[مقدمات]
تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من الاماثل أو اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها
تصنيف الامام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي المعروف بابن عساكر
(499 - هـ - 571 هـ)
دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع(1/1)
جميع حقوق الطبع إعادة الطبع محفوظة للناشر
الطبعة الاولى
1419 - هـ - 1998 م
دار الفكر
بيروت
لبنان(1/2)
اهداء
إلى مهد الحضارات الانسانية وملتقى الديانات السماوية إلى أبناء العروبة والاسلام إلى أقدام مدينة في التاريخ إلى دمشق أم الشام نهدي انتاجنا(1/3)
كلمة الناشر
بسم الله الرحمن الرحيم تصدير (*) أهمية التاريخ : إذا كان التاريخ سردا لماضي الانسانية وسجلا لمجرى الحوادث الذي يصنعه الابطال والشعوب فإن التاريخ الكبير تاريخ دمشق لمحدث الشام ومؤرخها الحافظ ابن عساكر هو النور الساطع واللؤلؤة المضيئة بين كتب التاريخ
الذي يؤرخ لاعرق مدينة في التاريخ بل إنها جنة الارض ومدينة العلم والفضل والحضارة أم الشام يشد إليها الرحال بما زخرت به من المدارس وحلقات العلم في كل فن وعلم وبما أنجبت من علماء وفرسان أعلام في كل حلبة من حلباتها
لقد دأبت دار الفكر وديدنها منذ تأسيسها بعد أسفار التراث من شتى العلوم والفنون وإخراجها وبسطها للناس للاستفادة من كنزو الاجدئاد واستخلاص العبر منها
ومنذ عشرين عاما وعند اطلاعنا على المجلد الذي حققه الاستاذ الدكتور شكري فيصل من تاريخ دمشق أثار لدينا حلما دفينا وأمنية من أعظم أمانينا فقد كنا نحلم بتحقيق وإخراج هذا الكتاب وفاء منا لهذه المدينة العظيمة الذي كان لها دور مميز في كل عصر من عصور التاريخ
فعرضنا على الدكتور رحمه الله أن نكمل الطريق معا بإحياء هذ الاثر التاريخي النفيس وذلك بتحقيق بقية أجزاء الكتاب الثمانين ولكن الدكتور رحمه الله أشفق علينا وقال : وأنى لنا ذلك؟ والكتاب بحر زخار عميق الغور تغقصر عن جمعه وإنجازه وتحقيقه همم الرجال لعدم اكتمال مخطوطاته في مكان واحد من جهة ولحاجته إلى سيل فياض لتغطية أعبائه المادية ونفقات إخراجه من جهة ثانية وهو بهذا يحتاج لرعاية دولة وليس لدار نشر؟ ولكن كما قال الشاعر العربي : * على قدر أهل العزم تأتي العزائم *
_________
(*) كلمة الناشر هذه هي تعريف بالكتاب ومؤلفه وليست دراسة لهما ولا مقدمة تحقيق(1/5)
وقد استخرنا الله علام الغيوب فشرح صدرنا للتصدي للعمل الضخم فتوكلنا على الله لانجاز هذا التاريخ العظيم ووضعه بين أيدي الناس هنيئا سلسا
فتتبعنا مخطوطاته شرقا وغربا فأتينا بها جاهدين
وكان مما أثار حماسنا أنه أثناء المؤتمر الذي عقد في دمشق بمناسبة مرور 900 سنة على وفاة مصنفه الحافظ المحدث الثقة ابن عساكر ومن المناقشات التي دارت في المؤتمر لمسنا أنه لا أحد مهيؤ لانجاز هذا المشروع الكبير الذي بدأه المجمع العلي العربي بدمشق منذ أربعين عاما ولم ينجزه لاسباب شتى
ومصنف الكتاب الحافظ ابن عساكر سليل أسرة عربية اشتهرت بالعلم والفقه والحديث والقضاء والفتيا
ولد هذا العالم الجليل في دمشق سنة (499) هـ وشب ونما في مناخها الصافي وترعرع في أحضان مدارسها وحلقات الاقراء والحديث الحافلة التي كانت تعقد في مسجد بني أمية وفي منارات أخرى للعلم والحديث والفقه كالمدرسة الغزالية (1) التي كان يتردد عليها ويأخذ عن أرباب العلم الذين كانوا يدرسون فيها فكان لكل ذلك أثر كبير في توجهه نحو العلم ونبوغه فيه
ولكن بعد وفاة أبيه وفي سنة (520) عقد العزم على الرحلة إلى طلب العلم وشأنه في ذلك شأن كل العلماء الذين نبغوا وارتقوا مدارج العلم والمعرفة
فاتجه نحو العراق أولا ففيها من العلماء من يرحل إليه وعاد إلى دمشق بعد سنة قاصدا الحج وفي مكة والمدينة ومنيه سمع ممن لقي من العلماء وحدث بمكة
ثم عاد من مكة ميمما شطر العراق ثانية فأقام في العراق خمس سنين في بغداد وسائر مدن العراق وكانت حافلة بشيوخ العلم كالموصل والرحبة والجزيرة وماردين والكوفة متنقلا بينها شمالا وجنوبا
وقد استمع إلى كبار المحدثين (ذكرهم في معجم شيوخه)
وينهي رحلته العلمية هذه ويعود إلى بغداد ومنها إلى دمشق بعد أن استنفد ما عند علماء بغداد وشيوخها وضمنه صدره وصحائفه
وفي دمشق أخذ يستعد لرحلة جديدة في طلب الحديث ولكن هذه المرة إلى ما وراء بغداد إلى خراسان ففيها من مراكز الحديث والمحدثين ما يشد إليه الرحال أيضا وكان ذلك سنة (529 هـ)
_________
(1) وهي رواية الشيخ نصر المقدسي أصلا وصارت تعرف فيما بعد بالغزالية نسبة إلى الامام الغزالي
(طبقات السبكي 112 ج 3)(1/6)
يقول السمعاني الذي التقاه : دخل نيسابور قبلي بشهر سمعت منه معجمه والمجالسة للدينوري وقد شرع في تصنيف تاريخه تاريخ دمشق
ثم قفل راجعا إلى بغداد ومنها إلى دمشق وكان ذلك سنة (533) ثلاث وثلاثين وخمسمائة
وها هو ذا قد بلغ قمة العلم وتبوأ مرتبة الحفاظ والمحدثين يقول : متى أروي ما سمعت؟ لكنه لا يجرؤ على ذلك قبل أن يأذن له شيوخه فقال له جده يحيى بن علي القرشي : اجلس إلى سارية من هذه السواري حتى نجلس إليك أما أعيان شيوخه ورؤساء البلد فكلهم قالوا له : من أحق بهذا منك؟ قال الحافظ : فجلست في ذلك منذ ثلاث وثلاثين وخمسمائة
وهنا تبدأ حقبة جديدة يمن حياة الحافظ تمتد أربعين عاما ينصرف فيها إلى الجمع والتصنيف والرواية والتأليف والمطالعة والتسميع ويشتهر أمره ويطير ذكره في الافاق فيرحل إليه الطلبة كما رحل هو من قبل إلى شيوخه وتنتهي إليه الرئاسة في الحفظ والاتقان والمعرفة التامة بالحديث متونا وأسانيد ويصبح إمام الحديث في عصره وفارسا في ميدانه
ثم كان دخول نور الدين زنكي إلى دمشق عام (549) وهو قائد الجهاد ضد الصليبيين
وهذه الحقبة من التاريخ نشط فيها العلم والجهاد في آن ورقي خبر ابن عساكر إلى نور الدين يقول الحافظ في خطبة كتابه : ورقي خبر جمعي له (أي لتاريخ دمشق) إلى الملك العادل
وبلغني تشوقه إلى استنجازه والاستتمام فراجعت العمل به راجيا الظفر بالتمام
وقد بنى له نور الدين دارا لتعليم الحديث سميت فيما بعد دار الحديث النورية وهي أول مدرسة أنشئت في الاسلام لتعليم الحديث وتولى التدريس فيها الحافظ ابن عساكر نفسه وابنه ثم بنو عساكر من بعدهما وكان نور الدين يحضر حلقات تدريس له فيها كما كان السلطان صلاح الدين يحضر مجلسه ودروسه أيضا
وقد تخرج من المدرسة النورية هذه وأخذ عن شيوخها كبار العلماء والمؤرخين والمحدثين في القرنين السادس والسابع للهجرة كابن الاثير الجزري والمقدسي والمزي وابن كثير والنووي والذهبي والحسيني وابن تيمية وابن قيم الجوزية وغيرهم
وللحافظ مؤلفات كثيرة في الحديث ومؤلفات وفيرة في الفضائل فضائل الاشخاص(1/7)
وفضائل المدن وفضائل الاعمال وفضائل الشهور والايام وفضل الجهاد وفضل كتابة القرآن وغيرها من الفضائل
كما له المعجم لمن سمع منه أو أجاز له ومعجم الشيوخ من النبلاء
ومن مؤلفاته ووفرتها وتنوعها نجد أن ابن عساكر محدث حافظ ثبت ثقة أولا ومؤرخ ثانيا شأنه في ذلك شأن سائر المؤرخين المسلمين
ولا جرم أن أكبر تأليفه وأكثرها ذيوعا وشمولا كتابه تاريخ دمشق
وأهمية هذا التاريخ لا تكمن في أنه تاريخ لمدينة دمشق أحد أكبر معاقل الحضارة الانسانية والعلوم الاسلامية عبر مختلف العصور فحسب بل إنه موسوعة حديثية وهو من أوسع المصادر في سير الرجال فمنه يمكن استخلاص كتب وأسفار عدة في موضوعات وعلوم وفنون شتى
فالكتاب مرجع لعلماء لاحتوائه على الالاف من الاحاديث النبوية والاثار
والكتاب موسوعة في علم الرجال والجرح والتعديل فهو عندما يترجم للرجال ويذكر سيرهم ويذكر مروياتهم فإنه يبين حالهم وعلى ما هم عليه من ضعف أو توثيق ويصحح أسماءهم إذا اقتضى الحال
ويذكر سنة الوفاة للرجال وهو بهذا يحدد طبقة الاسم المترجم له وفي هذا من الفائدة ما يدركه العاملون في حقل الرجال
وهو عنمد يسرد الخبر خصوصا في الفضائل يسرد جميع الروايات بأسانيدها المتعلقة بالخبر يذكر ذلك وهو أعلم الناس بالاحاديث الضعيفة والموضوعة فكأنه بإيراده السند يخلي مسؤوليته ويدع العهدة في نقل الاخبار على من نقلها وكأنه يريد أن يقول أيضا : إن كتابه لجميع طبقات الناس وإنه يريد أن يكون تاريخه مرآة تعكس حياة الناس ومعتقداتهم ومذاهبهم ونحلهم وآراءهم السياسية والاجتماعية فله النقل والعرض والسرد وللعقل التدقيق والتمحيص
وكأنه هنا يتلقي مع نظرية معاصرة في تدوين التاريخ لا رنولد توينبي التي تزعم " أن المؤرخين أميل إلى توضيح آراء الجماعات التي يعيشون في محيطها منهم إلى تصحيح الاراء "
والكتاب جمع أكبر عدد من رجال الثقافة الاسلامية وأعلام الحضارة العربية خصوصا ذوي الشأن منهم وحتى ترجم لمن كان قبل الاسلام أيضا
والكتاب موسوعة في الادب شعرا ونثرا فضلا عن كون الحافظ ابن عساكر نفسه(1/8)
شاعرا وأديبا وله قصيدة في مدح نور الدين بعد أن رفع عن أهل دمشق المطالبة بالخشب فيها : لما سمحت لاهل الشام بالخشب عوضت مصر بما فيها النشب وإن بذلت لفتح القدس محتسبا للاجر جوزببت خيرا غير محتسب ولست تعذر في ترك الجهاد وقد أصبحت تملك من مصر إلى حلب وكان يختم مجالسه بقطعة من شعره
والحافظ ينقل من مصادر لم تصلنا فتاريخه وسيط بين عصرنا وعصر أسلافه وكثيرا ما ينقل علماء القرنين السادس والسابع عنه كابن الاثير في تاريخه الكامل والمزي في تهذيبه تهذيب الكمال والذهبي في تاريخه تاريخ الاسلام وسير أعلام النبلاء وابن كثير في تاريخه البداية والنهاية
وهو عندما يؤرخ لمدينة دمشق تخصيصا لا يقتصر على الجانب التاريخي بل يتعداه إلى جغرافية المدينة لانه أدرك بحس العالم وحس المؤرخ أنه لا انفصام بين التاريخ والجغرافيا فالجغرافيا هي المسرح التي تحدث عليه وقائع التاريخ وهي من أهم المؤثرات التي تؤثر في الانسان وبالتالي في الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية
كما أن الموقع الجغرافي للمدينة الذي حباها الله به كان له أثر في دورها الحضاري عبر مختلف العصور
وإذا كان تاريخ الطبري يعد أغنى المصادر عن تاريخ الفرس فإن تاريخ ابن عساكر أغنى المصادر عن تاريخ العرب المسلمين من نقطة الانطلاق الاولى وعلى امتداد الرقعة الجغرافية التي وصل إليها الاسلام خصوصا في الحقبات التاريخية التي كانت دمشق عاصمة الحياة العربية ومصدر القرار ومحجة وفود الجماعات والرجالات من الجزيرة والعراق وفارس وما وراء النهرين وأقصى الشرق ومصر وإفريقية وأطراف المحيط كما كانت مركز تجمع ومنطقة حشد وقاعدة عمليات للجيوش التي وصلت شرقا حتى حدود الصين وغربا حتى اجتازت المحيط وعبرت إلى إسبانيا وجنوب أوربة كما العمليات البحرية أيضا جنبا إلى جنب حتى أصبح حوض البحر الابيض المتوسط بسواحله شرقا وغربا بحيرة عربية
أليس من دمشق كانت تنطلق قوات الصوائف والشواتي لسد الثغور والدروب ورد غارات بيزنطة عن حدود الشام؟ ومن دمشق أيضا انطلقت جحافل صلاح الدين لطرد الصليبين وتحرير القدس(1/9)
كما لم تكن دمشق بمعزل عن الحياة والمشاركة فيها في كل العهود
وتاريخ دمشق يقدم مادة غنية للذين يدرسون التاريخ الاندلسي
ألم تنتقل الخلافة الاموية إلى الاندلس؟ كل ذلك يؤكد أن تاريخ دمشق هو تاريخ حضاري للعالم العربي والاسلامي مند ما قبل البعثة النبوية وحتى عصر المؤلف الذي يقف عند سنة 571 (1)
وكأن الحافظ ابن عساكر أراد أن يؤرخ للعالم العربي والاسلامي على امتداد رقعته الجغرافية شرقا وغربا من خلال تلك المشكاة المشعة دمشق الشام فكان بتاريخه الكبير الموسوعي الفذ شيخ المؤرخين ومؤرخ الحفاظ والمحدثين ختاما من عصر الحفاظ ابن عساكر وهو عصر الجهاد وعصر النهضة العلمية ومن خلال موسوعته تاريخ دمشق ندرك كيف استطاعت هذه الامة تخطي محنتها بالصمود وبالقوة الحيوية الكامنة فيها وطرد الصليبيين وتحرير القدس ثالث الحرمين الشريفين ومحرك الاسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى
ومع كل ما بذلناه من جهد وصبر وتحمل لاخراج هذه الموسوعة التاريخية العربية إلى الضوء نشعر بالتقصير وفرحتنا الكبرى تكتمل يوم يكتمل عقد هذا السفر العظيم بأجزائه الثمانين
وجدير بنا أن نردد هنا وبعد تسعة قرون ما قاله الحافظ في خطبة كتابه يوم ألف تاريخه: فمن وقف فيه على تقصير أو خلل أو عثر فيه على تغيير أو زلل فليعذر أخاه متطولا وليصلح ما يحتاج إلى إصلاح متفضلا
ونحن نردد وراءه: وإن تجد عيبا فسد الخللا فجل من لا عيب فيه وعلا اللهم زدنا علما ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
واجعلنا ربنا خيرا مما يظنون واغفر لنا ما لا يعلمون ولا تؤاخذنا بما يقولون وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين
بيروت 10 ذو القعدة 1415 10 نيسان ابريل 1995 الناشر دار الفكر
_________
(1) بينما يقف تاريخ بغداد عند سنة 463(1/10)
مقدمة التحقيق
قال الله تعالى: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونؤمن به ونتوكل عليه والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد رسوله ونبيه أرسله بالهدى وعلى آله وصحبه الذين ازداد بهم الحق إشراقا والخير انتظاما واتساقا
أما بعد
ترجمة ابن عساكر اسمه ومولده وحياته: هو علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين أبو القاسم الدمشقي الشافعي المعروف بابن عساكر
ولد في المحرم في أول الشهر سنة تسع وتسعين وأربعمئة في مدينة دمشق
أخذ العلم والفقه منذ الحداثة بدمشق حيث عاش في بيت جليل وقد كان أبوه الحسن بن هبة الله شيخا صالحا (1) عدلا محبا للعلم مقدرا للعلماء مهتما بأمور الدين والفقه
يقول د. صلاح الدين المنجد في مقدمة المجلدة الاولى من تاريخ ابن عساكر (2) : " كان للبيئة التي نشأ فيها الحافظ ابن عساكر أثر كبير في اتجاهه نحو العلم ونبوغه فيه فقد نبت في بيت قضاء وحديث وفقه وكان ألاف هذا البيت من كبار علماء دمشق
_________
(1) طبقات الشافعية للسبكي: 7 / 70
(2) تاريخ ابن عساكر المجلدة الاولى: ص 11(1/11)
وقضاتها (1) فما أرى ابن عساكر منذ نشأته غير العلماء وما وعى غير العلم
وكان أخوه الاكبر صائن الدين هبة الله (2) بن الحسن فقيها مفتيا محدثا قرأ القرآن بالروايات وتفقه وبرع ورحل فسمع وقرأ الاصول والنحو وتقدم وسمع الكثير وأعاد بالامينية لشيخه أبي الحصن السلمي ودرس وأفتى وكتب الكثير وكان إماما ثقة ثبتا دينا ورعا (3)
سمع أبا القاسم النسيب وأبا طاهر الحنائي وأبا الحسن بن الموازيني وأبا علي بن نبهان وأبا علي بن مهدي وأبا الغنائم المهتدي بالله وأبا طالب الزينبي ولد سنة 488 ومات في شعبان سنة 563
وأما أخوه محمد بن الحسن بن هبة أبو عبد الله كان قاضيا (4) وقد نشر أولاده الستة العلم والحديث (4)
وكانت أمه من بيت القرشي أبوها يحيى بن علي بن عبد العزيز القاضي الفقيه الكبير وكان عالما بالعربية ثقة حلو المحاضرة فصيحا (5)
سمع عبد العزيز الكتاني والحسن بن علي بن البري وحيدرة بن علي وعبد الرزاق بن الفضيل وأبا القاسم بن أبي العلاء وارتحل إلى بغداد فسمع بها وتفقه على أبي بكر الشاشي وبدمشق على القاضي المروزي والفقيه نصر (6)
وقد سمع منه وروى عنه نافلته أبو القاسم بن عساكر
وأما خاله أبو المعالي محمد بن يحيى فقد سمع أبا القاسم بن أبي العلاء والحسن بن أبي الحديد والفقيه نصر المقدسي وأبا محمد بن البري والقاضي الخلعي بمصر وعلي بن عبد الملك الدبيقي بعكا وحضر درس الفقيه نصر وثقه به
_________
(1) أبوه الحسن كان قد صحب نصرا المقدسي وسمع منه انظر طبقات الشافعية للسبكي 7 / 70
(2) انظر ترجمته في طبقات السبكي 7 / 324 سير الاعلام 20 / 496 وفيات الاعيان 2 / 473 فوات الوفيات 4 / 235 النجوم الزاهرة 5 / 380 شذرات الذهب 4 / 210
(3) طبقات الشافعية للسبكي 7 / 325 وسير أعلام 20 / 496
(4) طبقات الشافعية للسبكي 7 / 70
(5) سير الاعلام 20 / 64
(6) سير الاعلام 20 / 63 - 64 طبقات الشافعية للسبكي 7 / 334 - 335(1/12)
ناب عن أبيه في القضاء ثم استقل به وكان نزيها عفيفا صليبا في الحكم (1)
قال عنه السمعاني أنه كان محمودا حسن السيرة شفوقا وقورا حسن المنظر مترددا (2)
روى عنه ابن أخته أبو القاسم بن عساكر
وأما خاله الاخر سلطان بن يحيى زين القضاة أبو المكارم القرشي الدمشقي فقد روى عن أبي القاسم بن أبي العلاء ناب في القضاء عن أبيه ووعظ وأفتى (3)
بدأ بتلقي علومه ودروسه باكرا وهو في سن صغيرة فقد سمعه أخوه الصائن سنة خمس وخمسمئة (4) فقد كان في السادسة من عمره يومذاك فأخذ يسمع باعتناء أبيه وأخيه الصائن فسمع أبا القاسم النسيب وقوام بن زيد وسبيع بن قيراط وأبا طاهر الحنائي وأبا الحسن بن الموازيني (5)
وراح يتردد إلى مجالسهم ويحضر حلقات تدريسهم
يقول د
المنجد في مقدمة المجلدة الاولى (6) : فبيئة هذا شأنها
فقد وجد فيها الحافظ ما ساعده على تفتح ذكائه وإقباله على ما رغب فيه حتى غدا مؤرخ الشام وحافظ العصر
تفقه في حداثته بدمشق على الفقيه أبي الحسن علي بن المسلم بن محمد بن علي السلمي (7) عمدة أهل الشام ومفتيهم وكان قد لازم الغزالي مدة مقامه بدمشق وقد نقل ابن عساكر عن الغزالي قوله في أبي الحسن السلمي: خلفت بالشام شابا إن عاش كان له شأن فكان كما تفرس فيه ودرس بحلقة الغزالي مدة ثم ولي التدريس في المدرسة الامينية (8) في سنة أربع وخمسمئة وهي أول مدرسة للشافعية بنيت في دمشق
_________
(1) سير الاعلام 20 / 138
(2) التحبير 2 / 250
(3) شذرات الذهب 4 / 95
(4) تذكرة الحفاظ 4 / 1328 سير الاعلام 20 / 554
(5) تذكرة الحفاظ 4 / 1328
(6) تاريخ ابن عساكر المجلدة الاولى ص 14
(7) انظر سير الاعلام 20 / 30
(8) الدارس للنعيمي 1 / 134(1/13)
وكان السلمي ثقة ثبتا عالما بالمذاهب والفرائض وكان ابن عساكر يتردد عليه ويحضر دروسه في المدرسة الامينية ويستمع عليه
رحلته الاولى: إلى بغداد: وفي سنة 520 هـ وكان قد بلغ الحادية والعشرين من عمره وكان قد استوفى قسطا مهما من العلم على شيوخه بدمشق وتنوعت معارفه واتجه نحو رواية الحديث حيث جمع من معرفة المتون والاسانيد وحفظ فأتقن وقرأ فتثبت وتعب في ملاحقة المحدثين والعلماء ولم يعد يقنعه ما حصل عليه في حلقات دمشق ومساجدها ومدارسها وعلمائها (1) عزم على طلب المزيد والوقوف على آراء مشاهير العلماء والفقهاء فقرر أن يرحل عن دمشق رغبة في طلب الحديث
يقول د
المنجد في مقدمة المجلدة الاولى (2) : وكانت الرحلة في طلب الحديث والاستماع إلى الشيوخ أرا ذا شأن ولم يتخلف محدث كبير عن الرحلة ليتم علمه ويتلقى الاسانيد العالية
وكانت مراكز العلم منتشرة في طول العالم الاسلامي وعرضه والعلماء والفقهاء منتشرون في كافة الاصقاع ولكن الاشعاع كان ينتشر من مراكز استطاعت أن تستقطب أهل العلم والحديث والرواية واشتهرت فيها حلقات التدريس والنقاش في مراكزها العامة كالمدارس والمساجد وفي مراكزها الخاصة كمقرات إقامة الفقهاء والعلماء والمحدثين
وكانت بغداد جنة الارض ومدينة السلام وقبة الاسلام ومجمع الرافدين وغرة البلاد وعين العراق ودار الخلافة ومجمع المحاسن والطيبات ومعدن الظرائف واللطائف وبها أرباب الغايات في كل فن وآحاد الدهر في كل نوع (3)
ورغم تدني نفوذها السياسي إلى مستوى كبير فقد حافظت على دورها الاستقطابي والمحوري حيث بقيت المركز الاساس الذي يجذب طلبة الحديث
_________
(1) تاريخ دمشق السيرة النبوية قسم 1 المقدمة ص: هـ
(2) المجلدة الاولى من تاريخ دمشق: ص 16
(3) معجم البلدان: بغداد 1 / 461(1/14)
والفقه والعلوم ولم تستطع أي من المراكز الاخرى في مصر ومكة والمدينة وخراسان ونيسابور وأصبهان ومرو وهراة وسرخس وطوس أن تنال من أهمية بغداد ودورها
وقد عرف عن أهل بغداد أنهم أرغب الناس في طلب الحديث وأشدهم حرصا عليه وأكثرهم كتبا له
ويقول الخطيب (1) : وأهل بغداد موصوفون بحسن المعرفة والتثبت في أخذ الحديث وآدابه وشدة الورع في روايته اشتهر ذلك عنهم وعرفوا به
ورحل أبو القاسم بن عساكر إلى بغداد سنة 520 هـ (2) وذهب من بغداد إلى الحج سنة 521 هـ فسمع بمكة ومنى والمدينة وممن سمع بمكة: عبد الله بن محمد المصري الملقب بالغزال بمكة وعبد الخلاق بن عبد الواسع الهروي بمكة وحدث بمكة ومنها قفل عائد إلى بغداد
ولما دخل بغداد أعجب به العراقيون وقالوا: ما رأينا مثله وقال شيخه أبو الفتح المختار بن عبد الحميد: قدم علينا هذا فلم نر مثله (4)
وأقام ببغداد خمسة أعوام يحصل العلم فسمع من هبة الله بن الحصين وعلي بن عبد الواحد الدينوري وقراتكين بن أسعد وأبي غالب بن البناء وهبة الله بن أحمد بن الطبر وأبي الحسن البارع وأحمد بن ملوك الوراق والقاضي أبي بكر (5)
وسمع بالكوفة الشريف أبا البركات عمر بن إبراهيم الزيدي وطوف وجاب العراق ولقي المشايخ ثم عاد إلى بغداد فأقام بها يسمع الحديث (6)
ولزم به التفقه
_________
(1) تاريخ بغداد 1 / 43
(2) اتفقت مصادر ترجمته على أن رحلته الاولى إلى بغداد كانت سنة 520
(3) يقول د
المنجد في مقدمة المجلدة الاولى ص 17: وأقام الحافظ في بغداد سنة واحدة ثم عاد إلى دمشق ولم يلبث أن عاد إليها يريد الحج عن طريقها لكنه لم يدعم قوله بأي حجة وبينة
(4) طبقات الشافعية للسبكي: 7 / 217
(5) سير الاعلام 20 / 555، والمستفاد من ذيل التاريخ بغداد لابن الدمياطي: ص 187
(6) المستفاد من ذيل تاريخ بغداد لابن الدمياطي: ص 187(1/15)
وسماع الدرس بالنظامية وقرأ الخلاف والنحو (1)
وكان ببغداد يسمى شعلة نار من توقده وذكائه وحسن إدراكه لم يجتمع في شيوخه ما اجتمع فيثه (2)
وعلى هذا النحو لازم ابن عساكر بغداد متتبعا العلماء والفقهاء وكبار المحدثين مستمعا إليهم قارئا عليهم مكثرا في ملازمتهم حتى سنة خمس وعشرين وخمسمئة وقد استنفذ ما عند الشيوخ من أحاديث بالغ في طلبها منهم فأتقن حفظها وتلقى متونها وأسانيدها فقرر العودة إلى دمشق وفعلا عاد إلى دمشق سنة 525 هـ ليسمع على شيوخها
رحلته الثانية: إلى بلاد العجم: وبقي أبو القاسم بن عساكر في دمشق مدة ملازما علمائها وفقهائها وكبار محدثيها مكثفا الطلب منهم متعشقا لرواية الحديث عليهم حتى غدا حافظا فهما متقنا بصيرا بهذا الشأن لا يلحق شأوه ولا يشق غباره ولا كان له نظير في زمانه وهو بعد شاب في مقتبل العمر وبقي إلى سنة تسع وعشرين وخمسمئة حيث عزم على التوجه إلى مراكز ازدهر فيها علم الحديث وانتشر فيها الفقهاء والعلماء والمحدثون فكانت رحلته نحو الشرق نحو بلاد العجم فارتحل إليها وطاف في مراكزها ومدنها وبالغ في طلب الحديث فيها على كبار شيوخها ومحدثيها فسمع بأصبهان ونيسابور ومرو وتبريز وميهنة وبيهق وخسروجرد وبسطام ودامغان والري وزنجان وهمذان وأسداباذ وجي وهراة وبون وبغ وبوشنج وسرخس ونوقان وسمنان وأبهر ومرند وخوي وجرباذقان ومشكان وروذراور وحلوان وأرجيش (3)
وكان توجهه إلى بلاد خراسان على طريق أذربيجان والتقى بنيسابور بالسمعاني وفيه يقول: أبو القاسم كثير العلم غزير الفضل حافظ متقن دين خير حسن السمت
_________
(1) مفتاح السعادة لبطاش كبرى زاده 2 / 318، وابن الدمياطي: ص 187، وطبقات الشافعية للسبكي: 7 / 217
(2) طبقات الشافعية للسبكي: 7 / 218
(3) طبقات الشافعية للسبكي 7 / 216(1/16)
جمع بين معرفة المتون والاسانيد صحيح القراءة متثبت محتاط
إلى أن قال: جمع ما لم يجمعه غيره وأربى على أقرانه دخل نيسابور قبلي بشهر سمعت منه وسمع مني
وكان قد شرع في التاريخ الكبير لدمشق ثم كانت كتبه تصل إلى وأنفد جوابها (1)
وسمع بنيسابور أبا عبد الله الفراوي ولازمه فترة وفي ذلك يقول الفراوي: قدم ابن عساكر فقرأ علي ثلاثة فأكثر وأضجرني وآليت على نفسي أن أغلق بابي فلما أصبحنا قدم علي شخض فقال: أنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: مرحبا بك فقال قال لي في النوم: امض إلى الفراوي وقل له: قدم بلدكم رجل شامي أسمر اللون يطلب حديثي فلا تمل منه (2)
قال القزويني: فوالله ما كان الفراوي يقوم حتى يقوم الحافظ
ولم تقتصر رحلته وطوافه في بلاد خراسان على الدرس والتلقي والسماع إنما حدث في أصبهان ونيسابور وسمع منه جماعة من الحفاظ ممن هو أسن منه (3)
ودامت رحلته في بلاد العجم أربع سنوات (4) قضاها في ملازمة العلماء والفقهاء والمحدثين متتبعا الحديث معتنيا بطرقه ورواته ورواياته وأسانيده فتعب في جمعه وبالغ في طلبه حتى أنه جمع ما لم يجمعه أحد
وعاد إلى بغداد ومنها قفل إلى دمشق ويلخص أبو القاسم مشواره مع طلبه الحثيث للحديث بقوله: وأنا الذي سافرت في طلب الهدى سفرين بين فدافد وتنائف وأنا الذي طوفت غير مدينة من أصبهان إلى حدود الطائف والشرق قد عاينت أكثر منه بعد العراق وشامنا المتعارف وجمعت في الاسفار كل نفيسة ولقيت كل مخالف وموالف (5)
_________
(1) سير الاعلام: 20 / 567، تذكرة الحفاظ: 4 / 1330
(2) تذكرة الحفاظ: 4 / 13340، وتذكرة الحفاظ للسبكي: 7 / 219
(3) معجم الادباء: 13 / 76
(4) المجلدة الاولى من تاريخ دمشق المقدمة للدكتور المنجد: ص 22
(5) الابيات في كتابه تبيين كذب المفتري: ص 431(1/17)
هاتان الرحلتان إلى بلاد العجم وخراسان ومراكزها العلمية الكبيرة وإلى العراق وبلاد الحجاز سمحتا له بلقاء كبار الشيوخ وأعيان العلماء والفقهاء والمحدثين حيث سعى في التحصيل عليهم والافادة منهم فحفظ وكتب الكثير وقد التقى بأكثر من ألف وثلاثمائة شيخ ومن النساء بضع وثمانين امرأة (1)
يقول الذهبي في سير الاعلام (2) : وعدد شيوخه في معجمه ألف وثلاثمائة شيخ بالسماع وستة وأربعون شيخا أنشدوه وعن مئتين وتسعين شيخا بالاجازة الكل في معجمه وبضع وثمانون امرأة لهن معجم صغير سمعناه
عودته إلى دمشق: مرحلة جديدة: كان ابن أربع وثلاثين سنة لما عاد إلى دمشق وقرر الاستقرار فيها وذلك بعد أن حقق قدرا عاليا من بناء شخصيته العلمية والفقهية وبعد أن ذاع صيته وانتشرت أخباره وتناقل العلماء أخبار فطنته وسعة حفظه وإتقانه وتردد اسمه في مختلف الافاق
قال أبو المواهب (2) : لم أر مثله ولا من اجتمع فيه ما اجتمع فيه من لزوم طريقة واحدة مدة أربعين سنة من لزوم الصلوات في الصف الاول إلا من عذر والاعتكاف في شهر رمضان وعشر ذي الحجة وعدم التطلع إلى تحصيل الاملاك وبناء الدور قد أسقط ذلك عن نفسه وأعرض عن طلب المناصب من الامامة والخطابة وأباها بعد أن عرضت عليه وأخذ نفسه بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر لا تأخذه في الله لومة لائم
قال لي: لما عزمت على التحديث والله المطلع أني ما حملني على ذلك حب الرياسة والتقدم بل قلت: متى أروي كل ما سمعت؟ وأي فائدة من كوني أخلفه صحائف؟ فاستخرت الله واستأذنت أعيان شيوخي ورؤساء البلد وطفت عليهم فكلهم قالوا: من أحق بهذا منك؟ فشرعت منذ ثلاث وثلاثين وخمسمئة
_________
(1) معجم الادباء: 13 / 76، وتذكرة الحفاظ: 4 / 1328
(2) سير الاعلام النبلاء: 20 / 556
(3) تذكرة الحفاظ: 4 / 1332(1/18)
هذه المرحلة في حياة ابن عساكر هي الاكثر سعة ورحابة وقد امتدت على مدى عمره وفيها انتهت إليه رياسة المذهب وبات - كما يقول عنه ابن النجار: إمام المحدثين في وقته ومن انتهت إليه الرياسة في الحفظ والاتقان والمعرفة التامة بعلم الحديث والثقة والنبل وحسن التصنيف والتجويد وأخذ بعدما ملاته الثقة والاعتزاز بما حمله وحفظه أخذ يملي ويحدث ويصنف حيث كان بارعا في معرفة الحديث ومعرفة رجاله وهذا ما جعله ينصرف بكليته الى الالتزام بما قرره من التحديث والرواية
فانتهت إليه الرياسة كما أشرنا الى ذلك قريبا
يقول ولده بهاء الدين الحافظ أبو محمد القاسم: قال لي أبي: لما حملت بي أمي رأت في منامها قائلا يقول لها: تلدين غلاما يكون له شأن
فإن الله تعالى يبارك لك والمسلمين فيه
وصدقت اليقظة منامها ونبهه السعد فأسهره الليالي في طلب العلم وغيره سهرها في الشهوات أو نامها وكان له الشأن العظيم والشأو الذي يجل عن التعظيم
ثم انصرف إلى جمع والتصنيف والرواية والتأليف وهذا يتطلب إلى جانب التزامه بالقيام بواجباته العبادية تخليا عن العمل لتحصيل الأملاك والمنافع وبناء الدور إلى المواظبة على طاعة الله وعدم التطلع إلى أسباب الدنيا وإعراضه عن المناصب الدينية كالإمامة والخطابة بعد أن عرضتا عليه وانكب على التصنيف فصنف التصانيف المفيدة وخرج التخاريج وكان حسن الكلام على الاحاديث محظوظا في الجمع والتأليف
آثاره ومؤلفاته: 1 - إتحاف الزائر
2 - الاجتهاد في إقامة فرض الجهاد وهو أربعون حديثا
_________
(1) الطبقات الكبرى للشافعية للسبكي: 7 / 218، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد لابن الدمياطي: ص 186
(2) طبقات الشافعية للسبكي: 7 / 218، وسير أعلام 20 / 562
(3) طبقات الشافعية للسبكي: 7 / 218، تذكرة الحفاظ: 4 / 1332
(4) وفيات الاعلام: 3 / 310(1/19)
3 - أربعون البلدان
4 - أربعون حديثا من أربعين شيخا من أربعين مدينة
5 - الاربعون الطوال في ثلاثة أجزاء
6 - أربعون المساواة
7 - اربعون المصافحات
8 - الاحاديث الخماسيات واخبار ابن أبي الدنيا
9 - الاحاديث المتخيرة في فضائل العشرة في جزءين
10 - أخبار ابي عمرو الاوزاعي (وفضائله عن معجم الادباء)
11 - الاشراف على معرفة الاطراف في الحديث أربعة مجلدات
12 - أمالي في الحديث
13 - التاريخ الكبير لدمشق مشهور في مجلدات (وهو كتابنا)
14 - تاريخ المزة
15 - التالي لحديث مالك العالي (19 جزءا)
16 - تبيان الوهم والتخليط الواقع في حديث الاطيط
17 - تبيين الامتان بالامر بالختان
18 - تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى أبي الحسن الاشعري
19 - ثواب الصبر على المصاب بالولد
20 - جزء حديث الهبوط
21 - جزء كفر سوسية (أحاديث جماعة من كفر سوسية)
22 - الزهادة في بذل الشهادة في مجلد
23 - سباعيات في الحديث
24 - عوالي شعبة في مجلد (إجابة السؤال في أحاديث شعبة)
25 - عوالي الثوري في مجلد
26 - عوالي مالك في الحديث خمسين جزءا
27 - غرائب مالك عشرة أجزاء
28 - فضل أصحاب الحديث
29 - فضل الجمرتين(1/20)
30 - فضل الربوة
31 - فضل عسقلان
32 - فضل مقام إبراهيم
33 - القول في جملة الاسانيد في حديث المؤيد
34 - كتاب الاعتزاز بالهجرة - إعزاز بالهجرة (إعزاز الهجرة عند إعواز النصرة
سير الاعلام)
35 - كتاب السداسيات
36 - كتاب طرق حديث عبد الله بن عمر
37 - كتاب فضل مكة
38 - كتاب فضل المدينة لا 39 - كتاب فضل قريش والانصار والاشعريين وذم الرافضة
41 - كتاب ذم قرناء السوء
42 - كتاب ذم من لا يعمل بعلمه
43 - كتاب أحاديث أهل صنعاء الشام
44 - كتاب أحاديث أبي الاشعث الصنعاني
45 - كتاب حنش والمطعم وحفص الصنعانيين
46 - كتاب يوم المزيد
47 - كتاب الخضاب
48 - كتاب المسلسلات
49 - كتاب المعجم لمن سمع منه وأجاز له
50 - فضل الكرام على أهل الحرم
51 - كتاب أخبار أبي محمد سعيد بن عبد العزيز وعواليه
52 - كتاب في الصفات
53 - كتاب طرق قبض العلم
54 - كتاب فضائل الصديق
55 - كتاب ما وقع للاوزاعي في العوالي جزء
56 - كتاب الأبدال لم يتم(1/21)
57 - كتاب العزلة
58 - كتاب كشف المغطى في فضل الموطا
59 - كتاب حديث أهل قرية الحميريين وقبيبات
60 - كتاب حديث أهل فذايا وبيت أرانس وبيت قوفا
61 - حديث أهل قرية البلاط
62 - كتاب حديث سلمة بن علي الحسني البلاطي
63 - كتاب حديث يسرة بن صفوان وابنه وابن ابنه
64 - كتاب حديث سعد بن عبادة
65 - كتاب حديث أهل رندين وجبرين
66 - كتاب حديث أهل بيت سواي
67 - كتاب حديث رومة ومسرابا والقصر
68 - كتاب حديث جماعة من أهل حرستا
69 - كتاب حديث أهل كفربطنا
70 - كتاب حديث أهل دقانيا وحجراء وعين توما وجديا وطرميس
71 - كتاب حديث جماعة من أهل جوير
72 - كتاب حديث يحيى بن حمزة البتلهي وعواليه
73 - كتاب مجموع حديث محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي البتلهي
74 - كتاب حديث أبي بكر بن محمد بن رزق الله المنيني
75 - كتاب مجموع أحاديث جماعة من أهل بعلبك
76 - كتاب تكميل الانصاف والعدل بتعجيل الاسعاف بالعزل
77 - كتاب الملتمس من عوالي مالك بن أنس 31 جزءا
78 - كتاب رفع التخليط عن حديث الاطيط
79 - كتاب ذكر البيان في فضائل كتابة القرآن
80 - كتاب دفع التثريب على من فسر معنى التثريب
81 - كتاب حلول المحنة بحصول الابنة
82 - كتاب الجواهر واللآلئ في الابدال العوالي
83 - كتاب الجواهر المبسوط لما ذكر حديث الهبوط(1/22)
84 - كتاب مسلسل العيدين
85 - كتاب الإنذار بحدوث الزلازل
86 - كتاب ترتيب الصحابة في مسند أبي يعلي
87 - مسند أبي حنيفة
88 - مسند أهل داريا
89 - مسند مكحول
90 - معجم الصحابة
91 - ترتيب الصحابة في مسند أحمد
92 - معجم النسوان (كتاب من سمع منه من النسوان)
93 - مناقب الشبان خمسة عشر جزءا
94 - من وافقت كنيته كنية زوجته في مجلد
95 - الموافقات على الائمة الثلاثة الثقات في الحديث في ستة مجلدات (كتاب الموافقات على شيوخ الائمة الثقات 72 جزء)
96 - تشريف يوم الجمعة 7 أجزاء 97 - تقوية السنة على إنشاء دور السنة
98 - الاقتداء بالصادق في حفر الخندق
99 - المستفيد في الاحاديث السباعية الاسانيد
100 - مجموع الرغائب مما وقع من حديث مالك الغرائب (10 أجزاء)
101 - مجعم أسماء القرى والامصار
102 - معجم الشيوخ النبلاء (النبل)
103 - معنى قول عثمان: ما تعنيت ولا تمنيت
104 - المقالة الفاضحة للرسالة الواضحة
105 - من لا يكون مؤتمنا لا يكون مؤذنا
106 - هذا الجهد أمضى أبو القاسم طيلة حياته في بذله حيث اشتهر اسمه في الارض(1/23)
ولم يكن له نظير في زمانه من حيث سعة علمه ودأبه على العمل
ولم يزل طول عمره مواظبا على صلاة الجماعة ملازما لقراءة القران مكثرا من النوافل والاذكار والتسبيح أناء الليل وأطراف النهار وكان يختم كل جمعة ولم ير إلا في اشتغال يحاسب نفسه على ساعة تذهب في غير طاعة (1)
وبقي منكبا على التأليف والتصنيف والتدريس وكان الملك العادل محمود بن زنكي نور الدين قد بنى له دار الحديث النورية فدرس بها إلى حين وفاته غير وفاته ملتفت إلى غيرها ولا متطلع إلى زخرف الدنيا ولا ناظر إلى محاسن دمشق ونزهها بل لم يزل مواظبا على خدمة السنة والتعبد باختلاف أنواعه: صلاة وصياما واعتكافا وصدقة ونشر علم وتشييع جنائز وصلات رحم إلى حين قبض (2)
توفي في رجب سنة احدى وسبعين وخمسمئة ليلة الاثنين حادي عشر الشهر وصلى عليه القطب النيسابوري وحضره صلاح الدين ودفن عند أبيه بمقبرة باب الصغير (3)
قال العماد (4) : وكان الغيث قد احتبس في هذه السنة فدر وسح عند ارتفاع نعشه فكأن السماء بكت عليه بدمع وبله وطشه
وقال الحسين بن عبد الله بن رواحة يرثي أبا القاسم بن عساكر (5) : ذرا السعي في نيل العلى والفضائل * مضى من إليه كان شد الرواحل وقولا لساري البرق إني نعيته * بنار أسى أو دمع سحب هو اطل وما كان إلا البحر غار ومن يرد * سواحله لم يلق غير جداول وهبكم رويتم علمه عن رواته * وليس عوالي صحبه بنوازل فقد فاتكم نور الهدى بوفاته * وعز التقى منه ونجح الوسائل خلت سنة المختار من ذب ناصر * فأقرب ما نخشاه بدعة خاذل
_________
(1) طبقات الشافعية للسبكي: 7 / 217، وسير اعلام: 20 / 562
(2) طبقات الشافعية للسبكي: 7 / 233
(3) سير الاعلام: 20 / 570، طبقات السبكي: 7 / 233، وفيات الاعيان 3 / 311، معجم الادباء: 13 / 75
(4) معجم الادباء: 13 / 75
(5) القصيدة في مجعم الادباء: 10 / 48 - 55
في ترجمة الحسين بن عبد الله بن رواحة وبعضها في سير الاعلام: 20 / 568(1/24)
نحا للإمام الشافعي مقالة * فأصبح شافي عي كل مجادل وسد من التجسيم باب ضلالة * ورد من التشبيه شبهة باطل مكانة أبي القاسم بن عساكر وما قيل فيه: يقول السبكي (1) : هو الشيخ الامام: ناصر السنة وخادمها وقامع جند الشيطان بعساكر اجتهاده وهادمها إمام اهل الحديث في زمانه وختام الجهابذة الحفاظ ولا ينكر احد منه مكانة مكانه محط رحال الطالبين وموئل ذوي المهم من الراغبين الواحد الذي أجمعت عليه الامة والبحر الذي لا ساحل له
ويقول ابن خلكان (2) : كان محدث الشام في وقته ومن اعيان الفقهاء الشافعية غلب عليه الحديث فاشتهر به وبالغ في طلبه إلى أن جمع منه ما لم يتفق لغيره
قال سعد الخير: ما رأيت في سن ابن عساكر مثله (3)
قال القاسم بن عساكر: سمعت التاج المسعودي يقول: سمعت أبا العلاء الهمذاني يقول لرجل استأذنه في الرحلة قال: إن عرفت أحدا أفضل مني حينئذ آذن لك ان تسافر إليه إلا ان تسافر الى ابن عساكر فإنه حافط كما يحب (4)
وقال شيخه الخطيب أبو الفضل الطوسي: ما نعرف من يستحق هذا القلب سواه - يعني لفظة الحافظ
ومن ألقابه: ثقة الدولة وصدر الحفاظ وناصر السنة وجمال السنة والثقة
وجميعها تؤكد مكانته وعلمه وثقة العلماء والناس بحديثه وروايته
أما لقبه: " ابن عساكر " فيقول السبكي (5) : ولا نعلم أحدا من جدوده يسمى عساكر وإنما هو اشتهر بذلك يقول الذهبي في السير (6) : فعساكر لا أدري لقب من هو
_________
(1) طبقات الشافعية: 7 / 216
(2) وفيات الاعيان: 3 / 309
(3) تذكرة الحفاظ: 4 / 1331
(4) تذكرة الحفاظ: 4 / 1331، طبقات السبكي: 7 / 218
(5) طبقات السبكي: 7 / 215
(6) سير الاعلام: 20 / 555(1/25)
من أجداده أو لعله اسم لاحدهم
وأول من أثبت هذا اللقب ابن الجوزي (1) قال: علي بن الحسن بن هبة الله أبو القاسم الدمشقي المعروف بابن عساكر
وقال فيه الشيخ النووي: هو حافظ الشام بل هو حافظ الدنيا الامام مطلقا الثقة الثبت (2)
وقال ابن الدبيثي (3) : أحد من اشتهر ذكره وشاع علمه وعرف حفظه وإتقانه
وقال: أبو القاسم ختم به هذا الشأن ولم يخلف بعده في الحديث مثله ولا أرى مثل نفسه في معرفة الحديث ومعرفة رجاله
وقال الذهبي في السير (4) : وبلغنا أن الحافظ عبد الغني المقدسي بعد موت ابن عساكر نفذ من استعار له شيئا من تاريخ دمشق فلما طالعه انبهر لسعة حفظ ابن عساكر ويقال: ندم على تفويت السماع منه فقد كان بين ابن عساكر وبين المقادسة واقع رحم الله الجميع
شعره: وللحافظ أبي القاسم بن عساكر شعر كثير قلما أملى مجلسا إلا ختمه بشئ من شعره
ومن أبيات بعثها إلى أبي سعد بن السمعاني يعاتبه على كتاب كان أبو سعد قد بعثه إليه: ما كنت أحسب أن حاجاتي إلي * - ك وإن نأت داري مضاعه أنسيت ثدي مودتي * بيني وبينك وارتضاعه ولقد عهدتك في الوقا * ءأخا تميم لا قضاعة (5)
_________
(1) المنتظم ط بيروت: 18 / 224
(2) طبقات السبكي: 7 / 219
(3) ذيل تاريخ بغداد: 15 / 301
(4) سير الاعلام: 20 / 568
(5) طبقات السبكي: 7 / 222(1/26)
ومن شعره (1) : ألا إن الحديث أجل علم * وأشرفه الاحاديث العوالي وأنفع كل نوع منه عندي * وأحسنه الفوائد والامالي فإنك لن ترى للعلم شيئا * تحققه كأفواه الرجال فكن يا صاح ذا حرص عليه * وخذه عن الشيوخ بلا ملال ولا تأخذه من صحف فترمى * من التصحيف بالداء العضال ومن شعر الحافظ أبي القاسم بن عساكر أيضا (2) : أيا نفس ويحك جاء المشيب * فماذا التصابي وماذا الغزل تولى شبابي كأن لم يكن * وجاء مشيبي كأن لم يزل كأني بنفسي على غرة * وخطب المنون بها قد نزل فياليت شعري ممن أكون * وما قدر الله لي بالأزل قال السمعاني: وأنشدني لنفسه ببغداد (3) : وصاحب خان ما استودعته وأتى * ما لا يليق بأرباب الديانات وأظهر السر مختار بلا سبب * وذاك والله من أوفى الجنايات أما أتاه عن المختار في خبر * أن المجالس تغشى بالامانات قال السمعاني: وأنشدني لنفسه بنيسابور (4) : لا قدس الله نيسابور من بلد * ما فيه من صاحب يسلي ولا سكن لولا الجحيم الذي في القلب من حرق * لفرقة الأهل والأحباب والوطن يا قوم دوموا على عهد الهوى وثقوا * أني على العهد لم أغدر ولم أخن ولا تدبرت عيشي بعد بعدكم * إلا تمثلت بيتا قيل من زمن فإن أعش فلعل الله يجمعنا * وإن أمت فقتيل الهم والحزن
_________
(1) وفيات الأعيان: 3 / 310، وسير الاعلام: 20 / 569، شذرات الذهب: 4 / 239
(2) سير الاعلام: 20 / 569 - 570، وفيات الاعيان: 3 / 310، ومعجم الادباء: 13 / 86
(3) معجم الادباء: 13 / 86 - 87
(4) معجم الادباء: 13 / 87(1/27)
(تاريخ مدينة دمشق) : سمى أبو القاسم الحافظ ابن عساكر تاريخه: تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من الاماثل أو اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها
يفهم من تمسيته أنه أرخ لمدينة دمشق في مرحلة ما أو في عصره والذي يعرض للكتاب يرى أن ابن عساكر لم يخص دمشق أو نواحيها فقط بل تعداها في الكلام فكتب لبلاد الشام كلها ويصبح التخصيص في التسمية قاصار عن الاحاطة بمضمون شمولية الكتابة والمواضيع والتراجم التي تطرأ إليها
يقول د. شكري فيصل في مقدمة المطبوعة عاصم - عائذ (1) : إن المؤلف لا يقدم لنا تاريخا دمشقيا ولا تاريخا شاميا فسحب وإنما يقدم تاريخا حضاريا لهذه البلاد كلها التي انتشر فيها الاسلام وسادت فيها العربية وانساحت فيها مهاجرة العرب المسلمين بين أقصى الشرق فيما وراء النهر وبين أطراف المحيط
ولقد خص الحافظ المجلدة الاولى بفضائل الشام وفتوح الشام عامة وبعض المجلدة بخطط دمشق وذكر مساجدها وكنائسها وأبوابها ودورها وأنهارها وقنواتها ثم بدأ بالترجمة لكل من دخلها أو اجتاز بنواحيها من أنبيائها وهداتها وخلفائها وولاتها وفقهائها وقضاتها وعلمائها ورواتها وقرائها ونحاتها وشعرائها ورواتها
ولم يكن تاريخه أول تاريخ لدمشق والشام ولم يكن تاريخ دمشق الاول من نوعه بين كتب تاريخ المدن
فقبله ألف " تاريخ لدمشق والشام ولم يكن تاريخ دمشق الاول من نوعه بين كتب تاريخ المدن
فقبله ألف " تاريخ الرقة " للقشيري وتاريخ أصبهان لابي نعيم وتاريخ نيسابور للحاكم وتاريخ بغداد للخطيب وهو أهم ما أنتج قبله
ويمتاز تاريخ دمشق عن التواريخ التي سبقته أنه أوسعها مادة وأشملها توجها وفي قيمته ومكانته يقول: د
المنجد (2) : لم تشهد دمشق في تاريخها محدثا فاق الحافظ في الحديث ولم تعرف في تاريخها ثمانين مجلدة غيره فيكفيها فخرا أنها أوتيت أوسع
_________
(1) تاريخ دمشق المجلد عاصم - عائذ: ص 7
(2) تاريخ دمشق المجلد الاول المقدمة ص 31(1/28)
تاريخ كتب عن مدينة إسلامية كتبه مؤلف من أعظم العلماء في صدر الاسلام
وفي قيمته صدر الاستاذ محمد كر علي المجلدة الاولى بقوله (1) : ما حظيت مدينة في الاسلام بتاريخ لها يضاهي تاريخ دمشق هذا
ويقول: وقد يكون تاريخ دمشق أوسع تواريخ المدن وهو أيضا من أوسع المصادر في تراجم الرجال
حتى ليجرد منه كتب على حدة في موضوعات مختلفة كولاة دمشق مثلا وقضاتها وشعرائها
ومنه يستخرج أحسن تاريخ لبني أمية سكتت معظم التواريخ عنه
وهو إلى ذلك حوى عدة كتب مستقلة فكل طالب يظفر فيه بطلبته ويجد فيه ما لا يجده في كتاب غيره لان ابن عساكر يمتاز بالتحري والبسط والاستقصاء وتتبع النوادر في سير المترجم لهم وأخبارهم
ومن المؤكد أن الحافظ كان قد وضع تصوره العام لموضوع كتابه في وقت مبكر ولعله وضع النهج والمخطط التفصيلي لمضمون الموضوعات التي سيتناولها بالبحث ولعل هذا التصور المبدئي هو الذي دفع به إلى رحلتيه الاولى والثانية إلى بغداد ومنها إلى مكة وبلاد الحجاز ثم توجهه إلى بلاد العجم
فقد تأكد بشهادة رفيقه وصديقه أبي سعد السمعاني أنه بدأ بكتابه قبل رحلته إلى بلاد العجم يقول السمعاني (2) : " دخل نيسابور قبلي بشهر سمعت منه وسمع مني وسمعت منه معجمه وحصل لي بدمشق نسخة منه وكان قد شرع في التاريخ الكبير لدمشق "
وقد مضى فيما كتبناه أن رحلته إلى بلاد العجم كانت في سنة تسع وعشرين وخمسمئة
وذكرنا أن عودته إلى دمشق كانت في سنة ثلاث وثلاثين وخمسمئة وأنه استقر فيها منصرفا الى التدريس والتصنيف والتاليف وكان نتاج رحلاته تحصيله علما كثيرا وحفظه وإتقانه حديثا واسعا ومعرفة طرقه وأسانيده ومتونه وهو ما ظهر في كتاب تاريخ دمشق
_________
(1) تاريخ مدينة دمشق المجلد الاول تصدير: ص د
(2) تذكرة الحفاظ 4 / سير الاعلام 20 / 567(1/29)
ويتحدث الحافظ في مقدمته عن كتابه وعمله ونهجه فيه فقال: أما بعد فإني كنت بدأت قديما بالاعتزام لسؤآل من قابلت سؤاله بالامتثال والالتزام على جمع تاريخ لمدينة دمشق أم الشام حمى الله ربوعها من الدثور والانفصام وسلم جرعها من كيد قاصديهم بالاختصام فيه ذكر من حلها من الاماثل والاعلام فبدأت به عازما على الانجاز له والاتمام فعاقت إنجازه واتمامه عوائق الايام من شدة الخاطر وكلال الناظر وتعاقب الآلام
فصدقت عن العمل به برهة من الاعوام حتى كثر علي في اهماله وتركته لوم اللوام وتحشيم من تحشيمه سبب لوجود الاحتشام وظهر ذكر شروعي فيه حتى خرج عن حد الاكتنام وانتشر الحديث فيه بين الخواص والعوام وتطلع الى مطالعته أولو النهى وذوو الاحكام ورقى خبر جمعي له إلى حضرة الملك القمقام (1) الكامل العادل الزاهد المجاهد المرابط الهمام أبي القاسم محمود بن زنكي بن آق سنقر ناصر الامام أدام الله ظل دولته على كافة الانام وأبقاه مسلما من الاسواء منصور الاعلام منتقما من عداة المسلمين الكفرة الطغام معظما لحملة الدين بإظهار الاكرام لهم والاحترام منغما عليهم بإدرار الاحسان إليهم والانعام عافيا عن ذنوب ذوي الإساءات والاجترام بانيا للمساجد والمدارس والاسوار ومكاتب الايتام راضيا بأخذ الحلال رافضا لاكتساب الحطام آمرا بالمعروف زاجرا على ارتكاب الحرام ناصرا للملهوف وقاهرا للظالم العسوف بالانتقام قامعا لأرباب البدع بالابعاد لهم والارغام خالعا لقلوب الكفرة بالجراة عليهم والاقدام وبلغني تشوقه الى الاستنجاز له والاستتمام ليلم بمطالعة ما تيسر منه بعض الإلمام فراجعت العمل فيه راجيا الظفر بالتمام شاكرا لما ظهر منه من حسن الاهتمام مبادرا ما يحول دون المراد من حلول الحمام مع كون الكبر مظنة العجز ومطية الاسقام وضعف البصر حائلا دون الاتقان له والاحكام والله المعين فيه بلطفه على بلوغ المرام
وانتهى من تصنيفه في مرحلته الاولى سنة 549 هـ وبلغ خمسمئة وسبعين جزءا ثم أخذ يزيد فيه ويضم إليه ما يستجد عنده حتى تمت نسخته الجديدة والمؤلفة من ثمانين مجلدا سنة 559 هـ
_________
(1) القمقام من الرجال السيد الكثير الخير الواسع الفضل (اللسان)(1/30)
وقد رد
المنجد (1) أن الحافظ سلخ في تأليف تاريخه ثلاثين سنة أو أقل قليلا
ويقول ياقوت الحموي (2) : وجمع وصنف فمن ذلك: كتاب تاريخ مدينة دمشق وأخبارها وأخبار من حلها أوردها في خمسمئة وسبعين جزءا من تجزئة الاصل والنسخة الجديدة ثمانمئة جزء
ويقول الذهبي (3) : وصنف وجمع فاحسن فمن ذلك تاريخه في ثمان مئة جزء قلت: الجزء عشرون ورقة فيكون ستة عشر ألف ورقة
وفي تقديمه د
شكري فيصل (4) تاريخ مدينة دمشق مظهرا مكانته بين كتب التراث بعامة ومكانته من كتب التاريخ بخاصة ومكانته من التاريخ لبلاد الشام بوجه أخص يقول: إنه يؤرخ لجوانب من الجاهلية من حيث يترجم لرجال من الجاهليين والمخضرمين عرفوا دمشق وأعمالها أو حلوا بها أو اجتازوا بنواحيها من وارديها وأهلها كما يقول في عنوان كتابه
ثم هو يؤرخ للسيرة النبوية بجوانبها وللذي اتصل بها ونتج عنها وما كان فيها من أحداث وذلك حين يبدأ كتابه بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ويخصص لذلك نصف المجلدة الثانية ثم هو يترجم للخلفاء الراشدين رضي الله عنهم ولمن كان حولهم ومعهم تراجم طويلة مستوفاة فتأتي هذه التراجم وكأنها تاريخ للعصر كله بالكثير من دقائقه التي لا نجد بعض مادتها عند غيره والتي لا تمتد في بلاد الشام وحدها بل في أقطار الاسلام كلها حيث انتشر هؤلاء العرب في العصر الاموي من أقطار الدنيا هداة أو دعاة فوادا أو علماء
ومن الطبيعي أن يكون كتاب ابن عساكر أغنى المصادر عن تاريخ الامويين
ولكن تاريخ الامويين ليس تاريخهم هم فحسب وإنما هو تاريخ العرب والمسلمين في الفترة التي كانت فيها دمشق عاصمة الحياة العربية
وما أكثر ما تواشجت الصلاة في القرن الاول في مقر الخلافة وهل كانت الجماعات العربية بكبار رجالها أو أرهاط قبائلها في غنى عن زيارة الشام والوفود
_________
(1) تاريخ دمشق المجلد الاول المقدمة ص 33
(2) معجم الادباء 13 / 76
(3) سير الاعلام: 20 / 558
(4) تاريخ دمشق المطبوعة عاصم - عائذ المقدمة ص 7 - 8(1/31)
على الخلفاء والاستجابة لندبهم في هذه البعوث أو تلك أو في الفتوحات البرية أو في الفتوحات البحرية؟ ألم تكن الشام في السلم والحرب في معارك صفين أو في حركات العراق والحجاز في البعوث نحو إفريقيا أو نحو القسطنطينية هي مهاد هذا الملتقى الكبير الذي انصهرت فيه القبائل وامتدت أمة واحدة هنا نحو أقصى الشرق وهناك نحو أقصى الغرب
ألا يؤكد ذلك كله عندنا أن هذا التاريخ هو تاريخ للعالم الاسلامي كله من خلال هذه العدسة الضوئية الصغيرة المكبرة: دمشق
وهل كانت الشام بمعزل عن الحياة والمشاركة فيها في القرون التي ثلث قيام الدولة العباسية؟ ألم يدخلها علماء وخلفاء وقواد؟ ألم يرتحل منها فقهاء وشعراء وولاة وقضاة ورواه كان لهم في صياغه تاريخ العرب والمسلمين جميعا نصيب؟ إن تاريخ دمشق لابن عساكر يقدم للذين يدرسون التاريخ الاندلسي: فتوحاته وسياسته وإمارته وخلافته وإدارته وقيادته وعلومه وثقافته وأدبه وفكره مادة طيبة وخاصة في بداياته الاولى مما هو جدير بالتتبع له والافادة منه
وكان تاريخ ابن عساكر: يمتد في المكان امتداد بلاد الشام من أقصى شمالها الى أقصى جنوبها ثم يجاوز ذلك ليكون على امتداد الوطن الاسلامي والثقافة الاسلامية
ويمتد في الزمان ليسجل أطرافا من تاريخ الجاهلية ثم يكون تاريخا للسيرة النبوية والعصر الراشدي والخلافة الاموية ثم ما بعدها من الخلافة العباسية والدويلات حتى وفاة ابن عساكر في أواخر القرن السادس الهجري " 571 "
ويمتد عمقا في فهم التاريخ فلا تستوقفه الاحداث والوقائع وحدها وإنما يتناول روح التاريخ حين يقدم لنا المادة الاولية الغنية لرصد الحركة الحضارية: دينا وشريعة وثقافة وفكرا
كذلك كان وكذلك يجب أن نفهمه وأن ننظر إليه ومع أهميته هذا الكتاب فإن مؤلفه الحافظ أبا القاسم كان محدثا قبل أن يكون مؤرخا وقد غلب عليه الحديث حيث تعمق فيه معرفة متنا وسندا وطرقا حتى غدا إمام أهل الحديث في زمانه (1) لذلك فقد سلك في تاريخه هذا نهج المحدثين فهو يبدأ
_________
(1) طبقات السبكي: 7 / 215(1/32)
بذكر السند ثم يورد الخبر (1)
وهذا يعني أن بعض القضايا التي تشغل بال المؤرخين ويهتمون بها قد يمر بها عرضا وقد لا يذكرها مطلقا لانها لا تدخل في دائرة اهتمامه هذا من جهة ومن جهة أخرى فإنه يختلف عن غيره من المؤرخين فهو يبحث عن مادة معينة يريد أن يقرها في ذهن قارئه وهناك قضايا أساسية يفتش عنها (2)
وهذا النهج هو الذي تبعه جميع المحدثين الذين سبقوه وألفوا في تاريخ المدن
وأما التراجم فقد رتبت على حروف الهجاء وبدأ بمن اسمه أحمد قبل من كان اسمه ابراهيم واعتبر الحروف في اسماء آبائهم واجدادهم وأردف ذلك بمن عرف بكنيته ولم يقف على حقيقة تسمية ثم بمن ذكر بنسبته وبمن لم يسم في روايته وأتبعهم بذكر النسوة والاماء والشواعر
وابن عساكر حين يترجم لمن يترجم لهم من الشاميين أو غيرهم لا يسوغ الترجمة على أنها نتيجة مطالعاته وقراءاته ولا يصوغها على أنها خلاصة أفكاره واطلاعاته
وإنما يقدم لك مادتها الاولى مسندة في كل جزئية من جزئياتها حتى في الاسم أو الكنية أو يوم الوفاة وتتعدد صور الخبر بتعدد الاسانيد التي انتهت إليه والروايات التي جاء عليها وقد تتكاثر الاسانيد على خبر واحد في صورة واحدة أو صور متقاربة
إنه يتابع أصحاب الحديث في طريقتهم في الاسناد
وكانت تلك هي الطريقة السائدة في كل فروع الثقافة الاسلامية: تثبتا من الخبر وتوخيا للحق فيه ونشدانا للصواب حتى إذا تتابعت القرون تحلل أصحاب الاخبار الاديبة من ذلك ثم لحق بهم مؤرخون من المؤرخين واصحاب التراجم
وبقي ابن عساكر ومن في طبقته يمثلوه ذروة هذا الاسلوب في القرن السادس الهجري
ولهذا فإن كل ما عند ابن عساكر في تاريخه ينشعب في هذين القسمين الكبيرين: الاسانيد والاخبار (3)
_________
(1) تاريخ دمشق الملجد الاول المقدمة ص 33
(2) تاريخ دمشق: عثمان بن عفان المقدمة - أوب
(3) تاريخ دمشق المطبوعة عاصم - عائذ المقدمة: ص 16، وانظر مجلة المجمع العلمي بدمشق المجلد: 49(1/33)
وكان ابن عساكر صاحب منهج فما كان من الاحاديث متفقا مع منجه جال فيه وصال وأسهب وأطنب وهذا لا يعني أنه لم يكن موضوعيا فلا يظن أنه التزم المنجهية التزاما دقيقا إذ لم يكن بإمكانه أن يفعل ذلك فهو ينقل أخبارا وأحاديث متعددة الجوانب وكثيرا ما يكون مضطرا إلى روايتها بتمامها حرصا على سلامة الرواية وتمام الحديث أو الخبر
أذياله: ولهذا التاريخ أذيال منها (1) : - ذيل ولد المصنف القاسم ولم يكلمه
- ذيل صدر الدين البكري
- ذيل عمر بن الحاجب
- وذيل علم الدين البرزالي
- ذيل أبو يعلى ابن القلانسي (2)
مختصراته (3) : وله مختصرات منها: - ما اختصره الامام أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي المتوفي سنة
_________
(1) انظر كشف الظنون: 1 / 294، الوافي بالوفيات: 1 / 48
(2) عقب د
المنجد في مقدمة المجلدة الاولى ص 37: " ولم أجد وجها لذلك "
أ - فمن حيث النهج يخالف تاريخ القلانسي نهج تاريخ الحافظ لان القلانسي جعل تاريخه للحواديث لا للتراجم
ب - ومن حيث الزمن تقف حوادث القلانسي عند سنة
هـ - فهو متقدم على مؤلف تاريخ دمشق
ج - يترجم الحافظ القلانسي فيقول عن تاريخه: وقد صنف تاريخا للحوادث من بعد سنة أربعين وأربعمائة إلى حين وفاته ولا يذكر أنه ذيل لتاريخه فلو كان ذيلا لتاريخه لكان ذكر ذلك
(3) كشف الظنون: 1 / 294، والوافي بالوفيات 1 / 48، والمجلد الاول مقدمة الدكتور المنجد: ص 37 - 38(1/34)
665 - وهو نسختان كبرى في خمسة عشر مجلدا وصغرى
- مختصرا للقاضي جمال الدين محمد بن مكرم الانصاري صاحب لسان العرب نزله في نحو ربعه
- مختصر للشيخ بدر الدين محمود بن أحمد العيني
- انتفى منه جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 وسماه " تحفة المذكر المنتفى من تاريخ ابن عساكر "
- الذيل على ذيل البرزالي للقاضي تقي الدين أبي بكر بن شهبة
- منتخب للقاسم بن علي بن عساكر
- منتخب للصفار
- انتفى منه احمد بن عبد الدائم المقدسي كتابا سماه: فاكهة المجالس وفكاهة المجالس
- تعليق من تاريخ مدينة دمشق لاحمد بن حجر
- مختصر لاسماعيل بن محمد الجراح اسمه: العقد الفاخر بتاريخ ابن عساكر
- مختصر لابي الفتح الخطيب
- تهذيب ابن عساكر لعبد القادر بدران
وقد صدر منه خمسة أجزاء ثم تابع العمل فيه الاستاذ أحمد عبيد فطبع منه جزءين: السادس والسابع ينتهي السابع بترجمة عبد الله بن سيار
النسخ المخطوطة: 1 - نسخة مصورة عن نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق تتألف من 19 مجلدا فيها نواقص وثغرات كثيرة وصدر ناشرها: وكمل نقصها من النسخ الاخرى بالقاهرة ومراكش واستانبول
وعلى الصفحة الاولى من كل مجلد: وقف حضرة الوزير الاكرم والدستور الافخم الحاج سليمان باشا محافظ الشام (المعروفة بالنسخة السليمانية)(1/35)
2 - نسخة مصورة من الخزانة العامة بالرباط جزء منها يتناول بداية التاريخ إلى نهاية القسم الاول من السيرة النبوية " ذكر عروجه صلى الله عليه وسلم إلى السماء وقد أشرنا إليها - " خع "
3 - نسخة مصورة من دار الكتب الوطنية بتونس تتناول أجزاء من حرف العين إلى حرف الميم
4 - نسخة مصورة من خزانة مكتبة ابن يوسف بمراكش والمعروفة بالنسخة المغربية (والنسخة اليوسفية) وقد أشرنا إليها ب: " م "
5 - نسخة مصورة من مكتبة الازهر
6 - جزء من نسخة مصورة عن مكتبة أحمد الثالث تتضمن القسم الاخير من أخبار دمشق والسيرة النبوية
علمنا في الكتاب: أ - الغاية التي نتوخاها: يهمنا أن نؤكد أن غايتنا من تحقيق كتاب تاريخ مدينة دمشق هو: - الوصول إلى نص صحيح منزه عن التصحيف والتحريف والنقص
هذا النص السليم يضع القارئ والباحث والدارس أمام كتاب تاريخ دمشق وجها لوجه فيدرك بوضوع قيمته ومكانته والدور الخطير الذي يضطلع به
- وضع الكتاب تاريخ مدينة دمشق كله بين أيدي الناس لما يمثله من ثروة فكرية وتاريخية وحضارية وفي نظرنا أن ظهور هذا الكتاب إلى النور يساهم إلى حد بعيد في إعادة تجديد كتابة التاريخ العربي والاسلامي على أساس علمي واضح
ب - نهجنا في التحقيق: 1 - كلمة عن النسخ المخطوطة: اعتمدنا النسخة المصورة عن الكمتبة الظاهرية كنسخة أم فيها نواقص كثيرة وثغرات هامة وتحصيفات وأخطاء كثيرة وبياض بين الكلمات والاسطر
ولكن الضرورة(1/36)
اقتضت اعتمادها لان النسخ الاخرى الموجودة بين أيدينا أجزاءنا متناثرة تطال بابا أو أكثر قليلا أو أقل قليلا
باستثناء النسخة المصورة عن مكتبة أحمد الثالث فقد اعتمدنا القسم الثاني منها - والذي يتناول الجزء الثاني من السيرة النبوية - أصلا لعلمنا في تحقيق السيرة النبوية " القسم الثاني " وهو الجزء الرابع من كتابنا هذا
أما النسخة السليمانية (النسخة الأم) فهي تتكون من تسعة عشر مجلدا تناوب عليها عدد من النساخ مختلفي الخطوط حسب التفصيل الآتي: - الجزء الاول: وبه يبتدئ الكتاب ويحوي 393 ورقة بقياس 29 * 20 سم و 33 سطرا في الصفحة
كتب بخط نسخي قويم مع ألفاظ وإشارات بالحمرة كتب أوائل القرن الثاني عشر أي حوالي سنة 1118 كما أشير إليه في الجزء الثالث
- الجزء الثاني: بينه وبين الجزء الاول خرم كبير يبتدئ بترجمة أحمد بن عتبة بن مكين وينتهي بترجمة إسماعيل بن عياش بن سليم يجوي 439 ورقة فيها ثلاثة أنواع من الخط أولهما حتى الورقة 214 خط رقعي جميل وثانيها من الورقة 215 إلى 225 خط نصف نسخي وثالثهما من الورقة 226 إلى آخر الجزء خط تعليق غير قويم وبقية الوصف مشتركة مع الجزء الاول
- الجزء الثالث: قد يكون بينه وبين سابقه سقط يسير وهو يبتدئ بإسماعيل الاسدي وينتهي بجابر بن عمرو بن أبي صعصعة وفي الاوراق الاخيرة منه بياض يشير إلى خرم في النسخة المنقول منها يحوي 323 ورقة مكتوب بخط تعليق مستعجل وهو خط أحمد بن سليمان الاجهوري وبقية الوصف كما تقدم
- الجزء الرابع: قد يكون بينه وبين سابقه يقط يسير وهو يبتدئ بجعونة بن الحارث بن خالد وينتهي بالحسين بن عبد الله بن شاكر يحوي 342 ورقة كتب بثلاثة أقلام مختلفة أولها حتى الورقة 163 نصف نسخي عليه بعض التشكيل وثانيهما حتى الورقة 238 نسخي وثالثهما حتى آخر الكتاب رقعي جميل هو خط أول نسخة الجزء الثاني أما تاريخ كتابة هذا الجزء فهو سنة 1118 وبقية الوصف كما تقدم
- الجزء الخامس: يبتدئ بالحسين بن عبد الله بن محمد بن أبي كامل وينتهي بداود النبي يحوي 359 ورقة كتب بخط نسخي هو خط الجزء السابق اعتبارا من الورقة 164 وبقية الوصف كما تقدم في الجزء الاول(1/37)
الجزء السادس: يبتدئ بداود بن الاسود وينتهي بزيرك بن عبد الله يحوي 344 ورقة خطه تعليق مستعجل وهو خط أواخر الجزء الثاني وباقي الوصف كما تقدم
- الجزء السابع: يبتدئ بسابق بن عبد الله أبي سعيد وينتهي بسليمان بن يزيد الازدي يحوي 327 ورقة فيه نوعان من الخط أولهما حتى الورقة 102 خط أواخر الجزء الثاني ثانيها حتى الورقة 190 نصف نسخي أما القسم الاخير فكتب بخط القسم الاول وبقية الوصف كما تقدم
- الجزء الثامن: بينه وبين سابقه سقط يبتدئ ببقية ترجمة شداد بن أوس أبي يعلى وينتهي بعبد الله بن بسر بن أبي صفوان يحوي 531 ورقة كتب بخط نسخي حسن كأنه خط الجزء الاول بقية وصفه كما تقدم
- الجزء التاسع: يبتدئ ببقية ترجمة عبد الله بن بسر بن أبي صفوان وينتهي بترجمة عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث وفيه سقط من الورقة 389 من ترجمة عبد الله بن عروة بن الزبير إلى عبد الجبار بن مسلم وسقط كبير في ترجمة عبد الله بن عباس يحوي 500 ورقة فيه خطان أولهما حتى الورقة 239 خط نصف نسخي وهو خط الجزء السابع من الورقة 102 حتى 190 وثانيهما رقعي حتى الورقة 309 وما بقي فمن الخط الاول بقية الوصف كما تقدم
- الجزء العاشر: يبتدئ بتتمة ترجمة عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث وينتهي بترجمة عبيدة بن أشعب المدني يحوي 383 ورقة خطه خط الجزء الخامس أما بقية الوصف فكما تقدم
- الجزء الحادي عشر: يبتدئ بترجمة عبيدة بن عبد الرحمن بن حكيم وينتهي بعلي بن حوسن به 445 ورقة كتب بأقلام مختلفة لعلها لناسخ واحد وكأنها من خط الجزء الثالث أما بقية الوصف فكما تقدم
- الجزء الثاني عشر: يبتدئ بعلي بن حجر بن إياس السعدي وينتهي بعمر بن الخطاب يحوي 364 ورقة خطه خط الجزء الثالث كتب سنة 1118 هـ وبقية الوصف مشترك مع سابقيه
- الجزء الثالث عشر: يبتدئ ببقية ترجمة عمر بن الخطاب وينتهي بترجمة عياض بن غنم يحوي 412 ورقة من خط الجزء الثاني اعتبارا من الورقة 226 حتى آخر(1/38)
ذلك الجزء
وبقية الوصف كما تقدم
- الجزء الرابع عشر: يبتدئ بترجمة عياض بن مسلم الكاتب وينتهي بمحمد بن إدريس الشافعي يحوي 417 ورقة كتب بخط الجزء الخامس حتى الورقة 190 وبقية الوصف كما تقدم
- الجزء الخامس عشر: يبتدئ ببقية ترجمة محمد بن إدريس الشافعي بعد سقط قليل وينتهي بترجمة محمد بن مطرف ومن الورقة 293 إلى 295 بياض يحوي 524 ورقة كتب بخطين أولهما حتى الورقة 261 خط الجزء الخامس حتى الورقة 190 وثانيهما من الورقة 263 حتى آخر الجزء خط أول الجزء الرابع وبقية الوصف كما تقدم
- الجزء السادس عشر: يبتدئ ببقية ترجمة محمد بن مطرف وينتهي بترجمة معبد بن وهب وفيه سقط بالاورق التالية 54، 341، 380، 398 يحوي 403 ورقات وخطه خط أواخر الجزء الثاني إلا ما دخله من خط آخر وهو قليل وبقية الوصف كما تقدم
- الجزء السابع عشر: يبتدئ بترجمة معبد مولى الوليد بن معاوية وينتهي بهارون بن عمر بن يزيد يحوي 493 ورقة خطه خط أواخر الجزء الثاني وبقية الوصف كما في الاول
- الجزء الثامن عشر: يبتدئ بترجمة لاحق بن الحسين بن عمران وينتهي بترجمة يزيد بن معاوية ولا بد أن سقطا حدث بينه وبين سابقه فذهب بحرف الهاء يحوي 200 ورقة خطه خط أواخر الجزء الثاني
وبقية الوصف كما تقدم
- الجزء التاسع عشر: يبتدئ بترجمة أبي ثابت الدمشقي من قسم الكنى وينتهي بترجمة امرأة شاعرة من نصارى بصرى ودعاء للمصنف
فيه سقط من أواخر ترجمة يزيد بن معاوية إلى حرف التاء من قسم الكنى كما أن الورقة 76 يتبعها أربع صفحات بيض معقبة بقوله: " أخبرني والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه الله " وهذا يدل على أن هذا الجزء رواية ابن المؤلف وهو القاسم مما يدل أن الاصل يختلف بين أجزاء السنخة
وقد قسم الجزء كما يدلي من الورقة 132 ذكر من نسب إلى الآباء ولم يعرف بالكني ولا بالاسماء ومن الورقة 140 ذكر أصحاب الالقاب التي غلبت على الاسماء والانساب أما من الورقة 147 ففيها ذكر المجهولين مرتبين على الازمان(1/39)
والسنين إلى الورقة 190 حيث يذكر من النساء من لهن رواية أو شعر من الحرائر والإماء مرتبا ذكر أسمائهن على الحروف
أما من الورقة 293 فذكر من ذكرت من النساء بكنيتها دون التعريف لها بتسميتها
ثم من الورقة 311 يذكر المجهولات غير المسميات والمكنيات
في حين أن آخر ورقة (319) ففيها ترجمة امرأة شاعرة من نصاري بصرى
ويحتوي 319 ورقة كتب بخط أواخر الجزء الثاني وبقية الوصف كما تقدم (1)
ب - نسخة مصورة من خزانة مكتبة ابن يوسف بمراكش والمعروفة بالنسخة المغربية (والنسخة اليوسفية) رمزنا إليها ب " م " تبدأ بترجمة أحمد بن عتبة بن مكين إلى ترجمة يزيد بن معاوية هي مقسمة على واحد وثلاثين جزءا ينتهي الجزء الاخير بقوله: " يتلوه: أنا أبو السعود المجلي نا أبو الحسين بن النقور
وهو ما يشير إلى أن ترجمة يزيد بن معاوية لم تنته
اعتمدنا منه الجزء 15 و 16 أصلا للسقط الموجود بالجزء التاسع من النسخة السليمانية ما بين ترجمة عبد الله بن عروة بن الزبير وترجمة عبد الجبار بن مسلم واعتمدناها كنسخة مساعدة للنسخة الأم كتبها أكثر من ناسخ كما يبتدى من اختلاف الخطوط وخطها في مجمله نسخي وكتبت عناوين التراجم وبعض الالفاظ بحبر أحمر تحوي 31 سطرا في الورقة في معظم الاجزاء كتبت أوائل القرن الثاني عشر أي حوالي سنة 1112 هـ كما أشير إليه في أواخر الجزء 15 والجزء 31
ج - جزء من نسخة مصورة عن مكتبة أحمد الثالث وقد إعتمدناها أصلا وحيدا في تتمة السيرة النبوية الظاهر أنها كتبت في القرن العاشر الهجري كتبت بخط نسخي وعناوينها واضحة مكتوبة بخط الثلث إلا أن فيها سقطا وتصحيفا عدد أسطرها 39 سطرا في الورقة
