيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: أبي الجحّاف داود، وعبد المُلْك بْن عُمَير، وعطاء بْن السّائب، وجماعة،
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وإسحاق بْن موسى، وابن نُمير، وأبو سَعِيد الأشجّ.
قَالَ أحمد بْن حنبل: كَانَ مذهبه التشيّع، ولم نر بِهِ بأسًا.
وَقَالَ داود، وغيره: رافضي خبيث.
وقال يحيى بْن مَعِين: قَعَد مَعَ مولى لعثمان - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - فتذاكروا أمر عثمان، فتناوله تَلِيد، فقام إليه المولى فرماه مِن أعلى سطحٍ، فانكسرت رِجْلُه، فكان يمشي عَلَى عصا. وكان مقيمًا ببغداد. سَمِعْتُ منه وليس بشيء.
وكذا ضعفه ابن عدي. وكذبه الجوزجاني.(4/1088)
-[حَرْفُ الْجِيمِ](4/1088)
60 - ن ق: الجراح بْن مَلِيح، أبو عَبْد الرَّحْمَن البَهْرانيّ الحِمْصيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: الزُّبَيْديّ، وحَجَّاج بْن أرطأة، وبكر بْن زرعة، وغيرهم.
وَعَنْهُ: الحسن [ص:1089] ابن خُمَير الحَرازيّ، وهشام بْن عمّار، وسليمان ابن بِنْت شُرَحْبِيل، وموسى بْن أيّوب النَّصيبيّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابن معين: لا أعرفه.
وقواه النسائي.(4/1088)
-[حَرْفُ الْحَاءِ](4/1089)
61 - د: الحارث بْن مرّة بْن مُجّاعة الحنفيُّ اليَمانيّ، أبو مُرَّة. [الوفاة: 191 - 200 ه]
قدِم بغداد، وحدَّث عَنْ كُلَيْب بْن منفعة، ويزيد الرقاشيّ، وجماعة فيهم جهالة.
وَعَنْهُ: ابن المَدِينيّ، وأحمد، ونصر بْن عليّ، ويعقوب الدَّوْرقيّ، ويحيى بْن أكثم، وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
قلت: روى لَهُ أبو داود حديثًا عَنْ كُلَيب عَنْ جَدّه.(4/1089)
62 - الحارث بْن عُبَيْدة، أبو وهْب الكَلاعيّ الحِمْصيُّ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
قاضي حمص.
رَوَى عَنْ: هشام بْن عُرْوة، ومحمد بْن الوليد الزُّبَيْديّ، وسعيد بن غزوان، والعلاء بن عتبة، وإسماعيل بن رافع، وغيرهم.
وَعَنْهُ: يزيد بن عبد ربه، وعبد الله بن عبد الجبار الخبائري، وعمرو بن عثمان، وآخرون. وَقِيلَ: أَنَّهُ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ.
وقد فرق بينه وبين صاحب ابن خثيم أبو عَبْد الله الْبُخَارِيّ، وقال أبو [ص:1090] حاتم: هما واحد، قَالَ: وليس بالقويّ.
وقال الدّارَقُطْنيّ: ضعيف.(4/1089)
63 - حَجَّاج بْن سُليمان الرُّعَيْنيّ، أبو الأزهر الْمَصْرِيّ، ويُعرف بابن القَمْريّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
رَوَى عَنْ: حَرْملة بْن عِمران، وَاللَّيْثِ، ومالك، وابن لَهِيعَة.
وَعَنْهُ: محمد بن سلمة المرادي، وغيره.
قال ابن يونس: في حديثه خطأ ومناكير.
توفي فجاءة على حماره في سنة سبع وتسعين ومائة.(4/1090)
64 - حَجَّاج بن سُليمان الحَضْرميُّ المِصْريُّ، أبو الأسود. [الوفاة: 191 - 200 ه]
روى أيضا عَنْ اللَّيْثُ، ومالك، وغيرهما.
وَعَنْهُ: ابنه محمد، وأبو مصعب الزهري، ونعيم بن حماد، وعباد بن يعقوب الرواجني، وإسحاق بن موسى الأنصاري، وأبو عبيد الله سعيد المخزومي.
قَالَ ابن عَدِيّ: وجدت في حديثه بعض النّكْرة، وأرجو أنّه لا بأس بِهِ.(4/1090)
• - حُذيفة المَرْعشيّ، الزّاهد القُدْوَة، [الوفاة: 191 - 200 ه]
صاحب سُفْيان الثَّوْريّ، سيأتي بعد المائتين.(4/1090)
65 - ن: الحَسَن بْن حبيب بْن نَدَبَة، أبو سعْد البصْريُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: زكريّا بْن أَبِي زائدة، وأبي خَلْدة خَالِد بْن دينار، وهشام بْن عُروة، وجماعة.
وَعَنْهُ: يعقوب الدَّوْرقيّ، ومحمد بْن الْمُثَنَّى، وعليّ بْن الحسين الدَّرْهميّ، وجماعة.
قَالَ أحمد: ما بِهِ بأس. [ص:1091]
قلت: تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين ومائة.(4/1090)
66 - الحَسَن بْن عليّ بْن عاصم بْن صُهَيْب الواسطيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
مات قبل والده، وقد أدرك التّابعين،
وَرَوَى عَنْ: أيمن بْن نابل، وعن الأوزاعيّ.
رَوَى عَنْهُ: أخوه عاصم بن علي، وأحمد بن حنبل.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ.(4/1091)
67 - الحَسَن بْن محمد البلْخيّ الفقيه، أبو محمد، [الوفاة: 191 - 200 ه]
قاضي مَرْو.
متروك الحديث.
رَوَى عَنْ: حُمَيْد الطويل، وعوف الأعرابيّ، وهشام بْن حسّان.
وَعَنْهُ: وارث بن الفضل، وإبراهيم بْن مهديّ، وأحمد بْن عَبْد الله الفِرْيانانيّ، وغيرهم.
قَالَ ابن عَدِيّ: كل أحاديثه مناكير.(4/1091)
• - الحَسَن بْن هانئ، أبو نُوَاس، [الوفاة: 191 - 200 ه]
في الكنى.(4/1091)
68 - ق: الحَسَن بْن يحيى الخُشَنيّ الدِّمشقيُّ الغُوطيّ البَلاطيّ، أبو عبد المُلْك. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: زيد بْن واقد، وهشام بْن عُرْوة، وابن جُرَيج، وعمر بْن قيس، والأوزاعي، وغيرهم.
وَعَنْهُ: سليمان بن عَبْد الرَّحْمَن، وهشام بْن عمّار، والحكم بْن موسى، وهشام بْن خَالِد الأزرق، وآخرون.
قَالَ دُحَيْم: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ، سيئ الحِفْظ.
وقال النَّسَائيّ وغيره: لَيْسَ بثقة. [ص:1092]
وقال الدّارَقُطْنيّ: متروك.
وقال ابن مَعِين: لَيْسَ بشيء.
قال الفريابي: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن قال: حدثنا الحسن بن يحيى قال: حدثنا بِشْرُ بْنُ حَيَّانَ قَالَ: أَقْبَلَ وَاثِلَةُ بْنُ الأَسْقَعِ حَتَّى وقَفَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَبْنِي مَسْجِدَنَا هذا؛ يعني مسجد البلاط، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ أَفْضَلَ مِنْهُ ".(4/1091)
69 - ق: الْحُسَيْنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِيُّ الكوفيُّ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
أحد الأشراف النبلاء.
رَوَى عَنْ: أَبِيه، وعن عمّه أَبِي جعفر الباقر، وإسماعيل بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وابن جُرَيج، وجعفر بْن محمد.
وَعَنْهُ: أبو مُصْعَب الزُّهْرِيّ، ونُعَيْم بْن حمّاد، وإسحاق بْن موسى الخَطْميّ، وعبّاد بْن يعقوب، وسعيد بْن عَبْد الرَّحْمَن المخزومي.
قَالَ ابن عَدِيّ: وجدت في حديثه بعض النّكْرة، وأرجو أنّه لا بأس بِهِ.
قلت: كَانَ شيخ الطالبيّة في عصره، أحسبه عاش بضعًا وثمانين سنة.(4/1092)
70 - د: حفص بْن بُغَيْلٍ المُرْهبيُّ الهَمْدانيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
رَوَى عَنْ: الثَّوْريّ، وزائدة، وداود الطّائيّ.
وَعَنْهُ: أبو كريب، وأحمد بن بديل، وجماعة.
محله الصدق.(4/1092)
71 - ن: حفص بن عبد الرحمن، الإمام أبو عُمَر البلْخيُّ الفقيه، المشهور بالنَّيْسابوريّ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
أحد الأعلام.
رَوَى عَنْ: عاصم الأحول، وداود بْن أَبِي هند، وابن عَوْن، وأبي حنيفة، وابن أَبِي عَرُوبة، وسُفْيان الثَّوْريّ، وعيسى بْن طهمان، وإسرائيل، وطائفة.
وَعَنْهُ: الحسين بْن منصور، ومحمد بْن رافع القُشَيْريّ، وَسَلَمَةُ بْن شبيب، ومحمد بْن عقيل الخُزاعيّ، ومحمد بْن يزيد السُّلَميّ، وإبراهيم بْن عَبْد الله السَّعْديّ، وإسحاق بْن عَبْد الله بْن رَزِين، وعليّ بْن الحَسَن الذُّهْليّ، وخلْق.
قَالَ الحاكم: كَانَ أَبُوهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن عمر بْن فَرُّوخ بْن فَضَالَةَ البلْخيّ قد وُلّي قضاء نَيْسابور في أيام قُتَيْبة بْن مُسْلِم الباهليّ الأمير، وهو في الكوفة. وحفص هذا أفقه أصحاب أَبِي حنيفة الخُراسانيّة، وكان ولي القضاء، ثمّ ندم وأقبل عَلَى العبادة، وكان ابن المبارك يزوره، وقال فيه ابن المبارك: هذا اجتمع فيه الفقه والوقار والورع.
قَالَ الحاكم: سكّة حفص بنَيْسابور منسوبة إليه، وكان أبو عبد الله الْبُخَارِيّ إذا قدِم نَيْسابور يحدّث في مسجده.
قلت: ثمّ ساق لَهُ الحاكم عدّة أحاديث غرائب وأفراد.
وقد احتجّ بِهِ النَّسَائيّ.
وقال أبو حاتم: مضطّرب الحديث.
قَالَ إبراهيم بْن حفص: مات أَبِي في ذي القعدة سنة تسعٍ وتسعين ومائة.(4/1093)
72 - حفص بْن عُمر، الإمام أبو عِمران الرَّازيُّ الواسطيُّ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
نزيل البصرة.
عَنْ: العَوّام بْن حَوْشَب، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وعبد الحميد بْن جعفر، وابن المبارك.
وَعَنْهُ: حفص الرَّبَاليّ، والعلاء بْن سالم الطبري. [ص:1094]
قال أبو حاتم والدارقطني: ضعيف.
وقال الْبُخَارِيّ: يتكلّمون فيه.
قَالَ ابن عدي: ليس له حديث مُنْكَر المتن.
ومنهم مِن يفرّق بين الرّازيّ وبين الواسطي، ولا فَرْق.(4/1093)
73 - ع: حَفْصُ بْن غياث بْن طَلْق، الإمام أبو عُمَر النخعي الكوفي القاضي، [الوفاة: 191 - 200 ه]
أحد الأعلام.
مولده سنة سبْعَ عشرة ومائة.
وَرَوَى عَنْ: جَدّه طَلْق بْن معاوية، وعن عاصم الأحول، وليث بْن أَبِي سُلَيْم، وهشام بْن عُرْوة، والأعمش، وداود بْن أَبِي هند، وأبي إِسْحَاق الشَّيْبانيّ، وأبن أَبِي خَالِد، وعُبَيْد الله بْن عُمَر، وخلْق سواهم.
وَعَنْهُ: ابنه عُمَر بْن حفص، وأحْمَد بْن حنبل، وإسحاق، وابن المَدِينيّ، والحسن بْن حمّاد سَجّادة، وأبو بَكْر بْن أَبِي شيبة، وأخوه عثمان، وعَمُرو الناقد، ومحمد بْن مُثَنَّى، ويعقوب الدَّوْرقيّ، ويحيى بْن مَعِين، والحسن بْن عَرَفَة، وأحمد العُطارديّ، وخلْق.
وقد وُلّي قضاء الجانب الشرقيّ ببغداد، ثمّ بُعِث عَلَى قضاء الكوفة بعد شَرِيك.
روى عَبَّاس عَنِ ابن مَعِين: حفص أثبت مِن عَبْد الواحد بْن زياد، وهو أثبت مِن عَبْد الله بْن إدريس.
وقال العِجْليّ وغيره: ثقة مأمون، فقيه.
وقال داود بْن رُشَيد: حفص كثير الغلط.
وقال يعقوب بْن شَيْبة: هُوَ ثَبْتٌ إذا حدَّث مِن كتابه، ويُتَّقَى بعض حِفْظه. [ص:1095]
وقال ابن عمّار: عِسرٌ في الحديث جدًّا.
روى سعيد بن سعيد الحارثي عن طلْق بْن غنّام قَالَ: خرجت مَعَ حفص بْن غِياث في زُقاق، فأتت امرَأَة حسناء فقالت: أيها القاضي، زوّجني؛ فإنّ إخوتي يضرّون بي. فالتفت إليّ فقال: يا طلْق، اذهب فزوَّجْها إنّ كَانَ الَّذِي يخطبها كَفُؤًا، فإن كَانَ يسكر مِن النّبيذ أو رافضيًا فلا تزوّجْه، فإن الَّذِي يسكر يطلّق وهو لا يدري، والرافضي فالثلاث عنده واحدة.
وقيل: إن أبا يوسف القاضي قَالَ لأصحابه: تعالَوا نكتب نوادر حفص بْن غياث في القضاء. فلمّا وردت أحكامُه عَلَى أَبِي يوسف قِيلَ لَهُ: فأين النوادر التي زعمت؟ قَالَ: ويْحكم، إنّ حَفْصًا أراد الله فوفقه.
وقال أحمد بن زهير: حدثنا محمد بن يزيد قال: سَمِعْتُ حفص بْن غياث قَالَ: كُنَّا ببغداد يجيئنا أصحاب الحديث، فيقول لهم ابن إدريس: عليكم بالشِّعْر والعربيّة. فقلت: ألا تتّقي الله؟ قوم يطلبون آثَارَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تأمرهم يطلبون هذا! لئن عُدت لأسوءَنَّك.
قَالَ بِشْر الحافي: قَالَ حفص بْن غِياث: لو رَأَيْت أني أُسُرٌ بما أَنَا فيه لهلكت.
قَالَ محمد بْن عثمان بْن أَبِي شَيْبة: حدثنا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ عُمَر بْن حفص قَالَ: لما احتضر أَبِي بكيت، فقال: ما يُبكيك؟ قلت: لفراقك، ولدخولك في هذا الأمر. قَالَ: لا تبكِ، فما حللت سراويلي عَلَى حرام، ولا جلس إليّ خصمان فباليت مِن توجّه لَهُ الحَكَم.
قَالَ حفص: مرض أبي خمسة عشر يومًا، فردّ معي مائة درهم إلى العامل، وقال: هذه لا حظّ لي فيها، لم أحكم هذه الأيام.
قَالَ يحيى القطّان: هُوَ أوثق أصحاب الأعمش.
وقال ابن مَعِين: جميع ما حدَّث بِهِ حفص بْن غياث ببغداد وبالكوفة إنّما [ص:1096] هُوَ مِن حفظه، ولم يُخْرج كتابًا، كتبوا عَنْه ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف حديث.
وقال إبراهيم بْن مهديّ: سَمِعْتُ حفْصًا يَقُولُ لرجل يسأله عَنْ مسائل القضاء: لعلك تريد أن تكون قاضيًا؟ لأن يُدخل الرجلُ إصبَعه فيقلع عينه خيرٌ مِن أن يكون قاضيًا.
قال أبو جعفر المسنديّ: كَانَ حفص بْن غياث مِن أسخى العرب، وكان يَقُولُ: مِن لم يأكل طعامي لا أحدّثه، وإذا كَانَ لَهُ يوم ضيافة لا يبقي رأس في الرواسين.
قَالَ الحَسَن سَجّادة: كَانَ يُقال: ختم القضاء بحفص بْنُ غياث.
وقال حفص: والله مَا وُلِّيتُ الْقَضَاءَ حَتَّى حَلَّتْ لِيَ الْمَيْتَةُ. ومات وعليه تسعمائة درهم.
قَالَ أحْمَد بْن حنبل: رَأَيْت مقدَّم فم حفص؛ مضبَّبة أسنانُه بذَهَب.
أَخْبَرَنَا المؤمّل البالسي وغيره إجازة قال: أخبرنا الكندي قال: أخبرنا القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا العشاري قال: أخبرنا علي بن عمر قال: أخبرنا ابن مخلد قال: سمعت عبد الله بن أحمد قال: سَمِعْتُ أبا مَعْمَر يَقُولُ: لما جيء بحفص بْن غِياث وابن إدريس ووكيع إلى القضاء طرّي حفصُ خضابَه حين قُرب إلى بغداد، فالتفت ابن إدريس إلى وكيع فقال: أمّا هذا فقد قَبِلَ.
قَالَ ابن أَبِي شيبة: ولي القضاء ببغداد سنتين، وولي بالكوفة ثلاث عشرة سنة.
قَالَ أبو داود: كَانَ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ لا يقدّم بعد الكِبار مِن أصحاب الأعمش غير حفص بْن غياث.
قلت: مات في آخر سنة أربعٍ وتسعين ومائة، وفي هذا العام أرّخه أحمد بْن عَبْد الجبّار وجماعة. [ص:1097]
وَقَالَ سَلْم بْن جنادة: سنة خمسٍ وتسعين، وقيل: سنة ست، والصحيح الأول.(4/1094)
74 - الحَكَم بْن أيّوب العبْديّ مولاهم، الأصبهانيُّ الفقيه، أبو محمد، [الوفاة: 191 - 200 ه]
مِن كبار أهل بلده.
رَوَى عَنْ: سَعِيد بْن أبي عَرُوبة، والثَّوْريّ، وزُفَر بْن الهّذَيل، وإسرائيل بْن يونس.
رَوَى عَنْهُ: محمد بْن المغيرة وغيره.
وحفيده هُوَ محمد بْن أحمد بْن الحَكَم الأصبهاني مِن مشيخة أبي الشَّيْخ.(4/1097)
75 - ت ق: الحَكَم بْن بشير. [الوفاة: 191 - 200 ه]
حَدَّثَ عَنْ: أَبِيه، وعمرو بْن قيس المُلائي، وخلاد بْن عيسى الصَّفّار.
وَعَنْهُ: إبراهيم بْن موسى الفراء، ومحمد زُنَيْج، وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَمُوسَى بْنُ نَصْرٍ - الرَّازِيُّونَ.
وكان مِن علماء الرَّيّ.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.(4/1097)
76 - أبو مطيع البلْخيّ، هُوَ الحَكَم بْن عبد الله الفقيه، [الوفاة: 191 - 200 ه]
صاحب كتاب " الفقه الأكبر ".
تفقَّه بأبي حنيفة وَرَوَى عَنْهُ، وَعَنْ: ابن عَوْن، وهشام بْن حسّان، وعُبَيْد الله بْن عُمَر، وعبد الرَّحْمَن بْن حَرْمَلَة، وأبي الأشهب جعفر العُطارِديّ، وإبراهيم بْن طهمان، والحسن بْن دينار، وطبقتهم.
وتفقه بِهِ أهل خُرَاسان، وولى قضاء بلخ، وكان بصيرًا بالرأي، حافظًا للمسائل، كَانَ ابن المبارك يعظّمه ويُجلُّه.
رَوَى عَنْهُ: أحمد بْن منيع، وأيّوب بْن الحَسَن الفقيه، وعتيق بْن محمد، وعليّ بْن الحسين الذُّهْليّ، ونصر بْن زياد، والخُراسانيّون.
وقدِم بغدادَ مرّات.
قَالَ محمد بْن الفُضَيْل البلْخيّ: سَمِعْتُ حاتمًا السَّقَطيّ قال: سمعت ابن [ص:1098] المبارك يَقُولُ: أبو مطيع لَهُ المنّة عَلَى جميع أهل الدنيا.
قلتُ: حاتم لا يُعرف، وما اعتقد في ابن المبارك أنّه يُطلق مثل هذه العبارة.
قال محمد بن فضيل البلْخيّ: وقال حاتم: قَالَ مالك بْن أنس لرجل: مِن أَيْنَ أنت؟ قَالَ: مِن بلْخ.
قَالَ: قاضيكم أبو مطيع إنّه قام مقام الأنبياء.
قَالَ محمد بْن الفُضَيْل: سَمِعْتُ عَبْد الله بْن محمد العابد يَقُولُ: جاء كتابٌ؛ يعني مِن الخلافة، وفيه لوليّ العهد: (وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) لُيْقرأ عَلَى الناس. فسمع أبو مطيع فدخل على الوالي، فقال: بلغ مِن خطر الدنيا أنّا نكفر بسببها. وكرّر هذا مرارًا حتى أبكى الأمير وقال لَهُ: إنّي معك، ولكن لا أجترئ بالكلام، فتكلّم وكنْ منّي آمنًا. وكان أبو مطيع قاضيا، فذهب وذهب أبو مُعَاذ متقلَّدًا سيفًا، وآخّر يوم الجمعة، فارتقى أبو مطيع المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ أخذ لحيته وبكى، وقال: يا معشر المسلمين، بلغ مِن خطر الدنيا أن نجر إلى الْكُفْرِ؟ مِن قَالَ (وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) لغير يحيى بْن زكريّا فهو كافر. قَالَ: فرجّ أهل المسجد بالبكاء، وهرب اللّذان أتيا بالكتاب.
وعن النضر بْن شُمَيْلٍ، قَالَ أبو مطيع: نزل الإيمان والإسلام في القرآن عَلَى وجهين، وهو عندي عَلَى وجهٍ واحد. فقلت له: فممن ترى الغلط؛ منك، أو مِن الرَّسُول عَليْهِ السلام، أو مِن جبريل، أو من الله؟ فبقي باهتًا.
وقد كَانَ أبو مطيع فيما نقل الخطيب من رؤوس المُرْجِئة.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ أَبِي مطيع، فقال: لا ينبغي أن يُروى عَنْهُ، ذكروا عَنْهُ أنّه كَانَ يَقُولُ: الجنّة والنّار خُلِقتا وسَتَفْنَيان، وهذا كلام جَهْم.
وقال ابن مَعِين: هُوَ ضعيف.
وقال أبو داود: تركوا حديثه، كَانَ جَهْميًا.
قلت: وممّن روى عنه محمد بن القاسم البلخي، وخلاد بْن أسلم [ص:1099] الصَّفّار، ومحمد بْن يزيد السُّلَميّ. ومات سنة تسعٍ وتسعين ومائة، وله أربعٌ وثمانون سنة.(4/1097)
77 - خ م ت ن: الحَكَم بْن عَبْد اللَّه، أبو النُّعمان البصْريّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: سَعِيد بْن أبي عَرُوبة، وشُعْبَة.
وَعَنْهُ: أحمد بْن محمد البزّي، ومحمد بْن المِنْهال، ومحمد بْن الْمُثَنَّى، وأبو قُدامة السَّرْخَسيّ، وغيرهم.
وكان ثِقةً من الحُفاظ، مات سنة أربعٍ وتسعين ومائة.(4/1099)
78 - الْحَكَمُ بنُ مروان الكوفيُّ، أبو محمد. [الوفاة: 191 - 200 ه]
قَالَ الخطيب: حدَّث عَنْ كامل أبي العلاء، وأزهر بْن سِنان، وفُرات بْن السّائب، وزُهير بْن معاوية.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بْن حنبل، وعبد الله بْن محمد بْن أيّوب المخرميّ، والعبّاس بْن الفضل، ورُشَيد الطَّبَريّ.
قَالَ أبو حاتم: لا بأس بِهِ.
وقال ابن مَعِين: ضرير، لَيْسَ بِهِ بأس.(4/1099)
79 - م 4: حَمَّاد بن خَالِد الخَيَّاط الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: ابن أَبِي ذئب، ومعاوية بن صالح، وأفلح بن حُمَيْد.
وَعَنْهُ: ابن معين، وَأَحْمَد بن حنبل، والحسن الزعفراني، وإسحاق بن بهلول.
وكان أميا لا يكتب؛ بل كَانَ يتحفظ، وَهُوَ صدوق.
قَالَ أحمد: كَانَ حافظا.(4/1099)
80 - د: حَمَّاد بن دليل المدائنيُّ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
قاضي المدائن.
نزل مَكَّة، وترك القضاء وصار يتجر.
رَوَى عَنْ: أَبِي حنيفة، وَالحَسَن بن عمارة، وسفيان الثوري.
وَعَنْهُ: الحميدي، وأسد بن موسى، وأحمد بن أبي الحواري.
وثقه يحيى بن معين.(4/1099)
81 - ت: حمَّاد بن واقد الصَّفَّار. [الوفاة: 191 - 200 ه]
شيخٌ بصري. عن ثابت البناني، وأبي التياح، وأبان بن أَبِي عَيَّاش، وَعَبْد العزيز بن صهيب.
وَعَنْهُ: أحمد بن المقدام، وَبِشْر بن معاذ، وَعُمَر بن شبه، وحفص الربالي، وَعَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر رُسْتَة، وَمُحَمَّد بْن عَبْد الله الأرزي، وابنه فطر بن حَمَّاد الصَّفَّار.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ معين: ضعيف.(4/1100)
82 - د: حُمَيْد بْن حَمَّاد بْن خَوَار، ويقال: ابن أبي الخُوَار، أبو الْجَهْم الكوفيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: حمّاد بْن أبي سليمان الفقيه، وسماك بْن حرب، والأعمش، وجماعة.
وَعَنْهُ: زيد بْن الحُباب، وَأَبُو كُرَيْب، ومحمد بْن مَعْمَر البَحْرانيّ، ومحمود بْن غَيْلان.
ضعّفه أبو دَاوُد.
وقال أبو حاتم: يُكَتب حديثه.(4/1100)
83 - حنان بْن سَدِير الصَّيْرفيّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: جعفر بْن محمد، وأُمَيّ الصَّيْرفيّ، وعَمْرو بْن قيس المُلائيّ، ومحمد بْن طلحة بْن مُصَرَّف.
وَعَنْهُ: العلاء بْن عَمْرو الحنفيّ، وعلي بْن محمد الطّنافسيّ، ومحمد بْن ثواب الهبَّاريّ، وعيسى بْن سَعِيد الرّازيّ، ومحمد بْن الْجُنيَد العابد.
وثّقه ابن حِبّان.(4/1100)
-[حَرْفُ الْخَاءِ](4/1100)
84 - ق: خَالِد بْن حَيّان الرَّقَّيّ، أبو يزيد، الكِنْديّ مولاهم، الخرَّاز؛ مُهْمَل الأوسط. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: سالم بْن أَبِي المهاجر، وعليّ بْن عُرْوة الدّمشقيّ، وجعفر بْن بُرْقان. [ص:1101]
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، ويحيى بْن مَعِين، وأبو كُرَيْب، وابن عَرَفَة.
قَالَ النَّسَائيّ: لَيْسَ بِهِ بأس.
مات بالرَّقَّة في ذي القِعْدة سنة إحدى وتسعين.
وقال أحمد: لم يكن به بأس، كتبنا عنه غرائب.
ووثقه ابن معين.
وأما الفلاس فقال: ضعيف.(4/1100)
85 - خَالِد بْن سليمان، أبو مُعَاذ البلْخيّ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
فقيه أهل بلْخ.
مات سنة تسع وتسعين ومائة، كذا وجدته.(4/1101)
86 - د ق: خَالِد بْن عَمْرو الْقُرَشِيّ الأمويُّ الكوفيُّ، أبو سَعِيد. [الوفاة: 191 - 200 ه]
أحد المتروكين. عَنْ هشام الدَّسْتُوائيّ، وسُفْيان الثَّوْريّ.
وَعَنْهُ: يوسف بْن عَدِيّ، وأبو عُبَيْد القاسم.
قَالَ أحمد: متروك الحديث.
وقال صالح جَزْرَة: كَانَ يضع الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيّ: مُنْكَر الحديث.
وهو مذكور أيضًا بعد المائتين.(4/1101)
87 - د ت: خَالِد بْن يزيد العَتَكّي، أبو يزيد البصْريّ اللُّؤلؤيّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: أَبِي جعفر الرّازيّ، وورقاء اليشْكُريّ.
وَعَنْهُ: أبو حفص الفلاس، ونصر الْجَهْضَميّ.
قَالَ أبو زُرْعَة: لَيْسَ بِهِ بأس.(4/1101)
88 - ت: خَلَف بْن أيّوب العامريُّ البلْخيّ، أبو سعيد. [الوفاة: 191 - 200 ه]
مِن علماء أهل بلْخ.
رَوَى عَنْ: عوف الأعرابيّ، ومَعْمَر بْن راشد، وإسرائيل، وقيس بْن الربيع.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وزكريّا بْن يحيى اللؤلؤي، [ص:1102] وأبو كُرَيْب، ومحمد بْن مقاتل المَرْوَزِيّ، وطائفة.
ذكره ابن حِبّان في " الثّقات "، وقال: كَانَ مُرْجِئًا غاليًا يبغض مِن ينتحل السُّنَن.
وقال ابن مَعِين: ضعيف.
قلت: هُوَ معَادٌ في طبقة مكّيّ بْن إبراهيم البلْخيّ، والذي تحرّر لي أنّه يُحّول مِن هناك ومن هنا فيقرر في طبقة الشافعي رحمهما الله.(4/1101)
89 - الخليل بْن أحمد بْن بِشْر بْن المستنير السُّلَميُّ البصْريُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
قليل الرواية.
سَمِعَ المستنير بْن أخضر بْن معاوية بْن قُرّة.
وَعَنْهُ: محمد بْن أَبِي سمينة، وإبراهيم بْن محمد بْن عَرْعَرَة، والعبّاس العنبريّ، وعبد الله بْن محمد الْجُعْفيّ.
وثّقه ابن حِبّان.(4/1102)
90 - خَيْران بْن العلاء الكَيْسانيّ الأصمّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: الأوزاعي، وحمّاد بْن سَلَمَةَ.
وَعَنْهُ: عَبْد العزيز الأويْسيّ، وعليّ بْن حُجْر، وأحمد بْن عيسى التُّسْتَرِيّ.
سكن مصر، وروى اليسير.(4/1102)
-[حَرْفُ الرَّاءِ](4/1102)
91 - ت: رِبْعيّ بْن إبراهيم الأسَديّ، أبو الحَسَن البصْريّ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
أخو الإمام إسماعيل ابن عُلَيَّة لأبويه.
عَنْ: داود بْن أَبِي هند، وسعيد بْن مسروق، ويونس بْن عُبَيْد، وعوف الأعرابيّ.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وأحمد بْن إبراهيم الدَّوْرقيّ، ومحمد بْن الْمُثَنَّى، وعبد الرَّحْمَن بْن بِشْر النَّيْسابوريّ، والحسن الزَّعْفرانيّ، وآخرون. وحدَّث عَنْهُ مِن القدماء عَبْد الرحمن بْن مهديّ، وقال: كنّا نَعُدُّه مِن بقايا شيوخنا. [ص:1103]
وقال أحمد الدَّوْرقيّ: كَانَ يفضَّل عَلَى أخيه إسماعيل.
وقال يحيى بْن مَعِين: ثقة مأمون.
أخبرنا إسماعيل ابن الفراء وغيره، قالوا: أخبرنا الحسن بن يحيى الكاتب قال: أخبرنا ابن رفاعة، قال: أخبرنا الخلعي قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عمر قال: أخبرنا أحمد بن محمد ابن الأعرابي قال: حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح قال: حدثنا رِبْعِيُّ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: جَاءَ بِي أَبِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، اشهد إِنِّي قَدْ نَحَلْتُ النُّعْمَانَ مِنْ مَالِي كَذَا وَكَذَا. قَالَ: " كُلُّ بَنِيكَ نَحَلْتَ مِثْلَ الَّذِي نَحَلْتَ النُّعْمَانَ؟ " قَالَ: لا. قَالَ: " فَأَشْهِدْ عَلَى هَذَا غَيْرِي، أَلَيْسَ يَسُرُّكَ أَنْ يَكُونُوا إِلَيْكَ فِي الْبِرِّ سَوَاءً؟ " قَالَ: بَلَى. قَالَ: " فَلا إِذًا ".
هَذَا حَدِيثٌ مُخَرَّجٌ فِي الصِّحَاحِ مِنْ طَرِيقِ حُصَيْنٍ وَدَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ وَجَمَاعَةٍ عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ.
مات رِبْعيّ سنة سبْعٍ وتسعين ومائة.(4/1102)
92 - د ن: رَيْحان بْن سَعِيد بن المثنى السامي. [الوفاة: 191 - 200 ه]
شيخ بصْريّ، عَنْ عبّاد بْن منصور.
وَعَنْهُ: أبو خَيْثَمَة، وأبو بَكْر بْن أبي شيبة، وإبراهيم بْن سَعِيد الجوهريّ.
قَالَ يحيى بْن معين: ما أرى به بأسا.(4/1103)
-[حَرْفُ الزَّاي](4/1103)
93 - زاجر بْن الصَّلْت الطاحيُّ النَّمِريّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: الحارث بْن مالك، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو حفص الفلاس، ومحمد بْن مِهران الجمّال، وعثمان بْن أَبِي شَيبة، ومحمد بْن مرزوق الباهليّ. [ص:1104]
قَالَ أبو زُرْعة: لا بأس بِهِ.(4/1103)
94 - ت: زياد بْن الحَسَن بْن الفُرات التَّميميُّ الكوفيُّ القَزَّاز [الوفاة: 191 - 200 ه]
رَوَى عَنْ: جدّه فُرات القزّاز، وأبان بن تَغْلِب، ومِسْعَر.
وَعَنْهُ: أبو سَعِيد الأشج، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْن بَرَّاد الأشعريّ، وجماعة.
ذكره ابن حِبّان في " الثَّقات ".(4/1104)
95 - زياد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن زياد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن زُهير بْن نَاشِرة، الفقيه الأندلسيُّ شَبَطُون اللَّخْميّ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
عالم الأندلس وتلميذ مالك.
كَانَ أول مِن أدخل مذهب مالك إلى الجزيرة الأندلُسيّة، وقبل ذَلِكَ كانوا يتفقّهون للأوزاعي وغيره.
قَالَ ابن القاسم الفقيه: سمعتُ زيادًا فقيه الأندلس يسأل مالكًا.
قلت: وعليه تفقّه يحيى بْن يحيى اللَّيْثي قبل أن يرحل، وسمع زياد مِن معاوية بْن صالح وتزوّج بابنته، وحدّث عنه، وعن مالك، والليث، وسليمان بْن بلال، ويحيى بْن أيّوب، وموسى بْن عليّ بْن رباح، وأبي مَعْشَر السّنْديّ، وطبقتهم.
وكان أحد النُّسّاك الوَرِعين، أراده هشام صاحب الأندلس عَلَى القضاء فأبى وهرب، وكان هشام يكرمه ويخلو به ويسأله.
قال عبد الملك بن حبيب الفقيه: كُنَّا جُلُوسًا عَنْدَ زِيَادٍ إِذْ جَاءَ كِتَابٌ مِنْ بَعْضِ الْمُلُوكِ، فَكَتَبَ فِيهِ وَخَتَمَهُ، فَذَهَبَ بِهِ الرَّسُولُ، فَقَالَ لَنَا زِيَادٌ: أَتَدْرُونَ عَمَّا سأل هذا؟ سأل عَنْ كِفَّتَيِ الْمِيزَانِ؛ أَمِنْ ذَهَبٍ هِيَ أَمْ من فضة؟ فكتبت إليه هذا الحديث: حدثنا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ ".
وكان الأمير هشام يَقُولُ: صحبتُ الناس وبَلَوْتُهُم، فما رَأَيْت رجلا يُسِرّ الزُّهْد أكثر ممّا يُظْهِر إلا زياد بْن عَبْد الرَّحْمَن.
قَالَ ابن يونس: كنية زياد أبو عَبْد الله، تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة. قَالَ: وقيل: مات سنة تسعٍ وتسعين ومائة.(4/1104)
96 - ت: زيد بْن الحَسَن الْقُرَشِيّ الكوفيُّ، أبو الحسين، [الوفاة: 191 - 200 ه]
صاحب الأنماط.
رَوَى عَنْ: جعفر بْن محمد، وعليّ بْن المبارك الهُنائيّ، ومعروف بْن خَرَّبُوذ.
وَعَنْهُ: علي ابن المَدِينيّ، وابن رَاهَوَيْه، ونصر الوشّاء، وسَعْدُوَيْه.
قَالَ أبو حاتم: مُنْكَر الحديث.
وذكره ابن حِبّان في " الثَّقات ".(4/1105)
97 - د ن: زيد بْن أبي الزَّرقاء المَوْصِليّ، أبو محمد. [الوفاة: 191 - 200 ه]
رَوَى عَنْ: جعفر بن بُرْقان، وعيسى بْن طَهْمان، وشُعْبَة، وعدّة.
وَعَنْهُ: عليّ بْن سهل وأبو عُمَير عيسى الرَّمليّان، ومحمد بْن عَبْد الله بْن عمّار، وسعيد بن أسد بْن موسى، وابنه هارون بْن زيد.
قَالَ ابن مَعِين: لَيْسَ بِهِ بأس، كَانَ عنده " جامع " سُفْيان عَنْهُ.
قلت: سكن الرملة قبلَّ موته سنة، وكان أحد العُبّاد والنسّاك، مِن أصدقاء الُمَعافَى بْن عِمران.
ويُقال: إنّه غزا فأُسر، ومات في الأسر، مات سنة سبْعٍ وتسعين ومائة، وقيل: مات سنة أربعٍ وتسعين ومائة.
وقال ابن حِبّان في " الثَّقات ": يُغرب.
وقال ابن عمّار: لم أر في الفضل مثل زيد والُمَعافَى وقاسم الجرمي.
وروى بِشْر الحافي عَنْ زيد قَالَ: ما سألتُ إنسانا شيئا منذ خمسين سنة. وسمعتُ زيد بْن أَبِي الزَّرقاء يَقُولُ: إذا كَانَ للرجل عَيَّالٌ وخاف عَلَى دينه فليهرُب.
وروى زيد عَنِ اللَّيْثُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: خير النّاس مِن كَانَ مِن نفسه في عَناء، والناسُ منه في راحة.(4/1105)
-[حَرْفُ السِّينِ](4/1106)
98 - بخ م د ت ن: سالم بْن نُوح العَطَّار البصْريّ، أبو سَعِيد. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: يونس بن عبيد، وسعيد الجريري، وعبيد الله بْن عُمَر، وعمر بْن عامر، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبة.
وَعَنْهُ: بَكْر بْن خَلَف، ومحمد بْن بشّار، وابن مُثَنَّى، وإسحاق بْن إبراهيم الصّوافّ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَا أَرَى بِهِ بَأْسًا، وقد كتبت عَنْهُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَلا يُحْتَجُّ به.
وقال أبو زُرْعة: صدُوق ثقة.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْس بِشَيْءٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ليس بالقوي.
وقال الدارَقُطْنيّ: فيه شيء.(4/1106)
99 - د: سَبْرة بْن عَبْد العزيز بْن الربيع بْن سَبْرة الْجُهَنيُّ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
أخو حَرْمَلَة بْن عَبْد العزيز.
يَرْوِي عَنْ أَبِيه، وعمّه عبد الملك.
وَعَنْهُ: ابن وهب، وهشام بن عمار، ويعقوب بن كاسب، والحكم بن موسى، وآخرون.
وثق.(4/1106)
100 - ق: سَعْد بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ كَيْسَانَ الْمَقْبُرِيُّ المدنيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: أخيه عَبْد الله، ولم يدرك أَبَاهُ.
وَعَنْهُ: الحُمَيْديّ، وإبراهيم بْن المنذر، وإسحاق بْن موسى، والزُّبَيْر بْن بكّار.
عداده في الضعفاء، وقد رُمي بالقَدر.(4/1106)
101 - سعْد بْن الصَّلْت بْن بُرْد بْن أسلم البَجَليّ الكُوفيُّ الفقيه، [الوفاة: 191 - 200 ه]
قاضي شيراز.
ولاؤه لجرير بْن عَبْد الله البَجَليّ، سكن شيراز مدّة.
وَرَوَى عَنْ: هشام بن عروة، والأعمش، وأبان بْن تغلِب، ومُطَرَّف بْن طريف، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: محمد بْن عَبْد الله الأنصاريّ، ويحيى الحِمّانيّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي شيبة، وسبْطه إسحاق بن إبراهيم شاذان الفارسي، وغيرهم.
سَأَلَ عَنْهُ سُفْيان الثَّوْريّ فقال: ما فعل سعْد؟ قَالُوا: وُلّي قضاء شيراز. قَالَ: دُرّة وقع في الحُشّ.
قلت: ما رَأَيْت لأحدٍ فيه جرحا، فمحله الصدق.
أخبرنا علي بن محمد الحافظ قال: أخبرنا أحمد بن محمد المحمودي قال: أَخْبَرَنَا أبو طاهر السِّلفيّ قال: أَخْبَرَنَا أبو عبد الله الثقفي قال: حدثنا عثمان ابن أحمد البرجي قال: حدثنا محمد بن عمر بن حفص قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم شاذان قال: حدثنا سعد بن الصلت قال: حدثنا عيسى بن عمر قال: حدثنا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ حَجَّ عَنْ أَبَوَيْهِ وَلَمْ يَحُجَّا جزأ عنهما وعنه، وبشرت أَرْوَاحُهُمَا فِي السَّمَاءِ، وَكُتِبَ عَنْدَ اللَّهِ بَرًّا ".
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ فَرْدٌ، لا نَعْرِفُهُ إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ. وَقَدْ حَدَّثَ بِهِ أَبُو الشَّيْخِ الْحَافِظُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، وَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا. وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ هُوَ الْكُوفِيُّ الْمُقْرِئُ، صَدُوقٌ.
مات سعْد بْن الصَّلْت سنة ستٌّ وتسعين ومائة.(4/1107)
102 - ت ق: سَعِيد بْن زكريّا الْقُرَشِيّ المدائنيُّ، أبو عثمان. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: الزُّبَيْر بْن سَعِيد الهاشميّ، وحمزة الزيات، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، والزَّعْفرانيّ، ومحمد بْن سَعِيد بْن غالب العطّار، وطائفة.
وثّقه صالح جزْرة وغيره، وقد لُيّن.(4/1107)
103 - د ن: سَعِيد بْن سالم القدَّاح الْمَكَّيّ، أبو عثمان. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: ابن جريج، وعبيد الله بْن عُمَر، ويونس بْن إسحاق، وسُفْيان [ص:1108] الثَّوْريّ.
وَعَنْهُ: الحسين بْن حُرَيث، وأسد بْن موسى، وعليّ بْن حرب الطّائيّ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ مِن الكبار: بقيّة بْن الوليد، وسُفْيان بْن عُيَيْنَة، والشافعيّ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وقال عثمان بْن سَعِيد الدّارميّ: لَيْسَ بذاك.
وقال محمد بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَن المقرئ: قد كتبت عَنْهُ، وكان مُرْجِئًا.
وقال الحميدي: حدثنا يحيى بْن سُلَيْم قَالَ: قَالَ سَعِيد بْن سالم لابن عَجْلان: أرأيتَ إنّ أَنَا لم أرفع الأذى عَنِ الطريق أكون ناقص الإيمان؟ فقَالَ ابن عَجْلان: مِن يعرف هذا؟ هذا مرجئ. قَالَ يحيى: فلمّا قمنا عاتبته، فردّ عليّ القول، فقلت لَهُ: هَلْ لك أن أقف أَنَا وأنت عَلَى الطَّواف، فتقول أنت: يا أهل الطَّواف، إنّ طوافكم لَيْسَ مِن الإيمان، وأقول أَنَا: طوافكم مِن الإيمان، فننظر ما يصنعون؟ قَالَ: تُريدُ أن تُشَهَّرني؟ فقلت: ما تريدُ إلى قولٍ إذا أنت أظهرته شهَّرك.(4/1107)
104 - ن: سعيد بن سَلَمة بن عطيَّة. [الوفاة: 191 - 200 ه]
[ص:1109]
عَنْ: مَعْمَر.
وَعَنْهُ: محمد بْن عثمان بْن أَبِي صَفْوان، وقال: كَانَ خير أهل زمانه.
قلت: خرّج لَهُ النَّسَائيّ في الاستعاذة.(4/1108)
105 - سَعِيد بْن عبد الله بْن سعْد الفقيه، [الوفاة: 191 - 200 ه]
مِن عُلماء المصريّين.
تفقَّه عَليْهِ ابن وهب، وابن القاسم بمصر. وكان معدودًا مِن زُهّاد الفقهاء.
قَالَ ابنُ شَعْبان: هُوَ الَّذِي أعان ابن وهب عَلَى تأليفه.
مات بالإسكندرية سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة.(4/1109)
106 - سَعِيد بْن عُمَرو الزُّبَيْريّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِي الزَّناد.
وَعَنْهُ: ابن أخيه محمد بن الوليد، وأحمد بن عبدة الضبي، وإبراهيم بن المنذر، والزبير بن بكار. قاله ابن أبي حاتم.(4/1109)
107 - ت ق: سعيد بن محمد الثَّقفيُّ الورَّاق، أبو الحَسَن الكوفي، [الوفاة: 191 - 200 ه]
نزيل بغداد.
رَوَى عَنْ: يحيى بْن سَعِيد، وموسى الْجُهَنيّ، وفضيل بن غزوان، وبسام الصيرفي، وغيرهم.
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، وابن عرفة، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وعلي بن حرب، وآخرون.
ضعفه جماعة، وقال الدارقطني: متروك.(4/1109)
108 - د ت: سُفيان بن عبد الملك المروزي، [الوفاة: 191 - 200 ه]
صاحب ابن المبارك وتلميذه.
رَوَى عَنْهُ: إسحاق بْن راهَوَيْه، وعَبْدان بْن عثمان مَعَ تقدّمه، ووهْب بْن زمعة، وحِبّان بْن موسى - المَرْوَزِيُّونَ. [ص:1110]
قَالَ الْبُخَارِيّ: مات قبل المائتين.(4/1109)
109 - ع: سُفْيان بْن عُيَيْنَة بْن أَبِي عِمران، واسم أبي عِمران ميمون، مولى محمد بْن مُزاحم الهلاليّ أخي الضحّاك المفسِّر، أبو محمد الكوفيُّ ثمّ الْمَكَّيّ، الإمام شيخ الإسلام. [الوفاة: 191 - 200 ه]
مولده سنة سبْعٍ ومائة في نصف شَعْبان.
وقيل: هُوَ مولى عَبْد الله بْن رُوَيْبة الهلاليّ، وطلب الحديث وهو غلام، ولقي الكبار، وسمع مِن قاسم الرحّال في سنة عشرين ومائة. وسمع مِن الزُّهْرِيّ، وعمرو بْن دينار، وزياد بْن علاقة، والأسود بْن قيس، وعاصم بْن أَبِي النَّجُود، وأبي إسحاق، وزيد بْن أسلم، وعبد الله بْن أَبِي نَجِيح، وسالم أبي النضر، وعَبْدة بْن أَبِي لُبابة، وعبد الله بْن دينار، ومنصور بْن المُعْتمر، وسُهيل بْن أَبِي صالح، وخلْق كثير. وانفرد بالرواية عَنْ أكثرهم، وَرُحِلَ إليه مِن الآفاق.
رَوَى عَنْهُ: الأعمش، وابن جُرَيج، وشُعْبَة؛ وهم مِن شيوخه، وابن المبارك، وابن مَهديّ، والشّافعيّ، وابن المَدِينيّ، والحُمَيْديّ، وسعيد بْن منصور، ويحيى بْن مَعِين، وأحمد، وإسحاق، وأحمد بْن صالح، وإسحاق الكَوْسَج، وأحمد بْن مَنِيع، وأبو خَيْثَمَة، وأبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة، وابن نُمير، وأبو كُرَيْب، ويحيى بْن يحيى، والنُّفَيْليّ، ومحمد بْن يحيى العَدنيّ، وعَمْرو النّاقد، والفلاس، وأحمد بْن شيبان، وبِشْر بْن مطر، وزكريّا بْن يحيى المَرْوَزِيّ، وسَعْدان بْن نصر، وعليّ بْن حرب، وعبد الرَّحْمَن بْن بِشْر، ومحمد بْن عاصم الثَّقَفيّ، ومحمد بْن عيسى المدائني، والزَّعْفرانيّ، والزُّبَيْر بْن بكّار، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وأُمَم سواهم.
وقد كان طلبة العلم يحجون وما همتهم إلا لُقيّ سُفْيان، فيزدحمون عَليْهِ في الموسم ازدحامًا عظيمًا إلى الغاية لإمامته وعُلُوّ إسناده وحِفْظه، كَانَ مِن بُحور العِلْم.
قَالَ الشّافعيّ: لولا مالك وسُفْيان بْن عُيَيْنَة لذهب عِلم الحجاز. [ص:1111]
وعنه قَالَ: تطلّبت أحاديث الأحكام، فوجدتها كلّها سوى ثلاثين حديثًا عند مالك، ووجدتها كلّها سوى ستّة أحاديث عند ابن عُيَيْنَة.
وقال عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ: كَانَ ابن عُيَيْنَة مِن أعلم الناس بحديث الحجاز.
وقال التَّرْمِذيّ: سمعتُ محمدًا - يعني الْبُخَارِيّ - يَقُولُ: ابن عُيَيْنَة أحفظ مِن حمّاد بْن زيد.
وقال حَرْمَلَة: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: ما رَأَيْت أحدًا فيه مِن آله العِلْم ما في سُفْيان، وما رَأَيْت أكفّ عَنِ الفُتيا منه، وما رأيتُ أحدًا أحسن لتفسير الحديث منه.
وقال ابن وهْب: لا أعلم أحدًا أعلم بالتفسير مِن ابن عُيَيْنَة.
وقال أحمد: ما رَأَيْت أعلم بالسُّنَن منه.
قَالَ وكيع: كتبنا عَنِ ابن عُيَيْنَة أيّام الأعمش.
وقال ابن المَدِينيّ: ما في أصحاب الزُّهْرِيّ أتقن مِن سُفْيان.
قَالَ أحْمَد بْن حنبل: دخل سُفْيان بْن عُيَيْنَة عَلَى معن بْن زائدة باليمن، ولم يكن سُفْيان تلطّخ بشيء بعدُ مِن أمر السلطان، فجعل يعِظُه.
وقال سُفْيان بْن عُيَيْنَة: حجّ بي أَبِي وعطاء حيّ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ: كَانَ ابن عُيَيْنَة ثبْتًا في الحديث، وكان حديثه نحوًا مِن سبعة آلاف، ولم يكن لَهُ كتب.
وقال بَهْز بْن أسد: ما رأيت مثل سُفْيان بْن عُيَيْنَة. فقيل لَهُ: ولا شُعْبَة؟ قَالَ: ولا شُعْبَة.
وقال ابن مَعِين: هُوَ أثبت الناس في عَمْرو بْن دينار.
وقال ابن مهديّ: عند ابن عيينة مِن معرفته بالقرآن وتفسير الحديث ما لم يكن عند سُفْيان الثَّوْريّ. [ص:1112]
وقال علي بن حرب الطائي: سمعت أبي يَقُولُ: كنت أحبّ أن تكون لي جارية في غُنْج ابن عُيَيْنَة إذا حدَّث.
وقال رباح بْن خَالِد، كوفيّ ثقة، إنّه سَأَلَ ابن عُيَيْنَة: يا أبا محمد، أبو معاوية يحدث عنك بشيء ليس تحفظه اليوم، وكذلك وكيع. قال: صدَّقْهم، فإنّي كنت قبل اليوم أحفَظَ منّي اليوم. قَالَ محمد بْن المُثَنَّى: سَمِعْتُ ابن عُيَيْنَة يَقُولُ ذَلِكَ لرباح في سنة إحدى وتسعين ومائة.
وقال حامد البلْخيّ: سَمِعْتُ ابن عُيَيْنَة يَقُولُ: رأيتُ كأنّ أسناني سقطت، فذكرتُ ذَلِكَ للزُّهْرِيّ فقال: تموت أسنانك وتبقى أنت، فمات أسناني وبقيت أنا، فجعل الله كل عدو لي محدّثًا.
قَالَ غِياث بْن جَعْفَر: سمعتُ ابن عيينة يقول: أول من أسندني إلى الأسطوانة مِسْعَر، فقلت: إنّي حَدَث. قَالَ: إنّ عندك الزهري وعمرو بن دينار.
وقال الرامهرمزي: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا زياد بن عبيد الله بن خزاعي قال: سَمِعْتُ سفيان يَقُولُ: كَانَ أَبِي صيرفيًا بالكوفة، فركبَه الدَّين فحَمَلَنَا إلى مكّة، فصرتُ إلى المسجد فإذا عَمْرو بْن دينار، فحدَّثني بثمانية أحاديث، فأمسكتُ لَهُ حماره حتّى صلّي وخرج، فعرضت الأحاديث عَليْهِ فقال: بارك الله فيك.
وقال مجاهد بْن موسى: سَمِعْتُ ابن عُيَيْنَة يقول: ما كتبت شيئا إلا وحفظته قبل أن أكتبه.
قَالَ أحمد بْن حنبل: ما رَأَيْت أحدًا أعلم بالسُّنَن مِن سُفْيان بْن عُيَيْنَة، رواها صالح عَنْ أَبِيه.
وقال ابن المبارك: سُئل الثَّوْريّ عَنْ سُفْيان بْن عُيَيْنَة فقال: ذاك أحد الأَحَدين ما أغربه.
وقال ابن المَدِينيّ: قَالَ لي القطّان: ما بقي مِن مُعَلَّميَّ أحدٌ غير سُفْيان بْن عُيَيْنَة، سُفْيان إمامٌ منذ أربعين سنة.
وقال ابن المَدِينيّ: سمعت بِشْر بن المفضل يقول: ما بقي على وجه الأرض أحد يشبه ابن عيينة. [ص:1113]
وذكر حَرْمَلَة بْن يحيى أنّ ابن عُيَيْنَة قَالَ لَهُ وأراه خبز شعير: هذا طعامي منذ ستين سنة.
الحميدي: سَمِعْتُ سُفْيان يَقُولُ: لا تدخل هذه المحابرُ بيت رجلٍ إلا أشقى أهلَه وولَده.
وقال سفيان لرجل: ما حرفتك؟ قَالَ: طلب الحديث. قَالَ: بشّر أهلك بالإفلاس!
قَالَ أبو مسلم المُسْتَملي، عَنْهُ: سَمِعْتُ مِن عُمَرو بْن دينار ما لبث نوح في قومه.
وقال علي بْن الْجَعْد: سَمِعْتُ ابن عُيَيْنَة يَقُولُ: مِن زيد في عَقْله نقص من رزقه.
وروى سنيد بن داود عن ابن عيينة قال: من كانت معصيته في الشهوة فأرجِ لَهُ، ومن كانت معصيته في الكِبْر فأخش عَليْهِ؛ فإنّ آدم عصا مشتهيًا فغُفر لَهُ، وإبليس عصا متكبّرًا فلُعن.
وقال ابن عُيَيْنَة: الزُّهْد الصبر وارتقاب الموت.
وقال: العِلْم إذا لم ينفعك ضرّك.
قَالَ عثمان بْن زائدة: قلت للثَّوْريّ: ممن أسمع؟ قال: عليك بزائدة بْن قُدامة وسُفْيان بْن عُيَيْنَة.
وقال ابن المبارك: سُئِل الثَّوْريّ عَنِ ابن عُيَيْنَة فقال: ذاك أحد الأحَدَيْن يَقُولُ: لَيْسَ لَهُ نظير.
قال نعيم بن حماد: ما رأيت أحدا أجمع لمُتَفَرَّقٍ مِن ابن عُيَيْنَة.
وقال عليّ بن نصر الجهضمي: حدثنا شُعْبَة قَالَ: رَأَيْت ابن عُيَيْنَة غلامًا معه ألواح طويلة عند عَمْرو بْن دينار، وفي أُذُنه قِرْط، أو قَالَ: شَنْف.
ابن المَدِينيّ: سَمِعْتُ سُفْيان يَقُولُ: جالست عَبْد الكريم الْجَزَريّ سنتين، وكان يَقُولُ لأهل بلده: أُنظروا إلى هذا الغلام؛ يسألني وأنتم لا تسألوني!
وقال ذؤيب السَّهْميّ: سَأَلت ابن عُيَيْنَة: أسمعتَ مِن صالح مولى التوأمة؟ قَالَ: نعم، هكذا وهكذا. وأشار بيديه؛ يعني كثرة، وسمعتُ منه ولُعابه [ص:1114] يسيل. قَالَ أبو محمد بْن أَبِي حاتم: فلا نعلمه روى عَنْهُ شيئًا، كَانَ منتقدًا للرُّواة.
قَالَ ابن المَدِينيّ: سَمِعْتُ سُفْيان يَقُولُ: كَانَ عَمْرو بْن دينار أكبر مِن الزُّهْرِيّ، سَمِعَ مِن جَابِر، والزُّهْرِيّ لم يسمع منه.
قَالَ أحمد بن سلمة النيسابوري: حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ مَطَرٍ قَالَ: كُنَّا عَلَى بَابِ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ فَاسْتأْذَنَّا عَلَيْهِ، فَلَمْ يَأْذَنْ لَنَا، فَقُلْنَا: ادْخُلُوا حَتَّى نَهْجِمَ عَلَيْهِ. قَالَ: فَكَسَرْنَا بَابَهُ وَدَخَلْنَا وَهُوَ جَالِسٌ، فَنَظَرَ إِلَيْنَا فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، دَخَلْتُمْ دَارِي بِغَيْرِ إِذْنِي، وَقَدْ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ سَهْلٍ أَنَّ رَجُلا اطلع في جحر مِنْ بَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِدْرًى يَحُكُّ بِهِ رَأْسَهُ، فَقَالَ: " لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَنْظُرُنِي لَطَعَنْتُ بِهَا فِي عَيْنِكَ، إِنَّمَا جُعِلَ الاسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ النَّظَرِ ". قَالَ: فَقُلْنَا لَهُ: ندمْنَا يَا أَبَا مُحَمَّدٍ. فَقَالَ: ندمْتُمْ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيُّ، عَنْ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " النَّدَمُ تَوْبَةٌ "، أخرجوا فقد أخذتم رأس مال ابن عُيَيْنَة. سليمان هُوَ أخو قتادة بْن مطر صدوق إنّ شاء الله، وزياد هُوَ ابن أَبِي مريم.
قَالَ الفِريابيّ: كنت أمشي مَعَ سفيان بن عيينة، فقال لي: يا محمد، ما يزهدني فيك إلا طلبُك الحديث. قلت: فأنت يا أبا محمد أيّ شيء كنتَ تعمل إلا طلب الحديث؟ قَالَ: كنت إذْ ذاك صبيًا لا أعقِل.
قَالَ عَبْد الرحمن بْن يونس: حدثنا ابن عيينة قال: أول من جالست عَبْد الكريم أبو أُمَيَّة، جالسته وأنا ابن خمس عشرة سنة. قَالَ: وقرأت القرآن وأنا ابن أربع عشرة سنة. [ص:1115]
قَالَ يحيى بْن آدم: ما رأيتُ أحدًا يختصر الحديث إلا وهو يخطئ، إلا سُفْيان بن عيينة.
قال أحمد بن أبي خيثمة: حدثنا الحسن بن حماد الحضرمي قال: حدثنا سفيان قَالَ: قَالَ حمّاد: يعني ابن أَبِي سليمان، ولم نسمعه منه، إذا قَالَ لامرأته: أنتِ طالق، أنت طالق، أنت طالق، بانت بالأولى وبطلت الثنتان.
قَالَ ابن عُيَيْنَة: رَأَيْت حمّاد بن أَبِي سليمان جاء إلى طبيب عَلَى فَرَس.
قَالَ إبراهيم بْن محمد الشّافعيّ: ربّما سَمِعْتُ ابن عُيَيْنَة وقد بلغ إحدى وتسعين سنة، ولم أر فقيهًا أكثر تمثلا بالشِعّر منه، ينشد:
سَئِمتُ تكاليفَ الحياةِ ومَن يعشْ
ثمانينَ عامًا لا أبًا لك يَسْأمِ
وقال أبو قدامة السَّرْخَسِيّ: سَمِعْتُ ابن عُيَيْنَة كثيرًا ما يَقُولُ:
ذهبَ الزّمان فُسدْتُ غير مُسَوَّد ... ومن العناء تفرّدي بالسؤددِ
قَالَ أبو حاتم: ابن عُيَيْنَة إمام ثقة، كان أعلم بحديث عَمْرو بْن دينار مِن شُعْبَة، وأثبت أصحاب الزُّهْرِيّ: مالك وابن عُيَيْنَة.
وقال عَبْد الرزّاق: ما رَأَيْت بعد ابن جُرَيج مثل ابن عُيَيْنَة في حُسن المنطق.
وروى الكَوْسج عَنِ ابن مَعِين: ثقة.
وقال يحيى بْن سَعِيد القطّان: اشهدوا أنّ ابن عُيَيْنَة اختلط سنة سبْعٍ وتسعين ومائة، فمن سَمِعَ منه في هذه السَّنَةِ فسَماعه لا شيء.
قلت: أَنَا أستبعد صحّة هذا القول، فإنّ القطّان مات في صَفَر سنة ثمانٍ وتسعين بُعَيد قدوم الحَجّاج بقليل، فمن الَّذِي أخبره باختلاط سُفْيان؟ ومتى لحق يَقُولُ هذا القول؟ فسُفيان حُجّة مطلقًا بالإجماع مِن أرباب الصَّحاح.
وقد حجّ سُفْيان سبعين حَجّة، وكان يَقُولُ ليلة الموقف: اللّهمّ لا تجعله آخر العهد منك، فلمّا كَانَ عام موته لم يَقُلْ ذَلِكَ، وقال: قد استحييت مِن الله تعالى.
وروى سليمان بْن أيوب عَنْ سُفْيان قَالَ: سمعته يَقُولُ: شهدت ثمانين موقفًا. [ص:1116]
قلت: هذا أشبه.
قَالَ أحمد بْن عَبْدة الضّبّيّ: سَمِعْتُ ابن عُيَيْنَة يَقُولُ: الزُّهْد في الدنيا هُوَ الصبر وارتقاب الموت.
وعن ابن عُيَيْنَة قَالَ: الورع طلب العِلْم الَّذِي يُعرف بِهِ الورع.
وكان لَهُ تسعة إخوة، حدَّث منهم أربعة؛ عِمران، ومحمد، وآدم، وإبراهيم.
قَالَ علي ابن المَدِينيّ: كَانَ سُفْيان لا يكاد يَقُولُ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيّ.
قلتُ: ابن عُيَيْنَة معروف بالتدليس، لكنّه لا يدلّس إلا عَنْ ثقة.
وقد وقع لي مِن عواليه جملة وافرة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَافِظِ بْنُ بَدْرَانَ وَيُوسُفُ بْنُ غالية، قالا: أخبرنا أبو نصر موسى بن عبد القادر قال: أخبرنا سعيد بن أحمد قال: أخبرنا علي بن أحمد قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المخلص قال: حدثنا عبد الله البغوي قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: شَهِدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ يَقُولُ: " إِنَّكُمْ مُلاقُو اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلا ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
تُوُفّي سُفْيان في جُمَادَى الآخرة، وقيل: في شهر رجب سنة ثمانٍ وتسعين ومائة.
قَالَ الواقدي: في أول رجب.(4/1110)
110 - سُقلاب بْن شُنَيْنَة، أبو سَعِيد الْمَصْرِيّ المقرئ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
قرأ عَلَى نافع بْن أَبِي نُعَيْم، أخذ عَنْهُ يونس بْن عَبْد الأعلى وغيره.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين ومائة.
وشنينة بشين معجمة.(4/1116)
111 - السَّكَن بْن إسماعيل البصْريّ الأصمُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: يونس بْن عُبَيْد، وهشام بْن حسّان، وحميد الطويل، وطائفة.
وَعَنْهُ: علي ابن المَدِينيّ، ومُسدّد، ويحيى بْن مَعِين، وعَمْرو النّاقد. [ص:1117]
وثقه أبو داود.
لم يخرجوا له شيئا.(4/1116)
112 - ن ق: سلامة بْن رَوْح الأَيْليُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
رَوَى عَنْ: عمّه عُقَيْلِ بْن خَالِد الأَيْليّ كتابه عَنِ الزُّهْرِيّ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أحمد بْن صالح، وأبو الطّاهر بْن السَّرْح، ويونس بْن عَبْد الأعلى، ومحمد بن عَزيز الأيلي، وغيرهم.
ضعفه أبو زرعة فقال: مُنْكَر الحديث.
وقال أبو حاتم: لَيْسَ بالقويّ، محلّه عندي محلّ الغَفْلة.
وقال أحمد بْن صالح: أخبرني ثقة بأيْلَة أنّ سلامة لم يسمع مِن عُقيل، بل حدّث عَنْ كتب عقيل.
له حديث منكر تفرد به؛ أخبرنا محمد بن حسين القرشي قال: أخبرنا محمد بن عماد قال: أخبرنا ابن رفاعة قال: أخبرنا الخلعي قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحاج قال: حدثنا أحمد بن محمد بن السندي إملاء قال: حدثنا محمد بن عزيز قال: حدثنا سلامة قال: حدثنا عُقَيْلٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكْثَرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْبُلْهُ ". رَوَاهُ عَدَدٌ كَثِيرٌ، مِنْهُمُ أربعة عشر نفسا سمعه منهم ابن عدي عن محمد بن عزيز، ثُمَّ رَوَاهُ ابْنُ عَدِيٍّ عَنِ اثْنَيْنِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الأَيْلِيِّ أَحَدِ مَشْيَخَةِ النَّسَائِيِّ عن سلامة.
ولسلامة أحاديث مناكير عن عقيل، منها عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " امْلِكُوا الْعَجِينَ، فَإِنَّهُ أَعْظَمُ لِلْبَرَكَةِ ".
وَبِهِ: " إِنَّ جِبْرِيلَ قَالَ: بَشِّرْ أُمَّتَكَ أَنَّ مَنْ قَالَ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ ".
وَبِهِ: " إِنِّي وَالسَّاعَةُ كهاتين ".(4/1117)
113 - سلام بْن أبي خُبزة البصْريّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: ثابت البُناني، وابن جدْعان، ويونس بْن عُبَيْد، ومحمد بْن المُنْكَدِر، وعاصم القارئ، وجماعة.
وَعَنْهُ: صالح بْن حرب، وإسحاق بْن أَبِي إسرائيل، وسعيد بْن محمد الْجَرْميّ، وأبو كامل الجحدريّ، وعبد الرَّحْمَن بْن عُبَيْد الله الحلبيّ، وآخرون. وهو والد سَعِيد بْن سلام العطّار.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: متروك الحديث.
وقال الْبُخَارِيّ: سلام بْن أبي خُبزة أبو سَعِيد ضعّفه قُتَيْبة.
وقال ابن عَدِيّ: عامّة ما يرويه لَيْسَ يُتَابع عَليْهِ.(4/1118)
114 - سَلَمَةُ بْن عَقَّار البغداديُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: حمّاد بْن زيد، وفضيل بْن عِياض.
وَعَنْهُ: سَعْدان بْن يزيد، وأحمد وهو الدَّوْرقيّ.
وثّقه ابن مَعِين.(4/1118)
115 - خ م ن: سَلَمَةُ بْن سُليمان المَرْوَزِيُّ المؤدَّب، [الوفاة: 191 - 200 ه]
أحد الأئمّة، وصاحب ابن المبارك.
أخذ عَنْهُ ابن راهَوَيْه، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن قُهْزاد، وجماعة.
وثّقه النَّسَائيّ.
قِيلَ: تُوُفّي سنة ستٌّ وتسعين ومائة.(4/1118)
116 - د ت: سَلَمَةُ بْن الفضل الأبرش الرّازيُّ، أبو عَبْد الله، [الوفاة: 191 - 200 ه]
قاضي الريّ.
روى " المغازي " عَنِ ابن إِسْحَاق.
وَرَوَى عَنْ: أيمن بْن نابِل، وحَجّاج بْن [ص:1119] أرطأة، وعَمْرو بْن أَبِي قيس، وسُفْيان الثَّوْريّ، وغيرهم.
وَعَنْهُ: عَبْد الله بْن محمد المُسْنَديّ، وعثمان بْن أَبِي شَيبة، ويحيى بْن مَعِين، ويوسف بْن موسى القطّان، وابن حُمَيْد، وعدّة.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحتَجّ بِهِ.
وقال الْبُخَارِيّ: عنده مناكير.
وضعّفه النَّسَائيّ.
وقال أبو زُرْعة: كَانَ أهل الرَّيّ لا يرغبون فيه لسوء رأيه وَظُلْمٍ فيه.
وقال ابن مَعِين: كَانَ يتشيّع، وكان معلّم كُتّاب.
وقال أبو حاتم أيضًا: محلّه الصَّدْق، في حديثه إنكار لا يمكن أن أُطلق لساني فيه بأكثر مِن هذا.
وقال محمد بْن سعْد: ثقة، كَانَ يقال: إنّه مِن أخشع الناس في صلاته.
قلت: وورد عَنْهُ أنّه مِن الحُفّاظ الذين يحفظون الشيء عَلَى البديهة.
وقال علي ابن المَدِينيّ: ما خرجنا مِن الرَّيّ حتى رَمَينا بحديث سَلَمَةَ الأبرش.
قلت: كَانَ قويًا في ابن إسحاق.
وقال ابن سعد: أتى عَليْهِ مائة وعشر سنين. [ص:1120]
قلت: إنْ صحّ هذا فكان يمكنه لقاء الصحابة وكبار التّابعين.
مات سَلَمَةَ بْن الفضل سنة إحدى وتسعين ومائة.(4/1118)
117 - د ت: سَلْم بن جعفر البكراوي الأعمى. [الوفاة: 191 - 200 ه]
رَوَى عَنْ: الْجُرَيْريّ، والحَكَم بْن أبان.
وَعَنْهُ: يحيى بْن كثير العنْبريّ، ونُعَيْم بْن حمّاد.
ذكره ابن حِبّان في " تاريخ الثَّقات ".(4/1120)
118 - سَلْم بْن سالم البلْخيّ، أبو محمد الزَّاهد العابد. [الوفاة: 191 - 200 ه]
حدَّث ببغداد عَنْ عُبَيْد الله بْن عُمَر، وحُمَيْد الطويل، وابن جُرَيج، وسُفْيان.
وَعَنْهُ: أحمد بْن منيع، والحسن بْن عَرَفَة، وسَعْدان بْن نصر، وعليّ بْن محمد الطّنافسيّ، وإبراهيم بْن موسى الفرّاء، وغيرهم.
