161 - ن ق: عَبْد الرَّحْمَنِ بْن يَزِيدَ بْن تميم السُّلميُّ الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: مكحول، وإسماعيل بْن عُبَيْد الله، وبلال بْن سعد، والزهري، ومطعم بْن المقدام، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابناه: الحسن وخالد، والوليد بْن مسلم، وأبو أسامة، وأبو المغيرة عَبْد القدوس، وآخرون.
ضعّفه أَبُو زرعة.
وقال أَبُو داود، والنسائي: متروك الحديث.
وقال البخاري: عنده مناكير. [ص:132]
وقال أحمد: قلب أحاديث شهر بْن حوشب فجعلها حديث الزهري.
وقال ابْن عديّ: يكتب حديثه.
وقال دُحَيم: لَهُ حديث معضِل، وقال أيضًا: منكر الحديث عَن الزهري.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: أَبُو أسامة يروي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ فنرى أَنَّهُ ليس بِهِ.
قَالَ الفسوي: صدق، هُوَ عَبْد الرحمن بْن بلال بْن تميم.
وقال ابْن أَبِي حاتم: سَأَلْتُ محمد بْن عَبْد الرحمن الجعفي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ فَقَالَ: قدم الكوفة عَبْد الرحمن بْن يزيد بْن تميم، ويزيد بْن يزيد بْن جابر، ثُمَّ قدم عَبْد الرحمن بْن يزيد بْن جابر بعد مدة، فالذي عَنْهُ أَبُو أسامة ليس هُوَ ابْن جابر هُوَ ابْن تميم.
وقال الذهلي: الوليد الموقري، وعبد الرحمن بْن يزيد بن تميم تجيء عنهما مناكير عَن الزهري.
وقال أَبُو بكر بن أبي داود: قدم هذا فقال: أخبرنا عَبْد الرحمن بْن يزيد الدمشقي، وحدث عَن مكحول، وظن أَبُو أسامة أَنَّهُ ابْن جابر، وابن جابر فثقة مأمون، والآخر ضعيف، قَالَ: وقدم ثور بْن يزيد، وابن تميم هَذَا، وبرد بْن سنان، ومحمد بْن راشد، وأبو ثوبان العراق؛ فروا من القتل، كانوا قَدَرِيّة.
وقال البخاري: قَالَ أحمد بْن حنبل: أخبرت عَن مروان عَن الوليد أَنَّهُ قَالَ: لا ترو عَنْهُ فإنه كذاب - يعني ابْن تميم -.
وقال الهيثم بْن خارجة: حدّث الوليد عَن ابْن تميم عَن مكحول حديث الفاجرة، فَقَالَ وكيع: شيخ سوء يحدّث بمثل هَذَا!.
قُلْتُ: روى لَهُ النسائي متابعة.(4/131)
162 - ع: عَبْد الرحمن بْن يزيد بْن جابر، أَبُو عُتبة الأزديُّ الدَّارانيُّ، الدمشقي، الحافظ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
[ص:133]
عَنْ: أَبِي الأشعث الصنعاني، وأبي كبشة السلولي، ومكحول، وأبو سلام ممطور، وابن عامر اليحصبي، والزهري، وعطية بْن قيس، وعدد كثير.
وَعَنْهُ: ابنه عَبْد الله، وابن الْمُبَارَك، والوليد بْن مسلم، وعمر بْن عَبْد الواحد، وأيوب بْن سويد، وحسين الجعفي، ومحمد بْن شعيب، وخلق.
وقد طلبه المنصور فوفد عَلَيْهِ.
وثّقه ابْن معين، وأبو حاتم.
وقال أَبُو مسهر: رأيته.
وقال الوليد بْن مسلم، عَن ابْن جابر، قَالَ: كنت أرتدِف خلف أَبِي أيام الوليد فقدم علينا سُلَيْمَان بْن يسَّار، فَدَعَاهُ أَبِي إِلَى الْحَمَّامِ، وَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا، وكنت آتي المقاسم أيام هشام.
وروى صدقة بْن خالد، عَن ابْن جابر، قَالَ: قَالَ خالد بْن اللجلاج لمكحول: سل هَذَا عما كَانَ وما لم يكن، يعني ابن جابر.
قال أحمد: ابن جابر ليس به بأس.
وقال الوليد بن مسلم: سمعت عبد الرحمن بن يزيد بْن جابر يَقُولُ: لا تكتبوا العلم إلا ممن يُعرف بطلب الحديث.
قَالَ أَبُو مسهر وجماعة: مات سنة أربع وخمسين ومائة.
وقال أَبُو عُبَيْد، وخليفة: سنة ثلاث، وقيل: سنة ست.(4/132)
163 - د: عَبْد السلام بْن أَبِي حازم شَدَّاد، أَبُو طالوت العبديُّ، القَيْسيُّ، البَصْريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أنس، وغزوان بْن جرير، وأبي عثمان النهدي. وفي " سنن أبي داود " روايته عَن أَبِي برزة الأسلمي، وذلك ممكن؛ لأنه يَقُولُ: رأيت هودج عائشة [ص:134] يوم الجمل كأنه قنفذ من السهام.
رَوَى عَنْهُ: وكيع، وأبو بدر السكوني، والأنصاري، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وجماعة.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعيِنٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لا أعلمه إلا ثقة.
وقال ابْن حبان: ولد أبوه شداد يوم قبض النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
قُلْتُ: حديثه أعلى شيء وقع فِي " السنن "، وهو فِي ذكر الحوض ".(4/133)
164 - د ت ن: عَبْد السلام بْن حفص، ويقال: ابْن مصعب، المدنيُّ، أبو مصعب. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: الزهري، وعبد الله بْن دينار، وزيد بْن أسلم،
وَعَنْهُ: ابْن وهب، وخالد بْن مخلد، وأبو عامر العقدي.
وثّقه يحيى بْن معين.(4/134)
165 - د: عَبْد الصَّمد بْن حبيب العَوْذيُّ البَصْريُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
نزيل بغداد.
رَوَى عَنْ: أبيه، وسعيد بْن طهمان،
وَعَنْهُ: هاشم بْن القاسم، وَمُسْلِمُ بْن إِبْرَاهِيم، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لين الحديث.(4/134)
166 - 4: عَبْد العزيز بْن أَبِي رَوَّاد، واسم أبيه مَيْمون، ويقال: أيمن، ابْن بدر مولى المهلب بْن أَبِي صفرة، الأزديُّ المكيُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
أحد العُلَمَاء، ولَهُ جماعة إخوة.
رَوَى عَنْ: عكرمة، وسالم، والضحاك بْن مُزاحم، ونافع، وجماعة،
وَعَنْهُ: [ص:135] ابنه الفقيه عَبْد المجيد، وحسين الجَعْفي، ويحيى القطَّان، وعبد الرزاق، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَمَكِّيُّ بْن إِبْرَاهِيم، وَعِدَّةٌ.
قَالَ ابْن الْمُبَارَك: كَانَ من أعبد الناس.
وقال يوسف بْن أسباط: مكث أربعين سنة لم يرفع طرفه إِلَى السماء، فبينما هُوَ يطوف حول الكعبة إذ طعنه المنصور بأصبعه فالتفت، فَقَالَ: قد علمت أنها طعنة جبّار.
وقال شقيق البلخي: ذهب بصر عَبْد العزيز بْن أَبِي رَوَّاد عشرين سنة، ولم يعلم به أهله، ولا ولده.
وعن سفيان بن عيينة، قَالَ: كَانَ ابْن أَبِي رواد من أحلم الناس، فلما لزمه أصحاب الحديث، قَالَ: تركني هَؤُلاءِ كأني كلب هرّار.
وقال أَبُو عَبْد الرحمن المقرئ: ما رأيت أحدًا قط أصبر عَلَى طول القيام من عَبْد العزيز بْن أَبِي رواد.
وقال خلاد بن يحيى: حدثنا عَبْد العزيز بْن أَبِي رواد، قَالَ: كَانَ يقال: من رأس التواضع الرضا بالدون من شرف المجالس.
وقال عَبْد الصمد بْن يزيد مردويه: حدثنا ابْن عيينة، أن عَبْد العزيز بْن أَبِي رواد قَالَ لأخ لَهُ: أَقْرِضْنا خمسة آلاف درهم إِلَى الموسم، فسُرَّ التاجر وحملها إِلَيْهِ، فلما جنّه الليل، قَالَ: مَا صنعت بابن أبي رواد؟ شيخ كبير، وأنا كذلك مَا أدري مَا يحدث لنا فلا يعرف لَهُ ولديّ مَا أعرف لَهُ، لئن أصبحت لآتينّه فأشاوره، وأجعله منها فِي حِلٍّ، فلما أصبح أتاه فأخبره فَقَالَ: اللهمّ أعطه أفضل مَا نوى، ودعا له، وقال: إن كنت إنما تشاورني فإنما استقرضناه عَلَى الله، وكلما اغتممنا بِهِ كفّر الله بِهِ عنا، فإذا جعلتنا مِنْهُ فِي حِلّ كأنه يسقط، وكره التاجر أن يخالفه، قَالَ: فما أتى الموسم حَتَّى مات التاجر فأتى ولده فقالوا: مال أبينا يا أبا عَبْد الرحمن، فَقَالَ لَهُم: لم يتهيّأ، ولكن الميعاد بيننا الموسم الآتي، فقاموا من عنده، فلما كَانَ الموسم الآتي لم يتهيّأ المال فقالوا له: أيش أهون عليك من الخشوع، وتذهب بأموال الناس! فرفع رأسه فَقَالَ: رحم الله أباكم قد كَانَ يخاف هَذَا وشبهه، ولكن الأجل بيننا وبينكم الموسم الآتي، وإلا فأنتم فِي حل مما قلتم، فبينما هُوَ ذات يوم خلف المقام، إذ ورد عَلَيْهِ غلام قد [ص:136] كَانَ هرب إِلَى الهند بعشرة آلاف درهم فأخبره أنه اتجر وأن معه من التجارات مَا لا يحصى، قَالَ سفيان: فسمعته يَقُولُ: لك الحمد سألناك خمسة آلاف فبعثت إلينا عشرة آلاف، يَا عَبْد المجيد احمل العشرة آلاف، خمسة لَهُم وخمسة للإخاء الَّذِي بيننا وبين أبيهم، فَقَالَ ابنه - وقد جاء -: قد دفعتها إليهم، فَقَالَ العبد: من يقبض مَا معي؟ فَقَالَ: يَا بني إنما سألناه خمسة آلاف فبعث بعشرة آلاف، أنت حر لوجه الله، وما معك فلك.
قَالَ عَبْد العزيز: سَأَلْتُ عطاءً عَن قوم يشهدون عَلَى الناس بالشرك، فأنكر ذَلِكَ.
وقال عَبْد العزيز: اللهمّ مَا لم تبلغه قلوبنا من خشيتك فاغفره لنا يوم نقمتك من أعدائك.
وعن عَبْد العزيز: وسئل مَا أفضل العبادة؟ قَالَ: طول الحزن.
قَالَ مؤمل بْن إسماعيل: مات عَبْد العزيز، فجيء بجنازته فوُضعت عند باب الصفا، وجاء سفيان الثوري، فَقَالَ الناس: جاء الثوري جاء الثوري، فجاء حَتَّى خرق الصفوف والناس ينظرون إِلَيْهِ، فجاوز الجنازة ولم يصلِّ عليها، وذلك أَنَّهُ كَانَ يرى الإرجاء، فقيل لسفيان، فَقَالَ: والله إِنِّي لأرى الصلاة عَلَى من هُوَ دونه عندي، ولكن أردت أن أرِي الناس أَنَّهُ مات عَلَى بدعة.
وقال يحيى بن سليم: سَمِعْت عَبْد العزيز بْن أبي رواد يسأل هشام بن حسان في الطواف: مَا كَانَ الحسن يَقُولُ فِي الإيمان؟ قَالَ: كان يقول: قول وعمل، قَالَ: فما كَانَ ابْن سيرين يَقُولُ؟ فَقَالَ: كان يقول: " آمنا بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ. . . " الآية، فَقَالَ ابْن أَبِي رواد: كَانَ ابْن سيرين، وكان ابْن سيرين، فَقَالَ هشام: بيّن أَبُو عَبْد الرحمن الإرجاء.
وقال ابْن عيينة: غبت عَن مكة، فجئت، فتلقّاني الثوري، فَقَالَ لي: يا ابن عيينة: عَبْد العزيز بْن أَبِي رواد يفتي المسلمين، قُلْتُ: وفعل؟ قَالَ: نَعَمْ.
وقال عَبْد الرزاق: كنت جالسًا مَعَ الثوري فمر عَبْد العزيز بْن أَبِي رواد [ص:137] فَقَالَ سفيان: أما إنه كَانَ شابًا أفقه مِنْهُ شيخًا.
وقال أَبُو عاصم: جاء عكرمة بْن عمارٍ إِلَى ابْن أَبِي رواد فدقّ بابه، وقال: أين الضالّ؟.
وقال أحمد بْن حنبل: كَانَ مرجئًا، وكان رجلا صالحًا، وليس هو في التثبت مثل غيره.
وقال أَبُو حاتم: صدوق.
وقال ابْن حِبّان: روى عَن نافع عَن ابْن عمر نسخة موضوعة كان الحديث بها توهّمًا لا تعمّدًا.
قُلْتُ: الشأن فِي صحة تِلْكَ الأحاديث عَن عَبْد العزيز.
مات سنة تسع وخمسين.(4/134)
167 - سوى د: عَبْد العزيز بْن سِياه الحِمَّانيّ الكوفيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: الشعبي، وحبيب بْن أَبِي ثابت، والحكم، وجماعة،
وَعَنْهُ: عَبْد الله بْن نمير، ويحيى بْن آدم، وعبيد الله بْن موسى، وابنه يزيد بْن عَبْد العزيز.
قَالَ أَبُو زرعة: كَانَ من كبار الشيعة، لا بأس بِهِ.(4/137)
168 - عَبْد العزيز بْن رُبَيع، أَبُو العوَّام الباهليُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عطاء، وأبي الزبير،
وَعَنْهُ: الثوري، ووكيع، وروح بْن عبادة، ويحيى بْن كثير العنبري.
وثّقه ابْن معين.(4/137)
169 - عَبْد القاهر بْن تليد، أَبُو رفاعة العامريُّ الكوفيُّ، ويقال: البصريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
[ص:138]
سَمِعَ: الشعبي، وغيره.
وَعَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مَهْدِيٍّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وأبو الوليد.
وثّقه يحيى بْن معين.(4/137)
170 - عَبْد المجيد بْن أَبِي عبس بْن جبر الأنصاريُّ الأوسيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أبيه عَن جده،
وَعَنْهُ: محمد بْن طلحة التيمي، وعثمان بْن إسحاق، وزيد بْن الحباب.
قَالَ أَبُو حاتم: لين.(4/138)
171 - 4: عَبْد المجيد بْن أَبِي يزيد العقيليُّ، ابن وَهْب البَصْريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: العداء بْن خالد،
وَعَنْهُ: هارون بْن موسى النحوي، وعثمان بْن فارس، وعباد بْن ليث الكرابيسي.
وأظنّه تقدم.(4/138)
172 - ع: عَبْد الملك بْن حُمَيد بْن أَبِي غُنَيَّة الكوفيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أبيه، والحكم، وعاصم بْن بهدلة،
وَعَنْهُ: السفيانان، وأبو نعيم، وأبو المغيرة الحمصي، وجماعة.
وثّقه ابْن معين.(4/138)
173 - عَبْد الملك بْن شَدَّاد الأزديُّ الحديديُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: الحسن، وثابت، وعبد الله بْن سُلَيْمَان،
وَعَنْهُ: وكيع، وسعيد بْن عامر، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم.(4/138)
174 - ت ن: عَبْد الملك بْن مسلم أَبُو سلَّام الحنفي الكوفي. [الوفاة: 151 - 160 ه]
[ص:139]
عَنْ: أبيه، وصوابه عَن رَجُل عَن أبيه،
وَعَنْهُ: وكيع، وأبو نعيم، وأحمد بْن خالد الوهبي.
صدوق موثق، لكنه شيعي.(4/138)
175 - م د ن ق: عَبْد الملك بْن مَعْن المسعوديُّ، أَبُو عبيدة، [الوفاة: 151 - 160 ه]
أخو القاسم ابْن معن.
رَوَى عَنْ: الأعمش، وأبي إسحاق الشيباني. ومات شابا،
وَعَنْهُ: ابنه محمد، وابن الْمُبَارَك، والمحاربي.
وثّقه يحيى بْن معين.(4/139)
176 - عَبْد الملك بْن أَبِي جُمُعة، أبو معبد البَصْريُّ القَطَّان. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: الحسن، وبكر المزني، وعطاء، وجماعة،
وَعَنْهُ: حماد بْن زيد، وعبيد الله بْن موسى، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم.
ضعّفه ابْن مَعِين.
وقَالَ أَبُو حاتم: لا بأس بِهِ.(4/139)
177 - ت: عَبْد الواحد بْن سليم المالكي البصري. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عطاء بن أبي رباح، ويزيد الفقير،
وَعَنْهُ: علي بْن الجعد، وجماعة.(4/139)
178 - عَبْد الواحد بْن زيد، أَبُو عُبيدة البَصْريُّ [الوفاة: 151 - 160 ه]
العابد القدوة شيخ الصوفية بالبصرة.
رَوَى عَنْ: الحسن، وعطاء بْن أَبِي رباح، وعبادة بْن نسيّ، وعبد الله بْن راشد، وجماعة سواهم.
وَعَنْهُ: وكيع، ومحمد ابن السماك، وزيد بْن الحباب، وأبو سُلَيْمَان الداراني، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وجماعة.
وهو ضعيف الحديث.
قَالَ البخاري: عَبْد الواحد بْن زيد تركوه. [ص:140]
وقال النسائي: متروك الحديث.
وقال ابن حبان: كان ممن غلب عليه العبادة حتى غفل عَن الإتقان فكثر المناكير فِي حديثه.
قَالَ أحمد بْن أَبِي الحواري: قَالَ لِي أَبُو سُلَيْمَان: أصاب عَبْد الواحد الفالج فسأل الله أن يطلقه فِي وقت الوضوء، فإذا أراد أن يتوضأ انطلق، وإذا رجع إِلَى سريره فلج.
وقال ابْن أَبِي الحواري: حدّثنا سباع الموصلي قال: حدثنا عَبْد الواحد بْن زيد قَالَ: معشر إخواني عليكم بالخبز والملح فإنه يذيب شحم الكلي، ويزيد فِي اليقين.
وقال معاذ بْن زياد: سَمِعْت عَبْد الواحد بْن زيد غير مرة يَقُولُ: مَا يسرني أن لِي جميع مَا حوت البصرة بفلسين.
قَالَ عَبْد الرحمن بْن أبي حاتم: حدثنا محمد بن يحيى الواسطي، قال: حدثنا عمار بن عمار الحلبي، قال: حدّثني حصين بْن القاسم الوزان قَالَ: كنا عند عَبْد الواحد بْن زيد وهو يعظ، فنادى رَجُل: كف فقد كشفت قناع قلبي، فلم يلتفت عَبْد الواحد ومر فِي الموعظة، ثُمَّ لم يزل الرجل يَقُولُ: كفَّ عنا يَا أبا عبيدة، حَتَّى والله حشرج الرجل حشرجة الموت، ثُمَّ خرجت روحه وشهدت جنازته.
وقال ابن أبي حاتم: وحدثنا محمد، قال: حدثنا يحيى بن بسطام، قال: حدثني مسمع بن عاصم، قال: شهدت عَبْد الواحد بْن زيد يعظ فمات فِي المجلس أربعة.
وعن حصين الوزّان قَالَ: لو قسم بَثُّ عَبْد الواحد عَلَى أهل البصرة لوسعهم، وكان يقوم إِلَى محرابه كأنه رَجُل مخاطب.
وعن محمد بْن عَبْد الله الخزاعي، قَالَ: صلّى عَبْد الواحد بْن زيد الغداة بوضوء العتمة أربعين سنة. [ص:141]
وقال ابن الأعرابي في " طبقات النساك ": كان الغالب عَلَى عَبْد الواحد العبادة والكلام فِي معاني الزهد، فارق عمرو بْن عُبَيْد لاعتزاله، وصحّح الاكتساب، وقد نسب إِلَى القدر، ولكن مَا كَانَ الغالب عَلَيْهِ الكلام فِيهِ. وتبعه خلق من النُّسّاك فنصب نفسه للكلام فِي مذاهبهم، ونأى عَن المعتزلة، وعن أصحاب الحديث، قَالَ: وقد كَانَ مالك بْن دينار، وثابت يقصّان أيضًا، إلا أنهما كانا من أهل السُّنَّةِ.
صحب عبدَ الواحد خلقٌ كحيان الجريري، ورباح القيسي، وأما مقسم وعطاء السلمي فغلب عليهما الخوف حَتَّى خيف عَلَى عقليهما، واعتزلا الناس، وكان عَبْد الواحد أشد افتتانا، وأدخل فِي معاني الخصوص والمحبة، وكان قد بقي عَلَيْهِ من رؤية الاكتساب شيء كَمَا بقي عَلَيْهِ من أصول القدر، وذلك أن أهل القدر عندهم أَنَّهُ لا ينجو إلا بالعمل، ومذهب السنة هُوَ الاجتهاد فِي العمل، وأنه ليس هُوَ الَّذِي بِهِ ينجون دون رحمة الله، قَالَ - عَلَيْهِ السلام -: " لن يُنجي أحدَكُم عملُه. . . " الحديث.
قَالَ: وكان عَبْد الواحد قد ساح وسافر إلى الشام، ورأى ثابتا فتناقص عَنْهُ بعض القدر، وزعم أَنَّهُ لا يقول: إن الله يضل تنزيها، وخفى عَلَيْهِ من قول القَدَرِية أنهم يدبّرون أنفسهم ويزكّونها بأعمالهم لما كَانَ يشاهد فِي معاملته لله ضرورة من موازين الأعمال وزيادة النفس والمواهب فِي القلوب، فعلم أن ذَلِكَ من فضل الله لا بما يستحق العبد فَقَالَ باللطف، وهو قول بين القولين، وأهل البصرة يسمونهم التتمية يعني النصفية، يقولون: ذهب عنهم نصف القدر؛ لأنهم يقولون: لا نقول إن العبد يزكي نفسه بعمله، وإنما ذَلِكَ تلطيف من الله، فباينوا القدرية فِي هَذِهِ.
وكان من قول أهل السُّنّة الخصوص؛ أن الله يختص برحمته من يشاء، وأن أولياء الله لم يزالوا عند الله في علمه كذلك قبل أن يخلقهم، وكذلك أعداؤه.
إِلَى أن قَالَ ابْن الأعرابي: ومن قول أهل السنة أَنَّهُ - تعالى - يخصُّ ويعمُّ، ويهدي ويضلُّ، ويلطف ويخذل، وأن الناس يعملون فيما قد فرغ مِنْهُ، فأهل [ص:142] الطاعة لا يقدرون عليها إلا بتوفيقه، وأهل المعصية لا يجاوزون علمه ولا قدرته إلا بِهِ، وإن خالفت أعمالهم جميعًا، ولكنهم قد أُمروا بالعمل.
قَالَ ابْن الأعرابي: وقال عَبْد الواحد بالمحبة عَلَى مذاهب أهل الخصوص، ولو صدق نفسه لاضطره قوله بالمحبة إِلَى القول بالسُنّة والكتاب، ولكنه سامح نفسه، وتكلم فِي الشوق، والفرق، والأنس، وجميع فروع المحبة الَّتِي قَالَ بها أهل الإثبات، وأن الله يحب من أطاعه، وأن الطاعة والاتباع أوجبا المحبّة من الله - تعالى -.
ومن قول السُّنّة: إن الله أحب قومًا فوفّقهم لطاعته فكانت محبته لَهُم واختياره لما سبق من علمه لا لكسبهم، فكانت محبّته لَهُم قبل عملهم وقبل خَلْقهم.
ولعبد الواحد كلام كثير حسن، وممن صحبه أحمد بن عطاء الهجيمي، وموسى الأشج، ونصر، ورباح بْن عمرو.
قَالَ ابن الأعرابي: وقد ذكر قوم من البصريين أن عَبْد الواحد رجع عَن القدر.
قلت: ومن وعظ عبد الواعظ: ألا تستحيون من طول مَا لا تستحيون.
قِيلَ: إن عَبْد الواحد بْن زيد مات سنة سبع وسبعين، وهذا بعيد جدًا، مَا بقي الرجل إِلَى هَذَا الوقت، وإنما هُوَ بعد الخمسين ومائة، وإنما بقي إِلَى بعد السبعين عَبْد الواحد بْن زياد، وكذا أخذوا كنية ابْن زيد فجعلوها فِي قول لابن زياد.(4/139)
179 - عَبْد الواحد بْن أَبِي موسى، أَبُو مَعْن الإسكندرانيُّ التَّاجر. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: زهرة بْن معبد،
وَعَنْهُ: ضمام بْن إسماعيل، وابن الْمُبَارَك، وجماعة.
مات بعد عام خمسين ومائة.(4/142)
180 - عَبْد الواحد بْن موسى، أَبُو مُعاوية الأنصاريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: سعيد بْن المسيب، وابن محيريز، وعطاء بْن يزيد،
وَعَنْهُ: ضمرة بْن ربيعة، وزيد بْن الحباب، وجماعة.(4/142)
181 - عَبْد الواحد بْن مَيْمون، أَبُو حَمْزة المدينيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: مولاه عروة بْن الزبير، وعبد الله بْن سعد الأسلمي،
وَعَنْهُ: عيسى بْن يونس، والواقدي، وأبو عامر العقدي، وآخرون.
لَهُ حَدِيثٌ فِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ: " مَنْ آذَى لِي، وَلِيًّا فَقَدْ حَارَبَنِي ".
قَالَ النسائي: ليس بثقة.
وقال الدارقطني: ضعيف.
وَرَوَى عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ليس به بأس.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال العقدي: حدثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا: " الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى مَنْ شَهِدَ الْجُمُعَةَ ".(4/143)
182 - عَبْد الواحد بْن نافع، ويقال ابْن نُفَيع، أَبُو الرماح الكلابيُّ اليماميُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عَبْد الله بْن رافع بْن خديج،
وَعَنْهُ: حرميّ بْن عمارة، وأبو عاصم، ويعقوب الحضرمي، وموسى المنقري.
شيخ.(4/143)
183 - عَبْد الوهاب ابْن الإمام إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الهاشميُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
ابْن أخي المنصور. [ص:144]
ولي إمرة دمشق فلم تُحمد سيرته، وولي الغزو، مات بالشام سنة ثمان وخمسين ومائة.(4/143)
184 - ق: عَبْد الوهاب بْن مُجاهد بْن جَبْر المخزوميُّ، مولاهم، المكيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أبيه، وعطاء بْن أَبِي رباح،
وَعَنْهُ: عَبْد الوهاب الثقفي، وعبد الوهاب الخفاف، وبكار بْن محمد السيريني، وعثمان بْن الهيثم المؤذن.
قَالَ أَبُو حاتم: ضعيف الحديث.
وقال عَبْد الرزاق: كَانَ الثوري إذا أراد أن يسمع من ابْن مجاهد جاء متقنّعًا ثُمَّ قام خلفه، وأمر مَن يسأله.
وقال ابْن مثّنى: مَا سَمِعْت يحيى، ولا عَبْد الرحمن حدثا عَن عَبْد الوهاب بْن مجاهد بساقط.
وقال أحمد: ليس بشيء.(4/144)
185 - ق: عُبَيْد الله بْن أَبِي حُمَيد، أَبُو الخَطَّاب الهُذَليُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أَبِي المليح الهذلي، وعطاء،
وَعَنْهُ: عيسى بْن يونس، ومحمد بْن عَبْد الله الأنصاري، وموسى بْن إسماعيل.
ضعّفه أَبُو حاتم، وغيره.
وقال أحمد: تركوا حديثه.
وقال البخاري: منكر الحديث.(4/144)
186 - عُبَيْد الله بْن رُسْتم، أَبُو حفص البَصْريُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
إمام مسجد شعبة.
رَوَى عَنْ: أَبِي الشعثاء جابر بْن زيد، وعطاء بْن أَبِي رباح، وأنس بْن سيرين، ومالك بْن دينار.
وَعَنْهُ: شعبة، وسلم بْن قتيبة، وعبيد بْن عقيل، ومسلم.(4/144)
187 - عُبَيْد الله بْن أَبِي زياد الشَّاميُّ الرُّصافيُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
مولى بني أمية، جد حجاج بن أَبِي منيع الرُّصافيُّ.
أكثر عَن الزهري لما قدم عليهم الرُّصافة، حمل عَنْهُ الكتب ولده أَبُو منيع يوسف، وحفيده حجاج بْن أَبِي منيع.
قَالَ حجّاج: أَنَا كنت أحمل إِلَيْهِ الكتب من البيت فيقرؤها عَلَى الناس.
قَالَ: ومات سنة ثمان أو سنة تسع وخمسين ومائة، وله نيّف وثمانون سنة.
وثّقه الدارقطني، وابن حبان.
علّق لَهُ البخاري فِي الطلاق فِي صحيحه.(4/145)
188 - د ن ق: عُبَيْد الله بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهب التيميُّ المدينيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
رَوَى عَنْ: عمه عُبَيْد الله، وعلي بْن الحسين، والقاسم بْن محمد، وشهر بْن حوشب.
وَعَنْهُ: ابْن الْمُبَارَك، وأبو علي الحنفي، وابن أَبِي فديك، والقعنبي، وآخرون.
وقال أَبُو حاتم: صالح الحديث.
ولابن معين فِيهِ قولان، فضعّفه من رواية عباس عَنْهُ.
وقَالَ ابْن سعد: عاش ثمانين سنة، ومات سنة أربع وخمسين ومائة.(4/145)
189 - عُبَيْد الله بْن محمد بْن صَفْوَان الجُمَحيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
أحد الفضلاء، والأدباء، ولاه المنصور قضاء العراق، ثُمَّ لما استخلف المهديّ صرفه وولاه قضاء المدينة.(4/145)
190 - د: عُبَيْد الله بْن النَّضْر القيسيُّ، يكنى أبا النَّضْر. [الوفاة: 151 - 160 ه]
[ص:146]
عَنْ: أنس بْن مالك،
وَعَنْهُ: أَبُو عاصم، وعبد الرحمن بْن مهدي، وموسى بْن إسماعيل.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ: لا بَأْسَ بِهِ.(4/145)
191 - عُبَيْد بْن الطُّفيل، أَبُو سِيدان الغَطَفَانيُّ العبسيُّ الكوفي. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: ربعي بن حراش، وشداد بن عمارة،
وَعَنْهُ: وكيع، وعبيد الله، وقبيصة.
قَالَ أَبُو حاتم: مَا علمت بِهِ بأسا.(4/146)
192 - د: عُبَيْد بْن عَبْد الرحمن، أَبُو عُبَيدة. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: الحسن، ومحمد،
وَعَنْهُ: سفيان الثوري، وأبو عاصم.
ذكره البخاري.(4/146)
193 - م: عثمان بْن زائدة، أَبُو محمد الكوفيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
أحد الزهاد والعباد، سكن الريّ مدّة، وَحَدَّثَ بِهَا عَنْ: نافع، وعن الزبير بن عدي، وعطاء بن السائب.
وَعَنْهُ: إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَحَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ، وعيسى بن جعفر الرازيون، وأبو الوليد الطيالسي، وعدة.
قال هشام بن عبيد الرازي: كنا لا نقدّم عَلَيْهِ أحدًا فِي الورع.
وقال أبو حاتم: كان من أفضال المسلمين.
وقال أَبُو الوليد: مَا رأت عيني مثله.
وقال آخر: هُوَ صدوق.
وقال العقيلي: حديثه عَن نافع غير محفوظ، رواه عَنْهُ عَبْد الملك بْن مهران، ثُمَّ قَالَ: وعبد الملك متروك. [ص:147]
قلت: فبرئ عثمان من عهدته، وهو: بقية، عَن عَبْد الملك بْن مهران، عن عثمان بن زائدة، عن نافع، عن ابن عُمر، مرفوعاً: " السر أفضل من العلانية، والعلانية أفضل لمن أراد الاقتداء ".(4/146)
194 - د ت: عثمان بْن سَعْد، أَبُو بكر البَصْريُّ الكاتب. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أنس بْن مالك، ومجاهد، وعكرمة، ومحمد بْن سيرين،
وَعَنْهُ: رَوْح بْن عبادة، ومحمد بْن بكر البرساني، ويونس بْن محمد المؤدّب، وأبو عاصم النبيل، وآخرون.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ليس بذاك.
وقال أبو زرعة: لين.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حنبل: قد حكوا عن يحيى القطان فِيهِ شيئًا شديدًا.
وقال ابْن المديني: سَمِعْت يحيى، وذكر لَهُ عثمان بْن سعد الكاتب فجعل يعجب من الرواية عَنْهُ.(4/147)
195 - د ق: عثمان بْن أَبِي العاتكة، أَبُو حفص الأزديُّ، الدِّمشقيُّ، الواعظ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عمير بْن هانئ، وسليمان بْن حبيب المحاربي، وخالد بْن اللجلاج، وغيرهم،
وَعَنْهُ: الوليد بْن مسلم، والوليد بْن مزيد، ومحمد بْن شعيب، وصدقة بْن خالد، وآخرون.
قَالَ دُحيم: لا بأس بِهِ كَانَ معلّم أهل دمشق، وقاصّ الجند. [ص:148]
وقال أبو حاتم: لا بأس به بليته من كثرة روايته عَن علي بْن يزيد الألهاني.
وقال النسائي: لَيْسَ بالقوي.
وقال ابن مَعِين: لَيْسَ بشيء.
هشام بن عمار: حدثنا صدقة بن خالد، قال: حدثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاتِكَةِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ يَجْلِسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الْقَنْطَرَةِ الْوُسْطَى بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ "، فَسَاقَ حَدِيثًا طَوِيلا مُنْكَرًا.
مات عثمان سنة خمس وخمسين ومائة.(4/147)
196 - م د ت ن: عثمان بن عبد الله، وقيل: ابن ميمون البصري الشحام. [أَبُو سلمة] [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أَبِي رجاء العطاردي، وعكرمة، ومسلم بْن أَبِي بكرة، وغيرهم،
وَعَنْهُ: وكيع، ويحيى القطان، وحماد بْن مسعدة، وأبو عاصم، ومحمد بْن أَبِي عدي، والأصمعي، وجماعة.
وثّقه أحمد، وغيره.
وقال القطان: تعرف، وتنكر.
وقال أحمد: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ.
قُلْتُ: خرّج لَهُ مسلم شاهدًا في الفتنة، لا أصلا.
كنيته أَبُو سلمة.(4/148)
197 - خ م ت ن ق: عُثمان بْن عَبْد الله بْن مَوْهب. [الوفاة: 151 - 160 ه]
[ص:149]
من طبقة الزهري.
وقد قَالَ ابْن سعد: مات فِي خلافة المهدي سنة ستين، وكأنه وهم.(4/148)
198 - ت: عُثمان بْن عُبَيْد، أَبُو دَوْس اليَحصُبي الحِمْصيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: خالد بْن معدان، وعبد الرحمن بْن عائذ الثمالي،
وَعَنْهُ: إسماعيل بْن عياش، وأبو نعيم، وأبو المغيرة.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَا أَرَى بِحَدِيثِهِ بَأْسًا.(4/149)
199 - ق: عثمان بْن عطاء بْن أَبِي مسلم الخُراسانيّ البلخيُّ ثم المقدسي، [أبو مسعود] [الوفاة: 151 - 160 ه]
مولى المهلب بْن أَبِي صفرة الأزدي، وقيل: مولى هُذيل، يُكنى أبا مسعود.
رَوَى عَنْ: أبيه، وزياد بْن أَبِي سودة، وإسحاق بْن قبيصة بْن ذؤيب،
وَعَنْهُ: ابْن الْمُبَارَك، وضمرة ابن ربيعة، وابن وهب، وحجاج بْن محمد، وكثير بْن هشام، وجماعة.
ضعّفه ابْن معين، وغيره.
وقال دحيم: لا بأس بِهِ، وأيّ شيء روى من الحديث؟! يعني أن الغالب عَلَى روايته التفسير، والمقاطيع.
وقال البخاري: ليس بذاك.
وقال الدارقطني: ضعيف.
قُلْتُ: ولد سنة ثمان وثمانين، ومات سنة خمس وخمسين ومائة. قاله ضمرة.(4/149)
200 - خ م د ن: عُثمان بْن غياث البَصْريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عَبْد الله بْن شقيق، وأبي عثمان النهدي، وابن بريدة، وأبي نضرة، وجماعة،
وَعَنْهُ: شعبة، وأبو أسامة، وغندر، ومحمد بْن أَبِي عديّ، والنضر بْن شميل، والأنصاري.
قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.
وغمزه القطان، فَقَالَ عليّ ابن المديني: لَهُ أقل من عشرة أحاديث، سَمِعْت يحيى بْن سعيد يَقُولُ: كَانَ عند عثمان بْن غياث كتاب عَن عكرمة، فلم يصحّحها.
وقال أبو داود: كان من مرجئة البصرة.
وقال أحمد: ثقة يرى الإرجاء.
وقال النسائي: ثقة.(4/150)
201 - م ن: عثمان بْن مرَّة البَصْريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عكرمة، والقاسم، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بكر،
وَعَنْهُ: يحيى القطان، وأبو عاصم، والنضر بْن شميل، وعثمان بْن عمر بن فارس.
قال أَبُو زرعة: لا بأس بِهِ.(4/150)
202 - عثمان بْن مُسلم الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: مكحول، وبلال بْن سعد.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْن أَبِي أَيُّوبَ، وَالْهَيْثَمُ بْن حميد، ومحمد بْن شعيب.
ذكره البخاري.(4/150)
203 - د ت: عثمان بْن واقد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن عُمر العمريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
[ص:151]
عَنْ: نافع بْن جبير، وسعيد بْن أَبِي سعيد مولى المهري، ونافع مولى ابن عمر، وعن أبيه، وعمه أبي بكر،
وَعَنْهُ: وكيع، وأبو معاوية، وشعيب بن حرب، وزيد بن الحباب.
وثقه ابن معين
وضعفه أبو داود لأنه زاد في حديث " مَنْ أَتَى الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ ": مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ.(4/150)
204 - خ: عُثمان بْن أَبِي رواد العَتَكيُّ، مولاهم، البَصْريُّ [الوفاة: 151 - 160 ه]
أخو عَبْد العزيز، وجبلة.
رَوَى عَنْ: الزهري، وداود بْن أَبِي هند،
وَعَنْهُ: شعبة، وهو أكبر منه، ومحمد بن بكر البرساني، وأبو عبيدة الحداد.
وثقه ابن معين.(4/151)
205 - عُثَيْم بن نِسْطاس الكِنْديُّ، مولاهم، المدنيُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
أخو عُبيد.
عَنْ: سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، وسعيد المقبري،
وَعَنْهُ: الثوري، والقعنبي.
اسمه عثمان.(4/151)
206 - عديُّ بن عبد الرحمن بن زيد الطائيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
والد الهيثم بن عَدِي.
شاميُّ نزل العراق. أخذ في الكهولة عَن داود بْن أَبِي هند، ومحمد بْن عمرو، وطبقتهما،
وَعَنْهُ: محمد بْن الوليد الزبيدي - وَهُوَ أكبر منه - وعبد الوارث، وعيسى بن يونس، ووكيع.
وحديثه عزيز الوقوع، وما علمت بِهِ بأسًا.(4/151)
207 - خ م ت ن ق: عزرة بْن ثابت بْن أَبِي يزيد الأنصاريُّ البصري، [الوفاة: 151 - 160 ه]
أخو محمد، وعلي. [ص:152]
عَنْ: علباء بْن أحمر، وعمرو بْن دينار، وقتادة، وثمامة بْن عَبْد الله، وأبي الزبير، وعدة.
وَعَنْهُ: عَبْد الوارث، ووكيع، وأبو عاصم، وعبد الرحمن بْن مهدي، وأبو نعيم، وخلق.
وثّقه ابْن معين، وأبو داود.(4/151)
208 - عصام بْن طَليق الطُّفاويُّ [الوفاة: 151 - 160 ه]
بصري، عَن ثابت، وعطية العوفي،
وَعَنْهُ: الأسود بْن عامر، وبكر بْن بكار، ويحيى بْن أَبِي بكير، وطالوت بْن عباد.
روى عباس عَن ابْن معين: ليس بشيء.
سَعْدُ بْنُ عبد الحميد بن جعفر: حدثنا عِصَامُ بْنُ طَلِيقٍ، عَنْ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " أَكْثَرُ النَّاسِ ذُنُوبًا أَكْثَرُهُمْ كَلامًا فِيمَا لا يَعْنِيهِ ".(4/152)
209 - د ن ق: عصام بْن قُدامة البجليُّ الكوفيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: مالك بْن نمير الخزاعي، وعكرمة،
وَعَنْهُ: وكيع، والمعافى بْن عمران، وأبو نعيم، ومحمد بْن يوسف الفريابي
قَالَ أَبُو داود: ليس بِهِ بأس.(4/152)
210 - عطية بْن بهرام. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: شيبان اليشكري، ومورق العجلي، وقتادة،
وَعَنْهُ: وكيع، وأبو نعيم، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وأبو الوليد.
قَالَ أَبُو حاتم: ليس بِهِ بأس.(4/152)
211 - م 4: عِكْرمة بْن عمَّار العِجْليُّ اليماميُّ، أَبُو عَمَّار، [الوفاة: 151 - 160 ه]
أحد الأعلام.
رَوَى عَنْ: أَبِي زميل سماك الحنفي، والهرماس بْن زياد، وَلَهُ رؤية، والقاسم، وسالم، وطاوس، وضمضم بن جوس، وعطاء بْن أَبِي رباح، [ص:153] ويحيى بْن أَبِي كثير.
وَعَنْهُ: ابْن الْمُبَارَك، ووكيع، وابن مهدي، ويحيى القطان، وزيد بْن الحباب، وأبو الوليد، وعبد الله بْن رجاء الغداني، وعبد الله بْن بكار - شيخ لقيه أَبُو يعلى - ويزيد بْن عَبْد الله اليمامي - شيخ لابن ماجه - وآخرون كثيرون.
قَالَ أَبُو حاتم: سَمِعْت يحيى بْن معين يَقُولُ: كَانَ عكرمة بْن عمار أمّيًّا، وكان حافظا.
وقال أبو حاتم: صدوق ربما يهم.
وقال يعقوب السدوسي: حدثنا غير واحد سمعوا ابْن معين يَقُولُ: ثقة ثبت.
قال أحمد بْن حنبل: أحاديثه عَن يحيى بْن أَبِي كثير مضطربة ضعاف ليست بصحاح، ولكنه أتقن حديث إياس بْن سلمة.
وقال البخاري: يضطرب فِي يحيى بْن أَبِي كثير، ولم يكن عنده كتاب.
وقال عاصم بْن علي: كَانَ مستجاب الدعوة، مات فِي رجب سنة تسع وخمسين ومائة ببغداد.
وقال صالح جزرة: صدوق، فِي حديثه شيء.
وقال الدارقطني: ثقة.(4/152)
212 - ن: العلاء بْن زهير الأزديُّ، أَبُو زهير الكوفي. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: وبرة المسلي، وعبد الرحمن بن الأسود بن يزيد،
وَعَنْهُ: أبو مخنف، ومحمد بْن يوسف الفريابي، وغيرهم.
روى الكوسج عَن ابْن معين: ثقة.(4/153)
213 - د ت ن: العلاء بْن صالح التيميُّ الكوفيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: يزيد بْن أَبِي مريم، والحكم، وسلمة بْن كهيل، وعديّ بْن ثابت،
وَعَنْهُ: عُبَيْد الله، وأبو نعيم، وأبو أحمد الزبيري، ويحيى بْن أَبِي بكير، وآخرون.
وثّقه أَبُو داود.(4/154)
214 - ق: علي بْن الحَزَوَّر الكوفيُّ، وهو عليُّ بْن أَبِي فاطمة. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: الأصبغ بْن نباتة، ونفيع أَبِي داود الأعمى،
وَعَنْهُ: سعيد بن محمد الوراق، ويونس بْن بكير، وعبد الصمد بْن نعمان، وإسماعيل بن أبان الغنوي، وغيرهم.
تركوه.
قال البخاري: فِيهِ نظر.
وقال الجوزجاني: ذاهب الحديث.
وقال النسائي: متروك الحديث.(4/154)
215 - علي بْن أَبِي حَمَلَة، أَبُو نصر القُرشيُّ، مولاهم، الشامي. [الوفاة: 151 - 160 ه]
قرأ القرآن عَلَى عطية بْن قيس، ورأى واثلة بْن الأسقع، وقيل: إنه أدرك أيام معاوية.
وَحدَّثَ عَنْ: أبيه، وأبي إدريس الخولاني، وعبد الله بْن محيريز، ومكحول، وطائفة من التابعين.
وكان من علماء دمشق،
رَوَى عَنْهُ: ابْن الْمُبَارَك، وبقية، وضمرة، وغيرهم.
وكان ناظرًا عَلَى دار الضرب بدمشق فِي أيام عمر بْن عَبْد العزيز، جعله عَلَى تصفية الذهب والفضة.
روى ضمرة بْن ربيعة عَن علي بْن أَبِي حملة قَالَ: قدم مكحول فلسطين فنزل عليَّ وأنا وال. [ص:155]
قَالَ ضمرة: توفي سنة ست وخمسين ومائة.
قُلْتُ: لعلّه قارب مائة سنة.(4/154)
216 - خ: علي بْن سُوَيْد بْن مَنْجُوف السَّدوسيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
بصريٌ صدوق.
عَنْ: عَبْد الله بْن بريدة، وأبي ساسان حضين بْن المنذر،
وَعَنْهُ: شعبة، ويحيى القطان، والنضر بْن شميل، وروح بْن عبادة.
وثّقه أَبُو داود.(4/155)
217 - ت: عليُّ بْن صالح المكيُّ العابد، أَبُو الحسن. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عمرو بْن دينار، وعبد الله بْن عثمان بْن خثيم،
وَعَنْهُ: سعيد بْن سالم القداح، ومعتمر بْن سُلَيْمَان، ومعمر بْن سُلَيْمَان الرقِّي، والنعمان بْن عَبْد السلام الأصبهاني.
لَهُ أحاديث يسيرة.
توفي سنة إحدى وخمسين ومائة.(4/155)
218 - م 4: عليُّ بْن صالح بْن صالح بْن حيّ الهمدانيُّ الكوفيُّ. أَبُو الحسن، [الوفاة: 151 - 160 ه]
وكان هُوَ والحسن توأمان.
رَوَى عَنْ: سلمة بْن كهيل، وعليّ بْن الأقمر، وسماك، وجماعة من طبقتهم،
وَعَنْهُ: أخوه الحسن، ووكيع، وعبيد الله بْن موسى، والخريبي، وأبو نعيم، وإسماعيل بْن عمرو البلخي، وخالد بْن مخلد، وآخرون.
وثّقه أحمد بْن حنبل.
وكان من علماء الكوفة، قَالَ ابْن المديني: لَهُ نحو ثمانين حديثًا.
وقال وكيع: كَانَ هُوَ وأخوه وأمُّهما قد جزؤوا الليل ثلاثة أجزاء للتهجّد، فماتت أمّهما فكانا يقتسمان الليل، فمات عليّ، فكان الحسن يقوم الليل كله، رواها عَبْد الله بْن هاشم.
وقال عبيد الله: سَمِعْت الحسن بْن صالح يَقُولُ: لما احتضر أخي رفع بصره، ثم قَالَ: " مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا "، ثُمَّ خرجت نفسه، فنظَرنا فإذا ثقب فِي [ص:156] جنبه قد وصل إِلَى جوفه وما علم به أحد.
وقد قرأ علي القرآن عَلَى عاصم، وحمزة الزيّات، وتصدّر للإقراء، تلا عَلَيْهِ عُبَيْد الله بْن موسى. وله فِي " صحيح مسلم " حديث فِي حسن الخلق.
مات سنة أربع وخمسين ومائة.(4/155)
219 - د: عليُّ بْن عُمر ابْن زين العابدين عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب العلوي. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أبيه، وابن عمه جعفر بْن محمد،
وَعَنْهُ: ابْن عمه حسين بْن زيد، ويزيد بْن عَبْد الله بْن الهاد مَعَ تقدمه، ومحمد بْن إسماعيل بْن أَبِي فديك.
وهو قليل الرواية.(4/156)
220 - ع: علي بْن الْمُبَارَك الهُنَائيُّ البَصْريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: يحيى بْن أَبِي كثير، ومحمد بْن واسع، وعبد العزيز بْن صهيب، وأيوب،
وَعَنْهُ: ابْن علية، ويحيى القطان، ووكيع، ومسلم، وعثمان بْن عمر بْن فارس، وعدّة.
وثّقه أَبُو داود وغيره.(4/156)
221 - ت ق: علي بْن مَسْعَدة الباهليُّ، أَبُو حبيب البَصْريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: قتادة، وعاصم الجحدري، وعبد الله الرومي،
وَعَنْهُ: ابْن الْمُبَارَك، ويحيى القطان، وابن مهدي، ومحمد بْن سنان العوقي.
قَالَ أَبُو حاتم: لا بأس بِهِ.
وروى آدم بْن موسى، وأبو بشر الدولابي، عَن البخاري، قَالَ: فِيهِ نظر. [ص:157]
وقال أَبُو داود بتضعيفه.
وقال ابْن حبّان: كَانَ ممن يخطئ عَلَى قلّة روايته، وينفرد بما لا يتابع عَلَيْهِ فاستحق ترك الاحتجاج به.
زيد بن الحباب: أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا: " الإِسْلامُ عَلانِيَةٌ، وَالإِيمَانُ فِي الْقَلْبِ التَّقْوَى هاهنا ".
وَبِهِ مَرْفُوعًا: " كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ ".(4/156)
222 - م د ن ق: عمَّار بْن رُزيق الضُّبيُّ الكوفيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أَبِي إسحاق، ومنصور، والأعمش،
وَعَنْهُ: أحوص بْن جَوّاب، وزيد بْن الحباب، ويحيى بْن آدم، وأبو أحمد الزبيري.
وكان عالمًا كبير القدر.
قَالَ أَبُو أحمد الزبيري لإنسان: لو كنت اختلفت إِلَى عمار بن رزيق لكفاك أهل الدنيا.
توفي سنة تسع وخمسين ومائة.(4/157)
223 - د: عمار بْن عُمارة، أَبُو هاشم الزَّعفرانيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
بصري معروف بالكنية.
رَوَى عَنْ: الحسن، ومحمد، وصالح بْن عُبَيْد، وكثير بْن اليمان،
وَعَنْهُ: روح بْن عبادة، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وأبو الوليد.
قَالَ أَبُو حاتم: صالح.
وقال ابْن معين: ثقة.
وأما آدم بن موسى فروى عَن البخاري، قَالَ: فِيهِ نظر.(4/157)
224 - عُمارة بْن مِهْران الْمِعْوَلِيُّ، أَبُو سعيد البَصْريُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
أحد العُبّاد. [ص:158]
رَوَى عَنْ: الحسن، وابن سيرين، وأبي نضرة،
وَعَنْهُ: عبد الرحمن بن مهدي، وعمرو بن عاصم الكلاعي، وعمرو بن مرزوق، وسليمان بن حرب.
وثقه ابن معين.
ابن علية: حدثنا عمارة أَبُو سعيد العابد.
وقال أحمد بْن حنبل: بلغني أن عُمارة عَبَد الله - تعالى - حَتَّى صار جلدًا عَلَى عظم.(4/157)
225 - ت ن ق: عُمر بْن إِبْرَاهِيم العَبَديُّ، أَبُو جعفر البَصْريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: قتادة، ومطر الوراق،
وَعَنْهُ: ابنه الخليل بْن عمر، وعباد بْن العوّام، وعبد الصمد بْن عَبْد الوارث، وشاذ بْن فياض.
وثّقه أحمد.
وقال أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ عدي: يروي عَن قتادة مَا لا يوافق عَلَيْهِ.
وقال عبد الصمد: حدثنا عمر بْن إبراهيم، وهو ثقة وفوق الثقة.
وكذا وثقه ابن معين.
وقال ابن حبان: لا يعجبني الاحتجاج بِهِ.
أما عمرو بْن إبراهيم الأدمي، فمتروك.(4/158)
226 - عُمر بْن إسحاق بْن يسار المَخْرَميُّ المدنيُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
أخو صاحب السيرة، وأسنّ مِنْهُ.
يروي عَن عطاء بْن يسار، والقاسم بْن محمد، وسالم، ونافع بْن جبير، وعمر بْن الحكم.
وَعَنْهُ: محمد بن فليح، وأبو بكر الحنفي، والواقدي، وقال: كَانَ عنده أحاديث وعلم. [ص:159]
قُلْتُ: مَا علمت بِهِ بأسًا، مات سنة أربع وخمسين ومائة.(4/158)
227 - عُمر بْن بَشِير، أَبُو هانئ الهَمْدانيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: الشَّعْبِيِّ،
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو نُعيم، وعبد الله بْن رجاء، وغيرهم.
ضعّفه ابْن معين.
وقَالَ أحمد: صالح الحديث.
وقال أَبُو حاتم: جابر الجعفي أحبّ إليَّ مِنْهُ، يُكتب حديثه.(4/159)
228 - عُمر بْن حبيب الْمَكِّيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَعَمْرِو بْنِ دينار، وعبد الله بْن كثير،
وَعَنْهُ: ابْن عيينة - ووصفه بالحفظ - ومسلم الزنجي، وسعد بْن الصلت، وعبد الرزاق.
وثّقه أحمد.
خرّج لَهُ البخاري فِي كتاب " الأدب ".(4/159)
229 - م: عُمر بْن حُسين، مولى حاطب، أَبُو قُدامة المَدَنيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: نافع، وعائشة بنت قدامة،
وَعَنْهُ: عَبْد العزيز بن المطلب، ومالك بن أنس، وغيرهم.(4/159)
230 - د: عُمر بْن حَفْص المَدَنيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عطاء، وعامر بْن عَبْد الله بْن الزبير،
وَعَنْهُ: ابْن جريج، وابن أَبِي فديك، ويعقوب الحضرمي، وغيرهم.
صالح الحديث.(4/159)
231 - عُمر بْن خَبَّاب البَصْريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: طاوس، والحسن، وسالم بْن عَبْد الله،
وَعَنْهُ: أَبُو نعيم، وأبو داود [ص:160] الطيالسي، ومحمد بْن روين البصري.
قَالَ أَبُو حاتم: محله الصدق.(4/159)
232 - خد ت ن: عُمر بن ذر بْن عَبْد الله بْن زُرارة بْن مُعاوية، أَبُو ذر الهَمْدانيُّ، المُرْهِبيُّ، الكوفيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أبيه، وسعيد بْن جبير، وأبي وائل، ومجاهد، وعكرمة،
وَعَنْهُ: أبان بْن تغلب - وَهُوَ من أقرانه - وابن الْمُبَارَك، وحسين الجعفي، ووكيع، وحجاج الأعور، وأبو نعيم، والفريابي، وخلاد بْن يحيى، وعدد كبير.
وكان إماما واعظا زاهدًا.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ: كَانَ ثقة بليغًا يرى الإرجاء، وكان ليّن القول فِيهِ.
ومن مواعظه، قَالَ: كل حزن يبلى إلا حزن التائب عَلَى ذنوبه.
وقال محمد ابن السمّاك: سَأَلْتُ عمر بْن ذر أيهما أعجب إليك للخائفين: طول الكمد أو إسبال الدمعة؟ فقال: أما علمت أنه إذا رق فذرى شفى وسَلا، وإذا كمد غصّ فشجى، فالكمد أعجب إليّ لَهُم.
وقال سفيان بْن عيينة: لما مات ذر ولد عمر بْن ذرّ جلس أبوه عَلَى شفير قبره وقال: يَا بنيّ شغلني الحزن لك عَن الحزن عليك فليت شعري مَا قُلْتُ وما قِيلَ لك؟ اللهم إنك أمرته بطاعتك، وأمرته ببرّي فقد وهبت لَهُ تقصيره فِي حقي فهب لَهُ تقصيره فِي حقك.
وقيل: إنه قَالَ: اللهمّ قد تصدّقت عَلَيْهِ بأجر مصيبتي فِيهِ؛ فأبكى من حضر.
وقيل: لما حج عمر بْن ذر كانوا يقطعون التلبية يستمعون حسن تلبية عمر بن ذر، وطِيب صوته.
توفي سنة ست وخمسين ومائة عَلَى الصحيح.(4/160)
233 - ت ق: عُمر بْن راشد بْن شَجَرة اليماميُّ، أَبُو حَفْص. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: يحيى بْن أَبِي كثير، وأبي كثير السحيمي - صاحب أَبِي هريرة - ونافع، وإياس بْن سلمة.
وَعَنْهُ: ابْن الْمُبَارَك، وأبو نعيم، والفريابي، وعليّ بْن الجعد، وآخرون.
ضعّفه يحيى بْن معين، وغيره.
وقال النسائي: ليس بثقة.(4/161)
234 - عُمر بْن رشيد الثقفيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: الشعبي، وأنس بْن سيرين،
وَعَنْهُ: عَبْد الصمد بن عبد الوارث، ومسلم بن إبراهيم.
قَالَ أَبُو حاتم: هُوَ مجهول.(4/161)
235 - 4: عُمر بْن رُؤبة التَّغْلبيُّ الحمصيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عَبْد الواحد بْن عبد الله النصري، وغيره،
وَعَنْهُ: إسماعيل بْن عياش، ومحمد بْن حرب الأبرش.
قَالَ البخاري: فِيهِ نظر.(4/161)
236 - خ م ن: عُمر بْن أَبِي زائدة الهَمْدانيُّ الكوفيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
كَانَ أسنّ من أخيه زكريا بْن أَبِي زائدة، واسم أبيهما خالد بْن ميمون.
روى عمر عَن قيس بْن أَبِي حازم، والشعبي، وعكرمة، وأبي بردة، وعون بْن أَبِي جحيفة، وعبد الله بْن أَبِي السفر،
وَعَنْهُ: عَبْد الرحمن بْن مهدي، وإسحاق السلولي، ومسلم، والأصمعي، وعبد الله بْن رجاء، والحوضي، وآخرون.
وثّقه ابْن معين، وهو ممن قارب مائة سنة. [ص:162]
قَالَ أحمد: كَانَ يرى القدر.(4/161)
237 - عُمر بْن زياد الباهليُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: الأسود بْن قيس، والسدّي،
وَعَنْهُ: أَبُو نعيم، وأبو غسان مالك بْن إسماعيل.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.(4/162)
238 - د ق: عُمر بْن سُلَيم الباهليُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
بصري.
عَنْ: الحسن، وقتادة، وأبي الوليد صاحب لابن عمر،
وَعَنْهُ: زيد بْن الحباب، وعبد الصمد بْن عَبْد الوارث، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، والهيثم بْن جميل.
قَالَ أَبُو حاتم: شيخ.
وقال أَبُو زرعة: صدوق.
وقال العقيلي: لَهُ حديث منكر.(4/162)
239 - خ م ت ن ق: عُمر بْن سعيد بْن أَبِي حُسين النَّوْفليُّ المكيُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
ابن عم عَبْد الله بْن عَبْد الرحمن.
عَنْ: طاوس، والقاسم، وابن أَبِي مليكة، وعمر بْن شعيب،
وَعَنْهُ: عيسى بْن يونس، وابن الْمُبَارَك، وأبو عاصم، والقطان، وروح، وأبو أحمد الزبيري، وسعيد بْن سلام العطار، وآخرون.
وثّقه أحمد، وغيره.
وقال أَبُو حاتم: صدوق.(4/162)
240 - م د ن: عُمر بْن سعيد بْن مسروق، [الوفاة: 151 - 160 ه]
أخو سفيان الثوري.
عَنْ: أبيه، وأشعث بْن أَبِي الشعثاء، وعمار الدهني،
وَعَنْهُ: أخوه مبارك، وولده حفص بْن عمر، وإبراهيم بْن طهمان، وسفيان بْن عيينة، وآخرون.
وثقه النسائي.
وقال أحمد بن عبد الله: ثقة، أسنّ من سفيان، قَالَ: وكان بعض الكوفيين يفضّله عَلَى سفيان، قَالَ: ومبارك دونهما فِي الفضل.(4/163)
241 - ق: عُمر بْن الصُّبح، أَبُو نُعَيم الخُراسانيُّ السَّمرقَنديُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: يزيد الرقاشي، ويونس بْن عُبَيْد، وطبقتهما،
وَعَنْهُ: محمد بْن حمير، وعيسى غنجار، ومحمد بْن يعلى السلمي، وغيرهم.
فتّشت عَلَيْهِ تواليف فِي الضعفاء فلم أره.
وقال ابْن حبّان: يروي عَن قتادة، ومقاتل بن حَيَّان.
روى عنه العراقيون، كان ممن يضع الحديث على الثقات، لا يحل كتب حديثه إلا عَلَى جهة التعجّب لأهل الصناعة فقط.
قَالَ إِسْحَاق بن راهَوَيْه: أخرجت خُرَاسَان ثلاثة لا نظير لهم: جهم بن صَفْوَان، وَعُمَر بن الصبح، ومقاتل.
وقال البخاري في " تاريخه ": حدثنا يحيى اليشكري عَن عليّ بْن جرير قَالَ: سَمِعْت عمر بْن صبح يَقُولُ: أَنَا وضعت خطبة النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ وغيره: منكر الحديث.
وقال الأزدي: كذاب. [ص:164]
وقال الدارقطني: متروك.
خرّج لَهُ ابْن ماجه فِي " الجهاد " حديثًا من روايته عَن الأوزاعي.(4/163)
242 - ت ق: عُمر بْن عَبْد الله بْن أَبِي خَثْعم. [الوفاة: 151 - 160 ه]
رَوَى عَنْ: يحيى بْن أَبِي كثير طامّات، منها: " مَن صلى بعد المغرب ست ركعات "، وحديث: " من قرأ الدخان فِي ليلة "، وحديث: " إذا بعثتم إليّ بريدًا فابعثوه حسن الاسم والوجه ".
رَوَى عَنْهُ: زيد بْن الحباب، وعمر بْن يونس اليمامي، وموسى بْن إسماعيل الجبلي.
قَالَ البخاري: منكر الحديث، ذاهب.
وقال أَبُو زرعة: واهٍ.(4/164)
243 - م ن: عُمر بْن عامر، أَبُو حَفْص البَصْريُّ القاضيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أم كلثوم عن عائشة، وَعَنْ: قَتَادَةُ، وَمَطَرٌ الْوَرَّاقُ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ،
وَعَنْهُ: يزيد بن زريع، وعباد بن العوام، وسالم بن نوح، ومحمد بن عبد الواحد بن أبي حزم القطعي.
قال أبو زرعة: ثقة، مات وهو ساجد.
وقال أحمد: كان شعبة لا يستمرئه، وقد حدّثنا عَنْهُ معتمر، وعبّاد بْن العوام.
وَرَوَى عَنْهُ ابْن أَبِي عروبة.
وقَالَ النسائي: ليس بالقويّ.(4/164)
244 - عُمر بْن عِمْران البَصْريُّ الضَّرير. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أَبِي رجاء العطاردي، وأبي نضرة العبدي،
وَعَنْهُ: عَبْد الرحمن بْن مهدي، وأبو الوليد الطيالسي.
قَالَ ابْن معين: صالح.(4/165)
245 - عُمر بْن فَرّوخ العَبْديُّ البَصْريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عكرمة، وحبيب بْن الزبير،
وَعَنْهُ: ابْن الْمُبَارَك، ووكيع، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وآخرون.
وثّقه أَبُو حاتم.
لم يخرّجوا لَهُ شيئًا.(4/165)
246 - بخ: عُمر بْن الفَضْل البَصْريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: نعيم بْن يزيد، وأبي العلاء بْن الشخير، ورقبة بْن مصقلة،
وَعَنْهُ: القطان، وأبو نعيم، وحرميّ بن عمارة، وأبو عمر الحوضي، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شيخ.(4/165)
247 - م د ن: عُمر بْن محمد بْن المُنْكَدر التَّيْميُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أبيه، وسمي مولى أَبِي بكر،
وَعَنْهُ: وهيب بْن الورد، ويحيى بْن سُلَيم الطائفي، وعبد الله بْن رجاء المكي، وسعد بْن الصلت، وآخرون.
ولا بأس به.(4/165)
248 - ق: عُمر بْن قَيْس سَنْدَل المكيُّ القاضيُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
أخو حُميد بْن قَيْس الأعرج.
عَنْ: عطاء بن أبي رباح، ونافع، وسعيد بن ميناء، وغيرهم،
وَعَنْهُ: ابْن وهب، وإسحاق بْن سُلَيْمَان الرازي، وأحمد بْن يونس، ومعاذ بْن فضالة، وغيرهم.
قال أبو داود السنجي: حدثنا الأصمعي قَالَ: قَالَ عمر بْن قيس: مَا ينصفنا أهل العراق نأتيهم بسعيد بْن المسيّب، والقاسم، وسالم، ويأتونا بنظرائهم أَبِي التياح، وأبي الجوزاء، وأبي حمزة، ولو أدركنا الشعبي لَشَعّب لنا القدور، ولو أدركنا النخعي لَنَخَّعَ لنا الشاة، ولو أدركنا الجوزاء لأكلناه بالتمر.
قلت: آخر مَن روى عَنْهُ عَبْد الرحمن بْن سلام الجمحي.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يتابع عَلَيْهِ، وكان يتكلّم فِي مالك، ويقول: إن كَانَ مالك من ذي أصبح فأنا من ذي أمسى، وكان بذيء اللسان.
قَالَ ابْن سعد: كَانَ فِيهِ بذاء وتسرُّع فأمسكوا عَن حديثه، وهو الَّذِي عبث بمالك فقال: مرة يخطئ ومرة لا يصيب، قَالَ ذَلِكَ عند والي مكة، فَقَالَ مالك: هكذا الناس، ثم أفاق على نفسه فقال: لا أكلمه أبدًا.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ أَبِي عَن عمر بْن قيس فَقَالَ: لا يسوى حديثه شيئًا، أحاديثه بواطيل.
وقال ابْن معين: ليس بثقة.(4/166)
249 - م د ن: عُمر بْن مالك الشَّرْعَبيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
مصري.
عَنْ: يزيد بن الهاد، وعبيد الله بْن أَبِي جعفر، وصفوان بْن سليم،
وَعَنْهُ: ابْن لهيعة، ومغيرة بْن الحسن، وابن وهب، وغيرهم. [ص:167]
قَالَ أَبُو حاتم: لا بأس بِهِ، ليس بالمعروف.
وقال أَبُو زرعة: صالح.(4/166)
250 - عُمر بْن موسى بْن وجيه الوجيهيُّ الأنصاريُّ، أَبُو حَفْص، الشَّاميُّ الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: خالد بْن معدان، ومكحول، وعمرو بْن شعيب، والحكم بْن عتيبة، وجماعة،
وَعَنْهُ: محمد بْن إسحاق، وبقية، وأبو نعيم، ويحيى بْن يعلى الأسلمي، وإسماعيل بْن عمرو البجلي، وآخرون.
وسكن بالكوفة مدة.
قَالَ البخاري: منكر الحديث.
وقال ابْن معين، وغيره: ليس بثقة.
وقال ابْن عديّ: هُوَ فِي عداد من يضع الحديث متنًا وإسنادًا.
وقال غيره: هُوَ عمر بْن موسى بْن حفص الشامي.
وقال ابْن حبّان: هُوَ عمر بْن موسى الميثمي، حمصي روى عَنْهُ بقية.
وقال عفير بْن معدان: قدم علينا عمر بن موسى الوجيهي الميثمي فاجتمعنا إليه فجعل يقول: حدثنا شيخكم الصالح، قلنا: ومن هُوَ؟ قَالَ خالد بْن معدان: كتبت عَنْهُ سنة ثمان ومائة بأرمينية، فقلنا: اتّق الله يَا شيخ ولا تكذب، مات سنة أربع ومائة، ثُمَّ قمنا، وقال لَهُ عفير: أزيدك أَنَّهُ مَا غزا أرمينية قط، مَا كَانَ يغزو إلا الروم.
بَقِيَّةُ: عَنْ عُمَرَ بْنِ مُوسَى الْوَجِيهِيِّ، عَنِ القاسم، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: [ص:168] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " الأَكْلُ فِي السُّوقِ دَنَاءَةٌ ".(4/167)
251 - عُمر بْن معروف الكوفيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
نزل الريّ،
وَحَدَّثَ عَنْ: عكرمة، وزبيد اليامي، وطلحة بْن مصرف،
وَعَنْهُ: جرير، وحكام بْن سلم، وإسحاق بْن سُلَيْمَان، وآخرون.(4/168)
252 - عُمر بْن أَبِي وَهْب الخزاعيُّ البَصْريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: موسى بْن ثروان،
وَعَنْهُ: ابْن الْمُبَارَك، وأبو عمر الحوضي، وجماعة.
وُثِّق.(4/168)
253 - د ت: عِمْران بْن أنس. [الوفاة: 151 - 160 ه]
مكيٌّ.
عَنْ: عطاء، وابن أَبِي مليكة،
وَعَنْهُ: مصعب بْن المقدام، ومعاوية بْن هشام، وأبو تميلة.
قَالَ البخاري: منكر الحديث.(4/168)
254 - 4: عِمْران بْن دَاور القَطَّان العَمِّيُّ، أَبُو العوام البَصْريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: الحسن، ومحمد بْن سيرين، وأبي جمرة الضبعي، وبكر المزني، وقتادة،
وَعَنْهُ: عَبْد الرحمن بْن مهدي، وأبو عاصم، وأبو داود، وعبد الله بْن رجاء، وعمرو بْن عاصم، وآخرون.
قَالَ أحمد: أرجو أن يكون صالح الحديث.
وقال النسائي: ضعيف. [ص:169]
وكذا ضعّفه أَبُو داود.
وقال يزيد بْن زريع: كَانَ حروريًا يرى السيف عَلَى أهل القبلة.
وقال أَبُو داود: أفتى فِي أيام إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله بفتوى شديدة فيها سفك دماء.
وقال الفلاس: كَانَ عَبْد الرحمن يحدّث عَنْهُ، وكان يحيى لا يحدّث عَنْهُ، وقد ذكره يحيى يومًا فأحسن الثناء عَلَيْهِ، وذكر أنه كان بينه وبينه شركة.
وقال ابْن معين: كَانَ يرى رأي الخوارج، ولم يكن داعية.(4/168)
255 - د ت ق: عِمْران بْن زائدة بْن نَشِيط. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أبيه،
وَعَنْهُ: ابْن الْمُبَارَك، وأبو نعيم، وأبو أحمد الزبيري.
ووثّقه ابْن معين.(4/169)
256 - سوى ق: عِمْران بْن مسلم القصير، أَبُو بكر البَصْريُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
أحد العُبّاد.
عَنْ: إِبْرَاهِيم التيمي، وأبي رجاء العطاردي، وعطاء بْن أَبِي رباح، ومحمد بْن سيرين،
وَعَنْهُ: بشر بْن المفضّل، ويحيى القطان، وعبد الله بْن رجاء الغدّاني.
وثّقه أحمد، وغيره، وَكَانَ يرى القدر.(4/169)
257 - عِمْران بْن وَهْب الطائيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أنس بْن مالك، وأبي رجاء العطاردي، وسعيد بْن عَبْد الله بْن جريج،
وَعَنْهُ: محمد بْن عُبَيْد الطنافسي، وأحمد بْن أَبِي ظبية، وإسحاق بْن سُلَيْمَان الرازي.
ضعّفه أَبُو حاتم: وقال: حدث محمد بن خالد صاحب الفرائض عَنْهُ عَن أنس بمعضلات، قَالَ: ولا أحسبه سَمِعَ من أنس شيئًا. [ص:170]
قُلْتُ: لَهُ عَن أنس حديث الطير.(4/169)
258 - عِمْران، أَبُو بِشْر الحلبيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ،
وَعَنْه: وكيع، وأبو أسامة، وعبيد الله بْن موسى.(4/170)
259 - ق: عَمْرو بْن خَالِد الكوفيُّ، مولى بني هاشم، يكنى أبا خالد. [الوفاة: 151 - 160 ه]
سكن واسطا،
وَحَدَّثَ عَنْ: زيد بن علي عن آبائه بنسخة منكرة كأنها موضوعة.
وَرَوَى عَنْ: حبيب بْن أَبِي ثابت، وجماعة،
وَعَنْهُ: إسرائيل، وجعفر الأحمر، ومحمد بْن سُلَيْمَان بْن أبي داود، ويحيى بن هاشم.
وقال ابْن راهويه، ووكيع: كَانَ يضع الحديث.(4/170)
260 - عَمْرو بْن سعيد الأوزاعيُّ، أَبُو بكر الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أَبِي سَلامٍ مَمْطُورٍ، وَمُغِيثِ بْن سَمِيٍّ، ونوف الْبِكَالِيِّ،
وَعَنْهُ: الوليد بْن مسلم، ومحمد بْن شعيب.
صُوَيْلح - إن شاء الله تعالى -.(4/170)
261 - د: عَمْرو بْن أَبِي الحَجَّاج مَيْسرة المنقريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
قديم لم يلحقه ولده الحافظ أَبُو معمر المُقْعَد. يروي عَن الجارود بْن أَبِي سبرة، ونافع العمري،
وَعَنْهُ: ربعي بْن عَبْد الله، وابن علية، ويحيى القطان، ومحمد بْن سواء.
وثّقه أَبُو داود.
وقال أَبُو حاتم: صالح الحديث.(4/170)
262 - عمرو بْن شَمِر الْجُعْفي، أَبُو عَبْد الله الكوفيُّ العابد، الرافضيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: جابر الجعفي، وعمرو بْن قيس، وليث بْن أَبِي سليم، والأعمش، وجعفر بْن محمد، وطائفة.
وَعَنْهُ: عَبْد العزيز بْن أبان، وأحمد بْن يونس [ص:171] اليربوعي، وغيرهما.
قَالَ خلاد بْن يزيد: قَالَ لِي سُفْيَان الثوري: عمرو بْن شمِر هَكَذَا مكثر عَن جَابِر، وما رَأَيْته قط عنده.
وقَالَ ابْن معين: لا يُكتب حديثه.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: رافضي يشتم الصحابة، ويروي الموضوعات عَن الثقات، ثُمّ قَالَ: مات سنة سبع وخمسين ومائة.
وقال أسيد بْن زَيْدُ: سَمِعْت حسينًا الجعفي يَقُولُ: كَانَ عمرو بْن شمر يؤمّهم فمكثت ثلاثين سنة أجهد أن أسبقه إِلَى المسجد أو أخرج بعده فلم أقدر.
وقال الجوزجاني: عمرو بن شمر زائع كذاب.
وقال ابْن عديّ: عامّة مَا عنده غير محفوظ.
وقال النسائي، وغيره: متروك الحديث.(4/170)
263 - د ق: عَمْرو بْن عُثمان بْن هانئ المَدَنيُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
مولى عثمان بْن عفان.
عَنْ: القاسم بْن محمد، وعمر بْن عَبْد العزيز،
وَعَنْهُ: هشام بْن سعد، وابن أَبِي فديك، والواقدي.
وحديثه فِي مسند أحمد أيضا، كأنه صدوق.(4/171)
264 - خ م ن: عَمْرو بْن عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ الْقُرَشِيِّ، أَبُو سعد التيميُّ، مولاهم، الكوفيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
رَوَى عَنْ: أبيه، وموسى بْن طلحة، وأبي بردة بْن أَبِي موسى، وعمر بْن [ص:172] عَبْد العزيز،
وَعَنْهُ: شعبة لكنه سماه مُحَمَّدا، وسفيان الثوري، وإسحاق الأزرق، وأبو نعيم، ومحمد بْن عمر الواقدي، وغيرهم.
قَالَ أَبُو حاتم: لا بأس بِهِ.
وقال أحمد، ويحيى: ثقة.(4/171)
265 - ق: عَمْرو بْن كثير بْن أفلح المكِّيُّ، ويقال: عُمَر. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عَبْد الرحمن بْن كيسان عَن أبيه،
وَعَنْهُ: محمد بْن بشر العبدي، ويونس المؤدّب، وأبو سلمة المنقري، وأبو حذيفة النهدي.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.(4/172)
266 - د: عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعٍ الْمَخْزُومِيُّ، وقيل: بل اسمه عُمَر. [الوفاة: 151 - 160 ه]
رَوَى عَنْ: جده عَبْد الرحمن، وغيره، مُقِلّ،
رَوَى عَنْهُ: زيد بْن الحباب، والواقدي.
صويلح.(4/172)
267 - ن: عَمِيرة بْن أَبِي ناجية، أَبُو يحيى الرُّعَينيُّ، مولاهم، المصريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: بعض التابعين.
كَانَ زاهدًا عابدًا، وكان أَبُوهُ من سبي الروم.
قَالَ ابْن وهب: رَأَيْت عميرة يصلّي بين الخلْق فما يكترث لكلامهم ولا يبالي، ربما رَأَيْته يبكي والناس ينظرون إِلَيْهِ، وهو مقبل عَلَى صلاته كأن أحدًا لا يراه من شُغْله بصلاته.
روى عميرة عَن أبيه، ويزيد بْن أَبِي حبيب، وبكر بن سوادة، وجماعة قليلة.
وَعَنْهُ: الليث، وابن لهيعة، ويحيى بن أيوب، وابن وهب، وبكر بن مضر، وسعيد بن زكريا الآدم، وآخرون. [ص:173]
وقال النسائي: ثقة.
وقال ابن يونس: كان أبوه روميا.
قال سعيد الآدم: قيل لعميرة: لو استَتَرْتَ من هَذَا البكاء، فَقَالَ: مَنْ عَمِلَ لله فعلى اللَّهِ جزاؤه.
ومر عميرة عَلَى قوم يتناظرون وقد عَلَتْ أصواتهم فَقَالَ: هَؤُلاءِ قوم قد ملّوا العبادة، وأقبلوا عَلَى الكلام، اللَّهُمَّ أمِتْني، فمات فِي الحج، فرأى ها هنا إنسان فِي النوم كأنه يُقَالُ: مات هَذِهِ الليلة نصف الناس، فحفظ تِلْكَ الليلة فجاء فيها موت عميرة.
قال سليمان بن داود المهري عَن ابْن وهب: سَمِعَ عميرة بْن أَبِي ناجية يقول: ركب معنا سعيد بن أبي فقيه في مركب للغزر فسجد فنام فِي سجوده فاحتلم وهو ساجد، يا ابن أخي لو نام لكان أفضل، فَإِن لكل عمل جهازًا، فالمرء يؤجر عَلَى جهازه للغزو، وعلى جهازه للحج، وجهاز الصلاة النوم لها، فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي.
قال المهري: سَمِعْت سعيدًا الآدم يَقُولُ: دعا عميرة يتيمًا فأطعمه وسقاه ودهن رأسه، وقال: اللَّهُمَّ أَشْرِكْ والدي معي فِي هَذَا، فنام فرآهما ومعهما اليتيم يقولان: يَا بني مَا أعظم بركة هَذَا اليتيم علينا.
وعن ابْن وهب قَالَ: كان عميرة كأنه نائحة من كثرة البكاء.
قِيلَ: مات سنة ثلاث وخمسين ومائة.(4/172)
268 - ن: عَنْبسة بْن الأزهر، أَبُو يحيى، [الوفاة: 151 - 160 ه]
قاضي جرجان.
عَنْ: أَبِي إسحاق، وسماك بْن حرب،
وَعَنْهُ: أحمد بن أبي طيبة.
قَالَ الدغولي: هُوَ أحد أوعية العلم، حُمل إلى المنصور فضربه به خمسين سوطًا فمات بين يديه.
وقيل: حدّث عَنْهُ سُفْيَان بْن وكيع، فَإِن صحّ ذَلِكَ فالحكاية باطلة.(4/173)
269 - العَوَّام بْن حَمْزة المازنيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أَبِي عثمان النهدي، وأبي نضرة، وسليمان بْن قتة،
وَعَنْهُ: عيسى بْن [ص:174] يونس، ويحيى بْن سعيد القطان، والنضر بْن شميل، وغندر.
سئل عَنْهُ أَبُو زرعة فَقَالَ: شيخ.
وقال أحمد: لَهُ أحاديث مناكير.(4/173)
270 - عَوَانة بْن الحكم. [الوفاة: 151 - 160 ه]
أخباريٌ مشهور عراقيٌّ، يروي عَن طائفة من التابعين.
وهو كوفي عِداده فِي بني كلب، عالم بالشعر وأيام الناس، وَقَلَّ أَنْ رَوَى حديثًا مسنَدًا، ولهذا لم يُذكر بجرح ولا تعديل، والظاهر أَنَّهُ صدوق.
رَوَى عَنْهُ: زياد البكائي، وهشام ابن الكلبي، غيرهما. وأكثر عنه علي ابن محمد المدائني، وأكبر شيخ لقيه الشَّعْبِيّ.
مات فِي سنة ثمان وخمسين ومائة.(4/174)
271 - د ن: عَيَّاش بْن عُقبة بْن كُليب الحَضْرَمِيّ، أَبُو عُقبة المصريُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
قرابة ابْن لهيعة.
عَنْ: خير بْن نُعَيم، ويحيى بْن ميمون، وعبد الله بْن رافع، وموسى بْن وردان.
وَعَنْهُ: بكر بْن مُضر، وابن وَهْب، وزَيْد بْن الحُباب، وأبو عَبْد الرحمن المقرئ.
وولي إمرة الإسكندرية وغزو البحر فِي أيام مروان.
قَالَ النسائي: ليس بِهِ بأس.
وقال المقرئ: كان شيخ صدق.
وقال أحمد بن يحيى ابن الوزير: مات سنة ستين ومائة.(4/174)
272 - م د ن ق: عياض بْن عَبْد الله القُرَشِيُّ الفهريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: الزهري، وأبي الزبير، وإبراهيم بْن عُبَيْد بْن رفاعة.
وَعَنْهُ: اللَّيْثُ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، وَابْنُ وَهْبٍ.
قَالَ أَبُو حاتم: ليس بالقويّ. [ص:175]
وذكره ابْن حبان فِي " الثقات ".(4/174)
273 - خ م د ن ق: عيسى بْن حَفْصُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ العدويُّ العُمَريُّ المدنيُّ، أَبُو زياد، ولقبه رَبَاح. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أبيه، وسعيد بْن المسيب، ونافع، وعبيد الله بْن عَبْد الله بْن عمر،
وَعَنْهُ: يحيى القطان، ووكيع، والقعنبي، والواقدي، وآخرون.
وثّقه أحمد، وابن معين.
مات سنة سبع، وقيل: سنة تسع وخمسين ومائة، وهو ابْن ثمانين سنة، قاله الواقدي.(4/175)
274 - د ت: عيسى بْن دينار الكوفيُّ المؤذِّن. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أبيه، وأبي جعفر الباقر،
وَعَنْهُ: يحيى بْن زكريا بْن أَبِي زائدة، وعثمان بْن عُمَر بْن فارس، وَمحمد بْن سابق.
قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.(4/175)
275 - عيسى بْن أَبِي رَزين الثُّمالي الحِمْصيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: غضيف بْن الحارث، ولقمان بْن عامر، وعبد الله بْن أَبِي قيس،
وَعَنْهُ: ابْن الْمُبَارَك، وبقية، ومحمد بْن سُلَيْمَان بومة، ويحيى بْن سعيد العطار الحمصي.
قَالَ أَبُو زرعة: مجهول.
خرّج لَهُ النسائي فِي " اليوم والليلة ".(4/175)
276 - خ ن: عيسى بْن طَهْمان بْن رامة الجُشَميُّ، أَبُو بكر البصريُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
نزيلُ الكوفة.
عَنْ: أنس بْن مالك،
وَعَنْهُ: ابْن الْمُبَارَك، ويحيى بْن آدم، وقبيصة، وأبو نعيم، وخلاد بْن يحيى، ومحمد بْن سابق.
وثّقه أَبُو داود، وغيره. [ص:176]
حديثه فِي ثلاثيات البخاري.(4/175)
277 - عيسى بْن عَبْد الله بْن الحكم بْن النعمان بْن بشير الأنصاريُّ الشَّاميُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عطاء بْن أَبِي رباح، ونافع،
وَعَنْهُ: بقية، والوليد بْن مسلم، ومحمد بْن الْمُبَارَك الصوري.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يتابع عَلَيْهِ.(4/176)
278 - عيسى بْن عَبْد الرحمن، أَبُو سَلَمة السُّلميُّ، الكوفيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: الشعبي، وسلمة بْن كهيل، وسيار أَبِي الحكم، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابْن مهدي، وعفان، وأحمد بْن يونس، وأبو غسان النهدي، وعون بْن سلام.
وثّقه ابْن معين، وأبو حاتم.
لم يخرجوا لَهُ شيئًا.(4/176)
279 - ق: عيسى بْن عَبْد الرحمن، أَبُو عُبادة الأنصاريُّ الزُّرقي المدينيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: الزُّهْرِيّ، وزيد بْن أسلم،
وَعَنْهُ: ابْن لهيعة، وأبو داود الطيالسي، ومحمد بْن شعيب، ومعن القزاز.
تركه النسائي.
وَقَالَ البخاري: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
تَفَرَّدَ بحديث " يسير الرياء شِرْكٌ ".(4/176)
280 - د ت ن: عيسى بْن عُبَيْد الكندي المروزي. [الوفاة: 151 - 160 ه]
[ص:177]
عَنْ: عكرمة، وعبد الله بْن بريدة، والربيع بْن أنس، وغيلان بْن عَبْد الله العامري.
وَعَنْهُ: الفضل بْن موسى السيناني، وعيسى غنجار، وأبو تميلة يحيى بْن واضح، وعبد الله بْن عثمان، ونعيم بْن حماد.
قَالَ أَبُو زرعة: لا بأس بِهِ، وهو أكبر شيخ عند نعيم.(4/176)
281 - د ت: عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ الأَمِيرُ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَمُّ الْمَنْصُورِ، وَإِلَيْهِ يُنْسَبُ نَهْرُ عِيسَى بِبَغْدَادَ.
حَدَّثَ شيبان النَّحْوِيُّ، عَنْ عِيسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عباس، مرفوعا: " يمن الخيل في شقرها " وَهَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ.
وَمَا عَلِمْتُ أَحَدًا احْتَجَّ بِعِيسَى، بَلْ قَالَ حَاتِمُ بْنُ اللَّيْثِ: سُئِلَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْهُ فَقَالَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ كَانَ لَهُ مَذْهَبٌ جَمِيلٌ مُعْتَزِلا لِلسُّلْطَانِ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/177)
282 - ت ن: عيسى بْن عُمر الأسديُّ، مولاهم الكوفيُّ، أَبُو عُمر المعروف بالهمدانيُّ المُقْرِئ العبد الصالح، [الوفاة: 151 - 160 ه]
صاحب الحروف.
أَخَذَ القراءة عرضًا عَنْ: طَلْحَةَ بْن مصرف، وعاصم، والأعمش، قاله الداني.
وَقَرَأَ عَلَيْه: الكسائي، وعبيد اللَّه بْن مُوسَى، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حماد، ومت بْن عَبْد الرَّحْمَن، والحسن بْن زياد اللؤلؤي، وخارجة بن مصعب، وجماعة؛ قاله الداني.
وَرَوَى عَنْ: عطاء بْن أَبِي رباح، وطلحة، وعمرو بْن مرة، وحماد بْن أَبِي سُلَيْمَان.
حَدَّثَ عَنْهُ: جعفر الأحمر، وابن الْمُبَارَك، وأبو نعيم، وخلاد بن يحيى، والفريابي، ووكيع، وعدة.
وثّقه يحيى بْن معين، والعجلي.
وكان مقرئ أَهْل الكوفة فِي زمانه مَعَ حَمْزَةَ، فعن سُفْيَان الثوري قَالَ: أدركت الكوفة وما بها أقرأ من عِيسَى الهمداني. [ص:178]
قَالَ مُطَيَّن: مات سنة ست وخمسين ومائة.(4/177)
283 - عيسى بْن عُمر الثقفيُّ، البصريُّ النَحْويُّ العلامة، أبو عمر. [الوفاة: 151 - 160 ه]
رَوَى عَنْ: الحسن، وعون بْن عَبْد الله بْن عتبة، وعبد الله بْن أَبِي إسحاق الحضرمي، وعاصم الجحدري، وغيرهم.
وَعَنْهُ: الأصمعي، وعلي بن نصر الجهضمي، وشجاع بن أبي نصر البلخي، وهارون بن موسى الأعور، والعباس بن بكار الضبي، وأحمد بن موسى اللؤلؤي، والخليل بن أحمد العروضي، وعبيد بن عقيل، وغيرهم.
وولاؤه لبني مخزوم. وهو أخو أبي خشينة حاجب ابن عمر، نزلوا في ثقيف فنسبوا إليهم.
وكان عيسى بن عمر رأسا في العربية، صاحب تقعير فِي كلامه، واستعمال لغريب اللغة، وكان صديقًا لأبي عمرو بْن العلاء.
أَخَذَ القراءة عَن عَبْد اللَّه بْن أَبِي إِسْحَاق الْحَضْرَمِيّ، ورواية عَن عَبْد اللَّه بْن كثير. أَخَذَ عَنْهُ النحو الخليل وغيره.
وصنف فِي العربية كتاب " الجامع "، وكتاب " الإكمال " وأشياء سواهما.
قَالَ الأصمعي: قَالَ عِيسَى بْن عُمَر لأبي عمرو: أَنَا أفصح من معد بْن عدنان، فَقَالَ لَهُ تعديت، كيف تنشد هَذَا البيت:
قد كُنَّ يُخَبِّئنَ الوجوهَ تَسَترًا ... فاليومَ حين بدأن للنظار
أو (بدين للنظار)؟ فقال: (بدأن) فَقَالَ: أخطأت، يُقَالُ: بدا يبدو إذا ظهر، وبدأ يبدأ إذا شرع.
وإنما قصد أَبُو عمرو تغليطه لأنه تقعّر عَلَيْهِ، والصواب (بدون) بالواو.
ويقال: إن عِيسَى بْن عُمَر سقط من حِمارِه فأُغمي عَلَيْهِ فاجتمعوا حوله، وقالوا هُوَ مصروع، فَقَالَ لما استفاق: مَا لكم تكأْكَأْتُم عليّ تكَأْكُؤكُمْ عَلَى ذي جِنَّةٍ؟ افرَنْقِعُوا عني، أيِ انكشِفوا عني، وتكأكأ: تجمّع، فَقَالَ واحد: هَذِهِ جنّيتّه تتكلم.
وقيل: إن ابْن هبيرة ضربه بالسياط، وهو يَقُولُ: واللهِ إن كانت إلا أثيابا فِي أسيفاط أخذها عشّاروك. [ص:179]
وقيل: بل الَّذِي ضربه يوسف بْن عُمَر الثقفي من أجل وديعة كانت عنده لخالد بْن عَبْد اللَّه القَسْري.
وقال القاضي ابْن خلكان: إن هَذَا روى عَنْهُ القراءة: أَحْمَد بْن مُوسَى اللؤلؤي، وهارون النحوي، والخليل بْن أَحْمَد، والأصمعي، وسهل بْن يوسف، وعبيد بن عقيل، وأخذ عَنْهُ النحو سيبويه.
ويقال: إنه صنّف نيّفًا وسبعين تأليفًا ذهبت كلها سوى " الجامع " و" الإكمال ".
وفيه يَقُولُ الخليل بْن أَحْمَد إذ يَقُولُ:
ذَهَبَ النحوُ جميعًا كلُّهُ ... غيرُ مَا أحْدَثَ عِيسَى بْن عمرُ
ذَاكَ (إِكمالٌ) وهذا (جامِعٌ) ... فهما للناس شمسٌ وقمرُ
قَالَ ابْن معين: عِيسَى بْن عُمَر بصري ثقة، وقيل: لَحِقَهُ ضِيقُ نَفَسِ فَكَانَ يداوي نفسه بإجَّاص يابس وسكر.
وقد أرخ القِفْطِيّ، وابن خَلِّكَان وفاته في سنة تسع وأربعين ومائة، وأحسبه وهمًا، ولعلّه إِلَى قريب الستين بقي.(4/178)
284 - ق: عيسى بْن أَبِي عيسى الحَنَّاط، أَبُو محمد الغفاريُّ المدنيُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
نزل الكوفة.
يروي عَن أنس، والشعبي، وعمرو بْن شعيب، ونافع، وغيرهم،
وَعَنْهُ: ابْن أَبِي فديك، ووكيع، وصفوان بْن عيسى، وعمر بْن شبيب المسلي، وعبيد الله بْن موسى، وجماعة.
ضعّفه أحمد.
وقال الفلاس، والدارقطني: متروك الحديث. [ص:180]
وقال ابْن سعد: كان يَقُولُ أَنَا خياط وحناط وخباط كُلا قد عالجت، قَالَ: وقدم الكوفة للتجارة فلقي بها الشَّعْبِيّ.
مات سنة إحدى وخمسين ومائة.(4/179)
285 - د ق: عيسى بْن موسى الدِّمشقيُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
أخو سُلَيْمَان بْن موسى.
عَنْ: ربيعة بْن يزيد، وإسماعيل بْن عُبَيْد الله، وعروة بْن رويم،
وَعَنْهُ: الوليد بْن مسلم، وعمرو بْن أَبِي سلمة التنيسي، ومحمد بْن سُلَيْمَان الحراني بومة، وغيرهم.
لم أعلم بِهِ بأسا.(4/180)
286 - عيسى بْن المُسَيَّبُ البَجَلي، [الوفاة: 151 - 160 ه]
قاضي الكوفة.
عَنْ: أَبِي زرعة البجلي، والشعبي، وعدي بْن ثابت،
وَعَنْهُ: وكيع، وأبو النضر، وأبو نعيم، وغيرهم.
ضعّفه النسائي، وقال: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.(4/180)
287 - عيسى بْن ميمون بْن داية المكيُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
كَانَ ينزل في بني جرش فنسب إليهم.
رَوَى عَنْ: قيس بْن سعد، وابن أَبِي نجيح،
وَعَنْهُ: سفيان الثوري، وابن عيينة، وأبو عاصم، وقد قرأ القرآن عَلَى ابْن كثير.
وثّقه أَبُو حاتم.
وَقَالَ ابْن مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَبُو داود: ثقة يرى القدر.(4/180)
288 - ن ق: عيسى بْن يزيد المَرْوزيُّ. أَبُو معاذ الأزرق. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أَبِي إسحاق، ومطر الوراق، وجماعة،
وَعَنْهُ: أَبُو تُميلة، وابن الْمُبَارَك، وعيسى غُنْجار، وحَكَّام بْن سلم.
وكان قاضي سرخس، لَهُ فِي النسائي وابن ماجة حديث واحد عَن جرير بْن يزيد البجلي.(4/181)
289 - 4: عُيَينة بْن عَبْد الرحمن بْن جَوْشن، أَبُو مالك الغَطَفانيُّ البصري. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أبيه، ونافع، وأبي الزبير، ومروان الأصفر،
وَعَنْهُ: شعبة، ويحيى القطان، ويزيد بْن هارون، وأبو عبد الرحمن المقرئ، وآخرون.
قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.
وقال ابْن معين، والنسائي: ثقة.
وقال أحمد: لا بأس به.
أنبؤونا عَنِ الصَّيْدَلانِيِّ، أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ أخبرتهم، قالت: أخبرنا ابن ريذة قال: أخبرنا الطبراني، قال: حدثنا بشر بن موسى، قال: حدثنا المقرئ، عَنْ عُيَيْنَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا في غير كنهه حرم الله عَلَيْهِ الْجَنَّةَ " رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حديث عيينة، وهو ثقة.(4/181)
-[حَرْفُ الْغَيْنِ](4/181)
290 - غالب بْن سُلَيْمَان أَبُو صالح العَتَكي. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: الضحاك، وكثير بْن زياد،
وَعَنْهُ: حرميّ بْن عمارة، وسليمان بْن حرب، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم. [ص:182]
وهو ثقة عند أَبِي حاتم.(4/181)
291 - غالب بْن عُبَيْد الله العقيليُّ الجزريُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
من أهل قرقيسياء.
عَنْ: مجاهد، وعطاء بْن أَبِي رباح، والحسن، ونافع،
وَعَنْهُ: عمر بْن أيوب الموصلي، ويعلى بْن عُبَيْد، وغانم بْن مالك، ورشدين، وغيرهم. وسمع منه وكيع وتركه.
وقال ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَمِنْ مَنَاكِيرِهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ دَجَاجَةً رَبَطَهَا أَيَّامًا "، " وَكَانَ يُقَبِّلُ وَلا يُعِيدُ وُضُوءًا ".
وعن عطاء عَن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أعطى مُعَاوِيَة سهمًا، وقال: " حَتَّى توافيني بِهِ فِي الجنة ".(4/182)
292 - ت: غالب بْن نجيح، أَبُو بشر الكوفيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: حماد بْن أَبِي سُلَيْمَان، وعمرو بْن هبيرة، وقيس بْن مسلم، وجماعة،
وَعَنْهُ: عبيد الله بن موسى، وأبو أحمد الزبيري.(4/182)
-[حَرْفُ الْفَاءِ](4/182)
293 - ت ق: فائد بْن عَبْد الرحمن، أَبُو الورقاء الكوفيُّ العطَّار. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عَبْد الله بْن أَبِي أوفى، وبلال بْن أَبِي الدرداء،
وَعَنْهُ: حماد بْن سلمة، وعيسى بْن يونس، وعبد الله بْن بكر، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، ومكي بْن إِبْرَاهِيم، ويزيد، والفريابي، وآخرون.
قَالَ أحمد: متروك الحديث.
وقال أبو زرعة: لا يشتغل بِهِ.
وقال ابْن معين: ليس بثقة.
واتّهمه أبو حاتم. [ص:183]
وقال أبو داود: ليس بشيء.(4/182)
294 - د ت ق: فائد مولى عبادل المدنيِّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: مولاه عُبَيْد الله بْن علي بْن أَبِي رافع، وسكينة بنت الحسين،
وَعَنْهُ: زيد بْن الحباب، ومعن بْن عيسى، والقعنبي، والواقدي، وعدّة.
وثّقه ابْن معين.(4/183)
295 - فرقد بْن الحجَّاج القرشيُّ البصريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
سَمِعَ: عقبة بْن أَبِي الحسناء اليمامي صاحب أَبِي هريرة،
وَعَنْهُ: أَبُو علي الحنفي، وعبد الصمد التنوري، ومسلم بن إبراهيم.
ما أعلم به بأسا.(4/183)
296 - الفَضْل بن ميمون، أبو سلمة، صاحب الطعام. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: معاوية بْن قرة، ومنصور بْن زاذان،
وَعَنْهُ: أَبُو عامر العقدي، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وعارم، وآخرون.
قَالَ أَبُو حاتم: منكر الحديث.(4/183)
297 - خ 4: فِطْر بْن خليفة، أَبُو بكر الكوفيُّ الحَنَّاط، [الوفاة: 151 - 160 ه]
مولى عمرو بْن حُرَيث المخزوميُّ.
عَنْ: أبيه، وعامر بْن واثلة الكناني، وأبي وائل، وطاوس، ومجاهد، وأبي الضحى، وغيرهم.
وَعَنْهُ: السفيانان، وأبو أسامة، وعبيد بْن موسى، ويحيى بْن آدم، وبكر بْن بكار، وقبيصة، والفريابي، وآخرون.
وثّقه أحمد.
وقال أَبُو حاتم: صالح الحديث. [ص:184]
وقال أحمد العجلي: ثقة حسن الحديث، فِيهِ تشيُّع قليل.
وقال الدارقطني: لا يُتَابع بِهِ.
وقال ابْن سعد: ثقة إن شاء اللَّه، منهم مَن يستضعفه، وكان لا يترك أحدًا يكتب عنده، لَهُ سنّ ولقاء.
وعن أَبِي بَكْر بْن عياش، قَالَ: مَا تركت الرواية عَن فطر إلا لسوء مذهبه.
وَقَالَ عَبْد الله بن أَحْمَد: سَمِعْتُ أبي يقول: كان فطر عند يحيى ثقة، ولكنه خشبي مفرط، وسألت أَبِي مرة عَنْهُ فَقَالَ: ثقة صالح الحديث، حديثه حديث رَجُل كيّس إلا أَنَّهُ يتشيّع.
وقال أَحْمَد بْن يُونُس: تركته عمدًا، وكان يتشيع.
وقال العقيلي: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: أخبرنا الْحَسَن بْن علي قَالَ: حدّثت عَن جرير قال: كان الأَعْمَشُ، ومنصور، ومغيرة يشربون، فإذا أخذوا فِي رءوسهم سخروا بفِطر بْن خليفة.
يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ القطان، حدثنا فطر، عن عطاء، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " مَنْ أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ فَلْيَذْكُرْ مُصِيبَتَهُ بِي فَإِنَّهَا أَعْظَمُ الْمَصَائِبِ ".
قَالَ: مَاتَ فِطْرٌ سَنَةَ ثَلاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ.(4/183)
-[حَرْفُ الْقَافِ](4/184)
298 - ت: القاسم بْن حبيب الكوفيُّ، التَّمَّار. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عكرمة، ومحمد بن كعب القرظي، ونزار بن حيان، وسلمة بْن كهيل،
وَعَنْهُ: محمد بْن فضيل، ووكيع، والمعافى بْن عمران، ويحيى بْن يعلى.
قَالَ ابْن معين: ليس بشيء. [ص:185]
ووثّقه ابْن حبان.(4/184)
299 - القاسم بْن عَبْد الرحمن الأنصاريُّ المسعوديُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
سَمِعَ: أبا جعفر الباقر،
وَعَنْهُ: عيسى بْن يونس، والقاسم بْن مالك، والأنصاري.
ضعّفه أَبُو حاتم.(4/185)
300 - ت ن ق: الْقَاسِمُ بْن عَبْد الْوَاحِدِ بْن أيمن الْمَكِّيّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
مولى بني مخزوم.
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، وأبي حازم الأعرج، وعمر بْن عَبْد الله بْن عروة.
ومات شابًا.
رَوَى عَنْهُ: همام بْن يحيى وَهُوَ أكبر منه، ومحمد بْن محمد بْن نافع، وعبد الوارث بْن سعيد، وداود بْن عَبْد الرحمن العطار.
ذكره ابن حبان في " الثقات ".
وقد روى الحروف عَن عَبْد الله بْن كثير، سَمِعَ مِنْهُ الحروف أَبُو يعقوب الأفطس شيخ أحمد بْن جبير الأنطاكي.(4/185)
301 - د ن: القاسم بْن مبرور الأيليُّ الفقيه. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عمه طلحة بْن عَبْد الله، وهشام بْن عروة، ويونس بن يزيد،
وَعَنْهُ: عمرو بْن مروان، وخالد بْن نزار الأيليّان.
قَالَ خَالِد: قَالَ لِي مالك: مَا فعل القاسم؟ قُلْتُ: توفي، قَالَ: كنت أحسب أن يكون خلفًا من الأوزاعي.
قَالَ أَبُو سعيد بْن يونس: مات بمَكَّة سنة ثمان أو تسع وخمسين مائة، وصلّى عليه الثوري.(4/185)
302 - القاسم بْن هزَّان الخولانيُّ، الدَّارانيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: الزهري، وإسحاق بْن أَبِي فروة، وعمرو بْن مهاجر،
وَعَنْهُ: الوليد بن مسلم، والحسن بْن يحيى الخشني، وحصين الفزاري.
قَالَ أَبُو حاتم: محله الصدق.(4/186)
303 - ن: قَبَاث بْن رَزين بْن حُمَيد، أَبُو هاشم المصريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عكرمة، وعليّ بْن رباح،
وَعَنْهُ: ابْن الْمُبَارَكِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْن صالح.
قَالَ أَبُو حاتم: لَا بأس بِهِ.
موته فِي سنة ست وخمسين ومائة، وكان إمام جامع مصر.
وَفِي الصحابة قباث بْن أشيم.(4/186)
304 - م د ت ق: قدامة بْن موسى بْن عُمر بْن قدامة بْن مظعون القُرَشِيُّ الجمحيُّ المكِّيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أنس بْن مالك، وأبي صالح السمان، وسالم بْن عَبْد الله،
وَعَنْهُ: ابنه إِبْرَاهِيم، وعبد العزيز الماجشون، ووكيع، والواقدي، وأبو عاصم، وجماعة.
وثّقه ابْن معين.
مات سنة ثلاث وخمسين ومائة.
ورد أَنَّهُ يروي عَن ابْن عمر.(4/186)
305 - ع: قُرّة بْن خالد السدوسيُّ البصريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، وأبي رجاء العطاردي، والحسن، وابن سيرين، ومعاوية بْن قُرّة، وجماعة،
وَعَنْهُ: حرمي بْن عمارة، وزيد بْن الحباب، وأبو عامر العقدي، وبكر بْن بكار، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وعدد كبير.
وكان من جِلّة العلماء. [ص:187]
قال يحيى ابن القطَّان: كَانَ من أثبت شيوخنا.
مات قُرّة سنة أربع وخمسين ومائة.
وقال أَبُو حاتم: قُرّة عندي ثبْت.(4/186)
306 - قَعْنَب، أَبُو السَّمَّال العَدويُّ، البصريُّ المقرئ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
لَهُ قراءة شاذة فِي " الكامل " لأبي القاسم الهذلي، وَفِي غيره، رواها عَنْهُ أَبُو زَيْدُ سَعِيد بْن أوس الأَنْصَارِيّ، وهو قعنب بْن هلال بْن أَبِي قعنب.
قَالَ الهذلي: إمام فِي العربية.
وقال: قَالَ أَبُو زَيْدُ: طفت العربَ كلها فلم أر فيها أعلم من أبي السمال.
وقال أبو حاتم السجستاني: كان أبو السمال يقطع ليلة قِيَامًا حَتَّى أخذت عَنْهُ هَذِهِ القراءة، ولم يُقرئ الناس بل أخذت عَنْهُ فِي الصلاة، وكان صوّامًا قوّامًا، ثُمّ قَالَ: وقال مُحَمَّد بْن يحيى القطعي: كَانَ أَبُو السمال فِي زمانه يقدَّم عَلَى الخليل بْن أَحْمَد.
وقال أَبُو زَيْدُ: أعطى مروان بْن مُحَمَّد أبا السمال ألف دينار فَوَاللَّهِ مَا ترك منها حبّة إلا تصدّق بها.(4/187)
307 - م ن: قيس بْن سُليم التَّميميُّ العنبريُّ الكوفيُّ العابد. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: علقمة بْن وائل، والضحاك بْن مزاحم، ويزيد الفقير،
وَعَنْهُ: أَبُو نعيم، وأبو أحمد الزبيري، وقبيصة.
وثّقه أَبُو زرعة، وأبو حاتم.
لَهُ فِي الكتب ثلاثة أحاديث.(4/187)
-[حَرْفُ الْكَافِ](4/187)
308 - د ت ق: كامل بْن العلاء، أَبُو العلاء السَّعديُّ الكوفيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
[ص:188]
عَنْ: أَبِي صالح السمان، والحكم بْن عتيبة، والحسن بن عمرو الفقيمي، وحبيب بْن أَبِي ثابت.
وَعَنْهُ: زيد بْن الحباب، وإسحاق السلولي، وأحمد بْن يونس، ومحمد بْن يوسف الفريابي، وأبو غسان مالك بْن إسماعيل.
وثّقه ابْن معين.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أرجو أنه لا بأس بِهِ، وَفِي حديثه مَا يُنْكر.(4/187)
309 - د ت ق: كثير بْن زيد الأسلميُّ الْمَدَنِيّ، أَبُو محمد. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: سالم بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وسعيد المقبري، ونافع، وعبد الرحمن بن كعب بْن مالك،
وَعَنْهُ: مالك، وعبد العزيز الدراوردي، وابن أَبِي فديك، وزيد بْن الحباب، وأبو أحمد الزبيري، والواقدي، وآخرون.
قَالَ أحمد: مَا أرى بِهِ بأسا.
وقال أَبُو زرعة: ليس بالقويّ.
وقال النسائي: ضعيف.(4/188)
310 - كثير بْن عَبْد الرحمن المؤذِّن. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عطاء،
وَعَنْهُ: عُبَيْد الله بْن موسى، والخريبي، وأبو نعيم.(4/188)
311 - كثير بْن أَبِي كثير، أَبُو النَّضْر. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: ربعي بن حراش، وأبي بردة، وعبد الله بْن فروخ،
وَعَنْهُ: عيسى بن [ص:189] يونس، وأبو عاصم، وإسحاق بْن سُلَيْمَان، وآخرون.
قَالَ أَبُو حاتم: مستقيم الحديث.
وقال ابْن معين: ضعيف.(4/188)
312 - كعب بْن فرُّوخ، أَبُو عَبْد الله. [الوفاة: 151 - 160 ه]
بصريٌ، عَن عكرمة، والحسن البصري، وقتادة، وجماعة،
وَعَنْهُ: عُبَيْد الله الحنفي، ومسلم بْن إبراهيم.
صدوق.(4/189)
-[حَرْفُ اللَّامِ](4/189)
313 - لوط بْن يحيى، أَبُو مِخْنَف الكوفيُّ الرافضيُّ الأخباريُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
صاحب هاتيك التصانيف.
يروي عَن الصقعب بْن زهير، ومجالد بْن سعيد، وجابر بْن يزيد الجعفي، وطوائف من المجهولين،
وَعَنْهُ: علي بن محمد المدائني، وعبد الرحمن بن مغراء، وغير واحد.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ أَبُو حاتم: متروك الحديث.
وقال الدارقطني: أخباري ضعيف.
قلت: توفي سنة سبع وخمسين ومائة.(4/189)
-[حَرْفُ الْمِيمِ](4/189)
314 - مالك بن الخير الزَّباديُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
مصري، يروي عَن أَبِي قبيل، والحارث بْن يزيد، ومالك بْن سعد،
وَعَنْهُ: رشدين بن سعد، وابن وهب، وزيد بن الحباب.(4/189)
315 - ع: مالك بن مِغْوَل بْن عاصم بْن مالك بْن غَزِيَّة، أَبُو عَبْد الله البَجَليُّ الكوفيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
سَمِعَ: الشعبي، وابن بريدة، ونافعا، وطلحة بْن مصرف، وعون بْن أَبِي جحيفة، والوليد بْن العيزار، وعدة،
وَعَنْهُ: أبو نعيم، والفريابي، وخلاد بْن يحيى، وخلق كعبد الله بْن مهدي، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وعبد الله بْن نمير، ومحمد بْن سابق، ويحيى بْن آدم، وأبو أحمد الزبيري.
وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنْ شِيُوخِهِ: أَبُو إسحاق.
قَالَ أحمد: ثقة ثبت.
وقال العجلي: صالح مبرز في الفضل.
وقال ابْن عُيَيْنَة: قَالَ رَجُل لمالك بْن مغول: اتق الله، فوضع خذه بالأرض.
وقال ابْن إدريس: مَا رَأَيْت مالك بْن مِغْوَلٍ يسبّ دابَّة قط إلا أَنَّهُ ذُكِرْت عنده الرافضة فَبزَقَ فِي الأرض. وقال: القوم أحسنوا فِي الأرض البلاء، وأحسن اللَّه عليهم الثناء.
قَالَ ابْن عيينة: قَالَ مالك بْن مغول: لئن شئتم لأحلفنّ لكم أن مكانهما فِي الآخرة مثل مكانهما فِي الدنيا، يعني أبا بَكْر وعمر.
وعن شَرِيك قَالَ: رَأَيْت سُفْيَان يشرب النبيذ فِي بيت خير أَهْل الكوفة، مالك بْن مغول.
قَالَ مُحَمَّد بْن سعد: مات فِي آخر سنة ثمان وخمسين وَمِائَةٍ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شيبة: مات فِي أول سنة تسع.(4/190)
316 - مبارك بْن حسَّان السُّلميُّ البَصْرِيُّ، ثُمَّ المكيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: الحسن، وعطاء بْن أَبِي رباح، ونافع،
وَعَنْهُ: وكيع، وعبيد الله بْن موسى، وموسى بْن إسماعيل، وجماعة.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. [ص:191]
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ثقة.
وقال أَبُو داود: منكر الحديث.(4/190)
317 - مبارك بْن مُجاهد، أَبُو الأزهر المروزيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: العلاء بْن عَبْد الرحمن، وأيوب بْن أَبِي العوجاء،
وَعَنْهُ: عَبْد الرحمن بْن عَبْد الله الدَّشْتَكيّ، وعبد العزيز بْن أَبِي رزمة.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَا أَرَى بِحَدِيثِهِ بَأْسًا.
وقال قتيبة: قدري ضعيف جدا.
قِيلَ: مات سنة ستين ومائة.(4/191)
318 - المُثنَّى بْن دينار، أَبُو محمد القَطَّان. [الوفاة: 151 - 160 ه]
رأى أنس بْن مالك، وأبا مجلز،
وَرَوَى عَنْ: جماعة،
وَعَنْهُ: يحيى القطان، وروح بْن عُبادة، وعثمان بن عُمَر بن فارس.
وهو مُقِلٌّ حسن الحال.(4/191)
319 - د ت ن: المُثنَّى بن سعد، ويقال: ابْن سعيد الطائيُّ، أَبُو غِفار الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أَبِي الشَّعْثَاءِ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، وأبي عثمان النهدي، وأبي قلابة،
وَعَنْهُ: عيسى بْن يونس، ويحيى القطان، وأبو أسامة، والفريابي.
قَالَ أَبُو حاتم: صالح الحديث.(4/191)
320 - ع: المثنَّى بْن سعيد الضُّبعي، أَبُو سَعِيد البَصْرِيّ القسَّام الذَّرَّاع. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أَبِي مجلز لاحق، وأبي المتوكل الناجي، وقتادة، وأبي جمرة. ورأى أنسا،
وَعَنْهُ: ابْن علية، وعبد الرحمن بْن مهدي، وعبد الصمد، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم وعدة.
وثّقه أحمد. [ص:192]
وقال أَبُو حاتم: هُوَ أوثق من أَبِي غفار، يعني الَّذِي قبله.(4/191)
321 - مُجَاعة بْن الزُّبَيْر البصريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: الحسن، وأبي الزبير، وابن سيرين، وقتادة، وجماعة،
وَعَنْهُ: شعبة، والنضر بْن شُمَيْل، وعبد الصمد بْن عَبْد الوارث، وعبد الله بْن رشيد.
قَالَ أحمد: لم يكن بِهِ بأس في نفسه.
وقال حاضر بن مطهر السدوسي: حدثنا أبو عبيدة مجاعة بْن الزبير الأَزْدِيّ.
وذكره شُعْبَة مرّة فَقَالَ: الصوام القوام.
وقال ابْن عديّ: هُوَ مِمَّنْ يُحتَمَل، ويُكْتَب حديثه.
وقال الدارقطني: ضعيف.(4/192)
322 - مُجاهد بْن فرقد، أَبُو الأسود. [الوفاة: 151 - 160 ه]
شامي.
عَنْ: أَبِي منيب الجرشي، وواثلة بْن الخطاب،
وَعَنْهُ: إسماعيل بْن عياش، ومحمد بْن إسحاق الرملي، والفريابي، وغيرهم.
فِي عداد الشيوخ. وله حديث منكر.(4/192)
323 - د ن: مُجَمِّع بْن يعقوب بْن مُجَمِّع بْن يزيد بْن جارية الأنصاري المدني القبائي. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أبيه، وربيعة الرأي، وغيرهما.
قَالَ ابْن سعد: توفي سنة ستين ومائة.
وهذا وهم، فإن قتيبة: لقيه وروى عَنْهُ.(4/192)
324 - ق: مُحْرِزُ بْن عَبْد اللَّهِ، أَبُو رَجَاءٍ الجزريُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
مولى هشام بْن عَبْد الملك. [ص:193]
عَنْ: مكحول، وعروة بْن رويم، وبرد بْن سنان،
وَعَنْهُ: أَبُو معاوية، ومحمد بْن بشر، ويعلى بْن عُبَيْد، والفريابي.
نزل الكوفة.
قَالَ أَبُو داود: ليس بِهِ بأس.(4/192)
325 - مُحِلّ بْن مُحْرِز الضَّبِّيُّ الكوفيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أَبِي وائل، وإبراهيم النخعي، والشعبي،
وَعَنْهُ: يحيى القطان، وعبيد الله بْن موسى، وأبو نعيم، وخلاد بْن يحيى، وجماعة.
وثّقه أحمد، وغيره.
وقال أَبُو حاتم: كَانَ آخر من بقي من أصحاب إِبْرَاهِيم، ما بحديثه بأس، ولا يحتج بِهِ.
وقال النسائي: ليس بِهِ بأس.
قال القطّان: وَسَط، ولم يكن بذاك.
قُلْتُ: لم يخرجوا له شيئا. وتوفي سنة ثلاث وخمسين ومائة.(4/193)
326 - 4 م تبعاً: محمد بْن إسحاق بْن يسار المُطَّلبيُّ المَخْرَميُّ مولاهم الْمَدَنِيّ أَبُو بكر، ويقال: أَبُو عَبْد الله الأحول [الوفاة: 151 - 160 ه]
أحد الأعلام، وصاحب المغازي.
كَانَ يسّار من سبي عين التمر، مَوْلَى لقيس بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافَ بْنِ قُصَيٍّ.
وقال الهيثم بْن عدي، والمدائني: مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن يسّار بْن خيار، وكان خيار مَوْلَى لقيس بْن مخرمة.
قُلْتُ: رأى أنس بْن مالك، وسعيد بْن المسيب، ومولده سنة نيف وثمانين،
وَحَدَّثَ عَنْ: أبيه، وعمه موسى بْن يسار، وعطاء، والأعرج، وسعيد بْن أَبِي هند، والقاسم بْن محمد، وفاطمة بنت المنذر، والمقبري، ومحمد بْن [ص:194] إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، وَعَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قتادة، وابن شهاب، وعبيد الله بْن عَبْد الله بْن عمر، ومكحول، ويزيد بْن أَبِي حبيب، وسليمان بْن سحيم، وعمرو بْن شعيب، ونافع، وأبي جعفر الباقر، وخلق سواهم.
وَعَنْهُ: جرير بْن حازم، والحمادان، وإبراهيم بْن سعد، وزياد بْن عَبْد الله، وعبد الأعلى بْن عَبْد الأعلى، وعبدة بْن سُلَيْمَان، وسلمة بْن الفضل، ومحمد بْن سلمة الحراني، ويونس بْن بكير، ويعلى بْن عُبَيْد، وأحمد بْن خالد الوهبي، ويزيد بْن هارون، وعدد كثير.
وكان بحرًا فِي العلم حِبْرًا فِي معرفة أيام النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
رَوَى عَنْ: سلمة بْن الفضل، عَن ابْن إِسْحَاق قَالَ: رَأَيْت أَنَسًا عَلَيْهِ عمامة سوداء، والصبيان يشتدون ويقولون: هذا رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لا يموت حَتَّى يلقى الدجّال.
وقال عَبَّاس الدوري: قد سَمِعَ ابْن إِسْحَاق مْن أَبَان بْن عُثْمَان، ومن أَبِي سلمة بْن عَبْد الرَّحْمَن، قاله لنا ابْن معين.
وقال يحيى بْن كثير وغيره، عَن شُعْبَة قَالَ: ابْن إِسْحَاق أمير المؤمنين فِي الحديث.
وقال الخطيب: حدّث عَنْهُ يحيى بْن سَعِيد الأنصاري، وابن جُرَيْج، والثوري، وشعبة.
وقال الزُّهْرِيّ: لا يزال بالمدينة عِلْم جَمٌّ مَا كَانَ فيهم مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، وكذا قَالَ عاصم بْن عُمَر بْن قَتَادَةَ، وهما شيخاه.
وقال البخاري: حدثنا عليّ بْن عَبْد اللَّه سَمِعَ سُفْيَان يَقُولُ: مَا رَأَيْت أحدًا يتّهم ابْن إِسْحَاق.
قَالَ الْبُخَارِيّ: ينبغي أن يكون لَهُ ألف حديث ينفرد بها.
قَالَ يُونُس بْن بُكَيْر: سَمِعْت شُعْبَة يَقُولُ: ابْن إِسْحَاق أمير المؤمنين فِي الحديث، فَقِيلَ لَهُ: ولِم؟ فَقَالَ: لحفظه. [ص:195]
وقال يعقوب بن شيبة: سألت علي ابن المديني عن إِسْحَاقَ فَقَالَ: حَدِيثُهُ عِنْدِي صَحِيحٌ، قُلْتُ: فَكَلامُ مَالِكٍ؟ قَالَ: مَالِكٌ لَمْ يُجَالِسْهُ، وَلَمْ يَعْرِفْهُ، وَأَيَّ شَيْءٍ حَدَّثَ بِالْمَدِينَةِ، قُلْتُ: فَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ قَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ، قَالَ: الَّذِي قَالَ هِشَامٌ لَيْسَ بِحُجَّةٍ، لَعَلَّهُ دَخَلَ عَلَى امْرَأَتِهِ وهو غلام، وأن حديثه ليتبين فِيهِ الصِّدْقُ، يَرْوِي مَرَّةً: حَدَّثَنِي أَبُو الزِّنَادِ، وَمَرَّةً: ذَكَرَ أَبُو الزِّنَادِ، وَيَقُولُ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ فِي سَلَفٍ وَبَيْعٍ، وَهُوَ مِنْ أَرْوَى النَّاسِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَلَمْ أَرَ لَهُ إِلا حَدِيثَيْنِ مُنْكَرَيْنِ أَحَدَهُمَا عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: " إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ "، وَالآخَرُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ: " مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ فليتوضأ ".
وقال أحمد العجلي: ابْن إسحاق ثقة.
وقال عباس، عَن ابْن معين: ثقة لكن ليس بحجة.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ليس بِهِ بأس، ومرة قَالَ: ليس بذاك ضعيف.
وقال يعقوب بْن شيبة، عَن ابْن معين: هُوَ صدوق.
وقال هارون بْن معروف: سَمِعْت أَبَا مُعَاوِيَة يقولُ: كَانَ ابْن إِسْحَاق من أحفظ الناس، فكان الرجل إذا كَانَ عنده خمسة أحاديث أو أكثر جاء فاستودعها ابنَ إِسْحَاق، وقال احفظها عليّ، فَإِن نسيتها كنت قد حفظتها عليّ.
وقال عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي: تكلّم أربعة فِي ابْن إِسْحَاق، فأما سُفْيَان، وشعبة فكانا يقولان: أمير المؤمنين في الحديث.
وقال أحمد بْن حنبل: حسن الحديث. [ص:196]
وقال الحسن بن علي الحلواني: سمعت يزيد بْن هارون يَقُولُ: لو كَانَ لِي سلطان لأمَّرت ابْن إسحاق عَلَى المحدّثين.
وقال أَبُو أمية الطرسوسي: حدثنا علي بن الحسن النسائي، قال: حدثنا فياض بن محمد الرقي، قال: سَمِعْت ابْن أَبِي ذئب يَقُولُ: كُنَّا عند الزُّهْرِيّ فنظر إِلَى ابْن إِسْحَاق يُقْبِلُ، فَقَالَ: لا يزال بالحجاز علم كثير مَا دام هَذَا الأحول بين أظهرهم.
وقال ابْن عَلية: سَمِعْت شُعْبَة يَقُولُ: هُوَ صدوق.
وقال ابْن المديني: قُلْتُ لسفيان: أكان ابْن إسحاق جالس فاطمة بِنْت المنذر؟ فَقَالَ: أخبرني أنها حدّثته، فإنه دخل عليها.
قُلْتُ: الَّذِي استقر عَلَيْهِ الأمر أن ابْن إسحاق صالح الحديث، وأنه فِي المغازي أقوى مِنْهُ فِي الأحكام.
وقد قَالَ يحيى بْن سَعِيد: سَمِعْت هشام بْن عروة يكذبه.
وقال أبو الوليد: حدثنا وُهَيْب بْن خَالِد سَأَلت مالكًا عَن ابْن إِسْحَاق فَقَالَ: واتّهمه.
وقال أَحْمَد بْن زهير: سَمِعْت ابْن مهدي يَقُولُ: كَانَ يحيى بْن سَعِيد الأَنْصَارِيّ، ومالك يجُرِّحان مُحَمَّد بْن إِسْحَاق.
وقال العقيلي: حدثني الفضل بن جعفر، قال: حدثنا عبد الملك بن محمد، قال: حدثنا سليمان بن داود قال: قَالَ لِي يحيى بْن سَعِيد القطَّان: أشهد أن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق كذّاب، قُلْتُ: وما يدريك؟ قَالَ: قَالَ لِي وُهَيْب، فَقُلْتُ لوهيب: مَا يدريك؟ قَالَ: قَالَ لِي مالك، فَقُلْتُ لمالك: وما يدريك؟ قَالَ: قَالَ لِي هشام بن عروة، قلت له: وما يدريك؟ قَالَ: حدّث عَن امرأتي وأُدْخِلَتْ عليّ وهي بِنْت تسع سنين وما رآها رَجُل حَتَّى لَقِيتِ اللَّه.
قُلْتُ: هَذِهِ حكاية باطلة، وَسُلَيْمَان الشاذكوني ليس بثقة، وما أُدْخِلت فاطمة عَلَى هشام إلا وهي بِنْت نيّفٍ وعشرين سنة فإنها أكبر مِنْهُ بنحوٍ من تسع سنين، وقد سَمِعْت من أسماء بنت الصديق، وهشام لم يسمع من أسماء مَعَ أنها جدتهما.
وأيضا فَلَمَّا سَمِعَ ابْن إِسْحَاق منها كَانَتْ قد عجزت وكبرت، وهو [ص:197] غلام، أو هُوَ رَجُل من خلف الستر، فإنكار هشام بارد.
قَالَ ابْن المديني: سَمِعْت يحيى يَقُولُ: قُلْتُ لهشام: ابْن إِسْحَاق يحدّث عَن فاطمة بِنْت المنذر، فَقَالَ: أهو كَانَ يصل إليها؟!.
وقال يحيى بن آدم: حدثنا ابْن إدريس قَالَ: كنت عند مالك فَقَالَ لَهُ رَجُل: إن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق يقول: اعْرِضُوا عليّ عِلْم مالك فإِني بيطاره، فَقَالَ مالك: انظروا إِلَى دجّال من الدجاجلة يَقُولُ: اعرضوا عليّ علم مالك، قَالَ ابْن إدريس: مَا رَأَيْت أحدًا جمع الدجّال قبله.
وقال عَبْد الْعَزِيز الدراوَرَدي، وابن أَبِي حازم: كُنَّا فِي مجلس ابْن إِسْحَاق فنعس ثُمَّ رفع رأسه فَقَالَ: رَأَيْت كأن حمارًا أخرِج من دار مروان فِي عنقه حبل، فَمَا لبثنا أن دخل أعوان السلطان فوضعوا فِي عنق ابْن إِسْحَاق حبلا، وذهبوا بِهِ فَجُلِد، زاد سعيد الزنبري راويها عَن الدراوردي قَالَ: من أجل القدر، فَقَالَ هارون بْن معروف: كَانَ ابْن إِسْحَاق قدريا.
وقال الجوزجاني: ابن إسحاق يشتهون حديثَه، وهو يُرْمَى بغير نوع من البِدَع.
وأما مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن نمير فقال: رُمي بالقدر، وكان أبعد الناس مِنْهُ.
وقال مكي بْن إِبْرَاهِيم: جلست إِلَى ابْن إِسْحَاق، وكان يُخَضّب بالسواد فذكر أحاديث فِي الصِّفَة فَنَفَرْتُ منها فلم أعد إِلَيْهِ.
وقال ابْن معين: كَانَ يحيى القطَّان لا يَرْضَى ابْن إِسْحَاق، ولا يروي عَنْهُ.
وقال عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد: لم يكن أَبِي يحتج بابن إِسْحَاق فِي السُّنَن.
وقال النسائي: ليس بالقويّ.
وقال الدارقطني: لا يُحتَج بِهِ.
وقال مُحَمَّد بْن يحيى بْن سَعِيد القطَّان: قَالَ أَبِي: سَمِعْت مالكًا يَقُولُ: يَا أَهْل العراق لا يغت عليكم بعد مُحَمَّد بْن إِسْحَاق أحد. [ص:198]
وَفِي لفظ: من يَغُتُّ عليكم بعد مُحَمَّد بْن إِسْحَاق.
وقال مُحَمَّد بْن أَبِي عديّ: كَانَ ابْن إِسْحَاق يلعب بالديوك، وقال القطَّان: تركت ابْن إِسْحَاق عمدا فلم أكتب عَنْهُ.
وقال أَبُو حاتم: ليس بالقويّ عندهم.
وقال مُحَمَّد بْن سلام الجمحي: وممن هجَّنَ الشعرَ وأفسده وحمل كل غثاء، وقبل الناس مِنْهُ أشعارًا لا أصل لها ابْن إِسْحَاق، وكان يعتذر من ذَلِكَ، ويقول: لا علم لِي بالشعر إنما أوتي بِهِ فأحمله، ولم يكن ذَلِكَ عذرًا لَهُ.
قُلْتُ: لا ريب أن فِي السيرة شعرًا كثيرًا من هَذَا الضَّرْب.
قَالَ أَبُو حَفْص الصيرفي: سَمِعْت يحيى بْن سَعِيد يَقُولُ لعبيد اللَّه القواريري: أَيْنَ تذهب؟ قَالَ: إِلَى وهب بْن جرير، أكتب " السيرة "، قَالَ: تكتب كذبًا كثيرًا.
قُلْتُ: وكذا فِي " السيرة " عجائب ذكرها ابْن إِسْحَاق بلا إسناد تلقَّفَها، وفيها خير كثير لمن لَهُ نقْد ومعرفة.
وقال ابْن أَبِي فديك: رَأَيْت ابْن إِسْحَاق كثير التدليس فإذا قَالَ: حدّثني، وأخبرني، فهو ثقة.
مات ابْن إِسْحَاق سنة إحدى وخمسين ومائة، قاله عدة.
وقال المدائني، وغيره: مات سنة اثنتين وخمسين.(4/193)
327 - م: محمد بن أبي أيوب أَبُو عاصم الثَّقفيُّ الكوفيُّ، وَقِيلَ: محمد بْن أيوب. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: الشعبي، وقيس بْن مسلم، ويزيد الفقير،
وَعَنْهُ: وكيع، وأبو نعيم، وخلاد بْن يحيى.
وثّقه أحمد، وغيره.
وورد أَنَّهُ عرض القرآن عَلَى أَبِي عَبْد الرَّحْمَن السلمي.(4/198)
328 - ت: محمد بْن ثابت بْن أسلم البُنَانيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أبيه، ومحمد بْن المنكدر، وجعفر بْن محمد،
وَعَنْهُ: جعفر بْن سُلَيْمَان الضبعي، وأبو داود الطيالسي، وبكر بْن بكار، وعبد الصمد بْن عَبْد الوارث، وجماعة.
قَالَ البخاري: فِيهِ نظر.
وقال النسائي، وغيره: ضعيف.(4/199)
329 - محمد بْن جعفر بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الهاشميُّ العباسيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
كَانَ من ندماء المنصور، كان أديبا لبيبا، يعد من عقلاء الرجال، وكان المنصور يمازحه، ويلتذّ بمحادثته، وكان يكلم المنصور فِي حوائج الناس.
وكانت وفاته قريبة من وفاة المنصور، وله قعدد فِي النسب.(4/199)
330 - خ م ن: مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ هو أَبُو سَلَمة بن مَيْسرة المدنيُّ [الوفاة: 151 - 160 ه]
نزيل البصرة.
عَنْ: الزهري، وأبي جمرة الضبعي، وقتادة، وعلي بْن زيد،
وَعَنْهُ: سفيان الثوري، وحماد بْن زيد، وابن الْمُبَارَك، وأبو معاوية، وروح بْن عبادة، وغيرهم.
وثّقه ابْن معين، ومرة قَالَ: ليس بالقويّ.
وضعّفه يحيى القطان، والنسائي.
وقال ابْن عديّ: هُوَ من الضعفاء الَّذِينَ يُكتب حديثهم. [ص:200]
وقال ابْن المديني: قُلْتُ ليحيى: حملت عَن مُحَمَّد بْن أَبِي حفصة؟ قَالَ: نَعَمْ كتبت حديثه كله ثُمَّ رميت بِهِ بعد ذَلِكَ، ثُمّ قَالَ: هُوَ نَحْوُ صَالِحِ بْن أَبِي الأخضر.(4/199)
331 - ت ق: محمد بْن أَبِي حميد الأَنْصَارِيّ الزُّرَقيُّ الْمَدَنِيّ، وهو الذي يقال لَهُ: حَمَّاد بْن أَبِي حميد. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: محمد بْن كعب القُرَظي، وعمرو بْن شعيب، وَعَوْنِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُتْبَةَ، وَنَافِعٍ، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابْن وهب، وابن أَبِي فديك، وأبو داود، وبكر بْن بكار، والقعنبي.
ضعّفه أَبُو زرعة.
وقال أحمد: أحاديثه مناكير، وقال مرة: ليس بقويّ.
وروى عباس عَن ابْن معين: أَنَّهُ ليس بشيء.
وقال البخاري: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.(4/200)
332 - ق: مُحَمَّدُ بْنُ ذَكْوَانَ الطَّاحِيُّ، مولاهم البَصْرِيّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
خال أولاد حَمَّادِ بْن زَيْدٍ.
رَوَى عَنْ: شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ الله، وابن سيرين، وعطاء بْن أَبِي رباح، وجماعة.
وَعَنْهُ: شعبة، وعبد الوارث، وابن طهمان إِبْرَاهِيم، وعبد الله بْن بَكْر السَّهميّ، وعبد الصمد بْن عَبْد الوارث، وحجاج بْن نصير.
وثّقه ابْن معين.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. [ص:201]
وقال ابْن حبان: سقط الاحتجاج بِهِ.(4/200)
333 - محمد بْن أَبِي الزُّعَيْزِعَة، الأذرعيُّ [الوفاة: 151 - 160 ه]
مولى بني أمية.
عَنْ: عطاء، ونافع،
وَعَنْهُ: محمد بن عيسى بن سميع قال أبو حاتم: منكر الحديث جدًا، وكذا قاله البخاري.
وقال أبو حاتم: لا يشتغل به.(4/201)
334 - د: محمد بن شريك أبو عُثمان المكيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عطاء، وابن أَبِي مليكة، وعمرو بْن دينار،
وَعَنْهُ: وكيع، وأبو أسامة، وأبو أحمد الزبيري، وأبو نعيم.
وثّقه أَبُو زرعة، وجماعة.
وهو مقل.(4/201)
335 - ع: محمد بْن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْن شهاب، أَبُو عَبْد الله الزُّهريُّ المدنيُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
ابْن أخي ابْن شهاب.
عَنْ: عمه، وأبيه،
وَعَنْهُ: يعقوب بْن إِبْرَاهِيم بْن سعد، ومعن بْن عيسى، والواقدي، والقعنبي، وغيرهم.
وثّقه أَبُو داود.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، قِيلَ: إِنَّهُ قَتَلَهُ غِلْمَانُهُ، وَابْنُهُ لأَجْلِ الْمِيرَاثِ ثُمَّ قتلت الغلمان بعد، وكان مقتله سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَدْ تَفَرَّدَ عَنِ الزُّهْرِيِّ بِثَلاثَةِ أَحَادِيثَ: أَحَدُهَا، عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلا الْمُجَاهِرُونَ ". . . الْحَدِيثَ. [ص:202]
وَثَانِيهَا: عَن سالم عَن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ فِي خطبته: " كل مَا هُوَ آتٍ، قريب لا بُعد لما هُوَ آتٍ، لا يعجل اللَّه لعجلة أحد، ولا خُلْف لأمر اللَّه، مَا شاء اللَّه كَانَ ولو كره الناس، لا مُبْعِد لما قَرْب، ولا مُقَرَّب لما بَعُد، ولا يكون شيء إلا بإذن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ ".
رواهما إِبْرَاهِيم بْن سعد عَنْهُ، وروى الواقدي الخبر الثاني عَنْهُ، ولكن الواقدي تالف.
والثالث: رواه حمزة بن رشيد الباهلي قال: حدثنا إِبْرَاهِيم بْن سعد، عَن ابْن أخي ابْن شهاب، عَن امرأته أمّ الحجّاج بِنْت مُحَمَّد بْن مُسْلِم، قَالَتْ: كَانَ أَبِي يأكل بكفّه فقلت: لو أكلت بثلاثة أصابع، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يأكل بكفه كلها، فهذا منقطع.(4/201)
336 - 4: محمد بْن عَبْد الله بْن المهاجر الشُّعَيثي النصري، بالنون الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: خالد بْن معدان، ومكحول، والقاسم بْن مخيمرة، وجماعة،
وَعَنْهُ: ابنه عمرو، والوليد بْن مسلم، ووكيع، وحجاج بْن محمد، وأبو عبد الرحمن المقرئ، وطائفة.
وثّقه دحيم، وغيره.
وقال أَبُو حاتم: لا يُحتّج بِهِ.
مات سنة أربع وخمسين ومائة، وقيل: سنة خمس.
وقد روى حديثًا عَن الْحَارِث بْن بدل، إنسان مُخْتَلَفٌ فِي صحبته.(4/202)
337 - ق: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُرَّةَ الأسلميُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
مدني، لَهُ عَن عمه حكيم بْن أَبِي حرة، والمقبري، وعطاء بْن أَبِي مروان،
وَعَنْهُ: سُلَيْمَان بْن بلال، والدراوردي، وحماد بْن خالد، والواقدي، وغيرهم.
وثّقه ابْن معين. [ص:203]
لَهُ عند ابْن ماجه حديث.(4/202)
338 - محمد بْن عَبْد الله، أَبُو مَخْلَد العمِّيُّ البَصْريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: ثابت البناني، وعليّ بْن جدعان، ويزيد الرقاشي،
وَعَنْهُ: أَبُو النضر هاشم بْن القاسم.
قَالَ العقيلي: لا يقيم الحديث.(4/203)
339 - د ق: محمد بْن عَبْد الرحمن بْن عِرْق أَبُو الوليد الحِمْصيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أبيه، وعبد الله بْن بسر الصحابي،
وَعَنْهُ: بقية، وعثمان بْن سعيد بْن كثير، ويحيى بن سعيد العطار، ومحمد بْن سُلَيْمَان بومة.
لم يُضعَّف.(4/203)
340 - ع: ابْن أَبِي ذئب مُحَمَّد بْن عَبْد الرحمن بْن المغيرة بْن الحارث ابْن أَبِي ذئب، واسم أَبِي ذئب هشام بْن شعبة القُرشيُّ العامريُّ الإمام، أَبُو الحارث الْمَدَنِيّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
أحد الأعلام.
رَوَى عَنْ: عكرمة، وشعبة موليي ابْن عباس، وشرحبيل بْن سعد، ونافع، وأسيد بن أَبِي أسيد البراد، وسعيد المقبري، وصالح مولى التوأمة، والزهري، وخاله الحارث بْن عَبْد الرحمن القرشي، ومسلم بْن جندب، والقاسم بْن عباس، ومحمد بْن قيس، وخلق.
وَعَنْهُ: يحيى القطان، وحجاج الأعور، وشبابة، وأبو علي الحنفي، وابن الْمُبَارَك، وابن أَبِي فديك، وأبو نعيم، وآدم بْن أَبِي إياس، وأحمد بْن يونس، وعاصم بْن عليّ، والقعنبي، وأسد بْن موسى، وعليّ بن الجعد، وعدد كبير.
قال أحمد بن حنبل: كان شبيه سَعِيد بْن المسيّب، فَقِيلَ لأحمد: خلف مثله؟ فقال: لا، وقال: كان أفضل من مالك إلا أن مالكًا رحمه اللَّه أشدّ تنقية للرجال مِنْهُ.
وقال الواقدي: مولده سنة ثمانين، وكان من أورع الناس وأفضلهم، ورُمي بالقَدَر، وما كَانَ قَدَرِيًّا لقد كَانَ يتّقي قولَهم وُيعَيّبه، ولكنه كَانَ رجلا كريمًا [ص:204] يجلس إِلَيْهِ كل أحد ويغشاه فلا يطرده، ولا يَقُولُ لَهُ شيئًا، وإن مرض عاده، وكانوا يتّهمونه بالقَدَر لهذا وشبهه، قَالَ: وكان يصلّي الليل أجمع، ويجتهد فِي العبادة، ولو قِيلَ لَهُ: إِنَّ الْقِيَامَةَ تَقُومُ غَدًا مَا كَانَ فِيهِ مزيد من الاجتهاد.
وأخبرني أخوه قَالَ: كَانَ أخي يصوم يومًا ويُفطر يومًا، ثُمَّ سرد الصوم، وكان شديد الحال يتعشّى الخبز والزيت، وله قميص وطيلسان يشتو فِيهِ ويصيّف.
وكان من رجال الناس صرامة وقولا بالحق، وكان يحفظ حديثه لم يكن له كتاب، روى هذا الفصل ابن سعد عَن الواقدي، وفيه أيضًا قَالَ: وكان يروح إِلَى الجمعة باكرًا فيصلّي حَتَّى يخرج الإِمَام، ورأيته يأتي دارَ أَجداده عند الصفا فيأخذ كراءها، وَكَانَ لا يغير شيبه.
قَالَ: وَلَمَّا خرج مُحَمَّد بن عَبْد الله بن حسن لزم بيته إِلَى أن قُتِل مُحَمَّد، وكان الْحَسَن بْن زَيْدُ الأمير يُجْرِي عَلَى ابْن أَبِي ذئب كل شهر خمسة دنانير.
وقد دخل مرةً عَلَى والي المدينة عَبْد الصمد وكلّمه فِي شيء، فَقَالَ عَبْد الصمد بْن علي: إِنِّي لأراك مُرائِيًا فأخذ عودًا، وقال: من أرائي؟ فَوَاللَّهِ للناس عندي أهون من هَذَا.
ولما ولي ولاية المدينة جَعْفَر بْن سُلَيْمَان بعث إِلَى ابْن أَبِي ذئب بمائة دينار فاشترى منها ساجًا كرديًا بعشرة دنانير فلبسه عُمْرَه، وقد قدم بِهِ عليهم بغداد فلم يزالوا بِهِ حَتَّى قبل منهم فأعطوه ألف دينار، يعني الدولة، فلما رد مات بالكوفة.
وقال أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: بَلَغَ ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ أَنَّ مَالِكًا لَمْ يَأْخُذْ بِحَدِيثِ " الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ " فَقَالَ: يُسْتَتَابُ مَالِكٌ فَإِنْ تَابَ، وَإِلا ضُرِبَتْ عُنُقُهُ، ثُمَّ قَالَ أَحْمَدُ: هُوَ أَوْرَعُ وَأَقْوَلُ بِالْحَقِّ مِنْ مَالِكٍ.
أنبأني المسلم بْن مُحَمَّد، والمؤمل ابن البالسي قالا: أخبرنا الكندي قال: أخبرنا القزاز، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب، قال: أخبرنا الصيرفي [ص:205]، قال: أخبرنا الأصم، قال: أخبرنا عباس الدوري قال: سَمِعْت يحيى يَقُولُ: ابْن أَبِي ذئب سَمِعَ عكرمة.
وبه قال الخطيب: أخبرنا الجوهري، قال: أخبرنا ابن المرزبان، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى المكي، قال: حدثنا أَبُو العيناء، قَالَ: لما حج المهدي دخل مسجد الرَّسُول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فلم يبق أحد إلا قام إلا ابْن أَبِي ذئب، فَقَالَ لَهُ المسيّب بْن زهير: قم هَذَا أمير المؤمنين، فَقَالَ ابْن أَبِي ذئب: إنما يَقُومُ الناس لرب العالمين، فَقَالَ المهدي: دعه فلقد قامت كل شعرة فِي رأسي.
وبه قَالَ أَبُو العيناء: وقال ابْن أَبِي ذئب للمنصور: قد هلك الناس فلو أَعَنْتهم من الفَيْء؟ قَالَ: ويلك لولا مَا سددت من الثغور لكنت تُؤتَى فِي منزلك فتُذْبَح، فَقَالَ: قد سدّ الثغور، وأعطى الناس مَنْ هُوَ خيرٌ منك عُمَر، فنكَس المنصور رأسه، والسيف بيد المسيّب ثُمَّ قَالَ: هَذِا خير أَهْل الحجاز.
وقال أَحْمَد بْن حنبل، وغيره: كَانَ ثقة.
قَالَ أَحْمَد: وقد دخل عَلَى أبي جعفر المنصور فلم يهله أنْ قَالَ لَهُ الحقّ، وقال: الظلم ببابك فاشٍ، وأبو جَعْفَر أَبُو جَعْفَر.
قَالَ مصعب الزُّبَيْري: كَانَ ابْن أَبِي ذئب فقيه المدينة.
وقال البغوي: حدثنا هارون بْن سُفْيَان قَالَ: قَالَ أَبُو نعيم: حججت سنة حج أَبُو جَعْفَر، ومعه ابْن أَبِي ذئب، ومالك بْن أَنَس، فدعا ابْن أَبِي ذئب فأقعده معه عَلَى دار الندوة فَقَالَ لَهُ: مَا تقول فِي الْحَسَن بْن زَيْدُ بْن حسن، يعني أمير المدينة؟ فَقَالَ: إنه ليَتَحَرّى العدل، فَقَالَ لَهُ: مَا تقول فِيّ؟ مرتين، فَقَالَ: وربّ هَذِهِ البنية إنك لجائر، قَالَ: فأخذ الرَّبِيع الحاجب بلحيته، فَقَالَ له أبو جعفر: كف يا ابن اللخناء، وأمر لابن أَبِي ذئب بثلاث مائة دينار.
وقال مُحَمَّد بْن المسيّب الأرغِياني: سَمِعْت يونس بن عبد الأعلى يقول: [ص:206] سَمِعْت الشافعي يَقُولُ: مَا فاتني أحد فأسفت عَلَيْهِ مَا أسفت عَلَى الليث، وابن أَبِي ذئب.
قلت: أما الليث فنعم، وأما ابْن أَبِي ذئب فكيف كَانَ يمكنه الرحلة إِلَيْهِ، وإنما أدرك من حياته تسع سنين.
وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ: سُئِلَ أَحْمَدُ بْنُ حنبل: أَيُّما أعجب إليك ابْن عجلان أو أبن أَبِي ذئب؟ فَقَالَ: مَا فيهما إلا ثقة.
وقال ابْن المديني: سَمِعْت يَحْيَى بْن سَعِيد يَقُولُ: كَانَ ابْن أَبِي ذئب عَسِرًا أعْسَر أَهْل الدنيا، إنْ كَانَ معك الكتاب قَالَ: اقرأْهُ، وإنْ لم يكن معك كتاب فَإِنَّمَا هُوَ حِفْظ، فَقُلْتُ: كيف كنت تصنع فِيهِ؟ قَالَ: كنت أتحفّظها وأكتبها.
وقال الجوزجاني لأحمد: فابن أَبِي ذئب سماعه من الزُّهْرِيّ أو عَرْضٌ هُوَ؟ قَالَ: لا تبالي كيف كَانَ.
وقال أَحْمَد بْن علي الأَبّار: سَأَلت مُصْعبًا عَن ابْن أَبِي ذئب فَقَالَ: مُعَاذِ اللَّه أن يكون قَدَرِيًّا، إنما كَانَ زمن المهدي قد أخذوا أَهْل القدَرَ وضربوهم ونفوهم فنجا مِنْهُ قوم فجلسوا إِلَيْهِ، واعتصموا بِهِ من الضرب فَقِيلَ: هُوَ قَدَرِيّ لِذَلِكَ، لقد حدّثني من أثق بِهِ أَنَّهُ مَا تكلم فِيهِ قط.
وسئل أَحْمَد بْن حنبل عَنْهُ فوثّقه، ولم يرضه فِي الزُّهْرِيّ.
وقال ابْن معين: ثقة، سَمِعَ من عكرمة.
مات ابْن أَبِي ذئب سنة تسع وخمسين ومائة بعد ما انصرف من بغداد، مات بالكوفة، وقد أسنى المهديّ جائزته.(4/203)
341 - محمد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ، التُّجَيْبيّ المصريُّ الأمير. [الوفاة: 151 - 160 ه]
ولي الديار المصرية لأبي جَعْفَر.
وَحدَّثَ عَنْ: أبيه. [ص:207]
مات سنة خمس وخمسين ومائة.(4/206)
342 - ق: مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ [الوفاة: 151 - 160 ه]
مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَخُو عَبْدِ اللَّهِ، وَعَوْنٍ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وأخويه.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَيَحْيَى بْنُ يَعْلَى الأَسْلَمِيُّ، وَمَعْمَرٌ، وَمُغِيرَةُ ابْنَاهُ.
قَالَ الْبُخَارِيّ: مُنْكَرُ الحديث.
وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء.
يحيى بن يوسف الرملي، حدثنا حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ مَرْفُوعًا: " إِذَا طَنَّتْ أُذُنُ أَحَدِكُمْ فلْيُصَلِّ عَلَيَّ، وَلْيَقُلْ ذَكَرَ اللَّهُ مَنْ ذَكَرَنِي بِخَيْرٍ ".
قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: هَذَا لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ.(4/207)
343 - ت ق: محمد بْن عُبَيْد الله العَرْزَميُّ الكوفيُّ. [أَبُو عَبْد الرحمن] [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: مكحول، وعطاء، وعمرو بْن شعيب، ومحمد بْن زياد الْجُمحي، وعدة،
وَعَنْهُ: شعبة، والثوري، وسيف بْن عمر، وعلي بْن مسهر، ومحمد بْن سلمة الحراني.
وآخر من حدّث عَنْهُ قبيصة بن عقبة، وكان من عباد الله الصالحين لكنه واهٍ.
قَالَ أحمد: ترك الناس حديثه.
وقال الفلاس: متروك الحديث.
وقال ابْن معين: لا يُكتب حديثه.
وقال وكيع: كَانَ مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه العرزمي رجلا صالحًا قد ذهبت كُتُبُه فكان يحدِّث حِفْظًا فَمَنْ ذَلِكَ أتى.
وقال القطّان: سَأَلت العرزمي فجعل لا يحفظ، فأتيته بكتاب فجعل لا [ص:208] يحسن يقرأ.
وقال البخاري: تركه ابْن الْمُبَارَك، وغيره.
قُلْتُ: فهو من شيوخ شُعْبَة، وما أَظنّ شُعْبَة روى عَن أضعف مِنْهُ.
وكناه قبيصة أَبَا عَبْد الرحمن.
وقال البخاري: قَالَ لِي عبّاد بْن أَحْمَد: هُوَ مُحَمَّد بن عبيد الله بن أبي سلميان الفزاري، وهو ابْن أخي عَبْد الملك بْن أَبِي سُلَيْمَان.
ويقال: مات سنة خمس وخمسين ومائة.(4/207)
344 - 4: محمد بْن عُمارة بْن عَمْرو بْن حزم الأنصاري المدني. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: ابن عمه أَبِي بكر بْن محمد، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم التيمي،
وَعَنْهُ: مالك، وصفوان بْن عيسى، وأبو عاصم، وغيرهم.
وثّقه ابْن معين.(4/208)
345 - محمد بْن عِمران بْن إِبْرَاهِيم بْن طَلْحَةَ بْن عُبَيْد اللَّهِ الْقُرَشِيِّ التَّيْمِيِّ المدنيُّ أَبُو سُلَيْمَان. [الوفاة: 151 - 160 ه]
أحد الأشراف، ولي قضاء المدينة لبني أميّة، ثُمَّ وليها للمنصور.
قَالَ ابْن سعد: كَانَ مهيبًا جليلا صليبًا من الرجال، وكان قليل الرواية.
مات سنة أربع وخمسين ومائة، فَلَمَّا بلغ موتُه المنصورَ قَالَ: اليوم استوت قريش.
وذكره ابْن أَبِي حاتم مختصرًا.(4/208)
346 - د ت ق: محمد بْن فَضَاء بْن خالد الجَهْضَميُّ أَبُو بَحْر البصريُّ العابد. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أبيه،
وَعَنْهُ: بكر بْن بكار، والأنصاري، ومسلم، والأصمعي، وإسماعيل بْن عمرو البجلي. [ص:209]
ضعفه أبو زرعة.
وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال مرة: ضعيف.
حديثه فِي كسر السكة إلا من بأس.(4/208)
347 - د ت ن: محمد بْن مُسلم بْن مِهْران بْن المثنى، وقد يقال: محمد بْن مِهران يُنسب إلى جَدِّه، ومسلم ليس بأبيه فَإِنَّهُ على الأصح محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن مسلم، [أبو جعفر] [الوفاة: 151 - 160 ه]
مؤذِّن مسجد العُرْيان.
رَوَى عَنْ: جده أبي المثنى مسلم، وسلمة بْن كهيل، وحماد الفقيه،
وَعَنْهُ: شعبة وكناه أبا جعفر، وسلم بْن قتيبة، وأبو داود، وأبو الوليد: الطيالسيان.
قَالَ الدارَقُطْنيّ: هُوَ وجده لا بأس بهما.(4/209)
348 - ت: مُختار بْن نافع التَّيميُّ الكوفيُّ التمار. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أبي مطر البصري صاحب علي، ويحيى بن سعيد أبي حيان التيمي،
وَعَنْهُ: عثمان بْن عمر بْن فارس، ومحمد بْن عُبَيْد الطنافسي، ومكي بْن إِبْرَاهِيم، وأبو عتاب سهل بْن حماد.
قَالَ البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي: ليس بثقة.(4/209)
349 - المختار بْن يزيد، ويقال ابْن عَمْرو الأزديُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
بصري، عَن أَبِي الشعثاء، وسعيد بْن جبير،
وَعَنْهُ: وكيع، وأبو نعيم، وغيرهما.
شيخ.(4/209)
350 - م د ن: مَخْرَمة بْن بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ الْمَدَنِيُّ. [أَبُو المسور] [الوفاة: 151 - 160 ه]
[ص:210]
عَنْ: أبيه، وعامر بْن عَبْد الله بْن الزبير،
وَعَنْهُ: ابْن الْمُبَارَك، وابن وهب، ومعن بن عيسى، والواقدي، وجماعة.
يكنى أَبَا المسور.
قَالَ النسائي: ليس به بأس.
وقال سعيد بن أبي مريم: سَمِعْت خالي مُوسَى بْن سلمة يَقُولُ: أتيت مخرمة بْن بكير بكتاب أبيه أعرضه، فقال: مَا سَمِعْت من أَبِي شيئًا إنما هَذِهِ كتب وجدناها عندنا عَنْهُ وما أدركت أبي إلا وأنا غلام.
وأما علي ابن المديني فَقَالَ: سَمِعْت معن بْن عِيسَى يَقُولُ: مخرمة سَمِعَ من أَبِيهِ، وعرض عَلَيْهِ.
وقال أَحْمَد بْن حنبل: لم يسمع من أَبِيهِ شيئًا إنما يروي من كتاب أَبِيهِ.
وقال أبو حاتم: قَالَ ابْن أَبِي أويس: وجدت فِي ظهر كتاب مالك بْن أَنَس: سَأَلت مخرمة عما يحدّث بِهِ عَن أَبِيهِ سمعها من أَبِيهِ؟ فحلف لِي فَقَالَ: وربِّ هَذِهِ البُنَيّة سمعته من أَبِي.
وقال أَبُو حاتم: كل حديثه فهو عَن أَبِيهِ سوى حديث واحد حدّث بِهِ عَن عامر بْن عَبْد اللَّه.
قُلْتُ: توفي سنة ستين ومائة كهلا.(4/209)
351 - مرزوق بْن عَبْد الرحمن أَبُو حَسَّان البصريُّ المؤذِّن. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: محمد بْن سيرين، ومطر الوراق،
وَعَنْهُ: أَبُو أسامة، وأبو سلمة التبوذكي، وغيرهما.
لا أعلم بِهِ بأسا.(4/210)
352 - ت: مرزوق أَبُو بكر البَصْريُّ [الوفاة: 151 - 160 ه]
مولى طلحة بْن عَبْد الرحمن الباهليِّ.
عَنْ: قتادة، ومحمد بْن المنكدر،
وَعَنْهُ: معتمر بْن سُلَيْمَان، وأبو داود، [ص:211] وأبو نعيم، وعثمان بْن عمر.
وثّقه أَبُو زرعة.(4/210)
353 - ق: مَرْزوق بْن أَبِي الهُذَيل الثَّقفيُّ الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: ابْن شهاب،
وَعَنْهُ: الوليد بْن مسلم، فقال ابن عدي: ما حَدَّثَ عَنْهُ غير الوليد.
وقال دحيم: صحيح الحديث.
وقَالَ ابْن خزيمة: ثقة.
وقال أَبُو حاتم: حديثه صالح، ولينه ابْن حبان.(4/211)
354 - مَرْزوق مولى سعيد بْن المسيب المَخْزوميُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: مولاه،
رَوَى عَنْهُ: وكيع، وأبو نعيم.(4/211)
355 - ت: مرزوق أَبُو عَبْد الله الحِمْصيُّ [الوفاة: 151 - 160 ه]
نزيل البصرة.
عَنْ: أَبِي أسماء الرحبي، وشهر بْن حوشب، ومكحول، وجماعة،
وَعَنْهُ: معتمر بْن سُلَيْمَان، وأبو عبيدة الحداد، وروح بْن عبادة، وغيرهم.(4/211)
356 - مرزوق أَبُو بكر التيميُّ، المُؤَذِّن. [الوفاة: 151 - 160 ه]
كوفي، عَن مجاهد، وسعيد بْن جبير،
وَعَنْهُ: سفيان، وإسرائيل، وشريك، وَهَؤُلاءِ الثلاثة وفاتهم قديمة وأحببت جمع الأسماء هنا.(4/211)
357 - ق: مُستقيم بْن عَبْد الملك، مؤذن البيت الحرام، اسمه عثمان. [الوفاة: 151 - 160 ه]
يروي عَن ابْن المسيب، وشهر بْن حوشب، وسالم بْن عَبْد الله،
وَعَنْهُ: أبو عاصم، والخريبي، ومحمد بن ربيعة الكلابي، وإسماعيل بن عمرو البجلي. [ص:212]
قَالَ ابْنُ مَعِين: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَبُو حاتم: منكر الحديث.
وضعفه ابن المديني.(4/211)
358 - 4: مُستِلم بن سعيد الواسطيُّ العابد، [الوفاة: 151 - 160 ه]
قد مضى.
قال النَّسَائِيُّ: ليس بِهِ بأس.(4/212)
359 - م د ت ن: المُسْتَمِرُّ بْن الرَّيَّان الإياديُّ البصريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أَبِي نضرة، وأبي الجوزاء الربعي، ورأى أنس بْن مالك،
وَعَنْهُ: شعبة، وزيد بْن الحباب، ومسلم، وعثمان بْن عمر.
وثّقه يحيى القطان.(4/212)
360 - ن: مَسْتُور بْن عَبَّاد أَبُو هَمَّام الهُنائي البصريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: الحسن، وعطاء بْن أَبِي رباح، ومحمد بْن عباد بْن جعفر المخزومي،
وَعَنْهُ: خالد بْن الحارث، وأبو عاصم، ومسلم، والتبوذكي.
وثّقه ابْن معين.(4/212)
361 - د: مَسَرَّة بْن مَعْبَد اللخميُّ الفلسطينيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: نافع، والزهري، وأبي عُبَيْد الحاجب، وسليمان بْن موسى،
وَعَنْهُ: وكيع، وضمرة بْن ربيعة، وأبو أحمد الزبيري، وسوار بن عمارة الرملي.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَا بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابْن حبان: لا يحتج بِهِ وحده.(4/212)
362 - ع: مِسْعَر بْن كِدام بْن ظُهَيْر بْن عُبيدة بْن الحارث أَبُو سلمة الهلالي الكوفي الأحول الحافظ [الوفاة: 151 - 160 ه]
[ص:213] أحد الأعلام.
عَنْ: عمرو بْن مرة، والحكم بْن عتيبة، وقتادة، وعدي بْن ثابت، وإبراهيم بْن محمد بْن المنتشر، وثابت بْن عُبَيْد، وزياد بْن علاقة، وسعد بْن إِبْرَاهِيم، وسعيد بْن أَبِي بردة، وعبد الله بن عبد الله بن جبر، وقيس بْن مسلم، وأبي بكر بْن عمارة بن رؤيبة، ووبرة بْن عَبْد الرحمن، وطائفة سواهم.
وَعَنْهُ: ابْن عُيَيْنَةَ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَمُحَمَّدُ بْن بشر، وابن الْمُبَارَك، وأبو نعيم، ويحيى بْن آدم، وخلاد بْن يحيى، وعبد الله بْن محمد بْن المغيرة، وثابت بْن محمد العابد، وخلق كثير.
قَالَ مُحَمَّد بْن بشر العبدي: كَانَ عند مسعر نحو ألف حديث فكتبتها إلا عشرة.
وقال يحيى بْن سَعِيد: مَا رَأَيْت أثبت من مسعر.
وقال أَحْمَد بْن حنبل: الثقة كشعبة، ومسعر.
قال وكيع: شَكُّ مسعر كيقين غيره.
وقال هشام بْن عروة: مَا قدم علينا من العراق أفضل من ذاك السختياني أيوب، وذاك الرواسي مسعر.
وعن الْحَسَن بْن عمارة قَالَ: إن لم يدخل الجنة إلا مثل مسعر إن أَهْل الجنة لقليل.
وقال سُفْيَان بْن عيينة: قَالُوا للأعمش: إن مسعرًا يشكّ فِي حديثه فَقَالَ: شكُّه كيقين غيره.
وعن خَالِد بْن عمرو قَالَ: رَأَيْت مسعرًا كأن جبهته رُكْبَةٌ عنز من السجود، وكان إذا نظر إليك حَسِبْتَ أنه ينظر إلى الحائط من شدة حؤولته.
وروى ابن عيينة عَن مِسْعَر قَالَ: دخلت عَلَى أَبِي جَعْفَر أمير المؤمنين [ص:214] فَقُلْتُ: نَحْنُ لك والد، وأنت لنا ولد، وكانت أمه أم الفضل هلالية أي أم ابْن عَبَّاس، فَقَالَ لِي: تقربت إليّ بأحب أمهاتي إليّ، ولو كَانَ الناس كلهم مثلك لمشيت معهم فِي الطريق.
وقال أَبُو مسهر: حدثنا الحكم بن هشام، قال: حدثنا مسعر قَالَ: دعاني أَبُو جعفر ليولّيني فَقُلْتُ: إن أهلي يقولون لي لا نرضى اشتراءك لنا فِي شيء بدرهمين، وأنت تولّيني! أصلحك اللَّه، إن لنا قرابة وحقًا، قَالَ: فأعفاه.
وقال سعد بن عباد: حدثنا مُحَمَّد بْن مسعر قَالَ: كَانَ أَبِي لا ينام حَتَّى يقرأ نصف القرآن.
وقال ابْن عيينة: سمعت مسعرا يَقُولُ: من أبغضني جعله اللَّه محدّثًا.
وقال مسعر: من صبر عَلَى الخل والبقل لم يُستعبد.
وقال مرة لرجل عَلَيْهِ ثياب جيدة: أنت من أصحاب الحديث؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: ليس هَذَا من آلة طلب الحديث.
وقال سُفْيَان بْن عيينة: قَالَ معن: مَا رَأَيْت مسعرًا فِي يوم إلا وهو أفضل من اليوم الَّذِي كَانَ بالأمس.
وقال ابْن سعد: كَانَ لمسعر أم عابدة، وكان يخدمها، وكان مرجئًا، فمات ولم يشهده سُفْيَان الثوري، والحسن بْن صالح.
وقال ابْن معين: لم يرحل مسعر فِي حديث قط.
قلت: نَعَمْ عامة روايته عَن أَهْل الكوفة إلا قَتَادَةَ.
وقال شُعْبَة: كُنَّا نسمّى مسعرًا المصحف، يعني من إتقانه.
وقيل لمسعر: من أفضل من رَأَيْت؟ قَالَ: عمرو بْن مرة.
وقال أَبُو معمر القطيعي: قِيلَ لسفيان بْن عيينة: من أفضل من رَأَيْت؟ قَالَ: مسعر.
وقال شُعْبَة: مسعر للكوفيين كابن عون عند البصريين.
وقال ابْن عيينة: سَمِعْت مسعرًا يَقُولُ: وددت أن الحديث كَانَ قوارير عَلَى رأسي فسقطت فكُسِرت.
وعن يَعْلَى بْن عُبَيْد قَالَ: كَانَ مسعر قد جمع العلم والورع. [ص:215]
وعن عَبْد الله بْن دَاوُد الخُريبي قَالَ: مَا من أحد إلا وقد أَخَذَ عَلَيْهِ إلا مسعرًا.
ومما يؤثر لمسعر من الشعر لَهُ أو هُوَ لغيره:
نهَارك يَا مغرورُ سهو وغفلة ... وليلك نوم، والردا لك لازِم
وتتعبُ فيما سوفَ تكره غَبَّه ... كذلك فِي الدنيا تعيشُ البهائمُ
وقال يحيى بْن القطَّان: مَا رَأَيْت مثل مسعر كان من أثبت الناس.
وقال سُفْيَان بْن سَعِيد: كُنَّا إذا اختلفنا فِي شيء أتينا مسعرًا.
وقال أبو أسامة: سمعت مسعرا يَقُولُ: إن هَذَا الحديث يصدّكم عَن ذكر اللَّه، وعن الصلاة فهل أنتم منتهون؟
وسمعته يَقُولُ: من أبغضني جعله اللَّه محدّثًا.
وقال ابن السماك: رأيت مسعرا فِي النوم فَقُلْتُ: أيّ العمل وجدت أنفع؟ قَالَ: ذكر اللَّه.
وقال قبيصة: كَانَ مسعر لأَنْ يَنْزَعَ ضِرْسَه أحبّ إِلَيْهِ من أن يُسأل عَن حديث.
وروى عَن زَيْدُ بْن الْحُبَابِ، وغيره قَالَ مسعر: الإِيمَان قول وعمل.
وروى معتمر بْن سُلَيْمَان عَن أَبِي مخزوم ذكره عَن مسعر قَالَ: التكذيب بالقدر أَبُو جاد الزندقة.
أخبرنا أبو إسحاق بن طارق قال: أخبرنا يوسف بن خليل، قال: أخبرنا أحمد بن محمد التيمي، قال: أخبرنا أبو علي، قال: أخبرنا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: روى مسعر عَن جماعة أساميهم مُحَمَّد منهم: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ، ومحمد بْن أَبِي عبد الرحمن بن أبي ليلى، ومحمد بن مُسْلِم الزُّهْرِيّ، ومحمد بْن سوقة، ومحمد بْن جحادة، ومحمد بْن زَيْدُ بْن عَبْد اللَّه بْنِ عُمَرَ، ومحمد بْن المنكدر، ومحمد بْن عُبَيْد اللَّه الثقفي، ومحمد بن قيس بن مخرمة، ومحمد بْن خَالِد الضبّي، ومحمد بْن جَابِر اليمامي، ومحمد بْن عُبَد اللَّه الزبيري، وَمُحَمَّد بْن الأزهر.
وبالإسناد إِلَى أبي نُعيم قال: حدثنا القاضي أبو أحمد، قال: حدثنا [ص:216] محمد بن إبراهيم بن شبيب، قال: حدثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، قال: حدثنا مسعر، عَن عاصم بْن أَبِي النجود، عَن زِرّ، عَن ابْن مَسْعُود قَالَ: " مكتوب فِي التوراة سورة المُلْك من قرأها فِي كل ليلة فقد أكثر وأطاب، وهي المانعة تمنع من عذاب القبر إذا أتي من قبل رأسه قَالَ لَهُ رأسه: قِبَلك عني فقد كَانَ يقرأ بِي وفيَّ سورة المُلْك، وَإِذَا أتى من قبل بطنه قَالَ لَهُ بطنه: قِبَلك عني فقد كَانَ وعى فِي سورة المُلْك، وَإِذَا أُتى من قبل رِجليه قَالَتْ لَهُ رجلاه: قِبَلك عني فقد كَانَ يقوم بِي بسورة المُلْك، وهي كذلك مكتوب فِي التوراة " تابعه عليّ بْن مسهر، عَن مسعر.
قَالَ جعفر بْن عون: سَمِعْت مسعراً ينشد:
وَمُشَيِّدٍ دارًا ليسكنَ دارَه ... سَكَنَ القبورَ ودارَه لم تسكن.