أما مختصر ابن منظور فيعتبر نسخة قيمة ورغم أنه لا يمثل عمل ابن عساكر وابتعد في نهجه وروحه عن أسلوب ومنهج ابن عساكر في بناء وإقامة تاريخه فقد قام ابن منظور باختصار كتاب تاريخ دمشق بعمل - رغم أهميته وقيمته - خاص به حكمه نهجه وأسلوبه وذوقه الخاص ونظرته وميوله واتجاهاته الفكرية فكان يحذف أو يثبت ما يراه ويختصر ويهمل ما يرغب
وكان رجوعنا إليه ضروريا عندما يتعذر علينا ملاحقة خبر أو رواية في مصدر ما
وكان - رغم محدودية الاستعانة به - من الاصول المعينة لنا
_________
(1) اعتمدنا في وصف النسخة السليمانية على فهرس مخطوطات الظاهرية ج 6 من 109 إلى 130(1/40)
في عملنا للوصول إلى أثبات نص واضح وسليم
وأما تهذيب ابن عساكر فهو قسمان: قسم أصدره الشيخ عبد القادر بدران ويمتد على أجزاء خمسة يقول الشيخ بدران في مقدمة:
الامام المتقن الحافظ الكبير ثقة الدين أبو القاسم علي بن عساكر الدمشقي رحمه الله تعالى فجمع تاريخه الملقب بالتاريخ الكبير في ثمانين مجلدا وجعله تاريخا لمدينة دمشق الزاهرة ضارع به تاريخ بغداد للبغدادي فجاء روضة زاهرة يجتني منها المحدث ثمرات المقاصد والاديب ورد الخمائل والسياسي حكمة تبهر العقول واللغوي اكماء وعساقلا والفقيه نوادر الاصول والواعظ نكتا ولطائف والخطيب فقرا تصاغ من العسجد والبليغ المطابقة لمقتضى الاحوال والمستفيد نوادرا وأمثالا لا يجدها مجموعة في كتاب إلا أنه طول شرحه بطول السند وكرر فيه الحوادث تكرارا كان مألوفا في زمنه وقد يمل منه أبناء هذا الزمان فلذلك هجر حتى عز وجوده فصار كعنقاء فعرب وحديث مغرب وأصبح لا يسمح لعشاقه بالوصال ولا يتدانى لقاصده حتى ينال مع احتياج أبناء زمننا إليه وتشوقهم لرؤية طلعته فأحببت أن أتحفهم به محذوف التكرار والاسانيد فشمرت ساعد الجد لذلك وأخذت عبارته خالية عن التكرار وأبقيت أسانيد في محلها من صحفه
ثم إني نقحت الحوادث حسب الامكان
وأعملت الفكر في تصحيح ألفاظه التي تناولتها أنامل الكتبة بالتحريف
وفي مقدمته للجزء الثالث يقول:
وضممت إليه فرائد سنحت للفكر أثناء التهذيب ونوادر أملتها القريحة أبان الترتيب
يقول د
المنجد (1) : وهذبه عبد القادر بدران فحذف منه الاسانيد وحذف كثيرا من الاخبار فيه وأثبت ما وافق نزعته الدينية ومذهبه الحنبلي وقد لا حظنا أثناء مقايستنا هذا المهذب بالاصل أن الشيخ بدران كان كثيرا ما يحذف كلمات لم يفهمها ويثبت بدلا منها كلمات أخرى
ولا يمكن الاعتماد على هذا المهذب في الدراسات العلمية لانه بعيد عن الاصل في أشياء كثيرة
_________
(1) مجلة معهد المخطوطات العربية مج 2
ج 1 / 84(1/41)
أما الاستاذ محمد أحمد دهمان فيقول (1) : وفى سنة 1329 هـ قصد أستاذنا المرحوم الشيخ عبد القادر بدران طبع هذا التاريخ فاصطدم بعقبات جمة أعظمها كثرة الخطأ في النسختين المخطوطتين بالمكتبة الظاهرية بدمشق فعمد إلى اختصاره وتهذيبه ليبتعد عن الخطأ الذي فيهما وليحذف ما لم يظهر له معناه ولم يهتد إلى صوابه
ومع ذلك فلم يسلم ما طبعه منه من الخطأ الكثير والتحريف
أما الدكتور شكري فيصل (2) فاعتبر أنه: أيا كان الرأي في عمل الشيخ بدران رحمه الله فقد كان خطوة رائدة إذا ما تمثلنا الظروف الثقافية التي وجد فيها والاوضاع الاجتماعية التي كانت من حوله وبخاصة حين تقرأ المقدمات التي كتبها للأجزاء الخمسة والخواتيم والتي تصور معاناته وخصوماته وتجسد إصراره وعزمه
ولقد كان عمل الاستاذ أحمد عبيد في الجزءين السادس والسابع تدراكا واضحا للكثير من مثل الذي وقع للمرحوم الشيخ بدران وتجاوزا للثغرات التي عثر بها
ومهما يكن من أمر فقد كانت استعانتنا به ورجوعنا إليه محدودا جدا رغم اعترافنا بفضل وقيمة هذا المهذب وعمل هذا الرجل حيث كان له السبق في أن عرف الناس بكتاب تاريخ دمشق وأدرك الباحثون منهم قيمته في إغناء بحوثهم
2 - علمنا في التحقيق
: نقل الدكتور صلاح الدين المنجد في مقدمته القيمة - والتي اعتبرناها نجها لنا أضاء لنا الولوج إلى عالم تاريخ ابن عساكر - للمجلدة الاولى قال: وضعت اللجنة التي ألفها المجمع العلمي لوضع قواعد عامة تتبع في تحقيق مجلدات التاريخ أسسا ينبغي اتباعها فرأت أن الغاية من تحقيق الكتاب هو تقديم نص صحيح ولذلك يجب: 1 - أن يعني باختلاف روايات النسخ وأن يثبت ما صح منها
2 - وأن يوجز في التعليق كيلا يثقل النص بتعليات طوال
_________
(1) مجلة المجمع العلمي ج 28 / 143
(2) تاريخ دمشق المطبوعة عاصم - عائذ - المقدمة ص 10(1/42)
3 - وأن تضبط الاعلام
4 - وأن تفسر الالفاظ الغامضة
5 - وأن يصرف النظر عن تخريج الاحاديث
6 - وأن يسمح بوضع النقطة والنقطتين والفاصلة وإشارات الاستفهام والتعجب لتوضيح النص
7 - وأن تثبت الايات القرآنية بين قوسين مزهرين
8 - وأن ترقم سطور النص
وقد رأينا في هذه القواعد نهجا علميا يقترن بالتاريخ - إذا ما استوعبت هذه القواعد الاسس وطبقت - إلى المستوى الذي أراده مصنفه من خلال تقديمه خاليا من التشويه والتصحيف والتحريف إلى الوصول جديا إلى نص صحيح واضح
فحرصنا إلى احترام هذه القواعد العامة غير أننا كنا نضطر إلى تجاوزها أحيانا لضرورة
ولما كان هدفنا في تحقيق الكتاب هو إلى تقديم نص صحيح واضح وسليم خال من التحريف فقد قمت بما يلي: 1 - مقابلة الاصول ومعارضتها وإثبات ما أراه صوابا وكنت أشير إلى مختلف الفروق في الهامش
2 - ضبط النص وخاصة أسماء الاعلام وألفاظ تحتاج إلى ضبط للايضاح
3 - في حال اختلاف الروايات كنت أستعين بالمصادر والموارد التي أخذ منها ابن عساكر وأثبت ما ورد فيها أو أعارضها بمصادر أخرى وردت فيها رواية ما وأثبت ما أراه صوابا محاولا تقديم الرواية الصحيحة من حيث الضبط والخالية من التشويه والتصحيف والتحريف
4 - كنت أضبط الاسماء وأترجم أحيانا لبعض الاعلام وأشير أحيانا إلى موضع ترجمته تأكيدا على صحة الاسم ونسبته ونسبه
5 - كنت ألجأ أحيانا إلى تخريج الاحاديث - واختصرت في ذلك كثيرا - وكان(1/43)
القصد التوضيح خاصة إذا كانت الحاجة إلى استكمال نص أو رواية
6 - قمت بإدخال التعليقات على هوامش النسخ الخطية في المتن وذلك ضمن معكوفتين
7 - أثبت الآيات بين قوسين مزهرين بعد ضبطها وتخريجها
8 - قمت بتنسيب الشعر وضبطه ما استطعت
9 - الاستعانة بمعاجم اللغة (اللسان - القاموس المحيط - تاج العروس) وكتب غريب الحديث (النهاية لابن الاثير - والفائق للزمخشري - وغريب الحديث لأبي عبيد الهروي) في شرح وضبط ما عارضني من ألفاظ غريبة وضبط ما ورد من شعر
10 - أثبت الرسم المألوف للناس في الاعلام وتركنا الرسم القديم: كسليمن كتبت سليمان وإسماعيل كتبت إسماعيل إلى آخره
11 - قمت باستدراك عناوين فرعية ووضعت بين معكوفتين للايضاح
12 - خلال معارضة الاصول مع بعضها البعض وخلال معارضة الاصول مع مصادر التي أخذ عنها ابن عساكر كنت أحيانا ألجأ إلى زيادة في المتن فأضعها بين معكوفتين وأحيانا ألجأ إلى حذف عبارة في الاصل قد تكون مضطربة والمعنى مشوش وأثبت مكانها نص العبارة الصواب في هذه الحال كنت أثبت نص العبارة المضطربة في الحاشية
13 - لم أجنح في تعليقاتي إلى التطويل إلا عند الضرورة حتى أني تركت الاشارة كثيرا إلى بعض التصحيف حتى لا أثقل النص والكتاب كما نرى واسع بما فيه الكفاية
14 - قمت بوضع النقطة والنقطين والفاصلة وإشارات الاستفهام والتعجب لتوضيح النص
15 - في تعليقاتي في الحاشية كنت أدعم ما أحشيه بالمصدر الذي أخذت عنه والذي رجعت إليه
كانت هذه الخطوات القواعد التي رسمناها وقررناها للبدء بتحقيق كتاب تاريخ مدينة دمشق مسترشدين بالملاحظات القيمة التي سطرها الاستاذان الدكتور صلاح الدين(1/44)
المنجد في مقدمته للمجلدة الاولى والدكتور شكري فيصل في مقدمته للجزء - عاصم - عائذ
واستكملنا إعداد العدة حيث وفرنا القسم الكبير من المصادر التي نحتاج إليها وليس هذا بالامر البسيط فالكتاب يمتد في الزمان في قرون ما قبل التاريخ إلى أيام مؤلفه إلى أواسط القرن السادس الهجري
وتتشعب مواضيعه وتتفرع لتشمل فروعا كثيرة ومتنوعة في عالم المعرفة من دين وشريعة وثقافة وفكر وأدب وشعر وغير ذلك
وانطلقنا بالمشروح نتنقل به من مرحلة التخليط والإعداد - بعد توفير كل متطلباته - إلى مرحلة التنفيذ والعمل وكنا ندرك أهمية العمل الذي نقدم عليه وخطورته وندرك المصاعب والعقبات التي تواجهنا لسعة الكتاب وغزارة مادته من جهة ومن جهة أخرى لم يستطع الحافظ أن ينقح كتابه وينظر فيه وكان ينقل بعض الاخبار ويدع العهدة على من نقلها عنه وقد عبر الحافظ أبو القاسم بن عساكر بوضوح عن قلقه فيما يكون قد علق في مؤلفه من شوائب يقول (1) : " هذا مبلغ علمي وغاية جهدي على ما وقع إلي أو ثبت عندي فمن وقف فيه على تقصير أو خلل أو عثر فيه على تغيير أو زلل فليعذر أخاه في ذلك متطولا وليصلح منه ما يحتاج إلى إصلاح متفضلا فالتقصير من أوصاف البشرية وليست الاحاطة بالعلم إلا لبارئ البرية فهو الذي وسع كل شئ علما وأحصى مخلوقاته عينا واسما ومع ذلك فمن ذكرت أقل ممن أهملت وما أصبت في ذكره أكثر مما أغلفت "
ولم نفاجا بالمتاعب وكنا قد عقدنا العزم واتلكنا على الله وبدأ مشوارنا مع تاريخ مدينة دمشق وهو كما يقول الذهبي في سير أعلام (2) : في ثمان مئة جزء قلت: والجزء عشرون ورقة فيكون ستة عشر ألف ورقة "
ومع بداية العمل وانطلاقته كنا كلما نتجاوز عقبة تظهر عقبات وكلما نحل مشكلة تبرز مشكلات فصدمنا لضخامة الثغرات والاخطاء وتبين لنا كم هي الاصول التي بين أيدينا سقيمة وأنها لا تصلح علميا للتحقيق وهذا ما زاد علينا العبء وأثقل
_________
(1) تاريخ ابن عساكر الجزء الاول - المقدمة
(2) سير الاعلام: 20 / 56(1/45)
علينا الحمل خاصة وأن هدفنا الكبير وغايتنا وأملنا أن نصل إلى نص سليم صحيح واضح بعيد عن التصحيف والتحريف والتشويه
إن بروز هذه المشاكل لم يفت عضدنا بل أعطانا التصميم على متابعة العمل والمثابرة عليه حيث وضعنا نصب عينينا أن نخرج كتاب تاريخ دمشق إلى النور وأكدنا على التزامنا أن يكون تاريخ دمشق بين أيدي الناس لما يمثله من ثروة فكرية وثقافية وحضارية ويزيد من أهميته أن الحافظ وخلال عملية جمعه مواد تاريخه أخذ كثيرا من النصوص من مصادر كانت مكتوبة وموجودة في عصره وقد أتلف أوضاع قسم كبير من هذه النصوص المكتوبة وتآليفها وبقيت لنا محفوظة في تاريخ مدينة دمشق
وسأضع أمام القارئ الكريم نموذجا لما أعانيه من عقبات على سبيل المثال لا الحصر(1/46)
السطر الثالث: يتحدث الصواب سجدت
السطر السادس: نقس أخل بالمعنى: إذا رأى ما يفرح به أو (بشر بما) يسره
السطر الثامن: أبو الحسن بن قيس الصواب: بن قيس
السطر العاشر: محمد بن يحيى الصراف الصواب: الصولي
أبو يعقوب الصواب: أبو الغوث
السطر الثاني عشر: المرزقي الصواب المزرفي
السطر الرابع عشر: ابن دار الصواب: يزداد
السطر الخامش عشر: ضرب الصواب: صرت
السطر الثاني والعشرون: فقالا: الصواب: فقال
قال أحب فهو مبارك الصواب: أنا أخف نهوضا منك
السطر الرابع والعشرون: بجهتين الصواب: بخمسين
السطر السابع والعشرون: أحمد بن محمد بن روق والصواب: محمد بن أحمد بن رزق
السطر الحادي والثلاثون: الهمداني والصواب: الهمذاني
السطر الثالث والثلاثون: لعل والصواب: نعلي(1/47)
فأتيت به والصواب: فأتيت بابه شيخ بعلبك والصواب: نعليك
وبعد فإن خطانا الآن قد ثبتت وأقدامنا قد ترسخت وتآلفنا مع المشاكل وتحاببنا مع العقبات وأحببنا الكتاب فتعلقنا به إلى حدود العشق فلم يعد بإمكاننا أن نبتعد عنه
فإننا نمضي معا يوميا ما لا يقل عن أربع عشرة ساعة نتسامر ونتهامس نسهر نحن والقمر ونرقب سويا انبلاج الفجر يحكي لي همومه ومشاكله ومصاعبه وتلاعب أيدي الزمن به وتعبه من أخطاء النساخ وسهوهم وأهوائهم وميولهم استأنس لي واستأنست به مسكين هذا التاريخ إني أبذل قصارى جهدي لمساعدته ولست متعبا بالعكس فإني أجد لذة بالتعامل معه
لقد بذلنا جهدا صادقا نرجو أن يكون مفيدا
فكتاب كتاريخ مدينة دمشق هذه الثروة الواسعة تتضاءل دونه الجهود وتصغر دونه الهمم - وقد صغرت - كتاب واسع وغزير المادة شامل كثير الاستدراك والاستطراد في الرواية
هذا كله لن يثنيني فإني استمد العزيمة من رحم المشاكل والمصاعب وأحتفظ بالتصميم على متابعة بذل الجهد المعتصم بالصبر والمثابرة والامل
دعوة ورجاء: مهما بلغت الجهود وتكثفت ومهما استقام العمل ومهما كان التصدي عميقا وهذا كله كان دأبنا وهاجسنا ومع ذلك فإن الحمل ثقيل وقد ناء بحمله الكبار الكبار وفيما قدمناه كنا صادقين ولكن ما صادفنا كان هائلا وما استعسر علينا كثير وهذا التاريخ الثروة جدير بتمام الرعاية وشمولية الاهتمام لذلك ندعو - بل نرجو - من الباحثين والدارسين في شتى حقول الثقافة أن يتفضلوا مشكورين بإبداء ملاحظاتهم وإصلاح ما يرد من خلل أو خطأ وإلى إعطائنا النصح والمشورة لتدارك ما وقعنا به من تقصير أو خطأ لاستداركه وكم نحن بحاجة إلى نصح مثل هؤلاء العاملين في خدمة تراثنا والمساهمين في إحياء أمهات كتب التراث والتي لا زالت مخزونة في مكتبات العالم كله والتي تتناول مختلف فروع المعرفة والثقافة ومختلف الفنون والعلوم
ومنها - بل من أهمها - كتاب تاريخ دمشق حيث نقوم باستكمال تحضيره لتقديمه ووضعه بنى أيدي القراء الكرام في مختلف الاقطار العربية والاسلامية
ونحن في سباق مع الوقت واختصار الزمن ونأمل ان يتتابع ظهور الكتاب حيث(1/48)
ستتسارع مسيرة تقديم الاجزاء لأن المراحل المهمة في تحقيقه قد أنجزت ووضعت في مسارها وطريقها للتنفيذ
ونقوم بإعداد فهارس شاملة تفصيلية تتناول: 1 - فهرس الآيات
2 - فهرس الأحاديث النبوية مرتبة حسب أوائلها وتتضمن: أ - الاحاديث القولية
ب - الاحاديث الفعلية
ج - النواهي والاوامر
3 - فهرس الاعلام
4 - فهرس شيوخ ابن عساكر وتتضمن: أ - شيوخ ابن عساكر الذين تلقى عنهم
ب - الشيوخ الذين قرأ خطوطهم
ج - الشيوخ الذين كتبوا إليه
5 - فهرس رجال السند
6 - فهرس الاحاديث القدسية
7 - فهرس الكتب الواردة والوثائق والرسائل
8 - فهرس الشعر والرجز
9 - فهرس الاماكن والبقاع والمواقع والجبال والانهار والوديان
10 - فهرس الاقوام والامم والقبائل
11 - فهرس الاديان والفرق
12 - فهرس الاشياء
13 - فهرس الآثار
14 - فهرس الأمثال
15 - فهرس الوقائع والغزوات وأيام العرب
16 - فهرس الحيوانات
17 - فهرس الموضوعات (التراجم)(1/49)
شكر: لم يكن بالإمكان المتابعة في تحقيق هذا الكتاب لو لم ينعم العمل بالرعاية الدائمة والمسمرة والاهتمام الكبير للسادة مسؤولي مؤسسة دار الفكر - بيروت والذين اعتبروا هذا العمل في أولويات اهتماماتهم بل في رأس اهتماماتهم وهذا كان له الفضل الاكبر في دفع العمل حيث أنهم لم يهدأوا في توفير ما شأنه أن يسهم في نمو العمل وتطوره ولم يبخلوا في توفير كل الامكانيات وقد كانوا يدركون تمام الإدراك أهميته هذا الكتاب والذي يعتبرأ ضخم مؤلف من حيث حجمه ومضمونه وتنوع موضوعاته وانتشاره على مدى زمني طويل وعلى مساحة جغرافية واسعة تطال العالم العربي والاسلامي
وبعد
لقد بذلك جهدي وطاقتي صادقا في خدمة هذا الكتاب الجليل الخطير الشأن ولا زلت
رجائي إلى الله أن يلهمني الصبر ويمنحني القوة على المثابرة ومزيدا منها
وأسأل الله تعالى راجيا أن يعصمني من الكبر والزهو وأن يأخذ بيدي لمزيد من طاعته وأن يباعد ما بيني وبين الأهواء وأن يمدني بالعون على تحقيق ما أتطلع إليه وما أطمح إلى الوصول بتاريخ دمشق إلى شاطئ الأمان ووضعه بين أيدي القراء الكرام نصا صحيحا خاليا من الشوائب
أسأل الله أن يجعل عملي متقبلا وأن ينفع رب قد أنعمت علي فأسألك مزيدا من نعمك
رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا
وهو الهادي إلى سواء السبيل
وله الحمد أولا وآخرا
ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير
علي شيري بيروت 20 ذو القعدة 1414 هـ أول أيار 1994(1/50)
الرموز المتعمدة في تحقيق الكتاب - النسخة الأم وهي النسخة السليمانية أشرنا إليها بكلمة " الاصل " في الغالب
- النسخة اليوسفية " م "
- نسخة الخزانة العامة بالرباط " خع "
- نسخة أحمد الثالث " د "
- النسخة التونسية " ت " النسخة الازهرية " ز "
- مختصر تاريخ دمشق أشرنا إليه أحيانا بالمختصر
- تهذيب تاريخ دمشق الكبير أشرنا إليه بتهذيب ابن عساكر
- الاجزاء المطبوعة من تاريخ دمشق التي نشرها المجمع العلمي بدمشق أشرنا إليها بكلمة المطبوعة
() آية قرآنية
" " حديث نبوي شريف
[] زيادات على الاصل
- الارقام الصغيرة بين معقوفتين تشير إلى تسلسل أرقام الاحاديث
- الارقام التي تسبق أسماء التراجم تشير إلى تسلسل أرقام المترجم لهم(1/51)
صورة من النسخة التونسية(1/52)
صورة من نسخة دار الكتب الوطنية تونس(1/53)
نسخة مصورة عن مكتبة أحمد الثالث(1/54)
نسخة مصورة عن مكتبة أحمد الثالث(1/55)
صورة عن مخطوطة النسخة الظاهرية(1/56)
صورة عن مخطوطة النسخة الظاهرية(1/57)
صورة أخرى عن النسخة الظاهرية(1/58)
صورة من النسخة المغربية(1/59)
صورة من النسخة المغربية(1/60)
صورة من نسخة الازهر(1/61)
صورة من نسخة الازهر(1/62)
صورة من النسخة التونسية(1/63)
صورة من النسخة التونسية(1/64)
مقدمة المصنف
بسم الله الرحمن الرحيم ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شئ قدير (1) الحمد لله خالق الأرواح وبارئ الأجسام وفالق الأصباح بالضياء بعد غسق الظلام ورازق الطيور والإنس والجن والوحوش والأنعام وفاتق السماء والأرض عن قطر الغمام والحب ذو العصف والنخل ذات الأكمام تبصرة لذوي العقول وتذكرة لأولي الأفهام أحمده على تواتر أنعامه بنعمه العظام وأستزيده من مزيد مننه الجسام وأشهد أن لا إله إلا الله محيي العظام ذو الطول والعزة والبقاء والجلال والإكرام وأشهد أن محمدا عبده الصادق الكلام الداعي بإذنه إلى اتباع شريعة الإسلام الماحي بنبوته عباد (2) الأوثان والأصنام الماحق برسالته معالم الأنصاب والأزلام صلى الله عليه صلاة مقرونة بالمزيد والدوام وعلى آله وأصحابه وأنصاره البررة الكرام وأحله وإياهم بفضله ورحمته دار السلام كما طهرهم من دنس العيوب ووضر الآثام أما بعد فإني كنت قد بدأت قديما بالاعتزام (3) لسؤال من قابلت سؤاله بالامتثال والالتزام على جمع (4) تاريخ لمدينة دمشق أم الشام حمى الله ربوعها من
_________
(1) العبارة بأكملها سقطت من مخطوط الخزانة العامة - الرباط
وفي المطبوعة عن إحدى نسخه: " رب أعن ويسر وسهل ووفق "
(2) في المطبوعة: عبادة الأوثان
(3) زيادة عن المطبوعة
(4) بالأصل: جمع جمع تاريخ(1/3)
الدثور والانقصام وسلم جرعها من كيد قاصد يهم بالاختصام فيه ذكر من حلها من الأماثل والأعلام فبدأت به عازما على الإنجاز له والإتمام فعاقت عن إنجازه وإتمامه عوائق الأيام من شدوة (1) الخاطر وكلال الناظر وتعاقب الآلام فصدفت عن العمل فيه برهة من الأعوام حتى كثر في إهماله لوم اللوام وتحشيم من تحشيمه سبب لوجود الاحتشام وظهر ذكر شروعي فيه حتى خرج عن حد الاكتتام وانتشر الحديث فيه بين الخواص والعوام وتطلع إلى مطالعته أولوا النهى وذووا الأحكام ورقى خبر جمعي له إلى حضرة الملك القمقام (2) الكامل العادل الزاهد المجاهد المرابط الهمام أبي القاسم محمود بن زنكي بن أبي (3) سنقر ناصر الإمام أدام الله ظل دولته على كافة الأنام وأبقاه مسلما من الأسوأ منصور الأعلام منتقما من عداة المسلمين (4) الكفرة الطغام معظما لحملة الدين بإظهار الإكرام لهم والاحترام منعما عليهم بإدرار الإحسان إليهم والإنعام عافيا عن ذنوب ذوي الإساءات والإجرام (5) بانيا للمساجد والمدارس والأسوار ومكاتب الأيتام راضيا بأخذ الحلال ورافضا لاكتساب الحطام آمرا بالمعروف زاجرا عن ارتكاب الحرام ناصرا للملهوف وقاهرا للظالم العسوف بالانتقام قامعا لأرباب البدع بالإبعاد لهم والإرغام خالعا لقلوب الكفرة بالجرأة عليهم والإقدام وبلغني تشوقه إلى الاستنجاز له والاستتمام ليلم بمطالعة ما تيسر منه بعض الإلمام فراجعت العمل فيه راجيا للظفر بالتمام شاكرا لما ظهر منه من حسن الاهتمام مبادرا ما يحول دون المراد من حلول الحمام مع كون الكبر مطية (6) العجز ومظنة الأسقام وضعف البصر حائلا دون الإتقان له والإحكام والله سبحانه وتعالى المعين فيه بلطفه عن بلوغ المرام وهو كتاب مشتمل على ذكر من حلها من أماثل البرية أو اجتاز بها أو بأعمالها من
_________
(1) كذا بالأصل والصواب: شده وهو الشغل كما في اللسان
(2) القمقام: القمقام والقماقم من الرجال السيد الكثير الخير الواسع الفضل: اللسان: قمم
(3) كذا وفي المطبوعة: آق
(4) استركت عن مخطوط الخزائن العامة بالرباط
(5) في المطبوعة: والاجترام
(6) في المطبوعة: مظنة العجز ومطية الأسقام(1/4)
ذوي الفضل والمزيد من أنبيائها وهداتها وخلفائها وولاتها وفقهائها وقضاتها وعلمائها ودراتها وقرائها ونحاتها وشعرائها ورواتها من أمنائها وأبنائها وضعفائها وثقاتها وذكر ما لهم من ثناء ومدح وإثبات ما فيهم من هجاء وقدح وإيراد ما ذكرونه (1) من تعديل وجرح وحكاية ما نقل عنهم من جد ومزح وبعض ما وقع إلي من رواياتهم وتعريف ما عرفت من مواليدهم (2) ووفاتهم وبدأت بذكر من اسمه منهم أحمد لأن الابتداء بمن وافق اسمه اسم المصطفى ثم ذكرتهم بعد ذلك على ترتيب الحروف مع اعتبار الحرف الثاني والثالث تسهيلا للوقوف وكذلك أيضا اعتبرت الحروف في أسماء آبائهم وأجدادهم ولم أرتبهم على طبقات أزمانهم أو كثرة أعدادهم وعلى قدر علوهم في الدرجات والرتب ولا لشرفهم في الأفعال والنسب وأردفتهم بمن (3) عرف بكنيته ولم أقف على حقيقة تسميته ثم ذكر تنسيبه (4) وبمن لم يسم في روايته وأتبعتهم بذكر النسوة المذكورات والإماء الشواعر المشهورات وقدمت قبل جميع ذلك جملة من الأخبار في شرف الشام وفضله وبعض ما حفظ من مناقب سكانه وأهله وما خصوا به دون أهل الأقطار وامتازوا به على سائر سكان الأمصار ما خلا سكان الحرمين وجيران المسجدين المعظمين وبوبت ذلك جميعه تبويبا ورتبته في مواضعه ترتيبا وذلك مبلغ علمي وغاية جهدي على ما وقع إلي أو ثبت عندي (5) فمن وقف فيه على تقصير أو خلل أو غير (6) ذلك منه على تغيير أو زلل فليعذر أخاه في ذلك متطولا وليصلح منه ما يحتاج إلى إصلاح متفضلا فالتقصير من الأوصاف البشرية وليست الإحاطة بالعلم إلا لبارئ البرية فهو الذي وسع كل شئ علما وأحصى مخلوقاته عينا واسما ومع ذلك فمن ذكرت أقل (7) ممن أهملت وما أصبت
_________
(1) كذا وفي المجلدة الأولى " ذكروه "
(2) كذا بالأصل وفي المجلدة الأولى " موالدهم ووفياتهم "
(3) بالأصل " وأزد فيهم من " والمثبت عن المجلدة الأولى المطبوعة
(4) كذا بالأصل وعلى هامشه كتب مصححه: " لعل: نسبته " وفي المجلدة الأولى المطبوعة: ثم بمن ذكر بنسبته
(5) بالأصل " عند "
(6) كذا بالأصل والعبارة في المطبوة المجلدة الأولى: أو عثر فيه على تغيير
(7) سقطت من الأصل زيدت عن المجلدة الأولى(1/5)
في ذكره أكثر مما أغفلت وليس يخلو من فائدة من الفوائد المستفادة وذكر حكاية (1) من الحكايات المستحسنة المستجادة لما جمعه من الأخبار الجامعة وانطوى عليه من الآثار اللامعة وحواه من الأذكار النافعة وتضمنه من الأشعار الرائعة مما يرغب في حسنة الراغب ويستفيد لعزته وجودته الطالب والله سبحانه وتعالى ييسر جمعه على من جمعه وينفع به من رواه ومن سمعه إنه جدير بإجابتي قدير على تحقيق رجائي وهو ولي كل خير ودافع كل سوء وضير والهادي في القول لصوابه ولا حول ولا قوة إلا به
_________
(1) عن المجلدة الأولى وتهذيب ابن عساكر وبالأصل " الحكاية "(1/6)
[عن دمشق والشام]
" باب في ذكر أصل اشتقاق تسمية الشام عن العالمين بالنقل والعارفين بأصول الكلام " أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد الله الأنصاري السلمي بقرائتي عليه ببغداد قال أخبرنا أبو محمد الحسين بن محمد بن عبد الله الجوهري أنا أبو عمر بن العباس بن حيوية أنا أبو الحسين أحمد بن معروف بن بشر بن موسى الخشاب أنا أبو محمد بن حارث بن أبي أسامة أنا أبو عبد الله محمد بن سعد أنبأنا هشام بن محمد عن أبيه قال كان الذي عقد لهم يعني ولد نوح عليه السلام الألوية ببابل لوناطن (1) بن نوح فنزل بنو سام المجدل سرة الأرض فيما بين ساتيدما إلى (2) البحر وما بين اليمن إلى الشام وجعل الله النبوة والكتاب والجمال والأدمة والبياض فيهم ونزل بنو حام مجرى الجنوب والدبور ويقال لتلك الناحية الداروم وجعل الله تعالى (3) فيهم أدمة وبياضا قليلا وأعمر بلادهم وسماءهم ورفع عنهم الطاعون وجعل في أرضهم الأثل والأراك والعشر والغاف (4) والنخل وحرت الشمس والقمر في
_________
(1) في الطبري: يوناظر
(2) ساتيدما: قال العمراني: هو جبل بالهند لا يعدم ثلجه أبدا
وقال غيره: جبل بين ميافارقين وسعرت
وقيل: هو الجبل المحيي بالأرض واستبعد ياقوت قول العمراني
(3) عن هامس الأصل وسقطت من المطبوعة المجلدة الأولى أيضا
(4) الأثل: شجر يشبه إلا أنه أعظم منه وأكرم وأجود عودا تسوى به الأقداح الصفر الجياد
والأراك: شجر معروف وهو شجر السواك يستاك بفروعه
والعشر: شجر له صمغ وفيه حراق مثل القطن يقتدح به صنغه حلو
والغاف: شجر عظام تنبت في الرمل مع الأراك وتعظم وورقه أصغر من ورق التفاح
(انظر اللسان: أثل - أرك - عشر - غوف)(1/7)
سمائهم ونزل بنو يافث الصفون تجري الشام والصبا وفيهم الشقرة والحمرة وأخلا الله تعالى أرضهم فاشتد بردها وأجلا سماءها فليس يجري فوقهم شئ من النجوم السبعة الجارية لأنهم صاروا تحت بنات نعش والجدي والفرقد وابتلوا بالطاعون ثم لحقت عاد بالشحر فعليه هلكوا بواد يقال له مغيث فلحقت بعدهم مهرة بالشحر ولحقت عبيل بموضع يثرب ولحقت العماليق بصنعاء قبل أن تسمى صنعاء ثم انحدر بعضهم إلى يثرب فأخرجوا منها عبيلا فنزلوا موضع الجحفة (1) فأقبل سيل فاجتحفهم فذهب بهم فسميت الجحفة ولحقت ثمود بالحجر وما يليه فهلكوا ثم لحقت طسم وجديس باليمامة وإنما سميت اليمامة بامرأة منهم فهلكوا ولحقت أميم بأرض أبار فهلكوا بها وهي يمين اليمامة والشحر لا يصل إليها اليوم أحد غلبت عليها الجن وإنما سميت أبار بأبار بن أميم ولحقت بنو يقطن بن عابر باليمن فسميت اليمن حيث تناهوا إليها ولحق قوم من بني كنعان بن حام (2) بالشام فسميت بالشام حيث تشآموا إليها وكانت الشام يقال لها أرض بني كنعان ثم جاءت بنو إسرائيل فقتلوهم بها ونفوهم عنها فكانت الشام لبني إسرائيل ووثبت الروم على بني إسرائيل فقتلوهم (3) وأجلوهم إلى العراق إلا قليلا منهم وجاءت العرب فغلبوا على الشام وكان فالغ (4) بن عابر بن شالح بن ارفخشد بن سام بن نوح هو الذي قسم الأرض بين بني نوح كما (5) سمينا في الكتاب قال ويقطن هو قحطان بن عابر بن شالخ وطسم وأميم وعمليق وهو غريب بنو لوذ بن سام بن نوح وثمود وجديس ابنا حاثر بن أرم بن سام بن نوح وعاد وعبيل ابنا عوص بن ارم بن سام بن نوح والروم بنو السقطان بن ثوبان بن يافث بن نوح عليه السلام أخبرنا أبو القاسم إسمعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الاشعث السمرقندي
_________
(1) الجحفة بالضم ثم السكون كانت قرية كبيرة على طريق المدينة من مكة على أربع مراحل وسميت الجحفة لأن السيل اجتحفها وحمل أهلها في بعض الأعوام
(2) بالأصل " حازم " (3) ما بين معقوفتين سقط من الأصل واستدرك عن الطبري 1 / 209
(4) بالأصل " فاتح " والمثبت موافق لما في المطبوعة
وكان فالغ كذا مكرر بالأصل
(5) عن الطبري 1 / 209 ومخطوط الخزانة العامة وبالأصل " فما "(1/8)
الحافظ بقراءتي عليه ببغداد قال أنا أبو بكر محمد بن هبة الله بن الحسن بن منصور بن اللاكائي أنا أبو الحسين محمد بن محمد بن منصور بن الفضل المتوتي القطان أنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستوية النحوي أنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان بن جوان الفسوي (1) قال حدثت عن الأصمعي عن النمر بن هلاك عن قتادة عن أبي الخلد (2) قال الأرض أربعة وعشرون ألف فرسخا (3) منها ألف فرسخ للعرب ولسائر الناس البقية أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن البنا ببغداد أنا أبو يعلى محمد بن الحسين بن محمد بن الفرا أنبأنا أبو القاسم إسمعيل بن سعيد بن سويد المعدل قراءة عليه قال قال أبو بكر محمد بن القاسم بن الأنباري والشام فيه وجهان يجوز أن يكون مأخوذا من اليد الشؤمى وهي اليسرى وقال الشاعر * وانحى على شؤمى يديه فرادها * بأظمأ من فرع الذوابة أسحما (4) * ويجوز أن يكون فعلى من الشؤم قال ويقال أنجد أتى نجدا وأعرق دخل العراق وأعمن أتى عمان وقد أشأم أتى إلى الشام وبصر وكوف وأمن ويامن إذا أتى اليمن دفع إلي أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي بن محمد بن عمر الحافظ الأديب البغدادي ببغداد كتاب اشتقاق أسماء البلدان لأبي الحسين محمد بن فارس بن زكريا اللغوي وعليه خطه فوجدت فيه قال أبو الحسين بن فارس أما الشام فهو فعل من اليد الشؤمى وهي اليسرى ويقال أخذ شامة أي على يساره وشأمت القوم ذهبت على شمالهم وقال قوم هو من شوم الإبل وهو سودها وحضارها هي البيض قال أبو ذؤيب
_________
(1) الفسوي: بفتح الفاء والسين نسبة إلى فسا وهي بلدة من بلاد فارس يقال لها: بسا
(2) في المختصر 1 / 41 " أبو الجلد "
(3) كذا بالأصل والصواب: فرسخ
(4) البيت للأعشى ديوانه ط بيروت ص 188، من قصيدة مطلعها: ألم خيال من قتيلة بعدما * وهى حبلها من حبلنا فتصرما وفي الديوان: فذادها بدل فرادها
والبيت في اللسان " شأم " منسوبا للقطامي(1/9)
فما تشتري إلا بربح سباؤها * بنات المخاض شومها وحصارها (1) * وفي كتاب الله جل ثناؤه في المعنى الأول " وأصحاب المشئمة " (2) ثم قال الأعشى * وأنحى على شؤمي يديها فرادها * بأظمأ من فرع الذوابة أسحما * ويقال شام وشآم قال النابغة قال * على أثر الأدلة والبغايا * وخفق الناعجات من الشآم (3) * ورجل شأم من أهل الشام قال ابن فارس وسميت اليمن لأنها على يمين الكعبة قرأت بخط شيخنا أبي الفرج غيث بن علي بن عبد السلام بن محمد بن جعفر الشرخي الصوري المعروف بابن الأرمنازي الخطيب قال نقلت من كتاب فيه (4) أخبار الكعبة وفضائلها وأسماء المدن والبلدان عن الواقدي والمدائني وابن المقفع قال ابن المقفع سميت الشام بسام بن نوح وسام اسمه بالسريانية شام وبالعبرانية شيم وقال الكلبي سميت بشامات لها حمر وسود وبيض ولم ينزلها سام قط وقال غيره سميت الشام لأنها عن شمال الأرض كما أن اليمن أيمن الأرض فقالوا تشام الذين نزلوا الشام وتيمن الذين نزلوا اليمن كما تقول أخذت يمنة أي ذات اليمين وشامة أي ذات الشمال وقال بعض الرواة إن اسم الشام الأول سورية وكانت أرض بني إسرائيل قسمت على اثني عشر سهما فصار لكل قسم تسعة أسباط ونصف في مدينة يقال له سامر (5) وهي من أرض فلسطين فسار إليها متجر العرب في ذلك الدهر ومنها كانت ميرتهم فسموا الشام بسام بن نمر (6) حذفوا فقالوا الشام "
_________
(1) شرح أشعار الهذليين: 1 / 74 برواية: شيمها وحضارها
قال أبو عمر: شيمها: سودها
(2) سورة الواقعة الآية 9
(3) ديوان النابغة الذبياني ط بيروت ص 114 برواية: " وخفف الناجيات " يعني سير الإبل المسرعات
والناعجات من الإبل: البيض الكريمة (قاله في اللسان)
(4) بالأصل " الله " وما أثبت يوافق
(5) كذا بالأصل ومخطوط الخزانة العامة بالرباط وفي المطبوعة المجلدة الأولى ابن عساكر: شاموس
(6) كذا بالأصل ومخطوط الخزانة العامة بالرباط وفي المجلدة الأولى من ابن عساكر المطبوع: نوح(1/10)
باب تاريخ بناء مدينة دمشق ومعرفة من بناها وحكاية الأقوال في ذلك تسليما لمن حكاها " قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر بن العباس السليم الحداد المعروف بأخي سلمان بدمشق عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد بن محمد التميمي أنبأنا تمام بن محمد الرازي أنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن الفرج الدمشقي أنا أبو بكر محمد بن أيوب بن إسحاق الرافقي نا محمد بن خضر يعني ابن علي الرافقي (1) نا أبو وهب يعني الوليد بن عبد الملك بن مسرج نا سليمان بن عطاء عن سلمة بن عبد الله الجهني عن كعب قال أول حائط وضع على وجه الأرض بعد الطوفان حائط حران (2) ودمشق ثم بابل (3) قرأت على أبي سعيد خلف بن إسماعيل بن أحمد الدمشقي بدمشق عن عبد العزيز بن أحمد بن محمد الكتاني أنا مكي بن محمد بن الغمر أنا أبو (4) سليمان بن زبر أنا أبي قال وذكر أبو الحسن يعني المدائني عن إسحاق بن أيوب القرشي أن جيرون (5) من بناء سليمان بن داود بنته الشياطين وكان الشيطان الذي بناه يدعى جيرون (6) وبنى سقيفة مستطيلة على عمد وسقائف على عمد وحوله مدينة *
_________
(1) عن مخطوط الخزانة العامة وبالأصل " الرايقي "
(2) حران: قرية بالجزية على طريق الموصل والشام والروم بينها وبين الرها يوم وبينها وبين الرقة يومان
(3) بالأصل ومخطوط الخزانة العامة " ابل " والمثيت عن المجلدة الأولى من مطبوعة ابن عساكر
(4) سقطت من الأصل واستدركت عن هامش الأصل ومخطوطة الخزانة العامة
(5) بالأصل ومخطوطة الخزانة العامة " خيرون بن سليمان " والمثبت عن مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 1 / 43
(6) عن مختصر ابن منظور والمجلدة الأولى من مطبوعة ابن عساكر وبالأصل " خيروز " وفي مخطوط الخزانة العامة " خيرون "(1/11)
لطيفة تطيف (1) بجيرون قرأت بخط أبي محمد عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن عمر بن صابر شيخنا فيما ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين محمد بن عبد الله الرازي أنا أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف بن خالد الهسنجاني (2) نا مخلد بن مالك الحراني (3) نا (4) عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي (5) عن يونس بن راشد عن خصيف قال لما هبط نوح من السفينة وأشرف من جبل حسمى (6) رأى تل (6) حران بين نهرين جلاب وديصان (8) فأتى حران فخطها ثم أتى (9) دمشق فخطها فكانت حران أول مدينة خطت بعد الطوفان ثم دمشق قال الرازي وقال أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله بن خرداذبة في كتاب التاريخ وحكاه عن غيره أن أصحاب الرس كانوا (10) بحضور فبعث الله (11) إليهم نبيا يقال له حنظلة بن صفوان فكذبوه وقتلوه فسار عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح بولده بالرس (12) فنزل الأحقاف وأهلك الله تعالى أصحاب الرس وانتسبوا (13) ولد عاد في
_________
(1) زيادة استدركت عن مختصر ابن منظور وبالاصل " بجيرن " والتصويب عن مختصر ابن منظور
(2) بالاصل ومخطوطة الخزانة العامة " الهيجاني " والمثبت والضبط عن الانساب الهسنجاني وهذه النسبة إلى قرية من قرى الري هسنكان فعرب إلى هسنجان
واللفظة سقطت من المجلدة الاولى من مطبوعة ابن عساكر
(3) عن المجلدة الاولى وبالاصل ومخطوطة الخزانة العامة " احراني "
(4) عن مخطوطة الخزانة العامة وبالاصل " بن "
(5) عن مخطوطة الخزانة العامة وبالاصل " الطرافقيي " تحريف
(6) بالاصل ومخطوطة الخزانة العامة " حسما " والمثبت عن معجم البلدان
وفيه: حسمى أرض ببادية الشام قرب تبوك
(7) عن مختصر ابن منظور وبالاصل " أبي بكر "
(8) الزيادة عن مختصر ابن منظور وفي المجلدة الاولى من ابن عساكر: حلان وديصان وفي الاصل والمخطوطة الخزانة العامة " حيران " بدل " حران "
(9) زيادة عن مختصر ابن منظور
(10) بالاصل ومخطوطة الخزانة العامة " كان " وحضور: بلدة باليمن من أعمال زبيد
(11) سقطت من الاصل واستدركت عن مخطوطة الخزانة العامة بالرباط
(12) كذا بالاصل ومخطوطة الخزانة العامة وفي مختصر ابن منظور: " من الرس " وهو الصواب
(13) كذا بالاصل ومخطوطة الخزانة العامة وفي مختصر ابن منظور: " وانتشر " وفي المجلدة الاولى من ابن عساكر " وظهر "(1/12)
اليمن كله وفشوا مع ذلك في الأرض حتى نزل جيرون بن سعد بن عاد بن عوص بدمشق وهي مدينتها وسماها جيرون وهي إرم ذات العماد وليس أعمدة الحجارة في موضع أكثر منها بدمشق فبعث الله تعالى هو دبن عبد الله بن رباح بن خالد بن الخلود (1) بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح نبيا إلى عاد يعني إلى أولاد عاد بالأحقاف فكذبوه فأهلكهم الله تعالى قال أبو الحسن وقرأت في بعض الكتب أن جيرون ويدبل (2) كانا أخوين وهما ابنا سعد بن لقمان بن عاد وهما اللذان يعرف جيرون وباب البريد بدمشق بهما قال نا أبو الحسين أخبرني أحمد بن حميد بن أبي العجائز قال قال منصور بن يحيى بن سعيد الموصلي المدن القديمة الكعبة ومصر ودمشق والجزيرة والأبلة ونينوى وحران والسوس الأقصى (3) قال وأخبرني أبو القاسم أيوب بن سليمان بن بنة الرازي نا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا بسامرة حدثنا محمد بن يحيى نا أحمد بن هارون نا خالد بن يزيد بن أسد بن عبد الله القشيري الدمشقي نا سعيد بن الحرث بن ميمون الصنعاني عن وهب بن منبه قال ودمشق بناها العادر (4) غلام إبراهيم الخليل وكان حبشيا وهبه له نمرود (5) بن كنعان حين خرج إبراهيم من النار وكان اسم الغلام دمشق فسماها على اسمه وذلك بعد الغرق وكان إبراهيم صلى الله عليه وسلم جعله على كل شئ وسكنها الروم بعد ذلك بزمان قال أبو الحسين الرازي وحدث في الكتاب الذي سماه أبو عبيدة محمد بن
_________
(1) في مختصر ابن منظور: الجلود
(2) كذا بالاصل ومخطوطة الخزانة العامة وفي مختصر ابن منظور والمجلدة الاولى من ابن عساكر المطبوع " بريد "
(3) بالاصل " والسوس والاقصى " والسوس: بلدة بالمغرب والابلة: بلدة على شاطئ دجلة البصرة العظمى في زاوية الخليج الذي يدخل إلى مدينة البصرة
ونينوى: قرية باالموصل
(4) في مختصر ابن منظور: العازر
(5) في مخطوطة الخزانة العامة الرباط بإعجام الذال(1/13)
المثنى كتاب فضائل الرس (1) وحكاه عن عمر المعروف بعمر كسرى أن بيواراسب الملك الكيرواني (2) بن مدينة بابل ومدينة صور ومدينة دمشق قال أبو الحسين وحكى الدمشقيون ولم يقع إلي إسناده قالوا كان في زمان معاوية بن أبي سفيان رجل صالح بدمشق من المعوزين (3) وكان يقصده الخضر عليه السلام في أوقات يأتيه فيها فبلغ معاوية بن أبي سفيان ذلك فجاء إليه راجلا فقال له بلغني أن الخضر ينقطع إليك فأحب أن تجمع بيني وبينه عندك فقال له نعم فجاءه الخضر على الرسم فسأله الرجل ذلك فأبى عليه وقال ليس إلى ذلك سبيل فعرف الرجل ذلك إلى معاوية فقال قل له قد قعدنا مع من خير منك وحدثناه وخاطبناه وهو محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولكن اسأله عن ابتداء بناء (4) دمشق كيف كان فقال نعم صرت إليها رأيت موضعها بحرا مستجمعا فيه المياه ثم غبت عنها خمسمائة سنة ثم صرت إليها فرأيتها غيضة ثم غبت عنها خمسمائة سنة ثم صرت إليها فرأيتها بحرا كعادتها الأولى ثم غبت عنها خمسماية عام وصرت إليها فرأيتها قد ابتدأ فيها البناء ونفر يسير فيها أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن السمرقندي الحافظ نا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور أنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن سيف السجستاني أنا أبو عبيد السري بن يحيى التميمي أنا (4) شعيب بن إبراهيم التميمي نا سيف بن عمر التميمي (5) الأسدي قال وأما فارس والروم فإنهم لم يزالوا في ملك منظور مذ بادئ الدهر حتى بعث الله رسوله عليه الصلاة والسلام فجمع له ملك الأشدين إلى ملك العرب وملك من
_________
(1) كذا بالاصل ومخطوطة الخزانة العامة وفي المجلدة الاولى من ابن عساكر المطبوع: الفرس
(2) كذا بالاصل وفي مخطوط الخزانة العامة " الكروانى " وفي مختصر ابن منظور 1 / 44 والمجلدة الاولى من ابن عساكر المطبوع: " الكيوناني "
(3) في مخطوطة الخزانة العامة: " المستورين "
(4) سقطت من الاصل واستدركت فوق السطر فوق لفظة دمشق واللفظة مثبتة في مخطوطة الخزانة العامة
(5) ما بين معكوفتين سقط من الاصل ومخطوطة الخزانة العامة واستدركت عن المجلدة الاولى من ابن عساكر 1 / 12 وفيها " الاسيدي " بدل الاسدي(1/14)
الروم عشرة أهل أبيات فأول بيوتاتهم (1) ملك بالغ وبنوه في زمان بالغ صنع ماء الذهب ثم خرج منهم الملك التمنع فمكث فيهم يسيرا ثم خرج منهم إلى علوي فمكث فيهم قليلا ثم خرج منهم إلى تبيت ثم خرج منهم إلى اهليما ثم صار بعده إلى إيليا وبه سميت إيلياء ثم تحول الملك إلى يمين فملك من ولده فترك ثم مبصر ثم جيرون وهو الذي نزل بدمشق وبه سمي باب جيرون ثم ملك بعدهم مهاطيل وتحول (2) الملك إليه وتزوج إلى النوبة (3) فولد له الأصفر وكان الملك فيهم ثم انقرضوا فتحول إلى صيفون ومنهم القياصر فملك بعد قيصر هرقل وكان آخر بني هرقل الأخرم قرأت بخط شيخنا أبو الفرج غيث بن علي الصوري فيما ذكر أن نقله من كتاب فيه أخبار الكعبة وفضائلها وأسماء المدن والبلدان وأخبارها قال أبو البختري ولد إبراهيم عليه السلام على رأس ثلاثة آلاف ومائة وخمسين (4) سنة من جملة الدهر الذي هو سبعة آلاف سنة قال وذلك بعد بنيان دمشق بخمس سنين وهي جيرون عند باب مدينة دمشق من بناء سليمان بنته الشياطين وكان الشيطان الذي بناه يقال له جيرون فسمي به وهي سقيفة مستطيلة على عمد وحوله مدينة تطيف بجيرون وقيل إن دمشق بناها دمشقيين (5) غلام كان مع الإسكندرية وبلغني من وجه آخر أنه لما رجع ذو القرنين من المشرق وعمل السد بين أهل خراسان وبين يأجوج ومأجوج وسار يريد المغرب فلما أن بلغ الشام وصعد على عقبة دمر (6) ابصر هذا الموضع الذي فيه اليوم مدينة دمشق وكان هذا الوادي الذي يجري فيه نهر دمشق غيضة أرو الأرزة التي وقعت في سنة ثلثمائة وثلاث عشرة من بقايا تلك الغيضة فلما نظر ذا القرنين إلى تلك الغيظة وكان هذا الماء الذي في هذه الأنهار اليوم مفترق مجتمعا في واد (7) واحد فأخذ الاسكندر وهو ذو القرنين يتفكر كيف يبني
_________
(1) في مخطوطة الخزانة العامة: بنيانهم
(2) عن المجلدة الاولى من مطبوعة ابن عساكر وبالاصل ومخطوطة الخزانة العامة " ونحو "
(3) بالاصل ومخطوطة الخزانة العامة " النبوة " والمثبت عن المجلدة الاولى
(4) في ياقوت: ومائة وخمس وأربعين سنة
(5) كذا بالاصل ومخطوطة الخزانة العامة
وفي مختصر ابن منظور: دمسقس
(6) دمر: عقبة دمر مشرفة على غوطة دمشق وهي من جهة الشمال في طريق بعلبك
(7) بالاصل " وادي "(1/15)
فيه مدينة وكان أكثر فكره وتعجبه أنه نظر إلى جبل يدور بذلك الموضع وبالغيظة كلها فكان له غلام يقال له دمشقيين (1) على جميع ملكه ولما نزل ذو القرنين من عقبة دمر سار حتى نزل في موضع القرية المعروفة بيلدا (2) من دمشق على ثلاثة أميال فلما نزل ذو القرنين أمر أن يحفر له في ذلك الموضع حفرة فلما فعلوا ذلك أمر أن يرد التراب الذي خرج (3) منها إليها فلما رد التراب إليها لم تمتلئ الحفيرة فقال لغلامه دمشقيين (1) ارحل فإني كنت قد نويت أني أؤسس في هذا الموضع مدينة فأما إذ بان لي منه هذا فلا يصلح أن يكون هاهنا مدينة فقال له غلامه ولم يا مولاي قال ذو القرنين إن بني ها هنا مدينة في هذا الموضع فإنها ما تكون تكفي أهلها زرعها قال المصنف للكتاب وعلامة ذلك أن أهل غوطة دمشق لا تكفيهم غلاتهم حتى يشتروا لهم من المدينة وأن ذو القرنين رحل من هناك سائرا حتى صار إلى البثنية (4) وحوران وأشرف على تلك (5) البقعة ونظر إلى تلك التربة الحمراء فأمر أن يناول من ذلك (6) التراب فلما صار في يده أعجبه لأنه نظر إلى تربة حمراء كأنها الزعفران فأمر أن ينزل هناك فلما نزل أمر أن يحفر في ذلك الموضع حفيرة فلما حفر أمر أن يرد ذلك التراب الذي حفر إلى المكان الذي أخر منه فردوه ففضل منه تراب كثير فقال ذو القرنين لغلامه دمشقيين (1) ارجع إلى الموضع الذي فيه الأرز إلى ذلك الوادي فاقطع ذلك الشجر وابن على حافة الوادي مدينة وسمها دمشق على اسمك فهناك يصلح أن يكون مدينة وهذا الموضع بحرها ومنه ميرتها يعني البثنية وحوران فرجع
_________
(1) كذا وفي مخطوطة الخزانة العامة " دمشقين " وفي مختصر ابن منظور: " دمسقس " وفي المجلدة الاولى من ابن عساكر المطبوع: دمشقش
(2) يلدا: في ياقوت: يلدان من قرى دمشق
ثم ذكر حديث ابن أبي العجائز وفيه يلدا - كالاصل - ثم قال: كذا هي في الحديث بغير نون لا أدري أهما واحد أم اثنان
(3) الاصل ومخطوطة الخزانة العامة وفي مختصر ابن منظور 1 / 45 أخرج
(4) البثنية: بالتحريك وياء مشددة يقال: بثنة وبثنية اسم ناحية من نواحي دمشق وقيل قرية بين دمشق وأذرعات
وحوران: كورة واسعة من أعمال دمشق من جهة القبلة ذات قرى كثيرة مزارع وحرار
(5) في مخطوطة الخزانة العامة: " البيعة " وفي مختصر ابن منظور 1 / 45 والمجلدة الاولى من ابن عساكر المطبوع ص 14 " السعة "
(6) بالاصل " تلك " والمثبت عن مخطوطة الخزانة العامة
(7) البحر: الريف والعرب تسمي المدن والقرى بحارا (اللسان: بحر)(1/16)
دمشقيين ورسم المدينة وبناها وعمل لها حصنا والمدينة التي كانت رسم دمشقيين هي المدينة الداخلة وعمل لها ثلاثة ابواب جيرون مع ثلاثة أبواب البريد مع باب الحديد الذي في سوق الأساكفة مع باب الفراديس الداخل هذه كانت المدينة إذا أغلقت هذه الأبواب فقد أغلقت المدينة وخارج هذه الأبواب كان مرعى فبناها دمشق وسكنها ومات فيها وكان قد بنى هذا الموضع الذي هو المسجد الجامع اليوم كنيسة يعبد الله تعالى فيها إلى ان مات وبلغني من وجه آخر عن بعضهم أن الذي بنى دمشق بناها على الكواكب السبعة وأن المشتري بيته دمشق وجعل لها سبعة أبواب وصور على كل باب أحد الكواكب السبعة وصور على الباب الذي يقال له اليوم باب كيسان زحل فخربت الصور كلها التي كانت على الأبواب إلا باب كيسان فإن صورة زحل عليه باقية إلى الساعة أنبأنا الشريف أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الخطيب المعروف بالنسيب وأبو محمد هبة الله بن محمد بن أحمد الأكفاني الأنصاري المزكي قالا حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد التميمي أخبرني أبو القاسم تمام بن محمد الرازي قال قرأت في كتاب عتيق بباب كيسان لزحل باب شرقي الشمس باب توما للزهرة باب الصغير للمشتري باب الجابية للمريخ باب الفراديس لعطارد باب الفراديس الآخر المسدد للقمر قرأت بخط أبي الحسين الرازي حدثني أبو الفضل أحمد بن منده بن محمد بن يحيى حدثني أبي نا أبي عبد الله يحيى بن حمزة قال قدم عبد الله بن علي دمشق وحاصر أهلها فلما دخلها هدم سورها فوقع منها حجر كان عليه مكتوب باليونانية فأرسلوا خلف راهب فقالوا تقرأ ما عليه فقال جيئوني بقير فطبعه على الحجر فإذا
_________
(1) كذا وفي مخطوطة الخزانة العامة " دمشقين " وفي مختصر ابن منظور: " دمسقس " وفي المجلدة الاولى من ابن عساكر المطبوع: دمشقش
(2) مابين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك عن مخطوطة الخزانة العامة والعبارة في مختصر ابن منظور
(3) كذا بالاصل هنا وقد تقدم ما فيه
(4) غير واضحة بالاصل والمثبت عن مخطوطة الخزانة العامة
(5) الاصل ومخطوطة الخزانة العامة وفي مختصر ابن منظور والمجلدة الاولى من ابن عساكر: المسدود(1/17)
عليه مكتوب ويك إرم الجبابرة من رامك بسوء قصمه الله إذا وهى منك جيرون الغربي من باب البريد ويلك من الخمسة أعين نقض سورك على يديه بعد أربعة آلاف سنة تعيشين رغدا فإذا وحى منك جيرون الشرقي أديل لك ممن يعرض لك قال فوجدنا الخمسة أعين عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب عين بن عين بن عين بن عين قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنبأنا تمام بن محمد الرازي أنبأنا أبو بكر أحمد بن الفرج عبد الله بن الفرج بن البراي حدثني محمد بن سعيد بن فطيس نا إبراهيم بن عتيق سمعت أبا مسهر يقول إن ملك دمشق بنى حصن دمشق الذي حول المسجد داخل المدينة على مسحة مسجد بيت المقدس وحمل أبواب بيت المقدس فوضعها على أبوابه فهذه الأبواب التي على الحصن هي أبواب مسجد بيت المقدس
_________
(1) بالاصل ومخطوطة الخزانة العامة: " نقص سويك على بيديه " والمثبت عن مختصر ابن منظور 1 / 47
(2) بالاصل: " أن يراك " والمثبت عن مختصر ابن منظور
(3) عن مخطوطة الخزانة العامة وبالاصل " عبد الملك "
(4) كذا ورد بالاصل ومخطوطة الخزانة العامة أربعة أعين ووقعت في المجلدة الاولى من ابن عساكر " خمسة أعين " وهو الصواب
(5) كذا وفي مخطوط الخزانة العامة " البراني " ولعل الصواب " البرامي " انظر الاكمال 1 / 538 الحاشية والانساب حاشية 1 / 305(1/18)
فصل في اشتقاق تسمية دمشق وأماكن من نواحيها وذكر ما بلغني من الأقوال التي قيلت ودفع إلي أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي ببغداد كتاب اشتقاق اسماء البلدان لابن الحسين أحمد بن فارس بن زكريا اللغوي وعليه خطه فوجدت فيه وأما دمشق فيقال إنها من دمشق وناقة دمشق أي سريعة قال * وصاحبي ذات هباب دمشق * كأنها بعد الكلال زورق * ويقال دمشق الضرب دمشقة إذا ضرب ضربا سريعا خفيفا أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد البنا أنبأنا أبو علي محمد بن الحسين بن الفرا أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن سويد المعدل قال قال أبو بكر محمد بن القاسم بن الأنباري أنبأنا دمشق فعل من قول العرب ناقة دمشق الخطو إذا كانت خفيفة الخطو وذكر أبو عبد الله الحسين بن خالويه النحوي فيما قرأته بخط أبي محمد عبد الله بن محمد الخطابي الشاعر كتب إلي سيف الدولة لا شكت عشره ولا
_________
(1) الاولى في معجم البلدان " دمشق " منسوبا للزفيان
(2) في مخطوطة الخزانة العامة: " ناقة دمشق اللحم إذا كانت خفيفة " وفي معجم البلدان: ناقة دمشقة اللحم
وذكر بيت الزفيان السابق
(3) بالاصل ومخطوطة الخزانة العامة: " السيف والدولة " والتصويب عن مختصر ابن منظور 1 / 48 والمجلدة الاولى من ابن عساكر ص 17(1/19)
أشلت يده يسأل عن دمشق هل يقال فيها دمشقة أم لا فقلت دمشق اسم هذه المدينة ليست عربية فيما ذكر ابن دريد بل هي معربة ولا يقال إلا بغيرها فأما الدمشقة السرعة في المشي دمشق يدمشق دمشقة ودمشاقا إذا أسرع وكل سريع دمشق أطال بقاء سيدنا بك المسند وزين أم خنور بكونه فيها فأعاد الرقعة وقد وقع عليها مر بنا في كتاب قال عبد الرحمن بن حنبل الحجيمي وهو بعسكر يزيد بن أبي سفيان عند حصارهم دمشق * أبلغ أبا سفيان عنا بأننا * على خير حال كان جيش يكونها وإنا على بابي دمشقة نرتمي * وقد حان من بابي دمشقة حينها * وفي الرقعة أيضا أن الناقة السريعة يقال لها دمشق والمرأة السريعة اليد في العمل فكتبت تحته هذا جائز للشاعر يحتمل له ولا سيما إذا قصد بدمشق إلى مدينة فزاد هاء تأكيدا للتأنيث كما أن عقربا مؤنثا بغير علامة التأنيث والعقربان ذكرها فقالوا عقربة تأكيدا فكذلك دمشق ودمشقة وذكر يونس وغيره أتانة وعجوزة وفرسة كل ذلك تأكيدا وقرأ ابن مسعود " تسع وتسعون نعجة أنثى " فبعث يستحضرني فلما مثلت بين يديه قلت أيها الأمير رب علم كنت سببه وقد استنقذته دمشقة إلا أنه في النحو كما ذكرت والعرب تزيد المذكر بيانا كما قال النبي (صلى الله عليه وسلم) ابن لبون ذكر وتزيد المؤنث تأكيدا مثل نعجة أنثى وذكر كلاما غيره سمعت أبا بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الفرضي ببغداد وكان أسر وبقي ببلاد الروم مدة ثم أن رجلا من حكماء الروم قال له إنما سميت دمشق بالرومية وإن
_________
(1) الاصل ومخطوطة الخزانة العامة وصوبت العبارة في المجلدة الاولى ص 17: لا شلت عشره ولا ثل عرشه
(2) بالاصل " ابن أبي دريد "
(3) زيادة عن مخطوطة الخزانة العامة
(4) في مخطوط الخزانة العامة: " ودمشاقة "
(5) أم خنور: الداهية وقيل من كنى الضبع ويقال: وقعوا في أم خنور إذا وقعوا في خصب ولين من العيش ولذلك سميت الدنيا أم خنور
وهذا المعنى المطلوب هنا
(6) كذا بالاصل وفي الاصابة 2 / 395 " بن حسل الجمحي "
(7) البيتان في الاصابة 2 / 395
(8) سورة ص الاية 33(1/20)
أصل اسمها ذوو مسكنين أي مسك مضاعف لطيبها لأن ذوا التصغير ومسكس هو المسك ثم عربت فقيل دمشق والله تعالى أعلم أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عبد الباقي الأنصاري أنا أبو محمد بن الحسن بن علي الجوهري أنبأنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحارث بن أبي أسامة أنبأنا محمد بن سعد أنا هشام بن محمد الكلبي عن أبيه قال ابن سعد وأخبرنا رؤيم بن يزيد المقري نا هارون بن أبي عيسى الشامي عن محمد بن إسحاق بن يسار قالا ولد لإسماعيل بن إبراهيم اثنا عشر رجلا وسماهم وقالا ودما وهوديما وبه سميت دومة الجندل قرأت بخط أبي محمد عبد الرحمن بن أحمد بن صابر فيما نقله من خط أبي الحسين محمد بن عبد الله الرازي أخبرني أبو العباس محمود بن محمد بن الفضل الرافقي نا محمد بن موسى العمي نا أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه قال ولد للوط أربعة بنين وابنتان فأما البنون فاسمهم ماث وخلان وعمان وملكان وأما البنات فاسمهم زغزوالرية فعمان مدينة البلقاء سميت بعمان بن لوط ومآب من سائر البلقاء سميت بمآب بن لوط قال أبو المنذر قال الشرقي بن قطامي سميت صيداء التي بالشام بصيدون بن صدقاء بن كنعان بن حام بن نوح وسميت أريحا التي بالشام بأريحا بن مالك بن أرفخشد بن سام بن نوح وسمي البلقاء ببالق بن عمان بن لوط لأنه بناها وسكنها وقال الرازي أخبرني محمد بن حميد نبأنا محمد بن الحسن بن السمط قال
_________
(1) كذا بالاصل ومخطوطة الخزانة العامة وفي مختصر ابن منظور: " دوو مسكس "
(2) الاصل ومخطوطة الخزانة العامة وفي مختصر ابن منظور: دوو للتضعيف
(3) بالاصل ومخطوطة الخزانة العامة " أبو علي " والتصويب عن تبصير المنتبه 1 / 243
(4) بالاصل ومخطوط الخزانة العامة " أحمد بن سعيد " تحريف (5) بالاصل " سعيد " خطأ والتصويب عن ابن سعد 1 / 51 والخبر فيه
(6) أي محمد بن إسحاق والكلبي انظر ابن سعد 1 / 51
(7) في طبقات ابن سعد: ودوما
(8) في مختصر ابن منظور: " مآب " وفي معجم البلدان " مآب " بوزن " معاب "
(9) زيد في مختصر ابن منظور 1 / 48 وعين زغر سميت بزغر بنت لوط والرية سميت بالرية بنت لوط
(10) عن ياقوت " صيداء " نقلا عن هشام عن أبيه وبالاصل " صيدنا "(1/21)
قرأت على خالي محمد بن سهل بن عبد الكريم قال وقالوا البلقاء من عمل دمشق سميت ببلقاء بن سويرة من بني عمان بن لوط وهو بناها ويقال ولد للوط أربعة رجلان مآب وعمان وابنتان زغروالرية فعمان مدينة البلقاء سميت بعمان بن لوط ومآب من مدائن البلقاء سميت بمآب بن لوط وزغر سميت بزغر بنت لوط والرية برية بنت لوط وقال صيداء إنما سميت بصيدون بن صيدقا بن كنعان بن حام وهو أول من ولده آدم وبلغني أن الكسوة إنما سميت بذلك لأن غسان قتلت بها رسل ملك الروم إليهم لأخذ الجزية منهم واقتست كسوتهم أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي نصر شجاع بن أبي بكر الحاقة اللفتوا ني ببغداد أنا أبو صادق محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد الفقيه الأصبهاني أنا أبو الحسن أحمد بن أبي بكر بن محمد بن زنجوية العدل الاصبهاني أنا أبو أحمد الحسين بن عبد الله بن سعيد العسكري قال وأما مؤتة مهموزة والهمزة ساكنة فهي الأرض التي قتل فيها جعفر بن أبي طالب وفيما دفع إلي أبو الفضل بن ناصر من كتاب أبي الحسين بن فارس وقرأته قال وجيرون من قولك جرن الشئ إذا املاس والجارن الأملس من كل شئ وجلق من قولك جلق رأسه إذا حلقه والجابية الخابية من الجايب والجمع جواب وقال الله جل ثناؤه " وجفان كالجوابي " ثم قال الأعشى * تروح على آل المحلق جفتة * كجابية الشيخ العراقي تفهق * وقال ابن فارس وأذرح من قولك هو ذريحي أي شديد الحمرة وذرحت الزعفران في الماء
_________
(1) في معجم البلدان " البلقاء ": بن سويدة من بني عسل بن لوط
(2) بالاصل " أو "
والتصحيح عن ياقوت
(3) عن مختصر ابن منظور وبالاصل " السنوة " تحريف
والخبر في معجم البلدان " الكسوة " نقلا عن ابن عساكر
قال ياقوت: قرية هي أول منزل تنزل القوافل إذا خرجت من دمشق إلى مصر
(4) سورة إبراهيم الاية 13
(5) ديوانه ط بيروت ص 121 وصدره فيه: نفي الذم عن آل المحلق جفنة(1/22)
كقال ابن فارس والبلقاء من البلق وتدمر من قلك دمر أي دخل قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من اطلع في قوم بغير إذنهم فقد دمر أي دخل قال وبيروت فيعول من البرت وهو الرجل الدليل وجبلة من الجبل وكل شئ اجتمع وعظم فهو جبل وصور جمع من جمع صورة فقال صورة وصور كما قال سورة البناء والجمع سور ويقال هو من صاره يصوره أي أماله وعكا من قولك عككته أي حبسته والعكة شدة الحر وكذلك العكيك قال * تطرد القر بحر ساخن * وعكيك القيظ إن جاء بقر
_________
(1) يعني دخل بغير إذن
(2) البيت لطرفة بن العبد ديوانه ط بيروت 53 برواية: بحر صادق(1/23)
* " باب اشتقاق اسم التاريخ وأصله وسببه وذكر الفائدة الداعية إلى الاعتناء به " قرأت بخط شيخنا أبي الفرج غيث بن علي بن عبد السلام الصوري قال قرأت في كتاب الخراج تأليف أبي الفرج قدامة بن جعفر الكاتب قال تاريخ كل شئ آخره وهو في الوقت غايته والموضع الذي انتهى إليه يقال فلان تاريخ قومه أي إليه ينتهي شرفهم ويقال ورخت الكتاب توريخا وأرخته تأريخا اللغة الأولى لتميم والثاني لقيس ولكل مملكة وأهل ملة تاريخ وجماع القول في تواريخهم أنهم يؤرخون بالوقت الذي تحدث فيه حوادث مشهورة عامة قال الله تعالى " يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج " بالأهلة يدرك عدد الأعوام وتعرف أوقات الحج والصيام ويعتبر بعض شرائع الإسلام كانقضاء عدد النساء من بعولتهن ومدة حملهن ووضع أجنتهن ووقت محل الديون اللازمات وتصرم مدد عقود التجارات والإجارات واختلاف الفصول والأوقات وبها تحد حوادث الأمم الخاليات أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن بن علي بن ذروا البصري العنبري الماوردي بقراءتي عليه ببغداد أنا أبو الحسن محمد بن علي بن أحمد بن إبراهيم السيرافي أنا القاضي أبو عبد الله أحمد بن إسحاق بن حران النهاوند نا أحمد بن عمران بن موسى الأشناني نا موسى بن زكريا التستري نا أبو عمرو خليفة بن خياط بن خليفة بن خياط العصفري الشيباني المعروف بشباب نا يزيد بن زريع أنبأنا سعيد عن قتادة في قوله
_________
(1) سورة البقرة الاية 189
(2) زيادة عن مختصر ابن منظور 1 / 25
(3) بالاصل ومخطوطة الخزانة العامة " بشيبان " خطأ(1/24)
سبحانه وتعالى " يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج " فجعلها الله سبحانه وتعالى لصوم المسلمين وإفطارهم وحجهم ومناسكهم وعدد سيئاتهم ومحل ذنوبهم في أشياء والله تعالى أعلم بما يصلح خلقه قال " وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب " وقال في آية أخرى " وهو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون " أنبأنا أبو سعد محمد بن محمد بن محمد المطرز وأبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد الاصبهانيان قالا أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق نا إبراهيم بن أحمد المقرئ نا أحمد بن فرج نا أبو عمر الضرير أنبأنا محمد بن مروان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى " يسألونك عن الأهلة " قال نزلت في معاذ بن جبل وثعلبة بن عنمة وهما رجلان من الأنصار قالا يا رسول الله ما بال الهلال يبدو ويطلع دقيقا مثل الخيط ثم يزيد حتى يعظم ويستوي ويستدير ثم لا يزال ينقص ويدق حتى يعود كما كان لا يكون على حال واحد فنزلت " يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس " في حل دينهم ولصومهم ولفطرهم وعدة نسائهم والشروط التي تنتهي إلى أجل معلوم أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الحصيني الشيباني ببغداد أنا أبو علي الحسين بن علي بن محمد التميمي المعروف بابن المذهب الواعظ أنا أبو
_________
(1) سورة الاسراء الاية 12
(2) سورة يونس الاية 5
(3) بالاصل " أبو أسعد نعيم "
(4) عن مخطوط الخزانة العامة وبالاصل " ابن " خطأ
(5) سقطت من الاصل واستدركت على هامشه
وبالاصل " عياش " تحريف
والمثبت يوافق ما جاء في مخطوط الخزانة العامة
(6) بالاصل " رقيقا " بالراء والمثبت عن مخطوط الخزانة العامة ومختصر ابن منظور 1 / 25
(7) سقطت من الاصل واستدركت من مخطوط الخزانة العامة
(8) سقطت من الاصل واستدركت من مخطوط الخزانة العامة(1/25)
بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي أنبأنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا إسحاق بن عيسى حدثنا محمد بن جابر عن قيس بن طلق عن أبيه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن الله تبارك وتعالى جعل هذه الأهلة مواقيت للناس صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته قال عمر وأفطروا على عذارى عليكم فأتموا العدة أخبرناه عاليا أبو نصر أحمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الملك بن رضوان وأبو علي الحسين بن المظفر بن الحسن بن السبط وأبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد بن البنا قالوا أنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري أنبأنا أبو بكر بن مالك نا بشر بن موسى الأسدي أنا أبو زكريا يحيى بن إسحاق السيلحيني نا محمد بن جابر عن قيس بن طلق عن أبيه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن الله تبارك وتعالى جعل هذه الأهلة مواقيت للناس فإذا رأيتموا فصوموا وإذا رأيتموا فأفطروا فإن غم عليكم فأتموا العدة وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو القاسم علي بن أحمد ابن التستري وأخبرنا القاضي أبو علي الحسن بن سعيد بن أحمد بن عمرو بن المأمون بن عمرو الجزري بالرحبة أنبأنا أبو القاسم ابن التستري قالا نا أبو طاهر المخلص نا عبد الله بن محمد نا لوين نا محمد بن جابر عن قيس بن طلق عن أبيه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جعل الله تبارك وتعالى الأهلة مواقيت فإذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فأتموا العدة ثلاثين قال ابن جابر سمعت هذا منه وحدثني آخرين انتهى
_________
(1) كذا وردت العبارة نقلا عن عمر بالاصل ومخطوطة الخزانة العامة وجاء مكانها في المجلدة من ابن عساكر ومن أصل الحديث: فإن غم عليكم فأتموا العدة
(2) السيلحيني نسبة إلى قرية سيلحين قرية معروفة من قرى سواد بغداد قديمة الضبط عن الانساب
(3) بالاصل " طالق " وقد تقدم
(4) بالاصل ومخطوطة الخزانة العامة: " الجردوي أنا جبه " والمثبت عن المجلدة الاولى الاولى من ابن عساكر(1/26)
وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد عبد الله بن محمد الصريفيني نا عمر بن أحمد الكتاني نا عبد الله بن محمد البغوي وأبو بكر أحمد بن القاسم بن نصر بن يزيد النيسابوري قالا نا محمد بن سليمان لوين فذكر نحوه وزاد للناس الفرائضي "(1/27)
باب في مبتدأ التاريخ واصطلاح الأمم على التواريخ " أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي نصر بن أبي بكر اللفتواني بأصبهان نا أبو الحسن محمد أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن هارون المعروف بزرا إمام الجامع العتيق وأبو مسعود سليمان بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن سليمان الحافظ قالا أنبأنا أبو الفرج عثمان بن أحمد بن إسحاق البرجي أنبأنا أبو جعفر محمد بن عمر بن حفص الجورجيري نا أبو يعقوب إسحاق بن الفيض أنبأنا المصانعي بن الجارود عن عبد العزيز بن زياد مولى عبد الله بن عامر عن أنس عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أن جبريل حدثه قال مضى من الدنيا ستة آلاف سنة وسبعماية سنة قال وكل قطرة مطر تنزل من السماء موكل بها ملك من الملائكة يضعها موضعها قال ونبأ في الأرض من الأنبياء مائة ألف وأربعة وعشرين وأربعين ألفا وثلثمائة من المرسلين حتى جاء محمد (صلى الله عليه وسلم) خاتم الأنبياء لا نبي بعده قال وما بقي من الدنيا إلا كما بقي من النهار إذا غابت الشمس وبقي حمرة الشمس على الحيطان أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد الأنماطي الحافظ ببغداد نا أبو الفضل أحمد بن الحسين بن خيرون أنا أبو القاسم عبد الملك بن بشران أنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن بن الصواف نا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا المنجاب يعني ابن الحارث نا أبو عامر الأسدي عن سفيان عن الأعمش عن