قال أبو مقاتل السَّمَرْقَنْديّ: سَلْم في زماننا كعمر بْن عَبْد العزيز في زمانه.
وقال ابن سعْد: كَانَ أمّارًا بالمعروف، وكان مطاعًا، فأقدمه الرشيد فحبسه، حتى مات الرشيد فأطلقوه. قَالَ: وكان مُرْجِئًا ضعيفًا.
قَالَ الخطيب: كَانَ مذكورًا بالعبادة والزُّهْد، ويذهب إلى الإرجاء.
وقال يحيى بْن ماهان: سَمِعْتُ محمد بْن إسحاق اللّؤلؤيّ يَقُولُ: رَأَيْت سَلْم بْن سالم مكث أربعين سنةً لم يرفع رأسه إلى السماء ولم يُر لَهُ فراش، ولم يُر مُفْطرًا إلا في العيد.
وقيل: إنّ الرشيد إنّما حبسه لأنّه قَالَ: لو شئت أن أضرب الرشيد بمائة ألف سيف لفعلت.
وعن سَلْم قَالَ: ما يَسُرّني أن ألقي الله بعمل مِن مضى، وأن أقول: الإيمان قول وعمل.
وقال ابن المَدِينيّ: أخبرني أبو يحيى قَالَ: صحِبْت سَلْم بْن سالم في طريق مكّة، فما رَأَيْته وضع جنبه في المحمل، إلا مرّة مدّ رِجْلَه وجلس. [ص:1121]
وقال أبو معاوية: دعاني الرشيد لأحدّثه، فقلت: سَلْم هَبةُ لي. فعرفت منه الغضب، وقال: إنّ سَلْمًا لَيْسَ عَلَى رأيك ورأي أصحابك في الإرجاء، وقد جلس في مكّة وقال: لو شئت أن أضرب أمير المؤمنين بمائة ألف سيفٍ لَفَعَلْت. قَالَ: فكلّمته فيه، فخفّف عَنْهُ مِن قيوده.
وقال أحمد بْن حنبل: رأيته أتى أبا معاوية، وكان صديقًا لَهُ، وكان عبدًا صالحًا، ولم أكتب عَنْهُ، كَانَ لا يحفظ، ويخطئ.
وقال النَّسَائيّ: ضعيف.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
أخبرنا غنائم بن محاسن قال: أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الْقَاضِي سَنَةَ عشرين وستمائة قال: أخبرنا عيسى بن أحمد الهاشمي قال: أخبرنا الحسين بن علي بن أحمد قال: أخبرنا عبد الله بن يحيى السكري قال: أخبرنا إسماعيل الصفار قال: حدثنا سعدان قال: حدثنا سَلْمُ بْنُ سَالِمٍ الْبَلْخِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُرْوَةَ الدِّمَشْقِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ".
قُلْتُ: اتُّهِمَ بِهِ ابْنُ عروة.
مات سَلْم سنة أربعٍ وتسعين ومائة.(4/1120)
119 - خ 4: سَلْم بْن قُتَيْبة الخُراسانيّ الفِرْيابيّ الشَّعيريّ، أبو قُتَيْبة، [الوفاة: 191 - 200 ه]
نزيل البصرة.
رَوَى عَنْ: يونس بْن أَبِي إسحاق، وعيسى بْن طَهْمان، وعِكْرمة بْن عمّار، وشعبة، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: زيد بن أخزم، وأبو حفص الفلاس، وبُنْدار، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وهارون بْن سليمان الأصبهاني، وآخرون.
وثّقه أبو دَاوُد.
تُوُفّي سنة مائتين.(4/1121)
120 - سليمان ابْن الخليفة أَبِي جعفر عَبْد الله بْن محمد بْن عليّ العبّاسيُّ، أبو أيّوب. [الوفاة: 191 - 200 ه]
نائب دمشق للرشيد وللأمين، وقد وُلّي أيضًا البصْرة، روى عن أبيه.
وَعَنْهُ: بنته زينب، وابن أخيه إبراهيم بْن عيسى.
مات في صَفَر سنة تسعٍ وتسعين ومائة، وله خمسون سنة.
ذكره ابن عساكر مختصرًا.(4/1122)
121 - ن: سُليمان بْن عامر الكِنْديّ المَرْوَزِيّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: الربيع بْن أنس فقط.
وَعَنْهُ: إسحاق بْن راهَوَيْه، وعَمْرو بْن رافع القَزْوينيّ، ومحمد بْن يحيى بْن أيّوب الثَّقَفيّ، وغيرهم.
قَالَ أبو حاتم: صَدُوق، حسن الحديث.(4/1122)
122 - سُلَيْم، هُوَ صاحب حمزة الزّيّات، سُلَيْم بْن عيسى بْن سُلَيْم بْن عامر بْن غالب، أبو عيسى، الحنفيُّ مولاهم، الكوفيُّ المقرئ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
أحد الأعلام، وأخصّ تلامذة حمزة بِهِ، والمقدّم في الحِذْق بحروفه. مولده سنة ثلاثين ومائة، ومات سنة مائتين، هكذا أرّخه محمد بن سعد.
وأما خلف البزار فقال: ولد سنة تسع عشرة ومائة، ومات سنة ثمانٍ وثمانين ومائة، وهذا أشبه كما تقدّم.(4/1122)
123 - سُلَيْم بْن مُسْلِم الجُمَحيُّ الْمَكَّيّ الخشَّاب. [الوفاة: 191 - 200 ه]
رَوَى عَنْ: النَّضر بْن عربي، وابن أَبِي ليلى، وابن جُرَيج، ويونس بْن يزيد الأَيْليّ، وموسى بْن عُبَيْدة.
وَعَنْهُ: يحيى بْن حكيم المقوم، وابن راهوية، [ص:1123] ومحمد بْن مِهران الجمّال، ويعقوب بْن كاسب، وجعفر بْن مِهْران، والمسيّب بْن واضح، ومحمد بْن بحر البصْريّ.
قَالَ يحيى بْن مَعِين: جهْميٌ خبيث.
وقال النَّسَائيّ: متروك الحديث.
وقال أَبُو حاتم: ضعيف، مُنْكَر الحديث.(4/1122)
124 - سهل بْن زياد البصْريّ الطَّحَّان. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: سليمان التَّيميّ، وداود بْن أَبِي هند، وشَرِيك.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، ونُعَيْم بْن حمّاد، وحفص الرَّباليّ، وبِشْر بْن يوسف.
صَدُوق، قَالَ أبو حاتم: تُكِلّم فيه، وما رأينا إلا خيرًا.(4/1123)
125 - ن: سهل بْن هاشم بْن بلال الحبشيُّ، الواسطيُّ ثمّ البَيْروتيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: الأوزاعيّ، وشُعْبَة، وسُفْيان، وجماعة.
وَعَنْهُ: مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عمار، ودُحَيْم، وسليمان ابن بِنْت شُرَحْبيل، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.(4/1123)
126 - خ 4: سهل بْن يوسف البصْريُّ الأنْماطيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: حُمَيْد الطَّوِيلِ، وعَوْف، والعَوَّام بْن حَوْشَب، وعدّة.
وَعَنْهُ: أحمد، والفلاس، وبُنْدار، ونصر بْن عليّ.
قَالَ النَّسَائيّ: ثقة.(4/1123)
127 - ت ق: سُوَيْد بْن عَبْد العزيز بْن نُمَيْر، أبو محمد، السُّلميُّ مولاهم، الدِّمشقيُّ القاضي. [الوفاة: 191 - 200 ه]
[ص:1124]
وُلّي قضاء بَعْلَبَكّ، وشارك في قضاء دمشق يحيى بْن حمزة في وقت، وكان مِن كبار العلماء.
قرأ القرآن عَلَى يحيى الذَّماريّ وغيره. أخذ عَنْهُ أبو مُسْهٍر، وهشام، والربيع بْن ثعلب القراءة.
وقد روى الحديث عَنْ أيوب، وأبي الزبير، وحصين بْن عَبْد الرَّحْمَن، وثابت بْن عَجْلان، وعاصم الأحْوَل، وحميد الطويل، وطائفة. وقرأ أيضا على الحسن بن عمران تلميذ عطية بن قيس، وقد قرأ عطيّة عَلَى أمّ الدَّرْداء.
رَوَى عَنْهُ: دُحَيْم، ومحمد بْن عائذ، وداود بْن رشيد، وابن ذَكْوان، ومحمد بْن أَبِي السَّريّ، وعدة.
قال أبو نعيم الحلبي: حدثنا سُوَيْدٌ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ السُّنْبُلِ حَتَّى يَيْبَسَ.
رَوَى دُحَيْمٌ عَنْ سويد قال: ولدت سنة ثمان ومائة.
وقال ابْنُ مَعِينٍ: سُوَيْدٌ وَاسِطِيٌّ، انْتَقَلَ إِلَى دِمَشْقَ، لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ، كَانَ يَقْضِي بَيْنَ النَّصَارَى.
وروى محمد بْن عوف عنِ ابن مَعِين قَالَ: سُوَيْد لا يجوز في الضحايا.
وقال أحمد: متروك.
وقال الْبُخَارِيّ: في حديثه نظر لا يُحتَمَل.
وقال النَّسَائيّ: لَيْسَ بثقة.
وقال أبو حاتم: لَيْسَ بالقويّ.
وقال الدّارَقُطْنيّ: يُعْتَبَر به. [ص:1125]
قَالَ عليّ بْن حُجْر: قُلت لهُشَيْم: شيخ من أهل واسط بدمشق يقال له: سويد، فأثنى عليه.
وقال ابن سعد: أخبرنا أبو عَبْد الله الشاميّ قَالَ: وُلّي سُوَيْد قضاء بَعْلَبَكّ، وكان محتاجًا، فلقيه داود بْن أبي شَيْبان فقال: يا أبا محمد، وُلَّيت القضاء بعد العِلم والحديث؟ قَالَ: نعم، نَشَدْتُكَ بالله أَتَحْت جُبّتك شِعار؟ فقال داود: نعم. فرفع سويد جبته فإذا ما تحتها ثوب، ثمّ قَالَ: أنْشُدُك الله، هَلْ هذا الطَّيْلسان لك؟ قَالَ: نعم. قَالَ: فوالله ما هذا الطَّيْلسان لي، أفلا ألي القضاء؟ فوالله لو وُلَّيت بيتَ المال لوليته.
قلت: قد روى عنه من البعالكة إبراهيم بْن النَّضْر، وعبد الحميد بْن حمّاد الْقُرَشِيّ، وأبو سُلَيْم عَبْد الرَّحْمَن بْن ضحّاك، ومحمد بْن هاشم.
وقد وثّقه دُحَيْم وحده.
مات سنة أربعٍ وتسعين ومائة.(4/1123)
128 - ت ن ق: سيَّار بْن حاتم، أبو سَلَمَةَ البصْريّ العَنَزَيّ العابد. [الوفاة: 191 - 200 ه]
رَوَى عَنْ: جعفر بْن سُليمان وصَحِبه مُدة، وعن الحارث بْن نَبْهان، وعبد الواحد بْن زياد، وطائفة. ويغلب عَلَى حديثه القَصَص والرقائق.
رَوَى عَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وهارون الحمّال، وعليّ بْن مُسْلِم الطُّوسيّ، ومؤمَّل بْن إهاب، وعبد الله بْن الحَكَم القَطَوانيّ، وآخرون.
ذكره ابن حِبّان في " الثَّقات ".
وقيل: كَانَ مِن الصُّلَحاء السَّليمي الباطن.
قَالَ أبو داود: سَأَلت القواريريّ عَنْهُ فقال: لم يكن لَهُ عقل، كَانَ معي في الدُّكّان. قلت: أيتهم بكَذِب؟ قَالَ: لا.
وقال الحاكم: كَانَ عابد عصره، أكَثْرَ عَنْهُ أحمد بْن حنبل.
وقال الأزديّ: عنده مناكير. [ص:1126]
قِيلَ: مات سنة تسعٍ وتسعين ومائة، وقيل: سنة مائتين.(4/1125)
-[حَرْفُ الشِّينِ](4/1126)
129 - شبيب بْن سُلَيْم الأُسَيديّ البصْريّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
رَأَى الحَسَن البصْريّ سَلْم واحدةً،
وَرَوَى عَنْ: مِقْسَم، وعن أَبِي هانئ.
وَعَنْهُ: إبراهيم بْن مهديّ، والفلاس، ومحمد بْن المُثَنَّى، ونُعَيْم بْن حمّاد، ورُسْتَه.
ضعفه الفلاس والدارقطني.(4/1126)
130 - خ د ن: شعيب بْن حرب، أبو صالح المدائنيُّ البغداديُّ الزَّاهد العابد، [الوفاة: 191 - 200 ه]
نزيل مكّة.
رَوَى عَنْ: عِكْرمة بْن عمّار، ومالك بْن مِغْوَلٍ، وشُعْبَة، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، والحَسَن بْن الصباح البزار، ويعقوب الدورقي، ومحمد بن عيسى المدائني، وطائفة سواهم.
وثقه أبو حاتم وغيره.
وكان منعوتا بالعبادة والورع، أمارا بالمعروف، أثنى عليه سري السقطي.
وقال أحمد: شعيب حمل على نفسه في الورع.
وقال عبد الله بن خبيق: سَمِعْتُ شعيب بْن حرب يَقُولُ: أكلتُ في عشرة أيام أكلة.
وقال أبو حمدون الطَّيّب بْن إسماعيل: ذهبنا إلى شُعيب إلى المدائن وقد بنى لَهُ كوخًا، وعنده خبز يابس يبلّه، وهو جلْد وعظْم.
وقد كَانَ قرأ القرآن غير مرّة على حمزة الزّيّات وصحِبَه.
قال عَبْد الله بْن أيوب المخرميّ: قَالَ شُعيب بْن حرب: مِن طلب الرئاسة ناطَحَتْه الكِباش، ومن رضي بأن يكون ذَنَبًا أبى الله إلا أن يجعله رأسا.
قلت: توفي سنة سبع وتسعين ومائة.(4/1126)
131 - شُعَيْب بن العلاء الرازي، أَبُو مُحَمَّد السَّرَّاج، ولقبه أَبُو هُرَيْرَةَ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
رَوَى عَنْ: حجاج بن أرطأة، وابن جريج، وجويبر، وسفيان الثوري.
وَعَنْهُ: عمرو بن رافع، ومحمد بن عمرو زنيج.
صدوق.(4/1127)
132 - م د ن: شُعيب بن الليث بن سعد الفهميُّ مولاهم، الْمَصْرِيّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: أَبِيه، وموسى بْن عليّ بْن رباح.
وَعَنْهُ: ولده عَبْد المُلْك، ويونس بْن عَبْد الأعلى، والربيع بْن سُليمان، ومحمد بْن عَبْد الله بْن عَبْد الحَكَم، وغيرهم.
وكان إمامًا مُفْتيًا ثقة.
قَالَ ابن وهْب: ما رَأَيْت ابنًا لعالم أفضل مِن شُعيب بْن اللَّيْثُ.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: مَاتَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ تسعٍ وتسعين ومائة، وله أربعٌ وستّون سنة.(4/1127)
133 - شقيق البلْخيّ، هُوَ أبو عليّ شقيق بْن إبراهيم الأزديُّ الزَّاهد، [الوفاة: 191 - 200 ه]
أحد الأعلام، صاحب إبراهيم بْن أدهم.
حَدَّثَ عَنْ: إسرائيل، وعبّاد بْن كثير، وكثير بْن عَبْد الله الأبلي.
وَعَنْهُ: حاتم الأصم، وعبد الصمد بن يزيد مردويه، ومحمد بن أبان المستملي، والحسين بن داود البلخي، وغيرهم.
عن علي بن محمد بن شقيق البلخي قال: كانت لجدي ثلاثمائة قرية، ثمّ مات بلا كفن، وسيفه إلى الساعة يتبرّكون بِهِ. وخرج إلى التُّرْك تاجرًا، فدخل على عبدة الأصنام، فرأى عالمهم قد حلق لحيته، فقال: إن هذا باطل، ولكم خالق وصانع قادر عَلَى كلّ شيء. فقال لَهُ: لَيْسَ يوافق قولك فِعلك. قَالَ: وكيف؟ قَالَ: زعمت أنّه قادر عَلَى كلّ شيء، وقد تعنّيت إلى ههنا تطلب الرزق، فلو كَانَ كما تَقُولُ، كَانَ الذي يرزقك هنا يرزقك هناك وتربح العناء. قَالَ: فكان هذا سبب زهدي.
وعن شقيق قَالَ: كنتُ شاعرًا فرزقني الله التوبة، وخرجت من ثلاثمائة [ص:1128] ألف درهم، وكنتُ مُرابيًا، لبستُ الصُّوف عشرين سنة وأنا لا أدري، حتى لقيت عَبْد العزيز بْن أَبِي رَواد، فقال: لَيْسَ الشأن في أكل الشعير ولبس الصوف، الشأن أن تعرف الله بقلبك لا تُشْرِك بِهِ شيئًا، والثانية: الرضى عَنِ الله، والثالثة: تكون بما في يد الله أوثق منك بما في أيدي الناس.
وعن شقيق قَالَ: عملت في القرآن عشرين سنة حتى ميّزت بين الدنيا والآخرة، فأصبته في حرفين؛ قوله تعالى: (فما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى).
وعن حاتم الأصمّ، عَنْ شقيق قَالَ: لو أن رجلا عاش مائتي سنة لا يعرف هذه الأربعة لم ينج؛ أولها: معرفة الله، الثاني: معرفة النفس، الثالث: معرفة أمر الله ونهيه، الرابع: معرفة عدّو الله وعدّو النفس.
قَالَ أبو عقيل الرصافي: حدثنا أحمد بن عبد الله الزاهد قال: سَمِعْتُ شقيق بْن إبراهيم يَقُولُ: ثلاث خِصال هي نتاج الزهد؛ الأولى: أن يميل عن الهوى، الثانية: ينقطع إلى الزُّهْد بقلب، الثالث: أن يذكر إذا خلا كيف مدخله ومخرجه، كيف يدخل قبره؟ ويذكر الجوع والعطش والحساب والصراط والعري والفضيحة وطول القيام.
وقد ورد عَنْ شقيق مَعَ انقطاعه وزُهده أنّه من كبار المجاهدين في سبيل الله، وكذا فلْيكن زهد الأولياء.
روى محمد بْن عِمران عَنْ حاتم الأصمّ قال: كنا مع شقيق ونحن مصافو العدو الترك، في يوم لا أرى فيه إلا رؤوسا تندر، وسيوفًا تُقطع، ورِماحًا تُقصف، فقال لي: كيف ترى نفسك؟ هِيَ مثل الليلة التي زُفّت فيها إليك امرأتك؟ قلت: لا والله. قَالَ: لكني أرى نفسي كذلك. ثمّ نام بين الصَّفَّيْن، ودَرَقَتُه تحت رأسه حَتَّى سمعت غطيطُه، فأخذني يومئذ تركي فأضجعني للذَّبْح، فبينا هُوَ يطلب السَّكّين مِن خُفّه إذ جاءه سهم عائر فذبحه فألقاه عنّي.
وعن حاتم، عَنْ شقيق قَالَ: مَثَلُ المؤمن مثل رجلٍ غرس نخلةً يخاف [ص:1129] أن تحمل شوكًا، ومثل المنافق كَمَثل رجلٍ زرع شوكا يطمع أن يحمل ثمرا، هيهات.
وعن شقيق قَالَ: لَيْسَ شيء أحبّ إلي من الضيف؛ لأنّ رُزْقه عَلَى الله، وأجره لي.
وقال الحسين بن داود: حدثنا شقيق الزّاهد في الدنيا الراغب في الآخرة، المداوم على العبادة، قال: حدثنا أبو هاشم الأبلي، فذكر حديثًا.
وعن شقيق قَالَ: لقِيت سُفْيان الثَّوْريّ فأخذت منه لباسَ الدون، رَأَيْت لَهُ إزارا ثمن أربعة دراهم، إذا جلس متربّعًا أو مدَّ رِجْلَيه يخاف أن تبدو عورته، وأخذت الخشوع مِن إسرائيل.
وقال محمد بْن أبان المستمليّ: سَمِعْتُ شقيقًا يَقُولُ: أخذت العبادة مِن عَبَّاد بن كثير، والفِقْه مِن زُفَر.
قَالَ ابن أَبِي الدنيا: حدثنا محمد بْن الحسين قَالَ: سُئِل شقيق: ما علامة التوبة؟ قَالَ: إدمان البكاء عَلَى ما سلف مِن الذَّنوب، والخوف المُقْلِق مِن الوقوع فيها، وهجران إخوان السُّوء، وملازمة أهل الخير.
وقال ابن أبي الدنيا: حدثنا أحمد بْن سَعِيد: قِيلَ لشقيق: ما علامة العبد المباعَد المطرود؟ قَالَ: إذا رَأَيْته قد ضيع الطاعة، واستوحش قلبه منها، وحلى لَهُ المعصية، واستأنس بها، ورغِب في الدنيا وزهِد في الآخرة.
وعن شقيق قَالَ: ما للعبد صاحب خير مِن الخوف والهمّ فيما مضى مِن ذنوبه وما ينزل بِهِ
وعنه قَالَ: مِن شكا مصيبة نزلت بِهِ إلى غير الله، لم يجد حلاوة الطاعة أبدًا.
قَالَ الحاكم في تاريخه: قِدم شقيق نَيْسابور عند خروجه راجلا في ثلاثمائة مِن زُهّاد خُراسان معه أيّام المأمون؛ يعني أيّام ولايته خُراسان. قَالَ: فطلب المأمون الاجتماع بِهِ، فامتنع حتّى تشفّع إليه المأمون. روى عَنْهُ مِن أهل نَيْسابور أيّوب بْن الحَسَن الزّاهد، وعليّ بْن الحَسَن الأفطس، وغيرهما.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: أخبرنا محمد بن إبراهيم قال: أخبرنا يحيى بن ثابت قال: أخبرنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْبَزَّازُ - عرف بابن الخل - قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله ابن المحاملي سنة ثمان وعشرين وأربعمائة قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّدُ بْن عَبْد اللَّهِ الشَّافِعِيُّ قال: حدثنا الحسين بن داود البلخي قال: حدثنا شقيق بن إبراهيم البلخي قال: حدثنا أبو هاشم الأبلي، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا ابْنَ آدَمَ، لا تَزُولُ قَدَمَاكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى تُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ؛ عُمْرُكَ فِيمَا أَفْنَيْتَهُ، وَجَسَدُكَ فِيمَا أَبْلَيْتَهُ، وَمَالُكَ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبْتَهُ وَأَيْنَ أَنْفَقْتَهُ ". إِسْنَادُهُ وَاهٍ، وَمَعْنَاهُ صَحِيحٌ.
ذكر أبو يعقوب القرّاب أن شقيق بن إبراهيم رحمة الله عليه قُتِل في غزوة كُولان سنة أربعٍ وتسعين ومائة.(4/1127)
-[حَرْفُ الصَّادِ](4/1130)
134 - صالح بْن بَيان الثَّقَفيّ، ويُقال: العبْديّ، قاضي بلد سِيراف مِن أعمال فارس، ويُعرف بالسَّاحليِّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
حكى عن شعبة، وسفيان، وفُرات بْن السّائب.
وَعَنْهُ: محمد بْن إسماعيل بْن أَبِي سمينة، وأحمد بْن مطهّر، وغيرهما.
قَالَ الدّارَقُطْنيّ: متروك الحديث.(4/1130)
135 - ت ق: صالح بْن مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيميّ الطَّلْحيّ الكوفي [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: عَبْد العزيز بْن رُفيع، وَسُهَيْلِ بْن أَبِي صالح، ومعاوية بْن إِسْحَاق، وهشام بْن عروة.
وَعَنْهُ: داود بن عمرو الضبي، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمُحَارِبِيُّ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الحديث.(4/1130)
136 - صَعْصَعَةُ بنُ سَلَّام، ويقال: ابن عَبْد الله، الدّمشقيّ. [أَبُو عَبْد الله] [الوفاة: 191 - 200 ه]
[ص:1131]
رَوَى عَنْ: الأَوْزَاعِيِّ، وَسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَمَالِكِ. ثمّ دخل الأندلس وصار عالِمها ومُفتيها، وولي خطابة قُرْطُبَة.
حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حَبِيبٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ أيّوب القُرْطُبيّ، وموسى بْن ربيعة.
قال ابن يونس: كنْيته أبو عَبْد الله، وكان أول مِن أدخل الحديث الأندلس. قال: وتوفي سنة اثنتين وتسعين ومائة، وقيل: سنة ثمانين ومائة.(4/1130)
137 - صُغْديُّ بْن سِنان، أبو معاوية البصْريّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: يونس بْن عُبَيْد، وابن جُرَيج، وجعفر بن الزبير، ومحمد بن فضاء.
وَعَنْهُ: محمد بْن صالح البغداديّ، وزيد بْن الحُرَيْش، والوليد بن عمرو بْن سُكَين، ومحمد بْن هشام بْن أبي خيرة السُّدُوسيّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ غيره: ضعيف.(4/1131)
138 - م 4: صَفْوان بْن عيسى، أبو محمد الزُّهْرِيّ البصْريّ القسام. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: ثور بن يزيد، وابن عجلان، ويزيد بن أبي عبيد، ومَعْمَر، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد، وإسحاق، والفلاس، وأبو قدامة السرخسي، ومحمد بن يحيى، وطائفة.
قَالَ ابن سعْد: كَانَ ثقة صالحًا.
وقال البخاريّ: مات سنة ثمانٍ وتسعين ومائة، وقيل: سنة مائتين.(4/1131)
139 - صِلةُ بنُ سُليمان الواسطيُّ العطَّار. [الوفاة: 191 - 200 ه]
نزل بغداد،
وَحَدَّثَ عَنْ: ابن جُرَيج، وهشام بْن حسّان، وأشعث بْن عَبْد المُلْك.
وَعَنْهُ: محمد بن حرب النشائي، وسليمان بن أحمد الواسطي، وحيدون بْن عَبْد الله الطّحّان.
كذّبه ابْن مَعِين. [ص:1132]
وقال أبو حاتم: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ بِذَاكَ الْقَوِيِّ.
قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ: حدثنا صلة العطار قال: حدثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ، عَنْ مُعَاذٍ، سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَمَّنَ رَجُلا ثُمَّ قَتَلَهُ وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، وَإِنْ كَانَ الْمَقْتُولُ كَافِرًا ". وَيَرْوِي عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ بِإِسْنَادٍ صَالِحٍ.(4/1131)
140 - ت: صَيْفيّ بْن رِبْعيّ الأنصاريُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
كوفيّ. عَنْ أبيه، وابن أبي ذئب، وشُعْبَة، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أبو كريب، ومحمد بن منصور الكلبي، والحسين بْن يزيد الطّحّان، وغيرهم.
قَالَ أبو حاتم: صالح الحديث، ما أرى بحديثه بأسًا.
قلت: لَهُ حديث مُنْكر في التَّرْمِذيّ عَنْ عبد الله بن عمر العمري.(4/1132)
-[حَرْفُ الضَّادِ](4/1132)
• - ضمرة بْن ربيعة، [الوفاة: 191 - 200 ه]
شيخ الرملة، سيأتي بعد المائتين.(4/1132)
-[حَرْفُ الْعَيْنِ](4/1132)
141 - عاصم بْن حُمَيْد الكُوفيُّ الحنَّاط. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: سِماك بْن حرب، وأبي حمزة ثابت الثُّماليّ.
وَعَنْهُ: يحيى بْن عبد الحميد، وابن نُمَيْر، ومحمد بْن مِهْران الْجَمَّالُ.
وثّقه أبو زُرْعة.(4/1132)
142 - عاصم بْن سُليمان، أبو محمد، العبْديّ ثمّ الكُوزيّ، الحذَّاء. [الوفاة: 191 - 200 ه]
شيخٌ بصْريّ ضعيف. عَنْ عاصم الأحول، وداود بْن أَبِي هند، وهشام بْن حسّان.
وَعَنْهُ: محمد بْن موسى الحَرشيّ، ومحمد بْن عيسى ابن الطّبّاع، والحَسَن بْن عَرَفَة.
كذّبه الفلاس. [ص:1133]
وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَنِ الأَثْبَاتِ.
ابن الطباع: حدثنا عَاصِمُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: (وَمَقَامٍ كَرِيمٍ)، قَالَ: الْمَنَابِرُ.(4/1132)
143 - ت ق: عاصم بْن عَبْد العزيز الأشجعيُّ المدنيُّ، أبو عَبْد الرَّحْمَن. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذَبَّابٍ، وهشام بْن عُرْوة، وسعد بْن إِسْحَاق.
وَعَنْهُ: إبراهيم بْن المنذر، وإسحاق بْن موسى الخطميّ، ومحمد بْن المُثَنَّى، وقال: هُوَ ثقة.
وقال النَّسَائيّ والدارَقُطْنيّ: لَيْسَ بالقوي.(4/1133)
144 - ت: عامر بْن صالح بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ الأسَديُّ المدنيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
نزل بغداد،
وَحَدَّثَ عَنْ: عمّ أبيه هشام بْن عُرْوة، وابن أَبِي ذئب، ويونس بْن يزيد.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، والصَّلْت الْجَحْدَريّ، ويعقوب الدَّوْرقيّ، ومحمد بْن حاتم الزَّمِّيَّ.
وكان فقيهًا إخباريًا علامة، لكنّه واهٍ.
قَالَ أبو داود: قِيلَ ليحيى بْن مَعِين: إنّ أحمد بْن حنبل حدَّث عَنْ عامر بْن صالح، فقال: ما لهُ، جُنّ؟
وضعّفه غير واحد.
وقال الدّارَقُطْنيّ: يُتْرَك عندي.
وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: كَانَ كذّابًا يروي عَنْ هشام كلّ حديث سمعه.
وقال أحمد بْن محمد بْن محرز، عَنِ ابن مَعِين: كذّاب، عدّو لله. قَالَ [ص:1134] لي حَجّاج: إنّ هذا أتاه، فكتب عَنْهُ حديث هشام بْن عُرْوة، حدّثه بِهِ عَنِ اللَّيْثُ بْن سعْد وابن لَهِيعَة، عنه.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عامّة حديثه مسروق مِن الثَّقات.(4/1133)
145 - ت: عامر بْن صالح بْن رُسْتُم الخَزَّاز، أبو بَكْر البَصْريُّ، وهو عامر بن أبي عامر. [الوفاة: 191 - 200 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِيه، ويونس بْن عُبَيْد، وأيّوب بْن موسى.
وَعَنْهُ: عُبَيْد الله القواريريّ، وخَلَف البزَّار، ومحمد بْن أَبِي بَكْر المُقَدَّمّي، والفلاس، وابن مُثَنَّى، ونصر بْن عليّ، وعدّة.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيّ: لم أر لَهُ حديثًا مُنكرًا.(4/1134)
146 - عامر بْن عبد الله، أبو وهْب الْمَصْرِيّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: عَمْرو بْن شراحيل المَعَافِريّ.
وَعَنْهُ: سَعِيد بْن عُفَير، وأحمد بْن سَعِيد الهمَدانيّ.
مات سنة مائتين.(4/1134)
147 - العبَّاس بْن الأحنف. [الوفاة: 191 - 200 ه]
شاعر زمانه، لَهُ أخبار كثيرة مَعَ الرشيد وغيره، وكان ظريفا كيسًا حلو النادرة مجيدًا في الغزل.
ومن شِعْره:
يا أيها الرجل المعذَّب نفسَهُ ... أقصِرْ فأنّ شفاءك الإقصارُ
نَزَف البكاءُ دموعَ عينك فاستَعٍرْ ... عينًا يُعينك دمعُها المِدرار [ص:1135]
مِن ذا يُعيرك عينهُ تبكي بها ... أرأيت عينا للبكاء تعار
ومن شعره:
وحدثتني عنها حديثا فزِدْتَني
جُنُونًا فزِدْني مِن حديثك يا سَعْد ... هواها هويً لم يعرف القلبُ غيرَه
فليس لَهُ قبلٌ وليس لَهُ بعدُ
وَلَهُ:
قد سحب الناسُ أذيالِ الظُّنُون بنا ... وفرّق الناسُ فينا قولَهم فِرقا
فكاذبٌ قد رمى بالحب غيركم ... وصادق لَيْسَ يَدْري أَنَّهُ صَدَقا
مات العبّاس بْن الأحنف سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة، وقيل: مات سنة اثنتين وتسعين ومائة، قبل أبي نؤاس.(4/1134)
148 - العباس بن الحسن بْن عُبَيْد الله بْن عَبَّاس ابْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أبو الفضل العلويُّ المدنيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
قِدم بغدادَ في دولة الرشيد وبقي في صحبته، ثمّ صحِب بعده ولدَه المأمون. وكان شاعرًا بليغًا مفوّهًا حتّى قِيلَ: إنّه أشعر آل أبي طَالِب كلّهم.(4/1135)
149 - العبّاس بْن الفضل بْن الربيع بْن يونس، [الوفاة: 191 - 200 ه]
مولى المنصور، مِن كبار الأمراء.
وُلّي حجابة الأمين، وكان من الشعراء الفصحاء.
تُوُفّي في حياة أَبِيهِ.(4/1135)
150 - ت ق: عَبْد الله بْن الأجلح الكِنْديّ الكوفيُّ، أبو محمد. [الوفاة: 191 - 200 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، ومنصور بْن المعتمر، ويزيد بْن أبي زياد، وعاصم الأحول، وعطاء بن السائب، والأعمش.
وَعَنْهُ: أبو كريب، ويحيى بن جعفر البيكندي، وعبد الله بن عامر بن زرارة.
قال أبو حاتم: لا بأس بِهِ.(4/1135)
151 - ع: عَبْد الله بْن إدريس بْن يزيد بْن عَبْد الرَّحْمَن، أبو محمد الأَوْدِيُّ الكوفيُّ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
أحد الأئمّة الأعلام.
مولده سنة عشرين ومائة،
وَرَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وسهيل بْن أَبِي صالح، وأبي إسحاق الشَّيْبانيّ، وحُصين بْن عَبْد الرَّحْمَن وهو أقدم شيخ لِقَيه، وهشام بْن عُرْوة، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، والأعمش، وابن جُرَيج، وطائفة.
وكان مِن جلّة المقرئين؛ قرأ عَلَى الأعمش وعلى نافع، وأقرأ القرآن.
رَوَى عَنْهُ: مالك مَعَ تقدّمه، وابن المبارك، وأحمد، وإسحاق، وابن مَعِين، وابنا أبي شَيبة، والحسن بْن عَرَفَة، وأحمد بْن عَبْد الجبّار العُطارِديّ، وخلْق.
وقد أقدمه الرشيد ليُوَلّيه قضاء الكوفة، فامتنع.
قَالَ بِشْر الحافي: ما شرب أحد ماء الفرات فَسَلِم إلا عَبْد الله بن إدريس.
وقال أحمد بْن حنبل: كَانَ نسيج وحده.
وقال يعقوب بْن شيبة: كَانَ عابدًا فاضلا، كان يسلك في كثير من فتياه ومذاهبه مسلك أهل المدينة، يخالف الكوفيّين، وكان بينه وبين مالك صداقة.
ثم قال: وقد قيل: إنّ جميع ما يرويه مالك في " الموطَّأ " " بلغني عَنْ عليّ " رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فيرسلها أنّه سمعها مِن ابن إدريس.
قَالَ أبو حاتم الرّازيّ: هُوَ إمام مِن أَئمّة المسلمين، حُجّة.
وقيل: لم يكن بالكوفة أعبد لله مِنه.
قَالَ الحَسَن بْن عَرَفَة: لم أر بالكوفة أفضل منه.
وروى أبو داود عَنْ إسحاق بْن إبراهيم، عَنِ الكِسائيّ قَالَ: قَالَ لي الرشيد: من أقرأ الناس؟ فقلت: عَبْد الله بْن إدريس. قَالَ: ثمّ مِن؟ قَالَ: قلتُ: حسين الْجُعْفيّ. قَالَ: ثمّ مَن؟ قلت: رَجُل آخر.
وعن حسين العَنْقزيّ قَالَ: لما نزل بابن إدريس الموت بَكَت ابنتُه، فقال: لا تبكي يا بُنّية، فقد ختمت القرآن في هذا البيت أربعة آلاف ختمة.
قَالَ ابن عمّار: كَانَ ابن إدريس إذا لَحَن أحدٌ في كلامه لم يحدّثه. [ص:1137]
وقال ابن مَعِين: سَمِعْتُ ابن إدريس يَقُولُ: عندي قوصرة ملكائية، وراوية مِن حوض الرّبّابين، ودبَّة زيت، ما أحدٌ أغنى منّي.
وكان ابن إدريس يحرّم النبيذ.
وقال: قلت لحفص بْن غِياث: اترك الجلوس في المسجد. فقال: أنتَ قد تركتَ ذَلِكَ ولم تُتْرك. قلتُ: يأتيني البلاء وأنا فار أحب إلي من أن يأتيني وأنا متعرّض لَهُ.
قَالَ أبو خَيْثَمَة: سَمِعْتُ ابن إدريس يَقُولُ: كلّ شرابٍ مُسْكِرٍ كثيرُهُ فإنّه محرَّمٌ يسيرُه، إنّي لكم منه نذير.
أبو بَكْر بْن أَبِي شيبة: سَمِعْتُ ابن إدريس قَالَ: كتبت حديث أَبِي الحوراء، فخفتُ أن يتصحف بأبي الجوزاء، فكتبت تحته: حورٌ عين.
وقال يعقوب السَّدُوسيّ: حدثنا عبيد بن نعيم قال: حدثنا الحسن بن الربيع البوراني قَالَ: قُرئ كتاب الخليفة إلى ابن إدريس وأنا حاضرٌ: مِن عَبْد الله هارون أمير المؤمنين إلى عَبْد الله بْن إدريس. قَالَ: فشهق ابن إدريس شهقة، وسقط بعد الظهر، فقمنا إلى العصر وهو عَلَى حاله، وانتبه قُبَيْلَ المغرب وقد صَبَبنا عَليْهِ الماء، فلا شيء. قَالَ: إنّا لله وإنّا إِلَيْهِ راجعون، صار يعرفني حتّى يكتب إليّ، أيّ ذَنْبٍ بلغ بي هذا؟
قلت: وقد وثّقه ابن مَعِين وعبد الرَّحْمَن بْن خراش والناس.
وقيل: بل ولد سنة خمس عشرة ومائة.
وقع لي مِن عالي حديثه.
تُوُفّي في شهر ذي الحجّة سنة اثنتين وتسعين ومائة بالكوفة.(4/1136)
152 - ت ق: عَبْد الله بْن إسماعيل بْن أَبِي خَالِد الكوفيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبة، ومُجالد.
وَعَنْهُ: أبو كُرَيْب.(4/1137)
153 - ق: عَبْد الله بْن خِراش بْنِ حَوْشَب الشَّيْبانيُّ الكوفيُّ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
أخو شهاب بْن خِراش.
عَنْ: عمّه العَوّام، وموسى بْن عُقْبَة.
وَعَنْهُ: أبو سَعِيد الأشجّ، وزيد بْن الحُرَيش، والحَسَن بْن قَزَعَة، وأحمد بْن المِقْدام، وقيس بْن حفص الدارمي، وآخرون.
ضعّفوه؛ قَالَ الْبُخَارِيّ: مُنْكَر الحديث. وقال الدّارَقُطْنيّ: ضعيف.(4/1138)
154 - ت: عَبْد الله بْن داود التَّمَّار، أبو محمد الواسطيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: ابن جُرَيج، وحَنْظلة بْن أَبِي سُفْيان، والحمَّادَيْن.
وَعَنْهُ: محمد بْن المُثَنَّى، وأحمد بْن سِنان القطّان، وهارون بْن سليمان الأصبهاني، وآخرون.
وكان صاحب سُنّة.
قَالَ أبو أحمد الحاكم: لَيْسَ بالمتين.
وقال الْبُخَارِيّ: فيه نظر.
قلت: روى أحاديث موضوعة كأنه آفَتها.(4/1138)
155 - م د ن ق: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رجاء المكي. [أبو عِمران] [الوفاة: 191 - 200 ه]
بصْريّ الأصل.
عَنْ: أيّوب السّخْتيانيّ، وإسماعيل بْن أُمَيَّة، وعُبَيْد الله بْن عُمَر، وابن عَجْلان، وعبد الله بن عثمان بن خثيم، وموسى بْن عُقْبة، وابن جُرَيج، وما في هَؤلاءِ أحد أدركهم عَبْد الله بْن رجاء الغداني.
وَعَنْهُ: أحمد، وإسحاق، وسريج بْن يونس، والحسن بْن الصّبّاح البزّار، وابن مَعِين، وبُنْدار، وعَمْرو النّاقد.
كنْيته أبو عِمران. [ص:1139]
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.(4/1138)
156 - عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أبي رِفاعة راشد، أبو عَبْد الرَّحْمَن، الخَوْلانيّ مولاهم، الْمَصْرِيّ الزَّاهد القُدْوة. [الوفاة: 191 - 200 ه]
كَانَ يقال هُوَ أفضل أهل الإسكندرية، مات سنة مائتين، وعاش ثمانيًا وستّين سنة.
ذكره ابن يونس مختصرًا.(4/1139)
157 - بخ: عَبْد الله بْن سَعِيد، أبو بُكَير النَّخَعيّ الكوفيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
رَوَى عَنْ: العلاء بْن المسيّب، وأجلح بْن عَبْد الله، وحَجّاج بْن أرطأة.
وَعَنْهُ: ابن راهَوَيْه، وَأَبُو سَعِيد الأشجّ.
لم يذكره ابن أَبِي حاتم.(4/1139)
158 - عَبْد الله بْن سُفْيان بْن عُقْبة، اللَّيْثي مولاهم، المدنيُّ، أبو سُفْيان. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: جَدّه عُقْبة بْن أبي عَائِشَةَ، وأبي طُوَالَةَ، وغَنْم بْن نِسْطاس، وجماعة.
وَعَنْهُ: نُعَيْم بْن حمّاد، وإبراهيم بْن المنذر الحزامي، وأبو مُصْعَب، وإسحاق بْن موسى.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.(4/1139)
159 - عَبْدُ الله بْن سَلَمَةَ، أبو عَبْد الرحمن البصْريّ الأفطس. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: الأعمش، وفُضَيْل بْن غَزْوان، وابن أبي ليلى، وموسى بْن عُقْبة.
وَعَنْهُ: الفلاس، وأبو كامل الْجَحْدَريّ، وعمر بْن شَبَّة، وآخرون.
قَالَ يحيى القطّان: لَيْسَ بثقة.
وقال أحمد بْن حنبل: تركوا حديثه. [ص:1140]
وقال ابن عَدِيّ: يُكتب حديثُه مَعَ ضَعْفه.
قلت: كَانَ يستخف بالأئمّة، قَالَ: يكذِب سُفْيان، وتكلّم في غُنْدَر. وقال عَنِ القطّان: ذاك الأحول. وكذا سُنّة الله في كلّ مِن ازدرى بالعلماء بقي حقيرًا.(4/1139)
160 - ت: عَبْد الله بْن عَبْد القُدُّوس، الكوفيُّ ثمّ الرَّازيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: الأعمش وغيره.
وَعَنْهُ: محمد بْن حُمَيْد، وعبد الله بْن داهر، وعَبَّاد بْن يعقوب الرَّواجنيّ.
قَالَ ابن مَعِين: لَيْسَ بشيء، رافضيّ خبيث.
وقال غير واحد: ضعيف.(4/1140)
161 - عَبْد الله بْن عَبْد الملك بْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الهُذْليّ المسعوديُّ الكوفيُّ، أبو عَبْد الرَّحْمَن. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: الحارث بن حصيرة، والأعمش.
وَعَنْهُ: عباد بْن يعقوب، وهارون بْن حاتم، وآخرون.
لم أر به بأسا بعد.(4/1140)
162 - ت: عَبْد الله بْن عيسى الخَزَّاز، أبو خَلَف البصري الحريري. [الوفاة: 191 - 200 ه]
رَوَى عَنْ: يحيى البكّاء، ويونس بْن عُبَيْد، وداود بْن أَبِي هند.
وَعَنْهُ: عُقْبة بْن مُكْرَم، وعُمر بن شبة، وجماعة.
لَهُ في " جامع " أبي عيسى حديث واحد، وهو ضعيف عندهم.(4/1140)
163 - عَبْد الله بْن كثير الدِّمشقيُّ الطَّويل المقرئ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
إمام جامع دمشق المحروسة.
رَوَى عَنْ: الأوزاعيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن جَابِر، وشَيبان النَّحْويّ، وغيرهم.
وَعَنْهُ: هشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، ومحمود بن خالد، والعباس بن الوليد الخلال. [ص:1141]
قال محمد بن الفيض: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: صلّي بنا عَبْد الله بْن كثير القارئ فقرأ (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ) فقَالَ: إبراهام، فبعث إِليْهِ والى دمشق نصر بْن حمزة فخفقه بالدَّرَّة وعزله عَنِ الصَّلاة.
قَالَ أبو زُرْعة الدّمشقيّ: كَانَ لا بأس بِهِ.
وقال أبو حفص بْن شاهين: تُوُفّي سنة ستٌّ وتسعين ومائة؛ يعني بدمشق.(4/1140)
164 - عَبْد الله بْن قُبَيْصة، أبو قُبَيْصة الفَزَاريّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
كوفيّ.
رَوَى عَنْ: الأعمش، وهشام بْن عُرْوة، وغيرهما.
وَعَنْهُ: أبو سَعِيد الأشجّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخ.(4/1141)
165 - عَبْد اللَّه بْن كُلَيْب بْن كَيْسان المُراديّ الْمَصْرِيّ، أبو عَبْد المُلْك. [الوفاة: 191 - 200 ه]
ولد سنة مائة وعمر دهرا، تفقه على ربيعة الرأي،
وَرَوَى عَنْ: يزيد بن أَبِي حبيب، وقيس بْن الحَجَّاج.
رَوَى عَنْهُ: أبو صالح، ويحيى بْن بُكَيْر، وعَمْرو بْن سَوّاد، ومحمد بْن سَلَمَةَ المراديّ، وأحمد بْن السَّرْح.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
قُلْتُ: مات سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة.(4/1141)
166 - ت ق: عَبْد الله بْن مُعَاذ بْن نَشيط الصّنْعَانيّ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
نزيل مكّة.
عَنْ: يونس بْن يزيد، ومَعْمَر بْن راشد.
وَعَنْهُ: إبراهيم بْن المنذر، وأبو خَيْثَمَة، ومحمد بْن أَبِي عُمر العَدَنيّ، والزُّبَيْر بْن بكّار، وجماعة.
وثّقه مُسْلِم وغيره، حتى يحيى بْن مَعِين، وأمّا عَبْد الرّزّاق فكان يكذبه. [ص:1142]
قَالَ أبو حاتم: هُوَ أوثق مِن عَبْد الرّزّاق.(4/1141)
167 - ق: عَبْد الله بْن موسى بْن إبراهيم بْن طَلْحة التَّيْميُّ الطَّلْحيُّ المدنيُّ [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: صَفْوان بْن سُلَيم، وأسامة بْن زيد اللَّيْثي، وجماعة.
وَعَنْهُ: إبراهيم بْن المنذر الحزاميّ وأثنى عَليْهِ، ويعقوب بْن محمد، ويعقوب بْن كاسب، وجماعة.
قَالَ ابن مَعِين: صَدُوق، كثير الخطأ.
وقال بعض الحُفّاظ: لَيْسَ بحُجَّة.(4/1142)
168 - ت: عَبْد اللَّه بْن ميمون بْن داود القَدَّاح، المَخْزوميُّ مولاهم، الْمَكِّيّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: يحيى بْن سَعِيد الْأَنْصَارِيّ، وجعفر الصّادق، وعُبَيْد الله بْن عُمر.
وَعَنْهُ: إبراهيم الحزاميّ، ومُؤمَّل بْن إهاب، وأحمد بْن شَيْبان الرَّمْليّ، وأحمد بْن الأزهر، وعبد الوهّاب بْن فُلَيح.
قَالَ الْبُخَارِيّ: ذاهب الحديث.
وقال أبو زُرْعة: واهي الحديث.
وقال أبو حاتم: متروك.
قلت: مات في حدود المائتين.(4/1142)
169 - ع: عَبْد الله بْن نُمَير، أبو هشام، الهمَدانيّ ثمّ الخارفيُّ، الكوفيُّ الحافظ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
رَوَى عَنْ: هشام بْن عروة، والأعمش، وأشعث بْن سوار، وابن أَبِي [ص:1143] خَالِد، وزكريا بن أبي زائدة، وإبراهيم بن الفضل المخزومي، وعبيد الله بن عمر، ويزيد بن أبي زياد، وطائفة كبيرة.
وَعَنْهُ: أحمد، وابن مَعِين، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وأحمد بْن الفُرات، وعلي بن حرب، والحسن بن علي بن عفان، وأبو عبيدة بن أبي السفر، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
وَكَانَ مولده في سنة خمس عشرة ومائة، ومات سنة تسع وتسعين ومائة.
وقع لنا من عواليه.(4/1142)
170 - ع: عبد الله بن وَهْب بن مُسلم، الإمام أبو محمد، الفِهْريُّ مولاهم، الْمَصْرِيّ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
أحد الأعلام، وعالم الديّار المصريّة.
قَالَ أبو سَعِيد بْن يونس: ولد سنة خمس وعشرين ومائة. قال: وقيل إنه مولى الأنصار.
طلب العِلْم وله سبْعٍ عشرة سنة، فعن ابن وهْب قَالَ: دعوت يونس بْن يزيد لوليمة عُرسي.
قلت: روى عَنْ يونس، وابن جريج، وحيي بن عبد الله المعافري، وحنظلة بن أبي سفيان، وعمرو بن الحارث، وأسامة بن زيد الليثي، وعمر بن محمد العمري، وعبد الحميد بن جعفر، وأبي صخر حميد بن زياد، وعبد الله بن عامر الأسلمي، وموسى بن علي، والليث، ومالك، وخلائق. وتفقه بمالك والليث.
وعنه قَالَ: رأيتُ عُبَيْد الله بْن عُمَر قد عَمي وقطع الحديث، ورأيت هشام بْن عُرْوة جالسًا فِي مسجد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقلت: آخذ عَنِ ابن سمعان وأصير إلى هشام، فلما فرغت قمتُ إلى منزل هشام فقالوا: قد نام. فقلت: أحجّ وأرجع، فرجعتُ فوجدته قد مات.
قَالَ محمد بْن سَلَمَةَ: سَمِعْتُ ابن القاسم يَقُولُ: لو مات ابن عُيَيْنَة لَضُرِبَت إلى ابن وهْب أكباد الإبل، ما دَوَّن العِلْم أحدٌ تدوينهَ. [ص:1144]
قَالَ يونس بْن عَبْد الأعلى، عَنِ ابن وهْب قَالَ: أقرأني نافع بْن أَبِي نُعَيْم.
وقال أبو زُرْعة: نظرتُ في نحو ثلاثين ألف حديث لابن وهْب لا أعلم أنّي رَأَيْت لَهُ حديثًا لا أصل لَهُ، وهو ثقة، وقد سَمِعْتُ يحيى بْن بُكَيْر يَقُولُ: هُوَ أفقه مِن عَبْد الرَّحْمَن بْن القاسم.
قلت: وله " مُوَطَّأ " كبير إلى الغاية، وله كتاب " الجامع "، وكتاب " الْبَيْعَةِ "، وكتاب " المناسك "، وكتاب " المغازي "، وكتاب " الرّدّة "، وكتاب " تفسير غريب الموطّأ "، وغير ذَلِكَ.
رَوَى عَنْهُ: اللَّيْثُ بْن سعْد، وأصبغ بْن الفَرَج، وأبو صالح، وأحمد بْن صالح، وحَرْمَلَة، والحارث بْن مِسْكين، ويحيى بْن أيّوب المقابريّ، وبحر بْن نصر الخَوْلانيّ، والربيع بْن سليمان المُراديّ، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وأبو الطاهر ابن السَّرْح، وبحر بْن نصر، وعبد الله بْن محمد بن رمح، وعلي بن خشرم، وعمرو بْن سَوَّاد، وعيسى بْن مَثْرُود، ومحمد بْن عَبْد الله بْن عَبْد الحَكَم، وهارون بْن سعيد الأَيْليّ، وعبد المُلْك بْن شُعيب بْن اللَّيْثُ، وعيسى بْن أحمد العسقلاني، وأحمد بْن عيسى التستري، وإبراهيم بن منقذ الخولاني، وسحنون بن سعيد القَيْروانيّ، وأحمد بْن عَبْد الرحمن بْن وهْب ابن أخيه، وأَمَم سواهم.
وكان ثقة ثْبتًا مِن كبار الزُّهاد.
قَالَ أحمد بْن صالح: حدَّث ابن وهْب بمائة ألف حديث، ما رَأَيْت أحدًا أكثر حديثًا منه، وقد وقع عندنا عَنْهُ سبعون ألف حديث.
وقال يحيى بْن بُكَيْر: ابن وهْب أفقه مِن ابن القاسم.
وقال عليّ بْن الْجُنَيْد: سَمِعْتُ أبا مُصْعَب يعظَّم ابنَ وهْب ويقول: مسائله عَنْ مالك صحيحة.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث، صدوق. [ص:1145]
وقال ابن عَدِيّ في " كامله ": ابن وهْب مِن الثَّقات، لا أعلم لَهُ حديثًا مُنْكَرا إذا حدَّث عَنْهُ ثقة.
وروى أبو طَالِب عَنْ أحمد بْن حنبل: ابن وهْب يفصل السَّماعَ مِن العرْض، ما أصحّ حديثه وأثبته، وقد كَانَ يُسيء الأخذ، لكن ما رواه وحدّثه صحيحًا.
وقال ابن مَعِين: ثقة.
قَالَ خَالِد بْن خِداش: قُرئ عَلَى ابن وهْب كتاب " أهوال يوم القيامة " - تأليفه - فخرّ مَغشيا عَليْهِ، فلم يتكلّم بكلمةٍ حتى مات بعد أيّام، رحمه الله.
وعن سُحْنُون قَالَ: كَانَ ابن وهْب قد قسّم دَهره أثلاثًا؛ ثُلُثًا في الرباط، وَثُلُثًا يُعلّم الناس بمصر، وَثُلُثًا في الحجّ. وذكر إنّه حجّ ستٌّا وثلاثين حجَّة، وكان مالك يكتب إِلَيْهِ: إلى عَبْد الله بْن وهْب مفتي أهل مصر، ولم يفعل هذا مَعَ غيره.
وقد ذُكر ابن وهْب وابن القاسم عند مالك، فقال مالك: ابن وهب عالم، وابن القاسم فقيه.
وقال أحمد بْن سَعِيد الهمَدانيّ: دخل ابن وهْب الحمّام، فسمع قارئًا يقرأ: (وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ)، فغُشي عَليْهِ.
قَالَ أبو زيد بْن أَبِي الغَمْر: كنّا نسمّي ابنَ وهْب ديوان العِلْم.
وقال ابن أبي حاتم: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعة يَقُولُ: نظرت في حديث ابن وهْب نحو ثمانين ألف حديث.
قلت: مرّ هذا، وقال: ثلاثين ألف حديث، فالله أعلم.
قَالَ أبو عُمَر بْن عَبْد البَرّ: جَدُّ ابن وهْب هُوَ مُسْلم مولى رَيْحانة مولاة عَبْد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن أنس الفِهْريّ.
وقال ابن أخي ابن وهْب: طلب عبّاد بْن محمد الأمير عمّي ليولّيه القضاء فتغّيب، فهدم عبّاد بعض دارنا، فقال الصّبّاحي لعبّاد: مَتَى طمع هذا [ص:1146] الكذا وكذا أن يلي القضاء؟ فبلغ ذَلِكَ عمّي، فدعا عَليْهِ بالعَمَى، فعَمي بعد جمعة.
وقال حَجّاج بْن رِشْدِين: سَمِعْتُ ابن وهْب يتذمّر ويصيح، فأشرفت عَليْهِ مِن غرفتي، فقلت: ما شأنك يا أبا محمد؟ قَالَ: يا أبا الحَسَن، بينما أَنَا أرجو أن أُحشر في زُمْرة العلماء أحشرُ في زُمْرة القُضاة. فتغيب في يومه، فطلبوه.
قال أبو الطّاهر بْن عَمْرو: جاء نَعي ابن وهْب ونحن في مجلس سُفْيان، فقال: إنّا لله وإنّا إِلَيْهِ راجعون، أُصيبَ المسلمون بِهِ عامّة، وأُصِبتُ بِهِ خاصّة.
وقال النَّسَائيّ: ابن وهْب ثقة، ما أعلمه روى عَنِ الثَّقات حديثًا منكرا.
قلت: بعض الأئمة المتنطعين تمحقل على ابن وهب في أخذه للحديث، وأنه كَانَ يترخّص في الأخْذ، وابن وهْب فحُجّة باتفاق، يكفيه قولُ الإمامين أَبِي زُرْعة والنَّسَائيّ فيه، وما مَن يروي مائة ألف حديث ولا يستلحق عَليْهِ في شيء إلا وهو ثَبْت حافظ، والله لو غلط في المائة ألف في مائتي حديث لما أثر ذَلِكَ في ثقته.
قَالَ أحمد بْن صالح: كَانَ ابن وهْب يتساهل في المشايخ، ولو أخذ مأخذ مالك في ذَلِكَ لكان خيرًا لَهُ.
قَالَ يونس بْن عَبْد الأعلى: مات في شَعْبان سنة سبْعٍ وتسعين ومائة. قَالَ: وكانوا أرادوه عَلَى القضاء فتغيّب.
قلت: وقع لي جملة مِن عَوَاليه.(4/1143)
171 - ت: عَبْد الحكيم بْن منصور الخُزاعيُّ الواسطيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَعَطَاءِ بْنِ السّائب.
وَعَنْهُ: عَبْد الله بْن عَون الخرّاز، وإسحاق بْن شاهين، ومحمد بْن عَبْد الله بْن بَزيع، ومحمد بْن حرب النَّشَاسْتجيّ، وآخرون.
وليس هُوَ بقويّ. [ص:1147]
كذبه يحيى بْن مَعِين، وقال مرة: لَيْسَ حديثه بشيء.
وقال أبو داود: ضعيف.
وقال النَّسائيّ وغيره: متروك الحديث.(4/1146)
172 - عَبْد الخالق بْن زيد بْن واقد الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، والوضين بْن عطاء، وغيرهما.
وَعَنْهُ: نُعَيْم بْن حمّاد، وصَفْوان بْن صالح، وسُليمان ابن بِنْت شُرَحْبيل.
قَالَ الدّارَقُطْنيّ: متروك الحديث.
وقال النَّسَائيّ: لَيْسَ بثقة.(4/1147)
173 - ق: عَبْد الرَّحْمَن بْن سعْد بْن عمّار، ابن مؤذَّن النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سعْد القَرِظ، أبو محمد الْقُرَشِيّ المخزوميُّ المَدِينيّ المؤذِّن. [الوفاة: 191 - 200 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وأعمامه، وعن صَفْوان بْن سُلَيْم، وأبي الزَّناد، وغيرهم.
وَعَنْهُ: إِسْحَاق بْن راهوية، وهشام بن عمار، والحميدي، ويعقوب بْن كاسب، وإبراهيم بْن المنذر، وجماعة.
ضعّفه يحيى بْن مَعِين وغيره، وصلّحه بعضهم.(4/1147)
174 - عَبْد الرحمن بْن سعيد الخُزاعيّ مولاهم، الْمَصْرِيّ، أبو سعِيد. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: نافع بْن يزيد، ومالك، وَاللَّيْثِ.
مات كهْلا.
رَوَى عَنْهُ: يحيى بْن بُكَيْر، ويونس بْن عَبْد الأعلى.
مات سنة تسعٍ وتسعين.(4/1147)
175 - ق: عَبْد الرَّحْمَن بْن سُليمان بْن أبي الْجَوْن العَنْسيُّ الدَّارانيُّ الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: إسماعيل بْن أَبِي خَالِد، ويحيى بْن سَعِيد الأنصاريّ، ولَيث بْن أَبِي سُلَيْم، ومحمد بْن صالح الْمَدَنِيّ، والأعمش، وراشد بْن سعْد المقرائي.
وَعَنْهُ: إسماعيل بْن عيّاش وهو أكبر منه، ومحمد بْن عائذ، وهشام بْن عمّار، وصفوان بْن صالح، وعدّة.
قَالَ دُحَيْم: لا أعلمه إلا ثقة.
وذكره ابن حِبّان في " الثَّقات ".
وَقَالَ أَبُو حاتم: لا يحتج بِهِ.
قلت: هذا أكبر مِن زاهد الشام أبي سليمان الدّارانيّ.(4/1148)
• - عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الله، أَبُو سَعِيد، [الوفاة: 191 - 200 ه]
مولى بني هاشم، سيأتي بكنيته.(4/1148)
176 - د ن: عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الحميد المَهْريُّ مولاهم، الْمَصْرِيّ، أبو رجاء المَكْفوف. [الوفاة: 191 - 200 ه]
مِن فُضلاء المصريين. روى عن عُقَيْل بْن خَالِد، وبكر بْن عَمْرو المَعَافِريّ، وغيرهما.
وَعَنْهُ: ابن أخته أبو الطّاهر بْن السَّرْح، وعبد الله بْن وهْب مَعَ تقدَّمه، ويونس بْن عَبْد الأعلى.
وثقة أبو داود.
مات سنة اثنتين وتسعين ومائة.(4/1148)
177 - د ق: عَبْد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن أُميّة بن عبد الرحمن بن أبي بكرة، أبو بحر الثَّقَفِيُّ البكراويُّ البَصْرِيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
رَوَى عَنْ: حُمَيْد الطويل، وحسين المعلم، وَدَاوُد بن أَبِي هند، وَمُحَمَّد [ص:1149] ابن عَمْرو، وَمُحَمَّد بن السائب الكلبي، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة، وبُنْدار، ومحمد بْن المُثَنَّى، ويحيى بْن حكيم، والفلاس، وخلْق كثير.
قَالَ ابن المَدِينيّ: كَانَ يحيى بْن سَعِيد حسن الرأي فيه، وحدَّث عَنْهُ، وأنا فلا أحدث عنه.
وقال ابن معين: ضعيف.
وقال أحمد بن حنبل: طرح الناس حديثه. هكذا رواية عبد الله عَنْ أَبِيهِ، وأمّا أبو داود فقال: سَمِعْتُ أحمد يَقُولُ: لا بأس بِهِ.
وقال النَّسَائيّ: ضعيف.
قَالَ الجرّاح بْن مَخْلَد: تُوُفّي في صَفَر أو المحرَّم سنة خمسٍ وتسعين ومائة.
وقال ابن المَدِينيّ أيضًا: ذهبَ حديثه.(4/1148)
178 - خ ن: عَبْد الرحمن بْن القاسم بْن خَالِد بْن جُنادة، الإمام أبو عَبْد الله، العُتَقيُّ مولاهم، الْمَصْرِيّ الفقيه. [الوفاة: 191 - 200 ه]
أحد الأعلام، وأكبر أصحاب مالك القائمين بمذهبه، سَمِعَ منه، ومن نافع بْن أَبِي نُعَيْم، وعبد الرحمن بْن شُرَيح، وبكر بْن مُضَر، وجماعة.
وَعَنْهُ: أصْبَغ بْن الفَرَج، وأبو الطّاهر بْن السّرْح، والحارث بْن مِسْكين، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم، وعيسى بْن مَثْرُود، وآخرون.
وقد أنفق أموالا جمَّه في طلب العِلْم.
قَالَ النَّسَائيّ: ثقة مأمون، أحد الفقهاء.
وعن مالك أنّه ذُكر عنده ابن القاسم فقال: عافاة الله، مثله كمثل جراب مملوءٍ مِسكًا.
وقيل: إنّ مالكًا سُئل عَنِ ابن القاسم وابن وهب، فقال: ابن وهب رجل عالم، وابن القاسم فقيه. [ص:1150]
وعن أسد بْن الفُرات قَالَ: كَانَ ابن الْقَاسِم يختم كل يوم وليلة ختمتين، فنزل لي حين جئت إِلَيْهِ عن ختمة رغبة في إحياء العلم.
وبلغنا عن ابن الْقَاسِم أَنَّهُ قَالَ: خرجت إلى الحجاز اثنتى عشرة مرة، أنفقت كل مرة ألف دينار.
وَرُوِيَ عن ابن الْقَاسِم أَنَّهُ كَانَ لا يقبل جوائز السُّلْطَان، وكان يَقُولُ: لَيْسَ في قُرب الوُلاة ولا الدُّنُوَّ منهم خير.
قَالَ أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن وهْب: سَمِعْتُ عمّي يَقُولُ: خرجت أَنَا وعبد الرَّحْمَن بْن القاسم بِضع عشرة سنة إلى مالك، سنةً أسأل أَنَا مالكًا، وسنةً ابن القاسم. فما سألت أَنَا كَانَ عند ابن القاسم: سَمِعْتُ مالكا. وما سأل هو كان عندي: سمعت مالكا. إلا أن ابن القاسم ترك من قوله ما خالف الأصل، وتركته أَنَا عَلَى حاله، أو كما قال.
قال الحارث بْن مسكين: أخبرني أَبِي قَالَ: كَانَ ابن القاسم وهو حَدَث في العبادة أشهر منه في العِلْم.
قَالَ الحارث: كَانَ في ابن القاسم العبادة، والسّخاء، والشجاعة، والعلم، والورع، والزُّهْد.
قَالَ ابن وضّاح: أخبرني ثقة ثقة، عَنْ عليّ بْن مَعْبَد قَالَ: رَأَيْت ابن القاسم في النَّوم، فقلت: كيف وجدت المسائل؟ فقال: أُفٍ أُفٍ. قلت: فما أحسَنَ ما وجدتَ؟ قَالَ: الرَّباط بالإسكندرية. قَالَ: ورأيت ابن وهب أحسن حالا منه.
وقد حدث سحنون أنّه رَأَى ابن القاسم في النَّوم، فقال: ما فعل الله بك؟ قَالَ: وجدت عنده ما أحببت. قَالَ: فأيّ عمل وجدت أفضل؟ قَالَ: تلاوة القرآن. قَالَ: قلتُ: فالمسائل؟ فكان يُشِير بإصبعه يُكشّيها. قَالَ: فكنتُ أسأله عَنِ ابن وهْب، فيقول: هُوَ في عِلَّيّين.
قَالَ أبو جعفر الطَّحاويّ: بَلَغَني عَنِ ابن القاسم أنّه قَالَ: ما أعلم في فلان عَيْبًا إلا دخوله إلى الحُكّام، ألا اشتغل بنفسه؟
قَالَ الحارث بْن مسكين: سَمِعْتُ ابن القاسم يَقُولُ في دعائه: الّلهم امنع الدنيا منّي، وامنعني منها. قَالَ الحارث: فكان في الورع والزُّهْد شيئًا عَجَبًا. [ص:1151]
قَالَ أبو سَعِيد بْن يونس: ولد ابن القاسم سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وتوفي في صَفَر سنة إحدى وتسعين ومائة.
أَخْبَرَنَا يوسف بن أبي نصر وجماعة، قالوا: أخبرنا ابن الزبيدي قال: أخبرنا أبو الوقت السجزي قال: أخبرنا الداودي قال: أخبرنا ابن حموية قال: أخبرنا الفربري قال: حدثنا البخاري قال: حدثنا سعيد بن تليد قال: حدثنا ابن القاسم، عن بَكْرُ بْنُ مُضَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سعيد بن المسيب وأبي سلمة (ح).
وأخبرنا أحمد ابن العماد عاليا - وهذا لفظه - قال: أخبرنا ابن قدامة قال: أخبرنا ابن البطي قال: أخبرنا الحسين بن أحمد قال: أخبرنا علي بن محمد قال: أخبرنا محمد بن عمرو قال: حدثنا يحيى بن جعفر قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء قال: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْكَرِيمَ ابْنَ الْكَرِيمِ يُوسُفَ بْنَ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ). وَقَالَ: (لَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ مِثْلَ مَا لَبِثَهُ يُوسُفُ ثُمَّ جَاءَنِي الدَّاعِي لأَجَبْتُهُ). وَقَالَ: (رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى لُوطٍ إِنْ كَانَ لَيَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ، فَمَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا بعد إلا في ثروة من قَوْمِهِ).
لَمْ يَذْكُرِ الْبُخَارِيُّ الْفَصْلَ الأَوَّلَ مِنْهُ، وَهُوَ: إِنَّ الْكَرِيمَ. وَقَدْ رَوَاهُ مُسْلِمٌ أَيْضًا، وَمِنْ حَيْثُ الْعَدَدِ إِلَى أَبِي سَلَمَةَ، كَأَنَّ شيخنا لَقِيَ الْفِرَبْرِيَّ وَسَمِعَهُ مِنْهُ.(4/1149)
• - ع: عَبْد الرحمن بْن محمد المُحَاربيُّ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
ذُكر بنسبته.(4/1151)
179 - عَبْد الرَّحْمَن بْن مسعود بْن أشرس الإفريقيُّ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
مولى الأنصار.
رَوَى عَنْ: مالك، وعبد الله بْن عُمَر.
وَعَنْهُ: ابن وهب، وسعيد بن تليد، ومهدي بن جعفر، وعمران بن هارون؛ لقوه بمصر.(4/1151)
180 - 4: عبد الرحمن بن مَغْراء، أبو زهير الدَّوْسيُّ الرازي. [الوفاة: 191 - 200 ه]
[ص:1152]
عَنْ: إسماعيل بْن أَبِي خَالِد، والأعمش، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بْن عائذ الكاتب، وسليمان بْن عَبْد الرَّحْمَن، ومحمد بْن حُمَيْد، وزُنَيْج، ويوسف بْن موسى القطّان، وإسحاق بْن الفَيْض الأصبهاني، وعدّة.
وولي في أواخر عمره قضاء الأردنّ.
قَالَ أبو زرعة: صدوق.
وضعّفه ابن عَدِيّ.
وفي حديثه عَنِ الأعمش مناكير، وكان طلابةً للعِلْم حسن الحديث.
مات قبل المائتين.(4/1151)
181 - ع: عبد الرحمن بن مهدي بن حسَّان بْن عَبْد الرَّحْمَن، العنبريُّ مولاهم، وقيل: مولى الأزد، أبو سَعِيد البصْريّ الّلؤلؤيُّ الحافظ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
أحد الأئمّةِ الأعلام.
وُلِدَ سنة خمسٍ وثلاثين ومائة. قاله أحمد.
سَمِعَ: أيمن بْن نابل، وعمر بْن أَبِي زائدة، وهشام بْن أَبِي عَبْد الله، ومعاوية بْن صالح، وإسماعيل بْن مسلم العبْديّ قاضي جزيرة كيش، وعبد الله بْن بُدَيل الْمَكَّيّ، وعبد الجليل بْن عطيّة، وأبا خَلْدة خَالِد بْن دينار السعّديّ، وشُعْبَة، وسُفْيان، والمسعوديّ، وخلقًا كثيرًا.