قَالَ جعفر بْن عون: قَالَ مسعر يوصي ولده كدامًا:
إنيّ منحتُك يَا كدامُ نصيحتي
فاسَمعْ مقال أبٍ عليك شفيقِ ... أما المُزَاحَةُ، والمِرَاءُ فدعْهُما
خُلُقَانِ لا أرضاهما لصديقِ.
إنيّ بلوتهما فلم أحمدهما ... لمجاور جارا ولا لرفيقِ.
والجهل يُزْري بالفتى فِي قومه
وعروقه فِي الناس أيّ عروقِ.
ولبعضهم:
مَنْ كَانَ ملتمِسًا جليسًا صالحًا ... فلْيأتِ حلقةَ مِسْعَر بْن كِدامِ.
فيها السكينة والوَقار وأهلُها ... أهلُ العفافِ وعِلْيَة الأقوامِ.
قَالَ أَبُو نعيم، وثابت العابد: توفي مسعر سنة خمس وخمسين ومائة.(4/212)
363 - ن: مسعود بْن سعد الجُعْفيُّ الكوفيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: مطرف بْن طريف، ويزيد بْن أَبِي زياد، وجماعة،
وَعَنْهُ: أَبُو نعيم، وأبو غسان مالك بْن إسماعيل، وثابت بْن محمد الزاهد، وإسماعيل بْن أبان الوراق. [ص:217]
قال يحيى بن معين: كان من خيار عباد اللَّه.(4/216)
• - ع: المسعودي هُوَ عَبْد الرحمن بْن عَبْد الله. [الوفاة: 151 - 160 ه](4/217)
364 - د ن ق: مُصْعَب بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنَ الْعَوَّامِ الأسديُّ المدنيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أبيه، وعطاء بْن أَبِي رباح، ونافع، وابن المنكدر،
وَعَنْهُ: ابنه عَبْد الله، وحاتم بْن إسماعيل، والدراوردي، والواقدي، وعبد الرزاق، وآخرون.
وقد استوعب أخباره نافلته الزبير بْن بكار، وقال: أمّه كلبيّة اشتراها أَبُوهُ بمائة ناقة من سكينة بِنْت الْحُسَيْن، وحدّثني عمي مُصْعَب أن جَدّه كَانَ من أعبد أَهْل زمانه، صام هُوَ وأخوه نافع من عمرهما خمسين سنة.
وحدّثني يحيى بْن مسكين قَالَ: مَا رَأَيْت أحدًا قط أكثر صلاة من مصعب بْن ثابت، كَانَ يصلّي فِي كل يوم وليلة ألف ركعة، ويصوم الدهر.
وقالت بنته أسماء بِنْت مصعب: كَانَ أَبِي يصلي فِي اليوم والليلة ألف ركعة.
وقال مصعب بْن عُثْمَان، وخالد بْن وضاح: كَانَ مصعب بْن ثابت يصوم الدهر، ويصلّي فِي اليوم والليلة ألف ركعة، ويبس من العبادة، وكان من أبلغ أَهْل زمانه.
قَالَ ابْن بكار: وعاش إحدى وسبعين سنة.
وقَالَ النسائي، وغيره: ليس بالقويّ.
ضعّفه أحمد.
وقال أَبُو حاتم: لا يحتج بِهِ.
وقال مُعَاوِيَة بْن صالح عَن يحيى بْن مَعِين: ليس بشيء.
مات مصعب سنة سبع وخمسين ومائة.(4/217)
365 - مُطرف بْن معقل أَبُو بكر النهديُّ، ويقال: الشقريُّ، ويقال: الباهليُّ الْبَصْرِيّ العابد المقرئ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
رَوَى عَنْ: الشعبي، والحسن، وابن سيرين، وقتادة، وروى الحروف عَن عَبْد الله بْن كثير، وبعضها عَن معروف بْن مشكان.
رَوَى عَنْهُ: ابْن عيينة، وعبد الرحمن بْن مهدي، وعبد الصمد، وسلم بْن إِبْرَاهِيم، وعلي بْن نصر الجهضمي، والعباس بن الفضل الأنصاري المقرئ.
وثّقه أحمد بْن حنبل، وغيره، وهو من المقلّين، وجاء من طريقه خبر موضوع عَن ثابت البناني، والآفة من غيره.(4/218)
366 - ت: مُعاذ بن العلاء المازني البصري [أَبُو غسان] [الوفاة: 151 - 160 ه]
أخو أَبِي عمرو بْن العلاء.
عَنْ: سعيد بْن جبير، ونافع،
وَعَنْهُ: يحيى بْن سعيد القطان، وعثمان بْن عمر بْن فارس، والأصمعي، وبدل بْن المحبر.
كنيته أَبُو غسان، وقد استشهد بِهِ الْبُخَارِيّ فِي الصحيح ولم يضعّفْه.(4/218)
367 - ق: مُعاذ بْن محمد بْن مُعاذ بْن أَبِي بْن كعب الأنصاريُّ المدينيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أبيه، وأبي الزبير المكي، وعطاء الخراساني، ومحمد بْن يحيى بْن حبان،
وَعَنْهُ: ابْن لهيعة، ومحمد بْن عيسى الطباع، ويونس المؤدب، والواقدي.
وهو فِي عداد الشيوخ.(4/218)
368 - ق: مُعان بْن رفاعة السَّلاميُّ الدِّمشقيُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
وقِيلَ: هُوَ حمصي.
عَنْ: أَبِي الزبير، وعبد الوهاب بْن بخت، وعطاء الخراساني، وعلي بْن يزيد الألهاني، وجماعة.
وَعَنْهُ: بقية، والوليد بْن مسلم، وأبو المغيرة، وعصام بْن خالد.
وثّقه علي ابن المديني، وغيره. [ص:219]
وضعّفه ابْن معين، وغيره.
وقال الجوزجاني: ليس بحجّة.(4/218)
369 - م 4: مُعاوية بْن صالح بْن حُدَير الحضرميُّ الحِمصيُّ الفقيه، أَبُو عمرو [الوفاة: 151 - 160 ه]
قاضي الأندلس.
سار إِلَى الأندلس فِي سنة خمس وعشرين ومائة، فَلَمَّا انهزم عَبْد الرَّحْمَن بْن معاوية الدّاخل إِلَى الأندلس عند زوال دولة بني أمية، واستولى عَلَى ممالك الأندلس، اتصل بِهِ مُعَاوِيَة بْن صالح فأرسله إِلَى الشام سرًا فِي أمرٍ لَهُ فَلَمَّا رجع ولاه قضاء الجماعة، ثُمَّ إنه حج فِي آخر عُمَره.
وَحَدَّثَ عَنْ: سريج بْن عُبَيْد، وأزهر بْن سعيد الحَرَازي، ومكحول، وربيعة بن يزيد، وزياد بن أبي سودة، وعبد الرحمن بن جبير بن نفير، وعبد الوهاب بن بخت، وشداد أبي عمار، وأبي الزاهرية، وخلق من الشاميين،
وَعَنْهُ: سفيان، والليث، وفرج بن فضالة، وابن وهب، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَعَبْدُ الرَّحْمَن بْن مَهْديّ، وزيد بْن الحُبَاب، وأسد بن موسى السنة، وأبو صالح، وطائفة لقوه بالموسم.
قال أحمد: حدثنا ابْن مهدي قَالَ: بينما نَحْنُ بمكة نتذاكر الحديث إذا إنسان قد دخل بيننا فَقُلْتُ: من أنت؟ فَقَالَ: أَنَا مُعَاوِيَة بْن صالح، فاحتوشناه.
وقال عَبْد اللَّه بْن صالح: سَمِعْت هَذَا الكتاب من مُعَاوِيَة بْن صالح مرتين.
حرملة: حدثنا ابن وهب، قال: حدثنا مُعَاوِيَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ، عَنِ الْمِقْدَامِ بن معدي كرب أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " مَا وَعَى ابْنُ آدَمَ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، حَسْبُ ابْنِ آدَمَ أُكُلاتٍ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ آكِلا لا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ، وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ ". [ص:220]
قَالَ ابْن سعد: كَانَ مُعَاوِيَة قاضيًا لَهُم بالأندلس، وكان ثقة كثير الحديث، حجّ مرة فلقيه من لقيه من أَهْل العراق، وغيرهم.
وثقه ابْن مهدي، وأحمد بن حنبل.
وقال أبو الوليد ابن الفرضي: يُكْنَى أَبَا عَبْد الرَّحْمَن، وأبا عمرو.
وقال أَبُو زرعة الدَّمشقيّ: سَمِعْت عَبْد اللَّه بْن صالح يَقُولُ: قدِم علينا معاويةُ بْن صالح مصرَ فجالسَ الليث، فَقَالَ لِي الليث: يَا عَبْد اللَّه ائتِ الشيخ فاكتبْ مَا يُملي عليك، فأتيته فكان يمليها عليّ، ثُمَّ يصير إلي الليث يقرؤها عَلَيْهِ فسمعتها مرتين.
قَالَ ابْن أَبِي حاتم: قَالَ أَبُو زرعة: ثقة محدّث.
وقال لِي أَبِي: حسن الحديث غير حُجّة.
وقال الأثرم: ذكرت مُعَاوِيَة بْن صالح فحسَّن أمره.
وَقَالَ ابْن مَعِينٍ: كَانَ يَحْيَى بْن سَعِيد لا يرضى معاوية بْن صالح.
وقال أَبُو صالح محبوب الفرّاء: حدثنا أَبُو إِسْحَاق يومًا بحديث عَن مُعَاوِيَة ثُمَّ قَالَ: مَا كَانَ بأهلٍ أن يُروَى عَنْهُ.
وعن مُوسَى بْن سلمة، قَالَ: أتيت مُعَاوِيَة بْن صالح لأكتب عَنْهُ فرأيت الملاهي فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ: شيء نهُديه، يعني إِلَى صاحب الأندلس، قَالَ: فلم أكتب عَنْهُ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مَا أَرَى بِحَدِيثِهِ بَأْسًا، وهو عندي صدوق إلا أَنَّهُ يقع فِي حديثه إفرادات.
وقال محمد بن إسماعيل السلمي: حدثنا أَبُو صالح قَالَ: قدم علينا مُعَاوِيَة بْن صالح سنة سبع وخمسين ومائة، وتوفي سنة ثمان.(4/219)
370 - ت ق: معاوية بْن يحيى الصَّدفيُّ الدمشقيُّ أَبُو روح. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: مكحول، والزهري، ويونس بْن ميسرة، والقاسم أَبِي عَبْد الرحمن،
وَعَنْهُ: الوليد بْن مسلم، والهقل بْن زياد، ومحمد بْن شعيب، وإسحاق بْن سُلَيْمَان الرازي، ومسلمة بْن علي، وعدة.
قَالَ الْبُخَارِيّ: روى عَن الزُّهْرِيّ أحاديث مستقيمة كأنها من كتاب، وروى عَنْهُ عِيسَى بْن يُونُس، وإسحاق الرازي أحاديث مناكير كأنها من حفظه.
وقال ابْن أَبِي حاتم: كَانَ عَلَى بيت المال بالريّ.
وقَالَ النسائي: ليس بثقة.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ أَبُو داود: ضعيف.
وقال أَبُو زرعة: أحاديثه كلها مقلوبة.
وقَالَ الدارقطني: ضعيف، ويُكتب مَا روى الْهِقْلُ عَنْهُ.
فأما: مُعَاوِيَة بْن يحيى الطرابلسي، فسيأتي بعد السبعين ومائة.(4/221)
371 - م د: مُعَرِّف بْن واصل السَّعديُّ الكوفيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أَبِي وائل، وإبراهيم، والشعبي، وابن بريدة، وإبراهيم التيمي، ومحارب بْن دثار،
وَعَنْهُ: عَبْد الرحمن بْن مهدي، وَعَمْرو بْن مرزوق، وعبد الله بْن صالح العجلي، وأحمد بْن يونس، وعلي بْن الجعد، وجماعة.
وكان أسند مَن بقي بالكوفة، وثّقه غير واحد. [ص:222]
وقال أحمد: ثقة ثقة.
وتناكد ابْن عديّ بذكره فِي " الكامل " ولم يقل فِيهِ شيئًا بل ساق لَهُ حديثين استغربهما.(4/221)
372 - خ م د ق: معروف بْن خَرَّبُوذ الْمَكِّيُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
مولى عثمان بْن عفان.
عَنْ: أَبِي الطفيل عامر بن واثلة، وغيره،
وَعَنْهُ: سعيد بْن الصلت، وأبو داود، والخريبي، وأبو عاصم، وعبيد الله بْن موسى.
ضعّفه ابْن معين.
وقال أحمد: ما أدري كيف حديثه.
وقال أَبُو حاتم: يُكتب حديثه.
وقال آخر: صدوق.
وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه. حدثناه القاسم بن محمد التميمي، قال: حدثنا أبو بلال الأشعري، قال: حدثنا أَبُو عَامِرٍ الأَسَدِيُّ، عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ الْكِنَانِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " أَلا رَجُلٌ يُخْبِرُنِي عَنْ مُضَرَ " فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا أُخْبِرُكَ، أَمَّا وَجْهُهَا الَّذِي فِيهِ سَمْعُهَا وَبَصَرُهَا فَهُوَ الْحَيُّ مِنْ قُرَيْشٍ، وَأَمَّا لِسَانُهَا الَّذِي يُعْرِبُ عَنْهَا فَهَذَا الْحَيُّ الَّذِي مِنْ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَأَمَّا كَاهِلُهَا الَّذِي تَحْمِلُ عَلَيْهِ ثِقَلَهَا فَهَذَا الْحَيُّ مِنْ بَنِي تَمِيمِ بْنِ مُرٍّ، وَأَمَّا فُرْسَانُهَا وَنُجُومُهَا فَهَذَا الْحَيُّ مِنْ قَيْسٍ عَيْلانَ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَالْمُصَدِّقِ لَهُ.
أَبُو عَامِرٍ اسْمُهُ مُحَمَّدُ بن مهاجر كوفي جائز الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو عَاصِمٍ: كَانَ مَعْرُوفٌ شِيعِيًّا.(4/222)
373 - د ن: معروف بْن سويد أَبُو سلمة الجُذاميُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
مصري، عَن علي بْن رباح، وأبي قبيل المعافري،
وَعَنْهُ: ابْن لهيعة، [ص:223] ورشدين بْن سعد، وابن وهب، وآخرون.
وثّقه ابْن حبان.(4/222)
374 - ع: مَعْمَر بْن راشد أَبُو عُروة الأزديُّ، مولاهم الْبَصْرِيّ الإمام [الوفاة: 151 - 160 ه]
أحد الأعلام، سكن اليمن أكثر من عشرين سنة، وقال: شهدت جنازة الْحَسَن.
رَوَى عَنْ: قتادة، والزهري، وزياد بْن علاقة، ومحمد بْن زياد الجمحي، وهمام بْن منبه، ويحيى بْن أَبِي كثير، وثابت البناني، وأبي إسحاق السبيعي، وإبراهيم بْن ميسرة، وإسماعيل بْن أمية، والجعد أَبِي عثمان، وزيد بْن أسلم، وسماك بْن الفضل، وابن طاوس، وأخي الزهري عَبْد الله، وعبد الكريم الجزري، وابن المنكدر، ومطر الوراق، وعمرو بْن دينار، ومنصور بْن المعتمر، وعاصم بْن بهدلة، وأيوب السختياني، وزيد بْن أسلم.
رَوَى عَنْهُ: من شيوخه أَبُو إسحاق، وأيوب، ويحيى بْن أَبِي كثير، وغيرهم، وسعيد بْن أَبِي عروبة، وابن الْمُبَارَك، وابن علية، وسفيان بْن عيينة، ومروان بْن معاوية، وهشام بْن يوسف، ورباح بْن زيد، ومحمد بْن ثور، وعبد الرزاق، وغندر، ويزيد بْن زريع، وخلق سواهم.
قَالَ مؤمّل بْن إهاب: قَالَ عَبْد الرزاق: كتبت عَن معمر عشرة آلاف.
قُلْتُ: آخر من حدّث عَن معمر مُحَمَّد بْن كثير، وبقي إِلَى آخر سنة ست عشرة ومائتين.
قَالَ يعقوب بْن شَيْبَة: حدّثني جعفر بْن مُحَمَّد، قال: حدثنا ابن عائشة، قال: حدّثني عَبْد الواحد بْن زياد، قُلْتُ لمعمر: كيف سَمِعْت من ابْن شهاب؟ قال: كنت مملوكًا لقوم من طاحية فأرسلوني بِبَزّ أبيعه فقدمت المدينةَ فنزلت دارًا فرأيت شيخًا، والناس يعرضون عليه العلم فعرضت عَلَيْهِ معهم.
قَالَ الْبُخَارِيّ: معمر بْن راشد أَبُو عروة بْن أبي عمرو، حدثنا عَبْد الرزاق، عَن معمر قَالَ: خرجت أَنَا وغلام إِلَى جنازة الْحَسَن، وتلك الأيام طلبت العلم. [ص:224]
مُحَمَّد بْن كثير، عَن معمر قَالَ: سَمِعْت من قَتَادَةَ، وأنا ابْن أربع عشرة سنة، فَمَا شيء سَمِعْت فِي تِلْكَ السنين إلا وكان مكتوبًا فِي صدري.
قَالَ أَبُو أَحْمَد الحاكم: حدّث عَنْهُ الثوري، وشعبة.
وقال أَحْمَد: حدثنا عَبْد الرزاق قَالَ معمر: جئت الزُّهريَّ بالرصافة فجعل يُلقي عليّ.
وقال هشام بْن يوسف: عرض معمر عَلَى همام بْن منبّه هَذِهِ الأحاديث، وسمع منها سماعًا نحو ثلاثين حديثًا.
وقال ابْن أَبِي خَيْثَمَة، عَن ابْن مَعِين: معمر أثَبتُ فِي الزُّهْرِيّ من ابْن عُيَيْنَة.
وروى الغلابي عَن ابْن معين قَالَ: معمر عَن ثابت ضعيف.
وقال أَحْمَد بْن حنبل: مَا أضم أحدًا إِلَى معمر إلا وجدت معمرًا أطلب للحديث مِنْهُ، هُوَ أول من رحل إلى اليمن.
وقال علي ابن المديني: نظرت فِي أصول الحديث فإذا هِيَ عند ستة مِمَّنْ مضى؛ من أَهْل المدينة الزُّهْرِيّ، ومن أَهْل مكة عمرو بْن دينار، ومن أَهْل البصرة قَتَادَةَ، ويحيى بْن أَبِي كثير، ومن أَهْل الكوفة أَبُو إِسْحَاق، والأعمش، ثُمَّ نظرت فإذا حديث هَؤُلاءِ الستة يصير إِلَى أحد عشر رجلا، فذكر منهم معمرًا.
قَالَ الفلاس: معمر من أصدق الناس، سَمِعْت يزيد بْن زريع يَقُولُ: سَمِعْت أيوب يَقُولُ: حدّثني معمر.
وقال ابْن عيينة: قَالَ لِي ابْن أَبِي عروبة: روينا عَن معمركم فشرّفناه.
عبد الله بن جعفر الرقي: حدثنا عبيد الله بن عمرو، قال: كنت بالبصرة مَعَ أيوب، ومعنا معمر فِي مسجد، فأتى رَجُل فسأل أيوب عَن رَجُل افترى عَلَى رجل فحلف بصدقة ماله لا يدعه حتى يأخذ مِنْهُ الحدّ، قَالَ: فطلب إِلَيْهِ فِيهِ، وطلبت إِلَيْهِ أمه فِيهِ، فجعل أيوب يومئ إِلَى معمر، ويقول: هَذَا يفتيك عَن اليمين، قَالَ: فلما أكثر عَلَيْهِ قَالَ معمر: سَمِعْت ابْن طاوس عَن أبيه أَنَّهُ [ص:225] كَانَ يرخّص لَهُ فِي تركه، قَالَ: قَالَ أيوب: وأنا سَمِعْت عطاء يرخّص فِي تركه. رواه أَبُو علي فِي " تاريخ الرَّقَّةِ ".
ابْن سعد: قال عبد الله بن جعفر: حدثنا عبيد الله بن عمرو قال: كنت بالبصرة أنتظر قدوم أيوب من مكة، فقدم علينا وزميله معمر، قدم معمر يزور أمه.
قَالَ عَبْد الرزاق: قِيلَ للثوري: مَا منعك عَن الزهري؟ قَالَ: قلّة الدراهم، وقد كفانا معمر.
قال أحمد في المسند: حدثنا عَبْد الرزاق قَالَ: قَالَ ابْن جريج: إن معمرًا شرب من العلم بأنْقُع، الأنْقُع: جمع نقع، وهو مَا يستنقع.
قَالَ أحمد العجلي: معمر ثقة رجل صالح تزوج بصنعاء، رَحل إِلَيْهِ سفيان الثوري.
وقال هشام بْن يوسف: مَا رأينا لمعمر كتابًا.
عَبْد الرزاق: سَمِعْت ابْن الْمُبَارَك يَقُولُ: إِنِّي لأكتب الحديث من معمر قد سمعته من غيره، قِيلَ: وما يحملك عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: أما سَمِعْت قول الراجز:
قد عرفنا خيركم من شركم
قَالَ عَبْد الرزاق: قَالَ لِي مالك: نعم الرجل كَانَ معمر لولا روايته التفسير عَن قتادة.
قَالَ ابْن المديني: سَمِعْت عَبْد الرحمن بْن مهدي يَقُولُ: اثنان إذا كتب حديثهما هَكَذَا رأيت فِيهِ، وإذا انتقيت كَانَت حِسانًا: معمر، وحمّاد بْن سلمة.
وقال معمر: دخلت عَلَى يحيى بْن أَبِي كثير بأحاديث فَقَالَ لي: اكتب حديث كذا وكذا، فقلت: أما تكره أن يكتب العلم يَا أبا نصر؟ فَقَالَ: أكتب لِي فإنْ لم تكن كتبت فقد ضيّعت أو قَالَ عجزت.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَمَّا أَتَى الثَّوْرِيُّ إِلَى الْيَمَنِ أَتَاهُ مَعْمَرٌ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَحَدَّثَ [ص:226] يَوْمًا بِحَدِيثٍ عَنِ ابْنِ عُقَيْلٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ضَحَّى بِكَبْشَيْنِ. . . .، الْحَدِيثَ.
قال محمد بن عوف الطائي: حدثنا محمد بن رجاء، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: سَمِعْت ابْن جريج يَقُولُ: عليكم بهذا الَّذِي لم يبق فِي زمانه أعلم مِنْهُ - يعني معمرًا-.
قَالَ أَحْمَد العجلي: لما دخل معمر اليمن كرهوا أن يخرج من بين أظهرهم فَقَالَ لَهُم رَجُل: قيّدوه قَالَ: فزوّجوه، قَالَ عُثْمَان بْن سَعِيد الدارمي: قُلْتُ ليحيى بْن معين: فَابْنُ عُيَيْنَةَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ مَعْمَرٌ؟ قَالَ: معمر، قُلْتُ: فمعمر أم صالح بْن كيسان؟ قال: معمر، قلت: فمعمر أم يُونُس؟ قَالَ: معمر، قُلْتُ: فمعمر أحبّ إليك في الزُّهْرِيّ أم مالك؟ قَالَ: مالك، قُلْتُ: إن بعض الناس يَقُولُ: أثبت الناس فِي الزُّهْرِيّ سُفْيَان، قَالَ: إنما يَقُولُ ذَلِكَ من سَمِعَ مِنْهُ، وأي شيء كَانَ سُفْيَان، إنما كَانَ غُلَيْمًا.
وقال المفضل الغلابي: سَمِعْت ابْن معين يقدّم مالكًا فِي الزُّهْرِيّ، ثُمَّ معمرًا، ثُمَّ يُونُس، وكان يحيى القطَّان يقدّم ابْن عيينة عَلَى معمر.
قَالَ عُثْمَان بْن أَبِي شَيْبَة: سألت يحيى القطَّان: مَن أثبت الناس فِي الزُّهْرِيّ؟ فَقَالَ: مالك، ثُمَّ ابْن عُيينة، ثُمَّ معمر.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ يقول: إذا حدثك معمر عن العراقيين فخافه إلا عَن الزُّهْرِيّ، وابن طاوس فَإِن حديثه عنهما مستقيم، فأما أهل الكوفة والبصرة فله، وما عمل فِي حديث الأَعْمَشُ شيئًا، وحديثه عَن ثابت، وعاصم، وهشام بْن عروة مضطرب كثير الأوهام.
زَيْدُ بْن الْمُبَارَك، عَن مُحَمَّد بن ثور، عن معمر قال: سقط مني صحيفة الأعمش فَإِنَّمَا أتذكّره.
وقال يعقوب بْن شَيْبَة: حدَّثني أحمد بن العباس، قال: سَمِعْت يحيى بْن معين يقول: سَمِعْت أَنَّهُ كَانَ زوج أخت امْرَأَة معمر مَعَ معن بن زائدة، فأرسلت إليها أختها بدانجوج، فعلم بِذَلِك معمر بعد مَا أكل، فقام فتقيأ. [ص:227]
وقال عَبْد الرزاق: أكل معمر عند أهله فاكهة، ثُمَّ سَأَلَ فَقِيلَ: أهدته لنا فلانة النوّاحة، فقام فتقيّأ.
قَالَ: وبعث إِلَيْهِ معن بْن زائدة والي اليمن بذَهَب فردّه، وقال لأهله: لئن علم بهذا غيرنا لا يجتمع رأسي ورأسك أبدًا.
وعن بَكْر بْن الشرود، وزيد بْن الْمُبَارَك أن معمرًا مات فِي رمضان سنة اثنتين وخمسين.
وقال إِبْرَاهِيم بْن خَالِد: مات معمر فِي رمضان سنة ثلاث وخمسين ومائة فصلّيت عَلَيْهِ.
وقال أَحْمَد بْن حنبل: عاش ثمانيا وخمسين سنة.
وقال خليفة، وأبو عُبَيْد، والفلاس: سنة ثلاث.
وقال ابْن أَبِي خيثمة: سَمِعْت أَحْمَد، وابن معين يقولان: مات سنة أربع، وكذا قَالَ الهيثم بْن عدي، وعلي ابن المديني.
وقد حدّث بالعراق من حفظه، فرواية أَهْل اليمن عَنْهُ أمتن.(4/223)
375 - مَعْمَر بْن قيس، أَبُو سَعِيد السُّلَميُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: الْحَسَنِ، وَعَطَاءِ بْن أَبِي رَبَاحٍ.
وَعَنْهُ: ابْن الْمُبَارَك، وبشر بْن السري، وموسى بْن إسماعيل، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، وغيرهم.
وهو أكبر من معمر بْن راشد لكنه تأخّر موته عَنه سنوات.
قَالَ ابْن معين: ليس بِهِ بأس.(4/227)
376 - مَعْن بْن زائدة الشيباني الأمير، وهو معن بْن زائدة بْن عَبْد الله بْن زائدة بْن مطر بْن شريك أَبُو الوليد، [الوفاة: 151 - 160 ه]
أحد الأجواد الْمُمَدَّحين، والشجعان المذكورين.
كَانَ من أصحاب أمير العراقَيْن يزيد بن عمر بْن هَبِيرة، فَلَمَّا ملك بنو الْعَبَّاس اختفى معن مدّة، والطلب عَلَيْهِ، فَلَمَّا كَانَ ثورة الخراسانية، والريوندية عَلَى المنصور وحمي القتال، ظهر معن بْن زائدة، وقاتل بين يدي [ص:228] المنصور، وأفرج عنه، وكان النصر على يده، وهو مقنّع، فَقَالَ لَهُ المنصور: من أنت ويحك؟ فكشف القناع، وقال: أَنَا طِلْبَتُك معن بْن زائدة، فأكْرَمَه وحباه، وصيّره من خواصّه، ثم ولاه اليمن وغيرها.
قال غياث بْن إِبْرَاهِيم: دخل معن عَلَى المنصور فقارب فِي خَطْوِه، فَقَالَ: كَبُرت سنّك يَا معن، فَقَالَ: فِي طاعتك يَا أمير المؤمنين، قَالَ: إنك لتتجلّد، قَالَ: لأعدائك، قَالَ: وإنّ فيك لبقية، قَالَ: هِيَ لك.
قَالَ سَعِيد بْن سالم: لما ولي معن أذربيجان للمنصور قصده قوم من أَهْل الكوفة فنظر إليهم فِي هيئة رثّة فوثب عَلَى أريكته، وأنشأ يَقُولُ:
إذا نوبة نابت صديقك اغتنم ... مرمَّتَها فالدهْرُ بالناس قُلَّبُ.
فأحسنُ ثَوْبَيْكَ الَّذِي هُوَ لابِسٌ ... وأَفْرَهُ مُهْرَيْكَ الَّذِي هُوَ يُرْكَبُ.
يَا غلام أعطِ لكل واحدٍ أربعة آلاف، فَقَالَ الغلام: دنانير يَا سيدي أَو دراهم؟ فَقَالَ معن: واللهِ لا تكون همتّك أرفع من همتي، صفِّرْها لَهُم.
وقال أَبُو عبيدة: وقف شاعر بباب معن سنة لا يصل إِلَيْهِ، وكان معن شديد الحجاب، فَلَمَّا طال مقامه سَأَلَ الحاجب أن يوصل إِلَيْهِ رقعة، وكان الحاجب حَدِبًا عَلَيْهِ فأوصل الرقعة فإذا فيها هَذَا:
إذا كَانَ الجوادُ شَديدَ الْحِجَابِ ... فَمَا فَضْلُ الجوادِ عَلَى البخيلِ.
فكتب فيها:
إِذَا كَانَ الْجَوَادُ قَلِيلَ مَالٍ ... ولم يُعْذَرْ تعلَّلَ بالحجابِ
فَقَالَ الشاعر: إِنّا لله أَيُؤْيسُني من معروفه، ثُمَّ ارتحل، فأُخبر بانصرافه فأَتْبَعُه بعشرة آلاف درهم، وقال: هِيَ لك عنده في كل زورة.
قال العتبي: قدم معن بغداد فأتاه ابْن أَبِي حفصة فأنشده:
وما أحجم الأعداء عنك بقية ... عليك ولكن لم يَرَوْا فيك مطْمَعا
لَهُ راحَتَانِ الحتْفُ، والجودُ فيهما ... أبَى اللهُ إلا أن تضرا وتنفعا
فَقَالَ معن: احتَكِمْ يَا أَبَا السمط، فَقَالَ: عشرة آلاف، فَقَالَ معن: ربحت والله عليك تسعين ألفا.
وعن أبي عثمان قَالَ: استعمل المنصور قثم رجلا من بني الْعَبَّاس، فأتاه أعرابيّ فَقَالَ: [ص:229]
يَا قثم الخيرِ جُزيِتَ الجّنة ... أكْس بُنَيَّاتي وأُمَّهُنَّه
أُقْسِمُ باللهِ لَتَفْعَلَنَّهْ
فَقَالَ: والله لا أفعل، فَقَالَ الأَعرابي: لكن لو أقسمتُ عَلَى معن بْن زائدة لأبرَّ قَسَمي، فبلغ ذَلِكَ مَعْنًا فبعث إِلَيْهِ بألف دينار.
وقال الكديمي: حدثنا الأصمعي قَالَ: أتى أعرابيٌّ مَعْنًا، ومعه مولود فَقَالَ:
سَمَّيْتُ مَعْنًا بمَعْنٍ ثُمَّ قلتُ لَهُ ... هَذَا سَمِيّ فتًى فِي الناسِ محمود
أمسَتْ يمينك من جود مصورة ... لا بل يمينك منها صور الجود
فأعطاه ثلاث مائة دينار
ويروى أنّ المهدي خرج يوما يتصيّد فلقيه الْحُسَيْن بْن مطير فأنشده:
أضحت يمينك من جود مصورة ... لا بل يمينك منها صورة الجود
من حسن وجهك تضحي الأرض مشرقة ... ومن بنانك يجري الماء فِي العودِ
قَالَ المهدي: كذَبْتَ يَا فاسق، وهل تركت فِي شعرك موضعًا لأحد مع قولك في معن بن زائدة.
ألما بمعن ثم قولا لقبره ... سقتك الغوادي مَرْبَعًا ثُمَّ مربعا
فيا قبرَ مَعْن كيف واريت جوده ... وقد كان منه البر والبحر مترعا
ولكن حويت الجود، والجود ميت ... ولو كَانَ حيًّا ضُقْتَ حَتَّى تُصْدَعا
ولما مضى مَعْنُ مضى الجودُ وَالنَّدَى ... وأصبح عرنين المكارم أجْدَعا
فأطرق الْحُسَيْن ثُمَّ قَالَ: يَا أمير المؤمنين، وهل معن إلا حسنة من حسناتك فرضي عَنْهُ.
وقيل: إن معْنًا دخل يومًا عَلَى المنصور فَقَالَ: هيه يَا معن تعطي مروان ابْن أَبِي حفصة مائة ألف عَلَى قوله:
مَعْنُ بنُ زائدةٍ الَّذِي زِيدَتْ بِهِ ... شَرَفًا عَلَى شَرَفٍ بنو شَيْبانِ
قَالَ: كلا يَا أمير المؤمنين إنما أعطيته عَلَى قوله:
مَا زلت يوم الهاشمية معلنًا ... بالسيف دون خليفةِ الرحمنِ
فمنعْتَ حوزَتَه، وكنت وِقَاءَهُ ... من وقعِ كلِّ مهنَّدٍ وَسِنَانِ
فَقَالَ: أحسنت يَا معن. [ص:230]
ولمعن أشعار جيدة فِي الشجاعة.
وَفِي أواخر أيامه ولي إمرة سجستان، ووفد عَلَيْهِ الشعراء فَلَمَّا كَانَ فِي سنة إحدى أو اثنتين، وقيل: فِي سنة ثمان وخمسين كَانَ فِي داره صُنّاع فاندسّ بينهم قوم من الخوارج، فوثبوا عَلَيْهِ فقتلوه وهو يحتجم ثُمَّ تتبّعهم ابْن أَخِيهِ الأمير يزيد بْن مزيد فقتلهم.
ورثته الشعراء، ولقد أبلغ وأبدع مروان بْن أَبِي حفصة فِي كلمته:
مضَى لسبيله مَعْنُ وأبقى ... مكارِمً لن تَبيدَ ولن تُنَالا
كأنَّ الشمسَ يومَ أُصِيبَ مَعْن ... من الإِظلامِ مُلْبِسَةٌ جلالا
وعُطِّلَت الثُّغُورُ لِفَقْد مَعْنٍ ... وقد يروى بها الأسل النُّهَالا
وأظْلَمَتِ العراقُ، وأوْرَثَتْها ... مصيبَتُه المُجَلَّلَةُ اختِلالا
وظلَّ الشامُ يَرْجُفُ جانِبَاهُ ... لِرُكْنِ العزِّ حين وَهَى فَمَالا
وكادت من تُهامةَ كلُّ أرض ... ومن نجدٍ تزولُ غَداةَ زَالا
وكان الناس كلهم لمعْنٍ
إِلَى أنْ زار حُفْرَتُه عيالا ... فَلَيْتَ الشامتينَ بِهِ فدَوْهُ
وليت الْعُمْرَ مُدَّ لَهُ فَطَالا ... ولم يَكُ كَنْزُهُ ذهَبًا، ولكنْ
سيوفَ الهند والحلق المذالا
وما رنة من الْخَُطَى سُمْرًا ... ترى فيهنَّ لِينًا، واعتِدالا.
وذُخْرًا من محامدٍ باقياتٍ ... وفضلَ تُقًى بِهِ التفضيلُ نالا
وأيامُ الْمَنُونِ لها صُرُوفٌ ... تُقَلِّبُ بالفتَى حالا فَحَالا.
وذكر ابْن المعتز فِي كتاب " طبقات الشعراء " أن مروان دخل عَلَى جَعْفَر البرمكي فاستنشده إياها فَلَمَّا أنشده أرسل دموعه ثُمّ قَالَ: هَلْ أثابك أحد من أهله شيئًا عليها؟ قَالَ: لا فأمر لَهُ عليها بألف وست مائة دينار، فزاد مروان فيها هَذَا:
نفخت مكافئًا عَن قبْر معن ... لنا مما تجُود بِهِ سجالا
فكافأ عَن صَدَى معن جوادٌ ... بأجودِ راحة بَذَلَ النَّوَّالا
كأن البرمكيّ بكلّ مالٍ ... تجُود بِهِ يداه يفيد مالا. [ص:231]
قَالَ الخطيب: بلغني أَنَّهُ أساء السيرة فِي أَهْل سجستان فقتلوه ببُسْت، وذلك سنة اثنتين وخمسين ومائة.(4/227)
377 - 4: المُغيرةُ بْن زياد، أَبُو هاشم الموصليُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عكرمة، وعطاء بْن أَبِي رباح، ونافع، وعبادة بن نسي، وقيل: أَنَّهُ رأى أنس بْن مالك.
وَعَنْهُ: سفيان، والمعافى بْن عمران، والخريبي، وأبو عاصم، ووكيع، وعمر بن أيو ب الموصلي، وطائفة.
وَقَالَ ابْن مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَبُو داود: صالح الحديث.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
ووثّقه جماعة.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لا بَأْسَ بِهِ عِنْدِي.
قال أَحْمَد: ضعيف، كل حديث رفعه فهو مُنكَر، ومغيرة مضطرب الحديث.
وكيع: حدثنا المغيرة بن زياد، عن عطاء، عَن ابْن عَبَّاس: ليس عَلَى النائم جالسًا وضوء حَتَّى يضع جَنْبه، أنكره القطَّان، وقال: إنما ذا قول عطاء حدّثَنَاه ابنُ جريج عَنْهُ.
وقال أَحْمَد بْن حنبل: روى عَن عطاء، عَن ابْن عَبَّاس فِي الرجل تمرُّ به الجنازة، قال: يتيمم ويصلي، وهذا رواه ابْن جريج، وعبد الملك عَن عطاء، قوله. وروى عَن عطاء عَن عَائِشَةَ: " مَن صلّى فِي يوم ثنتي عشرة ركعة، والناس يروونه عَن عطاء عَن عنبسة عَن أم حبيبة.
وَرَوَى عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُقْصِرُ الصَّلاةَ فِي السَّفَرِ وَيُتِمُّ، وَهَذَا رَوَاهُ النَّاسُ عَنْ عَطَاءٍ، كَانَتْ عَائِشَةُ تُوفِي الصَّلاةَ فِي السَّفَرِ وتصوم. [ص:232]
قال الْبُخَارِيّ: قَالَ وكيع: كَانَ المغيرة بْن زياد ثقة.
وقال غيره: فِي حديثه اضطراب.
فأما أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم فزلق لسانه، وقال: لم يختلفوا فِي تركه.
قُلْتُ: بل لم يتركه أحد.
مات سنة اثنتين وخمسين ومائة.
قَالَ أَبُو أَحْمَد الحاكم: ليس بالقويّ عندهم.
وروى ابْن أَبِي خيثمة، وعباس، وأحمد بْن أَبِي مريم، عَن يحيى بْن معين: ثقة.(4/231)
378 - ت ن ق: المُغيرة بْن مسلم السرَّاج الْقَسْمَلِيُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
وهو أخو عَبْد العزيز.
رَوَى عَنْ: عكرمة، وأبي الزبير، وفرقد السبخي،
وَعَنْهُ: إسحاق بن سليمان الرازي، وأبو داود الطيالسي، وشبابة.
وثقه ابن معين.(4/232)
379 - المفضل بن لاحق أبو بشر البَصْريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: ابن سيرين، ومكحول،
وَعَنْهُ: ابنه بشر، ومعاذ بن معاذ، ومسلم بن إبراهيم، وبدل بن المحبر.
وثقه ابن معين، لم يخرجوا له.(4/232)
380 - مُقاتل بن سُليمان، أبو الحسن البَلْخيُّ [الوفاة: 151 - 160 ه]
صاحب التفسير.
عَنْ: مجاهد، والضحاك، وابن بريدة، ومحمد بْن سيرين، وعطاء، والمقبري، والزهري، وشرحبيل بْن سعد، وعدة،
وَعَنْهُ: بقية، وسعد بْن الصلت، والوليد بْن مزيد، وحرميّ بْن عمارة، وعبد الرزاق، والمحاربي، وشبابة بْن سوار، وعلي بْن الجعد، وغيرهم. [ص:233]
قَالَ ابْن الْمُبَارَك: مَا أحسن تفسيره لو كَانَ ثقة.
وعن الْعَبَّاس بْن الْوَلِيد: إن مقاتلا جلس فِي مسجد بيروت فَقَالَ: لا تسألوني عَن شيء مما دون العرش إلا نبّأتكم بِهِ.
وَرُوِيَ أنّ المنصور ألحّ عليه ذُبابٌ فطلب مقاتل بْن سُلَيْمَان فسأله: لِمَ خلق اللَّه الذباب؟ فَقَالَ: ليُذِلّ بِهِ الجبارين.
وقال ابن عيينة: قلت لمقاتل: تحدث عن الضحاك، وزعموا أنك لم تسمع منه، قَالَ: كَانَ يغلق عليّ وعليه باب، فَقُلْتُ فِي نفسي: أجل باب المدينة.
أَبُو خَالِد بن الأحمر، عَن جويبر قَالَ: لقد، واللهِ مات الضحّاك، وإنّ مقاتل بْن سُلَيْمَان لَهُ قرطان، وهو في الكتاب.
وقال الفلاس: حدثنا عَبْد الصمد بْن عَبْد الوارث قَالَ: قدم علينا مقاتل فجعل يحدّثنا عَن عطاء، ثُمَّ حدّثنا بتلك الأحاديث كلها عَن الضّحّاك، ثُمّ حدّثني عَن عمرو بْن شعيب، فقلنا لَهُ: مِمَّنْ سمعتها؟.
وقال الْوَلِيد بْن مَزْيَد: سَأَلت مقاتل بْن سُلَيْمَان عَن أشياء كَانَ يحدثني بأحاديث كل واحد ينقض الآخر؟ فَقُلْتُ: بأَيهِّم آخُذْ؟ فَقَالَ: بأيهِّم شِئْتَ.
قَالَ أَبُو إِسْحَاق الجوزجاني: كَانَ مقاتل بْن سُلَيْمَان دجّالا جسورًا، سمعت أَبَا اليمان يَقُولُ: قدم ها هنا فَلَمَّا أن صلّى أسند ظهره إِلَى القبلة، وقال: سلوني عما دون العرش، وَحُدِّثْتُ أَنَّهُ قَالَ مثلها بمكة، فَقَالَ رَجُل: أخْبرْني عَن النملة أَيْنَ أمعاؤها؟ فسكت.
وقال عفّان بْن مُسْلِم: لما قَالَ مقاتل: سَلوني سألوه: آدم أول مَا حجّ مَن حَلَقَ رأسَه؟ قَالَ: لا أدري.
قَالَ الْبُخَارِيّ: قَالَ ابْن عُيَيْنة: سَمِعْت مقاتلا يَقُولُ: إن لم يخرج الدجّال الأكبر سنة خمسين ومائة فاعلموا أني كذّاب.
وقال يزيد بْن زريع: سَمِعْت الكلبي يَقُولُ: مقاتل بْن سُلَيْمَان يكذب علي.
قال وكيع: كَانَ مقاتل بْن سُلَيْمَان كذّابًا. [ص:234]
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ أَبُو داود، وأبو حاتم: متروك الحديث.
وقال النسائي: الكذابون فِي الضعفاء، المعروفون بوضع الحديث أَرْبَعَةٌ: ابْن أَبِي يَحْيَى بِالْمَدِينَةِ، وَالْوَاقِدِيُّ بِبَغْدَادَ، ومقاتل بْن سُلَيْمَان بخراسان، ومحمد بْن سَعِيد المصلوب بالشام.
وقال أَحْمَد: مقاتل صاحب " التفسير " مَا يعجبني أن أروي عَنْهُ شيئًا.
وقال ابْن عدي: حدثنا محمد بن عيسى إجازة، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا الْعَبَّاس بْن مصعب قَالَ: قدم مقاتل مَرْو فتزوج بأم أَبِي عصمة نوح بْن أَبِي مريم، وكان يقصّ فِي الجامع، فقدِم عَلَيْهِ جَهْم فجلس إِلَيْهِ فوقعت العصبية بينهما فوضع كل واحد منهما عَلَى الآخر كتابًا ينقُضُ على صاحبه.
وقال محمد بن إشكاب: حدثنا أبي، قال: سَمِعْت أبَا يوسف يَقُولُ: بخراسان صنفان مَا على الأرض أبغض إلي منهما: المقاتلية، والجهمية.
وقال علي بن كاس النخعي: حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا عليّ بْن الْحَسَن الرازي، عَن مُحَمَّد بْن سماعة، عَن أَبِي يوسف أَنَ أَبَا حنيفة ذكر عنده جهم، ومقاتل فقال: كلامهما مُفْرِط، أفْرط جهم فِي نفي التشبيه حَتَّى قَالَ إنه ليس بشيء، وأفرط مقاتل حَتَّى جعل اللَّهَ مثلَ خلقه، روى نحوها إِسْمَاعِيل بن أسد، قال: حدثنا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم قَالَ: قَالَ أَبُو حنيفة: وهذا منقطع.
قَالَ أَحْمَد بْن سيّار فِي تاريخه: مقاتل متروك مهجور القول، وكان يتكلّم فِي الصفات بما لا تحلّ الرواية عَنْهُ.
وقال ابن أبي حاتم: كتب إلي محمود بْن آدم المروزي قَالَ محمود حضرت وكيعًا، وسئل عَن تفسير مقاتل بْن سُلَيْمَان فَقَالَ: لا تنظر فِيهِ، قَالَ: مَا أصنع بِهِ؟ قَالَ: ادفنه.
وقال إِبْرَاهِيم الحربي: لم يسمع مقاتل بْن سُلَيْمَان من مجاهد شيئًا، [ص:235] وتفسيره، و " تفسير الكلبي " سواء.
ويُروى عَن مقاتل بْن حيّان قال: ما وجدت علم مقاتل بن سليمان إلا كالبحر.
وقال الشافعي: الناس فِي التفسير عيال عَلَى مقاتل.
وقال عُمَر بْن مدرك: سَمِعْت مكي بْن إِبْرَاهِيم يَقُولُ: كَانَ مقاتل بْن سُلَيْمَان يَقُولُ للناس: اللَّه تعالى عَلَى عرشه.
وعن الهذيل بْن حبيب أَنَّ مقاتلا مات سنة خمسين ومائة.
قُلْتُ: بقي بعد ذَلِكَ حَتَّى لقيه عليّ بْن الجعد.
وقال ابْن حبّان: ولاؤه للأزد، وأصله من بلخ، وانتقل إِلَى البصرة، ومات بها، كنيته أَبُو الْحَسَن، كَانَ يأخذ عَن اليهودي، والنصراني من علم القرآن مَا يوافق كتبهم، وكان مشِّبهًا يشبِّه الربِ بالمخلوق، ويكذب فِي الحديث.
وقال الفضل بْن خَالِد المروزي: سَمِعْت خارجة بْن مصعب يَقُولُ: لم أستحلّ دم نصراني، ولو وجدت مقاتل بْن سُلَيْمَان فِي موضع لا يراني أحد لشققت بطنه.
وسئل ابْن الْمُبَارَك عَن مقاتل بْن سُلَيْمَان فَقَالَ: رحمه اللَّه لقد ذُكر لنا عَنْهُ عبادة.
وعن إِسْحَاق بْن راهويه قَالَ: أخرجت خراسان ثلاثة لم يكن لَهُم نظير فِي البدعة: جهم بْن صفوان، وعمر بن صبح، ومقاتل بْن سُلَيْمَان.
وعن أَبِي حنيفة قَالَ: أتانا من المشرق رأيان خبيثان: جهم معطَّل، ومقاتل مشبِّه.(4/232)
381 - منذر بْن ثَعْلبة العَبْديُّ البَصْريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عبد الله بن بريدة، وعلباء بْن أحمر، ويزيد بْن عَبْد الله بْن الشخير،
وَعَنْهُ: وكيع، وأبو الوليد الطيالسي، وأبو عمر الحوضي. [ص:236]
وثّقه أحمد.(4/235)
382 - منذر بْن النعمان اليمنيُّ الأفطس. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: وهب بْن منبه، وغيره، وهو مقل.
رَوَى عَنْهُ: معتمر بْن سُلَيْمَان، وهشام بْن يوسف، ومطرف بْن مازن، وعبد الرزاق.
وثّقه ابْن معين.(4/236)
383 - خ ن: منصور بْن سَعْد البَصْريُّ اللؤلؤيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: ميمون بْن سياه، والفرزدق الشاعر، وحماد بْن أَبِي سُلَيْمَان،
وَعَنْهُ: عَبْد الرحمن بْن مهدي، وموسى بْن إسماعيل، وجماعة.(4/236)
384 - د ت ق: المنهال بْن خَليفة، أَبُو قدامة العِجْليُّ الكوفيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عطاء بْن أَبِي رباح، وسماك بْن حرب، وجماعة،
وَعَنْهُ: وكيع، وأبو أحمد الزبيري، وعبد الله بْن رجاء.
ضعفوه.
وقال أبو داود: جائز الحديث.
وقال ابْن معين: ضعيف.(4/236)
385 - د ق: موسى بْن أيوب بْن عامر الغافقيُّ المصريُّ الفقيه. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عمه إياس بْن عامر، وعكرمة، وسهل بْن رافع بْن خديج، وأرسل عَن عقبة بْن عامر،
وَعَنْهُ: الليث، وابن الْمُبَارَك، وابن وهب، والمقبري.
وثّقه ابْن معين، وهو مقل.
قَالَ يحيى بْن بكير: هُوَ أول من أحدث القياس بمصر. [ص:237]
قِيلَ: مات سنة ثلاث وخمسين ومائة.
ومر: مُوسَى بْن أيوب أبو الفيض، فِي طبقة أيوب.(4/236)
386 - م د ن: موسى بْن ثَرْوان، وَقِيلَ: ابْن سَرْوان، العِجْليُّ البصريُّ المعلِّم. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: بديل بن ميسرة، ومورق العجلي، وأبي المتوكل الناجي،
وَعَنْهُ: شعبة، ووكيع، والنضر بْن شُمَيْل، وعبد الصمد بْن عَبْد الوارث، وشاذ بْن فياض.
وثّقه أَبُو داود.(4/237)
387 - موسى بْن داود، أَبُو حاتم البصريُّ اللؤلؤيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: طاوس، والحسن،
وَعَنْهُ: ابْن الْمُبَارَك، ومسلم، وحبان بْن هلال، وأبو سلمة التبوذكي.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا أعرفه.(4/237)
388 - بخ: موسى بْن دِهقان المدنيُّ، ثُمَّ البَصْريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أَبِي سعيد الخدري، ورأى ابْن عمر، وسمع مِنْهُ أيضا، وَعَنْ: أبان بْن عثمان،
وَعَنْهُ: وكيع، وأبو عتاب الدلال، وعثمان بْن عمر بْن فارس.
قَالَ أبو حاتم: ليس بالقوي.
قلت: خرج البخاري له في " الأدب المفرد "، ولعله عاش نحو مائة سنة، وآخر من حدث عن ابن عمر موتا.(4/237)
389 - ت: موسى بْن يسار الأزديُّ، ثُمَّ الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عطاء بْن أَبِي رباح، ومكحول، ونافع، وربيعة القصير،
وَعَنْهُ: صدقة السمين، ويحيى بْن حمزة، وابن الْمُبَارَك، وعقبة بْن علقمة البيروتي. [ص:238]
قَالَ أَبُو حاتم: مستقيم الحديث.(4/237)
390 - موسى بْن يسار، أَبُو الطَّيِّب المكيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عائشة بنت طلحة، وعكرمة، والقاسم،
وَعَنْهُ: يحيى بْن سعيد القطان، وشبابة.
قَالَ أَبُو أَحْمَد الحاكم فِي " الكنى ": ليس بالقوي عندهم، رماه حَفْص بْن غياث.
وَقَالَ الْفَلاسُ: سَمِعْت يَحْيَى بْن سَعِيد يَقُولُ: كنت عند شيخ بمكة أنا وحفص بن غياث فإذا هو شيخ جارية بن هرم يكتب عنه، فجعل حفص يضع له الحديث فيقول: أحدثك فلان بكذا؟ فيقول: نعم، فلما فرغ ضرب حفص بيده إلى ألواح جارية فمحاها، وقال: هذا يكذب، فسأل يحيى عَن الشَّيْخ من هُوَ فامتنع، ثُمَّ قَالَ: هُوَ مُوسَى بْن يسّار، قُلْتُ: قد مر أَبُو الطيب مُوسَى بْن سيار، وكذا سماه ابن أبي حاتم، وأظنه هَذَا تصحف فَقَالَ الخطيب: مُوسَى بْن يسّار أَبُو الطيب، مروزي نزل المدائن. عَنْ عكرمة،
وَعَنْهُ: أَبُو مُعَاوِيَة، وشبابة، ونعيم بْن ميسرة.
قَالَ ابْن معين: مُوسَى بْن يسّار، شيخ لشبابة، ثقة.(4/238)
391 - 4: موسى بْن يعقوب القُرَشِيّ الزَّمْعي المدنيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عمر بْن سعيد النوفلي، وأبي حازم الأعرج، وعبد الرحمن بْن إسحاق،
وَعَنْهُ: معن بْن عيسى، وابن أَبِي فديك، وسعيد بْن أَبِي مريم.
وثّقه ابْن معين.
وقال أَبُو داود: صالح. [ص:239]
وقال النسائي: ليس بالقويّ.
قَالَ ابْن سعد: مات فِي خلافة المنصور.(4/238)
392 - ت ق: ميمون بْن موسى المَرئيُّ البَصْريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: الحسن، وغيره،
وَعَنْهُ: حماد بْن مسعدة، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وأبو الوليد، وآخرون.
قَالَ النسائي: ليس بالقوي.
وقال أحمد: كَانَ يدلس.
وقال الفلاس: صدوق لكنه ضعيف الحديث.(4/239)
-[حَرْفُ النُّونِ](4/239)
393 - ت: ناصح المُحَلِّميُّ الكوفيُّ الحائك. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: سماك بْن حرب، وأبي إسحاق، ويحيى بْن أَبِي كثير،
وَعَنْهُ: يحيى بْن يعلى الأسلمي، وعبد الله بْن صالح العجلي، وإسماعيل بْن عمرو البجلي.
قَالَ البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي: ضعيف.(4/239)
394 - نافع بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ الأسدي [الوفاة: 151 - 160 ه]
أخو مصعب المذكور، ووالد عَبْد الله بْن نافع الزبيري.
عَنْ: أبيه، وسالم أَبِي النضر،
وَعَنْهُ: ابنه، وابن أَبِي الموالي، وفضيل بْن سُلَيْمَان،
وهو صالح الحديث مقل. [ص:240]
مات سنة خمس وخمسين ومائة، عَن اثنتين وسبعين سنة.(4/239)
395 - نَصْر بْن طريف الباهليُّ، أَبُو جُزيٍّ القَصَّاب. [الوفاة: 151 - 160 ه]
بصري متروك.
عَنْ: قتادة، وحماد بْن أَبِي سُلَيْمَان،
وَعَنْهُ: مؤمل بْن إسماعيل، وعبد الغفار الحراني، وغيرهما.(4/240)
396 - 4: نَصْر بْن علي بْن صُهْبان الجهضميُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
بصري صدوق.
عَنْ: جده لأمه أشعث بْن عَبْد الله الحداني، والنضر بْن شيبان،
وَعَنْهُ: أَبُو داود، وأبو نعيم، وعبيد الله بْن موسى،
وهو مُقِلّ، وهو جد نصر بن علي الجهضمي شيخ الستة.(4/240)
397 - خ: نُصَيْر بْن أَبِي الأشعث الكوفيُّ الكناسيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: حبيب بْن أَبِي ثابت، وسماك، وعثمان بْن عَبْد الله بْن موهب، وجماعة،
وَعَنْهُ: أَبُو بكر بْن عياش، ويحيى بْن عيسى الرملي، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وأبو سلمة المنقري.
وثّقه أَبُو حاتم.
لم يخرِّجوا لَهُ، واستشهد بِهِ الْبُخَارِيّ.(4/240)
398 - النَّضْر بْن حُميد، أَبُو الجارود. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: ثابت البناني، وأبي إسحاق السبيعي، وسعد الإسكاف،
وَعَنْهُ: مهران بْن أَبِي عمر، وإسحاق بْن سُلَيْمَان الرازيان.
قَالَ أَبُو حاتم: متروك الحديث.
وقال العقيلي: روى النضر بْن حميد عَن أَبِي الجارود، وثابت، ثم قَالَ: وقَالَ البخاري: منكر الحديث. [ص:241]
فروى لَهُ حديثين منكرين أحدهما باطل.
إِسْحَاقُ بن سليمان الرازي: حدثنا النَّضْرُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " مَا مِنْ شَيْءٍ أَطْيَبُ مِنْ رِيحِ المؤمن، إن ريحه ليوجد بِالآفَاقِ، وَرِيحُهُ عَمَلُهُ، وَحُسْنُ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ، وَمَا مِنْ شَيْءٍ أَنْتَنُ مِنْ رِيحِ الْكَافِرِ، وَإِنَّ ريحه ليوجد بِالآفَاقِ، وَرِيحُهُ عَمَلُهُ، وَسُوءُ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ ".(4/240)
399 - د ت ق: النَّهَّاس بْن قَهْم أَبُو الخَطَّاب القَيْسِيّ البَصْريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أنس بْن مالك، وعطاء بْن أَبِي رباح وجماعة،
وَعَنْهُ: وكيع، وأبو عاصم، ومعاذ بْن معاذ، وعثمان بْن عمر، وآخرون.
ضعّفه ابن معين، وقال: كان قاصا.
ووهّاه يحيى القطان.
وقال النسائي: ضعيف.(4/241)
400 - ن: نوح بْن أَبِي بلال المدنيُّ [الوفاة: 151 - 160 ه]
مولى معاوية.
عَنْ: أَبِي سلمة، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ.
وَعَنْهُ: الثوري، وزيد بْن الحباب، وأبو بكر الحنفي عَبْد الكبير، وعلي بْن ثابت الجزري.
قَالَ أَبُو حاتم، وأحمد: ثقة.
وقال أَبُو زرعة: لا بأس بِهِ.(4/241)
401 - د ن ق: نُوحُ بْنُ رَبِيعَةَ أَبُو مَكِينٍ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عِكْرِمَةَ، وَأَبِي مِجْلَزٍ لاحِقٍ، وَنَافِعٍ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى الْقَطَّانُ، وَوَكِيعٌ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو عَتَّابٍ الدَّلالُ.
وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ. [ص:242]
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: لا يُتَابَعُ عَلَى حَدِيثِهِ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: قُلْتُ لِيَحْيَى: أَبُو مَكِينٍ قَالَ: هُوَ فَوْقَهُ، يَعْنِي عُمَرَ بْنَ الْوَلِيدِ الشَّنِّيَّ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ فِي الشَّنِّيِّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
صَفْوَانُ بْنُ هُبَيْرَةَ، عَنْ أَبِي مَكِينٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا: " إِذَا اشْتَهَى مَرِيضُ أحدكم شيئا فليطعمه إياه ".(4/241)
-[حَرْفُ الْهَاءِ](4/242)
402 - ن: هارون بْن إِبْرَاهِيم الأهوازيُّ البَصْريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: جرير، والفرزدق، وابن سيرين، وعطاء،
وَعَنْهُ: ابْن المبارك، وأبو عاصم النبيل، وزيد بْن الحباب، وأبو داود، والواقدي.
قَالَ أَبُو حاتم: لا بأس بِهِ.(4/242)
403 - هارون بْن أَبِي إِبْرَاهِيم، ميمون بْن أيمن البَرْبريُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
وهذا لقب لَهُ، ولم يكن بربريًا، وولاؤه للعَقَّار بْن المغيرة بْن شُعْبَة.
يروي عَن عطاء، وميمون بْن مهران،
وَعَنْهُ: عبد الله بن إدريس، ووكيع، وأبو نعيم، وقبيصة، وخلاد بن يحيى.
وثقه أبو حاتم، وغيره، لم يقع له شيء في الكتب.(4/242)
404 - ق: هارون بن هارون بن عبد الله بن الهُدَير التيميُّ أَبُو عَبْد الله المدنيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: مجاهد، والأعرج،
وَعَنْهُ: ابْن أَبِي فديك، ومحمد بْن شعيب بْن شابور، وعبد الصمد بْن النعمان، وعبد الله بْن إِبْرَاهِيم الغفاري.
وهو أخو مُحَرَّر بْن هارون. [ص:243]
ضعّفه النسائي.
وقال البخاري: ليس بذاك.(4/242)
405 - ن: هانئ بْن أيوب الحَنَفيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: طاوس، ومحارب بْن دثار،
وَعَنْهُ: ابنه أيوب، وحسين الجعفي، وعبد الرحمن بْن مهدي، وعبيد الله بْن موسى.
صدوق.
وقال ابْن سعد: فِيهِ ضعف.(4/243)
406 - م 4: هشام بْن سعد أَبُو عبَّاد المدنيُّ الحسَّاب، مولى قريش، ويقال لَهُ: يتيم زيد بْن أسلم. [الوفاة: 151 - 160 ه]
رَوَى عَنْ: عمرو بْن شعيب، وسعيد المقبري، ونافع، ونعيم المجمر، والزهري، وأكثر عَن زيد.
رَوَى عَنْهُ: ابْن وهب، ووكيع، وابن أَبِي فديك، والقعنبي، وأبو عامر العقدي، وخلْق.
قَالَ أَحْمَد بن حنبل: لم يكن بالحافظ.
وقَالَ ابْن معين: ليس بمتروك.
وقَالَ النسائي: ضعيف، وقال مرة: ليس بالقوي.
وقال أَبُو حاتم: هُوَ وابن إسحاق عندي واحد.
وقال أحمد: كَانَ يحيى بْن سعيد لا يروي عَنْهُ.
وأما أَبُو دَاوُد فَقَالَ: هُوَ ثقة، وهو أثبت الناس فِي زَيْدُ بْن أسلم.
وقال ابْن عديّ: هُوَ مَعَ ضعفه يُكتب حديثه.
قُلْتُ: استشهد بِهِ الْبُخَارِيّ، واحتجّ بِهِ مُسْلِم. [ص:244]
مات قريبا من سنة ستين ومائة.(4/243)
407 - ع: هشام الدَّسْتُوائيُّ هُوَ هشام بْن أَبِي عَبْد الله سَنْبَر أَبُو بكر الرَّبَعيُّ مولاهم، البَصْريُّ، صاحب البَزِّ الدستوائيِّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
ودَسْتُوا قرية من عمل الأهواز.
ولد فِي حياة الصحابة الصغار.
وَحَمَلَ عَنْ: قتادة، ويحيى بْن أَبِي كثير، ومطر الوراق، وحماد بْن أَبِي سُلَيْمَان، وخلق سواهم،
وَعَنْهُ: عَبْد الرحمن بْن مهدي، وابن الْمُبَارَك، وابن أَبِي عديّ، وأزهر السمان، وأبو داود، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وأبو عمر الحوضي، وعدد كبير.
وكان من كبار الحُفّاظ.
قَالَ شعبة: مَا من الناس أحد أقٌول: إنه طلب الحديث يريد بِهِ الله غير هشام الدستوائي، وهو أعلم بقتادة منّي وبحديثه.
وقال أَبُو داود الطيالسي: كَانَ هشام الدستوائي أمير المؤمنين فِي الحديث.
وقال عون بن عمارة: سَمِعْت هشامًا الدستوائي يَقُولُ: واللهِ مَا أستطيع أن أقول إِنِّي ذهبت يومًا قط أطلب الحديث أريد بِهِ، وجه الله عَزَّ وَجَلَّ.
قُلْتُ: هَذَا يقوله مَعَ شهادة شعبة، وما أدراك مَا شعبة، لَهُ بإخلاص النيّة.
قَالَ أحمد بْن حنبل: مَا نروي عَن أثبت من هشام الدستوائي أما مثله فعسى.
وقال شاذ بْن فياض: بكى هشام الدستوائي حَتَّى فسدت عينه.
وعن هشام قَالَ: إذا فقدت السراج ذكرت ظُلمة القبر.
وعنه قَالَ: عَجِبْتُ للعالم كيف يضحك.
وقال هدبة بْن خالد: حدّثنا أميّة يعني أخاه، سَمِعْت شعبة يَقُولُ: مَا أقول إنّ أحدًا يطلب الحديث يريد بِهِ وجه الله تعالى إلا هشام الدستوائي، وإن كَانَ ليقول: ليتنا ننجو من الحديث كفافًا، لا لنا ولا علينا. [ص:245]
قَالَ يزيد بْن زريع: كَانَ أيوب يحثّ عَلَى الأخذ عَن هشام الدستوائي.
وقال شعبة: هشام بْن أَبِي عَبْد الله أحفظ منّي عَن قتادة، وأكثر مجالسةً لَهُ منّي.
وسئل ابْن عليّة عَن حفّاظ البصرة فَقَالَ: هشام الدستوائي.
وقال وكيع: كَانَ ثبتًا.
وكذا قَالَ ابْن المديني، وزاد: هُوَ أثبت أصحاب يحيى بْن أَبِي كثير.
قَالَ أَبُو قطن عمرو بْن الهيثم: مَا رأيت أحدًا أكثر ذكرًا للموت من هشام الدستوائي.
وقال عَبْد الرحمن بْن مهدي: سَمِعْت هشامًا مرة يَقُولُ إذا حدث: كم من رَجُل حدّث هَذَا الحديث قد أكل التراب لسانه.
قَالَ الكديمي: سَمِعْت أبا نعيم يَقُولُ: قدمت البصرة فلم أر بها أفضل من هشام الدستوائي، وحمّاد بْن سلمة.
قُلْتُ: مناقبه جمّة، لكنه رُمي بالقدر.
قَالَ محمد بْن سعد: كَانَ ثقة حجّة، إلا أَنَّهُ يرى القَدَر.
وقال محمد بْن عبد الله ابن البرقي: قُلْتُ لابن معين: أرأيتَ من يُرمَى بالقَدَر يُكْتَب حديثه؟ قَالَ: نَعَمْ قد كَانَ قتادة، وهشام الدستوائي، وابن أَبِي عروبة، وعبد الوارث بْن سعيد، وذكر جماعة يقولون بالقدر، وهم ثقات لم يدْعوا إِلَى شيء.
توفي سنة ثلاث وخمسين ومائة، وقيل سنة أربع.
وقال أحمد بن حنبل: حدثنا عبد الصمد قال: مات هشام سنة اثنتين وخمسين ومائة، قَالَ: وكان بينه وبين قَتَادَةَ فِي السنّ سبع سنين.(4/244)
408 - 4: هشام بْن الغاز بْن ربيعة الجُرشيُّ أَبُو العباس، وَقِيلَ: أَبُو عَبْد الله، وقيل: أَبُو ربيعة الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أنس بن مالك إن كان لقيه، وَعَنْ: مكحول، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، [ص:246] وعمرو بْن شعيب، والزهري، وعبادة بْن نسي، وقرأ القرآن عَلَى يحيى بْن الحارث الذماري،
وَعَنْهُ: ابْن الْمُبَارَك، وصدقة بْن خالد، وعيسى بْن يونس، والوليد بْن مسلم، ووكيع، وشبابة، وأبو المغيرة، ويحيى بْن يمان، وخلق.
قَالَ أحمد: صالح الحديث.
وقال دحيم، وغيره: ثقة.
وقال ابْن خراش: كان من خيار الناس.
ورَوَى عَبَّاس، عَن ابْن مَعِين: لَيْسَ بِهِ بأس.
وعن أَبِي مسهر قَالَ: كَانَ هشام بْن الغاز عَلَى بيت المال للمنصور.
مات سنة ست وخمسين ومائة.
وقال ابْن معين، وغيره: مات سنة ثلاث وخمسين.(4/245)
409 - ت: همَّام بْن نافع الحِمْيَريُّ الصنعانيُّ [الوفاة: 151 - 160 ه]
والد عَبْد الرزاق.
عَنْ: عكرمة، ووهب بْن منبه، وميناء بْن أَبِي ميناء، وخاله قيس بْن يزيد،
وَعَنْهُ: ابنه، وقال: حجّ أَبِي همام أكثر من ستين حجة.
وقال ابْن معين: ثقة.
وقال العقيلي: حديثه غير محفوظ.
قُلْتُ: وهو قديم الوفاة، كَانَ مُحَمَّد بن عيسى ابن الطبّاع يَقُولُ: سَمِعْت عَبْد الرزاق يَقُولُ: قدم علينا معمر، وقد مات أَبِي فَقَالَ: لو أدركت أباك مَا أردت أن يُسْنِد لِي حديثًا، رواها الحلواني عَنْهُ، وَفِي النفس مَعَ صحة سندها منها فَإِن عَبْد الرزاق حدّث عَن أَبِيهِ، ولقيه فِي حدود الخمسين ومائة قبلها أو بعدها، ومعمر فدخل اليمن قديمًا فِي أيام همام بن منبه.
قال محمد بن مصفى: حدثنا بَقِيَّةُ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " رَحِمَ اللَّهُ ابْنَ رَوَاحَةَ كَانَ [ص:247] أَيْنَمَا أَدْرَكَتْهُ الصَّلاةُ أَنَاخَ ".(4/246)
410 - ق: الهيثم بْن رافع. [الوفاة: 151 - 160 ه]
بصري،
عَنْ: أَبِي يحيى المكي، وعطاء بْن أَبِي رباح،
وَعَنْهُ: زيد بْن الحباب، وأبو بكر الحنفي، وموسى بْن إسماعيل، وآخرون.
محله الصدق.
وقال ابْن معين، وأبو داود: ثقة.
وله حديث فِي الحكرة فِيه نكارة.(4/247)
-[حَرْفُ الْوَاوِ](4/247)
411 - واسط بْن الحارث. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: نافع العمري، وعاصم، وقتادة،
وَعَنْهُ: يوسف بْن حوشب، وعبد الله بْن خراش.
لَهُ مناكير.(4/247)
412 - واضح مولى حَرْملة المَرْوزيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عكرمة، والضحاك، وأبي عثمان الأنصاري، وغيرهم،
وَعَنْهُ: ابنه المحدث أبو تميلة يحيى بن واضح، والفضل السيناني، وعلي بْن الحسين بْن واقد.
ما علمت فيه ضعفا بعد.(4/247)
413 - ت ق: الوليد بْن جَميل الفِلَسطينيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: مَكْحُولٍ، وَالْقَاسِمِ أَبِي عَبْد الرحمن،
وَعَنْهُ: سلمة بْن رجاء، ويزيد بْن هارون، وأبو النضر هاشم.
قَالَ أَبُو داود: لَيْسَ بِهِ بأس. [ص:248]
وقال أَبُو زُرْعة: لين الحديث.
وقال أَبُو حاتم: روى أحاديث منكرة عَن القاسم.(4/247)
414 - الوليد بْن دينار، أَبُو الفَضْل السَّعْديُّ التَّيَّاس. [الوفاة: 151 - 160 ه]
بصري.
عَنْ: الحسن،
وَعَنْهُ: حماد بْن زيد، ووكيع، وعمرو بن السكين، وموسى بْن إسماعيل، وآخرون.
قَالَ ابْن معين: ضعيف.(4/248)
415 - ن ق: الوليد بْن سُلَيْمَان بْن أَبِي السائب الدِّمشقيُّ أَبُو العباس. [الوفاة: 151 - 160 ه]
مولى قريش.
عَنْ: عمر بْن عَبْد العزيز، ونافع، ورجاء بن حيوة، وبسر بن عبيد الله، وعبد الله بن عامر المقرئ،
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مسْلمٍ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، ومحمد بْن حمير، وأبو المغيرة، وجماعة.
وثّقه دحيم، وغيره.
وقال الْوَلِيد بْن مُسْلِم: رَأَيْته وأتاه الأوزاعي فسلّم عَلَيْهِ فنهض فعزم عَلَيْهِ الأوزاعي أن لا يفعل إجلالا لَهُ.(4/248)
416 - م د ت ن: الوليد بْن عَبْد الله بْن جُمَيع الكوفيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أَبِي الطفيل، وسعيد بْن جبير، وأبي سلمة بْن عَبْد الرحمن،
وَعَنْهُ: ابنه ثابت، ويحيى القطان، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَزَيْدُ بْن الْحُبَابِ، وَأَبُو أَحَمْدَ الزُّبَيْرِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. [ص:249]
وقال العقيلي: فِي حديثه اضطراب.
وقال ابْن حبّان: فحش تفرُّده.(4/248)
417 - الوليد بْن عيسى أَبُو وَهْب العامريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: الشعبي، وسعيد بْن جبير، وأبي بردة، وعكرمة،
وَعَنْهُ: يحيى بْن أَبِي زائدة، ووكيع، وزيد بْن الحباب، وغيرهم.
قَالَ البخاري: فِيهِ نظر.(4/249)
418 - ع: الوليد بْن كثير المَخْزوميُّ مولاهم المدنيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: بشير بْن يسار، وسعيد بْن أَبِي هند، وَإِبْرَاهِيمَ بْن عَبْد اللَّهِ بْن حُنَيْنٍ، وَمُحَمَّدِ بْن كعب القرظي، وجماعة،
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيم بْن سعد، وابن عيينة، وأبو أسامة، والواقدي، وآخرون.
وكان إخباريًا عارفا ثبْتًا بالمغازي، والسيرة.
قَالَ أَبُو دَاوُد: ثقة إلا أَنَّهُ إِباضِيّ.
وقَالَ ابْن عيينة: كَانَ صَدُوقا.
وروى عباس عَن ابْن معين: ثقة.
قُلْتُ: ويروى أيضًا عَن المقبري، والأعرج، وعبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر، وعمرو بْن شعيب، ومحمد بْن جَعْفَر بْن الزبير بْن الْعَوَّام، ومحمد بْن عبّاد بْن جَعْفَر، ومحمد بْن عمرو بْن حلحلة، ومحمد بْن عمرو بْن عطاء، ومعبد، ومحمد ابني كعب بْن مالك.
وقال ابْن سعد: ليس بذاك، مات سنة إحدى وخمسين ومائة.(4/249)
419 - م د ت ن: وُهَيب بْن الورد أَبُو أُمية، ويقال: أَبُو عثمان الْمَكِّيُّ العابد القدوة مولى بني مخزوم، واسمه عَبْد الوهاب، [الوفاة: 151 - 160 ه]
وَهُوَ أخو عَبْد الجبار بْن الورد. [ص:250]
يروي عَن رَجُل عَن عائشة، وعن حميد بْن قيس الأعرج، وعمر بْن محمد بْن المنكدر.
وَعَنْهُ: بشر بْن منصور السليمي، وابن الْمُبَارَك، وعبد الرزاق، ومحمد بْن يزيد بْن خنيس، وإدريس بن محمد الروذي.
وقال إدريس: مَا رَأَيْت أعبد مِنْهُ.
وقال ابْن الْمُبَارَك: قِيلَ لوهيب أَيَجِدُ طَعْمَ العبادة من يعصي الله؟ قال: لا، ولا ومن يهم بالمعصية.
وقال محمد بن يزيد الخنيسي: سَمِعْت سُفْيَان الثوري إذا حدّث فِي المسجد الحرام، وفرغ قال: قوموا إلى الطبيب، يعني وهيبا.
وقال وهيب: إن استطعْتَ أن لا يسبقك إِلَى اللَّه أحدٌ فافعَلْ.
قُلْتُ: هَذَا عَلَى سبيل المبالغة فِي الاجتهاد، وإلا فقد سَبَقَ - واللهِ - السابقون الأوّلون، فضلا عَن الأنبياء المستحيل سبْقُهم.
وقال مُحَمَّد بْن يزيد: حلف وُهَيْب أن لا يراه اللَّه، ولا أحدٌ من خلقه ضاحكًا حَتَّى تأتيه الملائكة عند الموت فيخبرونه بمنزلته، وكانوا يرون لَهُ الرؤيا أَنَّهُ من أَهْل الجنة فإذا أُخبر بها اشتدّ بكاؤه، وقال: قد خشيت أن يكون هَذَا من الشيطان.
وقال: عجبًا للعالم كيف تجيبه دواعي قلبه إلى الضحك، وقد علم أن لَهُ فِي القيامة روعات ووقفات وفزعات، ثُمَّ غُشي عَلَيْهِ.
قَالَ أَبُو حاتم الرازي: كانت لوهيب أحاديث ومواعظ وزهد.
وقال ابن مَعِين: ثقة.
وقال النَّسائيّ: لَيْسَ بِهِ بأس.
وقال وُهَيْب: قَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السلام: حب الفردوس، وخوف جهنم يُورثان الصبرَ عَلَى المشقّة، ويبعدان العبد من راحة الدنيا.
قَالَ ابْن حبان: توفي سنة ثلاث وخمسين ومائة.(4/249)
-[حَرْفُ الْيَاءِ](4/251)
420 - د ت: يحيى بْن أيوب بْن أَبِي زُرْعَةَ بْن عَمْرِو بْن جَرِيرِ بْن عَبْد الله البجليُّ الكوفيُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
أخو جرير بْن أيوب.
رَوَى عَنْ: جده، والشعبي،
وَعَنْهُ: ابْن الْمُبَارَك، وأبو أسامة، وأبو أحمد الزبيري، والفريابي، وعبد الله بْن رجاء الغداني.
قَالَ ابْن مَعِين: لَيْسَ بِهِ بأس، وقال مرة: ضعيف.(4/251)
421 - يحيى بْن دينار، أَبُو شيبة البصريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عكرمة، والحسن،
وَعَنْهُ: موسى بْن إسماعيل.(4/251)
422 - ن: يحيى بْن زُرَارة بْن كُرَيم بْن الحارث بْن عمرو السَّهميُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أبيه، عَن جده الحارث، وله صحبة،
وَعَنْهُ: ابْن الْمُبَارَك، وأبو الوليد، وموسى بْن إسماعيل، وعفان.(4/251)
423 - ت د ن: يحيى بْن أَبِي سُلَيْمَان. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عطاء بْن أَبِي رباح، وسعيد المقبري،
وَعَنْهُ: سعيد بْن أَبِي أيوب، وشعبة بْن الحجاج، ونافع بْن يزيد، وأبو سعيد مولى بني هاشم، وأبو الوليد.
قَالَ أَبُو حاتم: ليس بالقوي.(4/251)
424 - م د ن: يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن سالم بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ العدوي العمري. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: يزيد بْن الهاد، وهشام بْن عروة،
وَعَنْهُ: ابن وهب، ومكي بْن إِبْرَاهِيم، والمقرئ.
مات سنة ثلاث وخمسين ومائة.(4/251)
425 - يحيى بْن عَبْد الرحمن أَبُو شيبة. [الوفاة: 151 - 160 ه]
[ص:252]
شامي مُقِلّ.
عَنْ: عمر بْن عَبْد العزيز، وحبان بن أَبِي جبلة،
وَعَنْهُ: هشيم، والوليد بْن مسلم.(4/251)
426 - يحيى بْن عَبْد الرحمن أَبُو بسطام التَّميميُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: الضحاك، والزبير بْن عدي،
وَعَنْهُ: مروان بْن معاوية، وابن نمير، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وَجَمَاعَةٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ليس بقوي.(4/252)
427 - د: يحيى بْن عَبْد العزيز الأردنيُّ لا الأَزْدِيّ، الشامي، [الوفاة: 151 - 160 ه]
وقيل: دمشقي.
عَنْ: عبادة بن نسي، ويحيى بْن أَبِي كثير، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ،
رَوَى عَنْهُ: عمر بْن يونس اليمامي، وَقَالَ: كَانَ خيرا فاضلا، ويحيى بْن حمزة، والوليد بْن مسلم.
وهُوَ والد تلميذ الشافعي أَبِي عَبْد الرحمن الأعمى المتكلم، وقيل: جده.
قَالَ ابْن معين: مَا أعرفه.
وقَالَ أَبُو حاتم: مَا بحديثه بأس.(4/252)
428 - ن: يحيى بْن عُمير المدينيُّ البزَّاز. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: سعيد المقبري، ونافع،
وَعَنْهُ: معن بْن عيسى، والقعنبي، وخالد بْن مخلد، وإسماعيل بْن أَبِي أويس.
قَالَ أَبُو حاتم: صالح الحديث.(4/252)
429 - يحيى بْن أَبِي العلاء موسى الباهليُّ البصريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: نافع،
وَعَنْهُ: يحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو الوليد. [ص:253]
وُثِّق.(4/252)
430 - يزيد بْن أُسيد السُّلَميُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
متولِّي أرمينية فِي دولة مروان بْن مُحَمَّد، ثُمَّ فِي دولة المنصور، وكان أمير غزوة دادقشة من ناحية بحر الخزر، دَوَّخ فِي بلاد العدو، وكان شجاعًا مجاهدًا دَيِّنًا خَيِّرًا رحمه اللَّه.(4/253)
431 - ت ق: يزيد بْن سنان أَبُو فَروة التَّميميُّ مولاهم الجَزَريُّ الرُّهاويُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
ولد سنة تسع وسبعين.
رَوَى عَنْ: ميمون بْن مهران، والزهري، وزيد بْن أَبِي أنيسة، وسليم بن عامر،
وَعَنْهُ: ابنه محمد، وأبو خالد الأحمر، ووكيع، وأبو أسامة.
ضعفه ابن معين.
وَقَالَ البخاري: مُقَارِبُ الْحَدِيثِ.
وَمِنْ مَنَاكِيرِهِ قَال: سَمِعْتُ بُكَيْرَ بْنَ فيروز، قال: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " مَنْ خَافَ أدْلَجَ، وَمَنْ أَدْلَجَ دَخَلَ الْمَنْزِلَ، أَلا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ، أَلا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ ".
حَدَّثَ أَبُو فَرْوَةَ بِالْكُوفَةِ، وَمَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.(4/253)
432 - يزيد بْن أَبِي صالح، أَبُو حبيب. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أَنَسٍ.
وَعَنْهُ: عِيسَى بْن يُونُسَ، وَوَكِيعٌ، وأبو داود الطيالسي،
وثّقه الطيالسي، وقال: كَانَ شعبة يأتيه.(4/253)
433 - ت ق: يزيد بْن عَبْد الله الشيبانيُّ [الوفاة: 151 - 160 ه]
مولى الصهباء.
كوفي،
عَنْ: شهر بْن حوشب، وطاوس، والحسن البصري،
وَعَنْهُ: وكيع، وأبو نعيم، وقبيصة، وأحمد بْن يونس. [ص:254]
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(4/253)
434 - ت ق: يَزِيدُ بْنُ عياض بْن جُعْدُبة الليثيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
مدني نزل البصرة،
عَنْ: الأعرج، ونافع، وسعيد المقبري،
وَعَنْهُ: شبابة، وعبد الصمد بْن النعمان، وعلي بْن الجعد.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: متروك.(4/254)
435 - ن: يعقوب بْن عطاء بْن أَبِي رباح المكيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أبيه، وخاله عَبْد الله بْن كيسان، وصفية بنت شيبة، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وعبد الرزاق، وأبو عاصم، وأبو سعد محمد بْن ميسر الصغاني، وجماعة.
ضعّفه أَبُو زُرْعة، وغيره.
وقال أَبُو حاتم: ليس بالمتين.
قَالَ ابنه يحيى: مات أبي سنة خمس وخمسين ومائة.(4/254)
436 - ع: يوسف بْن إسحاق بْن أَبِي إسحاق عَمْرو بْن عَبْد الله السَّبيعي الكوفيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أبيه، وجده، والشعبي، ومحمد بْن المنكدر،
وَعَنْهُ: ابنه إِبْرَاهِيم، وابنا عمه إسرائيل بْن يونس، وأخوه عيسى، وسفيان بن عيينة.
قَالَ ابْن عيينة: لم يكن فِي ولد أَبِي إِسْحَاق أحفظ مِنْهُ، ومنهم من ينسبه إِلَى جدّه فَيَقُولُ: يوسف بْن أَبِي إِسْحَاق.
مات سنة سبع وخمسين ومائة.(4/254)
437 - د ت ن: يوسف بْن صُهَيب الكِنْديُّ الكوفيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: الشعبي، وعبد الله بْن بريدة، وحبيب بْن يسار،
وَعَنْهُ: يحيى القطان، وعبيدة بْن حميد، وعبيد الله بْن موسى، وأبو نعيم، ومحمد الفريابي، وآخرون.
وثّقه ابْن معين.(4/255)
438 - يوسف بْن عَبْد الله أَبُو شبيب. [الوفاة: 151 - 160 ه]
بصري مقل، سَمِعَ الحسن،
وَعَنْهُ: أَبُو داود الطَّيالِسيّ، وعبد الصمد بْن عَبْد الوارث.
قَالَ ابْن معين: لا شيء.(4/255)
439 - ق: يوسف بْن مَيْمون المخزوميُّ مولاهم الكوفيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رباح، وأبي الزبير،
وَعَنْهُ: شعبة، ووكيع، وأبو نعيم، وخلاد بْن يحيى، والنعمان بْن عَبْد السلام الأصبهاني.
قَالَ البخاري، وغيره: منكر الحديث جدا.(4/255)
440 - يوسف بْن يعقوب أَبُو عَبْد الله اليمنيُّ، الأبناويُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
قاضي صنعاء ومفتيها.
عَنْ: طاوس، وعمر بْن عَبْد العزيز،
وَعَنْهُ: الثوري، وهشام بْن يوسف، وعبد الرزاق، ومحمد بْن الحسن بْن آتش.
قَالَ أَبُو حاتم: لا أعرفه.
قُلْتُ: محلُّه الصدق.(4/255)
441 - م 4: يونس بْن أَبِي إسحاق السَّبيعيُّ الهَمْدانيُّ الكوفيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
والد إسرائيل، وعيسى،
رَوَى عَنْ: أنس بْن مالك، وناجية بْن كعب، ومجاهد، والشعبي، وَأَبِي بُرْدَةَ وَأَبِي بَكْرٍ ابْنَيْ أَبِي مُوسَى الأشعري، وأبيه عمرو بْن عَبْد الله، وهلال بْن خباب، وجماعة،
وَعَنْهُ: ابنه عيسى، وابن الْمُبَارَك، ويحيى القطان، وابن مهدي، ووكيع، ويحيى بْن آدم، وقبيصة، والفريابي، وعلي بْن محمد المدائني، وخلق كثير.
كان من علماء الكوفة، وهو من بيت علم وحديث.
قَالَ ابْن مهدي: لم يكن بِهِ بأس.
وقال أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ النسائي: ليس بِهِ بأس.
وقال بندار: قَالَ سلم بن قتيبة: قدمت من الكوفة فَقَالَ لِي شُعْبَة: مَن لقيت؟ قُلْتُ: لقيت فلانًا وفلانًا، ولقيت يُونُس بْن أَبِي إِسْحَاق، قَالَ: مَا حدّثك؟ فأخبرته، فسكت ساعة، وقلت له: قال: حدثنا بَكْر بْن ماعز، قَالَ: فلم يقل لك: حدثنا ابْن مَسْعُود؟.
وقال يحيى القطَّان: كَانَتْ فِيهِ غفلة.
وقال أَحْمَد: حديثه مضطرب.
قَالُوا: توفي سنة تسع وخمسين ومائة.(4/256)
442 - د ت ق: يونس بْن الحارث الثقفيُّ الطائفيُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
نزل الكوفة،
وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي بردة، والشعبي، وإبراهيم بْن أَبِي ميمونة،
وَعَنْهُ: أَبُو نعيم، وأبو عاصم، وبكر بْن بكار، والفريابي، وجماعة.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
وَضَعَّفَهُ أَحْمَدُ، وغيره.(4/256)
443 - يونس بْن عَبْد اللَّه الجَرْميُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: دينار الحجَّام، وعمارة بْن ربيعة، ويونس بْن خباب.
وَعَنْهُ: شعبة، والثوري، ومندل بْن علي، وابن عيينة، ويعلى بْن عُبَيْد، وغيرهم.
وثّقه أحمد، وابن معين.
ولم يخرِّج لَهُ أصحاب الكتب شيئًا.(4/257)
444 - يونس بْن نافع أَبُو غانم المروزيُّ القاضي. [الوفاة: 151 - 160 ه]
قَالَ ابْن الْمُبَارَك: أول من اختلفت إِلَيْهِ أَبُو غانم.
قُلْتُ: رَوَى عَنْ: عمرو بْن دينار، وأبي الزبير، وكثير بْن زيد.
وَعَنْهُ: أبو تميلة يحيى بن واضح، وابن المبارك، ومعاذ بن أسد، وعتبة بن عبد الله المروزيون.
قال ابن حبان: توفي سنة تسع وخمسين ومائة.(4/257)
445 - ع: يونس بن يزيد بن أبي النِّجاد الأيليُّ أَبُو يزيد، مولى معاوية بْن أَبِي سفيان، الأمويُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عكرمة، والقاسم، وسالم، ونافع، والزهري، وطائفة.
وَعَنْهُ: جرير بْن حازم، والليث، وابن وهب، وأبو صفوان عَبْد الله بْن سعيد الأموي، وعثمان بْن عمر بْن فارس، وابن أخيه عنبسة بْن خالد الإيلي، وجماعة.
قَالَ أَحْمَد بْن صالح: نَحْنُ لا نقدّم فِي الزُّهْرِيّ عَلَى يُونُس أحدًا، وكان الزُّهْرِيّ إذا نزل إيلة نزل عَلَى يُونُس بْن يزيد، ثُمَّ يزامله إِلَى المدينة.
وثّقه أحمد بْن حنبل، وغيره.
قَالَ أَبُو سَعِيد بْن يُونُس: مات سنة اثنتين وخمسين ومائة.
وقَالَ البخاري: مات سنة تسع وخمسين.(4/257)
-[الْكُنَى](4/257)
446 - أَبُو أيوب الموريانيُّ وزير المنصور، اسمه سُلَيْمَان بْن أَبِي سُلَيْمَان الخُوزيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
تمكن من المنصور، وغلب عَلَيْهِ، وكان قَبْلُ يكتب لسليمان بْن حبيب بن [ص:258] المهّلب بْن أَبِي صُفرة، وكان المنصور ينوب عَن سُلَيْمَان هَذَا فِي بعض كور فارس، حكاه ابْن خلّكان، قَالَ: فصادره وضربه، فلما استخلف المنصور قتل سليمان، وكان سليمان عند ضرب المنصور قد عزم على هتكه فخلصه منه أبو أيوب المورياني، فاعتدها له المنصور واستوزره، ثم إنه فسدت نيته فيه، ونسب إلى أخذ الأموال، وهم به، فطال الأمر وتمادى، وكان كلما دخل عليه ظن أَنَّهُ سيوقع بِهِ، فَقِيلَ: إنه كَانَ معه شيء من الدُّهن قد عمل فِيهِ سحر فكان يدهن بِهِ حاجبيه كلما دخل، فسار فِي أفواه العامة: " دهن أَبِي أيوب "، ثُمَّ أَنَّهُ أوقع بِهِ وعذّبه، وأخذ أمواله وكانت عظيمة.
مات فِي سنة أربع وخمسين ومائة.(4/257)
447 - د ت ق: أَبُو بكر بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي مريم الغَسَّانيُّ الحِمْصيُّ [الوفاة: 151 - 160 ه]
المحدِّث العابد، شيخ أهل حمص.
رَوَى عَنْ: خَالِدِ بْن مَعْدَانَ، وَرَاشِدِ بْن سَعْدٍ، وبلال بْن أَبِي الدرداء، ومكحول، وأبي راشد الحبراني، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن المبارك، وإسماعيل بن عياش، وبقية، وأبو اليمان، وأبو المغيرة، وآخرون.
ضعفه أحمد، وغيره لكثرة غلطه.
واسمه كنيته.
قال ابن حبان: هو رديء الحفظ، وهو عندي ساقط الاحتجاج به إذا انفرد.
وقال بقية: قَالَ لنا رَجُل فِي قرية أَبِي بَكْر، وهي قرية كثيرة الزيتون: ما في هذه القرية من شجرة إلا وقد قام أَبُو بَكْر إليها ليلته جميعًا.
وقيل: كَانَ فِي خدَّيْ أَبِي بكر أثر من الدموع.
وقال أَبُو إِسْحَاق الجوزجاني: هُوَ متماسك. [ص:259]
وقال ابْن عدي: أحاديثه صالحة، ولا يُحتجّ بِهِ.
وقال يزيد بْن هارون: كَانَ من العُبّاد المجتهدين.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبَّهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ست وخمسين ومائة.(4/258)
448 - أبو البَرَهْسَم الحِمْصيُّ المقرئ، قيل: اسمه عمران بن عثمان الزُّبيديُّ، وقيل: الحضرميُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
روى حروف القراءة عَن يزيد بْن قطيب السكوني، وَسَمِعَ مِنْ: خالد بْن معدان،
رَوَى عَنْهُ: شريح بْن يزيد الحمصي.
قراءته شاذّة، وإسناده مظلم.(4/259)
449 - أَبُو جَعْفَر الرازيُّ، من كبار العلماء بالرّيّ، اسمه عيسى بْن ماهان، [الوفاة: 151 - 160 ه]
يُقَالُ: ولد بالبصرة، وَكَانَ متجره إِلَى الرّيّ.
رَوَى عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَعَمْرِو بْن دينار، وقتادة، والربيع بْن أنس، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابنه عَبْد الله، والخريبي، وأبو نعيم، وعبيد الله بْن موسى، وأبو أحمد الزبيري، ويحيى بْن أَبِي بكير، وخلف بْن الوليد، وعليّ بْن الجعد، وآخرون.
قَالَ يحيى بن مَعِين: ثقة.
وقال أبو حاتم: ثقة صدوق.
وقال أَحْمَد بْن حنبل، والنسائي: ليس بالقوي. [ص:260]
وَقَالَ الْجُورقانِيُّ: كَانَ يَنْفَرِدُ بِالْمَنَاكِيرِ عَنِ الْمَشَاهِيرِ، ثُمَّ سَاقَ مِنْ طَرِيقِ سَلَمَةَ الأَبْرَشِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرازي، عن قتادة، عن الحسن، عَنِ الأَحْنَفِ، عَنِ الْعَبَّاسِ مَرْفُوعًا: " لَوْ دُلِّيتُمْ بِحَبْلٍ إِلَى الأَرْضِ السَّابِعَةِ ". . . الْحَدِيثَ.
قَالَ ابْن المديني: أَبُو جَعْفَر عِيسَى بْن أَبِي عِيسَى الرازي ثقة، وكان يخلط، وقال مرة: يُكتب حديثه إلا أَنَّهُ يخطئ.
وقال أَبُو زرعة: يهمّ كثيرًا.
وروى حنبل عَن أَحْمَد: صالح الحديث.
وروى عبد الله بن علي ابن المديني، عَن أَبِيهِ قَالَ: هُوَ نحو مُوسَى بْن عبيدة.
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَن علي قَالَ: كَانَ عندنا ثقة.
وقال ابْن عمار: ثقة.
وقال عمرو بن علي: فيه ضعف سيئ الحفظ.
وقال الساجي: صدوق ليس بمتْقِن.
قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه الدشتكي: سمعته يَقُولُ: لم أكتب عَن الزُّهْرِيّ لأنه كَانَ يخضب بالسواد، قَالَ عَبْد الرَّحْمَن: فابتُلِي أَبُو جَعْفَر حَتَّى لبس السواد، وزامل المهدي.
قُلْتُ: وبلغنا أَنَّهُ كَانَ مُزامِلا للمهدي إِلَى مكة.(4/259)
• - أَبُو جناب القصاب، [الوفاة: 151 - 160 ه]
سيأتي.
وقيل: إنه مات سنة ستين ومائة.(4/260)
450 - م ن: أَبُو حُرَّة البصريُّ واصل بْن عَبْد الرحمن. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَبَكْرٍ الْمُزَنِيِّ.
وَعَنْهُ: بِشْرُ بْن منصور، وبكر بْن بكار، وعبد الرحمن بْن مهدي، وأبو داود، وأبو عمر الحوضي، وغيرهم.
قَالَ أَبُو قطن: سَأَلت شُعْبَة عَنْه، فقال: هُوَ أصدق الناس.
وقال أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيُّ: كَانَ أَبُو حرة يختم كل ليلتين.
وقال النسائي: ليس به بأس.
وروي أن رجلا سَأَلَ شُعْبَة عَن حديث فَقَالَ: تسألني عَن الحديث، وقد مات سيد الناس أَبُو حرة.
قَالَ الفلاس: مات سنة اثنتين وخمسين ومائة.(4/261)
451 - د ق: أَبُو حَمْزة الصيرفيُّ صاحب الحِلِّيّ، هُوَ سَوَّار بْن دَاوُد المزنيُّ البصري. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَعَمْرِو بْنِ شعيب، وجماعة.
وَعَنْهُ: إسماعيل بْن علية، ومحمد بْن بكر البرساني، ووكيع، وقرة بْن حبيب، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم.
وثّقه يحيى بْن معين.
وسمّاه وكيع: دَاوُد بْن سوار.
وليّنه العقيلي، وغيره، ولم يُترك.(4/261)
452 - ق: أَبُو خُزيمة العبديُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
بصري مُخْتَلَفٌ فِي اسمه،
عَنْ: طاوس، والحسن، وأنس بْن سيرين.
وَعَنْهُ: عَبْد الرحمن بْن مهدي، وحبان بْن هلال، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، والحوضي.
وقال أَبُو حاتم: لا بأس بِهِ.(4/261)
453 - خ د ت ن: أَبُو خَلْدة السَّعْديُّ، خالد بْن دينار البَصْريُّ الخياط. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أنس بْن مالك، وأبي العالية الرياحي، وابن سيرين.
وَعَنْهُ: ابْن [ص:262] الْمُبَارَك، وحرمي بْن عمارة، وعبد الرحمن بْن مهدي، وأبو نعيم، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وغيرهم.
وثّقه النسائي.(4/261)
454 - ت: أَبُو الرَّحَّال الأنصاريُّ البصريُّ، اسمه محمد بْن خالد، وقيل: خالد بْن محمد. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أنس، وأبي رجاء العطاردي، والحسن.
وَعَنْهُ: يحيى القطان، وأبو نعيم، ومكي بْن إِبْرَاهِيم، ويزيد بْن رومان، والنضر بْن شميل.
قَالَ أَبُو حاتم، وأبو زرعة: منكر الحديث.(4/262)
455 - أَبُو الرَّحَّال الطائيُّ الكُوفِيّ عقبة بْن عُبَيْد. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أنس بن مالك فيما قيل، وعن بشير بْن يسار.
وَعَنْهُ: يحيى القطان، وعيسى بْن يونس، وعقبة بْن خالد السكوني، وحفص بْن غياث.
يُقَالُ: لا بأس بِهِ، وقد ضُعِّف.(4/262)
456 - أَبُو سفيان بْن العلاء الْمَازِنِيِّ [الوفاة: 151 - 160 ه]
أخو أَبِي عمرو بْن العلاء.
رَوَى عَنْ: الحسن، وابن أَبِي عتيق التيمي.
وَعَنْهُ: شعبة، وابن علية.
قديم الموت.(4/262)
• - أبو السَّمَّال العدويُّ المقرئ، صاحب النحو، هُوَ قَعْنب، [الوفاة: 151 - 160 ه]
مرّ ذكره.(4/262)
457 - أَبُو سنان الكوفيُّ، نزيل الريِّ، سَعِيد بْن سنان. [الوفاة: 151 - 160 ه](4/262)
458 - أَبُو طيبة، هُوَ عيسى بْن سُلَيْمَان بن دينار الدارمي، [الوفاة: 151 - 160 ه]
والد أحمد بن أبي طيبة الجرجاني. [ص:263]
كَانَ من زُهّاد العلماء مَعَ الأموال والثروة.
رَوَى عَنْ: الأعمش، وكرز بْن وبرة، وجعفر بْن معبد.
وَعَنْهُ: ابناه أحمد، وعبد الواسع، وسعد بن سعيد، وغيرهم.
مات سنة ثلاث وخمسين ومائة، قاله البخاري.
وقال الحاكم: سَمِعَ من عطاء بْن أَبِي رباح، وغيره، وَحَدَّثَ عَنْهُ أيضًا ولده يوسف، ورد علينا بنيسابور في جيش يزيد بْن المهلّب.
ضعّفه يحيى بْن معين.(4/262)
459 - أَبُو طلق، هُوَ عديٌّ، ويقال: علي بْن حنظلة العائذيُّ الْقُرَشِيّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: إِبْرَاهِيم التيمي، وشراحيل بْن القعقاع.
وَعَنْهُ: الثوري، وشرقي بْن قطامي، وعيسى بْن يونس، وغيرهم.(4/263)
460 - خ م: أبو عَقيل الدورقيُّ بَشير بْن عُقبة. [الوفاة: 151 - 160 ه]
بصريٌّ ثقة،
عَنْ: مجاهد، وأبي نضرة، والحسن، وأبي المتوكل الناجي.
وَعَنْهُ: يحيى القطان، وعبد الرحمن بْن مهدي، وأبو الوليد، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم.
وثّقه أحمد، وابن معين.(4/263)
461 - أَبُو العلانية. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن أَبِي أوفى،
اسمه: محمد بْن أعين المرئي.
بصري حسن الحال.
حَدَّثَ عَنْهُ: يحيى القطان، وابن مهدي، وطالوت بْن عباد، وآخرون.(4/263)
462 - أَبُو عمرو بْن العلاء بْن عمار بْن العريان التميمي الْمَازِنِيِّ الْمُقْرِئ النحوي، صاحب القراءة، وأمه من بني حنيفة، اسمه زبان، وقيل: العريان، [الوفاة: 151 - 160 ه]
وقيل غير ذَلِكَ.
قَرَأَ القرآن عَلَى: سَعِيد بْن جُبَيْر، ومجاهد، وقيل: إنه قرأ عَلَى أَبِي العالية الرياحي، وقرأ عَلَى جماعة سواهم، مولده سنة سبعين.
وَحَدَّثَ عَنْ: أَنَس بْن مالك، وأبي صالح السمّان، وعطاء بْن أَبِي رباح، [ص:264] ومجاهد، وأبي رجاء العطاردي، ونافع، والزهري، وطائفة سواهم.
قرأ عَلَيْهِ: يحيى بْن الْمُبَارَك اليزيدي، والعباس بْن الفضل الأنصاري قاضي الموصل، وحسين الجعفي، ومعاذ بْن معاذ، والأصمعي، ويونس بْن حبيب النحوي، وسلام الطويل، ومحبوب بْن الحسن، وعلي بْن نصر بْن علي، وهارون بْن موسى، وسهل بْن يوسف، وعبد الوارث بْن سعيد، وأبو زيد سعيد بْن أوس الأنصاري، وشجاع البلخي، وآخرون.
وَحَدَّثَ عَنْهُ: شعبة، وشبابة، ويعلى بْن عُبَيْد، وأبو عبيدة، والأصمعي، وحماد بْن زيد، وأبو أسامة، وجماعة.
وكان رأسًا فِي العلم فِي أيام الْحَسَن الْبَصْرِيّ.
قَالَ أَبُو عبيدة: كَانَ أَبُو عمرو أعلم الناس بالقراءات، والعربية، والشعر، وأيام العرب، وكانت دفاتره ملء بيت إِلَى السقف، ثُمَّ تنسّك فأحرقها، وكان من أشراف العرب ووجوهها، مدحه الفرزدق، وغيره.
وقال ابْن معين: ثقة.
وقال أَبُو حاتم الرازي: ليس بِهِ بأس.
وقال أَبُو عُمَر الشيباني: مَا رأينا مثل أَبِي عمرو بْن العلاء.
وروى أَبُو العيناء، عَن الأصمعي قَالَ: قَالَ لِي أبو عمرو: لو تهيّأ أن أُفْرِغ مَا فِي صدري من العلم فِي صدرك لَفَعَلْتُ، ولقد حفظت فِي علم القراءات أشياء لو كُتِبَتْ ما قدر الأعمش على حفظها، ولولا أن ليس لِي أن أقرأ إلا بما قُرِئ لقرأت بحرف كَذَا وكذا، وذكر حروفًا.
وروى نصر بْن علي، عَن أَبِيهِ، عَن شُعْبَة قَالَ: أنظر مَا يقرأ بِهِ أَبُو عمرو مما يختاره فأكْتُبْه، فإنه سيصير للناس إسنادًا.
وقال إِبْرَاهِيم الحربي، وغيره: كَانَ أَبُو عمرو من أَهْل السُّنَّةِ.
وقال أَبُو مُحَمَّد اليزيدي، ومحمد بْن حَفْص: تكلم عمرو بْن عُبَيْد فِي الوعيد سنة، فَقَالَ أَبُو عمرو: إنك لألكن الفهم إذا صَيَّرْتَ الوعيدَ الَّذِي فِي أعظم [ص:265] شيء مثله فِي أصغر شيء، فأعلم أن النَّهْيَ عَن الصغير والكبير ليسا سواء، وإنما نهى اللَّه عَنْهُمَا لِيُتِمَّ حُجَّتَه عَلَى خلقه، ولِئلا يعدل عَن أمره، ووراء وعيده عفوه، وكرمه، ثم أنشد:
ولا يُرْهِبُ ابنُ العمِ مَا عشتُ صولَتي ... ولا أخْتَتي من صَوْلَة المتهدّد
وإنيّ وإِنْ أَوْعَدْتُه ووعدته ... لَمُخْلِفٌ إِيعادِي ومُنْجز مَوْعِدِي
فَقَالَ لَهُ عمرو بْن عُبَيْد: صدقت إن العرب تمتدح بالوعد دون الوعيد، وقد تمتدح بهما، ألم تسمع إلى قول الشاعر:
لا يخلف الوعد والوعيد ولا ... يبيت من ثارِهِ عَلَى فَوْت
فقد وافق هَذَا قوله تعالى: " وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ "، قَالَ أَبُو عمرو: قد وافق الأولُ أخبارَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْحَدِيثُ يفسّر القرآن.
قَالَ الأصمعي: قَالَ لِي أَبُو عمرو: كن عَلَى حذر من الكريم إذا أهنته، ومن اللئيم إذا أكرمته، ومن العاقل إذا أحرجته، ومن الأحمق إذا مازحته، ومن العاجز إذا عاشرته، وليس من الأدب أن تجيب من لا يسألك، أو تسأل من لا يجيبك، أو تحدّث من لا ينصت لك.
قَالَ الأصمعي: سَأَلت أَبَا عُمَرو مَا اسمك؟ قَالَ: زبان.
وعن الأصمعي بإسناد آخر قَالَ: أَبُو عَمْرو لا اسم لَهُ.
وأَمَّا اليزيدي فعنه روايتان إحداهما: اسم أَبِي عمرو العريان، والأخرى أن اسمه يحيى.
وقال الأصمعي: سَمِعْت أَبَا عمرو يَقُولُ: كنت رأسًا، والحسن حي.
قال أبو عمرو الداني: حدثنا محمد بن أحمد، قال: حدثنا ابن دريد، قال: حدثنا أَبُو حاتم، عَن أَبِي عبيدة قَالَ: قَالَ أَبُو عمرو بْن العلاء: أَنَا زدت هَذَا البيت في قصيدة الأعمش، وأستغفرُ اللَّه مِنْهُ:
وأَنْكَرَتْني وما كَانَ الَّذِي نَكَرَتْ ... من الحوادث إلا الشَّيْبَ والصَّلَعَا
قَالَ الأصْمَعِيُّ: كَنت إذا سَمِعْت أَبَا عمرو يتكلم ظننته لا يعرف شيئًا، كَانَ يتكلّم كلامًا سهلا.
وقال اليزيدي: سَمِعْت أَبَا عمرو يَقُولُ: سَمِعَ سَعِيد بْن جُبَيْر قراءتي، فَقَالَ: الزم قراءتك هذه. [ص:266]
وقال الأصمعي: كَانَ لأبي عمرو كل يوم يشتري بفلسين كوز ورَيْحان، فإذا أمسى تصدّق بالكوز، وقال للجارية: جفّفيه، ودُقّيه فِي الأشنان.
قَالَ أَبُو عُبَيْد: حدّثني عدة أن أَبَا عمرو قرأ عَلَى مجاهد، وزاد بعضهم: وعلى سَعِيد بْن جُبَيْر.
قَالَ خليفة بْن خياط: مات أَبُو عمرو، وأبو سُفْيَان ابنا العلاء سنة سبع وخمسين ومائة.
قَالَ الأصمعي: عاش أَبُو عمرو ستًا وثمانين سنة.
وقال غير واحد: مات أَبُو عمرو سنة أربع وخمسين ومائة.
قلت: وكان أَبُو عمرو قليل الرواية للحديث، وهو حُجّة فِي القراءة صدوق، وَفِي العربية، وقد استوفيت أخباره فِي طبقات القراء.(4/263)
• - أَبُو العميس، [الوفاة: 151 - 160 ه]
فِي الطبقة الماضية.(4/266)
• - أَبُو الغصن، هُوَ دجين بْن ثابت، [الوفاة: 151 - 160 ه]
مَرّ.(4/266)
• - أَبُو الغصن الغفاري، هُوَ ثابت بْن قَيْس، [الوفاة: 151 - 160 ه]
سيأتي.(4/266)
463 - ت: أَبُو كعب، [الوفاة: 151 - 160 ه]
صاحب الحرير.
ثقة بصري،
اسمه عَبْد ربه بْن عُبَيْد.
عَنْ: شهر بْن حوشب، والحسن، ومحمد بْن سيرين.
وَعَنْهُ: يحيى القطان، وأبو داود الطيالسي، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وأبو عاصم.
وثّقه جماعة.(4/266)
464 - ق: أَبُو مالك النخعيُّ، قيل: اسمه عَبْد الملك، وقيل: عبادة بْن حسين. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: سلمة بْن كهيل، وعلي بْن الأقمر، وعاصم بْن كليب، وجماعة. [ص:267]
وَعَنْهُ: يزيد بْن هارون، ويحيى بْن أَبِي بكير، وآدم بْن أَبِي إياس، وعلي بْن الجعد، وأبو النضر، ووكيع.
ضعّفه أَبُو زرعة، وأبو داود.
قَالَ الْبُخَارِيّ: ليس بالقويِّ عندهم.(4/266)
465 - د ن ق: أَبُو المُنيب العَتَكيُّ المروزيُّ السِّنْجيُّ، عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الله. [الوفاة: 151 - 160 ه]
رأى أنس بْن مالك، وسمع سعيد بْن جبير، وعكرمة، وطائفة.
وَعَنْهُ: الفضل بْن موسى السيناني، وزيد بْن الحباب، وعبدان بْن عثمان، وعَلِيّ بْن الْحَسَن بْن شقيق.
وثّقه ابْن معين.(4/267)
466 - ت ق: أبو المليح الفارسي الخراط. [اسمه صبيح، ويقال: حميد] [الوفاة: 151 - 160 ه]
مدنيٌّ صدوق، يقال: اسمه صبيح، ويقال: حميد.
لَهُ عَن أَبِي صالح الخوزي.
وَعَنْهُ: حاتم بْن إسماعيل، ووكيع، وأبو عاصم، وعبد الله بن نافع الصَّائغ، وجماعة.
وثَّقه ابن معين.
له عَن الخوزي، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ: " مَن لا يسأل اللَّهَ يغضبْ عَلَيْهِ ".(4/267)
467 - م ق: أَبُو نَعامة العدويُّ، عَمْرو بْن عيسى بْن سُوَيد. [الوفاة: 151 - 160 ه]
بصري صدوق.
عَنْ: حفصة بنت سيرين، وخالد بْن عمير، وجماعة.
وَعَنْهُ: روح بْن عبادة، وأبو عاصم، والنضر بْن شميل، وصفوان بْن عيسى.
وثّقه ابْن معين، وغيره. [ص:268]
وقال أَحْمَد: ثقة، إلا أَنَّهُ اختلط قبل موته.(4/267)
468 - أَبُو اليسع الكوفيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: علقمة بْن مرثد، وقيس بْن مسلم، وعمرو بْن مرة.
رَوَى عَنْهُ: عثمان بْن مقسم البُّرِّي، ويحيى بْن عيسى الرملي، وأبو أسامة، وغيرهم.
وكان ضريرًا، لا يُعرف اسمه.
آخر الطبقة السادسة عشرة، ولله الحمد.(4/268)
-الطَّبَقَةُ السَّابِعَةَ عَشْرَةَ 161 - 170 هـ(4/269)
"صفحة فارغة"(4/270)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
- (الحَوَادِثُ)(4/271)
-سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ
وَمَا جَرَى فِيهَا من كبار الحوادث
فيها توفي: أرطاة بن الحارث النخعي، وَإِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، وَحَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ أَبُو الْخَطَّابِ، وَرَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ بِالرَّمْلَةِ، وَزَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ فِي أَوَّلِهَا، وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الْمُهَاجِرِ الرَّقِّيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ الْمِصْرِيُّ، وَسُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ، وَعَبْدُ الْحَكَمِ بْنُ أَعْيَنَ الْمِصْرِيُّ، وَنَصْرُ بْنُ مَالِكٍ الْخُزَاعِيُّ الأَمِيرُ، وَيَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيُّ.
وَفِيهَا ظُهُورُ عَطَاءٍ المقنع - لَعَنَهُ اللَّهُ - بِأَعْمَالِ مَرْوَ، وَكَانَ يَقُولُ بِتَنَاسُخِ الأَرْوَاحِ، حَتَّى عَادَ الأَمْرُ إِلَيْهِ، وَاسْتَغْوَى خَلْقًا عَظِيمَةً، وَتَوَثَّبَ عَلَى بَعْضِ مَا وَرَاءَ الْهِنْدِ، فَانْتُدِبَ لِحَرْبِهِ أَمِيرُ خُرَاسَانَ مُعَاذُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَالأَمْيِرُ جِبْرِيلُ بْنُ يَحْيَى، وَلَيْثُ مَوْلَى الْمَهْدِيِّ، وَسَعِيدُ الْحَرَشِيُّ، فَجَمَعَ الْمُقَنَّعُ الأَقْوَاتَ، وَتَحَصَّنَ لِلْحِصَارِ بِقَلْعَةٍ مِنْ أَعْمَالِ كَشَّ.
وَفِيهَا ظَفِرَ نَصْرُ بْنُ الأَشْعَثِ الْخُزَاعِيُّ بِعَبْدِ الله ابن الْخَلِيفَةِ مَرْوَانَ الْحِمَارِ الْمُكَنَّى بِأَبِي الْحَكَمِ، وَهُوَ أَخُو عُبَيْدِ اللَّهِ، وَكَانَ وَلِيَّ عَهْدِ مَرْوَانَ، فَلَمَّا قُتِلَ بِدِيَارِ مِصْرَ هَرَبًا إِلَى الْحَبَشَةِ، فَقُتِلَ عُبَيْدُ اللَّهِ وَنَجَا هَذَا، فَلَمْ يَزَلْ مُخْتَفِيًا إِلَى السَّاعَةِ، فَأَتَى بِهِ الْمَهْدِيَّ، فَجَلَسَ لَهُ مَجْلِسًا عَامًّا، فَقَالَ: مَنْ يَعْرِفُ هَذَا؟ فَقَامَ عَبْدُ الْعَزِيزِ الْعُقَيْلِيُّ إِلَى جَنْبِهِ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَبُو الْحَكَمِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: كَيْفَ كُنْتَ بَعْدِي؟ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: هَذَا هُوَ [ص:272] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ، فَسَجَنَهُ الْمَهْدِيُّ، ثُمَّ احْتِيلَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ فَادَّعَى عَمْرُو بْنُ سَهْلٍ الأَشْعَرِيُّ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ قَتَلَ أَبَاهُ، وَقَدَّمَهُ إِلَى مَجْلِسِ عَافِيَةَ الْقَاضِي، فَتَوَجَّهَ عَلَيْهِ الْحُكْمُ، وَأَنْ يُقَادَ بِهِ وَقَامَتِ الْبَيِّنَةُ، فَجَاءَ عبد العزيز العقيلي فتخطى رقاب الناس، فَقَالَ: يَزْعُمُ هَذَا أَنَّهُ قَتَلَ أَبَاهُ كَذَبَ وَاللَّهِ، مَا قَتَلَ أَبَاهُ غَيْرِي، أَنَا قَتَلْتُهُ بِأَمْرِ الْخَلِيفَةِ مَرْوَانَ.
فَلَمْ يَتَعَرَّضِ الْمَهْدِيُّ لِعَبْدِ الْعَزِيزِ لِكَوْنِهِ قَتَلَ الْمَذْكُورَ بِأَمْرِ مَرْوَانَ.
وَفِيهَا جَاشَتِ الرُّومُ - لَعَنَهُمُ اللَّهُ - فَبَيَّتُوا عَسْكَرَ الْمُسْلِمِينَ وَقَتَلُوا خَلْقًا.
وَفِيهَا أَمَرَ الْمَهْدِيُّ بِعِمَارَةِ طَرِيقِ مَكَّةَ، وَبَنَى بِهَا قُصُورًا، وَأَوْسَعَ مِنَ الْقُصُورِ الَّتِي أَنْشَأَهَا عَمُّهُ السَّفَّاحُ، وَعَمِلَ الْبِرَكَ، وَجَدَّدَ الأميال، وَدَامَ الْعَمَلُ فِي ذَلِكَ حَتَّى تَمَّ عَشْرَ سِنِينَ، وَأَمَرَ بِتَرْكِ الْمَقَاصِيرِ الَّتِي فِي جَوَامِعِ الإِسْلامِ، وَقَصَّرَ الْمَنَابِرَ، وَصَيَّرَهَا عَلَى مِقْدَارِ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَفِيهَا انْحَطَّتْ رُتْبَةُ الْوَزِيرِ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ لَمَّا رَأَى غَلَبَةَ الْمَوَالِي عَلَى الْمَهْدِيِّ نَظَرَ إِلَى أَرْبَعَةٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فَصَيَّرَهُمْ مِنْ جُلَسَاءِ الْمَهْدِيِّ، ثُمَّ إِنَّ أَبَا عُبَيْدِ اللَّهِ الْوَزِيرَ كَلَّمَ الْمَهْدِيَّ فِي أَمْرٍ فَعَرَضَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ هَؤُلاءِ الأَرْبَعَةِ فِي ذَلِكَ الأَمْرِ، فَسَكَتَ الْوَزِيرُ، ثُمَّ خَرَجَ فَأَمَرَ بِإِبْعَادِهِ عَنِ الْمَهْدِيِّ.
وَكَانَ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ ذَا تِيهٍ وَكِبْرٍ بِحَيْثُ أَنَّهُ لَمَّا قَدِمَ الرَّبِيعُ الْحَاجِبُ مِنَ الْحَجِّ جَاءَهُ مُسَلِّمًا، فَلَمْ يَنْهَضْ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ لَهُ، فَتَأَلَّمَ، وَلَمْ يَزَلْ يَعْمَلُ عَلَيْهِ، إِلا أَنَّ أَبَا عُبَيْدِ اللَّهِ كَانَ حَاذِقًا بِالتَّصَرُّفِ، كَافِيًا نَاصِحًا لِمَخْدُومِهِ، عَفِيفًا، وَيُرْمَى بالْقَدَرِ.
ثُمَّ إِنَّ الرَّبِيعَ سَعَى فِي ابْنٍ للوزير، واتهمه ببعض حظايا الْمَهْدِيِّ إِلَى أَنِ اسْتَحْكَمَتِ التُّهْمَةُ عِنْدَ الْمَهْدِيِّ، فَقَالَ لَهُ: يَا مُحَمَّدُ، اقْرَأْ، فَذَهَبَ لِيَقْرَأَ، فَاسْتَعْجَمَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ، فَقَالَ لِأَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ: يَا مُعَاوِيَةُ أَلَمْ تَزْعُمْ أَنَّهُ قَدْ جَمَعَ الْقُرْآنَ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنَّهُ نَسِيَ.
قَالَ: فَقُمْ فَاقْتُلْهُ، فَذَهَبَ الْوَزِيرُ لِيَقُومَ [ص:273] فَسَقَطَ مِنْ قَامَتِهِ، فَقَالَ عَبَّاسٌ عَمُّ الْمَهْدِيِّ: إِنْ رَأَيْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ تُعْفِيَهُ فَفَعَلَ، وَأَمَرَ فَضُرِبَتْ عُنُقُ الْوَلَدِ.
قَالَ: وَاتَّهَمَهُ الْمَهْدِيُّ فِي نَفْسِهِ، فَقَالَ الرَّبِيعُ: قَتَلْتَ ابْنَهُ فَلا يَنْبَغِي أَنْ تَثِقَ بِهِ، فَاسْتَوْحَشَ الْمَهْدِيُّ منه.
وَفِيهَا اسْتَعْمَلَ الْمَهْدِيُّ عَلَى الْقَضَاءِ عَافِيَةَ بْنَ يَزِيدَ، فَكَانَ هُوَ وَابْنُ عُلاثَةَ يَحْكُمَانِ بِالرَّصَافَةِ، وَكَانَ الْقَاضِي بِالشَّرْقِيَّةِ عُمَرُ بْنُ حَبِيبٍ الْعَدَوِيُّ.
وَعَزَلَ عَنِ الْجَزِيرَةِ الْفَضْلَ بْنَ صَالِحٍ الْعَبَّاسِيَّ بِعَمِّ الْمَنْصُورِ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَاسْتُعْمِلَ عَلَى مِصْرَ عِيسَى بْنُ لُقْمَانَ، وَعَلَى أذْرَبَيْجَانَ بسطام بن عمرو التغلبي.
وَفِيهَا جَعَلَ مَعَ الأَمِيرِ هَارُونَ بْنِ الْمَهْدِيِّ وَزِيرًا لَهُ، وَهُوَ يَحْيَى بْنُ خَالِدِ بْنِ برمك.
وَحَجَّ بِالنَّاسِ مُوسَى بْنُ الْمَهْدِيِّ.(4/271)
-سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّيَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ الزَّاهِدُ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ نَشِيطٍ الْمِصْرِيُّ فِي قَوْلٍ، وَخَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْعُمَرِيُّ الْمَدَنِيُّ، وَدَاوُدُ بن نصير الطَّائِيُّ، وَزُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ الْمَرْوَزِيُّ، وَإِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ بِخُلْفٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى الْمَدَنِيُّ سَحْبَلٌ، وَيَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيُّ بِخُلْفٍ، وَيَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَحْلاءَ الْمَدَنِيُّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ سَبْرَةَ الْقَاضِي، وَأَبُو الأَشْهَبِ الْعُطَارِدِيُّ، وَاسْمُهُ جَعْفَرٌ.
وَفِيهَا كَانَ مَقْتَلُ عَبْدِ السَّلامِ بْنِ هَاشِمٍ الْيَشْكُرِيِّ الَّذِي خَرَجَ بِحَلَبَ، وَبِالْجَزِيرَةِ، وَكَثُرَتْ جُمُوعُهُ، وَهَزَمَ الْجُيُوشَ إِلَى أَنِ انْتُدِبَ لِحَرْبِهِ شَبِيبُ بْنُ وَاجٍ، فَسَارَ فِي أَلْفِ فَارِسٍ مِنَ الأَبْطَالِ، وَأُعْطُوا أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَفَرَّ مِنْهُمُ الْيَشْكُرِيُّ إِلَى حَلَبَ، فَلَحِقَهُ بِهَا شَبِيبٌ فَقَتَلَهُ.
وَفِيهَا أَجْرَى الْمَهْدِيُّ عَلَى الْمَجْذُومِينَ، وَأَهْلِ السُّجُونِ بِمَمَالِكِهِ مَا يَكْفِيهِمْ.
وَفِيهَا وَصَلَتِ الرُّومُ إِلَى الْحَدَثِ فَهَدَمُوا سُورَهَا، فَغَزَا النَّاسَ غَزْوَةً لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِهَا، سَارَ الْحَسَنُ بْنُ قَحْطَبَةَ فِي ثَمَانِينَ أَلْفَ مُقَاتِلٍ سِوَى الْمُطَّوَّعَةِ، [ص:274] فَأَغَارَ عَلَى مَمَالِكِ الرُّومِ وَخَرَّبَ، وَأَحْرَقَ، وَلَمْ يَلْقَ بَأْسًا.
وَغَزَا يَزِيدُ السُّلَمِيُّ مِنْ نَاحِيَةِ بَابِ قَالِيقَلا، وَافْتَتَحَ ثَلاثَةَ حُصُونٍ، وَقَدِمَ بِالسَّبْيِ.
وَفِيهَا وُلِّيَ الْيَمَنَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ.
وَوُلِّيَ إِقْلِيمَ مِصْرَ وَاضِحٌ مَوْلَى الْمَهْدِيِّ، ثُمَّ عَزَلَهُ بَعْدَ أَشْهُرٍ بِيَحْيَى الْحَرَشِيِّ.
وَفِيهَا ظَهَرَتِ الْمُحَمِّرَةُ بِجُرْجَانَ، وَرَأْسُهُمْ عَبْدُ الْقَهَّارِ، فَغَلَبُوا عَلَى جُرْجَانَ، وَقَتَلُوا وَأَفْسَدُوا، فَسَارَ لِحَرْبِهِ مِنْ طَبَرِسْتَانَ عُمَرُ بْنُ الْعَلاءِ، فَقَتَلَ عَبْدَ القهار، ورؤوس أَصْحَابِهِ.(4/273)
-سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا مَاتَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ الْخُرَاسَانِيُّ، وَأَرْطَأَةُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِمْصِيُّ، وَبُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ الْمُفَسِّرُ قَاضِي نَيْسَابُورَ، وَحَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ مُحَدِّثُ حِمْصَ، وَحُسَامُ بْنُ مِصَكٍّ الأَزْدِيُّ، وَسَلَمَةُ بْنُ الْعَيَّارِ الدِّمَشْقِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بن كثير العبدي، وشعيب بْنُ أَبِي جَمْرَةَ الْحِمْصِيُّ بِخُلْفٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ الْحَكَمِ الْجُذَامِيُّ الْمِصْرِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ خَالِدٍ الْفَقِيهُ، وَالأَمِيرُ عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ عَمُّ الْمَنْصُورِ، وَكَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ الْمَدَنِيُّ، وَمُوسَى بْنُ سَلَمَةَ الْمِصْرِيُّ، وَمُوسَى بْنُ عُلَيِّ بْنِ رَبَاحٍ اللَّخْمِيُّ، وَهَمَّامُ بْنُ يَحْيَى الْعَوْذِيُّ فِي رَمَضَانَ، وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْغَافِقِيُّ الْمِصْرِيُّ.
وَفِيهَا أَلَحَّ سَعِيدٌ الْحَرَشِيُّ فِي حِصَارِ اللَّعِينِ عَطَاءِ الْمُقَنَّعِ، فَلَمَّا أَحَسَّ بِالْهَلاكِ مَصَّ سُمًّا وَسَقَى نِسَاءَهُ فَتَلِفُوا، وَسَتَأْتِي تَرْجَمَتُهُ، وَدَخَلَ الْعَسْكَرُ حِصْنَهُ فَقَطَعُوا رَأْسَهُ، ثُمَّ بَعَثُوا بِهِ إِلَى الْمَهْدِيِّ، فَوَافَاهُ وَهُوَ بِحَلَبَ يُجَهِّزُ الْبُعُوثَ لِغَزْوِ الرُّومِ، وَكَانَتْ غَزْوَةٌ عُظْمَى أَمَّرَ عَلَيْهَا وَلَدَهُ هارون، وضم إليه الربيع الحاجب، وموسى بن عيسى، والحسن بن قحطبة، فافتتح الْمُسْلِمُونَ فَتْحًا كَبِيرًا.
وَفِيهَا عُزِلَ عَبْدُ الصَّمَدِ عَنِ الْجَزِيرَةِ بزُفَرَ بْنِ عَاصِمٍ الْهِلالِيِّ.
وَفِيهَا قَتَلَ الْمَهْدِيُّ بِحَلَبَ جَمَاعَةً مِنَ الزَّنَادِقَةِ وَصَلَبَهُمْ، وَأَحْضَرَ كُتُبَهُمْ فَقُطِعَتْ، وَسَارَ الْمَهْدِيُّ مُشَيِّعًا لِجُيُوشِهِ حَتَّى بَلَغَ الدَّرْبَ، ثُمَّ زَارَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ. [ص:275]
وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْمَغْرِبِ كُلِّهِ، وَعَلَى أَذْرَبَيْجَانَ، وَأَرْمِينِيَّةَ ابْنَهُ هَارُونَ، وَعَزَلَ مُعَاذَ بْنَ مُسْلِمٍ، عَنْ خُرَاسَانَ بِالْمُسَيَّبِ بْنِ زُهَيْرٍ.
وَاسْتَعْمَلَ عَلَى طَبَرِسْتَانَ وَالرُّويَانِ عُمَرَ بْنَ الْعَلاءِ.
وَحَجَّ بِالنَّاسِ عَلِيُّ ابن الْمَهْدِيِّ(4/274)
-سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا مَاتَ: إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ التَّيْمِيُّ، وَخَزْرَجُ بن صالح المصري، وزبان بْنُ حَبِيبٍ الْحَضْرَمِيُّ بِمِصْرَ، وَسَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ فِي قَوْلٍ، وَسَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ فِي قَوْلٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ الْعَدَوِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُعَيْبٍ بِنِ الْحَبْحَابِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ زَيْدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عِيسَى بْنِ وَرْدَانَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمَاجِشُونِ، وَعَبْدُ الْمَجِيدِ بْنِ أَبِي عَبْسٍ الأَنْصَارِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ فِي قَوْلِ الْوَاقِدِيِّ، وَعُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدٍ بن يربوع، وَالْقَاسِمُ بْنُ مَعْنٍ الْمَسْعُودِيُّ فِي قَوْلِ خَلِيفَةَ، وَكَامِلُ أَبُو الْعَلاءِ، قَالَهُ الْوَاقِدِيُّ، وَمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ الْبَصْرِيُّ، وَنَصْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ الأَمِيرُ بِالسِّنْدِ، وَهَمَّامُ بْنُ يَحْيَى فِي قَوْلِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى.
وَفِيهَا كَانَتْ غَزْوَةُ عَبْدِ الْكَبِيرِ بْنِ عَبْد الْحَمِيدِ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ الْعَدَوِيِّ مِنْ دَرْبِ الْحَدَثِ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ مِيخَائِيلُ الْبَطْرِيقُ فِي تِسْعِينَ أَلْفًا، فَعَجَزَ عَبْدُ الكبير وتقهقر الجيش، فَهَمَّ الْمَهْدِيُّ بِقَتْلِهِ، ثُمَّ سَجَنَهُ.
وَفِيهَا اشْتَدَّ عَطَشُ الْحَجِيجِ حَتَّى عَايَنُوا التَّلَفَ، وَأَقَامَ الْمَوْسِمَ صَالِحُ بْنُ الْمَنْصُورِ.
وَفِيهَا عَزَلَ الْمَهْدِيُّ مُحَمَّدَ بْنَ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ عَنِ الْبَصْرَةِ وَفَارِسَ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا صَالِحَ بْنَ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ.(4/275)
-سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا مَاتَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، وَخَالِدُ بْنُ بَرْمَكٍ وَالِدُ الْبَرَامِكَةِ، وَخَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن سليمان بن زيد بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ الْمَدَنِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْبَصْرِيُّ، وَدَاوُدُ الطَّائِيُّ الزَّاهِدُ بِخُلْفٍ، وَعَبْدُ الله بن العلاء بن زيد، بخلف، وعبد الرحمن بن ثابت بْنُ ثَوْبَانَ، وَمَعْرُوفُ بْنُ مُشْكَانَ قَارِئُ مَكَّةَ، وَوُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ بِالْبَصْرَةِ، وَأَبُو الأَشْهَبِ الْعُطَارِدِيُّ بِخُلْفٍ.
وَفِيهَا غَزَا هَارُونُ ابْنُ الْخَلِيفَةِ الصَّائِفَةَ، فَوَغَلَ فِي بِلادِ الرُّومِ، فَافْتَتَحَ مَاجِدَةَ، فَالْتَقَتْهُ الرُّومُ، عليهم يقطنا، فانهزموا فقتل يقطنا، وسار إلى الدمستق بتقفورية، ثُمَّ سَارَ بِالْجُيُوشِ حَتَّى بَلَغَ خَلِيجَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ، ثُمَّ صَالَحَ مَلِكَ الرُّومِ فِي الْعَامِ عَلَى سَبْعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ مُدَّةَ ثَلاثِ سِنِينَ بَعْدَ أَنْ غَنِمَ وَسَبَا وَاسْتَنْقَذَ خَلْقًا مِنَ الأَسْرِ، وَغَنِمَ مَا لا يُوصَفُ مِنَ الْمَوَاشِي، حَتَّى أبيع الْبِرْذَوْنُ بِدِرْهَمٍ، والزَّرَدِيَّةُ بِدِرْهَمٍ، وَعِشْرُونَ سَيْفًا بِدِرْهَمٍ، وَقُتِلَ مِنَ الْعَدُوِّ نَحْوُ خَمْسِينَ أَلْفًا، فَلِلَّهِ الْحَمْدُ والمنة.(4/276)
-سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّيَ: خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْمُرِّيُّ، وَخُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ السَّدُوسِيُّ، وَصَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّمِينُ، وَعُقْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرِّفَاعِيُّ الأَصَمُّ، وَعُقْبَةُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ الْبَاهِلِيُّ الْبَصْرِيَّانِ، وَعُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ الْحِمْصِيُّ، وَعُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ الْمَعَافِريُّ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ فِي قَوْلٍ، وَالصَّوَابُ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ، وَعَاصِمُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْفِهْرِيُّ شَيْخٌ لابْنِ وَهْبٍ، ومعقل بن عبيد اللَّهِ الْجَزَرِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ فِي يَوْمِ الْفِطْرِ، وَفِي أَوَّلِهَا دَفَنُوا أَبَا الأَشْهَبِ الْعُطَارِدِيَّ.
وَفِيهَا رَجَعَ هَارُونُ بِالْغَنَائِمِ وَبِالذَّهَبِ مِنَ الرُّومِ. [ص:277]
وَفِيهَا عُزِلَ عَنْ قَضَاءِ الْبَصْرَةِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ، وَوَلِيَهَا خَالِدُ بْنُ طَلِيقِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، فَلَمْ يُحْمَدْ.
وَفِيهَا غَضِبَ الْمَهْدِيُّ عَلَى الْوَزِيرِ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ يَعْقُوبَ بْنِ دَاوُدَ بْنِ طَهْمَانَ، وَكَانَ والده كَاتِبًا لِنَصْرِ بْنِ سَيَّارٍ، فَلَمَّا كَانَتْ أَيَّامُ خروج يَحْيَى بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ كَانَ دَاوُدُ يُنَاصِحُهُ سِرًّا، فَلَمَّا ظَهَرَ أَبُو مُسْلِمٍ صَاحِبُ الدَّعْوَةِ، وطلب بدم يحيى بن زيد وَتَتَبَّعَ قَتَلَتَهُ، كَانَ دَاوُدُ هَذَا مُطْمَئِنًّا، فَصَادَرَهُ أَبُو مُسْلِمٍ ثُمَّ أَمَّنَهُ، فَخَرَجَ أَوْلادُهُ أُدَبَاءَ فُضَلاءَ، وَلَمْ يَرَوْا لَهُمْ مَنْزِلَةً عِنْدَ بَنِي الْعَبَّاسِ، وَهَلَكَ أَبُوهُمْ، ثُمَّ إِنَّهُمْ أَظْهَرُوا مَقَالَةَ الزَّيْدِيَّةِ، وَانْضَمُّوا إِلَى آلِ حَسَنٍ، وَتَرَجَّوْا أَنْ يَقُومَ لَهُمْ دَوْلَةٌ.
وَكَانَ يَعْقُوبُ بْنُ دَاوُدَ يَجُولُ فِي الْبِلادِ، وَكَتَبَ أَخُوهُ عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ وَقْتَ ظُهُورِهِ، فَلَمَّا قُتِلَ إِبْرَاهِيمُ اخْتَفَوْا مُدَّةً، ثُمَّ ظَفِرَ الْمَنْصُورُ بِهَذَيْنِ الأَخَوَيْنِ، فَحَبَسَهُمَا حَتَّى مَاتَ، ثُمَّ مَنَّ عَلَيْهِمَا الْمَهْدِيُّ، وَكَانَ مَعَهُمَا فِي الْمُطَبَّقِ إِسْحَاقُ بْنُ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيُّ، وَكَانَا يَلْزَمَانِهِ، وَبَقِيَ الْمَهْدِيُّ مُدَّةً يَتَطَلَّبُ عِيسَى بْنَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَالْحَسَنَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، فَدُلَّ عَلَى أَنَّ يَعْقُوبَ بْنَ دَاوُدَ تَحَصَّلَ لَهُ حَسَنًا، فَأُدْخِلَ عَلَيْهِ، وَعَلَيْهِ عَبَاءَةٌ وَعِمَامَةُ قُطْنٍ، فَفَاتَحَهُ فَوَجَدَهُ رَجُلا كَامِلا بَارِعًا، فَسَأَلَهُ عَنْ عِيسَى، فَيَزْعُمُونَ أَنَّهُ وَعَدَهُ بِأَنْ يَدْخُلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، فَعَظَّمَهُ الْمَهْدِيُّ وَاخْتَصَّ بِهِ، فَلَمْ يَزَلْ أَمْرُهُ يَرْتَفِعُ لَدَيْهِ حَتَّى اسْتَوْزَرَهُ، وَفَوَّضَ إِلَيْهِ الأُمُورَ، وَتَمَكَّنَ فَوَلَّى الزَّيْدِيَّةَ الْمَنَاصِبَ، وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ بَشَّارُ بْنُ بُرْدٍ:
بَنِي أُمَيَّةَ هُبُّوا طَالَ نَوْمُكُمُ ... إِنَّ الْخَلِيفَةَ يَعْقُوبُ بْنُ دَاوُدَ
ضَاعَتْ خِلافَتُكُمْ يَا قَوْمِ فاطلبوا ... خليفة الله بين الدن وَالْعُودِ
ثُمَّ إِنَّ مَوَالِيَ الْمَهْدِيِّ حَسَدُوا يَعْقُوبَ وَسَعَوْا بِهِ.
وَمِمَّا حَظِيَ بِهِ يَعْقُوبُ عِنْدَ الْمَهْدِيِّ أَنَّهُ أَحْضَرَ لَهُ الْحَسَنَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بن عبد الله، جمع بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ بِمَكَّةَ، وَدَخَلَ فِي الطَّاعَةِ، فَاسْتَوْحَشَ أَقَارِبُ حَسَنٍ مِنْ صَنِيعِ يَعْقُوبَ، فَعَلِمَ أَنَّهُ إن كانت لَهُمْ دَوْلَةٌ لَمْ يُبْقُوهُ، وَعَلِمَ أَنَّ الْمَهْدِيَّ لا يُنظِرُهُ لِكَثْرَةِ السُّعَاةِ فِي شَأْنِهِ، فَمَالَ إِلَى إِسْحَاقَ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيِّ، وَأَقْبَلَ يُرَبِّصُ لَهُ الأُمُورَ، وَسَعَوْا إِلَى الْمَهْدِيِّ حَتَّى قَالُوا: البلاد [ص:278] فِي قَبْضَةِ يَعْقُوبَ وَأَصْحَابِهِ، إِنَّمَا يَكْفِيهِ أَنْ يَكْتُبَ إِلَيْهِمْ فَيَثُورُوا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ عَلَى مِيعَادٍ، فَيَمْلُكُوا الدُّنْيَا، وَيُسْتَخْلَفُ إِسْحَاقُ بْنُ الْفَضْلِ، فَمَلأَ هَذَا الْقَوْلُ مَسَامِعَ الْمَهْدِيِّ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِيُّ: فَذَكَرَ لِي بَعْضُ خَدَمِ الْمَهْدِيِّ أَنَّهُ كَانَ قَائِمًا عَلَى رَأْسِ الْمَهْدِيِّ، إذا دَخَلَ يَعْقُوبُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَدْ عَرَفْتَ اضْطِرَابِ مِصْرَ، وَأَمَرْتَنِي أَنْ أَلْتَمِسَ لَهَا رَجُلا وَقَدْ أَصَبْتُهُ، قَالَ: وَمَنْ هُوَ؟ قَالَ: ابن عَمُّكَ إِسْحَاقُ بْنُ الْفَضْلِ، فَتَغَيَّرَ الْمَهْدِيُّ، وَرَأَى يَعْقُوبُ تَغَيُّرَهُ، فَقَامَ وَخَرَجَ، وَأَتْبَعَهُ الْمَهْدِيُّ بَصَرَهُ ثُمَّ قَالَ: قَتَلَنِي اللَّهُ إِنْ لَمْ أَقْتُلْكَ، ثم رفع رأسه، وقال لِي: اكْتُمْ وَيْلَكَ هَذَا.
وَقِيلَ: كَانَ يَعْقُوبُ قَدْ عَرَفَ مِنَ الْمَهْدِيِّ خُلُقَهُ وَنُهْمَتَهُ فِي النِّسَاءِ وَالْجِمَاعِ، وَكَانَ يُبَاسِطُهُ فِي ذَلِكَ، فَذَكَرَ عَلِيُّ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ دَاوُدَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ الْمَهْدِيُّ فَدَخَلْتُ، فَإِذَا هُوَ فِي مَجْلِسٍ مَفْرُوشٍ فِي غَايَةِ الْحُسْنِ، وَبُسْتَانٍ فِيهِ أَنْوَاعُ الأَزْهَارِ، وَإِذَا عِنْدَهُ جَارِيَةٌ مَا رَأَيْتُ مِثْلَهَا، فَقَالَ: كَيْفَ تَرَى؟ قُلْتُ: مَتَّعَ اللَّهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَمْ أرَ كَالْيَوْمِ، فَقَالَ: هو لك خذ الْمَجْلِسَ بِمَا فِيهِ وَالْجَارِيَةَ، فَدَعَوْتُ لَهُ ثُمَّ قَالَ: وَلِي إِلَيْكَ حَاجَةٌ، قُلْتُ: الأَمْرُ لَكَ، فَحَلَّفَنِي بِاللَّهِ، فَحَلَفْتُ لَهُ، فَقَالَ: ضَعْ يَدَكَ عَلَى رَأْسِي وَاحْلِفْ، فَفَعَلْتُ، فَقَالَ: هَذَا فُلانٌ مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ تُرِيحَنِي مِنْهُ وَتُسْرِعُ، قُلْتُ: أَفْعَلُ، قَالَ: فَحَوَّلْتُهُ إِلَيْهِ وَحَوَّلْتُ الْجَارِيَةَ وَالْمَفَارِشَ، وَأَمَرَ لِي بِمِائَةِ أَلْفٍ، فَمَضَيْتُ بِالْجَمِيعِ، فَلِشِدَّةِ سُرُورِي بِالْجَارِيَةِ تَرَكْتُهَا عِنْدِي في المجلس، وأدخلت إلي الْعَلَوِيَّ، فَأَخْبَرَنِي بِجُمَلٍ مِنْ حَالِهِ، فَإِذَا أَلَبُّ النَّاسِ وَأَحْسَنُهُمْ إِبَانَةً، وَقَالَ لِي: وَيْحُكَ، تَلْقَى اللَّهَ غَدًا بِدَمِي، وَأَنَا ابْنُ بِنْتِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قُلْتُ: فَهَلْ فِيكَ خَيْرٌ؟ قَالَ: إِنْ فَعَلْتَ بِي خَيْرًا شكرت ذلك عندي دعاء واستغفارا، قُلْتُ: فَأَيُّ الطَّرِيقِ تُحِبُّ؟ ثُمَّ أَعْطَيْتُهُ مَالا، وَهَيَّأْتُ مَعَهُ مَنْ يُوصِلُهُ فِي اللَّيْلِ، فَإِذَا الْجَارِيَةُ قَدْ حَفِظَتْ عَلَيَّ قَوْلِي، فَبَعَثَتْ بِهِ إِلَى الْمَهْدِيِّ، فَشَحَنَ تِلْكَ الطَّرِيقَ بِرِجَالٍ، فَلَمْ يلبث أن جاؤوه بِالْعَلَوِيِّ.
قَالَ: فَلَمَّا طَلَعَ النَّهَارُ طَلَبَنِي الْمَهْدِيُّ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَأَحْضَرَ الْعَلَوِيَّ وَالْمَالَ بَعْدَ أَنْ كَانَ حَلَّفَنِي أَنَّنِي قَتَلْتُهُ، فَحَلَفْتُ، قَالَ: فأُسْقِطَ فِي يَدِي، فَقَالَ لِي: قَدْ حَلَّ دَمُكَ، ثُمَّ حَبَسَنِي فِي الْمُطْبَقِ دَهْرًا، وَأُصِبْتُ بِبَصَرِي، [ص:279] وَطَالَ شَعْرِي حَتَّى اسْتَرْسَلَ، قَالَ: فَإِنِّي لَكَذَلِكَ، إذا دعي بي، فَمَضَوْا بِي إِلَى مَوْضِعٍ، فَقِيلَ: سَلِّمْ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ - وَقَدْ عَمِيتُ - فَسَلَّمْتُ، فَقَالَ لِي: أَيُّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَنَا؟ قُلْتُ: الْمَهْدِيُّ، قَالَ: رَحِمَ اللَّهُ الْمَهْدِيَّ، قُلْتُ: فَالْهَادِي، قَالَ: رَحِمَ اللَّهُ الْهَادِي، قُلْتُ: فَالرَّشِيدُ، قَالَ: نَعَمْ، سَلْ حَاجَتَكَ، قُلْتُ: الْمُجَاوَرَةُ بِمَكَّةَ، قَالَ: نَفْعَلُ، فَهَلْ غَيْرُ هَذَا؟ قُلْتُ: مَا بَقِيَ فِيَّ مُسْتَمْتَعٌ لِشَيْءٍ وَلا بَلاغَ، قَالَ: فَرَاشِدًا، فَخَرَجْتُ إِلَى مَكَّةَ، قَالَ ابْنُهُ: فَلَمْ تَطُلْ أَيَّامُهُ بِهَا حَتَّى مَاتَ.
قُلْتُ: مَاتَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
وَعَنْ يَعْقُوبَ الْوَزِيرِ قَالَ: كَانَ الْمَهْدِيُّ لا يُحِبُّ النَّبِيذَ، لَكِنْ يَتَفَرَّجُ عَلَى غِلْمَانِهِ، وَهُمْ يَشْرَبُونَ، فَأَعِظُهُ فِي سَقْيِهِمُ النَّبِيذَ وَفِي الطَّرَبِ وَأَقُولُ: مَا عَلَى ذَا اسْتَوْزَرْتَنِي، أَبَعْدَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فِي الْجَامِعِ يُشْرَبُ النَّبِيذُ عندك، وتسمع السماع؟! فكان يقول: قد سمعت عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، فَأَقُولُ: لَيْسَ هَذَا من حسناته.
وقال عبيد اللَّهِ بْنُ يَعْقُوبَ: كَانَ أَبِي قَدْ أَلَحَّ عَلَى الْمَهْدِيِّ فِي حَسْمِهِ عَنِ السَّمَاعِ حَتَّى ضَيَّقَ عَلَيْهِ، وَكَانَ أَبِي قَدْ ضَجِرَ مِنَ الْوَزَارَةِ وَتَابَ وَنَوَى التَّرْكَ، قَالَ: فَكُنْتُ أَقُولُ لِلْمَهْدِيِّ: وَاللَّهِ لَخَمرٌ أَشْرَبُهُ وَأَتُوبُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْوَزَارَةِ، وَإِنِّي لأَرْكَبُ إِلَيْكَ، فَأَتَمَنَّى يَدًا خَاطِئَةً تُصِيبُنِي، فَاعْفِنِي وَوَلِّ مَنْ شِئْتَ، فَإِنِّي أحب أن أسلم عليك أنا وولدي فما أتفرغ، وليتني أمور الناس، وإعطاء الجند، وليس دنياك عوضا عن آخرتي، قال: فَكَانَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ غُفْرًا، اللَّهُمَّ أَصْلِحْ قَلْبَهُ.
وَقَالَ قَائِلٌ:
فَدَعْ عَنْكَ يَعْقُوبَ بْنَ دَاوُدَ جَانِبًا ... وَأَقْبِلْ عَلَى صَهْبَاءَ طَيِّبَةِ النَّشْرِ
وَلَمَّا حَبَسَهُ الْمَهْدِيُّ عَزَلَ أَصْحَابَهُ، وَسَجَنَ أَهْلَ بَيْتِهِ.
وَفِيهَا سَارَ مُوسَى الْهَادِي إِلَى جُرْجَانَ، وَجَعَلَ على قضاء عسكره القاضي أبا يوسف.
وَفِيهَا تَحَوَّلَ الْمَهْدِيُّ إِلَى قَصْرِ السَّلامِ، وَضَرَبَ بِهَا الدَّنَانِيرَ، وَأَمَرَ فَأُقِيمَ لَهُ الْبَرِيدُ مِنَ الْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ، وَمِنَ الْيَمَنِ وَمَكَّةَ إِلَى الْحَضْرَةِ، بغالا [ص:280] وإبلا، وهو أول ما عمل من الْبَرِيدَ إِلَى الْحِجَازِ مِنَ الْعِرَاقِ.
وَفِيهَا اضْطَرَبَتْ خُرَاسَانُ عَلَى الْمُسَيَّبِ بْنِ زُهَيْرٍ، فَصَرَفَهُ الْمَهْدِيُّ بِالْفَضْلِ بْنِ سُلَيْمَانَ الطُّوسِيِّ، وَأَضَافَ إِلَيْهِ سِجِسْتَانَ.
وفيها قدم، وضاح الشروي بعبد الله ابن الْوَزِيرِ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ الأَشْعَرِيِّ، وَكَانَ رُمِيَ بِالزَّنْدَقَةِ، فَقَتَلَهُ بِحَضْرَةِ أَبِيهِ، وَأَبَادَ الْمَهْدِيُّ الزَّنَادِقَةَ.(4/276)
-سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا مَاتَ: أَبُو يزيد أنيس بْنُ عِمْرَانَ الرُّعَيْنِيُّ الْمِصْرِيُّ، وَكَاتِبُ السِّرِّ لِلْهَادِي أَبَانُ بْنُ صَدَقَةَ، مَاتَ بِجُرْجَانَ، وَبَشَّارُ بْنُ برد الشاعر قتل، والحسن بن أبي جعفر الجفري، وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحِ بْنُ حَيٍّ الْفَقِيهُ، وَجَعْفَرُ بْنُ زِيَادٍ الأَحْمَرُ فِي قَوْلٍ، وَحَمَّادُ بْنُ سلمة شيخ البصرة، وداود بن أبي الْفُرَاتِ الْبَصْرِيُّ، وَالرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ الْجُمَحِيُّ الْبَصْرِيُّ، وَالسَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى الْبَصْرِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ الْبَصْرِيُّ أَخُو حَمَّادٍ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ شَيْخُ دِمَشْقَ، وَسُوَيْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَصْرِيُّ، وَسَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ الْبَصْرِيُّ، وَأَبُو أُوَيْسٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ الْقَسْمَلِيُّ، وَعُقْبَةُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ فِي قَوْلٍ، وَالأَمِيرُ عِيسَى بْنُ مُوسَى الْعَبَّاسِيُّ بِالْكُوفَةِ في ذي الحجة، والقاسم بن الفضل الحداني، وَمُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ الْكُوفِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ سَلْمَى، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَطَاءِ بْنِ مُقَدِّمٍ الْبَصْرِيُّ، وَأَبُو حَمْزَةَ مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ السُّكَّرِيُّ الْمَرْوَزِيُّ، وَمُفَضَّلُ بْنُ مُهَلْهَلٍ الْكُوفِيُّ، وَأَبُو عُقَيْلٍ يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ الْبَصْرِيُّ، وَأَبُو هِلالٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ الرَّاسِبِيُّ الْبَصْرِيُّ، وَمَخْلَدٌ الشَّيْبَانِيُّ وَالِدُ أَبِي عَاصِمٍ النَّبِيلِ، وَأَبُو الرَّبِيعِ السَّمَّانُ أَشْعَثُ بْنُ سَعِيدٍ، وَيَحْيَى بْنُ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ الْكُوفِيُّ فِي قَوْلٍ، وَأَبُو إِسْرَائِيلَ الْمُلائِيُّ وَاسْمُهُ إِسْمَاعِيلُ.
وَفيها جَدَّ الْمَهْدِيُّ فِي تَتَبُّعِ الزَّنَادِقَةِ وَالْبَحْثِ عَنْهُمْ فِي الآفَاقِ، وَقَتَلَ عَلَى التُّهْمَةِ.
وَفِيهَا عَزَلَ الْمَهْدِيُّ عَنْ دِيوَانِ الرَّسَائِلِ أَبَا عُبَيْدِ اللَّهِ الأَشْعَرِيَّ الَّذِي كَانَ وَزِيرَهُ، وَوَلاهُ الرَّبِيعَ الْحَاجِبَ، فَاسْتَنَابَ سَعِيدَ بْنَ وَاقِدٍ. [ص:281]
وَفِيهَا كَانَ الطَّاعُونُ بِالْبَصْرَةِ وَبَغْدَادَ.
وَفِيهَا أَمَرَ الْمَهْدِيُّ بِالزِّيَادَةِ الْكُبْرَى فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَدَخَلَتْ فِي ذَلِكَ دُورٌ كَثِيرَةٌ، وَوَلِيَ الْبِنَاءَ يَقْطِينُ الأمير.
وفيها حج بالناس يحيى ابن الإمام إبراهيم.(4/280)
-سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّيَ: أَبُو أمية بْنُ خَوْطٍ الْبَصْرِيُّ، وَجَعْفَرٌ الأَحْمَرُ بِخُلْفٍ، وَأَبُو الْغُصْنِ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ الْمَدَنِيُّ، وَالأَمِيرُ حَسَنُ بن زيد ابن السَّيِّدِ الْحَسَنِ سِبْطِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَخَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ السَّرْخَسِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ بِدِمَشْقَ، وَقِيلَ: سَنَةَ تِسْعٍ، وَأَبُو مَهْدِيٍّ سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ الْحِمْصِيُّ، وَطُعْمَةُ بْنُ عَمْرٍو الْجَعْفَرِيُّ الْكُوفِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْعَنْبَرِيُّ قَاضِي الْبَصْرَةِ، وَفُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَدَنِيُّ، وَغَوْثُ بن سليمان بمصر، والقاسم بن الفضل الحداني فِي قَوْلٍ، وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ الْكُوفِيُّ فِي قَوْلٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ التَّمَّارُ، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عُلاثة الْعُقَيْليُّ، وَأَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ فِي قَوْلٍ، وَمِنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَنْزِيُّ في قول، ومفضل بْنُ مُهَلْهَلٍ فِي قَوْلٍ، وَنَافِعُ بْنُ يَزِيدَ الْكَلاعِيُّ بِمِصْرَ، وَالنَّضْرُ بْنُ عَرِبيٍّ الْحَرَّانِيُّ، وَيَعْلَى بْنُ الْحَارِثِ الْمُحَارِبِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمِصْرِيُّ، وَقِيلَ: سَنَةَ ثَلاثٍ.
وَفِيهَا نَقَضَتِ الرُّومُ الصُّلْحَ بَعْدَ فَرَاغِ الْهُدْنَةِ بِثَلاثَةِ أَشْهُرٍ، فَتَوَجَّهَ إِلَيْهِمْ زَيْدُ بْنُ بَدْرِ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْبَطَّالُ فِي سَرِيَّةٍ، فَغَنِمُوا وَظَفِرُوا.
وَفِيهَا جَهَّزَ الْمَهْدِيُّ سَعِيدًا الْحَرَشِيَّ إِلَى طَبَرِسْتَانَ فِي أَرْبَعِينَ أَلْفًا.
وَفِيهَا مَاتَ عُمَرُ الْكَلْوَذَانِيُّ عَرِّيفُ الزَّنَادِقَةِ، فَوُلِّيَ بَعْدَهُ حَمْدُوَيْهِ الْمَيْسَانِيُّ.
وَأَقَامَ مَوْسِمَ الْحَجِّ عَلِيُّ ابن الْمَهْدِيِّ.(4/281)
-سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا مَاتَ: الْقَاضِي أَبُو شَيْبَةَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَبْسِيُّ، وَثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ الأَحْوَلُ الْبَصْرِيُّ، وَحَرْمَلَةُ بْنُ إِيَاسٍ، وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْمَهْرِيُّ بِالثَّغْرِ، وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيُّ وَالِدُ عِرَاكٍ الْمُقْرِئِ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ فِي قَوْلٍ، وَدِحْيَةُ بْنُ الْمُغْضَبِ بن أصبغ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ الأُمَوِيُّ، قُتِلَ [ص:282] بِمِصْرَ، وَالسَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى فِي آخِرِهَا، وَسَعِيدُ بن أبي أَيُّوبَ بِخُلْفٍ، وَشُعَيْبُ بْنُ كَيْسَانَ، وَطُعْمَةُ بْنُ عَمْرٍو الْكُوفِيُّ في قول، وعبيد الله بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ الْكُوفِيُّ، وَعُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ الْبَصْرِيُّ، وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْمَهْدِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَمُطِيعُ بْنُ إِيَاسٍ اللَّيْثِيُّ الشَّاعِرُ، وَمَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ فِي قَوْلٍ، وَمُوسَى بْنُ محمد الأنصاري، ونافع بن عمر الْجُمَحِيُّ، وَنَافِعُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ قَارِئُ الْمَدِينَةِ، وَوُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَهُ الْوَاقِدِيُّ، وَأَبُو إِسْرَائِيلَ الملائي بخلف، وأبو سعيد المؤدب محمد بن مسلم.
وَفِيهَا خِلافَةُ الْهَادِي، فِي الْمُحَرَّمِ سَارَ الْمَهْدِيُّ إِلَى مَاسَبَذَانَ عَازِمًا عَلَى تَقْدِيمِ ابْنِهِ هَارُونَ فِي وِلايَةِ الْعَهْدِ، وَأَنْ يُؤَخِّرَ مُوسَى الْهَادِي، فَنَفَّذَ إِلَى مُوسَى فِي ذَلِكَ فَامْتَنَعَ، فَطَلَبَهُ فلم يأت، فهم المهدي بالسير إِلَى جُرْجَانَ لِذَلِكَ، فَسَاقَ يَوْمًا خَلْفَ صَيْدٍ فَاقْتَحَمَ الصَّيْدُ خَرِبةً، وَدَخَلَتِ الْكِلابُ خَلْفَهُ، وَتَبِعَهُمُ الْمَهْدِيُّ، فَدُقَّ ظَهْرُهُ فِي بَابِ الْخَرِبَةِ مَعَ شِدَّةِ سَوْقِ الْفَرَسِ، فَهَلَكَ لِسَاعَتِهِ.
وَقِيلَ: بَلْ أَطْعَمُوهُ السُّمَّ، سَقَتْهُ جَارِيَةٌ لَهُ سُمًّا اتَّخَذَتْهُ لِضُرَّتِهَا، فَمَدَّ يَدَهُ، وَفَزِعَتْ أَنْ تَقُولَ: هُوَ مَسْمُومٌ، وَكَانَ لُبًّا فِيمَا قِيلَ، وَقِيلَ: كَانَ إِنْجَاصًا، فَأَكَلَ وَصَاحَ: جَوْفِي، وَتَلِفَ مِنَ الْغَدِ، وَعُلِّقَتِ الْمُسُوحُ عَلَى قِبَابِ حُرَمِهِ.
وَفِي ذَلِكَ يقول أبو العتاهية:
رحن في الوشي وأصبحـ ... ـن عليهن المسوح
كل نطاح من الدهـ ... ـر له يوم نطوح
لست بالباقي ولو عمـ ... ـرت مَا عُمِّرَ نُوحُ
نُحْ عَلَى نَفْسِكَ يَا مسـ ... ـكين إِنْ كُنْتَ تَنُوحُ
مَاتَ لِثَمَانٍ بَقَيْنَ مِنَ الْمُحَرَّمِ وَلَهُ ثَلاثٌ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً، وَصَلَّى عَلَيْهِ الرَّشِيدُ، وَدُفِنَ تَحْتَ جَوْزَةٍ، وَبَعَثُوا بِالْخَاتَمِ وَالْقَضِيبِ إِلَى مُوسَى الْهَادِي، فَرَكِبَ مِنْ وَقْتِهِ، وَقَصَدَ الْعِرَاقَ، فَوَصَلَهَا فِي بِضْعَةٍ وَعِشْرِينَ يَوْمًا، وَقِيلَ: فِي أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ، وَنَزَلَ بِقَصْرِ الْخُلْدِ، وكتب بخلفته إِلَى الآفَاقِ.
وَفِيهَا اشْتَدَّ تَطَلُّبُ الْهَادِي لِلزَّنَادِقَةِ، فَقَتَلَ مِنْهُمْ جماعة كابن داب، وَعَلِيِّ بْنِ يَقْطِينَ، وَقَتَلَ يَعْقُوبَ بْنَ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْهَاشِمِيَّ، وَكَانَ قَدْ أَقَرَّ بِالزَّنْدَقَةِ لِلْمَهْدِيِّ، وَقَالَ: لا سَبِيلَ إِلَى أَنْ أُظْهِرَ مَقَالَتِي وَلَوْ قَرَضْتَنِي بِالْمَقَارِيضِ، فَقَالَ لَهُ: وَيْلُكَ لَوْ كُشِفَتِ السَّمَاوَاتُ، وَالأَمْرُ كَمَا تَقُولُ، لَكُنْتَ جَدِيرًا أَنْ تُؤْمِنَ لابْنِ [ص:283] عَمِّكَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَوْلاه مَنْ كُنْتَ؟ وَلَوْلا أَنِّي عَاهَدْتُ اللَّهَ أَنْ لا أَقْتُلَ هَاشِمِيًّا لَمَا نَاظَرْتُكَ، ثُمَّ أَحْضَرَ الْمَهْدِيُّ وَلَدَ عَمِّهِ دَاوُدَ بْنَ عَلِيٍّ، فَاعْتَرَفَ بالزندقة، نسأل الله السلامة، فَقَالَ الْمَهْدِيُّ لِوَلَدِهِ الْهَادِي: إِنْ وُلِّيتَ مِنْ بَعْدِي فَلا تُمْهِلْ هَذَيْنِ، فَمَاتَ ابْنُ دَاوُدَ فِي السِّجْنِ، وَخَنَقَ الْهَادِي يَعْقُوبَ هَذَا، وَبَعَثَ بِهِ إِلَى أَخِيهِ إِسْحَاقَ بْنِ الْفَضْلِ، وَأَظْهَرَ أَنَّهُ مَاتَ فِي السِّجْنِ، وَظَهَرَتْ بِنْتُهُ فَاطِمَةُ أَنَّهَا حُبْلَى مِنْهُ، أَكْرَهَهَا.
وَفِيهَا فِي أَوَاخِرِ السَّنَةِ وَقْعَةُ فَخٍّ، وَمِنْ خَبَرِهَا أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ خَرَجَ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ آلُ بَيْتِهِ قَدْ كَفَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَسَكِرَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، فَحَدَّهُ وَالِي الْمَدِينَةِ فَغَضِبَ وَفَقَدُوهُ، وَكَانَ الْحُسَيْنُ قد كفله.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ: كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ كَفَّلَ بَعْضَهُمْ بَعْضًا، فَكَانَ الْحُسَيْنُ هَذَا، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ قَدْ كَفَلا الْحَسَنَ الَّذِي حُدَّ، فَتَغَيَّبَ الْحَسَنُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، فَطَلَبَهُمَا الأَمِيرُ، فَقَالَ: أَيْنَ الْحَسَنُ؟ قَالا: وَاللَّهِ مَا نَدْرِي، إِنَّمَا غَابَ مِنْ يَوْمَيْنِ، فَأَغْلَظَ لَهُمَا، فَحَلَفَ يَحْيَى أَنَّهُ لا يَنَامُ حَتَّى يَأْتِيَهُ بِهِ، أَوْ يَرُدَّ الْخَبَرَ، فَلَمَّا خَرَجَا قَالَ لَهُ الْحُسَيْنُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، مَا دَعَاكَ إِلَى الْيَمِينِ؟ وَمِنْ أَيْنَ نَجِدُ الْحَسَنَ؟ قَالَ: فَنَخْرُجُ اللَّيْلَةَ، فَقَالَ الْحُسَيْنُ: فَيُكْسَرُ بِخُرُوجِنَا اللَّيْلَةَ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ أَصْحَابِنَا مِنَ الْمِيعَادِ، قَالَ: فَمَا الْحِيلَةُ؟ وَقَدْ كَانُوا تَوَاعَدُوا عَلَى الْخُرُوجِ بِمِنًى فِي الْمَوْسِمِ.
وَقَدْ كَانَ قَوْمٌ مِنَ الْكُوفِيِّينَ مِنْ شِيعَتِهِمْ، وَمِمَّنْ بَايَعَ لَهُمْ مُخْتَفِينَ فِي دَارٍ، فَمَضَوْا إِلَيْهِمْ، فَلَمَّا كَانَ آخِرُ اللَّيْلِ خَرَجُوا، وَأَقْبَلَ يَحْيَى حَتَّى ضَرَبَ دَارَ الأَمِيرِ بِالسَّيْفِ، فَلَمْ يَخْرُجْ، وكأنه علم بأمرهم، فاختفى، فجاؤوا، وَاقْتَحَمُوا الْمَسْجِدَ وَقْتَ الصُّبْحِ، فَجَلَسَ الْحُسَيْنُ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَجَعَلَ النَّاسُ يَأْتُونَ لِلصَّلاةِ، فَإِذَا رَأَوْهُمْ رَجَعُوا، فَلَمَّا صَلَّى الْغَدَاةَ جَعَلَ النَّاسُ يَأْتُونَهُ وَيُبَايِعُونَهُ، فَأَقْبَلَ خَالِدٌ الْبَرْبَرِيُّ، وَهُوَ نَازِلٌ بِالْمَدِينَةِ يَحْفَظُهَا مِنْ خُرُوجِ خَارِجٍ، وَمَعَهُ مِائَتَا فَارِسٍ، فَأَقْبَلَ بِهِمْ فِي السِّلاحِ، وَمَعَهُ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُمَرِيُّ أَخُو الزَّاهِدِ العمري، ومعهم الحَسَن بن جعفر بن الحَسَن بن الحَسَن بْنِ عَلِيٍّ الْحَسَنِيِّ عَلَى حِمَارٍ فَاقْتَحَمَ خَالِدٌ الْبَرْبَرِيُّ الرَّحْبَةَ، وَقَدْ ظَاهَرَ بَيْنَ دِرْعَيْنِ، وَجَذَبَ السَّيْفَ، وَهُوَ يَصِيحُ: يَا حُسَيْنُ يَا كَشْكَاشُ، [ص:284] قَتَلَنِي اللَّهُ إِنْ لَمْ أَقْتُلْكَ، وَحَمَلَ عَلَيْهِمْ حَتَّى خَالَطَهُمْ، فَقَامَ إِلَيْهِ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَخُوهُ إِدْرِيسُ، فَضَرَبَهُ يَحْيَى فَقَطَعَ أَنْفَهُ، فَدَخَلَ الدَّمُ فِي عَيْنَيْهِ، فَجَعَلَ يَذُبُّ عَنْ نَفْسِهِ بِالسَّيْفِ وَهُوَ لا يُبْصِرُ، فَاسْتَدَارَ لَهُ إِدْرِيسُ فَضَرَبَهُ فَصَرَعَهُ، ثُمَّ جُرِّدَ وَسُحِبَ إِلَى الْبَلاطِ، وَانْهَزَمَ عَسْكَرُهُ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: هَذَا كُلُّهُ بِعَيْنِي، وَجُرِحَ يَحْيَى، وَشُدُّوا عَلَى الْمُسَوِّدَةِ، وَبَيْنَهُمُ الْحَسَنُ بْنُ جَعْفَرٍ، فَصَاحَ الْحُسَيْنُ: ارْفِقُوا - وَيْلَكُمْ - بِالشَّيْخِ، ثُمَّ انْتَهَبُوا بَيْتَ الْمَالِ.