_________
(1) بالاصل " وسليما " مع الواو تحريف وذكره السمعاني باسم: " أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمد بن سليمان الملنجي الحافظ " ومثله في تذكرة الحفاظ 4 / 1197
(2) كذا بالاصل ومخطوط الخزانة العامة
وفي مختصر ابن منظور 1 / 27 مئة ألف وأربعون ألفا وثلاثمئة(1/28)
أبي صالح عن كعب قال الدنيا ستة آلاف سنة أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي أنا محمد بن هبة الله بن الحسن أنا محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب نا قبيصة نا سفيان عن الأعمش عن كعب قال الدنيا ستة آلاف سنة قال قال وإنما يرويه الأعمش عن أبي صالح عن كعب أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن خضر السلمي أنبأنا أبو الحسين طاهر بن أحمد بن علي بن محمود نا محمود بن الفضل بدمشق نا أبو الفضل منصور بن نصر بن عبد الرحمن بن بشر بن المنعم أنبأنا عمر (2) الحسن بن عمر بن علي بن الحسن العطار نا إبراهيم بن عبد الله بن عمر بن بكير العسقلاني وجميع بن الجراح عن الأعمش عن أبي صالح عن كعب قال إن الله تعالى خلق السموات والأرض يوم الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة ثم جعل مع كل يوم ألف سنة أخبرنا أبو الحسن بركات (3) وعبد العزيز بن الحسين النمار بدمشق قالا نا أبو بكر (4) أحمد بن علي بن ثابت الخطيب نا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد أنا أبو بكر أحمد بن سندي بن الحسن الحداد نا أبو محمد الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى نا إسحاق بن بشر قال أنا مقاتل وجرير بن علي الضحاك عن ابن عباس قال كانت فترتان فترة بين إدريس ونوح وفترة بين عيسى ومحمد فكان أول نبي بعث إدريس بعد آدم وكان بين موت آدم وبين بعثة إدريس مائتا سنة لأن آدم عاش ألف سنة إلا أربعين عاما وولد إدريس وادفر (5) فمات آدم وإدريس ابن (6) مائة سنة فجاءته النبوة بعد موت آدم بمائتي سنة وكان في نبوته مائة سنة وخمس سنين
_________
(1) سقطت من الاصل واستدركت عن مخطوطة الخزانة العامة وفيها: " سبعة " بدل " ستة "
(2) كذا بالاصل ومخطوطة الخزانة العامة وفي المجلدة الاولى ص 25: أنا أبو علي الحسن
(3) بالاصل ومخطوطة الخزانة العامة: بركات بن عبد العزيز
والمثبت عن المجلدة الاولى ابن عساكر
(4) بالاصل: " أحمد بن بكر " تحريف
(5) كذا بالاصل وفي مخطوطة الخزانة العامة: " وآدم " وفي مختصر ابن منظور 1 / 27 وآدم حي
(6) زيادة عن مختصر ابن منظور 1 / 27(1/29)
فرفعه الله تعالى وهو ابن أربعمائة سنة وخمس سنين وكان الناس من آدم إلى إدريس أهل ملة واحدة متمسكين بالإسلام وتصافحهم الملائكة فلما رفع إدريس اختلفوا وفتر الوحي إلى أن بعث الله تعالى نوحا فكان نوح (1) يعني يوم بعث أربعمائة سنة وثمانين سنة فتر الوحي فيما بين إدريس ونوح (2) مائة سنة وكانت نبوة نوح ألف سنة إلا خمسين عاما وعمر بعد الغرق خمسين عاما ويقال مئتي (2) والله تعالى أعلم وكان سام بن نوح بعدما مات نوح ابن (2) مائة سنة وعاش بعده مائتي سنة وكان بين نوح وهود ثمانمائة سنة وعاش هود أربعمائة وأربع وستين سنة وكابين هود وصالح مائة سنة وعاش صالح ثلاثمائة سنة إلا عشرين عاما وكان بين صالح وإبراهيم ستمئة سنة وثلاثون سنة وعاش إبراهيم (4) مائة سنة وخمسه وسبعين سنة وقال بعض هؤلاء المسمين مائتي سنة وعاش إسماعيل مائة سنة وتسعة وثلاثين وعاش إسحاق مائة سنة وثمانين سنة وعاش يعقوب بن إسحاق مائة سنة وتسعة وأربعين سنة وكان بين موسى وإبراهيم سبعمائة سنة وكانت الأنبياء بين موسى وعيسى متواترة وكذلك بين نوح إلى موسى متواترة يقول الله تعالى في كتابه العزيز في سورة المؤمنين من بعد قصة نوح " ثم أرسلنا رسلنا تترا " بعضها على إثر بعض " كلما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا " إلى قوله " ثم أرسلنا " من بعدهم " موسى وهارون " (5) فمن زعم أنه يعلم عدتهم وأسمائهم فقد كذب لأن الله تعالى يقول لنبيه عليه الصلاة والسلام " منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك " (6) وكان بين موسى وعيسى وعن (7) إسحاق قال ابن سمعان عن مكحول عن كعب ستمائة قال إسحاق وكذلك قاله إدريس عن ضمرة عن وهب قالا أنا إسحاق وأنبأنا جويبر ومقاتل عن الضحاك عن ابن عباس خمسمائة سنة والله تعالى أعلم أي ذلك كان
_________
(1) بالاصل " نوحا "
(2) عن مختصر ابن منظور 1 / 27
(3) بياض بالاصل وما أثبت عن مختصر ابن منظور 1 / 27
(4) ما بين معكوفتين زيادة عن المخطوطة الخزانة العامة
(5) سورة المؤمنون " 44 - 45
(6) سورة المؤمن الاية - 45
(7) عن هامش الاصل ومكانها في مخطوطة الخزانة العامة بياض(1/30)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور أنبأنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمبن إسماعيل بن العباس المخلص أنا أبو الحسين بن رضوان بن أحمد بن جالينوس الصيدلاني أنا أبو عمر أحمد بن عبد الجبار العطاردي نا يونس بن بكير الشيباني عن (1) محمد بن إسحاق بن يسار قال كان من آدم إلى نوح ألف ومائتا سنة ومن نوح إلى إبراهيم ألف ومائة واثنتان وأربعون سنة وبين إبراهيم إلى موسى خمسمائة وخمس وستون سنة ومن موسى إلى داود خمسمائة سنة وتسعة وستون سنة ومن داود إلى عيسى ألف وثلاثمائة وسنة وست (2) وخمسون سنة ومن عيسى إلى محمد عليه الصلاة والسلام ستمائة سنة فذلك خمسة آلاف وأربعمئة (3) واثنان وثلاثون سنة هذا الإجمال صحيح (4) أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا محمد بن هبة الله بن الحسن أنا محمد بن الحسين أنبأنا محمد بن الحسين (5) أنبأنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب حدثنا أصحاب عن يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال فذكر يعني هذا ثم قال فذلك خمسة آلاف وأربعمائة وستة وعشرون سنة وهذا الإجمال غير صحيح أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن أحمد بن البنا قالا نا أبو الحسين محمد (6) بن أحمد بن الآبنوسي أنا أبو بكر أحمد بن عبيد الله بن الفضل إجازة أنا محمد بن الحسين بن محمد بن سعيد عن الزعفراني نا أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب نا علي بن محمد بن بندي ويعقوب بن بكر بن كعب الأنطاكي قالا نا عيسى بن يونس نا الأوزاعي نا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة قال كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام
_________
(1) بالاصل ومخطوطة الخزانة العامة " على " تحريف
(2) عن مخطوطة الخزانة العامة
(3) عن مخطوطة الخزانة العامة ومختصر ابن منظور 1 / 28 وبالاصل: خمس ألف وأربعة
(4) بالاصل " غير صحيح " والمثبت يوافق مخطوطة الخزانة العامة ومختصر ابن منظور
(5) كذا ورد مرتين بالاصل ونسخة الخزانة العامة
(6) بالاصل: " أبو بكر الحسن بن محمد " تحريف والتصحيح عن الانساب " الابنوسي "
(7) كذا وردت العبارة بالاصل ومخطوط الخزانة العامة وسقطت من مطبوعة المجلدة الاولى من ابن عساكر وورد فيها مكانها: القرن مائة عام وكان بين نوح وإبراهيم عشرة قرون(1/31)
قال (1) وأنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي عن غير واحد من أهل العلم قالوا كان بين آدونوح عشرة قرون القرن مائة سنة وبين نوح وإبراهيم عشرة قرون والقرن مائة سنة (2) وبين إبراهيم وموسى بن عمران عشرة قرون القرن مائة سنة قال وأنبأنا هشام بن محمد بن السائب عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس (3) قال كان بين موسى بن عمران وعيسى بن مريم ألف سنة وتسعمائة سنة ولم يكن بينهما فترة وأنه أرسل بينهما (4) ألف نبي من بني إسرائيل سوى من أرسل من غيرهم وكان بين ميلاد عيسى والنبي (صلى الله عليه وسلم) خمسمائة سنة وتسع وستون سنة بعث في أولها ثلاثة أنبياء وهو قوله تعالى " إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث " (5) والذي عزز به شمعون وكان من الحواريين وكانت الفترة التي لم يبعث الله تعالى فيها رسولا أربعمائة سنة وأربعة وثلاثين سنة وأن حواريي عيسى بن مريم كانوا اثني عشر رجلا وكان قد تبعه بشر كثير ولكنه لم يكن فيهم حواري إلا اثني عشر رجلا وكان من الحواريين القصار والصياد وكانوا عمالا يعملون بأيديهم وإن الحواريين من الأصفياء وأن عيسى حين رفع كان ابن اثنين وثلاثين سنة وستة أشهر وكانت نبوته ثلاثون شهرا وأن الله تعالى رفعه بجسده وأنه حي الآن وسيرجع إلى الدنيا فيكون فيها ملكا ثم يموت كما يموت الناس وكانت قربة عيسى تسمى ناصرة (6) وكان أصحابه يسمون الناصريين وكان يقال لعيسى الناصري فلذلك سميت النصارى
_________
(1) كذا والقائل ابن سعد والخبر التالي في الطبقات 1 / 53، ووقع قبله هنا نقص نستدركه من المجلدة الاولى من مطبوعة ابن عساكر ص 27: وأخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي قال: أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا أبو الحسن أحمد بن معروف بن بشر بن موسى الخشاب أنا أبو محم حارث بن أبي أسامة أنا أبو عبد الله محمد بن سعد أنا قبيصة بن عقبة نا سفيان بن سعيد عن أبيه عن عكرمة قال: كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الاسلام
والخبر في طبقات ابن سعد 1 / 53
(2) ما بين معكوفتين زيادة عن ابن سعد 1 / 53
(3) عن ابن سعد وبالاصل " ابن عياش " والخبر في طبقات ابن سعد 1 / 53
(4) عن ابن سعد وبالاصل " بينهم "
(5) سورة يس الاية 14
(6) ناصرة: قرية بينها وبين طبرية ثلاثة عشر ميلا فيها كان مولد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ومنها اشتق اسم النصارى (معجم البلدان)(1/32)
أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنا قالا أنا أبو الحسن بن الآبنوسي أنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل إجازة أنبأنا محمد بن الحسين بن محمد بن سعيد نا ابن أبي خيثمة نا فضيل بن عبد الوهاب نا جعفر بن سليمان عن عوف قال كان بين عيسى ومحمد صلى الله عليهما ستمائة سنة أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنا قالا أنبأ أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العياش المخلص أنبأنا أبو عبد الله أحمد بن سليمان الطوسي أنبأنا أبو عبد الله الزبير بن بكار الزبيري حدثني عمر بن أبي بكر الموصلي (1) عن زكريا بن عيسى عن ابن عيسى عن ابن شهاب أن قريشا كانت تعد قبل عد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من زمن الفيل (2) كانوا يعدون بين الفيل وبين الفجار أربعين سنة وكانوا يعدون بين الفجار وبين وفاة هشام بن المغيرة ستة سنين وكانوا يعدون بين وفاة هشام وبين بنيان الكعبة تسع سنين وكانوا يعدون بين بنيان الكعبة وبين أن خرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة خمس (3) عشرة سنة منها خمس سنين قبل أن ينزل عليه ثم كان العدد بعد أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن هبة الله بن الحسن أنا محمد بن الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب نا ابن نمير نا وكيع نا الأعمش عن أبي صالح عن كعب قال بدأ الله تعالى خلق السموات والأرض يوم الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة ثم جعل مع كل يوم ألف سنة قال ونبأنا ابن نمير نا وكيع نا الأعمش عن أبي صالح نا إسحاق بن عيسى بن (4) بنت داود بن أبي هند حدثني عامر بن يساف اليماني عن أيوب بن عتبة قال كان بين آدم ونوح عشرة آباء وذلك ألف سنة وكان بين نوح وإبراهيم عشرة آباء
_________
(1) عن مخطوط الخزانة العامة وبالاصل " الموملي "
(2) رسمت بالاصل وفيما يلي من الخبر " النيل " بالنون وقد صححت في كل مواقع الخبر
(3) بالاصل: " خمسة عشر "
(4) في المجلدة الاولى المطبوعة: " عن " تحريف انظر ترجمة إسحاق في تقريب التهذيب 1 / 60 وقد ورد الخبر التالي في المطبوعة 1 / 29 مبتورا شوه المعنى(1/33)
وذلك ألف سنة وكان بين إبراهيم وموسى سبعة آباء ولم يسم السنين وكان بين موسى وعيسى ألف وخمسمائة سنة وكان بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام ستمائة سنة وهي الفترة قال وأنبأ حرملة أخبرني (1) بن وهب حدثني مالك قال سمعت أن الفترة بين عيسى وبين النبي (صلى الله عليه وسلم) سبعمائة سنة قال ولم أسمع ذلك من أهل العلم أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا (2) الحسن بن البنا قالا (3) أنا أبو بكر أحمد (4) بن عبيد بن الفضل بن سهل بن بيري إجازة أنا أبو عبد الله محمد بن الحسين بن محمد الزعفراني أنا أبو بكر بن خيثمة قال قال علي بن محمد عن علي بن مجاهد عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن محمد بن صالح عن الشعبي قالا لما هبط آدم من الجنة وانتشر ولده أرخ بنوه من هبوط آدم فكان ذلك التاريخ حتى بعث الله تعالى نوحا فأرخوا حتى مبعث نوح حتى كان الغرق فهلك من هلك ممن كان على وجه الأرض فلما هبط نوح وذريته الأرض بين (5) من كان من السفينة إلى الأرض قسم الأرض بين أولاده أثلاثا فجعل لسام وسطا من الأرض ففيها بيت المقدس والنيل والفرات ودجلة وسيحان وجيحان وقيسون وذلك ما بين قيسون (6) إلى شرقي النيل وما بين منخر الريح والجنوب (7) إلى منخر الشمال وجعل لحام قسمه غربي النيل فما وراءه إلى منخر ريح الدبور وجعل قسم يافث فقيسون فما وراءه إلى منخر ريح الصبا فكان التاريخ من الطوفان إلى نار إبراهيم فلما كثر ولد إسماعيل افترقوا فأرخ بنو إسحاق من نار إبراهيم إلى مبعث يوسف ومن مبعث يوسف إلى مبعث موسى ومن مبعث موسى إلى ملك سليمان
_________
(1) سقطت من الاصل واستدركت عن هامشه
(2) بالاصل " أنبأنا " تحريف
(3) بالاصل " قال " والمثبت عن مخطوط الخزانة العامة
(4) زيادة عن مخطوط الخزانة العامة
(5) في الطبري 1 / 193 وكل
(6) في الطبري: " وفيشون " وما في الاصل يوافق مخطوط الخزانة العامة ومختصر ابن منظور
(7) في الطبري: " ريح الجنوب " ومنخر ريح الجنوب أي موضع هبوبها(1/34)
ومن ملك سليمان إلى مبعث عيسى بن مريم ومن مبعث عيسى بن مريم إلى مبعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعلى جميع أنبيائه ورسله وأرخ بنو إسماعيل من نار إبراهيم إلى بناء البيت حتى بناه إبراهيم وإسماعيل ثم أرخ بنو إسماعيل من بنيان البيت حتى تفرقت معد فكان كلما خرج قوم من تهامة أرخوا مخرجهم ومن بقي من تهامة من بني إسماعيل يؤرخون خروج معد ونهد وجهينة من بني زيد من تهامة حتى مات كعب بن لؤي إلى الفيل فكان التاريخ من الفيل حتى أرخ عمر بن الخطاب من الهجرة وذلك سنة سبع عشرة (1) أو ثمان عشرة قال ابن أبي خيثمة قال قال يحيى بن معين غير مرة أكتب عن المدائني كتبه أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن الماوردي أنا أبو الحسن محمد بن علي السيرافي أنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق النهاوندي نا أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن عمران قال (1) لم يزل للناس تاريخ كانوا يؤرخون في الدهر الأول من هبوط آدم من الجنة لم يزل ذلك حتى بعث الله تعالى نوحا فأرخوا من دعاء نوح على قومه ثم أرخوا من الطوفان ثم لم يزل ذلك حتى حرق إبراهيم عليه السلام فأرخوا من تحريق إبراهيم (3) وأرخوا بني إسماعيل من بنيان الكعبة ثم لم يزل كذلك حتى مات كعب بن لؤي فأرخوا من موته فلم يزل كذلك حتى كان عام الفيل فأرخوا من عام الفيل ثم أرخ المسلمون بعد من مهاجر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقد كان للعرب أيضا تاريخ (4) قال خليفة (5) حدثني محمد بن معاوية عن أبي عبيدة معمر بن المثنى قال لم يزل لفارس تاريخ يعرفون أمورهم به وتاريخ حسابهم إلى هذا اليوم منذ هلك
_________
(1) بالاصل: " عشر "
(2) الخبر في تاريخ خليفة ص 50: " نقلا عن يحيى بن محمد الكعبي عن عبد العزيز بن عمران " وقد اضطرب السند بالاصل وفي المجلدة الاولى من مطبوعة ابن عساكر ص 30: نا أبو عبد الله أحمد بن إسحاق النهاوندي نا أحمد بن عمران بن موسى نا موسى بن زكريا نا أبو عمرو خليفة بن خياط العصفري حدثني يحيى بن محمد بن عبد العزيز بن عمران قال
(3) زيادة عن تاريخ خليفة
وفي المجلدة الاولى: " غرق إبراهيم " بدل " حرق إبراهيم "
(4) عن تاريخ خليفة وبالاصل " تاريخا "
(5) تاريخ خليفة ص 50(1/35)
يزدجرد بن شهريار وذلك في سنة ست (1) عشرة من هجرة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو (2) تاريخ الناس اليوم قال ولبني إسرائيل تاريخ (3) آخر بسني ذي القرنين وهو اليوم في ذي الحجة سنة سبع وثلاثين ومائتين ألف ومائتان واثنان وسبعون وكلما دخل تشرين الأول من حساب الروم فرد سنة وذلك أن حساب سني ذي القرنين كانت حين هاجر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تسعمائة سنة وخمسا وعشرين سنة " (4)
_________
(1) بالاصل " ستة "
(2) زيادة اقتضاها السابق
(3) بالاصل " تاريخا " والتصحيح عن تاريخ خليفة
(4) بالاصل: وخمس وعشرون سنة(1/36)
باب ذكر اختلاف الصحابة رضي الله تعالى عنهم في التاريخ " وما نقل فيه من الاتفاق منهم انتهى أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد بن المذكور الأزجي ببغداد أنبأنا أبو محمد الحسن (1) بن علي الجوهري أنبأنا علي بن محمد بن لؤلؤ أنبأنا محمد بن الحسين بن شهريار أبو بكر نبأنا عمرو بن علي بن يحيى بن كثير نبأنا أبو عاصم عن ابن جريج عن أبي سلمة عن الزهري أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أرخ التاريخ حين قدم المدينة في شهر ربيع الأول انتهى قال أبو حفص وقدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة يوم الاثنين عند ارتفاع النهار لثنتي عشرة ليلة من ربيع الأول وهو ابن ثلاث وخمسين سنة كذا في هذه الرواية وهي مرسلة ورواه الصاعاني عن أبي عاصم فقال عن ابن أبي سلمة وهو الصحيح وهو عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشوني أخبرناه أبو الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد بن الشهرزوري وجماعة إجازة قالوا أنبأنا الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة أنبأ أبو القاسم الحسين بن الحسن بن علي بن المنذر القاضي أنبأنا إسماعيل محمد الصفار نا محمد بن إسحاق نبأنا أبو عاصم النبيل عن ابن جريج عن ابن أبي سلمة عن ابن شهاب أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أمر بالتاريخ يوم قدم المدينة في شهر ربيع انتهى
_________
(1) بالاصل " الحسين " خطأ والتصحيح عن الانساب " الجوهري "(1/37)
رواه غيره عن ابن جريج عن ابن شهاب انتهى أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا محمد بن هبة الله أنبأنا محمد بن الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب أنبأنا أبو الطاهر ويونس قالا نبأنا ابن وهب عن ابن جريج عن ابن شهاب أنه قال التاريخ من يوم قدم النبي (صلى الله عليه وسلم) المدينة مهاجرا قال ابن وهب سألت مالكا عن التاريخ من متى قال من مقدم النبي (صلى الله عليه وسلم) المدينة كذا في حديث أبي عاصم وجزم ابن وهب عن ابن جريج أصوب لأنه ذكر ابتداء التاريخ لم يبين من أمر به (1) والمحفوظ أن الآمر بالتاريخ عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو غالب أحمد بن علي بن الحسين ببغداد قالا أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور أنبأنا محمد بن عبد الله بن أخي ميمي نبأنا محمد بن هارون الحضرمي نبأنا محمد بن سهل بن عساكر وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن علي أنبأنا عبد الله بن محمد حدثني علي بن أبي سليمان قالا نبأنا سعيد بن أبي مريم أخبرني يعقوب بن إسحاق نبأنا محمد بن مسلم الطائفي عن عمرو (2) بن دينار عن ابن عباس قال كان التاريخ في السنة التي قدم فيها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة قال محمد نبأنا ابن أبي مريم عن محمد بن إسحاق وفي حديث علي أخبرني يعقوب بن إسحاق وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله خطيب مشكان (3) بها أنبأ
_________
(1) بالاصل " ولم سمي من تنويه " العبارة غير واضحة وأثبتنا ما ورد هنا من مختصر ابن منظور 1 / 32 وفي المجلدة الاولى ص 32 ولم يبين مدته
(2) بالاصل " عمر " والتصحيح عن الكاشف للذهبي انظر ترجمته فيه 2 / 284
(3) بالاصل " مكان " والتصحيح عن ياقوت وهي قرية من نواحي روذبار من أعمال همذان(1/38)
القاضي أبو منصور محمد بن الحسين بن أبي محمد بن مؤنس النهاوندي أنبأنا أبو العياش أحمد بن الحسين بن زنبيل النهاوندي أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن المعروف بابن الأشقر نبأنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل نبأنا سعيد بن أبي مريم نبأنا يعقوب بن إسحاق حدثني محمد بن مسلم فذكره أبو محمد بن سهل والبخاري وفيها ولد عبد الله بن الزبير انتهى يعقوب بن إسحاق هذا هو يعقوب بن أبي عباد العكرمي ورواه إسحاق المنصوب (1) السلولي عن محمد بن مسلم فأسقط منه ابن عباس أخبرناه أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد الأنماطي أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون أنبانا أبو القاسم عبد الملك بن بشران أنبأنا أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا أبي نا إسحاق بن منصور السلولي عن محمد بن مسلم فأسقط منه ابن عباس (2) أخبرناه أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد الأنماطي أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون أنا أبو القاسم عبد الملك بن بشران أنا أبو علي بن الصواف أنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة أنا أبي نا إسحاق بن منصور عن محمد بن مسلم فذكره عن عمرو (3) بن دينار قال كان التاريخ في عشر سنين من سني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وفي تلك السنة ولد ابن الزبير أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الفراوي الفقيه بنيسابور أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن الحسن الخبازي وأبو سهل محمد بن أحمد بن عبيد الله (4) الحفصي المروزي قالا أنا أبو الهيثم محمد بن المكي بن محمد الكشميهني
_________
(1) كذا ورد اسمه محرفا هنا وسيرد صحيحا في الحديث التالي: إسحاق بن منصور السلولي
(2) بالاصل " ابن عياش "
(3) بالاصل " عمر " تحريف تقدمت الاشارة إليه قريبا
(4) في المجلدة الاولى من ابن عساكر ص 33 " عبد الله " تحريف(1/39)
وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمد العيار الصوفي أنا أبو علي محمد بن عمر بن محمد بن شبويه (1) المروزي قالا أنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربري (2) قالا حدثنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري نا عبد الله بن سلمة قال حنبل القعنبي نا عبد العزيز زاد حنبل بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد قال ما عدوا من مبعث النبي (صلى الله عليه وسلم ولا من وفاته ما عدوا إلا من مقدمه المدينة وأخبرنا أبو المظفر القشيري أنبأنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا محمد بن المؤمل نا الفضل بن محمد نا أحمد بن حنبل وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا عمر بن عبد الله بن عمر نا أبو الحسين بن بشران نا عثمان بن أحمد نا أحمد بن حنبل حدثني أبو عبد الله حدثنا روح ثنا زكريا بن إسحاق أنبأنا عمرو (3) بن دينار قال إن أول من أرخ الكتب يعلى بن أمية وهو باليمن وأن النبي (صلى الله عليه وسلم) قدم المدينة في ربيع الأول وأن الناس أرخوا لأول السنة وإنما أرخ الناس لمقدم النبي (صلى الله عليه وسلم) المدينة وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل عمر بن عبيد الله أنبأنا بشران أنبأنا عثمان قال ونبأنا حنبل ونبأنا أبو عبد الله نا خالد بن حيان نا فرات بن سلمان عن ميمون بن مهران قال وقع (4) إلى عمر رضي الله تعالى عنه صك محله (5) في شعبان فقال عمر أي شعبان هذا الذي مضى أو الذي هو آت أو الذي نحن فيه ثم جمع أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال لهم ضعوا للناس شيئا يعرفونه فقال قائل اكتبوا على تاريخ الروم فقيل إنه يطول وإنهم يكتبون من عدد ذي
_________
(1) ضبطت عن تبصير المنتبه
(2) نسبة إلى بلدة " فربر " وهي بليدة على طرف جيحون مما يلي بخارى كما في معجم البلدان ونص السمعاني على فتح الفاء والراء وسكون الباء نسبة إلى فربر
(3) بالاصل " عمر " خطأ وقد تقدمت الاشارة إليه قريبا
(4) في المطبوعة 1 / 34 " رفع "
(5) حل الدين يحل: وجب وحان محل الدين (الاساس)(1/40)
القرنين وقال قائل اكتبوا على (1) تاريخ فارس فقيل إن الفرس كلما قام ملك طرح ما كان قبله فاجتمع رأيهم أن ينظروا كم أقام (2) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالمدينة فوجدوه أقام بها عشر سنين فكتب أو يكتب التاريخ على هجرة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أخبرناه عاليا أبو نصر محمد بن أحمد بن عبد الله الكبريتي بأصبهان أنا أبو مسلم محمد بن علي بن محمد النحوي أنا أبو بكر محمد بن عاصم بن المقري أنا أبو عروبة أنا سفيان (3) الصيدلاني نا أبو خالد عن فرات بن سلمان عن ميمون بن مهران قال رفع إلى عمر صك محله شعبان قال أي شعبان الذي نحن فيه أو الذي مضى أو الذي هو آت ثم قال لأصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) ضعوا للناس شيئا يعرفونه عن التاريخ فقال بعضهم اكتبوا على تاريخ الروم فقالوا إن الروم يطول تاريخهم يكتبون من ذي القرنين فقال اكتبوا على تاريخ فارس فقال إن فارس كلما قام ملك طرح ما (4) كان قبله فأجمع رأيهم أن الهجرة كانت عشر سنين فكتبوا التاريخ من هجرة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد بن البغدادي بأصبهان قالت أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن محمود أنبأنا أبو بكر (5) محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري أنبأنا محمد بن جعفر الزراد نا عبيد الله بن سعد الجوهري الزهري نا كثير بن هشام نا جعفر وهو ابن برقان نا ميمون بن مهران قال ائتمروا (6) أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) متى يكتبون التاريخ فقال بعضهم نكتبه من الشهر الذي ولد فيه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال بعضهم من حين أوحي إليه وقال بعضهم نكتبه من هجرته التي هاجر فيها من دار الشرك إلى دار
_________
(1) زيادة عن مختصر ابن منظور 1 / 33
(2) عن مخطوط الخزانة العامة وبالاصل " قام "
(3) في المطبوعة 1 / 34: نا أبو سفيان الصيدلاني نا خالد بن حيان عن فرات بن سلمان
(4) بالاصل " من "
(5) بالاصل " أنبأنا بكر بن محمد " والتصحيح عن الانساب " الزراد " فيمن يروي عن الزراد والمجلدة الاولى من ابن عساكر 1 / 34
(6) كذا(1/41)
الإسلام (1) فاجتمع رأيهم على أن يكتبوا التاريخ من هجرة النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة وذلك لعشر سنين منذ هاجر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من مكة إلى المدينة إلى (2) يوم توفي في هذا التاريخ عشر سنين من حياته (صلى الله عليه وسلم) أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي أنا عبد الله بن محمد نا داود بن عمرو حدثنا حبان بن علي العنزي (3) عن مجالد عن الشعبي قال كتب أبو موسى إلى عمر إنه يأتينا من قبلك كتب ليس لها تاريخ فأرخ فاستشار عمر في ذلك فقال بعضهم أرخ لمبعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال بعضهم لوفاة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال عمر لا بل نؤرخ لمهاجر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فإن مهاجره فرق بين الحق والباطل قال فأرخ لمهاجر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا عمر (4) بن عبد الله بن عمر أنا أبو الحسين (5) بن بشران أنا (6) عثمان بن أحمد بن عبد الله نا حنبل حدثني عثمان نا يحيى بن سعيد عن قرة بن (7) خالد السدوسي نا محمد يعني ابن سيرين (8) قال قدم رجل من أهل اليمن على عمر فقال لم لا تؤرخون قال كيف قال تكتبون من شهر كذا في سنة كذا فنظر القوم في ذلك فأرادوا أن يؤرخوا من مبعث النبي (صلى الله عليه وسلم) ثم قالوا من وفاته ثم ارادوا من الهجرة فقالوا من أي شئ (9) فهموا من رمضان ثم بدا لهم أن يجعلوه من المحرم رواه علي (10) محمد المدائني عن قرة بن أمية
_________
(1) في المجلدة الاولى المطبوعة: الايمان
(2) زيادة اقتضاها السياق عن المجلدة الاولى المطبوعة
(3) ضبطت عن تقريب التهذيب واللفظة غير واضحة بالاصل
(4) بالاصل: " أبو عمر " خطأ وسيرد صوابا في الخبر التالي وانظر ترجمته في الكاشف 2 / 273
(5) بالاصل: " بن عمر بن الحسن بن بشران " والتصويب عن المجلدة الاولى المطبوعة من ابن عساكر
(6) بالاصل: " بن "
(7) بالاصل: " عن " والتصويب عن تقريب التهذيب
(8) عن مخطوطة الخزانة العامة وبالاصل: " بشران "
(9) كذا ولعله " من أي شهر " وسيأتي صوابا في الخبر التالي
(10) كذا بالاصل ومخطوط الخزانة العامة وفي المطبوعة: " أبو علي بن محمد المدائني "(1/42)
أخبرناه أبو غالب وأبو عبد الله نكتب من ظهر أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا عمر بن عبد الله بن عمر عمر نا أبو الحسين بن بشران أنا عثمان بن أحمد بن عبد الله نا حنبل حدثني عبد الله نا يحيى بن سعيد عن قرة بن خالد السدوسي نا محمد يعني ابن سيرين قال قدم رجل من أهل اليمن على عمر فقال لم لا تؤرخوا قال كيف قال يكتبون من شهر كذا في يوم كذا في سنة كذا فنظر القوم في ذلك فأرادوا أن يؤرخوا من مبعث النبي (صلى الله عليه وسلم) ثم قالوا من وفاته ثم أرادوا من الهجرة فأرخوا من الهجرة فقالوا من أي شهر فهموا من رمضان ثم بدا لهم أن يجعلوه من المحرم أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون أنا أبو القاسم عبد الملك بن بشران أنا أبو علي محمد بن أحمد بن (1) الحسن بن الصواف نا أبو (2) جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا مصعب بن عبد الله الزبيري نا ابن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد قال أخطأ (3) الناس العدد لم يعدوا من مبعث النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم يعدوا من متوفاه إنما عدوا من مقدمه المدينة قال مصعب وكان تاريخ قريش في الجاهلية من مكة من متوفى هشام بن المغيرة أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا عمر بن عبد الله بن عمر أنا أبو الحسين بن بشران أنا عثمان بن أحمد بن عبد الله نا حنبل نا هارون بن معروف حدثنا عبد العزيز بن محمد أخبرني عثمان بن عبد الله قال سمعت سعيد بن المسيب قال جمع عمر بن الخطاب من المهاجرين والأنصار فقال متى نكتب التاريخ فقال له علي بن أبي طالب منذ خرج النبي الله (صلى الله عليه وسلم) من أرض الشرك يعني يوم هاجر قال فكتب ذلك عمر بن الخطاب
_________
(1) زيادة عن مخطوط الخزانة العامة
(2) زيادة عن المطبوعة 1 / 36
(3) بالاصل: " أخطأوا " والمثبت عن م الخزانة العامة(1/43)
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب أنا أبو منصور النهاوندي أنا أبو العباس النهاوندي نا أبو القاسم عبد الله بن محمد نا محمد بن إسماعيل البخاري نا عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي نا عبد العزيز بن محمد بن عثمان بن رافع سمعت ابن المسيب يقول عمر متى نكتب التاريخ فجمع المهاجرين فقال له علي من يوم هاجر النبي (صلى الله عليه وسلم) فكتب التاريخ لسنتين في هذه الرواية إلى مدة (1) أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا عمر بن عبد الله نا أبو الحسين بن (2) بشران أنا أحمد بن عثمان بن أحمد قال حدثنا حنبل وحدثني أبي إسحاق حدثنا محمد بن عمر حدثني ابن أبي سبرة عن عثمان بن عبد الله عن رافع عن ابن المسيب قال فأول من كتب التاريخ عمر لسنتين ونصف من خلافته فكتبه لست (4) عشرة من المحرم بمشورة علي بن أبي طالب وأخبرنا أبو القاسم السمرقندي أنبأنا عمر بن عبد الله بن عمر أنا أبو الحسين بن بشران أنا عثمان بن أحمد نا حنبل حدثني أبي نا محمد بن عمر نا ابن أبي الزياد (5) عن أبيه قال استشار عمر في التاريخ فأجمعوا على الهجرة رواه أبو الحسن المدائني عن عبد الرحمن بن أبي الزياد أخبرناه أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أحمد بن عبيد بن الفضل إجازة أنا أبو عبد الله الزعفراني أنا ابن أبي خيثمة أنا علي بن محمد المدائني عن ابن أبي الزياد عن أبيه أن عمر شاور في التاريخ فقائل يقول من النبوة وقائل يقول من الهجرة وقائل يقول من الوفاة فأجمعوا على الهجرة انتهى أخبرنا أبو غالب بن أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن قالا نا محمد بن
_________
(1) كذا ولم تثبت لدينا
(2) زيادة اقتضاها السياق اقتبست مما سبق
(3) زيادة عن خع وقد سقطت من الاصل
(4) بالاصل: لستة
(5) في المطبوعة المجلدة الاولى ص 37 " الزناد "(1/44)
أحمد بن محمد (1) الآبنوسي أنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل إجازة أنا أبو عبد الله الزعفراني أنا ابن أبي خيثمة أنا علي بن محمد عن قرة بن خالد عن ابن سيرين أن رجلا من المسلمين قدم من أرض اليمن فقال لعمر رأيت باليمن شيئا يسمونه التاريخ يكتبون من عام كذا وشهر كذا فقال عمر إن هذا لحسن فأرخوا فلما أجمع على أن يؤرخ شاور فقال قائل مولد النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال قوم من المبعث وقال قائل حين خرج مهاجرا من مكة وقال قائل الوفاة حين توفي فقال أرخوا خروجه من مكة إلى المدينة ثم قال بأي شهر نبدأ فنصيره أول السنة فقالوا رجب فإن أهل الجاهلية كانوا يعظمونه وقال آخرون شهر رمضان وقال بعضهم ذو الحجة فيه الحج (2) وقال آخرون الشهر الذي خرج فيه من مكة إلى المدينة وقال آخرون الشهر الذي قدم فيه فقال عثمان أرخوا المحرم أول السنة وهو شهر حرام وهو أول الشهور في العدة وهو منصرف الناس عن الحج فصيروا أول السنة المحرم فكان أول ما أرخ في الإسلام من مهاجر النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال الناس سنة (3) إحدى وسنة اثنتين إلى يومنا هذا أو كان التاريخ في سبع عشرة ويقال في سنة ست عشرة في ربيع الأول أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي قال أنبأنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا مكي بن (4) محمد أنبأنا أبو سليمان بن زبر نا محمد بن يوسف بن بشر نا محمد بن عبد الله بن سليمان بن أيوب نا محمد بن عبد الله بن نمير نا يونس قال حدثنا من سمع جابرا عن أبي جعفر قال نزل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة مهاجرا ففيه أوقع أصحابه تسمية السنين من مهاجر النبي (صلى الله عليه وسلم) وقد أقام بمكة اثنتي عشرة سنة أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو (5) عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنا قالا أنبأنا أبو
_________
(1) بالاصل: وخع " محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد " والذي أثبتناه يوافق ترجمته في الانساب " الابنوسي "
(2) زيادة عن خع
(3) زيادة عن المجلدة المطبوعة 1 / 38
(4) بالاصل: " وأبو "
(5) بالاصل: " بن " وأحمد ويحيى ابنا الحسن بن البنا وقد وقع بالاصل " الحسن " خطأ(1/45)
جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن المسلمة نا أبو طاهر المخلص نا أبو عبد الله أحمد بن سليمان الطوسي نا الزبير بن بكار حدثني عبد الرحمن بن المغيرة قال كتب عمر التاريخ في شهر ربيع الأول سنة ست (1) عشرة من الهجرة بمشورة علي بن أبي طالب وكان عمر بن الخطاب استشار في التاريخ فقال قائل من النبوة (2) وقال قائل من الهجرة وقال قائل من الوفاة أنبأنا أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني أنا أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الصمد اللباد الكلاني (3) أنا تمام أخبرني أبي أخبرني أبو (4) الحسن علي بن محمد بن العباس بن عيسى المصري بمصر نا أحمد بن يحيى بن الوزير التجيبي المصري سمعت محمد بن إدريس الشافعي يقول إنما أرخ التاريخ من مقدم النبي (صلى الله عليه وسلم) المدينة ليس من مبعثه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا عمر بن عبد الله بن عمر أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا عثمان بن أحمد أنبأنا حنبل بن إسحاق حدثني أبي حدثنا محمد بن عمر قال حج عمر في سنة ست (5) عشرة وخلف على المدينة زيد بن ثابت وفيها كتب التاريخ في شهر ربيع الأول يعني أن في ربيع الأول كتب التاريخ لا أنه جعل إبتداء التاريخ من ربيع الأول وإنما جعل من المحرم أخبرنا أبو بكر محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر نا أبو الميمون نا أبو زرعة قال أملا علينا عبد الأعلى بن مسهر ما صح من التاريخ وما العمل عليه وحدثنا أن التاريخ منذ نزل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة (6) وتوفي سنة عشر لتمامها من التاريخ "
_________
(1) بالاصل: " ستة "
(2) زيادة عن خع
(3) في المطبوعة 1 / 38 الكلاعي
(4) زيادة عن خع
(5) بالاصل: ستة
(6) زيادة عن خع(1/46)
باب ذكر تاريخ الهجرة والاقتصاد (1) في ذكره للشهرة " أخبرتنا فاطمة بنت محمد بن البغدادي بأصبهان قالت أخبرنا محمد بن أحمد بن محمود أنا أبو بكر بن المقرئ نا محمد بن جعفر الزراد المنبجي (2) نا عبد الله بن سعيد نا عمي يعقوب بن إبراهيم نا أبي عن ابن إسحاق قال قدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة في شهر ربيع الأول لثنتي عشرة ليلة خلت منه أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد الأزجي أنا محمد (3) نا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن لؤلؤ نا أبو بكر محمد بن الحسين بن شهريار قال قال أبو حفص الفلاس قدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة يوم الاثنين ارتفاع النهار لثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب أنا أبو الحسين علي بن أحمد بن عمر بن حفص بن عبد الله المقرئ أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن أبي قيس الدنا (4) وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد بن أحمد بن عبد العزيز أنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو الحسين بن عمر بن الحسين بن علي بن مالك بن الأشناني قالا حدثنا ابن أبي الدنيا حدثني الأسناني (5) أبو زيد النميري حدثني
_________
(1) كذا بالاصل وفي خع: " والاقتصار " وفي المطبوعة 1 / 40 والاختصار
(2) ضبطت عن الانساب وهذه النسبة إلى منبج إحدى بلاد الشام والزراد نسبة إلى صنعة الدروع والسلاح
(3) كذا وليست في المطبوعة
(4) كذا بالاصل وخع وفي المطبوعة: الرفاعي
(5) كذا بالاصل وخع والعبارة في المجلدة الاولى ص 40: حدثني وقال ابن الاكفاني نا أبو زيد النميري(1/47)
محمد بن يحيى الكتاني نا عبد العزيز بن عمران عن صالح بن سعيد عن مجمع بن عبد الله زاد الأشناني بن نبيل عن فضالة بن عبيد قال كان مقدم النبي (صلى الله عليه وسلم) المدينة يوم الاثنين للنصف من ربيع الأول أخبرنا أبو علي الحسن (1) بن أحمد بن الحسن الحداد المقرئ وجماعة إجازة قالوا أنبأنا أبو بكر أحمد (2) بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن زيدة التاجر أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني نا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي نا محمد بن عايذ أنبأنا الوليد بن مسلم عن عبد الله بن يزيد عن أبي البداح (3) بن عاصم بن عدي عن أبيه قال قدم النبي (صلى الله عليه وسلم) المدينة يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول فأقام بالمدينة عشر سنين وحدثنا أبو الحسين علي بن المسلمة بن الفتح الفقيه الفرضي أنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء المصيصي نا أبو بكر محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي البسري أنا ابن عايذ حدثنا الواقدي نا عبد الله بن يزيد الهذلي عن أبي البداح (6) بن عاصم عن أبيه قال قدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول فأقام بالمدينة عشر سنين هذا أولى بالصواب أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي نا أبو محمد (7) الحسن بن
_________
(1) في المطبوعة: " الحسن " خطأ
(2) كذا بالاصل وخع خطأ والصواب: " محمد " وفي التبصير 2 / 617 محمد بن عبد الله بن ريذة صاحب الطبراني
(3) بالاصل بدون نقط وفي خع " الداح " والمثبت والضبط عن تقريب التهذيب يقال: اسمه عدي ويقال كنيته أبو عمرو وأبو البداح لقب
(4) بالاصل: " أبي "
(5) بالاصل: " أبي " وهو محمد بن عائذ يروي عنه أبو عبد الملك البسري انظر ترجمة أبي عبد الملك في تهذيب التهذيب 1 / 10
(6) بالاصل وخع " أبي القداح " انظر ما تقدم فيه قريبا
(7) بالاصل: " نا أبو بكر محمد بن الحسن " وما أثبتناه يوافق ما جاء عنه في الانساب " الجوهري "(1/48)
علي الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف أنا الحارث بن أبي أسامة أنا محمد بن سعد (1) أنا موسى بن داود نا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أقام بمكة عشرا وخرج منها في صفر وقدم المدينة في شهر ربيع الأول ذكر أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد الوراق المعروف بابن القواس أن عمر بن الخطاب جعل التاريخ من أول سني الهجرة للنصف من شهر ربيع الأول سنة عشرة قال وكان أول المحرم سنة الهجرة يوم الخميس اليوم السابع عشر من أفروردين (2) ماه سنة ثلاثة وثلاثين لكسرى أبرواز واليوم الثامن من أيار سنة ثلاث وثلاثين وتسعماية لذي القرنين "
_________
(1) بالاصل وخع: " أنا أبو محمد بن سعيد أنا أبو موسى بن داود " والمثبت عن طبقات ابن سعد 1 / 224 والخبر فيها
(2) عن مختصر ابن منظور 1 / 35 وفى الاصل " فرودد بن "(1/49)
باب ذكر القول المشهور في اشتقاق تسمية الأيام والشهور " أخبرنا أبو نصر محمد بن أحمد بن عبد الله الكبريتي بأصبهان أنا أبو مسلم محمد بن علي بن الحسين بن مهرابزد (1) أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو زرعة نا أبو عروبة نا سلمة بن شبيب نا يزيد بن هارون أخبرنا شريك عن غالب بن غيلان عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال إن الله تعالى خلق يوما فسماه الأحد ثم خلق ثانيا فسماه الاثنين ثم خلق ثالثا فسماه الثلاثاء ثم خلق رابعا فسماه الأربعاء ثم خلق خامسا فسما الخميس فخلق الأرض يوم الأحد والاثنين وخلق الجبال يوم الثلثاء فلذلك يقول الناس يوم ثقيل وخلق موضع القرى والأشجار يوم الأربعاء وخلق الطير والوحش والسباع والهوام والآفة يوم الخميس وخلق الإنسان يوم الجمعة وفرغ من الخلق يوم السبت أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي أنا أبو الفضل أحمد بن الحسين بن خيرون نا أبو القاسم عبد الملك بن بشران أنا أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال حدثني يحيى بن عبد الحميد وإسماعيل بن موسى قالا حدثنا شريك عن غالب بن غيلان عن ابن عباس قال أول ما خلق الله تعالى وتبارك الأحد فسماه الأحد ثم خلق الاثنين فسماه الاثنين فخلق فيها السماوات والأرض ثم خلق الثلاثاء فسماه ثالثا (2) فخلق فيه الجبال فمن ثم يقول الناس يوم ثقيل ثم خلق الأربعاء فسماه رابعا فخلق فيه مواقع الأشجار والأنهار ثم خلق الخميس فسماه
_________
(1) بالاصل: " مهرام وا " وفي المطبوعة: " مهرراد " والمثبت عن بغية الوعاة 80 وفي الوافي 4 / 131 مهر بزد
(2) بالاصل: " ثالث "(1/50)
خامسا فخلق فيه البهائم والوحش ثم خلق الجمعة فخلق فيه آدم والأمهات وفرغ تبارك وتعالى يوم السبت ثم قرأ ابن عباس " أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين " (1) الآية كلها أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وعبد الباقي محمد بن غالب أبو منصور وأنبانا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص نا عمرو وهو ابن (2) العلاء المقرئ كانت العرب في الجاهلية يسمون الأحد أول والاثنين أهون والثلاثاء دبار (3) والأربعاء كبار (4) والخميس مؤنس والجمعة عروبة والسبت سيار أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر أنبأنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب بن العطار قالا أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أبو محمد عبيد الله بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عيسى السكري أنا أبو يعلى زكريا بن يحيى المنقري (5) الأصمعي قال كان أبو عمرو بن العلاء يقول إنما سمي المحرم لأن القتال حرم فيه وصفر لأن العرب كانت تنزل فيه بلادا يقال لها صفر وشهرا ربيع كانوا يربعون فيهما (6) وجماديان (7) كان يجمد فيهما الماء ورجب كانوا يرجبون فيه النخل وشعبان شعب فيه القبايل ورمضان رمضت فيه الفصال من الحر وشوال شالت الإبل بأذنابها للضرب (8) وذو القعدة قعدوا فيه عن القتال وذو الحجة كانوا يحجون فيه فأما أول السنة فالمحرم أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى أي ابنا الحسن بن البنا قالا أنبأنا أبو
_________
(1) سورة السجدة الاية: 9
(2) عن خع وبالاصل: " أبو "
(3) بالاصل وخع: " بار " والمثبت عن مختصر ابن منظور 1 / 36
(9 4 في خع ومختصر ابن منظور 1 / 36 " جبار " وقد ورد الاربعاء مرتين بالاصل ولم يذكر الخميس وهو سبق قلم من الناسخ
(5) بالاصل " أبو يعلى بن زكريا " وفي المطبوعة: البصري بدل المنقري
(6) زيادة عن خع
(7) بالاصل: " وجمادتا " وفي خع: " وجماتا " والمثبت عن مختصر ابن منظور 1 / 36
(8) كذا بالاصل وخع وفي مختصر ابن منظور والمطبوعة: للضراب(1/51)
الحسين محمد بن أحمد بن الآبنوسي أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل إجازة أنا أبو عبد الله محمد بن الحسين الزعفراني نا ابن أبي خيثمة قال وأنا علي بن محمد عن ابن المبارك عن يونس الأيلي (2) عن الزهري أن عثمان قال أول السنة المحرم أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن علي بن إبراهيم الفرضي ببغداد حدثنا القاضي الشريف أبو الحسين محمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله نا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين إملاء نا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي نا أبو الربيع الزهري (3) نبأنا نوح بن قيس نا عثمان بن محصن أن ابن عباس قال في هذه الآية " والفجر وليال عشر " (4) قال هو المحرم فجر السنة أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله المشكاني بها أنبأنا القاضي أبو منصور محمد بن الحسن بن محمد بن يونس النهاوندي أنبأنا أبو العباس أحمد بن الحسين أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحايل (5) المعروف بابن الأشقر ح وأخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون بن النرسي الكوفي المعروف بأبي في كتابه واللفظ له ثم حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي ببغداد قال أنا أبو الحسين بن المبارك بن عبد الجبار بن أحمد بن الطيوري وأبو الغنائم بن النرسي قالا أنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد بن موسى الغندجاني (6) الواسطي أنا أبو بكر أحمد بن عبدان بن محمد بن الفرج الشيرازي الحافظ نا أبو الحسن محمد بن سهل المقرئ قالا أنا أبو عبد الله البخاري نا أبو نعيم حدثنا أبو يوسف بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن الأسود عن عبيد بن عمير قال
_________
(1) بالاصل: " أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله أحمد بن الحسن " ومثله في خع وصححت العبارة عن المطبوعة
(2) الايلي: بفتح الالف وسكون الياء هذه بلدة على ساحل بحر القلزم مما يلي ديار مضر
(الانساب)
(3) كذا بالاصل وفي الانساب " الزهراني " واسمه: سليمان بن داود الزهراني العتكي من أهل البصرة
(4) سورة الفجر الاية الاولى
(5) في خع والمطبوعة " الحامل "
(6) الغند جاني بفتح الغين المعجمة وسكون النون وفتح الدال هذه النسبة إلى غند جان بلدة من كور الاهواز(1/52)
إن المحرم شهر الله وهو رأس السنة فيه يكسا البيت ويؤرخ التاريخ زاد ابن سهل وتضرب فيه الورق وفيه يوم كان تاب فيه قوم فتاب الله تعالى عليهم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي نا محمد بن هبة الله بن الحسن نا محمد بن الحسين بن الفضل نا عبد الله بن جعفر نا يعقوب نا أبو جعفر أحمد بن يحيى الأزدي الصوفي نا أبو نعيم نا يونس عن أبي إسحاق عن (1) الأسود عن عبيد بن عمير قال المحرم شهر الله وهو رأس السنة فيه يكسى البيت ويؤرخ التاريخ وتضرب فيه الورق وفيه يوم تاب فيه قوم فتاب الله تعالى عليهم "
_________
(1) سقطت من الاصل وخع واستدركت عن المطبوعة(1/53)
باب ذكر السبب الذي حمل الأئمة والشيوخ على أن قيدوا المواليد وأرخوا التواريخ " أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن السمرقندي أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعده بن إسماعيل الجرجاني أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمي أنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني نا عبد الوهاب بن عصام بن الحكم نا إبراهيم بن الجنيد نا موسى بن حميد نا عمر (1) الخراساني قال قال سفيان الثوري لما استعمل الرواة الكذب استعملنا لهم التاريخ أو كما قال أبو عمر أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر بن أحمد بن الإسفرايني بدمشق ثنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن إسحاق الحافظ أنا إسحاق بن أحمد نا إبراهيم بن يوسف نا أحمد (2) بن أبو الحواري سمعت حفص بن غياث يقول إذا اتهمتم الشيخ فحاسبوه بالسنين يعني احسبوا سنه وسن من كتب عنه أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون ببغداد وأبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد قال علي وقال محمد أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت أخبرنا أبو عبد الله بن عبد الواحد نا محمد بن العباس الخزاز نا أبو محمد سليمان بن داود بن كثير الطوسي سمعت أبا حسان الزيادي يقول سمعت حسان بن زيد يقول لم نستعن على الكذابين بمثل التاريخ نقول للشيخ (3)
_________
(1) كذا والصواب " أبو عمر " كما ورد في مختصر ابن منظور وسيأتي صحيحا في آخر الخبر
(2) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك عن المطبوعة
(3) بالاصل " الشيخ " والتصحيح عن مختصر ابن منظور(1/54)
سنة كم ولدت فإذا أقر بمولده عرفنا صدقه من كذبه قال أبو حسان فأخذت في التاريخ فأنا اعمل من ستين سنة كذا في الشيخين من تاريخ بغداد حسان بن زيد وأظنه حماد بن زيد والله تعالى أعلم أخبرنا أبو منصور محمد بن خيرون وأبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد قالا نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت أنا محمد بن أحمد بن يعقوب وأخبرنا أبو المظفر عبد الكريم بن عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن القشيري أنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي الحافظ قالا أنا محمد بن نعيم الضبي أخبرني أبو محمد بن زياد أنا أبو نعيم يعني بن عدي نا أحمد بن يوسف التجيبي بجرجان سمعت الحسن بن الربيع يقول قدمت بغداد فلما خرجت شيعني أصحاب الحديث فلما برزت إلى خارج قال لي أصحاب الحديث توقف فإن أحمد بن حنبل يجئ فتوقفت فجاء أحمد بن حنبل فقعد فأخرج ألواحه فقال يا أبا علي أمل علي وفاة عبد الله بن المبارك في أي سنة مات فقلت سنة إحدى وثمانين فقيل له ما تريد بهذا قال أريد الكذابين أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الحسيني وأبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الغساني الفقيه بدمشق قالا نا وأبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون ببغداد قال أنبأنا أبو بكر الحافظ نا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز بهمذان قال سمعت أبا الفضل صالح بن أحمد بن محمد التميمي الحافظ يقول ينبغي لطالب الحديث ومن عني به أن يبدا بكتب حديث بلده ومعرفة أهله وبفهمه وضبطه حتى يعلم صحيحه وسقيمه ويعرف أهل التحديث به وأحوالهم معرفة تامة إذا كان في بلده علم وعلماء قديما وحديثا ثم يشتغل بعد الحديث (1) بالبلدان والرحلة فيه "
_________
(1) كذا بالاصل وخع وفي مختصر ابن منظور: بعد بحديث البلدان(1/55)
باب ذكر أصل اشتقاق تسمية الشام وحث المصطفى عليه السلام أمته على سكنى الشام وإخباره بتكفل الله تبارك وتعالى بمن سكنه من أهل الإسلام " أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن محمد بن هبة الله الأكفاني نا عبد العزيز بن (1) أحمد بن محمد الكتاني أنا أبو القاسم تمام بن محمد الرازي أنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان أنا أحمد بن المعلى نا هشام بن عمار نا يحيى بن حمزة حدثني سعيد بن عبد العزيز عن مكحول عن أبي إدريس الخولاني عن أبي حوالة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ستجندون أجنادا جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن قال فقمت فقلت خر لي يا رسول الله قال عليك بالشام فمن أبى فليحلق بيمنه وليستق من غدره فإن الله تبارك وتعالى قد تكفل لي بالشام وأهله رواه الوليد بن مزيد (2) العذري بن وعقبة البيروتيان وأبو (3) حيوة شريح بن يزيد الحضرمي الحمصي وسعيد بن المسلمة بن هشام الأموي ومروان بن محمد الطاطري (4) وأبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني الدمشقيان عن سعيد مثله ورواه أبو مسهر أيضا عن سعيد عن ربيعة بن يزيد ورواه أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك المروزي عن سعيد عن ربيعة فأرسله
_________
(1) سقطت واستدركت عن خع
(2) بالاصل " يزيد " والتصحيح عن خع
(3) بالاصل وخع " وأخو " تحريف
(4) هذه النسبة إلى يبيع الكرابيس والثياب البيض (الانساب وعنه ضبطت)
وفي خع: الطاهري تحريف(1/56)
ورواه أبو سفيان وكيع بن الجراح عن سعيد عن ربيعة فصحف في إسناده وأسقط منه أبا إدريس فأما حديث الوليد بن مزيد وعقبة (1) وأخبرناه (2) أبو الفتح أحمد بن عقيل بن محمد بن رافع الفارسي البزاز الدمشقي ببغداد ودمشق أنبأنا أبي أبو الفضل ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ببغداد أنبأنا أبو محمد عبيد الله بن إبراهيم بن كستة النجار وأخبرناه أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر (3) أنا أبو القاسم حسين بن محمد بن إبراهيم بن الحنائي قالوا قال أنا أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن يحيى القطان قراءة عليه ونحن لنسمنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة (4) أنا العباس بن الوليد بن مزيد أخبرني أبي وعقبة بن علقمة قالا نا سعيد بن عبد العزيز حدثني مكحول عن أبي إدريس الخولاني عن عبد الله بن حولة (5) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنكم ستجندون أجنادا جندا في الشام وجندا في العراق وجندا باليمن قال قلت يا رسول الله خر لي قال عليكم بالشام فمن أبى فليحلق بيمنه وليستق من غدره فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله قال سعيد وكان ابن حوالة رجلا من الأزد وكان مسكنه الأردن وكان إذا حدث بهذا الحديث قال وما تكفل الله تعالى به فلا ضيعة عليه أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمر قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ح
_________
(1) بالاصل: " الوليد بن يزيد بن عقبة " خطأ والصواب ما أثبتنا وقد تقدما قريبا أنهما من رواة الحديث
(2) كذا والصواب: فأخبرناه
(3) عن خع وبالاصل " بشير "
(4) بالاصل " حندر " خطأ
(5) كذا وردت بالاصل هنا وفي التبصير 2 / 542 " حولي وهو ابن حوالة " وكنيته أبو حوالة(1/57)
أخبرنا أبو الفرج علي بن الفضل بن الحضر بن أبي يعلى الجهني أنا أبو علي نصر الله بن أحمد بن عثمان أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري أنا أبو العباس أنا العباس بن الوليد البيروتي أنا عقبة بن علقمة أنا سعيد بن عبد العزيز حدثني مكحول عن أبي إدريس عن الخولاني (1) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنكم ستجندون أجنادا جندا في الشام وجندا في العراق وجندا في اليمن قال قلت يا رسول الله خر لي قال عليك بالشام فمن أبى فليحلق بيمنه وليستق من غدره فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله وأما حديث أبي حيوة فأخبرناه أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني أنا أبو محمد عبد العزيز الكتاني أنا تمام بن محمد أنا أبو بكر بن أبي دجانة نا الحارث بن محمد العابد ومحمد بن العباس بن الدرفس وأحمد بن هشام بن عبد الله بن كثير القاري قالوا نا يحيى بن عثمان نا أبو حيوة نا سعيد بن عبد العزيز عن مكحول عن أبي إدريس عائذ الله عن عبد الله بن حوالة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنكم ستجندون أجنادا جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن قال قلت يا رسول الله خير لي قال عليكم بالشام فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله أخبرناه عاليا أنبأنا أبو بكر بن طاهر بن محمد السحامي بنيسابور نا أحمد بن الحسن بن محمد أنا الحسن بن أحمد بن محمد أنا أبو بكر محمد بن حمدون بن خالد نا أبو عتبة نا شريح بن يزيد نا سعيد بن عبد العزيز عن مكحول بن إدريس عائذ الله الخولاني عن عبد الله بن حوالة الأزدي قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إنكم ستجندون أجنادا جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن قلت يا رسول الله استخر لي قال عليكم بالشام فمن أبى فليحلق بيمنه وليستق من غدره فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله وأما حديث سعيد بن مسلمة فأخبرناه أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنبأنا تمام بن محمد حدثني أبو بكر أحمد بن عبد الله بن أبي دجانة
_________
(1) كذا وفي خع " الحوالي " وقد مر: عبد الله بن حوالة أو حولي أبو حوالة(1/58)
النصري نا أبو الحسن محمد بن علي بن حارث الرقي نا أيوب بن محمد الوزان نا سعيد بن مسلمة نا سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن مكحول عن أبي إدريس الخولاني عن عبد الله بن حوالة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنكم ستجندون أجنادا جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن فقلت يا رسول الله خر لي قال عليكم بالشام فمن أبى فليلحق بيمنه وليستق من غدره (1) فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله وأما حديث أبو مروان وأبو مسهر فأخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد أنا شجاع بن شجاع الصقلي أنبأنا أبو (2) عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة أنبأنا إسماعيل بن محمد وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو محمد بن أبي عثمان وأحمد بن محمد بن إبراهيم القصاري (3) ح وأخبرناه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم القصاري أنبأنا ببغداد قال أنبأنا أبي أنبأنا أبو القاسم (4) إسماعيل بن الحسن بن عبد الله الصرصري أنبأنا أبو عيسى أحمد بن إسحاق بن عبد الله الأنماطي قالا أنبأنا العباس بن عبد الله أنبأنا مروان بن محمد وأبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر قال أنبأنا سعيد عن مكحول عن أبي إدريس الخولاني عن عبد الله بن حوالة الأزدي قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إنكم ستجتدون أجنادا جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن قال قلت يا رسول الله خر لي قال عليكم بالشام فمن أبى فليلحق (5) بيمنه وليستق من غدره فإن الله تبارك وتعالى قد تكفل لي بالشام وأهله
_________
(1) بالاصل: " أتى إليه فليحلق " صححنا العبارة مما سبق
(2) سقطت من الاصل واستدركت عن هامشه وخع
(3) بالاصل وخع " الغفاري " والمثبت عن الانساب " القصاري " وهذه النسبة إلى القصار وهو الذي يقصر الثياب
(4) بين أبي القاسم وأحمد بن محمد بالاصل عبارة: " أنبأنا أبو بكر " ولا قيمة لها فحذفناها لان أبا القاسم من شيوخ القصاري (انظر الانساب: القصاري)
(5) عن هامش الاصل وبالاصل " فيلحلق "(1/59)
قال سعيد وكان أبو إدريس إذا حدث بهذا الحديث يقول ومن تكفل الله به فلا ضيعة عليه وأما الحديث الذي قال فيه عن سعيد (1) عن ربيعة فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنبأنا تمام بن محمد الرازي وابو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر وأبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله وأبو نصر محمد بن أحمد بن الجندي وأبو القاسم عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن ح وأخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الغساني الفقيه بدمشق أنبأنا أبو العباس أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر قالوا أنبأنا أبو القاسم علي بن يعقوب ح وأخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد أنبأنا شجاع بن علي بن شجاع أنبانا أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة أنبأنا محمد بن سليمان بن حذلم وأبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب قالا أنبأنا أبو زرعة أنبأنا أبو مسهر أنبأنا سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بيزيد عن أبي إدريس الخولاني عن عبد الله بن حوالة الأزدي عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال ستجندون أجنادا مجندة جندا بالشام وجندا بالعراق فقال الحوالي خر لي يا رسول الله قال عليك بالشام فمن أبى فليلحق بيمنه وليستق من غدره فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله وأخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد في كتابه ثم حدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن محمد الاصبهاني عنه أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن إسحاق الحافظ أنبأنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني أنبأنا أبو زرعة وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة أنبأنا أبو مسهر نا سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن عبد الله بن حوالة الأزدي عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إنكم ستجندون أجنادا جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن قال قلت يا رسول الله خر لي قال عليكم بالشام فمن أبى فليلحق بيمنه وليستق من غدره إن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله
_________
(1) بالاصل وخع " سعد " وقد مر قريبا
وهو سعيد بن عبد العزيز(1/60)