وَعَنْهُ: ابن المبارك، وابن وهْب، وأحمد، وإسحاق، وعليّ، ويحيى، وابن أبي شَيبة، وأبو خَيْثَمَة، وبُنْدار، وأحمد بْن سِنان، وعبد الرَّحْمَن رُسْتَة، والقَوَاريريّ، وأبو ثور، وأبو عُبَيد، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن مَنْصُور الحارثيّ، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وأُمم سواهم.
قَالَ أحمد بْن حنبل: هُوَ أفقه مِن يحيى بْن سَعِيد. وقال: إذا اختلف هُوَ ووكيع فابن مهديّ أثبت؛ لأنّه أقرب عْهدًا بالكتاب. واختلفا في نحو من خمسين حديثًا للثَّوْريّ، فنظرنا فإذا عامَّةُ الصَّواب في يد عَبْد الرَّحْمَن. [ص:1153]
وقال أيّوب بْن المتوكّل: كنّا إذا أردنا أن ننظر إلى الدُّنيا والدَّين ذهبنا إلى دار عبد الرَّحْمَن بْن مهديّ.
قَالَ إسماعيل القاضي: سَمِعْتُ ابن المَدِينيّ يَقُولُ: أعلم الناس بالحديث عَبْد الرحمن بْن مهديّ، قلت لَهُ: قد كتبت حديث الأعمش، وكنتُ عند نفسي أنّي قد بلغت فيها. فقلتُ: ومَن يفيدني عَنِ الأعمش؟، قَالَ: فقال لي: مَن يفيدك عَنِ الأعمش؟ قلت: نعم! فأطرق، ثمّ ذكر ثلاثين حديثًا ليست عندي تتبّع أحاديث الشيوخ الذين لم ألقهم أَنَا، لم أكتب حديثهم نازلا.
قَالَ إسماعيل القاضي: أحفظ أنّ ممّن ذكره منصور بْن أَبِي الأسود.
وقال محمد بْن أبي بَكْر المُقَدَّميّ: ما رَأَيْت أحدًا أتقن لِما سَمِعَ، ولما لم يسمع، ولحديث الناس مِن عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ إمام ثَبْت، أثبت مِن يحيى بْن سَعِيد، وأتْقن مِن وَكيع، كَانَ عرض حديثه عَلَى سُفْيان.
قَالَ القواريريّ: أملي عليّ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ عشرين ألف حديث حفظًا.
وقال عُبَيْد الله بن سعيد: سَمِعْتُ ابن مهديّ يَقُولُ: لا يجوز أن يكون الرجل إمامًا حتى يعلم ما يصحّ مما لا يصحّ.
وقال ابن المَدِينيّ: كَانَ عِلم عبد الرحمن بن مهدي في الحديث كالسَّحْر.
وقال أبو عُبَيْد: سمعت عَبْد الرَّحْمَن يَقُولُ: ما تركت حديث رَجُل إلا دعوت الله لَهُ، وأُسمّيه.
وقال إبراهيم بْن زياد سبلان: قلت لعبد الرَّحْمَن بْن مهديّ: ما تَقُولُ فيمن يَقُولُ القرآن مخلوق؟ فقال: لو كان لي سلطان لقمت عَلَى الجسر، فلا يمرّ بي أحد إلا سَأَلْتُهُ، فإذا قَالَ: مخلوق ضربت عُنُقُه، وألقيته في الماء.
وقال أبو داود السجستاني: التقى وكيع وعبد الرَّحْمَن في الحَرَم بعد العشاء، فتواقَفَا حتّى سمعا أذان الصُّبْح.
وعن ابن مهديّ قَالَ: لولا أنّي أكره أن يُعْصَى الله تعالى لَتَمنَّيت أن لا يبقى أحدٌ في المِصر إلا اغتابني، وأيّ شيء أهنأ من حَسَنَةً يجدها الرجل في صحيفته لم يعمل بها، [ص:1154] وعنه قَالَ: كنت أجلس يوم الجمعة، فإذا كثر الخلق، فرحت، وإذا قَلُّوا حزِنْت، فسألت بِشْر بْن منصور، فقال: هذا مجلس سوءٍ، فلا تعُد إليه، فما عدت إليه.
قال رستة: حدثنا يحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ أنّ أَبَاهُ قام ليلةً، وكان يُحيي اللَّيْلَ كلّه، قَالَ: فلمّا طلع الفجر رمى بنفسه عَلَى الفراش حتّى طلعت الشمس، ولم يُصلَّ الصُّبْحَ، فجعل عَلَى نفسه أن لا يجعل بينه، وبين الأرض شيئًا شهرين، فقرّح فخذاه جميعًا.
قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر رُسْتَة: سَمِعْتُ ابن مهديّ يَقُولُ لفتى مِن ولد الأمير جعفر بن سليمان: بلغني أنك تتكلم في الرب، وتصفه، وتشبهه؟ قَالَ: نعم، نظرنا فلم نر مِن خلْق الله شيْئًا أحسن مِن الإنسان، فأخذ يتكلّم في الصفة والقامة، فقال: رُوَيْدك يا بُنَيَّ حتّى تتكلّم أول شيء في المخلوق، فإن عجزنا عَنْهُ، فنحن عَنِ الخالق أعجز.
أخبرني عمّا حدَّثني شُعْبَة، عَنِ الشَّيْبانيّ، عَنْ سَعِيد بْن جُبير، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: "لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ ربّه الكبرى" قَالَ: رَأَى جبريل له ست مائة جَناح.
ثمّ قَالَ عَبْد الرَّحْمَن: فصِفْ لي مخلوقا له ست مائة جناح؟ فبقي الغلام ينظر، فقال: أَنَا أهون عليك، صِفْ لي خلْقًا بثلاثة أجنحة، وركِب الجناحُ الثالث منه موضعًا حتّى أعلم؟ قَالَ: يا أبا سَعِيد، عجزنا عَنْ صفة المخلوق، فأشهِدُك أنّي قد عجزت ورجعت.
قَالَ أبو حاتم: سُئل أحمد بْن حنبل عَنْ يحيى، وعبد الرَّحْمَن، فقال: عبد الرحمن أكثر حديثا.
قال أحمد بن عبد الله العجلي: شرب عبد الرحمن بن مهدي البلاذر، وكذا الطيالسي، فبرص عبد الرحمن، وجذم الآخر.
قال: وقال رَجُل لعبد الرَّحْمَن: لو قِيلَ لك: يُغفر لك ذنب أو تحفظ حديثًا، أيّما أحبُّ إليك؟ قَالَ: أحفَظُ حديثًا!.
قَالَ أبو الربيع الزَّهْرانيّ: سَمِعْتُ جريرًا الرّازيّ يَقُولُ: ما رَأَيْت مثل عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ، ووصف بصره بالحديث وحفظه. [ص:1155]
وقال نُعَيْم بْن حمّاد: قلت لابن مهديّ: كيف تعرف الكذّاب؟ قَالَ: كما يعرف الطبيب المجنون!.
قال أبو حاتم: حدثنا محمد بن أبي صفوان: سمعت علي ابن المَدِينيّ يَقُولُ: لو أُخذتُ فِأحلفتُ بين الركن والمقام لحَلفْت بالله أنّي لم أر أحدًا قط أعلم بالحديث مِن عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ.
قَالَ ابن المَدِينيّ: ثمّ كَانَ بعد مالك عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ يذهب مذهب تابعي أهل المدينة، ويقتدي بطريقتهم.
وقال: نظرت فإذا الإسناد يدور عَلَى ستّة، ثمّ صار عِلمهم إلى اثني عشر، ثمّ صار عِلْمهم إلى ستّة: يحيى بْن سَعِيد، وعبد الرَّحْمَن بْن مهديّ، ويحيى بْن زكريّا بْن أَبِي زائدة، ووكيع، وابن المبارك، ويحيى بْن آدم.
وقال عليّ: أوثق أصحاب سُفْيان يحيى القطّان، وعبد الرَّحْمَن.
وقال أحمد بْن حنبل: ابن مهديّ ثقة، خيار، مِن معادن الصَّدق، صالح، مُسْلِم.
وقال ابن مهديّ: أبو الأسود يتيم عُرْوة، أخٌ لهشام بْن عُرْوة مِن الرّضاعة.
وقد قَالَ هشام بْن عُرْوة: حدَّثني أخي محمد بن عَبْد الرَّحْمَن بْن نوفل، عَنْ أَبِي قَالَ: لَمْ يَزَلْ أَمْرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُعْتَدِلا حتى نشأ فيهم أبناء سبايا الأمم، فقالوا فيهم بالرأي، فضلّوا، وأضلّوا.
قَالَ أيّوب بْن المتوكّل: كَانَ حمّاد بْن زيد إذا نظر إلى عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ في مجلسه تهلَّل وجهه.
قَالَ صدقة بْن الفضل المَرْوَزِيّ: أتيت يحيى بْن سَعِيد أسأله، فقال لي: الْزَم عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ، وأفادني عَنْهُ أحاديث، فسألت عَبْد الرَّحْمَن عَنْهَا، فحدَّثني بها.
أحمد بْن سنان قَالَ: سَمِعْتُ مهديّ بْن حسّان قَالَ: كَانَ عَبْد الرَّحْمَن يكون عند سُفْيان عشرة أيام، وخمسة عشر يومًا بالليل والنّهار، فإذا جاءنا ساعة [ص:1156] جاء رسول سُفْيان في أثره يطلبه فَيَدَعُنا، ويذهب إليه.
قَالَ أحمد بْن سنان: وسمعت ابن مهديّ يَقُولُ: أفتى سُفْيان في مسألة، فرآني كأنّي أنكرتُ فُتْياه، فقال: أنت ما تَقُولُ؟ قلت: كذا وكذا، خلاف قوله، قال: فسكت.
علي ابن المديني: حدثنا عَبْد الرَّحْمَن قَالَ: قَالَ لي سُفْيان: لو أنّ عندي كُتُبي لأفدتك علمًا.
قَالَ أحمد بْن سِنان: كَانَ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ لا يتحدث في مجلسه، ولا يبرى قلم، ولا يُتبسّم، ولا يقوم أحد قائمًا كأن على رؤوسهم الطير، أو كأنهم في صلاة، فإذا رَأَى أحدًا منهم تبسّم أو تحدّث لبس نَعْله وخرج.
قَالَ أحمد بْن سِنان: سَمِعْتُ عَبْد الرَّحْمَن يَقُولُ: عندي عَنِ المغيرة بْن شُعْبَة في المسح على الخُفَّين ثلاثة عشر حديثًا.
وقال بُنْدار: سَمِعْتُ ابن مهدي يقول: لو استقبلت من أمري ما استدبرت لكتبت تفسيرَ الحديث إلى جنبه، وَلأَتيتُ المدينةَ، حتّى أنظر في كتب قومٍ سَمِعْتُ منهم.
قَالَ صاعقة: سَمِعْتُ عليّا يَقُولُ: - وذكر الفقهاء السبعة - فقال: كَانَ أعلم الناس بقولهم وحديثهم ابن شهاب، ثمّ بعده مالك، ثمّ بعد مالك عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ.
وقال أحمد بْن حنبل: إذا حدَّث عَبْد الرَّحْمَن عَنْ رَجُل فهو ثقة.
وقال عليّ: كَانَ وِرْد عَبْد الرَّحْمَن كلّ ليلة نصف القرآن.
وقال محمد بْن يحيى الذُّهْليّ: ما رَأَيْت في يد عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ كتابًا قط.
وقال رُسْتَة: سَمِعْتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ يَقُولُ: كَانَ يقال إذا لقى الرجلُ الرجلَ فوقه في العلم كان يوم غنيمته، وإذا لقي مَن هو مثله دارسَهُ وتعلَّم منه، وإذا لقي مِن هُوَ دونه تواضع لَهُ وعلّمه، ولا يكون إمامًا في العِلْم مِن حدَّث بكلّ ما سَمِعَ، ولا يكون إمامًا مِن حدَّث عَنْ كلّ أحد، ولا مِن يحدّث بالشّاذّ، والحفظ: الإتقان.
وقال ابن نُمَير: قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ: معرفة الحديث إلهام. [ص:1157]
قال يوسف بن الضحاك: سَمِعْتُ القواريريّ يَقُولُ: كَانَ ابن مهديّ يعرف حديثه، وحديث غيره. وكان يحيى القطّان يعرف حديثه.
وسمعت حماد بن زيد يقول: لئن عاش عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ ليُخرجن رَجُل مِن أهل البصرة.
أبو بَكْر بْن أبي الأسود: سَمِعْتُ ابن مهديّ يَقُولُ، ويحيى القطّان جالس، وذكر الْجَهْميّة فقال: ما كنت لأُناكِحهم، ولا أصلّي خلفهم.
وقال عَبْد الرَّحْمَن رُسْتَة: سَمِعْتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ يَقُولُ: الْجَهْميّة يريدون أن ينفوا عَنِ الله الكلام، وأن يكون القرآن كلام الله، وأنّ الله كلّم موسى، وقد وكده الله فقال " وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ".
قَالَ رُسْتَة: سَأَلت ابن مهديّ عَنِ الرجل يبني بأهله، يترك الجماعة أيامًا؟ قَالَ: لا، ولا صلاة واحدة.
وحضرت ابن مهديّ صبيحة بنى على ابنيه، فخرج فأذّن، ثمّ مشى إلى بابهما، فقال للجارية: قولي لهما يخرجان إلى الصلاة، فخرج النّساء والجواري فقلن: سُبحان الله، أيّ شيء هذا؟ فقال: لا أبرح حتّى يخرجا إلى الصلاة، فخرجا بعدَ ما صلّي، فبعث بهما إلى مسجد خارج مِن الدَّرْب.
قلت: هكذا كَانَ السلف - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ -.
قَالَ رُسْتَة: وكان عَبْد الرَّحْمَن يحجّ كلّ عام، فمات أخوه وأوصى إِليْهِ، فأقام عَلَى أيتامه، فسمعته يَقُولُ: قد ابتُليت بهؤلاء الأيتام، فاستقرضت مِن يحيى بْن سَعِيد أربع مائة دينار احتجت إليها في مصلحة أرضهم.
وقد طوّل أبو نُعَيْم الحافظ ترجمة عَبْد الرَّحْمَن في "الحلْية "، بحيث أنّه روى فيها مائتين وثمانين حديثًا ونيّفًا.
وقال: أدرك مِن التّابعين عدَّة منهم: المُثَنَّى بْن سَعِيد، وَأَبُو خلدة، ويزيد بْن أَبِي صالح، وداود بْن قيس، وصالح بْن دِرهم، وجرير بْن حازم.
قلت: كَانَ قد ذهب إلى أصبهان في آخر عمره وحدّث بها.
تُوُفّي بالبصرة في شهر جُمَادَى الآخرة سنة ثمانٍ وتسعين ومائة.(4/1152)
182 - ق: عَبْد السّلام بْن عَبْد القُدُّوس بْن حبيب الوحاظي الكلاعي الشاميُّ أبو محمد. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: هشام بْن عُرْوة، وثَوْر بْن يزيد، وإبراهيم بْن أبي عبلة،
وَعَنْهُ: كثير بْن عُبَيْد، وأبو التَّقيّ هشام اليَزَنيّ، والعبّاس بْن الوليد الخلال، وجماعة.
وهو ضعيف كأبيه.
قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: لا يُتابع عَلَى شيء مِن حديثه.
وقال ابن حِبّان: يروي الموضوعات.(4/1158)
183 - ت: عَبْد العزيز بْن عِمران بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَن بْن عوف الزُّهْرِيُّ الأعرج [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: جعفر بْن محمد، وأفلح بْن سَعِيد، وعبد الله بن جعفر المخرمي، وجماعة،
وَعَنْهُ: أبو مُصْعَب، وإبراهيم بْن المنذر الحزامي، وأحمد بْن إسماعيل السَّهْميّ، وآخرون.
وكان شاعرًا نَسابة. وهو عَبْد العزيز بْن أبي ثابت.
اتّفقوا عَلَى تضعيفه.
وقال النَّسَائيّ: متروك الحديث.
وقال الْبُخَارِيّ: لا يُكْتب حديثه، مُنْكَر الحديث.
وقال ابن مَعِين: لم يكن صاحب حديث، كَانَ نسّابة لم يكن بثقة.
وقال الخطيب: قِدم بغداد، واتّصل بصُحبة يحيى البرمكيّ، وكان ذا بِرًّ وإفضال.
قلت: تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين ومائة.(4/1158)
184 - عَبْد العزيز بْن أَبِي عثمان الكُوفيُّ [الوفاة: 191 - 200 ه]
خَتَنُ عثمان بْن زائدة.
يَرْوِي عَنْ: موسى بْن عُبَيْدة، وسُفْيان الثَّوْريّ، وجماعة،
وَعَنْهُ: زهير بن عباد، وعلي بن ميسرة، وهارون بن إسحاق الهمداني، وأبو هشام الرفاعي.
وكان كبير الشأن.
قال الرفاعي: قال لنا وكيع: اذهبوا فاسمعوا منه، هو أثبت مِن بقي في "جامع سُفْيان ".
وقال عَبْد الرَّحْمَن بْن الحَكَم بْن بشير: حدثنا عَبْد العزيز بن أَبِي عثمان، ولم أر مثله.
وقال أبو حاتم: كَانَ ثقة.(4/1159)
185 - ت: عَبْد الكريم بْن محمد الْجُرجانيّ. الفقيه أبو سَهْل. [الوفاة: 191 - 200 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِي حنيفة، والصَّلْت بْن دينار، وزُهير بْن محمد، وقيس بن الربيع، وسليمان بْن هَوْذه، وجماعة،
وَعَنْهُ: أبو يوسف القاضي مَعَ تقدّمه، والشافعيّ، وقُتَيْبة بْن سَعِيد.
وُلّي قضاء جُرْجان، ثمّ كرِه القضاء وتركه، وحج وجاور بمكة.
ذكره حمزة السَّهميّ في تاريخه، ولم يذكر له وفاةً.(4/1159)
186 - عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس بْن عَبْد الْمُطَّلِبِ الأمير أبو عَبْد الرَّحْمَن الهاشميُّ العباسيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
وُلّي المدينة والصّوائف للرشيد، ثمّ ولي الشام والجزيرة للأمين.
وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ، ومالك بْن أنس،
رَوَى عَنْهُ: ابنه عليّ، والأصمعيّ، وفُلَيح بْن إسماعيل، وغيرهم حكايات.
وقد كَانَ الرشيد بلغه أنّ عَبْد المُلْك عَلَى نيّة الخروج عَليْهِ، فخاف منه، وطلبه ثمّ حبسه، ثمّ لاح لَهُ بُطْلان ذَلِكَ، فأطلقه، وأنعم عَليْهِ.
وعن عَبْد الرَّحْمَن مؤدّب أولاد عَبْد المُلْك بْن صالح قَالَ: قَالَ عَبْد الملك: لا تُطْريني في وجهي، فأنا أعلم بنفسي منك، ولا تعينني على ما [ص:1160] يَقْبُح ودع: كيف أصبح الأمير؟ وكيف أمسى؟ واجعل مكان التعريض لي صواب الاستماع منيّ.
روى أسحاق بْن إبراهيم النّديم، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كنت بين يدي الرشيد، والناسُ يعزُّونه في طفل، ويهنّونه بمولودٍ ولد تِلْكَ الليلة، فقال عَبْد المُلْك بْن صالح: يا أمير المؤمنين آجَرَك الله فيما ساءك، ولا ساءك فيما سرّك، وجعل هذه بهذه جزاءً للشاكر، وثوابا للصابر.
الرياشي: حدثنا الأصمعي قَالَ: كنتُ عند الرشيد، فأُتي بعبد المُلْك بْن صالح يرفُل في قُيُوده، فلمّا مثل بين يديه، التفت الرشيد يحدّث يحيى بْن خَالِد، وتمثّل ببيت عمرو بن معدي كرب:
أريد حباءه، ويريد قتلي ... عذيري من خليلك من مراد
ثم قَالَ: يا عَبْد المُلْك، لَكأنّي والله أنظر إلى شُؤبُوبها قد هَمَع، وإلى عارضها قد لمع، وكأنّي بالوعيد قد أوري نارًا، فأبرز عن براجم بلا معاصم، ورؤوس بلا غلاصم، فمهلا مهلا بني هاشم، فبي والله، سَهُل لكم الوَعر، وصفا لكم الكَدَر، وألقت إليكم الأمور أزمتها، فبدار بدار لكم من حلول داهية، أو حنوط باليد والرّجِل.
فقال: أتكلّم يا أمير المؤمنين؟ قَالَ: قلَّ.
قَالَ: اتّقِ الله فيما ولاك، واحفظْه في رعاياك الّتي استرعاك، ولا تجعل الكفرَ بموضع الشُّكر، والعقابَ بموضع الثواب، فقد والله سهلت لك الوعور، وجُمعت عَلَى خوفك، ورجائك الصدور، وسددت أواخي ملكك بأوثق من ركن يَلَمْلَم، فأعاده إلى محبسه، ثمّ أقبل علينا، فقال: والله لقد نظرت إلى موضع السيف مِن عُنقه مرارًا، فمنعني مِن قتله إبقائي عَلَى مثله.
قَالَ: فأراد يحيى بْن خَالِد أن يضع مِن عَبْد المُلْك إرضاءً للرشيد، فقال لَهُ: يا عَبْد المُلْك بلغني أنّك حقود. قَالَ: أيُّها الوزير إنْ كَانَ الحِقْد هُوَ بقاء الخير والشّرّ، إنّهما لَبَاقيان في قلبي.
فقال الرشيد: ما رأيت أحدا احتج للحقد بأحسن من هذا.
ويقال: إنه إنما حبسه لمّا رآه نظيرًا لَهُ في أشياء مِن النُّبل والفصاحة. [ص:1161]
مات بالرَّقَّة سنة ستٌّ وتسعين ومائة، قاله خليفة بْن خيّاط.(4/1159)
187 - خ م ن ق: عَبْد المُلْك بْن الصَّبَّاح المسْمعيّ الصَّنْعانيّ ثمّ البَصْريُّ أبو محمد. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: ثور بْن يزيد، وابن عَون، وهشام بْن حسّان، وشُعْبَة، وجماعة،
وَعَنْهُ: إسحاق بْن راهَوَيْه، وبُنْدار، ورُسْتَة، ومحمد بْن المُثَنَّى، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وآخرون.
مات سنة مائتين.
قَالَ أبو حاتم: صالح الحديث.(4/1161)
188 - د ن: عَبْد المُلْك بْن عَبْد الرَّحْمَن الصَّنْعانيُّ الذِّماريّ [الوفاة: 191 - 200 ه]
وذِمار من قُرى صنعاء.
رَوَى عَنْ: إبراهيم بن أبي عبلة، وسفيان بْن سَعِيد، والأوزاعي، ومحمد بن جابر السُّحَيْميّ،
وَعَنْهُ: أحمد، وإسحاق، وأحمد بْن صالح، والفلاس، ونوح بْن حبيب القومسيّ.
وثّقه الفلاس.
وقال أبو حاتم: لَيْسَ بالقويّ.
وقال أبو داود: ضُربت عُنق عَبْد المُلْك الذَّماريَّ صَبْرًا، قَضَى بقَوَدٍ، فدخلت الخوارج فقتلته.
وقال ابن عديّ: كَانَ قد نزل البصرة.
وقال الْبُخَارِيّ: هُوَ شاميّ نزل البصْرة. [ص:1162]
فأمّا إبراهيم بْن محمد بْن عَرْعَرَة، ونوح بْن حبيب فسَمَّياه عَبْد المُلْك بن هشام، فلعلّهما اثنان.(4/1161)
189 - د ن ق: عَبْد المُلْك بْن محمد البَرْسَميّ الصَّنْعانيّ الدِّمشقيُّ [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: ثابت بْن عَجْلان، ويحيى بْن سَعِيد الأنصاريّ، ومَعْمَر بْن راشد، والأوزاعيّ، وأبي سَلَمَةَ العامليّ، وعدّة،
وَعَنْهُ: زيد بْن المبارك الصَّنْعانيّ، وهشام بْن عمّار، وعَمرو بْن عثمان الحمصيّ، وداود بْن رشيد، وسليمان بْن عَبْد الرَّحْمَن، وجماعة.
وثّقه سليمان بن عبد الرحمن، ولينه دُحَيْم.
وقال أبو حاتم: يُكَتب حديثه.(4/1162)
190 - عَبْد المُلْك بْن مهْران، أبو هاشم الرِّفاعيُّ المَوْصِليّ المَغَازِليّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
رَوَى عَنْ: عَمْرو بْن دينار، وَسُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وجماعة،
وَعَنْهُ: بقيّة، وأحمد بْن أَبِي الحَواريّ، وسُلَيمان بْن عَبْد الرَّحْمَن، وموسى بْن أيّوب النَّصيبيّ.
قال العقيلي: صاحب مناكير.
وقال ابن عَدِيّ: مجهول.
قلت: كذا ذكره أبو القاسم بْن عساكر.(4/1162)
191 - ت: عَبْد المنعم بْن نُعَيْم الأَسْواريّ البصْريّ أبو سعيد صاحب السقاء. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: الجريري، ويحيى بْن مُسْلِم البَكَّاء،
وَعَنْهُ: يونس بْن محمد المؤدَّب، ومحمد بْن أبي بَكْر المُقَدَّميّ، وعُقْبة بْن مُكْرَم العمّي، وغيرهم.
قَالَ الْبُخَارِيّ: منكر الحديث. [ص:1163]
وقال الدّارَقُطْنيّ: ضعيف.(4/1162)
192 - عَبْد الواحد بْن سُليمان الأزْديّ البصْريّ البَرَّاء. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: ابن عَوْن، وحُمَيْد الطّويل،
وَعَنْهُ: مُسْلِم بْن إبراهيم، وعبد الصَّمد، ومحمد بْن جعفر المدائنيّ، وإبراهيم بْن عَبْد الله بن خَالِد المصَّيصيّ، والحسن بْن محمد الزَّعْفرانيّ، وغيرهم.
محلُّه الصَّدْق.
قَالَ أبو حاتم: مجهول.(4/1163)
193 - عَبْد الوهاب بْن حُمَيْد اليَحْصُبيّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: طلحة بْن عُمَر، وعبد الجليل بْن حُمَيْد،
وَعَنْهُ: عِمران الصُّوفيّ، وأحمد بْن السَّرْح.
تُوُفّي قريبًا مِن سنة خمسٍ وتسعين ومائة بمصر.(4/1163)
194 - ع: عَبْد الوهاب الثَّقَفيّ هُوَ ابن عَبْد المجيد بْن الصَّلْت بْن عُبَيْد الله بْن الحَكَم بْن أبي العاص، أبو محمد البصْريُّ الحافظ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
أحد الأئمة.
رَوَى عَنْ: أيّوب السّخْتياني، وخالد الحذّاء، ومالك بْن دينار، وحُمَيْد الطّويل، وطبقتهم،
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، والشّافعيّ، وَأَبُو حفص الفلاس، وبُنْدار، وحفص الرَّباليّ، والحسن بْن عَرَفة، وخلْق كثير.
رُوِيَ عَنِ الفلاس قَالَ: كانت غلّة عَبْد الوهاب الثَّقَفيّ في السُّنَّةِ نحو أربعين ألفًا، يُنفقها كلّها على أصحاب الحديث.
وقال الجاحظ: ذُكر عَبْد الوهاب الثَّقَفيّ عند النَّظّام فقال: هُوَ والله أحلى مِن أمْن بعد خوف، وبُرْءٍ بعد سَقَم، وخِصْب بعد جَدْب، وغِنى بعد فَقْر، ومن طاعة المحبوب، وفرج المكروب. [ص:1164]
وقال علي ابن المَدِينيّ، وابن مَعين: ثقة.
وقال قُتَيْبة: ما رَأَيْت مثل هَؤلاءِ الفقهاء الأربعة: مالك، وَاللَّيْثُ، وعبّاد بن عبّاد، وعبد الوهاب الثَّقَفيّ.
وقال ابن المَدِينيّ: لَيْسَ في الدُّنيا كتاب عَنْ يحيى بْن سَعِيد أصحّ مِن كتاب عَبْد الوهّاب الثَّقَفيّ.
وقال أحمد العِجْليّ: ثقة.
وقال العقيلي: حدثنا محمد بن زكريا، قال: حدثنا عُقْبة بْن مُكْرَم قَالَ: كَانَ عَبْد الوهّاب الثَّقَفيّ قد اختلط قبل موته بثلاث سِنين أو أربع.
قال: وحدثنا الحسين بن عبد الله الذارع، قال: حدثنا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، وَعَبْدُ الوهاب الثَّقَفيّ تغيرا، فحجب الناس عنهم.
الْحُمَيْدِيُّ: حدثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جابر: أن رسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ.
قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: قَالَ مَالِكٌ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ، وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَأَبُو ضَمْرَةَ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ.
مُرْسَلا: قُلْتُ: عَبْدُ الْوَهَّابِ ثِقَةٌ، وَالثِّقَةُ يَهِمُ فِي الشَّيْءِ بَعْدَ الشَّيْءِ، وَأَمَّا اخْتِلاطُهُ فَمَا ضَرَّ حديثه؛ لأنه حجب فبقي بمنزلة من مات.
وكان مولده في سنة عشر ومائة، ومات في سنة أربعٍ وتسعين ومائة.(4/1163)
195 - عُبَيْد الله ابْن المهديّ محمد ابْن المنصور العباسيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
وأُمّه رائطة بِنْت السّفّاح. [ص:1165]
مات سنة أربعٍ أو خمسٍ وتسعين ومائة، وله عَقِب، وكان عظيم الجلالة في دولة أخيه الرشيد.(4/1164)
196 - عُبَيْد الله بْن سُهيل بْن صخر الغُدَانيُّ أبو أحمد. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: عُقْبة بْن أَبِي جسرة، وغيره،
وَعَنْهُ: ابنه أحمد، وعليّ ابن المديني، ومحمد بن يحيى القطعي، قاله ابن أبي حاتم.(4/1165)
197 - م ن ق: عُبَيْد بْن سَعِيد بْن أبَان أبو محمد الْقُرَشِيّ الأمويُّ الكوفيُّ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
أخو يحيى وعَنْبَسَة ومحمد وعبد الله.
حَدَّثَ عَنْ: الأعمش، وكامل أبي العلاء، وسفيان، وشعبة،
وَعَنْهُ: ابن راهويه، وابنا أبي شيبة، وأبو كريب، وعلي بن محمد الطنافسي.
وثقه أبو حاتم.
وقال ابن حبان: مات سنة مائتين.(4/1165)
198 - ق: عُبيد بن القاسم الأسديُّ الكوفيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: هشام بْن عُرْوة، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خَالِد،
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وابن مَعِين، وداود بْن رشيد، وأحمد بْن المقدام.
قَالَ ابن حِبّان: حدَّث عَنْ هشام بنسخة موضوعة.
وقال الْبُخَارِيّ: لَيْسَ بشيء، لا يُعرف.
ثُمَّ قال: حدثني عبد الله، قال: حدثنا الصلت بن مسعود، قال: حدثنا عبيد بن القاسم، قال: حدثنا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَأْكُلُ مِنْ كُلِّ طَعَامٍ مِمَّا يَلِيهِ، فَإِذَا أُتِيَ بِالتَّمْرِ جَالَتْ يَدُهُ.
قَالَ يحيى بْن مَعِين: سمعنا منه، وكان كذّابًا.(4/1165)
199 - ت: عُبَيْد بْن واقد القَيْسيُّ بصْريّ، يقال اسمه عبّاد. [الوفاة: 191 - 200 ه]
حَدَّثَ عَنْ: سَعِيد بن عطية الليثي، وزربي أبي محمد، وجماعة مِن الغرباء [ص:1166] الذين لا يكادون يُعرفون،
وَعَنْهُ: نصر بْن علي، وابن مثنى، وعمر بْن شَبَّة، وعبد الله بْن عُمَر الأصبهاني أخو رُسْتَة.
ضعّفه أبو حاتم.(4/1165)
200 - ق: عُتْبَة بْن حَمَّاد أبو خُلَيْد الحَكَميّ الدِّمشقيُّ القارئ [الوفاة: 191 - 200 ه]
إمام جامع دمشق.
حَدَّثَ عَنْ: الزُّبَيْديّ، والأوزاعيّ، وابن ثَوْبان، والوضين بْن عطاء، وسعيد بْن عَبْد العزيز، ومنيب بْن مُدْرك،
وَعَنْهُ: ابنه خليد، وهشام بن خالد الأزرق، وأيوب بن محمد الوزان، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وسليمان بْن أحمد الواسطي، ومحمد بْن وهْب بْن عطيّة.
وثّقه أبو عليّ النَّيْسابوريّ، وأبو بَكْر الخطيب.
وقال أبو حاتم: شيخ.(4/1166)
201 - خ 4: عَثَّام بْن عليّ بْن هُجَيْر الكلابيُّ العامريُّ الكوفيُّ [الوفاة: 191 - 200 ه]
والد عليّ بْن عَثّام.
رَوَى عَنْ: هشام بْن عُرْوة، والأعمش، وغيرهما،
وَعَنْهُ: ابنه، وأبو سَعِيد الأشجّ، وأحمد بْن بُدَيْل، وخليفة بْن خيّاط، وعليّ بْن حرب، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
وقَالَ غيره: مات سنة خمسٍ وتسعين ومائة، وقيل سنة أربع.(4/1166)
202 - خ ت: عثمان بن فرقد البصري العطار [أَبُو مُعَاذ] [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ،
وَعَنْهُ: ابن المَدِينيّ، وزيد بْن أخْزَم، ومحمد بن المثنى، ومحمد شيخ للبخاري، وكنيته أبو مُعَاذ. [ص:1167]
وُثَّق، وقد ليَّنَه بعضهم يسيرًا.(4/1166)
203 - عِراك بْن خَالِد بْن يزيد بْن صالح بْن صُبَيح المُرّيّ أبو الضَّحَّاك، الدِّمشقيُّ المقرئ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
قَرَأَ عَلَى: يحيى الذماري،
وَحَدَّثَ عَنْ: أبيه، وإبراهيم بْن أَبِي عَبْلَةَ، وعثمان بْن عطاء الخُراسانيّ، وغيرهم.
وأقرأ النّاس مدّةً،
فَقَرَأَ عَليْهِ: هشام بْن عمّار، والربيع بْن ثعلب،
وَحَدَّثَ عَنْهُ: ابن ذَكْوان، ومحمد بْن وهْب، وموسى بْن عامر المُرَّيّ، وطائفة.
قَالَ الدّارَقُطْنيّ: لا بأس به.
وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث.
قلت: روى لَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي كِتَابِ الْقَدَرِ لَهُ.(4/1167)
204 - ن: عَرْعَرَة بْن البِرِند بْن النُّعمان بْن عَلَجَة أبو محمد الْقُرَشِيُّ السَّاميُّ النَّاجيُّ البصْريُّ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
والد محمد، وسليمان، وإسماعيل.
رَوَى عَنْ: خاله عبّاد بْن منصور، وهشام بْن عُروة، وابن عَوْن، ومحمد بْن عَمرو بْن عَلْقمة،
وَعَنْهُ: حفيده إبراهيم بْن محمد بْن عَرْعَرَة، وإسحاق بْن راهَوَيْه، والفلاس، ومحمد بْن المُثَنَّى، وحُمَيْد بْن الربيع.
ضعّفه ابن المَدِينيّ، وقوّاه ابن حِبّان، وغيره.
مات سنة اثنتين وتسعين ومائة.(4/1167)
205 - عِصمةُ بنُ محمد بْن فَضَالَةَ بْن عُبَيْد الأنصاريُّ المدنيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: موسى بْن عُقْبة، وسُهيل بْن أَبِي صالح، وهشام بْن عُرْوة، ويحيى بْن سَعِيد الأنصاريّ، وجماعة،
وَعَنْهُ: سَعِيد بْن سَلَمَةَ الأنصاريّ، ومحمد بن سعْد، وعبد الله بْن إبراهيم الغِفَاريّ، والسَّريّ بْن عاصم. [ص:1168]
قَالَ ابْن مَعِين: كذّاب.
وقال العُقَيْليّ: يحدّث بالبواطيل.
قُلْتُ: لَهُ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا: "كُلُوا التَّمْرَ عَلَى الرَّيقِ فَإِنَّهُ يَقْتُلُ الدُّودَ" هَذَا مَوْضُوعٌ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.(4/1167)
206 - عطاء بْن جَبَلَة الفَزَاريّ [الوفاة: 191 - 200 ه]
شيخ بغدادي واهٍ،
لَهُ عَنْ: عبّاد بْن منصور، والأعمش، وليث بْن أَبِي سُلَيْم، وابن جُرَيج،
وَعَنْهُ: محمد بْن الصّبّاح الجرجرائيّ، وإبراهيم بْن موسى الفرّاء، وجماعة.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو حاتم: لَيْسَ بالقويّ.(4/1168)
207 - ت ق: عليّ بْن أبي بكر الرَّازيُّ الأسْفَذْنيُّ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
وأسْفَذْن بذال مُعْجَمَةٍ.
لَهُ عَنْ: فُضَيْل بْن مرزوق، ومحمد بْن إِسْحَاق، ومهديّ بْن ميمون، وسُفْيان الثَّوْريّ،
وَعَنْهُ: مخلد بن مالك الجمال، ومحمد بن حميد، ومحمد بن عبيد الهمذاني، وغيرهم.
وكان رجلا صالحا ورعا.
وثقه أبو حاتم.
وقال مخلد الجمال: ما رأيت أحدا أورع منه.
وقال القاسم بن زكريا: كان عند محمد بن حميد الرازي، عَنْ عليّ بْن أَبِي بَكْر عشرة آلاف حديث. [ص:1169]
وقيل كَانَ مِن الأبدال.(4/1168)
208 - عليّ بْن حَرْمَلَة التَّيْميّ [الوفاة: 191 - 200 ه]
تيم الرّباب.
وُلّي قضاء القُضاة بعد محمد بْن الحَسَن، وكان مِن جِلّة أصحاب أَبِي حنيفة، وأبي يوسف.
ذكره الخطيب مختصراً.(4/1169)
209 - عليّ بْن زياد الفقيه أبو الحَسَن السَّهْميّ مولاهم الإسكندرانيّ، يُعرف بالمُحْتَسب. [الوفاة: 191 - 200 ه]
رَوَى عَنْ: مالك، وغيره،
وَعَنْهُ: سَعِيد بْن أبي مريم، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وكان زاهدًا عابدًا.
قَالَ ابن عَبْد الحَكَم: قام عليُّ بْن زياد إلى الرشيد، وهو يخطب الناس بمكة، فقال: " كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ " فأمر بِهِ فضُرب مائة سَوْط، فكان في البيت يتأوّه، ويقول: الموت الموت، ثمّ أرسل إِليْهِ الرشيد يطلب أن يُحالِلَه، فأَحَلّه.
وعن ابن وهْب قَالَ: ما تشبّه عليّ بْن زياد إلا بنوح في قومه، لا يَمَلّ، ولا يَفْتَر مِن الموعظة والأمر بالمعروف والنهي عَنِ المُنْكَر.
مات سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة، رحمه الله تعالى.(4/1169)
210 - ق: عليّ بْن ظَبْيان أبو الحَسَن العَبْسيّ الكوفيُّ [الوفاة: 191 - 200 ه]
قاضي القُضاة للرشيد.
يقال: وُلّي بعد موت محمد بْن الحَسَن، وقبل ذَلِكَ كَانَ عَلَى قضاء الجانب الشرقيّ ببغداد.
رَوَى عَنْ: إسماعيل بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وأبي حنيفة، وعدة،
وَعَنْهُ: علي ابن المَدِينيّ، وداود بْن رشيد، وعثمان بْن أَبِي شَيْبَة، وعليّ بْن مُسْلِم الطّوسيّ، ومحمد بْن قُدامة المَصَّيصيّ، ومحمد بْن قُدامة الجوهريّ، وجماعة. [ص:1170]
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بثقة.
وقال الخطيب: كَانَ جليلا دينًا متواضعًا فقيهًا مِن أصحاب الإمام أبي حنيفة، محمود الأحكام.
تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين، ومائة بقَرْمِيسين.
قَالَ الْبُخَارِيّ: مُنْكَر الحديث.
وَمِمَّا انْفَرَدَ به عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا قَالَ: " الْمُدَبَّرُ مِنَ الثُّلُثِ ". أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْهُ: وَقَالَ: لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ.
وَقَدْ رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ ظِبْيَانَ، فَلَمْ يَرْفَعْهُ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ ابْنُ ظِبْيَانَ: كُنْتُ أَرْفَعُهُ، فَقَالَ أَصْحَابُنَا: لَيْسَ بِمَرْفُوعٍ، فَوَقَفْتُهُ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هُوَ وَاهِي الْحَدِيثِ جِدًّا.
وَرَوَى أَحْمَدُ بن محمد بن محرز، عن ابن معين قَالَ: كَذَّابٌ خَبِيثٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: الضَّعْفُ عَلَى رِوَايَاتِهِ بَيِّنٌ.
وَأَمَّا الْحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيُّ فَقَالَ: لا بَأْسَ بِهِ.(4/1169)
211 - عليُّ بْن عيسى بْن ماهان، الأمير. [الوفاة: 191 - 200 ه]
مِن كبار قُوّاد الدّولة، وهو الَّذِي أشار عَلَى الأمين بخلع أخيه المأمون مِن ولاية العهد، فأمّره الأمين عَلَى أصبهان والجبال، فسار في جيش لَجْبٍ، وقدّم جيش المأمون عليهم طاهرَ بْن الحسين، فالتقى الجمعان، فكان عليّ بْن [ص:1171] عيسى أول قتيل.
وذلك في سنة خمسٍ وتسعين ومائة، وكان قد شاخ، وكان مقتله بظاهر الرَّيّ.(4/1170)
212 - عليّ بْن القاسم الكِنْديّ الكوفيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: عاصم الأحول، وعاصم بْن رجاء بْن حَيْوَة، ومعروف بْن خَرَّبُوذ،
وَعَنْهُ: سَعِيد بْن محمد الجرمي، وأبو سعيد الأشج، وعبيد بْن إسحاق العطّار.
قَالَ أبو حاتم: لَيْسَ بالقويّ.(4/1171)
213 - عليّ بْن المبارك الأحمر. [الوفاة: 191 - 200 ه]
شيخ العربيّة، وتلميذ الكِسائيّ، كَانَ مؤدّب الأمين بتعيين الكِسائيّ لَهُ.
جرت بينه وبين سِيَبَويْه مناظرة.
قَالَ ثعلب: كَانَ الأحمر يحفظ سوى ما يحفظ أربعين ألفَ بيتٍ مِن الشعر شاهدًا في النّحو.
وقال الأحمر: قعدتُ ساعة، فوصل إليّ فيها ثلاث مائة ألف درهم.
وَقِيلَ: إِنَّهُ كَانَ في أَوَّل أمره من رجالة النوبة بباب الخلافة، وكان يتوقَّد ذكاء، فرأى الكِسائيّ يغدو ويروح، فأحبّ العربيّة، ولزِم الكِسائيّ إلى أن برع، وصيّره الكِسائيّ يعلم أولاد الرشيد عوضا عَنْ نفسه.
وللأحمر عدّة تلامذة. أخذ عَنْهُ: إسحاق النّديم، وَسَلَمَةُ بْن عاصم.
وقيل: إنّ محمد بْن الْجَهْم أدركه، فقال: كنّا إذا أتينا الأحمر تلقّانا الْخَدَمُ، فندخل قصرًا من قصور الملوك، ثم يخرج لنا وعليه ثياب الملوك، ينفح منه المسك وهو يتبسم، ونصير إلى الفَرّاء، فيخرج إلينا مُعَّبسًا، فيجلس عَلَى بابه، ونجلس عَلَى الأرض بين يديه، فيكون أحلى عندنا من الأحمر.
قال سَلَمَةُ بْن عاصم: كَانَ الفرّاء بينه وبين الأحمر متباعدًا، فمات الأحمر بطريق مكّة، فاسترجع الفرّاء وتوجّع لَهُ.
تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين ومائة.
ويقال: اسمه عليّ بْن الحَسَن، فالله أعلم.(4/1171)
214 - ن: عُمارةُ بْن بِشْر الدِّمشقيُّ [الوفاة: 191 - 200 ه]
[ص:1172]
عَنْ: الأوزاعي، وعبد الرحمن بن يزيد بن جَابِر،
وَعَنْهُ: عليّ بْن سهل الرمليّ، ونُصَير بْن الفرج، ويوسف بْن سَعِيد بْن مُسْلِم.
حدَّث عام مائتين.(4/1171)
215 - عُمر بْن حفص العبْديّ البصْريّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: ثابت البُنانيّ، ومالك بْن دينار، ومطر الورّاق،
وَعَنْهُ: العلاء بْن سالم، وأحمد بْن بشّار.
ضعّفه مُسْلِم، وغيره.
مات سنة ثمانٍ وتسعين ومائة، وقيل: سنة تسعٍ وتسعين.(4/1172)
216 - عُمَر بْن حفص بْن عُمَر بْن ثابت الأنصاريُّ أبو سعْد. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وأبي حُمَيْد السّاعديّ،
وَعَنْهُ: يعقوب بْن كعب الحلبيّ، وداود بْن رشيد، وهشام بْن عمّار.
كنّاه الحاكم.(4/1172)
217 - عُمَر بْن حفص المُعَيْطيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: أَبِي حَيّان التَّيْميّ، وهشام بْن عُرْوة، وعبد المُلْك بْن أَبِي سُليمان،
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وَغَيْرِهِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.(4/1172)
218 - عُمَر بْن زُرْعة الخارَفيّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: محمد بْن سالم، وعيسى بْن عُمَر،
وَعَنْهُ: قُتَيْبة، وأبو بَكْر بْن أبي شَيْبَة، وابن نُمَير، وأبو سَعِيد الأشجّ.(4/1172)
219 - عُمَر بْن صالح بْن أبي الزّاهريَّة الأزْديّ البصْريّ الأوقص. [الوفاة: 191 - 200 ه]
نزيل دمشق.
عَنْ: أَبِي جَمْرَة الضُّبَعيّ، وأيّوب السّخْتيانيّ، ومالك بْن دينار،
وَعَنْهُ: داود بْن رشيد، وسليمان بْن عَبْد الرَّحْمَن، ومحمد بْن مُصَفَّى، وموسى بْن عامر. [ص:1173]
قَالَ أبو حاتم: ضعيف.
وقال النَّسَائيّ: متروك.(4/1172)
220 - د ن ق: عُمَر بْن عَبْد الواحد بْن قيس أبو حفص السُّلَميُّ الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: يحيى بْن الحارث الذَّماريَّ، وتلا عَليْهِ كتاب الله.
وَرَوَى عَنْ: الأوزاعي، وعمر بْن محمد العُمريّ، وعبد الرحمن بن ثوبان، والنعمان بن المنذر، وجماعة.
قرأ عليه هشام بن عمار،
وَرَوَى عَنْهُ: هو، ودحيم، وإسحاق بن راهويه، ومحمود بن خالد، وموسى بن عامر، وأبو عتبة الحجازي، وعدة.
وثقه أحمد العجلي، وغيره.
ولد سنة ثماني عشرة ومائة، وتوفي سنة مائتين، ولم يلحق الأخذ عَنْ والده، مات قديمًا.(4/1173)
221 - ت ق: عُمَر بْن هارون البلْخيّ أبو حفص الثَّقَفيّ مولاهم. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: جعفر بْن محمد، وابن جُرَيج، وأسامة بْن زيد، وأيمن بْن نَابِلٍ، وطائفة،
وَعَنْهُ: قُتَيْبة، وعثمان بْن أَبِي شَيبة، وأبو سعيد الأشج، وسريج بْن يونس، ومحمد بْن حُمَيْد الرّازيّ، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن موسى (خت)، ونصر بْن عليّ الْجَهْضميّ، وجماعة سواهم.
وكان قد جاور بمكة، وتزوّج ابن جُرَيج بأخْته فيما قِيلَ.
ضعّفه ابن مَعِين، والنّاس.
وقال النَّسَائيّ، وجماعة: متروك، وبعضهم كذَّبَه.
قَالَ محمد بْن عَمْرو زُنَيْج: قَالَ عُمَر بْن هارون: ألقيتُ مِن حديثي سبعين ألفًا لأبي جُزْءٍ عشرين ألفًا، ولعثمان البُرَّيّ كذا وكذا، فسئل زنيج [ص:1174] عنه، فقال: قال بهز: أرى يحيى بن سعيد القطان حسده، قَالَ: أكثر عَنِ ابن جُرَيج، مِن يلازم رجلا اثنتي عشرة سنة لا يريد أن يُكثر عَنْهُ؟.
قَالَ زُنَيْج: وبلغني أنّ أُمّه كانت تُعينه عَلَى الكتاب.
قلت: قد طوّل شيخنا أبو الحجاج الحافظ ترجمته، وهو مع ضعفه حافظ إمام مُقرئ مُكْثِر.
قَالَ فيه قُتَيْبة: كَانَ شديدًا عَلَى المُرْجِئَة، مِن أعلم الناس بالقراءات.
وقال غيره: مات ببلْخ في أوّل يومٍ مِن رمضان سنة أربعٍ وتسعين ومائة.
وَمِنْ مَنَاكِيرِهِ: قال هناد بن السري: حدثنا عُمَرُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَأْخُذُ مِنْ لِحْيَتِهِ مِنْ طُولِهَا وَعَرْضِهَا، فَهَذَا لا يُعْرَفُ إِلا بِهِ، وَيُخَالِفُهُ مَا ثَبَتَ مِنْ قَوْلِهِ - عَلَيْهِ السَّلامُ -: "أَعْفُوا اللِّحَى".
قَالَ ابن سعْد: كتب عَنْهُ الناس كثيرًا، وتركوا حديثه.
وقال أحمد بْن سيار: كَانَ أبو رجاء، يعني قُتَيْبة، يُطْريه ويُوثَّقه، ويقول: كَانَ شديدًا عَلَى المُرْجِئَة، وكان مِن أعلم الناس بالقراءات، كان القراء يقرءون عَليْهِ ويختلفون إِليْهِ في الحروف، فسألت عَبْد الرحمن بن مهدي عنه وقلت: قد أكثرنا عَنْهُ، وبلغنا أنّك تذكره، فقال: أعوذ بالله ما قلت فيه إلا خيرا، ما هو عندنا بمتهم.
وقال ابن الجنيد: سمعت ابن مَعِين يَقُولُ: كذّاب، قدِم مكّة، وقد مات جعفر بْن محمد، فحدّث عَنْهُ.(4/1173)
222 - 4: عِمران بْن عُيَيْنَة بْن أَبِي عِمران أبو الحَسَن الهلاليُّ الكُوفيُّ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
أخو سُفْيان الإمام.
رَوَى عَنْ: حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَطَاءِ بْنِ السائب، وأبي إسحاق السَّبِيعيّ، وعبد المُلْك بْن عُمَير،
وَعَنْهُ: زيد بن الحريش، وعبده بْن عَبْد الرحيم المَرْوَزِيّ، وأبو سَعِيد الأشجّ، وعَمرو بْن عليّ الباهليّ، وآخرون. [ص:1175]
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أبو حاتم: لا يُحْتَجّ بِهِ، يأتي بالمناكير.
وقال العُقَيْليّ: لَهُ وهْم وخطأ.
وضعّفه أبو زُرْعة، وقوّاه غيره.(4/1174)
223 - ق: عَمْرو بْن بَكْر السَّكْسَكيّ الشَّاميُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: إبراهيم بْن أَبِي عَبْلَةَ، وابن جُرَيج، وثور بْن يزيد،
وَعَنْهُ: إبراهيم بْن محمد الفِرْيابيّ، وأبو الدرداء هاشم بْن محمد المَقْدِسيّان.
اتهمه ابن حِبّان بالوضع.(4/1175)
224 - عَمْرو بْن حُمران. [الوفاة: 191 - 200 ه]
شيخ بصْريّ نزل الرَّيّ،
لَهُ عَنْ: عوف، وهشام بْن حسّان، وابن عَوْن،
وَعَنْهُ: يوسف بن موسى القطان، ومحمد بن عيسى الدامغاني، وآخرون.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.(4/1175)
225 - عَمرو بن خليفة البَكْراويُّ أخو هَوْذة، يكنى أبا عثمان. [الوفاة: 191 - 200 ه]
شيخ بصري صدوق،
رَوَى عَنْ: محمد بْن عَمْرو، وأشعث الحُمْرانيّ،
وَعَنْهُ: محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، وغيرهما.(4/1175)
226 - عمرو بن مُجَمِّع الكُوفيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: إسماعيل بن أبي خالد، ويونس بن خباب، وغيرهما،
وَعَنْهُ: أحمد بن أبي سريج، وأبو كريب، ومحمد بن هشام المروزي، وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. [ص:1176]
وقال الدارقطني: ضعيف.(4/1175)
227 - م 4: عمرو بن محمد العَنْقَزيُّ أبو سَعِيد الكوفيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
محدّث مشهور، والعَنْقَز: هُوَ المرْزَنْجوشَ.
حَدَّثَ عَنْ: ابن جُرَيج، وأبي حنيفة، وحنظلة بْن أبي سُفْيان، وعيسى بْن طهمان، والثَّوْريّ، وإسرائيل،
وَعَنْهُ: قُتَيْبة، وابن راهَوَيْه، وأبو سَعِيد الأشجّ، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وجماعة.
وثّقه أحمد بْن حنبل، وغيره.
مات سنة تسعٍ وتسعين ومائة.(4/1176)
228 - د ن: عَمْرو بْن هاشم الْجَنْبيّ أبو مالك الكوفيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: هشام بْن عُرْوة، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَأَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ، وابن إِسْحَاق، وطبقتهم،
وَعَنْهُ: يحيى بْن مَعِين، وإسحاق بْن موسى الخطمي، والحسن بن حماد الحضرمي، وعبد الله بْن الوضّاح، ومحمد بْن أَبِي السَّريّ، ويعقوب الدَّوْرقيّ.
قَالَ ابن عَدِيّ: هُوَ صَدُوق إنّ شاء الله.
وقال ابن حِبّان: كَانَ ممّن يقلب الأخبار، لا يجوز الاحتجاج بِهِ.
وقال أحمد: صدوق.
وقال النَّسَائيّ: لَيْسَ بالقوي.
أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي، قال: أخبرنا الفتح بن عبد السلام، قال: أخبرنا هبة الله الحاسب، قال: أخبرنا أبو الحسين بن النقور، قال: حدثنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، إِمْلاءً قَالَ: قُرِئَ عَلَى يَحْيَى بْنِ صَاعِدٍ، وَأَنَا أَسْمَعُ: حَدَّثَكُمُ الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ سَجَّادَةٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَضَّاحِ اللؤلؤي قالا: حدثنا عَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ أَبُو مَالِكٍ الْجَنْبِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَتِ امْرَأَةٌ تَأْتِي قَوْمًا فَتَسْتَعِيرُ مِنْهُمُ الْحُلِيَّ، ثُمَّ تُمْسِكُهُ، فَرُفِعَ ذَلِكَ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "لتتوب هَذِهِ الْمَرْأَةُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ، وَتَرُدُّ عَلَى النَّاسِ مَتَاعَهُمْ، قُمْ يَا فُلانُ فَاقْطَعْ يَدَهَا ".
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنَ الْعَوَالِي أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خرزاذ، عن الحسن بن حماد، فوقع بدلا بدرجتين عاليا.(4/1176)
• - م 4: عَمْرو بْن الهيثم أبو قَطَن. [الوفاة: 191 - 200 ه]
يأتي بالكنية.(4/1177)
229 - عُمير بْن عَبْد المجيد أبو المغيرة الحَنَفيُّ [الوفاة: 191 - 200 ه]
هُوَ أخو أَبِي بَكْر الحنفيّ.
رَوَى عَنْ: عَبْد الحميد بْن جعفر،
وَعَنْهُ: أبو خَيْثَمَة، وبُنْدار، ومحمد بْن مَعْمَر، وَآخَرُونَ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.(4/1177)
230 - د خ مقروناً: عَنْبَسة بنُ خَالِد بْن يزيد الأَيْليُّ. [أَبُو عثمان] [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: عمّه يونس، وابن جُرَيج، ورجاء بْن جميل.
يُكنيّ أبا عثمان.
رَوَى عَنْهُ: ابن وهب مع تقدمه، ومحمد بن مهدي الإخميمي، وأحمد بْن صالح الْمَصْرِيّ.
قَالَ أبو داود: عَنْبَسة أحبُّ إلينا مِن اللَّيْثُ، كأنّه يعني في يونس بْن يزيد خاصّة.
قلت: غمزه يحيى بْن بُكَيْر، وقال: ما كَانَ أهلا للأخذ عَنْهُ.
وقال أبو حاتم: كَانَ على الخراج، فكان يعلّق النّساء بالثَّدْيِ.
مات سنة ثمانٍ وتسعين ومائة.(4/1177)
231 - عَوْن بْن عَبْد الله بْن عَوْن بْن عُتْبَة بْن مسعود الهُذْليّ الكوفيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
وُلّي القضاء ببغداد في أيّام المهديّ، ويقال: في أيّام الرشيد.
أخذ عن: الأعمش، وغيره.
ولا يُحفظ عَنْهُ شيء مُسْنَد. [ص:1178]
قَالَ الخطيب: مات سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة.(4/1177)
232 - د: عَوْن بن كَهْمَس بْن الحَسَن البَصْريُّ التميمي. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وسليمان التَّيْميّ، وهشام بْن حسّان،
وَعَنْهُ: خَلَف بْن خليفة، ومحمد بْن بشّار، وأحمد بن عبد الله بن منجوف، وآخرون.
قَالَ أبو داود: لم يبلغني إلا خير.(4/1178)
233 - العلاء بْن الحُصَين الكوفيُّ أبو حُصَين الفقيه، [الوفاة: 191 - 200 ه]
قاضي الرَّي.
رَوَى عَنْ: عائذ بْن شُرَيْح، والثَّوْريّ، وَاللَّيْثُ، وخالد بْن إياس، وطائفة،
وَعَنْهُ: عَبْد الله بْن الْجَهْم، ويوسف بْن واقد، ومحمد بْن الحَسَن بْن المختار، ومحمد بْن حُمَيْد الحافظ.
وكان يقضي بحصن الأزادان.
قَالَ أبو حاتم: كوفيّ، صالح الحديث.(4/1178)
234 - عيسى بْن شُعيب أبو الفضل البصْريّ النَّحْويّ الضَّرير. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: مطر الورّاق، وسعيد بْن أبي عَرُوبة، وأبي حرة واصل، ورَوْح بْن القاسم،
وَعَنْهُ: عَمْرو الفلاس، ومحمد بْن المُثَنَّى، ومحمد بْن موسى الحَرَشيّ، وعبّاس بْن يزيد البحْرانيّ، وآخرون.
صدَّقه الفلاس، وتركه غيره.
قَالَ ابن حِبّان: فَحُشَ خطؤه فاستحقّ التَّرْك.
قلت: وممّا نقموا عَلَى عيسى بْن شُعيب حديث: "قُدّس الْعَدَسُ عَلَى لسان سبعين نبيًا "، وهذا باطل. سمعه منه عُبَيْد بْن سَعِيد.
ولم أجد لَهُ ذِكرًا في كثير مِن كُتُب المجروحين.
وما ذكره العُقَيْليّ بل ذكر آخر، قَالَ: عيسى بْن شعيب بْن ثَوْبان المدنيّ. عَنْ: فُلَيْح، لا يُتَابع عَلَى حديثه.
رواه عَنْهُ إبراهيم بْن المنذر الحزامي، ثم ساق له العقيلي خبرا منكرا.(4/1178)
-[حَرْفُ الْغَيْنِ](4/1178)
235 - الغازي بْن قيس. أبو محمد الأندلسيُّ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
[ص:1179]
أحد الأئمّة المشاهير ارتحل إلى المشرق،
وَرَوَى عَنْ: ابن جُرَيج، والأوزاعي، ومالك، وأخذ عَنْهُ "الموطّأ "، وحفِظه.
وكان كبير الشأن، مُجاب الدَّعوة. وكان يَقُولُ: ما كذبت منذ احتلمت.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد المُلْك بْن حبيب صاحب "الواضحة ".
وقال القاضي عياض: كان من أهل إفريقيّة. قرأ القرآن عَلَى نافع.
حدَّث عَنْهُ: عثمان بْن أيّوب، وأَصْبغ بْن خليل، وغيرهما.
وعن أصْبَغ قَالَ: سَمِعْتُ الغازي يَقُولُ: والله ما كذبتُ كِذبةً قطّ منذ اغتسلت، ولولا أنّ عُمَر بْن عَبْد العزيز رحِمه الله قاله ما قلته.
قَالَ أبو عُمَرو الداني: الغاز بْن قيس الأمويّ القُرْطُبيّ، قرأ عَلَى نافع، وضبط عَنْهُ اختياره، وسمع مِن ابن أبي ذئب، وهو أول مِن أدخل قراءة نافع، و "موطأ مالك " الأندلس،
وَعَنْهُ: قَالَ: عرضت مُصْحَفي هذا، بمصحف نافع بْن أبي نُعَيْم ثلاث عشرة مرّة.
روى عَنِ الغازي القراءة: ابنُه عَبْد الله.
وكان صالحًا عابدًا كثير التهجُّد بالليل، رحمه الله.
مات الغازي سنة تسع وتسعين ومائة.(4/1178)
236 - غالب بْن فائد الأسديُّ الكُوفيُّ المقرئ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عرض عَلَى حمزة.
وَسَمِعَ مِنْ: سُفْيان، وإسرائيل،
وَعَنْهُ: أبو سَعِيد الأشجّ، وسهل بْن عثمان، وغيرهما.
قَالَ أبو حاتم: لَيْسَ بِهِ بأس.(4/1179)
237 - غسَّان بْن عُبَيْد المَوْصِليّ الأزْديّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: ابن أَبِي ذئب، وعِكْرِمة بْن عمّار، وغيرهما،
وَعَنْهُ: عَبْد الجبّار بْن عاصم، وسعدان بْن نصر، وغيرهما. [ص:1180]
ضعّفه أحمد.
واختلف قول ابن مَعِين فيه.
وقال الدارَقُطْنيّ: صالح.
وقال ابن عمّار: كَانَ يعالج الكيمياء.
قلت: هذا يدلّ عَلَى قلّة ورعِه.(4/1179)
238 - ن: غسَّان بْن مُضَر الأزْديُّ البَصْريُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
سَمِعَ مِنْ: سعيد بْن يزيد حديثًا واحدًا.
رواه عَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وخليفة بْن خيّاط، وأبو حفص الفلاس، ومحمد بْن يحيى القطعي.
وثقوه.(4/1180)
-[حَرْفُ الْفَاءِ](4/1180)
239 - بخ: الفُراتُ بْن خالد الرَّازيُّ [الوفاة: 191 - 200 ه]
والد الحافظ أحمد.
رَوَى عَنْ: أسامة بْن زيد اللَّيْثي، ومِسْعَر بْن كُدام، وَمَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، وَيُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ،
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيم بْن موسى الفراء، ومحمد بْن حُمَيْد.
وثّقه أبو حاتم، وما أحسب ابنه أدرك الأخذ عَنْهُ.(4/1180)
240 - د ق: فرج بْن سَعِيد بْن عَلْقَمة أبو رَوْح المأرِبيُّ السَّبَئيُّ اليَمَانيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: عمّ أَبِيهِ ثابت بْن سَعِيد بْن أبيض بْن حمّال، وخالد بْن سَعِيد الأُمويّ،
وَعَنْهُ: الحُمَيْديّ، ومحمد بْن يحيى العدنيّ، وسهل بْن عاصم.
قَالَ أبو زُرْعة: لا بأس بِهِ.(4/1180)
241 - الفضل بْن حبيب المدائنيُّ السَّرَّاج. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ، وجماعة،
وَعَنْهُ: ابن مَعِين، ويزيد بْن عُمَر المدائنيّ. [ص:1181]
قال ابن مَعِين: لم يكن به بأس.(4/1180)
242 - الفضل بْن عَبْد الصَّمد الرَّقاشيُّ البصْريّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
مِن فحول الشعراء، مدح الخلفاء والكبار، وكان بينه وبين أبي نواس مهاجات ومباسطات.(4/1181)
243 - ن خ مقروناً: الفضل بْن العلاء أبو العبّاس الكُوفيُّ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
نزيل البصرة.
عَنْ: لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّة، وأشعث بْن سَوّار، وجماعة،
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وخليفة بْن خيّاط، والفلاس، ومحمد بْن عَبْد الله الرُّزّيّ، وجماعة.
أخرج لَهُ الْبُخَارِيّ مقرونًا بآخر.
وقال النَّسَائيّ: لَيْسَ بِهِ بأس.(4/1181)
244 - خ ن: الفضلُ بْن عَنْبَسة الواسطيُّ الخزَّاز أبو الحَسَن. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: شُعْبَة، ويزيد بْن إبراهيم، وهُشَيْم،
وَعَنْهُ: علي ابن المَدِينيّ، وأحمد بْن سِنان القطّان، ومحمد بْن عَبْد الله المخرميّ، وجماعة.
قرنه الْبُخَارِيّ بآخر.
وقال فيه أحمد بْن حنبل: ثقة مِن كبار أصحاب الحديث.
قلت: مات سنة سبْعٍ وتسعين ومائة.
وقيل: سنة ثلاثٍ ومائتين.(4/1181)
245 - خ: الفضل بْن مُساور البصْريُّ [الوفاة: 191 - 200 ه]
خَتَن أَبِي عَوَانة.
رَوَى عَنْ: أَبِي عوانة، وعوف الأعرابيّ، وحجاج بن أرطأة،
وَعَنْهُ: محمد بن المثنى، وبندار، وجماعة.
صدوق.(4/1181)
246 - ع: الفضل بن موسى أبو عبد الله السِّينانيُّ المَرْوزيُّ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
أحد الأئمة الأعلام.
وسينان: من قرى مرو.
رَحَلَ، وَسَمِعَ مِنْ: هشام بْن عروة، وخثيم بْن عِراك، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، ومحمد بْن عَمْرو بْن عَلْقَمة، وحسين المعلّم، ومَعْمَر بْن راشد، وآخرين،
وَعَنْهُ: إِسْحَاق بْن راهَوَيْه، وعليّ بْن حُجْر، ويحيى بْن أكثم، والحسين بْن حُرَيْث، وعليّ بْن خَشْرم، ومحمود بْن غَيْلان، ومحمود بْن آدم، وطائفة سواهم.
قَالَ أبو نُعَيْم: هُوَ أثبت مِن ابن المبارك.
وقال وكيع: أعرفه ثقة، صاحب سُنّة.
وقال الأبار: حدثنا علي بن خشرم، قال: حدثنا الفضل بْن موسى قَالَ: كَانَ علينا عامل بمَرْو، وكان نَسَّاء، فقال: اشتروا لي غلامًا، وسموه بحضرتي حتى لا أنسى اسمه، فقال: ما سمَّيتموه؟ قَالُوا: واقد، قَالَ: فَهَلا اسْمًا لا أنساه أبدًا، قم يا فرقد!
قَالَ الحسين بْن حُرَيْث: سَمِعْتُ السَّينَانيّ يَقُولُ: طلبُ الحديث حِرْفةُ المَفَاليس. ما رَأَيْتُ أذلَّ مِن أصحاب الحديث.
قَالَ إِسْحَاق بْن راهَوَيْه: كتبتُ العلم، فلم أكتب عن أحد أوثق في نفسي مِن هذين: الفضل بْن موسى، ويحيى بْن يحيى.
قَالَ غيره: مولد الفضل سنة خمس عشرة ومائة.
وقال محمد بْن حَمْدَوَيْه المَرْوَزِيّ: مات ليلة دخل هَرْثَمَة بْن أَعْيَن واليًا عَلَى خُراسان، لإحدى عشرة ليلة مِن ربيع الأوّل سنة اثنتين وتسعين ومائة.(4/1182)
247 - الفضل البَرْمَكيّ، هُوَ الفضل بْن يحيى بْن خَالِد بْن برمك البغداديُّ الوزير. [الوفاة: 191 - 200 ه]
أحد رجال الدهر سؤددا، وحزما، وعزما، وخبرة، ورأيًا.
وُلّي الأعمال الجليلة مِن الوزارة والإمارة بخُراسان وغيرها لهارون الرشيد. فلمّا قتل أخاه جعفر بْن يحيى سجن هذا وأباه حتّى تُوُفِّيَا في الحبْس. [ص:1183]
قِيلَ: إنّ الفضل بْن يحيى كَانَ أندى كفّا، وأسمح مِن جعفر، لكنّه كَانَ ذا كِبْرٍ مُفْرِط، وتيهٍ زائد.
رُوِيَ أنّه مر بعمرو بن جميل التميمي، وهو يُطعم الناسَ، فلمّا نزل قَالَ: ينبغي لنا أن نعين عمرا على مروءته، فبعث إليه بألف ألف درهم. فعطايا هذا الرجل كانت مِن هذا النَّحو.
وكان أخًا للرشيد مِن الرَّضاعة.
مولده سنة سبْعٍ وأربعين ومائة، وأُمُّه بربريةّ اسمُها زُبَيدة، مِن مولّدات المدينة النبويّة.
مات في آخر سنة اثنتين وتسعين ومائة.(4/1182)
248 - فَيَّاض بْن محمد الرَّقَّيّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: جعفر بْن بُرقان، وأبي جنَاب الكلبيّ، ومحمد بْن إِسْحَاق،
وَعَنْهُ: أحْمَد بْن حنبل، وأبو يوسف محمد بْن أحمد بْن الحجاج الرَّقَّيّ، وغيرهما.
فأمّا.(4/1183)
249 - فيَّاض بْن محمد البصْريّ [الوفاة: 191 - 200 ه]
الرّاوي عَنْ: يحيى بْن أبي كثير، ففيه جهالة.(4/1183)
-[حَرْفُ الْقَافِ](4/1183)
250 - خ م ت ن ق: القاسم بْن مالك المُزَنيّ أبو جعفر الكُوفيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: حُصَين بْن عَبْد الرَّحْمَن، وعاصم بْن كُلَيب، والمختار بْن فلفل، وأيّوب بْن عائذ.
وَعَنْهُ: أحمد، وأبو خَيْثَمَة، وعَمْرو النّاقد، وسعيد الْجَرْميّ، ويعقوب الدَّوْرقيّ، والحسن بْن عَرَفَة، وجماعة.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَج بِهِ.
وضعّفه السّاجيّ.(4/1183)
251 - خ: القاسم بْن يحيى بْن عطاء بْن مُقَدَّم أبو محمد الهلاليُّ المُقَدَّميُّ الواسطي. [الوفاة: 191 - 200 ه]
[ص:1184]
رَوَى عَنْ: أيّوب بْن خُوط، وَعَنْ: داود بْن أَبِي هند، وسُليمان الأعمش، وعُبَيْد الله بْن عُمر،
وَعَنْهُ: ابن أخيه مقدَّم بْن محمد، ومحمد بْن موسى الدُّولابيّ.
حدَّث في سنة سبْعٍ وتسعين.(4/1183)
252 - ن: القاسم بْن يزيد الجَرْميُّ الموصليُّ العابد الزَّاهد، [أَبُو يزيد] [الوفاة: 191 - 200 ه]
أحد العلماء.