وَكَانَ الْمَنْصُورُ قَدْ أَضْعَفَ أَمْرَ الْمَدِينَةِ إِلَى الْغَايَةِ، وَأَخْلاهَا مِنَ السِّلاحِ وَالْمَالِ، قَالَ: فَوَجَدُوا فِي بَيْتِ الْمَالِ بِضْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ دِينَارٍ لَيْسَ إِلا، وَقِيلَ: وَجَدُوا سَبْعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ، وَأَغْلَقَ الرَّعِيَّةُ أَبْوَابَهُمْ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ تَهَيَّأَ الْجَمْعَانِ لِلْحَرْبِ، فَالْتَقَوْا وَكَثُرَ الْجِرَاحُ، ودام القتال إلى الظهر، ثم تحاجزوا، فَجَاءَ الْخَبَرُ بِالْعَشِيِّ أَنَّ مُبَارَكًا التُّرْكِيَّ نَزَلَ بِئْرَ الْمُطَّلِبِ، فَانْضَمَّ إِلَيْهِ الْعَسْكَرُ، فَأَقْبَلَ مِنَ الْغَدِ إِلَى الثَّنِيَّةِ، وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ مَوَالِي الْعَبَّاسِيِّينَ، فَالْتَحَمَ الْقِتَالُ يَوْمَئِذٍ إِلَى الظُّهْرِ، وَغَفَلَ النَّاسُ عَنْ مُبَارَكٍ، فَانْهَزَمَ عَلَى الْهُجُنِ.
ثُمَّ تَجَهَّزَ الْحُسَيْنُ أَحَدَ عَشَرَ يَوْمًا، وَسَارَ مِنَ الْمَدِينَةِ، وَالرَّعِيَّةُ يَدْعُونَ عَلَيْهِ فِي وَجْهِهِ، فَإِنَّهُ آذَى النَّاسَ، وَكَانَ أَصْحَابُهُ فَسَقَةً يَتَغَوَّطُونَ فِي جَوَانِبِ المسجد، فمضى إِلَى مَكَّةَ، وَتَجَمَّعَ مَعَهُ خَلْقٌ مِنْ عَبِيدِ مَكَّةَ، فَبَلَغَ خَبَرُهُ الْهَادِي، وَكَانَ قَدْ حَجَّ تِلْكَ اللَّيَالِي مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ، وَأَخُو الْمَنْصُورِ عَبَّاسٌ، وَمُوسَى بْنُ عِيسَى، وَمَعَهُمُ الْعُدَدُ وَالْخَيْلُ، فَالْتَقَى الْجَمْعَانِ، فَكَانَتِ الْوَقْعَةُ بفَخٍّ بِقُرْبِ مَكَّةَ، فَقُتِلَ فِي الْمَصَافِّ الْحُسَيْنُ، وَأَرَاحَ اللَّهُ مِنْهُ.
وَنُودِيَ بِالأَمَانِ فَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ أَبُو الزِّفْتِ مُغْمِضًا عَيْنَهُ، قَدْ أَصَابَهَا شَيْءٌ مِنَ الْحَرْبِ، فَوَقَفَ خَلْفَ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ يَسْتَجِيرُ بِهِ، فَأَمَرَ بِهِ مُوسَى بْنُ عِيسَى فَقُتِلَ فِي الْحَالِ، فَغَضِبَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ مِنْ ذلك، واحتزت رؤوس القتلى، فكانت مِائَةً، وَغَضِبَ الْهَادِي عَلَى مُوسَى بْنِ عِيسَى لِقَتْلِهِ أَبَا الزِّفْتِ، فَأَخَذَ أَمْوَالَهُ، وَغَضِبَ أَيْضًا على مبارك التركي، فأخذ أَمْوَالَهُ، وَصَيَّرَهُ فِي سَاسَةِ الدَّوَابِّ.
وَانْفَلَتَ إِدْرِيسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، فَصَارَ إِلَى مِصْرَ، وَتَوَصَّلَ إِلَى الْمَغْرِبِ، إِلَى أَنِ اسْتَقَرَّ بِطَنْجَةَ، وَهِيَ عَلَى الْبَحْرِ الْمُحِيطِ، فَاسْتَجَابَ لَهُ مَنْ هُنَاكَ مِنَ الْبَرْبَرِ، وَأَعَانَهُ عَلَى الْهُرُوبِ نَائِبُ مِصْرَ وَاضِحٌ الْعَبَّاسِيُّ، وَكَانَ [ص:285] يَتَرَفَّضُ فَسَيَّرَهُ عَلَى الْبَرِيدِ، فَطَلَبَ الْهَادِي وَاضِحًا وَصَلَبَهُ، وَقِيلَ: بَلْ صَلَبَهُ الرَّشِيدُ، ثُمَّ بَعَثَ الْخَلِيفَةُ شَمَّاخًا الْيَمَامِيَّ دَسِيسَةً، وَكَتَبَ مَعَهُ إِلَى أَمِيرِ إِفْرِيقِيَّةِ، فَتَوَصَّلَ إِلَى إِدْرِيسَ، وَأَظْهَرَ أَنَّهُ شيعي متحرق، وأنه عارف بالطب، فأنس به إدريس، ثم شكا إِلَيْهِ وَجَعًا بِأَسْنَانِهِ، فَأَعْطَاهُ سُنُونًا مَسْمُومًا، وَأَمَرَهُ أَنْ يَسْتَنَّ بِهِ سَحَرًا، وَهَرَبَ الشَّمَّاخُ فِي الليل، واستن إدريس فتلف، فقام بعده إدريس بْنُ إِدْرِيسَ، فَتَمَلَّكَ هُوَ وَأَوْلادُهُ بِالْمَغْرِبِ زَمَانًا بِنَاحِيَةِ تَاهِرْتَ، وَانْقَطَعَتْ عَنْهُمُ الْبُعُوثُ، وَجَرَتْ لِلإِدْرِيسِيَّةِ أُمُورٌ يَطُولُ شَرْحُهَا، وَبَنَوُا الْقُصُورَ وَالْمَدَائِنَ.
وَحَكَى عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُوسُفُ مَوْلَى آلِ حَسَنٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَقْتُولِ لَمَّا قَدِمَ عَلَى الْمَهْدِيِّ، فَأَجَازَهُ بِأَرْبَعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ، فَفَرَّقَهَا فِي النَّاسِ بِبَغْدَادَ وَالْكُوفَةِ، فَوَاللَّهِ مَا خَرَجَ من الكوفة إلا وعليه فرو ما تَحْتَهُ قَمِيصٌ، وَكَانَ يَسْتَقْرِضُ فِي الطَّرِيقِ مِنْ مَوَالِيهِمْ مَا يُمَوِّنُهُمْ.
قَالَ النَّوْفَلِيُّ: وَحَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ قَالَ: صَلَّيْتُ الْغَدَاةَ فِي يَوْمِ خُرُوجِ الحسين صاحب فخ بالمدينة، فصلى بنا، ثم صعد الْمِنْبَرَ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ أَبْيَضُ وَعِمَامَةٌ بَيْضَاءُ قَدْ سَدَلَهَا مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، وَسَيْفُهُ مَسْلُولٌ قُدَّامَهُ، إِذْ أَقْبَلَ خَالِدٌ الْبَرْبَرِيُّ وَأَصْحَابُهُ، فَبَدَرَهُ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فَشَدَّ عَلَيْهِ خَالِدٌ، فَضَرَبَهُ يَحْيَى فَقَتَلَهُ، فَانْهَزَمَ أَصْحَابُهُ، ثُمَّ رَجَعَ يَحْيَى فَقَامَ بَيْنَ يَدَيِ الْحُسَيْنِ، وَسَيْفُهُ يَقْطُرُ دَمًا، فَقَالَ الْحُسَيْنُ فِي خُطْبَتِهِ: أَيُّهَا النَّاسُ أَنَا ابْنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلِيٌّ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ، أَدْعُوكُمْ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ، وَسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ، فَإِنْ لَمْ أَفِ بِذَلِكَ فَلا بَيْعَةَ لِي فِي أَعْنَاقِكُمْ.
وَيُقَالُ: إِنَّ يَقْطِينَ بْنَ مُوسَى لَمَّا قَدِمَ بِرَأْسِ الْحُسَيْنِ فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيِ الْهَادِي قَالَ: كَأَنَّكُمْ وَاللَّهِ جِئْتُمْ بِرَأْسِ طَاغُوتٍ، إِنَّ أَقَلَّ مَا أجزيكم أَنْ أَحْرِمَكُمْ جَوَائِزَكُمْ، فَلَمْ يُعْطِهِمْ شَيْئًا.
وَفِيهَا ثَارَ بِالصَّعِيدِ دِحْيَةُ بْنُ مُغَصَّبٍ الأُمَوِيُّ، وَقَوِيَتْ شكوته، ثُمَّ قُتِلَ بِمِصْرَ لِسَنَتِهِ، قَالَهُ ابْنُ يُونُسَ.
وَفِيهَا كَانَ عَلَى الْمَدِينَةِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العزيز العمري، وعلى مكة عبيد اللَّهِ بْنُ قُثَمَ، وَعَلى الْيَمَنِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَلْمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، وَعَلَى الْيَمَامَةِ وَالْبَحْرَيْنِ سُوَيْدٌ الخراساني، وعلى الكوفة موسى بن عيسى بن موسى، وَعَلَى الْبَصْرَةِ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَعَلَى جُرْجَانَ حَجَّاجٌ مَمْلُوكُ الْهَادِي، وَعَلَى قُومِسَ حَسَّانٌ، [ص:286] وَعَلَى طَبَرِسْتَانَ صَالِحُ بْنُ شَيْخِ بْنِ عُمَيْرَةَ الأسدي، وعلى أصبهان ظفر مَمْلُوكُ الْهَادِي، وَعَلَى بَاقِي الْمَدَائِنِ نُوَّابٌ ذُكِرَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَقْتَ وِلايَتِهِمْ.(4/281)
-سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ
فيها مات: إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو الأُمَوِيُّ، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ الْبَصْرِيُّ، وَالرَّبِيعُ بْنُ يُونُسَ الْحَاجِبُ، وَسَعِيدُ بْنُ حُسَيْنٍ الأَزْدِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَخْرَمِيُّ الْمَدَنِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيُّ الْمِصْرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَبُو السِّوَارِ الْمَدَنِيُّ بِمِصْرَ، رَوَى عَنْ عِكْرِمَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ الْمَخْزُومِيُّ الْمَكِّيُّ، وعبد الله ابن الْخَلِيفَةِ مَرْوَانَ الأُمَوِيُّ فِي السِّجْنِ، وَعَمْرُو بْنُ ثَابِتِ الْكُوفِيُّ، وَغِطْرِيفِ بْنِ عَطَاءٍ مُتَوَلِّي الْيَمَنِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبَانِ بْنِ صَالِحٍ الْجُعْفِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الزُّبَيْرِ الْمُعَيْطِيُّ إِمَامُ مَسْجِدِ حَرَّانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ أَبُو سَعِيدٍ الْمُؤَدِّبُ بِخُلْفٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ الأَنْصَارِيُّ الْحِمْصِيُّ، وَمَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ في قول، وموسى الهادي ابن المهدي الخليفة، وأبو معشر نجيج السِّنْدِيُّ الْمَدَنِيُّ، وَأَبُو جَزْءٍ الْقَصَّابُ نَصْرُ بْنُ طَرِيفٍ، وَيَزِيدُ بْنُ حَاتِمٍ الأَزْدِيُّ مُتَوَلِّي إِفْرِيقِيَّةِ.
وَفِيهَا: وُلِدَ الْمَأْمُونُ، وَالأَمِينُ، وَيَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ، وَدُحَيْمٌ، وَأَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ الْمِصْرِيُّ، وَيُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى.
وَفِيهَا هَلَكَ الْخَلِيفَةُ مُوسَى الْهَادِي مِنْ قُرْحَةٍ أَصَابَتْهُ فِي جَوْفِهِ، وَقِيلَ: سَمَّتْهُ أمُّه الْخَيْزُرَان لَمَّا أَجْمَعَ قَتْلَ أَخِيهِ الرَّشِيدِ، وَكَانَتْ أَيْضًا حَاكِمَةً مُسْتَبِدَّةً بِالأُمُورِ الْكِبَارِ فَمَنَعَهَا، وَقَدْ كَانَتِ المواكب تغدو إلى بابها، فزجرهم عن ذلك، وكلمها بكلام فج، وقال: لئن وَقَفَ بِدَارِكِ أَمِيرٌ لأَضْرِبَنَّ عُنُقَهُ، أَمَا لَكِ مغزل يشغلك، أَوْ مُصْحَفٌ يُذَكِّرُكِ، أَوْ سِبْحَةٌ؟ فَقَامَتْ مَا تَعْقِلُ مِنَ الْغَضَبِ، فَقِيلَ: إِنَّهُ بَعَثَ إِلَيْهَا بِطَعَامٍ مَسْمُومٍ، فَأَطْعَمَتْ مِنْهُ كَلْبًا فَانْتَثَرَ، فَعَمِلَتْ عَلَى قَتْلِهِ لَمَّا وَعِكَ، بِأَنْ غَمُّوا وَجْهَهُ بِبِسَاطٍ جَلَسُوا عَلَى جَوَانِبِهِ، وَكَانَ يُرِيدُ إِهْلاكَ الرَّشِيدِ لِيُوَلِّيَ الْعَهْدَ وَلَدَهُ، صَغِيرٌ لَهُ عَشْرُ سِنِينَ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ مَاتَ بعيساباذ مات فِي نِصْفِ رَبِيعٍ الآخِرِ، وَكَانَتْ خِلافَتُهُ سَنَةً وَرُبْعًا، وَعَاشَ سِتًّا وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَخَلَّفَ سَبْعَةَ بَنِينَ، وَأَفْضَتِ الْخِلافَةُ إِلَى وَلِيِّ الْعَهْدِ بَعْدَهُ أَخِيهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونَ بْنِ الْمَهْدِيِّ.(4/286)
- (الوفيات)(4/287)
-رِجَالُ هَذِهِ الطَّبَقَةِ مُرَتَّبُونَ عَلَى الْحُرُوفِ(4/287)
-[حَرْفُ الأَلِفِ](4/287)
1 - أَبَانُ بْنُ صَدَقَةَ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
كَاتِبُ الرَّسَائِلِ فِي دَوْلَةِ الْمَنْصُورِ، وَكَاتِبُ السِّرِّ لِلرَّشِيدِ فِي حَيَاةِ أَبِيهِ الْمَهْدِيِّ، ثُمَّ عُزِلَ وَوُلِّيَ كِتَابَةَ الْهَادِي.
قَالَ الْمَدَائِنِيُّ: قَالَ أَبَانٌ: كُنْتُ أَخْلُفُ الرَّبِيعَ الْحَاجِبَ عَلَى كِتَابَةِ الْمَنْصُورِ.
مَاتَ بِجُرْجَانَ سَنَةَ سبع وستين ومائة.(4/287)
2 - خ م د ت ن: أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ، أَبُو يَزِيدَ الْبَصْرِيُّ الْحَافِظُ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
أَحَدُ الأَعْلامِ.
رَوَى عَنْ: الْحَسَنِ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَأَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، وَقَتَادَةَ، وَيَحْيَى الْيَمَامِيِّ، وَبُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ.
وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَحِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، وَسَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ، وَهُدْبَةُ، وَشَيْبَانُ، وَعَفَّانُ، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ، وَخَلْقٌ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ ثَبْتًا فِي كُلِّ مَشَايِخِهِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ، وَالنَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: ثِقَةٌ، يَرَى الْقَدَرَ وَلا يَتَكَلَّمُ فِيهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: سُئِلَ ابْنُ مَعِينٍ، عَنْ أَبَانٍ وَهَمَّامٍ، فقال: كان يحيى القطان يروي عَنْ أَبَانٍ، وَكَانَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ هَمَّامٍ، وَأَنَا فَهَمَّامٌ أَحَبُّ إِلَيَّ.
قُلْتُ: فَهَذَا يَرُدُّ عَلَى مَا نَقَلَ الْوَاهِي مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكَدِيمِيُّ، عَنْ [ص:288] علي، عن القطان من تَلْيِينَهُ أَبَانًا، وَقَوْلِهِ: لا أُحَدِّثُ عَنْهُ.
وَقَالَ عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ: حَدَّثَنَا ابْنُ مَعِينٍ قَالَ: مَاتَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَهُوَ يَرْوِي عَنْ أَبَانِ بْنِ يَزِيدَ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ، وَذَكَرَ أَبَانَ بْنَ يَزِيدَ في " كامله " فأساء بذكره، وهو متماسك، يكتب حَدِيثَهُ.
لَمْ أَظْفَرْ بِوَفَاتِهِ، وَكَأَنَّهَا قَبْلَ السَّبْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/287)
3 - ت: إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، أَبُو إِسْحَاقَ الْعِجْلِيُّ، وَقِيلَ: التَّمِيمِيُّ الْبَلْخِيُّ الزَّاهِدُ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
أَحَدُ الأَعْلامِ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَمَنْصُورٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْجُمَحِيُّ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ، وَمَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، وَالأَعْمَشِ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَهُوَ مِنْ طَبَقَتِهِ، وَشَقِيقٌ الْبَلْخِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، وَبَقِيَّةُ، وَضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ، وَخَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ الْخُرَاسَانِيُّ تِلْمِيذُهُ، وَآخَرُونَ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: قَالَ لِي قُتَيْبَةُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ تَمِيمِيٌّ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: هُوَ عِجْلِيٌّ.
وَقَالَ الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ: أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْيَمَامِيُّ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ خَرَجَ مَعَ جَهْضَمٍ مِنْ خُرَاسَانَ هَارِبًا مِنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيِّ، فَنَزَلَ الثُّغُورَ، وَهُوَ مِنْ بَنِي عِجْلٍ.
وَسَاقَ ابْنُ مَنْدَهْ نَسَبَهُ إِلَى بَنِي عِجْلٍ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ شَمَّاسٍ: سَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ مُوسَى يَقُولُ: حَجَّ أَدْهَمُ بِأُمِّ إِبْرَاهِيمَ وَهِيَ حُبْلَى، فَوَلَدَتْ لَهُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ بِمَكَّةَ، فَجَعَلَتْ تَطُوفُ بِهِ على الخلق في المسجد تقول: ادْعُوا لابْنِي أَنْ يَجْعَلَهُ اللَّهُ عَبْدًا صَالِحًا. [ص:289]
وقال ابْنُ مَنْدَهْ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ البلخي، يقول: سَمِعْتُ عَبْد الله بْن محمد العابد يَقُولُ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ سُلَيْمَانَ الْبَلْخِيَّ يَقُولُ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ مِنَ الأَشْرَافِ، وَكَانَ أَبُوهُ شَرِيفًا كَثِيرَ الْمَالِ وَالْخَدَمِ وَالْجَنَائِبِ وَالْبُزَاةِ، بَيْنَمَا إِبْرَاهِيمُ يَأْخُذُ كِلابَهُ وَبُزَاتَهِ لِلصَّيْدِ، وَهُوَ عَلَى فرسه يركضه، إذا بِصَوْتٍ مِنْ فَوْقِهِ: يَا إِبْرَاهِيمُ مَا هَذَا الْعَبَثُ " أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا " اتَّقِ اللَّهَ، وَعَلَيْكَ بِالزَّادِ لِيَوْمِ الْفَاقَةِ، قَالَ: فَنَزَلَ عَنْ دابته، ورفض الدينا.
أخبرنا أحمد بن هبة الله، عَنْ زَيْنَبَ بنت الشعري، قالت: أخبرنا عبد الوهاب بن شاه، قال: أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ الْقُشَيْرِيُّ قَالَ: وَمِنْهُمْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ، كَانَ مِنْ أَبْنَاءِ الْمُلُوكِ، فَخَرَجَ يَتَصَيَّدُ، وَأَثَارَ ثَعْلَبًا أَوْ أَرْنَبًا، وَهُوَ فِي طَلَبِهِ، فهتف به هاتف: ألهذا خلقت أم لهذا أمرت؟ فنزل عن دابته، وصادف رَاعِيًا لِأَبِيهِ، وَأَخَذَ جُبَّتَهُ الصُّوفَ فَلَبِسَهَا، وَأَعْطَاهُ فَرَسَهُ وَمَا مَعَهُ، ثُمَّ إِنَّهُ دَخَلَ الْبَادِيَةَ إِلَى أَنْ قَالَ: وَمَاتَ بِالشَّامِ، وَكَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، مِثْلُ الْحَصَادِ، وَحِفْظِ الْبَسَاتِينِ، وَرَأَى فِي الْبَادِيَةِ رَجُلا عَلَّمَهُ اسْمَ اللَّهِ الأَعْظَمَ، فَدَعَا بِهِ بَعْدَهُ فَرَأَى الْخَضِرَ، وَقَالَ: إِنَّمَا عَلَّمَكَ أَخِي دَاوُدُ الاسْمَ الأَعْظَمَ.
قُلْتُ: أَسْنَدَهَا أَبُو الْقَاسِمِ فِي " رِسَالَتِهِ "، فَقَالَ: أَخْبَرَنِي بذلك أبو عبد الرحمن السلمي، قال: حدثنا محمد بن الحسن الخشاب، قال: حدثنا علي بن محمد المصري، قال: حدثني أبو سعيد الخراز، قال: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: صَحِبْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ بُدُوِّ أَمْرِهِ، فَذَكَرَ هَذَا.
قلت: رواها هلال الحفار، عن المصري الواعظ، وَرَوَى قَرِيبًا مِنْهَا أَبُو الْفَتْحِ الْقَوَّاسُ، عَنْ أَبِي طَالِبِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بن محمد بن خالد، قال: حدثنا إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَشَّارٍ قَالَ: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ، فَذَكَرَ نَحْوَهَا، وَزَادَ: فَسَأَلْتُ بَعْضَ الْمَشَايِخِ عَنِ الْحَلالِ، فَقَالَ: عَلَيْكَ بِالشَّامِ، فَصِرْتُ إِلَى الْمِصِّيصَةِ، فَعَمِلْتُ بِهَا أَيَّامًا، ثُمَّ قِيلَ لِي: عليك بطرسوس فإن بها المباحات، قال: فبينا أَنَا قَاعِدٌ عَلَى بَابِ الْبَحْرِ جَاءَنِي [ص:290] رَجُلٌ فَاكْتَرَانِي لِنِظَارَةِ بُسْتَانٍ.
الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ: سَمِعْتُ أَبَا عُتْبَةَ الْخَوَّاصَ، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ: مَنْ أَرَادَ التَّوْبَةَ فَلْيَخْرُجْ مِنَ الْمَظَالِمِ، وَلْيَدَعْ مُخَالَطَةَ النَّاسِ، وَإِلا لَمْ يَنَلْ ما يريد.
النسائي: حدثنا علي بن محمد بن علي، قال: سمعت خلف بن تميم، يقول: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ: رَآنِي ابْنُ عَجْلانَ فَسَجَدَ، ثُمَّ قَالَ: تَدْرِي لِمَ سَجَدْتُ؟ سَجَدْتُ شُكْرًا لِلَّهِ حِينَ رَأَيْتُكَ.
سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: قُلْتُ لابْنِ الْمُبَارَكِ: مِمَّنْ سَمِعَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ؟ قَالَ: قَدْ سَمِعَ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ لَهُ فَضْلٌ فِي نَفْسِهِ، صَاحِبُ سَرَائِرَ، مَا رَأَيْتُهُ يُظْهِرُ تَسْبِيحًا، وَلا شَيْئًا مِنَ الْخَيْرِ، وَلا أَكَلَ مَعَ قَوْمٍ إِلا كَانَ آخِرَ مَنْ يَرْفَعُ يَدَهُ.
مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ الْمَوْصِلِيُّ: حدثنا أبو حاتم، قال: سمعت أبا نعيم يقول: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ كان يشبه إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ، وَلَوْ كَانَ فِي الصَّحَابَةِ لَكَانَ فَاضِلا.
قَالَ بِشْرٌ الْحَافِي: مَا أَعْرِفُ عَالِمًا إِلا قَدْ أَكَلَ بِدِينِهِ سِوَى وُهَيْبِ بْنِ الْوَرْدِ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ، وَسَلَمٍ الْخَوَّاصِ، وَيُوسُفَ بن أسباط.
أبو يعلى الموصلي: حدثنا عبد الصمد بن يزيد الصائغ، سَمِعْتُ شَقِيقًا الْبَلْخِيَّ يَقُولُ: لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ فِي الشَّامِ، فَقُلْتُ: تَرَكْتَ خُرَاسَانَ، قَالَ: مَا تَهَنَّيْتُ بِالْعَيْشِ إِلا هُنَا، أَفِرُّ بِدِينِي مِنْ شَاهِقٍ إِلَى شَاهِقٍ، فَمَنْ رَآنِي يَقُولُ: موسوس، ومن رآني يقول: جمال، يَا شَقِيقُ، لَمْ يَنَبُلْ عِنْدَنَا مَنْ نَبُلَ بِالْجِهَادِ وَلا بِالْحَجِّ، بَلْ مَنْ كَانَ يَعْقِلُ مَا يَدْخُلُ بَطْنَهُ، يَا شَقِيقُ، مَاذَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى الْفُقَرَاءِ؟ لا يَسْأَلُهُمْ عَنْ زَكَاةٍ، وَلا عَنْ جِهَادٍ، وَلا عَنْ صِلَةٍ، إِنَّمَا يُسْأَلُ عَنْ هَذَا هَؤُلاءِ الْمَسَاكِينُ.
قُلْتُ: هَذَا الْقَوْلُ مِنْ إِبْرَاهِيمَ رَحِمَهُ اللَّهُ لَيْسَ عَلَى إِطْلاقِهِ، بَلْ قَدْ نَبُلَ بِالْجِهَادِ وَالْقُرْبِ عَدَدٌ مِنَ الصَّفْوَةِ.
وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: الزُّهْدُ مِنْهُ فرض وهو ترك الحرام، وزهد سلامة وَهُوَ الزُّهْدُ فِي الشُّبُهَاتِ، وَزُهْدُ فَضْلٍ وَهُوَ الزُّهْدُ فِي الْحَلالِ. [ص:291]
قَالَ بَقِيَّةُ: دَعَانِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ إِلَى طَعَامٍ لَهُ وَجَلَسَ، فَوَضَعَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى تَحْتَ إِلْيَتِهِ، وَنَصَبَ الْيُمْنَى وَوَضَعَ مِرْفَقَهُ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: هَذِهِ جَلْسَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَجْلِسُ جَلْسَةَ الْعَبِيدِ. فَلَمَّا أَكَلْنَا قُلْتُ لِرَفِيقِهِ: أَخْبِرْنِي عَنْ أَشَدِّ شَيْءٍ مَرَّ بِكَ مُنْذُ صَحِبْتَهُ، قَالَ: نَعَمْ، كُنَّا يَوْمًا صِيَامًا، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ لَمْ يَكُنْ لنا ما نفطر عليه، فلما أصبحنا قلت: يَا أَبَا إِسْحَاقَ، هَلْ لَكَ فِي أَنْ نَأْتِيَ الرَّسْتَنَ فَنَكْرِي أَنْفُسَنَا مَعَ الْحَصَّادِينَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَتَيْنَا بَابَ الرَّسْتَنِ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَاكْتَرَانِي بِدِرْهَمٍ، فَقُلْتُ: وَصَاحِبِي، قَالَ: لا حَاجَةَ لِي فيه، أراه ضَعِيفًا، فَمَا زِلْتُ بِهِ حَتَّى اكْتَرَاهُ بِثُلُثَيْنِ، فَحَصَدْنَا يَوْمَنَا، وَأَخَذْتُ كِرَائِي، فَأَتَيْتُ بِهِ، فَاشْتَرَيْتُ حَاجَتِي، وَتَصَدَّقْتُ بِالْبَاقِي، فَهَيَّأْتُهُ، وَقَدَّمْتُهُ إِلَيْهِ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ بَكَى، قُلْتُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: أَمَّا نَحْنُ، فَقَدِ اسْتَوْفَيْنَا أُجُورَنَا، فَلَيْتَ شِعْرِي أَوْفَيْنَا صَاحِبَنَا أَمْ لا؟ قَالَ: فَغَضِبْتُ، قَالَ: مَا يُغْضِبُكَ؟ أَتَضْمَنُ لِي أنَّا وَفَيْنَاهُ؟ فَأَخَذْتُ الطَّعَامَ فَتَصَدَّقْتُ بِهِ.
ضَمْرَةُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ قَالَ: أَخَافُ أَنْ لا يَكُونَ لِي أَجْرٌ فِي تَرْكِي أَطَايِبَ الطَّعَامِ، لِأَنِّي لا أَشْتَهِيهِ، وَكَانَ إِذَا جَلَسَ عَلَى طَعَامٍ طَيِّبٍ رَمَى إِلَى أَصْحَابِهِ، وَقَنَعَ بِالْخُبْزِ وَالزَّيْتُونِ.
مُحَمَّدُ بن ميمون المكي: حدثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ: لَوْ تَزَوَّجْتَ، فَقَالَ: لَوْ أَمْكَنَنِي أَنْ أُطَلِّقَ نَفْسِي لَفَعَلْتُ.
أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ: حدثنا هارون بن الحسن، قال: حدثنا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ قَالَ: دَخَلَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ الْجَبَلَ بِفَأْسٍ، فَاحْتَطَبَ ثُمَّ بَاعَهُ، وَاشْتَرَى بِهِ نَاطِفًا، وَقَدَّمَهُ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: كُلُوا كَأَنَّكُمْ تَأْكُلُونَ فِي رَهْنٍ.
عِصَامُ بْنُ رَوَّادِ بن الجراح: حدثنا أَبِي قَالَ: كُنْتُ لَيْلَةً مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ بِالثَّغْرِ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ بِبَاكُورَةٍ، فَنَظَرَ حَوْلَهُ هل يرى ما يكافئه، فَنَظَرَ إِلَى سَرْجِي فَقَالَ: خُذْ لَكَ ذَاكَ السَّرْجَ، فَأَخَذَهُ، فَمَا دَاخَلَنِي سُرُورٌ قَطُّ مِثْلُهُ حِينَ عَلِمْتُ أَنَّهُ صَيَّرَ مَالِي وَمَالَهُ وَاحِدًا.
عَلِيُّ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ: كَانَ الْحَصَادُ أَحَبَّ إلى ابن أَدْهَمَ مِنَ اللِّقَاطِ، وَكَانَ سُلَيْمَانُ الْخَوَّاصُ لا يَرَى بِاللِّقَاطِ بَأْسًا، وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ أَفْقَهَ، وَكَانَ مِنَ الْعَرَبِ مِنْ بَنِي عِجْلٍ، كَرِيمَ الْحَسَبِ، وَكَانَ إِذَا عَمِلَ ارْتَجَزَ، وَقَالَ: [ص:292]
اتخذِ اللهَ صَاحِبًا ... وَدَعِ النَّاسَ جَانِبًا
وَكَانَ يَلْبَسُ فِي الشِّتَاءِ فَرْوًا بِلا قَمِيصٍ، وَفِي الصَّيْفِ شِقَّتَيْنِ بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ، يَتَّزِرُ بِوَاحِدَةٍ، وَيَرْتَدِي بِأُخْرَى، وَيَصُومُ فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ، وَلا يَنَامُ اللَّيْلَ، وَكَانَ يَتَفَكَّرُ، فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الْحَصَادِ أرسل بعض أصحابه يحاسب صاحب الزرع، ويجيء بِالدَّرَاهِمِ فَلا يَمَسُّهَا بِيَدِهِ.
قَالَ ابْنُ بَكَّارٍ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: اذْهَبُوا فَكُلُوا بِهَا - يَعْنِي أُجْرَتَهُ - شَهَوَاتِكُمْ، وَإِذَا لَمْ يَحْصُدْ أَجَّرَ نَفْسَهُ فِي حِفْظِ الْبَسَاتِينِ وَالْمَزَارِعِ. وَكَانَ يَطْحَنُ بِيَدٍ وَاحِدَةٍ مُدَّيْنِ مِنْ قَمْحٍ.
وَقَالَ أَبُو يُوسُفَ الْغَسُولِيُّ: دَعَا الأَوْزَاعِيُّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ، فَقَصَّرَ فِي الأَكْلِ، فَقَالَ: لِمَ قَصَّرْتَ؟ قَالَ: رأيتك قصرت في الطعام.
بشر الحافي: حدثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ قَالَ: كَانَ سُفْيَانُ إِذَا قَعَدَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ تَحَرَّزَ مِنَ الْكَلامِ.
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ طَالُوتَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ قَالَ: مَا صَدَقَ اللَّهَ عَبْدٌ أَحَبَّ الشُّهْرَةَ.
مُحَمَّدُ بْنُ عَقِيلٍ البلخي: سمعت عبد الصمد بن الفضل يقول: سَمِعْتُ مَكِّيَّ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: قِيلَ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ: مَا يَبْلُغُ مِنْ كَرَامَةِ الْمُؤْمِنِ على الله؟ قال: أن يقول لِلْجَبَلِ تَحَرَّكْ فَيَتَحَرَّكَ، قَالَ: فَتَحَرَّكَ الْجَبَلُ، فَقَالَ: ما إياك عنيت.
عصام بن رواد: سمعت عِيسَى بْنَ حَازِمٍ النَّيْسَابُورِيَّ يَقُولُ: كُنَّا مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ بِمَكَّةَ، فَنَظَرَ إِلَى أَبِي قُبَيْسٍ، فَقَالَ: لَوْ أَنَّ مُؤْمِنًا مُسْتَكْمِلَ الإِيمَانِ هَزَّ الْجَبَلَ لَزَالَ، فَتَحَرَّكَ أَبُو قُبَيْسٍ، فَقَالَ إبراهيم: اسْكُنْ، لَيْسَ إِيَّاكَ أَرَدْتُ.
يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ الحمصي: حدثنا بَقِيَّةُ قَالَ: كُنَّا مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ فِي الْبَحْرِ، وَهَبَّتْ رِيحٌ وَهَاجَتِ الأَمْوَاجُ، وَاضْطَرَبَتِ السَّفِينَةُ، وَبَكَى النَّاسُ، [ص:293] فقلنا: يا أبا إسحاق ما ترى ما النَّاسَ فِيهِ؟ فَرَفَعَ رَأْسَهُ، وَقَدْ أَشْرَفْنَا عَلَى الْهَلاكِ، فَقَالَ: يَا حَيُّ حِينَ لا حَيَّ، وَيَا حَيُّ قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ، وَيَا حَيُّ بَعْدَ كُلِّ حَيٍّ، يَا حَيُّ، يَا قَيُّومُ، يَا مُحْسِنُ، يَا مُجْمِلُ، قَدْ أَرَيْتَنَا قُدْرَتَكَ فَأَرِنَا عَفْوَكَ، قَالَ: فَهَدَأَتِ السَّفِينَةُ مِنْ سَاعَتِهِ.
ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قال: حدثنا الْحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ يَجْتَنِي الرُّطَبَ مِنْ شَجَرِ الْبَلُّوطِ.
وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كُلُّ مَلِكٍ لا يَكُونُ عَادِلا فَهُوَ وَاللِّصُّ سَوَاءٌ، وَكُلُّ عَالِمٍ لا يَكُونُ وَرِعًا فَهُوَ وَالذِّئْبُ سَوَاءٌ، وَكُلُّ مَنْ يَخْدُمُ سِوَى اللَّهِ فَهُوَ وَالْكَلْبُ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ.
وَقِيلَ: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ غَزَا فِي الْبَحْرِ مَعَ أَصْحَابِهِ، فَاخْتَلَفَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي مَاتَ فِيهَا إِلَى الْخَلاءِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً، كُلُّ مَرَّةٍ يُجَدِّدُ الْوُضُوءَ، فَلَمَّا أَحَسَّ بِالْمَوْتِ قَالَ: أوْتِرُوا لِي قَوْسِي، وَقَبَضَ عَلَى قَوْسِهِ، فَتُوُفِّيَ وَهُوَ فِي يَدِهِ، فَدُفِنَ فِي جَزِيرَةٍ فِي الْبَحْرِ فِي بلاد الروم.
أخبرونا عن ابن اللتي، قال: أخبرنا جعفر المتوكلي، قال: أخبرنا ابن العلاف، قال: حدثنا الحمامي، قال: حدثنا جعفر الخلدي، قال: حدثني إبراهيم بن نصر، قال: حدثنا إبراهيم بن بشار الصوفي، قال: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ: وَأَيُّ دِينٍ لو كان له رجال، من طلب الْعِلْمِ لِلَّهِ كَانَ الْخُمُولُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ التطاول، وقال: والله ما الحياة بثقة فيرجى نَوْمُهَا، وَلا الْمَنِيَّةُ بِعُذْرٍ فَيُؤْمَنُ غَدْرُهَا، فَفِيمَ التَّفْرِيطُ وَالتَّقْصِيرُ وَالاتِّكَالُ وَالإِبْطَاءُ، قَدْ رَضِينَا مِنْ أَعْمَالِنَا بِالْمَعَانِي، وَمِنْ طَلَبِ التَّوْبَةِ بِالتَّوَانِي، وَمِنَ الْعَيْشِ الْبَاقِي بِالْعَيْشِ الْفَانِي.
قال: وَأَمْسَيْنَا لَيْلَةً مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَلَيْسَ لَنَا شَيْءٌ نُفْطِرُ عَلَيْهِ، فَرَآنِي حَزِينًا، فَقَالَ: يَا ابْنَ بَشَّارٍ، مَاذَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ مِنَ النَّعِيمِ وَالرَّاحَةِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ؟ لا يَسْأَلُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْ زَكَاةٍ، وَلا حَجٍّ، وَلا صَدَقَةٍ، وَلا صِلَةِ رَحِمٍ، لا تَغْتَمَّ، فَرِزْقُ اللَّهِ مَضْمُونٌ، سَيَأْتِيكَ، نَحْنُ وَاللَّهِ الْمُلُوكُ الأَغْنِيَاءُ، نَحْنُ والله الذين تعجلنا الراحة، لا نُبَالِي عَلَى أَيِّ حَالٍ أَصْبَحْنَا وَأَمْسَيْنَا إِذَا أَطَعْنَا اللَّهَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى صَلاتِهِ، وَقُمْتُ إِلَى صَلاتِي، فَمَا [ص:294] لَبِثْنَا إِلا سَاعَةً، فَإِذَا بِرَجُلٍ قَدْ جَاءَ بِثَمَانِيَةِ أَرْغِفَةٍ وَتَمْرٍ كَثِيرٍ، فَوَضَعَهُ، فَقَالَ: كُلْ يَا مَغْمُومُ، فَدَخَلَ سَائِلٌ، فَقَالَ: أطْعِمُونَا فَدَفَعَ إِلَيْهِ ثَلاثَةَ أَرْغِفَةٍ مَعَ تَمْرٍ، وَأَعْطَانِي ثَلاثَةً وَأَكَلَ رَغِيفَيْنِ.
وَكُنْتُ مَارًّا مَعَ إِبْرَاهِيمَ، فَأَتَيْنَا عَلَى قَبْرٍ مُسَنَّمٍ، فَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: هَذَا قَبْرُ حُمَيْدِ بْنِ جَابِرٍ أَمِيرِ هَذِهِ الْمُدُنِ كلها، كان غرقا فِي بِحَارِ الدُّنْيَا ثُمَّ أَخْرَجَهُ اللَّهُ مِنْهَا، بَلَغَنِي أَنَّهُ سُرَّ ذَاتَ يَوْمٍ بِشَيْءٍ وَنَامَ، فَرَأَى رَجُلا بِيَدِهِ كِتَابٌ، فَنَاوَلَهُ فَفَتَحَهُ، فَإِذَا فيه كتاب بالذهب مكتوب: لا تؤثرن فانيا عَلَى بَاقٍ، وَلا تَغْتَرَّنَّ بِمُلْكِكَ، فَإِنَّ مَا أَنْتَ فِيهِ جَسِيمٌ، لَوْلا أَنَّهُ عَدِيمٌ، وَهُوَ مُلْكٌ لَوْلا أَنَّ بَعْدَهُ هَلَكٌ، وَفَرَحٌ وَسُرُورٌ لَوْلا أَنَّهُ لَهْوٌ وَغُرُورٌ، وَهُوَ يَوْمٌ لَوْ كَانَ يُوثَقُ لَهُ بِغَدٍ، فَسَارِعْ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ: " وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ من ربكم وجنة عرضها السماوات وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ "، فَانْتَبَهَ فَزِعًا، وَقَالَ: هَذَا تَنْبِيهٌ مِنَ اللَّهِ وَمَوْعِظَةٌ، فَخَرَجَ مِنْ مُلْكِهِ وَقَصَدَ هَذَا الْجَبَلَ، فَعَبَدَ اللَّهَ فِيهِ حَتَّى مَاتَ.
إِسْحَاقُ بْنُ الضيف: حدثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُعَلِّمُ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ حَصَدَ لَيْلَةً مَا يَحْصُدُ غَيْرُهُ فِي عَشَرَةِ أَيَّامٍ، فَأَخَذَ أُجْرَتَهُ دِينَارًا.
أخبرنا إسحاق الصفار، قال: أخبرنا يوسف الحافظ، قال: أخبرنا عبد الرحيم بن محمد، قال: أخبرنا أبو علي الحداد، قال: أخبرنا أبو نعيم،، قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن إسحاق السراج، قال: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ بَشَّارٍ، قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ: كَيْفَ كَانَ بُدُوُّ أَمْرِكَ؟ قَالَ: غَيْرُ ذَا أَوْلَى بِكَ، قُلْتُ: أَخْبِرْنِي لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنَا بِهِ يَوْمًا، فَقَالَ: كَانَ أَبِي مِنْ أَهْلِ بَلْخَ، وَكَانَ مِنْ مُلُوكِ خُرَاسَانَ الْمَيَاسِيرِ، وَحَبَّبَ إِلَيْنَا الصَّيْدَ، فَخَرَجْتُ رَاكِبًا فَرَسِي ومعي كلبي، فينما أَنَا كَذَلِكَ ثَارَ أَرْنَبُ أَوْ ثَعْلَبٌ، فَحَرَّكْتُ فَرَسِي، فَسَمِعْتُ نِدَاءً مِنْ وَرَائِي: لَيْسَ لِذَا خُلِقْتَ، وَلا بِذَا أُمِرْتَ، فَوَقَفْتُ أَنْظُرُ يَمْنَةً وَيَسْرَةً، فَلَمْ أَرَ أَحَدًا، فَقُلْتُ: لَعَنَ اللَّهُ إِبْلِيسَ، ثُمَّ حَرَّكْتُ فَرَسِي، فَأَسْمَعُ نِدَاءً أَجْهَرَ مِنْ ذَلِكَ: يَا إِبْرَاهِيمُ، لَيْسَ لِذَا خُلِقْتَ، ولا [ص:295] بِذَا أُمِرْتَ، فَوَقَفْتُ أَنْظُرُ، فَلا أَرَى أَحَدًا، فَقُلْتُ: لَعَنَ اللَّهُ إِبْلِيسَ، ثُمَّ حَرَّكْتُ فَرَسِي، فَأَسْمَعُ نِدَاءً مِنْ قَرَبُوسِ سَرْجِي: يَا إِبْرَاهِيمُ مَا لِذَا خُلِقْتَ، وَلا بِذَا أُمِرْتَ، فَوَقَفْتُ وقلت: أنبهت أنبهت، جَاءَنِي نَذِيرٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَاللَّهِ لا عصيت الله بعد يومي ذا مَا عَصَمَنِي رَبِّي، فَرَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي، فَخَلَّيْتُ عَنْ فَرَسِي، ثُمَّ جِئْتُ إِلَى رُعَاةٍ لِأَبِي، فأخذت من أحدهم جُبَّةً وَكِسَاءً، وَأَلْقَيْتُ ثِيَابِي إِلَيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلْتُ إِلَى الْعِرَاقِ فَعَمِلْتُ بِهَا أَيَّامًا، فَلَمْ يَصْفُ لِي مِنْهَا الْحَلالُ، فَقِيلَ لِي: عَلَيْكَ بِالشَّامِ، فَصِرْتُ إِلَى الْمِصِّيصَةِ، فَعَمِلْتُ بِهَا، فَلَمْ يَصْفُ لِي الْحَلالُ، فَسَأَلْتُ بَعْضَ الْمَشَايِخِ، فَقَالَ: إِنْ أَرَدْتَ الْحَلالَ الصَّافِيَ فَعَلَيْكَ بِطَرَسُوسَ، فَإِنَّ فِيهَا المباحات والعمل الكثير، فأتيتها فعملت بها أنطر في البساتين وأحصد، فبينا أنا على باب البحر فجاءني رجل أنطر له، فكنت في البستان مدة، فإذا أنا بِخَادِمٍ قَدْ أَقْبَلَ وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ، فَقَعَدَ فِي مجلسه فصاح: يا ناطور، اذْهَبْ فَآتِنَا بِأَكْبَرِ رُمَّانٍ تَقْدِرُ عَلَيْهِ وَأَطْيَبِهِ، فَذَهَبْتُ فَأَتَيْتُهُ بِأَكْبَرِ رُمَّانٍ، فَكَسَرَ رُمَّانَةً فَوَجَدَهَا حَامِضَةً، فَقَالَ: أَنْتَ عِنْدَنَا كَذَا وَكَذَا تَأْكُلُ فَاكِهَتَنَا وَرُمَّانَنَا، لا تَعْرِفُ الْحُلْوَ مِنَ الْحَامِضِ، قُلْتُ: وَاللَّهِ مَا ذُقْتُهَا، فَأَشَارَ إِلَى أَصْحَابِهِ تَسْمَعُونَ كَلامَ هَذَا، ثُمَّ قَالَ لِي: أَتَرَاكَ لَوْ أَنَّكَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ زَادَ عَلَى هَذَا؟ فَانْصَرِفْ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ ذَكَرَ صِفَتِي فِي الْمَسْجِدِ، فَعَرَفَنِي بَعْضُ النَّاسِ، فَجَاءَ الخادم ومعه عنق مِنَ النَّاسِ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ قَدْ أَقْبَلَ اخْتَفَيْتُ خَلْفَ الشَّجَرِ وَالنَّاسُ دَاخِلُونَ، فَاخْتَلَطْتُ مَعَهُمْ وَهُمْ دَاخِلُونَ وَأَنَا هَارِبٌ.
رَوَى يُونُسُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبَلْخِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ نَحْوَهَا.
إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ الْمَنْصُورِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ قَالا: حدثنا إبراهيم بن بشار قال: بينا أَنَا وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ، وَأَبُو يُوسُفَ الْغَسُولِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ السِّنْجَارِيُّ، وَنَحْنُ مُتَوَجِّهُونَ نُرِيدُ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ، فَصِرْنَا إِلَى نَهْرِ الأُرْدُنِ، فَقَعَدْنَا نَسْتَرِيحُ فَقَرَّبَ أَبُو يُوسُفَ كُسَيْرَاتٍ يَابِسَاتٍ، فَأَكَلْنَا وَحَمِدْنَا اللَّهَ، وَقَامَ بَعْضُنَا لِيَسْقِيَ إِبْرَاهِيمَ، فَسَارَعَهُ فَدَخَلَ فِي الْمَاءِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ ثُمَّ [ص:296] قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ وَشَرِبَ، ثُمَّ حَمِدَ اللَّهَ، ثُمَّ خَرَجَ فَمَدَّ رِجْلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا يُوسُفَ: لَوْ عَلِمَ الْمُلُوكُ وَأَبْنَاءُ الْمُلُوكِ ما نحن فيه من السرور والنعيم، إِذًا لَجَالَدُونَا عَلَيْهِ بِأَسْيَافِهِمْ.
ابْنُ بَشَّارٍ: سَمِعْتُ ابْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ: مَا قَاسَيْتُ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا، مَا قَاسَيْتُ مِنْ نَفْسِي، مَرَّةً لِي وَمَرَّةً عَلَيَّ.
قَالَ عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ: ضَاعَتْ نَفَقَةُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ بِمَكَّةَ، فَمَكَثَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا يَسْتَفُّ الرَّمْلَ.
وَقَالَ بِشْرٌ الْحَافِي، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الأَسْوَدِ قَالَ: مَكَثَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ يَأْكُلُ الطِّينَ عِشْرِينَ يَوْمًا.
وقال محبوب بن موسى، عن أبي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ أَنَّهُ أَصَابَتْهُ مَجَاعَةٌ بِمَكَّةَ، فَمَكَثَ أَيَّامًا يَأْكُلُ الرَّمْلَ بِالْمَاءِ.
وَعَنْ شُعَيْبِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: قَدِمَ ابْنُ أَدْهَمَ مَكَّةَ، فَإِذَا فِي جِرَابِهِ طِينٌ فَقِيلَ لَهُ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ طَعَامِي مُنْذُ شَهْرٍ.
عَنْ: سَهْلِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: صَحِبْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ فِي سَفَرٍ، فَأَنْفَقَ عَلَيَّ نَفَقَتَهُ، ثُمَّ مَرِضْتُ، فَاشْتَهَيْتُ شَهْوَةً، فَبَاعَ حِمَارَهُ، وَاشْتَرَى شَهْوَتِي، فَقُلْتُ: فَعَلَى أَيِّ شَيْءٍ نَرْكَبُ؟ قَالَ: عَلَى عُنُقِي، قَالَ: فَحَمَلَهُ ثَلاثَةَ مَنَازِلٍ.
عصام بن رواد: سمعت عيسى بن خَارِجَةَ قَالَ: بَيْنَمَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ يَحْصُدُ وَقَفَ عَلَيْهِ رَجُلانِ مَعَهُمَا ثِقْلٌ، فَسَلَّمَا عَلَيْهِ وَقَالا: أَنْتَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالا: فَإِنَّا مَمْلُوكَانِ لِأَبِيكَ، وَمَعَنَا مَالٌ وَوِطَاءٌ، فَقَالَ: مَا أَدْرِي مَا تَقُولانِ، فَإِنْ كُنْتُمَا صَادِقَيْنِ فَأَنْتُمَا حُرَّانِ وَالْمَالُ لَكُمَا، لا تَشْغَلانِي عَنْ عَمَلِي.
وَعَنْ مَرْوَانَ قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ سَخِيًّا جِدًّا.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ: سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ يَقُولُ: رُبَّمَا جَلَسَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ إِلَى آخِرِهِ يُكَسِّرُ الصُّنُوبَرَ فَيُطْعِمُنَا، وَغَزَوْتُ مَعَهُ وَلِي فَرَسَانِ وَهُوَ عَلَى رِجْلَيْهِ، فَأَرَدْتُهُ أَنْ يَرْكَبَ فَأَبَى، فَحَلَفْتُ فَرَكِبَ حَتَّى جَلَسَ عَلَى السَّرْجِ، فَقَالَ: قَدْ أَبْرَرْتُ يَمِينَكَ، ثُمَّ نَزَلَ.
أَحْمَدُ بْنُ إبراهيم الدورقي: حدثنا خلف بن تميم، قال: سمعت [ص:297] إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ: يَجِيئُنِي الرَّجُلُ بِالدَّنَانِيرِ فأقول: ما لي فيها حاجة، ويجيئني بالفرس فأقول: ما لي فيه حَاجَةٌ، وَيَجِيئُنِي ذَا، فَلَمَّا رَأَى الْقَوْمُ أَنِّي لا أُنَافِسُهُمْ فِي دُنْيَاهُمْ أَقْبَلُوا يَنْظُرُونَ إِلَيَّ كَأَنِّي دَابَّةٌ مِنَ الأَرْضِ، أَوْ كَأَنِّي آيَةٌ، وَلَوْ قَبِلْتُ مِنْهُمْ لأَبْغَضُونِي، وَلَقَدْ أَدْرَكْتُ أَقْوَامًا مَا كَانُوا يُحْمَدُونَ عَلَى تَرْكِ هَذِهِ الْفُضُولِ.
أحمد الدروقي: حدثني أبو أحمد المروزي، قال: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ: غَزَا مَعَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ غَزَاتَيْنِ، كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا أَشَدُّ مِنَ الأُخْرَى، فَلَمْ يَأْخُذْ سَهْمًا وَلا نَفْلا، وَكَانَ لا يَأْكُلُ مِنْ مَتَاعِ الرُّومِ، نجيء بِالطَّرَائِفِ وَالْعَسَلِ وَالدَّجَاجِ فَلا يَأْكُلُ مِنْهُ، وَيَقُولُ: هُوَ حَلالٌ، لَكِنِّي أَزْهَدُ فِيهِ، وَكَانَ يَصُومُ، وَغَزَا عَلَى بِرْذَوْنٍ ثَمَنُهُ دِينَارٌ، وَغَزَا فِي البحر غزاتين.
الدورقي: حدثنا خلف تميم، قال: حَدَّثَنِي أَبُو رَجَاءٍ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ رَجُلٍ أَنَّهُ كَانَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ فِي سَفِينَةٍ فِي غَزَاةٍ، فَعَصَفَتْ عَلَيْهِمُ الرِّيحُ، وَأَشْرَفُوا عَلَى الْغَرَقِ، فَسَمِعُوا هَاتِفًا بِصَوْتٍ عَالٍ: تَخَافُونَ وَفِيكُمْ إِبْرَاهِيمُ.
وَقَدْ سَاقَ لَهُ أَبُو نُعَيْمٍ عِدَّةَ كَرَامَاتٍ.
قَالَ بِشْرُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَاضِي الْمِصِّيصَةِ: كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ كَأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ رَوْحٌ، لَوْ نَفَحَتْهُ الرِّيحُ لَوَقَعَ، قَدِ اسْوَدَّ، مُتَدَرِّعٌ بِعَبَاءَةٍ، فَإِذَا خَلا بِأَصْحَابِهِ فمن أبسط الناس.
محمد بن يزيد: حدثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: دَخَلَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ عَلَى الْمَنْصُورِ فَقَالَ: كَيْفَ شَأْنُكُمْ يَا أَبَا إِسْحَاقَ؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ:
نُرَقِّعُ دُنْيَانَا بِتَمْزِيقِ دِينِنَا ... فَلا دِينُنَا يَبْقَى وَلا مَا نُرَقِّعُ
قَالَ ابْنُ بَشَّارٍ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَتَمَثَّلُ:
لَلُقْمَةٌ بِجَرِيشِ الْمِلْحِ آكُلُهَا ... أَلَذُّ مِنْ تَمْرَةٍ تُحْشَى بِزَنْبُورِ
قَالَ خَلَفُ بن تميم: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: مَنْ تَعَوَّدَ أَفْخَاذَ النِّسَاءِ لَمْ يُفْلِحْ. [ص:298]
يَحْيَى بْنُ آدَمَ: سَمِعْتُ شَرِيكًا يَقُولُ: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ عَمَّا كَانَ بَيْنَ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَبَكَى فَنَدِمْتُ عَلَى سُؤَالِي إِيَّاهُ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: مَنْ عَرَفَ نَفْسَهُ اشْتَغَلَ بِنَفْسِهِ عَنْ غَيْرِهِ، وَمَنْ عَرَفَ رَبَّهُ اشْتَغَلَ بِرَبِّهِ عَنْ غَيْرِهِ.
وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَبُّ لِقَاءِ النَّاسِ مِنْ حُبِّ الدُّنْيَا، وتركهم ترك الدنيا.
وقال لرجل: روعة تروعك من عيالك أَفْضَلُ مِمَّا أَنَا فِيهِ.
وَعَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ الداراني قَالَ: صَلَّى إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ خَمْسَ عَشْرَةَ صَلاةً.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ قَالَ: مَنْ حَمَلَ شَاذَّ الْعَمَلِ حَمَلَ شَرًّا كَبِيرًا.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ: أَوْصَانَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ: اهْرَبُوا مِنَ النَّاسِ كَهَرَبِكُمْ مِنَ السَّبْعِ الضَّارِي، وَلا تَخَلَّفُوا عَنِ الْجُمُعَةِ، وَالْجَمَاعَةِ.
عَنْ: الْمُعَافى بْنِ عِمْرَانَ قَالَ: شَكَا الثَّوْرِيُّ إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ أدهم، فقال: نشكو إِلَيْكَ مَا يُفْعَلُ بِنَا، وَكَانَ سُفْيَانُ مُخْتَفِيًا، فَقَالَ: أَنْتَ شَهَرْتَ نَفْسَكَ بِحَدِّثْنَا وَحَدَّثَنَا.
عَنْ: إِبْرَاهِيمَ قَالَ: عَلَى الْقَلْبِ ثَلاثَةُ أَغْطِيَةٍ: الْفَرَحُ، وَالْحُزْنُ، وَالسُّرُورُ، فَإِذَا فَرِحْتَ بِالْمَوْجُودِ فَأَنْتَ حَرِيصٌ وَالْحَرِيصُ مَحْرُومٌ، وَإِذَا حَزِنْتَ عَلَى الْمَفْقُودِ فَأَنْتَ سَاخِطٌ وَالسَّاخِطُ مُعَذَّبٌ، وَإِذَا سُرِرْتَ بِالْمَدْحِ فَأَنْتَ مُعْجَبٌ وَالْعَجَبُ يُحْبِطُ الْعَمَلَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: " لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ".
وَعَنْهُ قَالَ: رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنَّ قَائِلا يَقُولُ لِي: أَيَحْسُنُ بِالْحُرِّ الْمُرِيدِ أَنْ يَتَذَلَّلَ لِلْعَبِيدِ، وَهُوَ يَجِدُ عِنْدَ مَوْلاهُ كُلَّ مَا يريد؟!
وقال النَّسَائِيُّ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ أَحَدُ الزُّهَّادِ، ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنيُّ: ثِقَةٌ. [ص:299]
وَعَنِ الْبُخَارِيِّ أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ أَبُو تَوْبَةَ الْحَلَبِيُّ، وَابْنُ يُونُسَ الْمِصْرِيُّ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ.
قُلْتُ: سِيرَتُهُ فِي " تَارِيخِ دِمَشْقَ "، ثَلاثٌ وَثَلاثُونَ وَرَقَةً، وَهِيَ طَوِيلَةٌ فِي " حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ ".(4/288)
4 - ت ق: إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ الأَنْصَارِيُّ الأَشْهَلِيُّ، مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ، أَبُو إِسْمَاعِيلَ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
يَرْوِي عَنْ: دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتٍ.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَإِسْحَاقُ الْفَرَوِيُّ.
وَكَانَ صَوَّامًا قَوَّامًا مِنَ الْعَابِدِينَ، لَكِنَّهُ وَاهِي الْحَدِيثِ عِنْدَهُمْ.
رَوَى عَنْ: دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا: " إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ: يَا يَهُودِيُّ، فَاجْلِدُوهُ عِشْرِينَ ".
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ مُصَلِّيًا عَابِدًا، صَامَ سِتِّينَ سَنَةً، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ، قَالَ: وَمَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
قُلْتُ: وَقَدْ وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِيمَا قِيلَ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. [ص:300]
وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ.(4/299)
5 - ع: إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ بْنِ شُعْبَةَ الإِمَامُ، أَبُو سَعِيدٍ الْخُرَاسَانِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
شَيْخُ خُرَاسَانَ.
وُلِدَ بِهَرَاةَ، وَاسْتَوْطَنَ نَيْسَابُورَ، وَجَاوَرَ بِمَكَّةَ مُدَّةً.
وَرَوَى عَنْ: سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، وَأَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيِّ، وَآدَمَ بْنِ عَلِيٍّ، وَأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، وَالأَعْمَشِ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَحَجَّاجِ بْنِ حَجَّاجٍ، وَخَلْقٍ حَتَّى كَتَبَ عَنْ أَقْرَانِهِ.
وَعَنْهُ: مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَحَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّيْسَابُورِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ نِزَارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْعَوَقِيُّ، وَأَبُو هَمَّامٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَبَّبٍ، وَأَبُو حُذَيْفَةَ النَّهْدِيُّ، وَأُمَمٌ سِوَاهُمْ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنْ شُيُوخِهِ: صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، وَأَبُو حَنِيفَةَ، وَمِنَ الْمُتَأَخِّرِينَ: سَعْدُ بْنُ يَزِيدَ الْفَرَّاءُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ.
وَهُوَ مِنْ ثِقَاتِ الأَئِمَّةِ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي " تاريخ الثقات ": أمره مُشْتَبِهٌ، لَهُ مَدْخَلٌ فِي الثِّقَاتِ، فَإِنَّهُ رَوَى أَحَادِيثَ مُسْتَقِيمَةً تُشْبِهُ أَحَادِيثَ الأَثْبَاتِ، وَقَدْ تَفَرَّدَ عَنِ الثِّقَاتِ بِأَشْيَاءَ مُعْضِلَةٍ، سَنَذْكُرُهُ إِنْ شَاءَ الله في كتاب " الفصل بين النقلة "، وَكَذَلِكَ كُلُّ شَيْخٍ تَوَقَّفْنَا فِي أَمْرِهِ مِمَّنْ لَهُ مَدْخَلٌ فِي الثِّقَاتِ وَالضُّعَفَاءِ جَمِيعًا، ثُمَّ قَالَ: مَاتَ بِمَكَّةَ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ صَحِيحُ الْحَدِيثِ، مَا كَانَ بِخُرَاسَانَ أَحَدٌ أَكْثَرَ حَدِيثًا مِنْهُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخَانِ مِنْ خُرَاسَانَ ثِقَتَانِ مُرْجِئَانَ، أَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ. [ص:301]
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ مُرْجِئًا شَدِيدًا عَلَى الْجَهْمِيَّةِ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كُنْتُ عِنْدَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، فَذُكِرَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، وَكَانَ مُتَّكِئًا مِنْ عِلَّةٍ، فَجَلَسَ، وَقَالَ: لا يَنْبَغِي أَنْ يُذْكَرَ الصَّالِحُونَ فَيُتَّكَأَ.
قُلْتُ: فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الإِرْجَاءَ عِنْدَ أَحْمَدَ بِدْعَةٌ خَفِيفَةٌ.
وَذَكَرَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: أَنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ لَهُ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ رِزْقٌ، وَكَانَ يَسْخُو بِهِ، قَالَ: فَسُئِلَ يَوْمًا عَنْ مَسَأَلَةٍ فِي مَجْلِسِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: لا أَدْرِي، فَقَالُوا لَهُ: تأخذ في الشهر كذا وكذا، ولا تحسن هَذِهِ! قَالَ: إِنَّمَا آخُذُ عَلَى مَا أُحْسِنُ، وَلَوْ أَخَذْتُ عَلَى مَا لا أُحْسِنُ لَفَنِيَ بيت المال، فأعجب أمير المؤمنين ذاك.
قَالَ محمد بْن عَبْد اللَّه بْن عمار الْمَوْصِلِيُّ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ، كَذَا قَالَ، وَإِبْرَاهِيمُ حُجَّةٌ.
قَالَ الْحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا أحمد محمد بن أحمد الكرابيسي، يقول: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، يقول: سمعت محمد بن عقيل، يقول: سمعت حفص بن عبد الله، يقول: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ طَهْمَانَ يَقُولُ: وَاللَّهِ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَقَدْ رَأَى مُحَمَّدٌ رَبَّهُ.
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ قِيرَاطٍ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ طَهْمَانَ يَقُولُ: الْجَهْمِيَّةُ كُفَّارٌ، وَالْقَدَرِيَّةُ كُفَّارٌ.
قَالَ مَالِكُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْهَرَوِيُّ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/300)
6 - ت: إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَاطِبٍ الْجُمَحِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
يَرْوِي عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَعَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ الْمَدَائِنِيُّ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
شيخٌ.(4/301)
7 - د ق: إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ النَّشِيطِيُّ، وَأَبُو عَتَّابٍ سَهْلٌ الدَّلالُ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: صَالِحٌ.(4/302)
8 - ت ق: إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْفَضْلِ الْمَخْزُومِيُّ، أَبُو إِسْحَاقَ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَغَيْرِهِ.
وَعَنْهُ: إِسْرَائِيلَ، وَوَكِيعٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَآخَرُونَ.
ضَعِيفٌ بِاتِّفَاقٍ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.(4/302)
9 - ع: إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ، أَبُو إِسْحَاقَ الْمَخْزُومِيُّ الْمَكِّيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ، وَمُسْلِمِ بْنِ يَنَّاقَ، وَابْنِ طَاوُسٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَخَلادُ بْنُ يَحْيَى، وَهُوَ أَكْبَرُ شَيْخٍ لِأَبِي حُذَيْفَةَ النَّهْدِيِّ.
قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: كَانَ أَوْثَقَ شَيْخٍ بِمَكَّةَ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ حَافِظًا.(4/302)
10 - د ن ق: إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَشِيطٍ الْوَعْلانِيُّ، وَقِيلَ: الْخَوْلانِيُّ الْمِصْرِيُّ، الْفَقِيهُ الْعَابِدُ، أَبُو بَكْرٍ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
دَخَلَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ.
وَسَمِعَ مِنْ: نَافِعٍ، وَالزُّهْرِيِّ، وَكَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ.
وَعَنْهُ: اللَّيْثُ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
وَقَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: غَزَا الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ مَعَ مُسْلِمَةَ. [ص:303]
ابْنُ وَهْبٍ: عَنِ اللَّيْثِ، عَنْهُ قَالَ: لَقَدْ جَاءَنَا الْقَفْلُ مِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ حِينَ تُوُفِّيَ سُلَيْمَانُ، وَلانِي لِأَطْلُبَ الْفَرْقَ مِنَ الطَّعَامِ بِسَبْعِينَ دِينَارًا.
قُلْتُ: الْفَرْقُ أَرْبَعَةُ أَرْطَالٍ بِالدِّمَشْقِيِّ، وَلَمْ أَسْمَعْ بِمِثْلِ هَذَا الْغَلاءِ أَبَدًا، رَوَاهُ سَعِيدٌ الآدَمِيُّ، وَهُوَ ثِقَةٌ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ.
وَقَدْ رَوَى ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَشِيطٍ، عَنْ رَجُلٍ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى ابن جزء، وهذا أشبه.
قال ابن بكير: مات سَنَةَ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْكِنْدِيُّ: أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/302)
11 - خ ت ق: أُبَيُّ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
أَخُو عَبْدِ الْمُهَيْمِنِ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ.
وَعَنْهُ: مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَالْوَاقِدِيُّ.
مَاتَ بَعْدَ السِّتِّينَ وَمِائَةٍ.
وُثِّقَ.
وَقَدْ ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الدُّولابِيُّ: لَيْسَ بالقوي.
وذكره النسائي في كتاب " الضُّعَفَاءِ ".
وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ أَوْرَدَهُ الْعُقَيْلِيُّ فِي كتاب الضعفاء له، فَذَكَرَ قَوْلَ ابْنِ مَعِينٍ، وَقَالَ: ولأُبي أَحَادِيثٌ لا يُتَابَعُ مِنْهَا عَلَى شَيء، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عبد العزيز، قال: حدثنا عتيق بن يعقوب، قال: حدثنا أُبَيٌّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ الاسْتِنْجَاءَ فَقَالَ: " أَلا يَكْفِي أَحَدَكُمْ ثَلاثَةُ أَحْجَارٍ، حَجَرَانِ لِلصَّفْحَتَيْنِ، وَحَجَرٌ لِلْمَسْرَبَةِ ". لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِهَذَا اللَّفْظِ سوى أبي [ص:304] ابْنِ عَبَّاسٍ.(4/303)
12 - د ن ق: أَرْطَأَةُ بْنُ الْمُنْذِرِ، أَبُو عَدِيٍّ الأَلْهَانِيُّ السَّكُونِيُّ الْحِمْصِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
مِنْ صِغَارِ التَّابِعِينَ، أَدْرَكَ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ.
وَسَمِعَ مِنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَخَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، وَكَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، وَأَبِي عَامِرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَابِرٍ الألْهَانِيِّ.
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَعِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، وَأَبُو الْيَمَانِ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: ثقة، حافظ، فَقِيهٌ.
وَقَالَ أَبُو الْيَمَانِ: شَبَّهْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ بِأَرْطَأَةَ بْنِ الْمُنْذِرِ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَقَدْ نَيَّفَ عَلَى التِّسْعِينَ فِيمَا أَحْسَبُ.(4/304)
13 - م 4: أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ [الوفاة: 161 - 170 ه]
صَاحِبُ السُّدِّيِّ.
رَوَى عَنْ: سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَالسُّدِّيِّ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ.
وَعَنْهُ: إِسْحَاقُ السَّلُولِيِّ، وَعَمْرٌو الْعَنْقَزِيُّ، وَأَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، وَعَوْنُ بْنُ سَلامٍ الْكُوفِيُّونَ.
رَوَى أَحْمَدُ بْنُ زُهير، عَنِ ابْنِ مَعِين: ثقة.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَلَيَّنَهُ أَبُو نُعَيْمٍ الْكُوفِيُّ.(4/304)
14 - د ت ق: إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَبُو يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
نَزِيلُ الْبَصْرَةِ. [ص:305]
رَوَى عَنْ: عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، وَابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، وَخَالِدِ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ.
رَوَى عَنْهُ: يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَعَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، وَطَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: رَوَى عَنِ الثِّقَاتِ مَا لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ، وَأَحَادِيثُهُ غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ.
قُلْتُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا لَيَّنَهُ مِنَ الْقُدَمَاءِ، وكان جارا لابن فضالة المبارك بِالْبَصْرَةِ.(4/304)
15 - ن: إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمَدَنِيُّ الأَعْوَرُ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ.
وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَالْقَعْنَبيُّ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحٌ.(4/305)
16 - إِسْحَاقُ بْنُ ثَعْلَبَةَ، أَبُو صَفْوَانَ الْحِمْيَرِيُّ الْحِمْصِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
قِيلَ: وُلِّيَ خَرَاجَ دِمَشْقَ فِي أَوَّلِ دَوْلَةِ الرَّشِيدِ.
رَوَى عَنْ: مَكْحُولٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيِّ.
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّرَائِفِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ هِشَامٍ الْحَرَّانِيَّانِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ مَجْهُولٌ.
وَضَعَّفَهُ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ.(4/305)
17 - ق: إِسْحَاقُ بْنُ حَازِمٍ، بحاءٍ مُهْمَلَةٍ، وَيُقَالُ: ابْنُ أَبِي حَازِمٍ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَمَعْنٌ، وَالْوَاقِدِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ. [ص:306]
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِينٍ.(4/305)
18 - خ م د ق: إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الأَشْدَقِ عَمْرُو بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ الأُمَوِيُّ الْمَدَنِيُّ، ثُمَّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَعِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمَسْعُودِيُّ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
وَمَاتَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/306)
19 - ق: إِسْحَاقُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
يَرْوِي عَنْ قَرِيبِهِ ابْنِ أبي مليكة.
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَيَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ.
خَرَّجَ لَهُ ابْنُ مَاجَهْ حَدِيثًا فِي دُعَاءِ الصَّائِمِ.(4/306)
20 - ت ق: إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ الْمَدَنِيُّ. [أَبُو مُحَمَّد] [الوفاة: 161 - 170 ه]
رَأَى السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ، وَسَمِعَ مِنْ: عَمِّهِ إِسْحَاقَ بْنِ طَلْحَةَ، وَابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ.
وَعَنْهُ: أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ، وَوَكِيعٌ، وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، وَسَعْدَوَيْهِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ.
يُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ.
ضَعَّفَهُ غير واحد.
قال النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ عَلِيٌّ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ عَنْهُ، فَقَالَ: ذَاكَ شِبْهٌ لا شَيْءَ. [ص:307]
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، يَتَكَلَّمُونَ فِي حِفْظِهِ، وَقَالَ عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/306)
21 - ع: إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَمْدَانِيُّ السَّبِيعِيُّ الْكُوفِيُّ الْحَافِظُ، أَبُو يُوسُفَ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
وُلِدَ سَنَةَ مِائَةٍ،
وَسَمِعَ مِنْ: جَدِّهِ، وَزِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، وَسِماكِ بْنِ حَرْبٍ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَطَبَقَتِهِمْ، وَأَكْثَرَ عَنْ جَدِّهِ، وَهُوَ ثَبْتٌ فِيهِ.
رَوَى عَنْهُ: وَكِيعٌ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَالْفِرْيَابِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْغُدَانِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْعِجْلِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
رَوَى حَرْبٌ الْكَرْمَانِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: إِسْرَائِيلُ ثِقَةٌ، وَجَعَلَ يَعْجَبُ مِنْ حِفْظِهِ.
وَسُئِلَ أَبُو نُعَيْمٍ: أَيُّهُمَا أَثْبَتُ: إِسْرَائِيلُ، أَوْ أَبُو عَوَانَةَ؟ قَالَ: إِسْرَائِيلُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ، وَهُوَ أَثْبَتُ مِنْ شَيْبَانَ فِي أَبِي إِسْحَاقَ، وَكَذَا وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مِنْهُمْ مَنْ يَسْتَضْعِفُهُ.
وَقَالَ الْفَلاسُ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ لا يُحَدِّثُ عَنْ إِسْرَائِيلَ، وَكَانَ ابْنُ مَهْدِيٍّ يُحَدِّثُ عَنْهُ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: إِسْرَائِيلُ فَوْقَ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ.
وَقَالَ الْمَيْمُونِيّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُولُ: إِسْرَائِيلُ صالح الحديث.
قال غنجار في " تاريخه ": حدثنا أبو حفص أحمد بن أحمد بن حمدان، قال: حدثنا أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سهل، قال: حدثنا [ص:308] السري بن عباد المروزي، قال: أَخْبَرَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ شَقِيقٍ الْبَلْخِيُّ الزاهد، قال: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: لقيت العلماء، وَأَخَذْتُ مِنْ آدَابِهِمْ، لَقِيتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ فَأَخَذْتُ لِبَاسَ الدُّونِ منه، رأيت عليه إزارا قدر أَرْبَعَةُ دَرَاهِمَ، وَأَخَذْتُ الْخُشُوعَ مِنْ إِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ كُنَّا جُلُوسًا حَوْلَهُ لا يَعْرِفُ مَنْ يَمِينِهِ وَلا مَنْ عَنْ شِمَالِهِ مِنْ تَفَكُّرِ الآخِرَةِ، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ رَجُلٌ صَالِحٌ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الدُّنْيَا عَمَلٌ، وَأَخَذْتُ قَصْدَ الْمَعِيشَةِ مِنْ وَرْقَاءَ بْنِ عُمَرَ، طَلَبْنَا مِنْهُ تَفْسِيرَ الْقُرْآنِ، فَقَالَ: بِشَرْطِ أَنْ نَتَغَدَّى وَنَتَعَشَّى عِنْدَهُ، فَكَانَ يقدم إلينا خبر الشَّعِيرِ وَإِدَامَ الْخَلِّ وَالزَّيْتِ، فَقَالَ: هَذَا لِمَنْ يَطْلُبُ الْفِرْدَوْسَ وَيَهْرُبُ مِنَ النَّارِ، وَأَخَذْتُ الزُّهْدَ مِنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ، طَلَبْتُ مِنْهُ كِتَابَ " الزُّهْدِ "، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنَ الزَّاهِدِينَ فِي الدُّنْيَا، فَرَجَوْتُ بَرَكَةَ دُعَائِهِ، وَدَخَلْتُ مَنْزِلَهُ فَإِذَا قُدُورٌ تَغْلِي بَيْنَ حَامِضٍ وَحُلْوٍ، فَأَنْكَرْتُ، فَقَالَ لِي خَادِمُهُ: لا عَلَيْكَ يَا خُرَاسَانِيُّ، إِنَّهُ لم يأكل منه سَبْعِ سِنِينَ لَحْمًا، وَإِنَّهُ لَيَتَّخِذُ كُلَّ يَوْمٍ تِسْعَ قُدُورٍ يُطْعِمُ الْمَسَاكِينَ وَالْمَرْضَى وَمَنْ لا حِيلَةَ لَهُ. وَأَخَذْتُ التَّعَاوُنَ وَالتَّوَكُّلَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ، كُنَّا عِنْدَهُ فِي رَمَضَانَ، فَأُهْدِيَ إِلَيْهِ سَلَّةُ تِينٍ، فَتَصَدَّقَ بِهَا عَلَى مَسَاكِينَ، فَقُلْنَا: لَوْ تَدَعُ لَنَا شَيْئًا، قَالَ: أَلَسْتُمْ صوام؟ قُلْنا: بَلَى، قَالَ: لَيْسَ لَكُمْ حَيَاءٌ، لَيْسَ لَكُمْ رِعَةٌ، أَمَا تَخَافُونَ اللَّهَ لِطُولِ أَمَلِكُمْ إِلَى الْعَشَاءِ، وَسُوءِ ظَنِّكُمْ بِاللَّهِ، وَذَلِكَ عِنْدَ غَيْبُوبَةِ الشَّمْسِ، ثُمَّ قَالَ: ثِقُوا بِاللَّهِ، أَحْسِنُوا الظَّنَّ بِاللَّهِ.
وَأَخَذْتُ الْحَلالَ، وَتَرْكَ الشُّبَهِ مِنْ وُهَيْبٍ الْمَكِّيِّ، قَالَ: مُذْ خَرَجَ السُّودَانُ فَإِنِّي لَمْ آكُلْ مِنْ فَوَاكِهِ مَكَّةَ، فَقِيلَ لَهُ: فَإِنَّكَ تَأْكُلُ مِنْ طَعَامِ مِصْرَ وَهُوَ خَبِيثٌ! قَالَ: عَلَيَّ عَهْدُ اللَّهِ وَمِيثَاقُهُ أَنْ لا آكُلَ طَعَامًا حَتَّى تَحِلَّ لِي الْمَيْتَةُ، فَكَانَ يُجَوِّعُ نَفْسَهُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُفْطِرَ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي أَخْشَى ضَعْفَ الْعِبَادَةِ وَإِلا مَا أَكَلْتُهُ، اللَّهُمَّ مَا كَانَ فِيهِ من خبيث فلا تؤاخذني بِهِ، ثُمَّ يَبُلُّهُ بِالْمَاءِ فَيَأْكُلُهُ رَحِمَهُ اللَّهُ.
قُلْتُ: قَدِ احْتَجَّ بِهِ أَرْبَابُ الْكُتُبِ الصِّحَاحِ، وَكَانَ ثِقَةً حَافِظًا صَالِحًا خَاشِعًا مِنْ أَوْعِيَةِ الْحَدِيثِ، مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: سنة إحدى. [ص:309]
قال عباس الدوري: حدثنا حجين بن المثننى قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا إِسْرَائِيلُ بَغْدَادَ فَقَعَدَ فَوْقَ بَيْتٍ، وَقَامَ رَجُلٌ وَالنَّاسُ قَدِ اجْتَمَعُوا، فَأَخَذَ دَفْتَرًا، فَجَعَلَ يَسْأَلُهُ مِنَ الدَّفْتَرِ حَتَّى أَتَى عَلَيْهِ أَوْ عَلَى عَامَّتِهِ، وَالنَّاسُ قُعُودٌ لا يَنْظُرُونَ فِيهِ، فَقَامَ الشَّيْخُ، وَقَعَدَ النَّاسُ فَكَتَبُوهُ.
وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: إِسْرَائِيلُ كَانَ يَحْيَى بْنُ سعيد لا يرضاه، وكان ابْنُ مَهْدِيٍّ يَرْضَاهُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كَانَ يَحْيَى لا يُحَدِّثُ عَنْ إِسْرَائِيلَ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ: كُنَّا نَكْتُبُ عِنْدَهُ مِنْ حِفْظِهِ.
فقال ابن المديني: سمعت ابن مهدي قَالَ: قَالَ لِي عِيسَى بْنُ يُونُسَ، قَالَ أخي إسرائيل: كنت أحفظ حديث أبي إسحاق كما احْفَظِ السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ السَّدُوسِيُّ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الحراني، سمعت عيس بْنَ يُونُسَ يَقُولُ: كَانَ أَصْحَابُنَا سُفْيَانُ، وَشَرِيكٌ، وعد قوما، إِذَا اخْتَلَفُوا فِي حَدِيثِ أَبِي إِسْحَاقَ يَأْتُونَ أَبِي فَيَقُولُ: اذْهَبُوا إِلَى ابْنِي إِسْرَائِيلَ، فَهُوَ أَرْوَى عَنْهُ مِنِّي، وَأَتْقَنُ لَهَا، وَكَانَ قَائِدَ جَدِّهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: إِسْرَائِيلُ أَصَحُّ حَدِيثًا مِنْ شريك، إلا في أبي إسحاق، فإن شريكا أضبط.
وقال أبو داود وجماعة: هو أقوى مِنْ شَرِيكٍ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ: قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: إِسْرَائِيلُ ضَعِيفٌ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: ثِقَةٌ صَدُوقٌ، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ ولا الساقط، وقال مُرَّةُ: فِي حَدِيثِهِ لِينٌ.(4/307)
22 - خ ن: إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَنَافِعٍ، وَالزُّهْرِيِّ، وَعَمِّهِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ.
وَعَنْهُ: ابْنُ مَهْدِيٍّ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أويس. [ص:310]
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.(4/309)
23 - ن ق: إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيُّ الْمَدَنِيُّ [الوفاة: 161 - 170 ه]
أَخُو مُوسَى.
عَنْ: أبيه،
وَعَنْهُ: سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، وَالثَّوْرِيِّ، وَحَاتِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ.
شَيْخٌ صَدُوقٌ، تُوُفِّيَ سَنَةَ تسع وستين ومائة.(4/310)
24 - إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَلِيفَةَ، أَبُو هَانِئٍ الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
مِنْ مَوَالِي سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ الْخَزْرَجِيِّ.
وَلاهُ الْمَنْصُورُ قَضَاءَ إِصْبَهَانَ.
يَرْوِي عَنْ: إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَمُجَالِدٍ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ.
وَعَنْهُ: عَامِرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَيُّوبَ، وَوَلَدُهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي هَانِئٍ.
وَحَدِيثُهُ عِنْدَ الأصبهانيين.
مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
فَأَمَّا:(4/310)
• - إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَلِيفَةَ، أَبُو إِسْرَائِيلَ الْمُلائِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
فَيَأْتِي بِكُنْيَتِهِ.(4/310)
25 - د ت: إِسْمَاعِيلُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْكَحَّالُ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
بَصْرِيٌّ حَسَنُ الْحَدِيثِ.
رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَوْسٍ الْخُزَاعِيِّ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ.
وَعَنْهُ: أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ الْعَنْبَرِيُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحٌ.(4/310)
26 - أَشْرَسُ أَبُو شَيْبَانَ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
[ص:311]
بَصْرِيٌّ،
عَنْ: الْحَسَنِ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ.
وَعَنْهُ: يَزِيدُ بْن هارون، وعُبَيْد الله بْنُ مُوسَى، وَأَبُو سَلَمَةَ، وَغَيْرُهُمْ.
ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي " تَارِيخِ الثِّقَاتِ ".(4/310)
27 - أَشْعَثُ بْنُ بَرَازٍ السَّعْدِيُّ الْهُجيْمِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
بَصْرِيٌّ وَاهٍ،
عَنْ: الْحَسَنِ، وَقَتَادَةَ، وَعَلِيِّ بْنِ جُدْعَانَ.
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو عَوْنٍ الزِّيَادِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي سُوَيْدٍ، وَدَاوُدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَاضِي الْمِصِّيصَةِ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ، وَأَبُو حَاتِمٍ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ الْفلاسُ: ضَعِيفٌ جِدًّا.
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ليس بشيء.
محمد بن عون الزيادي قال: حدثنا أَشْعَثُ بْنُ بَرَازٍ، عَنْ قَتَادَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا حَدَّثْتُمْ عَنِّي حَدِيثًا فَوَافَقَ الْحَقَّ، فَخُذُوا بِهِ "، هَذَا مُنْكَرٌ، وَلَمْ يَصِحَّ فِي هَذَا شَيْءٌ.
وَآخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْ أَشْعَثَ بْنِ بَرَازٍ الْهُجَيْمِيِّ: عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ.
وَقَدْ قَالَ فِيهِ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ جِدًّا.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.(4/311)
28 - ت ق: أَشْعَثُ بْنُ سَعِيدٍ، أَبُو الرَّبِيعِ السَّمَّانُ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَأَبِي الزِّنَادِ، وَعَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو نُعَيْمٍ، وَيَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ، وَسَعْدَوَيْهِ، وشيبان [ص:312] بْنُ فَرُّوخٍ، وَكَامِلُ الْجَحْدَرِيُّ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ مُسْلِمٌ: كَانَ يَكْذِبُ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ بِالْحَافِظِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ مَعَ ضَعْفِهِ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: مُضْطَرِبٌ، لَيْسَ بِذَاكَ.
وَمِنْ مَنَاكِيرِ أَبِي الرَّبِيعِ السَّمَّانِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا: " نَبَاتُ الشَّعْرِ فِي الأَنْفِ أَمَانٌ مِنَ الْجُذَامِ ".(4/311)
29 - أَعْيَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَبُو حَفْصٍ الْعُقَيْلِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: الحسن، وأبي مليح الْهُذَلِيِّ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ.
قَالَ الْفلاسُ: هُوَ مِنْ مَوَالِي بَنِي عُقَيْلٍ.(4/312)
30 - أُنَيْسُ بْنُ خَالِدٍ التَّمِيمِيُّ السَّعْدِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: عَطَاءٍ، وَمُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، وَالْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، وَجَامِعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ.
وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَأَحْمَدُ بن يونس.
قال البخاري: ليس بذاك. [ص:313]
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: فِي حَدِيثِهِ شَيْءٌ.(4/312)
31 - أَيُّوبُ بْنُ خَوْطٍ، أَبُو أُمَيَّةَ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، وَقَتَادَةَ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَجَمَاعَةٍ مِنَ التَّابِعِينَ.
وَعَنْهُ: حَفْصُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّيْسَابُورِيُّ، وَغُنْجَارُ الْبُخَارِيُّ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ النَّسَائيّ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ ابنُ مَاسَرْجِسَ: تَرَكَ ابْنُ الْمُبَارَكِ أَيُّوبَ بْنَ خَوْطٍ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.(4/313)
32 - ق: أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
قَدْ ذُكِرَ، وَسَيُذْكَرُ.
قِيلَ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/313)
33 - أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ العلجي، أَبُو الْجَمَلِ الْيَمَامِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَقَيْسِ بْنِ طَلْقٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، وَأَبُو عَلِيٍّ الْحَنَفِيُّ، وَسَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ، وَصَيْفِيُّ بْنُ رِبْعِيٍّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لا شَيْءَ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.(4/313)
34 - أَيُّوبُ بْنُ نَهِيكٍ الْحَلَبِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: الشَّعْبِيِّ، وَمُجَاهِدٍ، وَعَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ.
وَعَنْهُ: مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَأَبُو قَتَادَةَ الْحَرَّانِيُّ، وَيَحْيَى الْبَابْلُتِّيُّ.
وَامْتَنَعَ أَبُو زُرْعَةَ مِنْ رِوَايَةِ حَدِيثِهِ تَوَرُّعًا. [ص:314]
وقال أبو حاتم: ضعيف.(4/313)
-[حَرْفُ الْبَاءِ](4/314)
35 - بَزِيعٌ، أَبُو الْهَيْثَمِ الْمَرْوَزِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي " تَارِيخِ الثِّقَاتِ "، فَقَالَ: يَرْوِي عَنْ: أَبِي مِجْلَزٍ، وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، وَعِيسَى غُنْجَارُ.(4/314)
36 - بشار بن برد البَصْريُّ، أبو معاذ الأعمى، [الْمُرَعَّثُ] [الوفاة: 161 - 170 ه]
الشاعر البليغ المقدم على شعراء المحدثين، فإنه قَالَ ثَلاثَةَ عَشَرَ أَلْفَ بَيْتٍ مِنَ الشِّعْرِ الْجَيِّدِ، وَقَدِمَ بَغْدَادَ، وَأَقَامَ بِهَا وَمَدَحَ الْكِبَارَ، وَهُوَ مِنْ مَوَالِي بَنِي عُقَيْلٍ، وَيُلَقَّبُ بِالْمُرَعَّثِ؛ لِأَنَّهُ كَانَ يَلْبَسُ فِي أُذُنِهِ، وَهُوَ صَغِيرٌ رَعَاثًا، وَالرَّعَاثُ: الْحَلَقُ، وَاحِدُهَا رَعْثَةٌ، وَقِيلَ فِي مَعْنَى لَقَبِهِ غَيْرُ ذَلِكَ.
وَقَدْ وُلِدَ أَعْمَى، وَقَالَ الشِّعْرَ وَلَمْ يَبْلُغْ عَشْرَ سِنِينَ.
وَعَنْ أَبِي تَمَّامٍ الطَّائِيِّ قَالَ: أَشْعَرُ النَّاسِ بَعْدَ الطَّبَقَةِ الأُولَى: بَشَّارٌ، وَالسَّيِّدُ الْحِمْيَرِيُّ، وَأَبُو نُوَاسٍ، وَبَعْدَهُمْ مُسْلِمُ بْنُ الْوَلِيدِ.
وَلِبَشَّارٍ:
يَا طَلَلَ الْحَيِّ بِذَاتِ الصَّمْدِ ... بِاللَّهِ خبر كيف كنت بعدي
منها:
بَدَتْ بِخَدٍّ وَجَلَتْ عَنْ خَدِّ
ثُمَّ انْثَنَتْ بِالنَّفَسِ الْمُرْتَدِّ ... وَصَاحِبٍ كَالدُّمَّلِ الْمُمِدِّ
حَمَلْتُهُ فِي رُقْعَةٍ مِنْ جِلْدِي
حَتَّى اغْتَدَى غَيْرَ فَقِيدِ الْفَقْدِ ... وَمَا دَرَى مَا رَغْبَتِي مِنْ زُهْدِي
الْحُرُّ يُلْحَى وَالْعَصَا لِلْعَبْدِ ... وَلَيْسَ لِلْمُلْحِفِ مِثْلُ الرَّدِّ
اسْلَمْ وُحُيِّيتَ أَبَا الْمِلَدِّ ... مِفْتَاحَ بَابِ الْحَدَثِ الْمُنْسَدِّ
لِلَّهِ أَيَّامُكَ فِي مَعَدِّ ... وَفِي بَنِي قَحْطَانَ غَيْرَ عَدِّ
وَهِيَ طَوِيلَةٌ.
وَمِنْ شِعْرِهِ:
إِذَا كُنْتَ فِي كُلِّ الأُمُورِ مُعَاتِبًا ... صديقك لَمْ تَلْقَ الَّذِي لا تُعَاتِبُهْ [ص:315]
فَعِشْ وَاحِدًا أَوْ صِلْ أَخَاكَ فَإِنَّهُ ... مُقَارِفُ ذَنْبٍ مَرَّةً وَمُجَانِبُهْ
إِذَا أنْتَ لَمْ تَشْرَبْ مِرَارًا عَلَى الْقَذَى ... ظَمِئْتَ وَأَيُّ النَّاسِ تَصْفُو مَشَارِبُهْ
وَقَدْ سَأَلَ أَبُو حَاتِمٍ السَّجِسْتَانِيُّ أَبَا عُبَيْدَةَ: أَمَرْوَانُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ أشْعَرُ، أَمْ بَشَّارُ بْنُ بُرْدٍ؟ فَقَالَ: حَكَمَ بَشَّارٌ لِنَفْسِهِ بِالاسْتِظْهَارِ؛ لِأَنَّهُ قَالَ ثَلاثَةَ عَشَرَ أَلْفَ بَيْتٍ جيد، ولا يكون لشاعر هذا العدد لا في الجاهلية، وَلا الإِسْلامِ، ومروان أمدح للملوك.
ولبشار:
خليلي ما بال الدجى لا يُزحْزَحُ ... وَمَا بَالُ ضَوْءِ الصُّبْحِ لا يتوضح
أضل النهار الْمُسْتَنِيرُ طَرِيقَهُ ... أَمِ الدَّهْرُ لَيْلٌ كُلُّهُ لَيْسَ يَبْرَحُ
وَقَدْ سَاقَ صَاحِبُ " الأَغَانِي " لِبَشَّارٍ سِتَّةً وَعِشْرِينَ جَدًّا كُلُّهُمْ أَعَاجِمُ، وَأَسْمَاؤُهُمْ فَارِسِيَّةٌ.
وَقِيلَ: أصله من طخارستان من سبي الملهب بْنِ أَبِي صُفْرَةَ، فَوُلِدَ بَشَّارٌ عَلَى الرِّقِّ فَأَعْتَقَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي عُقَيْلٍ.
وَكَانَ جَاحِظَ الحدقتين، قد تغشاهما لَحْمٌ أَحْمَرُ، وَكَانَ عَظِيمَ الْخِلْقَةِ.
وَيُقَالُ: أَنَّهُ مَدَحَ الْمَهْدِيَّ فَاتَّهَمَهُ بِالزَّنْدَقَةِ، وَمَا هُوَ مِنْهَا بِبَعِيدٍ، فَأَمَرَ بِهِ فَضُرِبَ سَبْعِينَ سَوْطًا، فَمَاتَ منها.
ويقال عنه: إنه كان يفضل النار، ويصوب إبليس في امتناعه من السجود، ويقول:
الأَرْضُ مُظْلِمَةٌ وَالنَّارُ مُشْرِقَةٌ ... وَالنَّارُ مَعْبُودَةٌ مُذْ كَانَتِ النَّارُ
وَهُوَ الْقَائِلُ:
هَلْ تَعْلَمِينَ وَرَاءَ الْحُبِّ مَنْزِلَةً ... تُدْنِي إِلَيْكِ فَإِنَّ الْحُبَّ أَقْصَانِي
وله:
أنا والله لأشتهي سِحْرَ عَيْنَيْكِ ... وَأَخْشَى مَصَارِعَ الْعُشَّاقِ
وَلَهُ: [ص:316]
يَا قَوْمُ أُذُنِي لِبَعْضِ الْحَيِّ عَاشِقَةٌ ... وَالأُذْنُ تَعْشَقُ قَبْلَ الْعَيْنِ أَحْيَانًا
وَلِأَبِي هِشَامٍ الْبَاهِلِيِّ، وَكَتَبَهَا عَلَى قَبْرِ حَمَّادٍ عَجْرَدٍ، وَبَشَّارٍ:
قَدْ تبع الأعمى قفا عجرد ... فأصبحا جارين في دار
صارا جَمِيعًا فِي يَدَيْ مَالِكٍ ... فِي النَّارِ وَالْكَافِرُ في النار
قيل: إن بشار قُتِلَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ ابْنُ نَيِّفٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً.
وَأَخْبَارُهُ تَامَّةٌ فِي " كِتَابِ الأَغَانِي ".(4/314)
37 - بَكْرُ بْنُ الأَسْوَدِ أَبُو عُبَيْدَةَ النَّاجِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَهِلالُ بْنُ فَيَّاضٍ، وَغَيْرُهُمَا.
رَوَى أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ليس به بَأْسٌ.
وَقَالَ آخَرُ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: غَلَبَ عَلَيْهِ التَّقَشُّفُ وَالْعِبَادَةُ، فَغَفَلَ عَنِ الْحَدِيثِ حَتَّى غَلَبَ عَلَى حَدِيثِهِ الْمُعْضِلاتُ.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: حدثنا آدَمُ بْنُ مُوسَى، سَمِعْتُ الْبُخَارِيَّ قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: هُوَ كَذَّابٌ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ. قَالَ: أَبُو عُبَيْدَةَ النَّاجِيُّ: الَّذِي يَرْوِي الْمَوَاعِظَ بَكْرُ بْنُ الأَسْوَدِ، كَذَّابٌ.(4/316)
38 - ن: بَكْرُ بْنُ الْحَكَمِ، أَبُو بِشْرٍ الْمُزَلِّقُ الْيَرْبُوعِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَيَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، وَحَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ. [ص:317]
صَالِحُ الْحَدِيثِ، وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.(4/316)
39 - ت ق: بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ الْكُوفِيُّ الْعَابِدُ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَإِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ، وَجَمَاعَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَآدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ، وَمَعْرُوفٌ الْكَرْخِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَوَلَدَاهُ حَبِيبٌ، وَعَبْدُ الْقُدُّوسِ ابْنَا بَكْرٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ عُبَيْدُ بْنُ هِشَامٍ الْحَلَبِيُّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ غزاء صَالِحًا.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ، وَغَيْرُهُ: مَتُروكُ الْحَدِيثِ.
وَرَوَى عباس، عَن ابْن معين: ليس بشيء.
وقال الفلاس: حدثنا يَحْيَى، عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
رَوَى مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ أَتَى شَيْئًا مِنَ النِّسَاءِ فِي أَدْبَارِهِنَّ فَقَدْ كَفَرَ"، رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، وَمَعْمَرٌ، وَجَمَاعَةٌ، عَنْ لَيْثٍ، فَلَمْ يَرْفَعْهُ.
قَالَ الْخَطِيبُ: نَزَلَ بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ بغْدَادَ.
قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ، وَهُوَ مَوْصُوفٌ بِالْعِبَادَةِ.(4/317)
40 - بُكَيْرُ بْنُ شِهَابٍ الدَّامَغَانِيُّ، أَبُو الْحَسَنِ الْحَنْظَلِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
يَرْوِي عَنْ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَعِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ، وغيرهم.
وَعَنْهُ: ابن أبي طَيْبَةَ الْجُرْجَانِيُّ، وَرَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ الْعَسْقَلانِيُّ، وَأَبُو شَيْبَةَ شَيْخٌ لِسَلْمِ بْنِ سَالِمٍ الْبَلْخِيِّ. [ص:318]
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، لَمْ أَجِدْ لَهُمْ فِيهِ كَلامًا.
قُلْتُ: أَمَّا:(4/317)
41 - ت ن: بُكَيْرُ بْنُ شِهَابٍ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فَقَدِيمٍ، عِرَاقِيٌّ صَدُوقٌ، وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ الدَّامَغَانِيُّ.(4/318)
42 - بُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ الدَّامَغَانِيُّ، أَبُو مُعَاذٍ الْمُفَسِّرُ الْقَاضِي، [الوفاة: 161 - 170 ه]
قاضي نيسابور.
سكن دمشق مدة،
وَرَوَى عَنْ: أَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حيان، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وأبي حنيفة، وعبد الكريم بن أبي المخارق.
وَعَنْهُ: الوليد بن مسلم، ومروان بن محمد، وهشام بن عبيد الله الرازي، وعبد الله بن عثمان عبدان، وحفص بن عبد الله السلمي، ونوح بن ميمون، وحماد بن قيراط، ورآه هشام بن عمار.
قال جعفر الفريابي: سَمِعْتُ هِشَامًا يقول: قدم علينا بُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ، وَسَمِعْتُ مِنْهُ، وَلَمْ أَكْتُبْ ذَلِكَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَا أَرَى بِهِ بَأْسًا.
وَكَنَاهُ النَّسَائِيُّ أَبَا مُعَاذٍ، وَقَالَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وقال أحمد بن أبي الحواري: حدثنا مروان، قال: حدثنا بُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ، وَكَانَ ثِقَةً.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ، مَا حَدِيثُهُ بِالْمُنْكَرِ جِدًّا.
وَوَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ.
وَيُرْوَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: ذَاهِبُ الْحَدِيثِ. [ص:319]
قُلْتُ: خَرَّجَ لَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي " الْمَرَاسِيلِ " مَا رَوَاهُ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، عَنِ الضَّحَّاكِ، فِي قَوْلِهِ: " مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ " قَالَ: هُوَ عَلَى الْعَرْشِ وَعِلْمُهُ مَعَهُمْ.
وَقَالَ الْحَاكِمُ: بَلَغَنِي مَوْتُهُ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/318)
-[حَرْفُ الثَّاءِ](4/319)
43 - د ن: ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ، أَبُو الْغُصْنِ الْغِفَارِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
مِنْ صِغَارِ التَّابِعِينَ،
لَهُ عَنْ: أَنَسٍ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَنَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَخَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ.
وَعَنْهُ: مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَبِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَطَائِفَةٌ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَالنَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: رَأَى جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَنَسًا.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ مَرَّةً: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِذَاكَ، هُوَ صَالِحٌ، هَذِهِ رِوَايَةُ عَبَّاسٍ الدُّورِيِّ عَنْهُ.
قُلْتُ: أَخْطَأَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ أَبَا الْغُصْنِ هَذَا هُوَ أَبُو الْغُصْنِ جُحَا.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: عَاشَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ مِائَةً وَخَمْسَ سِنِينَ، وَمَاتَ سَنَةَ [ص:320] ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/319)
44 - ع: ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ الأَحْوَلُ الْحَافِظُ، أَبُو زَيْدٍ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَهِلالِ بْنِ خَبَّابٍ، وَطَبَقَتِهِمَا.
وَعَنْهُ: أَبُو داود الطيالسي، وعفان، وعارم، وأبو سلمة التبوذكي، وآخرون.
قال أبو حاتم: ثقة.
وقال النسائي: ليس به بأس.
قلت: مات سنة تسع وستين ومائة.(4/320)
-[حَرْفُ الْجِيمِ](4/320)
45 - ن: جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رِفَاعَةَ الْعِجْلِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
وَيُقَالُ: إِنَّهُ أَزْدِيٌّ، سَكَنَ الْمَوْصِلَ.
وَحَدَّثَ عَنْ: مُجَاهِدٍ، وَعَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَحَمَّادٍ الْفَقِيهِ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَالطَّيَالِسِيُّ، وَعَفَّانُ، وَالْمُعَافَى بْنُ سُلَيْمَانَ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ الْيَرْبُوعِيُّ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ الْحَافِظُ: رَأَيْتُهُ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ.
وَقَالَ عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: جَابِرُ بْنُ يزيد رِفَاعَةَ، مَوْصِلِيٌّ يَرْوِي عَنْ مُجَاهِدٍ.
قُلْتُ لَهُ: فِي كِتَابِ النَّسَائِيِّ حَدِيثٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ صَدُوقٌ، بَقِيَ إِلَى حُدُودِ السَّبْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/320)
46 - ع: جَرِيرُ بْنُ حَازِمِ بْنِ زَيْدٍ الأَزْدِيُّ الْعَتَكِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْبَصْرِيُّ، الْحَافِظُ أَبُو النَّضْرِ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
أَخُو يَزِيدَ وَمَخْلَدٍ.
رَأَى بِمَكَّةَ لَمَّا حَجَّ أَبَا الطُّفَيْلِ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ، وَشَهِدَ جِنَازَتَهُ.
وَرَوَى عَنْ: عَمِّهِ جَرِيرِ بْنِ زَيْدٍ، وَأَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، وَالْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَطَاوُسٍ، وَعَطَاءٍ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَنَافِعٍ، وَحُمَيدِ بْنِ هِلالٍ، وَقَتَادَةَ، [ص:321] وَأَيُّوبَ، وَخَلْقٍ كَثِيرٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، وَشَيْخُهُ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَالسُّفْيَانَانِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَأَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ. وَرَحَلَ فِي الشَّيْخُوخَةِ إِلَى مِصْرَ فَسَمِعَ بِهَا وَأَسْمَعَ.
قَالَ وَهْبٌ: قَرَأَ أبي عَلَى أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلاءِ فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ أَفْصَحُ مِنْ مَعَدٍّ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: هُوَ أَوْثَقُ عِنْدِي مِنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ.
قُلْتُ: قَدْ وَثَّقَهُ النَّاسُ، وَلَكِنَّهُ تَغَيَّرَ قَبْلَ مَوْتِهِ، فَحَجَبَهُ ابْنُهُ وَهْبٌ، فَمَا سَمِعَ مِنْهُ أَحَدٌ فِي اخْتِلاطِهِ، وَلَهُ أَحَادِيثُ يَنْفَرِدُ بِهَا فِيهَا نَكَارَةٌ وَغَرَابَةٌ، وَلِهَذَا يَقُولُ فِيهِ الْبُخَارِيُّ: رُبَّمَا يَهِمُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: هُوَ فِي قَتَادَةَ ضَعِيفٌ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَغَيْرُهُ: أَخْطَأَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ فِي حَدِيثِهِ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ " كَانَتْ قَبِيعَةَ سَيْفِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ فِضَّةٍ " إِنَّمَا صَوَابُهُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ مُرْسَلا.
قَالَ الْمَيْمُونِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: كَانَ حَدِيثُ جَرِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ غَيْرَ حَدِيثِ النَّاسِ، يُوقِفُ أَشْيَاءَ، وَيُسْنِدُ أَشْيَاءَ، ثُمَّ أَثْنَى أَحْمَدُ عَلَيْهِ وَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: رَجُلٌ صَالِحٌ: صَاحِبُ سُنَّةٍ وَفَضْلٍ.
وَقَالَ أبو داود الطيالسي: كان جرير بن حازم إِذَا قَدِمَ قَالَ شُعْبَةُ: قَدْ جَاءَكُمْ هَذَا الحشوي.
قال العقيلي: حدثنا الحسين بن عبد الله الذارع، قال: حدثنا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ تَغَيَّرَا، فَحُجِبَ النَّاسُ عَنْهُمَا.
وَقَالَ الْحَسَنُ الْحُلْوَانِيُّ: بَلَغَنِي أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مهدي دخل إِلَى جَرِيرٍ يَعُودُهُ فِي اخْتِلاطِهِ، فَقَالَ لَهُ: مَنْ أَنْتَ، قَالَ: أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ. فَقَالَ: ابْنُ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ. [ص:322]
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، فَقَالَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَهُوَ عَنْ قَتَادَةَ ضَعِيفٌ.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: كَانَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ يَقُولُ فِي حَدِيثِ الضَّبُعِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عُمَرَ، ثُمَّ جَعَلَهُ بَعْدُ: عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: اخْتَلَطَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَبْلَ مَوْتِهِ، فَلَمَّا أَحَسَّ بِهِ بَنُوهُ حَجَبُوهُ، فَلَمْ يُسْمَعْ مِنْهُ شَيْءٌ فِي اخْتِلاطِهِ.
وَعَنْ جَرِيرٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ كَانَ لِي خَمْسُ سِنِينَ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: تَغَيَّرَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ.
وَقَالَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: مَا رَأَيْتُ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ يُعَظِّمُ أَحَدًا مَا يُعَظِّمُ جَرِيرَ بْنَ حَازِمٍ.
وَقَالَ وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ: كَانَ شُعْبَةُ يَأْتِي أَبِي يَسْأَلُهُ.
وَرَوَى وَهْبٌ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى الْحَسَنِ سَبْعَ سِنِينَ، لَمْ أَخْرِمْ مِنْهَا يَوْمًا وَاحِدًا.
قُلْتُ: قَدْ وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِيهِ، وَمَاتَ فِي آخِرِ سَنَةِ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/320)
• - جعفر بن الحارث، هو أبو الأشهب، [الوفاة: 161 - 170 ه]
في الكنى.(4/322)
47 - ت: جَعْفَرُ بْنُ زِيَادٍ الأَحْمَرُ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: مَنْصُورٍ، وَمُغِيرَةَ، وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَبَيَانِ بْنِ بِشْرٍ، وعدة.
وَعَنْهُ: ابن مهدي، والأسود بْنِ عَامِرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ، وَيَحْيَى بْنُ بِشْرٍ الْحَرِيرِيُّ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: صَدُوقٌ.
وَقِيلَ: كَانَ مِنْ صَالِحِي الشِّيعَةِ، وَقَدْ سَجَنَهُ الْمَنْصُورُ مُدَّةً.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: فِي النَّفْسِ مِنْهُ.
وَقَالَ الْجَوْزَجَانِيُّ: مَائِلٌ عَنِ الطَّرِيقِ. [ص:323]
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/322)
48 - جَعْفَرُ بْنُ كَيْسَانَ الْعَدَوِيُّ الْبَصْرِيُّ، َأَبُو مَعُروفٍ الْمُؤَذِّنُ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: مُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ، وَعَمْرَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، وَحُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ.
وَعَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَمُسْلِمٌ، وَحَوْثَرَةُ بْنُ أَشْرَسَ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.(4/323)
49 - جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ الأَسَدِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ.
وَعَنْهُ: مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَثْمَةَ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: لا يُتَابَعُ عَلَى حَدِيثِهِ.
وَقَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.(4/323)
50 - جُمَيْعُ بْنُ ثُوَّبٍ السُّلَمِيُّ الرَّحْبِيُّ الْحِمْصِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
أَحَدُ الضُّعَفَاءِ. عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، وَحَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَيَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ.
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْخَبَائِرِيُّ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقِيلَ فِيهِ: جُمَيْعٌ، بِالضَّمِّ.(4/323)
51 - جُوَيْرِيَةُ بْنُ بَشِيرٍ الْهُجَيْمِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
[ص:324]
سَمِعَ: الْحَسَنَ، وَغَيْرَهُ،
وَعَنْهُ: يَحْيَى الْقَطَّانُ، وَمُسْلِمٌ، وَالتَّبُوذَكِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ اللاحِقِيُّ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(4/323)
52 - جَمِيلُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّائِيُّ، أَبُو النَّضْرِ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: الْحَسَنِ، وَثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ.
وَلَيْسَ هَذَا بِجَمِيلِ بْنِ زيد.(4/324)
-[حَرْفُ الْحَاءِ](4/324)
53 - ت ق: الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ، أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَرْمِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُوسَى التَّبُوذَكِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْعَيْشيُّ، وَأَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ.
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.(4/324)
54 - الْحَارِثُ بْنُ غُصَيْنٍ، أَبُو وَهْبٍ الثَّقَفِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَمَنْصُورٍ، وَحُصَيْنٍ.
وَعَنْهُ: شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ، وَحُسَيْنُ الْجُعْفيُّ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَدَائِنِيُّ.(4/324)
55 - ت ق: الْحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ اللَّيْثِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: خَالِهِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وطاوس،
وَعَنْهُ: الحارث بن النعمان بن سالم البزاز سَمِيُّهُ، وَسَعِيدُ بْنُ عُمَارَةَ، وَثَابِتُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّاهِدُ، وَآخَرُونَ. [ص:325]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.(4/324)
56 - د: حِبَّانُ بْنُ يَسَارٍ، أَبُو رَوْحٍ الْكِلابِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ.
وَعَنْهُ: عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ، وَأَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَأَوْرَدَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي " الثِّقَاتِ ".(4/325)
57 - م ن ق: حَبِيبُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ يَزِيدُ الْجَرْمِيُّ الْبَصْرِيُّ الأَنْمَاطِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
سَمِعَ: الْحَسَنَ، وَعَمْرَو بْنَ هَرِمٍ، وَقَتَادَةَ، وَخَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيَّ.
وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَأَبُو سَلَمَةَ الْمِنْقَرِيُّ، وَحِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَدَاوُدُ بْنُ شَبِيبٍ، وَوَلَدُهُ مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ.
فِيهِ لِينٌ مَا، قَدْ غَمَزَهُ أَحْمَدُ، وَقَدَحَ فِيهِ يَحْيَى الْقَطَّانُ. وَنَهَى يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْ كِتَابَةِ حَدِيثِهِ.
وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ ابْنُ مَهْدِيٍّ، وَغَيْرُهُ.(4/325)
58 - حُبَيِّبُ بْنُ حُجْرٍ الْقَيْسِيُّ الْبَصْرِيُّ، مُصَغَّرُ الاسْمِ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَأَبِي الْمُهَزَّمِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَوَكِيعٌ، وَمُسْلِمٌ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ.
مَا عَلِمْتُ بِهِ بَأْسًا بَعْدُ.(4/325)
59 - ق: حَجَّاجُ بْنُ تَمِيمٍ الْجَزَرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
[ص:326]
سَمِعَ: مَيْمُونَ بْنَ مِهْرَانَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَجُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ.
ضَعَّفَهُ ابْنُ عَدِيٍّ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
قلت: له حديثان في ابن ماجه.(4/325)
60 - د: حَجَّاجُ بْنُ صَفْوَانَ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أُسَيْدِ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ، وَأَبِيهِ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو ضَمْرَةَ، وَالْقَعْنَبِيُّ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ: صَدُوقٌ.
وَضَعَّفَهُ الأَزْدِيُّ.(4/326)
61 - حَرْبُ بْنُ سُرَيْجٍ الْمِنْقَرِيُّ الْبَصْرِيُّ الْبَزَّازُ. [أَبُو سُفْيَانَ وَيُقَالُ هُوَ أَيْضًا: حَرْبُ بْنُ أَبِي الْعَالِيَةِ] [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: الْحَسَنِ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَنَافِعٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ.
قَالَ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيّ: أرجو أنه لا بأس به. [ص:327]
قُلْتُ: يُكَنَّى أَبَا سُفْيَانَ، وَيُقَالُ هُوَ أَيْضًا: حَرْبُ بْنُ أَبِي الْعَالِيَةِ.(4/326)
62 - خ م د ت ن: حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ، أَبُو الْخَطَّابِ الْيَشْكُرِيُّ الْبَصْرِيُّ الْحَافِظُ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ التَّنُّورِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْغُدَانِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ الْفَلاسُ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ لا يُحَدِّثُ عَنْهُ.
قُلْتُ: قَدْ عُلِمَ تَعَنُّتُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ فِي الرِّجَالِ، وَبَعْدَ هَذَا فَيَرْوِي عَنْ مُجَالِدٍ، وَيُقَوِّيهِ.
مَاتَ حَرْبُ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/327)
• - حَرْبُ بْنُ أَبِي الْعَالِيَةِ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
فِي الطَّبَقَةِ الآتِيَةِ.(4/327)
63 - م ت: حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ، أَبُو الْخَطَّابِ الأَنْصَارِيُّ الْبَصْرِيُّ الأَكْبَرُ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
مَوْلَى النَّضْرِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
رَوَى عَنْ: مَوْلاهُ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الصَّمَدِ التَّنُّورِيُّ، وَبَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، وَحِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، وَيُونُسُ الْمُؤَدِّبُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ الْمَدِينِيِّ، وَلَيَّنَهُ غَيْرُهُ.
قَالَ البخاري: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: كَانَ أَكْذَبَ الْخَلْقِ، وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحٌ. [ص:328]
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيِّنٌ.(4/327)
• - حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
صَاحِبُ الأَغْمِيَةِ.
هَذَا أَصْغَرُهُمْ، سَيَأْتِي فِيمَا بَعْدُ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ -.(4/328)
64 - م د ن ق: حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ قُرَادٍ، أَبُو حَفْصٍ التُّجِيبِيُّ الْمِصْرِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
هُوَ جَدُّ حَرْمَلَةَ صَاحِبِ الشَّافِعِيِّ.
رَوَى عَنْ: جَمَاعَةٍ، قَدْ ذُكِرَ.(4/328)
65 - خ 4: حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ جَبْرٍ، أَبُو عُثْمَانَ الرَّحَبِيُّ المشرقي الحمصي الحافظ، ويكنى أبا عون أيضا، [الوفاة: 161 - 170 ه]
مِنْ صِغَارِ التَّابِعِينَ.
سَمِعَ: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ الْمَازِنِيَّ، وَخَالِدَ بْنَ مَعْدَانَ، وَرَاشِدَ بْنَ سَعْدٍ، وَحَبِيبَ بْنَ عُبَيْدٍ، وَعَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ عبد الله النصري، وَعَبْدَ الرَّحَمْنِ بْنَ مَيْسَرَةَ، وَعِدَّةً.
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، ويحيى القطان، ويحيى بن سعيد الْعَطَّارِ الْحِمْصِيُّ، وَحَجَّاجُ بْنُ محمد، وآدمُ بنُ أبي إياس، وأبو اليمان، ويحيى الوحاظي، وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
وَحَدِيثُهُ نَحْوُ الْمِائَتَيْنِ، وَكَانَ فِيهِ نَصْبٌ.
وَقَدْ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يَصِحُّ عِنْدِي مَا يُقَالُ عَنْهُ فِي رَأْيِهِ، وَلا أَعْلَمُ بِالشَّامِ أَثْبَتَ مِنْهُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو الْيَمَانِ: كَانَ يَتَنَاوَلُ مِنْ رَجُلٍ ثُمَّ تَرَكَ ذَلِكَ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: أَشَدُّ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ يَقُولُ: " لَنَا أَمِيرٌ وَلَكُمْ أَمِيرٌ "، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " لا أُحِبُّ مَنْ قَتَلَ لِي جَدَّيْنِ ".
وَقَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ: بَلَغَنِي عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَيَّاشٍ، قَالَ: سَمِعْتُ [ص:329] حَرِيزَ بْنَ عُثْمَانَ يَقُولُ لِرَجُلٍ: وَيْحَكَ، تَزْعُمُ أَنِّي أَشْتُمُ عَلِيًّا، وَاللَّهِ مَا شَتَمْتُهُ قَطُّ.
وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ: لا أَحْسَبُنِي رَأَيْتُ شَامِيًّا أَفْضَلَ مِنْهُ.
وَيُقَالُ: إِنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ عليا - رضي الله عنه -.
قال الخطيب في " تاريخه ": أخبرنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حمويه الهمذاني، قال: أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، قال: أخبرنا عمر بن أحمد بن يونس ببغداد، قال: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمَالِكِيُّ، قال: حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك، قال: حدثنا إسماعيل بْنِ عَيَّاشٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حَرِيزَ بْنَ عُثْمَانَ، قَالَ: هَذَا الَّذِي يَرْوِيهِ النَّاسُ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ لِعَلِيٍّ: " أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى " حَقٌّ، وَلَكِنْ أَخْطَأَ السَّامِعُ، إِنَّمَا هُوَ: " أَنْتَ مِنِّي مَكَانَ قَارُونَ مِنْ مُوسَى "، قُلْتُ: عَنْ مَنْ تَرْوِيهِ؟ قَالَ: سَمِعْتُ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ يَقُولُهُ عَلَى الْمِنْبَرِ.
قَالَ الْخَطِيبُ: عَبْدُ الْوَهَّابِ كذاب.
ابن جوصا: حدثنا معاوية بن عمرو الكلاعي، قال: حدثنا حَرِيزٌ، قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ: هَلْ كَانَ فِي رَأْسِ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَعَرَاتٌ بِيضٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَإِذَا ادَّهَنَ تَغَيَّرَ.
قُلْتُ: هَذَا أَعْلَى شَيْءٍ عِنْدَ ابن جوصا، فَهُوَ ثُلاثِيٌّ لَهُ، كَمَا هُوَ ثُلاثِيٌّ لِلْبُخَارِيِّ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى فِي " تَارِيخِ حِمْصَ ": لَمْ يَكُنْ لِحَرِيزٍ كِتَابٌ، إِنَّمَا كَانَ يَحْفَظُ.
مَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَمَانِينَ. [ص:330]
وقال الوليد بن مسلم: حدثنا حَرِيزٌ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ بُسْرٍ وَأَنَا غُلامٌ.
وقال أبو بكر بن أبي داود: حدثنا معاوية بن عبد الرحمن الرحبي، قال: سَمِعْتُ حَرِيزَ بْنَ عُثْمَانَ يَقُولُ: لا تُعَادِ أَحَدًا حَتَّى تَعْلَمَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ، فَإِنْ يَكُنْ مُحْسِنًا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُسْلِمُهُ لِعَدَاوَتِكَ، وَإِنْ يَكُنْ مُسِيئًا فَأَوْشَكَ بِعَمَلِهِ أَنْ يَكْفِيَكَهُ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ: جَمَعْنَا حَدِيثَ حَرِيزٍ فِي دِفْتَرٍ وَأَثْبَتْنَاهُ بِهِ نَحْوَ مِائَتَيْ حَدِيثٍ، فَتَعَجَّبَ وَقَالَ: هَذَا كُلُّهُ عَنِّي؟!.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ بِالشَّامِ أَثْبَتُ مِنْ حَرِيزٍ إِلا أَنْ يَكُونَ بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ: قَالَ جَرِيرٌ: إِنَّ حريزا كان يشتم عَلِيًّا - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَلَى الْمِنْبَرِ.
وَقَالَ أحمد بن سعيد الدارمي، قال: حدثنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: عَادَلْتُ حَرِيزَ بْنَ عُثْمَانَ مِنْ مِصْرَ إِلَى مَكَّةَ، فَجَعَلَ يَسُبُّ عَلِيًّا، وَيَلْعَنُهُ.
وَقَالَ رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ الْحِمْصِيُّ: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الخبائري، قال: حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: زَامَلْتُ حَرِيزَ بْنَ عُثْمَانَ، فَسَمِعْتُهُ يَقَعُ فِي عَلِيٍّ، فَقُلْتُ: مَهْلا يا أبا عثمان، ابن عم نبيك، وزوج ابْنَتَهُ، فَقَالَ: اسْكُتْ يَا رَأْسَ الْحِمَارِ لا أُلْقِيكَ مِنَ الْجَمَلِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَلْعَنُ عَلِيًّا، فَعَاتَبُوهُ، فَقَالَ: هُوَ الْقَاطِعُ رَأْسَ أجدادي بالفؤوس. وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ يَحْكِي أَنَّهُ رَجَعَ عَنْ ذَلِكَ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمَّادٍ الآمِلِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ صَالِحٍ، أَنَّ حَرِيزَ بْنَ عُثْمَانَ لَمْ أَكْتُبْ عَنْهُ، صَلَّيْتُ مَعَهُ الْفَجْرَ سَبْعَ سِنِينَ، فَكَانَ لا يَخْرُجُ مِنَ المسجد حتى يلعن عليا سبعين مرة كل يوم.
قلت: صح أَنَّهُ تَرَكَ ذَلِكَ، وَجَاءَ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ أَنَّ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ رُئِيَ فِي النَّوْمِ فَقَالَ: غَفَرَ لِي رَبِّي، وَعَاتَبَنِي فِي رِوَايَتِي عن حريز. [ص:331]
عباس الدوري: سمعت ابن معين، قال: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَيَّاشٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ حَرِيزَ بْنَ عُثْمَانَ الرَّحَبِيَّ يَقُولُ لِرَجُلٍ: وَيْحَكَ، أَمَا تتقي الله تزعم أني شتمت عليا، ولا وَاللَّهِ مَا شَتَمْتُ عَلِيًّا قَطُّ.
وَقَالَ الْحُلْوَانِيُّ: حدثنا شبابة، قال: سَمِعْتُ حَرِيزَ بْنَ عُثْمَانَ، قَالَ لَهُ رَجُلٌ: بَلَغَنِي أَنَّكَ لا تَتَرَحَّمُ عَلَى عَلِيٍّ؟ فَقَالَ: اسْكُتْ، مَا أَنْتَ وَهَذَا، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ، وَقَالَ: رَحِمَهُ اللَّهُ مِائَةَ مَرَّةٍ.
قَالَ الْوُحَاظِيُّ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ حَرِيزٌ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ الْخَبَائِرِيُّ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ.
قَالَ الْخَطِيبُ: هَذَا خَطَأٌ.(4/328)
66 - حِزَامُ بْنُ هِشَامٍ الْخُزَاعِيُّ الْقُدَيْدِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
مِنْ بَادِيَةِ الْحِجَازِ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَأَبُوهُ هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، يُقَالُ: إِنَّهُ سَمِعَ مِنْ عُمَرَ.(4/331)
67 - حُسَامُ بْنُ مِصَكٍّ، أَبُو سَهْلٍ الْبَصْرِيُّ الأَزْدِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، وَقَتَادَةَ.
وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَحَجَّاجٌ الأَعْوَرُ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَجَمَاعَةٌ. وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ: شُعْبَةُ، وَهُوَ أَقْدَمُ مَوْتًا مِنْهُ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ عِنْدَهُمْ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، لَمْ يُخَرِّجُوا لَهُ.(4/331)
68 - ن: حَسَّانُ بْنُ نُوحٍ النَّصْرِيُّ الْحِمْصِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أَبِي أُمَامَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرْدٍ،
وَعَنْهُ: مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَعِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، وَآخَرُونَ.
لَهُ حَدِيثٌ فِي النَّهْيِ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ السَّبْتِ، أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ، وَإِسْنَادُهُ صَالِحٌ.(4/332)
69 - الْحَسَنُ بْنُ أيوب الحَضرميُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
حِمصيٌّ ذكر أنَّ أنس بن مالك مسح رأسه.(4/332)
70 - ت ق: الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْجُفْرِيُّ الْبَصْرِيُّ، أَبُو سَعِيدٍ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: نَافِعٍ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْجُمَحِيِّ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وأبو عمر الْحَوْضِيُّ، وَمُوسَى التَّبُوذَكِيُّ.
قَالَ الْفَلاسُ: صَدُوقٌ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وقال النسائي: ضعيف.
وقال نصر بن علي: لم يكن بالبصرة أحد أعبد منه.
قال البخاري: هو الحسن بن عجلان، وهو مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سبع وستين ومائة.(4/332)
71 - الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ الْبَصْرِيُّ، وَيُقَالُ: هُوَ الْحَسَنُ بْنُ وَاصِلٍ التَّمِيمِيُّ، أَبُو سَعِيدٍ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
مُحَدِّثٌ مُكْثِرٌ.
رَوَى عَنْ: ابْنِ سِيرِينَ، وَكُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَخَلْقٍ كَثِيرٍ،
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَشَيْبَانُ النَّحْوِيُّ، وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَسَعْدُ بْنُ يَزِيدَ الْفَرَّاءُ، وَشَيْبَانُ بْنُ [ص:333] فَرُّوخٍ، وَدَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ وَآخَرُونَ.
قَالَ عَبْدَانُ الأَهْوَازِيُّ: كَانَ عِنْدَ شَيْبَانَ بْنِ فَرُّوخٍ عَنْهُ خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفَ حَدِيثٍ.
قَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لا شَيْءَ.
وَكَذَّبَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: تَرَكَهُ يَحْيَى، وابن مَهْدِيٍّ.
وَهُوَ مُجْمَعٌ عَلَى ضَعْفِهِ، عَلَى أَنِّي لم أر حَدِيثًا قَدْ جَاوَزَ الْحَدَّ.
سُفْيَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: أَمَّا الْحَسَنُ بن دينار فكان يَرَى الْقَدَرَ، وَكَانَ يَحْمِلُ كُتُبَهُ إِلَى بُيُوتِ الناس، ويخرجها من يده ثم يُحَدِّثَ مِنْهَا، وَكَانَ لا يَحْفَظُ.
قُلْتُ: كَانَ الصَّدْرُ الأَوَّلُ لا يُخْرِجُونَ أُصُولَهُمْ مِنْ أَيْدِيهِمْ مَخَافَةَ أَنْ يُدَسَّ فِيهَا شَيْءٌ مَا سَمِعُوهُ.
وقال البخاري: الحسن بن دينار هو ابن وَاصِلٍ التَّمِيمِيُّ، تَرَكَهُ وَكِيعٌ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ.(4/332)
72 - ن: الْحَسَنُ بْنُ زَيْدِ ابْنِ السَّيِّدِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، الأَمِيرُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيُّ الْفَاطِمِيُّ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
وَالِدُ السيدة العابدة نفسية الْمَدْفُونَةِ بِظَاهِرِ مِصْرَ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعِكْرِمَةَ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ،
وَعَنْهُ: ابْنُهُ إِسْمَاعِيلُ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، وَوَكِيعٌ، وَمَالِكٌ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَغَيْرُهُمْ.
كَانَ مِنْ سَرَوَاتِ بَنِي هَاشِمٍ، وَأَجْوَادِهِمْ، وُلِّيَ الْمَدِينَةَ لِلْمَنْصُورِ خَمْسَ سِنِينَ، ثُمَّ عَزَلَهُ وَحَبَسَهُ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ الْمَنْصُورُ أَخْرَجَهُ الْمَهْدِيُّ، وأكرمه، وأعطاه [ص:334] أَمْوَالَه، وَلَمْ يَزَلْ فِي صَحَابَتِهِ.
وَيُقَالُ: إِنَّهُ قَضَى عَنْ وَالِدِهِ زَيْدٍ أَرْبَعَةَ آلافِ دِينَارٍ.
وَكَانَ ذَا قُعْدُدٍ فِي النَّسَبِ؛ فَإِنَّهُ مُوَازٍ لِأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ، وَقَدْ مَدَحَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الشُّعَرَاءِ.
وَخَرَّجَ لَهُ النَّسَائِيُّ حَدِيثًا وَاحِدًا.
مَاتَ بِالْحَاجِرِ، وَهُوَ يُرِيدُ الْحَجَّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَلَهُ خَمْسٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً.
رَوَى ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - احْتَجَمَ، وَهُوَ صَائِمٌ.(4/333)
73 - م 4: الْحَسَنُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ، الْفَقِيهُ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ الْعَابِدُ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
أَحَدُ الأَعْلامِ، أَخُو عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ، وَهُمَا ابْنَا صَالِحِ بْنِ صَالِحِ بْنِ حَيَّانَ بْنِ شُفَيِّ بْنِ هُنَيٍّ الثَّوْرِيِّ.
وَقِيلَ: هُوَ صَالِحُ بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَهُ الْبُخَارِيُّ.
وَقِيلَ: صَالِحُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيِّ بْنِ مُسْلِمٍ.
وُلِدَ الْحَسَنُ سَنَةَ مِائَةٍ، وَرَوَى عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، وَسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَإِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ الْعُمَرِيِّ، وَبَيَانِ بْنِ بِشْرٍ، وَوَالِدِهِ صَالِحٍ، وَعَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، وَعَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَقَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَيَحْيَى بْنُ آدم، ويحيى بن فصيل، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَقَبِيصَةُ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَآخَرُونَ.
قال أبو نعيم: كتبت عن ثمان مائة مُحَدِّثٍ، فَمَا رَأَيْتُ أَفْضَلَ مِنَ الْحَسَنِ بْنِ صالح. [ص:335]
وَقَالَ عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: يُكْتَبُ رَأْيُ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، وَرَأْيُ الأَوْزَاعِيِّ، هَؤُلاءِ ثِقَاتٌ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: اجْتَمَعَ فِي الْحَسَنِ بن حي إتقان، وفقه، وعبادة، وَزُهْدٌ.
وَكَانَ وَكِيعٌ يُعَظِّمُهُ، وَيُشَبِّهُهُ بِسَعِيدِ بْنِ جبير.
وقال أبو نعيم: حدثنا الحسن بن صالح: وما كان بدون الثوري في الورع، والقوة.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ: قُلْنَا لِلْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ: صِفْ لَنَا غُسْلَ الْمَيِّتِ، فَمَا قَدَرَ عَلَيْهِ مِنَ الْبُكَاءِ.
وَقَالَ عَبْدُهُ بْنُ سُلَيْمَانَ: إِنِّي أَرَى اللَّهَ يَسْتَحِي أَنْ يُعَذِّبَ الْحَسَنَ بْنَ صَالِحٍ.
وَقَالَ أَبُو غَسَّانَ: هُوَ خَيْرٌ مِنْ شَرِيكٍ، مِنْ هُنَا إِلَى خُرَاسَانَ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا إِلا وَقَدْ غَلَطَ فِي شَيْءٍ، غَيْرَ الْحَسَنِ بْنِ صالح.
قال ابْنُ عَدِيٍّ: لَمْ أَرَ لَهُ حَدِيثًا مُنْكَرًا مُجَاوِزًا الْمِقْدَارَ، هُوَ عِنْدِي مِنْ أَهْلِ الصِّدْقِ.
وَقَالَ وَكِيعٌ: هُوَ عِنْدِي إِمَامٌ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ لا يَتَرَحَّمُ عَلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ وَكِيعٌ: أَتَتَرَحَّمُ أَنْتَ عَلَى الْحَجَّاجِ؟
قُلْتُ: هَذِهِ سَقْطَةٌ مِنْ وَكِيعٍ، شَتَّانَ مَا بَيْنَ الْحَجَّاجِ وَبَيْنَ عُثْمَانَ، عُثْمَانُ خَيْرُ أَهْلِ زَمَانِهِ، وَحَجَّاجٌ شَرُّ أَهْلِ زَمَانِهِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ ثِقَةٌ، حَافِظٌ، مُتْقِنٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ وَكِيعٌ: كَانَ الْحَسَنُ وَعَلِيٌّ وأمهما قد جزؤوا اللَّيْلَ ثَلاثَةَ أَجْزَاءٍ لِلْعِبَادَةِ، فَمَاتَتْ أُمُّهُمَا، فَقَسَّمَا بينهما قيام اللَّيْلَ، ثُمَّ مَاتَ عَلِيٌّ، فَقَامَ اللَّيْلَ [ص:336] كُلَّهُ الْحَسَنُ.
وَعَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيِّ قَالَ: ما رأيت أحدا الخوف أَظْهَرَ عَلَى وَجْهِهِ مِنَ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، قَامَ لَيْلَةً بِـ " عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ " فَغُشِيَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَخْتِمْهَا إِلَى الْفَجْرِ.
وَعَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: رُبَّمَا أَصْبَحْتُ وَمَا مَعِي دِرْهَمٌ، وَكَأَنَّ الدُّنْيَا كلها قَدْ حِيزَتْ لِي فِي يَدِي.
أَحْمَدُ بْنُ أبي الحواري: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ جَبَلَةَ قَالَ: دَخَلَ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ السُّوقَ يَوْمًا وَأَنَا مَعَهُ، فَرَأَى هَذَا يخيط وذا يَصْبَغُ، فَبَكَى، ثُمَّ قَالَ: أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَتَعَلَّلُونَ حَتَّى يَأْتِيَهُمُ الْمَوْتُ.
وَعَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، قَالَ: فَتَّشْنَا الْوَرَعَ فَلَمْ نَجِدْهُ فِي شَيْءٍ أَقَلَّ مِنْهُ فِي اللِّسَانِ.
وَعَنِ ابْنِ حَيٍّ أَنَّهُ كَانَ إِذَا نَظَرَ إِلَى الْمَقْبَرَةِ يَصْرُخُ وَيُغْشَى عَلَيْهِ.
وَقَالَ حُمَيْدٌ الرُّؤَاسِيُّ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ صَالِحٍ، وَرَجُلٌ يَقْرَأُ: " لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ "، فَالْتَفَتَ عَلِيٌّ إِلَى أَخِيهِ الْحَسَنِ وَقَدِ اخْضَرَّ وَاصْفَرَّ، فَقَالَ: يَا حَسَنُ: إِنَّهَا أَفْزَاعٌ فَوْقَ أَفْزَاعٍ، وَرَأَيْتُ الْحَسَنَ أراد أن يَصِيحُ، ثُمَّ جَمَعَ ثَوْبَهُ فَعَضَّ عَلَيْهِ حَتَّى سَكَنَ عَنْهُ.
وَعَنِ ابْنِ حَيٍّ، قَالَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيَفْتَحُ لِلْعَبْدِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ بَابًا مِنَ الخير، يريد بها بَابًا مِنَ السُّوءِ.
أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ جعفر البغدادي: حدثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ: قَالَ لِي أَخِي - وَكُنْتُ أُصَلِّي -: يَا أَخِي اسْقِنِي، قَالَ: فَلَمَّا قَضَيْتُ صَلاتِي أَتَيْتُهُ بِمَاءٍ فَقَالَ: قَدْ شَرِبْتُ السَّاعَةَ، قُلْتُ: وَمَنْ سَقَاكَ، وَلَيْسَ فِي الْغُرْفَةِ غَيْرِي وَغَيْرُكَ؟ قَالَ: أَتَانِي السَّاعَةَ جِبْرِيلُ بِمَاءٍ فَسَقَانِي وَقَالَ: أَنْتَ وَأَخُوكَ وَأُمُّكَ " مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ " الآيَةَ، وَخَرَجَتْ نَفْسُهُ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ: تَرَكَ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ الْجُمُعَةَ، فَجَاءَ فُلانٌ فَجَعَلَ يُنَاظِرُهُ لَيْلَةً إِلَى الصَّبَاحِ، فَذَهَبَ الْحَسَنُ إِلَى تَرْكِ الْجُمُعَةِ مَعَهُمْ وَإِلَى الْخُرُوجِ عَلَيْهِمْ، وَلِهَذَا يَقُولُ أَبُو أُسَامَةَ: سَمِعْتُ زَائِدَةَ يَقُولُ: إِنَّ ابْنَ [ص:337] حَيٍّ هَذَا قَدِ اسْتُصْلِبَ مُنْذُ زَمَانٍ، وَمَا يَجِدُ أَحَدًا يَصْلِبُهُ.
يَعْنِي لَوْ عَلِمَ بِهِ أَهْلُ الدَّوْلَةِ أَنَّهُ يَرَى السَّيْفَ لَقَتَلُوهُ.
قَالَ أبو أُسَامَةُ: أَتَيْتُ الْحَسنَ بْنَ صَالِحٍ، فَجَعَلَ أَصْحَابُهُ يَقُولُونَ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَقُلْتُ: مَا لِي، كَفَرْتُ؟ قَالَ: لا، ولكن ينقمون عليك صحبة مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ وَزَائِدَةَ، فَقُلْتُ: لا جَلَسْتُ إِلَيْكَ أَبَدًا.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: ذُكِرَ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ عِنْدَ الثَّوْرِيِّ فَقَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ يَرَى السَّيْفَ عَلَى الأُمَّةِ.
وَعَنِ الثَّوْرِيِّ أَنَّهُ كَانَ يَنْقِمُ عَلَى ابْنِ حَيٍّ تَرْكَ الْجُمُعَةِ.
وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ: كَانَ الْحَسَنُ بْنُ حَيٍّ يَرَى السَّيْفَ.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: كَانَ سفيان يسيء الرَّأْيَ فِي الْحَسَنِ بْنِ حَيٍّ.
وَقَالَ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ: كَانَ زَائِدَةُ يَجْلِسُ فِي الْمَسْجِدِ يُحَذِّرُ النَّاسَ مِنِ ابْنِ حَيٍّ وَأَصْحَابِهِ، قَالَ: وَكَانُوا يَرَوْنَ السَّيْفَ.
أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ: سَمِعْتُ ابْنَ إِدْرِيسَ يَقُولُ: مَا أَنَا وَابْنُ حَيٍّ، لا يرى جُمْعَةً وَلا جِهَادًا.
قَالَ أَبُو مَعْمَرٍ الْقَطِيعِيُّ: كُنَّا عِنْدَ وَكِيعٍ، فَكَانَ إِذَا حَدَّثَ عَنْ حَسَنِ بْنِ صَالِحٍ أَمْسَكْنَا فَلَمْ نَكْتُبْ، فَقَالَ: ما لكم؟ فقال له أخي بيده هكذا: يعني أنه كان ما يرى السيف، فسكت وَكِيعٌ.
وَقَالَ خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ: كَانَ زَائِدَةُ يَسْتَتِيبُ مَنْ أَتَى حَسَنَ بْنَ صَالِحٍ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الْفُقَهَاءِ.
لَهُ أَقْوَالٌ تُحْكَى فِي الْخِلافِيَّاتِ.(4/334)
74 - الحسين بن مطير. [الوفاة: 161 - 170 ه]
من فحول الشعراء في الدَّوْلَتَيْنِ، وَلَهُ مَدَائِحُ فِي الْمَهْدِيِّ، وَشِعْرُهُ فِي الذِّرْوَةِ، وَكَانَ أَعْرَابِيَّ الْهَيْئَةِ وَاللِّبَاسِ، وَهُوَ مِنْ موالي بني أسد، وهو القائل: [ص:338]
فيا عجبا للناس يتشرفونني ... كَأَنْ لَمْ يَرَوْا بَعْدِي مُحِبًّا وَلا قَبْلِي
يَقُولُونَ لِي اصْرِمْ يَرْجِعِ الْعَقْلُ كُلُّهُ ... وَصَرْمُ حبيب النفس أذهب للعقل
ويا عَجَبًا مِنْ حُبِّ مَنْ هُوَ قَاتِلِي ... كَأَنِّي أُجَازِيهِ الْمَوَدَّةَ عَنْ قَتْلِي
وَمِنْ بَيِّنَاتِ الْحُبِّ أَنْ صَارَ أَهْلُهَا ... أَحَبَّ إِلَى قَلْبِي وَعَيْنِي من أهلي
قال أبو عكرمة الضبي: حدثنا سُلَيْمَانُ، قَالَ: خَرَجَ الْمَهْدِيُّ يَوْمًا يَتَصَيَّدُ، فَلَقِيَهُ الحسين بن مطير فأنشده:
أضحت يمينك من جود مصورة ... لا، بل يمينك منها صورة الجود
من حسن وجهك تضحي الأرض مشرقة ... من بَنَانِكَ يَجْرِي الْمَاءُ فِي الْعُودِ
فَقَالَ الْمَهْدِيُّ: كَذَبْتَ يَا فَاسِقُ وَهَلْ تَرَكْتَ مَوْضِعًا لِأَحَدٍ مع قولك في معن بن زائدة:
ألما بمعن ثم قولا لقبره ... سقتك الغوادي مربعا ثُمَّ مَرْبَعًا
فَيَا قَبْرَ مَعْنٍ كُنْتَ أَوَّلَ حُفْرَةٍ ... مِنَ الأَرْضِ خَطَّتْ لِلْمَكَارِمِ مَضْجَعًا
وَيَا قبر معن كيف واريت جوده ... وقد كان منه البر والبحر مترعا
ولكن حويت الجود والجود ميت ... ولو كان حيا ضقت حتى تَصَدَّعَا
وَمَا كَانَ إِلا الْجُودُ صُورَةَ وَجْهِهِ ... فَعَاشَ رَبِيعًا، ثُمَّ وَلَّى فَوَدَّعَا
فَلَمَّا مَضَى مَعْنُ مضى الجودُ وَالنَّدَى ... وأصبح عرنين المكارم أَجْدَعَا
فَأَطْرَقَ ابْنُ مُطَيْرٍ ثُمَّ قَالَ: يَا أمير المؤمنين: وهل معن إلا حسنة من حَسَنَاتِكَ، فَرَضِيَ عَنْهُ وَأَمَرَ لَهُ بِأَلْفَيْ دِينَارٍ.
رَوَى حَمَّادُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَوْصِليُّ، عَنْ أَبِيهِ، لِلْحُسَيْنِ بْنِ مُطَيْرٍ:
أَيَا كَبِدًا مِنْ لَوْعَةِ الْحُبِّ كُلَّمَا ... ذُكِرَتْ وَمِنْ رَفْضِ الْهَوَى حَيْثُ يَرْفُضُ
وَمِنْ زَفْرَةٍ تَعْتَادُنِي بَعْدَ زَفْرَةٍ ... تَقَصَّفُ أحشائي لها حين تنهض
فَمِنْ حُبِّهَا أَبْغَضْتُ مَنْ كُنْتُ وَامِقًا ... وَمِنْ حُبِّهَا أَحْبَبْتُ مَنْ كُنْتُ أَبْغَضُ
إِذَا مَا صَرَفْتُ الدَّهْرَ عَنْهَا بِغَيْرِهَا ... أَتَى حُبُّهَا مِنْ دُونِهِ يَتَعَرَّضُ
وَمِنْهَا مِمَّا لَمْ يَرْوِهِ الْمَوْصِلِيُّ فِيهَا:
قَضَى الْحُبُّ يَا أَسْمَاءُ أَنْ لَسْتُ زَائِلا ... أُحِبُّكِ حَتَّى يُغمِضَ الْعَيْنَ مُغْمِضُ
فَحُبُّكِ بَلْوَى غَيْرَ أَنْ لا يَسُرَّنِي ... وَإِنْ كَانَ بَلْوَى أَنَّنِي لَكِ مُبْغِضُ
فَيَا لَيْتَنِي أَقْرَضْتُ جلدا صبابتي ... وأقرضني صبرا على النأي مقرض [ص:339]
وَلَهُ أيضاً:
أُحِبُّكِ يَا سَلْمَى عَلَى غَيْرِ رِيبَةٍ ... وَلا بَأْسَ فِي حُبٍّ تَعِفُّ سَرَائِرُهْ
أُحِبُّكِ حُبًّا لا أُعَنَّفُ بَعْدَهُ ... مُحِبًّا وَلَكِنِّي إِذًا لِيمَ عَاذِرُهْ
وَقَدْ مَاتَ قَبْلِي أَوَّلُ الْحُبِّ مَرَّةً ... وَلَوْ مِتُّ أَضْحَى الْحُبُّ قَدْ مَاتَ آخِرُهْ
وَأَيُّ طَبِيبٍ يُبْرِئُ الْحُبَّ بَعْدَمَا ... تَشَرَّبَهُ بَطْنُ الْفُؤَادِ وَظَاهِرُهْ(4/337)
75 - الْحَسَنُ بْنُ أَبِي يَزِيدَ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: الشَّعْبِيِّ، وَأَبِي الْفَضْلِ - بَيَّاعِ الْخُمُرِ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ مُحَمَّدٌ، وَوَكِيعٌ، وَمَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ.
وَهُوَ صَالِحُ الْحَدِيثِ. مَا رَأَيْتُ أَحَدًا تَكَلَّمَ فِيهِ.(4/339)
76 - الْحُسَيْنُ بْنُ عُقَيْلٍ، الْعُقَيْلِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: عَائِشَةَ بِنْتِ بَجْدَانَ، وَالضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَوَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَخَلادُ بْنُ يَحْيَى، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(4/339)
77 - ت: حَشْرَجُ بْنُ نُبَاتَةَ، أَبُو مُكْرَمٍ الأَشْجَعِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ، وَغَيْرِهِ.
وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَبِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَسُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، وَعاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: رُوِيَ عَنِ ابْنِ جُمْهَانَ، عَنْ سَفِينَةَ، أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ: " هَؤُلاءِ الْخُلَفَاءُ بَعْدِي "، وَلَمْ يُتَابِعْ عَلَى هَذَا؛ لِأَنَّ عُمَرَ وَعَلِيًّا قَالا: لَمْ يَسْتَخْلِفِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
قُلْتُ: رَوَاهُ الْعُقَيْلِيُّ عَنِ الصَّائِغِ، وَرَوَاهُ ابْنُ [ص:340] حبان، عن أبي يعلى، كلاهما قالا: حدثنا يحيى الحماني، قال: حدثنا حَشْرَجٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ، عَنْ سَفِينَةَ قَالَ: لَمَّا بَنَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمَسْجِدُ، وَضَعَ فِي الْبِنَاءِ حَجَرًا، وَقَالَ لِأَبِي بَكْرٍ: " ضَعْ حَجَرَكَ إِلَى جَنْبِ حَجَرِي " ثُمَّ قَالَ لِعُمَرَ: " ضَعْ حَجَرَكَ إِلَى جَنْبِ حَجَرِ أَبِي بَكْرٍ "، ثُمَّ قَالَ لِعُثْمَانَ: " ضَعْ حَجَرَكَ إِلَى جَنْبِ حَجَرِ عُمَرَ "، ثُمَّ قَالَ: " هَؤُلاءِ الْخُلَفَاءُ مِنْ بَعْدِي ".
وَقَدْ قَالَ فِيهِ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ.(4/339)
78 - الْحَكَمُ بْنُ الصَّلْتِ الْمَدَنِيُّ الْمُؤَذِّنُ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنْ: عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ - كَذَا قِيلَ - وَهُوَ خَطَأٌ، بَلِ الأَصْوَبِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ، عَنْ أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَسَعْدَوَيْهِ الْوَاسِطِيُّ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو حَاتِمٍ.
وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: هُوَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ.
لَمْ يُخَرِّجُوا لَهُ شَيْئًا.(4/340)
79 - ت ن ق: الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
نَزِيلُ الْكُوفَةِ.
عَنْ: قَتَادَةَ، وَعَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ: الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ الْبَجَلِيُّ، وَسُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، وَمَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ، وَبِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. [ص:341]
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
الْحَسَنُ بْنُ بشر: حدثنا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: " مَنْ كَتَمَ عِلْمًا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَيْهِ لِجَامٌ مِنْ نَارٍ". وَهَذَا حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَرَوَاهُ أَيْضًا حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، وَأَقْوَى مِنْ ذَلِكَ رِوَايَةُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا.(4/340)
80 - الْحَكَمُ بْنُ الْوَلِيدِ الْوُحَاظِيُّ الْحِمْصِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
مِنْ صِغَارِ التَّابِعِينَ، فَإِنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْخَبَائِرِيُّ.
وَقَدْ تَفَرَّدَ عَنْهُ الْخَبَائِرِيُّ بِحَدِيثِهِ عَنِ ابْنِ بُسْرٍ، قَالَ: بَعَثَتْنِي أُمِّي بِقِطْفِ عِنَبٍ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَكَلْتُهُ، فَكَانَ بَعْدُ إِذَا رَآنِي قَالَ: " غُدَرْ، غُدَرْ ".
وَقَدْ رَوَى أَيْضًا عَنْ أَبِي قَتِيَلَةَ الْكَلاعِيِّ، وَسُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، وَرَأَى أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ.(4/341)
81 - خت: حَمَّادُ بْنُ الْجَعْدِ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
شَيْخٌ بَصْرِيٌّ،
عَنْ: قَتَادَةَ، وَثَابِتٍ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيمَ.
وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَهُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. [ص:342]
وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: حَسَنُ الْحَدِيثِ مَعَ ضَعْفِهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَا بِحَدِيثِهِ بَأْسٌ.(4/341)
82 - م 4: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ دِينَارٍ، [أبو سلمة البزاز الْخِرَقِيُّ الْبَطَائِنِيُّ] [الوفاة: 161 - 170 ه]
مَوْلَى بَنِي رَبِيعَةَ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ فِي ولائه، الإمام العلم، أبو سلمة البزاز الْخِرَقِيُّ الْبَطَائِنِيُّ،
شَيْخُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ.
سَمِعَ: خَالَهُ حميدا الطويل، وثابتا البناني، وابن أبي مُلَيْكَةَ بِمَكَّةَ، وَقَتَادَةَ، وَأَنَسَ بْنَ سِيرِينَ، وَمُحَمَّدَ بن زياد القرشي، وأبا جمرة الضُّبَعِيَّ، وَسِمَاكَ بْنَ حَرْبٍ، وَسَعِيدَ بْنَ جُمْهَانَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، وَأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيَّ، وَسُهَيْلَ بْنَ أَبِي صَالِحٍ، وَعَبْدَ الله بن كثير الداراني الْمُقْرِئُ، وَأَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ، وَعَمَّارَ بْنَ أَبِي عَمَّارٍ، وَأَبَا غَالِبٍ حَزَوَّرًا، وَخَلْقًا سِوَاهُمْ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَعَفَّانُ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَهُدْبَةُ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، وَشَيْبَانُ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
وَرَوَى الْحُرُوفَ عَنِ ابْنِ كَثِيرٍ، وَعَنْ عَاصِمٍ، قَالَهُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ. وَحَمَلَ عَنْهُ الْقِرَاءَةَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَحَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ.
قَالَ شُعْبَةُ: كَانَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ يُفِيدُنِي عَنْ عَمَّارِ بْنِ أبي عمار.
وقال وهيب: حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ سَيِّدُنَا وَأَعْلَمُنَا.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ أَعْلَمُ النَّاسِ بِثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَأَثْبَتُ النَّاسِ فِي حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: هُوَ أَعْلَمُ مِنْ غَيْرِهِ بِحَدِيثِ عَلِيِّ بن زيد. [ص:343]
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: كَانَ عِنْدَ يَحْيَى بن ضريس، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَشَرَةُ آلافِ حَدِيثٍ.
وَقَالَ الْكَوْسَجُ: قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ثِقَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: هُوَ عِنْدِي حُجَّةٌ فِي رِجَالٍ، وَهُوَ أَعْلَمُهُمْ بِثَابِتٍ، وَبِعَمَّارِ بْنِ أبي عمار.
قلت: ولذا احْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ فِي الأُصُولِ بِمَا رَوَاهُ عن ثابت، وفي الشَّوَاهِدِ بِمَا رَوَاهُ عَنْ غَيْرِ ثَابِتٍ.
قَالَ عبد الله بن معاوية الجمحي: حدثنا الْحَمَّادَانِ، حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ دِينَارٍ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدِ بْنِ دِرْهَمٍ، وَفَضْلُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَلَى الآخَرِ كَفَضْلِ الدِّينَارِ عَلَى الدِّرْهَمِ.
قلت: يشير إلى اسْمَيْ جَدَّيْهِمَا.
وَقَالَ شِهَابُ بْنُ مَعْمَرٍ الْبَلْخِيُّ: كَانَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ يُعَدُّ مِنَ الأَبْدَالِ.
وقال غيره: كان إماما رأسا فِي الْعَرَبِيَّةِ، فَقِيهًا، فَصِيحًا، بَلِيغًا، كَبِيرَ الْقَدْرِ، شديدا على المتبدعة، صاحب أثر وسنة، له تصانيف.
وقال حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: مَا كُنَّا نَرَى أَحَدًا يتعلم بِنِيَّةٍ غَيْرَ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وَمَا نَرَى الْيَوْمَ مَنْ يُعْلَمُ بِنِيَّةٍ غَيْرَهُ.
وَقَالَ عَلِيُّ ابن الْمَدِينِيِّ: مَنْ تَكَلَّمَ فِي حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ فاتهموه.
وقال مسلم بن إبراهيم: حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: كُنْتُ أَسْأَلُ حَمَّادَ بن أبي سليمان عن أحايث مُسْنَدَةٍ، وَالنَّاسُ يَسْأَلُونَهُ عَنْ رَأْيِهِ، وَكُنْتُ إِذَا جِئْتُهُ قَالَ: لا جَاءَ اللَّهُ بِكَ.
قَالَ أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ يَقُولُ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَثْقُلُ حَتَّى يَخِفَّ.
وَقَالَ عفان: حدثنا حَمَّادٌ قَالَ: قَدِمْتُ مَكَّةَ فِي رَمَضَانَ، وَعَطَاءٌ بَاقٍ، فَقُلْتُ: إِذَا أَفْطَرْتُ دَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَمَاتَ فِي رَمَضَانَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: حَمَّادٌ أَثْبَتُ النَّاسِ فِي ثَابِتٍ. [ص:344]
وَعَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ يَغْمِزُ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ فَاتَّهِمْهُ عَلَى الإِسْلامِ، فَإِنَّهُ كَانَ شَدِيدًا عَلَى الْمُبْتَدِعَةِ.
وَقَدْ رَثَاهُ الْيَزِيدِيُّ حَيْثُ يَقُولُ:
يَا طَالِبَ النَّحْوِ أَلا فَابْكِهِ ... بَعْدَ أَبِي عَمْرٍو وَحَمَّادِ
قَالَ يُونُسُ النَّحْوِيُّ: مِنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ تَعَلَّمْتُ الْعَرَبِيَّةَ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: لَوْ قِيلَ لِحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ: إِنَّكَ تَمُوتُ غَدًا مَا قَدَرَ أَنْ يَزِيدَ فِي الْعَمَلِ شَيْئًا.
وقال عفان: قَدْ رَأَيْتُ مَنْ هُوَ أَعْبَدُ مِنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وَلَكِنْ مَا رَأَيْتُ أَشَدَّ مُوَاظَبَةً عَلَى الْخَيْرِ، وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، وَالْعَمَلِ لِلَّهِ مِنْهُ.
وقال التبوذكي: لو قلت لكم: إني ما رَأَيْتُ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ ضَاحِكًا لَصَدَقْتُ، كَانَ مشغولا، إما يحدث، أو يقرأ، أو يسبح، أَوْ يُصَلِّي، قَدْ قَسَّمَ النَّهَارَ عَلَى ذَلِكَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وَقَالَ يُونُسُ الْمُؤَدِّبُ: مَاتَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَهُوَ فِي الصَّلاةِ.
وَقَالَ سوار بن عبد الله العنبري: حدثنا أَبِي قَالَ: كُنْتُ آتِي حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ فِي سُوقِهِ، فَإِذَا رَبِحَ فِي ثَوْبٍ حَبَّةً أَوْ حَبَّتَيْنِ شَدَّ جَوْنَتَهُ، وَلَمْ يَبِعْ شَيْئًا، فَكُنْتُ أَظُنُّ ذَلِكَ يَقُوتُهُ.
وَقَالَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: سَمِعْتُ حَمَّادًا يَقُولُ: إِذَا دَعَاكَ الأَمِيرُ أَنْ تَقْرَأَ عَلَيْهِ " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " فَلا تَأْتِهِ.
وَرُوِيَ أَنَّ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ قِيلَ لَهُ: أَلا تَأْتِي السُّلْطَانَ؟ فَقَالَ: أَحْمِلُ لحية حمراء إليهم.
وقال إسحاق ابن الطَّبَّاعِ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ يَقُولُ: مَنْ طَلَبَ الْحَدِيثَ لِغَيْرِ اللَّهِ مُكِرَ بِهِ.
وَقَالَ حَمَّادٌ: مَا كَانَ مِنْ نِيَّتِي أَنْ أُحَدِّثَ حَتَّى قَالَ لِي أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ فِي النَّوْمِ: حَدِّثْ.
قَالَ عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ: كَتَبْتُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ بِضْعَةَ عَشَرَ أَلْفًا.
وَقَالَ حجاج بن منهال: حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الدِّينِ.
وَرُوِيَ أَنَّ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ تَزَوَّجَ سَبْعِينَ امْرَأَةً، وَلَمْ يُولَدْ لَهُ، كَانَ عَقِيمًا. [ص:345]
قال البخاري: حدثنا آدَمُ، قَالَ: شَهِدْتُ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ، وَدَعَاهُ الدَّوْلَةُ، فَقَالَ: أَحْمِلُ لِحْيَةً حَمْرَاءَ إِلَى هَؤُلاءِ، لا وَاللَّهِ لا فَعَلْتُ.
وَقِيلَ: كَانَ حَمَّادُ بن سلمة مجاب الدعوة.
قال أبو دواد: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كِتَابٌ إِلا كِتَابَ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ الْمَكِّيِّ، يَعْنِي كَانَ حَافِظًا يَرْوِي مِنْ حِفْظِهِ.
وَأَعْلَى مَا عِنْدِي مِنْ عَالِي حَدِيثِهِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ حَدِيثًا.
أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ، وَعَبْدُ الْحَافِظِ بْنُ بدران، قالا: حدثنا موسى بن عبد القادر، قال: حدثنا سعيد بن أحمد، قال: أخبرنا علي بن أحمد البندار، قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: حدثنا عبد الله، قال: حدثنا أبو نصر التمار، قال: حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ " يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ " قَالَ: يَقُومُونَ حَتَّى يَبْلُغَ الرَّشْحُ أَطْرَافَ آذَانِهِمْ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ، فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوٍّ.
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الأَسَدِيُّ، قال: أخبرنا ابن خليل، قال: أخبرنا اللبان، قال: أخبرنا الحداد، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا الحسن بن محمد، قال: أخبرنا التاجر، قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل البخاري قال: سَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِنَا يَقُولُ: عَادَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ فَقَالَ: يَا أَبَا سَلَمَةَ: أَتَرَى اللَّهَ يَغْفِرُ لِمِثْلِي؟ فَقَالَ حَمَّادٌ: وَاللَّهِ لو خيرت بين محاسبة الله لِي وَبَيْنَ مُحَاسَبَةِ أَبَوَيَّ، لاخْتَرْتُ مُحَاسَبَةَ اللَّهِ تَعَالَى، لِأَنَّهُ أَرْحَمُ بِي مِنْ أَبَوَيَّ.
وَبِهِ إلى أبي نعيم: قال: أخبرنا أبو أحمد الغطريفي، قال: أخبرنا عباس الشكلي، قال: أخبرنا إسحاق بن الجراح، قال: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يَسْمَعُ مَعَنَا عِنْدَ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، فَرَكِبَ إِلَى [ص:346] الصِّينِ، فَلَمَّا رَجَعَ أَهْدَى إِلَى حَمَّادٍ، فَقَالَ: إِنْ قَبِلْتُهَا لَمْ أُحَدِّثْكَ بِحَدِيثٍ، وَإِنْ لَمْ أَقْبَلْهَا حَدَّثْتُكَ، قَالَ: لا تَقْبَلْهَا، وَحَدِّثْنِي.
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ، عَنِ الْقَطَّانِ: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ زِيَادٍ الأَعْلَمِ، وَقَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، لَيْسَ بِذَاكَ.
وَقَدْ تناكَد الدُّولابِيُّ فَقَالَ فِي " كِتَابِ الضعفاء ": أخبرنا محمد بن شجاع بن الثلجي، قال: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: كَانَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ لا يَعْرِفُ بِهَذِهِ الأَحَادِيثِ - يَعْنِي أَحَادِيثَ فِي الصِّفَةِ - قَالَ: فَخَرَجَ إِلَى عَبَّادَانَ، فَجَاءَ وَهُوَ يَرْوِيهَا، فَلا أَحْسَبُ إِلا شَيْطَانًا خَرَجَ إِلَيْهِ مِنَ الْبَحْرِ فَأَلْقَاهَا إِلَيْهِ.
ثُمَّ قَالَ ابْنُ الْثَّلْجِيِّ: وَسَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ صُهَيْبٍ يَقُولُ: إِنَّ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ كَانَ لا يَحْفَظُ، فَكَانُوا يَقُولُونَ: إِنَّهَا دُسَّتْ فِي كُتُبِهِ.
وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ ابْنَ أَبِي الْعَوْجَاءِ كَانَ رَبِيبَهُ، فَكَانَ يَدُسُّ فِي كُتُبِهِ هَذِهِ الأَحَادِيثَ.
قُلْتُ: مَا ابْنُ شُجَاعٍ بِمُصَدَّقٍ عَلَى حَمَّادٍ، فَقَدْ رُمِيَ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ، وَكَانَ يَتَجَهَّمُ، وَأَمَّا حَمَّادٌ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فما كان لَهُ كُتُبٌ، بَلْ كَانَ يَعْتَمِدُ عَلَى حِفْظِهِ، فَرُبَّمَا وَهِمَ كَمَا قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ، قَدْ قِيلَ فِي سُوءِ حِفْظِهِ وَجَمْعِهِ بَيْنَ جَمَاعَةٍ فِي إِسْنَادٍ وَاحِدٍ بِلَفْظٍ. وَلَمْ يُخْرِجْ لَهُ مُسْلِمٌ فِي الأُصُولِ إِلا عَنْ ثَابِتٍ.
قُلْتُ: مَنِ اتَّهَمَ حَمَّادًا فَهُوَ مُتَّهَمٌ عَلَى الإِسْلامِ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: تُوُفِّيَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ حِينَ بَقِيَ مِنْ سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّينَ أَحَدَ عَشَرَ يَوْمًا.(4/342)
83 - حَمَّادُ بْنُ أَبِي لَيْلَى، وَاسْمُ أَبِي لَيْلَى مَيْسَرَةُ، وَقِيلَ: سَابُورُ، أَبُو الْقَاسِمِ الأَدِيبُ الإِخْبَارِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
مَوْلًى لِبَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، وَهُوَ حَمَّادٌ الرَّاوِيَةُ.
مَرَّ فِي الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ، وَإِنَّمَا أَعَدْتُهُ؛ لِأَنَّهُ بَلَغَنَا أَنَّهُ مَاتَ لِتِسْعٍ بقين [ص:347] مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/346)
84 - حَمَّادُ عَجْرَدٍ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
مَرَّ أَيْضًا فِي الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ،
وَقِيلَ: إِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/347)
85 - حَمَّادُ بْنُ يَزِيدَ الْمنقرِيُّ، أَبُو يزيدٍ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وُمَحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، وَبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَيُونُسُ الْمُؤَدِّبُ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ. وَهُوَ شَيْخٌ لَمْ يُضَعَّفْ.(4/347)
86 - حَمْزَةُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ نَشِيطٍ الْمَخْزُومِيُّ الْكُوفِيُّ الْعَابِدُ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
رَوَى عَنْ: سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَالْحَسَنِ بْنِ الْحُرِّ، وَعَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ أَخِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، ذاك الَّذِي نَزَلَ مِصْرَ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَأَبُو أسامة، وسليمان بْنُ أَبِي شَيْخٍ، وَآخَرُونَ.
قَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
قُلْتُ: هَذَا مَاتَ كَهْلا وَلَمْ يُخَرِّجُوا لَهُ فِي الْكُتُبِ السِّتَّةِ.(4/347)
87 - حَيَّانُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَبُو زهير البصري. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أبي مِجْلَزٍ لاحِقِ بْنِ حُمَيْدٍ، وَالضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، وَأَبِيهِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ حَيَّانَ.
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُوسَى الْمِنْقَرِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَلَهُ مَنَاكِيرُ وَغَرَائِبُ، وَمَا رَأَيْتُ أحدا وهاه.(4/347)
-[حَرْفُ الْخَاءِ](4/347)
88 - ت ن: خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: نَافِعٍ، وَيَزِيدُ بْنُ رُومَانَ، وَعَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ،
وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَالْوَاقِدِيُّ، وَالْقَعْنَبِيُّ. [ص:348]
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لا بَأْسَ بِهِ عِنْدِي.
وَقَالَ أَحْمَدُ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ: ضَعِيفٌ، هَكَذَا وَجَدْتُ فِي كتابي " الْمُغْنِي "، وَهُوَ مَنْقُولٌ مِنْ كَلامِ ابْنِ الْجَوْزِيِّ. وَقَدِ احْتَجَّ بِهَذَا الرَّجُلِ النَّسَائِيُّ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/347)
89 - ت ق: خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ خارجة أَبُو الْحَجَّاجِ الضُّبَعِيُّ السَّرْخَسِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَالِمُ أَهْلِ خُرَاسَانَ عَلَى لِينٍ فِيهِ، رَحَلَ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ وَهُوَ كَبِيرٌ فَسَمِعَ الْكَثِيرَ،
وَرَوَى عَنْ: بُكَيْرِ بْنِ الأَشَجِّ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وعبد الملك بن عمير، وأيوب، ويونس، وعمرو بن دينار القهرمان، وشريك بن أبي نمر، وعمرو بن يحيى المازني، وعدة.
وَعَنْهُ: عبد الرحمن بن مهدي، وعيسى غنجار، ووكيع، وحفص بن عبد الله السلمي، ويحيى بن يحيى التميمي، ونعيم بن حماد، ويزيد بن صالح، وآخرون.
روى مسلم، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى قَالَ: هُوَ مُسْتَقِيمُ الْحَدِيثِ عِنْدَنَا، وَلَمْ ننكر مِنْ أَحَادِيثِهِ إِلا مَا كَانَ يُدَلِّسُ عَنْ غِيَاثٍ، فَإِنَّا كُنَّا نَعْرِفُ تِلْكَ الأَحَادِيثَ.
وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ: هُوَ فِي نَفْسِهِ ثِقَةٌ، يَعْنِي أَنَّهُ لَيْسَ بِمُتَّهَمٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٌ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يَغْلَطُ وَلا يَتَعَمَّدُ.
وَعَنْ خَارِجَةَ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى الزُّهْرِيِّ، وَهُوَ صَاحِبُ شُرْطَةٍ لِلْمَرْوَانِيَّةِ، فَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ، ثُمَّ قَدِمْتُ فَسَمِعْتُ مِنْ يُونُسَ عَنْهُ. [ص:349]
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْفَرَّاءُ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ خَارِجَةُ يُطْعِمُ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ، ويزري على من لا يَأْكُلُ.
وَرَوَى مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: نَهَانِي أَبِي أَنْ أَكْتُبَ أَحَادِيثَ خَارِجَةَ بْنِ مُصْعَبٍ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: تَرَكَ النَّاسُ حَدِيثَهُ وَاتَّقَوْهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الْجَوْزَجَانِيُّ: يُرْمَى بِالإِرْجَاءِ.
قَالَ مُصْعَبُ بْنُ خَارِجَةَ: تُوُفِّيَ أَبِي سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فِي ذِي الْقِعْدَةِ، وَلَهُ ثَمَانٍ وَسَبْعُونَ سَنَةً.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ التَّمِيمِيُّ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ عُمَرَ الْكِنْدِيَّةُ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي الْقَاسِمِ الْقَارِئَ أخبرها سنة إحدى وثلاثين وخمس مائة، قال: أخبرنا عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ مُحَمَّدٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وأربع مائة قال: أخبرنا بشر بن أحمد الإسفراييني سنة تسع وستين وثلاث مائة، قال: حدثنا داود بن الحسين، قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا خَارِجَةُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَعْلَةَ أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: إِنِّي أَغْزُو الْمَغْرِبَ فَنَجِدُ لَهُمْ أَسْقِيَةً يَشْرَبُونَ فِيهَا مِنْ جُلُودِ الْمَيْتَةِ، فَقَالَ: مَا أَدْرِي مَا تَقُولُ، أَلَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " كُلُّ إِهَابٍ دُبِغَ فَقَدْ طَهُرَ" أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، وَأَرْبَابُ السُّنَنِ، مِنْ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ [ص:350] أَسْلَمَ.(4/348)
90 - خَالِدُ بْنُ بَرْمَكَ، أَبُو الْعَبَّاسِ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
جَدُّ الْبَرَامِكَةِ.
صَدْرٌ مُعَظَّمٌ، وَزَرَ فِي أَوَّلِ الدَّوْلَةِ الْعَبَّاسِيَّةِ لِلسَّفَّاحِ.
وَذَكَرَ الصُّولِيُّ أَنَّهُ كَانَ يَخْتَلِفُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الإِمَامِ وَالِدِ السَّفَّاحِ، ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ إِلَى ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ، ثُمَّ إِنَّهُ وَزَرَ لِلْمَنْصُورِ نَحْوًا مِنْ سَنَتَيْنِ، ثُمَّ عزله، واستوزر أبا يوسف الْمُورْيَانِيَّ، وَعَقَدَ لِخَالِدِ بْنِ بَرْمَكَ عَلَى إِمْرَةِ فَارِسَ.