أخبرنا عاليا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الخطيب أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن يحيى بن سلوان أنا أبو القاسم الفضل بن جعفر التميمي المؤذن أنا عبد الرحمن بن القاسم الهاشمي أنا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني (1) أنبأنا سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني (2) عن عبد الله بن حوالة الأزدي عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنكم ستجندون أجنادا جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن فقال الحوالي خر لي يا رسول الله قال عليكم بالشام فمن أبى فليلحق بيمنه وليستق من غدره فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله فكان أبو إدريس الخولاني إذا حدث بهذا الحديث التفت (3) إلى ابن عامر فقال من تكفل الله تعالى به فلا ضيعة عليه وأما حديث الوليد بن مسلم الذي قرأ فيه بين مكحول وربيعة أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا عبد العزيز الكتاني أنا تمام بن محمد أنا محمد بن إبراهيم بن مروان أنبأنا أبو بكر أحمد بن المعالي نا سليمان بن عبد الرحمن وعبد الرحيم بن إبراهيم قالا نا الوليد نا (4) سعيد عن مكحول وربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن عبد الله بن حوالة الحوالي وهو من الأزد قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ستجندون أجنادا جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن فقال فقمت فقلت يا رسول الله خر لي قال عليكم بالشام فمن أبى فليلحق بيمنه وليستق من غدره فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله فقال ربيعة فكان أبو إدريس إذا حدث بهذا الحديث يقول من تكفل الله به فلا ضيعة عليه قال ربيعة وكان ابن حوالة ممن نزل الأردن أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد إجازة وحدثني أبو مسعود
_________
(1) بالاصل وخع: " القاني " تحريف والتصويب عن تقريب التهذيب
(2) عن خع وبالاصل " الخولاني "
(3) قبلها بالاصل: " يقول " ولا معنى لها فحذفنا ها
(4) بالاصل وخع " بن " والمثبت عن المطبوعة الاولى 1 / 51(1/61)
عبد الرحيم بن علي بن حمد قال أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي بكر محمد بن أبي علي قراءة عليه أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان أبو الشيخ أنا ابن أبي عاصم وهو أحمد بن عمرو نا عبد الرحمن بن إبراهيم بن دحيم حدثنا الوليد بن مسلم نا سعيد بن عبد العزيز عن مكحول وربيعة بن يزيد عن أبي إدريس (1) عن عبد الله بن حوالة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنكم ستجندون أجنادا جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن قلت يا رسول الله خر لي قال عليكم بالشام إن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله (2) وأما حديث وكيع الذي صحف في إسناده وأسقط منه أبا إدريس فأخبرناه أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد الشروطي الواسطي ببغداد أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ البرقاني نا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي أخبرتناه به عاليا بنت أم المجتبى فاطمة بنت ناصر بن الحسن بن علي الحسينية بأصبهان قالت أخبرنا أبو القاسم إبراهيم بن إبراهيم بن منصور بن إبراهيم السلمي أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم قالا أنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى بالموصل حدثنا زهير نا وكيع نا سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد (3) عن رجل يقال له حولي قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنكم ستجندون أجنادا جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن قال فقال لي خر لي يا
_________
(1) بالاصل: " عن مكحول عن ربيعة بن يزيد عن ربيعة عن أبي إدريس "
(2) بعده وقد سقط من الاصل وخع نستدرك النقص عن المطبوعة 1 / 52: قال أبو إدريس ومن تكفل الله به فلا ضيعة عليه
وأخبرناه أبو علي الحداد - إجازة - وحدثني أبو مسعود الاصبهاني عنه نا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني نا إبراهيم بن دحيم ثنا أبي ح
قال سليمان وثنا جعفر الفريابي نا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي قالا: نا الوليد بن مسلم نا سعيد بن عبد العزيز عن مكحول وربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن عبد الله بن حوالة الازدي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ستجندون أجنادا: جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن
قلت: خرلي يا رسول الله: قال: عليكم بالشام فمن أبى فليلحق بيمنه وليستق من غدره فإن الله تكفل لي بالشام وأهله
(3) بالاصل وخع " زيد " والتصويب عن تقريب التهذيب
وقد مر(1/62)
رسول الله قال عليكم بالشام فمن أبى فليلحق بيمنه وليستق من غدره فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله وأما حديث ابن المبارك الذي أرسله فأخبرناه عاليا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا أنبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن الآبنوسي أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الفتح الجلي أنبأنا أبو يوسف محمد بن سفيان (1) بن موسى المصيصي الصفار نا أبو عثمان سعيد بن رحمة بن نعيم الاصبهاني سمعت ابن المبارك عن سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد بن أبي ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنكم ستجندون أجنادا مجندة جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن فقال ابن الحوالي خر لي يا رسول الله قال عليكم بالشام فمن أبى فليلحق بيمنه وليستق من غدره فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله [* * *] قال قال ابن رحمة سمعت ابن المبارك عن موسى بن يسار عن ربيعة بن يزيد عن النبي (صلى الله عليه وسلم) نحوه ورواه سويد عبد العزيز الواسطي قاضي بعلبك عن سعيد بن عبد العزيز فجاء فيه بإسناد آخر أنبأناه أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنبأنا علي وإبراهيم ابنا محمد الحنائي (2) أنبأنا عبد الوهاب الكلابي أنا أبو الحسن بن جوصا أنبأنا محمد بن هاشم نا سويد بن عبد العزيز عن سعيد بن عبد العزيز عن أبي حسن عن عبد الله بن عمر أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إنكم ستجندون أجنادا جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن فقال له رجل يقال له الخولاني (3) خر لي يا رسول الله خر لي قال عليكم بالشام فمن أبى فليلحق بيمنه وليستق من غدره فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله كذا قال وهو وهم والمحفوظ بهذا الإسناد رأيت عمود الكتاب انتزع من
_________
(1) بالاصل " سيف " والمثبت عن خع
(2) بالاصل: " أنبأنا علي بن إبراهيم أنبأنا محمد الجنائي " والتصحيح عن المطبوعة 1 / 53
(3) كذا ورد هنا وقد مر تكرارا: " ابن حوالة " أو " الحوالي "(1/63)
تحت وسادتي وهو في الباب الآخر وسويد سئ الحفظ رواه محمد بن راشد الخزاعي المكحولي ومحمد بن عبد الله بن المهاجر الشعيثي وعبد الرحمن بن يزيد عن مكحول عن ابن حوالة واسقطا أبا إدريس من إسناده وكذا روي عن الوليد بن مسلم عن سعيد عن مكحول فأما حديث المكحولي فأخبرناه أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب الواعظ أنبأنا أبو بكر بن مالك أنبأنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي (1) حدثني أبو سعيد مولى بني هاشم وهاشم بن القاسم قالا نا محمد بن راشد أنبأنا مكحول عن عبد الله بن حوالة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال سيكون جند (2) بالشام وجند بالعراق وجند باليمن فقال رجل فخر لي يا رسول الله إذا كان ذلك فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عليك بالشام عليك بالشام ثلاثا فمن أبى فليلحق بيمنه وليستق من غدره فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله قال أبو النضر (3) مرتين فليلحق بيمنه انتهى أبو النصر (4) هو هاشم بن القاسم وأما حديث الشعيثي (5) فحدثنيه أبو الفضل محمد بن محمد بن محمد بن عطاف الموصلي الهمداني الفقيه ببغداد وأنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي منصور بن أبي علي البزازي بالري أخبرنا أبو الوليد الحسن بن محمد بن علي بن محمد البلخي الحافظ بالري أنبأنا أبو بكر محمد بن رزق الله المقرئ قراءة عليه بمنين (6) أنبأنا (7) أبو عمر محمد بن موسى بن فضالة أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن
_________
(1) بعدها بالاصل " أنبأ عبد الله بن أحمد " والمثبت موافق لمسند أحمد 5 / 33
(2) بالاصل " جندا " في المواضع الثلاثة والتصحيح عن مسند أحمد
(3) بالاصل: " فمن أتى فليلحق بيمنه ولينشق عذره " وتصويب الحديث عن مسند أحمد
(4) بالاصل وخع والمطبوعة 1 / 54 " أبو النصر " بالصاد المهملة والمثبت عن تقريب التهذيب
(5) بالاصل " الشعبي " والمثبت عن خع وقد تقدم قريبا
(6) منين بالفتح ثم الكسر قرية في جبل سنير من أعمال الشام
(ياقوت)
(7) قبلها ورد بالاصل " أنبأنا أبو بكر " فحذفنا ها لانها مقحمة لا قيمة لها(1/64)
عمرو القرشي نا أبي نا الوليد بن مسلم نا محمد بن عبد الله الشعيثي عن مكحول عن عبد الله بن حوالة الأزدي وأمره معاوية وأبو الدرداء أن يجمع بالناس ففعل فقال في كلامه ما أنبأنا أبو الخطيب (1) ولا أحسن الخطبة ولكني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إنكم ستجندون أجنادا جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن يعني فقلت خر لي يا رسول الله إن أدركني ذلك قال عليكم بالشام فمن أبى فليلحق بيمنه وليستق من غدره (2) فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله وأما حديث عبد الرحمن بن يزيد فأخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد الحداد إجازة وحدثني أبو (3) مسعود عبد الرحمن بن عبد الرحيم بن علي بن أحمد قال أنبأنا أبو نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد الواعظ الطبراني نا أبو مسلم الكشي نا سليمان بن الفرج الهاشمي نا أبو أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن مكحول عن ابن حوالة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ستكون جنود مجندة جند بالشام وجند باليمن وجند (4) بالعراق قال ابن حوالة فما تأمرني يا رسول الله قال عليك بالشام عليك بالشام فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله (5) فمن أبى فليلحق بيمنه وليستق من غدره عبد الرحمن بن يزيد هذا ليس هو ابن جابر بل إنما هو عبد الرحمن بن يزيد بن خيثم (6) كذا كان ينسبه أبو أسامة وأما ما روي عن الوليد فأخبرناه أبو الحسن علي بن المسلي بن محمد السلمي الفقيه حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو النصر عبد الوهاب بن عبد الله بن الجبان (7) أنا جمح بن القاسم أنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن أحمد بن عبيد بن فياض نا الوليد بن عتبة نا الوليد بن مسلم نا سعيد بن عبد العزيز عن
_________
(1) كذا بالاصل وخع وفي المطبوعة 1 / 55: " ما أنا بخطب " وهذا مناسب أكثر
(2) بالاصل: " فمن أتى فليلحق بيمنه ولينشق من عذره " وما أثبتناه مما سبق
(3) عن المطبوعة
(4) بالاصل " جندا " في المواضع الثلاثة
(5) بالاصل " فمن أتى فليلحق بيمنه ولينشق من عذره " صوبناه مما سبق
(6) الاصل وخع وفي المطبوعة " تميم " وهو الصواب انظر ترجمته في تهذيب التهذيب والكاشف للذاهبي
(7) بالاصل وخع " الجباي " وفي المطبوعة " حبان " وكلاهما خطأ والمثبت عن تذكرة الحفاظ 4 / 1076(1/65)
مكحول عن عبد الله بن حوالة الأزدي أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال وهو يسمع ستجندون أجنادا جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن قال عبد الله بن حوالة الأزدي فقلت يا رسول الله خر لي قال عليكم بالشام فمن أبى فليلحق بيمنه وليستق من غدره فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله [* *] المحفوظ عن الوليد ما تقدم ورواه المغيرة بن زياد الموصلي والعلاء بن كثير وبكار بن تميم الدمشقيان عن مكحول فقالوا عن واثلة وأما حديث المغيرة فأخبرناه أبو علي الحسن الحداد في كتابه وحدثني عنه عبد الرحيم بن علي بن أحمد الاصبهاني أنبأنا أبو القاسم بن أبي بكر بن أبي علي أنبأنا أبو الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر نا حامد بن شعيب نا محمد بن بكار أنبأنا عنبسة بن عبد الله بن عبد الواحد أنبأنا المغيرة بن زياد الموصلي عن مكحول الدمشقي عن واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يجند الناس أجنادا فجندا بالشام وجندا باليمن وجندا بالعراق وجندا بالمشرق وجندا بالمغرب فقلت يا رسول الله إني رجل حدث السن فإن أدركت ذلك الزمان فأيها تأمرني يا رسول الله قال عليكم بالشام فإنها صفوة الله تعالى في أرضه يسوق إليها صفوته من خلقه فإن أبيتم فعليكم باليمن فاستقوا بغدره وقد تكفل الله تعالى لي بالشام وأهله وروى أبو شهاب عبد ربه بن نافع (1) الحناط عن المغيرة البجلي (2) عن عبد الله بن الأسقع بدلا من واثلة أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن علي الوزير أنبأنا عبد الله بن محمد البغوي نبأنا محمد بن علي الجوزجاني نا سعيد بن سليمان نا أبو شهاب أنبأنا المغيرة بن زياد عن مكحول عن عبد الله بن الأسقع قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يجند الناس أجنادا جندا بالشام وجندا باليمن
_________
(1) بالاصل: " ابن شهاب عبد ربه بن قانع " والتصويب عن تقريب التهذيب
(2) عن تقريب التهذيب وهو المغيرة بن زايد البجلي أبو هشام أو هاشم الموصلي
وبالاصل " ثقيفي " كذا(1/66)
وجندا بالمشرق وجندا بالمغرب فقال فقال رجل يارسول الله لعلي أدرك ذلك فأي ذلك تأمرني فقال عليك بالشام فإنها صفوة الله في أرضه يسوق الله إليها صفوته من عباده عليكم بالشام فإن الله تعالى قد توكل لي بالشام وأهله ومن أباها فليلحق بيمنه يعني اليمن قال البغوي عبد الله بن الأسقع يقال أنه أخو واثلة ويشك في سماعه من النبي (صلى الله عليه وسلم) قلت ولا يصح قوله عن عبد الله وهو وهم من الجوزجاني (1) فقد رواه عثمان بن جرير زاد الحافظ عن سعيد بن سليمان ورواه خالد بن يزيد القشيري عن أبي شهاب فقالا عن واثلة وأما حديث العلاء بن كثير فأخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن المقرئ وجماعة إجازة قالوا أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن ريذة (2) التاجر أنبأنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني نا الحسن بن إسحاق التستري أنبأنا محمد بن الصباح الجرجرائي (3) نا علي بن ثابت أنا الحارث بن يزيد الشيباني عن العلاء بن كثير عن مكحول قالا دخلنا على واثلة بن الأسقع فقلنا حدثنا بحديث سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال سمعت معاذا أو حذيفة يستشيران النبي (صلى الله عليه وسلم) في المنزل فأومأ إليهما بالشام ثم استشاراه فأومأ إليهما بالشام ثم استشاراه فأومأ إليهما بالشام قال في الثالثة عليكم بالشام فإنها صفوة الله ثلاثا تبارك الله وتعالى ليسكنها خيرته من عباده ومن (4) أبى فليلحق بيمنه وليستق من غدره فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله وأما حديث بكار فأخبرناه أبو الحسن علي بن عبد الله بن نصر بن
_________
(1) بالاصل هنا " الجرجاني " خطأ وقد مر ذكره في إسناده الحديث
(2) بالاصل " زيدة " والتصحيح عن التبصير
وقد وقع في الاصل: " أبو بكر أحمد بن عبادة محمد بن عبد الله "
(3) بالاصل وخع " الجرجاني " والتصحيح عن الانساب وهذه النسبة إلى جرجرايا بلدة قريبة من الدجلة بين بغداد وواسط
(4) بالاصل: " ومن أتى فليلحق بيمنه ولينشق عذره " صوبنا العبارة مما سبق ومن المطبوعة 1 / 57(1/67)
الزاغوني (1) أنبأ أبو جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلص نا يحيى بن محمد بن أحمد بن صاعد نا محمد (2) بن إسماعيل السلمي نا أبو أيوب أي سليمان بن عبد الرحمن نبأنا بشر بن عون القرشي أبو عون نا بكار بن تميم عن مكحول عن واثلة قال غدونا إليه نسأله أنا وعبد الله بن حزام بن سعد فقلنا له حدثنا حديثا عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا زيادة فيه ولا نقصان كأنا حضرناه فأغضب الشيخ فاستوفز لنا فجلس فقال أفيكم أحد يقرأ القرآن قالوا كلنا قال أفيكم أحد يقرأ في هذه الليلة شيئا قالوا نعم قال فهل تخافون أنكم قد متم أو أخرتم أو نسيتم أو سهوتم ثم قالوا ما نأمن من ذاك قال فالكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تخافون أن تكونوا قد فعلتم وحديث قد سمعناه مذ حقب من الدهر تسألونا عنه على مثل ذلك إذا وضعناه على وجه حلاله وحرامه بمعناه (3) الذي عني به فإنا لا نأمن أن نقدم أو نؤخر فيما سوى ذلك ثم فتح لهم الحديث فقال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لحذيفة بن اليمان ومعاذ بن جبل وهما يستشير انه في المنزل فأومأ إلى الشام ثم سألاه فأومأ إلى الشام ثم سألاه فأومأ إلى الشام ثم قال عليكم بالشام فإنها صفوة بلاد الله تبارك وتعالى ليسكنها خيرته من عباده فمن (4) أبى فليلحق بيمنه وليستق من غدره فإن الله عز وجل قد تكفل لي بالشام وأهله أخبرناه والدي الإمام الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله تعالى بقراءتي عليه قال وهذه الأحاديث غير محفوظة والمحفوظ حديث حوالة بن عبد الله وقد رواه عن عبد الله بن حوالة بسر (5) بن عبد الله الحضرمي وأبو عبد السلام صالح بن رستم ويونس بن ميسرة بن حلبس الحلاني (6) الدمشقيين
_________
(1) بالاصل " الزازي " والتصحيح عن اللباب لابن الاثير وهذه النسبة إلى قرية زاغوني من أعمال بغداد
وفي اللباب " عبيد الله " بدل " عبد الله "
(2) زيادة استدركت عن المطبوعة
(3) عن المطبوعة وبالاصل " نفعناه "
(4) بالاصل: " فمن أتى فليلحق بيمنه ولينشق عذره "
(5) بالاصل وخع " بشر " والمثبت والضبط عن تقريب التهذيب وفي المطبوع " بن عبيد الله " خطأ
(6) كذا بالاصل وخع وسقطت من المطبوع ولم ترد في ترجمته في تهذيب وفي التاريخ الكبير للبخاري 8 / 402 " الجبلاني " هذه النسبة إلى جبلان قبيلة بحمص في حمير
وفي الانساب وقعت الحبلاني بالحاء المهملة خطأ(1/68)
وجبير بن نفير الحضرمي وأبو قتيلة مرثد بن وداعة العمي (1) وسلمان بن سمير (2) وعبد الله بن عبد الثماني والحارث بن الحارث الأزدي وكثير بن ترة الحضرمي الحمصيون وعبد الله بن شقيق العقيلي البصري فأما حديث بسر فأخبرناه أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الموازيني بدمشق أنا أبو الحسين بن أبي نصر قال أنبأنا أبو يوسف بن القاسم الميانجي (3) حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة اللخمي نا هشام بن عمار نا صدقة بن خالد نا زيد بن واقد عن بسر (4) بن عبيد الله عن ابن حوالة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنها ستكون أجنادا مجندة يمن وشام وعراق قلت يا رسول الله خر لي قال عليك بالشام فمن (5) أبى فليلحق بيمنه وليستق بغدره فإن الله عز وجل قد تكفل لي بالشام وأهله وأما حديث صالح فأخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن إجازة وحدثني أبو مسعود عبد الرحمن بن علي بن أحمد أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ نا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني نا أحمد بن المعلى وأحمد بن أنس بن مالك أنبأنا هشام بن عمار نا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أبيه قال نبأنا أبو عبد السلام (6) صالح بن رستم مولى بني هاشم عن عبد الله بن حوالة الأزدي أنه قال يا رسول الله خر لي بلدا أكون فيه فلو علمت أنك تبقى (7) لم أختر على قربك قال عليك بالشام ثلاثا فلما رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) كراهته لها قال هل تدري ما يقول الله تعالى في الشام إنه يقول يا شام يدي عليك يا شام أنت صفوتي من بلادي أدخل فيك خيرة عبادي أنت سوط نقمتي وسوط عذابي أنت الأنذر (8) وعليك المحشر ورأيت ليلة أسري بي عمودا أبيض كأنه لؤلؤة تحمله الملائكة قلت ما
_________
(1) عن تهذيب التهذيب 6 / 399، والضبط عن تقريب التهذيب وقيل في نسبه: الجعفي وقيل الشرعي وقيل الحمصي
وبالاصل " الفتي "
(2) ضبطت عن تقريب التهذيب وفي المطبوعة " سليمان " تحريف
(3) بالاصل " المنايحي " والمثبت الميانجي عن الانساب وعنه ضبطت وهذه النسبة إلى ميانج
(4) كذا ورد هنا " بشر " وقد مر قريبا وتقدم " عبد الله " بدل " عبيد الله "
(5) بالاصل " فمن أتى فليلحق بيمنه ولينشق بعذره "
(6) بالاصل " أبو عبد الله السلام " والتصويب عن تقريب التهذيب
(7) زيادة عن خع
(8) كذا وفي اللسان: الاندر " البيدر شامية
(بالدال المهملة)(1/69)
تحملون قالوا عمود الإسلام أمرنا أن نضعه بالشام وبينا أنا نائم إذ رأيت الكتاب اختلس من تحت وسادتي فظننت أن الله تعالى قد تخلا من أهل الأرض فأتبعته بصري فإذا هو بين يدي حتى وضع بالشام فمن (1) ابى فليلحق بيمنه وليستق من غدره فإن الله تعالى قد توكل لي بالشام وأهله كذا في هذه الرواية ورواه غيره عن هشام عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبي عبد السلام ولم يذكر عبد الرحمن أخبرناه أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي المصيصي الفقيه بدمشق أنبأنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي إجازة إن لم أكن سمعته منه أنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن علي الأبروقي أخبرني أبي عبد الله إجازة أنا أبو حفص عمرو بن زريق المقرئ نا أبو صالح القاسم بن الليث نا هشام بن عمر بن عمار نا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر نا صالح أبو عبد السلام عن عبد الله بن حوالة الأسدي فذكر معناه وهكذا رواه أبو عبد الرحمن النسائي وأبو الحسن خفيف بن عبد الله الغازي عن هشام ولم يذكرا عبد الرحمن وفي حديث النسائي عنه حدثني صالح بن رستم وأما حديث يونس فأخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد إجازة وحدثني (2) أبو عبد الرحيم إجازة أنبأنا أبو نعيم الحافظ نبأنا سليمان بن أحمد نا أحمد بن المعلى نا هشام بن عمار عن صدقة بن خالد ثنا محمد بن عبد الله الشعيثي عن مكحول ويونس بن ميسرة بن حلبس عن عبد الله بن حوالة قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إن الناس سيجندون ثلاثة أجناد جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن قلت خر لي يا رسول الله إن أدركني ذلك قال عليك بالشام مرتين أو ثلاثا فإن أبيتم فالحقوا بيمنكم وسقوا بغدركم فإن الله تعالى قال تكفل لي بالشام وأهله كذا رواه الشعيثي عن يونس ورواه إبراهيم بن أبي شيبان الدمشقي عن يونس
_________
(1) بالاصل: فمن أتى فليلحق بمنه ولينشق بعذره
(2) عن خع وبالاصل " وحديث " وفي المطبوعة: أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه(1/70)
فأدخل بينه وبين أبي حوالة أبا إدريس الخولاني أخبرناه أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون بن النرسي في كتابه وحدثناه أبو الفضل محمد بن ناصر عنه قال نا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الطيوري وأبو الغنائم بن النرسي واللفظ له قالا أنبأنا عبد الوهاب بن محمد بن موسى وأخبرنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون أنبأنا أبو الحسين محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد الاصبهاني قالا أنا أحمد بن عبدان الشيرازي قالا أنا أبو الحسين محمد بن سهل المقرئ حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال سمع محمد بن المبارك هو الصوري سمع إبراهيم يعني ابن أبي شيبان سمع يونس بن حلبس عن أبي إدريس عن ابن حوالة قال النبي (صلى الله عليه وسلم) عليك بالشام [* * *] رواه أبو الربيع سليمان بن عتبة الغساني عن يونس عن أبي إدريس أيضا إلا أنه قال عن أبي الدرداء بدلا عن أبي حوالة أخبرناه أبو علي الحسن بن علي بن المسلمة الفقيه أنبأنا أبو الفتح نصر بن زيد بن علي بن إبراهيم الفقيه وأبو محمد عبد الله بن عبد الرزاق بن فضيل وأخبرناه أبو الحسن علي بن زيد بن علي السلمي أنا الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم قالا أنا أبو الحسن محمد بن عوف أنبأنا الحسن بن منير أبنأنا محمد بن خريم نا هشام بن عمار نا سليمان بن عتبة نا (1) يونس بن ميسرة بن حلبس عن أبي إدريس عن أبي الدرداء أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال ستجندون أجنادا مجندة جندا بالشام وجندا باليمن وجندا بالعراق وجندا بمصر قالوا فخر لنا يا رسول الله قال عليكم بالشام قالوا إنا أصحاب ماشية وعمود ولا نطيق الشام قال فمن لم يطق الشام قال فمن أبى فليلحق بيمنه وليستق بغدره فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله وأخبرناه أبو علي الحداد إجازة وحدثني أبو مسعود الاصبهاني عنه قالا أنا أبو نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد أنا أحمد بن المعلى نا هشام بن عمار نا
_________
(1) بالاصل " بن " تحريف(1/71)
سليمان بن عتبة عن يونس بن ميسرة عن أبي إدريس عن أبي الدرداء عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال إنكم ستجندون أجنادا مجندة جندا بالشام ومصر والعراق واليمن قال فخر لنا يا رسول الله قال عليكم بالشام قالوا إنا أصحاب ماشية وعمود وإنا لا نطيق الشام قال فمن أبى فليلحق بيمنه وليستق (1) من غدره فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله وأخبرناه أبو علي الحداد في كتابه وحدثني أبو مسعود عنه أنبأنا أبو نعيم حدثنا الاصبهاني أنبأنا أبو القاسم بن أبي بكر بن أبي علي نا أبو الشيخ بن أبي عاصم وحدثنا هشام بن عمار نا سليمان بن عتبة سمعت يونس بن حلبس عن أبي إدريس عن أبي الدرداء أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال مثله وأما حديث جبير بن نفير فأخبرناه أبو علي الحداد في كتابه وحدثني أبو مسعود عنه أنبأنا أبو نعيم حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني أنبأنا أبو بكر بن سهل نا عبد الله بن أبي (2) صالح حدثني معاوية عن أبي يحيى وهو سليم بن عامر أن جبير بن نفير حدثه عن عبد الله بن حوالة الأزدي أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إنكم ستكونوا (3) أجنادا مجندة جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن فعليكم بالشام فإنها صفوة الله في الأرض وفيها خيرته من عباده فمن (4) أبى فليلحق بيمنه وليستق من غدره فإن الله قد تكفل لي بالشام وأهله وأخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي أنا أبو بكر هبة الله بن الحسين أنبأنا أبو الحسين محمد بن الفضل نا (5) عبد الله بن جعفر بن درستوية نا يعقوب بن سفيان نا عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن صالح عن أبي يحيى أن جبير بن نفير حدثه عن عبد الله بن حوالة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال إنكم ستجندون أجنادا جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن فعليكم بالشام
_________
(1) بالاصل " ولينشق "
(2) كذا بالاصل وخع " بن أبي صالح " وفي الكاشف: " بن صالح " يروي عن معاوية بن صالح ويروي عنه " بكر بن سهل " وقد ورد هنا بالاصل " أبو بكر بن سهل " خطأ
(3) كذا بالاصل وخع والصواب: ستكونون
(4) بالاصل " فمن أتى
ولينشق بعذره " صوبنا العبارة مما تقدم
(5) بالاصل: بن تحريف(1/72)
فإنها صفوة الله في أرضه وفيها خيرة (1) الله تعالى من عباده فمن أبى فليلحق بيمنه وليستق (2) من غدره فإن الله تعالى قد توكل لي بالشام وأهله وأخبرنا أبو علي الحداد إجازة وحدثني عنه أبو مسعود الاصبهاني عنه أنا عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني أنبأنا أبو الشيخ الاصبهاني نبأنا ابن أبي عاصم نبأنا هشام بن عمار نا يحيى بن حمزة نا نصر بن علقمة عن جبير بن نفير عن عبد الله بن حوالة قال كنا عند النبي (صلى الله عليه وسلم) فقلت يا رسول الله خر لي قال أختار لك الشام يا أهل الشام فعليكم بالشام فإن صفوة الله تعالى من أرضه الشام هذا مختصر من حديث أخبرناه بتمامه أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي الفقيه حدثنا نصر بن إبراهيم بن نصر الزاهد أنبأنا أبو الفتح ابن محمد النحوي حدثنا أبو العباس أحمد بن عمر بن عبد الملك بن موسى أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن سالم (3) حدثنا أبو الوليد هشام بن عمار وأخبرنا أبو محمد عبد الرحمن ابن أبي الحسن بن إبراهيم الداراني أنا أبو الفرج سهل بن بشر بن أحمد أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد الواسطي أنبأنا أبو العباس أحمد بن عمر بن عبد الملك بن موسى أنا عبد الله بن محمد بن سالم ببيت المقدس نا هشام بن عمار نا يحيى بن حمزة حدثنا نصر بن علقمة عن جبير بن نفير عن عبد الله بن حوالة قال كنا عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فشكوا إليه الفقر والعري وقلة الشئ فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) بل أبشروا فوالله لأنا وكثرة أخوفني عليكم وقال الواسطي لأنا وكثرة الشئ أخوف عليكم من قلته والله لا يزال هذا الأمر فيكم حتى تفتح لكم أرض فارس وأرض الروم وأرض حمير وحتى تكونوا أجنادا ثلاثة جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن وحتى يعطى الرجل مائة دينار فيتسخطها (4)
_________
(1) بالاصل وخع " خيفة " والتصويب عن المطبوعة 1 / 65
(2) بالاصل: " فمن أتى
ولينشق "
(3) بالاصل " سلام " والتصويب عن تقريب التهذيب والكاشف وكنيته أبو محمد والزيادة عن تقريب التهذيب
(4) عن مختصر ابن منظور 1 / 51 وخع وبالاصل: " فيستخطها "(1/73)
قال ابن حوالة فقلت يا رسول الله ومن يستطيع الشام وبها الروم ذات القرون فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سيخلفنكم الله فيها حتى تظل العصابة فيهم البيض قمصهم المحلقة (1) أقفاؤهم قياما على الرجل الأسود منكم وقال الواسطي المحلوق وما أمرهم فعلوا وأن بها اليوم رجالا لأنتم اليوم أحقر في أعينهم من القردان في أعجاز الإبل قال ابن حوالة فقلت فاختر لي يا رسول الله إذا أدركني ذلك قال اخترت لك الشام فإنها صفوة الله تعالى من بلاده يسكنها صفوته من عباده يا أهل الإسلام فعليكم بالشام فإن صفوة الله تعالى من الأرض الشام فمن أبى فليلحق بيمنه وليستق (2) من غدره فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله قال فسمعت عبد الرحمن بن جبير بن نفير يقول فعرف أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) نعت هذا الحديث في جزء بن سهيل (3) وكان قد ولي الأعاجم وكان أويدما قصيرا فكانوا يمرون وتلك الأعاجم حوله قيام لا يأمرهم بشئ إلا فعلوه فيتعجبون من هذا الحديث رواه عبد الله بن يوسف عن يحيى بن حمزة فخالفه في بعض ألفاظه أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي (4) بنيسابور قالا أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي الحافظ وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن اللالكائي قالا أنبأنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان أنبأنا عبد الله بن جعفر أنبانا يعقوب نا عبد الله بن يوسف نا يحيى بن حمزة حدثني أبو علقمة نصر (5) بن علقمة فرد الحديث إلى جبير بن نفير قال قال عبد الله بن حوالة (6) كنا عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
_________
(1) زيادة عن خع
(2) بالاصل: " فمن أتى
ولينشق "
(3) عن مختصر ابن منظور 1 / 51 وبالاصل " سهل " وفي المطبوعة: جبر بدل جزء
(4) بالاصل " السجابي " وفي خع: " النجامي " والمثبت: " الشحامي " عن المطبوعة
(5) سقطت من الاصل واستدركت عن خع
(6) بالاصل وخع: " حوار " تحريف(1/74)
فشكونا إليه العري والفقر وقلة الشئ فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبشروا فوالله لأنا من كثرة الشئ أخوفني عليكم من قلته والله لا يزال هذا الأمر فيكم حتى يفتح الله تعالى (1) أرض الشام وفارس وأرض الروم وأرض حمير حتى تكونوا ثلاثة أجناد جندا بالشام وجندا باليمن وجندا بالعراق وحتى يعطى الرجل المائة فيتسخطها (2) قال ابن حوالة قلت يا رسول الله ومن يستطع الشام وبه الروم ذات القرون قال والله ليفتحنها الله تعالى عليكم وليستخلفكم فيها حتى تظل العصابة البيض منهم قمصهم المحلقة أقفاهم قياما على الرويجل الأسود منكم المحلوق وما أمرهم من شئ فعلوه وإن بها اليوم رجالا (3) أنتم أحقر في أعينهم من القردان في أعجاز الإبل قال ابن حوالة فقلت يا رسول الله اختر لي إن أدركني ذلك الزمان قال إني أختار لك الشام فإنه صفوة الله تعالى من بلاده وإليه يجتبي صفوته من عباده يا أهل اليمن عليكم بالشام فإن صفوة الله من أرضه الشام ألا فمن (4) أبى فليستق من غدره اليمن فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله قال أبو علقمة فسمعت عبد الله بن جبير يقول فعرف أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نعت الحديث في جزء بن سهيل (5) السلمي وكان على الأعاجم في ذلك الزمان فكان إذا راحوا إلى مسجد نظروا إليه وإليهم قياما حوله فعجبوا لنعت رسول الله فيهم قال أبو علقمة أقسم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في هذا الحديث ثلاث مرات لا نعلم أنه أقسم في حديث مثله وأما حديث أبي قتيلة فأخبرناه أبو القاسم هبة الله بن عبد الواحد ابن حصين أنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب أنبأنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا حيوية بن شريح ويزيد بن عبد ربه قال أنبأنا بقية حدثني بحير بن سعد (6) عن خالد بن معدان عن أبي قتيلة (7) عن ابن حوالة أنه قال قال
_________
(1) زيادة عن هامش الاصل
(2) بالاصل " فيسخطها " والمثبت عن مختصر ابن منظور
(3) عن خع والمطبوعة 1 / 67 وبالاصل: " كلالا "
(4) بالاصل: " فمن أتى فلينشق
"
(5) عن مختصر ابن منظور وبالاصل " حر بن سهل "
(6) في تقريب التهذيب: " سعيد " وبحير بكسر الحاء
(7) بالاصل " أبي قبيلة " خطأ وهو أبو قتيلة مرثد بن عبد الله والزيادة عن خع(1/75)
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال سيصير الأمر إلى أن تكونوا جنودا مجندة جند بالشام وجندا باليمن وجندا بالعراق فقال ابن حوالة خر لي يا رسول الله قال إذا أدركت ذلك قال عليه الصلاة والسلام عليك بالشام فإنه خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده فإن أبيتم فعليكم بيمنكم وأسقوا من غدركم فإن الله تبارك وتعالى قد توكل لي بالشام وأهله وأنبأناه أبو علي الحداد وحدثني عنه أبو مسعود الاصبهاني أنبأنا أبو نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد نا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة حدثنا حيوة بن شريح نا بقية عن بحير بن سعيد (1) عن خالد بن معدان عن أبي قتيلة (2) عن عبد الله بن حوالة الأزدي قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ستصير الأمور إلى أن تصيروا جنودا مجندة جندا بالشام وجندا باليمن وجندا بالعراق فقال ابن حوالة خر لي يا رسول الله قال عليك بالشام فإنه خيرة الله من أرضه يجتبي إليه خيرته من عباده فإن أبيتم فعليكم بيمنكم واسقوا من غدركم فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله وأخبرناه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم المعروف بابن الخطاب وأبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم بن علي إجازة وأخبرناه أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الدارقي (3) أنا أبو الفرج سهل بن بشر بن أحمد الإسفرائيني (4) قالوا أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد بن الطاهر الطبال (5) أنبأنا أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر الذهلي نا موسى بن هارون نا أبو طالب نا بقية بن الوليد عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن أبي قتيلة (6) عن أبي حوالة أنه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سيصير الأمر إلى أن تكونوا أجنادا مجندة جندا بالشام وجندا
_________
(1) بالاصل وخع " يحيى بن سعد " والتصحيح عن تقريب التهذيب
(2) كذا بالاصل وخع وفي المطبوعة: الداراني
(3) عن المطبوعة وبالاصل " الفرايني "
(4) كذا ورد اسمه ونسبته بالاصل وفي الانساب: الطفال ولم يرد في عامود نسبه " الطاهر " وهذه النسبة إلى بيع الطفل وهو الطين الذي يؤكل
(5) بالاصل " بن " خطأ
(6) بالاصل: " أبي قبيلة خطأ(1/76)
بالعراق وجندا باليمن فقال أبو حوالة خر لي يا رسول الله إن أدركت ذلك قال فعليكم بالشام فإنها خيرة الله تعالى من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده فإن أبيتم (1) فعليكم بيمنكم واسقوا من غدركم فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله قال وحدثنا موسى بن هارون أنبأنا همام بن أبي بدر عن بقية بإسناده نحوه وأخبرناه مختصرا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن علي أنبأنا عبد الله بن محمد البغوي أنبأنا أبو طالب عبد الجبار بن عاصم الشامي نا بقية عن بحير (2) بن سعد عن خالد بن معدان عن أبي قتيلة (3) عن ابن حوالة قال قلت يا رسول الله خر لي قال عليك بالشام فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله كذا رواه ثور بن يزيد عن جابر عن (4) خالد بن معدان أخبرناه أبو علي الحداد كتابة وحدثني أبو مسعود أنا أبو نعيم الحافظ نا سليمان بن احمد نا محمد بن علي بن شعيب السمسار نا إسماعيل بن إبراهيم الترجماني نا داود (5) بن الجراح عن صدقة عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان حدثني أبو قتيلة قال شهدت معاوية بن أبي سفيان في بيت المقدس على منبر يخطب قال إذا قام إليه رجل فكان أول ما استفتح به قال بينا أنا عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذ قال إن الله فاتح لكم وممكن لكم فقال رجل خر لي قال عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده وخالفهما فضالة بن شريك الحمصي عن خالد فقال عن العرباض بن سارية لم يذكر أبا قتيلة ولا ابن حوالة أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ في كتابه وحدثني أبو مسعود
_________
(1) بالاصل: أتيتم
(2) بالاصل: " يحيى " وقد تقدم
(3) بالاصل: " أبي قبيلة " خطأ
(4) عن خع
(5) كذا بالاصل وفي تقريب التهذيب: رواد(1/77)
الاصبهاني عنه أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أحمد الذكواني (1) نا عبد الله بن محمد بن جعفر الوراق نا (2) بن أبي عاصم أنبأنا عمرو بن عثمان نا محمد بن حمير نا فضالة بن شريك عن (3) خالد بن معدان عن عرباض بسارية عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال قد تكفل الله تبارك تعالى بالشام وأهله هذا مختصر وأخبرناه بتمامه أبو علي الحسن بن أحمد الحداد وجماعة إجازة قالوا أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن ريذة (4) التاجر نا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني نا إبراهيم بن محمد بن عرق (5) الحمصي نا عمرو بن عثمان نا محمد بن حمير نا فضالة بن شريك عن خالد بن معدان عن العرباض عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قام يوما من الأيام في الناس فقال أيها الناس توشكوا (6) أن تكونوا أجنادا مجندة جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن فقال ابن حوالة يا رسول الله إن أدركني ذلك الزمان فاختر لي فقال إني اخترت لك الشام فإنه خيرة المسلمين وصفوته من بلاده يجتبي إليها صفوته من خلقه فمن (7) أتى فليلحق بيمنه وليستق من غدره فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله وهذان القولان صحيحان فقد جاءت الرواية عنهما في حديث واحد وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي فيما قرأته عليه عن أبي طاهر محمد بن أحمبن أبي الصفر أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد الغساني بقرائتي عليه أنبأنا أبو يعلى عبد الله بن محمد بن حمزة بن أبي كريمة بصيدا أخبرني محمد بن المعافا بن أحمد بن عمرو بن عثمان الحمصي نا محمد بن حمير حدثني فضالة بن شريك حدثني خالد بن معدان عن العرباض بن سارية السليمي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قام
_________
(1) سقطت من الاصل
(2) عن الانساب وبالاصل " الدولابي " هذه النسبة إلى ذكوان اسم لبعض أجداد المنتسب إليه والزيادة عن الانسباب (الذكواني)
(3) بالاصل: " بن " تحريف
(4) بالاصل وخع والمطبوعة: " زيده " خطأ والصواب عن التبصير
(5) عن خع وبالاصل: غزف
(6) كذا بالاصل وخع وبالاصل: غزف
(7) بالاصل: فمن أتى
ولينشق من عذره(1/78)
في الناس يوما فوعظهم موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها الأعين العيون فقال أيها الناس يوشك أن تكونوا أجنادا مجندة جند بالشام وجند بالعراق وجندا باليمن فقام عبد الله بن حوالة فقال يا رسول الله إن أدركني ذلك فاختر لي قال إني اختار لكم الشام فإنه عقر (1) دار المسلمين وصفوة الله من بلاده يجتبي إليها صفوته من خلقه وأما أنتم فكلتكم (2) يمنكم اسقوا من غدركم فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله وأما حديث سلمان فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا عصام بن خالد وعلي بن عياش قال أنبأنا حريز (3) عن سلمان بن سمير عن ابن حوالة الأزدي وكان من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال ستكون أجناد مجندة شام ويمن وعراق والله تعالى أعلم بأيها بدأ وعليكم بالشام ألا وعليكم بالشام ألا وعليكم بالشام فمن كره فعليه يمنه وليستق من غدره فإن الله قد تكفل لي بالشام وأهله اخبرناه أبو علي الحداد إجازة وحدثني عنه أبو مسعود الأصبهاني نا أبو نعيم الحافظ نا أبو القاسم سليمان بن أحمد حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة نا علي بن عياش الحمصي نا حريز (4) بن عثمان نا سلمان بن سمير عن عبد الله بن حوالة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال تكون أجنادا جند بالشام وجند بالعراق وجند باليمن والله أعلم بأيها بدأ فعليكم بالشام ثلاث مرات فمن كره فعليه بيمنه وليستق من غدره فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله وأخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد أنبأنا أبو منصور شجاع الصقلي أنا أبو عبد الله إسحاق بن يحيى بن محمد بن مندة حدثنا إسماعيل يعني ابن محمد الصفار نا عبد الكريم بن الهيثم أنا ابن الشمار أنبانا حريز (5) بن عثمان
_________
(1) عن مختصر ابن منظور 1 / 52 وبالاصل وخع " مقر "
(2) في مختصر ابن منظور: " فعليكم " وفي المطبوعة: " وإما أبيتم فعليكم "
(3) بالاصل وخع والمطبوعة " جرير " خطأ والصواب ما أثبت انظر ترجمة حريز بن عثمان في تهذيب التذيب 1 / 465
(4) كذا بالاصل وخع وفي المطبوعة: أبو اليمان
(5) بالاصل وخع والمطبوعة " جرير " تحريف والصواب ما أثبت انظر ما تقدم بشأنه قريبا(1/79)
عن سلمان بن سمير يرده إلى عبد الله بن حوالة نحوه وأنبأنا أبو علي الحداد وحدثني أبو مسعود أنبأنا أبو القاسم عبد الرحيم بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن نبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر نبأنا ابن أبي عاصم نا عمرو (1) بن عثمان نا أبي عن حريز (2) بن عثمان عن سلمان بن بشير (3) عن ابن حوالة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال إن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله وأما حديث عبد الله والحارث وكثير فأخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن منصور الفقيه أنبأ أبي أبو العباس أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر نا الحسن بن حبيب الحنابصري (4) نا عبد الله بن عبيد بن يحيى بن أبي حرب أنبأنا أبو علقمة نصر بن خزيمة بن جنادة أخبرني أبي عنصر بن علقمة عن أخيه يعني محفوظ بن علقمة عن ابن عايذ وهو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الثماني وجبير بن نفير والحارث بن الحارث وكثير بن مرة ونفر من الفقهاء أن ابن حوالة (5) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لتكونن أجناد ثلاثة جند بالشام وجند بالعراق وجند باليمن فعليكم بالشام فإنها صفوة الله من بلاده وإليها يجتبي صفوته من عباده فمن أبى فليستق (6) بغدر اليمن فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله وأما حديث ابن شقيق فأخبرناه أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده في كتابه وحدثني عنه أبو الفضل محمد بن محمد بن محمد بن عطاف بن أحمد الموصلي ببغداد عنه أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن إسحاق بن زياد الضبي المعروف بابن ريذة (7) في شهور ستة سبع وثلاثين وأربعمائة أنبأنا أبو القاسم
_________
(1) بالاصل: " عمر " والمثبت عن تذكرة الحفاظ 1 / 509
(2) بالاصل وخع والمطبوعة " جرير " " تحريف والصواب ما أثبت انظر ما تقدم بشأنه قريبا
(3) كذا ورد بالاصل هنا والصواب " سمير " وقد تقدم
(4) في المطبوعة: الحصايري
(5) بالاصل: وخع: " ابن أبي حوالة "
(6) بالاصل: فمن أتى فلينشق
(7) بلاصل " زيده " ومثله في المطبوعة كلاهما خطأ والصواب ما أثبتناه راجع تبصير المنتبه(1/80)
سليمان بن أحمد بن أيوب نا إدريس بن جعفر نا يزيد بن (1) هارون نا كهمس بن الحسن عن عبد الله بن شقيق عن عبد الله بن حوالة قال كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في سفر فقال يا ابن حوالة كيف أنت إذا أدركتك فتنة تفور في أقطار الأرض كأنها صياصي (2) بقر قلت ما تأمرني يا رسول الله قال عليك بالشام رواه خالد بن الحارث عن كهمس عن ابن شقيق فأدخل بينه وبين أبي حوالة رجلا أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون بن النرسي الكوفي في كتاب وحدثنا أبو الفضل محمد بن علي بن ناصر أنبأ أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد بن الطيوري وأبو الغنائم النرسي واللفظ له قالا أنبأنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد بن موسى الغندجاني الواسطي فأخبرنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسين بن خيرون أنبانا أبو الحسين بن محمد بن الحسن بن أحمد الاصبهاني وأبو أحمد الغندجاني قالا أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبدان بن محمد بن الفرج الشيرازي الحافظ أنبأنا أبو الحسن محمد بن سهل المقرئ نا أبو محمد بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل البخاري قال وقال عارم حدثنا خالد بن الحارث سمع كهمس عن ابن شقيق عن رجل يقال له زايدة أو مزيدة عن أبي حوالة قال كنت مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في سفر فذكر فتنة تثور في أقطار الأرض قال عليك بالشام أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم بن محمد بن الفتح الفقيه نا عبد العزيز بن أحمد بن محمد التميمي أنبأنا أبو بكر محمد بن رزق الله بن أبي عمرو بمنين وأبو محمد عبد الواحد بن أحمد بن شماس (3) قالا نا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن أبي ثابت أنبانا أبو عقيل أنس بن عبد السلام أنبأنا عمرو بن هشام حدثنا عثمان بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن العوام
_________
(1) سقطت من الاصل وخع واستدركت عن المطبوعة 1 / 72
(2) صياصي جمع صيصة وهي قرن البقر (قاموس) شبه الفتنة بها لشدتها وصعوبة الامر فيها (اللسان)
(3) في خع: " مشماش " وفي المطبوعة: " مشماس "(1/81)
عن عبد الله بن مساحق قال سمعت ابن عمر يقول قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تجندون أجنادا قال رجل يا رسول الله خر لي قال عليك بالشام فإنها صفوة الله في الأرض وفيها خيرته من عباده فمن رغب عن ذلك فليلحق بيمنه وليستق (1) بغدره فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله اخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد في كتابه وحدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن أحمد أنبأنا أبو القاسم بن أبي بكر بن أبي علي عبد الرحمن نا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان أبو الشيخ (2) أنبانا أحمد بن الحسن بن عبد الملك أنا أبو أمية الحراني نا عثمان بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن العوام عن عبد الله بن مساحق قال سمعت ابن عمر يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله هو الصواب نا أبو العوام كذا روي عن عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي الحراني ورواه محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني المعروف بالبومة عن ابن ثوبان فقال عن أبي العوام أخبرناه أبو علي الحداد في كتابه وحدثني أبو مسعود الاصبهاني عنه أنبأنا أبو نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد حدثنا الحسين بن إسحاق التستري نا مخلد بن مالك نا محمد بن سليمان بن أبي داود نا ثوبان نا أبو العوام أنه سمع عبد الله بن مساحق يقول سمعت ابن عمر يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول تجندون أجنادا قال رجل يا رسول الله خر لي قال عليك بالشام فإنها صفوة الله من بلاده بها خيرته من عباده فمن رغب عن ذلك فليلحق بيمنه وليستق من غدره (3) فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد وجماعة قالوا أنبأنا محمد بن عبد الله بن
_________
(1) بالاصل: " ولينشق "
(2) بالاصل وخع: " بن الشيخ " وفي المطبوعة: حبان بالباء الموحدة خطأ وهو صاحب كتاب طبقات المحدثين بأصبهان
(3) بالاصل " ولينشق من عذره "(1/82)
أحمد بن ريذة (1) أنا أبو القاسم الطبراني أنا أحمد بن زهير التستري نا حماد بن اشكاب نا إسحاق بن إدريس نا أبان بن يزيد نا يحيى بن أبي كثير حدثني أبو قلابة عن عبد الله بن يزيد أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال يكون بالشام جند وبالعراق جند وباليمن جند فقام رجل فقال يا رسول الله خر لي فقال عليك بالشام فإن الله تعالى قد توكل لي بالشام وأهله كذا رواه الطبراني في مسنده عن عبد الله بن يزيد الخثعمي ولا يثبت له صحبة وقد رواه أبو بكر بن أبي عاصم عن ابن اشكاب مختصرا أخبرنا أبو علي الحداد إجازة وحدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن أحمد عنه أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن المعدل أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر الحافظ أنبأنا ابن أبي عاصم أنبأنا (2) محمد بن اشكاب أنبأنا إسحاق بن إدريس أنبأنا أبان حدثنا يحيى بن أبي كثير أنبأنا أبو قلابة عن عبد الله بن يزيد أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال إن الله تعالى قد توكل لي بالشام وأهله المحفوظ عن أبي قلابة عبد الله بن زيد الحرسي (3) حديثه عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه بلفظ آخر أخبرناه أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أبو بكر بن مالك نبأنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي أنبأنا الوليد حدثنا الأوزاعي أن يحيى بن أبي كثير حدثه أن أبا قلابة حدثه عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول تخرج نار من حضرموت أو (4) نحو من حضرموت فتسوق الناس قلنا يا رسول الله ما تأمرنا قال عليكم بالشام
_________
(1) بالاصل " زيده " تحريف
(2) زيادة عن خع
(3) كذا بالاصل وخع وفي تقريب التهذيب: الجرمي
(4) في مسند أحمد 2 / 8 " تخرج نار من حضرموت أو بحضرموت
" وفي مختصر ابن منظور 1 / 52 " أو من بحر حضر موت "(1/83)
وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراواي وأبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن القشيري بنيسابور قالا أنبأنا محمد بن عبد الرحمن الجنزرودي (1) أنبأنا أبو عمرو (2) محمد بن أحمد بن حمدان وأخبرناه أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك بن الحسين الخلال الأديب بأصبهان أنبأنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور سبط بحرويه أنبأنا أبو بكر محمد (3) بن علي بن إبراهيم وعلي (4) بن عاصم قالا أنبأنا أبو يعلى الموصلي نا زهير حدثنا الوليد بن مسلم أنا الأوزاعي وقال ابن حمدان حدثني يحيى بن أبي كثير أن أبا قلابة حدثه عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر قال سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال ابن حمدان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول تخرج نار من نحو حضرموت أو من حضرموت تسوق الناس فقلت وقال ابن حمدان فقلنا يا رسول الله فما تأمرنا قال عليكم بالشام وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي وأبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر بن محمد السندي الفقيه بنيسابور قالا أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الجنزروذي أنبأنا أبو أحمد بن محمد أنبأنا أبو محمد الباغندي أنبأنا هشام بن عمار نا يحيى بن حمزة عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال سمعته يقول ستخرج نار من نحو (5) حضرموت أو قال من حضرموت قلت يا رسول الله فما تأمرنا قال عليك بالشام وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي الفقيه أنا أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد أنا جدي أنا أبو بكر أنا الحسن بن علي الإمام نا سعيد بن عبدوس نا محمد بن يوسف الفريابي أنبأنا الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني أبو قلابة الجرمي حدثني سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
_________
(1) هذه النسبة إلى جنزروذ قرية من قرى نيسابور (ياقوت) وعنه الضبط
(2) في المطبوعة 1 / 75: أنا أبو عمر نا محمد بن أحمد
(3) عن تذكرة الحفاظ 3 / 1076 وبالاصل " أحمد
" (4) زيادة عن المطبوعة 1 / 75
(5) زيادة عن خع(1/84)
تخرج في آخر الزمان نار من حضرموت أو قال (1) من نحو حضرموت تحشر الناس قال قلت يا رسول الله ما تأمرنا قال عليكم بالشام وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو محمد بن أبي إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر القاري قال أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد أنا أبو سهل بشر بن أحمد الإسفرايني أنبأنا بهلول بن إسحاق الأنباري نا سويد بن سعيد نا راشد (2) بن أبي سعد المصري عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي بشر (3) عن أبي قلابة عن سالم بن عبدوية (4) عن ابن عمر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال ستخرج نار في آخر الزمان من حضرموت أو نحو حضرموت تحشر الناس فقلنا يا رسول الله فما تأمرنا قال عليكم بالشام وأخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا أنبأنا أبو الحسين أحمد بن عبد الله بن محمد بن حسنون إجازة لم (5) يكن سماعا أنبأنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي بدمشق أنبأنا عبد الله بن عتاب بن الزفتي نا محمود بن خالد نا عبد الله بن كثير عن الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير أنبأنا أبو قلابة الجرمي أنبأنا سالم بن عبد الله بن عمر نا عبد الله بن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ستخرج نار في آخر الزمان من حضرموت أو من نحو حضرموت تسوق الناس فقلنا يا رسول الله فما تأمرنا قال عليكم بالشام وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الشامي الفقيه وأبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أحمد بن أبي الحديد قالا أنبأنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الفحام نبأنا أبو علي الحسين بن إبراهيم بن خالد بن جابر الفرائضي إملاء نا محمد بن صالح البهراني وهو أحمد بن تمام بن صالح نبأنا المسيب بن واضح نا الحارث بن عطية عن الأوزاعي عن
_________
(1) بالاصل: " وقال " والمثبت عن خع
(2) كذا بالاصل وخع وفي المطبوعة: رشدين بن سعد
(3) كذا بالاصل وخع وفي المطبوعة: " كثير " وقد تقدم
(4) كذا بالصل وخع وفي المطبوعة " عبد الله " وقد تقدم
(5) كذا بالاصل وخع وفي المطبوعة: إن لم يكن سماعا(1/85)
يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن سالم عن ابن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تخرج نار من حضرموت أو من نهر حضرموت تسوق الناس قلنا يا رسول الله فما تأمرنا إذا كان كذلك قال عليكم بالشام ورواه عن يحيى بن أبي كثير عن (1) المبارك التمامي وحسين (2) بن ذكوان المعلم والحجاج بن الحجاج البصريون وأبان بن زياد بن يزيد العطار وأبو معاوية شيبان بن عبد الرحمن الكوفي النحوي كما رواه الأوزاعي عنه فأما حديث علي فأخبرناه أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الشيباني أنا أبو علي المذهب أنبأنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي أنبأنا عبد الملك (3) بن عمرو نا علي يعني ابن المبارك عن يحيى بن أبي كثير حدثني أبو قلابة حدثني سالم بن عبد الله حدثني عبد الله بن عمر قال قال لنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ستخرج نار قبل يوم القيامة من نحو (4) حضرموت أو من حضرموت تحشر الناس قالوا فما تأمرنا يا رسول الله قال عليكم بالشام وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنبانا الشريف أبو الحسن هبة الله بن عبد الرزاق الأنصاري أنبأنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران أنبأنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري نا محمد بن أحمد بن يزيد الرياحي أنبأنا أبو عامر العقدي أنبأنا عبد (5) المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن سالم بن عبد الله بن عمر (6) حدثني عبد الله بن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوشك أن تخرج قبل يوم القيامة نار من قبل حضرموت أو من حضرموت تحشر الناس فقالوا يا رسول الله فما تأمرنا قال عليكم بالشام
_________
(1) كذا وفي المطبوعة: " علي بن المبارك " وسيرد حديثه
ترجم له في تقريب التهذيب: علي بن المبارك الهنائي
كان له عن يحيى بن أبي كثير كتابان
وانظر مسند أحمد بن حنبل 2 /
(2) بالاصل وخع: " نا الاحسين وحسين بن ذكوان " ولفظتا " نا الحسين " مقحمتان فحذفناهما
وسيرد حديث حسين
(3) بالاصل " مالك " والمثبت عن مسند أحمد 2 / 53
(4) في مسند أحمد: " من بحر "
(5) كذا وردهنا وقد تقدم أنه " علي بن المبارك "
(6) بالاصل " عمير " تحريف(1/86)
وأما حديث حسين فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي المذهب أنبأنا أبو بكر بن مالك أنبأنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا عبد الصمد أنبأنا أبي أنبأنا الحسين يعني المعلم قال قال لي يحيى حدثني أبو قلابة حدثني سالم بن عبد الله بن عمر (1) حدثني عبد الله بن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ستخرج نار قبل يوم القيامة من بحر حضرموت تحشر الناس قالوا فما تأمرنا يا رسول الله قال عليكم بالشام وأما حديث الحجاج فأخبرناه أبو القاسم بن زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي أنبأنا أبو نصر عبد الله بن عبد الرحمن بن علي بن محمد بن موسى أنبأنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محمد السليطي أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمد بن أحمد الشرقي أنبانا أحمد بن حفص وعبد الله بن محمد الفرا وقطن يعني ابن إبراهيم قالوا أنبأنا حفص حدثنا إبراهيم عن (2) الحجاج قال حفص عن قتادة وقال الفرا وقطن عن الحجاج عن يحيى بن أبي كثير ولم يذكر قتادة عن أبي قلابة عن سالم بن عبد الله عن أبيه أنه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تخرج نار من حضرموت تحشر الناس فقالوا أين تأمرنا يا رسول الله قال عليكم بالشام قال أحمد مرة قال الشام قال أبو حامد لم يقل الفرا وقطن قتادة في هذا الإسناد وأما حديث أبان فأخبرناه أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب أنا أبو بكر بن جعفر بن حمدان أنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنا أبي (3) نا يحيى بن إسحاق نا أبان بن يزيد عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن سالم عن أبيه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال تخرج نار من قبل حضرموت تحشر الناس قال قلنا فما تأمرنا يا رسول الله قال عليكم بالشام وأما حديث شيبان وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أبو بكر بن مالك أنبأنا عبد الله بن أحمد في كتابه وحدثني أبو مسعود
_________
(1) بالاصل " عمير " والمثبت عن مسند أحمد 2 / 119 والحديث فيه والزيادة التالية عنه
(2) عن خع وبالاصل " بن " تحريف
(3) الحديث في مسند أحمد 2 / 99(1/87)
الاصبهاني عنه أنبأنا أبو نعيم الحافظ نا أبو عمر محمد بن أحمد بن الحسين الهيساني (1) نا عبد الله بن محمد بن النعمان أنبأنا سعيد بن حفص نا شيبان وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو بكر بن علي بن المذهب أنبأنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي (2) نا الحسن بن موسى والحسين بن محمد قالا ثنا شيبان عن يحيى عن (3) أبي قلابة عن سالم بن عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ستخرج نار من حضرموت زاد أحمد أو من (4) نحو حضرموت قبل القيامة تحشر الناس قال قلنا يا رسول الله فما تأمرنا قال عليكم بالشام وأخبرناه أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن (5) أحمد الزبيدي (6) الجبيني بمسجد أبي إسحاق بالكوفة أنا أبي أنا أبو علي إبراهيم بن محمد أنا أبو القاسم زيد بن جعفر العلوي وأخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن أبي البركات عمر بن إبراهيم بن إسحاق بالكوفة وأبو الفضل كتايب بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم البجلي المعروف بابن أبي دفشالة المعدل الكوفي بالمسجد الأعظم بالكوفة قالا أنبأنا أبو القاسم الحسين بن محمد بن سلمان أنا (7) الشريف أبو القاسم بن جعفر وأبو الحسن محمد بن يعلى قالا أنبأنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم نا أحمد بن حازم بن أبي عزرة أنبأنا عبيد الله بن موسى أنبأنا شيبان بن أبي يحيى عن أبي قلابة عن سالم عن ابن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ستخرج نار من حضرموت أو من نحو حضرموت نار قبل يوم القيامة تحشر الناس قالوا قلنا يا رسول الله فما تأمرنا قال عليكم بالشام
_________
(1) الهيساني بفتح فسكون هذه النسبة إلى هيسان قرية من قرى أصبهان (الانساب) وفيه: " الحسن " بدل " الحسين "
(2) مسند أحمد 2 / 69 والزيادة التالية عنه
(3) عن مسند أحمد وبالاصل " بن " تحريف
(4) في مسند أحمد: " بحر "
(5) زيادة عن خع
(6) في المطبوعة 1 / 79: الزيدي الحسيني
(7) زيادة عن المطبوعة(1/88)