رَوَى عَنْ: أفلح بْن حُمَيْد، وابن أبي ذئب، وثور بْن يزيد، وإبراهيم بْن نافع، وجرير بْن عثمان، وَشِبْلِ بْن عَبَّاد، وسُفيان الثَّوْريّ،
وَعَنْهُ: صالح، وعبد الله ابنا عَبْد الصّمد بْن أَبِي خِداش، وأحمد، وعليّ ابنا حرب الطّائيّ، ومحمد بْن عَبْد الله بْن عمار: المَوَاصِلَة.
وثّقه أبو حاتم.
وقال يزيد بْن محمد الأزديّ في تاريخه: كنيته أبو يزيد.
قال: وكان زاهدًا ورعًا، مِن أصحاب سُفْيان. رحل وكتبَ عمّن لحِق مِن الحجازييّن والكوفييّن والبصْريّين والشاميّين والمَوَاصلَة.
وكان حافظًا للحديث متفقّهًا.
قَالَ بِشْر بْن الحارث: كَانَ يقال: إنّ قاسمًا الْجَرْميّ مِن الأبدال، كانَ لا يشبههم في الزّيّ، يعني أنّ لباسه وحاله دون لباس الُمَعافَى بْن عِمْران، وزيد بْن أبي الزَّرقاء.
قَالَ عليّ بْن حرب: دخلت منزل قاسم بْن يزيد، فرأيتُ خَرْنُوبًا في زاوية البيت كَانَ يتقوَّت منه، وسيفًا، وَمُصْحَفًا.
قَالَ: ورأى قاسمُ الْجَرْميّ في النَّوم كأنّ المَوْصِل عَلَى كتفه، قد أخذها مِن عَلَى كِتف فتح المَوْصِليّ، ففسّرها قاسم عَلَى رجلٍ فقال: المَوْصِل تقوم بفتح فيموت، وتقوم بك بعده.
قال بشر الحافي: كان قاسم يحفظ المسائل والحديث. قَالَ لنا المعافى: اسمعوا منه فإنّه الأمين المأمون.
وقال يزيد الأزدي: حدثنا عَبْد الله بْن المغيرة مولى بني هاشم، عن [ص:1185] بِشْر الحافي، أنّه ذُكر عنده أصحاب سُفْيان، فأجمعوا عَلَى تفضيل المعافى، فقال بِشْر: رُزق المعافى شهرةً، وما رأت عيناي مثل قاسم الْجَرْميّ، رحمه الله.
وقال هشام بْن بَهْرام: سمعتُ قاسمًا الْجَرْميّ يَقُولُ: القرآن كلام اللَّه غير مخلوق.
وقال عليّ الخوّاصّ: تُوُفّي قاسم الْجَرْميّ سنة أربعٍ وتسعين ومائة، ولم أشهد جنازته.
قلت: وقع لنا مِن عَوَاليه.(4/1184)
253 - ت: قَبِيصة بْن اللَّيْثُ الأَسَديّ أبو عيسى الكوفيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي زياد، ومطَرَّف بْن طريف، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وغيرهم،
وَعَنْهُ: عثمان بْن أبي شَيبة، وسعيد بْن محمد الْجَرْميّ، وأبو كُرَيْب، ومحمد بْن عُبَيْد المُحَاربيّ.
قَالَ أبو حاتم: شيخ محلُّه الصَّدق.
قلت: لَهُ في "الجامع "فرْدُ حديث.(4/1185)
254 - ن: قَتَادة بْن الفُضَيْل الرُّهاويّ أبو حُمَيْد. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: الأعمش، وثور بْن يزيد، وإبراهيم بْن أَبِي عبلة،
وَعَنْهُ: عليّ بْن بحر القطّان، وأحمد بْن سليمان الرُّهَاوِيُّ.
قَالَ أبو حاتم: شيخ.
قِيلَ: مات سنة مائتين.
وذكره ابن حِبّان في "الثقات ".(4/1185)
-[حَرْفُ الْكَافِ](4/1185)
255 - كُرَيْد بْن رَوَاحة القَيْسيّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
شيخ بصْريّ.
عَنْ: شُعْبَة، وأبي هِلالٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ، وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، [ص:1186]
وَعَنْهُ: حسّان بْن إبراهيم، والهيثم بْن المهلّب البلديّ والد إبراهيم، وعبد الغفّار بْن عَبْد الله شيخ أَبِي يَعْلَى.
قَالَ ابن عَدِيّ: أحاديثه غرائب إفرادات، ثمّ ساق لَهُ عَنْ شُعْبَة، عَنْ قتادة، عَنْ عِكْرمة قَالَ: كَانَ ابن عَبَّاس يَحدُر سَوْرَة البقرة، وهو جُنُب يَقُولُ: القرآن في جوفي، رواه حسّان بْن إبراهيم، عنه.(4/1185)
-[حَرْفُ الْمِيمِ](4/1186)
256 - خ ت ن ق: مالكُ بنُ سُعَيْر بْن الخِمْس التَّميميُّ الكوفيُّ [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: هشام بْن عُرْوة، وابن أَبِي ليلى، والأعمش،
وَعَنْهُ: زياد بن يحيى الحساني، وعلي بن حرب، ومؤمل بن إهاب، وأحمد بْن الأزهر، وعبد الرحمن بْن بِشْر العبْديّ، وآخرون.
قَالَ أبو زُرْعة: صدوق.
قلت: خرّج لَهُ الْبُخَارِيّ متابعةً.
وضعّفه أبو داود.
مات سنة ثمانٍ وتسعين ومائة.(4/1186)
257 - م 4 خ مقروناً: مبشِّر بن إسماعيل الحَلَبِيُّ أبو إسماعيل [الوفاة: 191 - 200 ه]
مولى بني كَلْب.
عَنْ: جعفر بْن بَرْقان، وتمّام بْن نَجِيح، وحسّان بْن نوح، والأوزاعيّ، وحريز بْن عثمان.
رَوَى عَنْهُ: أحمد بْن حنبل، والحسن بْن الصّبّاح البزّار، ودُحَيْم، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن سلام، وطائفة.
قَالَ ابن سعد: كان ثقة مأمونا.
قَالَ: ومات سنة مائتين.
قلت: تكلّم فيه بعضهم بلا حُجّة.(4/1186)
258 - ن: محرزُ بْن الوضَّاح المَرْوَزِيُّ [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: إسماعيل بْن أُمَيَّة، ومحمد بْن ثابت قاضي مَرْو،
وَعَنْهُ: محمد بْن عليّ بْن حرب المَرْوَزِيّ، ومحمد بْن يحيى بْن أيّوب، ومحمود بْن غَيْلان المَرَاوِزة. [ص:1187]
وثقه ابن حبان.(4/1186)
259 - ع: ابن أبي فديك، محمد بْن إسماعيل بْن مسلم بْن أَبِي فُدَيْك دينار الدِّيليُّ مولاهم المدنيُّ الحافظ، أبو إسماعيل. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: سَلَمَةَ بْن ورْدان، وابن أبي ذئب، والضحّاك بْن عثمان، وإبراهيم بْن الفضل المخزومي، وجماعة،
وَعَنْهُ: إبراهيم بْن المنذر، وأحمد بْن الأزهر، وَسَلَمَةَ بْن شبيب، وعبد بْن حُمَيْد، وأبو عُتْبَة أحمد بْن الفَرَج، ومحمد بْن عَبْد الله بْن عَبْد الحَكَم، وهارون بْن عَبْد الله الحمّال، والحسين بْن عيسى البسْطاميّ، ومحمد بْن مُصَفَّى.
وخلْق سواهم.
وكان ثقة صاحب حديث، لكنّه لا رحلة لَهُ.
قَالَ أبو داود: قد سَمِعَ مِن محمد بْن عَمْرو بْن عَلْقَمة حديثًا واحدًا.
قَالَ ابن سعْد وحده: لَيْسَ بحُجّة.
قال: وتوفي سنة تسعٍ وتسعين ومائة.
وقال الْبُخَارِيّ: تُوُفّي سنة مائتين.(4/1187)
260 - ق: محمد بْن إِسْحَاق بْن إبراهيم الأَسَديّ العُكاشيّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: يحيى بْن سَعِيد الأنصاريّ، وإبراهيم بْن أَبِي عَبْلَةَ، والأوزاعي، وجعفر بْن بُرقان، وابن زياد الإفريقيّ،
وَعَنْهُ: هاشم بْن القاسم الحَرّانيّ، وسليمان بن سلمة الخبائري، وغيرهما.
كذبه أبو حاتم، وغيره.
أحاديثه بواطيل.(4/1187)
261 - د ن: محمد بْن ثور الصّنْعانيّ أبو عَبْد الله العابد. [الوفاة: 191 - 200 ه]
[ص:1188]
عَنْ: عوف الأعرابيّ، ومَعْمَر، وابن جُرَيج،
وَعَنْهُ: نُعَيْم بْن حمّاد، ومحمد بْن عَبْد الأعلى، ومحمد بْن عُبَيْد المُحَاربيّ، ومحمد بْن عُبَيْد بْن حساب، وطائفة.
وثّقه ابن مَعِين، وغيره.
وكان صوّامًا قوّامًا قانتًا لله.
قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ فَقَالَ: الفضلُ والعبادة والصّدق، رحمه الله.(4/1187)
262 - ع: غُنْدَر، محمد بْن جعفر أبو عَبْد الله البصْريُّ التّاجر الكرابيسيُّ الطَّيالسيُّ [الوفاة: 191 - 200 ه]
الحُجّة الثَّبْت، مولى هذيل، أحد الحُفّاظ الأعلام.
سَمِعَ: حُسَيْنًا المعلّم، وابن أَبِي عَرُوبة، وعبد الله بْن سَعِيد بْن أَبِي هند، وعوفًا الأعرابيّ، ومعمر بْن راشد، وابن جُرَيج، وشعبة، فأكثر عَنْهُ.
رَوَى عَنْهُ: أحمد، وابن المَدِينيّ، وإسحاق، وابن مَعِين، وَأَبُو خَيْثَمَة، والفلاس، وابن أبي شَيبة، وبُنْدار، ومحمد بْن المُثَنَّى، ومحمد بْن الوليد البُسْريّ، وخلْق سواهم.
قَالَ يحيى بْن مَعِين: كَانَ أصحّ الناس كتابًا.
وأراد بعض الناس أن يُخَطِّئَ غُنْدَرا فلم يقدر.
وقال أحمد بْن حنبل: قَالَ غُنْدَر: لزِمتُ شُعْبَة عشرين سنة.
قلت: وابن جُرَيج هُوَ الَّذِي سمّاه غُنْدَرًا لكونه شغب عَلَى ابن جُرَيج أهل الحجاز، وذلك لأن ابن جريج تعنته في الأخذ.
قَالَ ابن مَعِين: أخرج إلينا غندر ذات يوم جرابا فيه كتب، فقال: اجْهدوا أن تُخْرجوا فيه خطأ. فما وجدنا فيه شيئًا.
وكان يصوم يومًا، ويُفطر يومًا منذ خمسين سنة.
قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ: كنّا نستفيد مِن كتب غُنْدَر في حياة شعبة. [ص:1189]
قلت: وكان يتّجِر في الطَّيالسة والكرابيس، وكان مِن خيار المحدّثين عَلَى تغفُّلٍ فيه في غير العِلم.
قَالَ الحسين بْن منصور النَّيْسابوريّ: سمعت علي بن عثام يَقُولُ: أتيت غُنْدَرًا فذُكر من فضله وعِلمه بحديث شعبة، فقال لي: هاتِ كتابك، فأبيت إلا أن يُخرج كتابه، فأخرج وقال: يزعم النّاس أنّي اشتريت سمكًا فأكلوه، ولطّخوا بِهِ يدي وأنا نائم، فلمّا استيقظت طلبته، فقالوا: أكلت فشُمّ يدك، أفما كان يدلني بطني؟.
قَالَ ابن عَثّام: وكان مغفَّلا.
وقال ابن المَدِينيّ: هُوَ أحبّ إليّ في شُعْبَة مِن ابن مهديّ.
وقال ابن مهديّ: غُنْدَر في شُعْبَة أثبت منّي.
وروى سَلَمَةُ بْن سليمان، عَنِ ابن المبارك قَالَ: إذا اختلف الناس في حديث شُعْبَة فكتاب غُنْدَر حكم بينهم.
وقال أبو حاتم: كان غندر صدوقا مؤديا، وفي حديث شُعْبَة ثقة.
وقال: في غير حديث شُعْبَة، يُكْتَب حديثه، ولا يُحْتَجّ بِهِ.
وقال عَبَّاس، عَنِ ابن مَعِين: كَانَ غُنْدَر يجلس عَلَى رأس المنارة يفرّق زكاته فقيل لَهُ: لِمَ تفعل هذا؟ قَالَ: أُرَغّبّ الناسَ في إخراج الزّكاة.
واشترى سمكًا، وقال لأهله: أصْلِحُوه، ونام، فأكل عياله السّمك، ولطَّخوا يده. فلمّا انتبه قَالَ: هاتوا السّمّك. قَالُوا: قد أكلت! قَالَ: لا، قَالُوا: فشٌمّ يدك. ففعل ثمّ قَالَ: صدقتم، ولكنْ ما شبِعت.
وقال الدينوري في " المجالسة ": حدثنا جعفر بْن أَبِي عثمان، سَمِعْتُ يحيى بْن مَعِين يَقُولُ: دخلنا عَلَى غُنْدَر فقال: لا أحدّثكم بشيء حتى تجيئوا معي إلى السّوق تمشون، فيراكم الناس فيُكرِموني.
قَالَ: فمشينا خلفه إلى [ص:1190] السوق، فجعل الناس يقولون له: مِن هَؤلاءِ يا أبا عَبْد الله؟ فيقول: هَؤلاءِ أصحاب الحديث جاءوني مِن بغداد يكتبون عنّي.
قَالَ يحيى بْن مَعِين: والتفت يومًا إليّ فقال: اعلم أنّي منذ خمسين سنة أصوم يوما وأفطر يوما.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وتسعين ومائة في عَشْر الثمانين.(4/1188)
263 - ق: محمد بْن الحارث بن زياد الحارث [الوفاة: 191 - 200 ه]
شيخٌ بصْريّ.
رَوَى عَنْ: أَبِي الزَّناد، ومحمد بن عبد الرحمن ابن البيلمانيّ،
وَعَنْهُ: عفان، وسويد بن سعيد، وعمر بن شبة، وبندار.
قال أبو زرعة: متروك.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ ابْنُ عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ.(4/1190)
264 - ع: محمد بن حرب الخَوْلانيُّ الحِمْصيُّ الأبرش كاتب الزُّبَيْديّ، يُكَنَّى أبا عَبْد الله. [الوفاة: 191 - 200 ه]
حَدَّثَ عَنْ: الزبيدي، وبحير بْن سعْد، ومحمد بْن زياد الألهانيّ، وعمر بن رؤبة، والأوزاعي، وصفوان بن عمرو، وعدة،
وَعَنْهُ: أبو مسهر، ومحمد بن وهب بن عطية، وإسحاق بن راهويه، وكثير بن عبيد، ومحمد بن مصفى، وأبو التقي هشام بن عبد الملك، وأبو عتبة أحمد بن الفرج، وخلق.
ذكر ابن سعد أنّه وُلّي قضاء دمشق.
وثّقه ابن مَعِين، وغيره.
قَالَ يزيد بْن عَبْد ربّه: مات سنة أربعٍ وتسعين ومائة. [ص:1191]
قَالَ أبو حاتم: صالح الحديث.(4/1190)
265 - خ ن ق: محمد بْن الحسن بْن الزُّبَيْر الأسديُّ الكوفيُّ ويقال لَهُ ابن التلّ، بمُثَنَّاة. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: أبان بْن عَبْد الله البَجَليّ، وفطر بْن خليفة، وسُفْيان، وإبراهيم بْن طَهْمان، وطائفة،
وَعَنْهُ: ابنه عُمَر، وأبو بَكْر، وعثمان ابنا أبي شَيبة، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: شيخ.
وذكره ابن عَدِيّ في الكامل، وقال: لم أر بحديثه بأسا.
وقال العقيلي: لا يُتَابع عَلَى حديثه.
وروى عبّاس، عَنْ يحيى قَالَ: قد أدركته وحدّثنا، وليس بشيء.
وقال الْبُخَارِيّ: مات سنة مائتين أو نحوها.
قلتُ: و(4/1191)
266 - محمد بْن الحَسَن الأسَديّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: الأعمش،
وَعَنْهُ: داود بْن عَمْرو الضّبّيّ.
قَالَ فيه ابن مَعِين أيضا: ليس بشيءٍ.(4/1191)
267 - محمد بْن الحَسَن بْن أَبِي سارة أبو جعفر الرؤاسي الكوفي المقرئ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِي عَمْرو حروفه، وله في القراءات اختيار.
وَسَمِعَ مِنْ: الأعمش، وغيره.
أخذ عَنْهُ: الكسائي، ويحيى الفراء، وخلاد بْن خَالِد، وعليّ بْن محمد الكِنْديّ.
ذكره أبو عَمْرو الدّانيّ في طبقات المقرئين.
ولم يذكره ابن أَبِي حاتم؛، وهو شيخ.(4/1191)
268 - خ ت ق: محمد بْن الحَسَن بْن عِمران المُزنيُّ الواسطيُّ [الوفاة: 191 - 200 ه]
قاضي واسط.
رَوَى عَنْ: إسماعيل بْن أَبِي خَالِد، والعوَّام بْن حَوْشَب، وفُضَيْل بْن غَزْوان، وعوف الأعرابيّ، وجماعة،
وَعَنْهُ: أحمد، ومحمد بْن سلام البِيكَنْديّ، وزيد بْن الْحُرَيْشِ، ومحمد بْن إسماعيل الأَحمسيّ، ومحمد بْن إسماعيل الحسّانيّ، وآخرون.
وثّقه ابن مَعِين.(4/1192)
269 - ت: محمد بْن الحَسَن بْن أبي يزيد الهمَدانيّ الكوفيُّ [الوفاة: 191 - 200 ه]
نزيل واسط.
عَنْ: الأعمش، وثور بْن يزيد، وجعفر بْن محمد، وعمرو بْن قيس الملائيّ،
وَعَنْهُ: أحمد بن منيع، وسريح بْن يونس، والحسن بْن حمّاد، وعمرو بْن زرارة، وجماعة.
قَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كَانَ يكذب.
وقال غير واحد: ضعيف.(4/1192)
270 - محمد بْن حمزة، أبو وهْب الأسَديّ الرَّقَّيّ، وَيُعْرَفُ بخَتَن حبيب بن أبي مرزوق. [الوفاة: 191 - 200 ه]
حَدَّثَ عَنْ: الخليل بْن مُرّة، وجعفر بْن بُرْقان، وزيد بْن رُفَيع، والثَّوْريّ،
وَعَنْهُ: بقيّة، وهو مِن أقرانه، وداود بْن رُشيد، وسليمان بْن عُمَر الأقطع، وسعيد بْن يحيى الأمويّ، وموسى بْن أيّوب، وآخرون.
قَالَ أبو عَبْد الله بْن مَنْدَه: في حديثه مناكير.(4/1192)
271 - خ ن ق: محمد بْن حِمْيَر بْن أنيس السَّلِيحيُّ الحِمْصيُّ وسليح بطن مِن قُضَاعة. يُكَنّى أبا عَبْد الله، وقيل: كنيته أبو عَبْد الحميد. [الوفاة: 191 - 200 ه]
رَوَى عَنْ: محمد بْن زياد الألهانيّ، وثابت بْن عَجْلان، وعَمْرو بْن قيس [ص:1193] الكندي، والزبيدي، إبراهيم بن أبي عبلة، وطائفة،
وَعَنْهُ: خطاب بْن عثمان، ومحمد بْن مُصَفَّى، وهشام بْن عمّار، وكثير بْن عُبَيْد، وأحمد بْن الفَرَج، وطائفة.
وقد حدَّث عَنْهُ مِن شيوخه عَبْد الله بْن لَهِيعة.
وثّقه دُحَيْم، ويحيى بْن مَعِين.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَبُو حاتم: لا يُحْتَجّ بِهِ، بقيّة أحبُ إليّ منه.
وقال يعقوب الفَسَويّ: لَيْسَ بالقويّ.
قُلْتُ: انْفَرَدَ بِحَدِيثِهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلا أَنْ يَمُوتَ ".
رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.
قلت: مات في صَفَر سنة مائتين.(4/1192)
• - ع: محمد بْن خازم أبو معاوية. [الوفاة: 191 - 200 ه]
سيأتي.(4/1193)
272 - د ق: محمد بْن خَالِد بْن محمد الوَهْبيّ الكِنْديّ الحِمْصيُّ [الوفاة: 191 - 200 ه]
أخو أحمد بْن خَالِد.
رَوَى عَنْ: إسماعيل بْن أبي خَالِد، وابن جُرَيج، وأبي حنيفة، وعبد العزيز بْن عُمَر بْن عَبْد العزيز، وطائفة،
وَعَنْهُ: محمد بْن مُصَفَّى، وعَمْرو بْن عثمان، وكثير بن عبيد، وعمر بْن أيّوب الحمصيّون.
قِيلَ: إنّه مات قبل بقيّة بقليل.
قَالَ أبو داود: لا بأس بِهِ.(4/1193)
273 - ق: محمد بْن خَالِد الْجَنَديُّ الصَّنْعانيُّ [الوفاة: 191 - 200 ه]
مؤذّن الْجَنَد.
رَوَى عَنْ: أبان بْن صالح، وعبد الصّمد بْن معقل، وشبل بْن عبّاد الْمَكَّيّ [ص:1194]
وَعَنْهُ: الشافعي، وزيد بن السكن، ومنصور بن محمد البلخي العابد.
قال أبو الفتح الأزدي: منكر الحديث.
وقال الحاكم: مجهول.
قلت: هو صاحب ذاك الحديث المنكر: "لا مهديّ إلا عيسى ابن مريم ".(4/1193)
274 - 4: محمد بْن ربيعة الكلابيُّ الرّؤاسيُّ الكُوفيُّ أبو عَبْد الله [الوفاة: 191 - 200 ه]
ابن عمّ وكيع.
رَوَى عَنْ: الأعمش، وهشام بْن عُرْوة، وابن أَبِي خَالِد، وكامل أبي العلاء،
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، وابن معين، وزياد بن أيوب، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وأحمد بن حرب الطائي، والحسين بن محمد بن أبي معشر.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.(4/1194)
275 - خ م د ن ق: محمد بن الزِّبْرِقان أبو هَمّام الأهوازي. [الوفاة: 191 - 200 ه]
طوف الأقاليم ولقي الكبار.
حَدَّثَ عَنْ: سليمان التَّيْميّ، وابن عَوْن، وموسى بْن عُقْبة، وثور بْن يزيد،
وَعَنْهُ: زُهير بْن حرب، وخلاد بْن أسلم، وزيد بْن الحُرَيْش، وعبد الله بْن محمد المُسْنديّ، وبُنْدار، ومحمد بْن المُثَنَّى، وآخرون.
وهو ثقة.(4/1194)
276 - ن: محمد بْن سعْد الأنصاريّ الأشهليّ الْمَدَنِيّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
نزل بغداد.
عَنْ: ابن عَجْلان، وغيره،
وَعَنْهُ: محمد بْن عَبْد الله المخرميّ.
وثّقه ابن مَعِين.
قال الْبُخَارِيّ: مات قبل المائتين.(4/1194)
277 - محمد بْن سعْد المقدسي. [الوفاة: 191 - 200 ه]
[ص:1195]
عَنْ: ابن لَهِيعة، ورُديح بْن عطيّة،
وَعَنْهُ: صَفْوان بْن صالح.
قَالَ أبو حاتم: مجهول.
قلت: لَيْسَ ذِكر هذا مِن شرط كتابنا.(4/1194)
278 - مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبَانٍ الأُمَوِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
حَدَّثَ ببغداد عَنْ: عَبْد المُلْك بْن عُمير، وأبي إِسْحَاق الشيباني، وكان مصاحبًا للدولة، فَقَلّ مِن كتب عَنْهُ.
رَوَى عَنْهُ: ابن أخيه سعيد بن يحيى، وله عدة إخوة.
يحيى بْن سَعِيد، وغيره.
مات سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة عَنْ إحدى وثمانين سنة.(4/1195)
279 - م 4: محمد بْن سَلَمَةَ الحَرَّانيُّ أبو عَبْد الله [الوفاة: 191 - 200 ه]
محدّث حَرَّان.
رَوَى عَنْ: خاله أَبِي عَبْد الرحيم خَالِد بْن أبي يزيد، وعن ابن عَجْلان، وابن إِسْحَاق، وخصيف، وهشام بْن حسّان،
وَعَنْهُ: النُّفَيْليّ، وأحمد بْن حنبل، ومحمد بْن الصّبّاح الْجَرجرائيّ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةٌ، فاضلا.
تُوُفّي في آخر سنة إحدى وتسعين.
وقال النُّفَيْليّ: مات في أول سنة اثنتين وتسعين ومائة.(4/1195)
280 - محمدُ بنُ شُجاع بْن نَبْهان المروزي. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: حسن المعلّم، وزيد العَمّيّ، وأبي هارون العبْديّ،
وَعَنْهُ: عيسى غُنْجار، ونُعَيْم بْن حمّاد، وهدية بْن عَبْد الوهاب، وغيرهم.
قَالَ الْبُخَارِيّ: سكتوا عَنْهُ.
وقال ابن المبارك: لَيْسَ بشيء.
وقال غير واحد: متروك.(4/1195)
281 - 4: محمد بْن شُعيب بْن شابور أبو عَبْد الله الدِّمشقيُّ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
أحد علماء الحديث؛ مِن موالي بْني أُمَيَّة.
سكن بيروت. [ص:1196]
رَوَى عَنْ: عُرْوة بْن رُوَيْم، ويحيى بْن الحارث الذماري، ويحيى بن أبي عمرو السيباني، وعثمان بْن أَبِي العاتكة، والأوزاعي، وعبد الرَّحْمَن بْن حسّان الكِنانيّ، وشَيْبان النَّحْويّ، وعمر مولى غفرة، ويزيد بن أبي مريم الشامي، وقرة بن حيوئيل، وعَمرو بْن الحارث الْمَصْرِيّ، وطائفة،
وَعَنْهُ: سليمان ابن بِنْت شُرَحْبيل، ودُحَيْم، وكثير بْن عُبَيْد، ومحمد بْن مُصَفَّى، ومحمد بْن هاشم البعليّ، ومحمود بْن خَالِد السُّلَميّ، وخلْق سواهم.
وثَّقه دُحَيْم.
وقال أحمد: ما أرى بِهِ بأسًا، كَانَ رجلا عاقلا.
وقال أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: أَخَذَ الْقِرَاءَةَ عَرْضًا عَنْ يحيى الذَّماريَّ، وكان يفتي في مجلس الأوزاعيّ.
قَالَ ابن مُصَفَّى: مات سنة تسعٍ وتسعين ومائة.
وقال هشام بْن عمّار: سنة ثمانٍ.
وقال دُحَيْم: سنة مائتين.(4/1195)
282 - ن ق: محمد بْن طلحة بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن طلحة التَّيْميّ الْقُرَشِيّ المدنيُّ أبو عَبْد الله، ويقال لَهُ ابن الطَّوِيلِ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
يَرْوِي عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن ساعدة، وأبي سهيل نافع بْن مالك، وعبد الله بْن مُسْلِم بن جندب،
وَعَنْهُ: الحميدي، وعلي ابن المَدِينيّ، ودُحَيْم، وأحمد بْن صالح الْمَصْرِيّ.
قَالَ أبو حاتم: محله الصدق ولا يُحْتَجّ بِهِ.
وذكره ابن حِبّان في "الثَّقات "، ولكنه غلط في تاريخ موته حيث قَالَ: تُوُفّي سنة ثمانين ومائة.(4/1196)
283 - محمد بْن عَبْد الله الكوفيُّ المقرئ لقبُه داهرْ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
سكن الرَّيّ،
وَحَدَّثَ عَنْ: ليث بْن أَبِي سُلَيْم، وعَمْرو بْن شَمِر، [ص:1197] والأعمش،
وَعَنْهُ: ابنه عَبْد الله بْن داهر، ومحمد بْن عَمْرو زُنَيْج، ومحمد بْن حُمَيْد.
لَهُ مناكير. تكلّم فيه أبو حاتم.(4/1196)
284 - محمد بْن عَبْد الله بْن رَزين الشّاعر المشهور، الملقَّب بأبي الشِّيْص. [الوفاة: 191 - 200 ه]
وهو ابن عمّ دِعْبِل الخُزَاعيّ الشّاعر.
وهو صاحب تيك القصيدة التي أولها:
أبقى الزمان به ندوب غضاض ... ورمى سوادَ قرونهِ ببياضِ(4/1197)
285 - محمد بْن عَبْس المَرْوَزِيّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
رَحَلَ وَسَمِعَ مِنْ: ثور بْن يزيد، وهمّام بْن يحيى، وابن عَوْن، وشُعْبَة، وعبد الملك بن أبي سليمان، وطبقتهم،
وَعَنْهُ: حامد بْن آدم، ومحمد بْن عَبْدُوَيْه، ومحمد بْن تميم، وغيرهم.
ذكره محمد بْن حَمْدَوَيْه.(4/1197)
286 - ق: محمد بْن عثمان بْن صَفْوان الْجُمَحيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: حُمَيْد الأعرج، وهشام بْن عُرْوة،
وَعَنْهُ: الحُمَيْديّ، ونُعَيْم بْن حمّاد، ومحمد بْن مقاتل المَرْوَزِيّ، ومحمد بْن مِهْران الجمّال.
ضعّفه أبو حاتم.(4/1197)
287 - ع: محمد بْن أَبِي عَدِيّ السُّلَميُّ مولاهم البصْريّ الحافظ يُكَنَّى أبا عَمْرو. [الوفاة: 191 - 200 ه]
وقيل: هُوَ محمد بْن إبراهيم بْن أَبِي عَدِيّ، وقيل: أبو عَدِيّ هُوَ إبراهيم.
رَوَى عَنْ: حُمَيْد الطّويل، وابن عَوْن، وداود بْن أَبِي هند، وعوف الأعرابيّ، وحُسين المعلّم، وعدّة،
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، والفلاس، والحسن بْن محمد الزعفراني، وبندار، ومحمد بْن المُثَنَّى، وجماعة.
وثّقه أبو حاتم، وغيره. [ص:1198]
مات سنة أربع وتسعين ومائة.(4/1197)
288 - د ن ق: محمد بْن عيسى بْن القاسم بْن سُمَيْع الأُمويُّ مولاهم الدِّمشقيُّ المحدَّث. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: حُمَيْد الطّويل، وهشام بْن عُرْوة، والأوزاعي، وغيرهم،
وَعَنْهُ: هشام بْن عمّار، ووثّقه، وهارون بْن محمد بْن بكّار، والعبّاس بْن الوليد الخلال، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: لا يُحْتَجّ بِهِ.
وذكره ابن عَدِيّ في "الكامل "، وقال: لا بأس بِهِ.(4/1198)
289 - محمد بْن عيسى الوابشيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: شَرِيك القاضي، وأبي الأحْوَص، ووالده،
وَعَنْهُ: يزيد بْن عَبْد الرَّحْمَن المعني، وشهاب بْن عبّاد، وأحمد بْن إبراهيم الدَّوْرقيّ، وآخرون.
صُوَيْلح.(4/1198)
• - محمد بْن الفضل بْن عطيّة. [الوفاة: 191 - 200 ه]
قد ذُكِر.(4/1198)
290 - ع: محمد بْن فُضَيْل بْن غَزْوان أبو عبد الرَّحْمَن الضَّبِّيُّ، مولاهم الكوفيُّ الحافظ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وإبراهيم الهَجَريّ، وبَيَان بْن بشر، وحبيب بْن أَبِي عَمْرة، وعاصم الأحول، وحُصين بْن عبد الرَّحْمَن، وعمارة بْن القَعْقاع، وخلْق كثير،
وَعَنْهُ: أحمد، وإسحاق، وأحمد بْن بُدَيل، وعليّ بْن حرب، وأخوه أحمد بْن حرب، وأحمد بن سنان القطان، والحسن بْن عَرَفَة، والأشجّ، وأبو كُرَيْب، وأبو حفص الفلاس، وأحمد بْن عَبْد الجبّار العُطَارِديّ، وخلْق كثير.
وكان من أحلاس الحديث.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعيِنٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: حسن الحديث شيعيّ. [ص:1199]
وقال أبو داود: كان شيعيا متحرقا.
قلت: إنّما كَانَ متواليًا فقط، مبجِلا للشيخين، وقد قرأ القرآن عَلَى حمزة. ودخل عَلَى منصور بْن المعتمر فوجده مريضًا، فسماعاته مِن هذا الوقت.
قَالَ ابن سعْد: بعضهم لا يُحْتَجّ بِهِ.
وكان أبو الأحوص يَقُولُ: أنشدُ الله رجلا يجالس محمد بْن فُضَيْل، وعَمْرو بْن ثابت أن يُجالسنا.
وقال يحيى الحِمّانيّ: سمعت فضيلا أو حدّثت عَنْهُ قَالَ: ضربتُ أَبِي البارحَة إلى الصّبّاح أن يترحَّم عَلَى عثمان - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - فأبى عليّ.
وقال الحَسَن بْن عيسى بْن ماسرجس: سألتُ ابن المبارك عَنْ أسباط، وابن فُضَيْل، فسكت. فلما كان بعد ثلاثة أيام قَالَ: يا حسن صاحبيك لا أرى أصحابنا يرضونهما.
قلتُ: مات سنة خمسٍ وتسعين ومائة. وقيل: سنة أربعٍ.(4/1198)
291 - خ ن ق: محمد بْن فُلَيح بْن سُليمان أبو عَبْد الله المدنيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وموسى بْن عُقْبة، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وجماعة،
وَعَنْهُ: إبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، وهارون بْن موسى الفرّاء، ومحمد بْن إِسْحَاق المسيبي.
قَالَ أبو حاتم: ما بِهِ بأس، لَيْسَ بذاك القويّ.
وروى مُعَاوِيَة بْن صالح، عَن يحيى بْن مَعِين قَالَ: لَيْسَ بثقة، ولا أبوه. [ص:1200]
وقال العُقَيْليّ: لا يُتَابع عَلَى بعض حديثه.
قلت: كثير مِن الثَّقات قد تفردوا، فيصحّ أن يقال فيهم: لا يُتابَعُون عَلَى بعض حديثهم.
قَالَ الْبُخَارِيّ: مات سنة سبْعٍ وتسعين ومائة.(4/1199)
292 - ت: محمد بْن القاسم الأسَديُّ الكُوفيُّ. [أبو إبراهيم] [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: ثور بن يزيد، وجعفر بْن بُرْقان، وموسى بْن عُبَيْدة، والأوزاعيّ،
وَعَنْهُ: إبراهيم بْن موسى الفرّاء، والحسين بْن عيسى البَسْطاميّ، وعُبَيْد بْن يَعِيش، ومحمد بْن مَعْمَر البحرانيّ، وجماعة.
ضعّفه أحمد، وابن عديّ.
وكنّاه العُقَيْليّ أبا إبراهيم، وقال: لا يتابع عَلَى حديثه.
وقال أحمد أيضًا: أحاديثه أحاديث سوءٍ، موضوعة.
وقال الْبُخَارِيّ: مات سنة سبْعٍ ومائتين، يُعَرف ويُنْكر.(4/1200)
293 - ق: محمد بْن مروان العُقَيْليُّ أبو بَكْر. [العِجْليّ] [الوفاة: 191 - 200 ه]
شيخ بصْريّ يُعرف بالعِجْليّ.
لَهُ عَنْ سَعِيد المَقْبُريّ إنْ صحّ، وَعَنْ: داود بْن أَبِي هند، وعَمْرو بْن قيس المُلائيّ، وهشام بْن حسّان.
وَعَنْهُ: يعقوب، وأحمد ابنا الدَّوْرقيّ، والفلاس، ونصر بْن عليّ، ويحيى بْن مَعِين، وطائفة.
صدوق.(4/1200)
294 - خ د ت ق: محمد بْن مَعْن الغِفاريُّ المدنيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: جَدّه محمد بْن معن بْن نضلة، وعن أَبِيهِ، وربيعة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَن، ويحيى بْن سَعِيد، وداود بْن خالد،
وَعَنْهُ: ابن المَدِينيّ، وإبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، وأبو مُصْعَب، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وجماعة.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، قَلِيلَ الْحَدِيثِ. مات سنة ثمانٍ وتسعين ومائة.(4/1201)
295 - د: محمد بْن ميمون الزَّعْفرانيُّ الكوفيُّ المَفْلوج [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وحنظلة بْن أَبِي سُفْيان،
وَعَنْهُ: إبراهيم بْن موسى الفراء، وأبو كريب، ومجاهد بن موسى، ويعقوب الدَّوْرقيّ.
وثّقه أبو داود، وغيره.
ووهّاه ابن حِبّان.(4/1201)
296 - الأمين أمير المؤمنين، أبو عبد الله محمد ابْن الرشيد هارون ابْن المهديّ محمد ابْن المنصور عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْهَاشِمِيُّ العباسيُّ البغداديُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
كَانَ وُلّي عهد أَبِيهِ، فولي الخلافة بعد موت أَبِيهِ، وكان مِن أحسن الشباب صورة، أبيض، طويلا، جميلا، ذا قوّة مُفْرِطة، وبطْش وشجاعة معروفة، وفصاحة، وأدب، وفضيلة، وبلاغة، لكن كان سيئ التدبير، كثير التبذير، ضعيف الرأي، أرعن، لا يصلُح للإمارة.
ومن شدّته قِيلَ: إنّه قتل مرة أسدا بيديه، وهذا شيء عجيب.
وَوَرَد أنّه كتب بخطّهِ رُقعة إلى طاهر بْن الحسين فيها: يا طاهر، ما قام لنا منذ قمنا قائم بحقّنا، فكان جزاؤه عندنا إلا السيف، فانظر لنفسك أو دَعْ، قَالَ: فلم يزل طاهر يتبيّن موقع الرُّقعة منه.
قلت: وكان طاهر قد انتُدب لحربه مِن جهة أخيه المأمون، فكتب لَهُ هذه الورقة، وهي غاية في التخذيل؛ لأنه لوّح فيها بأبي مُسْلِم، وأمثاله الذين بذلوا [ص:1202] نفوسهم في النُّصْحِ، فكان مآلُهُم إلى القتل.
قَالَ المسعوديّ: إلى وقتنا هذا، ما وُلّي الخلافة هاشمي ابن هاشمية، سوى علي - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - ومحمد بْن زُبَيْدة، يعني الأمين.
وقد مر في الحوادث دولة الأمين وحروبه وما صار إِليْهِ.
وكنّاه بعضهم أبا موسى.
عاش سبْعًا وعشرين سنة. وآخر أمره خُلِع ثمّ أُسِر وقُتِل صبرًا في المحرَّم سنة ثمانٍ وتسعين ومائة بظاهر بغداد، وطيف برأسه.
الصولي: حدثنا أبو العيناء: قال: حدَّثني محمد بْن عَمْرو الرُّوميّ قَالَ: خرج كوثر خادم الأمين ليرى الحرب فأصابته رجمة في وجهه، فجلس يبكي، وجعل الأمين يمسح الدم عَنْ وجهه ثمّ قَالَ:
ضربوا قُرَّةَ عيني ... مِن أجلي ضربوه
أخذ الله لقلبي ... مِن أُناسٍ احرقوه
قَالَ: ولم يؤاته طبعه لزيادة، فأحضر عَبْد الله بْن أيّوب التَّيْميّ الشّاعر، وقال لَهُ: قلَّ عليهما، فقال:
ما لمن أهوى شَبيهُ ... فَبِهِ الدنيا تتيهُ
وَصْلُهُ حُلْوٌ ولكن ... هجرهُ مُرٌّ كريهُ
مَنْ رَأَى الناسُ لَهُ ... فضلا عليهم حَسَدوهُ
مثل ما قد حسد القا ... ئم بالمُلْك أَخُوهُ
فقال الأمين: أحسنَت والله، بحياتي، يا عبّاسيّ أنظر، فإنْ كَانَ جاء عَلَى ظهر فأوقره لَهُ، وإن كَانَ جاء في زورق فأوقره له. قال: فأوقر له ثلاثة أبغل دراهم.
وقيل: إنّ سليمان بْن منصور رفع إلى الأمين أنّ أبا نواس هجاه، فقال: يا عمّ أأقتله بعد قوله:
أهدي الثَّناء إلى الأمينِ محمدٍ ... ما بعده بتجارةٍ متربَّصُ
صَدَقَ الثَّناءُ عَلَى الأمين محمدٍ ... ومِن الثناء تكذب وتخرص [ص:1203]
قد يَنْقُصُ البدرُ المنيرُ إذا اسْتَوَى ... وبهاءُ نورِ محمدٍ ما ينقُصُ
وإذا بُنوا المنصورِ عُدّ حَصَاهُم ... فمحمدٌ ياقوتُها المتخلَّصُ
فغضب سليمان، فقال الأمين: فكيف يا عمّ أعمل بقوله، وأنشده أبياتًا أخَر، ثمّ أبياتًا، ثمّ أرضى سليمان بحبْس أَبِي نُواس.
وكانت خلافته أربع سنين وأيامًا.(4/1201)
297 - د ت: محمد بن يحيى بن قَيْس أبو عمر الشَّيبانيُّ [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: أبيه، وموسى بن عُقبة، وابن جُريج،
وَعَنْهُ: قتيبة، والقواريري، ومحمد بن مِهْران الجمال، ومحمد بن يحيى العَدَني.
وَثَّقه الدَّارقُطنيُّ وأباه.(4/1203)
298 - ن م في مقدمته: مَخْلَد بْن الحسين أبو محمد الأزْديّ المهلَّبيّ البَصْريُّ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
نزيل المصَّيصة.
وكان أحد أوعية العِلْم.
رَوَى عَنْ: موسى بْن عُقْبة، وهشام بْن حسّان، ويونس الأَيْليّ، والأوزاعي، وعدة،
وَعَنْهُ: حجاج الأعور، والحسن بن الربيع البوراني، وأبو صالح محبوب الفراء، والمسيب بن واضح، وموسى بن أيوب النصيبي، وجماعة.
قال أحمد العجلي: ثقة، رجل صالح عاقل.
وقال أبو داود: كان أعقل أهل زمانه.
وروي أنّ هارون الرشيد قَالَ لَهُ: ما قرابة بينك وبين هشام بْن حسان؟ فقال: هُوَ والد إخوتي، يعني لم يَقُلْ زوج أمّي.
قَالَ سُنيد بْن داود: سَمِعْتُ مَخْلَد بْن الحسين يَقُولُ: ما ندب الله العباد إلى شيء إلا اعترض فيه إبليس بأمرين، ما يبالي بأيهما ظفر: إمّا غُلُوٌّ فيه، وإمّا تقصيرٌ عَنْهُ. [ص:1204]
مات مَخْلَد سنة إحدى وتسعين ومائة.
وعن بعضهم أنّه تُوُفّي سنة ستٌّ وتسعين ومائة.(4/1203)
299 - خ م د ن ق: مَخْلَد بْن يزيد الحرَّانيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: يحيى بْن سَعِيد الأنصاريّ، وابن جُرَيْج، وجعفر بْن بُرْقان، وحنظلة بْن أبي سُفْيان، والأوزاعي،
وَعَنْهُ: أحمد، وإسحاق، وابنا أَبِي شَيبة، وابن نُمَير، ومحمد بْن سلام البِيكَنْديّ، وآخرون.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
قلت: مُجْمَعٌ عَلَى ثقته.
مات سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة.(4/1204)
300 - مُرَجَّي بْن وداع الرَّاسبيُّ البَصْريُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: عطاء السليمي الزّاهد، وغالب القطّان، وأيّوب بْن وائل، وجماعة.
وَعَنْهُ: سيَّار بْن حاتم، وعارم، وأحمد بْن حنبل، وعليّ بْن الحسين الدَّرهميّ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
وقال ابن مَعِين: ضعيف.(4/1204)
301 - ع: مَرْوان بْن معاوية بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَسْمَاءَ بْنِ خَارِجَةَ بْنِ عُيَيْنَة بْن حِصْن الفَزَاري الحافظ أبو عَبْد الله الكوفيُّ [الوفاة: 191 - 200 ه]
نزيل مكّة، ثمّ دمشق، وهو ابن عم الإمام أَبِي إِسْحَاق الفَزَاريّ.
رَوَى عَنْ: حُمَيْد الطّويل، وعاصم الأحول، وابن أَبِي خَالِد، وأبي مالك سعْد بْن طارق الأشجعيّ، ومحمد بْن سُوقة، وموسى الْجُهَنّي، وخلْق كثير فيهم عدد من المجاهيل، فإنه كان طلابة للحديث، يكتب عن كل أحد.
روى عنه: أحمد بن حنبل، وإسحاق، وأبو خَيْثَمَة، والحسين بْن حُرَيْث، والحسن بْن عَرَفَة، ودُحَيْم، وأبو كُرَيْب، ومحمد بْن هشام بْن ملاس، وأُمم سواهم. [ص:1205]
قَالَ أحْمَد بْن حنبل: ثَبْت حافظ، كَانَ يحفظ حديثه كله.
وقال ابن المديني: ثقة فيما روى عن المعروفين.
وقال غيره: أكثر عَنِ المجهولين، فينبغي أن يُتَأمّل حالُ شيوخه، وهو في نفسه ثقة.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: كان يلتقط الشيوخ مِن السَّكك.
وقال يحيى بْن مَعِين: وجدت عند مروان بخطّه: وكيع رافضيّ، فقلت لَهُ: وكيع خيرٌ منك. فسبَّني.
وقيل: كَانَ مروان فقيرًا مُعِيلا، كَانَ الناس يَبُرُّونه.
قيل: مات فجاءة في عشر ذي الحجّة سنة ثلاث وتسعين ومائة.(4/1204)
302 - مُزاحم بْن زُفَر التَّيْميّ الكُوفيُّ [الوفاة: 191 - 200 ه]
أخو عثمان بْن زُفَر.
رَوَى عَنْ: فِطْر بْن خليفة، وشُعْبَة، وأيّوب بْن خُوط،
وَعَنْهُ: أبو مُسْهِر، وإبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، وهارون بْن موسى، وأبو الربيع الزّهْرانيّ، وكان من أشراف أهل الكوفة.
حدَّث بدمشق، ولا رواية لَهُ في الكُتُب السّتّة.
وقد وثّقه ابن حِبّان.
وله سَميٌّ وهو:(4/1205)
• - مزاحم بْن زُفَر. [الوفاة: 191 - 200 ه]
مِن طبقة صغار التابعين،
قد ذُكِر.(4/1205)
303 - مَسْعَدة بْن اليَسَع الباهليُّ البصْريّ [الوفاة: 191 - 200 ه]
أحد الضعفاء.
عَنْ: بَهْز بْن حكيم، وجعفر بْن محمد، ومحمد بْن أبي حُمَيْد،
وَعَنْهُ: عُمَر بْن حفص، والحسن بْن عَرَفَة، وأحمد بْن أَبِي الحواريّ، ومُغيرة بْن معمر، ومحمد بْن وزير الواسطيّ.
قَالَ أحْمَد بْن حنبل: خرقنا حديثه مُنذ دهرٍ.
روى ذَلِكَ الْبُخَارِيّ [ص:1206] عَنْ أحمد.
وقال أبو حاتم: يكذب عَلَى جعفر بْن محمد.
وكذا كذّبه أبو داود
محمد بن وزير، حدثنا مَسْعَدَةُ بْنُ الْيَسَعَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَسَا عَلِيًّا عِمَامَةً يُقَالُ لَهَا السَّحَابُ، فَأَقْبَلَ وَهِيَ عَلَيْهِ، فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلامُ: " هَا عَلِيٌّ قَدْ أَقْبَلَ فِي السَّحَابِ "، قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: قَالَ أَبِي: فَحَرَّفَهَا هَؤُلاءِ، وَقَالُوا: عَلِيٌّ فِي السَّحَابِ.(4/1205)
304 - خ م د ن: مسكين بْن بُكَير الحَرَّانيُّ الحذَّاء أبو عَبْد الرَّحْمَن. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: ثابت بْن عَجْلان، وأرطأة بْن المنذر، وجعفر بْن بُرْقان، والأوزاعيّ، وشُعْبَة،
وَعَنْهُ: النفيلي، وأحمد بن حنبل، وأحمد بن أبي شُعيب الحرّانيّ، وولده الحَسَن بْن أحمد، ومحمد بْن وهْب بْن أبي كريمة، وموسى بْن أيّوب النَّصيبيّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ، صالح الحديث.
وقال غير واحد: صدوق.
وقيل: لَهُ عَنْ شُعْبَة ما يُنكر.
وقال أبو أحمد الحاكم: لَهُ مناكير كثيرة، كذا قَالَ.
قِيلَ: مات سنة ثمانٍ وتسعين ومائة.(4/1206)
305 - صريع الغواني، مُسْلِم بْن الوليد مولى الأنصار، أبو الوليد. [الوفاة: 191 - 200 ه]
أحد فُحُولِ الشُّعَراء. مدح الرشيد، وآل برمك، وسار شِعْره.
ويُقال: إنّ الرشيد هُوَ الَّذِي لقّبه بصريع الغواني لقوله:
أديرا عليّ الكأسَ لا تَشْربا قبلي ... ولا تَطْلُبا مِن عند قاتلتي ذَحْلي
هَلِ العيشُ إلا أن تَرُوح مَعَ الصَّبا ... وَتَغْدُو صريعَ الكأس والأَعْيُنِ النُّجْلِ [ص:1207]
وهو القائل:
أرادوا لِيُخْفُوا قبره عَنْ عدوّهِ ... فطِيبُ تُرابِ القبرِ دلّ عَلَى القبرِ
ومن هجائه وأقذع:
أما الهجاء فدق عرضك دونه ... والمدح عنك كما علمت كليل
فاذْهَبْ فأنت طليقُ عِرْضك إنّه ... عِرْضُ عَزَزْتَ بِهِ، وأنت ذليلُ
قَالَ الخطيب: ومسلم بْن الوليد كوفيّ نزل بغداد، وكان مدّاحًا مفوَّهًا بليغًا.
قَالَ بعضهم: لمسلم ثلاثة أبيات: أرثَى بيت، وأمدح بيت، وأهجي بيت.
فالأول:
أرادوا ليخفوا قبره.
والثاني قوله:
يجود بالنَّفسِ إذ ضنّ البخيلُ بها ... والْجُودُ بالنَّفس أقصى غايةِ الْجُود
والثالث قوله:
قَبُحَتْ مَنَاظِرُهُ، فحِين خبْرتُهُ ... حُسنَتْ مَنَاظِرُهُ لقُبْح المخبر
وله في الشيب بيت سائر:
أكره شَيْبيْ، وآسَى أن يُزَايِلَني ... أعجبُ بشيءٍ عَلَى البغضاء مودودِ
وله يمدح يزيد بْن مزيد:
يكسو السُّيُوفَ نفوس النّاكثين بها ... ويجعل الهام تِيجان القنا الُّذبُل
إذا انتضى سيفَه كانت مسالكُهُ ... مسالكَ الموت في الأبدان والقَللِ
كالّليث إن هجته فالموتُ راحتُهُ ... لا يستريح إلى الأيّام والدُّوَلِ
قد عوَّد الطَّيْرَ عاداتٍ وثِقْنَ بها ... فهنَّ يَصْحَبْنَه في كلّ مُرْتحَلِ
لله مِن هاشمٍ في أرضه جبلٌ ... وأنت وابنُك رُكْنا ذَلِكَ الجبل
وله في جعفر بن يحيى البرمكيّ:
كأنّه قمر أو ضيغَمٌ هَصِرٌ ... أو حيّةٌ ذَكَرٌ أو عارضٌ هَطِلُ
لا يضحك الدَّهر إلا حين تسألُه ... ولا يُعبَّسُ إلا حين لا تسأل(4/1206)
306 - مسروح أبو شهاب الكُوفيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
[ص:1208]
عَنْ: الحَسَن بْن عُمارة، وسُفيان الثَّوْريّ، وعَمْرو بْن خَالِد،
وَعَنْهُ: يزيد بْن مَوْهب الرَّمليّ، وعمر بْن زُرَارة الحَدَثيّ.
قَالَ أبو أحمد الحاكم: لَيْسَ حديثه بالقائم.(4/1207)
307 - مَسْلَمة بْن يعقوب بْن مَسْلَمة بْن عَبْد المُلْك بْن مروان الأُمويّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
أحد أشراف الشاميّين، كَانَ أحد مِن خرج عَلَى الدّولة العباسية، وذلك أنّ أبا العُميطر الأُمويّ السُّفْيانيّ لمّا ظهر، وغلب عَلَى دمشق في سنة خمسٍ وتسعين ومائة، وبعدها تمكّن مَسْلَمة هذا مِن الأمور، وعمل عَلَى أَبِي العُميطر، وقبض عَليْهِ؛ لأنّ أبا العُميطر كان شيخا كبيرا، فقيده ودعا إلى نفسه، وبايعوه، ثمّ قام عَليْهِ محمد بْن صالح بْن بَيْهس الكلابيّ أمير العرب، فأخذ منه دمشق فبادر مَسْلَمة، وفَكّ قيد أَبِي العُميطر، وخرجا هاربَيْن بزيّ النَّساء إلى المِزّة.
ثمّ إنّ مسلمة جاءه الموت بالمِزّة، فصلّي عَليْهِ أبو العُميطر، ثمّ مات بعده بقليل، وعَمّوا قبَره لئلا يُنبش، وذلك في حدود المائتين.(4/1208)
308 - مُسْهِر بْن عَبْد المُلْك بْن سَلَع الهمَدانيّ الكوفيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنْ: الأعمش، وعيسى بْن عُمَر القارئ،
وَعَنْهُ: إِسْحَاق بْن راهَوَيْه، والحسن بْن عليّ الحلوانيّ، ومحمد بْن عَبْد الله المخرميّ، وجماعة.
قَالَ الْبُخَارِيّ: فيه بعض النظر.(4/1208)
309 - مطرف بن مازن [الوفاة: 191 - 200 ه]
قاضي صنعاء.
رَوَى عَنْ: ابن جُرَيج، ومَعْمَر،
وَعَنْهُ: الشافعيّ، وداود بْن رشيد.
وكان من الأخيار الصُّلحاء، لكنّه واهٍ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كذاب.
وأسقطه ابن حِبّان، وضعّفه آخرون. [ص:1209]
وأما أبو أحمد بْن عَدِيّ فقال: لم أر لَهُ شيئًا مُنْكَرا.
وسمعتُ عُمَر بْن سنان قال: حدثنا حاجب بْن سليمان قَالَ: كَانَ مطرَّف بْن مازن قاضي صنعاء، وكان رجلا صالحًا، فأتاه رجل، فقال: حلفتُ بطلاق امرأتي ثلاثًا أنّي أخرا عَلَى رأسك فقام ودخل، ووضع عَلَى رأسه منديلا، ثمّ قَالَ للرجل: اصعد واقلل، أو كما قَالَ.(4/1208)
310 - ق: مُطَهَّرُ بنُ الهيثم الطّائيُّ البَصْريُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
رَوَى عَنْ: علقمة بن أبي جمرة الضُّبَعيّ، وموسى بْن عليّ بْن رباح،
وَعَنْهُ: عَبّاد بْن الوليد الغُبْريّ، ومحمد بْن المُثَنَّى، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن منصور كزبران، وجماعة.
قَالَ ابن حِبّان: مُنْكَر الحديث.
وقال ابن يونس: متروك.(4/1209)
311 - ع: مُعَاذ بْن مُعَاذ بْن نصر بْن حَسَّان الإمام أبو المُثَنَّى العنبري التميمي البَصْريُّ الحافظ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
قاضي البصرة.
رَوَى عَنْ: حُمَيْد، وسليمان التَّيْميّ، وابن عَوْن، وبَهْز بْن حكيم، وعوف، ومحمد بْن عَمْرو، وشُعْبَة، وآخرون،
وَعَنْهُ: ابناه عُبَيْد الله، والمثني، وأحمد، وإسحاق، وبُنْدار، وإسحاق بْن موسى، وعبد الله بْن هاشم الطّوسيّ، وسَعدان بْن نصر، وخلْق كثير.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: إِلَيْهِ الْمُنْتَهَى فِي التَّثَبُّت بالبصرة، ما رأيت أحدًا أعقل منه.
وقال يحيى بْن سَعِيد القطّان: ما بالبصرة ولا بالكوفة ولا بالحجاز أثبت مِن مُعَاذ بْن مُعَاذ.
قلت: كَانَ مِن أقران القطّان.
قَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ ثَبْتٌ. [ص:1210]
وقال ابن مَعِين، وأبو حاتم: ثقة.
قلت: يحيى القطّان أسنّ منه بشهرين.
قَالَ أحمد بْن حنبل: ولد مُعَاذ بْن مُعَاذ سنة ستٌّ عشرة ومائة.
وقال المدائني: كَانَ جدّهُ نصر واليا لخالد القسر بإصطخر، ومات معاذ بن نصر في حياة نصر سنة تسع عشرة ومائة.
قلت: مات مُعَاذ بْن مُعَاذ في ربيع الآخر سنة ستٌّ وتسعين ومائة.(4/1209)
312 - ع: مُعَاذ بْن هشام بْن أَبِي عَبْد الله الدَّسْتُوائيُّ البَصْريُّ الحافظ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وابن عَوْن، وأشعث بْن عَبْد المُلْك، وغيرهم،
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وإسحاق، وبُنْدار، وابن المَدِينيّ، ومحمد بْن إسماعيل بْن أَبِي سُمَينة، وعمرو الفلاس، وأبو سَعِيد الأشجّ، ومحمد بْن المُثَنَّى، وإسحاق الكَوْسج، ويزيد بْن سِنان البصْريّ، وجماعة.
قَالَ ابن عَدِيّ: ربّما يغلط، وأرجو أنّه صدوق.
وروى عبّاس، عَنِ ابن مَعِين: صَدُوق، وليس بحجّة.
وقال عَبَّاس بْن عَبْد العظيم الحافظ: كَانَ عنده عَنْ أَبِيه عشرة آلاف حديث.
قلت: وفاته في ربيع الآخر سنة مائتين.(4/1210)
313 - معروف الكَرْخيّ، هُوَ زاهد العراق، وشيخ الوقت أبو محفوظ معروف بْن الفَيْرزان، وقيل ابن فَيْروز، [الوفاة: 191 - 200 ه]
مِن أهل كرْخ بغداد، وقيل: كنيته أبو الحَسَن.
وكان أَبُوهُ مِن أعمال واسط مِن الصّابئة.
وعن أَبِي عليّ الدّقّاق قَالَ: كَانَ أبواه نَصْرانيّين فاسلماه إلى مؤدّب نَصرانيّ، فكان يَقُولُ لَهُ: قل ثالث ثلاثة، فيقول معروف: بل هُوَ الواحد، [ص:1211] فيضربه. فهرب، فكان أبواه يقولان: ليته رجع. ثمّ أسلم أبواه.
وذكر السُّلَميّ أن معروفًا صاحب داود الطّائيّ، ولم يصحّ.
أَنْبَأَنَا الْمُسْلِمُ بْنُ علان، ومؤمل البالسي قالا: أخبرنا الكندي، قال: أخبرنا الشيباني، قال: أخبرنا الخطيب، قال: أخبرنا ابن رزق، قال: حدثنا عثمان بن أحمد، قال: حدثنا يحيى بن أبي طالب، قال: أخبرنا معروف الكرخي: قال: حَدَّثَنِي الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَوْ أَدْرَكْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ مَا سَأَلْتُ اللَّهَ إِلا الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ.
أَخْبَرَنَا محمد بن علي السلمي، قال: أخبرنا البهاء عبد الرحمن بن إبراهيم، قال: أخبرتنا تجني الوهبانية، قالت: أخبرنا الحسين بن طلحة، قال: أخبرنا أبو الحسن بن رزقويه، قال: أخبرنا إسماعيل الصفار، قال: حدثنا زكريا بن يحيى بن أسد المروزي، قال: حدثنا معروف الكَرْخيّ قَالَ: قَالَ بَكْر بْن خُنَيْس: إن في جهنم لواديا تتعوذ جهنم من ذَلِكَ الوادي كل يوم سبع مرات، وإنّ في الوادي لَجُبًّا يتعوّذ الوادي وجهنّمُ مِن ذَلِكَ الْجُبّ كلّ يوم سبْع مرّات، وإن في الجب لحية يتعوذ الجب والوادي وجهنم من تِلْكَ الحية كل يوم سبع مرات، يُبدأ بِفَسَقة حَمَلَة القرآن، فيقولون: أيْ ربّ بدئ بنا قبل عَبَدَة الأوثان؟! قِيلَ لهم: لَيْسَ من يعلم كمن لا يعلم.
وقد روى معروف عَنْ بَكْر بْن خُنَيْس، وابن السّمّاك شيئًا يسيرًا، وعن: الربيع بْن صُبَيْح.
رَوَى عَنْهُ: خَلَف البزّار، وزكريّا بْن يحيى المَرْوَزِيّ، ويحيى بْن أَبِي طَالِب، وغيرهم.
وقد ذُكِر معروف عند أحمد بْن حنبل فقالوا: قصير العِلْم، فقال للقائل: أمسِكْ، وهل يُراد مِن العِلْم إلا ما وصل إليه معروف؟.
قَالَ إسماعيل بْن شدّاد: قَالَ لنا سُفْيان بْن عُيَيْنَة: ما فعل ذَلِكَ الْحَبْرُ الَّذِي فيكم ببغداد؟. قُلْنَا: مَن هُوَ؟ قَالَ: أبو محفوظ، معروف. قلنا: بخير. قَالَ: لا يزال أهل تِلْكَ المدينة بخيرٍ ما بقي فيهم. [ص:1212]
وقال السراج: حدثنا أبو بَكْر بْن أَبِي طَالِب قَالَ: دخلت مسجد معروف، فخرج، وقال: حيّاكم الله بالسّلام، ونَعِمْنا وإيّاكم بالأحزان، ثمّ أذّن، فارتعد ووقف شِعْره، وانحنى حتّى كاد يسقط.
وعن معروف قَالَ: إذا أراد الله بعبدٍ شرًا أغلق عَنْهُ باب العمل، وفتح عَليْهِ باب الجدل.
وقال جُشَم بْن عيسى: سَمِعْتُ عمّي معروف بْن الفيرُزان يَقُولُ: سَمِعْتُ بَكْر بْن خُنَيْس يَقُولُ: كيف تتّقي وأنت لا تدري ما تتّقي؟ رواها أحمد الدَّوْرقيّ عَنْ معروف قَالَ: ثمّ يَقُولُ معروف: إذا كنت لا تُحسن تتّقي أكلت الرَّبا، ولقيت المرأة فلم تغَضّ طَرْفَك، ووضعت سيفك عَلَى عاتقك، إلى أن قَالَ: ومجلسي هذا ينبغي أن يُتّقى، ومجيئكم معي مِن المسجد ينبغي لنا أن نتّقيه، فتنةٌ للمتبوع، وذلةٌ للتابع.
وعن معروف، وبعث إليه رَجُل بعشرة دنانير فلم يأخذها، ومرّ سائل فأعطاها لَهُ.
وقيل: كَانَ يبكي ثمّ يَقُولُ: يا نفس كم تبكين، أَخْلِصي تَخْلُصي.
وقيل: سأله رَجُل: يا أبا محفوظ كيف تصوم؟ فبقي يغالطه، ويقول: صوم نبينا - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ كذا، وصوم داود كَانَ كذا. فألحّ عَليْهِ فقال: أصبح دهري صائمًا، فمن دعاني أكلت، ولم أقل إنّي صائم.
وقيل: قصّ إنسان شاربَ معروف وهو يُسبَّح فقال: كيف أقصّ وأنت تسبّح؟ فقال: أنت تعمل وأنا أعمل.
وقال رَجُل: حضرتُ معروفا، فاغتاب رجل عنده، فقال: أذكر القُطْن إذا وُضع عَلَى عَيْنَيْك.
وعنه قَالَ: ما أكثر الصالحين، وما أقلّ الصّادقين.
وعنه قَالَ: مِن كابر الله صَرَعه، ومن نازعه قَمَعه، ومن ماكَرَه خَدَعه، ومن توكَّل عَليْهِ مَنَعه، ومن تواضَعَ لَهُ رَفَعه.
وعنه: كلام العبد فيما لا يعنيه خِذْلان مِن الله.
وقيل: جاءه ملهوف وقال: ادع لي أن يرد الله علي كيسي، سرق فيه ألف دينار، فقال: ماذا أدعو ما زَوَيْتَه عَنْ أنبيائك وأوليائك، فردّه عَليْهِ.
وقيل: إنّه أنشد مرّة في السَّحَر: [ص:1213]
ما يضرّ الذُّنوب لو اعتقتني ... رحمةً لي، فقد علاني المَشِيب
وعنه قَالَ: مَن لعن إمامَهُ حُرِمَ عَدْلَهُ.
وعن محمد بْن منصور الطّوسيّ قَالَ: قعدت مرّة إلى جنب معروف، فلعلّه قَالَ: وَاغَوْثاه بالله، عشرة آلاف مرّة، وتلا: " إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ ".
وعن ابن شِيرَوَيْه: قلت لمعروف: بلغني أنّك تمشي عَلَى الماء، قَالَ: ما وقع هذا، ولكنْ إذا هَممتُ بالعُبور جُمع لي طرفًا النَّهر فأتخطاه.
أبو العباس بن مسروق: حدثنا محمد بْن منصور الطّوسيّ قَالَ: كنت عند معروف، ثمّ جئت وفي وجهه أثر، فسأله رجلٌ عَنِ الأثر فقال: سلْ عمّا يعنيك عافاك الله، فألحّ عَليْهِ، وأقسم عَليْهِ، فتغيّر وجهه ثمّ قَالَ: صلَّيت البارحة هنا، واشتهيت أن أطوف بالبيت، فمضيت إلى مكّة فطفتُ، وجئت لأشرب مِن زمزم، فزلقتُ، فأصاب وجهي هذا.
وقال ابن مسروق: حدثنا يعقوب ابن أخي معروف قَالَ: قَالُوا لمعروف: استسقِ لنا، وكان يومًا حارًا، فقال: ارفعوا ثيابكم. قَالَ: فما استتمُّوا رفْعَ ثيابهم حتّى مُطِروا.
وقد استجاب الله لمعروف في غير ما قضية.
وقد أفرد ابن الجوزيّ كتابًا في مناقبه.
وقال عُبَيْد بْن محمد الورّاق: مرّ معروف وهو صائم بسقّاء يَقُولُ: رحم الله مِن شرب، فشربَ رجاء الرحمة.
وقد حكى السلمي شيئا منكرا، وهو أنّ معروفًا كَانَ يحجب عليّ بْن موسى الرّضا، قَالَ: فكسروا ضلْع معروفٍ فمات، فهذا إنْ صحّ، يكون حاجبٌ اسمُهُ باسم معروف.
وعن إبراهيم الحربيّ قَالَ: قبر معروف التّرياق المجرَّب، يُريد الدّعاء عنده؛ لأن البقاع المباركة يستجاب فيها الدعاء، كما أن الدعاء في المساجد وفي السَّحَر أفضل، ودعاء المُضطَّر مُجابٌ في كلّ مكان. [ص:1214]
قال محمد بن عبيد الله ابن المنادي، وثعلب: مات معروف سنة مائتين.
وقال عَبْد الرّزّاق بْن منصور: سنة إحدى ومائتين.
وشذ يحيى بْن أَبِي طَالِب فقال: مات سنة أربعٍ ومائتين.
وقال أبو بَكْر الخطيب: الصحيح سنة مائتين، رحمه الله تعالى ورضي عَنْهُ.(4/1210)
314 - ت ن ق: مَعْمَر بْن سُليمان الرَّقَّيّ أبو عَبْد الله النَّخَعيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: خُصَيف، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وحَجّاج بْن أرطأة، وزيد بْن حبان الرَّقَّيّ، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو عُبَيْد، وأحمد بْن حنبل، وأبو بَكْر بْن أَبِي شَيبة، وعليّ بْن حُجْر، وَأَبُو سَعِيد الأشجّ، وسَعدان بْن نصر، وجماعة.
وثّقه ابن مَعِين.
وذكره أحمد فذكر مِن فضله وهيئته.
وقال أبو عُبَيْد: كَانَ مِن خير من رَأَيْت.
قلت: مات في شَعْبان سنة إحدى وتسعين ومائة.
وقع لي مِن عواليه.(4/1214)
315 - ع: مَعْن بْن عيسى بْن يحيى بْن دينار بْن عَبْد الله الأشجعيُّ مولاهم الْمَدَنِيّ القزَّاز الحافظ أبو يحيى، [الوفاة: 191 - 200 ه]
أحد الأعلام.
كَانَ صاحب حانوت وأجراء ينسجون الْقَزَّ.
رَوَى عَنْ: ابن أَبِي ذئب، ومالك، وأُبَيّ بْن عَبَّاس بْن سهل، وأبي الغصن ثابت بْن قيس، وزُهير بْن محمد، وسعيد بْن السّائب الطّائفيّ، وهشام بْن سعْد، ومعاوية بْن صالح، وموسى بْن عليّ، وإبراهيم بن طَهْمان، وطبقتهم.
ولزِم مالكًا زمانًا، وكان مِن خيار أصحابه ومتقنيهم ومُفتيهم.
رَوَى عَنْهُ: أحمد بْن خالد، وإبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، وأبو خَيْثَمَة، وهارون الحمّال، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وخلق سواهم. [ص:1215]
قَالَ أبو حاتم: هُوَ أوثق أصحاب مالك وأثبتهم.
وقال ابن سعْد: كَانَ يعالج القزّ بالمدينة، وله غلمان حاكة.
وقيل: كَانَ مالك يتكئ عَلَى يده في خروجه إلى المسجد، حتّى كان يقال لَهُ: عصا مالك.
وقال أبو حاتم أيضًا: هُوَ أحبّ إليّ مِن ابن وهب.
أخبرنا أحمد بن إسحاق، قال: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، وَالْفَتْحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قالا: أخبرنا محمد بن عمر القاضي، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن النَّقور، قال: أخبرنا علي بن عمر الحربي، قال: حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي، قال: حدثنا يحيى بن معين، قال: حدثنا مَعْنٌ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يَكُنْ يُصَافِحُ امْرَأَةً قَطُّ، أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ فِي "كِتَابِ مَالِكٍ "مِنْ تَأْلِيفِهِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ، فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا جِدًّا.
تُوُفّي معن في شوّال سنة ثمانٍ وتسعين ومائة.(4/1214)
316 - م د ن ق: المغيرة بْن سَلَمَةَ أبو هشام المَخْزوميُّ البصْريّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: أبان العطّار، ونافع بْن عمر، والقاسم بْن المفضّل الحُدّانيّ،
وَعَنْهُ: إِسْحَاق بْن راهَوَيْه، وإسحاق الكَوْسج، وبندار، وعلي ابن المَدِينيّ، ومحمد بْن عَبْد الله المخرمي.
