402 - أَبُو الْهَيْثَمِ الْمُرَادِيُّ الْكُوفِيُّ، صَاحِبُ الْقَصَبِ، قِيلَ: اسْمُهُ عَمَّارٌ. [الوفاة: 121 - 130 ه]
عَنْ: سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَإِسْرَائِيلُ، وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.(3/579)
403 - أَبُو الْوَازِعِ الْكُوفِيُّ، هُوَ زُهَيْرُ بْنُ مَالِكٍ النَّهْدِيُّ. [الوفاة: 121 - 130 ه]
عَنْ: ابْنِ عُمَرَ، وَعَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَأَبُو حَمْزَةَ مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ السُّكَّرِيُّ، وَإِسْرَائِيلُ، وَشَرِيكٌ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَتْ عِنْدَهُ غَفْلَةٌ شَدِيدَةٌ، وَهُوَ صَالِحُ الْحَدِيثِ.(3/579)
404 - م ت ق: أَبُو الْوَازِعِ الرَّاسِبِيُّ الْبَصْرِيُّ، جَابِرُ بْنُ عَمْرٍو. [الوفاة: 121 - 130 ه]
عَنْ: أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ.
وَعَنْهُ: أَبَانُ بْنُ صَمْعَةَ، وَشَدَّادُ أَبُو طَلْحَةَ الرَّاسِبِيُّ، وَمَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، وَأَبُو هِلالٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.(3/579)
405 - د ن: أَبُو وَجْزَةَ السَّعْدِيُّ، يَزِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 121 - 130 ه]
عَنْ: عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيِّ.
وَعَنْهُ: هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ بلال. [ص:580]
وَكَانَ مِنْ أَعْيَانِ شُعَرَاءِ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، وَهُوَ صَدُوقٌ.
قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.(3/579)
406 - د ت ق: أَبُو يَحْيَى الْقَتَّاتُ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 121 - 130 ه]
فِي اسْمِهِ أَقْوَالٌ: يَزِيدُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَمُسْلِمٌ، وَعِمْرَانَ، وَالأَصَحُّ زَاذَانُ.
رَوَى عَنْ: مُجَاهِدٍ، وَعَطَاءٍ.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَإِسْرَائِيلُ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، وَغَيْرُهُمْ.
ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.(3/580)
407 - ع: أَبُو يَعْفُورَ الْعَبْدِيُّ الْكُوفِيُّ، وَاقِدٌ، وَقِيلَ: وَقْدَانُ. [الوفاة: 121 - 130 ه]
عَنْ: ابْنِ عُمَرَ، وَابْنِ أَبِي أَوْفَى، وَأَنَسٍ، وَمُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَإِسْرَائِيلُ، وَالسُّفْيَانَانِ، وَأَبُو الأَحْوَصِ، وَابْنُهُ يُونُسُ.
وَثَّقُوهُ.
وَ(3/580)
• - أَبُو يَعْفُورَ الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 121 - 130 ه]
آخَرُ أَصْغَرُ مِنْ هَذَا فِي طَبَقَةِ الأَعْمَشِ.(3/580)
408 - م د ت: أَبُو يُونُسَ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، اسْمُهُ سُلَيْمُ بْنُ جُبَيْرٍ. [الوفاة: 121 - 130 ه]
عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ، وَأَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ.
وَكَانَ أَبُوهُ مُكَاتِبًا لِأَبِي هُرَيْرَةَ، فَعَجَزَ فَرَدَّهُ أَبُو هُرَيْرَةَ إِلَى الرِّقِّ، ثُمَّ قَدِمَ أَبُو هُرَيْرَةَ مِصْرَ عَلَى مُسْلِمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ وَمَعَهُ جُبَيْرٌ وَابْنُهُ أَبُو يُونُسَ، فَسَأَلَهُ مُسْلِمَةُ أَنْ يَعْتِقَهُمَا فَفَعَلَ فَأَقَامَا بِمِصْرَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ: تَزَوَّجَ أَبِي بِبِنْتِ أَبِي يُونُسَ، وَوَرِثَ مِنْهَا.
تُوُفِّيَ أَبُو يُونُسَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ كَمَا مَرَّ فِي اسْمِهِ.
تمت الطبقة ولله الحمد.(3/580)
-الطَّبَقَةُ الرَّابِعَةَ عَشْرَةَ 131 - 140 هـ(3/581)
"صفحة فارغة"(3/582)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
- (الحَوَادِثُ)(3/583)
-حَوَادِثُ سَنَةَ إحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ(3/583)
-ذِكْرُ مَنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مُجْمَلا:
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْمُونٍ الصَّائِغُ الْمَرْوَزِيُّ، إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ الْعَدَوِيُّ الْبَصْرِيُّ، إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ، أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ عَالِمُ الْبَصْرَةِ، تَوْبَةُ الْعَنْبَرِيُّ الْبَصْرِيُّ ثِقَةٌ، الْرُّكَيْنُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ عُمَيْلَةَ، الزُّبَيْرُ بْنُ عَدِيٍّ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ، سُمَيٌّ مَوْلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَبُو الزِّنَادِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذَكْوَانَ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ الْمَكِّيُّ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي قَوْلِ خَليِفَةَ، عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغِيرَةِ السبئي، عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ الْبُنَانِيُّ الْبَصْرِيُّ، عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ التَّيْمِيُّ، فَرْقَدُ السَّبَخِيُّ أَحَدُ الْعُبَّادِ، مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ الْكُوفِيُّ، مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ عَلَى الصَّحِيحِ، نَصْرُ بْنُ سَيَّارٍ الأَمِيرُ، هَمَّامُ بْنُ مُنَبِّهٍ، وَقِيلَ: بَعْدَهَا، وَاصِلُ بْنُ عَطَاءٍ الْمُعْتَزِلِيُّ، يَزِيدُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ الأَزْدِيُّ، ثُمَّ النَّحْوِيُّ، مِنْ نَحْوِ الأَزْدِ.
وَفِيهَا تَوَجَّهَ قُحْطُبَةُ بْنُ شَبِيبٍ بَعْدَ قَتْلِ نُبَاتَةَ مِنْ جُرْجَانَ فَجَهَّزَ ابْنُ هُبَيْرَةَ جَيْشًا عَظِيمًا، فَنَزَلَ بَعْضُهُمْ بِهَمَذَانَ وَبَعْضُهُمْ بِمَاهٍ وَبِغَيْرِهَا، وَعَلَيْهِمْ وَلَدُهُ دَاوُدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ، وَعَامِرُ بْنُ ضُبَارَةَ، فَالْتَقَوْا بِنَوَاحِي أَصْبَهَانَ فِي رَجَبٍ، فَقُتِلَ فِي الْمَصَافِّ عَامِرٌ، وَانْهَزَمَ دَاوُدُ وَجَيْشُهُ.
فَذَكَر مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ أَنَّ عَامِرَ بْنَ ضُبَارَةَ كَانَ فِي مِائَةِ أَلْفٍ، وَكَانَ قُحْطُبَةُ فِي عِشْرِينَ أَلْفًا، قَالَ: فَأَمَرَ قُحْطُبَةُ بِمُصْحَفٍ فَرُفِعَ عَلَى رُمْحٍ، ثُمَّ نَادَى: يَا أَهْلَ الشَّامِ، إِنَّا نَدْعُوكُمْ إِلَى مَا فِي هَذَا الْمُصْحَفِ، فَشَتَمُوهُ، فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ فَلَمْ يَطُلِ الْقِتَالُ حَتَّى انْهَزَمُوا، ثُمَّ نَزَلَ قُحْطُبَةُ وَابْنُهُ الحسن على [ص:584] بَابِ نَهَاوَنْدَ، وَغَنِمَ جَيْشُهُ مَا لا يُوصَفُ، وَأَثْخَنُوا فِي الشَّامِيِّينَ.
قَالَ حَفْصُ بْنُ شَبِيبٍ: فَحَدَّثَنِي مَنْ كَانَ مَعَ قُحْطُبَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ عَسْكَرًا قَطُّ جَمَعَ مَا جَمَعَ أَهْلُ الشَّامِ بِأَصْبَهَانَ مِنَ الْخَيْلِ وَالسِّلاحِ وَالرَّقِيقِ، وَأَصَبْنَا مَعَهُمْ مَا لا يُحْصَى مِنَ الْبَرَابِطِ وَالطَّنَابِيرِ وَالْمَزَامِيرِ، فَقَلَّ خِبَاءٌ أَوْ بَيْتٌ نَدْخُلُهُ إِلا وَجَدْنَا فِيهِ زُكْرَةً أَوْ زِقًّا مِنْ خَمْرٍ.
وَوَقَعَ الْحِصَارُ عَلَى نَهَاوَنْدَ وَتَقَهْقَرَ الأَمِيرُ نَصْرُ بْنُ سَيَّارٍ إِلَى أَنْ وَصَلَ إِلَى الرَّيِّ، فَأَدْرَكَهُ الأَجَلُ بِهَا، وَقِيلَ: مَاتَ نِسَاؤُهُ وَأَوْصَى بَنِيهِ أَنْ يَلْحَقُوا بِالشَّامِ، وَقَدْ كَانَ أَنْشَدَ لَمَّا أَبْطَأ عَنْهُ الْمَدَدُ:
أَرَى خَلَلَ الرَّمَادِ وَمِيضَ نَارٍ ... وَيُوشِكُ أَنْ يَكُونَ لَهُ ضِرَامُ
فَإِنَّ النَّارَ بِالزِّنْدَيْنِ تُورِي ... وَإِنَّ الْفِعْلَ يَقْدُمُهُ الْكَلامُ
وَإِنْ لَمْ يَطُفْهَا عُقَلاءُ قَوْمٍ ... يَكُونُ وَقُودُهَا جُثَثٌ وَهَامُ
أَقُولُ مِنَ التَّعَجُّبِ لَيْتَ شِعْرِي ... أَأَيْقَاظٌ أُمَيَّةُ أَمْ نِيَامُ
ثُمَّ إِنَّ ابْنَ هُبَيْرَةَ كَتَبَ إِلَى مَرْوَانَ الْحِمَارِ يُخْبِرُهُ بِمَقْتَلِ ابْنِ ضُبَارَةَ فَوَجَّهَ إِلَى نَجْدَتِهِ حَوْثَرَةُ بن سعيل الْبَاهِلِيُّ فِي عَشَرَةِ آلافٍ مِنْ قَيْسٍ، ثُمَّ تَجَمَّعَتْ جُيُوشُ مَرْوَانَ بِنَهَاوَنْدَ، عَلَيْهِمْ مَالِكُ بْنُ أَدْهَمَ، فَضَايَقَهُمْ كَمَا ذَكَرْنَا قُحْطُبَةُ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ حَتّى أَكَلُوا خَيْلَهُمْ، ثُمَّ خَرَجُوا بِالأَمَانِ فِي شَوَّالٍ، ثُمَّ قَتَلَ قُحْطُبَةُ وُجُوهًا مِنْ عَسْكَرِ نَصْرِ بْنِ سَيَّارٍ وَقَتَلَ أَوْلادَهُ، وَقَتَلَ: سَعِيدَ بْنُ الْحُرِّ، وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ الْجَزَرِيَّ، وَحَاتِمَ بْنَ الْحَارِثِ التَّمِيمِيَّ، وَعَاصِمَ بْنَ عَمْرٍو السَّمَرْقَنْدِيَّ، وَعُمَارَةَ بْنَ سُلَيْمٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ قُحْطُبَةُ فِي جُيُوشِهِ يُرِيدُ الْعِرَاقَ، فَنَهَضَ مُتَوَلِّيهَا ابْنُ هُبَيْرَةَ حَتَّى نَزَلَ بَيْنَ حُلْوَانَ وَالْمَدَائِنِ، وَعَلَى مُقَدِّمَتِهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ اللَّيْثِيُّ، وَانْضَمَّ إِلَيْهِ الْمُنْهَزِمُونَ حَتَّى صَارَ فِي ثَلاثَةٍ وَخَمْسِينَ أَلْفًا، ثُمَّ تَوَجَّهَ فَنَزَلَ جَلُولاءَ، وَنَزَلَ قُحْطُبَةُ فِي آخِرِ الْعَامِ بِخَانِقِينَ، فَكَانَ بَيْنَ الطَّائِفَتَيْنِ بَرِيدٌ، فَبَقُوا أَيَّامًا كَذَلِكَ.
وَفِيهَا، فِي شَعْبَانَ وَبَعْدَهُ كَانَ الطَّاعُونُ بِالْبَصْرَةِ فَهَلَكَ خَلْقٌ حَتَّى قِيلَ: إِنَّهُ هَلَكَ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ سَبْعُونَ أَلْفًا، نَقَلَهُ صَاحِبُ الْمُنْتَظَمِ. [ص:585]
وَفِيهَا تَحَوَّلَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ مِنْ مَرْوَ، فَنَزَلَ نَيْسَابُورَ وَاسْتَوْلَى عَلَى عَامَّةِ خُرَاسَانَ.(3/583)
-سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
تُوُفِّيَ فِيهَا خَلْقٌ، مِنْهُمْ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أُمَيَّةُ بْنُ يَزِيدَ، أَعْيَنُ بْنُ لَيْثٍ جَدُّ ابْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، خَالِدُ بْنُ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ، رَبَاحُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ، زِيَادُ بن سلم بن زياد ابن أَبِيهِ، سَالِمٌ الأَفْطَسُ بْنُ عَجْلانَ، سُلَيْمَانُ بْنُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، سُلَيْمَانُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ الْمَدَنِيُّ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَاوُسٍ الْيَمَانِيُّ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خَثْيَمٍ الْمَكِّيُّ، عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْمِصْرِيُّ، عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ الْكَلاعِيُّ، عَطَاءُ بْنُ قُرَّةَ السَّلُولِيُّ، عَطَاءُ السُّلَيْمِيُّ الْعَابِدُ، عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ الزُّهْرِيُّ، قُحْطُبَةُ بْنُ شَبِيبٍ الأَمِيرُ، مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حزم، مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأُمَوِيُّ الْخَلِيفَةُ، مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ عَالِمُ الْكُوفَةِ، يَزِيدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ الأَمِيرُ، يَزِيدُ بْنُ الْقَعْقَاعِ أَبُو جَعْفَرٍ في قول، يونس بن ميسرة بن حلبس.
وَفِيهَا زَالَتْ دَوْلَةُ بَنِي أُمَيَّةَ، فَفِي الْمُحَرَّمِ بَلَغَ ابْنَ هُبَيْرَةَ أَنَّ قُحْطُبَةَ تَوَجَّهَ نَحْوَ الْمَوْصِلِ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: مَا بَالُ الْقَوْمِ تَنَكَّبُونَا؟! قَالُوا: يُرِيدُونَ الْكُوفَةَ، فَتَرَحَّلَ ابْنُ هُبَيْرَةَ نَحْوَ الْكُوفَةِ وَكَذَلِكَ فعَلَ قُحْطُبَةُ، فَعَبَرَ الْفُرَاتَ فِي سبع مائة فَارِسٍ، وَتَتَامَّ إِلَى ابْنِ هُبَيْرَةَ نَحْوَ ذَلِكَ، فَتَوَاقَعُوا فَجَاءَتْ قُحْطُبَةَ طَعْنَةٌ، فَوَقَعَ فِي الْفُرَاتِ فَهَلَكَ وَلَمْ يَعْلَمْ بِهِ قَوْمُهُ، وَانْهَزَمَ أَيْضًا أَصْحَابُ ابْنُ هُبَيْرَةَ وَغَرِقَ خَلْقٌ مِنْهُمْ فِي المخائض وذهبت أثقالهم، فقال بيهس بن حبيب: تجمع النَّاسَ بَعْدَ أَنْ جَاوَزْنَا الْفُرَاتَ، فَنَادَى مُنَادٍ: مَنْ أَرَادَ الشَّامَ فَهَلُمَّ، فَذَهَبَ مَعَهُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ، وَنَادَى آخَرُ: مَنْ أَرَادَ الْجَزِيرَةَ، فَتَبِعَهُ خَلْقٌ، وَنَادَى آخَرُ: مَنْ أَرَادَ الْكُوفَةَ، فَذَهَبَ كُلُّ جُنْدٍ إِلَى نَاحِيَةٍ، فَقُلْتُ: مَنْ أَرَادَ وَاسِطَ فَهَلُمَّ، فَأَصْبَحْنَا مَعَ ابْنِ هُبَيْرَةَ بقناطر المسيب ودخلنا واسطاً يَوْمَ عَاشُورَاءِ، وَأَصْبَحَ الْمُسَوِّدَةُ قَدْ فَقَدُوا قَائِدَهُمْ قُحْطُبَةُ، ثُمَّ اسْتَخْرَجُوهُ مِنَ الْمَاءِ فَدَفَنُوهُ، وَأَمَّرُوا عَلَيْهِمُ ابْنُهُ الْحَسَنُ فَقَصَدَ بِهِمُ الْكُوفَةَ، فَدَخَلُوهَا يَوْمَ عَاشُورَاءَ أَيْضًا وَهَرَبَ مُتَوَلِّيهَا زِيَادُ بْنُ صَالِحٍ إِلَى وَاسِطَ. [ص:586]
وَقُتِلَ لَيْلَةَ الْفُرَاتِ صَاحِبُ شُرْطَةِ ابْنِ هُبَيْرَةَ زِيَادُ بْنُ سُوَيْدٍ الْمُرِّيُّ، وَكَاتِبُهُ عَاصِمٌ مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ.
وَأَمَّا ابْنُ قُحْطُبَةَ فَاسْتَعْمَلَ عَلَى الكوفة أبا سلمة الخلال، ثم قصد واسطا فَنَازَلَهَا وَخَنْدَقَ عَلَى جَيْشِهِ فَعَبَّأَ ابْنُ هُبَيْرَةَ عَسَاكِرَهُ فَالْتَقَوْا فَانْهَزَمَ عَسْكَرُ ابْنُ هُبَيْرَةَ، وَتَحَصَّنُوا بِوَاسِطَ، وَقُتِلَ فِي الْوَقْعَةِ يَزِيدُ أَخُو الْحَسَنِ بْنِ قُحْطُبَةَ، وَحَكِيمُ بْنُ الْمُسَيَّبِ الْجَدَلِيُّ.
وَفِي الْمُحَرَّمِ، وَثَبَ أَبُو مُسْلِمٍ صَاحِبُ الدَّعْوَةِ عَلَى ابْنِ الْكَرْمَانِيِّ، فَقَتَلَهُ بِنَيْسَابُورَ وَجَلَسَ فِي دَسْتِ الْمَلِكِ، وَبُويِعَ وَصَلَّى وَخَطَبَ لِلسَّفَّاحِ، وَصَفَتْ لَهُ خُرَاسَانَ.
-بَيْعَةُ السَّفَّاحِ
فِي ثَالِثِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ، بُويِعَ أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ السَّفَّاحُ أَوَّلُ خُلَفَاءِ بَنِي الْعَبَّاسِ بِالْكُوفَةِ فِي دَارِ مَوْلاهُمُ الْوَلِيدِ بْنِ سَعْدٍ.
وَأَمَّا مَرْوَانُ الْحِمَارُ خَلِيفَةُ الْوَقْتِ فَسَارَ فِي مِائَةِ أَلْفٍ حَتَّى نَزَلَ الزَّابِينَ دُونَ الْمَوْصِلِ، فَجَهَّزَ السَّفَّاحُ عَمَّهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِيٍّ فِي جَيْشٍ فَالْتَقَى الْجَمْعَانِ عَلَى كُشَافٍ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، فَانْكَسَرَ مَرْوَانُ وَتَقَهْقَرَ إِلَى الْجَزِيرَةِ وَقَطَعَ وَرَاءَهُ الْجِسْرَ وَقَصَدَ الشَّامَ لِيَتَقَوَّى وَيَلْتَقِي، وَدَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْجَزِيرَةَ فَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا مُوسَى بْنُ كَعْبٍ التَّمِيمِيُّ، ثُمَّ طَلَبَ الشَّامَ مُجِدًّا، وَأَمَدَّهُ السَّفَّاحُ بِصَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ، وَهُوَ عَمُّهُ الآخَرُ، فَسَارَ عَبْدُ اللَّهِ حَتَّى نَازَلَ دِمَشْقَ وَفَرَّ مَرْوَانُ إِلَى غَزَّةَ، فَحُوصِرَتْ دِمَشْقُ مُدَّةً وَأُخِذَتْ فِي رَمَضَانَ وَقُتِلَ بِهَا خَلْقٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ وَمِنْ جُنْدِهِمْ، فَمَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ، فَلَمَّا بَلَغَ مَرْوَانَ ذَلِكَ هَرَبَ إِلَى مِصْرَ، ثُمَّ قُتِلَ فِي آخِرِ السَّنَةِ، وَهَرَبَ ابْنَاهُ عَبْدُ الله وعبيد الله حتى دخلا أَرْضَ النُّوبَةِ، وَكَانَ مَرْوَانُ قَدِ اسْتَعْمَلَ عَلَى مِصْرَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ بْنِ مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ اللَّخْمِيَّ، مَوْلاهُمْ، فَأَحْسَنَ السِّيرَةَ، وَسَارَ عَمُّ السَّفَّاحِ صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ، فَافْتَتَحَ مِصْرَ، وَظَفَرَ بِعَبْدِ الْمَلِكِ وَبِأَخِيه مُعَاوِيَةَ، فَعَفَا عَنْهُمَا، وَقَتَلَ الأَمِيرُ حَوْثَرَةُ بْنُ سُهَيْلٍ، فَيُقَالُ: طَبَخُوهُ طَبْخًا، وَكَانَ قَدْ وَلِيَ مِصْرَ مُدَّةً، [ص:587] وَقُتِلَ حَسَّانُ بْنُ عَتَاهِيَةَ وَصُلِبَ سَنَةً.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ: كَانَ بَدْءُ أَمْرِ بَنِي الْعَبَّاسِ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا ذُكِرَ عَنْهُ أَعْلَمَ الْعَبَّاسَ عمه أن الخلافة تؤول إِلَى وَلَدِهِ، فَلَمْ يَزَلْ وَلَدُهُ يَتَوَقَّعُونَ ذَلِكَ.
وَعَنْ رِشْدِينَ بْنِ كُرَيْبٍ أَنَّ أَبَا هَاشِمٍ عبد الله بن محمد ابن الْحَنَفِيَّةِ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ، فَلَقِيَ مُحَمَّدَ بْنَ عبد الله بن عباس، فقال: يا ابن عَمِّ، إِنَّ عِنْدِي عِلْمًا أُرِيدُ أَنْ أَنْبُذَهُ إِلَيْكَ فَلا تُطْلِعَنَّ عَلَيْهِ أَحَدًا، إِنَّ هَذَا الأَمْرَ الَّذِي يَرْتَجِيهِ النَّاسُ فِيكُمْ، قَالَ: قَدْ عَلِمْتُهُ فَلا يَسْمَعَنَّهُ مِنْكَ أَحَدٌ.
وَرَوَى الْمَدَائِنِيُّ عَنْ جَمَاعَةٍ أَنَّ الإِمَامَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللّهِ قَالَ: لَنَا ثَلاثَةُ أَوْقَاتٍ: مَوْتُ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوُيَةَ، وَرَأْسُ الْمِائَةِ، وَفَتْقٌ بِأَفْرِيقِيَّةَ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَدْعُو لَنَا دُعَاةٌ، ثُمَّ تقبل أَنْصَارُنَا مِنَ الْمَشْرِقِ حَتَّى تَرِدَ خُيُولُهُمُ الْمَغْرِبَ، فَلَمَّا قُتِلَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ بِأَفْرِيقِيَّةَ وَنَقَضَتِ الْبَرْبَرُ بَعَثَ مُحَمَّدٌ الإِمَامُ رَجُلا إِلَى خُرَاسَانَ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَدْعُوَ إِلَى الرِّضَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا يُسَمِّي أَحَدًا، ثُمَّ وَجَّهَ أَبَا مُسْلِمٍ وَغَيْرَهُ، وَكَتَبَ إِلَى النُّقَبَاءِ فَقَبِلُوا كُتُبَهُ، ثُمَّ وَقَعَ فِي يَدِ مَرْوَانَ الْحِمَارِ كِتَابٌ مِنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الإِمَامِ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ جَوَابُ كِتَابٍ يَأْمُرُهُ بِقَتْلِ كُلِّ مَنْ تَكَلَّمَ بِالْعَرَبِيَّةِ بِخُرَاسَانَ، فَقَبَضَ مَرْوَانُ عَلى إِبْرَاهِيمَ، وَقَدْ كَانَ مَرْوَانُ وُصِفَ لَهُ صِفَةُ السَّفَّاحِ الَّتِي كَانَ يَجِدَهَا فِي الْكُتُبِ، فَلَمَّا جِيءَ بِإِبْرَاهِيمَ قَالَ: لَيْسَتْ هَذِهِ الصِّفَةُ الَّتِي وَجَدْتَ، ثُمَّ رَدَّهُمْ فِي طَلَبِ الْمَوْصُوفِ لَهُ فَإِذَا بِالسَّفَّاحِ وَاخْوَتِهِ وَعُمُومَتِهِ قَدْ هَرَبُوا إِلَى الْعِرَاقِ وَأَخْفَتْهُمْ شِيعَتُهُمْ، فَيُقَالُ: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ قَدْ نَعَى إِلَيْهِمْ نَفْسَهُ وَأَمَرَهُمْ بِالْهَرَبِ، وَكَانُوا بِالْحُمَيِّمَةِ مِنْ أَرْضِ الْبَلْقَاءِ، فَلَمَّا قَدِمُوا الْكُوفَةِ أَنْزَلَهُمْ أَبُو سَلَمَةَ الْخَلالُ دار [ص:588] الْوَلِيدِ بْنِ سَعْدٍ فَبَلَغَ الْخَبَرُ أَبَا الْجَهْمِ فَاجْتَمَعَ بِمُوسَى بْنِ كَعْبٍ، وَعَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ رِبْعِيٍّ، وَسَلَمَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ سَلَمَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ الطَّائِيِّ، وَإِسْحَاقَ بْن إِبْرَاهِيمَ، وَشَرَاحِيلَ، وَابْنَ بَسَّامٍ وَجَمَاعَةٍ مِنْ كِبَارِ شِيعَتِهِمْ فَدَخَلُوا عَلَى آلِ الْعَبَّاسِ، فَقَالَ: أَيُّكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بن محمد ابن الْحَارِثِيَّةِ؟ فَأَشَارُوا إِلَى السَّفَّاحِ، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ بِالْخِلافَةِ، ثم خرج السفاح يوم الجمعة عَلَى بِرْذَوْنٍ أَبْلَقَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ بِالْكُوفَةِ فَذُكِرَ أَنَّهُ لَمَّا صَعِدَ الْمِنْبَرِ وَبُويِعَ قَامَ عَمُّهُ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ دُونَهُ.
فَقَالَ السَّفَّاحُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي اصْطَفَى الإِسْلامَ لِنَفْسِهِ فَكَرَّمَهُ وَشَرَّفَهُ وَعَظَّمَهُ وَاخْتَارَهُ لَنَا، وَأَيَّدَهُ بِنَا وَجَعَلَنَا أَهْلَهُ وَكَهْفَهُ وَحِصْنَهُ وَالْقُوَّامَ بِهِ وَالذَّابِيِّنَ عَنْهُ، ثُمَّ ذَكَرَ قَرَابَتَهُمْ فِي آيَاتِ الْقُرْآنِ إِلَى أَنْ قَالَ: فَلَمَّا قَبَضَ اللَّهُ نَبِيَّهُ قَامَ بِالأَمْرِ أَصْحَابَهُ إِلَى أَنْ وَثَبَتْ بَنُو حَرْبٍ وَمَرْوَانُ، فَجَارُوا وَاسْتَأْثَرُوا فَأَمْلَى اللَّهُ لَهُمْ حِينًا حَتَّى آسَفُوهُ فَانْتَقَمَ مِنْهُمْ بِأَيْدِينَا وَرَدَّ عَلَيْنَا حَقَّنَا لِيُمِنَّ بِنَا عَلَى الَّذِينَ استُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَخَتَمَ بِنَا كَمَا افْتَتَحَ بِنَا وَمَا تَوْفِيقُنَا أَهْلِ الْبَيْتِ إِلا بِاللَّهِ، يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ، أنتم محل محبتنا ومنزل مودتنا لم تفتروا عن ذلك ولم يثنكم عَنْهُ تَحَامُلُ أَهْلِ الْجَوْرِ فَأَنْتُمْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِنَا وَأَكْرَمَهُمْ عَلَيْنَا وَقَدْ زِدْتُ فِي أَعْطِيَاتِكُمْ مائة مائة، فاستعدوا فأنا السفاح المبيح وَالثَّائِرُ الْمُبِيرُ، وَكَانَ مَوْعُوكًا فَجَلَسَ.
وَخَطَبَ دَاوُدُ فَأَبْلَغَ، ثُمَّ قَالَ: وَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَصَرَهُ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا إِنَّمَا عَادَ إِلَى الْمِنْبَرِ بَعْدَ الصَّلاةِ؛ لِأَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَخْلِطَ بِكَلامِ الْجُمُعَةِ غَيْرُهُ وَإِنَّمَا قَطَعَهُ عَنِ اسْتِتْمَامِ الْكَلامِ شِدَّةُ الْوَعْكِ فَادْعُوا لَهُ بِالْعَافِيَةِ، فَقَدْ أَبْدَلَكُمُ اللَّهُ بِمَرْوَانَ عَدُوِّ الرَّحْمَنِ وَخَلِيفَةِ الشَّيْطَانِ الْمُتَّبِعِ لِسَلَفِهِ الْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ الشَّابَّ الْمُكْتَهِلَ، فَعَجَّ النَّاسُ لَهُ بِالدُّعَاءِ.
وَكَانَ عِيسَى بْنُ مُوسَى إِذَا ذُكِرَ خُرُوجُهُمْ مِنَ الْحُمَيِّمَةَ يُرِيدُونَ الْكُوفَةَ، قَالَ: إِنَّ أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلا خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ يَطْلُبُونَ مَا طَلَبْنَا لَعَظِيمَةٌ هِمَّتُهُمْ شَدِيدَةٌ قُلُوبُهُمْ.
وَأَمَّا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ فَإِنَّ مَرْوَانَ قَتَلَهُ غِيلَةً، وَقِيلَ: بَلْ مَاتَ بِالسِّجْنِ بِحَرَّانَ مِنْ طَاعُونٍ، وَكَانَ قَدْ وَقَعَ بِحَرَّانَ وَبَاءٌ عَظِيمٌ، وَهَلَكَ فِي السِّجْنِ [ص:589] أَيْضًا: الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عبد الْمَلِكِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِيمَا قِيلَ، وَفِيهِ نَظَرٌ.
وَفِيهَا تَوَجَّهَ أَبُو عَوْنٍ الأَزْدِيُّ إِلَى شَهْرِزَوْرَ لِقِتَالِ عَسْكَرِ مَرْوَانَ فَالْتَقَوْا، وَقُتِلَ أَمِيرُ الْمَرْوَانِيَّةِ عُثْمَانُ بْنُ سُفْيَانَ، وَاسْتَوْلَى أَبُو عَوْنٍ عَلَى نَاحِيَةِ الْمَوْصِلِ قَبْلَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ، فَلَمَّا جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ جَهَّزَ خَمْسَةَ آلافٍ عَلَيْهِمْ عُيَيْنَةُ بْنُ مُوسَى، فَخَاضُوا الِزَابَ وَحَارَبُوا الْمَرْوَانِيَّةَ حَتَّى حَجَزَ بَيْنَهُمُ اللَّيْلُ، ثُمَّ جَهَّزَ عَبْدُ اللَّهِ مِنَ الْغَدِ أَرْبَعَةَ آلافٍ عَلَيْهِمْ مُخَارِقُ بْنُ عَفَّارٍ فَالْتَقَوْا، فَقُتِلَ مُخَارِقٌ، وَقِيلَ: أُسِرَ، فَبَادَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ وَعَبَّأَ جَيْشَهُ، وَكَانَ يَوْمَئِذٍ عَلَى مَيْمَنَتِهِ أَبُو عَوْنٍ الأَزْدِيُّ، وَعَلَى مَيْسَرَتِهِ الْوَلِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، فَالْتَقَاهُ مَرْوَانُ وَاشْتَدَّ الْحَرْبُ، ثُمَّ تَخَاذَلَ عَسْكَرُ مَرْوَانَ وَانْهَزَمُوا، فَانْهَزَمَ مَرْوَانُ وَقَطَعَ وَرَاءَهُ الْجِسْرَ، فَكَانَ مَنْ غَرِقَ يَوْمَئِذٍ أَكْثَرُ مِمَّنْ قُتِلَ، فَغَرِقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ الْمَخْلُوعُ، وَاسْتَوْلَى عَبْدُ اللَّهِ عَلَى أَثْقَالِهِمْ وَمَا حَوَتْ، فَوَصَلَ مَرْوَانُ إِلَى حَرَّانَ، فَأَقَامَ بِهَا عِشْرِينَ يَوْمًا، ثُمَّ دَهَمَتْهُ الْمُسَوِّدَةُ فَانْهَزَمَ، وَخَلَفَ بِحَرَّانَ ابْنَ أُخْتِهِ أَبَانَ بْنَ يَزِيدَ، فَلَمَّا أَظَلَّهُ عَبْدُ اللَّهِ خَرَجَ أَبَانُ مُسَوِّدًا مُبَايِعًا لِعَبْدِ اللَّهِ فَأَمَّنَهُ، فَلَمَّا مَرَّ مَرْوَانُ بِحِمْصَ اعْتَرَضَهُ أَهْلَهَا فَحَارَبُوهُ، وَكَانَ فِي أَنْفُسِهِمْ مِنْهُ فَكَسَرَهُمْ، ثُمَّ مَرَّ بِدِمَشْقَ وَبِهَا مُتَوَلِّيهَا زَوْجُ بِنْتِهِ الْوَلِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ فَانْهَزَمَ وَخَلَفَ بِدِمَشْقَ زَوْجُ بِنْتِهِ لِيَحْفَظَهَا، فَنَازَلَهَا عَبْدُ اللَّهِ وَافْتَتَحَهَا عَنْوَةً بِالسَّيْفِ وَهَدَمَ سُورَهَا وَقُتِلَ أَمِيرَهَا فِيمَنْ قُتِلَ، وَتَبِعَ عَسْكَرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ مَرْوَانَ بْنَ مُحَمَّدٍ إِلَى أَنْ بَيَّتُوهُ بِقَرْيَةِ بُوصَيْرَ مِنْ عَمَلِ مِصْرَ، فَقُتِلَ وَهَرَبَ وَلَدَاهُ، وَحَلَّ بِالْمَرْوَانِيَّةِ مِنَ الْبَلاءِ مَا لا يُوصَفُ.
وَيُقَالُ: كَانَ جَيْشُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ لَمَّا الْتَقَى مَرْوَانَ عِشْرِينَ أَلْفًا، وَقِيلَ: اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا، وَافْتَتَحَ دِمَشْقَ فِي عَاشِرِ رَمَضَانَ، صَعِدَ الْمُسَوِّدَةُ سُورَهَا وَدَامَ الْقَتْلُ بِهَا ثَلاثَ سَاعَاتٍ، فَيُقَالُ: قُتِلَ بِهَا خَمْسُونَ أَلْفًا.
وَذَكَر ابْنُ عَسَاكِرٍ فِي تَرْجَمَةِ الطُّفَيْلِ بْنِ حَارِثَةِ الْكَلْبِيِّ أَحَدِ الأَشْرَافِ: أَنَّهُ شَهِدَ حِصَارَ دِمَشْقَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ فَحَاصَرَهَا شَهْرَيْنِ وَبِهَا يَوْمَئِذٍ الْوَلِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي خَمْسِينَ أَلْفَ مُقَاتِلٍ فَوَقَعَ الْخَلَفُ بَيْنَهُمْ، [ص:590] ثُمَّ إِنَّ جَمَاعَةً مِنَ الْكُوفِيِّينَ تَسَوَّرُوا بُرْجًا وَافْتَتَحُوهَا عَنْوَةً فَأَبَاحَهَا عَبْدُ اللَّهِ ثَلاثَ سَاعَاتٍ لا يَرْفَعُ عَنْهُمُ السَّيْفَ، وَقِيلَ: إِنَّ الْوَلِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ قَتَلَهُ أَصْحَابُهُ لَمَّا اخْتَلَفُوا عَلَيْهِ، ثُمَّ أَمَّنَ عَبْدُ اللَّهِ النَّاسَ كُلَّهُمْ وَأَمَرَ بِقَلْعِ حِجَارَةِ السُّورِ، رُوِيَ ذَلِكَ عَنِ الْمَدَائِنِيِّ.
وقال محمد بن الفيض الغساني: حدثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، قال: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ: لَمَّا نَزَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ وَحَصَرَ دِمَشْقَ اسْتَغَاثَ النَّاسُ بِيَحْيَى بْنِ يَحْيَى الْغَسَّانِيِّ، فَسَأَلَهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ أَنْ يَخْرُجَ وَيَطْلُبَ الأَمَانَ، فَخَرَجَ فَأُجِيبَ فَاضْطَرَبَ بِذَلِكَ الصَّوْتِ حَتَّى دَخَلَ الْبَلَدَ، وَقَالَ النَّاسُ: الأَمَانَ الأَمَانَ فَخَرَجَ عَلَى ذَلِكَ مِنَ الْبَلَدِ خَلْقٌ وَأَصْعَدُوا إِلَيْهِمُ الْمُسَوِّدَةَ، فَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ: اكْتُبْ لَنَا بِالأَمَانِ كِتَابًا، فَدَعَا بِدَوَاةٍ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَإِذَا السُّورُ قَدْ رَكِبَتْهُ الْمُسَوِّدَةُ، فَقَالَ: نَحِّ الْقِرْطَاسَ، فَقَدْ دَخَلْنَا قَسْرًا، فَقَالَ لَهُ يَحْيَى: لا وَاللَّهِ وَلَكِنْ غَدْرًا لِأَنَّكَ أَمَّنْتَنَا فَإِنْ كَانَ كَمَا تَقُولُ فَارْدُدْ رِجَالَكَ عَنَّا وَرُدَّنَا إِلَى بَلَدِنَا، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَوْلا مَا أَعْرِفُ مِنْ مَوَدَّتِكَ إِيَّانَا أَهْلَ الْبَيْتِ، وَهَدَّدَهُ، وَقَالَ: أَتَسْتَقْبِلُنِي بِهَذَا؟! فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ جَعَلَكَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ الرَّحْمَةِ وَالْحَقِّ، وَأَخَذَ يُلاطِفُهُ، فَقَالَ: تَنَحَّ عَنِّي، ثُمَّ نَدِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ وَقَالَ: يَا غُلامُ اذْهَبْ بِهِ إِلَى حُجَرِي تَخَوُّفًا عَلَيْهِ لِمَكَانِ ثِيَابِهِ الْبِيضِ، وَقَدْ سَوَّدَ النَّاسُ كُلُّهُمْ، ثُمَّ حَمَى لَهُ دَارَهُ فَسَلِمَ فِيهَا خَلْقٌ، وَقُتِلَ بِالْبَلَدِ خَلْقٌ لَكِنْ غَالِبَهُمْ مِنْ جُنْدِ الأُمَوِيِّينَ وَأَتْبَاعِهِمْ.
ثُمَّ سَارَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى فِلَسْطِينَ، وَجَهَّزَ أَخَاهُ صَالِحًا لِيَفْتَتِحَ مِصْرَ، وَسَيَّرَ مَعَهُ أَبَا عَوْنٍ الأَزْدِيَّ، وَعَامِرَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْحَارِثِيَّ، وَابْنَ قَنَانٍ، فَسَارُوا عَلَى السَّاحِلِ، فَافْتَتَحُوا الإِقْلِيمَ، وَوَلِيَ إِمْرَةَ مِصْرَ أَبُو عَوْنٍ.
وَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ فَإِنَّهُ نَزَلَ عَلَى نَهْرِ أَبِي فُطْرُسٍ وَقَتَلَ هُنَاكَ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ خَاصَّةً اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ نَفْسًا صَبْرًا، وَلَمَّا رَأَى النَّاسُ جُورَ الْمُسَوِّدَةِ وَجَبَرُوتَهُمْ كَرِهُوهُمْ فَثَارَ الأَمِيرُ أَبُو الْوَرْدِ مَجْزَأَةُ بْنُ كَوْثَرٍ الْكِلابِيُّ أَحَدُ الأَبْطَالِ بِقَنَّسْرِينَ وَبَيَّضَ، وَبَيَّضَ مَعَهُ أَهْلُ قِنَّسْرِينَ كُلُّهُمْ، وَاشْتَغَلَ عَنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ بِحَرْبِ حَبِيبِ بْنِ مُرَّةَ الْمُرِّيُّ بِالْبَلْقَاءِ وَالثَنِيَّةِ وَتَمَّ لَهُ مَعَهُ [ص:591] وَقَعَاتٌ، ثُمَّ هَادَنَهُ عَبْدُ اللَّهِ وَتَوَجَّهَ نَحْوَ قنسرين وَخَلَفَ بِدِمَشْقَ أَبَا غَانِمٍ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ رِبْعِيٍّ الطَّائِيَّ فِي أَرْبَعَةِ آلافِ فَارِسٍ، وَسَارَ فَمَا بَلَغَ حِمْصَ حَتَّى انْتَقَضَ عَلَيْهِ أَهْلُ دِمَشْقَ وَبَيَّضُوا وَنَبَذُوا السَّوَادَ، وَكَانَ رَأْسُهُمُ الأَمِيرُ عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ سُرَاقَةَ الأَزْدِيُّ، فَهَزَمُوا أَبَا غَانِمٍ وَأَثْخَنُوا فِي أَصْحَابِهِ، وَأَقْبَلَتْ جُمُوعُ الْحَلَبِيِّينَ وَانْضَمَّ إِلَيْهِمُ الْحِمْصِيُّونَ وَأَهْلُ تَدْمُرَ، وَعَلَيْهِمْ كُلُّهُمْ أَبُو مُحَمَّدٍ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ السُّفْيَانِيُّ، وَصَارَ فِي أَرْبَعِينَ أَلْفًا، وَأَبُو الْوَرْدِ كَالْوَزِيرِ لَهُ، فَجَهَّزَ عَبْدُ اللَّهِ لِحَرْبِهِمْ أَخَاهُ عَبْدَ الصَّمَدِ بْنَ عَلِيٍّ فِي عَشَرَةِ آلافٍ، فَالْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاسْتَمَرَّ الْقَتْلُ بِالْفَرِيقَيْنِ، وَانْكَشَفَ عَبْدُ الصَّمَدِ، وَذَهَبَ تَحْتَ السَّيْفِ مِنْ جَيْشِهِ أُلُوفٌ، وَانْتَصَرَ السُّفْيَانِيُّ، فَقَصَدَهُ عَبْدُ اللَّهِ بِنَفْسِهِ وَمَعَهُ حُمَيْدُ بْنُ قُحْطُبَةَ فَالْتَقَوْا، وَعَظُمَ الْخَطْبُ وَاسْتَظْهَرَ عَبْدُ اللَّهِ فَثَبَتَ أبو الورد في خمس مائة، فَرَاحُوا تَحْتَ السَّيْفِ كُلُّهُمْ، وَهَرَبَ السُّفْيَانِيُّ إِلَى تَدْمُرَ، وَرَجَعَ عَبْدُ اللَّهِ إِلَى دِمَشْقَ وَقَدْ عَظُمَتْ هَيْبَتُهُ، فَتَفَرَّقَتْ كَلِمَةُ أَهْلِهَا وَهَرَبُوا فَآمَّنَهُمْ وَعَفَا عَنْهُمْ، وَهَرَبَ السُّفْيَانِيُّ إِلَى الْحِجَازِ وَأَضْمَرَتْهُ الْبِلادُ إِلَى أَنْ قُتِلَ فِي دَوْلَةِ الْمَنْصُورِ، بَعَثَ إِلَيْهِ مُتَوَلِّي الْمَدِينَةِ زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَارِثِيُّ خَيْلا فَظَفِرُوا بِهِ وَقَتَلُوهُ وَأَسَرُوا وَلَدَيْهِ فَعَفَا عَنْهُمَا الْمَنْصُورُ وَخَلاهُمَا.
وَلَمَّا بَلَغَ أَهْلَ الْجَزِيرَةِ هَيْجُ أَهْلِ الشَّامِ خَلَعُوا السَّفَّاحَ أيضاً وبيضوا وبيض أهل قرقيسياء، فَسَارَ لِحَرْبِهِمْ أَبُو جَعْفَرٍ أَخُو السَّفَّاحِ فَجَرَتْ لَهُمْ وَقَعَاتٌ، ثُمَّ انْتَصَرَ أَبُو جَعْفَرٍ وَحَكَمَ عَلَى الْجَزِيرَةِ وَأَذْرَبِيجَانَ وَأَرْمِينِيَّةَ، وَضَبَطَ تِلْكَ النَّاحِيَةَ إلى أن انتهت إليه الخلافة، ثم شخص أَبُو جَعْفَرٍ لَمَّا مَهَّدَ ذَلِكَ الْقُطْرَ إِلَى خُرَاسَانَ إِلَى صَاحِبِ الدَّوْلَةِ أَبِي مُسْلِمٍ لِيَأْخُذَ رَأْيَهُ فِي قَتْلِ وَزِيرِ دَوْلَتِهِمْ أَبِي سَلَمَةَ حَفْصِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْخَلالِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا نزل عنده آل العباس بالكوفة وحدثته نَفْسُهُ فِيمَا قِيلَ أَنْ يُبَايِعَ رَجُلا مِنْ آلِ عَلِيٍّ ويَذَرَ آلَ الْعَبَّاسِ، وَشَرَعَ يُخْفِي أَمْرَهُمْ عَلَى الْقُوَّادِ، فَبَادَرُوا وَبَايَعُوا السَّفَّاحَ كَمَا ذَكَرْنَا فَبَايَعَهُ أَبُو سَلَمَةَ الْخَلالُ وَبَقِيَ مُتَّهَمًا عِنْدَهُمْ.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: انْتَدَبَنِي أَخِي السَّفَّاحُ للذهاب إلى أبي مسلم، فسرت وجلاً فَأَتَيْتُ الرَّيَّ وَمِنْهَا إِلَى مَرْوٍ، فَلَمَّا كُنْتُ عَلَى فَرْسَخَيْنِ مِنْهَا تَلَقَّانِي أَبُو [ص:592] مُسْلِمٍ فِي النَّاسِ، فَلَمَّا دَنَا مِنِّي تَرَجَّلَ وَمَشَى وَقَبَّلَ يَدِي، فَنَزَلْتُ وَأَقَمْتُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ لا يَسْأَلُنِي عَنْ شَيْءٍ، ثُمَّ سَأَلَنِي فَأَخْبَرْتُهُ قَالَ: فَعَلَهَا أَبُو سَلَمَةَ أَنَا أَكْفِيكُمُوهُ، فَدَعَا مَرَّارَ بْنَ أَنَسٍ الضَّبِّيَّ، فَقَالَ: انْطَلِقْ إِلَى الْكُوفَةِ فَاقْتُلْ أَبَا سَلَمَةَ حَيْثُ لَقِيتُهُ، فَأَتَى الْكُوفَةَ فَقَتَلَهُ بَعْدَ الْعِشَاءِ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: وَزِيرُ آلِ مُحَمَّدٍ، وَلَمَّا رَأَى أَبُو جَعْفَرٍ عَظَمَةِ أَبِي مُسْلِمٍ بِخُرَاسَانَ وَسَفْكِهِ لِلدِّمَاءِ وَرَجَعَ مِنْ عِنْدِهِ قَالَ لِأَخِيهِ أَبِي الْعَبَّاسِ: لَسْتَ بِخَلِيفَةٍ إِنْ تَرَكْتَ أَبَا مُسْلِمٍ حَيًّا، قَالَ: كيف؟ قال: وَاللَّهِ مَا يَصْنَعُ إِلا مَا يُرِيدُ، قَالَ: فَاسْكُتْ وَاكْتُمْهَا.
وَأَمَّا الْحَسَنُ بْنُ قُحْطُبَةَ فَإِنَّهُ اسْتَمَرَّ عَلَى حِصَارِ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ بِوَاسِطَ، وَجَرَتْ بَيْنَهُمْ حُرُوبٌ يَطُولُ شَرْحُهَا، وَدَامَ الْقِتَالُ وَالْحَصْرُ أَحَدَ عَشَرَ شَهْرًا، فَلَمَّا بَلَغَهُمْ قَتْلُ مَرْوَانَ الْحِمَارِ ضَعُفُوا وَطَلَبُوا الصُّلْحَ، وَتَفَرَّغَ أَبُو جَعْفَرٍ فَجَاءَ فِي جَيْشٍ نَجْدَةً لابْنِ قُحْطُبَةَ وَجَرَتِ السُّفَرَاءُ بَيْنَ أَبِي جَعْفَرٍ وَبَيْنَ ابْنِ هُبَيْرَةَ حَتَّى كَتَبَ لَهُ أَمَانًا، مَكَثَ ابْنُ هُبَيْرَةَ، وَهُوَ يُشَاوِرُ فِيهِ الْعُلَمَاءَ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا حَتَّى رَضِيَهُ ابْنُ هُبَيْرَةَ وَأَمْضَاهُ السَّفَّاحُ، وَكَانَ رَأْيُ أَبِي جَعْفَرٍ الْوَفَاءَ بِهِ، وَكَانَ السَّفَّاحُ لا يَقْطَعُ أَمْرًا ذَا بَالٍ دون أبي مسلم ومشاروته، وَكَانَ أَبُو الْجَهْمِ عَيْنًا لِأَبِي مُسْلِمٍ بِحَضْرَةِ السَّفَّاحِ، فَكَتَبَ أَبُو مُسْلِمٍ إِلَيْهِ: إِنَّ الطَّرِيقَ السَّهْلَ إِذَا أَلْقَيْتَ فِيهِ الْحِجَارَةَ فَسَدَ، وَلا وَاللَّهِ لا يَصْلُحُ طَرِيقٌ فِيهِ ابْنُ هُبَيْرَةَ، وَخَرَجَ ابْنُ هُبَيْرَةَ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ وَفِي خدمته من خواصه ألف وثلاث مائة، وَهَمَّ أَنْ يَدْخُلَ الْحُجْرَةَ عَلَى فَرَسِهِ، فَقَامَ إِلَيْهِ الْحَاجِبُ سَلامٌ وَقَالَ: مَرْحبًا أَبَا خَالِدٍ انْزِلْ، وَقَدْ أَطَافَ بِالْحُجْرَةِ مِنَ الْخُرَاسَانِيَّةِ عَشَرَةُ آلافٍ فَأَدْخَلَهُ الْحَاجِبُ وَحْدَهُ، فَحَدَّثَهُ سَاعَةً ثُمَّ قَامَ، فَلَمْ يَزَلْ يُنقِصُ مِنْ كَثْرَةِ الْحَشَمِ حَتَّى بَقِيَ فِي ثَلاثَةٍ، وَأَلَحَّ السَّفَّاحُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ يَأْمُرُهُ بِقَتْلِهِ وَهُوَ يُرَاجِعُهُ، فَلَمَّا زَادَ عَلَيْهِ أَزْمَعَ عَلَى قَتْلِهِ، وَجَاءَ خَازِمُ بْنُ خُزَيْمَةَ وَالْهَيْثَمُ بْنُ شُعْبَةَ فَخَتَمَا بُيُوتَ الأَمْوَالِ الَّتِي بِوَاسِطَ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَى وُجُوهِ مَنْ مَعَ ابْنِ هُبَيْرَةَ فَأَقْبَلُوا، وَهُمْ: مُحَمَّدُ بْن نُبَاتَةَ، وَحَوْثَرَةُ بْنُ سُهَيْلٍ، وَطَارِقُ بْنُ قَدَّامَةَ، وَزِيَادُ بْنُ سُوَيْدٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ كَعْبٍ، وَالْحَكَمُ بْنُ بِشْرٍ، فِي اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ رَجُلا مِنْ وُجُوهِ الْقَيْسِيَّةِ، فَخَرَجَ سَلامٌ [ص:593] الْحَاجِبُ، فَقَالَ: أَيْنَ الْحَوْثَرَةَ وَابْنُ نُبَاتَةَ؟ فَقَامَا فَأُدْخِلا، وَقَدْ أَقْعَدَ لَهُمْ فِي الدِّهْلِيزِ مِائَةً فَنُزِعَتْ سُيُوفُهُمَا وَكُتِّفَا، ثُمَّ طُلِبَ الْبَاقُونَ كَذَلِكَ فَأُمْسِكُوا، ثُمَّ ذُبِحُوا صَبْرًا، وَبَادَرَ خَازِمٌ، وَالْهَيْثَمُ فِي مِائَةٍ فَدَخَلُوا عَلَى ابْنِ هُبَيْرَةَ وَمَعَهُ ابْنُهُ دَاوُدَ وَكَاتِبُهُ عَمْرُو بْنُ أَيُّوبَ وَحَاجِبُهُ وَعِدَّةٌ مِنْ مَمَالِيكِهِ وَبُنَيٌّ لَهُ فِي حِجْرِهِ، فَأَنْكَرَ نَظَرَهُمْ وَقَالَ: وَاللَّهِ إِنَّ فِي وُجُوهِهِمُ الشَّرَّ، فَقَصَدُوهُ، فَقَامَ صَاحِبُهُ فِي وُجُوهِهِمْ وَقَالَ: تَأَخَّرُوا، فَضَرَبَهُ الْهَيْثَمُ عَلَى حَبْلِ عَاتِقِهِ فَصَرَعَهُ، وَقَاتَلَهُمْ دَاوُدُ فَقُتِلَ، وَقُتِلَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْمَمَالِيكِ فَنَحَّى الصَّغِيرُ مِنْ حِجْرِهِ، ثُمَّ خَرَّ سَاجِدًا لِلَّهِ فَقَتَلُوهُ، ثُمَّ قَتَلُوا خَالِدَ بْنَ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ وَأَبَا عَلاقَةَ الْفَزَارِيَّ صَبْرًا، وَوَجَّهَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ أَشْعَثَ عَلَى إِمْرَةِ فَارِسٍ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَضْرِبَ أَعْنَاقَ نُوَّابِ أَبِي سَلَمَةَ الْخَلالِ، فَفَعَلَ ذَلِكَ.
وَفِيهَا وَجَّهَ السَّفَّاحُ عَمَّهُ عِيسَى بْنَ عَلِيٍّ عَلَى فَارِسَ، فَغَضِبَ مُحَمَّدُ بْنُ أَشْعَثَ وَهَمَّ بِقَتْلِهِ، وَقَالَ: أَمَرَنِي أَبُو مُسْلِمٍ أَنْ لا يَقْدِمَ عَلَيَّ أحد يدعي الولاية من غيره إِلا ضَرَبْتُ عُنُقَهُ، ثُمَّ إِنَّهُ فَكَّرَ وَخَافَ مِنْ غَائِلَةِ ذَلِكَ الْمَقَالِ وَاسْتَحْلَفَ عِيسَى بْنَ عَلِيٍّ عَلَى أَنْ لا يَعْلُو مِنْبَرًا وَلا يَتَقَلَّدَ سَيْفًا إِلا وَقْتَ جِهَادٍ، فَلَمْ يَلِ عِيسَى بَعْدَ ذَلِكَ عَمَلا، ثُمَّ وَجَّهَ السَّفَّاحُ عَمَّهُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَى فَارِسَ وَغَضِبَ من أبي مسلم ولكنه كان يعجر عَنْهُ، وَبَعَثَ عَلَى الْحِجَازِ وَالْيَمَنِ دَاوُدَ بْنَ عَلِيٍّ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْكُوفَةِ ابْنُ عَمِّهِ عِيسَى بْنُ مُوسَى وَتَوَطَّدَتْ لِلسَّفَّاحِ الْمَمَالِكُ.(3/585)
-سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ
-ذِكْرُ مَنْ تُوُفِّي فِيهَا مِنَ الأَعْيَانِ:
أَيُّوبُ بْنُ مُوسَى الأُمَوِيُّ الْمَكِّيُّ الْفَقِيهُ، وَالْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ الْكُوفِيُّ بِدِمَشْقَ، وَدَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَمِيرُ عَمُّ السَّفَّاحِ، وَسَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ فِي قَوْلِ أَبِي عُبَيْدٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلالٍ بِمِصْرَ، وَقِيلَ: سنة خمس وثلاثين، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ بِالْمَدِينَةِ فِي آخِرِ الْعَامِ، وَعَمَّارُ الدُّهْنِيُّ أَبُو مُعَاوِيَةَ بِالْكُوفَةِ، وَعُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِيهَا عَلَى الصَّحِيحِ، وَعَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيُّ بِمِصْرَ، وَمُغِيرَةُ بْنُ مِقْسَمٍ الضَّبِّيُّ فِيهَا عَلَى الصَّحِيحِ، وَمُطَرِّفُ بْنُ طريف [ص:594] الكوفي، ويحيى بن العلاء أبو هارون الغنوي، ويحيى بن يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ فِي قَوْلٍ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ فِي قَوْلٍ.
وَفِيهَا اسْتَعْمَلَ السَّفَّاحُ عَلَى الْبَصْرَةِ عَمَّهُ سُلَيْمَانَ بْنَ عَلِيٍّ، وَلَمَّا قَدِمَ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ مَكَّةَ أَخَذَ مَنْ كَانَ بِالْحِجَازِ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ وَقَتَلَهُمْ صَبْرًا، فَلَمْ يُمَتَّعْ، وَهَلَكَ وَاسْتَخْلَفَ حِينَ احْتَضَرَ عَلَى عَمَلِهِ وَلَدُهُ مُوسَى فَاسْتَعْمَلَ السَّفَّاحُ عَلَى مَكَّةَ خَالَهُ زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَلَى الْيَمَنِ ابْنَ خَالِهِ مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، فَوَجَّهَ زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الأَمِيرُ أَبَا حَمَّادٍ الأَبْرَصَ إِلَى الْمُثَنَّى بْنِ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ، وَهُوَ بِالْيَمَامَةِ فَأَخَذَهُ وَقَتَلَهُ وَقَتَلَ أَصْحَابَهُ.
وَفِيهَا وَجَّهَ السَّفَّاحُ عَلَى أَفْرِيقِيَّةَ مُحَمَّدَ بْنَ الأَشْعَثِ، وَكَانَ أَهْلُهَا قَدْ عَصَوْا فَحَارَبَهُمْ حَرْبًا شَدِيدًا حَتَّى اسْتَوْلَى عَلَيْهَا.
وَفِيهَا خَرَجَ بِبُخَارَى شَرِيكُ بْنُ شَيْخِ الْمَهْرِيِّ، وَكَانَ قَدْ نَقِمَ عَلَى أَبِي مُسْلِمٍ تَجَبُّرَهُ وَعَسْفَهُ، وَقَالَ: مَا عَلَى هَذَا تَبِعْنَا آلَ مُحَمَّدٍ، فَالْتَفَّ عَلَيْه نَحْوٌ مِنْ ثَلاثِينَ أَلْفًا فَجَهَّزَ أَبُو مُسْلِمٍ لِحَرْبِهِ زِيَادُ بْنُ صَالِحٍ الْخُزَاعِيُّ فَظَفِرَ زِيَادٌ بِهِ فَقَتَلَهُ.
وَفِيهَا تَوَجَّهَ أَبُو دَاوُدَ خَالِدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ إِلَى الْخُتَّلِ فَدَخَلَهَا وَهَرَبَ صَاحِبَهَا فِي طَائِفَةٍ حَتَّى انْتَهَى إِلَى أَرْضِ فَرْغَانَةَ، ثُمَّ سَارَ إِلَى أَنْ دَخَلَ الصِّينَ.
وَفِيهَا قُتِلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بِنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ.
وَفِيهَا خَرَجَ طَاغِيَةُ الرُّومِ قُسْطَنْطِينُ - لَعَنَهُ اللَّهُ - فِي جُيُوشِهِ، فَنَازَل مَلَطْيَةَ وَأَلَحَّ عَلَيْهِمْ بِالْقِتَالِ حَتَّى أَخَذَهَا بِالأَمَانِ، وَهَدَمَ السُّورَ وَالْجَامِعَ وَبَعَثَ مَنْ يَخْفِرُ أَهْلَهَا إِلَى مَأْمَنِهِمْ.
وَفِيهَا قَتَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ خَلْقًا مِنْ قُوَّادِ بَنِي أُمَيَّةَ مِنْهُمْ ثَعْلَبَةَ، وَعَبْدَ الْجَبَّارِ ابْنَا أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.(3/593)
-سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّيَ أُسَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِالرَّمْلَةِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ فِيمَا قِيلَ، وَجَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ الْمِصْرِيُّ، قَالَهُ خَلِيفَةُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، وعبد العزيز بن حكيم الحضرمي، وأبو هارون الْعَبْدِيُّ عُمَارَةُ بْنُ جُوَيْنٍ، وَمَنْصُورُ بْنُ جَمْهُورٍ بِالْهِنْدِ، وَيَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ فِي قَوْلٍ.
وَفِيهَا خَلَعَ الطَّاعَةَ بَسَّامُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الخراساني خرج مَعَهُ طَائِفَةٌ فَسَاقُوا إِلَى الْمَدَائِنِ، فَوَجَّهَ السَّفَّاحُ لِحَرْبِهِمْ خَازِمُ بْنُ خُزَيْمَةَ، فَالْتَقَوْا فَانْهَزَمَ بَسَّامُ وَقُتِلَ أبَطْالُهُ، ثُمَّ مَرَّ خَازِمٌ بِثَلاثِينَ مِنَ الحارثيين خؤولة السَّفَّاحِ فَكَلَّمَهُمْ فِي أَمْرٍ فَاسْتَخَفُّوا بِهِ فَضَرَبَ أَعْنَاقَ الْكُلِّ، فَأَعْظَمَ ذَلِكَ الْيَمَانِيَّةُ، وَدَخَلَ وُجُوهُهُمْ عَلَى السَّفَّاحِ وَصَاحُوا، فَهَمّ السَّفَّاحُ بِقَتْلِ خَازِمِ بْنِ خُزَيْمَةَ، فَأُشِيرَ عَلَيْهِ بِالْعَفْوِ فَإِنَّ لَهُ سَابِقَةً وَطَاعَةً، وَإِنْ أَرَادَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ قَتْلَهُ فَلْيَعْرِضْهُ لِلْغَزْوِ فَإِنْ ظَفِرَ فَظَفْرُهُ لَكَ وَإِلا اسْتَرَحْتَ مِنْهُ، وَأَشَارُوا عَلَيْهِ بِأَنْ يَبْعَثَهُ إِلَى عمان، وبها خلق من الخوارح عَلَيْهِمُ ابْنُ الْجُلَنْدَيِّ وَشَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ اليشكري، فجهز معه سبع مائة فَارِسٍ وَكَتَبَ مَعَهُ إِلَى أَمِيرِ الْبَصْرَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ لَيَحْمِلَهُمْ مِنَ الْبَصْرَةِ فِي السُّفُنِ إلى جزيرة ابن كاوان وإلى عمان، ففعل، فأنكى خازم بن خزيمة فِي الْخَوَارِجِ وَجَرَتْ لَهُ حُرُوبٌ مَعَ شَيْبَانَ، ثُمَّ ظَفِرَ بِهِ وَقَتَلَهُ حَتَّى بَلَغَ عِدَّةُ قَتْلَى الْخَوَارِجِ عَشْرَةَ آلافٍ فَقَتَلَ ابْنُ الْجَلَنْدِيُّ وبعث خازم بالرؤوس إِلَى الْبَصْرَةِ.
وَفِيهَا قَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ: كَانَ لِصَاحِبِ الصِّينِ حَرَكَةٌ، وَكَانَ زِيَادُ [ص:596] ابْنُ صَالِحٍ بِسَمَرْقَنْدَ فَبَلَغَهُ ذَلِكَ وَأَنَّ صَاحِبَ الصِّينِ قَدْ أَقْبَلَ فِي مِائَةِ أَلْفٍ سِوَى مَنْ يَتْبَعَهُ مِنَ التُّرْكِ، فَعَسْكَرَ زِيَادُ بْنُ صَالِحٍ وَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ بِالأَمْرِ، فَعَسْكَرَ أَبُو مُسْلِمٍ عَلَى مَرْوٍ وَجَمَعَ جُيُوشَهُ، وَسَارَ إِلَيْهِ خالد بن إبراهيم من طخارستان، وَسَارَ جَيْشُ خُرَاسَانَ إِلَى سَمَرْقَنْدَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَأَنْجَدَ زِيَادُ بْنُ صَالِحٍ بِعَشَرَةِ آلافٍ، فَسَارَ زِيَادُ بِجُيُوشِهِ حَتَّى عَبَرَ نَهْرَ الشَّاشِ، وَأَقْبَلَ جَيْشُ الصِّينَ، فَحَاصَرُوا سَعْدَ بْنَ حُمَيْدٍ، فَلَمَّا بَلَغَهُمْ دُنُوُّ زِيَادٍ تَرَحَّلُوا، ثُمَّ نَزَلَ صَاحِبُ جِبَالِ الصِّينِ مَدِينَةَ طَلْخٍ، فَقَصَدَهُ زِيَادٌ، ثُمَّ الْتَقَوْا مِنَ الْغَدِ، فَقَدَّمَ زِيَادٌ الرُّمَاةَ صَفًّا أَمَامَ الْجَيْشِ وَخَلْفَهُمْ أَصْحَابُ الرِّمَاحِ، ثُمَّ الْخَيَّالَةُ، ثُمَّ الْحُسْرُ بَعْدَ ذَلِكَ، وَأَعَدَّ خَيْلا كَمِينًا، فَالْتَقَى الْجَمْعَانِ وَصَبَرَ الْفَرِيقَانِ يَوْمَهُمْ إِلَى اللَّيْلِ، فَلَمَّا غَرُبَتِ الشَّمْسُ أَلْقَى اللَّهُ فِي قُلُوبِ الصِّينِ الرُّعْبَ وَنَزَلَ النَّصْرُ فَانْهَزَمَ الْكُفَّارُ.
وَفِيهَا وَثَبَ الأَمِيرُ خَالِدُ بْنُ إبراهيم على أهل مدينة كش وَقَتَلَ الأَخْرِيدَ مَلِكَهَا، وَهُوَ سَامِعٌ مُطِيعٌ قَدْ قَدِمَ عَلَيْهِ قَبْلَ ذَلِكَ بَلْخَ، ثُمَّ إِنَّهُ تلقاه بقرب كش فَقَتَلَهُ وَاسْتَوْلَى عَلَى خَزَائِنِهِ، ثُمَّ بَعَثَ بِذَلِكَ أَجْمَعَ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ، وَقَتَلَ جَمَاعَةٌ مِنْ قواد كش، ثم عهد إلى أخي صاحب كش فَمَلَّكَهُ وَرَجَعَ إِلَى بَلْخٍ.
وَفِيهَا وَجَّهَ السَّفَّاحُ مُوسَى بْنَ كَعْبٍ إِلَى السِّنْدِ لِقِتَالِ مَنْصُورِ بْنِ جَمْهُورٍ فِي أَرْبَعَةِ آلافٍ، فَسَارَ وَاسْتَخْلَفَ مَكَانَهُ عَلَى شُرْطَةِ السَّفَّاحِ الْمُسَيَّبَ بْنَ زُهَيْرٍ، فَالْتَقَى هُوَ وَمَنْصُورٌ، فَانْكَسَرَ جَيْشُ مَنْصُورٌ وَهَرَبَ فَمَاتَ فِي الرِّمَالِ عَطَشًا، وَقِيلَ: مَاتَ بِالإِسْهَالِ.
وَفِيهَا مَاتَ أَمِيرُ الْيَمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْحَارِثِيُّ، فَوُلِّيَ مَكَانَهُ عَلِيُّ بْنُ الرَّبِيعَ الْحَارِثِيُّ.
وَفِيهَا تَحَوَّلَ السَّفَّاحُ مِنَ الْحِيرَةِ، فَنَزَلَ الأَنْبَارَ وَسَكَنَهَا.
وَحَجَّ بِالنَّاسِ عِيسَى بْنُ مُوسَى.
وَكَانَ فِيهَا عَلَى الْبُلْدَانِ مَنْ ذُكِرَ، وَعَلَى مِصْرَ أَبُو عَوْنٍ، وَعَلَى الشَّامِ [ص:597] عَبْدُ اللَّهِ عَمُّ السَّفَّاحِ، وَعَلَى الْجَزِيرَةِ وَأَذْرَبِيجَانَ أَخُو السَّفَّاحِ، وَعَلَى دِيوَانِ الأَمْوَالِ خَالِدُ بْنُ بَرْمَكٍ.
وَفِيهَا جَهَّزَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ جَيْشًا عَلَيْهِمُ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرْشِيُّ لِلْغَزْوِ، فَخَرَجَتِ الرُّومُ عَلَيْهِمْ كَوْشَانُ الْبَطْرِيقُ، فَالْتَقَاهُمْ مَخْلَدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، فَانْهَزَمَ وَأُصِيبَ الْمُسْلِمُونَ.(3/595)
-سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّي بُرْدُ بْنُ سِنَانٍ أَبُو الْعَلاءِ بِالْبَصْرَةِ، وَدَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ بِالْمَدِينَةِ، وَأَبُو عُقَيْلٍ زَهْرَةُ بْنُ مَعْبدٍ بِالثَّغْرِ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلالٍ فِي قَوْلٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ ثَلاثِينَ، وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ، وَعُرْوَةُ بْنُ رُوَيْمٍ فِي قَوْل ابْنِ مُثَنَّى، وَيَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ الرُّهَاوِيُّ بِهَا، وَيَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ أَخُو السَّفَّاحِ مَاتَ عَلَى إِمْرَةِ فَارِسٍ، ذَكَرَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ مُخْتَصَرًا.
وَفِيهَا خَلَعَ زِيَادُ بْنُ صَالِحٍ الطَّاعَةَ بِمَا وَرَاءَ النَّهْرِ فَتَهَيَّأَ لِحَرْبِهِ أَبُو مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ، وَبَعَثَ نَصْرُ بْنُ صَالِحٍ إِلَى تِرْمِذَ لِيُحْصِنُهَا فَقَتَلَهُ طَائِفَةٌ مِنَ الْخَوَارِجِ، وَسَارَ أَبُو مُسْلِمٍ إِلَى آمُلَ وَمَعَهُ سِبَاعُ بْنُ النُّعْمَانِ الأَزْدِيُّ الَّذِي قَدِمَ بِعَهْدِ زِيَادِ بْنِ صَالِحٍ مِنْ جِهَةِ السَّفَّاحِ، وَأَمَرَهُ السَّفَّاحُ إِنْ قَدِرَ عَلَى اغْتِيَالِ أَبِي مُسْلِمٍ فَلْيَفْعَلْ، فَفَهِمَ ذَلِكَ أَبُو مُسْلِمٍ فَقَبَضَ عَلَيْهِ وَسَجَنَهُ بِآمُلَ وَعَبَرَ إِلَى بُخَارَى، فَأَتَاهُ أَبُو شَاكِرٍ وَأَبُو سَعْدٍ وَقَدْ فَارَقَا زِيَادَ بْنَ صَالِحٍ فَسَأَلَهُمَا عَنْ شَأْنِ زِيَادٍ وَمَنْ أَفْسَدَهُ، فَقَالا: سِبَاعٌ، فَكَتَبَ إِلَى وَالِي آمُلَ فَقَتَلَ سِبَاعًا، وَلَمَّا تَفَلَّلَ عَنْ زِيَادٍ أَعْوَانُهُ وَلَحِقُوا بِأَبِي مُسْلِمٍ لَحِقَ بِدَهْقَانَ بَازِلْتُ فَضَرَبَ الدِّهْقَانُ عُنُقَهُ وَتَقَرَّبَ بِرَأْسِهِ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ.
وَفِيهَا، أو في التي قبلها، أغزى السَّفَّاحُ عَمَّهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِيٍّ عَلَى الصَّائِفَةِ فَحَزِرَهَا النَّاسُ بِمِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ، قَالَهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ.(3/597)
-سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّيَ أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ الْكُوفِيُّ، وَجَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ الْمِصْرِيُّ عَلَى الأَصَحِّ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلْمِيُّ، وَرَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقِيهُ الْمَدِينَةِ ذو الرأي، وزيد بْنُ أَسْلَمَ فِي آخِرِ السَّنَةِ فِي قَوْلٍ، وَأَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ السَّفَّاحُ، وَزَيْدُ بْنُ رَفِيعٍ فِي قَوْلٍ، وَسَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ بِالْبَصْرَةِ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ فِي قَوْلٍ، وَعَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْحَارِثِ الْمِصْرِيُّ الْعَابِدُ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، وَعَلِيُّ بن بذيمة الحراني، والعلاء بن الحارث الْحَضْرَمِيُّ، وَمُغِيرَةُ بْنُ مِقْسَمٍ فِي قَوْلٍ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاق بِالْبَصْرَةِ.
وَفِيهَا كَتَبَ أَبُو مُسْلِمٍ صَاحِبُ الدَّوْلَةِ إِلَى السَّفَّاحِ يَسْتَأْذِنُهُ فِي الْقُدُومِ، فَأَذِنَ لَهُ فَاسْتَخْلَفَ عَلَى خُرَاسَانَ خَالِدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فَقَدِمَ فِي جَمْعٍ وَحِشْمَةٍ عَظِيمَةٍ، وَتَلَقَّاهُ الأُمَرَاءُ وَبَالَغَ الْخَلِيفَةُ فِي إِكْرَامِهِ فَاسْتَأْذَنَ فِي الْحَجِّ، فَقَالَ: لَوْلا أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ يَحُجُّ لَوَلَّيْتُكَ الْمَوْسِمَ، وَكَانَ أَبُو جَعْفَرٍ إِذْ ذَاكَ بِالْحَضْرَةِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَطِعْنِي وَاقْتُلْ أَبَا مُسْلِمٍ، فَوَاللَّهِ إِنَّ فِي رَأْسِه لَغَدْرَةٌ، فَقَالَ: يَا أَخِي، قَدْ عَرَفْتَ بَلاءَهُ وَمَا كَانَ مِنْهُ، فَرَاجَعَهُ، فَقَالَ: كَيْفَ نَقْتُلُهُ؟ فَقَالَ: إِذَا دَخَلَ عَلَيْكَ وَحَادَثْتُهُ دَخَلْتُ أَنَا وَتَغَفَّلْتُهُ وَضَرَبْتُ عُنُقَهُ مِنْ خَلْفِهِ، فَقَالَ: كَيْفَ بِأَصْحَابِهِ الَّذِينَ يُؤْثِرُونَهُ عَلَى دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ؟ قَالَ: يؤول ذَلِكَ إِلَى كُلِّ مَا تُرِيدُ، وَلَوْ عَلِمُوا بِقَتْلِهِ تَفَرَّقُوا، وَأَخَافُ إِنْ لَمْ تَتَغَدَّ بِهِ يَتَعَشَّاكَ، قَالَ: فَدُونَكَ، فَخَرَجَ عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِ السَّفَّاحُ: لا تَفْعَلْ.
ثُمَّ حَجَّ فِيهَا أَبُو جَعْفَرٍ وَأَبُو مُسْلِمٍ، فَلَمَّا انْقَضَى الْمَوْسِمُ وَقَفَلا وَرَدَ الْخَبَرُ بِذَاتِ عِرْقٍ بِمَوْتِ السَّفَّاحِ، وَكَانَ قَبْلَ مَوْتِهِ بمُدَيْدَةَ قَدْ عَقَدَ لِأَبِي جَعْفَرٍ بِالأَمْرِ مِنْ بَعْدِهِ، وَقَامَ بِأَمْرِ الْبَيْعَةِ يَوْمَ مَوْتِ السَّفَّاحِ عِيسَى بْنُ مُوسَى ابْنُ عَمِّهِ، وَبَعَثُوا أَبَا غَسَّانَ بِبَيْعَةِ أَبِي جَعْفَرٍ إِلَى عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ، وَكَانَ رَاجِعًا فِي الطَّرِيقِ مِنْ عِنْدِ السَّفَّاحِ فَبَايَعَ عَسْكَرَهُ وَقُوَّادَهُ لِنَفْسِهِ، وَزَعَمَ أَنَّ السَّفَّاحَ جَعَلَ لَهُ الأَمْرُ، ثُمَّ دَخَلَ حَرَّانَ وَغَلَبَ عَلَى الشَّامِ، وَقَدِمَ أَبُو جَعْفَرٌ الْمَنْصُورُ مِنَ الْحَجِّ، فَدَخَل الْكُوفَةَ بِأَهْلِهَا الْجُمُعَةَ.(3/598)
-سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّيَ: أَسَدُ بْن وَدَاعَةَ الْكِنْدِيُّ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي قَوْلِ خَلِيفَةَ، وَخَصِيفُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي قَوْلٍ، وَخَيْرُ بْنُ نُعَيْمٍ قَاضِي مِصْرَ، وَأَبُو مُسْلِمٍ صَاحِبُ الدَّعْوَةِ مَقْتُولا، وَالرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ فِي قَوْلٍ، وَعَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ فِي قَوْلِ خَلِيفَةَ وَغَيْرِهِ، وَمَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَشَلُّ، وَوَاهِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعَافِرِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ فِي قَوْلٍ، وَيَعْقُوبُ بْنُ زَيْدِ بْنِ طَلْحَةَ الْمَدَنِيُّ، وَابْنُ الْمُقَفَّعِ قَتَلَهُ وَالِي الْبَصْرَةِ.
وَفِيهَا فِي أَوَّلِهَا بَلَغَ أَهْلَ الشَّامِ مَوْتُ السَّفَّاحِ فَبَايَعَ أَهْلُ دِمَشْقَ هَاشِمَ بن يزيد بن خالد بن يزيد بن مُعَاوِيَةَ، قَامَ بِأَمْرِهِ، فِيمَا قِيلَ، عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ سُرَاقَةَ الأَزْدِيُّ، فَلَمَّا أَظَلَّهُمَا صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ بِالْجُيُوشِ هَرَبَا، وَكَانَ عُثْمَانُ قَدِ اسْتَعْمَلَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى أَهْلِ دِمَشْقَ، فَخَرَجَ وَسَبَّ بَنِي الْعَبَّاسِ عَلَى مِنْبَرِ دِمَشْقَ، ثُمَّ إِنَّهُ قُتِلَ.
وَدَخَلَ الْمَنْصُورُ دَارَ الإِمْرَةِ بِالأَنْبَارِ فَوَجَدَ عِيسَى بْنَ مُوسَى ابْنَ عَمِّهِ قَدْ بَذَرَ الْخَزَائِنَ فَجَدَّدَ النَّاسُ لَهُ الْبَيْعَةَ وَمِنْ بَعْدِهِ لِعِيسَى، وَأَمَّا عَمُّهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ فَإِنَّهُ أَبْدَى أَنّ السَّفَّاحَ قَالَ: مَنِ انْتُدِبَ لِمَرْوَانَ الْحِمَارِ فَهُوَ وَلِيُّ عَهْدِي مِنْ بَعْدِي وَعَلَى هَذَا خَرَجْتُ، فَقَامَ عُدَّةٌ مِنَ الْقُوَّادِ الْخُرَاسَانِيَّةِ فَشَهِدُوا بِذَلِكَ، وَبَايَعَهُ حُمَيْدُ بْنُ قُحْطُبَةَ، وَمُخَارِقُ بْنُ الْغِفَارِ، وَأَبُو غَانِمٍ الطَّائِيُّ، وَالْقُوَّادُ، فَقَالَ الْمَنْصُورُ لِأَبِي مُسْلِمٌ الْخُرَاسَانِيُّ: إِنَّمَا هُوَ أَنَا وَأَنْتَ فَسِرْ نَحْوَ عَبْدِ اللَّهِ، فَسَارَ بِسَائِرِ الْجَيْشِ مِنَ الأَنْبَارِ وَعَلَى مُقَدِّمَتِهِ مَالِكُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْخُزَاعِيُّ وَمَعَهُ الْحَسَنُ بْنُ قُحْطُبَةَ، وَأَخُوهُ حُمَيْدٌ كَانَ فَارَقَ عَبْدَ اللَّهِ لَمَّا تَنَكَّرَ لَهُ، وَخَشِيَ عَبْدُ اللَّهِ أَنَّ الْخُرَاسَانِيَّةَ الَّذِينَ مَعَهُ لا تَنْصَحُ فَقَتَلَ مِنْهُمْ بِضْعَةَ عَشَرَ أَلْفًا، أمَرَ صَاحِبَ شُرْطَتِهِ فَقَتَلَهُمْ بِخَدِيعَةٍ، ثُمَّ نَزَلَ نَصِيبِينَ وَخَنْدَقَ عَلَى نَفْسِهِ، وَأَقْبَلَ أَبُو مُسْلِمٍ فَنَزَلَ بِقُرْبٍ مِنْهُ، ثُمَّ نَفَذَ إِلَيْهِ: إِنِّي لَمْ أؤمر بقتالك [ص:600] وَلَكِنْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَلانِي الشَّامَ وَأَنَا أُرِيدُهَا، فَقَالَ الشَّامِيُّونَ لِعَبْدِ اللَّهِ: كَيْفَ نُقِيمُ مَعَكَ وَهَذَا يَأْتِي بِلادَنَا وَيَقْتُلُ وَيَسْبِي وَلَكِنْ نَسِيرُ إِلَى بِلادِنَا وَنَمْنَعُهُ، فَقَالَ: إِنَّهُ مَا يُرِيدُ الشَّامَ وَلَئِنْ أَقَمْتُمْ لَيَقْصِدَنَّكُمْ، ثُمَّ كَانَ الْقِتَالُ بَيْنَهُمْ نَحْوًا مِنْ خَمْسَةِ أَشْهُرٍ، وَأَهْلُ الشَّامِ أكثر فرساناً وأكمل عدة، وكان على مَيْمَنَتُهُمْ بَكَّارَ بْنَ مُسْلِمٍ الْعُقَيْلِيَّ، وَعَلَى الْمَيْسَرَةِ خَازِمُ بْنُ خُزَيْمَةَ، وَاسْتَظْهَرَ الشَّامِيُّونَ غَيْرَ مَرَّةً، وكاد عَسْكَرُ أَبِي مُسْلِمٍ أَنْ يَنْهَزِمُوا وَهُوَ يُثَبِّتُهُمْ وَيَرْتَجِزُ:
مَنْ كَانَ يَنْوِي أَهْلَهُ فَلا رَجَعْ ... فَرَّ مِنَ الْمَوْتِ وَفِي الْمَوْتِ وَقْعٌ
ثُمَّ أَرْدَفَ الْقَلْبُ بِمَيْمَنَتِهِ وَحَمَلُوا عَلَى مَيْسَرَةِ عَبْدِ اللَّهِ فَكَانَتِ الْهَزِيمَةُ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ لابْنِ سُرَاقَةَ الأَزْدِيِّ: مَا تَرَى؟ قَالَ: أَرَى أَنْ نَصْبِرَ وَنُقَاتِلَ فَإِنَّ الْفِرَارَ قَبِيحٌ بِمِثْلِكَ وَقَدْ عِبْتَهُ عَلَى مَرْوَانَ، قَالَ: إِنِّي أَقْصِدُ الْعِرَاقَ، قال: فأنا معك، فانهزموا وخلوا عسكرهم فاحتوى عَلَيهِ أَبُو مُسْلِمٍ بِمَا فِيهِ وَكَتَبَ بِالنَّصْرِ إِلَى الْمَنْصُورِ فَبَعَثَ مَوْلًى لَهُ يُحْصِي مَا حَوَاهُ أَبُو مُسْلِمٍ، فَغَضِبَ عِنْدَهَا أَبُو مُسْلِمٍ وَتَنَمَّرَ وَهَمَّ بِقَتْلِ الْمَوْلَى، وَقَالَ: إِنَّمَا لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ هَذَا الْخُمْسُ، وَمَضَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ وَأَخُوهُ عَبْدُ الصَّمَدِ، فَأَمَّا عَبْدُ الصَّمَدِ فَقَصَدَ الْكُوفَةَ فَاسْتَأْمَنَ لَهُ عِيسَى بْنُ مُوسَى فَأَمَّنَهُ الْمَنْصُورُ، وَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ فَأَتَى أَخَاهُ سُلَيْمَانَ مُتَوَلِّي الْبَصْرَةَ فَاخْتَفَى عِنْدَهُ وَأَمَّا الْمَنْصُورُ فَخَافَ مِنْ غَيْظِ أَبِي مُسْلِمٍ وَأَنْ يَذْهَبَ إِلَى خُرَاسَانَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ بِوِلايَةِ الشَّامِ وَمِصْرَ، فَأَقَامَ بِالشَّامِ وَاسْتَعْمَلَ عَلَى مِصْرَ، فَلَمَّا أَتَاهُ الْكِتَابُ أَظْهَرَ الْغَضَبَ وَقَالَ: يُوَلِّينِي مِصْرَ وَالشَّامَ وَأَنَا لِي خُرَاسَانُ! وَعَزَمَ عَلَى الشَّرِّ، وَقِيلَ: بَلْ شَتَمَ الْمَنْصُورَ لَمَّا جَاءَهُ مَنْ يُحْصِي عَلَيْهِ الْغَنَائِمَ، وَأَجْمَعَ عَلَى الْخِلافِ، ثُمَّ طَلَبَ خُرَاسَانَ، وَخَرَجَ الْمَنْصُورُ إِلَى الْمَدَائِنِ، وَكَانَ مِنْ دُهَاةِ الْعَالَمِ لَوْلا شُحُّهُ، وَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ لِيُقْدِمَ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيْهِ إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَدُوٌّ، وَقَدْ كُنَّا نَرْوِي عَنْ مُلُوكِ آلِ سَاسَانَ أَنَّ أَخْوَفَ ما يكون الوزراء إذا سكنت الدَّهْمَاءُ، فَنَحْنُ نَافِرُونَ مِنْ قُرْبِكَ حَرِيصُونَ عَلَى الْوَفَاءِ بِعَهْدِكَ مَا وَفَّيْتَ، فَإِنْ أَرْضَاكَ ذَاكَ فَأَنَا كَأَحْسَنِ عَبِيدِكَ، وَإِنْ أَبَيْتَ نَقَضْتُ مَا أَبْرَمْتُ مِنْ عَهْدِكَ ضَنًّا بِنَفْسِي، فَرَدَّ عَلَيْهِ الْمَنْصُورُ الْجَوَابَ يُطَمْئِنُهُ مَعَ جَرِيرِ بْنِ يَزِيدَ الْبَجَلِيِّ، وَكَانَ وَاحِدَ وَقْتِهِ فَخَدَعَهُ وَرَدَّهُ. [ص:601]
وَأَمَّا أَبُو الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيُّ فَذَكَرَ عَنْ جَمَاعَةٍ قَالُوا: كَتَبَ أَبُو مُسْلِمٍ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي اتَّخَذْتُ رَجُلا إِمَامًا وَدَلِيلا عَلَى مَا افْتَرَضَهُ اللَّهُ وَكَانَ فِي مَحِلَّةِ الْعِلْمِ نَازِلا فَاسْتَجْهَلَنِي بِالْقُرْآنِ، فَحَرَّفَهُ عَنْ مَوَاضِعِهِ، طَمَعًا فِي قَلِيلٍ قَدْ نَعَاهُ اللَّهُ إِلَى خَلْقِهِ وَكَانَ كَالَّذِي دَلَّى بِغُرُورٍ، وَأَمَرَنِي أَنْ أُجَرِّدَ السَّيْفَ وَأَرْفَعَ الرَّحْمَةَ، فَفَعَلْتُ تَوْطِئَةً لِسُلْطَانِكُمْ، ثُمَّ اسْتَنْقَذَنِي اللَّهُ بِالتَّوْبَةِ، فَإِنْ يَعْفُ عَنِّي فَقِدْمًا عُرِفَ بِهِ وَنُسِبَ إِلَيْهِ، وَإِنْ يُعَاقِبْنِي فَبِمَا قَدَّمَتْ يَدَايَ.
ثُمَّ سَارَ يُرِيدُ خُرَاسَانَ مُشَاقًّا مُرَاغِمًا، فَأَمَرَ الْمَنْصُورُ لِمَنْ بِالْحَضْرَةِ مِنْ آلِ هَاشِمٍ أَنْ يَكْتُبُوا إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ يُعْظِمُونَ الأَمْرَ وَيَأْمُرُونَهُ بِلُزُومِ الطَّاعَةِ وَأَنْ يَرْجِعَ إِلَى مَوْلاهُ، وَقَالَ الْمَنْصُورُ لِرَسُولِهِ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ، وَهُوَ أَبُو حُمَيْدٍ الْمَرْوَرُوذِيُّ: كَلِّمْهُ بِاللِّينِ مَا يُمْكِنُ ومَنِّهْ وَعَرِّفْهُ بِحُسْنِ نِيَّتِي وَتَلَطَّفَ، فَإِنْ يَئِسْتَ مِنْهُ فَقُلْ لَهُ: قَالَ: وَاللَّهِ لَوْ خُضْتَ البَحرَ لَخَاضَهُ وَرَاءَكَ، وَلَوِ اقْتَحَمْتَ النَّارَ لاقْتَحَمْتُهَا حَتَّى أَقْتُلَكَ، فَقَدِمَ الرَّسُولُ عَلَى أَبِي مُسْلِمٍ وَلَحِقَهُ بِحُلْوَانَ، فَاسْتَشَارَ أَبُو مُسْلِمٍ خَاصَّتَهُ، فَقَالُوا: احْذَرْهُ، فَلَمَّا طَلَبَ الرَّسُولُ الْجَوَابَ قَالَ: ارْجِعْ إِلَى صَاحِبَكَ فَلَسْتُ آتِيهِ وَقَدْ عَزَمْتُ عَلَى خِلافِهِ، قَالَ: لا تَفْعَلْ، لا تَفْعَلْ، فَلَمَّا آيَسَهُ بَلَّغَهُ قَوْلُ الْمَنْصُورِ، فَوَجَمَ لَهَا وَأَطْرَقَ مُنْكِرًا، ثُمَّ قَالَ: قُمْ، وَانْكَسَرَ لِذَلِكَ الْقَوْلِ وَارْتَاعَ.
وَكَانَ الْمَنْصُورُ قَدْ كَتَبَ إِلَى نَائِبِ أَبِي مُسْلِمٍ عَلَى خُرَاسَانَ فَاسْتَمَالَهُ، وَقَالَ: لَكَ إِمْرَةَ خُرَاسَانَ، فَكَتَبَ نَائِبُ خُرَاسَانَ أَبُو دَاوُدَ خَالِدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ يَقُولُ: إِنَّا لَمْ نَقُمْ لِمَعْصِيَةِ خُلَفَاءِ اللَّهِ وَأَهْلِ الْبَيْتِ فَلا تُخَالِفَنَّ إِمَامَكَ، فَوَافَاهُ كِتَابُهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ فَزَادَهُ رُعْبًا وَهَمًّا، ثُمَّ أَرْسَلَ مَنْ يَثِقْ بِهِ مِنْ أُمَرَائِهِ إِلَى الْمَنْصُورِ، فَلَمَّا قَدِمَ تَلَقَّاهُ بَنُو هَاشِمٍ بِكُلِّ مَا يَسُرُّ، وَاحْتَرَمَهُ الْمَنْصُورُ، وَقَالَ: اصْرِفْهُ عَنْ وَجْهِهِ وَلَكَ إِمْرَةَ خُرَاسَانَ، فَرَجَعَ وَقَالَ لِأَبِي مُسْلِمٍ: طَيِّبْ قَلْبَكَ لَمْ أَرَ مَكْرُوهًا إِنِّي رَأَيْتُهُمْ مُعْظِمِينَ لحقك، فارجع [ص:602] وَاعْتَذِرْ، فَأَجْمَعَ عَلَى الرُّجُوعِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو إِسْحَاقَ أَحَدُ قُوَّادِهِ مُتَمَثِّلا:
مَا لِلرِّجَالِ مَعَ الْقَضَاءِ مَحَالَةٌ ... ذَهَبَ الْقَضَاءُ بِحِيلَةِ الأَقْوَامِ
خَارَ اللَّهُ لَكَ، احْفَظْ عَنِّي وَاحِدَةً: إِذَا دَخَلْتَ إِلَى الْمَنْصُورِ فَاقْتُلْهُ ثُمَّ بَايِعْ مَنْ شِئْتَ فَإِنَّ النَّاسَ لا يُخَالِفُونَكَ.
وَرَوَى بَعْضُهُمْ أَنَّ الْمَنْصُورَ كَتَبَ إِلَى مُوسَى بْنِ كَعْبٍ بِوِلايَةِ خُرَاسَانَ، وَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ: هَذَا ابْنُ كعب من دونك بمن معه من شعيتنا وَأَنَا مُوَجِّهٌ لِلِقَائِكَ أَقْرَانِكَ فَاجْمَعْ كَيْدَكَ غَيْرَ مُوَفَّقٍ وَحَسْبُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ اللَّهَ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَشَاوَرَ أَبُو مُسْلِمٍ أَبَا إِسْحَاقَ الْمَرْوَزِيُّ وَقَالَ: مَا الرَّأْيُ؟ فَهَذَا مُوسَى بْنُ كَعْبٍ مِنْ هُنَا، وَهَذِهِ سُيُوفُ أَبِي جَعْفَرٍ مِنْ خَلْفِنَا، وَقَدْ أَنْكَرْتُ مَنْ كُنْتُ أَثِقُ بِهِ مِنْ قُوَّادِي، فَقَالَ: هَذَا رَجُلٌ يَضْطَغِنُ عَلَيْكَ أُمُورًا قَدِيمَةً فَلَوْ كُنْتَ وَالَيْتَ رَجُلا مِنْ آلِ عَلِيٍّ كَانَ أَقْرَبُ، وَلَوْ أَنَّكَ قَبِلْتَ إِمْرَةَ خُرَاسَانَ مِنْهُ كُنْتَ فِي فَسْحَةٍ مِنْ أَمْرِكَ وَكُنْتَ اخْتَلَسْتَ رَجُلا مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ فَنَصَّبْتَهُ إِمَامًا فَاسْتَمَلْتَ بِهِ الْخُرَاسَانِيَّةَ وَأَهْلَ الْعِرَاقِ وَرَمَيْتَ أَبَا جَعْفَرٍ بِنَظِيرِهِ لَكُنْتَ عَلَى طَرِيق التَّدْبِيرِ، أَتَطْمَعُ أَنْ تُحَارِبَ أَبَا جَعْفَرٍ وَأَنْتَ بِحُلْوَانَ وَجَيْشُهُ بِالْمَدَائِنِ، وَهُوَ خَلِيفَةٌ مُجْمَعٌ عَلَيْهِ، لَيْسَ مَا ظَنَنْتَ لَكِنْ مَا بَقِيَ لَكَ إِلا أَنْ تَكْتُبَ إِلَى قُوَّادِكَ وَتَفْعَلَ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: هَذَا رَأْيٌ إِنْ وَافَقَنَا عَلَيْهِ قُوَّادُنَا، قَالَ: فَمَا دَعَاكَ إِلَى أَنْ تَخْلَعَ أَبَا جَعْفَرٍ وَأَنْتَ عَلَى غَيْرِ ثِقَةٍ مِنْ قَوَّادِكَ! أَنَا أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ مِنْ قَتِيلٍ، أَرَى أَنْ تُوَجِّهَ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ تَسْأَلُهُ الأَمَانَ فَإِمَّا صَفْحٌ وَإِمَّا قَتْلٌ عَلَى عِزٍّ قَبْلَ أَنْ تَرَى الْمَذَلَّةَ مِنْ عَسْكَرِكَ، إِمَّا قَتَلُوكَ وَإِمَّا أَسْلَمُوكَ.
قَالَ: فَسَفَرَتِ السُّفَرَاءُ بَيْنَهُمَا، وَأَعْطَاهُ أَبُو جَعْفَر أَمَانًا مُؤَكَّدًا، فَأَقْبَلَ أَبُو مُسْلِمٍ لِحِينِهِ، ثُمَّ بَعَثَ الْمَنْصُورُ أَمِيرًا إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ لِيَتَلَقَّاهُ وَلا يُظْهِرُ أَنَّهُ مِنْ جِهَةِ الْمَنْصُورِ لِيُطَمْئِنَهُ وَيَذْكُرُ حُسْنَ نِيَّةِ الْخَلِيفَةِ لَهُ، فَلَمَّا أَتَاهُ وَحَدَّثَهُ فَرِحَ الْمَغْرُورُ وَانْخَدَعَ، فَلَمَّا وَصَلَ الْمَدَائِنَ أَمَرَ الْمَنْصُورُ الأَعْيَانَ فَتَلَقَّوْهُ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ سَلَّمَ قَائِمًا، فَقَالَ الْمَنْصُورُ: انْصَرِفْ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَاسْتَرِحْ وَادْخُلِ الْحَمَّامَ، ثُمَّ اغْدُ عَلَيَّ، فَانْصَرَفَ، وَكَانَ مِنْ نِيَّةِ الْمَنْصُورِ أَنْ يَقْتُلَهُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ فَمَنَعَهُ وَزِيرُهُ أَبُو أَيُّوبَ، قَالَ أَبُو أَيُّوبَ: فَدَخَلْتُ بَعْدَ خُرُوجِهِ وَقَالَ لِيَ الْمَنْصُورُ: أَقْدِرُ عَلَى هَذَا فِي مِثْلِ هَذِهِ الْحَالِ قَائِمًا عَلَى رِجْلَيْهِ وَلا أَدْرِي ما [ص:603] يَحْدُثُ فِي لَيْلَتِي، وَكَلَّمَنِي فِي الْفَتْكِ بِهِ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ فَكَّرْتُ، فَقَالَ: يَا ابن اللَّخْنَاءِ لا مَرْحَبًا بِكَ أَنْتَ مَنَعْتَنِي مِنْهُ أَمْسَ وَاللَّهِ مَا غَمَضْتُ الْبَارِحَةَ، ادْعُ لِي عُثْمَانَ بْنَ نَهِيكٍ، فَدَعَوْتُهُ، فَقَالَ: يَا عُثْمَانُ كيف بلاء أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عِنْدَكَ؟ قَالَ: إِنَّمَا أَنَا عَبْدُكَ وَلَوْ أَمَرْتَنِي أَنْ أَتَّكِئَ عَلَى سَيْفِي حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ ظَهْرِي لَفَعَلْتُ، قَالَ: كَيْفَ أَنْتَ إِذَا أَمَرْتُكَ بِقَتْلِ أَبِي مُسْلِمٍ؟ فَوَجَمَ لَهَا سَاعَةً لا يَتَكَلَّمُ، فَقُلْتُ: مَا لَكَ لا تَتَكَلَّمُ! فَقَالَ قَوْلةً ضَعِيفَةً: أَقْتُلُهُ، فَقَالَ: انْطَلِقِ اذْهَبْ فَجِئْ بِأَرْبَعَةً مِنْ وُجُوهِ الْحَرَسِ وَشُجْعَانِهِمْ، فَذَهَبَ فَأَحْضَرَ شَبِيبُ بْنُ وَاجٍ وَثَلاثَةٌ فَكَلَّمَهُمْ، فَقَالُوا: نَقْتُلُهُ، فَقَالَ: كُونُوا خَلْفَ الرِّوَاقِ فَإِذَا صَفَّقْتُ فَدُونُكُمُوهُ، ثُمَّ طَلَبَ أَبَا مُسْلِمٍ فَأَتَاهُ، وَخَرَجْتُ لِأَنْظُرَ مَا يَقُولُ النَّاسُ، فَتَلَقَّانِي أَبُو مُسْلِمٍ دَاخِلا، فَتَبَسَّمَ وَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَدَخَلَ فَرَجَعْتُ فَإِذَا بِهِ مَقْتُولٌ، قَالَ: ثُمَّ دَخَلَ أَبُو الْجَهْمِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلا أَرُدَّ النَّاسَ؟ قَالَ: بَلَى، فَأَمَرَ بِمَتَاعٍ يُحَوَّلُ إِلَى رِوَاقٍ آخَرَ وَفُرُشٍ، وَقَالَ أَبُو الْجَهْمِ لِلنَّاسِ: انْصَرِفُوا فَإِنَّ الأَمِيرَ أَبَا مُسْلِمٍ يُرِيدُ أَنْ يُقِيلَ عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَرَأَوُا الْمَتَاعَ يُنْقَلُ فَظَنُّوهُ صَادِقًا فَانْصَرَفُوا، وَأَمَرَ الْمَنْصُورُ لِلأُمَرَاءِ بِجَوَائِزِهِمْ، قَالَ أَبُو أَيُّوبَ: فَقَالَ لِيَ الْمَنْصُورُ: دَخَلَ عَلَيَّ أَبُو مُسْلِمٍ فَعَاتَبْتُهُ، ثُمَّ شَتَمْتُهُ فَضَرَبَهُ عُثْمَانُ بْنُ نَهِيكٍ فَلَمْ يَصْنَعْ شَيْئًا وَخَرَجَ شَبِيبُ بْنُ وَاجٍ وَأَصْحَابَهُ فَضَرَبُوهُ فَسَقَطَ، فَقَالَ وهم يضربونه: العفو، فقلت: يا ابن اللَّخْنَاءِ الْعَفْوَ وَالسُّيُوفُ قَدِ اعْتَوَرَتْكَ، ثُمَّ قُلْتَ: اذْبَحُوهُ، فَذَبَحُوهُ، وَقِيلَ: إِنَّهُ أُلْقِيَ فِي دِجْلَةَ، وَقِيلَ: إِنَّهُ لَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ: خَلُّوهُ، فَقَالَ الْمَنْصُورُ: أَخْبِرْنِي عَنْ سَيْفَيْنِ أَصَبْتَهُمَا فِي مَتَاعِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ، فَقَالَ: هَذَا أَحَدُهُمَا، قَالَ: أَرِنِيهِ فَانْتَضَاهُ فَنَاوَلَهُ، فَهَزَّهُ الْمَنْصُورُ، ثُمَّ وَضَعَهُ تَحْتَ فِرَاشِهِ وَأَقْبَلَ يُعَاتِبُهُ، وَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ كِتَابِكَ إِلَى أَخِي أَبِي الْعَبَّاسِ تنهاه عن الموات أَرَدْتَ أَنْ تُعَلِّمَنَا الدِّينَ؟ قَالَ: ظَنَنْتُ أَنَّ أَخْذَهُ لا يَحِلُّ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ تَقَدُّمِكَ إِيَّايَ فِي طَرِيقِ الْحَجِّ، قَالَ: كَرِهْتُ اجْتِمَاعَنَا عَلَى الْمَاءِ فَيَضُرُّ ذَلِكَ بِالنَّاسِ، قَالَ: فَجَارِيةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ أَرَدْتَ أَنْ تَتَّخِذَهَا؟ قَالَ: لا، وَلَكِنْ خِفْتُ أَنْ تَضِيعَ فَحَمَلْتُهَا فِي قُبَّةٍ، وَوَكَّلْتُ بِهَا مَنْ يَحْفَظُهَا، قَالَ: فَمُرَاغَمَتِكَ وَخُرُوجِكَ إِلَى خُرَاسَانَ؟ قَالَ: خِفْتُ أَنْ يَكُونَ قَدْ دَخَلَكَ مِنِّي شَيْءٌ، فَقُلْت: أَذْهَبُ إليها وأكتب إليك [ص:604] بعذري، والآن قد ذهب مَا فِي نَفْسِكَ عَلَيَّ، قَالَ: تَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ قَطُّ وَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى يَدِهِ فَخَرَجُوا عَلَيْهِ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ قَالَ لَهُ: ألَسْتَ الْكَاتِبُ إِلَيَّ تَبْدَأُ بِنَفْسِكَ، وَالْكَاتِبُ إِلَيَّ تَخْطُبُ عمتي أمينة وتزعم أنك ابن سُلَيْطِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَمَا الَّذِي دَعَاكَ إِلَى قَتْلِ سُلَيْمَانَ بْنِ كَثِيرٍ مَعَ أَثَرِهِ فِي دَعْوَتِنَا، وَهُوَ أَحَدُ نُقَبَائِنَا! فَقَالَ: عَصَانِي وَأَرَادَ الْخِلافَ عَلَيَّ فَقَتَلْتُهُ، فَقَالَ: فَأَنْتَ تُخَالِفُ عَلَيَّ! قَتَلَنِي اللَّهُ إِنْ لَمْ أَقْتُلْكَ، وَضَرَبَهُ بِعَمُودٍ، ثُمَّ وَثَبُوا عَلَيْهِ، وَذَلِكَ لِخَمْسٍ بَقَيْنَ مِنْ شَعْبَانَ.
قَالَ: وَكَانَ أَبُو مُسْلِمٍ قَدْ قَتَلَ فِي دَوْلَتِهِ وَفِي حُرُوبِهِ ست مائة أَلْفٍ صَبْرًا، وَقِيلَ: إِنَّهُ لَمَّا سَبَّهُ الْمَنْصُورُ انْكَبَّ عَلَى يَدِهِ يُقَبِّلُهَا وَيَعْتَذِرُ، وَقِيلَ: أَوَّلُ مَنْ ضَرَبَهُ عُثْمَانُ، فَمَا صَنَعَ أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهُ قَطَعَ حَمَائِلَ سَيْفِهِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمَؤْمِنِينَ اسْتَبْقِنِي لِعَدُوِّكَ، قَالَ: إِذًا لا أَبْقَانِي اللَّهُ، وَأَيُّ عَدُوٍّ أَعْدَى لِي مِنْكَ، ثُمَّ هَمَّ الْمَنْصُورُ بِقَتْلِ أَبِي إِسْحَاقَ صَاحِبِ حَرَسِ أَبِي مُسْلِمٍ وَبِقَتْلِ نَصْرِ بْنِ مَالِكٍ، فَكَلَّمَهُ فِيهِمَا أَبُو الْجَهْمِ وَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ جُنْدُهُ جُنْدُكَ، أَمَرْتَهُمْ بِطَاعَتِهِ فَأَطَاعُوهُ، ثُمَّ أَجَازَهُمَا وَأجَازَ جَمَاعَةً مِنْ كِبَارِ قُوَّادِهِ بِالْجَوَائِزِ السَّنِيَّةَ وَفَرَّقَ بَيْنَهُمْ، ثُمَّ كَتَبَ بِعَهْدِ خَالِدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَلَى خُرَاسَانَ وَمَا وَرَاءَهَا.
قَالَ خَلِيفَةُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنُ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ: قَتَلَهُ الْمَنْصُورُ، وَهُوَ فِي سُرَادِقٍ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَى عِيسَى بْنِ مُوسَى فَجَاءَ فَأَعْلَمَهُ فَأَعْطَاهُ الرَّأْسَ وَالْمَالَ، فَخَرَجَ بِهِ وَنَثَرَ الْمَالَ عَلَى الْخُرَاسَانِيَّةَ فَتَشَاغَلُوا بِالذَّهَبِ.
وَفِيهَا خَرَجَ سِنْبَاذُ بِخُرَاسَانَ لِلطَّلَبِ بِثَأْرِ أَبِي مُسْلِمٍ، وَكَانَ سِنْبَاذٌ مَجُوسِيًّا تَغَلَّبَ عَلَى نَيْسَابُورَ وَالرَّيِّ، وَأَخَذَ خَزَائِنَ أَبِي مُسْلِمٍ وَتَقَوَّى بِهَا، فَجَهَّزَ الْمَنْصُورُ لِحَرْبِهِ جَهْوَرَ بْنَ مَرَّارٍ الْعِجْلِيَّ فِي عَشَرَةِ آلافٍ فَكَانَتِ الْوَقْعَةُ بَيْنَ الرَّيِّ وَهَمَذَانَ، وَكَانَتْ مَلْحَمَةً مُهَوِّلَةً فَهُزِمَ سِنْبَاذٌ وقُتِلَ مِنْ جَيْشِهِ نَحْوٌ مِنْ سِتِّينَ أَلْفًا، وَكَانَ غَالِبُهُمْ مِنْ أَهْلِ الْجِبَالِ، وَسُبِيَتْ ذَرَارِيهِمْ، ثُمَّ قُتِلَ سِنْبَاذٌ بِقُرْبِ طَبَرِسْتَانَ. [ص:605]
وَفِيهَا خَرَجَ مُلَبَّدُ بْنُ حَرْمَلَةَ الشَّيْبَانِيُّ مُحَكِّمًا بِنَاحِيَةِ الْجِزِيرَةِ، فَانْتَدَبَ لِقِتَالِهِ أَلْفَ فَارِسٍ مِنْ عَسْكَرِ النَّاحِيَةِ فَهَزَمَهُمْ مُلَبَّدٌ، ثُمَّ الْتَقَاهُ عَسْكَرُ الْمَوْصِلِ فَهَزَمَهُمْ، ثُمَّ سَارَ لِحَرْبِهِ يَزِيدُ بْنُ حَاتِمٍ الْمُهَلَّبِيُّ، فَهَزَمَهُ مُلَبَّدٌ وَاسْتَفْحَلَ شَرُّهُ، ثُمَّ جَهَّزَ الْمَنْصُورُ لِحَرْبِهِ مُهَلْهَلَ بْنَ صَفْوَانَ فِي أَلْفَيْنِ نَقَاوَةً فَهَزَمَهُمْ مُلَبَّدٌ وَاسْتَوْلَى عَلَى عَسْكَرِهِمْ، ثُمَّ وَجَّهَ إِلَيْهِ جَيْشًا آخَرَ فَهَزَمَهُمْ، وَعَظُمَتْ هَيْبَتُهُ وَبَعُدَ صِيتُهُ، فَسَارَ لِحَرْبِهِ جَيْشٌ لَجِبٌ، وَعِدَّةُ قُوَّادٍ فَهَزَمَهُمْ، وَتَحَصَّنَ مِنْهُ حُمَيْدُ بْنُ قُحْطُبَةَ وَبَعَثَ إِلَيْهِ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ لِيَكُفَّ عَنْهُ.
وَأَمَّا الْوَاقِدِيُّ، فَذَكَر أَنَّ خُرُوجَ مُلَبَّدٍ كَانَ فِي الْعَامِ الآتِي.
وَمَاتَ أَمِيرُ مَكَّةَ الْعَبَّاسُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِعبَدِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَوَلِيَ بَعْدَهُ زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَارِثِيُّ، وَوَلِيَ إِمْرَةَ مِصْرَ الأَمِيرُ صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَبَّاسِيُّ.(3/599)
-سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّيَ زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ الْقُرَشِيُّ بِدِمَشْقَ، وَسُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ فِي قَوْلٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ فَيْرُوزَ أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ فِي قَوْلٍ، وَالْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدَنِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ أَبِي عَلْقَمَةَ فِي قَوْلٍ، وَعَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ فِي قَوْلٍ، وَلَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ فِي قَوْلِ مُطَيَّنٍ، وَالْمِسْوَرُ بْنُ رِفَاعَةَ الْقَرَظِيُّ الْمَدِينِيُّ.
وَفِيهَا أَهَمّ الْمَنْصُورَ شَأْنُ مُلَبَّدٍ الشَّيْبَانِيِّ، فَنَدَبَ لِقِتَالِهِ خَازِمُ بْنُ خُزَيْمَةَ، فسار في ثمانية آلاف فارس، فالتقوا فَقَتَلَ اللَّهُ تَعَالَى مُلَبَّدًا بَعْدَ حُرُوبٍ يَطُولُ شَرْحُهَا.
وَفِيهَا غَزَا الأَمِيرُ صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ، فنزل دابق فأقبل طاغية الروم قسطنطين بن أَلْيُونَ فِي مِائَةِ أَلْفٍ، فَالْتَقَاهُ صَالِحُ فَانْتَصَرَ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَسَلِمَ وَغَنِمَ، وَكَانَ هَذَا اللَّعِينُ قَدْ أَخَذَ مَلَطْيَةَ مِنْ قَرِيبٍ وَهَدَمَ سُورَهَا كما ذكرنا. [ص:606]
وَفِيهَا ظَهَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ، وَبَعَثَ بِالْبَيْعَةِ مَعَ أَخِيهِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ.
وَأَمَّا جَهْوَرُ بْنُ مَرَّارٍ الْعِجْلِيُّ، فَإِنَّهُ هَزَمَ سِنْبَاذَ كَمَا مَضَى، وَحَوَى مَا فِي عَسْكَرِهِ مِنَ الأَمْوَالِ وَالذَّخَائِرِ الَّتِي أَخَذَهَا سِنْبَاذُ مِنْ خَزَائِنِ أَبِي مُسْلِمٍ، فَلَمْ يَبْعَثْ بِهَا إِلَى الْمَنْصُورِ، ثُمَّ خَافَ فَخَلَعَ الْمَنْصُورَ، فَجَهَّزَ الْمَنْصُورُ لِحَرْبِهِ مُحَمَّدُ بْنُ الأَشْعَثِ الْخُزَاعِيُّ فِي جَيْشٍ عَظِيمٍ، فَالْتَقَوْا وَاشْتَدَّ الْقِتَالُ بَيْنَهُمْ، ثُمَّ انْكَسَرَ جَهْوَرُ فَهَرَبَ إِلَى أَذْرَبَيْجَانَ، ثُمَّ قُتِلَ.
وَفِيهَا دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الدَّاخِلُ الأُمَوِيُّ إِلَى الأَنْدَلُسِ وَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا، وَامْتَدَّتْ أَيَّامُهُ وَبَقِيَتِ الأَنْدَلُسُ فِي يَدِ أوْلادِهِ إِلَى بعد الأربع مائة، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.(3/605)
-سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّيَ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ الأُمَوِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ النَّخَعِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْمِصْرِيُّ الْفَقِيهُ، وَسَلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ أَبُو بِشْرٍ بِالْبَصْرَةِ، وَعَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ مُهَاجِرٍ الدِّمَشْقِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ مولى ابن أبي أحمد، وَمُحَمَّدُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ بِالْبَصْرَةِ.
وَفِيهَا خَرَجَ جَعْفَرُ بْنُ حَنْظَلَةَ الْبَهْرَانِيُّ، فَأَتَى مَدِينَةَ مَلَطْيَةَ وَهِيَ خَرَابٌ فَعَسْكَرَ بِهَا، وَأَقْبَلَ الأَمِيرُ عَبْدُ الْوَاحِدِ فَنَزَلَ عَلَى مَلَطْيَةَ فَزَرَعَ أَرْضَهَا وَطَبَخَ كِلْسًا لِبِنَاءِ سُورِهَا، ثُمَّ قَفَلَ، فَوَجَّهَ طَاغِيَةُ الرُّومِ مِنْ حَرْقِ الزَّرْعِ.
وَفِيهَا غَزَا الأمير صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ وَالأَمِيرُ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، فوغلا في أرض الروم، وغزا مَعَهُمَا أُمُّ عِيسَى وَلُبَابَةُ أُخْتَا الأَمِيرِ صَالِحٍ، وَكَانَتَا نَذَرَتَا إِنْ زَالَ مُلْكَ بَنِي أُمَيَّةَ أَنْ تُجَاهِدَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ لَمْ يَكُنْ بَعْدَ هَذَا الْعَامِ صَائِفَةٌ [ص:607] وَلا غَزْوٌ إِلَى أَنْ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ؛ لاشْتِغَالِ الْمَنْصُورِ فِي أَثْنَاءِ ذَلِكَ بِخُرُوجِ ابْنَيْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ عَلَيْهِ.
وَفِيهَا عَزَلَ الْمَنْصُورُ عَمَّهُ سُلَيْمَانَ عَنِ الْبَصْرَةِ، وَوَلِيَ سُفْيَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَاخْتَفَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ وَآلِهِ خَوْفًا عَلَى أَنْفُسِهِمْ، فَبَعَثَ الْمَنْصُورُ إِلَى سُلَيْمَانَ وَعِيسَى فَعَزَمَ عَلَيْهِمَا فِي إِشْخَاصِ أَخِيهِمَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ وَأَعْطَاهُمَا لَهُ الأَمَانُ، وَكَتَبَ إِلَى سُفْيَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ لِيَحُثَّهُمَا عَلَى ذَلِكَ، فَأَقْدَمُوا عَبْدَ اللَّهِ عَلَى الْمَنْصُورِ فَسَجَنَهُ، وَسَجَنَ بَعْضَ أَصْحَابِهِ، وَقَتَلَ بَعْضَهُمْ، وَبَعَثَ بِطَائِفَةٍ مِنْهُمْ إِلَى خُرَاسَانَ لِيَقْتُلَهُمْ خَالِدٌ.
وَحَجَّ بِالنَّاسِ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَخُو الْمَنْصُورِ.(3/606)
-سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّيَ: أَيُّوبُ أَبُو الْعَلاءِ الْقَصَّابُ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ فِي أَوَّلِهَا، وأبو حازم سَلَمَةُ بْنُ دِينَارٍ الأَعْرَجُ، وَسُهَيْلُ بْنُ أَبِي صالح في السنة بِخُلُفَ، وَسَعْدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبٍ، وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ فِيهَا بِخُلُفَ، وَعُرْوَةُ بْنُ رُوَيْمٍ، وَعُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ الأَنْصَارِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ قَيْسٍ السَّكُونِيُّ الْحِمْصِيُّ بِخُلُفَ.
وَفِيهَا تَوَجَّهَ جِبْرِيلُ بْنُ يَحْيَى إِلَى الْمِصِّيصَةِ، فَرَابَطَ فِيهَا حَتَّى بَنَاهَا وَأَحْكَمَهَا وَسَكَنَهَا النَّاسُ، وَتَوَجَّهَ الأَمِيرُ عَبْدُ الْوَهَّابِ بن إبراهيم بن محمد العباسي ابن أَخِي الْمَنْصُورِ، فَأَقَامَ عَلَى مَلَطْيَةَ سَنَةً حَتَّى بَنَاهَا وَرَمَّ شَعْثَهَا وَأَسْكَنَهَا النَّاسَ.
وَفِيهَا ثَارَ جَمْعٌ مِنْ جُنْدِ خُرَاسَانَ عَلَى أَمِيرِهَا أَبِي دَاوُدَ خَالِدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ لَيْلا وَهُوَ بِمَرْوٍ حَتَّى وَصَلُوا إِلَى دَارِهِ، فَأَشْرَفَ عَلَيْهِمْ عَلَى طَرَفِ آجُرَّةٍ خَارِجَةٍ وَجَعَلَ يُنَادِي أَصْحَابَهُ، فَانْكَسَرَتْ بِهِ الآجُرَّةُ، فَوَقَعَ فَانْكَسَرَ ظَهْرُهُ فَمَاتَ مِنَ الْغَدِ، فَبَعَثَ الْمَنْصُورُ عَلَى إِمْرَةِ خُرَاسَانَ عَبْدَ الْجَبَّارِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَزْدِيَّ، فَقَبَضَ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنَ الأُمَرَاءِ اتَّهَمَهُمْ بِالدَّعْوَةِ إِلَى وَلَدِ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، مِنْهُمْ مُجَاشِعُ بْنُ حُرَيْثٍ صَاحِبُ بُخَارَى، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ مَوْلَى بَنِي تميم عامل قهستان وَالْحَريشُ بْنُ مُحَمَّدٍ الذُّهْلِيُّ ابْنُ عَمِّ خَالِدِ بن إبراهيم [ص:608] فقتلهم، وضرب الجنيد بن خالد التغلبي، ومعبد بن الخليد الْمُرِّيَّ ضَرْبًا شَدِيدًا وَحَبَسَهُمَا فِي عِدَّةٍ مِنَ الأُمَرَاءِ.
وَفِيهَا حَجَّ الْمَنْصُورُ، ثُمَّ زَارَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ سَلَكَ الشَّامَ وَنَزَلَ الرِّقَّةَ، فَقَتَلَ بِهَا مَنْصُورُ بْنُ جَعْوُنَةَ الْعَامِرِيُّ، ثُمَّ سَارَ إِلَى الْهَاشِمِيَّةِ وَهِيَ بِالْكُوفَةِ، وَأَمَرَ بِالشُّرُوعِ بِعَمَلِ مدينة بغداد واختطها.(3/607)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
-ذكر طبقة العشر على المعجم(3/609)
-[حَرْفُ الأَلِفِ](3/609)
1 - إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِب الْهَاشِمِيُّ الْجَعْفَرِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: سَعْدُ بْنُ زِيَادٍ، وَيَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الإِسْكَنْدَرِيُّ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَغَيْرُهُمْ.
وَهُوَ مُقِلٌّ، عِدَادُهُ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ.(3/609)
2 - إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، المعروف بإبراهيم الإمام، أَخُو السَّفَّاحِ وَالْمَنْصُورِ، يُكَنَّى أَبَا إِسْحَاقَ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
كَانَ يَكُونُ بِالْحُمَيِّمَةَ مِنْ أَعْمَالِ الشَّرَاةِ، عَهِدَ إِلَيْهِ أَبُوهُ مُحَمَّدٌ فِي السَّيْرِ بِالإِمَامَةِ فَبَلَغَ خَبَرَهُ إِلَى مَرْوَانَ الْحِمَارِ، فَأَخَذَهُ وَحَبَسَهُ مُدَّةً بِحَرَّانَ، ثُمَّ قَتَلَهُ غِيلَةً.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَجَدِّهِ، وعن عبد الله بن محمد ابن الحنفية،
رَوَى عَنْهُ: أخواه، وَأَبُو مُسْلِمٍ صَاحِبُ الدَّوْلَةِ.
وَكَانَتْ شِيعَةُ بَنِي هَاشِمٍ يَخْتَلِفُونَ إِلَيْهِ وَيُكَاتِبُونَهُ مِنْ خُرَاسَانَ، وكان أَبُوهُ أَوْصَى إِلَيْهِ؛ وَلِذَلِكَ كَانُوا يُلَقِّبُونَهُ بِالإِمَامِ، وهو الذي نفذ أَبَا مُسْلِمٍ دَاعِيًا لَهُ إِلَى خُرَاسَانَ وَجَعَلَهُ مُقَدَّمًا عَلَى دُعَاتِهِ وَنُقَبَائِهِ، إِلَى أَنِ اسْتَفْحَلَ أَمْرُهُ وَبَلَغَ ذَلِكَ مَرْوَانُ؛ لِأَنَّ أَبَا مُسْلِمٍ أَرْسَلَ رَسُولا مِنْ خُرَاسَانَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ فَوَجَدَهُ أَعْرَابِيًّا فَصِيحًا، فَغَمَّهُ ذَلِكَ، فَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ: أَلَمْ أَنْهَكَ أَنْ يَكُونَ رَسُولُكَ عَرَبِيًّا يَطَّلِعُ عَلَى أَمْرِكَ فَإِذَا أَتَاكَ فَاقْتُلْهُ، فَخَرَجَ الرَّسُولُ فَفَتَحَ الْكِتَابَ [ص:610] وَقَرَأَهُ فَأَتَى بِهِ مَرْوَانَ فَقَبَضَ حِينَئِذٍ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَأَمَرَ بِهِ فَغُمَّ فِي سِجْنِ حَرَّانَ، جَعَلُوا عَلَى وَجْهِهِ مُخَدَّةً وَقَعَدُوا فَوْقَهَا حَتَّى تَلَفَ.
وَقِيلَ: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَجَّ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاثِينَ بِتَجَمُّلٍ وَافِرٍ وَمَعَهُ ثَلاثُونَ نَجِيبًا، فَشَهَرَ نَفْسَهُ فِي الْمَوْسِمِ وَرَآهُ أَهْلُ الشَّامِ فَكَانَ ذَلِكَ سَبَبَ إِمْسَاكِهِ، وَكَانَ جَوّادًا فَاضِلا نَبِيلا سَرِيًّا خَلِيقًا لِلإِمَارَةِ، وَكَانَ قَدْ أَمَرَ أَبَا مُسْلِمٍ بِسَفْكِ الدِّمَاءِ وَقَتْلِ مَنْ يَتَّهِمُهُ، وَلَمَّا أُغِمَّ صَارَ أَمْرُهُمْ إِلَى أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ السَّفَّاحِ، وَكَانَ قَدْ عَهِدَ إِلَيْهِ بِالأَمْرِ لَمَّا أُحِيطَ بِهِ.
وَكَانَ مَقْتَلُهُ فِي صَفَرٍ مِنْ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: مَاتَ فِي سِجْنِ مَرْوَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.(3/609)
3 - ق: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُرَّةَ الدِّمَشْقِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَالزُّهْرِيِّ.
وَعَنْهُ: ابْنُ عَجْلانَ، وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَصَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّمِينُ.
صَدُوقٌ.(3/610)
4 - ع: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ الطَّائِفِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
نَزِيلُ مَكَّةَ.
عَنْ: أَنَسٍ، وَعَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، وَطَاوُسٍ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَالسُّفْيَانَانِ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوُ سِتِّينَ حَدِيثًا.
وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ: مَنْ لَمْ تَرَ وَاللَّهِ عَيْنَاكَ مِثْلَهُ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: لَهُ وِفَادَةٌ عَلَى عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ. [ص:611]
وقال أبو مسلم المستملي: حدثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ يُحَدِّثُ بِالْمَعَانِي، وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ يُحَدِّثُ كَمَا سَمِعَ، كَانَ فَقِيهًا.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ: أَيْنَ كَانَ حِفْظُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ طَاوُسٍ مِنْ حِفْظِ ابْنِ طَاوُسٍ؟ قَالَ: لَوْ شِئْتَ قُلْتُ لَكَ إِنِّي أُقَدِّمُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ فِي الْحِفْظِ فَعَلْتُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: مَاتَ قَرِيبًا مِنْ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ.(3/610)
5 - د ن: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْمُونٍ أَبُو إِسْحَاقَ الصَّائِغُ الْمَرْوَزِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
رَوَى عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَنَافِعٍ، وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ: حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ، وَغَيْرُهُمَا.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: قَتَلَهُ أَبُو مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ ظُلْمًا.(3/611)
6 - إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ أَبُو إِسْحَاقَ الْمَرْوَانِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
بُويِعَ بِالْخِلافَةِ وَخَطَبَ لَهُ عَلَى الْمَنَابِر بَعْدَ مَوْتِ أَخِيهِ يَزِيدَ النَّاقِصِ بِعَهْدٍ مِنْهُ إِلَيْهِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: بَلْ لَمْ يَعْهَدْ إِلَيْهِ أَخُوهُ وَأَنَّهُ بُويِعَ بِلا عَهْدٍ.
رَوَى عَنْ: الزُّهْرِيِّ، وَعَنْ عَمِّهِ هِشَامٍ.
حَكَى عَنْهُ ابْنُهُ يَعْقُوبُ، وَغَيْرُهُ.
وَكَانَ أَبْيَضَ جَمِيلا وسيما جسيماً طَوِيلا.
وَقَالَ مَعْمَرٌ: رَأَيْتُ رَجُلا مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ يُقَالُ لَهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ جَاءَ إلى الزهري بكتاب فعرضه عليه، ثم قال: أحدث بهذا عنك؟ قال: إي لعمري فمن يحدثكموه غيري؟!
قال شيبان: حدثنا الْعَلاءُ بْنُ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَضَرْتُ يَزِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ حِينَ احْتَضَرَ فأتاه قطن، فقال: أنا رسول من وراءك يسألونك [ص:612] بحق الله لما وليت أمرهم أخاك إبراهيم، فَغَضِبَ وَقَالَ بِيَدِهِ عَلَى جَبْهَتِهِ: أَنَا أُوَلِّي إِبْرَاهِيمَ! ثُمَّ قَالَ لِي: يَا أَبَا الْعَلاءِ، إِلَى مَنْ تَرَى أَنْ أَعْهَدَ؟ فَقُلْتُ: أَمْرٌ نَهَيْتُكَ عَنِ الدُّخُولِ فِيهِ فَلا أُشِيرُ عَلَيْكَ فِي آخِرِهِ، قَالَ: وَأُغْمِيَ عَلَيْهِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ، فَقَعَدَ قَطَنٌ فَافْتَعَلَ كِتَابًا عَلَى لِسَانِ يَزِيدَ وَدَعَا نَاسًا فَأَشْهَدَهُمْ عَلَيْهِ، قَالَ أَبِي: وَلا وَاللَّهِ مَا عَهِدَ إِلَيْهِ يَزِيدُ شَيْئًا.
قَالَ أَبُو مَعْشَرٍ: بُويِعَ فَمَكَثَ سَبْعِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ خُلِعَ، وَوَلِيَ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ فَأَمَّنَهُ وَبَقِيَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ.(3/611)
7 - م ت ن: آدَمُ بْنُ سُلَيْمَانَ مَوْلَى قُرَيْشٍ الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
وَالِدُ يَحْيَى بْنِ آدَمَ.
سَمِعَ: سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، وَعَطَاءً، وَغَيْرَهُمَا.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَالثَّوْرِيُّ، وَإِسْرَائِيلُ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ ابْنُهُ لِصِغَرِهِ.(3/612)
8 - خ م د ن: إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ هُبَيْرَةَ التَّمِيمِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: ابْنِ عُمَرَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، وَمُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ، وَأَبِي قَتَادَةَ تَمِيمِ بْنِ نذير الْعَدَوِيِّ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: الْحَمَّادَانِ، وَابْنُ عُلَيَّةَ، وَجَمَاعَةٌ،
وَهُوَ أَكْبَرُ شَيْخٍ لِعَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ، وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَيَحْيَى.
مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.(3/612)
9 - ع: إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ زَيْدُ بْنُ سَهْلٍ الأَنْصَارِيِّ النَّجَّارِيِّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
أَحَدُ عُلَمَاءِ التَّابِعِينَ بِالْمَدِينَةِ،
سَمِعَ مِنْ: عَمِّهِ لأُمِّهِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَأَبِي مُرَّةَ مَوْلَى عُقَيْلٍ، وَالطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَأَبِي الْحُبَابِ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ.
وَعَنْهُ: عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، وَمَالِكٌ، وَهَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَآخَرُونَ.
وَكَانَ مَالِكٌ لا يُقَدِّمُ عَلَيْهِ أَحَدًا، وَهُوَ مُجْمَعٌ عَلَى الاحْتِجَاجِ بِهِ. [ص:613]
تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ، وَقِيلَ: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ.(3/612)
10 - أَسَدِ بْنِ وَدَاعَةَ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، وَأَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ: مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، وَفَرَجُ بْنُ فُضَالَةَ، وَجَابِرُ بْنُ غَانِمٍ.
وَكَانَ مِنَ الْعُلَمَاءِ بِدِمَشْقَ، وَفِيهِ نَصَبٌ مَعْرُوفٌ، نَسْأَلُ اللَّهَ الْعَفْوَ.(3/613)
11 - ع: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ الأُمَوِيُّ الْمَكِّيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
ابْنُ عَمِّ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى الآتِي بَعْدَ وَرَقَتَيْنِ، وَابْنُ أَخِي إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَمْرٍو الآتِي بعد ورقة.
رَوَى عَنْ: أبيه، وبجير بْنِ أَبِي بُجَيْرٍ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَعِكْرِمَةَ، وسعيد المقبري، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ، وَمَكْحُولٍ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: السُّفْيَانَانِ، وَمَعْمَرٌ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوَ سِتِّينَ حَدِيثًا.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ أَثْبَتُ مِنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى.
يُقَالُ: تُوُفِّي سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.(3/613)
12 - د ت: إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ الْكُوفِيُّ الْفَقِيهُ ابْنُ الْفَقِيهِ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
كَانَ جَدُّهُ مِنْ سَبْيِ أَصْبَهَانَ،
عَنْ: ابْنِ بُرَيْدَةَ، وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، وأبي خالد الوالبي.
وَعَنْهُ: معتمر، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَيُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. [ص:614]
وَقَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ: يَتَكَلَّمُونَ فِيهِ.(3/613)
13 - م د ن: إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ. [أَبُو يَحْيَى] [الوفاة: 131 - 140 ه]
سَمِعَ: سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، وَالشَّعْبِيَّ، وَغَيْرَهُمَا، وَلَهُ أَحَادِيثُ نَحْوُ الْعَشَرَةِ،
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ يَحْيَى، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَهُشَيْمٌ، وَسَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَيُكَنَّى بِابْنِهِ، وَقَدْ وَثَّقَهُ جَمَاعَةٌ،
وَمِنْ أَخْبَارِهِ أَنَّهُ نَزَلَ أَرْضَ بَغْدَادَ، قَبْلَ أَنْ تُبْنَى فِي أَيَّامِ السَّفَّاحِ.(3/614)
14 - م د ن: إِسْمَاعِيلُ بْنُ سُمَيْعٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ الْكُوفِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
بَيَّاعُ السَّابَرِيِّ.
عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَأَبِي رَزِينٍ مَسْعُودِ بْنِ مَالِكٍ، وَمُسْلِمٍ الْبَطِينِ، وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ.
وَعَنْهُ: سُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَعَلِيُّ بْن عَاصِمٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَكَانَ مِنَ الْخَوَارِجِ فِيمَا قِيلَ.(3/614)
15 - خ م د ن ق: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ، الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ الْحَميِد الْمَخْزُومِيُّ، مَوْلاهُمُ، الدِّمَشْقِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
مُؤَدِّبُ آلِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ.
مِنْ ثِقَاتِ الشَّامِيِّينَ وَعُلَمَائِهِمُ الْكِبَارُ،
رَوَى عَنْ: أَنَسٍ، وَالسَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: سَعِيدٌ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ، وَغَيْرُهُ. [ص:615]
وَقَالَ رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ مَعْنٍ التَّنُوخِيِّ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَزْهَدَ مِنْهُ وَمِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَقَدْ كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَلاهُ إِمْرَةَ الْغَرْبِ، فَأَقَامَ بِهَا سَنَةَ مِائَةٍ وَسَنَةَ إِحْدَى وَمِائَةٍ، فَلَمَّا مَاتَ عُمَرُ وَلَّوْا بَعْدَ إِسْمَاعِيلَ يَزِيدَ بْنَ أَبِي مُسْلِمٍ مَوْلَى الْحَجَّاجِ.
قَالَ خَلِيفَةُ: أَسْلَمَ عَامَّةُ الْبَرْبَرِ فِي وِلايَةِ إِسْمَاعِيلَ وَكَانَ حَسَنُ السِّيرَةِ.
وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: أَدْرَكَ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ غُلامٌ، قِيلَ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ.
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: كَانَتْ دَارُهُ عِنْدَ طَرِيقِ القنوات.
الوليد بن مسلم: حدثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: أَشْرَفَتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ عَلَى وَادِي جَهَنَّمَ وَمَعَهَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَقَالَتْ: اقْرَأْ يَا إِسْمَاعِيلُ، فَقَرَأَ {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا} فَخَرَّتْ عَلَى وَجْهِهَا، وَخَرَّ إِسْمَاعِيلُ عَلَى وَجْهِهِ فما رفعا رؤوسهما حَتَّى ابْتَلَّ مَا تَحْتَ وُجُوهِهِمَا مِنَ الدُّمُوعِ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أبي المهاجر: حدثنا الْوَلِيدُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ الْمَلِكِ: يَا إِسْمَاعِيلُ عَلِّمْ بَنِيَّ، فَإِنِّي مُثِيبُكَ عَلَى ذَلِكَ، قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَكَيْفَ وَقَدْ حَدَّثَتْنِي أُمُّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: من أَخَذَ عَلَى تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ قَوْسًا قَلَّدَهُ اللَّهُ قَوْسًا مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ: فَإِنِّي لَسْتُ أُعْطِيكَ عَلَى الْقُرْآنِ إِنَّمَا أَعْطِيكَ عَلَى النَّحْوِ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي شَيْبَانَ: مَاتَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ قَبْلَ دُخُولِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ بثلاثة أشهر.(3/614)
16 - ق: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ أَبُو مُحَمَّدٍ الأُمَوِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
وَيُعْرَفُ أَبُوهُ بِالأَشْدَقِ.
رَوَى عَنْ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، وَغَيْرِهِمَا.
وَهُوَ مُقِلٌّ صَدُوقٌ،
رَوَى عَنْهُ: شَرِيكُ بْنُ أَبِي نَمِرٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ، وَآخَرُونَ.
سَكَنَ الأَعْوَصَ بِالْحِجَازِ بَعْدَ قَتْلِ وَالِدِه وَاعْتَزَلَ النَّاسَ وَتَعَبَّدَ، وَكَانَ كَبِيرَ الْقَدْرِ يُعَدُّ مِنْ عُبَّادِ الأَشْرَافِ، وَكَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَرَاهُ أَهْلا لِلْخِلافَةِ، قَالَ: لَوْ كَانَ الأَمْرُ إِلَيَّ لَوَلَّيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ أَوْ صَاحِبَ الأَعْوَصِ، وَالأَعْوَصُ عَلَى مَرْحَلَةٍ مِنْ شَرْقِيِّ الْمَدِينَةِ.
تُوُفِّيَ فِي إِمْرَةِ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ عَلَى الْمَدِينَةِ، وَكَانَ دَاوُدُ قَدْ هَمَّ بِالْفَتْكِ بِهِ، فَخَوَّفُوهُ مِنْ دُعَائِهِ عَلَيْهِ فَتَرَكَهُ.
لَهُ حَدِيثٌ فِي سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ.(3/616)
17 - خ م ت ن ق: إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَعَمَّيْهِ: عَامِرٍ وَمُصْعَبٍ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، وَمَالِكٌ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ مِنْ أَرْفَعِ هَؤُلاءِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ حُجَّةٌ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: كَانَ مِنْ فُقَهَاءِ الْمَدِينَةِ.
قُلْتُ: قَتَلَ الْحَجَّاجُ أَبَاهُ لِخُرُوجِهِ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ وَأَسَرَ هَذَا فَبَعَثَ بِهِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فَعَفَا عَنْهُ لِكَوْنِهِ لَمْ يَكُنْ أَنْبَتَ.
مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.(3/616)
18 - د: أَسْلَمُ الْمِنْقَرِيُّ أَبُو سَعِيدٍ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
رَوَى عَنْ: ابْنِ أَبْزَى، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعَطَاءٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: الثوري، وعبثر، وَجَرِيرٌ، وَابْنُ فُضَيْلٍ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.(3/617)
19 - ع: الأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ، وَسَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ، ونُبَيْحٍ الْعَنْزِيِّ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَالسُّفْيَانَانِ، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَآخَرُونَ.
مُجْمَعٌ عَلَى ثِقَتِهِ.(3/617)
20 - 4: أُسَيْدُ بْنُ أَبِي أُسَيْدٍ الْبَرَّادُ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يَزِيدَ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
رَوَى عَنْ: أَبَوَيْهِ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، وَعَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، وَمُوسَى بْنِ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ.
وَعَنْهُ: ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، وَزُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَهُوَ صَدُوقٌ.(3/617)
21 - م ت ن ق: أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ الْكِنْدِيُّ الْكُوفِيُّ الأَفْرَقُ التَّوَابِيتِيُّ النَّجَّارُ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
رَوَى عَنْ: عِكْرِمَةَ، وَالشَّعْبِيِّ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: هُشَيْمٌ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَآخَرُونَ آخِرُهُمْ مَوْتًا يَزِيدُ.
ضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ وَقَوَّاهُ غَيْرُهُ.
وَقَالَ الْحَافِظُ ابْنُ عَدِيٍّ: لَمْ أَجِدْ لَهُ حَدِيثًا مُنْكَرًا. [ص:618]
وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: هُوَ أَضْعَفُ الأَشَاعِثَةِ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: يُعْتَبَرُ بِهِ.(3/617)
22 - أُمَيَّةُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَيْدٍ الأُمَوِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
رَوَى عَنْ: مَكْحُولٍ، وَعُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَأَبِي مُصْبِحٍ الْمُقْرَائِيُّ.
وَعَنْهُ: ابْنُ لَهِيعَةَ، وَبَقِيَّةُ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَأَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، وَابْنُ شَابُورٍ، وَآخَرُونَ.
وَلَعَلَّهُ عَاشَ إِلَى بَعْدِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ بِيَسِيرٍ.(3/618)
23 - ع: أَيُّوبُ السِّخْتيِانِيُّ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي تَمِيمَةَ كَيْسَانَ الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
أَحَدُ الأَعْلامِ.
مِنْ نُجَبَاءِ الْمَوَالِي، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ: أَيُّوبُ مَوْلَى عَنْزَةَ.
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: كَانَ يَبِيعُ الأَدِمَ.
سَمِعَ: عَمْرَو بْنَ سَلَمَةَ الْجَرْمِيَّ، وَأَبَا الْعَالِيَةَ، وَسَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَقِيقٍ، وَأَبَا قِلابَةَ، وَالْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ، وَمُجَاهِدًا، وَابْنَ سِيرِينَ، وَخَلْقًا سِوَاهُمْ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَالْحَمَّادَانِ، وَالسُّفْيَانَانِ، وَمَعْمَرٌ، وَمُعْتَمِرٌ، وَابْنُ عُلَيَّةَ، وَعَبْدُ الْوَارِثِ، وَخَلائِقُ.
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ ثمان مائة حَدِيثٍ.
وَقَالَ شُعْبَةُ: كَانَ سَيِّدَ الْفُقَهَاءِ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: لَمْ أَلْقَ مِثْلَهُ، يَقُولُ هَذَا وَقَدْ لَقِيَ مِثْلَ الزُّهْرِيِّ.
وَرَوَى وُهَيْبٌ، عَنِ الْجَعْدِ أَبِي عُثْمَانَ، سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: أَيُّوبُ سَيُّدُ شَبَابِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنِ الْحَسَنِ.
وَرَوَى جَرِيرٌ عَنْ أَشْعَثَ قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ جَهْبَذَ الْعُلَمَاءِ، وَعَنْ سَلامِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ وَذَكَرَ أَيُّوبَ وَجَمَاعَةً، قَالَ: كَانَ أَفْقَهَهُمْ فِي دِينِهِ أَيُّوبُ. [ص:619]
وقَالَ هشام بْن عُرْوَة: لم أر فِي البصرة مثل أيوب.
وَعَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: كُنَّا نَدْخُلُ عَلَى أَيُّوبَ فَإِذَا ذَكَرْنَا لَهُ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَكَى حَتَّى نَرْحَمَهُ.
وَعَنْ هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ قَالَ: حَجَّ أَيُّوبُ أَرْبَعِينَ حَجَّةً.
وَقَالَ عون بن الحكم: حدثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: غَدَا عَلَى مَيْمُونٍ أَبُو حَمْزَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ قَبْلَ الصَّلاةِ، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ الْبَارِحَةَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ: مَا جَاءَ بِكُمَا؟ قَالا: جِئْنَا نُصَلِّي عَلَى أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ، قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ عَلِمَ بِمَوْتِهِ، فَقُلْتُ لَهُ: مَاتَ أَيُّوبُ الْبَارِحَةَ.
وَقَالَ وُهَيْبٌ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: إِذَا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ كُنْتُ عَنْهُمْ بِمَعْزِلٍ.
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: كَانَ أَيُّوبُ صَدِيقًا لِيَزِيدَ بْنِ الْوَلِيدِ، فَلَمَّا وَلِيَ الْخِلافَةَ قَالَ: اللَّهُمَّ أَنْسِهِ ذِكْرِي.
وَكَانَ يَقُولُ: لِيَتَّقِي اللَّهَ رَجُلٌ وَإِنْ زَهِدَ وَلا يَجْعَلَنَّ زُهْدَهُ عَذَابًا عَلَى النَّاسِ، وَكَانَ أيوب ممن يخفي زهده.
وروي عن أيوب أنه قال: ما صدق عبد إلا سره أن لا يشعر بمكانه.
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: غَلَبَ أَيُّوبُ الْبُكَاءَ يَوْمًا، فَقَالَ: الشَّيْخُ إِذَا كَبُرَ مَجَّ وَغَلَبَهُ فُوهُ، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى فِيهِ وَقَالَ: الزُّكْمَةُ رُبَّمَا عَرَضَتْ.
وَقَالَ مَعْمَرٌ: كَانَ فِي قَمِيصِ أَيُّوبَ بَعْضُ التَّذْيِيلِ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فقال: الشهرة اليوم في التشمير.
وَقَالَ صَالِحُ بْنُ أَبِي الأَخْضَرِ: قُلْتُ لِأَيُّوبَ: أَوْصِنِي، قَالَ: أَقِلَّ الْكَلامَ.
وَقَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: قَال أَيُّوبُ: لَقَدْ شُهِرْنَا فِي هَذَا الْمِصْرِ لَوْ خَرَجْنَا مِنْهُ.
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ خَطَأَ مُعَلِّمُكَ فَجَالِسْ غَيْرَهُ، وَقَالَ: إِنِّي لَأُخْبَرُ بِمَوْتِ الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ، فَكَأَنَّمَا أَفْقِدُ بَعْضَ أَعْضَائِي.
قَالَ حَمَّادُ: وَكَانَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ قَدْ جَالَسَ أَيُّوبَ بِمَكَّةَ قَبْلَ الْخِلافَةِ [ص:620] فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ جَعَلَ أَيُّوبَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ أنْسِهِ ذِكْرِي.
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: قَالَ أيوب: لا تحدثوا الناس بما لا يعملون فَتَضُرُّوهُمْ، وَقَالَ: وَدَدْتُ أَنِّي أُفْلِتُ مِنْ هَذَا الأَمْرِ كَفَافًا لا عَلَيَّ وَلا لِيَّ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضُّبَعِيُّ، عَنْ سَلامٍ: كَانَ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ يَقُومُ اللَّيْلَ كُلَّهُ فَيُخْفِي ذَلِكَ، فَإِذَا كَانَ عِنْدَ الصُّبْحِ رَفَعَ صَوْتَهُ كَأَنَّهُ قَامَ تِلْكَ السَّاعَةَ.
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ، وَقِيلَ لَهُ: مَا لَكَ لا تَنْظُرُ فِي الرَّأْيِ؟ قَالَ: قِيلَ لِلْحِمَارِ: أَلا تَجْتَرَّ؟ قَالَ: أَكْرَهُ مَضْغَ الْبَاطِلِ.
وَقَالَ حَمَّادٌ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا قَطُّ أَشَدَّ تَبَسُّمًا فِي وُجُوهِ النَّاسِ مِنْ أَيُّوبَ، وَلَوْ رَأَيْتُمْ أَيُّوبَ، ثُمَّ اسْتَقَاكُمْ شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ عَلَى النُّسُكِ لَمَا سَقَيْتُمُوهُ، لَهُ شَعْرٌ وَافِرٌ، وَشَارِبٌ وَافِرٌ، وَقَمِيصٌ جَيِّدٌ هَرَوِيٌّ يَسِمُ الأَرْضَ، وَقَلَنْسُوَةٌ جَيِّدَةٌ مُتَرَّكَةٌ، وَطَيْلُسَانُ كُرْدِيٌّ جَيِّدٌ، وَرِدَاءٌ عَدَنِيٌّ.
قَالَ سَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: لا خَبِيثَ أَخْبَثُ مِنْ قَارِئٍ فَاجِرٍ.
قَالَ بِشْرُ بن المفضل: حدثنا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ قُلْنَا: مَن لَنَا؟ فَقُلْنَا: لَنَا أَيُّوبُ.
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: كَانَ لِأَيُّوبَ بُرْدٌ أَحْمَرُ يَلْبِسُهُ إِذَا أَحْرَمَ، وَكَانَ يُعِدُّهُ لِلْكَفَنِ، وَكُنْتُ أَمْشِي مَعَ أَيُّوبَ فَيَأْخُذُ فِي طُرُقٍ أَعْجَبَ كَيْفَ يَهْتَدِي لَهَا فِرَارًا مِنَ النَّاسِ أَنْ يُقَالُ: هَذَا أَيُّوبُ.
وَقَالَ شُعْبَةُ: رُبَّمَا ذَهَبْتُ مَعَ أَيُّوبَ لِحَاجَةٍ فَلا يَدَعْنِي أَمْشِي معه ويخرج من هاهنا وهاهنا لِكَيْ لا يَفْطِنُ لَهُ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: كَانَ أَيُّوبُ ثِقَةً ثَبْتًا فِي الْحَدِيثِ، جَامِعًا، كَثِيرَ الْعِلْمِ، حُجَّةٌ عَدْلا.
وَقَالَ أَبُو حاتم: أيوب ثقة لا يسأل عن مِثْلُهُ.
قُلْتُ: وَلَمْ يَرْوِ مَالِكٌ عَنْ أَحَدٍ مِنَ الْعِرَاقِيِّينَ إِلا عَنْ أَيُّوبَ، فَقِيلَ لَهُ [ص:621] فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: مَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ أَحَدٍ إِلا وَأَيُّوبُ فَوْقَهُ، أَوْ كَمَا قَالَ.
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: كَانَ أَيُّوبُ عِنْدِي أَفْضَلَ من جالسته وأشده إتِّبَاعًا لِلسُّنَّةِ.
وَرَوَى ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: كَانَ أَيّوُب يَؤُمُّ أَهْلَ مَسْجِدِهِ فِي رَمَضَانَ وَيُصَلِّي بِهِمْ قَدْرَ ثَلاثِينَ آيَةٍ فِي الركعة وكان يصلي لنفسه فيما بين الترويحتين بقدر ثلاثين آية، وَكَانَ يَقُولُ هُوَ بِنَفْسِهِ للناس: الصلاة، وكان يوتر بِهِمْ وَيَدْعُو بِدُعَاءِ الْقُرْآنِ وَيُؤَمِّنُ مَنْ خَلْفَهُ، وَكَانَ آخِرُ مَا يَقُولُ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ اسْتَعْمِلْنَا بسنته، وأوزعنا بِهَدْيِهِ، وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا، ثُمَّ يَسْجُدُ فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الصَّلاةِ دَعَا بِدَعَوَاتٍ.
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الأسدي، قال: أخبرنا يوسف الأدمي، قال: حدثنا أبو المكارم اللبان، قال: أخبرنا أبو علي الحداد، قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال: حدثنا عثمان بن محمد العثماني، قال: حدثنا خالد بن النضر، قال: حدثنا محمد بن موسى الحرشي، قال: حدثنا النضر بن كثير، قال: حدثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيُّ عَلَى حِرَاءٍ فَعَطِشْتُ عَطَشًا شَدِيدًا حَتّى رَأَى ذَلِكَ فِي وَجْهِي قَالَ: فَقَالَ: مَا الَّذِي أَرَى بِكَ؟ قُلْتُ: الْعَطَشَ قَدْ خِفْتُ عَلَى نَفْسِي، قَالَ: تَسْتُرُ عَلَيَّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَاسْتَحْلَفَنِي فَحَلَفْتُ لَهُ أَنْ لا أُخْبِرُ عَنْهُ مَا دَامَ حَيًّا، فَغَمَزَ بِرِجْلِهِ عَلَى حِرَاءٍ فَنَبَعَ الْمَاءُ فَشَرِبْتُ حَتَّى رَوِيتُ وَحَمَلْتُ مَعِي مِنَ الْمَاءِ.
وَقَالَ شُعْبَةُ: قَالَ أَيُّوبُ: قَدْ ذَكَرْتُ وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَذْكُرَ.
قُلْتُ: إِلَى أَيُّوبَ الْمُنْتَهَى فِي التَّثَبُّتِ، تُوُفِّي شَهِيدًا فِي طَاعُونِ الْبَصْرَةِ الَّذِي كَانَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ، وَلَهُ ثَلاثٌ وَسِتُّونَ سَنَةً.(3/618)
24 - ع: أَيُّوبُ بْنُ مُوسَى بْنُ عَمْرٍو الأَشْدَقُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ الأُمَوِيُّ أَبُو مُوسَى الْمَكِّيُّ الْفَقِيهُ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَمَكْحُولٍ، وَعَطَاءِ بْنِ مَيْنَاءَ، وَنَافِعٍ، وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَالسُّفْيَانَانِ، وَاللَّيْثُ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَعَبْدُ الوارث، [ص:622] وابن علية، وروح ابن الْقَاسِمِ، وَالْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، وَمَالِكٌ، وَخَلْقٌ.
قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ مُفْتِيًا فَقِيهًا.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعِينَ حَدِيثًا.
وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ، وَيَحْيَى، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَالنَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ ابْنُ عَمِّ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ مَكِّيَّانِ ثِقَتَانِ.(3/621)
25 - د ت ن: أَيُّوبُ بْنُ أَبِي مِسْكِينٍ أَبُو الْعَلاءِ الْقَصَّابُ الْفَقِيهُ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
مُفْتِي أَهْلِ وَاسِطَ وَعَالِمُهُمْ فِي زَمَانِهِ.
رَوَى عَنْ: سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَقَتَادَةَ، وَابْنِ شَبْرُمَةَ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: هُشَيْمٌ، وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
قُلْتُ: أَرَّخَهُ يَزِيدُ أَنَّهُ مات في سنة أربعين ومائة.(3/622)
-[حَرْفُ الْبَاءِ](3/622)
26 - د: بَابُ بْنُ عُمَيْرٍ الْحَنَفِيُّ الشَّامِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَرَجُلٍ آخَرَ مَدَنِيٍّ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَهُوَ أَكْبَرُ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَحَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ.
لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ، وَهُوَ مَسْتُورٌ.(3/622)
27 - بُدَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ الْعُقَيْلِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
فِي وَفَاتِهِ اختلاف، وقد مر،
وقيل: بَقِيَ إِلَى سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.(3/623)
28 - ن: بُرْدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ أَخُو يَزِيدَ، الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
قَلِيلُ الْحَدِيثِ،
لَهُ عَنْ: أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرٍ، وَشُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ، وَالْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ.
وَعَنْهُ: الثوري، وعَبْثَر بْنُ الْقَاسِمِ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.(3/623)
29 - 4: بُرْدُ بْنُ سِنَانٍ، أَبُو الْعَلاءِ الدِّمَشْقِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
نَزِيلُ الْبَصْرَةِ.
مِنْ جُلَّةِ الْعُلَمَاءِ،
لَهُ عَنْ: وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، وَعُبَادَةَ بْنِ نُسِيٍّ، وَمَكْحُولٍ، وَعَطَاءٍ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: السفيانان، والحمادان، وإسماعيل ابن علية، وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ.
قَالَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا شَامِيٌّ خَيْرٌ مِنْ بُرْدٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: هَرَبَ بُرْدُ مِنْ مَرْوَانَ الْحِمَارِ إِلَى الْبَصْرَةِ.
قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ.(3/623)
30 - بِشْرُ بْنُ حُمَيْدٍ الْمُزَنِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: عُرْوَةَ، وَأَبِي قِلابَةَ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ مُحَمَّدٌ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، وَغَيْرُهُمْ، وَلَمْ أَرَ أَحَدًا ضَعَّفَهُ.(3/623)
31 - ق: بَكْرُ بْنُ زُرْعَةَ الْخَوْلانِيُّ الشَّامِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أَبِي عِنَبَةَ الْخَوْلانِيِّ، وَمُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَزْدِيِّ.
وَعَنْهُ: الْجَرَّاحُ بْنُ مُلَيْحٍ الْبَهْرَانِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ. [ص:624]
صُوَيْلِحُ الْحَدِيثِ مُقِلٌّ.(3/623)
32 - سِوَى ق: بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيُّ الزَّاهِدُ [الوفاة: 131 - 140 ه]
إِمَامُ جَامِعِ مِصْرَ.
وَكَانَ ذَا عِبَادَةٍ وَفَضْلٍ وَجَلالَةٍ،
رَوَى عَنْ: أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، وَعِكْرِمَةَ، وَمِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ.
وَعَنْهُ: حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ أَحَدَ الأَثْبَاتِ.(3/624)
33 - م 4: بَكْرُ بْنُ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ التَّيْمِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: نَافِعٍ، وَالزُّهْرِيِّ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ.
وَعَنْهُ: أَبُوهُ، وشبعة، وَهَمَّامٌ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
قُلْتُ: مَاتَ قَبْلَ أَبِيهِ، وَلَهُ عَنْهُ أَحَادِيثُ.(3/624)
34 - ع: بَيَانُ بْنُ بِشْرٍ الأَحْمَسِيُّ أَبُو بِشْرٍ الْكُوفِيُّ الْمُؤَدِّبُ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
أَحَدُ الأَثْبَاتِ.
لَهُ عَنْ: أَنَسٍ، وَقَيْسِ بْن أَبِي حَازِمٍ، وطارق بْن شهاب، والشعبي، وطائفة.
وَعَنْهُ: زائدة، وابن عيينة، وابن فضيل، وعبيدة بن حميد، وعلي بن عاصم، وطائفة.
له نحو من سبعين حديثاً.(3/624)
-[حَرْفُ التَّاءِ](3/624)
35 - خ م د ن: توبة العنبري مولاهم أَبُو الْمُوَرِّعِ الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
أَصْلُهُ مِنْ سِجِسْتَانَ، وَهُوَ جَدُّ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْعَظِيمِ.
رَوَى عَنْ: أَنَسٍ، وَأَبِي الْعَالِيَةَ، وَمُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ، وَالشَّعْبِيِّ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: سفيان، وشعبة ومطيع بن راشد. [ص:625]
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
لَهُ نَحْوٌ مِنْ ثَلاثِينَ حَدِيثًا.
قَالَ تَوْبَةُ الْعَنْبَرِيُّ: أَرْسَلَنِي صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَقَدِمْتُ عَلَيْهِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَلاهُ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ عَمَلَ سَابُورَ، ثُمَّ وَلاهُ الأَهْوَازَ، وَهُوَ تَوْبَةُ، كَانَ صَاحِبَ بَدَاوَةٍ فَمَاتَ بضبع وَهُوَ عَلَى يَوْمَيْنِ مِنَ الْبَصْرَةِ.
مَاتَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ، وَعَاشَ أَرْبَعًا وَسَبْعِينَ سنة.(3/624)
-[حَرْفُ الثَّاءِ](3/625)
36 - خ د ن ق: ثَابِتُ بْنُ عَجْلانَ بْنِ حَفْصٍ السُّلَمِيُّ الأَنْصَارِيُّ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحِمْصِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
وَقَدْ تَغَرَّبَ، وَوَقَعَ إِلَى بَابِ الأَبْوَابِ،
رَوَى عَنْ: أَنَسٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَأَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وطائفة.
وَعَنْهُ: إسماعيل بن عياش، وبقية، وعتاب بن بشير، ومحمد بن حمير، وسويد بن عبد العزيز، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.(3/625)
37 - ت: ثُوَيْرُ بْنُ أَبِي فَاخِتَةَ أَبُو الْجَهْمِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عِلاقَةَ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ.
كُوفِيٌّ ضَعِيفٌ.
لَهُ عَنْ: ابْنِ عُمَرَ، وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، وَابْنِ الزُّبَيْرِ، وَمُجَاهِدٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: سُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ، وَإِسْرَائِيلُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ العرزمي، وعبيدة، وعلي بن عَاصِمٍ، وَآخَرُونَ.
رَمَاهُ الثَّوْرِيُّ بِالْكَذِبِ. [ص:626]
وقال يونس بن أبي إسحاق: كان رافضاً.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِذَاكَ الْقَوِيِّ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ.(3/625)
-[حَرْفُ الْجِيمِ](3/626)
38 - ن ق: جَرِيرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
أَحَدُ الأَشْرَافِ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَابْنِ عَمِّهِ أَبِي زُرْعَةَ.
وَعَنْهُ: مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَبَقِيَّةُ، وَهُشَيْمٌ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: شَامِيٌّ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: يكتب حديثه، وهو شَيْخٌ.(3/626)
39 - ع: جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ شُرَحْبِيلِ بْنِ حسنة الكِنْديُّ، أَبُو شُرَحْبِيلٍ الْمِصْرِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
وَلِأَبِيهِ رَبِيعَةَ رُؤْيَةٌ، وَرَأَى هُوَ ابْنَ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ الصَّحَابِيَّ.
رَوَى عَنْ: أَبِي الْخَيْرِ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبِي سَلَمَةَ، وَعِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، وَالأَعْرَجِ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: بَكْرُ بْنُ مُضَرٍ، وَاللَّيْثُ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ بمصر.(3/626)
-[حَرْفُ الْحَاءِ](3/627)
40 - خ: حَبِيبٌ الْعَجَمِيُّ ثُمَّ الْبَصْرِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ الزَّاهِدُ [الوفاة: 131 - 140 ه]
أَحَدُ الأَعْلامِ.
رَوَى عَنْ: الْحَسَنِ، وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَالْفَرَزْدَقِ، وَغَيْرِهِمْ حِكَايَاتٍ.
وَعَنْهُ: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَأَبُو عَوَانَةَ الْوَضَّاحُ، وَدَاوُدُ الطَّائِيُّ، وَصَالِحٌ الْمُرِّيُّ، وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وغيرهم.
أخبرنا إسحاق قال: أخبرنا ابن خليل، قال: حدثنا اللبان، قال: حدثنا الحداد، قال: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: كَانَ حَبِيبٌ صَاحِبُ الْكَرَامَاتِ مُجَابَ الدَّعْوَةِ، كَانَ سَبَبُ زُهْدِهِ حُضُورَهُ مَجْلِسَ الْحَسَنِ فَوَقَعَتْ مَوْعِظَتُهُ فِي قَلْبِهِ فَخَرَجَ عَمَّا كَانَ يَتَصَرَّفُ فِيهِ فَتَصَدَّقَ بِأَرْبَعِينَ أَلْفًا.
حَدَّثَنَا محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن قتيبة، قال: حدثنا أحمد بن زيد الخزاز، قال: حدثنا ضمرة، قال: حدثنا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، وَغَيْرُهُ عَنْ حَبِيبٍ أَبِي مُحَمَّدٍ أَنَّهُ أَصَابَ النَّاسَ مَجَاعَةٌ فَاشْتَرَى مِنْ أَصْحَابِ الدَّقِيقِ دَقِيقًا وَسَوِيقًا بِنَسِيئَةٍ وَعَهِدَ إِلَى خَرَائِطِهِ فَخَيَّطَهَا، وَوَضَعَهَا تَحْتَ فِرَاشِهِ، ثُمَّ دَعَا اللَّهَ تَعَالَى فَجَاءَ الَّذِينَ اشْتَرَى مِنْهُمْ يَطْلُبُونَ حُقُوقَهُمْ، فَأَخْرَجَ تِلْكَ الْخَرَائِطَ قَدِ امْتَلأَتْ، فَقَالَ لهم: زنوا فوزنوها فَإِذَا هُوَ يَقْرُبُ مِنْ حُقُوقِهِمْ.
قَالَ يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ: سَمِعْتُ مَشْيَخَةً يَقُولُونَ: كَانَ الْحَسَنُ يَجْلِسُ يَذْكُرُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَكَانَ حَبِيبٌ أَبُو مُحَمَّدٍ يَقْعُدُ فِي مَجْلِسِهِ الَّذِي يَأْتِيهِ فِيهِ أَهْلُ الدُّنْيَا وَالتُّجَّارُ، وَهُوَ غَافِلٌ عَمَّا فِيهِ الْحَسَنُ لا يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ مِنْ مَقَالَتِهِ إِلَى أَنِ الْتَفَتَ يَوْمًا، فَقَالَ: أين يبرهمي درايد درايد جكونه، فَقِيلَ: وَاللَّهِ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ يَذْكُرُ الْجَنَّةَ وَيَذْكُرُ النَّارَ وَيُرَغِّبُ فِي الآخِرَةِ وَيُزَهِّدُ فِي الدُّنْيَا، فَوَقَرَ ذَلِكَ فِي قَلْبِهِ، فَقَالَ بِالْفَارِسِيَّةِ: اذْهَبُوا بِنَا إِلَيْهِ فَأَتَاهُ فَقَالَ جُلَسَاءُ الْحَسَنِ: هَذَا حَبِيبٌ أَبُو مُحَمَّدٍ قَدْ أَقْبَلَ إِلَيْكَ فَعِظْهُ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ فَوَقَفَ [ص:628] عَلَيْهِ، فَقَالَ: أَيْنَ همي كَوئي بركَوئي، فَقَالَ الْحَسَنُ: أَيْشِ يَقُولُ؟ قِيلَ يَقُولُ: هَذَا الَّذِي تقول تَقُولُ أَيْشِ تَقُولُ؟ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ الْحَسَنُ فَذَكَّرَهُ الْجَنَّةَ وَخَوَّفَهُ النَّارَ وَرَغَّبَهُ فِي الْخَيْرِ، فَقَالَ: أين كَوئي. قَالَ الْحَسَنُ: أَنَا ضَامِنٌ لَكَ عَلَى اللَّهِ ذَلِكَ، فَانْصَرَفَ مِنْ عِنْدِهِ فَلَمْ يَزَلْ فِي إِنْفَاقِ أَمْوَالِهِ حَتَّى لَمْ يُبْقِ عَلَى شَيْءٍ، ثُمَّ جَعَلَ بَعْدُ يَسْتَقِرضُ عَلَى اللَّهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ: قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ لَنَا: كَانَ حَبِيبٌ أَبُو مُحَمَّدٍ يَأْخُذُ مَتَاعًا مِنَ التُّجَّارِ يَتَصَدَّقُ بِهِ، فَأَخَذَ مَرَّةً فَلَمْ يَجِدْ مَا يُعْطِيهِمْ فَقَالَ: يا رب، كَأَنَّهُ قَالَ: إِنِّي مُنْكَسِرٌ وَجْهِي عِنْدَهُمْ، فَدَخَلَ فَإِذَا هُوَ بَجَوَالِقَ مِنْ شَعْرٍ كَأَنَّهُ نُصِبَ مِنْ أَرْضِ الْبَيْتِ إِلَى قَرِيبٍ مِنَ السَّقْفِ مليء دراهم، فقال: يا رب لَيْسَ أُرِيدُ هَذَا فَأَخَذَ حَاجَتَهُ وَتَرَكَ الْبَقِيَّةَ.
وقال: حدثنا سيار، قال: حدثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: كُنَّا نَنْصَرِفُ مِنْ مَجْلِسِ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ فَنَأْتِي حَبِيبًا أَبَا مُحَمَّدٍ فَيَحُثُّ عَلَى الصَّدَقَةِ فَإِذَا وَقَعَتْ قَامَ فَتَعَلَّقَ بِقَرْنٍ مُعَلَّقٍ فِي بَيْتِهِ، ثُمَّ يَقُولُ:
هَا قد تغديت وَطَابَتْ نَفْسي ... فَلَيْسَ فِي الْحَيِّ غُلامٌ مِثْلِي
إِلا غُلامٌ قَدْ تَغَذَّى قَبْلِي
سُبْحَانَكَ وَحَنَانَيْكَ، خَلَقْتَ فَسَوَّيْتَ، وَقَدَّرْتَ فَهَدَيْتَ، وَأَعَطَيْتَ فَأَغْنَيْتَ، وَأَقْنَيْتَ وَعَفَوْتَ وَعَافَيْتَ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا أَعْطَيْتَ، حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، حَمْدًا لا ينقطع أولاه، ولا ينفد أخراه، حمداً أنت منتهاه، فَتَكُونُ الْجَنَّةُ عُقْبَاهُ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ واقد، وهارون بن معروف: حدثنا ضمرة، قال: حدثنا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى قَالَ: كَانَ حَبِيبٌ يُرَى بِالْبَصْرَةِ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ وَيَوْمَ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ.
قَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَصْدَقَ يَقِينًا مِنْ حبيب أبي محمد.
وقال حبيب: حدثنا بَكْرُ الْمُزَنِيُّ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَبَادَحُونَ بِالْبِطِّيخِ، فَإِذَا كَانَتِ الْحَقَائِقُ كَانُوا هُمُ الرِّجَالُ.(3/627)
41 - حَبِيبُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ الدِّمَشْقِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ بِن مُحَمَّدٍ، وَغَيْرِهِ.
وَعَنْهُ: وَلَدُهُ مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ الْمَكْحُولِيُّ، وَحُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ.(3/629)
42 - سِوَى ت: حَجَّاجُ بْنُ حَجَّاجٍ الْبَاهِلِيُّ الْبَصْرِيُّ الأَحْوَلُ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أَنَسِ بْنُ سِيرِينَ، وَالْفَرَزْدَقِ، وَقَتَادَةَ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ رَاوِيَتُهُ، وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَكَانَ مِنَ الْحُفَّاظِ أَصْحَابِ قَتَادَةَ.
مَاتَ قَبْلَ أَنْ يَشِيخَ بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.(3/629)
43 - د ن: حَجَّاجُ بْنُ فُرَافِصَةَ الْبَاهِلِيُّ الْبَصْرِيُّ الْعَابِدُ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَأَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، ويحيى بن أبي كثير، ومحمد بن الوليد الزبيدي، وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، وَابْنُ شَوْذَبٍ، وَعَلِيُّ بْنُ بَكَّارٍ الْمِصِّيصِيُّ، وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ صَالِحٌ مُتَعَبِّدٌ.
وَقَالَ ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ: رَأَيْتُ حَجَّاجَ بْنَ فُرَافِصَةَ وَاقِفًا بِالسُّوقِ عِنْدَ أَصْحَابِ الْفَاكِهَةِ، فَقُلْتُ: مَا تَصْنَعُ؟ قَالَ: أَنْظُرُ إِلَى هَذِهِ الْمَقْطُوعَةِ الْمَمْنُوعَةِ.(3/629)
44 - ن: الْحُرُّ بْنُ مِسْكِينٍ، أَبُو مِسْكِينٍ الأَوْدِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَهُذَيْلِ بن شرحبيل.
وَعَنْهُ: زائدة، وإسرائيل، وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَهُوَ حَسَنُ الْحَدِيثِ لَمْ يُضَعِّفْهُ أَحَدٌ.(3/630)
45 - حَسَّانُ بْنُ عَتَاهِيَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانٍ التُّجِيبِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
أَمِيرُ مِصْرَ لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثُمَّ لِمَرْوَانَ الْحِمَارِ.
وَكَانَ فَقِيهًا قَدْ جَالَسَ عَطَاءً، وَغَيْرَهُ، قَتَلَهُ صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ مَعَ شُعْبَةَ بْنُ عُثْمَانَ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.(3/630)
46 - د ن: الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ النَّخَعِيُّ، وَيُقَالُ: الْجُعَفِيُّ الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
نَزِيلُ دِمَشْقَ.
رَوَى عَنْ: أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ، وَالشَّعْبِيِّ، وَعَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ خَالِهِ، وَالْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: ابْنُ أَخِيهِ حُسَيْنُ الْجُعَفِيُّ، وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: هَاجَتْ فِتْنَةٌ بِالْكُوفَةِ، فَعَمِلَ الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ طَعَامًا كَثِيرًا وَدَعَا قَرَّاءَ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَكَتَبُوا كِتَابًا يَأْمُرُونَ فِيهِ بِالْكَفِّ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْفِتْنَةِ، فَتَكَلَّمَ هُوَ بِثَلاثِ كلمات [ص:631] فَاسْتَغْنَوْا بِهِنَّ عَنْ قِرَاءَةِ الْكِتَابِ، فَقَالَ: رَحِمَ الله امرأً مَلَكَ لَسَانَهُ، وَكَفَّ يَدَهُ، وَعَالَجَ مَا فِي صدره، تفرقوا فَإِنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ طُولَ الْمَجْلِسِ.
ابْنُ الْمَدِينِيِّ: حدثنا سفيان، قال: حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: اسْتَقْرَضَ أَبِي مِنَ الْحَسَنِ بْنِ الْحُرِّ أَلْفَ دِرْهَمٍ، ثُمَّ وَجَّهَ بِهَا إِلَيْهِ فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهَا وَقَالَ: لم أقرضكها لأرتجعها اشتر لِزُهَيْرٍ سُكَّرًا.
وَقَالَ حُسَيْنٌ الْجُعَفِيُّ: كَانَ الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ يَجْلِسُ عَلَى بَابِهِ، فَإِذَا مَرَّ بِهِ الْبَائِعُ يَبِيعُ الْمِلْحَ أَوِ الشَّيْءَ الْيَسِيرَ لَعَلَّ الرَّجُلَ يَكُونُ رَأْسُ مَالِهِ دِرْهَمَيْنِ فَيَدْعُوهُ فيقول: كم رأس مالك؟ وكم عيالك؟ فيخبره فيقول: درهم أو درهمين، فَيَقُولُ: إِنْ أَعْطَاكَ إِنْسَانٌ خَمْسَةَ دَرَاهِمَ تَأْكُلُهَا؟ فيقول: لا، فيعطيه خمسة دراهم، فَيَقُولُ: هَذِهِ اجْعَلْهَا رَأْسُ مَالِكَ، وَيُعْطِيهِ خَمْسَةً أُخْرَى، فَيَقُولُ: اشْتَرِ لِأَهْلِكَ دَقِيقًا وَتَمْرًا، وَيُعْطِيهِ خَمْسَةً أُخْرَى، فَيَقُولُ: اشْتَرِ بِهَا قُطْنًا لِلأَهْلِ ومرهم فليغزلوا.
وقال ابن أبي غنية: حدثنا مُحْرِزُ بْنُ حُرَيْثٍ قَالَ: كَتَبَ الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِنِّي كُنْتُ أُقَسِّمُ زَكَاتِي فِي إِخْوَانِي فَلَمَّا وُلِّيتَ رَأَيْتُ أَنْ أَسْتَأْمِرَكَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَمَّا بَعْدُ، فَابْعَثْ إِلَيْنَا بِزَكَاةِ مَالِكَ وَسَمِّ لَنَا إِخْوَانَكَ نُغْنِهِمْ عَنْكَ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ.
قَالَ الْعِجْلِيُّ: كَانَ تَاجِرًا كَثِيرَ الْمَالِ سَخِيًّا مُتَعَبِّدًا فِي عِدَادِ الشُّيُوخِ.
قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: قَالَ لَنَا الأَوْزَاعِيُّ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ الْعِرَاقِ مِثْلُ الْحَسَنِ بن الحر، وعبدة بن أبي لبابة، وكانا شَرِيكَيْنِ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ: الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ بْنِ الْحَكَمِ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ، وَقَدْ يُنْسَبُ إِلَى جَدِّهِ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: هُوَ مَوْلًى لِبَنِي الصَّيْدَاءِ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خزيمة، [ص:632] مَاتَ بِمَكَّةَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.(3/630)
47 - م 4: الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ النَّخَعِيُّ أَبُو عُرْوَةَ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أَبِي وَائِلٍ، وَأَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، وَزَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ.