وقرواه عبد الله بن عمر بن حفص بن عامر بن عاصم العمري عن سالم أخبرنا القاسم الخضر (1) الحسين بن عبد الله بن عبدان الأزدي بدمشق أنبأنا أبو عبد الله الحسن بن عبد الواحد بي أبي الحديد أنبانا أبو الحسن علي بن موسى بن السمسار أنبأنا محمد بن إبراهيم بن مروان أنبأنا عبد الملك أحمد بن إبراهيم التستري نا محمد بن أبي السري نا فضالة بن حصين نا عبد الله بن عمر عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ستخرج نار من حضرموت فتسوق الناس إلى المحشر تقيل إن قالوا وتسير إذا ساروا قالوا يا رسول الله فما تأمرنا يا رسول الله إن أدرك ذلك منا قال عليكم بالشام أنبأنا أبو المظفر عبد المنعم بن الأستاذ أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري عن أبي الوليد الحسن بن محمد بن علي البلخي المعروف بالدربندي أنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن محمد بن غسان بالبصرة أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن القاسم بن سوار نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الوهاب الأبزاري نا أبو بكر أحمد بن محمد بن هاني الطائي الأثرم قال قال أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل روى سالم عن ابن عمر أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال تخرج نار [* * *] رواه نافع عن ابن عمر عن كعب قال تخرج نار أخبرني أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الفضل عمر بن عبد الله بن عمر بن البقال قال أنبأنا القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن أحمد بن عثمان بن إبراهيم قال أنبأنا القاضي أبو علي الحسن بن محمد بن إسحاق الأنصاري أنبأنا أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق القاضي قال أنبأنا علي بن عبد الله المديني قال وأما الثالث يعني مما خلف سالما فيه نافع مولى ابن عمر فحدثني به الوليد بن مسلم عن مروان عن الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير (2) حدثني أبو (3) قلابة عن
_________
(1) بالاصل " الحضرمي " والتصحيح عن تذكرة الحفاظ 4 / 1297
(2) بالاصل: " يحي بن أبي إسماعيل بن أبي كثير
" كذا والمثبت عن تقريب التهذيب
(3) بالاصل " أبي "(1/89)
سالم بن عبد الله عن ابن عمر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في قصة النار أنها تخرج من حضرموت فتحشر الناس قال ولست أحفظ لفظ بل حدثنا علي قال حدثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو عن علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير حدثني أبو قلابة قال حدثني سالم بن عبد الله حدثني ابن عمر قال قال لنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تخرج نار أخبرنا (1) الأوزاعي في قصة النار وأما حديث نافع حدثناه علي نبأنا محمد بن عبيد الطنافسي نبأنا عبيد الله عن نافع عن ابن عبيد عن كعب قال خرج نار من لفظ سالم إلا أنه صيره عن كعب خلاف ما روى سالم أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا أنبأنا أبو الحسين (2) محمد بن أحمد بن محمد الآبنوسي أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الدارقطني الحافظ أنبأنا محمد بن علي بن إسماعيل الأيلي نا محمد بن سنان الشيرازي أنبا المسيب بن واضح نا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قلت يا رسول الله خر لي قال عليك بالشام قال الدارقطني تفرد به المسيب عن معتمر (3) عن أبيه عن بهز عن سليمان بن طرخان التيمي (4) قلت هذا من رواية الأكابر عن الأصاغر لقي أنس بن مالك وأخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن البنا البغدادي الجريري بقراءتي عليه قال أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن عبد الله الجوهري المقنعي (5) المعدل قال أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن
_________
(1) في المطبوعة: " كما أخبرناه الاوزاعي " مناسب للسياق
(2) بالاصل: " أبو الحسن بن محمد " تحريف ما أثبتناه موافقا لما جاء في الانساب
(3) بالاصل وخع: " معمر " وما أثبت وضبط عن تقريب التهذيب
(4) بالاصل وخع: " عن بهز أكبر نهر قد سليمان بن خالد التيمي " كذا وما أثبتناه عن المجلدة الاولى ص 81
(5) ضبطت عن الانساب وفيه في عامود نسبه اختلاف(1/90)
أحمد بن لولو أنبأنا الحسن بن أحمد وأخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد بن المذكور التركي الأزجي بقراءتي علي ببغداد أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن أحمد الخرقي (1) أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن مالك الشطوي (2) قال أنبأنا حميد بن زنجوية نا روح بن أسلم نا حماد بن سلمة عن بهز بن الحكيم عن أبيه عن جده أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لأبي ذر يا أبا ذر ولم يقل ابن البنا يا ابا ذر وقال إذا رأيت البناء بلغ سلعا فعليك بالشام قلت فإن حيل قال قراتكين قال فإن حيل بين ذاك أفأضرب بسيفي من حال بيني وبين ذلك قالا ولكن اسمع وأطع ولو لعبد حبشي زاد ابن البنا مجدع وأخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أحمد بن عبد الملك (3) الكرماني ببغداد أنبأنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن أبي جعفر الطبسي أنبأنا القاضي أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم الصدقي بمرو أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد بن حكيم العامري نبأنا أبو الموجه محمد بن عمرو بن الموجه بن إبراهيم بن غزوان الفزاري أنبأنا سعيد يعني ابن هبيرة العامري نبأنا حماد بن سلمة أنبأنا بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال عليكم بالشام أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي نبأنا أبو جعفر بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله الديبلي (4) بمكة نا عبد الحميد بن صبيح نا حماد بن زيد عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قلت يا رسول الله
_________
(1) ضبطت عن الانساب وهذه النسبة إلى بيع الثياب والخرق
(2) كذا وهذه النسبة إلى جنس من الثياب يقال لها الشطوية وبيعها وهي منسوبة إلى شطا من أرض مصر
(الانساب) وفيه: بن هلال الشطوي
وفي المطبوعة 1 / 81 " النيبطوني " تحريف
(3) مجدع: المقطوع الاذنين
(4) عن الانساب وهذه النسبة إلى ديبل بلدة من بلاد ساحل البحر من بلاد الهند
وبالاصل والمطبوعة 1 / 82 " الدبيلي " تحريف(1/91)
تأمرني قال فنحا بيده الشام أخبرنا عاليا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدوية ببغداد أنبأنا أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي أنبأنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن خراش أنبأنا أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن عبد الله الديبلي (1) أنبأنا عبد الحميد نا حماد فذكر بإسناده مثله سواء أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد الباقي القوي المصيصي الفقيه أنبأنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن الزاهد أنبأنا عمر بن حماد بن أحمد بن محمد الخطيب أنبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الملطي (2) أنبأنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن فروخ في منزله بربض الرافقة (3) نا إسماعيل بن أبي الحارث نا معاوية عن أبي إسحاق عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قلت يا رسول الله تأمرنا فقال هاهنا ونحا بيده نحو الشام أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي المذهب أنا أحمد بن جعفر القطيعي نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا يحيى عن بهز حدثني أبي عن جدي قال قلت يا رسول الله أين (4) تأمرني خر لي فقال بيده نحو الشام وقال إنكم محشورون رجالا وركبانا وتجرون على وجوهكم [* * *] أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر بن الحسن بن السبط وأبو بكر محمد بن الحسين بن المزرفي وأبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب البارع وأبو غالب محمد بن أحمد بن الحسين بن علي بن قريش الفرار (5) قالوا أنبأنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون
_________
(1) عن الانساب وهذه النسبة إلى ديبل بلدة من بلاد ساحل البحر من بلاد الهند
وبالاصل والمطبوعة 1 / 82 " الدبيلي " تحريف
(2) في خع " السلطي "
(3) ربض الرافقة: وهو الذي يسمى الرقة (ياقوت) والرافقة بلد متصل البناء بالرقة وهما على ضفة الفرات وبينهما مقدار ثلاثمائة ذراع
(4) عن خع ومسند أحمد 5 / 5 وبالاصل " من "
(5) في المطبوعة: القزاز(1/92)
وأخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن المرزقي (1) وأبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي (2) قالا حدثنا محمد بن علي بن المهتدي قالا أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد الحربي أنبأنا أبو الفضل محمد بن علي بن الحسن بحرب القاضي قال ابن المأمون قاضي الرقة وقال ابن المهتدي سنة خمس وثلاثمائة أنبأنا أيوب بن محمد الوراق (3) نا مروان بن معاوية نا بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قلت يا رسول الله أين تأمرني خر لي قال فنحا بيده نحو الشام وقال إنكم محشورون وقال ابن المهتدي تحشرون رجالا وركبانا وتجرون على وجوهكم وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور وأبو القاسم بن التستري أخبرنا أبو علي الحسن بن سعد بن أحمد بن عمرو بن المأمون الجزري الفقيه بالرحبة أنا أبو القاسم التستري (4) قالا أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أبو القاسم بن منيع نا سويد بن سعيد نا مروان عن بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة عن أبيه عن جده قال قلت يا رسول الله خر لي قال فنحا بيده نحو الشام ثم قال إنكم محشورون رجالا وركبانا وتجرون على وجوهكم في حديث أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الغساني الفقيه بدمشق أنبأنا أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن بحير (5) الشعراني الطبراني أنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن يزيد البغدادي المعروف بالصيني (6) نا روح وعبد الله بن حبيب أبو وهب (7) السهمي قالا نا بهز بن حكيم بن معاوية القشيري عن أبيه عن جده قال قلت يا رسول الله
_________
(1) كذا وقدم " المزرفي " وهو الصواب
(2) بالاصل " المحلا " تحريف والمثبت والضبط عن تبصير المنتبه 4 / 1344
(3) في خع " الوزان "
(4) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك على هامشه ومن خع
(5) في المطبوعة: يحيى
(6) بالاصل وخع " الضبي " والمثبت عن الانساب وهو بغدادي ولم يذكر لماذا قيل له ذلك له ترجمة في تاريخ بغداد 1 / 238
(7) بالاصل: " وأبو وهب " والمثبت عن الانساب " السهمي " وذكره: عبد الله بن بكر بن حبيب(1/93)
خر لي فأومى بيده نحو الشام هذا هو عبد الله بن بكر بن حبيب نسبه إلى جده أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن عبد الله بن علي بن طاوس بدمشق أنا أبو الغنائم محمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان نا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه أنبأنا أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقاق نا يحيى بن أبي طالب نا عبد الله بن بكر حدثنا بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قلت يا رسول الله بأبي وأمي ما تأمرني خر لي قال ها هنا ونحا بيده نحو الشام إنكم محشورون رجالا وركبانا وتجرون (1) على وجوهكم أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن محمد بن هبة الله بن علي الأكفاني بدمشق وأبو المعالي تغلب بن جعفر بن أحمد بن الحسين السراج ببغداد قالا أنبأنا أبو الحسن عبد الدائم بن الحسن القطان قال أنبأنا عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد أنبأنا أبو العباس أحمد بن عتاب بن الزفتي نا بكار بن قتيبة نا عبد الله بن بكر نا بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قلت يا رسول الله خر لي أين تأمرني قال فأومأ بيده نحو الشام وقال ثم تحشرون رجالا وركبانا وتجرون على وجوهكم أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدوية الاصبهاني ببغداد أنبأنا أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي أنبأنا أبو القاسم جعفر بن عبد الله أنبأنا أبو بكر بن هارون الروياني أنا محمد بن إسحاق نا السهمي (2) نا بهز بن حكيم بن معاوية القشيري عن جده قال قلت يا نبي الله أين تأمرني خر لي قال ها هنا ونحا بيده نحو الشام إنكم تحشرون رجالا وركبانا وتجرون (3) على وجوهكم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر محمد بن هبة الله الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر بن درستوية أنبأنا أبو القاسم نا
_________
(1) بالاصل " وتخرون " والمثبت عن خع
(2) سقطت من الاصل واستدركت عن خع وهو عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي
(3) زيادة عن المطبوعة(1/94)
يعقوب بن سفيان نا أبو عاصم عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قلت يا رسول الله خر لي قال فأومأ بيده نحو الشام إنكم تحشرون رجالا وركبانا وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر المسعفي أنبأنا أبو الحسين بن القطان ببغداد أنبأنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب سعيد نا المكي بن إبراهيم قال بهز أنبأنا عن أبيه عن جده قال قلت يا رسول الله أين تأمرني خر لي قال ها هنا ونحا بيده نحو الشام إنكم تحشرون رجالا وركبانا تجرون على وجوهكم وقد رواه أبو قزعة (1) سويد بن حجر الباهلي البصري عن حكيم بن معاوية كما رواه عن (2) أبيه بهز اخبرناه أبو سهل محمد بن إبراهيم أنا عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن المقرئ أنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب الرازي أنا أبو بكر محمد بن هارون (3) الروياني نا ابن إسحاق يعني أبا بكر بن الصغاني نا أبو نصر التمار عبد الملك نا حماد بن سلمة نا أبو قزعة الباهلي عن حكيم بن معاوية عن أبيه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تحشرون ها هنا وأومى بيده نحو الشام مشاة وركبانا على وجوهكم تعرضون على الله تعالى على أفواهكم الفدام (4) وأول ما تعرب عن أحدكم فخذه ورواه عروة بن رويم اللخمي عن معاوية بحيدة جد بهز أخبرناه أبو القاسم الخضر بن حسين بن عبدان أنبأنا محمد بن علي بن أحمد بن المبارك الفراء أنبأنا عبد الله بن الحسين بن عبيد الله بن عبدان أنبأنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي أنا أبو الجهم نا هشام بن عمار نا عاصم نا عثمان بن عملاق عن عروة بن رويم (5) عن معاوية (6) بن حيدة القشيري أنه قدم على النبي (صلى الله عليه وسلم)
_________
(1) بالاصل " غرعة " والمثبت عن خع وفي تقريب التهذيب: سويد بن حجير مصغرا
وقزعة بسكون الزاي إن كان من قزع إذا أسرع وبفتحها إن كان واحد القزع وهي السحاب المتفرقة والسكون أكثر (المغني)
(2) عن المطبوعة وبالاص وخع " عنه "
(3) عن المطبوعة وبالاصل وخع " هواز "
(4) الفدام: ما يشد على فم الابرق والكوز من خرقة لتصفية الشراب يقال: فدم فاه: وضع عليه الفدام
(5) بالاصل وخع: " رزتم " وما أثبت عن تقريب التهذيب
(6) بالاصل وخع: " معاوية بن حيكم بن حيدة " والصواب ما أثبتناه انظر تقريب التهذيب والاكمال 2 / 576(1/95)
فقال والذي بعثك بالحق نبيا ما خلصت إليك حتى حلفت لقومي عددها يعني أنامل كفيه لله لا أتبعك ولا آمن بك ولا أصدقك وإني أسئلك بالله بم بعثك ربك قال بالإسلام قال وما الإسلام قال تسلم وجهك لله تعالى وتخلي له نفسك قال فما حق أزواجنا علينا قال أطعم إذا طعمت واكس إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في السب وكيف " وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذ منكم (1) ميثاقا غليظا " ثم أشار قبل الشام فقال ها هنا تحشرون ها هنا تحشرون ركبانا ومشاة (2) وعلى وجوهكم وأفواهكم الفدام وأول شئ يعرب عن أحدكم فخذه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر محمد بن هبة الله الطبري أنبأنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا آدم بن أبي إياس أنبأنا أبو عمر الصنعاني (3) عن أبي سليمان عن محمد بن إسحاق المديني عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رجل يا رسول الله إني أريد الغزو فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عليك بالشام وأهله ثم الزم من الشام عسقلان فإنه إذا دارت الرحا في أمتي كان أهل عسقلان في راحة وعافية قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن بن البنا عن أبي محمد الحسن بن علي الجوهري وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي الآبنوسي إجازة وحدثني أبو المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري عنه أنبأنا الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا أبو الحسن أحمد بن جعفر بن المنادي نا القاسم بن زكريا بن يحيى أبو بكر المطرز المقرئ نا سويد بن سعيد نا حفص بن ميسرة عن أبي سليمان عن محمد بن إسحاق عن بن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس أن رجلا أتى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال إني أريد أن أغزو فقال له عليك بالشام فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله ثم الزم من الشام عسقلان فإنه إذا دارت الرحا في أمتي كان أهلها في راحة وعافية
_________
(1) سورة النساء الاية: 20
(2) في مختصر ابن منظور 1 / 53 " ركبانا ورجالا "
(3) بالاصل " الصغاني " تحريف وهو حفص بن ميسرة أبو عمر الصنعاني انظر الكاشف للذهبي 1 / 181 وتقريب التهذيب(1/96)
أبو سليمان هذا يحيى بن سليمان سماه محمد بن أبي السري عن حفص بن ميسرة في هذا الحديث قرأت على أبي القاسم بن السمرقندي عن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد بن جميع أنبأنا أبو يعلى عبد الله بن محمد بن حمزة أخبرني محمد بن الحسن هو ابن قتيبة نا أبو محمد بن أبي السري نا أبو عمر حفص بن ميسرة الصنعاني (1) حدثني أبو سليمان يحيى بن سليمان المدني حدثني محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي نجيح عن مجالد عن عبد الله بن عباس قال جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال يا رسول الله إني أريد أن أغزو في سبيل الله قال عليك بالشام فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله الزم من الشام عسقلان فإنها إذا دارت الرحا في أمتي كانت فيهم راحة وعافية أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أبو بكر بن مالك حدثني عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا عبد الله نا عبد الصمد نا حماد عن الجريري يعني سعيد بن إياس عن أبي بشا قال عبد الله بن المشا يقال لقيط يقولون ابن المشا وأبو المشا وهو لقيط بن المشا أبي أمامة قال قال لا تقوم الساعة حتى يتحول خيار أهل العراق إلى الشام ويتحول شرار أهل الشام إلى العراق وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عليكم بالشام رواه الخطيب المذهب هو رواه غيره حماد (2) فقال عن أبي هريرة بدل أبي أمامة قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي عن أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ أنبأنا الحسن بن أبي بكر أنبأنا أبو محمد أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله القطان نا إسماعيل بن إسحاق نا حجاج بن هلال نا حماد بن سلمة عن الجريري عن ابن المشا (3) عن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم قال
_________
(1) راجع المصدر السابق
(2) كذا وردت العبارة بالاصل وخع وثمة نقص في الكلام شوش المعنى وفي المطبوعة 1 / 87: رواه الخطيب عن ابن المذهب
ورواه غيره عن حماد
(3) اختلف إسناد الحديث في المطبوعة 1 / 87 عن الاصل وخع(1/97)
عليكم بالشام أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد بن يوسف بن ماهان أنبأنا أبو منصور بن شجاع بن علي بن شجاع أنبأ أبو عبد الله حمد بن إسحاق بن محمد بن مندة نا أحمد بن محمد بن إبراهيم نا أبو حاتم الرازي محمد بن إدريس نا عمر بن حفص بن شليلة الدمشقي نا سهل بن هاشم الواسطي نا بسطام بن مسلم عن الحسن عن أبي أسيد الأنصاري قال قال النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا رأيت البناء قد بلغ السلع فاغز بالشام فإن لم تستطع فاسمع وأطع كذا في سماعي واغز يعني أقم بالشام ورواه أبو الجهم عمرو بن حازم عن عمرو بن حفص أو قال فالحق بالشام أنبأنا أبو جعفر محمد بن محمد المطرز قال نا أبو نعيم الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد نا عبدان بن أحمد نا جعفر بن محمد الوراق أنبأنا أبو عمر الضرير نا حماد بن سلمة عن أبي شيبان (1) عيسى عن أبي طلحة الخولاني واسمه درع (2) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تكونوا جنود أربعة فعليكم بالشام فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله قال الطبراني في حرف الذال المعجمة فيما أجازه لي أبو علي الحداد وجماعة قالوا أنبأنا أبو بكر بن ريذة (3) أنبأنا أبو القاسم الطبراني قال ذرع أبو طلحة الخولاني وقد اختلف في صحبته أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون المعروف بأبي أخبرنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو الحسن بن المبارك بن عبد الجبار وأبو الغنائم قالا أنبأنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد وأخبرنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون أنبأنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن أحمد الاصبهاني وأبو أحمد الغندجاني قالا
_________
(1) كذا بالاصل وفي تقريب التهذيب: عيسى بن سنان الحنفي أبو سنان
(2) في تقريب التهذيب: اسمه ذرع بالمعجمة أو المهملة
(3) بالاصل وخع: " زيد " وفي المطبوعة: " زيده " والتصويب " ريذة " والضبط عن التبصير(1/98)
أنا أبو بكر أحمد بن عبدان بن محمد بن الفرج أنبأنا أبو الحسن محمد (1) بن سهل نبأنا أبو عبد الله البخاري واللفظ له أي لأبي الغنائم قال في حرف الدال المهملة درع الخولاني وهو أشبه بالصواب ولا يثبت له صحبة أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي بن عبد السلام الصوري ونقلته من خطه أنبأنا أبو الحسين بن الرذاذ بتنيس أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن أحمد الرقي نا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن الحداد حدثنا الحسين بن الطيب البلخي ثنا عون بن موسى عن إياس بن معاوية قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله وأن إبليس أتى العراق فباض فيها وفرخ وإلى مصر فبسط عبقرية (2) واتكأ وقال جبل الشام جبل الأنبياء هذا مرسل ومع إرساله منقطع بين البلخي وعون بن موسى أخبرنا الحداد في كتابه ثم حدثني أبو مسعود المعدل عنه قال أنبأنا أبو نصر الحافظ سليمان بن أحمد بن واثلة بن الحسن العرقي (3) نا كثير بن عبيد نا أبو حيوة شريح بن يزيد عن أرطأة بن المنذر حدثني أبو الضحاك قال أتيت ابن عمر فسألته أين نزل قال إلى الناصية الأولى من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ساروا بأمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى نزلوا الشام ثم انزلوا حمص خاصة فانظر ما كانوا عليه وأته أخبرنا أبو غالب (4) أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنا قالا أنبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد الآبنوسي أنبأنا أحمد بن عبيد بن الفضل بن تيري إجازة نا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن الحسين بن محمد الزعفراني أنبأنا ابن أبي خيثمة نا هارون بن معروف نا ضمرة عن إبراهيم بن أدهم عن عطاء الخراساني قال لما هممت بالنقلة من خراسان شاورت من بها من أهل العلم أين يرون لي أن أنزل بعيالي وكلهم يقولون لي عليك بالشام (5)
_________
(1) زيادة عن خع وفي المطبوعة: أبو الحسين
(2) ضرب من البسط كالعباقرى (قاموس)
(3) بياض في خع ونقص في الاصل وثمة عبارة غير واضحة على هامشه وتنبه على النقص وما استدرك عن مختصر ابن منظور 1 / 54 وفي المطبوعة: بلواء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
(4) بالاصل وخع: أبو غالبا
(5) سقطت بقية الحديث من الاصل وخع انظر تتمته في مختصر ابن منظور 1 / 54 - 55(1/99)
عليك بالشام قرأت بخط أبي محمد عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن صابر فيما ذكر أنه وجد بخط أبي الحسين محمد بن عبد الله الرازي أخبرني أبو العباس محمد بن جعفر بن يحيى بن حمزة الحضرمي الدمشقي نا جدي أحمد أنبأنا أبي عن أبيه يحيى قال حدثني سفيان الثوري عن طعمة بن عمرو الجعفري عن عبد الرحمن بن سابط الجمحي (1) قال قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص إن لي رحما وقرابة وإن منزلي قد نبا بي بالعراق والحجاز فخر لي فقال ارضى لك ما أرضى لنفسي ولولدي (2) عليك بدمشق ثم عليك بمدينة الأسباط بانياس (3) فإنها مباركة الأرض السهل والجبل نقل الله تعالى عنها أنملها حتى بدلوا تطهيرا لها "
_________
(1) بالاصل وخع: " عبيد الرحمن بن سابط الحجبي " والمثبت عن تقريب التهذيب ويقال فيه: عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط
(2) بالاصل وخع " ولوالدي " والمثبت عن مختصر ابن منظور
(3) زيادة عن خع(1/100)
باب بيان أن الإيمان يكون بالشام عند وقوع الفتن وكون الملاحم العظام " أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحام أنبأنا أبو الحسن عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة نا أبي نا جمح بن القاسم بن عبد الوهاب بن أبان بن خلف المؤذن بدمشق أنبأنا أحمد بن بشر بن حبيب الصوري نا عبد الحميد بن بكار نا عقبة بن علقمة نا الأوزاعي عن عطية بن قيس عن عبد الله بن عمر (1) قال قال النبي عليه الصلاة والسلام رأيت (2) عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فذهب به إلى الشام فأولته الملك هذا حديث حسن غريب والمحفوظ عن عقبة حديثه عن سعيد بن عبد العزيز أخبرناه أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي حدثنا عبد العزيز بن أحمد التميمي أنبأنا تمام بن محمد الرازي وعبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر قالا أنبأنا خيثمة بن سليمان وأخبرناه أبو الحسين محمد بن محمد بن محمد بن محمد (3) بن أحمد بن محمد بن باذونة أنبأنا أبو الفضل محمد بن علي بن أحمد وأخبرناه أبو الفرج مجلي بن الفضل بن حصن بن أبي يعلى الموصلي أنبأنا أبو علي نصر الله بن أحمد بن عثمان الخشنامي (4) قالا أنبأنا أحمد بن الحسين الحيري القاضي
_________
(1) في مختصر ابن منظور 1 / 56 " عمرو "
(2) في مختصر ابن منظور : أريت
(3) في خع ثلاث مرات " محمد "
(4) عن خع وبالاصل " الحشامي "(1/101)
وأخبرناه أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي أنبأنا أبو طاهر الفقيه قالا أنبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب الاصم قالا أنبأنا أبو العباس بن الوليد بن مزيد أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه السلمي أنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء المصيصي وأخبرناه أبو القاسم السمرقندي أنبأنا عبيد بن إبراهيم بن عتيبة النجار بدمشق أنبأنا محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله القطان الشيخ الصالح أنبأنا خيثمة بن سليمان الأطرابلسي قال أنبأنا العباس بن الوليد البيروتي (1) أنا عقبة بن علقمة حدثني سعيد بن عبد العزيز عن عطية بن قيس عن عبد الله بن عمرو (2) بن العاصي قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إني رأيت عمودا وقال أبو العباس الأصم أن عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي وقال الفراوي وسادتي (3) فنظرت فإذا هو نور ساطع عمد به إلى الشام ألا إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام وفي حديث السهلكي ألا إن الإيمان قد وقع بالشام وهذا غريب أيضا من حديث سعيد عن عطية والمحفوظ حديث سعيد عن يونس بن ميسرة بن حلبس الجبلاني (4) كذلك رواه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد ومحمد بن معاذ بن عبد بن عبد الحميد الدمشقيون ويحيى بن صالح الوحاظي (5) وسعيد بن مسلمة الأموي عن سعيد فأما حديث أبي إسحاق فأخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد الحداد في كتابه وحدثني عنه عبد الرحيم بن علي بن أحمد الاصبهاني أنبأنا أبو نعيم الحافظ أنبأنا سليمان الطبراني أنبأنا محمد بن النضر الأزدي أنبأنا معاوية بن عمر عن أبي
_________
(1) بالاصل وخع : " السروني " والمثبت عن تقريب التهذيب
(2) بالاصل " عمر " والمثبت عن خع
(3) كذا بالاصل وخع وفي المطبوعة : " وسادي " وهو الاقرب
(4) عن التاريخ الكبير 8 / 402 وبالاصل " الحبلاني " وجبلان قبيلة بحمص في حمير
وفي المطبوعة : " الجيلاني "
(5) الوحاظي نسبة إلى وحاظة - مخلاف باليمن (قاموس)(1/102)
إسحاق عن سعيد بن عبد العزيز أنبأنا ابن حلبس عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إني رأيت أن عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فأتبعته بصري فإذا هو نور ساطع عمد به إلى الشام ألا وإن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام وأما حديث الوليد فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو الحسين أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب بن سفيان حدثني أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم وصفوان بن صالح وأخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني حدثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنبأنا تمام بن محمد الرازي أنبأنا محمد بن إبراهيم بن مروان نا زكريا بن يحيى نا دحيم قالا نا الوليد بن مسلم قال ابن مروان حدثنا أحمد بن المعلى نبأنا سليمان بن عبد الرحمن وصفوان بن صالح وعبد الرحمن بن إبراهيم قالوا أنبأنا الوليد بن مسلم نبأنا سعيد بن عبد العزيز عن يونس بن ميسرة عن عبد الله (1) بن عمرو قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فأتبعته بصري فإذا هو نور ساطع حتى ظننت أنه مذهوب به فعمد به إلى الشام وإني أولت أن الفتن إذا وقعت أن الإيمان بالشام وأخبرنا أبو علي الحداد إجازة وحدثني أبو مسعود الاصبهاني أنبأنا أبو نعيم الحافظ أنبأنا سليمان بن أحمد الطبراني أنبأنا أحمد بن المعلى الدمشقي أنبأنا هشام بن عمار قال قال وحدثنا إبراهيم بن دحيم نا أبي قال وأنبأنا وارد بن أحمد بن أسد البيروتي نا صفوان بن صالح قالوا أنبأنا الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عن يونس بن ميسرة بن حلبس عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فأتبعته بصري فإذا هو نور ساطع حتى ظننت أنه مذهوب به إلى الشام وإني أولت أن الفتن إذا وقعت أن الإيمان بالشام وأما حديث مروان فقرأته على أبي الحسين أحمد بن كامل بن رستم بن مجاهد النصري عن أبي الفتح محمد بن الحسن بن محمد الأسد آبادي الصوفي نزيل صور
_________
(1) عن هامش الاصل وخع(1/103)
أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا خيثمة أنبأنا محمد بن عوف أنبأنا مروان بن محمد أنبأنا سعيد بن عبد العزيز عن ابن حلبس عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فنظرت فإذا به نور ساطع عمد به إلى الشام ألا وإن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام وأما حديث محمد بن معاذ فأنبأناه أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني أنبأنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنبأنا أبو الحسن علي وأبو إسحاق إبراهيم أنبأنا محمد بن إبراهيم الحنائي (1) قالا أنبأنا عبد الوهاب بن الحسين الكلابي أنبأنا أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا حدثنا يزيد بن محمد نا يحيى بن صالح ومحمد بن معاذ قالا نا سعيد بن عبد العزيز عن أبي حلبس (2) عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رأيت أن عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فأتبعته بصري فإذا هو نور ساطع عمد به إلى الشام ألا وإن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام وأما حديث يحيى بن صالح فأخبرناه أبو علي الحداد حدثني أبو مسعود الاصبهاني عنه أنبأنا أبو نعيم الحافظ أنبأنا أبو القاسم الطبراني أنبأنا أبو زرعة وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقيان قالا نا يحيى بن صالح الوحاظي أنبأنا سعيد بن عبد العزيز عن يونس بن ميسرة بن حلبس عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فأتبعته بصري فإذا هو نور ساطع عمد به إلى الشام ألا وإن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام وهو مختصر أخبرناه (3) بتمامه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر محمد بن هبة الله الطبري أنبأنا أبو الحسين (4) محمد بن الفضل أنبأنا عبد الله بن
_________
(1) الحنائي بكسر الحاء وفتح النون المشددة هذه النسبة إلى بيع الحناء وهو نبت يخضبون به الاطراف (الانساب)
(2) بالاصل وخع " أبي حبيش " تحريف
(3) بالاصل : " وهو مختصرا فأخبرناه " والمثبت عن خع
(4) بالاصل " أبو الحسن " والتصحيح عن خع(1/104)
جعفر أنبأنا يعقوب بن سفيان نا يحيى بن صالح نا سعيد بن عبد العزيز عن ابن حلبس عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فأتبعت بصري فإذا هو نور ساطع عمد به إلى الشام ألا وإن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام وأما حديث سعيد بن مسلمة (1) فأخبرناه أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا تمام الرازي حدثني أبو بكر أحمد بن عبد الله بن أبي دجانة النصري أنبأنا أبو الحسن محمد بن علي بن حرب الرقي أنبأنا أيوب بن محمد الوراق أنبأنا سعيد بن مسلمة نا سعيد بن عبد العزيز عن يونس بن حلبس عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فعمد به إلى الشام ألا وإن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام رواه مدرك بن عبد الله الأزدي وأبو إدريس الخولاني عن عبد الله بن عمرو أيضا فأما حديث مدرك فأخبرناه أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني حدثني تمام بن محمد الرازي وأبو بكر محمد بن عبد الله الدوري وعبد الوهاب بن جعفر الميداني قالوا أنبأنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن مروان أنبأنا أبو عبد الملك اليسري (2) نا عمر بن عثمان نا أبي نا محمد بن مهاجر عن العباس بن سالم عن مدرك بن عبد الله الأزدي قال غزونا مع معاوية بمصر فنزلنا تنيس (3) فقال عبد الله بن عمرو لمعاوية يا أمير المؤمنين أتأذن أن أقوم على فرسي في الناس فأذن فأقام على فرسه فحمد الله تعالى وأثنا عليه ثم قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول رأيت في المنام أن عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فتبعته بصري فإذا هو كالعمود من النور فعمد به إلى الشام ألا وإن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام ثلاث مرات ثلاث مرات
_________
(1) بالاصل : " بن أبي سلمة " والصواب عن خع
(2) في المطبوعة : أبو عبد الملك التستري عن عمرو بن عثمان
(3) تنيس : بكسر تين وتشديد النون جزيرة في مجر مصر قريبة من البر بين الفرما ودمياط
وفي مختصر ابن منظور : " بلبيس "(1/105)
رواه غيره فقال عن مدرك أو أبي مدرك والصواب مدرك أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر محمد بن هبة الله الطبري أنبانا أبو الحسين (1) بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر أنبأنا يعقوب بن سفيان أنبأنا محمد بن مهاجر عن العباس بن سالم عن مدرك بن عبد الله أو أبي مدرك قال غزونا مع معاوية رضي الله تعالى عنه مصر فنزلنا منزلا فقال عبد الله بن عمرو بن العاص لمعاوية يا أمير المؤمنين أتأذن لي أن أقوم فوق فرسي في الناس فأذن له فقام على فرسه فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول رأيت في المنام أن عمود الكتاب حمل من تحت وسادتي فأتبعته بصري فإذا هو كالعمود من النار (2) يعمد به الشام ألا وإن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام ثلاث مرات يقولها ثلاثا الصواب على فرسه وأما حديث أبي إدريس فأخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد الحداد في كتابه أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة (3) أنبأنا أبو القاسم سليمان بن أحمد نا أحمد بن رشدين المصري وأبو الزنباع روح بن الفرج قالا نا عمرو بن خالد الحراني نا ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن (4) ربيعة بن يزيد عن أبي (5) إدريس الخولاني عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال سمعت نبي الله عليه الصلاة والسلام يقول بينا أنا نايم رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت وسادتي رأسي فأتبعته بصري فإذا هو قد عمد به إلى الشام ألا وإن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام ثلاث مرات ورواه بسر بن عبيد الله الحضرمي عن أبي إدريس فقال عن أبي الدرداء بدلا من عبد الله أخبرناه أبو إبراهيم بن طاهر بن البركات بن إبراهيم الخشوعي وأبو القاسم تمام بن عبد الله بن المظفر الظبي بدمشق قالا أنا أبو الحسن علي بن طاوس
_________
(1) بالاصل " أبو الحسن " والتصحيح عن خع
(2) كذا بالاصل وخع هنا وقد تقدم: " المعمود بن من النور " وهو الوارد أيضا في مختصر ابن منظور 1 / 56
(3) بالاصل وخع والمطبوعة " زيدة " خطأ
(4) بالاصل " بن " تحريف
(5) سقطت من الاصل وخع(1/106)
وأخبرناه أبو محمد هبة الله بن أحمد المقرئ أنبأنا قاضي القضاة أبو بكر محمد بن المظفر الشامي قالا أنبأنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله أنبأنا ابن (1) بشران وأخبرناه أبو محمد بن هبة الله بن طاوس أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان أنبأ أبو عبد الله الحسن بن محمد المظفر الغفاري (2) قالا أنا أبو بكر أحمد بن سليمان (3) النجاد نا أبو الليث يزيد بن جهور بطرسوس (4) نا أبو توبة الربيع بن نافع عن يحيى بن حمزة عن ثور بن يزيد عن بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس الخولاني عائذ الله عن أبي الدرداء قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بينا أنا نائم رأيت عمود الإسلام احتمل من تحت رأسي فظننت أنه مذهوب به فأتبعته بصري فعمد به إلى الشام ولم يكن الغضايري قاله الليث وأخبرناه أبو عبد الله محمد بن الفضل الفزاري أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي وأخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا أبو بكر محمد بن هبة الله اللالكائي قالا أنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا أبو جعفر أنبأنا يعقوب بن سفيان نا عبد الله بن يوسف وأخبرناه أبو القاسم عبد الله بن محمد بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أبو بكر بن مالك القطيعي نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا إسحاق بن عيسى وأخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد الحداد إجازة وحدثني عنه أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن أحمد أنا أبو نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد نا أحمد بن المعلى نا هشام بن عمار
_________
(1) بالاصل " أبو " والصواب عن خع
(2) كذا بالاصل وخع والصواب " الغضائري " وهذه النسبة إلى الغضارة وهو إناء يؤكل فيه الطعام
(الانساب) وذكر باسم: أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد بن القاسم
المعروف بالغضائري
(3) عن التبصير 4 / 1409 والانساب " الغضائري " وبالاصل وخع والمطبوعة 1 / 96 " سلمان " تحريف
(4) طرسوس: بفتح أوله وثانيه مدينة بثغور الشام بين أنطاكية وحلب وبلاد الروم(1/107)
وأخبرناه أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن السمسار نا يوسف بن القاسم أنبأنا محمد بن الحسن بن قتيبة اللخمي بعسقلان سنة ثمان وثلاثمائة نا هشام بن عمار نا يحيى بن حمزة نا زيد بن واقد حدثني بسر بن عبيد الله حدثني أبو إدريس الخولاني عن ابي الدرداء إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال بينا أنا نائم رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت وسادتي رأسي فظننت أنه مذهوب به فأتبعته بصري فعمد به إلى الشام ألا وإن الإيمان حين تقع الفتن بالشام زاد الطبراني يعني فتن الملاحم واللفظ لحديث الأكفاني أخبرناه عاليا أبو طاهر محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم بن الحنائي وأبو الحسن بن الحسين الموازيني إجازة قالا أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد السلام بن عبد الرحمن بن عبيد بن سعد قراءة عليه سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة أنبأنا أبو محمد بن سليمان بن يوسف الربعي البندار سنة أربع وستين وثلاثمائة نا أبو العباس أحمد بن عامر بن المعمر الأزدي من أصل كتابه نا هشام بن عمار نا يحيى بن حمزة فذكر بإسناده مثله وقال بينا أنا نائم رأيت عمود الكتاب حمل من تحت رأسي ولم يقل أن والباقي مثله ورواه عمرو بن العاص نحوا (1) من رواية ابنه عبد الله أخبرناه أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الله بن عبد الواحد بن الحصين أنبأنا أبو علي المذهب أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي (2) أنا أبو اليمان وأخبرناه أبو علي الحداد في كتابه حدثني أبو مسعود الاصبهاني عنه أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أبو القاسم الطبراني أنبأنا أبو موسى بن عيسى بن المنذر نا محمد بن المبارك الزبيري قالا نا إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله عن عبد الله بن الحارث قال سمعت عمرو بن العاص يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول بينا أنا في (3) منامي أتتني الملائكة فحملت عمود الكتاب من تحت رأسي
_________
(1) بالاصل وخع: " ورواه عمر بن العاص نحو "
(2) سقطت من الاصل وخع واستدركت عن مسند أحمد 4 / 198 والحديث التالي فيه
(3) بالاصل: " بينما أنا نائم في منامي " والمثبت عبارة مسند أحمد(1/108)
فعمدت به إلى الشام ألا فالإيمان حيث تقع الفتن بالشام وقال الطبراني أي بينا أنا نايم وقال لا وأن الإيمان أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (1) وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي أنبأ أبو بكر الطبري قالا أنبأنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر أنبأنا يعقوب بن سفيان حدثني نصر بن محمد بن سليمان (2) الحمصي نا أبي أبو ضمرة محمد بن سليمان (2) السلمي وأخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن عن ابن الحسن الربعي نا أبو العباس أحمد بن عتبة بن مكين نا أبو سعيد محمد بن أحمد بن عبيد بن فياض نا أبو القاسم نصر بن محمد بن سليمان أبي ضمرة حدثني أبي أبو ضمرة حدثني عبد الله (3) بن أبي قيس قال سمعت عمر بن الخطاب يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رأيت عمودا من نور خرج من تحت رأسي ساطعا حتى استقر بالشام أخبرنا عاليا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد إجازة وحدثني أبو مسعود الاصبهاني الحافظ نا سليمان بن أحمد الطبراني نا خطاب بن سعد الدمشقي نا نصر بن محمد بن أبي ضمرة (4) السلمي نا أبي نا عبد الله (5) بن أبي قيس فذكر نحوه وقال خرج من تحت وسادتي حتى وروي عن عبد الله بن عمرو في هذا الباب أخبرناه أبو الفضائل ناصر بن محمود بن علي الدمشقي نا أبو الحسن علي بن
_________
(1) بالاصل: أحمد بن الحسين بن الفضل القطان البهقي
(2) بالاصل وخع: " سلمان " والصواب عن تقريب التهذيب
ووردت كنيته بالاصل " أبي حمزة " والصواب عن خع وتقريب التهذيب
(3) بالاصل: " حدثني أبي عبيد الله بن قيس " والصواب: عبد الله بن أبي قيس عن تقريب التهذيب والكاشف للذهبي 2 / 107 ويقال: عبد الله بن قيس بو الاسود النصري الحمصي مخضرم
(4) بالاصل: " نصر بن محمد نا نصر بن أبي حمزة " كذا والصواب مما سبق
(5) بالاصل " عبيد الله " انظر ما تقدم فيه(1/109)
أحمد بن زهير حدثنا علي بن محمد بن شجاع أنا أبو الحسن عبد الوهاب بن جعفر نا الحسن بن علي بن عمرو العنسي أبو محمد قال قرأت على أبي بكر بن جعفر حدثنا يحيى بن محمد بن السكن نا ربحان بن سعيد نا عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة عن بشير عن عبد الله بن عمر قال قال لنا نبي الله (صلى الله عليه وسلم) يوما إني رأيت الملائكة في المنام أخذوا عمود الكتاب فعمدوا به إلى الشام فإذا وقعت الفتن فإن الإيمان بالشام كذا قال في الإمام وقد وقع عاليا وفيه الإيمان إلا أنه أسقط منه أبو قلابة أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد النقور نا أبو طاهر المخلص نا محمد بن هارون بن عبد الله الحضرمي نا محمد بن حسان الأزرق أنبأنا أبو عصمة (1) ريحان بن سعيد نا عباد بن منصور عن أيوب عن بشير (2) عن عبد الله بن عمر قال قال لنا نبي الله (صلى الله عليه وسلم) إني رأيت الملائكة في المنام أخذوا عمود الكتاب فعمدوا به إلى الشام فإذا وقعت الفتن فإن الإيمان بالشام بشير هو ابن كعب وروي من وجه آخر عن أيوب عن أبي قلابة عن عبد الله بن عمر ومن غير ذكر بشير أخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد الحداد في كتابه أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة (3) أنبأنا أبو القاسم الطبراني نا إبراهيم بن أحمد بن عمر بن وكيع بن أحمد بن عمر الوكيعي نا أبي نا مؤمل بن إسماعيل نا محمد بن ثور عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن عبد الله بن عمر (4) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال إني رأيت في المنام أخذوا عمود الكتاب فعمدوا به إلى الشام فإذا وقعت الفتنة فالأمن بالشام
_________
(1) بالاصل: " غصة " والصواب عن تقريب التهذيب
(2) عن خع وبالاصل: بشر
(3) بالاصل وخع والمطبوعة: " زيدة " تحريف
(4) بالاصل وخع: " عمرو "(1/110)
أخبرنا أبو عبد الله بن الفضل الفراوي أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر اللالكائي قالا أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا صفوان نا الوليد حدثنا عفير بن معدان أنه سمع سليمان بن عامر يحدث عن أبي أمامة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن بن البنا عن أبي محمد بن الحسن بن علي الجوهري بن علي الجوهري (1) قراءة وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن الآبنوسي إجازة وحدثني أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري عنه أنبأنا الجوهري حدثنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن جعفر بن محمد حدثني أحمد بن ملاعب أبو الفضل حدثني سليمان بن أحمد الواسطي أنبأنا الوليد بن مسلم نا عفير بن معدان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رأيت كأن عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فأتبعته بصري فإذا هو نور ساطع عمد به إلى الشام فرأيت أن الفتن إذا وقعت فإن الإيمان بالشام واللفظ لحديث سليمان اخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد الحداد وجماعة إجازة قالوا أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة (2) أنا سليمان بن أحمد الطبراني أنبأنا يحيى بن عبد الباقي المصيصي نا عمرو بن عثمان نا الوليد بن مسلم عن عفير بن معدان أنه سمع سليمان بن عامر يحدث عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فأتبعته بصري فإذا هو نور ساطع حتى ظننت أنه قد هوى يعمد به إلى الشام وإني أولت أن الفتن إذا وقعت أن الإيمان بالشام وأخبرناه أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري (3) ببغداد نا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر المعروف بابن زوج الحرة سنة
_________
(1) كذا كررت بالاصل وخع
(2) بالاصل وخع والمطبوعة: " زيدة " تحريف
(3) عن خع وبالاصل: الجريزي(1/111)
أربعين وأربعمائة أنبأنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان نا أبو علي الحسين بن خير بن حوثرة بن يعيش بن الموفق بن أزر بن النعمان الطائي الحمصي بحمص نا أبو القاسم عبد الرحمن بن يحيى بن أبي النعاس نا عبد الله بن عبد الجبار الخبائري (1) نا الحكم بن عبد الله بن خطاف (2) نا الزهري عن سعيد بن المسيب عن عائسة قالت هب النبي (صلى الله عليه وسلم) من نومه مرعوبا وهو يرجع فقلت ما لك يا رسول الله فقال سل عمود الإسلام من تحت رأسي فأوحشني ثم رميت ببصري فإذا هو قد غزا في الشام فقيل لي يا محمد إن الله تعالى قد اختار لك الشام ولعباده فجعلها لكم عزا ومحشرا ومنعة وذكرا (3) من أراد الله به خيرا أسكنه (4) الشام وأعطاه نصيبا منها ومن أراد به شرا أخرج سهما من كنانته وهي معلقة في وسط الشام فلم يسلم في الدنيا والآخرة تابعه يحيى بن سعيد العطار الحمصي على روايته عن ابن خطاف إلا أنه خالفه فيه سعيد بن المسيب فقال عن الزهري عن عروة عن عائشة وكأنه الصواب وقرأته على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر بن إسحاق البخاري حدثنا عبد الغني بن سعيد حدثنا الحاكم بن عبد الله بن سعيد نا إسحاق بن إبراهيم بن يونس أنبأنا القاسم بن هاشم البزازنا خالد بن خلي نا يحيى بن عبد الأزدي عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت هب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من نومه مذعورا وهو يرجع قلت ما لك أنت بأبي وأمي قال سل عمود الإسلام من تحت رأسي ثم رميت ببصري فإذا هو قد غرز في وسط الشام فقيل لي يا محمد إن الله تبارك وتعالى اختار لك الشام وجعلها لك عزا ومحشرا وذكرا من أراد به خيرا أسكنه (4) الشام وأعطاه نصيبه منها ومن أراد به شرا أخرج سهما من كنانته وهي معلقة وسط الشام فرماه بها فلم يسلم دنيا ولا آخرة أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ وجماعة قالوا أنبأنا أبو بكر محمد بن
_________
(1) بالاصل وخع: الجنائزي والمثبت والضبط عن الانساب وهذه النسبة إلى خبائر وهو بطن من الكلام (الانساب)
(2) عن تقريب التهذيب وبالاصل وخع هنا: " خطاب " ويسأتي صحيحا في آخر الحديث
(3) بالاصل: " وذكر "
(4) عن مختصر ابن منظور 1 / 57 وبالاصل " سكنه "(1/112)
عبد الله بن ريذة (1) أنبأنا سليمان بن أحمد بن المثنى حدثنا أحمد بن المعلى الدمشقي أنبأنا هشام بن عمار نا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أنبانا صالح بن رستم عن عبد الله بن حوالة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رأيت ليلة أسري بي عمودا أبيض كأنه لؤلؤة تحمله الملائكة (2) فقلت ما تحملون فقالوا عمود الإسلام أمرنا أن نضعه بالشام وبينا أنا نائم رأيت عمود الكتاب اختلس من تحت رأسي فظننت أن الله تعالى قد تخلى من أهل الأرض فأتبعته بصري وإذا هو نور ساطع بين يدي حتى وضع بالشام فقال ابن حوالة يا رسول الله خر لي (3) فقال عليك بالشام قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسين بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي عمر بن حيوية أنبأنا محمد بن القاسم بن جعفر أنبأنا ابن ابي خيثمة نا هارون بن معروف نا ضمرة نا ثور عن عبد الله بن حوالة قال فخرتم يا أهل الشام أن الله تعالى إذ قذف بالفتن عن أيمانكم وعن شمائلكم والذي نفس بن حوالة بيده ليقذفنكم الله تعالى بفتنة يخرج منها زيافكم (4) وأنبأنا ضمرة عن ابن شوذب قال تذاكرنا الشام قال فقلت لأبي سهل أما بلغك أنه يكون بها كذا قال بلى ولكن ما كان بها يكون أيسر مما يكون بغيرها أنبأنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجا بن أبي منصور شفاها أنبأنا منصور بن الحسين بن علي بن القاسم بن داود (5) الكاتب وأبو طاهر أحمد بن محمود قالا أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ نا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى بالموصل نا أبو الوكيع نا أبو الربيع الزهراني (6) سليمان بن داود أنبأنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة قال قال كعب لن (7) تزال الفتنة مراما بها لم تبد من قبل الشام "
_________
(1) بالاصل وخع والمطبوعة: " زيدة " تحريف
(2) عن مختصر ابن منظور 1 / 57 وبالاصل " يحملها ملكا "
(3) زيادة عن خع وابن منظور
(4) زيافكم جمع زائف يقال: درهم زيف وزلف أي ردئ (اللسان: زيف)
(5) في المطبوعة: رواد
(6) عن خع وبالاصل: " الزهري أبي " كذا
(7) عن خع وبالاصل " إن "(1/113)
باب ما جاء في نبينا المصطفى خاتم النبيين عليه الصلاة والسلام عن وقوع الفتن عقر دار المؤمنين أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور وأبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري والشريف أبو (1) نصر محمد بن أحمد بن محمد الزينبي قالوا أنبأنا أبو طاهر المخلص قالوا (2) الزبيني وأنا حاضر وأخبرنا أبو الفضل محمد بن نصر بن محمد بن علي و (1) أبو القاسم الخضر بن الحسين بن علي بن محمد بن المعلم ببغداد قالا أنبأنا أبو القاسم بن السمرقندي قانا أبو طاهر المخلص نا عبد الله بن محمد البغوي نا عبد الجبار يعني ابن عاصم وحدثني هانئ بن عبد الرحمن بن أبي عبلة بالرملة وسكنه ببيت المقدس عن إبراهيم بن أبي عبلة وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن علي الوزير أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي أنبأنا أبو طالب عبد الجبار بن عاصم نا هانئ بن عبد الرحمن بن أبي عبلة العقيلي عن إبراهيم بن أبي عبلة عن جبير بن نفير عن سلمة بن نفيل الكندي وكان قومه بعثوه وافدا إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال بينا أنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تمس ركبته ركبتي مستقبل الشام بوجهه مولي إلى اليمن ظهره وفي حديث عيسى موليا ظهره إلى اليمن إذ أتانا (3) رجل
_________
(1) زيادة عن المطبوعة 1 / 103
(2) كذا بالاصل وخع والصواب: " قال "
(3) في خع: " أتاه " ومثلها في مختصر ابن منظور 1 / 58(1/114)
فقال يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أذال (1) الناس الخيل ووضعوا السلاح وزعموا أن الحرب قد وضعت أوزارها فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كذبوا بل الآن جاء القتال لا تزال فرقة الحديث وفي حديث عيسى لا يزال قوم من أمتي يقاتلون على أمر الله عز وجل يزيغ الله تعالى بهم قلوب أقوام وينصرهم عليهم حتى تقوم الساعة أو حتى يأتي أمر الله تعالى الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة وهو يوحي إلي أني مقبوض غير ملبث وإنكم متبعي أفنادا وعقر دار المؤمنين بالشام رواه العباس بن إسماعيل عن هانئ فزاد في إسناده الوليد بن عبد الرحمن بن إبراهيم وجبير أخبرنا أبو علي الحداد إجازة وحدثني أبو مسعود الاصبهاني عنه وأنبأنا أبو نعيم الحافظ انبأنا سليمان بن أحمد أنبأنا عمر بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق الحمصي نا العباس بن إسماعيل أنبأنا هانئ بن عبد الرحمن بن أبي عبلة أنبأنا عمي إبراهيم بن أبي عبلة عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي (2) عن جبير بن نفير عن سلمة بن نفيل قال كنت جالسا عند النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال يوحى إلي أني مقبوض غير ملبث وأنكم متبعي أفنادا (3) يضرب بعضكم رقاب بعض ولا يزال من أمتي أناس يقاتلون على الحق ويزيغ الله تعالى بهم قلوب أقوام ويرزقهم منهم حتى تقوم الساعة والخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة وعقر دار المؤمنين بالشام ورواه محمد بن المهاجر بن دينار وإبراهيم بن سليمان الدمشقيان عن الوليد بن عبد الرحمن فأما حديث محمد بن المهاجر فأخبرناه أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي وأبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر السندي الفقيهان قالا أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الجنزروذي (4) أنبأنا أبو أحمد الحاكم أنبأنا محمد بن محمد الباغندي
_________
(1) أذال الناس الخيل: أراد أنهم وضعوا أداة الحرب عنها وأرسلوها (نهاية: ذيل)
(2) الجرشي بضم الشين وفتح الراء وهذه النسبة إلى بني جرش بطن من حمير (الانساب)
(3) أفنادا أي جماعات متفرقين قوما بعد قوم واحدهم فند (نهاية)
(4) عن ياقوت " جنزروذ " واسمه محمد بن عبد الرحمن وكنيته أبو سعد
وجنزروذ: قرية من قرى نيسابور(1/115)
نا هشام بن عمار نا الوليد بن مسلم نا محمد بن المهاجر أن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي حدثه عن جبير بن نفير عن سلمة بن نفيل أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال وعقر دار المسلمين بالشام ورواه غير هشام عن الوليد أتم من هذا أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن علي الوزير أنا عبد الله بن محمد البغوي أنبأنا أبو الوليد القرشي أحمد بن عبد الرحمن أنا الوليد بن مسلم حدثني محمد بن مهاجر الأنصاري أن الوليد عبد الرحمن الجرشي حدثه عن جبير بن نفير (1) عن سلمة بن نفيل (2) الحضرمي قال فتح الله تبارك وتعالى على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فتحا فأتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فدنوت منه حتى كانت ثيابي تمس ثيابه فقلت يا رسول الله سيبت الخيل وعطل السلاح وقالوا وضعت الحرب أوزارها فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كذبوا الآن جاء القتال الآخر والقتال الأول لا تزال (3) الفتن تزيغ قلوب أقوام تقاتلونهم (3) ويرزقكم الله تعالى منهم حتى يأتي أمر الله على ذلك وعقر دار المسلمين يومئذ بالشام خالفهما داود بن رشيد فرواه عن الوليد بن مسلم فجعله من مسند نواس بن سمعان أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر بن الحسن قالت أخبرنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور سبط بحرويه أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ أنبانا أبو يعلى الموصلي نبأنا داود بن رشيد نا الوليد بن مسلم عن محمد بن مهاجر عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير عن النواس قال فتح الله تعالى على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأتيته فقلت يا رسول الله سيبت (4) الخيل ووضعت السلاح وقد وضعت الحرب أوزارها وقالوا لا قتال فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الآن جاء القتال لا يزال الله تعالى يزيغ قلوب أقوام تقاتلونهم فيرزقكم الله تعالى منهم حتى يأتي أمر الله تعالى على ذلك وعقر دار المسلمين (5) بالشام وهكذا رواه البغوي عن داود
_________
(1) عن تقريب التهذيب وبالاصل " نفير "
(2) عن تقريب التهذيب وبالاصل: نفير
(3) العبارة في المطبوعة 1 / 105: لا يزال الله يزبغ قلوب أقوام فقاتلوا بهم
(4) في المطبوعة: سيبت
(5) في المطبوعة: المؤمنين(1/116)
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا محمد بن عبد الله بن الحسين بن هارون أنبأنا أبو القاسم البغوي أنبأنا داود بن رشيد أنبأنا الوليد عن محمد بن مهاجر عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير عن النواس بن سمعان قال فتح على رسول الله (صلى الله عليه وسلم فتح فقالوا يا رسول الله سيبت الخيل ووضعت السلاح ووضعت الحرب أوزارها قالوا لا قتال قال كذبوا الآن جاء القتال لا يزال الله تبارك وتعالى يزيغ قلوب قوم يقاتلون فيرزقهم (1) الله منهم حتى يأتي أمر الله على ذلك وعقر دار المسلمين بالشام وأما حديث إبراهيم أخبرناه أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب أنبأنا أبو بكر بن مالك أنبأنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي أنبأنا الحكم بن نافع نا إسماعيل بن عياش عن إبراهيم بن (2) سليمان عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير أن سلمة بن نفيل أخبرهم أنه أتى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال إني سئمت الخيل وألقيت السلاح ووضعت الحرب أوزارها قلت لا قتال (3) فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) الآن جاء القتال لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الناس يزيغ (4) الله قلوب أقوام فيقاتلونهم ويرزقهم الله تعالى منهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ألا أن عقر دار المسلمين للشام والخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة الصواب يزيغ الله تعالى قلوب أقوام كما تقدم قرأت على أبي القاسم خضر بن الحسين بن عبدان عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنبأنا أبو الحسين علي بن الحسن بن أبي ذروان (5) أنا أبو عبد الوهاب الكلابي نا أحمد بن عمير بن يوسف نا أبو عامر المري نا الوليد بن مسلم قالوا وحدثني كلثوم بن زياد أنه سمع سليمان بن حبيب يخبر أن أبا الدرداء كما ممن تقدم
_________
(1) في خع: " ثم يرزقهم " وفي المطبوعة 1 / 105 فيرزقكم
(2) بالاصل: " إبراهيم بن إسماعيل بن سليمان " والمثبت عن مسند أحمد 4 / 104
(3) سقطت من الاصل واستدركت عن خع ومسند أحمد 4 / 104
(4) في مسند أحمد: " يرفع " وبالاصل وخع: " يزيغ " فلا معنى إذن لتعقيب ابن عساكر في آخر الحديث إلا إذا كانت الرواية " يرفع " كما جاء في مسند أحمد واللفظة مثبتة في المطبوعة 1 / 106
(5) عن خع وبالاصل " وردان " وفي المطبوعة: زروان(1/117)
إلى حمص فبلغ عمر أنه أحدث (1) بها بناء فكتب يرده إلى دمشق فرده فكان بها فلما قتل عمر أتاه جلساؤه من أهل حمص يسألونه الرجعة (2) إلى حمص فأبى عليهم فاستشفعوا عليه بمعاوية فقال أبو الدرداء يا معاوية أتأمرني بالخروج من عقر دار الإسلام "
_________
(1) بالاصل وخع: " حدث " والمثبت عن مختصر ابن منظور 1 / 58 ولفظة " بناء " سقطت من المطبوعة 1 / 106 فاختلف المعنى
(2) عن خع ومختصر ابن منظور وبالاصل " الرخصة "(1/118)
باب فيما جاء أن الشام صفوة الله من بلاده وإليها يحشر (1) خيرته من عباده " أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ إجازة حدثني أبو مسعود الاصبهاني أنبأنا أبو نعيم الحافظ أنبأنا سليمان بن أحمد أنبأنا الحسين بن إسحاق أنبأنا مخلد بن مالك أنبأنا إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله عن القاسم عن أبي أمامة قال قال النبي (صلى الله عليه وسلم) صفوة الله تعالى من أرضه الشام وفيها صفوته من خلقه وعباده وليدخلن الجنة من أمتي ثلة لا حساب عليهم ولا عقاب (2) كتب إلي أبو منصور محمود بن إسماعيل بن محمد بن محمد الصوفي بأصبهان أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن الحسين بن فاذشاه حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني نا محمود بن محمد المروزي نا علي بن حجر نا الوليد بن مسلم نا عفير بن معدان أنه سمع سليم بن عامر يحدث عن أبي أمامة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال الشام صفوة الله من أرضه وفيها صفوته من خلقه (3) فمن خرج من الشام إلى غيرها فيسخطه ومن دخل إليها من غيرها فيرحمه أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه أنبأنا أبو محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة (4) نا سليمان الطبراني أنبأنا أحمد بن المعلى الدمشقي نا هشام بن عمار قال حدثنا أبو عبد الله أحمد بن حنبل أنبأنا الهيثم بن خارجة قالا نا