قَالَ ابن المَدِينيّ: ما رَأَيْت قُرَشيًا أفضل منه، ولا أشد تواضعا، أخبرني بعض جيرانه أنه كَانَ يصلّي طول اللَّيْلِ، - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -.
قلت: مات سنة مائتين.
ورّخه الْبُخَارِيّ، واستشهد بِهِ في الصّحيح.
وقال يعقوب بْن شَيبة: كَانَ ثقة ثبتًا.(4/1215)
317 - ت: المُفَضَّل بْن صالح الكوفيُّ أبو جميلة الدَّلال النَّخَّاس. [الوفاة: 191 - 200 ه]
[ص:1216]
عَنْ: زياد بْن عِلاقة، وابن المنكدر، وعمرو بْن دينار، وجماعة،
وَعَنْهُ: محمد بْن عُمَر بْن الوليد الكِنْديّ، ومحمد بْن إسماعيل الأحمسيّ، وأحمد بْن بُديل، ومحمد بْن عُبَيْد المُحَاربيّ، وآخرون.
وعُمَّر دهرًا.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يروي المقلوبات عَنِ الثَّقات حتى يتّهمه القلبُ.
وقال التَّرْمِذيّ: لَيْسَ بذاك الحافظ.(4/1215)
318 - منصور بْن عَبْد الحميد بْن راشد أبو رياح. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: أنس بْن مالك، وابن عُمَر، وأبي أمامة. وَعَنْ: طاوس اليَمَانيّ، وعدّة.
حدَّث بمَرْو عَنْهُمْ قُبَيْلَ المائتين،
وَعَنْهُ: مُعَاذ بْن أسد، وسلمة بْن سليمان المَرْوَزِيّان، ويحيى بْن خالد البلْخيّ، وعبد الله بْن مُثَنَّى الخلمي، وغيرهم.
لَيْسَ بثقة.
وهّاه ابن حِبّان.
وقال ابن عساكر في سُباعيّاته: ذكر هبةُ الله بْن فاخر السَّجْزيّ هذا، وأنّ الرواية لا تحلّ عَنْهُ.(4/1216)
319 - منصور بْن عمّار بْن كثير أبو السَّريّ السُّلَميّ الخُراساني. [الوفاة: 191 - 200 ه]
ويُقال إنّه بصْريّ.
كَانَ زاهدًا، واعظًا، كبير الشأن.
رَوَى عَنْ: اللَّيْثُ، وابن لهيعة، والمنكدر بن محمد، ومعروف الخياط، والهقل بن زياد، وبشير بن طلحة، وآخرين،
وَعَنْهُ: ابناه سليم، وداود، وزهير بن عباد الرؤاسي، ومحمد بن جعفر الأحول، وأحمد بن منيع، وعلي بن خشرم، ومنصور بن الحارث، وعبد الرحمن بن يونس الرقي، وغيرهم.
وكان إليه المنتهى في بلاغة الموعظة، وتحريك القلوب إلى الله.
أقام ببغداد مدة، ووعظ بها، وبالشام ومصر، وسار ذكره وبعد صيته. [ص:1217]
قال أبو حاتم: صاحب مواعظ، لَيْسَ بالقويّ.
وقال ابن عَدِيّ: مُنْكَر الحديث.
وقال الدّارَقُطْنيّ: لَهُ أحاديث لا يُتَابع عليها.
قَالَ ابن يونس: قصّ بمصر عَلَى النّاس، وسمعه اللَّيْثُ فأعجبه ووصله بألف دينار. وقد حدّث عَنْهُ أيضًا يحيى بْن بُكَيْر، وسعيد بْن عُفَير. ما قصّ عَلَى الناس أحدٌ مثله.
أبو شعيب الحراني: حدثنا علي بن خشرم قال: قَالَ منصور بْن عمّار: لما قدِمتُ مصر كانوا في قَحْط، فلمّا صلّوا الجمعة ضجّوا بالبكاء والدّعاء، فحضَرَتْني نيةٌ، فصرتُ إلى الصَّحن وقلت: يا قوم، تقرَّبوا إلى الله بالصَّدَقة، فما تُقرَّب إليه بأفضل منها. ثمّ رميت بكِسائي وَقُلْتُ: الّلهمّ هذا كسائيِ، وهو جَهْدي. فتصدّقوا حتى جعلت المرأة تُلقي خُرْصَها، حتى فاض الكِساء مِن أطرافه، ثمّ هطلت السماء ومُطِرنا، فخرج الناس في الطّين والمطر، فَدُفِعَت إلى الليث وابن لهيعة، فنظرا إلى كثرة المال، فقال أحدهما لصاحبه: لا يُحَرَّك، ووكّلوا بِهِ الثَّقات حتى أصبحوا، فرحتُ أَنَا إلى الإسكندريّة، فبينا أَنَا أطوف عَلَى حصنها إذا رجلٌ يرمقني، فقلت: ما لك؟ قَالَ: أنت المتكلّم يوم الجمعة؟ قلت: نعم. قَالَ: إنّك صرت فتنة، قَالُوا: ذاك الخَضِر، دعا فاستُجيب لَهُ. قلت: بل أَنَا العبد الخاطئ. فقدِمتُ مصر فلقيت اللَّيْثُ، فلمّا نظر إلى قَالَ: أنت المتكلّم يوم الجمعة؟ قلت: نعم. فأقطعني خمسة عشر فَدَّانًا، وصرت إلى ابن لهيعة فأقطعني خمس فدادين.
علي بن خشرم: حدثنا منصور (ح) وأبو داود، عَنْ قُتَيْبة، عَنْ منصور قَالَ: قدِمت مصر وبها قحط، فتكلّمتُ، فبذلوا صدقات كثيرة، فأتي بي الليث فقال: ما حملك على أن تكلّمت ببلدنا بغير أمرنا؟ قلتُ: أصلحك الله، أعرضُ عليك، فإن كَانَ مكروهًا نهيتني. قَالَ: تكلّم. فتكلَّمت، فقال: قم، لا يحلّ أن أسمع هذا وحدي.
قَالَ: وأخرج إليّ بعد هذا جارية قيمتها ثلاثمائة دينار، ثمّ لمّا خرج [ص:1218] الناس ناولني كيسا فيه ألف دينار، قال: ولا تُعْلِم بِهِ ابني فتهون عَليْهِ.
وقال أبو حاتم: حدثنا سليم بن منصور قال: حدثنا أَبِي قَالَ: أعطاني اللَّيْثُ ألف دينار.
قَالَ عليّ بْن خَشْرَم: سمعت منصورًا يَقُولُ: المتكلّمون ثلاثة؛ الحَسَن البصْريّ، وعمر بْن عَبْد العزيز، وعون بْن عَبْد الله. قلتُ: فأنتَ الرابع.
وقيل: إنّ الرشيد لمّا سَمِعَ وعظه قَالَ: مِن أَيْنَ تعلّمت هذا؟ قَالَ: تَفَلَ في في النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ، وقال لي: يا منصور، قل.
السراج: حدثنا أحمد بن موسى الأنصاري قَالَ: قَالَ منصور بْن عمّار: حججتُ فَبِتّ بالكوفة، فخرجت في الظَّلْماء فإذا بصارخٍ يَقُولُ: إلهي، وعزّتك ما أردتُ بمعصيتي مخالفتك، ولقد عصيتك وما أَنَا بنَكالِك جاهل، ولكنْ خطيئة عرضت أعانني عليها شقائي وغرني سترك، فالآن مِن ينقذني؟ فتلوت هذه الآية (قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) فسمعت دكدكةً، فلمّا كَانَ مِن الغد مررتُ هناك، فإذا بجنازةٍ، وإذا عجوز تَقُولُ: مرّ البارحة رجلٌ فَتَلا آية، فتفطّرت مرارته فوقع مَيْتًا.
قَالَ أبو بَكْر وعثمان ابنا أبي شَيبة: كُنَّا عند ابن عُيَيْنَة فجاء منصور بْن عمار فسأله عَنِ القرآن، فزبره وأشار بالعكاز إليه، وانتهره. فقيل: يا أبا محمد، إنّه عابد. قَالَ: ما أرى إلا شيطانًا.
قَالَ منصور: دخلت عَلَى سُفْيان بْن عُيَيْنَة، فحدَّثني ووعظته، فلمّا أثارت الأحزان دموعه رفع رأسه ورددها في عينيه، فقلت: هلا أسبلتها إسبالا، وتركتها تجري سجالا؟ قَالَ: إنّ الدمعة إذا بقيت كَانَ أبقى للحزن في الجوف.
قَالَ سُلَيْم بْن منصور: كتب بِشْر المريْسي إلى أَبِي: أخبرني عَنِ القرآن. فكتب إليه: عافانا الله وإيّاك، وجعلنا من أهل السنة، فإن يفعل فأعظم به منّه، وإلا فهي الهلكة، نَحْنُ نرى أنّ الكلام في القرآن بدعة تشارك فيها السّائل والمجيب، تعاطى السّائل ما لَيْسَ لَهُ، وتكلّف المجيب ما لَيْسَ عَليْهِ، وما أعرفُ خالقًا إلا الله، وما دونه مخلوق، والقرآن كلام الله، فانْتَهِ بنفسك وبالمختلفين فيه معك إلى أسمائه الّتي سمّاه الله بها، ولا تُسَمَّ القرآن باسمٍ مِن عندك فتكون مِن الضّالّين. رواها أبو الحسن الميمونيّ وغيره عَنْ سُلَيْم. [ص:1219]
أبو علي الكوكبي: حدثنا حريز بن أحمد بن أبي دؤاد: حدَّثني سلمويه بْن عاصم قَالَ: كتب بِشْر إلى منصور بْن عمار يسأله عَنْ قوله: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) كيف استوى؟ فكتب إليه: استواؤه غير محدود، والجواب فيه تكلُّف، ومُساءلتُك عَنْهُ بدعة، والإيمان بجملة ذَلِكَ واجب.
عَنْ: عَبْدَك العابد قَالَ: قِيلَ لمنصور بْن عمار: تكلم بهذا الكلام، ونرى منك أشياء؟ قَالَ: احسبوني دُرّة وجدتموها عَلَى كناسة.
وعن بِشْر الحافي أنّه كتب إلى منصور بْن عمّار أنِ اكتب إليَّ بما مَنَّ الله علينا. فكتب إليه: يا أخي، قد أصبحنا في نِعَمٍ لا نُحصيها في كثرة ما نعصي، فلا أدري كيف أشكره؛ بجميل ما نَشَرَ، أو قبيح ما سَتَر.
قلت: ساق ابن عَدِيّ لمنصور تسعة أحاديث منكرة.
وَرُوِيَ أنّه رُئِيَ بعد موته، فَقِيلَ: ما فعل الله بك؟ قَالَ: غفر لي وقال: يا منصور، قد غفرتُ لك عَلَى تخليطك، إلا أنّك تحوش الناس إلى ذكري.
وقيل هذا لأبي العتاهية:
إنّ يومَ الحسابِ يَوْمٌ عسيرٌ ... لَيْسَ للظّالمين فيه مجير
فاتخذ عدة لمطلع القبـ ... ـر وَهَوْلِ الصَّراط يا منصور(4/1216)
320 - ت ق: منصور بن وردان الأسَديُّ الكوفيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: أبان بْن تَغْلِب، وعليّ بْن عَبْد الأعلى الثَّعْلبيّ.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وعليّ بْن محمد الطّنافسيّ، وابن نُمَير، والحسن بْن محمد الزَّعْفرانيّ.
وثقه أحمد.
وله سَمِيّ في طبقة منصور بْن المعتمر.
وقال بعض الحُفَّاظ: إنّ صاحب الترجمة لا يُحْتَجّ بِهِ، بل هُوَ صُوَيْلح.(4/1219)
321 - مؤرَّجُ بْن عَمْرو السَّدُوسيّ البصْريّ النَّحْويّ، أبو فَيْد، [الوفاة: 191 - 200 ه]
أحد أئمّة العربية واللُّغة.
أَخَذَ عَنْ: أَبِي عَمْرو بْن العلاء، وشُعْبَة، والخليل بْن أحمد.
وسكن [ص:1220] نَيْسابور وبثّ بها علومه، وأخذ عَنْهُ أهلُها، وصنف " غريب القرآن ".
أَخَذَ عَنْهُ: أحمد بْن خَالِد الذُّهْليّ، وخليل بْن أسد، وغيرهما.
وكان يَقُولُ: اسمي وكنيتي غريبان، تَقُولُ العرب: أرجت بين القوم إذا حَرّشت بينهم. والفَيْد وَرْدُ الزعفران، وفاد الرجل فيدا إذا مات.
تُوُفّي أبو فَيْد سنة خمسٍ وتسعين ومائة.(4/1219)
322 - ت ق: موسى بْن إبراهيم بْن كثير الأنصاريُّ الحَرَاميُّ المَدَنيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: طلحة بن خِراش، ويحيى بْن عَبْد الله بْن أبي قَتَادة.
وَعَنْهُ: إبراهيم بْن المنذر الحَزاميّ، وعَبده بْن عَبْد الله الصَّفّار، وعلي ابن المَدِينيّ، ودُحَيْم، ويحيى بْن حبيب بْن عربيّ.
صدوق مُقِلّ.(4/1220)
323 - ن: موسى بْن طارق، أبو قُرَّة الزُّبَيْديُّ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
قاضي زَبِيد وعالمُها.
رَوَى عَنْ: عُبَيْد الله بن عمر، وموسى بْن عُقْبة، وابن جُرَيج، وأيمن بن نابل،
وأخذ القراءة عَنْ نافع بْن أَبِي نُعَيْم، وصنّف " السُّنَن ".
رَوَى عَنْهُ: أحمد، وإسحاق، وصامت بن معاذ، وأبو حمة محمد بْن يوسف الزُّبَيْديّ.
قَالَ أبو حاتم: محلُّه الصَّدْق.(4/1220)
324 - مُوسَى بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيّ بْن أبي طَالِب، أبو الحَسَن الهاشميُّ العلويُّ المدنيُّ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
أخو محمد وإبراهيم اللّذين حاربا المنصور.
رَوَى عَنْ: أبيه.
وَعَنْهُ: عَبْد العزيز الدَّرَاوَرْديّ مَعَ تقدُّمه، ومروان بْن محمد الطَّاطَريّ، وإبراهيم بْن عَبْد الله الهَرَويّ، وَسَلَمَةُ بْن بِشْر، وولده عَبْد الله بْن موسى. [ص:1221]
اختفى مدّةً بالبصْرة بعد قتل أخَوَيه، ثمّ أُخِذَ فَحُمِلَ إلى المنصور فضربه سبعين سَوْطًا، ثمّ عفا عَنْهُ.
قَالَ أبو بَكْر الخطيب: روى شيئًا كثيرًا عَنْ أبيه.
وقال يحيى بْن مَعِين: قد رَأَيْته، وهو ثقة.
وقال الْبُخَارِيّ: فيه نظر.
وقيل: إنّه امتنع مِن التحديث، وله شِعْر حسنٌ سائر.(4/1220)
325 - موسى بْن يحيى بْن خَالِد بْن بَرْمَك. [الوفاة: 191 - 200 ه]
مِن كبار أمراء الدّولة، ولاه الرشيد إمرة الشام في أيام فتنة أَبِي الهيذام، فقدِم وأصلح بين القَيْسيّة واليَمَانية. وكان شابًا شجاعًا كافيًا ذا دَهاء ورأي، عزم المأمون أن يولّيه ثغر السَّند لشجاعته. حكى عَنْهُ ابنه هارون، والأصمعيّ، وعلي ابن المَدِينيّ.
ولا أعلم مَتَى تُوُفّي.(4/1221)
326 - مؤمَّلُ بْن عبد الرَّحْمَن بْن العبّاس البصْريّ، أبو العبّاس. [الوفاة: 191 - 200 ه]
حَدَّثَ بِمِصْرَ عَنْ: حميد الطويل، وعوف، وابن عَجْلان، وأبي أُمَيَّة بْن يَعْلَى.
وَعَنْهُ: أبو يحيى الوقار، وعبد الغني بْن عبد العزيز العسّال، وعمرو بن سواد، ومحمد بْن عَبْد الله بْن ميمون، وآخرون.
عِداده في الضًّعفاء.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عامّة حديثه غير محفوظ.(4/1221)
327 - مَيْسَرةُ بنُ عَبْد ربِّه التُّسْتَرِيّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: سُفْيان الثَّوْريّ، وموسى بْن عُبَيْدة، وابن جُرَيج.
وَعَنْهُ: يحيى بن يزيد الخواص، وعمرو بْن مطر السَّكسكيّ. [ص:1222]
قَالَ الْبُخَارِيّ: يُرمى بالكِذب.
وقال النَّسَائيّ: متروك الحديث.
قلت: هُوَ واضع كتاب " العقل "، وقد تقدم ذكره أيضا.(4/1221)
-[حَرْفُ النُّونِ](4/1222)
328 - نَصْر بْن باب، أبو سَهْل الخُراسانيّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
سَمِعَ: أبا إِسْحَاق السَّبِيعيّ، وإسماعيل بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ.
وَعَنْهُ: علي ابن المَدِينيّ، وأحْمَد بْن حنبل، ومحمد بْن رافع، ومحمد بْن يزيد السُّلَميّ، وعليّ بْن سَلَمَةَ، وأهل نَيْسابور.
وثّقه أحمد.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ ابْنُ حِبّان: لا يُحْتَجّ بِهِ.
وقال الْبُخَارِيّ: يرمونه بالكذب.
وقال غير واحد: متروك.(4/1222)
329 - د ن: النَّضْر بْن كثير، أبو سهل البَصْريُّ العابد. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: عَبْد الله بن طاووس، وداود بْن أَبِي هند، ويحيى بْن سَعِيد، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وعُقبة بْن مُكْرَم، وأحمد بْن إبراهيم الدَّوْرقيّ، وعمر بْن شَبَّه.
وقال الفلاس: كَانَ يُعَدّ مِن الأبدال.
وقال أحْمَد: ضعيف الحديث.
وقال الْبُخَارِيّ: عنده مناكير.(4/1222)
-[حَرْفُ الْهَاءِ](4/1223)
330 - ن: هارون بْن أَبِي عيسى. [الوفاة: 191 - 200 ه]
روى " السّيرة النَّبويَّة " عَنِ ابن إسحاق.
قَالَ الْبُخَارِيّ: يخطئ عَنْ غير ابن إسحاق.
قلت: حَدَّثَ عَنْهُ: ابنه عَبْد الله، وَمُعَلَّى بْن أسد.(4/1223)
331 - الرشيد هارون، أمير المؤمنين أبو جعفر بْن محمد المهديّ ابن المنصور أَبِي جعفر عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عبد الله بن عباس، العبّاسيُّ البغداديُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
استُخْلِف بعهدٍ مِن أبيه سنة سبعين ومائة عند موت أخيه الهادي.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ، وجدّه المنصور، ومبارك بن فضالة.
رَوَى عَنْهُ: ابنه المأمون وغيره.
وكان من أميز الخلفاء وأجل ملوك الدنيا، وكان كثير الغزو والحج كما قيل فيه:
فَمَنْ يَطْلُبْ لِقَاءَكَ أَوْ يُرِدْهُ ... فَبِالْحَرَمَيْنِ أَوْ أَقْصَى الثُّغُورِ
مولده بالري حين كان أبوه أميرا عليها وعلى خراسان في سنة ثمان وأربعين ومائة، وأمه أم ولد، واسمها الخَيْزُران.
وكان أبيض طويلا جميلا مليحًا، مُسمَّنًا، فصيحًا، لَهُ نظر في العِلْم والآداب، وقد وَخَطَه الشَّيْب. أغزاه والده أرضَ الروم وهو ابن خمس عشرة سنة.
وبلغني أنّه كَانَ يصلّي في خلافته في اليوم مائة ركعة إلى أن مات، ويتصدّق كلَّ يوم مِن صُلْب ماله بألف درهم، فالله أعلم.
وكان يحبّ العِلْم وأهله، ويُعظَّم حُرُمات الإسلام، ويبغض المِراء في الدّين والكلام في معارضة النَّصّ، وكان يبكي عَلَى نفسه وعلى إسرافه وذنوبه، سيّما إذا وُعِظ. وكان يحبّ المديح ويُجيز عليه الأموال الجليلة، وله شعرٌ يروق.
دخل عَليْهِ مرّةً ابن السّمّاك الواعظ، فبالَغَ في احترامه، فقال لَهُ ابن السّمّاك: تواضُعك في شرفك أشرفُ مِن شَرَفك. ثمّ وعظه فأبكاه، وقد وعظه [ص:1224] الفُضَيْل بْن عياض حتى جعل يشهق بالبكاء، وكان هُوَ أتى بنفسه إلى بيت الفُضَيْل.
ومن محاسنه أنّه لمّا بلغه موتُ ابن المبارك جلس للعزاء، وأمر الأعيان أن يُعَزُّوه في ابن المبارك.
قَالَ نِفْطَوَيْه في تاريخه: حكى بعض أصحاب الرّشيد أنّ الرشيد كَانَ يصلّي في اليوم مائة ركعة، لم يتركها إلا لِعلّة، وكان يقتفي آثار جدّه أَبِي جعفر، إلا في الحرص.
قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ: مَا ذَكَرْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ يَدَيِ الرَّشِيدِ إِلا قَالَ: صَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِي. وَحَدَّثْتُهُ بِحَدِيثِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَدِدْتُ أَنِّي أُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَأُقْتَلُ، ثُمَّ أَحْيَى ثم أقتل " فبكى حتى انتحب.
عن خُرَّزاذ القائد قَالَ: كنت عند الرشيد، فدخل أبو معاوية الضّرير وعنده رَجُل مِن وجوه قريش، فذكر أبو معاوية حديث: " احتجّ آدمُ وموسى "، فقال الْقُرَشِيّ: فأين لِقيه؟ فغضب الرشيد، وقال: النَّطْع والسيّف، زنديق يطعن في حديث النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فما زال أبو معاوية يُسَكَّنه ويقول: يا أمير المؤمنين كانت منه بادرة، حتّى سكن.
وعن أَبِي معاوية قَالَ: أكلت مَعَ الرشيد يومًا، ثمّ صَبَّ عَلَى يديّ رجلٌ لا أعرفه. ثمّ قَالَ الرشيد: تدري مِن يصبّ عليك؟ قلت: لا. قَالَ: أَنَا، إجلالا للعِلم.
وقال منصور بن عمار: ما رأيت أغزر دمعا عند الذّكِر مِن ثلاثة؛ الفُضَيْل بْن عِياض، والرشيد، وآخر.
وقال عُبَيْد الله القَواريريّ: لمّا لقي الرشيد فضيلا قَالَ لَهُ: يا حَسَن الوجه، أنت المسؤول عن هذه الأمة، حدثنا ليث، عَنْ مجاهد: (وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ) قَالَ: الْوُصَلُ التي كانت بينهم في الدنيا. فجعل هارون يبكي ويشهق.
قَالَ الأصمعيّ: قَالَ لي الرشيد: يا أصمعيّ، ما أغفلك عنّا وأجفاك لنا؟ قلت: والله يا أمير المؤمنين، ما ألاقَتْني بلادٌ بعدك حتّى أتيتك. فسكتَ، فلمّا [ص:1225] تفرّق الناسُ قَالَ: اجلس، فلم يبق سوى الغلمان، فقال: ما ألاقتني؟ فقال الأصمعيّ:
كفاك كفّ ما تُليق بدرهم ... جودًا وأخرى تُعْطِ بالسّيف الدّما
فقال: أحسنتَ، وهكذا فكنْ، وقَّرْنا في المَلأ وعَلَّمْنا في الخلاء. وأمر لي بخمسة آلاف دينار. رواها أبو حاتم عَنْهُ.
قَالَ الثعالبيّ في كتاب " لطائف المعارف ": قَالَ الصُّوليّ: خَلَف الرشيد مائة ألف ألف دينار. قَالَ الثعالبيّ: وحكى غيره أنّ الرشيد خَلَف مِن الأثاث والعين والورق والجوهر والدّوابّ ما قيمته مائة ألف ألف دينار وخمسة وعشرون ألف دينار.
وفي " مروج " المسعوديّ قَالَ: رام الرشيد أن يوصل ما بين بحر الروم وبحر القُلْزُم ممّا يلي الفَرَما، فقال لَهُ يحيى بْن خَالِد البرمكيّ: كَانَ يختطف الرومُ الناسَ مِن المسجد الحرام وتدخل مراكبهم إلى الحجاز، فتركه.
وَرُوِيَ عَنْ إسحاق المَوْصِليّ أنّ الرشيد أجازه مرّة بمائتي ألف درهم.
وعن العبّاس بْن الأحنف أنّ الرشيد قال في حظية له:
أَمَا يَكْفِيكِ أَنَّكِ تَمْلِكِينِي ... وَأَنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ عَبِيدِي
وَأَنَّكِ لَوْ قَطَعْتِ يَدِي وَرِجْلِي ... لَقُلْتُ مِن الهوى: أحسنت، زِيدي
قَالَ عَبْد الرّزّاق بْن همّام: كنتُ مَعَ الفُضَيْل بمكّة، فمرّ هارون فقال فُضَيْل: النّاسُ يكرهون هذا، وما في الأرض أعزّ عليّ منه، لو مات لرأيت أمورًا عظامًا.
قَالَ الجاحظ: اجتمع للرشيد ما لم يجتمع لغيره؛ وزراؤه البرامكة، وقاضيه أبو يوسف، وشاعره مروان بْن أَبِي حفصة، ونديمه العبّاس بْن محمد عمّ أَبِيهِ، وحاجبه الفضل بْن الربيع أَتْيَه الناسِ وأعظمهم، ومغّنيه إبراهيم المَوْصِليّ، وزوجته زُبَيدة.
ويُروَى أنّ الرشيد أعطى سُفْيان بْن عُيَيْنَة مرّة مائة ألف.
وأخبار الرشيد يطول شرحها، ومحاسنه جَمَّة، وله أخبار في الّلهْو واللَّذّات المحظورة والغناء، والله يسامحه.
قَالَ أبو محمد بْن حزم: أُراه كَانَ لا يشرب النّبيذ المختلف فيه إلا الخمر [ص:1226] المتَّفق عَلَى تحريمها، ثمّ جاهر بها جهارًا قبيحًا.
قلت: تُوُفّي في الغزو بمدينة طُوس مِن خُراسان في ثالث شهر جُمَادَى الآخرة سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة، وصلّي عَليْهِ ابنه صالح، ودُفِن بطوس، رحمه الله. عاش خمسًا وأربعين سنة.(4/1223)
332 - هاشم بْن أَبِي بَكْر بْن عَبْد الرَّحْمَن الْقُرَشِيّ التَّيْميّ البكْريّ، أبو بَكْر المَدَنيُّ الفقيه. [الوفاة: 191 - 200 ه]
وُلّي قضاء مصر، فقدِمَها بعد انفصال العُمريّ عَنْهَا، ولاه الأمين في سنة أربع وتسعين ومائة، وكان قد تفقَّه بالكوفة عَلَى مذهب أَبِي حنيفة، وكان يتناول النّبيذ. لم تطل ولايته.
ومات في المحرَّم سنة ستٌّ وتسعين.(4/1226)
333 - هاشم بْن القاسم التَّيْميّ الكوفيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
رَوَى عَنْ: الأعمش.
وَعَنْهُ: حُمَيْد بْن الربيع، والعبّاس بْن يزيد البَحْرانيّ.(4/1226)
334 - هُذَيْلُ بْن ميمون الْجُعْفيّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: يحيى بْن أبي أنيسه، ومطرح الشّاميّ.
وَعَنْهُ: محمد بْن الصّبّاح الجرجرائيّ، وأحمد بْن حنبل.(4/1226)
335 - م ق: هشام بْن سُلَيمان بْن عِكرمة بْن خَالِد المَخْزوميُّ الْمَكَّيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: هشام بْن عُرْوة، وابن جُرَيج، ويونس بْن يزيد الأَيْليّ.
وَعَنْهُ: إبراهيم بْن المنذر، وسعيد بْن عَبْد الرَّحْمَن المخزومي، وسُوَيد بْن سَعِيد، ومحمد العَدَنيّ.
صَدْوق فيه أدنى شيء، وله أثر في " البيوع " مِن الْبُخَارِيّ.(4/1226)
336 - هشام بْن عَبْد الله بْن عِكْرمة بْن خالد المَخْزوميّ الْمَكَّيّ، [أَبُو الوليد] [الوفاة: 191 - 200 ه]
ابن عم الَّذِي قبله. [ص:1227]
من نُبَلاء الشُّرفاء، صحب هشام بن عُرْوَة، وَكَانَ من خاصته فأكثر عَنْهُ، إلا أَنَّهُ لم يحدث.
وَكَانَ جليل القدر يحتسب، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. ذكر هَذَا ابن سَعْد، ثُمَّ قَالَ: دخل على الرشيد فدعا لَهُ، وكلمه بكلام أعجبه، ووعظه، فولاه قضاء المدينة، وأجازه بأربعة آلاف دينار، وَكَانَ سخيا وصولا لرحمه.
قُلْتُ: كنيته أَبُو الوليد، وقد غمزه ابن حبان لأجل الحديث الَّذِي أَخْبَرَنَاهُ أحمد بن محمد الحافظ وجماعة، قالوا: أخبرنا أبو المنجى عبد الله بن عمر. (ح) وأخبرنا أحمد بن المؤيد قال: أخبرنا زكريا العلبي؛ قالا: أخبرنا أبو الوقت قال: أخبرتنا بيبي الهرثمية قالت: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي شريح قال: حدثنا البغوي قال: حدثنا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِمْلاءً سَنَةَ ثَمَانٍ وعشرين ومائتين قال: حدثني هشام بن عبد الله بن عِكْرِمَةَ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْتَمِسُوا الرِّزْقَ فِي خبايا الأرض ". هذا حديث غريب، تفرد ابن مُصْعَبٌ عَنْ هِشَامٍ.
قَالَ عَبْد الملك بن حبيب الفقيه: قَالَ لي مُطَرِّف بن عَبْد الله: أتى هشام بن عَبْد الله وَهُوَ قاضي المدينة، ومن صالح قضاتها برجل خبيث معروف باتباع الصبيان، قد لصق بصبي في زحمة حتى أفضى، فجلده أربعمائة سوط وسجنه، فما لبث أن مات.(4/1226)
337 - خ 4: هشام بْن يوسف الصَّنْعانيّ الفقيه، أبو عَبْد الرحمن، [الوفاة: 191 - 200 ه]
قاضي صنعاء وعالمها.
رَوَى عَنْ: ابن جُرَيج، ومَعْمَر، والثَّوْريّ، والقاسم بْن فياض، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن المَدِينيّ، وإبراهيم بْن موسى الفرّاء، وإسحاق بْن راهَوَيْه، وابن مَعِين، وعبد الله بْن محمد المُسنْديّ، وجماعة.
قَالَ ابن مَعِين: هُوَ أثبت من عبد الرزاق في ابن جُرَيج. [ص:1228]
وقال أبو حاتم: ثقة متقنّ.
وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ بعض أصحابنا قَالَ مرةً: قَالَ يحيى بْن مَعِين: كتب لي عَبْد الرّزّاق إلى هشام قَالَ: إنّك تأتي رجلا إنّ كَانَ غيّره السلطان فإنّه لم يغيّر حديثه. وقال يحيى: مكثنا عَلَى باب هشام بْن يوسف خمسين يومًا لا يحدّثنا بحديث، نذهب معه إلى باب الأمير.
وقال أحمد: سَمِعْتُ عَبْد الرّزّاق قَالَ: أتاه - يعني يحيى - فأجزَره شاةً، وفعلَ به وفعل. قال أحمد: هشام ألأم مِن أن يُذْبَح لَهُ.
قلت: تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين ومائة.
قَالَ إبراهيم بْن موسى الفرّاء: سَمِعْتُ هشام بْن يوسف يَقُولُ: قدِم الثَّوْريّ اليمنَ، فقال: اطلبوا لي كاتبًا سريع الخطّ. فارتادوني، فكنت أكتب.
قَالَ أبو زُرْعة: هشام أصحّ اليَمانيّين كتابًا.
وقال عبد الرّزّاق: إنْ حدّثكم القاضي فلا عليكم أن لا تكتبوا عَنْ غيره.(4/1227)
338 - ن: الهيثم بْن مروان العَنْسيّ، أبو الحَكَم الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: يونس بْن مَيْسَرة.
وَعَنْهُ: هشام بْن عمّار، ومحمود بْن خَالِد، وأبو همام السَّكُونيّ، وجماعة. وعُمّر دهرًا.
لم أر لأحدٍ فيه كلامًا، محلُّه الصَّدْق.
مات سنة تسعٍ وتسعين ومائة.(4/1228)
-[حَرْفُ الْوَاوِ](4/1228)
339 - والبة بْن الحُباب، أبو أسامة الكوفيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
شاعر مشهور، مُحِسن النَّعْت للغزل والخمر عَلَى منهاج الشعراء، وكان [ص:1229] بينه وبين أَبِي العَتَاهية مُهَاجاة، وكان أبو نُواس يُثْني عَلَى شِعْره، ولما مات والبة رثاه أبو نُواس.(4/1228)
340 - وَرْش المقرئ، عثمان بْن سَعِيد بْن عبد الله بْن عَمْرو بْن سليمان. وقيل: عثمان بْن سَعِيد بْن عَدِيّ بْن غَزْوان بْن داود بْن سابق القِبطيُّ الْمَصْرِيّ المقرئ، إمام القُرّاء أبو سَعِيد، ويقال: أبو عمرو، ويقال: أبو القاسم. [الوفاة: 191 - 200 ه]
أصله مِن القَيْروان، وعِدادُه في مَوَالِي آل الزُّبَيْر بْن العوّام، ويقال لَهُ: الرّآس، وشيخه نافع هُوَ الَّذِي لقّبه بِورْش لشدّة بياضه، والوَرْش: شيء يُصنع مِن اللَّبن. وقيل: بل لقبه وَرْشان؛ باسم طائر معروف. فكان يُعجبه هذا الَّلقب ويقول: أستاذي نافع سمّاني بِهِ، ويفتخر بذلك.
وكان في حداثته رأسًا في ما قِيلَ، ثمّ اشتغل وبرع في التلاوة، وانتهت إليه رئاسة الإقراء بالدّيار المصرية، وكان بصيرًا بالعربية، وكان أبيض أشقر أزرق، سمينًا مربوعًا، يلبس ثيابا قصارا.
مولده سنة عشر ومائة، كذا أرّخه الأهوازي، وكانت قراءته عَلَى نافع في سنة خمسٍ وخمسين ومائة.
قَالَ أبو عَمْرو الدّانيّ: تلا عَلَى نافع ختْمات كثيرة، ثمّ رجع إلى مصر.
قلتُ: قرأ عَليْهِ أبو يعقوب الأزرق، وأحمد بْن صالح، وداود بْن أَبِي طيْبة، وأبو الأزهر عبد الصمد بْن عَبْد الرَّحْمَن العتَقيّ، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وطائفة سواهم.
وقد وقع لي إسناد القرآن العظيم مِن طريقه في غاية العُلُوّ؛ تلوتُ كتابَ الله عَلَى سُحْنُون الفقيه، عَنْ قراءته عَلَى ابن الصَّفْراويّ، عَنِ ابن عطيّة، عَنِ ابن الفحّام، عَنِ ابن نفيس، عَنْ أَبِي عَدِيّ، عَنْ أَبِي بَكْر بْن سيف، عَنِ الأزرق، عَنْ وَرْش، عَنْ نافع، عَنْ خمسةٍ، عن أصحاب أُبيّ بْن كعب وزيد، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. [ص:1230]
وقد استوفيت أخبار وَرْش في " طبقات القرّاء "، وهو ثَبْت حُجّة في القراءة.
مات بمصر في سنة سبْعٍ وتسعين ومائة، ولا أعلمه روى حديثًا.(4/1229)
341 - ع: وكيع بْن الجرَّاح بْن مَلِيح، الإمام أبو سُفْيان الرُّؤاسيُّ الأعور الكوفيُّ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
أحد الأعلام.
ورُؤاس بطنٌ مِن قيس عَيْلان.
ولد سنة تسعِ وعشرين ومائة، وأصله مِن خُراسان.
سَمِعَ: مِن الأعمش، وهشام بْن عُرْوة، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وابن عَوْن، وابن جُرَيج، وداود بْن يزيد الأوْديّ، وأسود بْن شيبان، ويونس بن أبي إسحاق، وهشام بْن الغاز، والأوزاعي، وشُعْبَة، والثَّوْريّ، وإسرائيل، وجعفر بن برقان، وحنظلة بْن أَبِي سُفيان، وزكريا بْن أَبِي زائدة، وطلحة بْن عَمْرو الْمَكَّيّ، وطلحة بْن يحيى التَّيْميّ، وفضيل بْن غزوان، وموسى بْن عليّ، وهشام الدَّسْتُوائيّ، وأبي جِناب الكلبيّ، وخلْق.
وَعَنْهُ: ابن المبارك وهو أكبر منه، وعبد الرَّحْمَن بْن مهديّ، ويحيى بْن آدم، والحُمَيْديّ، ومُسددَّ، وأحمد بْن حنبل، وإسحاق، وابن المَدِينيّ، وابن مَعِين، وأبو خَيْثَمَة، وابنا أَبِي شَيبة، وأبو كُرَيْب، وعبد الله بْن هاشم الطّوسيّ، وإبراهيم بْن عَبْد الله القصّار، وأُمَم سواهم.
وكان رأسًا في العِلْم والعمل، وكان أَبُوهُ الجرّاح بن مليح بن عدي بن فرس بن جُمجمة ناظرًا عَلَى بيت المال بالكوفة.
وقد أراد الرشيد أن يُوليّ وكيعًا القضاءَ فامتنع.
قال يحيى بن يمان: لما مات الثوري جلس وكيع موضعه.
قال القعنبي: كنا عند حماد بن زيد، فلما خرج وكيع قَالُوا: هذا راوية سُفْيان. فقال حمّاد: إنّ شئتم قلت: أرجح مِن سُفْيان.
وعن يحيى بْن أيّوب المَقَابِريّ قَالَ: ورث وكيع مِن أمّه مائة ألف درهم.
وقال الفضل بْن محمد الشّعرانيّ: سَمِعْتُ يحيى بْن أكثم يَقُولُ: صحِبْت وكيعًا في الحَضَر والسَّفَر، وكان يصوم الدَّهر ويختم القرآن كل ليلة.
قَالَ يحيى بْن مَعِين: وكيع في زمانه كالأوزاعي في زمانه. [ص:1231]
وقال أحمد بْن حنبل: ما رَأَيْت أوعى للعِلم ولا أحفظ مِن وكيع.
وقال أحمد بْن سهل بْن بحر النَّيْسابوريّ الحافظ: دخلت على أحمد بن حنبل بعد المحنة، فسمعته يَقُولُ: كَانَ وكيع إمام المسلمين في وقته.
وروى نوح بْن حبيب عَنْ عَبْد الرّزّاق قال: رأيت الثوري ومَعْمَرا ومالكًا، فما رأت عيناي مثل وكيع قط.
وقال ابن معين: ما رأيت أفضل من وكيع؛ كان يحفظ حديثه، ويقوم الليل، ويسرد الصوم، ويفتي بقول أبي حنيفة، وكان يحيى القطان يفتي بقول أبي حنيفة أيضا.
وقال قتيبة: سَمِعْتُ جريرًا يَقُولُ: جاءني ابن المبارك، فقلت: مِن رَجُل الكوفة اليوم؟ فسكت عنّي ثمّ قَالَ: رَجُل المصْرَين ابن الجرّاح؛ يعني وكيعًا.
قَالَ سَلْم بْن جُنادة: جالستُ وكيعًا سبْعٍ سنين، فما رَأَيْته بَزَق ولا مسّ حَصاةً، ولا جلس مجلسًا فتحرّك، ولا رَأَيْته إلا مستقبل القِبلة، وما رَأَيْته يحلف بالله.
وقد روى غير واحدٍ أنّ وكيعًا كَانَ يترخّص في شُرب النَّبيذ، قَالَ إسحاق بْن بُهْلُولٍ الحافظ: قِدم علينا وكيع - يعني الأنبارَ - فنزل في المسجد عَلَى الفُرات، فصِرت إِليْهِ لأسمع منه، فطلب منّي نبيذًا فجئته بِهِ، فأقبل يشرب وأنا أقرأ عليه، فلما نفد طفا السراج، فقلت: ما هذا؟ قال: لو زدتنا لزدناك.
وقال أبو سَعِيد الأشجّ: كنّا عند وكيع، فجاءه رَجُل يدعوه إلى عُرْسٍ، فقال: أثَمَّ نبيذ؟ قَالَ: لا. قَالَ: لا نحضُر عرسًا لَيْسَ فيه نبيذ. قَالَ: فإنيّ آتيكم بِهِ. فقام.
قَالَ ابن مَعِين: سال رَجُل وكيعًا أنّه شربَ نبيذًا، فرأى في النّوم كأن رجلا يقول له: إنّك شربت خمرًا. فقال وكيع: ذاك الشيطان.
وقال نُعَيْم بْن حمّاد: سمعتُ وكيعًا يَقُولُ: هُوَ عندي أحلّ مِن ماء الفُرات.
ويُروى عَنْ وكيع أنّ رجلا أغلظ لَهُ، فدخل بيتا فعفر وجهه ثمّ خرج إلى الرجل وقال: زد وكيعًا بذنْبه، فلولاه ما سُلَّطت عَليْهِ. [ص:1232]
وقال إبراهيم بْن شِمَاس: لو تمنّيت كنت أتمني عقل ابن المبارك وورعه، وزُهد فُضَيْل ورِقَّته، وعِبادة وكيع وحِفظه، وخشوع عيسى بْن يونس، وصبر حُسين الْجُعْفيّ.
وقال نصر بْن المغيرة البخاريّ: سَمِعْتُ إبراهيم بْن شِماس يَقُولُ: رَأَيْت أفقه الناس وكيعًا، وأحفظ الناس ابن المبارك، وأورع الناس فُضَيْل بْن عِياض.
وقال مروان بن محمد الطّاطَريّ: ما رأيتُ فيمن رَأَيْت أخشع مِن وكيع، وما وُصفَ لي أحدٌ قطّ إلا رَأَيْته دون الصّفة إلا وكيعًا؛ فإنّي رَأَيْته فوق ما وُصِفَ لي.
قَالَ سَعِيد بْن منصور: قِدم وكيع مكّة وكان سمينًا، فقال لَهُ الفُضَيْل بْن عياض: ما هذا السُّمْن وأنت راهبُ العراق؟! قَالَ: هذا مِن فرحي بالإسلام! فأفحمه.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ: ما كان بالكوفة في زمان وكيع أفقه ولا أعلم بالحديث منه.
وقال أبو داود: ما رُؤي لوكيع كتاب قط، ولا لهُشَيم، ولا لحمّاد، ولا لمَعْمَر.
قَالَ أحمد بْن حنبل: ما رأت عيني مثل وكيع قطّ؛ يحفظ الحديث، ويذاكر بالفقه فيحسن، مع ورع واجتهاد، ولا يتكلّم في أحد.
قَالَ حمّاد بْن مَسْعَدة: قد رَأَيْت سُفْيان الثَّوْريّ، فما كَانَ مثل وكيع.
وقال أحمد أيضًا: ما رَأَيْت أوعى للعلم من وكيع، كان حافظا حافظًا.
وقال ابن أَبِي خَيْثَمَة وغيره: سمعنا يحيى بْن مَعِين يَقُولُ: مِن فضّلَ عَبْد الرحمن بن مهدي على وكيع فعليه، فذكر اللعنة.
قلت: ما أدري ما عُذر يحيى في هذا اللعن.
وقال أبو حاتم: وكيع أحفظ مِن ابن المبارك. [ص:1233]
وقال أحمد بْن حنبل: عليكم بمُصَنَّفات وكيع.
وقال علي ابن المديني: كان وكيع يلحن، ولو حَدّثت عَنْهُ بألفاظه لكان عجبًا، كَانَ يَقُولُ: عن عيشة.
وروى أبو هشام الرفاعيّ وغيره عَنْ وكيع قَالَ: مَن زعم أنّ القرآن مخلوق فقد كفر.
قَالَ وكيع: الجهر بالبسملة بِدْعة. سمعها أبو سَعِيد الأشجّ منه.
قَالَ أحمد بْن زهير: حدثنا محمد بن يزيد قال: حدَّثني حُسين أخو زيدان قَالَ: كنتُ مَعَ وكيع، فأقبلنا جميعًا مِن المصَّيصة أو طَرَسُوس فأتينا الشامَ، فما أتينا بلدًا إلا استقبلنا واليها، وشهدْنا الجمعة بدمشق، فلمّا سلّم الإمام أطافوا بوكيع، فما انصرف إلى أهله، فحدّثت بِهِ مليحًا ولدهُ فقال: رأيتُ في جسده آثارًا خضراء مما زُحِم.
قَالَ الفضل بْن عَنْبَسة: ما رَأَيْت مثل وكيع مِن ثلاثين سنة.
محمود بْن غَيْلان: سمعتُ وكيعًا يَقُولُ: اختلفتُ إلى الأعمش سنتين.
قَالَ ابن راهَوَيْه: حِفْظي وحِفْظ ابن المبارك تكلُّف، وحفظ وكيع أصلي، قام وكيع واستند فحدث بسبعمائة حديث حفظًا.
وقال محمود بْن آدم: تذاكر بِشْر بْن السَّريّ ووكيع ليلة وأنا أراهما مِن العشاء إلى أن نُودي بالصبُّح، فقلت لبِشْر: كيف رَأَيْته؟ قَالَ: ما رأيت أحفظ منه. وكذا قَالَ سهل بْن عثمان: ما رأيت أحفظ مِن وكيع.
وَقَالَ عَبْد الله بْن أَحْمَد: سمعتُ أَبِي يَقُولُ: وكيع مطبوع الحفظ، كان حافظا حافظًا، كَانَ أحفظ مِن عَبْد الرَّحْمَن بكثير.
وقال ابن نُمَير: كانوا إذا رأوا وكيعًا سكتوا؛ يعني في الحِفظ والإجلال.
وقال أبو حاتم: سُئِل أحمد عَنْ وكيع ويحيى وابن مهديّ، فقال: كَانَ وكيع أسردهم. [ص:1234]
قَالَ أبو زُرعة الرّازيّ: سَمِعْتُ أبا جعفر الجمّال يَقُولُ: أتينا وكيعًا، فخرج بعد ساعة وعليه ثياب مغسولة، فلمّا بصُرنا بِهِ فزعنا مِن النّور الَّذِي رأينا يتلألأ مِن وجهه، فقال رجل بجنبي: أهذا مَلَك؟ فتعجّبنا مِن ذَلِكَ النّور.
قَالَ أحمد بْن سِنان القطّان: رأيتُ وكيعًا إذا قام في الصلاة لَيْسَ يتحرّك منه شيء، لا يزول ولا يميل عَلَى رِجلٍ دون الأخرى.
قال أحمد بْن أَبِي الحواريّ: سمعتُ وكيعًا يَقُولُ: ما نعيش إلا في سُترة، ولو كُشِف الغطاء لكُشِف عَنْ أمرٍ عظيم. وسَمِعْتُهُ يَقُولُ: الصَّدْق النِّيّة.
قَالَ صالح بْن أحمد: قلت لأبي: أيهُّما أصلح؛ وكيع أو يزيد؟ فقال: ما منهما والحمد لله إلا كل، لكن وكيع لم يختلط بالسلطان.
قَالَ الفلاس: ما سَمِعْتُ وكيعًا ذاكرًا أحدًا بسوءٍ قط.
وقال ابن عمّار: أحْرَمَ وكيع مِن بيت المقدس.
وقال ابن سعْد: كَانَ وكيع ثقة مأمونًا رفيعًا كثير الحديث حُجّة.
وقال محمد بْن خلف التيمي: أخبرنا وكيع قَالَ: أتيتُ الأعمش فقلت: حدَّثني. قَالَ: ما اسمك؟ قلت: وكيع. قَالَ: اسمٌ نبيل، وما أحسب إلا سيكون لك نبأ، أَيْنَ تنزل مِن الكوفة؟ قلت: في بني رُؤاس. قَالَ: أَيْنَ مِن منزل الجرّاح؟ قلت: هُوَ أبي. وكان عَلَى بيت المال، قَالَ: اذهب فجئني بعطائي، وتعال حتّى أحدّثك بخمسة أحاديث. فجئت أَبِي فقال: خذ نصف العطاء واذهب، فإذا حدّثك بالخمسة فخذ النصف الآخر حتّى تكون عشرة. فأتيته بذلك، فأملي عليّ حديثين، فقلت: وعدتني خمسة. قَالَ: فأين الدراهم كلّها؟ أحسب أن أباك أمرك بهذا ولم يدرِ أنّ الأعمش مدرَّب قد شهد الوقائع. قَالَ: فكنت إذا جئته بالعطاء في كلّ شهر حدَّثني بخمسة.
قَالَ قاسم الحَرَميّ: كَانَ سُفْيان يتعجبّ مِن حفظ وكيع ويقول: تعال يا رُؤاسي، ويتبسَّم.
قَالَ ابن عمّار: سمعتُ وكيعًا يَقُولُ: ما نظرت في كتابٍ منذ خمس عشرة [ص:1235] سنة، إلا في صحيفة يومًا. فقلت لَهُ: عَدّوا عليك بالبصرة أربعة أحاديث غلطت فيها. قال: وحدثتهم بعبادان بنحو من ألف وخمسمائة حديث، أربعة ما هِيَ كثيرة في ذَلِكَ.
قَالَ ابن مَعِين: سمعتُ وكيعًا يَقُولُ: ما كتبت عن الثوري حديثا قطّ؛ إنّما كنت أحفظ، فإذا رجعتُ كتبتها.
قَالَ يحيى بْن يَمَان: نظر سُفيان في عينيّ وكيع فقال: لا يموت هذا حتى يكون لَهُ شأن. فمات سُفْيان وجلس وكيع مكانه.
قَالَ سليمان الشاذكونيّ: قَالَ لنا أبو نُعَيْم: ما دام هَذَا التَّنَّين حيًا ما يُفلح أحدٌ معه؛ يعني وكيعًا.
وقال يحيى بْن أيّوب العابد: حدَّثني صاحب لوكيع أنّ وكيعًا كَانَ لا ينام حتّى يقرأ ثُلُث القرآن، ثمّ يقوم في آخر اللَّيْلِ فيقرأ المفصل، ثم يجلس فيأخذ في الاستغفار حتى يطلع الفجر.
قَالَ إبراهيم بْن وكيع: كَانَ أَبِي يصلّي اللَّيْلَ، فلا يبقي في دارنا أحدٌ إلا صلّي، حتى جارية لنا سوداء.
ابن مَعِين: سمعتُ وكيعًا يَقُولُ: أيّ يومٍ لنا مِن الموت. وأخذ وكيع في قراءة كتاب " الزُّهْد "، فلمّا بلغ حديثًا منه قام فلم يحدّث، وكذا فعل مِن الغد. وهو حديث: " كن في الدنيا كأنّك غريب ".
الدارقطني: حدثنا القاضي أبو الحسن محمد بن علي ابن أمّ شيبان، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عَبْد الرحمن بن سفيان بن وكيع، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ أَبِي يجلس لأصحاب الحديث مِن بكرة إلى ارتفاع النهار، ثم ينصرف فيقيل، ثمّ يصلّي الظهر ويقصد طريق المشرعة التي يصعد منها أصحاب الروايا، فيريحون نواضحهم، فيعلّمهم مِن القرآن ما يؤدّون بِهِ الْفَرْضَ إلى حدود العصر، ثمّ يرجع إلى مسجده فيصلّي العصر، ثمّ يجلس يتلو ويذكر الله إلى آخر النهار، ثمّ يدخل منزله فيُفْطر عَلَى نحو عشرة أرطال نبيذ، فيشرب منها، ثمّ يصلّي وِرده، كلّما صلّي ركعتين شرب منها حتى ينفدها ثم ينام. [ص:1236]
قَالَ نُعَيْم بْن حمّاد: تعشَّينا عند وكيع، فقال: أيّ شيء تريدون؟ أجيئكم بنبيذ الشيوخ أو نبيذ الفتيان؟ فقلت: تكلم بهذا؟! قال: هو عندي لأحل مِن ماء الفُرات.
قلت: ماء الفرات لم يُختلف فيه، وقد اختُلف في هذا.
وقال الفسَويّ: قد سُئل أحمد إذا اختلف وكيع وعبد الرَّحْمَن؟ فقال: عَبْد الرَّحْمَن يوافق أكثر خاصّة في سُفْيان، وعبد الرَّحْمَن كَانَ يسلّم عَليْهِ السَّلَف ويجتنب المسكِر، ولا يرى أن يزرع في أرض الفرات.
وقال عَبَّاس: قلت لابن مَعِين: إذا اختلف وكيع وأبو معاوية في حديث الأعمش؟ قالَ: يوقف حتى يجيء مِن يتابع أحدهما. ثمّ قَالَ: كانت الرحلة إلى وكيع في زمانه.
قَالَ ابن مَعِين: لقيت عند مروان بْن معاوية لوحًا فيه: فلان رافضيّ، وفلان كذا، ووكيع رافضيّ، فقلت لمروان: وكيع خيرٌ منك. فبلغ وكيعًا ذَلِكَ، فقال: يحيى صاحبنا. وكان بعد ذَلِكَ يعرف لي ويُرَحَّب.
قَالَ أحمد بن سنان: كَانَ وكيع يكونون في مجلسه كأنّهم في صلاة، فإن أنكر مِن أحدٍ شيئًا قام. وكان عَبْد الله بْن نُمَير يغضب ويصيح، وإذا رَأَى مِن يبري قلمًا تغيّر وجهه غضبًا.
قَالَ تميم بْن محمد الطّوسيّ: سَمِعْتُ أحمد يَقُولُ: عليكم بمُصَنَفَّات وكيع.
وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أخطأ وكيع في خمسمائة حديث.
قَالَ أبو هشام الرفاعيّ: سمعتُ وكيعًا يَقُولُ: مَن زعم أنّ القرآن مخلوق فقد زعم أنّه مُحدَث، ومن زعم أنّ القرآن مُحدَث فقد كفر. فيقول: احتجّ بعض المبتدعة بقول الله تعالى: (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ رَبِّهِمْ مُحْدَث)، وبقوله تعالى: (لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا)، وهذا قَالَ فيه علماء السلف معناه: إنه أحدث إنزاله إلينا، وكذا في الحديث الصحيح: " إن [ص:1237] الله يُحدِث مِن أمره ما شاء ". وإنّ ممّا أحدث أن لا تكلّموا في الصلاة، فالقرآن العظيم كلام الله ووحيه وتنزيله، وهو غير مخلوق.
قال أحمد بْن أَبِي الحواريّ: سمعتُ وكيعًا يَقُولُ: ما أحدث حديثا قط عرضا.
قال ابن أبي الحواري: ذكرت لابن مَعِين وكيعًا، فقال: وكيع عندنا ثَبْت.
وقال عَبْد الرَّحْمَن بْن الحَكَم بْن بشير: وكيع عَنْ سُفْيان غاية الإسناد، ليس بعده شيء، ما أعدل بوكيع أحدا. فقيل لَهُ: أبو معاوية؟ فنفَر مِن ذَلِكَ.
نوح بن حبيب: حدثنا وكيع قال: حدثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ قَالَ: حضرت موت سُفْيان، فكان عامّة كلامه: ما أشدّ الموت. قال نوح: فأتيت ابن مهدي فقلت: حَدَّثَنَا وكيع عنك، وحَكيت لَهُ الكلام، وكان متكئا فقعد، فقال: أَنَا حدّثت أبا سُفْيان؟ جزى الله أبا سُفْيان خيرًا، ومن مثل أَبِي سُفْيان، وما يقال لمثل أَبِي سُفْيان.
عليّ بْن خَشْرم: حدثنا وكيع، عَنْ إسماعيل بْن أَبِي خَالِد، عَنْ عَبْد الله البهيّ أنّ أبا بَكْر الصديق جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد وفاته، فأكبّ عَليْهِ فقبّله وقال: بأبي وأميّ، ما أطيب حياتك ومماتك. ثمّ قَالَ البهي: وكان النبي تُرِك يومًا وليلة حتى ربَا بطنُه وأنثنت خِنْصراه. قَالَ ابن خشرم: فلمّا حدّث وكيع بهذا بمكة اجتمعت قريش وأرادوا صَلْبه، ونصبوا خشبة ليصلبوه، فجاء ابن عُيَيْنَة فقال لهم: الله الله، هذا فقيه أهل العراق وابن فقيهه، وهذا حديث معروف. قَالَ: ولم أكن سمعته، إلا أنّي أردت تخليص وكيع.
قَالَ ابن خشرم: سمعته مِن وكيع بعدما أرادوا صلبه، فتعجّبت مِن جسارته، وأُخْبِرتُ أنّ وكيعًا احتجّ فقال: إنّ عِدّةً مِن الصحابة منهم عُمَر قَالُوا: أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يمت، فأحبّ الله أن يُريهم آية الموت.
رواها أحمد بْن محمد بْن عليّ بْن رَزِين الباشانيّ عَنْ عليّ بْن خشرم، ورواه قُتَيْبة عَنْ وكيع.
وَهَذِهِ هفوة مِن وكيع كادت تَذهب فيها نفسه، فما لَهُ ولرواية هذا الخبر [ص:1238] المنكرَ المنقطع، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ "، ولولا أنّ الحافظ ابن عساكر وغيره ساقوا القصة في تواريخهم لتركتها وَلَمَا ذكرتها، ولكنْ فيها عِبرة.
قَالَ الفَسويّ في تاريخه: وفي هذه السَّنَةِ حدَّث وكيع بمكة عَنْ إسماعيل عَنِ البهيّ، وذكر الحديث. قَالَ: فرُفِع إلى العثماني فحبَسه، وعزم عَلَى قتله، ونصبت خشبة خارج الحرم، وبلغ وكيعًا وهو محبوس، قَالَ الحارث بْن صِدّيق: فدخلت عَليْهِ لمّا بلغني وقد سَبقَ إليه الخبر. قَالَ: وكان بينه وبين سفيان بن عيينة يومئذ متباعد، فقال: ما أرانا إلا قد اضطُّررنا إلى هذا الرجل واحتجْنا إليه؛ يعني سُفْيان. فقلت: دع هذا عنك، فإن لم يدركك قُتِلْتَ. فأرسل إليه وفزع إليه، فدخل سُفْيان عَلَى العثمانيّ فكلّمه فيه، والعثماني يأبى عَليْهِ، فقال لَهُ سُفْيان: إنّي لك ناصحُ، إنّ هذا رجل مِن أهل العِلْم، وله عشيرة، وولده بباب أمير المؤمنين، فَتُشخَص لمناظرتهم. قَالَ: فعمل فيه كلام سفيان، فأمر بإطلاقه. فرجِعتُ إلى وكيع فأخبرته، وأُخرِجَ، فركب حمارا، وحملنا متاعه، وسافر، فدخلت عَلَى العثمانيّ مِن الغد وقلت: الحمد لله الذي لم تبتل بهذا الرجل، وسلَّمك الله. قَالَ: يا حارث، ما ندمت عَلَى شيء ندامتي عَلَى تَخْلِيته، خطر ببالي هذه الليلة حديث جَابِر بْن عبد الله قَالَ: حوّلت أَبِي والشهداء بعد أربعين سنة فوجدناهم رِطابًا يُثبتون، لم يتغيّر منهم شيء.
قَالَ الفسويّ: فسمعت سَعِيد بْن منصور يَقُولُ: كنّا بالمدينة، فكتب أهل مكّة إلى أهل المدينة بالذي كَانَ مِن وكيع، وقالوا: إذا قِدم عليكم فلا تتّكلوا عَلَى الوالي، وارجموه حتى تقتلوه. قال: فعرضوا عليَّ ذَلِكَ، وبلَغنا الَّذِي هُمْ عَليْهِ، فبعثنا بريدًا إلى وكيع أن لا يأتي المدينة، ويمضي من طريق الربذة. وكان قد جاوز مفرق الطريقين، فلمّا أتاه البريد ردَّ، ومضى إلى الكوفة. [ص:1239]
وقد ساق ابن عدي هذه الواقعة في ترجمة عَبْد المجيد بن أَبِي روّاد، ونقل أَنَّهُ هُوَ الَّذِي أفتى بقتل وكيع، فقال: أَخْبَرَنَا محمد بْن عيسى المَرْوَزِيّ فيما كتب إلي قال: حدثنا أبي عيسى بن محمد قال: حدثنا العباس بن مصعب قال: حدثنا قتيبة قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا ابن أَبِي خَالِد، فساق الحديث. ثمّ قَالَ قتيبة: حدث وكيع بهذا بمكة سنة حجّ الرشيد، فقدّموه إِليْهِ، فدعا الرشيد سُفْيان بْن عُيَيْنَة وعَبْد المجيد، فأمّا عَبْد المجيد فإنّه قَالَ: يجب أن يُقْتَلَ، فإنّه لم يروِ هذا إلا مِن في قلبه غشٌّ للنَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال سُفْيان: لا قتْلَ عَليْهِ، رجلٌ سَمِعَ حديثًا فرواه، المدينة شديدة الحرّ، تُوُفّي النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتُرِك ليلتين؛ لأنّ القوم كانوا في إصلاح أمر الأمّة، واختلفت قريش والأنصار، فمن ذَلِكَ تغيَّر. قَالَ قُتَيْبة: فكان وكيع إذا ذَكَر فعل عَبْد المجيد قَالَ: ذاك جاهلٌ، سمعَ حديثًا لم يَعرف وجهه فتكلم بما تكلم.
عن مليح بن وكيع قَالَ: لما نزل بأبي الموت أخرج يديه فقال: يا بُنيّ، ترى يديّ ما ضربتُ بها شيئًا قطّ.
قَالَ مليح: فحدَّثني داود بْن يحيى بْن يَمَان قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مِن الأبدال؟ قَالَ: الذين لا يضربون بأيديهم شيئًا، وإنّ وكيعًا منهم.
قلتُ: بل مَن ضربَ بيديه في سبيل الله فهو أفضل.
قال عليّ بْن عَثّام: مرض وكيع فدخلنا عَليْهِ، فقال: إنّ سُفْيان أتاني فبشّرني بجواره، فأنا مبادرٌ إِليْهِ.
غُنْجار في تاريخه: حدثنا أحمد بْن سهل، سمعتُ قيس بْن أنيف، سَمِعَت يحيى بْن جعفر، سَمِعْتُ عَبْد الرّزّاق يَقُولُ: يا أهل خُرَاسان، إنّه نُعِيَ لي إمام خُرَاسان؛ يعني وكيعًا. قَالَ: فاهتممنا لذلك. ثمّ قَالَ: بُعْدًا لكم يا معشر الكلاب، إذا سمعتم مِن أحدٍ شيئًا اشتهيتم موته.
قلت: ومن جسارته كونه حج بعد تيك المحنة.
قال أبو هشام الرفاعيّ: مات وكيع سنة سبْعٍ وتسعين ومائة يوم عاشوراء، وَدُفِنَ بفَيْد؛ يعني راجعًا من الحج. [ص:1240]
وقال أحمد: حجّ وكيع سنة ستٌّ وتسعين، ومات بفَيْد.(4/1230)
342 - د: الوليد بْن عُقْبة بْن المغيرة الشَّيْبانيّ الطَّحَّان الكُوفيُّ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
أخو محمد.
رَوَى عَنْ: حنظلة بْن أَبِي سُفْيان، وحمزة الزّيّات، وزائدة.
وَعَنْهُ: أحمد، وإسحاق، وعليّ بْن محمد الطنافسيّ، ومحمد بْن رافع، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: صَدُوق.
وقَالَ أبو داود: لَيْسَ بِهِ بأس.(4/1240)
343 - ن: الوليد بْن كثير المُزَنيُّ المدنيُّ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
نزيل الكوفة.
رَوَى عَنْ: ربيعة الرأي، وعُبَيْد الله بْن عُمَر، والضّحّاك بْن عثمان.
وَعَنْهُ: أبو سَعِيد الأشج، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عمّار، ويوسف بْن عَدِيّ، وأخوه زكريّا.
قَالَ أبو حاتم: يُكْتَب حديثه.(4/1240)
344 - ع: الوليد بْن مُسلم، الإمام أبو العبَّاس، الأُموي مولاهم، الدِّمشقيُّ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
أحد الأعلام.
قرأ القرآن عَلَى يحيى الذَّماريَّ، وحدَّث عَنْهُ، وَعَنْ: ثور بْن يزيد، وابن جُرَيج، وابن عَجْلان، وَالْمُثَنَّى بْن الصّبّاح، ويزيد بْن أبي مريم، وصَفْوان بْن عَمْرو، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ زَبْرٍ، وَالأَوْزَاعِيُّ، والثوري، ومالك، والليث، وعبد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن جَابِر، وأبي بَكْر بن أبي مريم، وعُفَير بْن مَعْدان، ومروان بْن جَناح، وعثمان بْن أَبِي العاتكة، وخلْق.
وَعَنْهُ: اللَّيْثُ بْن سعْد شيخه، وبقيّة، وابن وهْب، وأحمد بْن حنبل، ودُحَيْم، وأبو خَيْثَمَة، وعليّ بْن محمد الطّنافسيّ، وإسحاق بْن موسى الخطْميّ، وموسى بْن عامر المُرّيّ، ومحمد بْن مُصَفَّى، ومحمود بْن غَيْلان، وعَمرو بْن عثمان، وخلْق كثير. وصنف التصانيف. [ص:1241]
قَالَ محمد بْن سعْد: كَانَ الوليد ثقة كثير الحديث والعلم، حجّ سنة أربعٍ وتسعين ومائة، ثمّ رجع فمات بالطريق.
وقال دُحَيْم: مولده سنة تسع عشرة ومائة.
قَالَ ابن عساكر: قرأ عَليْهِ هشام بْن عمّار، والربيع بْن ثعلب.
وقال الفسويّ: سَأَلت هشام بْن عمّار عَنِ الوليد، فأقبل يصف عِلمَه وورعه وتواضُعه، وقال: كَانَ أَبُوهُ مِن رقيق الإمارة، وتفرّقوا عَلَى أنهم أحرار. وكان للوليد أخ جلِف متكبّر يركب الخيل، ويركب معه غلمان كثير ويتصَيَّد، وقد حُمَّلَ الوليد دِيةً فأدى ذَلِكَ في بيت المال، أَخْرَجَهُ عَنْ نفسه إذ اشتبه عَليْهِ أمرُ أَبِيهِ. قَالَ: فوقع بينه وبين أخيه في ذَلِكَ شغب وجفاء وقطيعة، وقال: فضحتنا، ما كَانَ حاجَتُك إلى ما فعلت؟
وقال أبو التقي الحمصي: حدثنا سَعِيد بْن مَسْلَمة الْقُرَشِيّ قَالَ: أَنَا أعتقتُ الوليد بْن مسلم، كَانَ عبدي.
وقال ابن سعْد، عَنْ رجلٍ: إنّ الوليد كَانَ مِن الأخماس فصار لآل مَسْلَمة بْن عَبْد المُلْك، فلمّا قِدم بنو هاشم في دولتهم قبضوا رقيق الأخماس وغيره، فصار الوليد وأهل بيته لصالح بْن عليّ، فوهبهم لابنه الفضل فأعتقهم، ثمّ إنّ الوليد اشترى نفسه منهم، فأخبرني سَعِيد بْن مَسْلَمة قَالَ: جاءني الوليد فأقرّ لي بالرّقّ، فأعتقته. وكان للوليد أخ اسمه جَبَلَة، كَانَ لَهُ قَدْرٌ وجاه.
قَالَ أحمد: لَيْسَ أحد أروى لحديث الشاميّين مِن الوليد وإسماعيل بْن عيّاش.
إبراهيم بْن المنذر: قدِمتُ البصرة، فجاءني علي ابن المَدِينيّ فقال: أول شيء أطلب، أخرجْ إليَّ حديث الوليد بْن مُسلم. فقلت: يا ابنَ أُمّ، سُبحان الله! وأين سماعي مِن سماعك؟! فجعلتُ أأبى ويُلِحّ، فقلتُ لَهُ: أخبرني عَنْ إلحاحك ما هُوَ؟ قَالَ: أُخْبِرك؛ الْوَلِيدُ رجلُ أهل الشام، وعنده علم كثير، ولم أستمكن منه، وقد حدثكم بالمدينة في المواسم، ويقع عندكم الفوائد؛ لأنّ [ص:1242] الحُجّاج يجتمعون بالمدينة مِن الآفاق، فيكون مَعَ هذا بعض فوائده، ومع هذا شيء. قَالَ: فأخرجت إِليْهِ، فتعجب مِن كتابه، كاد أن يكتبه على الوجه. سمعها الفسوي من إبراهيم.
قَالَ أبو اليَمان: ما رَأَيْتُ مثل الوليد بْن مُسْلِم.
وقيل لأبي زُرْعة: الوليد أفقه أم وكيع؟ فقال: الوليد بأمر المغازي، ووكيع بحديث العراقيّين.
وقال أبو مُسْهِر: كَانَ الوليد مِن حُفّاظ أصحابنا.
وقال أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ بْن عَدِيّ: الثَّقات مِن أهل الشام مثل الوليد بْن مسلم.
وقال ابن جوصا: لم نزل نسمع أنّه مِن كتب مصنّفات الوليد صَلُح أن يلي القضاء، ومصنّفاته سبعون كتابًا.
قلت: الكتاب منها جزء صغير وجزء كبير، ونحو ذَلِكَ.
الفَسَويّ: سمعتُ الحُمَيْديّ يَقُولُ: خرجت يوم الصدر والوليد في مسجد مِنى وعليه زِحام كثير، وجئت في آخر الناس فوقفت بالبُعد، وعليّ ابن المَدِينيّ بجنْبه، فجعلوا يسألونه ويحدّثهم، ولا أفهم، فجمعتُ جماعةً مِن المكّيّين وقلت لهم: جلّبوا وأفسِدوا عَلَى من بالقرب منه. فجعلوا يصيحون ويقولون: لا نسمع. وجعل ابن المَدِينيّ يَقُولُ: اسكتوا نُسمعكم. فاعترضتُ وَصِحْتُ، ولم أكن بعد حَلَقْتُ، فنظر ابن المَدِينيّ إليّ ولم يثبتني، وقال: لو كَانَ فيك خير لم يكن شَعْرك عَلَى ما أرى. قَالَ: فتفرّقوا ولم يحدّثهم بشيء.
قلت: وكان الوليد مَعَ حفظه وثقته قبيح التدليس، يحملُ عَنْ أُناسٍ كذّابين وتلفى عَنِ ابن جُرَيج وغيره، ثمّ يُسْقِط الَّذِي سمع منه ويقول: عَنِ ابن جُرَيج.