وَعَنْهُ: السُّفْيَانَانِ، وَجَرِيرٌ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَابْنُ إِدْرِيسَ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
وَلَهُ نَحْوٌ مِنْ عِشْرِينَ ثَلاثِينَ حَدِيثًا.
تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.(3/632)
48 - د: الْحَسَنُ بْنُ عِمْرَانَ الْعَسْقَلانِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، وَمَكْحُولٍ، وَعُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَغَيْرِهِمْ. قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ،
رَوَى عَنْهُ: شُعْبَةُ، وَسُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَغَيْرُهُمَا.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ.(3/632)
49 - ت ق: حُسَيْنُ بْنُ قَيْسٍ أَبُو عَلِيٍّ الرَّحْبِيُّ الْوَاسِطِيُّ، لَقَبُهُ حَنَشٌ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: عِكْرِمَةَ، وَعَطَاءٍ، وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ: سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ مَعَ تَقَدُّمِهِ، وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ مَنْصُورٍ، وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ.(3/632)
50 - د: الْحُسَيْنُ بْنُ مَيْمُونٌ الْخِنْدَفِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وَأَبِي الْجَنُوبِ الأَسَدِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَاضِي الرَّيِّ.
وَعَنْهُ: عبد الرحمن ابن الْغَسِيلِ، وَهَاشِمُ بْنُ الْبَرِيدِ، وَغَيْرُهُمَا.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ، يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.(3/633)
51 - ع: حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلْمِيُّ أَبُو الْهُذَيْلِ الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
ابْنُ عَمِّ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ.
رَوَى عَنْ: جابر بن سمرة، وعمارة بن رويبة الصَّحَابِيَّيْنِ، وَزَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، وَابْنِ أَبِي لَيْلَى، وَأَبِي وَائِلٍ، وَأَبِي ظَبْيَانَ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ، وَطَائِفَةٍ سِوَاهُمْ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، وَهُشَيْمٌ، وعباد بن العوام، وعبثر بْنُ الْقَاسِمِ، وَزِيَادٌ الْبَكَّائِيُّ، وَآخَرُونَ كَثِيرُونَ آخِرُهُمْ مَوْتًا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ.
وَكَانَ ثِقَةً حَافِظًا عَالِيَ السَّنَدِ، عَاشَ ثَلاثًا وَتِسْعِينَ سَنَةً.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.(3/633)
52 - حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَبُو سَلَمَةَ الْخَلالُ السَّبِيعِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
وَزِيرُ السَّفَّاحِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ وَقَعَ عَلَيْهِ اسْمُ الْوِزَارَةِ فِي دَوْلَةِ بَنِي [ص:634] الْعَبَّاسِ، وَكَانَ أَدِيبًا عَالِي الْهِمَّةِ عَالِمًا بِالسِّيَاسَةِ وَالتَّدْبِيرِ، وَكَانَ السَّفَّاحُ يَأْنَسُ بِهِ لِحُسْنِ مُفَاكَهَتِهِ، وَكَانَ مِنْ مَيَاسِيرِ الصَّيَارِفَةِ بِالْكُوفَةِ، فَأَنْفَقَ أَمْوَالَهُ فِي إِقَامَةِ دَوْلَةِ بَنِي الْعَبَّاسِ، وَسَارَ بِنَفْسِهِ إِلَى خُرَاسَانَ فِي هَذَا الْمَعْنَى، وَكَانَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ تَابِعًا لَهُ، وَقَدْ تَوَهَّمُوا مِنْ أَبِي سَلَمَةَ الْخَلالِ عِنْدَ إِقَامَةِ السَّفّاحِ مَيْلا إِلَى آلِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلَمَّا بُويِعَ السَّفَّاحُ وَاسْتَوْزَرَهُ بَقِيَ فِي النُّفُوسِ مَا فِيهَا.
وَيُقَالُ: إِنَّ أَبَا مُسْلِمٍ حَسَّنَ لِلسَّفَّاحِ قَتْلَهُ فَلَمْ يَفْعَلْ، وَقَالَ: هَذَا رَجُلٌ بَذَلَ أَمْوَالَهُ فِي إِقَامَةِ دَوْلَتِنَا، وَقَدْ صَدَرَتْ مِنْهُ هَفْوَةٌ فَنَغْفِرُهَا، فَلَمَّا رَأَى أَبُو مُسْلِمٍ امْتِنَاعِ السَّفَّاحِ جَهَّزَ مَنْ قَتَلَ أَبَا سَلَمَةَ غِيلَةً فَأَصْبَحَ النَّاسُ يَقُولُونَ: قَتَلَتْهُ الْخَوَارِجُ، وَكَانَ قَتْلُهُ لِأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ مِنْ خِلافَةِ السَّفَّاحِ وَمَا كَرِهَ السَّفَّاحُ ذَلِكَ.
وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: وَزِيرُ آلِ مُحَمَّدٍ، وَفِيهِ يَقُولُ الشَّاعِرُ:
إِنَّ الْوَزِيرَ وَزِيرُ آلِ مُحَمَّدٍ ... أوْدَى فَمَنْ يَشْنَاكَ صَارَ وَزِيرًا
وَأَرَى الْمَسَاءَةَ قَدْ تَسُرُّ وَرُبَّمَا ... كَانَ السُّرُورُ بِمَا كَرِهْتَ جَدِيرًا(3/633)
53 - ت ق: الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّصْرِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وَالْحَسَنِ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَخَلادُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَمَةَ.(3/634)
54 - الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ الأَيْلِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ.
عَنْ: عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَالْقَاسِمِ، وَالزُّهْرِيِّ.
وَعَنْهُ: اللَّيْثُ، وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، وَأَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ.(3/634)
• - الْحَكِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو سَلَمَةَ الْعَامِلِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
مِنْ طَبَقَةِ هُشَيْمٍ، يُذْكَرُ هُنَاكَ.(3/634)
55 - ق: حُمْرَانُ بْنُ أَعْيَنَ الْكُوفِيُّ الْمُقْرِئُ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
قَرَأَ عَلَى أَبِي الأَسْوَدِ ظَالِمٍ الدِّيلِيِّ، وَعَلَى: عُبَيْدِ بْنِ نضيلة، وَأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيِّ، وَسَمِعَ أَبَا الطُّفَيْلِ عَامِرَ بْنَ وَاثِلَةَ، وَغَيْرَهُ،
قَرَأَ عَلَيْهِ: حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ،
وَحَدَّثَ عَنْهُ: حَمْزَةُ، وَإِسْرَائِيلُ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ شِيعِيًّا جَلِدًا.(3/635)
56 - ع: حُمَيدُ بْنُ قَيْسٍ أَبُو صَفْوَانَ الْمَكِّيُّ الأَعْرَجُ الْمُقْرِئُ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
قَرَأَ عَلَى مُجَاهِدٍ خَتْمَاتٍ، وَتَصَدَّرَ لِلإِقْرَاءِ،
وَحَدَّثَ عَنْ: مُجَاهِدٍ، وَعَطَاءٍ، وَالزُّهْرِيِّ، وَغَيْرِهِمْ.
قَالَ الدَّانِيُّ: رَوَى عَنْهُ الْقِرَاءَةَ عَرْضًا أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَجُنَيْدُ بْنُ عَمْرٍو، وَعَبْدُ الْوَارِثِ الثَّوْرِيُّ. وَلَمْ يَكُنْ بِمَكَّةَ بَعْدَ ابْنِ كَثِيرٍ أَحَدٌ أَقْرَأَ مِنْهُ.
حَدَّثَ عَنْهُ: مَالِكٌ، وَمَعْمَرٌ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَطَائِفَةٌ.
وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَغَيْرُهُ، وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ حُمَيْدُ بْنُ قَيْسٍ أَفْرَضَ أَهْلَ مَكَّةَ وَأَحْسَبَهُمْ، وَكَانُوا لا يَجْتَمِعُونَ إِلا عَلَى قِرَاءَتِهِ.
وَرُوِيَ أَنَّهُ خَتَمَ الْقُرْآنَ لَيْلَةً بِالْحَرَمِ فَحَضَرَ عِنْدَهُ عَطَاءٌ.
قَالَ خَلِيفَةُ: تُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ فِي خِلافَةِ السَّفَّاحِ. [ص:636]
وَقِيلَ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.(3/635)
57 - الْحَوْثَرَةُ بْنُ سُهَيْلٍ، أَبُو الْمُثَنَّى الْبَاهِلِيُّ الأَمِيرُ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
وَلِيَ الدِّيَارَ الْمِصْرِيَّةَ لِمَرْوَانَ، وَكَانَ رَجُلَ سُوءٍ، سَفَّاكًا لِلدِّمَاءِ، ظَلُومًا، قُتِلَ بِظَاهِرِ وَاسِطَ مَعَ ابْنِ هُبَيْرَةَ.(3/636)
-[حَرْفُ الْخَاءِ](3/636)
58 - خَالِدُ بْنُ أَبِي خَلْدَةَ الْحَنَفِيُّ الْكُوفِيُّ الأَعْوَرُ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: إِبْرَاهِيمَ النخعي، وَالشَّعْبِيِّ.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ.
وَهُوَ مُقِلٌّ.(3/636)
59 - م 4: خالد بن سلمة بن العاص بن هشام بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيُّ الْكُوفِيُّ الْفَأْفَاءُ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
أَحَدُ الأَشْرَافِ.
عَنْ: الشَّعْبِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ الْبَهِيِّ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَمُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، وَأَبِي بردة بْن أَبِي مُوسَى، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَزَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَالسُّفْيَانَانِ، وَهُشَيْمٌ، وَوَلَدَاهُ عِكْرِمَةُ وَمُحَمَّدُ ابْنَا خَالِدٍ.
وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ الْمُسْنَدِ يَكُونُ لَهُ عَشَرَةُ أَحَادِيثَ.
وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ.
وَهُوَ ابْنُ عَمِّ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيِّ الْمَكِّيِّ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: يَقُولُونَ إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ قَطَعَ لِسَانَهُ، ثُمَّ قَتَلَهُ، يَعْنِي: لَمَّا افْتَتَحَ واسطًا.
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: كَانَ خَالِدُ بْنُ سَلَمَةَ رَأْسًا فِي الْمُرْجِئَةِ، وَكَانَ يَبْغَضُ عَلِيًّا. [ص:637]
قُلْتُ: وَكَانَ مِمَّنْ قَامَ وَقَعَدَ فِي قِتَالِ بَنِي الْعَبَّاسِ لَمَّا ظَهَرُوا، وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ الْمَدِينِيِّ يَوْمًا، فَقَالَ: قُتِلَ مَظْلُومًا.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: دَخَلْتِ الْمُسَّودَةُ وَاسِطًا فَنَادَى مُنَادِيهِمُ: الناس آمِنُونَ إِلا الْعَّوَّامَ بْنَ حَوْشَبٍ، وَعَمْرَو بْنَ ذَرٍّ، وَخَالِدَ بْنَ سَلَمَةَ، فَأَمَّا خَالِدٌ فَقُتِلَ، وَأَمَّا الْعَوَّامُ فَهَرَبَ، وَكَانَ يُحَرِّضُ عَلَى قِتَالِهِمْ، وكان عمر بْنِ ذَرٍّ يَقُصُّ بِهِمْ وَيُحَرِّضُ بِوَاسِطَ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ بَيْهَسِ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ: فِي سَابِعَ عَشَرَ ذِي الْقِعْدَةِ بَعَثَ أَبُو جَعْفَرٍ خَازِمَ بْنَ خُزَيْمَةَ وَطَلَبَ خَالِدَ بْنَ سَلَمَةَ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ، فَنَادَى مُنَادِيهِمْ: خَالِدُ بْنُ سَلَمَةَ آمِنٌ، فَخَرَجَ فَقَتَلُوهُ غَدْرًا.(3/636)
60 - ق: خَالِدُ بْنُ كَثِيرٍ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ مَعَ تَقَدُّمِهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَزَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ.
وَهُوَ صَدُوقٌ لَهُ حَدِيثٌ فِي الأَشْرِبَةِ مِنْ سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ.(3/637)
61 - ع: خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْيم الإِسْكَنْدَرَانِيُّ الْمِصْرِيُّ الْفَقِيهُ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: عَطَاءٍ، وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، وَالزُّهْرِيِّ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ رَفِيقُهُ، وَبَكْرُ بْنُ مُضَرَ، وَالْمُفَضَّلُ بْنُ فُضَالَةَ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ: كَانَ أَفْقَهَ جُنْدِنَا. [ص:638]
وَقَالَ غَيْرُهُ: مَاتَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ كَهْلا، رَحِمَهُ اللَّهُ.(3/637)
62 - ن: خَالِدُ بْنُ زَيْدٍ الشَّامِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، وَشُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ مُرْسَلا، وَعَنْ: قَزَعَةَ بْنِ يَحْيَى، وَأَبِي بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ.
وَعَنْهُ: سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: مَا بِهِ بَأْسٌ.(3/638)
63 - 4: خَصِيفُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَزَرِيُّ الْحَرَّانِيُّ الْفَقِيهُ أَبُو عَوْنٍ الْخِضْرَمِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
بِخَاءٍ مُعْجَمَةٍ مَكْسُورَةٍ، مِنْ مَوَالِي بَنِي أُمَيَّةَ.
رَأَى أَنَسًا، وَسَمِعَ: سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، وَمُجَاهِدًا، وَعِكْرِمَةَ، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: السفيانان، وشريك وَعَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ، وَابْنُ فُضَيْلٍ، وَمَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ، وَمَعْمَرُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، وَآخَرُونَ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: صَالِحٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ بحجة.
وقال أبو حاتم: سيئ الحفظ.
وروى عَتَّاب عَنْ خُصَيْفٍ: قَالَ لِي مُجَاهِدٌ: يَا أَبَا عَوْنٍ أَنَا أُحِبُّكَ فِي اللَّهِ. [ص:639]
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: خُصَيْفٌ ثِقَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ، وَغَيْرُهُ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو فَرْوَةَ الرُّهَاوِيُّ: كَانَ خُصَيْفٌ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ: سَمِعْتُ جَرِيرًا يَقُولُ: كَانَ خصيف متمكناً في الإرجاء.
قال مُحَمَّدُ بْن الْمُثَنَّى: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ النُّفَيْلِيُّ: مَاتَ بِالْعِرَاقِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ.
وقال عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ وَالْبُخَارِيُّ: سَنَةَ سَبْعٍ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَخَلِيفَةَ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ: كَانَ امْرَءًا صَالِحًا مِنْ صَالِحِي النَّاسِ.(3/638)
64 - د ن: خَلادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُنْدَةَ الصَّنْعَانِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَشَقِيقِ بْنِ ثَوْرٍ.
وَعَنْهُ: مَعْمَرٌ، وَالْقَاسِمُ بْنُ فَيَّاضٍ.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، وَأَثْنَى مَعْمَرٌ عَلَى حِفْظِهِ.(3/639)
65 - م ن: خَيْرُ بْنُ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
قَاضِي مِصْرَ، ثُمَّ قَاضِي بَرْقَةَ.
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُبَيْرَةَ الْسَّبَئِيِّ.
وَعَنْهُ: عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، وَاللَّيْثُ، وَضَمَّامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَابْنُ لَهِيعَةَ. [ص:640]
قَالَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ: مَا أَدْرَكْتُ فِي قُضَاةِ مِصْرَ أَفْقَهَ مِنْهُ.
قُلْتُ: يَزِيدُ أَكْبَرُ مِنْهُ وَأَعْلَمُ.
قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وثلاثين ومائة.(3/639)
-[حَرْفُ الدَّالِ](3/640)
66 - ع: دَاوُدُ بْنُ الْحُصَينِ أَبُو سُلَيْمَانَ الأُمَوِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَالأَعْرَجِ، وَعِكْرِمَةَ، وَأَبِي سُفْيَانَ مَوْلَى ابْنِ أبي أحمد، وغيرهم.
وَعَنْهُ: مالك، وابن إسحاق، وجماعة.
وهو صدوق له غرائب تنكر عليه، وثقه ابن معين، وغيره مطلقا.
وقال ابن المديني: ما روي عَنْ عِكْرِمَةَ فَمُنْكَرٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: لَوْلا أَنَّ مَالِكًا رَوَى عَنْهُ لَتُرِكَ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: كُنَّا نَتَّقِي حَدِيثَهُ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: لَيِّنُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ قَدَرِيًّا.
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ قُدَامَةَ، قال: أخبرنا محمد بن عبد الواحد، قال: أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ وَمُبَارَكُ بْنُ الْمَعْطُوشِ أن هبة الله بن محمد أخبرهم، قال: أخبرنا الحسن، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا سعد بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي عن ابن إسحاق، قال: حَدَّثَنِي دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: طَلَّقَ رُكَانَةُ بْنُ عَبْدِ يزيد أخو المطلب امْرَأَتَهُ ثَلاثًا فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ، فَحَزِنَ عَلَيْهَا حُزْنًا شَدِيدًا، فَسَأَلَهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ طَلَّقْتَهَا قَالَ: طَلَّقْتُهَا ثَلاثًا، قَالَ: فَقَالَ: فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنَّمَا تِلْكَ وَاحِدَةٌ، فَرَاجِعْهَا إِنْ شِئْتَ، قال: فراجعها. [ص:641]
فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَرَى إِنَّمَا الطَّلاقُ عِنْدَ كُلِّ طُهْرٍ، وَهَذَا مِنْ غَرَائِبِ الإِفْرَادِ.
قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كَان دَاوُدُ فَصِيحًا عَالِمًا وَيُتَّهَمُ بِرَأْيِ الْخَوَارِجِ، وَعِنْدَهُ مَاتَ عِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ.(3/640)
67 - دَاوُدُ بْنُ سُلَيْكٍ السَّعْدِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أَبِي سَهْلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَعَنْ: أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ.
وَعَنْهُ: بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ، وَمِحْلَمُ بْنُ عِيسَى، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ.
وَكَانَ إِمَامُ مَسْجِدِ مُغِيرَةَ بْنَ مِقْسَمٍ بِالْكُوفَةِ.(3/641)
68 - د ق: دَاوُدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ دِينَارٍ التَّمَّارُ الأَنْصَارِيُّ، مولاهم، المدني. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أمه عَائِشَةَ، وَعَنْ: أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ.
وَعَنْهُ: هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَحْمَدُ: لا أَعْلَمُ بِهِ بَأْسًا.(3/641)
69 - م د ت: دَاوُدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ الزُّهْرِيّ الْمَدَنِيّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ.
وَهُوَ مُقِلٌّ، أَظُنُّهُ مَاتَ شَابًّا، وَهُوَ ثِقَةٌ.(3/641)
70 - ت: دَاوُدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، الأَمِيرُ أَبُو سُلَيْمَانَ الْهَاشِمِيُّ الْعَبَّاسِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَمُّ الْمَنْصُورِ وَالسَّفَّاحِ.
وَلِيَ إِمْرَةَ الْحِجَازِ، وَغَيْرِهَا لِلسَّفَّاحِ. وَحَدَّثَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَشَرِيكٌ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ: سَأَلْتُ ابْنَ مَعِينٍ عَنْهُ، فَقَالَ: شَيْخٌ هَاشِمِيٌّ، قُلْتُ: كَيْفَ حَدِيثُهُ؟ قَالَ: أَرْجُو أَنَّهُ ليس يكذب إِنَّمَا يُحَدِّثُ بِحَدِيثٍ وَاحِدٍ.
قُلْتُ: يَعْنِي حَدِيثَ آدَمَ بْنِ أَبِي إِيَاسٍ، وَعَاصِمِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ قَيْسٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، الْحَدِيثَ الطَّوِيلَ فِي الدُّعَاءِ. تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْهُ وَلَيْسَ بِذَاكَ، وَقَيْسٌ وَهُوَ ضَعِيفٌ، لَكِنَّهُمَا لا يَحْتَمِلانِ هَذَا الْمَتْنِ الْمُنْكَرِ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَفِي الْخُلَفَاءِ وَآبَائِهِمْ وَأَهْلِهِمْ قَوْمٌ أَعْرَضَ أَهْلِ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ عَنْ كَشْفِ حالهم خوفاً من السيف والضرب، وما زال هَذَا فِي كُلِّ دَوْلَةٍ قَائِمَةٍ يَصِفُ الْمُؤَرِّخُ مَحَاسِنَهَا وَيُغْضِي عَنْ مَسَاوِئَهَا، هَذَا إِذَا كَانَ الْمُحَدِّثُ ذَا دِينٍ وَخَيْرٍ، فَإِنْ كَانَ مَدّاحًا مُدَاهِنًا لَمْ يَلْتَفِتْ إِلَى الْوَرَعِ بَلْ رُبَّمَا أَخْرَجَ مَسَاوِئَ الْكَبِيرِ وَهَنَاتِهِ فِي هَيْئَةِ الْمَدْحِ وَالْمَكَارِمِ وَالْعَظَمَةِ فَلا قَوَّةَ إِلا بِاللَّهِ. وَكَانَ دَاوُدُ هَذَا مِنْ جَبَابِرَةِ الأُمَرَاءِ لَهُ هَيْبَةٌ وَرِوَاءُ، وَعِنْدَهُ أَدَبٌ وَفَصَاحَةٌ، وَقِيلَ: كَانَ قَدَرِيًّا.
قَالَ أَبُو قِلابَةَ الرَّقَاشِيُّ: عَنْ جَارُودِ بْنِ أَبِي الْجَارُودِ السُّلَمِيُّ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي رزين الخزاعي، قال: سَمِعْتُ دَاوُدَ بْنَ عَلِيٍّ حِينَ بُويِعَ ابْنُ أَخِيهِ السَّفَّاحُ فَأَسْنَدَ دَاوُدُ ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: شُكْرًا شُكْرًا، إِنَّا وَاللَّهِ مَا خَرَجْنَا لنحتفر نهراً ولا نبني قَصْرًا، أَظَنَّ عَدُوُّ اللَّهِ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ، أَمْهَلَ لَهُ فِي طُغْيَانِهِ وَأَرْخَى لَهُ فِي زِمَامِهِ حَتَّى عَثُرَ فِي فَضْلِ خِطَامِهِ، والآن أخذ [ص:643] الْقَوْسَ بَارِيهَا، وَعَادَ الْمُلْكُ إِلَى نِصَابِهِ فِي أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكُمْ أَهْلِ الرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَاللَّهِ إِنَّ كُنَّا لَنَسْهَرُ لَكُمْ وَنَحْنُ عَلَى فُرُشِنَا أَمِنَ الأَسْوَدِ وَالأَبْيَضِ ذِمَّةُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَذِمَّةُ العباس، ها ورب هَذِهِ الْبِنْيَةِ لا نَهِيجُ أَحَدًا، ثُمَّ نَزَلَ.
قَالَ خَلِيفَةُ: أَقَامَ دَاوُدُ الْحَجَّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ، ثُمَّ مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: لَمَّا ظَهَرَ السَّفَّاحُ صَعِدَ لِيَخْطُبَ فَحُصِرَ وَلَمْ يَتَكَلَّمْ، فَوَثَبَ عَمُّهُ دَاوُدُ بَيْنَ يَدَيِ الْمِنْبَرِ، فَخَطَبَ وَذَكَرَ أَمَرَهُمْ وخُرُوجَهُمْ وَمَنَّى النَّاسَ، وَوَعَدَهُمُ الْعَدْلَ فَتَفَرَّقُوا عَنْ خُطْبَتِهِ.
وَيُقَالُ: مَوْلِدُهُ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ.(3/642)
71 - د: دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الأَوْدِيُّ الشَّامِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَامِلُ مَدِينَةِ وَاسِطَ.
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي زكريا، وأبي سلام الأسود، ومكحول، وبسر بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ.
وَعَنْهُ: هُشَيْمٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، وَخالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّونَ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ.(3/643)
72 - م 4 خت: دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ دِينَارِ بْنِ عَذَافِرَ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
مِنَ الْمَوَالِي، أَصْلُهُ مِنْ خُرَاسَانَ، وَكَانَ مِنَ الأَئِمَّةِ الأَعْلامِ، وَيُقَالُ: اسْمُ أَبِيهِ طَهْمَانُ، وَيُقَالُ: وَلاؤُهُ لِبَنِي قُشَيْرٍ، وَيُقَالُ: كُنْيَتُهُ أَبُو بَكْرٍ.
رَوَى عَنْ: سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ (م)، وَأَبِي الْعَالِيَةَ (م ق)، وَأَبِي مُنِيبٍ [ص:644] الْجُرَشِيِّ، وَالشَّعْبِيِّ (م 4)، وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ (م ن)، وَمَكْحُولٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ (م)، وَجَمَاعَةٍ، وَرَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَسُفْيَانُ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَهُشَيْمٌ، وَابْنُ عُلَيَّةَ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، وَخَلْقٌ، سَمِعَ مِنْهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ حَدِيثًا.
وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ الضُّبَعِيُّ قَالَ: قَالَ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ: أَتَيْتُ الشَّامَ فَلَقِيَنِي غَيْلانُ فَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أسألك عن مسائل، قلت: سَلْنِي عَنْ خَمْسِينَ مَسْأَلَةً وَأَسْأَلُكَ عَنْ مَسْأَلَتَيْنِ، قَالَ: سَلْ يَا دَاوُدُ، قُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ أَفْضَلِ مَا أُعْطِيَ ابْنُ آدَمَ، قَالَ: الْعَقْلَ، قُلْتُ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْعَقْلِ مَا هُوَ، شَيْءٌ مُبَاحٌ لِلنَّاسِ مَنْ شَاءَ أَخَذَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ، أَوْ هُوَ مَقْسُومٌ؟ قَالَ: فَمَضَى وَلَمْ يُجِبْنِي.
ذَكَرَ كُنْيَتَهُ النَّسَائِيُّ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَابْنُ معين، وغيرهما: ثقة.
وقال حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَفْقَهَ مِنْ دَاوُدَ.
وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: عَجَبًا لِأَهْلِ الْبَصْرَةِ يَسْأَلُونَ عُثْمَانَ الْبَتِّيَّ، وَعِنْدَهُمْ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ.
وَقَالَ وُهَيْبٌ: دَارَ الأَمْرُ بِالْبَصْرَةِ عَلَى أَرْبَعَةٍ: أَيُّوبَ، وَيُونُسَ، وَابْنِ عَوْنٍ، وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، فَقَالَ قَائِلٌ: فَأَيْنَ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ دَاوُدَ بْنِ أبي هند، إن كان ليفرع العلم فرعاً.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، فَقَالَ: مِثْلُ دَاوُدَ يُسْأَلُ عَنْهُ، ثِقَةٌ ثِقَةٌ. [ص:645]
وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: كَانَ صَالِحًا ثِقَةً خَيَّاطًا.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: كَانَ دَاوُدُ مُفْتِي أَهْلِ الْبَصْرَةِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ فَقَالَ: يَا فِتْيَانُ أُخْبِرُكُمْ لَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَنْتَفِعَ بِهِ: كُنْتُ وَأَنَا غُلامٌ أَخْتَلِفُ إِلَى السُّوقِ فَإِذَا انْقَلْبَتُ إِلَى الْبَيْتِ جَعَلْتُ عَلَى نَفْسِي أن أذكر الله إلى مكان كذا وكذا، فَإِذَا بَلَغْتُ ذَلِكَ الْمَكَانَ جَعَلْتُ عَلَى نَفْسِي أن أذكر الله إلى مكان كذا وكذا، حَتَّى آتِي الْمَنْزِلَ.
وَقَالَ الْفَلاسُ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عَدِيٍّ يَقُولُ: صَامَ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ أَرْبَعِينَ سَنَةً لا يَعْلَمُ بِهِ أَهْلُهُ، كان خزازاً يحمل معه غداءه فَيَتَصَدَّقُ بِهِ فِي الطَّرِيقِ وَيَرْجِعُ عِشَاءً، فَيُفْطِرُ معهم.
وقال علي ابن المديني: حدثنا سفيان، قال: سَمِعْتُ دَاوُدَ بْنَ أَبِي هِنْدٍ يَقُولُ: أَصَابَنِي الطَّاعُونَ فَأُغْمِيَ عَلَيَّ، فَكَأَنّ اثْنَيْنِ أَتَيَانِي فَغَمَزَ أَحَدُهُمَا عِكْوَةَ لِسَانِي وَغَمَزَ الآخَرُ أَخْمَصَ قَدَمَيَّ، فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ تَجِدُ قَالَ: اجْدُ تَسْبِيحًا وَتَكْبِيرًا وَشَيْئًا مِنْ خَطْوٍ إِلَى الْمَسْجِدِ وَشَيْئًا مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، قَالَ: وَلَمْ أَكُنْ أَخَذْتُ الْقُرْآنَ حِينَئِذٍ قَالَ: فَكُنْتُ أَذْهَبُ فِي الْحَاجَةِ فَأَقُولُ: لَوْ ذَكَرْتُ اللَّهَ حَتَّى آتِي حَاجَتِي قَالَ: فَعُوفِيتُ فَأَقْبَلْتُ عَلَى الْقُرْآنِ، فَتَعَلَّمْتُهُ.
وَعَنْ دَاوُدَ قَالَ: اثْنَتَانِ لَوْ لَمْ يَكُونَا لَمْ يَنْتَفِعْ أَهْلُ الدُّنْيَا بِدُنْيَاهُمْ: الْمَوْتُ، وَالأَرْضُ تُنَشِّفُ النَّدَى.
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: دَخَلْتُ عَلَى دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ فَرَأَيْتُ ثِيَابَ بَيْتِهِ مُعْصَفَرَةً.
قَالَ دَاوُدُ: وُلِدْتُ بِمَرْوٍ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَالقَطَّانُ وَطَائِفَةٌ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ خَلِيفَةُ: مَاتَ مَصْدَرَ النَّاسِ من الحج. [ص:646]
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ ومائة.(3/643)
-[حَرْفُ الرَّاءِ](3/646)
73 - ت ق: رَبَاحُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ الْعَامِرِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
قَاضِي الْمَدِينَةِ.
رَوَى عَنْ: جَدَّتِهِ ابْنَةِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
وَعَنْهُ: أَبُو ثِفَالٍ الْمُرِّيُّ، وَصَدَقَةُ رَجُلٌ لَمْ يُنْسَبْ.
قَالَ سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ: قُتِلَ مَعَ بَنِي أُمَيَّةَ يَوْمَ نَهْرِ أَبِي فُطْرُسٍ.(3/646)
74 - 4: الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ الْبَكْرِيِّ الْحَنَفِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
نَزَلَ مَرْوَ هَارِبًا مِنَ الْحَجَّاجِ، ثُمَّ تَحَوَّلَ فَسَكَنَ بِبَعْضِ الْقُرَى فَلَمَّا ظَهَرَتْ دَعْوَةُ بَنِي الْعَبَّاسِ تَغَيَّبَ فَوَقَعَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ فَسَمِعَ مِنْهُ، وَقِيلَ: إِنَّهُ حُبِسَ بِمَرْوَ مُدَّةً.
وَعَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَعْطَيْتُ لِمَنْ أَدْخَلِني عَلَى الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ سِتِّينَ دِرْهَمًا.
سَمِعَ: أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَأَبَا الْعَالِيَةَ. وَلَهُ حَدِيثٌ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، وَلَمْ يُدْرِكْهَا، أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ.
رَوَى عَنْهُ: سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ وَالأَعْمَشُ وَهُمَا مِنْ أَقْرَانِهِ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: لَقِيَ ابْنَ عُمَرَ، وَجَابِرًا.
وَرَوَى أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ عَنِ الرَّبِيعِ، قَالَ: اخْتَلَفْتُ إِلَى الْحَسَنِ عَشْرَ سِنِينَ. [ص:647]
بقي الربيع إلى سنة ثلاثين وَمِائَةٍ، وَرَوَى كَثِيرًا مِنَ التَّفْسِيرِ وَالْمَقَاطِيعِ.(3/646)
75 - الرَّبِيعُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ، الْكُوفِيُّ الْعَابِدُ [الوفاة: 131 - 140 ه]
أَخُو جَامِعٍ.
كَانَ قَانِتًا خَاشِعًا ذَاكِرًا لِلآخِرَةِ، فَعَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ قَالَ: كَانَ كَأَنَّهُ مَخْمُورٌ مِنْ غَيْرِ شَرَابٍ.
قُلْتُ: مَا رَوَى هَذَا شَيْئًا.(3/647)
76 - ع: رَبِيعَةُ الرَّأِيُّ، هُوَ أَبُو عُثْمَانَ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَرُّوخٍ التَّيْمِيُّ الْفَقِيهُ الْعَلَمُ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
مَوْلَى آلِ الْمُنْكَدِرِ، مُفْتِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَشَيْخُهُمْ.
رَوَى عَنْ: أَنَسٍ، وَالسَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، وَحَنْظَلَةَ بْنِ قَيْسٍ الزُّرَقِيِّ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: الأَوْزَاعِيُّ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَمَالِكٌ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَفُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَأَبُو بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، وَشُعْبَةُ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، وَأَبُو ضَمْرَةَ، وَآخَرُونَ.
قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: كَانَ رَبِيعَةُ صَاحِبَ الْفُتْيَا بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ يَجْلِسُ إِلَيْهِ وُجُوهُ النَّاسِ وَيَحْضُرُ مَجْلِسَهُ أَرْبَعُونَ مُعْتَمًّا، وَعَلَيْهِ تَفَقَّهَ مَالِكٌ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ رَبِيعَةُ ثِقَةً وَكَانُوا يتقونه للرأي.
وقال أبو بكر الخطيب: كَانَ رَبِيُعةُ حَافِظًا لِلْفِقْهِ وَالْحَدِيثِ، أَقْدَمَهُ السَّفَّاحُ الأَنْبَارَ لِيُوَلِّيَهُ الْقَضَاءَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ الدينوري صاحب " المجالسة " وقد تكلم فيه: حدثنا يحيى بن أبي طالب، قال: حدثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي [ص:648] مَشْيَخَةُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَنَّ فَرُّوخًا وَالِدُ رَبِيعَةَ خَرَجَ فِي الْبُعُوثِ إِلَى خُرَاسَانَ أَيَّامَ بَنِي أُمَيَّةَ غَازِيًا وَرَبِيعَةُ حَمْلٌ، فَخَلَفَ عِنْدَ الزَّوْجَةِ ثَلاثِينَ أَلْفَ دِينَارٍ، ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ بَعْدَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، فَنَزَلَ عَنْ فَرَسِهِ، ثُمَّ دفع الباب برمحه، فخرج ربيعة، فَقَالَ: يَا عَدُوَّ اللَّهِ أَتَهْجُمْ عَلَى مَنْزِلِي! وَقَالَ فَرُّوخُ: يَا عَدُوَّ اللَّهِ أَنْتَ رَجُلٌ دَخَلْتَ عَلَى حُرْمَتِي، فَتَوَاثَبَا وَاجْتَمَعَ الْجِيرَانُ وَجَعَلَ رَبِيَعَةَ يَقُولُ: لا وَاللَّهِ لا فَارَقْتُكَ إِلَى السُّلْطَانِ، وَجَعَلَ فَرُّوخُ يَقُولُ كَذَلِكَ، وَكَثُرَ الضَّجِيجُ فَلَمَّا بَصَرُوا بِمَالِكٍ سَكَتَ النَّاسُ كُلُّهُمْ، فَقَالَ مَالِكٌ: أَيُّهَا الشَّيْخُ لَكَ سِعَةٌ فِي غَيْرِ هَذِهِ الدَّارُ، فَقَالَ: هِيَ دَارِي وَأَنَا فَرُّوخُ مَوْلَى بَنِي فُلانَ، فَسَمِعَتِ امْرَأَتُهُ كَلامَهُ فَخَرَجَتْ وَقَالَتْ: هَذَا زَوْجِي وَقَالَتْ لَهُ: هَذَا ابْنُكَ الَّذِي خَلَّفْتَهُ وَأَنَا حَامِلٌ، فَاعْتَنَقَا جَمِيعًا وَبَكَيَا وَدَخَلَ فَرُّوخُ الْمَنْزِلَ، وَقَالَ: هَذَا ابْنِي؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَخْرِجِي الْمَالَ وَهَذِهِ أَرْبَعَةُ آلافِ دِينَارٍ مَعِي، قَالَتْ: إِنِّي قَدْ دَفَنْتُهُ وَسَأُخْرِجُهُ. وَخَرَجَ رَبِيعَةُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَجَلَسَ فِي حَلْقَتِهِ وَأَتَاهُ مَالِكٌ، وَالْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ، وَابْنُ أَبِي عَلِيٍّ اللَّهَبِيُّ وَالأَشْرَافُ فَأَحْدَقُوا بِهِ، فَقَالَتِ امْرَأَةُ فَرُّوخَ: اخْرُجْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلِّ فِيهِ، فَنَظَرَ إِلَى حَلْقَةٍ وَافِرَةٍ، فَأَتَى فَوَقَفَ فَفَرَجُوا لَهُ قَلِيلا وَنَكَسَ رَبِيعَةُ يُوهِمُ أَنَّهُ لَمْ يَرَهُ، وَعَلَيْهِ طَوِيلَةٌ فَشَكَّ فِيهِ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا رَبِيعَةُ، فَرَجَعَ وَقَالَ لِوَالِدَتِهِ: لَقَدْ رَأَيْتُ وَلَدَكِ فِي حَالَةٍ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْفِقْهِ عَلَيْهَا، قَالَتْ: فَأَيُّمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ ثَلاثُونَ أَلْفَ دِينَارٍ أَوْ هَذَا الَّذِي هُوَ فِيهِ مِنَ الْجَاهِ؟ قَالَ: لا وَاللَّهِ إِلا هَذَا، قَالَتْ: فَإِنِّي قَدْ أَنْفَقْتُ الْمَالَ كُلَّهُ عَلَيْهِ، قَالَ: فوالله ما ضيعته.
قُلْتُ: حِكَايَةٌ مُعْجِبَةٌ لَكِنَّهَا مَكْذُوبَةٌ لِوُجُوهٍ: مِنْهَا أَنَّ رَبِيعَةَ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَلَقَةٌ، وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً بَلْ كَانَ ذَلِكَ الْوَقْتُ شُيُوخَ الْمَدِينَةِ مِثْلَ الْقَاسِمِ، وَسَالِمٍ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ.
الثَّانِي: أَنَّهُ لَمَّا كَانَ ابْنُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً كَانَ مَالِكُ فَطِيمًا أَوْ لَمْ يُولَدْ بَعْدُ. [ص:649]
الثَّالِثُ: أَنَّ الطُّوَيْلَةَ لَمْ تَكُنْ خَرَجَتْ لِلنَّاسِ وَإِنَّمَا أَخْرَجَهَا الْمَنْصُورُ فَمَا أَظُنُّ رَبِيَعَةَ لَبِسَهَا وَإِنْ كَانَ قَدْ لَبِسَهَا فَيَكُونُ فِي آخِرِ عُمْرِهِ، وَهُوَ ابْنُ سَبْعِينَ سَنَةً لا شَابًّا.
الرَّابِعُ: كَانَ يَكْفِيهِ فِي السَّبْعِ وَالْعِشْرِينَ سَنَةً أَلْفَ دِينَارٍ أَوْ أَكْثَرَ. ثُمَّ قَدْ قَالَ ابن وهب: حدثني عبد الرحمن بن زيد قَالَ: مَكَثَ رَبِيعَةُ دَهْرًا طَوِيلا يُصَلِّي اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، ثُمَّ نَزَعَ عَنْ ذَلِكَ إِلَى أَنْ جَالَسَ الْعُلَمَاءَ فَجَالَسَ الْقَاسِمَ فَنَطَقَ بِلُبٍّ وَعَقْلٍ، فَكَانَ الْقَاسِمُ إِذَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ، قَالَ: سَلُوا هَذَا - لِرَبِيعَةَ - وَصَارَ رَبِيعَةُ إِلَى فِقْهٍ وَفَضْلٍ وَعَفَافٍ، وَمَا كَانَ بِالْمَدِينَةِ رَجُلٌ أَسْخَى مِنْهُ.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ يُحَدِّثُنَا فَإِذَا طَلَعَ رَبِيعَةُ قَطَعَ يَحْيَى حَدِيثَهُ إِجْلالا لَهُ وَإِعْظَامًا.
وَقَالَ ابْنُ بكير: حدثني الليث قال: قَالَ لِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: مَا رَأَيْتُ أَفْطَنَ مِنْ رَبِيعَةَ، وَقَالَ لِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: رَبِيعَةُ صَاحِبُ مُعْضِلاتُنَا وَعَالِمُنَا وَأَفْضَلُنَا.
وَقَالَ سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَاضِي الْبَصْرَةِ: مَا رَأَيْتُ قَطُّ مِثْلَ رَبِيعَةَ، قُلْتُ: وَلا الحسن؟ فقال: وَلا الْحَسَنَ، وَلا ابْنَ سِيرِينَ.
وَقَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ مَالِكٍ قَالَ: قَدِمَ الزُّهْرِيُّ الْمَدِينَةَ فَأَخَذَ بِيَدِ رَبِيعَةَ وَدَخَلا الْمَنْزِلَ فَمَا خَرَجَا إِلَى الْعَصْرِ، وَخَرَجَ ابْنُ شِهَابٍ وَهُوَ يَقُولُ: مَا ظَنَنْتُ أَنَّ بِالْمَدِينَةِ مِثْلَ رَبِيعَةَ وَخَرَجَ رَبِيعَةُ وَهُوَ يَقُولُ نَحْوَ ذَلِكَ.
وَقَالَ يَحْيَى بن معين: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: قَالَ: اللَّيْثُ فِي رِسَالَتِهِ إِلَى مَالِكٍ: ثُمَّ اخْتَلَفَ الَّذِينَ كَانُوا بَعْدَهُمْ وَحَضَرْنَاهُمْ بِالْمَدِينَةِ، وَغَيْرِهَا وَرَأْسُهُمْ فِي الْفُتْيَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ شِهَابٍ وَرَبِيعَةَ، فَكَانَ مِنْ خِلافِ رَبِيعَةَ، تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُ، لِبَعْضِ مَا مَضَى وَحَضَرْتُ وَسَمِعْتُ قَوْلَكَ فِيهِ وَقَوْلَ ذِي السِّنِّ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَكَثِيرِ بْنِ فَرْقَدٍ حَتَّى اضْطَرَّكَ مَا كَرِهْتَ مِنْ ذَلِكَ إِلَى فِرَاقِ مَجْلِسِهِ وَذَاكَرْتُكَ أَنْتَ وَعَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بَعْضَ مَا تَعِيبُ عَلَى رَبِيعَةَ وَكُنْتُمَا مُوَافِقِينَ فِيمَا أَنْكَرْتُ تَكْرَهَانِ مِنْهُ مَا أَكْرَهُ، وَمَعَ ذَلِكَ بِحَمْدِ اللَّهِ عِنْدَ رَبِيعَةَ أَثَرٌ كَثِيرٌ، وَعَقْلٌ أَصِيلٌ، وَلِسَانٌ بَلِيغٌ [ص:650] وَفَضْلٌ مُسْتَبِينٌ، وَطَرِيقَةٌ حَسَنَةٌ فِي الإِسْلامِ، وَمَوَدَّةٌ صَادِقَةٌ لِإِخْوَانِهِ، فَرَحِمَهُ اللَّهُ وَغَفَرَ لَهُ وَجَزَاهُ بأحسن عمله.
قال أحمد بن صالح: حدثنا عَنْبَسَةُ، عَنْ يُونُسَ قَالَ: شَهِدْتُ أَبَا حَنِيفَةَ فِي مَجْلِسِ رَبِيعَةَ فَكَانَ مَجْهُودُ أَبِي حَنِيفَةَ أَنْ يَفْهَمَ مَا يَقُولُ رَبِيعَةَ.
وَرَوَى مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ أَخِي يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ أَنَّ رَجُلا سَأَلَهُ عَنْ بَوْلِ الْحِمَارِ، فَقَالَ ابْنُ هُرْمُزٍ: نَجِسٌ، قَالَ: فَإِنَّ رَبِيعَةَ لا يَرَى بِهِ بَأْسًا، قَالَ: لا عَلَيْكَ أَنْ لا تَذْكُرَ مَسَاوِئَ رَبِيعَةَ، فَلَرُبَّمَا تكلمنا في المسألة نخالفه فِيهَا، ثُمَّ نَرْجِعُ إِلَى قَوْلِهِ بَعْدَ سَنَةٍ.
قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ: قَالَ مَالِكٌ: لا يَنْبَغِي أَنْ نَتْرُكَ الْعَمَائِمَ، وَلَقَدِ اعْتَمَمَتُ وَمَا فِي وَجْهِي شَعْرَةٌ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ فِي مَجْلِسِ رَبِيعَةَ بِضْعَةٌ وَثَلاثِينَ مُعْتَمًّا.
قُلْتُ: وَرَبِيعَةُ مُجْمَعٌ عَلَى تَوْثِيقِهِ، نَصَّ عَلَى ذَلِكَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَغَيْرُهُ.
ابْنُ وَهْبٍ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمَاجِشُونِ قَالَ: لَمَّا جِئْتُ إِلَى الْعِرَاقِ جاءني أهلها، فقالوا: حدثنا عن ربيعة الرأي، فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ تَقُولُونَ هَذَا وَلا وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ أَحْوَطَ لِسُنَّةٍ مِنْهُ.
وَقَالَ مَالِكٌ: كَانَ رَبِيعَةُ أَعْجَلَ شَيْءٍ فُتْيَا وَأَعْجَلَ جَوَابًا، وَكَانَ يَقُولُ: مَثَلُ الَّذِي يَعْجَلُ بِالْفُتْيَا قَبْلَ أَنْ يَتَثَبَّتَ كَمَثَلِ الَّذِي يَأْخُذُ شَيْئًا مِنَ الأَرْضِ لا يَدْرِي مَا هُوَ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْمِصِّيصِيُّ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: بَكَى رَبُيعَةُ يَوْمًا، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: رِيَاءٌ حَاضِرٌ، وَشَهْوَةٌ خَفِيَّةٌ، وَالنَّاسُ عِنْدَ عُلَمَائِهِمْ كَصِبْيَانٍ فِي حُجُورِ أُمَّهَاتِهِمْ، إِنْ أَمَرُوهُمُ ائْتَمَرُوا وَإِنْ نُهُوا انْتَهَوْا.
وَقَالَ ضَمْرَةُ، عن رجاء بن جميل قَالَ: قَالَ رَبِيعَةُ: إِنِّي رَأَيْتُ الرَّأْيَ أَهْوَنَ عَلَى مَنْ تَبِعَهُ مِنَ الْحَدِيثِ، قَالَ الأُوَيْسِيُّ: قَالَ مَالِكٌ: كَانَ رَبيَعَةُ يَقُولُ لِلزُّهْرِيِّ: إِنَّ حَالِي لَيْسَتْ تُشْبِهُ حَالَكَ، قَالَ: وَكَيْفَ؟ قَالَ: أنا أقول برأيي، مَنْ شَاءَ أَخَذَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَ، وَأَنْتَ تُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتحفظ.
قال ابن أبي خيثمة: حدثنا الزبير بن بكار، قال: أخبرني مطرف، عن [ص:651] مالك، قَالَ لِي رَبِيعَةُ: يَا مَالِكُ إِنِّي خَارِجٌ إِلَى الْعِرَاقِ وَلَسْتُ مُحَدِّثُهُمْ حَدِيثًا وَلا مُفْتِيهِمْ عَنْ مَسْأَلَةٍ، قَالَ مَالِكٌ: فَوَفَّى مَا حَدَّثَهُمْ وَلا أَفْتَاهُمْ.
وَقَالَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ رَبِيعَةَ أَنَّهُ وَقَفَ عَلَى قَوْمٍ نُفَاةٍ لِلْقَدَرِ، فَقَالَ مَا مَعْنَاهُ: إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَلَمَا فِي أَيْدِيكُمْ أَعْظَمُ مِمَّا فِي يَدِي رَبِّكُمْ إِنْ كَانَ الْخَيْر وَالشَّرُّ بِأَيْدِيكُمْ.
قَالَ: وَقَفَ غَيْلانُ عَلَى رَبِيعَةَ، وَقَالَ: أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ يُعْصَى؟ فَقَالَ: وَيْلُكَ يَا غَيْلانُ أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ يُعْصَى قَسْرًا.
وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قِيلَ لِرَبِيعَةَ: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى، كَيْفَ اسْتَوَى؟ فَقَالَ: الاسْتِوَاءُ مِنْهُ غَيْرُ مَعْقُولٍ، وَعَلَيْنَا وَعَلَيْكَ التَّسْلِيمُ.
هَذِهِ رِوَايَةٌ مُنْقَطِعَةٌ وَالظَّاهِرُ سُقُوطُ شَيْءٍ، وَإِنَّمَا الْمَحْفُوظُ عَنْهُ بِإِسْنَادَيْنِ أَنَّهُ أَجَابَ، فَقَالَ: الاسْتِوَاءُ غَيْرُ مَجْهُولٍ، وَالْكَيْفُ غَيْرُ مَعْقُولٍ، وَمِنَ اللَّهِ الرِّسَالَةُ، وَعَلَى الرَّسُولِ الْبَلاغُ، وَعَلَيْنَا التَّصْدِيقُ، وَمِثْلُهُ مَشْهُورٌ عَنْ مَالِكٍ، وَغَيْرُهُ.
وَصَحَّ عَنْ رَبِيعَةَ قَالَ: الْعِلْمُ وَسِيلَةٌ إِلَى كُلِّ فَضِيلَةٍ.
وَقَالَ مَالِكٌ: قَدِمَ رَبِيعَةُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنيِنَ فَأَمَرَ لَهُ بِجَائِزَةٍ، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا، فَأَعْطَاهُ خَمْسَةَ آلافِ دِرْهَمٍ يَشْتَرِي بِهَا جَارِيَةً، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا.
وَعَنِ ابْنِ وَهْبٍ أَنَّ رَبِيعَةَ أَنْفَقَ عَلَى إِخْوَانِهِ أَرْبَعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ، ثُمَّ جَعَلَ يَسْأَلُ إِخْوَانِهِ فِي إِخْوَانِهِ.
وَقَالَ عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ: قَالَ رَبِيعَةُ: الْمُرُوءَةُ سِتُّ خِصَالٍ: ثَلاثَةٌ فِي الْحَضَرِ: تِلاوَةُ الْقُرْآنِ، وَعِمَارَةُ الْمَسَاجِدِ، وَاتِّخَاذُ الإِخْوَانِ فِي اللَّهِ، وَثَلاثَةٌ فِي السَّفَرِ: بَذْلُ الزَّادِ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ، وَالْمِزَاحِ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: لَمْ يَزَلْ أَمْرُ النَّاسِ مُعْتَدِلا مُسْتَقِيمًا حَتَّى ظَهَرَ الْبَتِّيُّ بِالْبَصْرَةِ، وَرَبِيعَةُ بِالْمَدِينَةِ، وَآخَرُ بِالْكُوفَةِ، فَوَجَدْنَاهُمْ مِنْ أَبْنَاءِ سَبَايَا الأُمَمِ، فذكر هشام بن عروة بإسناد لم يَضْبِطُهُ الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص:652] قَالَ: لَمْ يَزَلْ أَمْرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُعْتَدِلا مُسْتَقِيمًا حَتَّى نَشَأَ فِيهِمْ أَبْنَاءُ سَبَايَا الأُمَمِ.
قال النسائي: حدثنا أحمد بن يحيى بن وزير، قال: حدثنا الشافعي، قال: حدثنا سُفْيَانُ قَالَ: كُنَّا إِذَا رَأَيْنَا رَجُلا مِنْ طَلَبَةِ الْحَدِيثِ يَغْشَى أَحَدَ ثَلاثَةٍ ضَحِكْنَا مِنْهُ؛ لِأَنَّهُمْ كَانُوا لا يُتْقِنُونَ الْحَدِيثَ وَلا يَحْفَظُونَهُ: ربيعة الرأي، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، وَجَعْفَرُ بن محمد.
وقال الحزماني: حدثنا مُطَرِّفٌ، عَنِ ابْنِ أَخِي يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن هُرْمُزٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَبِيعَةَ جُلِدَ وَحُلِقَ رَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ، فَنَبَتَتْ لِحْيَتُهُ مُخْتَلِفَةً، شِقٌّ أَطْوَلُ مِنَ الآخَرِ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا عُثْمَانَ لَوْ سَوَّيْتَهُ، قَالَ: لا حَتَّى أَلْقَى اللَّهَ مَعَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ الْحِزَامِيُّ: فَكَانَ سَبَبُ جَلْدِهِ سِعَايَةَ أَبِي الزِّنَادِ، سَعَى بِهِ فَوَلِيَ بَعْدَ فُلانٍ التَّيْمِيِّ، فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي الزِّنَادِ فَأَدْخَلَهُ بَيْتًا وَطَيَّنَ عَلَيْهِ لِيَقْتُلَهُ جُوعًا، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَبِيَعَةَ فَجَاءَ إِلَى الْوَالِي وأنكر عليه واستطلقه، وقال: سأحاكمه إِلَى اللَّهِ.
قَالَ مُطَرِّفٌ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: ذَهَبَتْ حَلاوَةُ الْفِقْهِ مُنْذُ مَاتَ رَبِيعَةَ.
وَقَالَ مَالِكٌ: كَانَ رَبِيعَةُ يَتَحَدَّثَ كَثِيرًا وَيَقُولُ: السَّاكِتُ بَيْنَ النَّائِمِ وَالأَخْرَسِ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ أَعْرَابِيٌّ يَوْمًا وَطَوَّلَ، فَقَالَ: يَا أَعْرَابِيُّ مَا الْبَلاغَةُ عِنْدَكُمْ؟ قَالَ: الإِيَجازُ وَإِصَابَةُ الْمَعْنَى، قَال: فَمَا الْعِيُّ؟ قَالَ: مَا أَنْتَ فِيهِ، فَخَجِلَ رَبِيعَةُ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: مَاتَ رَبِيعَةُ بِالأَنْبَارِ فِي مَدِينَةِ السَّفَّاحِ، وَكَانَ جَاءَ بِهِ لِلقْضَاءِ.
قَالَ خَلِيفَةُ، وَجَمَاعَةٌ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ، رَحِمَهُ الله.(3/647)
77 - خ م د ت ن: رَقَبَةُ بْنُ مَصْقلَةَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعَبْدِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،
وَعَنْ: عَطَاءٍ، وَطَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَعَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: رَفِيقُهُ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَابْنُ فُضَيْلٍ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، فَقَالَ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: كَانَ ثِقَةً مُفَوَّهًا يُعَدُّ مِنْ رِجَالاتِ الْعَرَبِ.(3/653)
78 - م 4: رُكَيْنُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ عَمِيلَةَ الْفَزَارِيُّ أَبُو الرَّبِيعِ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنْ: ابْنِ عُمَرَ إِنْ صَحَّ، وَأَبِي الطُّفَيْلِ، وَنُعَيْمِ بْنِ حَنْظَلَةَ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: زَائِدَةُ، وَشُعْبَةُ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.(3/653)
-[حَرْفُ الزَّاي](3/653)
79 - زَبَّانُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ الأُمَوِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
أَخُو أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ.
كَانَ أَحَدَ فِرْسَانِ مِصْرَ الْمَذْكُورِينَ.
رَوَى عَنْ: أَخِيهِ، وَأَبِي بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَام.
وَعَنْهُ: الأَوْزَاعِيُّ، وَاللَّيْثُ، وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ أَحَدُ مَنْ فَرَّ مِنَ الْمُسَوِّدَةِ تَقَنْطَرَ بِهِ فَرَسُهُ لَيْلَةَ قَتَلُوا مَرْوَانَ بِبُوصِيرَ، فَسَقَطَ فَذَبَحُوهُ، وَذَلِكَ آخِرُ لَيْلَةٍ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.(3/653)
80 - ع: الزُّبَيْرُ بْنُ عَدِيٍّ الْهَمْدَانِيُّ الْيَامِيُّ أَبُو عَدِيٍّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَأَبِي وَائِلٍ، وَالْحَارِثِ الأَعْوَرِ، وَمُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيُّ.
وَعَنْهُ: مِسْعَرٌ، وَمَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَبِشْرُ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ، وَكَانَ فَاضِلا صَاحِبَ سُنَّةٍ، وَلِيَ قَضَاءَ الرَّيِّ.
قَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: ثِقَةٌ ثَبْتٌ مِنْ أَصْحَابِ إِبْرَاهِيمَ، وَكَانَ مَعَ قُتَيْبَةَ بْن مُسْلِمٍ، وَكَانَ يَقُولُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: اتَّقِ اللَّهَ لا تَقْتُلْ مَعَ قُتَيْبَةَ.
قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.(3/654)
81 - زُرْعَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: خَالِدِ بْنِ اللَّجْلاجِ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ.
وَعَنْهُ: عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَعَمْرُو بْنُ وَاقِدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
قُتِلَ زُرْعَةُ يَوْمَ دُخُولِ الْمُسَوِّدَةِ دِمَشْقَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.(3/654)
82 - زَنْكَلُ بْنُ عَلِيٍّ الْعُقَيْلِيُّ الرَّقِّيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أُمِّ الدَّرْدَاءِ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ.
وَعَنْهُ: جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، وَأَبُو الْمُلَيْحِ الرَّقِّيَّانِ.
لَمْ يُضَعَّفْ.(3/654)
83 - خ 4: زُهْرَةُ بْنُ مَعْبَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ، أَبُو عُقَيْلٍ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
نَزِيلُ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ.
رَوَى عَنْ: جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِشَامٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَابْنِ الزُّبَيْرِ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، وَاللَّيْثُ، وَسَعِيدُ بْنُ أبي أَيُّوبَ، وَابْنُ لَهِيعَةَ. وَآخِرُ مَنْ روى عنه رِشدِينُ بْنُ سَعْدٍ.
وَكَانَ عَبْدًا صَالِحًا.
قَالَ الدَّارِمِيُّ: زَعَمُوا أَنَّهُ كَانَ مِن الأَبْدَالِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
تُوُفِّي سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ، وَقِيلَ: سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: غَيْرُ ذَلِكَ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَقَالَ: لِجَدِّهِ صحبة.
وقال ابن وهب: أخبرنا حيوة بن شريح، قال: أَخْبَرَنِي زُهْرَةُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ لَهُ: أَيْنَ تَسْكُنْ؟ قَالَ: قُلْتُ: بِالْفُسْطَاطِ، قَالَ: أُفٍّ تَسْكُنُ الْخَبِيثَةَ الْمُنْتِنَةَ وَتَذَرُ الطَّيِّبَةُ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ، فَإِنَّكَ تُجْمَعُ بِهَا دُنْيَا وَآخِرَةَ، طَيِّبَةُ الْمَوْطِأِ، وَدِدْتُ أَنَّ قَبْرِي يَكُونُ بِهَا، وَرَوَى نَحْوًا مِنْهُ ضِمَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ زُهْرَةَ.(3/655)
84 - د ق: زِيَادُ بْنُ بَيَانٍ الرَّقِّيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَلِيِّ بْنِ نُفَيْلٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو الْمُلَيْحِ الرَّقِّيُّ، وَابْنُ عُلَيَّةَ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لا بَأْسَ بِهِ.(3/655)
85 - ع: زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعَدَوِيُّ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
مَوْلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
عَنْ: ابْنِ عُمَرَ، وَجَابِرٍ، وَسَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَأَبِيهِ، وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، وَبُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: بَنُوهُ: أُسَامَةُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَابْنُ عَجْلانَ، وَمَالِكٌ، وَيَعْمُرُ، وَهَمَّامٌ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَأَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، وَالسُّفْيَانَانِ، وَحَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَهِشَامُ بُن سَعْدٍ، وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، وَخَلْقٌ.
وَكَانَتْ لَهُ حَلَقَةٌ لِلْعِلْمِ بِمَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرِوَايَتِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي " جَامِعِ التِّرْمِذِيِّ "، وَرِوَايَتِهِ عَنْ عَائِشَةَ فِي " سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ "، وَأَحْسَبُ ذَلِكَ غَيْرَ مُتَّصِلٍ، وَكَانَ أَحَدُ مَنْ أَقْدَمَهُ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ يَسْتَفْتِيهِمْ فِي الطَّلاقِ قَبْلَ النِّكَاحِ هَلْ يُعْتَبَرُ.
قَالَ مَالِكٌ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلانَ: مَا هِبْتُ أَحَدًا هَيْبَتِي زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ.
قَالَ عَبَّاسُ الدُّورِيُّ: قَالَ لَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَلا مِنْ جَابِرٍ.
ابْنُ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ جَدِّي أَسْلَمُ: لَمَّا وُلِدَ لِي زَيْدٌ قَالَ لِي ابْنُ عُمَرَ: مَا سَمَّيْتُ ابْنَكَ؟ قُلْتُ: زَيْدُ، قَالَ: بِأَيِّ الزَّيْدَيْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ أَمْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ؟ قُلْتُ: زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ وَكَنَّيْتُهُ بِكُنْيَتِهِ، قَالَ: أَصَبْتَ، وَكُنْيَتُهُ أَبُو أُسَامَةَ.
وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ ثِقَةٌ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ سَعْدٍ شَيْئًا.
وقال جماعة عَنِ الْعَطَّافِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ بِحَدِيثٍ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أبا أسامة عمن هذا؟ قال: يا ابن أَخِي مَا كُنَّا نُجَالِسُ السُّفَهَاءَ وَلا نَحْمِلُ عَنْهُمْ.
قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: وَزَيْدٌ ثِقَةٌ من أهل الفقه، عالم بتفسير القرآن، لَهُ فِيهِ كِتَابٌ. [ص:657]
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: سَمِعْتُ مَالِكًا وَسُئِلَ: أَكُنْتُمْ تَتَقَايَسُونُ فِي مَجْلِسِ رَبِيعَةَ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ؟ قَالَ: لا وَاللَّهِ، قَالَ مَالِكٌ: فَأَمَّا مَجْلِسُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فَلَمْ يَكُنْ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ هَذَا إِلا أَنْ يَكُونَ هُوَ يَبْتَدِئُ شَيْئًا يَذْكُرُهُ.
ابْنُ وَهْبٍ: حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ أَبِي لَهُ جُلَسَاءُ، فَرُبَّمَا أَرْسَلَنِي إِلَى الرَّجُلِ مِنْهُمْ فَيُقَبِّلُ رَأْسِي وَيَمْسَحُهُ وَيَقُولُ: وَاللَّهِ لأَبُوكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ وَلَدِي، وَاللَّهِ لَوْ خَيَّرَنيِ اللَّهُ أَنْ يَذْهَبَ بِهِ أَوْ بِهِمْ لاخْتَرْتُ أَنْ يَذْهَبَ بِهِمْ وَيَبْقَى لِي زيدا.
وَقَالَ لِي أَبُو حَاتِمٍ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا فِي مَجْلِسِ أَبِيكَ أَرْبَعِينَ حَبْرًا فَقِيهًا أَدْنَى خَصْلَةً مِنَّا التَّوَاسِي بِمَا فِي أَيْدِينَا مَا رُؤِيَ فينا متماريين وَلا مُتَنَازِعِينَ فِي حَدِيثٍ لا يَنْفَعُ، وَكَانَ أَبُو حَازِمٍ يَقُولُ: لا يُرِينِي اللَّهُ يَوْمَ زَيْدٍ، وَقَدِّمْنِي بَيْنَ يَدَيْ زَيْدٍ، قَالَ: فَأَتَاهُ نَعْيُ زَيْدٍ فَعَقَرَ فَمَا قَامَ وَلا شَهِدَهُ.
ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَال يَعْقُوبُ بْنُ الأَشَجِّ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ لَيْسَ مِنَ الْخَلْقِ أَحَدٌ آمَنُ عَلَيَّ مِنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، اللَّهُمَّ فزد في عمره مِنْ أَعْمَارِ النَّاسِ وَابْدَأْ بِي، فَرُبَّمَا قَالَ لَهُ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: أَرَأَيْتَ طَلَبْتَ حَيَاتِي لِي أَوْ لِنَفْسِكَ؟ قَال: لِنَفْسِي، قَالَ: فَأَيُّ شَيْءٍ تَمُنُّ عَلَيَّ فِي شَيْءٍ طَلَبْتُهُ لِنَفْسِكَ؟!
يعقوب بن محمد الزهري: حدثنا الزُّبَيْرُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: وَاللَّهِ مَا قَالَتِ الْقَدَرِيَّةُ كَمَا قَالَ اللَّهُ، وَلا كَمَا قَالَتِ الْمَلائِكَةُ، وَلا كَمَا قَالَ النَّبِيُّونَ، وَلا أَهْلُ الْجَنَّةِ وَلا النَّارِ، وَلا كَمَا قَالَ أَخُوهُمْ إِبْلِيسُ، قَالَ اللَّهُ: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}، وَقَالَتِ الْمَلائِكَةُ: {لا عِلْمَ لَنَا إِلا مَا عَلَّمْتَنَا}، وَقَالَ شُعَيْبٌ: {وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فيها إلا أن يشاء الله ربنا}، وَقَالَ أَهْلُ الْجَنَّةِ: {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ}، وَقَالَ أَهْلُ النَّارِ: {رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا}، وَقَالَ أَخُوهُمْ إِبْلِيسُ: {فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي}.
وَرَوَى حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: اسْتَغْنِ بِاللَّهِ عَمَّنْ سِوَاهُ وَلا يَكُونَنَّ أَحَدٌ أَغْنَى مِنْكَ بِاللَّهِ، وَلا يَكُنْ أَحَدٌ أَفْقَرُ إِلَيْهِ مِنْكَ، وَلا تُشْغِلَنَّكَ نِعَمُ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ عَنْ نِعْمَتِهِ عَلَيْكَ، وَلا تُشْغِلَنَّكَ ذُنُوبُ الْعِبَادِ عَنْ [ص:658] ذُنُوبِكَ وَلا تُقَنِّطِ الْعِبَادَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَتَرْجُوهَا لِنَفْسِكَ.
ابْنَ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كَانَ ابْنُ زَيْدٍ يَقوُل: يَا بُنَيَّ لا تُعْجِبْكَ نَفْسَكَ وأنت لا تَشَاءُ أَنْ تَرَى مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مِنْ هُوَ خَيْرٌ منك إلا رأيته.
وقال ابن الطباع: حدثنا حماد بن زيد قال: قدمت المدينة وَهُمْ يَتَكَلَّمُونَ فِي زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، فَقُلْتُ لعبيد الله: ما تقول في مولاكم؟ قَالَ: مَا نَعْلَمُ بِه بَأْسًا إِلا أَنَّهُ يُفَسِّرُ الْقُرْآنَ بِرَأْيِهِ.
وَقَالَ مَالِكٌ: كَانَ زَيْدُ يُحَدِّثُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ، فَإِذَا سَكَتَ لا يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِنْسَانٌ، وَكَانَ يَقُولُ: ابْنَ آدَمَ، اتَّقِ اللَّهَ يُحِبُّكَ النَّاسُ وَإِنْ كَرِهُوا.
وَكَانَ أَبُو حَازِمٍ الأَعْرَجُ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي أَنْظُرُ إِلَى زَيْدٍ فَأَذْكُرُ بِالنَّظَرِ إِلَيْهِ الْقُوَّةَ عَلَى عِبَادَتِكَ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ يَجْلِسُ إِلَى زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، فَكَلِّمُوهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنَّمَا يَجْلِسُ الرَّجُلَ إِلَى مَنْ يَنْفَعُهُ فِي دِينِهِ.
قُلْتُ: مَنَاقِبُ زيد كثيرة، وتبارد ابْنُ عَدِيٍّ بِإِيرَادِهِ فِي " كَامِلِهِ " وَقَالَ: هُوَ مِنَ الثِّقَاتِ مَا امْتَنَعَ أَحَدٌ مِنَ الرِّوَايَةِ عَنْهُ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ، وَغَيْرُهُ: مات في ذي الحجة سنة ست وثلاثين وَمِائَةٍ، وَوَهِمَ مَنْ قَالَ: سَنَةَ ثَلاثٍ.(3/656)
86 - 4: زَيْدُ بْنُ الْحَوَارِيِّ الْعَمِّيُّ الْبَصْرِيُّ أَبُو الْحَوَارِيِّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
قَاضِي هُرَاةَ، وَهُوَ مَوْلَى زِيَادِ ابْنِ أَبِيهِ.
عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَأَبِي وَائِلٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَأَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنَاهُ عبد الرحيم، وعبد الرَّحْمَنِ، وَسُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ، وَهُشَيْمٌ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَعَلَّ شُعْبَةَ لَمْ يَرْوِ عَنْ أَضْعَفَ مِنْهُ، ثُمَّ سَاقَ لَهُ ابْنُ عَدِيٍّ عِدَّةَ أَحَادِيثَ تُنْكَرُ. [ص:659]
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: صَالِحٌ.
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الْجَوْزَجَانِيُّ: مُتَمَاسِكٌ.
وَيُقَالُ: إِنَّهُ لُقِّبَ بِالْعَمِّيِّ لِكَوْنِهِ كَانَ كُلَّمَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ قَالَ: حَتَّى أَسْأَلَ عَمِّي.(3/658)
87 - زَيْدُ بْنُ رُفَيْعٍ الْجَزَرِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وحزام بن حكيم بن حزام.
وَعَنْهُ: مَعْمَرٌ، وَالْمَسْعُودِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي الدُّنْيَا النَّصِيبِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَةُ أَحْمَدُ.
يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ، وَلَيَّنَهُ بَعْضُهُمْ.(3/659)
88 - د ن ق: زَيْدُ بْنُ أَبِي عَتَّابٍ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
مَوْلَى أُمِّ حَبِيبَةَ.
أَرْسَلَ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَمُعَاوِيَةَ، وَرَوَى عَنْ: أَبِي سَلَمَةَ، وَأُسَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَعَنْهُ: مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ، وَزِيَادُ بْنُ سَعْدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُنْتَشِرِ، وَنُوحُ بن أَبِي بِلالٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، عِدَادُهُ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ.(3/659)
89 - خ د ن ق: زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ الْقُرَشِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، أَبُو عَمْرٍو. [الوفاة: 131 - 140 ه]
رَوَى عَنْ: بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَجُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، وَحَرَامِ بْنِ حَكِيمٍ، وَكَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، وَخَلْقٍ سِوَاهُمْ.
وَعَنْهُ: صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، وَصَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّمِينُ، وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، وَسُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَالْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الْخَشَنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ سَمِيعٍ، وَغَيْرُهُمْ.
رَوَى الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ قَالَ: أَنَا رَأَيْتُ الرَّأْسَ الَّذِي [ص:660] يُقَالُ إِنَّهُ رَأْسُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلامُ طَرِيًّا كَأَنَّمَا قُتِلَ السَّاعَةَ.
قَال أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ.
وَقَدْ رُمِيَ بِالْقَدَرِ وَلَمْ يَثْبُتْ عَنْهُ.
وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارٌ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ هِشَامُ بن عمار: حدثنا صدقة، قال: حدثنا زيد بن واقد، قال: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ يُقَالُ لَهُ: الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ قَالَ: لَقَدْ أَدْرَكْتُ أَقْوَامًا لَوْ رَأَوْا خِيَارَكُمْ لَقَالُوا: مَا لِهَؤُلاءِ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ خَلاقٍ، وَلَوْ رَأَوْا شِرَارَكُمْ لقالوا: ما يؤمن هؤلاء بيوم الحساب.(3/659)
-[حَرْفُ السِّينِ](3/660)
90 - ت: سَالِمُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ أَبُو يُونُسَ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
رَأَى ابْنَ عَبَّاسٍ، وَسَمِعَ: أَبَا حَازِمٍ الأَشْجَعِيَّ، وَالشَّعْبِيَّ، وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيَّ، وَمُنْذِرًا الثَّوْرِيَّ.
وَعَنْهُ: السُّفْيَانَانِ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ الْفَلاسُ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ مُفْرِطٌ فِي التَّشَيُّعِ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ لِسَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ: أَنْتَ قَتَلْتَ عُثْمَانَ، فَجَزِعَ، وَقَالَ: أَنَا! قَالَ: نَعَمْ؛ لِأَنَّكَ تَرْضَى بِقَتْلِهِ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ أَبِي حَفْصَةَ طَوِيلَ اللِّحْيَةِ أحمقها، وهو يقول: لبيك قاتل نعثل، لبيك مهلك بني أمية، يعني: يقوله فِي الطَّوَافِ. وَرَوَاهَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ جَرِيرٍ أَنَّهُ رَآهُ يَطُوفُ وَيَقُولُ ذَلِكَ، فَأَجَازَهُ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ بِأَلْفِ دِينَارٍ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: ليس بثقه. [ص:661]
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عِيبَ عَلَيْهِ الْغُلُوُّ فِي التَّشَيُّعِ، وَأَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ.(3/660)
91 - سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَارِبِيُّ الدَّارَانِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
قَاضِي دِمَشْقَ.
ولاه عبد الله بن عَلِيٍّ.
رَوَى عَنْ: مُجَاهِدٍ، وَمَكْحُولٍ، وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ: الأَوْزَاعِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْمُرِّيُّ.
وَهُوَ مُقِلٌّ، وَثَّقَهُ الْفَسَوِيُّ.(3/661)
92 - خ د ن ق: سَالِمُ بْن عَجْلانَ أَبُو مُحَمَّدٍ الأُمَوِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْجَزَرِيُّ الْحَرَّانِيُّ الأَفْطَسُ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَالزُّهْرِيِّ.
وَعَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَشَرِيكٌ، وَمَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ مُرْجِئٌ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: قَتَلَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ سِتِّينَ حَدِيثًا.(3/661)
93 - سَدِيرُ بْنُ حَكيِمِ بْنِ صُهَيْبٍ أَبُو الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: عُكْرِمَةَ، وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ.
وَعَنْهُ: السُّفْيَانَانِ، وَهُرَيْمُ بْنُ سُفْيَانَ، وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، وَوَلَدُهُ حَنَانُ بُنْ سَدِيرٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الحديث.(3/661)
94 - ق: السَّرِيُّ الْكُوفِيُّ ابْنُ عَمِّ الشَّعْبِيِّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: الشَّعْبِيِّ.
وَعَنْهُ: جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: تَرَكَ النَّاسُ حَدِيثَهُ.(3/662)
95 - سَعْدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ، وَسَيُعَادُ.(3/662)
96 - 4: سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ أَبُو حَفْصَ الأَسْلَمِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أَبِي الْقَيْنِ، وَسَفِينَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ، وَمُسْلِمِ بني أَبِي بَكْرَةَ الثَّقَفِيِّ.
وَعَنْهُ: الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَحَشْرَجُ بْنُ نُبَاتَةَ، وَعَبْدُ الْوَارِثِ التَّنُورِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ.
وَذَكَرَ حَشْرَجُ عَنْهُ أَنَّهُ لَقِيَ سَفِينَةَ فِي وِلايَةِ الْحَجَّاجِ بِبَطْنِ نَخْلَةٍ، فَبَقِيَ عِنْدَهُ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ.
مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.(3/662)
97 - سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَعَمِّهِ خَارِجَةَ.
وَعَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَعُقَيْلٌ، وَمَالِكٌ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَمَاتَ كَهْلا فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
وَرَوَى الأَصْمَعِيُّ، عَنْ مَالِكٍ: أَنَّ سَعِيدًا كَانَ فَاضِلا عَابِدًا، أُرِيدَ عَلَى قَضَاءِ الْمَدِينَةِ وَأُكْرِهَ، فَكَانَ أَوَّلُ مَا قَضَى بِهِ عَلَى الأَمِيرِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّصْرِيِّ وَالِي الْمَدِينَةِ فَأَخْرَجَ مِنْ يَدِهِ مَالا عَظِيمًا لِلْفُقَرَاءِ فقسمه، فعزل [ص:663] عَبْدُ الْوَاحِدِ لِذَلِكَ، فَقَالَ لِسَعِيدٍ أَصْحَابُهُ: قَضِيَّتُكَ هَذِهِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ مَالٍ عَظِيمٍ لَوْ تَصَدَّقَتْ بِهِ.(3/662)
98 - سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ، الْمَخْزُومِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَأَبِي عبيدة بن عبد الله بن مسعود.
وَعَنْهُ: يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وَالْمَسْعُودِيُّ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خِرَاشٍ: صَدُوقٌ.(3/663)
99 - سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيُّ الْمَدَنِيُّ. وَمِنْهُمْ مَنْ يُسَمِّيهِ سَعْدًا. [الوفاة: 131 - 140 ه]
سَمِعَ: الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ.
وَعَنْهُ: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَمَالِكٌ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.(3/663)
100 - ع: سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلالٍ اللَّيْثِيُّ، مَوْلاهُمُ الْمِصْرِيُّ، أَبُو الْعَلاءِ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
أَحَدُ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ.
عَنْ: عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، وَنُعَيْمٍ الْمُجَمِّرِ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَعَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، وَالْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، وَقَتَادَةَ، وَنَافِعٍ، وَالزُّهْرِيِّ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، وَخَلْقٍ سِوَاهُمْ. وَأَرْسَلَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَغَيْرِهِ.
وَعَنْهُ: خالد بن يزيد، وعمرو بْنُ الْحَارِثِ، وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَإِنَّمَا أَكْثَرَ اللَّيْثُ عَنْ خَالِدٍ عَنْهُ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنِ يُونُسَ: وُلِدَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.(3/663)
101 - ع: سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُسْلِمَةَ أَبُو مُسْلِمَةَ الطَّاحِيُّ الْبَصْرِيُّ الْقَصِيرُ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَمُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ، وَأَخِيهِ يَزِيدَ بْنِ الشِّخِّيرِ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أُسَيْدٍ، وَأَبِي قِلابَةَ الْجَرْمِيِّ، وَأَبِي نَضْرَةَ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، وَابْنُ عُلَيَّةَ، وَغَسَّانُ بْنُ مُضَرَ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَةُ النَّسَائِيُّ.(3/664)
102 - ن: سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ الأَحْمَسِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: الشَّعْبِيِّ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَبَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ.
فِي طَبَقَةِ الأَوْزَاعِيِّ وَكَذَا:(3/664)
103 - م د ت ن: سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ الْقِتْبَانِيُّ الْحِمْيَرِيُّ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ أَبُو شُجَاعٍ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: دَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ، وَخَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ.
وَعَنْهُ: اللَّيْثُ، وَأَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَآخَرُونَ.
مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٌ وَخَمْسِينَ، سَيَأْتِي.(3/664)
104 - ع: سَلَمَةُ بْنُ دِينَارٍ أَبُو حَازِمٍ الأَعْرَجُ الْمَدَنِيُّ التَّمَّارُ الْقَاصُّ الزَّاهِدُ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
أَحَدُ الأَعْلامِ وَشَيْخُ الإِسْلامِ.
سَمِعَ: سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ، وَسَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، وَالنُّعْمَانَ بْنَ أَبِي عَيَّاشٍ، وَأَبَا صَالِحٍ السَّمَّانَ، وَأَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيَّ، وَأَبَا سَلَمَةَ، وَعَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ، وَخَلْقًا.
وَعَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَمَعْمَرٌ، وَمَالِكٌ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَالْحَمَّادَانِ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَالثَّوْرِيُّ، وَأَبُو مَعْشَرٍ، وَابْنُهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَأَبُو ضَمْرَةَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، وَآخَرُونَ.
قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَبُو حَازِمٍ فَارِسِيُّ الأَصْلِ، وَهُوَ مَوْلَى بَنِي لَيْثٍ، وَأُمُّهُ رُومِيَّةٌ، وَكَانَ أَشْقَرَ أَحْوَلَ أَفْزَرَ الشَّفَةِ. [ص:665]
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: هُوَ مَوْلَى الأسود بْنِ سُفْيَانَ الْمَخْزُومِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: أَبُو حَازِمٍ ثِقَةٌ لَمْ يَكُنْ فِي زَمَانِهِ مِثْلُهُ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا الْحِكْمَةُ أَقْرَبُ إِلَى فِيهِ مِنْ أَبِي حَازِمٍ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ: إِنِّي لأَعِظُ وَمَا أَرَى مَوْضِعًا مَا أُرِيدُ إلا نفسي.
وقال قتيبة: حدثنا يَعْقُوبُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: انْظُرِ الَّذِي تُحِبُّهُ أَنْ يَكُونَ مَعَكَ فِي الآخِرَةِ فَقَدِّمْهُ الْيَوْمَ، وَالَّذِي تَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ مَعَكَ فَاتْرُكْهُ الْيَوْمَ.
وَعَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: نَحْنُ لا نُرِيدُ أَنْ نَمُوتَ حَتَّى نَتُوبَ، وَنَحْنُ لا نَتُوبُ حَتَّى نَمُوتَ.
وعنه قَالَ: مَنْ أُعْجِبَ بِرَأْيِهِ ضَلَّ، وَمَنِ اسْتَغْنَى بِعَقْلِهِ زَلَّ.
وَعَنْهُ قَالَ: اخْفِ حَسَنَاتِكَ كَمَا تُخْفِي سَيِّئَاتِكَ، وَلا تَكُنْ مُعْجَبًا بِعَمَلِكَ فَلا تَدْرِي شَقِيٌّ أَنْتَ أَمْ سَعِيدٌ.
وَعَنْهُ قَالَ: النَّظَرُ فِي الْعَوَاقِبِ تلقيح للعقول.
وَقَالَ لَهُ هِشَامُ بْنُ عَبْدُ الْمَلِكِ لَمَّا وَعَظَهُ: مَا النَّجَاةُ مِنْ هَذَا الأَمْرِ؟ قَالَ: يَسِيرٌ، لا تَأْخُذَنَّ شَيْئًا إِلا مِنْ حِلِّهِ، وَلا تَضَعَهُ إِلا فِي حَقِّهِ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: كُلُّ عَمَلٍ تَكْرَهُ الْمَوْتَ مِنْ أَجْلِهِ فَاتْرُكْهُ، ثُمَّ لا يَضُرُّكَ مَتَى مُتَّ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بن مطرف: حدثنا أَبُو حَازِمٍ قَالَ: لا يُحْسِنُ عَبْدٌ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ إِلا أَحْسَنَ اللَّهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْعِبَادِ، وَلا يَعْوَرُ فِيمَا بَيْنَهُ وبين الله إلا عور الله فيما بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْعِبَادِ، وَلَمُصَانَعَةُ وَجْهٍ وَاحِدٍ أَيْسَرُ مِنْ مُصَانَعَةِ الْوُجُوهِ كُلِّهَا، إِنَّكَ إِذَا صَانَعْتَهُ مَالَتِ الْوُجُوهُ كُلُّهَا إِلَيْكَ، وَإِذَا اسْتَفْسَدْتَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ شَنَئَتْكَ الْوُجُوهُ كُلُّهَا. [ص:666]
وَعَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: مَنْ عَرَفَ الدُّنْيَا لَمْ يَفْرَحْ فِيهَا بِرَخَاءٍ وَلَمْ يَحْزَنْ عَلَى بَلْوَى.
وَقَالَ أَبُو حَازِمٍ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ السِّيِّئَةَ مَا عَمِلَ حَسَنَةً قَطُّ أَنْفَعُ لَهُ مِنْهَا وَكَذَا فِي الْحَسَنَةِ.
وَعَنْهُ قَالَ: إِذَا رَأَيْتَ رَبَّكَ يُتَابِعُ عَلَيْكَ نِعَمَهُ وَأَنْتَ تَعْصِيهِ فَاحْذَرْهُ، وَإِذَا أَحْبَبْتَ أَخًا فِي اللَّهِ فَأَقِلَّ مُخَالَطَتِهِ فِي دُنْيَاهُ.
تُوُفِّيَ أَبُو حَازِمٍ سَنَةَ أربعين ومائة. أرخه المدائني، وابن سعد.(3/664)
105 - ن: سَلَمَةُ بْنُ تَمَّامٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الشَّقَرِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَالشَّعْبِيِّ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَعَبْدُ الْوَارِثِ، وَابْنُ عُلَيَّةَ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.(3/666)
106 - سِوَى ت: سَلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ أَبُو بِشْرٍ التَّمِيمِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَنَافِعٍ.
وَعَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، وَابْنُ عُلَيَّةَ، آخرون.
وَهُوَ ثِقَةٌ مُقِلٌّ.(3/666)
107 - م د: سَلْمُ بْنُ أَبِي الذَّيَّالِ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: الْحَسَنِ، وَحُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ.
وَثَقَّهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَغَيْرُهُ.(3/666)
108 - سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ، أَبُو خَيْثَمَةَ الْعَذَرِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، وَأَنَسٍ، وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ.
وَكَنّاهُ مُسْلِمٌ، وَلَمْ يُضَعِّفُهُ أَحَدٌ.(3/667)
109 - ن: سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْخَوْلانِيُّ الدَّارَانِيُّ أَبُو دَاوُدَ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، وَأَبِي قِلابَةَ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَعُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ، وَالزُّهْرِيِّ.
وَعَنْهُ: هِشَامُ بْنُ الْغَازِ، وَالْوَضِينُ بْنُ عَطَاءٍ، وَصَدَقَةُ السَّمِينُ، وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ.
رَوَى أَبُو دَاوُدَ فِي " الْمَرَاسِيلِ "، وَالنَّسَائِيُّ فِي " سُنَنِهِ " حَدِيثَ الْحَكَمِ بْنِ مُوسَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ حمزة عنه قال: حدثني الزهري، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ حَدِيثَ الصَّدَقَاتِ الطَّوِيلَ.
وَسُئِلَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ: أَرْجُو أَنْ يَكُونَ صَحِيحًا.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْخَوْلانِيُّ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ: لا أعْلَمُ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ الَّتِي وَرَدَتْ كِتَابًا أَصَحَّ مِنْ كِتَابَ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالتَّابِعُونَ يَرْجِعُونَ إِلَيْهِ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: الصَّوَابُ: يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ. [ص:668]
وَقَالَ دُحَيْمٌ: نَظَرْتُ فِي أَصْلِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، فَإِذَا هُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ.
وَرَوَى الْحَدِيثُ مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ بِلالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: هَذَا وَهْمٌ مِنَ الْحَكَمِ بْنِ مُوسَى.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ أَشْبَهُ، وَهُوَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
قُلْتُ: فَلاحَ أَنَّ الْخَوْلانِيَّ لا رِوَايَةَ لَهُ فِي الْكُتُبِ السِّتَّةِ، وَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي " مُسْنَدِهِ " عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مُوسَى.
وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الْجَبَّارِ فِي " تَارِيخِ دَارَيَّا ": كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ حَاجِبًا لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَكَانَ مُقَدَّمًا عِنْدَهُ، لَهُ ذُرِّيَةٌ بِدَارَيَا إِلَى الْيَوْمَ.
وَضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَنْدَهِ الْحَافِظُ: نَظَرْتُ فِي أَصْلِ كِتَابِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، فَإِذَا هُوَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ.(3/667)
110 - سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي زَيْنَبَ، أَبُو الرَّبِيعِ السَّبَئيُّ، مَوْلاهُمُ، الْمِصْرِيُّ الزَّاهِدُ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
روى عنه: حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ.
قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: كَانَ فَاضِلا، وَكَانَ قَوْمُهُ سَبَأُ إِذَا نَزَلَ لَهُمْ مُعْضِلَةٌ فَزِعَوا إِلَيْهِ فِيهَا لِفَضْلِهِ فِيهِمْ.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
قُلْتُ: وَلَمْ يُسَمِّ أَحَدًا مِنْ شُيُوخِهِ.(3/668)
111 - سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ الْخُزَاعِيُّ الْمَرْوَزِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
أَحَدُ نُقَبَاءِ بَنِي الْعَبَّاسِ الأَثْنَى عَشَرَ، لَهُ ذِكْرٌ وَأَثَرٌ كَبِيرٌ فِي السَّعْيِ لِقِيَامِ [ص:669] دَوْلَةِ الْعَبَّاسِيِّينَ، قَتَلَهُ أَبُو مُسْلِمٍ صَاحِبُ الدَّعْوَةِ خَوْفًا مِنْهُ.(3/668)
• - سليمان بْنُ مُوسَى الأَشْدَقُ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
مَرَّ فِي سَنَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ.(3/669)
112 - سُلَيْمَانُ بْنُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ الأُمَوِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
أَخَذَ عَنْ عَطَاءٍ، وَغَيْرِهِ.
وَوَلِيَ غَزْوَ الرُّومِ، فَلَمَّا بُويِعَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ حَبَسَهُ، ثُمَّ أَخْرَجَهُ يَزِيدُ النَّاقِصُ وَصَيَّرَهُ مِنْ أُمَرَائِهِ، فَلَمَّا وَلِيَ مَرْوَانُ هَرَبَ مِنْهُ، ثُمَّ أَمَّنَهُ، ثُمَّ خَلَعَ مَرْوَانُ، وَطَمِعَ فِي الْخِلافَةِ، وَاسْتَفْحَلَ أَمْرُهُ وَكَادَ أَنْ يَمْلُكَ، وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَحْوٌ مِنْ سَبْعِينَ أَلْفًا، فَبَعَثَ مَرْوَانُ جَيْشَهُ فَهَزَمُوهُ وَتَحَصَّنَ بِحِمْصَ فَسَارَ إِلَيْهِ مَرْوَانُ بِنَفْسِهِ فَهَرَبَ وَلَحِقَ بِالضَّحَّاكِ الْخَارِجِيِّ وَبَايَعَهُ، ثُمَّ ظَفِرَتْ بِهِ الْمُسَوِّدَةُ فَقَتَلُوهُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.(3/669)
113 - سُلَيْمَانُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
كَانَ مِنْ جُمْلَةِ مَنْ خَرَجَ عَلَى أَخِيهِ الْوَلِيدِ. قَتَلَتْهُ الْمُسَوِّدَةُ بِدِمَشْقَ عِنْدَ اسْتِيلائِهِمْ.(3/669)
114 - ن: سُلَيْمٌ أَبُو عُبَيدِ اللَّهِ الْمَكِّيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
مَوْلَى أُمِّ عَلِيٍّ.
مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ مُجَاهِدٍ. قَالَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: روى عنه: ابْنُ جُرَيْجٍ، وَعَبْدُ الملك بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ، وَدَاوُدُ الْعَطَّارُ.(3/669)
115 - خ م د: سِمَاكُ بْنُ عَطِيَّةَ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: الْحَسَنِ، وَغَيْرِهِ. وَكَانَ جَلِيسًا لِأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ، وَمَاتَ قَبْلَهُ بِيَسِيرٍ.
رَوَى عَنْهُ: حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ الأَنْصَارِيُّ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ. [ص:670]
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(3/669)
116 - ع: سُمَيٌّ، مَوْلَى أَبِي بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
أَحَدُ الأَثْبَاتِ.
سَمِعَ مِنْ: مَوْلاهُ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي صَالِحٍ ذَكْوَانَ.
وَعَنْهُ: ابْنُ عَجْلانَ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَمَالِكٌ، وَوَرْقَاءُ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ.
قَتَلَتْهُ الْحَرُورِيَّةُ يَوْمَ وَقْعَةِ قُدَيْدَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.(3/670)
117 - سِنَانُ بْنُ حَبِيبٍ السُّلَمِيُّ، أَبُو حَبِيبٍ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: ابْنِ عُمَرَ، وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ،
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَإِسْرَائِيلُ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَعَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ.
قَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.(3/670)
118 - د ت ق، خ مقروناً: سِنَانُ بْنُ رَبِيعَةَ الْبَاهِلِيُّ، أَبُو رَبِيعَةَ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أَنَسٍ، وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ.
وَعَنْهُ: الْحَمَّادَانِ، وَعَبْدُ الْوَارِثِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بكر.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.(3/670)
119 - م4، خ مقروناً: سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانُ، أَبُو يَزِيدَ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
أَخُو صَالِحٍ وَمُحَمَّدٍ، وَعَبْدِ اللَّه عَبَّاد.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وَالْحَارِثَ بْنَ مَخْلَدٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، وَالزُّهْرِيَّ، وَسَعِيدَ بْنَ يَسَارٍ، وَالنُّعْمَانَ بْنَ أَبِي عَيَّاشٍ، وَعَطَاءَ بْنَ يَزِيدَ، وَجَمَاعَةً.
وَعَنْهُ: ابْنُ جُرَيْجٍ، وَسُفْيَانُ، وَمَالِكٌ، وَفُلَيْحٌ، وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، [ص:671] وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَابْنُ إِدْرِيسَ، وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَخَلْقٌ.
وَهُوَ صَدُوقٌ، احْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ لا الْبُخَارِيُّ.
سَأَلَ رَجُلٌ النَّسَائِيَّ عَنْ سُهَيْلٍ، فَقَالَ: هُوَ خَيْرٌ مِنْ فُلَيْحٍ، وَمِنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، وَمِنْ أَبِي الْيَمَانِ، وَمِنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، وَيَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ.
قُلْتُ: مَا نَقَمُوا مِنْ سُهَيْلٍ إِلا أَنَّهُ مَرِضَ وَنَسِيَ بَعْضَ حَدِيثِهِ، وَقَدْ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَا أَصْلَحَ حَدِيثَهُ هُوَ أَثْبَتُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْهُ.
قُلْتُ: قَدْ أَخْرَجَ لَهُ الْبُخَارِيُّ مَقْرُونًا بِغَيْرِهِ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَأَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
تُوُفِّيَ سُهَيْلٌ فِي سَنَةِ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ أَوْ قَبْلَهَا بِيَسِيرٍ.(3/670)
-[حَرْفُ الصَّادِ](3/671)
120 - م د ن ق: صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ الْجَزَرِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
نَزِيلُ مَكَّةَ.
رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَذَلِكَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ، وَروى عن طَاوُسٍ وَغَيْرِهِ، وَهُوَ مُقِلٌّ.
روى عنه: مَالِكٌ، وَالسُّفْيَانَانِ، وَمُسْلِمٌ الزِّنْجِيُّ، وَجَرِيرٌ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.(3/671)
121 - الصَّقْعَبُ بْنُ زُهَيْرٍ الأَزْدِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
رَوَى عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ.
وَعَنْهُ: جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَعَبَّادُ بْنُ [ص:672] عَبَّادٍ، وَأَبُو مِخْنَفٍ لُوطُ بْنُ يَحْيَى ابْنُ أُخْتِهِ، وَأَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَزْدِيُّ الْمُؤَرِّخُ.
وَهُوَ صَدُوقٌ، وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ.(3/671)
122 - ع: صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، مَوْلَى حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيِّ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، وَيُقَالُ: أَبُو الْحَارِثِ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
أَحَدُ الْفُقَهَاءِ.
رَوَى عَنْ: ابْنِ عُمَرَ، وَجَابِرٍ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، وَحُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلاهُ، وَنَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ جُرَيْجٍ، وَمَالِكٌ، وَالسُّفْيَانَانِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ، وَأَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، وَخَلْقٌ.
كَانَ رَأْسًا فِي الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ.
قَالَ أَبُو ضَمْرَةَ: رَأَيْتُهُ وَلَوْ قِيلَ لَهُ: السَّاعَةُ غَدًا، مَا كَانَ عِنْدَهُ مَزِيدُ عَمَلٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ مِنْ خِيَارِ عِبَادِ اللَّهِ يُسْتَنْزَلُ بِذِكْرِهِ الْقَطْرُ.
وَرَوَى إِسْحَاقُ الْفَرَوِيُّ، عَنْ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ يُصَلِّي فِي الشِّتَاءِ فِي السَّطْحِ، وَفِي الصَّيْفِ فِي بَطْنِ الْبَيْتِ يَتَيَقَّظُ بِالْحَرِّ والبرد حتى يصبح، ثم يَقُولُ: هَذَا الْجَهْدُ مِنْ صَفْوَانَ وَأَنْتَ أَعْلَمُ، وإنه لترم رِجْلاهُ حَتَّى يَعُودَ كَالسَّقْطِ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ، وَيَظْهَرَ فِيهِ عُرُوقٌ خُضْرٌ.
قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: حَجَّ صَفْوَانُ فَسَأَلْتُ عَنْهُ بِمِنًى، فَقِيلَ لِي: إِذَا دَخَلْتَ مَسْجِدَ الْخِيفِ فَانْظُرْ شَيْخًا إِذَا رَأَيْتَهُ عَلِمْتَ أَنَّهُ يَخْشَى اللَّهَ فَهُوَ هُوَ، قَالَ: وَحَجَّ وَلَيْسَ مَعَهُ إِلا سَبْعَةُ دَنَانِيرَ فَاشْتَرَى بِهَا بَدَنَةً، يَعْنِي: وَقَرَّبَهَا.
وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ التّمَّارِ أَنَّ صَفْوَانَ كَانَ يَأْتِي الْمَقَابِرَ، فَيَجْلِسُ فَيَبْكِي حَتَّى أَرْحَمُهُ.
وَقَالَ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ فِيمَا رَوَاهُ عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الصُّوفِيُّ إِنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ وَأَعَانَهُ عَلَى الْحِكَايَةِ أَخُوهُ: إِنَّ صَفْوَانَ حَلَفَ أَنْ لا يَضَعَ [ص:673] جَنْبَهُ إِلَى الأَرْضِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ، فَمَكَثَ عَلَى هَذَا أَكْثَرَ مِنْ ثَلاثِينَ عَامًا، فَمَاتَ وَإِنَّهُ لَجَالِسٌ، رَحِمَهُ اللَّهُ.
وَقَالَ سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ: حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ قَالَ: قَالَ صَفْوَانُ: أُعْطِي اللَّهَ عَهْدًا أَنْ لا أَضَعَ جَنْبِي حَتَّى أَلْحَقَ بِرَبِّي، قَال: فَبَلَغَنِي أَنَّ صَفْوَانَ عَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ أَرْبَعِينَ سَنَةً لَمْ يَضَعْ جَنْبَهُ. قَالَ: وَيَقُولُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ: إِنَّهُ نَقَبَتْ جَبْهَتُهُ مِنْ كَثْرَةِ السُّجُودِ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. قَالَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ.
وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ ابْنُ إِسْحَاقَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ.
وَقَدْ وَهِمَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ حَيْثُ قَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أربع وعشرين ومائة.(3/672)
-[حَرْفُ الضَّادِ](3/673)
123 - م ت ن: ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ أَبُو سِنَانٍ الشَّيْبَانِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
رَوَى عَنْ: سَعِيد بن جُبَيْر، وعبد الله بن أبي الهذيل، وعبد الله بن الحارث،
رَوَى عَنْهُ: سُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ، وَإِسْرَائِيلُ، وَآخِرُ مَنْ روى عنه ابْنُ عُيَيْنَةَ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ، وَغَيْرُهُ.
قَالَ خَلِيفَةُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ ومائة.(3/673)
-[حَرْفُ الطَّاءِ](3/673)
124 - م ن: طَلْقُ بْنُ مُعَاوِيَةَ أَبُو غِيَاثٍ النَّخَعِيُّ الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
جَدُّ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ.
رَوَى عَنْ: أَبِي زُرْعَةَ الْبَجَلِيُّ.
وَعَنْهُ: حَفِيدَاهُ: حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وطلق بن غنام، والثوري، وشريك، وجرير بن عبد الحميد.(3/673)
-[حَرْفُ الْعَيْنِ](3/673)
125 - د ت ق: عاصم بن عبيد الله بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْعَدَوِيُّ الْعُمَرِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
[ص:674]
رَوَى عَنْ: ابْنِ عُمَرَ، وَجَابِرٍ، وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَمَالِكٌ، وَالسُّفْيَانَانِ، وَشَرِيكٌ، وَغَيْرُهُمْ.
روى عنه مَالِكٌ حَدِيثًا وَاحِدًا، فَهَذَا مِمَّنِ اتَّفَقَ شُعْبَةُ وَمَالِكٌ عَلَى الرِّوَايَةِ عَنْهُ مع ضعفه.
ضعفه مالك، ويحيى القطان.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: فَاحِشُ الْخَطَأِ.
يُقَالُ: تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ خِلافَةِ السَّفَّاحِ، وَكَانَتْ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ.(3/673)
126 - م 4: عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبِ بْنِ شِهَابٍ الْجَرْمِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَأَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَالسُّفْيَانَانِ، وَزَائِدَةُ، وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، وَابْنُ فُضَيْلٍ، وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ.
وَكَانَ فَاضِلا عَابِدًا. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.
قَالَ خَلِيفَةُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.(3/674)
127 - عَبَّادُ بْنُ الريان اللخمي الحمصي. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: المقداد بن معدي كرب، وَمَكْحُولٍ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ الْقَاضِي، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ.
وَلَهُ وِفَادَةٌ عَلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.(3/674)
128 - د: عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِعبَدِ بْنِ الْعَبَّاس بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْهَاشِمِيُّ الْمَدَنِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
أَحَدُ الْصُّلَحَاءِ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَأَخِيهِ إِبْرَاهِيمَ، وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ: ابْنُ إِسْحَاقَ، [ص:675] وَوُهَيْبٌ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَالدَّرَاوَرْدِيُّ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَوَصَفَهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ بِالصَّلاحِ.(3/674)
129 - عبد الأعلى التيمي، [الوفاة: 131 - 140 ه]
أحد العباد الخائفين.
رَوَى عَنْ: إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، وَغَيْرِهِ.
رَوَى عَنْهُ: مِسْعَرٌ، قَالَ: مَنْ أُوتِيَ عِلْمًا لا يُبْكِيهِ خَلِيقٌ أَنْ يَكُونَ أُوتِيَ عِلْمًا لا يَنْفَعُهُ، وَيَحْتَجُّ بآية سبحان، يعني: قوله تعالى: {وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا}.
وَعَنْهُ قَالَ: قَطَعَ عَنِّي لَذَاذَةَ الدُّنْيَا ذِكْرُ الْمَوْتِ وَالْوُقُوفُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى.(3/675)
130 - ت ق: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ الْحُبْرَانِيُّ السَّكْسَكِيُّ الْحِمْصِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
نَزِيلُ الْبَصْرَةِ.
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ، وَأَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، وَأَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ، وَجَماعَةٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو الرَّبِيعِ السَّمَّانُ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ وَاصِلٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمْرَانَ الْقَيْسِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ.
قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: كَانَ هُنَا بِالْبَصْرَةِ، رَأَيْتُهُ وَكَانَ لا شَيْءَ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.(3/675)
131 - ت ن: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِشْرٍ الْخَثْعَمِيُّ، أَبُو عُمَيْرٍ الْكُوفِيُّ الْكَاتِبُ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: عُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ، وَأَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرٍو.
وَعَنْهُ: حَفِيدُهُ بِشْرُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَالثَّوْرِيُّ، وَشُعْبَةُ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ.
ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي كتاب " الثقات ".(3/675)
132 - ع: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مَحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
أَحَدُ عُلَمَاءِ الْمَدِينَةِ.
رَوَى عَنْ: أَنَسٍ، وَعَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَعَمْرَةَ، وَحُمَيْدِ بْنِ نَافِعٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ جُرَيْجٍ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَالزُّهْرِيُّ مَعَ تَقَدُّمِهِ، وَالثَّوْرِيُّ، وَمَالِكٌ، وَفُلَيْحٌ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَآخَرُونَ.
قَالَ مَالِكٌ: كَانَ رَجُلَ صِدْقٍ كَثِيرَ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً عَالِمًا، كَثِيرَ الْحَدِيثِ، عَاشَ سَبْعِينَ سَنَةً، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٌ.
وَقِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.(3/676)
133 - 4: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ أَبُو حَرِيزٍ الأَزْدِيُّ الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
قَاضِي سِجِسْتَانَ.
رَوَى عَنْ: شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَالشَّعْبِيِّ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَأَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، وَالْفُضَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَعُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ.
وَهُوَ صَالِحُ الْحَدِيثِ، قَوَّاهُ بَعْضُهُمْ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ.
وَقِيلَ: كَانَ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ.(3/676)
134 - ق: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ البَهْرانيُّ الحِمْصيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَنَافِعٍ، وَكَثِيرِ بْنِ الْعَلاءِ.
وَعَنْهُ: أَرْطَأَةُ بْنُ الْمُنْذِرِ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَالْجَرَّاحُ بْنُ مُلَيْحٍ الْبَهْرَانِيُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. [ص:677]
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: فِيهِ لِينٌ.
وَوَثَّقَهُ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيُّ.
وَرَوَى الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: شَامِيٌّ ضَعِيفٌ.
قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي سُنُنِ ابْنِ مَاجَهْ.(3/676)
135 - ع: عَبْدُ اللّهِ بْنُ ذَكْوَانَ أَبُو الزِّنَادِ، وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، الْفَقِيهُ الْمَدَنِيِّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
مَوْلَى قُرَيْشٍ، يُقَالُ: إِنَّهُ ابْنُ أَخِي أَبِي لُؤْلُؤَةَ قَاتِلُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ.
سَمِعَ: أَنَسًا، وَأَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْن جَعْفَر بْن أَبِي طَالِب، وَسَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، وَالأَعْرَجَ فَأَكْثَرَ عَنْهُ.
رَوَى عَنْهُ: مَالِكٌ، وَشُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، والسُّفْيَانَانِ، وَابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
وَكَانَ أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعْلامِ.
قال الليث: رأيت خلفه ثلاث مائة تَابِعٍ مِنْ طَالِبِ فِقْهٍ وَطَالِبِ شِعْرٍ وَصُنُوفٍ. قَالَ: ثُمَّ لَمْ يَلْبُثْ أَنْ بَقِيَ وَحْدَهُ وَأَقْبَلُوا عَلَى رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: رَأَيْتُ رَبِيعَةَ وَأَبَا الزِّنَادِ، وَكَانَ أَبُو الزِّنَادِ أَفْقَهَ الرَّجُلَيْنِ.
وَرَوَى اللَّيْثُ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا الزِّنَادِ دَخَلَ مَسْجِدَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ مِثْلُ مَا مَعَ السُّلْطَانِ مِنَ الأَتْبَاعِ فَمِنْ سَائِلٍ عَنْ فَرِيضَةٍ، [ص:678] وَمِنْ سَائِلٍ عَنِ الْحِسَابِ، وَمِنْ سَائِلٍ عَنِ الشِّعْرِ، وَمِنْ سَائِلٍ عَنِ الْحَدِيثِ، وَمِنْ سَائِلٍ عَنْ مُعْضِلَةٍ.
وَقَالَ بَعْضُ النُّقَّادِ: أَصَحُّ الأَسَانِيدِ: أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ أَعْلَمُ مِنْ ربعية، قَالَ: وَكَانَ سُفْيَانُ يُسَمِّي أَبَا الزِّنَادِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْحَدِيثِ.
وَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ أَبُو الزِّنَادِ فَقِيهَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَكَانَ صَاحِبَ كِتَابَةٍ وَحِسَابٍ، وَفَدَ عَلَى هِشَامٍ الْخَلِيفَةِ بِحِسَابِ دِيوَانِ الْمَدِينَةِ، وَكَانَ يُعَانِدُ رَبيِعَةَ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بن المنذر الحزامي: هو كان سبب جلد ربيعة الرأي، فَوَلِيَ بَعْدَ ذَلِكَ الْمَدِينَةَ فُلانٌ التَّيْمِيُّ فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي الزِّنَادِ فَطَيَّنَ عَلَيْهِ بَيْتًا فَشَفَعَ فِيهِ رَبِيعَةُ.
وَرَوَى اللَّيْثُ، عَنْ رَبِيعَةَ قَالَ: أَمَّا أَبُو الزِّنَادِ فَلَيْسَ بِثِقَةٍ وَلا رَضِيٍّ.
قُلْتُ: انْعَقَدَ الإِجْمَاعُ عَلَى تَوْثِيقِ أَبِي الزِّنَادِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَقِيلَ لِلثَّوْرِيِّ: جَالَسْتَ أَبَا الزِّنَادِ؟ قَالَ: مَا رَأَيْتُ بِالْمَدِينَةِ أَمِيرًا غَيْرَهُ.
تُوُفِّيَ أَبُو الزِّنَادِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ ثَلاثِينَ.(3/677)
136 - عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَبْرَةَ الْكُوفِيُّ، أَبُو سَبْرَةَ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: الشَّعْبِيِّ، وَأَبِي الضُّحَى.
وَعَنْهُ: هشيم، ويحيى بن أَبِي زَائِدَةَ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحٌ.(3/678)
137 - د ن: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ الْطَّوِيلُ، أَبُو حَمْزَةَ الْمِصْرِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ مِنَ الأَبْدَالِ.
رَوَى عَنْ: نَافِعٍ، وَكَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ.
وَعَنْهُ: اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَضَمَّامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَمُفَضَّلُ بْنُ فُضَالَةَ.
وَهُوَ صَدوُقٌ مُقِلٌّ، مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ، رَحِمَهُ الله.(3/678)
138 - م 4: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَوَادَةَ الْقُشَيْرِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ.
عَنْ: أَبِيهِ سُوَادَةَ بْنِ حَنْظَلَةَ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الْكَعْبِيِّ.
وَعَنْهُ: حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَأَبُو هِلالٍ، وَعَبْدُ الْوَارِثِ، وَابْنُ عُلَيَّةَ، وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.(3/679)
139 - ع: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَاوُسِ بْنِ كَيْسَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ اليماني. [الوفاة: 131 - 140 ه]
سَمِعَ: أباه، وعكرمة، وعمرة بْنَ شُعَيْبٍ، وَعِكْرِمَةَ بْنَ خَالِدٍ، وَجَمَاعَةً.
وَعَنْهُ: ابْنُ جُرَيْجٍ، وَمَعْمَرٌ، وَالسُّفْيَانَانِ، وَرَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَوُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ.
قَالَ مَعْمَرٌ: كَانَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِالْعَرَبِيَّةَ، وَأَحْسَنِهِمْ خُلُقًا، مَا رَأَيْنَا ابْنَ فَقِيهٍ مِثْلَهُ.
قُلْتُ: وَثَّقُوه.
وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ خِلِّكَانَ فِي تَرْجَمَةِ طَاوُسٍ أَنَّ الْمَنْصُورَ طَلَبَ ابْنَ طَاوُسٍ، وَمَالِكَ بْنَ أَنَسٍ فَصَدَعَهُ ابْنُ طَاوُسٍ بِكَلامٍ.
قُلْتُ: هَذَا لا يَسْتَقِيمُ؛ لِأَنَّ ابْنَ طَاوُسٍ مَاتَ قَبْلَ أَيَّامِ الْمَنْصُورِ؛ لِأَنَّهُ مَاتَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.(3/679)
140 - م ن: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ أَبُو يَحْيَى الأَنْصَارِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
أَخُو إِسْمَاعِيلَ، وَإِسْحَاقَ، وَيَعُقوبَ، وَعَمْرٍو.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَمِّهِ لأُمِّهِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْفِطْرِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ، وَغَيْرُهُمَا.
تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
ثِقَةٌ.(3/679)
141 - ع: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ حَزْمٍ، أَبُو طُوَالَةَ الأَنْصَارِيُّ النَّجَّارِيُّ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
قَاضِي الْمَدِينَةِ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العزيز. [ص:680]
رَوَى عَنْ: أَنَسٍ، وَأَبِي يُونُسَ مَوْلَى عَائِشَةَ، وعامر بن سعد، وأبي الحباب سعيد بن يسار، وعدة.
وَعَنْهُ: مالك، وفليح، وسليمان بن بلال، وإسماعيل بن جعفر، وآخرون. وحكم بالمدينة، وكان عبدا صالحا ثقة يسرد الصوم.
توفي سنة نيف وثلاثين ومائة.(3/679)
142 - م د: عبد الله بن عبد الرحمن بن يُحَنِّس. [الوفاة: 131 - 140 ه]
حجازي ثقة مقل.
رَوَى عَنْ: دِينَارٍ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْقَرَّاظِ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي سُفْيَانَ.
وَعَنْهُ: ابْنُ جُرَيْجٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ، وَابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، وَغَيْرُهُمْ.(3/680)
143 - ت ق: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو نَصْرٍ الضَّبِّيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَمُسَاوِرَ الْحِمْيَرِيِّ.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.(3/680)
144 - ع: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَصْرِيُّ، الْمَعْرُوفُ بِالرُّومِيِّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
رَوَى عَنْ: أبي هريرة، وابن عمر، وأنس بن مالك.
وَعَنْهُ: ابنه عمر ابن الرُّومِيِّ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وثلاثين ومائة.(3/680)
145 - م 4: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَطَاءٍ الطَّائِفِيُّ، ثُمَّ الْمَكِّيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
مَوْلَى قُرَيْشٍ.
عَنْ: عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ وَلَمْ يُدْرِكْهُ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، وَأَبِي الطُّفَيْلِ، وعكرمة بن خَالِدٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَسُفْيَانُ، وَزُهَيْرُ بْنُ معاوية، وأبو معاوية الضَّرِيرُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَآخَرُونَ.
وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي حُدُودِ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/681)
146 - سِوَى ت: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي لَبِيدٍ أَبُو الْمُغِيرَةِ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
مَوْلَى الأَخْنَسِ بْن شُرَيْقٍ.
كَانَ مِنْ عُبَّادِ أَهْلِ زَمَانِهِ.
سَمِعَ: أَبَا سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، وَغَيْرَهُمَا.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَالسُّفْيَانَانِ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَقَدْ قِيلَ عَنْهُ الْقَوْلُ بِالْقَدَرِ وَلَمْ يَصِحَّ.
مَاتَ سَنَةَ بِضْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.(3/681)
147 - عَبْدُ اللَّهِ السَّفَّاحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ أَبُو الْعَبَّاسِ الْهَاشِمِيُّ الْعَبَّاسِيُّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
أَوَّلُ خُلَفَاءِ بَنِي الْعَبَّاسِ.
قَدْ ذَكَرْنَا مِنْ أَخْبَارِهِ فِي الْحَوَادِثِ، وَبِدَوْلَتِهِ تَفَرَّقَتِ الْجَمَاعَةُ، وَخَرَجَ عَنِ الطَّاعَةِ مَا بَيْنَ تاهرت وطنجة إلى بلاد السودان وجميع مَمْلَكَةَ الأَنْدَلُسِ، وَخَرَجَ بِهَذِهِ الْبِلادِ مِنْ تَغْلِبَ عَلَيْهَا وَاسْتَمَرَّ ذَلِكَ.
وَكَانَ شَابًّا طَوِيلا، أَبْيَضَ مَلِيحَ الْوَجْهِ وَاللِّحْيَةِ. وُلِدَ بِالْحُمَيَّمَةِ مِنْ [ص:682] نَاحِيَةِ الْبَلْقَاءِ وَنَشَأ بِهَا وَبُويِعَ بِالْكُوفَةِ، وَأُمُّهُ رائطة الحارثية.
حَدَّثَ عَنْ: إبراهيم بن محمد الإمام، وَهُوَ أَخُوهُ.
رَوَى عَنْهُ: عَمُّهُ عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ.
وَكَانَ أَصْغَرَ مِنْ أَخِيهِ الْمَنْصُورِ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ.
رَوَى عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شيبة، وقتيبة، عَنْ جَرِيرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَطِيَّةَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَخْرُجْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي عِنْدَ انْقِطَاعٍ مِنَ الزَّمَانِ وَظُهُورٍ مِنَ الْفِتَنِ يُقَالُ لَهُ: السَّفَّاحُ، فَيَكُونُ إِعْطَاؤُهُ الْمَالَ حَثْيًا "، وَرَوَاهُ الْعُطَارِدِيُّ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي " الْمُسْنَدِ ".
قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: كَانَ السَّفَّاحُ أَبْيَضَ طَوِالا أَقْنَى ذَا شَعْرَةٍ جَعْدَةٍ، حَسَنَ اللِّحْيَةِ، مَاتَ بِالْجُدَرِي.
قال عُبَيْدُ اللَّهِ الْعَيْشِيُّ: قَالَ أَبِي: سَمِعْتُ الأَشْيَاخَ يَقُولُونَ: وَاللَّهِ لَقَدْ أَفْضَتِ الْخِلافَةُ إِلَى بَنِي الْعَبَّاسِ وَمَا فِي الأَرْضِ أَحَدٌ أَكْثَرُ قَارِئًا لِلْقُرْآنِ وَلا أَفْضَلُ عابداً وناسكاً منهم بالحميمة.
وقال الصولي: حدثنا القاسم بن إسماعيل، قال: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سَلْمٍ الْبَاهِلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ حَضَرَ مَجْلِسَ السَّفَّاحِ وَهُوَ أَحْشَدُ مَا يَكُونُ بِبَنِي هَاشِمٍ وَالشِّيعَةِ وَوُجُوهِ النَّاسِ، فَدَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنِ بْنِ حَسَنِ وَمَعَهُ مُصْحَفٌ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَعْطِنَا حَقَّنَا الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ لَنَا فِي هَذَا الْمُصْحَفِ، فَأَشْفَقَ النَّاسُ مِنْ أَنْ يَعْجَلَ السَّفَّاحُ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ فَلا يُرِيدُونَ ذَلِكَ فِي شَيْخِ بَنِي هَاشِمٍ أَوْ يَعْيَا بِجَوَابِهِ فَيَكُونُ ذَلِكَ نَقْصًا وَعَارًا عَلَيْهِ، فَأَقْبَلَ غَيْرَ مُنْزَعِجٍ، فَقَالَ: إِنَّ جَدَّكَ عَلِيًّا كَانَ خَيْرًا مِنِّي وَأَعْدَلَ، وَلِيَ هَذَا الأَمْرَ فَأَعْطِي جَدَّيْكَ الحسن والحسين وكانا خَيْرًا مِنْكَ شَيْئًا وَكَانَ الْوَاجِبُ أَنْ أُعْطِيَكَ مِثْلَهُ، فَإِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ فَقَدْ أَنْصَفْتُكَ، وَإِنْ كُنْتُ زِدْتُكَ فَمَا هَذَا جَزَائِي مِنْكَ، قَالَ: فَمَا رَدَّ عَلَيْهِ جَوَابًا وَانْصَرَفَ وَعَجِبَ النَّاسُ مِنْ جَوَابِهِ لَهُ. [ص:683]
قَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، وَجَمَاعَةٌ: عَاشَ السَّفَّاحُ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ سَنَةً وَمَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ.
وَأَمَّا خَلِيفَةُ، فَقَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً.
وَقَالَ الْخَطْبِيُّ: مَوْلِدُهُ فِي رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: مَاتَ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ.(3/681)
148 - عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغِيثِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه، وَعَنْ أُمِّ عَامِرٍ الأَشْهَلِيَّةِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ إِسْحَاقَ، وَأَبُو صَخْرٍ حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ، وَشُعَيْبُ بْنُ عُمَارَةَ.
وَهُوَ مُقِلٌّ صَدُوقٌ.(3/683)
• - عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْهَاشِمِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
قَدْ ذُكِرَ فِي الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ.(3/683)
149 - د: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ أَخْرَمَ التُّجِيبِيُّ الْمِصْرِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي الْخَيْرِ مَرْثَدٍ الْيَزَنِيِّ، وَأَبِي سَلَمَةَ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، وَرِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَالْمِصْرِيُّونَ.
وثقه ابن حِبَّانَ.
مَاتَ فِي سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.(3/683)
150 - ع: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ يَسَارٍ، مَوْلَى الأَخْنَسِ بْنِ شُرَيْقٍ الثَّقَفِيِّ، أَبُو يَسَارٍ الْمَكِّيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
أَحَدُ الثِّقَاتِ. [ص:684]
رَوَى عَنْ: مُجَاهِدٍ، وَطَاوُسٍ، وَعَطَاءٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَالسُّفْيَانَانِ، وَابْنُ عُلَيَّهَ، وَعَبْدُ الْوَارِثِ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.
وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: كَانَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ مُفْتِي أَهْلِ مَكَّةَ بَعْدَ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَكَانَ جَمِيلا فَصِيحًا، حَسَنَ الْوَجْهِ، لَمْ يَتَزَوَّجْ قَطُّ.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: كَانَ مُعْتَزِلِيًّا.
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: هُوَ ثِقَةٌ قَدَرِيٌّ.
وَقَالَ سُوَيْدُ بْنُ سعيد: حدثنا الزِّنْجِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ أَبِي نَجِيحٍ فِي النَّوْمِ فِي الْمَنَارَةِ قَائِمًا يَقُولُ: مَا لَقِيتُ شَيْئًا مِثْلَ الَّذِي لَقِيتُ فِي الْقَدَرِ.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: أَخْبَرَنِي ابْنُ المؤمل، عَنِ ابْنِ صَفْوَانَ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ: أَدْعُوكَ إِلَى رَأَيِ الْحَسَنِ، يَعْنِي: الْقَدَرَ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ أَيْضًا، وَيُقَالُ: لَمْ يَسْمَعِ " التَّفْسِيرَ " مِنْ مُجَاهِدٍ.(3/683)
151 - ن: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَسَارٍ الْمَكِّيُّ الأَعْرَجُ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ.
عَنْ: سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
وَعَنْهُ: عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ.
ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي " الثِّقَاتِ ".
وَرَوَى لَهُ النَّسَائِيُّ حَدِيثًا وَاحِدًا مَتْنُهُ: " ثَلاثَةٌ لا ينظر الله إليهم ".(3/684)
152 - عبد الحميد بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعْدٍ أَبُو يَحْيَى، [الوفاة: 131 - 140 ه]
الْكَاتِبُ الشَّهِيرُ.
أَحَدُ مَنْ يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ فِي الْكِتَابَةِ وَالْبَلاغَةِ، وَأُسْتَاذُهُ فِي الصَّنْعَةِ سَالِمٌ مَوْلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَأَصْلُهُ أَنْبَارِيٌّ، ثُمَّ سَكَنَ الرَّقَّةِ، وَكَتَبَ [ص:685] الإِنَشاءَ لِمَرْوَانَ الْحِمَارِ، وَلَهُ عَقِبٌ.
حَكَى عَنْهُ خَالِدُ بْنُ بَرْمَكٍ وَغَيْرُهُ، وَقِيلَ: كَانَ فِي الأَوَّلِ مُؤَدِّبًا، فَتَنَقَّلَ فِي الْبُلْدَانِ.
وَعَنْهُ: أَخَذَ الْمُتَرَسِّلُونَ وَمِنْهُ يَسْتَمِدُّونَ حَتَّى قِيلَ: فُتِحَتِ الرَّسَائِلِ بِعَبْدِ الْحَمِيدِ، وَخُتِمَتْ بِابْنِ الْعَمِيدِ، وَمَجْمُوعُ رَسَائِلِهِ نَحْوٌ مِنْ مِائَةِ كُرَّاسٍ.
قُتِلَ مَعَ مَرْوَانَ بِبُوصِيرَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ، فَقِيلَ: إِنَّهُمْ حَمُّوا لَهْ طِسْتًا، ثُمَّ وَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ فَهَلَكَ.
وَمِنْ جُمْلَةِ تَلامِيذِهِ يَعْقُوبُ بْنُ دَاوُدَ وَزِيرُ الْمَهْدِيِّ.
وَيُقَالُ: وَلاؤُهُ لِبَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَيُقَالُ: لِبَنِي عَامِرِ بْنِ كِنَانَةَ.
رُوِيَ عَنْ مُهَزِّمِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: نَظَرَ إِلَيَّ عَبْدُ الْحَمِيدِ الْكَاتِبُ وَأَنَا أَكْتُبُ خَطًّا رديئاً، فقال: إن أردت أن تجود خَطُّكَ فَأَطِلْ جَلْفَتَكَ وَأَسْمِنْهَا، وَحَرِّفْ قِطَّتَكَ وَأَيْمِنْهَا.(3/684)
153 - خ م د ن: عَبْدُ الْحَمِيدِ صَاحِبُ الزِّيَادِيِّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
بَصْرِيٌّ جَلِيلٌ،
رَوَى عَنْ: أَنَسٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، وَأَبِي رَجَاءٍ الْعَطَارِدِيِّ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَمَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَابْنُ عُلَيَّةَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ.(3/685)
154 - د ت ق: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَرْدَكَ الْمَخْزُومِيُّ، مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَقِيلَ: هُوَ أَخُوهُ مِنْ أُمِّهِ،
وَعَنْ: عَطَاءٍ، وَعَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيِّ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَدِينِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَآخَرُونَ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: صَدُوقٌ فِيهِ شَيْءٌ.(3/685)
155 - ع: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْف الزُّهْرِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَالسَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ.
وَعَنْهُ: صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَآخَرُونَ.
وَهُوَ مِنَ الْعُلَمَاءِ الثِّقَاتِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ.(3/686)
156 - خ د ن ق: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ الأَنْصَارِيُّ الْمَازِنِيُّ الْمَدَينِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
أَحَدُ الأُخْوَةِ.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وَعَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ.
وَعَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ، وَمَالِكٌ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَعِدَّةٌ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
قَالَ الْهَيْثَمُ: تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ خِلافَةِ الْمَنْصُورِ.(3/686)
157 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْقَارِي الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَمِّهِ إِبْرَاهِيمَ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ يَعْقُوبُ، وَمَالِكٌ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَجَمَاعَةٌ. [ص:687]
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَفِي " الْمُوَطَّأِ " حَدِيثٌ عَنْهُ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمَ عَلَى عُمَرَ رَجُلٌ مِنْ قِبَلِ أَبِي مُوسَى، فَأَخْبَرَهُ عَنْ رَجُلٍ ارْتَدَّ وَقَتَلُوهُ، فَقَالَ: هَلا حَبَسْتُمُوهُ. . . الْحَدِيثَ.(3/686)
158 - عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ حَكِيمٍ الْحَضْرَمِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، وَابْنِ عُمَرَ.
وَعَنْهُ: أَبُو عَوَانَةَ، وَشَرِيكٌ، وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَابْنُ فُضَيْلٍ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ، يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
قُلْتُ: بَقِيَ إِلَى حُدُودِ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/687)
159 - م ت: عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيُّ الْمِصْرِيُّ، أَبُو الْحَارِثِ الزَّاهِدُ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
أَحَدُ الأَوْلِيَاءِ.
عَنْ: الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ،
وَعَنْ: رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، وَالزُّهْرِيِّ، وَمِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ.
وَعَنْهُ: اللَّيْثُ، وَبَكْرُ بْنُ مُضَرَ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، وَآخَرُونَ.
وَكَانَ ثِقَةً.
تُوُفِّيَ بِبَرْقَةَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.(3/687)
160 - خ م د ن: عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: عَمِّهِ أَبِي سَلَمَةَ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: مَالِكٌ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، وَجَمَاعَةٌ آخرهم الدراوردي. [ص:688]
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(3/687)
161 - د ت ن: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَشِيرٍ الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
نَزَلَ الْمَدَائِنَ.
عَنْ: عِكْرِمَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسَاوِرٍ.
وَعَنْهُ: سُفْيَانُ، وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَالْمُحَارِبِيُّ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى الْقَطَّانِ.(3/688)
162 - عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ رَاشِدٍ الْحِمْصِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أبي أمامة، والمقدام بن معدي كرب، وَعَنْ أُمِّهِ عَنْ عَائِشَةَ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ، وَبَقِيَّةُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الأَبْرَشُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الضَّحَّاكِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَا بِحَدِيثِهِ بَأْسٌ.(3/688)
163 - ع: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ جَاريَةَ اللَّخْمِيُّ الْكُوفِيُّ، أَحَدُ الأَعْلامِ أَبُو عُمَرَ، وَيُقَالُ: أَبُو عَمْرٍو. [الوفاة: 131 - 140 ه]
رَأَى عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
وَرَوَى عَنْ: جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، وَجُنْدُبٍ الْبَجَلِيِّ، وَعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، وَالأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ، وَابْنِ الزُّبَيْرِ، وَطَائِفَةٍ كَبِيرَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَزَائِدَةُ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَإِسْرَائِيلُ، وَزِيَادُ الْبَكَّائِيُّ، وَسُفْيَانُ بن عُيَيْنَةَ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَخَلْقٌ.
وَوَلِيَ قَضَاءَ الْكُوفَةِ بَعْدَ الشَّعْبِيِّ.
قَالَ النَّسَائِيُّ، وَجَمَاعَةٌ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. [ص:689]
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِحَافِظٍ.
وَضَعَّفَهُ أَحْمَدُ لِغَلَطِهِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: مُخْتَلِطٌ.
وَوَثَّقَهُ آخَرُونَ.
وَكَانَ مُعَمَّرًا، مَاتَ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ بِالاتِّفَاقِ، وَأَمَّا سِنُّهُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: عَاشَ مِائَةً وَثَلاثَ سِنِينَ، وَقِيلَ: مِائَةً وَبِضْعَ سِنِينَ.
قَالَ أَبُو بَكْر بْنُ عَيَّاشٍ: سمعته يقول: هذه السنة توفي لِي مِائَةُ سَنَةٍ وَثَلاثُ سِنِينَ.
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ عَنْهُ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَاقِفًا فِي رَحْبَةِ الْمَسْجِدِ عَلَى فَرَسٍ، وَهُوَ وَافِي الْمَشِيبِ، وَهُوَ يَقُولُ:
أَرَى حَرْبًا مُضَلِّلَةً وَسِلْمًا ... وَعَهْدًا لَيْسَ بِالْعَهْدِ الْوَثِيقِ(3/688)
164 - عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ الأَمِيرِ مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ اللَّخْمِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
كَانَ مِنْ أَعْيَانِ أُمَرَاءِ الدَّوْلَةِ الأُمَوِيَّةِ، ثُمَّ مِنْ كِبَارِ الدَّوْلَةِ الْعَبَّاسِيَّةِ. وَهَذَا اتِّفَاقٌ نَادِرٌ.
قَالَ اللَّيْثُ: وَلاهُ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ جُنْدَ مِصْرَ وَخَرَاجِهَا، فَعَدَلَ فِينَا وَسَارَ سَيْرَةً جَمِيلَةً.
وَقَالَ غَيْرُهُ: قَدِمَ صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ مِصْرَ فَأَكْرَمَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَأَخَذَهُ مَعَهُ إِلَى الْعِرَاقِ، فَوَلاهُ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ إِقْلِيمَ فَارِسَ، وَكَانَ فَصِيحًا مِنْ أَخْطَبِ النَّاسِ.(3/689)
165 - عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ أَبِي شِرَاعَةَ، أَبُو بِلالٍ الأَزْدِيُّ الْحَلابُ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
رَوَى عَنْ: ابْنِ عُمَرَ، وَأَنَسٍ، وَجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ.
وَعَنْهُ: مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ. [ص:690]
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.(3/689)
166 - ع: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَبُو مُعَاذٍ الأَنْصَارِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
رَوَى عَنْ: جَدِّهِ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَالْحَمَّادَانِ، وَهُشَيْمٌ، وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ.(3/690)
167 - ع: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ اللَّيْثِيُّ الْمِصْرِيُّ الْفَقِيهُ أَبُو بَكْرٍ، مَوْلَى عُرْوَةَ بْنِ شُيَيْمٍ اللَّيْثِيِّ، مِنْ سَبْيِ طَرَابُلْسَ الْغَرْبِ، أَعْنِي أَبَاهُ وَاسْمُهُ يَسَارٌ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
رَأَى عبيد الله من الصحابة عبد الله بْنَ الْحَارِثِ الزُّبَيْدِيَّ، وَسَمِعَ: الأَعْرَجَ، وَأَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَطَاءً، وَحَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَالشَّعْبِيَّ، وَنَافِعًا، وَمُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَبُكَيْرَ بْنَ الأَشَجِّ، وَجَمَاعَةً.
روى عنه: ابْنُ إِسْحَاقَ، وَحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَاللَّيْثُ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ، بَابَةُ يَزِيدَ بْنَ أَبِي حَبِيبٍ.
وَرَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: غَزَوْنَا الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ، فَكَسَرَ بِنَا مَرْكَبُنَا، فَأَلْقَانَا الْمَوْجُ عَلَى خَشَبَةٍ فِي الْبَحْرِ وَكُنَّا خَمْسَةً، فَأَنْبَتَ اللَّهُ لَنَا بِعَدَدِنَا وَرَقَةً لِكُلِّ رَجُلٍ مِنَّا فَنَمُصُّهَا فَتُشْبِعُنَا وَتَرْوِينَا، فَإِذَا أَمْسَيْنَا أَنْبَتَ اللَّهُ مَكَانَهَا حَتَّى مَرَّ بِنَا مَرْكَبٌ فَحَمَلْنَا.
وَمِمَّا رُوِيَ مِنْ كَلامِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَأَجَادَ قَالَ: إِذَا كَانَ الْمَرْءُ يُحَدِّثُ فَأَعْجَبَهُ الْحَدِيثُ فَلْيُمْسِكْ، وَإِنْ كَانَ سَاكِتًا فَأَعْجَبَهُ السُّكُوتُ فَلْيَتَحَدَّثْ. [ص:691]
وَقَالَ سَعِيدٌ الآدَمُ: كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ يَقُولُ: مَا رَأَتْ عَيْنِي عَالِمًا زَاهِدًا إِلا عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي جَعْفَرٍ.
وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ فِي " تَارِيخِهِ ": كَانَ عَالِمًا زَاهِدًا عَابِدًا، وُلِدَ سَنَةَ سِتِّينَ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ، وَقِيلَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.(3/690)
168 - عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَبْحَابِ السَّلُولِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْكَاتِبُ الأَمِيرُ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
كَانَ كَاتِبَ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثُمَّ رَقَّاهُ وَوَلاهُ إِمْرَةَ مِصْرَ، وَعَظَّمَ شَأْنَهُ، ثُمَّ وَلاهُ الْمَغْرِبَ مُدَّةً.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: قَتَلَهُ الْمَنْصُورُ بِوَاسِطَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ مَعَ ابْنِ هُبَيْرَةَ.(3/691)
169 - 4: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زَحْرٍ الضَّمْرِيُّ، مَوْلاهُمُ، الإِفْرَيِقِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
وُلِدَ بِإِفْرِيقِيَّةَ، وَرَحَلَ فِي الْعِلْمِ، وَكَانَ مِنَ الصَّالِحِينَ.
رَوَى عَنْ: أَبِي الهيثم صاحب أبي سَعِيد الخدري، وَعَنْ: أبي هارون العَبْديّ، وخالد بْن أَبِي عَمْران، والربيع بْن أنس.
وَلَهُ نُسْخَةً مَشْهُورَةً عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ الأَلْهَانِيِّ، وَقَدْ أَرْسَلَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، وَغَيْرِهِ.
رَوَى عَنْهُ: يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَبَكْرُ بْنُ مُضَرَ، وَمُفَضَّلُ بْنُ فُضَالَةَ، وَجَمَاعَةٌ.
وَهُوَ جَائِزُ الْحَدِيثِ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوقٌ لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيِّنُ الْحَدِيثِ.(3/691)
170 - د ق: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كُرَيْزٍ أَبُو مُطَرِّفٍ الْخُزَاعِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: الْحَسَنِ، وَالزُّهْرِيِّ.
وَعَنْهُ: صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ هُوَ مِنْ طَبَقَتِهِ، وَابْنُ [ص:692] إِسْحَاقَ، وَحِبَّانُ بْنُ يَسَارٍ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَهَارُونُ بْنُ مُوسَى الأَعْوَرُ.
وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ.(3/691)
171 - ق: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدٍ، أَبُو وَهْبٍ الْكَلاعِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: مَكْحُولٍ، وَبِلالِ بْنِ سَعُدٍ، وَحَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، وَصَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ، وإسماعيل بن عَيَّاشٍ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.(3/692)
172 - ت ق: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ مُعَيْقِيبٍ، أَبُو الْمُغِيرَةِ السَّبَئِيُّ الْمِصْرِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخَيَّارِ، وَأَبِي الْهَيْثَمِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو الْعُتْوَارِيِّ صَاحِبِ أَبِي سَعِيدٍ.
وَعَنْهُ: عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، وَبَكْرُ بْنُ مُضَرَ، وَآخَرُونَ.
وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ بَلَدِهِ. قَال أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.(3/692)
173 - خ ت ق: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَلْمَانَ الأَغَرُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
مَوْلَى بَنِي جُهَيْنَةَ.
عَنْ: وَالِدِه أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الأَغَرِّ.
وَعَنْهُ: مَالِكٌ، وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.(3/692)
174 - عُبَيْدُ بْنُ سَلْمان الأَعْرَجُ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
مَوْلَى مُسْلِمِ بْنِ هِلالٍ.
سَمِعَ: سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، وَعَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَمُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ. [ص:693]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا أَعْلَمُ فِي حَدِيثِهِ إِنْكَارًا، يُحَوَّلُ مِنْ كِتَابِ الضُّعَفَاءِ لِلْبُخَارِيِّ.(3/692)
175 - د: عُبَيْدُ بْنُ سُوَيَّةَ الأَنْصَارِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْمِصْرِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
رَجُلٌ صَالِحٌ مُفَسِّرٌ قَلَّمَا رَوَى. أَخَذَ عَنْهُ حَيْوَةُ بْنُ شريح، وَابْنُ لَهِيعَةَ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، وَغَيْرُهُمْ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.(3/693)
176 - م ن: عُبَيْدُ بْنُ مِهْرَانَ الْكُوفِيُّ الْمُكْتِبُ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أَبِي الطُّفَيْلِ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَمُجَاهِدٍ.
وَعَنْهُ: فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، وَجَرِيرٌ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ.
وُثِّقَ.(3/693)
177 - ع: عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
أَخُو يَحْيَى وَسَعْدٍ.
رَوَى عَنْ: أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، وَعَمْرَةَ.
وَعَنْهُ: عَطَاءٌ شَيْخُهُ، وَشُعْبَةُ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، وَاللَّيْثُ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: كَانَ وَقَّادًا حَيَّ الْفُؤَادِ.
قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ.(3/693)
178 - عَبْدَةُ بْنُ رَبَاحٍ الْغَسَّانِيُّ الشَّامِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أُمِّ الدَّرْدَاءِ، وَعُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ الْحَارِثُ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَجَبَلَةُ بْنِ مَالِكٍ، وَغَيْرُهُمْ. [ص:694]
وَلَهُ دَارٌ بِبَابِ الْبَرِيدِ تُعْرَفُ بِدَارِ الْكَاسِ، وَقَدْ وَلِيَ إِمْرَةَ الْمَوْصِلِ وَالْجَزِيرَةَ لِلْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ.
قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: كَانَ جَلِيسٌ لِسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ يُقَالُ لَهُ: هِشَامُ بْنُ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ، فَقَالَ لَهُ: كَانَ عِنْدَنَا صَاحِبُ شرطة يقال له: عبدة بن رياح، فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: إِنَّ ابْنِي يَعُقُّنِي وَيَظْلِمُنِي فَأَرْسَلَ مَعَهَا يَطْلُبُهُ، فَقَالَتِ الشُّرْطَ لَهَا: إِنْ أَخَذَ ابْنَكِ ضَرَبَهُ أَوْ قَتَلَهُ، قَالَتْ: كَذَا؟ قَالُوا: نَعَمْ، فَمَرَّتْ بِكَنِيسَةٍ عَلَى بَابِهَا شَمَّاسٌ، فَقَالَتْ: خُذُوا هَذَا ابْنِي، فَقَالُوا: أَجِبِ الأَمِيرَ، فَلَمَّا حَضَرَ قَالُوا لَهُ: تَضْرِبُ أُمَّكَ وَتَعُقَّهَا! قَالَ: مَا هِيَ أُمِّي، قَالَ: وَتَجْحَدُهَا أَيْضًا! فَضَرَبَهُ ضَرْبًا شَدِيدًا، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: إِنْ أَرْسَلْتَهُ مَعِي ضَرَبَنِي، فَقَالَ: هَاتُوهُ، فَأَرْكَبَهَا عَلَى عُنُقِهِ وَأَمَرَ فَنُودِيَ عَلَيْهِ هَذَا جَزَاءُ مَنْ يَعُقُّ أمه، فمر به صديق له، فقالوا: مَا هَذَا! قَالَ: مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أُمٌّ فَلْيَمْضِ إِلَى عَبْدَةَ يُجْعَلْ لَهُ أُمًّا.(3/693)
179 - د ت ق: عُتْبَةُ بْنُ حُمَيْدٍ الضَّبِّيُّ الْبَصْرِيُّ أَبُو مُعَاذٍ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: عِكْرِمَةَ، وَعُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ الأَشْجَعِيُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: ضَعِيفٌ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.(3/694)
180 - خ م د ق: عُتْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ التَّيْمِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْمَدَنِيُّ، وَهُوَ عُتْبَةُ بْنُ أَبِي عُتْبَةَ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
رَوَى عَنْ: عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
وَعَنْهُ: ابْنُ إِسْحَاقَ، وَمُسْلِمٌ الزِّنْجِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ.
وَهُوَ مِنَ الثِّقَاتِ.(3/694)
181 - م 4: عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ حَنِيفٍ، أَبُو سَهْلٍ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسٍ، وَأَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَعَدَدٍ كَثِيرٍ.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَشَرِيكٌ، وَهُشَيْمٌ، وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَطَائِفَةٌ.
وَكَانَ ثِقَةً، ثَبْتًا، زَاهِدًا، عَابِدًا.(3/695)
182 - عُثْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْخَوْلانِيُّ الشَّامِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
أَخُو سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ.
رَوَى عَنْ: عِكْرِمَةَ، وَالضَّحَاكِ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَعُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ ثَوْبَانَ وَهِشَامُ بْنُ الْغَازِ، وَعُمَرُ بْنُ مَرْوَانَ، وغيرهم.
قال العقيلي: هو مجهول بنقل الْحَدِيثَ.
وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: كَانَ قَدَرِيًّا.
قُلْتُ: أَوْرَدَ لَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ خَبَرًا مُنْكَرًا يَدُلُّ عَلَى ضَعْفِهِ.(3/695)
183 - عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ سُرَاقَةَ الأَزْدِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الأَمِيرُ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
وَلِيَ إِمْرَةَ دِمَشْقَ مِنْ قِبَلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ.
وَرَوَى عَنْ: كُهَيْلِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثًا رَوَاهُ عَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ.
وَثَّقَهُ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ.
وَكَانَ قَدْ وَلِيَ إِمْرَةَ دِمَشْقَ لِلْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ، ثُمَّ إِنَّهُ نَزَعَ الطَّاعَةَ وَخَرَجَ فَقَتَلَهُ بَنُو الْعَبَّاسِ.(3/695)
184 - خ م د ن ق: عُثْمَانُ بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ الْقُرَشِيُّ الأَسَدِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
أَحَدُ خُطَبَاءِ قُرَيْشٍ وَعُلَمَائِهِمْ وَأَشْرَافِهِمْ، وَكَانَ جَمِيلَ الْهَيْئَةِ، رَوَى عَنْ أَبِيهِ فَقَطْ شَيْئًا يَسِيرًا. وَروى عنه: أَخُوهُ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَغَيْرُهُمْ. [ص:696]
قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: كَانَ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ صَائِحًا يَصِيحُ مِنَ السَّمَاءِ لَقَالَ: أَمِيرُكُمْ عُثْمَانُ بْنُ عُرْوَةَ.
وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عُرْوَةَ: الشُّكْرُ وَإِنْ قَلَّ جَزَاءُ كُلِّ نَائِلٍ وَإِنْ جَلَّ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وَفَدَ عُثْمَانُ عَلَى مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ فَوَصَلَهُ بِمِائَةِ أَلْفٍ، وَكَانَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهًا لَمْ يُعَقِّبْ.
وَرُوِيَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: كَانَ أَبِي يَقُولُ لِي وَأَنا أُغَلِّفُ لِحْيَتِي بِالْغَالِيَةِ: إِنِّي أَرَاهَا سَتَقْطُرُ أو قد قطرت، وَمَا يَعِيبُ ذَلِكَ عَلَيَّ.
وَقِيلَ: إِنَّ عُثْمَانَ كَانَ يَقُومُ مِنْ مَجْلِسِهِ فَيَسْلِتُ نَاسٌ الْغَالِيَةَ مِنْ عَلَى الْحَصَى مِمَّا أَصَابَهَا مِنْ لِحْيَتِهِ.
وَيُقَالُ: لَمْ يَكُنْ بِالْمَدِينَةِ أَحَدٌ أَحَسَنَ مِنْهُ.
قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ عُثْمَانُ أَصْغَرَ مِنْ هِشَامٍ وَمَاتَ قَبْلَ هِشَامٍ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ قَبْلَ الأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/695)
185 - 4: عُثْمَانُ الْبَتِّيُّ الْفَقِيهُ أَبُو عَمْرٍو الْبَصْرِيُّ بَيَّاعُ الْبُتُوتِ، اسْمُ أَبِيهِ مُسْلِمٌ، وَيُقَالُ: أَسْلَمُ، وَيُقَالُ: سُلَيْمَانُ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
وَأَصْلُهُ مِنَ الْكُوفَةِ.
رَوَى عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَعَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ سَلُمَةَ، وَالشَّعْبِيِّ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَالثَّوْرِيُّ، وَهُشَيْمٌ، وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، وَابْنُ علية، وآخرون. [ص:697]
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَالدَّارَقُطْنِيُّ، وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ لَكِنَّهُ مِنْ كِبَارِ الْفُقَهَاءِ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ لَهُ أَحَادِيثُ وَكَانَ صَاحِبَ رَأْيٍ وَفِقْهٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَرَوَى عَبَّاسُ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
وَرَوَى مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
قُلْتُ: وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ: أبو شهاب عبد ربه الحناط، وَعُثْمَانُ بْنُ عُثْمَانَ الْغَطْفَانِيُّ، وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ.(3/696)
186 - خ م د ن: عُرْوَةُ بْنُ الْحَارِثِ، أَبُو فَرْوَةَ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وَالشَّعْبِيِّ، وَأَبِي زُرْعَةَ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَمِسْعَرٌ، وَالسُّفْيَانَانِ، وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ.
وَهُوَ ثِقَةٌ يُعْرَفُ بِأَبِي فَرْوَةَ الأَكْبَرِ.(3/697)
187 - د ن ق: عُرْوَةُ بْنُ رُوَيْمٍ أَبُو الْقَاسِمِ اللَّخْمِيُّ الأَزْدِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخَشَنِيِّ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَأَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ، وَأَرْسَلَ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، وَغَيْرِهِ.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ، وَغَيْرُهُ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: عَامَّةُ أَحَادِيثِهِ مَرَاسِيلُ. [ص:698]
وَيُقَالُ: إِنَّهُ أَدْرَكَ أَبَا ثَعْلَبَةَ وَسَمِعَ مِنْهُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ آخَرُ: سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/697)
188 - د ق: عُرْوَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُشَيْرٍ أَبُو سَهْلٍ الْجُعَفِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: ابْنِ سِيرِينَ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، وَفَاطِمَةَ بِنْتَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ.
وَعَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَعَمْرُو بْنُ شِمْرٍ، وَعَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ، وَغَيْرُهُ، وَلَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي السُّنَنِ.(3/698)
189 - 4، خ متابعة: عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ بْنِ مَالِكٍ الثَّقَفِيُّ، أَبُو زَيْدٍ الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
أَحَدُ الْمَشَاهِيرِ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، وَذَرٍّ الْهَمْدَانِيِّ، وَأَبِي وَائِلٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، وَطَائِفَةٍ سِوَاهُمْ.
وَعَنْهُ: سُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَهَؤُلاءِ حَدِيثُهُمْ عَنْهُ صَحِيحٌ عَلَى مَا ذَكَرَ بَعْضُ الْحُفَّاظِ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَزَائِدَةُ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَابْنُ عُلَيَّةَ، وَزِيَادٌ الْبَكَّائِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَهُوَ أَقْدَمُ شَيْخٍ لِلْقَطَّانِ، وَرَوَى عَنْهُ خَلْقٌ سِوَاهُمْ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ ثِقَةٌ ثِقَةٌ، رَجُلٌ صَالِحٌ، مَنْ سَمِعَ مِنْهُ قَدِيمًا كَانَ صَحِيحًا، وَكَان يَخْتِمُ كُلَّ لَيْلَةٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ قَبْلَ أَنْ يختلط. [ص:699]
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ فِي حَدِيثِهِ الْقَدِيمِ، لَكِنَّهُ تَغَيَّرَ، وَرِوَايَةُ شُعْبَةَ، وَالثَّوْرِيِّ، وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ عَنْهُ جَيِّدَةٌ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ عَطَاءَ بْنَ السَّائِبِ وَضِرَارَ بْنَ مُرَّةَ، رَأَيْتُ أَثَرَ الْبُكَاءَ عَلَى خُدُودِهِمَا.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: كَانَ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ مِنْ خِيَارِ عِبَادِ اللَّهِ، كَانَ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ كُلَّ لَيْلَةٍ.
قَرَأَ الْقُرْآنَ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ عَلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، وَكَانَ مِنَ الْمَهَرَةِ بِهِ.
وَصَحَّ أَنَّهُ رَأَى عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْهُ قَالَ: مَسَحَ عَلَى رأسي ودعا لي بالبركة.
قال ابن المديني: قُلْتُ لِيَحْيَى الْقَطَّانِ: مَا حَدَّثَ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ صَحِيحٌ هُوَ؟ قَالَ: نَعَمْ إِلا حَدِيثَيْنِ كَانَ شُعْبَةُ يَقُولُ: سَمِعْتُهُمَا بِأَخَرَةٍ عَنْ زَاذَانَ.
قَالَ الْقَطَّانُ: وَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا يَقُولُ فِي عَطَاءٍ شَيْئًا قَطُّ فِي حَدِيثِهِ الْقَدِيمِ وَقَدْ شَهِدَ الْجَمَاجِمَ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كُلُّ حَدِيثِهِ ضَعِيفٌ إِلا مَا كَانَ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ، وَسُفْيَانَ، وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ.
وَرَوَى ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ رَجُلٍ قَالَ: كَانَ أَبُو إِسْحَاقَ سَأَلَنَا عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ وَيَقُولُ: إِنَّهُ مِنَ الْبَقَايَا، قَال ابْنُ عُيَيْنَةَ: وَكَانَ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ أَكْبَرَ مِنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأَجْلَحِ: رَأَيْتُ عَطَاءَ بْنَ السَّائِبِ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ.
وروى قيس بن الرَّبِيعِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: شَهِدْتُ الْجَمَاجِمَ، فَرَأَيْتُ رَجُلا فِي السِّلاحِ مَا يَظْهَرُ مِنْهُ إِلا عَيْنُهُ، فَجَاءَ سَهْمٌ فَأَصَابَ عَيْنَهُ فَقَتَلَهُ، وَرَأَيْتُ رَجُلا حَاسِرًا فِي وَسَطِهِ مَنْطِقَةً، فَرَمَى فَأَصَابَهُ سَهْمٌ فِي مَنْطِقَتِهِ ثُمَّ نَبَا عنها.
وفي " الجعديات ": أخبرنا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ [ص:700] جُبَيْرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَتَى بِقَصْعَةٍ مِنْ ثَرِيدٍ، فَقَالَ: " كُلُوا مِنْ جَوَانِبِهَا وَلا تَأْكُلُوا مِنْ وَسَطِهَا، فَإِنَّ الْبَرَكَةَ تَنْزِلُ فِي وَسَطِهَا ".
قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ الأَسْوَدِ، وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ عَطَاءٌ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.(3/698)
190 - ت: عَطَاءُ بْنُ عَجْلانَ الْحَنَفِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ الْعَطَّارُ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
رَوَى عَنْ: أَنَسٍ، وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، وَالْحَسَنِ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَسَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ قَاضِي شِيرَازَ، وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ الْفَلاسُ: كَذَّابٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وغيره: متروك.
وقال الدارقطني مَرَّةً: ضَعِيفٌ يُعْتَبَرُ بِهِ، وَمَرَّةً قَالَ: مَتْرُوكٌ.(3/700)
191 - ت ق: عَطَاءُ بْنُ قُرَّةَ السَّلُولِيُّ الدِّمَشْقِيُّ أَبُو قُرَّةَ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضَمْرَةَ، وَالزُّهْرِيِّ.
وَعَنْهُ: ابْنُ ثَوْبَانَ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَغَيْرُهُمَا.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: كَانَ عَبْدًا صَالِحًا، قِيلَ لَهُ: دَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ دِمَشْقَ، فَقَالَ: هَاه، فَمَاتَ. وَرُوِيَ أَنَّهُ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى فُؤَادِهِ وَقَالَ: [ص:701] وَافُؤَادَاهُ وَافُؤَادَاهُ حَتَّى مَاتَ، وَذَلِكَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.(3/700)
192 - ع: عَطَاءُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
أَحَدُ الْكِبَارِ، نَزَلَ دِمَشْقَ وَالْقُدْسَ.
وَحَدِيثُهُ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَالْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَجَمَاعَةٍ مُرْسَلٌ.
وَرَوَى عَنْ: سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَعُرْوَةَ، وَابْنِ بُرَيْدَةَ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَنَافِعٍ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَمَعْمَرٌ، وَمَالِكٌ، وَالثَّوْرِيُّ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَخَلْقٌ، حَتَّى إِنَّ شَيْخَهُ عَطَاءً رَوَى عَنْهُ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ فِي نَفْسِهِ ثِقَةٌ، لَكِنَّهُ لَمْ يَلْقَ ابْنَ عَبَّاسٍ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: هُوَ ابْنُ مَيْسَرَةَ رَأَى ابْنَ عُمَرَ وَسَمِعَ مِنْهُ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ: كُنَّا نَغْزُو مَعَ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، فَكَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ صَلاةً إِلا نَوْمَةَ السَّحَرِ، وَكَانَ يَعِظُنَا وَيَحُضُّنَا عَلَى التَّهَجُّدِ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: كَانَ عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ إِذَا جَلَسَ وَلَمْ يَجِدْ مَنْ يُحَدِّثُهُ أَتَى الْمَسَاكِينَ فَحَدَّثَهُمْ.
وَرَوَى عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَوْثَقُ عَمَلِي فِي نَفْسِي نَشْرُ الْعِلْمِ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن صالح: حدثنا اللَّيْثُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ أَنَّهُ قَالَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: إِنَّ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ حَدَّثَنِي أَنَّ عَطَاءً الْخُرَاسَانِيَّ حَدَّثَهُ فِي الرَّجُلِ الَّذِي أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أَفْطَرَ فِي رَمَضَانَ أَنَّهُ أَمَرَهُ بِعِتْقِ رَقَبَةٍ قَالَ: لا أَجِدُهَا. . . الْحَدِيثَ. هَكَذَا رَوَاهُ كاتب الليث وَغَلَطَ، وَالصَّوَابُ مَا رَوَى سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قال: حدثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: قُلْتُ لِسَعِيدٍ: إِنَّ عَطَاءً الْخُرَاسَانِيَّ حَدَّثَنِي عَنْكَ فِي الَّذِي وَقَعَ عَلَى امْرَأَتِهِ قَالَ: كَذِبَ مَا حَدَّثْتُهُ، إِنَّمَا بَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: تَصَدَّقَ تصدق. [ص:702]
وَقِيلَ: إِنَّ الَّذِي ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ نُوحٍ هُوَ عَطَاءٌ هَذَا، وَأَنَا أَرَاهُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ.
وُلِدَ عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ سَنَةَ خَمْسِينَ، وَقِيلَ: وُلِدَ سَنَةَ سِتِّينَ.
وَقَالَ ابْنُهُ عُثْمَانُ: تُوُفِّيَ أَبِي بِأَرِيحَا سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ.(3/701)
193 - سِوَى ت: عَطَاءُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَشُعْبَةُ، وَرَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَقَالَ: هُوَ وَابْنُهُ قَدَرِيَّانِ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَنْدَهْ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ يَرَى الْقَدَرَ.(3/702)
194 - عَطَاءٌ السَّلِيمِيُّ الزَّاهِدُ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَابِدُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ.
يُحْكَى عَنْهُ أَمْرٌ يَتَجَاوَزُ الْحَدَّ فِي الْخَوْفِ وَالْحُزْنِ. أَدْرَكَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، وَأَخَذَ عَنِ الْحَسَنِ.
قَالَ صالح بن أبي ضرار: حدثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ خُلَيْدِ بْنِ دَعْلَجٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَطَاءٍ السَّلِيمِيِّ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ فُلانَ بْنَ عَلِيٍّ قَتَلَ أَرْبَعَمِائَةٍ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ عَلَى دَمِ وَاحِدٍ، فَقَالَ مُتَنَفِّسًا: هَاه، ثُمَّ خَرَّ مَيِّتًا.
قَدْ تَقَدَّمَتْ هَذِهِ الْقِصَّةُ عَنْ عَطَاءٍ السَّلُولِيِّ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
قَالَ ابن عيينة: حدثنا بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ السَّلِيمِيِّ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ نَارًا أَشْعَلَتْ، ثُمَّ قِيلَ: مَنْ دَخَلَهَا نَجَا، تُرَى كَانَ أَحَدٌ يَدْخُلُهَا؟ فَقَالَ: لَوْ قِيلَ ذَلِكَ لَخَشِيتُ أَنْ تَخْرُجَ نَفْسِي فَرَحًا قَبْلَ أَنْ أَصِلَ إِلَيْهَا.
وَقَالَ سليمان الشاذكوني: حدثنا نُعَيْمُ بْنُ مُوَرِّعٍ قَالَ: انْتَبَهَ عَطَاءٌ السَّلِيمِيُّ فَجَعَلَ يَقُولُ: وَيْلٌ لِعَطَاءٍ، لَيْتَ عَطَاءً لَمْ تَلِدْهُ أُمُّهُ، وَعَلَيْهِ مَدْرَعَةٌ [ص:703] فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى اصْفَرَّتِ الشَّمْسِ، فَقُمْنَا وَتَرَكْنَاهُ.
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانُ الدَّارَانِيُّ: كَانَ عَطَاءٌ السَّلِيمِيُّ قَدِ اشْتَدَّ خَوْفُهُ فَكَانَ لا يَسْأَلُ اللَّهَ الْجَنَّةَ، وَعَنْ مُرَجَّى بْنِ وَدَاعٍ الرَّاسِبِيِّ قَالَ: كَانَ عَطَاءٌ إِذَا هَبَّتْ رِيحٌ وَرَعْدٌ قَالَ: هَذَا مِنْ أَجْلِي يُصِيبُكُمْ لَوْ مُتُّ اسْتَرَاحَ النَّاسُ.
وَعَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيُّ قَالَ: أَتَيْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ: يَا شَيْخُ، قَدْ خَدَعَكَ إِبْلِيسُ، فَلَوْ شَرِبْتَ كُلَّ يَوْمٍ شَرْبَةَ سَوِيقٍ.
وَقِيلَ: كَانَ يَدْعُو: اللَّهُمَّ ارْحَمْ غُرْبَتِي فِي الدُّنْيَا، وَارْحَمْ مَصْرَعِي عِنْدَ الْمَوْتِ، وَارْحَمْ وَحْدَتِي فِي قَبْرِي، وَارْحَمْ قِيَامِي بَيْنَ يَدَيْكَ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ بَكَّارٍ: تَرَكْتُ عَطَاءً السَّلِيمِيَّ بِالْبَصْرَةِ حِينَ خَرَجْتُ إِلَى الثَّغْرِ، فَمَكَثَ أَرْبَعِينَ سَنَةً عَلَى فِرَاشِهِ لا يَقُومُ مِنَ الْخَوْفِ وَلا يَخْرُجُ، أضناه الخوف، فكان لا يستطع أَنْ يُصَلِّي قَائِمًا، وَكَانَ يُوَضَّأُ عَلَى الْفِرَاشِ، وَأَيُّ شَيْءٍ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَدْ أَطَاعَ اللَّهَ عَدَدَ شَعْرِهِ.
وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ: كَانَ عَطَاءُ قَدِ اشْتَدَّ خَوْفُهُ، فَإِذَا ذُكِرَتْ عِنْدَهُ الْجَنَّةَ قَالَ: نَسْأَلُ اللَّهَ الْعَفْوَ.
وَعَنْ عَطَاءٍ السَّلِيمِيِّ قَالَ: الْتَمِسُوا لِي هَذِهِ الأَحَادِيثَ فِي الرُّخَصِ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُرَوِّحَ عَنِّي بَعْضَ غَمِّي.
وَقِيلَ: كَانَ إِذَا بَكَى بَكَى ثَلاثَةَ أيام ولياليها.
وقال الصلت بن حكيم: حدثنا أَبُو يَزِيدَ الْهَدَادِيُّ قَالَ: انْصَرَفْتُ مِنَ الْجُمُعَةِ، فَإِذَا عَطَاءٌ السَّلِيمِيُّ وَعُمَرُ بْنُ ذَرٍّ يَمْشِيَانِ، وَكَانَ عَطَاءٌ قَدْ بَكَى حَتَّى عَمِشَ، وَكَانَ عُمَرُ قَدْ صَلَّى حَتَّى دَبَرَ، فَقَالَ عُمَرُ لِعَطَاءٍ: حَتَّى مَتَى نَسْهُو وَنلْعَبُ وَمَلَكُ الْمَوْتِ فِي طَلَبِنَا لا يَكُفُّ! فَصَاحَ عَطَاءٌ وَخَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ فَانْشَجَّ مَوْضِحَهُ، وَاجْتَمَعَ النَّاسُ فَلَمْ يَزَلْ عَلَى حَالِهِ إِلَى الْمَغْرِبِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَحُمِلَ.
وَقَالَ الْعَلاءُ بْنُ مُحَمَّدٍ: شَهِدْتُ عَطَاءً السَّلِيمِيَّ خَرَجَ فِي جَنَازَةٍ، فَغُشِيَ عَلَيْهِ أَرْبَعُ مرات.
وقال الأصمعي: حدثنا أَبُو يَزِيدَ قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ: مَاتَ حَبِيبٌ، مات [ص:704] مَالِكٌ، مَاتَ فُلانٌ، لَيْتَنِي مِتُّ فَكَانَ أَهْوَنَ لِعَذَابِي.
وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ قَالَ: كَانَ عَطَاءٌ السَّلِيمِيُّ يَمَسُّ جَسَدَهُ بِاللَّيْلِ مَخَافَةَ أَنْ يَكُونَ قَدْ مُسِخَ.(3/702)
195 - د: عُقَيْلُ بْنُ مُدْرِكٍ، أَبُو الأَزْهَرِ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
شَامِيٌّ صَدُوقٌ.
عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُسَيْلَةَ الصُّنَابِحِيِّ، وَأَبِي الزَّاهِرِيَّةَ، وَلُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ.
وَعَنْهُ: صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ.(3/704)
196 - م 4: الْعَلاءُ بْنُ الْحَارِثِ أَبُو وَهْبٍ الْحَضْرَمِيُّ الشَّامِيُّ الْفَقِيهُ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، وَأَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، وَمَكْحُولٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: الأَوْزَاعِيُّ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، وَفَرَجُ بْنُ فُضَالَةَ، وَآخَرُونَ.
وَكَانَ أَعْلَمَ أَصْحَابِ مَكْحُولٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: كَانَ مُفْتِيًا قَلِيلَ الْحَدِيثِ، خُولطَ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا أَعْلَمُ فِي أَصْحَابِ مَكْحُولٍ أَوْثَقَ مِنْهُ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: ثِقَةٌ تَغَيَّرَ عَقْلُهُ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. [ص:705]
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ يَرَى الْقَدَرَ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: ثِقَةٌ.
قَالُوا: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. وَقِيلَ: عَاشَ سَبْعِينَ سَنَةً.(3/704)
197 - م ت: الْعَلاءُ بْنُ خَالِدٍ الأَسَدِيُّ الْكَاهِلِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أَبِي وَائِلٍ.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.(3/705)
198 - الْعَلاءُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، الشَّاعِرُ الْمَكِّيُّ. وَاسْمُ أَبِيهِ السَّائِبُ بْنُ فَرُّوخٍ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أَبِي الطُّفَيْلِ، وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ.
وَهُوَ شِيعِيٌّ جَلْدٌ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ جُرَيْجٍ، وَالسُّفْيَانَانِ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(3/705)
199 - الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْيَحْصُبِيُّ، الْحِمْصِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، وَعُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ، وَالْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.(3/705)
200 - م 4: الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ، أَبُو شِبْلٍ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
أَحَدُ الْمَشَاهِيرِ، وَلاؤُهُ لِلْحُرَقَةِ مِنْ جُهَيْنَةَ
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَأَبِي السَّائِبِ - مَوْلَى هِشَامِ بْنِ زَهْرَةَ - وَمَعْبِد بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ.
رَوَى عَنْهُ: شُعْبَةُ، وَمَالِكٌ، وَالسُّفْيَانَانِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ، وَآخَرُونَ.
ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ: كَانَ [ص:706] جَدِّي يَعْقُوبَ مُكَاتَبًا لِمَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الحدثان النصري وَكَانَتْ أُمُّهُ مَوْلاةٌ لِرَجُلٍ مِنَ الْحُرَقَةِ مِنْ جُهَيْنَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ أَبِي - وَهُوَ مُكَاتَبٌ - فَعُتِقَ أَبِي لِعِتَاقَةِ أُمِّهِ، فَدَخَلَ بِهِ الْحُرَقِيُّ بَعْدَمَا عَتَقَ جَدِّي عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ يَسْأَلُهُ اللَّحِقَ فِي الدِّيوَانِ فَقَامَ إِلَيْهِ مَالِكُ بْنُ أَوْسٍ، فَقَالَ: مَوْلاي قَدْ أُعْتِقَ أَبُوهُ فَجُرَّ إِلَيَّ وَلاؤُهُ، قَالَ: فَاخْتَصَمَا إِلَى عُثْمَانَ، فَقَضَى بِهِ لِلْحُرَقِيُّ، فَنَحْنُ مَوْلَى الْحُرَقَةَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: لَمْ يَزَلِ النَّاسِ يَتَّقُونَ حَدِيثَ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ، لَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا يَذْكُرُهُ بِسُوءٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: أنا أَنْكَرُ مِنْ حَدِيثِهِ شَيْئًا.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِحُجَّةٍ وَقَالَ مَرَّةً: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مَا أَرَى بِحَدِيثِهِ بَأْسًا.
تُوُفِّيَ الْعَلاءُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.(3/705)
201 - ع: عَلْقَمَةُ بْنُ أَبِي عَلْقَمَةَ بِلالٍ الْمَدَنِيِّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
مَوْلَى عَائِشَةَ
كَانَ ثِقَةً يُعَلِّمُ الْعَرَبِيَّةَ. روى عن أُمِّهِ مُرْجَانَةَ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَالأَعْرَجِ.
وَعَنْهُ: مَالِكٌ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. [ص:707]
تُوُفِّيَ قُبَيْلَ الأَرْبَعِينِ فِي أَوَّلِ خِلافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ.(3/706)
202 - 4: عَلِيُّ بْنُ بَذِيمَةَ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجَزَرِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
مَوْلَى جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ. وَهُوَ كُوفِيُّ الأَصْلِ
رَوَى عَنْ: أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَمَعْمَرٌ، وَإِسْرَائِيلُ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: صَالِحُ الْحَدِيثِ، رَأْسٌ فِي التَّشَيُّعِ.
قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.(3/707)
203 - خ 4: عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ الْبُنَانِيُّ، أَبُو الْحَكَمِ الْبَصْرِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ.
وَعَنْهُ: الْحَمَّادَانِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، وَجَمَاعَةٌ
قَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.(3/707)
204 - 4، م مقروناً: عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، هُوَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ، أَبُو الْحَسَنِ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ الْبَصْرِيُّ الضَّرِيرُ [الوفاة: 131 - 140 ه]
أَحَدُ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ فِي زَمَانِهِ.
رَوَى عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وَعُرْوَةَ، وَجَمَاعَةٍ، وَلَزِمَ الْحَسَنَ مُدَّةً.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَالسُّفْيَانَانِ، وَالْحَمَّادَانِ، وَهَمَّامٌ، وَزَائِدَةُ، وَهُشَيْمٌ، وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَعَبْدُ الْوَارِثِ، وَابْنُ عُلَيَّةَ، وَخَلْقٌ، وَوَلَدٌ أَعْمَى.
قَالَ مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ: لَمَّا مَاتَ الْحَسَنُ قُلْنَا لابْنِ جُدْعَانَ: اجْلِسْ مَجْلِسَ الْحَسَنِ.
قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: سَمِعْتُ الْجُرَيْرِيَّ يَقُولُ: أَصْبَحَ فُقَهَاءُ الْبَصْرَةِ عُمْيَانًا ثَلاثَةً: قَتَادَةُ، وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، وَأَشْعَثُ الْحُدَّانِيُّ. [ص:708]
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ: رُبَّمَا حَدَّثْتُ الْحَسَنَ بِالْحَدِيثِ أَسْمَعُهُ مِنْه فَأَقُولُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ أَتَدْرِي مَنْ حَدَّثَكَ فَيَقُولُ: لا أَدْرِي إِلا أَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ ثِقَةٍ، فَأَقُولُ: أَنَا حَدَّثْتُكَ بِهِ.
وَرَوَى الأَصْمَعِيُّ عَنْ مُبَارَكٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: بِتُّ مَعَ الْحَسَنِ فَقُمْتُ مِنَ اللَّيْلِ فَقَرَأْتُ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ وَالنِّسَاءَ، فَقَالَ الْحَسَنُ: دَافَعْتَ الصبح الليلة.
وقال شعبة: حدثنا علي بن زيد وكان رفاعاً.
وَقَالَ مُرَّةُ: حَدَّثَنَا قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِطَ.
وَقَالَ حماد بن زيد: أخبرنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ وَكَانَ يَقْلِبُ الأَحَادِيثَ.
وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ قَالَ: كَانَ شِيعِيًّا.
وَقَالَ أَحْمَدُ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِذَاكَ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَلا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لا أَحْتَجُّ بِهِ لِسُوءِ حِفْظِهِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيفٌ.
قَالَ خَلِيفَةُ: مَاتَ فِي الطَّاعُونِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ مُطَيَّنٌ، وَغَيْرُهُ: سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: صَدُوقٌ.(3/707)
205 - خ د ن ق: عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ خَلادِ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيُّ الْمَدَنِيُّ، أَبُو الْحَسَنِ [الوفاة: 131 - 140 ه]
رَوَى عَنْ: عَمِّهِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، وَعَنْ أَبِيهِ يَحْيَى.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ إِسْحَاقَ، وَابْنُ عَجْلانَ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَابْنُهُ يَحْيَى بْنُ [ص:709] عَلِيٍّ، وَرَوَى عَنْهُ نُعَيْمٌ الْمُجَمِّرُ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.(3/708)
206 - م 4: عَمَّارُ الدُّهْنِيُّ، أَبُو مُعَاوِيَةَ الْبَجَلِيُّ الْكُوفِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
وَدُهْنٌ هُوَ ابْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَسْلَمَ، وَفِي بَنِي عَبْدِ الْقَيْسِ دُهْنُ بْنُ عَذْرَةَ.
رَوَى عَمَّارٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَأَبِي الطُّفَيْلِ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَالثَّوْرِيُّ، وَإِسْرَائِيلُ، وَشَرِيكٌ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمَّارٍ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَجَمَاعَةٌ.
وَقَالَ مُطَيَّنٌ: تُوُفِّي سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.(3/709)
207 - ت ق: عُمَارَةُ بْنُ جُوَيْنٍ، أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ الْبَصْرِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
رَوَى عَنْ: ابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ.
وَعَنْهُ: الْحَمَّادَانِ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، وَجَمَاعَةٌ.
ضَعَّفَهُ شُعْبَةُ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: شِيعِيٌّ جَلْدٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: قَدْ حَدَّثَ عَنْهُ ابْنُ عَوْنٍ، وَالثَّوْرِيِّ، وشريك، وهشيم، وعبد الوارث. وتذكر عَنْهُ أَشْيَاءُ فِي الْغُلُوِّ فِي التَّشَيُّعِ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.(3/709)
208 - خ 4: عُمَارَةُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، وَاسْمُ أَبِيهِ ثَابِتٌ [الوفاة: 131 - 140 ه]
بَصْرِيٌّ مَشْهُورٌ وَلاؤُهُ لِلْعَتَكِيِّينَ، وَلَمْ يُدْرِكْ وَلَدُهُ حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ الأَخْذَ عَنْهُ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ.
يَرْوِي عَنْ: أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، وَأَبِي مِجْلَزٍ لاحِقِ بْنِ حُمَيْدٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَالْحَسَنِ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَعَبْدُ الْوَارِثِ، وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.
قَالَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
وَهُوَ مِنْ قُدَمَاءِ مَشْيَخَةِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ.(3/710)
209 - م 4: عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَزِيَّةَ الأَنْصَارِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
مِنْ بَنِي مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ
مَدَنِيٌّ مَشْهُورٌ ثِقَةٌ. روى عن أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، وَالشَّعْبِيِّ وَالرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ الْجُهَنِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنُ جَعْفَرٌ، وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، وَآخَرُونَ.
اسْتَشْهَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ كَثِيرُ الْحَدِيثِ.
وَأَمَّا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ فَضَعَّفَهُ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/710)
210 - ع: عُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ بْنِ شَبْرُمَةَ الضَّبِّيُّ الْكُوفِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
كَانَ أَسَنَّ مِنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَبْرُمَةَ وَكَانَ يَفْضُلُ عَلَيْهِ. روى عن أَبِي [ص:711] زُرْعَةَ فَأَكْثَرَ، وَعَنِ الأَخْنَسِ بْنِ خَلِيفَةَ الضَّبِّيُّ.
وَعَنْهُ: السُّفْيَانَانِ، وَشَرِيكٌ، وَجَرِيرٌ، وَابْنُ فُضَيْلٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(3/710)
211 - د: عُمَرُ بْنُ جُعْثُمٍ الشَّامِيُّ الْحِمْصِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، وَسُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، وَعَمْرِو بْنِ قَيْسٍ السُّكُونِيِّ.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ.
أَمَّا:(3/711)
212 - ت ق: عُمَرُ بْنُ خَثْعَمٍ الْيَمَامِيُّ، فَهُوَ عُمَرُ بْنُ عَبْد الله بْن أَبِي خَثْعَمٍ [الوفاة: 131 - 140 ه]
وَيَرْوِي عَنْ: يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ.