_________
(1) في مختصر ابن منظور 1 / 59 يجتبي
(2) كذا بالاصل وخع وفي مختصر ابن منظور 1 / 59 " عذاب "
(3) في مختصر ابن منظور: من بلاده يجتبي إليها صفوته من عبادة
(4) بالاصل وخع والمطبوعة المجلدة الاولى: " زيدة " تحريف(1/119)
عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني صالح بن رستم مولى بني هاشم عن عبد الله بن حوالة الأزدي أنه قال يا رسول الله خر لي بلدا أكون فيه فلو علمت أنك تبقى ما اخترت على قربك شيئا قال عليك بالشام فلما رأى كراهتي للشام قال أتدرون ما يقول الله تعالى في الشام يقول يا شام أنتي صفوتي من بلادي أدخل فيك خيرتي من عبادي إن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله كتبت إلى أبي زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة أنبأنا محمد بن عبد الله التاجر أنبأنا سليمان بن أحمد أنبأنا الوليد بن حماد الرملي أنبأنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي نا بشر بن عون أنبأنا بكار بن تميم عن مكحول عن واثلة بن الأسقع قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو يقول لحذيفة بن اليمان ومعاذ بن جبل وهما يستشيرونه في المنزل فأومأ إلى الشام ثم سألاه فأومى إلى الشام ثم سألاه فأومى إلى الشام وقال عليكم بالشام (1) فإنها صفوة الله تعالى من بلاده يسكنها خيرته من عباده فمن (2) أبى فليلحق بيمنه وليستق من غدره فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه وحدثني أبو مسعود الاصبهاني أنبأنا أبو نعيم الحافظ أنبأنا سليمان بن أحمد أنبانا خير بن عرفة المصري أنبأنا إبراهيم بن حارث العسقلاني حين (3) أدم أنبأنا حفص بن ميسرة عن مقاتل بن حيان عن الضحاك بن مزاحم عن عطاء الخراساني عن أنس بن مالك قال قلت للنبي (صلى الله عليه وسلم) (4) يا رسول الله أين الناس يوم القيامة فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم في خير أرض الله وأحبها إليه الشام وهي أرض فلسطين والإسكندرية من خير الأرضين المقتولون فيها لا يبعثهم الله إلى غيرها فيها قتلوا وفيها يبعثون ومنها يحشرون ومنها يدخلون الجنة أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبيد القوي الفقيه نا نصر بن إبراهيم المقدسي نا سليمان بن أيوب الرازي أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن
_________
(1) زيادة عن خع
(2) بالاصل: " فمن أتى
ولينشق من عذره " والمثبت عن المطبوعة المجلدة الاولى وقد تقدم الحيدث
(3) كذا
(4) زيادة عن مختصر ابن منظور 1 / 59(1/120)
أحمد بن القاسم بن المحاملي وأنبأنا أبو الكرم المبارك بن الحسين بن الشهرزوري المقرئ وأبو الفضل محمد بن محمد بن عطاف وأبو الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل الأنصاري وأبو منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقي (1) قالوا أنبأنا أبو الفوارس طراد بن محمد الزينبي أنبأنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران قالا أنبأنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار أنبا أحمد بن منصور أنبأنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن قتادة أن عمر بن الخطاب قال لكعب ألا (2) تتحول إلى المدينة فيها مهاجر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقبره فقال كعب إني وجدت في كتاب الله تعالى المنزل يا أمير المؤمنين أن الشام كنز الله من أرضه وبها كنزه من عباده وأنبأنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي نا أبو الحسن علي بن الحسين العاقولي (3) نا مشرف بن مرة بن إبراهيم المقدسي أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد الغساني أنبأنا أبو عمران موسى بن عبد الرحمن بن الصباغ أنبأنا الحسن بن جرير الصوري أنبأنا عثمان بن سعيد أبو بكر الصيداوي نا سليمان بن صالح عن ثوبان عن منصور بن الغنم عن علقمة قال قدم كعب على عمر المدينة فقال له عمر يا كعب ما يمنعك من النزول بالمدينة فإنها مهاجر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وبها مدفنه قال يا أمير المؤمنين إني وجدت في كتاب الله تعالى المنزل في التوراة أن الشام كنز الله في أرضه وبها كنز الله تعالى من عباده وأراد عمر العراق فقال له كعب أعيذك بالله يا أمير المؤمنين من العراق فإنها أرض المكر وأرض السحر وبها تسعة أعشار الشر وبها كل داء عضال وبها كل شيطان مارد (4) أنبأنا أبو طاهر محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم بن الحنائي الدمشقي
_________
(1) الجواليقي بفتح الجيم والواو وهذه النسبة إلى الجواليق وهي جمع جوالق ولعل بعض أجداد المنتسب إليها كان يبيعها أو يعملها
وورد اسمه بالاصل وخع: " مهوت الخضر أحمد بن الخضر الجواليقي "
(والتصحيح عن الانساب
(2) بالاصل: " لا " والصواب عن خع
(3) العاقولي بفتح العين المهملة وضم القاف هذه النسبة إلى دير العاقول وهي بليدة على خمسة عشر فرسخا من بغداد
وفي المطبوعة " الحسن " بدل " الحسين "
(4) بعده في المطبوعة المجلدة الاولى ص 109: كذا قال: عن ثوبان والصواب ابن ثوبان وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان(1/121)
حدثني أبو البركات ابن أبي طاهر الفقيه قال أنبأنا أبو القاسم الحنائي نا عبد الوهاب الكلابي نا أحمد بن عمير بن يوسف نا عمرو (1) بن عثمان الحمصي أنبأنا ابن لهيعة عن جابر بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن موسى بن طريف أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال لكعب ما يمنعك أن تسكن المدينة وهي هجرة رسول الله عليه الصلاة والسلام وموضع قبره قال إني أجد في كتاب الله المنزل أن الشام كنز الله في الأرض وبها كنزه من عباده أخبرنا أبو طاهر إسماعيل بن نصر بن أبي نصر الطوسي إجازة شافهني بها لفظا ثم حدثني أبو القاسم وهب بن سلمان السلمي الفقيه عنه أنبأنا أبو المعالي الشرفي المشرف بن المرجا بن إبراهيم المقدسي بصور سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة أنبأنا الحسن بن محمد بن أحمد الغساني بصيدا نا أبو عمران موسى بن عبد الرحمن ثنا الحسين بن السميدع نا محمد بن المبارك الصوري نا إسماعيل ابن عياش عن أبي بكر بن أبي مريم (2) بن عبد الله بن مريم عن (3) حسين بن عبيد عن كعب قا أحب يعني البلاد إلى الله تعالى الشام وأحب الشام إلى الله تعالى القدس (4) وأحب القدس إلى الله تعالى جبل نابلس ليأتين على الناس زمان يتماسحونه بالحبال بينهم صوابه حبيب بن عبيد أنبأنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس وأبو القاسم الحسين بن أحمد بن عبد الصمد بن تميم وأبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بن بركات الخشوعي قالوا أنبأنا الفقيه أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء أنبأنا أبو بكر أحمد بن جرير بن أحمد بن خميس السلماسي أنبأنا أبو الحسن المظفر بن الحسن نا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا أنبأنا أبو حفص عمرو بن عثمان بن كثير أنبأنا أبو المغيرة حدثني الغاز بن جبلة حدثني الوليد بن عامر اليزني عن كعب (5) أنه كان يقول يا أهل الشام إن الناس يريدون أن يضعوكم والله يرفعكم والله تعالى يتعاهدكم كما
_________
(1) بالاصل: " يوسف بن عمر " والتصحيح عن المجلدة الاولى
(2) كذا ورد بالاصل وخع وهو أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم (تقريب)
(3) سقطت من الاصل وخع
(4) زيادة عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 60(1/122)
يتعاهد الرجل نبله في كنانته لأنها أحب أرضه إليه يسكنها أحب خلقه إليه من دخلها مرحوم ومن خرج منها فهو مغبون أنبأنا أبو الوحش سبيع (1) بن المسلم وأبو تراب حمدان بن أحمد المقرئان قالا أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ أنبأنا أبو الحسن أحمد بن الحسن بن أحمد بن رزقويه أنبأنا أبو بكر أحمد بن سندي بن الحسن الحداد نا الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى أنبانا سعيد بن يعلى بن أبي عروبة قال بلغني عن كعب أنه قال مكتوب في التوراة إن الشام كنز الله عز وجل يسكنها كنزه من عباده يعني بها قبور الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إبراهيم وإسحاق ويعقوب أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي الصوري ونقلته من خطه أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ أنا علي بن إبراهيم الحافظ البزاز بالبصرة نا أبو بكر يزيد بن إسماعيل بن عمر الخلال نا العباس بن عبد الله بن أبي عيسى الترقفي (2) نا أحمد بن كثير المصيصي نا إسماعيل بن أبي (3) خالد عن محمد بن عمرو أو عمر شك أبو محمد يعني العباس قال ابن كثير وأراني سمعته منه عن وهب بن منبه قال إني لأجد ترداد الشام في الكتب حتى كأنه ليس لله تعالى حاجة إلا بالشام أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن علي بن أبي العلاء أنبأنا الخطيب أبو بكر أحمد بن علي أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنا عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق قال قرئ على ابي بكر محمد بن أحمد بن النضر بن بنت معاوية بن عمر نا معاوية بن عمرو بن المهلب الأزدي عن إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء بن خارجة الفزاوي عن الأوزاعي عن ثابت بن معبد قال قال الله تعالى يا شام أنت خيرتي من أرضي أسكنك خيرتي من عبادي قرأناه على أبي عبد الله بن البنا عن أبي تمام الواسطي عن أبي عمر بن حيوية
_________
(1) بالاصل وخع: " أبو الحوش سميع " والصواب عن معرفة القراء للذهبي 1 / 405
(2) هذه النسبة إلى ترقف قال السمعاني: وظني أنها من أعمال واسط (الانساب) وسقط عيسى من المطبوعة 1 / 110
(3) عن الكاشف للذهبي(1/123)
أنبأنا محمد بن القاسم الكوكبي (1) أبو الطيب نا أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة أنبأنا صحيح بن عبد الله الفرغاني حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن الأوزاعي عن ثابت بن معبد قال قال الله تعالى يا شام أنت خيرتي من بلادي أسكنك خيرتي من عبادي "
_________
(1) بياض بالاصل والزيادة عن المطبوعة(1/124)
باب اختصاص الشام عن غيره من البلدان بما يبسط عليه من أجنحة ملائكة الرحمن " أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن القشيري وأبو محمد إسماعيل بن عبد الرحمن الغازي قال أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف أنبانا أبو طاهر محمد بن الفضل بن خزيمة أنبأنا جدي محمد بن إسحاق أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن محمد بن سعدوية حدثنا أبو الفضل أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن بندار الرازي أنبأنا أبو القاسم جعفر بن عبد الله نا محمد بن هارون الروياني قالا نا محمد (1) بن بشار نا وهب أخبرتنا فاطمة بنت ناصر بن الحسن العلوية قالت قرئ على أبي (2) القاسم إبراهيم بن منصور بن إبراهيم وأنا حاضرة أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ أنبأنا أبو يعلى الموصلي حدثنا عبد الأعلى هو ابن حماد أنبأنا وهب بن جرير حدثني أبي قال سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن شماسة (3) عن زيد بن ثابت قال كنا عند أبي يعلى كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نؤلف القرآن من وقال أبو يعلى في الرقاع فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) طوبى للشام فقلنا ولم ذاك فقال لأن وقال أبو يعلى إن ملائكة الرحمن وفي حديث ابن خزيمة ملائكة الرحمة (4) باسطة أجنحتها عليها
_________
(4)
(1) مع وبالاصل " أحمد "
(5) ب (2) " أبو "
(6) ض (3) عن التقريب بكسر المعجمة وتخفيف الميم بعدها
(7) ع (4) (4) - ع وبالاصل " الرحمن " وهي الرواية المتقدمة(1/125)
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي نا أبو بكر البيهقي نا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب نا إبراهيم بن عبد الله السعدي أنبأنا وهب بن جرير حدثنا أبي قال سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن شماسة عن زيد بن ثابت قال كنا عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نؤلف القرآن من الرقاع فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) طوبى للشام قلنا لأي شئ ذاك قال لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليهم ورواه أبو زكريا يحيى بن إسحاق السالحيني عن يحيى بن أيوب كما رواه يحيى بن خريم بن جرير بن حازم ورواه عمرو بن الحارث وعبد الله بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب فأما حديث يحيى بن إسحاق فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين (1) أنبأنا أبو علي المذهب أنبأنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حينئذ وأخبرتنا فاطمة بنت ناصر العلوية قالت أنبأنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو يعلى الموصلي قال أنبأنا أبو خيثمة قال نا يحيى بن إسحاق نا يحيى بن أيوب أنبأنا وقال أحمد حدثنا (2) يزيد بن أبي حبيب أن عبد الرحمن بن شماسة أخبره أن زيد بن ثابت قال بينا نحن عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نؤلف القرآن من الرقاع إذ قال طوبى للشام قيل ولم وفي حديث أحمد وبم (3) ذاك يا رسول الله قال إن ملائكة الرحمن باسطوا (4) أجنحتها عليها وأخبرناه أبو المعالي محمد بن إسماعيل بن محمد الفارسي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو النصر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه أنبأنا عثمان بن سعيد الدارمي وبشر بن موسى الأسدي والحارث بن أبي أسامة التيمي
_________
(1) في المجلدة الاولى المطبوعة: " المحصل " تحريف
(2) بالاصل وخع: " حدثنا يحيى بن أبي زيد بن أبي حبيب أن أحمد بن شماسة أخبره زيد بن ثابت " كذا ورد مشوشا والصواب عن مسند أحمد 5 / 185
(3) كذا والذي في مسند أحمد " لم "
(4) في مسند أحمد: " باسطة أجنحتها عليه "(1/126)
قالوا أنبأنا يحيى بن إسحاق نا يحيى بن أيوب حدثني يزيد بن أبي حبيب أن عبد الرحمن بن شماسة حدثه عن زيد بن ثابت قال كنا حول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نؤلف القرآن إذ قال طوبى فقيل له ولم قال إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري أنبأنا أبو أحمد إسماعيل بن عمرو بن راشد المقرئ الحداد وأبو الحسن علي بن عيسى بن معروف بن سليمان الهمداني بقراءتي عليهما قالا أنبأنا أبو الخطيب بن أحمد بن محمد الشافعي قراءة عليه أنبأنا أبو العباس عبد الله بن أحمد بن عديس الدمشقي إملاء قال أنبأنا إبراهيم بن يعقوب أنبأنا يحيى فذكره وأما حديث عمرو فأخبرناه أبو علي الحداد وجماعة إجازة قالوا أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة (1) نا سليمان بن أحمد نا أحمد بن رشدين المصري نا حرملة بن يحيى نا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن ابن (2) شماسة أنه سمع زيد بن ثابت يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ونحن عنده طوبى للشام قلنا ما باله يا رسول الله قال إن الرحمن (3) لباسط رحمته عليه ورواه عن ابن لهيعة الوليد بن مسلم والحسن بن موسى الأشيب فأما حديث الوليد فأخبرتنا به فاطمة بنت ناصر العلوية قالت قرئ على أبي قاسم سبط بحرويه أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو عبلة بن يحيى يعلى نا داود بن رشيد نا الوليد بن مسلم عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن شماسة عن زيد بن ثابت قال كنا عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوما فقال طوبى للشام فقلنا ما ذاك يا رسول الله قال تيك ملائكة الرحمن (4) عز وجل باسطوا أجنحتها على الشام
_________
(1) بالاصل وخع: " يزيد " وفي المطبوعة: " زيدة " تحريف
(2) بالاصل وخع: " أبي " تحريف
(3) كذا وردت العبارة بالاصل وخع وفي المطبوعة 1 / 114 بهذا الاسناد: إن ملائكة الرحمن لباسطة أجنحتها عليه
(4) زيادة عن خع وفي المجلدة الاولى المطبوعة: ملائكة الله(1/127)
وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي نا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أبي الصقر نا أبو محمد إسماعيل بن رجاء بن سعيد بن عبيد الله العسقلاني بمصر أنبأ أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن سعد الأنصاري المقدسي نا عبد الله بن محمد بن سالم أنبأنا هشام بن عمار نا الوليد (1) نا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن شماسة عن زيد بن ثابت قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول طوبى للشام قلنا فقلنا وما ذاك يا رسول الله قال فإن ملائكة الرحمن (2) عز وجل باسطوا أجنحتها على الشام تابعهما هشام بن خالد الأزرق عن الوليد وأما حديث الأشيب فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله حدثني أبي نا حسن نا ابن لهيعة نا يزيد بن أبي حبيب عن ابن (3) شماسة عن (4) زيد بن ثابت قال بينا نحن عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوما حتى قال طوبى للشام طوبى للشام قلت ما بال الشام قال الملائكة باسطوا أجنحتها على الشام ورواه عمرو (5) بن خالد الحراني عن ابن لهيعة اخبرناه أبو منصور محمود بن إسماعيل الصيرفي أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد نا سليمان بن أحمد نا أبو الزنباع روح بن الفرج نا عمرو بن خالد الحراني نا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أنه سمع ابن شماسة يخبر عن زيد بن ثابت قال كنا عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نكتب الوحي فقال طوبى للشام ثلاث مرات فقلنا وما ذاك يا رسول الله فقال إن الملائكة ناشرة أجنحتها على الشام قرأت بخط أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن حصن الأندلسي كان بدمشق قال حدثني عبد الوهاب بن الحسن أنبأنا أحمد بن عمير نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد نا سليمان بن عبد الرحمن أنبأنا معروف سمعت واثلة بن الأسقع
_________
(1) بالاصل: " الوليد بن أبي لهيعة " تحريف
(2) في المطبوعة: الله
(3) بالاصل وخع " أبي " تحريف والصواب عن مسند أحمد 5 / 184
(4) عن مسند أحمد وبالاصل " قال "
(5) بالاصل وخع والمجلدة المطبوعة: " عمر " والصواب عن تقريب التهذيب وسيرد صوابا(1/128)
يقول إن الملائكة تغشى (1) مدينتكم هذه يعني دمشق ليلة الجمعة فإذا كان بكرة افترقوا على أبواب دمشق براياتهم وبقيودهم (2) فيكونون سبعين رجلا ثم ارتفعوا ويدعون الله لهم اللهم اشف مريضهم ورد غائبهم (3)
_________
(1) عن مختصر ابن منظور 1 / 61 وبالاصل وخع " تغشوا "
(2) في ابن منظور: وبنودهم
(3) في المطبوعة: آخر الجزء الثاني يتلوه في الجزء الثالث إن شاء الله باب دعاء النبي صلى الله عليه وآله سلم للشام بالبركة(1/129)
" باب دعاء النبي (صلى الله عليه وسلم) للشام بالبركة (1) وما يرجى بيمن دعائه (صلى الله عليه وسلم) من رفع السوء عن أهلها " أخبرنا أبو الفرج جعفر بن أحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي المكي بمدينة الرسول في مسجده بين قبره ومنبره أنبأنا الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن فراس أنبأنا أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن عبد الله الديبلي حدثنا أبو عمير (2) عيسى بن محمد بن النحاس نا ضمرة عن ابن شوذب عن توبة العنبري عن سالم أراه عن أبيه قال قال النبي (صلى الله عليه وسلم) اللهم بارك لنا في مدنا وصاعنا وشامنا ويمننا فقال رجل يا رسول الله وعراقنا فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) بها الزلازل والفتن ومنها يطلع قرنا الشيطان كذا أخبرنا أبو جعفر وكان أول كتابه قد ذهب فكتب إسناده من لا يعرف فقال فيه أخبرنا الديبلي وإنما يرويه ابن فراس عن العباس بن محمد بن الحسن بن قتيبة عن أبي عمير ورواه غير أبي عمير عن ضمرة بغير شك أخبرناه أبو الحسن علي بن عبيد الله بن نصر بن الزاغوني ببغداد أنا محمد بن أحمد بن مسلمة نا أبو طاهر المخلص وأخبرناه أبو الفتح محمد بن علي بن عبد الله أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن شريح قالا أنبأنا يحيى بن محمد بن صاعد نا العباس بن الوليد بن مزيد العذري (3) ببيروت حدثني أبي نا عبد الله بن شوذب نا
_________
(1) عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 62 وبالاصل: للشام وأهلها
(2) بالاصل وخع: " أبو عمر " والصواب عن تقريب التهذيب
(3) عن تقريب التهذيب وبالاصل وخع: " العلوي " تحريف(1/130)
عبد الله بن القاسم ومطر وكثير بن سهل عن توبة العنبري عن سالم أبو عبد الله عن أبيه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دعا وأخبرنا أبو محمد بن طاوس نا سليمان بن (1) إبراهيم بن محمد الحافظ أنبأنا محمد بن إبراهيم الجرجاني إملاء أبو العباس الأصم نا العباس بن الوليد البيروتي أخبرني أبي حدثني عبد الله بن شوذب حدثني عبد الله بن القاسم ومطر وكثير أبو سهل (1) عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دعا قال اللهم بارك لنا في مكتنا وبارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في شامنا وبارك لنا في يمننا وبارك لنا في صاعنا وبارك لنا في مدنا فقال رجيا رسول الله وفي عراقنا فأعرض عنه فرددها ثلاثا كل ذلك يقول الرجل وفي عراقنا فيعرض عنه فقال بها الزلازل والفتن ومنها وقال ابن صاعد فيها (2) يطلع قرن الشيطان وفي حديث البيهقي قرنا الشيطان قال ابن شوذب إلا أن كثيرا (3) لم يذكر مكة وقال مكة يمانية زاد ابن صاعد أي قد دخلت في اليمن قال ابن صاعد وزاده ضمرة عن عبد الله بن شوذب عن توبة لم يذكر بينهما آخر أخبرنا هبة الله بن عبد الله الواسطي أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت نا الحسن بن أبي بكر ثابت نا عبد الله بن جعفر اخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم بن الخطاب في كتابه أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر النشائي أنبأنا أبو الفرج سهل بن بشر (4) الإسفرايني قالا أنبأنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد النيسابوري أنا أبو الطاهر أحمد بن أحمد بن عبد الله الذهلي نا محمد بن عبدوس نا حماد بن إسماعيل بن علية قال أنا أبي نا زياد بن بيان نا سالم عن عبد الله بن عمر قال صلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صلاة الفجر ثم انتقل (5) فأقبل على القوم فقال اللهم
_________
(1) ما بين معكوفتين سقط من الاصل وخع واستدرك عن المجلدة الاولى المطبوعة 1 / 120
(2) زيادة عن المطبوعة
(3) بالاصل: كثير
(4) بالاصل: " سهل "
(5) في مختصر ابن منظور 1 / 62 انفتل(1/131)
بارك لنا في شامنا ويمننا قال رجل والعراق يا رسول الله فسكت ثم أعاد فقال اللهم بارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في مدنا وصاعنا اللهم بارك لنا في حرمنا وبارك لنا في شامنا ويمننا قال قال رجل يا رسول الله والعراق قال فسكت ثم أعاد كما قال أولا فقال رجل والعراق يا رسول الله قال من ثم يطلع الشيطان وتهيج الفتن اللفظ للذهلي والآخر نحوه أخبرناه عاليا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي الاصبهاني أنبأنا أحمد بن محمود الثقفي ومنصور بن الحسين الكاتب قالا أنبأنا أبو بكر بن المقرئ نا محمد بن علي بن الحسن بن حرب قاضي الطبرية بطبرية (1) أنبأنا سليمان بن عمر بن خالد الأقطع نا إسماعيل بن إبراهيم بن علية نا زياد بن بيان نا سالم عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صلاة الفجر ثم انتقل فأقبل على القوم فقال اللهم بارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في مكتنا وبارك لنا في صاعنا ومدنا اللهم بارك لنا في حرمنا وشامنا ويمننا فقال رجل يا (2) رسول الله والعراق فسكت ثم قال اللهم بارك لنا في مدينتنا اللهم بارك لنا في حرمنا وشامنا ويمننا فقال رجل والعراق يا رسول الله قال ثم يطلع قرن الشيطان يهيج الفتن قال ابن المقرئ نا محمد ثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد نبأنا أزهر بن سعد عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) وأخبرناه أبو نصر محمد بن أحمد بن عبد الله الكبريتي بأصبهان أنبأنا أبو مسلم محمد بن علي بن محمد بن الحسن بن مهرابزد (3) الاصبهاني أنبأنا أبو بكر بن المقرئ نبأ محمد بن علي بن حسن بن حرب الرقي قاضي طبرية فذكره انتهى ورواه نافع وبشر بن حارث المدني الأزدي عن ابن عمر فأما حديث نافع
_________
(1) طبرية بليدة مطلة على بحيرة طبرية وهي من أعمال الاردن في طرف الغور
(2) عن هامش الاصل وخع
(3) بالاصل: " مهرا "(1/132)
فأخبرناه أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأ أبو بكر بن مالك نبأنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نبأنا أزهر بن سعد أبو بكر السمان أنبأنا ابن عون عن نافع عن ابن عمر أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال اللهم بارك لنا في شامنا الله بارك لنا في يمننا قالوا وفي نجدنا قال اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا وفي نجد قال هناك (1) الزلازل والفتن ومنها أو قال بها يطلع قرن الشيطان وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي الفقيه وأبو القاسم بن السمرقندي الحافظ قالا أنبأ أبو جعفر نصر بن الحسين بن محمد بن أحمد بن طلاب أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن جميع نبأ علي بن محمد بن عبيد أبو الحسن الحافظ ببغداد نبأنا عباس (2) بن محمد الدوري وأخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل بن الفضيل أنبأنا أحمد بن محمد بن محمد أنبأ علي بن أحمد بن محمد بن الحسين نا الهيثم بن كليب نبأنا العباس بن محمد نبأنا أزهر السمان عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر أن النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال الفضل عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا قال وفي نجد قال هناك الزلازل والفتن وبها أو قال منها يطلع قرن الشيطان انتهى وأخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي نبأنا أبو الحسين محمد بن علي المهتدي أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن علي المقرئ الصيدلاني نبأنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد نبأنا محمد بن يحيى نبأنا أزهر عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا قالوا وفي نجدنا ثلاث مرات قال أظنه قال في الثالثة هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان (3) وأخبرنا أبو الشيخ محمد بن علي بن نصر الحماد أنا الأزرقاني ومحمد بن
_________
(1) في مسند أحمد 2 / 118 وفي نجدنا؟ قال: هنالك
(2) بالاصل وخع: " عياش " تحريف
(3) الخبر موجود بإسناده في المجلدة الاولى 1 / 123 مع اختلاف في نص الحديث(1/133)
الموفق بمصر ومحمد الجرجاني وأبو النصر عبد الرحمن بن عبد الجبار بن عثمان الفامي المصريون وأبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد (1) وأبو جعفر محمد بن علي بن محمد الشاط الطبري وأبو المظفر عبد الفاطر بن الدمشقي بن عبد الله وأبو بكر العيني بهراة قال أنا أبو سهل حبيب بن ميمون بن علي الواسطي بن خالة الدهلي نا أبو سعد أحمد بن محمد الحسن بن الحسن البصري المروزي قالا أنبأنا العباس بن محمد بن حاتم نا أزهر بن سعد عن عبد الله بن عون (2) وأخبرنا زاهر بن طاهر الشحامي قال قرأت على سعيد بن محمد بن أحمد البحيري أنبأنا أبو الحسن بن يحيى بن المزكي أنبأنا أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال نبأنا العباس بن محمد الدوري نبأنا أزهر السمان عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا قال قالوا وفي نجدنا قال هناك الزلازل والفتن وبها أو قال ومنها يخرج قرن الشيطان وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو سعد الجنزرودي أنبأنا علي بن عبد الملك وأنبأنا أبو عبد الله الخلال أنبأنا إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو يعلى نا أحمد بن إبراهيم الدوري نبأنا أزهر عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال (3) اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا قال فقالوا وفي نجد (4) قال فقال اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا قال وقالوا وفي نجد (4) قال فأظنه قال في الثالثة هنالك الزلازل والفتن ومنها يطلع قرن الشيطان انتهى أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس أنبأنا أبو القاسم علي ن محمد بن العلاء الفقيه حينئذ
_________
(1) بالاصل وخع بياض مقدار كلمة
(2) من نهاية الحديث السابق إلى هنا ساقط من المطبوعة وفيها خبر آخر بإسناده ونص حديثه سقط من الاصل وخع
(3) زيادة عن خع
(4) في المجلدة الاولى المطبوعة: نجدنا(1/134)
وأخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الداراني أنا أبو الفضل أحمد بن علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات قالا أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر نا الحسن بن جندب (1) نا أمية أنا محمد بن يزيد بن سنان نا يزيد يعني أباه نبأنا أبو رزين عن أبي عبيد حاجب سليمان عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال اللهم بارك لنا في مكتنا وبارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في شامنا وبارك لنا في يمننا وبارك لنا في صاعنا وبارك في مدنا فقال رجل يا رسول الله العراق ومصر فقال هناك ينبت قرن الشيطان (2) وثم الزلازل والفتن انتهى رواه الحاكم أبو أحمد عن إبراهيم بن محمد العمري عن أبي فروة (3) يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان عن أبيه عن جده وأخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ إجازة ونبأنا عبد الرحيم بن علي بن حمد الاصبهاني عنه أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد نا أحمد بن محمد بن صدقة نا أبو فروة يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي (4) حدثني أبي عن أبيه حدثني أبو رزين الفلسطيني عن أبي عبيد حاجب سليمان بن عبد الملك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فذكر نحوه وقال هناك يطلع قرن الشيطان أخبرنا أبو سهل محمد بن أبي نصر إبراهيم بن محمد بن أحمد بن سعدوية المزكي ببغداد أنبأنا أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن بندار الرازي المقرئ أنبأنا أبو القاسم جعفر بن عبد الله بن يعقوب بن فناكي نبأنا أبو بكر محمد بن هارون الروياني نبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن منقذ حدثني المقرئ أبو عبد الرحمن عن سعيد بن أبي أيوب حدثني عثمان بن عطاء عن نافع عن ابن عمر
_________
(1) في المطبوعة: الحسن بن حبيب نا أبو أمية
(2) زيادة عن خع
(3) العبارة بالاصل غير واضحة والمثبت عن المطبوعة " عن أبي فروة يزيد " وسيرد اسمه صحيحا في الحديث التالي
وانظر تقريب التهذيب
(4) الرهاوي بضم الراء وفتح الهاء هذه النسبة إلى الرها بلدة من بلاد الجزيرة بينها وبين حران ستة فراسخ(1/135)
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا فقال رجل وفي مشرقنا يا رسول الله قال من هناك يطلع قرن الشيطان وبها تسعة أعشار الشر كذا قال عثمان بن عطاء وإنما هو عبد الرحمن بن عطاء بن كعب مصري أخبرناه على الصواب أبو القاسم هبة الله محمد بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب نبأنا أبو بكر بن مالك نبأنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي أنبأنا أبو (1) عبد الرحمن نبأنا سعيد يعني ابن أبي أيوب نبأنا عبد الرحمن بن عطاء عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا مرتين فقال رجل وفي مشرقنا يا رسول الله فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من هنالك يطلع قرن الشيطان وبها تسعة أعشار الشر انتهى وأما حديث بشر فأخبرناه أبو سعد أحمد بن محمد بن الحسن البغدادي أنبأنا أبو الفضل المطهر (2) قال سمعت عمر يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عند حجرة عائشة يقول اللهم بارك لنا في مدينتنا وصاعنا ومدنا وشامنا ويمننا ثم استقبل مطلع الشمس فقال من ها هنا يطلع قرن الشيطان من ها هنا الزلازل والفتن (3) والفدادون كذا قال والصواب ابن عمر أنبأناه أبو الحسن علي بن محمد بن العلاف أنبأنا أبو الحسن أحمد بن عمر بن حفص المديني الحمامي وأخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت أنا (4) الحمامي وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد الفضل الحافظ بأصبهان أنبأنا أبو منصور
_________
(1) زيادة عن مسند أحمد 2 / 90
(2) ثمة نقص في الاسناد بالاصل وفي خع وأثبت في المطبوعة عن نسخة أخرى
(انظر المجلدة الاولى ص 126)
(3) الفدادون: الجمالون والرعيان والبقارون والحمارون والفلاحون وأصحاب الوبر الذين تعلو أصواتهم (نهاية - اللسان)
(4) زيادة اقتضاها السياق(1/136)
محمد بن أحمد بن علي بن شكروية أنا أبو بكر أحمد بن موسى (1) بن مردوية قالا نا أبو بكر الشافعي نا معاذ بن المثنى نا مسدد بن مسرهد نا حماد يعني ابن زيد عن بشر بن حرب قال سمعت ابن عمر يقول (1) سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول اللهم بارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في شامنا وبارك لنا في يمننا وبارك لنا في صاعنا وبارك لنا في مدنا وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر القطيعي نا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي أنبأنا يونس نا حماد يعني ابن زيد (2) أنبأنا بشر قال سمعت ابن (3) عمر يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول اللهم بارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في شامنا وبارك لنا في يمننا (4) وبارك لنا في مدنا قال وحدثني أبي نا يونس نا حماد يعني ابن سلمة عن بشر بن حارث قال سمعت ابن عمر يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول اللهم بارك لنا في مدينتنا وفي صاعنا ومدنا ويمننا وشامنا ثم استقبل مطلع الشمس فقال من ها هنا يطلع قرن الشيطان من ها هنا الزلازل والفتن وأخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك النيسابوري أنبأنا أحمد بن أبي (5) جعفر الطبسي أنا أحمد بن محمد الصدفي أنا الحسن بن محمد بن حكيم المروزي أنبأنا أبو الموجه نا خلف بن هشام نا حماد بن زيد عن بشر بن حرب فذكره (6) فأخبرنا أبو منصور بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد بن زريق أنبانا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر بن بكير المقرئ
_________
(1) زيادة عن المطبوعة
(2) عن مسند أحمد 3 / 124 وبالاصل وخع " يزيد "
(3) زيادة عن منسد 2 / 124
(4) بعدها في مسند أحمد: وبارك لنا في صاعنا
(5) زيادة عن الانساب والطبسي بفتح الطاء والباء هذه النسبة إلى طبس بلدة في برية بين نيسابور وأصبهان وكرمان (الانساب)
(6) زيادة عن المطبوعة(1/137)
حدثني أحمد بن محمد بن إبراهيم الأنباري نا أبو عمر محمد بن أحمد المحلي (1) نا آدم بن أبي إياس عن ابن أبي ذئب عن معن بن الوليد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا وفي شامنا وفي يمننا وفي حجازنا قال فقام إليه رجل فقال يا رسول الله وفي عراقنا فأمسك النبي (صلى الله عليه وسلم) عنه فلما كان في اليوم الثاني قال مثل ذلك فقام إليه الرجل فقال يا رسول الله وفي عراقنا فأمسك النبي (صلى الله عليه وسلم) فلما كان في اليوم الثالث قام إليه الرجل وقال يا رسول الله وفي عراقنا فأمسك النبي (صلى الله عليه وسلم) فولى الرجل وهو يبكي فدعاه النبي (صلى الله عليه وسلم) أمن العراق أنت قال نعم قال إن أبي إبراهيم عليه السلام هم (2) أن يدعو عليهم فأوحى الله تعالى إليه لا تفعل فإني جعلت خزائن علمي فيهم وأسكنت الرحمة قلوبهم أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد إجازة وجماعة قالوا أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة (3) أنبأنا أبو القاسم الطبراني أنبأنا محمد بن علي المرثدي أنبأنا أبو الدرداء عبد العزيز بن منيب أنبأ إسحاق بن عبد الله بن كيسان عن أبيه عسعيد بن جبير عن ابن عباس قال دعا النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال اللهم بارك لنا في صاعنا وفي مدنا وبارك لنا في مكتنا ومدينتنا وبارك لنا في شامنا فقال رجل من القوم يا نبي الله وعراقنا فقال إن هنا يطلع قرن الشيطان وتهيج الفتن وإن الخنا (4) بالمشرق أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي نا الخطيب أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل البزاز بالبصرة أنبأنا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي نا يعقو ب بن سفيان نا قبيصة نا سفيان عن محمد بن جحادة سمعت الحسن يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اللهم بارك لنا في
_________
(1) في تاريخ بغداد 1 / 24 " الحليمي " والحليمي هذا هو من ولد حليمة السعدية التي أرضعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو صغير
(انظر المطبوعة المجلدة الاولى ص 128)
(2) زيادة عن مختصر ابن منظور 1 / 63 وتاريخ بغداد 1 / 25
(3) بالاصل وخع والمطبوعة: " زيدة " تحريف
(4) في مختصر ابن منظور: وإن الجفاء بالمشرق(1/138)
مدينتنا (1) فقال له رجل يا رسول الله قال فالعراق قال فيها ميرتنا وفيها حاجاتنا قال فسكت ثم أعاد عليه فسكت فقال بها يطلع قرن الشيطان وهنالك الزلازل والفتن
_________
(1) كذا بالاصل وخع اقتصر على هذه العبارة وفي مختصر ابن منظور 1 / 64 زيد في رواية الحسن: "
اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا "(1/139)
" باب بيان أن الشام أرض مباركة وأن ألطاف الله بأهلها متداركة " أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني فيما شافهني أنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن محمد الأنطاكي أنبأنا الخضر بن علي بن منصور الضرير إجازة قالا نا سعيد بن عبيد الله بن أحمد بن أحمد بن (1) فطيس أنبأنا أبو الفتح المظفر بن أحمد بن برهان (2) المقرئ أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سعيد بن فطيس أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن دحيم نا هشام بن عمار نا الوليد نا زهير بن محمد قال حدثت أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إن الله تبارك وتعالى بارك ما بين (3) العريش والفرات وخص فلسطين بالتقديس يعني بالتطهير هذا منقطع أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحداد في كتابه وحدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن أحمد بن الشاهد بأصبهان أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد الذكواني أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر الحياني نا إبراهيم بن محمد بن الحسن نا أبو عمار حدثنا أبو الفضل بن موسى أنبأنا الحسين بن واقد عن الربيع عن أبي العالية عن أبي بن كعب " ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين " (4) قال الشام (5) وما من ماء عذب إلا يخرج من تلك الصخرة التي ببيت المقدس
_________
(1) كذا كررت في الاصل وخع
(2) عن المطبوعة ورسمت بالاصل وخع يزيدان
(3) سقطت من الاصل وخع واستدركت عن مختصر ابن منظور 1 / 65
(4) سورة الانبياء الاية: 71
(5) زيادة عن مختصر ابن منظور 1 / 65 وخع(1/140)
أنبأنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين بن ابي الحداد أجازنا جدي أبو عبد الله أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني قالا أنبأ أبو الحسين علي بن حسن بن علي الربعي الحافظ أنبأنا أبو علي الحسن بن عبد الله بن سعيد الكندي الحمصي ببعلبك أنبأنا أبو الخليل العباس بن الخليل الحضرمي بحمص نا أبو علقمة يعني نصر بن خزيمة بن علقمة بن محفوظ بن علقمة أخبرني أبي عن نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ بن علقمة عن ابن عائذ قال وقال الحارث بن الحارث قال معاوية بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنهما إن ربك قال لإبراهيم أعمر من العريش إلى الفرات الأرض المباركة وكان أول من اختتن وقرى الضيف واختتن وهو ابن ثمانين سنة أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي الفقيه أنبأنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر أنبأنا أبو محمد بن يوسف بن بشر الهروي قال قرأ علي أحمد بن محمد بن حماد الطهراني أنا عبد الرزاق أنا إسرائيل عن فرات القزاز (1) قال سمعت الحسن يقول في قوله تعالى " مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها " (2) يقول مشارق الشام ومغاربها أخبرناه أبو سعد محمد بن يحيى بن منصور الجنزي (3) الفقيه بمرو أنبأنا أبو حامد أحمد بن علي بن محمد بن عبدوس أنبأنا أبو سعيد عبد الرحمن بن حمدان النصروي أنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا وكيع عن الحسن قال الأرض التي باركنا فيها قال الشام رواه سفيان بن سعيد الثوري قرأته على ابي القاسم إسماعيل بن أحمد عن أبي طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن يحيى بن جميع الصيداوي أنبأنا أبو
_________
(1) ضبطت عن تقريب التهذيب بزاءين وبالاصل وخع " القرار "
(2) سورة الاعراف الاية: 137
(3) الجنزي بفتح الجيم وسكون النون هذه النسبة إلى جنزة وهي بلدة من بلاد أذربيجان (الانساب)(1/141)
يعلى عبد الله بن محمد بن حمزة ابن بي كريمة بصيدا أخبرني محمد بن أحمد بن القاسم بن الضحاك الطيالسي بمصر نا محمد بن العباس أنبأنا إبراهيم بن أبي الليث نا الاشجعي عن سفيان عن فرات القزاز (1) عن الحسن قال " مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها " قال هي الشام رواه قبيصة عن الثوري وأسقط منه الحسن أخبرناه أبو علي الحداد في كتابه وحدثني عنه أبو مسعود الاصبهاني أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني نا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر نا جعفر بن عبد الله بن الصباح نا الحسن بن الصباح نا قبيصة عن سفيان عن فرات القزاز في قوله عز وجل " مشارق الأرض ومغاربها " قال الشام ورواه أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي عن الثوري من قوله لم يذكر فيه فراتا (2) أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين أنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي نا إسحاق بن الحسن نا أبو حذيفة نا سفيان في قول الله عز وجل " وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها " قال الشام أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر محمد أنا محمد بن يوسف بن بشر الهروي قال قرئ على محمد بن حماد الظهراني أنا عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة في قوله تبارك وتعالى " مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها " قال التي بارك الله فيها الشام رواه أبو معاوية شيبان بن عبد الرحمن عن قتادة مثله وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنا أبو الحسن أحمد بن
_________
(1) ضبطت عن تقريب التهذيب بزاءين وبالاصل وخع " القرار "
(2) عن خع وبالاصل " جوابا "(1/142)
عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد أنا جدي أنا محمد بن يوسف الهروي أنا محمد بن حماد الظهراني أنا عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة في قوله " ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق " (1) قال بوأهم الله تبارك وتعالى الشام وبيت المقدس أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد الأسدي المعروف بابن البن بدمشق نا الفقيه أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلا المصيصي السلمي الشافعي أنا أبو الحسن علي ابن أحمد بن محمد بن داود الرزاز البغدادي أنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن سلم بن البراء بن سبرة الحماني (2) حدثني أحمد بن محمد بن إسماعيل بن هانئ الفرار (3) أبو العباس نا محمد بن عبدة القزويني نا خالد بن عبد الرحمن المخزومي نا مالك عن زيد هو ابن أسلم " التي باركنا فيها " قال قال قرى بالشام أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس أنا أبو الحسن عاصم بن الحسن أنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران أنا الحسين بن صفوان نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا أبو عبد الله نا عمرو بن محمد نا أسباط عن السدي في قوله " ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره " (4) قال الريح الشديدة إلى الأرض التي باركنا فيها قال أرض الشام أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر بن الحسن بن المظفر بن أحمد بن يزيد أنا أبي أبو سعد أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن أحمد بن فراس نا محمد بن إبراهيم بن عبد الله الديبلي نا أبو عبيد الله سعيد بن عبد الرحمن المخزومي قال قال سفيان في قوله تعالى " وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها " قال مشارق الأرض الشام ومغاربها أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين أنا جدي أبو عبد الله أنا أبو بكر محمد بن عوف بن أحمد المزني أنا أبو العباس محمد بن موسى بن
_________
(1) في خع: " الجعابي " وفي المطبوعة: " المعافري "
(2) كذا رسمت في الاصل وخع وفي المطبوعة: البزاز
(3) في خع " عبد الفروي " وفي المطبوعة: البزاز
(4) سورة الانبياء الاية: 81(1/143)
الحسين بن السمسار الحافظ أنا محمد بن خريم نا هشام بن عمار نا معاوية بن يحيى نا سليمان بن سليم عن يحيى بن جابر عن يزيد بن شريح عن كعب الأحبار قال إن الله تبارك وتعالى بارك في الشام من الفرات إلى العريش أنبأنا أبو القاسم على بن إبراهيم الخطيب نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر نا أبو علي بن الحسن بن حبيب نا أبو قرصافة (1) نا أبو عمر الضرير نا محمد بن عياض نا إسماعيل بن عياش عن من حدثه عن كعب قال بارك الله في الشام من الفرات إلى العريش وخص بالقدس من أرض فحص إلى رفح (2) أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الداراني أنا أبو الفرج سهل بن بشر بن أحمد الإسفرايني أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن محمد الواسطي الخطيب أنا أبو العباس أحمد بن عمر بن عبد الملك بن يونس (3) نا عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس نا هشام بن عمار نا صدقة بن خالد نا ابن جابر حدثني عقبة بن وشاح حديثا أسنده قال ما ينقص من الأرضين يزاد في الشام وما ينقص من الشام يزاد في فلسطين أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن علي بن محمود نا علي بن أحمد بن زهير نا علي بن محمد بن شجاع أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عمر نا أبو الفضل العباس بن بيهس بمصر نا أحمد بن ثابت بن زيد نا أبو حميد أحمد بن محمد بن المغيرة نا يحيى بن سعيد القطان (4) نا علي بن همام عن كعب قال جاء إليه رجل فقال إني أريد الخروج ابتغي فضل الله قال عليك بالشام فإنه ما نقص من بركة الأرضين يزاد بالشام
_________
(1) هو حبذرة بن خيشنة صحابي نزل الشام مشهور بكنيته (تقريب التهذيب)
(2) العريش: بفتح أوله مدينة كانت أول عمل مصر من ناحية الشام على ساحل بحر الروم
وفحص: بفتح أوله وسكون ثانيه وهو كل موضع يسكن سهلا كان أو جبلا بشرط أن يزرع (ياقوت) ولم أجد فيما لدي ما يفيد فلعل الاسم: " فحص " عام لكل موضع يزرع
ورفح: بفتح أوله وثانيه منزل في طريق مصر بعد الداروم بينه وبين عسقلان يومان للقاصد مصر
(3) الاصل وخع وفي المطبوعة: مؤنس
(4) في خع: العطار(1/144)
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي أنا إبراهيم بن يونس بن محمد بدمشق أنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد النصيبي أنا أبو بكر محمد بن أحمد الواسطي نا عيسى بن عبيد اللبن عبد العزيز الوراق أخبرني أبو الحسن علي بن جعفر الرازي نا محمد بن إبراهيم نا محمد بن النعمان نا سليمان بن عبد الرحمن نا أبو عبد الملك الجزري أنه قال إذا كانت الدنيا في بلاء وقحط كان الشام في رخاء وعافية وإذا كان الشام في بلاء وقحط كانت فلسطين في رخاء وعافية وإذا كانت فلسطين في بلاء وقحط كانت بيت المقدس في رخاء وعافية وقال الشام مباركة وفلسطين مقدسة وبيت المقدس قدس القدس أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي وأبو محمد عبد الله بن عبد الرزاق بن فضيل قالا أنا أبو الحسن محمد بن عوف بن أحمد بن عوف أنا أبو علي الحسن بن منير أنا أبو بكر محمد بن خريم نا هشام بن عمار نا غالب بن غزوان الثقفي نا صدقة بن يزيد الخراساني عن من حدثه قال لما أتى ذو القرنين العراق استنكر قلبه فبعث إلى تراب الشام فأتي به فجلس عليه فرجع إليه ما كان يعرف من نفسه "(1/145)
باب ما جاء من الإيضاح والبيان أن الشام الأرض المقدسة المذكورة في القرآن " أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو محمد عبد العزيز بن الحسن بن علي بن أبي صابر الناقد نا أبو حبيب العباس بن أحمد بن محمد البرقي نا عبد الأعلى بن حماد نا معتمر (1) بن سليمان عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود الدئلي عن عمه أبي ذر قال أتاني نبي الله (صلى الله عليه وسلم) وأنا نائم في مسجد المدينة فضربني برجله وقال ألا أراك نائما فيه قال قلت يا نبي الله غلبتني عيني قال كيف تصنع إذا أخرجت منه قال قلت آتي الشام الأرض المقدسة قال فكيف تصنع إذا أخرجت من الشام قال أعوذ بالله قال فكيف تصنع إذا أخرجت قال ما أصنع يا نبي الله أضرب بسيفي فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) ألا أدلك على ما هو خير لك من ذلك وأقرب رشدا تسمع وتطيع وتنساق لهم كيف ساقوك كذا قال والصواب عن عمي عن أبي ذر أخبرتناه أم المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية قالت قرأ على إبراهيم بن منصور السلمي أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى الموصلي نا عبد الأعلى بن (2) حماد نا معتمر بن سليمان عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود الدئلي عن عمه عن أبي ذر قال أتاني نبي الله (صلى الله عليه وسلم) وأنا نائم في مسجد المدينة فضربني برجله قال ألا أراك نائما فيه قال فقلت يا نبي الله غلبتني عيني قال فكيف تصنع إذا خرجت منه قال قلت آتي الشام الأرض المقدسة قال فكيف
_________
(1) بالاصل وخع: " معمر " تحريف
(2) عن خع وبالاصل " نا "(1/146)
تصنع إذا أخرجت منه قال ما أصنع يا نبي الله أضرب بسيفي فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) ألا أدلك على ما هو خير لك من ذلك وأقرب رشدا تسمع وتطيع وتنساق لهم حيث ساقوك قال أبو يعلى ونا سويد نا معتمر بن سليمان عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود عن عمه عن أبي ذقال أتاني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنا نائم في المسجد فقال ألا أراك نائما فيه قال فقلت يا نبي الله غلبتني عيني قال فكيف تصنع إذا أخرجت منها قال قلت أخرج إلى الأرض المقدسة المباركة قال فكيف تصنع إذا أخرجت منها قال أعود إليه قال فكيف تصنع إذا أخرجت منه قال ما أصنع أضرب بسيفي قال النبي (صلى الله عليه وسلم) ألا أدلك على خير من ذلك وأقرب رشدا قال تسمع وتطيع وتنساق لهم حيث ساقوك قال فوالله لألقين الله وأنا مطيع لعثمان وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو القاسم بن السري (1) والشريف أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي وأخبرناه أبو الفضل محمد بن ناصر البغدادي أنا أبو القاسم بن البسري (2) قالوا أنا أبو طاهر المخلص نا عبد الله بن محمد البغوي نا محمد بن أبي سمينة نا معتمر بن سليمان عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود عن عمه عن أبي ذر قال كنت نائما في المسجد فركضني برجله وقال أتنام فيه قلت غلبتني عيني يا رسول الله قال فكيف بك إذا خرجت منه قال قلت آتي الشام الأرض المقدسة المباركة قال فكيف بك إذا أخرجت زاد ابن النقور والزينبي منها قال قلت أعوذ بالله قال فكيف بك إذا أخر جت منقال قلت أصنع ما تأمرني آخذ سيفي قال لا ولكن تسمع وتطيع وتنساق لهم حيث ساقوك أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور وأنا حاضرة أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى الموصلي نا وهب بن بقية أنا خالد عن داود بن أبي هند عن أبي حرب عن عمه عن أبي ذر قال بينا أنا نائم في المسجد خرج علي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وضربني برجله فقال ألا اراك نائما فيه
_________
(1) في المطبوعة في الموضعين التستري(1/147)
قلت يا رسول الله غلبتني عيني قال فكيف تصنع إذا أخرجوك منها قال قلت ألحق بأرض الشام فإنها أرض محشر والأرض المقدسة قال فكيف تصنع إذا أخرجوك منها قلت أرجع إلى مهاجري قال فكيف تصنع إذا أخرجوك منه قلت آخذ سيفي فأضرب به قال فلا تصنع خيرا من ذلك وأقرب تسمع وتطيع وتنساق معهم حيث ساقوك قال أبو ذر والله لألقين الله وأنا سامع مطيع وأخبرنا أبو المظفر بن القشيري وأبو القاسم الشحامي قالا أنا أبو سعد الجنزرودي أنا أبو سعيد محمد بن بشر بن العباس التميمي أنا أبو لبيد محمد بن إدريس السامي السرخسي نا سويد بن سعيد نا علي بن مسهر عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود الدئلي عن عمه قال لقيت أبا ذر بالربذة (1) فقال كنت نائما في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فمر بي فضربني برجله ثم قال ألا أراك نائما فيه فقلت بأبي وأمي غلبتني عيني فنمت قال كيف تصنع إذا أخرجت منه قال ألحق بالأرض المقدسة أرض الشام قال فكيف تصنع إذا أخرجت منها قال قلت أرجع إليه قال فكيف تصنع إذا أخرجت منه قال قلت آخذ سيفي ثم أضرب به قال أو تصنع خيرا من ذلك وأقرب رشدا قال تسمع لهم وتطيع وتنساق حيث ساقوك قال والله لألقين الله وأنا مطيع لعثمان رضي الله عنهـ أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي المذهب أنا أبو بكر القطيعي نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا يزيد نا كهمس بن الحسن نا أبو السليل عن أبي ذر قال جعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتلو علي هذه الآية " ومن يتق الله يجعل له مخرجا " (2) حتى فرغ من الآية ثم قال يا أبا ذر لو أن الناس كلهم أخذوا بها لكفتهم قال فجعل يتلوها ويرددها علي حتى نعست ثم قال يا أبا ذر كيف تصنع إن أخرجت من المدينة قال قلت إلى السعة والدعة أنطلق حتى أكون حمامة من حمام مكة قال فكيف تصنع إن أخرجت من مكة قال قلت إلى السعة والدعة إلى الشام والأرض المقدسة قال فكيف تصنع إن أخرجت من الشام قال قلت إذا والذي
_________
(1) الربدة: بفتح أوله وثانيه من قرى المدينة على ثلاثة أيام قريبة من ذات عرق وبهذا الموقع قبر أبي ذر الغفاري (ياقوت)
(2) سورة الطلاق الاية: 2(1/148)
بعثك بالحق أضع سيفي على عاتقي قال أو خير من ذلك قال أو قلت أو خير من ذلك قال تسمع وتطيع وإن كان عبدا حبشيا * * * *] قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن عبد العزيز بن أحمد أنا أبو نصر بن الجندي وعبد الرحمن بن الحسن بن الحسن قالا أنا أبو القاسم بن أبي العقب نا أبو عبد الملك نا ابن عايذ قال الوليد وأخبرني ابن لهيعة عن أبي الأسود القرشي عن عروة أنه كان في كتاب أبي بكر إلى خالد بن الوليد أن أعجب إلى إخوانكم بالشام فوالله لقرية من قرى الأرض المقدسة يفتحها الله علينا أحب إلي من رستاق من رساتيق العراق قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي نصر علي بن هبة الله بن علي أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي أنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن حمه (1) أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة نا جدي يعقوب نا يحيى بن حماد نا أبو عوانة عن سليمان عن المنهال بن عمرو عن قيس بن سكن قال سمعت عليا ونحن بمسكن (2) يقول يا معشر المسلمين المهاجرين " ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين " قال فتلكؤا قال فلما رأى ذلك قال أف لكم (3) إنها سنة جرت عليهم أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز بن الحسين النجاد نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن رزقوية أنا أبو بكر أحمد بن سندي بن أحمد (4) بن الحداد نا الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار أنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر القرشي أنا خارجة يعني ابن مصعب السرخسي عن ثور هو ابن يزيد الكلاعي الحمصي عن خالد بن
_________
(1) بالاصل " محمد " وفي خع: " حمد " والصواب عن تبصير المنتبه 1 / 462 وفيه: عبد الرحمن بن عمر بن حمة الخلال عن المحاملي وأبي بكر بن أحمد بن يعقوب بن شيبة
وانظر تاريخ بغداد 10 / 301
(2) مسكن: بالفتح ثم السكون موضع قريب من أوانا على دجبل عند دير الجاثليق (معجم البلدان)
(3) عن خع وبالاصل " أمللم "
(4) في خع: الحسن(1/149)
معدان عن معاذ رضي الله عنهـ قال أرض المقدسة ما بين العريش إلى الفرات أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الحسيني الخطيب أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف بن ما شاء الله المقرئ أنا الحسن بن إسماعيل بن محمد بن الضراب أبا أبو بكر أحمد بن مروان الدينوري المالكي نا أبو قلابة نا سعيد يعني ابن سليمان نا عباد يعني ابن العوام عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن هبيرة قال كتب أبو الدرداء إلى سلمان (1) أن هلم إلى الأرض المقدسة وأرض الجهاد فكتب إليه سلمان أن الأرض لا تقدس أحدا وإنما يقدس المرء عمله أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسن بن النقور أنا عيسى بن علي الوزير أنا أبو القاسم البغوي نا داود بن عمرو نا أبو شهاب الحناط عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن هبيرة أن أبا الدرداء كان قاضيا بالشام فكتب إلى سلمان هلم إلى أرض الجهاد وأرض المقدسة فأجابه سلمان كتبت تدعوني إلى أرض الجهاد وأرض المقدسة ولعمري ما الأرض تقدس المرء ولكن المرء يقدسه عمله وقد بلغني أنك جلست كئيبا تداوي فإن كنت طبيبا مبرئا فطوباك وإن كنت متطببا فاتق لا تقتل إنسانا (2) فتدخل النار قال فكان أبو الدرداء إذا قضى بين اثنين ثم شك في قضائه قال ردوهما ثم يقول متطبب والله أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الحسيني أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن ابي الحديد أنا جدي أنا محمد بن يوسف بن بشر قال قرئ (3) على محمد بن حماد الظهراني بعسقلان (4) أنا عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة في قوله " الأرض المقدسة " (5) قال هي الشام أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ في كتابه
_________
(1) عن خع وبالاصل: سليمان تحريف
(2) زيادة عن خع
(3) زيادة عن خع
(4) عسقلان: مدينة بالشام من أعمال فلسطين على ساحل البحر بين غزة وبيت جبرين (معجم البلدان)
(5) سورة المائدة من الاية: 23(1/150)
وحدثني أبو مسعود الاصبهاني عنه أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الاصبهاني نا أبو الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان نا محمد بن جعفر بن الهيثم نا سلمة يعني ابن شبيب نا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله عز وجل " ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق " (1) قال بوأهم الله الشام وبيت المقدس وأخبرنا أبو علي إجازة وحدثنا عنه عبد الرحيم الاصبهاني أنا عبد الرحمن بن محمد بن أحمد نا أبو الشيخ نا أبو يحيى نا سهل يعني ابن عثمان نا مروان عن جويبر عن الضحاك " مبوأ صدق " قال مبارك مصر والشام أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد الحواري الفقيه بنيسابور أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الواحدي المفسر قال قوله " يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة " وقال قتادة هي الشام كلها وقال عكرمة والسدي هي أريحا وقال الكلبي دمشق وفلسطين ومعنى المقدسة (2) المطهرة وتلك الأرض طهرت من الشرك وجعلت مسكنا وقرارا للأنبياء أخبرنا أبو سعد ناصر بن سهل بن أحمد الطوسي النوفالي (3) المعروف بالبغدادي بطوس أنا الإمام أبو عبد الله عبد الرحمن بن محمد بن يوسف الخلوقي (4) قراءة عليه بتوزن شاه قرية بمرو أنا أبو إبراهيم إسماعيل بن بقال المحبوبي نا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب التاجر نا أبو عثمان سعيد بن مسعود نا يزيد بن هارون نا الجريري (5) عن أبي السليل عن غنيم عن أبي العوام قال كان
_________
(1) سورة يونس الاية: 93
(2) ما بين معكوفتين زيادة عن خع
وأريحا: مدينة الجبارين في الغور من أرض الاردن بالشام (ياقوت)
(3) في خع: " النوقاني "
(4) الخلوقي بفتح الخاء وضم اللام هذه النسبة إلى خلوق أو خلوقة وهو بطن من العرب هكذا سمعتهم يقولون (الانساب)
(5) اسمعه سعيد بن إياس الجريري نسبة إلى جرير بن عابد بن ضبيعة
(6) هو ضريب بن نفير ويقال نقير ويقال نفيل(1/151)
مؤذن بيت المقدس يقول ما على وجه الأرض شهيد (1) لا يسمع أذاني لصلاة الغداة قال وإن كان بسمرقند أو غيرها قال وقال كعب ما شرب ماء عذب قط إلا ما يخرج من تحت هذه الصخرة حتى أن العين التي بدارين (2) ليخرج ماؤها من تحت هذه الصخرة وإن في (3) الأرض التي يتكلم بها يوم القيامة لحوت (4) الأذى لقدست مسيرة الشام مرتين وقدست سائر الشام مرة واحدة أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن السوسي أنا إبراهيم بن يونس أنا عبد العزيز بن أحمد النصيبي إجازة أنا أبو بكر محمد بن أحمد الواسطي الخطيب ببيت المقدس نا أبو حفص عمر بن الفضل بن مهاجر اللخمي نا أبي أبو العباس الفضل بن المهاجر نا الوليد بن حماد الرملي نا إبراهيم بن محمد نا الوليد بن مسلم نا ثور بن يزيد قال قدس الأرض الشام وقدس الشام فلسطين وقدس فلسطين بيت المقدس وقدس بيت المقدس الجبل وقدس الجبل المسجد وقدس المسجد القبة قرأت على أبي محمد عبد الله بن أسد بن عمار بن الخضر الدمشقي عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو الحسين عبد الله بن أحمد بن عمرو بن معاذ بداريا (5) أنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم نا أبي نا سليمان بن عبد الرحمن نا ابن عياش عن الأسود بن أحمر العنسي عن وهب الذماري أنه كان يقول إن الله كتب للشام إني قدستك وباركتك جعلت فيك مقامي وأنت صفوتي من بلادي وأنا سائق إليك صفوتي من عبادي فاتسعي لهم برزقك ومساكنك كما يتسع الرحم أن وضع فيه اثنان وسعه وإن ثلاثة مثل ذلك وعيني عليك بالظل والمطر من أول السنين إلى آخر الدهر فلن أنساك حتى أنسى يميني (6) وحتى تنسى ذات