قَالَ أبو مُسْهِر: كَانَ الوليد يأخذ مِن ابن أَبِي السَّفَر حديث الأوزاعيّ، وكان ابن أَبِي السفر كذّابًا، وهو يَقُولُ فيها: قَالَ الأوزاعيّ. [ص:1243]
قَالَ صالح جَزرة: سَمِعْتُ الهيثم بْن خارجة يَقُولُ: قلت للوليد: قد أفسدتَ حديث الأوزاعيّ. قَالَ: وكيف؟ قلت: تروي عَنِ الأوزاعي عَنْ نافع، وعن الأوزاعيّ عَنِ الزُّهْرِيّ،
وَعَنْهُ: عَنْ يحيى، وغيرك يُدخل بين الأوزاعيّ ونافع عَبْد الله بْن عامر الأسلميّ، وبينه وبين الزُّهْرِيّ قرة وغيره، فما يحملك عَلَى هذا؟ قَالَ: أُنْبلُ الأوزاعيّ أن يروي عَنْ مثل هَؤلاءِ. قلت: فإذا روى الأوزاعيّ عَنْ هَؤلاءِ الضُّعفاء مناكير، فأسقطتهم أنتَ وصيّرتها مِن رواية الأوزاعيّ عَنِ الثقات ضعف الأوزاعيّ. فلم يلتفت إلى قولي.
قَالَ أحمد بْن حنبل: ما رَأَيْت في الشّاميّين أعقل مِن الوليد.
وقال ابن المَدِينيّ: ما رَأَيْت في الشّاميّين مثل الوليد، وقد أغرب أحاديث صحيحة لم يَشْرُكْه فيها أحد.
وقال صدقة بن الفضل المَرْوَزِيّ: ما رَأَيْت رجلا أحفظ للحديث الطويل وأحاديث الملاحم مِن الوليد بْن مسلم، وكان يحفظ الأبواب.
وقال أبو مُسْهِر: ربّما دَلّسَ الوليد عَنِ كذابين.
قلت: إذا قَالَ: حَدَّثَنَا، فهو ثقة، وصاحبا الصحيح ينقّبان حديثه إذا أخرجا لَهُ.
قَالَ حَرْمَلَة بْن عبد العزيز الْجُهَنّي: نزل عليَّ الوليد بْن مُسْلِم بِذِي المَرْوَة قافلا مِن الحجّ، فمات عندي بِذِي المَرْوَة.
قَالَ محمد بْن مُصَفَّى وغيره: تُوُفّي في المحرَّم سنة خمسٍ وتسعين ومائة، رحمه الله.(4/1240)
345 - وَهْبُ بنُ عثمان المَخْزوميُّ المدنيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: أَبِي حازم الأعرج، وموسى بن عقبة.
وَعَنْهُ: إبراهيم بْن حمزة، وإبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، ويعقوب بْن كاسب.
وهو صَدُوق مُقِل، استشهد به البخاري.(4/1243)
-[حَرْفُ الْيَاءِ](4/1243)
346 - يحيى بْن زكريّا بْن إبراهيم بْن سُوَيْد النَّخَعيّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: عَبْد المُلْك بْن أبي سليمان، والحسن بْن الحَكَم النَّخَعيّ.
وَعَنْهُ: [ص:1244] عثمان بْن أبي شَيبة، وموسى بْن عَبْد الرَّحْمَن المسروقيّ، وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ به بأس.(4/1243)
347 - ع: يحيى بْن سَعِيد الأُمويّ، هُوَ ابن سَعِيدُ بْنُ أَبَانِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْن عَبْد شَمْسٍ، أَبُو أيّوب الْقُرَشِيّ الأمويُّ الكوفيُّ الحافظ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
وله عدة إخوة.
رَوَى عَنْ: بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، ويحيى بْن سَعِيد الأنصاريّ، وهشام بْن عُرْوة، والأعمش، وابن أَبِي خَالِد، والثوري، وخلق، وحمل المغازي عن ابن إسحاق.
حَدَّثَ عَنْهُ: أحمد بن حنبل، وسريج بْن يونس، وحُمَيْد بْن الربيع، وابنه سَعِيد بْن يحيى، وجماعة كثيرة.
قَالَ أحمد بْن حنبل: عنده عَنِ الأعمش غرائب، وليس بِهِ بأس. وكذا قال غير واحد: إنه لا بأس بِهِ.
وروى أحمد بْن أَبِي خَيْثَمَة عَنِ ابن مَعِين: ثقة.
قلت: سكن بغداد، وكانوا يلقبونه جملا، مات سنة أربعٍ وتسعين ومائة وهو في عشر الثمانين، ومات أخوه محمد بْن سَعِيد قبله بعام. وأخوهما عُبَيْد بْن سَعِيد يروي عَنْ إسرائيل وعدّة، وأخوهم عَبْد الله بْن سَعِيد فَعَالِم باللُّغة والشّعْر، وأخوهم الخامس عَنْبَسة بْن سَعِيد روى عَنْ ابن المبارك وطائفة، وهو أصغرهم، ولهم أخ سادس سَمِعَ زهير بْن معاوية ومفضّل بْن صَدَقَة. ذكرهم الدّارَقُطْنيّ.(4/1244)
348 - ع: يحيى القَطَّان، هُوَ يحيى بْن سَعِيد بْن فَرُّوخ، مولى بَني تميم، الحافظ العِلْم أبو سَعِيد البصْريّ القطّان الأحول، [الوفاة: 191 - 200 ه]
أحد الأئمّة الكبار.
مولده في أول سنة عشرين ومائة.
رَوَى عَنْ: سليمان التَّيْميّ، وهشام بْن عروة، وعطاء بن السائب، وحسين المعلم، وخثيم بْن عِراك، وحُميد الطويل، ويحيى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، [ص:1245] وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، والأعمش، وعُبَيْد الله بْن عُمَر، وسُفْيان، وشُعْبَة، وخلْق كثير.
وَعَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ، وعفّان، ومسدّد، وأحمد، وإسحاق، وابن المَدِينيّ، ويحيى بْن مَعِين، وأبو حفص الفلاس، وبُنْدار، وإسحاق الكَوْسج، ويعقوب الدَّوْرقيّ، ومحمد بْن شدّاد المُسْمِعيّ، وأمم سواهم.
وكان يَقُولُ: لزمتُ شُعْبَة عشرين سنة.
قَالَ ابن عمّار: روى عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ في تصانيفه ألفي حديث عَنْ يحيى القطّان، فحدّث بها عَنْهُ ويحيى حيٌّ.
قَالَ أحمد بْن حنبل: ما رَأَيْت بعيني مثل يحيى بْن سعيد القطان.
وقال ابن معين: قال لي عبد الرحمن: لا ترى بعينيك مثل يحيى القطّان.
وقال ابن المَدِينيّ: ما رأيتُ أحدًا أعلم بالرجال مِن يحيى بْن سَعِيد.
وقال بندار: حدثنا يحيى بْن سَعِيد إمام أهل زمانه.
وقال أحمد بْن الحَسَن التَّرْمِذيّ: سمعتُ أحمد وَسُئِلَ عَنْ يحيى بْن سَعِيد ووكيع، فقال: ما رأيت بعيني مثل يحيى.
وقال ابن عمار: كنت إذا نظرت إلى يحيى القطان ظننت أنّه لا يُحسن شيئًا بزيّ التّجّار، فإذا تكلّم أنصتَ لَهُ الفقهاء.
وقال أحْمَد بْن محمد بْن يحيى القطّان: لم يكن جدّي يمزح، ولا يضحك إلا تَبَسُّمًا، ولا دخل حمّامًا، وكان يَخْضِب.
وقال يحيى بْن مَعِين: أقام يحيى بْن سَعِيد عشرين سنةً يختم القرآن في كل ليلة.
وعن علي ابن المَدِينيّ: كَانَ يحيى يختم كلّ ليلة.
وقال بُنْدار: اختلفتُ إليه عشرين سنةً، فما أظنّ أنه عصى الله قط.
قال علي ابن المَدِينيّ: كنّا عند يحيى بْن سَعِيد، فقرأ رَجُل سَوْرَة الدُّخان، فَصُعِقَ يحيى وغُشيَ عَليْهِ. [ص:1246]
قَالَ أحمد بْن حنبل: لو قدر أحدٌ أن يدفع هذا عن نفسه لدفعه يحيى؛ يعني الصَّعق.
قَالَ أحمد بْن محمد بْن يحيى بْن سَعِيد القطّان: ما أعلم أني رأيت جدّي قهقه قطّ، ولا دخل حمّامًا قطّ، ولا اكتحل ولا ادَّهنَ، وكان يخضبُ خضابًا حَسَنًا.
وروى عَبَّاس عَنْ يحيى بْن مَعِين قَالَ: كَانَ يحيى القطّان إذا قُرئ عنده القرآن سقط حتى يصيب وجهه الأرض.
وقال: ما دخلتُ كنيفًا قطّ إلا ومعي امرَأَة؛ يعني مِن ضعف قلبه.
قَالَ ابن معين: وجعل جار له يشتمه ويقع فيه ويقول: هذا الخوزيّ، ونحنُ في المسجد. قَالَ: فجعل يحيى يبكي ويقول: صَدق، ومَن أَنَا وما أَنَا.
قَالَ ابن مَعِين: كَانَ يحيى يجيء معه بمسباح، فيدخل يده في ثيابه فيُسبّح.
قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ: اختلفوا يومًا عند شُعْبَة فقالوا: اجعل بيننا وبينك حكمًا. قَالَ: قد رضيت بالأحول؛ يعني القطّان. فجاء فقضى عَلَى شُعْبَة، فقال شُعْبَة: ومن يطيق نقدك يا أحول.
وقال ابن سعْد: كَانَ ثقة مأمونًا، رفيعًا حُجّة.
وقال النَّسَائيّ: أُمناء الله عَلَى حديث رسوله شُعْبَة، ومالك، ويحيى القطّان.
وقال محمد بْن بُنْدار الْجُرْجانيّ: قلت لابن المَدِينيّ: مَن أنفع مِن رَأَيْت للإسلام وأهله؟ قَالَ: يحيى بْن سَعِيد القطّان.
قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر رُسْتَة: سمعتُ عليّ بْن عَبْد الله يَقُولُ: كُنَّا عند يحيى بْن سَعِيد، فلمّا خرج مِن المسجد خرجنا معه، فلمّا صار بباب داره قام وقمنا معه، فانتهى إليه الروبيّ، فقال يحيى لما رآه: ادخلوا. فدخلنا، فقال [ص:1247] للروبيّ: اقرأ. فَلَمَّا أخذ في القراءة نظرتُ إلى يحيى يتغيّر حتى بلغ: (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ) صُعِق يحيى وغُشي عَليْهِ، وارتفع صوته. وكان باب قريب منه، فانقلب فأصاب الباب فقِار ظهره وسال الدَّم، فصرخ النّساء وخرجنا، ووقفنا بالباب حتّى أفاق بعد كذا وكذا. ثمّ دخلنا عَليْهِ، فإذا هُوَ نائم عَلَى فراشه، وهو يقول: (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ). فما زالت بِهِ تِلْكَ القُرْحة حتى مات رحمه الله.
روى أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن العَنْبريّ عَنْ زُهير البابيّ قَالَ: رَأَيْت يحيى بْن سَعِيد في النَّوم عَليْهِ قميص، بين كتفَيه مكتوب: بسم الله الرَّحْمَن الرحيم، كتابٌ مِن الله العزيز العليم براءة ليحيى بْن سَعِيد القطّان مِن النار.
وَرَوَى أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلادٍ الْبَاهِلِيُّ عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ قَالَ: كُنْتُ إِذَا أَخْطَأْتُ قَالَ لِي سُفْيَانُ: أَخْطَأْتَ يَا يَحْيَى. فَرَوَى يَوْمًا عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الَّذِي يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ ". فَقُلْتُ: أَخْطَأْتَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: وَكَيْفَ هُوَ؟ قلت: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ لي: صدقت يا يحيى، اعرض عليّ كُتُبَك. قلت: تريد أن ألقى منك ما لقي زائدة؟ قَالَ: وما لقي زائدة؟ أصلحت لَهُ كتبَه وذكَرته حديثه.
وقال أحمد: إلى يحيى القطان المنتهى في التثبت.
قَالَ محمد بْن أَبِي صَفْوان: كَانَ يحيى القطّان نفقته مِن غلّته، إنْ دخل مِن غلّته حنطة أكل حنطة، وإن دخل شعير أكل شعيرًا، وإن دخل تمر أكل تمرًا.
قَالَ ابن معين: إنّ يحيى بْن سَعِيد لم يَفُتْه الزوال في المسجد أربعين سنة.
وقال عفّان: رَأَى رَجُل ليحيى بْن سعيد قبل موته: أنْ بِشْر يحيى بْن سَعِيد بأمانٍ مِن الله يوم القيامة.
وقال أحمد: ما رَأَيْت أحدًا أقلَّ خطأ مِن يحيى بْن سَعِيد، ولقد أخطأ في [ص:1248] أحاديث. ثمّ قَالَ: ومَن يُعَرَّى مِن الخطأ والتصحيف؟
قَالَ أحمد العِجْلي: كَانَ يحيى بْن سَعِيد نقيّ الحديث، لا يحدّث إلا عَنْ ثقة.
قَالَ أبو قُدامة السَّرْخَسِيّ: سَمِعْتُ يحيى بْن سَعِيد يَقُولُ: أدركت الأئمة يقولون: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص. وسَمِعْتُهُ يَقُولُ: أخافُ أن يضيق عَلَى الناس تتّبع الألفاظ؛ لأنّ القرآن أعظم حُرمةً، وَوَسِعَ أن يُقرأ عَلَى وجوه إذا كان المعنى واحدا.
قال شاذ بْن يحيى: قَالَ يحيى بْن سعيد: مَن قَالَ: أنْ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) مخلوق، فهو زِنديق والله الَّذِي لا إله إلا هو.
قال الفلاس: كان هجيرى يحيى بْن سَعِيد إذا سكت ثمّ تكلّم يَقُولُ: يُحيي ويُميت وإليه المصير. وقلتُ لَهُ في مرضه: يعافيك الله إنّ شاء الله. فقال: أحبُّه إليَّ أحبُّه إلى الله.
وقال أبو حاتم: إذا اختلف ابن المبارك والقطّان وابن عُيَيْنَة في حديث، أُخِذَ بقول يحيى بْن سَعِيد.
ابن المديني: سألتُ يحيى بْن سَعِيد عَنْ أحاديث عِكرِمة بْن عمّار عَنْ يحيى بْن أبي كثير، فقال: ليست بصحاح.
الفلاس: سَمِعْتُ يحيى يَقُولُ: كنتُ أَنَا وخالد بْن الحارث ومعاذ بْن مُعَاذ وما تقدّماني في شيء قط - يعني مِن العِلْم - كنتُ أذهب معهما إلى ابن عون، فيقعدان ويكتبان، وأجيء أَنَا فأكتبها في البيت.
قَالَ محمد بْن يحيى بْن سَعِيد: قَالَ أَبِي: كنتُ أخرج مِن البيت أطلب الحديث، فلا أرجع إلا بعد العتمة.
قال عبد الله بن قحطبة: حدثنا عبّاس العنبريّ: سمعتُ ابن مهديّ يَقُولُ: لما قِدم سُفْيان الثَّوْريّ البصرة قَالَ لي: جئني بمَن أُذاكره. فأتيته بيحيى بْن سَعِيد، فلمّا خرج قال: قلت لك جئني بإنسان جئتني بشيطان! [ص:1249]
وقال ابن مَعِين: قَالَ لي يحيى بْن سَعِيد: لو لم أروِ إلا عمّن أرضى ما رويت إلا عَنْ خمسة.
قَالَ ابن مَعِين: وروى يحيى عَنِ الأوزاعيّ حديثًا واحدًا.
قلت: تفقَّه يحيى بْن سَعِيد في هذا الشأن بشُعْبَة وسُفْيان، ولزِم شُعْبَة دهْرًا، وأخصّ أصحاب يحيى بن سعيد به علي ابن المديني. وإذا وثَّق يحيى بْن سَعِيد شيخًا فَتَمَسَّك بِهِ، أمّا إذا ليّن أحدًا فتأنَّ في أمره، فإن الرجل متعنت جدا، قد ليّن مثل إسرائيل وغيره مِن رجال الصّحيح. ولم أقِف عَلَى كتابه في الضُّعفاء، لكن يقع مِن كلامه في أسئلة ابن المَدِينيّ والفلاس وابن مَعِين أشياء نافعة. وكان رأسًا في معرفة الْعِلَلِ، أخذ ذَلِكَ عَنْهُ ابن المديني، وأخذ ذَلِكَ عَنِ ابن المَدِينيّ أبو عبد الله البخاري.
وَأَعْلَى شَيْءٍ يَقَعُ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى مَا وقع في " الغيلانيات "؛ أنبأناه جماعة، أخبرنا عمر بن محمد قال: أخبرنا ابن الحصين قال: أخبرنا ابن غيلان قال: أخبرنا أبو بكر الشافعي قال: حدثنا محمد بن شداد قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان قال: حدثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا يَرْحَمُ اللَّهُ مَنْ لا يَرْحَمُ النَّاسَ ".
قَالَ مُحَمَّدُ بن عمرو بن عبيدة العصفري: سمعت علي ابن الْمَدِينِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ خَالِدَ بْنَ الْحَارِثِ فِي النوم، فقلتْ: ما فعل اللَّه بك؟ قال: غُفر لي عَلَى أنّ الأمر شديد. قلت: فما فعل يحيى القطّان؟ قَالَ: نراه كما يُرى الكوكب الدُّرّي في أُفق السماء.
قلت: قَالُوا: مات يحيى بْن سَعِيد في صَفَر سنة ثمانٍ وتسعين ومائة، قبل موت ابن عُيَيْنَة وابن مهديّ بأربعة أشهر، رحمهم الله.(4/1244)
349 - يحيى بْن سَعِيد الأنصاريُّ الحمصيُّ العطَّار، أبو زكريّا المُحدِّث. [الوفاة: 191 - 200 ه]
رَوَى عَنْ: يونس بْن يزيد الأَيْليّ، وحَرِيز بْن عثمان، ويحيى بْن أيّوب [ص:1250] الْمَصْرِيّ، وفُضَيْل بْن مرزوق، والمسعوديّ، ومحمد بْن عبد الرَّحْمَن بْن عرق اليَحْصُبيّ، وأبي غسّان محمد بْن مطرَّف، وطائفة كبيرة بالحجاز والشام والعراق ومصر.
وَعَنْهُ: عَبْد الوهاب بْن نجدة، والوليد بْن شجاع، ومحمد بْن مصفى، وَأَبُو تقيّ هشام بْن عَبْد المُلْك، ومحمد بْن عمرو بن حنان، وجماعة.
وثّقه ابن مُصَفَّى وحده، وضعّفه ابن مَعِين والدّارَقُطْنيّ وغيرهما.
وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ ابن عَدِيّ: لَهُ مصنّف في حفظ اللّسان، وهو بيّن الضعف.
قلت: بقي إلى حدود المائتين، وسيُعاد بعد المائتين.(4/1249)
350 - يحيى بْن سَعِيد السَّعيديُّ البصْريّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: ابن جُرَيج.
وَعَنْهُ: الحسن بْن عَرَفَة، ومحمد بْن غالب تمتام، وجماعة.
واهٍ، وهو الأمويّ والعبْشَميّ.
قَالَ ابن حِبّان: يروي المقلوبات والمُلْزَقات، لا يجوز الاحتجاج بِهِ إذا انفرد.
وهو غير يحيى بْن سَعِيد التّميميّ المدنيّ، وغير يحيى بْن سَعِيد قاضي شيراز، وقيل: التّميميّ هُوَ قاضي شيراز، أحد الضُّعفاء.(4/1250)
351 - يحيى بْن سلَّام البَصْريُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: فِطْر بْن خليفة، وشُعْبَة، والمسعوديّ، وابن أبي عَرُوبة، والثَّوْريّ.
وَعَنْهُ: بحر بْن نصر، ومحمد بْن عَبْد الله بْن عَبْد الحَكَم.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
قلت: سيُعاد بعد المائتين، ثمّ ظفِرت بموته في صَفَر سنة مائتين.
نزل إفريقية ونشر بها العِلْم.(4/1250)
352 - ع: يحيى بْن سُلَيْم الْقُرَشِيّ الطَّائفيُّ الخرَّاز الحَذَّاء، [الوفاة: 191 - 200 ه]
نَزِيلُ مَكَّةَ.
رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، وعُبَيْد اللَّهِ بْن عُمَر، وإسماعيل بْن أُمَيَّة الْقُرَشِيّ، وموسى بن عقبة، وابن جريج.
وَعَنْهُ: الشافعي، وإسحاق، والحسن الزعفراني، والحسن بن عرفة، وكثير بن عبيد، ومحمد بن يحيى العدني، وآخرون. وروى أحمد بن حنبل عنه حديثا واحدا.
قال ابن سعد: ثقة، كثير الحديث.
وعن الشافعي قال: كان رجلا فاضلا، كنا نُعدّه مِن الأبدال، وكان إذا ركب حمارًا أو دابة لا يقول له: أُغْدُ؛ إنّما يَقُولُ: لا إله إلا الله.
وقال النَّسَائيّ: لَيْسَ بالقويّ.
وقال أحمد: رَأَيْته يخلط في الأحاديث فتركته.
وقال ابن مَعِين: ثقة.
وقال البزّي المقرئ: مات يحيى بْن سُلَيْم سنة خمسٍ وتسعين ومائة.(4/1251)
353 - م ت: يحيى بْن الضُّرَيس بْن يَسار، أبو زكريّا، البَجَليّ مولاهم، الرَّازيُّ الحافظ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
قاضي الرَّيّ.
عَنْ: ابن جُرَيج، وابن إِسْحَاق، وعكرمة بْن عمّار، والثَّوْريّ، وأبي جعفر الرّازيّ، وزائدة، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن مَعِين، وإسحاق، ومحمد بْن حُمَيْد، وأبو غسّان زُنَيْج، وإسحاق بْن الفيض، وجماعة. وكان محدّث الرَّيّ في زمانه.
وثّقه ابن مَعِين.
وقال أبو حاتم: كَانَ عنده عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَشَرَةُ آلافِ حَدِيثٍ. [ص:1252]
وقال وكيع: يحيى بْن ضُرَيْس مِن حفّاظ الناس، لولا أنّه خلط في حديثين.
وقال إبراهيم بْن موسى الفرّاء: تعلّمنا علم الحديث مِن يحيى بْن ضُرَيْس.(4/1251)
354 - خ م ت ن: يحيى بْن عَبَّاد الضُّبَعيّ البصْريّ، أبو عَبّاد، [الوفاة: 191 - 200 ه]
نزيل بغداد.
رَوَى عَنْ: هشام الدَّسْتُوائيّ، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وشُعْبَة، والحَمَّادَيْن، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وأبو ثَور، ومحمد بْن حاتم السّمين، والحسن بْن محمد الزَّعْفرانيّ، وهارون بْن سليمان الأصبهاني، وآخرون.
قَالَ ابن مَعِين: لم يكن بذاك، وكان صدوقًا.
وضعّفه زكريّا السّاجيّ، لكن احتجّ بِهِ الشيخان.
مات سنة ثمانٍ وتسعين ومائة.(4/1252)
355 - ق: يحيى بْن كثير، صاحب البصْريّ، يُكَنَّى أبا النَّضْر. [الوفاة: 191 - 200 ه]
مذكور في " تهذيب الكمال " إنّه روى عَنْ عطاء بْن أَبِي رباح، وهذا بعيد، فأحسبه سقط من بينهما.
وَرَوَى عَنْ: أيّوب، وعطاء بْن السّائب، وعاصم الأحول، ومحمد بن عمرو، ويزيد الرقاشي، وسليمان التيمي، والجريري.
وَعَنْهُ: شيبان بن فروخ، وخشيش بن أصرم، ومحمد بن يحيى القطعي، وعباس بن أبي طالب، وولده أبو مالك كثير بن يحيى صاحب البصْريّ.
قَالَ أبو زُرْعة وغيره: ضعيف الحديث.
وقال الدّارَقُطْنيّ: متروك.(4/1252)
356 - يحيى بْن المتوكّل الباهِلِيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
[ص:1253]
عَنْ: ابن جُرَيج، وعن عَبْد العزيز بْن أَبِي رواد.
وَعَنْهُ: سليمان الشّاذْكُونيّ، ومحمد بْن حرب النشائي، ويعقوب بْن كعب الحلبيّ، ومحمد بْن سَعِيد بْن غالب العطّار، والحسن بْن الصّبّاح البزّار، وطائفة.
ما علمت بِهِ بأسًا، وهو أصغر مِن أَبِي عقيل يحيى بْن المتوكّل صاحب بهيّة.(4/1252)
357 - ت ن ق م: يحيى بْن محمد بْن قيس، أبو زُكَير، المدنيُّ ثمّ البصري، [الوفاة: 191 - 200 ه]
مؤدب ولد جعفر بْن سليمان الأمير.
طال عُمره وعَمي.
حَدَّثَ عَنْ: زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَصَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، والعلاء بْن عَبْد الرَّحْمَن، وأبي حازم، وهشام بن عروة، وطائفة.
وَعَنْهُ: علي ابن المَدِينيّ، والفلاس، وبُنْدار، وحفص الرباليّ، وَعَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر رُسْتَة، وآخرون.
قَالَ أبو حاتم: يُكتب حديثه.
لَهُ حديث مُنْكَر في أكل البلح.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ غيره: صدوق.
وروى الكَوْسج عَنْ يحيى: ضعيف.
وقال الفلاس: لَيْسَ بمتروك.
قُلْتُ: تَفَرَّدَ عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا: " كُلُوا الْبَلَحَ بِالتَّمْرِ "، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
وَرَوَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ أَنَسٍ سَمِعَهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَسْتُ مِنْ دَدٍ، وَلا الدَّدُ مِنِّي ".
قُلْتُ: خَرَّجَ لَهُ مُسْلِمٌ مُتَابَعَةً.(4/1253)
358 - ت: يحيى بْن محمد بْن عبَّاد بْن هانئ الشجريُّ المدنيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: ابن إِسْحَاق، وابن أخي الزُّهْرِيّ، وموسى بْن يعقوب الزّمعيّ.
وَعَنْهُ: ابنه إبراهيم، ومحمد بْن عَبْد الله بْن سَعِيد المساحقيّ، ومحمد بْن منذر القابوسيّ.
قَالَ أبو حاتم: ضعيف الحديث.(4/1254)
• - يحيى بْن واضح، أبو تُميلة، [الوفاة: 191 - 200 ه]
سيأتي بكنيته.(4/1254)
359 - يحيى بْن يَزِيدُ بْنُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْن عَبْد المطَّلب الهاشميُّ النَّوفليّ المَدَنيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ.
رَوَى عَنْهُ: أحمد بْن حنبل، والهيثم بْن خارجة، ودُحَيْم، ومحمد بْن إِسْحَاق المسيبيّ، وإبراهيم بْن سَعِيد الجوهريّ، وغيرهم.
قَالَ أبو حاتم: مُنْكَر الحديث.
وقال ابن عَدِيّ: ضعيف.
قلت: أَبُوهُ يروي عَنْ سَعِيد المَقْبُريّ.(4/1254)
360 - يزيد بْن سَمْرة الرُّهاويُّ، أبو هِزّان. [الوفاة: 191 - 200 ه]
يروي عَنْ عطاء الخُراساني، وأبي زُرْعة يحيى السّيبانيّ.
رَوَى عَنْهُ: أبو مُسْهِر، ومحمد بْن عائذ، ويحيى بْن بُكَير.
قَالَ أبو سَعِيد بن يونس: لم يذكروه بجرح.
قلت: ويجمل أن يُصيَّر في رجال الطبقة الماضية.(4/1254)
361 - يعقوب بْن إسحاق، أبو عُمارة، [الوفاة: 191 - 200 ه]
بصْريّ نزل الرَّيّ.
عَنْ: يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَدَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وابن عَوْن.
وَعَنْهُ: عَمْرو بْن رافع، وعيسى بْن إبراهيم البركيّ، ومحمد بْن حُمَيْد، والحسن بْن عَرَفَة.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَا أَرَى بِحَدِيثِهِ بَأْسًا. [ص:1255]
وقال ابن عَدِيّ: روى ما لا يُتابع عَليْهِ.(4/1254)
362 - يعقوب بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
روى القراءة عَنْ نافع بْن أَبِي نُعَيْم.
وَعَنْهُ: حمزة بْن القاسم، ومحمد بن سعدان، وأبو عمر الدوريّ، وغيرهم.(4/1255)
363 - ق: يَمَان بْن عَدِيّ الحَضْرميُّ الحِمْصيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: الزُّبَيْديّ، وبُرْدة بْن سِنان، وسُفْيان الثَّوْريّ.
وَعَنْهُ: إبراهيم بْن موسى الفرّاء، وعمرو بْن عثمان الحمصيّ، وأخوه يحيى بْن عثمان، وموسى بْن أيّوب، وآخرون.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
وضعّفه أحمد والدارَقُطْنيّ.(4/1255)
364 - يوسف بْن أسباط الزّاهد، [الوفاة: 191 - 200 ه]
أحد مشايخ القوم.
لَهُ مواعظ وحِكَم.
رَوَى عَنْ: مُحِلّ بْن خليفة، وسُفْيان الثَّوْريّ، وزائدة، وطائفة سواهم.
رَوَى عَنْهُ: المسيب بن واضح، وعبد الله بن خبيق الأنطاكي، وغيرهما.
وكان مرابطا بالثغور الشامية.
قال المسيب: سألته عَنِ الزُّهْد فقال: أن تزهد في الحلال، فأمّا ما حرّم الله فإنِ ارتكبته عذَّبَك.
وقال تميم بْن سَلَمَةَ: سالت يوسف بْن أسباط: ما غاية التواضع؟ قَالَ: أن تخرج مِن بيتك فلا تلقى أحدًا إلا رَأَيْت لَهُ الفضل عليك.
وقال ابن خُبيق: قَالَ يوسف: خرجت من شيح فأتيتُ المصَّيصةَ وجرابي عَلَى عُنقي، فقام ذا مِن حانوته يسلّم عليّ، وقام ذا يسلّم عليّ، فدخلت المسجد أركع، فأحدقوا بي، فتطلّع رَجُل في وجهي، فقلت في نفسي: كم بقاء قلبي عَلَى هذا؟ فرجعتُ بِعَرَقي إلى شيح، فما رجع إلى قلبي إلى سنتين. [ص:1256]
وقال يوسف بْن أسباط: للصّادق ثلاث خصال؛ الحلاوة، والملاحة، والمهابة.
وعنه قَالَ: خلْق الله القلوبَ مساكن للذَّكْر فصارت مساكن للشَّهَوات، لا يمحو الشهوات مِن القلوب إلا خوف مزعج أو شوق مقلق.
وعنه قَالَ: الزُّهْد في الرئاسة أشدّ مِن الزُّهْد في الدنيا.
وقال ابن خُبَيق: قلت ليوسف: مالك لم تأذن لابن المبارك يُسلّم عليك؟ قَالَ: خشيت أن لا أقوم بحقّه وأنا أحبّه. وقال لي: إنّي أخاف أن يعذّب الله الناس بذنوب العلماء. قَالَ: ونظر يومًا إلى رَجُل في يده كتاب، فقال: تزيّنوا بما شئتم، فلن يزيدكم الله إلا اتّضاعًا.
وقال أحمد بْن يوسف بْن أسباط: قلت لأبي: أكان مَعَ حذيفة المَرْعَشيّ علمٌ؟ قَالَ: كَانَ معه العِلْم الأكبر؛ خشية الله.
وقال يوسف: سَمِعْتُ الثَّوْريّ يَقُولُ: لم يفقه من لم يعُدّ البلاء نعمة والرخاء مصيبة.
وعن يوسف: إذا رَأَيْت الرجل قد أشِر وبطِر فلا تَعِظْه، فليس للعِظة فيه موضع.
وعن يوسف قَالَ: لي أربعون سنة ما حك في صدري شيء إلا تركته.
قَالَ شُعيب بْن حرب: ما أقدّم على يوسف بْن أسباط أحدًا.
وقال سهل أبو الحَسَن: سَمِعْتُ يوسف بن أسباط يقول: يجزئ قليل الورع مِن كثير العمل، وقليل التواضع من كثير الاجتهاد.
أخبرنا إسحاق الأسدي قال: أخبرنا ابن خليل قال: أخبرنا اللبان، عن الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا محمد بن علي بن حبيش قال: حدثنا يوسف بن موسى المرودي قال: حدثنا عبد الله بن خبيق قال: حدثنا يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قال: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ: " إِنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً "، وذكر الحديث. [ص:1257]
قلت: يوسف وثَّقه يحيى بْن مَعِين.
وقَالَ أَبُو حاتم: لا يحتج بِهِ.
وقال الْبُخَارِيّ: كَانَ قد دَفَنَ كُتُبه، فكان لا يجيء حديثُه كما ينبغي.(4/1255)
365 - يوسف بْن السَّفْر بْن الفَيْض، أبو الفيض الدِّمشقيُّ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
كاتب الأوزاعي.
رَوَى عَنْ: الأوزاعيّ، وبكر بْن خُنَيْس، ومالك بْن أنس.
وَعَنْهُ: هشام بْن عمّار، وموسى بْن أيّوب، ومحمد بْن وزير، ومحمد بْن مُصَفَّى، والعبّاس بْن الوليد البيروتيّ، وعدّة.
وَحَدَّثَ عَنْهُ: بقيّة، وهو أكبر منه.
قَالَ النَّسَائيّ: لَيْسَ بثقة.
وقال الدّارَقُطْنيّ: متروك يكذب.
وقال ابن عديّ: روى أحاديث بواطيل.
وقال البَيْهَقيّ: هُوَ في عِداد مِن يضع الحديث.
وقال أبو بِشْر الدُّولابيّ: كذّاب.
وقال يحيى بْن مَعِين: قَالَ أبو مُسْهِر: كَانَ ابن أبي السَّفْر كذّابًا.
قلت: ومن بلاياه، سمعه مِنْهُ أَبُو هَمَّامٍ السَّكُونِيُّ وَغَيْرُهُ: عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا: " مَا جُبِلَ وَلِيٌّ لِلَّهِ إِلا عَلَى السَّخَاءِ وَحُسْنِ الْخُلُقِ ".(4/1257)
366 - يوسف بْن الغَرِق بْن لُمازة، [الوفاة: 191 - 200 ه]
قاضي الأهواز.
عَنْ: سكين بن أبي سراج، وأبي شَيبة إبراهيم بْن عثمان العبْسيّ، وعثمان البتي، والدستوائي. [ص:1258]
وَعَنْهُ: مروان الرَّقَّيّ، ومحمود بْن خِداش، وأحمد بْن أَبِي سُرَيْج.
ذكره ابن عَدِيّ، وما رَأَيْته ضعّفه.
وبلغني عَنْ بعضهم تكذيبه، ولا أحقّق الآن مِن هُوَ،
وأمّا أبو حاتم فقال: لَيْسَ بالقويّ.(4/1257)
367 - يوسف ابْن قاضي القضاة أَبِي يوسف يعقوب بْن إبراهيم الفقيه. [الوفاة: 191 - 200 ه]
وُلّي القضاء بالجانب الغربيّ مِن بغداد في أيّام والده،
وَرَوَى عَنْ: يونس بْن أَبِي إِسْحَاق وغيره.
وَعَنْهُ: أحمد بْن منيع، والحسن بْن شبيب.
مات سنة اثنتين وتسعين ومائة.(4/1258)
368 - م د ت ق: يونس بْن بُكَيْر بْن واصل، الحافظ أبو بَكْر الشَّيْبانيُّ الكوفيُّ الحَمال، [الوفاة: 191 - 200 ه]
صاحب المغازي.
رَوَى عَنْ: الأعمش، وابن إِسْحَاق، وهشام بْن عُرْوة، وكَهْمَس، وعمر بْن ذَرّ الهمَدانيّ، وأقرانهم.
وَعَنْهُ: ولده عبد الله، ويحيى بن معين، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ومحمد بن عثمان بن كرامة، وأحمد بن عبد الجبار، وطائفة.
قال ابن معين: صدوق.
وقال أبو حاتم: محله الصدق.
وسئل أبو زرعة عنه فقال: أما في الحديث فلا أعلم، فما ينكر عليه؟
وقال أبو داود: ليس بحجة عندي، سمع هو وزياد البكّائيّ من ابن إسحاق بالري. [ص:1259]
قلت: ومما ينقم عليه التشيع، ورواية مسلم له ففي الشواهد لا في الأُصُولِ.
وقال يحيى بْن مَعِين: هُوَ ثقة، إلا أنّه مُرجئ.
وقال النَّسَائيّ: لَيْسَ بالقويّ.
وقال أحمد العِجْلي: ضعيف الحديث عند بعضهم.
وقال النَّسَائيّ في مكان آخر: ضعيف.
قلت: وقد استشهد الْبُخَارِيّ بِهِ، وأرّخ مُطَيَّن موته في سنة تسعٍ وتسعين ومائة.(4/1258)
-[الْكُنَى](4/1259)
369 - أبو البَخْتَرِيّ، القاضي وهْب بْن وهْب بْن كثير بْن عَبْد الله الْقُرَشِيّ المدنيُّ الفقيه. [الوفاة: 191 - 200 ه]
رَوَى عَنْ: هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وجعفر بن محمد، وجماعة.
وَعَنْهُ: رجاء بن سهل الصغاني، ونوح بن هيثم، والربيع بن ثعلب، والمعافي بن سليمان، والمسيب بن واضح، وعبد الله بن محمد الأذرمي، وآخرون.
سكن بغداد، وولاه هارون الرشيد القضاء بعسكر المهدي ثم عزله، ثم ولاه قضاء المدينة وإمرتها وحربها وصلاتها، وكان كريما جوادا ممدحا، لكنه ليس بثقة، وقد مدحه شاعر مرة فوصله بخمسمائة دينار.
قال يحيى بن معين: كان عدو الله يَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَالَ عثمان بْن أَبِي شَيبة: أرى أنّه يُبعث يوم القيامة دجّالا. وَهُوَ الذي [ص:1260] رَوَى حَدِيثَ: " لا سَبْقَ إِلا فِي خُفٍّ أَوْ حَافِرٍ "، فَزَادَ فِيهِ: أَوْ جَنَاحٍ، لِيُسَرَّ بِذَلِكَ الْخَلِيفَةُ.
عَنْ: أَبِي سَعِيد العُقَيْليّ قَالَ: لما قِدم الرشيد المدينة أعظم أن يَرْقى منبر النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قباء أسود ومنطقة، فقال أبو البختري: حدثنا جعفر بْن محمد، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: نزل جبريل عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قباء أسود ومنطقة، محتجزا فيها بخنجر، فقال المعاذي التَّيْميّ:
ويْلٌ وعَوْلٌ لأبي البَخْتَرِيّ ... إذا تَوَافَى الناسُ للمحشرِ
مِن قوله الزُّور وإعلانه ... بالكذِب في الناس عَلَى جعفرِ
والله ما جالسَه ساعةً ... للفِقه في بدْوٍ ولا مَحْضَرِ
يزعم أن المصطفى أحمد ... أتاه جبريل التقي البري
عليه خف وقباء أسود ... مُمَنْطَقًا في الْحَقْو بالخنجرِ
عُمَر بْن الحسن الأشناني وليس بثقة: حدثنا جعفر الطَّيالسيّ، عَنْ يحيى بْن مَعِين أنّه وقف عَلَى حلقة أَبِي البَخْتَرِيّ، فإذا هُوَ يحدّث بهذا الحديث، فقال لَهُ: كذْبت يا عدو الله. فأخذني الشُّرَط، فقلت لهم: هذا يزعم أن رسول رب العالمين نزل عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعليه قِباء. فقالوا لي: هذا والله قاضٍ كذاب. وأفرجوا عني.
قال حنبل: سَمِعْتُ أبا عَبْد الله يَقُولُ: ما أشكّ في كذب أَبِي البَخْتَرِيّ، إنّه يضع الحديث.
وقال الكَوْسج: قَالَ أحمد بْن حنبل: أبو البَخْتَرِيّ أكذب الناس.
وقال أبو زُرْعة وغيره: كذّاب.
وقال الْبُخَارِيّ: سكتوا عَنْهُ.
قَالَ ابن عساكر: هو وهْب بْن وهْب بْن كثير بْن عَبْد اللَّه بْن زَمْعةَ بْن الأسود بْن المطَّلب بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ بْن كلاب الأسَديّ. [ص:1261]
وقال ابن سعْد: تحوّل مِن المدينة إلى الشام، ثمّ قِدم بغداد فوُلي القضاء بعسكر المهديّ، ثمّ وُلّي المدينة بعد والد الزُّبَيْر بن بكار، ثم عزل، فقدم بغداد فسكنها حتى مات سنة مائتين.
قَالَ المبرد: روي لنا أن رجلا باذ الهيئة دخل عَلَى قوم يشربون فحطّوا مرتبته في الشراب، فقال:
نبيذان في مجلسٍ واحدٍ ... لإيثار مُثْرٍ عَلَى مُقْتِرِ
ولو كنت تفعل ذا في الطعام ... لزِمت قياسَك في المُسْكرِ
ولو كنتً تفعلُ فعل الكرامِ ... سلكتَ سبيلَ أَبِي البَخْتَرِيّ
تتبَّعَ أصحابَه في البلاد ... فأغْنَى الْمُقِلَّ عَنِ المكثر
قال: فبعث إليه أبو البَخْتَرِيّ بألف دينار.(4/1259)
370 - خ 4: أبو بَكْر بْن عيّاش بْن سالم الأسَديّ الحنَّاط - بالنّون - الكُوفيُّ المقرئ العابد، [الوفاة: 191 - 200 ه]
أحد الأئمّة الكبار، مولى واصل الأحدب.
في اسمه عدّة أقوال أشهرها: شعبة، فإن أبا هشام الرفاعيّ وحسين بْن عَبْد الأوّل سألاه عَنِ اسمه فقال: شُعْبَة. وسأله يحيى بْن آدم وغيره فقال: اسمي كنيتي. وقال النَّسَائيّ: اسمه محمد، وقيل: اسمه مُطَرَّف، وقيل: رُؤبة، وعتيق، وسالم، وغير ذَلِكَ.
وقال هارون بْن حاتم: سَأَلْتُهُ عَنْ مولده فقال: سنة خمسٍ وتسعين.
قلت: هُوَ أنبل أصحاب عاصم،
قرأ القرآن عَلَى عاصم ثلاث مرات، وَسَمِعَ مِنْهُ، وَمِنْ: إسماعيل السُّدّيّ، وأبي إِسْحَاق، وأبي حُصين عثمان بْن عاصم، وَحُصَيْنَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عُمير، وصالح بْن أَبِي صالح مولى عَمْرو بْن حُرَيْث؛ حدّثه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
ونقل أبو عمرو الدّانيّ أنّ أبا بَكْر عرض القرآن أيضًا عَلَى عطاء بْن السّائب، وأسلم المنقريّ. وقرأ عطاء عَلَى أَبِي عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ، ولكنْ ما رأينا مِن يُسٍند قراءة أبي بَكْر في مصنَّفات القراءات إلا عَنْ عاصم لَيْسَ إلا.
قَرَأَ عَليْه: الكِسائيّ، ويحيى العُليميّ، ويعقوب الأعشى.
وَحَدَّثَ عَنْهُ: ابن [ص:1262] المبارك، وأبو داود الطَّيَالِسيّ، وأحمد، وإسحاق، وابن نُمَير، وَأَبُو كُرَيْب، والحسن بْن عَرَفَة، وعليّ بْن محمد الطّنافسيّ، وأبو هشام الرّفاعيّ، وأحمد بْن عَبْد الجبّار العُطَارِديّ، وبَشَر كثير؛ فإنّه عُمّر دهرًا حتّى قارب المائة، وساء حِفظه قليلا ولم يختلط.
قال أحمد بْن حنبل: ثقة، ربما غلط.
وهو صاحب قرآن وخير.
وقال ابن المبارك: ما رَأَيْت احدًا أسرع إلى السُّنَّةِ مِن أَبِي بَكْر بْن عيّاش.
وقال عثمان بْن أَبِي شَيبة: أحضر الرشيد أبا بكر من الكوفة، فجاء ومعه وكيع، فدخل وكيع يقوده لضعف بصره، وأدناه الرشيد، فقال لَهُ: يا أبا بَكْر، أدركت أيام بني أمية وأيامنا، فأينا خير؟ قَالَ: أولئك كانوا أنفع للناس، وأنتم أقْوَم بالصلاة. قَالَ: فصرفه الرشيد، وأجازه بستّة آلاف دينار، وأجاز وكيعًا بثلاثة آلاف دينار. رواها محمد بْن عثمان عنْ أَبِيهِ.
وعن أَبِي بَكْر بْن عيّاش قَالَ: الدخول في هذا الأمر يسير، والخروج منه إلى الله شديد. رواها أيّوب ابن الأصبهاني الحافظ عَنْهُ.
قَالَ أبو هشام الرّفاعيّ: سَمِعْتُ أبا بَكْر يَقُولُ: أَبُو بَكْر الصِّدِّيق خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي القرآن؛ لأن الله تعالى يَقُولُ: (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ) إلى قوله: (أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)، فَمَنْ سَمَّاهُ اللَّهُ صَادِقًا ليس يكذب، هم قالوا: يا خليفة رسول الله؛ يعني: اتّفقوا عَلَى خطابه بذلك.
قَالَ يعقوب بْن شَيبة: كَانَ أبو بَكْر بْن عيّاش معروفًا بالصّلاح البارع، وكان لَهُ فِقْه وعلم بالأخبار، في حديثه اضّطراب.
وقال أبو نُعَيْم: لم يكن في شيوخنا أكثر غلطًا مِن أَبِي بَكْر.
وأمّا أبو داود فقال: ثقة.
وقال يزيد بْن هارون: كَانَ أبو بَكْر خيَّرًا فاضلا، لم يضع جنْبه إلى الأرض أربعين سنة.
وقال يحيى بْن مَعِين: لم يُفرش لَهُ فراش خمسين سنة. [ص:1263]
وقال يحيى الحِمّانيّ: حدَّثني أبو بَكْر بْن عيّاش قَالَ: جئتُ ليلةً إلى زمزم، فاستقيت منها دلْوًا لبنًا وعسلا.
وقد جاء مِن غير وجه عَنْ أَبِي بَكْر أنّه مكث أربعين عامًا يختم القرآن في كلّ يوم وليلة مرّة.
قَالَ أبو العبّاس بْن مسروق: حدثنا يحيى الحماني قَالَ: لما حضرت أبا بَكْر الوفاةُ بكت أخته، فقال لها: ما يُبكيك؟ انظري إلى تلك الزاوية، قد ختمت فيها ثماني عشرة ألف ختمة.
وروى بِشْر بْن الوليد عَنْهُ أنّه استقى دلْوًا فطلع فيه عسل ولبن.
وقال يحيى الحمّانيّ: سمعته يَقُولُ: الخلْق أربعة؛ معذور، ومخبور، ومجبور، ومثبور، فالمعذور: البهائم. والمخبور: ابن آدم. والمجبور: الملائكة. والمثبور: إبليس.
وعن أَبِي بَكْر قَالَ: أدني نفع السكوت السلامة، وكفى بها عافية. وأدنى ضرر المنطق الشهرة، وكفى بها بليّة.
وقال أبو بَكْر: القرآن كلام الله، غير مخلوق.
قال أبو داود: حدثنا حمزة بْن سَعِيد المَرْوَزِيّ قَالَ: سَأَلت أبا بَكْر بْن عيّاش عَنِ القرآن فقال: مِن زعم أنه مخلوق فهو عندنا كافر زِنْديق.
وعن أَبِي بكر قال: إمامنا يهمز (موصدة) فأشتهي أن أسُدّ أذني إذا هَمَزَها.
أحمد بْن يونس: قلت لأبي بَكْر بْن عيّاش: لي جار رافضيّ قد مرض. قَالَ: عُدْهُ مثلما تعود اليهوديّ والنصْرانيَّ، لا تنوي فيه الأجر.
وقال يوسف بْن يعقوب الصَّفّار: سَمِعْتُ أبا بَكْر يَقُولُ: وُلدت سنة سبْعٍ وتسعين، وأخذت رزق عُمَر بْن عَبْد العزيز، ومكثت خمسة أشهر ما شربت ماء؛ ما أشرب إلا النبيذ. قال يوسف: ومات في جُمَادَى الأولى سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة. [ص:1264]
قلت: مناقبه كثيرة، وقد سُقْتُ منها في " طبقات القراء "، وكان قد قطع الإقراء قبل موته بنحو من عشرين سنة، لكنّه كَانَ يروي الحروف. وأثبت من حمل عنه قراءته يحيى بْن آدم، وعليه دارت قراءته، مَعَ أنها سماع للحروف فقط، تلا بها عَلَى يحيى شعيب الصريفيني وغيره، وأعلى ما يقع حديثه اليوم فِي " جزء ابن عَرَفَة "، والله أعلم.
قَالَ يعقوب بْن شَيبة: سَمِعْتُ أبا عَبْد الله المُعيطيّ يَقُولُ: رَأَيْت أبا بَكْر بْن عيّاش بمكة، فأتاه ابن عُيَيْنَة وبرك بين يدي أبي بَكْر، فجعل يَقُولُ: يا سُفْيان، كيف أنت؟ وكيف عائلة أبيك؟ فجاء رَجُل سَأَلَ سُفْيان عَنْ حديث فقال: لا تسألني ما دام هذا الشَّيْخ قاعدًا.(4/1261)
371 - ع: أبو تُمَيْلة، يحيى بْن واضح المَرْوَزِيّ الحافظ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
حَدَّثَ عَنْ: موسى بْن عُبَيْدة، ومحمد بْن إسحاق، وأبي طيبة عَبْد الله بْن مُسْلِم، وحسين بْن واقد، والأوزاعيّ، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أحمد، وإسحاق، وسعيد بْن محمد الْجَرميّ، وزياد بْن أيّوب، ومحمد بْن عَمْرو زُنَيْج، والحسن بْن عَرَفَة، وعدد كثير.
قَالَ أحمد: لَيْسَ بِهِ بأس إن شاء الله، كتبنا عَنْهُ عَلَى باب هُشَيم.
وقال ابن مَعِين: ثقة.
وقال ابن الجوزيّ في " الضُّعفاء " لَهُ: قد أدخله البخاري في كتاب الضعفاء.
قلت: لا، ما هُوَ في الضعفاء، فعندي كتابا الْبُخَارِيّ في الضعفاء، وما هُوَ فيهما. وأيضًا فقد احتجّ بِهِ الْبُخَارِيّ في صحيحه.
وقيل: كان أديبا شاعرا أيضًا، نعمْ، وكذا وهم أبو حاتم حيث حكى أنّ الْبُخَارِيّ تكلّم في أَبِي تُمَيلة.(4/1264)
372 - خ ن ق: أبو سَعِيد، مولى بني هاشم، هُوَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الله. [الوفاة: 191 - 200 ه]
شيخٌ بصْريّ حافظ، جاور بمكة.
سَمِعَ: قُرّة بْن خَالِد، وشُعْبَة، وزائدة، وصخر بْن جُوَيْرية، وأبان بن يزيد.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وعليّ بْن محمد الطّنافسيّ، وأبو قُدامة عُبَيْد الله بْن سَعِيد، ومحمد بْن يحيى العَدَنيّ، وآخرون.
وثّقه أحمد وغيره.
مات في سنة سبْعٍ وتسعين ومائة.(4/1265)
373 - أمّ عُمَر بِنْت أَبِي الغُصْن حسَّان بن زيد الثَّقفيّة. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: أبيها، عَنْ عليّ، وعن زوجها سعيد بْن يحيى بْن قيس الثَّقَفيّ.
وَعَنْهَا: أحمد بْن حنبل، ومحمد بْن الصّبّاح الجرجرائيّ، وأبو إبراهيم التّرجمانيّ، وإبراهيم بْن عبد الله الهَرَويّ، وعليّ بْن مُسْلِم الطّوسيّ.
قَالَ أحمد: عجوز صدق.
وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحْرِزٍ عَنِ ابن مَعِين قَالَ: قد سَمِعْتُ منها، وليست بشيء.
وكناها محمد بن الصّبّاح أمّ عَمْرو، والأول أصحّ.(4/1265)
374 - أبو العُمَيْطر، هُوَ الأمير عليّ بْن عبد الله بن خَالِد ابْن الخليفة يزيد بْن معاوية بْن أَبِي سُفْيَان الأمويُّ السُّفيانيّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
وأُمُّه هِيَ نفيسة بِنْت عُبَيْد الله بْن عَبَّاس ابْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، ولذلك كَانَ يفتخر حيث يقول: أَنَا ابن شَيْخَيْ صِفّين، أَنَا ابن العِير والنَّفير.
وكان يسكن قرية المِزّة، وداره بدمشق غربي الرحبة، خرج بالمزة طالبا للملك، وقد كبُر وشاخ، فبُويع بالخلافة، وغلب عَلَى دمشق في دولة الأمين، وتخلخلها في سنة خمسٍ وتسعين ومائة.
وكان خيّرًا في نفسه دينا، محمود الطريقة، معتزلا للدولة، قد كتب [ص:1266] العلم، فأفسدوا، وما زالوا به حتّى خرج. وكان الَّذِي نهض بأعباء دولته خَطَّاب بْن وَجْه الفَلْس الدّمشقيّ، والقُرَشيّون والعرب اليَمَانية، وكاد أن يتم لَهُ الأَمر. وبقي مُديدة، فانتُدب لحربه محمد بْن صالح بْن بَيْهس الكلابيّ الأمير في المُضَريّة، وحاصروا دمشق في آخر سنة سبْعٍ وتسعين ومائة، ثمّ تسوّروا البلد وهجموه، وتخاذل الناسُ عَنْ نصر أَبِي العُميطر السُّفيانيّ، فبادر ولبس زيّ امرَأَة، وخرج بين الحُرمُ مِن الخضراء وذهب إلى المِزّة.
ثمّ جرت بينه وبين ابن بَيْهس حروب، وقام معه المِزّيّون وغيرهم، ومات في حدود المائتين، وقد جاوز الثمانين.
قَالَ موسى بْن عامر: سَمِعْتُ الوليد بْن مُسْلِم غير مرّة يَقُولُ: لو لم يبق مِن سنة خمسٍ وتسعين ومائة إلا يوم لخرج السُّفيانيّ. قَالَ موسى: فخرج أبو العُميطر فيها. ورواه هشام بْن عمّار عَنِ الوليد، وكان الوليد رأسا في الملاحم ومعرفتها فلعله ظفر بأثر في ذَلِكَ.
وعن أحمد بْن حنبل أنّه قَالَ للهيثم بْن خارجة: كيف كَانَ مُخَرَّج السُّفيانيّ؟ فوصفه بهيئة جميلة واعتزالٍ للشرّ، ثمّ وصفه حين خرج بالظُّلم، وقال: أرادوه عَلَى الخروج مِرارًا ويأبى، فحفرَ لَهُ خَطَّاب سَرَبًا تحت الأرض إلى تحت بيته، ثمّ دخلوا ونادوه في اللَّيْلِ: أخرج، فقد آن لك. فقال: هذا شيطان. ثمّ أتوه ثاني ليلة فوقع في نفسه، وأتوا ثالث ليلة فخرج، فقال الإمام أحمد: أفسدوه.
قَالَ أحمد بْن تبوك بْن خَالِد السُّلَميّ: حدثنا أَبِي قَالَ: خرج أبو العُميطر إلى قرية الحرجلة لما ظهر فأحرقها، وقتل في بني سُلَيْم. ثمّ كَانَ القُرَشيّون في أصحابه واليَمانية يمرّون بالدّار مِن دور دمشق فتقول: ريح قيسي تشم من ههنا، فيضربونها بالنّار.(4/1265)
375 - ق: أبو القاسم بْن أَبِي الزَّناد عَبْد الله بْن ذَكْوان المَدَنيُّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
لم يلحق أَبَاهُ، فربّاه أخوه عَبْد الرَّحْمَن.
يَرْوِي عَنْ: سلمة بن وردان، وأفلح بن حميد، وإسحاق بن خازم.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، ويعقوب بْن محمد الزُّهْرِيّ، وإبراهيم بْن المنذر، وعبد الرَّحْمَن بْن يونس الرَّقَّيّ. [ص:1267]
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وقال سعيد بن يحيى الأموي: سألته عَنْ اسمه، فقال: اسمي كنيتي.(4/1266)
376 - م 4: أبو قَطَن، هو عَمْرو بْن الهيثم القُطَعيُّ [الوفاة: 191 - 200 ه]
شيخ بصْريّ،
لَهُ عَنْ: حمزة الزيّات، ومالك بْن مغول، وأبي حُرّة واصل، وشُعْبَة، وطائفة.
وَعَنْهُ: أحمد، وأبو ثور، وبندار، وأحمد بْن سِنان القطّان، ونصر الوشّاء.
قَالَ أبو حاتم: صدوق، صالح الحديث.
وقال ابن معين: ثقة.
قِيلَ: مات سنة ثمانٍ وتسعين ومائة.(4/1267)
377 - أبو مسعود الزَّجَّاج، هُوَ عَبْد الرَّحْمَن بْن حسن التَّميميُّ المَوْصِليّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
رَوَى عَنْ: مَعْمَر، وأبي سعد البقّال، وسُفْيان الثَّوْريّ.
وَعَنْهُ: يحيى بْن آدم، ويحيى الحمّانيّ، وعبد الله بْن عُمَر بْن أبان، وأبو هاشم محمد بْن أَبِي خِداش، وابن عمّار، وعليّ بْن حرب، وإسحاق بْن راهوية، وغيرهم.
صالح الأمر، وقال أبو حاتم: لا يُحْتَجّ بِهِ.(4/1267)
378 - ع: أبو معاوية، هُوَ محمد بْن خازم الكُوفيُّ الضرير الحافظ، [الوفاة: 191 - 200 ه]
أحد أئمة الأثر.
رَوَى عَنْ: هشام بْن عُرْوة، والأعمش، وليث بْن أَبِي سُلَيْم، وأبي إِسْحَاق الشَّيْبانيّ، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وعاصم الأحول، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وابن مَعِين، وأبو خَيْثَمَة، والحسن بْن عَرَفَة، وأحمد بْن أبي الحواريّ، ويعقوب الدَّوْرقيّ، وسَعْدان بْن نَصْر، والحَسَن بْن محمد الزَّعْفرانيّ، وأحمد بْن عَبْد الجبار العُطَارِديّ، وخلْق كثير. [ص:1268]
مولده سنة ثلاث عشرة ومائة.
قَالَ أبو نعيم: سَمِعْتُ الأعمش يَقُولُ لأبي معاوية: أمّا أنتَ فقد ربطت رأس كيسَك. وكان شُعْبَة إذا حدَّث بحضرة أَبِي معاوية يراجعه في حديث الأعمش ويقول: أليس كذا؟ أليس كذا؟
وقال أبو نُعَيْم: لزِم أبو معاوية الأعمش عشرين سنة. كذا قَالَ أبو نُعَيْم، ولعلّه أراد عشر سنين.
قَالَ أحمد: كَانَ أبو معاوية إذا سئل عَنْ حديث الأعمش يَقُولُ: قد صار في فمي علْقمًا.
قَالَ أحمد: وكان والله حافظًا للقرآن، وكان يضطّرب في غير الأعمش.
قَالَ ابن المَدِينيّ: كتبنا عَنْ أَبِي معاوية عن الأعمش ألفا وخمسمائة حديث.
وقال جرير بْن عَبْد الحميد: كنّا نرفع الحديث عند الأعمش ثم نخرج، فلا يكون أحفظ منّا لَهُ مِن أبي معاوية. وكان الرشيد يُبَجَّل أبا معاوية ويُحضره فيسمع منه.
أَخْبَرَنَا المؤمّل بْن محمد في كتابه قال: أخبرنا الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا الخطيب قال: أخبرنا ابن رزق قال: أخبرنا الصواف قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: كَانَ أبو معاوية إذا سئل عَنْ حديث الأعمش يَقُولُ: قد صار في فمي علقمًا، لكثرة ما يُرددّ عَليْهِ.
قَالَ يحيى بْن مَعِين: كَانَ عند أَبِي معاوية عَنِ الأعمش ألف ومائتان.
وَرَوَى أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ عَنْ أَبِي دَاوُدَ قَالَ: وأبو معاوية إذا جاز [ص:1269] حديث الأعمش كثر خطؤه، يخطئ عَلَى هشام بْن عُرْوة، وعلى إسماعيل وعُبَيْد الله بْن عمر.
وكذا قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن يوسف بْن خِراش.
وروى عَبَّاس عنِ ابن مَعِين قَالَ: روى عَنْ عُبَيْد الله مناكير.
وقال أحمد بْن داود الحدّانيّ: سمعتُ أبا معاوية يَقُولُ: البُصَراء كانوا عليّ عيالا عند الأعمش.
وقال أحمد بْن الحسن السُّكّريّ: أبو معاوية أعرف مِن سُفْيان ومن شعبة بالأعمش.
وقال علي بن خشرم: قَالَ لي وكيع: إنْ تركتَ أبا معاوية ذهب علم الأعمش، عَلَى أنّه مُرجئ. فقلتُ: قد دعاني إلى الإرجاء.
وعن ابن المبارك: أبو معاوية مُرجئ كبير.
وقال يعقوب بْن شَيبة: أبو معاوية مِن الثَّقات، وربّما دلّس، وكان يرى الإرجاء. قَالَ: فيقال: إنّ وكيعًا ما حضر جنازته لذلك.
قَالَ الجماعة: مات سنة خمسٍ وتسعين ومائة. وقيل: سنة أربع.(4/1267)
379 - أبو معاوية الأسود، [الوفاة: 191 - 200 ه]
أحد الزهّاد.
صحِب إبراهيم بْن أدهم والثَّوْريّ، وكان منقطعًا إلى العبادة.
حَكَى عَنْهُ: أحْمَد بْن أَبِي الحواريّ، وقاسم الجوعيّ، ومحمد بن إسحاق العكاشي، وغيرهم.
قَالَ قاسم الجوعيّ: اسمه يَمَان.
وقال يحيى بْن يحيى النَّيْسابوريّ: إنّ كَانَ بقي أحد مِن الأبدال فحُسين الْجُعْفيّ وأبو معاوية الأسود، وكان بطَرَسُوس.
وقال ابن مَعِين: رَأَيْته يلتقط الخرق ويغسلها ويلبسها، وأغلظ لَهُ رَجُل فقال: أستغفر الله من ذنب سلطك به علي.
قلت: ومنه قول الفقراء: مِن جُنيَ عَليْهِ فليستغفر.
وفي " الكرامات " للالكائيّ أن أبا معاوية الأسود ذهبَ بصره، فكان إذا [ص:1270] أراد أن يقرأ في المصحف ردّ الله عَليْهِ بصره.
قَالَ ابن أَبِي الحواري: جاء جماعة إلى أَبِي معاوية الأسود، فقالوا: ادْعُ لنا. فقال: اللهم ارحمني بهم ولا تحرمهم بي.
عَبْد الرَّحْمَن بْن عفّان: سَمِعْتُ أبا معاوية الأسود يَقُولُ: مِن كانت الدنيا همّه طال في القيامة غمه، ومن خاف الوعيد لهى من الدنيا عمّا يريد، إنّ كنتَ تريد لنفسك الجزيل فلا تنم بالليل ولا تُقيل، بادِرْ بادر قبل أن ينزل بك ما تحاذر، أوه مِن يومٍ يتغّير فيه لوني ويتلجلج فيه لساني ويقلّ فيه زادي.(4/1269)
380 - أبو نُواس الشاعر، هُوَ شاعر العصر، أبو عليّ الحَسَن بْن هانئ، وقيل: الحَسَن بْن وهْب الحَكَميّ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
مولده بالأهواز، ونشأ بالبصرة.
وَسَمِعَ مِنْ: حمّاد بْن زيد، وعبد الواحد بْن زياد. وعرض القرآن عَلَى يعقوب الحضرميّ. وأخذ اللُّغة عَنْ أَبِي زيد الأنصاريّ، وأبي عُبَيْدة. ثم سكن بغداد، ومدح الخلفاء، والوزراء.
وكان رأسا في اللغة، وشعره في الذروة، قال شيخه أبو عبيدة: أبو نواس للمحدثين مثل امرئ القيس للمتقدمين.
وعن محمد بن مسعر قَالَ: كنّا عند سُفْيان بْن عُيَيْنَة، فتذاكروا شِعْر أَبِي نُواس، فقال ابن عُيَيْنَة: أنشدوني لَهُ، فأنشدوه:
ما هوًى إلا لهُ سببُ ... يبتدي منه وينشعبُ
فَتَنَتْ قلبي محجبة ... وجهُها بالحُسْنِ مُنْتِقِبُ
تُركت والحُسنُ تأخذه ... تنتقي منه وتنتخِبُ
فاكتستْ منه طرائِفه ... واستزادتْ بعضَ ما تهبُ
فقال ابن عُيَيْنَة: آمنت بالذي خلقها.
ولقب أبو نواس بهذا لذؤابتين كانتا تنوس عَلَى عاتقيه؛ أي تضطّرب، وهو مِن موالي الجرّاح بْن عَبْد الله الحَكَميّ الأمير.
ومن شعره قوله:
خل جنبيك لرامي ... وامضِ عَنْهُ بسلامِ
متْ بداء الصمتِ خيـ ... ـر لك مِن داء الكلام
إنّما العاقل مِن ... ألجَمَ فاهُ بلجام [ص:1271]
شبْتَ يا هذا وما ... تترك أخلاقَ الغلام
والمنايا آكلاتٌ ... شاربات للأنام
ومن شِعْره:
سبحان ذي الملكوت أيَّةُ لَيْلَةٍ ... مَخَضَت صبيحتُها بيوم الموقفِ
لو أنّ عينًا وَهَّمتْها نفسُها ... ما في المعاد محصلا لم تطرف
ومن شِعْره في عليّ بْن موسى الرضا:
قيل لي أنت أشعرُ الناسِ طُرّا ... في رَوِيّ تأتي بِهِ وبَدِيهِ
فلماذا تركتَ مدحَ ابنِ موسَى ... والخلال التي تجمّعن فيه
قلت: لا أهتدي لمدح إمامٍ ... كَانَ جبريل خادمًا لأبيه
وله:
ألا كلّ حيّ هالكُ وابنُ هالكٍ ... وذو نَسَب في الهالكين عريقِ
إذا امتحنَ الدُّنيا لبيب تكشَّفَت ... لَهُ عَنْ عدوٍ في ثياب صديق
ومن شعره:
فتى يشتري حسن الثناء بماله ... ويعلم أنّ الدائرات تدورُ
فما جازه جُودٌ ولا حَلَّ دونه ... ولكن يصيرُ الجودُ حيث يصير
قال الجماز: كان أبو نواس يجلس معه في حلقة يونس، فينتصف منّا في النحو.
وقال أبو عمرو الشيباني: لولا أنّ أبا نواس أفسدَ شِعره بهذه الأقذار - يعني الخمور - لاحتججنا بِهِ في كُتُبنا.
ومن شِعْر أَبِي نواس:
يا قمرًا أبْصَرتُ في مأتمٍ ... يَنْدُب شَجْوًا بين أترابِ
تبكي فتُذْري الدر من عينها ... وتلطم الوردَ بعُنّابِ
فقلت: لا تبكي عَلَى هالكٍ ... وآبكِ قتيلا لكِ بالبابِ
لا زال موتًا دأب أحبابه ... ولم تزل رؤيته دأبي
مات سنة ثمانٍ وتسعين ومائة، وقيل: سنة ستٌّ وتسعين، وقيل: سنة خمس.
ترجمته سبْعٍ ورقات في " تاريخ بغداد "، وأفرد لَهُ أبو العبّاس بْن شاهين جزءًا في أخباره.(4/1270)
381 - ع: المُحَاربيّ، عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن زياد، أبو محمد الكوفيُّ الحافظ. [الوفاة: 191 - 200 ه]
عَنْ: عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَلَيْثِ بْنِ أبي سُلَيْم، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وفُضَيْل بْن غَزْوان، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وأبو كُرَيْب، وهنّاد، والحسن بْن عَرَفَة، والأشجّ، وعليّ بْن حرب، وخلْق.
قَالَ وكيع: ما كَانَ أحفظه للطوال.
وقال ابْن معين: ثقة.
وقال أَبُو حاتم: صدوق.
وقال أبو داود: ابنه عَبْد الرحيم ابن المُحَاربيّ أحفظ منه.
وقال أبو نُعَيْم: كنّا نكون عند الثَّوْريّ، فإذا مرّ حديث مِن أحاديث الزُّهْد قَالَ: أَيْنَ المُحَاربيّ؟ خُذ إليك هذا مِن بَابتِك.
وقال أبو حاتم أيضًا: يروي عن المجهولين أحاديث منكرة، فيفسد حديثه بذلك.
وقال ابن معين: له مناكير عن مجهولين.
وقال العقيلي: حدثنا عَبْد الله بْن أحمد قَالَ: بَلَغَنا أنّ المُحَاربيّ كَانَ يدلّس، ولا نعلم أنّه سَمِعَ مِن مَعْمَر شيئًا، وأنكر أَبِي روايته عَنْ معمر. قال: وقيل لأبي إنّ المُحَاربيّ روى عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ جَرِيرٍ حديث: " تُبنى مدينة بين دجلة ودجيل ". فقال أبي: كَانَ المُحَاربيّ جليسًا لسيف بْن محمد ابن أخت الثَّوْريّ، وكان سيف كذّابًا، وأظنّ المُحَاربيّ سَمِعَ هذا منه.
قلت: ما بين عبد الله وبين المُحَاربيّ منقطع، فما صحّ عَنِ المُحَاربيّ هذا. وقد مات سنة خمسٍ وتسعين ومائة، رحمه الله.
(آخر الطبقة والحمد لله)(4/1272)
تاريخ الإسلام وَوَفيات المشاهير وَالأعلام
لمؤرخ الإسلام شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي
المتوفى 748 هـ - 1374 م
المجلد الخامس
201 - 250 هـ
حَقّقه، وَضَبَطَ نَصَّه، وَعلَّق عَلَيْه
الدكتور بشار عوّاد معروف
دار الغرب الإسلامي(5/1)
-الطَّبَقَةُ الْحَادِيَةُ وَالْعِشْرُونَ
201 - 210 هـ(5/5)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
- (الْحَوَادِثُ)
الحمد لله الذي بيده ملكوت كل شيء، وإليه يرجع كل شيء، وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
هذا مبدأ القرن الثالث من تاريخ الإسلام، والله أسأل حسن العون على الإتمام.(5/7)
-تاريخ سَنَةِ إِحْدَى وَمِائَتَيْنِ
إن المأمون جعل وَلِيَّ العهد من بعده عليَّ بْن موسى الرضا، وخلع أخاه القاسم ابن الرشيد، وأمر بترك السَّواد ولِبْس الخُضْرة في سائر الممالك، وتم ذلك عنده بخراسان. فعظم هذا عَلَى بُنيّ العبّاس، لا سيما أهل بغداد. وثاروا وخرجوا عَلَى المأمون، وطردوا الحَسَن بن سهل من بغداد، وبايعوا إبراهيم ابن المهدي بالخلافة وغيرها.