مَوْلِدُهُ سَنَةَ تِسْعِينَ، وَكَانَ بَرْمَكُ مَجُوسِيًّا مِنَ الْفُرْسِ، وَقَدِ اتُّهِمَ خَالِدٌ بِالْبَقَاءِ عَلَى الْمَجُوسِيَّةِ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
ذَكَرَهُ ابْنُ النَّجَّارِ فَقَالَ: ذَكَرَ الصُّولِيُّ قَالَ: لَمَّا اسْتُخْلِفَ السَّفَّاحُ بَايَعَهُ خَالِدٌ وَتَكَلَّمَ، فَأَعْجَبَهُ وَظَنَّهُ مِنَ الْعَرَبِ، فَقَالَ: مِمَّنِ الرَّجُلُ؟ قَالَ: مَوْلاكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الْعَجَمِ، أَنَا خَالِدُ بْنُ بَرْمَكَ وَأَبِي وَأَهْلِي فِي مُوَالاتِكُمْ وَالْجِهَادِ عَنْكُمْ، فَأُعْجِبَ بِهِ وَقَدَّرَهُ فِي دِيوَانِ الْجُنْدِ. إِلَى أَنْ قَالَ: ثُمَّ وَزَرَ لِلسَّفَّاحِ، فَلَمَّا وَلِيَ الْمَنْصُورُ أَمَّرَهُ مُدَيْدَةً، ثُمَّ أَمَّرَهُ عَلَى فَارِسَ، وَمَدَحَتْهُ الشُّعَرَاءُ، ثُمَّ وَلِيَ الرَّيَّ، فَكَانَ بِهَا مَعَ الْمَهْدِيِّ، ثُمَّ وَلِيَ الْمَوْصِلَ وَفَارِسَ مَعًا زَمَنَ الْمَهْدِيِّ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو الْغَمْرَاوِيُّ: مَا بَلَغَ مَبْلَغَ خَالدٍ أَحَدٌ مِنْ أَوْلادِهِ، وَمَا تَفَرَّقَ فِيهِمُ اجْتَمَعَ فِيهِ، كَانَ فَوْقَ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ فِي الرَّأْيِ وَالْحُكْمِ، وَفَوْقَ الْفَضْلِ فِي السَّخَاءِ، وَفَوْقَ جَعْفَرٍ فِي الْكِتَابَةِ وَالْفَصَاحَةِ، وَفَوْقَ مُحَمَّدٍ فِي أَنِيَّتِهِ وَحُسْنِ آلَتِهِ، وَفَوْقَ مُوسَى فِي شَجَاعَتِهِ، وَكَانَ يَحْيَى يَقُولُ: مَا أَنَا إِلا شَرَارَةٌ مِنْ نار أبي.
وقال إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَبَّاسِ الصُّولِيُّ: مَا فِي وُزَرَاءِ بَنِي الْعَبَّاسِ مِثْلُ خَالِدٍ فِي فَضَائِلِهِ وَكَرَمِهِ.
وَعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ قَالَ: لَوْ كَانَتْ دَوْلَتُنَا صُورَةً لَكَانَ قَحْطَبَةُ قَلْبَهَا، وَأَبُو جَهْمٍ بَدَنَهَا، وَعُثْمَانُ بْنُ نَهِيكٍ يَدَهَا، وَخَالِدُ بْنُ برمك غذاؤها [ص:351] وَقُوتَهَا.
وَقِيلَ: إِنَّ الْمَنْصُورَ هَمَّ بِهَدْمِ إِيوَانِ كِسْرَى، فَقَالَ: لا تَفْعَلْ فَإِنَّهُ آيَةٌ لِلإِسْلامِ، وَإِذَا رَآهُ النَّاسُ عَلِمُوا أَنَّ مَنْ هَذَا بناؤه لا يزيل أمره إلا الأنبياء، ومؤنته أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِ، قَالَ: أَبَيْتَ إِلا مَيْلا إِلَى الأَعْجَمِيَّةِ، ثُمَّ أَمَرَ بِهَدْمِهِ، فَهُدِمَتْ مِنْهُ ثُلْمَةٌ غَرِمُوا عَلَيْهِ جُمْلَةً، فَأَضْرَبَ عَنْ هَدْمِهِ، وَقَالَ: يَا خَالِدُ قَدْ صِرْنَا إِلَى إِرَادَتِكَ، قال: أنا الآن أرى هدمه لِئَلا يُقَالَ عَجَزْتُ عَنْهُ.(4/350)
91 - ت: خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، الْعَدَوِيُّ الْعُمَرِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
رَوَى عَنْ: جَدِّهِ، وَعَمَّيْ أَبِيهِ: سَالِمٍ، وَحْمَزَةَ.
وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَإِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرَوِيُّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَعَنِ الْبُخَارِيِّ قَالَ: لَهُ مَنَاكِيرُ.(4/351)
92 - خَالِدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْمَهْرِيُّ الْمِصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيِّ، وَحُمَيْدِ بْنِ هَانِي الْخَوْلانِيِّ، وَخَالِدِ بْنِ يَزِيدَ الْجُمَحِيِّ، وعمر مَوْلَى غُفْرَةَ.
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَإِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى الْخَوْلانِيُّ، وَرَوْحُ بْنُ صَلاحٍ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وقال غَيْرُهُ: كَانَ وَاعِظًا عَالِمًا كَبِيرَ الْقَدْرِ.
قُلْتُ: خَرَّجَ لَهُ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ " الأَدَبِ ".
تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/351)
93 - ت ن: خَالِدُ بْنُ زِيَادٍ الأَزْدِيُّ التِّرْمِذِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرٍ، وَأَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، وَمُقاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، وَقَتَادَةَ.
وَعَنْهُ: اللَّيْثُ بْنُ خَالِدٍ الْبَلْخِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ [ص:352] عَلْقَمَةَ الْمَرْوَزِيُّ، وَصَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التِّرْمِذِيُّ.
قلت: صندوق - إِنْ شَاءَ اللَّهُ -.(4/351)
94 - د ن: خَالِدُ بْنُ مَيْسَرَةَ، أَبُو حَاتِمٍ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
بَصْرِيٌّ صُوَيْلِحٌ.
رَوَى عَنْ: مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ.
وَعَنْهُ: العقدي، وعبد الصمد بن حسان، وغيرهما،
وكان عطارا.(4/352)
95 - ت ق: خالد بن إلياس، أَبُو الْهَيْثَمِ الْعَدَوِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، وصالح مولى التوأمة، وَالْمَقْبُرِيِّ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْدِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَالْوَاقِدِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، ضَعِيفٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ يَؤُمُّ بِمَسْجِدِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَحْوًا مِنْ ثَلاثِينَ سَنَةً.
وَقِيلَ: اسْمُهُ خَالِدُ بْنُ إِيَاسِ بْنِ صَخْرٍ الْعَدَوِيُّ.
لَهُ أَيْضًا عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَطَائِفَةٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، يُكتَبُ حَدِيثُهُ زَحْفًا.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: لا يَسْوَى حَدِيثُهُ فَلْسَيْنِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَحَادِيثُهُ كُلُّهَا أَفْرَادٌ، وَمَعَ ضَعْفِهِ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.(4/352)
96 - ن ق: خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، أَبُو هَاشِمٍ الْمُرِّيُّ الدِّمَشْقِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
قَاضِي الْبَلْقَاءِ، وَوَالِدُ عِرَاكٍ الْقَارِئِ.
رَوَى عَنْ: جَدِّهِ صَالِحِ بْنِ صُبَيْحٍ الْمُرِّيِّ، وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَارِبِيِّ، [ص:353] وَمَكْحُولٍ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمَرْوَانُ الطاطري، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، وَمَا أَظُنُّ نُعَيْمًا لَقِيَهُ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ.
وَقَدْ قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى ابْنِ عَامِرٍ، وَعَاشَ تِسْعِينَ سَنَةً.
قَرَأَ عَلَيْهِ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: يُعْتَبَرُ بِهِ.
قِيلَ: مَاتَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/352)
97 - ن: خَطَّابُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، الْخُزَاعِيُّ الْقُمِّيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
سَمِعَ: أَبَاهُ، وَإِسْمَاعِيلَ السُّدِّيَّ، وَعَطَاءَ بْنَ السَّائِبِ.
وَعَنْهُ: عَامِرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ الأصبهانيان.
وثقة ابن حبان.(4/353)
98 - ن: خلاد بن سلميان الْحَضْرَمِيُّ الْمِصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: نَافِعٍ، وَدَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ، وَخَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وَجَمَاعَةٌ. وَقَدْ أَدْرَكَ أَيَّامَ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فيما قيل.
كنتيه أَبُو سُلَيْمَانَ، مَاتَ بَعْدَ السِّتِّينَ.
وَثَّقَهُ الْحَافِظُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ الرَّازِيُّ.(4/353)
99 - خَلَفُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْخُزَاعِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
رَوَى عَنْهُ: طَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، أبو كَامِلٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ.(4/353)
100 - خَلَفُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْبَصْرِيُّ، أَبُو الْمُنْذِرِ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
[ص:354]
عَنْ: بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ.
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ.(4/353)
101 - خُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ السَّدُوسِيُّ الْبَصْرِيُّ، ثُمَّ الْمَوْصِلِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
نَزِيلُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ.
عَنْ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَقَتَادَةَ، وَثَابِتٍ.
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَأَبُو الْجَمَاهِرِ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَمُنَبَّهُ بْنُ عُثْمَانَ، وَأَبُو تَوْبَةَ الْحَلَبِيُّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَحْمَدُ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحٌ، لَيْسَ بِالْمَتِينِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ.
وَكُنيةُ خُلَيْدٌ أَبُو حَلْبَسٍ، وَيُقَالُ: أَبُو عُبَيْدٍ، وَيُقَالُ: أَبُو عَمْرٍو، وَيُقَالُ: أَبُو عُمَرَ.
قَالَ النُّفَيْلِيُّ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/354)
102 - خُلَيْدٌ الْعَصَرِيُّ، هُوَ ابْنُ حَسَّانٍ، يُكَنَّى: أَبَا حَسَّانٍ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
وَهُوَ بَصْرِيٌّ نَزَلَ بُخَارَى.
وَحَدَّثَ عَنِ الْحَسَنِ، وَعَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ.
وَعَنْهُ: خَازِمُ بْنُ خُزَيْمَةَ، وَحُصَيْنُ بْنُ مُخَارِقٍ، وَصَالِحٌ الْمُرِّيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَفِي كِبَارِ التَّابِعِينَ:(4/354)
• - خُلَيْدٌ الْعَصَرِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
شَيْخُ قَتَادَةَ.(4/354)
103 - خَلِيفَةُ بْنُ غَالِبٍ اللَّيْثِيُّ، أَبُو غَالِبٍ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
[ص:355]
بَصْرِيٌّ صَدُوقٌ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَنَافِعٍ الْعُمَرِيِّ، وأبي غالب السامي.
وَعَنْهُ: أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَعَفَّانُ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ.
لَمْ يُخَرِّجُوا لَهُ شَيْئًا.(4/354)
104 - الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، الأَزْدِيُّ، الْفَرَاهِيدِيُّ، الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
صَاحِبُ الْعَرَبِيَّةِ وَالْعَرُوضِ، أَحَدُ الأَعْلامِ.
رَوَى عَنْ: أَيُّوبَ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَالْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَغَالِبٍ الْقَطَّانِ، وَطَائِفَةٍ. أَخَذَ عَنْهُ: سِيبَوَيْهِ، وَالأَصْمَعِيُّ، وَالنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، وَهَارُونُ بْنُ مُوسَى النَّحْوِيُّ، وَوَهْبُ بْنُ جرير، وعلي بن نصر الجهضمي.
وكان رأسا فِي عِلْمِ اللِّسَانِ، خَيِّرًا مُتَوَاضِعًا، ذَا زُهْدٍ وَعَفَافٍ. يُقَالُ: إِنَّهُ دَعَا بِمَكَّةَ أَنْ يَرْزُقَهُ اللَّهُ عِلْمًا لَمْ يُسْبَقْ إِلَيْهِ، فَرَجَعَ إِلَى الْبَصْرَةِ، وَقَدْ فُتِحَ لَهُ بِعِلْمِ الْعَرُوضِ، فَصَنَّفَ فِيهِ، وَصَنَّفَ أَيْضًا كِتَابَ " الْعَيْنِ " فِي اللُّغَةِ.
وَقَدْ ذَكَرَهُ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ " الثِّقَاتِ " فَقَالَ: يَرْوِي الْمَقَاطِيعَ.
وَكَانَ مِنْ خِيَارِ عِبَادِ اللَّهِ الْمُتَقَشِّفِينَ فِي الْعِبَادَةِ، وَهُوَ الْقَائِلُ:
إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ لَحْمٌ ... كَفَاكَ خل وزيت
وإن لا يَكُنْ ذَا وَلا ... ذَا فَكِسْرَةٌ وَبَيْتُ
تَظَلُّ فِيهِ وَتَأْوِي ... حَتَّى يَجِيئَكَ مَوْتُ
هَذَا لَعَمْرِي كَفَافٌ ... لَكِنْ تَضُرُّكَ لَيْتُ
وَقِيلَ: كَانَ لِلْخَلِيلِ عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ وَالِي فَارِسَ رَاتِبٌ، فَأَرْسَلَ إليه ليفد عليه، فكتب إليه الخليل - رحمه الله -: [ص:356]
أَبْلِغْ سُلَيْمَانَ أَنِّي عَنْهُ فِي شُغُلٍ ... وَفِي غِنًى غَيْرَ أَنِّي لَسْتُ ذَا مَالِ
سخي بنفسي، أني لا أَرَى أَحَدًا ... يَمُوتُ هَزْلا، وَلا يَبْقَى عَلَى حَالِ
الرِّزْقُ عَنْ قَدَرٍ لا الضَّعْفُ يَنْقُصُهُ ... وَلا يَزِيدُ فِيهِ حَوْلُ مُحْتَالِ
وَالْفَقْرُ فِي النَّفْسِ لا فِي الْمَالِ تَعْرِفُهُ ... وَمِثْلُ ذَاكَ الْغِنَى فِي النَّفْسِ لا الْمَالِ
قَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: أَقَامَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ فِي خُصٍّ بِالْبَصْرَةِ لا يُقَدَّرُ عَلَى فَلْسَيْنِ، وتلامذته يكسبون بعلمه الأموال.
وكان كثيرا ما يتمثل بقول الأَخْطَلِ:
وَإِذَا افْتَقَرْتَ إِلَى الذَّخَائِرِ لَمْ تَجِدْ ... ذُخْرًا يَكُونُ كَصَالِحِ الأَعْمَالِ
وَقَدْ كَانَ الْخَلِيلُ آيَةً فِي قُوَّةِ الذَّكَاءِ.
قَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: مَا رَأَيْتُ فِي الْمَشَايِخِ أَشَدَّ تَوَاضُعًا مِنْكَ يَا خَلِيلُ بْنَ أَحْمَدَ، لا ابْنَ عَوْنٍ، وَلا غَيْرَهُ.
وَيُقَالُ: بَرَزَ مِنْ أَصْحَابِ الْخَلِيلِ أَرْبَعَةٌ: النَّضْرُ، وَسِيبَوَيْهِ، وَعَلِيُّ بْنُ نَصْرٍ، وَمُؤَرِّجُ بْنُ عَمْرٍو السَّدُوسِيُّ، وَكَانَ أَبْرَعُهُمْ فِي النَّحْوِ: سِيبَوَيْهِ، وَغَلَبَ عَلَى النَّضْرِ اللُّغَةُ، وَعَلَى مُؤَرِّجٍ الشِّعْرُ وَاللُّغَةُ، وَعَلَى عَلِيٍّ الْحَدِيثُ.
وَلِلْخَلِيلِ كِتَابُ " الْعَيْنِ "، وَهُوَ نَفِيسٌ مَشْهُورٌ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحَارِثِ الْكِنْدِيُّ، فِيمَا رَوَاهُ عَنْهُ الطَّحَاوِيُّ، عَنْ أَبِي شِمْرٍ، قَالَ: لَقِيَنِي الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ فَقَالَ: قَدْ وَضَعْتُ كِتَابًا أَجْمَعُ فِيهِ بَيْنَ الْمُخْتَلِفِينَ، فَقُلْتُ: إِنْ كَانَ كَذَلِكَ، فَمَا شَيْءٌ بَعْدَ الْقُرْآنِ أَنْفَعَ مِنْهُ، قَالَ: فَعَرَضَهُ علي فإذا هو أبعد شيء مِمَّا سَمَّى، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ آتاك علما له بهجة، فلا تخلط ما لا تعلم بما تَعْلَمُ، فَيُذْهِبَ مَا لا تَعْلَمُ بَهْجَةَ مَا تَعْلَمُ.
وَيُقَالُ: كَانَ سَبَبُ مَوْتِ الْخَلِيلِ أَنَّهُ قَالَ: أُرِيدُ أَنْ أَعْمَلَ نَوْعًا مِنَ الْحِسَابِ تمضي به الجارية إلى الفامي فلا يمنكه أَنْ يَظْلِمَهَا، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ وَهُوَ يُعْمِلُ فِكْرَهُ، فَصَدَمَتْهُ سَارِيَةٌ وَهُوَ غَافِلٌ فَانْصَرَعَ، فَمَاتَ مِنْ ذلك. [ص:357]
وَقِيلَ: بَلْ صَدَمَتْهُ السَّارِيَةُ وَهُوَ يُقَطِّعُ بَحْرًا مِنَ الْعَرُوضِ.
مَوْلِدُهُ سَنَةَ مِائَةٍ، وَمَاتَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ بِضْعٍ وَسِتِّينَ، وَقِيلَ: سَنَةَ سِتِّينَ، وَسَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ.(4/355)
-[حَرْفُ الدَّالِ](4/357)
• - د ت ق: دَاوُدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ أَبِي الْفُرَاتِ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
قَدْ مَرَّ.(4/357)
105 - دَاوُدُ بْنُ سِنَانٍ، الْقُرَظِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وَمِسْوَرِ بْنِ رِفَاعَةَ.
وَعَنْهُ: الْقَعْنَبِيُّ، وَإِسْحَاقُ الْفَرَوِيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ: لا بَأْسَ بِهِ.(4/357)
106 - خ ت ن ق: دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ، الْكِنْدِيُّ الْمَرْوَزِيُّ، ثُمَّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بريدة، وإبراهيم الصَّائِغِ، وَأَبِي غَالِبٍ صَاحِبِ أَبِي أُمَامَةَ، وَعَلْبَاءَ بْنِ أَحْمَرَ.
وَعَنْهُ: حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، وَعَفَّانُ، وَشَيْبَانُ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، وَجَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْمَتِينِ.
قِيلَ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/357)
107 - ن: دَاوُدُ الطَّائِيُّ. هُوَ أَبُو سُلَيْمَانَ، دَاوُدُ بْنُ نُصَيْرٍ الطَّائِيُّ الْكُوفِيُّ، الْفَقِيهُ الزَّاهِدُ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
أَحَدُ الأَعْلامِ.
رَوَى عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَحُمَيْدٍ، وَالأَعْمَشِ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ عُلَيَّةَ، وَزَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَمُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ، وَإِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورِ السَّلُولِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَغَيْرُهُمْ. [ص:358]
وَكَانَ مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ الرَّأْيِ، لَكِنَّهُ آثَرَ الْخُمُولَ وَالإِخْلاصَ، وَفَرَّ بِدِينِهِ.
سَأَلَهُ رَجُلٌ مَرَّةً عَنْ حَدِيثٍ فَقَالَ: دَعْنِي فَإِنِّي أُبَادِرُ خُرُوجَ نَفْسِي.
وَكَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَقُولُ: أَبْصَرَ دَاوُدُ أَمْرَهُ.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: هَلِ الأَمْرُ إِلا مَا كَانَ عَلَيْهِ دَاوُدُ.
وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: كَانَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ يُجَالِسُ أَبَا حَنِيفَةَ، ثُمَّ إِنَّهُ عَمَدَ إِلَى كُتُبِهِ فَغَرَّقَهَا فِي الْفُرَاتِ، وَأَقْبَلَ عَلَى الْعِبَادَةِ وَتَخَلَّى.
وَكَانَ زَائِدَةُ صَدِيقًا لَهُ، فَأَتَاهُ يَوْمًا فَقَالَ: يَا أَبَا سُلَيْمَانَ: " الم. غُلِبَتِ الرُّومُ "، قَالَ: وَكَانَ يُجِيبُ فِي هَذِهِ الآيَةِ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا الصَّلْتِ، انْقَطَعَ الْجَوَابُ، وقام فدخل بَيْتَهُ.
رَوَاهَا ابْنُ الْمَدِينِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ، وَزَادَ فِيهَا: كَانَ دَاوُدُ مِمَّنْ عَلِمَ وَفَقِهَ وَنَفَذَ فِي الْكَلامِ قَالَ: وَأَخَذَ حَصَاةً فَحَذَفَ بِهَا إِنْسَانًا، فَقَالَ لَهُ أَبُو حَنِيفَةَ: يَا أَبَا سُلَيْمَانَ، طَالَ لِسَانُكَ، وَطَالَتْ يَدُكَ، فَاخْتَلَفَ بَعْدَ ذَلِكَ سَنَةً لا يُسْأَلُ وَلا يُجِيبُ.
وَقِيلَ: كان داود يعالج نفسه بالصمت، فأراد أَنْ يُجَرِّبَ نَفْسَهُ هَلْ يَقْوَى عَلَى الْعُزْلَةِ، فَقَعَدَ فِي مَجْلِسِ أَبِي حَنِيفَةَ سَنَةً لَمْ يَنْطِقْ، ثُمَّ اعْتَزَلَ النَّاسَ.
قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: جِئْتُ أَنَا وَابْنُ عُيَيْنَةَ إِلَى دَاوُدَ الطَّائِيِّ، فقال: قد جئتماني مرة فلا تعودا إلي.
وعن أبي الرَّبِيعِ الأَعْرَجِ، قَالَ: كَانَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ لا يَخْرُجُ مِنْ مَنْزِلِهِ حَتَّى يَقُولَ الْمُؤَذِّنُ: قَدْ قَامَتِ الصَّلاةُ، فَإِذَا سَلَّمَ الإِمَامُ أَخَذَ نَعْلَهُ وَدَخَلَ مَنْزِلَهُ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: أَوْصِنِي، قَالَ: اتَّقِ اللَّهَ، وَبِرَّ وَالِدَيْكَ، ثُمّ قَالَ: وَيْحَكَ، صُمِ الدُّنْيَا، وَاجْعَلِ الْفِطْرَ الْمَوْتَ، وَاجْتَنِبِ النَّاسَ غَيْرَ تَارِكٍ لِجَمَاعَتِهِمْ.
وَعَنِ ابْنِ إِدْرِيسَ: قُلْتُ لِدَاوُدَ: أَوْصِنِي، قَالَ: أَقْلِلْ مِنْ مَعْرِفَةِ النَّاسِ، قُلْتُ: زِدْنِي، قَالَ: ارْضَ بِالْيَسِيرِ مَعَ سَلامَةِ الدِّينِ، كَمَا رَضِيَ أَهْلُ الدُّنْيَا بِالدُّنْيَا مَعَ فَسَادِ الدِّينِ.
وَعَنْهُ قَالَ: كَفَى بِالْيَقِينِ زُهْدًا، وَكَفَى بِالْعِلْمِ عَبَادَةً، وَكَفَى بِالْعِبَادَةِ [ص:359] شغلا.
وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي: أخبرنا أبو نعيم، قال: رأيت داود الطائي وكان من أَفْصَحَ النَّاسِ وَأَعْلَمَهُمْ بِالْعَرَبِيَّةِ، يَلْبَسُ قَلَنْسُوةً سَوْدَاءَ طويلة مما يلبس التجار، وقد قال له أبان بن تغلب: هذا أعلم من بقي بالنحو، ثم قال أبو نعيم: كان أبان غاية من الغايات.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ: قَالَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ لِسُفْيَانَ: إِذَا كُنْتَ تَشْرَبُ الْمَاءَ الْمُبَرَّدَ، وَتَأْكُلُ اللَّذِيذَ الطَّيِّبَ، وَتَمْشِي فِي الظِّلِّ الظَّلِيلِ، فَمَتَى تُحِبُّ الْمَوْتَ.
وَقِيلَ: إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ قَحْطَبَةَ الأَمِيرَ قَدِمَ الْكُوفَةَ فَقَالَ: أَحْتَاجُ إِلَى مُؤَدِّبٍ يُؤَدِّبُ أَوْلادِي، حَافِظٍ لِكِتَابِ اللَّهِ، عَالِمٍ بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ، وَبِالأَثَرِ، وَالْفِقْهِ، وَالنَّحْوِ، وَالشِّعْرِ، وَأَيَّامِ النَّاسِ، فَقِيلَ لَهُ: مَا يَجْمَعُ هَذِهِ الأَشْيَاءَ كُلَّهَا إِلا دَاوُدُ الطَّائِيُّ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ بشير: أخبرنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْجُعْفِيُّ قَالَ: كَانَ دَاوُدُ الطائي قد ورث من أمه أربع مائة دِرْهَمٍ، فَمَكَثَ يَتَقَوَّتُ بِهَا ثَلاثِينَ عَامًا، فَلَمَّا نَفِدَتْ جَعَلَ يَنْقُضُ سُقُوفَ الدُّوَيْرَةِ فَيَبِيعُهَا، حَتَّى بَاعَ الْبَوَارِيَ وَاللَّبِنَ، حَتَّى بَقِيَ فِي نِصْفِ سَقْفٍ.
قَالَ عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ الْحَلَبِيُّ: عَاشَ داود الطائي عشرين سنة بثلاث مائة دِرْهَمٍ.
وَقِيلَ: مَرِضَ دَاوُدُ، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ خَرَجْتَ إِلَى الرَّوْحِ تُفْرِحُ قَلْبَكَ، قَالَ: إِنِّي لأَسْتَحِي مِنْ نَفْسِي أَنْ أَنْقِلَ قَدَمِي إِلَى مَا فِيهِ رَاحَةٌ لِبَدَنِي.
وَيُقَالُ: عُوتِبَ فِي التَّزْوِيجِ فَقَالَ: كَيْفَ بِقَلْبٍ ضَعِيفٍ لا يَقْوَى بهمه يجتمع عَلَيْهِ هَمَّانِ؟!.
قَالَ إِسْحَاقُ السَّلُولِيُّ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ سَعِيدٍ قَالَتْ: كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ دَاوُدَ الطَّائِيِّ جِدَارٌ قَصِيرٌ، وَكُنْتُ أَسْمَعُ حَنِينَهُ عَامَّةَ اللَّيْلِ لا يَهْدَأُ، فَمِمَّا سَمِعْتُهُ [ص:360] يقول: اللهم همك عطل علي الهموم، وحالف بَيْنِي وَبَيْنَ السُّهَادِ، وَشَوَّقَنِي إِلَى النَّظَرِ إِلَيْكَ، وَمَنَعَ مِنِّي الشَّهَوَاتِ، فَأَنَا فِي سِجْنِكَ أَيُّهَا الكريم مطلوب. وربما ترنم بالسحر بالقرآن، فأرى أن نعيم الدنيا جميعه جمع في ترنمه تلك الساعة، وكان يكون في الظلمة لا يسرج عليه.
وَعَنْ سَنْدَوَيْهِ قَالَ: قِيلَ لِدَاوُدَ الطَّائِيِّ: أَرَأَيْتَ مَنْ دَخَلَ عَلَى الأُمَرَاءِ فَأَمَرَهُمْ وَنَهَاهُمْ؟ قَالَ: أَخَافُ عَلَيْهِ السَّوْطَ، قَالَ: إِنَّهُ يَقْوَى، قَالَ: أخاف عليه السيف، قال: إنه يقوى، أَخَافُ عَلَيْهِ الدَّاءَ الدَّفِينَ، الْعُجْبَ.
رَوْحُ بْنُ الفرج: حدثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: قَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ: أَصْبَحَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ جَالِسًا عَلَى بَابِ دَارِهِ، فَأَتَاهُ جِيرَانُهُ فَقَالُوا: يَا أَبَا سُلَيْمَانَ، مَا بَدَا لَكَ الْيَوْمَ فِي الْجُلُوسِ هُنَا؟ قَالَ: إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ، فَجَلَسْتُ لأُصْلَحَ مِنْ أَمْرِهَا، فَأَعَانُوهُ عَلَى دَفْنِهَا، وَتَرَكَتْ لَهُ جَارِيَةً بَاعَهَا بِعِشْرِينَ دِينَارًا.
وَيُقَالُ: إِنَّ ابْنَ قَحْطَبَةَ الأَمِيرَ أَحَبَّ أَنْ يَصِلَ دَاوُدَ الطَّائِيَّ، فَكَلَّمَ إِسْمَاعِيلَ بْنَ حَمَّادِ بْنِ أَبِي حَنِيفَةَ أَنْ يَحْمِلَ إِلَيْهِ أَلْفَ دِينَارٍ، فَقَالَ: لا يَقْبَلُهَا، قَالَ: تَلَطَّفْ، فَجَاءَ دَاوُدَ فَكَلَّمَهُ، وَقَالَ: قَدْ عَلِمْتُ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْحَسَنِ بْنِ قَحْطَبَةَ مِنَ القرابة، وقد أَحَبَّ أَنْ يَصِلَكَ فَغَضِبَ، وَقَالَ: لَوْ غَيْرُكَ فَعَلَ هَذَا مَا كَلَّمْتُهُ أَبَدًا، قُلْ لَهُ يَرُدُّهَا عَلَى أَهْلِهَا، فَهُمْ أَحَقُّ بِهَا.
وَرَوَى شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ، وَغَيْرُهُ: أَنَّ دَاوُدَ الطَّائِيَّ قِيلَ لَهُ: أَلا تُسَرِّحُ لِحْيَتَكَ، وَكَانَتْ مُفَتَّلَةً، قال: إني عنها لمشغول.
محمد بن شجاع الثلجي: أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: أَتَيْتُ أَنَا وَحَمَّادُ بْنُ أَبِي حَنِيفَةَ دَاوُدَ الطَّائِيَّ، وَبَلَغَهُ عَنْهُ فاقة، فأخرج له أربع مائة دِرْهَمٍ، وَتَلَطَّفَ بِهِ، فَقَالَ: مَا لِي إِلَيْهَا حَاجَةٌ، وَلَوْ قَبِلْتُ شَيْئًا لَقَبِلْتُهَا.
أَبُو دَاوُدَ الْحَفْرِيُّ، قَالَ لِي دَاوُدُ الطَّائِيُّ: أَلَيْسَ كُنْتَ تَأْتِينَا إِذْ كُنَّا ثَمَّ؟ مَا أُحِبُّ أَنْ تأتيني.
وقال محمد بن بشر العبدي: جاءنا داود الطائي فِي قُبَاءَ أَصْفَرَ، فَكُنَّا نَضْحَكُ مِنْهُ، فَوَاللَّهِ مَا مَاتَ حَتَّى سَادَنَا. [ص:361]
أَخْبَرَنَا نَصْرُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّالِحِيُّ سَنَةَ اثنتين وتسعين وست مائة، قال: أخبرنا أَبُو مُوسَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْغَنِيِّ، قال: أخبرنا خليل بن بدر الرازي، قال: أخبرنا أبو علي المقرئ، قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال: أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال: حدثنا أحمد بن شعيب النسائي، قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ، عَنْ دَاوُدَ الطَّائِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا وَلا شَاةً، وَلا بَعِيرًا، وَلا أَوْصَى ".
قُلْتُ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخْرِجُوهُ فِي الْكُتُبِ السِّتَّةِ، وَدَاوُدُ صَدُوقٌ في الحديث، وقد كانت جنازته مشهودة.
قَالَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْجُعْفِيُّ: اشْتَكَى دَاوُدُ الطَّائِيُّ، وَكَانَ سَبَبُ عِلَّتِهِ أَنَّهُ مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا ذِكْرُ النَّارِ فَكَرَّرَهَا فَأَصْبَحَ مَرِيضًا، فَوَجَدُوهُ قد مَاتَ وَرَأْسُهُ عَلَى لَبِنَةٍ، فَفَتَحُوا بَابَ الدَّارِ، وَدَخَلَ نَاسٌ مِنْ إِخْوَانِهِ وَجِيرَانِهِ، وَمَعَهُمُ ابْنُ السَّمَّاكِ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى رَأْسِهِ قَالَ: يَا دَاوُدُ فَضَحْتَ الْقُرَّاءَ فَلَمَّا حَمَلُوهُ إِلَى قَبْرِهِ شَيَّعَهُ خَلْقٌ حَتَّى خَرَجَ ذَوَاتُ الْخُدُورِ، فَقَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ: يَا دَاوُدُ سَجَنْتَ نَفْسَكَ قَبْلَ أَنْ تُسْجَنَ، وَحَاسَبْتَهَا قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبَ، الْيَوْمَ تَرَى ثَوَابَ مَا كُنْتَ تَرْجُو، وَلَهُ كُنْتَ تَنْصَبُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: اللَّهُمَّ لا تَكِلْهُ إِلَى عَمَلِهِ، فَأَعْجَبَ النَّاسَ مَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: بَلَغَنِي أَنَّ دَاوُدَ الطَّائِيَّ لَمَّا دُفِنَ، أخذ الناس يثنون عليه، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ: اللَّهُمَّ لا تَكِلْهُ إِلَى عَمَلِهِ.
قَالَ أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْوَابِشِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ النَّاسَ هَا هُنَا بَاتُوا ثَلاثَ لَيَالٍ مَخَافَةَ أَنْ تَفُوتَهُمْ جِنَازَةُ دَاوُدَ، وَرَأَيْتُ النَّاسَ [ص:362] كُلَّهُمْ يَبْكُونَ، مَا شَبَّهْتُهُ إِلا بِيَوْمِ الْخُرُوجِ.
قال الدورقي: وحدثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: شَهِدْتُ جِنَازَةَ دَاوُدَ الطَّائِيِّ، وَحَضَرْتُهُ عِنْدَ الْمَوْتِ، فَمَا رَأَيْتُ أَشَدَّ نزعا منه، أتيناه من العشي ونحن نَسْمَعُ نَزْعَهُ قَبْلَ أَنْ نَدْخُلَ، ثُمَّ غَدَوْنَا عَلَيْهِ وَهُوَ بَعْدُ فِي النَّزْعِ، فَلَمْ نَبْرَحْ حتى مات.
قال: وحدثنا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حُمِلَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ عَلَى سَرِيرَيْنِ أَوْ ثَلاثَةٍ، تَكَسَّرَ مِنْ زِحَامِ النَّاسِ عَلَيْهِ، فَيُغَيَّرُ السَّرِيرُ، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ كَذَا كَذَا مَرَّةٍ، وَحَضَرْتُ جِنَازَتَهُ.
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الواحد بن أحمد الكاغدي، قال: أخبرنا أبو علي الحداد، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا محمد بن الفتح الحنبلي، قال: حدثنا ابن صاعد، قال: حدثنا أحمد بن المقدام، قال: حدثنا ابن علية، قال: حدثنا دَاوُدُ الطَّائِيُّ، عَنْ عَبْد الْمَلِكِ بْنِ عُمَير، عَن جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: وَقَعَ أُنَاسٌ من أهل الكُوفَةِ فِي سَعْدٍ عِنْدَ عُمَرَ، فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا يُحْسِنُ أَنْ يُصَلِّيَ، فَقَالَ: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي صَلاةُ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلا أَخْرِمُ عَنْهَا أَرْكُدُ فِي الأُولَيَيْنِ، وَأَحْذِفُ فِي الأُخْرَيَيْنِ، قَالَ: ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ أَبَا إِسْحَاقَ، رَوَاهُ شُعْبَةُ وَالنَّاسُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ.
مَاتَ دَاوُدُ - رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ - سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ، وَقِيلَ: خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
وَمَا يُذْكَرُ مِنْ قِصَّةِ لِبْسِ الْخِرْقَةِ، وَأَنَّ دَاوُدَ الطائي صحب حبيبا العجمي فخطأ بين، لَمْ يَصْحَبْهُ، وَلا عَرَفْنَا لِدَاوُدَ رَوَاحًا إِلَى الْبَصْرَةِ، وَلا لِحَبِيبٍ قُدُومًا إِلَى الْكُوفَةِ، ثُمَّ أَبْعَدُ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ: إِنَّ مَعْرُوفًا الْكَرْخِيَّ [ص:363] أَخَذَهَا مِنْ دَاوُدَ، فَمَا عَلِمْنَا أَنَّ دَاوُدَ ومعروفا اجتمعا ولا التقيا، والله أعلم.(4/357)
-[حَرْفُ الرَّاءِ](4/363)
108 - د ن: رافع بن سَلَمة بن زياد بي أبي الجَعد الأشجعيُّ البَصريُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: جَدِّهِ زِيَادٍ، وَحَشْرَجِ بْنِ زِيَادٍ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ.
وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَشَاذُ بْنُ فَيَّاضٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيُّ.
ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي " الثِّقَاتِ ".(4/363)
109 - رَبَاحُ بْنُ يَزِيدَ اللَّخْمِيُّ الإِفْرِيقِيُّ الْمَغْرِبِيُّ الزَّاهِدُ الْعَابِدُ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
قَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: لَهُ أَخْبَارٌ تَطُولُ فِي ذِكْرِ عِبَادَتِهِ. وَهُوَ بِالْمَغْرِبِ يَضْرِبُونَ بِعِبَادَتِهِ الْمَثَلَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - مَاتَ فِي إِمْرَةِ يَزِيدَ بْنِ حَاتِمٍ عَلَى الْمَغْرِبِ.(4/363)
110 - م د ت ن: الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَبُو بَكْرٍ الْجُمَحِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْجُمَحِيِّ.
وَعَنْهُ: حَفِيدُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بَكْرٍ شَيْخُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، وَمِنَ الْقُدَمَاءِ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/363)
111 - الرَّبِيعُ بْنُ يُونُسَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ كَيْسَانَ الْعَبَّاسِيُّ، مَوْلاهُمُ، الأَمِيرُ الْحَاجِبُ أَبُو الْفَضْلِ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
مِنْ كِبَارِ الْمُلُوكِ.
وَلِيَ حِجَابَةَ الْمَنْصُورِ، ثُمَّ وَلِيَ وِزَارَتَهُ، وَحَجَبَ لِلْمَهْدِيِّ، وَوَلِيَ ابْنُهُ الْفَضْلُ بْنُ الرَّبِيعِ حِجَابَةَ الرَّشِيدِ، وَوَلِيَ حَفِيدُهُ الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ حِجَابَةَ الأَمِينِ. [ص:364]
حَدَّثَ الرَّبِيعُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ، وَغَيْرِهِ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ، وَمُوسَى بْنُ سُهَيْلٍ، وَكَانَ مِنْ رِجَالِ الدَّهْرِ حَزْمًا وَرَأْيًا وَدَهَاءً.
مَاتَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ، مِنْ عَسَلٍ مَسْمُومٍ سَقَاهُ الْخَلِيفَةُ الْهَادِي، وَقَدْ كَانَ الْمَنْصُورُ كَثِيرَ الْوُثُوقِ بِالرَّبِيعِ، مُعْتَمِدًا عَلَيْهِ إِلَى الْغَايَةِ.
وَيُقَالُ: إن الربيع لم يكن يُعْرَفْ لَهُ أَبٌ، فَدَخَلَ هَاشِمِيٌّ عَلَى الْمَنْصُورِ، وَأَخَذَ يُذَكِّرُهُ وَالِدَ الرَّبِيعِ وَيَتَرَحَّمُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ الرَّبِيعُ: كَمْ ذَا تَتَرَحَّمُ عَلَيْهِ بِحَضْرَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ الْهَاشِمِيُّ: يَا رَبِيعُ أَنْتَ مَعْذُورٌ لا تَعْرِفُ مِقْدَارَ الآبَاءِ، فَخَجِلَ مِنْهُ.
وَقَطِيعَةُ الرَّبِيعِ مَحِلَّةٌ كَبِيرَةٌ بِبَغْدَادَ تُنْسَبُ إِلَيْهِ.(4/363)
112 - م ن: رَبِيعَةُ بْنُ كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
شَيْخٌ بَصْرِيٌّ،
حَدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ، وَبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الصَّمَدِ التَّنُّورِيُّ، وَعَفَّانُ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَمُسْلِمٌ الْقَصَّابُ، وَمُسْلِمٌ التَّبُوذَكِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.(4/364)
113 - ن ق: رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، أَبُو الْمِقْدَامِ. [الْفِلَسْطِينِيُّ، اسْمُ أَبِيهِ مِهْرَانُ] [الوفاة: 161 - 170 ه]
شَيْخٌ بَصْرِيٌّ، نَزَلَ الرَّمْلَةَ فَقِيلَ لَهُ: الْفِلَسْطِينِيُّ، اسْمُ أَبِيهِ مِهْرَانُ.
رَوَى عَنْ: رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَالزُّهْرِيِّ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ.
وَعَنْهُ: الْحَمَّادَانِ، وَضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَالنَّسَائِيُّ.
زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: حدثنا رجاء بن أبي سلمة، قال: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: لا نَفْلَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَرُدُّ قَوِيُّ [ص:365] الْمُسْلِمِينَ عَلَى ضَعِيفِهِمْ.
قُلْتُ: عَاشَ سَبْعِينَ سَنَةً، تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/364)
114 - ت: رَجَاءُ بْنُ صُبَيْحٍ الْبَصْرِيُّ، أَبُو يَحْيَى، صَاحِبُ السَّقْطِ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
مِنْ مَوَالِي قريشٍ.
أَخَذَ عَنِ الْحَسَنِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَمُسَافِعِ بْنِ شَيْبَةَ.
وَعَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، وَعَارِمٌ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَهُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.(4/365)
115 - رُسْتُمُ، أَبُو يَزِيدَ الطَّحَّانُ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
كُوفِيٌّ، مُقِلٌّ،
عَنْ: الْحَسَنِ، وَمَكْحُولٍ، وَرَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو نُعَيْمٍ، وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْكَحَّالُ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ صَالِحٍ، وَغَيْرُهُمْ.
سُئِلَ أَبُو حَاتِمٍ عَنْهُ فَقَالَ: شَيْخٌ.(4/365)
116 - رَيْطَةُ ابْنَةُ السَّفَّاحِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَبَّاسِيَّةُ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
زَوْجَةُ الْمَهْدِيِّ.
مَاتَتْ سنة سبعين ومائة.(4/365)
-[حَرْفُ الزَّاي](4/365)
117 - ع: زَائِدَةُ هُوَ أَبُو الصَّلْتِ زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ الثَّقَفِيُّ، الْكُوفِيُّ الْحَافِظُ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
أَحَدُ الأَعْلامِ.
عَنْ: زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، وَسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَمُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَالسُّدِّيِّ، وَسَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَأَبِي طُوَالَةَ، وَطَبَقَتِهِمْ، وَمَا أَحْسَبُهُ رحل.
وكان إماما حجة، صاحب سُنَّةٍ وَاتِّبَاعٍ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَحُسَيْنٌ الجعفي، ومعاوية بن عمرو، وَأَبُو حُذَيْفَةَ النَّهْدِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ [ص:366] سابق، وأبو الوليد، وعبد الله بن رجاء، وطلق بن غنام، وأحمد بن يونس، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: كَانَ زائدة لا يحدث صاحب بِدْعَةً. مَاتَ مُرَابِطًا بِأَرْضِ الرُّومِ - رَحِمَهُ اللَّهُ -.
وقال أبو حاتم: ثقة، صاحب سنة، هو أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَبِي عَوَانَةَ، وَكَانَ عَرَضَ حَدِيثَهُ عَلَى الثَّوْرِيِّ.
وَقَالَ النَّسائيُّ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ: كَانَ مِنْ أَصْدَقِ النَّاسِ وَأَبَرِّهِمْ.
قُلْتُ: مَاتَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/365)
118 - زُرَيْكُ بْنُ أَبِي زُرَيْكٍ الْعُطَارِدِيُّ، أَبُو نَضْرَةَ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ.
وَعَنْهُ: عَفَّانُ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَسَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.
كَنَّاهُ الْبُخَارِيُّ.(4/366)
119 - زَكَرِيَّا بْنُ حَكِيمٍ الْحَبَطِيُّ، الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: الشَّعْبِيِّ، وَأبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، وَالْحَسَنِ.
وَعَنْهُ: الْحَسَنُ بْنُ سِوَارٍ، وَبِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: تَرَكَ النَّاسُ حَدِيثَهُ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يَجُوزُ أَنْ يُحْتَجَّ بِهِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. [ص:367]
محمد بن بكار: حدثنا زَكَرِيَّا بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لا تَقُولُوا قَوْسُ قُزَحَ، فَإِنَّ قُزَحَ هُوَ الشَّيْطَانُ، وَلَكِنْ قُولُوا قَوْسُ اللَّهِ، أَمَانٌ لِأَهْلِ الأَرْضِ مِنَ الْغَرَقِ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ، وَقَالَ مُرَّةُ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.(4/366)
120 - زَكَرِيَّا بْنُ زَيْدٍ الأَشْهَلِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ.
رَوَى عَنْهُ: الْوَاقِدِيُّ، وَغَيْرُهُ.
مَجْهُولٌ.
مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/367)
121 - زَكَرِيَّا بْنُ سِيَاهٍ، أَبُو يَحْيَى الثَّقَفِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
رَوَى الْحُرُوفَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ.
وَحَدَّثَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ.
وَعَنْهُ: حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وأبو أسامة، والحسن بن زياد اللؤلئي، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.(4/367)
122 - زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي الْعَتِيكِ الْكُوفِيُّ، وَاسْمُ أَبِيهِ حَكِيمٌ، فَأَظُنُّهُ الحبطي. [الوفاة: 161 - 170 ه]
رَوَى عَنْ: أبي معشر زياد بْنِ كُلَيْبٍ، وَعَنِ الشَّعْبِيِّ.
وَعَنْهُ: هُشَيْمٌ، وَمَعْمَرٌ أَوْ مُعْتَمِرٌ، وَحَسَّانُ بْنُ حَسَّانٍ.(4/367)
123 - ع: زهير بن محمد التَّميميُّ، أبو المنذر الخَرَقيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
بالفتح، وَخَرَقُ مِنْ قُرَى مَرْوَ، وَقِيلَ: إِنَّ أَصْلَهُ هَرَوِيٌّ، نَزَلَ الشَّامَ ثُمَّ الْحِجَازَ.
وَرَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَزَيْدِ بْن أَسْلَمَ، وَسُهَيْلِ بْن أَبِي صَالِحٍ، وَقِيلَ: إنه [ص:368] أخذ عن ابن أبي مليكية، وعمرو بن شعيب، فالله أعلم.
رَوَى عَنْهُ: عبد الرحمن بن مهدي، وأبو داود الطيالسي، وروح بن عبادة، والعقدي، وعمرو بن أبي سلمة، والوليد بن مسلم، وآخرون.
وقيل: إن الذي يروي عنه عمرو والوليد، آخر صَاحِبُ مَنَاكِيرَ وَبَوَاطِيلَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: وَالظَّاهِرُ أَنَّهُمَا وَاحِدٌ. بَلْ قَوْلُ أَحْمَدَ: كَأَنَّهُ آخَرُ غيره، يعني لكثرة مَا يَأْتِي بِهِ مِنَ الْمُنْكَرَاتِ.
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَبُو الْمُنْذِرِ الْخُرَاسَانِيُّ، سكن مكة، ثم الشام، وَحَدَّثَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ الأَعْرَجِ، وَصَالِحٍ مَوْلَى التوأمة، وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، وَمُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَطَبَقَتِهِمْ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الخراساني، أبو المنذر، كناه آدم، رَوَى عَنْهُ أَهْلُ الشَّامِ أَحَادِيثَ مَنَاكِيرَ، وَقَالَ: قَالَ أَحْمَدُ: كَأَنَّ الَّذِي رَوَى عَنْهُ أَهْلُ الشَّامِ زُهَيْرٌ آخَرُ، فَقَلَبَ اسْمَهُ.
وَقَالَ الْمَيْمُونِيّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ مقارب الْحَدِيثِ.
وَرَوَى مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ خُرَاسَانِيٌّ، ضَعِيفٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ: ثِقَةٌ لَهُ أَغَالِيطُ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، عَنْ يَحْيَى: ثِقَةٌ. وَكَذَا رَوَى أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، عَنْهُ، قَالَ: وَسُئِلَ عَنْهُ مَرَّةً أُخْرَى، فَقَالَ: صالح. [ص:369]
وَرَوَى الْجَوْزَجَانِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: مُسْتَقِيمُ الْحَدِيثِ.
وَرَوَى حَنْبَلٌ، عَنْ أَحْمَدَ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحِلُّهُ الصِّدْقُ، وَفِي حِفْظِهِ سُوءٌ، وما حدث من كتبه فهو صالح، وَحَدِيثُهُ بِالشَّامِ أَنْكَرُ.
وَقَالَ الْعِجْلِيُّ: جَائِزُ الْحَدِيثِ.
وَذَكَرَهُ أَبُو زُرْعَةَ فِي " أَسَامِي الضُّعَفَاءِ ".
وَقَالَ النَّسَائِيُّ أَيْضًا: ضَعِيفٌ، وَقَالَ مَرَّةً ثَالِثَةً: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، عِنْدَ عَمْرِو بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْهُ مَنَاكِيرُ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَعَلَّ أَهْلَ الشَّامِ أَخْطَأُوا عَلَيْهِ، ثُمّ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ قَانِعٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
قُلْتُ: لَهُ مَنَاكِيرُ فَلْيُحْذَرْ مِنْهَا.(4/367)
124 - ق: زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُلاثَةَ الْحَرَّانِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
نَابَ فِي الْقَضَاءِ عَنْ أَخِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَرَوَى عَنْ أَبِيهِ، وَمُوسَى بْنِ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيِّ، وَعَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ.
وَعَنْهُ: أَخُوهُ، وَأَبُو كَامِلٌ مُظَفَّرُ بْنُ مُدْرِكٍ، وَأَبُو النَّضْرِ هَاشِمٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَهُوَ مُقِلٌّ، مَا عَلِمْتُ فِيهِ مَطْعَنًا.(4/369)
125 - زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الرَّبِيعِ الزِّيَادِيُّ الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
وَالِدُ مُحَمَّدٍ.
عَنْ: الْحَسَنِ، وَمُحَمَّدٍ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ.
وَعَنْهُ: حَكِيمُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْجُبَيْرِيُّ، وَدَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ. [ص:370]
وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ.(4/369)
126 - ت: زِيَادُ بْنُ الْمُنْذِرِ، أَبُو الْجَارُودِ الْكُوفِيُّ، الأَعْمَى، [الوفاة: 161 - 170 ه]
أَحَدُ الْمَتْرُوكِينَ.
رَوَى عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وَأَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، وَأَصْبَغَ بْنِ نُبَاتَةَ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ، وَأَبِي الْجَحَّافِ دَاوُدَ، وَعَطِيَّةَ العوفي.
وَعَنْهُ: عمار ابن أُخْتِ الثَّوْرِيِّ، وَيُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ البُرْسانيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ الْوَرَّاقُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْعَوَقِيُّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كَذَّابٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ رَافِضِيًّا يَضَعُ الْحَدِيثَ فِي الْمَثَالِبِ.
وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى النُّوبَخْتِيُّ فِي " مَقَالاتِ الرَّافِضَةِ ": وَالْجَارُودِيَّةُ هُمْ أَصْحَابُ أَبِي الْجَارُودِ زِيَادِ بْنِ الْمُنْذِرِ، يَقُولُونَ: عَلِيٌّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَفْضَلُ الْخَلْقِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَيَبْرَأُونَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -.
قَالَ الْبُخَارِيُّ فِي " الضُّعَفَاءِ ": إِنَّهُ ثَقَفِيٌّ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: هُوَ كَذَّابٌ خَبِيثٌ.
ثُمَّ قَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد، قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا عمرو بن عامر، قال: حدثنا علي بن قادم، عن زياد بن منذر، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: " لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ جَسَدِهِ فِيمَا أَبْلاهُ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ، وَعَنْ حُبِّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ ". [ص:371]
وَذَكَرَ الدُّولابِيُّ إِنَّ مَرْوَانَ بْنَ مُعَاوِيَةَ، رَوَى عَنْ أَبِي الْجَارُودِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَرَ عَلِيًّا أَنْ يَثْلِمَ الْحِيطَانَ.(4/370)
127 - زَيْدُ بْنُ السَّائِبِ، أَبُو السَّائِبِ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ ابن الْحَنَفِيَّةِ، وَخَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ.
وَعَنْهُ: مَعْنٌ الْقَزَّازُ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
قال أبو حاتم: صدوق.(4/371)
-[حَرْفُ السِّينِ](4/371)
128 - د: سَالِمُ بْنُ دِينَارٍ، وَيُقَالُ: ابْنُ رَاشِدٍ، أَبُو جُمَيْعٍ التَّمِيمِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْبَصْرِيُّ الْقَزَّازُ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: الْحَسَنِ، وَمُحَمَّدٍ، وَثَابِتٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُحَمَّدٌ ابن الطَّبَّاعُ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَمُسَدَّدٌ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيِّنُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.(4/371)
129 - ق: سَالِمُ بْنُ أَبِي الْمُهَاجِرِ، عَبْدُ اللَّهِ الرَّقِّيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: مَكْحُولٍ، وَمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ.
وَعَنْهُ: خَالِدُ بْنُ حَيَّانَ، وَمَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيَّانِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بُومَهْ.
وَكَانَ مِنَ الصَّالِحِينَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَا بَأْسَ بِهِ.
قِيلَ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/371)
130 - سَالِمٌ، أَبُو حَمَّادٍ الْكُوفِيُّ الصَّيْرَفِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
سَمِعَ: عَطِيَّةَ الْعَوْفِيَّ، وَإِسْمَاعِيلَ السُّدِّيَّ.
وَعَنْهُ: كَرْمَانِيُّ بْنُ عَمْرٍو، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ صُبَيْحٍ الْيَشْكُرِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَجْهُولٌ.(4/372)
131 - سَالِمٌ، أَبُو غَيَّاثٍ الْعَتَكِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
بَصْرِيٌّ، سَمِعَ أَنَسًا فِيمَا قِيلَ، وَالْحَسَنَ، وَحُمَيْدَ بْنَ هِلالٍ.
وَعَنْهُ: مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَسَلامٌ.(4/372)
132 - ن: سَرَّارُ بْنُ مُجَشِّرٍ، أَبُو عُبَيْدَةَ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: ثَابِتٍ، وَأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ، وَعَطَاءٍ السَّلِيمِيِّ، وَمَالِكِ بْنِ دِينَارٍ.
وَعَنْهُ: سَيْفُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْجَرْمِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأُميَّةُ بْنُ خَالِد، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَحْبُوبٍ الْبُنَانِيُّ.
وثقه أبو داود والنسائي.
قال ابن محبوب: مات في ربيع الآخر سنة خمس وستين ومائة.(4/372)
133 - ن: السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ إِيَاسِ بْنِ حَرْمَلَةَ، أَبُو الْهَيْثَمِ، الشَّيْبَانِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: الْحَسَنِ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَثَابِتٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالأَصْمَعِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَحْمَدُ: ثقة ثِقَةٌ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ.(4/372)
134 - ن: السَّرِيُّ بْنُ يَنْعُمَ الْجُبْلانِيُّ، الْحِمْصِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَعَامِرِ بْنِ جَشِيبٍ، وَحُمَيْدِ بْنِ رَبِيعَةَ.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَبَقِيَّةُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ عَبْدُ الْقُدُّوسِ. [ص:373]
وَكَانَ مِنَ الْعَابِدِينَ - رَحِمَهُ اللَّهُ -.(4/372)
135 - سَعْدُ بْنُ طَالِبٍ، أَبُو غَيْلانَ الشَّيْبَانِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: حَمَّادِ بْنِ أبي سليمان، وكثير النواء، وَعَفَّانَ بْنِ جُبَيْرٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو الأَحْوَصِ سَلامٌ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ.
لَيَّنَهُ أَبُو حَاتِمٍ قَلِيلا.(4/373)
136 - ع: سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، الْمِصْرِيُّ الْفَقِيهُ، وَاسْمُ أَبِيهِ مِقْلاصٌ، مِنْ مَوَالِي خُزَاعَةَ، أَبُو يَحْيَى الْمُحَدِّثُ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
وُلِدَ سَنَةَ مِائَةٍ.
رَوَى عَنْ: أَبِي عَقِيلٍ زُهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ، وَعُقَيْلٍ الأَيْلِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ مَيْمُونٍ، وَجَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَكَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ، وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ: ابْنُ جُرَيْجٍ - مَعَ تَقَدُّمِهِ - وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، وَرَوْحُ بْنُ صَلاحٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/373)
137 - 4: سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَزْدِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْبَصْرِيُّ، وَقِيلَ: الدِّمَشْقِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
وَإِنَّمَا رَحَلَ بِهِ أَبُوهُ إِلَى الْبَصْرَةِ.
رَوَى عَنْ: قَتَادَةَ، وَالزُّهْرِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ.
وَعَنْهُ: أَبُو مُسْهِرٍ، وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَرْكُونَ، وَأَبُو الْجَمَاهِرِ الْكَفَرْسُوسِيُّ، وَيَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ بِلالٍ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ، وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ.
قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: لَمْ يَكُنْ فِي بَلَدِنَا أَحَدٌ أَحْفَظَ مِنْهُ، وَهُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحِلُّهُ الصِّدْقُ. قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ: كَيْفَ هَذِهِ الْكَثْرَةُ لَهُ عَنْ قَتَادَةَ؟ قَالَ: كَانَ أَبُوهُ شَرِيكَ أَبِي عَرُوبَةَ، فَأَقْدَمَ ابنه سعيدا [ص:374] الْبَصْرَةَ، فَبَقِيَ بِهَا يَطْلُبُ الْحَدِيثَ مَعَ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ قَدَرِيًّا.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وقال بقية: سألت شُعْبَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ فَقَالَ: ذَاكَ صَدُوقُ اللِّسَانِ، قَالَ بَقِيَّةُ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقَالَ: بُثَّ هَذَا - رَحِمَكَ الله - في جندنا، فإن الناس قد تكلموا فيه.
وقال مَرْوَانُ الطَّاطَرِيّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ عَلَى جمرة العقبة يقول: حدثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، وَكَانَ حَافِظًا.
وَقَالَ أَبُو زرعة النصري: قُلْتُ لِأَحْمَدَ: مَا تَقُولُ فِي سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ؟ قَالَ: أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِهِ، قَدْ حَدَّثَ عنه أصحابنا وكيع، والأشيب.
وقال دحيم: يوثقونه، كَانَ حَافِظًا.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ ابْنُ مَهْدِيٍّ يُحَدِّثُ عَنْهُ ثُمَّ تَرَكَهُ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مَحِلُّهُ الصِّدْقُ، وَلا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يَنْبَغِي أَنْ يُذْكَرَ فِي الضُّعَفَاءِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: يَتَكَلَّمُونَ فِي حِفْظِهِ.
وَرَوَى جَمَاعَةٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ، وَكَذَا تبِعَهُ النَّسَائِيُّ.
أَبُو زُرْعَةَ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: أَتَيْتُ أَنَا وَابْنُ شَابُورَ، سَعِيدَ بْنَ بشير فقال: والله لا أَقُولُ إِنَّ اللَّهَ يُقَدِّرُ عَلَى الشَّرِّ وَيُعَذِّبُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، أَرَدْتُ الْخَيْرَ فَوَقَعْتُ فِي الشَّرِّ. [ص:375]
أَنْبَأَنِي قَتَادَةُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: " أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا " قَالَ: تُزْعِجُهُمْ إِلَى الْمَعَاصِي إِزْعَاجًا.
ثُمَّ قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: قَدِ اعْتَذَرَ مِنْ كَلِمَتِهِ، وَاسْتَغْفَرَ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: فَقُلْتُ لِأَبِي الْجَمَاهِرِ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ قَدَريًّا؟ قَالَ: مَعَاذَ اللَّهِ، وَحَدَّثَنِي أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَكَذَا وَرَّخَهُ مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ.
وَقَالَ الْوَلِيدُ بن مسلم، وهشام بن عمار: ستة تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/373)
138 - سَعِيدُ بْنُ ْحُسَيْنِ الأَزْدِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
توفي سنة سبعين ومائة.
ولم يَذْكُرْهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ.(4/375)
139 - د: سَعِيدُ بْنُ خَالِدٍ الْخُزَاعِيُّ، الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيِّ.
وَعَنْهُ: حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكِرْمَانِيُّ، وَيَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ، وعبد الملك الجدي، وَجَمَاعَةٌ.
ضَعَّفَهُ أَبُو زُرْعَةَ.(4/375)
140 - سَعِيدُ بْنُ رَاشِدٍ، أَبُو مُحَمَّدٍ الْمَازِنِيُّ، الْبَصْرِيُّ، السَّمَّاكُ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَالْحَسَنِ، وَالزُّهْرِيِّ.
وَعَنْهُ: الأَنْصَارِيُّ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَخَلَفُ الْبَزَّارُ.
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ. [ص:376]
وَهُوَ أَسَنُّ شَيْخٍ لِخَلَفِ بْنِ هِشَامٍ.(4/375)
141 - ت: سَعِيدُ بْنُ زَرْبِيٍّ الْخُزَاعِيُّ. [أَبُو عُبَيْدَةَ] [الوفاة: 161 - 170 ه]
بَصْرِيٌّ،
عَنْ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَقَتَادَةَ.
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَبِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ.
وَيُكَنَّى أَبَا مُعَاوِيَةَ الْعَبَّادَانِيَّ، كَذَا قَالَ الْبُخَارِيُّ، وَأَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ فَوَهِمَا، بَلْ كُنْيَتُهُ أَبُو عُبَيْدَةَ، فَقَدْ قَالَ عَلِيُّ بْنُ الجعد: أخبرنا أَبُو مُعَاوِيَةَ الْعَبَّادَانِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ زَرْبِيٍّ الْبَصْرِيُّ.
قال النسائي: ليس بثقة.
وقال أبو حاتم: عنده عجائب من المناكير.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ضَعِيفٌ.(4/376)
142 - م د ت ق: سعيد بن زيد بن دِرْهم، أَخُو حَمَّادِ بْنِ زَيدٍ، الأَزْدِيُّ الْبَصْرِيُّ، أَبُو الْحَسَنِ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ، وَالْجَعْدِ أَبِي عُثْمَانَ، وَأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ، وَابْنِ جُدْعَانَ.
وَعَنْهُ: أَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَعَارِمٌ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. [ص:377]
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَلَيَّنَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيّ: سَمِعْتُ يَحْيَى ضَعَّفَ سَعِيدَ بن زيد، وقال: مَا يَسْوَى هَذِهِ.
وَعَنِ ابْنِ مَعِينٍ أَيْضًا تَضْعِيفُهُ.
مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/376)
143 - سَعِيدُ بْنُ سَابِقٍ الرَّازِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
وَالِدُ مُحَمَّدٍ.
عَنْ: لَيْثِ بْن أَبِي سُلَيْم، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وَمِسْعَرٍ.
وَعَنْهُ: جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَحَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ، وَهَارُونُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ حَسَنَ الْفَهْمِ بِالْفِقْهِ.
قُلْتُ: هُوَ صَالِحُ الرِّوَايَةِ.(4/377)
144 - سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمٍ الضَّبِّيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ وَغَيْرُهُمَا، وَيُقَالُ: الضُّبَعِيُّ.
قَالَ الأَزْدِيُّ: مَتْرُوكٌ.
وَكَذَا ضَعَّفَهُ ابْنُ عَدِيٍّ.(4/377)
145 - ق: سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ، أَبُو مَهْدِيٍّ الْحِمْصِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ حُدَيْرِ بْنِ كُرَيْبٍ، وَرَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ.
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ أَبُو الْيَمَانِ: كُنَّا نَسْتَمْطِرُ بِهِ، وَذَكَرَ مِنْ فَضْلِهِ، وَعِبَادَتِهِ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. [ص:378]
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي مَهْدِيٍّ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَرَأَيْتَ الأَرْضَ عَلَى مَا هِيَ؟ قَالَ: " عَلَى الْمَاءِ " قَالَ: أَرَأَيْتَ الْمَاءَ عَلَى مَا هُوَ؟ قَالَ: " عَلَى صَخْرَةٍ خَضْرَاءَ، وَهِيَ عَلَى ظَهْرِ حُوتٍ تَلْتَقِي طَرَفَاهُ بِالْعَرْشِ " قَالَ: أَرَأَيْتَ الْحُوتَ عَلَى مَا هُوَ؟ قَالَ: " عَلَى كَاهِلِ مَلَكٍ قَدَمَاهُ فِي الْهَوَاءِ ".(4/377)
146 - م 4: سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَبُو مُحَمَّدٍ، وَيُقَالُ: أَبُو عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُّوخِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ، الإِمَامُ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَالِمُ أَهْلِ دِمَشْقَ فِي عَصْرِهِ، وَمُفْتِيهِمْ بَعْدَ الأَوْزَاعِيِّ.
قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى: ابْنِ عَامِرٍ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ. قَرَأَ عَلَيْهِ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو مُسْهِرٍ.
وَحَدَّثَ عَنْ: نَافِعٍ، وَمَكْحُولٍ، وَرَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، وَالزُّهْرِيِّ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَعُمَيْرِ بْنِ هانئ، وَقَتَادَةَ، وَبِلالِ بْنِ سَعْدٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي زَكَرِيَّا الْخُزَاعِيِّ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، وَخَلْقٍ، وَسَأَلَ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ - وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ - وَالثَّوْرِيُّ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَبَقِيَّةُ، وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَأَبُو الْيَمَانِ، وَيَحْيَى بْنُ بِشْرٍ الْحَرِيرِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، وَعَدَدٌ كَثِيرٌ.
مَوْلِدُهُ سَنَةَ تِسْعِينَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: لَمْ يَسْمَعْ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِنْ عَطَاءٍ غَيْرَ هَذَا، قَالَ: قَدِمْنَا مَكَّةَ فَدَهِشْنَا عَنِ الْهَرْوَلَةِ، فَسَأَلْتُ عَطَاءً: مَا [ص:379] سَمِعَ مِنْ عَطَاءٍ غَيْرَ ذَلِكَ؟ يَعْنِي، فَقَالَ: لا شَيْءَ عَلَيْكُمْ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ زَبْرٍ، عَنْ أَبِيهِ: كُنَّا نَجْلِسُ إِلَى مَكْحُولٍ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مَعَنَا، فَكَانَ فِي الْمَجْلِسِ يَسْقِينَا الْمَاءَ.
وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: حدثنا سَعِيدٌ قَالَ: كُنْتُ أُجَالِسُ بِالْغَدَاةِ ابْنَ أَبِي مَالِكٍ، وَبَعْدَ الظُّهْرِ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ مَكْحُولا.
مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: مَا كَتَبْتُ حَدِيثًا قَطُّ.
وَكَذَا رَوَى عَنْهُ أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: لا يُؤْخَذُ الْعِلْمُ مِنْ صَحَفِيٍّ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ أَبُو مُسْهِرٍ يُقَدِّمُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى الأَوْزَاعِيِّ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: قُلْتُ لابْنِ مَعِينٍ، وَذَكَرْتُ لَهُ مَنِ الْحُجَّةُ، فَقُلْتُ: ابْنُ إِسْحَاقَ مِنْهُمْ؟ فَقَالَ: كَانَ ثِقَةً، إِنَّمَا الْحُجَّةُ عُبَيْدُ الله بن عمر، ومالك، والأزواعي، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي " الْمُسْنَدِ ": لَيْسَ بِالشَّامِ رَجُلٌ أَصَحَّ حَدِيثًا مِنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَقَالَ الْحَاكِمُ: سَعِيدٌ لِأَهْلِ الشَّامِ كَمَالِكٍ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ في التقدم، والفقة، وَالأَمَانَةِ.
قَالَ أَبُو النَّضْرِ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: كُنْتُ أَسْمَعُ وَقْعَ دُمُوعِ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى الْحَصِيرِ فِي الصَّلاةِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بن أبي الحواري: حدثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَسَدِيُّ قَالَ: قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا هَذَا الْبُكَاءُ الَّذِي يَعْرِضُ لَكَ فِي الصَّلاةِ؟ فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، وَمَا سُؤَالُكَ عَنْ ذَلِكَ؟ قُلْتُ: لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنِي بِهِ، فَقَالَ: مَا قُمْتُ إِلَى صَلاةٍ، إِلا مَثُلَتْ لِي جَهَنَّمُ. [ص:380]
أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: هُوَ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ مَشَايِخِنَا، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يُحْيِي اللَّيْلَ، فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ جَدَّدَ وُضُوءَهُ، وَخَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ.
وَعَنْ أَبِي مُسْهِرٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ سَعِيدًا ضَحِكَ، وَلا تَبَسَّمَ، وَلا شَكَا شَيْئًا قَطُّ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ، قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يَقْتَصِرَ عَلَى عِلْمِ أَهْلِ بَلَدِهِ، وَعَلَى عِلْمِ عَالِمِهِ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي أَقْتَصِرُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَمَا أفْتَقِرُ مَعَهُ إِلَى أَحَدٍ.
وَقَالَ يَحْيَى الْوُحَاظِيُّ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ حَدِيثٍ، فَامْتَنَعَ عَلَيَّ، وَكَانَ عَسِرًا.
ابْنُ مَعِينٍ، عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَدِ اخْتَلَطَ قَبْلَ مَوْتِهِ، وَكَانَ يُعْرَضُ عَلَيْهِ قَبْلَ الْمَوْتِ، وَكَانَ يقول: لا أجيزها.
وروى أَبُو زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ قَالَ: رَأَيْتُهُمْ يَعْرِضُونَ عَلَيْهِ حَدِيثَ الْمِعْرَاجِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ أَنَسٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا محمد، أليس حدثتنا عن يزيد بن أبي مالك أَنَّهُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: نَعَمْ، إِنَّمَا يَقْرَأُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ.
أَبُو مُسْهِرٍ: سَمِعْتُ سَعِيدًا يَقُولُ: لا خَيْرَ فِي الْحَيَاةِ إِلا لِأَحَدِ رَجُلَيْنِ، صُمُوتٌ وَاعٍ، وَنَاطِقٌ عَارِفٌ.
عقبة بن علقمة: حدثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: مَنْ أَحْسَنَ فَلْيَرْجُ الثَّوَابَ، وَمَنْ أَسَاءَ فَلا يَسْتَنْكِرِ الْجَزَاءَ، وَمَنْ أَخَذَ عِزًّا بِغَيْرِ حَقٍّ أَوْرَثَهُ اللَّهُ ذُلا بِحَقٍّ، وَمَنْ جَمَعَ مَالا بِظُلْمٍ أَوْرَثَهُ اللَّهُ فَقْرًا بِعَدْلٍ.
الْوَلِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ قَالَ: سُئِلَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنِ الْكَفَافِ قَالَ: هُوَ شِبَعُ يَوْمٍ وَجُوعُ يَوْمٍ. [ص:381]
أَبُو مُسْهِرٍ: سَمِعْتُ سَعِيدًا يَقُولُ: لا أَدْرِي لِمَا لا أَدْرِي نِصْفُ الْعِلْمِ.
وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: ما كنت قدريا قط. وسمعت رَجُلا يَقُولُ لَهُ: أَطَالَ اللَّهُ عُمْرَكَ، فَقَالَ: بَلْ عَجَّلَ اللَّهُ بِي إِلَى رَحْمَتِهِ.
قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ: كَانَ الأَوْزَاعِيُّ إِذَا سُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَاضِرٌ، قال: سلوا أبا محمد، يفعله تعظيما لسعيد.
أَبُو مُسْهِرٍ: كَانَ سَعِيدٌ لا يُجِيبُ حَتَّى يَقُولُ: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ، هذا رأي، والرأي يخطي وَيُصِيبُ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ الصُّورِيُّ: رَأَيْتُ سعيد بن عبد العزيز إذا فاتته الصلاة فِي جَمَاعَةٍ بَكَى.
قَالَ الْوَلِيدُ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَجَمَاعَةٌ: مَاتَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ سَنَةَ سبع وستين ومائة.
قال ابن عساكر: ووهم من قَالَ: سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ، وَسَنَةَ أَرْبَعٍ، وَسَنَةَ تِسْعٍ.(4/378)
147 - ق: سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ بَانَكَ الْمَدَنِيُّ، أَبُو مُصْعَبٍ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: عِكْرِمَةَ، وَسَالِمٍ، وَعَمْرَةَ، وَعَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ.(4/381)
148 - سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ الْقُرَشِيُّ، الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْجُمَحِيِّ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ سَالمٍ.
وَعَنْهُ: مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، لُوَيْنٌ.
مَحِلُّهُ الصِّدْقُ.(4/381)
149 - سَعِيدُ بْنُ مَيْسَرَةَ الْبَكْرِيُّ، البصري. [الوفاة: 161 - 170 ه]
[ص:382]
عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
وَعَنْهُ: يُونُسُ بْنُ بكير، والهثيم بْنُ خَارِجَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ بِحَدِيثٍ عَلَى سَبِيلِ التَّعَجُّبِ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا رَكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَقَالَ " إِنَّ الشَّيْطَانَ حِينَ أُخْرِجَ مِنَ الْجَنَّةِ رَفَعَ يَدَيْهِ فَوْقَ رَأْسِهِ ".
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ بَابَةُ عائذ بْنِ شُرَيْحٍ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مُظْلِمُ الأَمْرِ.
وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ: رَوَى عَنْ أَنَسٍ أَحَادِيثَ مَوْضُوعَةً، كَذَّبَهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ.(4/381)
150 - ع: سيفان الثوري، سيفان بْنُ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ رَافِعِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهِبَةَ بْنِ أبي بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُنْقِذِ بْنِ نَصْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَلْكَانَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ أَدِّ بْنِ طَابِخَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارٍ، شَيْخُ الإِسْلامِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الثَّوْرِيُّ، الْكُوفِيُّ، َالْفَقِيهُ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
سَيِّدُ أَهْلِ زَمَانِهِ عِلْمًا وَعَمَلا، فَهُوَ مِنْ ثَوْرِ مُضَرَ، لا مِنْ ثَوْرِ هَمْدَانَ عَلَى الصحيح، كذا نسبه ابن سعد، والهثيم بْنُ عَدِيٍّ، وَغَيْرُهُمَا.
وَسَاقَ نَسَبَهُ - كَمَا ذَكَرْنَا - ابن أبي الدينا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ التَّمِيمِيِّ، لَكِنْ زَادَ بَيْنَ مَسْرُوقٍ وَبَيْنَ حَبِيبٍ حَمْزَةَ، وَأَسْقَطَ مُنْقِذًا، وَالْحَارِثَ.
مَوْلِدُهُ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ، وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ ثِقَاتِ الْمُحَدِّثِينَ. وَطَلَبَ سُفْيَانُ الْعِلْمَ وَهُوَ مُرَاهِقٌ، وَكَانَ يَتَوَقَّدُ ذَكَاءً. [ص:383]
صَارَ إِمَامًا مَنْظُورًا إِلَيْهِ وَهُوَ شَابٌّ، فَإِنَّ يحيى بن أيوب المقابري قال: أخبرنا أَبُو الْمُثَنَّى قَالَ: سَمِعْتُهُمْ بِمَرْوَ يَقُولُونَ: قَدْ جَاءَ الثَّوْرِيُّ، قَدْ جَاءَ الثَّوْرِيُّ، فَخَرَجْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ غُلامٌ قَدْ بَقَلَ وَجْهُهُ.
سَمِعَ الثَّوْرِيُّ مِنْ: عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، وَحَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، وَعَمْرِو بن دينار، عبد اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَمَنْصُورٍ، وَحُصَيْنٍ، وَأَبِيهِ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، وَالأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، وَجَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ، وَزُبَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ، وَزِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، وَسَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَأَيُّوبَ، وَصَالِحٍ مولى التوأمة، وَخَلْقٍ لا يُحْصَوْنَ، فَيُقَالُ: إِنَّهُ أَخَذَ عَنْ ست مائة شيخ. وعرض القرآن على حمزة الزيات.
وَعَنْهُ: ابْنُ عَجْلانَ، وَأَبُو حَنِيفَةَ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وابن إِسْحَاقَ، وَمِسْعَرٌ، وَهُمْ مِنْ شُيُوخِهِ، وَشُعْبَةُ، وَالْحَمَّادَانِ، وَمَالِكٌ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَيَحْيَى، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ الأَشْجَعِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَوَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَالْفِرْيَابِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَأُمَمٌ لا يُحْصَوْنَ. حَتَّى أَنَّ ابْنَ الْجَوْزِيِّ بَالَغَ، وَذَكَرَ فِي مَنَاقِبِهِ أَنَّهُ رَوَى عَنْهُ أَكْثَرُ مِنْ عِشْرِينَ أَلْفًا، وَهَذَا مَدْفُوعٌ، بَلْ لَعَلَّهُ رَوَى عَنْهُ نَحْوٌ مِنْ أَلْفِ نَفْسٍ.
فَعَنْ وَكِيعٍ أَنَّ وَالِدَةَ سُفْيَانَ قَالَتْ لَهُ: يَا بُنَيَّ اطْلُبِ الْعِلْمَ وَأَنَا أَعُولُكَ بِمِغْزَلِي، وَإِذَا كَتَبْتَ عَشَرَةَ أَحْرُفٍ فَانْظُرْ هَلْ تَرَى فِي نَفْسِكَ زِيَادَةً فِي الْخَيْرِ، فَإِنْ لَمْ تَرَ ذَلِكَ فَلا تَتَعَنَّ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: طَلَبْتُ الْعِلْمَ، فَلَمْ تَكُنْ لِي نِيَّةٌ، ثُمَّ رَزَقَنِي اللَّهُ النِّيَّةَ.
دَاوُدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ يَمَانٍ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ الثَّوْرِيُّ: لَمَّا هَمَمْتُ بِطَلَبِ الْحَدِيثِ، وَرَأَيْتُ الْعِلْمَ يُدْرَسُ، قُلْتُ: أَيْ رَبِّ إِنَّهُ لا بُدَّ لِي مِنْ مَعِيشَةٍ، فَاكْفِنِي أَمَرَ الرِّزْقِ، وَفَرِّغْنِي لِطَلَبِهِ، فَتَشَاغَلْتُ بِالطَّلَبِ، فَلَمْ أَرَ إِلا خَيْرًا إِلَى يَوْمِي هذا.
عبد الرزاق، وغيره: سمعنا سُفْيَانَ يَقُولُ: مَا اسْتَوْدَعْتُ قَلْبِي شَيْئًا قَطُّ فخانني. [ص:384]
وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: مَا رَأَيْتُ صَاحِبَ حَدِيثٍ أحفظ من سيفان.
وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: كَانَ الْعِلْمُ يَمْثُلُ بَيْنَ يَدَيْ سُفْيَانَ، يَأْخُذُ مَا يُرِيدُ، وَيَدَعُ مَا لا يُرِيدُ.
وَقَالَ الأَشْجَعِيُّ: دَخَلْتُ مَعَ الثَّوْرِيِّ عَلَى هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، فَجَعَلَ يَسْأَلُ، وَهِشَامُ يُحَدِّثُهُ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: أُعِيدُهَا عَلَيْكَ، فَأَعَادَهَا عَلَيْهِ وَقَامَ، ثُمَّ دَخَلَ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ فَطَلَبُوا الإِمْلاءَ، فَقَالَ هِشَامٌ: احْفَظُوا كَمَا حَفِظَ صَاحِبُكُمْ، قَالُوا: لا نَقْدِرُ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ هاشم: حدثنا ضمرة قال: كان سفيان ربما حَدَّثَ بِعَسْقَلانَ فَيَقُولُ: انْفَجَرَتِ الْعَيْنُ، انْفَجَرَتِ الْعَيْنُ، يَتَعَجَّبُ مِنْ نَفْسِهِ.
وَقَالَ شُعْبَةُ، وَابْنُ مَعِينٍ، وَجَمَاعَةٌ: سُفْيَانُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابن المبارك: كتب عن ألف ومائة شيخ وما فِيهِمْ أَفْضَلُ مِنْ سُفْيَانَ.
وَقَالَ وَرْقَاءُ: لَمْ يَرَ الثَّوْرِيُّ مِثْلَ نَفْسِهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: لَمْ يَتَقَدَّمْهُ فِي قَلْبِي أَحَدٌ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ: مَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ مِنَ الثَّوْرِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ أَيْضًا: لا أَعْلَمُ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَعْلَمَ مِنْهُ.
وَقَالَ وَكِيعٌ: كَانَ بَحْرًا.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: سَأَلْتُ يَحْيَى عَنْ رَأْيِ مَالِكٍ فَقَالَ: سُفْيَانُ فَوْقَ مَالِكٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ.
وَقَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ: وَدِدْتُ أَنِّي فِي مِسْلاخِ سُفْيَانَ.
وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ: مَنْ أخبرك أنه رأى بعينيه مثل سفيان فلا تصدقه.
وقال ابن أبي ذئب: ما رأيت في العراق من يشبه الثوري.
وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: مَا مِنْ عَمَلٍ أَخْوَفَ عِنْدِي مِنَ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الثَّوْرِيُّ فِيمَا سَمِعَهُ مِنَ الْفِرْيَابِيِّ: وَدِدْتُ أَنِّي نَجَوْتُ مِنْ هَذَا الْعِلْمِ كَفَافًا، لا لِي ولا علي. [ص:385]
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ: كَتَبْتُ عَنْ سُفْيَانَ عِشْرِينَ أَلْفًا، وَأَخْبَرَنِي الأَشْجَعِيُّ أَنَّهُ كَتَبَ عَنْهُ ثَلاثِينَ أَلْفًا، وَسَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: مَا أُحَدِّثُ مِنْ كُلِّ عَشَرَةٍ بِوَاحِدٍ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: قَالَ لِي ابْنُ الْمُبَارَكِ: أَقْعُدُ إِلَى سُفْيَانَ فيحدث فأقول: ما بقي من عمله شَيْءٌ إِلا وَقَدْ سَمِعْتُهُ، ثُمَّ أَقْعُدُ مَجْلِسًا آخَرَ فَأَقُولُ: مَا سَمِعْتُ مِنْ عِلْمِهِ شَيْئًا.
وَقَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: لَوْ قُلْتُ لَكُمْ إِنِّي أُحَدِّثُكُمْ كَمَا سَمِعْتُ؛ يَعْنِي بِاللَّفْظِ، فَلا تُصَدِّقُونِي.
وَعَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: مَا أُحَدِّثُ إِلا بِالْمَعَانِي.
وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: خِلافُ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُرْجِئَةِ ثَلاثٌ، يَقُولُونَ: الإِيمَانُ قَوْلٌ بِلا عَمَلٍ، وَيَقُولُونَ: الإِيمَانُ لا يَزِيدُ وَلا يَنْقُصُ، وَيَقُولُونَ بِالاتِّفَاقِ.
وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: مَنْ كَرِهَ أَنْ يَقُولَ: أَنَا مُؤْمِنٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَهُوَ عِنْدَنَا مُرْجِئٌ.
وَعَنْ سُفْيَانَ قَالَ: لا يَجْتَمِعُ حُبُّ عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِلا فِي قُلُوبِ نُبَلاءِ الرِّجَالِ.
وَعَنْهُ قَالَ: امْتَنَعْنَا مِنَ الشِّيعَةِ أَنْ نَذْكُرَ فَضَائِلَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وَعَنْهُ قَالَ: الْجَهْمِيَّةُ كُفَّارٌ.
وَعَنْهُ قَالَ: مَنْ سَمِعَ مِنْ مُبْتَدِعٍ لَمْ يَنْفَعْهُ اللَّهُ بِمَا سَمِعَ.
شُعَيْبُ بْنُ حرب قال: قال سفيان: لا تَنْتَفِعُ بِمَا كَتَبْتَ حَتَّى يَكُونَ إِخْفَاءُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فِي الصَّلاةِ أَفْضَلَ عِنْدَكَ مِنَ الْجَهْرِ.
قَالَ وَكِيعٌ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: لا يَعْدِلُ طَلَبَ الْعِلْمِ شَيْءٌ لِمَنْ أَرَادَ بِهِ اللَّهَ.
وَقَالَ قَبِيصَةُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: الْمَلائِكَةُ حُرَّاسُ السَّمَاءِ، وَأَصْحَابُ الْحَدِيثِ حُرَّاسُ الأرض. [ص:386]
وقد كان سفيان رضي الله عنه يقلق ويخاف مِنْ تَصْحِيحِ نِيَّتِهِ فِي الْحَدِيثِ لِفَرْطِ غَرَامِهِ بِهِ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ قَالَ: ما أَخَافُ عَلَى نَفْسِي أَنْ يُدْخِلَنِي النَّارَ إِلا الْحَدِيثُ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: وَدِدْتُ أَنِّي أَفْلِتُ مِنْهُ كَفَافًا.
وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: وَدِدْتُ أَنَّ يَدِي قُطِعَتْ، وَأَنِّي لَمْ أَطْلُبْ حَدِيثًا قَطُّ.
وَقَالَ الْقَطَّانُ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَا أُنْكِرُ نَفْسِي إِلا إِذَا طَلَبْتُ الْحَدِيثَ.
وَعَنِ الْمُعَافَى بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: أُرِيدُ أَنْ أُسْأَلَ غَدًا عَنْ كُلِّ مَجْلِسٍ جَلَسْتُهُ، وَعَنْ كُلِّ حَدِيثٍ حَدَّثْتُ بِهِ؛ مَاذَا أَرَدْتُ بِهِ؟.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: خاف الثوري على نفسه من الْحَدِيثِ؛ لِأَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ عَنِ الضُّعَفَاءِ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: فِتْنَةُ الْحَدِيثِ أَشَدُّ مِنْ فِتْنَةِ الذَّهَبِ.
-وَمِنْ آدَابِهِ وَشَمَائِلِهِ وَتَوَاضُعِهِ وَوَرَعِهِ
قَالَ مِهْرَانُ الرَّازِيُّ: رَأَيْتُ الثوري إذا خَلَعَ ثِيَابَهُ طَوَاهَا، وَيَقُولُ: كَانَ يُقَالُ إِذَا طُوِيَتْ رَجَعَتْ إِلَيْهَا أَنْفُسُهَا.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: كَانَ سُفْيَانُ إِذَا دَخَلَ الْحَمَّامَ يَخْضِبُ يَسِيرًا.
وَقَالَ قَبِيصَةُ: كَانَ سُفْيَانُ مَزَّاحًا، كُنْتُ أَتَأَخَّرُ مَخَافَةَ أَنْ يُحَيِّرَنِي بِمُزَاحِهِ، وَلا رَأَيْتُ الأَغْنَيَاءَ أَذَلَّ وَلا الْفُقَرَاءَ أَعَزَّ مِنْهُمْ فِي مَجْلِسِ سُفْيَانَ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: رُبَّمَا رَأَيْتُ سُفْيَانَ ضَحِكَ حَتَّى اسْتَلْقَى.
وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَبِي الزرقاء: كان سيفان يَقُولُ لِلْمُحَدِّثِينَ: تَقَدَّمُوا يَا مَعْشَرَ الضُّعَفَاءِ.
وَعَنْ علي بن ثابت: رَأَيْتُ سُفْيَانَ فَقَوَّمْتُ مَا عَلَيْهِ دِرْهَمًا وَأَرْبَعَةَ دوانيق. [ص:387]
يحيى بن أيوب المقابري: حدثنا مُبَارَكُ أَخُو سُفْيَانَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى سُفْيَانَ بِبَدْرَةٍ - وَكَانَ أَبُوهُ صَدِيقًا لِسُفْيَانَ جِدًّا - فقال: أحب أن تَقَبُّلَ هَذَا الْمَالِ، فَقَبِلَهُ مِنْهُ، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ لِي: الْحَقْهُ فَرُدَّهُ، فَفَعَلْتُ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، أُحِبُّ أَنْ تَأْخُذَ هَذَا الْمَالَ، قَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، فِي نَفْسِكَ مِنْهُ شَيْءٌ؟ قَالَ: لا. فَأَخَذَهُ وَذَهَبَ، فَقُلْتُ: يَا أَخِي، وَيْحَكَ! أَيُّ شَيْءٍ قَلْبُكَ؛ حِجَارَةٌ؟! عُدَّ أَنَّ لَيْسَ لَكَ عِيَالٌ، أَمَا تَرْحَمُنِي، أَمَا تَرْحَمُ إِخْوَانَكَ وَصِبْيَانَنَا، قَالَ: يَا مُبَارَكُ، تأكلها أنت وأسأل عنها، لا يكون هذا أَبَدًا.
وَعَنْ زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ قَالَ: احْتَاجَ سُفْيَانُ بِمَكَّةَ حَتَّى اسْتَفَّ الرَّمْلَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ.
سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ: قَالَ أَبُو شِهَابٍ الْحَنَّاطُ: جَلَسْتُ إِلَى سُفْيَانَ وَهُوَ فِي دُبُرِ الْكَعْبَةِ مُسْتَلْقٍ، فَسَلَّمْتُ فَرَدَّ، فَقُلْتُ: إِنَّ أُخْتَكَ قَدْ بَعَثَتْ إِلَيْكَ بِشَيْءٍ، فَجَلَسَ وَقَالَ: لَمْ آكُلْ شَيْئًا مُنْذُ ثَلاثٍ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: قَالَ أَبُو شِهَابٍ: بَعَثَتْ أُخْتُ سُفْيَانَ مَعِي بجراب فيه كعك وخشكنانج، فَأَتَيْتُهُ فَقَصَّرَ فِي سَلامِي، فَعَاتَبْتُهُ فَقَالَ: يَا أَبَا شِهَابٍ، لا تَلُمْنِي، وَإِنَّ لِي ثَلاثَةَ أَيَّامٍ لَمْ أَذُقْ فِيهَا ذَوَاقًا.
قَالَ بِشْرٌ الْحَافِي: كَانَ الثَّوْرِيُّ رُبَّمَا أَخَذَ عِبَاءَ الْجِمَالِ فَيُغَطِّي بِهَا رَأْسَهُ.
وَقَالَ خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ: رَأَيْتُ الثَّوْرِيَّ فِي مَكَّةَ وَقَدْ كَثُرُوا عَلَيْهِ، فقال: إن لِلَّهِ، أَخَافُ أَنْ تَكُونَ قَدْ ضُيِّعَتِ الأُمَّةُ حَيْثُ احْتَاجَ النَّاسُ إِلَى مِثْلِي.
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: رَأَيْتُ الثَّوْرِيَّ بِمِكَّةَ جَالِسًا فِي السُّوقِ يَأْكُلُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ سُفْيَانُ إِذَا قِيلَ لَهُ إِنَّهُ رُئِيَ فِي الْمَنَامِ، قَالَ: أَنَا أَعْرَفُ بِنَفْسِي مِنْ أَصْحَابِ الْمَنَامَاتِ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ الْجَزَرِيُّ: لَوْ لَقِيتَ سُفْيَانَ فِي طَرِيقِ الْحَجِّ وَمَعَكَ فَلْسَانِ تُرِيدُ أَنْ تَصَّدَّقَ بِهِمَا وَأَنْتَ لا تَعْرِفُ سُفْيَانَ، لظننت أن ستضعهما في [ص:388] يَدِهِ.
وَقَالَ صَالِحُ بْنُ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: أَجَّرَ سُفْيَانُ نَفْسَهُ مِنْ جَمَّالٍ إِلَى مَكَّةَ، فَأَمَرُوهُ أَنْ يَعْمَلَ لَهُمْ خُبْزَةً فَلَمْ تَجِئْ جَيِّدَةً، فَضَرَبَهُ الْجَمَّالُ، فَلَمَّا قَدِمُوا مَكَّةَ دَخَلَ الْجَمَّالُ، فَرَأَى النَّاسَ حَوْلَ سُفْيَانَ، فَسَأَلَ فَقَالُوا: هَذَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، فَلَمَّا انْفَضَّ النَّاسُ تَقَدَّمَ الْجَمَّالُ إِلَى سُفْيَانَ وَاعْتَذَرَ، فَقَالَ: مَنْ يُفْسِدُ طَعَامَ النَّاسِ يُصِبْهُ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ.
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ: دَخَلْنَا عَلَى سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ بِمَكَّةَ، قَالَ: مَا جَاءَ بِكُمْ؟ فَوَاللَّهِ لأَنَا إِذْ لَمْ أركم خير مِنِّي إِذْ رَأَيْتُكُمْ، قَالَ: ثُمَّ لَمْ نَبْرَحْ حَتَّى تَبَسَّمَ.
قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: كَثْرَةُ الإِخْوَانِ مِنْ سَخَافَةِ الدِّينِ.
قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا أَخْوَفَ لِلَّهِ مِنْ سُفْيَانَ، كَانَ مَنْ رَآهُ كَأَنَّهُ فِي سَفِينَةٍ يَخَافُ الْغَرَقَ، كَثِيرًا مَا نَسْمَعُهُ يَقُولُ: يَا رَبِّ، سَلِّمْ سَلِّمْ.
وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مَنْصُورٍ: كَلِمَتَانِ لَمْ يَكُنْ يَدَعُهُمَا سُفْيَانُ فِي مَجْلِسٍ؛ سَلِّمْ سَلِّمْ، عَفْوَكَ عَفْوَكَ.
وَقَالَ سُفْيَانُ: وَدِدْتُ أَنِّي انْفَلَتُّ لا عَلَيَّ وَلا لِي. وَهَذَا مُتَوَاتِرٌ عنه.
وقال قبيصة: كان سفيان كأنه راهب، فإذا أخذ فِي الْحَدِيثِ أَنْكَرْتُهُ؛ يَعْنِي مِمَّا يَنْشَرِحُ.
وَقَالَ ابن مهدي: كان يكون كأنما وقف لِلْحِسَابِ، فَيَعْرِضُ بِذِكْرِ الْحَدِيثِ، فَيَذْهَبُ ذَلِكَ الْخُشُوعُ، فَإِنَّمَا هُوَ حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا.
عَلِيُّ بْنُ غَنَّامٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: لَقَدْ خِفْتُ اللَّهَ خَوْفًا، عَجَبًا لِي كَيْفَ لا أَمُوتُ، وَلَكِنْ لِي أَجَلٌ أَنَا بَالِغُهُ، وَلَقَدْ أَخَافُ أَنْ يَذْهَبَ عَقْلِي مِنْ شِدَّةِ الْخَوْفِ.
ابْنُ مَهْدِيٍّ: مَا عَاشَرْتُ رَجُلا أَرَقَّ مِنْ سفيان، كنت أرمقه فِي اللَّيْلِ يَنْهَضُ مَرْعُوبًا يُنَادِي: النَّارَ النَّارَ، شَغَلَنِي ذِكْرُ النَّارِ عَنِ النَّوْمِ وَالشَّهَوَاتِ. [ص:389]
قَالَ قَبِيصَةُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْثَرَ ذِكْرًا لِلْمَوْتِ مِنْ سُفْيَانَ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: كَانَ سُفْيَانُ يَذْكُرُ الْمَوْتَ فَلا يُنْتَفَعُ بِهِ أَيَّامًا.
وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ: كَانَ سُفْيَانُ طَوِيلَ الحزن، كان يبول الدم من حزنه وفكرته.
وَقَالَ عِصَامُ بْنُ يَزِيدَ جَبْرٍ: رُبَّمَا كَانَ يَأْخُذُ سُفْيَانُ فِي التَّفَكُّرِ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهِ النَّاظِرُ فَيَقُولُ: مَجْنُونٌ.
وَقَالَ عَطَاءٌ الْخَفَّافُ: مَا لَقِيتُ سُفْيَانَ إِلا بَاكِيًا، فَقُلْتُ: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: أَخَافُ أَنْ أَكُونَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيًّا.
قَالَ يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: الْعَالِمُ طَبِيبُ الدِّينِ، وَالدِّرْهَمُ دَاءُ الدِّينِ، فَإِذَا جَرَّ الطَّبِيبُ الدَّاءَ إِلَى نَفْسِهِ فَمَتَى يُدَاوِي غَيْرَهُ؟
وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ، سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: لَيْسَ طَلَبُ الْحَدِيثِ مِنْ عِدَّةِ الْمَوْتِ، لَكِنَّهُ عِلَّةٌ يُتَشَاغَلُ بِهِ.
قُلْتُ: طَلَبُ الْحَدِيثِ قَدْرٌ زَائِدٌ عَلَى طَلَبِ الْعِلْمِ، وَهُوَ لَقَبٌ لأُمُورٍ عُرْفِيَّةٍ قَلِيلَةِ الْمَدْخَلِ فِي الْعِلْمِ، فَإِذَا كَانَ فُنُونٌ عَدِيدَةٌ مِنْ عِلْمِ الآثَارِ النَّبَوِيَّةِ بِهَذِهِ المثابة، فما ظنك بِطَلَبِ عِلْمِ الْجَدَلِ وَالْعَقْلِيَّاتِ وَالْمَنْطِقِ الْيُونَانِيِّ؟ آهٍ، واحسرتاه على قلة من يعرف دين الإسْلامِ كَمَا يَنْبَغِي، وَمَا أَحَلَّ فِي الْقَلِيلِ الْمُتَعَيَّنِ، إِذَا كَانَ مِثْلُ سُفْيَانَ يَوَدُّ أَنْ يَنْجُوَ مِنْ عِلْمِهِ كَفَافًا، فَمَا نَقُولُ نَحْنُ؟! وَاغَوْثَاهُ.
قَالَ الْخُرَيْبِيُّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: لَيْسَ شَيْءٌ أَنْفَعَ لِلنَّاسِ مِنَ الْحَدِيثِ.
وَسَمِعَهُ الْفِرْيَابِيُّ يَقُولُ: مَا مِنْ عَمَلٍ أَفْضَلَ مِنْ طَلَبِ الْحَدِيثِ إِذَا صَحَّتْ فِيهِ النِّيَّةُ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: لَمْ يَكُنْ مِثْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي زَمَانِهِ، وَالشَّعْبِيِّ فِي زَمَانِهِ، وَالثَّوْرِيِّ فِي زَمَانِهِ.
وَقَالَ أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ: شَبِعَ سُفْيَانُ لَيْلَةً فَقَالَ: إِنَّ الْحِمَارَ إِذَا زِيدَ فِي عَلَفِهِ زِيدَ فِي عَمَلِهِ، فَقَامَ حَتَّى أَصْبَحَ. [ص:390]
وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ: مَرِضَ سُفْيَانُ فَذَهَبْتُ بِبَوْلِهِ إِلَى الطَّبِيبِ، فَقَالَ: هَذَا بَوْلُ رَاهِبٍ، قَالَ: بَوْلُ مَنْ أَحْرَقَ الْحُزْنُ كَبِدَهُ، مَا لِذَا دَوَاءٌ.
قَالَ ضَمْرَةُ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: إِنَّمَا كَانَتِ الْعِرَاقُ تَجِيشُ عَلَيْنَا بِالْمَالِ وَالثِّيَابِ، ثُمَّ صَارَتْ تَجِيشُ عَلَيْنَا بِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ.
قَالَ ضَمْرَةُ: وَكَانَ سُفْيَانُ يَقُولُ: مَالِكٌ لَيْسَ لَهُ حِفْظٌ.
قَالَ عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ: قَالَ لِي سُفْيَانُ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَرَى غَدًا مَا أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ، وَهُوَ يَتَمَنَّى أَنَّهُ لَمْ يُخْلَقْ مِمَّا هُوَ فِيهِ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: لَمَّا قَدِمَ عَلَيْنَا سُفْيَانُ، طَبَخْتُ لَهُ سُكْبَاجًا فَأَكَلَ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ بِزَبِيبِ الطَّائِفِ فَأَكَلَ، ثُمَّ قَالَ: يَا عَبْدَ الرَّزَّاقِ، اعْلِفِ الْحِمَارَ وَكَدِّهِ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي حَتَّى الصَّبَاحِ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ: رَأَيْتُ الثَّوْرِيَّ سَاجِدًا عند البيت، فطفت سبعة أسابيع قَبْلَ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ.
وَقَالَ مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: قَدِمَ سُفْيَانُ مَكَّةَ، فَكَانَ يُصَلِّي الْغَدَاةَ وَيَجْلِسُ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ يطوف سبعة أسابيع، يصلي كل أُسْبُوعٍ رَكْعَتَيْنِ يُطَوِّلُهُمَا، ثُمَّ يُصَلِّي إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ إِلَى الْبَيْتِ فَيَأْخُذُ الْمُصْحَفَ فَيَقْرَأُ، فَرُبَّمَا نَامَ كَذَلِكَ، ثُمَّ يَخْرُجُ لِنِدَاءِ الظُّهْرِ، ثُمَّ يَتَطَوَّعُ إِلَى الْعَصْرِ، فَإِذَا صَلَّى الْعَصْرَ أَتَاهُ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ، فَاشْتَغَلَ مَعَهُمْ إِلَى الْمَغْرِبِ فَيُصَلِّي، ثُمَّ يَنْتَقِلُ إِلَى الْعِشَاءِ، فَإِذَا صلى طاف سبعة أسابيع، ثم انصرف، فإن كان صائما أفطر، ثم يأخذ المصحف فربما يقرأ ثم نام، أَقَامَ بِمَكَّةَ نَحْوًا مِنْ سَنَةٍ عَلَى هَذَا. قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: دَفَعَ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ الْخَلِيلِ كِتَابًا فِيهِ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُؤَمَّلٌ بِهَذَا.
-فِي مَعِيشَتِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قَالَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ: خَلَّفَ سُفْيَانُ مِائَتَيْ دِينَارٍ كَانَتْ مَعَ رَجُلٍ يَتَبَضَّعُ بِهَا.
وَقِيلَ: جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، تُمْسِكُ الدَّنَانِيرَ؟! وَكَانَ فِي يد [ص:391] سُفْيَانَ خَمْسُونَ دِينَارًا، فَقَالَ: لَوْلاهَا لَتَمَنْدَلَ بِنَا هَؤُلاءِ الْمُلُوكُ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: قَالَ الثَّوْرِيُّ: لَوْلا بُضَيْعَتُنَا تَلاعَبَ بِنَا هَؤُلاءِ.
قَالَ أَحْمَدُ العجلي: كانت بِضَاعَةُ سُفْيَانَ أَلْفَيْ دِرْهَمٍ.
وَقَالَ مُبَارَكُ بْنُ سَعِيدٍ: كَانَتْ لَهُ مَعِي بِضَاعَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: قَالَ الْوَاقِدِيُّ: كَانَ سُفْيَانُ يَأْتِي الْيَمَنَ يَتَّجِرُ وَيُفَرِّقُ مَا عِنْدَهُ عَلَى قَوْمٍ يَتَّجِرُونَ لَهُ، وَيَلْقَاهُمْ فِي الْمَوْسِمِ يُحَاسِبُهُمْ، وَيَأْخُذُ الرِّبْحَ.
قَالَ الْمَرُّوذِيُّ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ: لِمَاذَا ذَهَبَ الثَّوْرِيُّ إِلَى الْيَمَنِ؟ قَالَ: لِلتِّجَارَةِ، وَلِلُقِيِّ مَعْمَرٍ. قُلْتُ: أَكَانَ لَهُ مِائَةُ دِينَارٍ؟ قَالَ: أَمَّا سَبْعُونَ فَصَحِيحَةٌ.
وَرُوِيَ أَنَّ سُفْيَانَ أَخَذَ مِنْ رَجُلٍ أَرْبَعَةَ آلافِ دِرْهَمٍ مُضَارَبةً فَاشْتَرَى بِهَا مَتَاعًا مِمَّا يُبَاعُ بِالْيَمَنِ، فَأَخَذَهُ مَعَهُ، فَرَبِحَ فِيهِ نَفَقَتَهُ.
وَكَانَ الثَّوْرِيُّ يَقُولُ: عَلَيْكَ بِعَمَلِ الأَبْطَالِ؛ الْكَسْبُ مِنَ الْحَلالِ، وَالإِنْفَاقُ عَلَى الْعِيَالِ.
زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: الْحَلالُ تِجَارَةُ بَرَّةٌ، أَوْ عَطَاءٌ مِنْ إِمَامٍ عَادِلٍ، أَوْ صِلَةٌ مِنْ أَخٍ مُؤْمِنٍ، أَوْ مِيرَاثٌ لَمْ يُخَالِطْهُ شَيْءٌ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: يا عباد، ارفعوا رؤوسكم، فقد وَضَحَ الطَّرِيقُ، وَلا تَكُونُوا عَالَةً عَلَى النَّاسِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: أَكَلْتُ عِنْدَ سُفْيَانَ خُشْكُنَانِجَ أُهْدِيَ لَهُ.
وَقَالَ مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: دَخَلْتُ عَلَى سُفْيَانَ وَهُوَ يَأْكُلُ طَبَاهِجَ بِبَيْضٍ، فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ: اكْتَسِبُوا حَلالا وَكُلُوا طَيِّبًا.
-وَمِنْ مَوَاعِظِهِ
قَالَ: الدُّنْيَا كَرَغِيفٍ عَلَيْهِ عَسَلٌ، وَقَعَ عَلَيْهِ الذُّبَابُ فَانْقَطَعَ جَنَاحُهُ فَمَاتَ، وَلَوْ مَرَّ بِرَغِيفٍ يَابِسٍ مَا هَلَكَ.
قَالَ وَكِيعٌ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ الْيَقِينَ وَقَعَ فِي الْقَلْبِ كَمَا [ص:392] يَنْبَغِي لَطَارَ شَوْقًا إِلَى الْجَنَّةِ وَخَوْفًا مِنَ النار، إِنَّمَا الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا قِصَرُ الأَمَلِ.
وَعَنْهُ قَالَ: الْيَقِينُ أَنْ لا تَتَّهِمَ مَوْلاكَ فِي كل ما أصابك، وإياك والتشبه بالجبابرة، وعليك بِالزُّهْدِ يُبَصِّرُكَ اللَّهُ عَوْرَاتِ الدُّنْيَا، وَعَلَيْكَ بِالْوَرَعِ يَخِفُّ حِسَابُكَ، وَادْفَعِ الشَّكَّ بِالْيَقِينِ يَسْلَمُ دِينُكَ، وَدَعْ مَا يُرِيبُكَ إِلَى مَا لا يُرِيبُكَ.
وَقَالَ: مَا أُعْطِيَ رَجُلٌ شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا إلا قيل له: خذه ومثله جرما.
وعنه، وقيل لَهُ: السَّلامَةُ أَنْ لا تَعْرِفَ، فَقَالَ: مَا إِلَى هَذَا سَبِيلٌ، لَكِنِ السَّلامَةُ فِي أَنْ لا تُحِبَّ أَنْ تَعْرِفَ.
وَعَنْ سُفْيَانَ قَالَ: إِذَا أَثْنَى عَلَى الرَّجُلِ جِيرَانُهُ أَجْمَعُونَ فَهُوَ رجل سوء، قال: وَكَيْفَ هَذَا؟ قَالَ: يَرَاهُمْ عَلَى الْمُنْكَرِ وَلا يُغَيِّرُ عَلَيْهِمْ، وَيَلْقَاهُمْ بِوَجْهٍ طَلْقٍ.
وَقَالَ الْفَضْلُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ مُحَبَّبًا إِلَى جِيرَانِهِ فَاعْلَمْ أَنَّهُ مُدَاهِنٌ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي غُنْيَةٍ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا أَصْفَقَ وَجْهًا فِي ذَاتِ اللَّهِ مِنْ سُفْيَانَ.
وَقَالَ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ سُفْيَانَ، فَلا يَكَادُ لِسَانُهُ يَفْتُرُ مِنَ الأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ.
وَرَوَى يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ عَنْهُ قَالَ: إِنِّي لأَرَى الشَّيْءَ يَجِبُ عَلَيَّ أَنْ آمُرَ فِيهِ فَلا أَفْعَلَ، فَأَبُولُ دَمًا.
وَعَنْ عَمْرِو بْنِ حَسَّانٍ قَالَ: كَانَ سُفْيَانُ نِعْمَ الْمُدَاوِي، إِذَا دَخَلَ الْبَصْرَةَ حَدَّثَ بِفَضَائِلِ عَلِيٍّ، وَإِذَا دَخَلَ الْكُوفَةَ حَدَّثَ بِفَضَائِلِ عُثْمَانَ.
وَعَنْ سُفْيَانَ قَالَ: هَؤُلاءِ الْمُلُوكُ قَدْ تَرَكُوا لَكُمُ الآخِرَةَ، فَاتْرُكُوا لَهُمُ الدُّنْيَا.
وَلَقِيَ كَاتِبًا فَقَالَ: حَتَّى مَتَى كُلَّمَا دَعَى ظَالِمٌ قُمْتَ مَعَهُ، غَدًا فَإِذَا حُوسِبَ حُوسِبْتَ، أَمَا آنَ لَكَ أَنْ تَتُوبَ؟ [ص:393]
-فَصْلٌ مِنْ صِدْقِهِ
قَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ المروزي: حدثنا الهيثم بن جميل قال: سَمِعْتُ مُهَلْهَلا يَقُولُ: خَرَجْتُ مَعَ سُفْيَانَ إِلَى مَكَّةَ، وَحَجَّ الأَوْزَاعِيُّ، وَرَافَقَنَا فِي بَيْتٍ ثَلاثًا، فبينا نَحْنُ جُلُوسٌ دَخَلَ خَصِيٌّ، فَقَالَ: قَدْ جَاءَ الأَمِيرُ، وَعَلَى النَّاسِ عَبْدُ الصَّمَدِ عَمُّ الْمَنْصُورِ، فَأَمَّا أَنَا وَالأَوْزَاعِيُّ فَثَبَتْنَا، وَأَمَّا سُفْيَانُ فَدَخَلَ حَيْرًا، فَدَخَلَ الأَمِيرُ عَبْدُ الصَّمَدِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ الأَوْزَاعِيُّ، فَقَالَ: أَيْنَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ؟ قُلْنَا: دَخَلَ لِحَاجَتِهِ، وَقُمْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: إِنَّهُ لَيْسَ بِبَارِحٍ حتى تخرج، فألقى رداءه وخرج في إزار فسلم ورمى بنفسه في وسط البيت، فَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّكَ رَجُلُ أَهْلِ الْمَشْرِقِ وَعالِمُهُمْ، بَلَغَنِي قُدُومُكَ فَأَحْبَبْتُ الاقْتِدَاءَ بَكَ، فَأَطْرَقَ سُفْيَانُ ثُمَّ قَالَ: ألا أدلك على خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: تعتزل مَا أَنْتَ فِيهِ، قَالَ: فَقُلْتُ: إِنَّا لِلَّهِ، تستقبل الأمير بهذا! قال: فتغير لون الأمير وَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لا يَرْضَى مِنِّي بِهَذَا، وَقَامَ فَخَرَجَ مُغْضَبًا.
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ عَبْدِ السَّلامِ قَالَ: مَرِضَ سُفْيَانُ بِمَكَّةَ وَمَعَهُ الأَوْزَاعِيُّ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ الصَّمَدِ فَحَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَى الْحَائِطِ، فَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ: إِنَّهُ سَهِرَ الْبَارِحَةَ فَلَعَلَّهُ نَائِمٌ، فَقَالَ سُفْيَانُ: لَسْتُ بِنَائِمٍ، لَسْتُ بِنَائِمٍ. فَقَامَ عَبْدُ الصَّمَدِ، فَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ لِسُفْيَانَ: أَنْتَ مُسْتَقْتِلٌ، لا يَحِلُّ لِأَحَدٍ أن يصحبك. [ص:394]
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَعْيَنَ: كُنْتُ أَصُبُّ الْمَاءَ عَلَى سُفْيَانَ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَجَاءَ عَبْدُ الصَّمَدِ أَمِيرُ مَكَّةَ فَسَلَّمَ عَلَى سُفْيَانَ، فَقَالَ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: كيف أنت؟ اتق الله، وإذا كَبَّرْتَ فَأَسْمِعْ؛ يَعْنِي أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ وَمَا كَانَ خَلْفَهُ مَنْ يُكَبِّرُ.
زَيْدُ بْنُ أَبِي خُدَاشٍ، أَنَّ الثَّوْرِيَّ لَقِيَ شَرِيكًا فَقَالَ: بَعْدَ الْفِقْهِ وَالْخَيْرِ تَلِي الْقَضَاءَ! قَالَ: يَا أبا عبد الله، وهل بد للناس من قاض؟ فقال سفيان: وبد لِلنَّاسِ مِنْ شُرَطِيٍّ.
وَقَالَ قَبِيصَةُ: قِيلَ لِشَرِيكٍ: إن سفيان قال: أي رجل أفسدوا؟ فقال: لَوْ كَانَ لِسُفْيَانَ بَنَاتٌ أَفْسَدُوهُ أَكْثَرَ مِمَّا أَفْسَدُونِي.
وَلَقِيَ سُفْيَانُ يُونُسَ بْنَ مِسْمَارٍ فَقَالَ: يَا يُوسُفُ، أَسْمَنْتَ الْبِرْذَوْنَ وَأَهْزَلْتَ الدِّينَ، فَقَالَ: أَنَا أَنْفَعُ لِلنَّاسِ مِنْكَ؛ أَتَكَلَّمُ فِي الْمَحْبُوسِ فيطلق، ويجيء الْمَلْهُوفُ فَأُعِينُهُ، وَأَتَكَلَّمُ فِي الْحَمَّالَةِ، وَأَسْعَى فِي الأمور، قال: وكان سفيان إذ لَقِيَهُ بَعْدُ سَلَّمَ عَلَيْهِ.
وَعَنْ سُفْيَانَ قَالَ: إِذَا رَأَيْتَ الْقَارِئَ؛ يَعْنِي الْمُتَزَهِّدَ، يَلُوذُ بِالسُّلْطَانِ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لِصٌّ، وَإِذَا رَأَيْتَهُ يَلُوذُ بِالأَغْنِيَاءِ فاعلم أنه مرائي، فَإِيَّاكَ أَنْ تُخْدَعَ بِقَوْلِ: أَرُدُّ مَظْلَمَةً، وَأَدْفَعُ عَنْ مَظْلُومٍ، فَإِنَّ هَذِهِ خُدْعَةٌ مِنْ إِبْلِيسَ اتَّخَذَهَا فُجَّارُ الْقُرَّاءِ سُلَّمًا.
-فَصْلٌ
قَالَ مُبَارَكٌ أَخُو سُفْيَانَ: رَأَيْتُ عَاصِمَ بْنَ أَبِي النَّجُودِ جَاءَ إِلَى سُفْيَانَ يَسْتَفْتِيهِ، فَقَالَ: أَتَيْتَنَا يَا سُفْيَانُ صَغِيرًا، وَأَتَيْنَاكَ كَبِيرًا.
وَقَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ الْكُوفَةِ أَفْضَلُ مِنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: أَبْصَرَ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ سُفْيَانَ مُقْبِلا فَقَالَ: (وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا).
وَقَالَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ: مَا رَأَيْتُ كُوفِيًّا أَفْضَلَ مِنْ سُفْيَانَ.
سفيان بن وكيع: حدثنا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، سَمِعَ أَبَا حَنِيفَةَ يَقُولُ: لَوْ كَانَ سُفْيَانُ فِي التَّابِعِينَ لَكَانَ فِيهِمْ له شأن. [ص:395]
وَعَنْهُ قَالَ: لَوْ حَضَرَ عَلْقَمَةُ وَالأَسْوَدُ لاحْتَاجَا إِلَى مِثْلِ سُفْيَانَ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا أَشْبَهَ بِالتَّابِعِينَ مِنْ سُفْيَانَ.
وَقَالَ شُعْبَةُ: سُفْيَانُ أَحْفَظُ مِنِّي؛ إِنَّهُ سَادَ بِالْوَرَعِ وَالْعِلْمِ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: سُفْيَانُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْحَدِيثِ.
وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا أَعْلَمَ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ مِنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَلا رَأَى هُوَ مِثْلَ نَفْسِهِ.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: مَا نُعِتَ لِي رَجُلٌ إِلا وَجَدْتُهُ دُونَ نَعْتِهِ، إِلا الثَّوْرِيَّ.
قُلْتُ: هَذَا الرَّجُلُ وَأَمْثَالُهُ مَا جَعَلَ اللَّهُ لَهُمْ هَذِهِ الْجَلالَةَ فِي الْقُلُوبِ سُدًى، فَحُبُّ سُفْيَانَ مِنَ الإِيمَانِ.
-وَمِنْ شُيُوخِهِ:
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عُقْبَةَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَآدَمُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، وَابْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَإِسْمَاعِيلُ السُّدِّيُّ، وَأَشْعَثُ بْنُ أَبِي الشَّعْثَاءِ، وَالأَغَرُّ بْنُ الصَّبَّاحِ، وَأَيَادُ بْنُ لَقِيطٍ، وَأَيُّوبُ بْنُ مُوسَى، وَبُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَبُكَيْرُ بْنُ عَطَاءٍ، وَبَيَانُ بْنُ بِشْرٍ، وَأَبُو الْمِقْدَامِ ثَابِتُ بْنُ هُرْمُزَ، وَثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، وَثُوَيْرُ بْنُ أَبِي فَاخِتَةَ، وَجَابِرٌ الْجُعْفِيُّ، وَجَامِعُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ، وَجَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ، وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو الْفَقِيمِيُّ، وَحَمَّادٌ الْفَقِيهُ، وَرَبِيعَةُ الرَّأْيِ، وَالزُّبَيْرُ بْنُ عَدِيٍّ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَسِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، وَسُمَيٌّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، وَسُهَيْلٌ، وَصَالِحُ بْنُ حَيٍّ، وَعَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، وَأَبُو الزِّنَادِ، وَابْنُ طَاوُسٍ، وَابْنُ عُقَيْلٍ، وَابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، وَابْنُ أَبِي لَبِيدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَابِسٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رَفِيعٍ، وَعَبْدُ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيُّ، وَعَبْدُ الْكَرِيمِ أَبُو أُمَيَّةَ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بُشَيْرٍ، وَعَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَأَبُو حُصَيْنٍ عُثْمَانُ بْنُ عَاصِمٍ، وَعُثْمَانُ الْبَتِّيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الأَقْمَرِ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ، وَعَلِيُّ بْنُ بَذِيمَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ جدعان، وعمارة بن [ص:396] القعقعاع، وَعَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ، وَفِرَاسٌ الْهَمْدَانِيُّ، وَقَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أبي بكر بن حزم، وأبو الزبير، ومحمد بْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَمُطَرِّفُ بْنُ طَرِيفٍ، وَمَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ، وَمُغِيرَةُ بْنُ مِقْسَمٍ، وَمُغِيرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، وَالْمِقْدَامُ بْنُ شُرَيْحٍ، وَمَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ، وَمُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ، وَمَيْسَرَةُ بْنُ حَبِيبٍ، وَمَيْسَرَةُ الأَشْجَعِيُّ، وَأَبُو حَمْزَةَ مَيْمُونٌ الأَعْوَرُ، وَهِشَامُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَوَاصِلٌ الأَحْدَبُ، وَيَحْيَى بْنُ أبِي إِسْحَاقَ، وَيَحْيَى بْنُ هَانِئِ بْنِ عُرْوَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، وَيَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي الْجَهْمُ، وَأَبُو الْجُوَيْرِيَةِ الْجَرْمِيُّ، وَأَبُو خَالِدٍ الدَّالانِيُّ، وَأَبُو هَاشِمٍ الرُّمَّانِيُّ، وَأَبُو يَعْفُورٍ الْعَبْدِيُّ.
-وَمِنْ تَلامِذَتِهِ:
أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ شَيْخُ الثُّغُورِ، وَأَحْوَصُ بْنُ جَوَّابٍ، وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، وَابْنُ عُلَيَّةَ، وَبِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، وَبِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ السُّلَيْمِيُّ، وَثَابِتُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَابِدُ، وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَخَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، وَخَلادُ بْنُ يَحْيَى، وَرَوْحٌ، وَزَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُقْبَةَ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَضَمْرَةُ، وَالْخُرَيْبِيُّ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْعَدَنِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَعَلِيُّ بْنُ قَادِمٍ، وَعَمْرٌو الْعَنقَزِيُّ، وَالْقَاسِمُ الْجَرْمِيُّ، وَأَبُو هَمَّامٍ الدَّلالُ، وَمُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، وَأَبُو حُذَيْفَةَ النَّهْدِيُّ، وَمُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَالنُّعْمَانُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ، وَيَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ الْعَدَنِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، وَأَبُو سُفْيَانَ الْمَعْمَرِيُّ، وَأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ. وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ خَلْقٌ لا يُحْصَوْنَ، وَآخِرُ ثِقَةٍ رَوَى عَنْهُ هُوَ عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ.(4/382)
151 - خ م د ن ق: سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ، أَبُو رَوْحٍ الأَزْدِيُّ النَّمِرِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: الْحَسَنِ، وَثَابِتٍ، وَقَتَادَةَ، وَأَبِي ظِلالٍ هِلالٍ، وَأَبِي غَالِبٍ حَزَوَّرٍ، وَيَزِيدَ بْنِ الشِّخِّيرِ إِنْ كَانَ لَقِيَهُ، وَعَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو نُعَيْمٍ، وَمُسْلِمُ بْن إِبْرَاهِيم، وَأَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَهُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحٌ الْحَدِيثِ.
وَرَوَى الْبُخَارِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْبُوبٍ أَنَّهُ مَاتَ فِي آخِرِ سِنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّينَ.
وَقَدْ وَهِمَ مَنْ قَالَ: إِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ.
وَقَدْ رُمِيَ بِالْقَدَرِ، إِلا أَنَّهُ مِنَ الْعَابِدِينَ.
قَالَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: كَانَ مِنْ أَعْبَدِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فِي زَمَانِهِ.(4/397)
152 - ن: سَلَمَةُ بْنُ الْعَيَّارِ الدِّمَشْقِيُّ، أَبُو مُسْلِمٍ، مَوْلَى بَنِي فَزَارَةَ، وَاسْمُ أَبِيهِ أَحْمَدُ بْنُ حُصَيْنٍ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِي الزُّبَيْرِ، وَثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، وَجَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، وَالأَوْزَاعِيِّ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَمَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ.
قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: هُوَ أَثْبَتُ أَصْحَابِ الأَوْزَاعِيِّ مَعَ يَزِيدَ بْنِ السَّمْطِ، وَكَانَا وَرِعَيْنِ فَاضِلَيْنِ صَحِيحَيِ الْحِفْظِ، عَلَى حَالِ تَقَلُّلٍ مِنَ الدُّنْيَا، مَا تَلَبَّسَا بِشَيْءٍ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ عَشَرَةِ أَحَادِيثَ. [ص:398]
قِيلَ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، مَاتَ شَابًّا.(4/397)
153 - د ت ن: سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ، أَبُو مُعَاذٍ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
بَصْرِيُّ مَشْهُورٌ.
عَنْ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَالزُّهْرِيِّ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ.
وَعَنْهُ: الزُّهْرِيُّ شَيْخُهُ، وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ، وَمَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، وَطَائِفَةٌ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِيمَا قِيلَ، وَقِيلَ: إِنَّ الَّذِي وَثَّقَهُ هُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُعَاذٍ، وَقِيلَ: ابْنُ قَرْمٍ، نُسِبَ إِلَى جَدِّهِ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: سليمان بن أرقم لَيْسَ بِذَاكَ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْمَتِينِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: هُوَ رَافِضِيٌّ غَالٍ، يَقْلِبُ الأَخْبَارَ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: تَرَكُوهُ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ عَنِ ابْن معين: ليس بشيء، وقال مرة: ليس يَسْوَى فَلْسًا.
وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ لا يَسْوَى شَيْئًا، لا يُرْوَى عَنْهُ.
وَقَالَ السَّعْدِيُّ: سَاقِطٌ. [ص:399]
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ.
قُلْتُ: مِنْ بَلايَاهُ حَدِيثُهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا: " اطْلُبُوا الْخَيْرَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ، وَتَسَمَّوْا بِخِيَارِكُمْ، وَإِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوهُ ".(4/398)
154 - سُلَيْمَانُ بْنُ عُبَيْدٍ، أَبُو دَاوُدَ الْمَازِنِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: عِمْرَانَ بْنِ زَيْدٍ الْمَدَنِيِّ، وَعَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ قُدَامَةَ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْغُدَانِيُّ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ.(4/399)
155 - سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ الْحَمْرَاوِيُّ الْمِصْرِيُّ الأَفْطَسُ، الْفَقِيهُ الْعَابِدُ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
كَانَ مُتَأَلِّهًا قَوَّالا بِالْحَقِّ، فَقِيهًا. حَمَلَ عَنْهُ ابْنُ الْقَاسِمِ، وَإِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/399)
156 - سُلَيْمَانُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَبُو الرَّبِيعِ الْجُمَحِيُّ، الْمِصْرِيُّ الزَّاهِدُ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
أَحَدُ السَّادَةِ الأَوْلِيَاءِ.
وُلِدَ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ، وَأَخَذَ عَنِ التَّابِعِينَ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ الْفَقِيهُ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ سُلَيْمَانَ بْنَ الْقَاسِمِ قَطُّ، هُمَا اثْنَانِ أَقْتَدِي بِهِمَا فِي دِينِي؛ سُلَيْمَانُ فِي الْوَرَعِ، وَمَالِكٌ فِي الْعِلْمِ.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: كَأَنَّ اللَّهَ قَدْ لَيَّنَ لِسُلَيْمَانَ ظَهْرَهُ، وَكَانَ مَسْجِدُهُ فراشه.
قال سعيد الآدم: خَرَجَ سُلَيْمَانُ بْنُ قَاسِمِ رَحِمَهُ اللَّهُ إِلَى مَكَّةَ، فَمَا نَامَ فِي مَحْمَلٍ، وَلا اضْطَجَعَ لِنَوْمٍ حَتَّى رَجَعَ.
ابْنُ وَهْبٍ: عَنْ سُلَيْمَانَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا) قَالَ: لَمْ يَقُلْ: أَكْثَرَ. [ص:400]
مَاتَ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/399)
157 - خت م د ت ن: سُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمِ بْنِ مُعَاذٍ، أَبُو دَاوُدَ الضَّبِّيُّ، وَيُنْسَبُ إِلَى جَدِّهِ، فَيُقَالُ فِيهِ: سُلَيْمَانُ بْنُ مُعَاذٍ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
كُوفِيٌّ صَالِحُ الْحَدِيثِ، وَهُوَ الَّذِي وَثَّقَهُ أَحْمَدُ لا ابْنُ أَرْقَمَ، وَلَكِنْ وَهِمَ بَعْضُ الْحُفَّاظِ وَدَخَلَتْ عَلَيْهِ تَرْجَمَةٌ فِي تَرْجَمَةٍ.
رَوَى ابْنُ قَرْمٍ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرُّوذِيُّ، وَأَبُو الْجَوَّابِ، وَآخَرُونَ.
وَهُوَ شِيعِيٌّ مُفْرِطٌ، ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ خَيْرٌ مَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ.
قَالَ عَبَّاسٌ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: سُلَيْمَانُ بْنُ مُعَاذٍ ليس بشيء، حدثنا عَنْهُ الطَّيَالِسِيُّ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ أَيْضًا عَنْ يَحْيَى قَالَ: سُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ يُحَدِّثُ عَنِ الأَعْمَشِ، كَانَ ضَعِيفًا.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لا أَرَى بِهِ بَأْسًا، لَكِنَّهُ يُفْرِطُ فِي التَّشَيُّعِ.(4/400)
158 - ع: سليمان بن كثير العبدي البصري. [أَبُو دَاوُد] [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: الزُّهْرِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: أَخُوهُ مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَحِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، وَعَفَّانُ، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ سَعْدَوَيْهِ، وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ ثِقَةً.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لا بأس به - يكنى أبا دَاوُدُ - وَعَنِ الزُّهْرِيِّ فَفِيهِ شَيْءٌ. [ص:401]
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ: سَكَنَ الْبَصْرَةَ، وَمَا رَوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ فَإِنَّهُ قَدِ اضْطَرَبَ فِي أَشْيَاءَ، وَهُوَ فِي غَيْرِ الزُّهْرِيِّ أَثْبَتُ.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ الْوَاسِطِيُّ مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ، وَرَوَى عَنْ حُصَيْنٌ وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ أَحَادِيثَ لا يُتَابَعُ عَلَيْهَا.
قُلْتُ: قَدْ تَقَرَّرَ أَنَّهُ صَدُوقٌ يُحْتَجُّ بِهِ، مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ.(4/400)
159 - سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: مَكْحُولٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَخَالِدِ بْنِ مَيْمُونٍ، وَهِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الرُّعَيْنِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ الْبَيْرُوتِيُّ، وَغَيْرُهُمَا.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ أَحَادِيثهِ مَنَاكِيرُ، وَلَمْ أَرَ لِلْمُتَقَدِّمِينَ فِيهِ كَلامًا.
قُلْتُ: ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَمَا وَثَّقَهُ أَحَدٌ.(4/401)
160 - ع: سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْقَيْسِيُّ مَوْلاهُمُ، الْبَصْرِيُّ، أَبُو سَعِيدٍ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
أحد الأعلام.
عَنْ: الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَحُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى الْقَطَّانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ، وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَخَلْقٌ.
قَالَ أَبُو نُوحٍ قُرَادٌ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ سَيِّدُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ: مَا رَأَيْتُ بَصْرِيًّا أَفْضَلَ مِنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ.
وقال أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلِ: ثبتٌ ثبتٌ. [ص:402]
وقال أبو داود الطيالسي: حدثنا سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَكَانَ مِنْ خِيَارِ الرِّجَالِ.
وَسُئِلَ ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ حُفَّاظِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَقَالَ: سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَأَظُنُّهُ سَمَّى غَيْرَهُ.
وَقَالَ يَحْيَى بن مَعِين: هو ثقة ثقة.
وقال موسى بن إسماعيل: حدثنا وُهَيْبٌ قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ يَقُولُ لَنَا: خُذُوا عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَكُنَّا نَأْتِيهِ وَهُوَ في ناحية وأبوه في ناحية.
قلت: مَاتَ سُلَيْمَانُ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/401)
161 - سُلَيْمَانُ الْخَوَّاصُ، زَاهِدُ أَهْلِ الشَّامِ فِي زَمَانِهِ، أَبُو أَيُّوبَ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
كَانَ أَكْثَرَ مقامه بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَدَخَلَ بَيْرُوتَ. حَكَى عَنْهُ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْفَقِيهُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يُوسَفَ الْفِرْيَابِيُّ، وَيُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، وَحُذَيْفَةُ الْمَرْعَشِيُّ.
قَالَ السَّرِيُّ السَّقَطِيُّ: أَرْبَعَةٌ كَانُوا قَدْ أَعْمَلُوا أَنْفُسَهُمْ فِي طَلَبِ الْحَلالِ، وَلَمْ يُدْخِلُوا أَجْوَافَهُمْ إِلا الْحَلالَ؛ وُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ، وَشُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، وَيُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، وَسُلَيْمَانُ الْخَوَّاصُ، فَنَظَرُوا إِلَى الْوَرَعِ، فَلَمَّا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأُمُورُ فَزِعُوا إِلَى التقلل، أَوْ قَالَ: التَّذَلُّلِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْخَوَّاصُ: قَالَ لِي بِشْرٌ الْحَافِي: أَتَمَنَّى أَرْبَعَةً؛ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ، وَالثَّوْرِيَّ، وَسُلَيْمَانَ الْخَوَّاصَ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ.
وَقَالَ الْفِرْيَابِيُّ: كُنْتُ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ الأَوْزَاعِيُّ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَسُلَيْمَانُ الخواص، فذكر الأوزاعي الزهاد فقال: أما تريد أن ترى مِثْلَهُمْ؟ فَقَالَ سَعِيدٌ: مَا رَأَيْتُ أَزْهَدَ مِنْ سُلَيْمَانَ الْخَوَّاصَ، وَلَمْ يَشْعُرْ سَعِيدٌ بِأَنَّهُ فِي الْمَجْلِسِ، فَقَنَّعَ سُلَيْمَانُ رَأْسَهُ وَقَامَ، فَأَقْبَلَ الأَوْزَاعِيُّ عَلَى سَعِيدٍ فَقَالَ: لا تَعْقِلْ مَا تَقُولُ؟ تُؤْذِي جَلِيسَنَا؛ تُزَكِّيهِ فِي وَجْهِهِ!
رَوَى أَبُو سَهْلٍ الدِّمَشْقِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سُلَيْمَانَ الْخَوَّاصِ، فَرَأَيْتُهُ جَالِسًا فِي الظُّلْمَةِ وَحْدَهُ، فَكَلَّمْتُهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: ظُلْمَةُ الْقَبْرِ أَشَدُّ، فَقُلْتُ: أَلا تَطْلُبُ لَكَ رَفِيقًا؟ قَالَ: أَخَافُ أَنْ لا أَقُومَ [ص:403] بحقه، قلت: هذا مال صحيح قد أَصَبْتُهُ، وَأَنَا لَكَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةَ، خُذْهُ فَأَنْفِقْهُ، قَالَ: يَا سَعِيدُ، إِنَّ نَفْسِي لَمْ تُجِبْنِي إِلَى مَا رَأَيْتَ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ لا تَقُولَ، فَإِنْ أَخَذْتَ مَالَكَ ثُمَّ فَرِغَ فَمَنْ لِي بِمِثْلِهِ صَحِيحٌ؟ فَتَرَكْتُهُ ثُمَّ عُدْتُ مِنَ الْغَدِ، فَقُلْتُ: بَلَغَنِي فِي الْحَدِيثِ أَنَّ الرَّجُلَ لا تُسْتَجَابُ دَعْوَتُهُ فِي الْعَامَّةِ حَتَّى يَكُونَ نَقِيَّ الْمَطْعَمِ نَقِيَّ الْمَلْبَسِ، فَادْعُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ دَعْوَةً، فَابْتَدَرَ الْبَابَ مُغْضَبًا، ثُمَّ قَالَ: أَنْتَ بِالأَمْسِ تُفَتِّنِّي، وَأَنْتَ الْيَوْمَ تُشْهِرُنِي! فَأَتَيْتُ الأَوْزَاعِيَّ، فَقَالَ لِي: يَا سَعِيدُ، دَعْ سُلَيْمَانَ الْخَوَّاصَ وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ؛ فَإِنَّهُمَا لَوْ كَانَا أَدْرَكَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكَانَا من خيار أصحابه.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خُبَيْقٍ: قَالَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ: ذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ بِالذِّكْرِ، وذهب الْخَوَّاصُ بِالْعَمَلِ.
يَعْقُوبُ بْنُ كَعْبٍ الأَنْطَاكِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْخَوَّاصِ، وَقِيلَ لَهُ: إِنَّ النَّاسَ شَكَوْكَ أَنَّكَ تَمُرُّ فَلا تُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا ذَاكَ لِفَضْلٍ أَرَاهُ عِنْدِي، ولكني شبه الحنش؛ إن ثورته ثار، وإن قَعَدْتُ مَعَ النَّاسِ جَاءَنِي مَا أُرِيدُ وَمَا لا أُرِيدُ.
وَقَالَ مُؤَمَّلُ بْنُ إِهَابٍ: رَأَى رَجُلٌ كَأَنَّ الْقِيَامَةَ قَدْ قَامَتْ، وَنُودِيَ: لِيَقُمِ السَّابِقُونَ الأَوَّلُونُ، فَقَامَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، ثُمَّ قَامَ سُلَيْمَانُ الْخَوَّاصُ، ثُمَّ نُودِيَ: لِيَقُمِ السَّابِقُونَ، فَقَامَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ.
وَعَنْ سُلَيْمَانَ الْخَوَّاصِ قَالَ: كيف آكل الخبز وأنا لا أرى إجارة الطواحين!
قلت: لم يرو الخواص شيئا، ولا ظَفِرْتُ لَهُ بِوَفَاةٍ، وَلَكِنَّ وَفَاتَهُ قَرِيبَةٌ مِنْ وَفَاةِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ، رَحِمَهُمَا اللَّهُ.(4/402)
162 - 4: سُهَيْلُ بن أبي حَزْم الْقُطَعِيُّ، أَبُو بَكْرٍ الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
وَهُوَ أَخُو حَزْمٍ الْقُطَعِيِّ.
رَوَى عَنْ: أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، وَمَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ،
وَعَنْهُ: ابن المبارك، وزيد بن الحباب، وشعيب بن محرز، وهدبة بن خالد، وبشر [ص:404] ابن الوليد الكندي، وحبان بن هلال. وسمى حبان والده عبد الله، وقيل: بل اسم أبيه مهران.
وروى إسحاق الكوسج عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ وَأَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَكَذَا قَالَ النَّسَائِيُّ.(4/403)
163 - م: سَوَادَةُ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ الْقَطَّانُ، وَاسْمُ أَبِيهِ مُسْلِمٌ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَمُوسَى التَّبُوذَكِيُّ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(4/404)
164 - سُوَيْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَبُو حَاتِمٍ الْبُسْتِيُّ الْحَنَّاطُ؛ بِالنُّونِ، الْعَطَّارُ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: الْحَسَنِ، وَمَطَرٍ الْوَرَّاقِ، وَقَتَادَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ. وعَنْهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، وَعِدَّةٌ.
رَوَى الْكَوْسَجُ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَرَوَى عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ عَنِ ابن معين: أرجو أن لا يكون به بَأْسٌ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حَدِيثُهُ حَدِيثُ أَهْلِ الصدق.
وقال النسائي في " الكنى ": ليس بثقة.
وَقَالَ فِي كِتَابِ " الضُّعَفَاءِ ": ضَعِيفٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَلَى الأَثْبَاتِ.
قِيلَ: مَاتَ سنة سبع وستين ومائة.(4/404)
-[حَرْفُ الشِّينِ](4/405)
165 - ت: شبيب بن شيبة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الأَهْتَمِ، أَبُو مَعْمَرٍ التَّمِيمِيُّ الْمِنْقَرِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
أَحَدُ الْخُطَبَاءِ البلغاء والأخباريين الأَلِبَّاءِ.
رَوَى عَنْ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَالأَصْمَعِيُّ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو سَلَمَةَ الْمِنْقَرِيُّ، وَجُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ جَزَرَةٌ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يُتَشَاغَلُ بِمَا انْفَرَدَ بِهِ.
قُلْتُ: كَانَ إِخْبَارِيًّا عَلامَةً مُفَوَّهًا، وَأَمِيرًا جَلِيلا، وُلِّيَ إِمْرةَ الرَّيِّ لِلْمَهْدِيِّ.
قَالَ الْمَنْصُورُ لَهُ: عِظْنِي وَأَوْجِزْ. قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَرْضَ مِنْ نَفْسِهِ لَكَ أَنْ جَعَلَ فَوْقَكَ أَحَدًا، فَلا تَرْضَ لَهُ مِنْ نَفْسِكَ بِأَنْ يَكُونَ عَبْدٌ هُوَ أَشْكَرُ مِنْكَ.
قِيلَ لابْنِ الْمُبَارَكِ: تَأْخُذُ عَنْ شَبِيبٍ وَهُوَ يَدْخُلُ عَلَى الأُمَرَاءِ؟ فَقَالَ: خُذُوا عَنْهُ؛ فإنه أشرف من أَنْ يَكْذِبَ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَأَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ شَيْبَةَ قَالَ: كُنْتُ فِي مَوْكِبِ الْمَنْصُورِ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، رُوَيْدًا، إِنِّي أَمِيرٌ عَلَيْكَ. فَقَالَ: وَيْلُكَ! أَأَمِيرٌ عَلَيَّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَقْطَفُ [ص:406] الْقَوْمِ دَابَّةً أَمِيرُهُمْ ". قَالَ: أَعْطُوهُ دَابَّةً، فَهُوَ أهون من أن يتأمر علينا.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ: خَرَجَ شَبِيبٌ مِنْ دَارِ الْمَهْدِيِّ، فَقِيلَ لَهُ: كَيْفَ تَرَكْتَ النَّاسَ؟ قَالَ: تَرَكْتُ الدَّاخِلَ رَاجِيًا، وَالْخَارِجَ رَاضِيًا.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/405)
166 - شَبِيبُ بْنُ مِهْرَانَ الْقَسْمَلِيُّ، أَبُو زِيَادٍ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: قَتَادَةَ.
وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، وَغَيْرُهُمْ.(4/406)
167 - شَجَرَةُ بْنُ مُسْلِمٍ الدِّمَشْقِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، وَيُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ.
وَعَنْهُ: مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيُّ، وَأَبُو مُسْهِرٍ.
وُثِّقَ.(4/406)
168 - ع: شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ الحمصي الأموي مَوْلاهُمُ، الْكَاتِبُ، [أَبُو بِشْرِ بْنُ دِينَارٍ] [الوفاة: 161 - 170 ه]
صَاحِبُ الْخَطِّ الْمَنْسُوبِ، وَأَحَدُ الأَئِمَّةِ الثِّقَاتِ، أَبُو بِشْرِ بْنُ دِينَارٍ.
رَوَى عَنْ: نَافِعٍ، وَعِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، وَالزُّهْرِيِّ، وَعَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ بُخْتٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَأَبِي الزِّنَادِ، وَأَبِي طُوَالَةَ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ بِشْرٌ، وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَأَبُو الْيَمَانِ، وَآخَرُونَ.
وَكَتَبَ عَنِ الزُّهْرِيِّ كِتَابًا مِنْ عِلْمِهِ لِأَجْلِ الْخَلِيفَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وكان أنيق الوراقة واضحها.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ، عَنْ شُعَيْبٍ قَالَ: رَافَقْتُ الزُّهْرِيَّ إِلَى مَكَّةَ، فَكُنْتُ أَدْرُسُ أَنَا وَهُوَ الْقُرْآنَ جَمِيعًا.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: هُوَ مِثْلُ عُقَيْلٍ وَيُونُسَ فِي الزُّهْرِيِّ، كَتَبَ عَنِ الزُّهْرِيِّ إِمْلاءً لِلسُّلْطَانِ، كَانَ كَاتِبًا. [ص:407]
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: سألت أبي: كيف سَمَاعَ شُعَيْبٍ مِنَ الزُّهْرِيِّ؟ قَالَ: يُشْبِهُ حَدِيثُهُ الإِمْلاءَ، لَكِنَّ الشَّأْنَ فِيمَنْ سَمِعَ مِنْ شُعَيْبٍ، كَانَ رَجُلا ضَنِينًا فِي التَّحْدِيثِ. قُلْتُ: كَيْفَ سَمَاعُ أَبِي الْيَمَانِ عَنْهُ؟ فَقَالَ: كَانَ يَقُولُ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ. قُلْتُ: فَسَمَاعُ ابْنِهِ بِشْرٍ؟ قَالَ: كَانَ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبِي. قُلْتُ: فَسَمَاعُ بَقِيَّةَ؟ قَالَ: شَيْءٌ يَسِيرٌ. ثُمَّ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ جَمَعَ جَمَاعَةً بَقِيَّةَ وَابْنَهُ، فَقَالَ: هَذِهِ كُتُبِي ارْوُوهَا عَنِّي.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ: رَأَيْتُ كُتُبَ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، فَرَأَيْتُ كُتُبًا مَضْبُوطَةً مُقَيَّدَةً، وَرَفَعَ مِنْ ذِكْرِهِ.
قُلْتُ: فَأَيْنَ هُوَ مِنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ؟ قَالَ: فَوْقَهُ. قُلْتُ: فَأَيْنَ هُوَ مِنْ عُقَيْلٍ؟ قَالَ: فَوْقَهُ. قُلْتُ: فَأَيْنَ هُوَ مِنَ الزُّبَيْدِيِّ؟ قَالَ: مِثْلُهُ.
وَقَالَ حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ: كَانَ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ قَلِيلَ السقط.
وقال الأثرم: قال أحمد: نظرت في كتب شعيب، كان ابنه يخرجها إِلَيَّ، فَإِذَا بِهَا مِنَ الْحُسْنِ وَالصِّحَّةِ مَا لا يُقَدَّرُ - فِيمَا أَرَى - بَعْضُ الشَّبَابِ أَنْ يَكْتُبَ مِثْلَهَا صِحَّةً وَشَكْلا وَنَحْوَ ذَا.
وَقَالَ الْمُفَضَّلُ الْغَلابِيُّ: كَانَ عِنْدَ شُعَيْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ نَحْوُ أَلْفٍ وَسَبْعُمِائَةِ حَدِيثٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: أَثْبَتُ النَّاسِ فِي الزُّهْرِيِّ مَالِكٌ وَشُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، وَسَمَّى جَمَاعَةً.
وَقَالَ دُحَيْمٌ: شُعَيْبٌ ثقة ثبت، يشبه حديثه حديث عقيل، ثم قَالَ: وَالزُّبَيْدِيُّ فَوْقَهُ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: كَانَ شُعَيْبُ عِنْدَنَا مِنْ كِبَارِ النَّاسِ، وَكُنْتُ أَنَا وَعُثْمَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرٍ مِنْ أَلْزَمِ النَّاسِ لَهُ، وَكَانَ ضَنِينًا بِالْحَدِيثِ، كَانَ يَعِدُنَا الْمَجْلِسَ فَنُقِيمُ نَقْتَضِيهِ إِيَّاهُ، فَإِذَا [ص:408] فَعَلَ فَإِنَّمَا كِتَابُهُ بِيَدِهِ، مَا يَأْخُذُهُ أَحَدٌ، وَكَانَ مِنْ صِنْفٍ آخَرَ فِي الْعِبَادَةِ. وَكَانَ مِنْ كُتَّابِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى نَفَقَاتِهِ، وَكَانَ الزُّهْرِيُّ مَعَهُمْ بِالرَّصَافَةِ.
وَسَمِعْتُ شُعَيْبًا يَقُولُ لَهُ: يَا أَبَا يَحْمَدَ، قَدْ كَلَّتْ يَدِي مِنَ الْعَمَلِ، فَقُلْتُ لِعَلِيٍّ: مَا كَانَ يَعْمَلُ؟ قَالَ: كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ يُعَالِجُهَا بِيَدِهِ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ: اعْرِضُوا عَلَيَّ كُتُبِي، فَعُرِضَ عَلَيْهِ كِتَابُ نَافِعٍ وَكِتَابُ أَبِي الزِّنَادِ.
وقال يعقوب بن شيبة: حدثنا سُلَيْمَانُ الْكُوفِيُّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي الْيَمَانِ: مَا لِي أَسْمَعُكَ إِذَا ذَكَرْتُ صَفْوَانَ بْنَ عَمْرٍو تقول: حدثنا صَفْوَانُ، وَإِذَا ذَكَرْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي مريم تقول: حدثنا، وَإِذَا ذَكَرْتُ شُعَيْبًا تَقُولُ: أَخْبَرَنَا؟ فَغَضِبَ، فَلَمَّا سَكَنَ قَالَ لِي: مَرِضَ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، فَأَتَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَبَقِيَّةُ وَمُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ فِي رِجَالٍ أَنَا أَصْغَرُهُمْ، فَقَالُوا: كنا نحب أن نتكتب عَنْكَ، وَكُنْتَ مُمْتَنِعًا، فَدَعَا بِقُفَّةٍ لَهُ فَقَالَ: مَا فِي هَذِهِ إِلا مَا سَمِعْتُهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ وَكَتَبْتُهُ وَصَحَّحْتُهُ، فَلَمْ يَخْرُجْ مِنْ يَدِي، فَإِنْ أَحْبَبْتُمْ فَاكْتُبُوهَا، قَالُوا: فَنَقُولُ مَاذَا؟ قَالَ: تقولون: أنبأنا شعيب، أخبرنا شعيب، وإن أَحْبَبْتُمْ أَنْ تَكْتُبُوهَا عَنِ ابْنِي فَقَدْ قَرَأْتُهَا عليه.
وقال أبو زرعة الدمشقي: حدثنا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى شُعَيْبٍ حِينَ احْتُضِرَ، فَقَالَ: هَذِهِ كُتُبِي، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْخُذَهَا فَلْيَأْخُذْهَا، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْرِضَ فَلْيَعْرِضْ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْمَعَهَا مِنِ ابْنِي فَلْيَسْمَعْهَا، فَإِنَّهُ قَدْ سَمِعَهَا مِنِّي.
قَالَ يَحْيَى الْوُحَاظِيُّ وَغَيْرُهُ: مَاتَ شُعَيْبٌ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ.(4/406)
169 - ت: شُعَيْبُ بْنُ رُزَيْقٍ الْفِلَسْطِينِيُّ، أَبُو شَيْبَةَ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
سَكَنَ ثَغْرَ طَرَسُوسَ.
وَرَوَى عَنْ: الْحَسَنِ، وَجَمَاعَةٍ.
سَيَأْتِي.(4/408)
170 - شُعَيْبُ بْنُ كَيْسَانَ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَثَابِتِ بْنِ جَابَانَ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: عُثْمَانُ بْنُ فَايِدٍ، وَعُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَأَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ الْبُخَارِيّ: لا يُعْرَفُ لَهُ سَمَاعٌ مِنْ أَنَسٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَلَيَّنَهُ العقيلي.(4/409)
171 - شعيب بن ميمون البزوري. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: حصين بن عبد الرحمن، وأبي جناب، وَأَبِي هَاشِمٍ الرُّمَّانِيِّ، وَالْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: مَنْصُورُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، وَشَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، وَغَيْرُهُمَا.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَهُ مَنَاكِيرُ، لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَجْهُولٌ.(4/409)
172 - ع: شَيْبَانُ النَّحْوِيُّ، هُوَ شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَوْلَى بَنِي تَمِيمٍ، أَبُو مُعَاوِيَةَ الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
نَزِيلُ الكوفة وأحد الأئمة الْمُتَعَيَّنِينَ.
نَزَلَ الْكُوفَةَ فَأَدَّبَ بِهَا أَوْلادَ الأَمِيرِ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ الْعَبَّاسِيِّ.
وَرَوَى عَنْ: الْحَسَنِ، وَقَتَادَةَ، وَالْحَكَمِ، وَهِلالٍ الْوَزَّانِ، وَزِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وطالوت، وقل ما رَوَى عَنِ الْحَسَنِ.
رَوَى عَنْهُ: الْحَسَنُ الأَشْيَبُ، وَحُسَيْنٌ الْمَرُّوذِيُّ، وَيُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَآدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. [ص:410]
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
وَقِيلَ فِي نَسَبِهِ: النَّحْوِيُّ، إِنَّمَا هُوَ إِلَى نَحْوِ بْنِ شَمْسٍ؛ بَطْنٍ مِنَ الأَزْدِ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ وَغَيْرُهُ: بَلْ كَانَ أَدِيبًا نَحْوِيًّا.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: شَيْبَانُ، ثَبْتٌ في كل المشايخ.
وقال يعقوب ين شَيْبَةَ: كَانَ صَاحِبَ حُرُوفٍ وَقِرَاءَاتٍ مَشْهُورَةٍ بِذَلِكَ.
قلت: أخذ القراءة عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، سَمِعَ مِنْهُ الْحُرُوفَ جَمَاعَةٌ، وَقَدْ سَكَنَ بَغْدَادَ، وَحَدَّثَ عَنْهُ أَيْضًا مِنَ الْكِبَارِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَكَانَ يُؤَدِّبُ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ الْهَاشِمِيَّ.
وَقَدْ سُئِلَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: كَيْفَ حَالُهُ فِي الأَعْمَشِ؟ فَقَالَ: ثِقَةٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مَعْمَرٍ فِي قَتَادَةَ.
قُلْتُ: قَدْ وَثَّقَهُ النَّاسُ، وَاحْتَجَّ بِهِ أَهْلُ الصِّحَاحِ.
وَسُئِلَ أَبُو حَاتِمٍ فَقَالَ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: شَيْبَانُ ثِقَةٌ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
قُلْتُ: وَوَقَعَ لِي مِنْ طَرِيقِهِ حَدِيثٌ عَالٍ فِي " الْمُخَلِّصيَّاتِ " عَنِ الْبَغَوِيِّ عَنِ ابْنِ الْجَعْدِ، كَتَبْتُهُ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ.(4/409)
173 - شَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَانَ، الْمُطَّوِّعِيُّ الْمَرْوَزِيُّ الْغَازِي. [الوفاة: 161 - 170 ه]
يَرْوِي عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَمَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ صَاحِبِ أَنَسٍ.
وَعَنْهُ: مُصْعَبُ بْنُ بِشْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مزاحم.
كان من رؤوس الْمُجَاهِدِينَ بِخُرَاسَانَ.(4/410)
174 - شَيْبَانُ الرَّاعِي. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَابِدٌ صَالِحٌ زَاهِدٌ قَانِتٌ لِلَّهِ، لا أَعْلَمُ مَتَى تُوُفِّيَ، وَلا مَنْ حَمَلَ عَنْهُ، [ص:411] وَلا ذَكَرَ لَهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي " الْحِلْيَةِ " سِوَى حِكَايَةٍ وَاحِدَةٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ الرَّبَضِيِّ قَالَ: كَانَ شَيْبَانُ الرَّاعِي إِذَا أَجْنَبَ وَلَيْسَ عِنْدَهُ مَاءٌ دَعَا، فَجَاءَتْ سَحَابَةٌ فَأَظَلَّتْهُ، فَاغْتَسَلَ مِنْهَا، وَكَانَ يَذْهَبُ إِلَى الْجُمُعَةِ، فَيَخُطُّ على غنمه، فيجيء فيجدها على حالتها.(4/410)
-[حَرْفُ الصَّادِ](4/411)
175 - صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ، الأَزْدِيُّ الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
الشَّاعِرُ الْمُتَكَلِّمُ الْمُتَفَلْسِفُ.
لَهُ شِعْرٌ رَائِقٌ، وَحِكَمٌ وَوَصَايَا مَا عَلَيْهَا رَوْنقُ الإِسْلامِ، وَيُقَالُ: إِنَّ أَبَا الْهُذَيْلِ الْعَلافَ لَحِقَهُ وَنَاظَرَهُ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ يَعِظُ بِالْبَصْرَةِ وَيَقُصُّ.
قَتَلَهُ الْمَهْدِيُّ عَلَى الزَّنْدَقَةِ، فيُرْوَى عَنْ قُرَيْشٍ الْخُتَّلِيِّ أَنَّ الْمَهْدِيَّ دَعَانِي يَوْمًا فَذَكَرَ أَنَّهُ أَمَرَهُ بِالْمَسِيرِ عَلَى الْبَرِيدِ إِلَى الشَّامِ، وَكَتَبَ لَهُ عَهْدًا أَنَّهُ أَمِينٌ عَلَى كُلِّ بَلَدٍ يَدْخُلُهُ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهُ، وَأَمَرَهُ إِذَا دَخَلَ دِمَشْقَ أَنْ يَأْتِيَ إلى حانوت عطار أو حانوت قَطَّانٍ، فَيَلْقَى رَجُلا يُكْثِرُ الْجُلُوسَ هُنَاكَ، وَهُوَ شَيْخٌ فَاضِلٌ نَاصِلُ الْخِضَابِ، يُقَالُ لَهُ: صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ. فَسَارَ وَفَعَلَ، وَدَخَلَ الْحَانُوتَ، فَإِذَا بِصَالِحٍ فِيهِ، فَأَخَذَهُ وَقَيَّدَهُ، فَحَمَلَهُ عَلَى الْبَرِيدِ إِلَى الْعِرَاقِ. فَقَالَ الْمَهْدِيُّ: أَنْتَ فُلانٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَنَا صَالِحٌ. قَالَ: فَزِنْدِيقٌ؟ قَالَ: لا، وَلَكِنْ شَاعِرٌ أَفْسُقُ فِي شِعْرِي، قَالَ: اقرأه. فالتوى ساعة، قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ كِتَابَ الزَّنْدَقَةِ فَقَالَ: أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ فَاسْتَبْقِنِي، وَأَنْشَدَهُ لِنَفْسِهِ:
مَا يَبْلُغُ الأَعْدَاءُ مِنْ جَاهِلٍ ... مَا يَبْلُغُ الْجَاهِلُ مِنْ نَفْسِهِ
وَالشَّيْخُ لا يَتْرُكُ أَخْلاقَهُ ... حَتَّى يُوَارَى فِي ثَرَى رَمْسِهِ
فَقَالَ الْمَهْدِيُّ: يَا قُرَيْشُ، امْضِ بِهِ إِلَى الْمُطْبَقِ. قَالَ: فَفَعَلْتُ، فَلَمَّا قَرُبْتُ مِنَ الْخُرُوجِ أَمَرَنِي فَرَدَدْتُهُ، فَقَالَ لَهُ: أَلَسْتَ الْقَائِلَ: وَالشَّيْخُ لا يَتْرُكُ أَخْلاقَهُ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: لا تَدَعُ أَخَلاقَكَ حَتَّى تَمُوتَ، خُذُوهُ. فَضَرَبُوهُ بِأَسْيَافِهِمْ، ثُمَّ وَثَبَ الْمَهْدِيُّ فَضَرَبَهُ نصفين. [ص:412]
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ، بَصْرِيُّ.
وَمِنْ شِعْرِهِ:
الْمَرْءُ يَجْمَعُ والخطوب تُفَرِّقُ ... وَيَظَلُّ يَرْقَعُ وَالزَّمَانُ يُمَزِّقُ
وَلِأَنْ يُعَادِي عَاقِلا خَيْرٌ لَهُ ... مِنْ أَنْ يَكُونَ لَهُ صَدِيقٌ أَحْمَقُ
فَارْغَبْ بِنَفْسِكَ لا تُصَادِقْ أَحْمَقًا ... إِنَّ الصَّدِيقَ عَلَى الصَّدِيقِ مُصَدِّقُ
وَزِنِ الْكَلامَ إِذَا نَطَقْتَ فَإِنَّمَا ... يُبْدِي عُيُوبَ ذَوِي الْعُقُولِ الْمَنْطِقُ
لا أَلْفَيَنَّكَ ثَاوِيًا فِي غُرْبَةٍ ... إِنَّ الْغَرِيبَ بِكُلِّ سَهْمٍ يُرْشَقُ
مَا النَّاسُ إِلا عَامِلانِ فَعَامِلٌ ... قَدْ مَاتَ مِنْ عَطَشٍ وَآخَرُ يَغْرَقُ
وَإِنِ امْرُؤٌ لَسَعَتْهُ أَفْعَى مَرَّةً ... تَرَكَتْهُ حِينَ يَجُرُّ حَبْلَ يُفَرِّقُ
إِنَّ التَّرَفُّقَ لِلْمُقِيمِ موافق ... فإذا تسافر فَالتَّرَفُّقُ أَوْفَقُ
بَقِيَ الَّذِينَ إِذَا يَقُولُوا يَكْذِبُوا ... وَمَضَى الَّذِينَ إِذَا يَقُولُوا يَصْدُقُوا
وَمِنْ شِعْرِهِ:
لَيْسَ الصَّدِيقُ الَّذِي تُخْشَى غَوَائِلُهُ ... وَلا الْعَدُوُّ عَلَى حَالٍ بِمَأْمُونِ
وَمِنْ شَعْرِهِ:
لا أَبْتَغِي وصل من لا يبتغي صلتي ... ولا أبالي حَبِيبًا لا يُبَالِينِي
هَذَا وَلَوْ كَرِهَتْ كَفِّي منادمتي ... لَقُلْتُ إِذْ كَرِهَتْ كَفِّي لَهَا: بِينِي
وَمِنْ شِعْرِهِ:
وَإِنَّ عَنَاءً أَنْ تُفَهِّمَ جَاهِلا ... فَتَحْسَبُ جَهْلا أَنَّهُ مِنْكَ أَفْهَمُ
مَتَّى يَبْلُغُ الْبُنْيَانُ يَوْمًا تَمَامَهُ ... إِذْ كُنْتَ تَبْنِيهِ وَآخَرُ يَهْدِمُ
وَهَلْ يُفَضَّلُ الْمُثْرِي إِذَا ظَنَّ أَنَّهُ ... إِذَا جاد بِالشَّيْءِ الْيَسِيرِ سَيُعْدَمُ
وَلَهُ:
وَإِذَا طَلَبْتَ الْعِلْمَ فَاعْلَمْ أَنَّهُ ... حِمْلٌ فَأَبْصِرْ أَيَّ شَيْءٍ تَحْمِلُ
فإذا عَلِمْتَ بِأَنَّهُ مُتَفَاضِلٌ ... فَاشْغَلْ فُؤَادَكَ بِالَّذِي هُوَ أفضل [ص:413]
وَمِنْ قَصِيدَتِهِ الأُولَى:
وَإِنَّ مَنْ أَدَّبْتَهُ فِي الصِّبَى ... كَالْعُودِ يُسْقَى الْمَاءَ فِي غَرْسِهِ
حَتَّى تراه مورقا ناضرا ... بعد الذي أَبْصَرْتَ مِنْ يُبْسِهِ
وَالْقَ أَخَا الظَّعْنِ بِإِينَاسِهِ ... لِتُدْرِكَ الْفُرْصَةَ فِي أُسِّهِ
كَاللَّيْثِ لا يَفْرِسُ أَقْرَانَهُ ... حَتَّى يَرَى الإِمْكَانَ فِي فَرْسِهِ
عَنْ: أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُعَبَّرِ قَالَ: رَأَيْتُ صَالِحَ بْنَ عَبْدِ الْقُدُّوسِ فِي الْمَنَامِ ضَاحِكًا، فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ، وَكَيْفَ نَجَوْتَ مِمَّا كُنْتَ تُرْمَى بِهِ؟ قَالَ: إِنِّي وَرَدْتُ عَلَى رَبٍّ لَيْسَ تَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ، وَإِنَّهُ استقبلني برحمته، فقال: قد علمت برءاتك مما كنت تقذف بِهِ.(4/411)
176 - صَالِحُ بْنُ مِرْدَاسٍ، أَبُو خُزَيْمَةَ الْعَبْدِيُّ. [وَقِيلَ: اسْمُهُ نَصْرٌ] [الوفاة: 161 - 170 ه]
بَصْرِيٌّ.
عَنْ: الْحَسَنِ، وَطَاوُسٍ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: ابْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُسْلِمٌ، وَسَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ.
قَالَ ابْنُ مَعيِنٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقِيلَ: اسْمُهُ نَصْرٌ.(4/413)
177 - سوى ق: صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ، أَبُو نَافِعٍ الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
مَوْلَى بَنِي تَمِيمٍ، وَيُقَالُ: مَوْلَى بَنِي هِلالٍ.
عَنْ: أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، وَعَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ.
وَعَنْهُ: أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَعَفَّانُ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ ثِقَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحٌ.
قَالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: إِنَّمَا يُتَكَلَّمُ فِيهِ؛ لِأَنَّهُ يقال: إن كتابه سقط. [ص:414]
قُلْتُ: لَمْ أَظْفَرْ بِمَوْتِهِ، وَهُوَ قَرِيبٌ مِنْ مَوْتِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ.(4/413)
178 - صَخْرُ بْنُ جَنْدَلَةَ الْقَاضِي، أَبُو الْمُعَلَّى الْبَيْرُوتِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
سَمِعَ: يُونُسَ بْنَ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ.
وُثِّقَ.(4/414)
179 - ت ن ق: صَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ السَّمِينُ، أَبُو مُعَاوِيَةَ [الوفاة: 161 - 170 ه]
رَوَى عَنْ: الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَيَحْيَى بْنِ يَحْيَى الْغَسَّانِيِّ، وَالْعَلاءِ بْنِ الْحَارِثِ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ووكيع، ومحمد بن يوسف الفريابي، وَيَحْيَى الْبَابْلُتِّيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَآخَرُونَ.
وَفِيهِ لِينٌ، كَنَّاهُ مُسْلِمٌ، وَقَالَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ عمر بن عبد الواحد: حدثنا صَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَدِمْتُ الْكُوفَةَ، فَأَتَيْتُ الأَعْمَشَ، فَإِذَا رَجُلٌ غَلِيظٌ مُمْتَنِعٌ، فَجَعَلْتُ أَتَعَجْرَفُ عَلَيْهِ تَعَجْرُفَ أَهْلِ الشَّامِ، فَأَنْكَرَ لُغَتِي فَقَالَ: أَيْنَ يَكُونُ أَهْلُكَ؟ قُلْتُ: بِالشَّامِ، قَالَ: أَيُّ الشَّامِ؟ قُلْتُ: دِمَشْقُ، قَالَ: وَمَا أَقْدَمَكَ؟ قلت: جئت لأسمع منك ومن مثلك الخبر، فَقَالَ لِي: وَبِالْكُوفَةِ جِئْتَ تَسْمَعُ الْحَدِيثَ؟ أَمَا إِنَّكَ لا تَلْقَى فِيهَا إِلا كَذَّابًا حَتَّى تَخْرُجَ مِنْهَا.
وَقَالَ عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: جَاءَنِي الأَوْزَاعِيُّ فَقَالَ لِي: مَنْ حَدَّثَكَ بِأَكْثَرِ الْحَدِيثِ؟ قُلْتُ: الثِّقَةُ عِنْدَكَ وَعِنْدِي صَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: نَظَرْتُ فِي مُصَنَّفَاتِ صَدَقَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّمِينِ، وَسَأَلْتُ دُحَيْمًا عنه فقال: محله الصدق، غير أنه كان يشوبه القدر، وقد حدثنا بِكُتُبٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ وَابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، وَكَتَبَ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ أَلْفًا وَخَمْسَمِائَةِ حَدِيثٍ. [ص:415]
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ، وَأَحْمَدُ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ: ضَعِيفٌ.
قَالَ الْوَليِدُ بْنُ مُسْلِمٍ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/414)
180 - د ت: صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ الدَّقِيقِيُّ، أَبُو الْمُغِيرَةِ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، وَمَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَآخَرُونَ.
ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَالنَّسَائِيُّ.(4/415)
181 - صَدَقَةُ بْنُ هُرْمُزَ، أَبُو مُحَمَّدٍ الزِّمَّانِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: معاوية بن قرة، وعاصم بْنِ بَهْدَلَةَ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُوسَى الْمِنْقَرِيُّ، وَحِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، وَآخَرُونَ.
ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(4/415)
182 - م ن: الصَّعِقُ بْنُ حَزْنٍ الْبَكْرِيُّ الْعَيْشِيُّ، وَيُقَالُ: الْعَائِشِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
شَيْخٌ بَصْرِيٌّ صَدُوقٌ. لَهُ عَنِ الْحَسَنِ، وَقَتَادَةَ، وَمَطَرٍ الْوَرَّاقِ، وَأَبِي جمرة الضبعي.
وَعَنْهُ: سليمان بْنِ حَرْبٍ، وَمُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ، وَالأَصْمَعِيِّ، وَيُونُسَ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَعَارِمٍ، وَشَيْبَانَ بْنِ فَرُّوخٍ.
قَالَ عَارِمٌ: كَانُوا يَرَوْنَهُ مِنَ الأَبْدَالِ.
وَقَالَ أَبُو حاتم وغيره: ما به بأس.(4/415)
-[حَرْفُ الضَّادِ](4/415)
183 - الضَّحَّاكُ بْنُ نِبْرَاسٍ، أَبُو الْحَسَنِ الْجَهْضَمِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ.
وَعَنْهُ: حِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ، وَآخَرُونَ. [ص:416]
قَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ضَعِيفٌ.
وَخَرَّجَ لَهُ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ " الأَدَبِ " لَهُ.(4/415)
-[حَرْفُ الطَّاءِ](4/416)
184 - د ت: طُعْمَةُ بْنُ عَمْرٍو الْعَامِرِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَحَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، وَعُمَرَ بْنِ بَيَانٍ التَّغْلِبِيِّ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأُسَيْدٌ الْجَمَّالُ، وَجُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَيْسَ بِحُجَّةٍ.
وَقَالَ مُطَيَّنٌ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ.(4/416)
185 - طَلْحَةُ بْنُ قَيْسٍ الْجَرِيرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَالْحَسَنِ، وَابْنِ أَشْوَعَ.
وَعَنْهُ: أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(4/416)
186 - طَلْحَةُ بْنُ النَّضْرِ الْحُدَّانِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ.