_________
(1) بالاصل: " شهيدا "
(2) دارين: هي الداروم وهي بليدة بينها وبين غزة أربعة فراسخ نقله ياقوت عن محمد بن حبيب
(3) في خع " فم "
(4) كذا بالاصل وخع
(5) داريا: قرية كبيرة مشهورة من قرى دمشق بالغوطة والنسبة إليها داراني على غير قياس (ياقوت)
(6) كذا بالاصل وخع ومختصر ابن منظور وفي المطبوعة: " عيني "(1/152)
الرحم ما في رحمها أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود القرشي أنا علي بن أحمد بن زهير نا علي بن محمد بن شجاع أنا عبد الرحمن بن عمر بن نصر بن (1) خيثمة نا أحمد بن أبي خيثمة نا هارون بن معروف نا ضمرة بن ربيعة عن الوليد بن صالح الأزدي قال في الكتاب الأول إن الله عز وجل يقول يا شام أنت الأندر ومنك المحشر (2) وإليك المحشر فيك ناري ونوري من دخلك رغبة فيك فبرحمتي ومن خرج عنك رغبة منك فبسخطي تتسع لأهلها كما يتسع الرحم للولد الصواب الأردني
_________
(1) بالاصل وخع " نا "
(2) في مختصر ابن منظور 1 / 68: ومنك المنشر وإليك المحشر(1/153)
" باب إعلام النبي (صلى الله عليه وسلم) أمته وإخباره أن بالشام من الخير تسعة أعشار " أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسن بن عبد الله بن عبدان (1) أنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن أبي الحديد أنا أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي أنا أبو نصر أحمد بن المظفر بن محمد الموصلي بها نا عبد الله بن حيان بن عبد العزيز بن حيان نا الحسن بن علوية القطان نا إبراهيم بن يزيد بن مصعب الشامي نا أبو خليد الدمشقي عن الوضين بن عطاء عن مكحول عن عبد الله بن عمرو (2) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الخير عشرة أعشار تسعة بالشام وواحد في سائر البلدان والشر عشرة أعشار واحد بالشام وتسعة في سائر البلدان وإذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم أخبرناه عاليا أبو غالب بركة بن منصور بن ملاعب البستنبان ببغداد أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان أنا أبو بكر أحمد بن سندي بن الحسن بن بحر الحدادي نا الحسن بن علوية نا إبراهيم بن يزيد بن مصعب الشامي نا أبو خليد الدمشقي عن ابن عطاء عن مكحول عن عبد الله بن عمرو فذكر مثله أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو القاسم تمام بن محمد وأبو محمد بن أبي نصر وأبو بكر محمد بن عبد الرحمن القطان وأبو نصر محمد بن أحمد بن هارون بن الجندي وأبو القاسم
_________
(1) بالاصل: " الحسن بن عبد ربه " والمثبت بين معكوفتين عن خع
(2) في مختصر ابن منظور 1 / 69 " ابن عمر "(1/154)
عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن بن علي بن يعقوب بن أبي العقب أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور بن قبيس أنا أبي أبو العباس أنا أبو محمد بن أبي نصر قالوا أنا علي بن يعقوب بن أبي العقب نا أبو زرعة نا أبو نعيم وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان قالا نا أبو نعيم (1) الفضل بن دكين وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي نا عبد العزيز بن أحمد نا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن علي الوراق بالمصيصة نا أحمد بن خليد بن يزيد الكندي نا أبو نعيم عن الأعمش عن عبد الله بن ضرار الأسدي عن أبيه عن عبد الله قال قسم الله الخير فجعله عشرة أعشار فجعل تسعة أعشاره بالشام وبقيته في سائر الارضين وقسم الشر فجعله عشرة أعشر (2) فجعل جزءا منه في الشام وبقيته في سائر الأرضين وفي رواية ابن خليد أعشار في الموضعين بدل أعشر وفيها فجعل بغيرها تابعه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير عن الأعمش وخالفهما عبد الواحد بن زياد قرأناه (3) علي أبي عبد الله يحيى بن الحسن بن البنا عن أبي الحسين محمد بن أحمد بن الآبنوسي (4) أنا أحمد بن عبيد بن الفضل وعن أبي نعيم محمد بن عبد الواحد الواسطي أنا علي بن محمد بن خزفة (5) قالا نا محمد بن الحسين الزعفراني نا ابن أبي خيثمة نا موسى بن إسماعيل نا عبد الواحد بن زياد نا الأعمش عن سعيد بن عبد الله بن ضرار عن أبيه وعن خيثمة قالا قال عبد الله فذكر نحوه
_________
(1) عن هامش الاصل وخع
(2) عن خع وبالاصل: تسعة
(3) عن خع وبالاصل: قرناه
(4) هذه النسبة إلى آبنوس وهو نوع من الخشب يعمل منه أشياء
وانتسب جماعة إلى تجارتها ونجارتها
(5) بالاصل " حزفه " وفي خع " خرفه " والمثبت واضبط عن التبصير 1 / 429(1/155)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ لفظا أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل البزاز المعروف بابن الشيخ بالبصرة نا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي نا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر قالا نا يعقوب بن سفيان نا قبيصة بن عقبة نا سفيان عن زياد بن علاقة عن ثابت بن قطبة قال سمعت عبد الله بن مسعود يقول إنكم بحيث تبلبلت الألسن بين بابل والحيرة (1) وإن تسعة أعشار الخير بالشام وعشر (2) بغيرها وإن تسعة أعشار الشر بغيرها وعشرا (2) بها وفي حديث عبد الله بن جعفر وعشر من الشر بها وزاد وسيأتي عليكم زمان يكون أحب مال الرجل فيه أحمرة ينتقل عليها إلى الشام خالفه زائدة بن قدامة فرواه عن زياد عن قطبة بن مالك قرأنا على ابي عبد الله يحيى بن الحسن بن عبد الله بن البنا عن أبي الحسين محمد بن أحمد بن الآبنوسي أنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل قراءة قال وأنا أبو نعيم محمد بن عبد الواحد الواسطي إجازة أنا علي بن محمد بن خزفة (3) الصيدلاني قالا أنا أبو عبد الله محمد بن الحسين بن محمد (4) الزعفراني نا ابن أبي خيثمة نا معاوية بن عمرو نا زائدة نا زياد بن علاقة عن قطبة بن مالك عن ابن مسعود قال تعلمن أنكم من حيث اختلف الألسن من بين بابل والحيرة تعلمن أن تسعة أعشار الخير وعشرا واحدا من الشر بالشام تعلمن أن تسعة أعشار الشر وعشرا واحدا من الخير بما سواها تابعه يحيى بن أبي بكير الكرماني عن زائدة
_________
(1) الحيرة: مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة على موضع يقال له النجف (ياقوت)
(2) بالاصل وخع " وعشر " خطأ
(3) بالاصل " حزفه " وفي خع " خرفه " والمثبت والضبط عن التبصير 1 / 429
(4) ما بين معكوفتين زيادة عن خع
والصيدلاني: هذه النسبة لمن يبيع الادوية والعقاقير (الانساب)(1/156)
أخبرنا أبو سعد محمد بن يحيى بن منصور الجنزي الفقيه الشافعي بمرو أنا أبو حامد أحمد بن علي بن محمد بن عبدوس أنا أبو سعد عبد الرحمن بن حمدان النصري (1) أنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا محمد بن عبيد نا الأعمش عن عبد الله بن سراقة عن أبيه قال قال عبد الله إن الخير قسم عشرة أعشار فتسعة بالشام وعشر بهذه وإن الشر قسم عشرة (2) أعشار فتسعة بهذه وعشر بالشام أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي أنا قاضي القضاة أبو بكر محمد بن المظفر بن بكران الشامي أنا أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي أنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن الدخيل الصيدلاني نا أبو جعفر محمد بن عمرو العقيلي نا محمد بن إسماعيل يعني الصايغ نا الحسن بن علي يعني الحلواني (3) نا حيوة بن شريح نا بقية عن الصباح بن مجالد عن عطية عن أبي سعيد قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا كان سنة خمس وثلاثين ومائة خرج مردة الشياطين كان حبسهم سليمان بن داود عليهما السلام في جزيرة العرب فذهب تسعة أعشارهم إلى العراق يجادلونهم وعشر بالشام قال أبو جعفر العقيلي ولا أصل لهذا الحديث أخبرنا أبو الحسن محمد بن كامل المقدسي بدمشق أنا أبي أبو الحسن أنا الشيخ الفقيه أبو نصر محمد بن إبراهيم الهاروني الجرجاني في المسجد الأقصى نا الشيخ أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الإسماعيلي نا أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد نا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي نا محمد بن وهب السلمي نا بقية نا الصباح بن مجالد عن عطية العوفي (4) عن أبي سعيد قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا كان سنة خمس وثلاثين ومائة خرج مردة الشياطين الذين
_________
(1) في خع: النصروي
(2) عن خع وبالاصل: عشر
(3) الحلواني: بضم الحاء وسكون اللام هذه النسبة إلى حلوان: بلدة آخر حد عرض سواد العراق مما يلي الجبال
(4) بفتح العين وسكون الواو هذه النسبة إلى " عوف " وهم جماعة
(الانساب)(1/157)
حبسهم سليمان بن داود عليهما السلام في جزائر البحور يذهب منهم تسعة أعشارهم إلى العراق يجادلونهم وعشر بالشام في كتابي (1) عن أبي نصر محمد بن حمد الكبريتي لم أر عليه علامة السماع نا أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني إملاء أبو الحسن علي بن محمد بن الحسين الأردستاني (2) الفقيه نا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف أنا أبو عتبة أحمد بن الفرج الحمصي نا بقية بن الوليد وأنبأنا أبو الحسن محمد بن مرزوق بن محمد بن الوراق الزعفراني نا الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت أنا القاضي أبو بكر الحيري وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السراج قالا نا محمد بن يعقوب الأصم نا أبو عتبة نا بقية نا الصباح بن المجالد عن عطية العوفي عن أبي سعيد قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا كان سنة خمس وثلاثين ومائة خرج مردة الشياطين كان حبسهم سليمان بن داود عليهما السلام في جزائر البحور فذهب منهم تسعة أعشار إلى العراق يجادلونهم وعشر بالشام وفي حديث ابن مرزوق أعشارهم ورواه غيرهم عن بقية فزاد في إسناده عبد الواحد بن زياد أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم الإسماعيلي أنا أبو عمرو عبد الرحمن بن محمد الفارسي أنا ابن عدي نا ابن قتيبة والحارث بن محمد بن الحارث الهروي قالا نا كثير بن عبيد قال ونا معاوية بن العباس الحمصي نا سعيد بن عمرو قالا أنا بقية عن عبد الواحد بن زياد عن الصباح بن مجالد حدثني عطية العوفي عن أبي سعيد (3) الخدري قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا كان سنة خمس وثلاثين ومائة خرجت شياطين كان حبسهم سليمان بن داود في جزائر البحر فذهب منهم تسعة أعشارهم إلى العراق يجادلونهم بالعراق وعشر بالشام
_________
(1) عن خع وبالاصل " في كتاب "
(2) هذه النسبة إلى أردستان وهي بليدة قريبة من أصبهان على طرف البرية وهي على ثمانية عشر فرسخا من أصبهان (الضبط والمثبت عن الانساب)
(3) ما بين معكوفتين زيادة عن خع(1/158)
قال ابن عدي الصباح بن مجالد هذا يروي عنه بقية غير هذا الحديث وليس بالمعروف وهو من مشايخ بقية الذين (1) لا يروي عنهم غيره قرأت على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمد بن الحسن عن أبي عمر بن حيوية أنا أبو الطيب محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي نا ابن أبي خيثمة نا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي (2) نا إسماعيل بن عياش نا عقيل بن مدرك السلمي عن الوليد بن عامر اليزني (3) عن يزيد بن حمير عن كعب قال الخير عشرة أجزاء فتسعة أجزاء الخير في الشام وجزء في سائر الأرضين أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن عبد الله بن شعيب نا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمر عن أبي عثمان وأبي حارثة والربيع يعني ابن النعمان البصري بإسنادهم قالوا قال كعب حين استشار يعني عمر الناس بأيها تريد أن تبدأ يا أمير المؤمنين قال بالعراق قال فلا تفعل فإن الشر عشرة أجزاء والخير عشرة أجزاء فجزء من الخير بالمشرق وتسعة بالمغرب وإن جزءا من الشر بالمغرب وتسعة بالمشرق وبها قرن الشيطان وكل داء عضال فعزم على الشام قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي سعد محمد بن عبد الرحمن أنا أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ أنا محمد بن مروان نا هشام بن عمار نا عمر وهو ابن واقد نا يونس بن ميسرة عن أبي إدريس قال قدم علينا عمر بن الخطاب الشام فقال إني أريد آتي العراق فقال له كعب الأحبار أعيذك بالله يا أمير المؤمنين من ذلك قال وما تكره من ذلك قال بها تسعة أعشار الشر وكل داء عضال وعصاة الجن وهاروت وماروت (4) وبها باض إبليس وفرخ "
_________
(1) عن خع وبالاصل: الذي
(2) الحوطي: بفتح الحاء نسبة إلى حوط وظني أنها من قرى حمص أو جبلة مدينتان بالشام
وبالاصل " بحره " والمثبت عن الانساب
(3) اليزني بفتح الياء والزاي هذه النسبة إلى يزن وهو بطن من حمير أظنه من الكلاع (الانساب)
(4) زيادة عن المطبوعة 1 / 148(1/159)
باب ما جاء في أن الشام مهاجر إبراهيم الخليل وأنه من المواضع المختارة لإنزال التنزيل " أخبرنا أبو القاسم بن الحصين نا أبو علي بن المذهب لفظا أنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة عن شهر بن حوشب قال لما جاءتنا بيعة يزيد بن معاوية قدمت الشام فأخبرت بمقام يقومه نوف فجئته إذ جاء رجل فانتبذ (1) الناس عليه خميصة فإذا هو عبد الله بن عمرو بن العاص فلما رآه نوف أمسك عن الحديث فقال عبد الله سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إنها ستكون هجرة بعد هجرة ينحاز الناس إلى مهاجر إبراهيم لا يبقى في الأرض إلا شرار أهلها تلفظهم أرضوهم تقذرهم نفس الله تحشرهم النار مع القردة والخنازير تبيت معهم إذا ناموا وتقيل معهم إذا (2) قالوا وتأكل من تخلف قال وسمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول سيخرج أناس من أمتي من قبل المشرق يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم كلما خرج منهم قرن قطع كلما خرج منهم قرن قطع حتى عدها زيادة على عشر مرات كلما خرج منهم قرن قطع حتى يخرج الدجال في بقيتهم أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه ثم أنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا يوسف بن الحسن بن محمد قالا أنا أبو نعيم نا عبد الله بن جعفر بن أحمد نا يونس بن حبيب نا أبو داود نا هشام عن قتادة عن شهر بن حوشب قال أتى عبد الله بن
_________
(1) في مسند 2 / 199 " فاشتد الناس " وانتبذ الناس يعني ابتعد عنهم ناحية
والخميصة: كساء أسود مربع أطرافه مطرزة يكون من خزا أو صوف (النهاية)
(2) زيادة عن مسند أحمد 2 / 199(1/160)
عمرو نوفا البكائي (1) فقال حدث فإنا قد نهينا عن الحديث فقال ما كنت لأحدث وعندي رجل من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) من قريش فقال عبد الله بن عمرو سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول ستكون هجرة بعد هجرة يخرج خيار الأرض إلى مهاجر إبراهيم (صلى الله عليه وسلم) ويبقى في الأرض شرار أهلها تلفظهم أرضوهم وتقذرهم نفس الله عز وجل وتحشرهم النار مع القردة والخنازير وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخرج ناس من قبل المشرق يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم كلما قطع قرن نشأ قرن كلما قطع قرن نشأ قرن كلما قطع قرن نشأ قرن ثم يخرج في بقيتهم الدجال أخبرنا أبو القاسم بن الحصين نا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا أبو داود وعبد الصمد المعني قالا نا هشام عن قتادة عن شهر قال أتى عبد الله بن عمرو على نوف يعني البكائي (1) وهو يحدث فقال حدث فإنا قد نهينا عن الحديث فقال ما كنت لأحدث وعندي رجل من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم من قريش فقال عبد الله بن عمرو سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول ستكون هجرة بعد هجرة بخيار الأرض قال عبد الصمد لخيار الأرض إلى مهاجر إبراهيم فيبقى في الأرض شرار أهلها تلفظهم الأرضون وتقذرهم نفس الله عز وجل وتحشرهم النار مع القردة والخنازير ثم قال حدث فإنا قد نهينا عن الحديث فقال ما كنت لأحدث وعندي رجل من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم من قريش فقال عبد الله بن عمرو سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول يخرج قوم من قبل المشرق يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم كلما قطع قرن نشأ قرن كلما قطع قرن نشأ قرن حتى يخرج في بقيتهم الدجال خالفه أبو جناب يحيى بن أبي حية الكلبي فرواه عن شهر عن ابن عمر أخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا يزيد أنا أبو جناب يحيى بن أبي حية عن شهر بن حوشب قال سمعت عبد الله بن عمر يقول لقد رأيتنا وما صاحب (2)
_________
(1) كذا بالاصل وخع وفي تقريب التهذيب: البكالي وهو نوف بن فضالة ابن امرأة كعب شامي
(2) عن مسند أحمد 2 / 84 وبالاصل: " وما صاب "(1/161)
الدينار والدرهم بأحق من أخيه المسلم ثم لقد رأيتنا بآخرة الآن وللدينار (1) والدرهم أحب إلى أحدنا من أخيه المسلم ولقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لئن أنتم اتبعتم أذناب البقر وتبايعتم بالعينة (2) وتركتم الجهاد في سبيل الله تبارك وتعالى ليلزمنكم الله عز وجل مذلة في أعناقكم لا تقرع منكم حتى ترجعوا إلى ما كنتم عليه وتتوبون إلى الله عز وجل وسمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لتكونن هجرة بعد هجرة إلى مهاجر أبيكم إبراهيم (صلى الله عليه وسلم) حتى لا يبقى في الأرضين إلا شرار أهلها وتلفظهم أرضوهم وتقذرهم روح الرحمن وتحشرهم النار مع القردة والخنازير تقيل حيث يقيلون وتبيت حيث يبيتون وما سقط منهم فلها ولقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول يخرج من أمتي قوم يسيئون الأعمال يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم قال يزيد لا أعلمه إلا قال يحقر أحدكم عمله مع عملهم يقتلون أهل الإسلام فإذا خرجوا فاقتلوهم ثم إذا خرجوا فاقتلوهم ثم إذا خرجوا فاقتلوهم فطوبى لمن قتلهم وطوبى لمن قتلوه كلما طلع منهم قرن قطعه الله تبارك وتعالى فردد ذلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عشرين مرة وأنا أسمع أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي الفقيه وأبو الحسن عبيد الله بن محمد بن أحمد بن الحسين البيهقي قالا أنا أحمد بن الحسين البيهقي وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري اللالكلائي قالا أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا أبو النضر (3) إسحاق بن إبراهيم بن يزيد وهشام بن عمار الدمشقيان قالا نا يحيى بن حمزة نا الأوزاعي عن نافع وقال أبو النضر (3) عن من حدثه عن نافع عن ابن عمر أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال سيهاجر أهل الأرض هجرة بعد هجرة إلى مهاجر إبراهيم عليه السلام حتى لا يبقى إلا شرار أهلها تلفظهم الأرضون وتقذرهم روح الرحمن وتحشرهم النار مع القردة والخنازير تبيت معه حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا ولها ما سقط منهم
_________
(1) عن مسند أحمد وبالاصل: والدينار
(2) أي أن يبيع التاجر سلعة بثمن إلى أجل ثم يشتريها بأقل من ذلك الثمن (انظر النهاية)
(3) عن تقريب التهذيب وبالاصل " أبو النصر "(1/162)
أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس الجرجاني بهراة أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عمر العمري الهروي أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح الهروي نا يحيى بن محمد بن صاعد نا سعد بن محمد نا هشام بن عمار نا يحيى بن حمزة نا الأوزاعي عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال سيهاجر خيار أهل الأرض هجرة بعد هجرة إلى مهاجر إبراهيم حتى لا يبقى في الأرض إلا شرار أهلها تدفعهم وتحشرهم النار مع القردة والخنازير تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا ولها ما سقط فيموت وينشأ نشء يقرؤون القرآن لا يجاوز ألسنتهم كلما خرج قرن قطع وقال ابن عمر سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول كلما خرج قرن قطع أكثر من عشرين مرة حتى يخرج في آخراهم الدجال كتب إلي أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي ثم أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الداراني أنا سهل (1) بن بشر بن أحمد الاسفرايني قالا أنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد بن الطفال أنا أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عبد الله الذهلي نا جعفر بن محمد بن الحسن نا أبو جعفر النفيلي نا خليد بن دعلج عن قتادة في قوله " إني مهاجر إلى ربي " (2) قال إلى الشام كان مهاجره (3) أخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم بن الحنائي في كتابه أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد أنا جدي أنا أبو الدحداح نا أبو عامر موسى بن عامر نا الوليد بن مسلم نا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن كعب الأحبار قال يوشك بالرعد والبرق أن يهاجر إلى الشام حتى لا تكون رعدة (4) ولا برقة إلا ما بين العريش والفرات وأنبأناه أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي العلاء نا الحافظ أبو بكر أحمد بن
_________
(1) عن خع وبالاصل " إسماعيل "
(2) سورة العنكبوت الاية: 26
(3) زيادة عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 71
(4) عن خع ومختصر ابن منظور(1/163)
علي بن ثابت أنا أبو الحسين (1) بن بشران نا عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق قال قرئ على أبي بكر محمد بن أحمد بن النضر نا معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق عن الأوزاعي عن يحيى قال قال كعب يهاجر الرعد والبرق إلى الشام حتى لا يبقى رعدة ولا برقة إلأ فيما بين العريش والفرات رواه محمد بن كثير عن الأوزاعي فقصر به أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن أبي الحديد أنا جدي أنا أبو الدحداح نا أحمد بن عبد الواحد نا محمد بن كثير عن الأوزاعي قال يهاجر الرعد والبرق إلى مهاجر إبراهيم حتى لا يبقى قطرة إلا فيما بين العريش والفرات (2) أنبأنا أبو نصر عبد الرحيم بن الأستاذ أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري أنا أبو بكر البيهقي الحافظ أنا الحاكم أبو عبد الله النيسابوري أخبرني علي بن عيسى بن إبراهيم الحيري نا أبو يحيى زكريا بن داود الخفاف (3) نا أحمد بن عمرو الحرشي (4) نا شريح بن سراج الحنفي عن عباد بن منصور قال كنا عنده فنشأت سحابة برعد وبرق وظلمة فقال نا أبو قلابة أن الرعد والبرق سيهاجر من أرض العراق إلى أرض الشام حتى لا يبقى بها رعد ولا برق قرأت بخط ابي محمد عبد الرحمن بن أحمد بن صابر مما ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين (5) الرازي أخبرني أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف نا أبو عبيد الله معاوية بن صالح الأشعري نا أحمد بن عبد العزيز الرملي نا ضمرة بن ربيعة قال سمعت أنه لم يبعث نبي إلا من الشام فإن لم يكن منها أسري به إليها أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن هبة الله بن الطبري أنا
_________
(1) في المطبوعة: " أبو الحسن " تحريف
(2) سقط اخبر بتمامه من المطبوعة
(3) زيادة عن خع
(4) هذه النسبة إلى بني الحريش بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن قيس (الانساب بفتح الحاء والراء)
(5) عن خع وبالاصل: أبي الحسن(1/164)
أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر بن درستوية نا يعقوب بن سفيان نا أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم نا الوليد بن مسلم نا عفير (1) بن معدان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال أنزلت علي النبوة في ثلاثة أمكنة بمكة وبالمدينة وبالشام قرأته عاليا على أبي القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي (2) عن أبي سعد محمد بن عبد الرحمن بن محمد الجنزرودي أنا أبو أحمد الحاكم أنا محمد بن محمد بن سليمان نا هشام بن عمار نا الوليد نا عفير بن معدان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنزل القرآن في ثلاثة أمكنة مكة والمدينة والشام قال الوليد يعني بيت المقدس "
_________
(1) عن خع وبالاصل: " عيسى " وفي التقريب: عفير بالتغير حمصي مؤذن
(2) عن خع وبالاصل: الشماسي(1/165)
باب ما جاء في اختصاص الشام وقصوره بالإضاءة عند مولد النبي (صلى الله عليه وسلم) وظهوره " أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الفرضي أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد الخرقي (1) نا أحمد بن إسحاق بن البهلول حدثني أبي حدثني أبي ويزيد بن هارون عن فرج بن فضالة عن لقمان بن عامر عن أبي أمامة قال قيل يا رسول الله ما كان بدء أمركم قال قال دعوة أبي إبراهيم (صلى الله عليه وسلم) وبشرى أخي عيسى عليه السلام ورأت أمي كأنما خرج منها شئ أضاءت له قصور الشام أخبرناه أبو عبد الله الحسن بن عبد الملك الخلال أنا أبو طاهر أحمد بن محمود بن أحمد بن محمود أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ نا أبو القاسم بن بنت منيع نا علي بن الجعد بن عبيد الجوهري أنا فرج بن فضالة وأخبرناه أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري نا وأخبرناه أبو عبد الله يحيى بن الحسن بن البنا وأبو القاسم بن السمرقندي وعبيد الله بن أحمد بن محمد بن البخاري وأبو الدر ياقوت بن عبد الله التاجر ببغداد قالوا أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصريفيني وأخبرنا أبو العز بن كادش أنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الحسين الوراق قالا وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن علي البيهقي القاضي
_________
(1) بكسر الخاء وفتح الراء هذه النسبة إلى بيع الثياب والخرق (الانساب)(1/166)
ببيهق (1) أنا الإمام أبو علي محمد بن إسماعيل بن محمد العراقي بطوس (2) قالوا نا أبو طاهر المخلص إملاء أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي الوزير وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الفضل أحمد بن الحسن بن هبة الله المقرئ المعروف بابن العالمة وأبو منصور علي بن علي بن عبيد الله المعروف بابن سكينة ببغداد قالوا أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصريفي (3) أنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حباية قالوا أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي نا علي بن الجعد أنا وقال الزهري أخبرني الفرج بن فضالة عن لقمان بن عامر عن أبي أمامة زاد المخلص الباهلي قال قيل يا رسول الله ما كان بدء أمرك قال دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى عليهما السلام ورأت أمي أنه خرج وقال المخلص رأت أمي خرج منها نور أضاءت له وقال وقال البيهقي منه قصور الشام تابعهما آدم بن أبي إياس عن أبي فضالة الفرج بن فضالة وأخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن كادش العكبري (4) أنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري أنا علي بن عمر بن محمد الحربي نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار نا منصور بن أبي مزاحم نا الفرج عن لقمان عن أبي أمامة قال قيل للنبي (صلى الله عليه وسلم) ما كان أول بدو أمرك قال دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى عليهما السلام ورأت أمي أنه خرج منها نور أضاءت له (5) قصور الشام
_________
(1) بيهق: بالفتح ناحية كبيرة وكورة واسعة كثيرة البلدان والعمارة من نواحي نيسابور
(2) طوس: مدينة بخراسان بينها وبين نيسابور نحو عشرة فراسخ
(3) كذا بالاصل وخع والصواب " الصريفيني " وهذه النسبة إلى صريفين من قرى بغداد (الانساب)
(4) بضم العين وفتح الباء وقيل بضم الباء أيضا هذه النسبة إلى عكبرا بلدة على الدجلة فوق بغداد من الجانب الشرقي (الانساب)
(5) زيادة عن المطبوعة(1/167)
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد وأخبرني عنه أبو مسعود عبد الرحيم بن علي الاصبهاني أنا أبو نعيم الحافظ أنا سليمان بن أحمد الطبراني نا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة نا أبو المغيرة نا أبو بكر بن أبي مريم حدثني سعيد بن سويد وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر القطيعي نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا أبو اليمان الحكم بن نافع نا أبو بكر عن سعيد بن سويد عن العرباض بن سارية السلمي قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إني عبد الله في أم الكتاب خاتم وقال الحكم لخاتم النبيين فإن آدم لمجندل وقال الحكم مجندل في طينته وسوف أنبئكم (1) بتأويل ذك دعوة أبي إبراهيم وبشارة عيسى قومه ورؤيا أمي التي رأت أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام وكذلك أمهات النبيين يرين وقال الحكم وكذلك يرى أمهات النبيين صلى الله عليهم وأخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد الواسطي نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت لفظا أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد الأشناني أنا أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي نا أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي قال قلت لأبي اليمان حدثك أبو بكر بن أبي مريم الغساني عن سعيد بن سويد عن عرباض بن سارية السلمي قال سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول إني عبد الله في أم الكتاب لخاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته وسأنبئكم بتأويل ذلك دعوة إبراهيم وبشارة ابن مريم قومه ورؤيا أمي التي رأت أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام وكذلك ترى أمهات النبيين فأقر أنه سمعه من أبي بكر كذا رواه أبو بكر بن أبي مريم وقد أسقط من إسناده رجلا وهو عبد الأعلى بن هلال أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي
_________
(1) عن خع وبالاصل " أبليكم " وفي مسند أحمد 4 / 128: " وسأنبئكم "(1/168)
وأنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن هبة الله الطبري قالا أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا أبو صالح وأخبرناه أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله خطيب مشكان أنا القاضي أبو منصور محمد بن الحسن بن محمد بن يونس النهاوندي أنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن زنبيل النهاوندي أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الخليل القاضي المعروف بابن الأشقر نا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري نا عبد الله بن صالح وأخبرناه أبو علي الحداد في كتابه وحدثني عنه أبو مسعود الاصبهاني نا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ نا سليمان بن أحمد الطبراني نا بكر بن سهل نا عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن صالح عن سعيد بن سويد عن عبد الأعلى بن هلال السلمي عن العرباض بن سارية وقال البخاري عرباض بن سارية قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول أنا وقال يعقوب إني عبد الله وخاتم النبيين وأنآدم لمنجدل في طينته وسأخبركم عن ذلك دعوة أبي إبراهيم وبشارة عيسى وزاد الحداد وابن الفضل ورؤيا أمي التي رأت وكذلك أمهات النبيين (1) يرين ثم اتفقوا وقالوا وأن أم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رأت حين وضعته نورا أضاءت لها (2) قصور الشام وهكذا رواه ابن وهب (3) عن معاوية بن صالح أخبرنا أبو علي الحداد إجازة وحدثني عنه أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد أنا أبو نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد نا محمد بن هارون بن محمد بن بكار الدمشقي نا الوليد بن عتبة نا بقية حدثني صفوان بن عمرو عن حجر بن مالك الكندي عن أبي مريم الكندي قال أقبل أعرابي من بهز حتى أتى
_________
(1) في المطبوعة: المؤمنين
(2) في خع " لنا " وفي المطبوعة: " له "
(3) عن خع وبالاصل " أبو " تحريف(1/169)
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو قاعد عند حلقة من الناس فقال ألا تعلمني شيئا تعلمه وأجهله وينفعني لا يضرك فقال الناس مه مه اجلس فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) دعوه فإنما سأل الرجل ليعلم فأفرجوا له حتى جلس فقال أي شئ كان أول من أمر نبوتك قال أخذ الله عز وجل مني الميثاق كما أخذ من النبيين ميثاقهم وتلى " ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم وأخذنا منه ميثاقا غليظا " (1) وبشر بي المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام ورأت أم رسول الله صلى الله عليه وسلم) في منامها أنه خرج من بين رجليها سراج أضاءت لها منه قصور الشام فقال أعرابي هاه وأدنا رأسه منه وكان في سمعه شئ فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ووراء ذلك ووراء ذلك مرتين أو ثلاثا أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد الماهاني (2) بأصبهان أنا أبو منصور شجاع بن علي بن شجاع أنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن مندة أنا أحمد بن محمد بن زياد ومحمد بن يعقوب قالا أنا أحمد بن عبد الجبار نا يونس عن محمد بن إسحاق حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنهم قالوا يا رسول الله أخبرنا عن نفسك قال دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى بن مريم عليهم السلام ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاءت له قصور بصرى (3) من أرض الشام واستعرضت في بني سعد بن بكر فبينا أنا مع أخ لي في بهم (4) لنا أتاني رجلان بثياب بياض معهما طست من ذهب مملوء ثلجا فأضجعاني فشقا بطني ثم استخرجا قلبي فغسلاه ثم جعلا فيه حكمة وإيمانا أسنده بحير بن سعد عن خالد أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الحسني أنا رشأ بن نظيف بن ما شاء الله المقرئ أنا الحسن بن إسماعيل بن محمد نا أحمد بن مروان المالكي نا عباس بن محمد الدوري نا يحيى بن
_________
(1) سورة الاحزاب الاية: 7
(2) الماهاني بفتح الميم والهاء هذه النسبة إلى ماهان وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه (الانساب)
(3) بصري بالضم والقصر بالشام من أعمال دمشق وهي قصبة كورة حوران (ياقوت)
(4) بهم: جمع بهمة أولاد الضأن والمعز والبقر (قاموس)(1/170)
معين نا بقية بن الوليد عن يحيى بن سعيد عن خالد بن معدان عن ابن عمرو السلمي عن عتبة بن عبد أنه حدثهم أن رجلا سأل النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال كيف كان أول بدو شأنك يا نبي الله فقال كانت حاضنتي من بنبكر بن سعد فانطلقت أنا وابن لها في بهم لنا ولم نأخذ معنا زادا فقلت لأخي يا أخي اذهب فأتنا بزاد من عند أمنا فذهب أخي ومكثت أنا عند البهم فأقبل إلي طيران أبيضان كأنهما نسران فقال أحدهما لصاحبه هو هو فقال الآخر نعم قال فأقبلا يبتدراني فأخذاني فبطحاني للقفا فشقا بطني فاستخرجا قلبي فشقاه فأخرجا منه علقتين سوداوين فقال أحدهما لصاحبه ائتني بماء ثلج فغسلا به جوفي ثم قال ايتني بماء برد فغسلا به جوفي والصواب قلبي ثم قال ايتني بالسكينة فذرها في قلبي ثم أطبقه قال أحدهما لصاحبه خطه (1) فخاطه وختم عليه بخاتم النبوة فقال أحدهما لصاحبه اجعله في كفة واجعل ألفا من أمته في كفة فإذا أنا أنظر إلى الألف فوقي أشفق أن يخر علي بعضهم فقال أحدهما لصاحبه لو أن أمته وزنت به لمال (2) بهم ثم انطلقا وتركاني وفرقت فرقا شديدا ثم انطلقت إلى أمي وأخبرتها بالذي لقيت فاشفقت أن يكون قد التبس بي فقالت أعيذك بالله فرحلت بعيرا لها فحملتني على الرحل وركبت خلفي حتى بلغنا إلى أمي فقالت قد أديت أمانتي وذمتي وحدثتها بالحديث التي لقيت فلم يرعها ذلك وقالت إني رأيت خرج مني نور أضاء له قصور الشام كذا قال والصواب بحير بن سعد وسعد بن بكر أخبرناه أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين أنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب أنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا حيوة ويزيد بن عبد ربه قالا نا بقية حدثني بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن ابن عمرو السلمي عن عتبة بن عبد (3) السلمي أنه حدثهم وأنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد في كتابه ثم حدثني أبو محمود مسعود عبد الرحيم بن علي عنه أنا إبراهيم الحافظ نا سليمان بن أحمد الطبراني نا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة نا أبي قال ونا سليمان نا واثلة بن الحسن
_________
(1) في خع: " حصه فحاصه
" وهما بمعنى حاص الثوب يحوصه: خاطه (النهاية: حوص)
(2) عن خع وبالاصل " لما "
(3) عن مسند أحمد 4 / 184 وقد تقدم وبالاصل " عمرو "(1/171)
العرقي نا كثير بن عبيد الجراج قال ونا سليمان قال ونا إبراهيم بن محمد بن عرق نا محمد بن المصفى وعمرو بن عثمان قالوا أنا بقية عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي عن عتبة بن عبد أن رجلا جاء سأل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال كيف كان أول شأنك يا رسول الله قال كانت حاضنتي من بني سعد بن بكر فانطلقت أنا وابن لها في بهم لنا ولم نأخذ معنا زادا فقلت يا أخي اذهب فائتنا بزاد من عند أمنا فانطلق أخي ومكثت أنا عند البهم فأقبل طيران أبيضان كأنهما نسران فقال أحدهما لصاحبه أهو هو قال نعم فأقبلا يبتدراني فأخذاني فبطحاني للقفا قال ابن الحصين إلى القفا فشقا بطني ثم استخرجا قلبي فشقاه فأخرجا منه علقتين سوداوين فقال أحدهما لصاحبه زاد ابن الحصين قال يزيد في حديثه ايتني بماء ثلج فغسلا به جوفي (1) ثم قال ايتني بماء برد فغسلا به قلبي ثم قال ايتني بالسكينة فذراها في قلبي ثم قال أحدهما لصاحبه زاد ابن الحصين خطه فخطه وختم عليه بخاتم النبوة وقال حيوة في حديثه خصه فخصه (2) واختم عليه بخاتم النبوة ثم اتفقا فقال أحدهما لصاحبه اجعله في كفه واجعل ألفا من أمته في كفة فإذا أنا أنظر وقال ابن الحصين لأنظر إلى الألف فوقي أشفق أن يخر علي بعضهم فقال لو أن أمته وزنت به لرجحها وقال ابن الحصين لمال بهم ثم انطلقا وتركاني ففرقت فرقا شديدا ثم انطلقت إلى أمي فأخبرتها زاد ابن الحصين بالذي لقيته فأشفقت زاد ابن الحصين علي وقالا أن يكون التبس بي قالت أعيذك بالله فرحلت بعيرها وقال أن ابن الحصين فرحلت بعيرا لها فحملتني وقال يزيد فحملتني على الرحل وركبت خلفي حتى بلغتني وقال ابن الحصين بلغنا إلى أمي فقالت وديت (3) أمانتي وذمتي وحدثتها بالذي لقيت فلم يرعها ذلك وقالت إني رأيت زاد أبو علي حين ولدته وقالا خرج مني نور أضاءت له قصور الشام حدثنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي أنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء أنا أبو محمد بن أبي نصر
_________
(1) في مسند أحمد: قلبي
(2) كذا بالاصل وفي مسند أحمد: " حصه فحصه " بمعنى خاطه
(3) في مسند أحمد: " أو أديت " وفي مختصر ابن منظور: قد أديت(1/172)
وأخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان أنا الفقيه أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أبو محمد بن أبي نصر وأبو نصر محمد بن أحمد بن الجندي قالا أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب نا أحمد بن إبراهيم البسري نا ابن عائذ نا الوليد بن مسلم قال قال عثمان بن أبي العاتكة وغيره أن آمنة بنت وهب أنها حين وضعته كفأت عليه برمة (1) حتى تتفرغ له قالوا فوجدت البرمة قد انشقت عن نور أضاءت منه لها عن قصور كثيرة من قصور الشام أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا أبو الحسن أحمد بن معروف بن بشر بن موسى الخشاب نا أبو محمد حارث بن أبي أسامة أنا أبو عبد الله محمد بن سعد أنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي أنا جويبر عن الضحاك أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال أنا دعوة إبراهيم قال وهو يرفع القواعد من البيت " ربنا وابعث فيهم رسولا منهم " حتى أتم الآية (2) الضحاك هو ابن مزاحم الهلالي (3) وجويبر بن سعيد البلخي ضعيف والحديث مرسل أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي قال قال لنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين البيهقي إنما أراد والله أعلم أنه كذلك في قضاء الله وتقديره قبل أن يكون آدم عليه الصلاة والسلام وإنما دعوة إبراهيم عليه السلام لما أخذ في بناء البيت دعا الله تعالى فقال " ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم " فاستجاب الله دعاءه في نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) وأما بشارة عيسى عليه السلام به فهو أن الله تعالى أمر عيسى فبشر به قومه فعرفه بنو إسرائيل قبل أن يخلق "
_________
(1) برمة بالضم قدر من الحجر
(2) سورة البقرة الاية: 129
(3) في المطبوعة: " الكلابي "؟(1/173)
باب ما جاء عن سيد البشر عليه السلام أن الشام أرض المحشر والمنشر " أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس وأبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد بن البن قالا أنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء أنا أبو عبد الله الحسين بن الضحاك بن محمد الطيبي (1) ببغداد نا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي نا عبد الله بن أحمد بن خزيمة الباوردي أبو محمد نا علي بن حجر نا الوليد بن مسلم نا سعيد بن بشير نا قتادة عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال قيل يا رسول الله صلاة في بيت المقدس أفضل أم صلاة في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات فيه ولنعم المصلى هو أرض المحشر والمنشر وليأتين على الناس زمان ولبسطة قوسه من حيث يرى منه بيت المقدس أفضل من الدنيا وما فيها جميعا (2) أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن (3) المقرئ أنا أبو يعلى الموصلي نا الشاذكوني وهو سليمان بن أيوب نا معاذ حدثني أبي عن قتادة قال حدث سعيد بن أبي الحسن عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال ذكر النبي (صلى الله عليه وسلم) الشام فقال أرض المحشر والمنشر معاذ هو ابن هشام الدستوائي (4) أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن محمد بن سعدوية ببغداد أنا أبو
_________
(1) هذه النسبة بالطاء المكسورة إلى طيب وهي بلدة بين واسط وكرو الاهواز
(2) في خع: أفضل وخير من الدنيا جميعا
(3) زيادة عن خع
(4) هذه النسبة إلى دستوى بالقصر بلدة بالاهواز(1/174)
الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي أنا أبو جعفر بن عبد الله بن يعقوب بن فناكي (1) نا أبو بكر محمد (2) بن هارون الروياني نا محمد بن إسحاق أنا هشام بن عمار نا الوليد بن مسلم نا سعيد بن بشير عن قتادة عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله الصلاة في مسجدك هذا أفضل من صلاة في بيت المقدس فقال صلاة في مسجدي هذا افضل من أربع صلوات فيه (2) ولنعم المصلى هو أرض المحشر والمنشر [* * *] أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد إجازة وحدثني عنه أبو مسعود الاصبهاني أنا أبو نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد الطبراني نا أحمد بن مسعود المقدسي نا عمرو بن أبي سلمة نا سعيد بن بشير عن قتادة عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله الصلاة في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أفضل من صلاة في بيت المقدس فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صلاة في مسجدي أفضل من اربع في بيت المقدس ولنعم المصلى هو هي أرض المحشر والمنشر وليأتين على الناس زمان ولبسطة قوس من حيث يرى بيت المقدس (3) أفضل من الدنيا جميعا كذا نقلته من خط أبي بكر بن مردوية الحافظ والصواب قوس بالواو (4) وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي (5) نا هشام (6) عن عبد الحميد نا شهر حدثتني أسماء أن أبا ذر الغفاري كان يخدم النبي (صلى الله عليه وسلم) فإذا فرغ من خدمته أوى إلى المسجد وكان هو بيته فجلس إليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال له كيف أنت إذا أخرجوك
_________
(1) عن خع وبالاصل " قباطي "
(2) زيادة عن خع
(3) زيادة عن خع
(4) كذا بالاصل وقد وردت " ولبسطة قوس " بالواو بالاصل وخع ولعل رواية نسخه وردت قرس بالراء وهي عبارة المطبوعة 1 / 164
(5) زيادة عن خع ومسند أحمد
(6) في خع هاشم(1/175)
منه قال إذا ألحق بالشام فإن الشام ارض الهجرة وأرض المحشر وأرض الأنبياء فذكر الحديث أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو المعالي أحمد بن علي بن محمد بن يحيى بن الرونج المعروف بابن الحاجب ببغداد قالا أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو الحسين محمد بن عبد الله بن الحسين بن هارون نا أبو الطيب محمد بن عبد الصمد بن الحسن الدقاق نا أبو يحيى عيسى بن موسى بن أبي حرب الصفار نا يحيى بن أبي بكير نا شبل بن عباد قال سمعت أبا قزعة يحدث عن عمرو بن دينار عن حكيم بن معاوية عن أبيه أنه جاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا محمد إني حلفت بعدد أصابعي أن لا أتبعك ولا أتبع دينك فأنشدك ما الذي بعثك الله عز وجل به قال الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة أخوان بصيران لا يقبل الله عز وجل من أحد توبة يعني من اشرك به بعد إسلامه قال فما حق زوجته قال تطعمها إذا أكلت وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تهجر إلا في البيت وأشار بيده إلى الشام فقال ها هنا إلى ها هنا تحشرون ركبانا ومشاة على وجوهكم يوم القيامة على أفواهكم الفدام توافون سبعين أمة أنتم خيرهم وأكرمهم على الله عز وجل وأول ما يعرب عن أحدكم فخذه أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين أنا أبو علي الحسن بن علي التميمي أنا أبو بكر أحمد بن جعفر نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي (1) نا عبد الله بن الحارث حدثني شبل بن عباد وابن أبي بكير يعني يحيى بن أبي بكير نا شبل بن عباد المعني قال سمعت أبا قزعة وقال ابن أبي بكير يحدث عن عمرو بن دينار يحدث عن حكيم بن معاوية البهزي عن أبيه أنه قال للنبي (صلى الله عليه وسلم) إني حلفت هكذا ونشر أصابع يديه حتى تخبرني ما الذي بعثك الله به قال بعثني الله بالإسلام قال وما الإسلام قال شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة أخوان نصيران لا يقبل الله من أحد توبة أشرك بعد إسلامه قال قلت يا رسول الله ما حق زوج أحدنا عليه قال تطعمها إذا أكلت وتكسوها
_________
(1) مسند أحمد بن حنبل 4 / 446(1/176)
إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت ثم قال ها هنا تحشرون ها هنا تحشرون هاهنا تحشرون ثلاثا ركبانا ومشاة وعلى وجوهكم توفون يوم القيامة سبعين (1) أمة أنتم آخر الأمم وأكرمها على الله عز وجل وعلا تأتون يوم القيامة وعلى أفواهكم الفدام أول ما يعرب عن أحدكم فخذ قال ابن أبي بكير واشار بيده إلى الشام فقال إلى ها هنا تحشرون وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر القطيعي نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا عفان نا حماد بن سلمة أنا أبو قزعة الباهلي نا حكيم بن معاوية عن أبيه قال أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقلت ما أتيتك حتى حلفت عدد أصابعي هذه أن لا آتيك أرانا عفان وطبق كفيه فبالذي بعثك بالحق ما الذي بعثك به قال الإسلام قال وما الإسلام قال أن يسلم قلبك لله عز وجل وأن توجه وجهك إلى الله وتصلي الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة أخوان نصيران لا يقبل الله جل وعز من أحد توبة أشرك بعد إسلامه قلت ما حق زوجة أحدنا عليه قال تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت قال تحشرون ها هنا وأومى بيده نحو الشام مشاة وركبانا وعلى وجوهكم وتعرضون على الله تعالى وعلى أفواهكم الفدام فأول ما يعرب عن أحدكم فخذه وقال ما من مولى يأتي مولى له فيسأله من فضل عنده فيمنعه إلا جعله الله عليه (2) شجاعا ينهشه قبل القضاء قال عفان يعني بالمولى ابن عمه قال وقال إن رجلا ممن كان قبلكم رغسه (3) الله مالا وولدا حتى ذهب حتى ذهب عصر وجاء آخر فلما احتضر قال لولده أي أب كنت لكم قالوا خير أب فقال هل أنتم مطيعي وإلا أخذت مالي منكم انظروا إذا أنا مت أن تحرقوني حتى تدعوني حمما (4) ثم اهرسوني بالمهراس وأدار رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يده حذاء ركبتيه فقال
_________
(1) زيادة عن المطبوعة 1 / 166
(2) رغس: أرغسه الله مالا: أكثر له وبارك فيه كرغسه (قاموس)
(3) في مسند أحمد 4 / 447 " فحما " وهما بنفس المعنى(1/177)
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ففعلوا والله وقال نبي الله (صلى الله عليه وسلم) بيده هكذا ثم اذروني في يوم راح (1) لعلي أضل الله كذا قال عفان قال أبي وقال مهنى أبو شبل عن حماد أصل الله ففعلوا والله ذاك فإذا هو قائم في قبضة الله تعالى فقال يا ابن آدم ما حملك على ما فعلت (2) قال من مخافتك قال فتلافاه الله عز وجل بها أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو بكر بن أحمد بن باكوية نا بشر بن موسى نا الحسن بن موسى الأشيب نا حماد بن سلمة نا أبو قزعة الباهلي عن حكيم بن معاوية عن أبيه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تحشرون ها هنا وأومأ بيده نحو الشام مشاة وركبانا وعلى وجوهكم وتعرضون على الله وعلى وجوهكم الفدام وأول ما يعرب عن أحدكم فخذه وتلا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جلودكم " (3) أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر القطيعي نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا يزيد أنا بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قلت يا رسول الله أين تأمرني قال ها هنا ونحا بيده نحو الشام قال إنكم تحشرون رجالا وركبانا وتجرون على وجوهكم أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا رضوان بن أحمد إجازة قالا نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم أن اليهود أتوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوما فقالوا يا أبا القاسم إن كنت صادقا أنك نبي فالحق بالشام فإن الشام أرض المحشر وأرض الأنبياء فصدق زاد ابن السمرقندي رسول الله ثم اتفقا فقالا قالوا فغزا غزوة تبوك لا يريد إلا الشام فلما بلغ تبوك
_________
(1) في مسند أحمد: " في يوم ريح " ويوم راح: شديد الريح
(2) في مسند أحمد: ما صنعت
(3) سورة السجدة الاية: 22(1/178)
أنزل الله عليه آيات من سورة بني إسرائيل بعدما ختمت السورة " وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا " إلى قوله " تحويلا " (1) فأمره الله ولم يذكر ابن السمرقندي اسم الله تعالى بالرجوع إلى المدينة وقال فيها محياك ومماتك ومنها تبعث أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا أحمد بن كامل القاضي نا محمد بن سعد العوفي حدثني أبي عن عمي حدثني أبي عن جدي عن ابن عباس قال كان النبي (صلى الله عليه وسلم) قد حاصرهم يعني بني النضير حتى بلغ منهم كل مبلغ فأعطوه ما أراد منهم فصالحهم على أن يحقن لهم دماءهم وأن يخرجهم من أرضهم ومن ديارهم وأوطانهم وأن يسيرهم إلى أذرعات (2) الشام وجعل لكل ثلاثة منهم بعيرا وسقاء والجلاء إخراجهم من أرضيهم إلى أرض أخرى أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة بن إسماعيل الجرجاني أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمي أنا أبو أحمد عبد الله بن عدي نا عبيد الله بن صالح البخاري وابن ناجية قالا نا ابن أبي عمر وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه أنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن الطفال ثم أنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر النشابي أنا سهل بن بشر بن أحمد الإسفرايني أنا علي بن منير بن أحمد بن منير قالا أنا محمد بن أحمد بن عبد الله الذهلي نا أبو أحمد بن عبدوس نا ابن أبي (3) عمر وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار نا ابن ناجية نا محمد بن يحيى بن أبي عمر نا سليمان عن أبي سعيد عن عكرمة عن ابن عباس قال من شك أن المحشر هاهنا يعني الشام فليقرأ هذه الآية " هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر " (4) قال لهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يومئذ اخرجوا قالوا إلى اين قال إلى
_________
(1) سورة الاسراء الاية: 76
(2) أذرعات: بالفتح ثم سكون وكسر الراء
بلد في أطراف الشام
(3) زيادة عن خع
(4) سورة الحشر الاية: 2(1/179)
أرض المحشر الفاظهم سواء أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال قرئ على إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي وأنا حاضر أنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي نا أبو مسلم الكجي (1) نا الأنصاري عن ابن عون عن محمد وهو ابن سيرين أن الجارود لما قدم على عمر فذكر القصة بطولها وفيها فقال الجارود يعني لعمر أما أن تسيرني إلى الشام فأرض المحشر والمنشر كتب إلي أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي أنا محمد بن الحسين بن محمد بن الطفال أنا محمد بن أحمد بن عبد الله الذهلي نا أبو أحمد بن عبدوس نا عبد الأعلى بن حماد نا معتمر نا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن مولاة له أتته فقالت إني قد اشتد علي الزمان وأنا أريد أن أخرج إلى العراق قال فهلا إلى الشام أرض المحشر اصبري لكاع فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول من صبر على شدتها ولأوائها كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة أخبرنا أبو طاهر محمد بن أبي نصر بن أبي القاسم هاجر التاجر وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي سعد الثعالبي قال أنا محمود بن جعفر وأخبرنا أبو بكر بن أبي نصر بن أبي بكر اللفتواني أنبأ محمد بن أحمد بن علي السمسار وأخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس وأبو بكر محمد بن شجاع اللفتواني (2) قالا أنا أبو منصور محمد بن أحمد بن علي بن شكروية قالوا أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن خرشيد قوله أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن سليم المخرمي (3) نبأ الزبير بن بكار بن عبد الله حدثني أبو ضمرة عن عبيد الله بن عمر عن قطن بن وهب عن مولاة لعبد الله بن عمر أنها أرادت الجلاء في
_________
(1) الكجي نسبة إلى قرية يقال لها زيركج بخوزستان
(2) بضم اللام بوسكون الفاء وضم التاء هذه النسبة إلى لفتوان وهي إحدى قرى أصبهان
(الانساب)
(3) هذه النسبة إلى المسور بن مخرمة بن نوفل بن عبد مناف القرشي(1/180)
الفتنة وأشتد عليها الزمان فاستأمرت عبد الله بن عمر فقال أين فقالت العراق قال فهلا إلى الشام إلى المحشر اصبري لكاع فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لا يصبر على لأوائها وشدتها أحد إلا كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة أنبأنا أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني (1) أنا الحسين بن علي بن محمد الأنطاكي والخضر بن منصور الضرير قالا أنا سعيد بن عبيد الله بن أحمد بن فطيس أنا أبو الفتح المظفر بن أحمد بن برهان أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سعيد بن قطيش نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن دحيم نا هشام بن عمار نا الوليد نا خليد وسعيد عن قتادة قال أنجاهما الله إلى الشام (2) أو بالمحشر والمنشر وبها تجتمع الناس رأسا واحدا وبها ينزل عيسى بن مريم وبها يهلك الله المسيح الكذاب أنبأنا أبو علي الحداد وحدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد الاصبهاني عنه أنا عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني نا أبو الشيخ قال وفيما أجازني جدي أبو عثمان نا الحسن بن علي العسقلاني نا بشر بن بكر نا أبو المهدي عن أبي الزاهرية عن الصنابحي يرفعه قال شكت الشام إلى الرحمن عز وجل فقالت أي رب جعلتني أضيق الأرض وأوعرها وجعلتني لا أشرب الماء إلا عاما إلى عام فأوحى الله تعالى إليها إنك داري وقراري وأنت الأندر وأنت منبت أنبيائي وأنت موضع قدسي وأنت موطئي (3) وإليك أسوق خيرتي من خلقي وإليك محشر عبادي وأنزل (4) عليك من أول يوم من الدهر إلى آخر يوم من الدهر بالظل والمطر وإذا يعجز أهلك المال لم يعجزهم الخبز والماء وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن احمد بن النقور أنا أبو طاهر محمد بن العباس المخلص أنا أبو الحسين رضوان بن أحمد بن جالينوس أنا أبو عمر أحمد بن عبد الجبار العطاردي نا يونس بن بكير
_________
(1) هذه النسبة إلى بيع الاكفان (الانساب)
(2) كذا بالاصل وخع وفي مختصر ابن منظور 1 / 77 الشام أرض المحشر
(3) الاصل وخع وفي مختصر ابن منظور: موضع موطئي
(4) في مختصر ابن منظور: ولم تزل عيني عليك(1/181)
الشيباني عن سنان بن شبيب الحنفي عن الحسن قال نزلت قريظة على حكم سعد بن معاذ فقتل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) منهم ثلاثمائة وقال لبقيتهم انطلقوا إلى أرض المحشر فأنا في آثاركم يعني أرض الشام فسيرهم إليها قرأت بخط شيخنا أبو الفرج غيث بن علي بن عبد السلام الخطيب قال قرأت بخط عبد الله بن علي بن أبي العجائز الأزدي (1) نا علي بن محمد بن أبي سليمان الصوري نا يزيد بن عبد الصمد الدمشقي عن سلمة بن أحمد نا إسحاق بن عبد الواحد القرشي الموصلي نا عمرو بن زريق وهو موصلي عن ثور بن يزيد عن حفص بن بلال بن سعدى عن أبيه أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال إذا وقعت العين (2) فهاجروا إلى الشام فإنها من الله بمنظر وهي أرض المحشر أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ بأصبهان أنا أبو منصور محمد بن أحمد بن علي بن شكروية أنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردوية أنا أبو بكر الشافعي نا معاذ بن المثنى نا مسدد نا يحيى عن أشعث عن الحسن قال الشام ارض المحشر والمنشر "
_________
(1) في خع: الاودي
(2) الاصل وخع وفي مختصر ابن منظور: " الفتن "(1/182)
باب ما جاء من أن الشام يكون ملك أهل الإسلام " أنبأنا أبو محمد عبد الله بن علي بن عبد الله الآبنوسي ثم حدثني أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس نا أبي (1) أبو البركات قالا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو علي محمد بن أحمد بن يحيى العطشي (2) نا محمد بن محمد يعني الباغندي نا وهبان بن بقية الواسطي أنا محمد بن الحسن عن العوام بن حوشب عن سليمان بن أبي سليمان عن أبيه (3) عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الخلافة بالمدينة والملك بالشام وأخبرناه أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أبو بكر بن محموية العسكري نا أحمد بن علي نا يحيى بن معين نا هشيم وأخبرناه أبو عبد الله الفراوي أنا البيهقي أنا محمد بن عبد الله الحافظ حدثني محمد بن صالح بن هانئ وكتبه لي بخطه أنا السري بن خزيمة نا عمرو بن عون نا هشيم عن العوام بن حوشب عن سليمان بن أبي سليمان عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الخلافة بالمدينة والملك بالشام وأخبرناه أبو محمد عبد الله بن أحمد الأكفاني أنا أبو نصر الحسين بن محمد بن أحمد بن طلاب أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد نا
_________
(1) زيادة عن خع
(2) العطشي بفتح العين والطاء المهملتين هذه النسبة إلى سوق العطش وهو موضع ببغداد بالجانب الشرقي
(3) زيادة استدركت عن خع(1/183)
عبد الله بن أحمد بن زبر نا الهيثم بن سهل نا هشيم بن بشير عن العوام بن حوشب عن سليمان بن أبي سليمان عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال الخلافة بالمدينة والملك بالشام أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي نا أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو بكر محمد بن داود بن سليمان الزاهد أنا أبو علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي بمصر حدثني أبو الحسن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي حدثني أبي إسماعيل عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب أن يهوديا كان يقال له حريحرة (1) كان له على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دنانير فتقاضى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال له يا يهودي ما عندي ما أعطيك قال فإني لا أفارقك يا محمد حتى تعطيني ما لي فقال نبي الله (صلى الله عليه وسلم) إذا احبس (2) معك فحبس معه فصلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والغداة وكان أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتهددونه ويتوعدونه ففطن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال ما الذي تصنعون به قالوا يا رسول الله يهودي يحبسك فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) منعني ربي أن أظلم معاهدا ولا غيره فلما ترحل النهار قال اليهودي أشهد أن لا إله إلا الله واشهد أنك رسول الله وشطر مالي في سبيل الله أما والله ما فعلت الذي فعلت بك إلا لأنظر إلى نعتك في التوراة محمد بن عبد الله مولده بمكة ومهاجره بطيبة (3) وملكه بالشام ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ولا متزين بالفحش ولا قوله الخنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وهذا مالي فاحكم فيه بما أراك الله وكان اليهودي كثير المال أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي ثنا عبد العزيز أحمد الكتاني وأخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن الطيب (4) أنا جدي أبو
_________
(1) كذا بالاصل وخع وفي مختصر ابن منظور 1 / 79 " جير يجرة " وفي الاصابة 1 / 231: " جريج الاسرائيلي قال: ووجدته في موضع آخر: جريجرة " وفي دلائل النبوة للبهقي 6 / 280: " حبر "
(2) في دلائل البيهقي: أجلس
فجلس
(3) طيبة من أسماء مدينة النبي صلى الله عليه وآله وسلم
(4) الاصل وخع وفي المطبوعة: الخطيب(1/184)
عبد الله قالا أنا محمد بن عوف بن أحمد أنا أبو العباس محمد بن موسى بن الحسين أنا أبو بكر محمد بن خريم نا هشام بن عمار حدثنا شهاب بن خراش (1) نا عبد الملك بن عمير عمن حدثه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خلافتي بالمدينة وملكي بالشام قرأت بخط أبي الحسين محمد بن عبد الله الرازي أنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن جوصا نا أبو عامر موسى بن عامر نا الوليد بن مسلم نا مروان بن جناح عن يونس بن ميسرة بن حلبس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هذا الأمر كائن بعدي بالمدينة ثم بالشام ثم بالجزيرة ثم بالعراق ثم بالمدينة ثم ببيت المقدس فإذا كان ببيت المقدس فثم عقر دارها ولن يخرجها قوم فتعود إليهم أبدا يعني بقوله بالجزيرة أمر مروان بن محمد الحمار وبقوله بالمدينة بعد العراق يعني به المهدي يخرج في آخر الزمان ثم ينتقل إلى بيت المقدس وبها يحاصره الدجال والله أعلم أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل بن الفضيلي وأبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق بن زياد وأبو بكر أحمد بن يحيى بن الحسن الأذربيجاني (3) وأبو الوقت عيد الأول بن عيسى بن شعيب السري (4) الهرويون قالوا أنا الإمام أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي أنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حموية السرخسي أنا أبو عمران عيسى بن عمر بن العباس السمرقندي أنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أنا مجاهد بن موسى نا معن (5) هو ابن عيسى نا معاوية بن صالح عن أبي فروة عن ابن عباس أنه سأل كعب الأحبار كيف تجد نعت النبي (صلى الله عليه وسلم) في التوراة فقال كعب نجده محمد بن عبد الله يولد بمكة ويهاجر إلى طابة (6) ويكون ملكه بالشام وليس بفحاش ولا صخاب في الأسواق ولا يكافئ