ضَعِيفٌ.(3/711)
213 - عُمَرُ بْنُ السَّائِبِ، أَبُو عَمْرٍو الْمِصْرِيُّ الْفَقِيهُ [الوفاة: 131 - 140 ه]
رَوَى عَنْ: الْقَاسِمِ بْنِ قَزْمَانَ، وَابْنٍ لِعَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ.
وَهُوَ مُقِلٌّ.
رَوَى عَنْهُ: اللَّيْثُ، وَبَكْرُ بْنُ مُضَرَ، وَابْنُ لَهِيعَةَ.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثينَ وَمِائَةٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ -.(3/711)
214 - 4: عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: مِسْعَرٌ، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَهُشَيْمٌ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حاتم: هو عندي صالح.
وقال النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لا يحتج بحديثه. [ص:712]
وَأَمَّا الْبُخَارِيُّ فَلَمْ يُحْتَجَّ بِهِ بَلِ اسْتَشْهَدَ بِهِ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: قَتَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ عُمَرَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ مَعَ ابْنِ أُخْتٍ لَهُ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ وَذَلِكَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. وَكَذَا قَالَ خَلِيفَةُ. وَقِيلَ: سَنَةَ ثَلاثٍ.(3/711)
215 - عُمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
رَوَى عَنْ: شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَمَكْحُولٍ، وَسَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ.
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَعَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ وَمَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ.(3/712)
216 - م ن: عُمَرُ بْنُ عَامِرٍ الْقَاضِي السُّلَمِيُّ الْبَصْرِيُّ، أَبُو حفص [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أم كلثوم عن عَائِشَةَ، وَعَنْ: قَتَادَةَ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: سَالِمُ بْنُ نوح، ومحمد بن عبد الواحد القطعي، وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، وَعَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي " الثِّقَاتِ ": تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: كَانَ عَلَى قَضَاءِ الْبَصْرَةِ، مَاتَ فجاءة.(3/712)
217 - ق: عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ الثَّقَفِيُّ الْكُوفِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَالْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، وَجَدَّتِهِ حَكِيمَةَ.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَإِسْرَائِيلُ، وَأَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، وَزِيَادُ الْبَكَّائِيُّ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ. [ص:713]
ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ.(3/712)
218 - ت ق: عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ الْبَصْرِيُّ قَهْرَمَانُ آلَ الزُّبَيْرِ، ابْنُ شُعَيْبٍ، أَبُو يَحْيَى الأَعْوَرُ [الوفاة: 131 - 140 ه]
رَوَى عَنْ: سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَصَيْفِيِّ بْنِ صُهَيْبٍ.
وَعَنْهُ: الْحَمَّادَانِ، وَابْنُ عُلَيَّهَ، وَعَبْدُ الْوَارِثِ، وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ.
ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: فِيهِ نَظَرٌ.(3/713)
219 - د ن ق: عَمْرُو بْنُ عَامِرٍ، أَوِ ابْنُ عَمْرٍو، أَبُو الزَّعْرَاءِ الْجُشَمِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: عَمِّهِ أَبِي الأَحْوَصِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(3/713)
220 - عَمْرُو بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَبُو سُهَيْلٍ الأَنْصَارِيُّ الْخَزْرَجِيُّ الْوَاقِفِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
وَالِدُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو
رَوَى عَنْ: سَعِيد بْن المسيب، وسعيد بْن عمير.
وَعَنْهُ: مَالِكٌ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، وَالدَّرَاوَرْدِيُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ.(3/713)
221 - د: عَمْرُو بْنُ عِمْرَانَ، أَبُو السَّوْدَاءِ النَّهْدِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
كُوفِيٌّ مُقِلٌّ. عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، وَعَنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ عَبْدِ خَيْرٍ، وَقَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، وَأَبِي مجلز.
وَعَنْهُ: السُّفْيَانَانِ، وَحَفْصُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَوْقَةَ. [ص:714]
قَالَ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: قُتِلَ أَيَّامَ قُحْطُبَةَ.(3/713)
222 - ع: عَمْرُو بْنُ أبي عمرو، مَوْلَى الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ الْمَخْزُومِيُّ، أَبُو عُثْمَانَ الْمَدَنِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَسَعِيدِ بْن جُبَيْر، وأبي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَالأَعْرَجِ، وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ: مَالِكٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَأَخُوهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: مَا بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ بِذَاكَ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِحُجَّةٍ، وَاسْمُ أَبِيهِ مَيْسَرَةُ.(3/714)
223 - 4: عَمْرُو بْنُ قَيْسِ بْنِ ثَوْرِ بْنِ مَازِنِ بْنِ خَيْثَمَةَ، أَبُو ثَوْرٍ السَّكُونِيُّ الْكِنْدِيُّ الْحِمْصِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
وَلِجِدِّهِمْ مَازِنٍ صُحْبَةٌ
وُلِدَ عَمْرٌو عَامَ قُتِلَ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -، وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ مَعَ أَبِيهِ. وَروى عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، وَوَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، وَأَبِي أُمَامَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، وَعَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ السَّكُونِيِّ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَثَوَابَةُ بْنُ عَوْنٍ الْحَمَوِيُّ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ السَّكُونِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ: أَدْرَكَ سَبْعِينَ صَحَابِيًّا، وَكَانَ سَيِّدَ أهل حمص.
قال ابْنُ مَعِينٍ: شَامِيٌّ ثِقَةٌ، سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بن عمر. [ص:715]
وَقِيلَ: إِنَّهُ وَلِيَ جَيْشَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى غَزْوِ الصَّائِفَةَ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَحَدَّثَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بِحَدِيثَيْنِ.
وَقَالَ عمير بن مغلس: حدثنا أَيُّوبُ بْنُ مَنْصُورٍ، سَمِعَ عَمْرَو بْنَ قَيْسٍ يَقُولُ: قَالَ لِي الْحَجَّاجُ: مَتَى وُلِدْتَ يَا أَبَا ثَوْرٍ؟ قُلْتُ: عَامَ الْجَمَاعَةِ سَنَةَ أَرْبَعِينَ، قَالَ: هِيَ مَوْلِدِي، قَالَ بَعْضُ رُوَاةٍ هَذَا فَتُوُفِّيَ الْحَجَّاجُ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ، وَتُوُفِّيَ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. قَالَهُ مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ.
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَزْعُ بِهَذِه الآيَةِ {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} نَزَلَتْ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ يَوْمَ عَرَفَةَ.
قَال: قَالَ أبو حاتم، وأحمد العجلي، وغيرهما: ثقة.
وقال الوليد: حدثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عبد العزيز أغزى الروم صائفتين على إحديهما عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ السَّكُونِيُّ فِي أَقَلِّ مِنْ أَرْبَعِينَ أَلْفًا نَظَرًا مِنْهُ لِجَمَاعَةِ مَنْ كَانَ أَصَابَهُ الأَزَلُّ عَلَى حِصَارِ قُسْطَنْطِينِيَّةَ، قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ لاوُنُ طَاغِيَةُ الرُّومِ لَمَّا بَلَغَهُ مِنْ قِلَّتِهِمْ فَلَقِيَهُ سَائِحٌ مِنْ سُيَّاحِي الرُّومِ، فَقَالَ: أَيْنَ يُرِيدُ الْمَلِكُ؟ قَالَ: هَذِهِ الطَّائِفَةُ الْقَلِيلَةُ، قَالَ: تَرَكْتَ لِقَاءَهُمْ وَأُمَرَاؤُهُمْ عَلَى تِلْكَ السِّيرَةِ، فَلَمَّا وَلِيَهُمْ هَذَا الرَّجُلُ الصَّالِحُ تَعْرِضُهُمْ؟! فَقَالَ: ذاك بِالشَّامِ وَهَؤُلاءِ بِأَرْضِ الرُّومِ، قَال: عَمَلُ ذَاكَ مقدمة [ص:716] لِهَؤُلاءِ. قَالَ سَعِيدُ: فَانْصَرَفَ لاوُنُ عَنْ لِقَائِهِمْ.
وَرَوَى بَقِيَّةُ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مَرْيَمَ قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى وَالِي حِمْصَ " انْظُرِ الَّذِينَ نَصَبُوا أَنْفُسَهُمْ لِلْفِقْهِ، وَحَبَسُوهَا فِي الْمَسْجِدِ عَنْ طَلَبِ الدُّنْيَا فَأَعْطِ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مِائَةَ دِينَارٍ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ "، فَكَانَ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ وَأَسَدُ بْنُ وَدَاعَةَ فِيمَنْ أَخَذَهَا.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الطائي: حدثنا إبراهيم بن العلاء، قال: حدثنا ثوابة بن عون التنوخي، قال: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ قَيْسٍ السَّكُونِيَّ يَقُولُ: حَجَجْتُ فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنْ حَجِّنَا خَرَجْنَا نُرِيدُ الْعُمْرَةَ مِنْ بَطْنِ مُرٍّ، فَأَغْفَيْتُ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُقْبِلا مِنْ نَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ يُرِيدُ مَكَّةَ، وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ عَلَى رَوَاحِلِهِمْ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ: تُرِيدُ الْعُمْرَةَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، فَقَالَ لِي: " لا، الْعُمْرَةُ مِنَ الْجُحْفَةِ " ثَلاثًا. فَانْتَبَهْتُ فَأَخْبَرْتُ أَصْحَابِي بِرُؤْيَايَ، وَإِلَى جَانِبِنَا رَجُلٌ مَعَهُ حَشْمٌ، فَلَمَّا سَمِعَنِي أَقُصُّ رُؤْيَايَ أَرْسَلَ إِلَى رَسُولِهِ، فَقَالَ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُرِيدُكَ، فَقُلْتُ: مَنْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، فَقُلْتُ: أَهَلْ هُوَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ: أَنْتَ الَّذِي رَأَيْتَ هَذِهِ الرُّؤْيَا؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: اقْصُصْهَا عَلَيَّ - رَحِمَكَ اللَّهُ -، فَقَصَصْتُهَا عَلَيْهِ حَتَّى إِذَا انْتَهَيْتُ إِلَى ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَكَى حَتَّى نَشَجَ، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ وَحَسَا مِنْهُ، ثُمَّ قَال: ارْدُدْ عَلَيَّ - رَحِمَكَ اللَّهُ - فَرَدَّدْتُ عَلَيْهِ فَتَنَفَّسَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ قَلْبَهُ خَرَجَ، ثُمَّ قَالَ: امْضِ لِمَا أَمَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي مَنَامِكَ فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَرُبَّمَا سَمِعْتُهُ غَيْرَ مَرَّةً وَلا مَرَّتَيْنِ يَقُولُ: " مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَكَأَنَّمَا رَآنِي فِي الْيَقَظَةِ، فَمَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى الْحَقَّ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَمَثَّلُ بِي ".
قُلْتُ: وَهِمَ مَنْ قَالَ: إنَّهُ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ، فَإِنَّهُ كَانَ فِيمَنْ سَارَ لِلطَّلَبِ بِدَمِ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ إِلَى دِمَشْقَ، وَالأَصَحُّ أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فَيَكُونُ عُمْرُهُ مِائَةَ سَنَةٍ. وَكَذَا قَالَ فِي عُمْرِهِ مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ.(3/714)
• - عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ الْمُلائِيُّ الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
فِي الطَّبَقَةِ الآتِيَةِ(3/717)
224 - د ق: عَمْرُو بْنُ مُهَاجِرٍ، أَبُو عُبَيْدٍ الدِّمَشْقِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
كَبِيرُ حَرَسِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ
رَأَى وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ، وَروى عن عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَعَنْهُ: أَخُوهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ سَعْدٍ، وَابْنُ مَعِينٍ، وَأَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ.
قَالَ إِسْمَاعِيلُ بن عياش: حدثنا عَمْرُو بْنُ مُهَاجِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: " لا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ سِرًّا فَإِنَّ الْغِيلَ يُدْرِكُ الرَّجُلَ عَلَى ظَهْرِ فَرَسِهِ " عَنَى بالسر: الجماع.
وقال إسماعيل بن عياش: حدثنا عَمْرُو بْنُ مُهَاجِرٍ، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ عَلَى سِتِّينَ جَنَازَةً مَاتُوا فِي الطَّاعُونِ فَجَعَلَ الرِّجَالُ مِمَّا يَلِيهِ.
قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: عَمْرُو بْنُ مُهَاجِرِ بْنِ دِيَنارٍ، هُوَ مَوْلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ الأَنْصَارِيَّةَ.
وقال ابن عائذ: حدثنا أَبُو مُسْهِرٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ لِخَالِدِ بْنِ الرَّيَّانِ - وَقَدْ لَبِسَ جُبَّةً -: مَا دَعَاكَ إِلَى لِبْسِ هَذِهِ الْجُبَّةِ؟ قَالَ: سُرُورًا بِخِلافَتِكَ، قَالَ: مَنْ أَيْنَ هِيَ لَكَ؟ قَالَ: من كسوتك أو من كسوة أهل بيتك، قال: بالجزاء، انْزَعْ هَذَا السَّيْفَ وَالْحَقْ بِأَهْلِكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ وَضَعْتُهُ لَكَ فَلا تَرْفَعْهُ. ثُمَّ قَالَ هَكَذَا: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيِرُك، يَا [ص:718] كَهْلُ، قَالَ عَمْرٌو: فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يَعْنِي غَيْرِي، قَالَ: إِيَّاكَ أَعْنِي، مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنَ الأَنْصَارِ، قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ قَدْ وَلَّيْتُكَ الْحَرَسَ، فَاللَّهَ اللَّهَ فِي الضَّعِيفِ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ حمزة: حدثنا عمرو بن مهاجر أن عمر بن عبد الْعَزِيزِ قَالَ: إنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ كَمَثَلِ رَجُلٍ اتَّخَذَ سَهْمًا لا رِيشَ لَهُ وَاللَّهِ لأَرُيِّشَنَّهُ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ جَعَلَ لَهُ فِي الشَّهْرِ عِشْرِينَ دِينَارًا.
قَال خَلِيفَةُ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.(3/717)
225 - ع: عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ الأَنْصَارِيُّ الْمَازِنِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَعَبَّادُ بْنُ تَمِيمٍ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ، وَسَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ، وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ دِينَارٍ الْقَرَّاظِ.
وَعَنْهُ: مَالِكُ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، وَالْحَمَّادَانِ، وَالسُّفْيَانَانِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَطَائِفَةٌ سِوَاهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ صَالِحٌ.
وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْهُ، فَقَالَ: صُوَيْلِحٌ، وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ.
يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ بِضْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.(3/718)
226 - م: عِمْرَانُ بْنُ أَبِي عَطَاءٍ، هُوَ أَبُو حَمْزَةَ الْقَصَّابُ [الوفاة: 131 - 140 ه]
سَمَّاهُ هَكَذَا ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ.
وَقِيلَ: أَبُو حَمْزَةَ الْقَصَّابُ مَيْمُونٌ، يَأْتِي بِكُنْيَتِهِ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهُمَا اثْنَانِ
وَأَنَّ أَبَا حَمْزَةَ عِمْرَانَ بْنَ أَبِي عَطَاءٍ الأَسَدِيَّ الْوَاسِطِيَّ رَوَى عَنْ: ابْنِ عباس، ومحمد ابن الْحَنَفِيَّةِ، وَعَمَّرَ دَهْرًا.
رَوَى عَنْهُ: [ص:719] شُعْبَةُ، وَالثَّوْرِيُّ، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَهُشَيْمٌ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: بَصْرِيٌّ لَيِّنٌ.(3/718)
227 - د: عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْوَاسِطِيُّ الْقَطَّانُ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَالْحَسَنِ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ أَخِيهِ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ.
وَهُوَ ضَعِيفٌ لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي " سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ " لَكِنَّهُ مَعْرُوفٌ بِحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ.(3/719)
228 - عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ، أَبُو غُنَيْمٍ الْكَلاعِيُّ الدِّمَشْقِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أَنَسٍ، وَمَكْحُولٍ، وَأَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: الأَوْزَاعِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَابْنُ شَابُورٍ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أَحَادِيثُهُ مُنْكَرَةٌ.(3/719)
229 - م 4: عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ، أَبُو عَبْدِ الرَّحِيمِ الْقِتْبَانِيُّ الْحِمْيَرِيُّ الْمِصْرِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
وَالِدُ عَبْدِ اللَّهِ
رَأَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ،
وَرَوَى عَنْ: أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالْهَيْثَمِ بْنِ شَفِيٍّ، وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، وَعِيسَى بْنِ هِلالٍ الصَّدَفِيِّ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، وَشُعْبَةُ، وَاللَّيْثُ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، وَالْمُفَضَّلُ بْنُ فُضَالَةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ. [ص:720]
مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ.(3/719)
230 - م ن: عِيسَى بن سليم العنسي الرستني. [أَبُو حَمْزَةَ] [الوفاة: 131 - 140 ه]
وَالرَّسْتَنُ عَلَى ثَلاثَةِ فَرَاسِخَ مِنْ حِمْصَ
يَرْوِي عَنْ: عَبْد الرَّحْمَنِ بْنِ جُبير بْنِ نُفير، وَرَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ.
وَعَنْهُ: عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، وَبَقِيَّةُ، وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ.
يُكَنّى أَبَا حَمْزَةَ، وَهُوَ بِالْكُنْيَةِ أَشْهَرُ.(3/720)
231 - عِيسَى بْنُ مُوسَى بْنِ حُمَيْدِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ بْنِ حُذَيْفَةَ الْعَدَوِيُّ الْمِصْرِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَابْنُ لَهِيعَةَ.
مات شاباً.(3/720)
-[حَرْفُ الْغَيْنِ](3/720)
232 - د ن ق: غَالِبُ بْنُ مِهْرَانَ الْعَبْدِيُّ الْبَصْرِيُّ التَّمَّارُ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: الشَّعْبِيِّ، وَحَمِيدِ بْنِ هِلالٍ.
وَعَنْهُ: قَتَادَةُ - وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ - وَشُعْبَةُ، وَابْنُ عُلَيَّةَ، وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.(3/720)
233 - ن: غُضَيْفُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ، وَنَافِعِ بْنِ عَاصِمٍ الثَّقَفِيِّ، وَأَخِيهِ يَعْقُوبَ بْنِ عَاصِمٍ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ السَّائِبِ، وَعَمْرُو بْنُ وَهْبٍ الطَّائِفِيَّانِ.(3/720)
234 - م د ن ق: غَيْلانُ بْنُ جَامِعٍ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَارِبِيُّ الْكُوفِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
[ص:721]
عَنْ: عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَسُفْيَانُ، وَيَعْلَى بْنُ الْحَارِثِ الْمُحَارِبِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ.
وَمَاتَ كَهْلا، لَهُ نَحْوٌ مِنْ عِشْرِينَ حَدِيثًا.
وثقه ابن معين.(3/720)
-[حَرْفُ الْفَاءِ](3/721)
235 - ت ق: فَرْقَدُ بْنُ يَعْقُوبَ السَّبَخِيُّ مِنْ سَبَخَةِ الْبَصْرَةِ. وَقِيلَ: مِنْ سَبَخَةِ الْكُوفَةِ. أَبُو يَعْقُوبَ النَّسَّاجُ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
أَحَدُ الْعُبَّادِ
رَوَى عَنْ: أَنَسٍ وَمُرَّةَ الطَّيِّبِ، وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ.
وَعَنْهُ: هَمَّامٌ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
وَقَالَ يَحْيَى: ثِقَةٌ.
وقال الدارقطني، وغيره: ضعيف.
وقال الْبُخَارِيُّ: فِي حَدِيثِهِ مَنَاكِيرُ.
رُوِيَ أَنَّ الْحَسَنَ دُعِيَ إِلَى طَعَامٍ فَنَظَرَ إِلَى فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ - وعليه جبة صوف - فقال: يا فرقد لو شَهِدْتَ الْمَوْقِفَ لَخَرَقْتَ ثِيَابَكَ مِمَّا تَرَى مِنْ عَفْوِ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ -.
وَعَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ قَالَ: قَرَأْتُ فِي التَّوْرَاةِ: أَوَّلُ ذَنْبٍ عُصِيَ اللَّهُ بِهِ: الْكِبْرُ وَالْحَسَدُ وَالْحِرْصُ.
قِيلَ: إِنَّ فَرْقَدًا تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ بِالْبَصْرَةِ.(3/721)
-[حَرْفُ الْقَافِ](3/722)
236 - الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو نَهِيكَ الأَسَدِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَطَاوُسٍ.
وَعَنْهُ: مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ، وَسُفْيَانُ، وَشَرِيكٌ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ.
وَقَدْ وُثِّقَ.(3/722)
237 - م ن ق: الْقَاسِمُ بْنُ مهران [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أبي رافع الصائغ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَهُشَيْمٌ، وَعَبْدُ الْوَارِثِ، وَابْنُ عُلَيَّةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
عِنْدَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ.(3/722)
238 - قُحْطُبَةُ بْنُ شَبِيبٍ الطَّائِيُّ الْمَرْوَزِيُّ الأَمِيرُ [الوفاة: 131 - 140 ه]
أَحَدُ دُعَاةِ بَنِي الْعَبَّاسِ، وَمُقَدِّمُ الْجُيُوشِ، قِيلَ: اسْمُهُ زِيَادٌ، وَإِنَّمَا قُحْطُبَةُ لَقَبٌ.
وَهُوَ وَالِدُ الأَمِيرَيْنِ الْحَسَنِ، وَحُمَيْدٍ، أَصَابَتْهُ ضَرْبَةٌ فِي وَجْهِهِ لَيْلَةَ الْمُسَفَاةِ فَوَقَعَ فِي الْفُرَاتِ فَهَلَكَ وَلَمْ يُدْرَ بِهِ. وَذَلِكَ فِي الْمُحَرَّمِ مِنْ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ، وَقَدْ مَرَّ مِنْ شَأْنِهِ فِي الْحَوَادِثِ.(3/722)
239 - ق: قُدَامَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ الْجُمَحِيُّ الْمَدَنِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: ابْنِ عُمَرَ وَسَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، وَعُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيِّ.
وَعَنْهُ: ابْنَاهُ عَبْدُ الْمَلِكِ وَصَالِحٌ، وَسُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَآخَرُونَ.
صُوَيْلِحٌ.(3/722)
240 - الْقَعْقَاعُ بْنُ يَزِيدَ الضَّبِّيُّ الْكُوفِيُّ الأَعْمَى [الوفاة: 131 - 140 ه]
رَوَى عَنْ: إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ.
وَعَنْهُ: سُفْيَانُ، وَشَرِيكٌ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ.
وَثَّقَهُ ابْنُ معين.(3/723)
-[حَرْفُ الْكَافِ](3/723)
241 - سِوَى ن: كَثِيرُ بْنُ شِنْظِيرٍ، أَبُو قُرَّةَ الْبَصْرِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: مُجَاهِدٍ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَعَطَاءٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَعَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، وَعَبْدُ الْوَارِثِ، وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ.
قَالَ أَحْمَدُ: صَالِحٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيِّنٌ.
وَتَرَدَّدَ ابْنُ مَعِينٍ فِيهِ.(3/723)
242 - ت: كَثِيرٌ النَّوَّاء، أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
مَوْلَى بَنِي تَيْمِ اللَّهِ
رَوَى عَنْ: عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ، وَجُمَيْعِ بْنِ عُمَيْرٍ. وَكَانَ مِنْ أَجْلادِ الشِّيعَةِ.
رَوَى عَنْهُ: الْمَسْعُودِيُّ، وَشَرِيكٌ، وَابْنُ فُضَيْلٍ، وَعُمَرُ بْنُ شَبِيبٍ الْمُسْلِيِّ، وَغَيْرِهِمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.(3/723)
243 - كُرْزُ بْنُ وَبَرَةَ الْحَارِثِيُّ الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
أَحَدُ الأَوْلِيَاءِ
رَوَى عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَطَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، وَالرَّبِيعِ بْنِ خَثْيَمٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَعَطَاءٍ، وَطَاوُسٍ. [ص:724]
رَوَى عَنْهُ: أَبُو طِيبَةَ عِيسَى بْنُ سُلَيْمَان الدَّارِمِيُّ لَقِيَهُ بِجُرْجَانَ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ الْحَارِثِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْوَصَّافِيُّ وَمُخْتَارُ التَّيْمِيُّ، ومحمد بن فضيل، وغيرهم.
روى ابن فضيل عَنْ أَبِيهِ أَنَّ كُرْزًا لَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ أَرْبَعِينَ سَنَةً حَيَاءً مِنَ اللَّهِ - تَعَالَى -. قَالَ: وَكَانَ يُكْثِرُ الصَّلاةَ فَكَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ. وَكَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ فَرُبَّمَا ضَرَبُوهُ حَتَّى يُغْشَى عَلَيْهِ.
قَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ: دَخَلَ كُرْزٌ جُرْجَانَ غَازِيًا فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ مَعَ يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ، ثُمَّ سَكَنَهَا وَاتَّخَذَ بِهَا مَسْجِدًا فِي طَرَفِ مَحِلَّةِ سُلَيْمَانَ آبَاذَ، وَكَانَ مَعْرُوفًا بِالزُّهْدِ وَالْعِبَادَةِ - رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ -.
وَقَالَ ابْنُ شَبْرُمَةَ: صَحِبْنَا كُرْزَ بْنَ وَبَرَةَ وَكَانَ لا يَنْزِلُ مَنْزِلا إِلا ابْتَنَى مَسْجِدًا وَقَامَ يُصَلِّي فِيهِ.
وَلابْنِ شَبْرُمَةَ:
لَوْ شِئْتُ كُنْتُ كَكُرْزٍ فِي تَعَبُّدِهِ ... أَوْ كَابْنِ طَارِقٍ حَوْلَ الْبَيْتِ فِي الحَرَمِ
قَدْ حَالَ دُونَ لَذِيذِ الْعَيْشِ خَوْفُهُمَا ... وَسَارَعَا فِي طِلابِ الْفَوْزِ وَالْكَرَمِ.
قَالَ أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ أَبُو عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: قَالَ ابْنُ شَبْرُمَةَ: سَأَلَ كُرْزُ بْنُ وَبَرَةَ رَبَّهُ أَنْ يُعْطِيَهُ الاسْمَ الأَعْظَمَ عَلَى أَنْ لا يَسْأَلَ بِهِ شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا فَأُعْطِيَهُ، فَسَأَلَ أَنْ يَقْوَى عَلَى خَتْمِ الْقُرْآنِ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ.
قَال الدَّوْرَقِيُّ: وَحَدَثَّنِي جَرِيرُ بْنُ زِيَادِ بْنِ كُرْزٍ الْحَارِثِيُّ عَنْ شُجَاعِ بْنِ صَبِيحٍ مَوْلَى كُرْزِ بْنِ وَبَرَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سُلَيْمَانَ الْمُكْتِبُ، قَالَ: صَحِبْتُ كُرْزًا إِلَى مَكَّةَ فَكَانَ إِذَا نَزَلَ أَدْرَجَ ثيابه فأكفها فِي الرَّحْلِ، ثُمَّ تَنَحَّى لِلصَّلاةِ، فَإِذَا سَمِعَ رُغَاءَ الإِبِلِ أَقْبَلَ، فَاحْتَبَسَ يَوْمًا عَنِ الْوَقْتِ فَانْبَثَّ أَصْحَابُهُ فِي طَلَبِهِ، فَأَصَبْتُهُ فِي وَهْدَةٍ يُصَلِّي فِي سَاعَةٍ حَارَّةٍ وَإِذَا سَحَابَةٌ تُظِلُّهُ، فَلَمَّا رَآنِي أَقْبَلَ [ص:725] نَحْوِي فَقَالَ: يَا أَبَا سُلَيْمَانَ لِي إِلَيْكَ حَاجَةٌ أُحِبُّ أَنْ تَكْتُمَ مَا رَأَيْتَ، قُلْتُ: نَعَمْ.
وَعَنِ النَّضْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ رَوْضَةَ مَوْلاةِ كُرْزٍ قَالَتْ: قُلْنَا مِنْ أَيْنَ يُنْفِقُ كُرْزٍ؟ قَالَتْ: كَانَ يَقُولُ: يَا رَوْضَةُ إِذَا أَرَدْتِ شَيْئًا فَخُذِي مِنْ هَذِهِ الْكُوَّةِ، فَكُنْتُ آخُذُ كُلَّمَا أَرَدْتُ.
قُلْتُ: وَأَمَّا ابْنُ طَارِقٍ الْمَذْكُورُ فَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ طَارِقٍ.
قَالَ ابن فضيل: حَزَّرُوا طَوَافَهُ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ عَشْرَةَ فَرَاسِخَ.(3/723)
244 - خ د ت: كُلَيْبُ بْنُ وَائِلِ بْنِ بَيْحانَ التَّيْمِيُّ الْبَكْرِيُّ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
نَزِيلُ الْكُوفَةِ
رَوَى عَنْ: ابْنِ عُمَرَ، وَزَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، وَهَانِئِ بْنِ قَيْسٍ.
وَعَنْهُ: زَائِدَةُ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ.(3/725)
-[حَرْفُ اللَّامِ](3/725)
245 - 4: لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ [الوفاة: 131 - 140 ه]
تُوُفِّيَ - فِي قَوْلِ مطين - سنة ثمان وثلاثين ومائة، وسيأتي.(3/725)
-[حَرْفُ الْمِيمِ](3/725)
246 - الْمُحِبُّ بْنُ حَذْلَمٍ، أَبُو خَيْرَةَ الرُّعَيْنِيُّ. مَوْلاهُمُ، الْمِصْرِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
أَحَدُ الْعَابِدِينَ
قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: كَانَ أَبُو خَيْرَةَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ مَرَّتَيْنِ.
وَرَوَى طَلْقُ بْنُ السَّمْحِ، عَنْ ضِمَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، أَنَّ الْمُحِبَّ أَبَا خَيْرَةَ قَامَ وَالْحَوْثَرَةُ أَمِيرُ مِصْرَ يَخْطُبُ وَيَبْكِي فَوْقَ الْمِنْبَرِ، فَقَالَ أَبُو خَيْرَةَ: يَا مُحَمَّدَاهُ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَانْظُرْ مَا فَعَلَتْ أُمَّتَكَ بَعْدَكَ، يَا هذا اتق الله، فإن الله يقول {يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ}، فَقَالَ: خُذُوا الْمُنَافِقَ! فَأَتَوْهُ بِهِ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقِيلَ لَهُ: مَجْنُونٌ، فَقَالَ: الْمُحِبُّ: [ص:726] أَجَنُّ مِنِّي يَقُولُ مَا لا يَفْعَلُ! قَالَ: خَلُّوهُ فَإِنَّهُ مَجْنُونٌ.
تَرَدَّى أَبُو خَيْرَةَ فَاسْتُشْهِدَ وَذَلِكَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ -.(3/725)
247 - ع: مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ الأَنْصَارِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
قَاضِي الْمَدِينَةِ
كَانَ أَكْبَرَ مِنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ. روى عن أَبِيهِ، وَعَمْرَةَ، وَعَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَشُعْبَةُ، وَالثَّوْرِيُّ وَفَضْلُ بْنُ فُضَالَةَ، وَابْنُ عُبَيْدٍ، وَآخَرُونَ. وَرَأَى بَعْضَ الصَّحَابَةِ وَكَانَ مِنَ الثِّقَاتِ.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.(3/726)
248 - ع: مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
أَحَدُ الأَئِمَّةَ
رَوَى عَنْ: أَنَسٍ، وَأَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ، وَأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، وَأَبِي صَالِحٍ بَاذَامَ، وَرَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، وَخَلْقٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ إِسْمَاعِيلُ، وَشُعْبَةُ، وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَعَبْدُ الْوَارِثِ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو حَاتِمٍ. وَكَانَ مِنْ فُضَلاءِ أَهْلِ الْكُوفَةِ.
تُوُفِّيَ بِطَرِيقِ مَكَّةَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.(3/726)
249 - خ م د ت ن: مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَرْمَلَةَ الْقُرَشِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْمَدَنِيُّ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، وَأَبِي سَلَمَةَ، وَكُرَيْبٍ.
وَعَنْهُ: مَالِكٌ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ.(3/726)
250 - ت: مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الضَّبِّيُّ الْكُوفِيُّ [أَبُو خَبِئَةَ أو أَبُو خَالِدٍ] [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيُّ، وَعَطَاءٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَآخَرُونَ كِبَارٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِحَدِيثِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابْنُ ما كولا: كُنْيَتُهُ أَبُو خَبِئَةَ - بِخَاءٍ مُعْجَمَةٍ وَبِمُوَحَّدَةٍ وَهَمْزَةٍ - قَالَ: وَروى عنه إِبْرَاهِيمُ الصَّائِغُ فَكَنَّاهُ أَبَا خَالِدٍ.
وَقَالَ عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدٍ: أَبُو خُبْئَةَ - بِالضَّمِّ هُوَ سُؤْرُ الأَسَدِ - مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الضَّبِّيُّ، كَذَا ضَمَّهُ عَبْدُ الْغَنِيِّ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ.(3/727)
251 - خ 4: مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ الْحِمْصِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
مِنْ عُلَمَاءِ بَلَدِهِ، وَالْهَانُ هُوَ أَخُو هَمْدَانَ ابْنَا مَالِكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَوْسِلَةَ الْقَحْطَانِيِّ
يَرْوِي عَنْ أَبِي أمامة الباهلي، وأبي عنبة الْخَوْلانِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، وَأَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ الأَشْعَرِيُّ، وَبَقِيَّةُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ.
وَبَقِيَ إِلَى حُدُودِ الأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/727)
252 - م 4: مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ جُدْعَانَ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ الْمَدَنِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
رَأَى ابْنَ عُمَرَ، وَأَخَذَ الْعَطَاءَ فِي إِمْرَةِ مُعَاوِيَةَ. وَروى عن عُمَيْرٍ مَوْلَى أَبِي اللَّحْمِ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: الزُّهْرِيُّ - وَمَاتَ قَبْلَهُ - وَمَالِكٌ، وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، وَآخَرُونَ. [ص:728]
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِينٍ.(3/727)
253 - ت: مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ، أَبُو سَهْلٍ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: الشَّعْبِيِّ، وَابْنِ إِسْحَاق.
وَعَنْهُ: جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَابْنُ فُضَيْلٍ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَسَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ، وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ فَرْضِيًّا، وَلَعَلَّهُ بَقِيَ إِلَى بَعْدِ الأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
تَرَكَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ.
وَقَالَ الْقَطَّانُ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ الْفَلاسُ: مَتْرُوكٌ.(3/728)
254 - ت ن ق: مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ بْنِ بَرَكَةَ الْمَكِّيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أُمِّهِ، وَعَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ.
وَعَنْهُ: ابْنُ جُرَيْجٍ، وَزُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَيَحْيَى بْنُ سليم، وإسماعيل ابن عُلَيَّةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ، وَهُوَ مُقِلٌّ.(3/728)
255 - ت: مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الأَنْصَارِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
شَامِيٌّ، عَنْ أَبِيهِ، وَأَبِي ظِبْيَةَ الْكَلاعِيِّ، وَرَبِيعَةَ الْقَصِيرِ.
وَعَنْهُ: شَرِيكٌ، وَهُشَيْمٌ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَابْنُ فُضَيْلٍ.
قَالَ ابن معين: ليس بن بَأْسٌ.(3/728)
256 - ن: مُحَمَّدُ بْنُ سَيْفٍ، أَبُو رَجَاءٍ الْبَصْرِيُّ الْحُدَّانِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: عِكْرِمَةَ، وَالْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ وَمَطَرٍ الْوَرَّاقِ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، وَابْنُ عُلَيَّةَ. [ص:729]
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(3/728)
257 - م: مُحَمَّدُ بْنُ شَيْبَةَ بْنِ نَعَامَةَ الضَّبِّيُّ الْكُوفِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ.
وَعَنْهُ: هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، وَجَرِيرٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَجَمَاعَةٌ.
وَهُوَ ثِقَةٌ مُقِلٌّ.(3/729)
258 - ق: مُحَمَّدُ بْنُ طَارِقٍ الْمَكِّيُّ الْعَابِدُ [الوفاة: 131 - 140 ه]
رَوَى عَنْ: ابْنِ عُمَرَ، وَعَنْ: طَاوُسٍ، وَمُجَاهِدٍ.
وَعَنْهُ: لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، وَالثَّوْرِيُّ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ.
قَدْ ذُكِرَ مِنِ اجْتِهَادِهِ فِي الْعِبَادَةِ آنِفًا فِي تَرْجَمَةِ كُرْزٍ.(3/729)
259 - خ ن ق: مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ الْمَازِنِيُّ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
أَحَدُ الثِّقَاتِ
عَنْ: أَبِي الْحُبَابِ سَعِيدِ بْنِ يسار، وعباد بن تميم، وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ: ابْنُ إِسْحَاقَ، وَمَالِكٌ، وَالْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.(3/729)
260 - مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لَبِيدٍ الأَسَدِيُّ، وَيُقَالُ الأَسْلَمِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
وَلِيَ قَضَاءَ دِمَشْقَ مُدَيْدَةً فِي إِمْرَةِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ عُزِلَ بِكُلْثُومِ بْنِ زِيَادٍ، ثُمَّ وَلِيَ فِي دَوْلَةِ السَّفَّاحِ. حَكَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ.(3/729)
261 - خ د ت ن: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرِ الصديق الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
رَوَى عَنْ: نَافِعٍ، وَالزُّهْرِيُّ.
وَعَنْهُ: سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، وَغَيْرُهُمْ. [ص:730]
وَكَانَ ثِقَةً.(3/729)
262 - ع: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الأَسْوَدِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، أَبُو الأَسْوَدِ الْقُرَشِيُّ الأَسَدِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
يَتِيمُ عُرْوَةَ، لِأَنَّ أَبَاهُ أَوْصَى بِهِ إِلَيْهِ
وَكَانَ جَدُّهُ نَوْفَلٌ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ، وَبِهَا تُوُفِّيَ.
نَزَلَ أَبُو الأَسْوَدِ مِصْرَ وَحَدَّثَ بِهَا بِكِتَابِ " الْمَغَازِي " لِعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ،
وَعَنْ: عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَالنُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيِّ، وَعِكْرِمَةَ الْهَاشِمِيِّ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، وَشُعْبَةُ، وَمَالِكٌ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، وآخرون. آخرهم وَفَاةً أَبُو ضَمْرَةَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ.
وَكَانَ أَحَدُ الثِّقَاتِ الْمَشَاهِيرِ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ بِضْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.(3/730)
263 - مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ الأُمَوِيِّ الأَمِيرُ [الوفاة: 131 - 140 ه]
وَلِيَ الدِّيَارَ الْمِصْرِيَّةَ لِأَخِيةِ الْخَلِيفَةِ هِشَامٍ، وَكَانَ فِيهِ دِينٌ، وَلَمَّا قُتِلَ الْوَلِيدُ غَلَبَ عَلَى الأُرْدُنِ. روى عن أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: الأَوْزَاعِيُّ، وَزَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ، وَغَيْرُهُمَا.
ظَفِرَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ يَوْمَ نَهْرِ أَبِي فُطْرُسٍ فَذَبَحَهُ صَبْرًا.
قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ يُوَثِّقُهُ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ سَمِعَ مِنَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، وَهَذَا غَلَطٌ.
وَذَكَر ابْنُ يُونُسَ أنه روى عن رجل عن أبي هريرة.(3/730)
264 - 4: مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِيُّ الْمَدَنِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
مِنْ سَادَاتِ بَنِي هَاشِمٍ
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنْ: عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، وَعَمِّهِ مُحَمَّدِ ابن الْحَنَفِيَّةِ وَالْعَبَّاسِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ.
رَوَى عَنْهُ: بَنُوهُ عُبَيْدُ اللَّهِ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وعمر، [ص:731] وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْفِطْرِيُّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أَدْرَكَ خِلافَةَ بَنِي الْعَبَّاسِ.
وَقَالَ جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ: كَانَ النَّاسِ يَقُولُونَ: إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ يُشْبِهُ جَدَّهُ عَلِيًّا - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -.(3/730)
265 - خ م د ن: مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ الدِّيلِيُّ الْمَدَنِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، وَمَعْبَدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، وَالزُّهْرِيِّ.
وَعَنْهُ: مَالِكٌ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَمُسْلِمٌ الزِّنْجِيُّ، وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، وَزُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ.(3/731)
266 - ق: مُحَمَّدُ بْنُ كُرَيْبٍ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، أَخُو رِشْدِينَ
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: إِسْرَائِيلُ، وَعَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَغَيْرُهُمَا.
ضَعَّفُوهُ.(3/731)
267 - ع: مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ [الوفاة: 131 - 140 ه]
قَدْ تَقَدَّمَ. وَقِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ.(3/731)
268 - خ قد ت ن: مُخَارقُ بْنُ خَلِيفَةَ، وَيُقَالُ: ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِرٍ الأَحْمَسِيُّ الْكُوفِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَالسُّفْيَانَانِ، وَإِسْرَائِيلُ، وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ.(3/731)
269 - م د ت ن: مُخْتَارُ بْنُ فُلْفُلٍ الْكُوفِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، وَابْنُ فُضَيْلٍ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ. وَكَانَ خَيِّرًا رَقِيقَ الْقَلْبِ بَكَّاءً عِنْدَ الذِّكْرِ.
تَفَرَّدَ بِحَدِيثِ " خَيْرِ الْبَرِيَّةِ إِبْرَاهِيمَ - عَلَيْهِ السَّلامُ - "، وَبَقِيَ إِلَى حُدُودِ الأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/732)
270 - مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ، الْخَلِيفَةُ أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ الأُمَوِيُّ، وَيُلَقَّبُ بِمَرْوَانَ الْحِمَارِ، وَمَرْوَانَ الْجَعْدِيِّ، َ [الوفاة: 131 - 140 ه]
تِلْكَ نِسْبَةٌ إِلَى مُؤَدِّبِهِ الْجَعْدِ بْنِ دِرْهَمٍ
وَيُقَالُ: فُلانٌ أَصْبَرُ مِنْ حِمَارٌ فِي الْحُرُوبِ، وَلِهَذَا قِيلَ لَهُ: مَرْوَانُ الْحِمَارِ فَإِنَّهُ كَانَ لا يُخْفِ لَهُ لَبِدٌ فِي مُحَارَبَةِ الْخَارِجِينَ عَلَيْهِ. كَانَ يَصِلُ السَّرَى بِالسَّيْرِ وَيَصْبِرُ عَلَى مَكَارِهِ الْحَرْبِ. وَقِيلَ: سُمِّيَ بِالْحِمَارِ لِأَنَّ الْعَرَبَ تُسَمِّي كُلَّ مِائَةِ سَنَةٍ حِمَارًا، فَلَمَّا قَارَبَ مُلْكُ بَنِي أُمَيَّةَ مِائَةَ سَنَةٍ لَقَّبُوا مَرْوَانَ بِالْحِمَارِ لِذَلِكَ، وَأَخَذُوهُ مِنْ قَوْلِهِ - تَعَالَى - فِي مَوْتِ حمار العزيز. {وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ}.
وُلِدَ مَرْوَانُ بِالْجَزِيرَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ، وَأَبُوهُ مُتَوَلِّيهَا، وَأُمُّهُ أَمُّ وَلَدٍ، وَقَدْ وَلِيَ وِلايَاتٍ جَلِيلَةٍ قَبْلَ الْخِلافَةِ، وَافْتَتَحَ قُونِيَةَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ، وَوَلِيَ الْجَزِيرَةَ وَأَذْرَبِيجَانَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ مَشْهُورًا بِالْفُرُوسِيَّةِ وَالإِقْدَامِ وَالْرُجْلَةَ وَالدَّهَاءِ وَفِيهِ عَسَفٌ. سَارَ مَرَّةً حَتَّى جَاوَزَ نَهْرَ الرُّومِ فَقَتَلَ وَسَبَى وَأَغَارَ عَلَى الصَّقَالِبَةِ، قَالَه خَلِيفَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، وَغَيْرُهُ: كَانَ مَرْوَانُ أَبْيَضَ شَدِيدَ الشَّهْلَةِ، ضَخْمَ الْهَامَةِ، كَثَّ اللِّحْيَةِ، أَبْيَضَهَا، رِبْعَةً مِنَ الرِّجَالِ. [ص:733]
وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: بُويِعَ يَوْمَ نِصْفِ صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: لَمَّا قُتِلَ الْوَلِيدُ، بَلَغَ ذَلِكَ مَرْوَانَ، وَهُوَ عَلَى أَرْمِينِيَّةَ فَدَعَا إِلَى بَيْعَةِ مَنْ رَضِيَهُ الْمُسْلِمُونَ فَبَايَعُوهُ، فَلَمَّا بَلَغَهُ مَوْتُ يَزِيدَ النَّاقِصِ أَنْفَقَ الْخَزَائِنَ وَسَارَ فِي بِضْعٍ وَثَلاثِينَ فَارِسًا مِنَ الْجَزِيرَةِ وَاسْتَخْلَفَ عَلَيْهَا أَخَاهُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مُحَمَّدٍ، فَلَمَّا وَصَلَ إِلَى حَلَبَ بَايَعَهُ خَلْقٌ مِنَ الْقَيْسِيَّةِ، ثُمَّ قَدِمَ حِمْصَ فَدَعَاهُمْ إِلَى الْمَسِيرِ مَعَهُ وَإِلَى بَيْعَةِ وَلِيَّيِ الْعَهْدِ الْحَكَمِ، وَعُثْمَانَ ابْنَيِ الْوَلِيدِ، وَكَانَا مَحْبُوسَيْنِ عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ الَّذِي اسْتُخْلِفَ بِدِمَشْقَ بَعْدَ وَفَاةِ أَخِيهِ يَزِيدَ بْنِ الْوَلِيدِ، فَسَارَ مَعَهُ جَيْشُ حِمْصَ وَخَرَجَ لِحَرْبِهِ أَصْحَابُ إِبْرَاهِيمَ فَالْتَقَى الْجَمْعَانِ بِمَرْجِ عَذْرَاءَ فَهَزَمَهُمْ مَرْوَانُ، وَكَانَ عَلَيْهِمْ سُلَيْمَانُ بْنُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَانْهَزَمَ بَعْدَ حَرْبٍ شَدِيدٍ، فَبَرَزَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ وَعَسْكَرَ بِمَيْدَانِ الْحَصَى وَمَعَهُ الْخَزَائِنُ فَتَفَلَّلَ عَنْهُ النَّاسُ فَتَوَثَّبَ أَعْوَانَهُ فَقَتَلُوا وَلِيَّيِ الْعَهْدِ الْمَذْكُورَيْنِ وَقَتَلُوا مَعَهُمَا يُوسُفَ بْنَ عُمَرَ فِي السِّجْنِ، وَثَارَ أَحْدَاثِ أَهْلِ دِمَشْقَ بِعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَقَتَلُوهُ لِكَوْنِهِ سَعَى فِي قَتْلِ هَؤُلاءِ الثَّلاثَةِ، ثُمَّ أَخْرَجُوا مِنَ الْحَبْسِ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَوَضَعُوهُ عَلَى مِنْبَرِ دِمَشْقَ، وَفَكُّوا قُيُودَهُ لِيُبَايِعُوهُ، وَوَضَعُوا رَأْسَ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَذْكُورِ بَيْنَ يَدَيْهِ فَخَطَبَهُمْ وَحَضَّهُمْ عَلَى الْجَمَاعَةِ، وَبَايَعَ لِمَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، فَهَرَبَ حِينَئِذٍ مِنْ مَيْدَانِ الْحَصَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ وَأَمَّنَ مَرْوَانُ أَهْلَ الْبَلَدِ وَرَضِيَ عَنْهُمْ، فَأَوَّلُ مَنْ سَلَّمَ عَلَيْهِ بِالْخِلافَةِ أَبُو مُحَمَّدٍ الْمَذْكُورُ، وَاسْتَوْثَقَ لَهُ الأَمْرُ وَأَمَرَ بِنَبْشِ يَزِيدَ النَّاقِصِ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - وَصَلَبَهُ، وَأَمَّا إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّهُ خَلَعَ نَفْسَهُ وَبَعَثَ بِالْبَيْعَةِ إِلَى مَرْوَانَ فَأَمَّنَهُ، وَتَحَوَّلَ إِبْرَاهِيمُ فَنَزَلَ الرَّقَّةَ خَامِلا، ثُمَّ اسْتَأْمَنَ سُلَيْمَانُ بْنُ هِشَامٍ فَأَمَّنَهُ مَرْوَانُ.
قَالَ الْمَدَائِنِيُّ، وَغَيْرُهُ: كَانَ مَرْوَانُ عَظِيمَ الْمُرُوءَةِ، يُحِبُّ اللَّهْوَ وَالسَّمَاعَ، غَيْرَ أَنَّهُ شُغِلَ بِالْحُرُوبِ، وَكَانَ يُحِبُّ الْحَرَكَةَ وَالأَسْفَارَ.
وَقَالَ مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ: سَمِعْتُ الْوَزِيرَ أَبَا عُبَيْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَأَلَنِي الْمَنْصُورُ: مَا كَانَ أَشْيَاخُكَ الشَّامِيُّونَ يَقُولُونَ؟ قُلْتُ: أَدْرَكْتُهُمْ يَقُولُونَ: إِنَّ الْخَلِيفَةَ إِذَا اسْتُخْلِفَ غُفِرَ لَهُ مَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ، فَقَالَ: إِي وَاللَّهِ وَمَا تَأَخَّرَ، أَتَدْرِي مَا الْخَلِيفَةُ؟ بِهِ تُقَامُ الصَّلاةُ، وَبِهِ يُحَجُّ الْبَيْتُ، ويجاهد العدو، قال: [ص:734] فَعَدَّدَ مِنْ مَنَاقِبِ الْخَلِيفَةِ مَا لَمْ أَسْمَعْ أحدًا ذَكَرَ مِثْلَهُ. وَقَالَ: وَاللَّهِ لَوْ عَرَفْتَ مِنْ حَقِّ الْخِلافَةِ فِي دَهْرِ بَنِي أُمَيَّةَ مَا أَعْرِفُ الْيَوْمَ لأَتَيْتُ الرَّجُلَ مِنْهُمْ حَتَّى أُبَايِعَهُ أَقُولَ: مُرْنِي بِمَ شِئْتَ، فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ الْمَهْدِيُّ: وَكَانَ الْوَلِيدُ مِنْهُمْ؟ فَقَالَ: قَبَّحَ اللَّهُ الْوَلِيدَ وَمَنْ أَقْعَدَهُ خَلِيفَةً، قَالَ: أَفَكَانَ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ مِنْهُمْ؟ فَقَالَ الْمَنْصُورُ: لِلَّهِ دَرُّ مَرْوَانَ مَا كَانَ أَحْزَمَهُ وَأَسْوَسَهُ وَأَعَفَّهُ عَنِ الْفَيْءِ. قَالَ: فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُ؟ قَالَ: لِلأَمْرِ الَّذِي سَبَقَ فِي عِلْمِ اللَّهِ.
وَعَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُسْلِمٍ الْعُقَيْلِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ مَرْوَانَ فَعَلَ فِعْلا فَظِيعًا أَدْخَلَ عَلَيْهِ يَزِيدَ بْنَ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقِسْرِيَّ فَاسْتَدْنَاهُ وَلَفَّ مِنْدِيلا عَلَى إِصْبَعِهِ، ثُمَّ أَدْخَلَهَا فِي عَيْنِ يَزِيدَ فَقَلَعَهَا وَاسْتَخْرَجَ الْحَدَقَةَ، ثُمَّ أَدَارَ يَدَهُ فَأَخْرَجَ حدقته الأُخْرَى وَمَا سَمِعْتُ لِيَزِيدَ كَلِمَةً، وَكَانَ قَدْ حَارَبَ مَرْوَانُ قَبْلَ أَنْ يُسْتَخْلَفَ، وَقَامَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْوَلِيدِ.
قَالَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ: وَسَارَ مَرْوَانُ لِحَرْبِ بَنِي الْعَبَّاسِ فَكَانَ فِي مِائَةِ أَلْفٍ وَخَمْسِينَ أَلْفًا فَسَارَ حَتَّى نَزَلَ الزَّابِينَ دُونَ الْمَوْصِلِ فَالْتَقَى هُوَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ عَمُّ الْمَنْصُورِ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ، فَانْكَسَرَ مَرْوَانُ وَقَطَعَ الْجُسُورَ إِلَى الْجِزِيرَةِ وَأَخَذَ بُيُوتَ الأَمْوَالِ وَالْكُنُوزِ، فَقَدِمَ الشَّامَ، فَاسْتَوْلَى عَبْدُ اللَّهِ عَلَى الْجَزِيرَةِ وَطَلَبَ الشَّامَ، وَفَرَّ مِنْهُ مَرْوَانُ وَنَزَلَ عَبْدُ اللَّهِ دِمَشْقَ، فَلَمَّا بَلَغَ مَرْوَانُ أَخَذَ دِمَشْقَ، وَهُوَ حِينَئِذٍ بِأَرْضِ فِلَسْطِينَ، دَخَلَ إِلَى أَرْضِ مِصْرَ وَعَبَرَ النِّيلَ وَطَلَبَ الصَّعِيدَ، فَوَجَّهَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ أَخَاهُ صَالِحَ بْنَ عَلِيٍّ فَطَلَبَ مَرْوَانَ وَعَلَى طَلائِعِهِ عَمْرٌو بْن إِسْمَاعِيلُ، فَسَاقَ عَمْرٌو فِي أَثَرِ مَرْوَانَ فَلَحِقَهُ بِقَرْيَةِ بُوصِيرَ فَبَيَّتَهُ فَقَتَلَهُ.
وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ السِّنْدِيُّ: قُتِلَ مَرْوَانُ وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سَنَةً.
وَقَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ: نَزَلَ بُوصِيرَ وَسَهْرَ وَتَطَيَّرَ بِاسْمِ بُوصِيرَ، فَأَحَاط عَامِرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بِبُوصِيرَ فَقَتَلُوهُ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ. [ص:735]
وَيُرْوَى أَنَّ مَرْوَانَ مَرَّ فِي هَرَبِهِ عَلَى رَاهِبٍ، فَقَالَ: يَا رَاهِبُ هَلْ تَبْلُغُ الدُّنْيَا مِنَ الإِنْسَانِ أَنْ تَجْعَلَهُ مَمْلُوكًا؟ قَالَ: نَعَمْ، قال: كيف؟ قال: بحبها قال: فما السبيل إلى العتق؟ قال: ببغضها وَالتَّخَلِّي مِنْهَا. قَالَ هَذَا مَا لا يَكُونُ، قَالَ: بَلْ سَيَكُونُ فَبَادِرْ بِالْهَرَبِ مِنْهَا قَبْلَ أَنْ تُبَادِرَكَ، قَالَ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ قَالَ: نَعَمْ أَنْتَ مَرْوَانُ مَلِكُ الْعَرَبِ تُقْتَلُ فِي بِلادِ السُّودَانَ، وَتُدْفَنَ بِلا أَكْفَانَ، وَلَوْلا أَنَّ الْمَوْتَ فِي طَلَبِكَ لَدَلَلْتُكَ عَلَى مَوْضِعِ هَرَبِكَ.
قَالَ هشام بن عمار: حدثنا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ مُهَلْهِلٍ عَنْ أبيه، قال: قال لي مروان لما عَظُمَ أَمْرِ أَصْحَابِ الرَّايَاتِ السُّودِ: لَوْلا وَحْشَتِي لَكَ، وَأُنْسِي بِكَ لأَحْبَبْتُ أَنْ تَكُونَ ذَرِيعَةً فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ هَؤُلاءِ فَتَأْخُذُ لِي وَلَكَ الأَمَانَ قُلْتُ: وَبَلَغْتَ هَذَا الْحَالَ! قَال: إِيْ وَاللَّهِ، قُلْتُ: فَأَدُلُّكَ عَلَى أَحْسَنِ مَا أَرَدْتُ؟ قَالَ: قُلْ، قُلْتُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي يَدِكَ تُخْرِجُهُ مِنَ الْحَبْسِ وَتُزَوِّجُهُ بِنْتَكَ، وَتُشْرِكْهُ فِي أَمْرِكَ، فَإِنْ كَانَ الأَمْرُ كَمَا تَقُولُ انْتَفَعْتَ بِذَلِكَ عِنْدَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ كُنْتَ قَدْ وَضَعْتَ بِنْتَكَ فِي كَفَاءَةٍ، قَالَ: أَشَرْتَ - وَاللَّهِ - بِالرَّأْيِ وَلَكِنْ - وَاللَّهِ - السَّيْفُ أَهْوَنُ مِنْ هَذَا.(3/732)
271 - د: مِسْحَاجُ بْنُ مُوسَى الضَّبِّيُّ الْكُوفِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
سَمِعَ مِنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
وَعَنْهُ: جَرِيرٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَمَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(3/735)
272 - د ت: مُسْلِمُ بْنُ زِيَادٍ الْحِمْصِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أَنَسٍ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ - وَكَانَ عَلَى خَيْلِهِ - وَرَأَى فُضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -.
رَوَى عَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ.(3/735)
273 - سِوَى ت: مُسْلِمُ بْنُ سَالِمٍ، أَبُو فَرْوَةَ الْجُهَنِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
نَزَلَ فِيهِمْ بِالْكُوفَةِ وَلَيْسَ مِنْهُمْ [ص:736]
رَوَى عَنْ: عبد الله بن عكيم، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وَأَبِي الأَحْوَصِ عَوْفٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: مِسْعَرٌ، وَشُعْبَةُ، وَالسُّفْيَانَانِ، وَزِيَادٌ الْبَكَّائِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(3/735)
• - مُسْلِمُ بْنُ عُبَيْدٍ. هُوَ أَبُو نُصَيْرَةَ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
يَأْتِي بِالْكُنْيَةِ.(3/736)
274 - ت ق: مُسْلِمُ بْنُ كَيْسَانَ الضَّبِّيُّ الْمُلائِيُّ الْكُوفِيُّ الأَعْوَرُ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أَنَسٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وَمُجَاهِدٍ.
وَعَنْهُ: جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، وَابْنُ فُضَيْلٍ، وَالْمُحَارِبِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، وَآخَرُونَ.
ضَعَّفُوهُ. كَانَ يَحْيَى الْقَطَّانُ لا يُحَدِّثُ عَنْهُ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: يَتَكَلَّمُونَ فِيهِ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ.(3/736)
275 - الْمِسْوَرُ بْنُ رِفَاعَةَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ الْقُرَظِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ: أَبُو عَلْقَمَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرَوِيُّ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَمَالِكٌ، وَإِبْرَاهِيمُ بن سَعْدٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ.
وَهُوَ مَدَنِيٌّ مُقِلٌّ، خَرَّجَ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ " الأَدَبِ " تَأْلِيفَهُ.(3/736)
276 - ق: مُطَرِّحُ بْنُ يَزِيدَ، أَبُو الْمُهَلَّبِ الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
عِدَادُهُ فِي الشَّامِيِّينَ
رَوَى عَنْ: بِشْرِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَأَبُو [ص:737] إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، وَالْمُحَارِبِيُّ. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ مِنْ شُيُوخِهِ عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ.
ضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ.
مَاتَ شَابًّا فَإِنَّهُ مِنْ أَقْرَانِ الرُّوَاةِ عَنْهُ.(3/736)
277 - مُطَيْرُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَائِشَةَ، وَثَابِتٍ الْبَجَلِيِّ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ مُوسَى بْنُ مُطَيْرٍ وَعَوْسَجَةُ، وَعَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ.
ضَعَّفُوهُ.(3/737)
278 - ق: مُعَاوِيَةُ بْنُ سَعِيدٍ التُّجِيبِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْمِصْرِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أَبِي قَبِيلٍ الْمَعَافِرِيِّ، وَيَزِيدَ بن أبي حبيب.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَرِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ.(3/737)
279 - خ م ن: مَعْبَدُ بْنُ هِلالٍ الْعَنْزِيُّ الْبَصْرِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ - إِنْ صَحَّ - وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَالْحَسَنِ.
وَعَنْهُ: سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَالْجُرَيْرِيُّ، وَالْحَمَّادَانِ، وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ.
وَكَانَ أَحَدُ الثِّقَاتِ.(3/737)
280 - مُغِيرَةُ بْنُ حَبِيبٍ، أَبُو صَالِحٍ الأَزْدِيُّ الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
خِتْنُ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ
عَنْ: شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ: هِشَامٌ الدَّسْتَوَائِيُّ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَصَالِحٌ الْمُرِّيُّ، وَجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ.
وَهُوَ صَالِحُ الْحَدِيثِ.(3/737)
281 - مُغِيرَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْفَزَارِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
أَمِيرُ مِصْرَ فِي دَوْلَةِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ.
كَانَ حَسَنَ السِّيرَةِ. ذَكَرَهُ ابْنُ يُونُسَ.
تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.(3/738)
282 - ع: مُغِيرَةُ بْنُ مِقْسَمٍ الضَّبِّيُّ الْكُوفِيُّ الأَعْمَى، أَبُو هِشَامٍ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
أَحَدُ الأَعْلامِ، مِنْ مَوَالِي بَنِي ضَبَّةَ
تَفَقَّهَ بِإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وبالشعبي، وَرَوَى عَنْهُمَا، وَعَنْ: أَبِي وَائِلٍ شَقِيقٍ، وَمُجَاهِدٍ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَزَائِدَةُ، وَإِسْرَائِيلُ، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَخَلْقٌ؛ آخِرُهُمْ مَوْتًا: مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ.
قَالَ شُعْبَةُ: كَانَ أَحْفَظَ مِنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ.
وَرَوَى جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: مَا وَقَعَ فِي مَسَامِعِي شَيْءٌ فَنَسِيتُهُ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَدْ سَمِعَ مُغِيرَةُ مِنْ مُجَاهِدٍ، وَأَبِي وَائِلٍ، وَأَبِي رَزِينٍ، قَالَ: وَمُغِيرَةُ لا يُدَلِّسُ؛ سَمِعَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ مِائَةٍ وَثَمَانِينَ حَدِيثًا وَقَدْ أُدْخِلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ إِبْرَاهِيمَ قَرِيبًا مِنْ عِشْرِينَ رَجُلا.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: مُغِيرَةُ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.
وَقَالَ فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ: كُنَّا نَجْلِسُ أَنَا وَمُغِيرَةُ، وَعَدَّدَ نَاسًا، نَتَذَاكَرُ الْفِقْهَ فَرُبَّمَا لَمْ نَقُمْ حَتَّى نَسْمَعَ النِّدَاءَ بِصَلاةِ الْفَجْرِ.
وَقَالَ جَرِيرٌ: سَمِعْتُ مُغِيرَةُ يَقُولُ: إِنِّي لأَحْتَسِبُ فِي مَنْعِي الْحَدِيثَ الْيَوْمَ كَمَا تَحْتَسِبُونَ فِي بَذْلِهِ. وَكَانَ مَكْفُوفَ الْبَصَرِ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ: كَانَ مُغِيرَةُ مِنَ الْفُقَهَاءِ. وَكَانَ عُثْمَانِيًّا إِلا أَنَّهُ كَانَ يَحْمِلُ عَلَى عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - بَعْضَ الْحَمْلِ.
وَرَوَى جَرِيرٌ عَنْ مُغِيرَةَ، قَالَ: إِذَا تَكَلَّمَ اللِّسَانُ بِمَا لا يَعْنِيهِ قَالَ الْفَتَى: وَاحَرْبَاهُ. [ص:739]
وَرَوَى فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، قَالَ: مَنْ طَلَبَ الْحَدِيثَ قَلَّتْ صَلاتُهُ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَفْقَهَ مِنْ مُغِيرَةَ فَلَزِمْتُهُ، وَلا أَقْرَأَ مِنْ عَاصِمٍ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مُغِيرَةُ صَاحِبُ سُنَّةٍ، ذَكِيٌّ، حَافِظٌ، فِي رِوَايَتِهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ ضَعْفٌ.
وَقَالَ حَجَّاجٌ عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: مُغِيرَةُ أَحْفَظُ مِنَ الْحَكَمِ.
وَقَالَ ابْنُ فُضَيْلٍ: كَانَ مُغِيرَةُ يُدَلِّسُ وَكُنَّا لا نَكْتُبْ عَنْهُ إلا ما قال: حدثنا إِبْرَاهِيمُ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأَجْلَحِ: رَأَيْتُ مُغِيرَةَ يَخْضِبُ بِحِنَّاءٍ.
قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. وَقِيلَ سَنَةَ أَرْبَعٍ.(3/738)
• - مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ الْبَلْخِيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
سَيَأْتِي فِي الطَّبَقَةِ الأُخْرَى.(3/739)
283 - منصور بن جُمْهور الكلبيُّ المزِّيُّ الدِّمشقيُّ الأمير [الوفاة: 131 - 140 ه]
أحد من قام بخلافة يزيد بن الوليد وخرج معه على الوليد، ثم إنه سار إلى العراق. فذكر خليفة: أنه افتعل عهدا على لسان يزيد بإمرة العراق فحكم بها أربعين يوما وجعل على شرطته حجاج بن أرطاة.
قلت: ثم إنه عزل فسار نحو بلاد السند فغلب عليها مدة. وكان قدريا فلما استولى السفاح وجه لقتاله موسى بن كعب فالتقاه فانهزم منصور وهلك عطشًا.(3/739)
284 - ع: منصور بن زاذان، أَبُو المغيرة الثقفي، مولاهم، الواسطي. [الوفاة: 131 - 140 ه]
أحد الأعلام. وقبره بواسط مشهور يزار
رَوَى عَنْ: أنس بن مالك، وأبي العالية، والحسن الْبَصْرِيّ، وابن سيرين، وحميد بن هلال، وعدة.
وَعَنْهُ: شُعْبَة، وجرير بن حازم، وأبو [ص:740] عوانة، وهشيم، وخلف بن خليفة، وخلق سواهم.
قال هشيم: كان منصور بن زاذان لو قيل له: إن ملك الموت على الباب ما كان عنده زيادة فِي العمل، وكان يصلي من طلوع الشمس إلى أن يصلي العصر، ثم يسبح إلى المغرب.
قال ابن سعد: وكان ثقة ثبتًا، سريع القراءة، وكان يريد أن يترسل فلا يستطيع، وكان يختم فِي الضحى، وكان قد تحول إلى المبارك.
وقال يزيد بن هارون: كان منصور بن زاذان يقرأ القرآن كله فِي صلاة الضحي، وكان يختم القرآن من الأولى إلى العصر، ويختم فِي يوم مرتين وكان يصلي الليل كله.
وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي: حدثنا محمد بن عيينة، قال: حدثني مخلد بن الْحُسَيْن، عن هشام بن حسان، قال: كنت أصلي أَنَا، ومنصور بن زاذان جميعًا فكان إذا جاء شهر رمضان ختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء ختمتين، ثم يقرأ إلى الطواسين قبل أن تقام الصلاة، وكان يختم القرآن فيما بين الظهر والعصر، ويختمه فيما بين المغرب والعشاء، وكان يبل عمامته من دموع عينيه - رحمه الله عليه -.
وقال صالح بن عُمَر الواسطي: كان الْحَسَن الْبَصْرِيّ يقعد مع أصحابه فلا يقوم حتى يختم منصور بن زاذان القرآن.
أنبئت عن أبي المكارم اللبان، قال: أخبرنا الحداد، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا مخلد بن جعفر، قال: حدثنا الفريابي، قال: حدثنا عباس، قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير، قال: حدثنا شُعْبَة، عن هشام بن حسان، قال: صليت إلى جنب منصور بن زاذان فيما بين المغرب والعشاء فقرأ القرآن وبلغ الثانية إلى النحل.
وروى خلف بن خليفة عن منصور، قال: الهم والحزن يزيد في الحسنات، والشر والبطر يزيد فِي السيئات.
وقال أبو معمر القطيعي: ذكر عباد بن العوام أنه شهد جنازة منصور بن زاذان، قال: فرأيت النصارى على حدة، والمجوس على حدة، واليهود [ص:741] على حدة، وقد أخذ خالي بيدي من كثرة الزحام.
قال يزيد بن هارون: توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة.(3/739)
285 - خ م د ن ق: منصور بْنُ عَبْد الرَّحْمَن بْنِ طَلْحَةَ بْنِ الْحَارِثِ العبدريُّ الحَجَبيُّ الْمَكِّيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
أخو مُحَمَّد.
رَوَى عَنْ: أمه صفية بِنْت شيبة، وسعيد بن جُبَيْر.
وَعَنْهُ: زهير بن معاوية، والسفيانان، ووهيب بن خَالِد، وفضيل بن سُلَيْمَان النميري، وجماعة.
اثنى عليه سُفْيَان بن عيينة، وقال: كان يبكي عند كل صلاة فكانوا يرون أنه يذكر الموت والقيامة عند الصلوات.
وثقة النسائي، وغيره. وأشار بعضهم إلى لين فِيهِ، وهو قليل الرواية.
مات سنة سبع أو ثمان وثلاثين ومائة.(3/741)
286 - م د: منصور بن عَبْد الرَّحْمَن الغُدَاني الْبَصْرِيّ الأشل [الوفاة: 131 - 140 ه]
رَوَى عَنْ: الْحَسَن، والشعبي.
رَوَى عَنْهُ: شُعْبَة، وبشر بن المفضل، وابن علية.
وثقه ابن معين، وغيره. وأشار أَبُو حاتم إلى لين ما فِيهِ.(3/741)
287 - ع: منصور بن المعتمر السُّلميُّ، الإِمَام العلم، أَبُو عَتَّاب الكُوفي [الوفاة: 131 - 140 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِي وائل، وإبراهيم، والشعبي، ورِبْعي بن حِراش، وسعيد بن جُبَيْر، وعبد الله بن مرة، وأبي حازم الأشجعي، وأبي الضحى وهلال بن يساف، والزهري، وعمرو بن مرة، والحكم، ومجاهد، وخلق. وما علمت له رواية عن أحد من الصحابة.
رَوَى عَنْهُ: شُعْبَة، وسفيان، وشيبان النحوي، وشريك، وفضيل بن [ص:742] عياض، وأبو الأحوص، وابن عيينة، وجرير، ومعتمر بن سُلَيْمَان، وعبيدة بن حميد، وخلق سواهم.
وكان من كبار الحفاظ الأثبات. قال شُعْبَة: قال منصور: ما كتبت حديثًا قط.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: لم يكن بالكوفة أحد أحفظ من منصور.
وقال زائدة: صام منصور أربعين سنة، وقام ليلها، وكان يبكي الليل كله فإذا أصبح كحل عينيه، وبرق شفتيه، ودهن رأسه، فتقول له أمه: قتلت قتيلا؟ فيقول: أَنَا أعلم بما صنعت بنفسي. وقد أخذه يوسف بن عُمَر - أمير العراق - ليوليه قضاء الكوفة فامتنع فدخلت عليه وقد جيء بالقيد يقيدونه، ثم خُلي عَنْهُ، يعني لما أيسوا منه.
وقال أَحْمَد العجلي: كان منصور أثبت أهل الكوفة لا يختلف فِيهِ أحد، صالح متعبد أكره على القضاء فقضى شهرين، وفيه تشيع يسير، وكان قد عمش من البكاء، قَالَتْ فتاة لأبيها: يا أبه الأسطوانة التي كانت فِي دار منصور ما فعلت؟ قال: يا بنية ذاك منصور كان يصلي بالليل فمات.
قال ابن عيينة: كان منصور فِي الديوان فكان إذا دارت نوبته لبس ثيابه وذهب فحرس، يعني فِي الرباط.
وقال أَبُو نعيم: سمعت حماد بن زيد يقول: قد رَأَيْت منصور بن المعتمر صاحبكم وكان من هذه الخشبية ما أراه يكذب.
وقال يحيى القطان: كان منصور من أثبت الناس.
وقال سفيان الثوري: كنت إذا رَأَيْت منصورًا قلت: الساعة يموت. كان فِي خدّه خال مما ظهر من البكاء.
قال أَبُو دَاوُد: طلب منصور الحديث قبل الجماجم - يعني فِي حدود الثمانين - قال: والأعمش طلب بعده.
وقال أَبُو حاتم: هُوَ أتقن من الأعمش لا يخلط ولا يدلس [ص:743] بخلاف الأعمش.
وقال ابن مهدي: كان منصور أثبت أهل الكوفة.
وقال شُعْبَة: قال منصور: وددت أني كتبت وأن علي كذا وكذا فقد ذهب مني مثل علمي.
وقال أَبُو عوانة: لما ولي منصور القضاء كان يأتيه الخصمان فيقص ذا قصة ويقص ذا قصة، فيقول: قد فهمت ما قلتما ولست أدري ما أرد عليكما. فبلغ ذلك خَالِد بن عَبْد الله أو ابن هبيرة الَّذِي كان ولاه فقال: هذا أمر لا ينفع إلا من أعان عليه بشهوة، قال: يعني فعزله.
وقال أَبُو بَكْر بن عياش: ربما كنت مع منصور بن المعتمر جالسًا فِي منزله فتصيح به أمه، وكانت فظة عليه، فتقول: يا منصور يريدك ابن هبيرة على القضاء فتأبى! وهو واضع لحيته على صدره ما يرفع طرفه إليها. وكان - رحمه الله - صوامًا قوامًا.
قال ابن معين: لم يكن أحد أعلم بحديث منصور من سفيان الثوري.
وقال هشيم: سئل حصين: أنت أكبر أم منصور؟ قال: أني لأذكر ليلة أهديت أم منصور إلى أَبِيهِ.
قلت: توفي منصور سنة اثنتين وثلاثين بعد ظهور المسودة.(3/741)
288 - م د ن: منصور بن أَبِي الهياج حَيَّان الأسديُّ الكوفيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِي الطفيل، وعمرو بن ميمون الأودي، وسعيد بن جُبَيْر.
وَعَنْهُ: سُفْيَان، وشعبة، وأبو خالد الأحمر، ويزيد بن هارون، وجماعة.
قال أَبُو حاتم: كان ثبتًا.(3/743)
289 - ت ن ق: مهاجر بن مَخْلَد [الوفاة: 131 - 140 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِي العالية الرياحي، وعبد الرَّحْمَن بن أبي بكرة.
وَعَنْهُ: حماد بن زيد، ووهيب، وعبد الوهاب الثقفي، وغيرهم. [ص:744]
قال ابن معين: هُوَ صالح.(3/743)
290 - د ت ن: مُوسَى بن أيوب، ويقال: ابن أَبِي أيوب، الحِمْصيُّ، أَبُو الفَيْض المَهْريُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: سليم بن عامر الخبائري، وعبد الله بن مرة الزُّرَقي، وأرسل عن معاذ بن جبل، ومعاوية.
وَعَنْهُ: زيد بن أَبِي أنيسة، وشعبة لقيه بواسط.
قال ابن معين: هُوَ من أبناء جند الحجاج ثقة.
وقال أَبُو حاتم: صالح.(3/744)
291 - م ن: مُوسَى بن أَبِي تميم مدني [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: سَعِيد بن يسار.
وَعَنْهُ: مالك، وسليمان بن بلال.
وثقة أَبُو حاتم.(3/744)
292 - د ق: مُوسَى بن جُبَيْر الْمَدَنِيُّ الحَذَّاء، [الوفاة: 131 - 140 ه]
مولى الأنصار
عَنْ: أَبِي أمامة بن سهل، وعبد الله بن كعب بن مالك، ومعاذ بن رفاعة الزرقي. ونزل مصر.
رَوَى عَنْهُ: عمرو بن الحارث، وزهير بن معاوية، والليث، وبكر بن مضر.(3/744)
293 - 4: مُوسَى بن سالم، أَبُو جَهْضَم، [الوفاة: 131 - 140 ه]
مولى آل الْعَبَّاس
رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ.
وَعَنْهُ: الثوري، والحمادان، والليث، وعبد الوارث، وابن علية.
وثقة أَحْمَد، وابن معين. له حديث أو حديثان.(3/744)
294 - م د ق: مُوسَى بن عَبْد الله بن يزيد الخَطْميُّ الأَنْصَارِيُّ الكوفيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
[ص:745]
عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنْ: امْرَأَة صحابية من بنى عَبْد الأشهل، وَعَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بن هلال.
وَعَنْهُ: الأعمش، ومسعر، ومعتمر بن سُلَيْمَان.
وثقه ابن معين.(3/744)
295 - ع: مُوسَى بن أَبِي عَائِشَةَ الهَمْدَاني الكوفيُّ العابدُ [الوفاة: 131 - 140 ه]
أحد الأعلام
رَوَى عَنْ: سَعِيد بن جُبَيْر، وعبد الله بن شداد بن الهاد، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، وجماعة.
وَعَنْهُ: شُعْبَة، والسفيانان، وزائدة، وأبو إِسْحَاق الفزاري، وعبيدة بن حميد، وآخرون.
وثقه ابن عيينة.
وقال جرير بن عَبْد الحميد: كنت إذا رَأَيْته ذكرت الله لرؤيته.
وقال القطان: كان سفيان يحسن الثناء عليه.
وقال سُفْيَان بن عيينة: قال جار لموسى بن أبي عَائِشَةَ: ما رفعت رأسي قط إلا رَأَيْته قائمًا يصلي.(3/745)
-[حَرْفُ النُّونِ](3/745)
296 - ع: نافع بن مالك بن أَبِي عامر، أَبُو سهيل الأصبحيُّ الْمَدَنِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
رَوَى عَنْ: ابن عُمَر، وأنس بن مالك وسهل بن سعد، وسعيد بن المسيب، وأكثر عن أَبِيهِ.
رَوَى عَنْهُ: ابن أخيه مالك بن أنس، والزهري - مع تقدمه - وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَر.
وثقة أَحْمَد، وغيره.(3/745)
297 - نصر بن سيار، الأمير أَبُو الليث المروزيُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
متولي خراسان لمروان الحِمَار
رَوَى عَنْ: عكرمة، وأبي الزبير.
وَعَنْهُ: ابن المبارك، ومحمد بن الفضل بن عطية، وغيرهما. وخطب بنيسابور لما قدمها غير مرة. [ص:746]
خرج عليه أَبُو مُسْلِم الخراساني وحاربه فعجز نصر عنه واستصرخ بمروان غير مرة فبعُد عن إنجاده واشتغل عَنْهُ باختلال الجزيرة وأذربيجان، فتقهقر قدّام أَبِي مُسْلِم فأدركه الموت على فاقة إليه بناحية ساوة.
وقيل: بل مرض بالري وحمل إلى ساوة فمات بها فِي ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين.
وقد ولي خراسان عشرة أعوام وفي أول سنة اثنتين وثلاثين خطب للسفاح بمرو.(3/745)
298 - ن ق: نصر بن عَلْقمة الحَضْرميُّ، أَبُو عَلْقمة الحِمْصيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
رَوَى عَنْ: أخيه محفوظ، وجبير بن نفير، وكثير بن مرة، وعمرو بن الأسود العنسي.
وَعَنْهُ: الوضين بن عطاء، وصدقة السمين، ويحيى بن حمزة، وبقية بن الوليد، وابن ابن أخيه خزيمة بن جنادة بن محفوظ.
قال دُحَيْم: هُوَ وأخوه ثقتان.(3/746)
299 - م 4: النعمان بن راشد، أَبُو إِسْحَاق الرَّقيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: ميمون بْن مهران، والزهري، وزيد بْن أَبِي أنيسة.
وَعَنْهُ: ابن جريج، وحماد بن سلمة، ووهيب، وحماد بن زيد، وغيرهم.
ضعفه ابن معين، وغيره، وحسن أمره أَبُو حاتم.
وقال الْبُخَارِيّ: فِي حديثه وهم كثير.(3/746)
300 - د ن: النعمان بن المنذر، أَبُو الوزير الغَسَّاني الدِّمشقيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: عطاء بْن أَبِي رباح، ومكحول، ونافع، وجماعة.
وَعَنْهُ: الهيثم بن حميد، ويحيى بن حمزة، وابن شابور، وجماعة.
وثقة أَبُو زرعة. [ص:747]
وقال أَبُو مسهر: كان قَدَرِيًّا.
قال خليفة: توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
وقال ابن سعد: فِي أول خلافة بني الْعَبَّاس.(3/746)
301 - ق: نوح بن ذَكْوَان الْبَصْرِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أخيه أيوب بن ذكوان، والحسن الْبَصْرِيّ، وعطاء، ويحيى بن أَبِي كثير.
وَعَنْهُ: يوسف بن أَبِي كثير وسويد بن عَبْد العزيز.
قال أَبُو حاتم: ليس بشيء.(3/747)
-[حَرْفُ الْهَاءِ](3/747)
302 - د ق: هاشم بن بلال، أَبُو عَقِيل الشَّاميُّ. [الوفاة: 131 - 140 ه]
قاضي واسط
رَوَى عَنْ: أَبِي سلام الأسود، وسابق بن ناجية.
وَعَنْهُ: مسعر، وشعبة، وهشيم.
وثقه ابن معين.(3/747)
303 - هاشم بن يزيد بن خَالِد بْنِ يَزِيدَ بْن مُعَاوِيَةَ بْن أَبِي سُفْيَان الأمويُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
قد ذكر فِي الحوادث أنه خرج بدمشق.(3/747)
• - 4: هلال بن خباب، أَبُو العلاء الْبَصْرِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
يأتي فِي الطبقة الآتية.(3/747)
304 - ع: همام بن مُنبِّه بن كامل بن سِيَج اليمانيُّ الأبناويُّ الصَّنعانيُّ، أَبُو عقبة. [الوفاة: 131 - 140 ه]
صاحب الصحيفة التي كتبها عن أَبِي هُرَيْرَةَ
وروى عن ابن عَبَّاس، ومعاوية أيضًا.
وَعَنْهُ: أخوه وهب ومات قبله [ص:748] بدهر، وابن أخيه عقيل بن معقل، ومعمر بن راشد، وعلي بن الْحَسَن بن اتش الصنعاني.
وثقة يحيى بن معين، وغيره.
وقال الميموني: سمعت أَحْمَد يقول فِي صحيفة همام: أدركه معمر أيام السودان فقرأ عليه همام حتى إذا مل أخذ معمر فقرأ عليه الباقي، وعبد الرزاق لم يكن يعرف ما قرئ عليه مما هُوَ قرأه وهي نحو من مائة وأربعين حديثًا.
وقال أَحْمَد: كان يغزو ويشتري الكتب لأخيه، فجالس أَبَا هُرَيْرَةَ بالمدينة، وكان قد عاش حتى أدرك ظهور المسودة وسقط حاجباه على عينيه من الكبر.
وقال ابن عيينة: كنت أتوقع قدوم همام مع الحجاج عشر سنين.
وقال خليفة: مات سنة إحدى أو اثنتين وثلاثين ومائة.
قلت: لعله عاش مائة سنة. وآخر من روى عَنْهُ الصحيفة التي له عن أَبِي هُرَيْرَةَ معمر، وعاش بعده إحدى وعشرين سنة ليس إلا، وآخر من رواها عن معمر عَبْد الرزاق وعاش بعده ثمانيا وخمسين سنة، وآخر من رواها عَنْهُ إِسْحَاق الدَّبَري وعاش بعد عَبْد الرزاق ثلاثًا وسبعين سنة، وآخر من روى عن الدبري من الرجال أَبُو القاسم الطبراني وعاش بعده ستًا وسبعين سنة، والطبراني ممن جاوز المائة بيقين.
قال الْبُخَارِيّ: قال علي: سَأَلت رجلا قد لقي هماما عن موته فقال: سنة اثنتين وثلاثين ومائة.(3/747)
305 - هود بن عطاء اليمامي [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أنس بْن مالك، وعطاء بْن أَبِي رباح، وشداد بن عَبْد الله، وسالم [ص:749] ابن عَبْد الله.
وَعَنْهُ: الأوزاعي، ومعاوية بن سلام، وعبد الملك بن مُحَمَّد الصنعاني.
قال ابن حبان: منكر الرواية على قلتها، يروي عن أنس ما لا يشبه حديثه، وفي القلب عن مثله.(3/748)
-[حَرْفُ الْوَاوِ](3/749)
306 - واصل بن عطاء، أَبُو حذيفة الْبَصْرِيّ الغَزَّال. [الوفاة: 131 - 140 ه]
مولى بني مخزوم، وقيل مولى بني ضبّة
ولد سنة ثمانين بالمدينة. وكان أحد البلغاء المفَّوهين، لكنه يلثغ بالراء يُبدلها غَيْنًا، فكان لاقتداره على العربيه وتوسُّعه فِي الكلام يتجنب الراء فِي خطابه حتى قيل فِيهِ:
ويجعل البُرَّ قمحًا فِي تصرُّفه ... وخالف الراء حتى احتال للشعر.
وهو من رؤوس المعتزلة بل معلمهم الأول، والخوارج لما كفرت بالكبائر، قال واصل: بل الفاسق لا مؤمن ولا كافر بل هُوَ منزلة بين المنزلتين، فطرده لذلك الْحَسَن، فمن ثَمَّ قيل لهم المعتزلة لذلك.
وما أملح ما قال بعض الشعراء
وجعلت وصلي الراء لم تنطق به ... وقطعتني حتى كأنك واصل.
وبلغنا أن لواصل تصانيف منها: تأليف فِي أصناف المرجئة، وكتاب التوبة، وكتاب معاني القرآن، وغير ذلك.
وقيل: إنما عُرف بالغزَّال لأنه كان يدور فِي سوق الغزل فيتصدّق على النساء.
ومن مقالاته أنه كان يشك فِي عدالة من حضر وقعة الجمل، فقال: إحدى الفئتين مخطئة فِي نفس الأمر، فلو شهد عندي علي، وطلحة، وعائشة على باقة بقل لم أحكم بشهادتهم، لأن أحدهم فاسق لا بعينه.
قلت: والفاسق إذا لم يتب فهو عنده مخلد فِي النار - نسأل الله العافية -.
ويحكى أنه كان يمتحن بأشياء فِي الراء ويتحيل لها حتى قيل له: اقرأ أول سورة براءة فقال على البدية: " عهد من الله ونبيه إلى الذين عاهدتم من [ص:750] الفاسقين فسيحوا فِي البسيطة هلالين وهلالين "، وكان يجيز القراءة بالمعني، وهذه جراءة على كتاب الله العزيز.
ويقال: توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة.(3/749)
307 - خ م د ن: واقد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن عُمَر بْن الْخَطَّاب العدوي [الوفاة: 131 - 140 ه]
أحد الإخوة
رَوَى عَنْ: سَعِيد بن مرجانة، ونافع، ووالده مُحَمَّد.
وَعَنْهُ: أخوه عاصم، وابنه عثمان، وشعبة، وغيرهم.(3/750)
308 - واهب بن عَبْد الله المعافريُّ، أَبُو عَبْد الله الكعبيُّ الْمَصْرِيّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
رَوَى عَنْ: عَبْد الله بن عمرو، وأبي هُرَيْرَةَ، وعقبة بن عامر، وابن عُمَر، وحسان بن كريب، وجماعة.
وَعَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بن شريح، والليث، وابن لهيعة، وضمام بن إسماعيل، ورجاء بن أَبِي عطاء المؤذن.
وثقه ابن حبان.
وقد خرج له الْبُخَارِيّ فِي " كتاب الأدب " وكان معمرًا عالي السند.
قال ابن يونس: توفي ببرقة سنة سبع وثلاثين ومائة.(3/750)
309 - ن: الوليد بن قيس، أَبُو هَمَّام السَّكُونيُّ الكُوفيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
والد شجاع بن الوليد
رَوَى عَنْ: سويد بن غفلة، وعمرو بن ميمون الأودي، والضحاك بن قيس.
وَعَنْهُ: سُفْيَان الثوري، وزهير بن معاوية، وعنبسة بن سَعِيد.
وثقه ابن معين.
ولم يدرك ابنه السماع منه لأنه مات والولد صغير.(3/750)
310 - م 4: الوليد بن أَبِي هشام البصري [الوفاة: 131 - 140 ه]
[ص:751]
عَنْ: الْحَسَن، ونافع، وأبي بَكْر بن حزم.
وَعَنْهُ: أخوه أَبُو المقدام هشام بن زياد، وجويرية بن أسماء، وإسماعيل ابن علية.
وثقه أحمد بن حنبل.(3/750)
-[حَرْفُ الْيَاءِ](3/751)
311 - ع: يحيى بن أَبِي إِسْحَاق الحَضْرميُّ، مولاهم الْبَصْرِيّ. واسم أَبِيهِ زيد بن الحارث، [الوفاة: 131 - 140 ه]
ويحيى، وعبد الله - جد المقرئ يعقوب - أخَوان.
سَمِعَ: أنس بن مالك، وسالم بن عَبْد الله، وعبد الرَّحْمَن بن أَبِي بكرة، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: شُعْبَة، وسفيان، وعبّاد بن العّوام، وعبد الوارث، وهشيم، وابن علية، وآخرون، وقد رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بن سيرين أحد شيوخه.
قال ابن سعد: ثقة له أحاديث، قال: وكان صاحب قرآن وعربية.
قلت: توفي سنة ست وثلاثين ومائة، وقيل: سنة اثنتين وثلاثين.(3/751)
312 - يحيى بن حَيَّان، أَبُو هلال الطائيُّ الكُوفيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: شريح القاضي.
وَعَنْهُ: السفيانان، وشريك، والقاسم بن مالك المزني.(3/751)
313 - د ت ق: يحيى بن عبد الله الكوفي، أبو الحارث الجابر. [الوفاة: 131 - 140 ه]
كان يُجَبِّر الأعضاء المكسورة
رَوَى عَنْ: سالم بن أَبِي الجعد، وأبي ماجدة الحنفي.
وَعَنْهُ: شُعْبَة، وإسرائيل، وأبو عوانة، وجرير، وحفص بن غياث.
قال أَحْمَد: ليس به بأس. [ص:752]
وقال يحيى، والنسائي: ضعيف.
وقال ابن حبان: لا يُحتج به.(3/751)
314 - م د ن: يحيى بن عَتِيق الْبَصْرِيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: مجاهد، والحسن، وابن سيرين.
وَعَنْهُ: الحمادان، وهمام، وابن علية.
قال فيه أويب السختياني لما بلغه موته: لقد هدني موته.(3/752)
• - يحيى بن أَبِي كثير. [الوفاة: 131 - 140 ه]
قد مضى.(3/752)
315 - ن ق: يحيى بن ميمون الضَّبِّيُّ العَطَّار [الوفاة: 131 - 140 ه]
بصري ثقة مُقِل. روى عن أَبِي عثمان النهدي، وسعيد بن جُبَيْر.
وَعَنْهُ: شُعْبَة، وحماد بن زيد، وابن علية، وعلي بن عاصم.(3/752)
316 - د: يحيى بن يحيى بن قيس بن حارثة بن عمرو، أَبُو عثمان الأَزْدِيُّ الغَسَّانيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عالم أهل دمشق، ورئيسهم، ولي قضاء الموصل لعمر بن عَبْد العزيز.
وروى عن أَبِي إدريس الخولاني، وعروة بن الزبير، ومكحول، ومحمود بن لبيد، وعمرة، وابن المسيب، وغيرهم.
وَعَنْهُ: ابنه هشام، وعبد الرَّحْمَن بن يزيد بن جَابِر، ومحمد بن راشد المكحولي، وأبو بَكْر بن أَبِي مريم، وسفيان بن عيينة، وآخرون.
وثقه ابن معين.
وقال ابن سعد: كان عالمًا بالفتيا والقضاء وله أحاديث. توفي سنة [ص:753] خمس وثلاثين ومائة. وكذا أرخه ابن أَبِي حاتم قال: فيقال: إنه شرق بشربة ماء فمات.
وقال يزيد بن مُحَمَّد فِي " تاريخ الموصل ": ولي الموصل لعمر بن عَبْد العزيز حربها وخراجها وقضاءها وكان محدثا فقيهًا فصيحًا بليغًا.
وقيل: بل توفي فِي رمضان سنة اثنتين وثلاثين ومائة، عاش سبعين سنة.(3/752)
317 - م د: يحيى بن يزيد الهنائي البصري [أَبُو يزيد] [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أنس بن مالك، وَعَنْ: الفرزدق.
وَعَنْهُ: شُعْبَة، وخلف بن خليفه، وإسماعيل بن علية.
كنيته أَبُو يزيد.(3/753)
318 - يزيد بن أيهم، أَبُو رَوَاحة الحِمْصيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: الهيثم بن مالك الطائي، وعبد الأعلى بن هلال، ولقمان بن عامر، وغيرهم،
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيل بن عياش، وصفوان بن عمرو، وبقية، وآخرون.
ما علمت فِيهِ جرحًا.(3/753)
319 - 4، م متابعة: يزيد بن أَبِي زياد الكُوفيُّ، [أَبُو زياد وأبو عبد الله واسم أبيه ميسرة] [الوفاة: 131 - 140 ه]
مولى بني هاشم
عَنْ: إِبْرَاهِيم النخعي، وسالم بن أَبِي الجعد، وعبد الرَّحْمَن بن أَبِي ليلى، ومولاه من فوق عَبْد الله بن الحارث بن نوفل، ومجاهد، وجماعة.
وَعَنْهُ: شُعْبَة، وسفيان، وزائدة، وابن عيينة، وعلي بن مسهر، وابن نمير، وهشيم، وعلي بن عاصم، وخلق.
وكان محدثا مكثرًا شيعيًا ليس بحجة يكني أبا زياد وأبا عبد الله واسم أبيه ميسرة.
قيل: كان يوم قتل الْحُسَيْن مراهقًا، وكان صدوقًا فِي نفسه سيئ الحفظ. [ص:754]
قال ابن معين: ضعيفُ الحديث.
وقال ابن حبان: كبر وساء حفظه فكان يتلقن، مولده سنة سبع وأربعين. وسماع من سمع منه فِي أول أمره صحيح.
وقد خلط ابن حبان ترجمته بترجمة يزيد بن أَبِي زياد الدمشقي.
وسئل أَحْمَد بن حنبل عن يزيد فضعفه وحرك رأسه.
وساق له ابن حبان مناكير.
توفي على الصحيح سنة ست وثلاثين ومائة.(3/753)
320 - ت: يزيد بن زياد، وقيل ابن أَبِي زياد المَخْزوميُّ، مولاهم، الْمَدَنِيّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: مُحَمَّد بن كعب القرظي.
وَعَنْهُ: ابن إِسْحَاق، ومالك.
وثقة النسائي.(3/754)
• - يزيد بن زياد الدِّمشقيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
يأتي فِي طبقة الثوري.(3/754)
321 - 4: يزيد بن أَبِي سَعِيد الْقُرَشِيّ، النحويُّ، أَبُو الْحَسَن المَرْوزيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: سُلَيْمَان بن بريدة، وأخيه عَبْد الله بن بريدة، وعكرمة، ومجاهد.
وَعَنْهُ: الْحُسَيْن بن واقد، وعبد الله بن سعد الدشتكي، وأبو حمزة السكري، ونوح الجامع.
قال ابن أَبِي دَاوُد: هُوَ من نحو، بطن من الأزد.
وقال ابن معين، وأبو زرعة: ثقة. [ص:755]
وقال ابن حبان: كان متقنا من العباد تقيًا من الرفعاء، تاليًا لكتاب الله، عالمًا بما فِيهِ عاملا.
قتله أَبُو مُسْلِم سنة أثنتين وثلاثين ومائة.(3/754)
322 - ع: يزيد بن عَبْد الله بن خُصَيفة بن يزيد، وهو ابن ابن أخي السائب بن يزيد، الكِنْديُّ الْمَدَنِيّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: السائب وعروة بن الزبير، وبشر بن سَعِيد، ويزيد بن قسيط.
وَعَنْهُ: السفيانان، ومالك، وسليمان بن بلال، وإسماعيل بن جعفر، والدراوردي، وآخرون.
وثقه ابن معين.
وقال ابن سعد: كان عابدًا ناسكًا، كثير الحديث، ثبتًا.(3/755)
323 - ع: يزيد بن عَبْد الله بن أسامة بن الهاد، أَبُو عَبْد الله اللَّيثيُّ الْمَدَنِيُّ الأعرج [الوفاة: 131 - 140 ه]
ابن أخي عَبْد الله بن شداد
رَوَى عَنْ: مُحَمَّد بن كعب، وشرحبيل بن سعد، وأبي بكر بن حزم، ومحمد بن إِبْرَاهِيم التيمي، والزهري، وعدة.
وَعَنْهُ: مالك، والليث بن سعد، وبكر بن مضر، وسفيان بن عُيَيْنة، وعبد العزيز بن أَبِي حازم، والدراوردي، وأبو ضمرة أنس بن عياض، وآخرون.
وثقه ابن معين، وغيره، وكان من أئمة العلم.
توفي سنة تسع وثلاثين ومائة.(3/755)
324 - يزيد بن عَبْد الله بن أَبِي يزيد، أَبُو عَبْد الله النجراني الدمشقي [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: القاسم أبي عبد الرحمن، والحسن بن ذكوان، وغيرهما.
وَعَنْهُ: [ص:756] يحيى بن حمزة، وسويد بن عَبْد العزيز، وصدقة بن عَبْد الله، وعدة.
وهو بالكنية أشهر.
قال أَبُو حاتم: صالح الحديث.(3/755)
325 - يَزِيدَ بْنِ عَبْد الرَّحْمَن بْنِ أَبِي مَالِكٍ الهمداني [الوفاة: 131 - 140 ه]
قد ذُكِر. وحكى الوليد بن مُسْلِم أنه عاش إلى سنة ثمان وثلاثين ومائة.(3/756)
326 - يزيد بن عُمَر بن هُبَيرة، الأمير أَبُو خالد الفَزَاريُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
متولي العراق والعجم لمروان الحمار، كان سخيًا جوادًا، وبطلا شجاعًا. وخطيبًا بليغًا، وكان من الأكَلَة، وله فِي كثرة الأكل أخبار. حاصرته المسودة بواسط مدة طويلة بعد أن عمل معهم المصاف، فخذل، وكان أَبُو جَعْفَر قد أمنه، ثم قتله صبرًا وغدر به، فدخلوا عليه داره وقتلوا قبله ابنه دَاوُد ومواليه وحاجبه، ثم نزلوا عليه بأسيافهم، وقد سجد لله - تعالى - وكان قد ولي إمرة قنَّسرين للوليد بن يزيد، وكان مع مروان إذ غلب على الأمر.
ولد فِي سنة سبع وثمانين.
قال المدائني: كان جسيمًا، كثير الأكل، طويلا ضخمًا، خطيبًا شجاعًا، وكان رزقه في العام ستمائة ألف، فكان يقسمها فِي خواصه وفي العلماء والوجوه.
وعن مُحَمَّد بن كثير، قال: ألح السفاح على أخيه أَبِي جَعْفَر يأمره بقتل ابن هبيرة، وهو يراجعه حتى كتب إليه " والله لتقتلنه "، قال: فولي قتله الهيثم بن شُعْبَة دخل عليه داره فِي طائفة.
وقد ولي أَبُوهُ أيضًا إمرة العراقين ليزيد بن عَبْد الملك.
قتل يزيد فِي ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين ومائة.(3/756)
327 - د ت ق: يزيد بن عمرو المعافري المصري [الوفاة: 131 - 140 ه]
[ص:757]
عَنْ: تَدُوم الحميري، وأبي سلمة بن عَبْد الرَّحْمَن، وأبي عَبْد الرَّحْمَن الحبلي، وجماعة، وقيل أخذ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ.
رَوَى عَنْهُ: عمرو بن الحارث، والليث بن سعد، وابن لهيعة.
وهو ثقة مُقِل.(3/756)
328 - د ن خ قرنه: يزيد بن مُحَمَّد بن قيس بن مَخْرمة بن المطلب القُرشيُّ المطلبيُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: سَعْدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، وعَلي بن رباح، ومحمد بن عمرو بن حلحلة، وأبي الهيثم العتواري.
وَعَنْهُ: يزيد بن أَبِي حبيب، وهو أكبر منه، ويزيد بن عَبْد العزيز الرعيني، والليث بن سعد، وآخرون.
قرنه الْبُخَارِيّ بآخر.(3/757)
329 - يزيد بن أَبِي مُسْلِم النَّحْويُّ، ثم الأَزْدِيّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
نسيب شيبان النحوي
رَوَى عَنْ: مجاهد، وعكرمة، وسليمان، وعبد الله ابني بريدة. وهو من علماء مرو، وهو يزيد بن أَبِي سَعِيد المذكور آنفا.
اخُتِلف فِي اسم أَبِيهِ.(3/757)
330 - م د ت ق: يزيد بن يزيد بن جَابِر الأَزْدِيّ الدِّمشقيُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
أخو عَبْد الرَّحْمَن
عَنْ: يزيد بن الأصم، ومكحول، ورزيق بن حيان، ووهب بن منبه لقيه فِي الموسم.
وَعَنْهُ: الأوزاعي وشعيب بن أَبِي حمزة، والسفيانان، وأبو المليح الرقي، وحسين الجعفي، وآخرون.
وكان أحد الأئمة الأعلام.
قال أَبُو دَاوُد: ثقة أجازه الوليد بن يزيد بخمسين ألف دينار، وقد ذكر للقضاء مرة فإذا هُوَ أكبر من القضاء. [ص:758]
وجاء عن سُفْيَان بن عيينة، قال: لا أعلم مكحولا خلف مثل يزيد بن يزيد بالشام إلا ما ذكره ابن جريج من سُلَيْمَان.
وقال حسين الجعفي: قدم علينا يزيد بن يزيد، فذكر من بكائه.
وقال الفسوي: سَأَلت هشام بن عمار عَنْهُ، فقال: ذاك أفسد نفسه، خرج فأعان على قتل الوليد بن يزيد وأخذ مائة ألف دينار.
قال دحيم: لما مات مكحول أحدقوا بيزيد بن يزيد وكان رجلاً سكيتاً فتحولوا إلى سُلَيْمَان بن مُوسَى فأوسعهم، وفي رواية: كان زميتاً لا يحدث إلا أن يُسأل.
وقد وثقه ابن معين، والنسائي.
قال ابن عيينة: كان حسن الهيئة، حسن النحو، يقولون: لم يكن فِي أصحاب مكحول مثله.
وقال عَبْد اللَّهِ بْنُ عَبْد الرَّحْمَن بْنِ يَزِيدَ: لم يكن لعمي يزيد كتاب.
قال ابن سعد وخليفة: مات سنة أربع وثلاثين ومائة.
وقال آخرون: مات سنة ثلاث وثلاثين.(3/757)
331 - يزيد الشَّنِّي الأعرج [الوفاة: 131 - 140 ه]
بصري صدوق.
عَنْ: مجاهد، ومورق العجلي.
وَعَنْهُ: مهدي بن ميمون، وحماد بن زيد، وجعفر بن سُلَيْمَان الضُّبَعيّ، وجماعة.(3/758)
332 - د ت ن: يعيش بن الوليد بن هشام الأموي الدمشقي، [الوفاة: 131 - 140 ه]
نزيل قَرْقيسياء
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وعن معاوية بن أَبِي سُفْيَان، ومعدان بن أَبِي طلحة.
وَعَنْهُ: الأوزاعي، وعكرمة بن عمار.
ولما قدم دمشق نزل على مكحول فاكرمه وعمل له دعوة حفلة. [ص:759]
قتلته المُسوِّدة.(3/758)
333 - يوسف بن عَبْد الرَّحْمَن بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ نَافِعٍ الفِهريُّ، [الوفاة: 131 - 140 ه]
أمير الأندلس عند قتل الوليد بن يزيد
فإنه لما قتل اضطرب أمر المغرب والأندلس، وهاجت القبائل، ثم اتفقوا على تقديم هذا بالأندلس عليهم إلى أن تجتمع الأمة على خليفة، فمهد الجزيرة كلها وامتدت أيامه إلى أن دخل عبد الرحمن بن معاوية بن هشام الأموي الأندلس فحارب يوسف وهزمه فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ(3/759)
334 - 4: يونس بن خَباب الكُوفيُّ، [أَبُو حمزة] [الوفاة: 131 - 140 ه]
مولي بني أسيد
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، ومجاهد، وطاوس والمنهال بن عمرو، وجماعة.
وَعَنْهُ: شُعْبَة، وسفيان، وحماد بن زيد، ومعتمر بن سليمان، وطائفة سواهم. وكان رافضيا جَلدا. قال عباد بن عباد: سمعته يقول: عثمان بن عفان قتل بنتي النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -.
قلت: قتل واحدة فَلِمَ زوجه بالأخرى؟!.
وقَالَ الْبُخَارِيّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ليس بشيء، رَجُل سوء.
وضعفه النسائي، وغير واحد.
وذكر الدارقطني أن عباد بن العوام سمع هذا المدبر يقول فِي حديث سؤال منكر ونكير: ويسأل عن علي - رضى الله عنه - قال: فقلت له: لم نسمع بهذا! فقال: أنت من هؤلاء الذين يحبون عثمان الَّذِي قتل بنتي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
وقيل: كنيته أَبُو حمزة.(3/759)
335 - ع: يونس بن عُبَيْد بن دينار، أَبُو عَبْد الله الْبَصْرِيُّ. أحد أعلام الهدى. ويقال: كنيته أَبُو عُبَيْد، [الوفاة: 131 - 140 ه]
مولى لعبد القيس
رَأَى أنس بن مالك،
وَرَوَى عَنْ: إِبْرَاهِيم التيمي، والحسن، وابن سيرين، وحميد بن هلال، وزياد بن جُبَيْر، وعمرو بن سَعِيد الثقفي، وجماعة.
وَعَنْهُ: شُعْبَة، والسفيانان، والحمادان، وهشيم، وعبد الوارث وابن علية، وخلق كثير.
وكان ثقة ثبتًا، حافظًا، ورعاً، رأساً في العلم والعمل.
قال يونس: ما كتبت شيئا قط.
وقال أَبُو حاتم: هُوَ أكبر من سُلَيْمَان التيمي لا يبلغ سُلَيْمَان منزلة يونس.
وقال سَعِيد بن عامر الضبعي: ما رَأَيْت رجلا قط أفضل من يونس بن عُبَيْد، ثم قال: وأهل البصرة على ذا.
قال معاذ بن معاذ: صليت على يونس بن عُبَيْد سنة تسع وثلاثين.
قال سُفْيَان الثوري: ما رَأَيْت مثل أربعة رأيتهم بالبصرة: أَيُّوبُ، وَيُونُسُ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ.
قَالَ علي ابن المديني: له نحو مائتي حديث.
وقال غيره: كان يونس خزازًا بالبصرة.
قال سَعِيد بن عامر: هان على يونس أن يأخذ ناقصا، قال: وغلبني أن أعطي راجحًا.
وقال حماد بن زيد: شكا رَجُل إلى يونس وجَعًا فقال: يا هذا إن هذه الدنيا دار لا توافقك فالتمس دارًا توافقك.
وقال هشام بن حسان: ما رَأَيْت أحدًا يطلب بالعلم وجه الله إلا يونس بن عُبَيْد.
وقال ابن شوذب: سمعت يونس يقول: خصلتان إذا صلحتا من العالِم صلح ما سواهما: صلاته ولسانه. [ص:761]
وقال حماد بن زيد: كان يونس يحدث، ثم يقول: أستغفر الله، أستغفر الله.
وقال مُحَمَّد بن عَبْد الله الأَنْصَارِيّ: رَأَيْت سُلَيْمَان، وعبد الله ابني علي بن عَبْد الله بن عَبَّاس، وولدي سُلَيْمَان جعفرا، ومحمدًا يحملون سرير يونس بن عُبَيْد على أعناقهم يوم جنازته فقال عَبْد الله بن علي: هذا والله الشرف.
قلت: كان عَبْد الله هذا قد استجار بأخيه سُلَيْمَان ونزل عنده بالبصرة فأجاره من المنصور.
وقال مؤمل بن إِسْمَاعِيل: جاء رَجُل إلى سوق الخز يطلب مطرف خز بأربعمائة فقال يونس بن عُبَيْد: عندنا مطرف بمائتين، فنادى المنادي بالصلاة فقام ليصلي، ثم جاء وقد باع ابن أخيه المطرف بأربعمائة فقال للرجل: يا هذا المطرف الَّذِي اشتريته بأربعمائة هُوَ الَّذِي قلت لك بمائتين فإن شئت خذه وخذ مائتين أو دعه.
وقال أمية بن بسطام: جاءت يونس امْرَأَة بجبة خز فقال لها: بكم هِيَ؟ قَالَتْ: بخمسمائة قال: هي خير من ذلك، قالت: بستمائة، قال: هِيَ خير من ذلك، فلم يزل يدرجها حتى بلغت ألفًا.
وقال سَعِيد بن عامر الضبعي: قال يونس بن عُبَيْد: إني لأعدّ مائة خصلة من البِرّ ما فِي منها خصلة.
وقال هشيم: كان أيوب إذا رَأَى يونس بن عُبَيْد قال: هذا سيدنا.
قال عَبْد الملك بن مُوسَى: ما رَأَيْت رجلا قط أكثر استغفارًا من يونس.
وقال حماد بن زيد: سمعت يونس يقول: عهدنا إلى ما يصلح الناس كتبناه، وعهدنا إلى ما يصلحنا فتركناه، كأنه يريد العمل.
وروى أسماء بن عُبَيْد عن يونس، قال: يرجى للرهق بالبر الجنة ويخاف على المتأله النار بعقوقه.
وعن يونس قال: لو همتهم نفوسهم ما اختصموا فِي القدر.
روى ابن شوذب، عن يونس: خصلتان إذا صلحتا من العبد صلح: صلاته ولسانه. [ص:762]
وروى سلام بن أَبِي مطيع قال: إني لأحسب ابن سيرين سكت حسبة، وأن الْحَسَن تكلم حسبة.
وعن يونس، أنه قال لابنه: لأن تلقي الله بالزنا والسرقة أحب إلي من أن تلقاه برأي عمرو بن عُبَيْد.
وقال أسماء بن عُبَيْد: سمعت يونس بن عُبَيْد يقول: ليس شيء أعزً من دِرُهم طيب ورجل يعمل على سُنَّةٍ.
وبلغنا أن رجلا شكا الحاجة إلى يونس فقال له: يا هذا، يَسُرُّك ببصرك هذا مائة ألف؟ قال: لا، قال: فبلسانك الَّذِي تنطق به؟ قال: لا، قال: فبعقلك مائة ألف؟ وهو يقول: لا، فذكَّره نِعَمَ الله عليه، وقال: أرى لك مئين ألوفًا وأنت تشكو الحاجة.
قال حماد بن زيد: مرض يونس مرة فقال أيوب: ما فِي العيش بعدك من خير.
قلت: مناقب يونس كثيرة، وقد توفي سنة تسع وثلاثين ومائة.(3/760)
336 - د ت ق: يونس بن مَيْسرة بن حَلُبس الجُبْلانيُّ الأعمى، أَبُو حَلْبس، ويقال: أَبُو عُبَيْد، [الوفاة: 131 - 140 ه]
وهو أخو يزيد وأيوب
كان من كبار علماء دمشق.
رَوَى عَنْ: معاوية، وعبد الله بن عمرو، وواثلة بن الأسقع، وابن عُمَر والصنابحي، وأبي مُسْلِم الخولاني وأم الدرداء، وغيرهم.
رَوَى عَنْهُ: خَالِد بن يزيد المري، وسليمان بن عتبة، والأوزاعي، وسعيد بن عَبْد العزيز، ومروان بن جناح، وعمرو بن واقد، وآخرون.
قال المفضل الغلابي، وأبو عُبَيْد، وأبو حسان الزيادي: إنه بلغ مائة وعشرين سنة.
وكان يقرئ القرآن فِي الجامع، وله كلام نافع فِي الزهد والمعرفة فمن ذلك، قال: الزهد أن يكون حالك فِي المصيبة وحالك إذا لم تصب سواء. وقال: إذا تكلفت ما لا يعنيك لقيت ما يعنيك.
وقال هشام بن عمار: حدثنا عمرو بن واقد، قال: حدثنا يونس بن حلبس: قال: سمعت معاوية على منبر دمشق يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - [ص:763] يقول: " إن رجلا فِي بني إسرائيل قتل تسعًا وتسعين نفسًا " ... وذكر الحديث.
قال العجلي والدارقطني، وغيرهما: ثقة.
وروى مدرك بن أَبِي سعد الفزاري، عن يونس بن حلبس، أنه كان يدعو: اللهم إني أسألك حزمًا فِي لين، وقوة فِي دين، وإيمانًا فِي يقين، ونشاطًا فِي هدى، وبرًا فِي استقامة، وكسبًا من حلال.
وقال الهيثم بن عمران: كنت جالسًا عند يونس بن حلبس وكان عند المغيب يدعو بدعوات فيها: اللهم ارزقنا الشهادة في سبيلك. فأقول: من أين يرزق هذا الشهادة، وهو أعمى، فلما دخلت المسودة دمشق قُتِل، فبلغني أن الخراسانيين اللَّذيْن قتلاه بكيا عليه لما أخبرا بصلاحه، وكان من آنس الناس مجلسًا. رواها هشام بن عمار عن الهيثم، فهذا يدلك على أن المسودة فعلوا عند افتتاحهم دمشق أقبح مما فعلت التتار، وذلك في عام اثنين وثلاثين ومائة.(3/762)
-[الْكُنَى](3/763)
337 - م د ت: أَبُو بَكْر بن نافع، مولي ابن عُمَر [الوفاة: 131 - 140 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَسَالِمِ بْنِ عَبْد اللَّهِ.
وَعَنْهُ: مالك، والدراوردي.
قال أَحْمَد بن حنبل: هُوَ أوثق إخوته، وهم: هُوَ، وعبد الله، وعمرو.(3/763)
338 - ت ن ق: أَبُو الجَحَّاف التيميُّ الكوفيُّ، دَاوُد بن أَبِي عوف [الوفاة: 131 - 140 ه]
رَوَى عَنْ: الشَّعْبِيّ، وعكرمة، وأبي حازم الأشجعي، وشهر بن حوشب.
وَعَنْهُ: سُفْيَان، وشريك، وعبد السلام بن حرب، وتليد بن سُلَيْمَان، وغيرهم. [ص:764]
قال أَحْمَد بن حنبل: صالح الحديث.
وضعفه ابن عدي، ومشاه غيره.(3/763)
339 - د: أَبُو الجُودي الأسديُّ [الوفاة: 131 - 140 ه]
شامي نزل واسط، يقال: اسمه الحارث بن عمير.
عَنْ: سَعِيد بن المهاجر، وعمر بن عَبْد العزيز، ونافع.
وَعَنْهُ: شُعْبَة وعبثر، وهشيم، وأبو معاوية.
وثقه ابن معين.(3/764)
340 - ت ق: أَبُو حمزة القَصَّاب الكوفيُّ الأعور، اسمه ميمون [الوفاة: 131 - 140 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِي وائل، وسعيد بن المسيب، وإبراهيم.
وَعَنْهُ: الثوري، والحمادان، وعبد الوارث، وابن علية.
ضعفه أَحْمَد والدارقطني، وغيرهما.
أما أَبُو حمزة القصاب عمران، فقد مر.(3/764)
• - أَبُو رجاء الأَزْدِيّ الحُدَّانيُّ الْبَصْرِيّ، هُوَ مُحَمَّد بن سيف [الوفاة: 131 - 140 ه](3/764)
341 - م د ت ق: أَبُو ريحانة السعدي، مولاهم، الْبَصْرِيّ، عَبْد الله بن مطر، ويقال: زياد بن مطر [الوفاة: 131 - 140 ه]
رَوَى عَنْ: سفينة وابن عَبَّاس، وابن عُمَر.
وَعَنْهُ: وهيب، وبشر بن المفضل، وابن علية، وعلي بن عاصم.
قال ابن معين: صالح.(3/764)
• - أَبُو الزَّعْراء الجشمي عمرو، [الوفاة: 131 - 140 ه]
قد مر.(3/765)
• - أَبُو الزناد الْمَدَنِيّ، هُوَ عَبْد الله بن ذكوان [الوفاة: 131 - 140 ه]
قد ذكر.(3/765)
• - أَبُو سُهيل بن مالك الأصبحي، هُوَ نافع [الوفاة: 131 - 140 ه]
قد ذكر.(3/765)
• - أَبُو طوالة، هُوَ عَبْد الله بن عَبْد الرَّحْمَن، [الوفاة: 131 - 140 ه]
قد ذكر.(3/765)
342 - خت ت: أَبُو ظلال القَسْمليُّ الْبَصْرِيُّ الأعمى، اسمه هلال [الوفاة: 131 - 140 ه]
رَوَى عَنْ: أنس.
وَعَنْهُ: حماد بن سلمة، وعبد العزيز بن مُسْلِم، ويزيد بن هارون.
ضعفه ابن معين، وجماعة.(3/765)
• - أَبُو العلاء القَصَّاب، اسمه أيوب، [الوفاة: 131 - 140 ه]
قد ذُكِر.(3/765)
343 - د ت ق: أَبُو غالب الباهلي الخَيَّاط بصري اسمه نافع وقيل رافع. [الوفاة: 131 - 140 ه]
رَوَى عَنْ: أنس، وغيره.
وَعَنْهُ: سلام بن أَبِي الصهباء، وهمام، وعبد الوارث، وغيرهم.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شيخ.
قلت: الظاهر أنه هُوَ الَّذِي روى عن أَبِي سَعِيد،
وَعَنْهُ: ثابت بن مُحَمَّد العبدي، فالله أعلم.(3/765)
• - أَبُو فروة الجهني، اسمه مسلم. [الوفاة: 131 - 140 ه]
مَرَّ.(3/765)
• - أَبُو فروة الهمداني، عروة بن الحارث. [الوفاة: 131 - 140 ه]
مَرَّ.(3/766)
344 - أَبُو مُسْلِم الخراساني، صاحب الدعوة، عَبْد الرَّحْمَن بن مُسْلِم، وقيل: عَبْد الرَّحْمَن بن عثمان بن يسار [الوفاة: 131 - 140 ه]
ذكر ابن خلكان أنه كان قصيرًا أسمر جميلا حلوًا نقي البشرة، أعور العين، عريض الجبهة، حسن اللحية، طويل الشعر والظهر، خافض الصوت، فصيحًا بالعربي والفارسي، حلو المنطق، راوية للشعر، عالمًا بالأمور، لم يُرَ ضاحكًا ولا مازحًا إلا فِي وقته، ولا يكاد يقطب فِي شيء من أحواله، تأتيه الفتوحات العظام فلا يظهر عليه أثر السرور وتنزل به الفادحة فلا يُرى مكتئبًا، وإذا غضب لم يستفزه الغضب، ولا يأتي النساءَ إلا مرة فِي السنة.
ولد سنة مائة من الهجرة، وأول ظهوره بمرو كان فِي سنة تسع وعشرين، فظهر فِي خمسين رجلا وآل أمره إلى أن هرب منه نصر بن سيار أمير خراسان، وصفت ممالكها لأبي مُسْلِم فِي سنتين وأربعة أشهر.
قال مُحَمَّد بن أَحْمَد بن القواس فِي " تاريخه ": قدم أَبُو مُسْلِم، وحفص بن سُلَيْمَان الخلال على إِبْرَاهِيم الإِمَام وهو بالحُمَيَّمة فأمرهما بالمصير إلى خراسان.
وَقَد رَوَى أَبُو مُسْلِمٍ عَن عكرمة مُرْسَلا، وَعَنْ: ثابت البناني، وأبي الزبير، وإسماعيل السدي، ومحمد بن علي العباسي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيم الصائغ، وابن شبرمة، وابن المبارك، وغيرهم.
روى مصعب بن بشر عن أبيه قَالَ: قام رجل إلى أَبِي مُسْلِم، وهو يخطب فقال: ما هذا السواد؟ قال: حدثني أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَخَلَ مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سوداء، وهذه ثياب الهيبة وثياب الدولة، يا غلام اضرب عنقه.
ويروى أن سُلَيْمَان بن كثير، ومالك بن الهيثم، ولاهز، وقحطبة توجَّهوا من خراسان إلى الحج سنة أربع وعشرين فدخلوا الكوفة فأتوا عاصم بن يونس وهو فِي الحبس، فدعاهم إلى ولد الْعَبَّاس ومعه عيسى وإدريس ابنا [ص:767] معقل حبسهم يوسف بن عُمَر فيمن حبس من عمال خَالِد القسري، ومع هذين الأخوين أَبُو مُسْلِم يخدمهما، فرأوا فِيهِ العلامات فقالوا: من ذا؟ قَالُوا: غلام من السرّاجين يخدمنا، وقد كان أَبُو مُسْلِم سمع الأخوين يتكلمان فِي هذا الرأي فإذا سمعهما بكى فدعواه إلى القيام بالأمر فأجاب.
قال ابن خلكان: كانا قد حُبسا على مال الخراج، وعيسى هُوَ جد الأمير أَبِي دُلَف، فكان أَبُو مُسْلِم يختلف إلى الحبس يتعهدهما، فقدم الكوفة جماعة من نقباء الإِمَام مُحَمَّد بن علي فدخلوا يسلَّمون على الأخوين فرأوا أَبَا مُسْلِم فأعجبهم عقله وكلامه، ومال هُوَ إليهم، ثم عرف أمرهم ودعوتهم، وهرب الأخوان من الحبس فصحب هُوَ النقباء إلى مكة، ثم أحضروا عشرة آلاف دينار ومائتي ألف درهم إلى إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد وقد مات أَبُوهُ، وأهدوا له أَبَا مُسْلِم فأعجب به وقال لهم: هذا عضلة من العُضَل، فأقام يخدم إِبْرَاهِيم الإِمَام، وعاد النقباء إلى خراسان فقال إِبْرَاهِيم: إني قد جربت هذا وعرفت ظاهر كلامه وباطنه فوجدته حجر الأرض، ثم قلده الأمر ونفذه إلى خراسان.
قال المأمون: أجل الملوك ثلاثة قاموا بنقل الدول: الإسكندر، وأزدشير، وأبو مسلم.
ويروى أن أبا مسلم من ولد بزر جمهر، ولد بأصبهان ونشأ بالكوفة، أوصى به أَبُوهُ إلى عيسى السراج فحمله إلى الكوفة وهو ابن سبع سنين، فقال إِبْرَاهِيم - لما عزم على توجُهه إلى خراسان -: غير اسمك وكان اسمه إِبْرَاهِيم بن عثمان، فقال: قد سميت نفسي أَبَا مُسْلِم عَبْد الرَّحْمَن بن مُسْلِم، ثم مضى وله ذؤابة، وهو على حمار وله تسع عشرة سنة.
وعن بعضهم قال: كنت أطلب العلم فلا آتي موضعًا إلا وجدت أَبَا مُسْلِم قد سبقني إليه، فألفته فدعاني إلى منزله، ثم لاعبني بالشطرنج، وكان يلهج بهذين البيتين:
ذروني ذروني ما قررت فإني ... مَتَى ما أهج حربًا تضيق بكم أرضي
وأبعث فِي سود الحديد إليكم ... كتائب سودًا طالما انتظرت نهضي.
قال علي بن عثام: قال إِبْرَاهِيم الصائغ: لما رَأَيْت العرب وضيعتها [ص:768] خفت أن لا تكون لله فيهم حاجة فلما سلط الله عليهم أَبَا مُسْلِم رجوت أن تكون لله فيهم حاجة.
وقال حسن بن رشيد: سمعت يزيد النحوي يقول: أتاني إِبْرَاهِيم الصائغ فقال: أما ترى ما يعمل هذا الطاغية إن الناس معه فِي سعة غيرنا أهل العلم. قلت: لو علمت أنه يصنع بي إحدى الخصلتين لفعلت، إن أمرت ونهيت يقبل منا أو يقتلنا، ولكني أخاف أن يبسط علي العذاب وأنا شيخ كبير لا صبر لي على السياط، فقال الصائغ: لكني لا أنتهي عَنْهُ فدخل عليه فأمره ونهاه فقتله.
وقيل: كان أَبُو مُسْلِم يجتمع بإبراهيم الصائغ، وهو عالم أهل مرو ويعده بإقامة الحق، فلما ظهر بسط يده - يعني فِي القتل - فدخل عليه فوعظه.
وقد ذكرنا جملة من أخبار أَبِي مُسْلِم فِي الحوادث وكيف قتله المنصور، وكان ذلك فِي سنة سبع وثلاثين بالمدائن.(3/766)
345 - د ت: أَبُو نُصَيْرة الواسطيُّ، مُسْلِم بن عُبَيْد [الوفاة: 131 - 140 ه]
عَنْ: أنس، وأبي عسيب، وأبي رجاء العطاردي.
وَعَنْهُ: حشرج بن نباته وسويد بن عَبْد العزيز، وهشيم، ويزيد بن هارون.
وثقة أَحْمَد بن حنبل.
وقال ابن معين: صالح، ولينه الأَزْدِيّ.
لَهُ فِي " الجامع " و" السنن " هَذَا الْحَدِيثُ فَقَطْ: قَالَ عُثْمَانُ بْنُ وَاقِدٍ عَنْ أَبِي نُصَيْرَةَ عَنْ مَوْلًى لِأَبِي بَكْرٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " لَمْ يَضُرَّ مَنِ استغفر الله، ولو عاد فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً ". وقال الترمذي: ليس إسناده بالقوي.(3/768)
• - أَبُو هارون العَبْدي، عمارة بن جوين. [الوفاة: 131 - 140 ه]
قد مر.
آخر الطبقة الرابعة عشرة.(3/768)
-الطَّبَقَةُ الْخَامِسَةَ عَشْرَةَ 141 - 150 هـ(3/769)
"صفحة فارغة"(3/770)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
- (الحَوَادِثُ)(3/771)
-سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
فِيهَا تُوُفِّيَ أَسْمَاءُ بن عبيد وَالِدُ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ، وَأَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ الْكُوفِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاشِدٍ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِيُّ الْعَبَّاسِيُّ، وَالْحُسَيْنُ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَسَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ أَخُو يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ سُلَيْمَانُ بْنُ فَيْرُوزَ، وَسُلَيْمَانُ الأَحْوَلُ قَاضِي الْمَدَائِنِ بِخُلْفٍ فِيهِ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ فِي قَوْلِ الْهَيْثَمِ بْنِ عَدِيٍّ، وَعُثْمَانُ الْبَتِّيُّ فِي قَوْلٍ، وَالْقَاسِمُ بْنُ الوليد الهمداني الْكُوفِيُّ، وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ صَاحِبُ " الْمَغَازِي "، وَمُوسَى بْنُ كَعْبٍ أَمِيرُ دِيَارِ مِصْرَ.
وَفِيهَا كَانَ ظُهُورُ الرَّيوَنْدِيَّةِ. قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيُّ: هُمْ قوم مِنْ خُرَاسَانَ عَلَى رَأْيِ أَبِي مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيِّ صَاحِبِ الدعوة، ويقولون فِيمَا زَعَمَ بِتَنَاسُخِ الأَرْوَاحِ، فَيَزْعُمُونَ أَنَّ رَوْحَ آدَمَ - عَلَيْهِ السَّلامُ - حَلَّتْ فِي عُثْمَانَ بْنِ نَهِيكٍ، وَأَنَّ الْمنُصَوِّرَ هُوَ رَبُّهُمُ الَّذِي يُطْعِمُهُمْ وَيَسْقِيهِمْ وَأَنَّ الْهَيْثَمَ بْنَ مُعَاوِيَةَ هُوَ جِبْرِيلُ. قَالَ: فَأَتَوْا قَصْرَ الْمَنْصُورِ فَجَعَلُوا يَطُوفُونَ بِهِ ويقولون: هذا، فقبض المنصور منهم نَحْوِ الْمِائَتَيْنِ مِنَ الْكِبَارِ، فَغَضِبَ الْبَاقُونَ وَقَالُوا: علام حبسوا؟، ثم عهدوا إلى نعش فحفوا بِهِ، يُوهَمُونَ أَنَّهَا جِنَازَةٌ قَدِ اجْتَمَعُوا لَهَا، ثُمَّ إِنَّهُمْ مَرُّوا بِهَا عَلَى بَابِ السِّجْنِ فَعِنْدَهُ شَدُّوا عَلَى النَّاسِ بِالسِّلاحِ وَاقْتَحَمُوا السِّجْنَ، فَأَخْرَجُوا أَصْحَابَهُمُ الَّذِينَ قَبَضَ عَلَيْهِمُ الْمَنْصُورُ، وَقَصَدُوا نَحْوَ الْمَنْصُورِ، وَهُمْ نَحْوٌ مِنْ سِتِّمِائَةٍ، فتَنَادَى النَّاس، وأغلقت المدينة، وخرج المنصور من قصره ماشيا لم يجد فرسا، فَأُتِيَ بِدَابَّةٍ وَهُوَ يُرِيدُهُمْ، فَجَاءَهُ معِنْ بْنِ زَائِدَةَ فَتَرَجَّلَ لَهُ وَعَزَمَ عَلَيْهِ وَأَخَذَ بِلِجَامِ الدَّابَّةِ، [ص:772] وَقَالَ: إِنَّكَ تُكْفَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. وَجَاءَ مالك ابن الْهَيْثَمِ فَوَقَفَ عَلَى بَابِ الْقَصْرِ، ثُمَّ قَاتَلُوهُمْ حتى أثخنوهم.
وجاء خازم بْنُ خُزَيْمَةَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أقْتُلُهُمْ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ حَتَّى أَلْجَأَهُمْ إِلَى الْحَائِطِ، فَكَرُّوا عَلَى خَازِمٍ فَهَزَمُوهُ، ثُمَّ كَرَّ عَلَيْهِمْ هُوَ وَالْهَيْثَمُ بْنُ شُعْبَةَ بِجُنْدِهِمَا، وَأَحَاطُوا بِهِمْ، وَوَضَعُوا فِيهِمُ السَّيْفَ فَأَبَادُوهُمْ، فَلا رَحِمَهُمُ اللَّهُ. وَقَدْ جَاءَهُمْ يَوْمَئِذٍ عُثْمَانُ بْنُ نَهِيكٍ فَكَلَّمَهُمْ، فَرَمَوْهُ بِنَشَّابَةٍ، فَمَرِضَ مِنْهَا وَمَاتَ، فَاسْتَعْمَلَ الْمَنْصُورَ مَكَانَهُ عَلَى الْحَرَسِ أَخَاهُ عِيسَى بْنُ نَهِيكٍ. وَكَانَ هَذَا كُلُّهُ فِي الْمَدِينَةِ الْمُلَقَّبَةِ بِالْهَاشِمِيَّةِ وَهِيَ بِقُرْبِ الْكُوفَةِ. ثُمَّ إِنَّ الْمَنْصُورَ قَدِمَ سَمَاطًا بَعْدَ الْعَصْرِ وَبَالَغَ فِي إِكْرَامِ مَعْنٍ.
وَرَوَى الْمَدَائِنِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذْلِيِّ قَالَ: إِنِّي لَوَاقِفٌ بِبَابِ الْقَصْرِ إِذْ أُطْلِعَ رَجُلٌ إِلَى الْمَنْصُورِ فَقَالَ: هَذَا رَبُّ الْعِزَّةِ الَّذِي يَرْزُقُنَا وَيُطْعِمُنَا. قَالَ: فحدَّثْتُ الْمَنْصُورَ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ: يَا هُذَلِيُّ يُدْخِلُهُمُ اللَّهُ النَّارَ فِي طَاعَتِنَا وَنَقْتُلُهُمْ، أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ أَنْ يُدْخِلُهُمُ اللَّهُ الْجَنَّةَ فِي مَعْصِيَتِنَا.
وَعَنِ الْفَضْلِ بْنِ الرَّبِيعِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ الْمَنْصُورَ يَقُولُ: أَخْطَأْتُ ثَلاثَ خَطْآتٍ وَقَى اللَّهُ شَرَّهَا: قَتَلْتُ أَبَا مُسْلِمٍ وَأَنَا فِي خِرَقٍ، وَمَنْ حَوْلِي يُقَدِّمُ طَاعَتَهُ وَيُؤْثِرُهَا وَلَوْ هُتِكَتِ الْخِرَقُ لذهبت ضياعاً. وخرجت يوم الريوندية ولو أصابني سهم غرب لَذَهَبْتُ ضَيَاعًا، وَخَرَجْتُ إِلَى الشَّامِ وَلَوِ اخْتَلَفَ سَيْفَانِ بِالْعِرَاقِ ذَهَبَتِ الْخِلافَةُ ضَيَاعًا.
وَقِيلَ: كَانَ معْنِ بْنِ زَائِدَةَ مِمَّنْ قَاتَلَ الْمُسَوِّدَةَ مَعَ ابْنِ هُبَيْرَةَ، فَلَمَّا قَامَتْ دَوْلَةُ الْمُسَوِّدَةُ اخْتَفَى معن إلى أن ظهر يوم الريوندية، فأبلى يومئذ وبين حَتَّى كَانَ النَّصْرُ عَلَى يَدَيْهِ، ثُمَّ اخْتَفَى كَمَا هُوَ، فَتَطَلَّبَهُ الْمَنْصُورُ وَنُودِيَ بِأَمَانِهِ فَأُتِيَ بِهِ فَأَمَرَ لَهُ بِمَالٍ جَلِيلٍ، وَوَلاهُ الْيَمَنَ.
وَفِيهَا أَمَّرَ الْمَنْصُورُ ابْنَهُ الْمَهْدِيَّ وَجَعَلَهُ وَلِيَّ عَهْدِ الْمُسْلِمِينَ وَبَعَثَهُ عَلَى [ص:773] خُرَاسَانَ وَأَنْ يَنْزِلَ الرَّيَّ، فَفَعَلَ، وَبَلَغَ الْمَنْصُورَ أَنَّ أَمِيرَ خُرَاسَانَ عَبْدَ الْجَبَّارِ الأَزْدِيَّ يَقْتُلُ رُؤَسَاءَ الْخُرَاسَانِيِّينَ، فَقَالَ لِأَبِي أَيُّوبَ الْخُوزِيِّ: إِنَّ هَذَا قَدْ أَفْنَى شِيعَتَنَا وَلَمْ يَفْعَلْ هَذَا إِلا وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَخْلَعَ الطَّاعَةَ. فَقَالَ: اكْتُبْ إِلَيْهِ أَنَّكَ تُرِيدُ غَزْوَ الرُّومِ فَلْيُوَجِّهْ إِلَيْكَ الْجُنْدَ وَالْفُرْسَانَ، فَإِذَا خَرَجُوا بَعَثْتَ إِلَيْهِ مَنْ شِئْتَ، فَلَيْسَ بِهِ امْتِنَاعٌ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ بِذَلِكَ فَكَانَ جَوَابُهُ أَنَّ التُّرْكَ قَدْ جَاشَتْ، وَإِنْ فُرِّقَتِ الْجُنُودُ ذَهَبَتْ خُرَاسَانُ، فَكَتَبَ الْمَنْصُورُ إِلَيْهِ بِمَشُورَةِ أَبِي أَيُّوبَ: إِنَّ خُرَاسَانَ أَهَمُّ مِنْ غَيْرِهَا، وَإِنِّي مُوَجِّهٌ إِلَيْكَ جَيْشًا مَدَدًا مِنْ عِنْدِي، يُرِيدُ الْمَنْصُورُ بِهَذَا أَنَّ عَبْدَ الْجَبَّارِ إِنْ هَمَّ بِالْخُرُوجِ وَثَبُوا عَلَيْهِ، فَكَانَ جَوَابُهُ: إِنَّ خُرَاسَانَ مُجْدِبَةٌ وَأَخَافُ مِنَ الْغَلاءِ على الجند. فقال أبو أيوب للمنصور: هَذَا رَجُلٌ قَدْ أَبْدَى صَفْحَتَهُ وَقَدْ خَلَعَ فَلا تُنَاظِرْهُ، فَوَجِّهْ إِلَيْهِ خَازِمَ بْنَ خُزَيْمَةَ. قَالَ: فَجَهَّزَ الْمَهْدِيُّ مِنَ الرَّيِّ خَازِمَ بْنَ خُزَيْمَةَ لِحَرْبِهِ مَقْدِمَةً، ثُمَّ سَارَ الْمَهْدِيُّ إِلَى أَنْ قَدِمَ نَيْسَابُورَ، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ أَهْلَ مَرْوَ الرُّوذِ سَارُوا إِلَى عَبْدِ الْجَبَّارِ فَقَاتَلُوهُ فَهَزَمُوهُ، فَالْتَجَأَ إِلَى مَكَانٍ، فَعَبَرَ إِلَيْهِ الْمُجَشِّرُ بْنُ مُزَاحِمٍ بِجُنْدِ مَرْوَ الرُّوذِ فَأَسَرَهُ، ثُمَّ أتى به خَازِمَ بْنَ خُزَيْمَةَ فَأَلْبَسَهُ عَبَاءَةً وَأَرْكَبَهُ بَعِيرًا مَقْلُوبًا وَسَيَّرَهُ إِلَى الْمَنْصُورِ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَأَوْلادِهِ، فَبَسَطَ عَلَيْهِمُ الْعَذَابَ، وَاسْتَخْرَجَ مِنْهُمُ الأَمْوَالَ، ثُمَّ قَتَلَ عَبْدَ الْجَبَّارِ وَسَيَّرَ أَوْلادَهُ إِلَى جَزِيرَةِ دَهْلَكٍ بِبَحْرِ الْيَمَنِ، فَلَمْ يَزَالُوا بِهَا حَتَّى أَغَارَتِ الْهِنْدُ عَلَيْهِمْ فَأَسَرُوهُمْ وَنَجَا مِنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَلَدُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، فَجَاءَ فَكَتَبَ فِي الدِّيوَانِ وَبَقِيَ بِمِصْرَ حَيًّا إِلَى سنة تسعين وَمِائَةٍ.
وَفِيهَا انْتَهَى بِنَاءُ مَدِينَةِ الْمِصِّيصَةِ بِتَوَلِّي جِبْرِيلَ بْنِ يَحْيَى الْخُرَاسَانِيِّ.
وَفِيهَا افْتَتَحَ الْمُسْلِمُونَ طَبَرِسْتَانَ وَغَنِمُوا غَنَائِمَ عَظِيمَةً بَعْدَ حُرُوبٍ جَرَتْ.
وَفِيهَا عُزِلَ عَنِ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ. ثُمَّ وَلِيَ الْمَدِينَةَ مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ، وَوَلِيَ مَكَّةَ الْهَيْثَمُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْعَتَكِيُّ. [ص:774]
وَحَجَّ بِالنَّاسِ أَمِيرُ الشَّامِ صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَبَّاسِيُّ.
وَفِيهَا اسْتَنَابَ الْمَهْدِيُّ عَنْهُ عَلَى خُرَاسَانَ الأَمِيرُ أَسَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.(3/771)
-سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
فِيهَا تُوُفِّيَ أَسْلَمُ الْمِنْقَرِيُّ، وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ الْقَصَّابُ، وَالْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيُّ، وَأَبُو هَانِئٍ حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ الْخَوْلانِيُّ الْمِصْرِيُّ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ فِي قَوْلٍ. وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَسَعْدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبٍ فِي قَوْلٍ، وَالأَمِيرُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَعَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ بِخُلْفٍ، وَعَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ الْمُعْتَزِلِيُّ فِيهَا أَوْ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ الْكُوفِيُّ، وَهَارُونُ بْنُ عَنْتَرَةَ.
وَفِيهَا نَزَعَ الطَّاعَةَ مُتَوَلِّي السِّنْدِ عُيَيْنَةُ بْنُ مُوسَى بْنِ كَعْبٍ فَخَرَجَ الْمَنْصُورُ بِالْجَيْشِ فَنَزَلَ الْبَصْرَةَ وَجَهَّزَ عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الْعَتَكِيُّ مُحَارِبًا له وَمُتَوَلِّيًا عَلَى السِّنْدِ وَالْهِنْدِ فَسَارَ حَتَّى غَلَبَ على السند واستوسق لَهُ الأَمْرُ.
وَفِيهَا نَقَضَ إِصْبَهَبْذُ طَبَرِسْتَانَ وَقَتَلَ مَنْ بِبِلادِهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَانْتُدِبَ لَهُ خَازِمُ بْنُ خُزَيْمَةَ، وَرَوْحُ بْنُ حَاتِمٍ، وَأَبُو الْخَصِيبِ مَرْزُوقٌ مَوْلَى الْمَنْصُورِ فَحَاصَرُوهُ فِي قَلْعَتِهِ وَطَالَ الحصار ولم يزالوا إلى أَنِ احْتَالَ مَرْزُوقٌ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ اضْرِبُونِي وَاحْلِقُوا رَأْسِي وَلِحْيَتِي، فَفَعَلُوا ذَلِكَ فَلَحِقَ بِالإِصْبَهَبْذِ فَفَتَحَ لَهُ فَدَخَلَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: إِنَّمَا فَعَلُوا بِي مَا رَأَيْتَ تُهْمَةً مِنْهُمْ لِي بِأَنَّ هَوَايَ مَعَكَ وَأَخْبَرَهُ بِأَنَّهُ مَعَهُ فَإِنَّهُ يَدُلُّهُ عَلَى عَوْرَةِ الْعَسْكَرِ، فَوَثِقَ بِهِ وَقَرَّبَهُ. وَكَانَ بَابُ قَلْعَتِهِ حَجَرًا، فَلَمْ يَزَلْ يُظْهِرْ لَهُ النَّصِيحَةَ وَالإِصْبَهَبْذُ يغتر إِلَى أَنْ صَيَّرَهُ أَحَدَ مَنْ يَتَوَلَّى الْبَابَ فَرَأَى مِنْهُ مَا يُحِبُّ: ثُمَّ نَفَّذَ مَرْزُوقٌ إِلَى الْعَسْكَرِ فِي نَشَّابَةٍ، وَوَعَدَهُمْ لَيْلَةً مُعَيَّنَةً فِي فَتْحِ بَابِ الْحِصْنِ، ثُمَّ فعل ذلك، ودخلوا فقتلوا الْمُقَاتِلَةَ وَسَبُوا الْحَرِيمَ، فَمَصَّ الإِصْبَهَبْذُ سُمًّا فِي خاتمه [ص:775] فَهَلَكَ، فكان مِنْ جُمْلَةِ السَّبْيِ شَكْلَةُ وَالِدَةُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمَهْدِيِّ مِنْ بَنَاتِ الأُمَرَاءِ، وَوَالِدَةُ مَنْصُورِ بْنِ المهدي المعروفة بالمحترمة مِنْ بَنَاتِ الْمُلُوكِ.
وَفِيهَا عُزِلَ عَنِ إِمْرَةِ مِصْرَ نَوْفَلُ بْنُ الْفُرَاتِ بِمُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ، ثُمَّ عُزِلَ مُحَمَّدٌ وَأُعِيدَ نَوْفَلٌ، ثُمَّ عُزِلَ ثَانِيًا فَوَلِيَهَا حُمَيْدُ بْنُ قَحْطَبَةَ.
وَفِيهَا حَجَّ بِالنَّاسِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ. وَقِيلَ: فِيهَا اسْتَعْمَلَ المنصور أخاه العباس عَلَى بِلادِ الْجَزِيرَةِ وَالثَّغْرِ.
وَفِيهَا كَانَ تَوَثُّبُ الْعَبِيدِ بِالْبَصْرَةِ فَانْتُدِبَ لَهُمْ صَاحِبُ الشُّرْطَةِ فَقَتَلَهُمْ.
وَفِيهَا وَلِيَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُيَيْنَةَ بْنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةِ الْبَحْرَ فَنَزَلَ مَدِينَةَ قَيْسٍ، وَهِيَ جَزِيرَةٌ فِي الْبَحْرِ، فَجَاءَتْهُ مَرَاكِبُ الهنود فلم يخرج إليهم، فخرج ابنه فقتل وَقُتِلَ مَعَهُ طَائِفَةٌ، ثُمَّ هَرَبَ مُحَمَّدٌ مِنْهَا فدخلها العدو فخربوها. قال خليفة بن خياط: فَهِيَ خَرَابٌ إِلَى الْيَوْمِ.
قُلْتُ: هِيَ الْيَوْمُ عَامِرَةٌ يُسَافِرُ إِلَيْهَا التُّجَّارُ وَهِيَ جَزِيرَةُ كَيْشٍ كَذَا يَنْطِقُونَ بِهَا.(3/774)
-سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّيَ حَجَّاجُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الصَّوَّافُ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَلَى الصَّحِيحِ، وَحُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَافِرِيُّ، وَخَطَّابُ بْنُ صَالِحٍ الْمَدَنِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيُّ الْمَدَنِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عَطَاءٍ الْمَدَنِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْمُونَ الْمَدَنِيُّ بِمِصْرَ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ. وَلَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ فِي قَوْلٍ، وَمُطَرِّفُ بْنِ طَرِيفٍ فِي قَوْلٍ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ.
وَفِيهَا سَارَ أَبُو الأَحْوَصِ الْعَبْدِيُّ فِي سِتَّةِ آلافِ فَارِسٍ مِنْ مِصْرَ إِلَى أَفْرِيقِيَّةِ فَنَزَلَ بَرْقَةَ، ثُمَّ الْتَقَى هُوَ وَأَبُو الْخَطَّابِ الإِبَاضِيُّ فَانْهَزَمَ أَبُو الأَحْوَصِ، فَسَارَ أَمِيرُ مِصْرَ بِنَفْسِهِ وَجُيُوشُهُ، وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ الأشعث فالتقى [ص:776] هُوَ وَالإِبَاضِيَّةُ فَقُتِلَ فِي الْمَصَافِّ أَبُو الْخَطَّابِ، وَانْهَزَمُوا.
وَفِيهَا بَلَغَ الْمَنْصُورُ أَنَّ الدَّيْلَمَ قَدْ أَوْقَعُوا بِالْمُسْلِمِينَ وقتلوا مِنْهُمْ خَلائِقَ فَنَدَبَ النَّاسَ لِلْجِهَادِ.
وَفِيهَا عُزِلَ الْهَيْثَمُ عَنْ مَكَّةَ بِالسَّرِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْعَبَّاسِ العباسي فأتى سريا عهده وهو باليمامة.
وَفِيهَا عُزِلَ عَنْ مِصْرَ حُمَيْدُ بْنُ قَحْطَبَةَ وَأُعِيدَ نَوْفَلٌ ثَالِثًا، ثُمَّ عُزِلَ نَوْفَلٌ، وَوَلِيَهَا يَزِيدُ بْنُ حَاتِمٍ الأَزْدِيُّ.
وَحَجَّ بِالنَّاسِ عِيسَى بْنُ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ أَمِيرُ الْكُوفَةِ.
وَفِي هَذَا الْعَصْرِ شَرَعَ عُلَمَاءُ الإِسْلامِ فِي تَدْوِينِ الْحَدِيثِ وَالْفِقْهِ وَالتَّفْسِيرِ، فَصَنَّفَ ابْنُ جُرَيْجٍ التَّصَانِيفَ بِمَكَّةَ، وَصَنَّفَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَغَيْرُهُمَا بِالْبَصْرَةِ، وَصَنَّفَ الأَوْزَاعِيُّ بِالشَّامِ، وَصَنَّفَ مَالِكٌ " الْمُوَطَّأَ " بِالْمَدِينَةِ، وَصَنَّفَ ابْنُ إِسْحَاقَ الْمُغَازِيُّ، وَصَنَّفَ مَعْمَرٌ بِالْيَمَنِ، وَصَنَّفَ أَبُو حَنِيفَةَ وَغَيْرُهُ الْفِقْهَ وَالرَّأْيَ بِالْكُوفَةِ، وَصَنَّفَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ كِتَابَ " الْجَامِعِ "، ثُمَّ بَعْدَ يَسِيرٍ صَنَّفَ هُشَيْمٌ كُتُبَهُ، وَصَنَّفَ اللَّيْثُ بِمِصْرَ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، ثُمَّ ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَأَبُو يُوسُفَ، وابْنُ وَهْبٍ. وَكَثُرَ تَدْوِينُ الْعِلْمِ وَتَبْوِيبُهُ، وَدُوِّنَتْ كُتُبُ الْعَرَبِيَّةِ وَاللُّغَةِ وَالتَّارِيخِ وَأَيَّامُ النَّاسِ. وَقَبْلَ هذا العصر كان سائر الأئمة يتكلمون على حِفْظِهِمْ أَوْ يَرْوُونَ الْعِلْمَ مِنْ صُحُفٍ صَحِيحَةٍ غَيْرَ مُرَتَّبَةٍ. فَسَهُلَ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ تَنَاوُلُ الْعِلْمِ، وَأَخَذَ الْحِفْظُ يَتَنَاقَصُ، فَلِلَّهِ الأَمْرُ كُلُّهُ.(3/775)
-سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
فِيهَا تُوُفِّيَ إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ أَحَدُ الضُّعَفَاءِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ فِي قَوْلٍ، وَأُسَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفِلَسْطِينِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحِيمِ خَالِدُ بْنُ أَبِي يَزِيدَ الْحَرَّانِيُّ، وَسَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ. وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ فِي قَوْلٍ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ فِي قَوْلٍ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ الْمَدَنِيُّ. [ص:777]
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ الْفَقِيهُ. وَعُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ الأَيْلِيُّ. وَعَبْدُ الأَعْلَى بْنُ السَّمْحِ الْفَقِيهُ بِمِصْرَ. وَعَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ فِي قَوْلٍ. ومجالد بن سعيد، وهلال بن خباب. وَوَاصِلُ بْنُ السَّائِبِ الرَّقَاشِيُّ. وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي مريم الدمشقي.
وفيها غزا محمد ابن السَّفَّاحِ الدَّيْلَمَ بِجَيْشِ الْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ، وَوَاسِطَ وَالْجَزِيرَةِ.
وَفِيهَا قَدِمَ الْمَهْدِيُّ مِنْ خُرَاسَانَ فَدَخَلَ بِابْنَةِ عَمِّهِ رَيْطَةَ بِنْتِ السَّفَّاحِ.
وَفِيهَا حَجَّ الْمَنْصُورُ وَخَلَفَ عَلَى الْعَسَاكِرِ خَازِمُ بْنُ خُزَيْمَةَ فَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْمَدِينَةِ رِيَاحَ بْنَ عُثْمَانَ الْمُرِّيَّ وَعَزَلَ مُحَمَّدًا الْقَسْرِيَّ.
وَكَانَ الْمَنْصُورُ قَدْ أَهَمَّهُ شَأْنُ مُحَمَّدٍ، وَإِبْرَاهِيمَ ابْنَيْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ لتخلفهما عن الحضور إلى عِنْدَهُ مَعَ الأَشْرَافِ، فَقِيلَ: إِنَّ مُحَمَّدًا ذَكَرَ أَنَّ الْمَنْصُورَ لَمَّا حَجَّ فِي حَيَاةِ أَخِيهِ السَّفَّاحِ كَانَ مِمَّنْ بَايَعَ لَهُ لَيْلَةَ اشْتَوَرَ بَنُو هَاشِمٍ بِمَكَّةَ فِيمَنْ يَعْقِدُونَ لَهُ الْخِلافَةَ حِينَ اضْطَرَبَ أَمْرُ بَنِي أُمَيَّةَ فَسَأَلَ الْمَنْصُورُ زِيَادًا مُتَوَلِّي الْمَدِينَةَ عَنِ ابْنَيْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ. فَقَالَ: مَا يَهِمُّكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَمْرِهِمَا أَنَا آتِيكَ بِهِمَا، فَضَمَّنَهُ إِيَّاهُمَا فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ. قَالَ: لَمَّا اسْتُخْلِفَ الْمَنْصُورُ لَمْ يَكُنْ هَمُّهُ إِلا طَلَبَ مُحَمَّدٍ وَالْمَسْأَلَةَ عَنْهُ بكل طريق، فدعا بني هَاشِمٍ وَاحِدًا وَاحِدًا كُلُّهُمْ يُخْلِيهِ وَيَسْأَلُهُ عَنْهُ فَيَقُولُونَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمَ أَنَّكَ قد عرفته يطلب هَذَا الشَّأْنِ قَبْلَ الْيَوْمِ فَهُوَ يَخَافُكَ، وَهُوَ الآنَ لا يُرِيدُ لَكَ خِلافًا وَلا مَعْصِيَةً. وَأَمَّا حَسَنُ بْنُ زَيْدٍ فَأَخْبَرَهُ بِأَمْرِهِ وَقَالَ: لا آمَنُ أَنْ يَخْرُجَ. فَذَكَرَ يَحْيَى الْبَرْمَكِيُّ أَنَّ الْمَنْصُورَ اشْتَرَى رَقِيقًا مِنْ رَقِيقِ الأَعْرَابِ فَكَانَ يُعْطِي الرَّجُلَ مِنْهُمُ الْبَعِيرَ وَالْبَعِيرَيْنِ وَفَرَّقَهُمْ فِي طَلَبِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بِأَطْرَافِ الْمَدِينَةِ يَتَجَسَّسُونَ أَمْرَهُ، وَهُوَ مُخْتَفٍ.
وَذَكَرَ السِّنْدِيُّ مَوْلَى الْمَنْصُورِ قَالَ: رَفَعَ عُقْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ الأَزْدِيُّ عِنْدَ الْمَنْصُورِ وَاقِعَةً، وَذَلِكَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ حَفْصٍ أَوْفَدَ مِنَ السِّنْدِ وَفْدًا فِيهِمْ عُقْبَةُ فَأَعْجَبَ الْمَنْصُورَ هَيْئَتُهُ فَاسْتَخْلَى بِهِ وَقَالَ: إِنِّي لأَرَى لَكَ هَيْئَةً وَمَوْضِعًا وَإِنِّي [ص:778] لأريدك لأمر أنا بِهِ مُعَنًّى لَمْ أَزَلْ أَرْتَادُ لَهُ رَجُلا عَسَى أَنْ تَكُونَ، فَإِنْ كَفَيْتَنِيهِ رَفَعْتُكَ. فَقَالَ: أَرْجُو أَنْ أُصَدِّقَ ظَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِيَّ. قَالَ: فَاخْفِ شَخْصَكَ وَاسْتُرْ أَمْرَكَ وَائْتِنِي يَوْمَ كَذَا، فَأَتَاهُ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ. فَقَالَ لَهُ: إن بني عمنا هؤلاء قد أبو إِلا كَيْدًا لِمُلْكِنَا وَاغْتِيَالا لَهُ وَلَهُمْ شِيَعَةٌ بِخُرَاسَانَ بِقَرْيَةِ كَذَا يُكَاتِبُونَهُمْ وَيُرْسِلُونَ إِلَيْهِمْ بِصَدَقَاتِ أَمْوَالِهِمْ فَاخْرُجْ إِلَيْهِمْ بِكِسْوَةٍ وَأَلْطَافٍ حَتَّى تَأْتِيَهُمْ بكتاب مبتكر تكتبه عن أهل هذه الْقَرْيَةِ، ثُمَّ تَسِيرُ إِلَى بِلادِهِمْ فَإِنْ كَانُوا قَدْ نَزَعُوا عَنْ رَأْيِهِمْ فَأَحبِبْ وَاللَّهِ بِهِمْ وَأَقْرِبْ، وَإِنْ كَانُوا عَلَى رَأْيِهِمْ عَلِمْتُ ذَلِكَ وَكُنْتُ عَلَى حَذَرٍ، فَاشْخَصْ حَتَّى تلقَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَسَنٍ مُتَقَشِّفًا مُتَخَشِّعًا فَإِنْ جَبَهَكَ، وَهُوَ فَاعِلٌ فَاصْبِرْ حَتَّى يَأْنَسَ بِكَ وَيُلِينُ لَكَ نَاحِيَتَهُ. فَإِذَا ظَهَرَ لَكَ مَا فِي قَلْبِهِ فَاعْجَلْ عَلَيَّ. قَالَ: فَشَخَصَ عُقْبَةُ حَتَّى قَدِمَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ فَلَقِيَهُ بِالْكِتَابِ فَأَنْكَرَهُ وَانْتَهَرَهُ وَقَالَ: مَا أَعْرِفُ هَؤُلاءِ، فَلَمْ يَزَلْ يَنْصَرِفْ وَيَعُودُ إِلَيْهِ حَتَّى قَبِلَ الْكِتَابَ وَأَلْطَافَهُ، وَأَنِسَ بِهِ فَسَأَلَهُ عُقْبَةُ الْجَوَابَ. فَقَالَ: أَمَّا الْكِتَابُ فَإِنِّي لا أَكْتُبُ إِلَى أَحَدٍ، وَلَكِنْ أَنْتَ كِتَابِي إِلَيْهِمْ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ ابْنَيَّ خَارِجَانِ لِوَقْتِ كَذَا وَكَذَا. فَأَسْرَعَ عُقْبَةُ بِهَذَا إِلَى الْمَنْصُورِ.
وَقِيلَ: كَانَ مُحَمَّدٌ، وَإِبْرَاهِيمُ ابْنَا عَبْدِ اللَّهِ مَنْهُومَيْنِ بِالصَّيْدِ.
وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: قَدِمَ مُحَمَّدٌ الْبَصْرَةِ مُخْتَفِيًا فِي أَرْبَعِينَ رَجُلا فَأَتَى عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِشَامٍ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَهْلَكْتَنِي وَشَهَّرْتَنِي فَانْزِلْ عِنْدِي وَفَرِّقْ أَصْحَابَكَ، فَأَبَى عَلَيْهِ فَقَالَ: أَنْزِلْ فِي بَنِي رَاسِفٍ، فَفَعَلَ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: أَقَامَ مُحَمَّدٌ يَدْعُو النَّاسَ سِرًّا.
وَقِيلَ: نَزَلَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُفْيَانَ الْمُرِّيِّ، ثُمَّ خَرَجَ بَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ فَسَارَ الْمَنْصُورُ حَتَّى نَزَلَ الْجِسْرَ.
وَكَانَ الْمَنْصُورُ لَمَّا حَجَّ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ أَكْرَمَ عَبْدَ اللَّهِ بن حسن، ثم قال لعقبة: تراء لَهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ قَدْ عَلِمْتُ مَا أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعُهُودِ أَنْ لا تَبْغِيَ سُوءًا. قَالَ: فَأَنَا عَلَى ذَلِكَ، فَاسْتَدَارَ لَهُ عُقْبَةُ حَتَّى قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَعْرَضَ عنه فأتاه من ورائه فغمزه بأصبعه فَرَفَعَ رَأْسَهُ بَغْتَةً فَمَلأَ عَيْنَهُ مِنْهُ [ص:779] فَوَثَبَ حَتَّى جَلَسَ بَيْنَ يَدَيِ الْمَنْصُورِ، فَقَالَ: أَقِلْنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَقَالَكَ اللَّهُ. قَالَ: لا أَقَالَنِي اللَّهُ إِنْ أَقَلْتُكَ، ثُمَّ سَجَنَهُ.
وَجَاءَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ أَنَّ الْمَنْصُورَ أَقْبَلَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ: أَرَى ابْنَيْكَ قَدِ اسْتَوْحَشَا مِنِّي وَإِنِّي لَأُحِبُّ أَنْ يَأْنَسَا بِي وَأَنْ يَأْتِيَانِي فَأُخْلِطُهُمَا بِنَفْسِي، فَقَالَ: وَحَقِّكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا لِي بِهِمَا عِلْمٌ وَلا بِمَوْضِعِهِمَا، وَلَقَدْ خَرَجَا عَنْ يَدِي فَبَقِيَ فِي سِجْنِ الْمَنْصُورِ ثَلاثَةَ أَعْوَامٍ.
وَقِيلَ: إِنَّ مُحَمَّدًا، وَإِبْرَاهِيمَ هَمَّا بِاغْتِيَالِ الْمَنْصُورِ بِمَكَّةَ، وَوَاطَأَهُمَا قَائِدٌ كَبِيرٌ مِنْ قُوَّادِهِ فَنُمِيَ الْخَبَرُ إِلَى الْمَنْصُورِ، فَاحْتَرَزَ وَطَلَبَ الْقَائِدَ فَهَرَبَ، وَأَقْبَلَ أَبُو جَعْفَرٍ المنصور يلج فِي طَلَبِ مُحَمَّدٍ حَتَّى أَعْيَاهُ، وَجَعَلَ زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ يُدَافِعُ عَنْ مُحَمَّدٍ فَقَبَضَ الْمَنْصُورُ عَلَى زِيَادٍ وَاسْتَأْصَلَ أَمْوَالَهُ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْمَدِينَةِ مُحَمَّدَ بْنَ خَالِدٍ الْقَسْرِيَّ، وَأَمَرَهُ بِبَذْلِ الأَمْوَالِ فِي طَلَبِ مُحَمَّدٍ وَأَخِيهِ، فَبَذَلَ أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ دِينَارٍ فَلَمْ يَصْنَعْ شَيْئًا وَلا قَدِرَ عَلَيْهِمَا فَاتَّهَمَهُ الْمَنْصُورُ، فَعَزَلَهُ، وَوَلَّى رِيَاحَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ حَيَّانَ الْمُرِّيَّ، فَدَعَا الْقَسْرِيَّ فَسَأَلَهُ عَنِ الأَمْوَالِ، فَقَالَ: هَذَا كَاتِبِي، وَهُوَ أَعْلَمُ بِهَا فَقَالَ: أَسْأَلُكَ وَتُحِيلُنِي عَلَى كَاتِبِكَ! فَأَمَرَ بِهِ رِيَاحٌ فُوجِئَتْ عُنُقُهُ وَضُرِبَ أَسْوَاطًا، ثُمَّ بُسِطَ الْعَذَابُ عَلَى كَاتِبِهِ وَعَلَى مَوْلاهُ فَأَسْرَفَ وَجَدَّ فِي طَلَبِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَأَخْبَرَ أَنَّهُ فِي شِعَبٍ مِنْ شِعَابِ رَضْوَى، وَهُوَ جَبَلُ جُهَيْنَةَ مِنْ أَعْمَالِ يَنْبُعَ. قَالَ: فَاسْتَعْمَلَ عَلَى يَنْبُعَ عَمْرَو بْنَ عُثْمَانَ الْجُهَنِيَّ وَأَمَرَهُ بِتَطَلُّبِ مُحَمَّدٍ، فَخَرَجَ عَمْرٌو إِلَيْهِ لَيْلَةً بِالرِّجَالِ فَفَزِعَ مُحَمَّدٌ وَفَرَّ مِنْهُمْ، فَانْفَلَتَ، وَلَهُ ابْنٌ صَغِيرٌ، وُلِدَ لَهُ هُنَاكَ مِنْ جَارِيَةٍ فَوَقَعَ الطِّفْلُ مِنَ الْجَبَلِ مِنْ يَدِ أُمِّهِ فَتَقَطَّعَ، فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:
مُنْخَرِقُ السِّرْبَالِ يَشْكُو الْوَجَى ... تَنْكُبُهُ أَطْرَافُ مَرْوٍ حِدَادْ
شَرَّدَهُ الْخَوْفُ وَأَزْرَى بِهِ ... كَذَاكَ مَنْ يَكْرَهُ حَرَّ الْجِلادْ
قَدْ كَانَ فِي الْمَوْتِ لَهُ رَاحَةٌ ... وَالْمَوْتُ حَتْمٌ فِي رِقَابِ الْعِبَادْ
فَلَمَّا طَالَ أمْرُ الأَخَوَيْنِ عَلَى الْمَنْصُورِ أَمَرَ رِيَاحًا بِأَخْذِ بَنِي حَسَنٍ وَحَبْسِهِمْ، فَأَخَذَ حَسَنًا، وَإِبْرَاهِيمَ ابْنَيْ حَسَنٍ بْنِ حَسَنٍ وَحَسَنَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ، وَسُلَيْمَانَ، وَعَبْدَ اللَّهِ ابْنَيْ دَاوُدَ بْنَ حَسَنِ بْنِ حسن، ومحمدا [ص:780] وإسماعيل وإسحاق بني إبراهيم المذكور، وعباس بْنَ حَسَنِ بْنَ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ، وَأَخَاهُ عَلِيًّا الْعَابِدَ، ثُمَّ قَيَّدَهُمْ وَجَهَرَ عَلَى الْمِنْبَرِ بِسَبِّ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَأَخِيهِ فَسَبَّحَ النَّاسُ وَعَظَّمُوا مَا قَالَ، فَقَالَ رِيَاحٌ: أَلْصَقَ اللَّهُ بِوُجُوهِكُمُ الْهَوَانَ لأَكْتُبَنَّ إِلَى خَلِيفَتِكُمْ غِشَّكُمْ وَقِلَّةَ نُصْحِكُمْ، فقالوا: لا نسمع مِنْكَ يَا ابْنَ الْمَحْدُودَةِ وَبَادَرُوهُ يَرْمُونَهُ بِالْحَصَى، فَنَزَلَ وَاقْتَحَمَ دَارَ مَرْوَانَ وَأَغْلَقَ الْبَابَ، فَحَفَّ بِهَا النَّاسُ فَرَمَوْهُ وَشَتَمُوهُ، ثُمَّ أَنَّهُمْ كَفُّوا، ثُمَّ إِنَّ آلَ حَسَنٍ حُمِلُوا فِي أَقْيَادِهِمْ إِلَى الْعِرَاقِ، وَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِمْ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ وَهَمَّ يَخْرُجُ بِهِمْ مِنْ دَارِ مَرْوَانَ جَرَتْ دُمُوعُهُ عَلَى لِحْيَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ لا تُحْفَظُ لِلَّهِ حُرْمَةٌ بَعْدَ هَؤُلاءِ، وَأُخِذَ مَعَهُمْ أَخُوهُمْ مِنْ أُمِّهِمْ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَهُوَ ابْنُ فَاطِمَةَ بِنْتُ الْحُسَيْنِ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: أَنَا رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَسَنٍ وَأَهْلَ بَيْتِهِ يَخْرُجُونَ مِنْ دَارِ مَرْوَانَ وَهُمْ فِي الْحَدِيدِ فَيُجْعَلُونَ فِي الْمَحَامِلِ عُرَاةً لَيْسَ تَحْتَهُمْ وِطَاءٌ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ قَدْ رَاهَقْتُ الاحْتِلامَ.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: قال عبد الرحمن بن أبي الموال: وأخذ معهم يومئذ نحو من أربع مائة نَفْسٍ مِنْ جُهَيْنَةَ وَمُزَيْنَةَ، وَغَيْرُهُمْ، فَأَرَاهُمْ بِالرَّبَذَةِ مكتفين فِي الشَّمْسِ، وَسُجِنْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، فَوَافَى الْمَنْصُورَ الرَّبَذَةَ مُنْصَرِفًا مِنَ الْحَجِّ فَسَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَسَنٍ مِنَ الْمَنْصُورِ أن يأذن له في الدخول إليه فَامْتَنَعَ، ثُمَّ دَعَانِي الْمَنْصُورُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ، وَعِنْدَهُ عَمُّهُ عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ فَسَلَّمْتُ، فَقَالَ الْمَنْصُورُ: لا سَلَّمَ اللَّهُ عَلَيْكَ، أَيْنَ الْفَاسِقَانِ ابْنَا الْفَاسِقِ، فَقُلْتُ: هَلْ يَنْفَعُنِي الصِّدْقُ يا أمير المؤمنين؟ قال: وما ذاك؟ قلت: امْرَأَتِي طَالِقٌ، وَعَلَيَّ وَعَلَيَّ إِنْ كُنْتُ أَعْرِفُ مَكَانَهُمَا، فَلَمْ يَقْبَلْ مِنِّي، وَأَقَمْتُ بَيْنَ الْعِقَابَيْنِ، فضربني أربع مائة سَوْطٍ، فَغَابَ عَقْلِي وَرُدِدْتُ إِلَى أَصْحَابِي، ثُمَّ أحضر الديباج، وهو محمد بن عَبْدِ اللَّهِ الْعُثْمَانِيُّ فَسَأَلَهُ عَنْهُمَا فَحَلَفَ لَهُ، فَلَمْ يَقْبَلْ، وَضَرَبَهُ مِائَةَ سَوْطٍ، وَجَعَلَ فِي عنقه علاً فَأُتِيَ بِهِ إِلَيْنَا وَقَدْ لَصَقَ قَمِيصَهُ عَلَى جِسْمِهِ مِنَ الدِّمَاءِ، ثُمَّ سُيِّر بِنَا إِلَى الْعِرَاقِ. فَأَوَّلُ مَنْ مَاتَ بِالْحَبْسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنٍ، فَصَلَّى عَلَيْهِ أخوه حسن، ثُمَّ مات حسن [ص:781] بعده فصلى عليه الديباج، ثم مات الديباج فَقُطِعَ رَأْسُهُ وَأُرْسِلَ مَعَ جَمَاعَةٍ مِنَ الشِّيعَةِ لِيَطُوفُوا بِهِ بِخُرَاسَانَ وَيْحِلُفوا أَنَّ هَذَا رَأْسُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُوهِمُونَ النَّاسَ أَنَّهُ رَأْسُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ الَّذِي كَانُوا يَجِدُونَ فِي الْكُتُبِ خُرُوجَهُ فِيمَا زَعَمُوا عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ.
وَقِيلَ: لَمَّا أُتِيَ بِهِمُ الْمَنْصُورُ نَظَرَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَسَنٍ فَقَالَ: أَنْتَ الدِّيبَاجُ الأَصْفَرُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لأَقْتُلَنَّكَ قَتْلَةً مَا قُتِلَهَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ، ثُمَّ أَمَرَ بِاسْطُوَانَةٍ فَنُقِرَتْ، ثُمَّ أُدْخِلَ فِيهَا، ثُمَّ شُدَّ عَلَيْهِ وَهُوَ حَيٌّ، وَكَانَ مُحَمَّدُ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ صُورَةً.
وَقِيلَ: إِنَّ الْمَنْصُورَ قَتَلَ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الدِّيبَاجَ، وَجَاءَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ أَنَّهُ قَتَلَهُ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَرَوَى عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ. قَالَ: مَا كُنَّا نَعْرِفُ فِي الْحَبْسِ أَوْقَاتِ الصَّلاةِ إِلا بِأَجْزَاءٍ كَانَ يَقْرَؤُهَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ.
وَقِيلَ: إِنَّ الْمَنْصُورَ أَمَرَ بِقَتْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ سِرًّا.
وَقَالَ ابْنُ عَائِشَةَ: سَمِعْتُ مَوْلًى لِبَنِي دَارِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِبَشِيرٍ الرَّحَّالِ: مَا تَسَرُّعُكَ إِلَى الْخُرُوجِ عَلَى هَذَا الرَّجُلِ؟ قَالَ: إِنَّهُ أَرْسَلَ إِلَيَّ بَعْدَ أَخْذِهِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَسَنٍ، فَأَتَيْتُهُ، فَأَمَرَنِي بِدُخُولِ بَيْتٍ فَدَخَلْتُهُ فَإِذَا بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ مَقْتُولا، فَسَقَطْتُ مَغْشِيًّا عَلَيَّ، فَلَمَّا أَفَقْتُ أَعْطَيْتُ اللَّهَ عَهْدًا أَنْ لا يَخْتَلِفَ فِي أَمْرِهِ سَيْفَانِ إِلا وَكُنْتُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قُلْتُ لِلرَّسُولِ الَّذِي مَعِي مِنْ قِبَلِهِ: لا تُخْبِرُهُ بِمَا أَصَابَنِي فَيَقْتُلَنِي.
وَيُقَالُ: إِنَّ الْمَنْصُورَ سَقَى السُّمَّ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنْهُمْ.(3/776)
-سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
تُوُفِّيَ فِيهَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، وَأَخُوهُ إِبْرَاهِيمُ قَتْلا، وَالأَجْلَحُ الْكِنْدِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَأُنَيْسُ بْنُ أَبِي يَحْيَى الأَسْلَمِيُّ، وَحَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، وَحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، وَالْحَسَنُ بْنُ ثَوْبَانَ، وَالْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنُ الْحَسَنِ فِي سِجْنِ الْمَنْصُورِ، وَرُؤْبَةُ بْنُ [ص:782] الْعَجَّاجِ التَّمِيمِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ الأَسْلَمِيُّ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الْكُوفِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى عَفْرَةَ، وَعَمْرُو بْنُ ميمون بن مهران الجزري، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الدِّيبَاجُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ فِي قَوْلٍ، وَيَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ الذِّمَارِيُّ، وَنَصْرُ بْنُ حَاجِبٍ الْخُرَاسَانِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ.
وَفِيهَا بَالَغَ رِيَاحٌ وَالِي الْمَدِينَةِ فِي طلب محمد بن عبد الله حتى أحرجه. فَعَزَمَ عَلَى الظُّهُورِ، فَدَخَلَ مَرَّةً الْمَدِينَةَ خُفْيَةً. فَعَنِ الْفَضْلِ بْنِ دُكَيْنٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، وَابْنَ أَبِي ذِئْبٍ، وَعَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ جَعْفَرٍ قَدْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا: مَا تَنْتَظِرُ بِالْخُرُوجِ، وَاللَّهِ مَا نَجِدُ فِي هَذِهِ الْبَلْدَةَ أَشْأَمَ عَلَيْهَا مِنْكَ، مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَخْرُجَ، أخْرُجْ وَحْدَكَ، فَكَانَ مِنْ قِصَّتِهِ أَنَّ رِيَاحًا طَلَبَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَبَنِي عَمِّهِ وَجَمَاعَةً مِنْ وُجُوهِ قُرَيْشٍ لَيْلَةً، قال راوي القصة: إنا لعنده، إذ سمعنا التَّكْبِيرَ فَقَامَ رِيَاحٌ فَاخْتَفَى وَخَرَجْنَا نَحْنُ فَكَانَ ظُهُورُ مُحَمَّدٍ بِالْمَدِينَةِ فِي مِائَتَيْ رَجُلٍ وَخَمْسِينَ رَجُلا، فَمَرَّ بِالسُّوقِ، ثُمَّ مَرَّ بِالسِّجْنِ، فَأَخْرَجَ مَنْ فِيهِ، وَدَخَلَ دَارَهُ وَأَتَى عَلَى حِمَارِهِ وذلك في أول رجب، ثم أمر بِرِيَاحٍ، وَابْنَيْ مُسْلِمٍ فَحُبِسُوا بَعْدَ أَنْ مَانَعَ أَصْحَابُ رِيَاحٍ بَعْضَ الشَّيْءِ. وَلَمَّا خَطَبَ مُحَمَّدٌ حَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ كَانَ مَنْ أَمْرِ هَذَا الطَّاغِيَةِ عَدُوِّ اللَّهِ أَبِي جَعْفَرٍ مَا لَمْ يَخْفَ عَلَيْكُمْ مِنْ بِنَائِهِ الْقُبَّةَ الْخَضْرَاءَ الَّتِي بَنَاهَا مُعَانَدَةً لِلَّهِ فِي مُلْكِهِ وَتَصْغِيرًا لِكَعْبَةِ اللَّهِ، وَإِنَّمَا أَخَذَ اللَّهُ فِرْعَوْنَ حِينَ قَالَ: {أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى} إِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بِالْقِيَامِ فِي هَذَا الدِّينِ أَبْنَاءُ الْمُهَاجِرِينَ، وَالأَنْصَارِ، اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ قَدْ فَعَلُوا وَفَعَلُوا فَاحْصِهِمْ عَدَدًا وَاقْتُلْهُمْ بَدَدًا وَلا تُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ: كَانَ الْمَنْصُورُ يَكْتُبُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عن أَلْسُنِ قُوَّادُهُ يَدْعُونَهُ إِلَى الظُّهُورِ وَيُخْبِرُونَهُ أَنَّهُمْ مَعَهُ فَكَانَ مُحَمَّدٌ يَقُولُ: لَوِ الْتَقَيْنَا لَمَالَ إِلَيَّ الْقُوَّادُ كُلُّهُمْ، وَقَدْ خَرَجَ مَعَهُ مثل ابن عَجْلانَ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: خَرَجَ ابْنُ عَجْلانَ مَعَهُ فَلَمَّا قُتِلَ، وَوَلِيَ الْمَدِينَةَ [ص:783] جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَتَوْهُ بِابْنِ عَجْلانَ فَكَلَّمَهُ جَعْفَرٌ كَلامًا شَدِيدًا وَقَالَ: خَرَجْتُ مَعَ الْكَذَّابِ وَأَمَرَ بِقَطْعِ يَدِهِ. فَلَمْ يَنْطِقْ إِلا أَنَّهُ حَرَّكَ شَفَتَيْهِ، فَقَامَ مَنْ حَضَرَ مِنَ الْعُلَمَاءِ فَقَالُوا: أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ، إِنَّ ابْنَ عَجْلانَ فَقِيهُ الْمَدِينَةِ وَعَابِدُهَا، وَإِنَّمَا شُبِّهَ عَلَيْهِ وَظَنَّ أَنَّهُ الْمَهْدِيُّ الَّذِي جَاءَتْ فِيهِ الرِّوَايَةُ، وَلَمْ يَزَالُوا يَرْغَبُونَ إِلَيْهِ حَتَّى تَرَكَهُ.
وَلَزِمَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ضَيْعَةً لَهُ وَاعْتَزَلَ فِيهَا، وَخَرَجَ أَخَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَأَبُو بَكْرٍ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَلَمْ يُقْتَلا، عَفَا عَنْهُمَا الْمَنْصُورُ. وَاخْتَفَى جَعْفَرٌ الصَّادِقُ وَذَهَبَ إِلَى مَالٍ لَهُ بِالْفَرْعِ مُعْتَزِلا لِلْفِتْنَةِ رَحِمَهُ اللَّهُ، ثُمَّ إِنَّ مُحَمَّدًا اسْتَعْمَلَ عُمَّالَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ وَلَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْهُ مِنَ الْوُجُوهِ إِلا نَفَرٌ، مِنْهُمُ الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ منذر الحزاميان، وَخُبَيْبُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ.
قَالَ سَعْدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ: أَخْبَرَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّ مَالِكًا اسْتُفْتِيَ فِي الْخُرُوجِ مَعَ مُحَمَّدٍ وَقِيلَ لَهُ: إِنَّ فِي أَعْنَاقِنَا بَيْعَةٌ لِلْمَنْصُورِ، فَقَالَ: إِنَّمَا بَايَعْتُمْ مُكْرَهِينَ وَلَيْسَ عَلَى مُكْرَهٍ يَمِينٌ، فَأَسْرَعَ النَّاسُ إِلَى مُحَمَّدٍ وَلَزِمَ مَالِكٌ بَيْتَهُ.
قَالَ أَبُو داود السجستاني: كان سفيان الثوري يَتَكَلَّمُ فِي عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ لِخُرُوجِهِ مَعَ مُحَمَّدٍ وَيَقُولُ: إِنْ مَرَّ بِكَ الْمَهْدِيُّ وَأَنْتَ فِي الْبَيْتِ فَلا تَخْرُجْ إِلَيْهِ حَتَّى يَجْتَمِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ. وَذَكَرَ سُفْيَانُ صِفِّينَ فَقَالَ: مَا أَدْرِي أَخْطُأوا أَمْ أَصَابُوا.
وَقِيلَ: أَرْسَلَ مُحَمَّدٌ إِلَى إِسْمَاعِيلَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَقَدْ شَاخَ لِيُبَايِعَهُ فقال: يا ابن أَخِي، أَنْتَ وَاللَّهِ مَقْتُولٌ، كَيْفَ أُبَايِعُكَ؟ فَارْتَدَعَ النَّاسُ عَنْهُ قَلِيلا، فَأَتَتْهُ حَمَّادَةُ بِنْتُ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَتْ: يَا عَمِّ، إِنَّ إِخْوَتِي قَدْ أَسْرَعُوا إِلَى ابْنِ خَالِهِمْ فَلا تثبط عنه الناس فتقتل ابْنُ خَالِي وَإِخْوَتِي، فَأَبَى إِلا أَنْ يَنْهَى عَنْهُ، فَيُقَالُ: إِنَّهَا قَتَلَتْهُ، فَأَرَادَ مُحَمَّدٌ الصَّلاةَ عليه، فقال ابنه عبد الله: تقتل أَبِي وَتُصَلِّي عَلَيْهِ؟ فَنَحَّاهُ الْحَرَسُ وَصَلَّى مُحَمَّدٌ. ثُمَّ إِنَّهُ اسْتَعْمَلَ عَلَى مَكَّةَ الْحَسَنَ بْنَ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَعَلَى الْيَمَنِ الْقَاسِمَ بْنَ إِسْحَاقَ، فَقُتِلَ الْقَاسِمُ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَيْهَا، وَاسْتَعْمَلَ [ص:784] عَلَى الشَّامِ مُوسَى بْنَ عَبْدَةَ لِيَذْهَبَ إِلَيْهَا وَيَدْعُو إِلَى مُحَمَّدٍ فَقُتِلَ مُحَمَّدٌ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ مُوسَى. وَكَانَ مُحَمَّدٌ شَدِيدَ الأَدَمَةِ جَسِيمًا فِيهِ تَمْتَمَةٌ.
وَرَوَى عَبَّاسُ بْنُ سُفْيَانَ عَنْ أَشْيَاخٍ لَهُ قَالُوا: لَمَّا ظَهَرَ مُحَمَّدٌ قَالَ الْمَنْصُورُ لِإِخْوَتِهِ: إِنَّ هَذَا الأَحْمَقُ يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِيٍّ، وَكَانَ فِي سِجْنِهِ لا يَزَالُ يَطْلُعُ لَهُ الرَّأْيُ الْجَيِّدُ فِي الْحَرْبِ فَادْخُلُوا عَلَيْهِ فَشَاوِرُوهُ وَلا تُعْلِمُوهُ أَنِّي أَمَرْتُكُمْ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ جَمِيعًا، فَلَمَّا رَآهُمْ قَالَ: لِأَمْرٍ مَا جِئْتُمْ وَمَا جَاءَ بِكُمْ جَمِيعًا وَقَدْ هَجَرْتُمُونِي مِنْ دَهْرٍ؟ قَالُوا: اسْتَأْذَنَّا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَأَذِنَ لَنَا. قَالَ: لَيْسَ هَذَا بِشَيْءٍ فَمَا الْخَبَرُ؟ قَالُوا: خرج مُحَمَّد. قال: فما ترون ابن سلامة صانعا، يعني المنصور، قَالُوا: لا نَدْرِي. قَالَ: إِنَّ الْبُخْلَ قَدْ قَتَلَهُ فَمُرُوهُ أَنْ يُخْرِجَ الأموال ويعط الأَجْنَادَ فَإِنْ غَلَبَ فَمَا أَوْشَكَ أَنْ يَعُودَ إِلَيْهِ مَالُهُ.
قَالَ: وَجَهَّزَ الْمَنْصُورُ عِيسَى بْنَ مُوسَى لِحَرْبِ مُحَمَّدٍ وَكَتَبَ إِلَيْهِ: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا} إِلَى قوله: {إِلا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ} الآيَةَ. وَلَكَ عَهْدُ اللَّهِ وَمِيثَاقُهُ وَذِمَّتُهُ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ إِنْ تُبْتَ وَرَجَعْتَ أُؤَمِّنُكَ وَجَمِيعَ أَهْلِ بَيْتِكَ وَأَفْعَلُ لَكَ وَأُعْطِيكَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَمَا سَأَلْتَ مِنَ الْحَوَائِجِ، فَكَتَبَ جَوَابَهُ إِلَى الْمَنْصُورِ: مِنَ الْمَهْدِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أبي عَبْدِ اللَّهِ: {طسم تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ نتلو عَلَيْكَ} إِلَى قَوْلِهِ {مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ} وَأَنَا أَعْرِضُ عَلَيْكَ مِنَ الأَمَانِ مِثْلَ مَا عَرَضْتَ عَلَيَّ، فَإِنَّ الْحَقَّ حَقُّنَا، وَإِنَّمَا ادَّعَيْتُمْ هَذَا الأَمْرَ بِنَا، ثُمَّ ذَكَرَ شَرَفَهُ، وَأُبُوَّتَهُ حَتَّى إِنَّهُ قَالَ: فَأَنَا ابْنُ أَرْفَعِ النَّاسِ دَرَجَةً فِي الْجَنَّةِ، وَابْنُ أَهْوَنِهِمْ عَذَابًا فِي النَّارِ، وَأَنَا ابْنُ خَيْرِ الأَخْيَارِ، وَابْنُ خَيْرِ الأَشْرَارِ، وَابْنُ خَيْرِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَابْنُ خَيْرِ أَهْلِ النَّارِ، وَأَنَا أَوْفَى بِالْعَهْدِ مِنْكَ لِأَنَّكَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَهْدِ وَالأَمَانِ مَا أَعْطَيْتَهُ رِجَالا قَبْلِي، فَأَيَّ الأَمَانَاتِ تُعْطِينِي! أَمَانُ ابْنِ هُبَيْرَةَ، أَمْ أَمَانُ عَمِّكَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ، أَمْ أَمَانُ أَبِي مُسْلِمٍ. [ص:785]
فَأَجَابَهُ الْمَنْصُورُ: جَلَّ فَخَرَكَ بِقَرَابَةِ النِّسَاءِ، لِتَضِلَّ بِهِ الْغَوْغَاءُ، لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ النِّسَاءَ كَالْعُمُومَةِ، بَلْ جَعَلَ الْعَمَّ أَبًا، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ كَذَا، فَأَمْرُهُ كَذَا، وَلَقَدْ بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَهُ أَعْمَامٌ أَرْبَعَةٌ، فَأَجَابَ اثْنَانِ، أَحَدُهُمَا أَبِي، وَأَبَى اثْنَانِ، أَحَدُهُمَا أَبُوكَ، فَقَطَعَ اللَّهُ وِلايَتَهُمَا مِنْهُ، وَلا ينبغي لك ولا لمؤمن أن يفخر بالنار. وَفَخْرُكَ بِأَنَّكَ لَمْ تَلِدْكَ أَمَةٌ فَتَعَدَّيْتَ طَوْرَكَ وفخرت على من هو خير منك، إبراهيم ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَمَا خِيَارُ بَنِي أَبِيكَ إِلا بَنُو إِمَاءٍ، مَا وُلِدَ فِيكُمْ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَفْضَلُ مِنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَهُوَ لأُمِّ وَلَدٍ، وَهُوَ خَيْرٌ مِنْ جَدِّكَ، وَمَا كَانَ فِيكُمْ بَعْدَهُ مِثْلُ ابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَجَدَّتُهُ أَمُّ وَلَدٍ، وَهُوَ خَيْرٌ مِنْ أَبِيكَ، وَلا مِثْلُ ابْنِهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَهُوَ خَيْرٌ مِنْكَ، وَأَمَّا قَوْلُكَ إِنَّكُمْ بَنُو رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ فِي كِتَابِهِ {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ}، وَلَكِنَّكُمْ بَنُو ابْنَتِهِ، وَأَمَّا مَا فَخَرْتَ بِهِ مِنْ عَلِيٍّ، وَسَابِقَتِهِ، فَقَدْ حَضَرَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْوَفَاةُ فَأَمَّرَ غَيْرَهُ بِالصَّلاةِ، ثُمَّ أَخَذَ النَّاسُ رَجُلا بَعْدَ رَجُلٍ فَلَمْ يَأْخُذُوهُ، وَكَانَ فِي سِتَّةِ أَهْلِ الشُّورَى فَتَرَكُوهُ، ثُمَّ قُتِلَ عُثْمَانُ، وَهُوَ بِهِ مُتَّهمٌ، وَقَاتَلَهُ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ، وَأَبَى سَعْدٌ بَيْعَتَهُ وَأَغْلَقَ دُونَهُ بَابَهُ، ثُمَّ طَلَبَهَا بِكُلِّ وَجْهٍ، وَقَاتَلَ عَلَيْهَا، وَتَفَرَّقَ عَنْهُ عَسْكَرُهُ، وَشَكَّ فِيهِ شِيعَتُهُ قَبْلَ الْحُكُومَةِ، ثُمَّ حَكَّمَ حَكَمَيْنِ رَضِيَ بِهِمَا وَأَعْطَاهُمَا عَهْدَهُ وَمِيثَاقَهُ، فَاجْتَمَعَا عَلَى خَلْعِهِ، ثُمَّ قَامَ بَعْدَهُ حَسَنٌ فَبَاعَهَا مِنْ مُعَاوِيَةَ بِدَرَاهِمَ وَثِيَابٍ وَلَحِقَ بِالْحِجَازِ، وَأَسْلَمَ شِيعَتَهُ بِيَدِ مُعَاوِيَةَ وَدَفَعَ الأَمْرَ إِلَى غَيْرِ أهله، وأخذ مالاً من غير ولاته، فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فِيهَا شَيْءٌ فَقَدْ بِعْتُمُوهُ. ثم خرج الحسين بن عَلِيٍّ عَلَى ابْنِ مَرْجَانَةَ فَكَانَ النَّاسُ مَعَهُ عَلَيْهِ حَتَّى قَتَلُوهُ، ثُمَّ خَرَجْتُمْ عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ فَقَتَلُوكُمْ وَصَلَّبُوكُمْ حَتَّى قُتِلَ يَحْيَى بْنُ زيد بْنِ عَلِيٍّ بِخُرَاسَانَ، وَقَتَلُوا رِجَالَكُمْ وَأَسَرُوا الصِّبْيَةَ وَالنِّسَاءَ، وَحَمَلُوكُمْ بِلا وِطَاءٍ فِي الْمَحَامِلِ إِلَى الشَّامِ حَتَّى خَرَجْنَا عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ فَطَلَبْنَا بثأركم وأدركنا بدمائكم وفضلنا سلفكم فاتخذت ذَلِكَ عَلَيْنَا حُجَّةً، وَظَنَنْتُ إِنَّمَا ذَكَرْنَا أَبَاكَ وَفَضَّلْنَاهُ لِلتَّقْدِمَةِ مِنَّا لَهُ عَلَى حَمْزَةَ وَالْعَبَّاسِ، وجعفر، وليس [ص:786] كَمَا ظَنَنْتُ، وَلَقَدْ خَرَجَ هَؤُلاءِ مِنَ الدُّنْيَا سَالِمِينَ، مُجْتَمَعٌ عَلَيْهِمْ بِالْفَضْلِ، وَابْتُلِيَ أَبُوكُمْ بِالْقِتَالِ وَالْحَرْبِ، فَكَانَتْ بَنُو أُمَيَّةَ تَلْعَنُهُ كَمَا تَلْعَنُ الْكَفَرَةَ فِي الصَّلاةِ الْمَكْتُوبَةِ، فَاحْتَجَجْنَا لَهُ وَذَكَرْنَا فَضْلَهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -.
وَكَانَ مُحَمَّدٌ قَدْ أَخْرَجَ مِنَ السِّجْنِ بِالْمَدِينَةِ مُحَمَّدَ بْنَ خَالِدٍ الْقَسْرِيَّ، فَرَأَى الْقَسْرِيُّ أَنَّ الأَمْرَ ضَعِيفٌ، فَكَتَبَ إِلَى الْمَنْصُورِ فِي أَمْرِهِ فَبَلَغَ مُحَمَّدًا فَحَبَسَهُ.
قال ابن عساكر: ذبح ابن خضير أَحَدُ أَعْوَانِ مُحَمَّدٍ رِيَاحَ بْنَ عُثْمَانَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ.
وَأَمَّا ابْنُ مُعَاوِيَةَ فَلَمَّا مَضَى إِلَى مَكَّةَ كَانَ فِي سَبْعِينَ رَاكِبًا وَسَبْعَةِ أَفْرَاسٍ فَقَاتَلَ السَّرِيَّ أَمِيرَ مَكَّةَ فَقُتِلَ سَبْعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ السَّرِيِّ، فَانْهَزَمَ السَّرِيُّ وَدَخَلَ ابْنُ مُعَاوِيَةَ مَكَّةَ فَخَطَبَ وَنَعَى إِلَيْهِمُ الْمَنْصُورَ، وَدَعَا لمحمد، ثم بعد أيام أتاه كتاب محمد يأمره باللحاق به، فجمع جموعاً تقدم بها على محمد، فَلَمَّا كَانَ بقَدِيدَ بَلَغَهُ مَصْرَعُ مُحَمَّدٍ فَانْهَزَمَ إلى البصرة فلحق بإبراهيم بن عَبْدِ اللَّهِ حَتَّى قَتَلَ إِبْرَاهِيمَ.
وَنَدَبَ الْمَنْصُورُ لقتال محمد ابن عَمِّهِ عِيسَى بْنِ مُوسَى وَقَالَ فِي نَفْسِهِ: لا أُبَالِي أَيُّهُمَا قَتَلَ صَاحِبَهُ، فَجَهَّزَ مَعَ عيسى أربعة آلاف فارس، وفيهم محمد ابن السَّفَّاحِ، فَلَمَّا وَصَلَ إِلَى فَنْدَ كَتَبَ إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ فِي خِرَقِ الْحَرِيرِ يَتَأَلَّفُهُمْ، فَتَفَرَّقَ عَنْ مُحَمَّدٍ خَلْقٌ، وَسَارَ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِتَلَقِّي عيسى والتحيز إليه، فاستشار محمد عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ فَقَالَ: أَنْتَ أَعْلَمُ بِضَعْفِ جَمْعِكَ وَقِلَّتِهِمْ، وَبِقُوَّةِ خَصْمِكَ وَكَثْرَةِ جُنْدِهِ، وَالرَّأْيُ أَنْ تَلْحَقَ بِمِصْرَ، فَوَاللَّهِ لا يَرُدُّكَ عَنْهَا رَادٌّ فَيُقَاتِلُ الرَّجُلُ بِمِثْلِ رِجَالِهِ وَسِلاحِهِ، فَصَاحَ جُبَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الْمَدِينَةِ وَقَدْ وَرَدَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " رَأَيْتُنِي فِي دِرْعٍ حَصِينَةٍ فَأَوَّلْتُهَا الْمَدِينَةَ ". ثُمَّ إِنَّ مُحَمَّدًا اسْتَشَارَ: هَلْ يُخَنْدِقُ عَلَى نَفْسِهِ، فَاخْتَلَفَ عَلَيْهِ رَأْيُ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا تيَقَّنْ قُرْبَ عِيسَى بْنِ مُوسَى مِنْهُ، حَفَرَ خَنْدَقَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَحَفَرَ فِيهِ بِيَدِهِ تَأَسِّيًا بِالنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -. [ص:787]
وَعَنْ عُثْمَانَ الزُّبَيْرِيِّ قَالَ: اجْتَمَعَ مَعَ مُحَمَّدٍ جَمْعٌ لَمْ أَرَ أَكْثَرَ مِنْهُ، إِنِّي لأَحْسَبُنَا قد كنا مائة ألف، فلما دنا منا عِيسَى خَطَبَنَا مُحَمَّدٌ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلُ قَدْ قَرُبَ مِنْكُمْ فِي عَدَدٍ وَعُدَدٍ، وَقَدْ حَلَلْتُكُمْ مِنْ بَيْعَتِي، فَمَنْ أَحَبَّ فَلْيَنْصَرِفْ، قَالَ: فَتَسَلَّلُوا حَتَّى بَقِيَ فِي شِرْذِمَةٍ. وَخَرَجَ النَّاسُ من المدينة بأولادهم إلى الأَعْوَصِ وَالْجِبَالِ، فَلَمْ يَتَعَرَّضْ لَهُمْ عِيسَى، بَلْ جهز خمس مائة إِلَى ذِي الْحَلِيفَةِ يُمْسِكُونَ طَرِيقَ مَكَّةَ عَلَى مُحَمَّدٍ، ثُمَّ رَاسَلَهُ يَدْعُوهُ إِلَى الطَّاعَةِ وَأَنَّ الْمَنْصُورَ قَدْ أَمَّنَهُ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ: إِيَّاكَ أَنْ يَقْتُلَكَ مَنْ يَدْعُوكَ إِلَى اللَّهِ فَتَكُونَ شَرَّ قَتِيلٍ، أَوْ تَقْتُلُهُ فَيَكُونَ أَعْظَمَ لِوِزْرِكَ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عِيسَى: لَيْسَ بَيْنَنَا إِلا الْقِتَالُ، فَإِنْ أَبَيْتَ إِلا الْقِتَالَ نُقَاتِلُكَ عَلَى مَا قَاتَلَ عليه خير آبائك، علي طلحة وَالزُّبَيْرُ عَلَى نَكْثِ بَيْعَتِهِمْ لَهُ.
وَعَنْ مَاهَانَ مَوْلَى قَحْطَبَةَ قَالَ: لَمَّا صِرْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ أَتَانَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُصْعَبٍ طَلِيعَةً فَطَافَ بِعَسْكَرِنَا حَتَّى حَزَّرَهُ، ثُمَّ ذَهَبَ عَنَّا فَرُعْبِنَا مِنْهُ، حَتَّى جَعَلَ عِيسَى، وَحُمَيْدُ بْنُ قَحْطَبَةَ يَقُولانِ: فَارِسٌ وَاحِدٌ يَكُونُ طَلِيعَةً لِأَصْحَابِهِ! فَلَمَّا كَانَ عَنَّا مَدَّ الْبَصَرَ نَظَرْنَا إِلَيْهِ مُقِيمًا لا يَزُولُ، فَقَالَ حُمَيْدٌ: وَيْحَكُمُ انْظُرُوا، فوجه إليه فارسين، فوجدا دابته قد عَثُرَتْ بِهِ فَتَقَوَّسَ الْجَوْشَنُ فِي عُنُقِهِ فَقَتَلَهُ، فَأَخَذَا سَلْبَهُ وَرَجَعَا بِتَنُّورٍ مُذَهَّبٍ لَمْ يُرَ مِثْلُهُ. قِيلَ: كَانَ لِمُصْعَبٍ جَدَّهُ أَمِيرُ الْعِرَاقِ. ثُمَّ إِنَّ عِيسَى أَحَاطَ بِالْمَدِينَةِ فِي أَثْنَاءِ شهر رمضان، ثم دعا محمدا إِلَى الطَّاعَةِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ سَاقَ بِنَفْسِهِ فِي خَمْسِمِائَةٍ فَوَقَفَ بِقُرْبِ السُّورِ فَنَادَى: يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ دِمَاءَ بَعْضِنَا عَلَى بَعْضٍ، فَهَلُمُّوا إِلَى الأَمَانِ، فَمَنْ جَاءَ إِلَيْنَا فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ دَخَلَ دَارَهُ أَوِ الْمَسْجِدَ أَوْ أَلْقَى سِلاحَهُ فَهُوَ آمِنٌ، خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ صَاحِبِنَا فَإِمَّا لَنَا وَإِمَّا لَهُ، قَالَ: فَشَتَمُوهُ، فَانْصَرَفَ يَوْمَئِذٍ فَفَعَلَ مِنَ الْغَدِ كَذَلِكَ، ثُمَّ عَبَّأَ جَيْشَهُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، وَزَحَفَ فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ ظَهَرَ عَلَى الْمَدِينَةِ، وَلَمَّا الْتَحَمَ الْحَرْبُ نَادَى: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَمَرَنِي أَنْ لا أُقَاتِلَ حَتَّى أَعْرِضَ عَلَيْكَ الأَمَانَ، فَلَكَ الأَمَانُ عَلَى نَفْسِكَ وَمَنِ اتَّبَعَكَ، وَتُعْطَى مِنَ الْمَالِ كَذَا وَكَذَا، فَصَاحَ: أَلْهُ عَنْ هَذَا، فَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ لا يُثْنِينِي عَنْكُمْ فَزَعٌ، وَلا يُقَرِّبُنِي مِنْكُمْ طَمَعٌ، ثُمَّ تَرَجَّلَ. قَالَ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ: فَإِنِّي لأَحْسَبُهُ قَتَلَ يَوْمَئِذٍ بِيَدِهِ سَبْعِينَ رَجُلا. [ص:788]
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: دَعَا عِيسَى عَشَرَةً مِنْ آلِ أَبِي طَالِبٍ مِنْهُمُ الْقَاسِمِ بْنُ حَسَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: فَجِئْنَا سُوقَ الْحَطَّابِينَ، فَدَعَوْنَاهُمْ فَسَبُونَا وَرَشَقُونَا بِالنَّبْلِ، وَقَالُوا: هَذَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَعَنَا وَنَحْنُ مَعَهُ، فَقَالَ لَهُمُ الْقَاسِمُ: وَأَنَا ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ، وَأَكْثَرُ مَنْ ترَوْنَ مَعِي بَنُو رَسُولِ اللَّهِ، وَنَحْنُ نَدْعُوكُمْ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَحَقْنِ دِمَائِكُمْ، وَرَجَعْنَا، فَأَرْسَلَ عِيسَى حُمَيْدَ بْنَ قَحْطَبَةَ فِي مائة. وجعل محمد ستور المسجد دراريع لِأَصْحَابِهِ، وَكَانَ مَعَ الأَفْطَسِ عَلَمٌ أَصْفَرُ فِيهِ صُورَةٌ حَيَّةٌ.
وَقَالَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ: كُنَّا يَوْمَئِذٍ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عِدَّةَ أَصْحَابِ بَدْرٍ، ثُمَّ لَقِينَا عِيسَى فَتَبَارَزَ جَمَاعَةٌ.
وَعَنْ مَسْعُودٍ الرَّحَّالِ قَالَ: شَهِدْتُ مَقْتَلَ مُحَمَّدٍ بِالْمَدِينَةِ، فَإِنِّي لأَنْظُرُ إِلَيْهِمْ عِنْدَ أَحْجَارِ الزَّيْتِ، وَأَنَا مُشْرِفٌ مِنْ سَلْعٍ، إِذْ نَظَرْتُ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ عِيسَى قَدْ أَقْبَلَ عَلَى فَرَسٍ فَدَعَا إِلَى الْبِرَازِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَاجِلٌ عَلَيْهِ قَبَاءُ أَبْيَضُ، فَنَزَلَ إِلَيْهِ الْفَارِسُ، فَقَتَلَهُ الرَّاجِلُ وَرَجَعَ، ثُمَّ بَرَزَ آخَرُ مِنْ أَصْحَابِ عِيسَى، فَبَرَزَ لَهُ ذَلِكَ الرَّجُلُ، فَقَتَلَهُ، ثُمَّ بَرَزَ ثَالِثٌ فَقَتَلَهُ، فَاعْتَوَرَهُ أَصْحَابُ عِيسَى يَرْمُونَهُ، فَأَثْبَتُوهُ، فَأَسْرَعَ فَمَا وَصَلَ إِلَى أَصْحَابِهِ حَتَّى خَرَّ صَرِيعًا، وَدَامَ الْقِتَالُ مِنْ بَكْرَةٍ إِلَى العصر، وطم أصحاب عيسى الخندق، وجازت الْخَيْلُ، وَذَهَبَ مُحَمَّدٌ يَوْمَئِذٍ قَبْلَ الظُّهْرِ، فَاغْتَسَلَ وَتَحَنَّطَ، ثُمَّ جَاءَ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جعفر، فقلت له: بأبي أنت وأمي، ما لك بِمَا تَرَى طَاقَةٌ، فَاخْرُجْ تَلْحَقْ بِالْحَسَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بِمَكَّةَ، فَإِنَّ مَعَهُ جُلَّ أَصْحَابِكَ، فَقَالَ: لَوْ رُحْتُ لَقُتِلَ هَؤُلاءِ، فَوَاللَّهِ لا أَرْجِعُ حَتَّى أَقْتُلُ أَوْ أُقْتَلُ، وَأَنْتُ مِنِّي فِي سَعَةٍ فَاذْهَبْ حَيْثُ شِئْتَ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ: رَأَيْتُ مُحَمَّدًا عَلَيْهِ جُبَّةٌ مُمَشَّقَةٌ، وَهُوَ عَلَى بِرْذَوْنٍ، وَابْنُ خُضَيْرٍ يُنَاشِدُهُ اللَّهَ إِلا مَضَى إِلَى الْبَصْرَةِ، وَمُحَمَّدٌ يَقُولُ: وَاللَّهِ لا تُبْلَوُنَّ بِي مَرَّتَيْنِ، وَلَكِنِ اذْهَبْ فَأَنْتَ فِي حِلٍّ. فَقَالَ: وَأَيْنَ الْمَذْهَبُ عَنْكَ؟ ثُمَّ مَضَى فَأَحْرَقَ الدِّيوَانَ وَقَتَلَ رِيَاحًا فِي الْحَبْسِ، ثُمَّ لَحِقَ مُحَمَّدًا بِالثَّنِيَّةِ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ. [ص:789]
وَقِيلَ: قَتَلَ مَعَ رِيَاحٍ أَخَاهُ عَبَّاسَ بْنَ عُثْمَانَ، وَكَانَ مُسْتَقِيمَ الطَّرِيقَةِ، فَعَابَ النَّاسُ ذَلِكَ عَلَيْهِ، ثُمَّ إِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى الْعَصْرَ وَعَرْقَبَ فَرَسَهُ، وَعَرْقَبَ بَنُو شُجَاعٍ دَوَابَّهُمْ، وَكَسَرُوا أَجْفَانَ سيوفهم، فقال لهم: قد بايعتموني ولست ببائع حَتَّى أُقتَلَ، ثُمَّ أَنَّهُ حَمَلَ وَهَزَمَ أَصْحَابَ عِيسَى مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ جَاءَ أَصْحَابُ عِيسَى مِنْ ناحية بني غفار، وجاؤوا مِنْ خَلْفِ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ، فَنَادَى مُحَمَّدٌ حُمَيْدَ بْنَ قَحْطَبَةَ: إِنْ كُنْتَ فَارِسًا فَابْرُزْ، فَلَمْ يبرزَ لَهُ، وَجَعَلَ حُمَيْدٌ يَدْعُو ابْنَ خُضَيْرٍ إِلَى الأَمَانِ، وَيَشُحُّ بِهِ عَنِ الْمَوْتِ، وَهُوَ يَشُدُّ عَلَى النَّاسِ بِسَيْفِهِ مُتَرَجِّلا، وَخَالَطَ النَّاسَ، فَجَاءَتْهُ ضَرْبَةٌ عَلَى أَلْيَتِهِ، وَأُخْرَى عَلَى عَيْنِهِ فَخَرَّ، وَقَاتَلَ مُحَمَّدٌ عَلَى جُثَّتِهِ حَتَّى قُتِلَ، وَعَهِدَ الَّذِينَ دَخَلُوا الْمَدِينَةَ مِنْ نَاحِيَةِ بَنِي غِفَارٍ فَنَصَبُوا عَلَمًا أَسْوَدَ عَلَى الْمَنَارَةِ، وَدَخَلَ حُمَيْدُ بْنُ قَحْطَبَةَ فِي زُقَاقٍ أَشْجَعَ، فَهَجَمَ عَلَى مُحَمَّدٍ فَقَتَلَهُ وَهُوَ غَافِلٌ، وَأَخَذَ رَأْسَهُ، وَقَتَلَ مَعَهُ جَمَاعَةً.
وَقِيلَ: جَاءَتْ مُحَمَّدًا ضَرْبَةٌ عَلَى أُذُنِهِ، فَبَرَكَ وَجَعَلَ يَذُبُّ عَنْ نَفْسِهِ بسيفه ويقول: ويحكم ابن نَبِيَّكُمْ مَظْلُومٌ، فَنَزَلَ حُمَيْدٌ فَحَزَّ رَأْسَهُ.
وَقِيلَ: كَانَ مَعَ مُحَمَّدٍ سَيْفُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذُو الْفَقَارِ، فَقَدَّ النَّاسُ بِهِ، وَجَعَلَ لا يُقَارِبُهُ أَحَدٌ إِلا قَتَلَهُ، فَجَاءَهُ سَهْمٌ فَوَجَدَ الْمَوْتَ، فَكُسِرَ السَّيْفُ.
وَرَوَى عَمْرٌو مَوْلَى الْمُتَوَكِّلِ، وَكَانَتْ أُمُّهُ تَخْدِمُ فَاطِمَةَ بِنْتَ الْحُسَيْنِ، قَالَ: كَانَ مَعَ مُحَمَّدٍ يَوْمَئِذٍ ذُو الْفَقَارِ، فَلَمَّا أَحَسَّ الْمَوْتَ أَعْطَى السَّيْفَ رجلاً كان له عليه أربع مائة دِينَارٍ، وَقَالَ: خُذْ هَذَا السَّيْفَ فَإِنَّكَ لا تَلْقَى أَحَدًا مِنْ آلِ أَبِي طَالِبٍ إِلا أَخَذَهُ مِنْكَ وَأَعْطَاكَ حَقَّكَ، فَبَقِيَ السَّيْفُ عِنْدَهُ حَتَّى وَلِيَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَدِينَةَ فَأُخْبِرَ عنه، فدعاه وأعطاه أربع مائة دِينَارٍ وَأَخَذَ السَّيْفَ، ثُمَّ صَارَ إِلَى مُوسَى فجرب به عَلَى كَلْبٍ، فَانْقَطَعَ السَّيْفُ.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: رَأَيْتُ الرَّشِيدَ بِطُوسَ مُتَّقلِدًا سَيْفًا فَقَالَ: أَلا أُرِيكَ [ص:790] ذَا الْفَقَارِ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: أَسْلُلُ سَيْفِي هَذَا قَالَ: فَرَأَيْتُ فِيهِ ثَمَانِيَ عَشْرَة فَقَارَةَ.
وَكَانَ مَصْرَعُ مُحَمَّدٍ عِنْدَ أَحْجَارِ الزَّيْتِ بَعْدَ الْعَصْرِ يَوْمَ الإِثْنَيْنِ فِي رَابِعَ عَشَرَ رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسٍ هَذِهِ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: عَاشَ ثَلاثًا وَخَمْسِينَ سَنَةً.
وَقِيلَ: أَذِنَ عِيسَى فِي دَفْنِهِ، وَأَمَرَ بِأَصْحَابِهِ فَصُلِبُوا مَا بَيْنَ ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ إِلَى دَارِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَقِيلَ: لَمَّا خَرَجَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ مَعَ مُحَمَّدٍ، كَانَ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ يَنْهَاهُ، وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ مَعَ مُحَمَّدٍ، وَكَانَ جَعْفَرٌ يَقُولُ لَهُ: هُوَ وَاللَّهِ مَقْتُولٌ.
وَبَعَثَ عِيسَى بْنُ مُوسَى بِالرَّأْسِ إِلَى الْعِرَاقِ، ثُمَّ طِيفَ بِهِ فِي الْبُلْدَانِ، وَقَبَضَ عِيسَى عَلَى أَمْوَالِ بَنِي الْحَسَنِ.
وَحَدَّثَ أَيُّوبُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: لَقِيَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبَا جَعْفَرٍ الْمَنْصُورَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ رُدَّ عَلَيَّ قَطِيعَتِي عَيْنِ أَبِي زِيَادٍ آكُلُ مِنْهَا، قَالَ: إِيَّايَ تُكَلِّمُ هَذَا الْكَلامَ! وَاللَّهِ لَأُزْهِقَنَّ نَفْسَكَ. قَالَ: فَلا تَعْجَلْ عَلَيَّ، فَقَدْ بَلَغْتُ ثَلاثًا وَسِتيِّنَ سَنَةً، وَفِيهَا مَاتَ أَبِي وَجِدِّي، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -، فِرْقَ لَهُ، فَلَمَّا مَاتَ الْمَنْصُورُ رَدَّ الْمَهْدِيُّ عَلَى أَوْلادِ أَبِي جَعْفَرٍ عَيْنِ أَبِي زِيَادٍ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الزُّبَيْرِيُّ: لَمَّا قُتِلَ مُحَمَّدٌ، مَضَى أَخُوهُ مُوسَى، وَأَبِي وَأَنَا وَرَجُلٌ مِنْ مُزَيْنَةَ، فَأَتَيْنَا مَكَّةَ، ثُمَّ سِرْنَا إِلَى الْبَصْرَةِ، فَدَخَلْنَاهَا لَيْلا، فَمُسِكْنَا وَأُرْسِلْنَا إِلَى الْمَنْصُورِ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى أَبِي قَالَ: هِيهِ أَخَرَجْتَ مَعَ مُحَمَّدٍ؟ قَالَ: قَدْ كَانَ ذَلِكَ، فَأَمَرَ بِهِ، فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ، وَهُوَ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، ثُمَّ أَمَرَ بِمُوسَى فَضُرِبَ بِالسِّيَاطِ، ثُمَّ أَمَرَ بِضَرْبِ عُنُقِي، فَكَلَّمَهُ فِيَّ عَمُّهُ عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ وَقَالَ: مَا أَحْسَبُهُ بَلَغَ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، كُنْتُ غُلامًا تَبَعًا لِأَبِي، فَضُرِبْتُ خَمْسِينَ سَوْطًا، ثُمَّ حُبِسْتُ حَتَّى أَخْرَجَنِي المهدي. [ص:791]
وَقِيلَ: بَلْ قَتَلَ عُثْمَانُ لِأَنَّهُ سَأَلَهُ أَيْنَ الْمَالُ؟ قَالَ: دَفَعْتُهُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ، فَسَبَّهُ، فَجَاوَبَهُ عُثْمَانُ، فَضَرَبَ عُنُقَهُ.
وَقِيلَ: قَالَ لَهُ: أَنْتَ الْخَارِجُ عَلَيَّ؟ قَالَ: بَايَعْتُ أَنَا وَأَنْتَ رَجُلا بِمَكَّةَ، فَوَفَّيْتُ أَنَا، وَغَدَرْتَ أَنْتَ.
وَاسْتَعْمَلَ الْمَنْصُورُ عَلَى الْمَدِينَةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الرَّبِيعِ الْحَارِثِيَّ، فَثَارَتْ عَلَيْهِ السُّودَانُ بِالْمَدِينَةِ. وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ بَعْضَ جُنْدِهِ انْتَهَبَ شَيْئًا مِنَ السُّوقِ، فَاجْتَمَعَ الرُّؤَسَاءُ إِلَى ابْنِ الربيع وكلموه، فَلَمْ يُنكِرْ وَلا غَيَّرَ، ثُمَّ اشْتَرَى جُنْدِيٌّ مِنْ لَحَّامٍ وَأَبَى أَنْ يُوَفِّيهِ الثَّمَنَ، وَشَهَرَ سَيْفَهُ عَلَى اللَّحَّامِ، فَطَعَنَهُ اللَّحَّامُ بِشَفْرَتِهِ فِي خَاصِرَتِهِ فَسَقَطَ، فَتَنَادَى الْجَزَّارُونَ وَالسُّودَانُ عَلَى الْجُنْدِ وَهُمْ يَذْهَبُونَ إِلَى الْجُمْعَةِ، فَقَتَلُوهُمْ بِالْعُمُدِ، فَهَرَبَ ابْنُ الرَّبِيعِ بِاللَّيْلِ، وَهَذَا تَمَّ فِي آخِرِ العام.
وكان رؤوس السودان ثلاثة: وثيق، ومعقل، وربيعة، فَخَرَجَ ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ مِنَ السِّجْنِ، فَخَطَبَ وَدَعَا النَّاسَ إِلَى الطَّاعَةِ، فَسَكَنَ النَّاسُ، وَرَجَعَ ابْنُ الرَّبِيعِ وَقَطَعَ يَدَ وَثِيقٍ وَأَيْدِي ثَلاثَةٍ مَعَهُ.(3/781)
-بِنَاءُ بَغْدَادَ.
فِي هَذِهِ السَّنَةِ أُسِّسَتْ مَدِينَةُ السَّلامِ بَغْدَادُ، وَهِيَ الَّتِي تُدْعَى مَدِينَةُ الْمَنْصُورِ. سَارَ الْمَنْصُورُ يَطْلُبُ مَوْضِعًا يَتَّخِذُهُ بَلَدًا، فَبَاتَ لَيْلَةً، وَكَانَ فِي مَوْضِعِ الْقَصْرِ بَيْعَةُ قِسٍّ، فَطَابَ لَهُ الْمَبِيتُ، وَأَقَامَ يَوْمًا فَلَمْ ير إلا ما يحب، فقال: ها هنا ابْنُوا فَإِنَّهُ طَيِّبٌ، وَتَأْتِيهِ مَادَّةُ الْفُرَاتِ وَدِجْلَةَ وَالأَنْهَارِ، فَخَطَّ بَغْدَادَ، وَوَضَعَ أَوَّلَ لَبِنَةٍ بِيَدِهِ فقال: باسم اللَّهِ، وَبِاللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، ابْنُوا عَلَى بَرَكَةِ الله، وذلك بعد أن بعث رِجَالا لَهُمْ فَضْلٌ يَتَطَلَّبونِ مَوْضِعًا، ثُمَّ [ص:792] وَقَعَ الاخْتِيَارُ عَلَى هَذِهِ الْبُقْعَةِ، وَسَأَلَ رَاهِبًا هُنَاكَ عَنْ أَمْرِ الأَرْضِ وَصِحَّتِهَا وَقَالَ: هَلْ تجدون في كتبكم أنه يبنى ها هنا مَدِينَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ يَبْنِيهَا مِقْلاصٌ، قَالَ: فَأَنَا كنت أدعى بذلك، وكذلك لما بنى مدينة الرَّافِقَةُ قَالَ لَهُ رَاهِبٌ: إِنَّ إِنْسَانًا يَبْنِي هُنَا مَدِينَةً يُقَالُ لَهُ مِقْلاصٌ، قَالَ: أَنَا هُوَ، فَبَنَاهَا عَلَى نَحْوٍ مِنْ بَغْدَادَ، لَكِنَّهَا أَصْغَرُ.
وَعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُجَالِدٍ قَالَ: أَحْضَرَ الْمَنْصُورُ الصُّنَّاعَ وَالْفَعَلَةَ مِنَ الْبِلادِ، وَأَحْضَرَ الْمُهَنْدِسِينَ، وَالْحُكَمَاءَ وَالْعُلَمَاءَ، وَكَانَ مِمَّنْ أَحْضَرَ حَجَّاجَ بْنَ أَرْطَأَةَ، وَأَبُو حَنِيفَةَ، وَرُسِمَتْ لَهُ بِالرَّمَادِ، بِسُورِهَا، وَأَبْوَابِهَا، وَأَسْوَاقِهَا، ثُمَّ أَمَرَ أَنْ يُعْمَلَ عَلَى ذَلِكَ الرَّسْمِ.
وَرَوَى مِنْ وَجْهٍ آخَرَ أَنَّ الْمَنْصُورَ قَالَ لِذَلِكَ الرَّاهِبِ: أُرِيدُ أَنْ أَبْنِي هُنَا مَدِينَةً، فَقَالَ: إِنَّمَا يَبْنِيهَا مَلِكٌ يُقَالُ لَهُ: أَبُو الدَّوَانِيقِ، فَضَحِكَ وَقَالَ: أَنَا هُوَ، وَاخْتَطَّهَا، وَوَكَّلَ بِهَا أَرْبَعَةَ قُوَّادٍ، وَوَلَّى أَبَا حَنِيفَةَ الْقِيَامَ بِعَمَلِ الآجُرِّ.
وَقِيلَ: كَمُلَ سُورُهَا فِي أَرْبَعِ سِنِينَ. وَكَانَتِ الْبُقْعَةُ مَزْرَعَةً تُدْعَى الْمُبَارَكَةُ، لِسِتِّينَ نَفْسًا، فَعَوَّضَهُمُ الْمَنْصُورُ وَأَعْطَاهُمْ فَأَرْضَاهُمْ، وَجَدُّوا فِي الْبِنَاءِ بَعْدَ انْقِضَاءِ فِتْنَةِ ابْنِ حَسَنٍ.
وَقِيلَ: لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مَدِينَةٌ مُدَوَّرَةٌ سِوَاهَا، عَمَلَ فِي وَسَطِهَا دَارَ الْمَمْلَكَةِ بِحَيْثُ أَنَّهُ إِذَا كَانَ فِي قَصْرِهِ كَانَ جَمِيعُ أَطْرَافِ الْبَلَدِ إِلَيْهِ سَوَاءً، وَقَدْ تَمَّ بِنَاؤُهَا الْمُهِمُّ فِي عَامٍ، وَسَكَنَهَا وَنَقَلَ إِلَيْهَا خَزَائِنَهُ وَبُيُوتَ الْمَالِ.
وَقِيلَ: سِعَتُهَا مِائَةٌ وَثَلاثُونَ جَرِيبًا، أَنْفَقَ عَلَيْهَا ثَمَانِيَةَ عَشْرَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ.
قَالَ بَدْرٌ الْمُعْتَضِدِيُّ: قَالَ لَنَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ: انْظُرُوا كَمْ سِعَةُ مَدِينَةِ الْمَنْصُورِ، فَحَسَبْنَا فَإِذَا هي ميلين مكسرين في ميلين.
وقيل: مسافة مَا بَيْنَ كُلِّ بَابٍ وَبَابٍ أَلْفٌ وَمِائَتَا ذِرَاعٍ.
وَكَانَ فِي هَذَا الْوَقْتِ رَخَاءُ الأَسْعَارِ بالعراق حتى أبيع الْكَبْشُ بِدِرْهَمٍ وَالْحَمَلُ بِأَرْبَعَةِ دَوَانِيقَ، وَالتَّمْرُ سِتُّونَ رَطْلا بِدِرْهَمٍ، وَالزَّيْتُ سِتَّةَ عَشَرَ رَطْلا بِدِرْهَمٍ، وَالسَّمْنُ ثَمَانِيَةٌ بِدِرْهَمٍ. [ص:793]
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: أَنَا رَأَيْتُ يُنَادَى فِي جَبَّانَةِ كِنْدَةَ: لَحْمُ الْغَنَمِ سِتُّونَ رَطْلا بِدِرْهَمٍ، وَالْعَسَلُ عَشَرَةٌ بِدِرْهَمٍ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: كُلُّ بَغْدَادَ مَبْنِيَّةٌ بِالآجُرِّ، اللَّبِنَةُ ذِرَاعٌ فِي ذِرَاعٍ، زِنَتُهَا مِائَةُ رَطْلٍ وَسَبْعَةَ عَشَرَ رَطْلا، وَلَهَا أَرْبَعَةُ أَبْوَابٍ، بَيْنَ الْبَابِ وَالْبَابِ ثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ بُرْجًا، وَعَلَيْهَا سُورَانِ، ثُمَّ بُنِيَ الْجَامِعُ وَالْقَصْرُ، وَكَانَ فِي صَدْرِ الْقَصْرِ إِيوَانٌ طُولُهُ عِشْرُونَ ذِرَاعًا، عَلَيْهِ الْقُبَّةُ الْخَضْرَاءُ ارْتِفَاعُهَا ثَمَانُونَ ذِرَاعًا. سَقَطَ رَأْسُهَا لَيْلَةَ مَطَرٍ وَرَعْدٍ عَظِيمٍ فِي سَنَةِ تسع وعشرين وثلاث مائة.
وَكَانَ لا يَدْخُلُ هَذِهِ الْمَدِينَةِ أَحَدٌ رَاكِبًا سِوَى الْمَنْصُورِ، وَابْنِهِ.
قَالَ الصُّولِيُّ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ: ذَرْعُ بَغْدَادَ يَعْنِي الْجَدِيدَةَ قَالَ: ذَرْعُ الْجَانِبَيْنِ ثَلاثَةٌ وَخَمْسُونَ أَلْفَ جَرِيبٍ. وَفِي نُسْخَةٍ أُخْرَى مِنْ غَيْرِ رِوَايَةِ الصُّولِيِّ: إِنَّهَا مِنَ الْجَانِبَيْنِ ثَلاثَةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفَ جُرَيْبٍ وسبع مائة.
ثُمَّ قَالَ الصُّولِيُّ: وَذَكَرَ ابْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنَّ عَدَدَ حَمَّامَاتِهَا كَانَتْ ذَلِكَ الْوَقْتِ سِتِّينَ أَلْفًا. وَقَالَ: أَقَلُّ مَا يُدَبَّرُ كُلَّ حَمَّامٍ خَمْسَةُ أَنْفُسٍ، وَذَكَرَ أَنَّ بِإِزَاءِ كُلِّ حَمَّامٍ خَمْسَةُ مَسَاجِدَ.
قُلْتُ: كَذَا نَقَلَ الْخَطِيبُ فِي تَارِيخِهِ، وَمَا أَعْتَقِدُ أَنَا هَذَا قَطُّ وَلا عُشْرَ ذَلِكَ.
ثُمَّ قَالَ الْخَطِيبُ: حَدَّثَنِي هِلالُ بن المحسن قَالَ: كُنْتُ بِحَضْرَةِ جَدِّي إِبْرَاهِيمَ بْنِ هِلالٍ الصَّابِي، فَقَالَ تَاجِرٌ فَذَكَرَ أَنَّ بِبَغْدَادَ الْيَوْمَ ثَلاثَةُ آلافِ حَمَّامٍ، فَقَالَ جَدِّي: سُبْحَانَ اللَّهِ! هَذَا سُدُسُ مَا كُنَّا عَدَدْنَاهُ وَحَصَرْنَاهُ زَمَنَ الْوَزِيرِ الْمُهَلَّبِيِّ، ثُمَّ كَانَتْ فِي دَوْلَةِ عَضُدِ الدولة خَمْسَةَ آلافٍ وَكَسْرًا.
وَنَقَلَ ابْنُ خِلِّكَانَ أَنَّ اسْتِكْمَالَ بَغْدَادَ كَانَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَهِيَ بَغْدَادُ الْقَدِيمَةُ الَّتِي بِالْجَانِبِ الْغَرْبِيِّ عَلَى دِجْلَةِ، وَبَغْدَادُ الْيَوْمَ هِيَ الْجَدِيدَةُ الَّتِي فِي الْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ، وَفِيهَا دَارُ الْخِلافَةِ، وَقَدْ كان السفاح [ص:794] بَنَى عِنْدَ الأَنْبَارِ مَدِينَةَ الْهَاشِمِيَّةَ وَسَكَنَهَا، ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى الأَنْبَارِ وَبِهَا تُوُفِّيَ.
وَفِيهَا خَرَجَتِ التُّرْكُ الْخَزَرِيَّةُ، وَهُمْ أَهْلُ صَحْرَاءِ الْقُفْجَاقِ مِنْ بَابِ الأَبْوَابِ، وَقَتَلُوا بِأَرْمِينِيَّةَ خَلْقًا كَثِيرًا وَسَبُوا الْحَرِيمَ.(3/791)
-خُرُوجُ إِبْرَاهِيمَ
وخرج إبراهيم بن عبد الله بن حسن، أَخُو مُحَمَّدٍ الْمَذْكُورِ بِالْبَصْرَةِ.
قَالَ مُطَهِّرُ بْنُ الْحَارِثِ: أَقْبَلْنَا مَعَ إِبْرَاهِيمَ مِنْ مَكَّةَ نُرِيدُ الْبَصْرَةَ، وَنَحْنُ عَشَرَةُ أَنْفُسٍ، فَدَخَلْنَاهَا، ثُمَّ نَزَلْنَا عَلَى يَحْيَى بْنِ زِيَادِ بْنِ حَسَّانٍ النَّبَطِيِّ.
وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: اضْطَرَّنِي الطَّلَبُ بِالْمَوْصِلِ حَتَّى جَلَسْتُ عَلَى مَوَائِدَ أَبِي جَعْفَرٍ، وَكَانَ قَدْ قَدِمَهَا يَطْلُبُنِي، فَتَحَيَّرْتُ، وَلَفَظَتْنِي الأَرْضُ، فَجَعَلْتُ لا أَجِدُ مَسَاغًا، وَوَضَعَ عَلَيَّ الطَّلَبَ وَالأَرْصَادَ، وَدَعَا يوماً بالناس إِلَى غَدَائِهِ، فَدَخَلْتُ فِي النَّاسِ، وَأَكَلْتُ، ثُمَّ خَرَجْتُ وَقَدْ كَفَّ الطَّلَبُ.
وَقَدْ جَرَتْ لِإِبْرَاهِيمَ أُمُورٌ فِي اخْتِفَائِهِ، وَرُبَّمَا وَقَعَ بِهِ بَعْضُ الأَعْوَانِ فَيَصْطَنِعَهُ وَيُطْلِقَهُ لِمَا يَعْلَمُ مِنْ جَبَرُوتِ أَبِي جَعْفَرٍ، ثُمَّ اخْتَفَى بِالْبَصْرَةِ، فَجَعَلَ يَدْعُو النَّاسَ فَيَسْتَجِيبُونَ لَهُ لِشَدَّةِ بُغْضِهِمْ لِلْمَنْصُورِ لِبُخْلِهِ وَعَسْفِهِ.
قَالَ ابْن سَعْدٍ: لَمَّا ظَهَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَغَلَبَ عَلَى الْحَرَمَيْنِ وَجَّهَ أَخَاهُ إِبْرَاهِيمَ إِلَى الْبَصْرَةِ فَدَخَلَهَا فِي أَوَّلِ رَمَضَانَ مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ فَغَلَبَ عَلَيْهَا، وَبَيَّضَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ وَنَزَعُوا السَّوَادَ، وَخَرَجَ مَعَهُ مِنَ العلماء جماعة كثيرة. ثُمَّ تَأَهَّبَ لِحَرْبِ الْمَنْصُورِ.
قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ، وَغَيْرُهُ: بَايَعَهُ نُمَيْلَةُ بْنُ مُرَّةَ، وَعَفُوُّ اللَّهِ بْنُ سُفْيَانَ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، وَعُمَرُ بْنُ سَلَمَةَ الْهُجَيْمِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى الرَّقَاشِيُّ، وَنَدَبُوا لَهُ النَّاسَ، فَأَجَابَ طَائِفَةٌ حَتَّى قَارَبُوا أَرْبَعَةَ آلافٍ، وَشُهِرَ أَمْرُهُ، وَقَالُوا لَهُ: لَوْ نَهَضْتَ إِلَى وَسَطِ الْبَصْرَةِ أَتَاكَ مَنْ أَتَاكَ، فَنَزَلَ فِي دَارِ أَبِي مَرْوَانَ النَّيْسَابُورِيِّ.
قَالَ عَفُوُّ اللَّهِ بْنُ سُفْيَانَ: أَتَيْتُ إِبْرَاهِيمَ يَوْمًا وَهُوَ مَرْعُوبٌ، فَأَخْبَرْتُهُ بِكِتَابِ أَخِيهِ أَنَّهُ ظَهَرَ بِالْمَدِينَةِ، وَأَنَّهُ يَأْمُرُهُ بِالْخُرُوجِ، فَوَجَمَ لَهَا واغتم، [ص:795] فَأَخَذْتُ أُسَهِّلُ عَلَيْهِ وَأَقُولُ: قَدِ اجْتَمَعَ لَكَ أَمْرُكَ، مَعَكَ مَضَّاءُ التَّغْلِبِيُّ وَالطُّهَوِيُّ وَالْمُغِيرَةُ، وَأَنَا، وَجَمَاعَةٌ، فَنَخْرُجُ إِلَى السِّجْنِ فِي اللَّيْلِ فَنَفْتَحُهُ، وَيُصْبِحُ مَعَكَ خَلْقٌ مِنَ النَّاسِ، فَطَابَتْ نَفْسُهُ، وَبَلَغَ ذَلِكَ الْمَنْصُورَ فَجَهَّزَ جَيْشًا إِلَى الْبَصْرَةِ، ثُمَّ سَارَ فَنَزَلَ الْكُوفَةَ لِيَكْتَفِي شَرَّ الشِّيعَةِ وَفَتْقَهُمْ.
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْحَذَّاءُ: أَلْزَمَ الْمَنْصُورُ النَّاسَ بِالسَّوَادِ، فَكُنْتُ أَرَاهُمْ يَصْبُغُونَ ثِيَابَهُمْ بِالْمِدَادِ، يَعْنِي السُّوقَةَ، ثُمَّ جَعَلَ يَحْبِسُ أَوْ يَقْتُلُ كُلَّ مَنْ يَتَّهِمُهُ بِالْكَوْفَةِ. وَكَانَ ابْنُ مَاعِزٍ الأَسَدِيُّ يُبَايِعُ لِإِبْرَاهِيمَ بِالْكَوْفَةِ سِرًّا. وَقَتَلَ الْمَنْصُورُ جَمَاعَةً كَثِيرَةً عَسْفًا وَظُلْمًا. وَكَانَ بِالْمَوْصِلِ أَلْفَا فَارِسٍ لِمَكَانِ الْخَوَارِجِ، فَطَلَبَهُمُ الْمَنْصُورُ، فَلَمَّا كَانُوا بباحمشا اعْتَرَضَ أَهْلُهَا الْعَسْكَرَ، وَقَالُوا: لا نَدَعُكُمْ تُجَاوِزُونَا لِتَنْصُرُوا أَبَا جَعْفَرٍ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، فَقَاتِلُوهُمْ، فَقُتِلَ منهم خمس مائة.
وَأَمَّا أَمِيرُ الْبَصْرَةِ سُفْيَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، فَتَهَاوَنَ فِي أَمْرِ إِبْرَاهِيمَ حَتَّى عَجَزَ، وَاتَّسَعَ الْخَرْقُ، فَبَقِيَ كُلَّمَا قِيلَ لَهُ: إِبْرَاهِيمُ خَارِجٌ لَمْ يُعَرِّجْ عَلَى قَوْلِ أَحَدٍ فَلَمَّا خَرَجَ إِبْرَاهِيمُ جَعَلَ أَصْحَابُهُ يُنَادُونَ سُفْيَانَ وَهُوَ مَحْصُورٌ: اذْكُرْ بَيْعَتَكَ فِي دَارِ الْمَخْزُومِيِّينَ، فَيُقَالُ: كَانَ مُدَاهِنًا لِإِبْرَاهِيمَ مِمَّا فِي قَلْبِهِ عَلَى الْمَنْصُورِ.
وَكَانَ ظُهُورُ إِبْرَاهِيمَ فِي أَوَّلِ رَمَضَانَ فِي اللَّيْلِ، فَصَارَ إِلَى مَقْبَرَةِ بَنِي يَشْكُرَ فِي بِضْعَةَ عَشَرَ فَارِسًا، وَقَدِمَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ أَبُو حَمَّادٍ الأَثْرَمُ فِي أَلْفَيْنِ، فَنَزَلَ الرَّحْبَةَ، فَكَانَ إِبْرَاهِيمُ أَوَّلَ شَيْءٍ أَصَابَ دَوَابَّ أُولَئِكَ الْعَسْكَرِ وَأَسْلِحَتَهُمْ، فَتَقَوَّى بِهَا، ثُمَّ صَلَّى بِالنَّاسِ الصُّبْحَ فِي الْجَامِعِ، فَتَحَصَّنَ مِنْهُ سُفْيَانُ فِي دَارِ الإِمَارَةِ، وَأَقْبَلَ الْخَلْقُ إِلَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَيْنِ نَاصِرٍ وَنَاظِرٍ: ثُمَّ نَزَلَ إِلَيْهِ سُفْيَانُ بِالأَمَانِ، وَدَخَلَ إِبْرَاهِيمُ الدَّارَ، وَعَفَا عَنِ الْجُنْدِ، وَقَيَّدَ سُفْيَانَ بِقَيْدٍ خَفِيفٍ، فَأَقْبَلَ لِحَرْبِهِ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وأخوه محمد بن سليمان، في ست مائة، فندب إبراهيم لقتالهم مَضَّاءَ بْنَ جَعْفَرٍ فِي خَمْسِينَ مِنْ بَيْنِ فَارِسٍ وَرَاجِلٍ، فَهَزَمَهُمْ مَضَّاءٌ، وَجُرِحَ مُحَمَّدُ بْنُ سليمان، ووجد إبراهيم في بيت [ص:796] المال ست مائة أَلْفٍ أَوْ أَكْثَرَ، فَفَرَّقَهَا عَلَى أَصْحَابِهِ خَمْسِينَ خَمْسِينَ، وَجَهَّزَ الْمُغِيرَةَ فِي خَمْسِينَ مُقَاتِلا إِلَى الأَهْوَازِ، فَقَدَّمَهَا وَقَدْ صَارَ مَعَهُ نَحْوُ الْمِائَتَيْنِ. وَكَانَ عَلَى الأَهْوَازِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُصَيْنِ، فَالْتَقَى الْمُغِيرَةَ فَانْكَسَرَ ابْنُ الْحُصَيْنِ، وَغَلَبَ الْمُغِيرَةُ عَلَى الأَهْوَازِ.
ثُمَّ أَرَادَ إِبْرَاهِيمُ الْمَسِيرَ إِلَى الْكُوفَةِ، وَبَعَثَ إِلَى فَارِسٍ عَمْرَو بْنَ شَدَّادٍ، فَسَارَ إِلَيْهِ مِنْ رَامَهُرْمُزَ يَعْقُوبُ بْنُ الْفَضْلِ، فَاتَّفَقَا وَغَلَبَا عَلَى إِقْلِيمِ فَارِسٍ، فَلَوْ تَوَجَّهَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى إِقْلِيمِ فَارِسٍ لَتَمَّ لَهُ الأَمْرُ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى وَاسِطٍ هَارُونَ بْنَ سَعْدٍ الْعِجْلِيَّ عِنْدَمَا قَدِمَ إِلَيْهِ مِنَ الْكُوفَةِ فَسَارَ إِلَى وَاسِطٍ، فَجَهَّزَ الْمَنْصُورُ لِحَرْبِهِ عَامِرَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْمُسْلِيَّ فِي خَمْسَةِ آلافٍ، فَكَانَ بَيْنَهُمَا حَرْبٌ، وَوَقْعَاتٌ. وَقَدْ قُتِلَ مِنْ أَهْلِ وَاسِطَ وَالْبَصْرَةِ فِي هَذِهِ الْكَائِنَةِ عَدَدٌ كَثِيرٌ، ثُمَّ تَوَادَعَ الْفَرِيقَانِ وَكَلُّوا، فَلَمَّا قُتِلَ إِبْرَاهِيمُ كَمَا سَيَأْتِي، سَارَ هَارُونُ بْنُ سَعْدٍ الْعِجْلِيُّ رَاجِعًا إِلَى الْبَصْرَةِ، فَتُوُفِّيَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَهَا، نَعَمْ، وَبَقِيَ إِبْرَاهِيمُ سَائِرَ شَهْرِ رَمَضَانَ يُنْفِذُ عُمَّالَهُ إِلَى الْبِلادِ، حَتَّى أَتَاهُ نَعْيُ أَخِيهِ مُحَمَّدٍ بِالْمَدِينَةِ، قَبْلَ الْعِيدِ بِثَلاثٍ، فَفُتَّ فِي عَضُدِهِ وبُهِتَ لِذَلِكَ، وخرج يوم العيد إلى الْمُصَلَّى فَصَلَّى بِالنَّاسِ، يُعْرَفُ فِيهِ الْحُزْنُ وَالانْكِسَارُ.
وَقِيلَ: إِنَّ الْمَنْصُورَ لَمَّا بَلَغَهُ خُرُوجُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: مَا أَدْرِي مَا أَصْنَعُ، مَا فِي عَسْكَرِي إِلا أَلْفَا رَجُلٍ! فَرَّقْتُ عَسَاكِرِي، مَعَ ابْنِي بِالرَّيِّ ثَلاثُونَ أَلْفًا، وَمَعَ مُحَمَّدِ بْنِ أَشْعَثَ بِأَفْرِيقِيَّةَ أَرْبَعُونَ أَلْفًا، وَمَعَ عِيسَى بْنِ مُوسَى بِالْحِجَازِ سِتَّةُ آلافٍ، وَلَئِنْ سَلِمْتُ مِنْ هَذِهِ لا يُفَارِقُنِي ثَلاثُونَ أَلْفَ فَارِسٍ، ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ أَنْ قَدِمَ عَلَيْهِ عِيسَى مِنَ الْحِجَازِ مَنْصُورًا، فَوَجَّهَهُ عَلَى النَّاسِ لِحَرْبِ إِبْرَاهِيمَ، وَكَتَبَ إِلَى سَلْمِ بْنِ قُتَيْبَةَ فَقَدِمَ إِلَيْهِ مِنَ الرَّيِّ. قَالَ سَلْمٌ: فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَى الْمَنْصُورِ قَالَ لِي: خَرَجَ ابْنَا عَبْدِ اللَّهِ، فَاعْمِدْ إِلَى إِبْرَاهِيمَ، وَلا يُرْعِبُكَ جَمْعُهُ فَوَاللَّهِ إِنَّهُمَا جَمَلا بَنِي هَاشِمٍ الْمَقْتُولانِ فَابْسُطْ يَدَكَ وَثِقْ.
وَكَتَبَ سَلْمٌ إِلَى الْبَصْرَةِ يُلاطِفُهُمْ فَلَحِقَتْ بِهِ بَاهِلَةُ، فَاسْتَحَثَّ الْمَنْصُورُ ابْنَهُ لِيُجَهِّزَ خَازِمَ بْنَ خُزَيْمَةَ إِلَى الأَهْوَازِ، فَسَارَ بِأَرْبَعَةِ آلافِ فَارِسٍ، فَفَرَّ مِنْهُ الْمُغِيرَةُ إِلَى الْبَصْرَةِ، وَدَخَلَ خَازِمٌ الأَهْوَازَ فَأَبَاحَهَا ثَلاثًا، لِكَوْنِهِمْ نَزَعُوا الطَّاعَةَ، وَمَكَثَ الْمَنْصُورُ لا يَأْوِي إِلَى فِرَاشِهِ نَيِّفًا وخمسين ليلة. [ص:797]
قال حجاج بن قتيبة بن مسلم: دَخَلْتُ عَلَى الْمَنْصُورِ تِلْكَ الأَيَّامِ وَقَدْ جَاءَهُ فَتْقُ الْبَصْرَةِ وَفَارِسَ، وَوَاسِطَ وَالْمَدَائِنِ، وَهُوَ مُطْرِقٌ يتمثل:
ونصبت نفسي للرماح دريئة ... إِنَّ الرَّئِيسَ لِمِثْلِ ذَاكَ فَعُولُ
وَمَا أَظُنُّهُ يقدر على رد السلام، لِلْفُتُوقِ الْمُحِيطَةِ بِهِ، وَلِمِائَةِ أَلْفِ سَيْفٍ كَامِنَةٍ بالكوفة يَنْتَظِرُونَ صَيْحَةً فَيَثِبُونَ، فَوَجَدْتُهُ صَقْرًا أَحْوَذِيًّا مُشَمِّرًا، قَدْ قَامَ إِلَى مَا نَزَلَ بِهِ مِنَ النَّوَائِبِ يَمْرُسُهَا وَيَعْرُكُهَا.
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَدِينِيِّ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ إِبْرَاهِيمَ إِلَى بِاخَمْرَا فَعَسْكَرْنَا بِهَا، فَأَتَانَا لَيْلَةً، فَقَالَ: انْطَلِقْ بِنَا نَطُوفُ فِي عَسْكَرِنَا، قَالَ: فَسَمِعَ أَصْوَاتِ طَنَابِيرَ وَغِنَاءً، فَرَجَعَ، ثُمَّ أَتَانِي لَيْلَةً أُخْرَى، فَانْطَلَقْنَا فَسَمِعْنَا مِثْلَ ذَلِكَ فَرَجَعَ وَقَالَ: مَا أَطْمَعُ فِي نَصْرِ عَسْكَرٍ فِيهِ مِثْلُ هَذَا.
وَعَنْ دَاوُدَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: أَحْصَى دِيوَانَ إِبْرَاهِيمَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ مِائَةُ أَلْفِ مُقَاتِلٍ.
وَقَالَ آخَرُ: بَلْ كَانَ مَعَهُ عَشَرَةُ آلافٍ، وَهَذَا أَشْبَهُ.
وَكَانَ مَعَ عِيسَى بْنِ مُوسَى خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفًا، وَعَلَى طَلائِعِهِ حُمَيْدُ بْنُ قَحْطَبَةَ فِي ثَلاثَةِ آلافٍ. وَأَمَّا إِبْرَاهِيمَ فَأَشَارُوا عَلَيْهِ أَنْ يَسْلُكَ غَيْرَ الدَّرْبِ، فيبغت الكوفة، فقال: بل أبيت عِيسَى.
وَعَنْ هُرَيْمٍ قَالَ: قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ: إِنَّكَ غَيْرُ ظَاهِرٍ عَلَى الْمَنْصُورِ حَتَّى تَأْتِي الْكُوفَةَ، فَإِنْ صَارَتْ لَكَ بَعْدَ تَحَصُّنِهِ بِهَا، لَمْ تَقُمْ لَهُ بَعْدَهَا قَائِمَةٌ، وَإِلا فَدَعْنِي أَسِيرُ إِلَيْهَا فَأَدْعُو إِلَيْكَ سِرًّا، ثُمَّ أَجْهَرُ، فَإِنَّهُمْ إِنْ سَمِعُوا دَاعِيًا أَجَابُوهُ، وَإِنْ سَمِعَ الْمَنْصُورُ هَيْعَةً بِأَرْجَاءِ الْكُوفَةِ طَارَ إِلَى حُلْوَانَ، فَقَالَ: [ص:798] لا نأمن أن تجيبك مِنْهُمْ طَائِفَةٌ فَتَطَأُ خَيْلُ الْمَنْصُورِ الصَّغِيرَ وَالْكَبِيرَ، فَتَكُونُ قَدْ تَعَرَّضَتْ لِمَأْثَمٍ، فَقُلْتُ: خَرَجْتَ لِقِتَالِ الْمَنْصُورِ، وَأَنْتَ تَتَوَقَّى قَتْلَ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ؟ أَلَيْسَ قَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُوَجِّهُ السَّرِيَّةَ فَتُقَاتِلُ، فَيَكُونُ فِي ذَلِكَ نَحْوُ مَا كَرِهْتَ فَقَالَ: أُولَئِكَ مُشْرِكُونَ، وَهَؤُلاءِ أَهْلُ قِبْلَتِنَا.
وَلَمَّا نَزَلَ بَاخَمْرَا كَتَبَ إِلَيْهِ سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ: إِنَّكَ قَدْ أَصْحَرْتَ وَمِثْلُكَ أَنْفَسُ بِهِ عَلَى الْمَوْتِ، فَخنْدِقْ عَلَى نَفْسِكَ، فَإِنْ كُنْتَ لَمْ تَفْعَلْ، فَقَدْ أَعْرَى الْمَنْصُورُ عَسْكَرَهُ، فَخِفَّ فِي طَائِفَةٍ حَتَّى تَأْتِيَهُ فَتَأْخُذُ بِقَفَاهُ، فَعَرَضَ ذَلِكَ إِبْرَاهِيمُ عَلَى قُوَّادِهِ فَقَالُوا: أنخندق عَلَى نُفُوسِنَا وَنَحْنُ ظَاهِرُونَ عَلَيْهِمْ؟ وَاللَّهِ لا نَفْعَلُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَنَأْتِيهِ وَهُوَ فِي أيْدِينَا مَتَى أَرَدْنَا؟ وَقَالَ آخَرُ: لَمَّا الْتَقَى الْجَمْعَانِ قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ: إِنَّ الصَّفَّ إِذَا انْهَزَمَتْ تَعْبِئَتُهُ تَدَاعَى، فَاجْعَلْنَا كَرَادِيسَ، فَإِنِ انْهَزَمَ كُرْدُوسٌ ثَبَتَ كُرْدُوسٌ، فَتَنَادَى أَصْحَابُهُ: لا لا، إِلا تَعْبِئَةَ أهل الإسلام وَقِتَالِهِمْ {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا}.
وَقَالَ آخَرُ: أَتَيْتُ إِبْرَاهِيمَ فَقُلْتُ: إِنَّهُمْ مُصْبِحُوكَ بِمَا يَسُدُّ عَلَيْكَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ فِي السِّلاحِ وَالْكُرَاعِ، وَإِنَّمَا مَعَكَ رِجَالٌ عُرَاةٌ، فَدَعْنَا نُبَيِّتُهُمْ، فَقَالَ: إِنِّي أَكْرَهُ الْقَتْلَ. فَقُلْتُ: تُرِيدُ الْمُلْكَ وَتَكْرَهُ الْقَتْلَ، وَالْتَقَوْا بِبَاخَمْرَا، وَهِيَ عَلَى يَوْمَيْنِ مِنَ الْكُوفَةِ، فَاشْتَدَّ الْحَرْبُ، وَالْتَحَمَ الْقِتَالُ، فَانْهَزَمَ حُمَيْدُ بْنُ قَحْطَبَةَ، وَكَانَ عَلَى الْمُقَدِّمَةِ، فَانْهَزَمَ الْجَيْشُ، فَنَاشَدَهُمْ عِيسَى بْنُ مُوسَى اللَّهَ تَعَالَى، وَمَرَّ النَّاسُ، فَثُبِتَ عِيسَى فِي مِائَةِ فَارِسٍ مِنْ خَوَاصِّهِ، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ تَنَحَّيْتَ فَقَالَ: لا أَزُولُ حَتَّى أُقْتَلَ أَوْ أَفْتَحَ، وَلا يُقَالُ انْهَزَمَ.
وَعَنْ عِيسَى قَالَ: لَمَّا رَأَى الْمَنْصُورُ تَوْجِيهِي إِلَى إِبْرَاهِيمَ قَالَ: إِنَّ الْمُنَجِّمِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ لاقِيهِ، وَإِنَّ لَكَ جَوْلَةٌ، ثُمَّ يَفِيءُ إِلَيْكَ أَصْحَابُكَ فَكَانَ كَمَا قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي وَمَا مَعِي ثَلاثَةٌ أَوْ أَرْبَعَةٌ فَقَالَ غُلامِي عَلامَ تَقْفُ؟ فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لا يَنْظُرُ إِلَيَّ أَهْلُ بَيْتِي مُنْهَزِمًا، ثُمَّ كَانَ أَكْثَرُ مَا عِنْدِي أَنْ [ص:799] أَقُولَ لِمَنْ مَرَّ بِي مِنَ الْمُنْهَزِمِينَ: أَقْرِئُوا أَهْلَ بَيْتِي السَّلامَ وَقُولُوا: إِنِّي لَمْ أَجِدْ فِدَاءً أَفْدِيكُمْ بِهِ أَعَزَّ عَلَيَّ مِنْ نَفْسِي، وقد بذلتها لكم، فأنا لكذلك، إذ صمد ابْنَا سُلَيْمَانَ لِإِبْرَاهِيمَ فَخَرَجَا مِنْ وَرَائِهِ فَنَظَرَ أَصْحَابُ إِبْرَاهِيمَ فَإِذَا الْقِتَالُ مِنْ وَرَائِهِمْ فَكَرُّوا فَرَكِبْنَا أَعْقَابَهُمْ، فَلَوْلا ابْنَا سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ لافْتَضَحْنَا، وَكَانَ مِنْ صُنْعِ اللَّهِ أَنَّ أَصْحَابَنَا لَمَّا انْهَزَمُوا اعْتَرَضَ لَهُمْ نَهْرٌ دُونَ ثِنْيَتَيْنِ عَالِيَتَيْنِ، فَحَالَتَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْفُرَاتِ، وَلَمْ يَجِدُوا مَخَاضَةً، فَكَرُّوا رَاجِعِينَ بِأَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ انْهَزَمَ أَصْحَابُ إبراهيم، فثبت هو في نحو من خمس مائة. وَقِيلَ: بَلْ ثَبَتَ فِي سَبْعِينَ رَجُلا، ثُمَّ حَمَلَ حُمَيْدُ بْنُ قَحْطَبَةَ فِي طَائِفَةٍ مَعَهُ، وَقَاتَلُوا قِتَالا شَدِيدًا، حَتَّى إِنَّ الْفَرِيقَيْنِ قَتَلُوا بعضهم بعضاً، وجعل حميد يبعث بالرؤوس إِلَى بَيْنِ يَدَيْ عِيسَى، وَثَبَتُوا عَامَّةَ يَوْمِهِمْ يَقْتَتِلُونَ، إِلَى أَنْ جَاءَ سَهْمُ غَرْبٍ لا يُدْرَى مَنْ رَمَى بِهِ، فَوَقَعَ فِي حَلْقِ إِبْرَاهِيمَ، فَتَنَحَّى عَنْ مَوْقِفِهِ، فَأَنْزَلُوهُ، وَهُوَ يَقُولُ: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا}. أَرَدْنَا أَمْرًا وَأَرَادَ اللَّهُ غَيْرَهُ، فَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ يَحْمُونَهُ، فَأَنْكَرَ حُمَيْدٌ اجْتِمَاعَهُمْ، وَأَمَرَ فَحَمَلُوا عَلَيْهِ، فَقَاتَلُوا أَشَدَّ قِتَالٍ يَكُونُ، حَتَّى انْفَرَجُوا عَنْ إِبْرَاهِيمَ، فَنَزَلَ أَصْحَابُ حُمَيْدٍ، فَاحْتَزُّوا رَأْسَ إِبْرَاهِيمَ، وَأُتِيَ بِهِ عِيسَى، فَنَزَلَ وَسَجَدَ لِلَّهِ، وَبَعَثَ بِهِ إِلَى الْمَنْصُورِ، وَذَلِكَ لِخَمْسِ بَقَيْنَ مِنْ ذِي الْقِعْدَةِ، وَعُمْرُهُ ثَمَانٍ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً.
وَقِيلَ: كَانَ عَلَيْهِ قَبَاءٌ زَرَدٌ، فَآذَاهُ الْحَرُّ، فَحَلَّ إِزَارَهُ، وحسر عن صدره، فأصاب صَدْرَهُ نَشَّابَةٌ، فَاعْتَنَقَ فَرَسَهُ، وَكَرَّ رَاجِعًا، وَوَصَلَ أَوَائِلُ الْمُنْهَزِمِينَ مِنْ عَسْكَرِ الْمَنْصُورِ إِلَى الْكُوفَةِ، فَتَهَيَّأَ الْمَنْصُورُ لِلْهَرَبِ، وَأَعَدَّ النَّجَائِبَ لِيَذْهَبَ إِلَى الرَّيِّ، فَيُقَالَ: إِنَّ نُوبِخْتَ الْمُنَجِّمَ دَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: الظَّفَرُ لَكَ، وَسَيُقْتَلُ إِبْرَاهِيمُ، فَلَمْ يَقْبَلْ مِنْهُ، فَقَالَ: احبِسْنِي عِنْدَكَ، فَإِنْ لَمْ يُقْتَلْ إِبْرَاهِيمُ وَإِلا فَاقْتُلْنِي، فَبَاتَ طَائِرَ اللُّبِّ، فَلَمَّا كَانَ الصَّبَاحُ أُتِيَ بِرَأْسِ إِبْرَاهِيمَ، فَتَمَثَّلَ بَيْتَ مُعَقِّرٍ الْبَارِقِيِّ:
فَأَلْقَتْ عَصَاهَا وَاسْتَقَرَّ بِهَا النَّوَى ... كَمَا قَرَّ عَيْنًا بِالإِيَّابِ الْمُسَافِرُ
قَالَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ: صَلَّى إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِيدَ بِالنَّاسِ أَرْبَعًا، [ص:800] وَخَرَجَ مَعَهُ أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ، وَعَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، وَهُشَيْمٌ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ فِي طَائِفَةٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَلَمْ يَخْرُجْ مَعَهُ شُعْبَةُ، وَكَانَ أَبُو حَنِيفَةَ يُجَاهِرُ فِي أَمْرِهِ وَيَأْمُرُ بِالْخُرُوجِ. وَحَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ: مَا كَانَ بِالْبَصْرَةِ أَحَدٌ إِلا وَقَدْ تَغَيَّرَ أَيَّامَ إِبْرَاهِيمَ إِلا ابْنَ عَوْنٍ. وَحَدَّثَنِي مَيْسُورُ بْنُ بَكْرٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الْوَارِثِ يَقُولُ: فَأَتَيْنَا شُعْبَةَ فَقُلْنَا: كَيْفَ ترى؟ قال: أرى أَنْ تَخْرُجُوا وَتُعِينُوهُ، فَأَتَيْنَا هِشَامَ بْنَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ فَلَمْ يُجِبْنَا بِشَيْءٍ، فَأَتَيْنَا سَعِيدَ بْنَ أَبِي عَرُوبَةَ فَقَالَ: مَا أَرَى بَأْسًا أَنْ يَدْخُلَ رَجُلٌ مَنْزِلَهُ، فَإِنْ دَخَلَ عَلَيْهِ داخل قاتله.
وقال عمر بن شبة: حدثنا خلاد بن يزيد الْبَاهِلِيُّ، سَمِعَ شُعْبَةَ بْنَ الْحَجَّاجِ يَقُولُ: بَاخَمْرَا بَدْرٌ الصُّغْرَى. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ: هِيَ وَقْعَةُ إِبْرَاهِيمَ، وَهِيَ بِإِزَاءِ هَزَابَانَ دَاخِلَ الصَّحْرَاءِ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: فَلَمَّا قُتِلَ إِبْرَاهِيمُ، هَرَبَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ بَحْرًا وَبَرًّا، وَاسْتَخْفَى النَّاسُ، وَقُتِلَ مَعَهُ بَشِيرٌ الرَّحَّالُ الأَمِيرُ، وَجَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ: خَرَجَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ خَلْقٌ، وَجَمِيعُ أَهْلِ وَاسِطٍ، وَابْنَا هُشَيْمٍ، وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّحَّانُ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَغَيْرُهُمْ.(3/794)
-سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّيَ أَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْحُمْرَانِيُّ، وَالْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ الْمَدَنِيِّ. وَحَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ بِخُلْفٍ. وَسِنَانٌ الرُّهَاوِيُّ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ الْمَدَنِيُّ. وَعَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ. وَمُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ. وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى الأَسْلَمِيُّ. وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَلَى الصَّحِيحِ. [ص:801]
وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ الرُّهَاوِيُّ.
وَفِي صَفَرٍ مِنْهَا، تَحَوَّلَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ، فَنَزَلَ بِبَغْدَادَ قَبْلَ اسْتِتْمَامِ بِنَائِهَا. وَكَانَ خَالِدُ بْنُ بَرْمَكٍ مِمَّنْ أَشَارَ عَلَيْهِ بِإِنْشَائِهَا، وَنَقَلَ إِلَيْهَا خَمْسَةَ أَبْوَابٍ كَانَتْ عَلَى وَاسِطٍ، عَظِيمَةً، فَعَمِلَ لِبَغْدَادَ أَرْبَعَةَ أَبْوَابٍ، كُلُّ بَابٍ دَاخِلُهُ بَابٌ آخَرُ. وَبُنِيَتْ مُسْتَدِيرَةً، وَأُنْشِئَتْ دَارُ الإِمَارَةِ فِي وَسَطِهَا، وَعَمِلُوا لَهَا سُورَيْنِ.
وَقِيلَ: إِنَّ الْحَجَّاجَ بْنَ أَرْطَأَةَ هُوَ الَّذِي اخْتَطَّ جَامِعَهَا، فَقِيلَ: إِنَّ قِبْلَتَهَا مُنْحَرِفَةً، وَكَانَ لا يَدْخُلُ أَحَدٌ الْمَدِينَةَ رَاكِبًا، فَشَكَا إِلَى الْمَنْصُورِ عَمَّهُ عِيسَى بْنَ عَلِيٍّ أَنَّ الْمَشْيَ يَشُقُّ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَأْذَنْ لَهُ.
ثُمَّ بَعْدَ مُدَّةٍ أَمَرَ الْمَنْصُورُ بِإِخْرَاجِ الأَسْوَاقِ مِنَ الْمَدِينَةِ خَوْفًا مِنْ مَبِيتِ صَاحِبٍ خَبَرٍ بِهَا، فَبُنِيَتِ الْكَرْخُ وَبَابُ الْمُحَوَّلِ، وَغَيْرُ ذَلِكَ. وَظَهَرَ شُحُّ الْمَنْصُورِ فِي بِنَاءِ بَغْدَادَ، وَبَالَغَ فِي الْمُحَاسَبَةِ، حَتَّى قَالَ خَالِدُ بْنُ الصَّلْتِ وَكَانَ عَلَى بِنَاءِ رَبْعٍ مِنْ بَغْدَادَ رَفَعْتُ إِلَيْهِ الْحِسَابَ فبقيت علي خمسة عشر درهماً فحبسني حَتَّى أَدَّيْتُهَا.
فَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ الرَّبِيعِ أَنَّ الْمَنْصُورَ لَمَّا فَرَغَ مِنْ بِنَاءِ قَصْرِهِ بِالْمَدِينَةِ، طَافَ بِهِ، فَأَعْجَبَهُ، لَكِنَّهُ اسْتَكْثَرَ النَّفَقَةَ، فَقَالَ لِي: أَحْضِرْ بَنَّاءً فَارِهًا، فَأَحْضَرْتُ بَنَّاءً فَقَالَ: كَيْفَ عَمِلْتَ لَنَا فِي هَذَا الْقَصْرِ؟ وَكَمْ أَخَذْتَ لِكُلِّ أَلْفِ آجُرَّةِ؟ فَبَقِيَ الْبَنَّاءُ لا يَقْدِرُ أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهِ مَخَافَةَ المسيب الذي كان على العمل، فقال: ما لك سَاكِتٌ؟ قَالَ: لا عِلْمَ لِي، قَالَ: وَيْحَكَ قُلْ وَأَنْتَ آمِنٌ، قَالَ: وَاللَّهِ لا أَقِفُ عَلَيْهِ وَلا أَدْرِيهِ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ وَقَالَ: تَعَالَ لا علمك اللَّهُ خَيْرًا، وَأَدْخَلَهُ الْحُجْرَةَ الَّتِي اسْتَحْسَنَهَا، وَقَالَ: ابْنِ لِي طَاقًا يَكُونُ شَبِيهًا بِالْبَيْتِ لا تَدْخُلُ فِيهِ خَشَبًا، قَالَ: نَعَمْ، فَأَقْبَلَ عَلَى الْبَنَّاءِ، ثُمَّ أَقْبَلَ يُحْصِي جَمِيعَ مَا يَدْخُلُ فِي الطَّاقِ مِنَ الآجُرِّ وَالْحَصَى، فَفَرَغَ فِي يَوْمَيْنِ، وَدَعَا الْمُسَيِّبَ فَقَالَ: ادْفَعْ إِلَيْهِ أَجْرَهُ عَلَى حِسَابِ مَا عَمِلَ مَعَكَ، فَأَعْطَاهُ خَمْسَةَ دَرَاهِمَ، فَاسْتَكْثَرَ ذَلِكَ الْمَنْصُورُ، فَقَالَ: لا أَرْضَى بِذَلِكَ، فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى نَقَصَهُ دِرْهَمًا، ثُمَّ إِنَّهُ أَخَذَ الْوُكَلاءَ وَالْمُسَيِّبُ بِحِسَابِ مَا أَنْفَقُوا على [ص:802] نِسْبَةِ ذَلِكَ، حَتَّى فَضَّلَ عَلَى الْمُسَيِّبِ سِتَّةَ آلافِ دِرْهَمٍ، فَأَخَذَهَا مِنْهُ، فَانْظُرْ إِلَى هَذَا الْبُخْلِ وَالْحِرْصِ مِنْ مَلِكِ الدُّنْيَا فِي زَمَانِهِ.
وَفِيهَا عُزِلَ عَنِ الْمَدِينَةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الرَّبِيعِ، وَوَلِيَهَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ.
وَقَالَ الْوَلِيدُ بن مسلم: فيها غزوت قبرص مَعَ الْعَبَّاسِ بْنِ سُفْيَانَ الْخَثْعَمِيِّ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.(3/800)
-سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
فِيهَا تُوُفِّيَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ، وَحَبِيبُ بْنُ صَالِحٍ الْحِمْصِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ سُلَيْمٍ قَاضِي حِمْصٍ، وَالصَّلْتُ بْنُ بَهْرَامٍ الْكُوفِيُّ، وَطَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى التَّيْمِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ فِي قَوْلٍ، وَعَمُّ الْمَنْصُورِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بْنُ مَيْمُونَ بْنِ مَهْرَانَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ الأَسْوَدِ بِخُلْفٍ، وَعُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ الأَزْدِيُّ، وَقُرَّةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَيْوِيلٍ، وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ بِالْبَصْرَةِ، وَأَبُو جَنَابٍ الْكَلْبِيُّ يَحْيَى بْنُ أَبِي حَيَّةَ فِي قَوْلٍ، وَيَزِيدُ بْنُ حَازِمٍ أَخُو جَرِيرٍ.
وَفِيهَا بَدَّعَتِ التُّرْكُ بِنَاحِيَةِ أَرْمِينِيَّةِ، وَقَتَلُوا أُمَمًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَدَخَلُوا تَفْلِيسَ، وَكَانَ حرب بن عبد الله الريوندي الَّذِي تُنْسَبُ إِلَيْهِ الْحَرْبِيَّةُ مِنْ بَغْدَادَ، مُقِيمًا بِالْمَوْصِلِ فِي أَلْفَيْنِ، لِمَكَانِ الْخَوَارِجِ الَّذِينَ بِالْجَزِيرَةِ، وَكَانَ الْمَنْصُورُ قَدْ وَجَّهَ إِلَى الْمَوْصِلِ جِبْرِيلَ بْنَ يَحْيَى فِي عَسْكَرٍ، فَانْضَمُّوا كُلُّهُمْ وَقَصَدُوا التُّرْكَ فَالْتَقَوْا، فَانْهَزَمَ جِبْرِيلُ، وَقُتِلَ حَرْبٌ.
وَذَكَرَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِيُّ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ الْمَنْصُورَ حَجَّ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ. وَعَزَلَ عَنِ الْكُوفَةِ عِيسَى بْنَ مُوسَى، وَطَلَبَهُ إِلَى بَغْدَادَ، فَدَفَعَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ سِرًّا، ثُمَّ قَالَ: يَا عِيسَى، إِنَّ هَذَا أَرَادَ أَنْ يُزِيلَ النِّعْمَةَ عَنِّي وَعَنْكَ، وَأَنْتَ وَلِيُّ عَهْدِي بَعْدَ الْمَهْدِيِّ، وَالْخِلافَةُ صَائِرَةٌ إِلَيْكَ، فَخُذْهُ [ص:803] وَاقْتُلْهُ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَخُورَ أَوْ تَضْعُفَ، وَسَلِّمْهُ إِلَيْهِ، ثُمَّ كَتَبَ إِلَيْهِ غَيْرَ مَرَّةٍ مِنْ طُرُقِ الْحَجِّ يَسْأَلُهُ: مَا فَعَلْتَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: قَدْ أَنْفَذْتَ مَا أَمَرْتَ بِهِ، فَلَمْ يَشُكَّ أَنَّهُ قَتَلَهُ، وَكَانَ عِيسَى قَدْ سَتَرَهُ عِنْدَهُ، وَدَعَا كَاتِبَهُ يُونُسَ بْنَ فَرْوَةَ فَقَالَ: مَا تَرَى؟ قَالَ: أَمَرَكَ بِقَتْلِهِ سِرًّا، وَيَدَّعِيهِ عَلَيْكَ عَلانِيَةً، ثُمَّ يُقَيِّدُكَ بِهِ. قَالَ: فَمَا الرَّأْيُ؟ قَالَ: أُستُرْهُ وَاخْفِهِ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَنْصُورَ دَسَّ إِلَى عُمُومَتِهِ مَنْ يُحَرِّكُهُمْ عَلَى مَسْأَلَةِ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ، فَكَلَّمُوا الْمَنُصوَر، فَقَالَ: عَلَيَّ بِعِيسَى، فَأَتَاهُ، فَقَالَ: قَدْ عَلِمْتَ أَنِّي دَفَعْتُ إِلَيْكَ عَمِّي لِيَكُونَ فِي مَنْزِلِكَ، قَالَ قَدْ فَعَلْتُ، قَالَ: قَدْ كَلَّمَنِي فِيهِ أَعْمَامِي، فرأيت الصفح عنه، فقال: أولم تَأْمُرْنِي بِقَتْلِهِ؟ قَالَ: لا، قَالَ: قَدْ أَمَرْتَنِي بِقَتْلِهِ!. قَالَ: كَذَبْتَ، فَقَالَ لِعُمُومَتِهِ إِنَّ هَذَا قَدْ أَقَرَّ لَكُمْ بِقَتْلِ أَخِيكُمْ قَالُوا: فَادْفَعْهُ إِلَيْنَا نَقْتُلُهُ بِهِ قَالَ: فَشَأْنُكُمْ بِهِ، فَأَخْرَجُوهُ إِلَى الرَّحْبَةِ، وَاجْتَمَعَ النَّاسُ، وَشَهَرَ الأَمْرُ، فَقَامَ أَحَدُهُمْ، وَشَهَرَ سَيْفَهُ، فَقَالَ لَهُ عِيسَى: أَفَاعِلٌ أنت؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: لا تَعْجَلُوا، ثُمَّ أَحْضَرَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِيٍّ وَقَالَ لِلْمَنْصُورِ: شَأْنُكَ بِعَمِّكَ، قَالَ: فَأَدْخِلُوهُ حَتَّى أَرَى فِيهِ رَأْيِي، فجعله في بيت، ثم كان من أَمْرُهُ مَا كَانَ.
وَفِيهَا خَلَعَ الْمَنْصُورُ قَبْلَ ذَلِكَ مِنْ وِلايَةِ الْعَهْدِ بَعْدَهُ عِيسَى بْنَ مُوسَى، الَّذِي حَارَبَ لَهُ الأَخَوَيْنَ إِبْرَاهِيمَ، وَمُحَمَّدًا، وَظَفَرَ بِهِمَا، وَتَوَطَّدَ مُلْكُ الْمَنْصُورِ بِهِمَّةِ عِيسَى، فَكَافَأَهُ وَخَلَعَهُ مُكْرَهًا مِنْ وِلايَةِ الْعَهْدِ، وَقَدَّمَ عَلَيْهِ وَلَدَهُ الْمَهْدِيَّ، فَقِيلَ: إِنَّهُ أَرْضَى عِيسَى بِأَنْ جَعَلَهُ وَلِيَّ الْعَهْدِ بَعْدَ ابْنِهِ الْمَهْدِيِّ.
وَكَانَ السَّفَّاحُ لَمَّا احْتَضَرَ جَعَلَ الْخِلافَةَ لِلْمَنْصُورِ، ثُمَّ بَعْدَهُ لِعِيسَى، وَقَدْ لاطَفَهُ الْمَنْصُورُ، وَكَلَّمَهُ بِأَلْيَنِ الْكَلامِ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَكَيْفَ بِالأَيْمَانِ وَالْعُهُودِ وَالْمَوَاثِيقِ الَّتِي عَلَيَّ وَعَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَلَمَّا رَأَى الْمَنْصُورُ امْتِنَاعَهُ تَغَيَّرَ لَهُ، وَأَعْرَضَ عَنْهُ، وَجَعَلَ يُقَدِّمُ الْمَهْدِيَّ عَلَيْهِ فِي الْمَجَالِسِ، ثُمَّ شَرَعَ الْمَنْصُورُ يَدُسُّ مَنْ يَحْفُرُ عَلَيْهِ بَيْتَهُ لِيَسْقُطَ عَلَيْهِ، فَجَعَلَ يَتَحَفَّظُ وَيَتَمَارَضُ.
وَقِيلَ: بَلْ سَقَاهُ الْمَنْصُورُ فَاسْتَأْذَنَ فِي الذَّهَابِ إِلَى الْكُوفَةِ لِيَتَدَاوَى، [ص:804] وَكَانَ الَّذِي جَرَّأَهُ عَلَى ذَلِكَ طَبِيبُهُ بَخْتَيَشُوعُ، وَقَالَ لَهُ: وَاللَّهِ مَا أَجْسُرُ عَلَى مُعَالَجَتِكَ، وَمَا آمَنُ عَلَى نَفْسِي، فَأَذِنَ لَهُ الْمَنْصُورُ، وَبَلَغَتِ الْعِلَّةُ مِنْ عِيسَى كُلَّ مَبْلَغٍ، حَتَّى تَمَعَّطَ شَعْرُهُ، ثُمَّ إِنَّهُ نَصَلَ مِنْ عِلَّتِهِ، ثُمَّ سَعَى مُوسَى وَلَدُ عِيسَى بْنُ مُوسَى فِي أَنْ يُطِيعَ أَبُوهُ الْمَنْصُورَ، خَوْفًا عَلَيْهِ مِنْهُ وَعَلَى نَفْسِهِ، وَدَبَّرَ حِيلَةً أَوْحَاهَا إِلَى الْمَنْصُورِ، فَقَالَ: مُرْ بِخَنْقِي قُدَّامَ أَبِي إِنْ لَمْ يَخْلَعْ نَفْسَهُ، قَالَ: فَبَعَثَ الْمَنْصُورُ، مَنْ فَعَلَ بِهِ ذَلِكَ، فَصَاحَ أَبُوهُ وَأَذْعَنَ بِخَلْعِ نَفْسِهِ، وَقَالَ: هَذِهِ يَدِي بِالْبَيْعَةِ لِلْمَهْدِيِّ، وَأُشْهِدُكَ أَنَّ نُسْوَانِي طَوَالِقُ، وَعَبِيدِي أَحْرَارٌ، وَمَا أَمْلِكُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.
وَقِيلَ: إِنَّ الْمَنْصُورَ لَمَّا أراد البيعة لِلْمَهْدِيِّ بِالْعَهْدِ، تَكَلَّمَ الْجُنْدُ فِي ذَلِكَ فَكَانَ عِيسَى إِذَا رَكِبَ يُسْمِعُونَهُ مَا يَكْرَهُ، فَشَكَاهُمْ إِلَى الْمَنْصُورِ، فَلَمْ يَمْنَعْ فِي الْبَاطِنِ، وَمَنَعَ فِي الظَّاهِرِ، فَأَسْرَفُوا، حَتَّى خَلَعَ الرَّجُلُ نَفْسَهُ.
وَقِيلَ: إِنَّ خَالِدَ بْنَ بَرْمَكٍ مَضَى إِلَيْهِ فِي ثَلاثِينَ نَفْسًا بِرِسَالَةِ الْمَنْصُورِ، فَامْتَنَعَ، فَجَاءَ خَالِدٌ وَقَالَ: قَدْ خَلَعَ نَفْسَهُ، وَاسْتَشْهَدَ أُولَئِكَ الثَّلاثِينَ، فَشَهِدُوا عَلَيْهِ.
وَقِيلَ: بَلْ بَذَلَ لَهُ المنصور على خلع نفسه خمس مائة أَلْفِ دِينَارٍ حَتَّى فَعَلَ.
وَفِيهَا اسْتَعْمَلَ الْمَنْصُورُ محمد ابن السَّفَّاحِ عَلَى الْبَصْرَةِ، فَاسْتَعْفَى مِنْهَا، فَأَعْفَاهُ، وَانْصَرَفَ إِلَى بَغْدَادَ فَمَاتَ بِهَا.(3/802)
-سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
فِيهَا تُوُفِّيَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ، وَسُلَيْمَانُ الأَعْمَشُ، وَشِبْلُ بْنُ عَبَّادٍ مُقْرِئُ مَكَّةَ، وَزَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ فِي قَوْلٍ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ بِمِصْرَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ، وَعَبْدُ الْجَلِيلِ بْنُ حُمَيْدٍ الْيَحْصُبِيُّ، وَعَمَّارُ بْنُ سَعْدٍ الْمِصْرِيُّ، وَالْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى الْقَاضِي، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَجْلانَ الْمَدِينِيُّ الْفَقِيهُ، ومحمد بن الوليد الزبيدي الفقيه، ونعيم بن حَكِيمٍ الْمَدَائِنِيُّ، وَأَبُو زُرْعَةَ يَحْيَى السَّيْبَانِيُّ. [ص:805]
وَفِيهَا حَجَّ بِالنَّاسِ جَعْفَرُ بْنُ الْمَنْصُورِ، وَتَوَجَّهَ حُمَيْدُ بْنُ قَحْطَبَةَ إِلَى ثَغْرِ أَرْمِينِيَّةَ، فَلَمْ يَلْقَ بَأْسًا، وَتَوَطَّدَتِ الْمَمَالِكُ لِلْمَنْصُورِ، وَعَظُمَتْ هَيْبَتُهُ فِي النُّفُوسِ، وَدَانَتْ لَهُ الأَمْصَارُ، وَلَمْ يَبْقَ خَارِجًا عَنْهُ سِوَى جَزِيرَةِ الأَنْدَلُسِ فَقَطْ، فَإِنَّهَا غَلَبَ عَلَيْهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الدَّاخِلُ الْمَرْوَانِيُّ، لَكِنَّهُ لَمْ يَتَلَّقَبَ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بَلْ بِالأَمِيرِ فَقَطْ، وَكَذَلِكَ بَنُوهُ.(3/804)
-سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
فِيهَا تُوُفِّيَ ثَابِتُ بْنُ عُمَارَةَ بِخُلْفٍ، وَزَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ فِي قَوْلٍ، وَسَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ الْبَاهِلِيُّ الأَمِيرُ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ يَزِيدَ الْجُذَامِيُّ، وَكَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ التميمي، وَالْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الأَشْعَثِ الْخُزَاعِيُّ الْقَائِدُ، وَالْوَضِينُ بْنُ عَطَاءٍ، وَأَبُو جَنَابٍ الْكَلْبِيُّ بِخَلَفٍ، وَمَعْرُوفُ بْنُ سُوَيْدٍ الْجُذَامِيُّ الْمِصْرِيُّ، وَيَعْقُوبُ بْنُ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلٍ.
وَفِيهَا غَزَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَرْضَ الرُّومِ، وَمَعَهُ الْحَسَنُ بْنُ قحطبة، ومحمد بن الأشعث، فمات محمد في الطَّرِيقِ.
وَفِيهَا تَكَمَّلَ بِنَاءُ مَدِينَةِ بَغْدَادَ وَخَنْدَقِهَا.
وحج بالناس محمد ابن الإِمَامِ إِبْرَاهِيمَ، وَوَلِيَ مَكَّةَ، وَصَرَفَ عَنْهَا عَبْدَ الصَّمَدِ بْنَ عَلِيٍّ.(3/805)
-سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
فِيهَا تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ الْقُرَشِيُّ الْمَكِّيُّ فِي قَوْلٍ، وَجَعْفَرُ بْنُ الْمَنْصُورِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، وَفَقِيهُ مَكَّةَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جُرَيْجٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الْقَدَّاحُ، وَعُثْمَانُ بْنُ الأَسْوَدِ بِخُلْفٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ بِخُلْفٍ، وَعُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ الْعُمَرِيُّ، وَأَبُو حَنِيفَةَ النُّعْمَانُ الإِمَامُ، وَأَبُو حَزْرَةَ يَعْقُوبُ بْنُ مُجَاهِدٍ بِخُلْفٍ.
وَفِيهَا كَانَ خُرُوجُ أُسْتَاذِسِيسَ فِي جُمُوعِ أَهْلِ هَرَاةَ وَسِجِسْتَانَ وَبَاذَغِيسَ، وَتَجَمَّعَ مَعَهُ جَيْشٌ لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِه قَطُّ، حَتَّى قِيلَ: كَانَ فِي نَحْوٍ مِنْ ثلاث مائة أَلْفِ مُقَاتِلٍ، وَغَلَبَ عَلَى عَامَّةِ خُرَاسَانَ، وَاسْتَفْحَلَ البلاء، [ص:806] فَخَرَجَ لِقِتَالِهِمُ الأَجْثَمُ الْمَرْوَرُوذِيُّ بِأَهْلِ مَرْو الرُّوذِ، فاقتتلوا أشد قتال، فَقُتِلَ الأَجْثَمُ، وَكَثُرَ الْقَتْلُ فِي جَيْشِهِ، فَبَعَثَ الْمَنْصُورُ خَازِمَ بْنَ خُزَيْمَةَ إِلَى ابْنِهِ الْمَهْدِيِّ، فَوَلاهُ الْمَهْدِيُّ مُحَارَبَتِهِمْ، فَسَارَ فِي جَيْشٍ كَثِيفٍ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى مَيْمَنَتِهِ الْهَيْثَمَ بْنَ شُعْبَةَ، وَعَلَى مَيْسَرَتِهِ نَهَارَ بْنَ حُصَيْنٍ، وَعَلَى الْمُقَدِّمَةِ بَكَّارَ بْنَ سَلْمٍ الْعُقَيْلِيَّ، ثُمَّ خَنْدَقَ عَلَى عَسْكَرِهِ وَالْتَقَى الْجَمْعَانِ، وَثَبَتَ الْفَرِيقَانِ، وَتَفَاقَمَ الأَمْرُ إِلَى أَنْ نَزَلَ النَّصْرُ، فَهَزَمَهُمُ الْمُسْلِمُونَ بِخَدِيعَةٍ عَمِلُوهَا، وَكَثُرَ الْقَتْلُ فِي جَيْشِ أُسَتَاذِسِيسَ، وَقُتِلَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا، وَأُسِرَ بِضْعَةَ عَشَرَ أَلْفًا، وَهَرَبَ أُسْتَاذِسِيسُ إِلَى جَبَلٍ فِي طَائِفَةٍ، ثُمَّ ضُرِبَتْ أَعْنَاقُ الأَسْرَى كُلِّهِمْ، وَحَاصَرُوا أُسْتَاذِسِيسَ وَأَصْحَابَهُ، حَتَّى نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ أَبِي عَوْنٍ أَحَدِ الْقُوَّادِ، فَحَكَمَ بِتَقْيِيدِ أُسْتَاذِسِيسَ وَأَوْلادِهِ، وَأَنْ يُطْلِقَ الْبَاقُونَ، وَهُمْ نَحْوٌ مِنْ ثَلاثِينَ أَلْفًا، فَكَسَاهُمْ وَمَنْ عليهم. وقيل: كانت الوقعة فِي عَامِ أَحَدٍ وَخَمْسِينَ.
وَفِيهَا عَزَلَ الْمَنْصُورُ جَعْفَرَ بْنَ سُلَيْمَانَ عَنِ الْمَدِينَةِ، وَوَلَّى الْحَسَنَ بْنَ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَلَوِيَّ. وَأَقَامَ الْمَوْسِمَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ علي، فالله أعلم.(3/805)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
-تراجم أهل هذه الطبقة على الحروف.(3/807)
-[حَرْفُ الأَلِفِ](3/807)
1 - م 4: أَبَانُ بَنِ تَغْلِبَ، أَبُو سَعْدٍ وَقِيلَ أَبُو أُمَيَّةَ الرِّبْعِيُّ الْكُوفِيّ الْمُقْرِئُ الشِّيعِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
رَوَى عَنْ: الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، وَعَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، وَفُضَيْلٍ الْفُقَيْمِيِّ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: إِدْرِيسُ بْنُ يَزِيدَ الأودي، وابنه عبد الله إِدْرِيسَ، وَشُعْبَةُ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَآخَرُونَ.
وَقَدْ أَخَذَ الْقِرَاءَةَ عَرَضًا عَنْ عَاصِمٍ، وَطَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ وَتَلَقَّى مِنَ الأَعْمَشِ.
وَحَدِيثُهُ نَحْوٌ مِنْ مِائَةِ حَدِيثٍ، وَهُوَ صَدُوقٌ فِي نَفْسِهِ مُوَثَّق لَكِنَّهُ يَتَشَيَّعُ.
مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/807)
2 - د: أَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ البَصريُّ، الزَّاهِدُ أَبُو إِسْمَاعِيلَ بْنُ فَيْرُوزَ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
رَوَى عَنْ: أَنَسٍ، وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَخُلَيْدٍ الْعَصْرِيِّ.
وَعَنْهُ: عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيِّ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَسَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضُّبَعِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَهُوَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَدْ سُقْتُ مِنْ أَخْبَارِهِ فِي كِتَابِ الْمِيزَانِ.
قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: قَالَ شُعْبَةُ: رِدَائِي وَحِمَارِي فِي الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ إِنْ لَمْ يَكُنْ أَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ يَكْذِبُ فِي الْحَدِيثِ. قُلْتُ لَهُ: فَلِمَ سَمِعْت مِنْهُ؟ قَالَ: وَمَنْ يَصْبِرْ عَنْ ذَا الْحَدِيثِ! يَعْنِي حَدِيثَهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ فِي الْقُنُوتِ، وَقَدْ رَوَاهُ خَلادُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أُمِّهِ أَنَّهَا قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَنَتَ فِي الْوِتْرِ قَبْلَ الرُّكُوعِ. [ص:808]
وَعَنْ شُعْبَةَ قَالَ: لأَنْ أَشْرَبَ مِنْ بَوْلِ حِمَارِي حَتَّى أُرْوَى أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقُولَ: حَدَّثَنِي أَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: لأَنْ أَزْنِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَرْوِي عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ. قَالَ سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ: ذَكَرْتُ هَذَا لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فَقَالَ: بَلَغَنَا أَنَّهُ قَالَ هَذَا فِي أَبَانٍ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: إِنَّمَا تَرَكْتُ أَبَانَ لِأَنَّهُ رَوَى عَنْ أَنَسٍ حَدِيثًا، فَقُلْتُ لَهُ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: وَهَلْ يَرْوِي أَنَسٌ إِلا عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -!.
وَقَالَ عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ: أَتَيْتُ شُعْبَةَ فَقُلْتُ: يَا أَبَا بَسْطَامٍ تُمْسِكُ عَنْ أَبَانٍ! فَقَالَ: مَا أرى السكوت يسعني.
وقال عفان: حدثنا أَبُو عَوَانَةَ قَالَ: مَا بَلَغَنِي حَدِيثٌ لِلْحَسَنِ إلا أتيت به أبان بن أَبِي عَيَّاشٍ، فَقَرَأَهُ عَلَيَّ.
قَالَ الْفَلاسُ: كَانَ يحيى، وابن مهدي لا يحدثان عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: تَرَكَ النَّاسُ حَدِيثَهُ.(3/807)
3 - إِبْرَاهِيمُ بْنُ جدار الْعُذْرِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ.
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ.
قَالَ الْوَلِيدُ: كَانَ أَعْبَدَ أَهْلِ الشَّامِ فِي زَمَانِهِ.
وَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ: مَا أُصِيبَ أَهْلُ دِمَشْقَ بِأَعْظَمِ مِنْ مُصِيبَتِهِمْ بِهِ وَبِأَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ.(3/808)
4 - ت ق: إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَان الأَفْطَسُ الدِّمَشْقِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
ثِقَةٌ صَدُوقٌ. عَنْ مَكْحُولٍ، وَالْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُمَيْعٍ.
وَثَّقَهُ دُحَيْمٌ.(3/808)
5 - إبراهيم بن شعيث الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: عبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ.
وَعَنْهُ: ابن وهب والواقدي، وغيرهما.
قال ابن معين: ليس بشيء.
وذكره الْبُخَارِيُّ فَقَالَ: ابْنُ شُعَيْبٍ بِمُوَحَّدَةٍ وَالصَّوَابُ بِمُثَلَّثَةٍ.(3/809)
6 - م د ن ق: إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُقْبَةَ الْمَدَنِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَخُو مُوسَى، وَمُحَمَّدٌ، مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ.
رَوَى عَنْ: سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعُرْوَةَ، وَكُرَيْبٍ.
وَعَنْهُ: السفيانان، وابن المبارك.
وثقه النسائي.
قال علي ابن المديني: له عشرة أحاديث.(3/809)
7 - إبراهيم بن العلاء أبو هارون الغَنَويُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: حطَّان الرَّقاشي، وأبي مجلز، وعكرمة.
وَعَنْهُ: شعبة، وحماد بن سلمة، ويزيد بن زريع، وابن المبارك.
وثقه أبو زرعة.
وقال أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ إِلَى الصِّدْقِ أَقْرَبُ.(3/809)
8 - إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ عَامِرٍ الْفِهْرِيُّ الْمَدَنِيُّ الشَّاعِرُ الْبَلِيغُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ هِرْمَةَ أَبُو إِسْحَاقَ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
كَانَ مِنْ شُعَرَاءِ الدَّوْلَتَيْنِ، مدح الوليد بن يزيد، ثم أبا جعفر المنصور، وكان شيخ شعراء زمانه، وكان منقطعاً إلى الطالبيين. [ص:810]
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ مُقَدَّمٌ فِي شُعَرَاءِ الْمُحْدَثِينَ، قَدَّمَهُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَشَّارُ بْنِ بُرْدٍ وَعَلَى أَبِي نُوَاسٍ.
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: قَالَ لِي رَجُلٌ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَقَصَدْتُ مَنْزِلَ ابْنِ هَرْمَةَ فَإِذَا بُنَيَّةٌ لَهُ صَغِيرَةٌ تَلْعَبُ بِالطِّينِ، فَقُلْتُ لَهَا: مَا فَعَلَ أَبُوكِ؟ قَالَتْ: وَفَدَ إِلَى بَعْضِ الْمُلُوكِ، فَمَا لَنَا بِهِ عِلْمٌ مُنْذُ مُدَّةٍ، فَقُلْتُ: انْحَرِي لِي نَاقَةً فَأَنَا ضَيْفُكِ. قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا عِنْدَنَا، قُلْتُ: فَشَاةً، قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا عِنْدَنَا، قُلْتُ: فَدَجَاجَةً، قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا عِنْدَنَا، قُلْتُ: فَهَاتِي بَيْضَةً، قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا عِنْدَنَا، قُلْتُ: فَبَطُلَ مَا قَالَ أَبُوكِ:
كَمْ نَاقَةٍ قَدْ وَجَأْتُ مِنْحَرَهَا ... بِمُسْتَهَلِّ الشُّؤْبُوبِ أَوْ جمل
قَالَتْ: فَذَاكَ الْفِعْلُ مِنْ أَبِي هُوَ الَّذِي أَصَارَنَا إِلَى أَنْ لَيْسَ عِنْدَنَا شَيْءٌ.
وَتَمَّامُ الشِّعْرِ:
لا أُمْتِعُ الْعُوذَ بِالْفِصَالِ وَلا ... أَبْتَاعُ إِلا قَصِيرَةَ الأَجَلِ
إِنِّي إِذَا مَا الْبَخِيلُ أَمَّنَهَا ... بَاتَتْ ضَمُورًا مِنِّي عَلَى وَجَلِ
قَالَ الغلابي: أخبرنا ابْنُ عَائِشَةَ قَالَ: قَدِمَ ابْنُ هَرْمَةَ عَلَى الْمَنْصُورِ فَمَدَحَهُ، فَأَعْطَاهُ عَشَرَةَ آلافِ دِرْهَمٍ وَقَالَ: يا ابن هَرْمَةَ إِنَّ الزَّمَانَ ضَيَّقَ بِأَهْلِهِ، فَاشْتَرِ بِهَذِهِ إِبِلا عَوَامِلَ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَقُولَ: كُلَّمَا مَدَحْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعْطَانِي مِثْلَهَا، هَيْهَاتَ وَالْعَوْدُ إِلَى مثلها.
ومن شعره:
وللنفس تارات تحل بِهَا الْعُرَى ... وَتَسْخُو عَنِ الْمَالِ النُّفُوسُ الشَّحَائِحُ
إِذَا الْمَرْءُ لَمْ يَنْفَعْكَ حَيًّا فَنَفْعُهُ ... أَقَلُّ إِذَا انْضَمَّتْ عَلَيْهِ الصَّفَائِحُ
لِأَيَّةِ حَالٍ يَمْنَعُ الْمَرْءُ مَالَهُ ... غَدًا فَغَدًا وَالْمَوْتُ غَادٍ وَرَائِحُ
وَلَهُ:
كَأَنَّ عَيْنَيَّ إِذَا وَلَّتْ حُمُولُهُمْ ... عَنَّا جَنَاحَا حَمَامٍ صَادَفَتْ مَطَرَا
أَوْ لُؤْلُؤٌ سِلْسٌ فِي عِقْدِ جَارِيَةٍ ... خَرْقَاءَ نَازَعَهَا الْوِلْدَانُ فَانْتَثَرَا(3/809)
9 - خ م: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ بْنُ الأَجْدَعِ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
ابْنِ ابْنِ أَخِي مَسْرُوقٍ الْكُوفِيُّ.
ثِقَةٌ زَاهِدٌ جَلِيلٌ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَسُفْيَانُ، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَآخَرُونَ.
قَالَ جَعْفَرُ الأَحْمَرُ: كَانَ مِنْ أَفْضَلِ مَنْ رَأَيْنَاهُ بِالْكُوفَةِ فِي زَمَانِهِ.(3/811)
10 - ق: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُسْلِمٍ الْهَجَرِيُّ الْكُوفِيّ أَبُو إِسْحَاقَ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، وَعَنْ: أَبِي الأَحْوَصِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَالْمُحَارِبِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ.
ضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.(3/811)
11 - إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْمُونَ أَبُو إِسْحَاقَ النَّحَّاسُ الْخَيَّاطُ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِيهِ وَعُرْوَةُ بْنُ فَائِدٍ، وَسَعْدُ بْنُ سَمُرَةَ.
وَعَنْهُ: ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَوَكِيعٌ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(3/811)
12 - ت ق: إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ القرشي مولى عمر بن عبد العزيز ويعرف بِالْخُوزِيِّ أَبُو إِسْمَاعِيلَ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
سَكَنَ شِعْبَ الْخُوزِ بِمَكَّةَ، فَنُسِبَ إِلَيْهِ.
رَوَى عَنْ: طَاوُسٍ، وَعَطَاءٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ.
وَعَنْهُ: وكيع، وزيد بن الحباب، وعبد الرزاق.
وهو ضعيف.
توفي سنة خمسين ومائة.
وقال ابن سعد: توفي سنة إحدى وخمسين. [ص:812]
وقال سفيان بن عبد الملك المروزي: سألت ابن المبارك عَنْ حَدِيثٍ لِإِبْرَاهِيمَ الْخُوزِيِّ فَأَبَى أَنْ يُحَدِّثَنِي.
وَقَالَ الْفَلاسُ: كَانَ يَحْيَى، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ لا يُحَدِّثَانِ عَنْهُ.
وَقَالَ عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: سَكَتُوا عَنْهُ.(3/811)
13 - أَبْيَنُ بْنُ سُفْيَانَ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، وَأَبِي حَازِمٍ وَضِرَارِ بْنِ عَمْرٍو.
وَعَنْهُ: مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الشَّامِيُّ، وَكَثِيرُ بْنُ مَرْوَانَ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: حَدِيثُهُ مُنْكَرٌ كُلُّهُ.
قُلْتُ:(3/812)
14 - أَبَانُ بْنُ سُفْيَانَ [الوفاة: 141 - 150 ه]
إِنْسَانٌ آخَرُ أَصْغَرُ مِنْ هَذَا.
يَرْوِي عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، ضَعِيفٌ أَيْضًا.(3/812)
15 - 4: أَجْلَحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُجَيَّةَ الْكِنْدِيُّ الْكُوفِيُّ يُقَالُ اسْمُهُ يَحْيَى. [أَبُو حُجَيَّةَ] [الوفاة: 141 - 150 ه]
رَوَى عَنْ: الشَّعْبِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، وَيَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: شَيْبَانُ النَّحْوِيُّ، وَشُعْبَةُ، وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهٍر، وَابْنُ إِدْرِيسَ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ، وغيره: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ عِنْدِي صَدُوقٌ مُسْتَقِيمُ الْحَدِيثِ إِلا أَنَّهُ يُعَدُّ فِي الشِّيعَةِ، يُكْنَى أَبَا حُجَيَّةَ. [ص:813]
وَقَالَ الْجُوزْجَانِيُّ: الأَجْلَحُ مُفْتَرٍ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/812)
16 - أَحْمَدُ بْنُ خَازِمٍ الْمُعَافِرِيُّ الْمِصْرِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
تُوُفِّيَ بِالأَنْدَلُسِ، وَهُوَ أَقْدَمُ مَنْ فِي كِتَابِنَا مِمَّنِ اسْمُهُ أَحْمَدُ.
سَمِعَ: عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَغَيْرُهُمَا.
وَعَنْهُ: ابْنُ لَهِيعَةَ، وَالْوَاقِدِيُّ.
أَحَادِيثُهُ مُسْتَقِيمَةٌ، وَلَهُ نُسْخَةٌ مَعْرُوفَةٌ سَمِعْنَاهَا، وَأَبُوهُ بِخَاءٍ مُعْجَمَةٍ.(3/813)
17 - 4: أَخْضَرُ بْنُ عَجْلانَ الشَّيْبَانِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
بَصْرِيٌّ، وَهُوَ أَخُو شُمَيْطٍ الزَّاهِدِ.
رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ أَنَسٍ،
رَوَى عَنْهُ: عِيسَى بْنُ يُونُسَ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَالأَنْصَارِيُّ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.(3/813)
18 - إِدْرِيسُ بْنُ سِنَانٍ أَبُو إِلْيَاسَ الصَّنْعَانِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَحَدُ الضُّعَفَاءِ.
رَوَى عَنْ: جَدِّهِ لأُمِّهِ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ،
وَعَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ، وَالْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، وَالْمُحَارِبِيُّ، وَأَبُو حُذَيْفَةَ الْبُخَارِيُّ.(3/813)
19 - أَدْهَمُ بْنُ طَرِيفٍ السَّدُوسِيُّ. أَبُو بِشْرٍ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
بَصْرِيٌّ.
عَنْ: مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ، وعبد الله بن بريدة، وسلمان أَبِي عَبْدِ اللَّهِ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَهُشَيْمٌ، وَابْنُ عُلَيَّةَ، وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ.
وَثَّقَهُ أَحَمْدُ.(3/813)
20 - د ق: إِسْحَاقُ بْنُ أُسَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ الْخُرَاسَانِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
نَزِيلُ مِصْرَ.
عَنْ: رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، وَنَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي حَفْصٍ الدِّمَشْقِيِّ،
وَعَنْهُ: حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، وَاللَّيْثُ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، وَيَحْيَى بْنُ أيوب. [ص:814]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْمَشْهُورِ وَلا يُشْتَغَلُ بِهِ.
قُلْتُ: بَلْ هُوَ صَالِحُ الأَمْرِ.(3/813)
21 - د ت ق: إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ.
وَلَهُ إِخْوَةٌ مِنْهُمْ: صَالِحٌ، وَيَحْيَى، وَإِبْرَاهِيمُ، وَيُونُسَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ، وَعَلِيٌّ، وَعَبْدُ الْحَكِيمِ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ، وَعُمَرُ، وَدَاوُدَ، وَعِيسَى، وَعَمَّارُ، فَعِدَّتُهُمْ ثَلاثَةَ عَشَرَ أَخًا.
رَوَى إِسْحَاقُ عَنْ: خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَالأَعْرَجِ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَنَافِعٍ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمَ بْنُ أَبِي يَحْيَى، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَاللَّيْثُ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، ومحمد بْنُ شُعَيْبٍ، وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَخَلْقٌ.
مُجْمَعٌ عَلَى ضَعْفِهِ، قَدْ سُقْتُ أَخْبَارَهُ فِي كِتَابِي الْمُلَقَّبِ " بِالْمِيزَانِ ".
قَالَ أَحْمَدُ بن حنبل: لا تَحِلُّ الرِّوَايَةُ عَنْهُ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثَ.
وَقَال النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَمِنْ مَنَاكِيرِهِ، حَدِيثُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: " لا يُعْجِبُكُمْ إِسْلامَ امْرِئٍ حَتَّى تَعْلَمُوا مَا عَقَدَهُ عَقْلُهُ ".(3/814)
22 - خ د ت ن: إِسْرَائِيلُ بْنُ مُوسَى. [الوفاة: 141 - 150 ه]
بَصْرِيٌّ نَزَلَ الْهِنْدَ مُدَّةً،
لَهُ عَنْ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ،
وَعَنْهُ: السُّفْيَانَانِ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَحُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ.
وَهُوَ مُقِلٌّ.(3/815)
23 - د: أَسْلَمُ الْمِنْقَرِيُّ أَبُو سَعِيدٍ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
كُوفِيٌّ.
عَنْ: سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أُبْزَى، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ.
وَعَنْهُ: جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَعَبْثَرَ بْنِ الْقَاسِمِ، وَابْنِ فُضَيْلٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَالنَّسَائِيُّ.(3/815)
24 - م: أَسْمَاءُ بْنُ عُبَيْدٍ أَبُو الْمُفَضَّلِ الضُّبَعِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
وَالِدُ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ.
عَنْ: الشَّعْبِيِّ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَأَبِي السَّائِبِ مَوْلَى هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ.
وَعَنْهُ: جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، وَسَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَابْنُهُ جُوَيْرِيَةُ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/815)
25 - ع: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ الأَشْدَقِ عَمْرُو بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ الأموي المكي [الوفاة: 141 - 150 ه]
ابْنُ عَمِّ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى.
رَوَى عَنْ: مَكْحُولٍ، وَنَافِعٍ، وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وأبي طوالة، وطائفة.
وَعَنْهُ: ابن عيينة، وبشر بن المفضل، وأبو إسحاق الفزاري، ويحيى بن سليم، وآخرون.
وكان ثقة سريا كبير القدر،
اختلف في وفاته، والأصح في سنة أربع [ص:816] وأربعين ومائة، وقيل: بل توفي سنة تسع وثلاثين ومائة.
مات في سن الكهولة.(3/815)
• - د ت: إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان [الوفاة: 141 - 150 ه]
قَدْ تَقَدَّمَ.(3/816)
26 - ع: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ الْبَجَلِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْكُوفِيُّ، أَحَدُ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
سَمِعَ: أَبَا جُحَيْفَةَ، وَابْنَ أَبِي أَوْفَى، وَقَيْسَ بْن أَبِي حَازِمٍ، وَطَارِقَ بْن شِهَابٍ، وَالشَّعْبِيَّ، وَزِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ، وَعَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ، وَقَيْسُ بْنُ عَائِذٍ، وَلَهُمَا أَيْضًا صُحْبَةُ.
رَوَى عَنْهُ: الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ مَعَ تقدمه، وَشُعْبَةُ، وَالسُّفْيَانَانِ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، وَوَكِيعٌ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
وَكَانَ ثِقَّةُ حُجَّةً، وكان طَحَّانًا، وَلَهُ إِخْوَةٌ لَمْ يَشْتَهِرُوا وَهُمْ: أَشْعَثُ، وَخَالِدٌ، وَسَعِيدٌ، وَالنُّعْمَانُ.
قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ شَرِبَ الْعِلْمَ شُرْبًا.
وَرَوَى مُجَالِدٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: إِسْمَاعِيلُ يَزْدَرِدُ الْعِلْمَ ازْدِرَادًا.
وَرَوَى ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنِ الثَّوْرِيِّ قَالَ: حُفَّاظُ النَّاسِ ثَلاثَةٌ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الله العجلي: إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَكَانَ طَحَّانًا ثِقَةً ثَبْتًا، رُبَّمَا أَرْسَلَ الشَّيْءَ عَنِ الشَّعْبِيِّ، فَإِذَا وَقَفَ أَخْبَرَ. وَكَانَ صَاحِبَ سُنَّةٍ، وَهُوَ رَاوِيَةُ قَيْسِ بْنِ أبي حازم، وحديثه نحو من خمس مائة حَدِيثٍ.
قُلْتُ: حَدِيثُهُ يَقَعُ عَالِيًا فِي " الْغَيْلانِيَّاتِ".
مَاتَ قَبْلَ الأَعْمَشِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ أَوْ سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/816)
27 - ت ق: إِسْمَاعِيلُ بْنُ رافع المدني، أَبُو رَافِعٌ الْقَاصُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
نَزِيلُ الْبَصْرَةِ.
رَوَى عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وَسَعِيدِ الْمَقْبُرِيِّ.
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَالْمُحَارِبِيُّ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمَكِّيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَطَائِفَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.(3/817)
28 - إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَرْبِيٍّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَالشَّعْبِيِّ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَأَبِي بُرْدَةَ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَيُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ.
ذكره أَبُو حَاتِمٍ وَلَمْ يُلَيِّنْهُ.
وَقَالَ أبو الفتح الأَزْدِيُّ: يَتَكَلَّمُونَ فِيهِ.(3/817)
29 - ق: إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَلْمَانَ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ التَّمِيمِيُّ الْكُوفِيُّ الأَزْرَقُ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَنَسٍ، وَالشَّعْبِيِّ، وَدِينَارِ بْنِ عُمَرَ الأَسَدِيِّ الْبَزَّارِ.
وَعَنْهُ: إِسْرَائِيلُ، وَوَكِيعٌ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَعِدَّةٌ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ، وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ الْحَدِيثِ.(3/817)
30 - م د ن: إِسْمَاعِيلُ بْنُ سُمَيْعٍ الْحَنَفِيُّ الْكُوفِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ [الوفاة: 141 - 150 ه]
بَيَّاعٌ السَّابِرِيُّ.
عَنْ: أَبِي رُزَيْنٍ، وَمَالِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، [ص:818] وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ.
قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: لَمْ يَكُنْ بِهِ بَأْسٌ.(3/817)
31 - إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، الْعَبَّاسِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَمُّ الْمَنْصُورِ.
وَلِيَ إِمْرَةَ الْبَصْرَةِ، وَكَانَ كَبِيرَ الْقَدْرِ عِنْدَ الْمَنْصُورِ.
مَاتَ كَهْلا سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/818)
32 - إِسْمَاعِيلُ بْنُ نَشِيطٍ الْعَامِرِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَجَمِيلِ بْنِ عُمَارَةَ، وَوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ.
وَعَنْهُ: يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.(3/818)
33 - د: أسيد بن عبد الرحمن الخثعميُّ الْفِلَسْطِينِيُّ الرَّمْلِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، وَفَرْوَةَ بْنِ مُجَاهِدٍ، وَمَكْحُولٍ.
وَعَنْهُ: الأَوْزَاعِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ.
وَثَّقَهُ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ.
يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.(3/818)
34 - 4: أَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِرٍ الْحَدَّانِيُّ، وحُدَّان: بطن من الأزد، الْبَصْرِيُّ الأَعْمَى. [الوفاة: 141 - 150 ه]
رَوَى عَنْ: أَنَسٍ، وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَالْحَسَنِ.
وَعَنْهُ: معمر، وشعبة، ويحيى القطان، والأنصاري، وجماعة.
وثقه النسائي. [ص:819]
وهو جد نصر بن علي الجهضمي لأمه، وهو أشعث البصري، وأشعث الأعمى، وأشعث الأزدي، وأشعث الجملي.
وهو صالح الحديث. وحديثه عَنْ أَنَسٍ فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ.(3/818)
35 - 4: أَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْحُمْرَانِيُّ أَبُو هَانِئٍ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
مَوْلَى حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ.
رَوَى عَنْ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَطَائِفَةٍ.
وَهُوَ مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ الْحَسَنِ وَمِنْ أَفْقَهِهِمْ.
رَوَى عَنْهُ: خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَرَوْحُ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَحَمَّادُ بْنُ مُسْعَدَةَ، وَجَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ.
قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: هُوَ عِنْدِي ثِقَةٌ مَأْمُونٌ، مَا أَدْرَكْتُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ بَعْدَ ابْنِ عَوْنٍ أَثْبَتَ مِنْهُ.
قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ أَيْضًا الأَنْصَارِيُّ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: أَشْعَثُ عَنِ الْحَسَنِ ثَلاثَةٌ أَحَدُهُمُ الْحُمْرَانِيُّ، وَهُوَ ثِقَةٌ، وَأَشْعَثُ الْحُدَّانِيُّ يُعْتَبَرُ بِهِ، وَأَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ كُوفِيٌّ يُعْتَبَرُ بِهِ، وَهُوَ أَضْعَفُهُمْ.
قُلْتُ: ذَكَرَ ابْنُ سَوَّارٍ فِي الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَشْعَثُ الْحُمْرَانِيُّ كَانَ صَاحِبَ سُنَّةٍ، وَكَانَ عَالِمًا بِمَسَائِلِ الْحَسَنِ الدَّقَّاقِ، هُوَ مِنْ بَابَةِ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ الْحُمْرَانِيُّ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/819)
36 - أُمَيُّ الصَّيْرَفِيُّ: هُوَ أُمَيُّ بْنُ رَبِيعَةَ الْمُرَادِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
[ص:820]
مِنَ الثِّقَاتِ الَّذِينَ لَمْ يَقَعْ حَدِيثُهُمْ فِي الكتب الستة.
رَوَى عَنْ: طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، وَطَاوُسٍ، وَالشَّعْبِيِّ، وَالْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَدْرٍ، وَآخَرِينَ.
وَعَنْهُ: شَرِيكٌ، وَوَكِيعٌ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.(3/819)
37 - أَنَسُ بْنُ أُنَيْسٍ الْعُذْرِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ المقرئ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
رَوَى عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْخَشْخَاشِ،
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، وَصَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ.
صَالِحُ الأَمْرِ.(3/820)
38 - د ت: أُنَيْسُ بْنُ أَبِي يَحْيَى الأَسْلَمِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَإِسْحَاقُ بْنُ سَالِمٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ أَخِيهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، وَحَاتِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ.
وَثَّقَهُ النسائي.
وقال الْحَاكِمُ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ عَلَى الصَّحِيحِ.(3/820)
39 - خ م ت ن: أَيُّوبُ بْنُ عَائِذٍ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: الشَّعْبِيِّ، وَبُكَيْرِ بْنِ الأَخْنَسِ، وَقَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ.
وَعَنْهُ: السُّفْيَانَانِ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ المزني، وَغَيْرُهُمْ.
لَهُ نَحْوُ عَشَرَةَ أَحَادِيثَ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وغيره.
وقال البخاري: كان يرى الإرجاء.(3/820)
-[حَرْفُ الْبَاءِ](3/821)
40 - 4: بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ أَبُو خَالِدٍ الْخَبَائِرِيُّ السَّحُولِيُّ الْحِمْصِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَحَدُ الأَثْبَاتِ.
رَوَى عَنْ: خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، وَمَكْحُولٍ.
وَعَنْهُ: معاوية بن صالح، وإسماعيل بن عياش، ومحمد بن حرب، وبقية، ومحمد بن حمير.
وثقه دحيم، والنسائي.
قال بقية: استهداني شعبة أحاديث بحير بن سعد، فبعثت بها إليه، فمات قبل أَنْ تَصِلَ إِلَيْهِ.
وسئل أحمد: أيما أَصَحُّ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، ثَوْرٌ أَوْ بَحِيرٌ؟ قَالَ: بَحِيرٌ.(3/821)
41 - م ن: الْبَخْتَرِيُّ بْنُ أَبِي الْبَخْتَرِيّ مُخْتَارُ بْنُ رُوَيْحٍ الْعَبْدِيُّ الْكُوفِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
مِنْ أَجْدَادِ أَحْمَدَ بْنِ الْمُعَذَّلِ فَقِيهُ الْمَالِكِيَّةِ.
رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى، وأبي بكر بن عمارة، وعبد الرحمن بن مسعود اليشكري.
وَعَنْهُ: سفيان، وشعبة، ووكيع، وحفيده المعذل بن غيلان، وابن ابن أخيه محمد بن بشر العبدي.
قال البخاري: يخالف في حديثه.
وثقه غيره.
وقال ابن عدي: لا أَعْلَمُ لَهُ حَدِيثًا مُنْكَرًا.
وَقَالَ شُعْبَةُ: كان كخير الرِّجَالِ.
وَقَالَ الْفَلاسُ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ.(3/821)
42 - بدر بن الخليل أبو الخليل الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِي وَائِلٍ، وَسَلْمُ بْنُ عَطِيَّةَ، وَجَمَاعَةٌ.
وَعَنْهُ: شَرِيكٌ، وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ، ووكيع، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَغَيْرُهُمْ. [ص:822]
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ.(3/821)
43 - م د ن: بَدْرُ بْنُ عُثْمَانَ الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ.
عَنْ: الشَّعْبِيِّ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى، وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَالْخُرَيْبِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.(3/822)
44 - ع: بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيُّ أَبُو بُرْدَةَ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ، وَالْحَسَنِ، وَعَطَاءٍ،
وَعَنْهُ: السُّفْيَانَانِ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَخَلْقٌ.
وَهُوَ صَدُوقٌ مُوَثَّقٌ، إِلا أَنَّ أَبَا حَاتِمٍ قَالَ: لا يُحْتَجُّ بِهِ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.(3/822)
45 - بِشْرُ بْنُ الْعَلاءِ بْنُ زَبْرٍ الدِّمَشْقِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَخُو عَبْدِ اللَّهِ.
رَوَى عَنْ: نافع، وحرام بْنِ حَكِيمِ بْنِ سَعْدٍ صَاحِبِ أَبِي ذَرٍّ.
قَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، وَابْنُ شُعَيْبٍ.(3/822)
46 - ق: بِشْرُ بْنُ نُمَيْرٍ الْقُشَيْرِيّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
بَصْرِيٌّ وَاهٍ.
يَرْوِي عَنْ: مَكْحُولٍ، وَالْقَاسِمِ أَبِي عَبْد الرحمن.
وَعَنْهُ: أبو عوانة، ويزيد بن زريع، وحماد بن زيد، ويزيد بن هارون، وابن وهب، وطائفة. [ص:823]
قال أحمد: ترك الناس حديثه.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.(3/822)
47 - م 4: بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ الْغَنَوِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: عِكْرِمَةَ، وَابْنِ بُرَيْدَةَ، وَالْحَسَنِ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو أَحَمْدَ الزُّبَيْرِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.(3/823)
48 - سِوَى ق: بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
إِمَامِ جَامِعِ مِصْرَ.
عَنْ: أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، وَمُشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ.
وَعَنْهُ: عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، وَحْيَوَةَ بْنُ شُرَيْحٍ، وَابْنُ لَهِيعَةَ.
وَكَانَ لَهُ فَضْلٌ وَعِبَادَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ.
وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ: مَاتَ فِي خِلافَةِ الْمَنْصُورِ.(3/823)
49 - د: بُكَيْرُ بْنُ عَامِرٍ الْبَجَلِيُّ، أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: الشَّعْبِيِّ، وَالْنَّخَعِيِّ، وَقَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، وَأَبِي زُرْعَةَ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، وَوَكِيعٌ، وَالْخُرَيْبِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.(3/823)
50 - 4: بَهْزِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ الْقُشَيْرِيُّ الْبَصْرِيُّ أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
لَهُ نُسْخَةٌ حَسَنَةٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، وَلَهُ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى،
وَعَنْهُ: الْحَمَّادَانِ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَرَوْحٌ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَالأَنْصَارِيُّ، وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَخَلْقٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِيٍن، وَابْنُ المديني، والنسائي.
وقال أَبُو دَاوُدَ: أَحَادِيثُهُ صِحَاحٌ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَرَوَى أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ قَالَ: هُوَ عِنْدِي حُجَّةٌ. فَقِيلَ لِأَبِي داود: فعمر بْنُ شُعَيْبٍ حُجَّةٌ؟ قَالَ: لا، وَلا نِصْفُ حُجَّةٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: يَخْتَلِفُونَ فِي بَهْزٍ.
وَقَالَ الْحَاكِمُ: إِنَّمَا تُرِكَ مِنَ الصَّحِيحِ؛ لِأَنَّهَا نُسْخَةٌ شَاذَّةٌ يَنْفَرِدُ بِهَا.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يُخْطِئُ كَثِيرًا، فَأَمَّا أَحْمَدُ، وَإِسْحَاقُ فَيَحْتَجَّانِ بِهِ، وتركه جماعة من أئمتنا، ولولا حديث: " إِنَّا آخِذُوهَا وَشَطْرَ إِبِلِهِ عَزْمَةً من عَزَمَاتِ رَبِّنَا " لأَدْخَلْنَاهُ فِي الثِّقَاتِ، وَهُوَ مِمَّنْ أَسْتَخِيرُ اللَّهَ فِيهِ.
قُلْتُ: عَلَى أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ في قوله هذا مؤاخذات:
أحدها قَوْلُهُ: كَانَ يُخْطِئُ كَثِيرًا، وَإِنَّمَا يُعْرَفُ خَطَأُ الرَّجُلِ بِمُخَالَفَةِ رِفَاقِهِ لَهُ، وَهَذَا فَانْفَرَدَ بِالنُّسْخَةِ الْمَذْكُورَةِ وَمَا شَارَكَهُ فِيهَا، وَلا لَهُ فِي عَامَّتِهَا رَفِيقٌ، فَمِنْ أَيْنَ لَكَ أَنَّهُ أَخْطَأَ.
الثَّانِي قَوْلُكَ: تَرَكَهُ جَمَاعَةٌ، فَمَا عَلِمْتُ أَحَدًا تَرَكَهُ أَبَدًا، بَلْ قَدْ يَتْرُكُونَ الاحْتِجَاجَ بِخَبَرِهِ، فَهَلا أَفْصَحْتَ بِالْحَقِّ. [ص:825]
الثَّالِثُ وَلَوْلا حَدِيثُ: إِنَّا آخِذُوهَا، فَهُوَ حَدِيثٌ انْفَرَدَ بِهِ بَهْزٌ أَصْلا وَرَأْسًا، وَقَالَ بِهِ بعض المجتهدين.
ويقع بهز عالياً فِي جُزْءِ الأَنْصَارِيِّ، وَمَوْتُهُ مُقَارِبٌ لِمَوْتِ هِشَامِ بن عروة، وحديثه قريب من الصحة.(3/824)
-[حَرْفُ التَّاءِ](3/825)
51 - د ت: تَمَّامُ بْنُ نَجِيحٍ الأَسَدِيُّ, [الوفاة: 141 - 150 ه]
شَامِيٌّ.
عَنْ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَابْنُ سِيرِينَ، وَبَقِيَّةٌ، وَمُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَجَمَاعَةٌ.
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ.
وَوَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
وقال البخاري: فيه نظر.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يتابع عليه.
وقال ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي أَشْيَاءَ مَوْضُوعَةً عَنِ الثِّقَاتِ كَأَنَّهُ الْمُتَعَمِّدُ لَهَا، مَوْلِدُهُ بِمَلَطْيَةَ، وَسَكَنَ حَلَبَ.(3/825)
52 - ت: تَمِيمُ بْنُ عَطِيَّة الْعَنْسِيُّ الدَّارَانِيّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ، وَمَكْحُولٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ، وَلَهُ حَدِيثٌ مُنْكَرٌ يَدُلُّ عَلَى ضَعْفٍ شَدِيدٍ.(3/825)
-[حَرْفُ الثَّاءِ](3/826)
53 - ثابت بن سرج الدمشقي. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، وَرَوَى عَنْ: سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ،
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْب بْنِ شَابُورٍ.(3/826)
54 - ت: ثَابِتُ بْنُ أَبِي صَفِيَّةَ أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِيّ الأَزْدِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أنس، وعكرمة، والشعبي، وأبي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ،
وَعَنْهُ: شَرِيكٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيِّنُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ إِلَى الضَّعْفِ أَقْرَبُ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: هُوَ مِنْ مَوَالِي الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ، كَثِيرُ الْوَهْمِ، حَتَّى خَرَجَ عَنْ حَدِّ الاحْتِجَاجِ بِهِ مَعَ غُلُوٍّ فِي تَشَيُّعِهِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: مَاتَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ ضَعِيفًا.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيّ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ عَنِ ابْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ يَقُولُ: أَبُو حَمْزَةَ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ.(3/826)
55 - د ت ن: ثَابِتُ بْنُ عُمَارَةَ الْحَنَفِيُّ بَصْرِيٌّ يُكْنَى أَبَا مَالِكٍ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
رَوَى عَنْ: غُنَيْمِ بْنِ قَيْسٍ، وَزُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، وَأَبِي الْحَوْرَاءِ ربيعة السعدي، وأبي تميمة الهجيمي.
وَعَنْهُ: ابن المبارك، وخالد بن الحارث، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ كثير العنبري، وخلق سواهم. [ص:827]
قال النسائي: لا بَأْسَ بِهِ.(3/826)
56 - ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو السُّرِّيِّ الأَوْدِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: عَمْرِو بْنِ مَيْمُونَ، وَأَبِي بُرْدَةَ.
وَعَنْهُ: شَرِيكٌ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وَجَمَاعَةٌ.
ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
قُلْتُ: أَمَّا:(3/827)
• - ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ الأَحْوَلُ [الوفاة: 141 - 150 ه]
فَثِقَةٌ مِنْ طبقة زائدة.(3/827)
-[حَرْفُ الْجِيمِ](3/827)
57 - د ت ن: جَابِرُ بْنُ صُبْحٍ أَبُو بِشْرٍ الرَّاسِبيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: خِلاسِ بْنِ عَمْرٍو، وَالْمُثَنَّى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخُزَاعِيِّ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.(3/827)
58 - جَارِيَةُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ الْمَدَنِيُّ، الزَّاهِدُ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ لَهُ قَدْرٌ وَعِبَادَةٌ وَرِوَايَةٌ لِلْعِلْمِ بِالْمَدِينَةِ، مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَلَهُ أَرْبَعٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: لَوْ قِيلَ لِجَارِيَةَ إِنَّ الْقِيَامَةَ تَقُومُ غَدًا مَا كَانَ فِيهِ مَزِيدُ عَمَلٍ.(3/827)
59 - د ن: جِبْرِيلُ بْنُ أَحْمَرَ الْبَصْرِيُّ، أَبُو بَكْرٍ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: ابْنِ بُرَيْدَةَ.
وَعَنْهُ: شَرِيكٌ، وَعَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، والمحاربي. [ص:828]
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: شَيْخٌ.(3/827)
60 - ت: الْجَرَّاحُ بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ الْكِنْدِيُّ الْكُوفِيُّ، ثُمَّ الرَّازِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَخُو عِيسَى بْنُ الضَّحَّاكِ.
رَوَى عَنْ: أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ: جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَحَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، وَسَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ الأَبْرَشُ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صالح لا بَأْسَ بِهِ.
قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي جَامِعِ التِّرْمِذِيِّ.(3/828)
61 - سِوَى ق: الْجَعْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدَنِيُّ، وَيُقَالُ لَهُ: الْجُعَيْدُ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: السائب بن يزيد، ويزيد بن خصيفة، وَعَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ.
وَعَنْهُ: حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَالْفَضْلُ بْنُ مُوسَى الْمَرْوَزِيُّ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(3/828)
62 - د ت ق: جَعْفَرُ بْنُ خَالِدِ بْنِ سَارَةَ الْمَخْزُومِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ جُرَيْجٍ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ.
ثِقَةٌ حِجَازِيٌّ.(3/828)
63 - م 4: جعفر الصادق، وَهُوَ ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الإِمَامُ الْعَلَمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِيُّ الْعَلَوِيُّ الْحُسَيْنِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
[ص:829]
وَهُوَ سِبْطُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ، فَإِنَّ أُمَّهُ هِيَ أُمُّ فَرْوَةَ ابْنَةُ الْقَاسِمِ، وَأُمُّهَا أَسْمَاءُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، وَلِهَذَا كَانَ جَعْفَرٌ يَقُولُ: وَلَدَنِي الصِّدِّيقُ مَرَّتَيْنِ.
يُقَالُ: مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانِينَ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ رَأَى سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ، وَغَيْرَهُ مِنَ الصَّحَابَةِ. يَرْوِي عَنْ جَدِّهِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَلَمْ أَرَ لَهُ عَنْ جَدِّهِ زَيْنِ الْعَابِدِينَ شَيْئًا، وَقَدْ أَدْرَكَهُ وَهُوَ مُرَاهِقٌ.
وَرَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَعَطَاءٍ، وَنَافِعٍ، وَالزُّهْرِيِّ، وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَلَهُ أَيْضًا عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، فَيُمْكِنُ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو حَنِيفَةَ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَشُعْبَةُ، وَالسُّفْيَانَانِ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، وَابْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَمَالِكٌ، وَوُهَيْبٌ، وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ، آخِرُهُمْ وَفَاةً أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ.
وَمِنْ جِلَّةِ مَنْ رَوَى عَنْهُ وَلَدُهُ مُوسَى الْكَاظِمُ، وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ مِنَ التَّابِعِينَ: يحيى بن سعيد الأنصاري، ويزيد بن الهاد.
وثقه يحيى بن معين والشافعي، وجماعة.
وقال أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ لا يُسْأَلُ عَنْ مِثْلِهِ.
وروى علي ابْنُ الْمَدِينِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: مُجَالِدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ.
قُلْتُ: لَمْ يُتَابِعِ الْقَطَّانُ عَلَى هَذَا الرَّأْيِ، فَإِنَّ جَعْفَرًا صَدُوقٌ، احْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ، وَمُجَالِدُ لَيْسَ بِعُمْدَةٍ.
رَوَى عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.
وَعَنْ أَبِي حَنِيفَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَفْقَهَ مِنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ. [ص:830]
وَقَالَ هَيَّاجُ بْنُ بَسْطَامٍ: كَانَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ يُطْعِمُ حَتَّى لا يَبْقَى لِعِيَالِهِ شَيْءٌ.
وقال ابن عقدة: حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاق الرَّاشِدِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَالِمٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ أَنَّهُ سَمِعَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَلُونِي قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِي، فَإِنَّهُ لا يُحَدِّثُكُمْ بَعْدِي بِمِثْلِ حديثي.
وقال ابن عقدة: حدثنا جعفر بن محمد بن حسين بن خازم، قال: حدثني أبو نجيح إبراهيم بن محمد، قال: سمعت الحسن بن زياد الفقيه يقول: سَمِعْتُ أَبَا حَنِيفَةَ وَسُئِلَ: مَنْ أَفْقَهُ مَنْ رَأَيْتَ؟ فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَفْقَهُ مِنْ جَعْفَرٍ، لَمَّا أَقْدَمَهُ الْمَنْصُورُ الْحِيرَةَ بَعَثَ إِلَيَّ فَقَالَ: يَا أَبَا حَنِيفَةَ، إِنَّ النَّاسِ قَدْ فتنوا بجعفر بن محمد، فهيئ لي مِنْ مَسَائِلِكَ الصِّعَابَ، فَهَيَّأْتُ لَهُ أَرْبَعِينَ مَسْأَلَةً، ثُمَّ بَعَثَ إِلَيَّ الْمَنْصُورُ فَأَتَيْتُهُ، فَدَخَلْتُ، وَجَعْفَرٌ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِهِ، فَلَمَّا بَصُرْتُ بِهِمَا دَخَلَنِي لِجَعْفَرٍ مِنَ الْهَيْبَةِ مَا لَمْ يَدْخُلْنِي لِلْمَنْصُورِ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيُّ جَعْفَرٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، أَتَعْرِفُ هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، هَذَا أَبُو حَنِيفَةَ، ثُمَّ أَتْبَعَهَا: قَدْ أَتَانَا، ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا حَنِيفَةَ، هَاتِ مِنْ مَسَائِلِكَ، فَاسْأَلْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، فَابْتَدَأْتُ أَسْأَلُهُ، فَكَانَ يَقُولُ فِي الْمَسْأَلَةِ: أَنْتُمْ تَقُولُونَ فِيهَا كَذَا وَكَذَا، وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ يَقُولُونَ: كَذَا وَكَذَا، وَنَحْنُ - يُرِيدُ أَهْلَ الْبَيْتِ - نَقُولُ كَذَا وَكَذَا، فَرُبَّمَا تَابَعْنَا، وَرُبَّمَا تَابَعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ، وَرُبَّمَا خَالَفْنَا مَعًا، حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى أربعين مَسْأَلَةٍ، مَا أخرم منها مَسْأَلَةً، ثُمَّ يَقُولُ أَبُو حَنِيفَةَ: أَلَيْسَ قَدْ رَوِينَا أَنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ أَعْلَمُ النَّاسِ بِالاخْتِلافِ.
ابن أبي خيثمة: حدثنا مُصْعَبٌ: سَمِعْتُ الدَّرَاوَرْدِيُّ يَقُولُ: لَمْ يَرْوِ مَالِكٌ عَنْ جَعْفَرٍ حَتَّى ظَهَرَ أَمْرُ بَنِي الْعَبَّاسِ، ثُمَّ قَالَ مُصْعَبٌ: كَانَ مَالِكٌ لا يَرْوِي عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ حَتَّى يَضُمُّهُ إِلَى آخر من أولئك الرفعاء، ثم يجعله بعده.
ابن عقدة: حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاق الرَّاشِدِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سالم، [ص:831] عن صالح بن أبي الأَسْوَدِ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَلُونِي قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِي، فَإِنَّهُ لا يُحَدِّثُكُمْ أَحَدٌ بَعْدِي مِثْلَ حَدِيثِي.
وَرَوَى عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ أَبِي لِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ: إِنَّ لِي جَارًا يَزْعُمُ أَنَّكَ تَبْرَأُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ؟ فَقَالَ جعفر: برئ اللَّهُ مِنْ جَارِكَ، وَاللَّهِ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَنْفَعَنِيَ اللَّهُ بِقَرَابَتِي مِنْ أَبِي بَكْرٍ، وَلَقَدِ اشْتَكَيْتُ شِكَايَةً، فَأَوْصَيْتُ إِلَى خَالِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ.
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الفقيه، قال: أخبرنا ابن ملاعب، قال: أخبرنا الأرموي، قال: أخبرنا أبو الغنائم ابن المأمون، قال: أخبرنا أبو الحسن الدارقطني، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم البزار، قال: حدثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا محمد بن فضل، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، وَابْنَهُ جَعْفَرًا عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ فَقَالا: يَا سَالِمُ، تولهما وابرأ من عدوهما، فإنهما كانا إمامي هُدًى، وَقَالَ لِي جَعْفَرٌ: يَا سَالِمُ، أَيَسُبُّ الرَّجُلُ جَدَّهُ! أَبُو بَكْرٍ جَدِّي، فَلا نَالَتْنِي شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَتَوَلاهُمَا، وَأَبْرَأُ مِنْ عَدُوِّهِمَا. هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، وَسَالِمٌ، وَابْنُ فُضَيْلٍ شيعيان.
وقال محمد بن الحسين الحنيني: حدثنا جعفر بن محمد الأزدي، قال: حدثنا حفص بن غياث، قال: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: مَا أَرْجُو مِنْ شَفَاعَةِ عَلِيٍّ شَيْئًا إِلا وَأَنَا أَرْجُو من شفاعة أبي بكر مثله.
وقال الحنيني: حدثنا مخلد بن أبي قريش قال: حدثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَبَّاسِ الْهَمْدَانِيُّ أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ أَتَاهُمْ وَهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَرْتَحِلُوا مِنَ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ صَالِحِي أَهْلِ مِصْرَ، فَأَبْلِغُوهُمْ عَنِّي مَنْ زَعَمَ أَنِّي إِمَامٌ مُفْتَرِضُ الطَّاعَةِ، فَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ، وَمَنْ زَعَمَ أَنِّي أَبْرَأُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ فَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ.
وَرَوَى حنانُ بْنُ سُدَيْرٍ، عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ، وَسُئِلَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَقَالَ: إِنَّكَ لَتَسْأَلُنِي عَنْ رَجُلَيْنِ قَدْ أَكَلا مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ. [ص:832]
قُلْتُ: يَعْنِي إِنْ صَحَّ هَذَا عَنْهُ أَنَّهُمَا مِمَّنْ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْوَافِ طَيْرٍ خُضْرٍ تُعَلَّقُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ.
قَالَ مَعْبَدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ: سَأَلْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَنِ الْقُرْآنِ، فَقَالَ: لَيْسَ بِخَالِقٍ وَلا مَخْلُوقٍ، وَلَكِنَّهُ كَلامُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
وَرَوَى حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: وَاللَّهِ لا نَعْلَمُ كُلَّ مَا تَسْأَلُونَا عَنْهُ، وَلَغَيْرُنَا أَعْلَمُ مِنَّا.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُسْلِمَةَ بْنِ جَعْفَرٍ الأَحْمَسِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ: إِنَّ قَوْمًا يَزْعُمُونَ أَنَّ مَنْ طَلَّقَ ثَلاثًا بِجَهَالَةٍ رُدَّ إِلَى السُّنَّةِ يجعلونها واحدة، ويروونها عَنْكُمْ؟ فَقَالَ: مَعَاذَ اللَّهِ، مَا هَذَا مِنْ قَوْلِنَا، مَنْ طَلَّقَ ثَلاثًا فَهُوَ كَمَا قَالَ.
قُلْتُ: مُسْلِمَةُ ضَعِيفٌ.
وَعَنْ عِيسَى صَاحِبِ الدِّيوَانِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ جَعْفَرٍ قَالَ: سُئِلَ جَعْفَرٌ: لِمَ حَرَّمَ اللَّهُ الرِّبَا؟ قَالَ: لِئَلا يَتَمَانَعَ النَّاسُ بِالْمَعْرُوفِ.
وَقَالَ هَارُونُ بْنُ أَبِي الهيذام: حدثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أحمد: سمعت سفيان الثوري يقول: قَدِمْتُ مَكَّةَ، فَإِذَا أَنَا بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قد أناخ بالأبطح، فقلت: يا ابن رَسُولِ اللَّهِ، لِمَ جُعِلَ الْمَوْقِفُ مِنْ وَرَاءِ الْحَرَمِ وَلَمْ يُصَيَّرْ فِي الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ؟ فَقَالَ: الْكَعْبَةُ بَيْتُ اللَّهِ، وَالْحَرَمُ حِجَابُهُ، وَالْمَوْقِفُ بَابُهُ، فَلَمَّا قَصَدُوهُ أَوْقَفَهُمْ بِالْبَابِ يَتَضَرَّعُونَ، فَلَمَّا أَذِنَ لَهُمْ بِالدُّخُولِ، أَدْنَاهُمْ مِنَ الْبَابِ الثَّانِي، وَهُوَ الْمُزْدَلِفَةُ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى كَثْرَةِ تَضَرُّعِهِمْ وَطُولِ اجْتِهَادِهِمْ رَحِمَهُمْ، فَلَمَّا رَحِمَهُمْ أَمَرَهُمْ بِتَقْرِيبِ قُرْبَانِهِمْ، فَلَمَّا قَرَّبُوا قُرْبَانَهُمْ، وَقَضَوْا تَفَثَهُمْ، وَتَطَهَّرُوا مِنَ الذُّنُوبِ أَمَرَهُمْ بِالزِّيَارَةِ لِبَيْتِهِ. قَالَ لَهُ: فَلِمَ كُرِهَ الصَّوْمُ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ؟ قَالَ: لِأَنَّهُمْ فِي ضيافة الله، ولا يجب لِلضَّيْفِ أَنْ يَصُومُ. قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَمَا بَالُ النَّاسِ يَتَعَلَّقُونَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، وَهِيَ خِرَقٌ لا تَنْفَعُ شَيْئًا؟ فَقَالَ: ذَلِكَ مِثْلُ رَجُلٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ آخَرَ [ص:833] جُرْمٌ، فَهُوَ يَتَعَلَّقُ بِهِ وَيَطُوفُ حَوْلَهُ رَجَاءَ أَنْ يَهَبَ لَهُ جُرْمَهُ.
وَذَكَرَ هِشَامُ بْنُ عَبَّادٍ أَنَّهُ سَمِعَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: الْفُقَهَاءُ أُمَنَاءُ الرُّسُلِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُ الْفُقَهَاءَ قَدْ رَكَنُوا إِلَى السَّلاطِينِ فَاتَّهِمُوهُمْ.
وَعَنْ عَنْبَسَةَ الْخَثْعَمِيِّ قال: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: إِيَّاكُمْ وَالْخُصُومَةَ فِي الدِّينِ؛ فَإِنَّهَا تُشْغِلُ الْقَلْبَ وَتُورِثُ النِّفَاقَ.
وَعَنْ عَائِذِ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ: قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: لا زَادٌ أَفْضَلُ مِنَ التَّقْوَى، وَلا شَيْءٌ أَحْسَنُ مِنَ الصَّمْتِ، وَلا عَدُوٌّ أَضَلُّ مِنَ الْجَهْلِ، وَلا دَاءٌ أَدْوَى مِنَ الْكَذِبِ.
قُلْتُ: مَنَاقِبُ جَعْفَرٍ كَثِيرَةٌ، وَكَانَ يَصْلُحُ لِلْخِلافَةِ لِسُؤْدُدِهِ وَفَضْلِهِ وَعِلْمِهِ وَشَرَفِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَدْ كَذَبَتْ عَلَيْهِ الرَّافِضَةُ وَنَسَبَتْ إِلَيْهِ أَشْيَاءَ لَمْ يَسْمَعْ بِهَا؛ كَمِثْلِ كِتَابِ الْجَفْرِ، وَكِتَابِ اخْتِلاجِ الأَعْضَاءِ، وَنُسَخٍ مَوْضُوعَةٍ، وَكَانَ يَنْهَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ عَنِ الْخُرُوجِ وَيَحُضُّهُ عَلَى الطَّاعَةِ، وَمَحَاسِنُهُ جَمَّةٌ.
تُوُفِّيَ إِلَى رِضْوَانِ اللَّهِ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَلَهُ ثَمَانٌ وَسِتُّونَ سَنَةً.(3/828)
64 - جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَخْزُومِيُّ الْمَكِّيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: مَعْمَرٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ مَسْمُول.
وثّقه أبو دَاوُدَ.(3/833)
65 - 4: جَعْفَرُ بْنُ مَيْمُونَ التَّمِيمِيُّ الأَنْمَاطِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ، وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، وَأَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: السُّفْيَانَانِ، وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَغُنْدَرٌ، وَآخَرُونَ.
قَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَخْشَى أَنْ يَكُونَ ضَعِيفَ الْحَدِيثِ. [ص:834]
وَرَوَى عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: جَعْفَرُ بْنُ مَيْمُونَ لَيْسَ بِثِقَةٍ.
قُلْتُ: مِنْ مَنَاكِيرِهِ حديث وهيب: حدثنا جَعْفَرُ بْنُ مَيْمُونَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُ أَنْ يُنَادِي: لا صَلاةَ إِلا بِقِرَاءَة فَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَمَا زَادَ.(3/833)
66 - ق: جَوَيْبِرُ بْنُ سَعِيدٍ، أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْدِيُّ الْبَلْخِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
نَزِيلُ بَغْدَادَ.
رَوَى عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَالضَّحَّاكِ، وَأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَمَعْمَرُ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ وغيره: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: هُوَ أَصْلَحُ حَالا مِنَ الْكَلْبِيِّ.
وَقَالَ الْفَلاسُ: كَانَ يَحْيَى وَابْنُ مَهْدِيٍّ لا يُحَدِّثَانِ عَنْ جُوَيْبِرٍ، وَكَانَ سُفْيَانُ يُحَدِّثُ عَنْهُ.
وَقَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ: قُلْتُ ليحيى: كيف حديثه؟ قال: ضعيف.(3/834)
-[حَرْفُ الْحَاءِ](3/834)
67 - ع: حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، أَبُو يُونُسَ، الْقُشَيْرِيُّ مَوْلاهُمْ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ نَبِيلٌ، وَلَيْسَ بِالْمُكْثِرِ. لَهُ عَنْ عَطَاءٍ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: ابن المبارك، وخالد بن الحارث، ويحيى الْقَطَّانُ، وَرَوْحٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ. [ص:835]
تُوُفِّيَ فِي حُدُودِ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ.(3/834)
68 - الْحَارِثُ بْنُ حَصِيرَةَ، أَبُو النُّعْمَانِ الأَزْدِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَابْنِ بُرَيْدَةَ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: خَشَبِيٌّ ثِقَةٌ.
يَنْسِبُونَ إِلَى خَشَبَةَ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ الَّتِي صُلِبَ عَلَيْهَا.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: لَهُ خَبَرُ، حَدِيثٍ مُنْكَرٍ.
قُلْتُ: خَرَّجَ لَهُ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ الأَدَبِ.
وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ: رَأَيْتُ شَيْخًا طَوِيلَ السُّكُوتِ مُنْطَوِيًا عَلَى أَمْرٍ عَظِيمٍ.(3/835)
69 - م ت ن ق: الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذَبَّابٍ الدَّوْسِيُّ الْمَدَنِيُّ، الْمُؤَذِّنُ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَبُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ، وَالأَعْرَجُ، وَجَمَاعَةٌ.
وَعَنْهُ: أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، وَصَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابْنُ حَزْمٍ: ضَعِيفٌ، ذَكَرَهُ فِي الْمُحَلَّى.(3/835)
70 - د: الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ، أَبُو الْجُودِيِّ الأَسَدِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
شَامِيٌّ نَزَلَ وَاسِطًا.
رَوَى عَنْ: عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَنَافِعٍ، وَسَعِيدِ بْنِ [ص:836] مُهَاجِرٍ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَهُشَيْمٌ، وَعَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ، وأبو معاوية.
وثقه ابن معين.(3/835)
71 - ت ق: الْحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ الليثيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
رَوَى عَنْ: خَالِهِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَطَاوُسٍ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ عُمَارَةَ الْكُلاعِيُّ، وَنُوحُ بْنُ قَيْسٍ الْحَدَّانِيُّ، وَجُنَادَةُ بْنُ مَرْوَانَ، وَثَابِتُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّاهِدُ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
قُلْتُ: وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ سَمِيِّهِ الْحَارِثِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ الْبَزَّارِ بِبَغْدَادَ، وَسَوْفَ يَذْكُرُ بَعْدَ الْمِائَتَيْنِ.(3/836)
72 - ت ق: حَارِثَةُ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَخُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمَالِكٍ.
رَوَى عَنْ: جَدَّتِهِ عَمْرَةَ.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وَعَبْدَةُ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو بَدْرٍ السَّكُونِيُّ، سكن الكوفة.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَاهِي الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ.(3/836)
73 - حَبِيبُ بْنُ أَبِي الأَشْرَسِ حَسَّانُ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
مِنْ مَشْيَخَةِ الْكُوفَةِ.
عَنْ: سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَإِبْرَاهِيمَ، وَأَبِي الضُّحَى، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَالْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، وَالْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ الْعُرَنِيُّ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ. [ص:837]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ.
قُلْتُ: هُوَ جَدُّ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ جَزَرَةُ.(3/836)
74 - حَبِيبُ بْنُ جَرْيٍ الْعَبْسِيُّ الْكُوفِيُّ، الْعَبْدُ الصَّالِحُ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
رَوَى عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٍ، وَالْخُرَيْبِيِّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَغَيْرِهِمْ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: رَجُلٍ صَالِحٍ.(3/837)
75 - ع: حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ الْبَصْرِيُّ، مَوْلَى قَرِيبَةَ، كُنْيَتُهُ أَبُو شَهِيدٍ، وَقِيلَ: أَبُو مُحَمَّدٍ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَرْسَلَ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَلَهُ عَنِ الْحَسَنِ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وميمون بن مهران، وعمرو بن شعيب، وطائفة.
وَعَنْهُ: ابنه إبراهيم، وابن علية، ويحيى القطان، وأبو أسامة، وروح بن عبادة، والأنصاري، وخلق كثير.
وكان من سادة الأئمة، له نحو من مائة حديث.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.
وقال غيره: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَلَهُ سِتٌّ وَسِتُّونَ سَنَةً.(3/837)
76 - د ت ق: حَبِيبُ بْنُ صَالِحٍ الطَّائِيُّ الْحِمْصِيُّ، وَهُوَ حَبِيبُ بْنُ أَبِي مُوسَى. [الوفاة: 141 - 150 ه]
رَوَى عَنْ: يَزِيدَ بْنِ شُرَيْحٍ الْحَضْرَمِيِّ، وَيَحْيَى بْنِ جَابِرٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَبَقِيَّةُ، وآخرون. [ص:838]
وَكَانَ مِنْ ثِقَاتِ الشَّامِيِّينَ، مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/837)
77 - حَبِيبُ بْنُ أَبِي الْعَالِيَةِ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: مُجَاهِدٍ، وَغَيْرِهِ.
وَعَنْهُ: جَعْفَرُ الأَحْمَرُ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيهِ: مَا أَدْرِي أَحَادِيثَهُ، كَأَنَّهُ ضَعَّفَهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.(3/838)
78 - سِوَى د: حَبِيبُ بن أبي عمرة القصاب الكوفي، [أبو عبد الله] [الوفاة: 141 - 150 ه]
مَوْلَى بَنِي حِمَّانَ.
عَنْ: سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، وَمُجَاهِدٍ، وَالطَّبَقَةِ.
وَعَنْهُ: جَرِيرٌ الضَّبِّيُّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
وكنيته أبو عبد الله، توفي سنة اثنتين وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/838)
79 - ع: حَبِيبُ الْمُعَلِّمِ، [بنُ أَبِي قُرَيْبَةَ دِيْنَارٍ] أَبُو مُحَمَّدٍ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
مَوْلَى مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ،
مِنْ ثِقَاتِ الْبَصْرِيِّينَ، وَاسْمُ أَبِيهِ أَبُو قُريبَةَ دِينَارٌ.
رَوَى عَنْ: الْحَسَنِ، وَعَطَاءٍ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ.
وَعَنْهُ: حماد بن سلمة، ويزيد بن زريع، وعبد الوهاب الثقفي، وغيرهم.
وبلغنا أَنَّ يَحْيَى الْقَطَّانَ كَانَ لا يَرْوِي عَنْهُ.(3/838)
80 - 4، م مقروناً: حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاَةَ بْنُ ثَوْرٍ بْنِ هُبَيْرَةَ، أَبُو أَرْطَأَةَ النَّخَعِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعْلامِ عَلَى لِينٍ فِي حَدِيثِهِ.
لَهُ عَنِ الشَّعْبِيِّ حَدِيثٌ وَاحِدٌ، وَعَنْ: الْحَكَمِ، وَعَطَاءٍ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَزَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ الطَّائِيِّ، ورياح بْنِ عُبَيْدَةَ، وَعِكْرِمَةَ، وَمَكْحُولٍ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَسُفْيَانُ، وَالْحَمَّادَانِ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَحَفْصُ بْنُ غياث، وغندر، وعبد الرزاق، وآخرون. وقد حَدَّثَ عَنْهُ مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ، وَهُوَ مِنْ شُيُوخِهِ.
وَلِيَ حَجَّاجٌ قَضَاءَ الْبَصْرَةِ وَلَهُ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً، وَكَانَ فِيهِ بَأْوٌ وَتِيهٌ وَمَحَبَّةٌ لِلسُّؤْدُدِ وَالتَّجَمُّلِ، فَكَانَ يَقُولُ: أَهْلَكَنِي حُبُّ الشَّرَفِ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: هُوَ وَابْنُ إِسْحَاقَ عِنْدِي سَوَاءٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ، يُدَلِّسُ عن الضعفاء.
وقال يحيى بن آدم: حدثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ أَسْرَدَ لِلْحَدِيثِ مِنَ الثَّوْرِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: حَجَّاجٌ صَدُوقٌ، لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، يُدَلِّسُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَرْزَمِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ؛ يَعْنِي فَيُسْقِطُ مُحَمَّدًا.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ أَيْضًا: إِذَا قَالَ: حَدَّثَنَا، فَهُوَ صَالِحٌ لا يُرْتَابُ فِي صِدْقِهِ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوقٌ مُدَلِّسٌ.
وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ: رَأَيْتُ حَجَّاجَ بْنَ أَرْطَأَةَ يُخَضِّبُ بِالسَّوَادِ.
وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْرَفُ بِمَا يَخْرُجُ مِنْ رَأْسِهِ مِنْ حَجَّاجٍ.
وَقَالَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ: سمعت سفيان يقول: ما تأتون أَحَدًا أَحْفَظَ مِنْ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ. [ص:840]
وَقَالَ آخَرُ: لَهُ سِتُّمِائَةِ حَدِيثٍ أَوْ نَحْوُهَا.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ يَكَادُ لِحَجَّاجٍ حَدِيثٌ إِلا وَفِيهِ زِيَادَةٌ.
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: قَدِمَ عَلَيْنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، فَأَتَيْنَاهُ وتذاكرنا، فقال: حدثنا قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، ثُمَّ لَبِثْنَا مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْنَا حَجَّاجٌ وَلَهُ إِحْدَى وَثَلاثُونَ سَنَةً، فَرَأَيْتُ عَلَيْهِ مِنَ الزِّحَامِ مَا لَمْ أَرَهُ عَلَى حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، رَأَيْتُ عِنْدَهُ مَطَرًا الْوَرَّاقَ وَدَاوُدَ بْنَ أَبِي هِنْدَ وَيُونُسَ بْنَ عُبَيْدٍ جُثَاةً عَلَى أَرْجُلِهِمْ، يَقُولُونَ: يَا أَبَا أَرْطَأَةَ، مَا تَقُولُ فِي كَذَا؟ يَا أَبَا أَرْطَأَةَ، مَا تَقُولُ فِي كَذَا؟
قَالَ حَفْصُ بن غياث: سمعت الحجاج يقول: ما خاصمت قَطُّ، وَلا جَلَسْتُ إِلَى قَوْمٍ يَخْتَصِمُونَ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: سَمِعَ حَجَّاجٌ مِنْ مَكْحُولٍ.
وَقَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ: سَمِعْتُ حَجَّاجَ بْنَ أَرْطَأَةَ يَقُولُ: لا تَتِمُّ مُرُوءَةَ الرَّجُلِ حَتَّى يَدَعَ الصَّلاةَ فِي جَمَاعَةٍ.