وَعَنْهُ: ابْنُ أُخْتِهِ أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ الْقيْسِيُّ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَا أَرَى بِهِ بَأْسًا.(4/416)
-[حَرْفُ الْعَيْنِ](4/417)
187 - ت ق: عاصم بْنُ عمر بْنِ حَفْصُ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْعَدَوِيُّ، الْعُمَرِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، وَسُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَعَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ، لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يَجُوزُ الاحتجاج به.
قلت: هو أخو عبيد اللَّهِ بْنِ عُمَرَ.(4/417)
188 - ن: عَافِيَةُ الْقَاضِي، هُوَ عَافِيَةُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ قَيْسٍ الأَوْدِيُّ الْكُوفِيُّ [الوفاة: 161 - 170 ه]
أَحَدُ الأَعْلامِ، تَفَقَّهَ عَلَى أَبِي حَنِيفَةَ، وَبَرَعَ فِي الْفِقْهِ. وَحَدَّثَ عَنِ الأَعْمَشِ، وَابْنِ أَبِي لَيْلَى، وَمُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ.
وَعَنْهُ: مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَغَيْرُ وَاحِدٍ.
ذَكَرَهُ الْخَطِيبُ وَقَالَ: كَانَ عَالِمًا زَاهِدًا، وَلِيَ قَضَاءَ الْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ بِبَغْدَادَ، فَحَكَمَ مَرَّةً عَلَى سَدَادٍ وَصَوْنٍ، ثُمَّ اسْتَعْفَى فَأُعْفِيَ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَاخْتَلَفَ اجْتِهَادُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ فِيهِ، فَقَالَ فِي رِوَايَةِ عَبَّاسٍ وَأَحْمَدَ [ص:418] ابن أبي مريم: ثقة. وَقَالَ فِي رِوَايَةِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ: كَانَ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ.
وَسَبَبُ فِرَارِهِ مِنَ الْقَضَاءِ أَنَّهُ تَثَبَّتَ فِي حُكُومَةٍ، فَذَهَبَ أَحَدُ الْخَصْمَيْنِ فَأَهْدَى لَهُ رُطَبًا، فَرَدَّهُ عَلَيْهِ وَزَجَرَهُ، قَالَ: فَلَمَّا تَحَاكَمَ هُوَ وَخَصْمُهُ إِلَيْهِ مِنَ الْغَدِ قَالَ: لَمْ يَسْتَوِيَا فِي قَلْبِي، وَوَجَدْتُ قَلْبِي يَمِيلُ إِلَى نُصْرَةِ الَّذِي أَرَادَ أَنْ يُهْدِيَ لِي، ثُمَّ حَكَاهَا لِلْخَلِيفَةِ وَقَالَ: هَذَا حَالِي وَمَا قَبِلْتُ، فَكَيْفَ لَوْ قَبِلْتُ هَدِيَّتَهُ؟!
وَقَدْ سُئِلَ أَبُو دَاوُدَ عَنْهُ فَقَالَ: أَعَافِيةُ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ؟! وَجَعَلَ يَضْحَكُ وَيَتَعَجَّبُ.
وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ: خَاصَمَ أَبُو دُلامَةَ رَجُلا إِلَى عَافِيَةَ فَقَالَ:
لَقَدْ خَاصَمَتْنِي غُوَاةُ الرِّجَالِ ... وَخَاصَمْتُهُمْ سَنَةً وَافِيَهْ
فَمَا أَدْحَضَ اللَّهُ لِي حُجَّةً
وَمَا خَيَّبَ اللَّهُ لِي قَافِيَةْ ... فَمَنْ كُنْتُ مِنْ جَوْرِهِ خَائِفًا
فَلَسْتُ أَخَافُكَ يَا عَافِيَةْ
فَقَالَ لَهُ عَافِيَةُ: لأَشْكُوَنَّكَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: وَلِمَ؟ قَالَ: لِأَنَّكَ هَجَوْتَنِي، قَالَ: وَاللَّهِ لَئِنْ شَكَوْتَنِي إِلَيْهِ لَيَعْزِلَنَّكَ. قَالَ: وَلِمَ؟ قَالَ: لِأَنَّكَ لا تَعْرِفُ الْهِجَاءَ مِنَ الْمَدِيحِ.
قُلْتُ: قَلَّمَا رَوَى عَافِيَةُ؛ لِأَنَّهُ مَاتَ كَهْلا.(4/417)
189 - عَامِرُ بْنُ شِبْلٍ الْجَرْمِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أَبِي قِلابَةَ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَجَرِيرٍ بْنِ الْخَطَفَى الشَّاعِرِ.
وَعَنْهُ: مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ التِّنِّيسِيُّ، وَغَيْرُهُمَا.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ.(4/418)
190 - ق: عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ الرَّمْلِيُّ الْفِلَسْطِينِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: فُسَيْلَةَ بِنْتِ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، وَعُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ، وَابْنِ طَاوُسٍ، وَالزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، وَدَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: زِيَادُ بن الربيع [ص:419] الْيَحْمَدِيُّ، وَمَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ الْحَرَّانِيُّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَعِدَّةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَحْدَهُ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: فِيهِ نَظَرٌ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ.
وَقَالَ الدُّولابِيُّ: قَالَ الْبُخَارِيُّ: عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ الرَّمْلِيُّ فِيهِ نَظَرٌ، وعباد بن كثير الثقفي البصري سكن مكة، تَرَكُوهُ.
وَكَذَا فَرَّقَ بَيْنَ التَّرْجَمَتَيْنِ الْعُقَيْلِيُّ، وَابْنُ حِبَّانَ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، حَتَّى قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ الرَّمْلِيَّ لَيْسَ بِالَّذِي كَانَ بِمَكَّةَ أَنَّ يَحْيَى بْنَ يَحْيَى رَوَى عَنْهُ، وَالَّذِي كَانَ بِمَكَّةَ مَاتَ قَبْلَ الثَّوْرِيِّ، وَلَمْ يَشْهَدْهُ الثَّوْرِيُّ.
قُلْتُ: هَذِهِ حُجَّةٌ قَاطِعَةٌ.(4/418)
191 - عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُجَيْرٍ، أَبُو حُمْرَانَ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
شَيْخٌ بَصْرِيٌّ.
عَنْ: الْحَسَنِ، وَيَزِيدَ بْنِ الشِّخِّيرِ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَغَيْرُهُمْ. [ص:420]
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ.
لَهُ رِوَايَةٌ فِي الْمَرَاسِيلِ لِأَبِي دَاوُدَ.(4/419)
192 - د ت ق: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَحِيرٍ الصَّنْعَانِيُّ الْقَاصُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
وَهِمَ مَنْ قَالَ: هُوَ ابْنُ بَحِيرِ بْنِ رَيْسَانَ. وَقَالَ ابْنُ مَاكُولا: أَحْسَبُهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عِيسَى بْنِ بَحِيرٍ.
فِيهِ ضَعْفٌ، أَخَذَ عنه عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَغَيْرِهِ، وَقَدْ جَاءَ حَدِيثٌ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن بحير بن ريسان الحميري، وله غرائب.
وَقَالَ ابْنُ مَاكُولا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَحِيرٍ نُسِبَ إِلَى جَدِّهِ.
قَالَ شَيْخُنَا فِي " تَهْذِيبِهِ ": عبد اللَّهِ بْنُ بَحِيرِ بْنِ رَيْسَانَ الْمُرَادِيُّ، أَبُو وَائِلٍ الصَّنْعَانِيُّ. رَوَى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ الْقَاصِّ، وَهَانِئٍ مَوْلَى عُثْمَانَ.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بن خالد، وعبد الرزاق، وهشام بْنُ يُوسُفَ، وَأَهْلُ صَنْعَاءَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(4/420)
193 - د ن ق: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَالْحَسَنِ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ.
وَعَنْهُ: بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَحَبَّانٌ، وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
قُلْتُ: لَهُ فِي الْكُتُبِ حَدِيثٌ وَاحِدٌ.(4/420)
194 - م 4: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ نَوْفَلٍ الزُّهْرِيُّ الْمَخْرَمِيُّ الْمَدَنِيُّ، الْفَقِيهُ الإِمَامُ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
حَدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ، وَسَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَعَمَّةِ وَالِدَةِ أُمِّ بَكْرٍ ابْنَةِ الْمِسْوَرِ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَالْوَاقِدِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
وَكَانَ مُفْتِيًا، عَارِفًا بِالْمَغَازِي.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَدُوقٌ، وَلَيْسَ بِثَبْتٍ.
وَأَمَّا ابْنُ حِبَّانَ فَإِنَّهُ أَسْرَفَ فِي تَوْهِينِهِ، وَقَالَ: يَرْوِي عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، رَوَى عَنْهُ الْعِرَاقِيُّونَ وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ. كَانَ كَثِيرَ الْوَهْمِ فِي الأَخْبَارِ، حَتَّى رَوَى عَنِ الثِّقَاتِ مَا لا يُشْبِهُ حَدِيثَ الأَثْبَاتِ، فَإِذَا سَمِعَهَا مَنِ الْحَدِيثُ صِنَاعَتُهُ شَهِدَ أَنَّهَا مَقْلُوبَةٌ، فَاسْتَحَقَّ التَّرْكَ.
قُلْتُ: وَقَدْ كَانَ قَامَ مَعَ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حسن، واعتقد أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ هُوَ المهدي الذي ورد في الحديث، ثم ندم وَقَالَ: لا غَرَّنِي أَحَدٌ بَعْدَهُ. وَقَدْ ذَكَرْنَا فِي الْحَوَادِثِ بَعْضَ ذَلِكَ.
وَقَدْ كَانَ أَحْمَدُ بن حنبل يرجحه على ابن أبي ذئب لِفَضْلِهِ وَمُرُوءَتِهِ وَإِتْقَانِهِ.
وَقَدْ وَقَعَ حَدِيثُهُ عَالِيًا فِي " الْغِيلانِيَّاتِ ".
وَقِيلَ: كَانَ قَصِيرًا جِدًّا.
تُوُفِّيَ سنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/421)
195 - د ت: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَّانٍ، أَبُو الْجُنَيْدِ الْعَنْبَرِيُّ البصري، الْمُلَقَّبُ: عِتْرِيسٌ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
يَرْوِي عَنْ جَدَّتَيْهِ؛ صَفِيَّةَ وَدُحَيْبَةَ، وَعَنْ حِبَّانَ بْنِ عَاصِمٍ.
وَعَنْهُ: عَفَّانُ، وَأَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَائِشَةَ، والمقرئ، [ص:422] وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سِوَارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيُّ.
لَمْ أَرَ بِهِ بَأْسًا.(4/421)
196 - عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَّانٍ الْقُرْدُوسِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
أَخُو هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ.
عَنْ: يَحْيَى بْنِ عُقَيْلٍ.
وَعَنْهُ: حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَالتَّبُوذَكِيُّ.(4/422)
197 - ق: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
مَوْلَى مَيْمُونَةَ
عَنْ: صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، وَسُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَشَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ.
وَعَنْهُ: حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ضَعِيفٌ.(4/422)
198 - عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دُكَيْنٍ، أَبُو عُمَرَ الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
نَزِيلُ بَغْدَادَ.
عَنْ: كَثِيرِ بْنِ عُبَيْدٍ صَاحِبِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ، وَبِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، وسعدوية.
خرج له صَاحِبُ " الأَدَبِ ".
ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ فِي إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: ثِقَةٌ.(4/422)
199 - ت ن: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَحَدُ الإِخْوَةِ.
سَمِعَ: أَبَاهُ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَعَبْدُ الرَّحَمْنِ بْنُ مهدي، والقعنبي، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. [ص:423]
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ، وَهُوَ أَصْلَحُ حَالا مِنْ أَخَوَيْهِ.(4/422)
200 - ن ق: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَسْلَمِيُّ الْمَدَنِيُّ الْقُبَائِيّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَمُعَاذِ بْنِ عَبْدِ الله بن حبيب.
وَعَنْهُ: خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَمُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.(4/423)
201 - عَبْد اللَّه بْنِ سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِيِّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَالِدِ السَّفَّاحِ، وَعَنِ الزُّهْرِيِّ، وَثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ.
وَعَنْهُ: هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ الصَّنْعَانِيُّ وَحْدَهُ؛ فَفِيهِ جَهَالَةٌ، وَوَلِيَ قَضَاءَ صَنْعَاءَ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ قال: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ وَالْفَتْحُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ، قالا: أخبرنا محمد بن عمر القاضي قال: أخبرنا أحمد بن محمد البزاز قال: أخبرنا علي بن عمر الحربي قال: حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي قال: حدثنا يحيى بن معين قال: حدثنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى عَلَيهِ وَسَلَّمَ: " أَحِبُّوا اللَّهَ لِمَا يَغْذُوكُمْ بِهِ مِنْ نِعَمِهِ، وَأَحِبُّونِي لِحُبِّ اللَّهِ، وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي لِحُبِّي ".
أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيِّ، وَأَخْرَجَهُ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ الْفَسَوِيُّ الْحَافِظُ فِي " تَارِيخِهِ " عَنْ زِيَادِ بْنِ أَيُّوبَ الطُّوسِيِّ؛ كِلاهُمَا عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ، فَوَقَعَ بَدَلا لَهُمَا.(4/423)
• - عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَبُو أُوَيْسٍ الْمَدِينِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
يَأْتِي فِي الْكُنَى.(4/424)
202 - ت: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: الزُّهْرِيِّ وَحْدَهُ.
وَعَنْهُ: مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَثْمَةَ.
سُئِلَ عَنْهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ فَقَالَ: لا أَعْرِفُهُ.(4/424)
203 - عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ خَالِدٍ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
شَيْخٌ بَصْرِيٌّ، نَزَلَ الرَّيَّ.
قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَ عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَأَشْعَثَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَهِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ الدَّشْتَكِيُّ، وَزَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الدَّامَغَانِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ. سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ فَقَالَ: صَالِحٌ.(4/424)
204 - خ 4: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ زَبْرٍ الرِّبْعِيُّ، أَبُو زَبْرٍ الدِّمَشْقِيُّ. [أو أَبُو عَبْدِ الرحمن] [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيِّ، وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيِّ، وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَمَكْحُولٍ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: ولده إبراهيم، وشبابة، وأبو مسهر، ومروان الطَّاطَرِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ دُحَيْمٌ: كَانَ ثِقَةً، مِنْ أَشْرَافِ أَهْلِ دِمَشْقَ.
قَالَ إبراهيم: ولد أبي عبد الله سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ، وَمَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
وَقِيلَ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ.
وَقَدْ كَنَّاهُ جَمَاعَةٌ أَبَا زَبْرٍ، وَكَنَّاهُ الْبُخَارِيُّ أَبَا عَبْدِ الرحمن. [ص:425]
وَقَدْ وَثَّقَهُ عِدَّةٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: مُقَارِبُ الْحَدِيثِ.
أنبأني ابن أبي عمر قال: أخبرنا ابن طبرزد قال: أخبرنا ابن الحصين قال: أخبرنا ابن غيلان قال: حدثنا الشافعي قال: حدثنا عبد الله بن روح قال: حدثنا شبابة قال: حدثنا أبو زبر قال: حدثنا الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أهللت مع رسول الله صلى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعُمْرَةٍ فِي حَجَّتِهِ.(4/424)
205 - ق: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجَمَلِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَعَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، وَأَبِي هَارُونَ عَنْتَرَةَ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَإِسْحَاقُ السَّلُولِيُّ، وَغَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَجَمَاعَةٌ.
صَدُوقٌ.(4/425)
206 - م ق: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيُّ، أَبُو حَفْصٍ الْمِصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ، وَأَبِي عُشَّانَةَ الْمَعَافِرِيِّ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، وَآخَرُونَ.
وَاحْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ، لَيْسَ بِالْمَتِينِ. وَقَالَ أَيْضًا: هُوَ قَرِيبٌ مِنِ ابْنِ لَهِيعَةَ.
وَضَعَّفَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ. [ص:426]
تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
قُلْتُ: هُوَ أَقْوَى مِنِ ابْنِ لَهِيعَةَ.(4/425)
207 - د: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَيْسَانَ الْمَرْوَزِيُّ. [أَبُو مُجَاهِدٍ] [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْجُمَحِيِّ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ إِسْحَاقُ، وَعِيسَى غُنْجَارُ، وَالْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينَانِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ.
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي " الثِّقَاتِ ".
كُنْيَتُهُ: أَبُو مُجَاهِدٍ.(4/426)
208 - د ت ن: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ، أَبُو طِيبَةَ السُّلَمِيُّ الْعَامِرِيُّ الْمَرْوَزِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
قَاضِي مَرْوَ.
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، وَشُقَيْرٍ مَوْلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ: عِيسَى غُنْجَارُ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَأَبُو تُمَيِّلَةَ يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، وَعَبْدَانُ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، وَلا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي " الثِّقَاتِ ": يُخْطِئُ.(4/426)
209 - ت ق: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بْنِ وَهْبِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ الْعَابِدِيُّ الْمَكِّيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ.
وَعَنْهُ: الشَّافِعِيُّ، وَمَعْنُ بن عيسى، وسريج بْنُ النُّعْمَانِ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَوَلِيَ قَضَاءَ مَكَّةَ. [ص:427]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
وَوَثَّقَهُ ابْنُ سَعْدٍ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: أَحَادِيثُهُ مَنَاكِيرُ.
وَرَوَى عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ وَمُعَاوِيَةُ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْعَوَقِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ قال: حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَدِمْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ فَقَالَ: " تَمَتَّعُوا "، فَكَانَ أَحَدُنَا يَتَمَتَّعُ بِالْمَرْأَةِ مِنَ الرَّوَاحِ إِلَى الْغُدُوِّ، وَمِنَ الْغُدُوِّ إِلَى الرَّوَاحِ.
مَاتَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/426)
210 - ق: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَاقِدٍ، أَبُو رَجَاءٍ الْهَرَوِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
مِنْ عُلَمَاءِ خُرَاسَانَ.
عَنْ: أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ مَوْلَى الْبَرَاءِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمِ، وَابْنِ عَوْنٍ.
وَعَنْهُ: أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَالْمُحَارِبِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، وَإِسْحَاقُ السَّلُولِيُّ، وَبِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَعِدَّةٌ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ.
وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا خُرَاسَانِيٌّ أَفْضَلُ مِنْهُ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مُظْلِمُ الْحَدِيثِ. [ص:428]
وَقَالَ عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ - لَيْسَ بشيء.(4/427)
211 - د: عبد الله بن يزيد بن مِقْسَمٌ الثَّقَفِيُّ الطَّائِفِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
نَزَلَ الْبَصْرَةَ،
وَرَوَى عَنْ: أَبِيهِ يَزِيدَ بْنِ ضَبَّةَ الشَّاعِرِ، وَضبَّةَ أُمِّهِ، وَعَنْ عَمَّتِهِ سَارَةَ.
وَعَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو حُذَيْفَةَ النَّهْدِيُّ، وَيَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ، وَآخَرُونَ.
لَهُ فِي " السُّنَنِ " حَدِيثٌ.(4/428)
212 - ق: عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ أَعْيَنَ، الشَّيْبَانِيُّ مَوْلاهُمْ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: نَافِعٍ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ.
وَعَنْهُ: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْحِمْصِيُّ الْعَطَّارُ.
وَهُوَ أَخُو حُمْرَانَ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ، وَبِلالٌ؛ الْكُوفِيَّيْنِ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.(4/428)
213 - ق: عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ أَبِي الْمُسَاوِرِ الْكُوفِيُّ الْفَاخُورِيُّ الْجَرَّارُ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
نَزِيلُ الْمَدَائِنِ.
عَنْ: الشَّعْبِيِّ، وَعِكْرِمَةَ، وَعَطَاءٍ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: شَبَابَةُ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَصَالِحُ بْنُ مَالِكٍ الْخَوَارِزْمِيُّ، وَجُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، وَجَمَاعَةٌ.
ضَعَّفَهُ الْكُلُّ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. [ص:429]
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ.(4/428)
214 - ت ق: عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَرَ الأَيْلِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
مَوْلَى عُثْمَانَ رضي الله عنه.
عَنْ: نَافِعٍ، وَالزُّهْرِيِّ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَرَبِيعَةَ الرَّأْيِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، وَخَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، وَعِدَّةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ سَعْدٍ وَقَالَ: كَانَ يَكُونُ بِإِفْرِيقِيَّةَ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَجَمَاعَةٌ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: منكر الحديث.
سعيد بن أبي مريم: حدثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ رسول الله صلى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ جَاءَهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ فَارَةٍ وَقَعَتْ فِي وَدَكٍ لَهُمْ، فَقَالَ: " اطْرَحُوهَا وَمَا حَوْلَهَا إِنْ كَانَ جَامِدًا "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ كَانَ مَائِعًا؟ قَالَ: " فَانْتَفِعُوا بِهِ وَلا تَأْكُلُوهُ ".
وَرَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ هَكَذَا. وَتَفَرَّدَ بِهِ شَيْخٌ عَنْ مَعْمَرٍ، كَمَا رَوَاهُ مَالِكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ [ص:430] الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ شَطْرَهُ الأَوَّلَ. وَرَوَاهُ الأَوْزَاعِيُّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَلَمْ يَذْكُرْ مَيْمُونَةَ. وَرَوَاهُ عُقَيْلٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ الله مرسلا. وراه سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلالٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سعيد: بلغنا أن رسول الله صلى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ فَارَةٍ.
وَقَدْ صَحَّحَ الذُّهْلِيُّ خَبَرَ مَعْمَرٍ.(4/429)
215 - ت: عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَبَّاسِ الشِّبَامِيُّ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، وَعَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَوَكِيعٌ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَحْمَدُ: أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ، كَانَ يَتَشَيَّعُ.
وَعَنْ أَبِي نُعَيْمٍ قَالَ: لَمْ يَكُنْ بِالْكُوفَةِ أَكْذَبُ مِنْهُ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ غَالِيًا فِي التَّشَيُّعِ، تَفَرَّدَ عَنِ الثِّقَاتِ بِالْمَقْلُوبَاتِ.
وَأَمَّا رِوَايَةُ عَبَّاسٍ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ فَقَالَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ فَقَالَ: ثِقَةٌ، قُلْتُ: لا بَأْسَ بِهِ؟ قَالَ: ثقة.
قلت: وهم قَدِيمُ الْوَفَاةِ؛ مَاتَ بَعْدَ السِّتِّينَ وَمِائَةٍ، أَوْ قَبْلَهَا.(4/430)
216 - د ن: عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْوَرْدِ الْمَكِّيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
أَخُو وُهَيْبٍ.
حَدَّثَ عَنِ الْكِبَارِ؛ عَطَاءٍ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ.
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزْرَقِيُّ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، وَدَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، وَجَمَاعَةٌ. [ص:431]
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَأَبُو دَاوُدَ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: يُخَالِفُ فِي بَعْضِ حَدِيثِهِ.(4/430)
217 - عَبْدُ الْحَكَمِ بْنُ أَعْيَنَ بْنِ لَيْثٍ، أَبُو عُثْمَانَ، الْقُرَشِيُّ مَوْلاهُمُ، الْمِصْرِيُّ الْفَقِيهُ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
نَزِيلُ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ، وَهُوَ وَالِدُ الْفَقِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ.
مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/431)
218 - ت ق: عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامٍ الْفَزَارِيُّ الْمَدَائِنِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَعَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَالْفِرْيَابِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ، وَأَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَمَنْصُورُ بْنُ مُزَاحِمٍ، وَسَعْدَوَيْهِ الْوَاسِطِيُّ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: حَدِيثُهُ عَنْ شَهْرٍ مُقَارِبٌ، وَهِيَ سَبْعُونَ حَدِيثًا، كَانَ يَحْفَظُهَا كَأَنَّهَا سُورَةٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: أَحَادِيثُهُ عَنْ شَهْرٍ صِحَاحٌ.
وَوَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِين: ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
قُلْتُ: سَمَاعُهُ مِنْ شَهْرٍ كَانَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ، وَمَوْتُهُ قَرِيبٌ مِنْ مَوْتِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَامَ بِضْعَةٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ الْمَدَائِنِيّ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: نِعْمَ الشَّيْخُ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامٍ، وَلَكِنْ لا تَكْتُبُوا عَنْهُ؛ فَإِنَّهُ يَرْوِي عَنْ شَهْرٍ. [ص:432]
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: مَا سَمِعْتُ يَحْيَى وَلا ابْنَ مَهْدِيٍّ يُحَدِّثَانِ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ بَهْرَامٍ شَيْئًا قَطُّ(4/431)
219 - عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ الدَّارِيُّ الْمَكِّيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: سَعِيدِ بْنِ مِينَاءَ، وَالْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَغَيْرُهُمَا.
مَحِلُّهُ الصِّدْقُ.(4/432)
220 - عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَطَاءٍ الْخَوْلانِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: ابْنِ شِهَابٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ لَهِيعَةَ وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ، وَابْنُ وَهْبٍ.
وَكَانَ مِنْ كَتَبَةِ الدِّيوَانِ بِمِصْرَ، مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، مَا عَرَفْتُ فِيهِ جَرْحًا.(4/432)
221 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَاصُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
سَمِعَ: الْعَلاءَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَلَهُ عَنْهُ نُسْخَةٌ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَأَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَعَفَّانُ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَالنَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَكَانَ قَاصَّ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمُذَكِّرَهُمْ.(4/432)
222 - ن ق: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ الْعُقَيْلِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَعَوْسَجَةَ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ.
وَعَنْهُ: عبد الرحمن بن مهدي، والأصمعي، وَدَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَمُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. [ص:433]
قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ فِي الْكُتُبِ، وَبَعْضُهُمْ لَيَّنَهُ شَيْئًا.(4/432)
223 - ت ق: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: عَمِّهِ، وَعَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَزُرَارَةَ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَالشَّافِعِيُّ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَيَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.(4/433)
224 - د ت ق: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْسِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الْمُحَدِّثُ الزَّاهِدُ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
أَحَدُ الصَّالِحِينَ.
مَوْلِدُهُ فِي خِلافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَخَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، وَشَهْرِ بْنِ حَوَشْبٍ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَنَافِعٍ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَزِيَادِ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَبَقِيَّةُ، وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، وَالْفِرْيَابِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْعِجْلِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، وَخَلْقٌ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَاخْتَلَفَ قَوْلُ ابْنِ مَعِينٍ فِيهِ، وَوَثَّقَهُ أَيْضًا دُحَيْمٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ: أَحَادِيثُهُ مَنَاكِيرُ. [ص:434]
وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ صالح جزرة: قدري صدوق.
وقد قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ عَلَى ضَعْفِهِ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ فِيهِ سَلامَةٌ، كَانَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ.
أَحْمَدُ بْنُ كَثِيرٍ الْبَغْدَادِيُّ: عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيِّ قَالَ: أَغْلَظَ ابْنُ ثَوْبَانَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمَهْدِيِّ فِي كَلامٍ، فَاسْتَشَاطَ ثُمَّ سَكَنَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَوْ كَانَ الْمَنْصُورُ حَيًّا مَا أَقَالَكَ. قال: لا تقل ذاك يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَوَاللَّهِ لَوْ كُشِفَ لَكَ عَنِ الْمَنْصُورِ حَتَّى يُخْبِرَكَ بِمَا لَقِيَ وَبِمَا عاين ما جلست مجلسك هذا.
الْوَلِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى ابْنِ ثَوْبَانَ: أَمَّا بَعْدُ، فَقَدْ كُنْتَ بِحَالِ أَبِيكَ لِي وَخَاصَّةِ مَنْزِلَتِي مِنْهُ عَالِمًا، فَرَأَيْتُ أَنَّ صِلَتِي إِيَّاهُ وَتَعَاهُدِي إِيَّاكَ بِالنَّصِيحَةِ فِي أَوَّلِ مَا بَلَغَنِي عَنْكَ عَنِ الْجُمُعَةِ وَالصَّلَوَاتِ، فَجَدَّدْتَ وَلَهَجْتُ، ثُمَّ بَرَرْتُ بِكَ فَوَعَظْتُكَ، فَأَجَبْتَنِي بِمَا لَيْسَ لَكَ فِيهِ حُجَّةٌ وَلا عُذْرٌ، وَقَدْ أَحْبَبْتُ أَنْ أَقْرِنَ نَصِيحَتِي إِيَّاكَ عَهْدًا، عَسَى اللَّهُ أَنْ يُحْدِثَ بِهِ خَيْرًا، وقد بلغنا أَنَّ خَمْسًا كَانَ عَلَيْهَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالتَّابِعُونَ؛ اتِّبَاعُ السُّنَّةِ، وَتِلاوَةُ الْقُرْآنِ، وَلُزُومُ الْجَمَاعَةِ، وَعِمَارَةُ الْمَسْجِدِ، وَالْجِهَادُ.
وَسَاقَ مَوْعِظَةً طَوِيلَةً يَحُثُّهُ فِيهَا عَلَى حُضُورِ الْجُمُعَةِ وَالْجَمَاعَةِ، كَأَنَّهُ كَانَ يَتَأَثَّمُ مِنَ الصَّلاةِ خَلْفَ أَئِمَّةِ الْجَوْرِ، وَلا رَيْبَ أَنَّهُ رَأْيُ الْخَوَارِجَ.
قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ: لَمَّا كَانَتِ السَّنَةُ الَّتِي تَنَاثَرَتْ فِيهَا الْكَوَاكِبُ، خَرَجْنَا لَيْلا إِلَى الصَّحْرَاءِ مَعَ الأَوْزَاعِيِّ، وَمَعَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، قَالَ: فَسَلَّ سَيْفَهُ وَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ جَدَّ فَجِدُّوا، قَالَ: فَجَعَلُوا يَسُبُّونَهُ وَيُؤْذُونَهُ، فَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ: إِنِّي أَقُولُ أَحْسَنَ مِنْ قَوْلِكُمْ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَدْ رُفِعَ عَنْهُ الْقَلَمُ؛ يَعْنِي جُنَّ. [ص:435]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ زَبْرٍ: مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَلَهُ تِسْعُونَ سَنَةً.(4/433)
225 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: جَدِّهِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ الزُّهْرِيُّ، وَأَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ.(4/435)
226 - م د ن: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ الْكُوفِيُّ [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أَبِي الزُّبَيْرِ، وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، وَمَنْصُورٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ حُمَيْدٌ، وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَأَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.(4/435)
227 - ع: عبد الرحمن بن شُرَيح، أبو شُرَيح المَعَافريُّ الإسكندرانيُّ العابد. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أَبِي هَانِئِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ هَانِئٍ، وَأَبِي قُبَيْلٍ الْمَعَافِرِيِّ، وَمُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، وَهَانِئُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، وَآخَرُونَ.
وَكَانَ ذَا فَضْلٍ وَعِبَادَةٍ وَتَأَلُّهٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
قَالَ هَانِئُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَادَةَ الْمَعَافِرِيُّ قَالَ: كنا عند أبي شريح، فكثرت المسائل فقال: قد درنت قلوبكم، فقوموا إلى خالد بن حميد المهري، استقلوا قلوبكم وتعلموا هذه الرغائب والرقائق، فَإِنَّهَا تُجَدِّدُ الْعِبَادَةَ وَتُورِثُ الزَّهَادَةَ وَتَجُرُّ الصَّدَاقَةَ، وَأَقِلُّوا الْمَسَائِلَ، فَإِنَّهَا فِي غَيْرِ مَا نَزَلَ تُقَسِّي الْقَلْبَ وَتُورِثُ الْعَدَاوَةَ.
تُوُفِّيَ أَبُو شُرَيْحٍ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. [ص:436]
قال أبو حاتم: لا بأس بِهِ.(4/435)
228 - عَبْد الرَّحْمَنِ بْنُ عَامِرٍ الْيَحْصُبِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
حَكَى عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الْمُقْرِئِ، وَعَنْ: إسماعيل بن عبد اللَّهِ، وَرَبِيعَةَ بْنِ يَزْيَدٍ، وَزُرْعَةَ بْنِ ثُوَّبٍ.
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَابْنُ شَابُورَ، وَأَبُو مُسْهِرٍ عَبْدُ الأَعْلَى.
وَكَانَ قَارِئًا لِكِتَابِ اللَّهِ، عمر دهرا.(4/436)
229 - خ د ت ن: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ الْعُمَرِيُّ الْمَدَنِيُّ [الوفاة: 161 - 170 ه]
سَمِعَ: أَبَاهُ، وَزَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ، وَأَبَا حَازِمٍ الأَعْرَجَ.
وَعَنْهُ: الْحَسَنُ الأَشْيَبُ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ التَّنُّورِيُّ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: فِيهِ لِينٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: حَدَّثَ عَنْهُ يَحْيَى بْنُ سعيد، وفي حَدِيثِهِ عِنْدِي ضَعْفٌ.
وَذَكَرَهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي " كَامِلِهِ " بَعْدَ أَنْ سَاقَ لَهُ أَحَادِيثَ تُسْتَنْكَرُ، وَقَالَ: بَعْضُ مَا يَرْوِيهِ مُنْكَرٌ، وَهُوَ مِمَّنْ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ مِنَ الضُّعَفَاءِ.(4/436)
230 - م: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّه بْن عُثْمَانَ بْنِ حُنيفٍ، أَبُو مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ الْمَدِينِيُّ الضَّرِيرُ [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: الزُّهْرِيِّ.
وَعَنْهُ: الْقَعْنَبِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَثِيرُ الْحَدِيثِ، عَالِمٌ بالسير. [ص:437]
مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/436)
231 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نُعَيْمٍ النَّخَعِيُّ الْكُوفِيُّ، أَبُو نُعَيْمٍ الْكَبِيرُ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ.
وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَأَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ دُكَيْنٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هَانِئٍ.
قَالَ أَبُو حاتم: صالح الحديث.(4/437)
232 - خ م د ن: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَمِرٍ الْيَحْصُبِيُّ الدِّمَشْقِيُّ [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: الزُّهْرِيِّ، مَا أَعْلَمُ أَحَدًا رَوَى عَنْهُ سِوَى الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَهُ نسخة، وأحاديثه مُسْتَقِيمَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ أَبُو حاتم وغيره: ليس بقوي.(4/437)
233 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى بْنِ مِسْوَرٍ، أَبُو شَيْبَةَ، الصَّدَفِيُّ مَوْلاهُمُ، الْمِصْرِيُّ [الوفاة: 161 - 170 ه]
الْكَاتِبُ فِي دِيوَانِ الْمَنْصُورِ وَغَيْرِهِ.
وُلِدَ بِإِفْرِيقِيَّةَ،
وَحَدَّثَ عَنْ: مُوسَى بْنِ الأَشْعَثِ وَحِبَّانَ بْنِ أَبِي جَبَلَةَ.
وَعَنْهُ: هُشَيمُ، وَسَعِيدُ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: مَاتَ بِمِصْرَ سَنَةَ بِضْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
قُلْتُ: لَيَّنَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.(4/437)
234 - عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ خَالِدٍ الْجُمَحِيُّ مَوْلاهُمُ، الْمِصْرِيُّ الْفَقِيهُ، أَبُو يَحْيَى. [الوفاة: 161 - 170 ه]
مَنْ قُدَمَاءِ أَصْحَابِ مَالِكٍ، وَكَانَ مَالِكٌ مُعْجَبًا بِهِ وَبِفَهْمِهِ، وَهُوَ أَوَّلُ [ص:438] مَنْ أَدْخَلَ مِصْرَ فِقْهَ مَالِكٍ، وَبِهِ تَفَقَّهَ ابْنُ الْقَاسِمِ قَبْلَ رِحْلَتِهِ إِلَى مَالِكٍ، وَكَانَ من الصالحين.
رَوَى عَنْهُ: اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، وَرِشْدِينَ، وَابْنِ وَهْبٍ.
وَمَاتَ شَابًّا، تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/437)
235 - عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ كَرْدَمٍ الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
ابْنُ عَمِّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ.
رَوَى عَنْ: الزُّهْرِيِّ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ.
وَعَنْهُ: أبو أسامة، والعقدي، ومعلى بن أسد، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ، قاله أبو حاتم، ثم قَالَ: هُوَ مَجْهُولٌ.
يَعْنِي أَنَّهُ مَجْهُولُ الْعَدَالَةِ عِنْدَهُ، مَا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ حُجَّةٌ.(4/438)
236 - د ت ن: عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَفْصٍ، أَبُو مُصْعَبٍ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
شَيْخٌ مَدِينِيٌّ، لَهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَأَبِي جَعْفَرٍ القارئ، وَالْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَد.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَقِيلَ: عِنْدَهُ مَنَاكِيرُ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ.(4/438)
237 - عَبْدُ السَّلامِ بْنُ عَجْلانَ، أَبُو الْخَلِيلِ الْعَدَوِيُّ، وَيُقَالُ: اسْمُ أَبِيهِ غَالِبٌ، وَيُعْرَفُ بِصَاحِبِ الطَّعَامِ. [أَبُو الْجَلِيلِ] [الوفاة: 161 - 170 ه]
سَمِعَ: عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي تَمِيمة.
وَعَنْهُ: بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَسَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَيُقَالُ: كُنْيَتُهُ أَبُو الْجَلِيلِ؛ بِالْجِيمِ.(4/438)
238 - عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ الدِّمَشْقِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
لَهُ عِدَّةُ إِخْوَةٍ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ، وليث بن أبي رقية، والوليد بن عبد الرحمن الجرشي.
وَعَنْهُ: ابنه بكر، والوليد بن مسلم، ومروان الطاطري، وأبو مسهر، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ فِي " المسند ": حدثنا الوليد قال: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ الله قال: حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَتُنْقَضَنَّ عُرَى الإِسْلامِ عُرْوَةً عُرْوَةً، كُلَّمَا انْتُقِضَتْ عُرْوةٌ تَشَبَّثَ النَّاسُ بِالَّتِي تَلِيهَا، فَأَوَّلُهُنَّ نَقْضًا الْحُكْمُ، وَآخِرُهُنَّ نَقْضًا الصَّلاةُ ".(4/439)
239 - د ت ن: عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الْمَدَنِيُّ، أَبُو مَوْدُودٍ الْقَاصُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
رَأَى أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، وَجَابِرَ بْنَ عَبْدِ الله وغيرهما. وَحَدَّثَ عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ.
وَعَنْهُ: عبد الرحمن بن مهدي، وزيد بن الْحُبَابِ، وَابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَكَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ مِنْ أَهْلِ النُّسُكِ وَالْفَضْلِ، يَعِظُ وَيُذَكِّرُ، تَأَخَّرَ مَوْتُهُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.(4/439)
240 - ع: عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ الْفَقِيهُ، مَوْلَى آلِ الْهُدَيْرِ، التَّيْمِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
وَوَالِدُ عَبْدِ الملك الفقيه، وابن عم يوسف ابن الْمَاجِشُونِ.
رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، وَسَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَالزُّهْرِيِّ، وَوَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، وَطَبَقَتِهِمْ.
رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، وَخَلْقٌ.
وَكَانَ إِمَامًا مُفْتِيًا حُجَّةً، صَاحِبَ سُنَّةٍ؛ نَظَرَ مَرَّةً فِي شَيْءٍ مِنْ كَلامِ جَهْمٍ فَقَالَ: هَذَا هَدْمٌ بِلا بِنَاءٍ، وَصِفَةٌ بِلا مَعْنًى.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: حَجَجْتُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَصَائِحٌ يَصِيحُ: لا يُفْتِي النَّاسَ إِلا مَالِكٌ وَعَبْدُ العزيز ابن الْمَاجِشُونِ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: كَانَ الْمَاجِشُونُ أَبُوهُمْ إِصْبَهَانِيًّا سَكَنَ الْمَدِينَةَ، وَإِلَيْهِ تُنْسَبُ سكة الماجشون، وكان يلقى الناس ويقول: جُونِي جُونِي؛ يَعْنِي يُحَيِّيهِمْ، فلُقِّبَ بِالْمَاجِشُونِ.
رَوَى عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ الْمَهْدِيَّ أَجَازَ أَبَاهُ مَرَّةً بِعَشَرَةِ آلافِ دِينَارٍ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: كَانَ عَبْدُ الْعَزِيزِ يَصْلُحُ لِلْوَزَارَةِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ: لِعَبْدِ الْعَزِيزِ كُتُبٌ مُصَنَّفَةٌ رَوَاهَا عَنْهُ ابْنُ وَهْبٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ يُكَنَّى أَبَا الأَصْبَغِ.
مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ عَلَى الصَّحِيحِ.
وَقَدْ أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ قال: أَخْبَرَنَا أَبُو الْيُمْنِ الْكِنْدِيُّ كِتَابَةً قال: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ قال: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَقِيهُ قَالَ: وَمِنْهُمْ - يَعْنِي فُقَهَاءَ الْمَدِينَةِ - أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ، مَاتَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَدُفِنَ فِي مَقَابِرِ قُرَيْشٍ.
وَأَخْبَرَنَا الْمُسْلِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ إِجَازَةً قال: أخبرنا زيد بن الحسن قال: [ص:441] أخبرنا أبو منصور الشيباني قال: أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ قَالَ: اسْمُ أَبِي سَلَمَةَ مَيْمُونٌ، رَوَى عَنْهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَوَكِيعٌ، وَسَمَّى طَائِفَةً، وَأَوْرَدَ بَعْضَ مَا قُلْنَا.
وَبَيْنَ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ الْحَجَّارِ وَبَيْنَهُ سِتَّةُ أَنْفُسٍ، وَهَذَا فِي غَايَةِ الْعُلُوِّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ اليونيني، وأحمد ابن الْعِمَادِ، وَأَحْمَدُ بْنُ تَاجِ الْأُمَنَاءِ، وَنَصْرُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَعَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ، وأحمد ابن الْمُجَاهِدِ، وَعَلِيُّ بْنُ بَقَاءٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُؤْمِنٍ، وعبد الدائم الوزان، وآخرون؛ قالوا: أخبرنا الحسين ابن الزبيدي، وعبد الله بن اللتي. وأخبرنا عبد الحافظ المقدسي قال: أخبرنا ابن الزبيدي، وموسى بن عبد القادر. وأخبرنا أحمد بن إسحاق بمصر قال: أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَعَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ عَسْكَرٍ، وَنَفِيسُ بْنُ كَرْمٍ؛ قَالُوا سِتَّتُهُمْ: أخبرنا عبد الأول السجزي قال: أخبرنا محمد بن عبد العزيز قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد قال: أخبرنا عبد الله البغوي قال: حدثنا العلاء بن موسى إملاء قال: حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بِإِسْنَادٍ لَهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَائِشَةَ، لا يَتَمَسَّكُ بِأَدَاءِ حَقِّكِ بَعْدِي إِلا الصَّابِرُونَ ". فَهَذَا حديث معضل الإسناد.(4/440)
241 - خ م د ت ن: عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ الْقَسْمَلِيُّ مَوْلاهُمُ، الْخُرَاسَانِيُّ ثُمَّ الْبَصْرِيُّ، يُكَنَّى أَبَا زَيْدٍ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
وَهُوَ أَخُو الْمُغِيرَةِ بْنِ مُسْلِمٍ السَّرَّاجِ.
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، وَمَطَرٍ الْوَرَّاقِ، وَأَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، وَحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: الْقَعْنَبِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْعَيْشِيُّ، وَحَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، وَحَفْصُ بْنُ عُمَرَ الضَّرِيرُ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ: كَانَ مِنَ الْعَابِدِينَ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ إسحاق: حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ، وَكَانَ مِنَ الأَبْدَالِ. [ص:442]
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ الْعَيْشِيُّ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/441)
242 - ت ق م متابعة: عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ الْمَخْزُومِيُّ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
قَاضِي الْمَدِينَةِ، وَيُقَالُ: كَانَ قَاضِيَ مَكَّةَ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، وَسُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ الأُوَيْسِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَأَخْرَجَ لَهُ مُسْلِمٌ فِي الْمُتَابَعَاتِ لا فِي الأُصُولِ.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: رَوَى عَنِ الأَعْرَجِ، وَلا يُتَابَعُ عليه؛ حدثناه الأسفاطي قال: أخبرنا ابن أبي أويس قال: أخبرنا أَبِي، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: " مَنْ أُرِيدَ مَالُهُ ظُلْمًا فَقَاتَلَ دُونَهُ فقُتِلَ، فَهُوَ شَهِيدٌ ".(4/442)
243 - عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ، الدِّمَشْقِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أبيه، والوليد الجرشي، وَسُلَيْمَانَ الْمُحَارِبِيِّ.
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو مُسْهِرٍ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ.(4/442)
244 - عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الْقَاسِمِ، أَبُو مَرْيَمَ الأَنْصَارِيُّ الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
ابْنُ عَمِّ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ.
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَنَافِعٍ الْعُمَرِيِّ، وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، وَالْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَكَانَ حَسَنَ الرَّأْيِ فِيهِ، وَلا أَعْلَمُ فِي شُيُوخِ شُعْبَةَ [ص:443] أَوْهَى مِنْهُ. وَرَوَى عَنْهُ طَائِفَةٌ، آخِرُهُمْ عَوْنُ بْنُ سَلامٍ الْكُوفِيُّ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَقَالَ مُرَّةُ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ مِنْ رُؤَسَاءِ الشِّيعَةِ، مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: حَدَّثَ بِبَلايَا فِي عُثْمَانَ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: أَبُو مَرْيَمَ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ قَيْسِ بْنِ قَهْدٍ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ عِنْدَهُمْ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ عُبَيْدَةُ إِذَا حَدَّثَنَا عَنْ عَبْدِ الْغَفَّارِ يَصِيحُ النَّاسُ: لا نُرِيدُ، لا نُرِيدُ! ثُمَّ تَرَكَهُ عُبَيْدَةُ.
وَقَالَ السَّعْدِيُّ: أَبُو مَرْيَمَ زَائِغٌ سَاقِطٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: متروك الحديث.
أبو داود الطيالسي: حدثنا عبد الواحد بن زيد قال: سَمِعْتُ أَبَا مَرْيَمَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ: (لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ) قَالَ: يَرُدُّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الدُّنْيَا حَتَّى يَرَى عَمَلَ أُمَّتِهِ، قَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ: فَقُلْتُ لَهُ: كَذَبْتَ، مَا حَدَّثَكَ بِهَذَا الْحَكَمُ. قَالَ: اتَّقِ اللَّهَ، تُكَذِّبُنِي؟! ثُمّ قَالَ أَبُو دَاوُدَ: أَشْهَدُ أَنَّ أَبَا مَرْيَمَ كذاب، وقد سمعت مِنْهُ، وَاسْمُهُ عَبْدُ الْغَفَّارِ.(4/442)
245 - عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ حَبِيبٍ، أَبُو سَعِيدٍ الْكَلاعِيُّ الْوُحَاظِيُّ الْحِمْصِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: الشَّعْبِيِّ، وَمُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَمَكْحُولٍ، وَعَطَاءٍ، وَنَافِعٍ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: الْوَليِدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وعبد الرزاق، وأبو الجهم الباهلي، وإسحاق بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، وَآخَرُونَ.
وَهُوَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
كَانَ ابْنُ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: لأَنْ أَقْطَعَ الطَّرِيقَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَرْوِيَ عَنْهُ. [ص:444]
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ عَنْ يَحْيَى: شَامِيٌّ ضَعِيفٌ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: أحاديثه مقلوبة.
وقال العقيلي: حدثنا محمد بن زكريا البلخي قال: حدثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني قال: حدثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: اشْتَرَيْتُ بَعِيرَيْنِ، فَقَدِمْتُ الشَّامَ على عبد القدوس الشامي فقال: حدثنا مُجَاهِدٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. فَقُلْتُ: إِنَّ أَصْحَابَنَا يَرْوُونَ هَذَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ! فَقَالَ: ابْنُ عَبَّاسٍ مَا رَوَى عَنْهُ مُجَاهِدٌ شَيْئًا، وَكَانَ مُجَاهِدٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، قَلَّمَا يَرْوِي إِلا عَنِ ابْنِ عُمَرَ. فَقُلْتُ: إِنَّا لِلَّهِ، وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ عَلَى نَفَقَتِي وَبَعِيرِي!
قَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ الْبَرْبَرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَوَّامٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَازِمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ هَاشِمٍ الْعَبَّاسِيُّ، وَسُوَنج بْنُ مُحَمَّدٍ، وَطَائِفَةٌ؛ قَالُوا: أخبرنا الحسين بن المبارك قال: أخبرنا عبد الأول بن عيسى قال: أخبرنا محمد بن أبي مسعود قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي شريح قال: أخبرنا أبو القاسم البغوي قال: حدثنا أبو الجهم الباهلي قال: حدثنا عبد القدوس: أراه - يعني ابن حبيب - قال: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَنِ اطَّلَعَ فِي كِتَابِ أَخِيهِ بِغَيْرِ إِذْنِهِ فَكَأَنَّهُ يَطَّلِعُ فِي جَهَنَّمَ.(4/443)
246 - عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ مُسْلِمٍ البصري. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: عمرو بْنِ دِينَارٍ، وَأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَغَيْرُهُمَا.
لا بَأْسَ بِهِ.(4/444)
247 - عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي زُرَيْقٍ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
سَمِعَ: الْحَسَنَ.
وَعَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ اللاحِقِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ.(4/445)
248 - ق: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحُسَيْنِ، أَبُو مَالِكٍ النَّخَعِيُّ الْوَاسِطِيُّ، وَيُعْرَفُ بِابْنِ دُرٍّ، وَقِيلَ: بَلِ اسْمُهُ عُبَادَة. [الوفاة: 161 - 170 ه]
رَوَى عَنْ: عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ، وَالأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، وَيَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ.
قَالَ الْفَلاسُ وَغَيْرُهُ: ضَعِيفَ الْحَدِيثِ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.(4/445)
249 - ن: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حَسَنِ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، أَبُو مَرْوَانَ، الأُمَوِيُّ مَوْلاهُمُ، الْمَدَنِيُّ الأَحْوَلُ [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَسَهْمِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَالْعَقَدِيُّ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(4/445)
250 - عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَبْرٍ، أَبُو مَرْوَانَ الْمَدَنِيُّ الْبَزَّازُ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: رَبَاحِ بْنِ صَالِحٍ، وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
وَعَنْهُ: خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَجْهُولٌ.(4/445)
251 - ق: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ، الْجُمَحِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
[ص:446]
عَنْ: عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَآخَرُونَ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: تُعْرَفُ وَتُنْكَرُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.(4/445)
252 - ت ق: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَعْدَانَ الضُّبَعِيُّ البصري [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أبيه، وعاصم بن بهدلة، وغيرهما.
وَعَنْهُ: بَدَلِ بْنِ الْمُحَبَّرِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَاقِدٍ، وَأَسَدِ بْنِ مُوسَى، وَأَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، وَطَائِفَةٍ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: فِيهِ نَظَرٌ.
وَقَالَ النَّسائي: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.(4/446)
253 - د ت ن: عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ خَالِدٍ الْحَنَفِيُّ الْمَرْوَزِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
قَاضِي مَرْوَ.
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، وَعِكْرِمَةَ، وَالْحَسَنِ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَأَبُو تُمَيْلَةَ يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.(4/446)
254 - عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَبُو عُبَيْدَةَ السَّدُوسِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: الْحَسَنِ، وَزِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ.
وَعَنْهُ: عَفَّانُ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، وَلُوَيْنٌ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ.
وَثَّقَهُ ابن معين، وخرج لَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي كِتَابِ " الْقَدَرِ " لَهُ.(4/446)
255 - ت: عَبْد الواحد بْن سليم المالكي البصري. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: عطاء بن أبي رباح، ويزيد الفقير.
وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَآخَرُونَ.
ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.(4/447)
256 - عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ صَفْوَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ.
عَنْ: أَبِيهِ، وَعِكْرِمَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى الْقَطَّانُ، وَعَفَّانُ، وَهُدْبَةُ، وَمُوسَى التَّبُوذَكِيُّ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحٌ، وَقَالَ مُرَّةُ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي " الثِّقَاتِ ".(4/447)
257 - عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ الْيَشْكُرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
شَيْخٌ بَصْرِيُّ مُعَمَّرٌ، رَأَى أَبَا بَرْزَةَ الأَسْلَمِيَّ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ.
وَحَدَّثَ عَنْ بَعْضِ التَّابِعِينَ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَسَهْلُ بْنُ هَاشِمٍ، وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرُّوذِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ.(4/447)
258 - عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ عَطَاءِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، وَأَبِي سُفْيَانَ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ.
وَعَنْهُ: أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَأَبُو حُذَيْفَةَ النَّهْدِيُّ.(4/447)
259 - عَبْدَةُ بْنُ أَبِي بَرْزَةَ السِّجِسْتَانِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
[ص:448]
عَنْ: مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، وَالصَّلْتِ بْنِ حُكَيْمٍ، وَعَمْرِو بْنِ أَبِي قَيْسٍ.
وَعَنْهُ: جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَيَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَهِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ؛ قَالَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ.(4/447)
260 - عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ التَّمِيمِيُّ، أَبُو مَعْمَرٍ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
شَيْخٌ بصري، سكن مصر بإفريقية،
وَرَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الْمُنْكَرَاتِ.
رَوَى عَنْهُ: مُؤَمَّلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الثَّقَفِيُّ، وَكَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ الْجَحْدَرِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْحُفْرِيُّ، وَجَمَاعَةٌ سِوَاهُمْ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعَ أَنَسًا، وَسَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، والحسن البصري. قَالَ أَبِي: ضَعِيفٌ جِدًّا.
وقال العقيلي: أحاديثه مناكير؛ فمنها: حدثنا جبرون بن عيسى بمصر قال: حدثنا يحيى بن سليمان مولى قريش قال: حدثنا عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، عَنْ أَنَسٍ، سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا كَانَ أَوَّلُ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، نَادَى اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رِضْوَانَ خَازِنَ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، فَيَقُولُ: زَيِّنِ الْجِنَانَ لِلصَّائِمِينَ "، وَسَاقَ حَدِيثًا طَوِيلا شِبْهَ مَوْضُوعٍ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: عَبَّادٌ يَرْوِي عَنْ أَنَسٍ مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيثِهِ، وَمَا أَرَاهُ لَقِيَهُ. حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ بعسقلان قال: حدثنا غالب بن وزير الغزي قال: حدثنا المؤمل الثقفي قال: حدثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ أَنَسٍ نُسْخَةٌ أَكْثَرُهَا مَوْضُوعَةٌ، مِنْهَا: " أُمَّتِي خَمْسُ طَبَقَاتٍ، كُلُّ طَبَقَةٍ أَرْبَعُونَ عَامًا؛ فَطَبَقَتِي، وَطَبَقَةُ أَصْحَابِي، أَهْلُ الْعِلْمِ وَالإِيمَانِ "، إِلَى أَنْ قَالَ: " ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، إِلَى الْمِائَتَيْنِ أَهْلُ الْهَرْجِ، وَتَرْبِيَةُ جَرْوٍ وَكَلْبٍ خَيْرٌ مِنْ تَرْبِيَةِ وَلَدٍ ". وَمِنْهَا: عَنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " مَنْ أَغَاثَ مَلْهُوفًا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ثَلاثًا وَسَبْعِينَ مَغْفِرَةً ".
قَرَأْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ الطَّائِيِّ، عَنْ أَبِي اليُمْنِ الْكِنْدِيِّ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأدِيبُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ أَنْجَبَ التستري، قال: أخبرنا أبو الفرج الحافظ، قالا: أخبرنا إسماعيل بن أحمد السمرقندي، قال: أخبرنا أحمد بن النَّقور، قال: أخبرنا عيسى بن علي، قال: أخبرنا أبو القاسم البغوي، قال: حدثنا كامل بن طلحة، قال: حدثنا عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ يُبَاهِي بِهِ الْعُلَمَاءَ، وَيُمَارِي بِهِ السُّفَهَاءَ، أَوْ يَصْرِفُ أَعْيُنَ الناس إليه، تبوأ مقعده من النار ". موقوف.(4/448)
261 - م د ت ن: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ السَّدُوسِيُّ، الْكُوفِيُّ، أَبُو السَّلِيلِ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنْ كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ،
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَجَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدٍ.
وَكَانَ عَرِّيفُ قَوْمِهِ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.
قَالَ ابْنُ قَانِعٍ: بَعْضُ رِوَايَتِهِ صَحِيفَةٌ.
قُلْتُ: قَدِ احْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ. وَمَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ صَالِحُ الْحَدِيثِ.(4/449)
262 - م: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحُصَيْنِ، التَّمِيمِيُّ، الْعَنْبَرِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
قَاضِي الْبَصْرَةِ، وَخَطِيبُهَا.
وُلِدَ سَنَةَ مِائَةٍ.
وَرَوَى عَنْ: سَعِيدٍ الْجَرِيرِيِّ، وَخَالِدٍ الْحَذَّاءِ، وَدَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ.
وَعَنْهُ: مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
وَكَانَ ثِقَةً، كَبِيرَ الْقَدْرِ، مَحْمُودًا فِي الْقَضَاءِ، مِنْ عُقَلاءِ الرِّجَالِ. [ص:450]
قَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: لَمَّا طُلِبَ لِلْقَضَاءِ هَرَبَ، فَقَالَ أَبُوهُ: يَا بُنَيَّ، إِنْ كُنْتَ هَرَبْتَ لِسَلامَةِ دِينِكَ فَقَدْ أَحْسَنْتَ، وَإِنْ كُنْتَ هَرَبْتَ لِيَكُونَ أَحْرَصَ لَهُمْ عَلَيْكَ، فَقَدْ أَصَبْتَ أَيْضًا، قَالَ: ثُمَّ وَلِيَ الْقَضَاءَ.
قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي الصَّحِيحِ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وَلِيَ قَضَاءَ الْبَصْرَةِ بَعْدَ سَوَّارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.(4/449)
263 - عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ حُمْرَانَ الْعَبْدِيُّ، الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
سَمِعَ: الْحَسَنَ،
وَعَنْهُ: بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، وَحِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ.
مَحِلُّهُ الصِّدْقُ.(4/450)
264 - عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ الأُمَوِيُّ، وَيُقَالُ: عَبْدُ اللَّهِ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
كان وَلِيَ عَهْدَ أَبِيهِ مَرْوَانَ، فَلَمَّا قُتِلَ مَرْوَانُ هَرَبَ هَذَا وَأَخُوهُ إِلَى بِلادِ النُّوبَةِ، فَقُتِلَ أَحَدُهُمَا، وَعَاشَ هَذَا مُسْتَخْفِيًا دَهْرًا طَوِيلا، وَظَفِرَ بِهِ الْمَهْدِيُّ فِي دَوْلَتِهِ فَسَجَنَهُ، فَمَاتَ فِي الْمُطْبَقِ، سَنَةَ سَبْعِينَ، وقَدْ شَاخَ.(4/450)
265 - ق: عُبَيْدُ بْنُ وَسِيمٍ الْعَلَوِيُّ الْكُوفِيُّ الْجَمَّالُ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
رَوَى عَنْ: حَسَنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَلَوِيِّ، وَسَلْمَانَ أَبِي شَدَّادٍ، وَعِمْرَانَ بْنِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَجُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ.
مَا بِهِ بَأْسٌ.(4/450)
266 - ت: عُبَيْدَةُ بْنُ أَبِي رَائِطَةَ التَّمِيمِيُّ، الْمُجَاشِعِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
كُوفِيٌّ جَلِيلٌ، نَزَلَ الْبَصْرَةَ،
رَوَى عَنْ: ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَعَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، وعبد الملك بن عمير،
وَعَنْهُ: عفان، وحبان بن هلال، وموسى بن إسماعيل، وأبو عمر الحوضي.
وثقه ابن معين.
له في " الجامع " حديث واحد.
وكان حذاء، وليس هو بالمكثر.
لا بأس به.(4/451)
267 - د: عَتاب بن عبد العزيز الحِمانيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
كوفي
لَهُ عَنِ التَّابِعِينَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ نَصْرٍ الْجَهْضَمِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَأَبُو بَحْرٍ الْبَكْرَاوِيُّ.(4/451)
268 - عُتْبَةُ الْغُلامُ بْنُ أَبَانٍ الْبَصْرِيُّ، الْعَابِدُ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عرف بالغلام بَيْنَ الْعُبَّادِ؛ لِأَنَّهُ تَنَسَّكَ وَهُوَ صَبِيٌّ، وَكَانَ خَاشِعًا قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا.
وَقَدْ ذَكَرَهُ أَبُو سعيد ابن الأَعْرَابِيِّ فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعْدَانِ الشَّعْرَانِيُّ قَالَ: قَالَ السَّكَنُ: هُوَ عُتْبَةُ بْنُ أَبَانِ بْنِ صَمْعَةَ.
قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ: قَالَ عُتْبَةُ الْغُلامُ: كَابَدْتُ الصَّلاةَ عِشْرِينَ سَنَةً، وَتَنَعَّمْتُ بِهَا عِشْرِينَ سَنَةً.
قَالَ: وَصَفَّقَ بِيَدَيْهِ حَتَّى تَفَطَّرَتْ أَصَابِعُهُ، وَلَمْ يَدْرِ بِنَفْسِهِ، وَكَانَ يَقُولُ فِي تَهَجُّدِهِ: إِنْ عَذَّبْتَنِي فَإِنِّي لَكَ مُحِبٌّ، وَإِنْ تَرْحَمْنِي فَإِنِّي لَكَ مُحِبٌّ، وَكَانَ يَأْوِي إِلَى الْمَقَابِرِ وَالسَّوَاحِلِ، وَيَدْخُلُ الْبَصْرَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ.
قَالَ حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ: قَالَ لِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ: بِمَنْ تشَبَّهُ حُزْنُ هَذَا [ص:452] الْغُلامِ؟ يَعْنِي عُتْبَةَ، قُلْتُ: بِحُزْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: مَا أَبْعَدْتَ.
وَقَالَ مَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: صَحِبْتُ عُتْبَةَ الْغُلامَ، وَكَانَ يُقَالُ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بِالْعَرْشِ فعُتْبَةُ الْغُلامُ، قَالَ لَنَا: اشتروا لي فَرَسًا يَغِيظُ الْعَدُوَّ.
وَكَانَ يَخْرُجُ، فَيُقَالُ لَهُ: أَسْتَقْبَلَكَ أَحَدٌ؟ فَيَقُولُ: لا، اشْتِغَالا بِمَا هُوَ فِيهِ.
قَالَ: وَأَصَابَ النَّاسُ ظُلْمَةً، فَخَرَجَ عُتْبَةُ، وَيَدَاهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَهُوَ يَقُولُ لِنَفْسِهِ: وَأَنْتَ تَشْتَرِي التَّمْرَ!.
وَيُقَالُ: كَانَ عُتْبَةُ يَصُومُ الدَّهْرَ، وكان رأس ماله فلسا يأخذ به خوصا، فيعمله ويبيعه بثلاثة فلوس، فَيَأْكُلُ بِفَلْسٍ، وَيَتَصَدَّقُ بِفَلْسٍ وَيَشْتَرِي خُوصًا بِفَلْسٍ.
قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ: يُقَالُ إِنَّهُ رَأَى طَائِرًا، فَقَالَ لَهُ: تَعَالَ، فَجَاءَ حَتَّى نَزَلَ عَلَى يده، فقال له: طر، فطار.
وقيل: إنه كان لا يكاد ينقطع بكاؤه.
وَوَرَدَ أَنَّهُ كَانَ يَأْوِي إِلَى مَنْزِلِهِ فَيُصِيبُ فِيهِ قُوتَهُ، لا يَدْرِي مِنْ أَيْنَ هُوَ، وكان ربما غشي عليه في الْمَوْعِظَةِ.
وَقَالَ رِيَاحٌ الْقَيْسِيُّ: بَاتَ عِنْدِي عُتْبَةُ الْغُلامُ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: اللَّهُمَّ احْشُرْ عُتْبَةَ مِنْ حَوَاصِلِ الطَّيْرِ، وَبُطُونِ السِّبَاعِ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ: حدثنا عبد الله بن عون الخراز، قال: حدثنا مَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: جَاءَنَا عُتْبَةُ الْغُلامُ، فَقُلْنَا لَهُ: مَا جَاءَ بِكَ؟ قَالَ: الْغَزْوُ، قلت: مثلك يغزو! إني أريت أَنِّي آتِي الْمِصِّيصَةَ فَأَغْزُو فَأَسْتَشْهِدُ، قَالَ: فَنُودِيَ يَوْمًا فِي الْخَيَّالَةِ، فَنَفَرَ النَّاسُ، وَجَاءَ عُتْبَةُ، فَاسْتَقْبَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي فَرَسِي، وَسِلاحِي فَإِنِّي قَدِ اعْتَلَلْتُ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَعْطَاهُ، فَسَارَ مَعَ النَّاسِ، فَالْتَقَوُا الرُّومَ، فَكَانَ أَوَّلَ رجل استشهد. [ص:453]
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْبَصْرِيُّ: سَأَلْتُ عَلِيَّ بْنَ بَكَّارٍ: أَشَهِدْتَ قَتْلَ عُتْبَةَ الْغُلامِ؟ قَالَ: لا، وَلَكِنْ شَهِدَهُ مَخْلَدٌ، قُتِلَ فِي قَرْيَةِ الْحُبَابِ.
وَعَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَطَاءٍ الْيَرْبُوعِيِّ، قَالَ: نَازَعَتْ عُتْبَةَ الْغُلامَ نَفْسُهُ لَحْمًا، فَقَالَ لَهَا: انْدَفِعِي عَنِّي إِلَى قَابِلٍ، فَمَا زَالَ يُدَافِعُهَا سَبْعَ سِنِينَ.
وَعَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: لا يُعْجِبُنِي رَجُلٌ لا يَحْتَرِفُ.
وَذَكَرَ مَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ عُتْبَةَ وَصَاحِبَهُ يَحْيَى الْوَاسِطِيَّ، فَقَالَ: كَأَنَّمَا رَبَّتْهُمُ الأَنْبِيَاءُ.
وَعَنْ عُتْبَةَ، قَالَ: مَنْ عَرَفَ اللَّهَ أَحَبَّهُ، وَمَنْ أَحَبَّهُ أَطَاعَهُ.
وَقَالَ مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: رَأَيْتُ عُتْبَةَ الْغُلامَ، وَكَانَ يُقَالُ: إِنَّ الطَّيْرَ تَجِيئُهُ.
وَقَالَ عَبْدُ الْخَالِقِ الْعَبْدِيُّ: كَانَ لِعُتْبَةَ بَيْتٌ يَتَعَبَّدُ فِيهِ، فَلَمَّا خَرَجَ إِلَى الشَّامِ قَفَلَهُ، وَقَالَ: لا تَفْتَحُوهُ حَتَّى يَبْلُغَكُمْ مَوْتِي، فَلَمَّا بَلَغَهُمْ مَوْتُهُ فَتَحُوهُ، فَوَجَدُوا فِيهِ قَبْرًا مَحْفُورًا وَغُلَّ حَدِيدٍ.
وَعَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: كَلَّمْتُ عُتْبَةَ الْغُلامَ لَيَرْفَقَ بِنَفْسِهِ فَبَكَى، وَقَالَ: إِنَّمَا أَبْكِي عَلَى تَقْصِيرِي.(4/451)
269 - عُتْبَةُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْعَبَّادِيُّ الْحِمْصِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
مِنْ بَقَايَا التَّابِعِينَ.
سَمِعَ: أَبَا أُمَامَةَ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ، وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ. قَالَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَلَمْ يُلَيِّنْهُ.(4/453)
270 - د ن: عُثْمَانُ بْنُ الْحَكَمِ الْجُذَامِيُّ، الْمِصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَيُونُسَ الأَيْلِيِّ، وَابْنِ جُرَيْجٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ الْفُرَاتِ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَاللَّيْثُ بْنُ عَاصِمٍ الْقِتْبَانِيُّ. [ص:454]
وَكَانَ فَقِيهًا، زَاهِدًا، كَبِيرَ الْقَدْرِ، عُرِضَ عَلَيْهِ قَضَاءُ الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ فَأَبَى، وَهَجَرَ اللَّيْثَ بْنَ سعد لكونه نبه عَلَيْهِ.
مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ كَهْلا.(4/453)
271 - عُثْمانُ بنُ طَلْحَةَ بْنِ عُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ التَّيْمِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
وَلاهُ الْمَهْدِيُّ قَضَاءَ الْمَدِينَةِ، فَلَمْ يَأْخُذْ عَلَى الْقَضَاءِ رِزْقًا، وَحُمِدَتْ سِيرَتُهُ، ثُمَّ اسْتَعْفَى، وَكَانَ مِنْ أَشْرَافِ قُرَيْشٍ.
رَوَى عَنْ: مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَغَيْرُهُ.
قِيلَ: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيَّ أَدْرَكَهُ، فَإِنْ كَانَ هَذَا فَهُوَ مِنْ طَبَقَةِ هُشَيْمٍ فِي الْمَوْتِ.(4/454)
272 - ت: عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عُمَر بْن سَعْدِ بْن أَبِي وَقَّاصٍ، الزُّهْرِيُّ، الْوَقَّاصِيُّ، الْمَدَنِيُّ، أَبُو عَمْرٍو. [الوفاة: 161 - 170 ه]
أَحَدُ الضُّعَفَاءِ.
رَوَى عَنْ: عَمَّةِ أَبِيهِ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَالزُّهْرِيِّ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ، وَحَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، وَالْهُذَيْلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: تَرَكُوهُ.
وَقَالَ عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ، وَقَالَ مُرَّةُ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ السَّعْدِيُّ: سَاقِطٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: لَيْسَ بالقوي. [ص:455]
وَالتِّرْمِذِيُّ يَتَسَاهَلُ فِي الرِّجَالِ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ هبة الله سنة اثنتين وتسعين وستمائة، قال: أنبأنا عبد المعز بن محمد، قال: أخبرنا تميم بن أبي سعيد، قال: أخبرنا الكنجروذي، قال: أخبرنا ابن حمدان، قال: أخبرنا أبو يعلى، قال: أخبرنا هذيل بن إبراهيم الجماني، قال: حدثنا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ الْوَقَّاصِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " مَا قَالَ عَبْدٌ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ وَنَهَارٍ، إِلا طَمَسَتْ مَا فِي صَحِيفَتِهِ مِنَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى تَسْكُنَ إِلَى مِثْلِهَا مِنَ الْحَسَنَاتِ ".
وَالْهُذَيْلُ مُقِلٌّ. كَانَتْ لَهُ جُمَّةٌ، فَلُقِّبَ بِالْجُمَّانِيِّ.(4/454)
273 - ن: عُثْمَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَاجٍ الْقُرَشِيُّ، الْجَزَرِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ.
عَنْ: سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَخَصِيفٍ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، وَعُمَرَ بْنِ ثَابِتٍ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَخَلْقٍ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ الْقَدَّاحُ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْحَرَّانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ، وَكَانَ قَاصًّا.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَوَّاهُ ابْنُ حِبَّانَ.(4/455)
274 - عُثْمَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ بُقْطُرٍ الْبَصْرِيُّ، أَبُو الْخَطَّابِ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
سَمِعَ: الْحَسَنَ، وَعَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ، وَنَافِعًا.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ.(4/455)
275 - عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْعَدَوِيُّ، أَبُو قُدَامَةَ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
[ص:456]
عَنْ: عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ.
وَعَنْهُ: خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَهِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ.(4/455)
276 - عُثْمَانُ بْنُ مِقْسَمٍ الْبُرِّيُّ، أَبُو سَلَمَةَ الْكِنْدِيُّ، الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
أَحَدُ الأَعْلامِ، عَلَى ضَعْفٍ فِيهِ.
يَرْوِي عَنْ: يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَقَتَادَةَ، وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَنَافِعٍ، وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَطَائِفَةٍ سِوَاهُمْ، وَجَمَعَ وَصَنَّفَ.
رَوَى عَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ - مَعَ تَقَدُّمِهِ -، وَسَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ سَلامٍ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ كَانَ يُنْكِرُ الْمِيزَانَ فَيَقُولُ: وَإِنَّمَا هُوَ الْعَدْلُ.
تَرَكَهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
ابْنُ الْمَدِينِيِّ: حدثنا القطان، قال: سَمِعْتُ الْبُرِّيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ نَافِعٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " عَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ "، ثُمَّ حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْنَا لِنَافِعٍ: أَسَمِعْتَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: عَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ؟ قَالَ: لا.
وَقَالَ السَّعْدِيُّ: عُثْمَانُ الْبُرِّيُّ كَذَّبَهُ الثَّوْرِيُّ.
مُسْلِمُ بن إبراهيم، حدثنا شُعْبَةُ قَالَ: أَفَادَنِي عُثْمَانُ الْبُرِّيُّ، عَنْ قَتَادَةَ حَدِيثًا، فَسَأَلْتُ قَتَادَةَ فَلَمْ يَعْرِفْهُ، قَالَ: فَجَعَلَ عُثْمَانُ يَقُولُ: بَلْ أَنْتَ حَدَّثْتَنِي، فَيَقُولُ: لا، فَيَقُولُ: بَلْ أَنْتَ حَدَّثْتَنِي، فَقَالَ قَتَادَةُ: هَذَا يخبرني عني أن لي عَلَيْهِ ثَلاثَمِائَةِ دِرْهَمٍ. [ص:457]
مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ الْبُرِّيَّ يَقُولُ: كَذَبَ أَبُو هُرَيْرَةَ.
عَفَّانُ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ الْبُرِّيَّ، وَذُكِرَ عِنْدَهُ الْمِيزَانُ، فَقَالَ: لَهُ كِفَّتَانِ؟! يُنْكِرُ ذَلِكَ.
وَسَمِعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ يَقُولُ: لَيْسَ بِمِيزَانٍ، إِنَّمَا هُوَ الْعَدْلُ، قَالَ مُحَمَّدٌ: فَوَضَعَهُ اللَّهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، يَعْنِي الْبُرِّيَّ.
وَقَالَ عَفَّانُ: كَانَ عُثْمَانُ الْبُرِّيُّ يَرَى الْقَدَرَ، وَكَانَ يَغْلَطُ فِي الْحَدِيثِ، وَفِي كِتَابِهِ الصَّوَابُ، فَلا يَرْجِعْ إِلَيْهِ، وَكَانَ يُحَدِّثُ عِشْرِينَ حَدِيثًا عَنْ عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَعُمَرَ، ثُمّ يَقُولُ: هَذَا كله باطل، ثم يجيء بِرَأْيِ حَمَّادٍ فَيَقُولُ: هَذَا هُوَ الْحَقُّ. وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَضَايَا شُرَيْحٍ كُلُّهُ بَاطِلٌ. وَحَدَّثَنِي ثِقَةٌ عَنْهُ، أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنْ " تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ " فِي أُمِّ الْكِتَابِ، فَقَالَ: إِنَّمَا كَانَ فِي الْكِتَابِ: [ت ب ت]، فَأَمَّا يَدَا أَبِي لَهَبٍ فَلَمْ تَكُنْ.
قُلْتُ: لا جَهْلَ فَوْقَ هَذَا، فَمَا لِلتَّفْرِقَةِ وَجْهٌ.(4/456)
277 - ن: عِصَامُ بْنُ بَشِيرٍ الْكَعْبِيُّ، الْحَارِثِيُّ، الْجَزَرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ مَرْوَانَ الرُّهَاوِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَعْيَنَ، وَغَيْرُهُمَا.
يُقَالُ: عَاشَ مِائَةً وَعِشْرِينَ سَنَةٍ، قَالَهُ الْبُخَارِيُّ.
وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي " الثِّقَاتِ ".
وَخَرَّجَ لَهُ النَّسَائِيُّ فِي " الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ ".(4/457)
278 - عِصَامُ بْنُ طَلِيقٍ، الطُّفَاوِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
شَيْخٌ بَصْرِيٌّ،
عَنْ: عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، وأبي جمرة الضُّبَعِيِّ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَالأَعْمَشِ.
وَعَنْهُ: الأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَبَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّرْجُمَانِيُّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ مَعِين: لَيْسَ بِشَيْءٍ. [ص:458]
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مَجْهُولٌ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
ثُمَّ قَالَ الْبُخَارِيُّ: أَحْمَدُ بْنُ صالح، قال: حدثنا طالوت، قال: حدثنا عصام بن طليق، قال: حدثنا شُعَيْبٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قُتِلَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَهِيدًا، فَبَكَتْهُ بَاكِيَةٌ، فَقَالَ لَهَا: " مَا يُدْرِيكِ أَنَّهُ شَهِيدٌ، فَلَعَلَّهُ كَانَ يَتَكَلَّمُ فِيمَا لا يَعْنِيهِ، أَوْ يَبْخَلُ بِفَضْلِ مَا لا يَنْفَعُهُ ".(4/457)
279 - عطاء المقنع. [الوفاة: 161 - 170 ه]
شيخ لعين، خرساني، كَانَ يَعْرِفُ السِّحْرَ وَالسِّيمْيَاءَ، فَرَبَطَ النَّاسَ بِالْخَوَارِقِ وَالْمُغَيَّبَاتِ، وَادَّعَى الرُّبُوبِيَّةَ مِنْ طَرِيقِ الْمُنَاسَخَةِ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ - جَلَّ وَعَزَّ - تَحَوَّلَ إِلَى صُورَةِ آدَمَ، وَلِذَلِكَ أَمَرَ الْمَلائِكَةَ بِالسُّجُودِ لَهُ، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى صُورَةِ نُوحٍ، ثُمَّ إِبْرَاهِيمَ، وَغَيْرِهِمْ مِنَ الأنبياء، والحكماء الفلاسفة، إِلَى أَنْ حَصَلَ فِي صُورَةِ أَبِي مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيِّ صَاحِبِ الدَّعْوَةِ، ثُمَّ بَعَدَهُ انْتَقَلَ إِلَيَّ، فَعَبَدَهُ خَلائِقٌ مِنَ الْجَهَلَةِ، وَقَاتَلُوا دُونَهُ مَعَ مَا شَاهَدُوا مِنْ قُبْحِ صُورَتِهِ، وَسَمَاجَةِ وَجْهِهِ.
كَانَ مُشَوَّهًا، أَعْوَرَ، قَصِيرًا، أَلْكَنَ، وَكَانَ لا يَكْشِفُ وَجْهَهُ، بَلِ اتَّخَذَ لَهُ وَجْهًا مِنْ ذَهَبٍ؛ وَلِذَلِكَ قِيلَ لَهُ الْمُقَنَّعُ.
وَمِمَّا أَضَلَّهُمْ بِهِ مِنَ الْمَخَارِيقِ قَمَرٌ يَرَوْنَهُ فِي السَّمَاءِ مَعَ قَمَرِ السَّمَاءِ، فَقِيلَ: كَانَ يَرَاهُ النَّاسُ مِنْ مَسِيرَةِ شَهْرَيْنِ، فَفِي ذَلِكَ يَتَغَزَّلُ هِبَةُ الله ابن سَنَاءِ الْمُلْكِ مِنْ قَصِيدَةٍ:
إِلَيْكَ فَمَا بَدْرُ المقنع طالعا ... بأسحر من ألحاظ بدر الْمُعَمَّمِ
وَلِأَبِي الْعَلاءِ الْمَعَرِّيِّ:
أَفِقْ إِنَّمَا الْبَدْرُ الْمُعَمَّمُ رَأْسُهُ ... ضَلالٌ وَغَيٌّ مِثْلُ بَدْرِ الْمُقَنَّعِ
وَلَمَّا اسْتَفْحَلَ الشَّرُّ بِعَطَاءٍ - لَعَنَهُ اللَّهُ - تَجَهَّزَ العسكر لحربه، وقصدوه وَحَصَرُوهُ فِي قَلْعَتِهِ، فَلَمَّا عَرَفَ أَنَّهُ مَأْخُوذٌ، جَمَعَ نِسَاءَهُ وَسَقَاهُنَّ السُّمَّ [ص:459] فَهَلَكْنَ، ثُمَّ تَنَاوَلَ سُمًّا فَمَاتَ، فَهُوَ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، كَمَا ثَبَتَ الْحَدِيثُ فِي ذَلِكَ، ثُمَّ أُخِذَتِ القلعة، وقتل رؤوس أَتْبَاعِهِ، وَكَانَ بِمَا وَرَاءَ النَّهْرِ.
هَلَكَ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/458)
280 - ت ق: عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ، أَبُو عَائِذٍ الْحِمْصِيُّ، الْمُؤَذِّنُ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ رَبَاحٍ، وَقَتَادَةَ، وَسُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ، وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَأَبُو الْيَمَانِ، وَيَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: شَيْخٌ صَالِحٌ، ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْثِرُ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بِمَا لا أَصْلَ لَهُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ليس بثقة.
وَكَذَا قَالَ النَّسَائِيُّ.
يَحْيَى الْوُحَاظِيُّ: حَدَّثَنَا عُفَيرٌ، عَنْ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ مَرْفُوعًا: " إِنَّ الْعَبْدَ لَيُؤْتَى مَالا وَوَلَدًا وَصِحَّةً، فَتَشْكُوهُ الْمَلائِكَةُ، فَيَقُولُ اللَّهُ: مُدُّوا لَهُ فِيمَا هُوَ فِيهِ، فَإِنِّي لا أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَ صَوْتَهُ ".
تُوُفِّيَ قربيا مِنْ سَنَةِ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/459)
281 - عُقْبَةُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ، أَبُو خُرَيْمٍ الْبَاهِلِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
[ص:460]
سَمِعَ: الْحَسَنَ، وَابْنَ سِيرِينَ، وَسَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَنَافِعًا، وَغَيْرَهُمْ.
وَعَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَسَعْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَالتَّبُوذَكِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعيِنٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
قُلْتُ: لَمْ يُخَرِّجُوا لَهُ شَيْئًا.
وَفِي التَّابِعِينَ:(4/459)
282 - عُقْبَةُ بْنُ أَبِي الْحَسْنَاءِ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
يَرْوِي عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ أَحَادِيثَ،
فِيهِ جَهَالَةٌ.(4/460)
283 - ت: عُقْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرِّفَاعِيُّ الأَصَمُّ، وَيُقَالُ: ابْنُ الأَصَمِّ، الْبَصْرِيِّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
فَهَذَا ضَعِيفٌ،
يَرْوِي عَنْ: شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَعَطَاءٍ، وَابْنِ بُرَيْدَةَ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
وَقَدْ خَلَطَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ تَرْجَمَةَ ذَا بِذَاكَ الْبَاهِلِيِّ، فَوَهِمُوا.
رَوَى عَنْهُ: حَاتِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، وَحَوْثَرَةُ بْنُ أَشْرَسَ، وَأَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: ضَعِيفٌ.
وَلَيَّنَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
وَقَالَ أَبُو سلمة التبوذكي: أخبرني الْحُسَيْنُ بْنُ عَرَبيٍّ قَالَ: نَظَرْنَا فِي كِتَابِ عُقْبَةَ الأَصَمِّ، فَإِذَا بِأَحَادِيثَ يُحَدِّثُ بِهَا عَنْ عَطَاءٍ، إِنَّمَا هِيَ فِي كِتَابِهِ: عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ. [ص:461]
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
وَقَدْ فَرَّقَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ بَيْنَ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرِّفَاعِيِّ، وَبَيْنَ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الله الأصم، وقال: قال أبي: عقبة ابن الأَصَمِّ لَيِّنُ الْحَدِيثِ.
قُلْتُ: هُمَا وَاحِدٌ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.(4/460)
284 - عُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ الْمَعَافِرِيُّ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
شَيْخُ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ، وَفَقِيهُهَا.
أَخَذَ عَنْ: رَبِيعَةَ الرَّأْيِ، وَخَالِدِ بْنِ يَزِيدَ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَغَيْرُهُ.
مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/461)
285 - عِكْرِمَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَزْدِيُّ، الْقَاضِي، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْكُوِفيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
نَزِيلُ الْبَصْرَةِ.
عَنْ: عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَإِدْرِيسَ الأَوْدِيِّ، وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدَائِنِيُّ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ.
ضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَدْ وَلِيَ قَضَاءَ الرَّيِّ.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ فِيهِ: الْمَوْصِلِيُّ، يُخَالَفُ فِي حَدِيثِهِ، وَفِي حِفْظِهِ اضْطِرَابٌ.(4/461)
286 - ق: الْعَلاءُ بْنُ زَيْدَلٍ الثَّقَفِيُّ، الْبَصْرِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ. وَبَعْضُهُمْ سَمَّاهُ: الْعَلاءَ بْنَ زَيْدٍ، وَبَعْضُهُمْ سَمَّاهُ: الْعَلاءَ بْنَ يَزِيدَ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
يَرْوِي عَنْ: أَنَسِ بْنِ مالك مناكير، وعن شهر بن حوشب،
وَعَنْهُ: يزيد [ص:462] ابْنُ هَارُونَ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الصَّبَّاحِ، وَعُثْمَانُ بْنُ مُطِيعٍ السُّلَمِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ الحمصي، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وَجَمَاعَةٌ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَنْ أَنَسٍ نُسْخَةً مَوْضُوعَةً، لا يَحِلُّ ذِكْرُهُ إِلا تَعَجُّبًا.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: الْعَلاءُ بْنُ زَيْدٍ، مَتْرُوكٌ، مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ الأُبُلِّيُّ، قال: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى الْقُرَشِيُّ، قال: حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ زَيْدَلٍ، قال: حَدَّثَنَا أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " الْفُقَرَاءُ مَنَادِيلُ الأَغْنِيَاءِ، يَمْسَحُونَ بِهِمْ مِنْ ذُنُوبِهِمْ ".
قُلْتُ: الظَّاهِرُ أَنَّ هَذَا مِنْ بَلايَا إِبْرَاهِيمَ بن مهدي.
قال أبو الفتح الأزديّ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
وَقَدْ ذَكَرَ الْعُقَيْلِيُّ أَيْضًا: الْعَلاءُ بْنُ يَزِيدَ، أَبُو مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، الْوَاسِطِيُّ، وَكَذَا سَمَّاهُ الْبُخَارِيُّ، وَقَالَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، بَصْرِيٌّ.
يزيد بن هارون: حدثنا الْعَلاءُ أَبُو مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في غزوة تبوك، فطلعت الشمس لنور وَضِيَاءٍ، فَسَأَلْنَا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن ذاك، فقال: " لأن معاوية بن مُعَاوِيَةَ اللَّيْثِيَّ مَاتَ الْيَوْمَ بِالْمَدِينَةِ، فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ سَبْعِينَ أَلْفِ مَلَكٍ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ " قِيلَ: بِمَاذَا؟ قَالَ: " بِكَثْرَةِ قِرَاءَةِ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) .... الْحَدِيثُ بِطُولِهِ.(4/461)
287 - الْعَلاءُ بْنُ هَارُونَ الْوَاسِطِيُّ، [أَبُو يَعْلَى] [الوفاة: 161 - 170 ه]
أَخُو الإِمَامِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ.
قَدِيمُ الْمَوْتِ، وَلِيَ قَضَاءَ الأَنْبَارِ، وَسَكَنَ الرَّمْلَةَ مُدَّةً.
وَحَدَّثَ عَنْ: ابْنِ عَوْنٍ، وَحُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ،
وَعَنْهُ: ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَسَوَّارُ بْنُ عِمَارَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ الْجَوْهَرِيُّ.
كُنْيَتُهُ: أَبُو يَعْلَى.
ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَأَشَارَ إِلَى تَوْثِيقِهِ.
وَمِمَّنْ يَرْوِي عَنْهُ: حَسَّانُ بْنُ حَسَّانٍ.(4/463)
288 - د: عَلِيُّ بْنُ حَوْشَبٍ، الْفَزَارِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ، أَبُو سُلَيْمَانَ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَمَكْحُولٍ، وَأَبِي سَلامٍ مَمْطُورٍ، وَأَبِي قَبِيلٍ الْمَعَافِرِيِّ،
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ، وَأَبُو تَوْبَةَ الْحَلَبِيُّ.
وَكَانَ حَدَّادًا، يُجَالِسُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
قَالَ دُحَيْمٌ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ الْفَسَوِيُّ: حدثنا محمد بن عبد العزيز الرملي، قال: حدثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: إِذَا رَأَيْتَ رَايَةً هَاشِمِيَّةً فلا تعرض، فَإِنَّ دَوْلَتَهَا طَوِيلَةٌ.(4/463)
289 - 4: عَلِيُّ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نِجَادِ بْنِ رِفَاعَةَ الرِّفَاعِيُّ، أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: الْحَسَنِ، وَأَبِي الْمُتَوَكِّلِ عَلِيٍّ النَّاجِيِّ،
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَعَفَّانُ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ، وَعَفَّانُ: كَانَ هَذَا يُشَبَّهُ بِالنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ حَسَنَ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ، لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَلا يُحْتَجُّ به. [ص:464]
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ الْمَوْصِلِيُّ: زَعَمُوا أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ سِتَّمِائَةِ رَكْعَةٍ، كَانَ عَابِدًا - رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ -.
وَعَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، أَنَّهُ كَانَ يُسَمِّي عَلِيَّ بْنَ عَلِيٍّ الرِّفَاعِيَّ: رَاهِبَ الْعَرَبِ.
وَكَانَ شُعْبَةُ يَقُولُ: اذْهَبُوا بِنَا إِلَى سَيِّدِنَا، وَابْنِ سَيِّدِنَا عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كَانَ يَقُولُ بِالْقَدَرِ.
قُلْتُ: وَذَكَرَهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي " الْحِلْيَةِ " مُخْتَصرًا.(4/463)
290 - عَلِيُّ بْنُ عَلِيٍّ الْقُرَشِيُّ، الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَغَيْرِهِ،
وَعَنْهُ: شَرِيكٌ الْقَاضِي.(4/464)
291 - عَلِيُّ بْنُ عَلِيٍّ الْحِمْيَرِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
قَاضِي الرَّيِّ.
عَنْ: عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلائِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ الدَّشْتَكِيِّ.
وَعَنْهُ: السِّنْدِيُّ بْنُ عَبْدُويِةَ، وَهِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ.
مَحِلُّهُ الصِّدْقُ.(4/464)
292 - ت ق: عَمَّارُ بْنُ سَيْفٍ الضَّبِّيُّ، الْكُوفِيُّ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
وَصِيُّ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ.
يَرْوِي عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَالأَعْمَشِ، وَأَبِي مَعَانٍ الْبَصْرِيِّ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيُّ، وَإِسْحَاقُ السَّلُولِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ، فَقَالَ: كَانَ مُتَعَبِّدًا صَاحِبَ سُنَّةٍ، قَالَ: وَيُقَالُ إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِالْكُوفَةِ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنْهُ - يَعْنِي في الدين -. [ص:465]
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَرْوِي الْمَنَاكِيرَ عَنِ الْمَشَاهِيرِ، حَتَّى رُبَّمَا سَبَقَ إِلَى الْقَلْبِ أَنَّهُ الْمُتَعَمِّدُ لَهَا، فَبَطُلَ الاحْتِجَاجُ بِهِ؛ لِمَا أَتَى عَنِ الثِّقَاتِ مِنَ الْمُعْضِلاتِ.
وَرَوَى عَنْ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَوَاطِيلَ.
سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الهاشمي: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ وَاصِلٍ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ سَيْفٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ جَرِيرٍ فَلَمَّا أَتَيْنَا قُطْرَبُّلَ أسرع السير، فقلت: رأيناك أسرعت في السَّيْرَ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: " تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ، وَقُطْرُبُّلَ وَالْصَّرَاةِ، تَجْتَمِعُ إِلَيْهَا جَبَابِرَةُ الأَرْضِ وَكُنُوزُهَا، هِيَ أَسْرَعُ فِي الأَرْضِ مِنَ الْوَتَدِ فِي الأَرْضِ الْخَوَّارَةِ ".
قَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ: إِنَّمَا أَصَابَهُ عَمَّارٌ عَلَى ظَهْرِ كِتَابٍ فَرَوَاهُ عَنْهُ.
هُوَ حَدِيثُهُ مُنْكَرٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: حدثنا أَبِي قَالَ: قَدِمَ الْمُسَيَّبُ بْنُ زُهَيْرٍ الضَّبِّيُّ الأَمِيرُ الْكُوفَةَ، فَبَعَثَ إِلَى عَمَّارِ بْنِ سَيْفٍ بِأَلْفَيْنِ فَرَدَّهَا، قَالَ: فَطَلَبَتْهَا زَوْجَتُهُ، فَأَنْفَذَ إِلَيْهَا الْمُسَيَّبُ بِالأَلْفَيْنِ، فَبَاتَتْ عِنْدَهَا، فَأَصْبَحَ عَمَّارٌ يَقُولُ: قَدْ أَحْدَثْتِ فِي هَذِهِ الْخِزَانَةِ حَدَثًا، لَقَدْ رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنَّهَا تَضْطَرِمُ عَلَيْنَا نَارًا، فَقَالَتِ: الأَلْفَيْنِ، أَخَذْتُهَا فَهِيَ فِي الْخِزَانَةِ، قَالَ: كِدْتِ أَنْ تَحْرِقِينَا رُدِّيهَا فَرَدَّتْهَا.(4/464)
293 - د ت ق: عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ الْبَصْرِيُّ، الصَّيْدَلانِيُّ. [أَبُو سَلَمَةَ] [الوفاة: 161 - 170 ه]
[ص:466]
عَنْ: الحسن، ومكحول البصري، وثابت، ويزيد الرَّقَاشِيِّ.
وَعَنْهُ: الأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَعَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، وَعَارِمٌ أَبُو النُّعْمَانِ، وَشَيْبَانُ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، وَخَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحُ الْحَديِثِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: كُنْيَتُهُ أَبُو سَلَمَةَ، رُبَّمَا يَضْطَرِبُ فِي حَدِيثِهِ.
قَالَ الْحَكَمُ بْنُ يَزِيدَ: حَجَّ عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ سَبْعًا وَخَمْسِينَ حَجَّةً.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ عِنْدِي لا بَأْسَ بِهِ، مِمَّنْ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَضَعَّفَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ، وَلَمْ يُتْرَكْ.
مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وستين تقربيا.(4/465)
294 - خ: عُمَرُ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ عَمَّارٍ، أَبُو حَفْصٍ الْمَازِنِيُّ، الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
أَخُو أَبِي عَمْرٍو، وَمُعَاذٍ، وَسُفْيَانَ.
لَهُ عَنْ نَافِعٍ حَدِيثٌ أَوْ حَدِيثَانِ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ الْعَنْبَرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْغُدَانِيُّ.
خرج له الْبُخَارِيُّ فِي أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَخْطُبُ إِلَى جِذْعٍ، وَرَوَاهُ النَّاسُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ الْعَلاءِ.
وَقِيلَ: إِنَّ يَحْيَى بْنَ كَثِيرٍ إِنَّمَا رَوَاهُ عَنْ مُعَاذٍ، وَرَجَّحَ ذَلِكَ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ، وكنية مُعَاذُ بْنُ الْعَلاءِ: أَبُو غَسَّانَ، وَهُوَ مَشْهُورٌ، أَمَّا أَبُو حَفْصٍ فَلا يَكَادُ يُعْرَفُ.(4/466)
295 - عُمَرُ بْنُ عَمْرٍو الأُحْمُوسِيُّ أَبُو حَفْصٍ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
[ص:467]
شَامِيٌّ مُقِلٌّ.
قَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ السُّلَمِيَّ، وَابْنَ أَبِي الْبَرَكَاتِ.
رَوَى عَنْهُ: جَرَّاحُ بْنُ يَحْيَى الْحِمْصِيُّ، وَكَعْبُ بْنُ حَامِدٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّامِيُّ، وَبَقِيَّةُ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ عَبْدُ الْقُدُّوسِ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَهُوَ قَلِيلُ الرِّوَايَةِ.(4/466)
296 - ت ق: عِمْرَانُ بْنُ زَيْدٍ التَّغْلِبِيُّ الْبَصْرِيُّ، الْمُلائِيُّ، الطَّوِيلُ [أَبُو يَحْيَى] [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَزَيْدٍ الْعَمِّيِّ، وَأَبِي حَازِمٍ الأَعْرَجِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْعَيْشِيُّ.
كَنَّاهُ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ النُّعْمَانِ: أَبَا يَحْيَى.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.(4/467)
297 - عِمْرَانُ بْنُ قُدَامَةَ الْعَمِّيُّ، الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
مِنْ صِغَارِ التَّابِعِينَ.
رَوَى عَنْ: أَنَسٍ، وَالْحَسَنِ.
وَعَنْهُ: زَيْدٌ الْعَمِّيُّ، وَحَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ، وَحَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ التَّبُوذَكِيُّ.
قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: لَمْ يَكُنْ بِهِ بَأْسٌ، لَكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ، كتبت عَنْهُ، وَرَمَيْتُ بِهِ. [ص:468]
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَا بِهِ بَأْسٌ.(4/467)
298 - عِمْرَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ الْمَخْزُومِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ بِحَدِيثَيْنِ، أَحَدُهُمَا مُرْسَلٌ فِي مَرَاسِيلِ أَبِي دَاوُدَ، وَالثَّانِي مُنْكَرٌ.
رَوَى عَنْهُ: مَعْنٌ، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ، وَيُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّادٍ.
ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي " الثِّقَاتِ "، وَخَطَبَ كَعَوَائِدِهِ فَقَالَ: يُعْتَبَرُ بِحَدِيثِهِ إِذَا رَوَى عَنْهُ الثِّقَاتُ؛ لِأَنَّ فِي رِوَايَةِ الضُّعَفَاءِ عَنْهُ مَنَاكِيرُ كَثِيرَةٌ.
قُلْتُ: قَدْ قَالَ الطبراني: لم نرو له حديثا مسندا سوى هذا، وذكر حَدِيثًا فِي كِتَابِي " الْمِيزَانِ ".(4/468)
299 - عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
عِرَاقِيٌّ.
عَنْ: طارق بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعِمْرَانَ بْنِ سُلَيْمَانَ، وبرذعة بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، وَأَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ.
ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَلَمْ يَتَعَرَّضْ إِلَى تَلْيِينِهِ بِوَجْهٍ.(4/468)
300 - عَمْرُو بْنُ الْعَلاءِ الْيَشْكُرِيُّ، الْبَصْرِيُّ، أَبُو الْعَلاءِ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
سَمِعَ: أَبَا رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيَّ، وَصَالِحَ بْنَ سَرْجٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، وَأَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ.(4/468)
301 - 4: عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ الْكُوفِيُّ، ثُمَّ الرَّازِيُّ، الأَزْرَقُ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: سِمَاكِ بْنِ حربٍ، وعَمْرٍو، وَالْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، وَمُحَّمَدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَالزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: إِسْحَاقُ بْنُ [ص:469] سُلَيْمَانَ، وَحَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ، وَسَلَمَةُ الأَبْرَشُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَهْمِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الدَّشْتَكِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سَابِقٍ الرَّازِيُّونَ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: لا بَأْسَ بِهِ، لَهُ أَوْهَامٌ.
قُلْتُ: كَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ الْحَدِيثِ.(4/468)
302 - ق: عَمْرُو بْنُ يَزِيدَ، أَبُو بُرْدَةَ التَّمِيمِيُّ، الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَعَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، وَمُحَارِبِ بْنِ دَثَارٍ، وَحَمَّادٍ الْفَقِيهِ.
وَعَنْهُ: أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَوَكِيعٌ، وَطَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ الأَسَدِيُّ.
ضَعَّفَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ، وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ.(4/469)
303 - د: عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ بْنِ كثيرٍ التَّيْميُّ الحاسب. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: جده كثير بن عُبيد.
وَعَنْهُ: الأنصاري، وأبو النَّضر هاشم، وعبد الرحمن بن مهدي.
له حديثٌ واحد.(4/469)
304 - ت ن: عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ، أَبُو بَكْرٍ الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ، قَاضِي الرَّيِّ، وَلِذَلِكَ اشتهر بعنسبة الرَّازِيِّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: زُبَيْدٍ الْيَامِيِّ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَحَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرةَ، وَعَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَحَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ، وَيَعْقُوبُ الْقَمِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ. [ص:470]
وَقَدْ أَوْرَدْتُ فِي كِتَابِ " الضُّعَفَاءِ".(4/469)
305 - عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
شَيْخٌ بَصْرِيٌّ، يَرْوِي عَنْ حَنْظَلَةَ.
وَ(4/470)
306 - عَنْبَسَةُ بن سعيد الكلاعي. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أنس.
وَ(4/470)
307 - د: عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
أَخُو أَبِي الرَّبِيعِ السَّمَّانِ.
وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ الرَّاوِي عَنْ حَنْظَلَةَ.(4/470)
308 - د: عِيسَى بْنُ أَيُّوبَ، أَبُو هَاشِمٍ الْقَيْنِيُّ، الأَزْدِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: مَكْحُولٍ، وَقَتَادَةَ، وَالرَّبِيعِ بْنِ لُوطٍ.
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَبَقِيَّةُ، وَأَبُو مُسْهِرٍ.
وَكَانَ مِنْ أهل التقوى، والزاهد.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ.
وَحَكَى أَبُو مُسْهِرٍ حِكَايَةً فِي مُبَالَغَتِهِ فِي الْوَرَعِ.(4/470)
309 - عِيسَى بْنُ صَدَقَةَ بْنِ عَبَّادٍ، أَبُو مُحْرِزٍ الْيَشْكُرِيُّ. [عِيسَى بْنُ عَبَّادٍ] [الوفاة: 161 - 170 ه]
شَيْخٌ بَصْرِيٌّ،
دَخَلَ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مَعَ أَبِيهِ.
وَرَوَى عَنْ: عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ.
وَعَنْهُ: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَأَبُو دَاوُدَ، وَسَعِيدُ بْنُ أبي الربيع السمان.
ويقال فِيهِ: عِيسَى بْنُ عَبَّادٍ، يُنْسَبُ إِلَى جَدِّهِ.
ضعفوه، قال البخاري: ضَعِيفٌ.(4/470)
310 - عِيسَى بْنُ الضَّحَّاكِ الْكِنْدِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
بِالرَّيِّ.
عَنْ: إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَالأَعْمَشِ.
وَعَنْهُ: حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الإِسْفَذْنِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الدَّشْتَكِيُّ. [ص:471]
صَدُوقٌ، قَالَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ.(4/470)
311 - د ت: عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، هُوَ الأَمِيرُ أَبُو الْعَبَّاسِ، وَيُقَالُ: أَبُو مُوسَى، عِيسَى بْنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْهَاشِمِيُّ، الْعَبَّاسِيّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَمُّ الْمَنْصُورِ، وَالسَّفَّاحِ، وَإِلَيْهِ يُنْسَبُ نَهْرُ عِيسَى بِبَغْدَادَ، وَقَصْرُ عِيسَى.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَأَخِيهِ مُحَمَّدٍ،
وَعَنْهُ: ابْنَاهُ إِسْحَاقُ، وَدَاوُدُ، وَشَيْبَانُ النَّحْوِيُّ، وَهَارُونُ الرَّشِيدُ، وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ يَرْجِعُ إِلَى عِلْمٍ وَدِينٍ وَصَلاحٍ، خَدَمَ أَبَاهُ وَانْتَفَعَ بِهِ، وَلَمْ يَتَوَلَّ إِمْرَةً عَلَى بَلَدٍ تَوَرُّعًا.
وَكَانَ فِيهِ بَعْضُ الانْقِطَاعِ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كَانَ لَهُ مَذْهَبٌ جَمِيلٌ، مُعْتَزِلٌ لِلسُّلْطَانِ، قَالَ: وَلَيْسَ به بأس.
وفي " مسند الطيالسي "، " وجامع أبي عيسى " و " سنن أَبِي دَاوُدَ " عَنْ شَيْبَانَ، عَنْهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، مَرْفُوعًا: " يُمْنُ الْخَيْلِ فِي شُقْرِهَا ".
قال الترمذي: غريب.
وقال إسماعيل الخطبي: كان عِيسَى سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. وَقِيلَ: مَاتَ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/471)
312 - عِيسَى بْنُ مُسْلِمٍ، أَبُو دَاوُدَ الطُّهَوِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ الْعَامِرِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِنْدٍ الْجَمَلِيِّ.
وَعَنْهُ: أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، وَعُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَطَّارُ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ. [ص:472]
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كُوفِيٌّ لَيِّنٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.(4/471)
313 - عِيسَى بْنُ مُوسَى، هُوَ وَلِيُّ عَهْدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، الأَمِيرُ أَبُو مُوسَى، عِيسَى بْنُ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْهَاشِمِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
مَوْلِدُهُ وَمَرْبَاهُ بِالْحُمَيِّمَةِ مِنْ نَوَاحِي الْبَلْقَاءِ بِالشَّامِ، فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَمِائَةٍ.
كَانَ أَحَدَ الشُّجْعَانِ الْمَذْكُورِينَ، وَلَمَّا احْتُضِرَ السَّفَّاحُ، كَتَبَ لَهُ بِوِلايَةِ الْعَهْدِ بَعْدَ الْمَنْصُورِ، فَكَانَ ذَا عَظَمَةٍ وَجَلالَةٍ، وَهُوَ الَّذِي انْتُدِبَ لِقِتَالِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، وَلِقِتَالِ أَخِيهِ حَتَّى ظَفِرَ بِهِمَا، وَتَوَطَّدَ مُلْكُ بَنِي الْعَبَّاسِ، بَعْدَ أَنْ أَشْرَفَ عَلَى الزَّوَالِ. ثُمَّ إِنَّ الْمَنْصُورَ لَمَّا تَمَكَّنَ، أَقْبَلَ عَلَى عِيسَى بْنِ مُوسَى بِالرَّغْبَةِ وَالرَّهْبَةِ، فَمَا زَالَ بِهِ حَتَّى أَلْزَمَهُ بِتَقْدِيمِ ابْنِهِ الْمَهْدِيِّ عَلَى نَفْسِهِ فِي وِلايَةِ الْعَهْدِ، وَقَدْ وَلِيَ إِمْرَةَ الْكُوفَةِ مُدَّةً.
وَكَانَ مُوسَى وَالِدُ هَذَا قَدْ تُوُفِّيَ شَابًّا فِي الْغَزْوِ بِأَرْضِ الرُّومِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ، فَنَشَأَ عِيسَى فِي كِفَالَةِ جَدِّهِ مُحَمَّدٍ الإِمَامِ.
وَيُقَالُ: إِنَّ الْمَنْصُورَ لَمَّا أَخَّرَ عِيسَى بْنَ مُوسَى فِي الْعَهْدِ، مَرَّ فِي مَوْكِبِهِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ مَاجِنٌ فَقَالَ: هَذَا الَّذِي أَرَادَ أَنْ يَكُونَ غَدًا فَصَارَ بَعْدَ غَدٍ.
وَحَكَى نِفْطَوَيْهِ فِي تَارِيخِهِ: إِنَّ الْمَنْصُورَ لَمَّا قَدَّمَ ابْنَهُ المهدي فِي وِلايَةِ الْعَهْدِ قَالَ مُخَنَّثٌ هَذَا اللَّفْظَ.
وقد بذل المنصور لعيسى أموالا عظيمة حَتَّى نَزَلَ عَنْ مَنْصِبِهِ، ثُمَّ إِنَّ الْمَهْدِيَّ لما استخلف لم يزل يفتل في الذروة والغارب حتى خلعه من ولاية العهد بعده لولده موسى ابن الْمَهْدِيِّ، كَمَا هُوَ مَذْكُورٌ فِي الْحَوَادِثِ.
تُوُفِّيَ عِيسَى سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/472)
314 - ت ق: عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ، الْمَدَنِيُّ، الْمَعْرُوفُ بِالْوَاسِطِيِّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
رَوَى عَنْ: مَوْلاهُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ النُّعْمَانِ، وَآدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَسَعْدَوَيْهِ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: اسْتَعْدَيْتُ عَلَيْهِ، وَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الْمُنْكَرَاتُ الَّتِي تَرْوِيهَا عَنِ الْقَاسِمِ؟ فَقَالَ: لا أَعُودُ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ، وَغَيْرُهُ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ.
فَأَمَّا:(4/473)
315 - عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ الْمَكِّيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
الَّذِي رَوَى عَنْهُ أَبُو عَاصِمٍ التَّفْسِيرَ، فَقَدْ مَرَّ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.(4/473)
316 - ن ق: عِيسَى بْنُ يَزِيدَ الأَزْرَقُ، أَبُو مُعَاذٍ النَّحْوِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
قَاضِي سَرْخَسَ.
حَدَّثَ عَنْ: جَرِيرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
وَعَنْ: أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَغَيْرِهِمْ،
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَعِيسَى غُنْجَارُ، وَحَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ، وَيَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، وَآخَرُونَ.
وَهُوَ صدوق.(4/473)
-[حَرْفُ الْغَيْنِ](4/474)
317 - غَوْثُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَبُو يَحْيَى الْحَضْرَمِيُّ، الْفَقِيهُ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
قَاضِي دِيَارِ مِصْرَ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَأَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وَكَانَ إِمَامًا عَارِفًا بِالْقَضَاءِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ: ولي قضاء مصر ثلاث مرات، تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/474)
318 - غِيَاثُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النخعيُّ الْكُوفِيُّ، [أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ] [الوفاة: 161 - 170 ه]
أَحد المتَّهمين.
رَوَى عَنْ: مُوسَى الْجُهَنِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ، وَمُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ.
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَسَلامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: يُعَدُّ فِي الْكُوفِيِّينَ، تَرَكُوهُ.
وَرَوَى عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: كَذَّابٌ، لَيْسَ بِثِقَةٍ، وَلا مَأْمُونٍ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ وَغَيْرُهُ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ، كُنْيَتُهُ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَدِمَ عَلَى الْمَهْدِيِّ بِعَشَرَةِ مُحَدِّثِينَ، مِنْهُمْ فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، وَغِيَاثُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَكَانَ الْمَهْدِيُّ يُحِبُّ الْحَمَامَ، فَلَمَّا أُدْخِلَ قِيلَ لَهُ: حَدِّثْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فحدثه عن فلان، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: " لا سَبْقَ إِلا فِي حَافِرٍ أَوْ نَصْلٍ "، وَزَادَ فِيهِ: " أَوْ جَنَاحٍ "، فَأَمَرَ لَهُ الْمَهْدِيُّ بَعَشَرَةِ آلافِ دِرْهَمٍ، فَلَمَّا قَامَ قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ قَفَاكَ قَفَا كَذَّابٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَإِنَّمَا اسْتَجْلَبْتَ ذَلِكَ، ثُمَّ أَمَرَ بِالْحَمَامِ فَذُبِحَتْ.
وَقَالَ الْجَوْزَجَانِيُّ، وَغَيْرُهُ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. [ص:475]
وقال العقيلي: حدثنا محمد بن زيدان، قال: حدثنا سلام بن سليمان، قال: حدثنا غِيَاثُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الأَغْنِيَاءَ بِاتِّخَاذِ الْغَنَمِ، وَأَمَرَ الْمَسَاكِينَ بِاتِّخَاذِ الدجاج ".(4/474)
-[حَرْفُ الْفَاءِ](4/475)
319 - فَتْحُ الْمَوْصِلِيُّ، هُوَ فَتْحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ وِشَاحٍ الأَزْدِيُّ الْمَوْصِلِيُّ الزَّاهِدُ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
أَحَدُ الْعَارِفِينَ.
ذَكَرَ الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ شَيْخُ الْمَوْصِلِ، أَنَّهُ لَقِيَ ثَمَانِمِائَةِ شَيْخٍ مَا فِيهِمْ أَعْقَلُ مِنْ فَتْحٍ.
وَكَانَ مَشْهُورًا بِالْعِبَادَةِ وَالْفَضْلِ، وَهُوَ فَتْحٌ الْمَوْصِلِيُّ الْكَبِيرُ، لا فَتْحٌ الصَّغِيرُ، وَلَقَدْ بَالَغَ الأَزْدِيُّ فِي " تَارِيخِ الْمُوَاصَلَةِ " فِي تَرْجَمَةِ هَذَا، وَجَمْعِ مَنَاقِبِهِ.
وَقَدْ رَوَى عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ يُوقِدُ فِي الأَتُّونِ بِالأُجْرَةِ بَعْدَمَا كَانَ يَصِيدُ السَّمَكَ، فَتَرَكَ صَيْدَهَا لِكَوْنِهِ اشْتَغَلَ عَنْ صَلاةِ الْجَمَاعَةِ بِمُعَالَجَةِ سَمَكَةٍ كَبِيرَةٍ حَتَّى أَخْرَجَهَا.
أَرْسَلَ إِلَيْهِ الْمُعَافَى بِأَلْفِ دِرْهَمٍ فَرَدَّهَا، وَأَخَذَ مِنْهَا دِرْهَمًا وَاحِدًا، مَعَ شِدَّةِ فَاقَةِ أَهْلِهِ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ كَانَ لا يَنَامُ إِلا قَاعِدًا، حَكَى عَنْهُ زَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ، وَعَفِيفُ بْنُ سَالِمٍ، وَقَاسِمٌ الْحِمْصِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَكَانَ كَثِيرَ الْبُكَاءِ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، لازما لِقِيَامِ اللَّيْلِ.
يُرْوَى أَنَّ أَمِيرَ الْمَوْصِلِ أَحْمَدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَلِيٍّ الْعَبَّاسِيَّ عَادَهُ فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِ، وَخَرَجَ ابْنُهُ فَقَالَ: هُوَ نَائِمٌ، فَقَالَ فَتْحٌ مِنْ دَاخِلٍ: مَا أَنَا بِنَائِمٍ، مَا لِي وَلَكَ؟ قَالَ: هَذِهِ عَشَرَةُ آلافِ دِرْهَمٍ ضَعْهَا حَيْثُ شِئْتَ، قَالَ: بَلْ ضَعْهَا أَنْتَ فِي مَوَاضِعِهَا، وَمَا خَرَجَ إِلَيْهِ. [ص:476]
وَقِيلَ: إِنَّهُ نَظَرَ إِلَى الدَّخَاخِينِ يَوْمَ الْعِيدِ فَغُشِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: ذَكَرْتُ دُخَانَ جَهَنَّمَ.
وَحَكَى أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ أَنَّهُ شَهِدَ جِنَازَةَ فتح الْمَوْصِلِيِّ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ: فَمَا بَقِيَ مِلِّيٌّ وَلا ذِمِّيٌّ إِلا حَضَرَهَا.
وَعَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ، أَنَّ فَتْحًا قَالَ: إِلَهِي، كَمْ تُرَدِّدُنِي في طرق الدينا، أَمَا آنَ لِلْحَبِيبِ أَنْ يَلْقَى حَبِيبَهُ؟.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ: دَخَلْتُ عَلَى فَتْحٍ الْمَوْصِلِيِّ، وَهُوَ يُوقِدُ بِالأُجْرَةِ، وَكَانَ شَرِيفًا مِنَ الْعَرَبِ.
وَعَنْ بِشْرٍ الْحَافِي قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ بِنْتًا لِفَتْحٍ عَرِيَتْ، فَقِيلَ: أَلا تَطْلُبُ مَنْ يَكْسُوهَا؟ قَالَ: أَدَعُهَا لِيَرَى اللَّهُ عُرْيَهَا، وَصَبْرِي عَلَيْهَا.
وَيُقَالُ: تُوُفِّيَ فَتْحٌ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/475)
320 - فُرَاتُ بْنُ السَّائِبِ، أَبُو سُلَيْمَانَ، وَقِيلَ: أَبُو الْمَعَالِي، الْجَزَرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
رَوَى عَنْ: مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ كَثِيرًا، وَعَنْ غَيْرِهِ،
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ الْبَرَاءُ، وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، وَعَامِرُ بْنُ سَيَّارٍ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، وَشَبَّابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَالْحَكَمُ بْنُ مَرْوَانَ، وَآخَرُونَ.
قَالَ الْبُخَارِيّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ مِمَّنْ يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَنِ الأَثْبَاتِ، لا تَجُوزُ الرِّوَايَةُ عَنْهُ.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيّ: قَالَ الْبُخَارِيُّ: كُوفِيٌّ تَرَكُوهُ.(4/476)
321 - فَضَّالُ بْنُ جُبَيْرٍ، أَبُو الْمُهَنَّدِ الْغُدَانِيُّ، الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
ذُكِرَ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ: أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ،
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: رَوَى أَحَادِيثَ غَيْرَ مَحْفُوظَةٍ.
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكَتَّانِيُّ، عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ، قَالَ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ بِحَالٍ.
وَقَالَ فِي تَارِيخِهِ: فَضَّالٌ لا شَيْءَ، رَوَى عَنْ بِشْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " سَاعَاتُ الأَمْرَاضِ يُذْهِبْنَ سَاعَاتُ الْخَطَايَا ".
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، بِقِرَاءَتِي عَنْ عبد المعز بن محمد البزاز: أن يوسف بن أيوب الزاهد أخبرهم، أن أحمد بن محمد بن النَّقور، قال: أخبرنا عبيد الله بن محمد، قال: أخبرنا أبو القاسم البغوي، قال: حدثنا طالوت، قال: حدثنا فضال، قال: حدثنا أمامة قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: " إِنَّ أَوَّلَ الآيَاتِ طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا "، هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفُ الإِسْنَادِ، إِلا أَنَّ مُسْلِمَ بْنَ الْحَجَّاجِ رَوَاهُ فِي صَحِيحِهِ، مِنْ حديث ابن عمرو.(4/477)
322 - الفضل بن مهلهل. [الوفاة: 161 - 170 ه]
شيخ زاهد عابد، كُوفِيٌّ، وَهُوَ أَخُو مُفَضَّلِ بْنِ مُهَلْهَلٍ. [ص:478]
رَوَى عَنْ: مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَمُغِيرَةَ بْنِ مِقْسَمٍ، وَحَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ.
وَعَنْهُ: الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ الْبَوَارِيُّ، وَغَيْرُهُ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبْ حَدِيثُهُ.(4/477)
323 - 4 م تبعاً: فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، الْكُوفِيُّ، الْعَنْزِيُّ، مَوْلاهُمُ، الأَغَرُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، وَشَقِيقِ بْنِ عُقْبَةَ، وَأَبِي سَلَمَةَ الجهني، وجماعة.
وَقِيلَ: أَنَّهُ رَوَى عَنْ أَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ. وَرَوَى عَنْهُ: أَبُو أُسَامَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَوَكِيعٌ، وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَسَعْدَوَيْهِ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيفٌ.
وَضَعَّفَهُ ابن معين مرة.
وقال الحاكم: عيب عَلَى مُسْلِمٍ إِخْرَاجَهُ فِي صَحِيحِهِ.
قُلْتُ: إِنَّمَا رَوَى لَهُ فِي الْمُتَابَعَاتِ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ " الضُّعَفَاءِ "، وَلا النَّسَائِيُّ، وَلا الْعُقَيْلِيُّ، وَلا أَبُو بِشْرٍ الدُّولابِيُّ، وَهُوَ صَالِحُ الْحَدِيثِ. [ص:479]
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ جِدًّا، كَانَ مِمَّنْ يَرْوِي عَنْ عَطِيَّةَ الْمَوْضُوعَاتِ، ثُمَّ قَالَ: والذي عندي أن كل ما رَوَى عَنْ عَطِيَّةَ مِنَ الْمَنَاكِيرِ يُلْزِقُ بِعَطِيَّةَ، وَيَبْرَأُ فُضَيْلٌ مِنْهَا، إِلَى أَنْ قَالَ: وَهُوَ ممن أستخير اللَّهَ فِيهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: سُئِلَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْهُ، فَقَالَ: ضَعِيفٌ.
قُلْتُ: وَهُوَ شِيعِيٌّ غَيْرُ رَافِضِيٍّ.
قَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ: جَاءَ فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ - وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الْهُدَى زُهْدًا وَفَضْلا - إِلَى الْحَسَنِ بْنِ حَيٍّ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ لَيْسَ عِنْدَهُ طَعَامٌ، فَأَخْرَجَ لَهُ سِتَّةَ دَرَاهِمَ، وَقَالَ: مَا مَعِي غَيْرُهَا، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ: لَيْسَ عِنْدَكَ غَيْرُهَا، وَأَنَا آخذها، فأبى الحسن إلا أن يأخذها، فأخذ ثلاثة، وترك ثلاثة.(4/478)
324 - ع: فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، هُوَ أَبُو يَحْيَى، فُلَيْحُ ين سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، الْمَدَنِيُّ، مَوْلَى آلِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، الْعَدَوِيِّ. وَيُقَالُ: اسْمُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ، وَغَلَبَ عَلَيْهِ فُلَيْحٌ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
كَانَ مِنْ كِبَارِ عُلَمَاءِ الْعَصْرِ.
رَوَى عَنْ: نُعَيْمٍ الْمُجْمِرِ، وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَالزُّهْرِيِّ، وَعَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ السَّاعِدِيِّ، وَعَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، وَسَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ الأَنْصَارِيِّ، وَطَبَقَتِهِمْ،
وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَسُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، وَسَعِيدُ بْنُ منصور، وَابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، وَعَدَدٌ كَثِيرٌ.
وَغَيْرُهُ أَوْثَقُ مِنْهُ، مَعَ احْتِجَاجِ الشَّيْخَيْنِ بِهِ.
قَالَ عَبَّاسٌ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ ذَكَرَ فُلَيْحَ بْنَ سُلَيْمَانَ، فَلَمْ يُقَوِّ أَمْرَهُ. وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: هُوَ وابن أبي الزِّنَادِ، والدراوردي، وأبو أويس، أثبتهم عبد العزيز الدراوردي.
وَرَوَى مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: فُلَيْحٌ ضَعِيفٌ. [ص:480]
وَكَذَا رَوَى عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ عَنْهُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ، وَالنَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: كَانَ يُقَالُ: ثَلاثَةٌ يُتَّقَى حَدِيثُهُمْ: مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، وَأَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، وَفُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، سَمِعْتُ هَذَا مِنْ أَبِي كَامِلٍ مُظَفَّرِ بْنِ مُدْرِكٍ، وَكُنْتُ آخُذُ عَنْهُ هَذَا الشَّأْنَ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: مَا سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يُحَدِّثُ عَنْ فُلَيْحِ بْنِ سُلَيْمَانَ.
وقال الْعُقَيْلِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قال: حَدَّثَنَا سعيد بن منصور، قال: حدثنا فُلَيْحٌ، عَنْ أَبِي طُوَالَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " مَنْ تَعَلَّمَ علما مما يبتغى به وجه الله لا يَتَعَلَّمُهُ إِلا لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا، لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الْجَنَّةِ ".
ثُمَّ قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: الرِّوَايَةُ فِي هَذَا الْبَابِ لَيِّنَةٌ.
قُلْتُ: هَذَا الْحَدِيثُ عَلَى نَكَارَتِهِ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
مَاتَ فُلَيْحٌ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ ومائة.(4/479)
-[حَرْفُ الْقَافِ](4/481)
325 - م 4: الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَبُو الْمُغِيرَةِ الأَزْدِيُّ، الْحُدَّانِيُّ، الْبَصْرِيُّ [الوفاة: 161 - 170 ه]
كَانَ يَنْزِلُ فِي بَنِي حُدَّانَ، فَعُرِفَ بِهِمْ.
رَوَى عَنْ: ابْنِ سِيرِينَ، وَثُمَامَةَ بن حزم الْقُشَيْرِيِّ، وَأَبِي نَضْرَةَ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَحِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: هُوَ مِنْ مَشَايِخِنَا الثِّقَاتِ.
قُلْتُ: أَوْرَدَهُ الْعُقَيْلِيُّ فِي كِتَابِ " الضعفاء "، فما تعلق عليه بشيء، بل استغرب له، فقال: حدثنا محمد بن إسماعيل هو الصائغ، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا الْقَاسِمُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: بَيْنَمَا رَاعٍ يَرْعَى غَنَمًا، إِذْ جَاءَ ذِئْبٌ فَأَخَذَ مِنْهَا شَاةً، فَخَلَّصَهَا الرَّاعِي، فَقَالَ الذئب: يا راع أَلا تَتَّقِي اللَّهَ؟ .... الْحَدِيثَ.
قُلْتُ: صَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ.
مَاتَ الْحُدَّانِيُّ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَيُقَالُ: سَنَةَ ثَمَانٍ.(4/481)
326 - خ د: قُرَيْشُ بْنُ حَيَّانَ الْعِجْلِيُّ، أَبُو بَكْرٍ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَقَتَادَةَ، وَأَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، وَأَبِي غَالِبٍ الْبَاهِلِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ.
وَعَنْهُ: الأوزاعي - وهو أقدم وأجل منه - ووكيع، وَابْنُ وَهْبٍ، وَيَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ الْعَيْشِيُّ، وخلق. [ص:482]
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَالنَّسَائِيُّ.(4/481)
327 - م 4: قُطْبَةُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سِيَاهٍ الأَسَدِيُّ الْحِمَّانِيُّ، الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: الأَعْمَشِ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَعَاصِمُ بْنُ يُوسُفَ، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَأَحْمَدُ.(4/482)
328 - قَطَرِيٌّ الْخَشَّابُ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: سَرِيعٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، وَعَبْدِ الْوَارِثِ مَوْلَى أَنَسٍ، وَمُدْرِكٍ،
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَعُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَطَّارُ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ صَالِحٍ وَآخَرُونَ.
مَحِلُّهُ الصِّدْقُ.(4/482)
329 - د ت ق: قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، يُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ، الأسَدِيَّ، الْكُوفِيَّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
أَحَدَ الأَعْلامِ، عَلَى لِينٍ فِي رِوَايَتِهِ.
رَوَى عَنْ: عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، وَزِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، وَعَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، وَمُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، وَزُبَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ، وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَالثَّوْرِيُّ، وَهُمَا مِنْ أَقْرَانِهِ، وَإِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، وَوَكِيعٌ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بن الرّيّان، وعدد كثير.
وكان شُعْبَةُ مَعَ نَقْدِهِ لِلرِّجَالِ يُثْنِي عَلَى قَيْسٍ.
وَقَالَ عَفَّانُ: كَانَ ثِقَةً.
وَلَيَّنَهُ أَحْمَدُ بْنُ حنبل. [ص:483]
وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال مرة: كَانَ يُضَعَّفُ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ رِوَايَاتِهِ مستقيمة، ثم قال: والقول فيه ما قال شُعْبَةُ، وَأَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ بن شيبة: هو عند جميع أَصْحَابِنَا صَدُوقٌ، وَكِتَابُهُ صَالِحٌ، ثُمَّ قَالَ: وَهُوَ رَدِيءُ الْحِفْظِ جِدًّا.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: مَا سَمِعْتُ يَحْيَى، وَلا عَبْدَ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثَانِ عَنْ قَيْسٍ شَيْئًا قَطُّ.
وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ قَالَ: كَانَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ يقول: كان قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ لا يُفَرِّقُ بَيْنَ " لا بأس " وبَيْنَ " كُرِه ".
وَقَالَ الْفَلاسُ: كَانَ ابْنُ مَهْدِيٍّ حَدَّثَ عَنْ قَيْسٍ أَوَّلا، ثُمَّ تَرَكَهُ.
وَقَالَ مُحْمُودُ بْنُ غيلان: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: كَانَ قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ اسْتَعْمَلَهُ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَى الْمَدَائِنِ، فَكَانَ يُعَلِّقُ النِّسَاءَ بِثَدْيِهِنَّ وَيُرْسِلُ عَلَيْهِنَّ الزَّنَابِيرَ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُبَيْدٍ يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ قَيْسٌ عِنْدَنَا بِدُونِ سُفْيَانَ، ولكنه اسْتُعْمِلَ، فَأَقَامَ عَلَى رَجُلٍ الْحَدَّ فَمَاتَ، فَطَفَى أَمْرُهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ أَبُو الْوَليِدِ: كَانَ شَرِيكٌ فِي جِنَازَةِ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ فَقَالَ: مَا تَرَكَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ
قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: كَتَبْتُ عَنْ قَيْسٍ سِتَّةَ آلافِ حَدِيثٍ.
وَقَالَ سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: أَدْرِكْ قَيْسَ بْنَ الرَّبِيعِ لا يَفُوتُكَ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: أَلا تَعْجَبُونَ مِنْ هَذَا الأَحْوَلِ، يَقَعُ فِي قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، يَعْنِي يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ. [ص:484]
وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
مات قَيْسٌ سَنَةَ ثَمَانٍ أَوْ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/482)
-[حَرْفُ الْكَافِ](4/484)
330 - ق: كَثِيرُ بْنُ سُلَيْمٍ الضَّبِّيُّ الْمَدَائِنِيُّ، أَبُو سَلَمَةَ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَالضَّحَّاكِ.
وَعَنْهُ: أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، وَسَلامُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَدَائِنِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَعَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، وَجُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوارب، وَآخَرُونَ.
ضَعَّفَهُ ابْنُ الْمَدِينِيِّ، وَالنَّاسُ.
وَقَالَ الْنَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ. ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ، وَغَيْرُهُ: هُوَ كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأُبُلِّيُّ.
وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، وَجَمَاعَةٌ، وَهُوَ الصَّحِيحُ.(4/484)
331 - كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّامِيُّ النَّاجِيُّ، أَبُو هَاشِمٍ الأُبُلِّيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
وَعَنْهُ: قُتَيْبَةُ، وَأَبُو إِبْرَاهِيمَ التُّرْجُمَانِيُّ، وَبِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شِبْهُ الْمَتْرُوكِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. [ص:485]
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: هُمَا وَاحِدٌ. فَوَهِمَ.
قُلْتُ: وَهَذَا لَعَلَّهُ تَأَخَّرَ إِلَى بَعْدِ السَّبْعِينَ، فَإِنَّ قُتَيْبَةَ لَقِيَهُ.
قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيِّ، عَنْ زَيْنَبَ، وعبد المعز كتابة، قالت: أخبرنا وَجِيهُ بْنُ طَاهِرٍ، أَنَّ أَبَا حَامِدٍ الأَزْهَرِيَّ أَخْبَرَهُ، وقال الآخر: قال: أخبرنا زاهر، أن سعيدا العيار أخبره قالا: أخبرنا الحسن بن أحمد، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق السراج، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أَبُو هَاشِمٍ كَثِيرٌ الأُبُلِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّةَ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - الْمَدِينَةَ، وَأَنَا ابْنُ ثَمَانِ سِنِينَ، وَكَانَ أَبِي تُوُفِّيَ، وَتَزَوَّجَتْ أُمِّي بِأَبِي طَلْحَةَ، وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ إِذْ ذَاكَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَيْءٌ، ورما بِتْنَا اللَّيْلَةَ وَاللَّيْلَتَيْنِ بِغَيْرِ عَشَاءٍ، فَوَجَدْنَا كَفًّا مِنْ شَعِيرٍ ... ، وَخَبَزْتُ مِنْهُ قُرْصَيْنِ، الْحَدِيثَ بِطُولِهِ.(4/484)
332 - د ت ق: كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْف بْنِ زَيْدِ بْنِ مِلْحَةَ الْمُزَنِيُّ، الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ بِنُسْخَةٍ، وَعَنْ: نَافِعٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقَرَظِيِّ،
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَخَلْقٌ.
اتَّفَقُوا عَلَى ضَعْفِهِ، وَضَرَبَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَلَى حَدِيثِهِ.
وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: هُوَ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الْكَذِبِ.
وَكَذَا قَالَ أَبُو دَاوُدَ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
وَرَوَى الدَّارِمِيُّ، عَنِ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْس بِشَيْءٍ. [ص:486]
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ.
وَكَذَا قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ.
وَأَمَّا الترمذي فأخذ بمليء فَقَالَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدٍ فِي حَدِيثِ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ فِي سَاعَةِ الْجُمُعَةِ؟ قَالَ: هُوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ، إِلا أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَحْمِلُ عَلَى كَثِيرٍ، يُضَعِّفُهُ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي كَثِيرٌ، عَنْ أبيه، عن جده نُسْخَةً مَوْضُوعَةً، لا يَحِلُّ ذِكْرُهَا إِلا عَلَى جِهَةِ التَّعَجُّبِ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/485)
333 - كُلْثُومُ بْنُ زِيَادٍ الْمُحَارِبِيُّ، مَوْلاهُمُ، الشَّامِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
قَاضِي دِمَشْقَ.
رَوَى عَنْ: مَوْلاهُ قَاضِي دِمَشْقَ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ، وَعَنْ: أبَيِ كَثِيرٍ السُّحَيْمِيِّ صَاحِبِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَشَدَّادِ أَبِي عَمَّارٍ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
ضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَيْسَ لَهُ مِنَ الْحَدِيثِ إِلا الْيَسِيرُ.
وَأَشَارَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ إلى توثِيقِه.(4/486)
334 - كَوْثَرُ بْنُ حَكِيمٍ الهمداني الكوفي، [الوفاة: 161 - 170 ه]
نزيل حلب.
رَوَى عَنْ: عَطَاءٍ، وَنَافِعٍ، وَمَكْحُولٍ، وَغَيْرِهِمْ،
وَعَنْهُ: مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَأَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يزيد الرَّهَاوِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيهِ: لَيْسَ بِشَيْءٍ، أَحَادِيثُهُ بَوَاطِيلُ، [ص:487] كَانَ هُشَيْمٌ ذَهَبَ إِلَى حَلَبَ فَسَمِعَ مِنْهُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ، وَغَيْرُهُمَا: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وقال ابن خُزَيْمَةَ: لا أَحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ السَّعْدِيُّ: لا أَسْتَحِلُّ كِتَابَةَ حَدِيثِهِ؛ لأنه مصرح.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ضَعِيفٌ.(4/486)
335 - كَيْسَانُ، أَبُو عَمْرو الْفَزَارِيُّ الْكُوفِيُّ، الْقَصَّارُ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: مَوْلاهُ يَزِيدَ بْنِ بِلالٍ الْفَزَارِيِّ، وَزَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَلَوِيِّ،
وَعَنْهُ: الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ يَعْلَى الأَسْلَمِيُّ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ النُّعْمَانِ، وَغَيْرُهُمْ.
ضَعَّفَهُ ابن معين.(4/487)
-[حَرْفُ الْمِيمِ](4/487)
336 - مَالِكُ بْنُ الْهَيْثَمِ، أَبُو نَصْرٍ الْخُزَاعِيُّ، الْمَرْوَزِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
أَحَدُ النُّقَبَاءِ الاثْنَيْ عَشَرَ النَّاهِضِينَ بِأَعْبَاءِ مَنْشَأِ الدَّوْلَةِ الْعَبَّاسِيَّةِ، قَامُوا بِخُرَاسَانَ مَعَ أَبِي مُسْلِمٍ صَاحِبِ الدَّوْلَةِ فَاسْتَوْلَوْا عَلَى مَرْوَ، ثُمَّ عَلَى مَمْلَكَةِ خُرَاسَانَ كُلِّهَا، وَتَمَّ الأَمْرُ، وَقُلِعَتِ الدَّوْلَةُ الأموية بشروشها، فقد كان المنصور يعظم أبا نَصْرٍ هَذَا وَيُجِلُّهُ.
وَحَكَى عَنْهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدَائِنِيُّ، وَقَدْ رُمِيَ بِأمرٍ عظيم الزَّنْدَقَةِ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ بِسَرِيرَتِهِ. يُقَالُ: كَانَ عَلَى رَأْيِ الْخُرَّمِيَّةِ فِي إِبَاحَةِ الْمَحَارِمِ. [ص:488]
وَهُوَ جَدُّ الْفَقِيهِ الشَّهِيدِ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ الْخُزَاعِيِّ، الَّذِي قَتَلَهُ الْوَاثِقُ، وَكَانَ مَالِكٌ هَذَا قَدْ قَدِمَ الشَّامَ، وَاجْتَمَعَ بِإِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الإِمَامِ.(4/487)
337 - د ت ق: مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، أَبُو فَضَالَةَ الْقُرَشِيُّ، الْعَدَوِيُّ، مَوْلاهُمُ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
أَحَدُ الْعُلَمَاءِ الكبار، رأى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُصَلِّي،
وَرَوَى عَنْ: الْحَسَنِ، وَبَكْرٍ الْمُزَنِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَعَفَّانُ، وَمُسْلِمٌ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَمُوسَى التَّبُوذَكِيُّ، وَسَعْدَوَيْهِ الْوَاسِطِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَهُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
وَكَانَ يَحْيَى الْقَطَّانُ يُحْسِنُ الثَّنَاءَ عَلَيْهِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: شَدِيدُ التَّدْلِيسِ، فَإِذَا قَالَ: حَدَّثَنَا، فَهُوَ ثَبْتٌ.
وَقَدِ اسْتَشْهَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ.
وَكَانَ عَفَّانُ يَرْفَعُهُ، وَيُوَثِّقُهُ، وَقَالَ: كَانَ مِنَ النُّسَّاكِ - رَحِمَهُ اللَّهُ -.
وَلَمْ يَذْكُرْهُ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ " الضُّعَفَاءِ ".
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ ابْنَ مَعِينٍ عَنْهُ فَقَالَ: هُوَ مِثْلُ الرَّبِيعِ بْنِ صُبَيْحٍ فِي الضَّعْفِ.
وَقَالَ حَجَّاجٌ: سَأَلْتُ شُعْبَةَ، عَنْ مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ وَالرَّبِيعِ، فقال: مبارك أحب إلي منه.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: لم نكتب لمبارك إلا ما قَالَ فِيهِ: سَمِعْتُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ الْمَرُّوذِيّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: مَا رَوَى مُبَارَكٌ عَنِ [ص:489] الْحَسَنِ، يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ مُبَارَكٌ: جَالَسْتُ الْحَسَنَ ثَلاثَ عَشْرَةَ سَنَةً.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: قَدَرِيٌّ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ أَحَادِيثِهِ مُسْتَقِيمَةٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ، وَأَبُو حَاتِمٍ: هُوَ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنَ الرَّبِيعِ بْنِ صُبَيْحٍ.
وَذَكَرَ الْخَطِيبُ أَنَّ مُبَارَكًا قَدِمَ عَلَى الْمَنْصُورِ بِبَغْدَادَ، وَأَنَّهُ سَمِعَ مِنْ نَصْرِ بْنِ رَاشِدٍ فِي سَنَةِ مِائَةٍ، وَكَانَ جَدُّهُ أَبُو أُمَيَّةَ مَوْلًى لِعُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَكَانَ قد أدَّى كِتَابَتِهِ، وَأَطْلَقَ لَهُ عُمَرُ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَعَالِي أَحْمَدُ بن المؤيد قال: أخبرنا الفتح بن عبد السلام، قال: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بن أحمد الطرائفي، قالوا: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد المعدل، قال: أخبرنا عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، قال: حدثنا جعفر بن محمد القاضي، قال: حدثنا شيبان بن فروخ، قال: حدثنا مبارك بن فضالة، قال: حدثنا الْحَسَنُ، فِي هَذِهِ الآيَةِ: " أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ "، قَالَ: هُوَ الْمُنَافِقُ لا يَهْوَى شَيْئًا إِلا رَكِبَهُ.
قَالَ خَلِيفَةُ، وَحَجَّاجٌ الأَعْوَرُ، وَغَيْرُهُمَا: مَاتَ مُبَارَكٌ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: سَنَةَ خَمْسٍ.
وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: سَنَةَ سِتٍّ.(4/488)
338 - مُبَشِّرُ بْنُ مُكْشِرٍ الْقَيْسِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
[ص:490]
عَنْ: أَبِي حَازِمٍ الأَعْرَجِ، وَسُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَابْنِ خُثَيْمٍ، وَابْنِ عَجْلانَ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَعَفَّانُ، وَعَلِيٌّ اللاحِقِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَوْنٍ الزِّيَادِيُّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
قُلْتُ: لَمْ يُخَرِّجُوا لِذَا شيئا.(4/489)
339 - ق: مُبَشِّرُ بْنُ عُبَيْدٍ الْكُوفِيُّ ثُمَّ الْحِمْصِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، وَالزُّهْرِيِّ، وَقَتَادَةَ، وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ.
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَأَبُو الْيَمَانِ، وَأَبُو حَيْوَةَ شُرَيْحٌ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ عَبْدُ الْقُدُّوسِ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَوَهَّاهُ ابْنُ عَدِيٍّ وَسَرَدَ لَهُ نَحْوَ عَشَرَةَ أَحَادِيثَ مَنَاكِيرَ.
وَقَالَ أَبُو الْمُغِيرَةِ: كَانَ عَارِفًا بِالنَّحْوِ وَالْعَرَبِيَّةِ.
بَقِيَّةُ: حّدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " شَرُّ الْحَمِيرِ الأَسْوَدُ الْقَصِيرُ ".(4/490)
340 - مُحَمَّدُ بْنُ إِبَّانَ بْنِ صَالِحٍ الْقُرَشِيُّ، الْكُوفِيُّ [الوفاة: 161 - 170 ه]
جَدُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ مَشْكِدَانَةَ.
رَوَى عَنْ: عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَأَبِي إِسْحَاقَ.
وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيَّانِ، وَيَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ.
ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ. [ص:491]
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، يَتَكَلَّمُونَ فِي حِفْظِهِ.
يَحْيَى بْنُ حسان التنيسي، قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: " مَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً عَلَى صَدَاقٍ يَنْوِي أَنْ لا يُؤَدِّيَهُ فَهُوَ زَانٍ، وَمَنِ ادَّانَ دَيْنًا يَنْوِي أَنْ لا يُؤَدِّيَهُ فَهُوَ سَارِقٌ ".
وَهَذَا يُرْوَى مِنْ قَوْلِ صُهَيْبٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كان من دعاة المرجئة. كذا أورد العقيلي هذا الكلام فِي تَرْجَمَةِ هَذَا.
وَإِنَّمَا الَّذِي قَالَ فِيهِ أَحْمَدُ ذَلِكَ:(4/490)
• - مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ الْجُعْفِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
يَرْوِي عَنْ: أَبِي إِسْحَاقَ، وَحَمَّادٍ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رَفِيعٍ،
أَكْثَرَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْفَقِيهُ.
نَعَمْ هُمَا وَاحِدٌ، تَبَيَّنَ لِي ذَلِكَ، وهو صاحب الترجمة، وأصله من العرب، جعفي أَصَابَهُ سَبَاءٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَوَلاؤُهُ لِقُرَيْشٍ.
وَقِيلَ: بَلْ تَزَوَّجَ فِي الْجُعْفِيِّينَ فَنُسِبَ إِلَيْهِمْ.
وَقَدْ ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ، وَلَمْ يُتْرَكْ.
وَقَدْ روى عنه أيضا يحيى الحماني، وعملها لاثنين ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَهُمَا وَاحِدٌ.(4/491)
341 - د ت ن: مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ مِهْرَانَ، أَبُو إِبْرَاهِيمَ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
[ص:492]
رَوَى عَنْ: جَدِّهِ، وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَعَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ.
وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وسْلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ.
صُوَيْلِحُ الْحَدِيثِ.(4/491)
342 - مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ الزُّبَيْدِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
رَوَى عَنْ: مَنْصُورٍ، وَالأَعْمَشِ، وَمُغِيرَةَ بْنِ مِقْسَمٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، وَعِدَّةٍ،
وَعَنْهُ: أَبُو نُعَيْمٍ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
شِيعِيٌّ مَحِلُّهُ الصِّدْقُ.(4/492)
343 - مُحَمَّدُ بْنُ أَعْيَنَ، أَبُو الْعَلانِيَةِ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
سَمِعَ: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى،
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَحِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، وَغَيْرُهُمْ.
مَا بِهِ بَأْسٌ، وَرَوَى عَنْهُ أَيْضًا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ.
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ المنعم مرات، قال: أخبرنا الكندي إجازة، قال: أخبرنا ابن السمرقندي، قال: أخبرنا ابن النقور، قال: حدثنا ابن حبابة، قال: حدثنا أبو القاسم البغوي، قال: حدثنا طالوت بن عباد، قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَعْيَنَ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى يُلَبِّي بِالْكُوفَةِ بِأَعْلَى صَوْتِهِ فِي غَيْرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، فَسَأَلْتُ بَعْضَهُمْ فَقَالَ: إِنَّهُ يُلَبِّي مِنَ السَّنَةِ إِلَى السَّنَةِ.(4/492)
344 - ن: مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ بَشِيرٍ الأَسْلَمِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَزِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، وَإِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ حَكِيمٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَطَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ، وَأَبُو أَحْمَدُ الزُّبَيْرِيُّ.(4/492)
345 - ع: مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ الأَنْصَارِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
أَخُو إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ، وَكَثِيرٍ، وَيَحْيَى، وَيَعْقُوبَ. [ص:493]
رَوَى عَنْ: أَبِي طُوَالَةَ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَشَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَقَالُونُ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَإِسْحَاقُ الْفَزَارِيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.(4/492)
346 - مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ الثَّقَفِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَالْحَسَنِ.
وَعَنْهُ: عَفَّانُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدِّمِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.(4/493)
347 - مُحَمَّدُ بْنُ حِطَّانَ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ الْجُبَيْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: بَكْرٍ الْمُزَنِيِّ، وَأَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ.
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَيَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ.
لَمْ يُضَعِّفْهُ أَحَدٌ.(4/493)
348 - مُحَمَّدُ بْنُ خُوطٍ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: نَافِعٍ، وَأَبِي حَازِمٍ الأَعْرَجِ، وَعِيسَى بْنِ النُّعْمَانِ الزُّرَقِيِّ.
وَعَنْهُ: عَبَّاسُ بْنُ أَبِي شَمْلَةَ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْقَطْوَانِيُّ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: لَهُ أَحَادِيثُ مُتَقَارِبَةٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا أَعْرِفُهُ.(4/493)
349 - 4: مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ الْمَكْحُولِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ، [أَبُو يَحْيَى] [الوفاة: 161 - 170 ه]
نَزِيلُ الْبَصْرَةِ.
عَنْ: عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، وَأَبِي وَهْبٍ عُبَيْدِ اللَّهِ الْكَلاعِيِّ، وَمَكْحُولٍ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي رُقَيَّةَ، وطائفة.
وَعَنْهُ: سيفان، وَشُعْبَةُ مَعَ تَقَدُّمِهِمَا، وَبَقِيَّةُ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَغَيْرُهُمْ، وَحِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، [ص:494] وَحَفْصٌ الْحَوْضِيُّ، وَبِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَشَيْبَانُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُمَحِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: يُعْتَبَرُ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: ليس بحديثه بأس، إذا حدث عنه ثقة فَحَدِيثُهُ مُسْتَقِيمٌ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ: يُكَنَّى أَبَا يَحْيَى.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا فِي الْحَدِيثِ أَوْرَعَ مِنْهُ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: قَالَ أَبُو النَّضْرِ: كُنْتُ أُوَضِّئُ شُعْبَةَ بِالرَّصَافَةِ، فَدَخَلَ مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، فَقَالَ شُعْبَةُ: أَمَا كَتَبْتَ عَنْهُ؟ أَمَا إِنَّهُ صَدُوقٌ، وَلَكِنَّهُ شِيعِيٌّ قَدَرِيٌّ.
وَقَالَ الْفَلاسُ: كَانَ قَدَرِيًّا.
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ لِي: لا تَكْتُبْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ، فَإِنَّهُ مُعْتَزِلِيٌّ رَافِضِيٌّ.
وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: لَمْ يَكُنْ ثِقَةً، كَانَ يُصَحِّفُ.
وَقَالَ الْجَوْزَجَانِيُّ: مُشْتَمِلٌ عَلَى غَيْرِ بِدْعَةٍ، وَكَانَ مُتَحَرِّيًا لِلصِّدْقِ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: بَلَغَنِي عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: كَيْفَ لَمْ تَكْتُبْ عَنِ ابْنِ رَاشِدٍ؟ قَالَ: كَانَ يَرَى الْخُرُوجَ عَلَى الإِمَامِ. ثُمَّ قَالَ أَبُو [ص:495] زرعة: مات بعد سنة ستين ومائة.(4/493)
350 - محمد بْنُ رَاشِدٍ الْبَصْرِيُّ، أَبُو نَضْلَةَ، الْقُرَشِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ،
وَعَنْهُ: يُونُسُ الْمُؤَدِّبُ، وَحِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ، وَغَيْرُهُمْ.(4/495)
351 - مُحَمَّدُ بْنُ الزُّبَيْرِ الْقُرَشِيُّ، مَوْلاهُمْ، [أَبُو بِشْر] [الوفاة: 161 - 170 ه]
إِمَامُ جَامِعِ حَرَّانَ.
رَوَى عَنْ: الزُّهْرِيِّ، وَغَيْرِهِ،
وَعَنْهُ: أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ، وَغَيْرُهُمْ،
وَكَانَ يُؤَدِّبُ أَوْلادَ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: فِي حَدِيثِهِ شَيْءٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْمَتِينِ.
وَقَالَ ابن عدي: منكر الحديث.
وقال البخاري: لا يُتَابَعُ فِي حَدِيثِهِ عَنْ حَجَّاجٍ الرَّقِّيِّ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: يُكَنَّى أَبَا بِشْرٍ.
مَاتَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/495)
352 - مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَارَّةَ، هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَارَّةَ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
ورى عَنْ: سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَرْسَلَ عَنِ السَّيِّدِ الْحَسَنِ،
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَسَّانٍ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَلا شَيْءَ لَهُ فِي الْكُتُبِ الستة.(4/495)
• - مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ أَبُو هِلالٍ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
يُذكر بِكُنْيَتِهِ(4/496)
353 - مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ، أَبُو هِلالٍ الْمَكِّيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
رَوَى عَنْ: ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ،
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ.
لا يَكَادُ يُعْرَفُ.(4/496)
354 - مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: الحسن البصري.
رَوَى عَنْهُ: زَيْدِ بْنِ أَبِي الزَّرْقَاءِ.(4/496)
355 - مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
شَيْخٌ،
رَوَى عَنْ: عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَهُوَ الطَّائِفِيُّ.
حَدَّثَ عَنْهُ: الْعَبَّاسُ بْنُ سُلَيْمٍ الْمَوْصِلِيُّ.(4/496)
356 - مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ الْخُرَاسَانِيُّ، الْبَلْخِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
رَوَى عَنْ: الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ.
وَعَنْهُ: مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى الْفَزَارِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَلَمْ يَلْقَهُ بِبَلْخَ، بَلْ قَالَ: لَقِيتُهُ بِمَكَّةَ.
وَكَانَ ابْنُ عُيَيْنَةَ يُكْرِمُهُ.(4/496)
357 - 4: مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ دِينَارٍ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ، التَّمَّارُ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
رَأَى سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ،
وَرَوَى عَنْ: الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَعَاصِمِ بْنِ قَتَادَةَ، وَالزُّهْرِيِّ، وَجَمَاعَةٍ،
وَعَنْهُ: الْوَاقِدِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَغَيْرُهُ.
مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.(4/496)
358 - د ن ق: مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْمَدَنِيُّ، الأَزْرَقُ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
تَأَخَّرَ عَنِ التَّمَّارِ قَلِيلا،
حَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأشهلي لا الأَسَدِيِّ، وَمُسْلِمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ.
وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْجَوْنِ، وَأَبُو ثَابِتٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ.(4/497)
359 - خ م د ت ق: مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ الْيَامِيُّ، الْكُوفِيّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
أَحَدُ الْعُلَمَاءِ الثِّقَاتِ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَالْحَكَمِ، وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، وَزُبَيْدٍ الْيَامِيِّ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَحَسَّانُ بْنُ حَسَّانٍ الْبَصْرِيُّ، وَجُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، وَعَوْنُ بْنُ سَلامٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوقٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ. وَقَالَ: يُتَّقى حَدِيثُ ثَلاثَةٌ: مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، وَأَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، وَفُلَيْحٌ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ أَحْمَدُ: صَالِحُ الْحَدِيثِ، ثِقَةٌ، لا يَكَادُ يَقُولُ: حَدَّثَنَا.(4/497)
360 - مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد اللَّه بْن عُبَيْد بْن عُمَيْر بْن قَتَادَةَ، اللَّيْثِيُّ، وَيُعْرَفُ بِمُحَمَّدٍ الْمُحْرِمِ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَطَاءٍ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ،
وَعَنْهُ: مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَالنُّفَيْلِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، [ص:498] وَدَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، وَآخَرُونَ.
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ أَبُو بِشْرٍ الدُّولابِيُّ: مَكِّيٌّ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيّ: لَيْسَ بِذَاكَ الْقَوِيِّ.(4/497)
361 - د ن ق: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُلاثَةَ الْقَاضِي، وَعُلاثَةَ هُوَ ابْنُ عَلْقَمَةَ بْنِ مَالِكٍ الْعُقَيْلِيُّ الْجَزَرِيُّ، أَبُو الْيَسِيرِ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
مِنْ كِبَارِ الْعُلَمَاءِ.
سَمِعَ: عَبْدَ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيَّ، وَخُصَيْفًا، وَعَلِيَّ بْنَ بَذِيمَةَ، وَعَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَالأَوْزَاعِيَّ، وَطَائِفَةً،
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَوَكِيعٌ، وَحَرَمِيُّ بْنُ حَفْصٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، وَآخَرُونَ.
قَالَ خَلِيفَةُ: وَلِيَ الْقَضَاءَ لِلْمَهْدِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً - إِنْ شَاءَ اللَّهُ - وَكَانَ مِنْ أَهْلِ حَرَّانَ، قَدِمَ بَغْدَادَ، وَوَلِيَ الْقَضَاءَ بِعَسْكَرِ الْمَهْدِيِّ، ثُمَّ وَلِيَ مَعَهُ عَافِيَةُ الْقَاضِي، فَأَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ قَالَ: رَأَيْتُهُمَا يقضيان في جامع الرصافة جمعيا، وَكَانَ عَافِيَةُ أَكْثَرَهُمَا دُخُولا عَلَى الْمَهْدِيِّ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: يُكَنَّى أَبَا الْيَسِيرِ، فِي حِفْظِهِ نَظَرٌ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ثِقَةٌ، وَأَخُوهُ: سليمان بن علاثة ثقة، يروي عنه مَعْمَرٍ، وَأَخُوهُمَا: أَبُو سَهْلِ بْنُ عُلاثَةَ ثِقَةٌ، يَرْوِي عَنْهُ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ. [ص:499]
وَرَوَى الدَّارِمِيُّ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: مُحَمَّدُ بْنُ عُلاثَةَ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ عدي: أرجو أنه لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ.
وَقَالَ أَبُو الفتح الأزدي: قال البخاري: في حفظه نَظَرٌ، وَلَيْسَ يُقْنِعُ بِهَذَا مِنَ الْبُخَارِيِّ، مُحَمَّدُ بْنُ عُلاثَةَ حَدِيثُهُ يَدُلُّ عَلَى كَذِبِهِ، هُوَ عِنْدِي وَاهٍ.
قَالَ الْخَطِيبُ عُقَيْبَهَا: أَحْسَبُ الأَزْدِيَّ وَقَعَتْ إِلَيْهِ رِوَايَاتُ عَمْرِو بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنِ ابْنِ عُلاثَةَ، فَلِأَجْلِهَا نَسَبَهُ إِلَى الْكَذِبِ، وَالآفَةُ مِنِ ابْنِ الْحُصَيْنِ؛ فَإِنَّهُ كَذَّابٌ.
عَنْ: أَبِي مَيْسَرَةَ الْحُدَّانِيِّ قَالَ: اخْتَصَمَتِ الْجِنُّ وَالإِنْسُ إِلَى ابْنِ عُلاثَةَ فِي بِئْرٍ، وَلَمْ يَرَ الْجِنَّ، لَكِنْ سَمِعَ كَلامَهُمْ، فَحَكَمَ أَنَّ الإِنْسَ يَسْتَقُونَ مِنَ الْفَجْرِ إِلَى الْمَغْرِبِ، وَحَكَمَ لِلْجِنِّ أَنْ يَسْتَقُوا مِنَ الْمَغْرِبِ إِلَى الْفَجْرِ، فَكَانَ مَنِ استقى بعد المغرب رجم بالحجارة.
قال عَلِيُّ بْنُ سِرَاجٍ الْمِصْرِيُّ: كَانَ ابْنُ عُلاثَةَ يُقَالُ لَهُ: قَاضِي الْجِنِّ، ثُمَّ ذَكَرَ الْبِئْرَ، وَأَنَّهَا بِئْرٌ بَيْنَ حَرَّانَ، وَحِصْنِ مُسْلِمَةَ.
مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ: أَظُنُّهُ مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: وَلِيَ قَضَاءَ الْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ لِلْمَهْدِيِّ.(4/498)
362 - الْمَهْدِيُّ: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ ابن الْخَلِيفَةِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْعَبَّاسِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
الْخَلِيفَةُ الثَّالِثُ مِنْ بَنِي الْعَبَّاسِ.
مَوْلِدُهُ بِإِيذَجَ فِي سَنَةِ سبع وعشرين ومائة.
وقال الخطبي: وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، وَأُمُّهُ أُمُّ مُوسَى بْنِ مَنْصُورٍ الْحِمْيَرِيَّةُ.
وَكَانَ جَوَّادًا، مُمَدَّحًا، مَلِيحَ الشَّكْلِ، مُحَبَّبًا إِلَى الرَّعِيَّةِ، قَصَّابًا لِلزَّنَادِقَةِ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنْ مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، وَجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عبد الله الرقاشي، وأبو سفيان سعيد بْنُ يَحْيَى الْحِمْيَرِيُّ.
وَمَا عَلِمْتُ قِيلَ فِيهِ جَرْحًا، وَلا تَوْثِيقًا.
وَقَدْ رَوَى مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ قَالَ: صَلَّى بِنَا الْمَهْدِيُّ، فَجَهَرَ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - جَهَرَ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فَقُلْتُ لِلْمَهْدِيِّ: نَأْثُرُهُ عَنْكَ؟ قَالَ: نَعَمْ.
هَذَا إِسْنَادٌ مُتَّصِلٌ، لكن ما عملت أَحَدًا احْتَجَّ بِالْمَهْدِيِّ وَلا بِأَبِيهِ فِي الأَحْكَامِ.
تَفَرَّدَ مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ - وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ - قَالَ: حدثنا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَصِلَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُثْمَانَ مَرْفُوعًا: " الْمَهْدِيُّ مِنْ وَلَدِ الْعَبَّاسِ عَمِّي ".
وَخَرَّجَ أَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ عَنْ [ص:501] زِرٍّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، مَرْفُوعًا: " الْمَهْدِيُّ يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي، وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِي ". صَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ.
وَمِنَ الْمَنَاكِيرِ الْوَاهِيَاتِ خَبَرُ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: " مِنَّا الْمَنْصُورُ، وَمِنَّا السَّفَّاحُ، وَالْمَهْدِيُّ " إِسْنَادُهُ صَالِحٌ.
وَلَمَّا شَبَّ الْمَهْدِيُّ أَمَّرَهُ أَبُوهُ عَلَى طَبَرِسْتَانَ وَمَا يَلِيهَا، وَعَلَى الرَّيِّ، وَتَأَدَّبَ وَجَالَسَ الْعُلَمَاءَ، وَتَمَيَّزَ.
ثُمَّ إِنَّ أَبَاهُ غَرِمَ أَمْوَالا عَظِيمَةً وَتَحَيَّلَ حَتَّى اسْتَنْزَلَ وَلِيَّ الْعَهْدِ وَلَدَ أَخِيهِ عِيسَى بْنَ مُوسَى عَنِ الْمَنْصِبِ، وَوَلاهُ الْمَهْدِيَّ، فَلَمَّا مَاتَ الْمَنْصُورُ بِظَاهِرِ مَكَّةَ قَبْلَ الْحَجِّ قَامَ بِأَخْذِ الْبَيْعَةَ الرَّبِيعُ بْنُ يُونُسَ الْحَاجِبُ، وَأَسْرَعَ بِالْخَبَرِ إِلَى الْمَهْدِيِّ مَوْلاهُ مَنَارَةُ الْبَرْبَرِيُّ وَهُوَ بِبَغْدَادَ، فَكَتَمَ الأَمْرَ يَوْمَيْنِ ثُمَّ خَطَبَ النَّاسَ، وَنَعَى إِلَيْهِمُ المنصور.
قال ابن أبي الدينا: كَانَ أَسْمَرَ، مُضْطَرِبَ الْخَلْقِ، عَلَى عَيْنِهِ نُكْتَةُ بَيَاضٍ.
وَقَالَ الْخَطِيبُ: كَانَ أَسْمَرَ طَوِيلا جَعْدًا، فَأَوَّلُ مَنْ هَنَّأَ الْمَهْدِيَّ بِالْخِلافَةِ وَعَزَّاهُ أَبُو دُلامَةَ، وَأَجَادَ:
عَيْنَايَ وَاحِدَةٌ تُرَى مَسْرُورَةً ... بِأَمِيرِهَا جذلى، وأخرى تذرف
تبكي وتضحك تارة ويسوؤها ... ما أنكرت ويسرها ما تعرف
فيسوؤها موت الخليفة محرما ... وَيَسُرُّهَا أَنْ قَامَ هَذَا الأَرْأَفُ
مَا إِنْ رَأَيْتُ كَمَا رَأَيْتُ وَلا أَرَى ... شَعْرًا أُسَرِّحُهُ وآخر ينتف
هلك الخليفة، يَالِ دين مُحَمَّدٍ ... وَأَتَاكُمْ مِنْ بَعْدِهِ مَنْ يَخْلُفُ
أَهْدَى لِهَذَا اللَّهُ فَضْلَ خِلافَةٍ ... وَلِذَاكَ جَنَّاتِ النَّعِيمِ تُزَخْرَفُ
وَمِنْ خُطْبَةِ الْمَهْدِيِّ:
إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَبْدٌ دُعِيَ فَأَجَابَ، وَأُمِرَ فَأَطَاعَ، وَاغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ فَقَالَ: وَقَدْ بَكَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عِنْدَ فِرَاقِ الأَحِبَّةِ، وَلَقَدْ فَارَقْتُ عظيما، [ص:502] وَقُلِّدْتُ جَسِيمًا، فَعِنْدَ اللَّهِ أَحْتَسِبُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَبِهِ أَسْتَعِينُ عَلَى خِلافَةِ الْمُسْلِمِينَ.
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ الْمَهْدِيِّ: " اللَّهُ ثِقَةُ مُحَمَّدٍ، وَبِهِ يُؤْمِنُ ".
وَرَوَى أَبُو الْعَيْنَاءِ، عَنْ مُسْلِمَةَ بْنِ عَدِيٍّ، أَنَّ الْمَهْدِيَّ قَالَ فِي خُطْبَتِهِ: أَيُّهَا النَّاسُ: أَسِرُّوا مِثْلَ مَا تُعْلِنُونَ مِنْ طَاعَتِنَا نَهَبْكُمُ الْعَافِيَةَ، وَتُحَمَّدُوا الْعَاقِبَةَ، وَاخْفِضُوا جَنَاحَ الطَّاعَةِ لِمَنْ نَشَرَ مَعْدِلَتَهُ فِيكُمْ، وَطَوَى الإِصْرَ عَنْكُمْ، وَأَهَالَ عَلَيْكُمُ السَّلامَةَ مِنْ حَيْثُ رَآهُ اللَّهُ مُقَدِّمًا ذَلِكَ، وَاللَّهِ لَأُفْنِيَنَّ عُمْرِي بَيْنَ عُقُوبَتِكُمْ، وَالإِحْسَانِ إِلَيْكُمْ.
قَالَ مَسْلَمَة: فَرَأَيْتُ وُجُوهَ النَّاسِ تُشْرِقُ فَرَحًا.
قَالَ نِفْطَوَيْهِ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ الْمَنْصُورِيُّ قَالَ: لَمَّا حَصَلَتِ الْخَزَائِنُ فِي يَدِ الْمَهْدِيِّ، أَخَذَ فِي رَدِّ الْمَظَالِمِ، فَأَخْرَجَ أَكْثَرَ الذَّخَائِرِ فَفَرَّقَهَا، وَبَرَّ أَهْلَهُ وَمَوَالِيَهُ.
قُلْتُ: كَانَ أَبُوهُ جَمَعَ مِنَ الأَمْوَالِ مَا لا يُعَبَّرُ عَنْهُ، وَكَانَ مِسِّيكًا. فَذُكِرَ عَنِ الرَّبِيعِ الْحَاجِبِ أَنَّهُ قَالَ: مَاتَ الْمَنْصُورُ وَفِي بَيْتِ المال مائة ألف أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَسِتُّونَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَقَسَّمَ ذَلِكَ الْمَهْدِيُّ وَأَنْفَقَهُ، وَكَانَتْ نَفَقَةُ الْمَنْصُورِ مَا يَجِيئُهُ مِنْ مَالِ الشَّرَاةِ نَحْوَ أَلْفَيْ دِرْهَمٍ فِي السَّنَةِ.
قُلْتُ: وَزْنُ ذَلِكَ الْمَالِ بِالْقِنْطَارِ الدمشقي ألفا قِنْطَارٍ وَسِتُّمِائَةِ قِنْطَارٍ وَسَبْعُونَ، وَإِذَا صُرِفَ بِهَا ذَهَبٌ مِصْرِيٌّ، جَاءَ أَزْيَدَ مِنْ مِائَةِ قِنْطَارٍ وَسَبْعِينَ قِنْطَارًا.
وَعَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْمَهْدِيِّ بِالرَّصَافَةِ فَقُلْتُ: احْمِلْ قَوْلِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِاللَّهِ أَحْمَلُهُمْ لغلظة النصيحة فيه، وجدير بمن له قرابة برسول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَرِثَ أَخْلاقَهُ وَيَأْتَمَّ بِهَدْيِهِ، وَقَدْ وَرَّثَكَ اللَّهُ مِنْ فَهْمِ الْعِلْمِ وَإِنَارَةِ الْحُجَّةِ مِيرَاثًا قَطَعَ بِهِ عُذْرَكَ، فَمَهْمَا ادَّعَيْتَ مِنْ حُجَّةٍ، أَوْ رَكِبْتَ مِنْ شُبْهَةٍ لَمْ يَصِحَّ لَكَ بُرْهَانٌ مِنَ اللَّهِ فِيهَا، حَلَّ بِكَ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ بِقَدْرِ مَا تَجَاهَلْتَهُ مِنَ الْعِلْمِ، وَأَقْدَمْتَ عَلَيْهِ مِنْ شُبَهِ الْبَاطِلِ، وَاعْلَمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَصْمُ مَنْ خَالَفَهُ، وَأَثْبَتُ النَّاسِ قَدَمًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، آخِذُهُمْ [ص:503] بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، فَمِثْلُكَ لا يُكَابِرُ بِتَجْرِيدِ الْمَعْصِيَةِ، لَكِنْ بِمِثْلِ الإِسَاءَةِ إِحْسَانًا، وَيَشْهَدُ لَهُ عَلَيْهَا خونة العلماء، فبهذه الحبالة تصيدت الدينا نُظَرَاءَكَ، فَأَحْسِنِ الْحَمْلَ، فَقَدْ أَحْسَنَ مَنْ وَعَظَكَ الأَدَاءَ.
قِيلَ: قَبَّلَ رَجُلٌ يَدَ الْمَهْدِيِّ وَقَالَ: يَدُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَحَقُّ بِالتَّقْبِيلِ لِعُلُوِّهَا بِالْمَكَارِمِ، وَطَهَارَتِهَا مِنَ المآثم، وإنك ليوسفي الْعَفْوِ، إِسْمَاعِيلِيُّ الصِّدْقِ، شُعَيْبِيُّ الرِّفْقِ، فَمَنْ أَرَادَكَ بِسُوءٍ جَعَلَهُ اللَّهُ طَرِيدَ خَوْفِكَ، حَصِيدَ سَيْفِكَ، وأثنى عليه بالشجاعة، فقال: وما لي لا أَكُونُ شُجَاعًا وَمَا خِفْتُ أَحَدًا إِلا الله.
وروى ابن أبي الدينا: أَنَّ الْمَهْدِيَّ كَتَبَ إِلَى الأَمْصَارِ يَزْجُرُ أَنْ يَتَكَلَّمَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الأَهْوَاءِ فِي شَيْءٍ منها.
وعن يوسف الصائغ قَالَ: لَمَّا وَلِيَ الْمَهْدِيُّ رَفَعَ أَهْلُ الْبِدَعِ رؤوسهم، وَأَخَذُوا فِي الْجَدَلِ، فَأَمَرَ أَنْ يُمْنَعَ النَّاسُ مِنَ الْكَلامِ، وَأَنْ لا يُخَاضَ فِي شَيْءٍ مِنْهُ، فَانْقَمَعُوا.