وكتب المأمون إلى إسماعيل بْن جعفر بْن سليمان العباسي أمير البصرة يأمره بِلْبس الخُضْرة، فامتنع ولم يبايع بالعهد لعليّ الرِّضا. فبعث المأمون عسكرًا لحربه، فسلّم نفسه بلا قتال، فحمل هو وولداه إلى خراسان وبها المأمون، فمات هناك.
وفيها عسكر منصور ابن المهديّ بكَلْوَاذا، ونصّب نفسه نائبًا للمأمون ببغداد، فسمّوه الْمُرْتَضَى، وسلَّموا عَلَيْهِ بالخلافة، فامتنع من ذَلِكَ وقال: إنّما أَنَا نائب للمأمون، فلمّا ضَعُف عَنْ قبول ذلك عدلوا عنه إلى أخيه إبراهيم ابن المهدي فبايعوه. وجرت فتنة كبيرة، واختبط العراق. [ص:8]
وفيها وُلّي المغربَ زيادة اللَّه بْن إبراهيم بن الأغلب التَّميميّ لبني العبّاسيّ بعد موت أخيه عَبْد اللَّه، وبقي في الإمرة اثنتين وعشرين سنة.
وفيها تحرك بابك الخرمي.
وفيها توفي أبو أسامة الكُوفيُّ، وحماد بن مسعدة، وحرمي بن عمارة، وعلي بن عاصم.(5/7)
-[حوادث سنة اثنتين ومائتين]-
في سنة اثنتين ومائتين جرت أمور، توفي ضمرة بن ربيعة، وعبد الحميد الحماني، وعمر بن شبيب المسلي، ويحيى ابن اليزيدي، والفضل بن سهل الوزير.
وفي أولها بايع العباسيون وأهل بغداد بالخلافة إبراهيم ابن المهديّ، وخلعوا المأمون لكونه أخرجهم من الأمر وبايع بولاية العهد لعليّ بْن موسى الرِّضا، وأمرهم والدولة بإلقاء السَّواد ولْبس الخُضْرة، فلمّا كَانَ يوم الجمعة خامس المحرم صعد إبراهيم ابن المهديّ - الملقب بالمبارك - المنبر. فأول من بايعه عُبَيْد اللَّه بْن العباس بْن محمد بْن علي، ثم منصور ابن المهديّ أخوه، ثمّ بنو عمّه، ثمّ القُوّاد.
وكان المطِّلب بْن عَبْد اللَّه بن مالك الخزاعي هو المتولي لأخذ البيعة. وسعى في ذلك، وقام به السندي، وصالح صاحب المصلى، ونصير الوصيف، ثم بايعه أهل الكوفة والسَّواد. وعسكر بالمدائن، واستعمل عَلَى جانبي بغداد العبّاس بْن موسى الهاشْميّ، وإِسْحَاق بْن موسى الهادي. فخرج عَلَيْهِ مهديّ بْن علوان الحروري محكما، فجهز لقتاله أبا إسحاق ابن الرشيد، وهو المعتصم، فهزم مَهْديًّا. وقيل: بل وجه لقتاله المطلب.
وخرج أخو أَبِي السّرايا بالكوفة، فلبس البياض، وتجمع إليه طائفة، فلقيه غسان بن الفَرَج في رجب فقتله، وبعث برأسه إلى إبراهيم ابن المهدي. فولاه [ص:9] إبراهيم الكوفة، وَبَيَّتَ عسكرُ إبراهيم بعض أصحاب الحَسَن بْن سهل، وخامر حُمَيْد بْن عَبْد الحميد إلى الحَسَن بْن سهل، ثمّ إنّه بعثه إلى الكوفة، فولّى عليها العبّاس بْن موسى، وأمره أنّ يلبس الخُضْرة، وأن يدعو لأخيه عليّ الرِّضا بعد المأمون. وقال لَهُ: قاتِلْ عَنْ أخيك عسكر ابن المهديّ، فإن أهل الكوفة شيعتكم، وأنا معك. فلمّا كَانَ الليل خرج حُمَيْد وتركه.
ثمّ تواقع بعضُ عسكر ابن المهديّ وأصحاب ابن سهل، فانكسر عسكر ابن سهل، وجرت أمور وحُرُوبٌ بين أهل الكوفة؛ وأهل العراق عند إبراهيم، ثمّ أمر إبراهيم عيسى بْن محمد بْن أَبِي خَالِد، وهو أكبر قواده، بالمسير إلى ناحية واسط، وبها الحَسَن بْن سهل، وأمر ابن عَائِشَةَ الهاشْميّ، ونُعَيْم بْن خازم أنّ يسيرا، فلحق بهم سَعِيد بْن السّاجور، وأبو البطّ، ومحمد الإفريقيّ، فعسكروا بقُرب واسط، وأمير الكلّ عيسى. وأمّا الحَسَن بْن سهل فكان متحصنًا بواسط فعبى أصحابه، والتقوا في رجب، فاقتتلوا أشدّ قتال، ثمّ انهزم جيش إبراهيم ابن المهدي، فأخذ أصحاب الحسن أثقالهم وأمتعتهم.
وفي السنة ظفر إبراهيم ابن المهديّ بسهل بْن سلامة الأَنْصَارِيّ المطَّوِّعيّ، فحبسه وعاقبه. وكان ببغداد يدعو إلى العمل بالكتاب والسُّنَّة، واجتمع لَهُ عامة بغداد. فكانوا ينكرون بأيديهم عَلَى الدولة ويغيرون، ولهم شوكة، وفيهم كثرة، حتّى هَمّ إبراهيم بقتاله.
فلمّا جاءت الهزيمة أقبل سهل بْن سلامة يَقُولُ لأصحابه: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. فكان كل من أجابه إلى ذلك عمل عَلَى باب داره برجًا بآجر، وجَصّ وينصب عليه السلاح والمصاحف. فلمّا وصل عيسى من الهزيمة أتى هُوَ وإخوته وأصحابه نحو سهل، لأنّه كَانَ يذكرهم بالفسق ويسبهم، فقاتلوه أيامًا. ثمّ خذله أهل الدروب، لأن عيسى وهبهم جملة من الدراهم، فكفوا. فلمّا وصل القتال إلى دار سهل بْن سلامة ألقى سلاحه واختلط بالنظارة، واختفى ودخل بين النساء. فجعلوا العيون عليه، فأخذوه في الليل من بعض الدروب، فأتوا به إسحاق ابن الهادي، وهو ولي عهد عمه إبراهيم، فكلمه وحاجّهُ وقال: حرضت علينا النّاس وعبتنا! فقال: إنّما كانت دعواي عبّاسيّة؛ وإنّما كنت أدعو إلى الكتاب والسُّنَّة. وأنا عَلَى ما كنت عَلَيْهِ، أدعوكم إِلَيْهِ السّاعة. فلم يقبل منه وقال: أخرج إلى النّاس وقل: ما كنت [ص:10] أدعوكم إِلَيْهِ باطل. فخرج إلى النّاس وقال: مَعْشَر النّاس، قد علمتم ما كنت أدعوكم إليه من الكتاب والسنة، وأنا أدعوكم إلى ذلك الساعة. فوجأ الأعوان في رقبته ولطموه، فنادى: يا مَعْشَر الحربية، المغرور مَن غررتموه، ثمّ قُيِّد وبُعِث بِهِ إلى المدائن، إلى إبراهيم بْن المهديّ، فجرى بينه وبين إبراهيم كنحو ما جرى بين ابن الهادي وبينه. فأمر بسجنه. وكانوا قد أخذوا رجلا من أصحابه، يقال لَهُ: محمد الرفاعي، فضربه إبراهيم ونتف لحيته وقيده.
واستعمل إبراهيم على قضائه ببغداد قتيبة بْن زياد الخُراسانيّ الحنفيّ، فهاجت في أيّامه العامة على بشر المريسي، وسألوا إبراهيم ابن المهدي أن يستتيبه، فأمر قتيبة بذلك.
قال محمد بن خلف القاضي: سمعت محمد بن عبد الرحمن الصيرفي يقول: شهدتُ جامع الرّصافة وقد اجتمع النّاس، وقُتَيْبة جالس. فأقيم بشر المريسي على صندوق، وكان مستملي سُفْيَان بْن عُيَيْنَة أبو مُسْلِم، ومستملي يزيد بن هارون يذكران أنّ أمير المؤمنين إبراهيم أمر قاضيه أنّ يستتيب بشرًا من أشياء عدّدها. منها ذِكْر القرآن. فرفع بِشْر صوته يَقُولُ: مَعَاذَ اللَّه لست بتائب، فكثر النّاس عَلَيْهِ حتّى كادوا يقتلونه، فأُدخل إلى باب الخدم.
وأما المأمون، فذكر أنّ عليّ بْن موسى الرِّضا حدَّثَ المأمون بما فيه النّاس من القتال والفتن منذ قتل الأمين، وبما كَانَ الفضل بْن سهل يستره عَنْهُ من الأخبار، وأن أهل بيته والناس قد نقموا عَلَيْهِ أشياء، وانهم يقولون: إنّك مسحور أو مجنون، وقد بايعوا عمك إبراهيم. فقال: لم يبايعوه بالخلافة، وإنما صيروه أميرا يقوم بأمرهم، فبين لَهُ أنّ الفضل قد كتمه وغشه، فقال: ومن يعلم هذا؟ قَالَ: يحيى بْن مُعَاذ، وعبد العزيز بْن عِمران، وعدة من أمرائك، فأدخلهم عليه، فسألهم، فأبوا أن يخبروا إلا بأمان من الفضل أنّ لا يعرض لهم. فضمن المأمون ذلك، فكتب لكل واحد بخطه كتابًا، فأخبروه بما فيه النّاس من البلاء، ومن غضب أهل بيته وقواده عَلَيْهِ في أشياء كثيرة. وبما موه عَلَيْهِ الفضل من أمر هَرْثَمَة. وأن هرثمة إنما جاءه لنصحه ولتدارك الأمر، وأنّ الفضل دسّ إلى هَرْثَمَة من قتله، وأنّ طاهر بْن الحُسين قد أبلى في طاعتك ما أبلى، وفتح الأمصار، وقاد إليك الخلافة مزمومة، حتّى إذا وطَّأ الأمر أخرج من ذَلِكَ كله، وصير في زاويةٍ من الأرض بالرقة، قد منع من الأموال حتى [ص:11] ضعف أمره، وشغب عليه جنده، وأنه لو كان عَلَى بغداد لضبط الملك بخلاف الْحَسَن بْن سهل، وقد تنوسي طاهر بالرَّقَّة لا يستعان بِهِ في شيء من هذه الحروب، ثمّ سألوا المأمون الخروج إلى العراق، فإنّ بني هاشم والقواد لو رأوا غرتك سكنوا وأذعنوا بالطّاعة. فنادى بالمسير إلى العراق.
ولمّا علم الفضل بْن سهل بشأنهم تعنّتهم حتّى ضرب البعض وحبس البعض، فعاود عليّ الرِّضا المأمون في أمرهم، وذكره بضمانه لهم، فذكر المأمون أَنَّهُ يداري ما هُوَ فيه.
ثمّ ارتحل من مَرْو وقدم سرخس، فشد قوم عَلَى الفضل بْن سهل وهو في الحمّام فضربوه بالسيوف حتّى مات في ثاني شَعْبان، وكانوا أربعة من حشم المأمون: غالب الشعوذي الأسود، وقسطنطين الرومي، وفرج الديلمي، ومرافق الصّقلبي، فعاش ستين سنة، وهرب هَؤُلاءِ، فجعل المأمون لمن جاء بهم عشرة آلاف دينار. فجاء بهم العبّاس بْن الهَيْثَم الدِّيَنَوَريّ، فقالوا للمأمون: أنت أمرتنا بقتله، فضرب أعناقهم، وقد قِيلَ: إنهم اعترفوا أنّ عليّ ابن أخت الفضل بْن سهل دسّهم.
ثمّ إنّه طلب عبد العزيز بن عمران، وعلي ابن أخت الفضل، وَخَلَفًا الْمِصْرِيّ، ومؤنسًا، فقررهم، فأنكروا. فلم يقبل ذَلِكَ منهم، وضرب أعناقهم أيضًا، وبعث برؤوسهم إلى واسط، إلى الحَسَن بْن سهل، وأعلمه بما دخل عَلَيْهِ من المصيبة بقتل الفضل، وأنه قد صيره مكانه، فتأخر عن المسير ليحصّل مغل واسط. ورحل المأمون نحو العراق.
وكان عيسى بْن محمد، وأبو البط، وسعيد يواقعون عسكر الحسن كل وقت.
وأما المطلب بْن عَبْد اللَّه فإنه قدِم من المدائن من عند إبراهيم، واعتل بأنه مريض، وأخذ يدعو في السر للمأمون، عَلَى أن يكون منصور ابن المهدي خليفة للمأمون ويخلعون إبراهيم. فأجابه إلى ذلك منصور ابن المهديّ وخزيمة بْن خازم وطائفة، فكتب إلى حُمَيْد بْن عَبْد الحميد، وعليّ بْن هشام أنّ يتقدما إلى نهر صَرْصَر والنهروان. ففهم إبراهيم بن المهدي حركتهم، فطلب بغداد وبعث إلى المطلب ومنصور وحميد وخزيمة ليحضروا. فتعللوا عَلَى الرَّسُول، [ص:12] فبعث إبراهيم إلى عيسى بْن محمد بْن أَبِي خَالِد وإخوته.
فأما منصور وخزيمة فأعطيا بأيديهم. وأما المطلب فقاتل عنه أصحابه وعن منزله حتي كثر عليهم النّاس. وأمر إبراهيم بنهب دياره واختفى هو. فلما بلغ ذَلِكَ حُمَيْدًا وعليّ بْن هشام، بعث حميد قائدا فأخذ المدائن، ثمّ نزلاها. فندم إبراهيم عَلَى ما صنع بالمطلب ولم يقع به.(5/8)
-وفي سنة ثلاثٍ ومائتين
توفي: أزهر السمان، وحسين الْجُعْفيّ، وزيد بْن الحُبَاب، وعليّ بْن موسى الرضا، وأبو داود الحفري، ومحمد بْن بِشْر العبْديّ، ويحيى بْن آدم، والوليد بن مزيد البيروتي.
ولمّا وصل المأمون إلى طوس أقام بها عند قبر أَبِيهِ أيامًا؛ ثمّ إنّ عليّ بْن موسى الرِّضا أكل عنبًا فأكثر منه فمات فجاءة في آخر صَفَرها. فدفن عند قبر الرشيد. واغتمّ المأمون لموته. ثمّ كتب إلى بغداد يعلمهم إنّما نقموا عَلَيْهِ بيعته لعليّ بْن موسى وها قد مات. فجاوبوه بأغلظ جواب.
ولما قدِم المأمون الري أسقط عنها ألفي ألف درهم.
وفيها مرض الحَسَن بْن سهل مرضا شديدا، فأعقبه السوداء، وتغير عقله حتّى رُبِط وحُبِس. وكتب قُوّاده بذلك إلى المأمون، فأتاهم الخبر أنّ يكون عَلَى عسكره دينار بْن عَبْد اللَّه، وها أنا قادم عليكم.
وأما عيسى بْن محمد بْن أَبِي خَالِد فشرع يكاتب حميدا، والحَسَن بْن سهل سرًا. وبقي إبراهيم بْن المهدي كلما ألح عَلَيْهِ في الخروج إلى المدائن لقتال حُمَيْد يعتل عَلَيْهِ بأرزاق الْجُنْد مرة، وحتى يستغلوا مرة. حتّى إذا توثق بما يريد ممّا بينه وبين حميد والحسن فارقهم، وكان قد ناوشهم بعض القتال في الصورة، ثمّ وعدهم أنّ يسلم إليهم إبراهيم بْن المهديّ. فلما وصل إلى بغداد قَالَ للناس: إني قد سالمت حميدًا وضمنت لَهُ أنّ لا أدخل عمله ولا يدخل عملي. ثم خندق عَلَى باب الجسر وباب الشام. فبلغ إبراهيم ما هُوَ فيه فحذر.
وقيل: إنّ الّذي نم إِلَيْهِ هارون أخو عيسى، فطلبه إبراهيم، فاعتل عليه [ص:13] عيسى. ثمّ ألح عَلَيْهِ في المجيء، فأتاه، فحبسه بعد معاتبةٍ بينهما، وبعد أنّ ضربه وحبس معه عدة من قواده في آخر شوّال. فمضى بقية أصحابه ومواليه بعضهم إلى بعض، وحرضوا إخوته عَلَى إبراهيم بْن المهديّ، فتجمعوا، وكان رأسهم عَبَّاس نائب عيسى، فطردوا كل عاملٍ لإبراهيم في الكرخ وغيره. ثمّ شدوا على عامل باب الجسر فطردوه. فدخل إلى إبراهيم وقطع الجسر. ثمّ ظهر الأوباش والشطار.
وكتب عباس نائب عيسى إلى حُمَيْد يحثه عَلَى المجيء ليتسلم بغداد. ولم يصلوا جمعة بل ظهرًا. فقدم حميد وخرج لتلقيه عَبَّاس وقواد أهل بغداد، فوعدهم ومناهم وأن ينجز لهم العطاء عَلَى أنّ يصلوا الجمعة فيدعوا للمأمون، ويخلعوا إبراهيم، فأجابوه. فبلغ إبراهيم بْن المهديّ الخبرٌ، فأخرج عيسى من الحبْس، وسأله أنّ يكفيه أمر حُمَيْد، فأبى عَلَيْهِ.
فلمّا كَانَ يوم الجمعة بعث عَبَّاس إلى محمد بْن أَبِي رجاء الفقيه فصلّى بالناس ودعا للمأمون. ووصل حُمَيْد إلى الياسريّة، فعرض بعض الجند وأعطاهم الخمسين درهما التي وعدهم، فسألوه أنّ ينقصهم عشرة عشرة لأنهم تشاءموا لما أعطاهم عليّ بْن هشام خمسين خمسين، فغدر بهم وقطع العطاء عنهم. فقال حميد: بل أزيدكم عشرة وأعطيكم ستين.
فدعا إبراهيم عيسى، وسأله أيضًا أنّ يقابل حميدًا فأجابه، فخلى سبيله وضمن عَلَيْهِ. فكلَّم عيسى الْجُنْد أنّ يُعطيهم كعطاء حُمَيْد فأَبَوْا عَلَيْهِ. فعبر إليهم هُوَ وإخوته إلى الجانب الآخر الغربيّ، وقال: أزيدكم عَنْ عطاء حميد. فسبّوه، وقالوا: لا نريد إبراهيم. فدخل عيسى وأصحابه المدينة، فأغلقوا الأبواب، وصعدوا السور وقاتلوا ساعة. ثمّ انصرفوا إلى ناحية باب خراسان، فركبوا في السفن. ورد عيسى كأنه يريد يقاتلهم، ثمّ احتال حتّى صار في أيديهم شبه الأسير، فأخذه بعض قواده فأتى بِهِ منزله، ورجع فرقة إلى إبراهيم فأخبروه بأسر عيسى، فاغتمّ، وكان قد ظفر في هذه الليالي بالمُطَّلِب بْن عَبْد اللَّه وحبسه ثلاثة أيّام، ثمّ إنّه خلّى عَنْهُ.
وكان النّاس يذكرون أنّ إبراهيم قد قتل سهل بْن سلامة المطَّوِّعيّ، وإنّما هُوَ في حبسه. فأخرجه إبراهيم، فكان يدعو النّاس في مسجد الرصافة إلى [ص:14] إبراهيم بالنّهار. فإذا كَانَ الليل ردّه إلى حبسه. فأتاه أصحابه ليكونوا معه فقال: الزموا بيوتكم فإني أُداري إبراهيم.
ثمّ إنّ إبراهيم خلّى سبيله في أول ذي الحجة، فذهب واختفى. فلمّا رأى إبراهيم تفرق الجيش عَلَيْهِ أخرج جميع من عنده للقتال فالتقوا عَلَى جسر نهر ديالى فاقتتلوا، فهزمهم حُمَيْد. فقطعوا الجسر وراءهم.
فلما كَانَ يوم الأضحى أمر إبراهيم بْن المهديّ القاضي أنّ يصلّي بالناس في عِيساباذ. فلمّا انصرف النّاس من صلاتهم اختفى الفضل بْن الربيع، ثمّ تحول إلى حُمَيْد، وتبعه عَلَى ذَلِكَ عليّ بْن ريطة، وأخذ الهاشميون والقواد يتسللون إلى حُمَيْد، فاسقط في يد إبراهيم وشُقّ عَلَيْهِ. وبلغه أنّ من بَقِيّ عنده من القواد يعملون عَلَى قبضه. فلمّا جنّه الليل اختفى لثلاث عشرة بقيت من ذي الحجة، وبقي مختفيا مدة سنين.
وأما سهل بْن سلامة فأحضره حُمَيْد بْن عبد الحميد فأكرمه، وحمله عَلَى بغل وردّه إلى داره. فلمّا قدِم المأمون أتاه فأجازه ووصله، وأمره أنّ يجلس في منزله.
وكانت أيّام إبراهيم سنتين إلا بضعة عشر يوما.
ووصل المأمون إلى همذان في آخر السنة.(5/12)
-وفي سنة أربعٍ ومائتين
توفي فيها: إسحاق بن الفرات الفقيه، وأشهب بن عبد العزيز الفقيه، وأبو داود الطيالسي، وأبو بدْر شجاع بْن الْوَلِيد، وعبد الوهاب بْن عطاء، والشافعي، والنضر بن شميل، وهمام ابن الكلبي.
وفيها وصل المأمون إلى النهروان، فتلقاه بنو هاشم والقواد. وقدم عَلَيْهِ من الرَّقَّةِ بإذنه طاهر بْن الحُسين، ودخل بغداد في نصف صَفَر. ولباسهم وأعلامهم خُضْر. فنزل الرّصافة، وبعد ثمانية أيّام كلّمه بنو هاشم العباسيون وقالوا لَهُ: يا أمير المؤمنين، تركت لبْس آبائك وأهل دولتك ولبست الخُضْرة. وكاتَبَه قُوّاد خُراسان في ذَلِكَ. [ص:15]
وقيل: إنّه أمر طاهر بْن الحُسين أنّ يسأله حوائجه فقال: أسأل طَرْحَ الخُضْرة، ولبْس السّواد وزي آبائك، فتوقف.
ثمّ جلس يومًا وعليه الثياب الخضر، فلمّا اجتمع الملأ دعا بسواد فلبسه، ثمّ دعا بخلعه سوداء فألبسها طاهرًا، ثمّ ألبس عِدَّةَ من القواد أقبية وقلانس سودا. فطرح النّاس الخُضْرة ومزقت، وأسرعوا إلى لبس السواد.
وفيها ولّى المأمون يحيى بْن معاذ الجزيرة، فواقع بابك الخرمي، فلم يظفر واحد منهما بصاحبه.
واستعمل المأمون أبا عيسى أخاه عَلَى الكوفة. واستعمل صالحا أخاه أيضا على البصرة.(5/14)
-ومن سنة خمسٍ ومائتين
فيها توفي روح بن عبادة، وأبو عامر العقدي، ومحمد بن عبيد، ويعقوب الحضرمي.
فيها استعمل المأمون عَلَى جُمَيْع خُراسان والمشرق طاهر بْن الحُسين. فسار إلى عمله في ذي القعدة، وأعطاه عشرة آلاف ألف درهم، وكان ولده عَبْد اللَّه بْن طاهر قد قدم على المأمون بعد أبيه من الرقة، فولاه الجزيرة.
وولّى عَلَى آذَرْبَيْجان وأرمينية عيسى بْن محمد بن أبي خالد، وأمره بقتال بابك. واستعمل عَلَى السند بِشْر بْن دَاوُد عَلَى أن يحمل إِلَيْهِ في كل سنة ألف ألف درهم. واستعمل عَلَى محاربة الزُّطّ عيسى بْن يزيد الجلودي.
وحجّ بالنّاس عُبَيْد اللَّه بْن الْحَسَن العلويّ أمير الحرمين.(5/15)
-ومن سنة ستٍّ ومائتين
فيها كان المد الذي غرق منه السَّواد، وذهبت الغلات. وغرقت قطيعة أمّ جعفر وقطيعة العباس.
وفيها نكب بابَكُ عيسى بْن محمد بْن أَبِي خَالِد وبيته.
وفيها - ويقال في الّتي قبلها - دعا المأمون عبد الله بن طاهر فقال: إني أستخير اللَّه منذ شهر، وقد رأيت أنّ الرجل يصف ابنه ليطريه وليرفعه. وقد [ص:16] رأيتك فوق ما وصفك أبوك. وقد مات يحيى بْن مُعَاذ واستخلف ابنه أحمد وليس بشيء. وقد رأيت تَوْلِيَتَك مصر، ومُحاربةَ نَصْر بْن شَبَث. فقال: السَّمعُ والطاعة، وأرجو أنّ يجعل اللَّه الخيرة لأمير المؤمنين. فعقد له لواء مكتوبا عليه فزاد فيه المأمون: " يا منصور ". وركب الفضل بْن الربيع إلى داره تكرمة له.
وفيها استعمل المأمون عَلَى بغداد إِسْحَاق بْن إبراهيم.
وفيها توفي أبو حذيفة البخاري صاحب " المبتدأ "، وحجاج الأعور، وشبابة بن سوار، ومحاضر بن المورع، وقطرب النحوي، ومؤمل بن إسماعيل، ووهب بن جرير، ويزيد بن هارون.(5/15)
-ومن سنة سبع ومائتين
فيها توفي جعفر بن عون، وطاهر بن الحسين الأمير، وأبو قتادة الحراني، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وعمر بن حبيب العدوي، وقراد أبو نوح، وكثير بن هشام، والواقدي، ومحمد بن كناسة، وهاشم بن القاسم، والهيثم بن عدي، والفراء النحوي.
وفيها - وقيل قبلها - خرج عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب ببلاد عَكّ من اليمن يَدْعُوَ إِلَى الرِّضَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - خرج لأنّ عامل اليمن أساء السّيرة. فبايع عَبْد الرَّحْمَن خلقٌ. فوجّه المأمون لحربه دينارَ بْن عَبْد اللَّه، وكتب معه بأمانه. وحجّ دينار، ثمّ سار إلى اليمن حتّى قرُب من عَبْد الرَّحْمَن، فبعث إِلَيْهِ بأمانه فقبله، وجاء مَعَ دينار إلى المأمون. وعند ظهوره منع المأمون الطّالبيّين من الدخول عَلَيْهِ، وأمرهم بلبْس السواد.
وفيها أصابت طاهرَ بْن الحُسين حُمَّى وحرارة فوجد على فراشه ميتا، فذكر أن عميه عليّ بْن مُصْعَب، وحُمَيْد بْن مُصْعَب عاداه بغلس، فقال الخادم: هُوَ نائم. فانتظروا ساعة، فلمّا انبسط الفجر قالا للخادم: أيْقِظْه. قَالَ: لا أجسر. فدخلا فوجداه ميتًا.
وقيل: إنّه قطع الدُّعاء يوم الجمعة للمأمون ولم يزد عَلَى: اللّهم أصْلِح أُمَّةَ محمد بما أصلحْتَ بِهِ أولياءك، واكفها مؤونة مَن بَغَى عليها. وطرح عَنْهُ السَّواد. فعرض له عارض فمات لليلته. فأتى الخبر على المأمون بخلعه أول [ص:17] النّهار من النُّصَحاء، ووافى الخبر بموته ليلا. وقام بعده ابنه طلحة بْن طاهر، فأقرّه المأمون، فبقي عَلَى خراسان سبْعٍ سِنين ثمّ تُوُفّي، فتولّى بعده أخوه عَبْد اللَّه بْن طاهر وهو يحارب بابَكُ، فسار إلى خُراسان، وولي حربَ بابَكُ عليّ بْن هشام.
وقيل: لما جاء نعيُ طاهر بْن الحُسين قَالَ المأمون لليدين وللفم: الحمد لله الّذي قدّمه وأخّرنا. وقد كَانَ في نفس المأمون منه شيء لكونه قتل أخاه الأمين لمّا ظفر بِهِ، ولم يبعث بِهِ إلى المأمون ليرى فيه رأيه. ومات طاهر في جمادى الأولى.
وفيها وُلّي موسى بْن حفص طَبَرِسْتان، والرُّويان، ودنباوند.
وحج بالناس أبو عيسى أخو المأمون.
وفيها ظهر الصناديقي باليمن فاستولى عليها، وقتل النساء والولدان، وادّعى النُّبُوَّة، وتبعه خلق وارتدّوا عَنِ الإسلام. ثمّ أهلكه اللَّه بالطاعون، وهلك أيضا في دولة المأمون.(5/16)
-ومن سنة ثمانٍ ومائتين
فيها توفي الأسود بن عامر، وأشهل بن حاتم، وحماد بن عيسى الجهني، وَسَعِيد بن عامر الضُّبَعيّ، وعبد الله بن بكر السهمي، والقاسم بن الحكم العرني، وقريش بن أنس، ومحمد بن مصعب القرقساني، والست نفيسة، ويحيى بن حسان التنيسي، ويحيى بن أبي بكير الكرماني، ويعقوب بن إبراهيم الزهري، ويونس بن محمد المؤدب.
وفيها صار الحَسَن بْن الحُسين أخو طاهر بْن الحُسين من خراسان إلى كرمان ممتنعًا بها، فسار خلفه أحمد بْن أَبِي خَالِد حتّى أخذه وقدم به على المأمون فعفا عنه.
وفيها ولي المأمون محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن المخزومي قضاء عسكر المهدي.
وفيها استعفى محمد بْن سماعة من القضاء فأعفي، وولي مكانه إسماعيل [ص:18] ابن حمّاد بْن أَبِي حنيفة، ثمّ عزل المخزومي المذكور عن القضاء، ووليه بشر بن الوليد الكندي.
وفيها حجّ بالنّاس صالح بْن هارون الرشيد.(5/17)
-ومن سنة تسعٍ ومائتين
فيها توفي الحسن بن موسى الأشيب، وحفص بن عبد الله النَّيْسَابوريُّ، وأبو علي الحنفي، وعثمان بن سعيد بن كثير الحمصي، وعثمان بن عمر بن فارس، ويعلى بن عبيد الطنافسي.
وفيها كَانَ المأمون يقرّب أهل الكلام، ويأمرهم بالمناظرة بحضرته، وينصر ما دل عليه العقل. ويجالسه بِشْر بْن غياث الْمَرِيسيّ، وثُمامة بْن أشرس، وهؤلاء الجنوس النحوس.
وكان قد طال القتال بين عَبْد اللَّه بْن طاهر، ونصر بْن شَبَث العُقَيْليّ. ثمّ إنّ عَبْد اللَّه استظهر عَلَيْهِ وحصره في حصن لَهُ، وضيّق عَلَيْهِ حتّى طلب الأمان. فقال المأمون لثُمامة بْن أشرس: ألا تدُلُّني عَلَى رجلٍ من اهل الجزيرة لَهُ عقل وبيان يؤدّي عنّي رسالة إلى نَصْر بْن شَبَث. فقال: بلى يا أمير المؤمنين: جعفر بْن محمد من بُنيّ عامر. قَالَ جعفر: فأحضرني ثُمامة، فكلّمني المأمون بكلامٍ كثير لأبلّغه نصرا. قال: فأتيته وهو بسروج فأبلغته فأذعن، وشرط أنّ لا يطأ لَهُ بساطًا. فأتيت المأمون فأخبرته. فقال: لا أجيبه واللَّه حتّى يطأ بساطي. وما باله ينفر منّي؟ قلت: لجُرْمه. قَالَ: أتراه أعظم جُرْمًا عندي من الفضل بْن الربيع، ومن عيسى بْن أَبِي خَالِد؟ أتدري ما صنع بي الفضل؟ أخذ قوادي وأموالي وجنودي فذهب بذلك إلى أخي وتركني وحيدًا، وأفسد عليَّ أخي حتّى جرى ما جرى، وعيسى طرد خليفتي عَنْ بغداد، وذهب بخَراجي وفَيْئي، وأقعد إبراهيم في الخلافة. قلت: الفضل وعيسى لهم سوابق ولسلفهم وهم مواليكم. وهذا رَجُل لم يكن له يد قط فيحتمل عليها ولا لسلفه. إنما كانوا جند بني أمية. قال: إن ذَلِكَ كما تَقُولُ فكيف بالحنْق والغيظ؟ فأتيت نصرا فأخبرته بأنه لا بد أنّ يطأ بساطه. فصاح بالخيل صيحة فجالت وقال: ويلي عَلَيْهِ! هُوَ لم يقو عَلَى أربعمائة ضِفْدعٍ تحت جناحه - يعني الزُّطّ - يقوى عَلَى جلبة العرب!. [ص:19]
ثمّ إنّ عَبْد اللَّه بْن طاهر حصره ونال منه، فطلب الأمان، وخرج إلى عَبْد الله بن طاهر، وكتب له المأمون أمانا. فهدم عبد الله كيسوم وخربها.
وفيها ولى المأمون صدقة عَلَى أرمينية وآذَرْبَيْجان ومحاربة بابَكُ، وأعانه بأحمد بْن الْجُنَيْد الإسكافيّ، فأسره بابَكُ. فولّى إبراهيم بْن ليث آذَرْبَيْجان.
وحجّ بالناس أمير مكّة صالح بْن العبّاس بن محمد بن علي.
وفيها مات طاغية الروم ميخائيل بْن جورجس، وكان ملْكه تسع سنين، وملك بعده ابنه توفيل. لعنهما الله.(5/18)
-ومن سنة عشر ومائتين
فيها توفي أبو عمرو الشيباني صاحب العربية، والحسن بن محمد بن أعين الحراني، وعبد الصمد بن حسان المروزي، ومحمد بن صالح بن بيهس أمير العرب، ومروان بن محمد الطاطري، وأبو عبيدة اللغوي، ويحيى بن إسحاق السيلحيني.
وفي صفر أدخل بغداد نصر بن شبث، فأنزله المأمون بمدينة أَبِي جعفر وعليه الحَرَس.
وفيها ظهر المأمون عَلَى إبراهيم بْن عَائِشَةَ، وهو إبراهيم بْن محمد بْن عَبْد الوهّاب بْن إبراهيم الإِمَام، ومحمد بْن إبراهيم الإفريقيّ، وملك بْن شاهي، وفرج البغواريّ، ومن كَانَ معهم ممّن كَانَ يسعى في البيعة لإبراهيم ابن المهدي ثانيا. فأطلعه عليهم عمران القطربلي، فأرسل إليهم المأمون في صَفَر، وأمر بابن عَائِشَةَ أنّ يُقام ثلاثة أيّام في الشمس عَلَى باب المأمون، ثمّ ضربه بالسِّياط وحبسه في المطبق. وضرب الباقين.
وفي ربيع الآخر أخذ إبراهيم ابن المَهديّ وهو منتقب بين امرأتين. أخذه حارس بالليل، وقال: من أنتنَّ وأين تُرِدْنَ؟ فاعطاه إبراهيم فيما قِيلَ خاتم ياقوت له قيمة ليخليهم. فلما رأى الياقوت استراب وقال: هذا خاتم من لَهُ شأن، فرفعهنّ إلى صاحب الجسر، فبدت لحية إِبْرَاهِيم فعرفه، فذهب بِهِ إلى المأمون. فلمّا كَانَ في الغد، وحضر الأمراء أقعده والمقنعة في رقبته والملحفة [ص:20] عَلَى جسده يوهنه بذلك. ثمّ إنّ الحَسَن بْن سهل كلّمه فيه، فرضي عَنْهُ.
وقيل: إن المأمون استشار الملأ في قتل إبراهيم، فقال بعضهم: اقطَعْ أطرافه، وقال بعضهم: اصلبه. فقال أحمد بْن أَبِي خَالِد: إنّ قتلته وجدت مثلك قتل مثله كثيرا، وإن عفوت عنه لم تجد مثلك عفا عن مثله. فأيما أحب إليك؟ وكان اختفاؤه ثمان سنين، فصيَّره عند أحمد بْن أَبِي خَالِد في سَعَة، وعنده أُمُّه وعياله. وكان يركب إلى المأمون ومعه قائدان يحفظانه.
وأمّا إبراهيم بْن عَائِشَةَ ومن معه في الحبس فإنهم همّوا بنقْب السجن، وسدّوا بابه من عندهم. فركب المأمون بنفسه، فدعا بإبراهيم وبثلاثة، فقتلهم صبرا وصلبوا على الجسر.
وفيها في رمضان سار الخليفة المأمون إلى واسط، ودخل بُبوران بنت الحَسَن بْن سهل. وأقام عنده سبعة عشر يومًا. وخلع الحَسَن عَلَى القُوّاد عَلَى مراتبهم. وتكلّف هذه الأيام بكل ما ينوب جيش المأمون، فكان مبلغ النفقة عليهم خمسين ألف ألف درهم. فوصله المأمون بعشرة آلاف ألف درهم، وأعطاه مدينة فم الصلح.
فذكر أحمد بْن الحَسَن بْن سهل قَالَ: كَانَ أهلنا يتحدّثون أنّ الحَسَن كُتُب رقاعًا فيها أسماء ضِياع لَهُ ونثرها عَلَى القُوّاد والعبّاسيّين، فمن وقعت في يده رقعة باسم ضَيْعة تسلَّمهًا. ونثر صينية مَلأَى جواهر بين يدي المأمون عندما زفت إليه.
وفيها كُتُب المأمون إلى عَبْد اللَّه بْن طاهر بْن الحُسين أنّ يسير إلى مصر. فلما قرب منها، كان بها ابن السري، فخندق عليها وتهيّا للحرب. ثمّ التقوا فانهزم ابن السَّرِيّ، وتساقط عامة جُنْده في خندقه. ودخل هُوَ الفُسْطاط وتحصَّن. ثمّ خرج إلى ابن طاهر بالأمان، وبذل له أموالا.
ثمّ فتح عَبْد اللَّه بْن طاهر الإسكندرية، وكان قد تغلب عليهم طائفة أتوا من الأندلس في المراكب، وعليهم رجل يكنى أبا حفص. وأنهم نزحوا عَنْهَا خوفًا من ابن طاهر، ونزلوا جزيرة أَقْرِيطش فسكنوها، وبها بقايا من أولادهم.
وفيها امتنع أهل قُمّ، فوجّه المأمون إليهم عليّ بْن هشام فحاربهم وظفر بهم، وهدم سورها، واستخرج منهم سبعة ألف ألف درهم.(5/19)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
-مُخْتَصَرُ رِجَالِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ عَلَى الْحُرُوفِ 32(5/21)
-[حَرْفُ الأَلِفِ](5/21)
1 - أحمد بْن عطاء الهُجَيْميُّ الْبَصْرِيُّ العابد، [الوفاة: 201 - 210 ه]
تلميذ عَبْد الواحد بْن زيد.
قَالَ ابن الأَعْرابيّ: برّز في العبادة والاجتهاد، وأخذ المعلوم من القوت. وذكر أن الطريق إلى الله لا تكون إلا من هذه الأبواب: الصوم، والصلاة، والجوع. وكان يميل إلى اكتساب القُوت بيده. ولِزم طريق شيخه في اللُّطْف، فكان قَدَرِيًّا غير مُعْتَزِليّ. وكتب شيئًا من الحديث.
قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر رُسْتَة: مرّ بي عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ يوم جمعة، فرآني جالسًا إلى جنب أحمد بْن عطاء، وكان من اهل البِدَع يتكلّم في القدر، وكان من أزهد من رأيت. فأتيت عَبْد الرَّحْمَن أعتذر، فقال: لا تُجالِسْه، فإنّ أَهْوَن ما ينزلُ بك أنّ تسمع منه شيئًا يجب لله عليك أن تقول له كذبت. ولعلك لا تفعل.
وكان أحمد بْن عطاء قد نصب نفسه للأستاذية، ووقف دارًا في بَلْهُجَيْم للمتعبدين والمُرِيدين والمنقطعين يَقُصّ عليهم في العشيات. وأحسبها أوّلَ دارٍ وُقفت بالبصْرة للعبادة.
وقد صحبه جماعة منهم: أحمد بن غسان، وأبو بَكْر العَطَشيّ، وأبو عَبْد اللَّه الحمّال، وجلس في المشيخة بعده أحمد بن غسان، ووقف دارا لنفسه.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: أحمد بْن عطاء الهُجَيْميّ يروي عَنْ: خالد العبد وعن الضعفاء، وهو متروك. [ص:22]
وقال الساجي: وهو صاحب المضمار، وكان مجتهدًا، يعني في العبادة. وكان مغفلا يحدث بما لم يسمع.
وقال ابن المَدِينيّ: أتيته يومًا فوجدت معه دَرَجًا يحدِّث بِهِ. فقلت لَهُ: أَسَمِعْتَ هذا؟. قَالَ: لا، ولكن اشتريته وفيه أحاديث حِسان أحدِّث بها هَؤُلاءِ. قلت: أما تخاف اللَّه؟! تقرِّب العباد إلى اللَّه بالكذب عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.(5/21)
2 - ن: أحمد بْن أَبِي طَيْبَة عيسى بْن سُليمان الدارميُّ الجُرْجانيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ أَبِي طيبة، وحمزة الزّيّات، ومالك بن مغول، وعمر بن ذر الهمداني، وورقاء، وإبراهيم بن طهمان، ومالك بن أنس، وجماعة.
وَعَنْهُ: الحُسين بْن عيسى البِسْطاميّ، ومحمد بْن يزيد النَّيْسَابوريُّ، وعمار بن رجاء الإستراباذي وآخرون.
وكان عالمًا زاهدًا نبيلا.
ولاه المأمون قضاء جُرجْان، ووثَّقهُ ابن حِبّان.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: توفي سنة ثلاث ومائتين.
قلت: بقومس عَلَى قضائها.(5/22)
3 - إبراهيم بْن إِسْحَاق بْن إبراهيم، أبو إِسْحَاق القاريّ، [الوفاة: 201 - 210 ه]
حليف بني زُهرة، قاضي مصر.
كَانَ رجلا صالحًا، تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة سنة خمس ومائتين.(5/22)
4 - إبراهيم بْن أيَّوب العَنْبريُّ الفُرْسانيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: الثَّوريّ، ومبارك بْن فضالة، وغيرهما.
وَعَنْهُ: هذيل بْن معاوية، والنضر بْن معاوية، وأهل أصبهان.
وكان صاحب عبادة وليل، قِيلَ: لم يعرف له فراش أربعين سنة - رحمه الله -.(5/22)
5 - إبراهيم بْن بَكْر، أبو الأصبغ البَجَليُّ الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
أخو بشر بن بكر. [ص:23]
حَدَّثَ بمصر عَنْ: ثور بْن يزيد، وزرعة بْن إبراهيم.
وَعَنْهُ: أبو بكر ابن البرقي، وجامع بن سوادة.
تُوُفّي قريبًا من سنة عشر ومائتين.(5/22)
6 - إبراهيم بْن بَكْر الشَّيْبانيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: شُعْبَة.
وَعَنْهُ: محمد بْن الحُسين البرجلاني، ويحيى بْن أَبِي طَالِب، وغيرهما.
وهو مُتَّهَمٌ، ساقط الحديث.
. قَالَ أحمد بْن حنبل: أحاديثه موضوعه.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: متروك.(5/23)
7 - ن: إبراهيم بْن حبيب بْن الشهيد، أبو إِسْحَاق البَصْريُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: أبيه.
وَعَنْهُ: ابنه إسحاق، ومحمود بْن غَيْلان، ومحمد بْن عثمان بْن أَبِي صَفْوان.
وثّقه النَّسائيّ.
وتُوُفّي سنة ثلاثٍ ومائتين.(5/23)
8 - إبراهيم بْن الحَكَم بْن أبان العَدَنيُّ، أبو إِسْحَاق. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: أحمد بْن الأزهر، وإسحاق بن راهويه، وسلمة بن شبيب، والذهلي، النيسابوريون، وجماعة.
قَالَ الأثرم: سَمِعْتُ أبا عَبْد اللَّه يَقُولُ: في سبيل اللَّه دراهم أنفقناها في الذَّهاب إلى عدن إلى إبراهيم بْن الحَكَم.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْس بِشَيْءٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يتابع عليه. [ص:24]
قلت: وله رواية في تفسير ابن ماجه، وفي الأجزاء.(5/23)
9 - د ن: إبراهيم بْن خَالِد بْن عُبَيْد الصَّنْعانيُّ المؤذِّن. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: مَعْمَر، ورباح بْن زيد، وسفيان الثَّوريّ، وأبي وائل القاصّ عَبْد اللَّه بْن بحير، وأمية بن شبل، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بْن صالح الْمِصْرِيُّ، وأحمد بْن حنبل، وبكر بْن خَلَف، وَسَلَمَةُ بْن شبيب، والرمادي، وجماعة.
وثّقه ابن مَعِين، وأحمد.
وقال ابن حِبّان: كان مؤذن مسجد صنعاء سبعين سنة.
وقال أحمد بن صالح: سمع من معمر حديثا واحدا.(5/24)
10 - إبراهيم بن رُسْتُم، أبو بكر المَرْوَزِيُّ الفقيه. [الوفاة: 201 - 210 ه]
أحد الأَئِمَّةِ.
سَمِعَ: ابن أَبِي ذئب، وشُعْبة.
وَعَنْهُ: أحمد بن حنبل، ويوسف القطان، وغيرهما.
وثّقه ابن مَعِين. وكان نبيلا جليلا، قرّبه المأمون وعرض عَلَيْهِ القضاء فامتنع. وكان قد تفقّه عَلَى محمد بْن الحَسَن.
تُوُفّي سنة عشر، ولم يرووا له في الكتب.(5/24)
11 - إبراهيم بْن سليمان، أبو إِسْحَاق البَلْخيُّ الزَّيَّات. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: شعبة، وسفيان، وعبد الحكم صاحب أنس.
وَعَنْهُ: محمد بن أسلم الطوسي، ومحمد بن أشرس، وغيرهما.(5/24)
12 - إبراهيم بْن عَبْد الحميد، أبو إِسْحَاق الْجُرَشيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ شُعْبَة، وسعيد بْن بشير، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وعبد الوهّاب بن مجاهد، وجماعة.
وَعَنْهُ: إبراهيم بْن أيّوب الحورانيّ، وموسى بْن عامر المُرِّيّ، ومحمد بْن الحُسين بْن أَبِي الدرداء، وآخرون.
قَالَ أبو زُرْعة الرّازيّ: ما بِهِ بأس.(5/24)
13 - ق: إبراهيم بْن عليّ بْن حَسَن بْن عليّ بْن أَبِي رافع الرَّافعيُّ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 201 - 210 ه]
مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
قدِم بغداد وبها مات،
وَرَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وعمّه أيّوب، وكثير بْن عَبْد الله بن عوف، وغيرهم.
وَعَنْهُ: إبراهيم ابن المنذر، وأحمد الدَّوْرقيّ، ومحمد بْن إِسْحَاق المسيَّبيّ، وجماعة.
ضعفه الدَّارَقُطْنيّ، وغيره.(5/25)
14 - إبراهيم بْن قُرَّة الأَسَديُّ الأصمُّ، [الوفاة: 201 - 210 ه]
من أهل قاشان.
رَوَى عَنْ: الثَّوريّ، وصحبه.
وله صنَّف الثَّوريّ كتاب " الجامع " وقرأه في أُذُنه.
سكن الرّيّ،
وَسَمِعَ مِنْهُ: عَمْرو بْن بزيع، ومحمد بْن حُمَيْد، وإبراهيم بْن أيّوب.(5/25)
15 - إبراهيم بْن موسى، أبو يحيى المَوْصِليُّ الزَّيَّات. [الوفاة: 201 - 210 ه]
رحل وَسَمِعَ مِنْ: إسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وهشام بن عُرْوة، وعوف الأَعْرابيّ، والْجُرِيريّ، والأعمش.
وَعَنْهُ: محمد بْن جامع، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عمّار، ومحمد بن أحمد بن أبي المثنى.
توفي سنة خمس.(5/25)
• - إبراهيم بن هُدبة. [الوفاة: 201 - 210 ه]
تقدم.(5/25)
16 - الأحنف بْن حكيم، أبو بَحْر. [الوفاة: 201 - 210 ه]
حدَّثَ بأصبهان عن جرير بن حازم، وحماد بن سلمة، وأبي ثعلبة العابد.
قال يونس بن حبيب: حدثنا عن حماد بن سلمة، قال: سمع إياس بْن معاوية يَقُولُ: أذكر الليلة التي ولدتُ فيها، وضعت أمّي عَلَى رأسي جفنة.
قلت: الأحنف مجهول، وبهذه الحكاية تبيَّن كَذِبُه.(5/25)
17 - إدريس بْن محمد الرَّازيُّ، أبو أحمد. [الوفاة: 201 - 210 ه][ص:26]
عَنْ: الثوري، وعبد العزيز بن أبي رواد، وعثمان بن زائدة، ووهيب.
وَعَنْهُ: محمد بْن عَمْرو زُنَيْج، وَسَلَمَةُ بْن شبيب.
وثقه أبو حاتم.(5/25)
18 - سوى ق: أزهر بْن سَعْد السَّمَّان، أبو بَكْر الباهليُّ، مولاهم الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ ابن عَون، وسليمان التَّيْميّ، ويونس بْن عُبَيْد.
وَعَنْهُ: إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وعلي ابن المَدِينيّ، وبُنْدار، ومحمد بْن يحيى، ومحمد بْن المُثَنَّى، وعباس الدُّوريّ، وأحمد بْن الفُرات، والكُدَيْميّ، وطائفة. ومن الكبار عَبْد اللَّه بْن المبارك.
وكان ثقة نبيلا، أوصى إِلَيْهِ ابن عَون، وعُمَّر وعاش أربعًا وتسعين سنة.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ ومائتين.
وقيل: إنّه كَانَ صاحبًا لأبي جعفر المنصور قبل أن يستخلف، فلما ولي جاء يهنئه فقال: أعطوه ألف دينار وقولوا لَهُ: لا تَعُدْ. فاخذها ثمّ عاد من قابل فحُجِب، ثمّ دخل عَلَيْهِ في مجلسٍ عام، فقال: ما جاء بك؟ قَالَ: سَمِعْتُ أنّك مريض فجئت أعودك. فقال: أعطوه ألف دينار. قد قضيت حقَّ العيادة، فلا تَعُد فإنّي قليل الأمراض. قَالَ: فعاد من قابلٍ ودخل في مجلس عام. فقال: ما جاء بك؟ قال: دعاء سمعته منك جئت لأتعلمه منك. قال: يا هذا، إنّه غير مستجاب، أني في كلّ سنة أدعو بِهِ أنّ لا تأتينيّ وأنت تأتيني!.(5/26)
19 - د ن ق: أزهر بْن القاسم، أبو بَكْر الرَّاسبِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
نزيلُ مكة.
عَنْ: هشام الدستوائي، وزكريا بن إسحاق المكي وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد، وإِسْحَاق، ومحمد بْن رافع، ومحمود بْن غَيْلان، وآخرون.
وثّقه النَّسائيّ.(5/26)
20 - إِسْحَاق بْن إبراهيم، أبو عليّ السَّمَرْقَنْديُّ، [الوفاة: 201 - 210 ه]
قاضي سمرقند وبلخ.
رَوَى عَنْ: ابن جُرَيْج، والحسين بْن واقد.
وَعَنْهُ: عَبْدة، وأحمد بْن منصور زاج.
ذكره ابن أبي حاتم هكذا.(5/27)
21 - إسحاق بن إدريس الأُسواريُّ البَصْريُّ. [أبو يعقوب] [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: هشام، وسويد أَبِي حاتم، وأبي معاوية، وطائفة.
وَعَنْهُ: محمد بن المثنى العنزي، وعمر بن شبة.
تركه علي ابن المَدِينيّ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَاهِي الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِين: لَيْسَ بشيء، يضع الأحاديث.
وقال البخاري: تركه الناس.
يكنى أبا يعقوب.(5/27)
22 - إِسْحَاق بْن بِشْر بْن محمد بْن عَبْد اللَّه بْن سالم، أبو حذيفة الْبُخَارِيُّ، [الوفاة: 201 - 210 ه]
مولى بني هاشم. صاحب كتاب " المبتدأ ".
حَدَّثَ عَنْ: الأعمش، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وحَجّاج بْن أرطأة، وعبد الله بن طاووس، ومحمد بْن إِسْحَاق، وابن جُرَيْج، وجويبر، ومقاتل بن سليمان، وخلق سواهم.
وَعَنْهُ: أيّوب بْن الحَسَن، وَسَلَمَةُ بْن شبيب، وأحمد بن حفص، ومحمد بن يزيد النيسابوريون، ومحمد بْن قُدَامة الْبُخَارِيّ، وعليّ بْن حرب الجنديسابوري، وإسماعيل بن عيسى العطار، وطائفة.
قال مكي بن عبدان: حدثنا محمد بن عمر الدارابجردي، قال: حدثنا أَبُو حُذَيْفَةَ الْبُخَارِيُّ، ثِقَةٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عن ابن أبي ملكية، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ فَلْيَسْتَلِمِ الأَرْكَانَ كلها ". [ص:28]
تفرد الدارابجردي بتوثيق أَبِي حذيفة، وما هُوَ ممّن يُعبأ بتوثيقه. والحديث كما ترى ساقط.
وقال مُسْلِم: أبو حذيفة تركوا حديثه.
وقال عليّ ابْن المديني: كذاب، كان يحدث عن ابن طاووس، فجاؤوا إلى ابن عيينة فأخبروه بسنه، فإذا ابن طاووس قد مات قبل أنّ يُولَد.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: متروك الحديث.
وقال أحمد بْن سيّار المَرْوَزِيّ: كَانَ يروي عمّن لم يدرك، فإذا سُئل عَنْ آخرين دونهم يَقُولُ: من أَيْنَ أُدرك أنا هؤلاء. وكانت فيه غفلة مَعَ أَنَّهُ كَانَ يُزَنُّ بحِفْظٍ.
وقال غُنْجار: تُوُفّي في رجب سنة ستٍّ ومائتين ببُخَارَيّ.
قلت: لَهُ عجائب أوردها ابن حِبّان، وابن عديّ، وغير واحد. نسأل اللَّه السّتْر.(5/27)
23 - إِسْحَاق بْن عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاس، الأمير أبو الحَسَن الهاشْميُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
وُلّي إمرة دمشق للرشيد، ووُلّي البصرة، وغيرها،
وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ، وعن المنصور.
وَعَنْهُ: إبراهيم بْن المهديّ، وغيره.
وبقي إلى بعد المائتين. قَالَ خليفة: تُوُفّي سنة ثلاثٍ ومائتين.
وحكى المدائنيّ قَالَ: تناظر قوم في مجلس إِسْحَاق بْن عيسى الهاشْميّ، فألزم قومٌ دم عُثْمَان عليا وعابوه بذلك، فردَّ قوم عليهم وعابوا عثمان، فتكلّم إِسْحَاق وقال: أعيذ عليًّا باللَّه أنّ يكون قتل عثمان، وأُعيذ عثمان باللَّه أنّ يكون قتله علي. قال: فاستحسنوا كلامه.(5/28)
24 - مد: إِسْحَاق بْن عيسى القُشَيريُّ، [الوفاة: 201 - 210 ه]
ابن بنت دَاوُد بن أبي هند.
رأى جَدّه،
وَرَوَى عَنْ: الأعمش، وعبّاد بْن راشد، وجماعة.
وَعَنْهُ: الحسن [ص:29] ابن الصّبّاح البزّار، وأبو كُرَيْب، وإِسْحَاق بْن بُهْلُولٍ، ورزق اللَّه بْن موسى، وعَبْد اللَّه بْن أبي زياد القطواني، وآخرون.(5/28)
25 - ن: إسحاق بن الفُرات المِصْريُّ الفقيه، قاضي مصر، مولى التُّجَيْبِيّين: كُنْيته أبو نُعَيْم. [الوفاة: 201 - 210 ه]
كَانَ من جِلَّةِ أصحاب مالك.
حَدَّثَ عَنْ: مالك، ويحيى بْن أيّوب، والَّليْث، وحُمَيْد بْن هانئ وهو أكبر شيخ لَهُ.
ذكره ابن يونس هنا، وفي ترجمة حميد. ولكن قَالَ ابن وزير: سَمِعْتُ ابن الفُرات يَقُولُ: وُلدت سنة خمسٍ وثلاثين ومائة.
قلت: وذكر ابن يونس وفاة حُمَيْد بْن هانئ سنة اثنتين وأربعين ومائة، ويبعد أن يكون ابن الفُرات سمع وله سبْعٍ سنين.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، وأبو الطاهر ابن السَّرْح، وبحر بْن نَصْر، وأحمد ابن أخي ابن وهب، وجماعة.
وروي عَنِ الشّافعيّ، قَالَ: ما رأيت بمصر أحدًا أعلم باختلاف العلماء من إِسْحَاق بْن الفُرات.
وقال ابن يونس: تُوُفّي سنة أربعٍ ومائتين في ثاني ذي الحجّة، وله سبعون سنة.
وقال بحر بْن نَصْر: سَمِعْتُ ابن عُلَيَّة يَقُولُ: ما رأيت ببلدكم أحدًا يُحسن العلم إلا إِسْحَاق بْن الفُرات.
وقال ابن عَبْد الحَكَم: ما رأيت فقيهًا أفضل منه.
وقال أحمد بن سعيد الهمداني: قرا علينا إِسْحَاق بْن الفُرات " مُوَطّأ مالك " من حفظه فما أسقط حرفًا فيما أعلم.
وقال إِسْحَاق: مولدي سنة خمس وثلاثين ومائة.
وهو إسحاق بْن الفُرات بْن الْجَعْد بْن سليم مولى معاوية بْن حُدَيْج. ولي قضاءَ مصر نيابة عَنْ محمد بن مسروق. [ص:30]
سُئل أبو حاتم عَنْهُ فقال: شيخ لَيْسَ بمشهور، يعني: ليس بمشهور بالحديث.(5/29)
26 - د: إِسْحَاق بْن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن المُسَيَّب، أبو محمد المُسَيَّبيّ المَدَنيُّ المقرئ، [الوفاة: 201 - 210 ه]
صاحب نافع بْن أَبِي نُعَيْم.
قرأ عَلَيْهِ ولده محمد بْن إِسْحَاق، وخلف بْن هشام، ومحمد بن سعدان، وأبو حمدون الطيب.
وكان إمامًا في القراءة مقبولا.
تُوُفّي سنة ستٍّ ومائتين.
وَقَدْ رَوَى عَنْ: ابن أَبِي ذئب، ونافع بْن عُمَر.
روى لَهُ: أبو دَاوُد.(5/30)
27 - إِسْحَاق بْن مِرار، أبو عَمْرو الشَّيْبانيُّ الكُوفيُّ، [الوفاة: 201 - 210 ه]
صاحبُ اللغة.
حَدَّثَ عَنْ: ركن الشاميّ، وغيره. وأخذ العربية عَنْ جماعة، ونزل بغداد، وطال عمره. وكان موثقًا فيما ينقله. أخذ عَنْهُ ابنه عَمْرو، وأحمد بْن حنبل، وأبو عُبَيْد، ومحمد بْن حبيب.
وكان ثعلب يفضله على أبي عبيدة، وكان صاحب دين ونزاهة وصدق.
قال ابنه: لما سمع أَبِي أشعار العرب، كانت نيفًا وثمانين قبيلة، فكان كلمّا عمل منها قبيلةً وأخرجها إلى النّاس كَتَب مُصْحفًا وجعله في مسجد الكوفة، حتّى كَتَب بخطّه نيِّفًا وثمانين مُصْحفًا.
وقال عبد الله بن أحمد: كان أبي يلزم مجالس أَبِي عَمْرو الشَّيْبانيّ ويكتب أماليه.
وقال ثعلب: دخل أبو عَمْرو البادية وأكثر عَنِ العرب. إلا أَنَّهُ كَانَ مستهترًا بشرب النبيذ.
وقال الجاحظ: إنّما قِيلَ لَهُ: الشَّيْبانيّ؛ لانقطاعه إلى أُناسٍ من بني شَيْبان.
وقال غيره: صنف أبو عَمْرو كتاب " الحروف في اللغة " وسمّاه " كتاب الجيم ". ولم يذكر لِمَ سمّاه بذلك. ولا علم أحد من العلماء ذَلِكَ. وقد سئل [ص:31] ابن القطاع عَنْ تسميته بذلك فأبى أن يخبر بذلك إلا بمائة دينار. وله عدة تصانيف في اللغة.
تُوُفّي سنة عشر ومائتين، وله نيف وتسعون سنة. وقيل: بل جاوز المائة.(5/30)
28 - ع: إِسْحَاق بْن منصور، أبو عَبْد الرَّحْمَن السَّلُوليُّ، مولاهم الكُوفيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن واقد الهروي، وإسرائيل، وهريم بن سفيان. وجماعة كثيرة.
وَعَنْهُ: أبو كُرَيْب محمد بْن العلاء، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر، وعبّاس الدُّوريّ، وعمرو الناقد، وأبو عمرو أحمد بن أبي غرزة، وطائفة.
وكان أحد الثقات الأعلام.
توفي سنة خمس ومائتين على الأصح. قاله جماعة. وقال البخاري: مات سنة أربع ومائتين.
وَقَالَ ابْنُ مَعيِنٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَدْ رَوَى عَنْهُ من أقرانه أبو نُعَيْم الفضل بن دكين، وغيره.(5/31)
29 - إِسْحَاق بْن منصور بْن حَيَّان الأَسَديُّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: عُقْبة بْن إِسْحَاق السَّلُولِيِّ، وعاصم بْن محمد العُمَريّ.
وَعَنْهُ: عثمان بْن أَبِي شَيْبة، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمير، وسُفْيَان بن وكيع. وآخرون.
ذكره ابن أَبِي حاتم، وغيره.
قَالَ ابن سعْد: كَانَ خيِّرًا فاضلا.(5/31)
30 - إسماعيل بْن أبَان، أبو إسحاق الغَنَويُّ الكُوفيُّ الحَنَّاط. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: هشام بْن عُرْوة، وإٍسماعيل بْن أَبِي خَالِد، ومحمد بْن عجلان، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بْن الوليد الفحّام، وأحمد بْن أَبِي غَرَزَة، وأحمد بن عبيد بن ناصح وآخرون.
قَالَ ابن مَعِين: كذاب. [ص:32]
وقال البخاري، وجماعة: متروك الحديث.
وقال ابن عدي: عامة رواياته عن هشام بن عروة وغيره مما لا يتابع عليه إما إسنادا وإما متنا.
قلت: تُوُفّي سنة عشر ومائتين.
وأما:(5/31)
• - إسماعيل بْن أبان الوَرَّاق، [الوفاة: 201 - 210 ه]
فثقة، لقيه البخاري.(5/32)
31 - إسماعيل بن حَكِيم. [الوفاة: 201 - 210 ه]
شيخٌ بصريٌ فيه جهالة.
رَوَى عَنْ: يونس بْن عُبَيْد.
وَعَنْهُ: محمد بْن يونس الكديمي.(5/32)
32 - ت: إسماعيل بن سعيد بن عبيد الله بن جُبَيْر الثَّقْفيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: بِشْر بْن آدم الأصغر، وبُنْدار، وسعيد بْن مسعود المروزي، والكديمي، وجماعة.
قال أبو حاتم: أدركته ولم أكتب عنه.
قلت: له حديث في الجنائز صححه الترمذي.(5/32)
• - إسماعيل بن سنان: هو أبو عبيدة العُصْفُريُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
يأتي بكنيته.(5/32)
33 - إسماعيل بْن مرزوق، أبو يزيد المُرَاديُّ الْمِصْرِيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
رَوَى عَنْ: يحيى بن أيّوب، ونافع بن يزيد، وجماعة.
توفي في رجب.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، وغيره.(5/32)
34 - إسماعيل ابْن الوزير أبي عُبَيْد الله مُعَاوِيَة بْن عُبَيْد اللَّه الأشعريُّ، أبو الحَسَن [الوفاة: 201 - 210 ه]
نزيلُ الرَّيّ.
رَوَى عَنْ: شريك، وابن أَبِي الزناد، وهُشَيْم.
وَعَنْهُ: عليّ بْن ميسرة. وأدركه أبو حاتم. [ص:33]
قَالَ ابن مَعِين: قد سُمِع، ولكنه كَانَ يشرب الخمر. لَيْسَ بشيء.(5/32)
35 - إسماعيل بْن نَصْر. [الوفاة: 201 - 210 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْر الهُذليّ، وغيره.
وَعَنْهُ: زياد بْن أَبِي مُسْلِم، وغيره.
قَالَ أبو حاتم: قد رأيته، ولا أرى بحديثه بأسا.(5/33)
36 - د: إسماعيل بْن عَبْد الكريم بْن مَعْقِل بْن مُنَبِّه اليَمَانيُّ الصَّنْعانيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ عمه عَبْد الصَّمد بن معقل، وعن ابن عمه إبراهيم بْن عَقِيل.
وَعَنْهُ: أحمد، وإِسْحَاق، وعبد بْن حُمَيْد، وأحمد بْن الأزهر، والحارث بن أبي أسامة. وطائفة.
قال النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ عشر.(5/33)
37 - م د ن: إسماعيل بْن عُمَر أبو المنذر الواسطيُّ ثمّ البَغْداديُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ عيسى بْن طِهْمان، ويونس بْن أبي إسحاق، وداود بن قيس الفراء، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد، وابن مَعِين، ومحمد بْن رافع، وعباس الدوري. وآخرون.
وكان عبدًا صالحًا.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
وقال أحمد بن حنبل: كان ربما يصلي حتى تورم قدماه.(5/33)
38 - ع: الأسود بن عامر، شاذان، أبو عبد الرحمن. [الوفاة: 201 - 210 ه]
شامي ثقة نزل بغداد.
وَرَوَى عَنْ: هشام بْن حسان، وشُعْبة، وسُفْيَان، وجرير بن حازم، وطلحة بن عمرو، والحمادين، وذواد بن علبة، وعبد العزيز الماجشون وطائفة.
وَعَنْهُ: أحمد، وابن المَدِينيّ، وأبو ثَوْر الكلْبيّ، وأحمد بْن الوليد الفحام، وأحمد بْن الخليل البُرْجُلانيّ، وعَمْرو النّاقد، والحارث بْن أبي أسامة، والدارمي، ويعقوب بن شيبة، وخلق.
وثقه ابن المديني، وغيره. [ص:34]
وقد روى عنه من القدماء بقية بن الوليد.
ومات في أول سنة ثمان.(5/33)
39 - أشعثُ بْن عَطَّاف الأَسَديُّ الكُوفيُّ المقرئ، نزيل الرّيّ، أبو النَّضْر. [الوفاة: 201 - 210 ه]
رَوَى القراءة عَنْ: حمزة الزيات، والحديث عَنْ: الثَّوريّ.
وَعَنْهُ: محمد بْن عيسى التَّيْميّ، ومحمد بْن مُقَاتِل، ومحمد بْن حُمَيْد الرّازيّ، وإبراهيم بْن موسى.
سُئل عَنْهُ أبو حاتم فقال: صالح الحديث.
وقال ابن أبي حاتم: رَوَى عَنْ: شيبان النحوي، ويونس بن الحارث، والقاسم بن حبيب.
قال أبو زرعة: كان شيخا صالحا.
وذكره ابن عدي قال: وله أحاديث يخالف في إسنادها ومتونها.(5/34)
40 - د ن: أشهب بْن عَبْد العزيز بْن داود بْن إبراهيم، أبو عَمْرو القَيْسيُّ العامريُّ الْمِصْرِيُّ الفقيه قيل: اسمه مسكين، وأشهب لَقَبُه. [الوفاة: 201 - 210 ه]
سَمِعَ: الَّليْث، ومالكًا، ويحيى بْن أيوب، وسليمان بن بلال، وبكر بن مضر، وداود العطار، وجماعة.
وَعَنْهُ: الحارث بْن مسكين، وبحر بْن نَصْر، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم، ويونس بْن عَبْد الأعلى، ومحمد بْن إبراهيم بْن الموّاز الفقيه، وسَحْنُون بْن سَعِيد، وعبد الملك بْن حبيب، وهارون بن سعيد الأيلي، وطائفة.
قَالَ الشّافعيّ: ما أخرجتْ مصر أَفْقَهَ من أشهب لولا طيش فيه.
وقيل: كان أشهب عَلَى خَرَاج مصر، وله أموال وحِشْمة.
وقال سُحْنُون: رحِم اللَّه أشهب ما كَانَ يزيد في سماعه حرفًا واحدًا. [ص:35]
وَقَالَ أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: كَانَ فقيهًا حَسَن الرأي والنَّظَر. فضّله مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ عَلَى ابن القاسم في الرأي. فذُكر ذَلِكَ لمحمد بْن عُمَر بْن لُبَابة الأندلسيّ فقال: إنّما قَالَ ذَلِكَ ابن عَبْد الحَكَم لأنّه لازم أشهب، وكان أخْذُهُ عَنْهُ أكثر. وابن القاسم عندنا أفقه في البيوع وغيرها.
قالَ ابن عَبْد البر: أشهب شيخه، وابن القاسم شيخه، وهو أعلم بهما لكثرة مجالسته لهما وأخذه عَنْهُمَا.
قَالَ: ولم يدرك الشّافعيّ حين قدِم مصر أحدًا من أصحاب مالك إلا أشهب، وابن عبد الحكم.
قال سعد بْن مُعَاذ: سَمِعْتُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ يَقُولُ: أشهب أفقه من ابن القاسم مائة مرة.
وروينا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ أنه قَالَ: سَمِعْتُ أشهب في سجوده يدعو على الشافعي بالموت. فذكرت ذلك للشافعي، فأنشد متمثلا:
تمنى رجال أن أموت وإن أمت ... فتلك سبيل لست فيها بأوحد
فقل للذي يبقى خلاف الذي مضى ... تهيأ لأخرى مثلها فكأن قد
قال: فمات - والله - الشّافعيّ في رجب سنة أربعٍ ومائتين، ومات بعده أشهب بثمانية عشر يومًا. واشترى أشهب من تركة الشافعي غلاما اسمه فتيان، اشتريته أنا من تركة أشهب.
وقال أبو سعيد بن يونس: ولد أشهب سنة أربعين ومائة، ومات لثمان بقين من شعبان.
قلت: وقول ابن عَبْد البَرّ: أشهب شيخه، وابن القاسم شيخه وَهْمٌ، فإن محمدًا لم يدرك ابن القاسم، والذي أدركه والده عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم. ولعله أراد عبد الله، بدليل ما قال بعد ذلك: ولم يدرك الشافعي في حين قدومه مصر أحدًا من أصحاب مالك إلا أشهب وابن عبد الحكم. [ص:36]
قلت: وكان أشهب من كبار أصحاب مالك، وما هُوَ بدون ابن القاسم، وإن كَانَ ابن القاسم أبصر بفقه مالك منه. ولكن أشهب أعلم بالحديث من ابن القاسم.(5/34)
41 - خ ت: أشهل بْن حاتم الْجُمَحيُّ مولاهم الْبَصْرِيُّ أبو عَمْرو، وقيل: أبو عُمَر. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن عَون، وكَهْمس بْن الحَسَن، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وابن لَهِيعة، وغيرهم.