قُلْتُ: هَذِهِ كَلِمَةٌ مَقِيتَةٌ، بَلْ لا تَتِمُّ مُرُوءَةُ الرَّجُلِ وَدِينُهُ حَتَّى يَلْزَمَ الصَّلاةَ فِي جَمَاعَةٍ. وَهَذَا قَالَهُ حَجَّاجٌ لِمَا فِي طِبَاعِهِ مِنَ الْبَذَخِ وَالرِّيَاسَةِ، فَإِنَّهُ يَرَى أَنَّ صَلاتَهُ فِي جَمَاعَةٍ وَمُزَاحَمَتِهِ لِلسُّوقَةِ فِي الصُّفُوفِ يُنَافِي مَا فِيهِ مِنَ التِّيهِ وَالتَّرَفِ، فَاللَّهُ يُسَامِحُهُ. وَهُوَ مِنْ طَبَقَةِ أَبِي حَنِيفَةَ الإِمَامِ فِي الْعِلْمِ، لَكِنْ رَفَعَ اللَّهُ أَبَا حَنِيفَةَ بِالْوَرَعِ وَالْعِبَادَةِ، وَلَمْ يَنَلْ حَجَّاجَ بْنَ أَرْطَأَةَ تِلْكَ الرِّفْعَةُ، فَرَحِمَهُمَا اللَّهُ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَذْكُرُ أَنَّ حَجَّاجًا لَمْ يَرَ الزُّهْرِيَّ، وَكَانَ سَيِّئَ الرَّأْيِ فِيهِ جدا، ما رَأَيْتُهُ أَسْوَأَ رَأْيًا فِي أَحَدٍ مِنْهُ فِي حَجَّاجٍ وَابْنِ إِسْحَاقَ وَلَيْثٍ وَهَمَّامٍ، لا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُرَاجِعُهُ فِيهِمْ.
وَقَالَ هُشَيْمٌ: قَالَ لِي حَجَّاجٌ: لَمْ أَرَ الزُّهْرِيَّ، لَكِنْ لَقِيتُ رَجُلا جَيِّدَ الأَخْذِ عَنْهُ فَأَخَذْتُ عَنْهُ.
وَسُئِلَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَيُحْتَجُّ بِحَجَّاجٍ؟ قَالَ: لا.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: رَأَيْتُ حَجَّاجَ بْنَ أَرْطَأَةَ عَلَيْهِ قَمِيصٌ أَسْوَدُ وَرِدَاءٌ أَسْوَدُ قَدْ خُضِّبَ بِالسَّوَادِ مُتَّكِئًا عَلَى مَرَافِقٍ حُمْرٍ، قَالَ يَزِيدُ: فَكَانَ يَقُولُ: [ص:841] أَبَعْدَ قَضَاءِ الْبَصْرَةِ وَشُرَطِ الْكُوفَةِ، وَكَانَ يَقْضِي بِالْبَصْرَةِ ثُمَّ يَقُولُ: هَذَا قَضَاءُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ، وَوَلِيَ قَضَاءَهَا ثَلاثَةَ أَشْهُرٍ، قَالَ: وَجَلَسَ يُفْتِي بِمَسْجِدِ الْكُوفَةِ وَلَهُ عِشْرُونَ سَنَةً، وَكَانَ الْحَكَمُ يَجْلِسُ إِلَيْهِ، وَهُوَ الَّذِي أَجْلَسَهُ لِلْفُتْيَا.
وقال الأشج: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأَسْوَدِ الْحَارِثِيُّ قَالَ: كَانَ الحجاج بن أرطاة يقيم على رؤوسنا غلاماً أسود وقال: مَنْ رَأَيْتُهُ يَكْتُبُ، يَعْنِي فِي مَجْلِسِهِ، فَجَرَّ بِرِجْلِهِ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا أَرْطَأَةَ، سَوْأَةٌ لَكَ، يَأْتِيكَ نُظَرَاؤُكَ وَأَبْنَاءُ نُظَرَائِكَ مِنْ أَبْنَاءِ الْقَبَائِلِ، ثُمَّ تَأْمُرُ هَذَا الأَسْوَدَ بِمَا تأمر! قَالَ: فَلَمْ يَأْمُرْهُ بَعْدَ ذَلِكَ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: كُنَّا لا نَكْتُبُ عِنْدَ حَجَّاجٍ، كَانَ لَهُ غِلْمَانُ يَطُوفُونَ فِي الْحَلَقَةِ، فَمَنْ رَأَوْهُ يَكْتُبُ أَقَامُوهُ.
وَقَالَ الْعَلاءُ بْنُ عُصَيْمٍ: جَاءَ ابْنُ شُبْرُمَةَ وَحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ إِلَى الأَعْمَشِ، فَقَالَ لَهُ حَجَّاجٌ: يَا هَذَا، لَمْ تَنْتَهِ حَتَّى مَشَتْ إِلَيْكَ الأَشْرَافُ! قَالَ: إِذًا يَرْجِعُونَ بِغَيْرِ حَوَائِجِهِمْ، ثُمَّ دَخَلَ وَأَغْلَقَ الْبَابَ فِي وُجُوهِهِمْ.
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَة قَالَ: حدثنا أَبِي، عَنْ جَدِّي قَالَ: قُلْتُ لِلْحَجَّاجِ بْنِ أرطاة: ما رأيت أحداً أحسن أصابع مِنْكَ، قَالَ: إِنَّهَا مَدَارِجُ الْكَرَمِ.
وهَب بْنُ بَقِيَّةَ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: دَخَلَ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ الْمَسْجِدَ، فَقِيلَ لَهُ: ها هنا يا ابن أَرْطَأَةَ. فَقَالَ: أَنَا صَدْرُ حَيْثُمَا جَلَسْتَ.
وَقَالَ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ: قَالَ حَجَّاجٌ لِسَوَّارٍ الْقَاضِي: أَهْلَكَنِي حُبُّ الشَّرَفِ، فَقَالَ لَهُ: اتَّقِ اللَّهَ تَشْرُفْ.
مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حدثنا إسماعيل بن محمد الطلحي قال: حدثنا أَبُو مَالِكٍ الْجَنْبِيُّ قَالَ: دَخَلَ حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَقَدْ حَجَّ عِيسَى بْنُ مُوسَى - يَعْنِي وَلِيُّ الْعَهْدِ - وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ، فَأَقْبَلَ الْحَجَّاجُ لِيُسَلِّمَ، ثُمَّ جَلَسَ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُهُمْ: ارْتَفِعْ يَا أَبَا أَرْطَأَةَ إِلَى صَدْرِ الْحَلَقَةِ، فَقَالَ: حَيْثُ جَلَسْتُ أَنَا صَدْرُهَا. فَقَالَ عِيسَى: جُرُّوا بِرِجْلِهِ وَأَخْرِجُوهُ.
وَقَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ: كُنَّا نَأْتِي الْحَجَّاجَ بْنَ أَرْطَأَةَ فَنَجْلِسُ حَتَّى تطلع [ص:842] الشمس فلا يخرج إلى صلاة جماعة فتركه.
وعن سليمان بن أبي سليمان قال لحجاج: أَلا تُصَلِّي فِي جَمَاعَةٍ؟ فَقَالَ: أُصَلِّي مَعَ هَؤُلاءِ! يَزْحُمُونِي.
وَعَنْ أَبِي مَالِكٍ الْجَنْبِيِّ قَالَ: خَرَجَ حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ وَمَعَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ، فَمَرَّ بِمَسَاكِينَ فِي الطُّرُقِ، فَسَلَّمَ صَاحِبُهُ عَلَى الْمَسَاكِينَ فَقَالَ الْحَجَّاجُ: إِنَّهُ لا يُسَلِّمُ عَلَى أَمْثَالِ هَؤُلاءِ.
وَقَدْ خَرَّجَ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ لحجاج فَقَرَنَهُ بِآخَرَ.
تُوُفِّيَ بِالرَّيِّ مَعَ الْمَهْدِيِّ سَنَةَ بِضْعٍ وَأَرْبَعِينَ، قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: فِي سَنَةِ خَمْسٍ.(3/839)
81 - خ م د ن ق: حَجَّاجُ بْنُ حَجَّاجٍ الْبَاهِلِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
قَدْ تَقَدَّمَ أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ، وذَكَرَ الْحَافِظُ عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدٍ أَنَّهُ هُوَ حَجَّاجٌ الأَسْوَدُ فَوَهِمَ، بَلْ حَجَّاجٌ الأَسْوَدُ هُوَ الْقَسْمَلِيُّ؛ رَجُلٌ صَالِحٌ عَابِدٌ، يُقَالُ لَهُ: زِقُّ الْعَسَلِ. حَدَّثَ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، وَأَبِي نَضْرَةَ.
رَوَى عَنْهُ: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.(3/842)
82 - حَجَّاجُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمْزَةَ الرُّعَيْنِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
وَلِيَ إِمْرَةَ بِلادِ زُوَيْلَةَ مِنْ أَعْمَالِ مصر، وله حَدِيثٌ وَاحِدٌ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الأَشَجِّ.
رَوَى عَنْهُ: اللَّيْثُ، وَابْنُ وَهْبٍ.(3/842)
83 - ع: حَجَّاجُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الصَّوَّافُ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: الْحَسَنِ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ.
وَعَنْهُ: الْحَمَّادَانِ، وَابْنُ عُلَيَّةَ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ جَمَاعَةٌ، وَوَصَفَهُ التِّرْمِذِيُّ بِالْحِفْظِ. [ص:843]
مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/842)
84 - حَرَامُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: وَلَدِي جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ؛ وَهُمَا مُحَمَّدُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَعَنِ الأَعْرَجِ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ.
وَعَنْهُ: الدَّرَاوَرْدِيُّ، وَمُسْلِمٌ الزَّنْجِيُّ، وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ.
قَالَ الشَّافِعِيُّ: الرِّوَايَةُ عَنْ حَرَامِ حَرَامٌ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ مَالِكٌ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: قُلْتُ لِحَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَابِرٍ، وَمُحَمَّدٌ، وَأَبُو عَتِيقٍ - هُمْ وَاحِدٌ؟ قَالَ: إن شئت جعلتهم عشرة.
قال الزبيري: وكان حرام يتشيع.(3/843)
85 - حَرْمَلَةُ بْنُ قَيْسٍ النَّخَعِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِي بُرْدَةَ، وَأَبِي زُرْعَةَ الْبَجَلِيِّ.
وَعَنْهُ: مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَأَبُو نُعَيْمٍ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: ثَبْتٌ.(3/843)
86 - ت ق: حُرَيْثُ بْنُ أَبِي مَطَرٍ الْفَزَارِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: الشَّعْبِيِّ، وَمُدْرِكِ بْنِ عُمَارَةَ.
وَعَنْهُ: شَرِيكٌ، وَوَكِيعٌ، وَابْنُ نُمَيْرٍ. ضَعَّفَهُ الْفَلاسُ وَغَيْرُهُ.(3/843)
87 - ق: الْحَسَنُ بْنُ ثَوْبَانَ بْنِ عَامِرٍ الْهَمْدَانِيُّ، ثُمَّ الْهَوْزَنِيُّ الْمِصْرِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَعِكْرِمَةَ، وَمُوسَى بْنِ وَرْدَانَ.
وَعَنْهُ: اللَّيْثُ، وَضَمَّامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، وَمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ، وَغَيْرُهُمْ. [ص:844]
وَكَانَ أَمِيرًا عَلَى ثَغْرِ رَشِيدٍ لِمَرْوَانَ الْحَمَّارِ.
وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ، وَكَانَ ذَا صَلاحٍ وَتَعَبُّدٍ، مات سنة خمس وأربعين ومائة.(3/843)
88 - ق: الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِب، [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَخُو عَبْدِ اللَّهِ وإبراهيم.
لَهُ رِوَايَةٌ عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةُ بِنْتُ الْحُسَيْنِ.
رَوَى عَنْهُ: عُبَيْدُ بْنُ وَسِيمٍ الجمال، وعمر بن شبيب المسلي، وفضيل بْنُ مَرْزُوقٍ.
مَاتَ فِي سِجْنِ الْمَنْصُورِ، يُقَالُ: فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/844)
89 - د ت ق: الْحَسَنُ بْنُ الحكم النَّخعيُّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: إِبْرَاهِيمَ، وَالشَّعْبِيِّ، وَعَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، وَأَبِي سَبْرَةَ النَّخَعِيِّ.
وَعَنْهُ: شَرِيكٌ، وَابْنُ فُضَيْلٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.(3/844)
90 - خ د ت ق: الْحَسَنُ بْنُ ذَكْوَانَ، أَبُو سَلَمَةَ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
بَصْرِيٌّ صَدُوقٌ. عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ، وَطَاوُسٍ، وَابْنِ سِيرِينَ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَصَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ، وَالنَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كَانَ صَاحِبَ أَوَابِدَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَحَادِيثُهُ أَبَاطِيلُ. [ص:845]
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ضَعِيفٌ.
وَأَمَّا ابْنُ حِبَّانَ فَذَكَرَهُ فِي الثِّقَاتِ، وَرَوَى لَهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ.(3/844)
91 - د: الْحَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَخُو عَبْدِ اللَّهِ وَعَمْرُو وَمُحَمَّدٌ.
رَوَى عَنْ: جَدِّهِ، وَأَبِيهِ.
وَعَنْهُ: ابْنَاهُ؛ حُسَيْنُ الْقَاضِي وَمُحَمَّدُ، وأخواه؛ عبد الله وعمرو، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَحَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ.
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ.(3/845)
92 - خ د ن ق: الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو التَّمِيمِيُّ الفُقَيميُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: مُجَاهِدٍ، وَإِبْرَاهِيمَ، وَالشَّعْبِيِّ، وَالْحَكَمِ.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بأس به.
وقال خليفة: مات في سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَالْحَسَنُ أَخُو فُضَيْلٍ.(3/845)
93 - الْحَسَنُ بْنُ عقبة، أبو كبران المُراديُّ الكوفيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
[ص:846]
عَنْ: عبد خير، والشعبي، والضحاك، وغيرهم.
وَعَنْهُ: وكيع، وأبو نعيم، وعبيد الله بن موسى.
روى عباس عن ابن معين: أبو كبران ثِقَةٌ.(3/845)
94 - ق: الْحَسَنُ بْنُ يَزِيدَ، أَبُو يُونُسَ الْقَوِيُّ الْمَكِّيُّ، العبد الصالح. [الوفاة: 141 - 150 ه]
سكن الكوفة.
وَحَدَّثَ عَنْ: أبي سلمة، وطاوس، ومجاهد، وعمرو ابن شُعَيْبٍ.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَوَكِيعٌ، وَحُسَيْنُ الْجُعْفِيُّ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: أَجْمَعُوا عَلَى ثِقَتِهِ.
وَقَالَ آخَرُونَ: سُمِّيَ الْقَوِيُّ لِقُوَّتِهِ عَلَى الْعِبَادَةِ.
قَالَ وَكِيعٌ مَرَّةً: أَبُو يُونُسَ، وَمَنْ أَبُو يُونُسَ! بَكَى حَتَّى عُمِيَ، وَصَلَّى حَتَّى حَدِبَ، وَطَافَ حَتَّى أُقْعِدَ.
وَقَالَ حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ: وَكَانَ أَبُو يُونُسَ الْقَوِيُّ يَطُوفُ فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ أُسْبُوعًا، فَقَدَّرْنَا ذَلِكَ فَإِذَا هُوَ ثَمَانِيَةُ فَرَاسِخَ.
قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ وَقَعَ لِي مُوَافَقَةٍ عَالِيَةٍ.(3/846)
95 - ع: الْحُسَيْنُ بْنُ ذَكْوَانَ، الْمُعَلِّمُ الْعَوْذِيُّ الْبَصْرِيُّ الْمُكْتِبِ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: ابْنِ بُرَيْدَةَ، وَعَطَاءٍ، وَبُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، وَقَتَادَةَ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَطَائِفَةٍ سِوَاهُمْ.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَعَبْدُ الْوَارِثِ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَغُنْدَرٌ، وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَالنَّسَائِيُّ وَالنَّاسُ. [ص:847]
وَقَدْ أَوْرَدَهُ الْعُقَيْلِيُّ فِي كِتَابِ " الضُّعَفَاءِ " بِلا مُسْتَنَدٍ، فَقَالَ فِيهِ: مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلادٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى الْقَطَّانَ، وَذَكَرَ أَحَادِيثَ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، فَقَالَ: فِيهِ اضْطِرَابٌ.(3/846)
96 - ت ق: الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِيُّ الْعَبَّاسِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: كُرَيْبٍ، وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَشَرِيكٌ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ وَغَيْرُهُ: ليس بقوي.
وقال النسائي: متروك.
وقال ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ أَوْ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، قَالَ: وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ، وَلَمْ أَرَهُمْ يَحْتَجُّونَ بِحَدِيثِهِ.(3/847)
97 - ت ن: الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْن أبي طالب، [الوفاة: 141 - 150 ه]
أخو أبي جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَأَخِيهِ، وَوَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ.
وَعَنْهُ: ابناه؛ عبيد الله ومحمد، وموسى بن عقبة، وابن المبارك.
قال النسائي: ثقة.
ويقال: كان أشبه أولاد أبيه بأبيه في التعبد والتأله.(3/847)
98 - ن: الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعم البجلي الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَشُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ، وَفَاطِمَةَ بِنْتِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.
وَعَنْهُ: [ص:848] يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، وَالْخُرَيْبِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَبَعْضُهُمْ يُلَيِّنُهُ قَلِيلا.(3/847)
99 - حُكَيْمُ بْنُ رُزَيْقٍ الْفَزَارِيُّ مَوْلاهُمُ، الأَيْليُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَابْنِ الْمُسَيِّبِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيِّ.
وَعَنْهُ: إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي فَرْوَةَ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(3/848)
100 - حَلامُ بْنُ صالح العبسي الكوفي. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: مسعود بن حراش أَخِي رِبْعِيٍّ، وَسَالِمِ بْنِ رَبِيعَةَ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ شِهَابٍ.
وَعَنْهُ: مِسْعَرٌ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَسَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، وَآخَرُونَ.
صَدُوقٌ.(3/848)
101 - حَمَّادُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ زَيْدٍ الْعَبْدِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَمَيْمُونِ بْنِ سِيَاهٍ.
وَعَنْهُ: الضَّحَّاكُ بْنُ حَمْزَةَ الْوَاسِطِيُّ، وَمَرْزُوقٌ الشَّامِيُّ، وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَمْ أَجِدْ لَهُ غَيْرَ حَدِيثَيْنِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.(3/848)
102 - حَمَّادُ بْنُ أَبِي الدَّرْدَاءِ الأَنْصَارِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: الشَّعْبِيِّ، وَمُجَاهِدٍ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ.
وَقَالَ أَبُو حاتم: صالح.(3/848)
103 - ت: حَمْزَةُ بْنُ أبي حمزة مَيْمُونُ الْجُعْفِيُّ النَّصِيبِيُّ الْجَزَرِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَمَكْحُولٍ، وَنَافِعٍ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ، وَبَكْرُ بْنُ مُضَرَ، وَشَبَابَةُ بن سوار، وَعَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ الْجَزَرِيُّ، وَغَسَّانُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَجَمَاعَةٌ.
وَهُوَ وَاهٍ بِاتِّفَاقٍ؛ قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مَا يَرْوِيهِ مَوْضُوعٌ، وَالْبَلاءُ مِنْهُ.
قلت: له حديث في الترمذي من رواية شبابة عنه؛ مَتْنُهُ: " تَرِّبُوا الْكِتَابَ ". قَالَ التِّرْمِذِيُّ: اسْمُ أَبِيهِ عَمْرٌو. فَوَهِمَ؛ بَلْ هُوَ مَيْمُونُ.(3/849)
104 - ع: حُمَيْدُ بْنُ تِيرَوَيْهِ الطَّوِيلِ، أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
سَمِعَ: أَنَسًا، وَالْحَسَنَ، وَبَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَمَالِكٌ، وَالسُّفْيَانَانِ، وَالْحَمَّادَانِ، وَابْنُ عُلَيَّةَ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَالأَنْصَارِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
وَكَانَ أَحَدُ الثِّقَاتِ؛ وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَالْعِجْلِيُّ وَأَبُو حَاتِمٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ وَقَتَادَةُ أَكْبَرُ أَصْحَابِ الْحَسَنِ.
وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: فِي حَدِيثِهِ شَيْءٌ، وَهُوَ ثِقَةٌ. [ص:850]
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: أَخَذَ حُمَيْدٌ كُتُبَ الْحَسَنِ فَنَسَخَهَا، ثُمَّ رَدَّهَا عَلَيْهِ.
وَرَوَى الأَصْمَعِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ حُمَيْدًا وَكَانَ طَوِيلَ الْيَدَيْنِ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، عَنْ شُعْبَةَ: لَمْ يَسْمَعْ حُمَيْدٌ مِنْ أَنَسٍ إِلا أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ حَدِيثًا، وَالْبَاقِي سَمِعَهَا مِنْ ثَابِتٍ أَوْ ثَبَّتَهُ فِيهَا ثَابِتٌ.
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ: سَمِعَ شُعْبَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ حَبِيبَ بْنَ الشَّهِيدِ يقول لحميد وهو يحدثني: انظر ما يُحَدِّثُ بِهِ شُعْبَةُ فَإِنَّهُ يَرْوِيهِ عَنْكَ، ثُمَّ يقول هو: إِنَّ حُمَيْدًا رَجُلٌ نَسِيٌّ، فَانْظُرْ مَا يُحَدِّثُكَ بِهِ.
وَرَوَى عَفَّانُ عَنْ حَمَّادٍ قَالَ: جَاءَ شُعْبَةُ إِلَى حُمَيْدٍ فَحَدَّثَهُ فَقَالَ: أَسَمِعْتَ هَذَا مِنْ أَنَسٍ؟ قَالَ: احْسِبْ، فَقَالَ شُعْبَةُ بِيَدِهِ هَكَذَا، فَلَمَّا ذَهَبَ قَالَ حُمَيْدٌ: سَمِعْتُهُ مِنْ أَنَسٍ كَذَا كَذَا مَرَّةٍ، وَلَكِنِّي لَمَّا شَدَّدَ عَلَيَّ أَحْبَبْتُ أَنْ أُشَدِّدَ عَلَيْهِ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: كَانَ حُمَيْدٌ إِذَا ذَهَبْتُ تَقْفُهُ عَلَى بَعْضِ حَدِيثِهِ عَنْ أَنَسٍ يُشَكُّ فِيهِ.
وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: كَانَ عِنْدَنَا شَابٌّ بَصْرِيٌّ يُقَالُ لَهُ: دَرَسْتُ، فَقَالَ لِي: إِنَّ حُمَيْدًا قَدِ اخْتَلَطَ عَلَيْهِ مَا سَمِعَ مِنْ أَنَسٍ وَمِنْ ثَابِتٍ، وَمِنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ، إِلا شَيْئًا يَسِيرًا. فَكُنْتُ أَقُولُ لَهُ: أَخْبِرْنِي بِمَا شِئْتَ عَنْ غير أنس، فأسأل حميداً عنها يقول: سَمِعْتُ أَنَسًا.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَعْلَى الْمُحَارِبِيُّ: طَرَحَ زَائِدَةُ حَدِيثَ حُمَيْدٍ الطَّوِيلَ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَكْبَرُ مَا يُقَالُ فِيهِ: إِنَّ مَا لَمْ يَسْمَعْهُ مِنْ أَنَسٍ كَانَ يُدَلِّسُهُ عَنْهُ، وَقَدْ سَمِعَهُ مِنْ ثَابِتٍ.
وَقِيلَ: كَانَ حُمَيْدٌ مُصْلِحَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ إِذَا تَنَازَعَ الرَّجُلانِ فِي مَالٍ.
وَقَالَ إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ لِرَجُلٍ: إِذَا أَرَدْتَ الصُّلْحَ فَعَلَيْكَ بِحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَتَدْرِي مَا يَقُولُ لَكَ؟ خُذِ الْبَعْضَ وَدَعِ الْبَعْضَ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ: مَاتَ أَبِي سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ عَنْ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً. [ص:851]
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: رَأَيْتُهُ وَلَمْ يَكُنْ بِطَوِيلٍ، وَلَكِنْ كَانَ طَوِيلَ الْيَدَيْنِ.
وَقِيلَ: بَلْ كَانَ فِي جِيرَانِهِ رَجُلٌ قَصِيرٌ سَمِيُّهُ، فَقَالَ الْجِيرَانُ: حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ؛ تَمْيِيزًا لَهُ مِنْ سَمِيِّهِ.
قَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: لَمْ يَدَعْ حُمَيْدٌ لِثَابِتٍ عِلْمًا إلا وعاه عنه وسمعه منه.
وقيل: عامة ما يرويه حميد عَنْ أَنَسٍ سَمِعَهُ مِنْ ثَابِتٍ.
قُلْتُ: لَهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ جُمْلَةُ أَحَادِيثَ عَنْ أَنَسٍ، وَبَلَغَنَا أَنَّهُ كَانَ قَائِمًا يُصَلِّي فَسَقَطَ مَيِّتًا، وَذَلِكَ فِي آخِرِ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ زَائِدَةُ لِكَوْنِهِ لَبِسَ سَوَادَ الْعَبَّاسِيِّينَ، وَهَذَا غُلُوٌّ، حُمَيْدٌ عَدْلٌ صَدُوقٌ. وَكَذَا رُوِيَ عَنْ مَكِّيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: مَرَرْتُ بِحُمَيْدٍ وعليه ثياب سود، وقال لي أخي: أما تَسْمَعُ مِنْهُ؟ فَقُلْتُ: اسْمَعْ مِنْ شُرَطِيٍّ!
وَقَالَ عفان: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: ذَكَرَ رَجُلٌ حُمَيْدًا فَعَابَهُ، فَقَالَ: يَأْتِي سُلَيْمَانَ بْنَ عَلِيٍّ الأَمِيرَ وَيَفْعَلُ وَيَفْعَلُ، فَقَالَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ: كَثَّرَ اللَّهُ فِينَا مِثْلَ حُمَيْدٍ.
وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ: كَانَ حُمَيْدٌ يُصَلِّي قَائِمًا فَمَاتَ، فَذَكَرُوهُ لابْنِ عَوْنٍ، وَجَعَلُوا يَذْكُرُونَ مِنْ فَضْلِهِ فَقَالَ: احْتَاجَ حُمَيْدٌ إِلَى مَا قَدَّمَ.
وَقَالَ الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ قَالَ: ذَهَبْتُ بِحُمَيْدٍ وَأَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ إِلَى أَنَسٍ، فَلَزَمَاهُ وَتَرَكْتُهُ.(3/849)
105 - م د ت ق: حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ، أَبُو صَخْرٍ، وَيُقَالُ: حُمَيْدُ بْنُ صَخْرٍ، وَهُوَ حُمَيْدُ بْنُ أَبِي الْمُخَارِقِ الْمَدِينِيُّ، صَاحِبُ الْعَبَاءِ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
سَكَنَ مِصْرَ، وَحَدَّثَ عَنْ كُرَيْبٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، ونافع، وَرَأَى سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ.
وَعَنْهُ: حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، [ص:852] وَابْنُ وَهْبٍ، وَسَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ عِنْدِي صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: هُوَ ضَعِيفٌ.
وَأَظُنُّ أَنَّ حُمَيْدَ بْنَ صَخْرٍ الْمَدَنِيُّ آخَرُ، رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ. وَهُوَ الَّذِي قَالَ فِيهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ضَعِيفٌ.(3/851)
106 - م 4: حُمَيْدُ بْنُ هَانِئ، أَبُو هَانِئ الْخَوْلانِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
مِصْرِيٌّ صَدُوقٌ. عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، وَأَبِي عَبْدِ الرحمن الحبلي، وشفي بْنِ مَانِعٍ، وَعَمْرِو بْنِ مَالِكٍ الْجَنْبِيِّ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، وَاللَّيْثُ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، وَابْنُ وَهْبٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ يونس: مات في سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَقِيلَ: إِنَّ إِسْحَاقَ بْنَ الْفُرَاتِ حَدَّثَ عَنْهُ، وَمَا أَرَاهُ أَدْرَكَهُ.(3/852)
107 - ت: حُمَيْدٌ الأَعْرَجُ الْكُوفِيُّ القاصُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُكْتِبِ صَاحِبٍ لابْنِ مَسْعُودٍ.
وَعَنْهُ: خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى.
ضَعَّفَهُ أَبُو زُرْعَةَ وَغَيْرُهُ، وَحَدِيثُهُ فِي جُزْءِ ابْنِ عَرَفَةَ بِعُلُوٍّ أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ كَانَ نَعْلاهُ مِنْ جِلْدِ حِمَارٍ غَيْرِ ذَكِيٍّ.(3/852)
108 - حَنْبَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
[ص:853]
شَيْخٌ
رَوَى عَنْ: الْهِرْمَاسِ بْنِ زِيَادٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.(3/852)
109 - حَنْظَلَةُ بْنُ صَفْوَانَ، أَبُو حَفْصٍ الْكَلْبِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَحَدُ الأَشْرَافِ، وَلِيَ إِمْرَةَ مِصْرَ لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَغَيْرِهِ وَإِمْرَةَ الْمَغْرِبِ، وَشَهِدَ حِصَارَ دِمَشْقَ مَعَ الْمُسَوَّدَةِ.
رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ شَابُورٍ، وَكَانَ دَيِّنًا مَحْمُودُ السِّيرَةِ.(3/853)
110 - ت ق: حَنْظَلَةُ السَّدُوسِيُّ، أَبُو عَبْدِ الرَّحِيمِ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
شَيْخٌ بَصْرِيٌّ.
حَدَّثَ عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ: شعبة، والحمادان، وابن المبارك، وابن علية، وعلي بن عاصم.
وقال أبو حاتم: ليس بقوي.(3/853)
111 - 4: حُيَيُّ بن عبد الله المعافريُّ، أبو عبد الله. [الوفاة: 141 - 150 ه]
مصريٌ صالح الحديث، روى عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ.
وَعَنْهُ: اللَّيْثُ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، وَابْنُ وَهْبٍ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
مَاتَ سَنَةَ ثلاث وأربعين ومائة.(3/853)
-[حَرْفُ الْخَاءِ](3/853)
112 - ق: خالد بن دينار الشيباني النيلي، [أَبُو الْوَلِيدِ] [الوفاة: 141 - 150 ه]
مِنْ مَدِينَةِ النِّيلِ قَرِيبَةٍ مِنْ وَاسِطٍ، يُكْنَى أَبَا الْوَلِيدِ.
رَوَى عَنْ: سَالِمٍ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَالْحَسَنِ.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَيُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ.
قَالَ أَحْمَدُ: شيخ ثقة. [ص:854]
وقال أبو حاتم: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
فَأَمَّا أَبُو خَلْدَةَ خَالِدُ بْنُ دِينَارٍ فَسَيَأْتِي.(3/853)
113 - خَالِدُ بْنُ رَبَاحٍ، أَبُو الْفَضْلِ الْهُذْلِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
شَيْخٌ بَصْرِيٌّ.
عَنْ: الْحَسَنِ، وَعِكْرِمَةَ، وَأَبِي السَّوَّارِ الْعَدَوِيِّ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَأَبُو عَاصِمٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(3/854)
114 - ق: خَالِدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أَبُو عصام الْعَتَكِيُّ الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
نَزِيلُ مَرْوٍ.
لَهُ عَنْ أَنَسٍ، وَابْنِ بُرَيْدَةَ، والحسن.
وَعَنْهُ: ابن المبارك، والعلاء بن عمران، والفضل السيناني، وأبو تميلة يحيى بن واضح، وآخرون.
قال أحمد بن سيار: كان شيخا نبيلا أحمر الرأس واللحية؛ يعني يخضب، وكان العلماء في ذلك الزمان يعظمونه ويكرمونه، قَالَ: وَكَانَ ابْنُ الْمُبَارَكِ رُبَّمَا سَوَّى عَلَيْهِ ثِيَابَهُ إِذَا رَكِبَ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: في حديثه نظر.
وقال ابْنُ حِبَّانَ: حَدَّثَ بِأَحَادِيثَ مَوْضُوعَةٍ عَنْ أَنَسٍ.(3/854)
115 - م د ت ن: خَالِدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ التُّجِيبِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
قَاضِي أَفْرِيقِيَّةَ.
قَدْ مَرَّ أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَأَنَّهُ يَرْوِي عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَطَبَقَتِهِ.
وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي تَرْجَمَتِهِ أَنَّهُ رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ [ص:855] الْقَطَّانُ، وَهَذَا خَطَأٌ؛ بَلْ رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ التَّابِعِيُّ الْمَعْرُوفُ.(3/854)
116 - ن ق: خَالِدُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ الأَصْبَهَانِيُّ الإِسْكَافُ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
نَزِيلُ الْكُوفَةِ.
رَوَى عَنْ: عِكْرِمَةَ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَالسُّفْيَانَانِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، وَوَكِيعٌ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ.(3/855)
117 - ع: خَالِدُ بن مِهْران، أَبُو الْمَنَازِلِ الْبَصْرِيُّ، الْحَذَّاءُ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَحَدُ الأَئِمَّةِ الثِّقَاتِ.
رَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، وَرَوَى عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، وَعِكْرِمَةَ، وَابْنِ سِيرِينَ وَأَخَوَيْهِ؛ حَفْصٍ وَأَنسٍ، وَأَبِي الْعَالِيَةِ.
وَعَنْهُ: شَيْخُهُ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّحَّانُ، وَشُعْبَةُ، وَمُعْتَمِرٌ، وَخَلْقٌ آخِرُهُمْ مَوْتًا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ، وَيُقَالُ: سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَثَّقَهُ أَحَمْدُ وَابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَلا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ: أَرَادَ شُعْبَةُ أَنْ يَضَعَ فِي خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، فَأَتَيْتُهُ أَنَا وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ فقلنا له: مالك أجننت أنت أعلم، وتهددناه فأمسك.
وقال يحيى بن آدم: قُلْتُ لِحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ: مَا لِخَالِدٍ الْحَذَّاءِ فِي حَدِيثِهِ؟ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا قَدْمَةً مِنَ الشَّامِ، فَكَأَنَّا أَنْكَرْنَا حِفْظَهُ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قِيلَ لابْنِ عُلَيَّةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ: كَانَ خَالِدٌ يَرْوِيهِ فَلَمْ نَكُنْ نَلْتَفِتْ إِلَيْهِ. ضَعَّفَ ابْنُ عُلَيَّةَ أَمْرَهُ؛ يَعْنِي خَالِدًا الْحَذَّاءَ. [ص:856]
وقال يحيى بن آدم: حدثنا عَبْدُ اللَّهُ بْنُ نَافِعٍ الْقُرَشِيُّ أَبُو شِهَابٍ قَالَ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: عَلَيْكَ بِحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ؛ فَإِنَّهُمَا حَافِظَانِ، وَاكْتُمْ عَلَيَّ عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ فِي خَالِدٍ وَهِشَامٍ.
قُلْتُ: وَلَمْ يَكُنْ حَذَّاءً، بَلْ كَانَ يَجْلِسُ فِي سُوقِ الْحَذَّائِينَ أَحْيَانًا فَاشْتَهَرَ بِالْحَذَّاءِ، قَالَهُ ابْنُ سَعْدٍ.
وَقَالَ فَهْدُ بْنُ حَيَّانَ: لَمْ يَحْذِ خَالِدٌ قَطُّ، وَإِنَّمَا كَانَ يَقُولُ: أُحْذُ عَلَى هَذَا النَّحْوِ، فَلُقِّبَ الْحَذَّاءُ، وَكَانَ حَافِظًا مَهِيبًا لَيْسَ لَهُ كِتَابٌ.
وَقَالَ شُعْبَةُ: قَالَ خَالِدٌ: مَا كَتَبْتُ شَيْئًا قَطُّ إِلا حَدِيثًا طَوِيلا، فلما حفظته محوته.
خالد الطحان: سمعت خالدا الْحَذّاءَ يَقُولُ: مَا حَذَوْتُ نَعْلا وَلا بِعْتُهَا، وَلَكِنْ تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنْ بَنِي مُجَاشِعٍ، فَنَزَلْتُ عليها والحذاؤون ثَمَّ، فَنُسِبْتُ إِلَيْهِمْ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كَانَ خالد على العشور.(3/855)
118 - م د ن: خَالِدُ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، أَبُو عبد الرَّحِيمِ الْحَرَّانِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ.
رَوَى عَنْ: مَكْحُولٍ، وَعَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ بَخْتٍ، وَأَكْثَرَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ أُخْتِهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، وَوَكِيعٌ، وَشَبَابَةُ، وَحَجَّاجٌ الأَعْوَرُ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ: لا بَأْسَ بِهِ.
مَاتَ في سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/856)
119 - خ م ن: خُثَيْمُ بْنُ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ الْغِفَارِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، والفضل بْنُ مُوسَى، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَعِدَّةٌ. [ص:857]
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَلَيَّنَهُ بَعْضُهُمْ.(3/856)
120 - الْخَصِيبُ بْنُ جَحْدَرٍ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: كُوفِيٌّ.
عَنْ: أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، وَرَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ.
وَعَنْهُ: الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ، وَجَمَاعَةٌ.
مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ مِنَ الْفُقَهَاءِ، لَكِنَّهُ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
كَذَّبَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(3/857)
121 - خَلَفُ بْنُ حَوْشَبٍ، أَبُو يزيدٍ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَطَلْحَةِ بْنِ مُصَرِّفٍ، وَإِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَابْنُ عُلَيَّةَ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَآخَرُونَ.
وَهُوَ صدوق صالح الأمر.(3/857)
-[حَرْفُ الدَّالِ](3/857)
122 - 4: دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَوْدِيُّ الزَّعَافِرِيُّ، أَبُو الْعَلاءِ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: الشَّعْبِيِّ، وَحُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ، وَأَبِي وَبَرَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَعَنْهُ: زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَوَكِيعٌ، وَآخَرُونَ.
وثقه أحمد وغيره.
وضعفه ابن معين مرة وقواه أُخْرَى، وَلا بَأْسَ [ص:858]
بِهِ.(3/857)
123 - ت ن ق: دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَوْفٍ، أَبُو الْجَحَّافِ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
من رؤوس الشِّيعَةِ وَمُحَدِّثِيهِمْ. لَهُ عَنْ أَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ صاحب لأبي ذر، وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَعَامِرُ بْنُ السِّمْطِ، وَتَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ فِي فَضَائِلِ أَهْلِ الْبَيْتِ، وَهُوَ عِنْدِي لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ الثَّوْرِيُّ: كَانَ مُرْضِيًا. وَوَثَّقَهُ جماعة، وفيه شَيْءٌ.(3/858)
124 - دَاوُدُ بْنُ عِيسَى النَّخَعِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
حَدَّثَ بدمشق عَنْ: أَبِي جُحَيْفَةَ السُّوَائِيِّ مرسلا،
وَعَنْ: سعيد بن جبير، وعمرو بن دينار، وسماك، وطائفة.
وَعَنْهُ: إسماعيل بن عياش، وسويد بن عبد العزيز، ويحيى بن حمزة القاضي.
ولم أر لهم فيه كلاما بتوثيق ولا تليين، فهو صالح.(3/858)
125 - ت ق: داود بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي الكوفي الأعرج. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَأَبِي وَائِلٍ، وَإِبْرَاهِيمَ، وَالشَّعْبِيِّ، وَالْمُغِيرَةِ بْنِ شُبَيْلٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ أَخِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، وَالْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ الْمَوْصِلِيُّ، وَوَكِيعٌ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وآخرون.
ضعفه أحمد.
وقال أبو حاتم: ليس بقوي.
وقال النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثَقَةٍ. [ص:859]
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لا أَرْوِي عَنْهُ، وَكَانَ أبوه ثبتاً.
وقال ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: قَالَ لِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: شُعْبَةُ يَرْوِي عَنْ دَاوُدَ بْنِ يَزِيدَ الأَوْدِيِّ! قَالَ: تَعَجُّبًا مِنْهُ.(3/858)
126 - دَاوُدُ، أَبُو الْيَمَانِ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
رَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، وَحَدَّثَ عن ابن أَبِي أَوْفَى.
وَعَنْهُ: حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ.
صَالِحُ الْحَالِ.(3/859)
127 - دينار، أبو عمر. [الوفاة: 141 - 150 ه]
سَمِعَ: الحسن الْبَصْرِيُّ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَأَبُو أسامة، وآخرون.
لا بأس به.(3/859)
-[حَرْفُ الرَّاءِ](3/859)
128 - ن: رَاشِدُ بْنُ دَاوُدَ الصَّنْعَانِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الْبَرْسَمِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، وَأَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، وَأَبِي صَالِحٍ الأَشْعَرِيِّ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَأَبُو مُطِيعٍ مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى، وَآخَرُونَ.
رَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: فِيهِ نَظَرٌ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ضَعِيفٌ.(3/859)
129 - م د ت ق: رَاشِدُ بْنُ كَيْسَانَ، أَبُو فَزَارَةَ الْعَبْسِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وَمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، وَيَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ. [ص:860]
وَعَنْهُ: جَعْفَرُ بْنُ بَرْقَانَ، وَالثَّوْرِيُّ، وَشَرِيكٌ، وَعَلِيُّ بْنُ عَبَّاسٍ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حَدِيثُهُ لَيْسَ بِصَحِيحٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.(3/859)
130 - رَاشِدٌ، أَبُو سَلَمَةَ الفزاري. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: عطية العوفي، والشعبي، وزيد الأحمسي.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَوَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَآخَرُونَ.
صويلح.(3/860)
131 - ق: راشد بن نجيح، أَبُو مُحَمَّدٍ الْحِمَّانِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
شَيْخٌ مقل من الرواية، ما علمت بِهِ بأسا، بل قد قَالَ بعضهم: صَدُوقٌ.
رَوَى عَنْ: أَنَسٍ وَغَيْرِهِ، وَكَانَ أَحَدَ الَّذِينَ نَظَرُوا فِي الْمَصَاحِفِ زَمَنَ الْحَجَّاجِ.
رَوَى عَنْهُ: حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَشِهَابُ بْنُ شَرْنَفَةَ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَآخَرُونَ.
وَأَمَّا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ فَسَمَّاهُ رَاشِدُ بْنُ سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي عُطَارِدٍ، فَلَعَلَّهُمَا اثْنَانِ.(3/860)
132 - الرَّبِيعُ بْنُ حَيْظَانِ، ويُقَالُ: ابْنُ حِظْيَانٍ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
شَيْخٌ بصريٌ.
رَوَى عَنْ: عَكْرِمَةَ، وَالْحَسَنِ، وَمَكْحُولٍ، وَجَمَاعَةٍ. [ص:861]
وَعَنْهُ: سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ الصَّنْعَانِيُّ؛ الدَّمَاشِقَةُ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.(3/860)
133 - الرَّبِيعُ بْنُ سَعْدٍ الْجُعْفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ.
وَعَنْهُ: حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَوَكِيعٌ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَحُسَيْنُ الجعفي، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.(3/861)
134 - رزام بن سعيد الضبي. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: جواب التَّيْمِيِّ، وَأَبِي الْمَعَارِكِ، وَوَحْشِيَّةَ بِنْتِ عَمَّارٍ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ.
وَثَّقَهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ.(3/861)
135 - ت ق: رِشْدِينُ بْنُ كُرَيْبٍ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، أَبُو كُرَيْبٍ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَعَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَرَأَى ابْنَ عُمَرَ.
رَوَى عَنْهُ: عِيسَى بْنُ يُونُسَ، وَابْنُ فُضَيْلٍ، وَالْمُحَارِبِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
وَعِدَادُهُ فِي الضُّعَفَاءِ.(3/861)
136 - ت: رَزِينُ بْنُ حَبِيبٍ الْجُهَنِيُّ الْكُوفِيُّ الأَنْمَاطِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: الشَّعْبِيِّ، وَسَلْمَى الْبَكْرِيَّةِ.
وَعَنْهُ: أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَوَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(3/861)
137 - رُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ التَّمِيمِيُّ الرَّاجِزُ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
مِنْ أَعْرَابِ الْبَصْرَةِ.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وَالنَّسَّابَةَ الْبَكْرِيَّ.
وَعَنْهُ: النَّضْرُ بْنُ [ص:862] جَمِيلٍ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَأَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ لُغَوِيًّا عَلامَةً، لَهُ وِفَادَةٌ عَلَى الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ شَابٌّ، ثُمَّ طَالَ عُمْرُهُ إِلَى هَذَا الْوَقْتِ.
قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: حَدَّثَنِي رُؤْبَةُ بن العجاج قال: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ: مَا تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجَزِ:
طَافَ الْخَيَالانِ فَهَاجَا سقما ... خيال يكنى وخيال يكتما
قَامَتْ تُرِيكَ خِيفَةً أَنْ تُصْرَمَا ... سَاقًا بَخَنْدَاةً وَكَعْبًا أَدْرَمَا
فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: كَانَ يَحْدِي بِنَحْوِ هَذَا وَمِثْلِ هَذَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا يعيبه.
والبخنداة: التي يعض عليها الخلخال.
وَقَالَ خَلَفٌ الأَحْمَرُ: سَمِعْتُ رُؤْبَةَ يَقُولُ: مَا في القرآن أعرب من قوله تعالى: {فاصدع بما تؤمر}.
وقال النسائي: ليس رؤبة بالقوي.
وقال غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/861)
138 - ت ق: رَوْحُ بْنُ جَنَاحٍ الدِّمَشْقِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَخُو مَرْوَانَ بْنِ جَنَاحٍ، مَوْلَى الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
رَوَى عَنْ: مُجَاهِدٍ، وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، وَغَيْرُهُمَا.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ضَعِيفٌ. [ص:863]
الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ رَوْحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَا وَعَطَاءٌ وَطَاوُسٌ وَعِكْرِمَةُ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنِّي كُلَّمَا بِلْتُ تَبِعَهُ الْمَاءُ الدَّافِقُ. قُلْنَا: الَّذِي يَكُونُ مِنْهُ الْوَلَدُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْنَا: عَلَيْكَ الْغُسْلُ. فَوَلَّى الرَّجُلُ وَهُوَ يُرَجِّعُ، وَعَجَّلَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي صَلاتِهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: أَرَأَيْتُمْ مَا أَفْتَيْتُمُوهُ بِهِ عَنْ كِتَابِ اللَّهِ؟ قُلْنَا: لا. قَالَ: فَعَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قُلْنَا: لا. قَالَ: فَعَمَّنْ؟ قُلْنَا: عَنْ رَأْيِنَا. فَقَالَ: لِذَلِكَ يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَقِيهٌ وَاحِدٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ ". ثُمَّ قَالَ لَهُ: إِذَا كَانَ هَذَا مِنْكَ تَجِدُ شَهْوَةً فِي قَلْبِكَ؟ قال: لا. قال: فَهَلْ تَجِدُ خَدَرًا فِي جَسَدِكَ؟ قَالَ: لا. قال: إنما هذه بردة، يُجْزِئُكَ مِنْهُ الْوُضُوءُ.(3/862)
139 - خ م د ن ق: رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَبُو غِيَاثٍ التَّمِيمِيُّ الْعَنْبَرِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: قَتَادَةَ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَمَنْصُورٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاوُسٍ، وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ: يزيد بن زريع فأكثر، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَابْنُ عُلَيَّةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَوَّاءٍ، وعبد الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، وَآخَرُونَ.
مَاتَ فِي الْكُهُولَةِ، وَكَانَ أَحَدَ الْحُفَّاظِ الْمُجَوِّدِينَ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ.
ظَهَرَ لَهُ مِائَةٌ وَخَمْسُونَ حَدِيثًا، وَإِنَّمَا طَلَبَ الْعِلْمَ وَهُوَ كَبِيرٌ.
قَالَ نَصْرُ بْنُ الْمُغِيرَةِ: قَالَ سُفْيَانُ: لَمْ أَرَ أَحَدًا طَلَبَ الْحَدِيثَ وَهُوَ مُسِنٌّ أَحْفَظُ مِنْ رَوْحِ بْنِ القاسم.(3/863)
-[حَرْفُ الزَّاي](3/863)
140 - الزِّبْرِقَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَبُو بَكْرٍ الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ السَّرَّاجُ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِي وَائِلٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ.
وَعَنْهُ: عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَأَبُو أُسَامَةَ. [ص:864]
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِينٍ.(3/863)
141 - الزِّبْرِقَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَبُو وَرْقَاءَ الْعَبْدِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: الضَّحَّاكِ، وَكَعْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
وَعَنْهُ: سُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ، وَإِسْرَائِيلُ، وشريك، وغيرهم.
صالح الأمر، وهو أقدم من السراج.(3/864)
142 - زجلة الدمشقية. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أُمِّ الدَّرْدَاءِ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَابْنِ أَبِي زَكَرِيَّا.
وَعَنْهَا: صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْمُرِّيُّ.
لَمْ يُضَعِّفْهَا أَحَدٌ.(3/864)
143 - زُرْعَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدمشقي. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: عطاء، وخالد بن اللجلاج، وجناح أَبِي مَرْوَانَ مَوْلَى الْوَلِيدِ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلالٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.(3/864)
144 - ع: زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ الْهَمْدَانِيُّ، أَبُو يَحْيَى، [الوفاة: 141 - 150 ه]
قَاضِي الْكُوفَةِ.
أَخَذَ عَنِ الشَّعْبِيِّ، وَخَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ، وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، وَمُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُه يَحْيَى، وَشُعْبَةُ، وَالسُّفْيَانَانِ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَوَكِيعٌ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَأَبُو نُعَيْمٍ.
قَالَ أَحْمَدُ: ثِقَةٌ، حُلْوُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صُوَيْلِحٌ. [ص:865]
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيِّنُ الْحَدِيثِ، يُدَلِّسُ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/864)
145 - زَكَرِيَّا بْنُ سَلامٍ، أَبُو يَحْيَى الْعُتْبِيُّ الأَصَمُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
نَزِيلُ الرَّيِّ.
عَنْ: مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَالسُّدِّيِّ، وَالْعَلاءِ بْنِ بَدْرٍ.
وَعَنْهُ: جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَحَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَهْمِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الدَّشْتَكِيُّ؛ الرَّازِيُّونَ، وَغَيْرُهُمْ.
هَكَذَا ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَهُوَ أخبر به لأنه بلديه.
وَأَمَّا أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ فَقَالَ: رَوَى عَنْ أَبِي وَائِلٍ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَسَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ الثَّوْرِيِّ، وَالْعَلاءِ بْنِ بَدْرٍ.
وَعَنْهُ: هَارُونُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَحَكَّامٌ، وَإِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ.
قُلْتُ: فَمَا أَحْسَبُهُ لَقِيَ أَبَا وَائِلٍ، وَكَذَا فِي نَفْسِي مَنْ لَقِيَ إِسْحَاقَ بْنَ سُلَيْمَانَ لَهُ.
صَدُوقٌ.(3/865)
146 - زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْحِمْيَرِيُّ، الْكِنْدِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: الشَّعْبِيِّ، وَعِكْرِمَةَ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَعَنْهُ: حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَآخَرُونَ.
ضَعَّفَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَقَالَ: زَكَرِيَّا أَبُو يَحْيَى، عن الشعبي، من زكريا هَذَا! لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَدْ ذَكَرَهُ أَيْضًا ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فَقَالَ: زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْبَدِّيُّ، وأنه روى عن عكرمة.
رَوَى عَنْهُ: يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ.
وَقَالَ عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْبَدِّيُّ لَيْسَ بِثِقَةٍ. قال: [ص:866] أَحْسَبُ أَنَّ الْحِمْيَرِيَّ وَالْبَدِّيَّ وَاحِدٌ، فالله أعلم.(3/865)
147 - ت: زَنْفَل العَرفيُّ المكيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
روى عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَنَجِيحِ بْنِ إِسْحَاقَ الْعَرَفِيِّ.
وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ الدَّبَّاغُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْمُعَيْطِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بن عمر بن أبي الوزير، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
ضَعَّفَهُ غير واحد، وقال ابْنُ عَدِيّ: لا يُتَابَعُ عَلَى حَدِيثِهِ.(3/866)
148 - زِيَادُ بْنُ أَبِي حَسَّانٍ النَّبَطِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
بَصْرِيٌّ.
عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ.
وَعَنْهُ: ابْنُ عُلَيَّةَ، وَعَوْنُ بْنُ عُمَارَةَ، وَقُرَّةُ بْنُ حَبِيبٍ، وَآخَرُونَ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: كَانَ شُعْبَةُ يَتَكَلَّمُ فِيهِ.
وَقِيلَ: هُوَ وَاسِطِيٌّ.(3/866)
149 - زِيَادُ بْنُ أَبِي زياد الْجَصَّاصِ، أَبُو مُحَمَّدٍ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
بَصْرِيٌّ، وَقِيلَ: وَاسِطِيٌّ. عَنْ أَنَسٍ، وَالْحَسَنِ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ.
وَعَنْهُ: هُشَيْمٌ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَاهِي الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ.
وَأَمَّا ابْنُ حِبَّانَ فَذَكَرَهُ فِي الثِّقَاتِ.(3/866)
150 - م 4: زِيَادُ بْنُ خَيْثَمَةَ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: الشَّعْبِيِّ، وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، وَسَعْدٍ أَبِي مُجَاهِدٍ الطَّائِيِّ، وَسِمَاكِ بْنِ [ص:867] حَرْبٍ.
وَعَنْهُ: زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَهُشَيْمٌ، وَوَكِيعٌ، وَأَبُو بَدْرٍ السَّكُونِيُّ.
وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ.(3/866)
151 - ع: زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخُرَاسَانِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
نَزِيلُ مَكَّةَ وَشَرِيكُ بْنُ جُرَيْجٍ، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى قَرْيَةِ عَكٍّ بِالْيَمَنِ.
رَوَى عَنْ: الزُّهْرِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَعَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ الْجُنْدِيِّ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ جُرَيْجٍ، وَمَالِكٌ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ عالماً بحديث الزهري.
وقال النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ ثَبْتٌ.
قُلْتُ: مَاتَ فِي الْكُهُولَةِ.(3/867)
152 - زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَان بْنِ حَرْبٍ الأُمَوِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
سَجَنَهُ يَزِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ لِقِيَامِهِ مَعَ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ، فَلَمَّا اسْتَخْلَفَ مَرْوَانَ أَطْلَقَهُ، ثُمَّ حَبَسَهُ، ثُمَّ أَطْلَقَهُ. وَقَدْ خَرَجَ بِقُنَّسْرَيْنِ وَدَعَا إِلَى نَفْسِهِ وَتَبِعَهُ أُلُوفٌ مِنَ النَّاسِ، وَقَالُوا: هُوَ السُّفْيَانِيُّ. ثُمَّ إِنَّهُ عَسْكَرَ وَحَارَبَ بَنِي الْعَبَّاسِ فِي أَوَّلِ دَوْلَتِهِمْ، فَالْتَقَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ فَهَزَمَهُ عَبْدُ اللَّهِ، فَتَسَحَّبَ وَاخْتَفَى بِالْمَدِينَةِ مُدَّةً، ثُمَّ قُتِلَ فِي دَوْلَةِ الْمَنْصُورِ.(3/867)
153 - زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَارِثِيُّ الأَمِيرُ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
مِنْ أَخْوَالِ السَّفَّاحِ.
وَلِيَ إِمْرَةَ الْمَوْسِمِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ، ثُمَّ وَلِيَ إِمْرَةَ الْحَرَمَيْنِ لِلْمَنْصُورِ.
وَقَالَ الواقدي: طلب زياد بن عبيد الله ابن أَبِي ذِئْبٍ لِيَسْتَعْمِلَهُ فَأَبَى عَلَيْهِ، فَحَلَفَ زِيَادٌ لَيُسْتَعْمَلَنَّ، فَحَلَفَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ لا يُعْمَلُ. فأمر زياد بسجنه وقال: يا ابن الْفَاعِلَةِ، فَقَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: وَاللَّهِ مَا مِنْ هَيْبَتِكَ تَرَكْتُ الرَّدَّ عَلَيْكَ، وَلَكِنْ لِلَّهِ تَعَالَى. ثُمَّ كَلَّمُوا زِيَادًا فِيهِ فَاسْتَحْيَا وَنَدِمَ، وَأَرَادَ تَطْيِيبَ قَلْبِهِ، وَأَخَذَ يَتَحَيَّلُ فِي رِضَاهُ حَتَّى تَوَصَّلَ، وَأَهْدَى لابْنِ أَبِي ذِئْبٍ جَارِيَةً على [ص:868] يَدِ أَخِيهِ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُ مُحَمَّدٌ، فَهِيَ أُمُّ وَلَدِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ.(3/867)
154 - ت: زِيَادُ بْنُ الْمُنْذِرِ، أَبُو الْجَارُودِ الثَّقَفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَحَدُ الْمَتْرُوكِينَ.
يَرْوِي عَنْ: أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، وَأَكْبَرُ مَشْيَخَتِهِ أَبُو الطُّفَيْلِ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ.
رَوَى عَنْهُ: عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَعَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَحَمْدُ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَاهِي الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: رَافِضِيٌّ، يَضَعُ الْحَدِيثَ فِي الْمَثَالِبِ وَفِي مَنَاقِبِ أهل البيت.
وقال الدارقطني وغيره: مَتْرُوكٌ.(3/868)
155 - ت ق: زَيْدُ بْنُ جَبِيرَةَ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِيهِ جَبِيرَةَ بْنِ مَحْمُودٍ، وَدَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، وَأَبِي طُوَالَةَ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَاللَّيْثُ، وَسُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حمير.
تركه أبو حاتم والبخاري.
وقال النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.(3/868)
156 - خ ت ق: زَيْدُ بْنُ رَبَاحٍ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الأَغَرِّ.
وَعَنْهُ: مَالِكٌ وَحْدَهُ.
قُتِلَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَا أَرَى بِحَدِيثِهِ بَأْسًا.(3/868)
157 - ق: زَيْدُ بْنِ عَبْد الْحَمِيدِ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِيهِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَآخَرُونَ.(3/869)
• - زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ الدمشقي. [الوفاة: 141 - 150 ه]
قد مَرَّ فِي الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ.(3/869)
158 - ن: زَيْدٌ، أَبُو أُسَامَةَ الْحَجَّامُ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
مَوْلَى بَنِي ثَوْرٍ.
كُوفِيٌّ صَدُوقٌ.
رَوَى عَنْ: الشَّعْبِيِّ، وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ: أبو أسامة، وأبو نعيم.
وثقه أبو حاتم.(3/869)
-[حَرْفُ السِّينِ](3/869)
159 - سابق البَرْبريُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
له أشعار مليحة في الزهد.
رَوَى عَنْ: مَكْحُولٍ، وَعُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَعَنْهُ: موسى بن أعين، والمعافى بن عمران، وشجاع بن الوليد، وغيرهم.
وهو من موالي بني أمية، سكن الرقة، ويقال: إن سابقا الرقي آخر.(3/869)
160 - ت ق: سالم بن عبد الله الخيَّاط. [الوفاة: 141 - 150 ه]
بصري نزل مكة،
وَرَوَى عَنْ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وعطاء.
وَعَنْهُ: زهير بن محمد، وعبيد الله بن موسى، وأبو عاصم النبيل.
قال أحمد: ما أرى به بأسا. وكذلك قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ، وَضَعَّفَهُ آخَرُونَ.(3/869)
161 - ق: سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، هُوَ سَالِمُ بْنُ أَبِي الْمُهَاجِرِ الرَّقِّيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: مَكْحُولٍ، وَمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ.
وَعَنْهُ: مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَخَالِدُ بْنُ حَيَّانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بُومَةُ. [ص:870]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
قُلْتُ: إِنَّمَا قَدَّمْتُهُ عَنْ طَبَقَتِهِ يَسِيرًا لأُمَيِّزَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْخَيَّاطِ الَّذِي قَبْلَهُ.(3/869)
162 - سَالِمٌ، أَبُو غِيَاثٍ الْعَتَكِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَالْحَسَنِ، وَعَطَاءٍ، وَبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
وَعَنْهُ: النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لا شَيْءَ.(3/870)
163 - ت: سَالِمُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، أَبُو الْعَلاءِ الْمُرَادِيُّ، الْكُوفِيُّ الضَّرِيرُ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: ربعي بن حراش، وَعَمْرِو بْنِ هَرَمٍ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وَجَمَاعَةٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يَكْتُبُ حَدِيثَهُ.(3/870)
164 - د ت ن: سَالِمُ بْنُ غَيْلانَ التُّجِيبِيُّ الْمِصْرِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: الْوَلِيدِ بْنِ قَيْسٍ التُّجِيبِيِّ، وَدَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ.
وَعَنْهُ: حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ.(3/870)
165 - ق: السَّرِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: ابْنِ عَمِّهِ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، وَقَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ.
وَعَنْهُ: جَرِيرٌ الضَّبِيُّ، وَابْنُ فُضَيْلٍ، وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَآخَرُونَ. [ص:871]
تركه ابن المبارك.
وقال أَبُو دَاوُدَ: ضَعِيفٌ مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وَلِيَ قَضَاءَ الْكُوفَةِ.(3/870)
166 - 4: سَعْدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وعن عمه عَبْدِ الْمَلِكِ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، وَعَمَّتِهِ زَيْنَبِ بِنْتِ كَعْبٍ.
وَعَنْهُ: سُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ، وَمَالِكٌ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَأَبُو ضُمْرَةَ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(3/871)
167 - د ت ن: سَعْدُ بْنُ أَوْسٍ الْعَبْدِيُّ الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
زَوْجُ ابْنَةِ أَبِي نَضْرَةَ الْعَبْدِيِّ.
رَوَى عَنْ: مُصَدِّعٍ، وَزِيَادِ بْنِ كُسَيْبٍ، وَأَنَسِ بْنِ سِيرِينَ.
وَعَنْهُ: حُمَيْدُ بْنُ مِهْرَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ الطَّاحِيُّ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ عَبْدُ الْوَاحِدِ الْحَدَّادُ، وَآخَرُونَ.(3/871)
168 - 4: سَعْدُ بْنُ أَوْسٍ، أبُو الْحَسَنِ الْعَبْسِيُّ الْكُوفِيُّ الْكَاتِبُ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: الشَّعْبِيِّ، وَبِلالِ بْنِ يَحْيَى الْعَبْسِيِّ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَأَبُو نُعَيْمٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَضَعَّفَهُ الأَزْدِيُّ.(3/871)
169 - م 4: سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخُو يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، الأَنْصَارِيُّ الْمَدِينِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
[ص:872]
عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَسَعْدِ بْنِ مُرْجَانَةَ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.
وَوَثَّقَهُ غَيْرُهُ.(3/871)
170 - م 4: سَعْدُ بْنُ طَارِقِ بْنِ أَشْيَمَ، أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
لِأَبِيهِ صُحْبَةٌ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وعن ابن أَبِي أَوْفَى، وأنس بن مالك، وموسى بن طلحة، وأبي حازم الأشجعي، وربعي بن حراش.
وَعَنْهُ: الثوري، وأبو عوانة، وحفص بن غياث، وأبو معاوية، وخلف بن خليفة، ويزيد بن هارون، وعبيدة بن حميد، وآخرون.
قال النسائي: ليس به بأس.
وقد استشهد به البخاري.(3/872)
171 - ت ق: سَعْد بن طَريف الحنظليُّ الكوفيُّ الحَذَّاء. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِي وَائِلٍ، وَالأَصْبَغِ بْنِ نَبَاتَةَ، وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ مُسْهَرٍ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَابْنِ عُلَيَّةَ، وَآخَرُونَ.
وَهُوَ شِيعِيٌّ، ضَعِيفُ الْحَدِيثِ؛ رَوَى عَبَّاسٌ عَنْ يَحْيَى قَالَ: لا يَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَرْوِي عَنْهُ. وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ عِنْدَهُمْ.(3/872)
172 - ع: سَعِيدُ بْنُ إِيَاسٍ، أَبُو مَسْعُودٍ الْجُرَيْرِيُّ الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
أحد علماء الحديث.
لَهُ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، وَأَبِي نَضْرَةَ، وَابْنِ بُرَيْدَةَ، وَعَدَدٍ كَثِيرٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، وَابْنُ عُلَيَّةَ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَخَلْقٌ آخِرُهُمْ مَمَاتًا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ مُحَدِّثُ الْبَصْرَةِ.
وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: هُوَ ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: تَغَيَّرَ حِفْظُهُ قَبْلَ مَوْتِهِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ: لا نَكْذِبُ اللَّهَ سَمِعْنَا مِنَ الْجُرَيْرِيِّ وَهُوَ مُخْتَلِطٌ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: سَمِعْتُ مِنَ الْجُرَيْرِيِّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَهِيَ أَوَّلُ دُخُولِي الْبَصْرَةَ وَلَمْ نُنْكِرْ مِنْهُ شَيْئًا، وَكَانَ قِيلَ لَنَا: إِنَّهُ اخْتَلَطَ، وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ بَعْدَنَا.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ لِعِيسَى بْنِ يُونُسَ: سَمِعْتُ مِنَ الْجُرَيْرِيِّ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، قَالَ: لا تَرْوِ عَنْهُ.
وَقَالَ أَحَمْدُ: سَأَلْتُ ابْنَ عُلَيَّةَ: أَكَانَ الْجُرَيْرِيُّ اخْتَلَطَ؟ فَقَالَ: لا، كَبُرَ الشَّيْخُ فَرَقَّ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ الْفَلاسُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: أتيت الجريري فسمعته يقول: حدثنا ابن بريدة، عن عبد الله بن عمرو قال: بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلاةٌ. فَلَمَّا خَرَجْتُ قَالَ لِي رَجُلٌ: إِنَّمَا هُوَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ.
وَرَوَى ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ كَهْمَسٍ قَالَ: أَنْكَرْنَا الْجُرَيْرِيَّ قَبْلَ الطاعون.(3/873)
173 - م ت ن ق: سَعِيدُ بْنُ حَسَّانٍ الْمَخْزُومِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
قَاضِي مَكَّةَ.
عَنْ: مُجَاهِدٍ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ.
وَعَنْهُ: ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَوَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(3/874)
174 - سَعِيدُ بْنُ صَالِحٍ الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ الأَشَجُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِي وَائِلٍ، وَالشَّعْبِيِّ، وَأَبِي مَعْشَرٍ زِيَادِ بْنِ كُلَيْبٍ.
وَعَنْهُ: شَرِيكٌ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(3/874)
175 - د: سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُقَيْشٍ الأَسَدِيُّ؛ أَسَدُ خُزَيْمَةَ، الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
حَلِيفُ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ.
رَوَى عَنْ: خَالِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَحْمَدَ بْنِ جَحْشٍ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَأَبِي الأَسْوَدِ الدَّيْلِيِّ، وَشُيُوخٍ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ.
وَعَنْهُ: مَالِكٌ، وَفُلَيْحٌ، وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ، وَخَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: شَيْخٌ ثِقَةٌ.(3/874)
176 - سِوَى ق: سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّائِيُّ الْكُوفِيُّ، أَبُو الْهُذَيْلِ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَبَشِيرِ بْنِ يَسَارٍ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَأَبُو نَعِيمٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ.(3/874)
177 - سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُبَيْدٍ، أَبُو الْعَنْبَسِ التَّيْمِيُّ، مولى أبي بكر الصديق، الْقُرَشِيُّ الْكُوفِيُّ الْمُلائِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِي عُمَرَ زَاذَانَ، وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَوَالِدِهِ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، [ص:875] وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهَرٍ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
قلت: لم يخرجوا له في الْكُتُبَ.(3/874)
178 - خ ن: سُفْيَانُ بْنُ دِينَارٍ الْكُوفِيُّ التَّمَّارُ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: الشَّعْبِيِّ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَمُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ. وَقِيلَ: إِنَّ لَهُ سَمَاعًا مِنْ محمد ابن الْحَنَفِيَّةِ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَمَنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، وَيَعْلَى بْنُ عبيد، وجماعة.
وثقه أبو زرعة وغيره، وهو الذي رأى قبر نبينا صلى الله عليه وسلم وهو مسنم.(3/875)
179 - خ 4: سُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ الْكُوفِيُّ، أَبُو الْوَرْقَاءِ الْعُصْفُرِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَشُرَيْحٍ الْقَاضِي، وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ: أَبُو أُسَامَةَ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَأَبُو زُرْعَةَ.
وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: إِنَّ هَذَا وَالَّذِي قَبْلَهُ وَاحِدٌ، فوهم.
فأما:(3/875)
180 - سفيان بن زياد. [الوفاة: 141 - 150 ه]
فآخر يروي عَنْ أَنَسٍ،
وَعَنْهُ: الأَوْزَاعِيِّ، لَيْسَ بِالْمَعْرُوفِ.
وَ(3/875)
181 - سُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ الْمَرْوَزِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
صَاحِبُ ابْنِ الْمُبَارَكِ.
صَدُوقٌ، قَدِيمُ الْوَفَاةِ.
وَ(3/875)
182 - سُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
شَيْخٌ بَصْرِيٌّ،
سَمِعَ مِنْ: حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وَطَبَقَتِهِ،
وَكَانَ حَافِظًا، يُعْرَفُ بِالرَّأْسِ، مَاتَ قَبْلَ الْمِائَتَيْنِ،
كَتَبَ عَنْهُ: أَبُو حَفْصٍ الْفَلاسُ.
وَ(3/876)
183 - سُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ الرُّؤَاسِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: ابْنِ عُيَيْنَةَ،
أَخَذَ عَنْهُ: ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا.
وَ(3/876)
184 - سُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ الْمَخْرَمِيُّ، ثُمَّ الرَّصَافِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: عِيسَى بْنِ يُونُسَ.
وَعَنْهُ: تَمْتَامٌ، وَعَبَّاسٌ الدُّورِيُّ.
ثِقَةٌ.
وَ(3/876)
185 - سُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: فَيَّاضِ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّقِّيِّ،
وَعَنْهُ: عُثْمَانُ بْنُ خُرَّزَاذَ، فَلَعَلَّهُ الرصافي.
وَ(3/876)
186 - ق: سُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ، شَيْخٌ لابْنِ مَاجَهْ، يُقَالُ لَهُ: الْعُقَيْلِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
سَمِعَ: أَبَا عَاصِمٍ النَّبِيلَ،
وتأخرت وفاته إلى حدود السبعين ومائتين،
رَوَى عَنْهُ: إِمَامُ الأَئِمَّةِ ابْنُ خُزَيْمَةَ.(3/876)
187 - السَّكَنُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ بْنِ زَيْدٍ، أَبُو عُثْمَانَ التُّجِيبِيُّ الْمِصْرِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أُمِّهِ، وَحَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَحْيَوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، وَغَيْرُهُمْ.
مَاتَ عَامَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. [ص:877]
فَأَمَّا:(3/876)
188 - السَّكَنُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ الْوَاسِطِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
فشَيْخٌ يَرْوِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَادَةَ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُزَنِيُّ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبِ: وَهِمَ الْبُخَارِيُّ وَأَبُو حَاتِمٍ فَجَعَلاهُمَا وَاحِدًا.(3/877)
189 - سَلْمُ ابْنُ الأَمِيرِ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ الْبَاهِلِيُّ، الأَمِيرُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْخُرَاسَانِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
خَدَمَ فِي الدَّوْلَتَيْنِ الأُمَوِيَّةِ وَالْعَبَّاسِيَّةِ، وَوَلِيَ الْبَصْرَةَ لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثُمَّ نَفَقَ عَلَى الْمَنْصُورِ وَوَلِيَ لَهُ الْبَصْرَةَ، وَكَانَ حَازِمًا عَاقِلا جَوَّادًا مُمَدَّحًا.
وَمِنْ كَلامِهِ قَالَ: لا تَتِمُّ مُرُوءَةُ الرَّجُلِ حَتَّى يَصْبِرَ على مناجاة الشيوخ البخر.
وَقَدْ رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَمِّهِ عبد الرحمن، ومحمد بن سيرين.
رَوَى عَنْهُ: شعبة، وأبو عاصم النبيل، وغيرهما.
مات بالري سنة تسع وأربعين ومائة، وصلى عليه المهدي.(3/877)
190 - د ن ق: سلمة بن نُبيط بن شريك الأشجعيُّ، أبو فراس. [الوفاة: 141 - 150 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ فِيمَا قِيلَ، وَعَنْ: نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدَ، وَالضَّحَّاكِ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَالْخُرَيْبِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَوَكِيعٌ.
وَكَانَ وَكِيعٌ يَفْتَخِرُ بِلَقِيِّهِ وَيُوَثِّقُهُ. [ص:878]
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: يُقَالُ: إِنَّهُ اخْتَلَطَ بِآخِرِهِ.(3/877)
191 - م د ن ق: سُلَيْمَانُ بْنُ سُحَيْمٍ، أَبُو أَيُّوبَ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِعبَدِ بْنِ عَبَّاسٍ.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَابْنُ عيينة، والدراوري.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.(3/878)
192 - بخ: سُلَيْمَانُ بْنُ زَيْدٍ، أَبُو إدَامَ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى.
وَعَنْهُ: مُعَاوِيَةَ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَوَكِيعٌ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَآخَرُونَ.
رَوَى عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: لَيْسَ بِثِقَةٍ، كَذَّابٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَمْ أَرَ لَهُ حَدِيثًا مُنْكَرًا.(3/878)
193 - 4: سُلَيْمَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، أَبُو سَلَمَةَ الْكَلْبِيُّ مَوْلاهُمُ، الْحِمْصِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
قَاضِي حِمْصٍ.
عَنْ: عبد الرحمن بن جبير، وعمرو بن شعيب، وَالزُّهْرِيِّ.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَبَقِيَّةُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ عَبْدُ الْقُدُّوسِ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
وَيُقَالُ: لَمْ يَكُنْ بِحِمْصٍ أَعْبَدَ مِنْهُ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَكَذَا وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وأبو داود.(3/878)
194 - ع: سُلَيْمَانُ بْنُ طَرْخَانَ التَّيْمِيُّ، أَبُو الْمُعْتَمِرِ الْقَيْسِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعْلامِ، وَلَمْ يَكُنْ تَيْمِيًّا؛ بَلْ نَزَلَ فِيهِمْ.
سَمِعَ: أَنَسَ بْنَ مالك، وأبا عثمان النَّهْدِيَّ، وَطَاوُسًا، وَالْحَسَنَ، وَيَزِيدَ بْنَ الشِّخِّيرِ، وَأَبَا نَضْرَةَ، وَبَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَطَائِفَةً سِوَاهُمْ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَالسُّفْيَانَانِ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونُ، وَالأَنْصَارِيُّ، وَهَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، وَخَلْقٌ.
قَالَ شُعْبَةُ: مَا رَأَيْتُ أَصْدَقَ مِنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، كَانَ إِذَا حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ.
وَقَالَ مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: مَكَثَ أَبِي أَرْبَعِينَ سَنَةً يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا وَيُصَلِّي صَلاةَ الْفَجْرِ بِوُضُوءِ الْعِشَاءِ، وَعَاشَ أَبِي سَبْعًا وَتِسْعِينَ سَنَةً.
قُلْتُ: كَانَ عَابِدَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَأَحَدَ الْعُلَمَاءِ بِهَا، وَحَدِيثُهُ نَحْوُ الْمِائَتَيْنِ.
قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: مَا رَأَيْتُ أَخْوَفَ لِلَّهِ مِنْهُ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضَّبْعِيُّ: كَانَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ يُسَبِّحُ فِي كُلِّ سَجْدَةٍ أَوْ رَكْعَةٍ سَبْعِينَ تَسْبِيحَةٍ.
وَعَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: مَا أَتَيْنَا سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ فِي سَاعَةٍ يُطَاعُ اللَّهُ فِيهَا إِلا وَجَدْنَاهُ مُطِيعًا، فَكُنَّا نَرَى أَنَّهُ لا يُحْسِنُ يَعْصِي اللَّهَ تَعَالَى.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ: زَعَمَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ أَنَّ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ لَمْ تَمُرَّ سَاعَةٌ قَطُّ إِلا تَصَدَّقَ بِشَيْءٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ: حَدَّثَنَا الأَنْصَارِيُّ قَالَ: كَانَ عَامَّةُ دَهْرِ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ يُصَلِّي الْعِشَاءَ وَالصُّبْحَ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ، وَكَانَ يُسَبِّحُ بَعْدَ الْعَصْرِ إِلَى الْمَغْرِبِ وَيَصُومُ الدَّهْرَ.
رَوَى عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ قَالَ: خَرَجَ سُلَيْمَانُ إِلَى مَكَّةَ، فَكَانَ يُصَلِّي الصُّبْحَ بِوُضُوءِ عِشَاءِ الآخِرَةِ.
وَقَالَ الْمُسَيِّبُ بْنُ وَاضِحٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ أَوْ غَيْرِهِ: إِنَّ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ أَقَامَ أَرْبَعِينَ سَنَةً إِمَامَ جَامِعِ الْبَصْرَةِ يُصَلِّي الْعِشَاءَ وَالصُّبْحَ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ.
وَعَنْ حَمَّادِ بْنِ سلمة قال: لم يضع التيمي جَنْبَهُ بِالأَرْضِ عِشْرِينَ سَنَةً. [ص:880]
وَقَالَ الْقَطَّانُ: كَانَ الثَّوْرِيُّ لا يُقَدِّمُ عَلَى سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ أَحَدًا مِنَ الْبَصْرِيِّينَ.
وَرَوَى مِرْدَوَيْهِ الصَّائِغُ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ قَالَ: قِيلَ لِسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ: أَنْتَ أَنْتَ، وَمَنْ مِثْلُكَ؟ فَقَالَ: لا أَدْرِي مَا يَبْدُو لِي مِنْ رَبِّي، إِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ: {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ}.
قَالَ ضُمْرَةُ بن ربيعة: ما رئي سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ مُنْصَرِفًا مِنْ صَلاةٍ قَطُّ.
قَالَ ضمرة، عن صدقة: سمعت التيمي وهو يَقُولُ: لَوْ سُئِلْتُ أَيْنَ عَرْشُ اللَّهِ؟ لَقُلْتُ: فِي السَّمَاءِ، فَلَوْ قِيلَ: فَأَيْنَ كَانَ عَرْشُهُ قَبْلَ السَّمَاءِ؟ قُلْتُ: عَلَى الْمَاءِ، فَإِنْ قِيلَ لِي: أَيْنَ كَانَ عَرْشُهُ قَبْلَ الْمَاءِ؟ قُلْتُ: لا أَدْرِي.
وَقَالَ غَسَّانُ بْنُ الْمُفَضَّلِ الْغِلابِيُّ: حَدَّثَنِي ثِقَةٌ قَالَ: كَانَ بَيْنَ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ وَبَيْنَ رَجُلٍ خِصَامٌ، فَتَنَاوَلَ الرَّجُلُ سُلَيْمَانَ فَغَمَزَ بَطْنَهُ، فَجَفَّتْ يَدُ الرَّجُلِ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ مَائِلا إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وَرَوَى ابْنُ الْمُبَارَكِ وَجَرِيرُ عَنْ رَقَبَةَ بْنِ مُصْقَلَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَبَّ الْعِزَّةِ فِي الْمَنَامِ فَقَالَ: وَعِزَّتِي وَجَلالِي، لَأُكْرِمَنَّ مَثْوَى سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ.
وَرَوَى سَعِيد الْكُرَيْزِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: مَرِضَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ فَبَكَى، فَقِيلَ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: مَرَرْتُ عَلَى قَدَرِي فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَأَخَافُ الْحِسَابَ عَلَيْهِ.
وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ بن بشار: حدثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: رَأَيْتُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ شَيْخًا كَبِيرًا فِي كُمِّهِ صُحُفٌ يَطْلُبُ الْعِلْمَ، فَأَخْبَرُونِي أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُصَلِّينَ، وَكَانَتْ لَهُ درجة ثمانين مرقاة فكان يَصْعَدُهَا، فَإِذَا انْتَهَى يَقِفُ يُصَلِّي قَبْلَ أَنْ يَقْعُدَ.
وَعَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَنْعَمَ عَلَى النَّاسِ عَلَى قَدْرِهِ، وَطَلَبَ مِنْهُمُ الشكر على قدرهم.
عبد الرزاق: حدثنا معتمر قال: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: فَضْلُ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعِينَ مَنْقَبَةٍ لَمْ يُشَارِكْهُ فِيهَا أَحَدٌ. [ص:881]
محمد بن عيسى بن السكن: حدثنا مثنى بن معاذ قال: حدثنا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ يَقُولُ: أَتَيْتُ الْكُوفَةَ فَأَتَيْتُ مَجْلِسَ الأَعْمَشِ، فَقَالُوا لَهُ: هَذَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ سَمِعَ مِنْ أَنَسٍ، فَأَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ: أَنْتَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: مَا أَعْجَبَكَ، سَمِعْتَ مِنْ خَادِمُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ تَجِيءُ تَجْلِسُ إِلَيَّ، كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَجْلِسَ فِي أَقْصَى الْكُوفَةِ حَتَّى أَكُونَ أَنَا آتِيكَ، هَاتِ حَدِّثْنِي عَنْ أَنَسٍ، فَقَلْتُ فِي نَفْسِي: لَأُحَدِّثَنَّكَ بِمَا تكره، فقلت: حدثنا أَنَسٌ قَالَ: كُنْتُ قَائِمًا عَلَى عُمُومَتِي أَسْقِيهِمْ، فَقَالَ: لا أُرِيدُ هَذَا، فَأَعَدْتُهُ عَلَيْهِ ثَانِيًا، ثم حدثته، رواته ثقات.
الأصمعي: حدثنا مُعْتَمِرٌ قَالَ: كَانَ عَلَى أَبِي دَيْنٌ، وَكَانَ يَدْعُو بِالْمَغْفِرَةِ، فَقُلْتُ: لَوْ أَنَّكَ دَعَوْتَ اللَّهَ أَنْ يَقْضِيَ عَنْكَ دَيْنَكَ، قَالَ: إِذَا غُفِرَ لي قضى ديني.
أخبرنا إسحاق الأسدي قال: أخبرنا يوسف بن خليل قال: حدثنا اللبان قال: أخبرنا الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا أبو الشيخ قال: حدثنا إسحاق بن أحمد قال: حدثنا سعيد بن عيسى قال: سَمِعْتُ مَهْدِيَّ بْنَ هِلالٍ يَقُولُ: أَتَيْتُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ فَوَجَدْتُ عِنْدَهُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ وَيَزِيدَ بْنَ زُرَيْعٍ وَبِشْرَ بْنَ الْمُفَضَّلِ وَأَصْحَابَنَا الْبَصْرِيِّينَ، فَكَانَ لا يُحَدِّثُ أَحَدًا حَتَّى يَمْتَحِنَهُ فَيَقُولُ لَهُ: الزِّنَا بِقَدَرٍ؟ فَإِنْ قَالَ: نَعَمْ، اسْتَحْلَفَهُ أَنَّ هَذَا دَيْنُكَ، فَإِنْ حَلَفَ حَدَّثَهُ خَمْسَةَ أَحَادِيثَ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/879)
195 - سُلَيْمَانُ بْنُ عُبَيْدٍ السُّلَمِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
بصري مقبول،
رَوَى عَنْ: أبي الصديق الناجي.
وَعَنْهُ: خالد بن [ص:882] الْحَارِثِ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَالنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.(3/881)
196 - ق: سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْعَبَّاسِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَحَدُ أَعْمَامِ الْمَنْصُورِ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ: ابنه جعفر بن سليمان، وعافية القاضي، وسلام بن أبي عمرة، ومحمد بن راشد المكحولي الأصمعي، وآخرون؛ منهم ابنته زينب.
وكان شريفا كبيرا جوادا ممدحا، وقيل: إنه كان يعتق في عشية عرفة مائة مملوك، وبلغت صلاته مرة في الموسم خمسة آلاف ألف درهم.
ولي البصرة للمنصور، ويقال: إنه سَمِعَ مِنْ سَطْحِ دَارِهِ نِسْوَةً يَغْزِلْنَ يَقُلْنَ: لَيْتَ الأَمِيرَ اطَّلَعَ عَلَيْنَا فَأَغْنَانَا، فَرَمَى إِلَيْهِنَّ جَوْهَرًا لَهُ قِيمَةً وَذَهَبًا.
مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/882)
197 - م ن ق: سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيٍّ، أَبُو عُكَاشَةَ الرِّبْعِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَنَسٍ، وَأَبِي الْجَوْزَاءِ أَوْسٍ الرَّبَعِيِّ، وَأَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ.
وَعَنْهُ: حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَوَكِيعٌ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(3/882)
198 - ع: سُلَيْمَانُ بْنُ فَيْرُوزَ، وَيُقَالُ: ابْنُ خَاقَانَ، وَهُوَ سُلَيْمَان بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ مولاهم، الكوفي، [الوفاة: 141 - 150 ه]
أحد العلماء الثِّقَاتِ.
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، وَزِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، وَعَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَأَبِي بُرْدَةَ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَالسُّفْيَانَانِ، وَجَرِيرٌ، وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهَرٍ، وَأَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَعَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، وَهُشَيْمٌ، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، وَخَلْقٌ. [ص:883]
اتَّفَقُوا عَلَى ثِقَتِهِ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ مِنْ شُيُوخِهِ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ الْفَلاسُ وَالتِّرْمِذِيُّ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
وقال أبو معاوية وغيره: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ، وَهُوَ مِنْ طَبَقَةِ الأَعْمَشِ.(3/882)
199 - سُلَيْمَانُ بْنُ الْقَاسِمِ الثَّقَفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
كُوفِيٌّ صَدُوقٌ.
رَوَى عَنْ: أُمِّهِ زَيْنَبَ، وَعَنِ الشَّعْبِيِّ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، وَوَكِيعٌ، وَالْخُرَيْبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.(3/883)
200 - ع: سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ الأَعْمَشُ، الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ الأَسَدِيُّ مَوْلاهُمُ، الْكَاهِلِيُّ الْكُوفِيُّ الْحَافِظُ الْمُقْرِئُ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعْلامِ.
يُقَالُ: وُلِدَ بِقَرْيَةٍ مِنْ عَمَلِ طَبَرِسْتَانَ يُقَالُ لَهَا: أَمَهٌ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّينَ، وَقَدْ رَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، وَرَآهُ يُصَلِّي، وَلَمْ يَثْبُتْ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ، مَعَ أَنَّ أَنَسًا لَمَّا تُوُفِّيَ كَانَ لِلأَعْمَشِ نَيِّفٌ وَثَلاثُونَ سَنَةً، وَكَانَ يُمْكِنُهُ السَّمَاعُ مِنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ.
وَقَدْ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، وَأَبِي وَائِلٍ، وَزَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، وَأَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، وَخَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ، وَمُجَاهِدٍ، وَأَبِي صَالِحٍ، وَسَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، وَأَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ، وَالشَّعْبِيِّ، وَهِلالِ بْنِ يَسَافٍ، وَيَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، وَأَبِي الضُّحَى، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَخَلْقٍ كَثِيرٍ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ.
حَدَّثَ عَنْهُ أُمَمٌ لا يُحْصَوْنَ؛ مِنْهُمُ الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ - وَهُمَا مِنْ شُيُوخِهِ - وَشُعْبَةُ، وَالسُّفْيَانَانِ، وَجَرِيرُ بْنُ حازم، وجرير [ص:884] ابْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَزَائِدَةُ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَوَكِيعٌ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، وَالْخُرَيْبِيُّ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، وَابْنُ فُضَيْلٍ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَيَحْيَى بْنُ عِيسَى الرَّمْلِيُّ، وَيَعْلَى بْنُ عبيد، وأبو نعيم.
قال ابن المديني: له نحو من ألف وثلاثمائة حديث.
وقال ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ الأَعْمَشُ أَقْرَأَهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ وَأَحْفَظَهُمْ لِلْحَدِيثِ وَأَعْلَمَهُمْ بِالْفَرَائِضِ.
وَقَالَ أَبُو حَفْصٍ الْفَلاسُ: كَانَ يُسَمَّى الْمُصَحِّفُ مِنْ صِدْقِهِ.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: هُوَ عَلامَةُ الإِسْلامِ.
وَقَالَ وَكِيعٌ: بَقِيَ الأَعْمَشُ قَرِيبًا مِنْ سَبْعِينَ سَنَةً لَمْ تَفُتْهُ التَّكْبِيرَةُ الأُولَى.
وَقَالَ الْخُرَيْبِيُّ: مَا خَلَفَ الأَعْمَشُ أَعْبَدَ مِنْهُ، وَكَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صَاحِبَ سُنَّةٍ.
وَقَدْ قَرَأَ الأَعْمَشُ الْقُرْآنَ عَلَى يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى أَصْحَابِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَرَأَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ.
وَكَانَ مَعَ جَلالَتِهِ فِي الْعِلْمِ وَالْفَضْلِ صَاحِبَ مُلَحٍ وَمُزَاحٍ؛ قِيلَ: إِنَّهُ جَاءَهُ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ يَوْمًا، فَخَرَجَ فَقَالَ: لَوْلا أَنَّ فِي مَنْزِلِي مَنْ هُوَ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْكُمْ مَا خَرَجْتُ إِلَيْكُمْ. رَوَاهَا وَكِيعٌ عَنْهُ.
وَقَدْ سَأَلَهُ دَاوُدُ الْحَائِكُ: مَا تَقُولُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ فِي الصَّلاةِ خَلْفَ الْحَائِكِ؟ فَقَالَ: لا بَأْسَ بِهَا عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ. قِيلَ: فَمَا تَقُولُ فِي شَهَادَةِ الْحَائِكِ؟ قَالَ: تُقْبَلُ مَعَ عَدْلَيْنِ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: سَبَقَ الأَعْمَشُ أَصْحَابَهُ بِخِصَالٍ؛ كَانَ أَقْرَأَهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ، وَأَحْفَظَهُمْ لِلْحَدِيثِ، وَأَعْلَمَهُمْ بِالْفَرَائِضِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ: كَانَ ثِقَةً ثَبْتًا، كَانَ مُحَدِّثَ الْكُوفَةِ فِي زَمَانِهِ، وَيُقَالُ: ظَهَرَ لَهُ أَرْبَعَةُ آلافِ حَدِيثٍ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كِتَابٌ، وَكَانَ [ص:885] يُقْرِئُ الْقُرْآنَ، رَأْسًا فِيهِ، وَكَانَ فَصِيحًا، وَكَانَ أَبُوهُ مِهْرَانُ مِنْ سَبْيِ الدَّيْلَمِ. قَالَ: وَكَانَ الأعمش عسراً سيئ الْخُلُقِ، وَكَانَ لا يَلْحَنُ حَرْفًا، وَكَانَ عَالِمًا بِالْفَرَائِضِ. قَالَ: وَكَانَ فِيهِ تَشَيُّعٌ.
كَذَا قَالَ، وليس هذا بصحيح عنه؛ كَانَ صَاحِبَ سُنَّةٍ.
قَالَ: وَلَمْ يَخْتِمْ عَلَيْهِ إِلا ثَلاثَةُ أَنْفُسٍ؛ طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ وَكَانَ أَسَنَّ مِنْهُ وَأَفْضَلَ، وَأَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ مَعْنٍ.
قُلْتُ: وَقَرَأَ عَلَيْهِ كَمَا ذَكَرْنَا الزَّيَّاتُ.
وَقَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ: لَمْ نَرَ نَحْنُ مِثْلَ الأَعْمَشِ، وَمَا رَأَيْتُ الأَغْنِيَاءَ أَحْقَرَ مِنْهُمْ عِنْدَهُ مَعَ فَقْرِهِ وَحَاجَتِهِ.
وَرَوَى عَلِيُّ بْنُ عَثَّامٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قِيلَ للأعمش: أَلا تَمُوتُ فَنُحَدِّثُ عَنْكَ. فَقَالَ: كَمْ مِنْ حُبِّ أَصْبَهَانِيٍّ قَدِ انْكَسَرَ عَلَى رَأْسِهِ كِيزَانٌ كثيرة.
وقد جاء أن الأعمش قرأ عن زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَزِرٍّ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَأَنَّهُ عَرَضَ أَيْضًا عَلَى أَبِي الْعَالِيَةِ وَجَمَاعَةٍ.
وَأَخْبَرَنَا بِيبَرْسُ التُّرْكِيُّ بِحَلَبٍ وَأَيُّوبُ الأَسَدِيُّ بِدِمَشْقَ، قَالا: أخبرنا محمد بن سعيد ببغداد قال: أخبرنا أحمد بن المقرب قال: أخبرنا طراد قال: أخبرنا علي العيسوي قال: أخبرنا محمد بن عمرو الرزاز قال: حدثنا العطاردي قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ بَالَ فَغَسَلَ ذَكَرَهُ غُسْلا شَدِيدًا، ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ فَصَلَّى بِنَا وَحَدَّثَنَا فَجَاءَ بَيْتَهُ. هَذَا حَدِيثٌ صَالِحُ الإِسْنَادِ.
وَرَوَى أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ عَنْ أَبِي عَوَانَةَ قَالَ: أَعْطَيْتُ امْرَأَةَ الأَعْمَشِ خِمَارًا، فَكُنْتُ إِذَا جِئْتُ أَخَذْتُ بِيَدِهِ فَأَخْرَجْتُهُ إِلَيَّ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً، قَالَ: مَا هِيَ؟ قُلْتُ: إِنْ لَمْ تَقْضِهَا فَلا تَغْضَبْ عَلَيَّ. قَالَ: لَيْسَ قَلْبِي فِي يَدِي، قُلْتُ: أَمْلِ عَلَيَّ، قَالَ: لا أَفْعَلُ.
وَقَالَ عَلَيُّ بْنُ سَعِيدٍ النَّسَوِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يقول: منصور [ص:886] أَثْبَتُ أَهْلِ الْكُوفَةِ، فَفِي حَدِيثِ الأَعْمَشِ اضْطِرَابٌ كثير.
وذكر أبو بكر ابن الْبَاغَنْدِيِّ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّه، أيّما أَثْبَتُ فِي الْحَدِيثِ؛ مَنْصُورٌ أَوِ الأَعْمَشُ؟ فَقَالَ: مَنْصُورٌ مَنْصُورٌ.
وَقَالَ وَكِيعٌ: سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُولُ: لَوْلا الشُّهْرَةَ لَصَلَّيْتُ الْفَجْرَ ثُمَّ تَسَحَّرْتُ.
قُلْتُ: هَذَا كَانَ مَذْهَبُ الأَعْمَشِ، وَهُوَ عَلَى الَّذِي رَوَى النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: تَسَحَّرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ هُوَ النَّهَارُ إِلا أَنَّ الشَّمْسَ لَم تَطْلُعْ.
وَقَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ: أَرْسَلَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ الْهَاشِمِيُّ أَمِيرُ الْكُوفَةِ إِلَى الأَعْمَشِ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ وَصَحِيفَةٍ لِيَكْتُبَ لَهُ فِيهَا حَدِيثًا، فَكَتَبَ فِيهَا: " بِسْمِ الله الرحمن الرحيم، والله الصَّمَدُ " إِلَى آخِرِهَا، ثُمَّ وَجَّهَ بِهَا إِلَيْهِ، فبعث إليه: يا ابن الْفَاعِلَةِ، أَظَنَنْتَ أَنِّي لا أُحْسِنُ كِتَابَ اللَّهِ! فَبَعَثَ إِلَيْهِ: وَظَنَنْتَ أَنِّي أَبِيعُ الْحَدِيثَ!
وَقَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ: أَتَى الأَعْمَشَ أَضْيَافٌ، فَأَخْرَجَ إِلَيْهِمْ رَغِيفَيْنِ فَأَكَلُوهُمَا، فَدَخَلَ فَأَخْرَجَ لَهُمْ نِصْفَ حَبْلٍ مِنْ قَتٍّ، فَوَضَعَهُ عَلَى الْخُوَانِ وَقَالَ: أَكَلْتُمْ قُوتُنَا، فَهَذَا قُوتُ شَاتِي فَكُلُوهُ.
قَالَ عِيسَى: وَخَرَجْنَا فِي جِنَازَةٍ وَرَجُلٌ يَقُود الأَعْمَشُ، فَلَمَّا رَجَعْنَا عَدَلَ بِهِ، فَلَمَّا أَصْحَرَ بِهِ قَالَ: أَتَدْرِي أَيْنَ أَنْتَ؟ فِي جَبَّانَةِ كَذَا وَكَذَا، وَلا أَرُدُّكَ حَتَّى تَمْلأَ أَلْوَاحِي حَدِيثًا. قَالَ: اكْتُبْ، فَلَمَّا مَلأَ الأَلْوَاحَ رَدَّهُ، فَلَمَّا دَخَلَ الْكُوفَةَ دَفَعَ أَلْوَاحَهُ لِإِنْسَانٍ، فَلَمَّا انْتَهَى الأَعْمَشُ إِلَى بَابِهِ تَعَلَّقَ بِهِ وَقَالَ: خُذُوا الأَلْوَاحَ مِنَ الْفَاسِقِ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، قَدْ فَاتَ. فَلَمَّا أَيِسَ مِنْهُ قَالَ: كُلُّ مَا حَدَّثْتُكَ بِهِ كَذِبٌ، قَالَ: أَنْتَ أَعْلَمُ بِاللَّهِ مِنْ أَنْ تَكْذِبَ.
وَقَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ: قُلْتُ لِلأَعْمَشِ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، مَا يَمْنَعُكَ مِنْ أَخْذِ شَعْرِكَ؟ قَالَ: كَثْرَةُ فُضُولِ الْحَجَّامِينَ. قُلْتُ: فَإِنِّي أَجِيئُكَ بِحَجَّامٍ لا يُكَلِّمُكَ [ص:887] حَتَّى يَفْرُغَ. قَالَ: فَأَتَيْتُ جُنَيْدًا الْحَجَّامَ وَكَانَ مُحَدِّثًا، فَأَوْصَيْتُهُ فَقَالَ: نَعَمْ. فَلَمَّا أَخَذَ نِصْفَ شَعْرِهِ قَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، كَيْفَ حَدِيثُ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ فِي الْمُسْتَحَاضَةِ؟ قَالَ: فَصَاحَ الأَعْمَشُ صَيْحَةً وَقَامَ يَعْدُو، وَبَقِيَ نِصْفُ شَعْرِهِ أَيَّامًا غَيْرَ مَجْزُوزٍ. رَوَاهَا عَلِيُّ بْنُ خُشْرُمٍ عَنِ ابْنِ إِدْرِيسَ.
وَقَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ: خَرَجَ الأَعْمَشُ فَإِذَا بِجُنْدِيٍّ فَسَخَّرَهُ لِيَعْبُرَ بِهِ نَهْرًا، فَلَمَّا رَكِبَ الأَعْمَشُ قَالَ: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} فَلَمَّا تَوَسَّطَ بِهِ الأَعْمَشُ فِي الْمَاءِ قَالَ: {وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ}، ثُمَّ رَمَى بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: رَأَيْتُ الأَعَمَشَ لَبِسَ فَرْوًا مَقْلُوبًا وَبَتًّا تَسِيلُ خُيُوطُهُ عَلَى رِجْلَيْهِ، فَقَالَ: لَوْلا أَنِّي تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ مَا كَانَ يَأْتِينِي أَحَدٌ، وَلَوْ كُنْتُ بَقَّالا كَانَ يَقْذِرُنِي النَّاسُ أَنْ يَشْتَرُوا مِنِّي.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ: جَاءَ رَجُلٌ نَبِيلٌ كَبِيرُ اللِّحْيَةِ إِلَى الأَعْمَشِ فَسَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ خَفِيفَةٍ مِنَ الصَّلاةِ، فَالْتَفَتَ إِلَيْنَا الأَعْمَشُ فَقَالَ: انظروا إليه، لحيته تحتمل حِفْظَ أَرْبَعَةِ آلافِ حَدِيثٍ وَمَسْأَلَتُهُ مَسْأَلَةُ صِبْيَانِ الكتاب.
وقال يَحْيَى الْقَطَّانُ: كَانَ الأَعْمَشُ مِنَ النُّسَّاكِ، وَكَانَ مُحَافِظًا عَلَى الصَّفِّ الأَوَّلِ.
وَقَالَ عِيسَى بْنُ جعفر: حدثنا أحمد بن داود الحراني قال: حدثنا عيسى بن يونس قال: سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُولُ: كَانَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ يَمُرُّ بِي طَرَفي النَّهَارِ فَأَقُولُ: لا أَسْمَعُ مِنْكَ حَدِيثًا خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ جِئْتُ إِلَى الْحَجَّاجِ حَتَّى وَلاكَ، قَالَ: ثُمَّ نَدِمْتُ فَصِرْتُ أَرْوِي عَنْ رجل عنه. رَوَاهَا أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ.
وَقَدْ ذَكَرْنَا بِالإِسْنَادِ أَنَّهُ صَلَّى خَلَفَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَدَخَلَ إِلَيْهِ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ: سَمِعَ الأعمش من عبد الله بن أبي أوفى وأنس.
وقال مسدد: حدثنا عيسى بن يونس قال: حدثنا الأعمش قال: [ص:888] رَأَيْتُ أَنَسًا يُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ رَفَعَ صُلْبَهُ حَتَّى يَسْتَوِي بَطْنُهُ.
دَاوُدُ بْنُ مِخْرَاقٍ وَمُعَاذُ بْنُ أسد قالا: حدثنا الفضل بن موسى قال: حدثنا الأَعْمَشُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَمَرَّ عَلَى شَجَرَةٍ يَابِسَةٍ فَضَرَبَهَا بِعَصًا فَتَنَاثَرَ الْوَرَقُ، فَقَالَ: " إِنَّ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ يُسَاقِطْنَ الذُّنُوبَ كَمَا تُسَاقِطُ هَذِهِ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا ".
وَلِلأَعْمَشِ عَنْ أَنَسٍ أَحَادِيثَ سَاقَهَا صَاحِبُ الْحِلْيَةِ، لَكِنَّ الأَعْمَشَ مُدَلِّسٌ، فَقَالَ فِيهَا: " عَنْ "، فَلا تُحْمَلُ عَلَى الاتِّصَالِ.
وَقَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ الأَعْمَشَ وُلِدَ بِطَبَرِسْتَانَ وَقَدِمَتْ بِهِ أُمُّهُ طِفْلا، وَيُقَالُ: حَمْلا إِلَى الْكُوفَةِ، وَمَاتَ بِهَا فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَلَهُ سَبْعٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً.
وَقَعَ لَنَا مِنْ عَوَالِيهِ بِإِجَازَةٍ.(3/883)
201 - ق: سُلَيْمَانُ بْنُ يُسَيْرٍ، أَبُو الصَّبَّاحِ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: مَوْلاهُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَهَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ، وَقَيْسِ بْنِ رُومِيٍّ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَالثَّوْرِيُّ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْمَتْرُوكِ.
وَضَعَّفَهُ أَبُو زُرْعَةَ.(3/888)
202 - د ت: سُلَيْمَانُ النَّاجِيُّ الْبَصْرِيُّ الأَسْوَدُ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ.
وَعَنْهُ: سعيد بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، وَوُهَيْبٌ، وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، والأنصاري، وغيرهم. [ص:889]
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(3/888)
203 - سُهَيْلُ بْنُ حَسَّانٍ، أَبُو السَّحْمَاءِ الْكِلابِيُّ الْمِصْرِيُّ الزَّاهِدُ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِي قَبِيلٍ الْمُعَافِرِيِّ، وَكَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ.
وَعَنْهُ: اللَّيْثُ، وَضَمَّامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَخَالِدِ بْنِ حُمَيْدٍ، وآخرون.
وعظ مرة أمير الإسكندرية، وَكَانَ كَبِيرَ الْقَدْرِ مُتَأَلِّهًا.
قَالَ النَّضْرُ بْنُ عبد الجبار: حدثنا ضَمَّامٌ، عَنْ أَبِي السَّحْمَاءِ قَالَ: نَزَلْتُ بِشِعْبٍ مِنْ مَنَاهِلِ الْحِجَازِ فَإِذَا صَاحِبُ الْمِنْهَلِ قَدْ أتى بهدية إلى فُسْطَاطٍ فِيهِ الأَوْزَاعِيُّ وَابْنُ أَبِي عَبْلَةَ صَاحِبُ خَاتَمِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَأَتَيْتُهُمَا فَقُلْتُ لَهُمَا: أَلَيْسَ تَعْرِفَانِ لِمَنْ كَانَ هَذَا الْمَالُ، وَإِلَى مَنْ صَارَ؟ قَالا: بَلَى، قُلْتُ: فِلَمَ قَبَلْتُمَا وَالنَّاسُ قَدْ نَظَرُوا إِلَيْكُمَا! فَقَالا: لَوْ رَدَدْنَاهَا كَانَ أَعْظَمَ مِمَّا تُرِيدُ. قَالَ ضَمَّامٌ: قَبِلاهَا خَوْفًا عَلَى أَنْفُسِهِمَا وَهُمَا يَكْرَهَانِ ذَلِكَ.
وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ: يُقَالُ: مَاتَ أَبُو السَّحْمَاءِ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ، رَحِمَهُ اللَّهُ.(3/889)
204 - سُهَيْلُ بْنُ ذَكْوَانَ، أَبُو السِّنْدِيِّ الْمَكِّيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: عَائِشَةَ، وَابْنِ الزُّبَيْرِ.
وَعَنْهُ: هُشَيْمٌ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ: سَمِعْتُ عَبَّادَ بْنَ الْعَوَّامِ يَرْمِيهِ بِبَلاءٍ. قَالَ الْهَرَوِيُّ: كَانَ بِوَاسِطَ، وَكَانَ كَذَّابًا.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: كَذَّابٌ. والنسائي والدارقطني تركاه.
ومما نقم عليه: رأيت عائشة وكانت سَوْدَاءَ مُشْرَبَةٌ حُمْرَةً.(3/889)
205 - سُوَيْدُ بْنُ نَجِيحٍ، أَبُو قَطْبَةَ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: الشَّعْبِيِّ، وَعِكْرِمَةَ، وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَوَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَآخَرُونَ. [ص:890]
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَكَانَ جَارًا لِلأَعْمَشِ.(3/889)
206 - سِوَى ت: سَيْفُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَخْزُومِيُّ مَوْلاهُمُ، الْمَكِّيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
سَمِعَ: مُجَاهِدًا، وَقَيْسَ بْنَ سَعْدٍ، وَعَمْرَو بْنَ دِينَارٍ، وَجَمَاعَةً.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ.
وَكَانَ ثِقَةً فِي نَفْسِهِ، إِلا أَنَّ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ رَمَاهُ بِالْقَدَرِ.
قُلْتُ: بَقِيَ إِلَى سَنَةِ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَفِيهَا أَرَّخَ ابْنُ سَعْدٍ مَوْتَهُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ.(3/890)
207 - سَيْفُ بْنُ وَهْبٍ، أَبُو وَهْبٍ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ، وَأَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَرِبْعِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجَارُودِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَآخَرُونَ.
ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بثقة.(3/890)
-[حَرْفُ الشِّينِ](3/890)
208 - خ د ن: شِبْلُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ الْقَارِئُ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
صَاحِبُ ابْنِ كَثِيرٍ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي الطُّفَيْلِ، وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وعمرو بن دينار، وعدة، وتلا على ابن كثير. وتصدر للإقراء، فقرأ عليه إسماعيل القسط، وعكرمة بن سليمان، وابنه داود بن شبل، وأبو الإخريط وهب، وغيرهم.
وَحَدَّثَ عَنْهُ: ابن عيينة، وأبو أسامة، وروح بن عبادة، ويحيى بن أبي كثير، وأبو حذيفة النهدي، وعدد كثير.
بلغني أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَمَا أَحْسَبُهُ صَحِيحًا؛ فَإِنَّ أَبَا [ص:891] حُذَيْفَةَ إِنَّمَا سَمِعَ الْحَدِيثَ سَنَةَ بِضْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
وَشِبْلٌ قَدْ وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ.
قَالَ ابْنُ مُجَاهِدٍ: كَانَتْ رِيَاسَةُ الإِقْرَاءِ بَعْدَ وَفَاةِ ابْنِ كَثِيرٍ لِشِبْلِ بْنِ عَبَّادٍ.
وَقَدْ عَرَضَ الْقُرْآنَ أَيْضًا عَلَى ابْنِ مُحَيْصِنٍ.(3/890)
209 - ت ق: شَبِيبُ بْنُ بِشْرٍ الْبَجَلِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
بَصْرِيٌّ. لَهُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ: أحمد بن بشير، وإسرائيل، وعنبسة بن عبد الرحمن، وأبو عاصم.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيِّنُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ معين: ثقة.(3/891)
210 - د: شُبَيل بن عَزْرَة، أَبُو عَمْرٍو الْبَصْرِيُّ الضَّبْعِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَحَدُ عُلَمَاءِ الْعَرَبِيَّةِ.
عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ.
وَعَنْهُ: جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَشُعْبَةُ، وَسَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضَّبْعِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابن معين، ويقال: كَانَ مِنَ الْخَوَارِجِ.(3/891)
211 - شَدَّادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْخَوْلانِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ الضَّرِيرُ، أَبُو مُحَمَّدُ، وَيُقَالُ: أَبُو هِنْدَ، وَيُعْرَفُ بِابْنِ الأَحْنَفِ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَرْسَلَ عَنْ أَبِي الدرداء،
وَرَوَى عَنْ: أَبِي إِدْرِيسَ الخَولاني، وأَبِي سَلامٍ مَمْطُورٍ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ بن شابور، وآخرون.
وكان صدوقا.(3/891)
212 - خ م د ن ق: شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ المدنيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
[ص:892]
عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَكُرَيْبٍ، وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: مَالِكٌ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَر، وَغَيْرُهُمْ.
وَجَاءَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ مِنْ طَرِيقِ سعيد المقبري عنه، وذلك من رِوَايَةِ الْكِبَارِ عَنِ الصِّغَارِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَالنَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَفِي رِوَايَةٍ عَنْهُمَا: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَذَكَرَهُ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ فَوَهَّاهُ، وَاتَّهَمَهُ بِالْوَضْعِ. وَهَذَا جَهْلٌ مِنِ ابْنِ حَزْمٍ، فَإِنَّ هَذَا الشَّيْخَ مِمَّنِ اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى الاحْتِجَاجِ بِهِ، نَعَمْ غَيْرُهُ أَوْثَقُ مِنْهُ وَأَثْبَتُ، وَهُوَ رَاوِي حَدِيثَ الْمِعْرَاجِ وَانْفَرَدَ فِيهِ بِأَلْفَاظٍ غَرِيبَةٍ؛ مِنْهَا: " وَدَنَا الْجَبَّارُ فَتَدَلَّى حَتَّى كَانَ مِنْهُ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ".(3/891)
213 - شَقِيقُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
شَيْخٌ كُوفِيٌّ.
لَهُ حَدِيثٌ عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَرْفَطَهَ.
وَعَنْهُ: ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَوَكِيعٌ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَآخَرُونَ.
وَهُوَ صَدُوقٌ.(3/892)
214 - شُمَيْطُ بْنُ عَجْلانَ الْبَصْرِيُّ الْعَابِدُ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَحَدُ زُهَّادِ الْبَصْرَةِ، وَهُوَ أَخُو خضر بن عجلان الشيباني.
أسند شيئاً يسيراً عَنِ التَّابِعِينَ، وَلَهُ مَوَاعِظُ نَافِعَةٌ وَقِصَصٌ، فَرَوَى سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شُمَيْطٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يَقُولُ: عَجَبًا لابْنِ آدم، بينما قلبه في الآخرة إذ حكه بَرْغُوثٌ أَوْ قَمْلَةٌ فَنَسِيَ الآخِرَةَ. [ص:893]
وَعَنْ شُمَيْطٍ قَالَ: الْمُنَافِقُ يَبْكِي مِنْ رَأْسِهِ، فَأَمَّا مِنْ قَلْبِهِ فَلا.
وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: سَمِعْتُ شُمَيْطًا يَقُولُ: رَأْسُ مَالِ الْمُؤْمِنِ دِينُهُ، لا يُفَارِقُهُ وَلا يَخْلُفُهُ فِي الرِّحَالِ، وَلا يَأْتَمِنُ عَلَيْهِ الرِّجَالُ.
وَعَنْ شُمَيْطٍ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ وَسَمَ الدُّنْيَا بِالْوَحْشَةِ لِيَكُونَ أُنْسُ الْمُنْقَطِعِينَ بِهِ.
وَعَنْهُ قَالَ: حَمَلْتُ عَلَى قَلْبِكَ هَمَّ السِّنِينَ وَالْغَلاءَ وَالرُّخْصَ وَالشِّتَاءَ وَالْحَرَّ قَبْلَ مجيئه، فماذا أبقيت من قلبك الضعيف لِآخِرَتِكَ؟
سُئِلَ أَبُو حَاتِمٍ عَنْ شُمَيْطِ بْنِ عَجْلانَ فَقَالَ: لا بَأْسَ بِهِ، يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.(3/892)
215 - شَيْبَةُ بْنُ نَعَامَةَ، أَبُو نَعَامَةَ الضَّبِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَمُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، وَفَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَشَرِيكٌ، وَهُشَيْمٌ، وَجَرِيرٌ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُخْتَارِ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ ابْنُ معين: ضعيف الحديث.(3/893)
-[حَرْفُ الصَّادِ](3/893)
216 - صَاعِدُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَبُو الْعَلاءِ الْيَشْكُرِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
كُوفِيٌّ وَاهٍ،
عَنْ: الشَّعْبِيِّ.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مِغْرَاءَ، وَغَيْرُهُمْ. وَهُوَ مِنْ مَوَالِي الشَّعْبِيِّ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ.(3/893)
217 - صَالِحُ بْنُ حَيَّانَ الْقُرَشِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِي وَائِلٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، وَعُرْوَةَ، وَمَسْعُودِ بْنِ مَالِكٍ.
وَعَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، وَأَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَيَعْلَى بْنُ عبيد، وطائفة. [ص:894]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
قُلْتُ: ما له فِي الْكُتُبِ شَيْءٌ، وَلَهُ حَدِيثٌ فِي قَتْلِ مَنْ سَبَّ نَبِيًّا.(3/893)
218 - د: صَالِحُ بْنُ دِرْهَمٍ، أَبُو الأَزْهَرِ الْبَاهِلِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
شَيْخٌ بَصْرِيٌّ.
عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، وَأَبِي سَعِيدٍ، وَابْنِ عُمَرَ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَوَلَدُهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ صَالِحٍ، وَمُسْلِمَةُ بْنُ صَالِحٍ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ. وَهُوَ آخِرُ شَيْخٍ لَقِيَهُ الْقَطَّانُ.
هَكَذَا ذَكَرَ تَرْجَمَتَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ.(3/894)
219 - ع: صَالِحُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ الثَّوْرِيُّ، الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَحَدُ الثِّقَاتِ.
عَنْ: الشَّعْبِيِّ، وَعَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، وَعَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: وَلَدَاهُ؛ الْحَسَنُ وَعَلِيٌّ، وَشُعْبَةُ، وَالسُّفْيَانَانِ، وَهُشَيْمٌ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ.
وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، وَكَثِيرًا ما يقولون: صالح بن حي، ينسبونه إلى جده حي، وَاسْمُهُ حَيَّانُ. وَقِيلَ: هُوَ صَالِحُ بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ حَيَّانَ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: حدثنا صالح بن صالح بن حي، وَكَانَ خَيْرًا مِنِ ابْنَيْهِ.
وَرَوَى حَرْبُ الْكِرْمَانِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: ثِقَةٌ ثِقَةٌ.(3/894)
220 - ع: صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ الْمَدَنِيُّ الْمُؤَدِّبُ، [أَبُو مُحَمَّدٍ، أو أَبُو الْحَارِثِ] [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَدَّبَ أَوْلادَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ زَمَانَ إِمْرَتِهِ عَلَى الْمَدِينَةِ.
رَأَى ابْنَ عُمَرَ، وَسَمِعَ عُرْوَةَ، وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَنَافِعَ بْنَ جبير، [ص:895] وسالماً، ونافعاً، وَنَافِعًا مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ، وَالأَعْرَجَ، وَالزُّهْرِيَّ، وَطَائِفَةً.
وَعَنْهُ: ابن جُرَيْجٍ، وَمَعْمَرٌ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَأَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، وَمَالِكٌ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَخَلْقٌ.
وَيُقَالُ: إِنَّهُ عَاشَ مِائَةَ سَنَةٍ، وَإِنَّمَا طَلَبَ الْعِلْمَ كَهْلا.
سُئِلَ عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فَقَالَ: بَخٍ بَخٍ.
وَكَنَّاهُ بَعْضُهُمْ أَبَا مُحَمَّدٍ، وَبَعْضُهُمْ أَبَا الْحَارِثِ، وَوَلاؤُهُ لِدَوْسٍ.
قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ صَالِحٌ جَامِعًا بَيْنَ الْفِقْهِ وَالْحَدِيثِ وَالْمُرُوءَةِ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: كَانَ أَسَنَّ مِنَ الزُّهْرِيِّ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: كَانَ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ مُؤَدِّبُ ابْنَ شِهَابٍ، فَرُبَّمَا ذَكَرَ صَالِحٌ الشَّيْءَ فَيَرُدُّ عَلَيْهِ ابْنُ شِهَابٍ وَيَحْتَجُّ بِالأَحَادِيثِ، فَيَقُولُ لَهُ صَالِحٌ: تُكَلِّمُنِي وَأَنَا أَقَمْتُ أَوَدَ لِسَانِكَ!
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: تُوُفِّيَ صَالِحٌ بَعْدَ الأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: قُلْتُ لِأَبِي: كَيْفَ رِوَايَةُ صَالِحٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ؟ قَالَ: هُوَ أَكْبَرُ مِنَ الزُّهْرِيِّ، قَدْ رَأَى ابْنَ عُمَرَ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ، قَدْ سَمِعَ مِنِ ابْنِ عُمَرَ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: صَالِحٌ ثِقَةٌ ثَبْتٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عُقَيْلٍ؛ لِأَنَّهُ حِجَازِيٌّ، وَهُوَ أَسَنُّ، يُعَدُّ فِي التَّابِعِينَ.
قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: مَاتَ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ وَهُوَ ابْنُ مِائَةٍ وَنَيِّفٍ وَسِتِّينَ سَنَةً.
قُلْتُ: هَذَا غَلَطٌ لا رَيْبَ فِيهِ، وَعَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ كَانَ يُذْكَرُ مَعَ الصَّحَابَةِ.
قَالَ: وَتَلَقَّنَ الْعِلْمَ عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَهُوَ ابْنُ تِسْعِينَ سَنَةً. [ص:896]
وَكَذَا وَهِمَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ فِي قَوْلِهِ: مَاتَ فِي زَمَنِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ.
قُلْتُ: قَدْ رُمِيَ صَالِحٌ بِالْقَدَرِ، وَلَمْ يَصِحَّ عَنْهُ.(3/894)
221 - د ت ق: صَالِحُ بْنُ محمد بن زائدة، أَبُو وَاقِدٍ اللَّيْثِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
رَوَى عَنْ: أنس بن مالك، وأبي أَرْوَى الدَّوْسِيُّ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسَالِمٍ، وَابْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بن دينار مع تقدمه، وَوُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، تَرَكَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَا أَرَى بِهِ بَأْسًا.
قِيلَ: مَاتَ بَعْدَ سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/896)
222 - صَبَّاحُ بْنُ ثَابِتٍ الْبَجَلِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: الشَّعْبِيِّ، وَعِكْرِمَةَ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.(3/896)
223 - صُبَيْحُ بْنُ قَاسِمٍ، أَبُو الْجَهْمِ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: ابْنِ الْمُسَيِّبِ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَأَبُو عَوَانَةَ، [ص:897] وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.(3/896)
224 - د ن ق: صَدَقَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْحَنَفِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
وَالِدُ الْمُفَضَّلِ.
يَرْوِي عَنْ: جَمِيعِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَمُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ.
وَعَنْهُ: زَائِدَةُ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، وَأَبُو بكر بن عياش، وأيوب بن جابر.
قال أبو حاتم: شيخ.(3/897)
225 - صدقة بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ الدَّاريُّ المكيُّ. [أَبُو الْهُذَيْلِ] [الوفاة: 141 - 150 ه]
قَرَأَ عَلَى وَالِدِهِ.
أَخَذَ عَنْهُ الْحُرُوفُ مُطَرِّفُ بْنُ مَعْقِلٍ، وَالْحَارِثُ بْنُ قُدَامَةَ، وَحَدَّثَ عَنْهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ.
قال ابن أبي حاتم: هو صَاحِبُ حُرُوفِ مُجَاهِدٍ، يُكْنَى أَبَا الْهُذَيْلِ.
قُلْتُ: وَذَكَرَ الدَّانِي أَنَّهُ سَمِعَ مِنَ الزُّهْرِيِّ.(3/897)
226 - م ق: صَدَقَةُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ الْكُوفِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
قَاضِي الأَهْوَازِ.
عَنْ: قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، وَعَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، وَعَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبُرَيْدِ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَسَعِيدُ بْنُ يَحْيَى اللَّخْمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بكر الْبُرْسَانِيِّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ صَالِحٌ.(3/897)
227 - د ن ق: صَدَقَةُ بْنُ الْمُثَنَّى بْنُ رِيَاحِ بْنِ الْحَارِثِ النَّخَعِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: جَدِّهِ رِيَاحٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ فِي ذِكْرِ الْعَشَرَةِ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ، وَابْنُ فُضَيْلٍ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَطَائِفَةٌ. [ص:898]
وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ.(3/897)
228 - الصَّلْتُ بْنُ بَهْرَامٍ، أَبُو هَاشِمٍ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِي وَائِلٍ، وَالشَّعْبِيِّ، وَالنَّخَعِيِّ.
وَعَنْهُ: السُّفْيَانَانِ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَالْخُرَيْبِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ أَصْدَقَ أَهْلِ الْكُوفَةِ.(3/898)
229 - ت ق: الصَّلْتُ بْنُ دِينَارٍ، أَبُو شُعَيْبٍ الْمَجْنُونُ الأَزْدِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَأَبِي نَضْرَةَ.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَشُعْبَةُ، وَمُعْتَمِرٌ، وَوَكِيعٌ، وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَطَائِفَةٌ آخِرُهُمْ مَوْتًا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ.
ضَعَّفُوهُ.(3/898)
-[حَرْفُ الضَّادِ](3/898)
230 - د ن ق: ضُبَارَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ بْنُ أَبِي السُّلِيكِ الْحَضْرَمِيُّ، وَيُقَالُ: الأَلْهَانِيُّ الْحِمْصِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
نَزِيلُ اللاذِقِيَّةِ.
عَنْ: أَبِيهِ، وَدُوَيْدِ بْنِ نَافِعٍ، وأبي الصلت الشامي. ومنهم من نسبه إلى جَدّه الأعلى، ومنهم من جعلهم ثلاثة.
رَوَى عَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَوَلَدُهُ مُحَمَّدُ بْنُ ضُبَارَةَ.
ذَكَرَهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي كَامِلِهِ، وَسَاقَ لَهُ أَحَادِيثَ تُنْكَرُ.
وَقَالَ الْجُوزْجَانِيُّ: رَوَى حَدِيثًا مُعْضِلا. [ص:899]
وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يُعْتَبَرُ حَدِيثُهُ مِنْ رِوَايَةِ الثِّقَاتِ عَنْهُ.(3/898)
231 - ن: الضَّحَّاكُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن أَبِي حَوْشَبٍ، أَوِ ابْنِ حَوْشَبٍ، أَبُو زُرْعَةَ النَّصْرِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، وَقِيلَ: يُكْنَى أَبَا بِشْرٍ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
رَأَى وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ مَخْضُوبًا بِالْحِنَّاءِ،
وَرَوَى عَنْ: مَكْحُولٍ، وَمُسْلِمِ بْنِ مُشْكَمٍ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وغيرهم.
وَعَنْهُ: الوليد بْن مسلم، والوليد بْن مزيد، وابن شابور، وعيسى بن يونس.
قال أبو حاتم: هو من أجل أهل الشام.
وقال دحيم: ثقة ثبت.
قلت: روى له النسائي حديثا عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ عمر قال لصهيب: ما لي أَرَى عَلَيْكَ خَاتَمَ الذَّهَبِ! قَالَ: قَدْ رَآهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: وَهَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ.(3/899)
232 - م ت ن: ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ، أَبُو سِنَانٍ الشَّيْبَانِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: سَعِيدِ بن جبير، وأبي صالح السمان، وَالضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، وَمُحَارِبِ بْنِ دَثَّارٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَهُشَيْمٌ، وَوَكِيعٌ، وَعِدَّةٌ.
وَكَانَ مِنَ الْعَبَّادِ الْبَكَّائِينَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كُوفِيٌّ ثَبْتٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ ثَلاثِينَ حَدِيثًا.
وَكَانَ ضِرَارٌ صَدِيقًا لِمُحَمَّدِ بْنِ سوقة.(3/899)
-[حَرْفُ الطَّاءِ](3/900)
233 - ع: طَارِقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَجَلِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَقَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، وَالشَّعْبِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَقِيلَ: أَنَّهُ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى.
وَعَنْهُ: الأَعْمَشُ مَعَ أَنَّهُ مِنْ أَقْرَانِهِ، وَسُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَأَبُو الأَحْوَصِ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَوَكِيعٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: وَغَيْرُهُ لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِذَاكَ.
وَقَالَ الْقَطَّانُ: هُوَ عِنْدِي كَإِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ.(3/900)
234 - ت ق: طَرِيفُ بْنُ شِهَابٍ، وَقِيلَ: ابْنُ سَعْدٍ، وَقِيلَ: ابْنُ سُفْيَانَ، أَبُو سُفْيَانَ السَّعْدِيُّ الأَشَلِّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: الْحَسَنِ، وَأَبِي نَضْرَةَ، وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَشَرِيكٌ، وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، وَابْنُ فُضَيْلٍ، وجماعة.
قال أحمد: لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ، وَغَيْرُهُمَا: ضَعِيفٌ.(3/900)
235 - طَلْحَةُ بْنُ الأَعْلَمِ، أَبُو الْهَيْثَمِ الْحَنَفِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: الشَّعْبِيِّ.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَجَرِيرُ الضَّبِيُّ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ نَزَلَ الرَّيَّ.(3/900)
236 - خ 4: طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الأَيْلِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَرُزَيْقِ بْنِ حَكِيمٍ الأَيْلِيِّ.
وَعَنْهُ: وَلَدُ أَخِيهِ [ص:901] الْقَاسِمُ بْنُ مَبْرُورٍ الأَيْلِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عمر، وهو من أقرانه، وَمَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ.(3/900)
237 - م 4: طَلْحَةُ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيِّ التَّيْمِيِّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: عَمِّهِ إِسْحَاقَ، وَعَائِشَةَ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عبد الله، وعروة بْنِ الزُّبَيْرِ، وَمُجَاهِدٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: السُّفْيَانَانِ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَالْخُرَيْبِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: حَسَنُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وقال البخاري: منكر الحديث.
أبو نعيم: حدثنا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دُعِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جِنَازَةِ غُلامٍ مِنَ الأَنْصَارِ لِيُصَلِّي عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، طُوبَى لَهُ عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ، فَقَالَ: " يَا عَائِشَةَ، أَوْ غَيْرُ هَذَا " وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، والنَّسائي مِنْ وُجُوهٍ، عَنْ طَلْحَةَ، تَفَرَّدَ بِهِ.
تُوُفِّيَ طَلْحَةُ فِي سنة سبع، وقيل: سنة ثمان وأربعين ومائة.(3/901)
-[حَرْفُ الْعَيْنِ](3/901)
238 - د ت ق: عَاصِمُ بْنُ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ الْكِنْدِيُّ الْفِلَسْطِينِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَمَكْحُولٍ، وَوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، وَدَاوُدَ بْنِ جَمِيلٍ.
وَعَنْهُ: [ص:902] إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَوَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَالْخُرَيْبِيُّ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ.(3/901)
239 - ع: عَاصِمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلُ الْحَافِظُ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
قَاضِي الْمَدَائِنِ.
رَوَى عَنْ: عَبْد اللَّه بْن سَرْجِس، وأنس، وأبي العالية، ومعاذة الْعَدَوِيَّةِ، وعكرمة، وجماعة.
وَعَنْهُ: شعبة، وابن المبارك، وابن عيينة، وأبو معاوية، وابن علية، ويزيد بن هارون، وخلق سواهم.
ولي حسبة الكوفة مدة، وولي قضاء المدائن، وكان من أئمة العلم.
روى علي بن مسهر، عَنِ الثَّوْرِيِّ قَالَ: حُفَّاظُ النَّاسِ أَرْبَعَةٌ: يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، قُلْتُ: الثَّوْرِيُّ والأعمش؟ فأبى أن يجعله مَعَهُمْ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ لا يُحَدِّثُ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ يستضعفه.
وقال عفان: حدثنا حماد بن سلمة، عن عاصم الأحول، قال: حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ عُمَرَ نهى أن يجعل في الخاتم فصا مِنْ غَيْرِهِ، قَالَ عَاصِمٌ: فَلَمَّا أَخْبَرَنِي كَانَ فِي يَدِي فَصٌّ فَقَلَعْتُهُ، قَالَ حَمَّادٌ: فَقُلْتُ لِحُمَيْدٍ: حَدَّثَنِي عَاصِمٌ عَنْكَ بِكَذَا وَكَذَا فَلَمْ يَعْرِفْ ذَلِكَ.
قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ إِدْرِيسَ يَقُولُ: رَأَيْتُ عَاصِمًا الأَحْوَلَ وَالِي السُّوقِ وَهُوَ يَقُولُ: اضْرِبُوا رَأْسَ هَذَا النَّبَطِيِّ، لا أَرْوِي عَنْهُ شَيْئًا.
وَرَوَى ابْنُ الْمَدِينِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: لَمْ يَكُنْ عَاصِمٌ الأَحْوَلُ بِالْحَافِظِ. [ص:903]
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَقَدْ وَثَّقَهُ النَّاسُ وَاحْتَجُّوا بِهِ فِي صِحَاحِهِمْ.(3/902)
• - عَامِرٌ الأَحْوَلُ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
قَدِيمُ الْمَوْتِ، قَدْ ذُكِرَ.(3/903)
240 - خت: عَامِرُ بْنُ عُبَيْدَةَ الْبَاهِلِيُّ الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
قَاضِي الْبَصْرَةِ.
رَوَى عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَأَبِي الْمُلَيْحِ الْهُذَلِيِّ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَيَزِيدُ بْنُ مُغَلِّسٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَعَلَّقَ لَهُ الْبُخَارِيُّ.(3/903)
241 - عَبَّادُ بْنُ الرَّيَّان، أَبُو طُرْفَةَ اللَّخْمِيُّ الْحِمْصِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
سَمِعَ: الْمِقْدَامَ بْنَ مَعْدِي كَرِبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَمَكْحُولا، وَعُرْوَةَ بْنَ رُوَيْمٍ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مُحَمَّدٍ اللَّخْمِيُّ.
مَا عَلِمْتُ فِيهِ جُرْحًا، فَهُوَ صَالِحُ الْحَدِيثِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.(3/903)
242 - عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ الْحَجَّاجِ السَّلَفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَخِيهِ قَيْسٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَسَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَافِرِيُّ، وَمُوسَى بْنُ سَلَمَةَ.
تُوُفِّيَ قَرِيبًا مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/903)
243 - عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ السَّمْحِ، أَبُو الْخَطَّابِ الْمُعَافِرِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْفَقِيهُ رَأْسُ الإِبَاضِيَّةِ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
وَهُمْ صِنْفٌ مِنَ الْخَوَارِجِ خَرَجُوا بِالْمَغْرِبِ، وَدُعِيَ لَهُ بِالْخِلافَةِ فِي هَذَا الْعَصْرِ وَاسْتَفْحَلَ أَمْرُهُ وَكَانَ لَهُ شَأْنٌ، فَنَدَبَ الْمَنْصُورُ لِحَرْبِهِ مُحَمَّدُ بْنُ الأَشْعَثِ الْخُزَاعِيُّ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، فَوَقَعَ بَيْنَهُمْ حَرْبٌ شَدِيدَةٌ. وَفِي آخِرِ الأَمْرِ قُتِلَ عَبْدُ الأَعْلَى، وَكَانَتْ أَيَّامُهُ أَرْبَعَ سِنِينَ.(3/903)
244 - عَبْد الأَعْلَى بْنُ مَيْمُونَ بْنِ مِهْران. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَعِكْرِمَةَ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ.
وَعَنْهُ: جَعْفَرُ بْنُ بَرْقَانَ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، وَغَيْرُهُمَا. وَكَثِيرًا مَا يُرْسِلُ.
مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ ومائة.(3/904)
245 - 4: عبد الله بن حسن، ابْنِ السَّيِّدِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْهَاشِمِيُّ الْعَلَوِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَبُو مُحَمَّدٍ، وَإِبْرَاهِيمَ اللَّذَيْنِ خَرَجَا عَلَى الْمَنْصُورِ، وَأُمُّهُ هِيَ فَاطِمَةُ ابْنَةُ الْحُسَيْنِ الشَّهِيدِ.
يَرْوِي عَنْ أَبَوَيْهِ. وَعَنْ عبد الله بن جعفر وله صحبة، وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، وَهُوَ عَمُّهُ لِلأُمِّ، وَعَنْ: الأَعْرَجِ، وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَرَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَابْنُ عُلَيَّةَ، وَأَبُو خَالِدٍ الأحمر، ومالك، وآخرون.
قال الواقدي: كَانَ مِنَ الْعُبَّادِ، وَكَانَ لَهُ شَرَفٌ، وَعَارِضَةٌ، وَهَيْبَةٌ، وَلِسَانٌ شَدِيدٌ، وَفَدَ عَلَى السَّفَّاحِ بِالأَنْبَارِ.
قال مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ: كَانَ ذَا مَنْزِلَةٍ مِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلافَتِهِ، ثُمَّ أَكْرَمَهُ السَّفَّاحُ، وَوَهَبَ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ، وَالنَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: عَاشَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً.
وَقَالَ الْحَاكِمُ: سُمَّ بِبَابِ الْقَادِسِيَّةِ، وَهُوَ بِهَا مَدْفُونٌ وَلَهُ بِهَا آيَاتٌ تُذْكَرُ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيّ: أَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ عُمَرَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَسَنٍ قَدِمَ عَلَى السَّفَّاحِ فَبَالَغَ فِي إِكْرَامِهِ وَدَعَا بِسِفْطِ جَوْهَرٍ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا وَصَلَ إِلَيَّ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ فَأَعْطَاهُ نِصْفَهُ. [ص:905]
وَقَدْ مَرَّ فِي الْحَوَادِثِ أَنَّ الْمَنْصُورَ آذَاهُ وَسَجَنَهُ مِنْ أَجْلِ وَلَدَيْهِ. وَمَاتَ فِي أَوَاخِرِ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/904)
246 - ع: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ الْفَزَارِيُّ، مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ، أَبُو بَكْرٍ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، وَالأَعْرَجِ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَغُنْدَرٌ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقُ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ يَحْيَى القطان: صالح الحديث تعرف وتنكر.
وَضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
وَالْعَمَلُ عَلَى الاحْتِجَاجِ بِهِ.
مَاتَ نَحْوًا مِنْ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ.(3/905)
247 - ت ق: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ كَيْسَانَ الْمَقْبُرِيُّ الْمَدِينِيُّ، أَبُو عَبَّادٍ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَجَدِّهِ.
وَعَنْهُ: أَخُوهُ سَعْدٌ، وَهُشَيْمٌ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَأَبُو ضُمْرَةَ، وَصَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، وَآخَرُونَ.
مُتَّفَقٌ عَلَى ضَعْفِهِ.
وقال الْبُخَارِيُّ: تَرَكُوهُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لا يُكْتَبُ حديثه.(3/905)
248 - م د ن ق: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ بْنُ الطُّفَيْلِ بْنُ حَسَّانٍ، أَبُو شُبْرُمَةَ الضَّبِّيُّ الْكُوفِيُّ الْفَقِيهُ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَالِمُ أَهْلِ الْكُوفَةِ فِي زَمَانِهِ مَعَ الإِمَامُ أَبِي حَنِيفَةَ.
وَهُوَ عَمُّ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، وَعُمَارَةُ أسن منه وأوثق. روى ابن شبرمة: عَنْ أَنَسٍ، وَأَبِي وَائِلٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، وَأَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةِ، وَأَبِي زُرْعَةَ، وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَالشَّعْبِيِّ، وَخَلْقٍ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَالسُّفْيَانَانِ، وَشَرِيكٌ، وَهُشَيْمٌ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ، وَشُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَغَيْرُهُ.
قَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: كَانَ عَفِيفًا صَارِمًا عَاقِلا يُشْبِهُ النُّسَّاكَ، وَكَانَ شَاعِرًا جَوَّادًا كَرِيمًا، وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ، لَهُ نَحْوٌ مِنْ خَمْسِينَ حَدِيثًا.
قَالَ ابْنُ فُضَيْلٍ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ يَقُولُ: كُنْتُ إِذَا اجْتَمَعْتُ أَنَا وَالْحَارِثُ الْعُكْلِيُّ على مسألة لم نبال من خالفنا.
وقال عبد الوارث: ما رأيت أحدا أسرع جوابا من ابن شبرمة.
وقال معمر: رأيت ابن شبرمة إذا قَالَ لَهُ الرَّجُلُ جُعِلْتُ فِدَاكَ يَغْضَبُ، وَيَقُولُ: قل غفر الله لك.
وقال محمد ابن السَّمَّاكِ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ قَالَ: مَنْ بَالَغَ فِي الْخُصُومَةِ أَثِمَ وَمَنْ قَصَّرَ فِيهَا خَصِمَ، وَلا يَطِيقُ الحق مَنْ بَالَى عَلَى مَنْ دَارَ الأَمْرُ.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ قَالَ: عَجِبْتُ لِلنَّاسِ يَحْتَمُونَ مِنَ الطَّعَامِ مَخَافَةَ الدَّاءِ، وَلا يَحْتَمُونَ مِنَ الذُّنُوبِ مَخَافَةَ النَّارِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: كَانَ عِيسَى بْنُ مُوسَى لا يَقْطَعُ أَمْرًا دُونَ ابْنِ شُبْرُمَةَ، فَبَعَثَ أَبُو جَعْفَرٍ إِلَى عِيسَى بِعَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ لِيَحْبِسَهُ، ثُمَّ كَتَبَ إِلَيْهِ: اقْتُلْهُ فَاسْتَشَارَ ابْنَ شُبْرُمَةَ، فَقَالَ لَهُ: لَمْ يُرِدِ الْمَنْصُورُ غَيْرَكَ. وَكَانَ عِيسَى وَلِيَّ عَهْدٍ بَعْدَ الْمَنْصُورِ، فَقَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: احْبِسْهُ وَاكْتُبْ إِلَيْهِ أَنَّكَ قَتَلْتَهُ، [ص:907] فَفَعَلَ فَجَاءَ إِخْوَتُهُ إِلَى عِيسَى، فَقَالَ لَهُمْ: كَتَبَ إِلَيَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ أَقْتُلَهُ وَقَدْ قَتَلْتُهُ، فَرَجَعُوا إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ، فَقَالَ: كَذَبَ لأُقَيِّدَنَّهُ بِهِ، فَارْتَفَعُوا إِلَى الْقَاضِي، فَلَمَّا حَقَّقُوا عَلَيْهِ طَرَحَهُ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: قَتَلَنِي الله إن لم أقتل الأعرابي فإن عيسى لا يَعْرِفُ هَذَا، فَمَا زَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ مُخْتَفِيًا حَتَّى مَاتَ بِخُرَاسَانَ، سَيَّرَهُ إِلَيْهَا عِيسَى بْنُ مُوسَى.
وَرَوَى ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ ابْنُ شُبْرُمَةَ وَمُغِيرَةُ وَالْحَارِثُ الْعُكْلِيُّ يَسْهَرُونَ فِي الْفِقْهِ فَرُبَّمَا لَمْ يَقُومُوا حَتَّى يُنَادَى بِالْفَجْرِ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ، وَالْمَدَائِنِيُّ: مَاتَ ابْنُ شُبْرُمَةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/906)
249 - عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَصَمِّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَعَبَدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.(3/907)
250 - عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الْقُرَشِيُّ الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَخُو خَالِدِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ.
حَدَّثَ عَنْ: ابْنِ عُمَرَ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ لَا بَأْسَ بِهِ.(3/907)
251 - د ت: عَبْدُ اللَّهُ بْنُ عَلِيٍّ، أَبُو أَيُّوبَ الأَفْرِيقِيُّ، ثُمَّ الْكُوفِيُّ الأَزْرَقُ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَالزُّهْرِيِّ، وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، وَعَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَأَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي، وَغَيْرُهُمْ. [ص:908]
لَيَّنَهُ أَبُو زُرْعَةَ.(3/907)
252 - عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْن عَبْدُ اللَّه بْنُ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْهَاشِمِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَمُّ الْمَنْصُورِ وَالسَّفَّاحِ.
أَحَدُ دُهَاةِ الرِّجَالِ، وَمِنَ الشُّجْعَانِ الأَبْطَالِ، وَهُوَ الَّذِي انْتُدِبَ لملتقى مروان بن محمد، فهزم مروان بن محمد ولج في طلبه وطوى الممالك حَتَّى نَازَلَ دِمَشْقَ وَحَاصَرَهَا وَتَمَلَّكَهَا وَافْتَتَحَهَا بِالسَّيْفِ، وَعَمِلَ كَمَا تَعْمَلُ التَّتَارُ، وَأَسْرَفَ فِي قَتْلِ بَنِي أُمَيَّةَ وَلَمْ يَرْقُبْ فِيهِمْ إِلا وَلا ذمة، ولا رعى فيهم رحما ولا قرابة، ثم جهز أخاه داود إِلَى دِيَارِ مِصْرَ فِي طَلَبِ مَرْوَانَ، فَأَدْرَكَهُ بِبُوصِيرَ فَبَيَّتَهُ وَقَتَلَهُ.
وَلَمَّا مَاتَ السَّفَّاحُ وَهَذَا بِالشَّامِ دَعَا إِلَى نَفْسِهِ، وَزَعَمَ أَنَّ عَلَى مِثْلِ هَذَا بَايَعَ ابْنُ أَخِيهِ، فَبَايَعَهُ أَهْلُ الشَّامِ بِالْخِلافَةِ وَبَايَعَ النَّاسُ الْمَنْصُورَ بِعَهْدٍ مِنْ أَخِيهِ، فَجَهَّزَ الْمَنْصُورُ لِحَرْبِ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ صَاحِبِ الدَّعْوَةً أَبَا مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيَّ، فَسَارَ كُلٌّ مِنْهُمَا يَقْصِدُ الآخَرَ، فَكَانَ الْمَصَافُّ بَيْنَهُمَا بِنَصِيبِينَ، فَعَظُمَ الْقِتَالُ وَاشْتَدَّ الْبَلاءُ، ثُمَّ انْهَزَمَ جَيْشُ عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ الظَّفَرُ لِأَبِي مُسْلِمٍ، فَسَاقَ عَبْدَ اللَّهِ فِي طَائِفَةٍ مِنْ مَوَالِيهِ وقصد البصرة، وبها أخوه، فأخفاه عنده مدة، ثم لم يزل المنصور بِهِ حَتَّى بعثه إِلَيْهِ فَسَجَنَهُ، ثُمَّ عَمِلَ عَلَى قَتْلِهِ سِرًّا، فَقِيلَ: إِنَّهُ حَفَرَ أَسَاسَ الْحَبْسِ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِ الْمَاءَ فَوَقَعَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ سبع وأربعين ومائة.
وقد مَرَّ مِنْ أَخْبَارِهِ فِي الْحَوَادِثِ.(3/908)
253 - د ت ق: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلُ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَبُو مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيُّ الطَّالِبِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
وَأُمُّهُ هِيَ زَيْنَبُ الصُّغْرَى بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.
رَوَى عَنْ: جَابِرٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَالطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَخَالِهِ مُحَمَّدِ ابن الْحَنَفِيَّةِ، وَالرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ.
وَعَنْهُ: زَائِدَةُ، وَفُلَيْحٌ، وَحَمَّادُ بْنُ سلمة، والسفيانان، [ص:909] وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَزُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهُ بْنُ عَمْرٍو، وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، وَآخَرُونَ.
احْتَجَّ بِهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَغَيْرُهُ.
وَضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيِّنُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لا أَحْتَجُّ بِهِ لِسُوءِ حِفْظِهِ.
وَقَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ: سَمِعْتُ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ: كَانَ أَحْمَدُ، وَإِسْحَاقُ، وَالْحُمَيْدِيُّ يَحْتَجُّونَ بِحَدِيثِهِ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: هُوَ مُقَارِبُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ القمي: حدثنا ابْنُ عُقَيْلٍ قَالَ: كُنَّا نَأْتِي جَابِرَ بْنَ عبد الله فنسأله عن سُنَن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَكْتُبُهَا.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ وَخَلِيفَةُ: مَاتَ بَعْدَ الأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/908)
254 - عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُسْتَوْرِدِ، أَبُو ضُمْرَةَ المدني، [الوفاة: 141 - 150 ه]
مولى الأنصار.
رأى أنساً،
وَرَوَى عَنْ: سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن بن لبيبة.
وَعَنْهُ: مجمع بن يعقوب، وأبو أسامة، ومحمد بن عبيد الطنافسي، وغيرهم.
قال ابن معين: صالح.(3/909)
255 - ق: عبد الله بن مسلم بن هرمز المكي. [أَبُو الْعَجْفَاءِ] [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَإِسْرَائِيلُ، وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَآخَرُونَ. [ص:910]
ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ليس بالقوي يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَكَنَّاهُ شَبَّابٌ الْعُصْفُرِيُّ: أَبَا الْعَجْفَاءِ.(3/909)
256 - عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُقَفَّعِ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَحَدُ الْمَشْهُورِينَ بِالْكِتَابَةِ وَالْبَلاغَةِ وَالتَّرَسُّلِ وَالْبَرَاعَةِ، وَكَانَ فَارِسِيًّا مَجُوسِيًّا فَأَسْلَمَ عَلَى يَدِ عِيسَى بْنِ عَلِيٍّ عَمِّ السَّفَّاحِ وَهُوَ كَهْلٌ، ثُمَّ كَتَبَ لَهُ وَاخْتَصَّ بِهِ.
وَمِنْ كَلامِ ابْنِ الْمُقَفَّعِ قَالَ: شَرِبْتُ مِنَ الْخُطَبِ رَيًّا، وَلَمْ أَضْبُطْ لَهَا رَوِيًّا، فَغَاضَتْ ثُمَّ فَاضَتْ، فَلا هِيَ هِيَ نِظَامًا، وَلا هِيَ غَيْرُهَا كَلامًا.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: صَنَّفَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ " الدُّرَّةَ الْيَتِيمَةَ " الَّتِي لَمْ يُصَنَّفْ مِثْلُهَا فِي فَنِّهَا، وَقَدْ سُئِلَ: مَنْ أَدَّبَكَ؟ قَالَ: نَفْسِي، كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ مِنْ غَيْرِي حُسْنًا أَتَيْتُهُ، وَإِذَا رَأَيْتُ قَبِيحًا أَبَيْتُهُ.
وَيُقَالُ: كَانَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ عِلْمُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَقْلِهِ، وَهُوَ الَّذِي وَضَعَ كِتَابَ " كَلِيلَةَ وَدِمْنَةَ " فِيمَا قِيلَ، وَالأَصَحُّ أَنَّهُ هُوَ الَّذِي عَرَّبَهُ مِنَ الْفَارِسِيَّةِ.
قَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ: جَاءَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ إِلَى عِيسَى بْنِ عَلِيٍّ، فَقَالَ: أُرِيدُ أَنْ أُسْلِمَ عَلَى يَدِكَ، فَقَالَ: لِيَكُنْ ذَلِكَ بِمَحْضَرٍ مِنْ وُجُوهِ النَّاسِ غَدًا، ثُمَّ جَلَسَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ وَهُوَ يَأْكُلُ وَيُزَمْزِمُ عَلَى دِينِ الْمَجُوسِيَّةِ، فَقَالَ لَهُ عِيسَى: أَتُزَمْزِمُ وَأَنْتَ تُرِيدُ أَنْ تُسْلِمَ؟ قَالَ: أَكْرَهُ أَنْ أَبِيتَ عَلَى غَيْرِ دِينٍ.
وَكَانَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ يُتَّهَمُ بِالزَّنْدَقَةِ.
وَعَنِ الْمَهْدِيِّ قَالَ: مَا وَجَدْتُ كِتَابَ زَنْدَقَةٍ إِلا وَأَصْلُهُ ابْنُ الْمُقَفَّعِ.
وَقِيلَ: إِنَّ ابْنَ الْمُقَفَّعِ كَانَ يَنَالُ مِنْ مُتَوَلِّي الْبَصْرَةِ سُفْيَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ وَيُسَمِّيهِ ابْنَ الْمُغْتَلِمَةِ، فَحَنَقَ عَلَيْهِ وَقَتَلَهُ بِإِذْنِ الْمَنْصُورِ، [ص:911] وَلِكَوْنِهِ كَتَبَ فِي تَوَثُّقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ مِنَ الْمَنْصُورِ يَقُولُ: وَمَتَى غَدَرَ بِعَمِّهِ فَنِسَاؤُهُ طَوَالِقُ، وَعَبِيدُهُ أَحْرَارٌ، وَدَوَابُّهُ حُبُسٌ، وَالْمُسْلِمُونَ فِي حِلٍّ مِنْ بَيْعَتِهِ، فَلَمَّا وَقَفَ الْمَنْصُورُ عَلَى ذَلِكَ عَظُمَ عَلَيْهِ وَكَتَبَ إِلَى سُفْيَانَ يأمره بقتله.
قال الْمَدَائِنِيُّ: دَخَلَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ عَلَى سُفْيَانَ وَقَالَ: أَتَذْكُرُ مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي أُمِّي؟ قَالَ: أُنْشِدُكَ اللَّهَ أَيُّهَا الأَمِيرُ فِي نَفْسِي، فَأَمَرَ له بتنور فَسُجِّرَ، ثُمَّ قَطَّعَ أَرْبَعَتَهُ، ثُمَّ سَائِرَ أَعْضَائِهِ وَأَلْقَاهَا فِي التَّنُّورِ وَهُوَ يَنْظُرُ، وَقَالَ: لَيْسَ عَلَيَّ فِي الْمُثْلَةِ بِكَ حَرَجٌ لِأَنَّكَ زِنْدِيقٌ قَدْ أَفْسَدْتَ النَّاسَ، فَسَأَلَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيٍّ وَعِيسَى عَنْهُ فَقِيلَ: إِنَّهُ دَخَلَ دَارَ سُفْيَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ سَلِيمًا وَلَمْ يَخْرُجْ، فَخَاصَمَاهُ إِلَى الْمَنْصُورِ وَأَحْضَرَاهُ مُقَيَّدًا فَشَهِدَ شُهُودٌ بِالْحَالِ، فَقَالَ الْمَنْصُورُ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ قَتَلْتُ سُفْيَانَ، فَخَرَجَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ مِنْ هَذَا الْمَجْلِسِ أَأَقْتُلُكُمْ بِسُفْيَانَ؟ فَنَكَلُوا عَنِ الشَّهَادَةِ كُلُّهُمْ وَعَلِمُوا أَنَّهُ قَتَلَهُ بِرِضَا الْمَنْصُورِ.
وَيُقَالُ: إِنَّ ابْنَ الْمُقَفَّعِ عَاشَ سِتًّا وَثَلاثِينَ سَنَةً.
وَحَكَى الْبَلاذْرِيُّ أَنَّ سُفْيَانَ أَلْقَاهُ فِي بِئْرٍ.
وَقِيلَ: أَدْخَلَهُ حَمَّامًا وَأَغْلَقَهُ عَلَيْهِ.
وَقِيلَ: إِنَّ قَتْلَهُ كَانَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَقِيلَ: فِي نَحْوِ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ.
وَكَانَ اسْمُ أَبِيهِ دَاذَوَيْهِ، وَكَانَ كَاتِبًا، وَلِيَ لِلْحَجَّاجِ خَرَاجَ فَارِسٍ فَخَانَ، وَأَخَذَ مِنَ الأَمْوَالِ فَعَذَّبَهُ الْحَجَّاجُ فَتَقَفَّعَتْ يَدُهُ فَلُقِّبَ الْمُقَفَّعَ.
وَقِيلَ: بَلِ الَّذِي عَذَّبَهُ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الثقفي الأمير.
والمقفع: بفتح الفاء على الصَّحِيحُ.
وَقَالَ ابْنُ مَكِّيٍّ فِي كِتَابِ " تَثْقِيفِ اللِّسَانِ ": يَقُولُونَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ، وَالصَّوَابُ بِكَسْرِ الْفَاءِ لِأَنَّهُ كَانَ يَعْمَلُ الْقِفَاعَ وَيَبِيعُهَا وَهِيَ قِفَافُ الْخُوصِ.(3/910)
257 - ق: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْسَرَةَ، أَبُو عَبْدِ الْجَلِيلِ، وَيُقَالُ: أَبُو إِسْحَاقَ، وَيُقَالُ: أَبُو لَيْلَى، [الوفاة: 141 - 150 ه]
قَالَه أَبُو أحمد الحاكم. [ص:912]
رَوَى عَنْ: مُجَاهِدٍ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حُرَّةَ.
وَعَنْهُ: هُشَيْمٌ، وَحُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ الْوَاسِطِيُّ، وَوَكِيعٌ.
ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.(3/911)
258 - عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ فَنْطَسٍ الْهُذَلِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
مَدَنِيٌّ مقل.
لَهُ عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَالسَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ.
وَعَنْهُ: ابن أبي ذئب، والثوري، وحاتم بن إسماعيل، وعلي بن ثابت.
قال ابن معين: صالح.(3/912)
259 - عبد الله بن يزيد بن آدم الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِي أُمَامة، وواثلة بْن الأسقع، وأنس بن مالك، وَحَدَّثَ بِالْجَزِيرَةِ.
رَوَى عَنْهُ: فَيَّاضُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقِّيُّ، وَكَثِيرُ بْنُ مَرْوَانَ، وَطَلْحَةُ بْنُ يَزِيدَ الرَّقِّيُّ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَحَادِيثُهُ مَوْضُوعَةٌ.
قَدِمَ بَغْدَادَ أَيَّامَ الْمَنْصُورِ.(3/912)
260 - عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُونُسَ الثَّقَفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، وَسَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ، وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيَّانِ.(3/912)
261 - ن: عَبْدُ الْجَلِيلِ بْنُ حُمَيْدٍ، أَبُو مَالِكٍ الْيَحْصُبِيُّ، الْمِصْرِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: الزُّهْرِيِّ، وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ.
وَعَنْهُ: ابْنُ عَجْلانَ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَنَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، وَابْنُ وَهْبٍ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسَ. [ص:913]
قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/912)
262 - د ن: عَبْدُ الْجَلِيلِ بْنُ عَطِيَّةَ، أَبُو صَالِحٍ الْقَيْسِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَابْنِ بُرَيْدَةَ، وَجَعْفَرِ بْنِ مَيْمُونَ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَجَمَاعَةٌ. وَسَيَأْتِي فِي الطَّبَقَةِ الآتِيَةِ.(3/913)
263 - عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ وَاصِلٍ، أَبُو وَاصِلٍ الْبَاهِلِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَرْسَلَ عَنِ ابْنِ مسعود، وله عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَغَيْرِهِ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيُّ مَعَ تَقَدُّمِهِ، وَشُعْبَةُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ، وَعَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ. قَالَهُ أَبُو حَاتِمٍ.(3/913)
264 - م 4: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحارث القرشي الْعَامِرِيُّ الْمَدَنِيُّ، نَزِيلُ الْبَصْرَةِ، يُقَالُ لَهُ: عَبَّادٌ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
وَقِيلَ: بَلْ هُمَا أَخَوَانِ.
رَوَى عَنْ: الْحَسَنِ، وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وعبد الله بن يزيد مولى المنبعث، وأبي عبيدة بن محمد بن عمار.
وَعَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، وابن علية، وعبد الله بن رجاء المكي لا الْغُدَانِيُّ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وقال أبو داود: هو عباد.
وقال ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ آخَرُ: كَانَ كَثِيرَ الْعِلْمِ وَالرِّوَايَةِ شَاعِرًا فَصِيحًا مُفَوَّهًا.
وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ قَدَرِيًّا فَنَفَاهُ أَهْلُ المدينة.(3/913)
265 - 4: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيُّ، َأَبُو الْحَارِثِ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
وَهُوَ وَالِدُ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفَقِيهُ.
عَنْ: طَاوُسٍ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَزَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَالزُّهْرِيِّ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، وابن وهب، وجماعة.
قَالَ أَبُو حاتم: شيْخ.(3/914)
266 - م 4: عَبْد الرَّحْمَن بْنُ حَرْمَلَةَ بْنُ عَمْرٍو، أَبُو حَرْمَلَةَ الأَسْلَمِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَحَنْظَلَةَ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ.
وَعَنْهُ: مَالِكٌ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، وَخَلْقٌ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يحتج به.
وضعفه يَحْيَى الْقَطَّانُ، وَلَيَّنَهُ الْبُخَارِيُّ.
مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/914)
267 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَالِمِ بْنِ أَبِي سَالِمٍ الْجَيْشَانِيُّ، أَبُو سَلَمَةَ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
وَلِيَ قَضَاءَ مِصْرَ وَالْقِصَصَ، ثُمَّ عُزِلَ، وَوَلِيَ دِيوَانَ الْجُنْدِ.
وَجَدُّهُ مِنْ فُضُلاءِ الْمِصْرِيِّينَ اسْمُهُ سُفْيَانُ بْنُ هَانِئٍ الْمُعَافِرِيُّ حَلِيفُ بَنِي جَيْشَانَ.
مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/914)
• - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ نِسْطَاسٍ الثَّعْلَبِيُّ الْعَامِرِيُّ، أَبُو يَعْفُورٍ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
يَأْتِي فِي الْكُنَى.(3/914)
268 - د ت: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَطاء الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
صَاحِبُ الشَّارِعَةِ أَرْضٌ بِالْمَدِينَةِ.
رَوَى عَنْ: سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. وَهُوَ مُقِلٌّ، مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/915)
269 - د: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَيْسٍ الْعَتَكِيُّ، أَبُو رَوْحٍ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
بَصْرِيٌّ.
عَنْ: يُوسُفَ بْنِ مَاهِكٍ، وَيَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ.
وَعَنْهُ: صَالِحٌ أَبُو عَامِرٍ الْخَزَّازُ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ.(3/915)
270 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ، أَبُو أُمَيَّةَ السِّنْدِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
مَوْلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الملك وكاتب عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
رَوَى عَنْ: عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. وَسَكَنَ فِلَسْطِينَ بِنَابُلْسَ.
رَوَى عَنْهُ: خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، وَسَوَّارُ بْنُ عُمَارَةَ الرَّمْلِيَّانُ، وَعِرَاكُ بْنُ خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.(3/915)
271 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ الدِّمَشْقِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَنَافِعٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ.
لا أَعْلَمُ بِهِ بَأْسًا.(3/915)
272 - د ت ق: عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مَيْمُونٍ، مِنْ مَوَالِي أهل المدينة، سكن مصر، ويقال: اسمه يحيى. [الوفاة: 141 - 150 ه]
[ص:916]
رَوَى عَنْ: سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ الْجُهَنِيِّ، وَعَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، وَنَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ زَاهِدًا عَابِدًا مُجَابَ الدَّعْوَةِ، تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/915)
273 - ق: عَبْدُ السَّلامِ بْنُ أَبِي الْجَنُوبِ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَابْنِ شِهَابٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ إِسْحَاقَ، وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، وَأَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ضَعِيفٌ.(3/916)
274 - ن: عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، الْعَدَوِيُّ الْعُمَرِيُّ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
وَالِدُ الزَّاهِدِ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيِّ.
رَوَى عَنْ: عَمِّهِ سَالِمٍ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ.
وَكَانَ أَحَدَ مَنْ قَامَ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، فَلَمَّا قُتِلَ مُحَمَّدٌ أَتَوْا بِهَذَا مُقَيَّدًا إِلَى الْمَنْصُورِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ صِلْ رَحِمِي وَاعْفُ عَنِّي وَاحْفَظْ فِيَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَعَفَا عَنْهُ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: كَانَ نَبِيهًا وَجِيهًا مِنْ أَحْسَنِ الرِّجَالِ وَأَبْرَعَهُمْ جَمَالا.(3/916)
275 - ع: عَبْدُ الْعَزِيزِ بْن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز بْن مروان الأموي، أَبُو مُحَمَّدٍ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
حَدَّثَ بِالْكُوفَةِ عَنْ: أَبِيهِ، وَمُجَاهِدٍ، وَمَكْحُولٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، وَوَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَخَلْقٌ. [ص:917]
وَكَانَ مِنْ ثِقَاتِ الْعُلَمَاءِ، وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ عَلَى الصَّحِيحِ.(3/916)
276 - بخ: عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ قُرَيْرٍ الْعَبْدِيُّ الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَخُو عَبْدِ الْمَلِكِ.
لَهُ عَنْ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وعطاء.
وَعَنْهُ: الثوري، ورواد بن الجراح، وضمرة بن ربيعة، وآخرون.
وثقه النسائي.
وكان بعسقلان.
ووثقه أيضا ابن معين.
وقال أبو حاتم: كانوا يظنون قديما أَنَّ رِوَايَةَ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ الملك بن قرير وَهْمٌ، وَإِنَّمَا سَمِعَ مِنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ قَرِيرٍ الْبَصْرِيِّ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: رَوَى مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ قَرِيرٍ، وَإِنَّمَا هو ابن قريب، قال الأصمعي: سمع مني مالك.
ولما سمع هذا يَحْيَى بْنَ بُكَيْرٍ قَالَ: غَلَطَ ابْنُ مَعِينٍ.(3/917)
277 - 4: عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ وَهْبٍ، وَهُوَ عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي يزيدٍ الْعُقَيْلِيُّ الْعَامِلِيُّ، أَبُو عَمْرٍو. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: الْعَدَّاءِ بْنِ خَالِدٍ الصَّحَابِيِّ.
وَعَنْهُ: عَبَّادُ بْنُ لَيْثٍ الرَّاسِبِيُّ، وَوَكِيعٌ، وَعُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ فَارِسٍ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(3/917)
278 - د ت ن: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَشِيرٍ البصري. [الوفاة: 141 - 150 ه]
[ص:918]
نَزَلَ الْمَدَائِنَ.
رَوَى عَنْ: عِكْرِمَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسَاوِرٍ، وَحْفَصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ.
وَعَنْهُ: الثوري، وزهير بن معاوية، وعبد الرحمن المحاربي، وجماعة.
وثقوه.(3/917)
279 - م د ت ن: عبد الملك بن سعيد بن حَيَّان بْنُ أَبْجَرَ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِي الطُّفَيْلِ بْنِ وَاثِلَةَ، وَالشَّعْبِيِّ، وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ: السُّفْيَانَانِ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ الأَشْجَعِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
وَكَانَ ثِقَةً صَالِحًا خِيَارًا لَهُ نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعِينَ حَدِيثًا، بَلَغَنَا أَنَّ رَجُلا قَالَ لَهُ: أَشْتَهِي أَنْ أَمْرَضَ، فَقَالَ: كُلْ سَمَكًا مالحاً، وَاشْرَبْ نَبِيذًا مَرِيًّا، وَاقْعُدْ فِي الشَّمْسِ وَاسْتَمْرِضِ اللَّهَ تَعَالَى. إِسْنَادُهَا صَحِيحٌ.
وَهُوَ وَالِدُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
قَالَ زهير بن معاوية: قَالَ لي ابن أبجر: إِذَا أكلت الجزر نيئا أكلك ولم تأكله، وَإِذَا أكلته مطبوخا لم تأكله ولم يأكلك، وَإِذَا أكلته مشويا أكلته ولم يأكلك.(3/918)
280 - م 4: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، واسم أبيه ميسرة العرزومي الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَحَدُ الْحُفَّاظِ.
رَوَى عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: كَانَ شُعْبَةُ يُعْجَبُ مِنْ حِفْظِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ.
وقال أحمد، والنسائي: ثقة.
واستشهد به البخاري. [ص:919]
وقد أنكر عليه شُعْبَةُ حَدِيثَهُ فِي الشُّفْعَةِ، وَهُوَ حَدِيثٌ صَالِحُ الإِسْنَادِ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ أَحْمَدُ: ثِقَةٌ إِلا أَنَّهُ رَفَعَ أَحَادِيثَ عَنْ عَطَاءٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: حَدِيثُهُ فِي الشُّفْعَةِ أَنْكَرَهُ عَلَيْهِ النَّاسُ ولكنه ثِقَةٌ لا يُرَدُّ عَلَى مِثْلِهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ.
وقال أمية بن خالد: قلت لشعبة: ما لك لا تُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ؟ قَالَ: تركت حديثه. قلت: يحدث عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَرْزَمِيِّ وَتَدَعُهُ وَقَدْ كَانَ حَسَنَ الْحَدِيثِ؟ قَالَ: مِنْ حُسْنِهَا فَرَرْتُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ أَيْضًا: كَانَ ثِقَةً.(3/918)
281 - ع: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جُرَيْجٍ، أَبُو الْوَلِيدِ وَأَبُو خَالِدٍ الرُّومِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
مَوْلَى بَنِي أمية، وعالم أَهْلِ مَكَّةَ.
وَكَانَ أَحَدَ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ التَّصَانِيفَ فِي الْحَدِيثِ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَمُجَاهِدٍ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَطَاوُسٍ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَنَافِعٍ، وَالزُّهْرِيِّ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، وَالْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، وَابْنِ طَاوُسٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسَافِعٍ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَالْقَاسِمِ بن أبي بزة، وَنَافِعٍ، وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَعَبَدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَخَلْقٍ مِنَ التَّابِعِينَ وَأَتْبَاعِهِمْ.
وكان مولده بعد سنة سبعين.
وَعَنْهُ: السُّفْيَانَانِ، وَابْنُ عُلَيَّةَ، وَوَكِيعٌ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَخَلْقٌ. [ص:920]
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ ابن جُرَيْجٌ أَحَدَ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ.
قَالَ أَبُو غَسَّانَ زنيج: سَمِعْتُ جَرِيرًا يَقُولُ: كَانَ ابْنُ جُرَيْجٍ يَرَى الْمُتْعَةَ، تَزَوَّجَ بِسِتِّينَ امْرَأَةً.
وَقَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هَمَّامٍ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: كُنْتُ أَتَتَبَّعُ الأَشْعَارَ الْعَرَبِيَّةَ وَالأَنْسَابَ، فَقِيلَ لِي: لَوْ لَزِمْتَ عَطَاءً، قَالَ: فَلَزِمْتُهُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ عَامًا.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: لَمْ يَكُنِ ابْنُ جُرَيْجٍ عِنْدِي بِدُونِ مَالِكٍ فِي نَافِعٍ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَمْ يَكُنْ فِي الأَرْضِ أَعْلَمَ بِعَطَاءٍ مِنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَبَلَغَنَا أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ مَا سَمِعَ مِنَ الزُّهْرِيِّ شَيْئًا إِنَّمَا أَخَذَ عَنْهُ مُنَاوَلَةً وَإِجَازَةً.
قُلْتُ: وَسَمِعَ مِنْ مُجَاهِدٍ حَرْفَيْنِ مِنَ الْقِرَاءَاتِ، وَسَمِعَ مِنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ لا مِنْ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَلَى أَنَّ أَبَا عِيسَى التِّرْمِذِيَّ رَوَى حَدِيثًا مِنْ طَرِيقِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عِكْرِمَةَ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَحْسَنَ صَلاةً مِنِ ابْنِ جُرَيْجٍ.
وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ العيشي: حدثنا بَكْرُ بْنُ كُلْثُومٍ السُّلَمِيُّ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا ابْنُ جُرَيْجٍ الْبَصْرَةَ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ فَحَدَّثَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ بِحَدِيثٍ فَأَنْكَرَهُ عَلَيْهِ النَّاسُ، فَقَالَ: مَا تُنْكِرُونَ عَلَيَّ فِيهِ قَدْ لَزِمْتُ عَطَاءً عِشْرِينَ سَنَةً فَرُبَّمَا حَدَّثَنِي عَنْهُ الرَّجُلُ بِالشَّيْءِ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ.
قَالَ الْعَيْشِيُّ: سُمِّيَ ابْنُ جُرَيْجٍ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرٍ " غَنْدَرًا " فَإِنَّهُ بَقِيَ يُكْثِرُ الشَّغَبَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: اسْكُتْ يَا غُنْدَرُ، وَأَهْلُ الْحِجَازِ يُسَمُّونَ المشغب غندراً. [ص:921]
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَمْ يَلْقَ ابْنُ جُرَيْجٍ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: لَمْ يَسْمَعْ مِنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، وَلا سَمِعَ مِنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ: زَكَاةَ مَالِ الْيَتِيمِ.
قُلْتُ: مَعَ اتِّفَاقِهِمْ عَلَى ثِقَةِ ابْنِ جُرَيْجٍ كَانَ رُبَّمَا دَلَّسَ. وَكَانَ صَاحِبَ تَعَبُّدٍ وَخَيْرٍ، وَمَا زَالَ يَطْلُبُ الْعِلْمَ حَتَّى شَاخَ. وَقِيلَ: إِنَّهُ جَاوَزَ الْمِائَةَ، وَلَمْ يَصِحَّ ذَلِكَ بَلْ وَلا جَاوَزَ الثَّمَانِينَ.
قَالَ خَالِدُ بْنُ نَزَارٍ الأَيْلِيُّ: خَرَجْتُ بِكُتُبِ ابْنِ جُرَيْجٍ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ، فَوَجَدْتُهُ قَدْ مَاتَ.
قُلْتُ: فِيهَا أَرَّخَ مَوْتَهُ الْوَاقِدِيُّ، وَزَادَ فَقَالَ: فِي عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ مِنْهَا. وَكَذَا أَرَّخَهُ فِيهَا جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ: أَبُو نُعَيْمٍ، وَسَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، وَابْنُ سَعْدٍ وَخَلِيفَةُ. وَأَمَّا ابْنُ الْمَدِينِيِّ، فَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ، وَهَذَا وَهْمٌ.(3/919)
282 - د ت ن: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ نَوْفَلُ بْنُ مُسَاحِقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَخْرَمَةَ، أَبُو نَوْفَلٍ الْقُرَشِيُّ الْعَامِرِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَأَبِي عِصَامٍ الْمُزَنِيِّ.
وَعَنْهُ: أَبُو مِخْنَفٍ لُوطُ بْنُ يَحْيَى، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَأَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَزْدِيُّ صَاحِبُ " الْفُتُوحِ "، وَغَيْرُهُمْ.
ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ.(3/921)
283 - خ م ن: عَبْد الْوَاحِدِ بْن أَيْمَنَ الْمَكِّيّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَأَبِي بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ.
وَعَنْهُ: حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَوَكِيعٌ، وَخَلادُ بْنُ يَحْيَى، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. [ص:922]
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.(3/921)
284 - م ت ن: عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ الْقُرَشِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: عَمِّهِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَغَيْرِهِ.
وَعَنْهُ: مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَهُوَ أكبر منه، وعبد العزيز الدراوردي، وَغَيْرُهُمَا.
صَدُوقٌ مُقِلٌّ.(3/922)
285 - ق: عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَبِي عَوْنٍ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: ذَكْوَانَ مَوْلَى عَائِشَةَ، وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَسَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ.
وَعَنْهُ: عبد العزيز ابن الْمَاجُشُونَ، وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، وَغَيْرُهُمَا.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.
مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
لَهُ أَحَادِيثُ قَلِيلَةٌ.(3/922)
286 - عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الأَخْنَسِ، أَبُو مَالِكٍ النَّخَعِيُّ الْكُوفِيُّ الْخَزَّازُ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: ابْنِ بُرَيْدَةَ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَنَافِعٍ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى الْقَطَّانُ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ.(3/922)
287 - ع: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، الإِمَامُ الثَّبْتُ، أَبُو عُثْمَانَ الْعَدَوِيُّ الْعُمَرِيُّ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَحَدُ عُلَمَاءِ الْمَدِينَةِ، وَهُوَ أَخُو عَبْدِ اللَّهِ، وَعَاصِمٍ، وَأَبِي بكر. [ص:923]
رَوَى عَنْ: أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ الصَّحَابِيَّةِ، وَعَنِ الْقَاسِمِ، وَسَالِمٍ، وَعَطَاءٍ، وَالْمَقْبُرِيِّ، وَنَافِعٍ، وَالزُّهْرِيِّ، وَوَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَالْحَمَّادَانِ، وَالسُّفْيَانَانِ، وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
وَكَانَ سَيِّدًا شَرِيفًا، صَالِحًا، متعبداً، ثِقَةً، حُجَّةً بِالإِجْمَاعِ، وَاسِعَ الْعِلْمِ. اعْتَزَلَ فِتْنَةَ ابن حَسَنٍ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ ثَبْتٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ: الذَّهَبُ الْمُشَبَّكُ بِالدُّرِّ.
قَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/922)
288 - د ت ق: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الْمَكِّيّ، الْقَدَّاحُ، أَبُو الْحُصَيْنِ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَشَهْرٍ، وَالْقَاسِمِ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبَرْسَانِيُّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وقال أبو حاتم: صالح.
ولينه بعضهم.
وقال ابن عدي: لم أر له شَيْئًا مُنْكَرًا.
قَالَ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ الْفَلاسُ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ.(3/923)
289 - عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَيْزَارِ الْمَازِنِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
بَصْرِيٌّ صَدُوقٌ،
لَهُ عَنْ: سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَمُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ، والقاسم بن محمد.
وَعَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ويحيى القطان. [ص:924]
وثقه غير واحد.(3/923)
290 - ت ق: عُبيد الله بن الوليد الوَصَّافيُّ، أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَحَدُ الْمَتْرُوكِينَ.