وَقَالَ دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ: سَمِعْتُ سَلْمًا الْحَاجِبَ يَقُولُ: هَاجَتْ رِيحٌ سَوْدَاءُ، فَخِفْنَا أَنْ تَكُونَ السَّاعَةَ، وَطَلَبْتُ الْمَهْدِيَّ فِي الإِيوَانِ فَلَمْ أَجِدْهُ، ثُمَّ سَمِعْتُ حَرَكَةً فِي بَيْتٍ، فَإِذَا هُوَ سَاجِدٌ عَلَى التُّرَابِ يَقُولُ: اللَّهُمَّ لا تُشَمِّتْ بِنَا أَعْدَاءَنَا مِنَ الأُمَمِ، وَلا تَفْجَعْ بِنَا نَبِيَّنَا، اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ أَخَذْتَ الْعَامَّةَ بِذَنْبِي فَهِذِهِ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، فَمَا أَتَمَّ كَلامَهُ حَتَّى انْجَلَتْ.
عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، عَنِ الضَّحَّاكِ: أَنَّ الْمَهْدِيَّ قَدِمَ الْبَصْرَةَ، فَكَانَ يُصَلِّي بِنَا، فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مُرِ الْمُؤَذِّنَ لا يُقِيمُ حَتَّى أَتَوَضَّأَ، فَأَمَرَ بِهِ فَتَعَجَّبُوا مِنْ أَخْلاقِ الْمَهْدِيِّ.
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: سَمِعْتُ: الْمَهْدِيَّ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ أَمَرَكُمْ بِأَمْرٍ بَدَأَ فِيهِ بِنَفْسِهِ، وَثَنَّى بِمَلائِكَتِهِ فَقَالَ: " إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ".
قَالَ الْمَدَائِنِيُّ: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى الْمَهْدِيِّ فَقَالَ: إِنَّ الْمَنْصُورَ شَتَمَنِي وَقَذَفَ أُمِّي، فَإِمَّا أَمَرْتَنِي أَنْ أُحلله، وَإِمّا عَوَّضْتَنِي فَاسْتَغْفَرْتَ لَهُ. قَالَ: وَلِمَ شَتَمَكَ؟ قَالَ: شَتَمْتُ عَدُوَّهُ بِحَضْرَتِهِ فَغَضِبَ له، قَالَ: وَمَنْ عَدُوُّهُ؟ قَالَ: [ص:504] إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، قَالَ: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ أَمَسُّ بِهِ رَحِمًا، وَأَوْجَبُ عَلَيْهِ حَقًّا، فَإِنْ كَانَ شَتَمَكَ كَمَا زَعَمْتَ فَعَنْ رَحِمِهِ ذَبَّ، وَعَنْ عِرْضِهِ دَفَعَ، وَمَا أَسَاءَ مَنِ انْتَصَرَ لابْنِ عَمِّهِ، قَالَ: إِنَّهُ كَانَ عَدُوًّا لَهُ، قَالَ: لَمْ يَنْتَصِرْ لِلْعَدَاوَةِ بَلْ لِلرَّحِمِ، فَأَسْكَتَ الرَّجُلَ، فَلَمَّا ذَهَبَ لِيُوَلِّي قَالَ: لَعَلَّكَ أَرَدْتَ أَمْرًا فَجَعَلْتَ هَذَا ذَرِيعَةً، قَالَ: نَعَمْ، فَتَبَسَّمَ وَأَمَرَ لَهُ بِخَمْسَةِ آلافٍ.
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: دَخَلَ عَلَى الْمَهْدِيِّ رَجُلٌ شَرِيفٌ، فَأَمَرَ لَهُ بِمَالٍ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا أَنْتَهِي إِلَى غَايَةِ شُكْرِكَ إِلا وَجَدْتُ وَرَاءَهَا غاية من معروفك، فما عَجْزُ النَّاسِ عَنْ بُلُوغِهِ، فَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِ، فِي كَلامٍ ذَكَرَهُ.
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنِ الرَّبِيعِ، أَنَّ الْمَنْصُورَ يَوْمًا فَتَحَ خِزَانَةً مِمَّا قَبَضَ مِنْ خَزَائِنِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: فَأَحْصَى فِيهَا اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ عِدْلٍ خَزٍّ، فَأَخْرَجَ مِنْهَا ثَوْبًا فَقَالَ لِي: اقْطَعْ لِي جُبَّةً، وَلِمُحَمَّدٍ جبة، فقلت: لا يجيء مِنْهُ هَذَا، قَالَ: اقْطَعْ لِي جُبَّةً وَقَلَنْسُوَةً، وَبَخِلَ أَنْ يُخْرِجَ ثَوْبًا آخَرَ لِلْمَهْدِيِّ، فَلَمَّا أَفْضَتِ الْخِلافَةُ إِلَى الْمَهْدِيِّ، أَمَرَ بِتِلْكَ الْخِزَانَةِ بِعَيْنِهَا، فَفُرِّقَتْ عَلَى الْمَوَالِي وَالْخَدَمِ.
الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ فِي " النَّسَبِ ": حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالَ: لَمَّا جَلَسَ الْمَهْدِيُّ لِأَشْرَافِ قُرَيْشٍ وَأَجَازَهُمْ، كَانَ فِيمَنْ صَارَ إِلَيْهِ عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَفْوَانَ، فَأَجَازَهُ وَكَسَاهُ فَقَالَ: وَصَلَكَ اللَّهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَجَعَلَنِي فِدَاكَ، فَقَدْ وَصَلْتَ الرَّحِمَ، وَرَدَدْتَ الظِّلامَةَ، وَعِنْدِي بِنْتُ عَمٍّ لِي أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ، غَدَوْتُ الْيَوْمَ وَأَنَا لَهَا مُغَاضِبٌ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَجْعَلَ لِلصُّلْحِ بَيْنَنَا مَوْضِعًا فَافْعَلْ، فَأَعْطَاهُ أَلْفَ دِينَارٍ وَخَمْسِينَ ثَوْبًا فَقَالَ: تَرَى هَذَا يُصْلِحُ مَا بَيْنَكُمَا؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَوْ قُلْتَ لا، مَا زِلْتُ أَزِيدُكَ إلى الليل.
أبو زرعة الدمشقي: حدثنا أبي، قال: حدثنا أَبُو خُلَيْدٍ قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: قَالَ لِي الْمَهْدِيُّ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَكَ دَارٌ؟ قُلْتُ: لا وَاللَّهِ، فَأَمَرَ لِي بِثَلاثَةِ آلافِ دينار. [ص:505]
الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: حدَّثنَا عَمِّي قَالَ: كَانَ الْمَهْدِيُّ أَعْطَى بَكَّارًا الأَخْنَسِيَّ بِدَارِهِ أَرْبَعَةَ آلافِ دِينَارٍ الَّتِي عِنْدَ الْجَمْرَةِ، فَأَبَى وَقَالَ: مَا كُنْتُ لِأَبِيعَ جِوَارَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَمَرَ لَهُ بأربعة آلافٍ، وَقَالَ: دَعُوهُ وَدَارَهُ.
وَقِيلَ: إِنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ الْمَاجِشُونِ لَمَّا دَخَلَ عَلَى الْمَهْدِيِّ أَنْشَدَهُ:
وَلِلنَّاسِ بَدْرٌ فِي السَّمَاءِ يَرَوْنَهُ ... وَأَنْتَ لَنَا بَدْرٌ عَلَى الأَرْضِ مُقْمِرُ
فَبِاللَّهِ يَا بدر السماء وضوءه ... تراك تكافي عُشْرَ مَالَكَ أُضْمِرُ؟
وَمَا الْبَدْرُ إِلا دُونَ وَجْهِكَ فِي الدُّجَى ... يَغِيبُ فَتَبْدُو حِينَ غَابَ فَتُقْمِرُ
وَمَا نَظَرَتْ عَيْنِي إِلَى الْبَدْرِ طَالِعًا ... وَأَنْتَ تَمْشِي فِي الثِّيَابِ فَتُسْحِرُ
وَأَنْشَدَهُ مُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ:
رَمَى الْبَيْنُ مِنْ قَلْبِي السَّوَادَ فَأَوْجَعَا ... وَصَاحَ فَصِيحَ بِالرَّحِيلِ فَأَسْمَعَا
وَغَرَّدَ حَادِي الرَّكْبِ، وَانْشَقَّتِ الْعَصَا ... وَأَصْبَحْتُ مَسْلُوبَ الْفُؤَادِ مُفْجَعًا
كَفَى حُزْنًا مِنْ حَادِثِ الدَّهْرِ إنني ... أرى البين لا أَسْتَطِيعُ لِلْبَيْنِ مَدْفَعًا
وَقَدْ كُنْتُ قَبْلَ الْبَيْنِ بِالْبَيْنِ جَاهِلا ... فَيَا لَكَ بَيْنٌ مَا أَمَرَّ وَأَفْظَعَا
وَأَنْشَدَهُ أَبُو السَّائِبِ، وَغَيْرُهُ، فَقَالَ المهدي: لَأُغْنِيَنَّكُمْ فَأَجَازَهُمْ لِكُلِّ وَاحِدٍ بِعَشَرَةِ آلافِ دِينَارٍ، هَذِهِ رَوَاهَا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ الْعَدَوِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الماجشون.
قال نِفْطَوَيْهِ: انْقَطَعَ الْمَهْدِيُّ عَنْ خَاصَّتِهِ فِي الصَّيْدِ، فَنَزَلَ يَبُولُ وَدَفَعَ إِلَى أَعْرَابِيٍّ فَرَسَهُ، فَاقْتَلَعَ مِنْ حِلْيَةِ السَّرْجَ، ثُمَّ تَلاحَقَتِ الْخَيْلُ فَأَحَاطَتْ بِهِ، فَهَرَبَ الأَعْرَابِيُّ، فَأَمَرَهُمْ بِرَدِّهِ، وَخَافَ الأَعْرَابِيُّ، فَقَالَ: خُذُوا مَا أَخَذْنَا وَدَعُونَا نَذْهَبُ إِلَى خِزْيِ اللَّهِ وَنَارِهِ، فَصَاحَ بِهِ الْمَهْدِيُّ: تَعَالَ لا بَأْسَ عَلَيْكَ، فَقَالَ: مَا تُرِيدُ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَ فَرَسِكَ، فَضَحِكُوا وَقَالُوا: وَيْلُكَ، قُلْ: جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: أو هذا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: وَاللَّهِ لَئِنْ أَرْضَاهُ هَذَا مِنِّي مَا يُرْضِينِي ذَلِكَ فِيهِ، وَلَكِنْ جَعَلَ اللَّهُ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ فِدَاءَهُ، وَجَعَلَنِي فِدَاءَهُمَا، فَضَحِكَ الْمَهْدِيُّ، وَطَابَ لَهُ، وَأَمَرَ لَهُ بعشرة آلاف. [ص:506]
وَحَكَى ابْنُ الأنبَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ بِإِسْنَادٍ أَنَّ الْمَهْدِيَّ أَعْطَى رَجُلا مَرَّةً مِائَةَ أَلْفِ دِينَارٍ، وَكَانَ قَدْ شَكَا أَنَّ عَلَيْهِ خَمْسِينَ أَلْفَ دِينَارٍ.
أَبُو حُذَافَةَ أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا الأَصْمَعِيُّ قَالَ، حَدَّثَنِي حَسَنٌ الْوَصِيفُ حَاجِبُ الْمَهْدِيِّ قَالَ: كُنَّا بِزُبَالَةَ إِذْ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ، أَنَا عَاشِقٌ، فَدَعَا بِهِ فَقَالَ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: أَبُو مَيَّاسٍ، قَالَ: مَنْ عَشِيقَتُكَ؟ قَالَ: بِنْتُ عَمِّي. وَقَدْ أَبَى أَنْ يُزَوِّجَهَا، قَالَ: لَعَلَّهُ أَكْثَرُ مِنْكَ مَالا؟ قَالَ: لا، أَنَا أَكْثَرُ مِنْهُ مَالا، قَالَ: فَمَا الْقِصَّةُ؟ قَالَ: أَدْنِ مِنِّي رَأْسَكَ، قَالَ: فَضَحِكَ الْمَهْدِيُّ وَأَصْغَى إِلَيْهِ، فَقَالَ: إِنِّي هَجِينٌ، قَالَ: لَيْسَ يَضُرُّكَ ذَاكَ، إِخْوَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَكْثَرُهُمْ هُجُنٌ - يَعْنِي أَوْلادَ إِمَاءٍ - يَا غُلامُ: عَلَيَّ بِعَمِّهِ، فَأُتِيَ بِهِ، فَإِذَا أَشْبَهُ خَلْقٍ بِأَبِي مَيَّاسٍ كَأَنَّهُمَا بَاقِلاةٌ فُلِقَتْ، فَقَالَ: لِمَ لا تُزَوِّجُ أَبَا مَيَّاسٍ وَلَهُ أَدَبٌ وَأَنْتَ عَمُّهُ؟ قَالَ: إِنَّهُ هَجِينٌ، قَالَ: فَإِخْوَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَوَلَدُهُ أَكْثَرُهُمْ هُجُنٌ، فَلَيْسَ هَذَا مِمَّا يُنْقِصُهُ، زَوِّجْهُ، فَقَدْ أَصْدَقْتُهَا عَنْهُ عَشَرَةَ آلافِ دِرْهَمٍ، قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ، فَأَمَرَ لَهُ بِعِشْرِينَ أَلْفًا فَأَنْشَدَ:
ابْتَعْتُ ظَبْيةً بِالْغَلاءِ، وَإِنَّمَا ... يُعْطَى الْغَلاءُ بِمِثْلِهَا أَمْثَالِي
وَتَرَكْتُ أَسْوَاقَ الْقِبَاحِ لِأَهْلِهَا ... إِنَّ الْقِبَاحَ وَإِنْ رَخُصْنَ غَوَالِي
قَالَ الزُّبَيْرُ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ الْخَيَّاطُ قَالَ: دَخَلَ ابْنُ الْخَيَّاطِ الْمَكِّيُّ الشَّاعِرُ عَلَى الْمَهْدِيِّ وَقَدْ مَدَحَهُ، فَأَمَرَ لَهُ بِخَمْسِينَ أَلْفًا، فَلَمَّا قَبَضَهَا فَرَّقَهَا عَلَى النَّاسِ، وَقَالَ:
أَخَذْتُ بِكَفِّي كَفَّهُ أَبْتَغِي الْغِنَى ... وَلَمْ أَدْرِ أَنَّ الْجُودَ مِنْ كَفِّهِ يُعْدِي
فَلا أَنَا مِنْهُ مَا أَفَادَ ذَوُو الْغِنَى ... أَفَدْتُ وَأَعْدَانِي فَبَدَّدْتُ مَا عِنْدِي
فَنُمِيَ الْخَبَرُ إِلَى الْمَهْدِيِّ، فَأَعْطَاهُ بِكُلِّ دِرْهَمٍ دِينَارًا.
وَقِيلَ: إِنَّ مَرْوَانَ بْنَ أَبِي حَفْصَةَ لَمَّا أَنْشَدَ الْمَهْدِيَّ قَصِيدَتَهُ السَّائِرَةَ الَّتِي أَوَّلُهَا:
صَحَا بَعْدَ جَهْلٍ وَاسْتَرَاحَتْ عَوَاذِلُهُ.
قَالَ: وَيْلُكَ، كَمْ بَيْتٍ هِيَ؟ قَالَ: سَبْعُونَ بَيْتًا، قَالَ: لَكَ بِهَا سَبْعُونَ أَلْفًا. [ص:507]
وَفِيهَا:
كَفَاكُمْ بِعَبَّاسٍ أَبِي الْفَضْلِ وَالِدًا ... فَمَا مِنْ أَبٍ إِلا أَبُو الْفَضْلِ فَاضِلُهُ
كَانَ أمير المؤمنين محمدا ... أبا جَعْفَرٍ فِي كُلِّ أَمْرٍ يُحَاوِلُهُ
إِلَيْكَ قَصَرْنَا النِّصْفَ مِنْ صَلَوَاتِنَا ... مَسِيرَةَ شَهْرٍ بَعْدَ شَهْرٍ نُوَاصِلُهُ
فَلا نَحْنُ نَخْشَى أَنْ يَخِيبَ مَسِيرُنَا ... إِلَيْكَ وَلَكِنْ أَهْنَأُ الْبِرِّ عَاجِلُهُ
فَتَبَسَّمَ، وَقَالَ: عَجِّلُوهَا لَهُ.
الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، عَنْ بَعْضِهِمْ: أَنَّ الْمَهْدِيَّ كَانَ مُسْتَهْتِرًا بِالْخَيْزُرَانِ، لا يَكَادُ يُفَارِقُهَا فِي مَجْلِسٍ يَلْهُو بِهِ.
عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ قَالَ: كَانَتْ لِلْمَهْدِيِّ جَارِيَةٌ يُحِبُّهَا حُبًّا شَدِيدًا، وَكَانَتْ شَدِيدَةَ الْغَيْرَةِ عَلَيْهِ، فَتَغْتَاظُ، وَتُؤْذِيهِ، فقال فيها:
أَرَى مَاءً وَبِي عَطَشٌ شَدِيدٌ ... وَلَكِنْ لا سَبِيلَ إِلَى الْوُرُودِ
أَرَاحَ اللَّهُ مِنْ بَدَنِي فُؤَادِي ... وَعَجَّلَ بِي إِلَى دَارِ الْخُلُودِ
أَمَا يَكْفِيكِ أَنَّكِ تَمْلِكِينِي ... وَأَنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ عَبِيدِي؟
وَأَنَّكِ لَوْ قَطَعْتِ يَدِي وَرِجْلِي ... لَقُلْتُ مِنَ الرِّضَا: أَحْسَنْتِ زِيدِي
وَالْمَهْدِيُّ كَغَيْرِهِ مِنْ عُمُومِ الْخَلائِفِ وَالْمُلُوكِ، لَهُ مَا لَهُمْ، وَعَلَيْهِ مَا عَلَيْهِمْ، كَانَ مُنْهَمِكًا فِي اللَّذَّاتِ وَاللَّهْوِ وَالْصَيْدِ، وَلَكِنَّهُ مُسْلِمٌ خَائِفٌ مِنَ اللَّهِ، قَدْ تَتَّبَعَ الزَّنَادِقَةَ وَأَبَادَ خَلْقًا مِنْهُمْ. فَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عطاء بْنُ مُقَدَّمٍ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ الْمَهْدِيَّ قَالَ لابنِهِ الْهَادِي يَوْمًا وَقَدْ قُدِّمَ إِلَيْهِ زِنْدِيقٌ فَاسْتَتَابَهُ فَلَمْ يَتُبْ فَضَرَبَ عُنُقَهُ: يَا بُنَيَّ إِنْ وُلِّيتَ فَتَجَرَّدْ لِهَذِهِ الْعِصَابَةِ - يَعْنِي أَصْحَابَ مَانِي - فَإِنَّهُمْ يَدْعُونَ إِلَى ظَاهِرٍ حَسَنٍ؛ كَاجْتِنَابِ الْفَوَاحِشِ، وَالزُّهْدِ، وَالْعَمَلِ لِلآخِرَةِ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يُخْرِجُونَ النَّاسَ إِلَى تَحْرِيمِ اللُّحُومِ، وَمَسِّ الْمَاءِ لِلتَّطَهُّرِ، وَتَرْكِ قَتْلِ الْهَوَامِّ تَحَرُّجًا وَتَأَثُّمًا، ثُمَّ يَخْرُجُونَ مِنْ هَذَا إِلَى عِبَادَةِ اثْنَيْنِ، أَحَدُهُمَا النُّورُ، وَالآخَرُ الظُّلْمَةُ، ثُمَّ يُبِيحُونَ نِكَاحَ الأُخْتِ وَالْبِنْتِ، وَالْغُسْلَ بِالْبَوْلِ، فَجَرِّدْ فِيهِمُ السَّيْفَ؛ فَإِنِّي رَأَيْتُ جَدَّكَ الْعَبَّاسَ فِي الْمَنَامِ فَقَلَّدَنِي سَيْفَيْنِ، وَأَمَرَنِي بِقَتْلِ أَصْحَابِ الاثْنَيْنِ.
[ص:508]
قَالَ الزُّبَيْرُ: وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَسَّمَ الْمَهْدِيُّ قَسْمًا سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، فَأَصَابَ مَشْيَخَةَ بَنِي هَاشِمٍ أَكْثَرُهُمْ خَمْسَةٌ وَسِتُّونَ دِينَارًا، وَأَقَلُّ مَنْ أَصَابَهُ مِنَ الْقِسْمَةِ مِنَ الْعَرَبِ أَوْ مِنْ مَوَالِيهِمْ أَرْبَعَةُ دَنَانِيرَ، وَكَانَ عِدَّةُ الَّذِينَ أَخَذُوا ثَمَانِينَ أَلْفَ إِنْسَانٍ.
عَنْ: عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينَ الأَمِيرِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ الْمَهْدِيِّ، فَرَأَى فِي مَنَامِهِ رُؤْيَا اسْتَيْقَظَ بَاكِيًا، رَأَى كَأَنَّ شَيْخًا يَقُولُ لَهُ:
كَأَنَّنِي بِهَذَا الْقَصْرِ قَدْ بَادَ أَهْلُهُ ... وَأَوْحَشَ مِنْهُ رُكْنُهُ وَمَنَازِلُهُ
وَصَارَ عَمِيدُ الْقَوْمِ مِنْ بَعْدِ بَهْجَةٍ ... وَمُلْكٍ إِلَى قَبْرٍ عَلَيْهِ جَنَادِلُهُ
فَلَمْ يَبْقَ إلا ذكره وحديثه ... تنادي بليل معولات حلائله
تزود من الدينا فإنك ميت ... وإنك مسؤول فَمَا أَنْتَ قَائِلُهُ
قَالَ الْفَلاسُ: مَلَكَ الْمَهْدِيُّ عشر سنين وشهرا ونصف، وَمَاتَ لِثَمَانٍ بَقِينَ مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ تِسْعٍ وستين ومائة.
قالوا: ومات بماسبذان، وعاش ثَلاثًا وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، وَعَقَدَ بِالأَمْرِ مِنْ بَعْدِهِ لابْنَيْهِ مُوسَى الْهَادِي، ثُمَّ هَارُونَ الرَّشِيدِ.(4/500)
363 - د ق: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، الْكُوفِيُّ النَّحْوِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَخَالِ أَبِيهِ،
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بن بشير، ومحمد بن الحارث الحارثي، وأبو ذر محمد بْنُ عُثَيْمٍ، وَمُوسَى التَّبُوذَكِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ، وَغَيْرُهُ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
قُلْتُ: لِمُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " نُسْخَةٌ " أَكْثَرُهَا مَنَاكِيرُ، فَأَنْكَرُهَا: " إِنَّ أَحَادِيثِي يَنْسَخُ بَعْضُهَا بَعْضًا كَنَسْخِ الْقُرْآنِ ".(4/508)
364 - مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُجَبِّرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْعَدَوِيُّ الْعُمَرِيُّ، الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: نَافِعٍ، وَالْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، وَبِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَحَفْصُ بْنُ عُمَرَ، وَالْعُمَرِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَرَوَى الْعُقَيْلِيُّ، عَنْ آدَمَ، عَنِ الْبُخَارِيِّ قَالَ: سَكَتُوا عَنْهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مَعَ ضعفه يكتب حديثه.
حجاج بن منهال، قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُجَبَّرِ، عَنْ نافع، عن ابن عُمَرَ مَرْفُوعًا: " اطْلُبُوا الْخَيْرَ عَنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ ".
قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: الرِّوَايَةُ فِي هَذَا الْبَابِ فِيهَا لِينٌ.(4/509)
365 - مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد الرَّحْمَن بْنِ طَلْحَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ طَلْحَةَ الْعبْدِيُّ، الْحَجَبِيُّ، الْمَكِّيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: جَدَّتِهِ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، وَغَيْرِهَا،
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَوَكِيعٌ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَهُوَ أَقْدَمُ شَيْخٍ لِلنُّفَيْلِيِّ. وَلَمْ أَرَ لَهُمْ فِيهِ مَقَالا يُوَهِّيهِ.(4/509)
366 - مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ، أَبُو خَالِدٍ الْمَكِّيُّ، الْقَاضِي، الْمَعْرُوفُ بِالأَوْقَصِ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ، وَعَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ.
وَعَنْهُ: مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زُبَالَةَ، وَغَيْرُهُمَا. [ص:510]
وَكَانَ لا رَقَبَةَ لَهُ، بَلْ رَأْسُهُ عَلَى بَدَنِهِ. مَرَّتْ بِهِ امْرَأَةٌ، وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعْتِقْ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، فَقَالَتْ: وَأَيْنَ الرَّقَبَةُ؟
وَقَدْ وُلِّيَ قَضَاءَ مَكَّةَ عَشْرِينَ سَنَةً، وَقَدِمَ الشَّامَ غَازِيًا.
يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/509)
367 - مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ الْعَوْفِيُّ، الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَالزُّهْرِيِّ، وَأَبِي الزِّنَادِ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَسَّانٍ، وَغَيْرُهُمَا.
متروك الحديث.
قال البخاري: بمشورة هذا جلد مالك.
وقال ابن حبان: يأتي بالطامات عن الأثبات حتى سقط الاحتجاج به.
وقال النسائي وغيره: متروك.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّهْرِيّ، قَالَ: أَوْصَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن عَوْفٍ لِمَنْ شَهِدَ بَدْرًا فَوَجَدَهُمْ مِائَةَ رَجُلٍ، لِكُلِّ رَجُلٍ أَرْبَعُمِائَةِ دِينَارٍ، وَكَانَ عُثْمَانُ فِيهِمْ فَأَخَذَهَا.(4/510)
368 - مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّيْمِيُّ، الْكُوفِيُّ، الزَّاهِدُ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: مُغِيرَةَ بْنِ مِقْسَمٍ، وَأَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ.
وَعَنْهُ: سُلَيْمُ بْنُ عِيسَى الْمُقْرِئُ، وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، وأحمد بن يونس، وغيرهم. وثقه عثمان الدارمي، وقال أحمد بن يونس: يذكر عَنْهُ خَيْرًا وَفَضْلا وَصَلاحًا. [ص:511]
وقد نزح من الكوفة مرة وقال: لا أُقِيمُ بِبَلْدَةٍ يُشْتَمُ فِيهَا الصَّحَابَةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ -.(4/510)
369 - مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ، الضَّرِيرُ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَنَافِعٍ، وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ، وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ الأَسَدِيُّ، وَعِدَّةٌ.
ضَعَّفَهُ أَبُو زُرْعَةَ، وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَذَّابٌ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ شَيْخٍ رَوَى عَنْهُ الْوُحَاظِيُّ يُقَالُ لَهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الأَنْصَارِيُّ، قال: حدثنا عطاء، عن ابن عباس: " نَهَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِنَّ يُتَخَلَّلَ بِالْقَصَبِ والآس، وقال: إنهما يسقيان عرق الْجُذَامِ " فَقَالَ أَبِي: رَأَيْتُهُ وَكَانَ أَعْمَى، وَكَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.(4/511)
370 - مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ بْنِ حَنْظَلَةَ، أَبُو سَهْلٍ الأَنْصَارِيُّ، الْوَاقِفِيُّ، الْمَدَنِيُّ، ثُمَّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَالْقَاسِمِ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَبِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَمَعْنُ الْقَزَّازِ، وَكَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ.
ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ عَلِيٌّ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الأَنْصَارِيِّ، فَضَعَّفَ الشَّيْخَ جِدًّا، قُلْتُ: مَا لَهُ؟ قَالَ: رَوَى عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ فِي الْكَبْشِ الأَقْرَنِ، وَعَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ فِي الصَّلاةِ الْوُسْطَى، وَرَوَى عَنِ الْحَسَنِ أَوَابِدَ. [ص:512]
وَقَالَ أَحْمَدُ: كَانَ يَكُونُ بِالْبَصْرَةِ، وَعَبَّادَانِ.
وَكَانَ ابْنُ مَهْدِيٍّ يُحَدِّثُ عَنْهُ.
الْعُقَيْلِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قال: حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " وَقَّتَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِأَهْلِ مَكَّةَ التَّنْعِيمَ ".
الْعُقَيْلِيُّ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: " وَقَّتَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِأَهْلِ مَكَّةَ الْجِعِرَّانَةَ ".
كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ، قال: حدثنا ابن سيرين، قال: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: " مَنْ سَلَّ سَخِينَتَهُ عَلَى طَرِيقٍ عَامِرَةٍ لِلْمُسْلِمِينَ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ".
وَكَامِلٌ لَيْسَ بِعُمْدَةٍ.(4/511)
371 - د: مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ الْحَجَبِيُّ، الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْ جَدَّتِهِ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ.
رَوَى عَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَالنُّفَيْلِيُّ.
لَمْ أَسْمَعْ فيه مقالا، وقد مَرَّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي هَيْئَتِهِ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ.(4/512)
372 - مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، أَبُو يَحْيَى الْهِلالِيُّ، وَقِيلَ: الْعَبْدِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
بَصْرِيٌّ.
رَوَى عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ.
وَعَنْهُ: عُبَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ الْمُسْمِعِيُّ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو عَتَّابٍ الدَّلالُ، وَغَيْرُهُمْ.
ضعفوه. [ص:513]
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.(4/512)
373 - مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الطَّائِيُّ الْحِمْصِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَاسِجٍ الْحَضْرَمِيِّ، وَيَحْيَى بْنِ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنِ شُعَيْبٍ، وَسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، وَسَلامَةِ بْنِ جَوَّاسٍ، وَيَحْيَى بْنِ صَالِحٍ الْوُحَاظِيِّ.
مَا وَهَّاهُ أَحَدٌ.(4/513)
374 - ع: مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفِ بْنِ دَاوُدَ، أَبُو غَسَّانَ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
أَحَدُ الْعُلَمَاءِ الأَثْبَاتِ.
رَوَى عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَحَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ، وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، وَأَبِي حَازِمٍ سَلَمَةَ بْنِ دِينَارٍ.
وَعَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَآدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَجَمَاعَةٌ.
وَقَدْ وَفَدَ عَلَى الْمَهْدِيِّ، وَحَدَّثَ بِبَغْدَادَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَغَيْرُهُ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيبُ: قِيلَ: إِنَّهُ مِنْ مَوَالِي عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَدْ سَكَنَ عَسْقَلانَ.
قُلْتُ: لَمْ يُؤَرِّخْهُ أَحَدٌ.(4/513)
375 - م 4: مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرِ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ دِينَارٌ الأَنْصَارِيُّ الْحِمْصِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
أَخُو عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ.
عَنْ: أَبِيهِ، وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَرَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَالْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو مُسْهِرٍ، وَيَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَمَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ التِّنِّيسِيُّ، وَأَبُو تَوْبَةَ الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ. [ص:514]
وثقه أحمد، وابن معين.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/513)
376 - ن: مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ الْقُرَشِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: نَافِعٍ، وَأَبِي جَعْفَرٍ الباقر.
وَعَنْهُ: أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، وَعَوْنُ بْنُ سَلامٍ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: لا يُتَابَعُ عَلَى حَدِيثِهِ، يَعْنِي: عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَسْتَلِمَ الْحَجَرَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِيمَانًا بِكَ وَتصْدِيقًا بِكِتَابِكَ وَسُنَّةِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(4/514)
377 - مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرِ بْنِ عَامِرٍ الأَسَدِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: الْحَكَمِ، وَأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ.
وَعَنْهُ: أَبُو بِلالٍ الأَشْعَرِيُّ، وَالْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ الْكَاهِلِيُّ.
أَظُنُّهُ الَّذِي قَبْلَهُ.(4/514)
378 - مُحَمَّدُ بْنُ مِهْزَمٍ الْعَبْدِيُّ الْبَصْرِيُّ الشَّعَّابُ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، وَمَعْرُوفٍ الْمَكِّيِّ.
وَعَنْهُ: وكيع، وأبو عمر الْحَوْضِيُّ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(4/514)
379 - د ن ق: مُحَمَّدُ بْنُ هِلالٍ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
مَوْلَى بَنِي جُمَحٍ.
عَنْ: أَبِيهِ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَطَائِفَةٌ.
وَعَاشَ نَحْوًا مِنْ مِائَةِ سَنَةٍ. [ص:515]
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.(4/514)
380 - مُحَمَّدُ بْنُ يزَيْدٍ النَّصْرِيُّ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
نَزِيلُ دِمَشْقَ.
عَنْ: الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ.
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ.
ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ.(4/515)
381 - مُخَارِقُ بْنُ عَفَّانَ الْعَابِدُ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
مِنْ عُبَّادِ أَهْلِ الْعِرَاقِ، مَا ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ.
مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/515)
382 - ق: مَخْلَدُ بْنُ الضَّحَّاكِ الشَّيْبَانِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: الزُّبَيْرِ بْنِ عبيد، وغيره.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، وَيُونُسُ الْمُؤَدِّبُ.
تُوُفِّيَ قَرِيبًا مِنْ وَفَاةِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ.(4/515)
383 - مُرَجَّى بْنُ رَجَاءٍ الْيَشْكُرِيُّ، وَيُقَالُ: الْعَدَوِيُّ، الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أيوب السختياني، وحنظلة السَّدُوسِيِّ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ، وَشَبَّابَةُ، وَيَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ، وَطَائِفَةٌ.
وَهُوَ صَاحِبُ التَّعْبِيرِ.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ.
وَعَلَّقَ لَهُ الْبُخَارِيُّ حَدِيثًا وَاحِدًا، فَلَيَّنَهُ بَعْضُهُمْ.
قَالَ عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: مُرَجَّى بْنُ رجاء ضعيف. [ص:516]
وَمُرَجَّى بْنُ وَدَاعٍ ضَعِيفٌ، إِلا أَنَّ ابْنَ رَجَاءٍ أَصْلَحُ.(4/515)
384 - مِسْكِينُ بْنُ دِينَارٍ، أَبُو هُرَيْرَةَ التَّيْمِيُّ الشَّقَرِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: مُجَاهِدٍ، وَأَبِي عَمْرٍو نَشِيطٍ الْمُنَبِّهِيِّ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ التَّيْمِيُّ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَعُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَطَّارُ.
صَدُوقٌ.(4/516)
• - مَسْلَمَةُ بْنُ قَعْنَبٍ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
وَالِدُ الْقَعْنَبِيِّ، سَيَأْتِي.(4/516)
385 - مِسْوَرُ بْنُ الصَّلْتِ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ: أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، وَبِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ.
ضَعَّفَهُ الْبُخَارِيُّ، وَابْنُ مَعِينٍ.(4/516)
386 - مِسْوَرُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعٍ المخزوميُّ اليَرْبُوعيُّ الْمَدِينِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَنَبِيهِ بْنِ وَهْبٍ، وَيَزِيدَ بْنِ قُسَيْطٍ.
وَعَنْهُ: مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَابْنُ وَهْبٍ، وَأَشْهَبُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ.(4/516)
387 - مُصَادُ بْنُ عُقْبَةَ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أَبِي الزُّبَيْرِ، وَزِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، وَغَيْرِ وَاحِدٍ.
وَعَنْهُ: مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، وَعُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ الْمَوْصِلِيُّ.(4/516)
388 - د: مَطَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَصْرِيُّ الأَعْنَقُ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ، وَالْحَسَنِ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ.
وَعَنْهُ: الطيالسي، ومحمد بن عيسى ابن الطَّبَّاعِ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَأَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحِلُّهُ الصِّدْقُ.(4/516)
389 - مُطِيعُ بْنُ إِيَاسٍ اللَّيْثِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
شَاعِرٌ مُحْسِنٌ، بَدِيعُ الْقَوْلِ، وَفَدَ عَلَى الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ، ثُمَّ صَحِبَ الْمَنْصُورَ وَابْنَهُ الْمَهْدِيَّ.
وَكَانَ مَازِحًا مَاجِنًا بحيث إنه اتهم بالزندقة، وهو القائل:
وما زال بِي حُبَّيْكَ حَتَّى كَأَنَّنِي ... بِرَجْعِ جَوَابِ السَّائِلِي عَنْكَ أَعْجَمُ
لا سَلِمَ مِنْ قَوْلِ الْوُشَاةِ وَسَلْمَى ... سَلِمْتِ وَهَلْ حَيٌّ مِنَ النَّاسِ يَسْلَمُ
رَوَى صَاحِبُ " الأَغَانِي "، عَنْ حَمَّادِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ مُطِيعُ بْنُ إِيَاسٍ منقطعا إلى جعفر ابن المنصور، فطالت صحبته له بقلة فائدة، فاجتمع يوما مطيع، وَحَمَّادُ عَجْرَدٍ، وَيَحْيَى بْنُ زِيَادٍ، فَتَذَاكَرُوا أَيَّامَ بني أمية، وكثرة ما أفادوا فيها، وَحُسْنَ مَمْلَكَتِهِمْ وَطِيبَ دَارِهِمْ بِالشَّامِ، وَمَا هُمْ فِيهِ بِبَغْدَادَ مِنَ الْقَحْطِ فِي دَوْلَةِ الْمَنْصُورِ، وَشِدَّةِ الْحَرِّ، وَخُشُونَةِ الْعَيْشِ، وَشَكُوا الْفَقْرَ فَأَكْثَرُوا، فَقَالَ مُطِيعُ بْنُ إِيَاسٍ فِي ذَلِكَ:
حَبَّذَا عَيْشُنَا الَّذِي زَالَ عَنَّا ... حَبَّذَا ذَاكَ حِينَ لا حَبَّذَا ذَا
أَيْنَ هَذَا مِنْ ذَاكَ سقيا لهذا
ك ولسنا نقول سقيا لهذا ... زاد هذا الزَّمَانُ شَرَّا وَعُسْرًا
عِنْدَنَا إِذْ أَحَلَّنَا بَغْدَاذَا ... بلدة تمطر التراب على النا
س كَمَا تُمْطِرُ السَّمَاءَ الرَّذَاذَا
خَرِبَتْ عَاجِلا وَأَجْدَبَ ذو العر
ش بِأَعْمَالِ أَهْلِهَا كَلْوَاذَا
يُقَالُ: مَاتَ مُطِيعُ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/517)
390 - د ن: مُطِيعُ بْنُ مَيْمُونٍ الْعَنْبَرِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: صَفِيَّةَ بِنْتِ عِصْمَةَ فِي الْخِضَابِ.
وَعَنْهُ: خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَهُ حَدِيثَانِ غَيْرُ مَحْفُوظَيْنِ.(4/517)
391 - ت: مُعَارِكُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبْدِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
[ص:518]
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ.
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَحَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، وَيَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ، وَقُرَّةُ بْنُ حَبِيبٍ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَاهِي الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ، وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ.(4/517)
392 - ع: مَعَاوِيَةُ بْنُ سَلامِ بْنِ أَبِي سَلامٍ مَمْطُورٍ الْحَبَشِيِّ، ثُمَّ الشَّامِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنْ أَخِيهِ زَيْدِ بْنِ سَلامٍ.
وَيُقَالُ: لَحِقَ جَدَّهُ، وَرَوَى أَيْضًا عَنْ: الزُّهْرِيِّ، ويحيى بن أبي كثير.
وَعَنْهُ: يحيى بن حَسَّانٍ، وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ بِشْرٍ الْحَرِيرِيُّ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو تَوْبَةَ الْحَلَبِيُّ، وَآخَرُونَ.
كَانَ يَكُونُ بِحِمْصَ، ثُمَّ سَكَنَ دِمَشْقَ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: أَعُدُّهُ مُحَدِّثَ أَهْلِ الشَّامِ فِي زَمَانِهِ.
وَفِي نسخة أبي مسهر: حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلامٍ، سَمِعْتُ جَدِّي أَبَا سَلامٍ، فذكر حديثا مرسلا.
أبو زرعة: حدثنا أَبُو مُسْهِرٍ: قُلْتُ لِمُعَاوِيَةَ بْنِ سَلامٍ: لِمَنِ الْوَلاءُ عَلَيْكَ؟ فَغَضِبَ - أَيْ أَنَّهُ عَرَبِيٌّ -.
وَقَالَ أحمد بن حنبل: ثقة.
وقال عباس، عن ابن مَعِينٍ قَالَ: قَدِمَ مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلامٍ عَلَى يحيى بن أبي كَثِيرٍ، فَأَعْطَاهُ كِتَابًا فِيهِ أَحَادِيثُ زَيْدِ بْنِ سَلامٍ، وَلَمْ يَقْرَأْهُ وَلَمْ يَسْمَعْهُ. [ص:519]
قُلْتُ: الْمُعْطِي هُوَ مُعَاوِيَةُ لِيَحْيَى، يَعْنِي: فَحَمَلَهُ يَحْيَى مُنَاوَلَةً.
بَقِيَ يَحْيَى إِلَى حُدُودِ سَنَةِ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ؛ لِأَنَّ يَحْيَى بْنَ يَحْيَى أَدْرَكَهُ.(4/518)
393 - ق: مَعْرُوفُ بْنُ مُشْكَانَ، أَبُو الْوَلِيدِ الْمَكِّيُّ الْمُقْرِئُ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
وُلِدَ سَنَةَ مِائَةٍ، وَقِيلَ: قَبْلَهَا،
قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى: ابْنِ كَثِيرٍ،
وَرَوَى عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ.
قَرَأَ عَلَيْهِ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقِسْطَ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَنْظَلَةَ الْمَخْزُومِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَهُوَ ثَبْتٌ فِي الْقِرَاءَةِ، أَمَّا فِي الْحَدِيثِ فقل ما رَوَى.
أَخْرَجَ لَهُ ابْنُ مَاجَهْ حَدِيثًا وَاحِدًا.
وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو الإِخْرِيطِ وَهْبُ بْنُ وَاضِحٍ.
مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/519)
394 - م د ن: مَعْقِلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْجَزَرِيُّ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ [الوفاة: 161 - 170 ه]
مَوْلَى بَنِي عَبْسٍ.
عَنْ: عَطَاءٍ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَنَافِعٍ، وَالزُّهْرِيِّ، وَمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، وَزَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو نُعَيْمٍ، وَالْفِرْيَابِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَعْيَنَ، وَسَعِيدِ بْنِ حَفْصٍ النُّفَيْلِيُّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَحْمَدُ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَلابْنِ مَعِينٍ فِيهِ قَوْلانِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَرَوَى مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/519)
• - مُعَلَّى بْنُ رَاشِدٍ النَّبَّالُ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
سَيَأْتِي.(4/520)
395 - الْمُغِيرَةُ بْنُ خُبَيْبِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنَ الْعَوَّامُ الأَسَدِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
أَحَدُ الأَشْرَافِ، وَفَدَ عَلَى الْمَهْدِيِّ، وَمَعَهُ أَخُوهُ فَأَكْرَمَهُمَا، فَاخْتَصَّ الْمُغِيرَةُ بِالْمَهْدِيِّ وَأَحَبَّهُ.
قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: أَعْطَاهُ الْمَهْدِيُّ أَمْوَالا عَظِيمَةً، بِحَيْثُ أَنَّهُ أَعْطَاهُ مَرَّةً ثَلاثِينَ أَلْفَ دِينَارٍ.
وَسَمِعْتُ أَصْحَابَنَا يَزْعُمُونَ أَنَّ الْمُغِيرَةَ تَزَوَّجَ بِامْرَأَةٍ، فَأَصْدَقَهَا عَنْهُ الْمَهْدِيُّ مَكُّوكَ لُؤْلُؤٍ.(4/520)
396 - د ت ق: الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ الْبَصْرِيُّ، أَبُو مَالِكٍ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
أَخُو مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ.
رَوَى عَنْ: بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، وَحَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَيُونُسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُؤَدِّبِ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى ابن الطَّبَّاعِ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ هُوَ بِذَاكَ.(4/520)
397 - الْمُفَضَّلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الضَّبِّيُّ الْكُوفِيُّ الْمُقْرِئُ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
قَرَأَ عَلَى عَاصِمٍ.
قَرَأَ عَلَيْهِ: أَبُو زَيْدٍ سَعِيدُ بْنُ أَوْسٍ الأَنْصَارِيُّ، وَجَبَلَةُ بْنُ مَالِكٍ الْبَصْرِيُّ.
وَحَدَّث عَنْ: سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ رَوَى عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، قَالَهُ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو كَامِلٍ الْفُضَيْلُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْجَحْدَرِيُّ، وَأَبُو عبد الله ابن الأَعْرَابِيِّ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدَائِنِيُّ، وَطَائِفَةٌ. [ص:521]
قَالَ الْخَطِيبُ: كَانَ إِخْبَارِيًّا عَلامَةً، مُوَثَّقًا.
قُلْتُ: وَكَانَ مُقَدَّمًا فِي عَصْرِهِ فِي الْقِرَاءَةِ، أَخَذَ عَنْهُ الْكِسَائِيُّ.
وَأَمَّا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، فَقَالَ: مَتْرُوكُ الْقِرَاءَةِ وَالْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ: هُوَ ثِقَةٌ فِي الأَشْعَارِ، غَيْرُ ثِقَةٍ فِي الحروف.
قلت: بل قراءته حسنة قَوِيَّةٌ، وَأَمَّا الْحَدِيثُ فَفِيهِ لِينٌ.
وَقَدْ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَفِيهِ يَقُولُ ابْنُ الْمُبَارَكِ عِنْدَمَا بَلَغَهُ مَوْتُهُ أَوِ الَّذِي يَلِيهِ:
نعي لي رجال والمفضل منهم ... فكيف تقر العين بعد المفضل(4/520)
398 - م ن ق: مفضل بن مُهلهل السَّعديُّ، أبو عبد الرحمن الكوفيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
أحد الأعلام.
عَنْ: بَيَانِ بْنِ بِشْرٍ، وَمَنْصُورٍ، وَمُغِيرَةَ بْنِ مِقْسَمٍ، وَالأَعْمَشِ.
وَعَنْهُ: حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَالْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ الْبَجَلِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: كَانَ ثِقَةً ثَبْتًا، صَاحِبَ سُنَّةٍ وَفَضْلٍ وَفِقْهٍ.
وَلَمَّا مَاتَ الثَّوْرِيُّ مَضَى أَصْحَابُهُ إِلَى الْمُفَضَّلِ، فَقَالُوا: تَجْلِسُ لَنَا مَكَانَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ: رَأَيْتُ صَاحِبَكُمْ يحمد مجلسه، وأبى أَنْ يَجْلِسَ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ ثِقَةٌ، مِنْ أَقْرَانِ الثَّوْرِيِّ، وَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَخِيهِ الْفَضْلِ.
وَعَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ قَالَ: ذَاكَ الرَّاهِبُ - يَعْنِي: ابْنَ الْمُهَلْهَلِ، قَدِمَ الْيَمَنَ مَعَ سُفْيَانَ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: خَرَجَ مَعَ سُفْيَانَ مُضَارِبًا.
وَوَثَّقَهُ جَمَاعَةٌ. [ص:522]
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ مِنَ الْعُبَّادِ الْخُشْنِ - رَحِمَهُ اللَّهُ - مِمَّنْ يُفَضَّلُ عَلَى الثَّوْرِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ مَنْجَوَيْهِ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/521)
• - الْمُفَضَّلُ بْنُ لاحِقٍ: [الوفاة: 161 - 170 ه]
هُوَ أَقْدَمُ مِنْ هَؤُلاءِ، مَرَّ.(4/522)
• - الْمُفَضَّلُ بْنُ يُونُسَ الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
سَيَأْتِي.(4/522)
399 - د ق: مِنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعَنَزِيُّ الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
أَخُو حِبَّانَ بْنِ عَلِيٍّ.
رَوَى عَنْ: عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَمُغِيرَةَ بْنِ مِقْسَمٍ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَعَوْنُ بْنُ سَلامٍ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَجُبَارَةُ بْنُ مُغَلِّسٍ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيِّنٌ.
وَقَالَ الْعِجْلِيُّ: جَائِزُ الْحَدِيثِ، يَتَشَيَّعُ.
وَرَوَى أَبُو حَاتِمٍ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: مِنْدَلٌ وَحِبَّانُ مَا بِهِمَا بَأْسٌ.
وَرَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ: دَخَلْتُ الْكُوفَةَ فَلَمْ أَرَ أَوْرَعَ مِنْ مَنْدَلِ بْنِ عَلِيٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ.
وَعَنْ وَضَّاحِ بْنِ يَحْيَى قَالَ: احْتُضِرَ مِنْدَلٌ، فَقَالَ لِأَخِيهِ حِبَّانَ: تَتَحَمَّلُ عَنِّي دُيُونِي؟ فَقَالَ: نَعَمْ وَاللَّهِ، وَذُنُوبَكَ؟
وَكَانَ حِبَّانُ فَصِيحًا مفوها. [ص:523]
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ: كَانَ يُقَالُ: اسْمُ مَنْدَلٍ عَمْرٌو، فَمَاتَ فَرَثَاهُ أَخُوهُ، فَقَالَ:
عَجَبًا يَا عَمْرُو مِنْ غَفْلَتِنَا ... وَالْمَنَايَا مقبلات عنقا
قاصدات نحونا مسرعة ... يتخللن إلينا الطُّرُقَا
فَإِذَا أَذْكُرُ فِقْدَانَ أَخِي ... أَتَقَلَّبُ فِي فِرَاشِي أَرَقَا
وَأَخِي وَأَيُّ أَخٍ مِثْلُ أَخِي ... قَدْ جَرَى فِي كُلِّ خَيْرٍ سَبَقَا
مَاتَ مِنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فِي رَمَضَانَ.(4/522)
400 - د ن: مُوسَى بْنُ خَلَفٍ الْعَمِّيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَقَتَادَةَ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَعَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ خَلَفٌ، وَعَفَّانُ، وَعَبْدُ السَّلامِ بْنُ مُطَهَّرٍ، وَسَعْدَوَيْهِ، وَمُوسَى بْن إِسْمَاعِيلَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ عَفَّانُ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ أَحَدًا قَطُّ، كَانَ يُعَدُّ مِنَ الْبُدَلاءِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: أَكْثَرَ مِنَ الْمَنَاكِيرِ.
وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
قُلْتُ: قَدْ أَخَرَجَ لَهُ النَّسَائِيُّ، وَاسْتَشْهَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ، وَهُوَ مِمَّنْ يُجْمَعُ حَدِيثُهُ.
مَاتَ سَنَةَ سبعين وَمِائَةٍ.(4/523)
401 - ن: مُوسَى بْنُ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
مِصْرِيٌّ،
لَهُ عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَدَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ.
وَكَانَ مِنْ أَطْلَبِ النَّاسِ لِلْعِلْمِ في زمانه، ولكن مات في الكهولة عَنْ بِضْعٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وستين ومائة.(4/523)
402 - م 4: مُوسَى بْنُ عُلَيِّ بْنِ رَبَاحِ بْنِ قَصِيرٍ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ اللَّخْمِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَالزُّهْرِيِّ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبي حَبِيبٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ.
وَعَنْهُ: اللَّيْثُ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، وَخَلْقٌ آخِرُهُمْ مَوْتًا الْقَاسِمُ بْنُ هَانِئٍ الْمِصْرِيُّ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِينٍ.
وَكَانَ أَحَدَ الْعُبَّادِ الْعُلَمَاءِ، وَلَهُ رِئَاسَةٌ وَسُؤْدُدٌ، وَقَدْ وَلِيَ إِمْرَةَ دِيَارِ مِصْرَ لِلْمَنْصُورِ سِتَّ سِنِينَ وَشَهْرَيْنِ.
وَكَانَ ابْنُ بِنْتِ مَلِكِ الْبَرْبَرِ أَعْبَد.
مَوْلِدُهُ بِإِفْرِيقِيَّةَ سَنَةَ تِسْعِينَ.
قَالَ اللَّيْثُ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: لا أَجْعَلُ فِي حِلٍّ مَنْ يَقُولُ: موسى بن عُلَيٍّ، مُصَغَّرٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ يُتْقِنُ حَدِيثَهُ، لا يَزِيدُ فِيهِ وَلا يَنْقُصُ.
قَالَ: وَكَانَ وَالِيًا عَلَى مِصْرَ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: رَأَيْتُ عَلَيْهِ السَّوَادَ، فَقُلْتُ: لِمَ وَلِيتَ مِصْرَ؟ قَالَ: أَكْرَهَنِي الْمَنْصُورُ، وَمَا فَرَقْتُ أَحَدًا كَفَرَقِي إِيَّاهُ.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ فِي " تَارِيخِهِ ": كَانَ مُوسَى يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ.
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: وَفَدَ عَلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ مِنَ الْمَغْرِبِ، وَكَانَ أول قدومه مِصْرَ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ.
وَعَنْ طَلْقِ بْنِ السَّمْحِ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: أَنَا مُوسَى بْنُ عُلَيِّ بْنِ رَبَاحٍ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: مولد موسى سنة تسع وثمانين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ التَّمِيمِيُّ، وَغَيْرُهُ، قالوا: أخبرنا المؤيد بن محمد، قال: أخبرنا محمد بن الفضل الفقيه، قال: أخبرنا عمر بن مسرور، قال: أخبرنا إسماعيل بن نجيد، قال: حدثنا محمد إبراهيم البوشنجي، [ص:525] قال: حدثنا روح بن صلاح، قال: حدثنا مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الحسد في اثنين: رَجُلٌ أَتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَقَامَ بِهِ، وَأَحَلَّ حَلالَهُ، وَحَرَّمَ حَرَامَهُ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالا، فَوَصَلَ مِنْهُ أَقْرِبَاءَهُ وَرَحِمَهُ، وَعَمِلَ بِطَاعَةِ اللَّهِ، تَمَنَّى أَنْ تَكُونَ مِثْلَهُ، وَمَنْ يَكُنْ فِيهِ أربع فلا تنكره، ما رُوِيَ عَنْهُ مِنَ الدُّنْيَا: حُسْنُ خَلِيقَةٍ، وَعَفَافٍ، وَصِدْقُ حَدِيثٍ، وَحِفْظُ أَمَانَةٍ ".
قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: إِنَّ مُوسَى مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/524)
403 - موسى الهادي، الخليفة أبو محمد، موسى ابْن المهديّ محمد ابْن المنصور عَبْد الله بْنِ مُحَمَّد بْن عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ الْعَبَّاسِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
جَعَلَهُ أَبُوهُ وَلِيَّ الْعَهْدِ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُوهُ انْعَقَدَ الاتِّفَاقُ عَلَى خِلافَتِهِ، وَكَانَ بِجُرْجَانَ، فَأَخَذَ لَهُ الْبَيْعَةَ أَخُوهُ هَارُونُ.
مَوْلِدُهُ بِالرَّيِّ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَتْ خِلافَتُهُ سَنَةً وَشَهْرًا.
وَكَانَ طَوِيلا جَسِيمًا أَبْيَضَ، بِشِفَّتِهِ الْعُلْيَا تَقَلُّصٌ، وَكَانَ أَبُوهُ قَدْ وَكَّلَ بِهِ فِي الصِّبَا خَادِمًا، كُلَّمَا رَآهُ مَفْتُوحَ الْفَمِ قَالَ: مُوسَى أَطْبِقْ، فَيَفِيقُ عَلَى نَفْسِهِ وَيَضُمُّ شفته.
فَعَنْ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلَ مَرْوَانُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ شَاعِرُ وَقْتِهِ عَلَى الْهَادِي، فَأَنْشَدَهُ قَصِيدَةً يَقُولُ فِيهَا:
تَشَابَهَ يَوْمًا بَأْسُهُ وَنَوَالُهُ ... فَمَا أَحَدٌ يَدْرِي لِأَيِّهِمَا الْفَضْلُ
فقال له: أيما أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ ثَلاثُونَ أَلْفًا مُعَجَّلَةً، أَوْ مِائَةُ أَلْفِ دِرْهَمٍ تَدُورُ فِي الدَّوَاوِينِ؟ قَالَ: تُعَجَّلُ الثَّلاثُونَ أَلْفًا، وَتَدُورُ الْمِائَةُ أَلْفٍ، قَالَ: بَلْ تُعَجَّلانِ لَكَ جَمِيعًا.
قَالَ نِفْطَوَيْهِ: قِيلَ: إِنَّ مُوسَى الْهَادِي قَالَ لِإِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيِّ: إِنْ [ص:526] أَطْرَبْتَنِي فَاحْتَكِمْ مَا شِئْتَ، فَغَنَّاهُ:
سُلَيْمَى أَزْمَعَتْ بينا ... فأين لقاؤها أينا؟
الأبيات.
فأعطاه سبع مائة أَلْفِ دِرْهَمٍ.
قُلْتُ: كَانَ يَتَنَاوَلُ الْمُسْكِرَ وَيَلْعَبُ، وَيَرْكَبُ حِمَارًا فَارِهًا، وَلا يُقِيمُ أُبَّهَةَ الْخِلافَةِ، وكان فصيحا قادرا على الكلام، أدبيا، تَعْلُوهُ هَيْبَةٌ، وَلَهُ سَطْوَةٌ وَشَهَامَةٌ.
قَالَ الثَّعَالِبِيُّ فِي كِتَابِ " لِطَائِفِ الْمَعَارِفِ ": مُوسَى أَطْبِقْ، هُوَ الْهَادِي.
قُلْتُ: مَاتَ فِي رَبِيعٍ الآخِرِ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَسِنُّهُ ثَلاثٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً، وَقَدْ مَرَّ مِنْ أَخْبَارِهِ فِي الْحَوَادِثِ، وَقَامَ بَعْدَهُ الرَّشِيدُ.
وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ: سَبَبُ مَوْتِهِ أَنَّهُ دَفَعَ نَدِيمًا مِنْ جُرْفٍ عَلَى أُصُولِ قَصَبٍ قَدْ قُطِعَ، فَعَلِقَ النَّدِيمُ بِهِ فَوَقَعَ، فَدَخَلَتْ قَصَبَةٌ فِي مَخْرَجِهِ، فَكَانَتْ سَبَبَ مَوْتِهِ، فَمَاتَا جَمِيعًا.(4/525)
404 - مُوسَى بْنُ مُطَيْرٍ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عُمَرَ.
رَوَى عَنْهُ: خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، وَغَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كَذَّابٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: ضَعِيفٌ.
قَالَ ابن حِبَّانَ: صَاحِبُ مَنَاكِيرَ، لا يَشُكُّ الْمُسْتَمِعُ لَهَا أَنَّهَا مَوْضُوعَةٌ إِذَا كَانَ الشَّأْنُ صِنَاعَتَهُ، منها: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: " يَأْتِي [ص:527] زَمَانٌ يَجِدُ الرَّجُلُ نَعْلَ الْقُرَشِيِّ فَيُقَبِّلُهَا وَيَبْكِي ".
وقال الْعُقَيْلِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قال: حَدَّثَنَا خلف بن تميم، قال: حدثنا مُوسَى بْنُ مُطَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة مرفوعا: عاقلي هَذِهِ الأُمَّةِ رَجُلانِ مِنْ مَدِينَةٍ يَنْزِلانِ جَبَلا مِنْ جِبَالِ الْعَرَبِ يُقَالُ لَهُ: وَرْقَانُ، يَجِدَانِ فِيهِ عَيْشًا وَمَرْعًى فَيَمْكُثَانِ عِشْرِينَ سَنَةً، وَيُحْشَرُ النَّاسُ إِلَى الشَّامِ، وَهُمَا لا يَعْلَمَانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: مَا عَهْدُكَ بِالنَّاسِ؟ فَيَقُولُ: كَعَهْدِكَ، فَيُنْزِلانِ مَعَهُمَا غَنَمَهُمَا، فَإِذَا انْتَهَيَا إِلَى أَوَّلِ مَاءٍ يَجِدَانِ الإِبِلَ وَالْغَنَمَ مُعَطَّلَةً، لَيْسَ فِيهَا أَحَدٌ، وَفِيهَا السِّبَاعُ، فَيَقُولانِ: لَقَدْ حَدَثَ أَمْرٌ فَاذْهَبْ بِنَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَيَتَوَجَّهَانِ نَحْوَ الْمَدِينَةِ، لا يَمُرَّانِ بِمَاءٍ إِلا وَجَدَاهُ كَذَلِكَ، فَيَأْتِيَانِ مَسْجِدِي، فَيَجِدَانِ الثَّعَالِبَ تَخْتَرِقُ فِيهِ، فَيَقُولانِ: النَّاسُ ببقيع المصلى، فإذا انتهيا إليه لا يجد أحدا، فكأني أنظر إليهما، وهما يحثوان التراب في وجوه الغنم ليصرفاها عَنْهُمَا، فَلا تَنْصَرِفُ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ إِلَيْهِمَا مَلَكَانِ فيسحبانهما إلى الشام سحبا. . . . الحديث.(4/526)
-[حَرْفُ النُّونِ](4/527)
405 - ع: نَافِعُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَمِيلٍ الْقُرَشِيُّ الْجُمَحِيُّ الْمَكِّيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
سَمِعَ: سَعِيدَ بْنَ أَبِي هِنْدٍ، وَابْنَ أَبِي مليكة، وعمرو بْنَ دِينَارٍ، وَغَيْرَهُمْ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى الْقَطَّانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَخَلادُ بْنُ يَحْيَى، وَسَعِيدُ بن أبي مريم، وداود بن عمرو الضَّبِّيُّ، وَمُحْرِزُ بْنُ سَلَمَةَ الْعَدَنِيُّ، وَطَائِفَةٌ.
قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: كَانَ مِنْ أَثْبَتِ النَّاسِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَبْتٌ ثَبْتٌ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى.(4/527)
406 - نَافِعُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ. أَحَدُ الْقُرَّاءِ السَّبْعَةِ الأَعْلامِ، أَبُو رُوَيْمٍ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
وَيُقَالُ: أَبُو الْحَسَنِ، وَيُقَالُ: أَبُو مُحَمَّدٍ، وَيُقَالُ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، وَيُقَالُ: أَبُو نُعَيْمٍ، مَوْلَى جَعْوَنَةَ بْنِ شَعُوبٍ اللَّيْثِيِّ، حَلِيفِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَقِيلَ: جَعْوَنَةُ حَلِيفُ الْعَبَّاسِ، وَأَصْلُ نَافِعٍ مِنْ أَصْبَهَانَ، وَدَارُهُ الْمَدِينَةُ النَّبَوِيَّةُ.
قَالَ مُوسَى بْنُ طَارِقٍ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَرَأْتُ عَلَى سَبْعِينَ مِنَ التَّابِعِينَ.
وَعَنِ الأَصْمَعِيِّ قَالَ: جَالَسْتُ نَافِعَ بْنَ أَبِي نُعَيْمٍ، وَكَانَ مِنَ الْقُرَّاءِ الْفُقَهَاءِ الْعُبَّادِ.
قُلْتُ: قَرَأَ عَلَى: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ الأَعْرَجِ، وَأَبِي جعفر يزيد بن القعقاع، وشيبة بن نصاح، وَمُسْلِمِ بْنِ جُنْدُبٍ الْهُذَلِيِّ، وَيَزَيْدِ بْنِ رُومَانَ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ، وَأَخَذَ هَؤُلاءِ عَنْ أَصْحَابِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ كَمَا بَيَّنَّا ذَلِكَ فِي كِتَابِ " طَبَقَاتِ الْقُرَّاءِ "، وَالَّذِي وضح لي أن هؤلاء الخمسة قرءوا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيِّ مُقْرِئِ الْمَدِينَةِ، وَتِلْمِيذِ أُبَيٍّ.
وَيُقَالُ: إنهم قرءوا عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ.
وَقِيلَ: إِنَّ مُسْلِمَ بْنَ جُنْدُبٍ قَرَأَ عَلَى حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، وَعَلى ابْنِ عُمَرَ.
قَالَ الْهُذَلِيُّ فِي " كَامِلِهِ ": كَانَ نَافِعٌ معمرا، أخذ القرآن عَلَى النَّاسِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ.
وَقَالَ مَالِكٌ: نَافِعٌ إِمَامُ النَّاسِ فِي الْقِرَاءَةِ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: قِرَاءَةُ نَافِعٍ سُنَّةٌ.
وَرَوَى الْمُسَيِّبِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّهُ أَدْرَكَ عِدَّةً مِنَ التَّابِعِينَ، قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَى ما اجتمع عليه اثنان منهم فَأَخَذْتُهُ، وَمَا شَذَّ فِيهِ وَاحِدٌ تَرَكْتُهُ، حَتَّى أَلَّفْتُ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ.
وَرُوِيَ عَنْ نَافِعٍ أَنَّهُ كَانَ يُوجَدُ مَنْ فِيهِ رِيحُ الْمِسْكِ، فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَفَلَ فِي فيَّ. [ص:529]
قَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ: حَجَجْتُ سَنَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ، وَإِمَامُ النَّاسِ فِي الْقِرَاءَةِ بِالْمَدِينَةِ نَافِعُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ.
قُلْتُ: رَأَسَ الرَّجُلُ فِي حَيَاةِ شُيُوخِهِ الْخَمْسَةِ، وَقَدْ حَدَّثَ عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَعَنِ الأَعْرَجِ، وَعَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَغَيْرِهِمْ، وَهُوَ صَالِحُ الْحَالِ فِي الْحَدِيثِ.
قَرَأَ عَلَيْهِ خَلْقٌ، مِنْهُمْ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَوَرْشٌ، وَقَالُونُ، وَإِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُسَيِّبِيُّ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ: خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَلَيَّنَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقِيلَ: إِنَّ نَافِعًا كَانَ أسود بصباصا، وَكَانَ طَيِّبَ الأَخْلاقِ، فِيهِ مِزَاحٌ.
وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي " كَامِلِهِ " فَقَالَ: لَهُ عَنِ الأَعْرَجِ نُسْخَةٌ نَحْوُ مِائَةِ حَدِيثٍ، وَلَهُ نُسْخَةٌ أُخْرَى عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، وَلَهُ مِنَ التَّفَارِيقِ قَدْرَ خَمْسِينَ حَدِيثًا، وَلَمْ أَرَ لَهُ شَيْئًا مُنْكَرًا.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/528)
407 - م د ن ق: نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ الْكَلاعِيُّ الْمِصْرِيُّ، أَبُو يَزِيدَ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، وَيَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، وَعُبَيْدِ الله بن المغيرة، ويونس، وَعُقَيْلٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَالنَّضْرُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، وَسَعِيدُ ابن أَبِي مَرْيَمَ، وَسَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ. [ص:530]
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ الْحَافِظُ: كَانَ مِنْ ثِقَاتِ النَّاسِ.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.(4/529)
408 - نَافِعٌ، أَبُو هُرْمُزَ الْبَصْرِيُّ الْجَمَّالُ، مَوْلَى بَنِي سُلَيْمٍ، يُقَالُ: اسْمُ أَبِيهِ عَبْدُ الْوَاحِدِ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
رَوَى عَنْ: أَنَسٍ، وَعَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ.
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وحَوْثَرَةُ بْنُ أَشْرَسَ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَحْمَدُ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ، لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: رَوَى عَنْ عَطَاءٍ نُسْخَةً مَوْضُوعَةً.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ اليربوعي: حدثنا نافع أبو هرمز، عن أنس مرفوعا: " آلُ مُحَمَّدٍ كُلٌّ تَقِيٌّ ".
وَبِهِ مَرْفُوعًا: " اعْمَلْ لوجه واحد يكفك الْوُجُوهَ كُلَّهَا ".(4/530)
• - نَجِيحٌ، أَبُو مَعْشَرٍ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
يَأْتِي بِالْكُنْيَةِ.(4/530)
409 - نَصْرُ بْنُ حَرْبٍ الْمُهَلَّبِيُّ الأَمِيرُ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/530)
410 - نَصْرُ بْنُ طَرِيفٍ، أَبُو جَزْءٍ الْبَاهِلِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: قَتَادَةَ، وَمَنْصُورٍ، وَأَيُّوبَ، وَخَلْقٍ.
وَعَنْهُ: عِيسَى بْنُ يُونُسَ، وَعَلِيُّ بْنُ الجعد، وطائفة. [ص:531]
مُجْمَعٌ عَلَى تَرْكِهِ، وَقَدِ اتُّهِمَ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: سَكَتُوا عَنْهُ، يَعْنِي: أَهْمَلُوهُ.
مَاتَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/530)
411 - د ت: النَّضْرُ بْنُ عَرَبِيٍّ الْبَاهِلِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْجَزَرِيُّ الْحَرَّانِيُّ، أَبُو رَوْحٍ، وَقِيلَ: أَبُو عَمْرٍو. [الوفاة: 161 - 170 ه]
رَأَى أَبَا الطُّفَيْلِ،
وَرَوَى عَنْ: مُجَاهِدِ، وعمر بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وعكرمة، ومكحول، ونافع، وغيرهم.
وَعَنْهُ: الثوري، وأبو أسامة، ووكيع، وأبو صالح عبد الغفار بن داود، ويحيى الوحاظي، وأبو جعفر النفيلي، وجماعة.
وثقه ابن معين.
وقال أحمد: ما أرى به بأسا.
وقال عمرو بن خالد الحراني: أخبرنا النَّضْرُ بْنُ عَرَبِيٍّ قَالَ: رَأَيْتُ النَّاسَ مُجْتَمِعِينَ بِمَكَّةَ عَلَى أَبِي الطُّفَيْلِ، فَمَسَسْتُ جِلْدَهُ، فَكَانَ أَلْيَنَ شَيْءٍ.
وَقَالَ النُّفَيْلِيُّ: مَاتَ النَّضْرُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/531)
412 - ق: نَهْشَلُ بْنُ سَعِيدٍ الْخُرَاسَانِيّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَرَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ حَبِيبٍ الْفَرَّاءُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ مَالِجٍ.
قَالَ ابْنُ رَاهَوَيْهِ: كَذَّابٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: متروك.(4/531)
-[حَرْفُ الْهَاءِ](4/532)
413 - هَارُونُ بْنُ كَثِيرٍ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِفَضَائِلِ الْقُرْآنِ سُورَةً سُورَةً،
رَوَاهُ عَنْهُ: سَلامٌ الطَّوِيلِ، وَالْقَاسِمُ بْنِ الْحَكَمِ الْعُرَنِيُّ، وَهُوَ حَدِيثٌ بَاطِلٌ، وَلا يُعْرَفُ هَارُونُ، وَلَعَلَّهُ الآفَةُ.(4/532)
414 - خ م د ت ن: هَارُونُ بْنُ مُوسَى النَّحْوِيُّ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الأَزْدِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْبَصْرِيُّ الأعور، [الوفاة: 161 - 170 ه]
صاحب القراءة وَالْعَرَبِيَّةِ.
كَانَ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمَ، وَاشْتَغَلَ وَبَرَعَ وَسَادَ.
رَوَى عَنْ: أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، وَثَابِتٍ، وَبُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، وَشُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ، وَالزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ، وَطَائِفَةٍ مِنَ التَّابِعِينَ.
وَعَنْهُ: جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ، وَبَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَحِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، وَشَيْبانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَالتَّبُوذَكِيُّ، وَهُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، وَطَائِفَةٌ.
وَثَّقَهُ الأَصْمَعِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
وَكَانَ رَأْسًا فِي النَّحْوِ وَالْقِرَاءَةِ.
رَوَى أَنَّ رَجُلا نَاظَرَهُ يَوْمًا فَقَطَعَهُ هَارُونُ، فَتَحَيَّرَ الرَّجُلُ مَاذَا يَقُولُ، فَقَالَ: أَنْتَ كُنْتَ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمْتَ، فَقَالَ: فَبِئْسَ مَا صَنَعْتَ، فَقَطَعَهُ أَيْضًا.
وَقَدْ قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي إِسْحَاقَ.
رَوَى قِرَاءَةَ ابْنِ كَثِيرٍ عَنْهُ، وَتَصدَّرَ لِلإِقْرَاءِ.(4/532)
415 - ع: هُرَيْمُ بْنُ سُفْيَانَ الْبَجَلِيُّ الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
أَحَدُ الأَثْبَاتِ.
عَنْ: عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَمَنْصُورٍ، والأَعْمَشِ، وَبَيَانِ بْنِ بِشْرٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، وَإِسْحَاقُ السَّلُولِيُّ، وَأُسَيْدٌ الْجَمَّالُ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(4/532)
416 - هُذَيْلُ بْنُ بِلالٍ الْفَزَارِيُّ الْمَدَائِنِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
[ص:533]
رَأَى زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ.
وَرَوَى عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَنَافِعٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو الوليد الطيالسيان.
قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.(4/532)
417 - ق: الْهُذَيْلُ بْنُ الْحَكَمِ، أَبُو الْمُنْذِرِ الأَزْدِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ.
وَعَنْهُ: مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.(4/533)
418 - ت ق: هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ.
رَوَى عَنْ: أَبِي صَالِحٍ ذَكْوَانَ، وَالْحَسَنِ، ومحمد بن كعب القرظي، وعمر بن عبد العزيز، وجماعة.
وَعَنْهُ: وكيع، وزيد بن الحباب، وعثمان بن الهيثم، وعبيد الله القواريري، وشيبان بن فروخ، وعدة.
ضعفه أحمد، والناس.
وقال النسائي، وغيره: متروك.
وقال ابن حبان: كان يروي الموضوعات عَنِ الثِّقَاتِ.(4/533)
• - م 4: هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ [الوفاة: 161 - 170 ه]
قَدْ تَقَدَّمَ فِي الطَّبَقَةِ الْمَارَّةِ.(4/533)
419 - ع: هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى بْنِ دِينَارٍ، الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعَوْذِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْبَصْرِيُّ، وَقِيلَ: أَبُو بَكْرٍ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
[ص:534]
عَنْ: الحسن، وعطاء بن أبي رباح، ونافع مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَأَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيِّ، وَقَتَادَةَ بْنِ دِعَامَةَ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ مَهْدِيٍّ، وَحِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، وَالْحَوْضِيُّ، وأبو داود، والمقرئ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، وَمُسْلِمُ بْنُ إبراهيم، ومحمد بن سنان الْعَوْقِيُّ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَفَّانُ، وَحَجَّاجٌ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَهُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
أَثْنَى عَلَيْهِ غَيْرُ وَاحِدٍ، وَكَانَ أَحَدَ أَرْكَانِ الْحَدِيثِ بِالْبَصْرَةِ.
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَلٍ: هُوَ ثَبْتٌ فِي كُلِّ مَشَايِخِهِ.
وَأَمَّا يَحْيَى الْقَطَّانُ، فَكَانَ لا يَرْضَى حِفْظَهُ، قَالَ أَحْمَدُ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ يَسْتَخِفُّ بِهَمَّامٍ، مَا رَأَيْتُ يَحْيَى أَسْوَأَ رَأْيًا فِي أَحَدٍ مِنْهُ فِي حَجَّاجٍ بْنِ أَرْطَأَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَهَمَّامِ بْنِ يَحْيَى، لا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُرَاجِعَهُ فِيهِ.
قُلْتُ: أَمَّا هَمَّامٌ فَاحْتَجَّ بِهِ أَرْبَابُ الصِّحَاحِ بِلا نِزَاعٍ بَيْنَهُمْ، وَأَمَّا الآخَرَانِ فَبِخِلافِهِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هَمَّامٌ ثِقَةٌ، فِي حِفْظِهِ شَيْءٌ.
وَقَالَ أحمد بن علي الأبار: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ، سَمِعْتُ سُفْيَانَ الرَّأْسَ يَقُولُ: سُئِلَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، مَا تَقُولُ فِي هَمَّامٍ؟ فَقَالَ: كِتَابُهُ صَالِحٌ، وَحِفْظُهُ لا يَسْوَى شَيْئًا.
وَقَالَ الْفَلاسُ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: إِذَا حَدَّثَ هَمَّامٌ مِنْ كِتَابِهِ فَهُوَ صَحِيحٌ، وَكَانَ يَحْيَى لا يَرْضَى كِتَابَهُ وَلا حِفْظَهُ، وَلا يُحَدِّثُ عَنْهُ.
وَقَدْ سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ عرعرة يقول ليحيى: حدثنا عَفَّانُ، عَنْ هَمَّامٍ، قَالَ: اسْكُتْ، وَيْلَكَ.
وَقَالَ عبد الله بن أَحْمَد: سَمِعْتُ أبي يقول: كَانَ يَحْيَى يُنْكِرُ عَلَى هَمَّامٍ أَنَّهُ يَزِيدُ فِي الإِسْنَادِ، فَلَمَّا قَدِمَ مُعَاذٌ وَافَقَهُ عَلَى بَعْضِ تِلْكَ الأَحَادِيثِ.
عَفَّانُ: كَانَ هَمَّامٌ لا يَكَادُ يَرْجِعُ إِلَى كِتَابِهِ، وَلا يَنْظُرُ فِيهِ، وكان [ص:535] يُخَالَفُ فِيهِ فَلا يَرْجِعُ، قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ بعد فَنَظَرَ فِي كُتُبِهِ، فَقَالَ: يَا عَفَّانُ، كُنَّا نُخْطِئُ كَثِيرًا فَنَسْتَغْفِرُ اللَّهَ تَعَالَى.
وَقَالَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: سَمِعْتُ هَمَّامًا يَقُولُ: مَا مِنْ أَعْمَالِ الْبِرِّ إِلا وَأَنَا كُنْتُ أَرْجُو أَنْ أُرِيدَ بِهِ اللَّهَ إِلا هَذَا الْحَدِيثَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: هَمَّامٌ فِي قَتَادَةَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَبِي عَوَانَةَ.
ثُمَّ قَالَ أَحْمَدُ: وَسُئِلَ ابْنُ مَعِينٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ يَزِيدَ وَهَمَّامٍ، أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: كَانَ يَحْيَى الْقَطَّانُ يَرْوِي عَنْ أَبَانٍ، وَكَانَ أَحَبَّ إِلَيْهِ، وَأَنَا هَمَّامٌ أَحَبُّ إِلَيَّ، وَأَبَانٌ ثِقَةٌ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ هَمَّامٌ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/533)
420 - الْهَيْثَمُ بْنُ جَمَّازٍ، الْبَصْرِيُّ الْبَكَّاءُ الْحَنَفِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
وَيُقَالُ: هُوَ كُوفِيٌّ.
رَوَى عَنْ: يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، ويزيد الرقاضي، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَعِمْرَانَ الْقَصِيرِ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَشُجَاعُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَآدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَطَائِفَةٌ.
وَكَانَ يَقُصُّ بِالْبَصْرَةِ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْهُ، فَقَالَ: تُرِكَ حَدِيثُهُ.
وَكَانَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ الْبُسْتِيُّ يَقُولُ: كَانَ مِنَ الْعُبَّادِ الْبَكَّائِينَ، يَرْوِي الْمُعْضِلاتِ عَنِ الثِّقَاتِ.
وَرَوَى هُشَيْمٌ، عَنِ الْهَيْثَمِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا: " إِذَا مَاتَ الْعَبْدُ قَالَ مَلَكَاهُ: يَا رَبِّ إِلَى أَيْنَ نَذْهَبُ؟ فَيَقُولُ: اذْهَبَا إِلَى قَبْرِ عَبْدِي سَبِّحَانِي، وَكَبِّرَانِي، وَاكْتُبَا ذَلِكَ فِي حَسَنَاتِهِ إلى يوم القيامة ".(4/535)
-[حَرْفُ الْوَاوِ](4/536)
421 - ع: وَرْقَاءُ، هُوَ الإِمَامُ الثَّبْتُ أَبُو بِشْرٍ وَرْقَاءُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كُلَيْبٍ الْيَشْكُرِيُّ، الْخُرَاسَانِيُّ الأَصْلِ الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
نَزِيلُ الْمَدَائِنِ.
عَنْ: عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الْمَكِّيِّ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ: إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، وَشَبَابَةُ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، وَقَبِيصَةُ، وَأَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَأَبُو النضر، ومحمد بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ.
قَالَ أَحْمَدُ: ثِقَةٌ، صَاحِبُ سُنَّةٍ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: عَلَيْكَ بِوَرْقَاءَ، فَإِنَّكَ لَنْ تَلْقَى مِثْلَهُ حَتَّى تَرْجِعَ.
وَقَالَ أَبُو الْمُنْذِرِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ: دَخَلْنَا عَلَى وَرْقَاءَ، وَهُوَ فِي الْمَوْتِ، فَجَعَلَ يُكَبِّرُ وَيُهَلِّلُ وَيَذْكُرُ اللَّهَ، فَلَمَّا كَثُرَ النَّاسُ قَالَ لابْنِهِ: اكْفِنِي رَدَّ السَّلامِ، لا تَشْغَلُونِي عَنْ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ: سَأَلْتُ أَبَا دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيَّ، عَنْ وَرْقَاءَ فِي أَبِي نَجِيحٍ، فَقَالَ: وَرْقَاءُ صَاحِبُ سُنَّةٍ، إِلا أَنَّهُ فِيهِ إِرْجَاءٌ.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: تَكَلَّمُوا فِي حَدِيثِهِ عَنْ مَنْصُورٍ.
وَقَالَ عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاذَ بْنَ مُعَاذٍ يَقُولُ لِيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: سَمِعْتُ حَدِيثَ مَنْصُورٍ مِنْ وَرْقَاءَ؟ قَالَ: لا يُسَاوِي شَيْئًا.(4/536)
422 - د: الْوَلِيدُ بْنُ كَامِلٍ، أَبُو عُبَيْدَةَ الْبَجَلِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْحِمْصِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
تَابِعِيٌّ صَغِيرٌ،
لَهُ عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ، وَرَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، وَنَصْرِ بْنِ عَلْقَمَةَ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَيَحْيَى الْوُحَاظِيُّ. [ص:537]
قال البخاري: عنده عجائب.
وكناه النسائي.
وَقَالَ: أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: شَيْخٌ.(4/536)
423 - ع: وُهَيْبٌ، هُوَ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ، وُهَيْبُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَجْلانَ الْبَاهِلِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْبَصْرِيُّ الْكَنَانِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
أَحَدُ الأَعْلامِ.
عَنْ: مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاوُسٍ، وَأَبِي حَازِمٍ، وَحُمَيْدٍ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، ومنصور ابن صفية، وأيوب السخيتاني، وَخُثَيْمِ بْنِ عِرَاكٍ، وَسُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ: ابْنُ عُلَيَّةَ، وَعَفَّانُ، وَعَارِمٌ، وَمُسْلِمٌ، وَهُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، وَخَلْقٌ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: كَانَ مِنْ أَبْصَرِ أَصْحَابِهِ بِالْحَدِيثِ وَالرِّجَالِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُقَالُ: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ بَعْدَ شُعْبَةَ أَعْلَمَ بِالرِّجَالِ مِنْهُ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: سُجِنَ وُهَيْبٌ فَذَهَبَ بصره، وكان ثقة حجة، يملي من حِفْظَهُ، وَكَانَ أَحْفَظَ مِنْ أَبِي عَوَانَةَ.
وَقَالَ أحمد بن زهير في " تاريخه ": حدثنا مُوسَى قَالَ: قُلْتُ لِحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ: إِنَّ وُهَيْبَ بْنَ خَالِدٍ يَزْعُمُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ زيد كَانَ لا يَحْفَظُ الْحَدِيثَ، فَقَالَ: وُهَيْبٌ كَانَ يَقْدِرُ أَنْ يُجَالِسَ عَلِيًّا! إِنَّمَا كَانَ يُجَالِسُ عَلِيًّا وُجُوهُ النَّاسِ.
قُلْتُ: صَدَقَ وُهَيْبٌ، وَمَا أَجَابَ حَمَّادٌ بِطَائِلٍ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: ابْنُ عُلَيَّةَ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ أَثْبَتُ مِنْ وهيب. [ص:538]
قَالَ أَحْمَدُ: كَانَ ابْنُ مَهْدِيٍّ يَخْتَارُ وُهَيْبًا عَلَى إِسْمَاعِيلَ فِي كُلِّ شَيْءٍ، ثُمَّ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: عَاشَ وُهَيْبٌ ثَمَانِيًا وَخَمْسِينَ سَنَةً.
وَرَوَى الْبُخَارِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي رَجَاءٍ الْهَرَوِيِّ: أَنَّ وُهَيْبًا تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وستين ومائة.(4/537)
-[حَرْفُ الْيَاءِ](4/538)
424 - يَاسِينُ بْنُ مُعَاذٍ الزَّيَّاتُ الْكُوفِيُّ، أَبُو خَلَفٍ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: الزُّهْرِيِّ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ.
وَعَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ غراب، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَآخَرُونَ.
ضَعَّفَهُ الْجَمَاعَةُ، وَكَانَ مِنْ جِلَّةِ الْفُقَهَاءِ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: كَانَ يُفْتِي بِرَأْيِ أَبِي حَنِيفَةَ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَرَوَى عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ، عَن ابْنُ مَعِينٍ: لَيْس بِشَيْءٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ الْحَدِيثِ.(4/538)
425 - د: يَحْيَى بْنُ أَزْهَرَ الْمِصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ، وَحَجَّاجِ بْنِ شَدَّادٍ، وَأَفْلَحَ بْنِ حُمَيْدٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَابْنُ الْقَاسِمِ، وَسَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، وَإِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى الخولاني.
وكان عَبْدًا صَالِحًا، لَهُ فَضْلٌ، مَاتَ كَهْلا أَوْ شَابًّا فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ.(4/538)
426 - يَحْيَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ الأَسَدِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنِ الشَّعْبِيِّ.
وَعَنْهُ: أَبُو داود الطيالسي، وشبابة، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ.(4/538)
427 - يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ الدِّمَشْقِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: الْوَليِدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَعَلِيٌّ الْمَدَائِنِيُّ.
صَدُوقٌ.
قال أبو حاتم: ليس به بأس.(4/539)
428 - ع: يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، هُوَ عَالِمُ أَهْلِ مِصْرَ، أَبُو الْعَبَّاسِ الْغَافِقِيُّ الْمِصْرِيُّ الْمُفْتِي. [الوفاة: 161 - 170 ه]
رَوَى عَنْ: بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ، وَجَعْفَرِ بن ربيعة، وأبي قبيل حُيَيِّ بْنِ هَانِئٍ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، وَرَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مَحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، وَطَائِفَةٍ سِوَاهُمْ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صالح، وسعيد بن عفير، وَغَيْرُهُمْ كَثِيرٌ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنْ شُيُوخِهِ ابْنُ جُرَيْجٍ بِحَدِيثٍ فِي الصَّحِيحَيْنِ.
وَمِمَّنْ حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْحَاقُ بْنُ الْفُرَاتِ، وَأَشْهَبُ، وَيَحْيَى السَّيْلَحِينِيُّ.
وَكَانَ أَحَدَ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: سَيِّئُ الْحِفْظِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: فِي بَعْضِ حَدِيثِهِ اضْطِرَابٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ عندي صدوق. [ص:540]
قُلْتُ: يَنْفَرِدُ بِغَرَائِبَ كَغَيْرِهِ مِنَ الأَئِمَّةِ.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: كَانَ أَحَدَ الطَّلابِينَ لِلْعِلْمِ.
حَدَّثَ عَنْ أَهْلِ الْحَرَمَيْنِ، وَالشَّامِ، وَمِصْرَ، وَالْعِرَاقِ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ الْغُرَبَاءُ بِأَحَادِيثَ لَيْسَتْ عِنْدَ الْمِصْرِيِّينَ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حَدَّثْتُ مَالِكًا بِحَدِيثٍ حَدَّثَنَا بِهِ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْهُ، فَسَأَلْتُهُ عَنْهُ، فقال: كذب، وحدثته بآخر عنه فقال: كذب.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ دُونَ حَيْوَةَ، وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ فِي الْحِفْظِ وَالْحَدِيثِ، كَانَ سَيِّئَ الْحِفْظِ.
وَذُكِرَ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدِيثٌ فِي الْوَتْرِ مِمَّا يَنْفَرِدُ بِهِ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، فَقَالَ: هَأْ، مَنْ يَحْتَمِلُ هَذَا؟
قُلْتُ: الْحَدِيثُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، حدثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى مِنَ الْوَتْرِ: " سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى "، وَفِي الثانية بـ " قل يا أيها الْكَافِرُونَ "، وَفِي الثَّالِثَةِ بِـ " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ "، وَ" قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ "، وَ" قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ".
قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: ذِكْرُ الْمُعَوِّذَتَيْنِ لا يَصِحُّ.
قُلْتُ: فَهَذَا عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَمَا أَخْرَجَهُ أَرْبَابُ الْكُتُبِ السِّتَّةِ.
قَالَ أَبُو بِشْرٍ الدُّولابِيُّ: يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمِصْرِيُّ: لَيْسَ بِذَاكَ الْقَوِيِّ.
قُلْتُ: وَضَعَّفَهُ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ فِي " الْمُحَلَّى ".
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يقال له قَاضِيًا بِمِصْرَ.
وَمِنْ غَرَائِبِهِ أَيْضًا: سَعِيدُ بْنُ أبي مريم، قال: حدثنا يحيى بن أيوب، [ص:541] قال: حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ لِتُبَاهُوا بِهِ الْعُلَمَاءَ، وَلا لِتُمَارُوا بِهِ السُّفَهَاءَ، وَلا لِتُخَيِّرُوا بِهِ الْمَجَالِسَ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَالنَّارَ النَّارَ "، فَهَذَا مَعْرُوفٌ بِيَحْيَى.
قُلْتُ: هُوَ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَإِنَّمَا لَمْ يُخْرِجْهُ لِنَكَارَتِهِ.
قَالَ سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/539)
429 - ت: يَحْيَى بْنُ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ الْحَضْرَمِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ إِسْمَاعِيلُ، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
فِيهِ ضَعْفٌ، وَسَأُعِيدُ تَرْجَمَتَهُ فِي الطَّبَقَةِ الآتِيَةِ لاخْتِلافِهِمْ فِي وَفَاتِهِ.
ذَكَرَ الْبُخَارِيُّ وَفَاتَهُ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَهَذَا وَهْمٌ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وستين.
وقال ابن سعد: في خلافة المهدي.
وَقَالَ مُطَيَّنٌ الْكُوفِيُّ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/541)
430 - يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ، أَبُو قَتَادَةَ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
رَوَى عَنْ: يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، وَعَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ نَافِعٍ الْعُمَرِيِّ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَالْمُقْرِئُ، وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/541)
431 - د ق: يَحْيَى بْنُ الْعَلاءِ الْبَجَلِيُّ الرَّازِيُّ، أبو عمرو. [الوفاة: 161 - 170 ه]
أَحَدُ الأَعْلامِ الْجِلَّةِ عَلَى ضَعْفِهِ.
رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَالزُّهْرِيِّ، وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، وَبِشْرِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَابْنِ طَاوُسٍ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ، وَمُعَاذُ بْنُ هَانِئٍ، وَحَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، وَوَكِيعٌ، وَجُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلابِيُّ، وَعِدَّةٌ.
وَكَانَ فَصِيحًا مُفَوَّهًا مِنْ نُبَلاءِ الرِّجَالِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ، وَجَمَاعَةٌ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ، وَالدُّولابِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ الْجَوْزَجَانِيُّ: بَلَغَنَا أَنَّهُ رَوَى عِشْرِينَ حَرْفًا فِي خَلْعِ النَّعْلِ عَلَى الطَّعَامِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ مِمَّنْ يَنْفَرِدُ عَنِ الثِّقَاتِ بِالأَشْيَاءِ الْمَقْلُوبَاتِ الَّتِي إِذَا سَمِعَهَا مَنِ الْحَدِيثُ صِنَاعَتُهُ، سَبَقَ إِلَى قَلْبِهِ أَنَّهُ كَانَ الْمُتَعَمِّدَ لَهَا؛ لِذَلِكَ لا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ، وَكَانَ وَكِيعٌ شَدِيدَ الْحَمْلِ عَلَيْهِ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، قال: حدثنا عمرو بن الحصين،، قال: حدثنا يَحْيَى بْنُ الْعَلاءِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عن عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَظَرَ فِي الْمِرْآةِ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي حَسَّنَ خَلْقِي وَخُلُقِي، وَأَزَانَ مِنِّي مَا أَشَانَ مِنْ غَيْرِي، وَإِذَا اكْتَحَلَ فَعَلَ فِي كل عين ثنتين، وواحدة بَيْنَهُمَا ".
قُلْتُ: لَعَلَّ آفَتَهُ عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ. [ص:543]
قال: حدثنا أبو يعلى، قال: حدثنا جبارة، قال: حدثنا يَحْيَى بْنُ الْعَلاءِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَبِيبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ مَرْفُوعًا: إِذَا طَاقَ الْغُلامُ صَوْمَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ، وَجَبَ عَلَيْهِ صَوْمُ رَمَضَانَ.
قُلْتُ: وَيَحْيَى، وَجُبَارَةُ وَاهِيَانِ.(4/542)
432 - ت: يَحْيَى بْنُ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ النُّكْرِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ مَالِكٌ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَبِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحَجَبِيُّ.
ضَعَّفَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَغَيْرُهُ.
وَمِنْ مَنَاكِيرِهِ: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا: " لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَجَاءَ اللَّهُ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَغْفِرَ لَهُمْ، وَكَفَّارَةُ الذَّنْبِ النَّدَمُ ".
وَبِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم كاتب يسمى السجل.
فأما هَذَا فَتَابَعَهُ فِيهِ يَزِيدُ بْنُ كَعْبٍ، عَنْ أبي الجوزاء.
وأخرجه أبو داود والنسائي، وَهُوَ خَبَرٌ مُنْكَرٌ.(4/543)
433 - ن: يَحْيَى بْنُ عُمَيْرٍ الْبَزَّازُ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
سَمِعَ: نَافِعًا، وَسَعِيدًا الْمَقْبُرِيَّ.
وَعَنْهُ: مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أبي أويس.
قال أبو حاتم: صَالِحُ الْحَدِيثِ.(4/543)
434 - د: يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، أَبُو عَقِيلٍ الْمَدَنِيُّ الضَّرِيرُ الْحَذَّاءُ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
يَرْوِي عَنْ: بُهَيَّةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَابْنِ سُوقَةَ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ [ص:544] الأَنْصَارِيِّ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَيَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، وَلُوَيْنٌ، وَأُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
وَقِيلَ: بَلْ هُوَ كُوفِيٌّ.
ضَعَّفَهُ ابن المديني، والنسائي.
وقال ابن معين: أبو عَقِيلٍ صَاحِبُ بُهَيَّةَ لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَدْ ذَكَرَ لَهُ مُسْلِمٌ فِي خُطْبَةِ صَحِيحِهِ.
قَالَ ابْنُ نافع: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
قُلْتُ: قَالَ البغوي في " الجعديات ": حدثنا علي بن الجعد، قال: حدثنا أَبُو عُقَيْلٍ، عَنْ بُهَيَّةَ، عَنْ عَائِشَةَ: " سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ وِلْدَانِ الْمُشْرِكِينَ، قَالَ: " إِنْ شِئْتِ أَسْمَعْتُكِ تَضَاغِيهِمْ فِي النَّارِ ".
هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، يَدْفَعُهُ مَا فِي الصِّحَاحِ، وَهُوَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلامُ: " اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ ".(4/543)
435 - خ ت ن: يَحْيَى بْنُ الْمُهَلَّبِ، أَبُو كُدَيْنَةَ الْبَجَلِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: حصين بن عبد الرحمن، وسهيل بن أَبِي صَالِحٍ، وَمُغِيرَةَ بْنِ مِقْسَمٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو أُسَامَةَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَعَفَّانُ، وَعَوْنُ بْنُ سَلامٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ الأَسَدِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.(4/544)
436 - يَحْيَى بْنُ مُوسَى الْقُتَبِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
مُقِلٌّ،
رَوَى عَنْ: نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَجَمَاعَةٌ. [ص:545]
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(4/544)
437 - ع: يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيُّ، الْحَافِظُ أَبُو سَعِيدٍ الْبَصْرِيّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: الْحَسَنِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَقَتَادَةَ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَعَفَّانُ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَهُدْبَةُ الْقَيْسِيُّ، وَخَلْقٌ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: هُوَ ثَبْتٌ فِي الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ.
وَكَانَ عَفَّانُ يَرْفَعُ أَمْرَهُ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: هُوَ فِي قَتَادَةَ لَيْسَ بِذَاكَ.
روى ابن أبي خَيْثَمَةَ أَنَّهُ مَاتَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
وَيُقَالُ: سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ.(4/545)
438 - يَزِيدُ بْنُ بَزِيعٍ الرَّمْلِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ.
وَعَنْهُ: آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَأَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ الْبَغَوِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
ضَعَّفَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ، وَغَيْرُهُ.(4/545)
439 - يَزِيدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ قُبَيْصَةَ بْنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ الأَزْدِيُّ الْمُهَلَّبِيُّ الأَمِيرُ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
وَلِيَ نِيَابَةَ إِفْرِيقِيَّةَ مِنْ قِبَلِ الْمَنْصُورِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ أَخُوهُ رَوْحٌ مُتَوَلِّيًا عل السند، فلما مات يزيد، بعث الرَّشِيدُ رَوْحًا وَالِيًا عَلَى إِفْرِيقِيَّةَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: يَزِيدُ بْنُ حَاتِمٍ ثِقَةٌ.
قُلْتُ: وَكَذَا ذكره ابن أبي حاتم مختصرا، فما ذكره لَهُ شَيْخًا وَلا [ص:546] راويا.
مات بإفريقية في ثاني عشر رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/545)
440 - ت ق: يَزِيدُ بْنُ حَيَّانَ الْبَلْخِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
أَخُو مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ.
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، وَأَبِي مِجْلَزٍ لاحِقِ بْنِ حُمَيْدٍ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ السَّيْلَحِينِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَصَالِحُ بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ بْنِ دَاوُدَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: عِنْدَهُ غَلَطٌ كَثِيرٌ.
وَقَالَ ابْنُ الْجُنَيْدِ: عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ الْخَطِيبُ: نَزَلَ الْمَدَائِنَ، يَرْوِي عَنْهُ شَبَابَةُ.(4/546)
441 - يَزِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ، أَبُو كَامِلٍ الرَّحَبِيُّ، الصَّنْعَانِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، وَأَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، وَبِلالِ بْنِ سَعْدٍ.
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَيَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، وَأَبُو تَوْبَةَ الْحَلَبِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: كَانَ شَيْخًا كَبِيرًا.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ ابن عدي: أرجو أنه لا بأس بِهِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: أَحَادِيثُهُ مَنَاكِيرُ.(4/546)
442 - ت ق: يَزِيدُ بْنُ زِيَادٍ الدِّمَشْقِيُّ [الوفاة: 161 - 170 ه]
مَوْلَى قُرَيْشٍ.
عَنْ: الزهري، وسليمان بن حبيب الْمُحَارِبِيِّ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَأَبُو الْيَمَانِ، وَيَحْيَى الْوُحَاظِيُّ. [ص:547]
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ.
وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الدِّمَشْقِيُّ.(4/546)
443 - يَزِيدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ ذِي عَصْوَانَ الدِّمَشْقِيُّ الدَّارَانِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: مَكْحُولٍ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ.
وَعَنْهُ: مَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ، وَيَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، وَغَيْرُهُمَا.
وَثَّقَهُ ابْنُ شَاهِينَ.(4/547)
444 - ق: يَزِيدُ بْنُ السِّمْطِ الدِّمَشْقِيُّ الْفَقِيهُ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: قُرَّةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالْوَضِينِ بْنِ عَطَاءٍ، وَالنُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ، وَالأَوْزَاعِيِّ، وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ مَعَ تَقَدُّمِهِ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَجَمَاعَةٌ.
وَكَانَ أَحَدَ الأَئِمَّةِ، حَيَاتُهُ وَرَعٌ، وَفِقْهٌ.
وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَغَيْرُهُ.
وَضَعَّفَهُ الْحَاكِمُ.
وَقَدْ ذَكَرَ الْبُخَارِيُّ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ الْفَرَّاءَ رَوَى عَنْهُ. وَإِنَّمَا يَرْوِي عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْهُ.
أَبُو مُسْهِرٍ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قال: كَانَ عَالِمُ الْجُنْدِ بَعْدَ الأَوْزَاعِيِّ: يَزِيدَ بْنَ السَّمْطِ ويَزِيدَ بْنَ يوسف، يعني: جُند دمشق.
وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: كان ابْنُ السَّمْطِ عَلَى تَقَلُّلٍ وَتَعَفُّفٍ، مَا تَلَبَّسَ مِنَ [ص:548] الدُّنْيَا بِشَيْءٍ، قَالَ: وَمَاتَ فِي حَيَاةِ سَعِيدِ بْن عَبْد الْعَزِيزِ.(4/547)
445 - خ م د ن: يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سِيَاهٍ الْحِمَّانِيُّ الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
أَخُو قُطْبَةَ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَالأَعْمَشِ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَإِسْحَاقُ السَّلُولِيُّ، وَطَائِفَةٌ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ.(4/548)
446 - ق: يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ النَّوْفَلِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَعَنْ: أَبِيهِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَيَزِيدَ بْنِ رُومَانَ.
وَعَنْهُ: مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرَوِيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ، وَابْنُهُ يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ.
ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ.
وَهُوَ مِنْ بَنِي نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ، فَهُوَ هَاشِمِيٌّ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: هُوَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ.
قَالَ أَحْمَدُ: عِنْدَهُ مَنَاكِيرُ.(4/548)
447 - ت ق: يَزِيدُ بْنُ عِيَاضِ بْنِ جُعْدُبَةَ، أَبُو الْحَكَمِ اللَّيْثِيُّ الْحِجَازِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
نَزِيلُ الْبَصْرَةِ.
عَنْ: سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَنَافِعٍ، وَعَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، وَابْنِ شِهَابٍ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: شَبَابَةُ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَسَعْدَوَيْهِ الْوَاسِطِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ، وَغَيْرُهُ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. [ص:549]
وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير مَحْفُوظٍ، ثُمَّ سَاقَ لَهُ عِدَّةَ مَنَاكِيرَ، فَأَوْرَدَ مِنْهَا حَدِيثَ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ جُعْدُبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِخْرَاقٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، فِي الرِّيحِ الأَذْيَبِ.
حَكَمَ ابن عدي أن هذا هو صاحب الترجمة، وما هو فذلك آخر قديم.
وليزيد بن عياض، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ قَالَ: " السَّلامُ عَلَيْنَا مِنْ رَبِّنَا التَّحِيَّاتُ الطَّيِّبَاتُ الْمُبَارَكَاتُ لِلَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ ".(4/548)
448 - م د ت ق: يَعْقُوبُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
نَقَلَ وَفَاتَهُ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ عَسَاكِرَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، فَوَهِمَ، إِنَّمَا تِلْكَ وَفَاةُ ابْنِ أَخِيهِ عَبْدِ الْعَزِيزِ مُفْتِي الْمَدِينَةِ.(4/549)
449 - م: يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَحْلاءَ، أَبُو يُوسُفَ اللَّيْثِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: بِلالِ بْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي الرِّجَالِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَدَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، وَالأَصْمَعِيُّ، وَعِدَّةٌ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وغيره، وقل ما رَوَى.
تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/549)
450 - خ م د ن ق: يَعْلَى بْنُ الْحَارِثِ الْمُحَارِبِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، وَغَيْلانَ بْنِ جَامِعٍ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ الْمُحَارِبِيِّ، وَأَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ [ص:550] يَحْيَى بْنُ يَعْلَى، وَوَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَطَائِفَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ الْمَدِينِيِّ.
مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/549)
451 - ت: يَمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، أَبُو حُذَيْفَةَ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وَابْنِ جَوْدَانَ.
وَعَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَحَجَّاجٌ الْفَسَاطِيطِيُّ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، وآخرون.
ضعفه أبو حاتم وغيره، وَالدَّارَقُطْنِيُّ.(4/550)
452 - ت: يُوسُفُ بْنُ عَبْدَةَ، مَوْلَى يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ، أَبُو عَبْدَةَ الأَزْدِيُّ الْبَصْرِيُّ الْقَصَّابُ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
سَمِعَ: الْحَسَنَ، وَابْنَ سِيرِينَ، وَثَابِتًا.
وَعَنْهُ: يُونُسُ الْمُؤَدِّبُ، وَبَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، وَالأَصْمَعِيُّ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَأَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَضَعَّفَهُ أبو حاتم.(4/550)
-[الْكُنَى](4/550)
453 - أَبُو إِسْحَاقَ الْحُمَيْسِيُّ، اسْمُهُ خَازِمُ بْنُ حُسَيْنٍ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
لا يَكَادُ يُعْرَفُ بِاسْمِهِ.
عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ، وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ.
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَجُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٌ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. [ص:551]
وقال ابن عدي: ضعيف.(4/550)
454 - ت ق: أَبُو إِسْرَائِيلَ الْمُلائِيُّ الْكُوفِيُّ، اسْمُهُ إِسْمَاعِيلُ، وَقِيلَ: عَبْدُ الْعَزِيزِ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، وَفُضَيْلٍ الْفُقَيْمِيِّ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَسِيدٌ الْجَمَّالُ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ، وَكَانَ يترفض وَيَنَالُ مِنْ عُثْمَانَ.
قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بِسُوءِ حِفْظِ أَبِي إِسْرَائِيلَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
قُلْتُ: وَأَكْبَرُ شَيْخٍ لَهُ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ.
قِيلَ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/551)
455 - ع: أَبُو الأَشْهَبِ الْعُطَارِدِيُّ، اسْمُهُ جَعْفَرُ بْنُ حَيَّانَ البصري الْخَرَّازُ الضَّرِيرُ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، وَأَبِي الْجَوْزَاءِ الرَّبَعِيِّ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَبَكْرٍ الْمُزَنِيِّ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى الْقَطَّانُ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَأَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَأَبُو حَاتِمٍ.
مَوْلِدُهُ سَنَةَ سَبْعِينَ، فَقَدْ أَدْرَكَ مِنْ حَيَاةِ أَنَسٍ بِضْعًا وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَالْعَجَبُ كَيْفَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ وَهُوَ مَعَهُ فِي الْبَصْرَةِ؟ [ص:552] وقد قرأ القرآن فيما نقل أبو عمر الدَّانِيُّ عَلَى أَبِي رَجَاءٍ.
مَاتَ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَوَهِمَ خَلِيفَةُ إِذْ جَعَلَ وَفَاتَهُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ.
قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: لَمْ يَلْحَقْ أَبَا الْجَوْزَاءِ.(4/551)
456 - أَبُو الأَشْهَبِ النَّخَعِيُّ، اسْمُهُ جَعْفَرُ بْنُ الْحَارِثِ الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
نَزِيلُ وَاسِطَ.
عَنْ: عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَمُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَوَكِيعٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَغَيْرُهُمْ.
مَاتَ كَهْلا.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ، وَقَالَ مُرَّةُ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيفٌ.
وَتَوَقَّفَ ابْنُ حِبَّانَ فِي تَضْعِيفِهِ.
لَمْ يُخَرِّجُوا لَهُ شَيْئًا.(4/552)
457 - م 4: أَبُو أُوَيْسٍ الأَصْبَحِيّ، اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُوَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَامِرٍ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
مِنْ بَنِي عَمِّ الإِمَامِ مَالِكٍ، وَزُوِّجَ أُخْتَهُ.
رَوَى عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَشُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، وَالزُّهْرِيِّ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَابْنُهُ الآخر [ص:553] عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَحُسَيْنٌ الْمَرُّوذِيُّ، والقعنبي، وعلي بن عاصم بْنُ عَلِيٍّ، وَمَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ أَبُو بِشْرٍ الدُّولابِيُّ: صَدُوقٌ، وَلَيْسَ بِحُجَّةٍ.
وَلابْنِ مَعِينٍ فِيهِ قَوْلانِ: لَيْسَ بِحُجَّةٍ، وَضَعِيفٌ.
مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/552)
• - ق: أَبُو بُرْدَةَ، هُوَ عَمْرُو بْنُ يَزِيدَ التَّمِيمِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
مَرَّ.(4/553)
458 - ق: أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ الْقُرَشِيُّ السَّبْرِيُّ الْمَدَنِيُّ الْفَقِيهُ، [اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَقِيلَ: مُحَمَّدٌ] [الوفاة: 161 - 170 ه]
قَاضِي الْعِرَاقِ.
سَمِعَ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ هُرْمُزَ الأَعْرَجَ، وَعَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ، وَزَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ، وَشَرِيكَ بْنَ أَبِي نَمِرٍ، وَطَائِفَةً.
وَعَنْهُ: ابْنُ جُرَيْجٍ مَعَ تَقَدُّمِهِ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَالْوَاقِدِيُّ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَغَيْرُهُمْ.
ضَعَّفَهُ الْبُخَارِيُّ، وَغَيْرُهُ.
وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ، وَصَالِحٌ ابْنَا أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ أَبِيهِمَا قَالَ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ مُفْتِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ، قدم ههنا، [ص:554] فَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ، فَقَالَ: عِنْدِي سَبْعُونَ أَلْفَ حديث، إن أخذتم عني كما أخذ عني ابْنِ جُرَيْجٍ، وَإِلا فَلا.
وَرَوَى مَعْنٌ، عَنْ مَالِكٍ، قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ: يَا مَالِكُ، مَنْ بَقِيَ بِالْمَدِينَةِ مِنَ الْمَشْيَخَةِ؟ قُلْتُ: ابن أبي ذئب، وَابْنُ أَبِي سَلَمَةَ الماجشون، وابن أبي سبرة.
وقال النسائي: متروك الحديث.
وأبو سبرة جده، هو ابن أبي رهم العامري، أحد البدريين.
وقال ابن سعد: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي سَبْرَةَ يَقُولُ: قَالَ لِي ابْنُ جُرَيْجٍ: اكْتُبْ لِي أَحَادِيثَ مِنْ أَحَادِيثِكَ جِيَادًا، فَكَتَبْتُ لَهُ أَلْفَ حَدِيثٍ ثُمَّ دَفَعْتُهَا إِلَيْهِ، مَا قَرَأَهَا عَلَيَّ، وَلا قَرَأْتُهَا عَلَيْهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: قَالَ لِي حَجَّاجٌ: قَالَ لِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ: عِنْدِي سَبْعُونَ أَلَفَ حَدِيثٍ فِي الْحَلالِ وَالْحَرَامِ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: هُوَ عِنْدِي مِثْلُ ابْنِ أَبِي يَحْيَى.
قُلْتُ: وَاخْتُلِفَ فِي اسْمِ أَبِي بَكْرٍ، فَقِيلَ: عَبْدُ اللَّهِ، وَقِيلَ: مُحَمَّدٌ.
قال معصب الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ مِنْ عُلَمَاءِ قُرَيْشٍ، وَلاهُ الْمَنْصُورُ الْقَضَاءَ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ بِبَغْدَادَ، قَالَ: وَكَانَ قَدْ وُلِّيَ قضاء موسى الهادي، وهو ولي عهد، وولي قضاء مكة لزياد بن عبيد الله، وعاش سِتِّينَ سَنَةً، فَلَمَّا مَاتَ اسْتُقْضِيَ بَعْدَهُ أَبُو يُوسُفَ.
وَقَالَ مُصْعَبٌ: خَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بِالْمَدِينَةِ، وَابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَلَى صَدَقَاتِ أسد وطيئ، فَقَدِمَ عَلَى مُحَمَّدٍ مِنْهَا بِأَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ أَلْفَ دينار، فلما قتل محمد أُسِرَ أَبُو بَكْرٍ وَسُجِنَ، فَاسْتَعْمَلَ الْمَنْصُورُ، جَعْفَرَ بْنَ سُلَيْمَانَ عَلَى الْمَدِينَةِ، وَقَالَ: إِنَّ بَيْنَنَا وبين ابن أبي سبرة رحما، وقد أَسَاءَ وَقَدْ أَحْسَنَ [ص:555] الآنَ، فَإِذَا وَصَلْتَ فَأَطْلِقْهُ وَأَحْسِنْ جِوَارَهُ، وَكَانَ الإِحْسَانُ الَّذِي ذَكَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الرَّبِيعِ الْحَارِثِيَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ بَعْدَمَا شَخَصَ عِيسَى بْنُ مُوسَى، وَمَعَهُ الْعَسْكَرُ، فَعَاثُوا بِالْمَدِينَةِ، وَأَفْسَدُوا فَوَثَبَ عَلَيْهِ سُودَانُ الْمَدِينَةِ وَالرِّعَاعُ فَقَتَلُوا جُنْدَهُ وَطَرَدُوهُمْ، وَنَهَبُوا مَتَاعَ ابْنِ الرَّبِيعِ، فَخَرَجَ حَتَّى نَزَلَ بِئْرَ الْمُطَّلِبِ يُرِيدُ الْعِرَاقَ عَلَى خَمْسَةِ أَمْيَالٍ مِنَ الْمَدِينَةِ، وَكَسَرَ السُّودَانُ السِّجْنَ، وَأَخْرَجُوا أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي سَبْرَةَ، فَحَمَلُوهُ حَتَّى أَجْلَسُوهُ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَأَرَادُوا كَسْرَ قُيُودَهُ، فَقَالَ لَهُمْ: لَيْسَ عَلَى هَذَا فَوْتٌ، دَعُونِي حَتَّى أَتَكَلَّمَ، فَتَكَلَّمَ فِي أَسْفَلِ الْمِنْبَرِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَحَذَّرَهُمُ الْفِتْنَةَ، وَذَكَّرَهُمْ مَا كَانُوا فِيهِ، وَوَصَفَ عَفْوَ الْمَنْصُورِ عَنْهُمْ وَأَمَرَهُمْ بِالطَّاعَةِ، فَأَقْبَلَ النَّاسُ عَلَى كَلامِهِ، وَتَجَمَّعَ الْقُرَشِيُّونَ، فَخَرَجُوا إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الرَّبِيعِ فَضَمِنُوا لَهُ مَا ذَهَبَ لَهُ وَلِجُنْدِهِ، وَكَانَ قَدْ تَأَمَّرَ عَلَى السُّودَانِ وَثِيقٌ الزِّنْجِيُّ، فَمَضَى إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الْكِبَارِ، فَلَمْ يَزَلْ يَخْدَعُهُ حَتَّى دَنَى مِنْهُ، فَقَبَضَ عَلَيْهِ وَأَمَرَ مَنْ مَعَهُ فَأَوْثَقُوهُ فِي الْحَدِيدِ، وَرَجَعَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى الْحَبْسِ حَتَّى قَدِمَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ فَأَطْلَقَهُ وَأَكْرَمَهُ، ثُمَّ صَارَ إِلَى الْمَنْصُورِ فَاسْتَقْضَاهُ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ غَيْرُ مَحْفُوظٍ، وَهُوَ فِي جُمْلَةِ مَنْ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
وَقَالَ جَمَاعَةٌ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/553)
459 - ن: أَبُو بَكْرِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَطَاءِ بْنِ مُقَدَّمٍ الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
مَوْلَى ثَقِيفٍ.
وَهُوَ وَالِدُ مُحَمَّدِ بن أبي بكر، لم يُدْرِكْهُ ابْنُهُ، وَهُوَ أَخُو عُمَرَ وَمُحَمَّدٍ، وَحَدِيثُهُ قَلِيلٌ؛ لِأَنَّهُ مَاتَ كَهْلا.
رَوَى عَنْ: حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ.
أَخَذَ عَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَغَيْرُهُ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ ومائة.(4/555)
460 - ق: أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، اسْمُهُ سُلْمَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلْمَى الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
كَانَ فِي صَحَابَةِ الْمَنْصُورِ، وَكَانَ إِخْبَارِيًّا عَلامَةً.
رَوَى عَنْ: الْحَسَنِ، وَمُحَمَّدٍ، وَمُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ، وَعَكْرِمَةَ، وَالشَّعْبِيِّ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَشَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، لَقِيَهُ بِمَكَّةَ، وَجَمَاعَةٌ.
لَمْ يَرْضَهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ بِالْحَافِظِ عِنْدَهُمْ.
وَأَمَّا غُنْدَرٌ، فَقَالَ: كَذَّابٌ.
يُقَالُ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ.(4/556)
461 - م ت ن ق: أَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
فِي اسْمِهِ أَقْوَالٌ، وَلا يَرِدُ إِلا بِالْكُنْيَةِ،
رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، وَزِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، وَحَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَبَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، وَعَوْنُ بْنُ سَلامٍ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وجبارة بن المغلس، وطائفة.
وثفه أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِينٍ.
وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ فِيهِ وكيع: حدثنا أَبُو بكر بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي القطاف.
مات يوم عيد لفطر سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
وَاسْمُهُ عَلَى الأَصَحِّ: عبد الله. [ص:557]
وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ ابْنُ حِبَّانَ، فَقَالَ: كَانَ شَيْخًا صَالِحًا فَاضِلا، غَلَبَ عَلَيْهِ التَّقَشُّفُ حَتَّى صار يهم ولا يعلم، ويخطئ ولا يفهم، فَبَطَلَ الاحْتِجَاجُ بِهِ.
قُلْتُ: دَعْ عَنْكَ الْخَطَابَةَ، فَالرَّجُلُ حُجَّةٌ قَدْ وَثَّقَهُ إِمَامَا الْفَنِّ، وَاحْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ.
قَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ يُونُسَ يَقُولُ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ رَجُلا صَالِحًا، كَانَ فِي مَرَضِهِ يَثِبُ إِلَى الصَّلاةِ وَلا يَقْدِرُ، فَيُقَالُ لَهُ: إِنَّكَ فِي عُذْرٍ، فَيَقُولُ: أُبَادِرُ طَيَّ الصَّحِيفَةِ.(4/556)
• - أَبُو الْجَمَلِ الْيَمَامِيُّ، اسْمُهُ أَيُّوبُ [الوفاة: 161 - 170 ه]
مَرَّ.(4/557)
462 - أَبُو جَنَابٍ الْبَصْرِيُّ الْقَصَّابُ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
وَقَدْ تَقَدَّمَ أَبُو جَنَابٍ الْكَلْبِيُّ.
فَالْقَصَّابُ: اسْمُهُ عَوْنُ بْنُ ذَكْوَانَ الْحَرَشِيُّ،
رَأَى زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى، وَسَمِعَ مِنْ: مَطَرِ بْنِ طَهْمَانَ، وَغَيْرِهِ،
رَوَى عَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَيُونُسُ الْمُؤَدِّبُ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، وَهُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ، وَبَقِيَ إِلَى حُدُودِ سَنَةِ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَعَاشَ فِيمَا قَالَ ابن معين مِائَةً وَسِتَّ سِنِينَ، وَقَدْ وَهِمَ مَنْ قَالَ: إِنَّهُ عَاشَ مِائَةً وَسِتِّينَ سَنَةٍ، وَلَوُ كَانَ كَذَلِكَ لَعُدَّ فِي الصَّحَابَةِ مَعَ مَنْ وُلِدَ فِي أَيَّامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(4/557)
463 - خ: أَبُو حَفْصٍ، هُوَ عُمَرُ بْنُ الْعَلاءِ الْمَازِنِيُّ الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
أَخُو الإِمَامِ أَبِي عَمْرٍو، يُقَالُ: اسْمُهُ عُمَرُ. [ص:558]
يَرْوِي عَنْ: نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ الْعَنْبَرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْغُدَانِيُّ، وَغَيْرُهُمَا.
خَرَّجَ لَهُ الْبُخَارِيّ: عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِي حَنِينِ الْجِذْعِ.
وَلَهُ ثَلاثَةُ إِخْوَةٍ: أَبُو عَمْرٍو، وَمُعَاذٌ، وَأَبُو سُفْيَانَ.
وَقَدْ رَوَى عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ فَارِسٍ " حَنِينُ الْجِذْعِ " عَنْ مُعَاذِ بْنِ الْعَلاءِ، عَنْ نَافِعٍ، فَلَعَلَّهُ هُوَ هُوَ، وَإِلا فَالْحَدِيثُ عِنْدَ مُعَاذٍ، وَأَبِي حَفْصٍ.(4/557)
464 - ع: أَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيّ، هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ الْمَرْوَزِيُّ الْحَافِظُ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَجَابِرٍ الْجُعْفِيِّ، وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، وَالْكُوفِيِّينَ، مَا أَعْلَمُهُ رَوَى عَنْ غَيْرِهِمْ.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَعَبْدَانُ بْن عثمان، وعَلِيّ بْن الْحَسَن بْن شقيق، وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: كَانَ أَبُو حَمْزَةَ مِنَ ثِقَاتِ النَّاسِ، ولم يَكُنْ يَبِيعُ السُّكَّرَ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ بِذَلِكَ لِحَلاوَةِ كَلامِهِ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ علي بن الحسن: أَرَادَ جَارٌ لِأَبِي حَمْزَةَ السُّكَّرِيّ أَنْ يَبِيعَ داره، فقيل له: بكم؟ فقال: ألفين ثمن الدار وألفين جِوَارُ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا حَمْزَةَ، فَوَجَّهَ إِلَى جَارِهِ بِأَرْبَعَةِ آلافٍ، فَقَالَ: لا تَبِعْ دَارَكَ.
وَعَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ: مَا شَبِعْتُ مُنْذُ ثَلاثِينَ سَنَةً إِلا أَنْ يَكُونَ لِي ضَيْفٌ.
وَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ مُصْعَبٍ في تاريخه: كَانَ أَبُو حَمْزَةَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كَانَ أَبُو حَمْزَةَ إِذَا مَرِضَ أَحَدٌ مِنْ جِيرَانِهِ يَحْسِبُ مَا أَنْفَقَ فِي مَرَضِهِ ثم يتصدق أبو حمزة بِمِثْلِ ذَلِكَ، وَيَقُولُ: وَنَحْنُ أَصِحَّاءُ. [ص:559]
مَاتَ أَبُو حَمْزَةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ، أَوْ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/558)
465 - ق: أَبُو حَمْزَةَ الأُبُلِّيُّ الْعَطَّارُ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
شَيْخٌ بَصْرِيٌّ، اسْمُهُ إِسْحَاقُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَهُوَ جَدُّ بَكْرِ بْنِ بَكَّارٍ.
عَنْ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَالْعَلاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ.
وَعَنْهُ: الأَصْمَعِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَطَائِفَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ حَسَنَ الْحَدِيثِ.
وَضَعَّفَهُ الْفَلاسُ، وَقَالَ: كَانَ شَدِيدَ الْقَوْلِ فِي الْقَدَرِ.(4/559)
466 - ت ق: أَبُو الرَّبِيعِ الْبَصْرِيُّ السَّمَّانُ، أَشْعَثُ بْنُ سَعِيدٍ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَعَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَأَبِي الزِّنَادِ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُمَحِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَطَائِفَةٌ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ بِالْحَافِظِ عِنْدَهُمْ.
وروى عباس، عن ابن معين: ليس بشيء.
وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيهِ: لَيْسَ بِذَاكَ، مُضْطَرِبٌ.
وَقَالَ السَّعْدِيُّ: وَاهِي الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيّ: لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.(4/559)
467 - م 4: أَبُو سَعِيدٍ الْمُؤَدِّبُ، مِنْ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ، نَزَلَ بَغْدَادَ، وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي الْوَضَّاحِ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
[ص:560]
عَنْ: حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَعَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، وَخَصِيفٍ، وَعَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ، وَمَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ.
وَكَانَ مُؤَدِّبُ الْخَلِيفَةِ الْهَادِي.
مَاتَ قَبْلَ السَّبْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/559)
468 - ت ق: أَبُو شَيْبَةَ الْعَبْسِيُّ، [الوفاة: 161 - 170 ه]
قَاضِي وَاسِطَ، جَدُّ الْحَافِظَيْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَعُثْمَانَ.
اسْمُهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُوَاسْتِيِّ، مَوْلَى بَنِي عَبْسٍ.
رَوَى عَنْ: خَالِهِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، وَسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: شعبة وهو أكبر منه، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَشَبَابَةُ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ سَعْدَوَيْهِ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَمَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، وَجُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ.
ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ، وَيَحْيَى، وَالنَّاسُ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: سَكَتُوا عَنْهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: متروك الحديث.
وقال أحمد: حدثنا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ، قُلْتُ لِشُعْبَةَ: إِنَّ أَبَا شيبة حدثنا عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: شَهِدَ صِفِّينَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ سبعون، فَقَالَ: كَذَبَ وَاللَّهِ، لَقَدْ ذَاكَرْتُ الْحَكَمَ فِي بيته فما وجدنا شهد صفين أحدًا مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ غَيْرُ خُزَيْمَةَ.
قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ، سُئِلَ عَنْ أَبِي شَيْبَةَ الْوَاسِطِيِّ، فَقَالَ: ارْمِ بِهِ. [ص:561]
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/560)
469 - أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ، وَزِيرُ الْمَهْدِيِّ وَكَاتِبُهُ، اسْمُهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ الأَشْعَرِيُّ، مَوْلاهُمْ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ.
وَعَنْهُ: مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، وَغَيْرُهُ.
أَصْلُهُ مِنْ طَبَرِيَّةَ، وَكَانَ ذَا دِينٍ وَتَعَبُّدٍ، مِنْ خِيَارِ الْوُزَرَاءِ. وَكَانَ الْمَهْدِيُّ يُعَظِّمُهُ وَلا يُخَالِفُهُ فِي رَأْيٍ.
قَالَ حَفِيدُهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ: أَبْلَى أبو عبيد الله سجادتين، وأسرع في الثالث مَوْضِعُ الرُّكْبَتَيْنِ، وَالْوَجْهِ، وَالْيَدَيْنِ، مِنْ كَثْرَةِ صَلاتِهِ، وَكَانَ لَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ كُرُّ دَقِيقٍ يَتَصَدَّقُ بِهِ، فَلَمَّا اشْتَدَّ الْغَلاءُ أَتَاهُ مَوْلاهُ، فَقَالَ: قَدْ غَلا السِّعْرُ فَلَوْ نَقَصْنَا مِنَ الْكُرِّ، فَقَالَ: أَنْتَ شَيْطَانٌ، صَيِّرْهُ كُرَّيْنِ.
قَالَ: وَأُخْبِرْتُ أَنَّ الْجُسُورَ يَوْمَ مَاتَ امْتَلأَتْ، فَلَمْ يَعْبُرْ عَلَيْهَا أَحَدٌ إِلا مَنْ تَبِعَ جِنَازَتَهُ من مواليه، واليتامى، والأرامل، والمساكين.
روى مَنْصُورُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْمَنْصُورِ فَاسْتَحْلَفَنِي أَنْ أَصْدُقَهُ، فَحَلَفْتُ لَهُ، فَقَالَ: مَا قَوْلُكَ فِي خُلَفَاءِ بَنِي أُمَيَّةَ؟ قُلْتُ: كُلُّ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ مُطِيعًا لِلَّهِ، عَامِلا بِكِتَابِ اللَّهِ، مُتَّبِعًا لِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّهُ إِمَامٌ تَجِبُ طَاعَتُهُ، قَالَ: جِئْتَ بِهَا عِرَاقِيَّةً، أَهَكَذَا أَدْرَكْتَ أَشْيَاخَكَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يَقُولُونَ؟ قُلْتُ: لا، بَلْ أَدْرَكْتُهُمْ يَقُولُونَ: إِنَّ الْخَلِيفَةَ إِذَا اسْتُخْلِفَ غُفِرَ اللَّهُ لَهُ مَا مَضَى، فَقَالَ: أَيْ وَاللَّهِ، وَمَا تَأَخَّرَ مِنْ ذُنُوبِهِ، أَتَدْرِي مَا الْخَلِيفَةُ؟ بِهِ تُقَامُ الصَّلاةُ وَالْحَجُّ لِلْبَيْتِ، وَيُجَاهِدُ الْعَدُوَّ، وَعَدَّدَ مِنْ مَنَاقِبِ الْخِلافَةِ مَا لَمْ نَسْمَعْ أَحَدًا ذَكَرَ مِثْلَهُ.
قَالَ علي بن الجعد: حدثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ أَبِي الْمُسَاوِرِ قَالَ: دَخَلْتُ على أبي عُبَيْدِ اللَّهِ الْوَزِيرِ فَمَا هَشَّ لِي، فَجَلَسْتُ إلى رجل كاتب، فقلت: حدثنا الشَّعْبِيُّ، فَسَمِعَنِي أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ، فَقَالَ: وَرَأَيْتَ الشَّعْبِيَّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: ارْتَفِعْ، ارْتَفِعْ، كَتَمْتَنَا نَفْسَكَ حَتَّى كِدْتَ أَنْ تُلْحِقَنَا دَمًا لا ترخصه [ص:562] الْمَعَاذِيرُ، ثُمَّ اشْتَغَلَ بِي حَتَّى قَضَيْتُ حَاجَتِي.
يُقَالُ: إِنَّ أَبَا عُبَيْدِ اللَّهِ وَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الرَّبِيعِ الْحاجب، فَرَمَى ابْنَهُ بِحُرْمِ الْهَادِي، فَمَا زَالَ الْمَهْدِيُّ حَتَّى قَتَلَ الابْنَ، ثُمَّ سَجَنَ أَبَا عُبَيْدِ اللَّهِ مُدَّةً.
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: كَانَ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ مِنْ أَهْلِ طبرية، سمع أيضا من الزُّهْرِيَّ، وَعَاصِمَ بْنَ رَجَاءٍ الْكِنْدِيَّ، حَكَى عَنْهُ: ابْنُهُ هَارُونُ، وَمُبَارَكٌ الطَّبَرِيُّ، وَمَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ.
وَمُرَبَّعَةُ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ بِالْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ مَنْسُوبَةٌ إِلَيْهِ.
وَيُقَالُ: وَصَفَ رَجُلٌ أَبَا عُبَيْدِ اللَّهِ الْوَزِيرَ، فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ أَوْفَرَ مِنْ حلمه، ولا أطيش من قلمه.
وقال الزبير: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: بَعَثَ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ الْوَزِيرُ إِلَى وَالِدِ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيِّ بِأَلْفَيْ دِينَارٍ، فَرَدَّهَا، وَقَالَ: لا أَقْبَلُ صِلَةً إِلا مِنْ خَلِيفَةٍ أَوْ مِنْ وَلِيِّ عَهْدٍ.
عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ حَزْمٍ، أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ يَحْيَى الْبَرْمَكِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّ الْفَضْلَ بْنَ الرَّبِيعِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَاهُ حَجَّ مَعَ الْمَنْصُورِ فِي الْعَامِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ الْمَنْصُورُ، فَلَمَّا قَدِمَ ذَهَبَ إِلَى أَبِي عُبَيْدٍ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ مَنْزِلَهُ، فَلَمْ يَقُمْ لَهُ، وَلا رَفَعَ لَهُ رَأْسًا، فَغَضِبَ الرَّبِيعُ، وَقَالَ لِي: يَا بُنَيَّ لأَجْهَدَنَّ فِي أَذَاهُ، وَذَكَرَ الْقِصَّةَ، وَمَضَتْ فِي الْحَوَادِثِ سَنَةُ إحدى وستين ومائة.
مات أبو عبيد اللَّهِ فِي الْحَبْسِ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/561)
470 - أَبُو عَزَّةَ الدَّبَّاغُ، اسْمُهُ الْحَكَمُ بْنُ طَهْمَانَ، وَهُوَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
عَنْ: أَبِي الرَّبَابِ.
وَعَنْهُ: مُسْلِمٌ، وَالتَّبُوذَكِيُّ.(4/562)
471 - أَبُو الْعَطُوفِ الْجَزَرِيُّ الْحَرَّانِيُّ، اسمه الجراح بن منهال. [الوفاة: 161 - 170 ه]
رَوَى عَنْ: الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، وَالزُّهْرِيِّ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: يزيد بْنُ هَارُونَ، وَشَبَابَةُ، وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ. [ص:563]
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيّ: لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: أَبُو الْعَطُوفِ الْجَزَرِيُّ لَيْسَ بِشَيْءٍ.
شبابة بن سوار: أخبرنا أَبُو الْعَطُوفِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: إِنَّمَا كَانَتْ بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ فِي عُثْمَانَ خَاصَّةً لَمَّا احْتُبِسَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ قَتَلُوهُ لَأُنَابِذَنَّهُمْ "، فَبَايَعْنَاهُ على أن لا نفر، ونحن ألف وثلاث مائة.
هَذَا مُنْكَرٌ لَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ.(4/562)
472 - ت ق: أَبُو الْمُثَنَّى الْخُزَاعِيُّ الْكَعْبِيُّ الْمَدَنِيُّ، اسْمُهُ سُلَيْمَانُ بْنُ يَزِيدَ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
يُقَالُ رَوَى عَنْ أَنَسٍ،
رَوَى عَنْ: سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَرَبِيعَةَ الرَّأْيِ، وَهِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ، وَابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، وَيَحْيَى بن حسان التنيسي، وآخرون.
قال أبو حاتم: ليس بقويّ، مُنْكَر الحديث.
وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي " تَارِيخِ الثِّقَاتِ ".(4/563)
473 - 4: أَبُو معشر، هو نجيج بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السِّنْدِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
كَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ وَالأَيَّامِ وَالْمَغَازِي، وَقَدْ كَاتَبَ مَوْلاةً لَهُ مَخْزُومِيَّةً فَأَدَّى، فَاشْتَرَتْ أُمُّ مُوسَى بِنْتُ مَنْصُورٍ وَلاءَهُ فِيمَا قِيلَ.
رَأَى أَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلٍ،
وَحَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ القرظي، وموسى [ص:564] ابْنِ يَسَارٍ، وَنَافِعٍ الْعُمَرِيِّ، وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَطَائِفَةٍ سِوَاهُمْ.
وَفِي " جَامِعِ التِّرْمِذِيِّ " لَهُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَذَلِكَ مُنْقَطِعٌ، أَوْ هُوَ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، فَتَصَرَّفَ فِيهِ الرُّوَاةُ فَوَهِمُوا.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، وَمَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، وَطَائِفَةٌ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: يُعْرَفُ وَيُنْكَرُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: هُوَ لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: كَانَ بَصِيرًا بِالْمَغَازِي صَدُوقًا، وَلَكِنَّهُ لا يُقِيمُ الإِسْنَادَ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ أَيْضًا: كَانَ أُمِّيًّا يَنْتَقِي مِنْ حَدِيثِهِ الْمُسْنَدَ.
وَقِيلَ: كَانَ أَبُو مَعْشَرٍ أَبْيَضَ أَزْرَقَ سَمِينًا، أَشْخَصَهُ مَعَهُ الْمَهْدِيُّ إِلَى الْعِرَاقِ، وَأَمَرَ لَهُ بِأَلْفِ دِينَارٍ، وَقَالَ: تَكُونُ بِحَضْرَتِنَا فَتُفَقِّهَ مَنْ حَوْلَنَا.
قَالَ الْخَطِيبُ: كَانَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِالْمَغَازِي، أَصْلُهُ يَمَانِيٌّ، سُبِيَ فِي وَقْعَةِ يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ بِالْيَمَامَةِ وَالْبَحْرَيْنِ.
قَالَ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ: كَانَ أَبِي أَبْيَضَ.
وَأَمَّا أَبُو مُسْهِرٍ الْغَسَّانِيُّ، فَقَالَ: كَانَ أَسْوَدَ.
وَذَكَرَ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ أَنَّ أَبَاهُ كَانَ اسْمُهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْوَلِيدِ بْنِ هِلالٍ، فَسُرِقَ فَبِيعَ بِالْمَدِينَةِ، فَاشْتَرَاهُ قَوْمٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، فَسَمَّوْهُ نَجِيحًا، فَاشْتُرِيَ لأُمِّ مُوسَى الْهَادِي فَأَعْتَقَتْهُ، فَصَارَ مِيرَاثُهُ لِبَنِي هَاشِمٍ.
قَالَ: وَكَانَ يَنْتَسِبُ إِلَى حَنْظَلَةَ بْنِ مَالِكٍ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: كَانَ أَبُو مَعْشَرٍ كَيِّسًا حَافِظًا.
وَقَالَ الْفَلاسُ: كَانَ الْقَطَّانُ لا يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ.
وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ عَنْهُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ بَكَّارٍ يَقُولُ: تَغَيَّرَ أَبُو مَعْشَرٍ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ حَتَّى كَانَ يَخْرُجُ مِنْهُ الرِّيحُ وَلا يَشْعُرُ.
قُلْتُ: مَاتَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعِينَ. [ص:565]
وقال أبو أمية الطرسوسي: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، أَنَّ أَبَا مَعْشَرٍ كَانَ رَجُلا ألكن.
وكان سنديا يقول: حدثنا محمد بن " قعنب "، يَعْنِي: ابْنَ كَعْبٍ.
قُلْتُ: وَمِنْ مَنَاكِيرِهِ: رِوَايَتُهُ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُعْبَدَ اللاتَ وَالْعُزَّى "، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى نِسَاءِ دَوْسٍ يَصْطَفِفْنَ بِأَلْيَاتِهِنَّ عَلَى صَنَمٍ يُقَالُ لَهُ: ذو الخلصة.
قال أبو رزعة: أَبُو مَعْشَرٍ صَدُوقٌ، لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.(4/563)
474 - 4: أَبُو هِلالٍ، هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ الرَّاسِبِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
نَزَلَ فِي بَنِي رَاسِبٍ، فَنُسِبَ إِلَيْهِمْ، وَوَلاؤُهُ لِسَامَةَ بْنُ لُؤَيٍّ.
رَوَى عَنْ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَحُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، وَمَطَرٍ الْوَرَّاقِ.
وَعَنْهُ: أَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَالْحَوْضِيُّ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَطَائِفَةٌ.
وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَمْ يَكُنْ لَهُ كِتَابٌ، وَهُوَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحِلُّهُ الصِّدْقُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
قُلْتُ: عَلَّقَ لَهُ الْبُخَارِيُّ.
وَتُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(4/565)
475 - ت: أَبُو يَحْيَى، صَاحِبُ السَّقْطِ. [الوفاة: 161 - 170 ه]
بَصْرِيٌّ مَعْرُوفٌ، اسْمُهُ رَجَاءُ بْنُ صَبِيحٍ. [ص:566]
رَوَى عَنْ: مُسافِع بن شَيْبة، والحسن، ومحمد بن سيرين.
وَعَنْهُ: يزيد بن زُرَيْع، وعارم، وموسى بن إسماعيل، وهُدْبَة بن خالد.
قال أبو حاتم: ليس بقوي.
وضعّفه ابن معين.
تمت الطبقة السابعة عشرة ولله الحمد.(4/565)
-الطَّبَقَةُ الثَّامِنَةَ عَشْرَةَ 171 - 180 هـ(4/567)
"صفحة فارغة"(4/568)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
- (الحَوَادِثُ)(4/569)
-سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا مَاتَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُوَيْدٍ الْمَدِينِيُّ، وَحِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ بِخُلْفٍ، وَخَدِيجُ بْنُ مُعَاوِيَةَ فِيهَا أَوْ بَعْدَهَا، وَأَبُو المنذر سلام القارئ، وعبد الله بن عمر العمري المديني، وعبد الرحمن ابن الْغَسِيلِ، وَعَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ الْبَصْرِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ ميمون بن الرَّمَّاحُ، وَمَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ الْبَصْرِيُّ بِخُلْفٍ، وَيَزِيدُ بْنُ حَاتِمٍ الْمُهَلَّبِيُّ فِي قَوْلٍ، وَأَبُو شِهَابٍ الحناط عبد ربه بن نافع فِيهَا أَوْ فِي الآتِيَةِ.
وَفِيهَا قَدِمَ الأَمِيرُ أَبُو الْعَبَّاسِ الْفَضْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ الطُّوسِيُّ مَعْزُولا عَنْ نِيَابَةِ خُرَاسَانَ، فَصَيَّرَهُ الرَّشِيدُ عَلَى خَتْمِ الخلافة، فلم يَنْشَبْ أَنْ مَاتَ، فَدَفَعَ الْخَاتَمَ إِلَى يَحْيَى بْنِ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكٍ مَعَ الْوِزَارَةِ.
وَفِيهَا أَمَرَ الرَّشِيدُ أَبَا حَنِيفَةَ بْنَ قَيْسٍ فَضَرَبَ عُنقَ أَمِيرِ الْجَزِيرَةِ أَبِي هُرَيْرَةَ مُحَمَّدِ بْنِ فَرُّوخٍ.
وَفِيهَا أَخْرَجَ هَارُونُ الرَّشِيدُ مَنْ كَانَ بِبَغْدَادَ مِنَ الْعَلَوِيِّينَ إِلَى الْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ، سِوَى الْعَبَّاسِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ ابن الإِمَامِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَكَانَ أَبُوهُ حسن فيمن أُخْرِجَ.
وَفِي رَمَضانَ سَافَرَتِ السَّيِّدَةُ الْخَيْزُرَانُ لِلْحَجِّ، وَكَانَ أَمِيرُ الْمَوْسِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ، وَأَقَامَتِ الْخَيْزُرَانُ بِمَكَّةَ نَحْوَ الشَّهْرِ.(4/569)
-ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ
فَمَاتَ فِيهَا: الْحَسَنُ بْنُ عَيَّاشٍ أَخُو أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ بِالْكُوفَةِ، وَرَوْحُ بْنُ مُسَافِرٍ الْبَصْرِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، وَصَالِحٌ الْمُرِّيُّ بِخُلْفٍ، وَصَاحِبُ الأَنْدَلُسِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الدَّاخِلِ الأُمَوِيُّ، وَابْنُ عَمِّ الْمَنْصُورِ عَلِيُّ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ، وَابْنُ عَمِّهِ الآخَرُ الْفَضْلُ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ، وَمَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ بِخُلْفٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُغِيرَةَ الْمِصْرِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ سَلَمَةَ بْنُ كُهَيْلٍ بخلف. [ص:570]
وَفِيهَا عَزَلَ الرَّشِيدُ عَنْ أَرْمِينِيَّةَ يَزِيدَ بْنَ مزيد الشيباني، وأمر عليها عبيد الله ابن المهدي.
وحج بالناس يعقوب ابن الْمَنْصُورِ.(4/569)
-سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ
مَاتَ فِيهَا: إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا الْخُلْقَانِيُّ، وَجُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ الضُّبَعِيُّ، وَأُمُّ الرَّشِيدِ الْخَيْزُرَانُ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعَافِرِيُّ، وَسَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، وَالسَّيِّدُ الْحِمْيَرِيُّ الشَّاعِرُ، وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَطُلَيْبُ بْنُ كَامِلٍ اللَّخْمِيُّ الْمِصْرِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الموال مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، وَالأَمِيرُ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ، وَقَاضِي مَرْوٍ نُوحٌ الْجَامِعُ.
وَفِيهَا حَجَّ بِالنَّاسِ هَارُونُ الرَّشِيدُ.
وَعُزِلَ عَنْ إِمْرَةِ خُرَاسَانَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَشْعَثَ، وَأُمِّرَ وَلَدُ الْمَعْزُولِ الْعَبَّاسُ بْنُ جَعْفَرٍ.(4/570)
-ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ
فَمَاتَ: بَكْرُ بْنُ مُضَرٍ الْمِصْرِيُّ، وَالأَمِيرُ رَوْحُ بْنُ حَاتِمٍ الْمُهَلَّبِيُّ، وَقَاضِي مِصْرَ، وَعَالِمُهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنُ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، وَنُعَيْمُ بْنُ ميسرة النحوي، وَيَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ بِخُلْفٍ.
وَفِيهَا حَجَّ بِالنَّاسِ أَيْضًا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ.(4/570)
-وَدَخَلَتْ سَنَةُ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ
فمات فيها: حزم بن أبي حزم الْقُطَعِيُّ، وَالْحَكَمُ بْنُ فُضَيْلٍ الْوَاسِطِيُّ، وَالْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ، فِيمَا قِيلَ وَقَدْ مَرَّ، وَخَشَّافٌ الْكُوفِيُّ صاحب اللغة، وَالْقَاسِمُ بْنُ مَعْنٍ الْمَسْعُودِيُّ الْكُوفِيُّ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ فَقِيهُ مِصْرَ، وَالْهِقْلُ بْنُ زِيَادٍ فِي قَوْلٍ.
وَفِيهَا كَانَ عَقْدُ الْبَيْعَةِ بِوِلايَةِ الْعَهْدِ لابْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الرَّشِيدِ مُحَمَّدٍ، وَلُقِّبَ بِالأَمِينِ، وَلَهُ يَوْمَئِذٍ خَمْسُ سِنِينَ، فَكَانَ هَذَا أَوَّلُ وَهْنٍ جَرَى فِي دَوْلَةِ الإِسْلامِ مِنْ حَيْثُ الإِمَامَةِ، حرصت أمه زبيدة بنت جعفر ابن المنصور حتى تم ذلك، وأرضوا العساكر بِأَمْوَالٍ عَظِيمَةٍ، فَسَكَتُوا. [ص:571]
وَفِيهَا صَارَ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ الْعَلَوِيُّ إِلَى بِلادِ الدَّيْلَمِ، ثُمَّ تَحَرَّكَ هُنَاكَ، وَقَوِيَتْ شَوْكَتُهُ، وَطَلَبَ الْخِلافَةَ، وَأَسْرَعَ إِلَيْهِ الشِّيعَةُ مِنَ الأَمْصَارِ، فَاغْتَمَّ لِذَلِكَ الرَّشِيدُ وَأُبْلِسَ، وَاشْتُغِلَ عَنِ الشُّرْبِ وَاللَّهْوِ، وَنَدَبَ لِحَرْبِهِ الْفَضْلُ بْنُ يَحْيَى الْبَرْمَكِيُّ فِي خَمْسِينَ أَلْفًا مِنَ الخراسانية وغيرهم، وفرق فيهم الذَّهَبَ الْعَظِيمَ، فَانْحَلَّتْ عَزَائِمُ يَحْيَى الْمَذْكُورِ، وَطَلَبَ الصُّلْحَ وَالأَمَانَ، فَسُرَّ بذَلِكَ الرَّشِيدُ، وَكَتَبَ لَهُ أَمَانًا، وَأَشْهَدَ عَلَيْهِ الْكِبَارَ، وَنَفَّذَهُ مَعَ تُحَفٍ وَهَدَايَا وَمَالٍ جَلِيلٍ، فَفَرِحَ يَحْيَى وَاطْمَأَنَّ، وَوَفَدَ عَلَى الرَّشِيدِ، فَبَالَغَ فِي إِكْرَامِهِ وَعَطَايَاهُ، ثُمَّ إِنَّهُ بَعْدُ سَجَنَهُ، فَاعْتَلَّ، فَقِيلَ: سُقِيَ السُّمَّ، وَلَمْ يَصِحُّ، وَيُقَالُ: حَبَسَهُ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى، وَيُطْلِقُهُ، وَقِيلَ: إِنَّ الَّذِي وَصَلَ إِلَى يَحْيَى بن عبد الله من الرشيد أربع مائة أَلْفِ دِينَارٍ.
وَقَدْ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيُّ افْتَرَى عَلَيْهِ لِبُغْضِهِ لِلطَّالِبِيَّةِ، وَزَعَمَ أنَّهُ طَلَبَ إِلَيْهِ أَنْ يَخْرُجَ مَعَهُ، فَبَاهَلَهُ يَحْيَى بِحَضْرَةِ الرَّشِيدِ وَقَامَ، فَمَاتَ الزُّبَيْرِيُّ لِيَوْمِهِ، وَكَانَ يَحْيَى طَلَبَ مُبَاهَلَتَهُ، وَشَبَّكَ يَدَهُ فِي يَدِهِ، وَقَالَ: قُلِ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ يَحْيَى بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ لَمْ يَدْعُنِي إِلَى الْخِلافِ وَالْخُرُوجِ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هَذَا، فَكِلْنِي إِلَى حَوْلِي وَقُوَّتِي وَاسْخَتْنِي بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِكَ، آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: فَتَلَجْلَجَ الزُّبَيْرِيُّ وَقَالَهَا، وَلَمَّا قَالَ يَحْيَى مِثْلَهُ مَا تَلَجْلَجَ.
وَفِيهَا هَاجَتِ الْعَصَبِيَّةُ بِالشَّامِ بَيْنَ الْقَيْسِيَّةِ وَالْيَمَانِيَّةِ، وَكَانَ كَبِيرُ النَّزَارِيَّةِ يَوْمَئِذٍ الأَمِيرُ أَبُو الْهَيْذَامِ الْمُرِّيُّ، وَقُتِلَ مِنْهُمْ عَدَدٌ كَثِيرٌ، وَكَانَ عَلَى إِمْرَةِ الشَّامِ مُوسَى ابْنُ وَلِيِّ الْعَهْدِ عِيسَى بْنِ مُوسَى، فَاسْتَعْمَلَ الرَّشِيدُ عَلَى الشَّامِ مُوسَى بْنَ يَحْيَى الْبَرْمَكِيَّ، فَقَدِمَ وَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ.
وَفِيهَا عَزَلَ الرَّشِيدُ عَنْ خُرَاسَانَ الْعَبَّاسُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَأَمَّرَ عَلَيْهَا خَالَهُ الْغِطْرِيفَ بْنَ عَطَاءٍ، وَأَمَّرَ عَلَى دِيَارِ مِصْرَ جَعْفَرَ بْنَ يَحْيَى الْبَرْمَكِيَّ.(4/570)
-سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا مَاتَ: أَبُو وَكِيعٍ الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ الرُّؤَاسِيُّ، وَالْقَاضِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ، وَصَالِحٌ الْمُرِّيُّ بخلف، وصالح ابن الْخَلِيفَةِ الْمَنْصُورِ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ الْبَصْرِيُّ، وَأَبُو عَوَانَةَ الْوَضَّاحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.
وَفِيهَا هَاجَ الْحَرْبُ بِالشَّامِ بَيْنَ الْيَمَانِيَّةِ وَالْقَيْسِيَّةِ، وَاشْتَدَّ الْخَطْبُ، وَنَشَأَتْ [ص:572] بَيْنَهُمْ أَحْقَادٌ وَإِحَنٌ إِلَى وَقْتِنَا، وَبَقِيَ لِبَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ دِمَاءٌ يَهِيجُونَ لَهَا كُلَّ حِينٍ.
وَفِيهَا فُتِحَتْ مَدِينَةُ دِبْسَةُ، وَلَهَا قِصَّةٌ يَطُولُ شَرْحُهَا، افْتَتَحَهَا الأَمِيرُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ صَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَبَّاسِيُّ، وَمَعَهُ مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ الْفَزَارِيُّ.(4/571)
-سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا مَاتَ: شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَاضِي، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ الْمَدِينِيُّ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ الزَّاهِدُ فِيمَا قِيلَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ الْحَنَفِيُّ الْيَمَامِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، وَمُوسَى بْنُ أَعْيَنَ الْحَرَّانِيُّ، وَهَيَّاجُ بْنُ بِسْطَامٍ الْهَرَوِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ الْيَشْكُرِيُّ مُعْتِقُ أَبِي عَوَانَةَ.
وفيها عزل الرشيد جعفرا الْبَرْمَكِيَّ عَنْ مِصْرَ بِإِسْحَاقَ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَعَزَلَ حَمْزَةَ بْنَ مَالِكٍ عَنْ خُرَاسَانَ، وَوَلاهَا الْفَضْلَ بْنَ يَحْيَى الْبَرْمَكِيَّ، مَعَ سِجِسْتَانَ وَالرِّيِّ.
وَفِيهَا حَجَّ الرَّشِيدُ بِالنَّاسِ.(4/572)
-سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا مَاتَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ الرُّؤَاسِيُّ الْكُوفِيُّ، وَجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ، وَخَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ، وَالصَّحِيحُ قَبْلَ هَذَا بِعَشْرِ سِنِينَ، وَعُلَيْلَةُ بْنُ بَدْرٍ الْبَصْرِيُّ، وَعَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكُوفِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ أَبُو عَلِيٍّ الْمَدِينِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بِالْمِصِّيصَةِ، وَمُفَضَّلُ بْنُ يُونُسَ، يُقَالُ فِيهَا.
وَفِيهَا هَاجَتِ الْحَوْفِيَّةُ بِدِيَارِ مِصْرَ مِنْ قَيْسٍ وَقُضَاعَةَ، فَوَثَبُوا بِنَائِبِ الرَّشِيدِ إِسْحَاقَ بْنِ سُلَيْمَانَ فَقَاتَلُوهُ، فَوَجَّهَ الرَّشِيدُ جَيْشًا مَعَ هَرْثَمَةَ بْنِ أَعْيَنَ فَخَمَدَتِ الْفِتْنَةُ، ثُمَّ وَلَّى مِصْرَ هَرْثَمَةَ بْنَ أَعْيَنَ، ثُمَّ عُزِلَ بَعْدَ شَهْرٍ بِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ صَالِحٍ الْهَاشِمِيِّ.
وَفِيهَا وَثَبَتْ أهل المغرب فقتلوا متولي إفريقية الْفَضْلَ بْنَ رَوْحِ بْنِ حَاتِمٍ الْمُهَلَّبيَّ، وَطَرَدُوا مَنْ عِنْدَهُمْ مِنْ آلِ الْمُهَلَّبِ، فَبَادَرَ إِلَيْهَا هَرْثَمَةُ بْنُ أَعْيَنَ، وَكَانَ شُجَاعًا مَهِيبًا، فَذَلُّوا وَأَذْعَنُوا بِالطَّاعَةِ.
وَفِيهَا فَوَّضَ الرَّشِيدُ جَمِيعَ أُمُورِ مَمَالِكِهِ إِلَى يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ الْبَرْمَكِيِّ.
وَفِيهَا خَرَجَ بِالْجَزِيرَةِ الْوَلِيدُ بْنُ طَرِيفٍ الشَّارِي مُحَكِّمًا، يَعْنِي قَالَ: لا [ص:573] حُكْمَ إِلا لِلَّهِ، وَفَتَكَ بِإِبْرَاهِيمَ بْنِ خَازِمِ بْنِ خُزَيْمةَ بِنَصِيبِينَ، وَسَارَ إِلَى أَرْمِينِيَّةَ، إِلَى أَنْ جَاءَ الْخَبَرُ بِمَوْتِهِ.
وَفِيهَا سَارَ الْفَضْلُ بْنُ يَحْيَى الْبَرْمَكِيُّ إِلَى خُرَاسَانَ فَعَدَلَ فِي النَّاسِ، وَأَحْسَنَ السِّيرَةَ، وَتَهَيَّأَ لِلْجِهَادِ فَغَزَا مَا وَرَاءَ النَّهْرِ، وَاسْتَخْدَمَ جَيْشًا عَظِيمًا، وَفِيهِ يَقُولُ مروان ابن أَبِي حَفْصَةَ:
أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْجُودَ مِنْ لَدُنِ آدَمَ ... تَحَدَّرَ حَتَّى صَارَ فِي رَاحَةِ الفضل
إذا ما بنو العباس رامت سَمَاؤُهُمْ ... فَيَا لَكَ مِنْ هَطْلٍ وَيَا لَكَ مِنْ وَبْلِ
وَلِمَرْوَانَ فِيهِ عِدَّةُ قَصَائِدَ فِي هذه الغزاة، فنال من الفضل سبع مائة أَلْفِ دِرْهَمٍ.
وَقِيلَ: إِنَّ الأَمِيرَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ جِبْرِيلَ سَارَ مَعَ الْفَضْلِ إِلَى خُرَاسَانَ، فَعَقَدَ لَهُ عَلَى سِجِسْتَانَ، ثُمَّ سَارَ إِلَى كَابُلَ فَغَزَا وَفَتَحَ وَغَنِمَ، فَوَصَلَ إِلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ سَبْعَةُ آلافِ أَلْفٍ، فَلَمَّا رَجَعَ الْفَضْلُ مِنْ خُرَاسَانَ بَعْدَ أَنْ مَهَّدَهَا تَلَقَّاهُ الرَّشِيدُ وَالدَّوْلَةُ، فَكَانَ رُبَّمَا وَصَلَ الرَّجُلَ بِأَلْفِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، وبخمس مائة أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَإِنَّهُ كَانَ سَخِيًّا.(4/572)
-سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا مَاتَ: حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّحَّانُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ الأَشْعَرِيُّ الْحِمْصِيُّ، وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ الإِمَامُ، وَفَقِيهُ دِمَشْقَ هِقْلُ بْنُ زِيَادٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ طَرِيفٍ الْخَارِجِيُّ، وَأَبُو الأَحْوَصُ سَلامُ بْنُ سليم.
وفيها ولي إمرة خُرَاسَانَ مَنْصُورُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مَنْصُورِ الْحِمْيَرِيُّ.
وَفِيهَا رَجَعَ الْوَلِيدُ بْنُ طَرِيفٍ الشَّارِي بِجُمُوعِهِ مِنْ نَاحِيَةِ أَرْمِينِيَّةَ إِلَى الْجَزِيرَةِ، وَقَدِ اشْتَدَّتْ بَلِيَّتُهُ، وَكَثُرَ جَيْشُهُ، فَسَارَ لِحَرْبِهِ يَزِيدُ بْنُ مَزْيَدَ الشَّيْبَانِيُّ، فَرَاوَغَهُ يَزِيدُ ثُمَّ الْتَقَاهُ عَلَى غرة بقرب هيت، فظفر به فَقَتَلَهُ وَمَزَّقَ جَمْعَهُ، وَفِي ذَلِكَ تَقُولُ الْفَارِعَةُ أخت الوليد:
أيا شجر الخابور ما لك مُورِقًا ... كَأَنَّكَ لَمْ تَجْزَعْ عَلَى ابْنِ طَرِيفِ
فَتًى لا يُحِبُّ الزَّادَ إِلا مِنَ التُّقَى ... وَلا الْمَالَ إِلا مِنْ قِنًى وَسُيُوفِ
حَلِيفُ النَّدَى مَا عَاشَ يَرْضَى بِهِ النَّدَى ... فَإِنْ مَاتَ لَمْ يَرْضَ النَّدَى بِحَلِيَفِ
أَلا يَا لِقَوْمِي لِلْحِمَامِ وَلِلْبِلَى ... وَلِلأَرْضِ هَمَّتْ بَعْدَهُ بِرُجُوفِ
أَلا يَا لِقَوْمِي لِلنَّوَائِبِ وَالرَّدَى ... وَدَهْرٍ مُلِحٍّ بالكلام عنيف [ص:574]
فَإِنْ يَكُ أَرْدَاهُ يَزِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ ... فَرُبَّ زحوف لفها بزحوف
عَلَيْكَ سَلامُ اللَّهِ وَقْفًا فَإِنَّنِي ... أَرَى الْمَوْتَ وَقَّاعًا بِكُلِّ شَرِيفِ
وَفِيهَا اعْتَمَرَ الرَّشِيدُ فِي رَمَضَانَ، وَدَامَ عَلَى إِحْرَامِهِ إِلَى أَنْ حَجَّ، وَمَشَى مِنْ بُيُوتِهِ إِلَى عَرَفَاتٍ.
وَفِي رَبِيعِ الأَوَّلِ قَدِمَ هَرْثَمَةُ بْنُ أَعْيَنَ أَمِيرًا عَلَى الْقَيْرَوانِ وَالْمَغْرِبِ، فَأَمَّنَ النَّاسَ وَسَكَنُوا، وَأَحْسَنَ سِيَاسَتَهُمْ، وَكَانَتْ لَهُ هَيْبَةٌ عَظِيمَةٌ، فَبَنَى الْقَصْرَ الْكَبِيرَ الْمُلَقَّبَ بِالْمَنِسْتِيرِ فِي سَنَةِ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَبَنَى سُورَ طَرَابُلْسَ الْمَغْرِبِ، ثُمَّ إِنَّهُ رَأَى كَثْرَةَ الأَهْوَاءِ وَالاخْتِلافِ بِالْمَغْرِبِ فَطَلَبَ مِنَ الرَّشِيدِ أَنْ يُعْفِيَهُ، وَأَلَحَّ فِي ذَلِكَ.(4/573)
-سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا مَاتَ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَدَنِيُّ، وَبِشْرُ بن منصور السليمي الْوَاعِظُ، وَحَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُقْرِئُ، وَرَابِعَةُ الْعَدَوِيَّةُ، وَصَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ، بِخُلْفٍ، وَعَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ التَّنُّورِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ الْمَكِّيُّ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الضَّالُّ، وَصَاحِبُ الأَنْدَلُسِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأُمَوِيُّ، وَأَبُو الْمُحَيَّاهِ يَحْيَى بْنُ يَعْلَى التَّمِيمِيُّ، وَيُقَالُ: فِيهَا مَاتَ سِيبَوَيْهِ شَيْخُ النَّحْوِ.
وَفِيهَا هَاجَتِ الْعَصَبِيَّةُ بَيْنَ قَيْسٍ وَيَمَنَ بِالشَّامِ، وَتَفَاقَمَ الأَمْرُ وَعَظُمَ الْخَطْبُ.
وَفِيهَا سَارَ الرَّشِيدُ إِلَى الْمَوْصِلِ، ثُمَّ إِلَى الرقة فاستوطنها مُدَّةً، وَعَمَّرَ بِهَا دَارَ الْمُلْكِ.
وَفِيهَا كَانَتِ الزلزلة العظمى سقط منها رَأْسُ مَنَارَةِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ.
وَفِيهَا خَرَجَ خُرَاشَةُ الشَّيْبَانِيُّ مُحَكِّمًا بِالْجَزِيرَةِ، فَقَتَلَهُ مُسْلِمُ بْنُ بَكَّارٍ الْعُقَيْلِيُّ.
وَفِيهَا خَرَجَتِ الْمُحَمِّرَةُ بِجُرْجَانَ، هَيَّجَهُمْ عَلَى الْخُرُوجِ زِنْدِيقٌ يُقَالُ لَهُ: عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَمْرَكِيُّ، فقتل بأمر الرشيد بمرو.
وَفِيهَا اسْتَخْلَفَ الرَّشِيدُ عَلَى بَغْدَادَ وَلَدَهُ الأَمِينَ.
وَحَجَّ بِالنَّاسِ مُوسَى بْنُ عِيسَى الْعَبَّاسِيُّ، وَاللَّهُ أعلم.(4/574)
- (الوفيات)(4/575)
-ترَاجِمُ الطَّبَقَةِ عَلَى المُعْجَم(4/575)
-[حَرْفُ الأَلِفِ](4/575)
1 - خ م ت ن: إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدِ الرُّؤَاسِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
شَيْخٌ ثِقَةٌ،
يَرْوِي عَنْ: إِسْمَاعِيلَ بْن أَبِي خَالِد، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ.
وَعَنْهُ: شهاب بن عباد، وإسحاق بن منصور السلولي، وزكريا بن عدي، وغيرهم.
مات سنة ثمان وسبعين ومائة.(4/575)
2 - د: إبراهيم بن سعيد المَدينيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
رَوَى عَنْ: نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِي الإِحْرَامِ.
وَعَنْهُ: زَكَرِيَّا زَحْمَوَيْهِ، وَقُتَيْبَةُ.(4/575)
3 - خ د: إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُوَيْدٍ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: أُنَيْسِ بْنِ أَبِي يَحْيَى الأَسْلَمِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، وَعَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(4/575)
4 - إِبْرَاهِيمُ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْعَبَّاسِيُّ الْهَاشِمِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
وَلِيَ إِمْرَةَ دِمَشْقَ لِلْمَهْدِيِّ، ثُمَّ وَلِيَ مِصْرَ لِلرَّشِيدِ، وَتَزَوَّجَ بِأُخْتِ الرَّشِيدِ عَبَّاسَةَ.
حَكَى عَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ.
يروى أن إبراهيم ابن الْمَهْدِيِّ قَالَ: تَأَخَّرَ جِبْرِيلُ بْنُ بِخْتَيْشُوعَ عَنِ الرشيد، [ص:576] فَشَتَمَهُ، فَقَالَ: تَشَاغَلْتُ بِإِبْرَاهِيمَ بْنِ صَالِحٍ؛ لِأَنَّهُ يَمُوتُ، فَبَكَى وَجَزَعَ وَلَمْ يَأْكُلْ، فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ الْبَرْمَكِيُّ: جِبْرِيلُ أَعْلَمُ بِطِبِّ الرُّومِ، وَابْنُ بَهْلَةَ أَعْلَمُ بِطِبِّ الْهِنْدِ، قَالَ: فَبَعَثَ الرَّشِيدُ بِابْنِ بَهْلَةَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ، فَرَجِعَ وَحَلَفَ لَهُ إِنَّهُ لا يَمُوتُ فِي عِلَّتِهِ، فَأَكَلَ الرَّشِيدُ وسكن، فلما كان الليل جَاءَهُ الْمَوْتُ فبَكَى، يَعْنِي الرَّشِيدَ، وَقَالَ: ابْنُ عَمِّي فِي الْمَوْتِ وَأَنَا آكُلُ وَأَتَمَتَّعُ، ثُمَّ تَقَيَّأَ مَا أَكَلَ، وَبَكَّرَ لِحُضُورِ الْجِنَازَةِ إِلَى دَارِ إِبْرَاهِيمَ، فَأَتَاهُ ابْنُ بَهْلَةَ فَقَالَ: اللَّهَ اللَّهَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ تُطَلَّقَ نِسَائِي وَتُعْتَقَ أَرِقَّائِي، ابْنُ عَمِّكَ لَمْ يَمُتْ فَقَامَ الرَّشِيدُ مَعَهُ فَنَخَسَهُ ابْنُ بَهْلَةَ بِمَسَلَّةٍ تَحْتَ ظُفْرِهِ، فَحَرَّكَ يَدَهُ، ثُمَّ أَمَرَ بِنَزْعِ الْكَفَنِ عَنْهُ، ثُمَّ دَعَا بِمِنْفَخَةٍ وَكُنْدُسٍ، فَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ، فَعَطَسَ وَفَتَحَ عَيْنَيْهِ، فَرَأَى الرَّشِيدَ فَأَخَذَ يَدَهُ فَقَبَّلَهَا، فَقَالَ: كَيْفَ حَالُكَ؟ فَقَالَ: قَدْ كُنْتُ فِي أَلَذِّ نَوْمَةٍ، فَعَضَّ شَيْءٌ إِصْبَعِي فَآلَمَنِي، قَالَ: ثُمَّ عُوفِيَ مِنْ عِلَّتِهِ، وَزَوَّجَهُ بِعَبَّاسَةَ أُخْتِهِ، وَوَلاهُ إِمْرَةَ مِصْرَ وَبِهَا مَاتَ، فَكَانُوا يَقُولُونَ: رَجُلٌ تُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ وَدُفِنَ بِمِصْرَ، مَنْ هُوَ؟
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ: حَدَّثَنِي أَخِي مُحَمَّدٌ قَالَ: دَخَلَ عَبَّادٌ الْخَوَّاصُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ صَالِحٍ، وَهُوَ أَمِيرُ فِلَسْطِينَ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: عِظْنِي.
قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الأَعْمَالَ مِنَ الأَحْيَاءِ تُعْرَضُ عَلَى أَقَارِبِهِمْ مِنَ الْمَوْتَى، فَانْظُرْ مَاذَا يُعْرَضُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عَمَلِكَ، فَبَكَى إِبْرَاهِيمُ.
قِيلَ: مَاتَ بِمِصْرَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، أَرَّخَهُ ابْنُ يُونُسَ.(4/575)
5 - إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي شَيْبَانَ الْعَنْسِيُّ، بِنُونٍ، الدِّمَشْقِيُّ. [أَبُو إِسْمَاعِيلَ وَقِيلَ: أَبُو أُمَيَّةَ] [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: زِيَادِ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ، وَعَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، وَيُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ.
وَعَنْهُ: أَبُو مسهر، والهيثم بن خارجة، وهشام بن عَمَّارٍ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: ثِقَةٌ. [ص:577]
قُلْتُ: يُكَنَّى أَبَا إِسْمَاعِيلَ.
وَقِيلَ: أَبُو أُمَيَّةَ.(4/576)
6 - إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُقْبَةَ أَبُو رِزَامٍ الرَّاسِبِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
بَصْرِيٌّ مُقِلٌّ،
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَكَبْشَةَ بِنْتِ كَعْبٍ،
وَعَنْهُ: مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَمُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ، وَغَيْرُهُمَا.