وَعَنْهُ: محمد بْن المُثَنَّى، وعبد اللَّه بْن منير المَرْوَزِيّ، ومحمد بْن إِسْحَاق الصّاغانيّ، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، والحارث بن أبي أسامة، والكديمي، وخلق. ومن القدماء: عَبْد اللَّه بْن وهْب. وقال: لا أعلم أحدًا من أهل العلم سُمِّيَ بهذا الاسم غيره.
وقال أبو زرعة: محله الصدق، وليس بقوي.
قلت: توفي سنة ثمان ومائتين.(5/36)
42 - أصْرَمُ بْنُ حَوْشب، أبو هشام الكِنْديُّ الهَمَذَانيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
أحد المتروكين.
رَوَى عَنْ: أَبِي جعفر الرّازيّ، وقرة بْن خَالِد، وهشام بن عروة، ومالك.
وَعَنْهُ: أحمد بْن الفُرات، وأبو إِسْحَاق الْجُوزَجَانيّ، وعلي بن سلمة اللبقي، وعلي بْن الحَسَن الذُّهْليّ.
كذبه يحيى بْن معين.
يقال: مات سنة اثنتين ومائتين.
وقيل: روى عن الأعمش.(5/36)
43 - أصْرَمُ بْن غِياث أبو غِياث النَّيْسابُوريُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ عاصم الأحول، وأبي حنيفة، ومقاتل بن سليمان.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حرب الزّاهد، وأيوب بْن الحسن، وعلي بن الحسن الدارابجردي وآخرون.
وهو متروك عند الجماعة.(5/36)
44 - م د ت ن: أُميَّة بْن خَالِد القَيْسيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
أخو هُدْبَةَ.
عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّه، وشعبة، والثوري، والمسعوديّ، وأبي الجارية العبدي، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد بْن المِقْدام، والفلاس، وبندار، ومحمد بْن عثمان بْن أَبِي صَفْوان الثَّقْفيّ، ومُسَدّد، وآخرون.
قَالَ أبو زُرْعة: ثقة.
وقال الْبُخَارِيّ: مات سنة إحدى ومائتين.(5/37)
45 - أوس بْن عَبْد اللَّه بْن بُرَيْدة بْن الحُصَيْب الأسْلَميُّ المَرْوَزِيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عُمَر دهرا، ولم يدرك أباه.
وَرَوَى عَنْ: أخيه سهل، والحسين بْن واقد.
وَعَنْهُ: محمد بْن مقاتل المَرْوَزِيّ، والحسين بْن حُرَيْث، وسليمان بن عبيد الله، وغيرهم.
قَالَ أبو حاتم الرّازيّ: سألت المراوزة عَنْهُ فعرفوه.
وقال الدارقطني: متروك.
وقال الحسين بن حريث: كأنه مات سنة اثنتين ومائتين، تُوُفّي بعد خروج المأمون من مَرْو.(5/37)
46 - أيُّوب بْن خَالِد، أبو عثمان الْجُهَنيُّ الحَرَّانيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: الأوزاعي، وغيره.
وَعَنْهُ: أحمد بْن الأزهر، وسليمان بْن سيف، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وإبراهيم بْن هانئ النَّيْسَابوريُّ. ووثَّقهُ.
قَالَ ابن عديّ: حدَّثَ بالمناكير.
وقال أبو أحمد الحاكم: لَا يُتابع في أكثر حديثه.(5/37)
47 - د ت ق: أيَّوب بْن سُوَيد الرَّمْليُّ، أبو مسعود الحِمْيَريُّ السَّيبانيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه][ص:38]
عَنْ: ابن جُرَيْج، ويونس الأَيْليّ، وأسامة بْن زيد اللَّيْثيّ، ويحيى بْن أَبِي عَمْرو السَّيبانيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن جَابِر، والأوزاعي، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو الطّاهر أحمد بْن السَّرْح، وعبد الرحمن بْن إبراهيم دُحَيْم، وكثير بْن عُبَيْد الحمصيّ، والربيع المرادي، وبحر بْن نَصْر، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم، وآخرون.
قَالَ عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ، يسرق الأحاديث.
وقال النَّسَائيّ: لَيْسَ بثقة.
وقال أبو حاتم: لين الحديث.
وقال إبراهيم بن عبد الله الختلي: سألت ابن معين عن أيوب بن سويد، فقال: ليس بشيء حدثهم بالرملة بأحاديث عن ابن المبارك، ثم جعلها بعد عن نفسه عن شيوخ ابن المبارك.
وقال ابن عديّ: يُكتَب حديثه في جملة الضُّعفاء.
وذكره ابن حِبّان في " الثقات "، لكن قَالَ: كَانَ رديء الحِفْظ.
وقال الْبُخَارِيّ: يتكلمون فيه.
قلت: وَرَوَى عَنْهُ مِن القدماء: بقية، والشافعي، ومن المتأخرين إبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي، ومحمد بن أبي السري العسقلاني ".
قَالَ ابن أَبِي عاصم: تُوُفّي سنة اثنتين ومائتين.
وقال البخاري: قال لي محمد بن إسحاق: سمعت عبد الله بن أيوب يقول: غرق أيوب بن سويد في البحر سنة ثلاث وتسعين، يعني: ومائة.
قلت: الأول أصح.(5/37)
-[حَرْفُ الْبَاءِ](5/39)
48 - خ د ن ق: بِشْر بْن بَكْر التِّنِّيسيُّ أبو عَبْد اللَّه البَجَليُّ الدِّمشقيُّ الأصل. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، وعَبْدَة بنت خَالِد بْن مَعْدان، والأوزاعيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابنه أحمد، والحارث بْن أسد الهَمْدانيّ، ودُحَيْم، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم، والربيع المُرَاديّ، وأبو الطّاهر بْن السَّرْح، وخلْق. ومن القدماء: الشّافعيّ.
وثّقه أبو زُرْعة، والدَّارَقُطْنيّ.
وقال محمد بْن وزير: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: ولدت سنة أربعٍ وعشرين ومائة.
وقال ابن يونس: كَانَ أكثر مقامه بتِنِّيس ودمياط. تُوُفّي بدمياط في ذي القعدة سنة خمسٍ ومائتين.
وقال الخطيب: حدَّثَ عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن وهْب، وسليمان بْن شُعَيْب الكَيْسانيّ، وبين وفاتيهما ستٌّ وسبعون سنة.(5/39)
49 - خت ق: بِشْر بْن ثابت الْبَصْرِيُّ البزَّار أبو محمد. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: أَبِي خَلْدة خَالِد بْن دينار، وشُعْبة، وموسى بن علي بن رباح، وغيرهم.
وَعَنْهُ: أبو عبيدة بْن أَبِي السَّفَر، وأبو داود الحراني، وعباس الدوري، والدارمي، وطائفة.
وثّقه ابن حِبّان.(5/39)
50 - بِشْر بْن الحُسين الهلاليُّ الأصبهانيُّ، أبو محمد. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ الزُّبَيْر بْن عديّ، عن أنس، فذكر نسخة، وعَنْ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ.
وَعَنْهُ: يحيى بْن أَبِي بُكَيْر، وهو من أقرانه، ومحمد بن زبار الكلْبيّ، وأحمد بْن سليمان المَرْوَزِيّ، والحَجّاج بْن يوسف بْن قُتَيْبة، وغيرهم.
قَالَ أبو نُعَيْم الحافظ: تُوُفّي بعد المائتين.
قَالَ: وجاء إلى أبي داود الطيالسي فقال: حدَّثني الزُّبَيْر بْن عديّ، فكذبه [ص:40] أبو داود، وقال: ما نعرف للزُّبَيْر، عَنْ أنس إلا حديثًا واحدًا.
قَالَ ابن حِبّان: روى عَنِ الزُّبَيْر، عَنْ أنس نسخةً موضوعة.
وقال البخاري: فيه نظر.(5/39)
51 - ع: بِشْر بْن عُمَر الزَّهْرانيُّ الْبَصْرِيُّ، أبو محمد. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ شُعْبَة، وعكرمة بْن عمّار، وهَمّام، وأبان العطار، وعاصم بن محمد العمري، وجماعة.
وَعَنْهُ: إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وبِشْر بْن آدم، وإسحاق الكوسج، ومحمد بن يحيى، ونصر بْن عليّ، ومحمد بْن يحيى القطعي، وآخرون.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
ووثَّقهُ ابن سعْد، وقال: تُوُفّي بالبصرة سنة سبْعٍ.
وقال غيره: تُوُفّي في آخر يوم من سنة ستٍّ.(5/40)
52 - بِشْر بْن مُبَشِّر، أبو المسيَّب الواسطيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ شُعْبَة، وأبي الأشهب، ومهديّ بْن ميمون.
وَعَنْهُ: أحمد بن سنان، ومحمد ابن وزير الواسطيان، وأحمد بْن محمد بْن يحيى بْن سَعِيد القطّان، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المُخَرِّميّ، وغيرهم.(5/40)
53 - بِشْر بْن المُعْتَمِر، أبو سهل، [الوفاة: 201 - 210 ه]
شيخ المعتزلة، وصاحب التصانيف، من القَرَامي الكبار.
ذكره ابن النّجّار في " تاريخ بغداد "، فقال: ذكره محمد بن إسحاق النديم، وأنه كوفي، ويقال: بغدادي، انتهت إليه رياسة الاعتزال في وقته، قال: وكان مع ذلك راوية للشعر والأخبار، شاعرًا، وكان جماعة من الفضلاء يفضلونه على أبان اللاحقي، وله قصيدة نحو ثلاثمائة ورقة، وكان أبرص، وله مصنَّفات كثيرة. تُوُفّي سنة عشر، وقد علت سنه.(5/40)
54 - بَكْر بْن بكَّار، أبو عَمْرو القَيْسيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ ابن عَون، وعَبّاد بْن منصور، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وهشام الدَّسْتُوائيّ، وحمزة الزّيّات، ومِسْعر، وشُعْبة، وغيرهم.
وَعَنْهُ: أبو داود الطَّيالِسيّ، وهو من طبقته، والحَسَن بْن عليّ الحَلْوانيّ، وإسماعيل سمويه، وإبراهيم بْن سَعْدان، ومحمد بْن إبراهيم الْجَيْرانيّ، وآخرون.
وثّقه أبو عاصم النّبيل.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ ابْنُ حِبّان: ثقة رُبّما يخطئ.
وقال أبو نُعَيْم الحافظ: قدِم أصبهان سنة ستٍّ ومائتين، وحدَّثَ بها سنة سبْعٍ.(5/41)
55 - بَكْر بْن خِداش، أبو صالح الكُوفيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
نزل أصبهان،
وَحَدَّثَ عَنْ: فِطْر بْن خليفة، وعيسى بْن المسيّب البَجَليّ، وحبان بْن عليّ.
وَعَنْهُ: أبو إِسْحَاق الْجُوزَجَانيّ، وأحمد بْن يونس الضَّبّيّ، وسليمان بْن توبة النَّهْروانيّ، وآخرون.
لا أعلم فيه ضعفا.(5/41)
56 - ن: بَكْر بْن عيسى الرَّاسبيُّ، أبو بِشْر، صاحب الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ شُعْبَة بْن الحَجّاج.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وبُنْدار، وجماعة.
تُوُفّي سنة أربعٍ ومائتين.(5/41)
57 - ق: بَكْر بْن يحيى بْن زَبَّان الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ أَبِيهِ، وشعبة، وحِبّان بْن عليّ.
وَعَنْهُ: عَبّاد بْن الوليد الغُبْريّ، وأبو [ص:42] قلابة الرقاشي، وأبو أمية الطرسوسي، وجماعة.
وثقه ابن حبان.(5/41)
58 - بُكَير بن جعفر السُّلَمِيُّ الجُرْجانيُّ الزَّاهد، [الوفاة: 201 - 210 ه]
قاضي جُرْجان.
رَوَى عَنْ: سُفْيَان الثَّوريّ، وحسن بْن فَرْقَد، ومغيرة بْن موسى.
وَعَنْهُ: إبراهيم بْن موسى، وأحمد بْن يحيى السَّابَرِيّ، ومحمد بْن بُنْدار السَّبَّاك، وآخرون.
قَالَ ابن عدي: حدث بمناكير عن المعروفين، وأرجو أَنَّهُ لا بأس بِهِ.
ومن قوله: لو كَانَ ما أخطأ فلان جوزًا لاكتفى بِهِ ناسٌ كثير.(5/42)
• - بَهز بْن أسد العَمِّيُّ، [الوفاة: 201 - 210 ه]
أحد الثقات، تقدّم سنة سبْعٍ وتسعين.(5/42)
59 - بُهْلُولُ بن حسَّان بن سِنان، أبو الهيثم التَّنُوخيُّ الأنباريُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ سَعِيد بْن أَبِي عَرُوبَة، وابن أَبِي ذئب، وشُعْبَة، وشَيْبان، ووَرْقاء، ومالك، وطائفة.
وَعَنْهُ: ابنه إِسْحَاق بْن بُهْلُولٍ الحافظ.
وقد كَانَ أديبًا لُغَوّيًّا إخباريًّا زاهدًا، تُوُفّي سنة أربع ومائتين.(5/42)
60 - ق: بُهْلُول بن مورِّق السَّاميُّ الْبَصْرِيُّ، أبو غسَّان. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ ثور بْن يزيد، وموسى بْن عُبَيْدة، والأوزاعيّ.
وَعَنْهُ: أبو خَيْثَمَة، وإِسْحَاق الكَوْسَج، والفلاس، والكُدَيْميّ، وأبو قلابة، ومحمد بْن أحمد بْن أَبِي العوّام.
قَالَ أبو حاتم: لا بأس بِهِ.(5/42)
61 - بَهيم العِجْليُّ العابد، من نساك عبادان، يُكنى أبا بكر. [الوفاة: 201 - 210 ه][ص:43]
كَانَ قد غلب عَلَيْهِ الخوف والبكاء والخشوع. تُوُفّي سنة ستٍّ ومائتين - رحمه اللَّه عَلَيْهِ -.
حَدَّثَ عَنْ: أبي إسحاق الفزاري ونحوه،
رَوَى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن داود الخُرَيْبيّ، وغيره.(5/42)
-[حَرْفُ الثَّاءِ](5/43)
62 - ثابت بْن نَصْر بْن مالك بْن الهَيْثَم الخُزاعيُّ الأمير، [الوفاة: 201 - 210 ه]
أخو الشهيد أحمد بْن نَصْر.
وُلِّيَ إمرة الثغور سبْعٍ عشرة سنة، ومات بالمصيصة سنة ثمانٍ ومائتين.
قَالَ الخطيب: يُذكر عنه فضل وصلاح.(5/43)
-[حَرْفُ الْجِيمِ](5/43)
63 - الجارود بْن يزيد، أبو عليّ العامريُّ، وقيل: أبو الضَّحَّاك الفقيه النَّيْسَابوريُّ، [الوفاة: 201 - 210 ه]
أحد أصحاب أَبِي حنيفة، وخطته بنَيْسابور مشهورة، ومسجده عَلَى رأس السّكّةِ.
رَوَى عَنْ: إسماعيل بْن أَبِي خالد، وسليمان التَّيْميّ، وعُمَر بْن ذَرّ، وشُعْبة، وسُفْيَان، وطائفة.
وَعَنْهُ: أبو سلمة التبوذكي، وأحمد بن أبي رجاء الهروي، والحسن بْن عَرَفَة، وَسَلَمَةُ بْن شَبِيب، ومحمد بْن عَبْد الملك بْن زَنْجَوَيه، وطائفة.
قَالَ أبو حاتم: لا يكتب حديثه.
وقال النَّسائيّ: متروك.
مات سنة ثلاث، وقيل: سنة ست.(5/43)
64 - ت: جَابِرُ بْنُ نُوحٍ، أَبُو بَشِيرٍ الْحِمَّانِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ حُرَيْث بْن السّائب، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، والأعمش، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُليمان.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وأحمد بْن بُدَيْل، ومحمد بْن جعفر الفَيْديّ، وأبو كُرَيْب، ومحمد بْن آدم المصِّيصيّ، ومحمد بْن طريف البَجَليّ.
قَالَ أبو حاتم: ضعيف الحديث. [ص:44]
وقال النَّسائيّ: لَيْسَ بالقوي.
وقال مطين: مات سنة ثلاث ومائتين.
جَابِر بْن نوح الحمانيّ. ذكرناه في الطبقة الماضية. ويُقال: إنّه مات سنة ثلاث ومائتين، فيحول إلى هنا.(5/43)
65 - ع: جعفر بْن عَوْن بْن جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، أَبُو عَوْنٍ المَخْزوميُّ العَمْريُّ الكُوفيُّ، [الوفاة: 201 - 210 ه]
أحد الأثبات.
ولد سنة نيف وعشرة ومائة، وسمع وهو شاب كبير من الأعمش، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وهشام بْن عُرْوَة، ويحيى بْن سَعِيد، وأبي العُمَيْس عُتْبة بْن عَبْد اللَّه، وأبي حنيفة، وجماعة.
وَعَنْهُ: إسحاق بن رَاهَوَيْه، وأبو إِسْحَاق الْجُوزَجَانيّ، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وأحمد بْن الفُرات، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه القصّار، وعبد بْن حُمَيْد، ومحمد بْن أحمد بْن أبي المثنى، وخلق.
وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال غيره: تُوُفّي في أول السنة راجعًا من الحجّ، وله نيِّفٌ وتسعون سنة.
وقال أحمد: رَجُل صالح لَيْسَ بِهِ بأس.
وقال محمد بْن عَبْد الوهّاب الفرّاء: قَالَ لي أحمد بْن حنبل: أَيْنَ تريد؟ قلت: الكوفة. قَالَ: عليك بابن عَون.
قلت: مات في أول سنة سبْعٍ.
وقال البخاري: مات سنة ست.(5/44)
66 - ن: جُنَيْد الحَجَّام. [الوفاة: 201 - 210 ه][ص:45]
عَنْ: أستاذه أَبِي أسامة زيد الحجّام، عَنْ عكرمة، وغيره.
وَعَنْهُ: قُتَيْبة بْن سَعِيد، وأبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبة، وعليّ بْن محمد الطّنافسيّ، وهارون بْن إِسْحَاق، والحَسَن بْن عليّ بْن عفان العامريّ.
قَالَ أبو زُرْعة: ثقة.
وقال النسائي: ليس به بأس.(5/44)
-[حَرْفُ الْحَاءِ](5/45)
67 - حاتم بن عُبيد الله، أبو عُبَيْدة النُّمَيْريُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
حدَّثَ بأصبهان سنة بضْعٍ ومائتين عَنْ: مبارك بْن فَضَالَةَ، والقاسم بْن الفضل الحُدانيّ، وأبي هلال، وجماعة.
وَعَنْهُ: عبد الرحمن بن عمر رستة، وإبراهيم بن راشد، وسمويه في فوائده.
قال أبو نعيم الحافظ: كان من الثقات.(5/45)
68 - الحارث بن أسد العَتَكيُّ، أبو عليّ البَصْريُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
مات في ذي القعدة سنة عشر.(5/45)
69 - الحارث بن أسد الإفريقيُّ، [الوفاة: 201 - 210 ه]
صاحب مالك.
قال ابن يونس: مات سنة ثمان ومائتين.(5/45)
70 - ن: الحارث بن عطيَّة البَصْريُّ، [الوفاة: 201 - 210 ه]
نزيل المِصِّيصة.
عَنْ: هشام بْن حسان، وهشام بْن أَبِي عَبْد اللَّه، والأوزاعيّ، وغيرهم.
وَعَنْهُ: إبراهيم بْن الحُسين الأنطاكيّ، وحاجب بْن سليمان المنبجيّ، والحَسَن بْن الصّبّاح البزّار، وآخرون.
وثّقه ابن معين.
وكان من الزُّهَّاد المذكورين.(5/45)
71 - ق: الحارث بن عِمْران الجَعْفَريُّ المدنيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: هشام بْن عُرْوَة، وجعفر الصّادق، ومحمد بْن سُوقَة، وغيرهم.
وَعَنْهُ: الأشجّ، وإبراهيم بْن يوسف الصَّيْرفيّ، وعبد اللَّه بْن هاشم الطُّوسيّ، ومحمود بْن غَيْلان، وجماعة. [ص:46]
ضعفه أبو زرعة.(5/45)
72 - الحارث بن مسلم الرُّوذيُّ المقرئ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: الربيع بْن صُبَيْح، وسُفْيان الثَّوريّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بْن مِهْران الجمّال، ومحمد بن حمَّاد الطَّهراني. وأهل الري.
ذكره أبو حاتم فقال: ثقة عابد، صلَّيت خلفه.(5/46)
73 - الحارث بْن النُّعْمان بْن سالم، أبو النَّضْر الطُّوسيُّ الأكفانيُّ، البزَّاز. [الوفاة: 201 - 210 ه]
مولى بني هاشم، سكن بغداد.
وَحَدَّثَ عَنْ: سميه الحارث بن النعمان بن سالم اللَّيْثيّ ابن أخت سَعِيد بْن جُبَيْر، وحَرِيز بن عثمان، وشُعْبة، والثَّوْريّ، وشَيْبان.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، ومحمد بن حرب النشائي، والحسن بن الصباح البزار، وآخرون.(5/46)
74 - حَجَّاج بنُ زَبَّان، أبو محمد السَّهميُّ، مولاهم، الْمِصْرِيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عبدٌ صالح، مجاب الدعوة، كبير القدر.
رَوَى عَنْ: هزان بْن سَعِيد.
وَعَنْهُ: أبو الطاهر بْن السَّرْح.
مات سنة خمس ومائتين.(5/46)
75 - ع: حَجَّاجُ بْنُ محمد، أبو محمد المِصِّيصيُّ الأعور. [الوفاة: 201 - 210 ه]
مولى سليمان بْن مُجالد. تِرْمِذِيُّ الأصل، سكن بغداد، ثمّ نزل المصِّيصَة.
سَمِعَ: حَريز بْن عثمان، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وابن جُرَيْج، وعُمَر بْن ذَرّ، وشُعْبة، وحمزة الزّيّات، وجماعة.
وَعَنْهُ: أحمد، وابن مَعِين، وأبو عبيدة بْن أَبِي السَّفَر، وأحمد الرَّماديّ، والحَسَن الزَّعْفرانيّ، وأبو خَيْثَمَة، ومحمد صاعِقَة، وهارون الحَمَّالُ، ويوسف بْن مُسْلِم، وهلال بْن العلاء، وخلْق.
قَالَ الإِمَام أحمد: مَا كَانَ أضْبَطه، وأصحّ حديثه، وأشد تعاهده للحروف، وَرَفَعَ أمرَه جدًّا وقال: كَانَ صاحب عربية.
وكان يقول: حدثنا ابن جريج، [ص:47] وإنّما قرأ عَلَيْهِ ثمّ ترك ذَلِكَ، فكان يَقُولُ: قَالَ ابن جُرَيْج. وقد قرأ الكتب كلها عَلَى ابن جُرَيْج إلا كتاب " التَّفسير "، فإنّه سمعه منه إملاء.
وقال أبو داود: رَحَلَ أحمد ويحيى إلى الحَجّاج الأعور.
قَالَ: وبلغني أنّ يحيى كُتُب عَنْهُ نحوًا مِنْ خمسين ألف حديث.
وقال ابن مَعِين: كَانَ أثبت أصحاب ابن جُرَيْج.
وقال إبراهيم بْن عَبْد اللَّه السُّلَميّ الخُشْك: حَجّاج بْن محمد نائما، أوثق من عبد الرزاق يقظان.
وقال ابن سعْد: قدِم حَجّاج بغداد في حاجةٍ، فمات بها في ربيع الأوَّل سنة ستٍّ، وقد تغيّر في آخر عُمره حين رجع إلى بغداد، وكان ثقة إنّ شاء اللَّه.(5/46)
• - حُجَيْن بْن المُثَنَّى، [الوفاة: 201 - 210 ه]
في الطبقة الآتية.(5/47)
76 - حُذَيْفة بْن قَتَادة المَرْعَشيّ الزَّاهد، [الوفاة: 201 - 210 ه]
صاحب سُفْيَان الثَّوْريّ.
قد ذكرناه في الطبقة العشرين، وكان موته سنة سبْعٍ ومائتين، فينقل.
لَهُ قدِم في العبادة وكلام نافع، وهو القائل: إنْ لم تخْشَ أنّ يعذّبك اللَّه عَلَى أفضل عملك فأنت هالك.
قلت: يعني لِمَا يَعتوره من الآفات.
وقال: لو وجدتُ من يبغضني في الله لأوجبت على نفسي حبه.(5/47)
77 - سوى ت: حَرَميُّ بْنُ عُمارة بْن أَبِي حفصة، أبو رَوْح العَتَكيُّ، مولاهم، الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
لم يدرك الأخذ عَنْ والده.
وَرَوَى عَنْ: قُرَّةَ بْن خَالِد، وأبي خَلْدة خَالِد بْن دينار، وشُعْبة، وهشام بْن حسّان وهو أكبر شيخ له.
وَعَنْهُ: علي ابن المَدِينيّ، وأبو حفص الفلاس، وبُنْدار، وهارون الحمّال، والرَّماديّ، وطائفة.
قَالَ ابن مَعِين: صدوق. [ص:48]
قلت: تُوفي سنة إحدى ومائتين.(5/47)
78 - ت: حَرْمَلَةُ بْنُ عَبْد العزيز بْن الربيع بْن سَبْرة الْجُهَنيُّ الحِجازيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ أَبِيهِ، وعمه عَبْد الملك.
وَعَنْهُ: عليّ بْن حُجْر، ودُحَيْم، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم الفقيه، وأبو عُتْبة أحمد بْن الفَرَج الحمصيّ.
قَالَ ابن مَعِين: لَيْسَ بِهِ بأس.
مات سنة أربع.(5/48)
79 - الحَسن بن زياد اللُّؤلؤي الفقيه، أبو عليّ، [الوفاة: 201 - 210 ه]
مولى الأَنْصَار، صاحبُ أَبِي حنيفة.
أخذ عَنْهُ محمد بْن شجاع الثَّلْجيّ، وشعيب بن أيوب الصريفيني، وهو كوفي نزل بغداد، قال محمد بن شجاع: سمعته يقول - وسأله رجل - أكان زُفَرُ قيّاسًا؟ فقال: وما قولك قيّاسًا؟ هذا كلام الْجُهّال، كَانَ عالمًا. فقال الرجل: أكان زُفَرُ نظرَ في الكلام؟ فقال: ما أسخفك، نقول لأصحابنا نظروا في الكلام وهم بيوت الفقه والعلم، إنما يقال: نظر في الكلام من لا عقل لَهُ، وهؤلاء كانوا أعلم باللَّه وبحدوده من أن يتكلّموا في الكلام الّذي تعني، ما كان همهم غير الفِقْه.
قَالَ محمد بْن شجاع الثَّلْجيّ: سَمِعْتُ الحَسَن بْن أَبِي مالك يَقُولُ: كَانَ الحَسَن بْن زياد إذا جاء إلى أَبِي يوسف أهمّتْ أبا يوسف نفسُه من كثرة سؤالاته.
قال ابن كاس النخعي: حدثنا أحمد بْن عَبْد الحميد الحارثيّ قَالَ: ما رأيت أحسن خلقا من الحسن بن زياد، ولا أقرب مأخذًا منه، ولا أسهل جانبًا، مَعَ توفر فقهه وعلمه وزُهده ووَرَعه، وكان يكسو مماليكه ككسْوهِ نفسَه.
وقال جعفر بْن محمد بْن عُبَيْد الهَمْدانيّ: سَمِعْتُ يحيى بْن آدم يَقُولُ: ما رأيت أفْقه من الحَسَن بن زياد.
وقال ابن كاس: حدثنا محمد بْن أحمد بْن الحَسَن بْن زياد، عَنْ أَبِيهِ أنّ الحَسَن بْن زياد سُئل عَنْ مسألة فأخطأ فيها، فلمّا ذهب السائل ظهر لَهُ الحقّ، فاكترى مناديًا فنادى: إنّ الحَسَن بْن زياد استُفتي فأخطأ في كذا، فمن كَانَ أفتاه [ص:49] الحَسَن في شيء فلْيرجع إِلَيْهِ، فما زال حتى وجد صاحب الفتوى فأعلمه بالصواب.
قَالَ زكريّا الساجي: يقال: إنّ اللُّؤلُؤيّ كَانَ عَلَى القضاء، وكان حافظًا لقولهم، يعني أصحاب الرأي، فكان إذا جلس ليحكم ذهب عنه التوفيق حتى يسأل أصحابه عَنِ الحُكْم، فإذا قام عاد إِلَيْهِ حِفْظُه.
قَالَ نِفْطَوَيْه: تُوُفّي حفص بْن غِياث سنة أربعٍ وتسعين ومائة، فولي مكانه الحَسَن بْن زياد اللُّؤلُؤيّ.
قَالَ أحمد بْن يونس: لمّا ولي الحَسَن بْن زياد لم يُوفَّق، وكان حافظًا لقول أصحابه، فبعث إِلَيْهِ البكّائي: إنّك لم تُوَفَّق للقضاء، وأرجو أنّ يكون هذا لخيرةٍ أرادها اللَّه بك، فاستعف. فاستعفى واستراح.
قالَ مُحَمَّد بْن سماعة: سمعتُ الْحَسَن بْن زياد يقول: كتبت عن ابن جريج اثني عشر ألف حديث كلها تحتاج إليها الفُقَهاء.
وقال أحمد بْن عَبْد الحميد الحارثيّ: ما رأيت أحسن خلْقًا من الحَسَن بْن زياد، ولا أسهل جانبًا. وكان يكسو مماليكه كما يكسو نفسه.
وضعفه ابن المَدِينيّ.
وكان لَهُ كُتُبٌ في المذهب.
وقال محمد بْن رافع: كَانَ الحسن اللُّؤلُؤيّ يرفع قبل الإِمَام ويسجد قبله.
قلت: قد ساق في ترجمة هذا أبو بَكْر الخطيب أشياء لا ينبغي لي ذكرها. وتوفي سنة أربع ومائتين.
وقد روى القراءة عَنْ عيسى بْن عُمَر، وزكريا بْن سِياه. رَوَى عَنْهُ الحروف الوليد بْن حماد اللؤلؤي.(5/48)
80 - خ م ن: الحَسَن بْن محمد بْن أَعْيَن الحَرَّانيُّ، أبو علي، [الوفاة: 201 - 210 ه]
مولى بني أُمَيَّةَ.
عَنْ: عمّه موسى بْن أعين، وزُهَيْر بْن مُعَاوِيَة، وَمَعْقِلَ بْن عُبَيْد اللَّه، وفليح بن [ص:50] سليمان، وفضيل بْن غَزْوان، وجماعة.
وَعَنْهُ: لُوَيْن، وسلمة بن شبيب، والفضل بْن يعقوب الرُّخَاميّ، ومحمد بْن يحيى بْن كثير، وأحمد بْن سليمان الرُّهاويّ، وسليمان بْن سيف الحرّانيّ، وطائفة.
مات سنة عشر.
ووثقه ابن حبان.(5/49)
81 - ت ق: الحَسَن بْن محمد بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي يزيد الْمَكِّيُّ، أبو محمد المقرئ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
قرأ عَلَى: شبل بْن عَبّاد، عن ابن كثير، وابن محيصن.
وَسَمِعَ مِنْ: ابن جُرَيْج.
رَوَى عَنْهُ القراءة: حامد بْن يحيى البلْخيّ، واحمد بْن محمد البزي، وغيرهما.(5/50)
82 - ع: الحَسَن بْن موسى الأشيب، أبو عليّ البَغْداديُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
قاضي المَوْصِل مرة، وقاضي حمص، وقاضي طَبَرِسْتان.
سَمِعَ مِنْ: ابن أبي ذئب، والحمادين، وشعبة، وشيبان، وحَرِيز بْن عثمان، وزُهير بْن معاوية، وطائفة.
وَعَنْهُ: أحمد، وأبو خَيْثَمَة، وأبو إِسْحَاق الْجُوزَجَانيّ، وأحمد بْن مَنِيع، وحجاج بْن الشاعر، وعبد بْن حُمَيْد، ومحمد بْن أحمد بْن أَبِي العوّام، والحارث بْن أَبِي أسامة، وبِشْر بْن موسى، وإِسْحَاق الحَرْبيّ، وخلْق.
وثّقه ابن مَعِين، وغيره.
قَالَ محمد بْن عَبْد اللَّه بْن عمار: كان بالموصل بيعة قد خربت، فاجتمع النَّصارِي عَلَى الحَسَن الأشْيَب، وجمعوا لَهُ مائة ألف درهم، عَلَى أنّ يحكم لهم بها حتّى تُبْنى. فقال: ادفعوا المال إلى بعض الشهود. فلمّا حضروا الجامع قَالَ: اشهدوا عليّ بأنّي قد حكمت بأن لا تُبني. فنفر النصارى وردّ عليهم المال.
قَالَ أبو حاتم: مات بالرِّيّ وحضرت جنازته. [ص:51]
وقال ابن سعْد: ولي قضاء حمص والموصل لهارون الرشيد، ثمّ قدِم بغداد إلى أنّ ولاه المأمون قضاء طَبَرِسْتان، فتوجه إليها، فمات بالرِّيّ في ربيع الأوَّل سنة تسعٍ ومائتين.(5/50)
83 - الحُسين بْن الحَسَن بْن عطيَّة بْن سعْد العَوْفيُّ الكُوفيُّ، أبو عَبْد اللَّه. [الوفاة: 201 - 210 ه]
ولي قضاء الشرقية ببغداد، ثمّ ولي قضاء عسكر المهديّ،
وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ، والأعمش، وأبي مالك الأشجعيّ، وعبد الملك بْن أَبِي سليمان.
وَعَنْهُ: ابنه الحَسَن، وابن أخيه سعْد بْن محمد، وعُمَر بن شبة، وإسحاق بن بهلول، وروى عنه بقية بْن الوليد، وهو أكبر منه.
ضعفه أبو حاتم، وغيره.
قَالَ ابن مَعِين: كَانَ ضعيفًا في القضاء، ضعيفًا في الحديث.
وقال الحارث بْن أَبِي أسامة: حدَّثني بعض أصحابنا قَالَ: جاءت امرأة إلى العَوْفيّ ومعها صبيّ ورجل، فقالت: هذا زوجي وهذا ابني منه. فقال لَهُ: هذه امرأتك؟ قَالَ: نعم. قَالَ: وهذا ابنك؟ قَالَ: أصلح اللَّه القاضي أَنَا خَصِيّ. قَالَ: فألزمه الولد، فأخذه عَلَى رقبته وانصرف، فلقيه صديق لَهُ خصيّ. فقال: ما هذا؟ قَالَ: القاضي يفرق أولاد الزِّنا عَلَى الخصْيان.
وقال الحُسين بْن فهم: كانت لحية العَوْفيّ تبلغ إلى رُكْبته.
وعن زكريّا السّاجيّ قَالَ: اشترى رَجُل من أصحاب القاضي العَوْفيّ جاريةً، فعاصته، فشكا ذَلِكَ إلى العَوْفيّ. فقال: انفِذْها إليّ. فقال لها العَوْفيّ: يا لَعُوب، يا عَزُوب، يا ذات الجلابيت، ما هذا التمنُّع المُجانِب للخيرات، والاختيار للأخلاق المشْنُوءات؟ قَالَتْ: أيّد اللَّه القاضي، ليست لي فيه حاجة، فمره يبعني. فقال: يا هُنْيَة كل حكيم وبَحّاث عَنِ اللّطائف عليم، أما علمتِ أنّ فرط الاعتياصات من الموموقات على طالبي المودات، والباذلين لكرائم المصونات، مؤديات إلى عدم المفهومات؟ فقالت لَهُ: ليس في الدنيا أصلح [ص:52] هذه العثنونات المنتشرات عَلَى صدور أهل الركاكات من المواسي الحالقات. وضحكت، وضحك من حضر. وكان العَوْفيّ عظيم اللّحية.
ولبعضهم:
لحية العَوْفيّ أبدت ... ما اختفي من حَسَن شعري
هِيَ لو كانت شراعًا ... لذوي متجر بحري
جعلوا السير من الصـ ... ـين إليها نصف شهر
قَالَ خليفة: تُوُفّي سنة إحدى ومائتين.
وضعفه النَّسائيّ.
وقيل: مات سنة اثنتين.(5/51)
84 - ن: الحُسين بْن الحَسَن الأشقر، أبو عَبْد اللَّه الفَزَاريُّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ الحَسَن بْن صالح بْن حيّ، وقيس بْن الربيع، وشريك، ورفاعة بْن إياس الضَّبّيّ، وزُهير بْن معاوية.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وأحمد بْن عَبْدة، والفلاس، والكُدَيْميّ، وطائفة.
قَالَ الْبُخَارِيّ: عنده مناكير.
وقال أبو حاتم: لَيْسَ بقويّ.
واتهمه ابن عديّ.
وقال أبو زُرْعة: منكر الحديث.
ومات سنة ثمان ومائتين.
له حديث في النسائي.(5/52)
85 - خ م ن: الحُسين بْن الحَسَن. [الوفاة: 201 - 210 ه]
شيخٌ جليل.
عَنِ ابْنِ عَوْنٍ.
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ونُعَيْم بْن حمّاد، ومحمد بْن بشّار، والحَسَن بْن محمد الزَّعْفرانيّ، وغيرهم.
قَالَ عَبْد اللَّه بْن أحمد، عَن أَبِيهِ: كَانَ من الثقات المأمونين. دلَّهم عَلَيْهِ ابن مهديّ، وكان حَسَن الهيئة، يحفظ عَنِ ابن عَون. كتبنا عَنْهُ.(5/53)
86 - الحُسين بْن عُلْوان بْن قُدَامة، أبو عليٍّ الكُوفيُّ، [الوفاة: 201 - 210 ه]
نزيلُ بغداد.
عَنْ هشام بْن عُرْوَة، والأعمش، وابن عَجْلان، وغيرهم.
وَعَنْهُ: إسماعيل بْن عيسى العطّار، وزيد بْن إسماعيل الصائغ، وأحمد بْن عُبَيْد بْن ناصح، وغيرهم.
وهو كذاب، رَوَى عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا دَخَلَ الْغَائِطَ أَدْخُلُ عَلَى أَثَرِهِ فَلا أَرَى شَيْئًا. فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: " يَا عَائِشَةُ، أَمَا علمت أجسادنا نبتت عَلَى أَرْوَاحِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَمَا خَرَجَ مِنَّا مِنْ شَيْءٍ ابْتَلَعَتْهُ الأَرْضُ ".
سُئِلَ ابْنُ مَعِينٍ عَنْ هَذَا، فَقَالَ: كَذَّابٌ.
وَقَالَ صَالِحٌ جَزْرَةُ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
قلت: تُوُفّي بعد المائتين، لا بل في حدود بضع عشرة ومائتين، فإن أبا حاتم الرازي سمع منه، وقال: ضعيف متروك.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا عنه صالح بن بشر الطبراني.(5/53)
87 - ع: الحسين بن علي بن الوليد الجُعْفيُّ، مولاهم، الكُوفيُّ المقرئ الزَّاهد، أبو عَبْد اللَّه وأبو محمد. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ حمزة الزّيّات، وكان قد قرأ عَلَيْهِ، وأخذ الحروف عَنْ أَبِي عَمْرو بْن العلاء، وعن أَبِي بَكْر بْن عياش.
وَسَمِعَ: الثَّوْريّ، والاعمش، وفضيل بْن [ص:54] مرزوق، وعبد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن جَابِر، وزائدة، وجعفر بْن برقان، ومجمع بْن يحيى الأنصاري. وصحب الفضيل بن عياض، وغيره.
وَعَنْهُ: أحمد، وإِسْحَاق، وابن مَعِين، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وأحمد بْن الفُرات، وأحمد بْن عُمَر الوكيعيّ، وعبد بْن حُمَيْد، وهارون الحمّال، وعباس الدُّوريّ، ومحمد بْن عاصم الثَّقْفيّ، وخلق.
قَالَ أحمد بْن حنبل: ما رأيت أفضل من حسين الْجُعْفيّ.
وقال ابن مَعِين: ثقة.
وقال قُتَيْبة: قِيلَ لسفيان بْن عُيَيْنَة: قدِم حسين الْجُعْفيّ، فوثب قائمًا وقال: قدِم أفضل رجلٍ يكون قطّ.
وقال موسى بْن داود: كنت عند ابن عُيَيْنَة، فجاء حسين الْجُعْفيّ، فقام سفيان فقبل يده.
وقال يحيى بْن يحيى النَّيْسَابوريُّ: إنّ بَقِيّ من الأبدال أحد فحُسين الْجُعْفيّ.
وسُئل أبو مسعود أحمد بْن الفُرات: من أفضل من رأيت؟ قَالَ: الحفريّ وحسين الْجُعْفيّ، وذكر آخرين.
وقال محمد بن رافع: حدثنا الحُسين الْجُعْفيّ، وكان راهب أهل الكوفة. وروى أبو هشام الرّفاعيّ، عَنِ الكسائي قَالَ: قَالَ لي هارون الرشيد: من أقرأ النّاس؟ قلت: حسين بْن عليّ الْجُعْفيّ.
وقال حُمَيْد بْن الربيع: رأى حسين الْجُعْفيّ كأن القيامة قد قامت، وكأن مناديًا يناديِ: ليقم العلماءُ فيدخلوا الجنة، فقاموا وقمت معهم، قال: فقيل لي: اجلس، لست منهم، أنت لا تحدّث. قَالَ: فلم يزل يحدّث بعد أنّ لم يكن يحدّث حتّى كتبنا عَنْهُ أكثر من عشرة آلاف حديث.
وقال أحمد بْن عَبْد اللَّه العِجْليّ: هُوَ ثقة. وكان يقرئ القرآن، رأس فيه، وكان رجلا صالحًا، لم أر رجلا قط أفضل منه. وروى عنه سفيان بن عيينة حديثين، ولم نره إلا مُقْعدًا. ويقال: إنّه لم ينحر، ولم يطأ أُنثَى قطّ. وكان [ص:55] جميلا لباسًا، يخضب إلى الصفرة خضابه، وخلف ثلاثة عشر دينارًا. وكان من أروى النّاس عَنْ زائدة، كَانَ زائدة يختلف إِلَيْهِ إلى منزله يحدثه. وكان سُفْيَان الثَّوْريّ إذا رآه عانقه، وقال: هذا راهب جعفي.
قِيلَ: إنّه وُلِد سنة تسع عشر ومائة، ومات في ذي القعدة سنة ثلاث ومائتين.(5/53)
88 - ن: الحُسين بْن عَيَّاش بْن حازم، أبو بَكْر السُّلَميُّ، مولاهم، اللُّغَويُّ الجَزَريُّ الباجُدَّائيُّ الرَّقِّيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ جعفر بْن برقان، وحرام بْن عثمان، وزهير بْن معاوية، وغيرهم.
وَعَنْهُ: علي بن جميل الرَّقّيّ، وعبد الحميد بْن المستام الحرّانيّ، وهلال بْن العلاء، وهو آخر من روى عَنْهُ.
وثّقه النَّسائيّ.
وله مصنف في غريب الحديث.
قَالَ هلال: مات بباجدًا سنة أربع ومائتين.(5/55)
89 - ن خت: الحُسين بن الوليد القُرَشيُّ، مولاهم، النَّيْسَابوريُّ، الفقيه أبو علي وأبو عبد الله. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: ابن جُرَيْج، وعكرمة بْن عمار، وشُعْبة، والثَّوْريّ، وإبراهيم بْن طِهْمان، وسعيد بْن عَبْد العزيز، وعبد الرحمن ابن الغسيل، وطائفة.
وَعَنْهُ: أحمد بْن الأزهر، وأحمد بن حفص السُّلَميّ، وأحمد بْن حنبل، وحُمَيْد بْن زَنْجَوَيه، وسلمة بن شبيب، ومحمد بن عبد الوهاب الفرّاء، وخلْق.
وثّقه أحمد بْن حنبل وأثنى عَلَيْهِ خيرًا.
وقال آخر: كَانَ يطعم أصحاب الحديث الفالوذَج، وكان يصلهم، كَانَ كريمًا جوادًا، متموّلا فقيهًا، جليل القدر.
وذكره الحاكم فقال: الثقة المأمون، شيخ بلدنا في عصره. وكان من أسخى الناس وأورعهم وأقرأهم للقرآن، قرأ عَلَى الكسائي. [ص:56]
وغزا الترك مرات، وحج مرات.
ومات سنة اثنتين ومائتين، قاله محمد بْن عَبْد الوهّاب الفرّاء. وقال الْبُخَارِيّ: سنة ثلاث.(5/55)
90 - حفص بْن سَلْم، أبو مقاتل السَّمَرْقَنْديُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: هشام بْن عُرْوَة، ومسعر، وأبي حنيفة، وعُبَيْد اللَّه بْن عُمَر.
وقيل: رَوَى عَنْ أيّوب، وله مناكير.
رَوَى عَنْهُ: عليّ بْن سَلَمَةَ اللَّبَقيّ، وعتيق بن محمد، وأيوب بن الحسن النيسابوريون.
سُئل عَنْهُ إبراهيم بْن طِهْمان فقال: خُذوا عَنْهُ عبادته وحَسْبَكَم.
قَالَ الحاكم في تاريخه: قد أفحش القول فيه قُتَيْبة بْن سَعِيد، وغيره. وتوفي سنة ثمان ومائتين.(5/56)
91 - خ د ن ق: حفص بْن عَبْد الله بن راشد، أبو عَمرو السُّلَمِيُّ النَّيْسَابوريُّ، ويقال: أبو سهل، [الوفاة: 201 - 210 ه]
قاضي نَيْسابور.
عَنْ إبراهيم بْن طِهْمان وهو مجود عَنْهُ، وابن أَبِي ذئب، وعُمَر بْن ذَرّ، وسفيان، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابنه أحمد، وقطن بْن إبراهيم، ومحمد بْن عَقِيل الخُزاعيّ، ومحمد بْن عَمْرو قشمرد، ومحمد بْن يزيد محمش، وطائفة من أهل نَيْسابور.
قال محمد بن عقيل: كان قاضينا عشرين سنة بالأثر، ولا يقضي بالرأي البتة.
وقال النَّسائيّ: لَيْسَ بِهِ بأس.
وقال ابنه أحمد: تُوُفّي لخمس بقين من شَعْبان سنة تسع ومائتين.
قلت: يقع لنا حديثه بعلو.(5/56)
92 - حفص بْن عُمَر، أبو عُمَر الزُّبيديُّ المَوْصِليُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه][ص:57]
سَمِعَ: أبا الأحوص، وشريكا، وَعَبْثر بن القاسم، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: عليّ بْن حرب، وغيره.
مات سنة سبْعٍ ومائتين.(5/56)
93 - حفص بْن عُمَر الحَبَطيُّ الرَّمْليُّ، [الوفاة: 201 - 210 ه]
نزيل بغداد.
حدَّثَ عن: ابن جريج، وأبي زرعة يحيى السيباني.
وَعَنْهُ: محمد بن إسحاق الصَّغانيّ، ومحمد بْن الفَرَج الأزرق، وجماعة.
قَالَ ابن معين: ليس بشيء.
وفي أتباع التابعين:(5/57)
94 - ق: حفص بن عمر المَدَنيُّ، اسم جده أبو العطاف. [الوفاة: 201 - 210 ه]
منكر الحديث.
رَوَى عَنْ: أَبِي الزناد، وغيره،
خرج لَهُ ابن ماجه في سننه عن إبراهيم بْن المنذر، عَنْهُ.(5/57)
95 - حفص بْن عمر الرازيُّ، المعروف بالإمام. [الوفاة: 201 - 210 ه]
ليس بثقة، كان قبل المائتين، روى عَنِ ابن المبارك.
قَالَ أبو حاتم: كَانَ يكذب.
نقل لَهُ ابن ماجه في تفسيره.(5/57)
96 - ق: حفص بن عُمر الشَّاميُّ البَزَّاز. [الوفاة: 201 - 210 ه]
من طبقة بقية،
مجهول.
روى لَهُ ابن ماجة.(5/57)
• - حفص بْن عُمَر العَدَنيُّ المعروف بالفَرْخ، [الوفاة: 201 - 210 ه]
يُذكر في الطبقة الآتية.
واه.(5/57)
97 - ت: حفص بن عمر بن عُبَيد الطَّنَافسيُّ [الوفاة: 201 - 210 ه][ص:58]
مقل، مقبول، خرج لَهُ التِّرْمِذيّ.(5/57)
• - حَفْص بْن عُمَر الحَوْضيُّ، أبو عُمَر النَّمريُّ، [الوفاة: 201 - 210 ه]
ثقة مشهور،
سيأتي إنّ شاء اللَّه.(5/58)
• - حفص بْن عُمَر الضَّرير، أبو عمر الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 201 - 210 ه]
سيأتي أيضًا فيما بعد.(5/58)
98 - حفص بْن عُمَر بْن جابان. [الوفاة: 201 - 210 ه]
شيخ مجهول،
رَوَى عَنْ: شُعْبَة، لَهُ ذكر.(5/58)
99 - حفص بْن عُمَر الرَّفَّاء. [الوفاة: 201 - 210 ه]
يروى أيضًا عَنْ شُعْبَة.
قَالَ أبو حاتم: كذاب.(5/58)
100 - حفص بْن عُمَر الواسطيُّ، النَّجَّار الإِمَام [أبو عِمْران] [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنِ: العوام بْن حوشب.
ضعفوه،
قَالَ ابن عديّ: رَوَى عَنْ: شُعْبَة، وعبد الحميد بْن جعفر. يتكلمون فيه.
وقال أبو أحمد الحاكم: يكنى أبا عمران، ويقال له: الإمام.
رَوَى عَنْهُ: أحمد بن سليمان الرهاوي، وعمرو بن رافع القزويني، ووهب بن بيان، وغيرهم.
قال أبو حاتم: ضعيف الحديث.
روى أيضا عَنْ ثور بْن يزيد، وهمام بْن يحيى، وأبان بْن أَبِي سِنان الشَّيْبانيّ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. [ص:59]
وقال أبو زُرْعة: لَيْسَ بقوي.(5/58)
101 - حفص بْن عَمْرو البَغْداديُّ العَدَويُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ معاوية بْن سلام، وجماعة.
وَعَنْهُ: إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، وعبد الله بن أبي سعد الوَرَّاق.
وهو مقل.(5/59)
• - حفص بْن عُمَر الكَفْر. [الوفاة: 201 - 210 ه]
روى الأباطيل، يأتي فيما بعد، وهو كبير.(5/59)
102 - حفص بْن عمر، قاضي حلب. [الوفاة: 201 - 210 ه]
قديم الموت.
رَوَى عَنْ: هشام بْن حسان، ومحمد بْن إِسْحَاق، وصالح بْن حسّان، والفضل بْن عيسى الرقاشي، وجماعة.
وَعَنْهُ: يحيى بن صالح الوحاظي، ومحمد بن بكار، وعامر بن سيار الحلبي.
وهو منكر الحديث، لم يخرجوا له.
قال أبو حاتم: ضعيف.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ.(5/59)
103 - د ت: حفص بْن عُمَر بْن مُرَّة الشَّنِّيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
أقدم من هَؤُلاءِ،
رَوَى عَنْهُ: أبو سَلَمَةَ التبوذكي.
وهو صدوق. خرج لَهُ أبو داود، والترمذي.
ذكرناه استطرادًا، واللَّه أعلم.(5/59)
104 - حفص بْن عُمَر بْن حفص المَخْزوميُّ، [الوفاة: 201 - 210 ه]
قاضي عَمَّان.
عَنْ الزُّهْرِيّ، وغيره.
وَعَنْهُ: الهَيْثَم بْن خارجة، وسليمان ابن بنت شُرَحْبِيل، وهشام بن عمّار. [ص:60]
أحاديثه مستقيمة. قاله ابن عساكر.(5/59)
105 - خ م ت ن: الحَكَم بْن عَبْد اللَّه، أبو النُّعمان البَصْريُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: سَعِيد بْن أبي عَرُوبَة، وشُعْبة، وأبي عَوَانة.
وَعَنْهُ: محمد بْن الْمُثَنَّى، وعُقْبة بْن مُكْرَم، وأحمد البزّيّ المقرئ، وأبو قُدَامة عُبَيْد اللَّه بْن سَعِيد السَّرْخَسيّ.
وكان ثقة حافظًا،
قَالَ الْبُخَارِيّ: حديثه معروف، كَانَ يحفظ.(5/60)
106 - الحَكَم بْن مروان الكُوفيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: كامل أَبِي العلاء، وزهير بْن معاوية، وإسرائيل.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وعبد اللَّه المُخَرِّميّ.
قَالَ أبو حاتم: لا بأس بِهِ.(5/60)
107 - الحَكَم بْنُ هِشَامُ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْن هشام بْن عَبْد الملك بْن مروان. الأمير أبو العاص الأُمَويُّ الأندلُسيُّ، [الوفاة: 201 - 210 ه]
ملك الأندلس.
ولي الأمر بعد والده، وامتدت أيامه، وأقام في الإمرة سبعًا وعشرين سنة وشهرًا. ولقب نفسه بالمرتضى. وكان فارسًا شجاعًا فاتكًا جبارًا ذا حَزْم ودهاء. وعاش خمسين سنة.
هو الّذي أوقع بأهل الربض الوقعة المشهورة. وكان الربض محلة متصلة بقصره، فهدمه ومساجده. وفعل بأهل طليطلة أعظم من ذَلِكَ في سنة إحدى وتسعين ومائة.
وتظاهر في صدر ولايته بالخمور والفسق، فقامت الفُقَهاء والكبار فخلعوه في سنة تسع وثمانين. ثمّ أعادوه لما تنصّل وتاب، فقتل طائفة من الكبار. قِيلَ: بلغوا سبعين نفسًا. وصلبهم بإزاء قصره. وكان يومًا شنيعًا ومنظرًا فظيعًا، فلا قوة إلا باللَّه. فمقتته القلوب وأضمروا لَهُ الشّرّ، وأسمعوه الكلام المُرّ، فتحصّن واستعدّ، وجرت لَهُ أمور يطول شرحها.
قال أبو محمد بْن حزْم: كَانَ من المجاهرين بالمعاصي، سفّاكًا للدماء. [ص:61]
كَانَ يأخذ أولاد النّاس الملاح فيْخصيهم ثمّ يُمسكهم لنفسه.
وله أشعارٌ. ولي الأمرَ بعده ابنهُ أبو المُطَرِّف عَبْد الرَّحْمَن.
مات سنة ست.(5/60)
108 - ع: حمَّاد بْن أُسامة بْن زيد، الحافظ، أبو أسامة الكُوفيُّ، [الوفاة: 201 - 210 ه]
مولى بني هاشم.
عَنْ: الأعمش، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وأسامة بْن زيد اللَّيْثيّ، والأجلح الكِنْديّ، وإدريس الأَوْديّ، وبُرَيْد بن عَبْد اللَّه بْن أَبِي بُرْدَة، وحبيب بْن الشَّهيد، وبهز بْن حكيم، وحسين المعلّم، وزكريّا بْن أَبِي زائدة، والْجُرِيريّ، وهشام بْن عُرْوَة، وخلْق.
وَعَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ مَعَ تقدُّمِهِ ونُبْله، وأحمد، وإِسْحَاق، وابن مَعِين، وَابْنُ الْمَدِينِيِّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وأحمد الدَّوْرقيّ، والحَسَن الحَلْوانيّ، وَسَلَمَةُ بْن شبيب، وعليّ بْن محمد الطنافسي، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المُخَرِّميّ، وأبو كُرَيْب، ومحمود بْن غَيْلان، وأحمد بن عبد الحميد الحارثي، وأحمد بن عُبَيْد بْن ناصح، والحَسَن بْن عليّ العامريّ، وخلائق.
قَالَ أحمد: أبو أسامة ثقة. كَانَ أعلم النّاس بأمور النّاس وأخبار الكوفة. وما كَانَ أرواه عَنْ هشام بْن عُرْوَة.
وقال أيضًا: كَانَ ثَبْتًا لا يكاد يخطئ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ: سَمِعْتُ أبا أسامة يَقُولُ: كتبتُ بإصْبَعَيَّ هاتين مائة ألف حديث.
وقال ابن الفُرات: كَانَ عنده ستّمائة حديث عَنْ هشام بْن عُرْوَة.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ: كان أبو أسامة في زمن الثَّوْريّ يعد من النساك.
وروى يحيى بن يمان عَنْ سُفْيَان قَالَ: ما بالكوفة شابّ أعقل من أَبِي أسامة.
قَالَ الْبُخَارِيّ: مات في ذي القعدة سنة إحدى ومائتين، وهو ابن [ص:62] ثمانين سنة، فيما قِيلَ.
قَالَ الفَسَويّ: سَمِعْتُ ابن نُمَيْر يوهن أبا أسامة، ثمّ يعجب من أَبِي بَكْر بْن أَبِي شَيْبة، مَعَ معرفته بأبي أسامة، ثمّ هُوَ يحدِّث عَنْهُ.
قَالَ ابن نُمَيْر: وهو الّذي يروي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، نرى بأنّه لَيْسَ بابن جَابِر، بل هُوَ رَجُل تسمى بِهِ.
قلت: تلقت الأَئِمَّةُ حديث أَبِي أسامة بالقبول لحفظه ودينه، ولم يُنْصفه ابن نُمَيْر.
قَالَ محمد بْن عثمان بْن كرامة: سَمِعْتُ أبا أسامة يَقُولُ: وضعت بنو أُمَيَّةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أربعةَ آلاف حديث.
قلت: هذه مجازفة من أَبِي أسامة وغُلُوّ، والكوفيّ لا يُسمع قولُه في الأُمويّ.
قَالَ أحمد العِجْليّ: أبو أسامة ثقة من حكماء أصحاب الحديث، شهِدْت جَنَازته في شوال سنة إحدى ومائتين.(5/61)
109 - م 4: حمَّاد بْن خَالِد، أبو عَبْد اللَّه الْقُرَشِيُّ البَصْريُّ الخيَّاط، [الوفاة: 201 - 210 ه]
نزيل بغداد.
عَنْ: أفلح بْن حُمَيْد، وأفلح بْن سَعِيد، وابن أَبِي ذئب، ومعاوية بْن صالح الحضرميّ، وهشام بْن سعْد، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وأحمد بْن مَنِيع، والحَسَن الزَّعْفرانيّ، وإِسْحَاق بْن بُهْلُولٍ، وعَمْرو النّاقد، وابن نُمَيْر، وجمْعٌ.
قَالَ أحمد: كَانَ حافظًا، وكان يحدّثنا وهو يخيط، كتبت عَنْهُ أَنَا ويحيى بْن مَعِين.
وقال ابن مَعِين: كَانَ أُمِّيًّا لا يكتب، ثقة، وكان يقرأ الحديث.
وقال غيره: كان مدنيا يخيط على باب مالك.(5/62)
110 - ت ق: حمَّاد بْن عيسى بْن عَبِيدَة الْجُهَنيُّ الواسطيُّ. وقيل: الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: جعفر الصادق، وابن جُرَيْج، وموسى بْن عبيدة، وحنظلة بْن أَبِي سُفْيَان وغيرهم.
وَعَنْهُ: عَبْد بْن حُمَيْد، وإبراهيم الْجُوزَجَانيّ، وأبو بكر الصغاني، وعباس الدُّوريّ، والكُدَيْميّ، وآخرون.
قَالَ ابن مَعِين: شيخ صالح.
وقال أبو حاتم: شيخ ضعيف الحديث.
قلت: يقال لَهُ: غريق الجحفة، لأنّه حجّ في سنة ثمانٍ فغرق بوادي الجحفة.(5/63)
111 - حمَّاد بْن قيراط، أبو عَلَى النَّيْسَابوريُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
حدَّثَ بالرِّيّ عَنْ: سَعِيد بْن أَبِي عَرُوبَة، وشعبة بْن الحجاج.
وَعَنْهُ: إبراهيم بْن مُوسَى الفراء، وإِسْحَاق بْن إبراهيم المَرْوَزِيّ نزيل الرّيّ، ثمّ خرج إلى الشام وتعبد هناك.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوقٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يحتج به.
قلت: توفي سنة اثنتين ومائتين.(5/63)
112 - ع: حمَّاد بْن مَسْعَدَة، أبو سَعِيد التَّمِيميّ، ويقال: الباهليُّ، مولاهم، الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: يزيد بْن أَبِي عبيد، وهشام بْن عُرْوَة، وابن عَون، وابن جُرَيْج، وعُبَيْد اللَّه بْن عُمَر، وسليمان التَّيْميّ.
وَعَنْهُ: أحمد، وإسحاق، ويحيى بْن أَبِي طَالِب، وأحمد بْن الفُرات، وطائفة.
وثّقه أبو حاتم.
وتُوُفّي في رجب سنة اثنتين ومائتين. [ص:64]
وقع لنا حديثه بعلو.(5/63)
113 - حمَّاد بْن مَعْقِل، أبو سَلَمَةَ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: مالك بْن دينار، وغالب القطّان.
وَعَنْهُ: عُمَر بن الصلت، ومسلم بن إبراهيم، ونصر بْن عليّ، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر رُسْتَة.
قال أبو حاتم: صدوق.(5/64)
114 - حمَّاد بن أبي سُليمان بْن المَرْزُبان الفقيه، أبو سُليمان النَّيْسَابوريُّ، صاحب محمد بْن الحَسَن، ويلقب قيراط. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: شُعْبَة، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبَة، وداود بْن أَبِي هند، والثَّوْريّ.
قَالَ الحاكم: لقي جماعةً من التابعين، وتفقه على كبر السن عند محمد.
رَوَى عَنْهُ: أحمد بْن الأزهر، ومحمد بن عبد الوهاب.(5/64)
115 - ن ق: حمزة بْن الحارث بْن عُمَيْر، أبو عُمَارة العدوي، مولى آل عُمَر رضى الله عنه، الْبَصْرِيّ [الوفاة: 201 - 210 ه]
نزيل مكة.
يروي عَنْ: أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: إبراهيم بْن عَبْد اللَّه الهَرَوِيّ، وأحمد بْن أَبِي شُعَيب الحرّانيّ، وإِسْحَاق بن أبي إسرائيل، وبكر بن خلف ختن المقرئ، ورجاء بن السندي الإسفراييني.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ.(5/64)
116 - حمزة بْن زياد بْن سعْد الطُّوسيّ، أبو مُحَمَّد، [الوفاة: 201 - 210 ه]
نزيل بغداد.
حدَّثَ عَنْ: شُعْبَة، والثَّوْريّ، ومالك، وفليح بْن سليمان.
وَعَنْهُ: ابنه محمد، وموسى بن هارون الطوسي، وأحمد بن زياد السمسار.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ مهنا الشّاميّ: سألت الإِمَام أحمد عَنْهُ فقال: لا يكتب عَنْهُ الخبيث.(5/64)
117 - حمزة بْن القاسم، أبو عُمارة الأزديُّ الكُوفيُّ الأحْوَل المقرئ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
قرأ القرآن على حمزة مرتين،
وَرَوَى عَنْهُ، وَعَنْ: حفص بن سليمان، وأبي بكر بن عياش، ويعقوب بن جعفر القارئ، وتصدر للإقراء.
رَوَى عَنْهُ: أبو عمر [ص:65] الدُّوريّ، وأبو الحارث الَّليْث بْن خَالِد، وعبد الرَّحْمَن بْن واقد.(5/64)
118 - حُمَيْد بْن عَبْد الحميد، الأمير، [الوفاة: 201 - 210 ه]
من كبار قوّاد المأمون.
تُوُفّي سنة عشر.(5/65)
119 - حنيفة بْن مرزوق أبو الحَسَن. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: شُعْبَة، وشريك.
وَعَنْهُ: خلاد بْن أسلم، وعبّاس الدوري، وعلي بن شيبة السدوسي.(5/65)
-[حَرْفُ الْخَاءِ](5/65)
120 - خَالِد بْن إسماعيل، أبو الوليد المخزومي، [الوفاة: 201 - 210 ه]
أحد المتروكين.
رَوَى عَنْ: هشام بْن عُرْوَة، وابن جُرَيْج، وعبيد الله بن عمر، وابن أبي ذئب.
وَعَنْهُ: الحسين بن الحسن الشيلماني، والعلاء بن مسلمة، وسعدان بن نصر، وأبو يوسف محمد بن أحمد الصيدلاني، ومحمد بن المغيرة الشهرزوري.
قال ابن عدي: يضع الحديث على الثقات.
وقال ابن حبان: لا تجوز الرواية عَنْهُ.
قلت: من موضوعاته: عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: " {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بعض أزواجه حديثا} ". قَالَ: أسرّ إليها أنّ أبا بَكْر خليفتي من بعدي. رواه عَنْهُ سَعْدان.(5/65)
121 - خَالِد بْن الحُسين أبو الْجُنَيْد الضّرير. [الوفاة: 201 - 210 ه]
كَانَ ببغداد،
رَوَى عَنْ: يحيى بْن القاسم، وحمّاد الرَّبَعِيّ، وعثمان بن مقسم، وغيرهم.
وَعَنْهُ: الحسن بن يزيد الجصاص، وسليمان بن توبة، وأيوب الوزان.
قال ابن معين: ليس بثقة.
ووهى ابن عدي حديثه.(5/65)
• - د ن: خالد بن عبد الرحمن، أبو الهيثم الخُراسانيُّ المرورَوذي. [الوفاة: 201 - 210 ه]
نزيلُ ساحل دمشق. [ص:66]
عَنْ: ابن أَبِي ذئب، ومالك بْن مغول، وشُعْبة، وطائفة.
سيأتي في الطبقة المقبلة.(5/65)
122 - خَالِد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن خَالِد بْن سَلَمَةَ المخزوميّ الْمَكِّيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
شيخ
رَوَى عَنْهُ: أبو يحيى بن أبي مسرة أيضًا، وأبو الدَّرْدَاء عَبْد العزيز بْن مُنيب، ويحيى بن عبدك القَزْوينيّ، وجماعة.
سَمِعَ: مِسْعَرًا، والثَّوْريّ، ووَرْقاء.
قَالَ الْبُخَارِيّ وأبو حاتم: ذاهب الحديث.
وقد جعله ابن عديّ والذي قبلَه واحدًا، وفرّق بينهما العقيلي، وهو الصواب.(5/66)
123 - د ق: خالد بن عَمْرو بْن محمد بْن عَبْد اللَّه بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ أبو سَعِيد الأُمَويّ الكُوفيُّ، [الوفاة: 201 - 210 ه]
ابن عمّ عَبْد العزيز بْن أبان.
عَنْ: هشام الدَّسْتُوائيّ، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وشُعْبَة، وسُفْيان، ومالك بْن مغْوَل، وطائفة كبيرة.
وَعَنْهُ: الحَسَن بْن عليّ الخلال، والرَّماديّ، وأحمد بْن عُبَيْد بْن ناصح، وأحمد بْن محمد بْن أَبِي الخناجر، ويوسف بْن مُسْلِم، وخلق.
قَالَ أحمد بْن حنبل: لَيْسَ بثقة.
وقال أبو زُرْعة: منكر الحديث.
وقال صالح جَزَرَة: كَانَ يضع الحديث.(5/66)
124 - خَالِد بْن نَجِيح أبو يحيى الْمِصْرِيُّ، [الوفاة: 201 - 210 ه]
مولى آل الخطّاب.
عَنْ: حيوة بْن شُرَيْح، وموسى بْن عُلَي، واللَّيث بْن سعْد، ومالك، وطائفة. [ص:67]
قَالَ ابن يونس: منكر الحديث.
وقال أبو حاتم الرّازيّ: كذّاب، كَانَ يضع الحديث. والأحاديث الّتي أُنكِرت عَلَى عَبْد اللَّه بْن صالح يتوهم أنها من فِعْله. كَانَ يصحبه.
تُوُفّي في شوّال سنة أربعٍ ومائتين.
قلت: وهذا غير المدائني، ذاك في الطبقة الآتية.(5/66)
125 - خالد بن يزيد ابن الأمير خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أسد القَسْريّ الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
عَنْ: هشام بْن عُرْوة، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وأبي حيّان التَّيْميّ، وابن عَون، وجماعة.
وَعَنْهُ: الوليد بْن مُسْلِم، وهو أكبر منه، ودُحَيْم، وأحمد بْن بَكْر البالِسيّ، وأحمد بْن جناب المصِّيصيّ، وآخرون.
قَالَ ابْن عديّ: أحاديثه لا يُتابَع عليها لا إسنادًا ولا مَتْنًا، ولم أرَ لهم فيه قولا.
وقال أبو حاتم: لَيْسَ بقويّ.(5/67)
126 - ق: خَالِد بْن أَبِي يزيد. ويُقال: ابن يزيد أبو الهَيْثَم الفارسي القَرْنيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
وَقَرْنُ قرية من ناحية قُطْرُبُلّ.
عَنْ: شُعْبَة، ووَرْقاء، وأبي شهاب الحنّاط، وجماعة.
وَعَنْهُ: عَبَّاس الدُّوريّ، وأبو بَكْر الصاغاني، وبشر بن موسى، وجماعة.
وعن ابن معين قَالَ: لم يكن بِهِ بأس.
قلت: تُوُفّي قريبا من سنة عشر.(5/67)
127 - د ق: خالد بن يزيد السُّلَميُّ الدمشقي [الوفاة: 201 - 210 ه]
والد محمود بْن خَالِد.
عَنْ: ليث بْن أَبِي سُلَيْم، وعَمْرو بْن قيس المُلائيّ، وابن أَبِي ليلى الفقيه، ومُطْعِم بْن المِقْدام، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابنه، ودُحَيْم، وسُليمان ابن بنت شُرَحْبيل، وأحمد بن بكروية البالسي. [ص:68]
ووثقه ابن حِبّان.(5/67)
128 - خُزَيْمة بْن خازم بْن خُزَيْمة الخُراسانيّ الأمير. [الوفاة: 201 - 210 ه]
من كبار قُوّاد المأمون، ومن أبناء الدعوة الْعَبَّاسِيَّةِ.
لَهُ ذِكْر في الحروب.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ ومائتين بعدما عَمي.
وقد رَوَى عَنْ: ابن أَبِي ذئب.
وَعَنْهُ: يعقوب بْن يوسف.(5/68)
129 - الخصيب بْن ناصح الحارثيّ الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 201 - 210 ه]
نزيل مصر.
عَنْ: هشام بْن حسان، وشُعْبة، ويزيد بْن إبراهيم التُّسْتَريّ، ونافع بْن عُمَر، وهمام بْن يحيى، وجماعة.
وَعَنْهُ: الربيع المُرَاديّ، وبحر بْن نَصْر الخَوْلانيّ، وعَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الحَكَم، وسليمان بْن شُعَيْب الكَيْسانيّ، وجماعة.
قَالَ أبو زُرْعة: ما بِهِ بأس إنّ شاء اللَّه.
لم يخرجوا لَهُ.
قَالَ ابن يونس: تُوُفّي سنة ثمانٍ ومائتين، وقيل: سنة سبع. وقيل: أصله بلخي.(5/68)