رَوَى عَنْ: طَاوُسٍ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَعَطِيَّةَ.
وَعَنْهُ: عِيسَى بْنُ يُونُسَ، وَالْمُحَارِبِيُّ، وَوَكِيعٌ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ.(3/924)
291 - عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْهَاشِمِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَخُو عُمَرَ، وَعَبْد الله، وجعفر، وَأُمُّ كُلْثُومٍ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَخَالَيْهِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَزَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ.
وَعَنْهُ: خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَأَبُو يُوسُفَ، وَآخَرُونَ.
وَلَهُ عِدَّةُ أَوْلادٍ، وَمَا عَلِمْتُ فِيهِ جُرْحَةً، وَلا رِوَايَةً لَهُ فِي الْكُتُبِ السِّتَّةِ.(3/924)
292 - ت: عُبَيْدُ بْنُ أَبِي أمية الطنافسي الْكُوفِيُّ اللَّحَّامُ أَبُو الْفَضْلِ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
وَالِدُ الْمُحَدِّثِينَ عُمَرَ، وَمُحَمَّدٍ، وَيَعْلَى، وَإِبْرَاهِيمَ، وَإِدْرِيسَ.
يَرْوِي عَنْ: الشَّعْبِيِّ، وَأَبِي بُرْدَةَ، وَأَبِي بَكْرٍ ابْنَيْ أَبِي مُوسَى، وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: ابْنَاهُ عُمَرُ، وَيَعْلَى، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مِغْرَاءَ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.(3/924)
293 - د ت ق: عُبيدة بن مُعَتِّب الضَّبِّيُّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِي وَائِلٍ، وَإِبْرَاهِيمَ، وَالشَّعْبِيِّ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، وَوَكِيعٌ، وَسَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ.
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَالنَّسَائِيُّ. وَلَمْ يُتْرَكْ.(3/925)
294 - 4: عُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ الْهَمْدَانِيُّ، أَبُو الْعَبَّاسِ الأُرْدُنِيُّ الطَّبَرَانِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
سَمِعَ: مَكْحُولا، وَعُبَادَةُ بْنُ نَسِيٍّ، وَقَتَادَةُ.
سَمِعَ: مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى فَلَعَلَّهُمَا اثْنَانِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَبَقِيَّةُ، وَابْنُ شَابُورٍ، وَأَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ مَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ: هُوَ ثِقَةٌ مِنْ أَهْلِ الأُرْدُنِ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ وَآخَرُ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
وَرَوَى ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
وَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ، وَالنَّسَائِيُّ.
وَقَالَ دُحَيْمٌ: لا أَعْلَمُهُ إِلا مُسْتَقِيمَ الْحَدِيثِ.
وَعَنْ أَحْمَدَ أَنَّهُ لَيَّنَهُ.(3/925)
295 - عُثْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبِ بْنِ الْحَارِثِ الْقُرَشِيُّ الْجُمَحِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
[ص:926]
مَدَنِيٌّ نَزَلَ الْكُوفَةَ.
رَأَى ابْنَ عُمَرَ يحفي شاربه وَأَجْلَسَهُ ابْنُ عُمَرَ فِي حِجْرِهِ.
رَوَى عَنْ جَدِّهِ، وَعَنْ أُمِّهِ عَائِشَةَ بِنْتِ قُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ.
وَعَنْهُ: يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، قَدْ رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَحَادِيثُ مُنْكَرَةٌ.(3/925)
296 - ع: عُثْمَانُ بن الأسود الجُمَحيُّ، مَوْلاهُمُ الْمَكِّيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: مُجَاهِدٍ، وَطَاوُسٍ، وَعَطَاءٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَالْخُرَيْبِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَخَلْقٌ.
وَثَّقَهُ الْقَطَّانُ.
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوَ عِشْرِينَ حَدِيثًا.
قَالَ خَلِيفَةُ: مات سنة وَأَرْبَعِينَ.
وَقِيلَ: سنة خمسين ومائة.(3/926)
297 - د ق: عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُوسَى بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ التَّيْمِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، وَخَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، وسالم مولى ابن مطيع، والقاسم بن مُحَمَّد.
وَعَنْهُ: ابنه عُمَر، وَعَبْد الواحد بن زياد، وَمُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ الْمَكْحُولِيِّ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ.
وَوَلِيَ قَضَاءَ الْمَدِينَةِ فِي خِلافَةِ مَرْوَانَ، ثُمَّ وَلاهُ الْمَنْصُورُ قَضَاءَهُ فَكَانَ مَعَهُ حَتَّى مَاتَ بِالْحِيرَةِ قَبْلَ أَنْ تُبْنَى بَغْدَادُ، وَكَانَ صَدُوقًا.(3/926)
298 - د ت ق: عُثْمَانُ بْنُ عُمَيْرٍ، أَبُو الْيَقْظَانِ الْكُوفِيُّ الأَعْمَى. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَأَبِي وَائِلٍ، وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَأَبِي عُمَرَ زَاذَانَ، [ص:927] وَعَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ.
وَعَنْهُ: الأَعْمَشُ، وَسُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ، وَحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، وَشَرِيكٌ، وَغَيْرُهُمْ.
وَهُوَ ضَعِيفٌ بِاتِّفَاقٍ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: رَدِيءُ الْمَذْهَبِ، غَالٍ فِي التَّشَيُّعِ، يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَيُقَالُ: إِنَّهُ بَقِيَ إِلَى بَعْدِ الأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَأَنَا أستعبد ذَلِكَ؛ لِأَنَّهُ لَوْ تَأَخَّرَ لَحَمَلَ عَنْهُ مِثْلُ وَكِيعٍ، وَأَبِي مُعَاوِيَةَ.(3/926)
299 - عَدِيُّ بْنُ حَنْظَلَةَ، أَبُو طَلْقٍ الزُّهْرِيُّ الأَعْمَى. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: جَدَّتِهِ، وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ.
وَعَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَالْخُرَيْبِيُّ، وَآخَرُونَ.(3/927)
300 - عَرِيفُ بْنُ دِرْهَمٍ، أَبُو هُرَيْرَةَ الْكُوفِيُّ النَّبَّالُ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَجَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ.
وَعَنْهُ: مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَوَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: لَيْسَ بِالْمَتِينِ عِنْدَهُمْ.(3/927)
301 - عُزْرَةُ بْنُ قَيْسٍ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
شَيْخٌ بَصْرِيٌّ.
رَوَى عَنْ أُمِّ الْفَيْضِ أَنَّهَا سَأَلْتِ ابْنَ مَسْعُودٍ.
رَوَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. [ص:928]
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لا شَيْءَ.(3/927)
302 - د ت: عَسَلُ بْنُ سُفْيَانَ، أَبُو قُرَّةَ الْيَرْبُوعِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: عَطَاءٍ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ.
وَعَنْهُ: الْحَمَّادَانِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ.
قَالَ النِّسَائِيُّ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.(3/928)
303 - عِصَامُ بْنُ بَشِيرٍ الْكَعْبِيُّ الْحَارِثِيُّ، أَبُو الْغَلْبَاءِ الْجَزَرِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَنَسٍ، وَعَنْ وَالِدِهِ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ مَرْوَانَ الرَّهَاوِيُّ، وَعُمَيْرَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ الرَّهَاوِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَعْيَنَ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: بَلَغَ عَشْرًا وَمِائَةَ سنة.
وذكره ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ.
وَقِيلَ: بَلَغَ مِائَةً وَسِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً.
لَهُ حَدِيثٌ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ.(3/928)
304 - د ن ق: عَطِيَّةُ بْنُ الْحَارِثِ، أَبُو رَوْقٍ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، وَالشَّعْبِيِّ، وَالضَّحَّاكِ.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَشَرِيكٌ، وَسَيْفٌ التَّمِيمِيُّ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَطَائِفَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ، وَالنَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسَ.(3/928)
305 - عُقْبَةُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ.
وَعَنْهُ: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَأَبُو نُعَيْمٍ. [ص:929]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.(3/928)
306 - ع: عُقَيْلُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عُقَيْلٍ الأَيْلِيُّ، أَبُو خَالِدٍ [الوفاة: 141 - 150 ه]
مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ.
عَنْ: أَبِيهِ، وَعَمِّهِ زياد، وعراك بن مالك، وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. سَأَلَهُمْ مَسَائِلَ.
وَرَوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ فَأَجَادَ، وَعَنْ: عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ، وَابْنُ أَخِيهِ سَلامَةُ بْنُ رَوْحٍ، وَاللَّيْثُ، وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، ومفضل بن فضالة المصريون.
وكان إِمَامًا حَافِظًا ثَبْتًا ثِقَةً لازَمَ الزُّهْرِيَّ حَضَرًا وَسَفَرًا زَمِيلا لَهُ فِي الْمَحْمَلِ.
قَالَ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الأَيْلِيُّ: مَا أَحَدٌ أَعْلَمُ بِحَدِيثِ الزُّهْرِيِّ مِنْ عُقَيْلٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: عقيل أقل خطأً من يونس.
وقال ابْنُ مَعِينٍ: عُقَيْلٌ ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: قَالَ لِي الْمَاجِشُونُ: عُقَيْلٌ كَانَ جِلْوَاذًا.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ذُكِرَ عِنْدَ يَحْيَى الْقَطَّانِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ وَعُقَيْلٌ، فَجَعَلَ كَأَنَّهُ يَضَعُهُمَا. قال أحمد: أيش ينفع هذا، هَؤُلاءِ ثِقَاتٌ لَمْ يُخْبِرُهُمَا يَحْيَى.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: عُقَيْلٌ لَمْ يَكُنْ بِالْحَافِظِ، كَانَ صاحب كتاب محله الصدق.
يقال: مات بمصر سنة أربع وأربعين ومائة فجاءة.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَزِيزٍ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وأربعين ومائة.(3/929)
307 - د: عَقِيلٌ - بِالْفَتْحِ - بْنُ مَعْقِلِ بْنِ مُنَبِّهٍ الْيَمَانِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: عَمَّيْهِ وَهْبٍ وَهَمَّامٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ، وَابْنُ أَخِيهِ يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، وَهِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ.
وَكَانَ قَدْ قَرَأَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَأَحْمَدُ، وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ.(3/930)
308 - الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، أَبُو عَوْنٍ الْيَامِيُّ الْكُوفِيُّ الزَّاهِدُ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: مُرَّةَ الطَّيِّبِ، وَمُجَاهِدٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ.
وَعَنْهُ: سُفْيَانُ، وَشَرِيكٌ، وَوَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو حَاتِمٍ. وَهُوَ قَلِيلُ الرِّوَايَةِ.
وَكَانَ مِنَ الْخَائِفِينَ. قِيلَ لَهُ مَرَّةً: مَا هُوَ إِلا عَفْوُ اللَّهِ أَوِ النَّارِ، فَصَاحَ وَسَقَطَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ.
يُقَالُ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/930)
309 - الْعَلاءُ بْنُ كَثِيرٍ الْقُرَشِيُّ، مَوْلاهُمُ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ الْمِصْرِيُّ الزَّاهِدُ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ: اللَّيْثُ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، وَضَمَّامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَرِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ.
عَمِلَ اللَّيْثُ لِلْمَنْصُورِ فَهَجَرَهُ حَتَّى تاب.
وروى سليمان بن داود المهري عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُطَّلِبٍ وَغَيْرِهِ أَنَّ الْعَلاءَ بن كثير كان لا يتلقى أَحَدًا إِذَا قَدِمَ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ غَيْرَ اللَّيْثِ، فَبَلَغَ الْعَلاءَ أَنَّهُ وَلِيَ، وَإِنَّمَا وَلِيَ مَصْلَحَةً لِلْمُسْلِمِينَ، فَلَمَّا قَدِمَ لَمْ يَتَلَقَّهُ وَمَنَعَ أَصْحَابَهُ. قَالَ [ص:931] فَدَخَلَ اللَّيْثُ الْمَسْجِدَ فَلَمْ يَقُمْ لَهُ أَحَدٌ، فَجَلَسَ إِلَى الْعَلاءِ، فَقَالَ: يَا لَيْثُ وُلِّيتَ! فَقَالَ: خِفْتُ عَلَى دَمِي، فَقَالَ: لَسَحَرَةُ فِرْعَوْنَ كَانُوا أَقْرَبَ عَهْدًا بِالْكُفْرِ مِنْكَ، وَلَهُمْ كَانُوا أَعْلَمَ بِاللَّهِ مِنْكَ حِينَ قَالُوا: اقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ، قَالَ: فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ، فَقَالَ الْعَلاءُ لِإِخْوَانِهِ: خُذُوا بِيَدِ أَخِيكُمْ.
قُلْتُ: وَقَدْ وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ، وَلا شَيْءَ لَهُ فِي الْكُتُبِ. وَأَصْلُهُ فَارِسِيٌّ، وَهُوَ مِنْ مَوَالِي بَنِي سَهْمٍ.
قَالَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: قَالَ الْعَلاءُ بْنُ كَثِيرٍ: لو أن الدُّنْيَا وضعتني درجة لأحببت أن أبادرها إلى درجة أخرى.
وقال علي بن مطلب: كَانَ العلاء بن كثير حَسَنُ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ، فَإِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ اسْتَيْقَظَ لَهُ الْجِيرَانُ لِحُسْنِ صَوْتِهِ، فَخَافَ الْفِتْنَةَ، فَدَعَا اللَّهَ، فَذَهَبَ صَوْتُهُ.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: تُوُفِّيَ الْعَلاءُ بْنُ كَثِيرٍ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/930)
310 - الْعَلاءُ بْنُ كَثِيرٍ الدِّمَشْقِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ.
نَزَلَ الكوفة
وَحَدَّثَ عَنْ: مكحول.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، وَمُصْعَبُ بْنُ سَلامٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هَانِئٍ النَّخَعِيُّ، وَآخَرُونَ.
ضعفه علي ابن الْمَدِينِيِّ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.(3/931)
311 - خ م د ن ق: الْعَلاءُ بْنُ الْمُسَيِّبِ بْنِ رَافِعٍ الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَعَبْثَرَ بْنِ الْقَاسِمِ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَابْنُ فُضَيْلٍ. [ص:932]
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.(3/931)
312 - عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْعَلَوِيُّ، الْمُلَقَّبُ بِالسَّجَّادِ [الوفاة: 141 - 150 ه]
لِفَضْلِهِ وَاجْتِهَادِهِ وَتَعَبُّدِهِ.
وَهُوَ وَالِدُ حُسَيْنٍ الْمَقْتُولُ بِفَخٍّ وَإِخْوَتُهُ، وَكَانَ يُقَالُ: لَيْسَ بِالْمَدِينَةِ زَوْجَانِ أَعْبَدَ مِنْهُ وَمِنْ زَوْجَتِهِ، وَهِيَ بِنْتُ عَمِّهِ زَيْنَبُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ.
تُوُفِّيَ عَلِيٌّ فِي سَجْنِ الْمَنْصُورِ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/932)
313 - م د ن ق: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ سَالِمُ بْنُ مُخَارِقٍ، مَوْلَى الْعَبَّاسِ، أَبُو الْحَسَنِ الْهَاشِمِيُّ الْجَزَرِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
نَزِيلُ حِمْصٍ.
رَوَى عَنْ: مُجَاهِدٍ، وَأَبِي الْوَدَاكِ جَبْرِ بْنِ نَوْفٍ، وَرَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ.
وَعَنْهُ: الثوري، ومعاوية بن صالح، وفرج بن فضالة، وطائفة.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَبُو داود: كان له رأي سوء كان يرى السيف.
قلت: قد روى مُعَاوِيَة بْن صالح، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ نَفْسِهِ فَذَكَرَ تَفْسِيرًا فِي جُزْءٍ كَبِيرٍ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: رَوَى التَّفْسِيرَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَلَمْ يره.
قال أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: كُنْيَتُهُ أَبُو الْحَسَنِ، وَقِيلَ: أَبُو طَلْحَةَ، لَيْسَ مِمَّنْ يُعْتَمَدُ عَلَى تَفْسِيرِهِ الذي يروى عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْهُ.(3/932)
314 - 4: عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ عَامِرٍ الثَّعْلَبِيّ الْكُوفِيُّ الأَحْوَلُ، أَبُو الْحَسَنِ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، وَكَثِيرِ بْنِ زِيَادٍ.
وَعَنْهُ: إبراهيم بن طهمان، وهشيم، وحكام بن سلم، وشجاع بن الوليد.
قال أحمد: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. [ص:933]
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ليس بقوي.(3/932)
315 - ق: علي بن عُروة القرشيُّ الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَالْمَقْبُرِيِّ، وَعَاصِمِ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ.
وَعَنْهُ: خَالِدُ بْنُ حَيَّانَ الرَّقِّيُّ، وَمُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّرَائِفِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
تَرَكُوهُ حَتَّى إِنَّ صَالِحَ بْنَ مُحَمَّدٍ جَزَرَةً قَالَ: حَدِيثُهُ كَذِبٌ كُلُّهُ.(3/933)
316 - د: عَمَّارُ بْنُ سَعْدٍ الْمُرَادِيُّ، وَقِيلَ: التُّجِيبِيُّ الْمِصْرِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِي صَالِحٍ الْغِفَارِيِّ عَنْ عَلِيٍّ، ولَهُ حَدِيثٌ أَرْسَلَهُ عَنْ عُمَرَ.
وَعَنْهُ: حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، وَجَمَاعَةٌ. وَكَانَ مِنَ الْعُلَمَاءِ بِمِصْرَ فِي زَمَانِهِ.
مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/933)
317 - م د ق: عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْعُمَرِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: عَمِّهِ سَالِمٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ.
وَعَنْهُ: مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَأَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ.
وَهُوَ صالح الحديث، وقد احتج بِهِ مُسْلِمٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيفٌ.(3/933)
318 - د: عُمَرُ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ غَيْلانَ الثَّقَفِيُّ، وقِيلَ: الْعِجْلِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، وَسَلامَةَ بْنِ سَهْمٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَوَكِيعٌ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَآخَرُونَ.
وَهُوَ صَدُوقٌ مُوَثَّقٌ.(3/933)
319 - عُمَرُ بْنُ سُوَيْدٍ الْعِجْلِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَعَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ.
وَعَنْهُ: مُطَّلِبُ بن زياد، ووكيع، وأبو نعيم.
فرق بينهما بعض الحفاظ، وهو إن شاء الله الذي قبله.(3/934)
320 - د ت: عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
مولى غفرة.
أدرك ابن عباس، وقد حَدَّثَ عَنْهُ فَمَا أَدْرِي سَمَاعًا أَمْ لا.
وَلَهُ عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي الأَسْوَدِ الدَّيْلِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ لَهِيعَةَ، وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ، وَعَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ بْنِ شَابُورٍ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ لكن أَكْثَرُ حَدِيثِهِ مَرَاسِيلُ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَثِيرُ الحديث، ثقة، لا يَكَادُ يُسْنَدُ، كَانَ يُرْسِلُ حَدِيثَهُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَلَهُ حَدِيثٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَذَاكَ مُرْسَلٌ. وَهُوَ ابْنُ خَالَةِ رَبِيعَةَ الرأي.(3/934)
321 - خ م د ن ق: عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْعَدَوِيُّ الْعُمَرِيُّ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
نَزِيلُ عَسْقَلانَ.
عَنْ: جَدِّهِ، وَحَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، وَسَالِمٍ، وَنَافِعٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَالسُّفْيَانَانِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الدِّمَشْقِيُّ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَآخَرُونَ.
وَلَهُ عِدَّةُ إِخْوَةٍ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً وَلَمْ يُعَقِّبْ. [ص:935]
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا قَطُّ أَطْوَلَ مِنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَبَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ يَلْبَسُ دِرْعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَكَانَ يَسْحَبُهَا.
قُلْتُ: كَانَ الْعَبَّاسُ وَقَيْسُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ مِنْ بَابَةِ عُمَرَ فِي الطُّولِ الْمُفْرِطِ.
قَالَ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ: كَانَ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ مِنْ أَفْضَلِ أَهْلِ زَمَانِهِ قَدْرًا وَجَلالَةً، قَدِمَ بَغْدَادَ والكوفة فأخذوا عنه. تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ بَعْدَ أَخِيهِ أَبِي بَكْرٍ بِقَلِيلٍ.
قُلْتُ: إِخْوَتُهُ: أَبُو بَكْرٍ، وَعَاصِمٌ، وَزَيْدٌ، وَوَاقِدٌ. وَالْخَمْسَةُ قَدْ رَوَوُا الْحَدِيثَ.(3/934)
322 - سِوَى ت: عُمَرُ بْنُ نَافِعٍ، مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
سَمِعَ: أَبَاهُ، وَالْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ.
وَعَنْهُ: مَالِكٌ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثَبْتٌ قَلِيلُ الْحَدِيثِ، وَلا يَحْتَجُّونَ بِهِ.(3/935)
323 - عُمَرُ بْنُ نَافِعٍ الثَّقَفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَنَسٍ، وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَأَبُو خَبَّابٍ الْوَلِيدُ بْنُ بُكَيْرٍ، وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ.(3/935)
324 - م ن: عُمَرُ بْنُ نُبَيْهٍ الْكَعْبِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَاظِ، وَجَمْهَانَ الأَسْلَمِيِّ.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، [ص:936] وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، وَأَبُو ضُمْرَةَ.
قَالَ الْقَطَّانُ: لَمْ يَكُنْ بِهِ بَأْسٌ.(3/935)
325 - د: عُمَرُ بْنُ نَبْهَانٍ الْغُبَرِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: الْحَسَنِ، وَسَلامِ أَبِي عِيسَى، وَقَتَادَةَ.
وَعَنْهُ: جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَأَبُو قُتَيْبَةَ، وَأَبُو سُفْيَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.(3/936)
326 - عُمَرُ بْنُ الْوَلِيدِ الشَّنِّيُّ، أَبُو سَلَمَةَ الْعَبْدِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: عِكْرِمَةَ، وَشِهَابِ بْنِ عَبَّادٍ الْبَصْرِيِّ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.
قال الفلاس: لم يحدثنا عنه يحيى القطان.
وقال أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ. وَكَذَا قَالَ أَبُو حاتم، وغيره.
قلت: عامة حديثه عَنْ عِكْرِمَةَ مَقَاطِيعُ.(3/936)
327 - عُمَرُ بْنُ يَزِيدَ النَّصْرِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
دِمَشْقِيٌّ،
رَوَى عَنْ: أَبِي سَلامٍ الأَسْوَدِ، وَالزُّهْرِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ، وَنُمَيْرِ بْنِ أَوْسٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ.
وَثَّقَهُ دُحَيْمٌ.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: يُخَالِفُ فِي حَدِيثِهِ.(3/936)
328 - م د ت ن: عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ، أَبُو عُبَيْدَةَ السَّدُوسِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
[ص:937]
لَهُ عشرة أحاديث.
قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: كان أصدق الناس.
وقال أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: عِمْرَانُ بَخٍ بَخٍ ثِقَةٌ.
وروى شعبة عَنْ عِمْرَانَ قَالَ: مَا دَخَلْتُ الْحَمَّامَ مُنْذُ ثَلاثِينَ سَنَةٍ وَلا ادَّهَنْتُ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: قَالَ أَبُو قَطَنٍ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
قُلْتُ: سَمِعَ: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَقِيقٍ، وَأَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ، وَأَبَا مِجْلَزٍ، وَجَمَاعَةً.
وَعَنْهُ: الْحَمَّادَانِ، وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَوَكِيعٌ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ.
ثِقَةٌ.(3/936)
329 - عِمْرَانُ بْنُ مُسْلِمٍ الْفَزَارِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: مُجَاهِدٍ، وَالشَّعْبِيِّ، وَجَعْفَرِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حُرَيْثٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَجَمَاعَةٌ.
فَأَمَّا عِمْرَانُ بْنُ مُسْلِمٍ الْقَصِيرُ، فَسَيَأْتِي فِي الطَّبَقَةِ الآتِيَةِ.
وَأَمَّا هَذَا فَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ: رَافِضِيٌّ كَأَنَّهُ جَرْوُ كَلْبٍ.(3/937)
330 - عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، الْقُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
أخُو أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى.
رَوَى عَنْ: مَكْحُولٍ، وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ.
وَعَنْهُ: ابن جريج، وابن علية، وزيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي.
وثقه الحاكم.(3/937)
331 - ع: عمرو بن الحارث بن يعقوب، مَوْلَى قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ الْخَزْرَجِيُّ الأَنْصَارِيُّ، أَبُو أُمَيَّةَ الْمِصْرِيُّ الْفَقِيهُ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعْلامِ.
رَوَى عَنْ: أَبِي يُونُسَ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَأَبِي عَشَانَةَ [ص:938] الْمُعَافِرِيِّ، وَقَتَادَةَ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَخَلْقٍ.
وَعَنْهُ: مَالِكٌ، وَاللَّيْثُ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، وَبْكُر بْنُ مُضَرَ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
وَوَثَّقَهُ النَّاسُ.
قَالَ يَعْقُوبُ السَّدُوسِيُّ: كَانَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ يُوَثِّقُهُ جِدًّا.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: كَانَ قَدْ جَعَلَ على نفسه أن يتحفظ كُلَّ يَوْمٍ ثَلاثَةَ أَحَادِيثَ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُولُ: لَيْسَ فِيهِمْ أَصَحُّ حَدِيثًا مِنَ اللَّيْثِ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ يُقَارِبُهُ.
وَقَالَ الأْثَرْمُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُولُ: قَدْ كَانَ عِنْدِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، ثُمَّ رَأَيْتُ لَهُ أَشْيَاءَ مَنَاكِيرَ.
وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ عَنْ أَحَمْدَ: عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ حَمَلَ عَلَيْهِ حَمْلا شَدِيدًا، وَقَالَ: يَرْوِي عَنْ قَتَادَةَ أَحَادِيثَ يَضْطَرِبُ فِيهَا وَيُخْطِئُ.
قُلْتُ: قَدْ وَثَّقَهُ مُطْلَقًا ابْنُ مَعِينٍ، وَالْعِجْلِيُّ، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَآخَرُونَ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: هُوَ أَحْفَظُ مِنِ ابْنِ جُرَيْجٍ.
وَرَوَى سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ خَالِهِ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ يَخْرُجُ مِنْ مَنْزِلِهِ فَيَجِدُ النَّاسَ صُفُوفًا يَسْأَلُونَهُ عَنِ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ وَالْفِقْهِ وَالشِّعْرِ وَالْعَرَبِيَّةِ وَالْحِسَابِ، وَكَانَ صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ قَدْ جَعَلَ عَمْرَو بْنَ الْحَارِثِ يُؤَدِّبُ ابْنَهُ الْفَضْلَ فَنَالَ حِشْمَةً بِذَلِكَ.
قُلْتُ: عُلُومُهُ الْمَذْكُورَةُ هِيَ عُلُومُ الإِسْلامِ ذَلِكَ الْوَقْتِ مَا كَانَ الْقَوْمُ يخوضون سوى في ذَلِكَ وَلا يَعْرِفُونَهُ، فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ عَمِلُوا أَصُولَ الدِّينِ وَالْكَلامً وَالْمَنْطِقِ وَخَاضُوا كَمَا خَاضَتِ الْحُكَمَاءُ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: كَانَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَحْفَظَ النَّاسِ فِي زَمَانِهِ لَمْ يَكُنْ لَهُ نَظِيرٌ فِي الْحِفْظِ. [ص:939]
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: مَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ مِنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ.
قُلْتُ: يَقُولُ ابْنُ وَهْبٍ مِثْلَ هَذَا الْقَوْلِ وَقَدْ رَأَى مَالِكًا، وَاللَّيْثَ، وَابْنَ جُرَيْجٍ.
وَرَوَى حَرْمَلَةُ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ قَالَ: اهْتَدَيْنَا بِاثْنَيْنِ بِمِصْرَ: عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، وَاللَّيْثِ، وَبِاثْنَيْنِ بِالْمَدِينَةِ: مَالِكٍ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمَاجُشُونَ، لَوْلا هَؤُلاءِ لَكُنَّا ضَالِّينَ.
وَقَالَ: وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ وَزِيرٍ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، قَالَ: لَوْ بَقِيَ لَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ مَا احْتَجْنَا إِلَى مَالِكٍ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ: كَانَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَخْطَبَ الناس وأبلغه وأرواه لِلشِّعْرِ.
وَقَالَ اللَّيْثُ: كُنْتُ أَرَى عَمْرَو بْنَ الْحَارِثِ عَلَيْهِ أَثْوَابٌ بِدِينَارٍ، فَلَمْ تَمْضِ اللَّيَالِي حَتَّى رَأَيْتُهُ يَجُرُّ الْوَشْيَ وَالْخَزَّ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: لَمْ يَكُنْ بَعْدَ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بِمِصْرَ مِثْلُ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ.
وَرَوَى ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: كَانَ رَبِيعَةُ يَقُولُ: لا يَزَالُ بِالْمَغْرِبِ فِقْهٌ مَا دَامَ فِيهِمْ ذَاكَ الْقَصِيرُ، يَعْنِي عَمْرَو بْنَ الْحَارِثِ.
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: مَاتَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ رَحِمَهُ اللَّهُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَزَادَ غَيْرُهُ: فِي شَوَّالٍ مِنَ السَّنَةِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: وُلِدَ عَمْرُو سَنَةَ تِسْعِينَ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: عَاشَ ثَمَانِيًا وَخَمْسِينَ سَنَةً.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: لَمْ يَكُنْ بِمِصْرَ بَعْدَ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ مثل الليث.(3/937)
332 - د ت ن: عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ الْجُمَحِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَخُو حَنْظَلَةَ.
مَكِّيٌّ.
عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَعَنْ أُمَيَّةَ بْنِ صَفْوَانَ.
وَعَنْهُ: ابْنُ جُرَيْجٍ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَجَمَاعَةٌ.
ثِقَةٌ.(3/940)
333 - عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ، أَبُو بَكْرٍ الأَوْزَاعِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِي سَلامٍ مَمْطُورٍ، وَمُغِيثِ بْن سمي، ونوف الْبِكَالِيِّ.
وَعَنْهُ: الوليد بْن مُسْلِمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، وَغَيْرُهُمَا.(3/940)
334 - عَمْرُو بْنُ شُرَاحِيلَ، أَبُو الْمُغِيرَةِ، ويُقَالُ: أَبُو الْجَهْمِ، الْعَنْسِيِّ الدَّارَانِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: بِلالِ بْنِ سَعْدٍ، وَعُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ، وَحَيَّانَ بْنِ وَبَرَةَ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ مُصَادٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْجَوْنِ، وَصَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ.
لَهُ فِي نُسْخَةِ أبي مسهر.
وثقه أبو زرعة الدمشقي، وَكَانَ قَدَرِيًّا.(3/940)
335 - ن ق: عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ، أَبُو مُعَاوِيَةَ النَّخَعِيُّ الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
وَالِدُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو.
لَهُ عَنْ: أَبِي عَمْرِو الشَّيْبَانِيِّ، وَالشَّعْبِيِّ.
وَعَنْهُ: ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَوَكِيعٌ، وَحُسَيْنُ الْجُعْفِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ. وَأَمَّا ابْنُهُ فَكَذَّابٌ.
وَمِنْ آخِرِ مَنْ روى عَنْ عَمْرِو زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ.
تُوُفِّيَ فِي حُدُودِ الْخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.(3/940)
336 - عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ الْمُعْتَزِلِيُّ ابْنُ بَابٍ، أَبُو عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ الزَّاهِدُ الْعَابِدُ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
رَأْسُ الْمُعْتَزِلَةِ.
رَوَى عَنْ: أَبِي الْعَالِيَةِ، وَأَبِي قِلابَةَ، وَالْحَسَنِ.
وَعَنْهُ: الحمادان، وابن عيينة، وعبد الوارث، ويحيى بن سعيد القطان، وعلي بن عاصم، وعبد الوهاب الثقفي، وقريش بن أنس، وغيرهم.
قال الفلاس: كان يحيى يحدثنا عَنْ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ، ثُمَّ تَرَكَهُ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّجْزِيُّ: أَبُو حُنَيْفَةَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفٍ مِثْلَ عَمْرٍو.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: عَمْرٌو لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ: مَا لَقِيتُ أَحَدًا أَزْهَدَ مِنْ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ وَانْتَحَلَ مَا انْتَحَلَ.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: كَانَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ يَدْعُو إِلَى الْقَدَرِ فَتَرَكُوهُ.
وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ: سَمِعْتُ عمراً يقول: إن كانت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ فَمَا لِلَّهِ عَلَى ابْنِ آدَمَ حُجَّةٌ. قَالَ: وَسَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ يَقُولُ وَذُكِرَ حَدِيثُ الصَّادِقِ الْمَصْدُوقِ، فَقَالَ: لَوْ سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُولُ هَذَا لَكَذَّبْتُهُ، وَلَوْ سَمِعْتُهُ مِنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ لَمَا صَدَّقْتُهُ، أَوْ قَالَ: لَمَا أَحْبَبْتُهُ، وَلَوْ سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُهُ مَا قَبِلْتُهُ، وَلَوْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ هَذَا لَرَدَدْتُهُ، وَلَوْ سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ لَقُلْتُ لَهُ: لَيْسَ عَلَى هَذَا أَخَذْتَ مِيثَاقَنَا.
قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يقول: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ سَمِعَ الْحَسَنَ، وَأَنَا أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِنْ كَانَ سَمِعَ الْحَسَنَ.
سُئِلَ عَمْرٌو عَنْ مَسْأَلَةٍ فَأَجَابَ فيها، وقال: هذا مِنْ رَأْيِ الْحَسَنِ، فَقِيلَ: إِنَّهُمْ يَرْوُونَ عَنِ الحسن خلاف هذا؟ قال: إنما قلت هذا من رأيي الْحَسَنِ يُرِيدُ نَفْسَهُ.
وَقَالَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ: رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ فِي النَّوْمِ وَفِي حِجْرِهِ مُصْحَفٌ، وَهُوَ يَحُكُّ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، فَقُلْتُ: مَا تَصْنَعُ؟ قَالَ: أُبَدِّلُ مَكَانَهَا خَيْرًا مِنْهَا. رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى الزَّمِنُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَبَلَةَ، عَنْ ثَابِتٍ. وَرَوَاهُ الْحَسَنُ بن محمد الحارثي، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عنه. [ص:942]
وقال حزم القطعي: حدثنا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى قَتَادَةَ فَذَكَرَ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ فَوَقَعَ فِيهِ، فَقُلْتُ: أَلا أَرَى الْعُلَمَاءَ يَقَعُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ؟ فَقَالَ: يَا أَحْوَلُ، أَوَمَا تَدْرِي أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا ابْتَدَعَ بِدْعَةً فَيَنْبَغِي لَنَا أَنْ نُذَكِّرَهُ حَتَّى يَحْذَرَ، فَجِئْتُ مِنْ عِنْدَ قَتَادَةَ وَأَنَا مُغْتَمٌّ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ نُسُكِ عَمْرٍو وَهَدْيِهِ، فَنِمْتُ فَرَأَيْتُهُ وَالْمُصْحَفُ فِي حِجْرِهِ، وَهُوَ يَحُكُّ آيَةً، فَقُلْتُ لَهُ: سُبْحَانَ اللَّهِ! تَحُكُّ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ! قَالَ: إِنِّي سَوْفَ أُعِيدُهَا، فَتَرَكْتُهُ حَتَّى حَكَّهَا، فَقُلْتُ: أَعِدْهَا، قَالَ: لا أَسْتَطِيعُ. ورواها ثِقَتَانِ عَنْ حَزْمٍ.
وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجّ: حدثنا الهيثم بن عبد الله فقيه الجامع، قال: حدثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَيُّوبَ، وَيُونُسَ، وَابْنِ عَوْنٍ فَمَرَّ بِهِمْ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، وَوَقَفَ وَقْفَةً فَلَمْ يَرُدُّوا عليه السلام.
وقال سليمان بن حرب: حدثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قِيلَ لِأَيُّوبَ: إِنَّ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ يَرْوِي عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا رَأَيْتُمْ مُعَاوِيَةَ عَلَى مِنْبَرِي فَاقْتُلُوهُ. قَالَ: كَذَبَ.
وَعَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ عَمْرٍو قَالَ: لا جُمْعَةَ بَعْدَ عُثْمَانَ.
وَقَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ: مَرَرْتُ بِعَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ وَهُوَ وحده فقلت: ما لك تركوك؟ فقال: نَهَى ابْنُ عَوْنٍ النَّاسَ عَنَّا فَانْتَهُوا.
وَعَنْ عُمَرَ بْنِ النَّضْرِ قَالَ: سُئِلَ عَمْرُو عَنْ مَسْأَلَةٍ وَأَنَا عِنْدَهُ فَأَجَابَ، فَقُلْتُ: لَيْسَ هَكَذَا يَقُولُ أَصْحَابُنَا، قَالَ: وَمَنْ أَصْحَابُكَ لا أَبَا لَكَ؟ قُلْتُ: أَيُّوبُ، وَيُونُسُ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، قَالَ: أُولَئِكَ أَرْجَاسٌ أَنْجَاسٌ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ. رَوَاهَا يَحْيَى بْنُ حُمَيْدٍ الطَّوِيلُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ النَّضْرِ.
وَقَالَ سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ الله: حدثنا الأَصْمَعِيُّ أَنَّ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ أَتَى أَبَا عَمْرَو بْنَ الْعَلاءِ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَمْرٍو اللَّهُ يُخْلِفُ وَعْدَهُ؟ فَقَالَ: لا، فَقَالَ عَمْرٌو: فَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} فَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: مِنَ الْعُجْمَةِ أَتَيْتُ، الْوَعْدَ غَيْرَ الإِيعَادِ، ثُمَّ أَنْشَدَ:
وَإِنِّي إِنْ أَوْعَدْتُهُ أَوْ وَعَدْتُهُ ... لَمُخْلِفٌ مِيعَادِي وَمُنْجِزٌ مَوْعِدِي
وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ، وَنَصْرُ بْنُ مرزوق: حدثنا إسماعيل بن مسلمة القعنبي، قال: رَأَيْتُ الْحَسَنَ بْنَ أَبِي جَعْفَرٍ فِي الْمَنَامِ بَعْدَمَا مَاتَ فَقَالَ [ص:943] لِي: أَيُّوبُ، وَيُونُسُ، وَابْنُ عَوْنٍ فِي الْجَنَّةِ، فَقُلْتُ: فَعَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ؟ قَالَ: فِي النَّارِ. ثم رأيته الليلة الثانية، فقال مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ رَأَيْتُهُ فِي اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَقَالَ: كَمْ أَقُولُ لَكَ.
وَقَالَ ابْنُ عُلَيَّةَ: أَوَّلُ مَنَ تَكَلَّمَ فِي الاعْتِزَالِ وَاصِلُ بْنُ عَطَاءٍ الْغَزَّالُ، فَدَخَلَ مَعَهُ فِي ذَلِكَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ، فَأُعْجِبَ بِهِ وَزَوَّجَهُ أُخْتَهُ، وَقَالَ لَهَا: زَوَّجْتُكِ بِرَجُلٍ مَا يَصْلُحُ إِلا أَنْ يَكُونَ خَلِيفَةً.
وَقَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ: قِيلَ لابْنِ الْمُبَارَكِ: لِمَ رَوَيْتَ عَنْ سَعِيدٍ وَهِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ وَتَرَكْتَ حَدِيثَ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ، وَرَأْيُهُمْ وَاحِدٌ؟ قَالَ: كَانَ عَمْرٌو يَدْعُو إِلَى رَأْيِهِ وَكَانَا سَاكِتَيْنِ.
وَقَالَ مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: رَأَيْتُ هَمَّامَ بْنَ يَحْيَى فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ: مَا صَنَعَ اللَّهُ لَكَ؟ قَالَ: غَفَرَ لِي، وَأَدْخَلَنِي الْجَنَّةَ، وَأَمَرَ بِعَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ إِلَى النَّارِ، وَقِيلَ لَهُ: تَقُولُ عَلَى اللَّهِ كَذَا وَكَذَا وَتُكَذِّبُ بِمَشِيئَتِهِ وَتُمَنِّ بِرَكْعَتَيْنِ تُصَلِّيهِمَا.
وَرُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأنصاريّ القاضي أنه رأى عمرو بْنَ عُبَيْدٍ فِي الْمَنَامِ قَدْ مُسِخَ قِرْدًا.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: كَانَ عَمْرٌو بِالْبَصْرَةِ يُجَالِسُ الْحَسَنَ مُدَّةً، ثُمَّ أَزَالَهُ وَاصِلٌ عَنْ مَذْهَبِ السُّنَّةِ، فَقَالَ بِالْقَدَرِ، وَدَعَا إِلَيْهِ وَاعْتَزَلَ أَصْحَابَ الْحَسَنِ، وَكَانَ لَهُ سَمْتٌ وَإِظْهَارُ زُهْدٍ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ: كَانَ عَمْرٌو نَسَّاجًا، ثُمَّ تَحَوَّلَ شُرْطِيًّا لِلْحَجَّاجِ، يَعْنِي فِي صِبَاهُ.
وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: نِعْمَ الْفَتَى عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ إِنْ لَمْ يُحَدِّثْ.
وَقَالَ أَبُو نعيم الحافظ: أخبرنا عبد الوهاب بن أبي أحمد العسال، قال: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ مُسَبِّحَ بْنَ حَاتِمٍ البصري يقول: سمعت عبيد الله بن معاذ يقول: سمعت أبي يقول: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ يَقُولُ، [ص:944] وَذَكَرَ حَدِيثَ الصَّادِقِ، فَقَالَ: لَوْ سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُولُهُ لَكَذَّبْتُهُ، فَذَكَرَ الْقِصَّةَ كَمَا تَقَدَّمَ.
وَقَالَ مَعْمَرٌ: كَانَ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ إِذَا ذَكَرَ عَمَرًا، قَالَ: مَا فَعَلَ الْمَقِيتُ.
وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ: مَا جَالَسْتُ عُمَرًا إِلا مَرَّةً فَتَكَلَّمَ وَطَوَّلَ، ثُمَّ قَالَ: لَوْ نَزَلَ مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ مَا زَادَكُمْ عَلَى هَذَا.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: حَجَّ أَيُّوبُ، وَعَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ، فَطَافَ أَيُّوبُ حَتَّى أَصْبَحَ، وَخَاصَمَ عَمْرٌو حَتَّى أَصْبَحَ.
وَعَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: مَا عَدَدْتُ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ عَاقِلا قَطُّ.
وَقَالَ الْخَطِيبُ: مَاتَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ بِطَرِيقِ مَكَّةَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ أَرْبَعٍ.
قُلْتُ: قَدْ كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ يُعَظِّمُ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ وَيُثْنِي عَلَيْهِ وَيَقُولُ:
كُلُّكُمْ يَمْشِي رُوَيْد ... كُلُّكُمْ يَطْلُبُ صَيْد
غَيْرَ عَمْرِو بْنِ عُبَيْد
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ: أَخْبَرَنِي الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ: أَيُّ رَجُلٍ كَانَ فِيكُمْ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ لَوْلا مَا خَالَفَ فِيهِ الْجَمَاعَةَ، كَانَ رَجُلُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ. قُلْتُ: إِيْ وَاللَّهِ وَرَجُلُ أَهْلِ الدُّنْيَا.
قَالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ فِي " تَارِيخِهِ ": سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: كَانَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ مِنَ الدهرية، قلت: وما الدَّهْرِيَّةُ؟ قَالَ: الَّذِينَ يَقُولُونَ النَّاسُ مِثْلُ الزَّرْعِ، وَكَانَ يَرَى السَّيْفَ.
وَقَالَ سَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ: لأَنَا لِلْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ أَرْجَى مِنِّي لعمرو بن عبيد.
قال المدائني، وأبو نُعَيْمٍ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ. [ص:945]
وَذَكَرَ ابْنُ قُتَيْبَةَ فِي " الْمَعَارِفِ " أَنَّ الْمَنْصُورَ رَثَى عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ، وَلَمْ يُسْمَعْ بِخَلِيفَةٍ رثى من دونه سواه، فَقَالَ:
صَلَّى الإِلَهُ عَلَيْكَ مِنْ مُتَوَسِّدٍ ... قَبْرًا مَرَرْتُ بِهِ عَلَى مَرَّانِ
قَبْرًا تَضَمَّنَ مُؤْمِنًا مُتَحَنِّفًا ... صَدَقَ الإِلَهُ وَدَانَ بِالْقُرْآنِ
فَلَوْ أَنَّ هَذَا الدَّهْرَ أَبْقَى صَالِحًا ... أَبْقَى لَنَا حَقًّا أَبَا عُثْمَانَ(3/941)
337 - م 4: عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ الْكُوفِيُّ الملائي البزاز. [أَبُو عَبْدِ اللَّهِ] [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: عِكْرِمَةَ، وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ.
وَعَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَأَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، وَالْمُحَارِبِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ شَبِيبٍ، وَأَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ، وَجَمَاعَةٌ.
وَكَانَ وَرِعًا عَابِدًا خَيِّرًا حَافِظًا لِحَدِيثِهِ.
قَالَ الثَّوْرِيُّ وَذَكَرَهُ فَأَثْنَى عَلَيْهِ: وَكَانَ يَتَبَرَّكُ بِهِ لِزُهْدِهِ وَفَضْلِهِ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: مَاتَ بِسِجِسْتَانِ، وَكُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ.(3/945)
338 - عَمْرُو بْنُ مَرْوَانَ، أَبُو الْعَنْبَسِ النَّخَعِيُّ الْكُوفِيَّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، وَلَهُ عَنْ أَبِي وَائِلٍ.
وَعَنْهُ: حَفْصُ بْنُ غِيَاث، ووكيع، وغيرهما.
شيخ.(3/945)
339 - ع: عَمْرو بن ميمون بن مهران، أبو عبد الله الجَزَريُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
أحد أئمة الفقهاء.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَمَكْحُولٍ.
وَعَنْهُ: الثوري، وعباد بن العوام، وابن المبارك، وأبو معاوية، وبشر بن المفضل، ويزيد بن هارون، ومحمد بن بشر العبدي، وغيرهم. [ص:946]
وكان يَقُولُ: لَوْ عَلِمْتُ أَنَّهُ بَقِيَ عَلَيَّ حرف مِنَ السُّنَّةِ بِالْيَمَنِ لأَتَيْتُهَا.
وَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْمَيْمُونِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: لَمَّا رَأَيْتُ قَدْرَ عَمِّي عَمْرَوِ بْنِ مَيْمُونَ عِنْدَ الْمَنْصُورِ قُلْتُ لَهُ: لَوْ سَأَلْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يُقْطِعَكَ قَطِيعَةً، فَسَكَتَ، فَأَلَحَحْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ إِنَّكَ لَتَسْأَلُنِي أَنْ أَسْأَلَهُ شَيْئًا قَدِ ابْتَدَأَنِي هُوَ بِهِ غَيْرَ مَرَّةٍ فَلَمْ أَفْعَلْ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ الْمَيْمُونِيُّ: سَمِعْتُ أَبِي يَصِفُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونَ بِالْقُرْآنِ وَالنَّحْوِ، وَقَالَ: لَمْ أَرَهُ يَغْتَابُ أَحَدًا.
قلت: توفي سنة خمس وأربعين، وقيل: سنة تسع وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ: مَاتَ بِالرِّقَّةِ وَكَانَ يُؤَدِّبُ بِحِصْنٍ مُسْلِمَةَ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ، وَخَلِيفَةُ، وَأَبُو عُبَيْدٍ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ.(3/945)
340 - عَنْبَسَةُ بْنُ عَمَّارٍ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
نَزَلَ الْكُوفَةَ،
وَحْدَث أَنَّهُ رَأَى ابْنَ عُمَرَ يُسَلِّمُ عَلَى صِبْيَانِ الْمُكْتِبِ.
وَرَوَى عَنْ: أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَخِيهِ حُمَيْدٍ.
وَعَنْهُ: عِيسَى بْنُ يُونُسَ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَمَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ.
وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَقَدْ رَوَى له البخاري في كتاب المسمى بـ " الأدب ".(3/946)
341 - عَنْبَسَةُ بْنُ مِهْرَانَ الْحَدَّادُ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: الزُّهْرِيِّ، وَمَكْحُولٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْمَكِّيُّ، وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.(3/946)
342 - الْعَوَّامُ بْنُ حَمْزَةَ الْمَازِنِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
بَصْرِيٌّ.
عَنْ: أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، وَأَبِي نَضْرَةَ، وَبَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ قَتَّةَ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى الْقَطَّانُ، وَغُنْدَرٌ، وَالنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ رَاهَوَيْهِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ.(3/947)
343 - ع: الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ بْنُ يَزِيدَ الشَّيْبَانِيُّ الرِّبْعِيُّ الْوَاسِطِيُّ، أَبُو عِيسَى. [الوفاة: 141 - 150 ه]
لَهُ عِدَّةُ إِخْوَةٍ مِنْهُمْ خِرَاشٌ وَالِدُ شِهَابِ بْنِ خِرَاشٍ. أَسْلَمَ جَدُّهُمْ يَزِيدُ عَلَى يَدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ فَجَعَلَهُ عَلَى شُرْطَتِهِ.
رَوَى عَنْ: إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَمُجَاهِدٍ، وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: ابنه سَلَمَةَ، وَابْنُ أَخِيهِ شِهَابٍ، وَشُعْبَةُ، وَهُشَيْمٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَأَهْلُ بَلَدِهِ.
قَالَ أَحْمَدُ: ثِقَةٌ ثِقَةٌ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: كَانَ صَاحِبَ أَمْرٍ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيٍ عَنِ الْمُنْكَرِ. وَقَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/947)
344 - ع: عَوْفٌ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ، أَبُو سَهْلٍ الْبَصْرِيُّ الأَعْرَابِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
وَلَمْ يَكُنْ بِأَعْرَابِيٍّ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: مَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ: كَانَ عَوْفٌ فِي بَنِي حِمَّانَ بْنِ كَعْبٍ، وَلَمْ يَكُنْ أَعْرَابِيًّا، كَانَ فَارِسِيًّا.
وَقَالَ أحمد بن أبي خيثمة: حدثنا هوذة، قال: حدثنا عَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ مِنْ بَنِي سَعْدٍ، ثُمّ قَالَ أَحْمَدُ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: هَوْذَةُ عَنْ عوف ضعيف وَفِي اسْمِ أَبِيهِ أَقْوَالٌ أَحَدُهَا بِنْدَوَيْهِ. [ص:948]
رَوَى عَنْ: أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ، وَزُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، وَخِلاسٍ الْهَجَرِيِّ، وَأَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَطَائِفَةٍ سِوَاهُمْ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَغُنْدَرٌ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَالنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، وَهَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، وَعُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
وَكَانَ أَحَدُ عُلَمَاءِ الْبَصْرَةِ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: عَوْفٌ الصَّدُوقُ، وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ وَاحْتَجَّ بِهِ أَصْحَابُ الصِّحَاحِ، وَقِيلَ: كَانَ يَتَشَيَّعُ.
وَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: قَالَ لِي عَوْفٌ: سَمِعْتُ مِنَ الْحَسَنِ قَبْلَ وَقْعَةِ ابْنِ الأَشْعَثِ.
قُلْتُ: وَكَانَ قَدَرِيًّا، فَرَوَى بُنْدَارٌ، وَغَيْرُهُ عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَوْفًا الأَعْرَابِيَّ وَحَدَّثَ بِحَدِيثِ الصَّادِقِ الْمَصْدُوقِ، فَقَالَ: كَذَبَ عَبْدُ اللَّهِ.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: مَا رَضِيَ عَوْفٌ بِبِدْعَةٍ حَتَّى كَانَ فِيهِ بِدْعَتَانِ: قَدَرِيٌّ شِيعِيٌّ.
وَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: رَأَيْتُ دَاوُدَ بْنَ أَبِي هِنْدَ يَضْرِبُ عَوْفًا وَيَقُولُ: وَيْلَكَ يَا قَدَرِيُّ.
وَقَالَ بُنْدَارٌ: يَقُولُونَ عَوْفٌ، فَوَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ عَوْفٌ قَدَرِيًّا رَافِضِيًّا.
مَاتَ عَوْفٌ سَنَةَ سِتٍّ، وَقِيلَ: سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَعَ لَنَا مِنْ عَوَالِيهِ.(3/947)
345 - ت ق: عيسى بن سنان، أبو سنان القسلمي الْحَنَفِيُّ الْفِلَسْطِينِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
نَزِيلُ الْبَصْرَةِ.
رَوَى عَنْ: عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ الْمَقْدِسِيِّ، وَيَعْلَى بْنِ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، وَوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، وَرَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: الْحَمَّادَانِ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ، وَيُوسُفَ بْنُ يَعْقُوبَ السَّدُوسِيُّ.
ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ، وَلَمْ يَتْرُكْ، هُوَ جَائِزُ الْحَدِيثِ.(3/948)
346 - عِيسَى بْنُ أَبِي عَطَاءٍ الْكَاتِبُ الشَّامِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ سليمان بن أبي السائب، والوليد بن مسلم، ومحمد بن شعيب، وجماعة.
وقد ولي خراج ديار مصر لمروان بن محمد، وما علمت به بأسا.(3/949)
347 - عيسى بن عمر البَصْريُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
صاحب النحو.
ذكر ابن خلكان أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ. وقد ذكرته في الطبقة المقبلة.(3/949)
-[حَرْفُ الْغَيْنِ](3/949)
348 - ع: غَالِبٌ الْقَطَّانُ، من علماء البصريين، يُكْنَى أَبَا سَلَمَةَ بْنَ أَبِي غَيْلانَ خَطَّافٍ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
واختلف في ضم خطاف وفتحه، وهو على الأشهر مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ الْقُرَشِيُّ الأَمِيرُ، سَمِعَ غَالِبٌ مِنَ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَبَكْرٍ الْمُزَنِيِّ.
وَعَنْهُ: بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، وَابْنُ عُلَيَّةَ، وَحَزْمُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ، وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ.
قَالَ أَحْمَدُ: ثِقَةٌ ثِقَةٌ.
وَأَمَّا ابْنُ مَعِينٍ فَقَالَ: لا أَعْرِفُهُ.(3/949)
-[حَرْفُ الْفَاءِ](3/949)
349 - د ق: فَائِدُ بْنُ كَيْسَانَ، أَبُو الْعَوَّامِ الْبَاهِلِيُّ الْجَزَّارُ الْقَصَّابُ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، وَابْنِ بُرَيْدَةَ.
وَعَنْهُ: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَزَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ، وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ.(3/949)
350 - د ت ق: الْفَضْلُ بْنُ دَلْهَمٍ الْقَصَّابُ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
وَاسِطِيٌّ.
عَنْ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَقَتَادَةَ.
وَعَنْهُ: ابن الْمُبَارَكُ، وَوَكِيعٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. [ص:950]
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: كَانَ الْفَضْلُ بْنُ دَلْهَمٍ عِنْدَنَا قَصَّابًا شَاعِرًا مُعْتَزِلِيًّا، وَكُنْتُ أُصَلِّي مَعَهُ فِي الْمَسْجِدِ ولا أسمع ذاك منه.
وقال أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحٌ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ وَلا الْحَافِظِ.(3/949)
351 - ق: الْفَضْلُ بْنُ عِيسَى بْنِ أَبَانٍ الرَّقَاشِيّ، أَبُو عِيسَى الْبَصْرِيُّ الْوَاعِظُ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
رَوَى عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،
وَعَنْ: عَمِّهِ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ.
وَعَنْهُ: سُفْيَانُ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَأَبُو عَاصِمٍ الْعَبَّادَانِيُّ، وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، وَغَيْرُهُمْ.
ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: رَجُلُ سُوءٍ قَدَرِيٌّ.(3/950)
352 - ق: الْفَضْلُ بْنُ مُبَشِّرٍ، أَبُو بَكْرٍ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَلَعَلَّهُ آخِرُ من روى عَنْ جَابِرٍ، وَرَوَى عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
وَعَنْهُ: زِيَادٌ الْبَكَّائِيُّ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مِغْرَاءَ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَهُوَ بِكُنْيَتِهِ أَشْهَرُ، يَقَعُ حَدِيثُهُ عَالِيًا في مسند عبد.
ضَعَّفَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.(3/950)
353 - ت: الْفَضْلُ بْنُ يَزِيدَ الثُّمَالِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: الشَّعْبِيِّ، وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ. [ص:951]
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ.(3/950)
354 - ع: فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ بْنُ جَرِيرٍ. مَوْلَى بَنِي ضَبَّةَ، أَبُو مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ، وَأَبِي زُرْعَةَ، وَعِكْرِمَةَ، وَسَالِمٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ مُحَمَّدٌ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ.(3/951)
355 - د ن ق: الْفُضَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ الأَزْدِيُّ، الْعُقَيْلِيُّ، أَبُو مُعَاذٍ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: الشَّعْبِيِّ، وَطَاوُسٍ، وَأَبِي حُرَيْزٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ قَاضِي سِجِسْتَانَ.
وَعَنْهُ: مُعْتَمِرٌ، وَشُعْبَةُ، وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَغَيْرُهُمْ.(3/951)
356 - فَيَّاضُ بْنُ غَزْوَانَ الضَّبِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَحْسَبُهُ أَخَا فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ.
قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى طلحة بن مصرف،
وَحَدَّثَ عَنْ: زُبَيْدٍ الْيَامِيِّ، وَمَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: نُعَيْمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَحَكَّامُ بْنُ سلم، وَإِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَأَبُو بَدْرٍ شُجَاعُ بْنُ الوليد.
وثقه أحمد بن حنبل.(3/951)
-[حَرْفُ الْقَافِ](3/951)
357 - د ت ق: قَابُوسُ بْنُ أَبِي ظَبْيَانَ، حُصَيْنُ بْنُ جُنْدُبٍ الْجَنْبِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِيهِ لَيْسَ إِلا.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وُزَهْيُر بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَأَبُو بَدْرٍ السَّكُونِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. [ص:952]
وَقَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ هُوَ بِذَاكَ.
وَقَالَ جَرِيرٌ: لَمْ يَكُنْ مِنَ النَّقْدِ الْجَيِّدِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.(3/951)
358 - ت ن ق: الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَيْمَنَ الْمَكِّيِّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
قَدْ مَرَّ أَبُوهُ آنِفًا. وَهَذَا رَوَى شَيْئًا يَسِيرًا،
رَوَى عَنْ: أَبِي حَازِمٍ سَلَمَةَ بْنِ دِينَارٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ.
وَعَنْهُ: همام بن يحيى، وعبد الوارث بْن سعيد، وداود بْن عَبْد الرحمن العطار.
قال أبو حاتم: يكتب حديثه.
قلت: موته قريب من موت أبيه.(3/952)
359 - ق: القاسم بن الوليد الهَمْدانيُّ الكوفيُّ الْخِبْذَعِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
وَخِبْذَعٌ بَطْنٌ مِنْ هَمْدَانَ.
رَوَى عَنْ: مُجَاهِدٍ، وَالشَّعْبِيِّ، وَالْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، وَأَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَوَلَدُهُ الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَصَاحِبُ " فُتُوحِ الشَّامِ " أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَزْدِيُّ الْبَصْرِيُّ، وَالْوَلِيدُ بْنُ الْفَضْلِ الْعَنْزِيُّ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: بَعْدَ ذَلِكَ.(3/952)
360 - ن ق: قَتَادَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَبُو رَوْحٍ الْعَامِرِيُّ الهُذلِيُّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: جَسَرَةَ بِنْتِ دَجَاجَةَ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَوَكِيعٌ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وآخرون. [ص:953]
له حديثان.(3/952)
361 - قدامة بن حماطة الضَّبِّيُّ الكُوفيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
رَوَى عَنْ: عمر بن عبد العزيز، وأبي بردة بن أبي موسى.
وَعَنْهُ: سفيان الثوري، وجرير بن عبد الحميد، وسوار الشقري.(3/953)
362 - ن ق: قُدَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَبُو رَوْحٍ الْعَامِرِيُّ الذهلي، يقال: هو فليت العامري. [الوفاة: 141 - 150 ه]
رَوَى عَنْ: جَسَرَةَ بِنْتِ دَجَاجَةَ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَوَكِيعٌ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ.
صَدُوقٌ.(3/953)
363 - 4 م مقروناً: قُرَّةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَيْوِيلٍ بْنُ نَاشِرَةَ الْمُعَافِرِيُّ الْمِصْرِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِي قَبِيلٍ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، والزهري.
وَعَنْهُ: الأَوْزَاعِيُّ، وَهُوَ من أقرانه، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ، وَجَمَاعَةٌ. ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
قَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ: سَمِعْتُ شُيُوخَ مِصْرَ يَقُولُونَ: لَمَّا عَمِلَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ صَاعَهُ وَمُدَّهُ أَرْسَلَ بِهِمَا إِلَى مِصْرَ، فَأَدْخَلَ الصَّاعَ الْمَسْجِدَ فداروا بِهِ عَلَى حَلَقِ الْمَسْجِدِ، فَلَمَّا انْتَهَوْا بِهِ إِلَى حَيْوِيلَ ضَرَبَ بِهِ الأَرْضَ فرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى هِشَامٍ، فَقَالَ: اسْكُتُوا، فَلَمَّا كَانَ دَوْلَةُ بَنِي عَبَّاسٍ خَرَجَ وَفْدُ مِصْرَ وَفِيهِمْ [ص:954] قُرَّةٌ، فَقِيلَ: هَذَا قُرَّةُ كَاسِرُ الصَّاعِ، فَقَالَ الْمَنْصُورُ: هَلْ لَكَ أَنْ تَكْسِرَ لَنَا مُدًّا؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنْ بُعِثَ مَوْتَانَا كَسَرْتُ الْمَخْتُومَ وَالصَّاعَ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/953)
364 - خ ن: قَطَنُ بْنُ كَعْبٍ القطعي البصري. [أَبُو الْهَيْثَمِ] [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: ابْنِ سِيرِينَ، وَأَبِي يَزِيدَ الْمَدَنِيِّ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَعَبْدُ الْوَارِثِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبَرْسَانِيُّ.
وَهُوَ ثِقَةٌ،
يُكْنَى أَبَا الْهَيْثَمِ.(3/954)
365 - قَنَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّهْمِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ.
وَعَنْهُ: حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَابْنُ فُضَيْلٍ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، ثُمَّ قَالَ: وَقَنَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ آخِرُ مِصْرِيٍّ رَوَى عَنْهُ ابْنُ لَهِيعَةَ. قُلْتُ: روى له البخاري في كتاب " الأدب ".(3/954)
-[حَرْفُ الْكَافِ](3/954)
366 - كَثِيرُ بْنُ يَسَارٍ الطُّفَاوِيُّ، أَبُو الْفَضْلِ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: يُوسُفَ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ، وَالشَّعْبِيِّ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ.
وَعَنْهُ: حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَسَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، وَجَمَاعَةٌ.
لَمْ يُضَعِّفْ.(3/954)
367 - ع: كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ، أَبُو الْحَسَنِ التَّمِيمِيُّ الْحَنَفِيُّ الْبَصْرِيُّ الْعَابِدُ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَحَدُ الثِّقَاتِ الأَعْلامِ.
رَوَى عَنْ: أَبِي الطُّفَيْلِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، وَأَبِي السُّلَيْلِ ضُرَيْبِ بْنِ نُفَيْرٍ، وَيَزِيدَ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، وَابْنِ بُرَيْدة، والحسن.
وَعَنْهُ: ابن المبارك، ويحيى القطان، ومعتمر، وَوَكيع، ومُعاذ بْن مُعاذ، وعبد الرحمن بْن حماد، وأبو عبد الرحمن المقرئ، وخلق. [ص:955]
قال أحمد بن حنبل: ثقة وزيادة.
وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي: حَدَّثَنِي الْهَيْثَمُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَمَّنْ حَدَّثَهُ، قَالَ: كَهْمَسٌ يُصَلِّي فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ أَلْفَ رَكْعَةٍ، فَإِذَا مَلَّ، قَالَ: قُومِي يَا مَأْوَى كُلِّ سُوءٍ، فَوَاللَّهِ مَا رَضِيتُكِ لِلَّهِ سَاعَةً.
وَقِيلَ: إِنَّ كَهْمَسَ سَقَطَ مِنْهُ دِينَارٌ فَفَتَّشَ عَلَيْهِ فَلَقِيَهُ، فَلَمْ يَأْخُذْهُ وَقَالَ: لَعَلَّهُ غَيْرُهُ.
وَكَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ بَارًّا بِأُمِّهِ، فَلَمَّا مَاتَتْ حَجَّ وَأَقَامَ بِمَكَّةَ حَتَّى مَاتَ. وَكَانَ يَعْمَلُ فِي الْجِصِّ، وَكَانَ يُؤَذِّنُ.
وقال يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ الْبَصْرِيُّ: اشْتَرَى كَهْمَسٌ دَقِيقًا بِدِرْهَمٍ فَأَكَلَ مِنْهُ، فَلَمَّا طَالَ عَلَيْهِ كَالَهُ، فإذا هو كما وضعه.
توفي كهمس سنة تسع وأربعين ومائة، رحمه الله.(3/954)
-[حَرْفُ اللَّامِ](3/955)
368 - لَبَطَةُ بْنُ الْفَرَزْدَقِ، وَاسْمُ الْفَرَزْدَقِ هَمَّامُ بْنُ غَالِبٍ الْبَصْرِيّ، أَبُو غَالِبٍ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْمُثَنَّى، وَوَلَدُهُ أَعْيَنُ.
خَرَجَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، فَقُتِلَ مَعَهُ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/955)
369 - 4 م مقروناً: لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ.
مِنْ عُلَمَاءِ الْكُوفَةِ.
عَنْ: طَاوُسٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَأَبِي بُرْدَةَ، وَجَمَاعَةٍ سِوَاهُمْ.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَشُعْبَةُ، وسفيان، وَمُعْتَمِرٌ، وَابْنُ عُلَيَّةَ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَأَبُو بَدْرٍ السَّكُوَنِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: كَانَ أَعْلَمَ أَهْلِ الْكُوفَةِ بِالْمَنَاسِكِ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَانَ صَاحِبَ سُنَّةٍ، إِنَّمَا أَنْكَرُوا عَلَيْهِ الْجَمْعَ فِي غَيْرِ حَدِيثٍ بَيْنَ عَطَاءٍ، وَطَاوُسٍ، وَمُجَاهِدٍ حسب. [ص:956]
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ، وَغَيُرُهُ: لَيِّنٌ لا تَقُومُ بِهِ الْحُجَّةُ.
وَقَالَ عَبْدُ الْوَارِثِ: كَانَ لَيْثٌ مِنْ أوعية العلم.
وقال أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: كَانَ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ صَلاةً وَصِيَامًا، فَإِذَا وَقَعَ عَلَى شَيْءٍ لَمْ يَرُدُّهُ.
وَرَوَى ابْنُ شَوْذَبٍ عَنْ لَيْثٍ قَالَ: أَدْرَكْتُ الشِّيعَةَ الأُوَلَ بِالْكُوفَةِ وَمَا يُفَضِّلُونَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ أَحَدًا، يَعْنِي إِنَّمَا كَانُوا يَتَكَلَّمُونَ فِي عُثْمَانَ وَفِي مَنْ قَاتَلَ عَلِيًّا.
قُلْتُ: أَخْرَجَ لَهُ مُسْلِمٌ مَقْرُونًا بِغَيْرِهِ، وَمَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وأربعين ومائة.(3/955)
-[حَرْفُ الْمِيمِ](3/956)
370 - م د ن: مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِلالٍ الْعَبْسِيِّ، والشعبي، وَأَبِي الضُّحَى.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَلَهُ أَخَوَانِ: عُمَرُ وَإِسْمَاعِيلُ، وَاسْمُ أَبِيهِمْ رَاشِدٌ.
وَرَوَى يَحْيَى بْنُ آدَمَ عَنْ شَرِيكٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَوْلادَ أَبِي إِسْمَاعِيلَ أَرْبَعَةً وُلِدُوا فِي بَطْنٍ وَاحِدٍ وَعَاشُوا.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ مُحَمَّدٌ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/956)
371 - مُحَمَّدُ بْنُ الأَشْعَثِ بْنِ يَحْيَى الْخُزَاعِيُّ الْخُرَاسَانِيُّ الأَمِيرُ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَحَدُ قُوَّادُ بَنِي عَبَّاسٍ، وَلِيَ دِمَشْقَ لِلْمَنْصُورِ بَعْدَ صَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَبَّاسِيِّ، ثُمَّ وَلاهُ إِمْرَةَ الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ، وَدَخَلَ الْقَيْرَوَانِ لِحَرْبِ الإِبَاضِيَّةِ. [ص:957]
وَكَانَ شُجَاعًا حازما مَهِيبًا، هَزَمَ أَبَا الْخَطَّابِ عَبْدَ الأَعْلَى رَأْسَ الْخَوَارِجِ، ثُمَّ ظَفَرَ بِهِ وقتله.
ومات ابن الأشعث هذا سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/956)
372 - مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ. [وَيُقَالُ: هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ الْجَعْدِ الْبَصْرِيُّ] [الوفاة: 141 - 150 ه]
رَوَى عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّهُ كَرِهَ شِرَاءَ تُرَابِ الصَّاغَةِ بِالْوَرَقِ، وَيُقَالُ: هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ الْجَعْدِ الْبَصْرِيُّ،
لَهُ عَنْ: عَطَاءٍ، وَالزُّهْرِيِّ،
وَعَنْهُ: سُفْيَانُ، وَوَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ: مُحَمَّدُ بْنُ الْجَعْدِ مَتْرُوكٌ.
قُلْتُ: وَ:(3/957)
373 - مُحَمَّدُ بْنُ الْجَعْدِ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى ابن الطَّبَّاعِ،
كَأَنَّهُ آخَرُ.(3/957)
374 - خ م ن: مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، أَبُو سَلَمَةَ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: الزهري، وقتادة، وأبي جمرة الضَّبْعِيِّ.
وَعَنْهُ: حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَجَمَاعَةٌ.
ثِقَةٌ مَشْهُورٌ، غَيْرُهُ أَثْبَتُ مِنْهُ.
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: قُلْتُ لِيَحْيَى: حملت عن ابن أَبِي حَفْصَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، حَدِيثَهُ كُلَّهُ، ثُمَّ رَمَيْتُ بِهِ، ثُمَّ قَالَ: هُوَ نَحْوُ صَالِحِ بْن أَبِي الأخضر.
وقال ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ مَرَّةً: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ فِي " الضُّعَفَاءِ ": مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، وَهُوَ ابْنُ مَيْسَرَةَ، ضَعِيفٌ.(3/957)
375 - ت: مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الضَّبِّيُّ الْكُوفِيّ، الْمُلَقَّبُ سُؤْرُ الأسد، أبو يحيى، ويقال: أَبُو حُيَيٍّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
وَكَانَ قد افترسه الأسد، ثُمَّ نجا وعاش بعد.
سَمِعَ: سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، وَعَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ.
وَعَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَأَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ.
ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ، وَغَيْرُهُ، وما علمت أحداً ضعفه، بل قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وقد رَوَى أَيْضًا عَنْ أَنَسٍ.
وَعَنْهُ: أَيْضًا: جَرِيٌر، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَسَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ.
وَظَفِرْتُ بِقَوْلِ أَبِي الْفَتْحِ الأزدي بِأُخْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.(3/958)
376 - ق: مُحَمَّدُ بْنُ ذَكْوَانَ الطَّاحِيُّ الأَزْدِيُّ مَوْلاهُمُ الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
حَمُو حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ.
رَوَى عَنْ: شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَابْنِ سِيرِينَ، ويعلى بن حكيم، وابن أبي مليكة، ورجاء بن حيوة.
وَعَنْهُ: شعبة، وابن جريج، وإبراهيم بن طهمان، وعبد الله بن بكر السهمي، وحجاج بن نصير، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وآخرون.
قال شعبة: كان كخير الرجال.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: على قلة روايته يروي المعضلات عَنِ الثِّقَاتِ.
وَقَالَ حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ - وَهُوَ ضَعِيفٌ -: حدثنا محمد بن ذكوان، قال: حَدَّثَنِي يَعْلَى بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ [ص:959] مَرْفُوعًا: " مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ ". وَسُلَيْمَانُ لا يُدْرَى مَنْ هُوَ.
ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُبَيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي آدَمَ أنه اشتهى ثماراً من ثمار الْجَنَّةَ، وَلَمَّا مَاتَ غَسَّلَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَصَلَّتْ عَلَيْهِ وكبرت عليه أربعاً. ورواه يعلى عن ابن إِسْحَاقَ، فَقَالَ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَيْمُونَ. وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عن عتي، عَنْ أُبَيٍّ قَوْلَهُ.(3/958)
377 - ن: مُحَمَّدُ بْنُ الزُّبَيْرِ التَّمِيمِيُّ الْحَنْظَلِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَبِلالِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، وَالْحَسَنِ، وَمَكْحُولٍ.
وَعَنْهُ: حَمَّادُ بن زيد، وَمُعْتَمِرٌ، وَعَبْدُ الْوَارِثِ، وَابْنُ عُلَيَّةَ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، وَعِدَّةٌ. وَرَوَى عَنْهُ مِنْ أَقْرَانِهِ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ.
ضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ، وَأَخْرَجَ لَهُ حَدِيثًا وَلَمْ يُقَوِّهِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
قُلْتُ: هُوَ رَاوِي حَدِيثِهِ عَنِ الْحَسَنِ، عن عمران مرفوعاً: " لا نذر في غضب، وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ ".(3/959)
378 - ت: مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ، أَبُو سَهْلٍ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: الشَّعْبِيِّ، وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَجَرِيرٌ الضَّبِّيُّ، وَابْنُ فُضَيْلٍ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَغَيْرُهُمْ.
مُتَّفَقٌ على ضعفه.
قال أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: شِبْهُ مَتْرُوكٍ. [ص:960]
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: الضَّعْفُ بَيِّنٌ عَلَى رِوَايَتِهِ.
وقال الْبُخَارِيُّ: هُوَ صَاحِبُ الْفَرَائِضِ، كَانَ ابْنُ الْمُبَارَكِ ينهى عنه.(3/959)
379 - ت: محمد بن السائب بْنُ بِشْرِ بْنِ عَمْرٍو، أَبُو النَّضْرِ الْكَلْبِيُّ الْكُوفِيُّ الأَخْبَارِيُّ الْعَلامَةُ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
صَاحِبُ التَّفْسِيرِ.
رَوَى عَنْ: الشَّعْبِيِّ، وَأَبِي صَالِحِ بَاذَامٍ، وَأَصْبَغَ بْنِ نَبَاتَةَ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: ابنه هشام ابن الكلبي، صاحب النسب، وَشُعْبَةُ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَابْنُ فُضَيْلٍ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَسَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ، وَطَائِفَةٌ سِوَاهُمْ.
وَقَدِ اتُّهِمَ بِالأَخَوَيْنِ: الْكَذِبُ وَالرَّفْضُ، وَهُوَ آيَةٌ فِي التَّفْسِيرِ، وَاسِعُ الْعِلْمِ عَلَى ضَعْفِهِ.
قال زيد بن الحريش: سمعت أبا معاوية يقول: سَمِعْتُ الْكَلْبِيَّ يَقُولُ: حَفِظْتُ مَا لَمْ يَحْفَظْ أَحَدٌ، وَنَسِيتُ مَا لَمْ يَنْسَ أَحَدٌ، حَفِظْتُ الْقُرْآنَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ أَوْ سَبْعَةٍ، وَقَبَضْتُ عَلَى لِحْيَتِي لِآخُذَ مِنْهَا مَا دُونَ الْقَبْضَةِ، فَأَخَذْتُ فَوْقَ الْقَبْضَةِ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: قَالَ لِي الْكَلْبِيُّ: مَا حَفِظْتُ شَيْئًا فَنَسِيتُهُ، وَحَضَرَ الْحَجَّامُ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً، فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ خُذْ مِنْ هَاهُنَا، فَقُلْتُ: خَذْ مِنْ هَاهُنَا، فَأَخَذَ مِنْ فَوْقِ الْقَبْضَةِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَيْسَ لِأَحَدٍ تَفْسِيرٌ أَطْوَلُ مِنْ تَفْسِيرِ الْكَلْبِيِّ.
قُلْتُ: يَعْنِي مِنَ الَّذِينَ فَسَّرُوا الْقُرْآنَ فِي المائة الثانية، ومن الذين لَيْسَ فِي تَفْسِيرِهِمْ سِوَى قَوْلِهِمْ.
ثُمَّ قَالَ ابن عدي: ولشهرته بَيْنَ الضُّعَفَاءِ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: أَجْمَعُوا عَلَى تَرْكِ حَدِيثِهِ. [ص:961]
وقال أبو داود: جويبر أَمْثَلُ مِنْهُ.
وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ: سَمِعْتُ الْكَلْبِيَّ يَتَكَلَّمُ بِشَيْءٍ مَنْ تَكَلَّمَ بِهِ كَفَرَ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: رَأَيْتُ الْكَلْبِيَّ يَضْرِبُ يَدَهُ على صدره ويقول: أنا سبئي، أنا سبئي.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: سَمِعْتُ أَبَا جُزْءٍ يَقُولُ: قَالَ الْكَلْبِيُّ: كَانَ جِبْرِيلُ يُوحِي إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَامَ لِحَاجَةٍ وَجَلَسَ عَلَيَّ فَأَوْحَى جِبْرِيلُ إِلَى عَلِيٍّ.
وَقَدْ رَوَى نَحْوَ هَذَا أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الْكَلْبِيِّ.
وَقَالَ حَجَّاجٌ الأَعْوَرُ: سَمِعْتُ الْكَلْبِيَّ يَقُولُ: حَفِظْتُ الْقُرْآنَ فِي سَبْعَةِ أَيَّامٍ. رَوَاهَا أَبُو عبيد القاسم بن سلام عن الحجاج.
وقال معتمر بْنُ سُلَيْمَانَ: كَانَ الْكَلْبِيُّ كَذَّابًا.
قُلْتُ: أَنَا أَتَعَجَّبُ مِنْ شُعْبَةَ وَتَحَرِّيهِ كَيْفَ يَرْوِي عَنْ مِثْلِ هَذَا التَّالِفِ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَعْلَى: سَمِعْتُ زَائِدَةَ يَقُولُ: اطْرَحُوا حَدِيثَ أَرْبَعَةٍ: حَجَّاجٌ، وَجَابِرٌ، وَحُمَيْدٌ - صَاحِبُ مُجَاهِدٍ - وَالْكَلْبِيِّ، فَأَمَّا الْكَلْبِيُّ فَصَمْتًا إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: نَسِيتُ عِلْمِي فَأَتَيْتُ آلَ مُحَمَّدٍ فَسَقَوْنِي عَسَلا فَامْتَلَأْتُ عِلْمًا. أَفَتَأْمُرُونِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ رَجُلٍ يَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
وروى عَبَّاسٌ عَنْ يَحْيَى قَالَ: الْكَلْبِيُّ لَيْسَ بِشَيْءٍ.
قُلْتُ: مَوْتُ الْكَلْبِيِّ عَلَى رَأْسِ الْخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَقَدْ مَرَّ فِي الْحَوَادِثِ أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/960)
380 - ت ق: مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ حَسَّانٍ الْمَصْلُوبُ، وهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ أبي قيس، وهو مُحَمَّدُ ابْنُ الطَّبَرِيِّ، وهو الْقُرَشِيُّ، وهو الأُرْدُنِيُّ، وهو الدِّمَشْقِيُّ، وَهُوَ ابْنُ الطَّبَرِيِّ. [أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ] [الوفاة: 141 - 150 ه]
وَقَدْ دَلَّسُوهُ أَلْوَانًا كَثِيرَةً لِئَلا يُعْرَفَ لِسُقُوطِهِ.
رَوَى عَنْ: مكحول، وعبادة بن نسي، ونافع، وَالزُّهْرِيِّ، وَرَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَبَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ [ص:962] عَيَّاشٍ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَالْمُحَارِبِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَطَائِفَةٌ سِوَاهُمْ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَغَيْرُهُ: قَتَلَهُ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ فِي الزَّنْدَقَةِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: صُلِبَ فِي الزَّنْدَقَةِ، وَكَنَّاهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: يُقَالُ فِيهِ: مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانٍ، ومحمد بن أبي حسان.
وقال سعيد بن أبي أيوب، عن ابن عجلان، عن محمد بن سعيد بن حَسَّانِ بْنِ قَيْسٍ، فَذَكَرَ حَدِيثًا.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: يَقُولُونَ فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زَيْنَبَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ. وَيَقُولُونَ: مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانٍ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: وَرُبَّمَا قَالُوا فِيهِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدُ الْكَرِيمِ، وَغَيْرُ ذَلِكَ، عَلَى مَعْنَى التَّعْبِيدِ لِلَّهِ، وَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّ اسْمَهُ قُلِبَ عَلَى نَحْوِ مِائَةِ لَوْنٍ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: هُوَ غَيْرُ ثِقَةٍ وَلا مَأْمُونٌ. وقال مَرَّةً: كَذَّابٌ. وَسَمَّاهُ بَعْضُهُمْ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أبي شميلة.
وقال أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
وَقَالَ أبو زرعة الدمشقي: حدثنا محمد بن خالد عن أبيه، قال: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: لا بَأْسَ إِذَا كَانَ كَلامًا حَسَنًا أَنْ يَضَعَ لَهُ إِسْنَادًا.
الصَّوَابُ مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ الأَزْرَقُ. وَرَوَاهَا دُحَيْمٌ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ.
وَقَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ: دَخَلَ الثَّوْرِيُّ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ الأُرْدُنِيِّ فَاحْتَبَسَ عِنْدَهُ سَاعَةً، ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْنَا فَقَالَ: هُوَ كَذَّابٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: كَانَ كَذَّابًا. وَرَوَى الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ عَنِ النَّسَائِيِّ، قَالَ: الْكَذَّابُونَ الْمَعْرُوفُونَ بِوَضْعِ الْحَدِيثِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَرْبَعَةٌ: ابْنُ أَبِي [ص:963] يَحْيَى بِالْمَدِينَةِ، وَالْوَاقِدِيُّ بِبَغْدَادَ، وَمُقَاتِلٌ بِخُرَاسَانَ، وَمُحَمَّدُ بن سعيد بالشام، يعرف بالمصلوب.
وقال الدَّارَقُطْنِيُّ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ.
قُلْتُ: وَبِإِخْرِاجِ التِّرْمِذِيِّ لِحَدِيثِ المصلوب والكلبي وأمثالهما انْحَطَّتْ رُتْبَةٌ جَامِعَةٌ عَنْ رُتْبَةِ سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيِّ.
وَكَانَ صُلْبُ هَذَا الرَّجُلِ فِي حُدُودِ سَنَةِ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ.(3/961)
381 - ع: مُحَمَّدُ بْنُ سواقة. أَبُو بَكْرٍ الْغَنَوِيُّ الْكُوفِيُّ الْعَابِدُ الصَّالِحُ [الوفاة: 141 - 150 ه]
رَوَى عَنْ: أَنَسٍ، وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وسعيد بن جبير، وأبي صالح السمان، ومنذر الثوري، وجماعة.
وَعَنْهُ: السفيانان، والمحاربي، وأبو معاوية، وعلي بن عاصم، ويعلى بن عبيد، وجماعة.
وكان أحد الثقات، يقال: إنه أنفق في أبواب الخير مائة ألف درهم.
قال ابن عيينة: كان محمد بن سوقة لا يُحْسِنُ أَنْ يعصي الله - تعالى -.
وقال النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ مَرْضِيٌّ.(3/963)
382 - م: مُحَمَّدُ بْنُ شَيْبَةَ بْنِ نَعَامَةَ الضَّبِّيُّ الْكُوفِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَغَيْرُهُمْ.(3/963)
383 - د ن: مُحَمَّدُ بْنُ طَحْلاءِ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالأَعْرَجِ، ومحصن بن علي الفهري.
وَعَنْهُ: ابْنَاهُ يَعْقُوبُ، وَيْحَيى، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ، وغيرهم. [ص:964]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.(3/963)
384 - د ت ن: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيّ بْن أبي طَالِب. الْهَاشِمِيُّ الْحَسَنِيُّ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: نَافِعٍ، وَأَبِي الزِّنَادِ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَخْرَمِيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ.
وقد وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَابْنُ حِبَّانٍ.
وَمَرَّ فِي الْحَوَادِثِ خُرُوجُهُ وَخُرُوجُ أَخَيه إِبْرَاهِيمَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَأَنَّهُمَا قُتِلا.
-فَائِدَةُ:
قَالَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ: ذَهَبَتْ طَائِفَةٌ مِنَ الجارودية وهم من غلاة الرافضة إِلَى أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ الْقَائِمِ بِالْمَدِينَةِ حَيٌّ لَمْ يُقْتَلُ، وَأَنَّهُ لا يموت حتى يملأ الأَرْضُ عَدْلا، يَعْنِي كَمَا مُلِئَتْ جُورًا.
وَقَدْ خَلَفَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مِنَ الأَوْلادِ عَبْدَ اللَّهِ الَّذِي قَتَلَهُ هِشَامُ بْنُ عَمْرٍو فِي مَصَافٍّ كَانَ بَيْنَهُمَا بِنَاحِيَةِ بِلادِ الْقَشْمِيرِ، وَخَلَّفَ عَلِيًّا وَمَاتَ فِي السَّجْنِ، وَحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الَّذِي خَرَجَ وَقُتِلَ فِي وَقْعَةِ فَخٍّ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ زَوْجَةُ ابْنِ عَمِّهَا الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَزَيْنَبُ الَّتِي دخل بها محمد بن أبي العباس السفاح لَيْلَةَ قُتِلَ أَبُوهَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: إِبْرَاهِيمُ، وَمُحَمَّدُ خَارِجِيَّانِ. ثُمّ قَالَ أَبُو دَاوُدَ: بِئْسَ مَا قَالَ.
وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: قَالَ هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْعِجْلِيُّ الشِّيعِيُّ يَعِيبُ خُرُوجَهُ.
يا أيها ذا الذي له كان ذو الـ ... ـنية مِنَّا فِي الدِّينِ مُتَّبِعَا
أَبَيْنَمَا أَنْتَ مُنْتَهَى أمل الـ ... أمة إِذْ قِيلَ صَارَ مُبْتَدِعَا [ص:965]
يَا لَهْفَ نَفْسِي عَلَى تَفَرُّقِ مَا ... قَدْ كَانَ مِنْهَا عَلَيْكَ مُجْتَمِعَا.(3/964)
385 - ق: مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الأُمَوِيُّ الْعُثْمَانِيُّ الملقب بالدِّيبَاجُ لِحُسْنِهِ [الوفاة: 141 - 150 ه]
كَانَ سَمْحًا جَوَّادًا، سَرِيًّا ذَا مُرُوءَةٍ وَسُؤْدُدٍ.
رَوَى عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ ابْنَةِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " لا تُدِيمُوا النَّظَرَ إِلَى الْمُجَذَّمِينَ ".
وَرَوَى عَنْ: نَافِعٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، وَأَبِي الزِّنَادِ.
وَعَنْهُ: أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَغَيْرُهُ.
لَيَّنَهُ الْبُخَارِيُّ.
وَرَوَى عَنْهُ أَيْضًا الدَّرَاوَرْدِيُّ، ومُحَمَّدُ بْنُ مَعْنٍ الْغِفَارِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ، وَابْنُ أَبِي الزِّنَادِ.
وَقَدِمَ الشَّامَ مَرَّاتٍ. وَهُوَ أَخُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ وَالِدُ الأَخَوَيْنِ مُحَمَّدٍ، وَإِبْرَاهِيمَ لأُمِّهِ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وَكَانَ أَبُوهُ يُدْعَى الْمُطَرِّفُ لِجَمَالِهِ.
وقال الواقدي: كان محمد الديباج أَصْغَرَ وَلَدِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ، وَكَانَ إِخْوَتُهُ مِنْ أُمِّهِ يَرِقُّونَ عَلَيْهِ وَيُحِبُّونَهُ، وَكَانَ لا يُفَارِقُهُمْ، فَكَانَ مِمَّنْ أَخَذَ مَعَ إِخْوَتِهِ بَنِي الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ فَضَرَبَهُ الْمَنْصُورُ مِنْ بَيْنَ إِخْوَتِهِ مَائَةَ سَوْطٍ، وَسَجَنَهُ مَعَهُمْ بِالْهَاشِمِيَّةِ فَمَاتَ فِي حَبْسِهِ. قَالَ: وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ، عَالِمًا.
وَقَالَ مُسْلِمٌ: كَانَ مُنْكَرَ الْحَدِيثِ.
وَكَنَّاهُ النَّسَائِيُّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَقَالَ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابن عدي: حديثه قليل ومقدار ما له يُكْتَبُ.
وَقَالَ دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ [ص:966] أَتَى أَخَاهُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَوَجَدَهُ نَائِمًا فَأَكَبَّ عَلَيْهِ فَقَبَّلَهُ ثُمَّ انْصَرَفَ وَلَمْ يُوقِظْهُ.
وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي السَّائِبِ قَالَ: احْتَجْتُ إِلَى لَقْحَةٍ فَكَتَبْتُ إِلَى مُحَمَّدٍ الدِّيبَاجِ أَسْأَلُهُ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيَّ بِلَقْحَةٍ، فَإِنِّي لَعَلَى بَابِي إِذَا أَنَا بِزَاجِرٍ يَزْجُرُ إِبِلا وَإِذَا هُوَ عَبْدٌ يَزْجُرُهَا، فَقُلْتُ: يا هذا ليس ها هنا الطَّرِيقُ. قَالَ: أَرَدْتُ دَارَ أَبِي السَّائِبِ، فَقُلْتُ: أَنَا هُوَ، فَدَفَعَ إِلَيَّ كِتَابَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَإِذَا فِيهِ: أَتَانِي كِتَابُكَ تَطْلُبُ لَقْحَةً وَقَدْ جَمَعْتُ مَا كَانَ بِحَضْرَتِنَا مِنْهَا وَهِيَ تِسْعَ عَشْرَةَ لَقْحَةً وَبَعَثْتُ مَعَهَا بِعَبْدٍ يرعاها. قال: فبعت منها بثلاث مائة دِينَارٍ سِوَى مَا حُبِسَتْ.
وَرَوَى الزُّبَيْرُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْعَبَّاسِ السَّعْدِيِّ يَمْدَحُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو:
وَجَدْنَا الْمَحْضَ الأَبْيَضَ مِنْ قُرَيْشٍ ... فَتًى بَيْنَ الْخَلِيفَةِ وَالرَّسُولِ
أَتَاكَ الْمَجْدُ مِنْ هَذَا وَهَذَا ... وَكُنْتَ لَهُ بِمُعْتَلِجِ السُّيُولِ
فَمَا لِلْمَجْدِ دُونَكَ مِنْ مَبِيتٍ ... وَمَا لِلْمَجْدِ دُونَكَ مِنْ مُقِيلِ.
قَالَ الزُّبَيْرُ: قُتِلَ مُحَمَّدٌ الدِّيبَاجُ أَوْ مَاتَ فِي حَبْسِ الْمَنْصُورِ فِي أَمْرِ مُحَمَّدٍ، وَإِبْرَاهِيمَ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: أُخِذَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَزَعَمُوا أَنَّ أَبَا جعفر قتله.
وقال الواقدي: قال عبد الرحمن بن أبي الموال: أُحْضِرَت فسلمت عَلَى الْمَنْصُورِ، فَقَالَ: لا سَلَّمَ الله عليك أين الفاسقان؟ يَعْنِي مُحَمَّدًا، وَإِبْرَاهِيمَ، قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، امْرَأَتِي طَالِقٌ، وَعَلَيَّ وَعَليَّ إِنْ كُنْتُ أَعْرِفُ مكانهما، فقال: السياط، فضربت أربع مائة سَوْطٍ، فَمَا عَقِلْتُ بِهَا حَتَّى رَفَعَ عَنِّي، وَذَكَرَ الْقِصَّةَ إِلَى أَنْ قَالَ: ثُمَّ مَاتَ مُحَمَّدٌ الدِّيبَاجُ فَقُطِعَ رَأْسُهُ فَبُعِثَ بِهِ إِلَى خُرَاسَانَ وَطَافُوا بِهِ، وَجَعَلُوا يَحْلِفُونَ أَنَّهُ رَأْسُ محمد بن عبد الله ابْنُ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - يوهمون أَنَّهُ رَأْسُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ الَّذِي [ص:967] كَانُوا يَجِدُونَ فِي الرِّوَايَةِ خُرُوجَهُ عَلَى الْمَنْصُورِ.
وقال إبراهيم بن المنذر: حدثنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: زَعَمُوا أَنَّ الْمَنْصُورَ قَتَلَ مُحَمَّدًا الدِّيبَاجَ لَيْلَةَ جَاءَهُ خُرُوجُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ بِالْمَدِينَةِ.(3/965)
386 - مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْخُزَاعِيُّ، مَوْلاهُمْ [الوفاة: 141 - 150 ه]
رَوَى عَنْ: سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ.
وَعَنْهُ: مَالِكٌ، وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَيْحَيَى الْقَطَّانُ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.(3/967)
387 - 4: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيُّ الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
قَاضِي الْكُوفَةِ وَفَقِيهُهَا وَعَالِمُهَا وَمُقْرِئُهَا فِي زَمَانِهِ.
رَوَى عَنْ: الشَّعْبِيِّ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَالْحَكَمِ، وَنَافِعٍ، وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ مَرَّةَ، وَغَيْرِهِمْ وَلَمْ يُدْرِكِ السَّمَاعَ مِنْ أَبِيهِ.
رَوَى عَنْهُ: شُعْبَةُ، وَالسُّفْيَانَانِ، وَزَائِدَةُ، وَوَكِيعٌ، وَالْخُرَيْبِيُّ، وَابْنُهُ عِمْرَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ، وَغَيْرُهُ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: كان أفقه أهل الدنيا.
وقال أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: كَانَ فَقِيهًا صَدُوقًا، صَاحِبَ سُنَّةٍ، جائز الحديث، قارئاً، عالماً بالقرآن.
وقال أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ هُوَ بِأَقْوَمِ مَا يَكُونُ.
وقال أَحْمَدُ: مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ: مِنْ جَلالَتِهِ أَنَّهُ قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى عَشَرَةِ شيوخ.
قلت: قرأ على الشعبي عن علقمة، وَقَرَأَ عَلَى أَخِيهِ عِيسَى عَنْ وَالِدِهِمَا، وَقَرَأَ عَلَى الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى سعيد بن جبير، وكان حمزة يقول: تعلمنا جَوْدَةُ الْقِرَاءَةِ عِنْدَهُ. وَكَانَ مِنْ أَحْسَبِ النَّاسِ، وأحسنهم [ص:968] خَطًّا وَنَقْطًا لِلْمُصْحَفِ، وَأَجْمَلِهِمْ وَأَنْبَلِهِمْ.
وَرَوَى أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَطَاءٍ فَجَعَلَ يَسْأَلُنِي، فَكَانَ أَصْحَابُهُ أنكروا ذلك وقالوا: تَسْأَلُهُ؟ قَالَ: وَمَا تُنْكِرُونَ هُوَ أَعْلَمُ مِنِّي.
وَقَالَ بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ: سَمِعْتُ أَبَا يُوسُفَ الْقَاضِي يَقُولُ: مَا وَلِيَ الْقَضَاءَ أَحَدٌ أَفْقَهُ فِي دِينِ اللَّهِ وَلا أَقْرَأُ لِكِتَابِ اللَّهِ، وَلا أَقْوَلُ حَقًّا بِاللَّهِ، وَلا أَعَفُّ مِنِ ابن أبي ليلى.
وقال: شعبة: ما رأيت أحدا أسوأ حفظا من ابن أبي ليلى.
وقال ابن معن: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ لا يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى مَا رَوَى عَنْ عَطَاءٍ.
وقال أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ، سَيِّئُ الحفظ.
وَرَوَى مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: رديء الحفظ، كثير الوهم.
وقال أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: عَامَّةُ أَحَادِيثِهِ مَقْلُوبَةٌ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَعْلَى الْمُحَارِبِيُّ: طَرَحَ زَائِدَةُ حَدِيثَ ابْنِ أَبِي لَيْلَى.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: سألت زائدة عن ابن أَبِي لَيْلَى فَقَالَ: ذَاكَ أَفْقَهُ النَّاسِ.
وَقَالَ عائذ بْنُ حَبِيبٍ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى يَقُولُ: مَا أَقْرَعَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَهُوَ حَقٌّ، وَمَا لَمْ يُقْرِعْ فَهُوَ قِمَارٌ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الأَزْهَرِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ: سَأَلْتُ جَرِيرًا قُلْتُ: مَنْ رَأَيْتَ مِنَ الْمَشَايِخِ يُسْتَثْنَى فِي إِيمَانِهِ؟ قَالَ: كَانَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى مَنْ أَشَدِّهِمْ فِي ذَلِكَ.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ سَافِرِينَ: سَأَلْتُ مَنْصُورًا: مَنْ أَفْقَهُ أَهْلِ الْكُوفَةِ؟ قَالَ: قَاضِيهَا، يَعْنِي ابْنَ أبي ليلى. [ص:969]
وَقَالَ الْخُرَيْبِيُّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: فُقَهَاؤُنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، وَابْنُ شُبْرُمَةَ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كان رزق ابن أَبِي لَيْلَى قَاضِي الْكُوفَةِ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ.
أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ وَحْيٌ قلت: نذير قوم فأهلكوا أَوْ صَبَّحَهُمُ الْعَذَابُ، فَإِذَا سُرِّيَ عَنْهُ فَأَطْيَبُ النَّاسِ نَفْسًا وَأَطْلَقَهُمْ وَجْهًا وَأَكْثَرُهُمْ ضَحِكًا، أَوْ قَالَ: تَبَسُّمًا.
أَبُو شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ليلى، عن عبد الرحمن ابن الأصبهاني. عن أَبِي لَيْلَى عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: لَيْسَ عَلَى الْفِطْرَةِ مَنْ قَرَأَ خَلْفَ الإِمَامِ.
تُوُفِّيَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/967)
388 - م 4: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْمِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ
كُوفِيٌّ ثِقَةٌ.
رَوَى عَنْ: عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، وَالسَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، وَكُرَيْبٍ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ.
وَعَنْهُ: مسعر، وشعبة، والسفيانان، وشريك، وإسرائيل، وسعد بن الصلت.
وقال ابن عيينة: كان أعلم من عندنا بالعربية.
وقال ابن معين: ثقة.(3/969)
389 - م ت: محمد بن عبد العزيز الراسبيُّ البَصْريُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِي الْوَازِعِ جَابِرِ بْنِ عَمْرٍو، وَأَبِي الشَّعْثَاءِ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَوَكِيعٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ.
صَالِحُ الْحَدِيثِ، مقل، استشهد به مسلم.
وقال أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ: أَرَاهُ يَضْطَرِبُ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ كُوفِيٌّ يُعْرَفُ بِالْجَرْمِيِّ، وَقِيلَ: بَلِ الْكُوفِيُّ آخر.(3/969)
390 - ق: مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
مَوْلَى آلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَخُو عَوْنٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَدَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: ابْنَاهُ مَعْمَرٌ وَمُغِيرَةُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَعَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ، وَآخَرُونَ.
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ فِي عِدَادِ شِيعَةِ الْكُوفَةِ يَرْوِي أَشْيَاءَ مِنَ الْفَضَائِلِ لا يُتَابَعُ عَلَيْهَا.
وقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ وَلا ابْنُهُ مَعْمَرٌ.
حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ مَرْفُوعًا: " إِذَا طَنَّتْ أُذُنُ أَحَدِكُمْ فَلْيَذْكُرْنِي وَلْيُصَلِّ عَلَيَّ وَلْيَقُلْ: ذَكَرَ اللَّهُ مَنْ ذَكَرَنِي بِخَيْرٍ ".
وَبِهِ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَتَلَ عَقْرَبًا وَهُوَ يُصَلِّي.
وَبِهِ أَنَّهُ - عَلَيْهِ السَّلامُ - كَانَ يَكْتَحِلُ وَهُوَ صَائِمٌ.
عباد الرواجني: أخبرنا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " " أُوصِي مَنْ آمَنَ بِي بِوَلائِهِ لِعَلِيٍّ، فَمَنْ تَوَلاهُ وَتَوَلانِي تَوَلَّى اللَّهَ ".(3/970)
391 - د: مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدٍ بْنِ يَرْبُوعٍ الْمَخْزُومِيُّ الْمَدَنِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: جَدِّهِ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ.
وَعَنْهُ: حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، وَصَفْوَانُ بْنُ عِيسَى. [ص:971]
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ.(3/970)
392 - 4 م متابعة: مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلانَ. مَوْلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، الْقُرَشِيُّ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ، الْفَقِيهُ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَحَدُ الأَعْلامِ.
رَوَى عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ شيئاً، وعن أبيه، وَنَافِعٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، وسعيد المقبري، وعمرو بن شعيب، وغيرهم.
وَعَنْهُ: السفيانان، وبكر بن مضر، وبشر بن المفضل، وعبد الله بن إدريس، ويحيى القطان، وأبو عاصم والواقدي، وخلق سواهم.
وثقه ابن عيينة، وغيره، وكان أحد من جمع بين العلم والعمل، وكان له حلقة فِي مسجد النَّبِيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَقَدْ خَرَجَ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، فَهَمَّ وَالِي الْمَدِينَةِ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْهَاشِمِيُّ أَنْ يَجْلِدَهُ، فَقَالُوا لَهُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ، لَوْ رَأَيْتَ الحْسَنَ الْبَصْرِيُّ فعل مثل هذا أكنت تَضْرِبُهُ؟ قَالَ: لا، قِيلَ: فَابْنُ عَجْلانَ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِثْلُ الْحَسَنِ فِي أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَعَفَا عَنْهُ.
وَرَوَى عَبَّاسُ بْنُ نَصْرٍ الْبَغْدَادِيُّ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عِيسَى قَالَ: مَكَثَ ابْنُ عَجْلانَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ ثَلاثَ سِنِينَ فَشُقَّ بَطْنُهَا فَأُخْرِجَ وَقَدْ نَبَتَتْ أَسْنَانُهُ. سَمِعَهَا عَبْدُ العزيز بن أحمد الغافقي مِنْ عَبَّاسٍ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ فِي " مسند علي ": حدثنا إبراهيم بن موسى الفراء، قال: حدثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِمَالِكٍ: إِنِّي حَدَّثْتُ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: لا تَحْمِلُ الْمَرْأَةُ فَوْقَ سَنَتَيْنِ قَدْرَ ظَلِّ مَغْزَلٍ، فَقَالَ: مَنْ يَقُولُ هَذَا؟ هَذِهِ امْرَأَةُ ابْنِ عَجْلانَ جَارُتَنَا امْرَأَةُ صِدْقٍ وَلَدَتْ ثَلاثَةَ أَوْلادٍ فِي ثِنْتَيْ عَشَرَةَ سَنَةٍ تَحْمِلُ أَرْبَعَ سِنِينَ قَبْلَ أن تلد.
وقال سعيد بن داود الزنبري: أخبرني محمد بن محمد بن عجلان قال: أنا ولدت في أربع سنين في حياة أبي.
وقال الواقدي: سمعت عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ يَقُولُ: حُمِلَ بِأَبِي أَكْثَرَ مِنْ ثَلاثِ سِنِينَ.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَسَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: قَدْ يَكُونُ الْحَمْلُ سَنَتَيْنِ وَأَكْثَرَ [ص:972] أَعْرِفُ مَنْ حُمِلَ بِهِ كَذَلِكَ، يَعْنِي نَفْسَهُ.
وَرَوَى أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ عَنْ شَيْخٍ لَهُ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، قَالَ: لَمْ يَكُنْ بِالْمَدِينَةِ أَحَدٌ أَشَبْهَ بِأَهْلِ الْعِلْمِ مِنِ ابْنِ عَجْلانَ كُنْتُ أُشَبِّهُهُ بِالْيَاقُوتَهِ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ - رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ -.
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: ذَكَرَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ مُحَمَّدَ بْنَ عَجْلانَ فَقَالَ: كَانَ لَهُ قَدْرٌ وَفَضْلٌ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ مِمَّنْ خَرَجَ مَعَ مُحَمَّدٍ، فَأَرَادَ جَعَفْرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَطْعَ يَدِهِ فَسَمِعَ ضَجَّةً، وَكَانَ عِنْدَهُ الأَكَابِرُ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: هَذِهِ ضَجَّةُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ يَدْعُونَ لابْنِ عَجْلانَ فَلَوْ عَفَوْتَ عَنْهُ، وَإِنَّمَا غَرَّ وَأَخْطَأَ فِي الرِّوَايَةِ، ظَنَّ أَنَّهُ الْمَهْدِيُّ، فَعَفَا عَنْهُ وَأَطْلَقَهُ.
قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلادٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: كَانَ ابْنُ عَجْلانَ مُضْطَرِبَ الْحَدِيثِ فِي حَدِيثِ نَافِعٍ.
وَقَالَ الْفَلاسُ: سَأَلْتُ يَحْيَى عَنْ حَدِيثِ ابْنِ عَجْلَانَ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلا قَالَ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ قَاتَلْتُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " فَأَبَى أَنْ يُحَدِّثَنِي فَقُلْتُ لَهُ: خَالَفَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ فَقَالَ: عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أبيه، فقال: أحدث به! أحدث به! كأنه يَعْجَبُ.
وَقَالَ أَبُو زَيْدِ بْنُ أَبِي الْغَمْرِ: حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: قِيلَ لِمَالِكٍ إِنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يُحَدِّثُونَ، فَقَالَ: مَنْ هُمْ؟ قِيلَ: ابْنُ عَجْلانَ، فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ ابْنُ عَجْلانَ هَذِهِ الأَشْيَاءَ، وَلَمْ يَكُنْ عَالِمًا.
قُلْتُ: هَذَا قَالَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ لَمَّا بَلَغَهُ أَنَّ ابْنَ عَجْلانَ رَوَى حديث " خلق [ص:973] اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ "، وَالْحَدِيثُ فِي الصَّحِيحِ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ ابْنِ عَجْلانَ، وَلَمْ يَنْفَرِدْ بِهِ ابْنُ عَجْلانَ.
وَقَدْ وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِينٍ، وَحَدَّثَ عَنْهُ شُعْبَةُ، وَمَالِكٌ، وَغَيْرُ ابْنِ عَجْلانَ أَقْوَى مِنْهُ.
قَالَ الْحَاكِمُ: أَخْرَجَ لَهُ مُسْلِمٌ فِي كِتَابِهِ ثَلاثَةَ عَشَرَ حَدِيثًا كُلُّهَا فِي الشَّوَاهِدِ، وَقَدْ تَكَلَّمَ الْمُتَأَخِّرُونَ مِنْ أَئِمَّتِنَا فِي سُوءِ حِفْظِهِ.
قُلْتُ: وَقَلَّمَا رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ، وَمَالِكٌ. وَحَدِيثُهُ مِنْ قَبِيلِ الْحَسَنِ. مَاتَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/971)
393 - مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، أَبُو عَتَّابٍ السُّلَمِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِي وَائِلٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ عَبَّاسٍ.
وَعَنْهُ: هُشَيْمٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، وعبيد الله بن موسى، وجماعة.
وكان شيعياً عراقياً، وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
قُلتُ: لَمْ يُخْرِجُوا لَهُ.(3/973)
394 - ع، خ مقروناً: مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ، أَبُو الْحَسَنِ اللَّيْثِيُّ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَحَدُ عُلَمَاءِ الْحَدِيثِ
أَكْثَرَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، وَعَمْرٍو وَالِدِهِ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: مَالِكٌ، وَسُفْيَانُ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَعَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَسَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. [ص:974]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ وَسُئِلَ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَالْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، وَعَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَقَالَ: لَيْسَ حَدِيثُهُمْ بِحُجَّةٍ. قِيلَ لَهُ: فَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو؟ قَالَ: مُحَمَّدُ فَوْقَهُمْ.
قُلْتُ: خَرَّجَ لَهُ الْبُخَارِيُّ مَقْرُونًا بِغَيْرِهِ، وَرَوَى لَهُ مُسْلِمٌ مُتَابَعَةً.
وَرَوَى عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ، قَالَ: ابْنُ عَجْلانَ أَوْثَقُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، وَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنِ ابْنِ إِسْحَاقَ.
وَعَنِ ابْنِ الْمَدِينِيِّ أَنَّهُ سَأَلَ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، فقال: تريد العفو أو تشدد؟ قُلْتُ: بَلْ شَدِّدْ. قَالَ: لَيْسَ هُوَ مِمَّنْ تُرِيدُ.
قُلْتُ: صَدَقَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ لَيْسَ هو مثل يحيى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَحَدِيثُهُ صَالِحٌ.
مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ أَوْ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/973)
395 - ق: مُحَمَّدُ بْنُ عَوْنٍ الْخُرَاسَانِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَالضَّحَّاكِ، وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ،
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا وَسَيْفُ بْنُ عُمَرَ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ، وأَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
قُلْتُ: هُوَ صَاحِبُ حَدِيثِ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ - اسْتَلَمَ الْحَجَرَ، وَوَضَعَ شَفَتَهُ عَلَيْهِ يَبْكِي طَوِيلا، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ: " يَا عُمَرُ هَاهُنَا [ص:975] تُسْكَبُ الْعَبَرَاتُ ". سَمِعَهُ مِنْهُ يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ.(3/974)
396 - خت د ت: مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْكُوفِيُّ الطَّوِيلُ [الوفاة: 141 - 150 ه]
لَهُ عَنْ أَبِيهِ، وَعِكْرِمَةَ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، وأبو أسامة.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ.(3/975)
397 - بخ م د ن: مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ الأَسَدِيُّ الْوَالِبِيُّ. أَبُو نَصْرٍ، وَيُقَال أَبُو قُدَامَةَ، وأَبُو الْحَكَمِ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: الشعبي، وعلي بن ربيعة الوالبي، وبشير بْنِ يَسَارٍ، وَالْحَكَمِ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَسُفْيَانُ، وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، وَوَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ وَحَفِيدُهُ وَهْبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ.
قَالَ أَحْمَدُ: ثِقَةٌ لا يُشَكُّ فِيهِ، وَكِيعٌ أَرْوَى النَّاسِ عَنْهُ.
وقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ، وَيَحْيَى، وَجَمَاعَةٌ: ثِقَةٌ.(3/975)
• - مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ الْحَارِثِيُّ الْعَابِدُ [الوفاة: 141 - 150 ه]
مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ - تَعَالَى - إِنْ شَاءَ اللَّهُ -،
يَأْتِي فِي طَبَقَةِ شَرِيكٍ الْقَاضِي.(3/975)
398 - ع سِوَى ت: مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ الْحِمْصِيُّ الْقَاضِي، أَبُو الْهُذَيْلِ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَحَدُ الأَئِمَّةِ الثِّقَاتِ
رَوَى عَنْ: أَزْهَرَ بْنِ سعيد الحرازي، وراشد بن سعد المقرائي، وَمَكْحُولٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، وَالزُّهْرِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَخَلْقٍ سِوَاهُمْ.
وَعَنْهُ: الأَوْزَاعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، [ص:976] وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَمُنَبِّهُ بْنُ عُثْمَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ سُمَيْعٍ، وَخَلْقٍ آخِرُهُمْ وَفَاةً يحيى بن سعيد العطار.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ أَعْلَمَ أَهْلِ الشَّامِ بِالْفَتْوَى وَالْحَدِيثِ.
قَالَ الزُّبَيْدِيُّ: أَقَمْتُ مَعَ الزُّهْرِيِّ بِالرَّصَافَةِ عَشْرَ سِنِينَ.
وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: مَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ أَثْبَتُ مِنَ الزُّبَيْدِيِّ. وَقَدْ قَالَ الزُّهْرِيُّ مَرَّةً: قَدِ احْتَوَى هَذَا الزُّبَيْدِيُّ عَلَى مَا بين جنبي من العلم.
وقال أبو داود: ليس في حديثه خطأ.
وقال النَّسَائِيُّ: حِمْصِيٌّ ثِقَةٌ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ: كَانَ الزُّبَيْدِيُّ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ، وَكَانَ الزُّهْرِيُّ بِهِ مُعْجَبًا يُقَدِّمُهُ عَلَى جَمِيعِ أَهْلِ حِمْصٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: الزُّبَيْدِيُّ أَثْبَتُ مِنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ فِي الزُّهْرِيِّ.
تُوُفِّيَ الزُّبَيْدِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: فِي الْمَحْرَمِ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَعَاشَ سَبْعِينَ سَنَةً.(3/975)
399 - د ن ق: مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى الأَسْلَمِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْمَدَنِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَعِكْرِمَةَ، وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
وَعَنْهُ: ابْنَاهُ؛ إِبْرَاهِيمُ وَعَبْدُ اللَّهِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَأَبُو ضُمْرَةَ.
وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَغَيْرُهُ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/976)
400 - د ت ق: مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ الثَّقَفِيُّ الْفِلَسْطِينِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
يُقَالُ: أَصْلُهُ كُوفِيٌّ، سَكَنَ مِصْرَ مُدَّةً، مِنْ مَوَالِي الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ
وَهُوَ صَاحِبُ حَدِيثِ الصُّوَرِ. لَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، وَنَافِعٍ، وَكَعْبِ بْنِ علقمة، وعبادة بن نسي، وَأَيُّوبَ بْنِ قَطَنٍ.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ [ص:977] رَافِعٍ، وَمَعْقِلُ الْجَزَرِيُّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَقَدْ صَحَّحَ لَهُ التِّرْمِذِيُّ، وَتَوَقَّفَ فِيهِ غَيْرُهُ.(3/976)
401 - مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكِنْدِيُّ، الْمَدَنِيُّ، الأَعْرَجُ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ جُرَيْجٍ، وَمَالِكٌ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ.(3/977)
402 - د ت ق: الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ الْيَمَانِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
مِنْ أَبْنَاءِ الْفُرْسِ، نَزَلَ مَكَّةَ
رَوَى عَنْ: طَاوُسٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَالْمُحَرِّرِ بْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَابْنِ أبي مليكة.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمَعْقِلُ بْنُ زِيَادٍ، وَأَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ، وعبد الرزاق، وآخر مَنْ رَوَى عَنْهُ عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ وَأَحْسَبُهُ لَقِيَهُ فِي الْحَجِّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيِّنُ الْحَدِيثِ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مُضْطَرِبُ الحديث.
وقال دَاوُدُ الْعَطَّارُ: لَمْ أُدْرِكْ فِي الْحَرَمِ أَعْبَدَ منه.
مَاتَ آخِرَ سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/977)
403 - 4 م مقروناً: مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ بَسْطَامٍ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
رَوَى عَنْ: قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، وَمُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ، وَالشَّعْبِيِّ، وَأَبِي الْوَدَّاكِ، وَأَمْثَالِهِمْ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ إِسْمَاعِيلُ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، وَطَائِفَةٌ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: يُرْفَعُ كَثِيرًا مِمَّا لا يَرْفَعُ النَّاسُ، لَيْسَ بِشَيْءٍ. [ص:978]
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ: ذَكَرَ رَجُلٌ عُثْمَانَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عِنْدَ مُجَالِدٍ فَقَالَ لِغُلامِهِ: جُرَّهُ وَاطْرَحْهُ فِي الْبِئْرِ.
قُلْتُ: هَذِهِ حِكَايَةٌ مُرْسَلَةٌ.
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ: عَاشَ أَبِي سِتًّا وَتِسْعِينَ سَنَةً.
قُلْتُ: أَدْرَكَ جَمَاعَةً مِنَ الصَّحَابَةِ لَكِنْ لَيْسَ لَهُ عَنْهُمْ شَيْءٌ.
تُوُفِّيَ مُجَالِدٌ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/977)
404 - م ن: مُجْمَعُ بْنُ يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ الأَنْصَارِيُّ الْكُوفِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَحُسَيْنُ الْجُعْفِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ الأَشْجَعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.
وَهُوَ ثِقَةٌ.(3/978)
405 - ق: مُحْرِزُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَبُو رَجَاءٍ [الوفاة: 141 - 150 ه]
شَامِيٌّ، وَيُقَالُ جَزَرِيٌّ. عَنْ مَكْحُولٍ، وَبُرْدُ بْنُ سِنَانٍ.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، وَجَمَاعَةٌ.(3/978)
406 - ع: مُخَوَّلُ بْنُ رَاشِدٍ الْكُوفِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ، وَمُسْلِمٍ الْبَطِينِ،
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَسُفْيَانُ، وَشَرِيكٌ، وَأَبُو عَوَانَةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَمَاتَ فِي دَوْلَةِ الْمَنْصُورِ.(3/978)
407 - د ق: مَرْوَانُ بْنُ جَنَاحٍ الأُمَوِيُّ. مَوْلاهُمُ، الدِّمَشْقِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَخُو رَوْحِ بْنِ جَنَاحٍ
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَبُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَمُجَاهِدٍ، [ص:979] وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مسلم، وابن شابور.
قال الدارقطني: لا بَأْسَ بِهِ.(3/978)
408 - مُسَافِرٌ التَّمِيمِيُّ الْجَصَّاصُ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، وَفُضَيْلٍ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو نعيم، وغيرهما.
وثقه ابن معين.(3/979)
409 - م 4: مُسَاوِرٌ الْوَرَّاقُ الْكُوفِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ،، وَأَبِي حُصَيْنٍ الأَسَدِيِّ، وَشُعَيْبِ بْنِ يَسَارٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَوَكِيعٌ، وَطَائِفَةٌ.
وَلَهُ شِعْرٌ جَيِّدٌ، وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَلَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي الْكُتُبِ، وَهُوَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَطَبَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ.(3/979)
410 - 4: مُسْتلِمُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، الْوَاسِطِيُّ، الْعَابِدُ [الوفاة: 141 - 150 ه]
رَوَى عَنْ: خَالِهِ مَنْصُورِ بْنِ زاذان، ورميح الجذامي، وخبيب بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَعَنْهُ: حِبَّانُ، وَمِنْدَلٌ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ.
وثقه أحمد.
وحكى يزيد بن هارون أَنَّهُ بَقِيَ أَرْبَعِينَ سَنَةً لا يَضَعُ جَنْبَهُ إِلَى الأَرْضِ، قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَمْ أَشْرَبِ الْمَاءَ مُنْذُ خَمْسَةٍ وَأَرْبَعِينَ يَوْمًا.(3/979)
411 - د: مِسْحَاجُ بْنُ مُوسَى الضَّبِيُّ الْكُوفِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
[ص:980]
عَنْ: أَنَسٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مِغْرَاءَ، وَمَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ معين، وغيره.
له حديث واحد فِي السُّنَنِ.(3/979)
412 - د: مِسْعَرُ بْنُ حَبِيبٍ، أَبُو الْحَارِثِ الْجَرْمِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
بَصْرِيٌّ. عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ الْجَرْمِيِّ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى الْقَطَّانُ، وَوَكِيعٌ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(3/980)
413 - مُسْلِمُ بْنُ صَاعِدٍ النَّحَّاتُ [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَرْسَلَ عَنْ عَلِيٍّ، وَرَوَى عَنْ مُجَاهِدٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْدَانَ.
وَعَنْهُ: مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ.(3/980)
414 - ق: مُشْمَعِلُّ بْنُ إِيَاسٍ، وَقِيلَ: ابْنُ عَمْرو. [الوفاة: 141 - 150 ه]
بَصْرِيٌّ. عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ.
وَعَنْهُ: الْقَطَّانُ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ التَّنُّورِيُّ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(3/980)
415 - مصعب بن ثابت [الوفاة: 141 - 150 ه]
من أَكْبَرُ شَيْخٍ لابْنِ الْمُبَارَكِ. حَدَّثَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ.
فِيهِ جَهَالَةٌ.(3/980)
416 - م د ن: مُصْعَبُ بْنُ سُلَيْمٍ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ بْنِ العوام [ص:981]
وَكَانَ عَرِيفَ بَنِي زُهْرَةَ بِالْكُوفَةِ.
رَوَى عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى.
وَعَنْهُ: ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَوَكِيعٌ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.(3/980)
417 - ع: مُطَرِّفُ بْنُ طريف الْحَارِثِيُّ، الْكُوفِيُّ، الْعَابِدُ [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَحَدُ الأَثْبَاتِ الْمُجَوِّدِينَ.
رَوَى عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وَالشَّعْبِيِّ، وَالْحَكَمِ، وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: السُّفْيَانَانِ، وَعَبْثَرَ بْنِ الْقَاسِمِ، وَخَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ، وَعَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ، وَعَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَكَانَ بِهِ مُعْجَبًا.
وقال ذواد بن علبة: مَا أَعْرِفُ عَرَبِيًّا وَلا أَعْجَمِيًّا أَفْضَلَ مِنْ مُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/981)
418 - د: الْمُطْعِمُ بْنُ الْمِقْدَامِ بْنِ غُنَيْمٍ. الصَّنْعَانِيُّ، الشَّامِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: الْحَسَنِ، وَعَطَاءٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَابْنِ سِيرِينَ.
وَعَنْهُ: الأَوْزَاعِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ به.
وقال ابن معين: ثِقَةٌ.(3/981)
419 - ن: مُطِيعٌ، أَبُو الْحَسَنِ الْغَزَّالِ، الْكُوفِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَأَبِي عُمَرَ الْبَهْرَانِيِّ، وَالشَّعْبِيِّ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى الْقَطَّانُ، وَوَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَيَعْلَى بْنُ عبيد. [ص:982]
وثقه ابن معين.(3/981)
420 - د ت ق: مُظَاهِرُ بْنُ أَسْلَمَ الْمَخْزُومِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
مَدَنِيٌّ، ضَعِيفٌ، لَهُ فِي الطَّلاقِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ جُرَيْجٍ، وَالثَّوْرِيُّ، وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ.
ضَعَّفَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ.(3/982)
421 - ق: مُعَاوِيَةُ بن مسلمة النَّصْرِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
كُوفِيٌّ نَزَلَ دِمَشْقَ.
سَمِعَ: عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ، وَالْحَكَمَ، وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيَّ.
وَعَنْهُ: الأَوْزَاعِيُّ، وَابْنُ نمير، ومسلمة بْنُ عَلِيٍّ الْخَشَنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُمَيْعٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُسْتَقِيمُ الْحَدِيثِ، ثِقَةٌ.(3/982)
422 - م د ن: مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرو بْنِ غَلابٍ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
جَدُّ الْمُفَضَّلِ الْغَلابِيِّ
رَوَى عَنْ: الْحَسَنِ، وَالْحَكَمِ بْنِ الأَعْرَجِ.
وَعَنْهُ: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَمُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.(3/982)
423 - خ م ن: مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي مُزَرِّد المَدَنيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: عَمِّهِ أَبِي الْحُبَابِ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، وَوَالِدِهِ أَبِي مُزْرَدٍ، وَيَزِيدَ بْنِ رُومَانَ.
وَعَنْهُ: سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَوَكِيعٌ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَالْوَاقِدِيُّ. [ص:983]
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.(3/982)
424 - مُعَلَّى بْنُ جَابِرِ بْنِ مُسْلِمٍ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: عُدَيْسَةَ بِنْتِ أَهْبَانَ، وَالأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ، وَمُوسَى بْنِ أَنَسٍ.
وَعَنْهُ: سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْ مُعَلَّى، وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، وَوَكِيعٌ، وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ. قَالَهُ أَبُو حَاتِمٍ.(3/983)
425 - م 4: مُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ الْقُرْدُوسِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
وَالْقَرَادِيسُ بَطْنٌ مِنَ الأَزْدِ
عَنْ: الْحَسَنِ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، وَحَنْظَلَةَ السَّدُوسِيِّ.
وَعَنْهُ: حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَسَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضَّبْعِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.(3/983)
426 - خ: مَعْمَرُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سامٍ. وَيُقَال: مُعَمَّرٌ بِالتَّثْقِيلِ، الضَّبِيُّ الْكُوفِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: فَاطِمَةَ بِنْتِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ.(3/983)
427 - م 4: مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ. أَبُو بَسْطَامٍ النَّبَطِيُّ الْبَلْخِيُّ الْخَرَّازُ، وَهُوَ ابْنُ دَوَالٍ دُوز، [الوفاة: 141 - 150 ه]
وَهُوَ بِالْفَارِسِيِّ الْخَرَّازِ
عَنْ: الشَّعْبِيِّ، وَالضَّحَّاكِ، وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَمُجَاهِدٍ، وابن بُرَيْدَةَ، وَمُسْلِمِ بْنِ هَيْصَمٍ، وَخَلْقٍ.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بن أدهم، وبكير بْنُ مَعْرُوفٍ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَعُمَرُ بْنُ الرَّمَّاحِ، وعبد الرحمن [ص:984] ابْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، وَمُسْلِمَةُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَشَنِيُّ، وَعِيسَى غنجار، وَخَلْقٌ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنْ شُيُوخِهِ عَلْقَمَةُ بْنُ مرثد وذلك فِي " صَحِيحِ مُسْلِمٍ ".
وَكَانَ خَيِّرًا نَاسِكًا، كَبِيرَ الْقَدْرِ، صَاحِبَ سُنَّةٍ. هَرَبَ مِنْ خُرَاسَانَ أَيَّامَ أَبِي مُسْلِمٍ صَاحِبِ الدَّوْلَةِ إِلَى بِلادِ كَابُلٍ فَدَعَا هُنَاكَ خَلْقًا إِلَى الإِسْلامِ فَأَسْلَمُوا عَلَى يَدِهِ.
وَقَدْ وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَأَبُو دَاوُدَ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِرٍ: لَهُ وِفَادَةٌ عَلَى عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ: مُقَاتِلٌ وَحَسَنٌ وَمُصْعَبٌ وَيَزِيدُ أَخُوهُ خُطَّتُهُمْ بِمَرْوَ وَتُعْرَفُ بِسِكَّةِ حَيَّانَ، وَكَانَ حَيَّانُ مِنْ مَوَالِي بَنِي شَيْبَانَ، وَكَانَ ذَا مَنْزِلَةٍ عِنْدَ قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، هَرَبَ ابْنُهُ مُقَاتِلٌ إِلَى كَابُلٍ فَأَسْلَمَ بِهِ خَلْقٌ.
قَالَ عَبْدُ الْغَنِيِّ: وَالْخَرَّازُ بِرَاءٍ ثُمَّ زَايٍ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لا أَحْتَجُّ بِهِ.
وَرَوَى الْكَوْسَجُ عَنْ يَحْيَى: ثِقَةٌ.
وَكَذَا وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ.
قُلْتُ: مَاتَ فِي حُدُودِ الْخَمْسِينَ وَمِائَةٍ قَبْلَ مُقَاتِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ بِمُدَّةٍ.(3/983)
• - مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُفَسِّرُ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
فِي الطَّبَقَةِ الآتِيَةِ(3/984)
428 - مَنْصُورُ بْنُ دِينَارٍ التَّمِيمِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: نَافِعٍ، وَالزُّهْرِيِّ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ بن نمير، وابن فَضْلٍ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَالِحٌ.(3/984)
429 - مَنْصُورُ بْنُ النُّعْمَانِ، أَبُو حَفْصٍ الْيَشْكُرِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
[ص:985]
بَصْرِيٌّ، نَزَلَ مَرْوَ،
وَرَوَى عَنْ: عِكْرِمَةَ، وَأَبِي مِجْلَزٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رُزْمَةَ، وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ.
وَثَّقَهُ ابْنُ حبان، وعلق له البخاري في تفسيره سُورَةِ الأَنْبِيَاءِ.(3/984)
430 - مُوسَى بْنُ دِينَارٍ، أَبُو الْحَسَنِ الْمَكِّيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ.
وَعَنْهُ: يُوسُفُ بْنُ خالد السمتي، والحسن بن حبيب التميمي، وَسَمِعَ مِنْهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَلَمْ يُحَدِّثَا عَنْهُ لِضَعْفِهِ.
كَذَّبَهُ حَفْصٌ.(3/985)
431 - بخ: مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنُ طَلْحَةَ التَّيْمِيُّ الطَّلْحِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: عَمِّ أَبِيهِ مُوسَى وَأُخْتِهِ عَائِشَةَ ابْنَيْ طَلْحَةَ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو أُسَامَةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانٍ.
لَهُ فِي " الأَدَبِ ".(3/985)
432 - م ت ن ق: مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيُّ الْكُوفِيُّ [أَبُو عبد الله] [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: فَاطِمَةَ بِنْتِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَزَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَمُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَمُحَمَّدُ، وَيَعْلَى ابْنَا عُبَيْدٍ.
يكنى أبا عبد الله.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِينٍ، وَمَا عَلِمْتُ فِيهِ لِينًا فَلِمَاذَا لَمْ يُخَرِّجْ لَهُ الْبُخَارِيُّ؟
وَكَانَ صالحاً متألهاً. [ص:986]
قَالَ مِسْعَرٌ: مَا رَأَيْتُهُ إِلا وَهُوَ فِي الْيَوْمِ الْجَائِي خَيْرٌ مِنْهُ فِي الْيَوْمِ الْمَاضِي.
وَقَالَ الثَّوْرِيُّ: دَخَلْنَا عَلَيْهِ نَعُودُهُ فَرَأَيْنَا مُصَلاهُ مِثْلَ مَبْرَكِ الْبَعِيرِ، كَانَ صَالِحًا خَيِّرًا.
قَالَ جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ وَكَانَ مِنَ الْعُبَّادِ: إِنَّمَا كَانَ لَهُ خَصٌّ مِنْ قصب، وكان إن مَرِضَ إِنْسَانٌ عَادَهُ، وَإِنْ مَاتَ شَهِدَهُ، وَإِلا قَامَ يُصَلِّي - رَحِمَهُ اللَّهُ -.(3/985)
433 - ع: مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ بْنُ الْعَوَّامِ
أَدْرَكَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ، وَحَدَّثَ عَنْ أُمِّ خَالِدِ بِنْتِ خالد، وعن عروة، وَكُرَيْبٍ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالأَعْرَجِ، وَحَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَالزُّهْرِيِّ، وَخَلْقٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ جُرَيْجٍ، وَمَالِكٌ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ لقيه في سنة موته، وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَأَبُو ضُمْرَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْمَكِّيُّ، وَأَبُو بَدْرٍ السَّكُونِيُّ وَعَدَدٌ كَثِيرٌ.
وَكَانَ مِنَ الْعُلَمَاءِ الثِّقَاتِ.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: كَانَ فَقِيهًا مفتياً.
وقال أحمد بن حنبل: ثقة.
وقال مالك: عَلَيْكُمْ بِمَغَازِي مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ فَإِنَّهُ ثِقَةٌ.
قلت: سمعنا مغازيه، وهو في مُجَلَّدٌ صَغِيرٌ.
وَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ لَهُ هَيْئَةٌ وَعِلْمٌ.
وَقَالَ مَعْنُ بْنُ عِيسَى: كَانَ مَالِكٌ إِذَا سُئِلَ عَنِ الْمَغَازِي، قَالَ: عَلَيْكَ بِمَغَازِي الرَّجُلِ الصَّالِحِ مُوسَى.
وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: غَزَوْتُ الرُّومَ فِي خِلافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ مَعَ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. [ص:987]
قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ، وَجَمَاعَةٌ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ -.
وَقَالَ أَحَمْدُ فِي " مسنده ": حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، سَمِعَ أُمَّ خَالِدٍ قَالَ: وَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غيرها، قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ.
وَقَدْ وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَأَحْمَدُ، وَأَبُو حَاتِمٍ.
وَرَوَى ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: إِنَّمَا كُنْتُ أَجِيءُ إِلَى الْمَدِينَةِ مِنْ أَجْلِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، فَلَمَّا مَاتَ تَرَكْتُ الْمَدِينَةَ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ مُؤَاخِيًا لَهُ.
قُلْتُ: وَإِنَّمَا طَلَبَ مُوسَى الْعِلْمَ وهو كهل.
روى أحمد بن صالح قال: حدثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَارِي عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: جَاءَ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ إِلَى الزُّهْرِيِّ يَطْلُبَانِ الْعِلْمَ فَقَالَ: حُبِسْتُمَا حَتَّى إِذَا صِرْتُمَا كَالشَّنَّانِ لا تُمْسِكَانِ مَاءً جِئْتُمَا تَطْلُبَانِ الْعِلْمَ.(3/986)
434 - ن: مُوسَى بْنُ عُمَيْرٍ التَّمِيمِيُّ الْكُوفِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: الشَّعْبِيِّ، وَعِكْرِمَةَ، وَعَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَوَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
قُلْتُ: وَ:(3/987)
435 - مُوسَى بْنُ عُمَيْرٍ الْقُرَشِيُّ الْجَعْدِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
[ص:988]
عَنْ: الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، وَغَيْرِهِ.
عِدَادُهُ فِي الضُّعَفَاءِ.(3/987)
436 - م د ق: مُوسَى بْنُ أَبِي عِيسَى الْحَنَّاطُ. أَبُو هَارُونَ الْمَدَنِيُّ، الطَّحَّانُ. أَخُو عِيسَى وَاسْمُ أَبِيهِمَا مَيْسَرَةُ [الوفاة: 141 - 150 ه]
رَوَى عَنْ: أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَاظِ دِينَارٍ، وَمُوسَى بْنِ أَنَسٍ، وَعَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ.
وَعَنْهُ: اللَّيْثُ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَغَيْرُهُمْ.
صَدُوقٌ.
قَالَ النَّسَائِيُّ. ثِقَةٌ.(3/988)
437 - مُوسَى بْنُ كَعْبٍ التَّمِيمِيُّ الْمَرْوَزِيُّ. الأَمِيرُ [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَحَدُ النُّقَبَاءِ الاثْنَيْ عَشَرَ الْقَائِمِينَ بِظُهُورِ دَوْلَةِ بَنِي الْعَبَّاسِ. وَلاهُ الْمَنْصُورُ إِمْرَةَ مِصْرَ فَوَلِيَهَا سَبْعَةَ أَشْهُرٍ وَمَاتَ. وَكَانَ الْمَنْصُورُ يُعَظِّمُهُ وَيُجِلُّهُ لِمَا يرى من طاعته ونصحه له.
له رواية عَنْ أَبِيهِ كَعْبِ بْنِ عُيَيْنَةَ.
رَوَى عَنْهُ: سعيد بْنُ سَلْمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الْبَاهِلِيُّ.
وَوَفَاتُهُ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/988)
438 - د ق: مُوسَى بْنُ مُسْلِمٍ الطَّحَّانُ [أَبُو عِيسَى يُعْرَفُ بِمُوسَى الصَّغِيرِ] [الوفاة: 141 - 150 ه]
كُوفِيٌّ صَدُوقٌ.
عَنْ: إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَعِكْرِمَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَكَانَ يُعْرَفُ بِمُوسَى الصَّغِيرِ.
قَالَ مُسَدَّدٌ: سَمِعْتُ يَحْيَى الْقَطَّانَ يَقُولُ: كَانَ مُوسَى الصَّغِيرُ يُصَلِّي فِي الْحِجْرِ فَدَعَا اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - فَقَبَضَ رَوْحَهُ وَهُوَ ساجد. [ص:989]
ويكنى أَبَا عِيسَى.(3/988)
439 - ن ق: مُوسَى بْنُ الْمُسَيِّبِ الْكُوفِيُّ الْبَزَّازُ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، وَعَبَدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وَجَمَاعَةٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.(3/989)
440 - مُهَنَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَتَكِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
بَصْرِيٌّ. لَهُ عَنْ طَاوُسٍ، وَعَطَاءٍ، وَمُجَاهِدٍ.
وَعَنْهُ: شعبة، والخليل بن أحمد صَاحِبُ الْعَرُوضِ، وَمَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(3/989)
441 - مَيْمُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَبُو مَنْصُورٍ الْجُهَنِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ.
وَعَنْهُ: سَعْدُ بن عمرو الرازي، وَمَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، وَسُفْيَانُ، وَعَبْدَةُ، وَابْنُ فُضَيْلٍ، ومروان بن معاوية.
وثقه ابن معين.(3/989)
-[حَرْفُ النُّونِ](3/989)
442 - نصر بن أوس الطائي، أبو المنهال [الوفاة: 141 - 150 ه]
شيخ كوفي، روى عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.
قَالَ أَبُو حاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
قُلْتُ: هَذَا الْقَوْلُ مِنْ أَبِي حَاتِمٍ دَالٌّ عَلَى أنه ليس عنده بِحُجَّةٍ مَعَ أَنِّي لَمْ أُودِعْ فِي كِتَابَيَّ اللَّذَيْنِ فِي الضُّعَفَاءِ شَيْئًا مِنْ هَذَا النَّمَطِ، تَبَعْتُ فِي التُّرْكِ أبا الْفَرَجِ بْنَ الْجَوْزِيِّ، وغيره.(3/989)
443 - نَصْرُ بْنُ حَاجِبٍ الْخُرَاسَانِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: صَفْوَانَ بْنِ سيلم، وَغَيْرِهِ.
وَعَنْهُ: عَنْبَسَةُ قَاضِي الرَّيِّ، وَيَزِيدُ بْنُ هارون.
قال أبو داود: ليس بشيء.
وقال أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ.
قُلْتُ: مَاتَ بِالْمَدَائِنِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/990)
444 - ت: النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. أَبُو عُمَرَ الْخَزَّازُ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: عِكْرِمَةَ، وَعُثْمَانَ بْنِ وَاقِدٍ.
وَعَنْهُ: إِسْرَائِيلُ، وَوَكِيعٌ، وَيُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، وَالْمُحَارِبِيُّ.
ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ.
وقَالَ أَبُو دَاوُدَ: أَحَادِيثُهُ بَوَاطِيلُ.
ورَوَى عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ يَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَرْوِي عَنْهُ.(3/990)
445 - ت قوله، ن: النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتٍ بْنُ زَوْطِيٍّ، الإِمَامُ الْعَلَمُ، أَبُو حَنِيفَةَ الْكُوفِيُّ، الْفَقِيهُ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
مَوْلَى بَنِي تَيْمِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ
وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانِينَ، وَرَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ غَيْرَ مَرَّةٍ بِالْكُوفَةِ إِذْ قَدِمَهَا أَنَسٌ. قَالَهُ ابْنُ سَعْدٍ فقال: حدثنا سَيْفُ بْنُ جَابِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا حَنِيفَةَ يَقُولُهُ.
وَرَوَى أَبُو حَنِيفَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَقَالَ: مَا رَأَيْتُ أَفْضَلَ مِنْهُ. وَعَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، وَنَافِعٍ، وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ، وَعَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، وَقَتَادَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزٍ الأَعْرَجِ، وَعَمْرِو بْنِ دينار، ومنصور، وأبي الزبير، وحماد بن أبي سُلَيْمَانَ، وَعَدَدٍ كَثِيرٍ.
وَتَفَقَّهَ بِحَمَّادٍ، وَغَيْرِهِ، فَبَرَعَ فِي الرَّأْيِ، وَسَادَ أَهْلَ زَمَانِهِ فِي التَّفَقُّهِ وَتَفْرِيعِ الْمَسَائِلِ، وَتَصَدَّرَ لِلإِشْغَالِ وَتَخَرَّجَ بِهِ الأَصْحَابُ. فَمِنْ تَلامِذَتِهِ: زُفَرُ بْنُ الْهُذَيْلِ الْعَنْبَرِيُّ، والقاضي أَبُو يوسف يعقوب بْن إِبْرَاهِيم الأنصاري [ص:991] قاضي القضاة، ونوح بْن أَبِي مريم الْمَرْوَزِيُّ، وأبو مطيع الحكم بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَلْخِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ اللُّؤْلُؤِيُّ، وَأَسَدُ بْنُ عَمْرٍو، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، وَحَمَّادُ بْنُ أَبِي حَنِيفَةَ، وَخَلْقٌ.
وَرَوَى عَنْهُ مُغِيرَةُ بْنُ مِقْسَمٍ، وَمِسْعَرٌ، وَسُفْيَانُ، وَزَائِدَةُ، وَشَرِيكٌ، وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، وَعَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَوَكِيعٌ، وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، وَسَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَالأَنْصَارِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَهَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
وَكَانَ خَزَّازًا يُنْفِقُ مِنْ كَسْبِهِ وَلا يَقْبَلُ جَوَائِزَ السُّلْطَانِ تَوَرُّعًا، وَلَهُ دَارٌ وَصُنَّاعٌ وَمَعَاشٌ مُتَّسِعٌ، وَكَانَ معدوداً في الأجواد الأسخياء والألباء الأَذْكِيَاءِ، مَعَ الدِّينِ وَالْعِبَادَةِ وَالتَّهَجُّدِ وَكَثْرَةِ التِّلاوَةِ وَقِيَامِ اللَّيْلِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
قَالَ ضِرَارُ بن صرد: سئل يزيد بن هارون: أيما أفقه: أبو حنيفة أو الثَّوْرِيُّ؟ فَقَالَ: أَبُو حَنِيفَةَ أَفْقَهُ، وَسُفْيَانُ أَحْفَظُ لِلْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: أَبُو حَنِيفَةَ أَفْقَهُ النَّاسِ.
وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: النَّاسُ فِي الْفِقْهِ عِيَالٌ عَلَى أَبِي حَنِيفَةَ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَوْرَعَ وَلا أَعْقَلَ مِنْ أَبِي حَنِيفَةَ.
وَقَالَ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ جَزَرَةُ، وَغَيْرُهُ: سَمِعْنَا ابْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: أَبُو حَنِيفَةَ ثِقَةٌ.
وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحْرِزٍ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: لا بَأْسَ بِهِ، لَمْ يُتَّهَمْ بِالْكَذِبِ، لَقَدْ ضَرَبَهُ يَزِيدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ عَلَى الْقَضَاءِ فَأَبَى أَنْ يَكُونَ قَاضِيًا.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَحِمَ اللَّهُ مَالِكًا، كَانَ إِمَامًا، رَحِمَ اللَّهُ الشَّافِعِيَّ، كَانَ إِمَامًا، رَحِمَ اللَّهُ أَبَا حَنِيفَةَ، كَانَ إِمَامًا، سَمِعَ هَذَا ابْنُ دَاسَةٍ مِنْهُ.
وَقَالَ أَبُو يُوسُفَ: قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: عِلْمُنَا هَذَا رَأْيٌ، وَهُوَ أَحْسَنُ مَا قَدِرْنَا عَلَيْهِ فَمَنْ جَاءَنَا بِأَحْسَنِ مِنْهُ قَبِلْنَاهُ. [ص:992]
وَعَنْ أَسَدِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ أَبَا حَنِيفَةَ صَلَّى الْعِشَاءَ وَالصُّبْحَ بِوُضُوءِ أَرْبَعِينَ سَنَةً.
وَرَوَى بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي يُوسُفَ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي مَعَ أَبِي حَنِيفَةَ إِذْ سَمِعْتُ رَجُلا يَقُولُ لِآخَرَ: هَذَا أَبُو حَنِيفَةَ لا يَنَامُ اللَّيْلَ، فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: وَاللَّهِ لا يَتَحَدَّثُ عَنِّي بِمَا لَمْ أَفْعَلْ فَكَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ صَلاةً وَدُعَاءً وَتَضَرُّعًا.
وَقَدْ رُوِيَ مِنْ وَجْهَيْنِ أَنَّهُ خَتَمَ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ: رَأَيْتُ أَبَا حَنِيفَةَ شَيْخًا يُفْتِي النَّاسَ بِمَسْجِدِ الكوفة عليه قلنسوة سوداء طويلة.
وعن النَّضْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ جَمِيلَ الْوَجْهِ، سَرِيُّ الثَّوْبِ، عَطِرًا، أَتَيْتُهُ فِي حاجة وعلي كساء قرمسي، فأمر بإسراج بغلة وَقَالَ: أَعْطِنِي كِسَاءَكَ وَخُذْ كِسَائِي، فَفَعَلْتُ، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ لِي: يَا نَضْرُ، أَخْجَلْتَنِي بِكِسَائِكَ، قُلْتُ: وَمَا أَنْكَرْتَ مِنْهُ؟ قَالَ: هُوَ غَلِيظٌ. قَالَ النَّضْرُ: وَكُنْتُ اشْتَرَيْتُهُ بِخَمْسَةِ دَنَانِيرَ وَأَنَا بِهِ مُعْجَبٌ، ثُمَّ رَأَيْتُهُ مَرَّةً وَعَلَيْهِ كِسَاءٌ قومته ثلاثين دِينَارًا.
وَعَنْ أَبِي يُوسُفَ قَالَ: كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ رَبْعَةً، مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ صُورَةً، وَأَبْلَغَهُمْ نُطْقًا، وَأَعْذَبَهُمْ نَغَمَةً، وَأَبْيَنَهُمْ عَمَّا فِي نَفْسِهِ.
وَعَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي حَنِيفَةَ قَالَ: كَانَ أَبِي جَمِيلا تَعْلُوهُ سُمْرَةً، حَسَنَ الْهَيْئَةِ، كَثِيرَ الْعِطْرِ، هَيُوبًا، لا يَتَكَلَّمُ إِلا جَوَابًا، وَلا يَخُوضُ فِيمَا لا يَعْنِيهِ.
وَعَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا أَوْقَرَ فِي مَجْلِسِهِ وَلا أَحْسَنَ سَمْتًا وَحِلْمًا مِنْ أَبِي حَنِيفَةَ.
وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ رَجَاءٍ قَالَ: جَعَلَ أَبُو حَنِيفَةَ عَلَى نَفْسِهِ إِنْ حَلَفَ بِاللَّهِ صَادِقًا أَنْ يَتَصَدَّقَ بِدِينَارٍ، وَكَانَ إِذَا أَنْفَقَ عَلَى عِيَالِهِ نَفَقَةً تصدق بمثلها.
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: لَقِيَ أَبُو حَنِيفَةَ مِنَ النَّاسِ عَنَتًا لِقَلَّةِ مُخَالَطَتِهِ، فَكَانُوا يَرَوْنَهُ مِنْ زَهْوٍ فِيهِ وَإِنَّمَا كَانَ غَرِيزَةً. [ص:993]
وَقَالَ جَبَّارَةُ بْنُ مُغَلِّسٍ: سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ الرَّبِيعِ يَقُولُ: كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ وَرِعًا تَقِيًّا مُفَضَّلا عَلَى إِخْوَانِهِ.
وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ: حدثنا الْخُرَيْبِيُّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ فَقَالَ رَجُلٌ لَهُ: إِنِّي وَضَعْتُ كِتَابًا عَلَى خَطِّكَ إِلَى فُلانٍ فَوَهَبَ لِي أَرْبَعَةَ آلافِ دِرْهَمٍ. فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِنْ كُنْتُمْ تَنْتَفِعُونَ بِهَذَا فَافْعَلُوهُ.
وَعَنْ شَرِيكٍ قَالَ: كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ طَوِيلَ الصَّمْتِ كَثِيرَ الْعَقْلِ.
قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شيبة: حدثني بكر، قال: أخبرنا أبو عاصم النبيل قال: كان حَنِيفَةَ يُسَمَّى الْوَتَدُ لِكَثْرَةِ صَلاتِهِ. وَرَوَاهَا يُوسُفُ الْقَطَّانُ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ.
وَرَوَى عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ السَّمَرْقَنْدِيُّ عَنْ أَبِي يُوسُفَ قَالَ: كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي رَكْعَةٍ.
وَرَوَى يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ صَحِبَ أَبَا حَنِيفَةَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ فَمَا رَآهُ صَلَّى الْغَدَاةَ إِلا بِوُضُوءِ عِشَاءِ الآخِرَةِ، وَكَانَ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ ليلة عند السَّحَرِ.
وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ كُمَيْتٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلا يَقُولُ لِأَبِي حَنِيفَةَ: اتَّقِ اللَّهَ، فَانْتَفَضَ وَاصْفَرَّ وَأَطْرَقَ وَقَالَ: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا مَا أَحْوَجُ النَّاسِ كُلَّ وَقْتٍ إِلَى مَنْ يَقُولُ لَهُمْ مِثْلَ هَذَا.
وَيُرْوَى أَنَّ أَبَا حَنِيفَةَ خَتَمَ الْقُرْآنَ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ سَبْعَةَ آلافِ مَرَّةٍ.
قَالَ مِسْعَرٌ: رَأَيْتُ أَبَا حَنِيفَةَ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ.
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ سَمَّاعَةٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مَعْنٍ، أَنَّ أَبَا حَنِيفَةَ قَامَ لَيْلَةً يُرَدِّدُ قَوْلَهُ - تَعَالَى - {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} وَيَبْكِي وَيَتَضَرَّعُ إِلَى الْفَجْرِ.
وَيُرْوَى أَنَّ أَبَا حَنِيفَةَ ضُرِبَ غَيْرَ مَرَّةٍ عَلَى أَنْ يَلِيَ الْقَضَاءَ فَلَمْ يَفْعَلْ.
وَقِيلَ: إِنَّ إِنْسَانًا اسْتَطَالَ عَلَى أَبِي حَنِيفَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَقَالَ لَهُ: يَا زِنْدِيقُ، فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ هُوَ يَعْلَمُ مِنِّي خِلافَ مَا تَقُولُ.
قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَحْلَمَ مِنْ أَبِي حَنِيفَةَ. [ص:994]
وَعَنِ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِذَا ارْتَشَى القاضي فَهُوَ مَعْزُولٌ وَإِنْ لَمْ يُعْزَلْ.
وَرَوَى نُوحٌ الْجَامِعُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا حَنِيفَةَ يَقُولُ: مَا جَاءَ عَنِ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَعَلَى الرَّأْسِ وَالْعَيْنِ، وَمَا جَاءَ عَنِ الصَّحَابَةِ اخْتَرْنَا، وَمَا كَانَ مِنْ غَيْرِ ذَلِكَ فَهُمْ رِجَالٌ وَنَحْنُ رِجَالٌ.
وَقَال وَكِيعٌ: سَمِعْتُ أَبَا حَنِيفَةَ يَقُولُ: الْبَوْلُ فِي الْمَسْجِدِ أَحْسَنُ مِنْ بَعْضِ الْقِيَاسِ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ: جَمِيعُ الْحَنَفِيَّةِ مُجْمِعُونَ عَلَى أَنَّ مَذْهَبِ أَبِي حَنِيفَةَ أَنَّ ضَعِيفَ الْحَدِيثِ أَوْلَى عِنْدَهُ مِنَ الْقِيَاسِ وَالرَّأْيِ.
قَالَ أبو نعيم: كان أبو حنيفة يَجْهَرُ فِي أَمْرِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ جَهْرًا شَدِيدًا فَقُلْتُ: وَاللَّهِ مَا أَنْتَ بِمُنْتَهٍ حَتَّى تُوضَعَ فِي أَعْنَاقِنَا الْحِبَالُ.
وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لا يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يُحَدِّثُ إِلا بِمَا يَحْفَظُهُ مِنْ وَقْتِ مَا سَمِعَهُ. وَرَوَاهَا أَبُو يُوسُفَ عَنْهُ.
وَعَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ قَالَ: حُبُّ أَبِي حَنِيفَةَ مِنَ السُّنَّةِ، وَهُوَ مِنَ الْعُلَمَاءِ الَّذِينَ امتُحِنُوا فِي اللَّهِ.
جَاءَ مَنْ طُرُقٍ مُتَعَدِّدَةٍ أَنَّهُ ضُرِبَ أَيَّامًا لِيَلِيَ الْقَضَاءَ فَأَبَى.
قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ عَنْ بِشْرِ بْنِ الْوَلِيدِ الْكِنْدِيِّ قَالَ: طَلَبَ الْمَنْصُورُ أَبَا حَنِيفَةَ فَأَرَادَهُ عَلَى الْقَضَاءِ وحلف ليلين فَأَبَى، وَحَلَفَ أَنْ لا يَفْعَلَ، فَقَالَ الرَّبِيعُ حَاجِبُ الْمَنْصُورِ: تَرَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَحْلِفُ وَأَنْتَ تَحْلِفُ! قَالَ: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى كَفَّارَةِ يَمِينِهِ أَقْدَرُ مِنِّي. فَأُمِرَ بِهِ إِلَى السَّجْنِ فَمَاتَ فِيهِ بِبَغْدَادَ.
وَقِيلَ: دَفَعَهُ إِلَى صَاحِبِ الشُّرْطَةِ حُمَيْدٌ الطُّوسِيُّ فَقَالَ لَهُ: يَا شَيْخُ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَدْفَعُ إِلَيَّ الرَّجُلَ فَيَقُولُ لِي: اقْتُلْهُ أَوْ قَطِّعْهُ أَوِ اضْرِبْهُ، وَلا عِلْمَ لِي بِقِصَّتِهِ، فَمَا أَفْعَلُ؟ فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: هَلْ يَأْمُرُكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِأَمْرٍ قَدْ وَجَبَ أَوْ بِأَمْرٍ لَمْ يَجِبُ؟ قَالَ: بَلْ بِمَا قَدْ وَجَبَ، قَالَ: فَبَادِرْ إِلَى الْوَاجِبِ.
وَعَنْ مُغِيثِ بْنِ بُدَيْلٍ، قَالَ: دَعَا الْمَنْصُورُ أَبَا حَنِيفَةَ إِلَى الْقَضَاءِ [ص:995] فَامْتَنَعَ، فَقَالَ: أَتَرْغَبُ عَمَّا نَحْنُ فِيهِ! فَقَالَ: لا أَصْلُحُ، قَالَ: كَذَبْتَ، قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: فَقَدْ حَكَمَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيَّ أَنِّي لا أَصْلُحُ، فَإِنْ كُنْتُ كَاذِبًا فَلا أَصْلُحُ، وَإِنْ كُنْتُ صَادِقًا فَقَدْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنِّي لا أَصْلُحُ، فَحَبَسَهُ.
قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ يُونُسَ الْحَاجِبَ يَقُولُ: رَأَيْتُ الْمَنْصُورَ تَنَاوَلَ أَبَا حَنِيفَةَ فِي أَمْرِ الْقَضَاءِ فَقَالَ: والله ما أنا بمأمون الرضى، فَكَيْفَ أَكُونُ مَأْمُونَ الْغَضَبِ، فَلا أَصْلُحُ لِذَلِكَ، فَقَالَ: كَذَبْتَ بَلْ تَصْلُحُ، فَقَالَ: كَيْفَ يَحِلُّ لَكَ أَنْ تُوَلِّي مَنْ يَكْذِبُ؟.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: قِيلَ: إِنَّهُ وَلِيَ الْقَضَاءَ، وَقَضَى قَضِيَّةً وَاحِدَةً وَبَقِيَ يَوْمَيْنِ، ثُمَّ اشْتَكَى سِتَّةَ أَيَّامٍ وَمَاتَ.
وَقَالَ الْفَقِيهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصُّيَمْرِيُّ: لَمْ يَقْبَلِ الْعَهْدَ بِالْقَضَاءِ فَضُرِبَ وَحُبِسَ وَمَاتَ فِي السَّجْنِ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ الصَّبَّاحِ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: قِيلَ لِمَالِكٍ: هَلْ رَأَيْتَ أَبَا حَنِيفَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ رَأَيْتُ رَجُلا لَوْ كَلَّمَكَ فِي هَذِهِ السَّارِيَةِ أَنْ يَجْعَلَهَا ذَهَبًا لقام بحجته.
وَقَالَ حِبَّانُ بْنُ مُوسَى: سُئِلَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: أَمَالِكٌ أَفْقَهُ أَمْ أَبُو حَنِيفَةَ؟ قَالَ: أَبُو حَنِيفَةَ.
وَقَالَ الْخُرَيْبِيُّ: مَا يَقَعُ فِي أَبِي حَنِيفَةَ إِلا حَاسِدٌ أَوْ جَاهِلٌ.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: لا نَكْذِبُ اللَّهَ، مَا سَمِعْنَا أَحْسَنَ مِنْ رَأْيِ أَبِي حَنِيفَةَ، وَقَدْ أَخَذْنَا بِأَكْثَرِ أَقْوَالِهِ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ: لَوْ وُزِنَ عِلْمُ أَبِي حَنِيفَةَ بِعِلْمِ أَهْلِ زَمَانِهِ لَرَجَحَ عَلَيْهِمْ.
وَقَالَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ: كَلامُ أَبِي حَنِيفَةَ فِي الْفِقْهِ أَدَقُّ مِنَ الشِّعْرِ لا يَعِيبُهُ إِلا جَاهِلٌ.
وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: شَيْئَانِ مَا ظَنَنْتُهُمَا يُجَاوِزَانِ قَنْطَرَةَ الْكُوفَةِ: قِرَاءَةُ حَمْزَةَ، وَفِقْهُ أَبِي حَنِيفَةَ، وَقَدْ بَلَغَا الآفَاقَ.
وَعَنِ الأَعْمَشِ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ: إِنَّمَا يُحْسِنُ هَذَا النُّعْمَانُ بْنُ [ص:996] ثَابِتٍ الْخَزَّازُ، وَأَظُنُّهُ بُورِكَ لَهُ فِي عِلْمِهِ.
وَقَالَ جَرِيرٌ: قَالَ لِي مِغَيِرَةُ: جَالِسْ أَبَا حَنِيفَةَ تَفْقَهُ، فَإِنَّ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ لَوْ كَانَ حَيًّا لَجَالَسَهُ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ شُجَاعٍ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَاصِمٍ يَقُولُ: لَوْ وُزِنَ عَقْلُ أَبِي حَنِيفَةَ بِعَقْلِ نِصْفِ النَّاسِ لَرَجَحَ بِهِمْ.
قُلْتُ: وَأَخْبَارُ أَبِي حَنِيفَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَمَنَاقِبُهُ لا يَحْتَمِلُهَا هَذَا التَّارِيخُ فَإِنِّي قَدْ أفردت أخباره في جزأين.
وَقِيلَ: إِنَّ الْمَنْصُورَ سَقَاهُ السُّمَّ لقيامه مَعَ إِبْرَاهِيمَ، فَعَلَى هَذَا يَكُونُ قَدْ حَصَّلَ الشَّهَادَةَ وَفَازَ بِالسَّعَادَةِ.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي: كَانَتْ وفاته في نصف شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ، وَأَبُو حَسَّانٍ الزِّيَادِيُّ، وَيَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: مَاتَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسِينَ، وَيُقَالُ: مَاتَ فِي شَعْبَانَ.
وَحَدِيثُهُ يَقَعُ عَالِيًا لابْنِ طَبَرْزَدَ.(3/990)
446 - د ن: النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْغَسَّانِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. أَبُو الْوَزِيرِ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: طَاوُسٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَمَكْحُولٍ، وَعَطَاءٍ، وَالزُّهْرِيِّ.
وَعَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ السِّمْطِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، وَآخَرُونَ.
أَظُنُّهُ مَرَّ فِي الطَّبَقَةِ الماضية.
وثقه دحيم وقال: رمي بالقدر.
وقال أَبُو دَاوُدَ: كَانَ دَاعِيَةً إِلَى الْقَدَرِ صَنَّفَ فِيهِ.(3/996)
447 - د: نُعَيْمُ بْنُ حَكِيمٍ الْمَدَائِنِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
[ص:997]
عَنْ: أَبِي مَرْيَمَ الثَّقَفِيِّ.
وَعَنْهُ: أَبُو عَوَانَةَ، وَوَكِيعٌ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَشَبَابَةُ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/996)
448 - نَفَاعَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَبُو الْخَصِيبِ الْجُعْفِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
كُوفِيٌّ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ: لا بَأْسَ بِهِ.(3/997)
449 - نَوْفَلُ بْنُ الْفُرَاتِ، ويُقال: ابن أبي الْفُرَاتِ. أَبُو الْجَرَّاحِ الْعُقَيْلِيُّ، مَوْلاهُمُ، الرَّقِّيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ.
وَعَنْهُ: اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، وَمُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَلَبِيُّ، وَأَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، وَقُرَّةُ بْنُ حَبِيبٍ، وَآخَرُونَ.
سَكَنَ حَلَبَ، ثُمَّ وَلِيَ الْخَرَاجَ بِمِصْرَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ لِلْمَنْصُورِ. وَمَا عَلِمْتُ بِهِ بَأْسًا.(3/997)
450 - نَوْفَلُ بْنُ مَسْعُودٍ السَّهْمِيُّ الْمَدَنِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
رَأَى ابْنَ عُمَرَ وَسَمِعَ أَنَسًا.
وَعَنْهُ: حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَأَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.(3/997)
-[حَرْفُ الْهَاءِ](3/997)
451 - م: هَارُونُ بْنُ سَعْدٍ الْعِجْلِيُّ الْكُوفِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، وَأَبِي الضُّحَى، وثمامة بن [ص:998] عُقْبَةَ.
وَعَنْهُ: سُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ وَالْمَسْعُودِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، وَشَرِيكٌ، وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ.
قَالَ أَحْمَدُ: صَالِحٍ، قَدْ رَوَى عَنْهُ النَّاسُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بأس به. خرج مع إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَلَمَّا هُزِمَ إِبْرَاهِيمُ وَقُتِلَ هَرَبَ هَارُونُ إِلَى وَاسِطٍ فَكَتَبَ عَنْهُ الْوَاسِطِيُّونَ.
وَقَدْ شَذَّ ابْنُ حِبَّانَ - كَعَوَائِدِهِ - فَقَالَ: لا تَحِلُّ الرِّوَايَةُ عَنْهُ، كَانَ غَالِيًا فِي الرَّفْضِ، وَهُوَ رَأْسُ الزَّيْدِيَّةِ مِمَّنْ كَانَ يَعْتَكِفُ عِنْدَ خَشَبَةِ زَيْدٍ الَّتِي هُوَ مَصْلُوبٌ عَلَيْهَا وَكَانَ دَاعِيَةً إِلَى مَذْهَبِهِ.
قُلْتُ: لَمْ يَكُنْ غَالِيًا فِي رَفْضِهِ، فَإِنَّ الرَّافِضَةَ رَفَضَتْ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ وَفَارَقَتْهُ، وَهَذَا قَدْ رَوَى لَهُ مُسْلِمٌ.(3/997)
452 - د ن: هَارُونُ بْنُ عَنْتَرَةَ الشَّيْبَانِيُّ الْكُوفِيُّ [أَبُو عبد الرحمن] [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَعَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، وَأَحْمَدُ بْنُ بشير، وَابْنُ فُضَيْلٍ، وَابْنُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هَارُونَ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو زُرْعَةَ.
وَكُنْيَتُهُ أَبُو عبد الرحمن.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يَجُوزُ أَنْ يُحْتَجَّ بِهِ.(3/998)
453 - د ن ق: هَاشِمُ بْنُ الْبَرِيدِ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَمُسْلِمٍ الْبَطِينِ، وَحُسَيْنِ بْنِ مَيْمُونَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَالْخُرَيْبِيُّ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.
وَهُوَ شِيعِيٌّ جَلْدٌ.(3/999)
454 - ع: هَاشِمُ بْنُ هَاشِمِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ الزُّهْرِيّ المدنيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
سَمِعَ: سعيد بن المسيب، وعامر بن سعد، وعبد الله بن وهب بن زمعة.
وَعَنْهُ: مالك، ومروان بن معاوية، وابن نمير، وأبو أسامة، ومكي بن إبراهيم، وجماعة.
وثقه ابن معين.
مات قبل الخمسين فإنه حَدَّثَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/999)
455 - هَانِئُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْكُلاعِيُّ الْمِصْرِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ الْحَضْرَمِيِّ.
وَعَنْهُ: ابن لهيعة، وعمرو السبئي.
وكان أخبارياً علامة بِالأَنْسَابِ وَأَيَّامِ الْعَرَبِ. مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/999)
456 - ع: هِشَامُ بْنُ حَسَّان. أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الأَزْدِيُّ الْقُرْدُوسِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
وقِيلَ: هُوَ صَرِيحُ النَّسَبِ
لَهُ عَنْ عِكْرِمَةَ، وَابْنِ سِيرِينَ، والحسن، وحميد بن هلال، وجماعة، وأبي مجلز لقيه بخراسان، قاله يحيى بن سعيد القطان.
وَعَنْهُ: السفيانان، والحمادان، وروح بن عبادة، وأبو عاصم، ومكي بن إبراهيم، والأنصاري، وعبد الرزاق، وخلق كثير.
قال سفيان بن عيينة: كان أعلم الناس بحديث الحسن، وكان حماد [ص:1000] ابن سلمة لا يَخْتَارُ عَلَيْهِ أَحَدًا فِي حَدِيثِ ابْنِ سِيرِينَ.
وَقِيلَ: كَانَ عِنْدَهُ أَلْفُ حَدِيثٍ.
قَالَ أَبُو حَفْصٍ الْفَلاسُ: كَانَ مِنَ الْبَكَّائِينَ.
وَقَالَ أَبُو عَاصِمٍ: رَأَيْتُ هِشَامَ بْنَ حَسَّانٍ وَذَكَرَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالْجَنَّةَ والنار فبكى حتى تسيل دُمُوعُهُ.
وَعَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ قَالَ: لَيْتَ مَا حَفِظَ عَنِّي مِنَ الْعِلْمِ فِي أَخْبَثِ تنور بالبصرة وليت حَظِّي مِنْهُ لا عَلَيَّ وَلا لِيَ.
وَقَالَ مَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: مَا كَتَبْتُ لِلْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ حَدِيثًا إِلا حَدِيثَ الأَعْمَاقِ، لِأَنَّهُ طَالَ عَلَيَّ ثُمَّ مَحَوْتُهُ.
وَلهِشَامٍ أَوْهَامٌ لا تُخْرِجُهُ عَنِ الاحْتِجَاجِ بِهِ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: كَانَ يَحْيَى وَابْنُ مَهْدِيٍّ - فِيمَا حَدَّثَنِي الْفَلاسُ - يُحَدِّثَانِ عَنْ هِشَامٍ عَنِ الْحَسَنِ.
وَرَوَى عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: لَمْ يَكُنْ هِشَامٌ بِالْحَافِظِ.
وقال يحيى بن آدم: حدثنا أَبُو شِهَابٍ قَالَ لِي شُعْبَةُ: عَلَيْكَ بِحَجَّاجٍ، وَابْنِ إِسْحَاقَ فَإِنَّهُمَا حَافِظَانِ، وَاكْتُمْ عَلَيَّ عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ في خالد - يعني الحذاء - وهشام.
قلت: بل هذان أَوْثَقُ بِكَثِيرٍ مِنْ حَجَّاجٍ، وَابْنِ إِسْحَاقَ وَلَمْ يُتَابِعْ شُعْبَةُ عَلَى هَذِهِ الْقَوْلَةِ أَحَدٌ.
وَقَالَ عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ: مَا رَأَيْتُ هِشَامَ بْنَ حَسَّانٍ عِنْدَ الْحَسَنِ قَطُّ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ يُضَعِّفُ حَدِيثَ هِشَامٍ عَنْ عَطَاءٍ، وَكَانَ أَصْحَابُنَا يُثَبِّتُونَ هِشَامًا.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مُعَاذٍ: زَعَمَ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: كَانَ شُعْبَةُ يَتَّقِي حَدِيثَ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ عَنْ عَطَاءٍ، وَمُحَمَّدٍ، وَالْحَسَنِ.
وَقَالَ وُهَيْبٌ: سَأَلَنِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ أَنْ أَفِيدَهُ عَنْ هِشَامِ بن حسان فقلت: لا أَسْتَحِلُّهُ.
قُلْتُ: هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ مِنَ الثِّقَاتِ، احْتَجَّ بِهِ أَهْلُ الصِّحَاحِ.
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: مَاتَ فِي أَوَّلِ صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وأربعين ومائة. [ص:1001]
وقال يحيى القطان: سنة سبع وأربعين.
قلت: سنة ثمان أصح.(3/999)
457 - ن: هِشَامُ بْنُ عَائِذٍ بْنُ نَصِيبٍ، أَبُو كُلَيْبٍ الْكُوفِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: إِبْرَاهِيمَ، وَالشَّعْبِيِّ، وَأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَجَمَاعَةٌ.(3/1001)
458 - ع: هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ، أَبُو الْمُنْذِرِ الْقُرَشِيُّ الأَسَدِيُّ الزُّبَيْرِيُّ الْمَدَنِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعْلامِ
رَوَى عَنْ: عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَأَبِيهِ، وَأَخَوَيْهِ عَبْدِ اللَّهِ بن عروة، وعثمان، وَزَوْجَتُهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ. وَقَدْ مَسَحَ بِرَأْسِهِ ابْنُ عُمَرَ وَدَعَا لَهُ، حِفْظَ ذَلِكَ.
رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ، وَمَالِكٌ، وَالسُّفْيَانَانِ، وَيَحْيَى القطان، وأبو إسحاق الفزاري، وأبو ضمرة، وَجَرِيرٌ الضَّبِّيُّ، وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَالْحَمَّادَانِ، وَخَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، وَزَائِدَةُ، وَابْنُ إِدْرِيسَ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، وَابْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَابْنُ فُضَيْلٍ، وَالنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، وَوَكِيعٌ، وَيَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، وَيَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، وَيُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَالْخُرَيْبِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
قَالَ وُهَيْبٌ: قَدِمَ عَلَيْنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ فَكَانَ مِثْلَ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً ثَبْتًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ حجة.
وقال أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ إِمَامٌ فِي الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابن المديني: له نحو من أربع مائة حديث. [ص:1002]
وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبٍ عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: وَضَعَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ - وَالِدُ الْمَنْصُورِ - وَصِيَّتَهُ عِنْدِي.
وَرَوَى الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ الْمَنْصُورُ لِهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ تَذْكُرُ يَوْمَ دَخَلْتُ عَلَيْكَ أَنَا وَإِخْوَتِي مَعَ أَبِي وَأَنْتَ تَشْرَبُ سُوَيْقًا بِقَصَبَةِ يَرَاعٍ، فَلَمَّا خَرَجْنَا قَالَ أَبُونَا: اعْرَفُوا لِهَذَا الشَّيْخِ حَقَّهُ فَإِنَّهُ لا يَزَالُ فِي قَوْمِكُمْ بَقِيَّةٌ مَا بَقِيَ. قَالَ: لا أَذْكُرُ ذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَلامُوهُ فِي ذَلِكَ، وَقَالَ: لَمْ يُعَوِّدْنِي اللَّهُ فِي الصِّدْقِ إِلا خَيْرًا.
يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ هِشَامٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ لَهُ جُمَّةٌ أَظُنُّهَا تَضْرِبُ أَطْرَافَ مَنْكِبَيْهِ.
وَقَالَ وَكِيعٌ عَنْ هِشَامٍ قَالَ: رَأَيْتُ جَابِرًا، وَابْنَ عُمَرَ ولكل منها جُمَّةٌ.
عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ هِشَامٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ إِذَا صَلَّى الْعَصْرَ صَفَّنَا خَلْفَهُ فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ، وَرَأَيْتُهُ يَصْعَدُ الْمِنْبَرَ وَفِي يَدِهِ عَصًا فَيُسَلِّمُ، ثُمَّ يَجْلِسُ وَيُؤَذِّنُ الْمُؤَذِّنُونَ فَإِذَا فَرَغُوا قَامَ فَتَوَكَّأَ عَلَى الْعَصَا فَخَطَبَ.
وَرَوَى عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدِّمِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، أَنَّهُ دَخَل عَلَى الْمَنْصُورِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اقْضِ عَنِّي دَيْنِي، قَالَ: وَكَمْ دَيْنُكَ؟ قَالَ: مِائَةُ أَلْفٍ، قَالَ: وَأَنْتَ فِي فِقْهِكَ وَفَضْلِكَ تَأْخُذُ دَيْنًا مِائَةَ أَلْفٍ لَيْسَ عِنْدَكَ قَضَاؤُهَا! قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، شَبَّ فِتْيَانُ مِنْ فِتْيَانِنَا فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُبَوِّئَهُمْ وَخَشِيتُ أَنْ يَنْتَشِرَ عَلَيَّ مِنْ أَمْرِهِمْ مَا أَكْرَهُ فَبَوَّأْتُهُمْ، وَاتَّخَذْتُ لَهُمْ مَنَازِلَ وَأَوْلَمْتُ عَنْهُمْ ثِقَةً بِاللَّهِ، ثُمَّ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: فَرَدَّدَ عَلَيْهِ " مِائَةُ أَلْفٍ!! " اسْتِعْظَامًا لَهَا، ثُمَّ قَالَ: قَدْ أَمَرْنَا لَكَ بِعَشَرَةِ آلافٍ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَاعْطِنِي مَا أَعْطَيْتَ وَأَنْتَ طَيِّبَ النَّفْسِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ أَعْطَى عَطِيَّةً وَهُوَ بِهَا طَيِّبُ النَّفْسِ بُورِكَ لِلْمُعْطِي وَالْمُعْطَى ". قَالَ: فَإِنِّي بِهَا طَيِّبَ النَّفْسِ. وَهَذَا حَدِيثٌ مُرْسَلٌ.
وَرُوِيَ أَنَّ هشاماً أهوى إِلَى يَدِ الْمَنْصُورِ يُقَبِّلُهَا فَمَنَعَهُ وَقَالَ: يَا ابن عُرْوَةَ إِنَّا نُكْرِمُكَ عَنْهَا، وَنُكْرِمُهَا عَنْ غَيْرِكَ. [ص:1003]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خِرَاشٍ: بَلَغَنِي أَنَّ مَالِكًا نَقَمَ عَلَى هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ حَدِيثَهُ لِأَهْلِ الْعِرَاقِ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: هِشَامٌ ثَبْتٌ لَمْ يُنْكَرْ عَلَيْهِ إِلا بَعْدَ مَا صَارَ إِلَى الْعِرَاقِ، فَإِنَّهُ انْبَسَطَ فِي الرِّوَايَةِ وَأَرْسَلَ عَنْ أَبِيهِ بِمَا كَانَ سَمِعَهُ مِنْ غير أبيه عن أبيه.
وقد قال ابْنُ مَعِينٍ، وجَمَاعَةٌ: ثِقَةٌ.