مَا ضَعَّفَهُ أَحَدٌ.(4/577)
7 - آدَمُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ الأُمَوِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
شَاعِرٌ مَاجِنٌ ثُمَّ إِنَّهُ نَسَكَ، وَقَدْ تَوَهَّمَ فِيهِ الْمَهْدِيُّ الزَّنْدَقَةَ لِمُجُونِهِ، وَقَوْلِهِ فِي الْخَمْرِ:
اسْقِنِي، وَاسْقِ خَلِيلَيَّ ... فِي مَدَى اللَّيْلِ الطَّوِيلِ
قَهْوَةً صَهْبَاءَ صِرْفًا ... سُبِيَتْ مِنْ نَهْرِ بِيلِ
قُلْ لِمَنْ يُلْحَاكَ فِيهَا ... مِنْ فَقِيهٍ أَوْ نَبِيلِ
أَنْتَ دَعْهَا وَارْجُ أُخْرَى ... مِنْ رَحِيقِ السَّلْسَبِيلِ
فضرب ثلاث مائة سَوْطٍ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لا أُقِرُّ عَلَى نَفْسِي بِبَاطِلٍ، وَاللَّهِ مَا كَفَرْتُ بِاللَّهِ طَرْفةَ عَيْنٍ، وَلَكِنِّيَ كُنْتُ فَتًى أَشْرَبُ النَّبِيذَ، ثُمَّ إِنَّهُ صَلُحَ حَالُهُ. سَامَحَهُ اللَّهُ تَعَالَى.(4/577)
8 - د ت ق: إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَبُو يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، وَعَبْدِ الْمَلَكِ بْنِ عمير.
أحاديثه غير محفوظة،
رَوَى عَنْهُ: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَسَعْدَوَيْهِ، وَعَمَّارٌ أَبُو يَاسِرٍ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: رَوَى عَنِ الثِّقَاتِ مَا لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ.(4/577)
9 - إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نِسْطَاسٍ، أَبُو يَعْقُوبَ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
مَوْلَى كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ الْكِنْدِيُّ. [ص:578]
رَأَى سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ،
وَرَوَى عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ مُصْعَبٍ، وَسَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَعِدَّةٍ،
وَعَنْهُ: مَرْحُومُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَطَّارُ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ، وَالْحُمَيْدِيُّ، وَطَائِفَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: منكر الحديث.
وقال النسائي، والدارقطني: ضعيف.
يعقوب بن محمد الزهري: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس، قال: حدثنا نُوحُ بْنُ أَبِي بِلالٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَليْه وسلم - قال: " مَنْ صَلَّى فِي مَسْجِدِ قِبَاءٍ كَانَ لَهُ كَأَجْرِ عُمْرَةٍ "(4/577)
10 - إِسْحَاقُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ [الوفاة: 171 - 180 ه]
يَرْوِي عَنْ: ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَغَيْرِهِ،
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَسَدُ بْنُ موسى، ويعقوب بن محمد الزهري، وآخرون. قاله أَبُو حَاتِمٍ.
صَدُوقٌ.(4/578)
11 - إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَدِينِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
هُوَ غَيْرُ ابْنِ عُقْبَةَ الْمُتَقَدِّمُ ذِكْرُهُ فِي الْمَاضِينَ.
رَوَى عَنْ: شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ،
وَعَنْهُ: أَبُو مَعْمَرٍ الْقَطِيعِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَصَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التِّرْمِذِيُّ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هُوَ صَاحِبُ الرَّقِيقِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: رَأَيْتُهُ مستقيم الحديث.(4/578)
12 - ع: إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، هُوَ أَخُو مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ، أَبُو إِسْحَاقَ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
مَوْلَى الأَنْصَارِ.
مِنْ كِبَارِ عُلَمَاءِ الْمَدِينَةِ فِي الْقُرْآنِ، وَالْحَدِيثِ،
رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، وَأَبِي طُوَالَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَرَبِيعَةَ الرَّأْيِ، وَالْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَطَبَقَتِهِمْ.
وَقَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى شَيْبَةَ بْنِ نِصَاحٍ، ثُمَّ عَرَضَ عَلَى نَافِعٍ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ جَمَّازٍ، وَتَصَدَّرَ لِلإِقْرَاءِ، وَالْحَدِيثِ،
وَقِيلَ: بَلْ كُنْيَتُهُ أَبُو إِبْرَاهِيمَ.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلامِ الْبِيكَنْدِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، وَقُتَيْبَةُ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ السَّكُونِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ، وَداود بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، وَأَبُو عُمَرَ الدُّورِيُّ.
وَكَانَ أَقْرَأُ مَنْ بَقِيَ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ نَافِعٍ، وَهُوَ آخِرُ أَصْحَابِ شَيْبَةَ وَفَاةً، وَسَكَنَ بَغْدَادَ يُؤَدِّبُ عَلِيًّا وَلَدَ الْمَهْدِيِّ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ، هُوَ أَثْبَتُ مِنَ ابْنِ أَبِي حَازِمٍ، وَمِنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيِّ.
قَرَأْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْهَاشِمِيِّ: أخبركم محمد بن أحمد القطيعي، (ح) وَقَرَأْتُ عَلَى عِيسَى بْنِ يَحْيَى، أَخْبَرَكُمْ أَبُو الحسن بن المقير قالا: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبَّاسِيُّ - قَالَ ابْنُ الْمُقَيَّرِ إجازة - أخبرنا الحسن بن عبد الرحمن الفقيه، قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن فراس، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم الديبلي، قال: حدثنا أبو صالح محمد بن أبي الأزهر، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر، قال: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا إِلا كَلْبَ ضَارِيَةٍ أَوْ كَلْبَ مَاشِيَةٍ، نَقَصَ مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، مِنْ حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا.
وَقَدْ أَخَذَ الْقُرْآنَ عَنْهُ الْكِسَائِيُّ، وَالدُّورِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ داود الْهَاشِمِيُّ، وَأَسْنَدَ لَهُمْ قِرَاءَتَهُ عَنْ نَافِعٍ. [ص:580]
تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: ثِقَةٌ.(4/579)
13 - ع: إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا الْخُلْقَانِيُّ، أَبُو زِيَادٍ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: عاصم الأحوال، وَالْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَيَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، وَحَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَطَائِفَةٍ،
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الدُّولابِيُّ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَلُوَيْنُ، وَآخَرُونَ.
وَهُوَ صَدُوقٌ يَتَشَيَّعُ.
اختلف قول يحيى بن مَعِينٍ فِيهِ، فَمَرَّةً قَالَ: ضَعِيفٌ، وَمَرَّةً وَثَّقَهُ، وَمَرَّةً يَقُولُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مُقَارَبُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الْمَيْمُونِيُّ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ: مَا هُوَ؟ قَالَ: أَمَّا الأَحَادِيثُ الْمَشْهُورَةُ الَّتِي يَرْوِيهَا فَهُوَ فِيهَا مُقَارَبُ الْحَدِيثِ، وَلَكِنَّهُ لَيْسَ يَنْشَرِحُ الصَّدْرُ لَهُ، هُوَ شَيْخٌ لَيْسَ يُعْرَفُ، يَعْنِي بِالطَّلَبِ.
قَالَ الْخَطِيبُ فِي تَارِيخِهِ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ مُرَّةَ، أَبُو زِيَادٍ الْخُلْقَانِيُّ مَوْلَى بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، كُوفِيٌّ يُلَقَّبُ شَقُوصًا: نَزَلَ بَغْدَادَ.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ فِي ترجمته: حدثنا محمد بن أحمد قال: حدثني إبراهيم بن الجنيد، قال: حدثنا أحمد بن الوليد بن أبان، قال: حدثني حسين بن حسن، قال: حَدَّثَنِي خَالِي إِبْرَاهِيمُ قَالَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ الْخُلْقَانِيَّ شَقُوصًا يَقُولُ: الَّذِي نَادَى مِنْ جَانِبِ الطُّورِ عَبْدَهُ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طالب. [ص:581]
قُلْتُ: إِسْنَادُهَا مُظْلِمٌ، وَلَعَلَّ إِسْمَاعِيلُ شَقُوصًا هَذَا آخَرُ زِنْدِيقٌ لَعِينٌ غَيْرُ صَاحِبِ التَّرْجَمَةِ، فَإِنَّ هَذَا الْكَلامَ لا يَصْدُرُ مِنْ رَافِضِيٍّ، فَضْلا عن مسلم مبتدع، أو أنه قاله ثُمَّ تَابَ وَجَدَّدَ إِسْلامَهُ، أَوْ أَنَّ الرَّاوِي كَذَّبَهَا.
تُوُفِّيَ الْخُلْقَانِيُّ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ أَرْبَعٍ، وَلَهُ خَمْسٌ وَسِتُّونَ سَنَةً.(4/580)
14 - ق: إِسْمَاعِيلُ بْنُ زِيَادٍ السَّكُونِيُّ [الوفاة: 171 - 180 ه]
قَاضِي الْمَوْصِلِ.
رَوَى عَنْ: ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَغَالِبٍ الْقَطَّانِ،
وَعَنْهُ: نَائِلُ بْنُ نَجِيحٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الشُّعَيْريُّ، وَعِيسَى غُنْجَارٌ، وَآخَرُونَ.
وَهُوَ هَالِكٌ لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَيُقَالُ لَهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ كُوفِيُّ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كَذَّابٌ مَتْرُوكٌ يَضَعُ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ زِيَادٍ دَجَّالٌ، لا يَحِلُّ ذِكْرُهُ فِي الْكُتُبِ إِلا عَلَى سَبِيلِ الْقَدْحِ فِيهِ.
رَوَى عَنْ: غَالِبٍ الْقَطَّانِ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " أَبْغَضُ الْكَلامِ إِلَى اللَّهِ الْفَارِسِيَّةُ، وَكَلامُ الشَّيَاطِينِ الْخُوزِيَّةُ، وَكَلامُ أَهْلِ النَّارِ الْبُخَارِيَّةُ، وَكَلامُ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْعَرَبِيَّةُ ".(4/581)
15 - إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسْطَنْطِينَ، شَيْخُ الإِقْرَاءِ بِمَكَّةَ، أبو إسحاق المكي، مولى بني مَخْزُومٍ، وَيُقَالُ لَهُ: إِسْمَاعِيلُ الْقِسْطُ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
هُوَ آخِرُ مَنْ بَقِيَ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ، فَإِنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ، وَقَرَأَ عَلَى: صَاحِبَيْهِ شِبْلٍ، وَمَعْرُوفٍ.
وَحَدَّثَ عَنْ: عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ.
وَأَقْرَأَ النَّاسَ مُدَّةً،
قَرَأَ عَلَيْهِ: أَبُو الإِخْرِيطِ وَهْبُ بْنُ وَاضِحٍ، وَعِكْرِمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَالشَّافِعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَبْعُونَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَزِيعٍ،
وَسَمِعَ مِنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى اللُّؤْلُؤِيُّ، وَيَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي عَبَّادٍ الْقَلْزُمِيُّ، وَأَبُو قُرَّةَ مُوسَى بْنُ طَارِقٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَقَدِ اخْتَلَفَ النَّاقِلُونَ لِمَوْتِهِ، فَقِيلَ: سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ سَنَةَ: تِسْعِينَ [ص:582] وَمِائَةٍ، تَصَحَّفَتِ الْوَاحِدَةُ بِالأُخْرَى، وَأَنَا إِلَى السَّبْعِينَ أَمْيَلُ.
ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي " الثِّقَاتِ " مُخْتَصَرًا.(4/581)
16 - إِسْمَاعِيلُ بْنُ قَيْسٍ، أَبُو سَعْدٍ الْقَيْسِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: عِكْرِمَةَ، وَنَافِعٍ، وَعَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَالْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
وَعَنْهُ: مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَغَيْرُهُمْ.
وَهُوَ صَالِحُ الْحَدِيثِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
وَهُوَ غَيْرُ:(4/582)
17 - إِسْمَاعِيلَ بْنِ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ الْمَدَنِيِّ، الْمُكَنَّى بِأَبِي مُصْعَبٍ [الوفاة: 171 - 180 ه]
الَّذِي قَالَ فِيهِ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، كَانَ قَدْ أَتَى عَلَيْهِ إِحْدَى وَتِسْعُونَ سَنَةً.
يَرْوِي عَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزبيدي، وعبد الرحمن بن شيبة الحزامي.
رَوَى عَنْ: يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَأَبِي حَازِمٍ الْمَدِينِيِّ.(4/582)
18 - إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُخْتَارٍ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: عَطِيَّةَ الْعَوْفِيُّ، وَرَأَى مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ،
وَعَنْهُ: يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ، وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيُّ، وَبَشِيرُ بْنُ يَزِيدَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ.(4/582)
• - إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
فِي الآتِيَةِ.(4/582)
19 - إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْيَسَعَ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُوفِيُّ الْفَقِيهُ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
أَخَذَ عَنْ: أَبِي حَنِيفَةَ،
وَرَوَى عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صالح، وجماعة.
وولي قضاء مصر بَعْدَ ابْنِ لَهِيعَةَ. [ص:583]
قَالَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: كَانَ مِنْ خَيْرِ قُضَاتِنَا، وَكَانَ مَذْهَبُهُ إِبْطَالُ الأَحْبَاسِ، فَتَبَرَّمَ بِهِ أَهْلُ مِصْرَ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: كَانَ فَقِيهًا مَأْمُونًا.
قُلْتُ: تَوَلَّى الْقَضَاءَ ثَلاثَةَ أَعْوَامٍ، وَعُزِلَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
سَعَى فِي عَزْلِهِ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، كَذَا قِيلَ، وَهَذَا لا يَسْتَقِيمُ؛ لِأَنَّ اللَّيْثَ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ، وَبَلَغَنَا أَنَّهُمْ إِنَّمَا سَعَوْا فِيهِ لِأَنَّهُ أَحْدَثَ أَحْكَامًا مَا أَلِفُوهَا.(4/582)
20 - أُمَيَّةُ بْنُ شِبْلٍ الصنعاني. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: عبد الله بن طاووس، وَالْحَكَمُ بْنُ أَبَانٍ،
وَعَنْهُ: هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذِّمَّارِيُّ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَهٌ.(4/583)
21 - د ت: أَيُّوبُ بْنُ جَابِرٍ السُّحَيْمِيُّ الْيَمَامِيُّ ثُمَّ الْمَدَنِيُّ، أبو سليمان، [الوفاة: 171 - 180 ه]
وهو أَخُو مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ.
رَوَى عَنِ الْكُوفِيِّينَ: سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَآدَمَ بْنِ عَلِيٍّ، وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَطَائِفَةٍ،
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ يَعْقُوبُ الطَّالَقَانِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ مِرْدَاسٍ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَلُوَيْنُ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: حَدِيثُهُ يُشْبِهُ حَدِيثَ أَهْلِ الصِّدْقِ.
وَقَالَ أَبُو حَفْصٍ الْفَلاسُ: صَالِحٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْس بِشَيْءٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيفٌ.
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الوحاظي: حدثنا أَيُّوبُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنِ [ص:584] القاسم بن عبد الرحمن، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " اشْرَبُوا فِيمَا بَدَا لَكُمْ، وَلا تَسْكَرُوا ".
قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: لا يَصِحُّ فِي هَذَا الْمَتْنِ شَيْءٌ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: أَيُّوبُ بْنُ جَابِرِ بْنِ سَيَّارِ بْنِ طَلْقٍ الْحَنَفِيُّ السحيمي، عن عبد الله بن عصم، وَبِلالِ بْنِ الْمُنْذِرِ،
وَعَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ السَّمَرْقَنْدِيُّ، يُخْطِئُ حَتَّى خَرَجَ عَنْ حَدِّ الاحْتِجَاجِ بِهِ لِكَثْرَةِ وَهْمِهِ.(4/583)
22 - أيُّوبُ بْنُ سَيَّارٍ الزُّهْرِيُّ، أَبُو سَيَّارٍ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَشُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ،
وَعَنْهُ: الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَجُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، وَشَبَّابَةُ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَغَيْرُهُمْ.
ضَعَّفُوهُ، قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مَدَنِيٌّ، يَقْلِبُ الأَسَانِيدَ، وَيَرْفَعُ الْمَرَاسِيلَ.
وَرَوَى عَبَّاسُ، عَنِ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الحديث.(4/584)
23 - ق: أَيُّوبُ بْنُ عُتبة أَبُو يَحْيَى اليماميُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
قَاضِي الْيَمَامَةِ.
عَنْ: قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، وَإِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَغَيْرِهِمْ،
وَعَنْهُ: الأَسْوَدُ بْنُ عامر شَاذَانَ، وَحَجَّاجٌ الأَعْوَرُ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَسَعْدَوَيْهِ الْوَاسِطِيُّ، وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، وَآدَمُ بْنُ أَبِي إياس، ومحمود بن محمد الظَّفَرِيِّ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: لَيِّنُ الْحَدِيثِ عِنْدَهُمْ.
وَقَالَ بَعْضُ الْحُفَّاظِ: أَكْثَرَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَكِتَابُهُ صَحِيحٌ عنه. [ص:585]
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: فِيهِ لِينٌ، حَدَّثَ مِنْ حِفْظِهِ فَغَلَطَ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يُخْطِئُ كَثِيرًا حَتَّى فَحُشَ الْخَطَأُ مِنْهُ.
وَهُوَ الَّذِي رَوَى عَنْهُ عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْحَبَشَةِ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: فُضِّلْتُمْ عَلَيْنَا بِالأَلْوَانِ وَالصُّوَرِ وَالنُّبُوَّةِ، أَفَرَأَيْتَ إِنْ آمَنْتُ بِكَ، وَعَمِلْتُ بِمِثْلِ مَا عَمِلْتَ إِنِّي لَكَائِنٌ مَعَكَ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَيُرَى بَيَاضُ الأَسْوَدِ فِي الْجَنَّةِ مِنْ مَسِيرَةِ أَلْفِ سَنَةٍ. . . " الْحَدِيثَ بِطُولِهِ رَوَاهُ عَفِيفُ بْنُ سَالِمٍ عَنْهُ وَهُوَ بَاطِلٌ.
وَقَدْ مَرَّ أَيُّوبُ فِي طَبَقَةِ السِّتِّينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَنَبَّهْتُ عَلَيْهِ فِي الطَّبَقَةِ الْمَارَّةِ.(4/584)
-[حَرْفُ الْبَاءِ](4/585)
24 - ق: الْبَخْتَرِيُّ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ سَلْمَانَ الْكَلْبِيُّ [الوفاة: 171 - 180 ه]
شامي من أهل ناحية الْقَلَمُونِ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ مُسْهِرٍ،
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَسُلَيْمَانُ ابْنُ بِنْتِ شُرَحْبِيلَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ الْعَسْقَلانِيُّ.
ضَعَّفَهُ أبو حاتم.
وقال ابن عدي: له عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَدْرَ عِشْرِينَ حَدِيثًا عَامَّتُهَا مَنَاكِيرُ. مِنْهَا: " أَشْرِبُوا أَعْيُنَكُمُ الْمَاءَ ".
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيُّ: رَوَى عَنْ أَبِيهِ موضوعات. [ص:586]
قال هشام بن عمار: ذهبنا إليه إِلَى الْقَلَمُونِ فِي مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ الأَفَاعِي.(4/585)
25 - بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ الْكُوفِيُّ الْمُؤَدِّبُ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: أَبِي رَوْقٍ عَطِيَّةَ بْنِ الْحَارِثِ الْهَمْدَانِيِّ، وَأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ،
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ الأَسَدِيُّ، وَعَوْنُ بْنُ سَلامٍ، وَجُبَارَةَ بْنُ الْمُغَلِّسِ، وَمِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَمْ أَرَ لَهُ حَدِيثًا مُنْكَرًا.
قُلْتُ: مَا خَرَّجُوا لَهُ.(4/586)
26 - م د ن: بِشْرُ بن منصور الإمام أبو محمد الأَزْدِيُّ السَّلِيمِيُّ الْبَصْرِيُّ، الزَّاهِدُ الْعَابِدُ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: أَيُّوبَ، وَشُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَالْجُرَيْرِيِّ، وَطَبَقَتِهِمْ،
وَعَنْهُ: ابْنُهُ إِسْمَاعِيلُ، وَبِشْرٌ الْحَافِيُّ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بن حماد، وعلي ابن الْمَدِينِيُّ، وَالْقَوَارِيرِيُّ، وَمِنَ الْقُدَمَاءِ: الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، وعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ.
قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أُقَدِّمُهُ عَلَيْهِ فِي الْوَرَعِ وَالرِّقَّةِ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَخْوَفَ لله منه، كان يصلي كل يوم خمس مائة رَكْعَةٍ.
وَقَالَ الْقَوَارِيرِيُّ: هُوَ أَفْضَلُ مَنْ رَأَيْتُ مِنَ الْمَشَايِخِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ ثِقَةٌ، وَزِيَادَةٌ.
وَقَالَ غَسَّانُ الْغِلابِيُّ: كَانَ بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ إِذَا رَأَيْتَ وَجْهَهُ ذَكَرْتَ الآخِرَةَ، رَجُلٌ مُنْبَسِطٌ لَيْسَ بِمُتَمَاوِتٍ، ذَكِيٌّ، فَقِيهٌ. [ص:587]
وَقَالَ عَبَّاسٌ النَّرْسِيُّ: رُبَّمَا قَبَضَ بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ عَلَى لِحْيَتِهِ، وَيَقُولُ: أَطْلُبُ الرِّئَاسَةَ بَعْدَ سَبْعِينَ سَنَةً؟
وَعَنْ غَسَّانَ بْنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ: قِيلَ لِبِشْرِ بْنِ مَنْصُورٍ: يَسُرُّكَ أَنَّ لَكَ مِائَةَ أَلْفٍ؟ فَقَالَ: لِأَنْ تُنْدَرَ عَيْنَايَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ.
قَالَ شَيْخُنَا فِي " التَّهْذِيبِ ": قال علي ابن الْمَدِينِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَخْوَفَ لِلَّهِ مِنْ بِشْرِ بْنِ مَنْصُورٍ، كَانَ يُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ خمس مائة رَكْعَةٍ، وَكَانَ قَدْ حَفَرَ قَبْرَهُ، وَخَتَمَ فِيهِ الْقُرْآنَ، وَكَانَ وِرْدُهُ ثُلُثَ الْقُرْآنَ، وَكَانَ ضَيْغَمٌ صديقا لَهُ فَمَاتَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ.
وَقَالَ غَسَّانُ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي بِشْرٌ قَالَ: مَا رَأَيْتُ عَمِّي فَاتَتْهُ التَّكْبِيرَةُ الأُولَى، وَأَوْصَانِي فِي كُتُبِهِ أَنْ أَغْسِلَهَا أَوْ أَدْفِنَهَا.
قَالَ غَسَّانُ: وَكُنْتُ أَرَاهُ إِذَا زَارَهُ الرَّجُلُ مِنْ إِخْوَانِهِ قَامَ مَعَهُ حَتَّى يَأْخُذَ بِرِكَابِهِ، فَعَلَ بِي ذَلِكَ كَثِيرًا، رَوَاهَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، عَنْ غسان، ثم قال الدورقي: حدثنا إبراهيم بن عبد الرحمن بن المهدي، قال: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْخَالِقِ أَبُو هَمَّامٍ قَالَ: قَالَ بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ: أَقِلَّ مِنْ مَعْرِفَةِ النَّاسِ فَإِنَّكَ لا تَدْرِي مَا يَكُونُ، فَإِنْ كَانَ يَعْنِي فَضِيحَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَانَ مَنْ يَعْرِفُكَ قليلا.
وحدثنا سَهْلُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: كَانَ بِشْرٌ يُصَلِّي فَطَوَّلَ وَرَجُلٌ وَرَاءَهُ يَنْظُرُ فَفَطِنَ لَهُ. فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: لا يُعْجِبُكَ مَا رَأَيْتَ مِنِّي، فَإِنَّ إِبْلِيسَ قَدْ عَبْدَ اللَّهَ كَذَا وَكَذَا مَعَ الْمَلائِكَةِ.
وَعَنْ بِشْرٍ قَالَ: مَا جَلَسْتُ إلى أحد فتفرقنا إلا علمت أني لَوْ لَمْ أَقْعُدْ مَعَهُ كَانَ خَيْرًا لِي.
قال سيار: حدثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ قَالَ: رَأَيْتُ بِشْرَ بْنَ مَنْصُورٍ فِي الْمَنَامِ فَقُلْتُ: مَا صَنَعَ اللَّهُ بِكَ؟ قَالَ: وَجَدْتُ الأَمْرَ أَهْوَنَ مِمَّا كُنْتُ أَحْمِلُ عَلَى نَفْسِي.
قُلْتُ: مَاتَ بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ رَحِمَهُ اللَّهُ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.(4/586)
27 - ق: بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ الْحَنَّاطُ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
[ص:588]
شَيْخٌ مَجْهُولٌ،
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، نَعَمْ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، تَقَوَّى.(4/587)
28 - بَشِيرُ بْنُ طَلْحَةَ الْخُشَنِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
شَامِيٌّ،
رَوَى عَنْ: خَالِدِ بْنِ دُرَيْكٍ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَجَمَاعَةٍ،
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، وَأَبُو تَوْبَةَ الْحَلَبِيُّ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.(4/588)
29 - ق: بَشِيرُ بْنُ مَيْمُونٍ الْوَاسِطِيُّ أَبُو صَيْفِيٍّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: مُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَالْمَقْبُرِيِّ،
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، وَطَائِفَةٌ.
تَرَكُوهُ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: منكر الحديث.
فمن مناكيره: حدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا بشير، قال: حدثنا مُجَاهِدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: " مَا مِنْ صَدَقَةٍ أَفْضَلُ مِنْ صَدَقَةٍ عَلَى مَمْلُوكٍ عِنْدَ مَلِيكِ سُوءٍ ".
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: قَدِمَ فَكَتَبْنَا عَنْهُ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يُخْطِئُ كَثِيرًا، رَوَى عَنْهُ: قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ.
قُلْتُ: كَأَنَّهُ بَقِيَ إِلَى بِضْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.(4/588)
30 - بَكْرُ بْنُ حُمْرَانَ الرَّفَّاءُ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
[ص:589]
عَنْ: عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَداود بْنِ أَبِي هِنْدٍ،
وَعَنْهُ: الطَّيَالِسِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، وَعَفَّانُ، وَخَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، وَعَدَّةٌ.
مَا عَلِمْتُ بِهِ جَرْحًا.(4/588)
31 - ع سوى ق: بَكْرُ بْنُ مُضَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ الْمِصْرِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
مَوْلَى شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ.
رَوَى عَنْ: أَبِي قَبِيلٍ الْمَعَافِريِّ، وَيَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، وَجَعْفَرِ بْنِ رَبَيْعَةَ، وَابْنِ عَجْلانَ، وعمرو بن الحارث، وطائفة،
وَعَنْهُ: ابنه إسحاق، وابن وهب، وعبد الرحمن بن القاسم، وقتيبة بن سعيد، وآخرون.
وكان من الثقات العباد.
ولد سنة مائة.
قال الحارث بن مسكين: كان ابن القاسم لا يُقَدِّمُ عَلَى بَكْرِ بْنِ مُضَرٍ مِنْ أَهْلِ الْفُسْطَاطِ أَحَدًا، وَقَدْ رَأَيْتُهُ، وَأَنَا حَدَثٌ، فَحَدَّثَنِي ابْنُهُ إِسْحَاقُ قَالَ: مَا كُنْتُ أَرَى أَبِي يَجْلِسُ فِي الْبَيْتِ عَلَى طِنْفِسَةٍ. مَا كَانَ يَجْلِسُ إِلا عَلَى حَصِيرٍ، وَكَانَ طَوِيلَ الْحُزْنِ، وَأَحْيَانًا تَطِيبُ نَفْسُهُ فَيَفْرَحُ، فَرُبَّمَا جَاءَ الرَّجُلُ يَسْأَلُهُ الْمَسْأَلَةَ فيعلمه، ويرجع إلى حاله، ويتغير، ويقول: ما لي ولهذا؟ فنقول له: أفنصرفه؟ فيقول: أويحل لي أويحل لِي؟ وَرُبَّمَا جَاءَهُ الأَحْدَاثُ يَطْلُبُونَ مِنْهُ الْحَدِيثَ، فَيَقُولُ لَهُمْ: تَعَلَّمُوا الْوَرَعَ.
قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الْمُعِزِّ بْنِ محمد: قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل، قال: أخبرنا محلم بن إسماعيل، قال: أخبرنا الخليل بن أحمد السجزي، قال: حدثنا محمد بن إسحاق السراج، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا بَكْرُ بْنُ مُضَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ يَزِيدَ مَوْلَى سَلَمَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: " وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ " كَانَ مَنْ أَرَادَ مِنَّا أَنْ يُفْطِرَ وَيَفْتَدِيَ، حتى نزلت هذه الآية الني بَعْدَهَا فَنَسَخَتْهَا، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، [ص:590] وَأَبُو داود، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، خَمْسَتُهُمْ عَنْ قُتَيْبَةَ، فَوَافَقْنَاهُمْ بِعُلُوِّ دَرَجَةٍ.
مَاتَ بَكْرٌ فِي يَوْمِ عرفة سنة أربع وسبعين ومائة.(4/589)
-[حَرْفُ التَّاءِ](4/590)
32 - تَمَّامُ بْنُ بَزِيعٍ أَبُو سَهْلٍ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: الْحَسَنِ، وَالْعَاصِي الطُّفَاوِيِّ،
وَعَنْهُ: مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، وَمُحَمَّدُ بن أبي بكر المقدمي، ومحمد بن بكير الْحَضْرَمِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: يَتَكَلَّمُونَ فِيهِ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: هُوَ أَبُو سَهْلٍ السَّعْدِيُّ، مَوْلاهُمْ، سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ، وَالْحَسَنَ، وَالْعَاصَ بْنَ عمر، حدثنا عنه: موسى بن إسماعيل، ومحمد بن أبي بكر.
وقال الْعُقَيْلِيُّ: تَمَّامُ بْنُ بَزِيعٍ الشَّقَرِيُّ، مِنْ حَدِيثِهِ: ما حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا يحيى الحماني، قال: حدثنا تمام بن بزيع الشقري: قال: سمعت محمد بن كعب: قال: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " إِنَّ لِكُلِّ مَجْلِسٍ شَرَفًا، وَإِنَّ أَشْرَفَ الْمَجَالِسِ مَا اسْتُقْبِلَ بِهِ الْقِبْلَةَ، وَإِنَّمَا تُجَالِسُونَ بِالأَمَانَةِ، وَاقْتُلُوا الْحَيَّةَ وَالْعَقْرَبَ فِي الصَّلاةِ ". . . . الْحَدِيثُ.
قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: رَوَاهُ هِشَامٌ أبو المقدام، وعيسى بْنُ مَيْمُونٍ، وَمُصَارِفُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، ولم يحدث به عنه ثقة.(4/590)
-[حَرْفُ الثَّاءِ](4/590)
33 - ثُمَامَةُ بْنُ عُبَيْدَةَ، أَبُو خَلِيفَةَ الْعَبْدِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
[ص:591]
بصري،
رَوَى عَنْ: ثابت، وأبي الزبير،
وَعَنْهُ: زيد بْنُ الْحُبَابِ، وَالْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، وَآخَرُونَ.
نَسبَهُ الْمَدِينِيُّ إِلَى الْكَذِبِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
قُلْتُ: وَلَحِقَهُ مُحَمَّدُ بن يحيى العدني.(4/590)
-[حَرْفُ الْجِيمِ](4/591)
34 - جَابِرُ بْنُ غَانَمٍ السَّلَفِيُّ الْخُشَنِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، وَأَسَدِ بْنِ وَدَاعَةٍ، وَشَبِيبِ بْنِ نُعَيْمٍ،
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَعِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، وَيَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ.
قُلْتُ: لَمْ يُضَعِّفْهُ أَحَدٌ.(4/591)
35 - جَارِيَةُ بْنُ هَرِمٍ، أَبُو شَيْخٍ الْفُقَيْمِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ الْحُبْرَانِيِّ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَأَشْعَثَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَوِ ابْنِ سَوَّارٍ.
رَوَى عَنْهُ: عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ الرَّاسِبِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ بِسْطَامٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدَةَ الضَّبِّيُّ، وَزِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ.
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: كَتَبْنَا عنه وَكَانَ ضَعِيفًا، تَرَكْنَاهُ، وَكَانَ رَأْسًا فِي الْقَدَرِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَحَادِيثُهُ كُلُّهَا لا يُتَابِعُهُ عَلَيْهَا الثِّقَاتُ.(4/591)
36 - ت: الْجَرَّاحُ بْنُ الضَّحَّاكِ الْكِنْدِيُّ الْكُوفِيُّ ثُمَّ الرَّازِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، وَغَيْرِهِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ، صَالِحُ الْحَدِيثِ. [ص:592]
رَوَى عَنْهُ: إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الإِسْفَذْنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُعَلَّى.(4/591)
37 - م د ت ق: الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ الرُّؤَاسِيُّ الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
وَالِدُ وَكِيعٍ، وَنَاظِرُ بَيْتِ الْمَالِ بِبَغْدَادَ لِهَارُونَ الرَّشِيدِ.
رَوَى عَنْ: جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ، وَمَنْصُورٍ، وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَجَمَاعَةٍ،
وَعَنْهُ: ابْنُهُ وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُسَدَّدٌ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعِدَّةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَأَبُو دَاوُدَ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَمْ أَجِدْ لَهُ حَدِيثًا مُنْكَرًا.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: كَانَ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ.
وَأَمَّا الْخَطِيبُ فَرَوَى عَنِ الْبَرْقَانِيِّ أَنَّهُ سَأَلَ الدَّارَقُطْنِيَّ، عَنِ الْجَرَّاحِ بْنِ مَلِيحٍ الرُّؤَاسِيِّ، فَقَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
فَقُلْتُ: يُعْتَبَرُ بِهِ؟ قَالَ: لا.
وَقَالَ ابْنُ قَانِعٍ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.(4/592)
38 - ن ق: الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ الْبَهْرَانِيُّ الْحِمْصِيُّ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ الْبَهْرَانِيِّ، وَحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيِّ، وَبَكْرِ بْنِ زُرْعَةَ صَاحِبِ أَبِي عُتْبَةَ الْخَوْلانِيِّ، وَأَرْطَأَةَ بن المنذر،
وَعَنْهُ: الحسن بن خمير الْحَرَّازِيُّ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وسليمان ابن بِنْتِ شُرَحْبِيلَ، وَمُوسَى بْنُ أَيُّوبَ النَّصِيبِيُّ. [ص:593]
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَبُو حاتم: صالح الحديث.
وقال ابن مَعِين: لا أَعْرِفُهُ.(4/592)
39 - جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاس بْن عَبْد الْمُطَّلِبِ، الأَمِيرُ الْهَاشِمِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ،
وَعَنْهُ: ابْنَاهُ الْقَاسِمُ، وَيَعْقُوبُ، وَالأَصْمَعِيُّ.
وَكَانَ جَوَادًا مُمَدَّحًا، عَالِمًا فَاضِلا، أَحَدَ الْمَوْصُوفِينَ بِالشَجَاعَةِ وَالْفُرُوسِيَّةِ، مَوْلِدُهُ بِالشَّرَاةِ مِنَ الْبَلْقَاءِ، وَقَدْ وَلِيَ إِمْرَةَ الْحِجَازِ، وَإِمْرَةَ الْبَصْرَةِ.
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْرَمَ أَخْلاقًا، وَلا أَشْرَفَ أَفْعَالا مِنْهُ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: وَلِيَ الْبَصْرَةَ ثَلاثَةَ أَشْهُرٍ وَعُزِلَ.
وَقَدْ مُدِحَ بِأَشْعَارٍ كَثِيرَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ مَآثِرُ كَثِيرَةٌ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ وَقَفَ عَلَى الْمُنْقَطِعِينَ وَأَعْقَابِهِمْ، وَأَوَّلُ مَنْ نَقَلَهُمْ عَنْ أَوْطَانِهِمْ وَأَمْصَارِهِمْ، وَكَانَ قَدْ عَلِمَ عِلْمًا حَسَنًا.
قَالَ خَلِيفَةُ: عزل عبد الله بن الربيع الحارثي عَنِ الْمَدِينَةَ، فَوَلِيَهَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ثَلاثَ سِنِينَ، وَعُزِلَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ بِالْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ الْعَلَوِيِّ.
وَرُوِيَ أَنَّهُ أَجَازَ قُدَامَةَ بن موسى على ثمانية أبيات ثمان مائة دينار.
قال الأصمعي: حدثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: غَسَّلْتُ جَعْفَرَ بْنَ سليمان، وزررت عليه قميصه حين أَلْبَسْتُهُ الْكَفَنَ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ أَوْ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/593)
40 - م 4: جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الإِمَامُ أَبُو سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
كَانَ يَنْزِلُ فِي بَنِي ضُبَيْعَةَ فَنُسِبَ إِلَيْهِمْ.
رَوَى عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَأَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، وَيَزِيدَ الرِّشْكُ، وَمَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، وَالْجَعْدِ أَبِي عُثْمَانَ، وَطَائِفَةٍ كَبِيرَةٍ،
وَعَنْهُ: سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، [ص:594] وقتيبة، وبشر بْنُ هِلالٍ الصَّوَّافُ، وَمُسَدَّدٌ، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، وَلُوَيْنُ، وَغَيْرُهُمْ.
وَهُوَ مِنْ عُبَّادِ الشِّيعَةِ وَصَالِحِيهِمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَلَيَّنَهُ غَيْرُهُ.
وَقَدْ حَجَّ وَذَهَبَ إِلَى صَنْعَاءِ الْيَمَنِ، فَأَكْثَرَ عَنْهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَحَمَلَ عَنْهُ رَأْيَهُ وَتَشَيَّعَ بِهِ.
وَقَدْ قِيلَ لِجَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ: تَشْتُمُ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ؟ قَالَ: لا، وَلَكِنْ بُغْضًا يَا لَكَ.
وَفِي صِحَّةِ هَذِهِ عَنْهُ نَظَرٌ، فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ رَافِضِيًّا، حَاشَاهُ.
وَقَالَ زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ: قَوْلُهُ بُغْضًا يَا لَكَ إِنَّمَا عَنِيَ بِهِ جَارَيْنِ لَهُ، كَانَ قَدْ تَأَذَّى بِهِمَا اسْمُهُمَا أبو بكر، وعمر.
قال علي ابن المديني: أكثر جعفر بن سليمان عَنْ ثَابِتٍ، وَكَتَبَ عَنْهُ مَرَاسِيلَ فِيهَا مَنَاكِيرُ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً فِيهِ ضَعْفٌ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ لا يُحدِّثُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَلا يَكْتُبُ حَدِيثَهُ، وَكَانَ عِنْدَنَا ثِقَةً.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعِجْلِيُّ: كُنَّا فِي مَجْلِسِ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، فَقَالَ: مَنْ أَتَى جَعْفَرَ بْنَ سُلَيْمَانَ، وَعَبْدَ الْوَارِثِ فَلا يَقْرَبْنِي، وَكَانَ التَّنُّورِيُّ يُنْسَبُ إِلَى الاعْتِزَالِ، وَكَانَ جَعْفَرُ يُنْسَبُ إِلَى الرفض.
وروى عباس، عن ابن معين: ثقة، وكان يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ يَسْتَضْعِفُهُ.
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ: سَمِعْتُ عَمِّي عُمَرَ بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ: رَأَيْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ فِي مَسْجِدِنَا يَقُولُ لِجَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ: رَأَيْتَ أَيُّوبَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قال: وَرَأَيْتَ ابْنَ عَوْنٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَرَأَيْتَ يُونُسَ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: كَيْفَ [ص:595] لَمْ تُجَالِسْهُمْ، وَجَالَسْتَ عَوْفًا؟ وَاللَّهِ مَا رَضِيَ عَوْفٌ بِبِدْعَةٍ حَتَّى كَانَتْ فِيهِ بِدْعَتَانِ، كَانَ قَدَرِيًّا، وَشِيعِيًّا.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ فِي " الضُّعَفَاءِ " لَهُ: جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْحَرَشِيُّ، كَانَ يَنْزِلُ بِبَنِي ضُبَيْعَةَ، يُخَالِفُ فِي بَعْضِ حَدِيثِهِ.
وَقَالَ السَّعْدِيُّ: رَوَى مَنَاكِيرَ، وَهُوَ مُتَمَاسِكٌ لا يَكْذِبُ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ: صَحِبَ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ، وَمَالِكَ بْنَ دِينَارٍ، وَأَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ، وَفَرْقَدًا السَّبَخِيَّ، وَشُمَيْطَ بْنَ عَجْلانَ.
رَوَى عَنْهُ سَيَّارٌ قَالَ: اخْتَلَفْتُ إِلَى مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ عَشْرَ سِنِينَ، وَإِلَى ثَابِتٍ عَشْرَ سِنِينَ.
وَرَوَى سُلَيْمَانُ الشَّاذَكُونِيُّ: حدثنا جعفر: قال: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: إِنَّ الْقَلْبَ إِذَا لَمْ يَحْزَنْ خَرِبَ، كَمَا أَنَّ الْبَيْتَ إِذَا لَمْ يُسْكَنْ خَرِبَ، لَوْ أَنَّ قَلْبِي يَصْلُحُ عَلَى كُنَاسَةٍ لَذَهَبْتُ حَتَّى أَجْلِسَ عَلَيْهَا، إِنَّ الْعَالِمَ إِذَا لَمْ يَعْمَلْ بِعِلْمِهِ زَلَّتْ موعظته عن القلوب.
أخبرنا إسحاق الأسدي، قال: أخبرنا ابن خليل، قال: أخبرنا اللبان، قال: أخبرنا الحداد، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا سليمان بن أحمد، قال: حدثنا معاذ بن المثنى، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَرِيَّةً، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عَلِيَّا، فَأَصَابَ عَلِيٌّ جَارِيَةً فَأَنْكَرُوا عَلَيْهِ. قَالَ: فَتَعَاقَدَ أَرْبَعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ قَالُوا: إِذَا لَقِيَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَخْبَرْنَاهُ، وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ إِذَا قَدِمُوا مِنْ سفر بدءوا بِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَلَمَّا قَدِمْتُ السَّرِيَّةُ سَلَّمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَامَ أَحَدُ الأَرْبَعَةِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَمْ تَرَ أَنَّ عَلِيَّا صَنَعَ كَذَا وَكَذَا؟ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُعْرَفُ الْغَضَبُ مِنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ: " مَا تُرِيدُونَ مِنْ عَلِيٍّ "؟. ثَلاثَ مَرَّاتٍ: " إِنَّ عَلِيَّا مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُ، وَهُوَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ [ص:596] بَعْدِي ". رَوَاهُ قُتَيْبَةُ، وَبِشْرُ بْنُ هِلالٍ، وَطَائِفَةٌ عن جعفر، ولم يُتَابِعْهُ عَلَيْهِ أَحَدٌ.
أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ، وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَعَفَّانُ عَنْهُ، وَإِسْنَادُهُ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَإِنَّمَا لَمْ يُخَرِّجْهُ فِي صَحِيحِهِ لِنَكَارَتِهِ.
مَاتَ جَعْفَرٌ الضُّبَعِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/593)
41 - جَمِيلُ بْنُ عُبَيْدٍ [الوفاة: 171 - 180 ه]
بَصْرِيٌّ.
عَنْ: الْحَسَنِ، وَإِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ،
وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَهُوَ طَائِيٌّ.(4/596)
42 - خ م د ن ق: جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ بْنِ عُبَيْدٍ أَبُو مُخَارِقٍ، وَقِيلَ أَبُو مِخْرَاقٍ، وَهُوَ أَصَحُّ، الضُّبَعِيُّ الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
أَحَدُ الثِّقَاتِ.
رَوَى عَنْ: نَافِعٍ، وَالزُّهْرِيِّ، وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ رَفِيقِهِ،
وَعَنْهُ: ابْنُ أَخِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ، وَابْنُ أُخْتِهِ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضُّبَعِيُّ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، وَمُسَدَّدٌ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ فِي تَارِيخِهِ، فَمَا زَادَ فِيهِ عَلَى قَوْلِ يَحْيَى هَذَا.
تُوُفِّيَ جُوَيْرِيَةُ سنة ثلاث وسبعين ومائة.(4/596)
-[حَرْفُ الْحَاءِ](4/596)
43 - حَاتِمُ بْنُ شُفَيٍّ الْهَمْدَانِيُّ، أَبُو فَرْوَةَ الدِّمَشْقِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: مَكْحُولٍ، وَحَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ،
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَسُلَيْمَانُ ابْنُ بِنْتِ شُرَحْبِيلَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.(4/596)
44 - الْحَارِثُ بْنُ الصَّلْتِ الْمَدَنِيُّ الأَعْوَرُ، الْمُؤَذِّنُ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
سَمِعَ: أَبَاهُ، وَعَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ الْمُغِيرَةِ،
وَعَنْهُ: الْقَعْنَبِيُّ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَغَيْرُهُمْ.
مَحَلُّهُ الصِّدْقُ.(4/597)
45 - م د ت: الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدِ أَبُو قُدَامَةَ الإِيَادِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَغَيْرِهِمَا.
لَيْسَ بِالْمُكْثِرِ،
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وسعيد بن منصور، ويحيى بن يحيى، ومسدد، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَعَدَدٌ كَثِيرٌ.
وَهُوَ حَسَنُ الْحَدِيثِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ، وَالنَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُمَا: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ ابْنَ مَعِينٍ عَنْهُ فَقَالَ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.
وَسَأَلْتُ أَبِي فَقَالَ: هُوَ مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الْفَلاسُ، قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: كَانَ مِنْ شُيُوخِنَا، وَمَا رَأَيْتُ إِلا خَيْرًا.(4/597)
46 - 4: الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ الْبَصْرِيُّ أَبُو عُمَيْرٍ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
نَزِيلُ مَكَّةَ.
عَنْ: أَيُّوبَ، وَأَبِي طُوَالَةَ، وَحُمَيْدٍ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَغَيْرِهِمْ،
وَعَنْهُ: ابْنُهُ حَمْزَةُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَحْمَدُ بن أبي شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَاحْتَجَّ بِهِ النَّسَائِيُّ، وَمَا عَلِمْتُ أَحَدًا مِنَ الْمُتَقَدِّمِينَ ضَعَّفَهُ قَبْلَ أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ، وَأَجَادَ.
وَقَالَ الْحَاكِمُ: رَوَى عَنْ حُمَيْدٍ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ أحاديث موضوعة. [ص:598]
وقال ابن حبان: كان ممن يروي عَنِ الأَثْبَاتِ الأَشْيَاءَ الْمَوْضُوعَةَ، ثُمَّ سَاقَ لَهُ حَدِيثَ: " إِنَّ آيَةَ الْكُرْسِيِّ، وَشَهِدَ اللَّهُ، وَالْفَاتِحَةَ، مُعَلَّقَاتٌ بِالْعَرْشِ. . . " الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَحَكَمَ ابْنُ حِبَّانَ بِوَضْعِهِ، ثُمَّ ذَكَرَ لَهُ عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ حَدِيثًا فِي فَضْلِ الرِّبَاطِ، لا يُحْتَمَلُ.(4/597)
47 - الْحُبَابُ بْنُ مُوسَى السَّعِيدِيُّ الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
مِنْ آلِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ الأُمَوِيِّ.
لَهُ عَنْ: هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ،
وَعَنْهُ: عُبَيْدُ بن محمد الْمُحَارِبِيُّ، وَأَبُو النَّضْرِ هَاشِمٌ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ صَالِحٍ.(4/598)
48 - ق: حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَنَزِيُّ أَبُو عَلِيٍّ الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
أَخُو مَنْدَلِ بْنِ عَلِيٍّ.
عَنْ: عَبْدِ الْمَلِكِ بْن عُمير، وليث بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي زَيَّادٍ، وَسُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَجَمَاعَةٍ،
وَعَنْهُ: حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَخَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، وَلُوَيْنُ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الدُّولابِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
وَكَانَ أَحَدَ الْفُقَهَاءِ الْعُلَمَاءِ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ عِنْدَهُمْ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْ مَنْدَلِ بْنِ عَلِيٍّ فقال: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، قُلْتُ: فَأَخُوهُ؟ قَالَ: صَدُوقٌ، قُلْتُ: أَيُّهُمَا أَعْجَبُ إِلَيْكَ؟ قَالَ: كِلاهُمَا، وَتَمَرَّى، كَأَنَّهُ يُضَعِّفُهُمَا.
وَقَالَ حُجْرُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ: مَا رَأَيْتُ بِالْكُوفَةِ فَقِيهًا أَفْضَلَ مِنْ حِبَّانَ بْنَ عَلِيٍّ.
قَالَ الْخَطِيبُ: كَانَ قَدْ أَشْخَصَهُ الْمَهْدِيُّ، وَأَخَاهُ مِنَ الْكُوفَةِ، فَلَمَّا دَخَلا [ص:599] عليه قال: أيكما مندل؟ قال مِنْدَلٌ: هَذَا حِبَّانُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: فِيهِمَا ضَعْفٌ، وَهُمَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ.
مَاتَ حِبَّانُ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ.(4/598)
49 - حُبَيِّبُ بْنُ حُبَيِّبٍ الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
مُثْقَّلٌ،
هُوَ أَخُو حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ.
رَوَى عَنْ: أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ،
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْن موسى الفراء، وأبو بكر بْن أبي شَيْبَةَ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَاهِي الْحَدِيثِ.(4/599)
50 - حُدَيْجُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجِ بْنِ الرُّحَيْلِ الْجُعْفِيُّ الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
أَخُو زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ.
عَنْ: أَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ، وَأَبِي إِسْحَاقَ،
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَلُوَيْنُ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: يتكمون فِي بَعْضِ حَدِيثِهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ، يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي كِتَابِ " الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ " لِلنَّسَائِيِّ.
مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ تَقْرِيبًا.(4/599)
51 - م ن: حَرْبُ بْنُ أَبِي الْعَالِيَةِ أَبُو مُعَاذٍ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: الْحَسَنِ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ،
وَعَنْهُ: عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، وَبَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَقُتَيْبَةُ، وَلُوَيْنُ. [ص:600]
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ فِي رِوَايَةِ عَبَّاسٍ الدُّورِيِّ.
رَوَى أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ عَنْهُ: ضَعِيفٌ.
وَلَهُ فِي الْكِتَابَيْنِ حَدِيثٌ وَاحِدٌ.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَرْبِ بْنِ أبي العالية، فقال: روى عنه هشيم، ما أدري له أحاديث كأنه ضَعَّفَهُ.
قَالَ الْفَلاسُ: هُوَ حَرْبُ بْنُ مِهْرَانَ.(4/599)
52 - خ: حَزْمُ بْنُ أَبِي حزم مِهْرَانَ الْقُطَعِيُّ [الوفاة: 171 - 180 ه]
هُوَ أَخُو سُهَيْلٍ، بَصْرِيٌّ صَدُوقٌ.
رَوَى عَنْ: الْحَسَنِ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، وَمَيْمُونِ بْنِ سِيَاهٍ، وَطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كُرَيْزٍ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَجَمَاعَةٍ،
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَخَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، وَمُسدَّدٌ، وَالْقَوَارِيرِيُّ، وَهُدْبَةُ، وَلُوَيْنُ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ.
يَقَعُ حَدِيثُهُ عاليا في جزء الحفار.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/600)
53 - م ت ن: الْحَسَنُ بْنُ عَيَّاشِ بْنِ سَالِمٍ [الوفاة: 171 - 180 ه]
أَخُو أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ الْكُوفِيُّ.
كَانَ وَصِيَّ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ،
رَوَى عَنْ: الأَعْمَشِ، وَأَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، وَجَعْفَرٍ الصَّادِقِ، والطبقة،
وَعَنْهُ: ابن المبارك، ويحيى بن آدم، وابن مهدي، وقبيصة، وأحمد بن يونس، وغيرهم.
وثقه ابن معين، والنسائي. [ص:601]
ومات كهلا في سنة اثنتين وسبعين ومائة.
له في " صحيح مسلم " حديث واحد.(4/600)
54 - حُسين بن عبد الله بن ضُمَيرة الحِمْيَريُّ المَدنيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
نزيل ينبع.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ،
وَعَنْهُ: ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ مَعَ تَقَدُّمِهِ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَأَبُو مصعب الزهري.
قال ابن خزيمة: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَمِمَّنْ يَرْوِي عَنْهُ: أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ.
سَاقَ ابْنُ عَدِيٍّ فِي ترجتمه عِدَّةَ أَحَادِيثَ.
قَالَ أَبُو مُصْعَبٌ: تَقَدَّمَ مَالِكٌ حِينَ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ يَصِلُ الصَّفَّ فَوَجَدَ الْحُسَيْنَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضُمَيْرَةَ فَقَالَ لَهُ مالك: حَدِّثْنِي بِحَدِيثِ أَبِيكَ، عَنْ جَدِّكَ، عَنْ عَلِيٍّ في الْوِتْرِ، فَذَكَرَهُ لَهُ، وَمَتْنُهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُوتِرُ بِثَلاثٍ: فِي الأُولَى بِالْحَمْدِ، وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدْ، وَفِي الثَّانِيَةِ بِالْحَمْدِ، وَقُلْ يَا أَيُّهَا، وَفِي الثالثة بالحمد، وقل هو، والمعوذتين، فَقَالَ مَالِكٌ: اللَّهُ أَكْبَرُ، الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي وَافَقَ وِتْرِي وِتْرَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
قُلْتُ: هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ حسينا ثقة عند مَالِكٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: حدثنا محمد بن أحمد بن داود السمناني: قال: حدثنا مهدي بن علي قال: حدثنا مطرف بن عبد الله: قال: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: إِنَّ هُنَا قَوْمًا يُحَدِّثُونَ يَكْذِبُونَ: حُسَيْنُ بْنُ ضُمَيْرَةَ. [ص:602]
قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى: سَمِعْتُ ابْنَ مَهْدِيٍّ يُحَدِّثُ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضُمَيْرَةَ.(4/601)
55 - خ د ت ن: حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ الْوَاسِطِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَحُسَيْنِ بْنِ قَيْسٍ الرَّحَبِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي ليلى،
وَعَنْهُ: مسدد، وعلي ابن الْمَدِينِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ، وَحُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ.(4/602)
56 - ق: حَفْصُ بْنُ جُمَيْعٍ العجلي الكوفي. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَأَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ،
وَعَنْهُ: عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، وَجَمَاعَةٌ.
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.(4/602)
57 - ت ق: حَفْصٌ الْمُقْرِئُ، هُوَ حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَسَدِيُّ الْغَاضِرِيُّ الْكُوفِيُّ، أَبُو عُمَرَ، شَيْخُ الْقُرَّاءِ، وَيُقَالُ لَهُ: حَفْصُ بْنُ أَبِي داود، [الوفاة: 171 - 180 ه]
وَكَانَ حُجَّةً فِي الْقِرَاءَةِ، وَاهِيًا فِي الْحَدِيثِ.
قَرَأَ عَلَى زَوْجِ أُمِّهِ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ.،
وَرَوَى عَنْ: عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وابن إسحاق، وكثير بن زاذان، ومحارب بن دثار، وإسماعيل السدي، وليث بن أبي سليم، وطائفة.
قرأ عليه: عمرو بن الصباح، وعبيد بن الصباح، وأبو شعيب القواس، وحمزة بن القاسم، وحسين بن محمد المروذي، وخلف الحداد وسمى أبو عمرو الداني خلقا ممن أخذ القراءة عَنْ حَفْصٍ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ: بَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ، وَأَدْهَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، [ص:603] وَعَمْرُو بْنُ النَّاقِدِ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَأَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، وَهُبَيْرَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمَّارُ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَا بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: تَرَكُوهُ.
وَقَالَ خَلَفٌ الْبَزَّارُ: مَوْلِدُ حَفْصٍ سَنَةَ تِسْعِينَ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ جَلَسَ إِلَى الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَسَأَلَهُ.
قَالَ صَالِحٌ جَزَرَةُ: لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، وَقَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى عَاصِمٍ مَرَّاتٍ، وَجَوَّدَهُ، وَكَانَ الْقُدَمَاءُ يَعُدُّونَ حَفْصًا فِي الإِتْقَانِ لِلْحُرُوفِ فَوْقَ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، وَيَصِفُونَهُ بِالضَّبْطِ.
وَقَالَ زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ: حَدَّثَ حَفْصٌ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، وَجَمَاعَةٍ أَحَادِيثَ بَوَاطِيلَ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ أَحَادِيثِهِ غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ.
وَقَالَ أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ: كَانَ حَفْصٌ أَعْلَمَهُمْ بِقِرَاءَةِ عَاصِمٍ.
قُلْتُ: إِنَّمَا دَخَلَ عَلَيْهِ الداخل في الحديث لتهاونه به.
قال أحمد بن حنبل: حدثنا يَحْيَى الْقَطَّانُ قَالَ: ذَكَرَ شُعْبَةُ حَفْصَ بْنَ سُلَيْمَانَ فَقَالَ: كَانَ يَأْخُذُ كُتُبَ النَّاسِ وَيَنْسَخُهَا، أَخَذَ مِنِّي كِتَابًا فَلَمْ يَرُدَّهُ، وَكَانَ يَسْتَعِيرُ الْكُتُبَ.
وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَحَفْصٌ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وقال العقيلي: حدثنا محمد، قال: حدثنا الْحَسَنُ، قال: حدَّثنَا [ص:604] شَبَّابَةُ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ: أبو عمر رَأَيْتَهُ عِنْدَ عَاصِمٍ؟ فَقَالَ: لا.
مَاتَ حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.(4/602)
58 - حَفْصُ بْنُ صُبَيْحٍ الأَزْرَقُ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: بَشِيرِ بْنِ زَيْدٍ، وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ،
وَعَنْهُ: رَبَاحُ بْنُ خَالِدٍ، وَقُبَيْصَةُ بن عقبة، وأبو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ.(4/604)
59 - ت: الْحَكَمُ بْنُ ظُهَيْرٍ، أَبُو مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ، وَهُوَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، وَإِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ، وَعَاصِمِ بْنَ أَبِي النُّجُودِ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ الْخُرَاسَانِيِّ،
وَعَنْهُ: ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، وَأَبُو مَعْمَرٍ الْقَطِيعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الدُّولابِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ الزَّمِّيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، وَرَوَى عَنْهُ مِنَ الْقُدَمَاءِ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، تَرَكُوهُ.
وَقَالَ ابْنُ عَديٍّ: عَامَّةُ أَحَادِيثِهِ غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ.
قُلْتُ: مَاتَ فِي حُدُودِ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنْ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ يَحْيَى: كان مروان يقول: أخبرنا الْحَكَمُ بْنُ أَبِي لَيْلَى، وَهُوَ ابْنُ ظُهَيْرٍ، حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا الْحَكَمُ بْنُ ظُهَيْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: جَاءَ بُسْتَانُ الْيَهُودِيُّ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَخْبِرْنِي عَنِ النُّجُومِ الَّتِي رَآهَا يُوسُفُ أَنَّهَا سَاجِدَةٌ لَهُ، فَلَمْ يُجِبْهُ حَتَّى أَتَاهُ جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَهُ، فَأَرْسَلَ إِلَى الْيَهُودِيِّ فَقَالَ: [ص:605] " إِنْ أَخْبَرْتُكَ بِأَسْمَائِهَا تُسْلِمْ؟ " قَالَ: أَخْبِرْنِي. قَالَ: " خرقان، وَطَارِقٌ، وَالذَّيَّالُ، وَذُو الْكَنَفَاتِ، وَذُو الْفُرُعِ، وَوَثَّابٌ، وعموداي، وقابس، والضروح، والمصبح، والقليق، وَالضِّيَاءُ، وَالنُّورُ " يَعْنِي أَبَاهُ وَأُمَّهُ رَآهَا فِي أُفُقِ السَّمَاءِ أَنَّهَا سَاجِدَةٌ لَهُ، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: هَذِهِ وَاللَّهِ أَسْمَاؤُهَا.(4/604)
60 - ق: الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُطَّافٍ أَبُو سَلَمَةَ الْعَامِلِيُّ الأَزْدِيُّ، وقيل: الدمشقي. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: الزُّهْرِيِّ، وَعُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ،
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ مَعَ تَقَدُّمِهِ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَذَّابٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.(4/605)
61 - ق: الْحَكَمُ بْنُ عَبْدَةَ [الوفاة: 171 - 180 ه]
بَصْرِيٌّ نَزَلَ مِصْرَ.
رَوَى عَنْ: أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَرَبِيعَةَ الرَّأْيِ،
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَإِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى الْخَوْلانِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ.
فِيهِ لِينٌ.(4/605)
62 - الْحَكَمُ بْنُ عَمْرٍو، وَيُقَالُ: ابْنُ عُمَرَ الرُّعَيْنِيُّ الْحِمْصِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ، فَهُوَ بِهَذَا الاعْتِبَارِ تَابِعِيٌّ.
وَعَنْ: عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَقَتَادَةَ،
وَعَنْهُ: خَالِدُ بْنُ مِرْدَاسٍ، وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ، وَمَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، وَجَمَاعَةٌ.
ضَعَّفَهُ ابْنُ معين، وغيره، ولم يترك.
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِي الْيُمْنِ الْكِنْدِيِّ أَنَّ أَبَا الْفَتْحِ الْبَيْضَاوِيَّ [ص:606] أخبرهم سنة اثنتين وثلاثين وخمس مائة.
قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد البزاز، قال: أخبرنا عيسى بن علي، قال: حدثنا أبو القاسم البغوي، قال: حدثنا خَالِدُ بْنُ مِرْدَاسٍ إِمْلاءً سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَتَيْنِ قال: حدثنا الحكم بن عمر، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَكَانَ يَجْهَرُ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ كُلِّ سُورَةٍ يَقْرَؤُهَا.(4/605)
63 - الْحَكَمُ بْنُ فَصِيلٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، وَسَيَّارِ أَبِي الْحَكَمِ، وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، وَيَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ،
وَعَنْهُ: عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ: كَانَ مِنْ أَعْبَدِ أَهْلِ زَمَانِهِ.
وَقَالَ أَبُو داود: ثِقَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يُخَالِفُ الثِّقَاتِ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ، وَمِثْلُهُ يحيى بن فصيل، والباقون فضيل بضم ومعجمة.(4/606)
64 - ن ت: الْحَكَمُ بْنُ هِشَامٍ الثَّقَفِيُّ الْعُقَيْلِيُّ [الوفاة: 171 - 180 ه]
كُوفِيٌّ نَزَلَ دِمَشْقَ.
وَرَوَى عَنْ: قَتَادَةَ، وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ،
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَأَبُو مسهر، والهيثم بن خارجة، وهشام بن عمار، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَرَادِيسِيُّ.
وَكَانَ شَرِيفَ النَّفْسِ متعففا.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ الْعِجْلِيُّ: كَانَ ثِقَةً حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: كَانَ الْحَكَمُ فَقِيرًا فَيُدْعَى إِلَى الطَّعَامِ، وَهُوَ جَائِعٌ، فَيَلْبَسُ مِطْرَفَ خَزٍّ عَتِيقًا، ثُمَّ يَدْخُلُ الْعُرْسَ فَيُبَارِكُ، وَلا [ص:607] يَأْكُلُ، وَكَانَ عَسِرًا فِي الْحَدِيثِ ثُمَّ إِنَّهُ انْبَسَطَ، وَكَانَ مُؤَاخِيًا لِأَبِي حَنِيفَةَ.
وَرَوَى سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ الْعِجْلِيِّ قَالَ: أَقْبَلَ الْحَكَمُ بْنُ هِشَامٍ يُرِيدُ مِنْدَلا، فَلَمَّا جَلَسَ قَالَ لَهُ أَصْحَابُ مَنْدَلٍ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، مَا تَقُولُ فِي عُثْمَانَ؟ قَالَ: كَانَ، وَاللَّهِ خِيَارُ الْخِيَرَةِ، أَمِيرُ الْبَرَرَةِ، قَتِيلُ الْفَجَرَةِ، مَنْصُورُ النَّصْرَةِ، مَخْذُولُ الْخَذَلَةِ، أَمَّا خَاذِلُهُ فَقَدْ خُذِلَ، وَأَمَّا قَاتِلُهُ فَقَدْ قُتِلَ، وَأَمَّا نَاصِرُهُ فَقَدْ نُصِرَ، قَالُوا لَهُ: فَعَلِيٌّ خَيْرٌ أَمْ مُعَاوِيَةُ؟ قَالَ: بَلْ عَلِيٌّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -. قَالُوا: فَأَيُّهُمَا كَانَ أَحَقُّ بِالْخِلافَةِ؟ قَالَ: كَانَ أَحَقُّ بِالْخِلافَةِ مَنْ جَعَلَهُ الله خليفة.
أبو مسهر: حدثنا الْحَكَمُ بْنُ هِشَامٍ الْعُقَيْلِيُّ قَالَ: مَنْ أَغْرَقَ فِي الْحَدِيثِ فَلْيُعِدَّ لِلْفَقْرِ جِلْبَابًا، فَلْيَأْخُذْ مِنْهُ أَحَدُكُمْ بِقَدْرِ الطَّاقَةِ، وَلْيَحْتَرَفْ حَذَرَ الْفَاقَةِ.
الأَصْمَعِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ: يُقَالُ: خَمْسَةٌ قَبِيحَةٌ: الْفُتُوَّةُ فِي الشُّيُوخِ، وَالْحِرصُ فِي الزُّهَّادِ، وَقِلَّةُ الْحَيَاءِ فِي ذَوِي الْحَسَبِ، وَالْبُخْلُ فِي ذَوِي الْمَالِ، وَالْحِدَّةُ فِي السُّلْطَانِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: الْحَكَمُ بْنُ هِشَامٍ الثَّقَفِيُّ لا يُحْتَجُّ بِهِ.(4/606)
65 - حَكِيمُ بْنُ نَافِعٍ، أَبُو جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَمُغِيرَةَ بْنِ مِقْسَمٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَالأَعْمَشِ،
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ، وَالنُّفَيْلِيُّ، وَأَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ، وَمُعَافَى بْنُ سُلَيْمَانَ.
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
وَقَالَ أبو زرعة: ليس بشيء.
وقال النَّسَائِيُّ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَجَاءَ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ فِيهِ ثَلاثَةُ أَقْوَالٍ، أَحَدُهَا: ثِقَةٌ.(4/607)
66 - ع: حماد بن زيد بن درهم الإمام أبو إِسْمَاعِيلَ الأَزْدِيُّ مَوْلاهُمُ الْبَصْرِيُّ الأَزْرَقُ الضَّرِيرُ الْحَافِظُ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
أَحَدُ الأَعْلامِ، مَوْلَى آلِ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، كَانَ جَدُّهُ دِرْهَمُ مِنْ سَبْيِ سِجِسْتَانَ.
رَوَى حَمَّادُ عَنْ: أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ زياد القرشي، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَأَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيِّ، وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَخَلْقٍ،
وَعَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وعبد الوارث، وعبد الرحمن بْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُسدَّدٌ، وَالْقَوَارِيرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بكر المقدمي، وعلي ابن الْمَدِينِيُّ، وَعَارِمٌ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعِجْلِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حَسَّابٍ، وَقُتَيْبَةُ، وَأُمَمٌ سِوَاهُمْ.
قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: أَئِمَّةُ النَّاسِ فِي زَمَانِهِمْ أَرْبَعَةٌ: الثَّوْرِيُّ بِالْكُوفَةِ، وَمَالِكٌ بِالْحِجَازِ، وَالأَوْزَاعِيُّ بِالشَّامِ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ بِالْبَصْرَةِ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ أحد أَثْبَتَ مِنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ.
وَقَالَ يَحْيَى بن يحيى: ما رأيت شخصا أَحْفَظَ مِنْهُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ مِنْ أَئِمَّةِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ الدِّينِ، هُوَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ.
وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: لَمْ أَرَ أَحَدًا قَطُّ أَعْلَمَ بِالسُّنَّةِ، وَلا بِالْحَدِيثِ الَّذِي يَدْخُلُ فِي السُّنَّةِ مِنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ.
وَقَالَ أَيْضًا: مَا رَأَيْتُ أَعْلَمَ مِنْهُ، وَمِنْ مَالِكٍ، وَسُفْيَانَ.
وَقَالَ: ما رأيت بالبصرة أفقه منه.
وعن حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: جَالَسْتُ أَيُّوبَ عِشْرِينَ سنة.
وقال أحمد بن سعيد الدارمي: سمعت أبا عاصم النبيل يقول: مَاتَ حَمَّادُ بْنُ أَيُّوبٍ يَوْمَ مَاتَ، وَلا أَعْلَمُ لَهُ فِي الإِسْلامِ نَظِيرًا فِي هَيْئَتِهِ وَدَلِّهِ، وَأَظنُّهُ قَالَ: وَسَمْتِهِ. [ص:609]
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، يَوْمَ مَاتَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: مَاتَ سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ.
قَالَ ابْنُ حبان: كان ضريرا يحفظ كل حديثه.
وقال ابن مصفى: حدثنا بَقِيَّةُ قَالَ: مَا رَأَيْتُ بِالْعِرَاقِ مِثْلَ حَمَّادِ بن زيد.
قلت: ومن خَاصِيَّةِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ لا يُدَلِّسُ أَبَدًا. قَالَ خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: الْمُدَلِّسُ مُتَشَبِّعٌ بِمَا لَمْ يُعْطَ.
قُلْتُ: وَالْمُدَلِّسُ دَاخِلٌ فِي عُمُومِ قَوْلِهِ: (وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا)، وَدَاخِلٌ فِي قَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ: " مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا " لِأَنَّهُ يُوهِمُ السَّامِعِينَ أَنَّ حَدِيثَهُ مُتَّصِلٌ، وَفِيهِ انْقِطَاعٌ، هَذَا إِذَا دَلَّسَ عَنْ ثِقَةٍ، أَمَّا إِذَا دَلَّسَ خَبَرَهُ عَنْ ضَعِيفٍ يُوهِمُ أَنَّهُ صَحِيحٌ، فَهَذَا قَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَقَدْ قَالَ عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ: التدليس ذل.
وقال سليمان بْنُ أَيُّوبَ صَاحِبُ الْبَصْرِيِّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، وَلا سُفْيَانَ، وَلا مَالِكًا.
وَقَالَ فِيهِ الثَّوْرِيُّ: رَجُلُ الْبَصْرَةِ بَعْدَ شُعْبَةَ ذَلِكَ الأَزْرَقُ.
وَقَالَ وَكِيعٌ: مَا كُنَّا نُشَبِّهُهُ إِلا بِمِسْعَرٍ.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: لَمْ يَكُنْ لِحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ كِتَابٌ إِلا كِتَابَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ الطَّبَّاعِ: مَا رَأَيْتُ أَعْقَلَ مِنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ثِقَةٌ، كَانَ حَدِيثُهُ أَرْبَعَةَ آلافٍ، كَانَ يَحْفَظُهَا، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كِتَابٌ.
وَقَالَ فِيهِ عَبْدُ الرحمن بن خراش: لَمْ يُخْطِئْ فِي حَدِيثٍ قَطُّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامَةَ كِتَابَةً، عَنْ أَبِي الْمَكَارِمِ اللَّبَّانِ، قال: أخبرنا أبو [ص:610] علي، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا الطبراني، عن عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أحمد الدورقي، قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ - وَذَكَرَ الْجَهْمِيَّةَ - فَقَالَ: إِنَّمَا يُحَاوِلُونَ أَنْ يَقُولُوا: لَيْسَ فِي السَّمَاءِ شيء.
أخبرنا محمد بن علي السلمي، قال: أخبرنا الْبَهَاءُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى أَبِي الفتح الدباس، قال: أخبرنا أبو غالب الباقلاني، قال: أخبرنا أبو القاسم الواعظ، قال: أخبرنا أبو بكر النجاد، قال: حدثنا الحسن بن مكرم، قال: حدثنا عَارِمٌ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ:
قُلْ لِمَنْ يطلب علما ... ائت حماد بن زيد
تلتمس حِكَمًا وَعِلْمًا ... ثُمَّ قَيِّدْهُ بِقَيْدٍ
أَخْبَرَنَا أَبُو المعالي الأبرقوهي، قال: أخبرنا الفتح بن عبد السلام، قال: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بن أحمد قالوا: أخبرنا أبو جعفر المعدل، قال: أخبرنا عبيد الله الزهري، قال: حدثنا جفعر الفريابي، قال: حدثنا محمد بن عبيد بن حساب، قال: حدثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَخْوَفَ عَلَى مَنْ قَالَ هَذَا الْقَوْلِ مِنْ هَذِهِ الآيَةِ (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ).
قلت: وقع لي أحاديث عالية من طَرِيقِ حَمَّادٍ قَدْ أَفْرَدْتُهَا.
وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ، وَعَاشَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ سَنَةً، قَالَ الْفَلاسُ: مَاتَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ تَاسِعَ شَهْرِ رَمَضَانَ.
وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: مَاتَ فِي آخِرِ سَنَةِ تِسْعٍ، كَذَا قَالَ.
وَقَالَ عَارِمٌ: مَاتَ لِعَشْرِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ رَمَضَانَ، سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ، فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ.
قَالَ أَبُو داود: مَاتَ مَالِكٌ قَبْلَهُ بِأَشْهُرٍ.(4/608)
67 - حَمَّادُ بْنُ شُعَيْبٍ التَّمِيمِيُّ الْحِمَّانِيُّ، الْكُوفِيُّ. أَبُو شُعَيْبٍ، وَهُوَ حَمَّادُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةٍ، ثُمَّ عَرَضَهُ عَلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ.
قَرَأَ عَلَيْهِ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُلَيْمِيُّ،
وَحَدَّثَ عَنْ: حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، وَسَلَمَةَ بْنِ كُهيلٍ، وَأَبي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَطَائِفَةٍ،
وَعَنْهُ: حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، وَيَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حماد النرسي، وغيرهم.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَضَعَّفَهُ أَبُو زُرْعَةَ، وَغَيْرُهُ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: فِيهِ نَظَرٌ.
شريح بن النعمان: حدثنا حَمَّادُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: " نَهَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِنَّ يُدْخَلَ الْمَاءُ إِلا بِمِئْزَرٍ ". قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: لا يُتَابِعُهُ عَلَيْهِ إِلا مَنْ هُوَ دونه أو مثله.(4/611)
68 - حماد ابن الإِمَامِ أَبِي حَنِيفَةَ النُّعْمَانِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ زُوطِيٍّ، الْفَقِيهُ أَبُو إِسْمَاعِيلَ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
تَفَقَّهَ بِوَالِدِهِ، وَقِيلَ: كَانَ مِنَ الْعُبَّادِ الأَخْيَارِ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنْ: لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ،
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَقُتَيْبَةُ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ.
لَيَّنُوهُ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ.
وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي " الكامل ".
قيل: مات في ذي العقدة سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/611)
69 - ت: حَمَّادُ بْنُ يَحْيَى الأَبَحُّ أَبُو بَكْرٍ البَصْريُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
[ص:612]
رَوَى عَنْ: ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَمَكْحُولٍ، وَالزُّهْرِيِّ، والحكم بن عتيبة، وَطَائِفَةٍ،
وَعَنْهُ: خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَبِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَقَالَ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: كَانَ مِنْ شُيُوخِنَا، يشبه يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَوْ قَالَ: يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ.
وَقَالَ أَبُو بِشْرٍ الدُّولابِيُّ: رُبَّمَا يَهِمُ فِي الشَّيْءِ بَعْدَ الشَّيْءِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ مِمَّنْ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ أَيْضًا: رُبَّمَا يَهِمُ فِي الشَّيْءِ بَعْدَ الشَّيْءِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَا أَرَى فِيهِ بَأْسًا.(4/611)
70 - حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَكِّيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ،
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ.(4/612)
71 - حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَاصُّ، الْمُعَلِّمُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
رَوَى عَنْ: الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ، وَعَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ،
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَخَلادُ بْنُ يَحْيَى، وَآخَرُونَ.
وَلَعَلَّهُ مَاتَ بَعْدَ السِّتِّينَ ومائة.(4/612)
-[حَرْفُ الْخَاءِ](4/612)
72 - د: خَارِجَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ رَافِعِ بْنِ مُكَيْثٍ الْجُهَنِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
[ص:613]
عَنْ: أبيه، وسالم بن سرج،
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْفَقِيهُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْجُهَنِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بن أبي أويس.
قال أبو حاتم: صالح الْحَدِيثِ.(4/612)
73 - خَاقَانُ بْنُ عبد الله بْنُ الأَهْتَمِ الْمِنْقَرِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، وَابْنُ جُدْعَانَ،
وَعَنْهُ: مُسدَّدٌ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عبد الوراث.
قَالَ أَبُو داود: ضَعِيفٌ.(4/613)
74 - خَالِدُ بْنُ زِيَادٍ الأَزْدِيُّ التِّرْمِذِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: أَبِي زُرْعَةَ الْبَجَلِيِّ، وَنَافِعٍ الْعُمَرِيِّ، وَقَتَادَةَ، وَغَيْرِهِمْ،
وَعَنْهُ: شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، وَاللَّيْثُ بْنُ خَالِدٍ الْبَلْخِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ علقمة المروزي، وَقُتَيْبَةُ، وَمُسدَّدٌ، وَصَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التِّرْمِذِيُّ.
مَحَلُّهُ الصِّدْقُ، مَا ضَعَّفَهُ أَحَدٌ.(4/613)
75 - خ: خَالِدُ بْنُ سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ الأُمَوِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
أَخُو إِسْحَاقَ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَبُدَيْحٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ،
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الأَزْدِيُّ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ.(4/613)
76 - خَالِدُ بْنُ شَوْذَبٍ الْجُشَمِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
[ص:614]
عَنْ: الْحَسَنِ،
وَعَنْهُ: أَبُو غَسَّانَ النَّهدِيُّ، وَقُتَيْبَةُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.(4/613)
77 - د ن: خَالِدُ بْنُ مَيْسَرَةَ الْبَصْرِيُّ الْعَطَّارُ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ،
وَعَنْهُ: أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَسَّانٍ، وَيُونُسُ الْمُؤَدِّبُ، وَأَبُو أَحْمَدَ الْفُرَاتُ الرَّازِيُّ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ عِنْدِي صَدُوقٌ.(4/614)
78 - خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الزَّيَّاتُ الْكُوفِيُّ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: الشَّعْبِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ،
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَزُهَيْرُ بْنُ عَبَّادٍ، وعبد الله مُشْكَدَانَةَ، وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْجُعْفِيُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: مَا بِهِ بَأْسٌ.(4/614)
79 - ن: خَلادُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ الْمِصْرِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَخَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، وَدَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ،
وَعَنْهُ: حَسَّانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وَجَمَاعَةٌ سِوَاهُمْ.
وَكَانَ ثِقَةً صَالِحًا قَانِتًا للَّهِ.
وَكَانَ أُمِّيًّا لا يَكْتُبُ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/614)
80 - خَلَفٌ الأَحْمَرُ. اللُّغَوِيُّ الشَّاعِرُ، صَاحِبُ الْبَرَاعَةِ فِي الأَدَبِ، يُكَنَّى أَبَا مُحْرِزٍ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
مَوْلَى بِلالِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ.
تَعَبَّدَ فِي أَوَاخِرِ عُمْرِهِ.
حَمَلَ عَنْهُ دِيوَانَهُ أَبُو نُوَاسٍ، وَرَثَاهُ بِقَصِيدَةٍ، وَلِخَلفٍ الْقَصِيدَةُ السَّائِرَةُ الَّتِي نَحَلَهَا تَأَبَّطَ شَرًّا: [ص:615]
إِنَّ بِالشِّعْبِ الَّذِي دُونَ سَلْعٍ ... لَقَتِيلٌ دَمُهُ مَا يُطَلُّ(4/614)
• - خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
يَأْتِي.(4/615)
• - الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ [الوفاة: 171 - 180 ه]
صَاحِبُ الْعَرُوضِ.
قَدْ تَقَدَّمَ، وَيُقَالُ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَفِيهَا مَاتَ:(4/615)
81 - خَشَافٌ الْكُوفِيُّ [الوفاة: 171 - 180 ه]
صَاحِبُ اللُّغَةِ.(4/615)
82 - الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
رَوَى عَنْ: مُسْتَنِيرِ بْنِ أَخْضَرَ،
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَمِينَةَ.
شَيْخٌ مَسْتُورٌ.(4/615)
83 - الْخَيْزُرَانُ الْجُرَشِيَّةُ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
مَوْلاةُ الْمَهْدِيِّ، وحبيبته، وزوجته، وأم ولديه الهادي والرشيد.
رزقت من سعادة الدنيا ما لا يُوصَفُ.
قَالَ الْمَسْعُودِيُّ: كَانَ مُغَلُّهَا فِي السَّنَةِ مِائَتَيْ أَلْفٍ وَسِتِّينَ أَلْفًا.
وَقَدْ رَوَى الْخَطِيبُ فِي تَرْجَمَتِهَا حَدِيثًا تَرْوِيهِ عَنِ الْمَهْدِيِّ، عَنْ آبَائِهِ وَلا يَثْبُتُ.
قِيلَ: تُوُفِّيَتْ سَنَةَ ثلاث وسبعين ومائة.(4/615)
-[حَرْفُ الدَّالِ](4/615)
84 - ت ق: داود بْنُ الزِّبْرِقَانِ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: مَطَرٍ الْوَرَّاقِ، وَداود بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَعَلِيِّ بْنِ جُدْعَانَ،
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ، وَزَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ صَبِيحٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ. [ص:616]
وحسن حاله ابن حبان، وَقَالَ: كَانَ يَهِمُّ فِي الْمُذَاكَرَةِ وَيُعْتَبَرُ بِهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لا أَتَّهِمُهُ فِي الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدِيثُهُ مُقَارِبٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.(4/615)
85 - ع: داود بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ أَبُو سُلَيْمَانَ الْمَكِّيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَالْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، وَعَمْرِو بْنِ يَحْيَى بْنِ عِمَارَةَ، وَمَنْصُورِ بْنِ صَفِيَّةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خثيم، وهاشم بن عروة، وغيرهم،
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزْرَقِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ، وَداود بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، وَخَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ، وَآخَرُونَ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ الشَّافِعِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَوْرَعَ مِنْهُ.
وَقَالَ محمد بن سعد: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزْرَقِيُّ قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ وَالِدُ داود نَصْرَانِيًّا شَامِيًّا يَتَطَبَّبُ، فقدم مكة فنزلها، وولد له أولاد فأسلموا، وكان يعلمهم القرآن والفقه، ووالى آل جبير بن مطعم، وَوُلِدَ لَهُ سَنَةَ مِائَةٍ داود، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَجْلِسُ فِي أَصْلِ مَنَارَةِ الْحَرَمِ مِنْ قِبَلِ الصَّفَا، وَكَانَ يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ يُقالُ: أَكْفَرُ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، لِقُرْبِهِ مِنَ الأَذَانِ وَالْمَسْجِدِ، وَلِحَالِ وَلَدِهِ وَإِسْلامِهِمْ، وَكَانَ يُسْلِمُهُمْ فِي الأَعْمَالِ السِّرِّيَّةِ، وَيَحُثُّهُمْ عَلَى الأَدَبِ، وَلُزُومِ الْخَيْرِ وَأَهْلِهِ.
قَالَ: وَمَاتَ داود بِمَكَّةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ.
قُلْتُ: أَنَا أَتَعَجَّبُ مِنْ تَمْكِينِ هَذَا النَّصْرَانِيُّ مِنَ الإِقَامَةِ بِحَرَمِ اللَّهِ، فَلَعَلَّهُمُ اضْطَرُّوا إِلَى طِبِّهِ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَالْحِكَايَةُ صَحِيحَةٌ.
وَقِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ مِنْ كِبَارِ شُيُوخِ الشَّافِعِيِّ.(4/616)
86 - داود بْنُ يَزِيدَ الثَّقَفِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ النَّدَبِيِّ، وَعَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةٍ، وَحَبِيبٍ المعلم،
وَعَنْهُ: قتيبة، وهشام بن عبيد الله الرَّازِيُّ، وَالْحَكَمُ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ.
قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ ذَلِكَ، فَسَأَلْتُهُ عَنْهُ فَقَالَ: شَيْخٌ مَجْهُولٌ.
قُلْتُ: هَذَا الْقَوْلُ يُوَضِّحُ لَكَ أَنَّ الرَّجُلَ قَدْ يَكُونُ مَجْهُولا عِنْدَ أَبِي حَاتِمٍ، وَلَوْ رَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ ثِقَاتٌ، يَعْنِي أَنَّهُ مَجْهُولُ الْحَالِ عِنْدَهُ، فَلَمْ يَحْكُمْ بِضَعْفِهِ وَلا بِتَوْثِيقِهِ.(4/617)
87 - ق: دَيْلَمُ بْنُ غَزْوَانَ أَبُو غَالِبٍ الْعَبْدِيُّ الْبَصْرِيُّ البراء. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَمَيْمُونٍ الْكُرْدِيِّ، وَجَمَاعَةٍ،
وَعَنْهُ: عَفَّانُ، وَعَارِمٌ، وَمُسدَّدٌ، وَالْقَوَارِيرِيُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَذَكَرَهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي " كامله "، وقوى أمره.(4/617)
-[حَرْفُ الذَّالِ](4/617)
88 - ت ق: ذَوَّادُ بْنُ عُلْبَةَ، أَبُو الْمُنْذِرِ الْحَارِثِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: مُطَرِّف بْن طَرِيفٍ، وَلَيْثِ بْن أَبِي سُلَيْم، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ،
وَعَنْهُ: أَبُو مُطِيعٍ البلخي، وابنه مزاحم بن ذاود، وَجُبَارَةُ بْنُ مُغَلِّسٍ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ.
ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ مِمَّنْ يُكْتَب حديثُهُ.
وكان عابدا.(4/617)
-[حَرْفُ الرَّاءِ](4/617)
89 - رَابِعَةُ الْعَدَوِيَّةُ، الْعَابِدَةُ الْبَصْرِيَّةُ الْمَشْهُورَةُ بِالتَّأَلُّهِ وَالزُّهْدِ، هِيَ رَابِعَةُ بِنْتُ إِسْمَاعِيلَ، كُنْيَتُهَا أُمُّ عَمْرٍو، [الوفاة: 171 - 180 ه]
وولاؤها للعتكيين. [ص:618]
وَقَدْ أَفْرَدَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ أَخْبَارَهَا فِي جُزْءٍ
في الشَّامِيَّاتِ رَابِعَةُ الْعَابِدَةُ مُعَاصِرَةٌ لَهَا فَرُبَّمَا تَدَاخَلَتْ أخبارهما.
قَالَ خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ: سَمِعَتْ رَابِعَةُ صَالِحًا الْمُرِّيَّ يَذْكُرُ الدُّنْيَا فِي قَصَصِهِ، فَنَادَتْهُ: هَيْهِ يَا صَالِحُ مَنْ أَحَبَّ شَيْئًا أَكْثَرَ مِنْ ذكره.
قال محمد بن الحسين البرجلاني: حدثنا بِشْرُ بْنُ صَالِحٍ الْعَتَكِيُّ قَالَ: اسْتَأْذَنَ نَاسٌ عَلَى رَابِعَةَ، وَمَعَهُمْ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، فَتَذَاكَرُوا عِنْدَهَا سَاعَةً، وَذَكَرُوا شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا، فَلَمَّا قَامُوا قَالَتْ لامْرَأَةٍ تَخْدُمُهَا: إِذَا جَاءَ هَذَا الشَّيْخُ وَأَصْحَابُهُ فَلا تَأْذَنِي لَهُمْ، فَإِنِّي رَأَيْتُهُمْ يُحِبُّونَ الدُّنْيَا.
وَعَنْ أَبِي يَسَارٍ مِسْمَعٍ قَالَ: أَتَيْتُ رَابِعَةَ، فَقَالَتْ: جِئْتَنِي وَأَنَا أَطْبُخُ أَرُزًّا، فَآثَرْتُ حَدِيثَكَ عَلَى طَبِيخِ الأَرُزِّ، فَرَجَعْتُ إِلَى القدر، وقد طبخت.
ابن أبي الدنيا: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: حَدَّثَنِي عُبَيْسُ بْنُ مَيْمُونٍ العطار: قال: حَدَّثَتْنِي عَبْدَةُ بِنْتُ أَبِي شَوَّالٍ، وَكَانَتْ تَخْدُمُ رَابِعَةَ الْعَدَوِيَّةِ قَالَتْ: كَانَتْ رَابِعَةُ تُصَلِّي اللَّيْلَ كُلَّهُ، فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ هَجَعَتْ هَجْعَةً حَتَّى يُسْفِرَ الْفَجْرُ، فَكُنْتُ أَسْمَعُهَا تَقُولُ: يَا نَفْسُ كَمْ تَنَامِينَ، وَإِلَى كَمْ تَقُومِينَ، يُوشِكُ أَنْ تنامي نومة لا تقومين منها إِلا لِيَوْمِ النُّشُورِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الحواري: حدثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: قَالَتْ رَابِعَةُ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْ قِلَّةِ صِدْقِي فِي قَوْلِي، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ.
وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: دَخَلْتُ مَعَ الثَّوْرِيِّ عَلَى رَابِعَةَ، فَقَالَ سُفْيَانُ: وَاحُزْنَاهُ، فَقَالَتْ: لا تَكْذِبْ قُلْ: وَاقِلَّةَ حُزْنَاهُ.
وَعَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَابِعَةَ أَنَا وَسَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، فَأَخَذَ سَلامٌ فِي ذِكْرِ الدُّنْيَا، فَقَالَتْ: إِنَّمَا يُذْكَرُ شَيْءٌ هُوَ شَيْءٌ، فَأَمَّا شَيْءٌ لَيْسَ بِشَيْءٍ فَلا.
وَقَالَ شيبان: حدثنا رِيَاحٌ الْقَيْسِيُّ قَالَ: كُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى شُمَيْطِ بْنِ عَجْلانَ أَنَا وَرَابِعَةُ، فَقَالَتْ مَرَّةً: تَعَالَ يَا غُلامُ، وَأَخَذَتْ بِيَدِي، وَدَعَتِ اللَّهَ تَعَالَى، [ص:619] فَإِذَا جَرَّةٌ خَضْرَاءُ مَمْلُوءَةٌ عَسَلا أَبْيَضَ، فَقَالَتْ: كُلْ، فَهَذَا وَاللَّهِ لَمْ تَحْوِهِ بُطُونُ النَّحْلِ، قَالَ: فَفَزِعْتُ مِنْ ذَلِكَ، فَقُمْنَا وَتَرَكْنَاهُ.
قَالَ أبو سعيد ابن الأَعْرَابِيُّ: أَمَّا رَابِعَةُ فَقَدْ حَمَلَ النَّاسُ عَنْهَا حِكْمَةً كَثِيرَةً، وَحَكَى عَنْهَا سُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ، وَغَيْرُهُمَا مَا يَدُلُّ عَلَى بُطْلانِ مَا قِيلَ عَنْهَا، وَقَدْ تَمَثَّلَتْ بِهَذَا الْبَيْتِ:
وَلَقَدْ جَعَلْتُكَ فِي الْفُؤَادِ مُحَدِّثِي ... وَأَبَحْتُ جِسْمِي مَنْ أَرَادَ جُلُوسِي
فَنَسَبَهَا بَعْضُهُمْ إِلَى الْحُلُولِ بِنِصْفِ الْبَيْتِ، وَإِلَى الإِبَاحَةِ بِتَمَامِ الْبَيْتِ، وَهَذَا غُلُوٌّ وَجَهْلٌ، وَلا أحسب ينسبها إلا حلولي مباحي؛ لِيُنْفِقَ بِهَا زَنْدَقَتَهُ، كَمَا احْتَجُّوا بِالْخَبَرِ النَّبَوِيِّ: " فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ ". الْحَدِيثَ.
قِيلَ: تُوُفِّيَتْ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، عَنْ نَحْوِ ثَمَانِينَ سَنَةٍ.(4/617)
90 - الرَّبِيعُ بْنُ سَهْلِ بْنِ الرُّكَيْنِ الْفَزَارِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ الطَّائِيِّ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ،
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ أَبِي بكير، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى السُّدِّيُّ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: يُخَالِفُ فِي حديثه.
قال إسماعيل بن موسى: حدثنا الرَّبِيعُ بْنُ سَهْلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَيْعَةَ، سَمِعْتُ عَلِيًّا عَلَى مِنْبَرِكُمْ هَذَا يَقُولُ: عَهِدَ إِلَيَّ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِنِّي مُقَاتِلٌ بَعْدَهُ الْقَاسِطِينَ، وَالنَّاكِثِينَ، وَالْمَارِقِينَ.
قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: أَسَانِيدُ هَذَا الْمَتْنِ لينة الطرق.(4/619)
91 - د ت ن: رِفَاعَةُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الأَنْصَارِيُّ الزَّرْقِيُّ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
إِمَامُ مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ.
رَوَى عَنْ: عَمِّ أَبِيهِ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ.
رَوَى عَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ.
لَهُ فِي السُّنَنِ حَدِيثٌ وَاحِدٌ، أَنَّ رِفاعَةَ قَالَ: (عَطَسْتُ فِي الصَّلاةِ فَقُلْتُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ) حَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ.(4/620)
92 - ق: رِفْدَةُ بْنُ قُضَاعَةَ الْغَسَّانِيُّ مَوْلاهُمُ الدِّمَشْقِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: ثَابِتِ بْنِ عَجْلانَ، وَجَعْفرِ بْنِ بُرْقَانَ، وَالأَوْزَاعِيِّ،
وَعَنْهُ: مَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وقال أبو مسهر: لم يكن عند رفدة شيء، كَانَ مَوْلَى الْحَيِّ، يَعْنِي حَيَّ أَبِي مُسْهِرٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: فِي حَدِيثِهِ بَعْضُ الْمَنَاكِيرِ.(4/620)
93 - رَوْحُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ قُبَيْصَةَ بْنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ الأَزْدِيُّ الْمُهَلَّبِيُّ الأَمِيرُ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
مِنْ كِبَارِ الْقُوَّادِ، وَلِيَ إِفْرِيقِيَّةَ مُدَّةً لِلرَّشِيدِ، ثُمَّ وَلِيَ الكوفة بالبصرة، وَكَانَ بَطَلا شُجَاعًا كَبِيرَ الْقَدْرِ، وَوَلِيَ أَيْضًا السِّنْدَ، وَاتَّفَقَ مَوْتُهُ بِالْمَغْرِبِ عِنْدَ أَخِيهِ يَزِيدَ بن حاتم أمير إفريقية في رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَلَهُ أَخْبَارٌ وَمَآثِرُ فِي الْجُودِ.(4/620)
94 - رَوْحُ بْنُ مُسَافِرٍ، أَبُو بِشْرٍ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، وَأَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، وَالأَعْمَشِ، وَعِدَّةٍ،
وَعَنْهُ: [ص:621] مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عِيسَى الْعَطَّارُ.
ضَعَّفُوهُ.
وَقَالَ أَبُو داود: مَتْرُوكٌ.(4/620)
95 - رَوْحُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَأَبِي بِشْرٍ، وَغَيْلانَ مَوْلَى عُثْمَانَ، وَشُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ،
وَعَنْهُ: النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، وَأَبُو داود الطيالسي، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَحْمَدُ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عِنْدِي لا بأس بِهِ.
نعيم بن حماد: حدثنا روح بن عطاء: حدثنا أَبِي، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُسَلِّمُ فِي الصَّلاةِ تَسْلِيمَةً قِبَالَةَ وَجْهِهِ، فَإِذَا سَلَّمَ عَنْ يَمِينِهِ سَلَّمَ عَنْ يَسَارِهِ.
قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: الأَحَادِيثُ فِي تَسْلِيمِهِ أَسَانِيدُهَا لَيِّنَةٌ.(4/621)
96 - رِيَاحُ بْنُ عَمْرٍو الْقَيْسِيُّ الْبَصْرِيُّ الزَّاهِدُ، أَبُو الْمهاجِرِ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
كَانَ خَاشِعًا خَائِفًا بَكَّاءً.
رَوَى عَنْ: مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، وَوَاصِلِ بْنِ السَّائِبِ، وَقِيلَ إِنَّهُ لَقِيَ الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ.
رَوَى عَنْهُ: سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ، وَمُوسَى بْنُ داود، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، وَرَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، وَطَائِفَةٌ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوقٌ.
وَذَكَرَهُ أَبُو داود السِّجِسْتَانِيُّ فَوَهَّاهُ، وَقَالَ: رَجُلُ سَوْءٍ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الحسن بْنِ أَبِي مَرْيَمَ: قَالَ رِيَاحٌ الْقَيْسِيُّ: لِي نَيِّفٌ وَأَرْبَعُونَ ذَنْبًا، قَدِ اسْتَغْفَرْتُ اللَّهَ لِكُلِّ ذنب مائة ألف مرة. [ص:622]
وقال سيار: حدثنا رياح قال: قَالَ لِي عُتْبَةُ الْغُلامُ: مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَنَا فَهُوَ عَلَيْنَا.
وكَانَ رِيَاحُ بْنُ عَمْرٍو تسمع منه الموعظة، ويغشى عليه.(4/621)
-[حَرْفُ الزَّاي](4/622)
97 - ع: زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجِ بْنِ الرُّحَيْلِ أَبُو خَيْثَمَةَ الْجُعْفِيُّ الْكُوفِيُّ الْحَافِظُ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
أَحَدُ الثِّقَاتِ، وَهُوَ أَخُو حُدَيْجٍ وَالرُّحَيْلِ.
رَوَى عَنْ: الأسود بن قيس، وَسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، وَالْحَسَنِ بْنِ الْحُرِّ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَزُبَيْدٍ الْيَامِيِّ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَزِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، وَخَلْقٍ كَثِيرٍ،
وَعَنْهُ: الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ، وَأَبُو داود الطَّيَالِسِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَعَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، وأبو جعفر النفيلي، وأبو الوليد، وخلق.
قال سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ لِرَجُلٍ: عَلَيْكَ بِزُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ فَمَا بِالْكُوفَةِ مِثْلُهُ.
وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ: لا وَاللَّهِ لَيْسَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عِندِي بِأَثْبَتَ مِنْ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ.
وَقَالَ شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، وَذَكَرَ حَدِيثًا لِزُهَيْرٍ، وَشُعْبَةَ، فَقَالَ عِنْدَ ذَلِكَ: زُهَيْرٌ أَحْفَظُ عِنْدِي مِنْ عِشْرِينَ مِثْلِ شُعْبَةَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: زُهَيْرٌ مِنْ مَعَادِنِ الْعِلْمِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: زُهَيْرٌ أحب إِلَيْنَا مِنْ إِسْرَائِيلَ فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلا فِي حَدِيثِ أَبِي إِسْحَاقَ.
قِيلَ لِأَبِي حَاتِمٍ: فَزُهَيْرٌ وَزَائِدَةُ؟ قَالَ: زُهَيْرٌ أَتْقَنُ، وَهُوَ صَاحِبُ سَنَّةٍ، غَيْرَ أَنَّهُ تَأَخَّرَ سَمَاعُهُ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: سَمِعَ زُهَيْرٌ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ بَعْدَ الاخْتِلاطِ، وَهُوَ ثِقَةٌ.
وَقَالَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ: كَانَ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ إِذَا سَمِعَ [ص:623] الْحَدِيثَ مِنَ الشَّيْخِ مَرَّتَيْنِ كَتَبَ عَلَيْهِ: فَرَغْتُ.
قُلْتُ: وَسَكَنَ زُهَيْرٌ فِي أَوَاخِرِ عُمْرِهِ الْجَزِيرَةَ، أَظُنُّ بِحَرَّانَ.
قَالَ النُّفَيْلِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ خَالِدٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، زَادَ النُّفَيْلِيُّ: فِي رَجَبٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ.
قُلْتُ: وَأَصَابَهُ الْفَالِجُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ.(4/622)
98 - زُهَيْرُ بْنُ هُنَيْد، أَبُو الذَّيَّالِ الْعَدَوِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
بَصْرِيُّ مُقِلٌّ،
عَنْ: أَبِي نَعَامَةَ عَمْرُو بْنُ عِيسَى الْعَدَوِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الشُّعَيْثِيِّ،
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ السَّدُوسِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، وَإِسْحَاقُ بن أبي إِسْرَائِيلَ.
مَحَلُّهُ الصِّدْقُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.(4/623)
99 - زِيَادٌ أَبُو السَّكَنِ الْبَاهِلِيُّ، مَوْلاهُمْ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
نَزَلَ بَغْدَادَ، وَزَعَمَ أَنَّهُ رَأَى الشَّعْبِيَّ.
رَوَى عَنْ: طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، وَعَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ،
وَعَنْهُ: داود بْنُ رُشَيْدٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بثقة.(4/623)
-[حَرْفُ السِّينِ](4/623)
100 - د: سَالِمٌ أَبُو جُمَيْعٍ الْقزَّازُ الْبَصْرِيُّ هُوَ ابْنُ دِينَارٍ، وَقِيلَ: ابْنُ رَاشِدٍ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
مَوْلَى بَنِي تَمِيمٍ.
عَنْ: الْحَسَنِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَثَابِتٍ،
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ومحمد ابن الطَّبَّاعِ، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ، وَمُسدَّدٌ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيِّنُ الْحَدِيثِ. [ص:624]
وَرَوَى الدَّارِمِيُّ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ آخَرُ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.(4/623)
101 - سَعْدُ بْنُ زِيَادٍ، أَبُو عَاصِمٍ الْعَبَّاسِيُّ [الوفاة: 171 - 180 ه]
مَوْلَى الأَمِيرِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ.
عَنْ: سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَكَيْسَانَ مَوْلَى ابن الزُّبَيْرِ، وَجَمَاعَةٍ،
وَعَنْهُ: أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ، وَالْقَوَارِيرِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الأَسْوَدِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، وَلَيْسَ بِالْمَتِينِ.(4/624)
102 - سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ، أَبُو عُمَرَ الْمَعَافِرِيُّ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ الْفَقِيهُ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: مُوسَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، وَيَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، وَأَبِي مَعْشَرٍ السِّنْدِيِّ.
وَمَاتَ شَابًّا.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ الْقَاسِمِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ بُكَيْرٍ، وَخَالِدُ بْنُ نِزَارٍ.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: كَانَتْ لَهُ عِبَادَةٌ وَفَضْلٌ وَفِقْهٌ، وَهُوَ الَّذِي أَعَانَ ابْنَ وَهْبٍ عَلَى تَصْنِيفِ كُتُبِهِ.
وَقَالَ فتح بن حماد المهري: قَدِمْتُ مِنَ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ فَلَقِيتُ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ، فَقُلْتُ لَهُ: مَاتَ سَعْدٌ فَاسْتَرْجَعَ، وَقَالَ: لَوْ كَانَ النَّاسُ فِي عَدْوَةٍ، وَكُنْتُ أَنَا وَسَعْدٌ فِي عَدْوةٍ لَرَجَوْتُ أَنْ أَكُونَ بِهِ مَلِيًّا.
ثم قال أبو سعيد بن يونس: حدثنا يعقوب بن الوليد الأيلي، قال: حدثنا ابن بكير، قال: حدثنا سعد الْمَعَافِرِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، فَذَكَرَ حَدِيثًا فِي التَّوَاضُعِ، ثُمّ قَالَ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/624)
103 - خ ت ق: سَعْدَانُ بْنُ بِشْرٍ الْجُهَنِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: سَعْدٍ الطَّائِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ،
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ رَبَيْعَةَ، وَخَلادُ بْنُ يَحْيَى، وآخرون. [ص:625]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.(4/624)
104 - م ن: سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي الْحُسَامِ الْعَدَوِيِّ مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَصَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، وَعَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، وَجَمَاعَةٍ،
وَعَنْهُ: عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، وَالتَّبُوذَكِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ الْمُقَدَّمِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَصَحَّ مِنْ كِتَابِهِ.
قُلْتُ: وَاعْتَمَدَهُ مُسْلِمٌ فِي " صَحِيحِهِ ".
وَمَا ذَكَرَهُ النَّسَائِيُّ فِي " الضُّعَفَاءِ " بَلْ قَالَ فِي سُنَنِهِ: هُوَ ضَعِيفٌ.(4/625)
105 - سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: نُسَيْرِ بْنِ ذُعْلُوقٍ، وَسَعِيدٍ وَالِدِ الثَّوْرِيِّ،
وَعَنْهُ: سُنَيْدُ بْنُ داود، وَأَبُو تَوْبَةَ الْحَلَبِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَغَيْرُهُمْ.
مَا عَلِمْتُ بِهِ بَأْسًا.(4/625)
106 - م د ن ق: سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ الْجُمَحِيُّ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
قَاضِي بَغْدَادَ لِلرَّشِيدِ، كَانَ مِنْ جِلَّةِ الْعُلَمَاءِ.
رَوَى عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، وَسُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَطَائِفَةٍ.
وَأَحْسَبُهُ تَفَقَّهَ عَلَى رَبِيعَةَ الرَّأْيِ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الدُّولابِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، وَعِدَّةٌ.
وَقَدْ رَوَى عَنْهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ. [ص:626]
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَلَيَّنَهُ الْفَسَوِيُّ فَقَالَ: لَيِّنُ الْحَدِيثِ.
وَأَمَّا ابن حبان فخسف فِي شَأْنِهِ فَقَالَ: سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُمَحِيِّ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَلِيَ الْقَضَاءَ بِبَغْدَادَ يروي عن: عبيد الله بن عمر وَغَيْرِهِ أَشْيَاءَ مَوْضَوعَةً يَتَخَايَلُ إِلَى مَنْ يَسْمَعُهَا أنه المتعمد لها. حدثنا ابن مجاشع، قال: حدثنا أبو إبراهيم الترجماني، قال: حدثنا سَعِيدٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمرو مَرْفُوعًا: " مَنْ نَسِيَ صَلاةً فَلَمْ يَذْكُرْهَا إِلا مَعَ الإِمَامِ فَلْيُتِمَّ صَلاتَهُ ثُمَّ يَقْضِي مَا فَاتَهُ ".
مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَلَهُ اثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ سَنَةً.
وَرَثَاهُ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ بِقَوْلِهِ:
ثُلْمَةٌ فِي الإِسْلامِ مَوْتُ سَعِيدِ ... شَمِلَتْ كُلَّ مُخْلِصِ التَّوْحِيدِ
ذَاكَ أَنِّي رَأَيْتُهُ لا يُبَالِي ... فِي تُقَى اللَّهِ لَوْمَ أَهْلِ الْوَعِيدِ(4/625)
107 - م ت ن: سُعَيْرُ بْنُ الْخِمْسِ التَّمِيمِيُّ الْكُوفِيُّ [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: مُغِيرَةَ بْنِ مِقْسَمٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَحَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، وَزَعَمَ الْحَاكِمُ أَنَّهُ رَأَى عبد الله بن أبي أَوْفَى،
وَعَنْهُ: عَاصِمُ بْنُ يُوسُفَ الْيَرْبُوعِيُّ، وَحُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَجُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَاتَّفَقَ لَهُ حِكَايَةٌ عَجِيبَةٌ، وَذَلِكَ أَنَّهُ عِنْدَمَا قُدِّمَ إِلَى قَبْرِهِ لِيَدْفِنُوهُ تَحَرَّكَ فَرُدَّ إِلَى مَنْزِلِهِ فَقَامَ وَوُلِدَ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ وَلَدُهُ مَالِكُ بْنُ سُعَيْرٍ، رَوَاهَا عُبَيْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ، عَنِ الْخُرَيْبِيُّ، أَنَّهُ شَاهَدَ ذَلِكَ. [ص:627]
وَهُوَ مُقِلٌّ، لَهُ نَحْوَ عَشَرَةِ أَحَادِيثَ، وَهُوَ ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.(4/626)
108 - سُكَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ قَيْسٍ وَهُوَ سُكَيْنُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ الْعَبْدِيُّ الْبَصْرِيُّ الْعَطَّارُ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، وَأَشْعَثَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحُدَّانِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ، وَوَالِدِهِ، وَمُثَنَّى بْنِ دِينَارٍ الأَحْمَرَ، وَهِلالِ بْنِ خَبَّابٍ،
وَعَنْهُ: حِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَعَفَّانُ، وَعَارِمٌ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو داود: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثقة. وهو عِنْدَ ابْنِ أَبِي مَرْيَمَ، وَالدَّارِمِيِّ.
خَرَّجَ لَهُ الْبُخَارِيُّ فِي " أَدَبِهِ ".
وَلِشَيْبَانَ بْنِ فَرُّوخٍ، عَنْهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا: " عُمْرُ الذُّبَابِ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً ". . الْحَدِيثَ.(4/627)
109 - سَكَنُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ الْبَصْرِيُّ، صَاحِبُ الْغَنَمِ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: الْحَسَنِ، وَأَبِي نَعَامَةَ السَّعْدِيِّ،
وَعَنْهُ: سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ، وَالأَصْمَعِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَغَيْرُهُمْ.(4/627)
• - ع: سَلامُ بْنُ سُلَيْمٍ هُوَ أَبُو الأَحْوَصِ الْكُوفِيُّ الْحَافِظُ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
مَذْكُورٌ فِي الْكُنَى.(4/627)
110 - ت ن: سَلامُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَبُو الْمُنْذِرِ الْمُزَنِيُّ، مَوْلاهُمُ الْبَصْرِيُّ، ثُمَّ الْكُوفِيُّ الْقَارِئُ النَّحْوِيُّ، وَيُقَالُ: ابْنُ سُلَيْمٍ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
[ص:628]
قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى: عَاصِمٍ، وَأَبِي عَمْرٍو، وَغَيْرِهِمَا، وصار شيخ القراء في عصره ومصره.
قَرَأَ عَلَيْهِ: يَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَلافُ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ قَرَأَ عَلَى عَاصِمٍ الْجَحْدَرِيِّ.
وَحَدَّثَ عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَمَطَرٍ الْوَرَّاقِ، وَحُمَيْدٍ الأَعْرَجِ، وَابْنِ جُدْعَانَ، وَجَمَاعَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: عَفَّانُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ ابْنُ عائشة، وعبد الواحد بْنُ غِيَاثٍ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ: لَمْ يَكُنْ فِي وَقْتِهِ أَعْلَمَ مِنْهُ، كَانَ فَصِيحًا نَحْوِيًّا، وَقِيلَ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِثْلُهُ فِي الإِنْكَارِ عَلَى الْقَدَرِيَّةِ.
وَقَالَ أَبُو داود: كَانَ نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ يُنْكِرُ عَلَيْهِ شَيْئًا مِنَ الْحُرُوفِ.
وَعَنْ عَفَّانَ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَهُ فَأَتَاهُ رَجُلٌ بِمُصْحَفٍ فَقَالَ: أَلَيْسَ هَذَا وَرَقٌ وَزَاجٌ؟ فَقَالَ سَلامٌ: قُمْ يَا زِنْدِيقُ.
مَاتَ سَلامٌ الْقَارِئُ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/627)
111 - ق: سَلامُ بْنُ سَلْمٍ أَبُو سُلَيْمَانَ التَّمِيمِيُّ السَّعْدِيُّ الْمَدَائِنِيُّ الطَّوِيلُ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
خُرَاسَانِيُّ الأَصْلِ.
رَوَى عَنْ: مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، وَزَيْدٍ الْعَمِّيِّ، وحميد الطويل، وثور بن يزيد،
وَعَنْهُ: أسد بن موسى، وخلف بن هشام، وعلي بن الجعد، ومحمد بن عبد الواهب الحارثي، وجماعة كبار.
قال يحيى بن معين: ليس بشيء.
وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث. [ص:629]
وقال أبو حاتم، وغيره: تركوه.
قال العقيلي: سلام بن سلم المدائني الطويل: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ، وَسُئِلَ عَنْهُ فَقَالَ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: سَلامُ بْنُ سلم السعدي الطويل، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، تَرَكُوهُ.
وَقَالَ الأَعْيَنُ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ ضَعَّفَ سَلامَ بْنَ سَلْمٍ.
وَقَالَ أحمد بن يونس: حدثنا سلام، قال: حدثنا زَيْدٌ الْعَمِّيُّ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " أَرْحَمُ هَذِهِ الأُمَّةِ بِهَا أَبُو بَكْرٍ، وَأَقْوَاهُمْ فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرُ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدٌ، وَأَقْضَاهُمْ عَلِيٌّ، وَأَصْدَقُهُمْ حَسَّانٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةَ أَبُو عُبَيْدَةَ، وَأَقْرَؤُهُمْ أُبَيُّ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ وِعَاءٌ مِنَ الْعِلْمِ، وَسَلْمَانُ عِلْمٌ لا يُدْرَكُ، وَمُعَاذٌ أَعْلَمُهُمْ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ، وَمَا أَضَلَّتِ الْخَضْرَاءُ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ ".
أَمَّا سَلامُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَدَائِنِيُّ الصَّغِيرُ، فَآخَرُ سَيَأْتِي قَبْلَ الْعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ.
وَأَمَّا صَاحِبُ التَّرْجَمَةِ سَلامُ بْنُ سَلْمٍ، فَقِيلَ فِي أَبِيهِ: سُلَيْمَانُ، وَقِيلَ: سَالِمٌ، وَهُوَ وَهْمٌ، وَيُعْرَفُ بِالطَّوِيلِ.
قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سبع وسبعين وَمِائَةٍ ظَنًّا لا يَقِينًا.(4/628)
112 - سَلامُ بْنُ أَبِي صهباء أَبُو الْمُنْذِرِ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
بَصْرِيٌّ فَزَارِيٌّ.
رَوَى عَنْ: قَتَادَةَ، وَثَابِتٍ،
وَعَنْهُ: أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ: وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلَكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْعَيْشِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: سَلامُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ الْعَدَوِيُّ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. [ص:630]
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: سَلامُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ، أَبُو بِشْرٍ الْعَدَوِيُّ بَصْرِيٌّ، حدثنا إبراهيم بن محمد، قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، قال: حدثنا سلام بن أبي صهباء، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، مَرْفُوعًا: " لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَخَشِيتُ عَلَيْكُمْ مَا هُوَ أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ: الْعُجْبُ ".(4/629)
113 - خ م ت ن ق: سَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ الْبَصْرِيُّ أَبُو سَعِيدٍ الْخُزَاعِيُّ، مَوْلاهُمْ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، وَقَتَادَةَ، وَأَبِي حُصَيْنٍ عُثْمَانَ بْنِ عَاصِمٍ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَجَمَاعَةٍ،
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُسدَّدٌ، وَهُدْبَةُ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَحْمَدُ: ثِقَةٌ، صَاحِبُ سُنَّةٍ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ يُعَدُّ مِنْ خُطَبَاءِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَعُقَلائِهِمْ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَثِيرُ الْوَهْمِ لا يُحْتَجُّ بِهِ إِذَا انْفَرَدَ.
قُلْتُ: قَدِ احْتَجَّ بِهِ الشَّيْخَانِ.
قَالَ خَلِيفَةُ: مَاتَ بِطَرِيقِ مَكَّةَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَيُقَالُ: سَنَةَ أَرْبَعٍ.
قَالَ زُهَيْرٌ الْبَابِيُّ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: الْجَهْمِيَّةُ كُفَّارٌ لا يُصَلَّى خَلْفَهُمْ.
وَقَالَ أَبُو داود: قَالَ سَلامٌ: لِأَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِصَحِيفَةِ الْحَجَّاجِ أَحَبُّ إِلَيَّ [ص:631] مِنْ أَنْ أَلْقَاهُ بِصَحِيفَةِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ.(4/630)
• - سلام بن أبي خبرة الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
شَيْخٌ ضَعِيفٌ،
يُذْكَرُ فِي طَبَقَةِ وَكِيعٍ.(4/631)
114 - سَلَمَةُ بْنُ عَمْرٍو الْعُقَيْلِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
قَاضِي دِمَشْقَ.
كَانَ قَبْلَ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ الْقَاضِي، ثُمَّ عُزِلَ.
رَوَى عَنْ: رَبَيْعَةَ بْنِ يَزِيدَ الْقَصِيرِ، وَشَدَّادِ أَبِي عَمَّارٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ الأَمِيرِ،
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ الصَّنْعَانِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَأَبُو مُسْهِرٍ.
قَالَ أَبُو زرعة النصري: سمعت محمد بن الوليد: قال: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: قَالَ سَلَمَةُ بْنُ عَمْرٍو الْقَاضِي: لا رَحِمَ اللَّهُ فُلانًا، فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ.(4/631)
115 - ق: سَلَمَةُ بْنُ كُلْثُومٍ الْكِنْدِيُّ الدِّمَشْقِيُّ [الوفاة: 171 - 180 ه]
نَزِيلُ حِمْصَ.
عَنْ: جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، وَالأَوْزَاعِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ،
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، وَأَبُو تَوْبَةَ الْحَلَبِيُّ.
قَالَ أَبُو الْيَمَانِ: ثِقَةٌ، كَانَ يُقَاسُ بِالأَوْزَاعِيِّ.
وَقَالَ أَبُو توبة: حدثنا سَلَمَةُ بْنُ كُلْثُومٍ، وَكَانَ مِنَ الْعَابِدِينَ، لَمْ يكن في أصحاب الأوزاعي أهيأ مِنْهُ.(4/631)
116 - سَلْمٌ الْخَاسِرُ، هُوَ سَلْمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَمَّادَ الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
أَحَدُ الشُّعَرَاءِ الْمُحْسِنِينَ، وَهُوَ غُلامُ بَشَّارِ بْنِ بُرْدٍ، مَدَحَ الْمَهْدِيَّ وَأَكْثَرَ.
وَكَانَ عَاكِفًا عَلَى الْمَعَاصِي، ثُمَّ تَزَهَّدَ، وَنَسَكَ مُدَيْدَةً، ثُمَّ مَرَقَ وَعَادَ إِلَى اللَّهْوِ، وَبَاعَ مُصْحَفَهُ، وَاشْتَرَى بِثَمَنِهِ دِيوَانَ شِعْرٍ، فَلُقِّبَ لِذَلِكَ بِالْخَاسِرِ.
وَلَمَّا صَيَّرَ الرَّشِيدُ وَلَدَهُ الأَمِينَ، وَلِيَّ عَهْدِهِ. قَالَ سَلْمٌ قَصِيدَتَهُ السَّائِرَةَ: [ص:632]
قل للمنازل بالكثيب الأعفر ... سقيت غادية السَّحَابِ الْمُمْطِرِ
قَدْ بَايَعَ الثَّقَلانِ مَهْدِيَّ الْهُدَى ... لِمُحَمَّدِ بْنِ زُبَيْدَةَ ابْنَةِ جَعْفَرِ
فَحَشَتْ زُبَيْدَةُ فَاهُ جَوْهَرًا، قِيلَ: بَاعَهُ بِعِشْرِينَ أَلْفَ دِينَارٍ.
ومن شعره:
بان شبابي فما يَحُورُ ... وَطَالَ مِنْ لَيْلِي الْقَصِيرُ
أَهْدَى لِيَ الشَّوْقَ وَهُوَ خُلْوٌ ... أَغَنُّ فِي طَرْفِهِ فُتُورُ
وَقَائِلٍ حِينَ شَبَّ وَجْدِي ... وَاشْتَعَلَ الْمُضْمَرُ السَّتِيرُ
لَوْ شِئْتَ أَسْلاكَ عَنْ هَوَاهُ ... قَلْبٌ لِأَشْجَانِهِ ذَكُورُ
فَقُلْتُ: لا تَعْجَلَنْ بِلَومِي ... فَإِنَّمَا يُنْبِئُ الْخَبِيرُ
عَذَّبَنِي وَالْهَوَى صَغِيرُ ... فَكَيْفَ بِي وَالْهَوَى كَبِيرُ
مَنْ رَاقَبَ النَّاسَ مَاتَ غَمًّا ... وَفَازَ بِاللَّذَّةِ الْجَسُورُ
قَالَ أَبُو مُعَاذٍ النُّمَيْرِيُّ: قَالَ بَشَّارُ بَيْتًا، وَكَانَ يَلْهَجُ بِهِ كَثِيرًا، وَهُوَ:
مَنْ رَاقَبَ النّاسَ لَمْ يَظْفَرْ بِحَاجَتِهِ ... وَفَازَ بِالطَّيِّبَاتِ الْفَاتِكُ اللَّهِجُ
فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ قَالَ فِي هَذَا، وَأَنْشَدْتُهُ:
مَنْ رَاقَبَ النَّاسَ مَاتَ هما ... وفاز باللذة الجسور
فقال: ذهب بَيْتِي، وَاللَّهِ لا أَكَلْتُ الْيَوْمَ شَيْئًا وَلا صُمْتُ.
وَمِنْ شِعْرِهِ:
لَمَّا أَتَتْنِي عَلَى الْمَهْدِيِّ مَالِكَةٌ ... تَظَلُّ مِنْ خَوْفِهَا الأَحْشَاءُ تَضْطَرِبُ
كَيْفَ القرار أن يبلغ رِضَى مَلِكٍ ... تَبْدُو الْمَنَايَا بِكَفَّيْهِ، وَتَحْتَجِبُ
إِنِّي أعوذ بخير الملوك كُلِّهِمُ ... وَأَنْتَ ذَاكَ بِمَا تَأْتِي وَتَجْتَنِبُ
وَأَنْتَ كَالدَّهْرِ مَبْثُوثًا حَبَائِلُهُ ... وَالدَّهْرُ لا مَلْجَأَ مِنْهُ، وَلا هَرَبُ
وَلَهُ:
مَلِكٌ كَأَنَّ الشَّمْسَ فَوْقَ جبينه ... تملك الإمساء وَالإِصْبَاحِ
وَإِذَا حَلَلْتَ بِبَابِهِ وَرِوَاقِهِ ... فَانْزِلْ بِسَعْدٍ وارتحل بنجاح [ص:633]
فَأَجَازَهُ الرَّشِيدُ بِمِائَةِ أَلْفٍ.(4/631)
117 - ع: سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ أَبُو أَيُّوبَ، وَيُقَالُ: أَبُو مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيُّ الْحَافِظُ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
أَحَدُ الأَئِمَّةِ مِنْ مَوَالِي آلِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ.
رَوَى عَنْ: زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وعبد الله بن دينار، وأبي طوالة، وخثيم بْنِ عِرَاكٍ، وَأَبِي حَازِمٍ الأَعْرَجِ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَرَبَيْعَةَ الرَّأْيِ، وَسُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَعِمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، وَطَبَقَتِهِمْ،
وَعَنْهُ: الْقَعْنَبِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَسَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، وَلُوَيْنُ، وَيَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَعَدَدٌ كَثِيرٌ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ بَرْبَرِيًّا حَسَنَ الْهَيْئَةِ، ثِقَةً، عَاقِلا، يُفْتِي بِالْبَلَدِ، وَوَلِيَ خَرَاجَ الْمَدِينَةِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ صَالِحٌ.
أخبرنا أحمد بن إسحاق، قال: أخبرنا الفتح بن عبد الله، قال: أخبرنا هبة الله الحاسب، قال: أخبرنا أبو الحسين بن النقور، قال: حدثنا عيسى بن علي، قال: حدثنا عبد الله بن سليمان، قال: حدثنا لوين، قال: حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ أَبِي وَجْزَةَ، عَنْ عمر بن أبي سلمة قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " يَا بُنَيَّ ادْنُ وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ " أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ لُوَيْنَ.
مَاتَ سُلَيْمَانُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَيُقَالُ: كَانَ مُحْتَسِبَ الْمَدِينَةِ، أَرَّخَهُ ابْنُ سَعْدٍ.
رَوَى البخاري، عن هارون بن محمد المدني، مات في سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/633)
118 - سُلَيْمَانُ بْنُ سَالِمٍ الْقُرَشِيُّ الْبَصْرِيُّ الْقَطَّانُ، أَبُو داود. [الوفاة: 171 - 180 ه]
مَحَلُّهُ الصِّدْقُ. [ص:634]
سَمِعَ: عَلِيَّ بْنَ جُدْعَانَ، وَلُبَابَةَ مَوْلاةَ بَنِي خَلَفٍ،
وَعَنْهُ: مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ.(4/633)
119 - ق: سُلَيْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ الْقُرَشِيُّ أَبُو عُمَرَ الْحَرَّانِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ الْبَهْرَانِيِّ، وَمُسْلِمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيِّ،
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُسَرَّحٍ، وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: فِي حَدِيثِهِ مَنَاكِيرُ.
وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي " الثِّقَاتِ ".(4/634)
120 - د: سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى الزُّهْرِيُّ الْكُوفِيُّ أَبُو داود. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: جَعْفَرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَمُرَةَ، وَمُظَاهِرِ بْنِ أَسْلَمَ.
وَعَنْهُ: مَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَيَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ التِّنِّيسِيُّ، وَطَائِفَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ.
وَقَالَ مُرَّةُ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَلَيَّنَهُ الْعُقَيْلِيُّ.(4/634)
121 - م د ت ن: سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَابْنِ عَوْنٍ، وَغَيْرِهِمْ،
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَعَفَّانَ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، وَحُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ.
قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ. [ص:635]
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ثِقَةٌ.
وَقِيلَ: كَانَ ثَبْتًا فِي حَدِيثِ ابْنِ عَوْنٍ مُجَوِّدًا لَهُ.(4/634)
122 - ت: سِنَانُ بْنُ هَارُونَ الْبُرْجُمِيُّ أَبُو بِشْرٍ الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
أَخُو سَيْفٍ.
عَنْ: كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ، وَبَيَانِ بْنِ بِشْرٍ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَجَمَاعَةٍ،
وَعَنْهُ: الأَسْوَدُ بن شَاذَانُ، وَعَوْنُ بْنُ سَلامٍ، وَلُوَيْنُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصباح الدولابي، وجماعة.
ضعفه النسائي.
وقال الداراقطني: يُعْتَبَرُ بِهِ.
وَقَالَ عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: سِنَانٌ، وَسَيْفٌ ضَعِيفَانِ، وَسِنَانٌ أَعْجَبُهُمَا إِلَيَّ.
وَمِنْ مَنَاكِيرِهِ عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا: يَا أُمَّ حَبِيبَةَ ذَهَبَ حَسَنُ الْخُلُقِ بِخَيْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.(4/635)
123 - سَهْلٌ مَوْلَى الْمُغِيرَةِ، أَبُو حَرِيزٍ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ.
عَنْ: الزُّهْرِيِّ، وَعَلِيِّ بْنِ جُدْعَانَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، وَغَيْرِهِمْ،
وَعَنْهُ: عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ داود الْحَرَّانِيُّ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ طَالِبٍ، وَحَسَّانُ بْنُ غَالِبٍ، وَسَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وَمُؤَمَّلُ بن عبد الرحمن الثقفي، وآخرون.
فيه ضعيف.
ذَكَرَهُ ابْنُ عَدِيٍّ، وَابْنُ حِبَّانَ فَرَوَيَا مِنْ وَجْهَيْنِ، عَنْهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: " أَنَّهُ كَانَ إِذَا اهْتَمَّ أَخَذَ لِحْيَتَهُ فَنَظَرَ فِيهَا ".
وَرَوَى مُؤَمَّلٌ، عَنْهُ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ رُسْتُمَ الأَيْلِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ [ص:636] مَرْفُوعًا: " يَا عَائِشَةُ رُدِّي عَلِيَّ الْبَيْتَيْنِ اللَّذَيْنِ لفلان اليهودي "، فقالت:
ارفع ضعفيك لا يجز بك ضَعْفُهُ ... يَوْمًا فَتُدْرِكُهُ الْعَوَاقِبُ قَدْ نَمَا
يُجْزِيكَ أَوْ يُثْنِي عَلَيْكَ وَإِنَّ مَنْ ... أَثْنَى عَلَيْكَ بِمَا فَعَلْتَ فَقَدْ جَزَا
وَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَهُوَ مُنْكَرٌ.(4/635)
124 - سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ الضَّرِيرُ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
أَحَدُ الضُّعَفَاءِ.
عَنْ: عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، وَزَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، وَمُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ، وَكُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ، وَغَيْرِهِمْ،
وَعَنْهُ: أَبُو نُوحٍ قُرَادٌ، وَشَبَّابَةُ، وَأَبُو الْجَهْمِ الْبَاهِلِيُّ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ.
قَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ أَبُو داود: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ، كَانَ يَجِيئُنَا إِلَى مَنْزِلِنَا.
وَقَالَ جَمَاعَةٌ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
قُلْتُ: وَقَعَ لَنَا مِنْ عَوَالِيهِ فِي نُسْخَةِ أَبِي الْجَهْمِ أَحَادِيثُ مِنْهَا: عَنْ كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: " مَنْ كَذَّبَ بِالْقَدَرِ أَوْ خَاصَمَهُمْ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا جِئْتُ بِهِ ".(4/636)
125 - سِيبَوَيْهِ، إِمَامُ أَهْلِ النَّحْوِ أَبُو بشر عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ قَنْبَرٍ الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
أَصْلُهُ فَارِسِيٌّ.
طَلَبَ الْفِقْهَ وَالْحَدِيثَ، ثُمَّ طَلَبَ الْعَرَبِيَّةَ فَبَرَعَ فِيهَا وَسَادَ أَهْلَ زَمَانِهِ، وَصَنَّفَ فِيهَا كِتَابَهُ الْكَبِيرَ الَّذِي لَمْ يُصَنِّفْ أَحَدٌ بَعْدَهُ مِثْلَهُ.
وَاسْتَمْلَى عَلَى حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وَأَخَذَ كِتَابَ " الْجَامِعِ فِي النَّحْوِ " عَنْ مُؤَلِّفِهِ [ص:637] عِيسَى بْنِ عُمَرَ،
وَأَخَذَ عَنْ: يُونُسَ بْنِ حَبِيبٍ، وَأَبِي الْخَطَّابِ الأَخْفَشِ الْكَبِيرِ، وَصَحِبَ الْخَلِيلَ بْنَ أَحْمَدَ مُدَّةً، وَوَفَدَ إِلَى بَغْدَادَ عَلَى يَحْيَى الْبَرْمَكِيِّ، فَجَمَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكِسَائِيِّ لِلْمُنَاظَرَةِ بِحُضُورِ سَعِيدِ بْنِ مَسْعَدَةَ الأَخْفَشِ، وَالْفَرَّاءِ، وَالأَحْمَرِ.
وَجَرَى ذَاكَ الْبَحْثُ الْمَشْهُورُ فِي مَسْأَلَةِ الزُّنْبُورِ، وَتَعَصَّبُوا لِلْكِسَائِيِّ دُونَهُ، ثُمَّ وَصَلَهُ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ بِعَشَرَةِ آلافِ دِرْهَمٍ، فَخَرَجَ إِلَى بِلادِ فَارِسٍ فَتُوُفِّيَ بِشِيرَازَ، وَقِيلَ بِسَاوَةَ، وَكَانَ قَدْ سَأَلَ عَمَّنْ يَرْغَبُ فِي النَّحْوِ، فَقِيلَ لَهُ طَلْحَةُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْخُزَاعِيُّ الأَمِيرُ فَقَصَدَهُ.
وَيُقَالُ: كَانَ فِي لِسَانِ سِيبَوَيْهِ حُبْسَةٌ، وَفِي قَلَمِهِ انْطِلاقٌ وَبَرَاعَةٌ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ: سُمِّيَ سِيبَوَيْهِ؛ لِأَنَّ وَجْنَتَيْهِ كَانَتَا كَالتُّفَّاحَتَيْنِ، وَكَانَ بَدِيعَ الْجَمَالِ، وَقِيلَ: هُوَ لَقَبٌ بِالْفَارِسِيَّةِ مَعْنَاهُ: رَائِحَةُ التُّفَّاحِ.
قَالَ أَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ: كَانَ سِيبَوَيْهِ يَأْتِي مَجْلِسِي وَلَهُ ذُؤَابَتَانِ فَإِذَا قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ أَثِقُ بِعَرَبِيَّتِهِ، فَإِنَّمَا يَعْنِينِي.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ عَائِشَةَ يَقُولُ: كُنَّا نَجْلِسُ مَعَ سِيبَوَيْهِ فِي الْمَسْجِدِ، وَكَانَ شَابًّا جَمِيلا نَظِيفًا قَدْ تَعَلَّقَ مِنْ كُلِّ عِلْمٍ بِسَبَبٍ، وَضَرَبَ بِسَهْمٍ فِي كُلِّ أَدَبٍ، مَعَ حَدَاثَةِ سِنِّهِ، فَهَبَّتِ الرِّيحُ مَرَّةً، فَقَالَ لِبَعْضِ الْجَمَاعَةِ: انْظُرْ أَيَّ رِيحٍ هَذِهِ، وَكَانَ عَلَى الْمَنَارَةِ تِمْثَالُ فَرَسٍ نُحَاسٍ، فَنَظَرَ ثُمَّ عَادَ فَقَالَ: مَا تَثْبُتُ الْفَرَسُ عَلَى شَيْءٍ، فَقَالَ سِيبَوَيْهِ: الْعَرَبُ تَقُولُ فِي مِثْلِ هَذِهِ الرِّيحِ: قَدْ تَذَاءَبَتِ الرِّيحُ، أَيْ: فَعَلَتْ فِعْلَ الذِّئْبِ يجيء من ها هنا، وها هنا لِيَخْتَلَّ فَيَظُنَّ النَّاظِرُ أَنَّهُ عِدَّةُ ذِئَابٍ.
وَيُقَالُ: إِنَّ سِيبَوَيْهِ لَمَّا احْتَضَرَ وَضَعَ رَأْسَهُ فِي حُجْرِ أَخِيهِ، فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَدَمَعَتْ عَيْنُ أَخِيهِ، فَأَفَاقَ فَرَآهُ يَبْكِي فَقَالَ:
أُخَيَّيْنِ كُنَّا فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَنَا ... إِلَى الْغَايَةِ الْقُصْوَى فَمَنْ يَأْمَنُ الدَّهْرَا؟
عَنِ الأَصْمَعِيِّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى قَبْرِ سِيبَوَيْهِ بِشِيرَازَ هَذِهِ الأَبْيَاتِ، وَهِيَ لِسُلَيْمَانَ بْنِ يَزِيدَ الْعَدَوِيِّ:
ذَهَبَ الأَحِبَّةُ بَعْدَ طُولِ تَزَاوُرٍ ... وَنَأَى الْمَزَارُ فَأَسْلَمُوكَ، وَأَقْشَعُوا
تَرَكُوكَ أَوْحَشَ مَا تَكُونُ بِقَفْرَةٍ ... لَمْ يُؤْنِسُوكَ، وَكُرْبَةً لَمْ يَدْفَعُوا [ص:638]
قُضِيَ الْقَضَاءُ، وَصِرْتَ صَاحِبَ حُفْرةٍ ... عَنْكَ الأَحِبَّةُ أَعْرَضُوا وَتَصَدَّعُوا
وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: قَبْرُهُ بِشِيرَازَ.
قِيلَ: إِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ أَصَحُّ الأَقْوَالِ، وَأَشْهَرُهَا.
وَأَبْعَدَ مَنْ قَالَ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ، وَقِيلَ: إِنَّ مُدَّةَ عُمْرِهِ كَانَتِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ سَنَةً، وَقِيلَ: عَاشَ أَزْيَدَ مِنْ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَكِتَابُهُ مَرْوِيٌّ بِالسَّمَاعِ، رَوَاهُ الإِمَامُ أَبُو حَيَّانَ عن شيخنا بهاء الدين ابن النَّحَّاسِ النَّحْوِيِّ، عَنْ عَلَمِ الدِّينِ الْقَاسِمِ الأَنْدَلُسِيِّ، عَنِ الْكِنْدِيِّ.(4/636)
126 - السَّيِّدُ الْحِمْيَرِيُّ، هُوَ أَبُو هَاشِمٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رَبَيْعَةَ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
وَجَدُّهُ هَذَا هُوَ يَزِيدُ بْنُ مُفَرِّغٍ الْحِمْيَرِيُّ الشَّاعِرُ.
كَانَ السَّيِّدُ هَذَا شَاعِرًا مُحْسِنًا، بَدِيعَ الْقَوْلِ، إِلا أَنَّهُ رَافِضِيٌّ جَلْدٌ، زَائِغٌ عَنِ القصد، لَهُ مَدَائِحُ جَمَّةٌ فِي أَهْلِ الْبَيْتِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، وَكَانَ مُقِيمًا بِالْبَصْرَةِ، ثُمَّ قَدِمَ بَغْدَادَ.
قال الصولي: الصحيح أن جده يزيد لَيْسَ هُوَ بِابْنِ مُفَرِّغٍ الْحِمْيَرِيِّ.
وَرُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَبَلَةَ الْكُوفِيِّ قَالَ رَأَيْتُ السَّيِّدَ الشَّاعِرَ طَوِيلا شَدِيدَ الأَدَمَةِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سلام الجمحي: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَاشِمِيُّ قَالَ: جَمَعْتُ لِلسَّيِّدِ الْحِمْيَرِيِّ أَلْفَيْ قَصِيدَةٍ.
قَالَ الْفَضْلُ بْنُ الرَّبِيعِ: عَهْدِي بِالسَّيِّدِ حِينَ وَلِيَ الرَّشِيدُ الأَمْرَ، وَقَدْ رُفِعَ إِلَيْهِ أَنَّهُ رَافِضِيٌّ، فَقَامَ ثُمَّ تَنَصَّلَ، وَأَنْشَدَهُ قَصِيدَتَهُ هَذِهِ:
شَجَاكَ الْحَيُّ إِذَ بَانُوا ... فَدَمْعُ الْعَيْنِ هَتَّانُ
كَأَنِّي يَوْمَ رَدُّوا العيـ ... س للرحلة نشوان
وفوق العيس إذ ولوا ... مهى حور، وغزلان [ص:639]
إذا ما قمن فالأعجا ... ز فِي التَّشْبِيهِ كُثْبَانُ
وَمَا جَازَ إِلَى الأَعْلَى ... فَأَقْمَارٌ وَأَغْصَانُ
مِنْهَا:
فَحُبِّي لَكِ إِيمَانٌ ... وَمَيْلِي عَنْكِ كُفْرَانُ
فَعَدَّ النَّاسُ ذَا رَفْضَا
فَلا عدوا ولا كانوا
وقد قال له بَشَّارُ بْنُ بُردٍ: لَوْلا أَنَّ اللَّهَ شَغَلَكَ بِمَدْحِ أَهْلِ الْبَيْتِ لافْتَقَرْنَا.
وَقِيلَ لِلسَّيِّدِ الْحِمْيَرِيِّ: لِمَ لا تُدْخِلُ شِعْرَكَ الْغَرِيبَ؟ قَالَ: ذَاكَ عِيٌّ، وَتَكَلُّفٌ، وَقَدْ رَزَقَنِي اللَّهُ طَبْعًا وَاتِّسَاقًا فِي الْكَلامِ، فَأَنَا أَنْظِمُ مَا يَفْهَمُهُ الصَّغِيرُ وَالْكَبِيرُ.
وَقِيلَ: كَانَ أَبَوَاهُ يُبْغِضَانِ عَلِيَّا - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَسَمِعَهُمَا يَسُبَّانَهُ بَعْدَ صَلاةِ الْفَجْرِ بُكْرَةً بِالْبَصْرَةِ، فَانْزَعَجَ، وَقَالَ:
لَعَنَ اللَّهُ وَالِدَيَّ جَمِيعًا ... ثُمَّ أَصْلاهُمَا عَذَابَ الْجَحِيمِ
حَكَّمَا غُدْوَةً كما صليا الفجـ
ر بِلَعْنِ الْوَصِيِّ بَابِ الْعُلُومِ ... لَعَنَا خَيْرَ مَنْ مَشَى فَوْقَ
ظَهْرِ الأَرْضِ أَوْ طَافَ مُحْرِمًا بالحطيم ... كفرا عند شتم آل رسو اللَّهِ
نَسْلِ الْمُطَهَّرِ الْمَعْصُومِ ... وَالْوَصِيَّ الَّذِي بِهِ تَثْبُتُ الأَرْضُ
وَلَوْلاهُ دُكْدِكَتْ كَالرَّمِيمِ ... وَكَذَا آلَةُ أُولُوا الْعِلْمِ، وَالْفَهْمِ
هُدَاةً إِلَى الصِّرَاطِ الْقَوِيمِ
وَعَنْهُ قَالَ: كُنْتُ صَبِيًّا فَإِذَا سَمِعْتُ أَبَوَيَّ يَسُبَّانِ عَلِيًّا خَرَجْتُ عَنْهُمَا فَأَبْقَى جَائِعًا، فَإِذَا أَجْهَدَنِي الْجُوعُ جِئْتُ فَأَكَلْتُ، فَلَمَّا كَبُرْتُ قَلَيْلا قُلْتُ الشِّعْرَ، وَخَرَجْتُ عَنْهُمَا فَتَوَعَّدَانِي بِالْقَتْلِ، فَأَتَيْتُ الأمير فكان من أمري ما كان.
وقيل: إن المنصور استحضره فقال: أنشدنا قَوْلَكَ فِينَا فِي الْقَصِيدَةِ الْمِيمِيَّةِ الَّتِي أَوَّلُهَا:
أَتَعْرِفُ دَارًا عَفَى رَسْمُهَا
فَقَالَ:
فَدَعْ ذَا وَقُلْ فِي بَنِي هَاشِمٍ ... فَإِنَّكَ بِاللَّهِ تَسْتَعْصِمُ
بَنِي هَاشِمٍ حُبُّكُمْ قُرْبَةٌ ... وَحُبُّكُمُ خَيْرُ مَا نَعْلَمُ
بِكُمْ فَتَحَ اللَّهُ بَابَ الْهُدَى ... كَذَاكَ غَدًا بِكُمُ يُخْتَمُ
أُلامُ وَأَلْقَى الأَذَى فِيكُمُ ... ألا لا يني فيكم اللوم [ص:640]
وما لي ذَنْبٌ يَعُدُّونَهُ ... سِوَى أَنَّنِي بِكُمْ مُغْرَمُ
وَأَصْبَحَتْ عندهم مآثمي ... مآثم فِرْعَوْنُ بَلْ أَعْظَمُ
فَلا زِلْتُ عِنْدَكُمُ مُرْتَضًى ... كَمَا أَنَا عِنْدَهُمْ مُجْرِمُ
جَعَلْتُ ثَنَائِي وَمَدْحِي لَكُمْ ... عَلَى رَغْمِ أَنْفِ الَّذِي يُرْغِمُ
فَقَالَ لَهُ الْمَنْصُورُ: مَا أَظُنُّ إِلا أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَيَّدَكَ فِي مَدْحِ بَنِي هَاشِمٍ كَمَا أَيَّدَ حَسَّانَ فِي مَدْحِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
وَكَانَ السَّيِّدُ الْحِمْيَرِيُّ يَرَى رَأْيَ الْكَيْسَانِيَّةِ فِي رَجْعَةِ محمد ابن الْحَنَفِيَّةِ إِلَى الدُّنْيَا، وَهُوَ الْقَائِلُ فِيهِ:
بَانَ الشباب ورق عظمي، وانحنى ... صدر القتاة وَشَابَ مِنِّي الْمَفْرِقُ
يَا شِعْبَ رَضْوَى مَا لِمَنْ بِكَ لا يُرَى ... وَبِنَا إِلَيْهِ مِنَ الصَّبَابَةِ أَوْلَقُ
حَتَّى مَتَى؟ وَإِلَى متى؟ وكم المدى؟ ... يا ابن الوصي وَأَنْتَ حَيٌّ تُرْزَقُ
إِنِّي لَآمُلُ أَنْ أَرَاكَ فَإِنَّنِي ... مِنْ أَنْ أَرَاكَ وَلا أَرَاكَ لأَفْرُقُ
وَيُقَالُ: إِنَّهُ اجْتَمَعَ بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ، فَعَرَّفَهُ خَطَأَهُ، وَأَنَّهُ عَلَى ضَلالَةٍ فَرَجَعَ وَأَنَابَ.
وَمِمَّا رُوِيَ وَلَمْ يَصِحَّ عَنْ جَعْفَرٍ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: إِنَّ السَّيِّدَ الْحِمْيَرِيَّ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ، فَقَالَ: إِنْ زَلَّتْ بِهِ قَدَمٌ فَقَدْ ثَبُتَتْ لَهُ أُخْرَى.
وَقِيلَ: إِنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَهُ فَدَعَا لَهُ، فَقَالُوا: تَدْعُو لَهُ وَهُوَ يَشْرَبُ النَّبِيذَ، وَيَسُبُّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَيُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ مُحِبِّي آلِ مُحَمَّدٍ لا يَمُوتُونَ إِلا تَائِبِينَ.
وَذَكَرَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ فِي " الْمِلَلِ وَالنِّحَلِ " أَنَّ السَّيِّدَ الْحِمْيَرِيَّ كَانَ يَقُولُ بِتَنَاسُخِ الأَرْوَاحِ.
وَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّ مَوْلِدَهُ كَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ عَلَى الصَّحِيحِ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَقِيلَ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَالْقَوْلُ بِالتَّنَاسُخِ زَنْدَقَةٌ.(4/638)
127 - ت: سَيْفُ بْنُ عُمَرَ التَّمِيمِيُّ الأُسَيِّدِيُّ، وَيُقَالُ: الضَّبِّيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
صَاحِبُ كِتَابِ " الْفُتُوحِ "، وَكِتَابُ " الرِّدَّةِ "، وَغَيْرُ ذَلِكَ.
رَوَى عَنْ: جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عمر، وطائفة كبيرة من المجاهيل والأخباريين.
رَوَى عَنْهُ: النَّضْرُ بْنُ حَمَّادٍ الْعَتَكِيُّ، وَيَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ، وَشُعَيْبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكُوفِيُّ، وأبو معمر إسماعيل القطيعي، وجبارة بن المغلس، وآخرون.
قال يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَتْرُوكٌ، بَابَةُ الْوَاقِدِيِّ.
وَقَالَ أَبُو داود: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: اتُّهِمَ بِالزَّنْدَقَةِ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ عَنْ يَحْيَى قَالَ: سَيْفُ بْنُ عُمَرَ الضَّبِّيُّ يُحَدِّثُ عَنْهُ الْمُحَارِبِيُّ، ضَعِيفٌ.
وَكَذَا قَالَ النَّسَائِيُّ.
وَقَالَ الْحَاكِمُ: سَيْفُ بْنُ عُمَرَ الضَّبِّيُّ اتُّهِمَ بِالزَّنْدَقَةِ، وَهُوَ سَاقِطٌ فِي رِوَايَةِ الْحَدِيثِ.
وَرَوَى ابْنُ حِبَّانَ بِإِسْنَادٍ أَنَّهُ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.(4/641)
128 - ت ق: سَيْفُ بْنُ هَارُونَ الْبُرْجُمِيُّ الْكُوفِيُّ الْعَابِدُ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
أَخُو سِنَانَ بْنِ هَارُونَ.
عَنْ: إِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الدُّولابِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، [ص:642] وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى السُّدِّيُّ، وَداود بْنُ رَشِيدٍ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: سَمِعْتُ مِنْهُ، وَكَانَ ثِقَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
وقال ابن حبان: يروي عَنِ الأَثْبَاتِ الْمَوْضُوعَاتِ.
وَهُوَ الَّذِي رَوَى عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ مَرْفُوعًا: " مَا سَكَتَ اللَّهُ عَنْهُ فَهُوَ مِمَّا عَفَا عَنْهُ ". أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ. وَهَذَا يروونه عن سليمان موقوفا.(4/641)
-[حَرْفُ الشِّينِ](4/642)
129 - خت 4 م متابعة: شَرِيكٌ الْقَاضِيُّ، هُوَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّخَعِيُّ الْكُوفِيُّ الْفَقِيهُ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
أَحَدُ الأَعْلامِ.
مَوْلِدُهُ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ.
رَوَى عَنْ: أَبِي صَخْرَةَ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، وَجَامِعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، وَزِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، وَسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَحَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، وَعَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ جَرِيرٍ الْبَجَلِيِّ، وَخُصَيْفٍ، وَعَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، وَعَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَطَبَقَتِهِمْ. وَلَمْ يَرْحَلْ، بَلِ اكْتَفَى بِعِلْمِ أَهْلِ بَلَدِهِ.
وَعَنْهُ: أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ؛ وَهُمَا مِنْ شُيُوخِهِ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَوَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَقُتَيْبَةُ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَلُوَيْنُ، وَهَنَّادٌ، وَابْنَا أَبِي شَيْبَةَ، وَعَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ الرَّوَاجِنِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، وَخَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. [ص:643]
قَالَ الْخَطِيبُ: شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَوْسٍ النَّخَعِيُّ الْقَاضِي أَدْرَكَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
قُلْتُ: يَعْنِي بِالسِّنِّ، وَلَمْ يَرَهُ.
قَالَ: وَسَمِعَ مِنْهُ إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ تِسْعَةَ آلافِ حَدِيثٍ.
قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: شَرِيكٌ أَعْلَمُ بِحَدِيثِ بَلَدِهِ مِنَ الثَّوْرِيِّ.
وَقَدْ قِيلَ مِثْلُ هَذَا لابْنِ مَعِينٍ، فَقَالَ: لَيْسَ يُقَاسُ بِسُفْيَانَ أَحَدٌ، لَكِنَّ شَرِيكَ أَرْوَى مِنْهُ فِي بَعْضِ الْمَشَايِخِ، وَهُوَ ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: شَرِيكٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَبِي الأَحْوَصِ.
وَقَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيّ: قُلْتُ لِيَحْيَى: شَرِيكٌ أَحَبُّ إِلَيْكَ فِي أَبِي إِسْحَاقَ أَوْ إسرائيل؟ فقال: شريك أحب إلي، وهو أقدم.
-ذِكْرُ نَسَبِهِ
هُوَ شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي شَرِيكٍ الْحَارِثِ بْنِ أَوْسٍ، وَقِيلَ: ابْنُ أَبِي شَرِيكٍ سِنَانُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الأَذْهَلِ بْنِ وَهْبِيلِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّخَعِ، وَالنَّخَعُ مِنْ مَذْحِجٍ.
شَهِدَ جَدُّهُ أَبُو شَرِيكٍ الْقَادِسِيَّةَ، وَوُلِدَ شَرِيكٌ فِيمَا قِيلَ بِبُخَارَى، وَنَشَأَ بِالْكُوفَةِ، وَسَمَّى الْبُخَارِيُّ جَدَّهُ سِنَانًا، وَسَمَّاهُ أَبُو نُعَيْمٍ حَارِثًا.
وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: شريك في أبي إسحاق أَقْوَى مِنْ إِسْرَائِيلَ. قَالَ: وَكَانَ يَحْيَى الْقَطَّانُ لا يَرْوِي عَنْ شَرِيكٍ إِلا عَلَى سَبِيلِ الْعِبْرَةِ، كَانَ لا يَرْضَاهُ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: شَرِيكٌ أَعْلَمُ مِنْ إِسْرَائِيلَ، وَإِسْرَائِيلُ أَقَلُّ خَطَأً مِنْهُ.
وَقَالَ أَبُو داود: شَرِيكٌ ثِقَةٌ، يُخْطِئُ عَلَى الأَعْمَشِ. [ص:644]
وَقَالَ صَالِحٌ جَزَرَةُ: قَلَّ مَا يُحْتَاجُ إِلَى شَرِيكٍ فِي الأَحَادِيثِ الَّتِي يُحْتَجُّ بِهَا. وَلَمَّا وَلِيَ الْقَضَاءَ اضْطَرَبَ حِفْظُهُ.
وَقَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ شَرِيكٍ، فقال: كان عاقلا صدوقا محدثا عندي، وكان شَدِيدًا عَلَى أَهْلِ الرِّيَبِ وَالْبِدَعِ، قَدِيمَ السَّمَاعِ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَبْلَ زُهَيْرٍ وَقَبْلَ إِسْرَائِيلَ. فَقُلْتُ لَهُ: إِسْرَائِيلُ أَثْبَتُ مِنْهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: يُحْتَجُّ بِهِ؟ قَالَ: لا تَسْأَلْنِي عَنْ رأيي في هذا. قلت: فإسرائيل يحتج بِهِ؟ قَالَ: أَيْ لَعَمْرِي.
قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الْجَوْزَجَانِيُّ: شَرِيكٌ سَيِّئُ الْحِفْظِ مُضْطَرِبٌ مَائِلٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
قُلْتُ: اسْتَشْهَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ، وَخَرَّجَ لَهُ مُسْلِمٌ مُتَابَعَةً، وَاحْتَجَّ بِهِ النسائي وغيره.
قال إبراهيم بن سعيد الْجَوْهَرِيُّ: أَخْطَأَ شَرِيكٌ فِي أَرْبَعِمِائَةِ حَدِيثٍ.
قُلْتُ: لَكِنَّهُ كَانَ مِنْ بُحُورِ الْعِلْمِ، فَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ: كَانَ عِنْدَ أَبِي عن جابر الجعفي عشرة آلاف مَسْأَلَةٍ، وَعِنْدَهُ عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ عَشَرَةُ آلافٍ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: سَمِعْتُ شَرِيكًا يَقُولُ: قُدِّمَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ يَوْمَ قُدِّمَ وَهُوَ أَفْضَلُ الْقَوْمِ.
وَعَنْ شَرِيكٍ قَالَ: لَوْ أَدْرَكْتُ عَلِيًّا لَقَاتَلْتُ مَعَهُ.
وَقَالَ مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ: سَمِعْتُ شَرِيكًا فِي مَجْلِسِ الْوَزِيرِ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ، وَفِيهِ الْحَسَنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْن مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيُّ، وَابْنُ أَبِي موسى، والأشرف، فَتَذَاكَرُوا النَّبِيذَ، فَرَخَّصَ مُرَخِّصٌ مِنَ الْعِرَاقِيِّينَ فِيهِ، وشدد الباقون، فقال شريك: حدثنا أَبُو إِسْحَاق، عَنْ عُمَرو بْن مَيْمُونٍ قَالَ: قال عمر: إنا لنأكل لحوم هذه الإِبِلِ وَلَيْسَ نُقَطِّعُهَا فِي بُطُونِنَا إِلا بِهَذَا النَّبِيذِ الشَّدِيدِ. فَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ: (مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلا اخْتِلاقٌ)، فَقَالَ: أَجَلْ، شَغَلَكَ الْجُلُوسُ عَلَى الطَّنَافِسِ فِي صُدُورِ الْمَجَالِسِ عَنِ اسْتِمَاعِ هَذَا وَأَمْثَالِهِ! فَلَمْ يُجِبْهُ الْحَسَنُ، وَأَسْكَتَ [ص:645] الْقَومَ، فَتَحَدَّثُوا بَعْدُ فِي النَّبِيذِ، وَشَرِيكٌ سَاكِتٌ، فَقَالَ لَهُ الْوَزِيرُ: حَدِّثْنَا يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بِمَا عِنْدَكَ. فَقَالَ: كَلا! الْحَدِيثُ أَعَزُّ عَلَى أَهْلِهِ مِنْ أَنْ يُعَرَّضَ لِلتَّكْذِيبِ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ: شَرِبَهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، فَقَالَ قَائِلٌ: بَلَغَنَا أَنَّ سُفْيَانَ تَرَكَهُ. فَقَالَ شَرِيكٌ: أَنَا رَأَيْتُهُ يَشْرَبُ فِي بَيْتِ خَيْرِ أَهْلِ الْكُوفَةِ فِي زَمَانِهِ؛ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ.
قَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَوْرَعَ فِي عِلْمِهِ مِنْ شَرِيكٍ.
وَجَرَى بِحَضْرَةِ عِيسَى بْنِ يُونُسَ فِي الْمُذَاكَرَةِ: مَنْ رَجُلُ الأُمَّةِ؟ فَقَالَ: رَجُلُ الأُمَّةِ شَرِيكٌ.
قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: دَعَا الْمَنْصُورُ شَرِيكًا فَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُوَلِّيَكَ قَضَاءَ الْكُوفَةِ. فَقَالَ: اعْفِنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: لَسْتُ أُعْفِيكَ. قَالَ: فَأَنْصَرِفُ يَوْمِي هَذَا، وَأَعُودُ فَيَرَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ رَأْيَهُ. قَالَ: تُرِيدُ أَنْ تَتَغَيَّبَ، وَلَئِنْ فَعَلْتَ لَأُقْدِمَنَّ عَلَى خَمْسِينَ مِنْ قَوْمِكَ بِمَا تَكْرَهُ. فَوَلاهُ الْقَضَاءَ، فَبَقِيَ إِلَى أَيَّامِ الْمَهْدِيِّ، فَأَقَرَّهُ الْمَهْدِيُّ، ثُمَّ عَزَلَهُ. قَالَ: وَكَانَ شَرِيكٌ مَأْمُونًا، ثِقَةً، كَثِيرَ الْحَدِيثِ، أُنْكِرَ عَلَيْهِ الْغَلَطُ وَالْخَطَأُ.
قَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ: وَمَنْ يُفْلِتُ مِنَ الْخَطَأِ وَالتَّصْحِيفِ! رُبَّمَا رَأَيْتُ شَرِيكًا يُخْطِئُ وَيُصَحِّفُ حَتَّى أَسْتَحِي.
وَقَالَ يحيى القطان: أَمْلَى عَلِيَّ شَرِيكٌ، فَإِذَا هُوَ لا يَدْرِي.
يعقوب بن شيبة: حدثنا سليمان بن منصور قال: حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ أَبِي حَنِيفَةَ قَالَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ: أَمَا تَرَى كَثْرَةَ قَوْلِ النَّاسِ فِي شَرِيكٍ؟ يَعْنِي فِي حَمْدِهِ مع كثرة خطئه وَخَطَلِهِ. قَالَ: اسْكُتْ وَيْلَكَ، أَهْلُ الْكُوفَةِ كُلُّهُمْ مَعَهُ، يَتَعَصَّبُ لِلْعَرَبِ فَهُمْ مَعَهُ، وَيَتَشَيَّعُ لِهَؤُلاءِ الْمَوَالِي الْحَمْقَى، فَهُمْ مَعَهُ.
قَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ: مَا رَأَيْتُ فِي أَصْحَابِنَا أَشَدَّ تَقَشُّفًا مِنْ شَرِيكٍ، وَرُبَّمَا رَأَيْتُهُ يَأْخُذُ شَاتَهُ يَذْهَبُ بها إلى التياس، وربما حزرت ثوبيه قبل أَنْ يَلِيَ الْقَضَاءَ بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ، وَرُبَّمَا دَخَلْتُ بَيْتَهُ فَإِذَا لَيْسَ فِيهِ إِلا شَاةٌ يَحْلِبُهَا وَمُطَهِّرَةٌ وَبَارِيَةٌ وَجَرَّةٌ، فَرُبَّمَا بَلَّ الْخُبْزَ فِي الْمُطَهِّرَةِ فَيُلْقِي إِلَيَّ كُتُبَهُ فَيَقُولُ: اكْتُبْ حَدِيثَ جدك ومن أردت. [ص:646]
قَالَ يَعْقُوبُ: وَحَدَّثَنِي الْهَيْثَمُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَ شَرِيكٌ يَوْمًا بِهَذَا الْحَدِيثِ: " وُضِعْتُ فِي كِفَّةٍ، وَوُضِعَتِ الأُمَّةُ فِي كِفَّةٍ "، فَقَالَ رَجُلٌ لِشَرِيكٍ: فَأَيْنَ كَانَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ؟ قَالَ: كَانَ مَعَ النَّاسِ فِي الْكِفَّةِ الأُخْرَى.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ: سَمِعْتُ بَعْضَ الْكُوفِيِّينَ يَقُولُ: قَالَ شَرِيكٌ: قَدِمَ عَلَيْنَا سَالِمٌ الأَفْطَسُ، فَأَتَيْتُهُ وَمَعِيَ قِرْطَاسٌ فِيهِ مِائَةُ حَدِيثٍ، فَسَأَلْتُهُ، فَحَدَّثَنِي بِهَا، وَسُفْيَانُ يَسْمَعُ. فَلَمَّا فَرَغْتُ قَالَ لِي سُفْيَانُ: أَرِنِي قِرْطَاسَكَ. فَأَعْطَيْتُهُ فَخَرَّقَهُ، فَرَجَعْتُ إِلَى مَنْزِلِي، وَاسْتَلْقَيْتُ عَلَى قَفَايَ فَحَفِظْتُ مِنْهَا سَبْعَةً وَتِسْعِينَ، وَحَفِظَهَا سُفْيَانُ كُلُّهَا.
ابْنُ عدي: حدثنا أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ قال: حدثنا محمد بن الصباح الدولابي قال: حدثنا نَصْرُ بْنُ الْمُجَدَّرِ قَالَ: كُنْتُ شَاهِدًا حَيْثُ أُدْخِلَ شَرِيكٌ وَمَعَهُ أَبُو أُمَيَّةَ، وَكَانَ أَبُو أُمَيَّةَ رَفَعَ إِلَى الْمَهْدِيِّ أَنَّ شَرِيكًا حَدَّثَهُ عَنِ الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اسْتَقِيمُوا لِقُرَيْشٍ مَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ، فَإِذَا زَاغُوا عَنِ الْحَقِّ فَضَعُوا سُيُوفَكُمْ عَلَى عَوَاتِقِكُمْ، ثُمَّ أَبِيدُوا خَضْرَاءَهُمْ ". فَقَالَ الْمَهْدِيُّ: أَنْتَ حَدَّثْتَ بِهَذَا؟ فَقَالَ: لا. فَقَالَ أَبُو أُمَيَّةَ: عَلَيَّ الْمَشْيُ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ وَكُلُّ مَالِيَ صَدَقَةٌ إِنْ لَمْ يَكُنْ حَدَّثَنِي. فَقَالَ شَرِيكٌ: عَلَيَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُ حَدَّثْتُهُ. فَكَأَنَّ الْمَهْدِيَّ رَضِيَ، فَقَالَ أَبُو أُمَيَّةَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، عِنْدَكَ أَدْهَى الْعَرَبِ، إِنَّمَا يَعْنِي مِثْلَ الَّذِي عَلَيَّ مِنَ الثِّيَابِ، قُلْ لَهُ يَحْلِفُ كَمَا حَلَفْتُ. فَقَالَ: احْلِفْ. قَالَ شَرِيكٌ: قَدْ حَدَّثْتُهُ. فَقَالَ: وَيْلِي عَلَيَّ شَارِبَ الْخَمْرِ؛ يعني الأعمش، وذلك أَنَّهُ كَانَ يَشْرَبُ الْمُنَصَّفَ، وَلَوْ عَلِمْتُ مَوْضِعَ قَبْرِهِ أَحْرَقْتُهُ. قَالَ شَرِيكٌ: لَمْ يَكُنْ يَهُودِيًّا، كَانَ رَجُلا صَالِحًا. قَالَ: بَلْ زِنْدِيقٌ. قَالَ: لِلزِّنْدِيقِ عَلامَاتٌ؛ بِتَرْكِهِ الْجَمَاعَاتِ، وَجُلُوسِهِ مَعَ الْقِيَانِ، وَشُرْبِهِ الْخَمْرِ. فَقَالَ: وَاللَّهِ لأَقْتُلَنَّكَ. قَالَ: ابْتَلاكَ اللَّهُ بِمُهْجَتِي. قَالَ: أَخْرِجُوهُ. فَأُخْرِجَ، فَجَعَلَ الْحَرَسُ يُشَقِّقُونَ ثِيَابَهُ، وَخَرَّقُوا قَلَنْسُوَتَهُ. قَالَ نَصْرٌ: فَقُلْتُ لَهُمْ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ الْمَهْدِيُّ: دَعْهُمْ. [ص:647]
أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي: أخبرنا أَبِي قَالَ: كَانَ شَرِيكٌ الْقَاضِي لا يَجْلِسُ لِلْحُكْمِ حَتَّى يَتَغَدَّى وَيَشْرَبَ أَرْبَعَةَ أَرْطَالٍ نَبِيذًا، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يُخْرِجُ رُقْعَةً، فَيَنْظُرَ فِيهَا ثُمَّ يَدْعُو بِالْخُصُومِ. وَقِيلَ لابْنِهِ عَنِ الرُّقْعَةِ، فَأَخْرَجَهَا إِلَيْنَا فَإِذَا فِيهَا: يَا شَرِيكٌ، اذْكُرِ الصِّرَاطَ وَحِدَّتَهُ، يَا شَرِيكٌ، اذْكُرِ الْمَوْقِفَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى.
قِيلَ: إِنَّ شَرِيكًا دخل على المهدي فقال: لا بد مِنْ ثَلاثٍ؛ إِمَّا أَنْ تَلِيَ الْقَضَاءَ، أَوْ أَنْ تُؤَدِّبَ وَلَدَيَّ وَتُحَدِّثَهُمْ، أَوْ أَنْ تَأْكُلَ عِنْدِي أَكْلَةً. فَفَكَّرَ سَاعَةً فَقَالَ: الأَكْلَةُ أَخَفُّ عَلِيَّ. فَأَمَرَ الْمَهْدِيُّ بِعَمَلِ أَلْوَانٍ مِنَ الْمُخِّ الْمَعْقُودِ بِالسُّكَّرِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ، فَأَكَلَ. فَقَالَ الطَّبَّاخُ: لَيْسَ يُفْلِحُ بَعْدَهَا. قَالَ: فَحَدَّثَهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ، وَعَلَّمَهُمُ الْعِلْمَ، وَوَلِيَ الْقَضَاءَ!
وَلَقَدْ كُتِبَ لَهُ بِرِزْقِهِ عَلَى الصَّيْرَفِيِّ فَضَايَقَهُ فِي النَّقْدِ، فَقَالَ: إِنَّكَ لَمْ تَبِعْ بِهِ بَزًّا. فَقَالَ شَرِيكٌ: بَلْ وَاللَّهِ بِعْتُ بِهِ دِينِي.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْجُنَيْدِ: سَمِعْتُ أَبَا تَوْبَةَ يَقُولُ: كُنَّا بِالرَّمْلَةِ فَقَالُوا: مَنْ رَجُلُ الأُمَّةِ؟ فَقَالَ قَوْمٌ: ابْنُ لَهِيعَةَ. وَقَالَ قَوْمٌ: مَالِكٌ. وَقَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ: شَرِيكٌ.
قَالَ مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ: قَالَ رَجُلٌ لِشَرِيكٍ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ: أَجِدُنِي شَاكِيًا غَيْرَ شَاكِي اللَّهَ.
قَالَ أحمد بن زهير: حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ قَالَ: قَالَ شَرِيكٌ لِبَعْضِ إِخْوَانِهِ: أُكْرِهْتُ عَلَى الْقَضَاءِ. قَالَ: أَفَأُكْرِهْتُ عَلَى أَخْذِ الرِّزْقِ؟
قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْخٍ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: كَانَ شَرِيكٌ عَلَى قَضَاءِ الْكُوفَةِ، فَخَرَجَ يَتَلَقَّى الْخَيْزُرَانَ، فَبَلَغَ شَاهِيَ، وَأَبْطَأَتْ، فَانْتَظَرَهَا ثَلاثًا، وَيَبُسَ خُبْزُهُ، فَجَعَلَ يَبُلُّهُ بِالْمَاءِ وَيَأْكُلُهُ، فَقَالَ الْعَلاءُ بْنُ الْمِنْهَالِ:
فَإِنْ كَانَ الَّذِي قَدْ قُلْتَ حَقًّا ... بِأَنْ قَدْ أَكْرَهُوكَ عَلَى الْقَضَاءِ
فما لك موضعا فِي كُلِّ يَوْمٍ ... تَلَقَّى مَنْ يَحُجُّ مِنَ النساء [ص:648]
مُقِيماً فِي قُرَى شَاهِي ثَلاثًا ... بِلا زَادٍ سِوَى كِسَرٍ وَمَاءِ
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَرِيكٍ: كَانَتْ أُمُّ شَرِيكٍ خُرَاسَانِيَّةً، فَرَآهَا أَعْرَابِيٌّ وَهِيَ عَلَى حِمَارٍ، وَشَرِيكٌ صَبِيٌّ بَيْنَ يَدَيْهَا، فَقَالَ: إِنَّكِ لَتَحْمِلِينَ جَنْدَلَةً مِنَ الْجَنَادِلِ.
قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْخٍ: قَالَ مُوسَى بْنُ عِيسَى الأَمِيرُ لِشَرِيكٍ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، عَزَلُوكَ عَنِ الْقَضَاءِ؟ مَا رَأَيْنَا قَاضِيًا عُزِلَ. قَالَ: هُمُ الْمُلُوكُ، يَعْزِلُونَ وَيَخْلَعُونَ وُلاةُ الْعُهُودِ؛ يُعَرَّضُ أَنَّ أَبَاهُ عُزِلَ.