قَالَ جَمَاعَةٌ: مَاتَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَصَلَّى عَلَيْهِ الْمَنْصُورُ.
وَقَالَ الْفَلاسُ: سَنَةَ سَبْعٍ.
وَقِيلَ: سنة خمس.
وَيُقَالُ: عَاشَ سَبْعًا وَثَمَانِينَ سَنَةً. وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ.(3/1001)
459 - 4: هِلالِ بْنُ خَبَّابٍ، أَبُو الْعَلاءِ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
مَوْلَى زَيْدِ بْنِ صُوحَانَ
سَكَنَ الْمَدَائِنَ.
وَرَوَى عَنْ: أَبِي جُحَيْفَةَ السُّوَائِيِّ، وَيَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، وَأَبِي عُمَرَ زَاذَانَ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ وَثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ الأَحْوَلُ، وَهُشَيْمٌ، وَعَبَّادُ بْنُ العوام.
وثقه ابْنُ مَعِينٍ، وَقَدْ مَرَّ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ بِالْمَدَائِنِ فِي آخِرِ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/1003)
460 - د ق: هِلالُ بْنُ مَيْمُونَ الرَّمْلِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَيَعْلَى بْنِ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، وَعَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ.
وَعَنْهُ: مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَوَكِيعٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَغَيْرُهُمْ. [ص:1004]
وثقه ابن معين.(3/1003)
-[حَرْفُ الْوَاوِ](3/1004)
461 - الْوَازِعُ بْنُ نَافِعٍ الْعُقَيْلِيُّ الْجَزَرِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَمِسْكِينُ بْنُ بُكَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، وَمُغِيرَةُ بْنُ سِقْلابٍ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ.
قُلْتُ: وَمِنْ مَنَاكِيرِهِ حَدِيثُهُ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " تَفَكَّرُوا فِي آلاءِ اللَّهِ وَلا تَفَكَّرُوا فِي اللَّهِ ".(3/1004)
462 - ت ق: وَاصِلُ بْنُ السَّائِبِ، أَبُو يَحْيَى الرَّقَاشِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
بَصْرِيٌّ. عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَأَبِي سورة ابن أَخِي أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ.
وَعَنْهُ: أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَعِيسَى بْنِ يُونُسَ، وَوَكِيعٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَالْقَاسِمِ بْنِ مَالِكٍ الْمُزَنِيِّ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ، وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَلَهُ حَدِيثٌ عَنْ أَبِي سَوْرَةَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَوَضَّأَ فَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ. [ص:1005]
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/1004)
463 - 4: وَائِلُ بْنُ دَاوُدَ التَّيْمِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: ابْنِهِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، وَعَنْ: إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، وَعِكْرِمَةَ، وَأَبِي بُرْدَةَ، وَالْحَسَنِ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: شَرِيكٌ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَعُبَيْدُ الله الأشجعي، ويحيى بن سعد الْقَطَّانُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ سَمِعَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ.(3/1005)
464 - د ن ق: وَبَرُ بْنُ أَبِي دُلَيْلَةَ الطَّائِفِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَيْمُونَ، وَغَيْرِهِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَوَكِيعٌ، وَأَبُو عَاصِمٍ.
ثِقَةٌ. قَالَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(3/1005)
465 - د ق: الْوَضِينُ بْنُ عَطَاءٍ. أَبُو كِنَانَةَ الْخُزَاعِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الْكَفَرَسُوسِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَمَكْحُولٍ وَمَحْفُوظِ بْنِ عَلْقَمَةَ، وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: الْحَمَّادَانِ، وَبَقِيَّةُ، وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، وَمُنَبِّهُ بْنُ عُثْمَانَ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ.
وقال أبو داود: قدري.
وقال ابن سعد: كان ضعيفاً.
وقال أَبُو حَاتِمٍ: يُعْرَفُ وَيُنْكَرُ. [ص:1006]
وقال آخر: كان خطيباً بليغاً فَصِيحًا مُفَوَّهًا.
مَاتَ الْوَضِينُ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/1005)
466 - ن: وِقَاءُ بْنُ إِيَاسٍ. أَبُو يَزِيدَ الْوَالِبِيُّ الْكُوفِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، وَمُجَاهِدٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَمَالِكٌ، ويحيى القطان، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: لَيْسَ بِالْمَتِينِ عِنْدَهُمْ.(3/1006)
467 - د ق: الْوَلِيدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ [الوفاة: 141 - 150 ه]
بَصْرِيٌّ صدوق.
عَنْ: ابن بُرَيْدَةَ، وَالضَّحَّاكِ.
وَعَنْهُ: زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ، وَوَكِيعٌ، وَابْنُ نُمَيْرٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(3/1006)
468 - الْوَلِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُسَافِعٍ الْقُرَشِيُّ الْعَامِرِيُّ الْمَدَنِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَعَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيْرِ، وَيَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ.
وَعَنْهُ: مُوسَى بْنُ هَاشِمٍ، وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، وآخرون.(3/1006)
-[حَرْفُ الْيَاءِ](3/1006)
469 - ت: يَحْيَى بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ. أَبُو زَيْدٍ الْجَزَرِيُّ الرُّهَاوِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
طَلَبَ الْعِلْمَ مَعَ أَخِيهِ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ،
وَسَمِعَ: نَافِعًا، وَعَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ، وَابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ، وجماعة، وكأنه أسن من أخيه.
حَدَّثَ عَنْهُ: أبو إسحاق الفزاري، وأبو معاوية، ومحمد بن سلمة الحراني، وعبد الوارث، وعبد الله بن بكر السهمي. [ص:1007]
قال الفلاس: صدوق يهم، وَقَالَ أَيْضًا: قَدْ أجمعوا على ترك حديثه.
وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الرقي: سمعت، أو قَالَ زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ: لا تَكْتُبُوا عَنْ أَخِي فَإِنَّهُ يَكْذِبُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ يَحْيَى مِمَّنْ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، قِيلَ: لِمَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: حَدِيثُهُ يدلك عليه.
وقال الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ بِذَاكَ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/1006)
470 - 4: يَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ الذِّمَارِيُّ. أَبُو عَمْرٍو الْغَسَّانِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
إِمَامُ جَامِعِهَا، وَشَيْخُ الْقُرَّاءِ بِهَا، وَذِمَارٌ مِنْ قُرَى الْيَمَنِ
قَرَأَ الْقُرْآنَ على ابن عامر، وقرأ أيضاً فيما بلغنا على واثلة بن الأسقع، وَحَدَّثَ عَنْهُ، وَعَنْ: سعيد بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلامٍ مَمْطُورٍ، وَأَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَجَمَاعَةٍ سِوَاهُمْ.
قَرَأَ عَلَيْهِ: عِرَاكُ بْنُ خَالِدٍ، وَأَيُّوبُ بْنُ تَمِيمٍ وَمُدْرِكُ بْنُ أَبِي سَعْدٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَحَدَّثُوا أَيْضًا عَنْهُ هُمْ وَالأَوْزَاعِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَصَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، وَسُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَصَدَقَةُ السَّمِينُ، وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ، وَخَلْقٌ سواهم.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ عَالِمٌ بِالْقِرَاءَةِ فِي دَهْرِهِ، مَاتَ سنة خمس وأربعين ومائة. قال: وكان قليل الحديث.
وقال ابْن مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. [ص:1008]
وَرَوَى ابْنُ ذَكْوَانَ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ تَمِيمٍ قَالَ: كَبُرَ يَحْيَى الذِّمَارِيُّ وَكَانَتْ قِرَاءَتُهُ قِرَاءَةَ الْجُنْدِ، وَكَانَ يَقِفُ خَلْفَ الأَئِمَّةِ يَرُدُّ عَلَيْهِمْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَؤُمَّ مِنَ الْكِبَرِ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: عَاشَ تِسْعِينَ سَنَةً.
وَقَالَ سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: سَأَلْتُ يَحْيَى الذِّمَارِيَّ عَنْ عَدَدِ آيِ الْقُرْآنِ فَقَالَ بِيَدِهِ: سَبْعَةُ آلافِ ومائتان وست وَعِشْرُونَ.(3/1007)
471 - ن: يَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ الْبَكْرِيُّ الْفِلَسْطِينِيُّ الرَّمْلِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِي قَرْصَافَةٍ جُنْدَرَةٍ، وَرَبِيعَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَأَبِي رَيْحَانَةٍ، وَلَهُمْ صُحْبَةٌ.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَبِلالُ بْنُ كَعْبٍ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: كَانَ شَيْخًا كَبِيرًا حَسَنَ الْفَهْمِ.
قُلْتُ: هَذَا أَكْبَرُ شَيْخٍ لابْنِ الْمُبَارَكِ.(3/1008)
472 - ع: يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ حَيَّانَ، أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
تَيْمٌ الرَّبَابُ، أَحَدُ ثِقَاتِ الْكُوفِيِّينَ
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَمِّهِ يَزِيدَ، والشعبي، وأبي زرعة البجلي.
وَعَنْهُ: شعبة، وابن علية، والقطان، ومحمد بن بشر، وخلق كثير.
قال الخريبي: كان الثوري يعظمه، ويوثقه.
وقال أبو حاتم: صالح.
وقال العجلي: ثقة مبرز صَاحِبُ سُنَّةٍ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ خمس وأربعين ومائة.(3/1008)
473 - ع: يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ بْنُ قَيْسِ بْنِ عَمْرٍو. وَقِيلَ: ابن قَهْد بدل عَمْرو، الإِمَامُ أَبُو سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ، الْقَاضِي [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَحَدُ الأَعْلامِ
سَمِعَ: أَنَسًا، وَالسَّائِبَ بْنَ يزيد، وأبا أمامة بْنَ سَهْلٍ، وَسَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، وَعُرْوَةَ، وَأَبَا سَلَمَةَ، وَطَبَقَتَهُمْ.
وَعَنْهُ: حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَمَالِكٌ، وَسُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ، وَالْحَمَّادَانِ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَهُشَيْمٌ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَخَلْقٌ كثير.
قال أيوب السختياني: ما رأيت بالمدينة أَفْقَهَ مِنْهُ.
وَرَوَى سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَنْ يَحْيَى أَنَّهُ قَدِمَ دِمَشْقَ فِي صُحْبَةِ أَنَسِ بن مالك.
وقال يزيد بن هارون: حدثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ قَهْدٍ، قال المفضل الغلابي: كذا حدثنا يزيد، وإنما هو يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل.
وَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: آلُ قَهْدٍ أَصْهَارُ حمزةَ عَمّ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
وَقَالَ خَلِيفَةُ، وَغَيْرُهُ فِي نَسَبِهِ كَمَا قَالَ يَزِيدُ.
وقال البخاري: ومحمد بن سعد: ابن قَيْسِ بْنِ عَمْرٍو. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: قَالَ بَعْضُهُمُ: ابْنُ قَهْدٍ، وَلَمْ يَصِحَّ، وَزَادَ ابْنُ سَعْدٍ: قَدِمَ يَحْيَى الْكُوفَةَ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ، وَهُوَ بِالْهَاشِمِيَّةِ فَاسْتَقْضَاهُ عَلَى قَضَائِهِ وَكَانَ ثِقَةً، كَثِيرَ الحديث، حجة، ثبتاً.
وقال النسائي: ثقة مأمون.
وقال ابن عيينة: هُوَ وَالزُّهْرِيُّ وَابْنُ جُرَيْجٍ مُحَدِّثُو الْحِجَازِ يَجِيئُونَ بِالْحَدِيثِ عَلَى وَجْهِهِ.
قُلْتُ: وَهِمَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ يَحْيَى وَلِيَ قَضَاءَ بَغْدَادَ. [ص:1010]
إبراهيم بن المنذر الحزامي: حدثنا يحيى بن محمد بن طلحة التيمي، قال: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَدْ سَاءَتْ حَالُهُ وَأَصَابَهُ ضِيقٌ شَدِيدٌ وَرَكِبَهُ الدَّيْنُ، فَجَاءَ كِتَابُ السَّفَّاحِ يَسْتَقْضِيهِ فَوَكَّلَنِي يَحْيَى بِأَهْلِهِ وَقَالَ لِي: وَاللَّهِ مَا خَرَجْتُ وَأَنَا أَجْهَلُ شَيْئًا، فَلَمَّا قَدِمَ الْعِرَاقَ كَتَبَ إِلَيَّ: إِنِّي كُنْتُ قُلْتُ لَكَ مَا قلت، وأنه والله لأول خَصْمَيْنِ جَلَسَا بَيْنَ يَدَيَّ فَاقْتَضَيَا شَيْئًا، وَاللَّهِ مَا سَمِعْتُهُ قَطُّ فَإِذَا جَاءَكَ كِتَابِي فَسَلْ ربيعة واكتب إِلَيَّ بِمَا يَقُولُ وَلا تَعْلَمُهُ.
ابْنُ وَهْبٍ: حدثنا مالك قال: قَالَ لِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: اكْتُبْ لِي أَحَادِيثَ مِنْ أَحَادِيثَ ابْنِ شِهَابٍ فِي الْقَضَاءِ، فَكَتَبْتُ لَهُ ذَلِكَ فِي صَحِيفَةٍ صَفْرَاءَ، قِيلَ لِمَالِكٍ: أَعَرَضَ عَلَيْكَ؟ قَالَ: هُوَ أَفْقَهُ مِنْ ذَلِكَ.
وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ: مَا رَأَيْتُ شَيْخًا أَنْبَلَ مِنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: كَانَ يَحْيَى أَجَلَّ عِنْدَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنَ الزُّهْرِيِّ، ثُمَّ جَعَلَ الْقَطَّانُ يَصِفُ يَحْيَى وَيُعَظِّمُهُ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ يُحَدِّثُنِي بِالْحَدِيثِ كَأَنَّهُ يَنْثُرُ عَلَيَّ اللُّؤْلُؤَ.
وَقَالَ وُهَيْبٌ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَلَمْ أَرَ أَحَدًا إِلا وَأَنْتَ تَعْرِفُ وَتُنْكِرُ غَيْرَ مَالِكٍ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِشْرٍ الطَّالِقَانِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: يَحْيَى بْنُ سعيد الأنصاري أثبت الناس.
وقال الواقدي: أخبرنا سليمان بن بلال أن يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ ذَهَبَ إِلَى أَفْرِيقِيَّةَ فِي طلب ميراث له فقدم به وهو خمس مائة دِينَارٍ فَلَمَّا أَتَاهُ رَبِيعَةُ لِيُسَلِّمَ عَلَيْهِ قَسَّم الْمَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ نِصْفَيْنِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عبيد بن حساب: حدثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: كَانَتْ حَبِيبَةُ بِنْتُ سَهْلٍ إِحْدَى عَمَّاتِي، وَأَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرٍو.
قُلْتُ: حَبِيبَةُ هِيَ الَّتِي قَالَتْ: لا أَنَا وَلا ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ. [ص:1011]
وَقَيْسُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ صَحَابِيٌّ حَدِيثُهُ فِي " السُّنَنِ " فِي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْفَجْرِ. وَمِمَّنْ نَصَّ عَلَى أَنَّ جَدَّهُ قَيْسُ بْنُ عَمْرٍو: يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَطَائِفَةٌ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: غَلَطَ مُصْعَبُ الزُّبَيْرِيُّ حَيْثُ يَقُولُ: يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ قَهْدٍ، وَإِنَّمَا قَيْسُ بْنُ قَهْدٍ جَدُّ أَبِي مَرْيَمَ عَبْدِ الْغَفَّارِ بْن الْقَاسِمِ الأَنْصَارِيِّ الْكُوفِيِّ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: قُلْتُ ليحيى بن سعيد: كم تحفظ؟ قال: ست مائة، سبع مائة حَدِيثٍ.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ، وَغَيْرُهُ عن اللَّيْثُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ يُحَدِّثُنَا فَإِذَا طَلَعَ رَبِيعَةُ سَكَتَ إِجْلالا لِرَبِيعَةَ، فَتْلا يَحْيَى يَوْمًا {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ}. فَقَالَ عِرَاقِيٌّ: يَا أَبَا سَعِيدٍ أَرَأَيْتَ السِّحْرَ، أَمِنْ خَزَائِنِ الله التي ينزل؟ قَالَ يَحْيَى: مَهٍ مَا هَذَا مِنْ مَسَائِلِ الْمُسْلِمِينَ، وَأَفْحَمَ الْقَوْمَ، فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حَبِيبَةَ: إِنَّ أَبَا سَعِيدٍ لَيْسَ مِنْ أصحاب الخصومة إنما هو إمام مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ: إِنَّ السِّحْرَ لا يَضُرُّ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ، فَتَقُولُ أَنْتَ غَيْرَ ذَلِكَ؟ فَسَكَتَ الرَّجُلُ، فَكَأَنَّمَا كَانَ عَلَيْنَا جَبَلٌ فَوُضِعَ عَنَّا.
قُلْتُ: لَهُ أَخَوَانِ: عَبْدُ رَبِّهِ، وَسَعْدٌ مَاتَا قَبْلَهُ وَمَاتَ هُوَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. قَالَهُ الْقَطَّانُ، وَالْهَيْثَمُ، وشباب، وجماعة.
وقال يزيد والفلاس: سَنَةَ أَرْبَعٍ.(3/1009)
474 - د: يَحْيَى بْنُ صُبَيْحٍ النَّيْسَابُورِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
كَانَ أَوَّلَ مَنْ أَخَذَ عَلَى النَّاسِ الْقِرَاءَاتِ بِنَيْسَابُورَ.
رَوَى عَنْ: قَتَادَةَ، وَعَمَّارِ بْنِ أَبِي عمار،
وَعَنْهُ: ابن جريج، وابن عيينة، ويحيى القطان. [ص:1012]
وثقه أبو داود.(3/1011)
475 - ت ق: يحيى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ التَّيْمِيُّ الْمَدَنِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
أَكْثَرَ عَنْ أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ فُضَيْلٍ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، ثُمَّ تركه القطان.
وقال أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
قُلْتُ: وَأَبُوه لا يعرف.
وَقَالَ شُعْبَة: رأيته يسيء صلاته.(3/1012)
476 - د ن ق: يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرٍو، أَبُو زرعة السيباني الشَّامِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
حِمْصِيٌّ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَيْرِيزٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الدَّيْلَمِيِّ، وَأَبِي سَلامٍ مَمْطُورٍ، وَالْوَلِيدِ بْنِ سُفْيَانَ.
وَعَنْهُ: الأَوْزَاعِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَأَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، وَابْنُ شَابُورٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ.
وَثَّقَهُ دُحَيْمٌ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالْعِجْلِيُّ.
وَمَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. أرخه ضمرة، وقال: عاش خمساً وثمانين سنة.(3/1012)
477 - يَحْيَى بْنُ مُسْلِمٍ، أَبُو الضَّحَّاكِ الْهَمْدَانِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
[ص:1013]
عَنْ: زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، وَالشَّعْبِيِّ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، والخريبي، وسيف بن أسلم.
ضعفه ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ.(3/1012)
478 - يَحْيَى بْنُ مَيْسَرَةَ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: الشَّعْبِيِّ.
وَعَنْهُ: مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَأَبُو أُسَامَةَ.(3/1013)
479 - يَحْيَى بْنُ أَبِي الْهَيْثَمِ الْعَطَّارُ [الوفاة: 141 - 150 ه]
كُوفِيٌّ.
لَهُ عَنْ: يُوسُفَ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ، وَالشَّعْبِيِّ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.
صَدُوقٌ.(3/1013)
480 - يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ التُّجِيبِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
قَاضِي الأَنْدَلُسِ
كَانَ قَدْ بَعَثَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى قَضَاءِ الأَنْدَلُسِ. وطالت أيامه إلى أَنْ مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/1013)
481 - يَحْيَى بْنُ يَعْقُوبَ، أَبُو طَالِبٍ الأَنْصَارِيُّ الْقَاصُّ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
خَالُ أَبِي يُوسُفَ
عَنْ: عِكْرِمَةَ، وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ.
وَعَنْهُ: أَبُو تَمِيلَةَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَيْنَةَ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ.(3/1013)
482 - يَزِيدُ بْنُ حَازِمٍ [الوفاة: 141 - 150 ه]
بَصْرِيٌّ.
عَنْ: سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ: أَخُوهُ جَرِيرٌ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَعَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ معين. [ص:1014]
تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/1013)
483 - ن ق: يَزِيدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ [الوفاة: 141 - 150 ه]
كُوفِيٌّ ثِقَةٌ.
لَهُ عَنْ: عَمِّهِ عُبَيْدٍ أَخِي سَالِمٍ، وَزُبَيْدٍ الْيَامِيِّ، وَالْحَكَمِ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ.
وَلَهُ كلام ومعرفة بالمغازي والأخبار.(3/1014)
484 - يَزِيدُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ. أَبُو حَبِيبٍ الدَّبَّاغُ [الوفاة: 141 - 150 ه]
رَوَى عَنْ: أَنَسٍ.
وَعَنْهُ: عِيسَى بْنُ يُونُسَ، وَوَكِيعٌ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَآخَرُونَ.
وَقَدْ وُثِّقَ.
عِدَادُهُ فِي الْبَصْرِيِّينَ. وَلَهُ أَيْضًا عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ.(3/1014)
485 - د ق: يَزِيدُ بْنُ طَهْمَانَ، أَبُو الْمُعْتَمِرِ الرَّقَاشِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
بَصْرِيٌّ نَزَلَ الْحِيرَةَ.
رَوَى عَنْ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ.
وَعَنْهُ: الحسن بن حي، وشريك والفضل السيناني، ووكيع.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ: لا بَأْسَ بِهِ.(3/1014)
486 - ق: يَزِيدُ بْنُ عُبَيْدَةَ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ السَّكُونِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
دِمَشْقِيٌّ صَدُوقٌ.
لَهُ عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ: مُسْلِمِ بْنِ مُشْكَمٍ، وَأَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، وَابْنُ شَابُورٍ.
وثقه دحيم.(3/1014)
487 - ع: يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ المدنيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: مَوْلاهُ سَلْمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، وَعُمَيْرِ مَوْلَى أَبِي اللَّحْمِ.
وَعَنْهُ: حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَحَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، وَمَكِّيُّ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَحَدِيثُهُ مِنْ أَعْلَى شَيْءٍ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ.
مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/1015)
488 - م 4: يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ الْيَشْكُرِيُّ الْكُوفِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِي حَازِمٍ سَلْمَانَ، وَغَيْرِ وَاحِدٍ.
وَعَنْهُ: سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مِغْرَاءَ، وَمُحَمَّدُ، وَيَعْلَى ابْنَا عُبَيْدٍ.
وَثَّقَهُ النسائي.
وقال أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.(3/1015)
489 - ن: يَزِيدُ بْنُ مِرْدَانُبَةَ. الْكُوفِيُّ التَّاجِرُ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَنَسٍ، وَأَبِي بُرْدَةَ، وَزِيَادِ بْنِ عَلاقَةَ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو أسامة، والخريبي، وأبو نعيم.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(3/1015)
490 - خ 4: يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ الدِّمَشْقِيُّ. أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
مِنْ مَوَالِي الأَنْصَارِ
عَنْ: عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ، وَأَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ، وَمَكْحُولٍ، وَالْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ. ورأى وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ.
رَوَى عَنْهُ: الأَوْزَاعِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَصَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، وَابْنُ شَابُورٍ.
وثّقه ابْنُ مَعِينٍ، وَأَبُو حاتم، وغيرهما. [ص:1016]
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ الْحَاكِمُ: سَأَلْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ عَنْهُ فَقَالَ: لَيْسَ بِذَاكَ.
قَالَ دُحَيْمٌ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: سَأَلْتُ حَمَّادَ بن يزيد عن موت أَبِيهِ فَقَالَ: بَعْدَ سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.(3/1015)
491 - يَعْقُوبُ بْنُ زَيْدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ التَّيْمِيُّ، أَبُو عَرَفَةَ الْمَدَنِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: الْمَقْبُرِيِّ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ.
وَعَنْهُ: مَالِكٌ، وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، وَغَيْرُهُمَا. وَكَانَ قَاضِيًا بِالْمَدِينَةِ. كَأَنَّهُ مَاتَ شَابًّا.(3/1016)
492 - د ن: يَعْقُوبُ بْنُ الْقَعْقَاعِ. أَبُو الْحَسَنِ الْخُرَاسَانِيُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
قَاضِي مَرْوَ
عَنْ: الْحَسَنِ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ.
وُثِّقَ.(3/1016)
493 - يَعْقُوبُ بْنُ قَيْسٍ الْكُوفِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَالشَّعْبِيِّ، وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ: ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ.(3/1016)
494 - م د: يَعْقُوبُ بْنُ مُجَاهِدٍ. أَبُو حَزْرَةَ الْمَدَنِيُّ الْقَاصُّ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ. [ص:1017]
عَنْ: الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وَعُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ.
وَعَنْهُ: حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَحُسَيْنُ الْجُعْفِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
مَاتَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ.(3/1016)
495 - ت ق: يُوسُفُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَبُو شَيْبَةَ الْجَوْهَرِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
بَصْرِيٌّ وَاهٍ.
لَهُ عَنْ: أَنَسٍ.
وَعَنْهُ: عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، وَأَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: عِنْدَهُ عَجَائِبُ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا تَحِلُّ الرِّوَايَةُ عَنْهُ.(3/1017)
496 - يُوسُفُ بْنُ الْمُهَاجِرِ الْحَدَّادُ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: الْقَاسِمِ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَوَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَيَحْيَى بْنُ يَمَانٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(3/1017)
497 - ق: يُوسُفُ بْنُ مَيْمُونَ. أَبُو خُزَيْمَةَ الصَّبَّاغُ [الوفاة: 141 - 150 ه]
بَصْرِيٌّ. عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَأَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ.
وَعَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، وَوَكِيعٌ، وَأَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ.
ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ.(3/1017)
498 - خ ت ن ق: يُونُسُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ الإِسْكَافُ [الوفاة: 141 - 150 ه]
بَصْرِيٌّ.
عَنْ: الْحَسَنِ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَقَتَادَةَ.
وَعَنْهُ: هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبَرْسَانِيُّ. [ص:1018]
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ.
وأما ابْنُ حِبَّانَ فقَالَ: لا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ لِغَلَبَةِ الْمَنَاكِيرِ فِي حَدِيثِهِ.(3/1017)
-[الْكُنَى](3/1018)
• - أبُو الأَشْهَبِ النَّخَعِيُّ. اسْمُهُ جَعْفَرٌ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
تقدم(3/1018)
499 - خ م ن: أَبُو بَكْرِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ [الوفاة: 141 - 150 ه]
رَوَى عَنْ: عَمِّهِ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ.
وَعَنْهُ: مَالِكٌ، وَالثَّوْرِيُّ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَأَبُو ضُمْرَةَ.
وَكَانَ ثِقَةً.(3/1018)
• - أَبُو بَكْرٍ الْمَدَنِيّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: جَابِرٍ.
وَاسْمُهُ الْفَضْلُ، مَرَّ.(3/1018)
500 - أَبُو الْبِلادِ، هُوَ يَحْيَى بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الْغَطْفَانِيُّ الْكُوفِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: الشَّعْبِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ الثَّقَفِيِّ.
وَعَنْهُ: مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ، وَأَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبِ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(3/1018)
• - أَبُو الْجَحَّافِ، هُوَ دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَوْفٍ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
ذُكِرَ.(3/1018)
501 - 4: أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطَمِيُّ الْمَدَنِيُّ. نَزِيلُ الْبَصْرَةِ، اسْمُهُ عُمَيْرُ بْنُ يَزِيدَ [الوفاة: 141 - 150 ه]
رَوَى عَنْ: خَالِهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ الْفَاكِهِ، وَعُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ [ص:1019] ثَابِتٍ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَعُمَارَةَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَيُوسُفُ السَّمْتِيُّ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(3/1018)
502 - د ت ق: أَبُو جَنَابٍ الْكَلْبِيُّ. يَحْيَى بْنُ أَبِي حَيَّةَ [الوفاة: 141 - 150 ه]
كُوفِيٌّ.
عَنْ: الشَّعْبِيِّ، وَعِكْرِمَةَ، وَالضَّحَّاكِ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَابْنُ فُضَيْلٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَجَمَاعَةٌ.
ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَجَمَاعَةٌ.
وقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوقٌ مُدَلِّسٌ.
ورَوَى عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بأس.
وقال أَحْمَدُ: أَحَادِيثُهُ مَنَاكِيرُ.
وقَالَ الْبُخَارِيُّ: كَانَ يَحْيَى الْقَطَّانُ يُضَعِّفُهُ.(3/1019)
503 - 4: أَبُو خَالِدٍ الدَّالانِيُّ. يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، وَقَتَادَةَ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَعَبْدُ السَّلامِ الْمُلائِيُّ، وَالْمُحَارِبِيُّ، وَشُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.(3/1019)
504 - ت: أَبُو الرَّحَّالِ الأَنْصَارِيُّ الْبَصْرِيُّ. يُقَالُ: اسْمُهُ خَالِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَقِيلَ: مُحَمَّدُ بن خالد [الوفاة: 141 - 150 ه]
[ص:1020]
عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَالْحَسَنِ، وَبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبِي رَجَاءٍ الْعَطَارِدِيِّ.
وَعَنْهُ: سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ وَحَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، وَسَعْدَانُ بْنُ يَحْيَى، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَيَزِيدُ بْنُ بَيَّانٍ الْعُقَيْلِيُّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: عِنْدَهُ عَجَائِبُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: فِي حَدِيثِهِ بَعْضُ النكرة.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يَجُوزُ أَنْ يُحْتَجَّ بِهِ.(3/1019)
505 - خت: أَبُو الرَّحَّالِ الطَّائِيُّ الْكُوفِيُّ. اسْمُهُ عُقْبَةُ بْنُ عُبَيْدٍ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
وهو أَخُو سَعِيدٍ بن عُبيد الطَّائِيِّ
لَهُ عَنْ أَنَسٍ، وَبَشِيرِ بْنِ يَسَّارٍ.
وَعَنْهُ: حفص بن غياث، ويحيى القطان، وعيسى بن يونس، وغيرهم.
ليس بحجة.(3/1020)
506 - ت ق: أبو سَعْد البَقَّال الكوفيُّ الأعور. اسْمُهُ سَعِيدُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ [الوفاة: 141 - 150 ه]
مَوْلَى حُذَيْفَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -
رَوَى عَنْ: أنس، وأبي وائل، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ: شعبة، والسفيانان، وأبو أسامة، ويعلى بن عبيد، ويزيد بن هارون، وعبيد الله بن موسى.
تركه الفلاس، وهو ضعيف عندهم.(3/1020)
507 - أبو سعيد بن عَوْذ البَرَّاد. مكي. اسمه رجاء بن الحارث [الوفاة: 141 - 150 ه]
[ص:1021]
سَمِعَ: ابن الزبير، وقيل: سَمِعَ مِنْ رَجُلٍ عَنْهُ.
حَدَّثَ عَنْهُ: يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، وَآخَرُونَ، وَرَوَى أَيْضًا عن مُجَاهِدٍ، وَغَيْرُهُ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بأس.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مِقْدَارُ مَا يَرْوِيهِ غَيْرُ مَحْفُوظٍ.(3/1020)
• - أَبُو سِنَانٍ الْحَنَفِيُّ الْفِلَسْطِينِيُّ، عِيسَى بْنُ سِنَانٍ. [الوفاة: 141 - 150 ه](3/1021)
• - أَبُو سِنَانٍ الشَّيْبَانِيُّ، ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ. [الوفاة: 141 - 150 ه](3/1021)
• - أَبُو سِنَانٍ الشَّيْبَانِيُّ، نَزِيلُ الرَّيِّ، سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ. [الوفاة: 141 - 150 ه](3/1021)
508 - أَبُو السِّنْدِيِّ، سُهَيْلُ بْنُ ذَكْوَانَ [الوفاة: 141 - 150 ه]
مَكِّيٌّ. عَنْ عَائِشَةَ، وَابْنِ الزُّبَيْرِ.
وَعَنْهُ: هُشَيْمٌ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ.
كَذَّبَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَتَرَكَهُ غَيْرُهُ، وَهُوَ الَّذِي زَعَمَ أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ سَوْدَاءَ، فَكَذَبَ بِمِثْلِ هَذَا.(3/1021)
• - أَبُو شُعَيْبٍ الْمَجْنُونُ الصَّلْتُ. [الوفاة: 141 - 150 ه](3/1021)
509 - خ م ن: أَبُو شِهَابٍ الْحَنَّاطُ الأَكْبَرُ. هُوَ مُوسَى بْنُ نَافِعٍ [الوفاة: 141 - 150 ه]
كُوفِيٌّ ثِقَةٌ قَدِيمٌ.
رَوَى عَنْ: سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَعَطَاءٍ.
وَعَنْهُ: الثوري، ويحيى القطان، وأبو أسامة، وأبو نعيم، وأبو داود الطيالسي.
وثقه ابن معين، وهو أكبر شيخ لأبي داود.(3/1021)
• - ق: أبو الصباح النَّخَعيُّ. سُلَيْمَانُ بْنُ يُسَيرٍ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
مَرَّ.(3/1021)
510 - ت: أَبُو عَاتِكَةَ [الوفاة: 141 - 150 ه]
[ص:1022]
عَنْ: أَنَسٍ.
وَعَنْهُ: الْحَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ وَسَلامُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَغَسَّانُ بْنُ عُبَيْدٍ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.(3/1021)
• - أَبُو عَبْدِ الرَّحِيمِ هُوَ خَالِدُ بْنُ أَبِي يَزِيدَ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
قدْ ذُكِرَ.(3/1022)
• - أَبُو عُمَرَ الْخَزَّازُ، النَّضْرُ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
قَدْ ذُكِرَ.(3/1022)
511 - ع: أَبُو الْعُمَيْسِ، هو أخو المسعودي، وهو عُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ عَبْد الله مَسْعُودٍ الْهُذْلِيُّ الْكُوفِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
رَوَى عَنْ: الشَّعْبِيِّ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وقيس بن مسلم، وعون بن أبي جحيفة.
وَعَنْهُ: وكيع، وأبو أسامة، وجعفر بن عون، وأبو نعيم، وآخرون.
وثقه أحمد، وليس هو بالمكثر.
قال عباس الدوري: حدثنا جعفر بن عون، قال: حدثنا أبو العميس، عن القاسم قال: مد الْفُرَاتُ فَجَاءَ بِرُمَّانَةٍ مِثْلَ الْبَعِيرِ، فَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنَّهَا مِنَ الْجَنَّةِ.(3/1022)
• - أَبُو الْعَنْبَسِ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِي عُمَرَ زَاذَانَ.
وَعَنْهُ: أَبُو نُعَيْمٍ، وَغَيْرُهُ.
اسْمُهُ سَعِيدُ بْنُ كَثِيرٍ.(3/1022)
512 - د: أَبُو الْعَنْبَسِ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَعَنْ مَوْلَى لأُمِّ سَلَمَةَ.
وَعَنْهُ: مِسْعَرٌ، وَشُعْبَةُ، وَغَيْرُهُمَا.
قَدِيمُ الْمَوْتِ، وَإِنَّمَا أَخَّرْتُهُ لِرَفِيقَيْهِ.(3/1022)
• - أَبُو الْعَنْبَسِ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: أَبِي وَائِلٍ.
وَعَنْهُ: حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَوَكِيعٌ،
اسْمُهُ عَمْرٌو، مَرَّ.(3/1022)
• - أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ، سَعْدٌ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
قَدْ ذُكِرَ.(3/1023)
513 - ن: أَبُو مِسْكِينَ، الأَوْدِيُّ الْكُوفِيُّ، اسْمُهُ الْحُرُّ فيما قيل [الوفاة: 141 - 150 ه]
رَوَى عَنْ: إبراهيم النخعي، وهزيل بْنِ شُرَحْبِيلَ.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَغَيْرُهُمْ.(3/1023)
514 - أَبُو مُصْلِحٍ الْخُرَاسَانِيُّ. صَاحِبُ الضَّحَّاكِ، اسْمُهُ نَصْرُ بْنُ مُشَارِسٍ [الوفاة: 141 - 150 ه]
حَدَّثَ عَنْهُ بَشَّارُ بْنُ قِيرَاطٍ، وَوَكِيعٌ، وَالنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، وَعُمَرُ بْنُ هَارُونَ الْبَلْخِيُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ.(3/1023)
• - أَبُو الْوَرْقَاءِ، فَائِدٌ. [الوفاة: 141 - 150 ه](3/1023)
515 - ع: أَبُو يَعْفُورَ الْكُوفِيّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ نِسْطَاسٍ الثَّعْلَبِيُّ الْعَامِرِيُّ [الوفاة: 141 - 150 ه]
عَنْ: السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَأَبِي الضحى مُسْلِمٌ.
وَعَنْهُ: السُّفْيَانَانِ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ فُضَيْلٍ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَآخَرُونَ.
وَهُوَ ثِقَةٌ قَلِيلُ الْحَدِيثِ.(3/1023)
• - أَبُو الْيَقْظَانِ هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عُمَيْرٍ، [الوفاة: 141 - 150 ه]
مَرَّ.(3/1023)
• - أَبُو يُونُسَ الْقَوِيُّ هُوَ الْحَسَنُ بْنُ يَزِيدَ. [الوفاة: 141 - 150 ه]
مَرَّ.(3/1023)
516 - ابْنُ مَيَّادَةَ [الوفاة: 141 - 150 ه]
[ص:1024]
مِنْ فُحُولِ الشُّعَرَاءِ الَّذِينَ أَدْرَكُوا الدَّوْلَتَيْنِ الأُمَوِيَّةَ وَالْهَاشِمِيَّةَ، وَاسْمُهُ رَمَّاحُ بْنُ أَبْرَدَ، أَبُو شَرَاحِيلَ، ويُقَالُ: أَبُو شُرَحْبِيلَ الْمُرِّيُّ، وَأُمُّهُ بَرْبَرِيَّةٌ اسْمُهَا مَيَّادَةٌ.
وَمِنْ قَوْلِهِ السَّائِرِ:
وَإِنِّي لِمَا اسْتَوْدَعْتِ يَا أُمَّ مَالِكٍ ... عَلَى قِدَمٍ مِنْ عَهْدِنَا لَكَتُومُ
أَأُخبِرُ سِرِّي ثُمَّ أَسْتَكْتِمُ الَّذِي ... أُخَبِّرُهُ إِنِّي إِذَنْ لَلَئِيمُ
آخِرُ الطَّبَقَةِ الْخَامِسَةَ عَشْرَةَ
والحمد لله وحده(3/1023)
تاريخ الإسلام وَوَفيات المشاهير وَالأعلام
لمؤرخ الإسلام شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي
المتوفى 748 هـ - 1374 م
المجلد الرابع
151 - 200 هـ
حَقّقه، وَضَبَطَ نَصَّه، وَعلَّق عَلَيْه
الدكتور بشار عوّاد معروف
دار الغرب الإسلامي(4/1)
-الطَّبَقَةُ السَّادِسَةَ عَشْرَةَ 151 - 160 هـ(4/5)
"صفحة فارغة"(4/6)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
- (الحَوَادِثُ)(4/7)
-سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ
تُوُفِّيَ فِيهَا: حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ الْمَكِّيُّ، وَدَاوُدُ بْنُ يَزِيدَ الأَوْدِيُّ، وَسَيْفُ بْنُ سُلَيْمَانَ فِي قَوْلٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ فِي رَجَبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الأَسْلَمِيُّ، يُقَالُ فِيهَا، وَعَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ الْمَكِّيُّ، وَعِيسَى بْنُ عِيسَى الْحَنَّاطُ، وَمُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَّارٍ فِيهَا عَلَى الأَصَحِّ، وَمَعْنُ بْنُ زَائِدَةَ الأمير، وَالْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ الْمَدَنِيُّ بِالْكُوفَةِ، وَصَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ الأَمِيرُ بِخُلْفٍ.
وَفِيهَا عُزِلَ عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الْمُهَلَّبِيُّ عَنِ السَّنَدِ بِهِشَامِ بْنِ عَمْرٍو التَّغْلِبِيِّ، ثُمَّ وَلِيَ الْمُهَلَّبِيُّ إِفْرِيقِيَّةَ، وَسَبَبُ عَزْلِهِ عَنِ السَّنَدِ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ لَمَّا خَرَجَ بِالْمَدِينَةِ، وَجَّهَ وَلَدَهُ الأَشْتَرَ فِي طَائِفَةٍ إِلَى الْبَصْرَةِ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَشْتَرُوا بِهَا خَيْلا وَيَمْضُوا بِهَا إِلَى السَّنَدِ يُقَدِّمُونَهَا إِلَى عُمَرَ، وَكَانَ يَتَشَيَّعُ، فَقَدِمُوا بِهَا فَسُرَّ بِهِمْ، وَدَعَا خَوَاصَّهُ إِلَى بَيْعَةِ مُحَمَّدٍ فَأَجَابُوهُ، وَفَصَلَ الأَقْبِيَةَ وَالأَعْلامَ الْبِيضَ، وَتَهَيَّأَ لِلْخُرُوجِ، فَجَاءَهُ مَصْرَعُ ابْنِ حَسَنٍ، فَوَجَّهَ عَبْدَ اللَّهِ الأَشْتَرَ خُفْيَةً إِلَى مَلِكٍ مُشْرِكٍ يَثِقُ بِهِ، فَأَكْرَمَ الْمَلِكُ مَوْرِدَ الأَشْتَرِ، وَكَانَ مَعَهُ نَحْوُ أربع مائة، فَكَانَ يَرْكَبُ وَيَتَصَيَّدُ فِي هَيْئَةِ مَلِكٍ، فَبَلَغَ ذَلِكَ الْمَنْصُورُ فَعَزَلَ عُمَرَ بْنَ حَفْصٍ، ثُمَّ إِنَّ الأَشْتَرَ خَرَجَ يَتَنَزَّهُ، وَظَفَرَ بِهِ أَجْنَادُ هِشَامٍ، فَاقْتَتَلُوا، فَقُتِلَ الأَشْتَرُ وَأَصْحَابُهُ.
وَفِيهَا قَدِمَ الْمَهْدِيُّ مِنَ الرَّيِّ إِلَى بَغْدَادَ، وَشَرَعَ الْمَنْصُورُ فَبَنَى الرَّصَافَةَ وَشَيَّدَهَا، وَعَمِلَ لَهَا سُورًا مَنِيعًا وَخَنْدَقًا وَمَيْدَانًا، وَجَرَّ إِلَيْهَا الْمَاءَ، وَجَعَلَهَا [ص:8] لِلْمَهْدِيِّ، وَجَدَّدَ لَهُ بَيْعَةَ الْعَهْدِ مِنْ بَعْدِهِ، ثُمَّ مِنْ بَعْدِ الْمَهْدِيِّ لِعِيسَى بْنِ مُوسَى، وَفِيهَا وَلِيَ مَعْنُ بْنُ زَائِدَةَ إِقْلِيمَ سِجِسْتَانَ.(4/7)
-سَنَةَ اثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
مَاتَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ، وَأَبُو خَلَدَةَ خَالِدُ بْنُ دِينَارٍ الْبَصْرِيُّ، وَأَبُو عَامِرٍ صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ الْخَزَّازُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَحْيَى الأَسْلَمِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ الْمَكِّيُّ، وَطَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو المكي، وعباد بن منصور الناجي، وأبو حُرَّةَ وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَيُونُسُ بْنُ يزيد الأيلي فِي قَوْلٍ.
وَفِيهَا وَثَبَتَ الْخَوَارِجُ بِبُسْتٍ عَلَى مَعْنِ بْنِ زَائِدَةَ فَقَتَلُوهُ لِجَوْرِهِ وَعَسَفِهِ.
وَفِيهَا غَزَا حُمَيْدُ بْنُ قَحْطَبَةَ كَابُلَ، وَوَلاهُ الْمَنْصُورُ إِقْلِيمَ خُرَاسَانَ.
وَفِيهَا وَلِيَ الْبَصْرَةَ يَزِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَوَلِيَ مِصْرَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعُزِلَ عَنْهَا يَزِيدُ بْنُ حَاتِمٍ.
وَحَجَّ بِالنَّاسِ الْمَنْصُورُ.(4/8)
-سَنَةَ ثَلاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
مَاتَ فِيهَا: أَبَانُ بْنُ صَمْعَةَ الْبَصْرِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَالِمٍ بَرَدَانُ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، وَثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ الْكُلاعِيُّ، وَبُكَيْرُ بنُ مِسْمَارٍ، فِي قَوْلٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ قَاضِي بَغْدَادَ، وَحُمَيْدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ الْبَصْرِيُّ، وَالضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ الْحِزَامِيُّ، وَعَبْدُ الله بن محمد بن عمرو بْنِ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ الأَنْصَارِيُّ، وَفِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ الْكُوفِيُّ، وَقُدَامَةُ بْنُ مُوسَى الْجُمَحِيُّ، وَمُحِلُّ بْنُ مُحْرِزٍ الضَّبِّيُّ، وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ الْبَصْرِيُّ بِالْيَمَنِ فِي رَمَضَانَ، وَمُوسَى بْنُ أَيُّوبَ الْغَافِقِيُّ الْمِصْرِيُّ، وَمُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ، وَهِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ الْغَازِ الدِّمَشْقِيُّ، وَوُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ عَلَى الصَّحِيحِ. [ص:9]
وَفِيهَا قُتِلَ مُتَوَلِّي إِفْرِيقِيَّةَ عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ الأَزْدِيُّ، خَرَجَتْ عَلَيْهِ أُمَمٌ مِنَ الْبَرْبَرِ، وَعَلَيْهِمْ أَبُو حَاتِمٍ الإِبَاضِيُّ وَأَبُو عَادٍ، فَيُقَالُ: كَانُوا فِي خَمْسَةٍ وَثَمَانِينَ أَلْفَ فَارِسٍ، وَأَزْيَدَ مِنْ مِائَتَيْ أَلْفِ رَاجِلٍ، وَكَانُوا قَدْ بَايَعُوا بِالْخِلافَةِ أَبَا قُرَّةَ الصفري.
وفيها أَلْزَمَ الْمَنْصُورُ رَعِيَّتَهُ بِلَبْسِ الْقَلانِسِ الطِّوَالِ الْمَعْرُوفَةِ بِالدَّنِيَّةِ فَكَانُوا يَعْمَلُونَهَا بِالْقَصَبِ وَالْوَرَقِ وَيُلْبِسُونَهَا السَّوَادَ، وَفِيهَا يَقُولُ أَبُو دُلامَةَ:
وَكُنَّا نُرَجِّي مِنْ إِمَامٍ زِيَادَةً ... فَزَادَ الإِمَامُ الْمُصْطَفَى فِي الْقَلانِسِ
تَرَاهَا عَلَى هَامِ الرِّجَالِ كَأَنَّهَا ... دِنَّانُ يَهُودَ جُلِّلَتْ بِالْبَرَانِسِ
وَفِيهَا غَزا الصَّائِفَةَ مَسْعُودُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجَحْدَرِيُّ، فَفَتَحَ حِصْنًا بِالرُّومِ بِالسَّيْفِ.
وَفِيهَا وَلِيَ بَكَّارُ بْنُ مُسْلِمٍ أَرْمِينِيَّةَ.
وَفِيهَا دَخَلَ الْمِيذُ دِجْلَةَ فَوَصَلُوا إِلَى الْبَصْرَةِ، فَقَتَلُوا وَسَبُوا، ثُمَّ سَارَ لِحَرْبِهِمُ الْعَسْكَرُ، فَقَهَرُوهُمْ وَاسْتَنْقَذُوا مِنْهُمْ كَثِيرًا مِمَّا أَخَذُوا.(4/8)
-سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
مَاتَ فِيهَا: أَشْعَبُ الطَّمَعُ، وَجَعْفَرُ بْنُ بَرْقَانَ، وَالْحَكَمُ بْنُ أَبَانٍ الْعَدَنِيُّ، وَرَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ التَّيْمِيَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ الدِّمَشْقِيُّ، وعُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن مَوْهب، وَعَلِيُّ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ الْكُوفِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَّارٍ الْمَدَنِيُّ، وقُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ السَّدُوسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُهَاجِرٍ الشُّعَيْثِيُّ، وَأَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ الْمَازِنِيُّ، وَمَعْمَرٌ فِي قَوْلٍ. [ص:10]
وَفِيهَا قَدِمَ الْمَنْصُورُ الشَّامَ، وَزَارَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ جَهَّزَ يَزِيدَ بْنَ حَاتِمٍ فِي خَمْسِينَ أَلْفًا لِحَرْبِ الْخَوَارِجِ بِإِفْرِيقِيَّةَ، وَأَنْفَقَ عَلَى ذَلِكَ الْجَيْشِ - مَعَ شُحِّهِ بِالْمَالِ - سِتِّينَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَزِيَادَةً.
وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ أَنَّ صَاعِقَةَ نَزَلَتْ بِالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَأَهْلَكَتْ خَمْسَةَ نَفَرٍ.
وَفِيهَا هَلَكَ الوزير أبو أيوب المورياني، وكان الْمَنْصُورُ قَدْ غَضِبَ عَلَيْهِ فِي عَامِ أَوَّلٍ، فَسَجَنَهُ وَأَخَاهُ خَالِدًا وَبَنِي أَخِيهِ وَصَادَرَهُمْ، وَسَبَبُ غَضَبِهِ عَلَيْهِمْ أَنَّ كَاتِبَ سِرِّ الْوَزِيرِ سَعَى بِهِ إِلَى الْمَنْصُورِ، فَهَلَكَ أَبُو أَيُّوبَ وَضَرَبَ أَعْنَاقَ بَنِي أَخِيهِ.
وَقَالَ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيُّ: قَدِمَ الْمَنْصُورُ دِمَشْقَ، فَاسْتَعْمَلَ عَلَى قَضَائِهَا يَحْيَى بْنَ حَمْزَةَ، فَاعْتَلَّ بِأَنَّهُ شَابٌّ، فَقَالَ: إِنِّي أَرَى أَهْلَ بلَدِكَ قَدْ أَجْمَعُوا عَلَيْكَ، فَإِيَّاكَ وَالْهَدِيَّةَ، فَبَقِيَ عَلَى الْقَضَاءِ ثَلاثِينَ سَنَةً.(4/9)
-سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّيَ: زَبَّانِ بن فائد المصري، وصفوان بْنِ عَمْرٍو الْحِمْصِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ التُّجِيبِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاتِكَةِ الدِّمَشْقِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيُّ بِالشَّامِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ ظَنًّا، وَمِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ عَلَى الصَّحِيحِ، وَالْمُفَضَّلُ بن لاحق، وأبو فروة يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ الرُّهَاوِيُّ، وَيَعْقُوبُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ فِي قَوْلٍ.
وَفِيهَا اسْتَنْقَذَ يَزِيدُ بْنُ حَاتِمٍ الْمَغْرِبَ مِنَ الْخَوَارِجِ بَعْدَ حُرُوبٍ عَظِيمَةٍ، وَقَتَلَ أَبَا عَادٍ وَأَبَا حَاتِمٍ مَلِكَيِ الْخَوَارِجِ، وَمَهَّدَ الإِقْلِيمَ وَبَقِيَ عَلَى إِمْرَتِهِ خَمْسَةَ عَشَرَ عَامًا.
وَفِيهَا سَارَ الْمَهْدِيُّ إِلَى الرَّافِقَةِ، فَنَزَلَ هُنَاكَ، وَأَنْشَأَ الْمَدِينَةَ.
وَفِيهَا أَمَرَ الْخَلِيفَةُ بِعَمَلِ سُورٍ عَلَى الْبَصْرَةِ، وَسُورٍ عَلَى الْكُوفَةِ، فعُمِلا مِنْ أَمْوَالِ أَهْلِ الْبَلَدَيْنِ، وَوَلِيَ البصرة الْهَيْثَمُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْعَتَكِيُّ. [ص:11]
وَفِيهَا عَزَلَ الْمَنْصُورُ أَخَاهُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ عن الجزيرة، وحسبه مُدَّةً وَأَغْرَمَهُ أَمْوَالا، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا مُوسَى بْنَ كَعْبٍ.
وَفِيهَا عَزَلَ عَنِ الْمَدِينَةِ الْحُسَيْنَ بْنَ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَلَوِيَّ بِعَبْدِ الصَّمَدِ عَمِّ الْمَنْصُورِ، وَجَعَلَ مَعَهُ فُلَيْحَ بْنَ سُلَيْمَانَ مُعِينًا له.
وفيها كانت غزوة ذاذقشة بِنَاحِيَةِ بَحْرِ الْخَزَرِ، وَمُقَدَّمُ الإِسْلامِ مُتَوَلِّي أَرْمِينِيَّةَ يَزِيدُ بْنُ أُسَيْدٍ السُّلَمِيُّ، وَكَانَ أَحَدَ الأَبْطَالِ الْمَوْصُوفِينَ فَجُرِحَ، وَقَدْ كَانَ مِنْ بَقَايَا أُمَرَاءِ بَنِي أُمَيَّةَ عَلَى أَرْمِينِيَّةِ، وَلَهُ مَوْعِظَةٌ بَلِيغَةٌ يَوْمَ الْمَصَافِّ، رَوَاهَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَلِرَبِيعَةَ الشَّاعِرِ فِيهِ، وَفِي يَزِيدَ بْنِ حَاتِمِ بْنِ قَبِيصَةَ الْمُهَلَّبِيِّ مُتَوَلِّي إِفْرِيقِيَّةَ:
لَشَتَّانَ مَا بَيْنَ الْيَزِيدَيْنِ فِي النَّدَى ... يَزِيدَ سليم والأغر ابن حَاتِمِ
فَهَمُّ الْفَتَى الأَزْدِيِّ إِتْلافُ مَالِهِ ... وَهَمُّ الْفَتَى الْقَيْسِيِّ جَمْعُ الدَّرَاهِمِ
وَلا يَحْسَبُ التَّمْتَامُ أَنِّي هَجَوْتُهُ ... وَلَكِنَّنِي فَضَّلْتُ أَهْلَ الْمَكَارِمِ(4/10)
-سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ
تُوُفِّيَ فِيهَا: أَفْلَحُ بْنُ سعيد القبائي، وأفلح بن حميد الْمَدَنِيِّ فِي قَوْلٍ، وَحَمَّادُ الرَّاوِيَةُ بِالْعِرَاقِ، وَحَمْزَةُ بْنُ حَبِيبٍ الزَّيَّاتُ، وَسَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيُّ الْقَاضِي، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَوْذَبٍ الْبَلْخِيُّ بِالشَّامِ، وَعبد الحكيم بن أَبِي فَرْوَةَ، وَعَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ الإِفْرِيقِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي حَمْلَةَ الشَّامِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ ذَرٍّ الهمذاني، وعيسى بن عمر الهمذاني المقرئ، وقباث بن رزين اللخمي، وهشام بن الغاز فِي قَوْلٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانِيُّ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ [ص:12] مُعَاوِيَةَ الْعَتَكِيُّ الأَمِيرُ.
وَفِيهَا كَانَ الْهَيْثَمُ الْمَذْكُورُ أَمِيرَ الْبَصْرَةِ قَدْ ظَفَرَ بِعَمْرِو بْنِ رَاشِدٍ الَّذِي كَانَ وَلاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، إِذْ خَرَجَ عَلَى إِقْلِيمِ فَارِسٍ فَصُلِبَ بِالْبَصْرَةِ بَعْدَ قَطْعِ أَرْبَعَتِهِ، ثُمَّ عُزِلَ الْهَيْثَمُ وَاسْتُعْمِلَ سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى الصلاة مضافا إلى القضاء، فمات الهيثم فجاءة بِبَغْدَادَ عَلَى صَدْرِ سَرِيَّتِهِ، وَوَلِيَ شُرْطَةَ الْبَصْرَةِ سَعِيدُ بْنُ دَعْلَجَ.(4/11)
-سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ
تُوُفِّيَ فِيهَا قَاضِي مَرْوَ الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ فِي قَوْلٍ، وَطَلْحَةُ بْنُ سَعِيدٍ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ، وَعَامِرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَارِثِيُّ الأَمِيرُ، وَفَقِيهُ الشَّامِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الأوزاعي، وعمر بن صهبان، ومحمد بن عبد الله ابن أَخِي الزُّهْرِيُّ، وَمُصْعَبُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ الزُّبَيْرِ فِي قَوْلٍ، وَيُوسُفُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَأَبُو مِخْنَفٍ لُوطٌ فِي قَوْلٍ.
وَفِيهَا أَنْشَأَ الْمَنْصُورُ قَصْرَهُ الَّذِي سَمَّاهُ الْخُلْدَ، وَفِيهَا عَرَضَ جُيُوشَهُ فِي السِّلاحِ وَالْخَيْلِ، وَخَرَجَ هُوَ وَعَلَيْهِ دِرْعٌ وَقَلَنْسُوَةٌ سَوْدَاءُ مُضَرَّبَةٌ، وَفَوْقَهَا الْخَوْذَةُ، وَنَقَلَ الأَسْوَاقَ مِنْ بَغْدَادَ، وَعُمِلَتْ بِظَاهِرِهَا بِبَابِ الْكَرْخِ، وَأَمَرَ بِعَمَلِ ذَلِكَ مِنْ مَالِهِ، وَوَسَّعَ شَوَارِعَ بَغْدَادَ، وَهَدَمَ دُورًا لِذَلِكَ.
وَفِيهَا اسْتَعْمَلَ عَلَى الْبَصْرَةِ بَعْدَ مَوْتِ سَوَّارٍ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ الْعَنْبَرِيَّ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى السِّنْدِ مَعْبدَ بْنَ خَلِيلٍ، وَصَرَفَ هِشَامَ بْنَ عَمْرٍو.
وَفِيهَا غَزَا الرُّومَ يَزِيدُ بْنُ أُسَيْدٍ السُّلَمِيُّ، فَوَجَّهَ عَلَى بَعْضِ جَيْشِهِ سِنَانًا مَوْلَى الْبَطَّالِ، فسبى وغنم.(4/12)
-سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا مَاتَ: أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ عَلَى الصَّحِيحِ، وَحَيَّوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ الْمِصْرِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَنْصُورُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشٍ الأَخْبَارِيُّ الْمَشْهُورُ بِالْمَنْتُوفِ، وَجُبَيْرٌ الْقَصَّابُ، وَحَاجِبُ بْنُ عُمَرَ، وَزُفَرُ بْنُ الْهُذَيْلِ الْفَقِيهُ، وَعَوَانَةُ بْنُ الْحَكَمِ أَخْبَارِيٌّ عَلامَةٌ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مَبْرُورٍ الأَيْلِيُّ، وَمَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، وَمَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ الْكُوفِيُّ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ قَاضِي الأَنْدَلُسِ.
وَفِيهَا وَجَّهَ الْمَنْصُورُ وَلَدَهُ إِلَى الرِّقَّةِ، فَعَزَلَ مُوسَى بْنَ كَعْبٍ عَنِ الْجَزِيرَةِ، وَوَلِيَهَا يَحْيَى بْنُ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكٍ، فَرَوَى الْحَسَنُ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عَطِيَّةَ قَالَ: كَانَ الْمَنْصُورُ قَدْ أَلْزَمَ خَالِدَ بْنَ بَرْمَكٍ بِثَلاثَةِ آلافِ أَلْفِ دِرْهَمٍ وندر دَمِهِ، وَأَجَّلَهُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، فَقَالَ خَالِدٌ لابْنِهِ: يَا بُنَيَّ قَدْ تَرَى مَا حَلَّ بِنَا فَانْصَرِفْ إِلَى أَهْلِكِ، فَمَا كُنْتَ فَاعِلا بِهِمْ بَعْدَ مَوْتِي فَافْعَلْ، وَالْقَ إِخْوَانَنَا، وَمُرْ بِعُمَارَةَ بْنِ حَمْزَةَ، وَصَالِحٍ صَاحِبِ الْمُصَلَّى، وَمُبَارَكٍ التُّرْكِيِّ، فأعلمهم حالنا.
قال ابن عطية: فَحَدَّثَنِي يَحْيَى قَالَ: أَتَيْتُهُمْ فَمِنْهُمْ مَنْ تَجَهَّمَنِي وَأَرْسَلَ الْمَالَ سِرًّا، وَاسْتَأْذَنْتُ عَلَى عُمَارَةَ، فَدَخَلْتُ وَسَلَّمْتُ، فَرَدَّ رَدًّا ضَعِيفًا وَقَالَ: كَيْفَ أَبُوكَ؟ قُلْتُ: بِخَيْرٍ، يَسْتَسِلْفُكَ لِمَا نَزَلَ بِهِ، فَسَكَتَ، فَضَاقَ بِي مَوْضِعِي وَلَعَنْتُهُ عَلَى تِيهِهِ وَكِبْرِهِ، فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ بَعَثَ عُمَارَةُ مَعَ رَسُولِهِ مِائَةَ أَلْفٍ، وجمعنا في يومين ألفي ألف وسبع مائة أَلْفٍ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَعَلَى الْجِسْرِ مَارًّا وَأَنَا مَهْمُومٌ، إِذْ وَثَبَ إِلَيَّ زَاجِرٌ، فَقَالَ: فَرْخُ الطَّائِرِ أَخْبَرَكَ، فَلَمْ أَلْتَفِتْ إِلَيْهِ، فَتَعَلَّقَ بِاللِّجَامِ، فَقَالَ: أَنْتَ وَاللَّهِ مَهْمُومٌ، وَلَيُفَرِّجَنَّ اللَّهُ هَمَّكَ وَلَتَمُرَّنَ غَدًا هُنَا وَاللِّوَاءُ بَيْنَ يَدَيْكَ، فَأَقْبَلْتُ أَعْجَبُ مِنْهُ، فَقَالَ: فَإِنْ تَمَّ ذَلِكَ فَلِي خَمْسَةُ آلافِ دِرْهَمٍ، قُلْتُ: نَعَمْ، وَمَضَيْتُ، فورد على المنصور انتقاض الموصل وانتشار الأكراد بها، فقال: من لها؟، فقال له المسيب بن زهير - وكان صديقنا -: عندي يا أمير [ص:14] المؤمنين رأي، إنك لا تَنْتَصِحُهُ وَسَتَلْقَانِي بِرَدِّهِ، قَالَ: قُلْ فَلَسْتُ أَسْتَغِشُّكَ، قَالَ: مَا رَمَيْتَهَا بِمِثْلِ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكٍ، قَالَ: وَيْحَكَ! وَيَصْلُحُ لَنَا بَعْدَمَا أَتَيْنَا إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَأَنَا ضامن له، فأمر بإحضاره، وصفح عن الثلاث مائة أَلْفٍ الْبَاقِيَةِ، وَعَقَدَ لَهُ، وَأَعْطَيْتُ الزَّاجِرَ خَمْسَةَ آلافٍ، وَأَمَرَنِي أَبِي بِحَمْلِ الْمَالِ وَهِيَ مِائَةُ أَلْفٍ إِلَى عُمَارَةَ، فَأَتَيْتُهُ فَوَجَدْتُهُ عَلَى هَيْئَةٍ مِنَ الْبَأْوِ وَالْكِبْرِ، فَسَلَّمْتُ، فَمَا رَدَّ، بَلْ قَالَ: كَيْفَ أَبُوكَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ، وَذَكَرْتُ لَهُ رَدَّ الْمَالِ، فَاسْتَوَى جَالِسًا، ثُمَّ قَالَ: أَكُنْتُ صَيْرَفِيًّا لِأَبِيكَ يَأْخُذُ مِنِّي إِذَا شَاءَ وَيَرُدُّ إِذَا شَاءَ، قُمْ عَنِّي لا قُمْتَ! فَرَجَعْتُ إِلَى أَبِي فَأَعْلَمْتُهُ فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ إِنَّهُ عُمَارَةُ، وَمَنْ لا يَعْتَرِضُ عَلَيْهِ.
وَعَنْ بَعْضِ الْمَوَاصِلَةِ قَالَ: مَا هِبْنَا أَمِيرًا قَطُّ مَا هِبْنَا خالد بن برمك.
واستعمل المهدي على أذربيجان يَحْيَى بن خَالِد بن برمك، واتصلت وِلايَتُهُ بِوِلايَةِ أَبِيهِ، وَكَانَ الْمَنْصُورُ يَقُولُ: وُلِدَ النَّاسُ أَبْنَاءً وَوُلِدَ خَالِدٌ أَبًا.
وَفِيهَا نَزَلَ الْمَنْصُورُ قَصْرَهُ الْخُلْدَ، وَسَخِطَ عَلَى صَاحِبِ شُرْطَتِهِ الْمُسَيَّبِ بْنِ زُهَيْرٍ وَقَيَّدَهُ وَسَجَنَهُ لِكَوْنِهِ قَتَلَ أَبَانَ بْنَ بِشْرٍ الْكَاتِبَ تَحْتَ السِّيَاطِ، ثُمَّ شَفَعَ الْمَهْدِيُّ فِيهِ فَرُدَّ إِلَى مَنْصِبِهِ.
وَفِيهَا سَقَطَ الْمَنْصُورُ عَنْ فَرَسِهِ، فَشُجَّ بَيْنَ حَاجِبَيْهِ.
وَفِيهَا أَمَرَ الْمَنْصُورُ نَائِبَ مَكَّةَ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيَّ بِحَبْسِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، وَعَبَّادَ بْنَ كَثِيرٍ فحبسهما، وكان يسامرهما خُفْيَةً، ثُمَّ أهَمَّهُ أَمْرُهُمَا، وَخَافَ أَنْ يَحُجَّ الْمَنْصُورُ فَيَقْتُلُهُمَا، فَنَفَّذَ رَاحِلَةً وَذَهَبًا فِي السِّرِّ إِلَى عَبَّادِ وَسُفْيَانَ، وَإِلَى شَخْصٍ عَلَوِيٍّ لِيَهْرَبُوا أَوْ يَخْتَفُوا، وَقَدِمَ الْمَنْصُورُ بِآخِرِ رَمَقٍ، فَمَاتَ وَوَقَى اللَّهُ شَرَّهُ، تَمَرَّضَ فِي أَثْنَاءِ الدَّرْبِ وَحَمِيَ مِزَاجُهُ، وَكَتَمَ الرَّبِيعُ الْحَاجِبُ مَوْتَهُ، وَمَنَعَ النِّسَاءَ مِنَ الْبُكَاءِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ جَمَعَ الأُمَرَاءَ وَأَخَذَ الْبَيْعَةَ لِلْمَهْدِيِّ.
وَأَقَامَ الْمَوْسِمَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يحيى بن محمد العباسي ابن أَخِي الْمَنْصُورِ، وَهُوَ شَابٌّ أَمْرَدُ.
وَفِيهَا مَاتَ طَاغِيَةُ الرُّومِ لَعَنَهُ اللَّهُ.(4/13)
-سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ
مَاتَ فِيهَا: أَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ الْوَاسِطِيُّ، وَحُمَيْدُ بْنُ قَحْطَبَةَ الأَمِيرُ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ بِمَكَّةَ، وَعِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ الْيَمَامِيُّ، وَعَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ الضَّبِّيُّ، وَمَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ قِيلَ فِي أَوَّلِهَا، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَيُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الْهُذْلِيُّ وَاسْمُهُ سَلْمَى.
وَفِيهَا غَزَا الصَّائِفَةَ الْعَبَّاسُ أَخُو الْمَنْصُورِ، فَوَصَلَ إِلَى أَنْقَرَةَ بِأَرْضِ الرُّومِ، وَافْتَتَحَ مَدِينَةَ.
وَهَلَكَ نَائِبُ خُرَاسَانَ ابْنُ قَحْطَبَةَ، فَوَلِيَ بَعْدَهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَقِيلَ: وَلِيَهَا أَبُو عون عبد الملك بن يزيد، وولي حمزة بن مالك سجستان، وَوَلِيَ جِبْرِيلُ بْنُ يَحْيَى سَمَرْقَنْدَ وَتِلْكَ النَّاحِيَةِ.
وَتَوَجَّهَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شِهَابٍ الْمِسْمَعِيُّ فِي البحر لغزو الهند، وفرض معه لألفين، وَخَرَجَ مَعَهُ خَلْقٌ مِنَ الْمُطَّوِعَةِ، فَمَضَوْا حَتَّى وَافَوْا مَدِينَةَ بَارْبَدَّ مِنَ الْهِنْدِ، فِي سَنَةِ سِتِّينَ وَمِائَةٍ.
وَاسْتَعْمَلَ الْمَهْدِيُّ عَلَى السِّنْدِ رَوْحَ بْنَ حَاتِمٍ بِإِشَارَةِ وَزِيرِهِ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ.
وَفِيهَا أَطْلَقَ مِنَ السِّجْنِ يَعْقُوبَ بْنَ دَاوُدَ، وَالْحَسَنَ وَلَدَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، وَسُلِّمَ الْحَسَنُ إِلَى أَمِيرٍ يَتَحَفَّظُ بِهِ، فَهَرَبَ الْحَسَنُ، فَتَلَطَّفَ الْمَهْدِيُّ حَتَّى وَقَعَ بِهِ بَعْدَ مُدَّةٍ.
وَفِيهَا عُزِلَ عَنِ الْكُوفَةِ إِسْمَاعِيلُ الثَّقَفِيُّ بِعُثْمَانَ بْنِ لُقْمَانَ الْجُمَحِيِّ، وَقِيلَ بِغَيْرِهِ، وَعُزِلَ عَنْ قَضَاءِ الْبَصْرَةِ عُبَيْدُ اللَّهِ الْعَنْبَرِيُّ، وَعَنْ شُرْطَتِهَا سَعِيدُ بْنُ دَعْلَجٍ، وَوَلِيَ حَرْبَهَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَيُّوبَ النُّمَيْرِيُّ ثُمَّ عُزِلَ، وَوَلِيَ عُمَارَةُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ وَاقِدٍ الْفِهْرِيُّ عَلَى الصَّلاةِ.
وَفِيهَا عُزِلَ يَزِيدُ بْنُ الْمَنْصُورِ خَالُ الْمَهْدِيّ عَنِ الْيَمَنِ، وَوَلِيَهَا رَجَاءَ بْنُ رَوْحٍ، وَعُزِلَ عَنْ مِصْرَ مَطَرٌ مَوْلَى الْمَنْصُورِ بأبي ضمرة محمد سليمان.
وفيها تحرك الأمراء والخراسان فِي خَلْعِ وَلِيِّ الْعَهْدِ عِيسَى بْنِ مُوسَى [ص:16] وَجَعْلِهَا - أَعْنِي وِلايَةَ الْعَهْدِ - لِمُوسَى وَلَدِ الْمَهْدِيِّ، فَكَتَبَ الْمَهْدِيُّ لَمَّا تَبَيَّنَ ذَلِكَ إِلَى الْكُوفَةِ إِلَى عِيسَى لِيَقَدَمَ عَلَيْهِ، فَأَحَسَّ فَلَمْ يَأْتِ، فَاسْتَعْمَلَ الْمَهْدِيُّ عَلَى الْكُوفَةِ رَوْحَ بْنَ حَاتِمِ بْنِ قَبِيصَةَ الْمُهَلَّبِيَّ، فَجَعَلَ عِيسَى يَتَرَدَّدُ إِلَى قَرْيَةٍ لَهُ، وَلا يُقِيمُ بِالْكُوفَةِ إِلا شَهْرَيْنِ فِي الْعَامِ، وَأَخَذَ الْمَهْدِيُّ يُلِحُّ عَلَى عِيسَى فِي النُّزُولِ عَنِ الْعَهْدِ وَيُرَغِّبُهُ وَيُرَهِّبُهُ، فَأَجَابَهُ مُكْرَهًا، وَبَايَعَ لِمُوسَى الْهَادِي، ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ لِهَارُونَ الرَّشِيدِ، فَأَمَرَ الْمَهْدِيُّ لِعِيسَى بُعَشَرَةِ آلافِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَأَقْطَعَهُ عِدَّةَ قُرَى.
وَقَدِمَ مِنَ الْيَمَنِ يَزِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ فَحَجَّ بِالنَّاسِ.(4/15)
-سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ
تُوُفِّيَ فِيهَا: الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، وَأَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، وَبَحْرُ بْنُ كُنَيْزٍ السَّقَّاءُ، وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْجَفْرِيُّ فِي قَوْلٍ، وَحَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ التُّجِيبِيُّ، وَخَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ الْكَبِيرُ جَدُّ شَبَّابٍ، وَالْخَلِيلُ بْنُ مُرَّةَ الْبَصْرِيُّ، وَالرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحَ، وَسُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ الْوَاسِطِيُّ، وَشُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْعَتَكِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ الْجُمَحِيُّ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ، وَعَبَّاسُ بْنُ عُقْبَةَ الْحَضْرَمِيُّ، وَمُجَمِّعُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمَدَنِيُّ، وَعِيسَى بْنُ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ الأَمِيرُ.
وَفِيهَا كَانَ خُرُوجُ يُوسُفَ الْبَرْمِ بِخُرَاسَانَ، مُنْكِرًا عَلَى الْمَهْدِيِّ الْحَالَةَ الَّتِي هُوَ عَلَيْهَا مِنَ الانْهِمَاكِ عَلَى اللَّهْوِ وَاللَّذَّاتِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، فَاجْتَمَعَ مَعَهُ خَلْقٌ، فَتَوَجَّهَ لِحَرْبِهِ يَزِيدُ بْنُ مَزْيَدَ الشَّيْبَانِيُّ فَأَسَرَهُ، وَأَسَرَ جَمَاعَةً مِنْ جُنْدِهِ، وَبَعَثَ بِهِمْ إِلَى الْحَضَرَةِ، فَقُطِّعَتْ أَطْرَافُ يُوسُفَ، ثُمَّ قُتِلَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ وَصُلِبُوا.
وَفِيهَا قَدِمَ بَغْدَادَ عِيسَى بْنُ مُوسَى فَتُلُقِّيَ بِالإِكْرَامِ، ثُمَّ إِنَّهُ حَضَرَ يَوْمًا قَبْلَ جُلُوسِ الْمَهْدِيِّ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَرَاءِ الْوَقْتِ، فَأَغْلَقُوا عَلَيْهِ بَابَ الْمَجْلِسِ، أَوْ هُوَ أَغْلَقَ عَلَى نَفْسِهِ خَوْفًا مِنْهُمْ، فَكَادُوا أَنْ يَكْسِرُوا الْبَابَ بِالدَّبَابِيسِ، وَشَتَمُوهُ وحَصَرُوهُ، فَجَاءَ الْمَهْدِيُّ وَأَنْكَرَ ذَلِكَ، فَلَمْ يَنْتَهُوا، إِلَى أَنْ كَاشَفَهُ ذَوُو الأَسْنَانِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ بِحَضْرَةِ الْمَهْدِيِّ، وَأَغْلَظُوا لَهُ وَعَنَّفُوهُ لِيَخْلَعَ نَفْسَهُ، وَكَانَ أَشَدَّهُمْ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ، فَاعْتَذَرَ بِأَنَّ عليه أيمانا [ص:17] مُشَدَّدَةً فِي أَمْوَالِهِ وَنِسَائِهِ، فَأَحْضَرُوا لَهُ الْقُضَاةَ وَالْعُلَمَاءَ، فَأَفْتَوْهُ بِمَا رَأَوْا مِنَ الْمَصْلَحَةِ، وَكَفَّرَ عَنْهُ الْمَهْدِيُّ، وَأَعْطَاهُ أَمْوَالا كَمَا قَدَّمْنَا، وَكَانَ خَلْعُهُ فِي أَثْنَاءِ الْمُحَرَّمِ، ثُمَّ صَعَدَ الْمَهْدِيُّ الْمِنْبَرَ وَخَطَبَ، وَصَعَدَ عِيسَى فَبَايَعَ أَوَّلَ النَّاسِ بِالْعَهْدِ لِمُوسَى الْهَادِي، وَكَتَبَ بِخَلْعِهِ مَا صُورَتُهُ:
هَذَا كِتَابٌ لِعَبْدِ اللَّهِ الْمَهْدِيِّ مُحَمَّدٍ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَلِأَهْلِ بَيْتِهِ وَجُنْدِهِ وَعَامَّةِ الْمُسْلِمِينَ، كَتَبَهُ عِيسَى بْنُ مُوسَى فِيمَا كَانَ جَعَلَهُ لَهُ مِنَ الْعَهْدِ إِذْ كَانَ أَبَى حَتَّى اجْتَمَعَتْ كَلِمَةُ الْمُسْلِمِينَ وَاتَّسَقَ أَمْرُهُمْ عَلَى الرِّضَا بِوِلايَةِ مُوسَى، وَخَلَعْتُ نَفْسِي مِمَّا كَانَ فِي رِقَابِكُمْ مِنَ الْبَيْعَةِ لِي، وَجَعَلْتُكُمْ فِي حِلٍّ وَسَعَةٍ مِنْ ذَلِكَ، فَلَيْسَ فِي ذَلِكَ لِي دَعْوَى وَلا طِلْبَةٌ وَلا حُجَّةٌ وَلا مَقَالَةٌ وَلا طَاعَةٌ عَلَى أَحَدٍ، وَلا بَيْعَةٌ فِي حَيَاتِهِمَا، وَلا مَا دُمْتُ حَيًّا، وَالتَّمَامُ عَلَيْهِ عَهْدُ الله وميثاقه وذمته وَذِمَّةُ رَسُولِهِ وَذِمَّةُ آبَائِي، وَأَعْظَمُ مَا أَخَذَ اللَّهُ وَاعْتَهَدَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ مِنْ عَهْدٍ أَوْ مِيثَاقٍ، أَوْ تَغْلِيظٍ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَالنَّصِيحَةِ لَهُمَا، وَالْمُوَالاةُ لَهُمَا، وَلِمَنْ وَالاهُمَا، وَالْمعاداة لِمَنْ عَادَاهُمَا فِي هَذَا الأَمْرِ الَّذِي خَرَجْتُ مِنْهُ، فَإِنْ أَنَا نَكَثْتُ أَوْ غَيَّرْتُ أَوْ أَدْغَلْتُ، فَكُلُّ زَوْجَةٍ لِي أَوْ أَتَزَوَّجُهَا إِلَى ثَلاثِينَ سَنَةً طَالِقٌ ثَلاثًا الْبَتَّةَ، وَكُلُّ مَمْلُوكٍ لِي أَوْ أَمْلِكُهُ إِلَى ثَلاثِينَ سَنَةً أَحْرَارٌ، وَكُلُّ مُلْكٍ لِي مِنْ نَقْدٍ أَوْ عَرَضٍ أَوْ قَرْضٍ أَوْ أَرْضٍ أَوْ أَسْتَفِيدُهُ إِلَى ثَلاثِينَ سَنَةً صَدَقَةٌ عَلَى الْمَسَاكِينِ، وَعَلَيَّ الْمَشْيُ مِنَ الْعِرَاقِ حَافِيًا إِلَى بَيْتِ اللَّهِ نَذْرًا وَاجِبًا ثَلاثِينَ سَنَةً لا كَفَّارَةَ لِي وَلا مَخْرَجَ إِلا الْوَفَاءَ بِهِ، وَاللَّهِ عَلَيَّ بالوفاء بذلك راع كفيل شهيد.
وأشهد عليه بذلك أربع مائة وَثَلاثُونَ رَجُلا.
وَفِيهَا نَازَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ الْمِسْمَعِيَّ بَارْبَدَّ مِنَ الْهِنْدِ، وَنَصَبَ الْمَجَانِيقَ عَلَيْهَا وَافْتَتَحَهَا عَنْوَةً، حَتَّى أَلْجَأَهُمُ الْمُسْلِمُونَ فِي الْمَدِينَةِ إِلَى بُدِّهِمْ، فَأَشْعَلُوا فِيهَا النِّيرَانَ وَالنِّفْطَ، فَاحْتَرَقَ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ، وَقُتِلَ خَلْقٌ، وَاسْتُشْهِدَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِضْعَةٌ وَعِشْرُونَ رَجُلا، وَلَبِثَ الْمُسْلِمُونَ مُدَّةً لِهَيَجَانِ الْبَحْرِ، فَأَصَابَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ دَاءٌ يُقَالُ لَهُ حُمَامُ قِرٍّ، فَمَاتَ مِنْهُمْ نَحْوَ أَلْفٍ، مِنْهُمُ الرَّبِيعُ بن صبيح [ص:18] الْمُحَدِّثُ، ثُمَّ رَكِبُوا الْبَحْرَ، فَلَمَّا قَارَبُوا بِلادَ فَارِسَ عَصَفَتْ عَلَيْهِمْ رِيحٌ عَظِيمَةٌ كَسَرَتْ أَكْثَرَ الْمَرَاكِبِ، فَلِلَّهِ الأَمْرُ.
وَفِيهَا جُعِلَ أَبَانُ بْنُ صَدَقَةَ وَزِيرًا لِهَارُونَ وَلَدِ الْمَهْدِيِّ.
وَفِيهَا عُزِلَ أَبُو عَوْنٍ عَنْ خُرَاسَانَ وَوَلِيَهَا مُعَاذُ بْنُ مُسْلِمٍ.
وَحَجَّ بِالنَّاسِ الْمَهْدِيُّ، فَأُحْضِرَ إِلَيْهِ الْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، فعفى عَنْهُ وَأَحْسَنَ صِلَتَهُ، وَأَقْطَعَهُ بِالْحِجَازِ، وَنَزَعَ الْمَهْدِيُّ كِسْوَةَ الْبَيْتِ وَكَسَاهُ كِسْوَةً جَدِيدَةً، فَقِيلَ: إِنَّ حَجَبَةَ الْكَعْبَةِ أَنْهَوْا إِلَيْهِ أَنَّهُمْ يَخَافُونَ عَلَى الكعبة أَنْ تَتَهَدَّمَ لِكَثْرَةِ مَا عَلَيْهَا مِنَ الأَسْتَارِ، فَأَمَرَ بِهَا فَجُرِّدَتْ، وَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَى كِسْوَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَجَدُوهَا دِيبَاجًا غَلِيظًا إِلَى الْغَايَةِ.
وَيُقَالُ: إِنَّ الْمَهْدِيَّ قَسَّمَ فِي حُجَّتِهِ هَذِهِ فِي أَهْلِ الْحَرَمَيْنِ ثَلاثِينَ أَلْفِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، ثُمَّ وَصَلَ إِلَيْهِ مِنَ الْيَمَنِ أربع مائة ألف دينار فقسمهما أَيْضًا، وَفَرَّقَ مِنَ الثِّيَابِ الْخَامِ مِائَةَ أَلْفِ ثَوْبٍ وَخَمْسِينَ أَلْفِ ثَوْبٍ، وَوَسَّعَ فِي مَسْجِدِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَرَّرَ فِي حرسه خمس مائة رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، وَرَفَعَ أَقْدَارَهُمْ وَأَرْزَاقَهُمْ.
وَفِي هَذَا الْعَامِ حُمِلَ الثَّلْجُ لِلْمَهْدِيِّ حَتَّى وَصَلُوا بِهِ إِلَى مَكَّةَ، وَهَذَا شَيْءٌ لَمْ يُتَهَيَّأْ لِمَلِكٍ قَطُّ، نَهَضَ بِحَمْلِهِ وَمُدَارَاتِهِ مُحَمَّدُ بْنُ سليمان الأمير.(4/16)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
- (الوفيات)(4/19)
-تَرَاجِمُ رجال هَذِهِ الطَّبَقَةِ عَلَى الْحُرُوفِ(4/19)
-[حَرْفُ الأَلِفِ](4/19)
1 - م ن ق: أَبَانُ بْنُ صَمْعَةَ الأنْصَارِيُّ البَصْرِيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
مِنْ كِبَارِ المُحَدِّثِيْنَ، قِيْلَ: هُوَ وَالِدُ عُتبة الغُلاَمِ المَشْهُوْرِ بالزُّهد،
حَدَّثَ عَنْ وَالِدَتِهِ عَنْ عَائِشَةَ، وَعَنْ: عِكْرِمَةَ، وَأَبِي الوَازِعِ جَابِرِ بنِ عَمْرٍو، وَجَمَاعَةٍ. [ص:20]
حَدَّثَ عَنْهُ: يَحْيَى القَطَّانُ، وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيْلُ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ، وَسَهْلُ بنُ يُوْسُفَ، وَآخَرُوْنَ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَغَيْرُهُ.
وَقَدْ تغيَّر بِأَخَرَةٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: صَالِحُ الحَدِيْثِ.
وَقَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: تغيَّر.
وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: لَقِيْتُهُ وَقَدِ اخْتَلَطَ البَتَّةَ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: إِنَّمَا عِيْبَ عَلَيْهِ اخْتِلاَطُه لمَّا كَبِرَ، وَلَمْ يُنسب إِلَى الضَّعفِ؛ لأَنَّ مِقْدَارَ مَا يَرْوِيْهِ مُسْتَقِيْمٌ، ثُمَّ سَاقَ لَهُ ابْنُ عَدِيٍّ حَدِيْثاً وَاحِداً مِنْ طَرِيْقِ سَهْلِ بنِ يُوْسُفَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ بنُ صَمْعَةَ، عَنْ أَبِي الوَازِعِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: " اعْزِلِ الأَذَى عَنْ طَرِيْقِ المُسْلِمِيْنَ ". تَفَرَّد بِهِ سَهْلٌ، وَهُوَ حَسَنٌ غَرِيْبٌ.
وَقَدْ رَوَى مُسْلِمٌ لأَبَانٍ مُتَابَعَةً.
مَاتَ فِي سنة ثلاث وخمسين.(4/19)
2 - 4: أبان بن عبد الله بن أبي حازم البجليُّ الأحمسيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عمِّه عثمان، وعطاء بن أبي رباح، وإبراهيم بن جرير بن عبد الله، وعَمْرو بن شُعيب، وجماعة.
وَعَنْهُ: الثوري، وابن المبارك، وشعيب بن حرب، [ص:21] ومحمد بن يوسف الفريابي، وأبو نُعَيْم، وجماعة.
قال أحمد: صدوق صالح.
وقال ابن معين: ثقة.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَمْ أَجِدْ لَهُ حَدِيثًا مُنْكَرًا، وأرجو أنه لا بأس به.
قلت: قال ابن حِبَّان: كان ممن فَحُشَ خطؤه وانفرد بالمناكير.(4/20)
3 - د: إبراهيم بن سالم القُرشيُّ التَّيميُّ، بَرَدان. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أبيه سالم أبي النَّضْر، وسعيد بن المسيب.
وَعَنْهُ: سُليمان بن بلال، وصفوان بن عيسى، والواقدي.
وثَّقه ابن سعد، وقال: مات سنة ثلاث وخمسين ومائة.(4/21)
4 - خ م د س: إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي عَبْلَةَ، الإِمَامُ القُدْوَةُ، شَيْخُ فِلَسْطِيْنَ، أَبُو إِسْحَاقَ العُقَيْلِيُّ الشَّامِيُّ المقدسيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
مِنْ بَقَايَا التَّابِعِيْنَ. وُلِدَ بَعْدَ السِّتِّيْنَ،
وَرَوَى عَنْ: وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَأَبِي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ، وَبِلاَلِ بنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَخَالِدِ بنِ مَعْدَانَ، وَخَلْقٍ سِوَاهُم. وَقِيْلَ: إِنَّهُ أَدْرَكَ ابْنَ عُمَرَ، وَإِلاَّ فَرِوَايَتُه عَنْهُ مُرْسَلَةٌ.
وَقِيْلَ: يُكنى أَبَا العَبَّاسِ، وَقِيْلَ: أَبَا سَعِيْدٍ وَأَبَا إِسْمَاعِيْلَ، إِبْرَاهِيْمَ بنَ شِمْرِ بنِ يَقْظَانَ بنِ مُرْتَحِلٍ الرَّمْلِيَّ.
لَهُ فَضْلٌ وَجَلاَلَةٌ،
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ إِسْحَاقَ وَتُوُفِّيَ قَبْلَهُ، وَابْنُ شَوْذَبٍ، وَعَمْرُو بنُ الحَارِثِ وَمَاتَ أَيْضاً قَبْلَه، وَمَالِكٌ، وَاللَّيْثُ، وَابْنُ المُبَارَكِ، وَبَقِيَّةُ بنُ الوَلِيْدِ، وَمُحَمَّدُ بنُ حِمْيَرَ، وَأَيُّوْبُ بنُ سُوَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ زِيَادٍ المَقْدِسِيُّ، وَآخَرُوْنَ كَثِيْرُوْنَ. [ص:22]
وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَالنَّسَائِيُّ.
وَكَانَ الوَلِيْدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ يَبْعَثُهُ بِعَطَاءِ أَهْلِ القُدْسِ فيُفرقه فِيْهِم.
قَالَ الحَاكِمُ: قُلْتُ لِلدَّارَقُطْنِيِّ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي عَبْلَةَ؟ قَالَ: الطُّرُقُ إِلَيْهِ لَيْسَتْ تَصفُو، وَهُوَ فِي نَفْسِهِ ثِقَةٌ.
عَبْدُ اللهِ بنُ هَانِئ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي عَبْلَةَ قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ هِشَامٌ، فَقَالَ: إِنَّا قَدْ عَرفنَاكَ وَاخْتَبرنَاكَ وَرَضِينَا بِسِيْرتِكَ وَبِحَالِكَ، وَقَدْ رَأَيْتُ أَنْ أَخْلِطَكَ بِنَفْسِي وَخَاصَّتِي، وَأُشرِكَكَ فِي عَمَلِي، وَقَدْ وليتُك خَرَاجَ مِصْرَ، قُلْتُ: أَمَّا الَّذِي عَلَيْهِ رَأْيُك يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ، فَاللهُ يُثِيبُك وَيَجزِيْكَ، وَكَفَى بِهِ جَازِياً وَمُثِيباً، وَأَمَّا أَنَا فَمَا لِي بِالخَرَاجِ بَصَرٌ، وَمَا لِي عَلَيْهِ قُوَّةٌ، فَغَضِبَ حَتَّى اخْتلجَ وَجْهُه، وكان في عينه حَوَلٌ، فَنَظَرَ إِلَيَّ نَظراً مُنْكَراً، ثُمَّ قَالَ: لَتَلِيَنَّ طَائِعاً أَوْ كَارِهاً، فَأَمْسكتُ، ثُمَّ قُلْتُ: أَتَكَلَّمُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: إِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ قَالَ فِي كِتَابِهِ: {إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السماوات وَالأَرْضِ وَالجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا}، فوَاللهِ مَا غَضبَ عَلَيْهنَّ إِذْ أبَيْن وَلاَ أَكرَهَهُنَّ، فَضَحِكَ حَتَّى بَدتْ نَوَاجِذُه وَأَعْفَانِي.
دَهْثَم بنُ الفَضْلِ: سَمِعْتُ ضَمْرَةَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ لَذَّةَ العَيْشِ إِلاَّ فِي أَكلِ المَوْزِ بِالعَسَلِ فِي ظلِّ الصَّخرَةِ، وَحَدِيْثِ ابْنِ أَبِي عَبْلَةَ مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَفصحَ مِنْهُ.
وَرَوَى ضَمْرَةُ عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي عَبْلَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِلْعَلاَءِ بنِ زِيَادٍ: إِنِّي أَجِدُ وَسوَسَةً فِي قلبي، فقال: أنا أُحبُّ لَوْ أَنَّكَ مُتَّ عَامَ أوَّل، أَنْتَ العَامَ خَيْرٌ مِنْكَ عَامَ أَوَّلَ. [ص:23]
مُحَمَّدُ بنُ حِمْيَرٍ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي عَبْلَةَ، قَالَ: مَنْ حَملَ شَاذَّ العِلْمِ حَملَ شَرّاً كَثِيْراً. مُحَمَّدُ بنُ زِيَادٍ المَقْدِسِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عَبْلَةَ وَهُوَ يَقُوْلُ لِمَنْ جَاءَ مِنَ الغَزْوِ: قَدْ جِئْتُم مِنَ الجِهَادِ الأَصْغَرِ، فَمَا فَعَلتُم فِي الجِهَادِ الأَكْبَرِ، جِهَادِ القَلْبِ.
قَالَ ضَمْرَةُ: تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي عَبْلَةَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ.
وَذَكَرَ بَعْضُهم أَنَّ ابْنَ أَبِي عَبْلَةَ، رَوَى نَحْوَ المائَةِ حَدِيْثٍ. وَقَدْ جَمَعَ الطَّبَرَانِيُّ كِتَابَ حَدِيْثِ شُيُوْخِ الشَّامِيِّيْنَ، فَجَاءَ مُسْنَدُ ابْنِ أَبِي عَبْلَةَ فِي سَبْعِ وَرَقَاتٍ، وَشَطرُهَا مَنَاكِيْرُ مِنْ جِهَةِ الإِسْنَادِ إِلَى إِبْرَاهِيْمَ.(4/21)
5 - 4 م متابعة: أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ، الإِمَامُ العَالِمُ الصَّدُوْقُ أَبُو زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، مَوْلاَهُم، المدنيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
حَدَّثَ عَنْ: سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، وَمُحَمَّدِ بنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ، وَنَافِعٍ العُمَرِيِّ، وَعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، وَسَعِيْدٍ المَقْبُرِيِّ، وَجَمَاعَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: حَاتِمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَأَبُو ضَمْرَةَ أَنَسُ بنُ عِيَاضٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَآخَرُونَ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ.
وَاخْتَلَف قَوْلُ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ القَطَّانِ، قَالَ ابْن مَعِيْنٍ: كَانَ يَحْيَى بْن [ص:24] سَعِيْدٍ يَكرَهُ لأُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ أَنَّهُ حَدَّثَ عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَجُلاً، قَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ: " حَلقْتُ قَبْلَ أَنْ أَنْحرَ "، إِنَّمَا هُوَ مُرْسَلٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: تَرَكَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ حَدِيْثَه بِأَخَرَةٍ.
ثُمَّ قَالَ أَحْمَدُ: لَهُ عَنْ نَافِعٍ مَنَاكِيْرُ.
وَقَالَ أَيْضاً: إِذَا تَدبَّرتَ حَدِيْثَه تَعْرِفُ فِيْهِ النَّكرَةَ.
وَجَاءَ عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ أَنَّهُ ثِقَةٌ. وَجَاءَ عَنْهُ، قَالَ: تُرك حَدِيْثُه بِأَخَرَةٍ وَهَذَا وَهْمٌ، بَلْ هَذَا القَوْلُ الأَخِيْرُ هُوَ قَوْلُ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ فِيْهِ، وَقَدْ رَوَى عَبَّاسٌ عَنْ يَحْيَى: ثِقَةٌ، وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَحْيَى: ثِقَةٌ، حُجَّةٌ. فَابْنُ مَعِيْنٍ حَسنُ الرَّأيِ فِي أُسَامَةَ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَلا يُحتج بِهِ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ، وَقَدْ يَرتَقِي حَدِيْثُه إِلَى رُتْبَةِ الحَسَنِ. اسْتَشْهَدَ بِهِ البُخَارِيُّ وَأَخْرَج لَهُ مُسْلِمٌ فِي المُتَابَعَاتِ.
أَمَّا أُسَامَةُ بنُ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ العُمَرِيُّ المَدَنِيُّ، فَضَعْفُه أَزْيَدُ، وَلاَ شَيْءَ لَهُ فِي الكُتُبِ سِوَى حَدِيْثٍ وَاحِدٍ عِنْدَ ابْنِ مَاجَه.(4/23)
6 - خ 4: إسحاق بن راشد الجَزَريُّ الحرانيُّ، أبو سُليمان، [الوفاة: 151 - 160 ه]
وقيل: هو رقي.
عَنْ: سالم، وميمون بن مهران، والزُّهري، وجماعة.
وَعَنْهُ: عتَّاب بن بشير، وموسى بن أعين، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ معين.
وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: شيخ، ولم يصح عندي أنه أخو النعمان [ص:25] ابن راشد.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابْنُ خزيمة: لا يحتج بحديثه.
وقال الدارقطني: تكلموا في سماعه من الزهري.
وقال أبو المليح الرقي، وغيره: قال إسحاق بن راشد: بعث محمد بن علي زيد بن علي إلى الزهري، قال: يقول لك أبو جعفر: استوص بإسحاق خيرًا فإنه منا أهل البيت.
وقال عبيد الله بن عمرو: كان إسحاق - يعني ابن راشد - صاحب مال، فأنفق عليهم أكثر من ثلاثين ألف درهم، يعني: على آل علي.(4/24)
7 - م د ن ق: الأسود بن شيبان السَّدوسيُّ، مولاهم، البصريُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
وقيل: مولى أنس بن مالك.
عَنْ: ثمامة بن حزن، والحسن، وعطاء بن أبي رباح، وخالد بن سمير، ويزيد بن عبد الله بن الشخير، وأبي نوفل بن أبي عقرب، وعدة.
وَعَنْهُ: عبد الرحمن بن مهدي، وعفان، ومسلم بن إبراهيم، وخلق.
وثقه ابن معين.(4/25)
8 - أَشْعَبُ الطَّمِعُ، هُوَ أَشْعَبُ بْنُ جُبَيْرٍ، ويعرف بِابْنِ أُمِّ حُمَيْدَةَ الْمَدَنِيِّ [الوفاة: 151 - 160 ه]
الَّذِي يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ.
رَوَى عَنْ: عِكْرِمَةَ، وَأَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
وَعَنْهُ: معدي بن سليمان، وأبو عاصم النبيل وغيرهما.
وله نوادر وتطفيل، ولكنه كُذب عليه وأُلصق به أشياء، ومن أصح ذلك ما روى الأصمعي قَالَ: عَبَثَ الصِّبْيَانُ بِأَشْعَبَ فَقَالَ: وَيْحَكُمُ اذْهَبُوا سَالِمٌ يُقَسِّمُ تَمْرًا، فَعَدُّوا فَعَدَا مَعَهُمْ، وَقَالَ: وَمَا يُدْرِينِي لَعَلَّهُ حَقٌّ.
وَأُمُّ حُمَيْدَةَ كَانَتْ مَوْلاةٌ لِأَسْمَاءَ بِنْتِ الصِّدِّيقِ.
وقيل: إن أشعب من [ص:26] موالي عثمان، وَقِيلَ: وَلاؤُهُ لِسَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ الأُمَوِيِّ، وَقِيلَ: مَوْلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ، وَقِيلَ: مَوْلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَقِيلَ: إِنَّهُ لَقِيَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَقَدْ وَفَدَ عَلَى الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ.
قَالَ سُلَيْمَانُ ابن بنت شرحبيل: حدثنا عثمان بن فائد، قال: حدثنا أَشْعَبُ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَتَّمُ فِي يَمِينِهِ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ.
عُثْمَانُ ذُو مَنَاكِيرَ.
وَقَالَ أبو أمية الطرسوسي: ثنا ابن أبي عَاصِمٍ النَّبِيلُ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ لِأَشْعَبَ الطامع: أدركت التابعين فما كتبت شيئا؟ فقال: حدثنا عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لِلَّهِ عَلَى عبده نِعْمَتَانِ، ثُمَّ سَكَتَ، فَقُلْتُ: أَذْكُرُهُمَا، فَقَالَ: الْوَاحِدَةُ نَسِيَهَا عِكْرِمَةُ، وَالأُخْرَى نَسِيتُهَا أَنَا.
وَيُقَالُ: إِنَّ أَشْعَبَ كَانَ خَالَ الأَصْمِعِيِّ.
وَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عُثْمَانَ: قَالَ أَشْعَبُ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ يَنْفَعُنِي وَكُنْتُ أَلْهِيهِ، فَمَرِضَ وَلَهَوْتُ عَنْهُ فِي بَعْضِ خَرِبَاتِي أَيَّامًا ثُمَّ جِئْتُ مَنْزِلِي، فَقَالَتْ لِي زَوْجَتِي: وَيْحَكَ أَيْنَ كُنْتَ؟ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو يَطْلُبُكَ وَهُوَ يَقْلَقُ لِتَلَهِّيهِ، قُلْتُ: إِنَّا لِلَّهِ، ثُمَّ فَكَّرْتُ فَقُلْتُ: هَاتُوا قَارُورَةَ دُهن خَلُوقِيَّةً وَمِئْزَرَ الْحَمَّامِ، فَخَرَجْتُ فَمَرَرْتُ بِسَالِمِ بْنِ عبد الله، فقال: يَا أَشْعَبُ هَلْ لَكَ فِي هَرِيسَةٍ؟ قُلْتُ: نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَأَكَلْتُ حَتَّى عَجَزْتُ، فَقَالَ لِي: وَيْحَكَ لا تَقْتُلْ نَفْسَكَ فَمَا فَضَلَ بَعَثْنَاهُ إِلَى بَيْتِكَ، ثُمَّ خَرَجْتُ فَدَخَلْتُ الْحَمَّامَ وَصَبَبْتُ عَلَيَّ الدُّهْنَ، فَصَارَ لَوْنِي كَالزَّعْفَرَانِ، فَلَبِسْتُ أَطْمَارِي وَعَصَبْتُ رَأْسِي وَأَخَذْتُ عَصًا أَمْشِي عَلَيْهَا حَتَّى جِئْتُ بَابَ ابْنِ عَمْرٍو، فَلَمَّا رَآنِي حَاجِبُهُ قَالَ: وَيْحَكَ يَا أَشْعَبُ ظَلَمْنَاكَ وَأَنْتَ هَكَذَا، فَقُلْتُ: أَدْخِلْنِي عَلَى سَيِّدِي، فَأَدخَلَنِي، فَإِذَا عِنْدَهُ سَالِمٌ، فَقَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ: وَيْحَكَ ظَلَمْنَاكَ وَغَضِبْنَا عَلَيْكَ وَقَدْ بَلَغْتَ مَا أَرَى مِنَ الْعِلَّةِ، فَتَضَاعَفْتُ، وَقُلْتُ: يَا سَيِّدِي كُنْتُ عِنْدَ بَعْضِ مَنْ أَغْشَاهُ فَأَصَابَنِي الْبَطْنُ وَالْقَيْءُ فَمَا حُمِلْتُ إِلَى بَيْتِيَ إِلا جِنَازَةً، فَبَلَغَتْنِي عِلَّتُكَ فَخَرَجْتُ أَدُبُّ. قَالَ: فَنَظَر إِلَيَّ سَالِمٌ، وَقَالَ: أَشْعَبُ؟ قُلْتُ: أَشْعَبُ، قَالَ: أَلَمْ تَكُنْ عِنْدِي آنِفًا؟! قُلْتُ: وَمِنْ أَيْنَ أَكُونُ عِنْدَكَ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَأَنَا أَمُوتُ؟ فَجَعَلَ يَمْسَحُ عَيْنَيْهِ، وَيَقُولُ: أَلَمْ تَأْكُلِ الْهَرِيسَ آنِفًا! قَالَ فَأَقُولُ: وَهَلْ بِي أَكْلٌ جُعِلْتُ [ص:27] فِدَاكَ! فَقَالَ: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ، وَاللَّهِ إِنِّي لأَرَى الشَّيْطَانَ يَتَمَثَّلُ عَلَى صُورَتِكَ مَا أَرَى مُجَالَسَتَكَ تَحِلُّ، وَوَثَبَ فَفَطِنَ بي عبد الله: والك أَشْعَبَ تَخْدَعُ خَالي، أَصْدِقْنِي، قُلْتُ: بِالأَمَانِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَحَدَّثْتُهُ، فَضَحِكَ ضَحِكًا شَدِيدًا. وَرَوَاهَا أَبُو دَاوُدَ السِّنْجِيُّ عَنِ الأَصْمَعِيِّ عَنْ أَشْعَبَ.
قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: قِيلَ لِأَشْعَبَ فِي امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَقَالَ: ابْغُونِي امْرَأَةً أَتَجَشَّأُ فِي وَجْهِهَا فَتَشْبَعُ، وَتَأْكُلُ فَخْذَ جَرَادَةٍ فَتُتْخَمُ.
وَرَوَى أَنَّ أُمَّهُ أَسْلَمَتْهُ فِي الْبَزَّازِينَ فَقَالَتْ لَهُ: مَا تَعَلَّمْتَ؟ قَالَ: نِصْفَ الشُّغْلِ، قَالَتْ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: النَّشْرُ وَبَقِيَ الطَّيُّ.
وَقَالَ الزُّبَيْرُ: حَدَّثَنِي عُمَرُ وَمُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ وَالْمُؤَمَّلِيُّ قَالُوا: كَانَ زِيَادٌ نَهِمًا عَلَى الطَّعَامِ، وَكَانَ لَهُ جَدْيٌ فِي رَمَضَانَ يُوضَعُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلا يَمَسُّهُ أَحَدٌ، فَجَعَلَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عِشْرِينَ دِينَارًا لِأَشْعَبَ عَلَى أَنْ يَأْكُلَ مَعَ زِيَادٍ مِنَ الْجَدْيِ، فلما مَدَّ يَدَهُ إِلَى الْجَدْيِ، فَقَالَ زَيَّادٌ لِصَاحِبِ الشُّرْطَةِ: بَلَغَنِي أَنَّ الْمَحْبُوسِينَ لا قَارِئَ لَهُمْ، وهم قوم مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَاحْبِسْ أَشْعَبَ فِي هَذَا الشَّهْرِ عِنْدَهُمْ يَؤُمُّهُمْ، وَكَانَ أَشْعَبُ قَارِئًا فَقَالَ: أوَ غَيْرُ ذَلِكَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ، قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: أَحْلِفُ أَنْ لا آكُلَ جَدْيًا.
وَعَنْ أَشْعَبَ: أَنَّ رَجُلا شَوَى دَجَاجَةً ثُمَّ رَدَّهَا فَسَخِنَتْ، ثُمَّ رَدَّهَا أَيْضًا، فَقَالَ أَشْعَبُ: هَذِهِ كَآلِ فِرْعَوْنَ، " النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ".
وَفِي " الْمُجَالَسَةِ " الدِّينَوَرِيَّةِ عَنِ النَّضْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحُلْوَانِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: أَصَابَ أَشْعَبُ دِينَارًا بِمَّكَةَ فَاشْتَرَى بِهِ قَطِيفَةً وَأَتَى مِنًى فَجَعَلَ يَقُولُ: يَا مَنْ ذَهَبَتْ مِنْهُ قَطِيفَةٌ.
وَقِيلَ: إِنَّ رَجُلا دَعَاهُ، فَقَالَ: مَا أجيبك أن أَخْبَرُ بِكَثْرَةِ جُمُوعِكَ، فَقَالَ: عَلَى أَنْ لا أَدْعُوَ سِوَاكَ، فَأَجَابَهُ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ طَلُعَ صَبِيٌّ فَصَاحَ أَشْعَبُ: مَنْ هَذَا؟ أَلَمْ أَشْرُطْ عَلَيْكَ؟ قَالَ: يَا أَبَا الْعَلاءِ هُوَ ابْنِي، وَفِيهِ عَشْرُ خِصَالٍ مَا هِيَ فِي صَبِيٍّ، قَالَ: وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: لَمْ يَأْكُلْ مَعَ ضَيْفٍ، قَالَ: حَسْبِي، التِّسْعُ لَكَ.
وَقَالَ محمد بن الحسين بْنِ سَمَّاعَةَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَمَّنْ حَدَّثَهُ: قَالَ أَشْعَبُ: جَاءَتْنِي جَارِيَتِي بِدِينَارٍ فَجَعَلْتُهُ تَحْتَ الْمُصَلَّى، ثُمَّ جَاءَتْ بَعْدَ أَيَّامٍ [ص:28] تَطْلُبُهُ، فَقُلْتُ: ارْفَعِي الْمُصَلَّى، فَإِنْ كَانَ قَدْ وَلَدَ فَخُذِي وَلَدَه وَدَعِيهِ، وَكُنْتُ قَدْ جَعَلْتُ مَعَهُ دِرْهَمًا، فَتَرَكْتُهُ، وَعَادَتِ الْجُمُعَةَ الأُخْرَى وَقَدْ أَخَذْتُهُ، فَبَكَتْ، فَقُلْتُ: مَاتَ دِينَارُكِ فِي النِّفَاسِ، فَصَاحَتْ، فَقُلْتُ: صَدَّقْتِ بِالْوِلادَةِ وَلا تُصَدِّقِينَ بِالْمَوْتِ فِي النِّفَاسِ!
وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: وَلَعَ الصِّبْيَانُ بِأَشْعَبَ، فَقَالَ: وَيْحَكُمْ، سَالِمٌ يُقَسِّمُ جَوْزًا، فَعَدَوْا مُسْرِعِينَ، فعَدَا مَعَهُمْ. وَقَدْ مَرَّتْ هَذِهِ، لَكِنَّهُ قَالَ: تَمْرًا.
وَقَالَ أَبُو عَاصِمٍ: أَخَذَ بِيَدِي ابْنُ جُرَيْجٍ فَأَوْقَفَنِي عَلَى أَشْعَبَ، فَقَالَ لَهُ: حَدِّثْهُ بِمَا بَلَغَ مِنْ طَمَعِكَ، فَقَالَ: مَا زُفَّتِ امْرَأَةٌ بِالْمَدِينَةِ إِلا كَنَسْتُ بَيْتِيَ رَجَاءَ أَنْ تُهْدَى إِلَيَّ.
وَرُوِيَ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عَدِيٍّ، وعن أبي عاصم قالا: مَرَّ أَشْعَبُ بِرَجُلٍ يَعْمَلُ طَبَقًا فَقَالَ: وَسِّعْهُ لَعَلَّهُمْ يُهْدَوْنَ لَنَا فِيهِ.
وَعَنْ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ: مَرَرْتُ يَوْمًا، فَإِذَا أَشْعَبُ وَرَائِي، فَقُلْتُ: ما لك؟ قَالَ: رَأَيْتُ قَلَنْسُوَتَكَ قَدْ مَالَتْ، فَقُلْتُ: لَعَلَّهَا تَقَعُ فَآخُذَهَا، فَأَخَذْتُهَا عَنْ رَأْسِي فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِ.
وَرَوَى ابْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ أَشْعَبُ: مَا خَرَجْتُ فِي جِنَازَةٍ، فَرَأَيْتُ اثْنَيْنِ يَتَسَارَّانِ إِلا ظَنَنْتُ أَنَّ الْمَيِّتَ أَوْصَى لِي بِشَيْءٍ.
وَقِيلَ: كَانَ يُجِيدُ الْغِنَاءَ.
قِيلَ: إِنَّهُ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.(4/25)
9 - ت ن ق: أصبغ بن بن زيد بن علي الجُهَنيُّ مولاهم الواسطيُّ الوَرَّاق، [الوفاة: 151 - 160 ه]
كاتب المصاحف.
عَنْ: القاسم بن أبي أيوب، وثور بن يزيد، وأبي العلاء الشامي، [ص:29] وغيرهم.
وَعَنْهُ: هُشَيم مع تقدمه، ويزيد بن هارون، وإسحاق الأزدي، ومحمد بن يزيد الواسطيون، وتمام عشرة أنفس.
وثَّقه ابنُ معين.
وَقَالَ النَّسائي، وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابن سعد: ضعيف.
وساق له ابن عدي ثلاثة أحاديث، وقال: هذه لأصبغ غير محفوظة، ولا أعلم روى عنه غير يزيد بن هارون، وهو صاحب حديث الفتون بطوله.
قال ابن سعد: مات سنة تسع وخمسين ومائة.(4/28)
10 - خ م د ن ق: أفلح بن حُميد بن نافع، أبو عبد الرحمن الأنصاريُّ المدنيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: القاسم، وأبي بكر، وغيرهما.
وَعَنْهُ: المعافي بن عمران، وعمر بن أيوب، وابن وهب، وأبو نُعيم، والقَعْنبي، وطائفة.
وثَّقه ابن معين وأبو حاتم.
وقال ابن صاعد: كان أحمد ينكر على أفلح قوله: " ولأهل العراق ذات عرق ".
قال ابن عدي: وهو عندي صالح.
وقال الواقدي: مات سنة ثمان وخمسين ومائة.(4/29)
11 - م ن: أفلح بن سعيد الأنصاريُّ، مولاهم، القُبائيُّ، أبو محمد. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عبد الله بن رافع مولى أم سلمة، ومحمد بن كعب، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن المبارك، وزيد بن الحباب، وأبو عامر العقدي، والواقدي، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الحديث.
قال ابن سعد: مات سنة ست وخمسين ومائة.(4/30)
12 - أُمَيَّةُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ القرشيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أَبِي المُصَبِّح الْمِقْرَائِيِّ، وَمَكْحُولٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَأَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، وغيرهم.(4/30)
13 - ق: أَيُّوبُ بْنُ عُتبة، أَبُو يَحْيَى اليماميُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
قاضي اليمامة.
قال ابن حبَّان: مات سنة ستين ومائة.
وقيل: بقي إلى سنة سبعين، وسيأتي.(4/30)
-[حَرْفُ الْبَاءِ](4/30)
14 - ق: بَحْر بن كَنِيز، أبو الفضل السَّقَّاء الباهليُّ، مولاهم، البصريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
[ص:31]
كان يسقي الحجاج في المفاوز: له عن الحسن، والزهري، ومن الراوين عنه عليُّ بن الجعد.
قال يزيد بن زريع: لا شيء.
وقال يحيى: ليس بشيء، لا يُكتب حديثه، كل الناس أحبُّ إلى منه.
وقال النَّسائي والدَّارقطني: متروك.
وقال البخاريُّ: ليس بقوي عندهم.
وهو جدُّ أبي حفص عمرو بن علي الفلاس.
روى ابن أبي خيثمة، عن ابن معين: لا يُكتب حديثه.
وقال أبو حاتم: ضعيفٌ.
وكان يحيى القطان لا يرضاه.
قال ابن عيينة: سمعت أيوب السختياني يقول لبحر: يا بحر أنت كاسمك.
بقيَّة، عن أبي الفضل، عن مكحول، عن ابن عباس: من سعادة المرء خفَّةُ ليحته، أبو الفضل هو بحر.
وقال يزيد بن زريع: ما كتبت عن بحر إلا حديثًا واحدًا، فجاءت السِّنَّور فأحدثت عليه.
وذكره ابن عدي وساق له نحوًا من ثلاثين حديثًا، ثم قال: ولبحر نسخ، منها نسخة رواها عمر بن سهل عنه، ونسخة لمحمد بن مصعب القرقساني عنه، ونسخة للحارث بن مسلم عنه، وروي عنه بقية، ويزيد بن هارون، وهو يروي عن الزُّهري، وقتادة، ويحيى بن أبي كثير، وهو إلى الضعف أقرب. [ص:32]
مات سنة ستين ومائة، قاله ابن سعد.(4/30)
15 - م ت ن: بُكَيْر بن مِسْمار المدنيُّ، أبو محمد، [الوفاة: 151 - 160 ه]
مولى سعد بن أبي وقاص.
عَنْ: ابن عمر، وَعَنْ: عامر بن سعد، وغيرهما.
وَعَنْهُ: حاتم بن إسماعيل، وأبو بكر الحنفي عبد الكبير، وعمرو بن محمد العنقزي، والواقدي، وجماعة.
قال البخاري: فيه نظر.
وقال العجلي: ثقة.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
قُلْتُ: توفي سنة ثلاث وخمسين ومائة.(4/32)
-[حَرْفُ الثَّاءِ](4/32)
16 - خ 4: ثَوْرُ بنُ يَزِيْدَ، المُحَدِّثُ الفَقِيْهُ عَالِمُ حِمْصَ أَبُو خَالِدٍ الكَلاَعِيُّ الحمصيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
حَدَّثَ عَنْ: خَالِدِ بْن مَعْدَانَ، وَرَاشِدِ بْن سَعْدٍ، وَعَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَحَبِيْبِ بنِ عُبَيْدٍ، وَنَافِعٍ، والزُّهري، وَعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، فِي خَلقٍ كَثِيْرٍ.
كَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ لَوْلاَ بِدعَتُه،
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ إِسْحَاقَ رَفِيْقُه، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، والمُعافى بنُ عِمْرَانَ، وَابْنُ المُبَارَكِ، وَالوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ، وَبَقِيَّةُ بنُ الوَلِيْدِ، وَخَالِدُ بنُ الحَارِثِ، وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيْلُ، وَعِدَّةٌ.
يَقَعُ حَدِيْثُهُ عَالِياً فِي البُخَارِيِّ. [ص:33]
وَهُوَ حَافِظٌ مُتقِنٌ، حَتَّى إِنَّ يَحْيَى القَطَّانَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ شَامِيّاً أَوْثَقَ مِنْ ثَوْرٍ، كُنْتُ أَكْتُب عَنْهُ بِمَكَّةَ فِي أَلوَاحٍ.
وَعَنْ وَكِيْعٍ: كَانَ ثَوْرٌ أَعَبْدَ مَنْ رَأَيْتُ.
وَقَالَ عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ: كَانَ ثَوْرٌ مِنْ أَثبتِهِم.
وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وَثَّقُوْهُ، وَلاَ أَرَى بِحَدِيْثِهِ بَأْساً. وَلَهُ مِنَ المُسْنَدِ نَحْوُ مائَتَيْ حَدِيْثٍ، لَمْ أَرَ لَهُ أَنْكَرَ مِمَّا ذَكرتُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ، حَافِظٌ.
قَالَ أَبُو تَوْبَةَ الحَلَبِيُّ: حَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا أَنَّ ثَوْراً لَقِيَ الأَوْزَاعِيَّ، فَمدَّ يَدَه إِلَيْهِ، فَأَبَى الأَوْزَاعِيُّ أَنْ يَمدَّ يَدَه إِلَيْهِ وَقَالَ: يَا ثَوْرُ، لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا لَكَانَتِ المُقَارَبَةُ، وَلَكِنَّهُ الدِّيْنُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: كَانَ ثَوْرٌ يَرَى القَدَرَ، وَلَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
قَالَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى: قَالَ سُفْيَانُ: اتَّقُوا ثَوْراً، لاَ يَنْطَحَنَّكُم بقرْنه.
قُلْتُ: كَانَ ثَوْرٌ عَابِداً، وَرِعاً، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ رَجَعَ، فَقَدْ رَوَى أَبُو زُرْعَةَ عَنْ مُنَبِّهِ بنِ عُثْمَانَ، أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِثَوْرٍ: يَا قَدَرِيُّ. قَالَ: لَئِنْ كُنْتُ كَمَا قُلْتَ إِنِّي لَرَجُلُ سُوءٍ، وَإِنْ كُنْتُ عَلَى خِلاَفِ مَا قُلْتَ إِنَّكَ لَفِي حِلٍّ.
قَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ: نَفَى أَسَدُ بنُ وَدَاعَةَ ثَوْراً.
وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ سَالِمٍ: أَخْرَجُوْهُ وَأَحْرقُوا دَارَه لِكَلاَمِه فِي القَدَرِ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ، وَخَلِيْفَةُ: تُوُفِّيَ ثَوْرٌ سنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ.
وَقَالَ يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ: سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: تُوُفِّيَ ببيت المقدس.(4/32)
-[حَرْفُ الْجِيمِ](4/33)
17 - جُحَا، أَبُو الْغُصْنِ، واسْمُهُ دُجَيْنُ بْنُ ثَابِتٍ اليربوعي البصري. [الوفاة: 151 - 160 ه]
[ص:34]
وَمَا أَظُنُّهُ صَاحِبَ الْمُجُونِ، فَإِنَّ ذَاكَ مُتَأَخِّرٌ عَنْ هَذَا، وَلَحِقَهُ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.
رَأَى أَبُو الْغُصْنِ دُجَيْنٌ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ،
وَرَوَى عَنْ: أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ، وَهِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو جَابِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَبِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ، وَالأَصْمَعِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَسُئِلَ عَنْ حَدِيثِ دُجَيْنِ بْنِ ثَابِتٍ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ عَنْ أَسْلَمَ، فَقَالَ: قَالَ لَنَا أَوَّلَ مَرَّةٍ: حَدَّثَنِي مَوْلَى لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقُلْنَا لَهُ: إِنَّ هَذَا لَمْ يُدْرِكِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَرَكَهُ، فَمَا زَالُوا بِهِ حَتَّى قَالَ: أَسْلَمُ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَلا يُعْتَدُّ بِهِ، كَانَ يَتَوَهَّمُهُ وَلا يَدْرِي مَنْ هُوَ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَدْ سَاقَ لَهُ ابْنُ عَدِيٍّ أَرْبَعَةَ أَحَادِيثَ ثُمَّ قَالَ: وَلِدُجَيْنٍ غَيْرُ مَا ذَكَرْتَ شَيْءٌ يَسِيرٌ، وَمِقْدَارُ مَا يَرْوِيهِ لَيْسَ بِمَحْفُوظٍ، ثُمَّ سَاقَ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ قَالَ: الدُّجَيْنُ بْنُ ثابت هو حجا، ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَخْطَأَ مَنْ حَكَى هَذَا عَنِ ابْنِ مَعِينٍ؛ لِأَنَّهُ أَعْلَمُ بِالرِّجَالِ مِنْ أَنْ يَقُولَ هَذَا، وَالدُّجَيْنُ إِذَا رَوَى عَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ وَغَيْرُهُمْ، هَؤُلاءِ أَعْلَمُ بِاللَّهِ مِنْ أَنْ يَرْوُوا عَنْ جُحَا، وَالدُّجَيْنُ رَجُلٌ أَعْرَابِيٌّ.
قُلْتُ: وَكَذَا ذَكَرَ الشِّيرَازِيُّ فِي " الأَلْقَابِ " أَنَّهُ جُحَا، ثُمَّ رَوَى أَنَّ مَكِّيَّ بْنَ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: رَأَيْتُ جُحَا فَالَّذِي يُقَالُ فِيهِ مَكْذُوبٌ عَلَيْهِ، وَكَانَ فَتًى ظَرِيفًا، وَكَانَ لَهُ جِيرَانٌ مُخَنَّثُونَ يُمَازِحُونَهُ وَيَزِيدُونَ عليه.
وقال عباد بن صهيب: حَدَّثَنِي أَبُو الْغُصْنِ جُحَا وَمَا رَأَيْتُ أَعْقَلَ منه.
مسلم بن إبراهيم: حدثنا أبو الغصن الدجين بن ثابت قال: حدثنا أَسْلَمُ قَالَ: كُنَّا نَقُولُ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: حَدِّثْنَا عَنِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: إِنِّي أَخْشَى أَنْ أَزِيدَ أَوْ أَنْقُصَ، وَقَدْ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النار ". [ص:35]
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: الدُّجَيْنُ بْنُ ثَابِتٍ يَتَوَهَّمُ أحداث أصحابنا أنه جحا وليس كذلك، حدثنا أبو خليفة قال: حدثنا مُسْلِمٌ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.(4/33)
18 - م 4: جعفر بن بُرْقان، أبو عبد الله الكِلابيُّ، مولاهم، الرَّقيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: ميموان بن مهران، ويزيد بن الأصم، وعطاء، وعكرمة، وابن شهاب، ويزيد بن أبي نشبة، وطائفة.
وَعَنْهُ: معمر، وزهير بن معاوية، وابن المبارك، وأبو معاوية، وكثير بن هشام، ووكيع، وأبو نعيم، وخلق.
قال أحمد: يخطئ في حديث الزهري، وهو ثقة ضابط لحديث ميمون ويزيد بن الأصم.
وقال ابن معين عنه: أمي ليس في الزهري بذاك.
وكذلك قال غير واحد.
قال يعقوب الفسوي: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا جعفر بن برقان، وهو جزري ثقة، بلغني أنه كان أميا لا يقرأ ولا يكتب، وكان من الخيار.
وقال ابن سعد: ثقة له رواية وفقه وفتوى. وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ أبو نعيم: قدم الكوفة جعفر بن برقان وعبد العزيز بْن عُمَر بْن عَبْد العزيز سنة سبع وأربعين ومائة.
وعن سفيان الثوري قال: ما رأيت أفضل من جعفر بن برقان.
قال أحمد بن حنبل وجماعة: توفي سنة أربع وخمسين ومائة.(4/35)
-[حَرْفُ الْحَاءِ](4/35)
19 - حَجَّاجُ بنُ حَسَّانٍ القيسيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
بَصْرِيٌّ لاَ بَأْسَ بِهِ.
عَنْ: أَنَسٍ، وَأَبِي مِجْلَزٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَيَنْزِلُ إلى مقاتل [ص:36] ابنِ حَيَّانَ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى القَطَّانُ، وَيَزِيْدُ، وَمُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَعِدَّةٌ.
بَقِيَ إِلَى نَحْوِ السِّتِّيْنَ وَمائَةٍ.
لَهُ فِي مَرَاسِيْلِ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ مقاتل، قال عليه السلام: " إِنْ جَاءَ رَجُلٌ فَلَمْ يَجِدْ أَحَداً، فَلْيَخْتَلِجْ رَجُلاً مِنَ الصَّفِّ، فَلْيَقُمْ مَعَهُ، فَمَا أَعْظَمَ أجر المختلج ".
قلت: ماذا بِمُرْسَلٍ، بَلْ مُعْضَلٌ.(4/35)
20 - م د ن ق: حَرْملة بْنُ عِمْران بن قُراد التُّجيبيُّ، أبو حفص المِصريُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
جد حرملة بن يحيى.
عَنْ: أبي يونس سليم بن جبير مولى أبي هريرة، وعبد الرحمن بن شماسة المهري، وأبي عُشانة المعافري، وأبي قبيل، ويزيد بن أبي حبيب، وطائفة.
وَعَنْهُ: جرير بن حازم، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ المقرئ، وأبو صالح عبد الله بن صالح، وجماعة.
وثَّقه ابنُ معين.
قال ابن يونس: انفرد عنه ابن المبارك بثلاثة أحاديث، لم يحدث بها عنه غيره.
وكان قد وَليَ حجابة حفص بن الوليد أمير مصر، وَوَليَ أيضًا السوق في خلافة مروان الجعدي.(4/36)
• - الحَسَن بن أبي جعفر الجُفْريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
ذُكر أنه توفي سنة ستين ومائة، وسيأتي.(4/36)
21 - ت ق: الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ بْنُ مُضَرِّبٍ الْبَجَلِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْكُوفِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
أَحَدُ الأَعْلامِ.
وَلِيَ الْقَضَاءَ لِلْمَنْصُورِ بِبَغْدَادَ،
وَحَدَّثَ عَنْ: ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، وَشُبَيْبِ بْنِ غَرْقَدَةَ، وَالْحَكَمِ، وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، وَالزُّهْرِيِّ، وَطَبَقَتِهِمْ. [ص:37]
وَعَنْهُ: السُّفْيَانَانِ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، وَسَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَشَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، وَآخَرُونَ.
وَكَانَ شُعْبَةُ يَتَكَلَّمُ فِيهِ، قَالَ: رَوَى عَنِ الْحَكَمِ أَشْيَاءَ لَمْ نَجِدْ لَهَا أَصْلا.
وقال مُسْلِمٌ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كان له فضل، غيره أَحْفَظُ مِنْهُ، وَرَمَاهُ شُعْبَةُ بِالْكَذِبِ.
وَقَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ: النَّاسُ كُلُّهُمْ فِي حِلٍّ مَا خَلا شُعْبَةُ.
وَأَمَّا علي ابن الْمَدِينِيِّ فَقَالَ: أَمْرُهُ أَبْيَنُ مِنْ قَوْلِ شُعْبَةَ.
وقال الفلاس: متروك الحديث، صدوق، يعني: فِي نَفْسِهِ.
وَقَدْ كَانَ ابْنُ عُمَارَةَ يَصِلُ الأعمش، ومسعرا، وله ثروة وحشمة.
وقال النضر بن شميل: حدثنا شُعْبَةُ قَالَ: أَفَادَنِي الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنِ الْحَكَمِ سَبْعِينَ حَدِيثًا، فَلَمْ يَكُنْ لَهَا أَصْلٌ، فَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ بَلِيَّةَ ابْنِ عُمَارَةَ أَنَّهُ كَانَ يُدَلِّسُ عَلَى الثِّقَاتِ مَا وَضَعَ عليهم الضعفاء، كان يَسْمَعُ مِنْ مُوسَى بْنِ مَطَرٍ، وَأَبِي الْعَطُوفِ، وَأَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، وَأَضْرَابِهِمْ ثُمَّ يُسْقِطُ أَسْمَاءَهُمْ، وَيَرْوِيهَا عَنْ مَشَايِخِهِمُ الثِّقَاتِ، فَلَمَّا رَأَى شُعْبَةُ تِلْكَ الْمَوْضُوعَاتِ أَنْكَرَهَا، وَأَطْلَقَ لِسَانَهُ فِيهِ، وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ بَلِيَّتَهَا مِنْ غَيْرِهِ، فَهُوَ جَنِيٌّ عَلَى نَفْسِهِ.
وَرَوَى عَبْدَانُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: رَوَى الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ سَبْعَةُ أَحَادِيثَ فَلَقِيتُ الْحَكَمَ فَسَأَلْتُهُ عَنْهَا، فَقَالَ: مَا حَدَّثْتَهُ بِحَدِيثٍ مِنْهَا.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ: كُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عُمَارَةَ يَرْوِي عَنِ الزُّهْرِيِّ جَعَلْتُ إصبعي في أذني.
وقال أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.(4/36)
22 - م 4: حُسَيْنُ بنُ وَاقِدٍ، الإِمَامُ الكَبِيْرُ قَاضِي مَرْوَ وَشَيْخُهَا، أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ [الوفاة: 151 - 160 ه]
مَوْلَى الأَمِيْرِ عَبْد اللَّه بْن عَامِرِ بْن كُرَيْز
حَدَّثَ عَنْ: عِكْرِمَةَ، وَابْنِ بُرَيْدَةَ، وَيَزِيْدَ النَّحْوِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ، وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ، وَالفَضْلُ السِّيْنَانِيُّ، وَزَيْدُ بنُ الحُبَابِ، وَعَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ شَقِيْقٍ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: فِي بَعْضِ حَدِيْثِهِ نَكِرَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ.
وَقِيْلَ: كَانَ يَحْمِلُ الحَاجَةَ مِنَ السُّوْقِ، وَلَهُ جَلاَلَةٌ وَفَضْلٌ بِمَرْوَ، وَرَدَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى الأَعْمَشِ، فَقَالَ لِي: مَا قَرَأَ عَلَيَّ أَحَدٌ أَقرَأُ مِنْكَ.
قُلْتُ: مَنْ مَنَاكِيْرِهِ حَدِيثٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَدِدْتُ أَنَّ عِنْدَنَا خُبْزَةً بَيضَاءَ مِنْ حِنْطَةٍ سَمْرَاءَ مُلَبَّقَةً بِسَمْنٍ وَلَبَنٍ "، فَهَذَا عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.
وَلَهُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ مَرْفُوْعاً: " أُتِيْتُ بِمَقَالِيْدِ الدُّنْيَا عَلَى فَرَسٍ أَبْلَقَ، عَلَيْهِ قَطِيْفَةٌ مِنْ سُنْدُسٍ.
مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ، وَقِيْلَ: سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ.(4/38)
23 - 4: الحَكَم بن أبان العَدَنيُّ أبو عيسى. [الوفاة: 151 - 160 ه]
[ص:39]
عَنْ: طاوس، وعكرمة، ووهب، وسالم بن عبد الله، وجماعة.
وَعَنْهُ: إبراهيم، ومعمر، ومعتمر بن سليمان، وابن عيينة، وابن علية، ويزيد بن أبي حكيم، وموسى بن عبد العزيز القنباري، وطائفة.
وثَّقه ابن معين، والنسائي.
وقال أحمد العجلي: ثقة صاحب سنة، كان إذا هدأت العيون وقف في البحر إلى ركبتيه يذكر الله حتى يصبح، قال: نذكر الله مع حيتان البحر ودوابه.
وسُئِلَ يوسف بن يعقوب، أحد قضاة اليمن، عن الحكم بن أبان، فقال: ذاك سيد أهل اليمن.
وقال ابن المديني، عن ابن عيينة: قال أتيت عدن فلم أر مثل الحكم بن أبان.
وقال سُفْيان بْن عَبْد المُلْك، عَنِ ابن المبارك: الحكم بن أبان، وحسام بن مصك، وأيوب بن سويد، أرم بهؤلاء.
قال أحمد: مات سنة أربع وخمسين ومائة، وهو ابن أربع وثمانين سنة.(4/38)
24 - حَمَّادُ الرَّاوِيَةُ، هُوَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي لَيْلَى، ولاؤه لبكر بن وائل، وَقِيلَ: اسْمُ أَبِيهِ سَابُورُ بْنُ مُبَارَكٍ الدَّيْلَمِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
كَانَ أَخْبَارِيًّا عَلامَةً، خَبِيرًا بِأَيَّامِ الْعَرَبِ وَأَنْسَابِهَا وَوَقَائِعَهَا وَلُغَاتِهَا وَشِعْرِهَا، وَكَانَتْ بَنُو أُمَيَّةَ تُقَدِّمُهُ وَتُؤْثِرُهُ وَتُحِبُّ مُجَالَسَتَهُ.
قِيلَ: إِنَّ الْوَلِيدَ بْنَ يَزِيدَ قَالَ لَهُ: كَمْ مِقْدَارُ مَا تَحْفَظُ مِنَ الشِّعْرِ؟ فَقَالَ: كَثِيرٌ، وَلَكِنِّي أُنْشِدُكَ عَلَى كُلِّ حرف مِائَةَ قَصِيدَةٍ طَوِيلَةٍ سِوَى الْمُقَطَّعَاتِ مِنْ شِعْرِ الْجَاهِلِيَّةِ دُونَ شِعْرِ الإِسْلامِ، قَالَ: سَأَمْتَحِنُكَ، فَأَنْشَدَهُ حَتَّى ضَجَرَ الْوَلِيدُ، فَوَكَّلَ بِهِ مَنْ يستوفي عليه، فأنشده ألفين وسبع مائة قَصِيدَةً، فَأَمَرَ لَهُ بِمِائَةِ أَلْفٍ.
وَكَانَ حَمَّادٌ قَدِ انْقَطَعَ إِلَى يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي خِلافَتِهِ، وَكَانَ هِشَامٌ [ص:40] يجفوه لذلك، وقد وصله مرة واستشهده.
رَوَى عَنْ: الْفَرَزْدَقِ، وَأَمْثَالِهِ.
رَوَى عَنْهُ: الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأَجْلَحِ، وَجَمَاعَةٌ.
قلت: وفي لزومه ليزيد نظر إلا أَنْ يَكُونَ يَزِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ فَإِنَّ مَوْلِدَ حَمَّادٍ قَبْلَ سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ.
وَقِيلَ: إِنَّ حَمَّادًا قَرَأَ الْقُرْآنَ مِنَ الْمُصْحَفِ فَصَحَّفَ فِي نَيِّفٍ وَثَلاثِينَ مَوْضِعًا.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ: هُوَ أَوَّلُ مَنْ جَمَعَ أَشْعَارَ الْعَرَبِ، وَكَانَ غَيْرَ مَوْثُوقٍ بِهِ، كَانَ يَنْحِلُ شِعْرًا لِرَجُلٍ غَيْرَهُ، وَيَزِيدُ فِي الأَشْعَارِ.
قِيلَ: تُوُفِّيَ حماد الراوية خمس وخمسين ومائة، وقيل: سنة ست.(4/39)
25 - [حماد بن عمر بن يونس بن كليب أبو يَحْيَى الْكُوفِيُّ] حَمَّادٌ عَجْرَدُ [الوفاة: 151 - 160 ه]
مِنْ كِبَارِ الأَخْبَارِيِّينَ، كَانَ بَيْنَهُ وَبْيَنَ بَشَّارِ بْنِ بُرْدٍ أَهَاجٍ وَمُعَارَضَاتٍ، وَكَانَ بِالْكُوفَةِ الْحَمَّادُونَ الثَّلاثَةُ: هَذَا، وَحَمَّادٌ الرَّاوِيَةُ الْمَذْكُورُ، وَحَمَّادُ بْنُ الزَّبْرِقَانِ، فَكَانُوا يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ، وَيُتَّهَمُونَ بالزندقة، وهذا فاسمه حماد بن عمر بن يونس بن كليب أبو يَحْيَى الْكُوفِيُّ، وَقِيلَ: هُوَ وَاسِطِيٌّ.
قَالَ خَلَفُ بْنُ الْمُثَنَّى: كَانَ يَجْتَمِعُ بِالْبَصْرَةِ عَشَرَةٌ فِي مَجْلِسٍ لا يُعْرَفُ مِثْلُهُمْ فِي تَضَادِّ أَدْيَانِهِمْ وَنِحَلِهِمْ: الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ سُنِّيٌّ، وَالسَّيِّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحِمْيَرِيُّ رَافِضِيٌّ، وَصَالِحُ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ ثَنَوِيٌّ، وَسُفْيَانُ بْنُ مُجَاشِعٍ صُفْرِيٌّ، وَبَشَّارُ بْنُ بُرْدٍ خَلِيعٌ مَاجِنٌ، وَحَمَّادٌ عَجْرَدٍ زِنْدِيقٌ، وَابْنُ رأس الجالوت يهودي، وابن نظيرا متكلم النصارى، وعمرو ابن أُخْتِ الْمُؤَيِّدِ الْمَجُوسِيِّ، وَرَوْحُ بْنُ سِنَانٍ الْحَرَّانِيُّ صَابِئِيٌّ، فَيَتَنَاشَدَ الْجَمَاعَةُ أَشْعَارًا، فَكَانَ بَشَّارٌ يَقُولُ: أَبْيَاتُكَ هَذِهِ يَا فُلانُ أَحْسَنُ مِنْ سُورَةِ كذا وكذا، وبهذا المزاج وَنَحْوِهِ كَفَّرُوا بَشَّارًا.
وَلِحَمَّادِ عَجْرَدٍ نَظْمٌ فَائِقٌ. [ص:41]
مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ قُتِلَ.(4/40)
26 - م 4: حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ، حَمْزَةُ بْنُ حَبِيبِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، الإِمَامُ الْعَلَمُ أَبُو عُمَارَةَ التَّيْمِيُّ الْكُوفِيُّ الزَّيَّاتُ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
أحد السبعة القراء، مَوْلَى آلِ عِكْرِمَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ.
كَانَ عَدِيمَ النَّظِيرِ فِي وَقْتِهِ عِلْمًا وَعَمَلا، قَيِّمًا بِكِتَابِ اللَّهِ، رَأْسًا فِي الْوَرَعِ.
قَرَأَ عَلَى: حِمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ، وَالأَعْمَشِ، وَجَمَاعَةٍ،
وَحَدَّثَ عَنْ: الْحَكَمِ، وَطَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، وَعَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، وَحَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَعِدَّةً.
وَكَانَ يَجْلِبُ الزَّيْتَ مِنَ الْكُوفَةِ إِلَى حُلْوَانَ، وَيَجْلِبُ إِلَى الْكُوفَةِ الْجُبْنَ وَالْجَوْزَ.
وَأَصْلُهُ مِنْ سَبْيِ فَارِسَ، وَقِيلَ: وَلاؤُهُ لِبَنِي عِجْلٍ، وَقَالَ سُلَيْمُ بْنُ عِيسَى: وَلاؤُهُ لِتَيْمِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُكَابَةَ، وَتَيْمُ اللَّهِ مِنْ رَبِيعَةَ بْنِ نَزَارٍ.
قَرَأَ عَلَى حَمْزَةَ: سُلَيْمُ بْنُ عِيسَى الْحَنَفِيُّ، وَهُوَ أَنْبَلُ أَصْحَابِهِ، وَأَبُو الْحَسَنِ الْكِسَائِيُّ أَحَدُ السَّبْعَةِ، وَعَائِذُ بْنُ أَبِي عَائِذٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ، وَشُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْعِجْلِيُّ، وَعَدَدٌ كَثِيرٌ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَشَرِيكٌ، وَجَرِيرٌ، وَأَبُو الأَحْوَصِ، وَابْنُ فُضَيْلٍ، وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَقَبِيصَةُ، وَبَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ، وَحُسَيْنُ الْجُعْفِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: مَا قَرَأَ حَمْزَةُ حرفا إلا بأثر.
وقال عبد الله العجيلي: قَرَأَ رَجُلٌ عَلَى حَمْزَةَ فَجَعَلَ يَمُدُّ، فَقَالَ: لا تَفْعَلْ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ مَا كَانَ فوق البياض فهو برص، وما فَوْقَ الْجُعُودَةِ فَهُوَ قَطَطٌ، وَمَا كَانَ فَوْقَ الْقِرَاءَةِ فَلَيْسَ بِقِرَاءَةٍ.
قَالَ أَسْوَدُ بْنُ سَالِمٍ: سَأَلْتُ الْكِسَائِيُّ عَنِ الْهَمْزِ وَالإِدْغَامِ: أَلَكُمْ فِيهِ إِمَامٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، حَمْزَةُ، كَانَ يَهْمِزُ وَيَكْسَرُ، وَهُوَ إِمَامٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَسَيِّدُ الْقُرَّاءِ وَالزُّهَّادِ، لَوْ رَأَيْتَهُ لَقَرَّتْ عَيْنُكَ بِهِ مِنْ نُسُكِهِ.
وَقَالَ حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ: رُبَّمَا عَطِشَ حَمْزَةُ فَلا يَسْتَسْقِي كَرَاهِيَةً أَنْ يُصَادِفَ مَنْ قَرَأَ عَلَيْهِ. [ص:42]
وَذَكَرَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ أَنَّ حَمْزَةَ مَرَّ بِهِ فَطَلَبَ مَاءً قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَلَمْ يَشْرَبْ مِنِّي لِكَوْنِي أَحْضُرَ الْقِرَاءَةَ عِنْدَهُ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: سَمِعْتُ ابْنَ فُضَيْلٍ يَقُولُ: مَا أَحْسَبُ أَنَّ اللَّهَ يَدْفَعُ الْبَلاءَ عَنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ إِلا بِحَمْزَةَ.
وَكَانَ شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ يَقُولُ لِأَصْحَابِ الْحَدِيثِ: أَلا تَسْأَلُونِي عَنِ الدُّرِّ قِرَاءَةُ حَمْزَةَ. وَبَلَغَنَا أَنَّ رَجُلا قَالَ لِحْمَزَةَ: يَا أَبَا عُمَارَةَ، رَأَيْتُ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِكَ هَمَزَ حَتَّى انْقَطَعَ زِرُّهُ، فَقَالَ: لَمْ آمُرَهُمْ بِهَذَا كُلِّهِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ: أَدْرَكْتُ الْكُوفَةَ وَمَسْجِدُهَا الْغَالِبُ عَلَيْهِ قِرَاءَةُ حَمْزَةَ الزَّيَّاتُ.
وَرَوَى عَنْ حَمْزَةَ قَالَ: إِنَّ لِهَذَا التَّحْقِيقِ حَدًّا يَنْتَهِي إِلَيْهِ ثُمَّ يَكُونُ قَبِيحًا.
وَعَنْهُ قَالَ: إِنَّمَا الْهَمْزُ رِيَاضَةٌ فَإِذَا حَسَّنَهَا الرجل سلها.
وَقِيلَ: إِنَّ حَمْزَةَ أَمَّ النَّاسَ سَنَةَ مِائَةٍ.
وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: حَمْزَةُ ثِقَةٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ
وَقَدْ كَرِهَ قُرَاءَةَ حَمْزَةَ: ابْنُ إِدْرِيسَ الأَوْدِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَجَمَاعَةٌ؛ لِفَرْطِ الْمَدِّ وَالإِمَالَةِ وَالسَّكْتِ عَلَى السَّاكِنِ قَبْلَ الْهَمْزِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ، حَتَّى أَنَّ بَعْضَهُمْ رَأَى إِعَادَةَ الصَّلاةِ إِذَا كَانَتْ بِقِرَاءَةِ حَمْزَةَ، وَهَذَا غُلُوٌّ، وَالَّذِي اسْتَقَرَّ عَلَيْهِ الاتِّفَاقُ وَانْعَقَدَ الإِجْمَاعُ عَلَى ثُبُوتِ قِرَاءَتِهِ وَصِحَّتِهَا، وَإِنْ كَانَ غَيْرُهَا أَفْصَحُ مِنْهَا إِذِ الْقِرَاءَاتُ الثَّابِتَةُ فِيهَا الْفَصِيحُ وَالأَفْصَحُ، وَبِالْجُمْلَةِ إِذَا رَأَيْتَ الإِمَامَ فِي الْمِحْرَابِ لَهِجًا بِالْقِرَاءَاتِ وَتَتَبَّعَ غَرِيبَهَا، فَاعْلَمْ أَنَّهُ فَارِغٌ مِنَ الْخُشُوعِ، مُحِبٌّ لِلشُّهْرَةِ وَالظُّهُورِ، نَسْأَلُ اللَّهَ السَّلامَةَ فِي الدِّينِ.
قِيلَ: إِنَّ حَمْزَةَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - مَاتَ بِحُلْوَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ عَلَى الصَّحِيحِ، وَكَانَ أيضا رأسا في الفرائض.
وقيل: إنه مات سنة ثمان وخمسين، فالله أَعْلَمُ.
وَقَدِ اسْتَوْفَيْتُ تَرْجَمَتَهُ فِي طَبَقَاتِ الْقُرَّاءِ. [ص:43]
وَمَاتَ وَقَدْ قَارَبَ الثَّمَانِينَ.(4/41)
27 - حُميد بن قحطبة بن شبيب الطائيُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
أمير خراسان.
ولي أيضًا الجزيرة ومصر.
توفي سنة تسع وخمسين ومائة، وولي بَعْدَهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَقِيلَ: وَلِيَهَا أَبُو عَوْنٍ عَبْدُ الملك بن يزيد.(4/43)
28 - ع: حَنْظَلَةُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ الْجُمَحِيُّ المكي الحافظ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
حَدَّثَ عَنْ: طاوس، وَالقَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَسَالِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وسعيد بن مينا، وَنَافِعٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الحَدِيْثِ بِمَكَّةَ،
حَدَّثَ عَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَابْنُ المُبَارَكِ، وَيَحْيَى القَطَّانُ، وَالوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، وَوَكِيْعٌ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى، وَإِسْحَاقُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَمَكِّيُّ بْن إِبْرَاهِيم، وَعِدَّةٌ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ ثِقَةٌ.
وَقَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ: ثِقَةٌ، مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ.
وَقَدْ تَنَاكَدَ ابْنُ عَدِيٍّ فِي ذِكْرِهِ لَهُ فِي " الكَامِلِ "، فَمَا أَبدَى شَيْئاً يَتعلَّقُ بِهِ عَلَيْهِ مُتَعنِّتٌ أَصلاً.
قَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شيبة: سمعت علي ابن المَدِيْنِيِّ، وَقِيْلَ لَهُ: كَيْفَ رِوَايَةُ حَنْظَلَةَ عَنْ سَالِمٍ؟ فَقَالَ: وادٍ، وَرِوَايَةُ مُوْسَى بنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ: وادٍ آخَرُ، وَأَحَادِيْثُ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ كَأَنَّهَا أَحَادِيْثُ نَافِعٍ، قِيْلَ لِعَلِيٍّ: فَهَذَا يَدلُّ عَلَى أَنَّ سَالِماً كَثِيْرُ الحَدِيْثِ؟ قَالَ: أجل. [ص:44]
قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: حَنْظَلَةُ ثِقَةٌ.
ابْنُ عَدِيٍّ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سابور، وما كتبته إلا عنه، قال: حدثنا الفضل بن الصباح، قال: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، عَنْ حَنْظَلَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اغْسِلُوا قَتْلاَكُمْ ". غَرِيْبٌ جِدّاً، وَرُوَاتُه ثِقَاتٌ.
وَهَذَا مَحْمُوْلٌ عَلَى مَنْ قُتِلَ فِي غَيْرِ مَصَافٍّ، وَلَعَلَّ الغَلَطَ فِيْهِ مِنْ شَيْخِ ابْنِ عَدِيٍّ أَوْ شَيْخِ شَيْخِه، وَالثِّقَةُ قَدْ يَهِمُ.
مَاتَ حَنْظَلَةُ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ.(4/43)
29 - ع: حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ بْنُ صَفْوَانَ التُّجِيبِيُّ أَبُو زُرْعَةَ المصري الفقيه. [الوفاة: 151 - 160 ه]
من رؤوس الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ بِدِيَارِ مِصْرَ.
رَوَى عَنْ: رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ الْقَصِيرِ، وَعُقْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، وَأَبِي يُونُسَ سُلَيْمِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَأَبُو وَهْبٍ، وأبو عاصم، والمقرئ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى الْبُرُلُّسِيُّ، وَجَمَاعَةٌ آخِرُهُمْ مَوْتًا هَانِئُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشَدَّ اسْتَخْفَاءً بِعَمَلِهِ مِنْ حَيْوَةَ، وَكَانَ يُعْرَفُ بِالإِجَابَةِ، يَعْنِي: فِي الدُّعَاءِ.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: وُصِفَ لِي حَيْوَةُ، فَكَانَتْ رُؤْيَتُهُ أَكْبَرُ مِنْ صِفَتِهِ.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: كَانَ حَيْوَةُ يَأْخُذُ عَطَاءً فِي السَّنَةِ سِتِّينَ دِينَارًا، فَلَمْ يَطَّلِعْ إِلَى مَنْزِلِهِ حَتَّى يَتَصَدَّقَ بِهَا ثُمَّ يَجِيءَ إِلَى مَنْزِلِهِ فَيَجِدُهَا تَحْتَ فِرَاشِهِ، وَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عَمٍّ لَهُ فَأَخَذَ عَطَاءَهُ فَتَصَدَّقَ بِهِ كُلِّهِ، وَجَاءَ إِلَى تَحْتِ فِرَاشِهِ، فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا، قَالَ: فَشَكَا إِلَى حَيْوَةَ، فَقَالَ: أَنَا أَعْطَيْتُ رَبِّي بِيَقِينٍ، وَأَنْتَ أَعْطَيْتَهُ تَجْرِبَةً.
وَكُنَّا نَجْلِسُ إِلَى حَيْوَةَ لِلْفِقْهِ فَيَقُولُ: أَبْدَلَنِي اللَّهُ بِكُمْ عَمُودًا أَقُومُ وَرَاءَهُ أُصَلِّي، ثُمَّ فَعَلَ ذلك.
وروى أحمد بن سهل الأردني، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْفَزْرِ قَالَ: كَانَ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ مِنَ الْبَكَّائِينَ، وَكَانَ ضَيِّقَ الْحَالِ جِدًّا فَجَلَسْتُ، وَهُوَ مُتَخَلٍّ يَدْعُو [ص:45] فَقُلْتُ: لَوْ دَعَوْتَ أَنْ يُوَسَّعَ عَلَيْكَ، فَالْتَفَتَ يَمِينًا وَشِمَالا فَلَمْ يَرَ أَحَدًا، فَأَخَذَ حَصَاةً فَرَمَى بِهَا إِلَيَّ فَإِذَا هِيَ وَاللَّهِ تِبْرَةً فِي كَفِّي مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ مِنْهَا، وَقَالَ: مَا خَيْرٌ فِي الدُّنْيَا إِلا لِلآخِرَةِ، ثُمَّ قَالَ: هُوَ أَعْلَمُ بِمَا يُصْلِحُ عِبَادَهُ، فَقُلْتُ: مَا أَصْنَعُ بِهَذِهِ؟ قَالَ: اسْتَنْفِقْهَا، فَهِبْتُهُ وَاللَّهِ أَنْ أَرُدَّهَا.
وَقَالَ حَيْوَةُ مَرَّةً لِبَعْضِ الْوُلاةِ: لا تُخْلِيَنَّ بِلادَنَا مِنَ السِّلاحِ، فَنَحْنُ بَيْنَ قطبي لا نَدْرِي مَتَى يَنْقَضُّ، وَبَيْنَ حَبَشِيٍّ لا نَدْرِي مَتَى يَغْشَانَا، وَرُومِيٍّ لا نَدْرِي مَتَى يَحِلُّ بِسَاحَتِنَا، وَبَرْبَرِيٍّ لا نَدْرِي مَتَى يَثُورُ.
تُوُفِّيَ حَيْوَةُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ ومِائَةٍ عَلَى الصَّحِيحِ، وَقِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ، وَهَذَا، بَلْ وَسَائِرُ الْمِصْرِيِّينَ لَمْ يَذْكُرُهُمْ أَبُو نُعَيْمٍ فِي " حلية الأولياء ".(4/44)
-[حَرْفُ الْخَاءِ](4/45)
30 - خ د ت ن: خالد بن دينار، أبو خَلْدة التَّميميُّ البَصْريُّ الخَيَّاط. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أنس، وأبي العالية، والحسن، وابن سيرين، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مهدي، وحرمي بن عمارة، وعبد الصمد بن عبد الوارث، ومسلم بن إبراهيم، وخلق.
وثقه يزيد بن زريع، وابن معين، والنسائي.(4/45)
31 - خَالِدُ بنُ أَبِي عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ بْنِ أَبِي الْعِيصِ بْن أُمَيّة بْن عَبْد شَمْسٍ القُرَشيّ الأُمَوِيُّ، أَبُو أُمَيَّةَ البَصْرِيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
مِنْ جلَّة العُلَمَاءِ.
رَوَى عَنْ: عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ، وَسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، وَثُمَامَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَطَائِفَةٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: شُعْبَةُ مَعَ تَقَدُّمِهِ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبُوْذَكِيُّ، وَعَفَّانُ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ عَنْهُ عَبْدُ الصَّمَدِ التَّنُّوْرِيُّ، قَالَ: وُلِدْتُ أَنَا وَعُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ فِي شَهْرٍ وَاحِدٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ، وغيره: ثقة. [ص:46]
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لاَ بَأْسَ بِحَدِيْثِهِ.
قُلْتُ: أَظُنُّه عَاشَ مائَةَ عَامٍ.(4/45)
32 - خليفة بن خياط، أبو هبيرة، [الوفاة: 151 - 160 ه]
جد شباب.
عَنْ: عمرو بن شعيب، وحميد الطويل، وغيرهما.
وَعَنْهُ: أبو الوليد الطيالسي. ذكره ابْنُ حِبَّانَ فِي " الثِّقَاتِ "، وَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ ستين ومائة.(4/46)
33 - ت: خليل بن مرة الضُّبعي البَصْريُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
نزيل الرقة.
عَنْ: ابن أبي صالح السمان، وعكرمة، وعطاء، ومعاوية بن قرة، وابن أبي مليكة، وخلق.
وَعَنْهُ: الليث مع تقدمه، وبقية، وابن وهب، ووكيع، وأحمد، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي، وطائفة.
وكان أحد الصلحاء.
قال البخاري: هو منكر الحديث.
وقال أبو زرعة: شيخ صالح.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيّ: ليس بمتروك يكتب حديثه.
قلت: توفي سنة ستين ومائة.(4/46)
-[حَرْفُ الدَّالِ](4/46)
34 - د ت ق: دَاوُدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ أبي الفُرات الأشْجعيُّ، مولاهم، المدني. [الوفاة: 151 - 160 ه]
[ص:47]
عَنْ: ابن المنكدر، وصفوان بن سليم، وجماعة.
وَعَنْهُ: إسماعيل بن جعفر، وأنس بن عياض، وأبو داود الطيالسي، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ليس بالمتين، ولا بأس به.
وله عن ابن المنكدر عن جابر حديث: " ما أسكر كثيره فقليله حرام " حسنه الترمذي، ليس له في الكتب سواه.(4/46)
• - ت ق: داود بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي الكوفي الأعرج. [الوفاة: 151 - 160 ه]
قال ابن معين: توفي سنة إحدى وخمسين ومائة،
وقد مر في الطبقة الماضية.(4/47)
-[حَرْفُ الرَّاءِ](4/47)
35 - ت ق: الرَّبِيْعُ بنُ صَبِيْحٍ البَصْرِيُّ العَابِدُ الإِمَامُ، [أَبُو جَعْفَر] [الوفاة: 151 - 160 ه]
مَوْلَى بَنِي سَعْدٍ، مِنْ أَعْيَانِ مَشَايِخِ البَصْرَةِ.
حَدَّثَ عَنْ: الْحَسَنِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَثَابِتٍ البُنَانِيِّ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: وَكِيْعٌ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، وَأَبُو الوَلِيْدِ، وَآخَرُوْنَ.
رَوَى عَبَّاسٌ: عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: لاَ بَأْسَ بِهِ.
وَذَكَرَهُ شُعْبَةُ، فَقَالَ: هُوَ عِنْدِي مِنْ سَادَاتِ المُسْلِمِيْنَ.
قُلْتُ: كَانَ كَبِيْرَ الشَّأْنِ، إِلاَّ أَنَّ النَّسَائِيَّ ضَعَّفَهُ. [ص:48]
وَقَالَ حَجَّاجٌ: سَأَلْتُ شُعْبَةَ عَنْ مُبَارَكٍ، وَالرَّبِيْعِ بنِ صَبِيْحٍ، فَقَالَ: مُبَارَكٌ أَحَبُّ إِلَيَّ.
وَقَالَ عَلِيٌّ: جَهدتُ بِيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ أَنْ يُحَدِّثَنِي بِحَدِيْثٍ عَنِ الرَّبِيْعِ بنِ صَبِيْحٍ، فَأَبَى عَلَيَّ.
وَقَالَ أَبُو الوَلِيْدِ: كَانَ يُدَلِّسُ.
قَالَ ابْنُ حبان: كنيته أبو جَعْفَرٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَابْنُ المُبَارَكِ، وَوَكِيْعٌ، وَكَانَ مِنْ عبَّاد أَهْلِ البَصْرَةِ وَزُهَّادِهِم، كَانَ يُشَبَّهُ بَيْتُهُ بِاللَّيْلِ بِالنَّحْلِ، إِلاَّ أَنَّ الحَدِيْثَ لَمْ يَكُنْ مِنْ صِنَاعَتِهِ، فَكَانَ يَهِمُ كَثِيْراً، تُوُفِّيَ بِالسِّنْدِ سَنَةَ سِتِّيْنَ وَمائَةٍ.
مَحْمُودُ بنُ غَيْلاَنَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ: قَالَ شُعْبَةُ: لقَدْ بَلَغَ الرَّبِيْعُ بنُ صَبِيْحٍ فِي مِصْرِنَا هَذَا، مَا لاَ يَبلُغُه الأَحْنَفُ بنُ قَيْسٍ، قَالَ أَبُو دَاوُدَ: يَعْنِي فِي الارتفَاعِ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الرَّامَهُرْمُزِيُّ: أَوَّلُ مَنْ صنَّف وبوَّب، فِيْمَا أَعْلَمُ، الرَّبِيْعُ بنُ صَبِيْحٍ بِالبَصْرَةِ، ثُمَّ ابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ غَازِياً بِأَرْضِ الهِنْدِ، وَلَهُ فِي " الجَعْدِيَّاتِ ".
قَالَ عَلِيٌّ: حَدَّثَنَا الرَّبِيْعُ، عَنِ الحَسَنِ، قَالَ: لَيْسَ الفِرَارُ مِنَ الزَّحفِ مِنَ الكبَائِرِ، إِنَّمَا كَانَ ذَاكَ يَوْمَ بَدْرٍ.
قَالَ عَبَّاسٌ: سَأَلْتُ ابْنَ مَعِيْنٍ عَنِ الرَّبِيْعِ وَالمُبَارَكِ، فَقَالَ: مَا أَقْرَبَهمَا لاَ بَأْسَ بِهِمَا.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَلاَّمٍ الجُمحي: قَالَ الوَثِيْقُ بنُ يُوْسُفَ الثَّقَفِيُّ: مَا رَأَيتُ رَجُلاً أَسْوَدَ من الربيع بن صبيح.
وقال علي ابن المَدِيْنِيِّ: كَانَ الرَّبِيْعُ بنُ صَبِيْحٍ إِنَّمَا يَقُوْلُ: سَمِعْتُ الحَسَنَ، سَأَلْتُ الحَسَن.
قَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ: كَتَبتُ عَنْهُ حَدِيْثاً عَنْ أَبِي نَضْرَةَ فِي الصَّرْفِ، هُوَ [ص:49] أَحْسَنُهَا كُلُّهَا، وَحَدِيْثَ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ فِي الحَجِّ بِطُوْلِهِ. عَنْ عِكْرِمَةَ، قُلْتُ لَهُ: مَا حدَّثَ عَنْهُ بِشَيْءٍ؟ قَالَ: لاَ.
قَالَ غَسَّانُ بنُ المُفَضَّلِ الغَلاَبِيُّ: سَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّ الرَّبِيْعَ بنَ صَبِيْحٍ كَانَ بِالأَهْوَازِ وَمَعَهُ صَاحِبٌ لَهُ، فَتَعَرَّضَتْ لَهُمَا امْرَأَةٌ فَبَكَى الشَّيْخُ، قَالَ لَهُ صَاحِبُه: مَا يُبْكِيْكَ؟ قَالَ: إِنَّهَا لَمْ تطمع في شيخين إلا وقد رأيت شُيُوْخاً قَبْلَنَا يُتَابِعُونَهَا، فَلِذَا أَبْكِي.
قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: كَانَتْ وَقْعَةُ بَارْبَد سَنَةَ سِتِّيْنَ وَمائَةٍ، وَفِيْهَا مَاتَ الرَّبِيْعُ بنُ صَبِيْحٍ، رَحِمَهُ الله.(4/47)
36 - م ق: ربيع بن عثمان بن ربيعة بن عبد الله بن الهُدَير، أبو عثمان التَّيْميُّ المَدَنيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: محمد بن يحيى بن حبان، ونافع، وزيد بن أسلم، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن عجلان مع تقدمه، وابن المبارك، وعبد الله بن إدريس، وابن أبي فديك، والواقدي، وجعفر بن عون، وطائفة.
وثقة ابن معين.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِذَاكَ الْقَوِيِّ.
وَقَالَ أبو حاتم: منكر الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
قال الواقدي: مات سنة أربع وخمسين ومائة، وهو ابن سبع وسبعين سنة.
له في الكتب، وهو حديث: " المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ".(4/49)
-[حَرْفُ الزَّاي](4/49)
37 - د ت ق: زَبَّان بن فائد، أبو جوين المصري. [الوفاة: 151 - 160 ه]
[ص:50]
عَنْ: سهل بن معاذ، عن أبيه، فذكر أحاديث.
وَعَنْهُ: يحيى بن أيوب، والليث، وابن لهيعة، ورشدين بن سعد، وجماعة.
ضعفه ابن معين.
وقال أحمد: أحاديثه مناكير.
وقال أبو حاتم: صالح.
وقال ابن يونس: كان على مظالم مصر، وكان من أعدل ولاتهم. مات سنة خمس وخمسين ومائة، وكان فاضلًا.(4/49)
38 - د ت ق: الزُّبير بن سعيد بن سُليمان بن سعيد بْن نَوْفَلِ بْن الْحَارِثِ بْن عَبْد المطَّلب الهاشميُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
نزيل المدائن.
عَنْ: عبد الله بن علي بن يزيد بن ركانة، والقاسم بن محمد، ومحمد بن المنكدر، وعبد الحميد بن سالم، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن المبارك، وجرير بن حازم، وإسماعيل بن عياش، وسعيد بن زكريا المدائني، وأبو عاصم النبيل، ومطرف بن عبد الله المدني، وطائفة.
قال عباس، عن ابن معين: ثقة.
وقال مرة في موضع آخر: ليس بشيء.
وقال النسائي، وغيره: ضعيف.
وقال غيره: توفي سنة بضع وخمسين ومائة.(4/50)
39 - ت ق: زَرْبِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُؤَذِّنُ أَبُو يَحْيَى. [الوفاة: 151 - 160 ه]
بَصْرِيٌّ ضَعِيفٌ
لَهُ عَنْ: أَنَسٍ.
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بن إبراهيم، وموسى التَّبُوذَكِيُّ، وَبِشْرُ بْنُ الْوَضَّاحِ، وَعُبَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: فِيهِ نَظَرٌ.
وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: لَهُ مَنَاكِيرُ عَنْ أَنَسٍ.(4/51)
40 - زُفَرُ بْنُ عَاصِمٍ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْهِلالِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَعُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ.
وَعَنْهُ: مَالِكٌ، وَيَحْيَى بْنُ حُمَّةَ.
وَكَانَ مِنْ أُمَرَاءِ الْجِهَادِ، وَلِيَ غَزْوَ الصَّائِفَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ وَقَبْلَ ذَلِكَ.(4/51)
41 - زُفَرُ بْنُ الْهُذَيْلِ الْعَنْبَرِيُّ الْفَقِيهُ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
صَاحِبُ أَبِي حَنِيفَةَ.
مَوْلِدُهُ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ،
رَوَى عَنْ: الأَعْمَشِ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَابْنِ إِسْحَاقَ، وَحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، وَأَبِي حَنِيفَةَ، وَجَمَاعَةٍ.
ومات في الكهولة.
رَوَى عَنْهُ: حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكِرْمَانِيُّ، وَأَبُو يَحْيَى أَكْثَمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيَّادٍ، وَطَائِفَةٌ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الْمُلائِيُّ: كَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا، وَقَعَ إِلَى الْبَصْرَةِ فِي مِيرَاثٍ مِنْ أَخِيهِ فَتَشَبَّثَ بِهِ أَهْلُ الْبَصْرَةِ فَلَمْ يتركوه يخرج من عندهم.
وقال يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيُّ: كَانَ وَالِدُهُ هُذَيْلُ بْنُ قَيْسِ بْنِ سُلَيْمٍ بِأَصْبَهَانَ فِي خِلافَةِ يَزِيدَ بْنِ الْوَلِيدِ، وَكَانَ لَهُ ثَلاثَةُ أَوْلادٍ: زُفَرُ أَبُو الهذيل، وهرثمة [ص:52] وَكَوْثَرٌ، قَالَ: وَرَجَعَ زُفَرُ عَنِ الرَّأْيِ، وَأَقْبَلَ عَلَى الْعِبَادَةِ، ثُمَّ سَاقَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي كتاب " الْحِلْيَةِ " لَهُ خَمْسَةَ أَحَادِيثَ، وَمِنَ الرُّوَاةِ عَنْهُ: النُّعْمَانُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ، وَالْحَكَمُ بْنُ أَيُّوبَ، ومالك بن فديك.
روي عَنْ مُدْرِكٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زَيَّادٍ، قَالَ: كان زفر وداود الطائي متواخيين، فَأَمَّا دَاوُدُ فَتَرَكَ الْفِقْهَ، وَأَقْبَلَ عَلَى الْعِبَادَةِ، وَأَمَّا زُفَرُ فَجَمَعَهُمَا.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مهدي: حدثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيَّادٍ قَالَ: لَقِيتُ زُفَرَ فَقُلْتُ لَهُ: صِرْتُمْ حَدِيثًا فِي النَّاسِ وَضَحِكَةً، قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قُلْتُ: تَقُولُونَ فِي الابْتِدَاءِ ادْرَءُوا الْحُدُودَ بِالشُّبُهَاتِ، وَجِئْتُمْ إِلَى أَعْظَمِ الْحُدُودِ، فَقُلْتُمْ: تُقَامُ بِالشُّبُهَاتِ، قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قُلْتُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ "، فَقُلْتُمْ يُقْتَلُ بِهِ. قَالَ: فَإِنِّي أُشْهِدُكَ السَّاعَةَ أَنِّي قَدْ رَجَعْتُ عَنْهُ.
قَالَ الْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا يُنَاظِرُ زُفَرَ إِلا رَحِمْتُهُ، وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الْمُلائِيُّ: كُنْتُ أَمُرُّ عَلَى زُفَرَ فَيَقُولُ: تعال حَتَّى أُغَرْبِلَ لَكَ مَا سَمِعْتَ.
وَقَالَ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ: قَالَ زُفَرُ بْنُ الْهُذَيْلِ: مَنْ قَعَدَ قَبْلَ وَقْتِهِ ذُلَّ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: كنت أعرض الحديث على زفر فيقول: هذا ناسخ، هذا مَنْسُوخٌ، هَذَا يُؤْخَذُ بِهِ، هَذَا يُرْفَضُ.
قَدْ ذكرنا أن غير واحد وثق زفرا.
وقال ابْنُ سَعْدٍ: لَمْ يَكُنْ فِي الْحَدِيثِ بِشَيْءٍ.
مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.(4/51)
42 - ع: زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ الْمَكِّيُّ [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ، [ص:53] وَأَبِي الزُّبَيْرِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَوَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَرَوْحٌ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَقَدِ اتُّهِمَ فِي نَفْسِهِ بِالْقَدَرِ، وَهُوَ ثقة، وقال أبو حاتم: لا بأس به.
وقال ابْنُ مَعِينٍ: قَدَرِيٌّ.
قُلْتُ: مَاتَ بَعْدَ الْخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.(4/52)
43 - م ت ن ق: زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ الْيَمَانِيُّ الْجُنْدِيُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
نَزِيلُ مَكَّةَ.
قَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: أَخَذَ الْقِرَاءَةَ عَرْضًا عَنْ مُجَاهِدٍ، وَدِرْبَاسٍ، كَذَا قَالَ أَبُو عَمْرٍو.
رَوَى عَنْ: الزُّهْرِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
قَالَ أَحْمَدُ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الْجُوزْجَانِيُّ: مُتَمَاسِكٌ.
قُلْتُ: خَرَّجَ لَهُ مُسْلِمٌ مُتَابَعَةً.(4/53)
44 - زُهَيْرُ بْنُ مَيْمُونَ الْكُوفِيُّ النَّحْوِيُّ، وَيُعْرَفُ بِالْقُرْقُوبِيِّ؛ [الوفاة: 151 - 160 ه]
لِأَنَّهُ كَانَ يَتَّجِرُ في القرقوب. [ص:54]
وكان من كبار العلماء،
أخذ عَنْ: أَصْحَابِ أَبِي الأَسْوَدِ.
وَمَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.(4/53)
45 - زِيَادُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الْحَنَفِيُّ الأصفر الْمهرول الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: الْحَسَنِ، وَعِكْرِمَةَ، وَثَابِتٍ.
وَعَنْهُ: مِسْعَرٌ، وَسُفْيَانُ، وَإِسْرَائِيلُ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، وَبَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ، وَقَالَ مَرَّةً: لا بَأْسَ بِهِ.(4/54)
46 - زَيَّادُ بْنُ مَيْمُونَ، أَبُو عَمَّارٍ الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
صَاحِبُ الْفَاكِهَةِ.
عَنْ: أَنَسٍ.
وَعَنْهُ: عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَالْحَارِثُ بْنُ مُسْلِمٍ. وَسَمِعَ مِنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَتَرَكَاهُ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَقِينَاهُ، فَقَالَ: عُدُّوا إِنَّ النَّاسَ لا يَعْلَمُونَ أَنِّي لَمْ أَلْقَ أَنَسًا أَمَا تَعْلَمَانِ أَنِّي مَا لَقِيتُهُ؟ قَالَ: ثُمَّ بَلَغْنَا بَعْدُ أَنَّهُ يَرْوِي عَنْهُ، فَلَقِينَاهُ، فَقَالَ: عُدُّوا إِنِّي أَذْنَبْتُ ذَنْبًا، أَفَلا يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيَّ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: تُبْتُ، مَا سَمِعْتُ مِنْ أَنَسٍ شيئا، كان بَعْدَ ذَلِكَ يَبْلُغُنَا أَنَّهُ يَرْوِي عَنْهُ، فَتَرَكْنَاهُ.
وَقَالَ بِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ: قَالَ زَيَّادُ بْنُ مَيْمُونَ: عُدُّوا أَنِّي كُنْتُ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمْتُ، أَمَا كُنْتُمْ تَقْبَلُونَ تَوْبَتِي؟ مَا سَمِعْتُ مِنْ أَنَسٍ شَيْئًا.
وَكَانَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ يَرْمِيهِ بالكذب.
وقال ابن معين: ليس بشيء.(4/54)
47 - ن ق: زياد بْنُ حِبَّانَ الرَّقِّيُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
كُوفِيُّ الأَصْلِ.
رَوَى عَنْ: الزُّهْرِيِّ، وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وأيوب، وأبو إسحاق، وابن جريج، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو نعيم، وأبو أحمد الزبيري، ومعمر بن سليمان، وآخرون.
قال أحمد بن حنبل: كان يشرب المُسْكِر.
وقال الدارقطني: ضعيف.
وقال ابن عدي: لا أَرَى بِهِ بَأْسًا. [ص:55]
وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ، وَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.(4/54)
48 - زَيْدُ بْنُ أَبِي ليلى مُرَّةَ، أَبُو الْمُعَلَّى. [الوفاة: 151 - 160 ه]
رَأَى أَنَسًا، وَسَمِعَ: الْحَسَنَ.
وَعَنْهُ: مُعْتَمِرٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
رَوَى أَبُو دَاوُدَ عَنْهُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ مَعْقِلٍ في ذم الاحتكار.(4/55)
-[حَرْفُ السِّينِ](4/55)
49 - سَالِمُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، وَقِيلَ: ابْنُ غَيْلانَ، وَقِيلَ: ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَبُو الْفَيْضِ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عَطَاءٍ، وَنَافِعٍ، وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَرَّانِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ صُبَيْحٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَعْلَى زُنْبُورٌ، وَالْوَلِيدُ بن القاسم، وجماعة.
قال البخاري: تركوه.
وقال ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
قُلْتُ: نَقَمُوا عَلَيْهِ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: " كَانَ إِذَا خَافَ أَنْ يَنْسَى رَبَطُوا فِي أُصْبُعِهِ خَيْطًا ".(4/55)
50 - د ن: السَّائِبُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّائِبِ الْمَخْزُومِيُّ الْمَكِّيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيِّ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وعدة. [ص:56]
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ.(4/55)
51 - بخ: سَحَّامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ الأَصَمُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: سحامة عَبْد الرَّحْمَنِ قَالَ: والأصم هُوَ والده، سَمِعَ أَنَسًا.
قَالَ ابْنُ الذَّهَبِيِّ: مَا عَلِمْتُ فِيهِ جَرْحًا.
أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ عَسَاكِرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمُعِزِّ بن محمد، قال: أخبرنا زاهر، قال: أخبرنا أبو سعد الكنجروذي، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الرازي، قال: أخبرنا محمد بن أيوب، قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا سَحَّامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا أنس واسطا، فحدثنا أن رجلا جاء النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ مِنْ أَمْرِهِ حَاجَةً وَفَقْرًا، فَأُقِيمَتِ الصَّلاةُ، فَنَهَضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَدْخُلَ فِيهَا، فَتَعَلَّقَ بِهِ الرَّجُلُ، فَقَامَ مَعَهُ حَتَّى قَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ دَخَلَ فِي الصَّلاةِ.
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ " الأَدَبِ "، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنِ الْعَقَدِيِّ، عَنْ سَحَّامَةَ.(4/56)
52 - سَدُوسُ بْنُ حَبِيبٍ الْقَيْسِيُّ الْبَصْرِيُّ [الوفاة: 151 - 160 ه]
بَيَّاعٌ السَّابِرِيُّ.
عَنْ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ.
وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَمُسْلِمُ بن إبراهيم، وموسى التبوذكي.
قلت: مَا عَلِمْتُ فِيهِ جَرْحًا.(4/56)
53 - ق: سَعَّادُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْجُعْفِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَجَابِرٍ الْجُعْفِيِّ، وَحَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ النُّعْمَانِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، وَجَبَّارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ مِنْ عِتْقِ الشِّيعَةِ، وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ فِي الْحَدِيثِ.
وَقِيلَ: سَعَّادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.(4/57)
54 - خ ت ق: سَعْدَانُ الْجُهَنِيُّ الْكُوفِيُّ، قِيلَ: اسْمُهُ سَعِيدُ بْنُ بِشْرٍ، وَقِيلَ: ابْنُ بَشِيرٍ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
رَوَى عَنْ: سَعْدٍ أَبِي مُجَاهِدٍ الطَّائِيِّ، وَكِنَانَةَ مَوْلَى صَفِيَّةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ جَحَّادَةَ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَخَلادُ بْنُ يَحْيَى.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي الْكُتُبِ.(4/57)
55 - سَعِيدُ بْنُ أَبَانِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ الأُمَوِيُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
نَزِيلُ الْكُوفَةِ.
عَنْ: مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، وَعُمَرَ بْنِ إِسْحَاقَ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ، وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ.
وَقَالَ: كَانَ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ.(4/57)
56 - م 4: سَعِيدُ بْنُ حَسَّانٍ الْمَخْزُومِيُّ الْمَكِّيُّ الْقَاصُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: مُجَاهِدٍ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَعُرْوَةَ بْنِ عِيَاضٍ.
وَعَنْهُ: السُّفْيَانَانِ، وَوَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَوَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ مَرَّةً، وَتَوَقَّفَ مَرَّةً.(4/57)
57 - د ن: سَعِيدُ بْنُ زَيَّادٍ الشَّيْبَانِيُّ الْمَكِّيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عَطَاءٍ، وَطَاوُسٍ، وَزِيَادِ بْنِ صُبَيْحٍ.
وَعَنْهُ: سُفْيَانُ بْنُ جُنْدُبٍ، وَوَكِيعٌ، [ص:58] وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحٌ.(4/57)
58 - سَعِيدُ بْنُ سَابِقٍ الرَّازِيُّ الْفَقِيهُ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
وَالِدُ مُحَمَّدٍ.
عَنْ: لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي زَيَّادٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: جرير بن عبد المجيد، وحكام بن سلم، وَهَارُونُ بْنُ الْمُغِيرَةِ.
صُوَيْلِحٌ.(4/58)
59 - د ت ق: سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ أَبُو سِنَانٍ الْبَرْجَمِيُّ الشَّيْبَانِيُّ الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
نَزِيلُ الرَّيِّ،
عَنْ: الضَّحَّاكِ، وَطَاوُسٍ، وَالشَّعْبِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: إِسْحَاقَ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، وَبَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَخَلْقٌ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: ثِقَةٌ مِنْ رُفَعَاءِ النَّاسِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ عَابِدًا فَاضِلا.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: صَالِحٌ، لَمْ يَكُنْ يُقِيمُ الْحَدِيثَ.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: لا يُتَابَعُ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ حَدِيثِهِ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: مَنْ أَبُو سِنَانٍ، يَعْنِي: سَعِيدَ بْنَ سِنَانٍ، لَوْ كَانَ لِي عَلَيْهِ سُلْطَانٌ لَحَبَسْتُهُ وآذيته.
وقال ابن سعد: سكن الري، وكان سيئ الْخُلُقِ، وَكَانَ يَحُجَّ كُلَّ سَنَةٍ.
وَقَالَ الْخَطِيبُ، وَغَيْرُهُ: سَكَنَ قَزْوِينَ أَيْضًا. [ص:59]
وَأَمَّا(4/58)
• - سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ الْحِمْصِيُّ، أَبُو مَهْدِيٍّ [الوفاة: 151 - 160 ه]
فَآخَرُ.(4/59)
60 - سَعِيدُ بْنُ زَوْنٍ الثَّعْلَبِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أَنَسٍ.
وَعَنْهُ: هِلالُ بْنُ فَيَّاضٍ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ضَعِيفٌ جِدًّا، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ.(4/59)
61 - د: سَعِيدُ بْنُ زَيَّادٍ، مَوْلَى جُهَيْنَةَ الْمَدِينِيُّ الْمُكْتِبُ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، وَعُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْمِيِّ، وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ: زَيَّادُ بْنُ يُونُسَ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ.(4/59)
62 - د ن ق: سعيد السَّائِبِ بْنِ يَسَارٍ، وَهُوَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي حَفْصٍ الثَّقَفِيُّ الطَّائِفِيُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
أَحَدُ الْعُبَّادِ الْبَكَّائِينَ.
عَنْ: أبيه، وعبد اللَّهِ بْنِ مُعَيَّةَ الْعَامِرِيِّ، وَنُوحِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيَاضٍ.
وَعَنْهُ: حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو حُذَيْفَةَ النَّهْدِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ، وَغَيْرُهُ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ: كُنَّا نَرَاهُ مِنَ الأَبْدَالِ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ لا يَكَادُ يَجِفُّ لَهُ دَمْعٌ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَسْرَعَ دَمْعَةً منه، إنما كان يجزئه أَنْ تُحَرِّكَهُ فَتَرَى دُمُوعَهُ كَالْقَطْرِ - رَحِمَهُ اللَّهُ -.
قَالَ الْحُمَيْدِيّ، عَنْ سَفْيَانَ: حَدَّثُونِي أَنَّ رَجُلا عَاتَبَهُ فِي الْبُكَاءِ فَبَكَى، وَقَالَ: كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَعْذِلَنِي عَلَى التَّقْصِيرِ وَالتَّفْرِيطِ فَإِنَّهُمَا قَدِ اسْتَوْلَيَا عَلَيَّ.(4/59)
63 - سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَصْرِيُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
هو أَخُو أَبِي حَرَّةَ. [ص:60]
سَمِعَ: ابْنَ سِيرِينَ، وَيَحْيَى بْنَ أَبِي إِسْحَاقَ، وَمَكْحُولا.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَا بِهِ بَأْسٌ.(4/59)
64 - ن: سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَبُو شَيْبَةَ الزُّبَيْدِيُّ الْكُوفِيُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
قَاضِي الرَّيِّ.
عَنْ: إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَمُجَاهِدٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ.
وَعَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيَّادٍ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَحَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ، وَابْنُ فُضَيْلٍ.
وَثَّقَهُ أبو داود.
وقال ابْنُ حِبَّانَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، كَانَ يَرْوِي الْمَقَاطِيعَ.(4/60)
65 - خ ت ن ق: سَعِيدُ بْنُ عُبيد اللَّهِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ الثَّقَفِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عَمِّهِ زَيَّادِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ إِسْمَاعِيلُ، وَخَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَعَلِيُّ بْنُ نَصْرٍ الْجَهْضَمِيُّ، وَعِدَّةٌ.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ، وَغَيْرُهُ.(4/60)
66 - ت ن: سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْهُنَائِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، وَالْحُسَيْنِ، وَبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، وَكَثِيرُ بْنُ فَائِدٍ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ.(4/60)
67 - ع: سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ مِهْرَانُ، مَوْلَى بَنِي عَدِيٍّ، عَالِمُ الْبَصْرَةِ، أَبُو النَّضْرِ الْعَدَوِيُّ الْحَافِظُ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
وُلِدَ فِي حَيَاةِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،
وَرَوَى عَنْ: الحسن، وابن سيرين قليلا، وَعَنْ: قتادة فأكثر، وَالنَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ الدَّانَاجِ، وَأَبِي رَجَاءٍ الْعَطَارِدِيِّ، وَهُوَ أكبر شيخ لقيه، وَمَطَرٍ الْوَرَّاقِ، وَأَبِي نَضْرَةَ الْعَبْدِيِّ، وَطَائِفَةٍ سِوَاهُمْ.
وَعَنْهُ: سُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ، وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، وَابْنُ عُلَيَّةَ، وَخَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، وَالنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَغُنْدَرٌ، وَسَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضَّبْعِيُّ، وَالأَنْصَارِيُّ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: مَا كَانَ عِنْدَنَا فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ أَحَدٌ أَحْفَظُ مِنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَمْ يَكُنْ لِسَعِيدٍ كِتَابٌ إِنَّمَا كَانَ يَحْفَظُ ذَلِكَ كُلَّهُ، وَزَعَمُوا أَنَّهُ قَالَ: لَمْ أَكْتُبْ إِلا تَفْسِيرَ قَتَادَةَ، وَذَلِكَ أَنَّ أَبَا مَعْشَرٍ كَتَبَ إِلَيَّ أَنْ أَكْتُبَهُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: أَثْبَتُهُمْ فِي قَتَادَةَ سَعِيدٌ، وَالدَّسْتُوَائِيُّ، وَشُعْبَةُ.
وَقَالَ حَفْصُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّيْسَابُورِيُّ: قَالَ لِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ: إِذَا رَوَيْتَ عَنِّي فَقُلْ: حدثنا سَعِيدٌ الأَعْرَجُ، عَنْ قَتَادَةَ الأَعْمَى، عَنِ الْحَسَنِ الأحدب.
وقال بندار: حدثنا عَبْدُ الأَعْلَى وَكَانَ قَدَرِيًّا، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، وَكَانَ قَدَرِيًّا، عَنْ قَتَادَةَ وَكَانَ قَدَرِيًّا.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ قَتَادَةُ، وسعيد يقولان بالقدر، ويكتمانه.
وروى الْكَوْسَجُ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: سَعِيدٌ ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ. [ص:62]
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ ثِقَةٌ قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِطَ، وَكَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ بِحَدِيثِ قَتَادَةَ.
وَقَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ سَعِيدَ بْنَ أَبِي عَرُوبَةَ كَانَ أَوَّلَ مَنْ صَنَّفَ الْعِلْمَ بِالْبَصْرَةِ.
قَالَ أَحْمَدُ: وَمَنْ سَمِعَ مِنْ سَعِيدٍ قَبْلَ الْهَزِيمَةِ فَسَمَاعُهُ جَيِّدٌ، قُلْتُ: يَعْنِي هَزِيمَةَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، وَكَانَتْ فِي أَوَاخِرِ سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: لَقِيتُ ابْنَ أَبِي عَرُوبَةَ قَبْلَ الأَرْبَعِينَ بِدَهْرٍ وَرَأَيْتُهُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فَأَنْكَرْتُهُ، وَكَانَ يحيى بن سعيد القطان يوثقه.
وقال أَبُو نُعَيْمٍ: كَتَبْتُ عَنْهُ عِنْدَمَا اخْتَلَطَ حَدِيثَيْنِ.
وقال ابن مثنى: حدثنا الأنصاري قال: دَخَلْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ الأَفْطَسُ عَلَى سَعِيدٍ بَعْدَمَا تَغَيَّرَ فَجَعَلَ يَنْظُرُ فِي وُجُوهِنَا وَلا يَعْرِفُنَا.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ: كَانَ ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ يَمْزَحُ، وَكَانَ يُحَدِّثُ فَإِذَا أَعْجَبَهُ حَفِظَهُ قَالَ: دَقَّكَ بِالْمُنْحَازِ حب القلقل.
وَقَالَ رَجُلٌ: أَتَيْتُ ابْنَ أَبِي عَرُوبَةَ فَتَمَارَى عِنْدَهُ رَجُلانِ، فَبَقِيَ يُغْرِي بَيْنَهُمَا قَلِيلا.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي تَدْلِيسِ سَعِيدٍ: لَمْ يَسْمَعْ سَعِيدٌ مِنَ الْحَكَمِ، وَلا مِنَ الأَعْمَشِ، وَلا مِنْ حَمَّادٍ، وَلا مِنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَلا مِنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَلا مِنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَلا مِنْ عبيد الله بْنِ عُمَرَ، وَلا مِنْ أَبِي بِشْرٍ، وَلا مِنِ ابْنِ عُقَيْلٍ، وَلا مِنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَلا مِنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، ولا من أبي الزناد، قَدْ حَدَّثَ عَنْ هَؤُلاءِ وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُمْ شَيْئًا.
وَقَالَ الْفَلاسُ: سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُولُ: لَمْ يَسْمَعْ سَعِيدٌ مِنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَلا مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُمَرَ، وَلا مِنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ. [ص:63]
قَالَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عَرُوبَةَ يَقُولُ: مَنْ لَمْ يَسْمَعِ الْخِلافَ فَلا تَعُدُّهُ عَالِمًا.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، قَيَّدَهُ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ.(4/61)
68 - ت: سَعِيدُ بْنُ عَطِيَّةَ اللَّيْثِيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ.
وَعَنْهُ: عُبَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ.
ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ.(4/63)
69 - م د ت ن: سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ، أَبُو شُجَاعٍ الْقِتْبَانِيُّ الْحِمْيَرِيُّ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: الأَعْرَجِ، وَالْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، وَخَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، وَدَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، وَاللَّيْثُ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَأَبُو زُرَارَةَ لَيْثُ بْنُ عَاصِمٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ ثِقَةً عَابِدًا كَبِيرَ الْقَدْرِ، وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ لَهُ شَأْنٌ.
وَقَالَ اللَّيْثُ بْن عَاصِمٍ: رَأَيْتُهُ إِذَا أَصْبَحَ عَصَبَ سَاقَهُ بِالْمُشَاقَّةِ، وَبِزْرِ الْكَتَّانِ مِنْ طُولِ القيام.
وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ: كَانَ مِنَ الْعُبَّادِ الْمُجْتَهِدِينَ، تُوُفِّيَ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.(4/63)
70 - 4: سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنِ بْنِ حَسَنٍ الْوَاسِطِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَإِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، وَالزُّهْرِيِّ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَهُشَيْمٌ، وَعَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وعمر بن عبد الله بن رَزِينٍ، وَأَخُوهُ عُمَيْرٌ، وَغَيْرُهُمْ. [ص:64]
وَثَّقَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الأَئِمَّةِ إِلا فِي رِوَايَتِهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ خَاصَّةً فَإِنَّ فِيهَا مَنَاكِيرُ، وَاسْتَشْهَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: سُفْيَان بن حسين السلمي المعلم، رَوَى عن الحَسَن وجماعة.
قال عَبَّاس: عَن ابْن مَعِين: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَلَيْسَ مِنْ أَكَابِرِ أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ثِقَةٌ كَانَ يُؤَدِّبُ الْمَهْدِيَّ، وَحَدِيثُهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ فَقَطْ لَيْسَ بِذَاكَ إِنَّمَا سَمِعَ مِنْهُ بِالْمَوْسِمِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ، وَلا يَحْتَجُّ بِهِ، هُوَ نَحْوُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: الإنصاف في أمره تنكب ما رَوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَالاحْتِجَاجِ بِمَا رَوَى عَنْ غَيْرِهِ.
مَاتَ بَعْدَ الْخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.(4/63)
71 - خ ن: سُفْيَانُ بْنُ دِينَارٍ أبُو سَعِيدٍ الْكُوفِيُّ التَّمَّارُ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَمُصْعَبِ بْنِ سَعِيدٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَالشَّعْبِيِّ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، وَالْمُحَارِبِيُّ، وَعَفَّانُ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ معين، وغيره، وهو الذي يقول عند البخاري: رَأَيْتُ قَبْرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ مُسَنَّمَةً.(4/64)
72 - ت: السَّكَنُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْبَصْرِيُّ الْبَزَّازُ أَبُو مُحَمَّدٍ [الوفاة: 151 - 160 ه]
مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ.
عَنْ: سَارِيَةَ عَنْ عَائِشَةَ، وَعَنِ الْوَلِيدِ بن أبي هشام،
وَعَنْهُ: أبو داود، وأبو نعيم، وحبان بن هلال، وأبو الوليد، وجماعة.
قال النسائي: ليس به بأس.(4/65)
73 - ت: سَلَّام بن أبي عَمْرة أَبُو عَلِيٍّ الْخُرَاسَانِيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عَمْرِو بْنِ مَيْمُونَ الأَوْدِيِّ، وَعِكْرِمَةَ، وَالْحَسَنِ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، وَعُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَطَّارُ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.(4/65)
74 - سَلَمَةُ بْنُ بَخْتٍ [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ: إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، وَالْقَعْنَبِيُّ،
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.(4/65)
75 - سَلَمَةُ بْنُ سَابُورٍ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، وَعَبْدِ الْوَارِثِ مَوْلَى أَنَسٍ.
وَعَنْهُ: الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَسَلَمَةُ بْنُ رَجَاءٍ، وَأَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.
ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ.(4/65)
76 - ت ق: سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانِ أبو يعلى الليثي الجندعي مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَأَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى، وَمَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَالْوَاقِدِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وعدة.
ضعفه أبو داود. [ص:66]
وقال أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ عَامَّةُ مَا عِنْدَهُ عَنْ أَنَسٍ مُنْكَرٌ.
قِيلَ: تُوُفِّيَ فِي آخِرِ خلافة المنصور.
وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: ضَعِيفٌ.(4/65)
77 - خ م ن: سَلَمُ بْنُ زَرِيرٍ أَبُو يُونُسَ الْعُطَارِدِيُّ الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ طَرَفَةَ، وَأَبِي غَالِبٍ حَزَوَّرٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ الْحَنَفِيُّ، وَحِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَضَعَّفَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَابْنُ معين.
وقال أبو حاتم أيضا: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْهُ فَقَالَ: صَدُوقٌ، وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ فَقَالَ: ثِقَةٌ مَا بِهِ بَأْسٌ.
قُلْتُ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ عَشَرَةِ أَحَادِيثَ يُحتَجُّ بِبَعْضِهَا.(4/66)
78 - سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: الزُّهْرِيِّ، وَعَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بُومَةُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَرَادَةَ، وَخَالِدُ بْنُ حَيَّانَ.
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
وَهُوَ مِنْ مَوَالِي أَمِيرِ الْجَزِيرَةِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الحكم الأموي.(4/66)
79 - ن: سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْخَوْلانِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
رَوَى حَدِيثَ الصَّدَقَاتِ عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَرَوَى أَيْضًا عَنْ أَبِي قِلابَةَ.
وَعَنْهُ: صَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ويحيى بن حمزة.
قال أحمد بن حنبل في حديثه الطويل: أرجو أَنْ يَكُونَ صَحِيحًا.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: هُوَ شَيْخٌ ضَعِيفٌ.
قُلْتُ: وَحَدِيثُهُ الطَّوِيلُ رَوَاهُ أَحْمَدُ في المسند.
الوليد بْنُ مُسْلِمٍ، وَغَيْرُهُ عَنْ صَدَقَةَ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا قِلابَةَ يَقُولُ: حَدَّثَنِي عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي صِفَةِ صَلاتِهِ.
وَقَالَ عَبْدُ الْجَبَّارِ الْخَوْلانِيُّ فِي " تَارِيخِ دَارَيَّا ": كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ حَاجِبًا لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَوَلَدُهُ بِدَارِيَّا إِلَى الْيَوْمِ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْمُحَقِّقِينَ: الصَّوَابُ فِي حَدِيثِ الصَّدَقَاتِ: يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ.
قَالَ الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَنْدَهْ: رَأَيْتُ فِي كِتَابِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ بِخَطِّهِ: عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ عَنِ الزُّهْرِيِّ. [ص:68]
وَقَالَ أَبُو دُحَيْمٌ: نَظَرْتُ فِي أَصْلِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ حَدِيثِ الصَّدَقَاتِ فَإِذَا هُوَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ.
قُلْتُ: وَقَدْ رَوَى طَائِفَةٌ مِنَ الْحَدِيثِ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَشُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْخَوْلانِيُّ ثِقَةٌ، ثُمَّ سَاقَ لَهُ في " الأنواع والتقاسيم " الْحَدِيثُ بِطُولِهِ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ.(4/67)
80 - ت: سُلَيْمَانُ بْنُ سُفْيَانَ الْمَدَنِيُّ، أَبُو سُفْيَانَ [الوفاة: 151 - 160 ه]
مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ.
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، وَبِلالِ بْنِ يَحْيَى.
وَعَنْهُ: سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَهُوَ أكبر منه، وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ.
قَالَ الدُّولابِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ.(4/68)
• - سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، أَبُو أَيُّوبَ الْمُورِيَانِيُّ الْخوزِيُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
وَزِيرُ الْمَنْصُورِ، ذكرتهُ فِي الْكُنَى.(4/68)
81 - سُلَيْمَانُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ جَمَّازٍ الزُّهْرِيُّ الْمَدَنِيُّ الْمُقْرِئُ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
أَخَذَ الْقِرَاءَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، وَشَيْبَةَ بْنِ نِصَاحٍ، وَعَرَضَ أَيْضًا عَلَى نَافِعِ بْنِ أَبِي نُعَيْمٍ.
قَرَأَ عَلَيْهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ مِهْرَانَ.(4/68)
82 - ت ق: سُلَيْمَانُ بْنُ يَزِيدَ الْكَعْبِيُّ الْخُزَاعِيُّ، أَبُو الْمُثَنَّى. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَرَبِيعَةَ الرَّأْيِ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، وَيَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ التَّنِّيسِيُّ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ، وَغَيْرُهُمْ. [ص:69]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ لَيْسَ بِقَوِيٍّ.(4/68)
83 - سُلَيْمَانُ أَبُو الرَّبِيعِ الْهَمَذَانِيُّ [الوفاة: 151 - 160 ه]
مِنْ أَهْلِ هَمَذَانَ.
رَوَى عَنْ: أَبِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيِّ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ: الرَّبِيعُ بْنُ زِيَادٍ، وابن المبارك، وزيد بن الحباب.
وكان يُعْرَفُ بِالأَحْمَرِ، وَهُوَ مِنْ أَوَّلِ مَنْ فِي " تَارِيخِ هَمَذَانَ ".(4/69)
84 - سُلَيْمٌ مَوْلَى الشَّعْبِيِّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: الشَّعْبِيِّ.
وَعَنْهُ: سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ.
ضَعَّفَهُ الْفَلاسُ.(4/69)
85 - ع سي: سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ الْهُذَلِيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
مِنْ ثِقَاتِ البصريين،
عَنْ: سعيد بن ميناء، وقتادة، وعمرو بن دينار، ومروان الأصفر.
وَعَنْهُ: بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَابْنُ مهدي، وعفان، ومحمد العوقي، وَآخَرُونَ.(4/69)
86 - سَهْلُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّخَعِيُّ الْكُوفِيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
وَفَدَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ،
وَرَوَى عَنْ: الشَّعْبِيِّ، وَبُرَيْدَةَ بْنِ سُفْيَانَ، وَقَنَّانٍ النَّهْمِيِّ.
وَعَنْهُ: زُرَيْقُ الْبَجَلِيُّ الْمُقْرِئُ، وَأَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَعَوْنُ بْنُ سَلامٍ.
وَمَا عَلِمْتُ بِهِ بَأْسًا.(4/69)
87 - سَهْلُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ، الْبَصْرِيُّ السَّرَّاجُ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
[ص:70]
عَنْ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَأَيُّوبَ.
وَعَنْهُ: ابْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو سَلَمَةَ الْمِنْقَرِيُّ.
قَالَ أَحْمَدُ: لَمْ يَكُنْ بِهِ بَأْسٌ. وَكَذَا قَالَ أَبُو حَاتِمٍ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: قَدْ رَوَى شَيْئًا مُنْكَرًا، وَهُوَ أَنَّهُ رَأَى الْحَسَنَ يُصَلِّي بَيْنَ سُطُورِ الْقُبُورِ.
وَقَالَ أَبُو حَفْصٍ الْفَلاسُ: وَقَدْ رَوَى شَيْئًا أَنْكَرَ مِنْ هَذَا: سَمِعْتُ عبد الصمد يقول: حدثنا سَهْلٌ السَّرَّاجُ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يُجِزْ طَلاقَ الْمَرِيضِ.
قُلْتُ: رَوَى لَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي " الْقَدَرِ ".(4/69)
• - سَوَّارُ بْنُ دَاوُدَ هُوَ أَبُو حَمْزَةَ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
يَأْتِي بِكُنْيَتِهِ.(4/70)
88 - سَوّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُدَامَةَ بْنِ عَنْزَةَ التَّمِيمِيُّ الْعَنْبَرِيُّ قَاضِي الْبَصْرَةِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: هَذَا سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّه مَا تَعَنَّى فِي طَلَبِ حَدِيثٍ قَطُّ قَدْ سَادَ النَّاسَ.
قُلْتُ: قَدْ رَوَى عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، وَأَبِي الْمِنْهَالِ، وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَلَكِنَّهُ قَلِيلُ الْحَدِيثِ.
رَوَى عَنْه عَرْعَرَةَ بْنِ الْبِرِنْدِ، وَعَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ، وَغَيْرِهِمَا.
قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
قُلْتُ: وَلِيَ الْقَضَاءَ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَكَانَ مِنْ نُبَلاءِ الْقُضَاةِ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ أَيْضًا ابْنُ عُلَيَّةَ، وَمُعَاذٌ بن معاذ، وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ. [ص:71]
ذَكَرَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَلَمْ يُجَرِّحْهُ.
وَقَالَ بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّيرِينِيُّ: رَأَيْتُ سَوَّارًا إِذَا أَرَادَ أَنْ يَحْكُمَ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، وَتَغْرَغَرَتْ عَيْنَاهُ ثُمَّ حَكَمَ، وَبَلَغَنَا أَنَّ الْمَنْصُورَ اسْتَقْدَمَهُ لِيَعْزِلَهُ لِأَنَّهُ شُكِيَ مِنْهُ فَعَطَسَ الْمَنْصُورُ بِحُضُورِهِ فلم يشتمه فَقَالَ: مَا مَنَعَكَ مِنَ التَّشْمِيتِ؟ قَالَ: لِأَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَمْ يَحْمَدِ اللَّهَ، قَالَ: فَقَدْ حَمِدْتُ فِي نَفْسِي، قَالَ: وَقَدْ شَمَّتُّكَ فِي نَفْسِي، قَالَ: ارْجِعْ فَلَوْ حَابَيْتَ أَحَدًا لَحَابَيْتَنِي.
مَاتَ سَوَّارٌ فِي آخِرِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ ومائة.(4/70)
-[حَرْفُ الشِّينِ](4/71)
89 - ع: شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ بْنُ الْوَرْدِ أَبُو بِسْطَامٍ الأَزْدِيُّ الْعَتَكِيُّ مَوْلاهُمُ الْوَاسِطِيُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
الْحَافِظُ الْكَبِيرُ عَالِمُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فِي زَمَانِهِ، بَلْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْحَدِيثِ.
وقد سكن البصرة من صغره، وَرَأَى الحَسَن، وسمع منه مسائل.
وَرَوَى عَنْ: أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، وَجَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَجَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ، وَالْحَكَمِ، وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، وَزُبَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ، وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، وَقَتَادَةَ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، وَأَبِي جَمْرَةَ الضَّبْعِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وخلائق قد أفردهم مُسْلِم في جزء، ومنهم مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ زَيَّادٍ الْقُرَشِيِّ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ.
وَعَنْهُ: أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ وهو من شيوخه، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، وَالْقَطَّانُ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وغندر، وعفان، وأسد بن موسى، والطيالسيان، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَأَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، وَعَلِيُّ بن الجعد، وخلق كثير.
قال علي ابن الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ أَلْفَيْ حَدِيثٍ، وَكَانَ الثَّوْرِيُّ يُعَظِّمُهُ، وَيَقُولُ: هُوَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الحديث، وقال الشَّافِعِيُّ: لَوْلا شُعْبَةُ لَمَا عُرِفَ الْحَدِيثُ بِالْعِرَاقِ.
وَقَالَ الْحَاكِمُ: شُعْبَةُ إِمَامُ الأَئِمَّةِ بِالْبَصْرَةِ فِي مَعْرِفَةِ الْحَدِيثِ رَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، وَعَمْرَو بن سلمة الجرمي، وسمع من أربع مائة مِنَ التَّابِعِينَ، وَحَدَّثَ عَنْهُ [ص:72] من شُيُوخُهُ: أَيُّوبُ، وَمَنْصُورٌ، وَالأَعْمَشُ، وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ.
وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ الْهَرَوِيُّ: وُلِدَ شُعْبَةُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ مِنَ الْهِجْرَةِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانِينَ.
ابْنُ أبي خيثمة: حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا ابن مهدي، عن شعبة قال: سمعت الحسن بن أبي الحسن يقول: كما نعق بهم ناعق اتبعوه، وحدثنا أحمد قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا شعبة، قال: رأيت الحسن قام إِلَى الصَّلاةِ، وَقَالَ: لا بُدَّ لِهَؤُلاءِ النَّاسِ من وزعة، حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي صَفْوَانَ أَنَّهُ بَاعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رِجْلَ سَرَاوِيلَ فَلَمَّا أَنْ وَزَنَ لَهُ رجح لَهُ، رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ عَنْ سِمَاكٍ فَقَالَ: عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ فَكَأَنَّهُ اسْمُ أَبِي صَفْوَانَ.
قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: إِذَا خَالَفَنِي شُعْبَةُ فِي حَدِيثٍ صِرْتُ إِلَيْهِ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: سمعت من شعبة سبعة آلاف حديث، وسمع غندر من شعبة سبعة آلاف، يَعْنِي بِالْمَقَاطِيعِ.
وَقَالَ أَبُو قَطَنٍ: كَتَبَ لِي شُعْبَةُ إِلَى أَبِي حَنِيفَةَ فَأَتَيْتُهُ، فَقَالَ: كَيْفَ أَبُو بِسْطَامٍ؟ قُلْتُ: بِخَيْرٍ، قَالَ: نِعْمَ حَشْوُ الْمِصْرَ هُوَ.
وَقَالَ أَبُو بَحْرٍ الْبَكْرَاوِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْبَدَ لِلَّهِ مِنْ شُعْبَةَ، لَقَدْ عَبَدَ اللَّهَ حَتَّى جَفَّ جِلْدُهُ عَلَى عَظْمِهِ واسود.
وقال حمزة بن زياد الطُّوسِيِّ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ وَكَانَ أَلْثَغَ قَدْ يَبِسَ جِلْدُهُ مِنَ الْعِبَادَةِ يَقُولُ: لَوْ حَدَّثْتُكُمْ عَنْ ثِقَةٍ مَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ ثَلاثَةٍ.
وَقَالَ عُمَرُ بْنُ هَارُونَ الْبَلْخِيُّ: كَانَ شُعْبَةُ يَصُومُ الدَّهْرَ كله.
قلت: وقد استوعب " تَهْذِيبِ الْكَمَالِ " سَائِرَ شُيُوخِ شُعْبَةَ فَسَمَّى لَهُ ثلاث مائة شَيْخٍ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: شُعْبَةُ أَثْبَتَ مِنَ الأَعْمَشِ فِي الْحُكْمِ، وَشُعْبَةُ أَحْسَنُ [ص:73] حَدِيثًا مِنَ الثَّوْرِيِّ، وَقَدْ رَوَى عَنْ ثَلاثِينَ شَيْخًا كُوفِيًّا لَمْ يَلْقَهُمْ سُفْيَانُ، قَالَ: وَكَانَ شُعْبَةُ أُمَّةً وَحْدَهُ فِي هَذَا الشَّأْنِ.
قَالَ عَبْدُ السَّلامِ بْنُ مُطَهِّرٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَمْعَنَ فِي الْعِبَادَةِ مِنْ شُعْبَةَ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: لأَنْ أَزْنِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُدَلِّسَ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: كُلُّ مَنْ كَتَبْتُ عَنْهُ حَدِيثًا فَأَنَا لَهُ عَبْدٌ.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ يَوْمًا بِحَدِيثِ الصَّادِقِ الْمَصْدُوقِ، وَأَحَادِيثَ نَحْوِهِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَدَرِيَّةِ: يَا أَبَا بِسْطَامٍ أَلا تُحَدِّثُنَا نَحْنُ أَيْضًا بِشَيْءٍ، فَذَكَرَ حَدِيثَ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: " كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ. . . . الْحَدِيثَ ".
وَقَالَ أَبُو قَطَنٍ: مَا رَأَيْتُ شُعْبَةَ رَكَعَ إِلا حَسِبْتُ أَنَّهُ قَدْ نَسِيَ، وَلا قَعَدَ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ إِلا قُلْتُ قَدْ نَسِيَ.
وَقَالَ الْقَطَّانُ: كَانَ شُعْبَةُ مِنْ أَرَقِّ النَّاسِ يُعْطِي السَّائِلَ مَا أَمْكَنَهُ.
قَالَ أَبُو قَطَنٍ: كانت ثِيَابُ شُعْبَةَ كَالتُّرَابِ، وَكَانَ كَثِيرَ الصَّلاةِ سَخِيًّا.
وَقَالَ عَبْدَانُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَوَّمْنَا حِمَارَ شُعْبَةَ وَسَرْجَهُ وَلِجَامَهُ بِبِضْعَةَ عَشْرَ درهما.
وعن عَبْد العزيز بْن أَبِي رواد قَالَ: كَانَ شُعْبَةُ إِذَا حَكَّ جِسْمَهُ انْتَثَرَ مِنْهُ التُّرَابُ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: كُنَّا عِنْدَ شُعْبَةَ فَجَاءَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ يَبْكِي، وَقَالَ: مَاتَ حِمَارِي، وَذَهَبَتْ مِنِّي الْجُمُعَةُ، وَذَهَبَتْ حَوَائِجِي، قَالَ: بِكَمْ أَخَذْتَهُ؟ قَالَ: بِثَلاثَةِ دَنَانِيرَ.
قَالَ شُعْبَةُ: فَعِنْدِي ثَلاثَةُ دَنَانِيرَ، وَاللَّهِ مَا أَمْلِكُ غَيْرَهَا، ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَيْهِ.
وَقَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: مَا رَأَيْتُ أَرْحَمَ بِمِسْكِينٍ مِنْ شُعْبَةَ.
وَقَالَ سليمان بن أبي شيخ: حدثنا صَالِحُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: كَانَ شُعْبَةُ مَوْلِدُهُ ومنشأه واسط، وعلمه كُوفِيٌّ، وَكَانَ لَهُ أَخَوَانِ: بَشَّارٌ وَحَمَّادٌ يُعَالِجَانِ الصَّرْفَ، وَكَانَ شُعْبَةُ يَقُولُ لِأَصْحَابِ الْحَدِيثِ: وَيْلَكُمُ الْزَمُوا السُّوقَ فَإِنَّمَا أَنَا [ص:74] عَيَّالٌ عَلَى أَخَوَيَّ، قَالَ: وَمَا أَكَلَ شُعْبَةٌ مِنْ كَسْبِهِ دِرْهَمًا قَطُّ.
وَقَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: إِذَا كَانَ عِنْدِي دَقِيقٌ، وَقَصَبٌ فَمَا أُبَالِي مَا فَاتَنِي مِنَ الدُّنْيَا.
أخبرنا ابن الظاهري، أخبرنا ابن اللتي قال: أخبرنا أبو الوقت قال: أخبرنا كلار بن أبي شريح قال: حدثنا البغوي قال: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْجَعْدِ يَقُولُ: قَدِمَ شُعْبَةُ بَغْدَادَ مَرَّتَيْنِ أَيَّامَ الْمَنْصُورِ، وَأَيَّامَ الْمَهْدِيِّ، كَتَبْتُ عَنْهُ فِيهِمَا جَمِيعًا.
قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ: حدثنا محمد بن عمرو، قال: سَمِعْتُ أَصْحَابَنَا يَقُولُونَ: وَهَبَ الْمَهْدِيُّ لِشُعْبَةَ ثَلاثِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَقَسَّمَهَا، وَأَقْطَعَهُ أَلْفَ جَرِيبٍ بِالْبَصْرَةِ فَقَدِمَ الْبَصْرَةَ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا يَطِيبُ لَهُ فَتَرَكَهَا.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: قَدِمَ شُعْبَةُ بَغْدَادَ فِي شَأْنِ أَخِيهِ كَانَ حَبَسَهُ أَبُو جَعْفَرٍ، كَانَ اشْتَرَى طَعَامًا فَخَسِرَ سِتَّةَ آلافِ دِينَارٍ هُوَ وَشُرَكَاؤُهُ - يَعْنِي فَكَلَّمَ فِيهِ أَبَا جَعْفَرٍ.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: لَمْ نَرَ قَطُّ أَعْلَمَ مِنْ شُعْبَةَ بِالشِّعْرِ، قَالَ لِي: كُنْتُ أَلْزَمُ الطِّرِمَّاحَ فَمَرَرْتُ يَوْمًا بِالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، وَهُوَ يُحَدِّثُ فَأَعْجَبَنِي الْحَدِيثُ، وَقُلْتُ: هَذَا أَحْسَنُ مِنَ الشِّعْرِ فَمِنْ يَوْمَئِذٍ طَلَبْتُ الْحَدِيثَ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: لَوْلا الشِّعْرَ لَجِئْتُكُمْ بِالشَّعْبِيِّ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ نَصْرٍ الْجَهْضَمِيُّ: قَالَ شعبة: كان قتادة يسألني عَنِ الشِّعْرِ فَقُلْتُ لَهُ: أُنْشِدُكَ بَيْتًا، وَتُحَدِّثُنِي حَدِيثًا.
وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَكْثَرَ تَقَشُّفًا مِنْ شُعْبَةَ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: شُعْبَةُ إِمَامُ الْمُتَّقِينَ.
وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ: هَلِ الْعُلَمَاءُ إِلا شُعْبَةُ من شعبة؟.
وقال سلم بْنُ قُتَيْبَةَ: أَتَيْتُ سُفْيَانَ فَقَالَ: مَا فَعَلَ أستاذنا شعبة. [ص:75]
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: لا يَعْدِلُ شُعْبَةَ عِنْدِي أَحَدٌ.
وَقَالَ عَفَّانُ: كَانَ شُعْبَةُ مِنَ الْعُبَّادِ.
وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: إن هَذَا العلم يصدّكم عَن ذكر الله، وعن الصلاة، وعن صلة الرحم فهل أنت منتهون؟.
وقال أبو قطن: سَمِعْت شعبة يَقُولُ: مَا من شيء أخوف عندي من أن يُدخلني النارَ من الحديث.
وعنه قال: وددت أني وقاد حمّامٍ وأني لم أعرف الحديث.
وقال سعد بْن شعبة: أوصى أَبِي إذا مات أن أغسل كتبه فغسلتها.
وقال أَبُو عبيدة الحداد، عَن شعبة قَالَ: لم يسمع حميد من أنس سوى أربعة وعشرين حديثًا والباقي سمعها وثبّته فيها ثابت البناني.
وقال ابْن المديني: شعبة أحفظ للمشايخ وسفيان أحفظ للأبواب.
وقال أَبُو داود: قَالَ لِي شعبة: في صدري أربع مائة حديث لأبي الزبير، والله لا حدّثت عَنْهُ.
وقال القطَّان: كَانَ شعبة أمرّ فِي الأحاديث الطوال من سفيان الثوري.
قَالَ ابْن المديني: قِيلَ ليحيى بْن سعيد: إن عَبْد الله بْن إدريس، وأبا خالد بن عمار يزعمان أن شعبة أملى عليهما فسمعته أنكر ذَلِكَ، وقال: قَالَ لِي شعبة: مَا أمليت عَلَى أحد من الناس ببغداد إلا على ابن زريع، أكرهني عَلَيْهِ، وقال: إن أمير المؤمنين أمرني أن أكتبها ثُمَّ قَالَ لَهُ يحيى: لو أردته عَلَى الأملاء لأملى عليّ وما أملى وأنا حاضر قط، ولقد جاءه خارجة بن مصعب، وهو شيخ، وليس عنده غيري فأخرج رَقيعةً فنفر شعبة فَقَالَ لَهُ: إنما هِيَ أطراف فسكن.
ابن أبي خيثمة: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة قال: قَالَ لنا بقية: كَانَ شعبة يملي عليّ، وذاك أَنَّهُ قَالَ لِي: أكتب لِي حديث بحير بْن سعيد فكتبتها لَهُ، فَقُلْتُ لَهُ: كيف يحلّ لك أن تكتب، ولا يحلّ لنا أن نكتب عنك؟ فَقَالَ لِي: أكتب، فكنت أكتب عنه.
وقال ابن أبي خيثمة: حدثنا عبيد الله بن عمر، قال: حدثنا يزيد بْن زريع قَالَ: أملي علينا شعبة هَذِهِ المسائل من كتابه يعني مسائل الحَكَم وحماد. [ص:76]
القواريري: سَمِعْت يزيد بْن زريع يَقُولُ: كَانَ شعبة يوما قاعدا يسبح بعد صلاة الغداة، فرأى قومًا قد بكروا فأخذوا أمكنة لقوم يجيئون بعدهم، ورأى قومًا يجيئون فقام من مكانه فجلس فِي آخرهم.
قال القطان فيما أملى علي ابن المديني: هَؤُلاءِ شيوخ شعبة من الكوفة الَّذِينَ لم يلقهم سفيان:
إسماعيل بْن رجاء، عُبَيْد بْن الحسن، الحَكَم، عَبْد الملك بْن ميسرة، عديّ بْن ثابت، طلحة بْن مصرف، المنهال بن عمرو، يحيى أبو عمرو البهراني، علي بن مدرك، سماك بن الوليد، سعد بْن أَبِي بردة، عَبْد الله بْن جبر، أبو زياد الطحان، محل بْن خليفة، أَبُو السفر سعيد الهمداني، ناجية بْن كعب.
قَالَ وكيع: قَالَ شعبة: رأيت ناجية الَّذِي يروي عَنْهُ أَبُو إسحاق فرأيته يلعب بالشطرنج فتركته فلم أكتب عَنْهُ ومنهم العلاء بن بدر، وحيان البارقي، وعبد الله بْن أَبِي المجالد، وسمّى جماعة ثم زاد أحمد بن أبي خيثمة أناسا: الوليد بن العيراز، يحيى بْن الحصين، نعيم بْن أَبِي هند، حبيب بن الزبير، سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ.
أحمد: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شعبة، سَمِعْت الحسن يَقُولُ فِي فتنة يزيد بْن المهلّب: كلما نعق بهم ناعق اتّبعوه هذا عدو الله ابن المهلب.
أحمد: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا شعبة قال: رأيت الحسن قام إلى الصلاة فتكابوا عليه فقال: لا بد لهؤلاء الناس من وزعة، وكان يقعد عند المنارة العتيقة فِي آخر المسجد.
قَالَ صالح بْن سُلَيْمَان: كَانَ شعبة بصريًا مولى للأزد، مولده ومنشأه بواسط، وعلمه كوفي، وكان فِيهِ تمتمة.
قَالَ ابْن معين: كَانَ يحيى بْن سعيد إذا سَمِعَ الحديث من شعبة لم يبال أن لا يسمعه من غيره.
ابْن أَبِي خيثمة: أخبرنا سليمان بن أبي شيخ قال: أخبرنا صالح بن [ص:77] سُلَيْمَان قَالَ: أخبرني أَبُو بشر العنبري قَالَ: قدِم شعبة من الكوفة فَقَالَ: قد رويت ألف قصيدة شعر، فقلنا لَهُ: هات أنشدنا، فجعل يتمتم، فقلنا لَهُ: ولسنا نفهم، فلم يجز فِي الشعر، فرجع إِلَى الكوفة فجاء فَقَالَ: قد رويت الحديث فجاء هَؤُلاءِ المجانين فقالوا: هات إيش تقول ما في الدنيا مهم؟.
مؤمل بن إهاب: حدثنا المقرئ، قال: سَمِعْت شعبة يَقُولُ: من كَذِبِ الإنسان مرتين يقول: ليس بشيء إلا شويء ليس بشيء.
-فصل هَؤُلاءِ الرواة عَن شعبة.
نقله الذهبي من خط أَبِي عَبْد الله بْن منده الحافظ.
محمد بْن أَبِي عديّ، محمد بْن أَبِي شيبة والد أَبِي بكر، محمد بْن إسحاق، محمد بْن بشر، محمد بن بكر البرساني، محمد بْن جعفر غندر، محمد بْن جعفر المدائني، محمد بْن الحارث العتكي، محمد بن حميد المعمري، محمد بن خازن أَبُو معاوية، محمد بْن دينار الطاحي، محمد بْن سواء، محمد بْن شعيب، محمد بْن عَبْد الله الأنصاري، محمد بْن عَبْد الملك أَبُو جابر، محمد بْن عبّاد الهُنائي، محمد بْن عمر الرومي، محمد بْن عرعرة، محمد بْن فضيل، محمد بْن القاسم الأسدي، محمد بن كثير العبدي، محمد بن عيسى ابن الطباع، محمد بْن مسروق الكوفي، محمد بْن مصعب بْن ميمون السكري، محمد بْن يزيد الواسطي، أيوب السختياني، إِبْرَاهِيم بْن طهمان، إِبْرَاهِيم بْن سعد، إِبْرَاهِيم بْن محمد الفزاري، أَبُو إسحاق إِبْرَاهِيم بْن عيينة، إِبْرَاهِيم بْن حميد الطويل، إِبْرَاهِيم بْن البراء الأنصاري، إِبْرَاهِيم بْن حيّان الأنصاري، إِبْرَاهِيم بْن المختار الرازي، إِبْرَاهِيم بْن معبد بصري، إبراهيم بن زكريا العباسي، إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الحميد، آدم بْن أَبِي إياس، إسماعيل ابن علية، إسماعيل بن مسلمة بْن قعنب، إسماعيل بْن يحيى التيمي، إسماعيل بن أبان، إسحاق بن رزين المنقري، أشعث بْن زرعة العجلي، أبان بْن تغلب، أحمد بْن بشير الكوفي، أحمد بْن موسى اللؤلؤي المقبري، أحمد بْن أوفى العجلي، أسود [ص:78] ابْن عامر، أسد بْن موسى، أمية بْن خالد، أشهل بْن حاتم، بشر بْن المفضل، بشر بن السري، بشر بن منصور، بشر بن عمر، بشر بن محمد السكري، بكر بْن الوضّاح، بكر بن عيسى الأسواري، بكر بْن بكار، بهز بْن أسد، بدل بْن المحبّر، بقية بْن الوليد، بهلول الأنباري، جرير بْن حازم، جعفر بْن سُلَيْمَان، جعفر بْن جبير، الجارود بْن يزيد النيسابوري، حمّاد بْن سلمة، حمّاد بْن زيد، الحسن بْن صالح، الحسن الأشيب، الحسن بْن قتيبة المدائني، حسين بن محمد المروذي، الحسين بْن الوليد النيسابوري، أَبُو أسامة حمّاد بْن أسامة، حمّاد بْن مسعدة، حمّاد بْن خالد الخياط، حماد بن شعيب، حمّاد بْن دليل قاضي المدائن، حفص بن عمر الحوضي، حفص بن عمر الأبلي، أَبُو إسماعيل حفص بن جابان، حفص بْن راشد، حجّاج بْن الحجّاج، حجّاج بْن محمد الأعور، حجاج بن منهال، حجاج بن نصير، الحكم بْن عَبْد الله أَبُو النعمان، الحكم بن أسلم بن مروان، الحَكَم بْن عَبْد الله أَبُو مطيع البلْخيّ، الحارث بْن النعمان، الحارث بْن عطية، حرمي بْن عمارة، حجوة بْن مدرك، الحر بن مالك العنبري، حرب بْن ميمون، حبّان بْن هلال، حسّان بْن حسّان البصري، حمزة بْن زياد الطوسي، حميد بْن بكر القيسي، خالد بْن الحارث، خالد بْن عَبْد الله الطحان، خالد بن يزيد اللؤلؤي، خالد بن يزيد المقرئ، أَبُو الهيثم خالد بْن عمرو القرشي، خالد بْن عَبْد الرحمن الخراساني، خالد بْن محمد الكلابي، خالد بْن يزيد العمري، خلف بْن الوليد، خلف بْن أيوب البلخي، خارجة بْن مصعب، داود بْن الزبرقان، داود بْن إِبْرَاهِيم، داود بْن المحبر، روح بْن عطاء بْن أَبِي ميمونة، روح بْن عبادة، الربيع بْن يحيى الأشناني، رواد بْن الجراح، زهير بْن معاوية، زائدة بْن قدامة، زافر بْن سُلَيْمَان، زيد بْن الحباب، زيد بْن أَبِي الزرقاء، زياد بن سهل، زكريا بن عطية البصري، سُلَيْمَان الأعمش شيخه، سُلَيْمَان أَبُو داود الطيالسي، سُلَيْمَان بْن حرب، سُلَيْمَان أَبُو خالد الأحمر، سفيان الثوري، سفيان الهلالي، سفيان بْن حبيب البصري، سعد بْن إِبْرَاهِيم، الزهري شيخه، سعد ابنه، سعد بْن الصلت، سلم [ص:79] ابْن قتيبة، سلم بْن إِبْرَاهِيم الورّاق، سلم بْن سالم أَبُو المسيّب، سلام بْن سُلَيْمَان المدائني، سهل بْن يوسف، سهل أَبُو عتّاب الدلال، سهل بْن بكار، سهل بْن حسام بْن مصك، سعيد الجريري شيخه، سعيد بْن عامر، سعيد بْن يحيى أَبُو سفيان الحميري، سعيد بْن سفيان الجحدري، سعيد بْن الربيع أَبُو زيد الهروي، سعيد بْن أوس أَبُو زيد اللغوي، سعيد بْن واصل الحرشي، سعيد بْن سلم الباهلي، سعيد بْن زياد الواسطي، السكن بْن نافع، السكن بْن سُلَيْمَان الضبعي، سلمة بْن رجاء، سلمة بن عباية.
قال سليمان بن حرب: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا سلمة بن عباية، قَالَ: قَالَ لِي شعبة: ائت السريَّ بْن يحيى فإنه أصدق الناس، سلام الطويل، سويد بْن عَبْد العزيز، سيف بْن مسكين، شريك بْن عَبْد الله، شعيب بْن حرب، شعيب بْن بيان الصفار، شبيب بْن سعيد الحبطي، شعيب بْن محرز، شبابة بْن سوار، شيبان بْن فروخ، شاذ بْن فياض، شداد بْن حكيم، صالح بْن عمر الواسطي، صالح بْن بنان، صلة بْن سُلَيْمَان، صيفي بْن ربعي الأنصاري، صدقة بْن المنتصر، صغدي بْن سنان، الضحّاك بْن مخلد، طلحة بْن عمرو، عَبْد الله بْن الْمُبَارَك، عَبْد الله بْن إدريس، عَبْد الله بْن العلاء بْن خالد الحنفي، عَبْد الله بْن داود الخريبي، عَبْد الله بْن حمران البصري، عَبْد الله بْن خيران، عَبْد الله بْن يزيد المقبري، عَبْد الله بْن مسلمة القعنبي، عَبْد الله بْن أَبِي بكر العتكي، عَبْد الله بْن عثمان بْن جبلة العتكي، عبدان، عَبْد الله بْن سوار العنبري، عَبْد الله بْن رجاء الغداني، عَبْد الله بْن زرير العبدي، عَبْد اللَّه بْن واقد أَبُو قتادة الحراني، عَبْد الله بْن غالب العباداني، عبد الله بن عبد ربه العجلي، عَبْد الله بْن واصل، عَبْد الله بْن خالد العتابي، عُبَيْد الله بْن موسى، عُبَيْد الله الأشجعي، عُبَيْد الله أَبُو علي الحنفي، عُبَيْد الله بْن شميط بْن عجلان، عبد الرحمن بن مهدي، عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الله أَبُو سَعِيد مولى بني هاشم وهو النوفلي، عَبْد الرحمن بْن غزوان قراد، [ص:80] عَبْد الرحمن بْن زياد الرَّصاصي، عَبْد الرحمن بْن قيس الزعفراني، عَبْد الرحمن بن محمد المحاربي، عَبْد الرحيم بْن هارون، عَبْد الواحد أَبُو عبيدة الحداد، عَبْد الوارث التنوري، عَبْد الصمد بْن عَبْد الوارث ابنه، عَبْد الصمد بْن النعمان، عَبْد الملك أَبُو عامر العَقَدي، عَبْد الملك بْن الصباح المسمعي، عَبْد الملك بْن إِبْرَاهِيم الْجُدِّي، عَبْد الملك بْن قريب الأصمعي، عبد الملك بن مختار الثقفي، عَبْد الملك بْن يحيى بْن سعيد السنجاري، عبد العزيز بن أبان، عَبْد العزيز بْن النعمان، عَبْد العزيز بْن عَبْد الله أَبُو وهب، عَبْد العزيز بْن محمد الرملي، عَبْد القاهر بْن شعيب بن الحبحاب، عبد العزيز بن أَبِي رزمة، عَبْد الكبير بْن عَبْد المجيد أَبُو بَكْر الحنفي، عَبْد السلام بْن حرب الملائي، عَبْد السلام بْن مطهر، عَبْد الغفار بْن القاسم أَبُو مريم، عَبْد الغفار بْن عبيد الله الكريزي، عَبْد الكريم بْن روح بصري، عَبْد الغفور بْن عَبْد الله المسمعي، عَبْد الأعلى بْن عبد الأعلى السامي، عَبْد الأعلى بْن محمد بصري، عبدة بْن سُلَيْمَان، عُبَيْد بْن عقيل الهلالي، عباد بْن عباد، عباد بْن آدم الكرابيسي، عباد بْن العوام، عباد بْن صهيب، عمر بْن سهل المازني، عمر بْن حفص، عمر بْن حبيب، عمر بْن هارون، عمر بْن إِبْرَاهِيم الكردي، سَمِعَ مِنْهُ إسحاق الختلي، عمر بْن يزيد السياري، عمر بْن عَبْد الواحد، عثمان بْن عمر بن فارس، عثمان بن محمد النشيطي، عثمان بن جبلة بن أبي رواد، عثمان بْن عَبْد الرحمن، عثمان بْن حميد الدبوسي، عثمان بن فائد، عمار بْن نوح، عمران بْن إسحاق، علي بْن حمزة الكسائي، علي بْن عاصم، علي بْن قادم، علي بْن نصر الجهضمي، علي بْن حفص المدائني، علي بْن حميد الذهلي، علي بن الجعد، علي بن محمد المنجوراني، عمرو بْن الهيثم أَبُو قطن، عمرو بْن محمد بْن أَبِي رزين، عمرو بْن عاصم الكلابي، عمرو بْن حكام، عمرو بْن محمد العَنْقَزي، عمرو بْن مرزوق، عمرو بْن الوليد الأغضف، عمرو بْن جميع، عمرو بْن منصور القيسي، عمرو بْن عَبْد الغفار، عيسى بْن ماهان أَبُو جعفر الرازي، عيسى بْن يونس، عيسى بْن زيد العلوي، عيسى بْن يزيد الواسطي، عيسى بْن خالد اليمامي، عيسى بْن واقد، عباس بْن الوليد بْن نصر، عباس بْن الفضل البجلي [ص:81] عباس بْن الفضل الأنصاري نزيل الموصل، عاصم بْن حكيم، بصري، عاصم بْن علي بْن عاصم، عصام بْن طليق، عصام بْن يوسف البلخي، عصام بْن يزيد جبّر، عصمة بْن المتوكل، عصمة بْن عَبْد الله الأسدي، عصمة بْن سُلَيْمَان، عون بْن عمارة القيسي، عون بْن كهمس، عتاب بْن محمد بْن شوذب، عقبة بْن خالد، عفيف بْن سالم، عفان، عمار بْن عَبْد الجبار، عمير بْن عَبْد المجيد الحنفي، غسان بْن عُبَيْد الموصلي، أَبُو نعيم الفضل، الفضل بْن عنبسة، فضيل بْن سُلَيْمَان، فهد بْن حيان، قريش بْن أنس، فردوس الأشعري، قُرّة بْن حبيب، القاسم بْن يزيد، قتيبة بْن مهران أَبُو عَبْد الرحمن، كريز بْن رواحة، كرمان بْن عمرو، كثير بْن هشام، الليث بْن داود، الليث بْن سعد، معتمر بْن سُلَيْمَان، منصور بْن المعتمر شيخه، مطر الورّاق شيخه، مسعر، معاذ بْن معاذ، معاذ بْن هشام، معمر بْن المثنى أَبُو عبيدة، معاوية بْن هشام، معاوية بْن عطاء، موسى بْن الفضل، موسى بْن داود الضبي، موسى بْن إسماعيل أَبُو سلمة المنقري، موسى بْن معوذ أَبُو حذيفة، مصعب بْن المقدام، مصعب بْن سلام التيمي، معلى بْن خالد، معلى بْن عَبْد الرحمن، معلى بْن الفضل، مغيرة بْن بكار، مغيرة بْن موسى نزل خوارزم، مغيرة بْن عَبْد الله بْن محمد، مجاعة بْن الزبير، مقاتل بْن سُلَيْمَان، منصور بْن زاذان شيخه، مسكين بْن بكير، المعافى بْن عمران، مسعود بْن يزيد، محاضر بن المورع، مسلم بن إبراهيم، المنهال بن بحر، مؤرج بْن عمرو السدوسي، مالك بْن سُلَيْمَان الهروي، مؤمل بن إسماعيل، مخلد بْن يزيد الحراني، مخلد بْن قريش شيخ لمحمد بْن مصفّى، مظفر بْن مدرك أَبُو كامل، النضر بْن شميل، النضر بْن محمد، أَبُو معشر نجيح، نصر بْن أَبِي الأشعث، نوح بْن أَبِي إِبْرَاهِيم، نصر بْن حماد الوراق، نصر بْن مزاحم، نصر بْن طريف أَبُو جزء، نصر بْن باب، النعمان بْن عَبْد السلام، نوفل بْن داود، ورقاء بْن عمر، وكيع، الوليد بْن خالد، الوليد بْن نافع، الوليد بْن محمد السلمي وهب بْن جرير، وضّاح بْن حسّان الأنباري، هشيم بْن يحيى، هارون الرشيد، هارون بْن موسى، هشام أَبُو الوليد الطيالسي، أَبُو النضر هاشم بْن القاسم، هلال بْن فياض عرف بشاذ تَقدَّم، [ص:82] الهيثم بْن عديّ، هياج بْن بسطام، يحيى بْن سعيد القطَّان، يحيى بْن آدم، يحيى بْن أَبِي زائدة، يحيى بْن أَبِي الحجّاج المنقري، يحيى بن أبي بكير، يحيى بْن كثير أَبُو غسان، يحيى بْن خليفة، يحيى بْن سليم، يحيى بْن عبّاد، يحيى بن السكن البصري، يحيى بْن نصر بْن حاجب، يحيى بْن سلام الأفريقي رَوَى عَنْهُ مقدام بْن داود، يَحْيَى بن حَمَّاد الشَّيْبَانِيّ، يَحْيَى بن مطر، يَحْيَى بن عَبْدويه، يحيى بْن حمزة الدَّمشقيّ، يحيى بْن هاشم السمسار، يحيى بْن راشد، يزيد بْن هارون، يزيد بْن زريع، يزيد بن مرة الذارع، يزيد بن أبي يزيد المؤذن، يوسف بن يزيد أبو معشر البراء، يوسف بن يعقوب السلعي، يوسف بن خالد السمتي، يونس بْن بكير، يعقوب الحضرمي، يعقوب بْن إِبْرَاهِيم الزهري، يعقوب بْن خالد أَبُو عمرو، بصري، يعقوب بْن إِبْرَاهِيم أَبُو يوسف القاضي، يعلى بْن عياد الكلابي، ياسين بْن حماد أبو الجويرية العبدي، أبو عمر بن العلاء.
آخر مَا نقل من خط ابْن منده الكبير، وحذفت جماعة مجاهيل.
قَالَ ابْن مهدي: قَالَ شعبة: كنت أتفقد فم قتادة فإذا قَالَ: سمعتُ أو حدّثنا حفظته، وإلا تركته.
وقال أحمد بْن حنبل: كَانَ غلط شعبة فِي الأسماء.
وقال الشافعي: كَانَ شعبة يجيء إلى رجل فيقول: لا تحدّث، وإلا استعديتَ عليك السلطان.
وقال أَبُو زيد الهروي: سَمِعْت شعبة يَقُولُ: لأن أقع من السماء أحبّ إليّ من أن أدلّس.
وقال صالح جزرة: حدثني سُلَيْمَان بْن داود القزاز، قال: سَمِعْت أبا داود يَقُولُ: سَمِعْت من شعبة سبعة آلاف حديث، وسمع غندر سبعة آلاف، أغربت عليه ألف حديث، وأغرب عليّ ألف حديث.
وقال مسلم بْن إِبْرَاهِيم: كَانَ شعبة إذا قام سائل فِي مجلسه لا يحدّث حَتَّى يعطى أو يضمن لَهُ. [ص:83]
وقال أَبُو عاصم: كنا عند شعبة، وقد أقبل عَلَى رَجُل خراساني، فقيل لَهُ: تُقْبل عَلَى هَذَا وتَدَعُنا! قَالَ: وما يؤمِّنُني أن معه خنجرًا يشق بطني.
وقال ابْن أَبِي الدنيا: حدثنا خالد بن خداش، قال: حدثني حريش ابْن أخت جرير بْن حازم قَالَ: رأيت شعبة فِي النوم، فَقُلْتُ: أيَّ الأعمال وجدت أشدّ عليك؟ قَالَ: التجوّز فِي الرجال.
وقال عبيد بن يعيش: حدثنا يونس بن بكير يقول: سَمِعْتُ شُعْبَة يَقُولُ: مُحَمَّد بن إِسْحَاق أمير المؤمنين في الحديث واكتم علي.
وقال شُعْبَة: قُلْتُ ليونس بن عُبَيْد: سَمِعَ الحَسَن من أبي هريرة؟ قال: لا، ولا حرف.
وقال غندر: لما حضرت شعبة الوفاة لم يأذن لأحد إلا ليحيى بْن سعيد، وإنما غمض عينيه يحيى بْن سعيد.
قُلْتُ: اتفقوا عَلَى وفاة شعبة سنة ستين ومائة بالبصرة، ويقال: إنه مات فِي أول السنة.
وقيل: عاش ثمانيًا وسبعين سنة.
وقد حرّر المدائني وفاته فقال: مات يوم أيوب.(4/71)
90 - شَيبان بْن زُهير بْن شقيق بْن ثَور السَّدُوسيُّ، أبو العَوَّام البَصْريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
رَوَى عَنْ: ابْن عمه قتادة، وعن عطاء،
وَعَنْهُ: محمد بْن مروان العقيلي، وعلي بْن بكار، والحارث بْن مرة.
قَالَ أَبُو حاتم: ثقة قديم من أصحاب قتادة.(4/83)
91 - شعيب بْن صالح الطيالسي. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: طاوس، والحسن، ومعاوية بْن قرة، وجماعة،
وَعَنْهُ: محمد بْن معاذ العنبري، وَمُوسَى بْن إِسْمَاعِيلَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الحديث.(4/83)
-[حَرْفُ الصَّادِ](4/84)
92 - 4: صالح بْن أَبِي الأخضر اليَمَاميُّ [الوفاة: 151 - 160 ه]
نزيل البصرة.
عَنْ: نافع، وابن المنكدر، والزهري،
وَعَنْهُ: عَبْد الرحمن بْن مهدي، وروح، وأبو داود، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وآخرون.
ضعّفه ابْن معين.
وقَالَ البخاري: لين.
وقال هارون بْن المغيرة: زعم ابْن الْمُبَارَك أَنَّهُ كَانَ يخدم الزهري - يعني صالح بْن أَبِي الأخضر-.
وقال أَبُو زرعة: ضعيف الحديث، كَانَ عنده عَن الزهري كتابان أحدهما عَرْض، والآخر مناوَلَة، فاختلطا جميعًا فلا يُعرَف هَذَا من هَذَا.(4/84)
93 - ت ق: صالح بْن حَسَّان أَبُو الحارث النَّضْريُّ المدنيُّ [الوفاة: 151 - 160 ه]
نزيل العراق.
عَنْ: سعيد بْن المسيب، وعروة، ومحمد بْن كعب، وغيرهم،
وَعَنْهُ: أَبُو ضمرة، وأبو عاصم، والهيثم بْن عديّ، وأبو داود الحفري.
وكان شريفًا نبيلا لكنه كَانَ صاحب قيان فذلك الَّذِي غضّ مِنْهُ.
قِيلَ: إنه بقي إِلَى خلافة المهدي.
قَالَ ابْن مَعِينٍ: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ أَبُو حاتم: ضعيف الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث.(4/84)
94 - بخ: صالح بْن خَوَّات بْن صالح بْن خَوَّات بْن جُبير الأنصاري المديني. [الوفاة: 151 - 160 ه]
[ص:85]
عَنْ: أبيه، وشعبة مولى ابْن عباس، وأبي طوالة، ويزيد بْن رومان،
وَعَنْهُ: ابْن الْمُبَارَك، وفضيل بن سليمان، والواقدي.
ما علمت به بأسا.
روى لَهُ البخاري فِي كتاب الأدب.(4/84)
95 - صالح بْن راشد العَبْديُّ البَصْريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: الحسن، ومالك بْن دينار، وطاوس، وأبي نضرة،
وَعَنْهُ: حرمي بْن عمارة، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، والحوضي، وأبو سلمة التبوذكي.(4/85)
96 - م 4: صالح بْن رُسْتم أَبُو عامر الخَزَّاز البَصْريُّ [الوفاة: 151 - 160 ه]
مولى مُزينة، مشهور بكُنيته.
عَنْ: الحسن، وعكرمة، وابن أَبِي مليكة، ويحيى بْن أَبِي كثير، وجماعة،
وَعَنْهُ: أَبُو داود، وسعيد بْن عامر الضُّبَعيّ، وعثمان بْن عُمَر بْن فارس، وأبو نعيم، وعدة.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ أَبُو داود السجزي: ثقة.
وَقَالَ ابْن عَدِيٍّ: عِنْدِي لا بَأْسَ بِهِ، وقد روى عَنْهُ يحيى بْن سعيد القطان.
وأما ابْن معين فقال: ضعيف.
وقال الأثرم: سَمِعْت أحمد يَقُولُ: هُوَ صالح الحديث.(4/85)
97 - صالح بْن علي بْن عَبْد الله بْن عباس، الهاشمي الأمير [الوفاة: 151 - 160 ه]
عم المنصور. [ص:86]
افتتح مصر، وقهر بني أمية، وجهزّ عسكرًا في طلب مروان الحمار فبيتوه ببوصير فقاتل حَتَّى قُتل، ثُمَّ ولي صالح إمرة دمشق،
وَرَوَى عَنْ: أبيه،
وَعَنْهُ: ابناه إسماعيل، وعبد الملك، وغيرهما، والتقى جيوشَ الروم بدابق، وعليهم اللعين قسطنطين بن اليون فهزمهم، وكانوا مائة ألف، وأسر وسبى، وأمر بإنشاء مدينة أذنة، وعاش نحوًا من ستين سنة.
مات سنة إحدى أو اثنتين وخمسين ومائة، وولي بعده الشامَ ولدُه الفضل.(4/85)
98 - صالح بْن مُسلم العِجْليُّ البَكْريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: الشعبي،
وَعَنْهُ: شريك، وأبو عوانة، ويحيى القطان، وابن علية.
وثّقه ابْن معين، ولم يدركه ابنه عَبْد الله بْن صالح.(4/86)
99 - صالح بْن مسمار [الوفاة: 151 - 160 ه]
بصري.
عَنْ: الحسن، ومحمد،
وَعَنْهُ: جعفر بْن برقان، ومعمر بْن سُلَيْمَان.
سكن الرقّة.(4/86)
100 - صباح بْن يحيى المُزَنيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: الحارث بْن حصيرة، وخالد بْن أبي أمية،
وَعَنْهُ: علي بن هاشم، وعقبة بْن خالد، ومالك بْن إسماعيل.
قَالَ أَبُو حاتم: شيخ.(4/86)
101 - صدقة بْن رُستم الكوفي الإسكاف. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: المسيب بْن رافع،
وَعَنْهُ: ابْن فضيل، والفضل السيناني، وسعيد بْن عامر، وعبيد بْن إسحاق، وطائفة.
قَالَ أَبُو حاتم: صدوق مَا بِهِ بأس.
وقال البُخاري: لم يصح حديثه.(4/86)
102 - صدقة بْن عُبادة بْن نَشيط الأسديُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أبيه، وَعَنْ: أَبِي فاطمة عَن ابْن عمر،
وَعَنْهُ: أَبُو داود، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، والتبوذكي، وحرمي بْن حفص، وآخرون.
شيخ.(4/87)
103 - د ت: صدقة بْن موسى الدَّقيقيُّ البَصْريُّ. [أَبُو المغيرة، وقيل: أَبُو محمد] [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: ثابت البناني، وأبي عمران الجوني، وفرقد السبخي،
وَعَنْهُ: أَبُو داود، ويزيد بْن هارون، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وعلي بْن الجعد.
قَالَ مسلم بْن إِبْرَاهِيم: صدوق.
وقال النسائي، وغيره: ضعيف.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ ابْنُ حبّان: يُكنى أبا المغيرة، وقيل: أَبُو محمد شيخ صالح لا يُحتجّ بِهِ.(4/87)
104 - صدقة بْن يزيد الدمشقي. [الوفاة: 151 - 160 ه]
أصله خراساني نزل بيت المقدس.
وَرَوَى عَنْ: قَتَادَةَ، وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وبنت واثلة بْن الأسقع، ويحيى بْن أَبِي كثير، وعدة.
وَعَنْهُ: محمد بْن شعيب، والوليد بْن مسلم، وضمرة بْن ربيعة، ورواد بْن الجراح، وغيرهم.
قَالَ ابْن معين: صالح الحديث.
وقال الفسوي: حسن الحديث.
وضعّفه أحمد، والنسائي.(4/87)
105 - ت ق: الصلت بن دينار أَبُو شعيب المجنون الأزديُّ الهنائيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عَبْد الله بْن شقيق العقيلي، وشهر بْن حوشب، وأبي عثمان النهدي، وأبي نضرة، والحسن، وعمر بْن عَبْد العزيز، وعدة،
وَعَنْهُ: الثوري، ووكيع، ومكي بْن إِبْرَاهِيم، وأبو داود، وصالح بْن موسى، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وآخرون.
قَالَ أحمد بْن حنبل: متروك.
وقال أَبُو حَاتِمٍ: لَيِّنُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ ابْن معين: ليس بشيء.
وقال يحيى القطان: ذهبت أعوده فنال من علي - رَضِيَ اللهُ عَنْه - فَقُلْتُ: لا شفاك الله.
مات قريبا من سنة ستين ومائة.(4/88)
106 - م 4: صفوان بْن عمرو بْن هَرِم أَبُو عمرو السَّكْسَكيُّ الحِمْصيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: جبير بْن نفير، وعبد الله بْن بسر الصحابي، وخالد بْن معدان، وعكرمة، ومكحول، وعبد الرحمن بْن جبير، وراشد بْن سعد، وشريح بْن عُبَيْد،
وَعَنْهُ: ابن الْمُبَارَك، وبقية، والوليد بْن مسلم، وعصام بْن خالد، ومنبه بْن عثمان، ويحيى البابلتي، وأبو المغيرة الخولاني، وأبو اليمان، وخلق.
وقيل: إنه لقي أبا أمامة الباهلي.
وثّقه غير واحد، وكَانَ محدّث حمص، وعالمها مَعَ حريز بْن عثمان، لَهُ حديث واحد فِي صحيح مسلم. [ص:89]
توفي سنة خمس وخمسين ومائة، ويقال: سنة ثمان وخمسين.(4/88)
-[حَرْفُ الضَّادِ](4/89)
107 - ت: الضَّحاك بْن حُمرة الأملوكيُّ [الوفاة: 151 - 160 ه]
واسطيُّ نزل الشام.
عَنْ: عمرو بْن شعيب، وقتادة، ومنصور بن زاذان، وأرسل عن أنس،
وَعَنْهُ: بقية، ومحمد بْن حرب، ومحمد بْن حمير، وأبو المغيرة، وأبو سفيان سعيد بْن يحيى الحميري، وغيرهم.
روى عباس عَن ابْن مَعِين: لَيْسَ بشيء.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وغيره: ليس بثقة.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وأمّا ابْن حِبّان فذكره فِي " الثقات " فأخطأ.
قَالَ العقيلي: حدثنا يحيى بن عثمان، قال: حدثنا نعيم، قال: حدثنا بقية، قال: حدثنا الضَّحَّاكُ بْنُ حُمْرَةَ، عَنْ أَبِي نُصَيْرَةَ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعَطَارِدِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " الْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ كَفَّارَةٌ، وَالْمَشْيُ إِلَى الْجُمُعَةِ كَفَّارَةُ عِشْرِينَ سَنَةً، وَإِذَا فَرَغَ مِنَ الْجُمُعَةِ أُجِيزَ بِعَمَلِ مِائَتَيْ سَنَةٍ " رَوَاهُ البخاري فِي " الضُّعَفَاءِ " عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ رَاهَوَيْهِ، عَنْ بَقِيَّةَ.(4/89)
108 - ن: الضَّحَّاك بْن عَبْد الرحمن بْن أَبِي حَوْشب النَّصْريُّ الدِّمشقيُّ [الوفاة: 151 - 160 ه]
أدرك واثلة بْن الأسقع.
وَرَوَى عَنْ: مكحول، والقاسم بْن مخيمرة، وبلال بْن سعد،
وَعَنْهُ: الوليد بْن مسلم، والوليد بْن مزيد.
وثّقه دُحَيْمُ.
وقال أَبُو حاتم: من جُلَّة الشاميين.(4/89)
109 - م 4: الضَّحَّاك بْن عُثمان الأسديُّ الحزاميُّ المدينيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: سعيد المقبري، وصدقة بْن يسار، وبكير بْن الأشج، وزيد بْن أسلم، ونافع، وشرحبيل بْن سعد، وسالم أَبِي النضر،
وَعَنْهُ: الثوري، ووكيع، وابن وهب، وابن أَبِي فديك، والواقدي، وابنه محمد بْن الضحاك، وزيد بْن الحباب، ومحمد بْن فليح، ويحيى القطان، وخلق.
وثّقه أَبُو داود، وغيره، وكان من علماء المدينة، وأشرافها.
وقال يعقوب بْن شيبة: صدوق، فِي حديثه ضعف، لينه يحيى القطان.
مات سنة ثلاث وخمسين ومائة.(4/90)
110 - الضَّحَّاك بْن يسار، أَبُو العلاء البَصْريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشخير،
وَعَنْهُ: أَبُو نعيم، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وأبو الوليد الطيالسي، وغيرهم.
قَالَ أبو حاتم: لا بأس بِهِ.
وقال ابن معين: ضعيف.(4/90)
111 - ضِرار بْن عمرو. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أَبِي رافع، وعطاء الخراساني، وأبي عَبْد الله الشامي،
وَعَنْهُ: الحكم أَبُو عمرو، والمعافى بْن عمران، وعبد العزيز بْن مسلم، وغيرهم.
وَهُوَ من أهل ملطية.
قَالَ الدارقطني: ذاهب الحديث.
وقال ابن عدي: منكر الحديث.(4/90)
-[حَرْفُ الطَّاءِ](4/90)
112 - خ ن: طلحة بْن أَبِي سعيد أَبُو عَبْد الملك الإسكندرانيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: سعيد المقبري، وبكير بْن الأشجّ،
وَعَنْهُ: ضمام بْن إسماعيل، وابن الْمُبَارَك، وابن وهب، وجماعة. [ص:91]
وثّقه أَبُو زرعة.
وهو مقلّ من الحديث.
مات سنة سبع وخمسين ومائة.(4/90)
113 - ق: طلحة بْن عمرو الحضرميُّ المكيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: سعيد بْن جبير، وعطاء، ونافع، وعدة،
وَعَنْهُ: ابْن وهب، وأبو عاصم، وعبيد الله بْن موسى، والمعافى بْن عمران، وأبو داود الطيالسي، وخلق.
قَالَ أَبُو حاتم: ليس بقوي.
وقال أحمد: متروك الحديث.
وقال أَبُو داود: ضعيف، وكذا ضعفه الدارقطني، وغيره.
قَالَ ابْن سعد: مات سنة اثنتين وخمسين ومائة.
وقيل: كان حافظا.
وقال البخاري: ليس بشيء.(4/91)
114 - طلحة بْن عمرو الكوفيُّ القَنَّاد. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: الشعبي، وسعيد بْن جبير، وعكرمة،
وَعَنْهُ: وكيع، وأبو أسامة.
وهو جدّ عمرو بْن حمّاد بْن طلحة القنّاد.
ذكره ابْن أبي حاتم، ولم يجرحه.(4/91)
-[حَرْفُ الْعَيْنِ](4/91)
115 - ع: عاصم بْن محمد بْن زيد العمري بْن عبد الله بن عمر العَدَويُّ [الوفاة: 151 - 160 ه]
أخو أَبِي بكر، وعمر، وزيد، وواقد.
عَنْ: أبيه، وأخويه: واقد، وعمر، ومحمد بْن كعب القرظي،
وَعَنْهُ: أبو [ص:92] نعيم، وأبو الوليد، وإسماعيل بْن أَبِي أويس، وأحمد بْن يونس، وعلي بن الجعدة، وعدة.
وثّقه أَبُو حاتم وغيره، وما علمت فِيهِ تليينًا بوجه، فأين قول القائل: كل من اسمه عاصم ففيه ضعف!.(4/91)
116 - عامر بْن إسماعيل بْن عامر الحارثيُّ الجُرجانيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
من كبار قوّاد الدولة، وهو الَّذِي أدرك مروان ببوصير، وبيّته وأهلكه، وكان كبير القدر عند المنصور، مات سنة سبع وخمسين ومائة.(4/92)
117 - عائذ بْن شُرَيْح الحَضْرميُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أنس بْن مالك،
وَعَنْهُ: الفضل بن موسى السيناني، ويوسف بْن أسباط، ومخلد بْن يزيد، وبكر بْن بكار، وغيرهم.
قَالَ أَبُو حاتم: فِي حديثه ضعف.
قُلْتُ: مَا هُوَ بحجّة، ولا، وجدته فِي كتب الضعفاء.(4/92)
118 - د ن ق: عَبَّاد بْن راشد البَصْريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: الحسن، وسعيد بن أبي خيرة، وقتادة،
وَعَنْهُ: عَبْد الرحمن بْن مهدي، وبدل، وأبو داود، وأبو نعيم، ومسلم، وعفان، وآخرون.
قَالَ أَبُو حاتم: صالح الحديث.
وقد روى له البخاري في صحيحه مقرونا بآخر.
وقال النَّسائيّ: لَيْسَ بالقويّ.
وقال أَبُو داود: ضعيف. [ص:93]
وقال أحمد: ثقة صالح.
وكذا أنكر أَبُو حاتم عَلَى الْبُخَارِيّ إدخاله فِي كتاب " الضعفاء "، وقال: يحول من هناك.
وروى عباس عن ابن معين: حديثه ليس بالقوي.
وروى الكوسج عَنْهُ فَقَالَ: صالح.(4/92)
119 - د ق: عَبَّاد بْن كثير الثَّقفيُّ البصريُّ العابدُ [الوفاة: 151 - 160 ه]
نزيل مكة.
عَنْ: أَبِي عمران الجوني، ومحمد بْن واسع، ويحيى بْن أَبِي كثير، وابن الزبير، وثابت، وعبد الله بْن محمد بْن عقيل، والعلاء بْن عَبْد الرحمن، وطائفة.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيم بْن أدهم، وعبد الله بْن واقد الهروي، وأبو نعيم، والفريابي، وآخرون.
وكان جرير بْن عَبْد الحميد يحدّث عَن عبّاد بْن كثير فيقولون: اعفنا مِنْهُ، فَيَقُولُ: ويحكم كَانَ شيخًا صالحا.
وقال ابْن مَعِين: لَيْسَ بشيء.
وقال الْبُخَارِيّ: بصري سكن مكة تركوه.
وقال ابْن الْمُبَارَك: انتهيت إِلَى سفيان الثوري، وهو يَقُولُ: عبّاد بْن كثير فاحذروا حديثه.
وقال ابْن أَبِي رزمة: مَا أدري، مَا رأيت رجلا أفضل من عبّاد بْن كثير فِي ضروب من الخير فإذا جاء الحديث فليس منها فِي شيء.
وَمِنْ مَنَاكِيرِهِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ [ص:94] يَأْكُلُ الْقِثَّاءَ إِذَا أَكَلَهُ بِالْمِلْحِ، وَكَانَ يَأْكُلُ التَّمْرَ بِالْجَوْزِ.
وَرَوَى عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " عِفُّوا يُعَفَّ عَنْ نِسَائِكُمْ ".
وَرَوَى عَنِ ابْنِ عُقَيْلٍ، عَنْ جَابِرٍ مَرْفُوعًا: " مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوهُ ".
وَرَوَى عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَجَابِرٍ مَرْفُوعًا: " الْغَيْبَةُ أَشَدُّ مِنَ الزِّنَى " قَالُوا: وَكَيْفَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: " لِأَنَّ صَاحِبَ الزِّنَى إِذَا تَابَ تِيبَ عَلَيْهِ، وَصَاحِبُ الْغَيْبَةِ لا يُغْفَرُ لَهُ حَتَّى يَغْفِرَ لَهُ صَاحِبُهُ ".
وَرَوَى عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الدَّالانِيِّ يَزِيدَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا: " قِيلُوا فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لا تَقِيلُ ".
وساق ابْن حِبّان عدة مناكير لكن بعضها من الرواة عنه.
فأما:(4/93)
120 - ق: عبَّاد بْن كثير الفِلَسطينيُّ الرَّمْليُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
فهو آخر، فَصَلَهُ ابْن حبّان، وغيره من الَّذِي قبله.
يَرْوِي عَنْ: عروة بْن رويم، وحوشب، وغيرهما،
وَعَنْهُ: يزيد بْن أَبِي الزرقاء، وَهُوَ متروك تأخر حَتَّى لحقه يَحْيَى بن يَحْيَى النَّيْسَابُوري، وَيَحْيَى بن معين.
قَالَ البخاري: فِيهِ نظر.
وقال النسائي: متروك الحديث.
ووثّقه ابْن معين وابن المديني.(4/94)
121 - 4: عباد بْن منصور النَّاجيُّ أَبُو سلمة البَصْريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
ولي القضاء لإبراهيم بْن عَبْد الله بْن حسن.
وَرَوَى عَنْ: عكرمة، والقاسم، وعطاء بْن أَبِي رباح، وأبي الضحى، وجماعة،
وَعَنْهُ: يحيى بْن سعيد القطان، ويزيد بْن هارون، وروح بْن عبادة، وأبو عاصم، والنضر بْن شميل، وآخرون.
قَالَ أَبُو داود السجزي: كَانَ يأخذ دقيق الأرزّ فِي إزاره كل عيشة، وولي قضاء البصرة خمس مرات.
وقال أَبُو حاتم: ضعيف يكتب حديثه.
وقال ابْن معين: عبّاد بْن كثير، وعبّاد بْن منصور، وعبّاد بْن راشد ليس حديثهم بالقويّ، ولكنه يُكتب.
وقال ابْن حبّان: كَانَ عبّاد بْن منصور قَدَريًّا داعية، وكان عَلَى قضاء البصرة، وكل مَا روى عَن عكرمة سمعه من إبراهيم بن أبي يحيى، عن داود بن الحصين فدلسها عَن عكرمة.
رَوَى أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ علي ابْنُ الْمَدِينِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ: عَمَّنْ سَمِعْتَ: " مَا مَرَرْتُ بِمَلإٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِلا أَمَرُونِي بِالْحِجَامَةِ "، وَأَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلامُ كَانَ يَكْتَحِلُ بِاللَّيْلِ ثَلاثًا؟ فَقَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
وقال ابْن خزيمة: سمعت عمر بْن حفص الشيباني يَقُولُ: حدثنا معاذ، عن عمرو الأغضف، قَالَ: قُلْتُ لعبّاد بْن منصور: من حدّثك أن ابْن مسعود رجع عَن قوله: الشقي من شقي فِي بطن أمه؟ قَالَ: رَجُل لا أعرفه، قُلْتُ: لكني أعرفه، قَالَ: من هو؟ قلت: الشيطان. [ص:96]
قَالَ أحمد بن زُهير، عن ابن مَعِين: عباد بن منصور لَيْسَ بشيء.
وَقَالَ العُقَيْلِيّ: حدثنا محمد بن زكريا، قال: حدثنا محمد بن مثنى، قال: حدثنا معاذ بن معاذ، قال: حدثنا عَمْرو بن الوليد الأغضف، قُلْتُ لعباد بن منصور: من حدثك أن أَبِي بن كعب حدثه أن ابن مَسْعُود رجع عن حديثه في القدر؟ فَقَالَ: رجل لا أعرفه، قُلْتُ: أَنَا أعرفه، ذاك الشيطان.
وقال يحيى القطّان: كَانَ عبّاد حين رأيناه لا يحفظ، وكان يحيى لا يرضاه.
قلت: مات عباد على ظهر امرأته فجاءة سنة اثنتين وخمسين ومائة.(4/95)
122 - ن: عَبَّاد بْن مَيْسرة المِنْقريُّ البَصْريُّ المُعلم. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: الحسن، ومحمد بْن المنكدر، وعلي بْن زيد.
وَعَنْهُ: هشيم، ووكيع، وأبو داود الطيالسي، وموسى بْن إسماعيل، وآخرون.
وكان زاهدًا عابدًا قانتًا مجتهدًا.
قَالَ أَبُو داود: ليس بالقويّ.
وقال ابْن معين، وغيره: ليس بِهِ بأس.(4/96)
123 - 4: عُبادة بْن مُسلم، أَبُو يحيى الفزاريُّ البَصْريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: جبير بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ، والحسن، ويونس بْن خبَّاب، وإياس،
وَعَنْهُ: وكيع، وأبو نعيم، وروح، وأبو داود، وأبو عاصم، وجماعة.
وثّقه ابْن معين، والنسائي، وابن حبان، ثم غفل ابْن حِبّان وذكره [ص:97] فِي كتاب "الضعفاء" فَقَالَ: منكر الحديث ساقط الاحتجاج بما يرويه.(4/96)
124 - د ن: عَبْد الله بْن بُديل بْن وَرْقاء المكيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: الزهري، وعمرو بن دينار.
وَعَنْهُ: عبد الرحمن بن مهدي، وأبو داود، وزيد بن الحباب، وعمرو العنقري.
قال ابن معين: مكي صالح.
واستشهد به البخاري.
وأما سميُّه عبد الله بن بديل بن ورقاء، فقُتِل مع علي - رضي الله عنه - بصفين.(4/97)
125 - ن ق: عبد الله بن بِشْر الكوفيُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
قاضي الرقة.
رَوَى عَنْ: أَبِي إسحاق، وعاصم القارئ، والزُّهري.
وَعَنْهُ: جعفر بن برقان مع تقدمه، وعبد السلام بن حرب، ومعمر بن سليمان.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ بعضهم: فِيهِ لين.(4/97)
126 - د ت: عَبْد الله بن جابر البصري. [أبو حازم] [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: مجاهد، وأبي الشعثاء، والحسن، وعمر بْن عَبْد العزيز، وجماعة،
وَعَنْهُ: سفيان الثوري، وهارون بْن موسى النحوي، وإسحاق بْن سُلَيْمَان الرازي، وحكام بْن سلم.
ذكره ابْن حبان فِي "الثقات"، وكنَّاه ابْن أَبِي حاتم أبا حازم. [ص:98]
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حجَّاج بن أرطاة.(4/97)
127 - م: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ الكوفيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: سعيد بْن جبير، والشعبي، ومحمد بْن كعب القرظي،
وَعَنْهُ: ابْن الْمُبَارَك، وأبو نعيم، وقبيصة، والفريابي.
وثّقه ابْن معين.(4/98)
128 - عَبْد الله بْن أَبِي داود، أَبُو بكر البصري [الوفاة: 151 - 160 ه]
صاحب الجوالق.
عَنْ: نافع، وبكر بْن عَبْد الله المزني.
وَعَنْهُ: أَبُو الوليد، وموسى التبوذكي.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْن مَعِينٍ.(4/98)
129 - عَبْد اللَّهِ بْن راشد الدمشقي، [الوفاة: 151 - 160 ه]
مولى الخزاعيين.
عَنْ: مكحول، وعروة بْن رويم، وعمرو بْن مهاجر،
وَعَنْهُ: الوليد بْن مسلم، ويحيى بن زبان، ومعن القزاز.
وثّقه أَبُو مسهر، فَقَالَ: ثقة عاقل عابد.(4/98)
130 - ق: عَبْد الله بْن زياد بْن سِمعان، المدنيُّ [الوفاة: 151 - 160 ه]
مولى أم سلمة.
رَوَى عَنْ: الأعرج، ومجاهد، ومحمد بن كعب، ونافع، والزهري، وسليمان بن حبيب المحاربي، وغيرهم،
وَعَنْهُ: مفضل بن فضالة، وروح بن القاسم، وابن وهب، وعبد العزيز الدراوردي، وبقية، وعلي بن الجعد، وآخرون.
سئل عنه مالك فقال: كذاب.
وقال أحمد بن حنبل: متروك الحديث.
وقال البخاري: سكتوا عنه. [ص:99]
وقال ابن معين: يكذب.
وقال أبو داود: ولي قضاء المدينة.
وقال أبو بكر بن أبي أويس: كنت جالسا عند ابن سمعان فحدّث فانتهى إِلَى حديث شهر بْن حوشب فَقَالَ: حدثني شهريز خوست، فَقُلْتُ: من هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا بعض العجم قدِم علينا، فَقُلْتُ: لعلّك تريد شهر بْن حوشب، فسكت.
وقال أَبُو عبيدة الحدّاد: إن ابْن سمعان قَالَ: حدّثني مجاهد، فَقَالَ ابْن إسحاق: كذب والله، أَنَا أكبر مِنْهُ، وما رأيت مجاهدًا.
وقال أَبُو مسهر: سَمِعْت سعيد بْن عَبْد العزيز يَقُولُ: قدم عليهم ابْن سمعان فأخرج إليهم كتبه فزادوا فيها فلما حدّثهم بها قَالُوا: هَذَا كذّاب.
وقال أَبُو حاتم: ابْن سمعان ضعيف الحديث سبيله التَّرْك.
وقال الحكم بْن موسى: حدثنا الوليد بْن مسلم قَالَ: كتبت كتابًا عَن ابن سمعان فإنه لفي يدي إذ غلبتني عيناي فنمت فرأيت النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي النَّوْمِ فَقُلْتُ: يَا رسول الله هَذَا ابْن سمعان حدثني عنك، فَقَالَ: قل لابن سمعان يتّقي الله ولا يكذب عليّ.(4/98)
131 - 4: عَبْد الله بْن شَوْذب البَلْخيُّ ثُمَّ البَصْريُّ ثُمَّ المَقْدسيُّ أَبُو عَبْد الرحمن. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: الحسن، ومحمد بْن سيرين، ومطر الوراق، ومكحول، وأبو التياح، وطائفة،
وَعَنْهُ: ابْن الْمُبَارَك، وضمرة بْن ربيعة، والوليد بْن مزيد، ومحمد بْن كثير، وأيوب بْن سويد، وعدة.
وثّقه أحمد، وغيره.
وقال أبو عمير ابن النحاس: حدثنا كثير بن الوليد قال: كنت إذا رأيت ابْن شوذب ذكرت الملائكة. [ص:100]
وقَالَ ضمرة، عَن ابْن شوذب: سَمِعْت مكحولا يَقُولُ: لقد ذلّ من لا سفيه لَهُ.
وذكر ابْن ضمرة أن ابْن شوذب كَانَ معاشه من كسب غلمان لَهُ فِي السوق، وقال: مولدي سنة ست وثمانين.
وقال ضمرة: مات ابْن شوذب سنة ست وخمسين ومائة فِي آخرها.(4/99)
132 - ق: عَبْد الله بْن عامر الأسلميُّ المدنيُّ أَبُو عامر القارئ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
كَانَ يصلّي بالناس فِي مسجد الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي رمضان.
رَوَى عَنْ: عمرو بْن شعيب، ونافع، وسعيد المقبري، وابن شهاب،
وَعَنْهُ: سليمان بن بلال، وابن وهب، وحبيب كاتب مالك، وأبو نعيم، والواقدي، وغيرهم.
ضعفه أحمد.
وقال البخاري: يتكلمون فِي حِفْظه.
وقال ابْن معين: ليس بشيء.(4/100)
133 - م د ن ق: عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الرحمن بْن يعلى الثَّقفيُّ أَبُو يَعْلَى الطائفيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عمرو بْن الشريد، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ.
وَعَنْهُ: ابْن الْمُبَارَك، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن مهدي، وأبو نعيم، وعبد الرزاق، وآخرون.
قَالَ أَبُو حاتم: ليس بقوي.
وقال عثمان الدارمي، عَن ابْن معين: صويلح.
وذكره ابْنُ حِبَّانَ فِي " الثِّقَاتِ ".(4/100)
134 - عَبْدُ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ بن جفنة، الكِنْدي التُّجيبيُّ المِصريُّ الأمين. [الوفاة: 151 - 160 ه]
[ص:101]
ولي الإسكندرية للخليفة هشام، وولي مصر للمنصور سنة اثنتين وخمسين. وتوفي سنة خمس وخمسين وَمِائَةٍ.(4/100)
135 - عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَبُو شُعيب البُناني البَصْريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: الحسن، وإياس بْن معاوية،
وَعَنْهُ: ابْن الْمُبَارَك، وأبو داود الطيالسي.(4/101)
136 - ت ن ق: عَبْد الله بْن عُبَيْد الحِمْيريُّ البَصْريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عديسة بنت أهبان، وأبي بكر بْن النضر بن أنس،
وَعَنْهُ: ابْن علية، وصفوان بْن عيسى، وأبو عبيدة الحداد، وعثمان بْن الهيثم المؤذن.
قَالَ أَبُو حاتم: مَا بِهِ بأس.(4/101)
137 - ت: عَبْد الله بْن عمرو بْن علقمة الكِنَانيُّ المكيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، وعمر بْن سعيد بْن أَبِي حسين.
وَعَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مَهْدِيٍّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وعبد الرزاق، وابن الْمُبَارَك.
موثَّق.(4/101)
138 - ع: عَبْد الله بْن عون بْن أرْطَبان أَبُو عَوْن المُزَنيُّ مولاهم البَصْريُّ الحافظ [الوفاة: 151 - 160 ه]
أحد الأئمة الأعلام.
عَنْ: سعيد بْن جبير، وأبي وائل، وإبراهيم، والشعبي، والقاسم بْن محمد، ومجاهد، والحسن، وابن سيرين، ومكحول، وخلق سواهم،
وَعَنْهُ: حماد بْن زيد، وابن الْمُبَارَك، وابن علية، وإسحاق الأزرق، وأزهر السمان، وقريش بْن أنس، وعثمان بْن عمر بْن فارس، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وَيَزِيدُ بْن هَارُونَ، وَمُحَمَّدُ بْن أَبِي عَدِيٍّ، وخلق كثير.
قَالَ عَبْد الرحمن بْن مهدي: مَا كَانَ بالعراق أعلم بالسُنَّة من ابْن عون. [ص:102]
وقال قُرَّةُ بْن خالد: كنا نعجب من ورع ابْن سيرين فأنساناه ابْن عون.
وقال شعبة: مَا رأيت مثل أيوب، وابن عون، ويونس بْن عُبَيْد.
وقال ابْن الْمُبَارَك: مَا رأيت أحدًا أفضل من ابْن عون.
قُلْتُ: قد رأى ابْن عون أنس بْن مالك فهو معدود فِي صغار التابعين.
قَالَ شعبة: شَكَّ ابْن عون أحبُّ إليّ من يقين غيره.
وقال الأوزاعي: إذا مات ابْن عون والثوري استوى الناس.
وقال رَوْح بْن عبادة: ما رأيت أحدا أعبد لله من ابْن عون.
وروى مسعر بْن كدام عَن ابْن عون قَالَ: ذكر الله دواء، وذكر الناس داء.
وقال ابْن معين: ابْن عون ثقة فِي كل شيء.
وقال بكار بْن محمد السيريني: كَانَ ابْن عون يصوم يومًا، ويفطر يومًا، صَحِبْتُه دهرًا، وكان طيب الريح، ليّن الكسوة، لَهُ ختمة فِي الأسبوع، وكان يغزو عَلَى ناقة لَهُ إِلَى الشام فإذا وصل إِلَى الشام ركب الخيل، وبارز مرة علجًا فقتله، وكان إذا جاءه إخوانه كأن على رؤوسهم الطير لَهُم خشوع وخضوع.
قَالَ بكار: وكان إذا حدث بالحديث تخشَّع عنده حَتَّى نرحمه مخافة أن يزيد أو يُنِقص.
وقال أَبُو قطن: سَمِعْت ابْن عون يَقُولُ: وددت أني خرجت مِنْهُ كفافًا.
قَالَ بكار: كَانَ ابْن عون لا يدع أحدًا من أصحاب الحديث، ولا غيرهم يتبعه، وما رأيته يمازح أحدًا، ولا ينشد شعرًا، كان مشغولا بنفسه، وما رأيت أملك للسانه مِنْهُ، وما سمعته حالفًا عَلَى يمين قط، ولا رأيته دخل حمامًا قط، وكان لَهُ وكيل نصراني يجبي غَلَّته من دارٍ لَهُ. وكان لا يزيد فِي رمضان عَلَى حضور المكتوبة ثم يخلو في بيته، وقد سعت بِهِ المعتزلة إِلَى إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله بن حسن الذي خرج، فقالوا: هاهنا رجل يربث عنك الناس، فأرسل إليه [ص:103] أن ما لي ولك، فخرج عن البصرة حتى نزل القريظية وأغلق بابه.
وقال الأنصاري: سَمِعْت أن ابْن عون دخل عَلَى سلم بْن قتيبة، وهو أمير فَقَالَ: السلام عليكم، فضحك وقال: نحتملها لابن عون.
وقال معاذ بْن معاذ: رأيت عَلَى ابْن عون بُرْنُسًا من صوف رقيقًا حسنًا، قَالَ: هَذَا اشتريته من تَرِكَة أنس بْن سيرين كَانَ لابن عمر فكساه إيّاه.
وقال المفضّل بْن لاحق: كنا بأرض الروم فدعا رومي إلى المبارزة فخرج إليه فارس فقتله، ثُمَّ دخل فِي الناس فلُذْتُ بِهِ لأعرفه، فوضع عَنْهُ المِغْفَر يمسح وجهه، فإذا هُوَ عَبْد الله بْن عون.
وروى حمّاد بْن زيد، عَن محمد بْن فضاء قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي المنام فَقَالَ: " زوروا ابْن عون فإنه يحب الله ورسوله، وإن الله يحبّه ورسوله ".
وقال خارجة بْن مصعب: جالست ابْن عون ثنتي عشرة سنة فما أظن أن مَلَكَيْه كتبا عَلَيْهِ سوءًا.
وقال بكار السيريني: كَانَ بلال بْن أَبِي بردة قد ضرب ابْن عون بالسياط لكونه تزوج امرأة عربية.
وقال مكي بْن إِبْرَاهِيم: كنا عند ابْن عون فذكروا بلالا فلعنوه، وقالوا: إنما نذكره لما ارتكبه منك، فَقَالَ: إنما هما كلمتان تخرجان فِي صحيفتي يوم القيامة: لا إله إلا الله، أو لعن الله فلانًا.
وقال بكار بْن محمد: حضرت وفاة ابْن عون فكان حين قُبض موجَّها يذكر الله حَتَّى غرغر، فقالت عمتي: اقرأ عنده " يس " فقرأتها، ومات فِي السَّحَر، وما قدرنا أن نصلّي عَلَيْهِ حَتَّى وضعناه فِي محراب المُصَلّى غَلَبنا الناس عَلَيْهِ. ومات وعليه من الدَّيْن بضعة عشر ألفًا، وأوصى بعد وفاء دَيْنه بخُمْس ماله إِلَى أَبِي يفرّقه فِي أقاربه المحتاجين، ولم أره يشكو فِي علّته.
قَالَ بكار: وكانت ثياب ابْن عون تمسّ ظهر قدميه. [ص:104]
وقال أَبُو قطن: رأيتُ بعض أسنان ابْن عون مشدودة بالذهب.
وقال بكار بْن محمد: كَانَ ابْن عون زوج عمتي أم محمد بنت عبد الله بن مُحَمَّد بن سيرين، وَلَمَّا مات كفنوه في برد ثمنه مائتا درهمً، ولم يخلف درهما إنما خلف دارين، قَالَ: ومات في رجب سنة إحدى وخمسين ومائة.
وفيها ورخه يحيى القطَّان، وأبو نعيم، وجماعة، وما عدا ذَلِكَ وَهْم.
قِيلَ: سنة خمسين ومائة، ومولده سنة ستٍّ وستين، وكان يمكنه السماع من طائفة من الصحابة.
قَالَ ابْن سعد: كَانَ أكبر من سُلَيْمَان التيمي، قَالَ: وكان ثقة كثير الحديث، ورعًا عثمانيًا.
وقال محمود بْن غيلان: ثنا النضر بْن شميل قَالَ: كَانَ رَجُل يلازم ابْن عون فقيل لَهُ: بلغ حديث ابْن عون ألفا؟ قَالَ: أضْعِف، قِيلَ: وألفين، قَالَ: أضعف، قِيلَ: فأربعة آلاف، قَالَ: أضْعِف، قِيلَ: ستة، فسكت الرجل، قَالَ عمر بْن حبيب: سمعت عثمان البتي يقول: ما رأيت عيناي مثل ابْن عون.
وروى عَن ابْن عون أن أمه نادته فَعَلا صوتُه صوتها فخاف فأعتق رقبتين.
وقال ابْن الْمُبَارَك: مَا رأت عيني أحدًا ممن ذُكر لِي إلا رأيته دون مَا ذكر لِي إلا ابْن عون، وحَيْوَة بْن شريح.
وقال يحيى بْن يوسف الزمي: حدثنا أَبُو الأحوص قَالَ: كَانَ يقال لابن عون: سيد القراء فِي زمانه.
قَالَ ابْن المديني: جمع لابن عون مَا لم يُجمع لأحد من أصحابه، ولم يحدّث إلا بعد موت أيوب، كَانَ يمتنع من الحديث، فلما مات يونس بْن عُبَيْد ألحّ عَلَى ابْن عون أصحاب الحديث فسلس وحدّث.
وقال ابْن سعد: أخبرنا بكار بن محمد، قال: حدّثني بعض أصحابنا أن ابْن عون كَانَ لَهُ ناقة يغزو عليها، ويحجّ عليها، وكان بها معجبًا فأمر غلامًا لَهُ يستقي عليها فجاء بها وقد ضربها عَلَى وجهها فسالت عينها عَلَى خدّها فقلنا: إن كَانَ ابْن عون يسيء فاليوم، فلم يلبث أن نزل فلما نظر إِلَى الناقة قَالَ: [ص:105] سبحان الله أفلا غير الوجه، بارك الله فيك أخرج عني، اشهدوا أَنَّهُ حر.
وقال معاذ بْن معاذ: حدّثني غير واحد من أصحاب يونس بْن عُبَيْد أَنَّهُ قَالَ: إني لأَعرف رجلا منذ عشرين سنة يتمنّى أن يسلم لَهُ يوم من أيام ابْن عون فما يقدر عَلَيْهِ.
قَالَ ابْن الْمُبَارَك: مَا رأيت مصلّيًا مثل ابْن عون.
قرأت عَلَى إسحاق بْن أَبِي بكر: أخبركم ابْن خليل، قال: أخبرنا أبو المكارم اللبان، قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: أخبرنا أبو محمد بن حيان، قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن حماد، قال: حدثنا حفص الربالي، قال: أخبرنا معاذ بن معاذ، قال: سَمِعْت هشام بْن حسان يَقُولُ: حدّثني من لم تر عيناي مثله، فَقُلْتُ فِي نفسي: اليوم نستبين فضل الحسن، وابن سيرين، قَالَ: فأشار بيده إِلَى ابْن عون وهو جالس.
وبه قال أبو نعيم: حدثنا ابن خلاد قال: حدثنا الكديمي قال: حدثنا الخريبي قَالَ: دخلت البصرة لألقى ابْن عون فلما صرت إِلَى قناطر بني دارم تلقّاني نعْيه فدخلني مَا اللهُ بِهِ عليم.
قُلْتُ: ترجمته فِي " تاريخ دمشق " عشرون ورقة، ومات سنة إحدى وخمسين عَلَى الصحيح.
وقال ابْن معين: سنة اثنتين.
وقال المقرئ: مات سنة خمسين.(4/101)
139 - عَبْد الله بْن عياش الهَمْدانيُّ المَنْتوف أَبُو الجَرَّاح. [الوفاة: 151 - 160 ه]
وكان أخباريًا علامة، حمل عن الشعبي، وغيره، وكان في صحابة أَبِي جعفر المنصور.
أخذ عَنْهُ الهيثم بْن عديّ، وجماعة.
قَالَ الخطيب: توفي سنة ثمان وخمسين ومائة.
وفيها توفي عوانة بْن الحكم الأخباري. فأما عَبْد الله بْن عياش [ص:106] القِتْبانيُّ المِصْريُّ، ففي الطبقة الآتية.(4/105)
140 - أَبُو جعفر المنصور: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْد الله بْن عباس القرشيُّ الهاشميُّ العباسيُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
أمير المؤمنين، وأمه سلامة البربرية.
ولد فِي سنة خمس وتسعين أو فِي حدودها.
وَرَوَى عَنْ: أبيه، ورأى جده،
وَعَنْهُ: ولده المهدي.
وكان قبل أن يلي الإمامة يقال لَهُ: عَبْد الله الطويل ضرب فِي الآفاق إِلَى الجزيرة، والعراق، وأصبهان وفارس.
قَالَ أَبُو بكر الجعابي: كان المنصور يلقب فِي صغره بمدرك التراب. أتته البيعة بالخلافة بعد موت أخيه السفاح، وهو بمكة بعهد السفاح لما احتضر إِلَيْهِ، فوليها اثنتين وعشرين سنة.
وكان أسمر، طويلا، نحيفًا، مهيبًا، خفيف العارضين، معرق الوجه، رحب الجبهة، يخضّب بالسواد، كأنّ عينيه لسانان ناطقان، تخالطه أُبَّهة المُلْك، بزيّ النُّسّاك، تقبله القلوب، وتتبعه العيون، وكان أقنى الأنف بين القنا.
وقد مر من أخباره فِي الحوادث مَا يدلّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ فحل بني العباس هيبة وشجاعة وحزمًا ورأيًا وجبروتًا، وكان جمّاعًا للمال تاركًا للَّهو واللعب، كامل العقل، جيّد المشاركة فِي العلم والأدب، فقيه النفس، قتل خلقًا كثيرًا حَتَّى استقام ملكه، وكان فِي الجملة يرجع إِلَى عدل، وديانة، وله حظ من صلاة وتديّن، وكان فصيحًا بليغًا مُفَوَّهًا خليقًا للإمارة.
وقد ولي بعض كور فارس فِي شبيبته لعاملها سُلَيْمَان بْن حبيب بْن المهلّب الأزدي، ثُمَّ عزله وضربه ضربا مبرحا لكونه احتجن المال لنفسه، ثُمَّ أغرمه المال، فلما ولي المنصور الخلافة ضرب عنقه.
وكان المنصور يُلقَّب أبا الدوانيق لتدقيقه، ومحاسبته العمال والصُنّاع عَلَى الدوانيق والحبّات، وكان مَعَ هَذَا ربما يعطي العطاء العظيم.
قَالَ أَبُو إسحاق الثعالبي: وعلى شهرة المنصور بالبخل ذكر محمد بْن [ص:107] سلام أَنَّهُ لم يعط خليفة قبل المنصور عشرة آلاف ألف دارت بها الصُّكّاك، وثبتت فِي الدواوين فإنه أعطى فِي يوم واحد كل واحد من عمومته عشرة آلاف ألف درهم.
قُلْتُ: وقد حدّث عَن عطاء بْن أَبِي رباح يسيرًا، وقد خلف يوم مات فِي بيوت الأموال تسع مائة ألف ألف درهم وخمسين ألف ألف درهم.
وَرَوَى يَحْيَى بن غيلان، ثقة، قال: حدثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " مِنَّا السَّفَّاحُ، وَمِنَّا الْمَنْصُورُ ".
وَقَالَ علي بن الجعد، وأبو النضر: حدثنا زهير بن معاوية، قال: حدثنا مَيْسَرَةُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: " مِنَّا السَّفَّاحُ، وَمِنَّا الْمَنْصُورُ، وَمِنَّا الْمَهْدِيُّ ".
فَهَذَا إِسْنَادُهُ صَالِحٌ، وَالَّذِي قَبْلَهُ مُنْكَرٌ وَهُوَ منقطع، ويروى نحوه بإسناد آخر عَنِ الْمِنْهَالِ.
قَالَ أَبُو سهل بْن علي بْن نوبخت: كَانَ جدّنا نوبخت المجوسيّ نهاية فِي التنجيم فسجن بالأهواز: فَقَالَ رأيت أبا جعفر وقد أدخل السجن فرأيت من هيبته وجلالته وحسن وجهه مَا لم أره لأحد، فَقُلْتُ لَهُ: وحق الشمس والقمر إنك لَمِنْ وَلَد صاحب المدينة، قَالَ: لا ولكني من عرب المدينة، قَالَ: فلم أزل أتقرب إِلَيْهِ وأَخدمه حَتَّى سألته عَن كنيته، فَقَالَ: أَبُو جعفر، فَقُلْتُ: وحق المجوسية لتملكنّ، قَالَ: وما يدريك؟ قُلْتُ: هُوَ كَمَا أقول، فاذْكُرْ هَذِهِ البشري، قَالَ: إن قُضي شيء فسيكون، قُلْتُ: قد قضاه الله من السماء، فقدمت دواة فكتب لِي: يَا نوبخت إذا فتح الله ورد الحق إلى أهله لم نغفل عنك وكتب أَبُو جعفر. فلما استخلف صرت أليه فأخرجت الكتاب فَقَالَ: أَنَا لَهُ ذاكر، ولك متوقّع فالحمد لله، فأسلم نوبخت فكان منجّمًا لأبي جعفر، ومولى.
قَالَ إِبْرَاهِيم بْن عبد الصّمد بْن موسى بْن محمد الهاشمي: حدّثني أَبِي، قال: حدثنا أَبِي، عَن أبيه قَالَ: قَالَ لنا المنصور: رأيت كأني في الحرم وكأن رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الكعبة، وبابها مفتوح فنادى مناد: أين عَبْد الله؟ فقام أخي أبو [ص:108] العباس حَتَّى صار عَلَى الدرجة، فأدخل فما لبث أن خرج ومعه قناة عليها لواء أسود قدر أربعة أذرع، ثُمَّ نودي: أين عَبْد الله؟ فقمت إِلَى الدرجة فأصعدت، وَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأبو بكر، وعمر، وبلال فعقد لِي، وأوصاني بأُمَّتِه، وعمَّمني بعمامة، وكان كورها ثلاثة وعشرين، وقال: " خذها إليك أبا الخلفاء إِلَى يوم القيامة ".
وقال الربيع بْن يونس الحاجب: سَمِعْت المنصور يَقُولُ: الخلفاء أربعة: أَبُو بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ، والملوك: معاوية، وعبد الملك، وهشام، وأنا.
قَالَ شباب: أقام الحج للناس أَبُو جعفر سنة ست وثلاثين، وسنة أربعين، وسنة أربع وأربعين، وسنة اثنتين وخمسين، زاد الفسوي: أَنَّهُ حج أيضًا سنة سبع وأربعين ومائة.
قال أبو العيناء: حدثنا الأصمعي أن المنصور صعد المنبر فشرع فِي الخطبة فقام إِلَيْهِ رَجُل فَقَالَ: يَا أمير المؤمنين أذكر من أنت فِي ذكره، فَقَالَ لَهُ: مرحبًا لقد ذكرت جليلا، وخوَّفت عظيمًا، وأعوذ بالله أن أكون ممن إذا قِيلَ لَهُ: اتق الله أخذته العزّة بالإِثم، والموعظة منا بدت، وعنّا خرجت، وأنت يَا قائلها فأحلف بالله مَا الله أردت، أنما أردت أن يقال: قام فَقَالَ فعوقب فصبر، فأهون بها من قائلها، وأهتبلها الله، ويلك إني غفرتها، وإياكم معشر الناس وأمثالها، ثُمَّ عاد إِلَى خطبته، وكأنما يقرأ من كتاب.
وقال الزبير: حدثني مبارك الطبري، سَمِعْت أبا عُبَيْد الله الوزير، سَمِعَ المنصور يَقُولُ: الخليفة لا يصلحه إلا التقوى، والسلطان لا يصلحه إلا الطاعة، والرعيّة لا يصلحها إلا العدل، وأولى الناس بالعفو أقدرهم عَلَى العقوبة، وأنقص الناس عقلا من ظَلَمَ مَن هُوَ دونه. [ص:109]
قَالَ الفريابي محمد بْن يوسف: قَالَ عبّاد بْن كثير لسفيان: قُلْتُ لأبي جعفر: أتؤمن بالله؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: فحدّثني عَن الأموال الَّتِي اصطفيتموها من بني أمية، فَوَالله لئن كانت صارت إليهم ظلما، وغصبا لما رددتموها إِلَى أهلها الَّذِينَ ظُلموا، ولئن كَانَت لَهُم لقد أخذتم مَا لا يحلّ لكم، إذا دُعَيت يوم القيامة بنو أمية بالعدل جاءوا بعمر بْن عَبْد العزيز، فإذا دُعيتم أنتم لم تجيئوا بأحد، فكنْ أنتَ ذَلِكَ الأحد، فقد مضت من خلافتك ست عشرة سنة، وما رأينا خليفة بلغ اثنتين وعشرين سنة، فهبْك تبلغها فما ست سنين؟ قَالَ: يَا أبا عَبْد الله مَا أجد أعوانًا، قُلْتُ: علي عونك بغير مرزئة، أنت تعلم أن أبا أيوب المورياني يريد منك كل عام بيت مال، وأنا أجيئك بمن يعمل بغير رزق، آتيك بالأوزاعي تقلّده كَذَا، وبالثوري تقلّده كَذَا، وأنا بينك وبين الناس أبلّغك عنهم، وأبلّغهم عنك، فَقَالَ: حَتَّى أستكمل بناء بغداد، فأخْرُجُ إِلَى البصرة، وأوجّه إليك.
فَقَالَ لَهُ سفيان الثوري: ولِمَ ذكرتني لَهُ؟ قَالَ: واللهِ مَا أردت إلا النُّصح للأمة، ثُمَّ قَالَ لسفيان: ويل لمن دخل عليهم إذا لم يكن كبير العقل كثير الفهم كيف يكون فتنته عليهم وعلى الأمة.
ويقال: أن عمرو بْن عُبَيْد رأس المعتزلة دخل عَلَى المنصور ووعظه، فبكى المنصور، وقال: يَا أبا عثمان هل من حاجة؟ وكان يدني عمرًا، ويكرمه، ويجلّه قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وما هِيَ؟ قَالَ: لا تبعث إليّ حَتَّى آتيك، قَالَ: إذن لا نلتقي، قَالَ: عَن حاجتي سألتني، ثُمَّ نهض فلما ولّى أمدّه بصره وهو يَقُولُ:
كُلُّكُمْ يَمْشِي رُوَيْد ... كُلُّكُمْ يَطْلُبُ صَيْد
غَيْرَ عمرو بْن عُبَيْد
قَالَ عَبْد السلام بْن حرب: أمر لَهُ بمال فردَّه، فَقَالَ المنصور: والله لتقبلّنه، قَالَ: والله لا أقبله، فَقَالَ لَهُ المهدي: أمير المؤمنين يحلف فتحلف! قَالَ: أمير المؤمنين أقوى على الكفارة من عمك.
أبو خليفة: حدثنا محمد بن سلام قال: قيل للمنصور: هلى بقي من لذات الدنيا شيء لم تنله؟ قَالَ: بقيت خصلة: أن أقعد في مصطبة وحولي أصحاب الحديث فَيَقُولُ المستملي: من ذكرت رحمك الله، قَالَ فغدا عَلَيْهِ [ص:110] النُّدماء وأبناء الوزراء بالمحابر والدفاتر، فَقَالَ: لستم بهم إنما هم الدنية ثيابهم، المشقّقة أرجلهم، الطويلة شعورهم، برد الآفاق، ونقلة الحديث.
الصولي: حدثنا أحمد بْن يحيى، عَن محمد بْن إسماعيل، عَن أبيه قَالَ: قَالَ عَبْد الصمد بْن علي للمنصور: يا أمير المؤمنين لقد هجمت بالعقوبة حَتَّى كأنك لم تسمع بالعفو، قَالَ: لأن بني أمية لم تُبْلَ رمَمُهُم، وآل أَبِي طالب لم تُغْمَد سيوفهم، ونحن بين قوم قد رأونا أمس سوُقة، واليوم خلفاء، فليس تتمهد هيبتنا في صدورهم إلا بنسيان العفو.
وَرُوِيَ أَنَّ هِشَامَ بْنَ عروة دَخَل عَلَى الْمَنْصُورِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اقْضِ عَنِّي دَيْنِي، قَالَ: فَكَمْ دَيْنُكَ؟ قَالَ: مِائَةُ أَلْفٍ، قَالَ: وَأَنْتَ فِي فِقْهِكَ وَفَضْلِكَ تَأْخُذُ مِائَةَ أَلْفٍ لَيْسَ عِنْدَكَ قَضَاؤُهَا! قَالَ: شَبَّ فَتَيَانِ لِي فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُبَوِّئَهُمْ، وَخَشِيتُ أَنْ يَنْتَشِرَ عَلَيَّ مِنْ أَمْرِهِمْ فَبَوَّأْتُهُمْ، وَاتَّخَذْتُ لَهُمُ مَنَازِلَ، وَأَوْلَمْتُ عَنْهُمْ ثِقَةً بِاللَّهِ وَبِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: فَرَدَّدَ عَلَيْهِ: مِائَةَ ألف، استكثارا لَهَا، ثُمَّ قَالَ: قَدْ أَمَرْنَا لَكَ بِعَشَرَةِ آلافٍ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعْطِنِي مَا تُعْطِي، وَأَنْتَ طَيِّبُ النَّفْسِ فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " مَنْ أَعْطَى عَطِيَّةً وَهُوَ بِهَا طَيِّبُ النَّفْسِ بُورِكَ لِلْمُعْطِي وَالْمُعْطَى " قَالَ: فَإِنِّي طَيِّبُ النَّفْسِ بِهَا، فَأَهْوَى هِشَامٌ إِلَى يَدِ الْمَنْصُورِ يقبلها فمنعه، وقال: إِنّا نُكَرِّمُكَ عَنْهَا، وَنُكَرِّمُهَا عَنْ غَيْرِكَ.
وروي عَن الربيع قَالَ: لما مات المنصور دُرْنا فِي الخزائن أَنَا والمهديّ، فرأينا فِي بيت أربع مائة حب مسدودة الرءوس فإذا فيها أكباد ممّلحة أعدّها للحصار.
وذكر الرياشي عَن محمد بْن سلام أن جارية رأت قميصًا للمنصور مرقوعًا فأنكرت ذَلِكَ فَقَالَ: ويحك أما سَمِعْت قول ابْن هرمة:
قد يدرك الشرف الفتى ورداؤه ... خَلِقٌ وجَيْب قميصه مرقوع
وروى عمر بْن شبة، وروى عَن المدائني، وغيره أن المنصور لما احتضر قَالَ: اللهم إِنِّي قد ارتكبت الأمور العظام جراءة مني عليك، وقد [ص:111] أطعتك فِي أحب الأشياء إليك شهادة أن لا إله إلا الله مَنًّا منك لا منا عليك، ومات، وقد كَانَ المنصور رأى منامًا يدل عَلَى قرب الأجل فتهيّأ وسار للحج.
قَالَ هشام بْن عمار: حدثنا الهيثم بن عمران أن المنصور مات بالبطن بمكة.
وقال خليفة، والهيثم، وغيرهما: عاش أربعًا وستين سنة.
وقال الصولي: دُفن مَا بين الحَجُون وبئر ميمون فِي ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ومائة.(4/106)
141 - د ن: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب أَبُو محمد العَلَويُّ المدنيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
رَوَى عَنْ: أبيه، وخاله أَبِي جعفر الباقر،
وَعَنْهُ: ابنه عيسى، وابن الْمُبَارَك، وابن أَبِي فديك، والواقدي، وغيرهم.
قال علي ابن المديني: هُوَ وسط، وقد روي أيضًا عَن عاصم بْن عُبَيْد الله العمري، وعن أمه خديجة بنت زين العابدين، وكان لقبه دافن.
قَالَ بعض الحفّاظ: صالح الحديث، مات بدمشق فِي آخر خلافة المنصور.
وابنه عيسى واه.(4/111)
142 - ق: عَبْد الله بْن المُحَرَّر الحرَّانيُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
قاضي الجزيرة.
عَنْ: الحسن البصري، ونافع، وقتادة،
وَعَنْهُ: بقية، وأبو نعيم، ومحمد بْن حمير، ويحيى البابلتي، وغيرهم. [ص:112]
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: تَرَكَ النَّاسُ حَدِيثَهُ.
وَمِنْ مَنَاكيرهِ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَقَّ عَنْ نَفْسِهِ بَعْدَ النُّبُوَّةِ.(4/111)
143 - ق: عَبْد الله بْن نافع العَدَويُّ [الوفاة: 151 - 160 ه]
مولى ابْن عمر
مدني واهٍ، لَهُ إخوة، ضعّفه ابْن معين، وغيره.
رَوَى عَنْ: أبيه، وعبد الله بْن دينار،
وَعَنْهُ: عَبْد الله بْن نافع الصائغ، وابن أَبِي فديك، وأبو داود الطيالسي، وآخرون.
توفي سنة أربع وخمسين ومائة.(4/112)
144 - عَبْد الله بْن النُّعمان الجَهْضَميُّ الحُدَّانيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عكرمة،
وَعَنْهُ: حفيده علي بن نضر، ونوح بْن قيس، وأبو قتيبة سلم.(4/112)
145 - ت ن: عَبْد الله بْن الوليد بْن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْقِلِ بْنِ مُقَرِّنٍ الْمُزَنِيُّ الكوفيُّ، وقد يقال لَهُ العِجْليُّ [الوفاة: 151 - 160 ه]
لنزوله فيهم.
رَوَى عَنْ: أَبِي جعفر الباقر، وأبي صخرة جامع بْن شداد، وعاصم بْن كليب، وبكير بْن شهاب،
وَعَنْهُ: ابن المبارك، وابن عيينة، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو أَحَمْدَ الزُّبَيْرِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ النسائي.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث.(4/112)
146 - عبد الأعلى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ الْمَدَنِيّ [الوفاة: 151 - 160 ه]
أخو إسحاق.
عَنْ: ابن المنكدر، والزهري، والمطلب بن حنطب، وزيد بن أسلم،
وَعَنْهُ: حاتم بن إسماعيل، وابن وهب، والوليد بن مسلم، ويحيى بن العلاء الرازي، وجماعة. [ص:113]
روى عباس عَن ابْن معين قَالَ: عَبْد الحكيم، وصالح، وعبد الأعلى ثقات إلا أخاهم إسحاق.(4/112)
147 - ت: عبد الجبار بن العباس الشَّبَاميُّ الهَمْدانيُّ الكوفي. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: سلمة بْن كهيل، وعدي بْن ثابت، وعون بْن أَبِي جحيفة، وأبي إسحاق، وعدة،
وَعَنْهُ: إسماعيل بْن محمد بْن جحادة، وابن الْمُبَارَك، وعبيد الله بْن موسى، وسلم بْن قتيبة، وأبو أحمد الزبيري، وجماعة.
وثَّقه أَبُو حاتم.
وقَالَ أَبُو دَاوُد: لَيْسَ بِهِ بأس.
وقال العقيلي، وغيره: لا يُتابَع عَلَى حديثه يُفرْط فِي التشيُّع.
وأما أَبُو نعيم الملائي فَقَالَ: لم يكن بالكوفة أكذب مِنْهُ.(4/113)
148 - د ن: عَبْد الْجَلِيلِ بْن عَطِيَّةَ أَبُو صالح القَيْسيُّ البَصْريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: عَبْد الله بْن بريدة، وشهر بْن حوشب،
وَعَنْهُ: عَبْد الرحمن بْن مهدي، وزيد بْن الحباب، والعقدي، وأبو نعيم.
قَالَ البخاري: ربما يهم.
وقال غيره: صالح الحديث.(4/113)
149 - ق: عَبْد الحكم بْن ذكوان السَّدُوسيُّ [الوفاة: 151 - 160 ه]
بصري مقل.
عَنْ: أَبِي رجاء العطاردي، وشهر بْن حوشب،
وَعَنْهُ: مروان بْن معاوية، وأبو داود، وأبو عمر الحوضي.
ذكره ابْن حبان فِي " الثقات ".(4/113)
150 - عَبْد الحكم القَسْمليُّ البَصْريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أنس، وأبي الصديق الناجي،
وَعَنْهُ: قرة بْن حبيب، وعفان، وجماعة.
قَالَ البخاري: منكر الحديث.
وقال ابْن عدي: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ مِمَّا لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ.(4/114)
151 - عَبْد الحكيم بْن أَبِي فَرْوة [الوفاة: 151 - 160 ه]
هُوَ أخو إسحاق.
وثّقه ابْن معين، وهو مُقِلّ.
قَالَ خليفة: مات سنة ست وخمسين ومائة.(4/114)
152 - م 4: عَبْد الحميد بْن جَعْفَر بْن عَبْد الله بْن الحَكَم بْن رافع الأنصاريُّ المدنيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: أبيه، ونافع، ومحمد بن عمرو بن عطاء، وسعيد المقبري، ويزيد بْن حبيب، وعم أبيه عمر بْن الحكم، وجماعة،
وَعَنْهُ: أَبُو أسامة، ويحيى القطان، وابن وهب، وأبو عاصم، وبكر بْن بكار، والواقدي، وآخرون.
قَالَ النسائي: ليس بِهِ بأس.
وكان الثوري ينقم عَلَيْهِ خروجَه مع محمد بن عَبْد الله، وكان من فقهاء المدينة.
وقال ابْن المديني: سَمِعْت يحيى يَقُولُ: كَانَ سفيان يحمل على عبد الحميد بن جعفر فكلّمته فِيهِ فَقُلْتُ: مَا شأنه؟ ثُمَّ قَالَ يحيى: مَا أدري مَا كَانَ شأنه وشأنه.
وقال عباس: سَمِعْت ابْن معين يَقُولُ: كَانَ يحيى بْن سعيد يضعّف عَبْد الحميد بْن جعفر، فَقُلْتُ لابن معين: فقد روى عَنْهُ! قَالَ: روى عَنْهُ وكان [ص:115] يضعّفه.
وكان يحيى يروي عَن قوم مَا كانوا يساوون عنده شيئًا.
ثُمَّ قَالَ ابْن معين: عَبْد الحميد بْن جعفر ثقة كَانَ يُرمى بالقَدَر.
وقال أَحْمَدُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثلاث وخمسين ومائة.(4/114)
153 - د ن: عَبْد الرحمن بْن بُوذُويةَ الصَّنعانيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: طاوس، ووهب بْن منبه، ومعمر، وهو أصغر مِنْهُ،
وَعَنْهُ: مطرف بْن مازن، وسعد بْن الصلت، وإبراهيم بْن خالد، وعبد الرزاق، وآخرون.
أثنى عَلَيْهِ أحمد بْن حنبل. وروى عَبْد الرزاق عنه عن معمر.(4/115)
154 - د: عَبْد الرحمن بْن حَسَّان أَبُو سعد الكِنَانيُّ، الحِمْصيُّ أو الدِّمشقيُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: رجاء بْن حيوة، والزهري، وعطاء الخراساني،
وَعَنْهُ: ابْن شعيب، والوليد بْن مسلم، وصدقة بْن خالد.
قَالَ الدارقطني: لا بأس بِهِ.(4/115)
155 - د ت ق: عَبْد الرحمن بْن زياد بْن أنعُم الإفريقيُّ أَبُو أيوب الشَّعبانيُّ [الوفاة: 151 - 160 ه]
قاضي إفريقية وعالمها.
رَوَى عَنْ: أبيه، وأبي عبد الرحمن الحبلي، وبكر بن سوادة، وعبد الرحمن بن رافع التنوخي صاحب عَبْد الله بن عَمْرو، وأبي عثمان صاحب أَبِي هريرة، ومسلم بْن سيار، وزياد بْن نعيم، وعدة.
وَعَنْهُ: إسماعيل بْن عياش، وأبو أسامة، وابن وهب، وجعفر بْن عون، ويعلى بْن عُبَيْد، وأبو عَبْد الرحمن المقرئ، وخلق.
وقد وفد عَلَى المنصور الكوفةَ فوعظه وصَدَعَه بالحق، وكان أول مولود وُلد فِي الإسلام بإفريقية فيما قِيلَ. [ص:116]
قال الهيثم بن خارجة: حدثنا إسماعيل بْن عياش قَالَ: ظهر بإفريقية جور، فلما قام السفاح قدم عَبْد الرحمن بْن زياد بْن أنعمُ عَلَى أَبِي جعفر فشكا إِلَيْهِ العمال ببلده، فأقام ببابه شهرًا ثُمَّ دخل عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَا أقدمك؟ قَالَ: ظهر الجور ببلدنا فجئت لأعلمك، فإذا الجور يخرج من دارك، فغضب أَبُو جعفر وهَمّ بِهِ، ثُمَّ أمر بإخراجه.
وعن ابْن إدريس عَن عَبْد الرحمن بْن زياد، قَالَ: أرسل إليّ أَبُو جعفر فقدمت عَلَيْهِ فدخلت، والربيع قائم عَلَى رأسه فاستدناني، فَقَالَ لِي: يَا عَبْد الرحمن كيف مَا مررت بِهِ من العمال؟ قُلْتُ: يَا أمير المؤمنين رأيت أعمالا سيئة، وظلمًا فاشيًا فظننته لبُعْد البلاد منك، فجعلت كلما دنوت منك كَانَ الأمر أعظم، قَالَ: فنكّس رأسه طويلا ثُمَّ قَالَ: كيف لِي بالرجال؟ قُلْتُ: أَفَلَيس عمر بْن عَبْد العزيز كَانَ يَقُولُ: إن الوالي بمنزلة السوق يجلب إليها مَا ينفق فيها فإن كَانَ بَرًّا أتوه ببَرِّهم، وإن كَانَ فاجرًا أتوه بفجورهم، قَالَ: فأطرق طويلا فَقَالَ لِي الربيع، وأومأ إليَّ أن اخرج، فخرجت وما عدت إِلَيْهِ.
وقال محمد بن سعد الجلاب: حدثنا جارود بن يزيد قال: أخبرنا عَبْد الرحمن الإفريقي قَالَ: كنت أطلب العلم مَعَ أَبِي جعفر المنصور قبل الخلافة فأدخلني منزله فقدم إليَّ طعامًا، ومريقة من حبوب ليس فيها لحم، ثُمَّ قدم أليّ زبيبًا ثُمَّ قَالَ: يَا جارية عندك حلوى؟ قالت: لا، قَالَ: ولا التمر؟ قالت: لا، فاستلقى وقرأ " عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ في الأرض فينظر كيف تعلمون "؟، فلما ولي الخلافة دخلتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: بلغني أنك كنتَ تعدّ لبني أمية فكيف رأيت سلطاني من سلطانهم؟ قلت: مَا رأيت فِي سلطانهم من الجور شيئًا إلا رأيته فِي سلطانك، فَقَالَ: إنا لا نجد الأعوان، قُلْتُ: إن السلطان سوق، قَالَ: فسكت.
قال ابْن معين عَن عَبْد الله بْن إدريس: أقدم بعبد الرحمن بْن زياد عَلَى المنصور، وولي قضاء إفريقية لمروان بن محمد.
وقال ابْن معين: هُوَ ضعيف، ولا يسقط حديثه.
وقال أحمد: لا أكتب حديثه، هُوَ منكر الحديث ليس بشيء. [ص:117]
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، وَلا يُحْتَجُّ بِهِ.
وقال أَبُو زرعة: ليس بقوي.
وقال أحمد بْن صالح: هُوَ ممن يُحتج بِهِ.
وقال صالح جزرة: كان رجلا صالحا، وهو منكر الحديث.
وقال الترمذي: رأيت البخاري يقوّي أمره، ويقول: هُوَ مقارب الحديث.
قُلْتُ: وأيضًا فلم يذكره فِي كتاب " الضعفاء " لَهُ.
وقال ابن المديني: سمعت يحيى بن سعيد يَقُولُ: حدّثت هشام بْن عروة بحديث عَن الإفريقي، عَن ابْن عمر فِي الوضوء فَقَالَ: هذا حديث مشرقي، وضعّف يحيى الإفريقي، وقال: قد كنت كتبت عَنْهُ بالكوفة.
وَقَالَ الْفَلاسُ: كَانَ الْقَطَّانُ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ لا يُحَدِّثَانِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن زياد.
يعلى بن عبيد: حدثنا الإفريقي، عن أبي غطيف الْهُذَلِيِّ قَالَ: صَلَّى ابْنُ عُمَرَ الظُّهْرَ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى مَجْلِسٍ لَهُ وَأَنَا مَعَهُ، فَلَمَّا نودي بالعصر توضأ، حتى تَوَضَّأَ لِكُلِّ الصَّلَوَاتِ، ثُمَّ قَالَ: إِنْ كَانَ وُضُوئِي لِصَلاةِ الصُّبْحِ لَكَافٍ مَا لَمْ أُحْدِثْ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: " مَنْ تَوَضَّأَ عَلَى طُهْرٍ كُتِبَ له عشر حسنات " فرغبت في ذلك يا ابن أَخِي.
وَرَوَى عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ الإِفْرِيقِيُّ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَفِيهِ ضَعْفٌ، هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَبِي بَكْر بْن أَبِي مريم.
وقال ابن خراش: متروك الحديث.
قال المقرئ: مات بإفريقية سنة ست وخمسين ومائة، وقد جاوز المائة.(4/115)
156 - عَبْد الرحمن بْن خُضَير الهُنَائيُّ [الوفاة: 151 - 160 ه]
بصري.
عَنْ: أَبِي نجيح المكي، وعمرو بْن دينار،
وَعَنْهُ: يحيى القطان، ووكيع، وعلي بْن عاصم، وخالد بْن الحارث.
صدوق لينه الفلاس.
وقيل: إنه روى عَن طاوس، وأبوه خضير بمعجمتين، وخَطَّأ الأمير من قَالَ: هُوَ ابْن الحصين أو حضين.(4/118)
157 - 4: المسعودي: عَبْد الرحمن بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُتْبَةَ بْن عَبْد الله بْن مسعود الهُذْليّ المَسْعوديُّ الكوفيُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
أحد الأعلام، وهو أخو أَبِي العميس.
رَوَى عَنْ: علقمة بْن مرثد، وسعيد بْن أَبِي بردة، وعلي بْن الأقمر، وزياد بْن علاقة، وعبد الجبار بْن وائل، وعمرو بْن مرة، وعون بْن عَبْد الله، ويزيد الفقير، وأبي بَكْرِ بْن مُحَمَّدِ بْن عَمْرِو بْن حَزْمٍ، وطائفة،
وَعَنْهُ: ابْن الْمُبَارَك، وابن عيينة، وطلق بْن غنام، وعبد الرحمن بْن مهدي، ويزيد بن هارون، وأبو المغيرة الحمصي، وجعفر بْن عون، وأبو داود، وأبو عبد الرحمن المقرئ، وأبو نعيم، وعلي بْن الجعد، وخلق.
وكان رئيسًا نبيلا يداخل الخلفاء.
قَالَ أَبُو نعيم: رأيته في قباء أسود وشاشية، وفي وسطه خنجر، وبين كتفيه بياض " فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ " فتوقف أُناس فِي الأخذ عَنْهُ لِذَلِكَ.
وقال الهيثم بن جميل: رأيته وفي وسطه خنجر وقلنسوة أطول من ذراع مكتوب عليها " محمد يَا منصور ".
وقال أحمد بْن حنبل: ثقة، وسماع أَبِي النضر، وعاصم بْن عليّ، وهؤلاء من المسعودي بعدما اختلط إلا أنهم احتملوا السماع مِنْهُ.
روى عثمان بْن سعيد عَن ابْن معين: ثقة. [ص:119]
وقال ابْن المديني: ثقة.
وقد كَانَ يغلط فيما روى عَن عاصم بْن بهدلة وسلمة.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: ثقة اختلط بأخرة.
وقال النسائي: ليس به بأس.
وعن مسعر قَالَ: مَا أعلم أحدًا أعلم بعلم ابْن مسعود من المسعودي.
وقال أَبُو حاتم: تغّير قبل موته بسنة أو سنتين، وكان أعلم أهل زمانه بحديث ابْن مسعود.
وروى أَبُو داود عَن شعبة قَالَ: هُوَ صدوق.
وقال القطان: رأيته سنة رآه عبد الرحمن فلم أكلمه.
وقال معاذ بْن معاذ: رأيت المسعودي سنة أربع وخمسين يطالع الكتاب يعني أَنَّهُ قد تغّير حفظه.
وقال أَبُو قتيبة: رأيت المسعودي سنة ثلاث وخمسين وكتبت عنه وهو صحيح، ورأيته سنة سبع، والذر يدخل فِي أذنه، وأبو داود يكتب عَنْهُ فَقُلْتُ لَهُ: أتطمع أن تحدّث عَنْهُ وأنا حيّ؟!
قَالَ أَبُو عُبَيْد، وجماعة: توفي المسعودي سنة ستين ومائة.(4/118)
158 - د: عَبْد الرحمن بْن عَجْلان البُرْجُميُّ، أَبُو موسى الكوفيُّ الطَّحَّان. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: إِبْرَاهِيم النخعي،
وَعَنْهُ: سفيان الثوري، ويعلى بْن عُبَيْد، وأبو نعيم، وقبيصة.
قَالَ أَبُو حاتم: مَا بِهِ بأس.(4/119)
• - عَبْد الرحمن بْن عُمر بْن بوذوية، [الوفاة: 151 - 160 ه]
مر منسوبا إِلَى الجد.(4/120)
159 - د: عَبْد الرحمن بْن قيس أَبُو رَوْح العَتَكيُّ البَصْريُّ. [الوفاة: 151 - 160 ه]
عَنْ: يحيى بْن يعمر، وطلحة بْن عُبَيْد الله بْن كريز،
وَعَنْهُ: وهب بْن جرير، وعبد الرحمن بْن مهدي، وغيرهما.
شيخ لا بأس بِهِ.(4/120)
160 - ع: الأوزاعيُّ عَبْد الرحمن بْن عمرو بْن يُحْمَد أَبُو عَمْرو الأوزاعيُّ، [الوفاة: 151 - 160 ه]
إمام أهل الشام وفقيههم، وعالمهم.
كَانَ يسكن بظاهر باب الفراديس بمحلة الأوزاع، ثُمَّ تحول إِلَى بيروت، فرابط إِلَى أن مات بها.
قَالَ ابْن سعد: والأوزاع بطن من همدان، وهو من أنفسهم، قَالَ: وولد سنة ثمان وثمانين، وكان ثقة مأمونًا، فاضلا خيرًّا، كثير العلم والحديث والفقه، حُجَّة.
روى الأوزاعي عَنْ: عطاء بْن أَبِي رباح، والقاسم بْن مخيمرة، ومحمد بْن سيرين حكاية، والزهري، ومحمد بْن علي الباقر، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ، وقتادة، وعمرو بْن شعيب، وربيعة بْن يزيد، وشداد بْن عمار، وعبدة بْن أَبِي لبابة، وبلال بْن سعد، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم التيمي، ويحيى بْن أبي كثير، وعبد الله بن عامر اليحصبي، وخلق.
وَعَنْهُ: الزهري، ويحيى بْن أبي كثير شيخاه، ويونس ين يزيد، وسفيان، وشعبة، ومالك، وسعيد بْن عَبْد العزيز، وابن الْمُبَارَك، والوليد بْن مسلم، والوليد بْن مزيد، وبقية، وابن شابور، ويحيى القطان، والمعافى الموصلي، والفريابي، وأبو المغيرة، وأبو عاصم، وخلائق.
وأصله من سبي السند.
وقال البخاري: لم يكن من الأوزاع بل نزل فيهم. [ص:121]
وقال الهيثم بْن خارجة: سَمِعْت أصحابنا يقولون: ليس هو من الأوزاع، هو ابن عم يحيى بن أَبِي عمرو السيباني لَحًّا، إنما كَانَ ينزل قرية الأوزاع إذا خرجت من باب الفراديس.
وقال ضمرة بْن ربيعة: الأوزاع اسم وقع عَلَى موضع مشهور بربض دمشق سكنه بقايا من قبائل شتى، والأوزاع الفرق، تقول: وزّعته إذا فرّقته.
وقال أَبُو زُرْعة الدمشقي: كَانَ اسم الأوزاعي عَبْد العزيز فغّيره، وأصله سندي نزل فِي الأوزاع.
وكانت صَنْعَتُه الكتابة، والترسّل، ورسائله تؤثر.
وقال ضُمرة: سَمِعْت الأوزاعي يَقُولُ: كنت كالمحتلم فِي خلافة عمر بْن عَبْد العزيز.
قُلْتُ: هَذَا يردّ عَلَى قول من زعم أن مولده سنة ثلاث وتسعين.
وقال الوليد بْن مَزْيَد: وُلد ببعلبك، ونشأ بالبقاع، ثُمَّ نقلته أمّه إِلَى بيروت.
كان يتيما فقيرا حِجْر أمه، عجزت الملوك أن تؤدّب أنفسها، وأولادها أدبه فِي نفسه، مَا سَمِعْت مِنْهُ كلمة فاضلة إلا احتاج مستمعها إِلَى إثباتها عَنْهُ ولا رأيته ضاحكًا حَتَّى يقهقه، ولقد كَانَ إذا أخذ فِي ذكر المعاد أقول: أترى فِي المجلس قلْب لم يبك؟!.
قَالَ محمد بْن عَبْد الرحمن السلمي: رأيت الأوزاعي وكان فوق الرَّبعة خفيف اللحم، بِهِ سُمرة، يخضب بالحِنّاء.
وقال العباس بْن الوليد البيروتي عَن شيوخه: إن الأوزاعي قَالَ: مات أَبِي وأنا صغير فمرّ فلان من العرب فَقَالَ: مَن أنت؟ قُلْتُ: فلان، فَقَالَ: ابْن أخي يرحم الله أباك، فذهب بِي إِلَى بيته فكنت معه حَتَّى بلغت، فألحقني فِي الديوان، وضُرب علينا بعْث إِلَى اليمامة، فلما دخلنا مسجدنا قَالَ لِي رَجُل: رأيت يحيى بْن أَبِي كثير معجَبًا بك يَقُولُ: مَا رأيت فِي هَذَا البعث أهدى من هَذَا الشاب، قَالَ: فجالستُه فكتبت عَنْهُ أربعة عشر كتابًا فاحترقت، رواها محمد بْن أيوب بْن سويد عَن أبيه، وزاد: فقال لِي يحيى: ينبغي لك أن تبادر إِلَى البصرة لعلك تدرك الحسن، وابن سيرين، فانطلقت إليها فوجدت الحسن قد مات، فأخبرنا الأوزاعي أَنَّهُ دخل عَلَى ابْن سيرين فعاده، ثُمَّ مات بعد أيام فما سَمِعَ مِنْهُ. [ص:122]
قَالَ الهِقْل بْن زياد: أجاب الأوزاعي فِي سبعين ألف مسألة أو نحوها.
وكان إسماعيل بْن عياش يَقُولُ: سَمِعْت الناس يقولون فِي سنة أربعين ومائة: الأوزاعي هُوَ اليوم عالم الأمة.
وقال أمية بْن يزيد: هُوَ أرفع عندنا من مكحول، إنه قد جمع العبادة، والعلم، والقول بالحق.
وذكر مسلمة بْن ثابت عَن مالك قَالَ: الأوزاعي إمام يُقتدى بِهِ.
وقال عليّ بْن بكار: سَمِعْت أبا إسحاق الفزاري يَقُولُ: مَا رأيت مثل الأوزاعي والثوري، فأما الأوزاعي فكان رَجُل عامة، وأما الثوري فكان رَجُل خاصة نفسه، ولو خُيِّرْتُ لهذه الأمة لاخترت لها الأوزاعي.
وكذا قَالَ ابْن الْمُبَارَك، وغيره.
قَالَ الخريبي: كَانَ الأوزاعي أفضل أهل زمانه.
وقال الوليد: ما رأيت أكثر اجتهادًا فِي العبادة مِنْهُ.
وقال بشر بْن المنذر: رأيت الأوزاعي كأنه أعمى من الخشوع.
وقال أَبُو مسهر: كَانَ الأوزاعي يُحيى الليل صلاة وقرآنا وبكاء.
وقال ابْن مهدي: إنما الناس فِي زمانهم أربعة: حماد بْن زيد بالبصرة، والثوري بالكوفة، ومالك بالحجاز، والأوزاعي بالشام.
وقال أحمد: الأوزاعي إمام.
وقال إسحاق: إذا اجتمع الثوري، والأوزاعي، ومالك عَلَى أمر فهو سُنَّةٌ.
وروى عمر بْن عَبْد الواحد عَن الأوزاعي قَالَ: دفع إليّ الزُّهْري صحيفة فَقَالَ: اروها عني، ودفع إلي يحيى بن أبي كثير صحيفة فَقَالَ: اروها عنّي.
قَالَ الوليد: قَالَ الأوزاعي: نعمل بها، ولا نحدّث بها.
وقال هشام بْن عمار: سَمِعْت الوليد يَقُولُ: احترقت كتب الأوزاعي زمن الرجفة ثلاثة عشر قنداقا فأتاه رَجُل بنُسَخِها فَقَالَ: يَا أبا عمرو هَذِهِ نسخة كتابك، وإصلاحك بيدك، فما عرض لشيء منها حَتَّى فارق الدُّنْيَا، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: لا نأمن بإصلاح اللحن. [ص:123]
وَقَالَ الْوَليِدُ بْن مَزْيَدٍ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: إذا أراد الله بقوم شرًّا فتح عليهم الجدل، ومنعهم العمل.
قَالَ العباس بْن الوليد: أدركت أهل زمان محمد ولد الأوزاعي، وما كانوا يشكّون أَنَّهُ من الأبدال.
قُلْتُ: عاش محمد بعد أبيه عشرين سنة، وكان عابدًا قانتًا لله، أخذ عَنْهُ أَبُو مسهر.
وقال عمرو بْن أَبِي سلمة: سمعنا الأوزاعي يَقُولُ: رأيت كأن ملكين نزلا فأخذا بضبعي فعرجا بي إِلَى الله تعالى، وأوقفاني بين يديه فَقَالَ: أنت عبدي عَبْد الرحمن الَّذِي تأمر بالمعروف، وتنهى عَن المنكر؟ قَالَ: قلت: بعزّتِك رب أنت أعلم، قَالَ: فرَدَّاني إِلَى الأرض.
وقال محمد بْن كثير: سمعت الأوزاعي يَقُولُ: كنا والتابعون متوافرون يقولون: إن الله تعالى فوق عرشه، ونؤمن بما وردت بِهِ السنة من صفاته.
وقال أَبُو أسامة: رأيت سفيان الثوري، والأوزاعي، ولو خُيِّرْتُ لاخترت الأوزاعي لأنه كَانَ أعلم الرجلين.
وقال صدقة السمين: مَا رأيت أحدًا أحلم، ولا أكمل، ولا أجمل من الأوزاعي.
وقال موسى بْن أعين: قَالَ الأوزاعي: كنا نضحك، ونمزح فلما صرنا يُقتدى بنا خشينا أن لا يسعنا التبسّم.
وقال منصور بْن أبي مزاحم عَن أَبِي عُبَيْد الله كاتب المنصور قَالَ: كَانَت ترد علينا إِلَى المنصور كُتُبٌ من الأوزاعي نتعجّب منها، ونعجز كتابةً عنها، فكانت تُنْسخ فِي دفاتر، وتوضع بين يدي المنصور، فيكثر النظرَ فيها استحسانًا لألفاظها، فَقَالَ لسليمان بْن مجالد، وكان من أحظى كُتَّابه عنده: ينبغي أن تجيب الأوزاعي، قَالَ: مَا أُحسِنُ ذاك، وإن لَهُ نظْمًا فِي الكتب لا أظن أحدًا من جميع الناس يقدر عَلَى إجابته عَنْهُ، وأنا أستعين بألفاظه عَلَى مَن لا يعرفها ممن نكاتبه.
وقال الحكم بن موسى: حدثنا الوليد قال: مَا كنت أحرص عَلَى السماع من الأوزاعي حَتَّى رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي المنام والأوزاعي إِلَى جنبه، [ص:124] فَقُلْتُ: يَا رسول الله عمن أحمل العلم؟ قَالَ: عَن هَذَا وأشار إِلَى الأوزاعي.
عَبْد الحميد بْن بكار، عَن محمد بْن شعيب قَالَ: جلست إِلَى شيخ فِي المسجد فَقَالَ: أَنَا ميت يوم كَذَا وكذا، فلما كَانَ ذَلِكَ اليوم أتيته فإذا هُوَ يتفلّى فِي الصحن، فَقَالَ: مَا أخذتم النعش خذوه قبل أن تُسبقوا إِلَيْهِ، قُلْتُ: مَا تقول رحمك الله؟ قَالَ: هُوَ مَا أقول لك، إِنِّي رأيت طائرًا يقع عَلَى ركن هَذِهِ القبة فسمعته يَقُولُ: فلان قَدَري، وفلان كَذَا، وعثمان بْن أَبِي العاتكة نِعْم الرجل، والأوزاعي خير من يمشي عَلَى الأرض، وأنت ميت يوم كَذَا، قَالَ: فَما جاءت الظُّهْر حَتَّى مات الرجل.
قَالَ الوليد بْن مَزْيَد: كَانَ الأوزاعي من العبادة على شيء لم يُسمع بأحد قوى عَلَيْهِ، مَا أتى عَلَيْهِ زوال قط إلا وهو قائم يصلّي.
وقال مروان بْن محمد: قَالَ الأوزاعي: مَن أطال قيام الليل هوّن الله عَلَيْهِ وقوف يوم القيامة.
ويُذكر عَن الأوزاعي أَنَّهُ حجّ فما اضطجع فِي المحمل أبدا.
وقال إسحاق بن خالد: حدثنا أَبُو مسهر قَالَ: مَا رؤي الأوزاعي باكيًا قط، ولا ضاحكًا حَتَّى تبدو نواجذه، وكان يحيى الليل بكاءً وصلاة.
وأخبرني بعض إخواني من أهل بيروت أن أم الأوزاعي كَانَت تدخل منزل الأوزاعي، وتتفقّد موضع مصلاه فتجده رطبا من دموعه.
وقال محمد ابن الأوزاعي: قَالَ لِي أَبِي: يَا بني لو كنا نقبل من الناس كل مَا يعرضون علينا لأوشك بنا أن نهون عليهم.
وَقَالَ الْوَليِدُ بْن مَزْيَدٍ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: عليك بآثار من سلف، وإنْ رَفَضَك الناسُ، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه لك بالقول؛ فإن الأمر ينجلي وأنت عَلَى طريق مستقيم.
وقال بقية: قال لي الأوزاعي: العلم ما جاء عَنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وما لم يجئ عَن الصحابة فليس بعلم.
وقال الوليد، وبقية عَن الأوزاعي: لا يجتمع حُبّ عليّ وعثمان إلا فِي قلب مؤمن. [ص:125]
وقال الأوزاعي: كتب إليّ قتادة: إنْ كَانَت الدار فرّقت بيننا وبينك، فإن أُلْفَة الإسلام جامعة بين أهلها.
وَقَالَ الْوَليِدُ بْن مَزْيَدٍ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: أتيت بيروت أرابط فلقيت سوداء عند المقابر فَقُلْتُ: أين العمارة؟ قالت: أنت فِي العمارة، وإنْ أردتَ الخرابَ فبين يديك.
قال أحمد بن عبد الواحد: حدثنا محمد بْن كثير، عَن الأوزاعي قَالَ: وقع عندنا ببيروت رجل جراد، وكان عندنا رجل له فضل، فحدث أنه رأى رجلا راكبا، فذكر من عظم الجرادة وعظم الرجل، قَالَ: وعليه خُفّان أحمران وهو يَقُولُ: " الدنيا باطلة وباطل مَا فيها " ويومئ بيده، حيثما أومأ انساب الجراد.
رواها عليّ بْن زيد الفرائضي عَن ابْن كثير، سَمِعَ الأوزاعي أَنَّهُ هُوَ الَّذِي رأى ذَلِكَ.
وقال أَبُو زرعة: أريدَ الأوزاعيُّ عَلَى القضاء من يزيد بْن الوليد فجلس بهم مجلسًا واحدًا وترك.
وعن الأوزاعي قَالَ: مَن أكْثَرَ ذكرَ الموت كفاه اليسير، ومن عرف أن منطقه من عمله قلّ كلامه.
ومن موعظة للأوزاعي يَقُولُ: كانوا بلهو الأمل آمنين، فقد علمتم مَا نزل بساحتهم بياتًا من عقوبة الله، فأصبح كثير منهم فِي ديارهم جاثمين، وأصبح الباقون ينظرون فِي آثار نِقَمِه، وزوال نِعَمِه، ومساكن خاوية فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم، وأصبحتم بعدهم فِي أجل منقوص، ودنيا مقبوضة، فِي زمان قد ولّى عفوُهُ، وذهب رخاؤه، فلم يبق مِنْهُ إلا حمّة شرّ، وصبابة كدر، وأهاويل غير، وعقوبات عبر، وإرسال فتن، وتتابع زلازل، ورذالة خلف بهم ظهر الفساد، فلا تكونوا أشباهًا لمن خدعه الأمل، وغرّه طول الأجل، جعلنا الله وإياكم ممن وعى وانتهى وعقل مثواه فمهّد لنفسه. [ص:126]
وقال عامر بْن يسّاف: سَمِعْت الأوزاعي يَقُولُ: إذا بلغك عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حديث فإياك أن تقول بغيره.
وقال أبو إسحاق، عَن الأوزاعي: كَانَ يقال: خَمْسٌ كَانَ عليها الصحابة والتابعون لَهُم بإحسان: لزوم الجماعة، واتّباع السُّنَّةِ، وعمارة المسجد، والتلاوة، والجهاد.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: من أخذ بنوادر العلماء خرج من الإسلام.
وعن الأوزاعي قَالَ: كنا نتحدث أَنَّهُ مَا ابتدع أحد بدعة إلى سُلِب ورعُه.
وعن عنبسة بْن سعيد أَنَّهُ قَالَ: مَا ابتدع رَجُل إلا غلّ صدره عَلَى المسلمين.
وقال أَبُو توبة الحلبي: سَمِعْت سلمة بْن كلثوم يَقُولُ: كتب أَبُو حنيفة إِلَى الأوزاعي تسعين مسألة فما أجاب منها إلا بمسألتين.
وقال أَبُو إسحاق الفزاري: قَالَ الأوزاعي: إنا لا ننقم عَلَى أَبِي حنيفة أَنَّهُ رأى، كلنا نرى، ولكننا ننقم عَلَيْهِ أَنَّهُ رأى الشيء عَن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فخالفه.
وقال الأوزاعي فيما سمعه مِنْهُ الوليد بْن مزيد: إن المؤمن يَقُولُ قليلا، ويعمل كثيرًا، وإن المنافق يَقُولُ كثيرًا، ويعمل قليلا.
وقال الأوزاعي: سَمِعْت يحيى بْن أبي كثير يقول: العالم من خشي الله، وخشيةُ الله الورع.
قَالَ سَالِمُ بْنُ جنادة: حدثنا أَبُو سَعِيدٍ التَّغْلِبِيُّ قَالَ: لَمَّا خَرَجَ إِبْرَاهِيمُ، وَمُحَمَّدٌ عَلَى الْمَنْصُورِ أَرَادَ أَهْلُ الثُّغُورِ أَنْ يُعِينُوهُ عَلَيْهِمَا فَأَبَوْا ذَلِكَ، فَوَقَعَ فِي يَدِ مَلِكِ الرُّومِ أُلُوفٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَسْرَى، وَكَانَ مَلِكُ الرُّومِ يُحِبُّ أَنْ يُفَادِي بِهِمْ، وَيَأْبَى أَبُو جَعْفَرٍ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ الأَوْزَاعِيُّ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّهَ اسْتَرْعَاكَ هَذِهِ الأُمَّةَ لِتَكُونَ فِيهَا بِاللِّينِ قَائِمًا وَبِنَبِيِّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي خَفْضِ الْجَنَاحِ وَالرَّأْفَةِ مُتَشَبِّهًا، وَأَنَا أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُسَكِّنَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ دَهْمَاءَ هَذِهِ الأُمَّةِ، وَيَرْزُقُهُ رَحْمَتَهَا، فَإِنَّ سَائِخَةَ الْمُشْرِكِينَ وَمَوْطِأَهُمْ حَرِيمُ الْمُسْلِمِينَ، وَاسْتِنْزَالَهُمُ الْعَوَاتِقَ مِنَ الْمَعَاقِلِ لا يَلْقَوْنَ لَهُنَّ نَاصِرًا وَلا عَنْهُنَّ مُدَافِعًا، كاشفات عن رءوسهن وأقدامهن، وكان ذلك من [ص:127] الله بمرأى وبمسمع، فَلْيَتَّقِ اللَّهَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَلْيَسْعَ بِالْمُفَادَاةِ فِيهِمْ مِنَ اللَّهِ سَبِيلا، وَلْيَخْرُجْ مِنْ حُجَّةِ اللَّهِ عَلَيْهِ، فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ لِنَبِيِّهِ: " وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرجال والنساء والولدان " " إلا المستضعفين مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلا "، وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا لَهُمْ يَوْمَئِذٍ فَيْءٌ مَوْقُوفٌ، وَلا ذِمَّةٌ تُؤَدِّي خَرَاجًا إِلا خَاصَّةُ أَمْوَالِهِمْ، وَقَدْ بَلَغَنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: " إِنِّي لأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فِي الصَّلاةِ فَأَتَجَوَّزُ فِيهَا مَخَافَةَ أَنْ تُفْتَنَ أُمُّهُ "، وَكَيْفَ بِتَخْلِيَتِهِمْ فِي أَيْدِي عَدُوِّهِمْ يَمْتَهِنُونَهُمْ وَيَطَئُونَهُمْ، وَأَنْتَ رَاعٍ وَاللَّهُ فَوْقَكَ وَمُسْتَوْفٍ مِنْكَ يَوْمَ تُوضَعُ الْمَوَازِينُ الْقِسْطُ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَلَمَّا وَصَلَ كِتَابُهُ أَمَرَ بِالْفِدَاءِ.
الْوَلِيدُ بْنُ مَزْيَدَ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: وَيْلٌ لِلْمُتَفَقِّهِينَ لِغَيْرِ الْعِبَادَةِ، وَالْمُسْتَحِلِّينَ الحرمات بالشبهاب.
وقال محمد بن خلف بن المرزبان: حدثنا أبو نشيط محمد بن هارون، قال: حدثنا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ: اجْتَمَعَ الثَّوْرِيُّ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَعَبَّادُ بْنُ كثير بمكة فقال سفيان الثوري للأوزاعي: " حدثنا يا أبا عمر حَدِيثَكَ " مَعَ عَبْد اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: نَعَمْ، لَمَّا قَدِمَ الشَّامَ، وَقَتَلَ بَنِي أُمَيَّةَ فجلس يوما على سريره، وعبأ أَصْحَابَهُ أَرْبَعَةَ أَصْنَافٍ: مَعَهُمُ السُّيُوفُ مِسَلَّلَةً صِنْفٌ، ومعهم الجزرة صنف، ومعهم الأعمدة صنف، ومعهم الكافركوب صِنْفٍ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَيَّ فَلَمَّا صِرْتُ بِالْبَابِ أَنْزَلُونِي عَنْ دَابَّتِي، وَأَخَذَ اثْنَانِ بِعَضُدِي، ثُمَّ أَدْخَلُونِي بَيْنَ الصُّفُوفِ حَتَّى أَقَامُونِي مُقَامًا يُسْمِعُ كَلامِي، فَسَلَّمْتُ فَقَالَ لِي: أَنْتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الأَوْزَاعِيُّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ أَصْلَحَ اللَّهُ الأمير، قَالَ: مَا تَقُولُ فِي دِمَاءِ بَنِي أُمَيَّةَ؟ فَسَأَلَنِي مَسْأَلَةَ رَجُلٍ يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَ رَجُلا، فَقُلْتُ: قَدْ كَانَتْ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُمْ عُهُودٌ، [ص:128] فَقَالَ: وَيْحَكَ اجْعَلْنِي وَإِيَّاهُمْ لا عَهْدَ بَيْنَنَا، مَا تَقُولُ فِي دِمَائِهِمْ؟ فَأَجْهَشَتْ نَفْسِي، وَكَرِهْتُ الْقَتْلَ، فَذَكَرْتُ مُقَامِي بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ فَلَفَظْتُهَا، فَقُلْتُ: دِمَاؤُهُمْ عَلَيْكَ حَرَامٌ، فَغَضِبَ وَانْتَفَخَتْ عَيْنَاهُ وَأَوْدَاجُهُ، وَقَالَ: وَيْحَكَ، وَلِمَ ذَاكَ؟ قُلْتُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلا بِإِحْدَى ثَلاثٍ: ثَيِّبٍ زَانٍ، وَنَفْسٍ بِنَفْسٍ، وَتَارِكٍ لِدِينِهِ " قَالَ: وَيْحَكَ أَوَلَيْسَ الأَمْرُ لَنَا دِيَانَةً؟ قلت: كيف ذاك؟ قال: أليس كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أوصى إلى علي؟ قلت: لَوْ أَوْصَى إِلَيْهِ لَمَا حَكَّمَ الْحَكَمَيْنِ، فَسَكَتَ وَقَدِ اجْتَمَعَ غَضَبًا، فَجَعَلْتُ أَتَوَقَّعُ رَأْسِي يَقَعُ بَيْنَ يَدَيَّ، فَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا: أَوْمَأَ أَنْ أَخْرِجُوهُ، فَخَرَجْتُ فَرَكِبْتُ، وَسِرْتُ غَيْرَ بَعِيدٍ فَإِذَا فَارِسٌ فَنَزَلْتُ، وَقُلْتُ: قَدْ بَعَثَ لِيَأْخُذَ رَأْسِي، أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، فَكَبَّرْتُ فَجَاءَ وَأَنَا قَائِمٌ أُصَلِّي فَسَلَّمَ، وَقَالَ: إِنَّ الأَمِيرَ قَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ بِهَذِهِ الدَّنَانِيرِ، قَالَ: فَفَرَّقْتُهَا قَبْلَ أَنْ أَدْخُلَ منزلي.
وقال يعقوب بن شيبة: حدثنا أبو عبد الملك بن الفارسي عبد الرحمن بن عبد العزيز، قال: حدثنا الفريابي، قال: حدثنا الأَوْزَاعِيُّ قَالَ: لَمَّا فَرَغَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ مِنْ قَتْلِ بَنِي أُمَيَّةَ بَعَثَ إِلَيَّ، وكان يومئذ قتل نيفا وسبعين بالكافركوبات فقال: ما تقول في دمائهم؟ فحدت، قال: أجب، قال: وَمَا لَقِيتُ مِثْلَهُ مُفَوَّهًا قَطُّ، فَقُلْتُ: كَانَ لَهُمْ عَلَيْكَ عَهْدٌ، قَالَ: فَاجْعَلْنِي وَإِيَّاهُمْ وَلا عهد، مَا تَقُولُ فِي دِمَائِهِمْ؟ قُلْتُ: حَرَامٌ لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ: " لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ. . . الْحَدِيثَ " قَالَ: وَلِمَ؟ وَيْلَكَ! أَلَيْسَتِ الْخِلافَةُ وَصِيَّةً مِنْ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَاتَلَ عَلَيْهَا عَلِيٌّ بِصِفِّينَ؟ قُلْتُ: لَوْ كَانَتْ وَصِيَّةً مَا رَضِيَ بِالْحَكَمَيْنِ، قَالَ: فَنَكَّسَ ثُمَّ نَكَّسْتُ ثُمَّ قُلْتُ: الْبَوْلُ، فَأَشَارَ بِيَدِهِ أَنِ اذْهَبْ، فَجَعَلْتُ لا أَخْطُو خُطْوَةً إِلا ظَنَنْتُ أَنَّ رَأْسِيَ تَقَعُ عِنْدَهَا.
هَاشِمُ بْنُ مَرْثَدٍ: سمعت أحمد بن الغمر يقول: لما جلت الْمِحْنَةُ الَّتِي نَزَلَتْ بِالأَوْزَاعِيِّ إِذْ نَزَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ حُمَاةَ طَلَبَهُ، قَالَ: فَنَزَلَ عَلِيَّ ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ بِحِمْصَ فَلَمْ يَزَلْ ثَوْرٌ يَتَكَلَّمُ فِي الْقَدَرِ مِنْ بَعْدِ الْعِشَاءِ إِلَى الْفَجْرِ، وَأَنَا سَاكِتٌ ثُمَّ صَلَّيْتُ، وَأَتَيْتُ حُمَاةَ فَأُدْخِلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ: يَا أوزاعي أيعد مقامنا هذا [ص:129] وَمَسِيرَنَا رِبَاطًا؟ فَقُلْتُ: جَاءَتِ الآثَارُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ. . . الْحَدِيثَ ".
وقال عتبة بن حماد القارئ: حدثنا الأَوْزَاعِيُّ قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ فَاشْتَدَّ عَلَيَّ فَأُدْخِلْتُ فَقَالَ: مَا تَقُولُ فِي مَخْرَجِنَا هَذَا وَمَا نَحْنُ فِيهِ؟ فَقُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ قَدْ كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ مَوَدَّةٌ، قَالَ: لِتُخْبِرْنِي، فَفَكَّرْتُ ثم استبسلت لِلْمَوْتِ فَقُلْتُ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَسَاقَ حَدِيثَ " الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ "، قَالَ: وَبِيَدِهِ قَضِيبٌ يَنْكُتُ بِهِ ثُمَّ قَالَ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ مَا تَقُولُ فِي قَتْلِ أَهْلِ هَذَا الْبَيْتِ؟ فَوَرَدَ عَلَيَّ أَمْرٌ عَظِيمٌ فَقُلْتُ: قَدْ كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ دَاوُدَ مَوَدَّةٌ، فَقَالَ: هِيهْ لِتُحَدِّثَنِي، فَقُلْتُ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " لا يَحِلُّ قَتْلَ مُسْلِمٍ إِلا فِي ثَلاثٍ " فَأَطْرَقَ هَوِيًّا، ثُمَّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَنِ الخلافة وصية لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قُلْتُ: لَوْ كَانَ وَصِيَّةً مَا تَرَكَ عَلَيَّ أَحَدًا يَتَقَدَّمُهُ، فَقَالَ: مَا تَقُولُ فِي أَمْوَالِ بَنِي أمية؟ فقلت: إن كانت لهم حلالا فَهِيَ عَلَيْكَ حَرَامٌ، وَإِنْ كَانَتْ عَلَيْهِمْ حَرَامٌ فَهِيَ عَلَيْكَ أَحْرَمُ - أَيْ فَرُدَّهَا إِلَى أَهْلِهَا - ثُمَّ أَمَرَنِي فَأُخْرِجْتُ.
قَالَ عَبْد الوهاب بْن نجدة: حدثنا أَبُو الأسوار محمد بْن عمر التنوخي، قَالَ: كتب أَبُو جعفر إِلَى الأوزاعي: أما بعد فقد جعل أمير المؤمنين فِي عنقك مَا جعل الله لرعيته فِي عنقه فاكتب إِلَيْهِ بما رأيت فِيهِ المصلحة، فكتب إِلَيْهِ: عليك يَا أمير المؤمنين بتقوى الله، وتواضع يرفعك الله يوم يضع المتكبّرين، واعلم أن قرابتك مِنْ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لن تزيد حق الله عليك إلا عظما، ولا طاعته إلا وجوبًا.
وقال يحيى بْن أيوب المقابري: حدثنا الحواري بْن أَبِي الحواري قَالَ: دخل الأوزاعي عَلَى المنصور فلما أراد أن ينصرف استعفى من لبس السواد فأجابه، فسئل الأوزاعي فَقَالَ: لم يُحْرِم فِيهِ مُحْرِم، ولا كُفِّن فِيهِ مَيِّتٌ، ولم تُزَيَّنْ فِيهِ عروس. [ص:130]
قَالَ عَبْد الحميد بْن بكار: سَمِعْت ابْن أَبِي العشرين يَقُولُ: سَمِعْت أمير الساحل يَقُولُ - وقد دفنّا الأوزاعي -: رَحِمك الله أبا عمرو، لقد كنت أخافك أكثر ممن ولاني.
وقال محمد بْن عُبَيْد الطنافسي: كنت جالسًا عند الثوري فجاءه رَجُل فَقَالَ: رأيت كأنّ رَيْحانة من المغرب قُلِعت، قَالَ: إن صَدَقَتْ رؤياك فقد مات الأوزاعي، فكتبوا ذَلِكَ فوجد موته فِي ذَلِكَ اليوم.
قَالَ أحمد بْن عيسى المصري: حدثني خيران بْن العلاء، وكان من خيار أصحاب الأوزاعي قَالَ: دخل الأوزاعي الحمام وكان لصاحب الحمام حاجة فأغلق عَلَيْهِ، وذهب ثُمَّ جاء فوجده ميتًا مستقبل القبلة.
وقال أَبُو مسهر: بلغنا موت الأوزاعي، وأن زوجته أغلقت عَلَيْهِ باب الحمام غير متعمّدة فمات، فأمرها سعيد بْن عَبْد العزيز بعتق رقبة، ولم يخلف إلا ستة دنانير فضلت من عطائه، وكان قد اكتتب فِي ديوان الساحل.
أَبُو فروة يزيد بْن محمد الرهاوي: سَمِعْت أَبِي يَقُولُ: قلت لعيسى بْن يونس: أيمّا أفضل الأوزاعي أو الثوري؟ فَقَالَ لِي: وأين أنت من سفيان؟ قُلْتُ: ذهبت بِهِ العراقية، الأوزاعي وفقهه وفضله وعلمه، فغضب، وقال: أتراني أؤثر عَلَى الحق شيئًا؟! سَمِعْت الأوزاعي يَقُولُ: مَا أخذنا العطاء حَتَّى شهدنا عَلَى عليّ بالنفاق، وتبّرأنا مِنْهُ، وأخذ علينا بذاك العتاق والطلاق وأَيْمان البيعة، قَالَ: فلما عقلت أمري سَأَلْتُ مكحولا، ويحيى بْن أَبِي كثير، وَعَطَاءِ بْن أَبِي رَبَاحٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْن عُبَيْد بْن عمير، فقالوا: ليس عليك شيء إنما أنت مكره، قال: فلم تقر نفسي حَتَّى فارقت نسائي، وأعتقت رقيقي، وخرجت من مالي، وكفرت أَيْماني، فأَخْبِرْني: أَسُفْيان كَانَ يفعل ذَلِكَ؟ سمعها الحاكم من أَبِي علي الحافظ قال: أخبرنا مكحول ببيروت، قال: حدثنا أَبُو فروة.
العباس بْن الوليد بْن مزيد: حدثنا أبو عبد الله بْن فلان، قَالَ: سَمِعْت الأوزاعي يَقُولُ: نترك من قول أهل العراق خمسًا، ومن قول أهل الحجاز خمسًا، فمن قول أهل العراق: شرب المُسْكِر، والأكل عند الفجر فِي رمضان، ولا جمعة إلا فِي سبعة أمصار، وتأخير العصر حَتَّى يصير ظل كل شيء أربعة أمثاله، والفرار يوم الزحف. ومن قول أهل الحجاز: استماع الملاهي، [ص:131] والجمع بين الصلاتين من غير عذر، والمتعة بالنساء، والدرهم بالدرهمين، والدينار بالدينارين مداينة، وإتيان النساء فِي أدبارهن.
قَالَ العباس بْن الوليد: سَمِعْت عقبة بْن علقمة، قَالَ: كَانَ سبب موت الأوزاعي أَنَّهُ خضّب ودخل حمّاما لَهُ فِي منزله، وأدخلت معه امرأته كانونًا فِيهِ فحم ليدفأ، وأغلقت عَلَيْهِ، فهاج الفحم وضعفت نفسه، وعالج الباب ليفتحه فامتنع عَلَيْهِ، فألقى نفسه فوجدناه موسدا ذراعه إلى القبلة.
قال العباس بن الوليد: وحدثنا سالم بْن المنذر، قَالَ: لما سَمِعْت الصيحة بوفاة الأوزاعي خرجت، فأول من رأيت نصرانيًا قد ذرّ عَلَى رأسه الرماد، قَالَ: فلم يزل المسلمون يعرفون ذَلِكَ لَهُ، وخرج فِي جنازته اليهود ناحية، والنصارى ناحية والقبط.
اتفقوا عَلَى وفاة الأوزاعي سنة سبع وخمسين ومائة، زاد بعضهم: فِي صفر - رضي الله عَنْهُ -.
ولقد كَانَ مذهب الأوزاعي ظاهرًا بالأندلس إِلَى حدود العشرين ومائتين، ثُمَّ تناقص، واشتهر مذهب مالك بيحيى بن يحيى الليثي. وكان مذهب الأوزاعي أيضًا مشهورًا بدمشق إِلَى حدود الأربعين وثلاث مائة، وكان القاضي أبو الحسن ابن حذلم لَهُ حلقة بجامع دمشق يشغل فيها لمذهب الأوزاعي.(4/120)