وَلَقِيَ مَرَّةً عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيَّ فَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تَنَالُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ. فَقَالَ شَرِيكٌ: وَاللَّهِ مَا أَتَنَقَّصُ الزُّبَيْرَ، فَكَيْفَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ؟
قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْخٍ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: لَمَّا وُجِّهَ شَرِيكٌ إِلَى قَضَاءِ الأَهْوَازِ جَلَسَ فَجَعَلَ لا يَتَكَلَّمُ حَتَّى قَامَ، وَهَرَبَ وَاخْتَفَى، يُقَالُ: اخْتَفَى عِنْدَ الْوَالِي، فَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأموي قال: كنت عِنْدَ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ حِينَ بَلَغَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: الْخَبِيثُ اسْتَصْغَرَ قَضَاءَ الأَهْوَازِ.
الْبَغَوِيُّ فِي " الجعديات ": حدثنا محمد بن يزيد، حدثني حمدان ابن الأَصْبَهَانِيِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ شَرِيكٍ، فَأَتَاهُ ابْنُ الْمَهْدِيِّ فَاسْتَنَدَ وَسَأَلَ عَنْ حَدِيثٍ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ شريك، ثم أعاد فَعَادَ، فَقَالَ: كَأَنَّكَ تَسْتَخِفُّ بِأَوْلادِ الْخُلَفَاءِ! قَالَ: لا، وَلَكِنَّ الْعِلْمَ أَزْيَنُ عِنْدَ أَهْلِهِ مِنْ أن يضيعوه. قال: فجثا على ركبتيه ثم سأله، فَقَالَ شَرِيكٌ: هَكَذَا يُطْلَبُ الْعِلْمُ.
عَبَّادُ بْنُ العوام، قال شريك: أَثَرٌ فِيهِ بَعْضُ الضَّعْفِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ رأيهم.
عفان قال: كان شَرِيكٌ يَخْضِبُ بِالْحُمْرَةِ.
وَلِشَرِيكٍ مَنَاقِبُ جَمَّةٌ، وَلَسْنَا نرى فيه العصمة، وقد بلغنا عنه أَنَّهُ قَالَ: مَا وُلِّيتُ الْقَضَاءَ حَتَّى حَلَّتْ لي الميتة.
قال العقيلي: حدثنا محمد بن عثمان العنسي قال: حدثنا علي بن حكيم الأودي قال: حدثنا عَلِيُّ بْنُ قَادِمٍ قَالَ: جَاءَ عَتَّابٌ وَآخَرُ إلى شريك، [ص:649] فَقَالَ عَتَّابٌ: النَّاسُ يَقُولُونَ إِنَّكَ شَاكٌّ؟ فَقَالَ: يَا أَحْمَقُ، كَيْفَ أَكُونُ شَاكًّا؟! لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ مَعَ عَلِيٍّ فَخَضَّبْتُ يَدَيَّ بِسَيْفِي مِنْ دِمَائِهِمْ.
قُلْتُ: كَانَ فِي شَرِيكٍ يَسِيرُ تَشَيُّعٍ مَعَ ثَنَائِهِ عَلَى عُثْمَانَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عثمان العنسي: وحدثنا عبد الله بن محمد بن سالم قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: ذَكَرَ قَوْمٌ مُعَاوِيَةَ عِنْدَ شَرِيكٍ فَنَعَتُوهُ بِالْحِلْمِ، فَقَالَ: لَيْسَ بِحَلِيمٍ مَنْ سَفَّهَ الْحَقَّ وَقَاتَلَ عَلِيًّا.
قَالَ مُحَمَّدُ بن عثمان: وحدثنا الْحَسَنُ، سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: شَهِدَ ابْنُ إِدْرِيسَ بِشَهَادَةٍ عِنْدَ شَرِيكٍ، أَوْ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ فِي شَيْءٍ، فَأَمَرَ بِهِ، فَأُقِيمَ وَدَفَعَ فِي قَفَاهُ، وَقَالَ شَرِيكٌ: مِنْ أَهْلِ بَيْتِ حُمْقٍ مَا عَلِمْتُ.
قُلْتُ: هَذَا لَمَّا كَانَ ابْنُ إِدْرِيسَ شَابًّا، ثُمَّ إِنَّهُ طَالَ عُمْرُهُ وَسَادَ أَهْلَ الْكُوفَةِ.
وَكَانَتْ فِي شَرِيكٍ قُوَّةُ نَفْسٍ، فَعَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ شَرِيكٍ، فَظَهَرَ مِنْهُ جَفَاءٌ لِلْمُحَدِّثِينَ انْتَهَرَ بَعْضَهُمْ، فَقَالَ لَهُ شَيْخٌ إِلَى جَنْبِهِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، لَوْ رَفَقْتَ بِهِمْ. قَالَ شَرِيكٌ: النُّبْلُ عَوْنٌ عَلَى الدِّينِ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: كَانَ شَرِيكٌ لا يُبَالِي كَيْفَ حَدَّثَ، حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ أَثْبتُ مِنْهُ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَغَيْرُهُمَا: مَاتَ شَرِيكٌ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
قُلْتُ: مَاتَ فِي أَوَّلِ ذِي الْقِعْدَةِ، وَقَدْ وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِيهِ، رَحِمَهُ اللَّهُ.(4/642)
130 - ت: شُعَيْبُ بْنُ رُزَيْقٍ الْمَقْدِسِيُّ، أَبُو شَيْبَةَ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَعُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ، وَبِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ دُحَيْمٌ: لا بَأْسَ بِهِ. [ص:650]
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ.
وَقَدْ فَرَّقَ الْبُخَارِيُّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ:(4/649)
131 - د: شُعَيْبُ بْنُ رُزَيْقٍ الطَّائِفِيُّ الثَّقَفِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
فَالطَّائِفِيُّ يَرْوِي عَنْ: الْحَكَمِ بْنِ حَزْنٍ الْكُلَفِيِّ الصَّحَابِيِّ،
رَوَى عَنْهُ: شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحٌ.
قُلْتُ: هُوَ أَقْدَمُ مِنَ الَّذِي قَبْلَهُ، مَا هُوَ هُوَ.(4/650)
132 - م ن: شُعَيْبُ بْنُ صَفْوَانَ الثَّقَفِيُّ، أَبُو يَحْيَى. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: أبي زرعة عن أبي هريرة، وعبد الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَزَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنُ صُبَيْحٍ الْوَاسِطِيُّ، وَأَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ، وَأَبُو حَسَّانَ الزِّيَادِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ فِي صَحَابَةِ الْمَنْصُورِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، وَلا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَأَمَّا ابْنُ عَدِيٍّ فَقَالَ: عَامَّةُ حَدِيثِهِ لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ.(4/650)
133 - د: شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ الْوَاسِطِيُّ، هُوَ أَبُو الصَّلْتِ [الوفاة: 171 - 180 ه]
ابْنُ أَخِي الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ.
سَكَنَ الرَّمْلَةَ، وَرَوَى عَنْ قَتَادَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْجُمَحِيِّ، ومنصور، وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وعدة.
وَعَنْهُ: عبد الرحمن بن مهدي، وسعيد بن منصور، وسويد بن سعيد، وهشام بن عمار، ويزيد بن موهب [ص:651] الرَّملي، وقتيبة بن سعيد، وعبد الجبار بن عاصم، وأبو توبة الحلبي، وعلي بن حجر، وعدة.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ وَأَبُو يَعْلَى، قالا: حدثنا الحكم بن موسى قال: حدثنا شِهَابِ بْنِ خِرَاشٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ رُزَيْقٍ الطَّائِفِيُّ - قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: حَدَّثَنِي شُعَيْبٌ - قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ الْحَكَمُ بْنُ حَزْنٍ، فَقَالَ: قَدِمْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَابِعَ سَبْعَةٍ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَيْنَاكَ لِتَدْعُوَ لَنَا بِخَيْرٍ، فدعا لنا. قال: وشهدنا الجمعة، فقام صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَكِّئًا عَلَى قَوْسٍ أَوْ عَصًا. . . الْحَدِيثَ.
شِهَابٌ وَثَّقَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وجماعة.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: لَمْ أَرَ أَحَدًا أَحَسَنَ وَصْفًا لِلسُّنَّةِ مِنْهُ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ثِقَةٌ، صَاحِبُ سَنَّةٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يُخْطِئُ كَثِيرًا.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَحَادِيثُهُ ليست كَثِيرَةٌ، وَفِي بَعْضِهَا مَا يُنْكَرُ عَلَيْهِ، وَلا أعرف للمتقدمين فيه كلاما.
يعني بالتليين، وَإِلا فَقَدْ وَثَّقَهُ عِدَّةٌ.
وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عمار: حدثنا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ: لَقِيتُهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، فَقَالَ لِي: إِنْ لَمْ تَكُنْ قَدَرِيًّا وَلا مُرْجِئًا حَدَّثْتُكَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ، لَا بَأْسَ بِهِ. [ص:652]
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْخُرَيْمِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ: سَمِعْتُ شِهَابَ بْنَ خِرَاشٍ يَقُولُ: أَرَادَ الْقَدَرِيَّةُ أَنْ يَصِفُوا اللَّهَ بِعَدْلِهِ فَأَخْرَجُوهُ مِنْ فَضْلِهِ.(4/650)
134 - شِهَابُ بْنُ شُرْنُفَةَ الْمُجَاشِعِيُّ الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
أَحَدُ الْقُرَّاءِ الْكِبَارِ.
قَرَأَ عَلَى هَارُونَ بْنِ مُوسَى الأَعْوَرِ، وَالْمُعَلَّى بْنِ عِيسَى. وَيُقَالُ: إِنَّهُ قَرَأَ عَلَى أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، وَهَذَا بَعِيدٌ وَلَكِنَّهُ مُمْكِنٌ.
وَقَدْ حَدَّثَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَغَيْرِهِ.
رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَعَفَّانُ، وَمُسْلِمٌ، وَعَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ اللاحِقِيُّ. وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ سَلامٌ الطَّوِيلُ، وَمُسْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَارِبٍ، وَسَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الأَخْفَشُ، وَيَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ، عَرَضَ عَلَيْهِ يَعْقُوبُ خَتْمَةً فِي خَمْسَةِ أَيَّامٍ. وَكَانَ مِنْ سَادَةِ الْقُرَّاءِ الْعُبَّادِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: رَوَى عَنِ الْحَسَنِ، وَكَانَ شَيْخَ صِدْقٍ.(4/652)
135 - شَيْطَانُ الطَّاقِ، هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي طَرِيفَةَ الْبَجَلِيُّ، أَبُو جَعْفَرٍ الْكُوفِيُّ الْمُتَكَلِّمُ الْمُعْتَزِلِيُّ الشِّيعِيُّ الْمُبْتَدِعُ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
وَالرَّافِضَةُ تَنْتَحِلُهُ تُسَمِّيهِ مُؤْمِنُ الطَّاقِ.
كَانَ صَيْرفِيًّا بِالْكُوفَةِ بِطَاقِ الْمَحَامِلِ، اخْتَلَفَ هُوَ وَصَيْرَفِيٌّ فِي نَقْدِ دِرْهَمٍ، فَغَلَبَهُ هَذَا وَقَالَ: أَنَا شَيْطَانُ الطَّاقِ، فَلَزِمَتْهُ.
وَقِيلَ: إِنَّ هِشَامَ بْنَ الْحَكَمِ الرَّافِضِيَّ الْمُجَسِّمَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ مُؤْمِنِ الطَّاقِ وَقَدْ دَخَلَ مَسْجِدَ الْكُوفَةِ، وَقَعَدَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُرْجِئَةِ وَمَعَهُمْ سُفْيَانُ وَأَبُو حَنِيفَةَ، وَقَدْ أَسْعَرَ النَّاسُ رَجُلٌ حَرُورِيٌّ بِحِجَاجِهِ، فَلَمَّا رَأَى أَبُو حَنِيفَةَ مُؤْمِنَ الطَّاقَ ضَحِكَ، وَقَالَ: هَذَا رَأْسُ الشِّيعَةِ، فَهَلْ لَكَ أَنْ تَقُومَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَقَامَا، وَقَامَ مَعَهُمَا سُفْيَانُ، فَنَاظَرَهُمْ مُؤْمِنُ الطَّاقِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو حَنِيفَةَ وَسُفْيَانُ: يَا أَبَا جَعْفَرٍ، أَنْتَ لا يَقُومُ لَكَ مُنَاظِرٌ، وَقَالا: هَذَا شَيْطَانُ الطَّاقِ.
وَقِيلَ: إِنَّ لَهُ شعرا كثيرا وتصاينف، قِيلَ لِبَشَّارٍ: مَا أَشْعَرَكَ! قَالَ: أَشْعَرَ [ص:653] مِنِّي مُؤْمِنُ الطَّاقِ فِي قَوْلِهِ، وَذَكَرَ لَهْ أبياتا حسنة. نقلت هَذَا مِنْ تَارِيخِ ابْنِ أَبِي طَيٍّ الرَّافِضِيِّ.
وَقَالَ الْجَاحِظُ: أَخْبَرَنِي أَبُو إِسْحَاقَ النَّظَّامِ وَبِشْرُ بْنُ خَالِدٍ أنهما قَالا لِشَيْطَانِ الطَّاقِ: وَيْحَكَ، ما اتَّقَيْتَ اللَّهَ أَنْ تَقُولَ فِي كِتَابِ " الإِمَامَةِ ": إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَقُلْ قَطُّ فِي الْقُرْآنِ: (ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ)! فَضَحِكَ طَوِيلا حَتَّى كَأَنَّنَا نَحْنُ الَّذِينَ أَذْنَبْنَا.
قُلْتُ: إِنْ صَحَّتْ هَذِهِ الْحِكَايَةُ عَنْهُ دَلَّتْ على زندقته، قاتله الله.(4/652)
-[حَرْفُ الصَّادِ](4/653)
136 - ت: صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، هُوَ وَاعِظُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، أَبُو بِشْرٍ صَالِحُ بْنُ بَشِيرٍ الْبَصْرِيُّ الْقَاصُّ الزَّاهِدُ الْخَاشِعُ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
رَوَى عَنْ: الْحَسَنِ، وَبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَقَتَادَةَ، وَأَبي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، وَثَابِتٍ، وَعَطَاءٍ السَّلِيمِيِّ، وَمَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: عَفَّانُ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَخَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ النِّيلِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَائِشَةَ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، وَآخَرُونَ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَلابْنِ مَعِينٍ فِيهِ قَوْلانِ؛ فَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ عَفَّانُ: ذُكِرَ عِنْدَ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ صَالِحٌ الْمُرِّيٌّ فِي حَدِيثٍ عَنْ ثَابِتٍ، فَقَالَ: كَذِبٌ.
قَالَ أَبُو بِشْرٍ الدُّولابِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. [ص:654]
رَوَى عَبَّاسٌ عَنْ يَحْيَى أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ فِي صَالِحٍ الْمُرِّيِّ كَبِيرُ رَأْيٍ، قَالَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
قُلْتُ: رَوَى خَمْسَةٌ عَنْ يَحْيَى تَلْيِينَ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ، وَمَا فِي ضَعْفِهِ نِزَاعٌ، إِنَّمَا الْخِلافُ هَلْ يُتْرَكُ حَدِيثُهُ أَوْ لا؟
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: صَالِحٌ قَاصٌّ، حَسَنُ الصَّوْتِ، وَعَامَّةُ أَحَادِيثِهِ مُنْكَرَاتٌ يُنْكِرُهَا الأَئِمَّةُ عَلَيْهِ، وَلَيْسَ بِصَاحِبِ حَدِيثٍ، وَإِنَّمَا أُتِيَ مِنْ قِلَّةِ مَعْرِفَتِهِ بِالأَسَانِيدِ وَالْمُتُونِ، وَعِنْدِي أَنَّهُ لا يَتَعَمَّدُ الْكَذِبَ، بَلْ يَغْلَطُ شَيْئًا.
وَقِيلَ: كَانَ صَالِحٌ مَوْلًى لامْرَأَةٍ مِنْ بَنِي مُرَّةَ.
قَالَ الْبُرْجُلانِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيِّ: سَمِعْتُ صَالِحًا يَقُولُ: لِلْبُكَاءِ دَوَاعٍ؛ الْفِكْرَةُ فِي الذُّنُوبِ، فَإِنْ أَجَابَتْ عَلَى ذَلِكَ الْقُلُوبُ وَإِلا نَقَلْتَهَا إِلَى الْمَوْقِفِ وَتِلْكَ الشَّدَائِدِ وَالأَهْوَالِ، فَإِنْ أَجَابَتْ وَإِلا فَاعْرِضْ عَلَيْهَا التَّقَلُّبَ بَيْنَ أَطْبَاقِ النِّيرَانِ. ثُمَّ إِنَّهُ صَاحَ وَغُشِيَ عَلَيْهِ، وَضَجَّ النَّاسُ.
قَالَ عُثْمَانُ: كَانَ شَدِيدَ الْخَوْفِ لِلَّهِ، كَأَنَّهُ ثَكْلَى إِذَا قص.
وقال أبو سعيد ابن الأَعْرَابِيِّ: كَانَ الْغَالِبُ عَلَيْهِ كَثْرَةَ الذِّكْرِ وَالْقِرَاءَةِ بِالتَّحْزِينِ، يُقَالُ: إِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ قَرَأَ بِالْبَصْرَةِ بالتحزين. وَقَالَ: إِنَّ غَيْرَ وَاحِدٍ مِمَّنْ سَمِعَ قِرَاءَةَ صَالِحٍ مَاتَ مِنْهَا.
وَيُقَالُ: إِنَّ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ لَمَّا دَخَلَ الْبَصْرَةَ وَاخْتَفَى عِنْدَ مَرْحُومٍ الْعَطَّارِ، فَقَالَ لَهُ مَرْحُومٌ: هَلْ لَكَ أَنْ تَأْتِيَ قَاصًّا عِنْدَنَا؟ فَأَتَاهُ عَلَى نَكْرَةٍ عَلَى أَنَّهُ كَأَحَدِ الْقُصَّاصِ، فَلَمَّا سَمِعَ كَلامَهُ وَتِلاوَتَهُ وَسَمِعَهُ يَقُولُ: حَدَّثَنِي فُلانٌ وَحَدَّثَنِي فُلانٌ، قَالَ لِمَرْحُومٍ: تَقُولُ هَذَا قَاصٌّ! إِنَّمَا هَذَا نَذِيرٌ، وَأُعْجِبَ بِهِ.
وَقَالَ عَفَّانُ: كُنَّا نَحْضُرُ مَجْلِسَ صَالِحٍ المري، وكان إذا قص كأنه رجل مذعور يُفْزِعُكَ أَمْرُهُ مِنْ حُزْنِهِ وَكَثْرَةِ بُكَائِهِ.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: شَهِدْتُ صَالِحًا الْمُرِّيَّ عَزَّى رَجُلا فِي ابْنِهِ فَقَالَ: لَئِنْ كَانَتْ مُصِيبَتُكَ بِابْنِكَ لَمْ تُحْدِثْ لَكَ مَوْعِظَةً فِي نَفْسِكَ، فَمُصِيبَتُكَ بِابْنِكَ جَلَلٌ فِي مُصِيبَتُكَ بِنَفْسِكَ، فَإِيَّاهَا فَابْكِ. [ص:655]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْخَيْرِ، عَنِ اللَّبَّانِ إجازة قال: أخبرنا أبو علي قال: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا محمد بن علي بن حبيش قال: حدثنا أحمد بن القاسم بن مساور قال: حدثنا أبو إبراهيم الترجماني قال: حدثنا صالح بن بشير أبو بشر المري قال: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: " أَرْبَعُ خِصَالٍ، وَاحِدَةٌ فيما بيني وبينك، وواحدة فيما بينك وَبَيْنَ عِبَادِي، وَوَاحِدَةٌ لِي، وَوَاحِدَةٌ لَكَ؛ فَأَمَّا الَّتِي لِي فَتَعْبُدْنِي لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا، وَأَمَّا الَّتِي لَكَ فَمَا عَمِلْتَ مِنْ خَيْرٍ جَزَيْتُكَ بِهِ، وَأَمَّا الَّتِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ فَمِنْكَ الدُّعَاءُ وَعَلِيَّ الإِجَابَةُ، وَأَمَّا الَّتِي بَيْنَكَ وَبَيْنَ عِبَادِي تَرْضَى لَهُمْ مَا تَرْضَى لِنَفْسِكَ ". تَفَرَّدَ بِهِ صَالِحٌ، وَقَدْ رُوِيَ مَوْقُوفًا.
تُوُفِّيَ صَالِحٌ الْمُرِّيُّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ سِتٍّ، وَالأَوَّلُ أَصَحُّ.(4/653)
137 - خ د ن ق: صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، أَبُو الْعَبَّاسِ الْقُرَشِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ.
قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى يَحْيَى الذِّمَارِيِّ، وَرَوَى عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاتِكَةِ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، وَزَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ، وَعُتْبَةَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ التِّنِّيسِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَالْحَكَمُ بْنُ مُوسَى.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَالنَّسَائِيُّ.
وَحَدِيثُهُ فِي " صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ " فِي مَنَاقِبِ الصِّدِّيقِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: هُوَ أَوْثَقُ مِنْ صَدَقَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَصَدَقَةَ بْنِ يَزِيدَ.
وَقَالَ هِشَامُ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَلَهُ اثْنَتَانِ وَسِتُّونَ سَنَةٍ. [ص:656]
وَقَالَ دُحَيْمٌ: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.(4/655)
138 - صَدَقَةُ بْنُ الْمُنْتَصِرِ، أَبُو شُعْبَةَ الشَّعْبَانِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
حَدَّثَ بِالرَّمْلَةِ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ.
وَعَنْهُ: ضَمْرَةُ بْنُ رَبَيْعَةَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سُوَيْدٍ، وَيَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ، وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْجُعْفِيُّ.
قَالَ أَبُو زُرْعَة: لا بَأْسَ بِهِ.(4/656)
139 - صَعْصَعَةُ بْنُ سَلامٍ الْفَقِيهُ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الشَّامِيُّ، [وَقِيلَ: اسْمُهُ صَعْصَعَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ] [الوفاة: 171 - 180 ه]
نَزِيلُ الأَنْدَلُسِ وَمُفْتِيهَا.
يَرْوِي عَنْ: الأَوْزَاعِيِّ، وَسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ.
قَالَ ابْنُ الْفَرَضِيِّ فِي " تَارِيخِهِ ": كَانَتِ الْفُتْيَا دَائِرَةً عَلَيْهِ بِالأَنْدَلُسِ فِي دَوْلَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَصَدْرٍ مِنْ أَيَّامِ ابْنِهِ هِشَامٍ، وَوُلِّيَ الصَّلاةَ بِقُرْطُبَةَ.
رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حَبِيبٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ.
قُلْتُ: اخْتُلِفَ فِي تَارِيخِ وَفَاتِهِ، وَقِيلَ: اسْمُهُ صَعْصَعَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ.
قَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: كَانَ أَوَّلَ مَنْ أَدْخَلَ الْحَدِيثَ الأندلس.
قُلْتُ: بَلْ كَانَ قَبْلَهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ فِي طَبَقَةِ شُيُوخِهِ.
قَالَ: وَتُوُفِّيَ قَرِيبًا مِنْ سَنَةِ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
وَقِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وتسعين ومائة، فالله أعلم، والثاني أَوْلَى.(4/656)
140 - الصَّلْتُ بْنُ الْحَجَّاجِ، أَبُو مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ.
وَعَنْهُ: يحيى الْقَطَّانِ، وَنُوحُ بْنُ يَزِيدَ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وآخرون.
له مناكير أوردها ابن عدي.(4/656)
-[حَرْفُ الطَّاءِ](4/656)
141 - د ت: طُعْمَةُ بْنُ عَمْرٍو الْجَعْفَرِيُّ الْعَامِرِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
[ص:657]
عَنْ: مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وعمر بْنِ بَيَانِ بْنِ عُرْوَةَ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَشِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَهَذَا أَكْبَرُ شَيْخٍ لِسَعِيدٍ، وَلَعَلَّهُ تُوُفِّيَ قَبْلَ السَّبْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَيْسَ بِحُجَّةٍ.(4/656)
142 - طُلَيْبُ بْنُ كَامِلٍ، أَبُو خَالِدٍ اللَّخْمِيُّ الْفَقِيهُ الْمِصْرِيُّ، مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ مَالِكٍ، وَيُقَالُ: اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَلَقَبُهُ طُلَيْبٌ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
تَفَقَّهَ عَلَيْهِ ابْنُ الْقَاسِمِ مُدَّةً، وَغَيْرُهُ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَلَمْ يطل عمره.(4/657)
-[حَرْفُ الْعَيْنِ](4/657)
143 - عَاصِمُ بْنُ الْعَلاءِ بْنُ مُغِيثٍ، أَبُو اللَّيْثِ الْخَوْلانِيُّ الْمِصْرِيُّ الْفَقِيهُ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
قَاضِي الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ.
رَوَى شَيْئًا يَسِيرًا.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَإِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى الْخَوْلانِيُّ.
مَاتَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخِرِ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
ذَكَرَهُ ابْنُ يُونُسَ.(4/657)
144 - عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَافٍ الْيَمَامِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ، وَيُقَالُ: عَامِرُ بْنُ يَسَافٍ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
يُنْسَبُ إِلَى الْجَدِّ.
رَوَى عَنْ: يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَالنَّضْرِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ.
وَعَنْهُ: الْعَقَدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بن التل، ومحمد بن عيسى ابن الطباع، وأبو نصر التمار، وبشر بْنُ الْوَلِيدِ، وَطَائِفَةٌ.
قَالَ أَبُو داود: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مَعَ ضَعْفِهِ يكتب حديثه.(4/657)
145 - عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، أَبُو مَعْمَرٍ الْبَصْرِيُّ التَّمِيمِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
قَدْ مَرَّ.
عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَسُلَمِيٍّ رَاعِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ.
وَعَنْهُ: كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْحَفَرِيُّ، وَمُؤَمَّلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الثَّقَفِيُّ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: فِيهِ نَظَرٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ضَعِيفٌ، لا أَعْرِفُ لَهُ حَدِيثًا صَحِيحًا.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ " الضُّعَفَاءِ ": مُنْكَرُ الحديث. ثم قال: حدثنا أحمد بن عبد الله قال: حدثنا كامل بن طلحة قال: حدثنا عباد بن عبد الصمد قال: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَابَطَ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً سَلِمَ وَغَنِمَ، فَإِذَا مَاتَ جَعَلَ اللَّهُ رُوحَهُ في حواصل طير خضر تسرح في الجنة. . . " الحديث.
وقال العقيلي: حدثنا جبرون بن عيسى بمصر قال: حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثنا عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا: " إِذَا كَانَ أَوَّلُ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ نَادَى اللَّهُ رِضْوَانَ أَنْ زَيِّنِ الْجِنَانَ لِلصَّائِمِينَ وَالْقَائِمِينَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ. . . " الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَفِيهِ: " إِنَّ للَّهِ مَلَكًا رَأْسُهُ تَحْتَ الْعَرْشِ وَرِجْلاهُ فِي التُّخُومِ، أَحَدُ جَنَاحَيْهِ مِنْ يَاقُوتٍ وَالآخَرُ مِنْ زَبَرْجَدٍ، يُنَادِي كُلَّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ: هَلْ مِنْ تَائِبٍ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ؟ "، وَسَرَدَ حَدِيثًا طَوِيلا مُنْكَرًا.
قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: وَلَهُ عَنْ أَنَسٍ مَنَاكِيرَ كَثِيرَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَهُ عَنْ أنس نسخة أكثرها موضوعة حدثنا بها ابن قتيبة، قال: حدثنا غالب بن وزير الغزي قال: حدثنا الْمُؤَمِّلُ الثَّقَفِيُّ، عَنْهُ. مِنْهَا: [ص:659] " أُمَّتِي خَمْسُ طَبَقَاتٍ، كُلُّ طَبَقَةٍ أَرْبَعُونَ عَامًا. . . " الْحَدِيثَ.(4/658)
146 - ع: عَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَبُو زُبَيْدٍ الْكُوفِيُّ الزُّبَيْدِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ، وَمُغِيرَةَ بْنِ مِقْسَمٍ، وَمُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ، وَالْعَلاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَالأَعْمَشِ.
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، وَخَلَفٌ الْبَزَّارُ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ. وَآخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ مَوْتًا أَبُو حُصَيْنٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ الْيَرْبُوعِيُّ.
ذَكَرَهُ أَبُو داود، وَقَالَ: ثِقَةٌ ثِقَةٌ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ قال: أخبرنا عبد المعز بن محمد إجازة قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل الفضيلي سنة تسع وعشرين وخمسمائة قال: أخبرنا محلم بن إسماعيل قال: أخبرنا الخليل بن أحمد قال: أخبرنا محمد بن إسحاق قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا عَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: " من مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامُ شَهْرٍ فَلْيُطْعَمْ عَنْهُ مَكَانَ كل يوم مسكين ". أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ قُتَيْبَةَ، وَأَخْرَجَهُ الْقَزْوِينِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ عَنْ قُتَيْبَةَ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا بِعُلُوِّ دَرَجَتَيْنِ.
قَالَ التِّرْمِذِيُّ: الصَّحِيحُ أَنَّهُ مِنْ قَوْلِ ابْنِ عُمَرَ، وَمُحَمَّدٌ هُوَ ابْنُ أَبِي ليلى، وَيُقَالُ: هُوَ ابْنُ سِيرِينَ، وَأَشْعَثُ هُوَ ابْنُ سوار.
توفي عبثر سنة ثمان وسبعين وَمِائَةٍ.(4/659)
147 - ت ق: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ نَجِيحٍ السَّعْدِيُّ مَوْلاهُمْ، أَبُو جَعْفَرٍ، الْمَدِينِيُّ ثُمَّ الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
وَالِدُ عَلِيِّ ابْنِ الْمَدِينِيِّ.
رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، وَسُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، وَدَاهِرُ بْنُ نُوحٍ، وقتيبة، وداود بن رشيد، وبشر بْنُ مُعَاذٍ الْعَقَدِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، وَعَدَدٌ كثير. [ص:660]
مُجْمَعٌ عَلَى ضَعْفِهِ.
قَالَ عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ الْفَلاسُ: ضَعِيفٌ. سَمِعْتُ أَبَا داود يَقُولُ: قَدِمَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، فَأَتَيْتُهُ أَنَا وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ فَقُلْنَا: سَمِعْتَ مِنْ ضَمْرَةَ بْنِ سعيد؟ فَقَالَ: لا. فَقُلْنَا: سَمِعْتَ مِنَ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ فَحَدَّثَنَا عَنْهُ بِأَحَادِيثَ قَلِيلَةٍ، ثُمَّ خرج فعاد إلينا فقال: حدثنا ضَمْرَةُ. وَحَدَّثَ عَنِ الْعَلاءِ بِأَكْثَرِ مِنْ مِائَةِ حَدِيثٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: كَانَ وَكِيعٌ إِذَا أَتَى عَلَى حَدِيثٍ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: أَجِزْ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَدْ رَوَى علي ابن الْمَدِينِيِّ مَرَّةً عَنْ أَبِيهِ، ثُمَّ قَالَ: وَفِي حَدِيثِ الشَّيْخِ مَا فِيهِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يُتابَعُ عَلَيْهِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَأْتِي بِالأَخْبَارِ مَقْلُوبَةً حَتَّى كَأَنَّهَا مَعْمُولَةً. قَالَ: وقد سئل علي ابن الْمَدِينِيِّ عَنْ أَبِيهِ فَقَالَ: سَلُوا غَيْرِي. فَقَالُوا: سَأَلْنَاكَ. فَأَطْرَقَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَقَالَ: هَذَا هُوَ الدِّينُ، أَبِي ضَعِيفٌ.
ثُمَّ قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: هُوَ الَّذِي رَوَى عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: " الدِّيكُ الأَبْيَضُ صَدِيقِي، وَصَدِيقُ صَدِيقِي، وَعَدُوُّ عَدُوِّي ". ثُمَّ ذَكَرَ لَهُ أَحَادِيثَ سَاقِطَةً. [ص:661]
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مَاتَ بِالْبَصْرَةِ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَلَهُ إِحْدَى وسبعون سنة.
علي بن حجر قال: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: إِذَا دَعَوْتُمْ لِأَحَدٍ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فَقُولُوا: أَكْثَرَ اللَّهُ مَالَكَ وَوَلَدَكَ.(4/659)
148 - عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَكِيمٍ، أَبُو بَكْرٍ الدَّاهِرِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَعَاصِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ: أَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَعَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، وَمُوسَى بْنُ داود، وَجُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، وَعِدَّةٌ.
وَثَّقَهُ سَعْدَوَيْهِ، وَوَهَّاهُ النَّاسُ.
قَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: لا يَصِحُّ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ الْحَاكِمُ: رَوَى عَنِ الأَعْمَشِ وَإِسْمَاعِيلَ أَحَادِيثَ مَوْضُوعَةً.(4/661)
149 - ت ن: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ الْعُمَرِيُّ مَوْلاهُمُ، الْمَدَنِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ فَقَطْ.
وَعَنْهُ: ابن المبارك، وابن مهدي، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَقُتَيْبَةُ، وَأَبُو الْجَمَاهِرِ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ.
وَثَّقَهُ مَعْنُ بْنُ عِيسَى.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بالقوي. [ص:662]
وَضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(4/661)
150 - خ د ن: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ الأَشْعَرِيُّ الْوُحَاظِيُّ الْحِمْصِيُّ، أَبُو يُوسُفَ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الأَلْهَانِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أبي عبلة، ومحمد بن الوليد الزُّبَيْدِيِّ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو مُسْهِرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ عَبْدُ الْقُدُّوسِ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ.
قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَنْبَلَ فِي عَقْلِهِ وَمُرُوءَتِهِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَالِمٍ.
وَذَمَّهُ أَبُو داود، وَقَالَ: كَانَ يَقُولُ: عَلِيٌّ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
قُلْتُ: يَعْنِي فِي نَقْلِهِ، أَمَّا فِي رَأْيِهِ ففيه بَأْسٌ شَدِيدٌ.
وَقَدْ قَالَ يَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ التِّنِّيسِيُّ: مَا رَأَيْتُ بِالشَّامِ مِثْلَهُ.
قِيلَ: مَاتَ سنة تسع وسبعين ومائة.(4/662)
151 - ق: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ اللَّيْثِيُّ الْمَدَنِيُّ [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: سعيد المقبري، والزهري، وأبي طُوَالَةَ، وَرَبِيعَةَ الرَّأْيِ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَيَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وَذُؤَيْبُ بْنُ عِمَامَةَ، وَطَائِفَةٌ.
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: اخْتَلَطَ بِآخِرِهِ، فَكَانَ يَقْلِبُ الأَسَانِيدَ وَهُوَ لا يَعْلَمُ، فَاسْتَحَقَّ التَّرْكَ، وَرُبَّمَا أَدْخَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الزُّهْرِيِّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ.(4/662)
152 - ت ن ق: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
صَدِيقُ شُعْبَةَ.
عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَعَبْدِ الرحمن بن قاسم، وإسماعيل بْنِ أَبِي خَالِدٍ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَيَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ الْعَنْبَرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحَجَبِيُّ.
صَدُوقٌ.(4/663)
153 - ق: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَرَادَةَ السَّدُوسِيُّ، أَبُو شَيْبَانَ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، وَيَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، وَداود بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ الْحَنْظَلِيِّ.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ أَخُو الْقَعْنَبِيِّ، وَسُلَيْمَانُ الشَّاذَكُونِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَدَاهِرُ بْنُ نُوحٍ، وَجَمَاعَةٌ.
ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عامة ما يَرْوِيهِ لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ.(4/663)
154 - 4: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُقَيْلٍ الثَّقَفِيُّ، أَبُو عُقَيْلٍ، مَوْلاهُمُ، الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
نَزِيلُ بَغْدَادَ.
حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَمُوسَى بْنِ الْمُسَيَّبِ، وَمُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيِّ، ويزيد بن سنان الجزري، وعدة.
وَعَنْهُ: أبو النضر هاشم، وعاصم بن علي، وسريج بن النعمان، وآخرون.
وثقه أحمد وابن معين.(4/663)
155 - 4 م متابعة: عبد اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ ابن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَدَوِيُّ الْعُمَرِيُّ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
أَحَدُ [ص:664] أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ، وَهُوَ أَخُو عُبَيْدِ اللَّهِ وَعَاصِمٍ وَأَبِي بَكْرٍ.
رَوَى عَنْ: سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَنَافِعٍ، وَالزُّهْرِيِّ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، وَوُهَيْبِ بْنِ كَيْسَانَ، وَأَخِيهِ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَإِسْحَاقُ الْفَرَوِيُّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو مُصْعَبٍ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
وَكَانَ رَجُلا صَالِحًا عَالِمًا خَيِّرًا صَالِحَ الْحَدِيثِ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صُوَيْلِحٌ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ الْفَلاسُ: كَانَ يَحْيَى لا يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ.
وَقَالَ أَيْضًا: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيّ يُحَدِّثُ عَنْهُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَجُلا صَالِحًا، كَانَ يُسْأَلُ فِي حَيَاةِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنِ الْحَدِيثِ فَيَقُولُ: أَمَّا وَأَبُو عُثْمَانَ حَيٌّ فَلا، يُرِيدُ عُبَيْدَ اللَّهِ.
قَالَ أَحْمَدُ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَزِيدُ فِي الأَسَانِيدِ وَيُخَالِفُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: هُوَ الَّذِي رَوَى عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: " مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ".
وَبِهِ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَوَضَّأَ خَلَّلَ لِحْيَتَهُ ".
قلت: وروى ابن ماجة عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ أَهْلَ قباء كانوا [ص:665] يَجْمَعُونَ. وَبِهِ روى ابن ماجة مَرْفُوعًا قَالَ: " لا يُحَرِّمُ الْحَرَامُ الْحَلالَ ".
أَخْبَرَنَا ابْنُ عَسَاكِرَ قال: أنبأنا عبد البر الهمذاني قال: أخبرنا أبو الخير الباغبان قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة قال: أخبرنا الحسن بن يوة قال: أخبرنا أحمد بن محمد اللنباني قال: حدثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثنا الفضل بن سهل قال: حدثنا موسى بن هلال قال: حدثنا عَبْد اللَّه بْن عُمَر، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: " من زار قبري فقد وَجَبَتْ لَهُ شَفَاعَتِي ".
تَفَرَّدَ بِهِ مُوسَى، وَقَدْ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: لا يَصِحُّ حَدِيثُهُ وَلا يتابع عليه، حدثنا مطين قال: حدثنا جعفر بن محمد البزوري قال: حدثنا مُوسَى بْنُ هِلالٍ الْبَصْرِيُّ، عَنْ عَبْد اللَّه بْن عُمَر، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، فذكره.
أخبرنا أبو الحسن الهاشمي قال: أخبرنا ابن روزبة قال: أخبرنا أبو الوقت قال: أخبرنا أبو إسماعيل الأنصاري قال: أخبرنا أبو الحسين ابن العالي قال: حدثنا بشر بن أحمد قال: حدثنا ابن ناجية قال: حدثنا عبيد بن محمد الوراق قال: حدثنا مُوسَى بْنُ هِلالٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ عَبْد اللَّه بْن عُمَر، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ زَارَنِي بَعْدَ مَوْتِي وَجَبَتْ لَهُ شَفَاعَتِي ".
وَرَوَاهُ الْقَاضِي الْمَحَامِلِيُّ عَنْ عُبَيْدٍ مِثْلَهُ، وَهُوَ حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، وَفِي الْبَابِ الأَخْبَارِ اللَّيِّنَةِ مِمَّا يُقَوِّي بَعْضُهُ بَعْضًا، لِأَنَّ مَا فِي رُوَاتِهَا مُتَّهَمٌ بِالْكَذِبِ، [ص:666] وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَمِنْ أَجْوَدِهَا إِسْنَادًا مَا صَحَّ عن وكيع قال: حدثنا ابْنُ عَوْنٍ وَغَيْرُهُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ وَأَسْوَدَ بْنِ ميمون، عن هارون بن أبي قزعة، عَنْ حَاطِبٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ زَارَنِي بَعْدَ مَوْتِي فَكَأَنَّمَا زَارَنِي فِي حَيَاتِي ".
وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ فِي " مُسْنَدِهِ ": حدثني سوار بن ميمون العبدي قال: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ آلِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ زَارَ قَبْرِي - أَوْ قَالَ: مَنْ زَارَنِي - كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا. . . " الْحَدِيثَ.
وَقَدْ أَفْرَدْتُ أَحَادِيثَ الزِّيَارَةِ فِي جُزْءٍ.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ لا يَبْلُغُ حَدِيثُهُ دَرَجَةَ الصِّحَّةِ، وَقَدْ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لا بَأْسَ بِهِ فِي رِوَايَاتِهِ، وَلا يَلْحَقُ أَخَاهُ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/663)
156 - ق: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَوَكِيعٌ، وَإِسْحَاقُ السَّلُولِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.(4/666)
157 - د: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ فَرُّوخٍ، أَبُو مُحَمَّدٍ، الْفَارِسِيُّ ثُمَّ الْمَغْرِبِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
فَقِيهُ الْقَيْرَوَانِ وَزَاهِدُهَا.
وُلِدَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ بِالأَنْدَلُسِ، ثُمَّ رَحَلَ وَأَخَذَ عَنِ الأَعْمَشِ، وَهِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، وَزَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَأَبِي حَنِيفَةَ، وَالثَّوْرِيِّ، وَمَالِكٍ، وَتَفَقَّهَ مُدَّةً بِمَالِكٍ، ثُمَّ رَجَعَ فَاسْتَوْطَنَ الْقَيْرَوَانَ، وَتَعَلَّمَ بِهِ خَلْقٌ مِنْ [ص:667] أَهْلِهَا، وَكَانَ صَالِحًا وَرِعًا قَوَّالا بِالْحَقِّ، لا يَهَابُ الْمُلُوكَ فِي نَهْيِهِمْ عَنِ الظُّلْمِ، وَكَانَ كَثِيرَ التَّهَجُّدِ وَالتَّأَلُّهِ.
قِيلَ: إِنَّ رَوْحَ بْنَ حَاتِمٍ الْمُهَلَّبِيَّ قَالَ لابْنِ فَرُّوخٍ: إِنَّكَ تَرَى الْخُرُوجَ عَلَيْنَا؟ قَالَ: نَعَمْ. فَغَضِبَ مِنْهُ، فَقَالَ ابْنُ فَرُّوخٍ: وَذَلِكَ مَعَ ثَلاثِمِائَةٍ وَسَبَعَةِ عَشَرَ عِدَّةُ أَصْحَابِ بَدْرٍ، كُلُّهُمْ أَفْضَلُ مِنِّي. فَقَالَ رَوْحٌ: أَمَّنَّاكَ مِنْ أَنْ تَخْرُجَ أَبَدًا. ثُمَّ أَلْزَمَهُ بِالْقَضَاءِ وَأَقْعَدَهُ فِي الْجَامِعِ، وَأَمَرَ الْخُصُومَ أَنْ يَأْتُوهُ، فَجَعَلَ يَبْكِي وَيَقُولُ: ارْحَمُونِي رَحِمَكُمُ اللَّهُ. ثُمَّ أَعْفَاهُ بَعْدُ، وَاسْتَقْضَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ غَانِمٍ، فَكَانَ يُشَاوِرُ ابْنَ فَرُّوخٍ فِي أُمُورِهِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، لَمْ أَقْبَلْهَا أَمِيرًا، فَكَيْفَ أَقْبَلُهَا وَزِيرًا؟! فَلَمَّا أَلَحَّ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ خَرَجَ ابْنُ فَرُّوخٍ إِلَى مِصْرَ فَمَاتَ بِهَا.
وَكَانَ يَرَى الْخُرُوجَ وَالسَّيْفَ، فَلَمَّا وَصَلَ إِلَى مِصْرَ رَجَعَ عَنْ هَذَا الرَّأْيِ.
قَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: قَدِمَ مِصْرَ فَسَمِعَ مِنْهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعَمْرُو بن الربيع بن طارق.
قلت: وهشام بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ، وَخَلادُ بْنُ هِلالٍ التَّمِيمِيُّ.
وَقَعَ لَنَا مِنْ عَوَالِيهِ فِي " الْغَيْلانِيَّاتِ " من طريق الترمذي قال: حدثنا مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْهُ.
قَالَ الْجَوْزَجَانِيُّ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ أَبِي مَرْيَمَ يَقُولُ: هُوَ أَرْضَى أَهْلِ الأَرْضِ عِنْدِي.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: تُعْرَفُ مِنْهُ وَتُنْكَرُ.
قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي " سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ ".
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَحَادِيثُهُ غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: مَاتَ بَعْدَ انْصِرَافِهِ مِنَ الْحَجِّ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/666)
158 - عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كُرْزٍ الْفِهْرِيُّ، أَبُو كُرْزٍ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
[ص:668]
عَنْ: نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَالزُّهْرِيِّ، وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ النُّعْمَانِ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ.
وَقَدْ وُلِّيَ قَضَاءَ الْمَوْصِلِ.
ضَعَّفَهُ أَبُو زُرْعَةَ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لا يُعْرَفُ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ كُرْزٍ، مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.(4/667)
159 - د ت ق م تبعاً: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ فُرْعَانَ، عَالِمُ الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ وَقَاضِيهَا وَمُفْتِيهَا وَمُحَدِّثُهَا، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَضْرَمِيُّ الْمِصْرِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
رَوَى عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ الأَعْرَجِ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَمِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ، وَأَبِي يُونُسَ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، وَمُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، وَأَبِي الأَسْوَدَ يَتِيمُ عُرْوَةَ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، وَخَلْقٍ كَثِيرٍ مِنْ أَهْلِ بَلَدِهِ وَمِنْ أَهْلِ الْحَرَمَيْنِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ومُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، وَكَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. وَمِنَ الْكِبَارِ: الأَوْزَاعِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، وَشُعْبَةُ، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: مَا كَانَ مُحَدِّثُ مِصْرَ إِلا ابْنَ لَهِيعَةَ.
وَقَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: احْتَرَقَ مَنْزِلُ ابْنِ لَهِيعَةَ وَكُتُبُهُ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ أَيْضًا: مَنْ كَانَ بِمِصْرَ مِثْلَ ابْنِ لَهِيعَةَ فِي كَثْرَةِ حَدِيثِهِ وَضَبْطِهِ وَإِتْقَانِهِ؟ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى أَنَهُ لَقِيَهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَأَنَّ كُتُبَهُ احْتَرَقَتْ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. [ص:669]
وَأَمَّا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ فَقَالَ: لَمْ يَحْتَرِقْ لَهُ كِتَابٌ، وَكَانَ سَيِّئَ الرَّأْيِ فِيهِ، فَكَأَنَّهُ احْتَرَقَتْ بَعْضُ كُتُبِهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: كَانَ ابْنُ لَهِيعَةَ صَحِيحَ الْكِتَابِ طَلابًا لِلْعِلْمِ.
وَقَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: كَانَ عِنْدَ ابْنِ لَهِيعَةَ الأُصُولُ، وَعِنْدَنَا الْفُرُوعُ.
وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ السَّهْمِيُّ: احْتَرَقَتْ لَهُ كُتُبٌ مَعَ دَارِهِ، وَسَلِمَتْ أُصُولُهُ، أَنَا كَتَبْتُ كِتَابَ عَمَّارِ بْنِ غَزِيَّةَ مِنْ أَصْلِهِ.
قُلْتُ: ضَعَّفَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَغَيْرُهُ، وَسَائِرُ النُّقَّادِ عَلَى أَنَّهُ لا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: كَتَبَ إِلَيَّ ابن لهيعة كتابا، فإذا فيه: حدثنا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبِ. فَقَرَأْتُهُ عَلَى ابْنِ الْمُبَارَكِ، فَأَخْرَجَ إِلَيَّ كِتَابَهُ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، فَإِذَا فِيهِ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ.
قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بِذَاكَ الْقَوِيُّ.
وَرَوَى الدَّارِمِيُّ عَنِ ابْنِ مَعِينِ: ضَعِيفَ الْحَدِيثِ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ سَمَاعِ الْقُدَمَاءِ مِنِ ابْنِ لَهِيعَةَ فَقَالَ: أَوَّلُهُ وَآخِرُهُ سَوَاءٌ، إِلا أَنَّ ابْنَ الْمُبَارَكِ وابن وهب كانا يتتبعان أُصُولَهُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ أَبِي مَرْيَمَ يَقُولُ: حَضَرْتُ ابْنَ لَهِيعَةَ فِي آخِرِ عُمْرِهِ وَقَوْمٌ مِنَ الْبَرْبَرِ يَقْرَأُونَ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ مَنْصُورٍ وَالأَعْمَشِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، لَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِكَ. قَالَ: بَلَى، هَذِهِ أَحَادِيثُ قَدْ مَرَّتْ عَلَى مسامعي. فَلَمْ أَكْتُبْ عَنْهُ بَعْدَ ذَلِكَ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كَانَ ابْنُ لَهِيعَةَ لا يَضْبُطُ، وَلَيْسَ بحجة. [ص:670]
وَقَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: ذَكَرَ النَّسَائِيُّ يَوْمًا ابْنَ لَهِيعَةَ فَضَعَّفَهُ، وَقَالَ: مَا أَخْرَجْتُ مِنْ حَدِيثِهِ شَيْئًا قَطُّ إِلا حَدِيثًا وَاحِدًا، وَهُوَ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ مِشْرَحٍ، عَنْ عُقْبَةَ مَرْفُوعًا قَالَ: " في الحج سجدتان ". أخبرنا به هلال بن العلاء قال: حدثنا مُعَافَى بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَعْيَنَ، عنه.
وقال الجوزجاني: ابن لهيعة لا نور عَلَى حَدِيثِهِ، وَلا يَنْبَغِي أَنْ يُحْتَجَّ بِهِ، وَلا يُعْتَدَّ بِهِ.
وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ: إِنَّهُ كَانَ لا يَرَى ابْنَ لَهِيعَةَ شَيْئًا.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الله قال: أخبرنا صدقة بن عبد الرحمن قال: حدثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ، عَنْ عقبة قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَوْ تَمَّتِ الْبَقَرَةُ ثَلاثَمِائَةِ آيَةٍ لَتَكَلَّمَتْ ".
قَالَ الْمَيْمُونِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَذَكَرَ ابْنَ لَهِيعَةَ فَقَالَ: كَانُوا يَقُولُونَ: احْتَرَقَتْ كُتُبُهُ، فَكَانَ يُؤْتَى بِكُتُبِ النَّاسِ فَيَقْرَأُهَا.
أَحْمَدُ بْنُ حنبل: حدثنا خالد بن خداش قال: قَالَ لِي ابْنُ وَهْبٍ، وَرَآنِي لا أَكْتُبُ حَدِيثَ ابْنِ لَهِيعَةٍ: إِنِّي لَسْتُ كَغَيْرِي فِي ابْنِ لَهِيعَةَ، فَاكْتُبْهَا.
وَعَنْ أَبِي الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي الْجَارُودِ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: يُكْتَبُ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ مَا كَانَ قَبْلَ احْتِرَاقِ كُتُبِهِ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ ابْنُ لَهِيعَةَ شَيْخًا صَالِحًا، وَلَكِنَّهُ كَانَ يُدَلِّسُ عَنِ الضُّعَفَاءِ قَبْلَ احْتِرَاقِ كُتُبِهِ، ثُمَّ احْتَرَقَتْ كُتُبُهُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِأَرْبَعِ سِنِينَ. وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِنَا يَقُولُونَ: سَمَاعُ مَنْ سَمِعَ مِنْهُ قَبْلَ احْتِرَاقِ كُتُبِهِ مِثْلَ الْعَبَادِلَةِ؛ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمَةَ [ص:671] الْقَعْنَبِيُّ، فَسَمَاعُهُمْ صَحِيحٌ، وَمَنْ سَمِعَ مِنْهُ بَعْدَ احْتِرَاقِ كُتُبِهِ فَسَمَاعُهُ لَيْسَ بِشَيْءٍ.
قَالَ: وَكَانَ ابْنُ لَهِيعَةَ مِنَ الْكَتَّابِينَ لِلْحَدِيثِ، وَالْجَمَّاعِينَ لِلْعِلْمِ، والرحالين فيه. ولقد حدثني شكر قال: حدثنا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ الْمُنْذِرِ قَالَ: كَانَ ابْنُ لَهِيعَةَ يُكَنَّى أَبَا خَرِيطَةَ؛ وَذَاكَ أَنَّهُ كَانَتْ لَهُ خَرِيطَةٌ مُعَلَّقَةٌ فِي عُنُقِهِ، فَكَانَ يَدُورُ بِمِصْرَ، فَكُلَّمَا قَدِمَ قَوْمٌ كَانَ يَدُورُ عَلَيْهِمْ، فَكَانَ إِذَا رَأَى شَيْخًا سَأَلَهُ: مَنْ لَقِيتَ؟ وَعَمَّنْ كَتَبْتَ؟
عُثْمَانُ بْنُ صالح السهمي: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ قَاضِي مِصْرَ قَالَ: أَنَا حَمَلْتُ رِسَالَةَ اللَّيْثِ إِلَى مَالِكٍ، فَجَعَلَ مَالِكٌ يَسْأَلُنِي عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ وَأُخْبِرُهُ بِحَالِهِ، فَجَعَلَ يَقُولُ: أَلَيْسَ يَذْكُرُ الْحَجَّ؟ فَسَبَقَ إِلَى قَلْبِي أَنَّهُ يُرِيدُ مُشَافَهَتَهُ وَالسَّمَاعَ مِنْهُ.
قَالَ ابْنُ حبان: قد سبرت أَخْبَارَ ابْنَ لَهِيعَةَ مِنْ رِوَايَةِ الْمُتَقَدِّمِينَ وَالْمُتَأَخِّرِينَ، فَرَأَيْتُ التَّخْلِيطَ عَنْهُ فِي رِوَايَةِ الْمُتَأَخِّرِينَ مَوْجُودًا، وَمَا لا أَصْلَ لَهُ فِي رِوَايَةِ الْمُتَقَدِّمِينَ كَثِيرًا، فَرَجَعْتُ إِلَى الاعْتِبَارِ، فَرَأَيْتُهُ يُدَلِّسُ عَنْ قوم ضعفى عَلَى قَوْمٍ رَآهُمُ ابْنُ لَهِيعَةَ ثِقَاتٌ، فَأَلْزَقَ تِلْكَ الْمَوْضُوعَاتِ بِهِمْ.
قَالَ قُتَيْبَةُ: لَمَّا احْتَرَقَتْ كُتُبُ ابْنِ لَهِيعَةَ بَعَثَ إِلَيْهِ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ بِأَلْفِ دِينَارٍ، وَقَالَ: حَضَرْتُ مَوْتَ ابْنَ لَهِيعَةَ، فَسَمِعْتُ اللَّيْثَ يَقُولُ: مَا خَلَّفَ مِثْلَهُ.
وَقَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنُ حبان يَقُولُ: جَاءَ قَوْمٌ وَمَعَهُمْ جُزْءٌ، فَقَالُوا: سَمِعْنَاهُ مِنَ ابْنِ لَهِيعَةَ، فَنَظَرْتُ فِيهِ فَإِذَا لَيْسَ فِيهِ حَدِيثٌ مِنْ حَدِيثِهِ، فَقُمْتُ إِلَى ابْنِ لَهِيعَةَ فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالَ: فَمَا أَصْنَعُ بِهِمْ؟ يَجِيئُونَ بِكِتَابٍ فَيَقُولُونَ: هَذَا مِنْ حَدِيثِكَ، فَأُحَدِّثُهُمْ بِهِ.
قُلْتُ: وَلِيَ ابْنُ لَهِيعَةَ قَضَاءَ مِصْرَ لِلْمَنْصُورِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، فَبَقِيَ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ، وَرُزِقَ فِي الشَّهْرِ ثَلاثِينَ دِينَارًا.
وَقَدْ قَالَ ابْنُ وَهْبٍ مَرَّةً: حَدَّثَنِي وَاللَّهِ الصَّادِقُ الْبَارُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ.
قُلْتُ: وَمَنَاكِيرُهُ جَمَّةٌ، وَمِنْ أَرْدَئِهَا: كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ أَنَّ حُيَيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ [ص:672] رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي مَرَضِهِ: " ادْعُوا لِي أَخِي ". فَدَعُوا أَبَا بَكْرٍ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ: " ادْعُوا لِي أَخِي ". فَدَعَوْا لَهُ عُمَرَ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ عُثْمَانَ كَذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ: " ادْعُوا لِي أَخِي ". فَدَعَوْا لَهُ عَلِيًّا، فَسَتَرَهُ بِثَوْبِهِ وَانْكَبَّ عَلَيْهِ، فَلَمَّا خَرَجَ قِيلَ: يَا أَبَا الْحَسَنِ، مَاذَا قَالَ لَكَ؟ قَالَ: عَلَّمَنِي أَلْفَ بَابٍ، يَفْتَحُ كُلُّ بَابٍ أَلْفَ بَابٍ.
رَوَاهُ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثُمَّ قَالَ: لَعَلَّ الْبَلاءَ فِيهِ مِنَ ابْنِ لَهِيعَةَ، فَإِنَّهُ مُفْرِطٌ فِي التَّشَيُّعِ. كَذَا قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَبْلَهُ رَمَاهُ بِالتَّشَيُّعِ، وَكَامِلُ الْجَحْدَرِيُّ وَإِنْ كَانَ قَدْ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ، وَقَالَ ابْنُ حَنْبَلٍ: مَا عَلِمْتُ أَحَدًا يَدْفَعُهُ بِحُجَّةٍ، فَقَدْ قَالَ فِيهِ أَبُو داود: رَمَيْتُ بِكُتُبِهِ، وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. فَلَعَلَّ الْبَلاءَ مِنْ كَامِلٍ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَقَدْ وَقَعَ لِي غَيْرُ حَدِيثٍ مِنْ عَوَالِي ابْنِ لَهِيعَةَ.
وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ: مَاتَ فِي نِصْفِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَوُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ مَوْلِدُهُ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ، رَحِمَهُ اللَّهُ.(4/668)
160 - خ ت ق: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ بْنِ النَّضْرِ الأَنْصَارِيُّ الْبَصْرِيُّ، أَبُو الْمُثَنَّى. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: عَمِّهِ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ. وَقِيلَ: إِنَّهُ سَمِعَ مِنَ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بن عبد الوراث، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُسدَّدٌ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ بَكَّارٍ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ مَرَّةً: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ، وَقَالَ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. [ص:673]
وقال أبو داود: لا أخرج حديثه.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: لا يُتَابَعُ عَلَى أَكْثَرِ حَدِيثِهِ.
وقال التبوذكي: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى، وَلَمْ يَكُنْ فِي الْقَرْيَتَيْنِ بِعَظِيمٍ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.(4/672)
161 - د: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَبُو يَحْيَى الأَسْلَمِيُّ سَحْبَلُ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
أَخُو الْفَقِيهِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى.
وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ أَوْثَقَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ.
رَوَى عَنْ: سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، وَأَبِيهِ، وَعَمِّهِ أُنَيْسٍ، وَبُكَيْرِ بْنِ الأَشَجِّ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، وَالْوَاقِدِيُّ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَأَخُوهُ عَبْدُ الْمَلِكِ الْقَعْنَبِيُّ، وَمُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَسُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، فِيمَا قِيلَ. وَطَالَ عُمْرُهُ، وَتَأَخَّرَ عَنْ أَخِيهِ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِينٍ، وَأَبُو داود.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يَرْوِي عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ.
وَقَدْ وَهِمَ ابْنُ حِبَّانَ فِي سِنِّهِ فَقَالَ: عَاشَ سَبْعًا وَخَمْسِينَ سَنَةً. قَالَ: وَمَاتَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/673)
162 - عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُسْلِمٍ الرَّقَاشِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: جَدِّهِ.
وَعَنْهُ: جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَمُسدَّدٌ، وَابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ. [ص:674]
قَالَ الْبُخَارِيُّ وَأَبُو حَاتِمٍ: فِي حَدِيثِهِ نَظَرٌ.(4/673)
163 - ت: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ جُنْدَبٍ الْهُذَلِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، وَأَبُو مَرْوَانَ الْعُثْمَانِيُّ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بأس به.(4/674)
164 - ق: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْسَرَةَ، أَبُو لَيْلَى، وَيُقَالُ: أَبُو إِسْحَاقَ، وَقِيلَ: أَبُو عَبْدِ الْجَلِيلِ، الْحَارِثِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، وَعِلْبَاءِ بْنِ أَحْمَرَ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَرَّةَ، وَمَزْيَدَةَ بْنِ جَابِرٍ، وَأَبِي جَرِيرٍ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَالْغَالِبُ عَلَيْهِ أَبُو إِسْحَاقَ الْكُوفِيُّ.
رَوَى عَنْهُ هُشَيْمٌ وَكَانَ لا يُفْصِحُ بِاسْمِهِ، وَوَكِيعٌ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَمُسْلِمٌ، وَأَحْمَدُ بْنُ يونس، وسعدويه، وإسحاق ابن الطَّبَّاعِ، وَآخَرُونَ.
ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَالنَّسَائِيُّ، وَالنَّاسُ.(4/674)
165 - خ م: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ الْيَمَامِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَمُسدَّدٌ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ: كَانَ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ وَأَهْلِ الْوَرَعِ وَالدِّينِ، مَا رَأَيْتُ بِالْيَمَامَةِ خَيْرًا مِنْهُ، رَوَى لَنَا عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ أَكْلِ أُذُنَيِ الْقَلْبِ.
قُلْتُ: قَلَّ مَا رَوَى عَبْدُ اللَّهِ.(4/674)
166 - د ق: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ سلمان الثَّقَفِيُّ، أَبُو يَعْقُوبَ الْبَصْرِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالتَّوْأَمِ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
رَوَى عَنْ: ابن أبي مُليكة، وعبد الملك بن عُمير.
وَعَنْهُ: عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، وَعَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، وَخَلَفٌ الْبَزَّارُ، وَقُتَيْبَةُ، وَآخَرُونَ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: صَالِحٌ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: فِيهِ لِينٌ.(4/675)
167 - عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي هُنَيْدَةَ الصَّيْرَفِيُّ الْمِصْرِيُّ، يُكَنَّى أَبَا رَجَاءٍ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِي قَبِيلٍ المعافري، وابن هبيرة السبئي.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: مَاتَ بَعْدَ السَّبْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/675)
168 - عَبْدُ الْحَكَمِ بْنُ أَعْيَنَ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ.
قَدْ تَقَدَّمَ فِي الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ.
رَوَى عَنْهُ: وَلَدُهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَغَيْرُهُمَا.
يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/675)
169 - ت: عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ الْحَسَنِ الْهِلالِيُّ الْكُوفِيُّ، أَبُو عُمَرَ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
نَزِيلُ الرِّيِّ.
عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَقَتَادَةَ، وَأَبِي التَّيَّاحِ يَزِيدَ الضُّبَعِيِّ، وَأَبِي بِشْرٍ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي وَحْشِيَّةَ.
وَعَنْهُ: هِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وداهر بن نوح، ومحمد بن موسى الحرشي، وَعِدَّةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَقَالَ مَرَّةً: ثِقَةٌ. [ص:676]
وَضَعَّفَهُ أَبُو زُرْعَةَ وَالدَّارَقُطْنِيُّ.(4/675)
170 - ت ق: عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَبُو عُمَرَ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
أَخُو فُلَيْحٍ.
عَنْ: أَبِي الزِّنَادِ، وَأَبِي حَازِمٍ الأَعْرَجِ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، وَقُتَيْبَةُ، وَلُوَيْنُ، وَآخَرُونَ.
ضَعَّفَهُ عَلِيُّ ابن الْمَدِينِيِّ.
وَكَانَ ضَرِيرًا، سَكَنَ بَغْدَادَ.
قَالَ عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.(4/676)
171 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَرِيرٍ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وَأَبِي الْحُوَيْرِثِ.
وَعَنْهُ: نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشِيرٍ الدَّعَّاءُ، وَغَيْرُهُمَا.
لا أَعْرِفُهُ بَعْدُ.(4/676)
172 - 4: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، أَبُو مُحَمَّدٍ المدني. [الوفاة: 171 - 180 ه]
أَحَدُ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وَسُهَيْلَ بْنَ أَبِي صَالِحٍ، وَمُوسَى بْنَ عُقْبَةَ، وَعَمْرَو بْنَ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ، وَهِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ، وَطَبَقَتَهُمْ.
وَعَنْهُ: ابْنُ جُرَيْجٍ وَهُوَ مِنْ شُيُوخِهِ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: هُوَ أَثْبَتُ النَّاسِ فِي هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ.
وَضَعَّفَهُ ابْنُ مَهْدِيٍّ وَابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ فَقِيهًا مُفْتِيًا.
وَقَالَ الْخَطِيبُ: رَوَى عَنْهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَسُرَيْجُ بْنُ [ص:677] النُّعْمانِ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ داود الْهَاشِمِيُّ، وَداود بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ. انْتَقَلَ مِنَ الْمَدِينَةِ فَنَزَلَ بَغْدَادَ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: مَا حَدَّثَ بِالْمَدِينَةِ فَصَحِيحٌ، وَمَا حَدَّثَ بِبَغْدَادَ أَفْسَدَهُ الْبَغْدَادِيُّونَ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ الْفَلاسُ: فِيهِ ضَعْفٌ، كَانَ يَحْيَى وَابْنُ مَهْدِيٍّ لا يَرْوِيَانِ عَنْهُ.
وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: هُوَ كذا وكذا؛ يَعْنِي يُلَيِّنُهُ.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ الْبَغْدَادِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: إِنِّي لأَعْجَبُ مِمَّنْ يَعُدُّ فِي الْمُحَدِّثِينَ فُلَيْحَ وَابْنَ أَبِي الزِّنَادِ.
وَقَالَ عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينِ: ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، وَفُلَيْحٌ، وَابْنُ عُقَيْلٍ، وَعَاصِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ - لا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِمْ.
قُلْتُ: أَمَّا فليح فاحتج به صاحبا الصَّحِيحِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مِمَّنْ يَنْفَرِدُ بِالْمَقْلُوبَاتِ عَنِ الأَثْبَاتِ، وَكَانَ ذَلِكَ من سوء حفظه وكثرة خطئه، فَلا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ إِلا فِيمَا وَافَقَ الثِّقَاتِ؛ فَهُوَ صَادِقٌ.
قَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: أَخَذَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْقِرَاءَةَ عَرْضًا عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَارِئِ، ثُمَّ رَوَى الْحُرُوفَ عَنْ نَافِعِ بْنِ أَبِي نُعَيْمٍ، وَرَوَى عَنْهُ الْحُرُوفَ حَجَّاجٌ الأَعْوَرُ. وَسَمِعَ مِنْهُ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ الْكِسَائِيُّ، وَابْنُ وَهْبٍ.
قَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: لَيْسَ بِالْحَافِظِ عِنْدَهُمْ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ ومائة.(4/676)
173 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ ابْنِ الأَصْبَهَانِيِّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: عِكْرِمَةَ، وَالشَّعْبِيِّ.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ ابن الأصبهاني، ومحمد بن سليمان ابن الأَصْبَهَانِيُّ أَقَارِبُهُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو داود: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَرَوى إِسْحَاقُ الْكَوْسَجُ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.(4/678)
174 - خ م د ق: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ ابْنِ الْغَسِيلِ، أَبُو سُلَيْمَانَ الأَنْصَارِيُّ الأَوْسِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
وَقِيلَ لِجَدِّهِمُ: الْغَسِيلُ؛ لِأَنَّهُ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ وَهُوَ جُنُبٌ فَغَسَّلَتْهُ الْمَلائِكَةُ.
رَأَى عَبْدَ الرَّحْمَنِ بن سعد السَّاعِدِيَّ، وَرَوَى عَنْ عِكْرِمَةَ، وَأُسَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدٍ، وَالْمُنْذِرِ وَالزُّبَيْرِ ابْنَيْ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، وَعَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، وَعَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمَسْعُودِيُّ، وَجُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْوَزِيرِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ وَالدَّارَقُطْنِيُّ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَرَوَى عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: صُوَيْلِحٌ. [ص:679]
أخبرنا عبد الحافظ ويوسف بن غالية، قالا: أخبرنا موسى بن عبد القادر قال: أخبرنا سعيد ابن البناء قال: أخبرنا علي بن السري قال: أخبرنا أبو طاهر الذهبي قال: حدثنا عبد الله البغوي قال: حدثنا محمد بن عبد الوهاب الحارثي قال: حدثنا عبد الرحمن ابن الْغَسِيلِ، عَنْ أُسَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ - وَكَانَ بَدْرِيًّا - قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ بَقِيَ مِنْ بِرِّ وَالِدَيَّ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِمَا شَيْءٌ أَبَرُّهُمَا بِهِ؟ قَالَ: " نَعَمْ، الصَّلاةُ عَلَيْهِمَا، وَالاسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا مِنْ بَعْدِهِمَا، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لا رَحِمَ لَكَ إِلا مِنْ قِبَلِهِمَا، فَهَذَا الذي بَقِيَ عَلَيْكَ ".
هَذَا حَدِيثٌ صَالِحُ الإِسْنَادِ، رَوَاهُ أبو داود وابن ماجة مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ عَنْ عبد الرحمن ابن الْغَسِيلِ، وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي " كِتَابِ الأَدَبِ " لَهُ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ عَنْهُ، فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا، ولله الحمد.
مات عبد الرحمن سنة إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، عَنْ نَحْوٍ مِنْ مِائَةِ سَنَةٍ.(4/678)
175 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعُرْيَانِ الْحَارِثِيُّ الْبَصْرِيُّ، أبو الحسن. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: أبي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَالأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ، وَمَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ.
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ.(4/679)
176 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ معاوية بْن هشام بْن عَبْد الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، الأَمِيرُ الأُمَوِيُّ الْمَرْوَانِيُّ الدَّاخِلُ إِلَى الأَنْدَلُسِ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
[ص:680]
وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ تَمَلَّكَ الأَنْدَلُسَ، وَذَلِكَ أَنَّهُ هَرَبَ وَانْفَلَتَ مِنْ بَنِي الْعَبَّاسِ عِنْدَ اسْتِيلائِهِمْ، وَأَبْعَدَ إِلَى الْمَغْرِبِ، فَرَوَى جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْدَلُسِيُّ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُعَاوِيَةَ الدَّاخِلَ لَمَّا سَارَ هَارِبًا مِنْ مِصْرَ صَارَ إِلَى أَرْضِ بَرْقَةَ، فَأَقَامَ بِهَا خَمْسَ سِنِينَ، ثُمَّ رَحَلَ مِنْهَا يُرِيدُ الأَنْدَلُسَ، فَدَخَلَ بَدْرٌ مَوْلاهُ يَتَجَسَّسُ عَنِ الأَخْبَارِ، فَقَالَ لِلْمُضَرِيَّةِ: لَوْ وَجَدْتُمْ رَجُلا مِنْ أَهْلِ الْخِلافَةِ أَكُنْتُمْ تُبَايِعُونَهُ؟ قَالُوا: وَكَيْفَ لَنَا بِذَاكَ؟ فَقَالَ بَدْرٌ: هَذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ. فَأَتَوْهُ فَبَايَعُوهُ، فَوُلِّيَ عَلَيْهِمْ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ سَنَةً، ثُمَّ وُلِّيَ ابْنُهُ مِنْ بَعْدِهِ.
قَالَ: وَدُخُولُهُ الأَنْدَلُسِ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. وَكَانَ يُوسُفُ الْفِهْرِيُّ أَوَّلَ مَنْ قَطَعَ الدَّعْوَةَ عَنْهُمْ، وَكَانَ مَنْ قَبْلَهُ يَدْعُونَ لِوَلَدِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بِالْخِلافَةِ، فَأَبْطَلَ يُوسُفُ ذَلِكَ وَدَعَا لِنَفْسِهِ، فَلَمَّا دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الدَّاخِلُ إِلَى الأَنْدَلُسِ قَاتَلَ يُوسُفَ، وَاسْتَوْلَى عَلَى الْبِلادِ.
قُلْتُ: وَبَقِيَ مُلْكُ الأَنْدَلُسِ بِأَيْدِي أَوْلادِهِ إِلَى رَأْسِ الأَرْبَعِمِائَةِ، وَبَلَغَنَا أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُعَاوِيَةَ لَمَّا تَوَجَّهَ إِلَى يُوسُفَ الْفِهْرِيِّ عَدَّى إِلَى الْجَزِيرَةِ فَنَزَلَهَا، فَاتَّبَعَهُ أَهْلُهَا، فَمَضَى فِي عَسْكَرٍ إِلَى إِشْبِيلِيَّةَ، فَأَطَاعَهُ أَهْلُهَا، ثُمَّ مَضَى إِلَى قُرْطُبَةَ فَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا، فَكَانَ كُلَّمَا قَصَدَ مَدِينَةً بَايَعُوهُ، فَلَمَّا رَأَى يُوسُفُ الْعَسَاكِرَ قَدْ أَظَلَّتْهُ هَرَبَ إِلَى دَارِ الشِّرْكِ، فَتَحَصَّنَ هُنَاكَ، فَغَزَاهُ فِيمَا بَعْدُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الدَّاخِلُ، فَوَقَعَتْ نَفْرَةٌ فِي عَسْكَرِهِ فَانْهَزَمَ، وَرَجَعَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مُظَفَّرًا مَنْصُورًا، وَجَعَلَ لِمَنْ يَأْتِيهِ بِرَأْسِ يُوسُفَ مَالا، فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ خَاصَّةِ يُوسُفَ بِرَأْسِهِ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُمَيْدِيُّ: وُلِدَ الأَمِيرُ أَبُو الْمُطَرِّفِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بِالشَّامِ سَنَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ، وَدَخَلَ الأَنْدَلُسَ فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ، فَقَامَتْ مَعَهُ الْيَمَانِيَّةُ، وَحَارَبَ يُوسُفَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفِهْرِيَّ مُتَوَلِّي الأَنْدَلُسِ، فَهَزَمَهُ وَاسْتَوْلَى عَلَى قُرْطُبَةَ يَوْمَ النَّحْرِ مِنَ الْعَامِ، وَعَاشَ إِلَى سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ. قَالَهُ لَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنِ حَزْمٍ.
قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى سِيرَةٍ جَمِيلَةٍ مِنَ الْعَدْلِ، وَمِنْ قُضَاتِهِ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ الْحَضْرَمِيُّ الحمصي. [ص:681]
قال أبو المظفر الأَبِيوَرْدِيُّ: كَانُوا يَقُولُونَ: مَلَكَ الدُّنْيَا ابْنَا بَرْبَرِيَّتَيْنِ؛ يَعْنُونَ الْمَنْصُورَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُعَاوِيَةَ.
وَكَانَ الْمَنْصُورُ إِذَا ذُكِرَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ذَاكَ صَقْرُ قُرَيْشٍ، دَخَلَ الْمَغْرِبَ وَقَدْ قُتِلَ قَوْمُهُ، فَلَمْ يَزَلْ يَضْرِبُ الْعَدْنَانِيَّةَ بِالْقَحْطَانِيَّةِ حَتَّى تَمَلَّكَ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنِ حَزْمٍ: أَقَامَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي بِلادِهِ يَدْعُو بِالْخِلافَةِ لِأَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ أَعْوَامًا، ثُمَّ تَرَكَ الْخُطْبَةَ.
وَقِيلَ: لَمَّا تَوَطَّدَ مُلْكُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَارَتْ إِلَيْهِ بَنُو أُمَيَّةَ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ، فَأَكْرَمَ مَوْرِدَهُمْ وَادَّبَّرَ أَرْزَاقَهُمْ، وَلَمْ يَهْجُهُ بَنُو الْعَبَّاسِ، وَلا هُوَ تَعَرَّضَ لَهُمْ، بَلْ قَنَعَ بِإِقْلِيمِ الأَنْدَلُسِ.
قَالَ سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ اللُّغَوِيُّ الَّذِي تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعِمِائَةٍ: كَانَ بِقُرْطُبَةَ جَنَّةٌ اتَّخَذَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَكَانَ فِيهَا نَخْلَةٌ أَدْرَكْتُهَا، وَمِنْهَا تَوَلَّدَتْ كُلُّ نَخْلَةٍ بِالأَنْدَلُسِ.
قَالَ: وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ:
يَا نَخْلُ أَنْتِ غَرِيبَةٌ مِثْلِي ... فِي الْغَرْبِ نَائِيَةٌ عَنِ الأهل
فابكي، وهل تبكي مكمشة ... عجماء، لم تطبع على خبل؟
لَوْ أَنَّهَا تَبْكِي، إِذًا لَبَكَتْ ... مَاءَ الْفُرَاتِ وَمَنْبِتَ النَّخْلِ
لَكِنَّهَا ذَهَلَتْ، وَأَذْهَلَنِي ... بُغْضِي بَنِي الْعَبَّاسِ عَنْ أَهْلِي
وَمِنْ شِعْرِهِ أَيْضًا:
أَيُّهَا الرَّاكِبُ الْمُيَمِّمُ أَرْضِي ... أَقْرِ مِنْ بَعْضِي السَّلامَ لِبَعْضِي
إِنَّ جِسْمِي كَمَا عَلِمْتَ بِأَرْضٍ ... وَفُؤَادِي ومالكيه بأرض
قدر البين بيننا فافترقنا ... فطوى الْبَيْنُ عَنْ جُفُونِيَ غَمْضِي
وَقَضَى اللَّهُ بِالْفِرَاقِ عَلَيْنَا ... فَعَسَى بِاجْتِمَاعِنَا اللَّهُ يَقْضِي
تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ، وَقَامَ مِنْ بَعْدِهِ ابْنُهُ هِشَامٌ.(4/679)
177 - خ 4: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
مَوْلَى آلِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.
حَدَّثَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، وَأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ مَعَ تَقَدُّمِهِ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ لا اللَّيْثِيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ، وقتيبة بن سعيد، وآخرون.
قال ابن خراش: صدوق.
وقد قدمنا أَنَّ الْمَنْصُورَ آذَاهُ وَضَرَبَهُ ضَرْبًا شَدِيدًا لِيَدُلَّهُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، وَسَجَنَهُ مُدَّةً، وَكَانَ مِنْ شِيعَتِهِمْ.
قَالَ أَبُو طَالِبٍ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حنبل عن ابن أَبِي الْمَوَالِ، فَقَالَ: لا بَأْسَ بِهِ، وَكَانَ مَحْبُوسًا فِي الْمُطَبَّقِ حِينَ هَرَبَ، وَيَرْوِي حَدِيثَ الاسْتِخَارَةِ، لَيْسَ يَرْوِيهِ غَيْرُهُ، وَهُوَ حَدِيثٌ مُنْكَرٌ. قلت: هو منكر؟ قال: نعم. قَالَ: وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ يَقُولُونَ إِذَا كَانَ حَدِيثَ غَلَطِ: ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ. وَأَهْلُ الْبَصْرَةِ يَقُولُونَ: ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ، يُحِيلُونَ عَلَيْهِمَا.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وَقَدْ رَوَى حَدِيثَ الاسْتِخَارَةِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ، كَمَا رَوَاهُ ابْنُ أَبِي الْمَوَالِ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/682)
178 - عَبْدُ السَّلامِ بْنُ مَكْلَبَةَ الْبَيْرُوتِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: ابْنِ جُرَيْجٍ، وَأَبِي أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيِّ، وَالأَوْزَاعِيِّ.
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَغَيْرُهُمْ.
مَاتَ كَهْلا، وَلَمْ يُلَيَّنْ.(4/682)
179 - عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلِ بْنِ مُنَبِّهٍ الْيَمَانِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وعمه وهب بن منبه، وطاووس، وَعِكْرِمَةَ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: ابْنُ أَخِيهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَأَخُوهُ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هَمَّامٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ، وَعُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَغَيْرُهُمْ مِنْ أَهْلِ صَنْعَاءَ. [ص:683]
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ.
قَالَ أَحْمَدُ: كَانَ قَدْ عَمَّرَ، وَأَظُنُّهُ مَاتَ أَيَّامَ هُشَيْمٍ.
قُلْتُ: مَعَ ثِقَتِهِ لَمْ يُخَرِّجْ لَهُ أَحَدٌ.(4/682)
180 - عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحُصَيْنِ بْنِ التَّرْجُمَانَ، أَبُو سَهْلٍ الْمَرْوَزِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: الزُّهْرِيِّ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَعَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي الْمُخَارِقِ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ يَمَانٍ الرَّازِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَآخَرُونَ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ عِنْدَهُمْ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ مُسْلِمٌ: ذَاهِبُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا، وَسَاقَ الأَسْمَاءَ الْحُسْنَى.(4/683)
181 - م د: عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الرُّبَيِّعِ بْنِ سَبْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيُّ [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: وَلَدَاهُ؛ سَبْرَةُ وَحَرْمَلَةُ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ.(4/683)
182 - عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سَلْمَانَ الرَّاسِبِيُّ الْبَصْرِيُّ، الزَّاهِدُ الْمُذَكِّرُ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
وَكَانَتْ رَابِعَةُ الْعَدَوِيَّةُ تُسَمِّيهِ سَيِّدَ العابدين، قال أحمد بن أبي الحواري: حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَيْرٍ قَالَ: قِيلَ لِعَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّاسِبِيِّ: مَا بَقِيَ مِمَّا يُلْتَذُّ بِهِ؟ قال: سرادب أخلو به فيه.
وحكى أَبُو طَاهِرٍ التَّبَّانُ قَالَ: كَانَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بن سلمان إذا ذكر [ص:684] الْمَوْتُ وَالْقِيَامَةُ صَرَخَ كَمَا تَصْرُخُ الثَّكْلَى، وَيَصْرُخُ الْخَائِفُونَ مِنْ جَوَانِبِ الْمَسْجِدِ.(4/683)
183 - ع: عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ الأَنْصَارِيُّ الْبَصْرِيُّ الدَّبَّاغُ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
مَوْلَى حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ.
رَوَى عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ.
وَعَنْهُ: مُسَدَّدٌ، وَيَعْلَى بْنُ أَسَدٍ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(4/684)
184 - ت: عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُرْجَانِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
قَاضِي جُرْجَانَ.
هَرَبَ مِنَ الْقَضَاءِ وَجَاوَرَ بِمَكَّةَ.
رَوَى عَنْ: ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، وَأَبِي حَنِيفَةَ.
وَعَنْهُ: الشَّافِعِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ.
مَاتَ سَنَةَ بِضْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/684)
185 - عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس بْن عَبْد الْمُطَّلِبِ العباسي الأمير. [الوفاة: 171 - 180 ه]
ولي غزو الروم، وكان أمير غزوة أقراطية في جيش لجب، فدخل من درب الصفاف، وَرَجَعَ مَنْصُورًا عَلَى دَرْبِ الْحَدَثِ، وَغَنِمَ الْمُسْلِمُونَ وَحَصَّلُوا مِنَ السَّبْيِ سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفِ نَسَمَةٍ.(4/684)
186 - عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ الأَنْصَارِيُّ الأَعْرَجُ، أَبُو الطَّاهِرِ الْمَدَنِيُّ الْفَقِيهُ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
وَلِيَ قَضَاءَ دِيَارِ مِصْرَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ مِنْ جِلَّةِ الْعُلَمَاءِ، بَصِيرًا بِالأَحْكَامِ، مُتَضَلِّعًا بِمَعْرِفَةِ أَقْوَالِ أَئِمَّةِ الْمَدِينَةِ كَالْقَاسِمِ وَسَالِمٍ وَرَبَيْعَةَ الرَّأْيِ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ، وَعَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وهب، وعبد الله بن صالح العجلي، وسريج بن النعمان. [ص:685]
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ بِبَغْدَادَ، وَكَانَ قَاضِيًا بها للرشيد.
وقال غيره: ولي قضاء الجانب الشَّرْقِيِّ، وَلَمْ تَطُلْ مُدَّتُهُ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَمِمَّنْ يَرْوِي عَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ.
وَقِيلَ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ. وَقِيلَ: سَنَةَ ثَمَانٍ.
وَثَّقَهُ الْخَطِيبُ.(4/684)
187 - ت ق: عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعدٍ السَّاعِدِيُّ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
هُوَ أَخُو أُبَيٍّ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَزَوْجَةِ جَدِّهِ هِنْدٍ، وَأَبِي حَازِمٍ المديني.
وَعَنْهُ: ابنه عباس، ويعقوب بن محمد الزُّهْرِيِّ، وَيَعْقُوبُ بْنُ كَاسِبٍ، وَأَبُو مُصْعَبٍ، وَآخَرُونَ.
لَهُ نَحْوٌ مِنْ عَشَرَةِ أَحَادِيثَ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: منكر الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ معين: ضعيف.
وقال ابن حبان: لا يُحتج بِهِ.(4/685)
188 - ع: عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ الْعَبْدِيُّ مَوْلاهُمُ، الْبَصْرِيُّ، أَبُو بِشْرٍ، وَقِيلَ: أَبُو عُبَيْدَةَ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
مِنْ مَشَاهِيرِ الْعُلَمَاءِ.
رَوَى عَنْ: حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، وَكُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَعُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، وَالأَعْمَشِ، وَالْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ: أَبُو داود الطَّيَالِسِيُّ، وَعَفَّانُ، وَمُسَدَّدٌ، وَقُتَيْبَةُ، وَالْقَوَارِيرِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ. [ص:686]
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَلَيَّنَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَقَالَ: قَلَّ مَا رَأَيْتُهُ يَطْلُبُ الْعِلْمَ.
وَقَالَ أَبُو داود الطَّيَالِسِيُّ: عَمَدَ عَبْدُ الْوَاحِدِ إِلَى أَحَادِيثَ كَانَ الأَعْمَشُ يُرْسِلُهَا، فَوَصَلَهَا كُلَّهَا.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ عَبْدَ الْوَاحِدِ يَطْلُبُ حَدِيثًا قَطُّ بِالْبَصْرَةِ وَلا الْكُوفَةِ، وَكُنَّا نَجْلِسُ عَلَى بَابِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْدَ الصَّلاةِ أُذَاكِرُهُ حَدِيثَ الأَعْمَشِ، لا يَعْرِفُ مِنْهُ حَرْفًا.
قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ، وَالْفَلاسُ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ: سَنَةَ سَبْعٍ.(4/685)
189 - ع: عَبْدُ الْوَارِثِ، هُوَ الإِمَامُ أَبُو عُبَيْدَةَ عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ الْعَنْبَرِيُّ مَوْلاهُمُ، الْبَصْرِيُّ التَّنُّورِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
أَحَدُ الأَعْلامِ.
رَوَى عَنْ: أَيُّوبَ، وَيَزِيدَ الرِّشْكِ، وَأَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، والجعد أبي عثمان، وشعيب بْنِ الْحَبْحَابِ، وَابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ الصَّمَدِ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُسَدَّدٌ، وَقُتَيْبَةُ، وَبِشْرُ بْنُ هِلالٍ الصَّوَّافُ، وَأَبُو مَعْمَرٍ الْمُقْعَدِ، وَحُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
وَقَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلاءِ وَغَيْرِهِ، وَتَلا عَلَيْهِ غَيْرُ وَاحِدٍ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ الْجَرْمِيُّ: مَا رَأَيْتُ فَقِيهًا قَطُّ أَفْصَحَ مِنْ عَبْدِ الْوَارِثِ، وَكَانَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ أَفْصَحَ مِنْهُ.
قُلْتُ: قَدْ كَانَ عَبْدُ الْوَارِثِ إِمَامًا حُجَّةً مُتَعَبِّدًا، لَكِنَّهُ قَدَرِيٌّ، نَسْأَلُ اللَّهَ الْعَفْوَ، وَكَانَ مِنْ خَوَاصِّ تَلامِذَةِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ. [ص:687]
قَالَ مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ: قِيلَ لِأَبِي داود الطيالسي: لم لا تُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ؟ قَالَ: أُحَدِّثُكَ عَنْ رَجُلٍ كَانَ يَزْعُمُ أَنَّ يَوْمًا مِنْ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ أَكْثَرُ مِنْ عُمْرِ أَيُّوبَ وَابْنِ عون ويونس؟
قال الفسوي: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: كُنَّا نَسْمَعُ مِنْ عَبْدِ الْوَارِثِ، فَإِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ ذَهَبْنَا فَلَمْ نُصَلِّ خَلْفَهُ.
قَالَ: وَقِيلَ لابْنِ الْمُبَارَكِ: كَيْفَ رَوَيْتَ عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ وَتَرَكْتَ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ؟ قَالَ: إِنَّ عَمْرًا كَانَ دَاعِيًا.
وَقَالَ عَلِيٌّ: سَمِعْتُ يَحْيَى الْقَطَّانَ وَذُكِرَ لَهُ أَنَّ عَبْدَ الْوَارِثِ قَالَ: سَأَلْتُ شُعْبَةَ عَنِ الْخُرُوجِ مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، فَأَمَرَنِي بِهِ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ يَحْيَى وَقَالَ: كَانَ شُعْبَةُ لا يَرَى يَوْمَ صِفِّينَ، وَلا يَرَى الْخُرُوجَ مَعَ عَلِيٍّ، يَرَى الْخُرُوجَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ! وَأَنَا سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: مَا أَدْرِي أَخْطَأُوا أَمْ أَصَابُوا.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: لَمْ يَكْتُبْ أَبِي عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ حَرْفًا حَتَّى مَاتَ.
وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ: مَا رَأَيْتُ يَحْيَى الْقَطَّانَ رَوَى عَنْ أَحَدٍ مِنْ مَشَايِخِنَا قَبْلَ مَوْتِهِ، إِلا عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ.
قُلْتُ: وَكَانَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ يَنْهَى عَنِ الأَخْذِ عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ لِمَكَانِ الْقَدَرِ.
مَوْلِدُهُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، بَعْدَ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ بِأَشْهُرٍ.(4/686)
• - عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ، هُوَ أَبُو بَكْرٍ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
يَأْتِي بِالْكُنْيَةِ.(4/687)
190 - ع: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، أَبُو وَهْبٍ الرَّقِّيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
عالم أهل الجزيرة ومحدثها.
رَوَى عَنْ: زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَعَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ [ص:688] حُجْرٍ، وَأَبُو تَوْبَةَ الْحَلَبِيُّ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ النَّسَائِيُّ، وَلُوَيْنُ، وَالْعَلاءُ بْنُ هِلالٍ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةٌ، وَرُبَّمَا أَخْطَأَ، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يُنَازِعُهُ فِي الْفَتْوَى فِي دَهْرِهِ.
قُلْتُ: مَوْلِدُهُ سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَةٍ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِينَ.(4/687)
191 - عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانِ بْنِ طُغَانَ التُّرْكِيُّ الْخُرَاسَانِيُّ السِّجْزِيُّ الْفَقِيهُ، أَبُو الْهَيْثَمَ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
شَيْخُ آلِ التُّرْكِ وَجَدُّهُمْ، كَانَ بِنَيْسَابُورَ.
كَانَ جَدُّهُ مُتَوَلِّي إِمْرَةَ خُرَاسَانَ، وَقَدْ أُدْخِلَ عُبَيْدُ اللَّهِ وَهُوَ صَغِيرٌ عَلَى الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ.
وَسَمِعَ مِنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَهِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، وَابْنِ إِسْحَاقَ.
وَعَنْهُ: عُثْمَانُ بْنُ زَائِدَةَ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَعِيسَى غُنْجَارٌ، وَهِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الْفُقَهَاءِ، وَمَا رَأَيْتُ لِأَحَدٍ فِيهِ تَضْعِيفًا.(4/688)
192 - ق: عُبَيْسُ بْنُ مَيْمُونٍ التَّيْمِيُّ، أَبُو عُبَيْدَةَ الْخَزَّازُ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
بَصْرِيٌّ وَاهٍ.
عَنْ: بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَالْحَسَنِ.
وَعَنْهُ: قُتَيْبَةُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَدَاهِرُ بْنُ نُوحٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن زرارة السكري، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَحْمَدُ: أَحَادِيثُهُ مَنَاكِيرُ.
وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. [ص:689]
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: كَثِيرُ الْخَطَأِ، مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ وَغَيْرُهُ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ غَيْرُ مَحْفُوظٍ.
قُلْتُ: لَهُ عِنْدَ ابْنِ مَاجَهْ حَدِيثٌ وَاحِدٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: عُبَيْسُ بْنُ مَيْمُونٍ التَّيْمِيُّ أَصْلُهُ مِنَ الْمَدِينَةِ، سَكَنَ الْبَصْرَةَ، كَانَ مُغَفَّلا، يَرْوِي عَنِ الثِّقَاتِ الأَشْيَاءَ الْمَوْضُوعَاتِ تَوَهُّمًا لا تَعَمُّدًا.
أَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ: حدثنا عُبَيْسٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: " أَيَّمَا نَائِحَةٍ مَاتَتْ وَلَمْ تَتُبْ، أُلْبِسَتْ سِرْبَالا مِنْ نَارٍ، وَأَقَامَهَا اللَّهُ لِلنَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ".
الْحَسَنُ بن عمر بن شقيق: حدثنا عُبَيْسٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ مَرْفُوعًا: " مَنْ حَلَفَ فَقَالَ: أَنَا يَهُودِيٌّ، فَهُوَ يَهُودِيٌّ، أَوْ قَالَ: أَنَا مَجُوسِيٌّ، فَهُوَ مَجُوسِيٌّ. . . " الْحَدِيثَ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: عُبَيْسُ بْنُ مَيْمُونٍ ضَعِيفٌ، يَذْهَبُ إِلَى الْقَدَرِ.
وَلِعُبَيْسٍ عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا تَقُولُوا: سُورَةَ الْبَقَرَةِ، وَلا سُورَةَ آلِ عِمْرَانَ، وَكَذَلِكَ الْقُرْآنُ كُلَّهُ ".(4/688)
193 - عُتبة بن ضمرة بن حبيب الزُّبيديُّ الحمصيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، ولقمان بْن عامر، ومُحَمَّد بْن زِيَاد الألهاني، وعَبد اللَّهِ بْن أَبي قيس. وَعَنه الوليد بْن مُسْلِم، وعلي بْن عياش، وأَبُو المغيرة، والقاسم بْن يَزِيد الجرمي، وغيرهم.
قال أَبُو حاتم: صَالِح. [ص:690]
وقد روى له الإمام في مسنده.(4/689)
194 - خ م ن: عُثْمَانُ بْنُ جَبَلَةَ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ الْعَتَكِيُّ مَوْلاهُمُ، الْمَرْوَزِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
وَالِدُ عبدان وَشَاذَانَ.
رَوَى عَنْ: شُعْبَةَ، وَكَانَ شَرِيكًا لَهُ وَمُضَارِبَهُ فِيمَا قِيلَ، تَفَرَّدَ عَنْهُ بِأَشْيَاءَ حَسَنَةٍ.
وَرَوَى عَنْ: عَمِّهِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، وَعَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ الْهُنَائِيِّ.
وَعَنْهُ: وَلَدَاهُ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَمُصْعَبُ بْنُ بَشِيرٍ الْمَرْوَزِيُّ.
وَثَّقَهُ أبو حاتم وغيره، وهو أحد أَرْبَابِ الصَّحِيحِ.
قَالَ النُّفَيْلِيُّ: كُنَّا مَعَهُ بِالْكُوفَةِ فِي دَرْبٍ، فَدَخَلَ لِيَبُولَ فَأَبْطَأَ، فَنَظَرْنَا فَإِذَا هُوَ مَيِّتٌ، رَحِمَهُ اللَّهُ.(4/690)
195 - ق: عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ الشَّيْبَانِيُّ الْبَصْرِيُّ الْمَطَرِيُّ الرُّهَاوِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
نَزِيلُ بَغْدَادَ.
عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَحَنْظَلَةَ السَّدُوسِيِّ، وَزَكَرِيَّا بْنِ مَيْسَرَةَ.
وَعَنْهُ: بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الدُّولابِيُّ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وسريج بْنُ يُونُسَ، وَجَمَاعَةٌ.
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَأَبُو داود، وَابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.(4/690)
196 - ق: عديُّ بْنُ الْفَضْلِ، أَبُو حَاتِمٍ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
شَيْخٌ بَصْرِيٌّ واهٍ، مِنْ مَوَالِي آلِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ.
عَنْ: سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كُرَيْزٍ، وَعَلِيِّ بن [ص:691] جُدْعَانَ، وَأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ.
وَعَنْهُ: أَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، وَسَعْدَوَيْهِ الْوَاسِطِيُّ، وَمَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ.
وَلَعَلَّهُ بَقِيَ إِلَى بَعْدِ السَّبْعِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لا يُكتَبُ حَدِيثُهُ وَلا كَرَامَةَ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إحدى وسبعين ومائة.(4/690)
197 - ت ن: الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ وَابِصَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، أَبُو صَفْوَانَ الْقُرَشِيُّ الْمَخْزُومِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ.
رَوَى عَنْ: نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَأَبِي حَازِمٍ الأَعْرَجَ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: سعيد بن أبي مريم، وأبو اليمان، وَآدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَقُتَيْبَةُ، وَأَبُو مُصْعَبٍ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِذَاكَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ، لَهُ نحو من مِائَةِ حَدِيثٍ.
قُلْتُ: وَلَهُ أَخَوَانِ؛ الْمِسْوَرُ، وَعَبْدُ اللَّهِ.(4/691)
198 - عَطْوَانُ بْنُ مُشْكَانَ، أَبُو أَسْمَاءَ الْخَيَّاطُ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
يروي حديثا عَنْ مَوْلاتِهِ جَمْرَةَ الْيَرْبُوعِيَّةِ وَلَهَا صُحْبَةٌ؛ خَرَّجَ حديثها بقي بن مخلد.
وَعَنْهُ: بكر بْنُ الأَسْوَدِ، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، وَأَبُو مَعْمَرَ الْقَطِيعِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
مَحَلُّهُ الصِّدْقُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَلَهُ فِي " سُدَاسِيَّاتِ الرَّازِيِّ ".(4/691)
199 - ت: الْعَلاءُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرِّيَاحِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
مَوْلَى قُرَيْشٍ.
رَأَى الْحَسَنَ، وَسَمِعَ أَخَاهُ سَعِيدَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ، وَقَتَادَةَ.
وَعَنْهُ: مُسَدَّدٌ، وَهُدْبَةُ الْقَيْسِيُّ.
ضَعَّفَهُ مُوسَى التَّبُوذَكِيُّ، وَمَشَّاهُ غَيْرُهُ.(4/692)
200 - الْعَلاءُ بْنُ خَالِدِ بْنِ وَرْدَانَ الْبَصْرِيُّ، أَبُو شَيْبَةَ الحنفي. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: عطاء بن أبي رَبَاحٍ، وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ.
وَعَنْهُ: أَبُو عَاصِمٍ النبيل، والحسن الأَشْيَبِ، وَأَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ، وَمَا ضَعَّفَهُ غَيْرُهُ.(4/692)
201 - ن: عَلِيُّ بْنُ أَبِي سَارَةَ الشَّيْبَانِيُّ، وَيُقَالُ: الأَزْدِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
شَيْخٌ بَصْرِيٌّ،
لَهُ عَنْ: مَكْحُولٍ، وَثَابِتٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحَجَبِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، وَمُوسَى التَّبُوذَكِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَعِدَّةٌ.
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
وَقَالَ أَبُو داود: تَرَكَ النَّاسُ حَدِيثَهُ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: غَلَبَ عَلَى رِوَايَتِهِ المناكير فاستحق الترك.
قُلْتُ: وَمِنْ مَنَاكِيرِهِ: عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا: " مَنْ أَخَذَ بِأَحَدِ قَوَائِمِ السَّرِيرِ؛ يَعْنِي النَّعْشَ، حَطَّ اللَّهُ عَنْهُ أَرْبَعِينَ كَبِيرَةً ".
خَرَّجَ لَهُ النَّسَائِيُّ حَدِيثًا وَاحِدًا.(4/692)
202 - عَلِيُّ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ كَيْسَانَ، أَبُو نَوْفَلٍ الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
نَزِيلُ دِمَشْقَ.
عَنْ: قتادة، وعبد الملك بن عمير، وأبي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، وَالأَعْمَشِ.
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَيَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وآخرون. [ص:693]
وَثَّقَهُ هِشَامٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
قُلْتُ: لَمْ يُخَرِّجُوا لَهُ.(4/692)
203 - عَلِيُّ بْنُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عباس الْعَبَّاسِيُّ الأَمِيرُ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
وَلِيَ نِيَابَةَ الْجَزِيرَةِ وَغَيْرِهَا، وَمَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ أَخُو الأَمِيرَيْنِ؛ جَعْفَرٍ وَمُحَمَّدٍ.(4/693)
204 - ت: عَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ الأَسَدِيُّ الكوفي الملائي. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: إِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ، وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، وَعُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَمُسْلِمٍ الْمُلائِيِّ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى الْفَزَارِيُّ، وَعَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ الرَّوَاجِنِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ مُشْكِدَانَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، وَجَمَاعَةٌ.
ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَالْجَوْزَجَانِيُّ، وَغَيْرُهُمَا.(4/693)
205 - عَلِيُّ بْنُ أبي عَلِيٍّ الْقُرَشِيُّ اللَّهَبِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: عُمَرَ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَابْنِ عَجْلانَ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَغَيْرِهِمْ. وَهُوَ مِنْ ذُرِّيَّةِ أَبِي لَهَبٍ.
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وابن أَبِي فُدَيْكٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ، وَأَبُو مُصْعَبٍ، وَعَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ الْقَطَّانُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَنِ الثِّقَاتِ الْمَوْضُوعَاتِ.
قَالَ الْحُمَيْدِيُّ وَيَحْيَى الْحَارِثِيّ: حدثنا علي بن أبي علي، عن محمد، [ص:694] عن جابر مَرْفُوعًا: "إِنَّ للَّهِ دِيكًا بَرَاثِنُهُ فِي الأَرْضِ السَّابِعَةِ وَعُنُقُهُ تَحْتَ الْعَرْشِ، فَإِذَا كَانَ هُوِيٌّ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، فَعِنْدَهَا تَصِيحُ الدِّيَكَةُ".(4/693)
206 - ن: عَلِيُّ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ التَّمِيمِيُّ الْمَكِّيُّ الزَّاهِدُ ابْنُ الزَّاهِدِ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
رَوَى عَنْ: عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُوهُ لِأَنَّهُ مَاتَ قَبْلَهُ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، وَأَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ الْيَرْبُوعِيُّ.
وَكَانَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ يُفَضِّلُهُ عَلَى أَبِيهِ فِي الْعِبَادَةِ وَالْخَوْفِ، وَكَانَ إِذَا سَمِعَ آيَاتِ الْوَعِيدِ يُغْشَى عَلَيْهِ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.
وَقَالَ الْخَطِيبُ: كَانَ مِنَ الْوَرَعِ بِمَحَلٍّ عَظِيمٍ.
وَقَالَ الْفُضَيْلُ: قَالَ لِيَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: مَا أَحْسَنَ حَالِ مَنِ انْقَطَعَ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَسَمِعَ ذَلِكَ ابْنِي فَسَقَطَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ.
وَقَالَ: أَشْرَفْتُ لَيْلَةً عَلَى ابني وهو يقول: النار، ومتى الْخَلاصَ مِنَ النَّارِ؟
وَرَوَى عُمَرُ بْنُ بُسْرٍ عَنِ الْفُضَيْلِ قَالَ: أَهْدَى لَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ شَاةً، فَكَانَ ابْنِي لا يَشْرَبُ مِنْ لَبَنِهَا، فسألته فَقَالَ: لِأَنَّهَا رَعَتْ بِالْعِرَاقِ.
وَقَالَ الْفُضَيْلُ: بَكَى ابْنِي عَلِيٌّ فَقُلْتُ: مَا لَكَ يَا بُنَيَّ؟ فَقَالَ: أَخَافُ أَنْ لا تَجْمَعُنَا الْقِيَامَةُ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَخْوَفَ للَّهِ مِنَ الْفُضَيْلِ وَابْنَهُ عَلِيٌّ.
قُلْتُ: بَلَغَنَا أَنَّ عَلِيًّا سَمِعَ قَارِئًا يَتْلُو بِصَوْتٍ شَجِيٍّ قَوْلَهُ تَعَالَى: (وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ) فَشَهِقَ وَسَقَطَ مَيِّتًا، رَحِمَهُ اللَّهُ.
وَلَهُ أَخْبَارٌ فِي الْغَشْيِ عِنْدَ التِّلاوَةِ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ إبراهيم الدورقي: حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُثَنَّى الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ يَوْمًا: خَيْرُ النَّاسِ الْفُضَيْلُ، وَخَيْرٌ مِنْهُ ابْنُهُ عَلِيٌّ. [ص:695]
وَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ يَزِيدَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولَ: قَالَ لِي عَلِيٌّ: يَا أَبَهْ، سَلِ الَّذِي وَهَبَنِي لَكَ فِي الدُّنْيَا أَنْ يَهَبَنِي لَكَ فِي الآخِرَةِ. ثُمَّ بَكَى الْفُضَيْلُ وَقَالَ: كَانَ يُسَاعِدُنِي عَلَى الْحُزْنِ وَالْبُكَاءِ، يَا ثَمَرَةَ قَلْبِي، شَكَرَ اللَّهُ لَكَ مَا قَدْ عَلِمَهُ فِيكَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُولُ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ فُضَيْلٍ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقْرَأَ " الْقَارِعَةَ " وَلا تُقْرأَ عَلَيْهِ.
قُلْتُ: لَهُ فِي النَّسَائِيِّ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي التَّسْبِيحِ.(4/694)
207 - ت ق: عُلَيْلَةُ بْنُ بَدْرٍ الْبَصْرِيُّ، أَبُو الْعَلاءِ، قِيلَ: اسْمُهُ الرَّبِيعُ، وَعُلَيْلَةُ لَقَبُهُ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَأَيُّوبَ، وَابْنِ الزُّبَيْرِ، وَسَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ.
وَعَنْهُ: علي بن حجر، وداود بن رشيد، وهشام بن عمار، ولوين، وإسحاق بن أبي إسرائيل.
وَحَدَّثَ عَنْهُ من الكبار: عبد الله بن عون.
ضعفه قتيبة وغيره.
وقال النَّسائيّ: متروك الحديث.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يتابع عَلَيْهِ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ عَن ابْن مَعِين: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَنِ الثِّقَاتِ الْمَقْلُوبَاتِ، وَعَنِ الضُّعَفَاءِ الْمَوْضُوعَاتِ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/695)
208 - عُمَارَةُ بْنُ حَمْزَةَ الْكَاتِبِ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
مَوْلَى بني هَاشِمٍ.
أَحَدُ الْبُلَغَاءِ وَالْفُصَحَاءِ وَالصُّدُورِ الْكُبَرَاءِ، وَلِيَ وِلايَاتٍ جَلِيلَةً، وَكَانَ [ص:696] جَوَادًا مُمَدَّحًا تَيَّاهًا يُضْرَبُ بِكِبْرِهِ الْمَثَلُ. وَنَاهِيكَ أَنَّ يَحْيَى بْنَ خَالِدٍ الْبَرْمَكِيَّ نُكِبَ مَرَّةً، فَبَعَثَ وَلَدَهُ إِلَى عُمَارَةَ لِكَيْ يُقْرِضَهُ ثَلاثَةَ آلافِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَأَعْطَاهُ، فَلَمَّا تَرَاجَعَ أَمْرُهُ وَعَادَ إِلَى رُتْبَتِهِ رَدَّ الْمَالَ إِلَى عُمَارَةَ مَعَ ابْنِهِ، فَقَطَّبَ وَقَالَ: أَكُنْتُ صَيْرَفِيًّا لَهُ؟ ثُمَّ قَالَ لِلْفَضْلِ بْنِ يَحْيَى: اذْهَبْ فَخُذِ الْمَالَ لَكَ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِصِحَّةِ هَذِهِ الْحِكَايَةِ.
قال عبد الله بن أبي أَيُّوبَ: وَصَلَ عُمَارَةُ أَبِي بِثَلاثِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ.
وَقَالَ أَبُو الْعَيْنَاءِ: حَكَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ داود أَنَّ قَوْمًا أَتَوْا عُمَارَةَ لِيَشْفَعُوا فِي بِرِّ قوم فاستأذنوه، فَأَخْبَرَهُ بِهِمْ حَاجِبُهُ، فَأَمَرَ لَهُمْ بِمِائَةِ أَلْفٍ.
أخبرنا المؤمل بن محمد وغيره إجازة قال: أخبرنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا القزاز قال: أخبرنا الخطيب قال: حدثنا الأزهري قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عمران قال: حدثنا الصولي قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ قَالَ: قَالَ الْفَضْلُ: حَلَّ عَلَى أَبِي خَرَاجُ الأَهْوَازِ لِلرَّشِيدِ ثَلاثَةَ آلافِ أَلْفٍ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ: إِنْ حَمَلْتَ مَا وَجَبَ عَلَيْكَ إِلَى الْعَصْرِ وَإِلا قُتِلْتَ. فَقَالَ لِي أَبِي: يَا بُنَيَّ، قد ترى ما نحن فيه، والله ما عندي عشرها، فامض إلى عمارة بن حمزة. فمضيت إليه، فسمع كلامي فأعرض، ولم يجبني، فانصرفت، فلم أصل إلا وقد سبقني المال، فلما كان بعد ذلك وتحصل المال قَالَ لِي أَبِي: امْضِ إِلَى هَذَا الْكَرِيمِ وَاحْمِلِ الْمَالَ. فَمَضَيْتُ بِهِ وَشَكَرْتُهُ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ يَقْبِضَ الْمَالَ، فَقَالَ كَالْمُغْضَبِ: أَتَظُنُّ أَنِّي كُنْتُ قُسْطَارًا لِأَبِيكَ، اذْهَبْ فَهُوَ لَكَ. قَالَ: فَذَهَبْتُ به إلى أبي وعرفته ما جرى فَقَالَ لِي: يَا بُنَيَّ، وَاللَّهِ مَا تَسْمَحُ نَفْسِي لَكَ بِالْكُلِّ، وَلَكِنِ خُذْ أَلْفَ أَلْفٍ وَاتْرُكْ أَلْفَيْ أَلْفٍ.(4/695)
209 - عُمَرُ بْنُ رُدَيْحٍ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: عطاء بن أبي ميمونة، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ.
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُعَلَّى بْنُ الْفَضْلِ.
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَقَوَّاهُ غَيْرُهُ. [ص:697]
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.(4/696)
210 - ق: عُمَرُ بن رياح العبدي البصري الضرير. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ.
وَعَنْهُ: مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، وَآخَرُونَ.
وهو متروك الحديث.
قال الفلاس: هُوَ دَجَّالٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: يُقَالُ لَهُ: عُمَرُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَبْدِيُّ، وَهُوَ مِنْ مَوَالِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طاوُسٍ. حدثنا أحمد بن عمرو قال: حدثنا عمرو بن علي قال: حدثنا عمر بن رياح السعدي قال: حدثنا ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَعَفَ يَبْنِي عَلَى مَا مَضَى من صلاته.
سعيد بن أشعث: حدثنا عُمَرُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَبْدِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: اسْتَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِبْرِيلَ فَنَاوَلَهُ يَدَهُ فَأَبَى، وَقَالَ: إِنَّكَ أَخَذْتَ بِيَدِ يَهُودِيٍّ، فَتَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَناوَلَهُ يَدَهُ فَأَخَذَ بِهَا.(4/697)
211 - ت: عُمَرُ بْنُ شَاكِرٍ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ لَهُ نُسْخَةٌ نَحْوَ عِشْرِينَ حَدِيثًا مُنْكَرَةٌ.
وَعَنْهُ: نصر بْنُ اللَّيْثِ الْبَغْدَادِيُّ، وَعُثْمَانُ الطَّرَائِفِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ ابْنُ بنت السدي، وقال: لقيته بالمصيصة.
وقد أَدْخَلَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ " الثِّقَاتِ " فَلَمْ يَصْنَعْ شَيْئًا.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ضَعِيفٌ. [ص:698]
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: رَوَى نُسْخَةً عِشْرِينَ حَدِيثًا غَيْرَ مَحْفُوظَةٍ.
قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ ثُلاثِيٌّ فِي " جَامِعِ أَبِي عِيسَى ".(4/697)
212 - ق: عُمَرُ بْنُ صُهْبَانَ الأَسْلَمِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ.
عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَالزُّهْرِيِّ، وَأَبِي طُوَالَةَ.
وَعَنْهُ: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ بكر، وأبو قتادة الحراني، وعبد اللَّهِ بْنُ وَاقِدٍ، وَمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ.
قَالَ أَحْمَدُ: أَدْرَكْتُهُ وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.(4/698)
213 - عُمَرُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَعَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلْقَمَةَ، وَعَنْ أَبِي سُهَيْلٍ نَافِعِ بْنِ مَالِكٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الحكم المصري، وعلي ابن الْمَدِينِيُّ، وَأَبُو مُصْعَبٍ الزُّهْرِيُّ، وَأَبُو ثَابِتٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ.
قُلْتُ: لَهُ فِي " الأَدَبِ " لِلْبُخَارِيِّ.(4/698)
214 - عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّومِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
بَصْرِيٌّ، رَوَى عَنْ أَبِيهِ فَقَطْ.
وَعَنْهُ: مُوسَى التَّبُوذَكِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، وَقُتَيْبَةُ. [ص:699]
وَهُوَ صَدُوقٌ، غَلَطَ ابْنُ حِبَّانَ فَلَيَّنَهُ، وَإِنَّمَا اللَّيِّنُ ابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ.(4/698)
215 - عُمَرُ بْنُ مُسَاوِرٍ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: أَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيِّ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ.
وَعَنْهُ: مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، وَالْمُحَارِبِيُّ، وَعَفَّانُ، وَالصَّلْتُ الْجَحْدَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَامِعٍ الْعُقَيْلِيُّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: يَرْوِي عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " بُورِكَ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا "، وَهَذَا مُنْكَرٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ضَعِيفٌ.(4/699)
216 - عُمَرُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، أَبُو حَفْصٍ الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
نَزِيلُ الْمِصَّيصَةَ.
عَنْ: أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَأَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ دينار قهرمان ابن الزُّبَيْرِ.
وَعَنْهُ: بَقيَّةُ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَأَبُو تَوْبَةَ الْحَلَبِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَآخَرُونَ.
وَكَانَ أَحَدُ الْفُقَهَاءِ بِالثَّغْرِ، وَكَانَ يُلَقَّبُ بِمُفْتِي الْمَسَاكِينِ، لَمْ يُورِدُهُ الْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لا أَعْرِفُهُ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ فَقِيهًا عَالِمًا يُقَدِّمُهُ أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ وَغَيْرُهُ لِعِلْمِهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ.
قُلْتُ: هُوَ صَالِحُ الْحَدِيثِ، مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ.(4/699)
217 - ت: عُمَرُ بْنُ مَيْمُونِ بْنِ بَحْرِ ابْنِ الرَّمَّاحِ، أَبُو عَلِيٍّ الْفَقِيهِ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
قَاضِي بَلْخٍ.
رَوَى عَنْ: سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَكَثِيرِ بْنِ زِيَادٍ الْعَتَكِيِّ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ قاضي نيسابور، وكاتبه سلم بن سالم البلخي، وسريج بْنُ النُّعْمَانِ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ.
قَالَ الْخَطِيبُ: وَلِيَ قَضَاءَ بَلْخٍ نَحْوًا مِنْ عِشْرِينَ سَنَةٍ، وَكَانَ مَحْمُودًا في [ص:700] وِلايَتِهِ، مَذْكُورًا بِالْحِلْمِ وَالْعِلْمِ وَالصَّلاحِ وَالْفَهْمِ، وَقَدْ أَضَرَّ فِي آخِرِ عُمْرِهِ.
وَقَالَ أَبُو داود: ثِقَةٌ.
مَاتَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/699)
218 - عُمَرُ بْنُ يَزِيدَ، أَبُو حَفْصٍ الأَزْدِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
قَاضِي الْمَدَائِنِ.
عَنْ: أَبِي إِسْحَاقَ، وَعَطَاءٍ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، وَبُهْلُولُ بْنُ حَسَّانٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، وَغَيْرُهُمْ.
لَمْ يُضَعَّفْ.(4/700)
219 - عَمْرُو بْنُ أَبِي الْمِقْدَامِ ثَابِتِ بْنِ هُرْمُزَ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، وَسِمَاكٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ.
وَعَنْهُ: عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ العنقزي، وَأَبُو داود الطَّيَالِسِيُّ، وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْعِجْلِيُّ، وَسَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَسْكَرِيُّ.
وَكَانَ شِيعِيًّا مُتَغَالِيًا، تَرَكَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ هَنَّادٌ: لَمَّا مَاتَ لَمْ أُصَلِّ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ قَالَ: لَمَّا مَاتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَفَرَ النَّاسُ إِلا خَمْسَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يَحِلُّ ذِكْرُهُ فِي الْكُتُبِ إِلا عَلَى سَبِيلِ الاعْتِبَارِ.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: لا تُحَدِّثُوا عَنْهُ؛ فَإِنَّهُ كَانَ يَسُبُّ السَّلَفَ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ عِنْدَهُمْ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَرَوَى عَبَّاسُ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ وَلا مَأْمُونٍ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ وَأَبُو حَاتِمٍ: ضَعِيفٌ.(4/700)
• - عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، هُوَ سِيبَوَيْهِ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
مَرَّ.(4/701)
220 - ت ق: عَمْرُو بْنُ وَاقِدٍ، أَبُو حَفْصٍ الْقُرَشِيُّ مَوْلاهُمُ، الدِّمَشْقِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ، وَيُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ، وَعُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ، وَثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ الصُّورِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَآخَرُونَ.
وَكَانَ مُحَدِّثًا شَاعِرًا أَدِيبًا.
قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ والدارقطني: متروك الحديث.
هشام: حدثنا عمرو بن واقد قال: حدثنا يُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيُّ، عَنْ مُعَاذٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ كِتَابُ اللَّهِ ".(4/701)
221 - خ ق: عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ الأَشْدَقِ، وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، أَبُو أُمَيَّةَ الأُمَوِيُّ السَّعِيدِيُّ الْمَكِّيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: جَدِّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَذَلِكَ فِي " الصَّحِيحِ ".
رَوَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزْرَقِيُّ، وَمُوسَى التَّبُوذَكِيُّ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحَجَبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَدَنِيُّ وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحٌ.(4/701)
222 - عِمْرَانُ بْنُ خَالِدٍ الْخُزَاعِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
[ص:702]
بَصْرِيٌّ جَلِيلٌ،
رَوَى عَنْ: الْحَسَنِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَثَابِتٍ.
وَعَنْهُ: معلى بن هلال، وبشر بن معاذ العقدي، وعمر بن يزيد السياري، وغيرهم.
ضعفه أبو حاتم وغيره.
قال ابن حبان: روى العجائب، لا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ.
قُلْتُ: وَمِنْ مَنَاكِيرِهِ: عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ سَلْمَانَ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ فَأَلْقَى لَهُ وِسَادَةً فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ دَخَلَ عَلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فَأَلْقَى لَهُ وِسَادَةً إِكْرَامًا لَهُ لَمْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى تُغْفَرَ ذُنُوبُهُمَا ".(4/701)
223 - د: عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ بْنِ الْقَطَّانُ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ وَغَيْرِهِ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ السَّمَّانُ وَغَيْرُهُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: مَا سَمِعْتُ ابْنَ مَهْدِيٍّ يُحَدِّثُ عَنْ عَنْبَسَةَ الْقَطَّانِ.
قُلْتُ: وَيَرْوِي عَنْبَسَةُ هَذَا أَيْضًا عَنْ حَنْظَلَةَ السَّدُوسِيِّ، وَعِدَادُهُ فِي الْبَصْرِيِّينَ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ أَخٌ لِأَبِي الرَّبِيعِ السَّمَّانِ أَشْعَثُ بْنُ سَعِيدٍ، فَقَدْ رَوَى عَنْهُ ابْنُ أَخِيهِ سَعِيدُ بْنُ أَشْعَثَ.
قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ ذَاكَ الْمَجْنُونُ.
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ صُبَيْحٍ: حدثنا عنبسة أخو أبي الربيع السمان، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ يَهُودِيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اعْرِضْ عَلَيَّ الإِسْلامَ. فَعَرَضَ عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ أُصِيبَ فِي عَيْنِهِ وَأُصِيبَ فِي بَعْضِ وَلَدِهِ، فرجع إلى رسول الله فَقَالَ: أَقِلْنِي. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الإِسْلامَ لا يُقَالُ، إِنْ رَجَعْتَ ضربت عنقك. . . " الحديث.
عنبسة أخو الرَّبِيعِ، ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَالدَّارَقُطْنِيُّ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ جِدًّا، هُوَ الَّذِي رَوَى عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا: " قَتْلُ الصَّبْرِ لا يَمُرُّ بِذَنْبٍ إِلا مَحَاهُ ". [ص:703]
قَالَ: وَرَوَى عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا: " الزَّنْجِيُّ إِذَا جَاعَ سَرَقَ، وَإِذَا شَبِعَ زَنَى، أَمَا إن فيهم سماحة ونجدة "، و" نهى عَلَيْهِ السَّلامُ عَنْ جِذَاذِ النَّخْلِ بِاللَّيْلِ ".(4/702)
224 - ت ق: عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ سَعِيدِ الأُمَوِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَأَبَانِ بْنِ عَيَّاشٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ.
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَداود بْنُ الْمُحَبَّرِ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنِ غِيَاثٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: تَرَكُوهُ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ وَالنَّسَائِيُّ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: رَوَى عَنْهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَأَهْلُ الْعِرَاقِ، صَاحِبُ أَشْيَاءَ مَوْضُوعَةٍ، لا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ.
رَوَى ابْنُ زُهَيْرٍ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَمِنْ مَنَاكِيرِهِ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أُمِّ سَعْدٍ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِيَّاكُمْ وَتَشْبِيكَ الأَصَابِعِ فِي الصَّلاةِ، فَإِنَّهُ يُورِثُ النِّسْيَانَ ".
الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ، عَنْ جَابِرٍ مَرْفُوعًا: " إِذَا وَقَعَتْ كَبِيرَةٌ أَوْ هَاجَتْ رِيحٌ مُظْلِمَةٌ فَعَلَيْكُمْ بِالتَّكْبِيرِ، فَإِنَّهُ يَجْلُو الْعَجَاجَ الأَسْوَدَ".
الْوَلِيدُ، عَنْ عَنْبَسَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ أَنَسِ بْنُ مَالِكٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مُرُوا نساءكم بالغزل فإنه أزين لهن وخير ".(4/703)
225 - عَنْبَسَةُ بْنُ نَجَّادٍ الْعَابِدُ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، وَجَعْفَرٍ الصَّادِقِ.
وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَأَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَغَيْرُهُمْ.
فِيهِ تَشَيُّعٌ.(4/704)
226 - عَوْنُ بْنُ مُوسَى اللَّيْثِيُّ الْبَصْرِيُّ، أَبُو رَوْحٍ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: الْحَسَنِ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَخَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، وَغَيْرُهُمْ.
مَسْتُورٌ.(4/704)
227 - عِيسَى بْنُ دَابٍ، هُوَ أَبُو الْوَلِيدِ عِيسَى بْنُ يَزِيدَ بْنِ بَكْرِ بْنِ دَابٍ الْمَدِينِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
سَكَنَ بَغْدَادَ، وَحَظِيَ عِنْدَ الْهَادِي إِلَى الْغَايَةِ، حَتَّى إِنَّهُ أَمَرَ لَهُ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ بِثَلاثِينَ أَلْفَ دِينَارٍ.
وَحَدَّثَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَصَالِحَ بْنِ كَيْسَانَ، وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ: شَبَّابَةُ بن سوار، وحوثرة بن أشرس، ومحمد سلام الجمحي، وغيرهم.
وكان أخباريا علامة، رواية عَنِ الْعَرَبِ، نَسَّابَةً، نَدِيمًا، وَلَكِنَّ أَحَادِيثَهُ سَاقِطَةٌ.
قال خلف الأَحْمَرُ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ قَبْلَ مَالِكٍ.
قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: أَنْشَدَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ لابْنِ مَنَاذِرَ:
وَمَنْ يَبْغِ الْوَصَاةَ فَإِنَّ عِنْدِي ... وَصَاةً لِلْكُهُولِ وَلِلشَّبَابِ
خُذُوا عَنْ مَالِكٍ وَعَنِ ابْنِ عَوْنٍ ... وَلا تَرْوُوا أَحَادِيثَ ابْنِ دَابٍ(4/704)
228 - عِيسَى بْنُ وَرْدَانَ الْمَدَنِيُّ الْحَذَّاءُ الْمُقْرِئُ الْمُجَوِّدُ أبو الحارث. [الوفاة: 171 - 180 ه]
قرأ على: يَزِيدَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، وَشَيْبَةَ بْنِ نَصَاحٍ، ثُمَّ عَرَضَ عَلَى نَافِعٍ، وَهُوَ مِنْ قُدَمَاءِ أَصْحَابِهِ، قرأ عليه: إسماعيل بن جعفر، والواقدي، وقالون وغيرهم.(4/705)
-[حَرْفُ الْغَيْنِ](4/705)
229 - ق: غَسَّانُ بْنُ بُرْزَيْنِ الطُّهَوِيُّ الْمِصْرِيُّ أَبُو الْمِقْدَامِ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: أَبِي الْمِنْهَالِ سَيَّارِ بْنِ سَلامَةَ الرِّيَاحِيِّ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ،
وَعَنْهُ: عَفَّانُ، وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَمُسَدَّدٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.
وَرَوَى لَهُ ابْنُ مَاجَهْ حَدِيثًا واحدا.(4/705)
-[حَرْفُ الْفَاءِ](4/705)
230 - فُرَاتُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ الْقُرَشِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
بَصْرِيٌّ،
لَهُ عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ،
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: الضَّعْفُ عَلَى رِوَايَاتِهِ بَيِّنٌ.(4/705)
231 - د ت ق: فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ التَّنُوخِيُّ الْحِمْصِيُّ وَقِيلَ الدِّمَشْقِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الْيَحْصُبِيِّ، وَالْعَلاءِ بْنِ الْحَارِثِ، وَلُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، وَرَبَيْعَةَ بْنِ يَزِيدَ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ،
وَعَنْهُ: آدَمُ، وَقُتَيْبَةُ، وَلُوَيْنُ، وَسُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَخَلْقٌ.
وَوَلِيَ بَيْتَ الْمَالِ بِبَغْدَادَ مُدَّةً.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحٌ. [ص:706]
وَضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ، وَابْنُ عَدِيٍّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ الْمَدِينِيُّ: مَرَّ الْمَنْصُورُ بِفَرَجِ بْنِ فَضَالَةَ فَلَمْ يَقُمْ لَهُ، فَعُوتِبَ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: خِفْتُ أَنْ يَسْأَلَنِي اللَّهُ لِمَ قُمْتَ، وَيَسْأَلَهُ لِمَ رَضِيتَ؟.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ شَامِيًّا أَثْبَتَ مِنْ فَرَجِ بْنِ فَضَالَةَ، وَأَنَا اسْتَخِيرُ اللَّهَ فِي الْحَدِيثِ عَنْهُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: إِذَا حَدَّثَ فَرَجٌ عَنِ الشَّامِيِّينَ فَلَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَلَكِنْ حَدَّثَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ بِمَنَاكِيرَ.
قُلْتُ: مَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ في عصر بقايا الصحابة.
ومات سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ أَعْجَبُ إِلَيَّ مِنْ فَرَجِ بْنِ فَضَالَةَ، فَرَجٌ ضَعِيفٌ، وَأَيْشِ عِنْدَهُ؟(4/705)
232 - فَرَجُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو شَيْبَةَ الْكَلاعِيُّ الشَّامِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، وَمُدْرِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكَلاعِيِّ، وَجَمَاعَةٍ،
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَيَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، وَعُتْبَةُ بْنُ السَّكَنِ.
مَسْتُورٌ.(4/706)
233 - فَضَالَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الشَّحَّامُ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
شَيْخٌ مُعَمِّرٌ،
رَوَى عَنْ: طَاوُسٍ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَالْحَسَنِ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ،
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا الْفَرَّاءُ، وَعَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ الْفَلاسُ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شيخ. [ص:707]
وَلَيَّنَهُ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ.(4/706)
234 - الْفَضْلُ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْد الْمُطَّلِبِ أَبُو الْعَبَّاسِ الْهَاشِمِيُّ، الأَمِيرُ [الوفاة: 171 - 180 ه]
نَائِبُ دِمَشْقَ.
وَلِيَ إِمْرَةَ دِمَشْقَ، ثُمَّ وَلِيَ الدِّيَارَ الْمِصْرِيَّةَ لِلْمَهْدِيِّ، مَوْلِدُهُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَرَّخَهُ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ: حَجَّ بِالنَّاسِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ قَالَ: أَدْرَكْتُ الْفَضْلَ بْنَ صَالِحٍ الْعَبَّاسِيَّ، وَهُوَ مُتَوَلِّي دِمَشْقَ، وَهُوَ الَّذِي عَمِلَ أَبْوَابَ الْجَامِعِ، وَالْقُبَّةَ الَّتِي فِي الصَّحْنِ، وَتُعْرَفُ بِقُبَّةِ الْمَالِ.
وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ قَدْ جَاوَزَ الْمِائَةَ.
أَبُو مُسْهِرٍ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ الْفَضْلَ بْنَ صَالِحٍ أَرْسَلَ إِلَيْهِ أَنْ يَنْظُرَ فِي دَمِ قَتِيلٍ، فَأَبَى وَقَالَ: سَلَمَةُ بْنُ عَمْرٍو يَأْخُذُ الرِّزْقَ، وَأَنَا أَنْظُرُ في الدماء؟ فقال لي الْفَضْلُ: صَدَقَ.
قَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ: مَاتَ الْفَضْلُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.(4/707)
235 - الْفَضْلُ بْنُ الْمُخْتَارِ. أَبُو سَهْلٍ الْمِصْرِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
وَاهٍ.
عَنْ: عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهِبٍ، وَأَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَالصَّلْتِ بْنِ دِينَارٍ، وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ،
وَعَنْهُ: خالد بن عبد السلام المهري، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، وَإِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى، وَسَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، وَآخَرُونَ.
أَوْرَدَ لَهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي " كَامِلِهِ " أَحَادِيثَ، وَقَالَ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ مِمَّا لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ. [ص:708]
وقال أبو حاتم الرازي: يحدث بالأباطيل.(4/707)
-[حَرْفُ الْقَافِ](4/708)
236 - ق: الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ الْعَدَوِيُّ الْعُمَرِيُّ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
أَخُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
رَوَى عَنْ: عَمِّهِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَأَبِي طُوَالَةَ،
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَرَّاحِ الْقُهُسْتَانِيُّ، وَقُتَيْبَةُ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَجَمَاعَةٌ.
كَذَّبَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: سَكَتُوا عَنْهُ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ بُكَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ، حدثنا الْقَاسِمُ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ مَرْفُوعًا: " إِذَا بَلَغَ الْمَاءُ أَرْبَعِينَ قُلَةً لَمْ يَحْمِلِ الْخَبَثَ ".
وَهَذَا رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَقَالَ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَوْلَهُ، وَرَوَاهُ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَوْلَهُ.(4/708)
237 - د ن: الْقَاسِمُ بْنُ مَعْنٍ قَاضِي الْكُوفَةَ، وَعَالِمُ زَمَانِهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقَاسِمُ بْنُ مَعْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيُّ الْمَسْعُودِيُّ الْكُوفِيُّ الْفَقِيهُ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
أَخُو أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مَعْنٍ.
رَوَى عَنْ: عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَمَنْصُورِ بْنِ المعتمر، وحصين بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَالأَعْمَشِ، وَطَبَقَتِهِمْ،
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْعَدَنِيُّ، وَأَبُو غسان مالك بن إسماعيل، والمعافى الرسعني، وَمِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، وَمُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ الرَّازِيُّ، وآخرون. [ص:709]
وَكَانَ ثِقَةٌ، صَاحِبُ عَرَبِيَّةٍ وَشِعْرٍ، وَكَانَ كَبِيرَ الْقَدْرِ، وَلا يَأْخُذُ عَلَى الْقَضَاءِ رِزْقًا، قَالَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ، كَانَ أَرْوَى النَّاسِ لِلْحَدِيثِ وَالشِّعْرِ، وَأَعْلَمَهُمْ بِالْعَرَبِيَّةِ وَالْفِقْهِ.
وَقَالَ بَعْضُ الأَئِمَّةِ: كَانَ يُقَالُ لَهُ: شَعْبِيُّ زَمَانِهِ لِسَعَةِ عِلْمِهِ.
أَخَذَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بن زياد ابن الأَعْرَابِيُّ، وَوَلِيَ قَضَاءَ الْكُوفَةِ لِلْمَهْدِيِّ، وَهُوَ مِنْ كبار تلامذة أبي حنيفة في الفقه، وكان عَفِيفًا صَارِمًا مَهِيبًا.
تُوُفِّيَ الْقَاسِمُ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَقَدْ شَاخَ.(4/708)
238 - قَحْذَمُ الأَزْدِيُّ الْجَرْمِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
عَنْ: مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، وَمَكْحُولٍ، وَسَالِمِ بن عبد الله،
وَعَنْهُ: وَلَدُهُ أَبُو داود الْمُحَبِّرُ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ النصيصي، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ.
وَقَدْ وَفَدَ رَسُولا مِنْ يُوسُفَ بْنِ عُمَرَ أَمِيرِ الْعِرَاقِ عَلَى الْخَلِيفَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
وَهُوَ قَلِيلُ الرِّوَايَةِ، وَمَا عَلِمْتُ بِهِ بَأْسًا.(4/709)
239 - ت ق: قَزْعَةُ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ حُجَيْرٍ الْبَاهِلِيُّ [الوفاة: 171 - 180 ه]
شَيْخٌ بَصْرِيٌّ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، ومحمد بن المنكدر، وحميد بن قيس الأعرج، وجماعة.
وَعَنْهُ: عاصم بن علي، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ، وقتيبة، ومسدد، ولوين، وآخرون.
ضعفه أبو داود.
وقال البخاري: ليس بذاك القوي. [ص:710]
وعن ابن معين فيه قولان، ومشاه ابن عدي، وقال أبو حاتم: لا يُحْتَجُّ بِهِ.(4/709)
-[حَرْفُ الْكَافِ](4/710)
240 - كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَبُو هَاشِمٍ الأُبُلِّيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
يَرْوِي عَنْ أَنَسٍ،
وَعَنْهُ: أَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، وَبِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الشَّوَارِبِ، وَمَخْلَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ شَيْخٌ لابْنِ خُزَيْمَةَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ شِبْهُ الْمَتْرُوكِ.
وَقَدْ وَهَّاهُ ابْنُ حِبَّانَ وَرَمَاهُ بِالْكَذِبِ، وَقَالَ: هُوَ ابْنُ سُلَيْمٍ.
أَعَدْتُهُ لِأَجْلِ تَأَخُّرِ مَوْتِهِ.(4/710)
241 - كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَشْكُرِيُّ هُوَ كَثِيرُ بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَقِيلَ: هُوَ كَثِيرُ بْنُ حَبِيبٍ اللَّيْثِيُّ الْيَشْكُرِيُّ. [الوفاة: 171 - 180 ه]
رَوَى عَنْ: الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ،
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدِّمِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ، والصلت بن مسعود الجحدري، وعلي ابن الْمَدِينِيِّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَذَكَرَهُ الْعُقَيْلِيُّ فِي " الضُّعَفَاءِ " لِأَجْلِ حَدِيثٍ اسْتَنْكَرَهُ له.(4/710)
-[حَرْفُ اللَّامِ](4/710)
242 - ع: اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، شَيْخُ إِقْلِيمِ مِصْرَ وَعَالِمِهِ، أَبُو الْحَارِثِ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفَهْمِيُّ، مَوْلاهُمُ، الإِصْبَهَانِيُّ الأَصْلُ الْمِصْرِيُّ، [الوفاة: 171 - 180 ه]
أَحَدُ الأعلام. [ص:711]
سَمِعَهُ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ يَقُولُ: وُلِدْتُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ فِي شَعْبانَ.
قُلْتُ: حَجَّ سَنَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ فَلَقِيَ: عَطَاءً، وَنَافِعًا، وَابْنَ أبي مليكة، وسعيد الْمَقْبُرِيَّ، وَأَبَا الزُّبَيْرِ، وَابْنَ شِهَابٍ فَأَكْثَرَ عَنْهُمْ،
وَعَنْ: مِشْرَحَ بْنَ هَاعَانَ، وَأَبِي قَبِيلٍ الْمَعَافِرِيِّ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، وَبُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ، وَجَعْفَرِ بْنِ رَبَيْعَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، وَدَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ، وَالْحَارِثِ بْنِ يَعْقُوبَ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، وَعُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ، وَأَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، وَبَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، وَالْجُلاحِ أَبِي كَثِيرٍ، وَالْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيُّ، وَخَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، وَخَيْرِ بْنِ نعيم، وصفوان بن سليم، وأبي الزناد، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَقَتَادَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَيَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، وآخرين، حَتَّى أَنَّهُ رَوَى عَنْ كَاتِبِهِ أَبِي صَالِحٍ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ عَجْلانَ، وَهُوَ مِنْ شُيُوخِهِ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَشَبَّابَةُ، وَحُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وآدم بْن أبي إياس، وأحمد بن يونس، وَوَلَدُهُ شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ويحيى بن يحيى الليثي المغربي، ويحيى ين يَحْيَى التَّمِيمِيُّ الْخُرَاسَانِيُّ، وَأَبُو الْجَهْمِ الْعَلاءُ الْبَاهِلِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، وَيَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ الرَّمْلِيُّ، وَكَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، وَعِيسَى بْنُ حَمَّادٍ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
وَكَانَ كَبِيرَ الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ وَرَئِيسَهَا وَمُحْتَشِمَهَا وَعَالِمَهَا، وَأَمِيرَ مَنْ بِهَا في عصره، بحيث أن القاضي والنائب من تَحْتَ أَمْرِهِ وَمَشُورَتِهِ.
وَكَانَ الشَّافِعِيُّ يَتَأَسَّفُ عَلَى فَوَاتِ لُقِيِّهِ.
رَوَى جَمَاعَةٌ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا. . الْحَدِيثَ ". أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: صَحِيحٌ غَرِيبٌ.
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي تَرْجَمَةِ اللَّيْثِ: قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: قَدِمَ عَلَيْنَا اللَّيْثُ فَكَانَ يُجَالِسُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَأَتَاهُ أَصْحَابُنَا فَعَرَضُوا عَلَيْهِ، فَلَمْ أَرَ أَخْذَهَا عَرْضًا حَتَّى قَدِمْتُ إلى مالك. [ص:712]
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وَحَدَّثَنِي شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ عَنْهُ قَالَ: كَانَ يَقُولُ لَنَا بَعْضُ أَهْلِي: وُلِدْتُ فِي شَعْبَانَ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ، وَالَّذِي أَوْقِنُهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ.
وَقَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: سَمِعْتُ الليث يقول: سمعت من الزهري بِمَكَّةَ سَنَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ، وَأَنَا ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ زُعْبَةَ، عَنِ اللَّيْثِ قَالَ: أَصْلُنَا مِنْ إِصْبَهَانَ، فَاسْتَوْصُوا بِهِمْ خَيْرًا، قَالَ: حَجَجْتُ أَنَا وَابْنُ لَهِيعَةَ، فَلَمَّا صِرْتُ بِمَكَّةَ رَأَيْتُ نَافِعًا فَأَقْعَدْتُهُ فِي دُكَّانِ عَلافٍ، فَمَرَّ بِيَ ابْنُ لَهِيعَةَ فَقَالَ: مَنْ ذَا؟ قُلْتُ: مَوْلًى لَنَا، فَلَمَّا أَتَيْتُ مِصْرَ قُلْتُ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، فَوَثَبَ إِلَيَّ ابْنُ لَهِيعَةَ، وَقَالَ: يَا سُبْحَانَ اللَّهِ! فَقُلْتُ: أَلَمْ تَرَ رَجُلا مَعِيَ فِي دُكَّانِ الْعَلافِ؟ ذَاكَ نَافِعٌ، قَالَ: فَحَجَّ ابْنُ لَهِيعَةَ مِنْ قَابِلٍ، فَوَجَدَهُ قَدْ مَاتَ.
وَقَدِمَ الأَعْرَجُ يُرِيدُ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ، فَرَآهُ ابْنُ لَهِيعَةَ فَأَخَذَهُ، فَمَا زَالَ عِنْدَهُ يُحَدِّثُهُ حَتَّى هَيَّأَ لَهُ سَفِينَةً وَأَحْدَرَهُ إِلَى الإِسْكَنْدَرِيَّةَ، وَقَعَدَ يَرْوِي عَنْهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقُلْتُ: مَتَى رَأَيْتَ الأَعْرَجَ؟ فَقَالَ: إِنْ أَرَدْتَهُ فَهُوَ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ اللَّيْثُ فَوَجَدَهُ قَدْ مَاتَ، فَذَكَرَ أَنَّهُ صلَّى عَلَيْهِ.
قُلْتُ: هَذِهِ بِهَذِهِ جَزَاءً وِفَاقًا.
قَالَ الْفَسَوِيُّ: قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: أَخْبَرَنِي مَنْ سمع الليث يقول: كتبت من علم ابْنِ شِهَابٍ عِلْمًا كَثِيرًا، وَطَلَبْتُ رُكُوبَ الْبَرِيدِ إِلَيْهِ إِلَى الرَّصَافَةِ، فَخِفْتُ أَنْ لا يَكُونَ ذَلِكَ لِلَّهِ فَتَرَكْتُهُ.
قَالَ: وَدَخَلْتُ عَلَى نَافِعٍ فَسَأَلَنِي، فَقُلْتُ: أَنَا مِصْرِيٌّ، فَقَالَ: مِمَّنْ؟ قُلْتُ: مِنْ قَيْسٍ! فَقَالَ: ابْنُ كَمْ؟ قُلْتُ: ابْنُ عِشْرِينَ، قَالَ: أَمَّا لِحْيَتُكَ فَلِحْيَةُ ابْنُ أَرْبَعِينَ.
عَنِ ابْنِ وَهْبٍ قَالَ: كُلُّ مَا فِي كُتُبِ مَالِكٍ: " أَخْبَرَنِي مَنْ أَرْضَى مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ "، فَهُوَ اللَّيْثُ.
قَالَ الْفَلاسُ: سَمِعْتُ ابْنَ مَهْدِيٍّ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنِ اللَّيْثِ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: لَمْ أَرَ مِثْلَ الليث ولا أكمل مِنْهُ؛ كَانَ فَقِيهَ الْبَدَنِ، عَرَبِيَّ اللِّسَانِ، يُحْسِنُ الْقُرْآنَ وَالنَّحْوَ، وَيَحْفَظُ الشِّعْرَ وَالْحَدِيثَ، حَسَنُ الْمُذَاكَرَةِ. [ص:713]
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ عَنْ يَعْقُوبَ وَزِيرِ الْمَهْدِيِّ قَالَ: قَالَ لِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لَمَّا قَدِمَ اللَّيْثُ الْعِرَاقَ: الْزَمْ هَذَا الشَّيْخَ، أَوْ قَالَ أَكْرِمْ، فَقَدْ ثَبَتَ عِنْدِي أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ أَحدٌ أَعْلَمَ بِمَا حَمَلَ مِنْهُ.
وَقَالَ أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ: كُنْتُ مَعَ اللَّيْثِ لَمَّا خَرَجَ إِلَى الْعِرَاقِ، فَكَانَ يَقْرَأُ عَلَى أَصْحَابِ الْحَدِيثِ مِنْ فَوْقِ عَلِيَّةٍ، وَالْكِتَابُ بِيَدِي، فَإِذَا فَرَغَ مِنْهُ رَمَيْتُ بِهِ إِلَيْهِمْ فَيَنْسَخُوهُ.
وَرَوَى عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قِيلَ لِلَّيْثِ: أَمْتَعَ اللَّهُ بِكَ، إِنَّا نَسْمَعُ مِنْكَ الْحَدِيثَ لَيْسَ فِي كُتُبِكَ؟ فَقَالَ: أَكُلُّ مَا فِي صَدْرِي فِي كُتُبِي؟ لَوْ كَتَبْتُ مَا فِي صَدْرِي مَا وَسِعَهُ هَذَا الْمَرْكَبُ، رواها أبو سعيد بن يونس، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن الحارث، قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِيهِ، فَذَكَرَهَا.
ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: قَالَ اللَّيْثُ: كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ مَعَ الْحُجَّاجِ، وَهِيَ كَثِيرَةُ السَّرْقِينَ، فَكُنْتُ أَلْبَسُ خُفَّيْنِ، فَإِذَا بَلَغْتُ بَابَ الْمَسْجِدِ نَزَعْتُ أَحَدَيْهِمَا، وَدَخَلْتُ، فَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ: لا تَفْعَلْ هَذَا فَإِنَّكَ إِمَامٌ مَنْظُورٌ إِلَيْكَ.
قَوْلُهُ: أَلْبَسُ خُفَّيْنِ: يُرِيدُ خُفًّا فَوْقَ خُفٍّ.
قَالَ عباس الدوري: حدثنا يَحْيَى قَالَ: هَذِهِ رِسَالَةُ مَالِكٍ إِلَى اللَّيْثِ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ فَذَكَرَهَا؛ فِيهَا: وَأَنْتَ فِي إِمَامَتِكَ، وَفَضْلِكَ وَمَنْزِلَتِكَ مِنْ أَهْلِ بَلَدِكَ، وَحَاجَةِ مَنْ قِبَلِكَ إِلَيْكَ، وَاعْتِمَادِهِمْ عَلَى مَا جاءهم منك.
أحمد ابن أَخِي ابْنِ وَهْبٍ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: اللَّيْثُ أَفْقَهُ مِنْ مَالِكٍ، إِلا أَنَّ أَصْحَابَهُ لَمْ يَقُومُوا بِهِ.
أَبُو زُرْعَةَ، سَمِعَ ابْنَ بُكَيْرٍ يَقُولُ: اللَّيْثُ أَفْقَهُ مِنْ مَالِكٍ، وَلَكِنْ كَانَتِ الْحَظْوَةُ لِمَالِكٍ.
وَقَالَ جَمَاعَةٌ: سَمِعْنَا ابْنَ وَهْبٍ يَقُولُ: لَوْلا مَالِكٌ وَاللَّيْثُ لَضَلَلْنَا. [ص:714]
وَقَالَ حَرْمَلَةُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: اللَّيْثُ أَتْبَعُ لِلأَثَرِ مِنْ مَالِكٍ.
قَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ: قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: كَيْفَ حَدِيثُهُ عَنْ نَافِعٍ؟ قَالَ: صَالِحٌ ثِقَةٌ.
وَقَالَ عَبَّاسٌ، عَنْ يَحْيَى: اللَّيْثُ أَرْفَعُ عِنْدِي مِنِ ابْنِ إِسْحَاقَ.
وَقَالَ الأَثْرَمُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُولُ: مَا فِي الْمِصْرِيِّينَ أَثْبَتَ مِنَ اللَّيْثِ، لا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، وَلا أَحَدٌ؛ رَأَيْتُ لِعَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ مَنَاكِيرَ.
وَقَالَ عبد الله بن أَحْمَد: سَمِعْتُ أبي يَقُولُ: أَصَحُّ النَّاسِ حَدِيثًا عَنِ الْمَقْبُرِيِّ لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، يَفْصِلُ مَا رُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مِمَّا رُوِيَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، هُوَ ثَبْتٌ فِي حَدِيثِهِ جِدًّا.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: اللَّيْثُ ثَبْتٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مُفَضَّلِ بْنِ فَضَالَةَ.
وقال النسائي: ثقة.
وقال أبو داود: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُولُ: اللَّيْثُ ثِقَةٌ، وَلَكِنْ فِي أَخْذِهِ سُهُولَةٌ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنِي شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا وَدَّعْتُ الْمَنْصُورَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ قَالَ: أَعْجَبَنِي مَا رَأَيْتُ مِنْ شِدَّةِ عَقْلِكَ، فَالْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي رَعِيَّتِي مِثْلَكَ، فَكَانَ أَبِي يَقُولُ: لا تُخْبِرُوا بِهَذَا مَا عِشْتُ.
قَالَ قُتَيْبَةُ: كَانَ اللَّيْثُ أَكْبَرَ مِنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، وَلَكِنْ إِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهِمَا قُلْتَ: ذَا ابْنُ ذَا.
قَالَ عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ: كَانَ أَهْلُ مِصْرَ يَنْتَقِصُونَ عُثْمَانَ حَتَّى نَشَأَ فِيهِمُ اللَّيْثُ فَحَدَّثَهُمْ بِفَضَائِلِهِ فَكَفُّوا، وَكَانَ أهل حمص ينقصون عَلِيَّا حَتَّى نَشَأَ فِيهِمْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ فَحَدَّثَهُمْ بِفَضَائِلِهِ فَكَفُّوا عَنْ ذَلِكَ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: قَالَ لِي اللَّيْثُ: قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ: تَلِي لِيَ مِصْرَ؟ [ص:715] قُلْتُ: لا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي أَضْعَفُ عَنْ ذَلِكَ، وَإِنِّي رَجُلٌ مِنَ الْمَوَالِي، فَقَالَ: مَا بِكَ مِنْ ضَعْفٍ مَعِي، وَلَكِنْ ضَعُفَتْ نِيَّتُكَ، أَتُرِيدُ قُوَّةً أَقْوَى مِنِّي؟ فَأَمَّا إِذَا أَبَيْتَ فَدُلَّنِي عَلَى رَجُلٍ أُقَلِّدُهُ مِصْرَ، قُلْتُ: عُثْمَانُ بْنُ الْحَكَمِ الْجُذَامِيُّ، رَجُلٌ لَهُ صَلاحٌ وَلَهُ عَشِيرَةٌ، قَالَ: فَبَلَغَهُ ذَلِكَ، فَعَاهَدَ اللَّهَ أن لا يكلم الليث.
وولي الليث ثَلاثَ وِلايَاتٍ لِصَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ صَالِحٌ لِعَمْرٍو: لا أَدَعُ اللَّيْثَ حَتَّى يَتَوَلَّى لِي، فَقَالَ عَمْرٌو: لا يَفْعَلُ، فَقَالَ: لأَضْرِبَنَّ عُنُقَهُ، فَجَاءَهُ عَمْرٌو فَحَذَّرَهُ، فَوَلاهُ الْعَطَاءَ، وَوَلِيَ الْجَزِيرَةَ أَيَّامَ أَبِي جَعْفَرٍ، وَوَلِيَ الدِّيوَانَ أَيَّامَ الْمَهْدِيِّ.
قُتَيْبَةُ قَالَ: قَفَلْنَا مَعَ اللَّيْثِ مِنَ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ، وَمَعَهُ ثَلاثُ سُفُنٍ، سَفِينَةٌ فِيهَا مَطْبَخُهُ، وَسَفِينَةٌ فِيهَا عِيَالُهُ، وَسَفِينَةٌ فِيهَا أَضْيَافُهُ، وَصَلَّى بِنَا فَجَهَرَ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَسَلَّمَ وَاحِدَةً تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، وَكَانَ ابْنُهُ شُعَيْبٌ إِمَامَهُ، فَحُمَّ ليلة فصلى بنا الليث.
قال أبو علاثة المفرض: حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو الْغَافِقِيُّ: سَمِعْتُ أَشْهَبَ يَقُولُ: كَانَ اللَّيْثُ لَهُ كُلَّ يَوْمٍ أَرْبَعَةُ مَجَالِسٍ، أَحَدُهَا لِنَائِبَةِ السُّلْطَانِ وَحَوَائِجِهِ، وَكَانَ اللَّيْثُ تَغْشَاهُ الدَّوْلَةُ، فَإِذَا أَنْكَرَ مِنَ الْقَاضِي أَمْرًا، أَوْ مِنَ السُّلْطَانِ، كَتَبَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَمَجْلِسٌ لِأَصْحَابِ الْحَدِيثِ، وَمَجْلِسٌ لِلْمَسَائِلِ يَغْشَاهُ النَّاسُ فَيَسْأَلُونَهُ، وَمَجْلِسٌ لِحَوَائِجِ النَّاسِ لا يَسْأَلُهُ أَحَدٌ فَيَرُدُّهُ، كَبُرَتْ حَاجَتُهُ أَوْ صَغُرَتْ، وَكَانَ يُطْعِمُ النَّاسَ في الشتاء الهرائس بِعَسَلِ النَّحْلِ، وَالسَّمْنِ، وَفِي الصَّيْفِ سَوِيقَ اللَّوْزِ بِالسُّكَّرِ.
قَالَ أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الحيري: حدثنا أبي: قال: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ يَقُولُ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ إِلَى جَنْبِهِ: خَرَجَ اللَّيْثُ يَوْمًا فَقَوَّمُوا ثِيَابَهُ وَدَابَّتَهُ وَخَاتَمَهُ، وَمَا عَلَيْهِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ إِلَى عِشْرِينَ أَلْفًا.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ: خَرَجَ عَلَيْنَا شُعْبَةُ يَوْمًا، فَقَوَّمُوا حِمَارَهُ وَسَرْجَهُ وَلِجَامَهُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا إِلَى عِشْرِينَ.
قَالَ مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ: كُنَّا عِنْدَ اللَّيْثِ، فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ مَعَهَا قَدَحٌ فَقَالَتْ: يَا أَبَا الْحَارِثِ إِنَّ زَوْجِي يَشْتَكِي، وَقَدْ وُصِفَ لَهُ الْعَسَلَ، فَأَمَرَ لَهَا بِزِقِّ عَسَلٍ كَبِيرٍ. [ص:716]
رَوَاهَا أَبُو صَالِحٍ، وَزَادَ فَقَالَ: سَأَلَتْ عَلَى قَدْرِهَا، وَأَعْطَيْنَا عَلَى قَدْرِنَا.
أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ النسائي، حدثنا قُتَيْبَةُ: سَمِعْتُ شُعَيْبَ بْنَ اللَّيْثِ يَقُولُ: خَرَجْتُ مع أبي حاجا، فقدم إلى الْمَدِينَةَ فَبَعَثَ إِلَيْهِ مَالِكٌ بِطَبَقِ رُطَبٍ، فَجَعَلَ أَبِي عَلَى الطَّبَقِ أَلْفَ دِينَارٍ وَرَدَّهُ إِلَيْهِ، وَسَأَلَتْهُ امْرَأَةٌ نَوْبَةً سُكُرُّجَةَ عَسَلٍ، فَأَمَرَ لَهَا بزق، وكان أبي ليستغل فِي السَّنَةِ عِشْرِينَ أَلْفَ دِينَارٍ وَأَكْثَرَ، فَمَا يَحُولُ عَلَيْهِ الْحَوْلُ إِلا عَلَيْهِ خَمْسَةُ آلافِ دِينَارِ دَيْنٌ.
أَبُو داود قَالَ: قَالَ قُتَيْبَةُ: كان الليث يستغل عِشْرِينَ أَلْفَ دِينَارٍ فِي الْعَامِ، مَا وَجَبَتْ عَلَيْهِ زَكَاةٌ قَطُّ، وَأَعْطَى ابْنَ لَهِيعَةَ وَمَالِكًا وَمَنْصُورَ بْنَ عَمَّارٍ لِكُلِّ وَاحِدٍ أَلْفَ دِينَارٍ.
وَعَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: كُنَّا عَلَى بَابِ مَالِكٍ، فَامْتَنَعَ عَنِ الْحَدِيثِ، فَقُلْتُ: مَا يُشْبِهُ هَذَا صَاحِبُنَا، فَسَمِعَهَا مَالِكٌ فَقَالَ: مَنْ صَاحِبُكُمْ؟ قُلْنَا: اللَّيْثُ، فَقَالَ: تُشَبِّهُونَا بِرَجُلٍ كَتَبْنَا إِلَيْهِ فِي قَلِيلِ عُصْفرٍ يَصْبِغُ ثِيَابَ صِبْيَانِنَا، فَأَنْفَذَ مِنْهُ مَا بِعْنَا فَضْلَتَهُ بِأَلْفِ دِينَارٍ.
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ: سَمِعْتُ أَسَدَ بْنَ مُوسَى يَقُولُ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ يَطْلُبُ بَنِي أُمَيَّةَ يَقْتُلُهُمْ، فَدَخَلْتُ مِصْرَ فِي هَيْئَةٍ رَثَّةٍ، فَدَخَلْتُ عَلَى اللَّيْثِ، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْ مَجْلِسِهِ تَبِعَنِي خَادِمٌ لَهُ فَدَفَعَ إِلَيَّ صُرَّةً فِيهَا مِائَةُ دِينَارٍ، وَكَانَ فِي حزتي هَمْيَانٌ فِيهِ أَلْفُ دِينَارٍ، فَأَخْرَجْتُ الْهَمْيَانَ، وَقُلْتُ: أَنَا عَنْهَا غَنِيٌّ، اسْتَأْذِنْ لِي عَلَى الشَّيْخِ، فاستأذن فدخلت، وأخبرته بنسبي، وَاعْتَذَرْتُ مِنْ رَدِّهَا، فَقَالَ: هِيَ صِلَةٌ.
فَقُلْتُ: أَكْرَهُ أَنْ أُعَوِّدَ نَفْسِيَ، فَقَالَ: ادْفَعْهَا إِلَى مَنْ تَرَى مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ.
قَالَ قُتَيْبَةُ: كَانَ اللَّيْثُ يَرْكَبُ فِي جَمِيعِ الصَّلَوَاتِ إِلَى الجامع، ويتصدق كل يوم على ثلاث مائة مسكين.
وقال أبو الشيخ: حدثنا إسحاق الرملي، قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ قَالَ: كَانَ دَخْلُ اللَّيْثِ فِي السَّنَةِ ثَمَانِينَ أَلْفِ دِينَارٍ، مَا أَوْجَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ زَكَاةَ دِرْهَمٍ قَطُّ.
قَالَ سُلَيْمُ بن منصور بن عمار: حدثنا أَبِي قَالَ: دَخَلَتْ عَلَى اللَّيْثِ خَلْوَةً، [ص:717] فَاسْتَخْرَجَ مِنْ تَحْتِهِ كِيسًا فِيهِ أَلْفُ دِينَارٍ، وَقَالَ: يَا أَبَا السَّرِيِّ لا تُعْلِمْ بِهَا ابْنِي فَتَهُونُ عَلَيْهِ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ: صَحِبْتُ اللَّيْثَ عِشْرِينَ سَنَةً، لا يَتَغَدَّى ولا يتعشى إلا مع الناس، وكان لا يَأْكُلُ إِلا بِلَحْمٍ إِلا أَنْ يَمْرَضَ.
وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ لِي الرَّشِيدُ لَمَّا قَدِمتُ عَلَيْهِ: مَا صَلاحُ بَلَدِكُمْ؟ قُلْتُ: بِإِجْرَاءِ النِّيلِ، وَبِصَلاحِ أَمِيرِهَا، وَمِنْ رَأْسِ الْعَيْنِ يَأْتِي الْكَدَرُ، فَإِنْ صَفَتِ الْعَيْنُ صَفَتِ السَّوَاقِي، قَالَ: صَدَقْتَ يَا أَبَا الْحَارِثِ.
وَعَنِ ابْنِ وَزِيرٍ قَالَ: قَدْ وَلِيَ اللَّيْثُ الْجَزِيرَةَ، وَكَانَ أُمَرَاءُ مِصْرَ لا يَقْطَعُونَ أَمْرًا إِلا بِمَشُورَتِهِ، فَقَالَ أَبُو الْمَسْعَدِ، وَبَعَثَ بِهَا إِلَى الْمَنْصُورِ:
لِعَبْدِ اللَّهِ عَبْدِ اللَّهِ عِنْدِي ... نَصَائِحُ حُكْتُهَا فِي السِّرِّ وَحْدِي
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَلافَ مِصْرًا ... فَإِنَّ أَمِيرَهَا لَيْثُ بْنُ سَعْدِ
وَقَالَ بَكْرُ بْنُ مُضَرٍ: قَدِمَ عَلَيْنَا كِتَابُ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ إِلَى حَوْثَرَةَ وَالِي مِصْرَ: إِنِّي بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ أَعْرَابِيًّا بَدَوِيًّا فَصِيحًا، مِنْ حَالِهِ وَمِنْ حَالِهِ، فَاجْمَعُوا لَهُ رَجُلا يُسَدِّدُهُ فِي الْقَضَاءِ وَيُصَوِّبُهُ فِي الْمَنْطِقِ، فَأَجْمَعَ رَأْيُ النَّاسِ عَلَى اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، وَفِيهِمْ مُعَلِّمَاهُ: يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: أَعْضَلَتِ الرَّشِيدَ مَسْأَلَةٌ فَجَمَعَ لَهَا فُقَهَاءَ الأَرْضِ حَتَّى أَشْخَصَ اللَّيْثُ فَأَخْرَجَهُ مِنْهَا.
سَعِيدُ بْنُ أبي مريم: حدثنا اللَّيْثُ قَالَ: قَدِمْتُ مُكَّةَ، فَجِئْتُ أَبَا الزُّبَيْرِ، فَدَفَعَ إِلَيَّ كِتَابَيْنِ فَانْقَلَبْتُ بِهِمَا، ثُمَّ قُلْتُ: لَوْ عَاوَدْتُهُ فَسَأَلْتُهُ أَسَمِعَ هَذَا كُلَّهُ مِنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ؟ فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ: مِنْهُ مَا سَمِعْتُهُ، وَمِنْهُ مَا حُدِّثْتُ عَنْهُ، فَقُلْتُ: عَلِّمْ لِي عَلَى مَا سَمِعْتَ، فَعَلَّمَ لِي عَلَى هَذَا الَّذِي عِنْدِي.
قُلْتُ: قَدْ رَوَى اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ نُسْخَةً، ثُمَّ رَوَى عَنْ رجل عنه، وقال: حدثنا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَنْ نَافِعٍ، فَذَكَرَ حَدِيثًا، وَقَدْ رَوَى أَحَادِيثَ، أَعْنِي اللَّيْثُ، عَنِ الْهِقْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ داود بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، وَهَذَا مِنْ عَجِيبِ الاتِّفَاقِ؛ لِأَنَّ اللَّيْثَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - لا يتوقف في ذَلِكَ، وَقَدْ وَقَعَ لِي مِنْ هَذَا النَّمَطِ أشياء. [ص:718]
وَكَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ طَلابَةً لِلْعِلْمِ، وَلا يَرَى التَّدْلِيسَ، وَقَدْ سَمِعَ مِنَ الزُّهْرِيِّ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ: عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ عَنْ قَوْلِهِ: " وَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تُقْسِطُوا في اليتامى " الحديث.
الرمادي، وغيره: حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثني الليث قال: حَدَّثَنِي ابْنُ الْهَادِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، سَمِعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: " بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي عَلَى قَلِيبٍ، فَنَزَعْتُ مِنْهَا. . . . ". الْحَدِيثَ.
وَقَدْ ذَكَرْنَا أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ أَبِي الزُّبَيْرِ جُمْلَةً.
وَقَالَ عبد الله بن صالح: حدثنا الليث قال: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ أَنَّ أَبَا الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ رأى ابن عُمَرَ إِذَا سَجَدَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السَّجْدَةِ الأُولَى قَعَدَ عَلَى أَطْرَافِ أَصَابِعِهِ، وَيَقُولُ: إِنَّهُ مِنَ السُّنَّةِ، قَالَ الطَّبَرَانِيُّ: وَهَذَا لَمْ يَرْوِهِ إِلا اللَّيْثُ.
وَقَالَ مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ، وَيُونُسَ المؤدب: حدثنا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سُئِلَ عَنِ الْكَوْثَرِ فَقَالَ: " نَهْرٌ أَعْطَانِيهِ رَبِّي أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَفِيهِ طَيْرٌ كَأَعْنَاقِ الْجُزُرِ " فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ تِلْكَ الطَّيْرَ نَاعِمَةٌ! قَالَ: " آكِلُهَا أَنْعَمُ مِنْهَا يَا عُمَرُ ".
وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ عَنْهُ، وَعَبْدُ اللَّهِ هُوَ أَخُو الزُّهْريِّ.
قال عبد الله بن عبد الْحَكَمِ: كُنَّا فِي مَجْلِسِ اللَّيْثِ، وَمَعَنَا مُسْلِمَةُ بْنُ عَلِيٍّ فَذُكِرَ الْعَدَسُ، فَقَالَ مُسْلِمَةُ: بَارَكَ فِيهِ سَبْعُونَ نَبِيًّا، قَالَ: فَقَضَى اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ صَلاتَهُ، وَقَالَ: وَلا نَبِيُّ وَاحِدٌ، إِنَّهُ بارد مؤذ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: سَمِعْتُ اللَّيْثَ يَقُولُ: أَعْرِفُ رَجُلا لَمْ يَأْتِ مُحَرَّمًا قَطُّ، فَعَلِمْنَا أَنَّهُ أَرَادَ نَفْسَهُ لِأَنَّ أَحَدًا لا يَعْلَمُ هَذَا مِنْ أَحَدٍ.
وَقَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنِي الدَّرَاوَرْدِيُّ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ، وإن ربيعة، ويحيى بن سعيد ليتزحزحون له زحزحة. [ص:719]
وَقَالَ سَعِيدٌ الآدَمُ: قَالَ الْعَلاءُ بْنُ كَثِيرٍ: اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ سَيِّدُنَا، وَإِمَامُنَا، وَعَالِمُنَا.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: كَانَ اللَّيْثُ قَدِ اسْتَقَلَّ بِالْفَتْوَى فِي زَمَانِهِ.
قُلْتُ: وَمَنَاقِبُ اللَّيْثِ كَثِيرَةٌ، وَعِلْمُهُ وَاسِعٌ، وَقَدْ وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِيهِ، لَكِنَّ الْيَوْمَ لَيْسَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ فِي عام ستة وعشرين وسبع مائة مَنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّيْثِ سِتَّةُ أَنْفُسٍ، وَهَذَا عُلُوٌّ لا نَظِيرَ لَهُ أَصْلا، وَلَقَدْ كَتَبْتُ نُسْخَةَ أَبِي الْجَهْمِ مِنْ بِضْعٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً فَرَحًا بُعلُوِّهَا فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ، وَسَمِعْتُهَا مِنْ سِتِّينَ شَيْخًا، وَهِيَ الآنَ مَرْوِيَّةٌ بِالسَّمَاعِ، وَلَوْ رَحَلَ الْيَوْمَ الطَّالِبُ مِنْ مَسِيرَةِ أَلْفِ فَرْسَخٍ لِإِدْرَاكِهَا، وَغَرِمَ مِائَةَ دِينَارٍ، لَكَانَ لَهُ الْحَظُّ الأَوْفَرِ، نَعَمْ.
قَالَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ الصَّدَفِيُّ: شَهِدْتُ جِنَازَةَ اللَّيْثِ مَعَ وَالِدِي، فَمَا رَأَيْتُ جِنَازَةً قَطُّ أَعْظَمَ مِنْهَا، وَرَأَيْتُ النَّاسَ كُلُّهُمْ عَلَيْهِمُ الْحُزْنُ، وَهُمْ يُعَزِّي بَعْضُهُمْ بَعْضًا ويبكون، فقلت: يا أبت، كَأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ النَّاسِ صَاحِبُ هَذِهِ الْجِنَازَةِ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ لا تَرَى مِثْلَهُ أَبَدًا.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، وَجَمَاعَةٌ: مَاتَ اللَّيْثُ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، زَادَ بَعْضُهُمْ فِي شَعْبانَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَيْلَةَ الجمعة منتصف شعبان - رضي الله عنه -.(4/710)