_________
(1) في الاصل وخع " حراس " والمثبت والضبط عن تقريب التهذيب
(2) زيادة عن خع
(3) كذا
(4) في المطبوعة: السجزي
(5) بالاصل وخع: " معين " والمثبت عن تقريب التهذيب
(6) قال ابن خالويه: سمى النبي صلى الله عليه وآله وسلم المدينة بعدة أسماء وذكرها ومنها طابة (اللسان: طيب)
وهي من الطيب لان المدينة كان اسمها يثرب والثرب: الفساد(1/185)
بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر أمته الحمادون الذين يحمدون الله في كل سراء يكبرون الله على كل نجد يوضئون أطرافهم ويأتزرون في أوساطهم يصفون في صلاتهم كما يصفون في قتالهم دويهم في مساجدهم كدوي النحل يسمع مناديهم في جو السماء أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني أنا رشأ بن نظيف المقرئ أنا الحسن بن إسماعيل نا أحمد بن مروان نا أحمد بن محمد الوراق نا معاوية بن عمرو نا أبو إسحاق عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن أبي صالح عن كعب قال أجد في التوراة أحمد عبدي المختار لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يجزئ بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر مولده بكا وهجرته طاب وملكه بالشام أمته الحمادون يحمدون الله على كل حال ويسبحونه في كل منزلة ويوضئون أطرافهم ويأتزرون على انصافهم وهم رعاة الشمس وصفهم في الصلاة وصفهم في القتال سواء رهبان بالليل أسد بالنهار لهم دوي كدوي النحل يصلون الصلاة حيث ما أدركتهم أخبرنا أبو عبد الله الفراوي الفقيه وأبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن بنيسابور قالا أنا أبو سعيد محمد بن علي بن محمد الخشاب أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد الجوزقي (1) أنا أبو العباس محمد بن عبد الرحمن بن محمد الدعول (2) نا محمد بن الحسين بن طرخان نا حجاج نا حماد عن عبد الملك بن عمير عن كعب قال أجد في التوراة عبدي أحمد المختار لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يجزئ بالسيئة السيئة لكن يعفو ويصفح مولده مكة ومهاجره المدينة وملكه بالشام وأجده أحمد وأمته الحمادون يحمدون
_________
(1) بالاصل وخع: " الحورمي " والمثبت عن الانساب وفيه: الجوزقي بفتح الجيم وسكون الواو وفتح الزاي نسبة إلى جوزق: نيسابور ومنها أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا الجوزقي صاحب كتاب المتفق
(2) كذا بالاصل وفي خع: " الدعولي " وفي الانساب " الجوزقي " وفي كلامه عن الجوزقي المتقدم: سمع أبا العباس الدغولي
ثم ذكره في " الدغولي " وهذه النسبة إلى دغول اسم رجل ثم قال: ويقال للخبز الذي لا يكون رقيقا بسرخس شبه الجرادق الغلاط: دغول ولعل بعض أجداده كان يخبز ذلك
(الانساب: الجوزقي - الدغولي)(1/186)
الله عز وجل على كل حال ويوضئون أطرافهم ويأتزرون على أنصافهم قلوبهم أناجيلهم يصلون الصلاة لوقتها ولو كانوا على ظهر كناسة (1) رهبان بالليل ليوث بالنهار ورواه أبو عوانة الوضاح عن عبد الملك وأخبرناه أبو الفضل محمد بن إسماعيل وأبو المحاسن أسعد بن علي وأبو بكر أحمد بن يحيى وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى الهرويون قالوا أخبرنا أبو الحسن الداودي أنا أبو محمد عبد الله بن حموية السرخسي أنبأ عيسى بن عمر السمرقندي أنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أنا زيد بن عوف نا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن ذكوان أبي صالح عن كعب في السطر الأول محمد رسول الله عبدي المختار لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يجزئ بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر مولده بمكة وهجرته بطيبة وملكه بالشام وفي السطر الثاني محمد رسول الله أمته الحمادون يحمدون الله في السراء والضراء يحمدون الله في كل منزلة ويكبرونه على كل شرف رعاة الشمس يصلون الصلاة إذا جاء وقتها ولو كانوا على رأس كناسة ويأتزرون على أوساطهم ويوضؤون أطرافهم وأصواتهم بالليل في جو السماء كأصوات النحل رواه أبو الربيع السمتي عن أبي عوانة فقال عن عاصم بدلا من عبد الملك أخبرناه أبو محمد بن إبراهيم بن محمد بن سعدوية المزكي أنا عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي أنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب بن أنا أبو بكر محمد بن هارون الروياني نا خالد بن يوسف بن خالد أبو الربيع السمتي (2) نا أبو عوانة عن عاصم عن أبي صالح عن كعب قال مكتوب في التوراة محمد عبدي المختار لا فظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ولا يجزئ بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر مولدة بمكة ومهاجره بطيبة وملكه بالشام
_________
(1) كناسة بالضم القمامة
(2) السمتي بفتح السين وسكون الميم هذه النسبة إلى السمت والهيئة
(الانساب) وفي المطبوعة: السمني تحريف(1/187)
ورواه أبو الزناد عن أبي صالح أخبرناه أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنا قالا أنا أبو الحسين (1) بن الآبنوسي أنا أحمد بن عبيد بن الفضل إجازة قالا وأخبرنا أبو تمام علي بن محمد الواسطي في كتابه أنا أبو بكر بن بيري قراءة أنا محمد بن الحسين بن محمد الزعفراني نا ابن أبي خيثمة نا مصعب بن عبد الله حدثني الضحاك بن عثمان عن ابن أبي الزناد عن أبي الزناد عن أبي صالح السمان أن كعبا قال إنا نجد في كتاب الله محمدا سلطانه بالشام ورواه الأعمش عن ابي صالح أخبرناه أبو الفضل محمد بن إسماعيل وأبو المحاسن أسعد بن علي وأبو بكر أحمد بن يحيى وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى الهرويون قالوا (2) أخبرنا أبو الحسن الداودي أنا عبد الله بن حموية السرخسي نا عيسى بن عمر السمرقندي نا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي نا الحسن بن الربيع نا أبو الأحوص عن الأعمش عن أبي صالح قال قال كعب نجد مكتوبا محمد رسول الله لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يجزئ بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر أمته الحمادون يكبرون الله على كل نجد يحمدونه في كل منزلة يتأزرون على أنصافهم ويتوضؤون على أطرافهم مناديهم ينادي في جو السماء صفهم في القتال وصفهم في الصلاة سواء لهم بالليل دوي كدوي النحل مولده بمكة ومهاجره بطابة وملكه بالشام ورواه عبد الله بن دينار الحمصي عن كعب أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي قالا أنا عبد الدائم (3) بن الحسن بن عبيد الله بن عبد الله أنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي نا محمد بن خريم نا هشام بن عمار نا إسماعيل بن عياش العنسي (4) عن
_________
(1) في المطبوعة: أبو الحسن تحريف
(2) بالاصل وخع: " قالا "
(3) في المطبوعة: عبد الكريم
(4) بالاصل وخع: العبسي والمثبت والضبط عن تقريب التهذيب وفي المغني: العنسي: بفتح العين وسكون النون ينسب إلى عنس بن مالك حي من مذحج(1/188)
عبد الله بن دينار وغيره عن كعب الأحبار قال مكتوب في التوراة محمد رسول الله مولده بمكة وهجرته بطابة وملكه بالشام لا فظ ولا غليظ ولا سخاب بالأسواق ولا يجزئ بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح أمته الحامدون يكبرون الله على كل نجد ويحمدون الله في كل موطن يوضؤون أطرافهم ويتزرون على أنصافهم رهبان بالليل ليوث بالنهار يسمع مؤذنهم في جو السماء وأصواتهم في مساجدهم كدوي النحل في غارها صفهم في الصلاة كصفهم في القتال "(1/189)
باب ما حفظ عن الطبقة العليا من أن الشام سرة الدنيا " أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد الحواري الفقيه أنا أبو بكر أحمد الحسين البيهقي أنا أبو بكر الحيري (1) وأبو زكريا بن إسحاق وأبو سعيد محمد بن موسى وأخبرتنا فاطمة بنت الحسين بن الحسين العالمة ببغداد قالت أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو بكر الحيري قالوا ثنا أبو العباس الأصم أنا الربيع أنا الشافعي أنا من لا أتهم عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن الأسود عن ابن مسعود أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال المدينة بين عيني السماء عين بالشام وعين باليمن وهي أقل الأرض مطرا وأخبرنا أبو محمد الفقيه أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو بكر وأبو زكريا وأبو سعيد قالوا ثنا أبو العباس أنا الربيع نا الشافعي أنبأ من لا أتهم قال أخبرني يزيد ونوفل بن عبد الله الهاشمي أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال أسكنت أقل الأرض مطرا وهي بين عيني السماء يعني المدينة عين الشام وعين اليمن أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد الشروطي ببغداد أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت أنا هناد بن إبراهيم النسفي أنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان البخاري نا أحمد بن محمد بن محفوظ الكرميني (2) نا جعفر بن نذير بن يوسف أبو محمد الأديب الكرميني نا أحمد بن الضوء بن المنذر نا
_________
(1) الحيري بكسر الحاء وسكون الياء هذه النسبة إلى الحيرة وهي بالعراق عند الكوفة (الانساب) واسمه: أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حفص الحيري الحرشي
(2) هذه النسبة إلى اكرمينية وهي إحدى بلاد ما وراء النهر على ثمانية عشر فرسخا من بخاري (الانساب)(1/190)
مزاحم بن سعيد نا جناب بن إبراهيم عن أبي لهيعة عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو قال صورت الدنيا على خمسة أجزاء على أجزاء الطير الرأس والصدر والجناحين والذنب رأس الدنيا الصين والجناح الأيمن الهند والجناح الأيسر الخزز وخلف الهند أمة يقال لها واق واق وخلف واق واق منسك وخلف منسك ناسك وخلف ناسك يأجوج ومأجوج من الأمة ما لا يعلمه إلا الله وجانب الآخر من الخزر ليس خلفه إلا البحر ووسط الدنيا العراق والشام والحجاز ومصر وذنب الدنيا من ذات الحمام (1) إلى المغرب وشر شئ في الطير الذنب قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن بن البنا على أبي محمد الجوهري وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن الآبنوسي إجازة وحدثني أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمرو بن حيوية أنا أحمد بن جعفر بن محمد نا العباس بن محمد ثنا إبراهيم بن أبي العباس السامري نا أبو أويس عن عم أبيه أبي سهيل عن أبيه مالك بن أبي عامر وأبو النصر سالم مولى عمر بن عبيد الله بن معمر التميمي (2) أيضا عن مالك بن أبي عامر أنه سمع كعب الأحبار يقول نجد صفة الأرض في كتاب الله يعني التوراة على صفة النسر فالرأس الشام والجناحان المشرق والمغرب والذنب اليمن ولا يزال الناس بخير ما تفلى الرأس ونزع الرأس من الجسد (3) ما لم ينزع الرأس فإذا نزع الرأس هلك الناس وأيم الذي نفس كعب بيده ليأتين على الناس زمان لا تبقى جزيرة من جزائر العرب أو قال مصر من أمصار العرب إلا وفيهم مقنب (4) خيل من الشام يقاتلونهم عن الإسلام لولاهم لكفروا
_________
(1) ذات الحمام: بلد بين الاسكندرية وأفريقيا (ياقوت)
(2) في خع: التيمي
(3) كذا العبارة في الاصل وخع والذي في مختصر ابن منظور 1 / 81 " فلا يزال الناس بخير ما لم يفدغ الرأس فإذا فدغ الرأس هلك الناس
" وهذا أقرب
(4) في اللسان: والمقنب من الخيل: ما بين الثلاثين إلى الاربعين وقيل: زهاء ثلثمائة
وقيل: دون المئة
(اللسان: قنب)(1/191)
قرأت بخط شيخنا أبي محمد عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن صابر فيما نقله من خط أبي الحسين محمد بن عبد الله الرازي أخبرني أبو علي بكر بن عبد الله بن حبيب الأهوازي نا إبراهيم بن ناصح ثنا نعيم بن حماد نا عبد القدوس بن الحجاج وعمرو بن الحارث قالا نا عبد الله بن سالم الحمصي عن علي بن أبي طلحة (1) عن كعب قال إن الله خلق الدنيا بمنزلة الطائر فجعل الجناحين المشرق والمغرب وجعل الرأس الشام وجعل رأس الرأس حمص وفيها المنقار فإذا نقف المنقار يتأفف الناس وجعل الجؤجؤ دمشق وفيها القلب فإذ تحرك القلب تحرك الجسد والرأس ضربتان ضربة من الجناح الشرقي وهي على دمشق وضربة من الجناح الغربي وهي على حمص وهي أثقلهما ثم يقبل الرأس على الجناحين فينتفهما ريشة ريشة أنبأنا أبو علي الحداد وحدثني أبو مسعود الاصبهاني عنه نا أبو القاسم بن أبي بكر بن أبي علي الذكواني نا أبو الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان (2) نا إبراهيم بن محمد بن الحسن نا أبو بكر بن زنجوية نا إسماعيل بن عبد الكريم حدثني عبد الصمد يعني ابن معقل عن وهب بن منبه قال الشام رأس الأرض أنبأنا أبو القاسم بن إبراهيم الحسيني نا عبد العزيز بن أحمد التميمي وأخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمد بن علي الصايغ نا علي بن أحمد بن زهير نا علي بن محمد بن شجاع قالا أنا عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم نا أبو علي الحسن بن حبيب نا يزيد بن عبد الصمد نا أبو حاتم نا سعيد هو ابن بشير عن قتادة قال إن الرأس الشام وإن مصر الذنب وإن العراق الجناح زاد عبد العزيز وكان يقال ويل للجناحين من الرأس أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني قراءة أنبأ رشأ بن نظيف المقرئ أنا الحسن بن إسماعيل بن محمد نا أحمد بن مروان المالكي نا الحارث بن أبي أمامة ثنا شاذان نا محمد بن سلمة عن إياس بن معاوية قال
_________
(1) زيادة عن خع
(2) في المطبوعة: حبان تحريف(1/192)
مثلت الدنيا على طائر فمصر والبصرة الجناحان والجزيرة الجؤجؤ والشام الرأس واليمن الذنب قرأت بخط أبي الحسين الرازي أنبأ علان المصري ثنا عمرو بن سواد نا ابن وهب أخبرني ابن لهيعة أن أبا قبيل حدثه قال قال كعب ويل للجناحين من الرأس وويل للرأس من الجناحين يرددها ثلاثا فالرأس الشام والجناحين (1) المشرق والمغرب أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني وأبو الحسن علي بن أحمد بن منصور المالكي وأبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد بن زريق قالوا قال أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ (2) ذكر علماء الأوائل أن أقاليم الأرض سبعة وأن الهند رسمتها فجعلت صفة الأقاليم كأنها حلقة مستديرة تكتنفها ست دوائر على هذه الصفة فالدائرة الوسطى هي إقليم بابل والدوائر الست المحدقة بالدائرة الوسطى كل دائرة منها إقليم من الأقاليم الستة والإقليم الأول منها إقليم بلاد الهند والإقليم الثاني إقليم الحجاز والإقليم الثالث إقليم مصر والإقليم الرابع إقليم بابل وهو الممثل بالدائرة الوسطى التي اكتنفتها سائر الدوائر وهو أوسط الأقاليم وأعمرها وفيه جزيرة العرب وفيه العراق الذي هو سرة الدنيا وحد هذا الإقليم ما يلي أرض الحجاز وأرض نجد الثعلبية (3) من طريق مكة وحده مما يلي الشام وراء مدينة نصيبين من ديار ربيعة بثلاثة عشر فرسخا وحده مما يلي أرض خراسان وراء نهر بلخ وحده مما يلي الهند خلف الديبل (4) بستة فراسخ وبغداد في وسط هذا الإقليم والإقليم الخامس بلاد الروم والشام والإقليم السادس بلاد الترك والإقليم السابع بلاد الصين " (5)
_________
(1) الاصل وخع والصواب " والجناحان "
(2) تاريخ بغداد 1 " 22 - 23
(3) الثعلبية: من منازل طريق مكة - الكوفة (ياقوت)
(4) في تاريخ بغداد: الدبيل تحريف والديبل بضم الباء وسكون الياء المثناء: قصبة بلاة السند
(5) بعده في المطبوعة: آخر الجزء الثالث يتلوه إن شاء الله في الرابع(1/193)
باب ما جاء من الأخبار والآثار أن الشام يبقى عامرا بعد خراب الأمصار " قرأت بخط أبي الحسين محمد بن عبد الله البجلي الحافظ أخبرني أبو دفاقة أسلم بن محمد بن سلامة نا محمد بن هارون بن بكار بن بلال نا أبي عن أبيه محمد بن بكا نا سعيد بن بشير عن قتادة عن عوف بن مالك أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال تخرب الأرض قبل الشام بأربعين سنة أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود بن علي القرشي الصايغ أنا علي بن أحمد بن زهير أنا علي بن محمد بن شجاع أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان نا الحسن بن حبيب نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو نا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه أن كعب الأحبار قال تخرب الدنيا أو قال الأرض قبل الشام بأربعين عاما أنبأناه أبو القاسم علي من إبراهيم الحسني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر نا الحسن بن حبيب نا أبو زرعة نا عبد الله بن صالح عن عبد الرحمن بن حصين عن أبيه فذكر مثله هذا وهم والصواب الإسناد الأول قرأت بخط (1) أبي الحسين محمد بن عبد الله الرازي أخبرني الوليد بن محمد بن العباس نا أبي نا هشام بن عمار نا إسماعيل بن عياش نا أبو الأزهر عقيل بن مدرك عن الوليد بن عامر اليزني عن يزيد بن حمير عن كعب قال إني لأجد في كتاب الله المنزل أن خراب الأرض قبل الشام بأربعين عاما
_________
(1) زيادة عن خع(1/194)
قال الرازي وأنا أحمد بن عمير نا أبو عامر نا الوليد بن مسلم عن ابن جابر قال سمعت أبا عبد رب قال سمعت تبيعا أكثر من ثلاثين مرة يقول قال وأخبرني محمد بن أحمد بن غزوان (1) نا يزيد بن عبد الصمد نا أبو الجماهر محمد بن عثمان نا إسماعيل بن عياش عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال سمعت ابن عبد رب يقول سمعت تبيعا أكثر من ثلاثين مرة يقول تخرب الأرض ويعمر الشام حتى يكون من العمران كالرمانة ولا يبقى فيها خربة في سهل ولا جبل إلا عمرت وليغرسن فيها من الشجر ما لم يغرس في زمان نوح وتبنى فيها القصور اللائحة في السماء فإذا رأيت ذلك فقد نزل بك الأمر قال ابن عبد رب فإن كنت صدقت بالحديث حين سمعته ولم أصدق الأمر حين رأيته فما أنا بمؤمن واللفظ لحديث إسماعيل وهو أتمهما حديثا قال الرازي وأخبرنا علان بن أحمد بن سليمان المصري نا هارون بن سعيد الأيلي (2) نا بشر بن بكر نا أبو بكر بن أبي مريم عن بحير (3) بن سعد قال يقيم الشام بعد خراب الأرض أربعين عاما وهذا هو المحفوظ وقد روي عن عبد الله بن عمرو بن العاص ضد هذه الأقوال أخبرناه أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد بن الحسن الأنماطي ببغداد أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون أنا عبد الملك بن محمد بن بشران أنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن بن الصواف أنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا أبي نا معاوية بن هشام نا سفيان عن حصين عن أبي ظبيان عن عبد الله بن عمرو قال أول الأرض خرابا الشام قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد الواسطي عن أبي عمر بن حيوية أنا أبو الطيب محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي
_________
(1) في المطبوعة: عرفان
(2) الايلي: بفتح الالف وسكون الياء
هذه النسبة إلى أيلة: بلدة على ساحل بحر القلزم مما يلي ديار مضر (الانساب - ياقوت)
(3) بالاصل: " بحير " خطأ
انظر تقريب التهذيب وفيه: سعيد بدل سعد(1/195)
نا ابن أبي خيثمة نا أبو سلمة يعني المنقري نا عيسى بن المختار عن عبد الله الدانا (1) قال سمعت بشر بن غنم يقول لتهدمن مدينة دمشق حجرا حجرا لعله أراد بذلك ما وجد من هدم عبد الله بن علي بن عبد الله (2) بن عباس سورها حين افتتحها أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد بن الحسن بن البغدادي قالت أنا أبو طاهر أحمد بن محمود بن أحمد بن محمود أنا أبو بكر بن المقرئ نا أبو بكر أحمد بن مسعود الزبيري نا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنا الشافعي محمد بن إدريس أخبرني عمي محمد بن عباس عن حسن بن القاسم الأزرقي قال وقف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على ثنية تبوك فقال ما ها هنا يمن وأشار إلى جهة المدينة وما هنا شام وأشار بيده إلى جهة الشام قرأت بخط أبي الحسن محمد بن عبد الله الرازي أخبرني أبو محمد عبد الله بن زياد المعروف بابن أبي سفيان الموصلي نا هارون بن يزيد (3) بن أبي الزرقاء نا أبي نا سالم بن عبد الأعلى نا أبو الأعيس القرشي وكان قد أدرك أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) قال سئل عن البركة التي بورك في الشام أين مبلغ حده قال أول حدوده عريش مصر والحد الآخر طرف الثنية والحد الآخر الفرات والحد الآخر جبل فيه قبر هود النبي (صلى الله عليه وسلم) أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي أنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي البجاني (4) أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن هارون الزوزني (5) أنا أبو حاتم محمد بن حبان بن محمد بن حبان بن أحمد البستي (6) قال أول الشام بالس (7) وآخره عريش مصر "
_________
(1) هو عبد الله بن فيروز الدانا بنون خفيفة وهو العالم بالفارسية تقريب التهذيب
(2) سقطت من المطبوعة
(3) عن خع وبالاصل " زيد "
(4) كذا بالاصل وخع وهو خطأ والصواب " البحاثي " في تبصير المنتبه 1 / 126 راوي الانواع لابن حبان عن أبي الحسن الزوزني عنه وعنه زاهر
(5) بسكون الواو بين الزايين هذه النسبة إل زوزن بلدة كبيرة حسنة بين هراة ونيسابور
(الانساب)
(6) هذه النسبة إلى بست بضم الباء وسكون السين وهي بلدة بين هراة وغزنة
(الانساب)
(7) بالس: بلدة بالشام بين حلب والرقة (ياقوت)(1/196)
باب تمصير الأمصار في قديم الأعصار " أخبرتنا الشريفة أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت قرئ على أبي القاسم سبط بحرويه أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى الموصلي نا عبد الله بن معاوية الأموي نا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي نضرة قال أتينا عثمان بن أبي العاص يوم جمعة لنعرض على مصحفه مصحفا فلما حضرت الجمعة أمر لنا بماء فاغتسلنا وطيبنا ثم رحنا إلى الجمعة فجلست إلى رجل يحدث ثم جاء عثمان بن أبي العاص فتحولنا إليه فقال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول يكون للمسلمين ثلاثة أمصار مصر بملتقى البحرين ومصر بالجزيرة (1) ومصر بالشام فيفزع الناس ثلاث فزعات فيخرج الدجال وذكر الحديث كذا قال الأموي وإنما هو الجمحي بصري ثقة أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الحاسب عن أبي محمد الحسن بن علي الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية إجازة أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل الحلاب أنا الحارث بن أبي أسامة أنا محمد بن سعد كاتب الواقدي أنا محمد بن عمر الواقدي نا يعقوب بن مجاهد أبو حزرة عن عبادة بن الوليد ن عبادة عن جابر قال سمعت عمر بن الخطاب سنة عشرين يقول الأمصار سبعة فالمدينة مصر والشام مصر ومصر والجزيرة والبحرين والبصرة والكوفة أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي أنا عمر بن عبيد الله بن عمر
_________
(1) في خع ومختصر ابن 1 / 86: " بالحيرة "(1/197)
أنا أبو الحسين بن بشران أنا عثمان بن أحمد بن عبد الله نا حنبل بن إسحاق نا معلى بن أسد نا يزيد بن زريع نا يونس عن الحسن قال مصر عمر الأمصار المدينة والبحرين والبصرة والكوفة والجزيرة والشام ومصر أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي أنا أبو (1) محمد بن الحسن بن علي الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف بن بشر الخشاب أنا أبو محمد الحسين بن (1) محمد بن عبد الرحمن بن الفهم نا محمد بن سعد أنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني الأشعث عن الحسن أن عمر بن الخطاب مصر الأمصار المدينة والبصرة والكوفة والبحرين ومصر والشام والجزيرة أنبأنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو عبد الله أحمد بن أحمد بن سليمان المقرئ الواسطي نا أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور بن محمد الطبري نا عبيد الله بن أحمد هو الصيدلاني أنا أحمد بن علي بن العلاء نا أحمد بن المقدام نا المعتمر عن هشام عن محمد بن سيرين عن عمر قال الأمصار مكة والمدينة والبصرة والكوفة ومصر والشام والجزيرة والبحرين أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي بن المزرفي أنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن المسلمة أنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن القاسم الآدمي نا أبو بكر بن أبي داود قال سمعت أبا حاتم السجستاني قال لما كتب عثمان رضي الله عنهـ المصاحف حين جمع القرآن كتب سبعة مصاحف فبعث واحدا إلى مكة وآخر إلى الشام وآخر إلى اليمن وآخر إلى البحرين وآخر إلى البصرة وآخر إلى الكوفة وحبس بالمدينة (2) واحدا قال (3) ونا أبو بكر نا زياد بن أيوب نا جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال قال رجل من أهل الشام مصحفنا ومصحف أهل البصرة أحفظ من مصحف أهل الكوفة قال قلت لم قال إن عثمان رضي الله عنهـ لما كتب المصاحف بلغه قراءة أهل الكوفة على حرف عبد الله فبعث به إليهم قبل أن يعرض وعرض مصحفنا
_________
(1) ما بين معكوفتين زيادة عن خع
(2) انظر كتاب المصاحف ص 34
(3) القائل أبو حاتم السجستاني والخبر في كتاب المصاحف ص 35(1/198)
ومصحف أهل البصرة قبل أن يبعث به اخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت أنا أبو بكر أحمد بن محمد البرقاني أنا محمد بن عبد الله بن خميروية الهروي نا الحسين بن إدريس الهروي أنا محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي نا المعافا بن عمران عن الربيع عن الحسن أنه قال لا جمعة إلا في الأمصار فقلت له يا أبا سعيد ما الأمصار قال المدينة والبصرة والكوفة والبحرين والجزيرة والشام ومصر أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور المالكي الفقيه أنا أبو العباس أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا خيثمة نا أبو يعقوب إسحاق بن سيار النصيبي قال سألت أبا عاصم يعني الضحاك بن مخلد النبيل عن الأمصار التي مصرها عمر فقال المدينة والبحرين والبصرة والكوفة والشام والجزيرة ومصر(1/199)
أبواب ما جاء من النصوص في فضل دمشق على الخصوص(1/201)
" باب ذكر الإيضاح والبيان عما ورد في فضلها من القرآن " أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد الواسطي أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت حدثني عبد العزيز بن أحمد الدمشقي ثم أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي نا عبد العزيز أنا تمام أنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن المفرج القرشي المعروف بابن البرامي وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن سهل بن يحيى بن صالح بن حية البزار قالا نا أبو نصر إسماعيل بن محمد بن إسحاق العذري نا سليمان بن عبد الرحمن نا مسلمة بن علي نا أبو سعيد الأسدي عن سليم بن عامر عن أبي أمامة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه تلا هذه الآية " وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين " (1) قال هل تدرون أين هي قالوا الله ورسوله أعلم قال هي بالشام بأرض يقال لها الغوطة مدينة يقال لها دمشق هي خير مدائن الشام أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي (2) الرجاء الاصبهاني بها أنا منصور بن الحصين وأبو طاهر أحمد بن محمد قالا أنا أبو بكر بن المقرئ نا أحمد بن عمر بن أحمد بن عبيد الله العنبري نا محمد بن عيسى نا الحارث بن منصور عن إسرائيل عن عبد الأعلى عن عكرمة عن ابن عباس في قوله " وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين " قال هي دمشق عبد الأعلى هو ابن عامر الثعلبي (3) الكوفي
_________
(1) سورة المؤمنون الاية: 50
(2) زيادة عن خع
(3) بالمثلثة والمهملة (تقريب التهذيب)(1/203)
ورواه وكيع بن الجراح ويحيى بن آدم الكوفيان عن إسرائيل فقالا عن سماك بدلا من عبد الأعلى عن عكرمة فأما رواية وكيع فأخبرنا بها أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكردي أنا أبو القاسم علي بن محمد المصيصي الفقيه أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان أنا أبو علي محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري نا جعفر يعني ابن محمد الفريابي نا أبو بكر بن أبي شيبة نا وكيع بن الجراح وأنبأنا أبو علي الحداد وحدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد الاصبهاني عنه أنا أبو بكر عبد الرحمن بن ابي علي الذكواني أنا أبو الشيخ نا عبد الرحمن بن الحسن نا هارون بن إسحاق نا وكيع عن إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس في قوله " وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين " قال هي أنهار دمشق وأما رواية يحيى بن آدم فأنبأنا بها أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني أنا أبو الحسن بن أبي الحديد (1) أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو علي الحسن بن حبيب نا أبو بكر جعفر بن محمد الفريابي نا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي نا يحيى بن آدم نا إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس في قوله " وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين " قال دمشق تابعهما محمد بن كثير الكوفي عن إسرائيل أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون أنا أبو علي الحسن بن الحسين بن دوما أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن سالم نا أبو العباس أحمد بن علي بن مسلم الابار نا عبد الأعلى بن حماد نا عبد الوهاب بن عبد المجيد عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن عبد الله بن سلام " وآويناهما إلى قرية ذات قرار ومعين " (2) قال هي دمشق
_________
(1) ما بين معكوفتين زيادة عن خع
(2) سورة المؤمنون الاية: 50 وفي الاية إلى ربوة(1/204)
كذا قال عن عبد الله بن سلام ورواه غيره عن عبد الوهاب الثقفي ولم يذكر فيه ابن سلام أنبأناه أبو محمد بن الأكفاني أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو علي الحسن بن حبيب نا أبو بكر جعفر بن محمد نا محمد بن المثنى (1) ومحمد بن بشار قالا نا عبد الوهاب بن عبد المجيد قال سمعت يحيى بن سعيد قال سمعت سعيد بن المسيب فذكر مثله لم يذكر ابن سلام وكذا رواه عن يحيى بن سعيد مالك ابن أنس وسفيان بن سعيد الثوري وسفيان بن عيينة وشعبة (2) بن الحجاج ومعمر بن راشد وعبد الله بن نمير الهمداني الكوفي وعبد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي المصري ويزيد بن هارون الواسطي لم يذكروا فيه عبد الله بن سلام فأما رواية مالك والثوري فأخبرنا بها أبو القاسم بن السمرقندي أنا محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر أنا شعيب بن عبد الله بن أحمد بن المنهال بمصر أنا أبو العباس أحمد بن الحسن بن إسحاق بن عتبة الرازي نا روح بن الفرج أبو الزنباع نا أبو الحسن أحمد بن زيد القزاز الرملي نا أيوب بن سويد عن سفيان ومالك عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب في قوله تعالى " وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين " قال دمشق وأما رواية ابن عيينة فأخبرنا بها أبو علي الحسن بن المظفر بن السبط أنا أبي أبو سعد المظفر بن الحسن بن المظفر أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس نا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد الله الديبلي نا أبو عبيد الله سعيد بن عبد الرحمن نا سفيان عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب في قوله تعالى " وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين " قال يقال إنها دمشق وأما رواية شعبة (2) وأنبأنا بها أبو محمد بن الأكفاني أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا الحسن بن حبيب نا أبو بكر جعفر بن محمد
_________
(1) قوله: " محمد بن المثنى " سقط من المطبوعة
(2) في المطبوعة: سعيد(1/205)
الفريابي نا عبيد الله بن معاذ نا خالد بن الحارث نا شعبة (1) أخبرني يحيى بن سعيد قال سمعت سعيد بن المسيب يقول في هذه الآية " وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين " قال هي دمشق وأما رواية معمر فأخبرنا بها أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسني وأبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الموازيني إجازة قالا أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر أنا محمد بن يوسف بن بشر أنا محمد بن حماد أنا عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال هي دمشق ذات قرار ومعين الغوطة وأما رواية ابن نمير فأخبرنا بها أبو عبد الله الحسن (2) بن عبد الملك الخلال الأديب بأصبهان أنا أبو طاهر بن محمد أنا أبو بكر بن المقرئ نا أحمد بن الحسين بن طلاب نا أحمد بن أبي الحواري نا ابن نمير عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب " وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين " قال هي دمشق وأما رواية ابن لهيعة فأخبرنا بها أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعود بن إسماعيل الجرجاني أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمي أنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني نا عبد الملك بن محمد نا أبو الأحوص بن بكير حدثني الليث حدثني ابن لهيعة عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أنه سئل عن ربوة ذات قرار ومعين قال هي دمشق وأخبرناه أعلى من هذا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى بن علي القرشي قاضي دمشق بها أنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن علي بن محمد بن أبي داود الفارسي بمصر أنا أبو عبد الله شعيب بن عبد الله بن أحمد بن المنهال بن حبيب أنا أبو العباس أحمد بن الحسن بن إسحاق الرازي (3) نا أبو الزنباع روح بن الفرج القطان نا ابن بكير حدثني الليث بن سعد عن ابن لهيعة عن يحيى بن سعيد عن
_________
(1) عن خع وبالاصل: الطرازي
(2) في المطبوعة: الحسين
(3) في المطبوعة: الداراني(1/206)
سعيد بن المسيب في قول الله عز وجل " وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين " قال هي دمشق وأما رواية يزيد فأخبرنا بها أبو القاسم بن السمرقندي قال قرأت على أبي منصور عبد المحسن بن محمد بن علي أخبركم أبو الفتح أحمد بن علي بن محمد الحلبي النحاس بحلب نا أبو القاسم الحسن بن علي بن عبيد الله بن محمد بن أبي أسامة الأسامي نا يعقوب بن أحمد بن ثوابة نا أحمد بن محمد بن يزيد بن مسلم ابن أبي الحناجر نا يزيد بن هارون أنا يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب في قول الله تعالى " وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين " قال هي دمشق وأخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود القرشي نا علي بن أحمد بن زهير نا علي بن محمد الربعي أنا تمام أنا خالد بن محمد الحضرمي نا أبي عن أبيه عن ابن حمزة نا عبد الله بن لهيعة عن سليمان بن موسى عن نافع عن يزيد بن شجرة قال دمشق هي الربوة المباركة قرأت بخط شيخنا أبي محمد عبد الرحمن بن أحمد بن عمر بن صابر مما ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين محمد بن عبد الله الرازي حدثني أبو الحسن أحمد بن عيسى بن حمدون نا مساور بن شهاب قال قال محمد بن خالد بن أمية الهاشمي ثم إن الله تبارك وتعالى أمر عيسى بن مريم عليهما السلام وأمه أن يسكنا دمشق وهي إرم ذات العماد حدثني بذلك أبو يوسف الصنعاني حدثني سعيد بن راشد حدثني تبيع عن كعب قال محمد بن خالد وحدثنا علي بن ثابت والفضيل بن فضالة التنوخي عن سعيد بن أبي (1) عروبة عن قتادة عن الحسن في قوله " وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين " قال هي أرض ذات أشجار وأنهار يعني أرض دمشق قال محمد بن خالد وحدثني الوليد بن مسلم عن بعض مشيخته أن بني إسرائيل همت بعيسى (2) فأمره الله عز وجل أن ينطلق إلى دمشق هو وأمه فقلت للوليد فذلك
_________
(1) زيادة عن خع
(2) بالاصل: " لعيسى " والمثبت عن خع(1/207)
قول الله عز وجل " وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين " قال نعم كتب إلي أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسروا البلخي وأبو حفص عمر بن ظفر بن أحمد المغازلي قالا أنا علي بن الحسين بن أيوب أنا أبو علي بن شاذان أنا أبو علي بن الصواف أنا أبو يعقوب إسحاق بن الحسن بن ميمون الحربي نا أبو أحمد الحسين بن محمد المروذي نا شيبان بن عبد الرحمن التميمي عن قتادة بن دعامة السدوسي قال قال الحسن في قوله " ذات قرار ومعين " ذات عيشة تقوتهم وتحملهم وماء جار قال هي الربوة هي دمشق أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود بن علي القرشي نا علي بن أحمد بن زهير نا علي بن محمد بن شجاع أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عمر نا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن راشد البجلي نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد نا أبو الجماهر محمد بن عثمان التنوخي نا سعيد بن بشير نا قتادة أن الحسن قال في قوله عز وجل " وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين " قال هي الغوطة قال ونا أبو الميمون بن راشد نا عبيد بن محمد نا أبو الجماهر نا سعيد بن بشير عن قتادة أن الحسن البصري قال في قوله عز وجل " وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين " قال ذات ثمار وكثرة ماء قال هي دمشق وأنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الحسيني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني وأنبأنا أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني أنا أبو الحسن بن عبد الواحد بن أبي الحديد قالا أنا أبو محمد بن أبي نصر نا أبو علي الحسن بن حبيب نا أبو بكر جعفر بن محمد الفريابي (1) نا عثمان بن أبي شيبة نا ابن فضيل عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عمرو عن الحسن في قوله تبارك وتعالى " وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين " قال إنها دمشق
_________
(1) الفريابي: بسكر الفاء وسكون الراء هذه النسبة إلى فارياب بليدة بنواحي بلخ
وينسب إليها بالفريابي والفاريابي والفيريابي (الانساب)(1/208)
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي بن المزرفي (1) نا أبو الحسين محمد بن علي بن محمد بن المهتدي أنا عيسى بن علي وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد عبد الله بن محمد الصريفيني أنا عبيد الله بن محمد بن حبابة قالا أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد نا خلف زاد عيسى بن هشام ومنصور زاد عيسى بن أبي مزاحم قالا نا شريك عن سالم هو ابن عجلان الأفطس عن سعيد وهو ابن جبير " ربوة ذات قرار " قال الربوة النشز من الأرض والقرار المستوي وأخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي بن محمد المزرفي أنا أبو الحسين بن المهتدي أنا عيسى أنا عبد الله نا خلف ومنصور قالا نا شريك عن سالم عن سعيد قال المعين الطاهر ويعني خلف بن هشام ومنصور بن أبي مزاحم وهذا التفسير موجود في صفة ربوة دمشق فلا يمتنع أن يكون هو الحق وقيل إن الربوة الرملة أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أحمد بن أبي الحديد أنا جدي أبو عبد الله أنا أبو الحسن بن عوف أنا أبو هاشم المؤدب نا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثني أبو عبد الله محمد بن المتوكل بن السري العسقلاني نا رواد بن الجراح نا عباد بن عباد عن يحيى بن أبي عمرو (2) الشيباني عن أبي وعلة عن كريب السحولي (3) عن مرة البهزي (4) قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول الرملة الربوة أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا محمد بن هبة الله الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا أبو يحيى زكريا ابن
_________
(1) المزرفي: بفتح الميم وسكون الزاي وفي آخرها فاء هذه النسبة إلى المزرفة وهي قرية كبيرة بغربي بغداد على خمسة فراسخ منها
(2) عن خع وبالاصل: " عمر " وفي خع: السيباني
(3) في خع: " السحوتي " تحريف والسحولي: بفتح السين وضم الحاء هذه النسبة إلى سحول وهي قرية فيما أظن باليمن (الانساب)
(4) قوله: " عن مرة البهزي " سقط من مطبوعة المجلدة الاولى(1/209)
نافع الأرسوفي (1) ومحمد بن عبد العزيز الرملي قالا نا عباد بن عباد أبو عتبة عن أبي زرعة عن أبي وعلة شيخ من عك قال قدم علينا كريب من مصر يريد معاوية فزرناه فقال ما أدري عدد ما حدثني مرة البهزي في خلاء وجماعة أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين على من ناوأهم وهم كالأناس (2) الآكلة حتى يأتي أمر الله وهم كذلك قال فقلنا يا رسول الله من هم وأين هم قال بأكناف بيت المقدس قال وحدثني أن الرملة هي الربوة وذلك أنها تسيل مغربة ومشرقة أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن المغربي (3) وجماعة قالوا أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة (4) أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني نا حصين بن وهب الأرسوفي نا زكريا بن نافع الأرسوفي نا عباد بن عباد الرملي عن أبي زرعة السيباني عن أبي زرعة الوعلاني عن كريب السحولي حدثني مرة البهزي أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين على من ناوأهم وهم كالأناس (5) الآكلة حتى يأتي أمر الله وهم كذلك قلنا يا رسول الله وأين هم قال بأكناف بيت المقدس قال وحدثني أن الرملة هي الربوة وذلك أنها مغربة مشرقة (6) كذلك قال أبو زرعة الوعلاني والصواب ما تقدم أخبرنا أبو الحسن (7) علي بن المسلم السلمي الفقيه نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني
_________
(1) الارسوفي بضم الالف وسكون الراء هذه إلى أرسوف مدينة على ساحل بحر الشام
(2) في خع: كالاناء بين الاكلة
(3) في المطبوعة: المقرئ
(4) في خع والمطبوعة: " زيدة " تحريف وقد مر كثيرا
(5) كذا وردت بالاصل وخع هنا وفي الحديث السابق: كالاناء بين الاكلة
(6) بالاصل: " مشرقة " والمثبت عن خع
(7) عن خع وبالاصل: أبو الحسين(1/210)
وأخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو عبد الله قالا أنا محمد بن عوف بن أحمد النوبي (1) أنا أبو العباس محمد بن موسى بن الحسين الحافظ أنا محمد بن خريم نا هشام بن عمار نا المغيرة بن المغيرة قال نا وقال ابن أبي الحديد حدثني يحيى بن عمرو قال مرض رجل من عك يقال له الأقرع على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأتاه يعوده قال لا أحسبني إلا مقبوضا قال كلا إنك لن وقال ابن أبي الحديد لا تموت ولا تدفن إلا بالربوة فمات ودفن بالرملة فكانت عك إذا مات الرجل منهم بالأردن له صدق (2) حمل فدفن بالرملة لمكان الأقرع هذا حديث منقطع وقد روي مسندا بإسناد غريب غريب أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد الاصبهاني بها أنا أبو منصور شجاع بن علي بن شجاع الصقلي أنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة نا محمد بن إسحاق بن نافع الخزاعي بمكة نا مخلد بن خالد البردعي نا موسى بن سهل الرملي قال وأنا ابن مندة قال وأنا جمح بن أبان المؤذن بدمشق نا عبد الله بن إسحاق الرملي نا يحيى بن السكن الرملي قالا نا محمد بن فهر بن جميل بن أبي كريم بن لفاف بن كدن نا أمية ولفاف ابنا مفضل بن ابي كريم عن المفضل بن أبي كريم عن أبيه عن جده لفاف عن الاقرع بن شفي العكي قال دخل علي النبي (صلى الله عليه وسلم) في مرض (3) فقلت لا أحسب إلا أني ميت من مرضي قال النبي (صلى الله عليه وسلم) كلا لتبقين ولتهاجرن إلى أرض الشام وتموت وتدفن بالربوة من أرض فلسطين قال ابن مندة رواه إسماعيل بن رشيد المؤملي عن ضمرة بن ربيعة عن قادم بن ميسور القرشي عن رجال من عك عن الأقرع العكي قال مرضت فذكر الحديث نحوه
_________
(1) في المطبوعة: المري
(2) في خع ومختصر ابن منظور 1 / 88: " طرق "
(3) في خع: في مرضي
(4) الاصل وخع ومختصر ابن منظور وفي المطبوعة: لتشفين(1/211)
جمح (1) هو ابن القاسم بن عبد الوهاب بن أبان نسبه إلى جد أبيه أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الغساني الفقيه أنه أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر أنا محمد بن يوسف نا محمد بن حماد أنا عبد الرزاق أنا بشر بن رافع الحارثي حدثني أبو عبد الله بن عم أبي هريرة أنه سمع أبا هريرة يقول في قول الله تبارك وتعالى " وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين " قال هي الرملة من فلسطين وقيل إنها بيت المقدس أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال الأديب أنا أبو طاهر بن محمد أنا أبو بكر بن المقرئ نا أبو عروبة الحراني نا محمد بن سعيد الأنصاري نا مسكين بن بكير حدثني جرير بن حازم قال سمعت قتادة في هذه الآية " وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين " قال بيت المقدس وقيل إنها الإسكندرية أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنا أبو طاهر بن محمود أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو بشر الدولابي نا يونس نا ابن وهب عن عبد الرحمن بن زيد بن اسلم عن أبيه قال هي الإسكندرية يعني " وآويناهما إلى ربوة " وقيل إنها مصر أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد وحدثني أبو مسعود الاصبهاني عنه أنا عبد الرحمن بن محمد بن أحمد المعدل نا أبو الشيخ عبد الله بن محمد الاصبهاني (2) نا محمد بن يحيى نا (3) هارون بن إسحاق نا إسماعيل بن عبد الكريم الصنعاني نا عبد الصمد بن معقل حدثني عمي وهب بن منبه في قوله " وآويناهما إلى ربوة " قال هي مصر وقيل إنها الكوفة أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن العلوي نا محمد بن زيد بن أحمد التميمي نا إسحاق بن محمد المقرئ نا
_________
(1) في المطبوعة: جمع تحريف
(2) ما بين معكوفتين سقط من الاصل وخع واستدرك عن المطبوعة
(3) عن خع وبالاصل " بن " تحريف(1/212)
عبيد بن كثير نا عباد بن يعقوب أنا موسى بن عثمان عن جابر عن ابي جعفر في قوله " وآويناهمما إلى ربوة ذات قرار " قال هي الكوفة والمعين الفرات تابعه عبد الرحمن بن صالح الأزدي وإبراهيم بن محمد بن ميمون الكوفيان عن موسى بن عثمان الحضرمي وقد روي مسندا عن جعفر الصادق بن أبي جعفر الباقر أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون أنا أبو (1) عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسن الحسني قراءة عليه أنا محمد بن عبد الله الجعفي نا الحسين بن محمد بن الفرزدق الفزاري نا جعفر بن عبد الله المحمدي قال سمعت محمد بن أبي عمير يذكر عن محمد بن مسلم قال سألت الصادق عن قول الله عز وجل " وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين " قال الربوة النجف والقرار المسجد والمعين الفرات ثم قال إن نفقة بالكوفة الدرهم الواحد يعدل بمائة درهم في غيرها والركعة بمئة ركعة ومن أحب أن يتوضأ من ماء الجنة ويشرب من ماء الجنة ويغتسل بماء الجنة فعليه بماء الفرات فإن فيه شعبتين (2) من الجنة وينزل من الجنة كل ليلة مثقالان من مسك في الفرات وكان أمير المؤمنين علي يأتي النجف ويقول وادي السلام ومجمع أرواح المؤمنين ونعم المضجع للمؤمن هذا المكان وكان يقول اللهم اجعل قبري بها قال أبو الغنائم في النجف ماء طيب تنزله العرب (3) يقال له السلام أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد الحواري الفقيه نا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الواحدي أنا أبو سعد عبد الرحمن بن محمد السعدي أنا محمد بن عبيد الله بن محمد بن الفتح بن الشخير نا محمد بن بيان بن مسلم نا الحسن بن عرفة نا عبد الرحمن بن مهدي عن مالك عن الزهري عن أنس قال
_________
(1) زيادة عن خع
(2) في خع ومختصر ابن منظور 1 / 89 " مثعبين " وفي المطبوعة: منعين
(3) عن خع وبالاصل: " كبيت يقوله العربي " كذا(1/213)
لما نزلت سورة التين على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فرح بها فرحا شديدا حتى تبين لنا شدة فرحه فسألنا ابن عباس عن تفسيرها فقال " التين " بلاد الشام " والزيتون " بلاد فلسطين " وطور سنين " الذي كلم الله موسى عليه " وهذا البلد الأمين " مكة " لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم " محمد (صلى الله عليه وسلم) " ثم رددناه أسفل سافلين " عبدة الأوثان اللات والعزى " إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون " أبو بكر وعمر وعثمان وعلي " فما يكذبك بعد بالدين أليس الله بأحكم الحاكمين " (1) إذ بعثك فيهم نبيا وجمعك على التقوى يا محمد أخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الخطيب وأبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الفقيه قالا نا وأخبرناه أبو منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ أخبرني أبو القاسم (2) الأزهري نا محمد بن عبيد الله بن الشخير نا أبو العباس محمد بن بيان بن مسلم (3) الثقفي المعروف بابن البختري في مجلس ابن أبي داود سنة ست عشرة قال ابن الشخير وكان ثقة إملاء علينا من أصله نا الحسن بن عرفة نا عبد الرحمن بن مهدي عن مالك بن أنس عن الزهري عن أنس قال لما نزلت سورة التين على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فرح لها فرحا شديدا حتى بان لنا شدة فرحه فسألنا ابن عباس بعد ذلك عن تفسيرها فقال أما قول الله تعالى " والتين " فبلاد الشام " والزيتون " فبلاد فلسطين " وطور سينين " فطور سيناء الذي كلم الله عليه موسى " وهذا البلد الأمين " مكة " لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم " محمد (صلى الله عليه وسلم) " ثم رددناه أسفل سافلين " عبادة اللات والعزى " إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات " أبو بكر وعمر " فلهم أجر غير ممنون " عثمان بن عفان " فما يكذبك بعد بالدين " علي بن أبي طالب " أليس الله بأحكم الحاكمين " أن بعثك فيهم نبيا وجمعك على التقوى يا محمد قال أبو بكر الخطيب هذا الحديث بهذا الإسناد باطل لا أصل له يصح فيما
_________
(1) سورة التين الايات من 1 - 8
(2) زيادة عن خع
(3) " ابن مسلم " هامش الاصل وخع(1/214)
نعلم والرجال المذكورون في إسناده كلهم أئمة مشهورون غير محمد بن بيان نرى العلة من جهته وتوثيق ابن الشخير له ليس بشئ لأن من أورد مثل هذا الحديث بهذا الإسناد قد أغنى أهل العلم عن أن ينظروا في حاله ويبحثوا عن أمره ولعله كان يتظاهر بالصلاح فأحسن ابن الشخير به الظن وأثنى عليه كذلك وقد قال يحيى بن سعيد القطان ما رأيت الصالحين في شي أكذب منهم في الحديث قرأنا على أبي الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي البغدادي بها عن أبي طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر الأنباري أنا أبو القاسم هبة الله بن إبراهيم بن عمر الصواف أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن الفرج نا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي نا محمد بن بشار (1) نا روح بن عبادة نا عوف عن يزيد أبي (2) عبد الله عن كعب في قوله " والتين والزيتون " قال التين مسجد دمشق والزيتون بيت المقدس " وطور سينين " جبل موسى رواه أبو عبد الرحمن النسائي في كتاب الكنى عن محمد بن بشار أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أحمد بن عبد الله بن علي الكرماني أنا القاضي الإمام أبو سعد عبد الكريم بن أحمد الفقيه الوزان الطبري بنيسابور أنا الشيخ الإمام أبو بكر عبد الله بن أحمد القفال المروزي أنا أبو نعيم محمد بن عبد الرحمن الغفاري أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عيسى نا أبو الوليد هشام بن عمار الدمشقي نا صدقة بن خالد نا الشعيثي (3) عن عبد الرحمن بن أبي عمار عن كعب قال " التين " دمشق " والزيتون " بيت المقدس " وطور سينين " حيث كلم الله موسى " والبلد الأمين " مكة رواه بشر بن حجر ومحمد بن أبي بكر المقدمي عن عمر بن علي المقدمي عن الشعيثي بإسناده نحوه ورواه غيره عن هشام عن صدقة وإسماعيل بن عياش عن الشعيثي
_________
(1) قوله: " نا محمد بن بشار " سقط من المطبوعة
(2) عن خع وبالاصل " بن "
(3) الشعيشي بضم الشين وفتح العين المهملة هذه النسبة إلى شعيث بطن من بلعنبر بن عمرو بن تميم واسمه: محمد بن عبد الله بن المهاجر النصري الشعيثي العقيلي (الانساب)(1/215)
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس أنا أبو الفتح عبد الرزاق بن عبد الكريم بن عبد الواحد الحسناباذي أنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم أنا محمد بن يعقوب الأصم نا بحر بن نصر نا بشر بن بكر حدثتني أم عبد الله عن أبيها وهو خالد بن معدان في قول الله تعالى " ربوة ذات قرار ومعين " قال هي دمشق وقوله " والتين والزيتون " وقوله " لم يخلق مثلها في البلاد " (1) قال يعني دمشق أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد السمرقندي نا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد بن صصري التغلبي بدمشق أنا تمام بن محمد أنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن حذلم نا زكريا بن يحيى نا شيبان بن فروخ نا أبو حمزة العطار (2) إسحاق بن الربيع عن الحسن في قوله " والتين والزيتون " قال جبال ومساجد بالشام أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب وأبو طاهر محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي قالا أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر أنا محمد بن يوسف بن بشر أنا محمد بن حماد أنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تبارك وتعالى " والتين " قال الجبل الذي عليه دمشق " والزيتون " الذي عليه بيت المقدس " وطور سينين " جبل بالشام مبارك حسن قال معمر وقال الكلبي هو التين والزيتون الذي تأكلون وأما طور سينين فهو الجبل ذو الشجر وهكذا رواه شيبان بن عبد الرحمن عن قتادة قرأت على ابي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا تمام الرازي أنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن الفرج بن البرامي نا
_________
(1) سورة الفجر الاية: 8
(2) في المطبوعة: " أبو حمزة العطار نا إسحاق بن الربيع " تحريف فأبو حمزة اسمه إسحاق انظر تقريب التهذيب(1/216)
إبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان نا أبو هبيرة محمد بن الوليد نا أبو الجماهر نا سعيد بن بشير عن قتادة في قوله " والتين والزيتون " قال التين دمشق والزيتون بيت المقدس " وطور سينين " حيث كلم الله موسى عليه السلام " والبلد الأمين " مكة أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود القرشي نا علي بن أحمد بن زهير نا علي بن محمد بن شجاع أنا تمام الرازي أخبرني أبي حدثني الفضل بن مهاجر نا الوليد بن حماد الرملي عن هشام بن عمار قال نا الوليد بن مسلم قال سألت خليد بن دعلج فحدثني عن قتادة قال " التين " جبل عليه دمشق " والزيتون " جبل عليه بيت المقدس أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني وأبو الحسن علي بن المسلم الفقيه قالا نا أبو الحسن علي بن الحسن العاقولي (1) نا الشرف بن رجاء بن إبراهيم المقدسي أنا أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد الغساني نا أبي نا أبو بكر بن أبي شيبة المعافري نا أبو بدر عباد بن الوليد نا حبان نا أبو محصن بن نمير عن سعيد بن جبير عن الحكم قال " والتين " دمشق " والزيتون " فلسطين " وهذا البلد الأمين " مكة أنبأنا أبو الحسن علي بن بركات بن إبراهيم الخشوعي نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن رزقوية أنا أبو عمرو (2) عثمان بن أحمد الدقاق وأبو بكر أحمد بن سندي بن الحسن الحداد قالا نا الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار أنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر قال قال محمد بن إسحاق عن من يخبره أن سعيد بن المسيب كان يقول في قول الله عز وجل " إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد " يعني دمشق أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عمر السمرقندي وأبو تراب حيدرة بن أحمد الأنصاري قالا أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد بن صصري أنا أبو القاسم تمام بن محمد الرازي أنا أبو الميمون بن راشد نا موسى بن محمد بن أبي
_________
(1) هذه النسبة إلى دير العاقول " وقد ينسب إليها ب " الدير عاقولي " أيضا
وهي بليدة على خمسة عشر فرسخا من بغداد
(الانساب - ياقوت)
(2) في المطبوعة: " أبو تحريف انظر تذكرة الحافظ 3 / 865(1/217)
عوف نا عبد الرحيم بن مطرب نا عيسى بن يونس عن ابن أبي ذيب عن المقبري " إرم ذات العماد " (1) قال دمشق ورواه المسيب بن واضح عن عيسى بن يونس قرأته على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن عبد العزيز بن أحمد التميمي أنا تمام الرازي أنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن الفرج بن البرامي نا محمد بن تمام نا المسيب بن واضح نا عيسى بن يونس عن ابن أبي ذيب عن المقبري في قوله " إرم ذات العماد " قال هي دمشق أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني وأبو الوحش سبيع بن المسلم بن علي بن قيراط المقرئ عن رشأ بن نظيف المقرئ أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم البغدادي (2) نا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار نا محمد بن يونس نا أبو علي الحنفي نا ابن أبي ذيب عن سعيد المقبري في قوله تعالى " إرم ذات العماد " قال هي دمشق قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن عبد الدائم بن الحسن بن عبيد الله عن عبد الوهاب الكلابي نا إبراهيم بن مروان نا يونس بن عبد الأعلى الصدفي أخبرني أشهب بن عبد العزيز عن مالك يعني ابن أنس قال ويقال إن " إرم ذات العماد " دمشق أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد في كتابه وحدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد المعدل عنه أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الذكواني نا أبو الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر الاصبهاني نا أحمد بن الحسن بن عبد الملك (3) نا محمد بن المثنى قال سمعت بشر بن الحارث يقول " إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد " هي دمشق "
_________
(1) سورة الفجر الاية - 8
(2) ما بين معكوفتين زيادة عن خع ومكانها بالاصل: " البغداد "
(3) في خع: " أحمد بن الحسن بن عبد الله
" وفي المطبوعة الحسين(1/218)
باب ما ورد من السنة من أنها من أبواب الجنة " (1) أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر بن السبط وأبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب البارع ببغداد وأم أبيها فاطمة بنت علي بن الحسين بن جد (2) العكبرية بدمشق قالوا أنا أبو الغنائم محمد بن علي بن علي بن الدجاجي أنا علي بن عمر بن محمد الحربي (3) نا أبو السري سهل بن يحيى وقال ابن السبط بن بحر بن سبأ الحداد نا سعيد بن عثمان الرازي نا عبد الواحد بن يزيد عن محمد بن مسلم الطائفي عن محمد بن مسلم الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أربع مدائن من مدائن الجنة وأربع مدائن من مدائن النار فأما مدائن الجنة فمكة والمدينة وبيت المقدس ودمشق وأما مدائن النار فالقسطنطينية (4) وطبرية وأنطاكية المحترقة وصنعاء هذا حديث غريب من حديث محمد بن مسلم الطائفي عن الزهري والمحفوظ حديث الوليد بن محمد الموقري (5) عن الزهري أخبرناه أبو الحسن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحديد أنا
_________
(1) في خع: " ما ورد من السنة في أنها من مدن الجنة "
وفي مختصر ابن منظور: ما ورد في أن دمشق من مدن الجنة
(2) في المطبوعة: " حدا " والاصل كخع
(3) في المطبوعة: الخرقي
(4) بالاصل وخع: " قسطنطينة " والمثبت في الموضعين عن مختصر ابن منظور 1 / 91
(5) الموقرى هذه النسبة إلى موقر بضم الميم وفتح الواو وقاف مشددة (اللباب) قال: حصن بالبلقاء(1/219)
جدي أبو عبد الله أنا أبو المعمر المسدد بن علي بن عبد الله بن العباس بن أبي السحيس الحمصي قدم علينا نا أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف الربعي نا أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل الكوفي نا إدريس بن سليمان بالرملة نا عبد الرحمن بن خالد بن حازم نا الوليد بن محمد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أربع مدائن في الدنيا من الجنة مكة والمدينة وبيت المقدس ودمشق وأربع مدائن من النار رومية وقسطنطينية (1) وأنطاكية وصنعاء قال ابن إدريس يعني أنطاكية المحترقة ورواه محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة الحلبي عن الموقري فقرن بسعيد (2) بن المسيب سليمان بن يسار أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة الجرجاني أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمي أنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ نا يحيى بن علي بن هاشم الخفاف بحلب نا جدي محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة نا الوليد بن محمد نا الزهري أخبرني سعيد بن المسيب وسليمان بن يسار عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال (3) أربع مدائن من مدائن الجنة في الدنيا مكة والمدينة وبيت المقدس ودمشق وأربع مدائن من مدائن النار في الدنيا القسطنطينية والطوانة وأنطاكية المحترقة وصنعاء وقال إن المياه العذبة والرياح اللواقح من تحت صخرة بيت المقدس قال ابن عدي وهذا منكر لا يرويه عن الزهري غير الموقري رواه أبو عبد الله محمد بن النعمان بن بشير السقطي عن سليمان بن عبد الرحمن عن الوليد بن محمد بإسناده نحوه
_________
(1) بالاصل وخع: " قسطنطينة " والمثبت في الموضعين عم مختصر ابن منظور 1 / 91
(2) بالاصل وخع: لسعيد
(3) الحديث بالاصل فيه تقديم وتأخير ومشوش العبارة فأثبتنا نصه عن خع(1/220)
وقال أبو عبد الله السقطي ليس هي صنعاء اليمن إنما هي صنعاء بأرض الروم وذكر البلاذري أن أنطاكية المحترقة ببلاد الروم أحرقها العباس بن الوليد بن عبد الملك قرأت بخط شيخنا أبي الفرج غيث بن علي بن عبد السلام الخطيب ذكر القاضي أبو القاسم الحسن بن محمد الأنباري فيما قرئ عليه بصور في ذي القعدة سنة سبع عشرة وأربعمائة أن أبا محمد الحسن بن رشيق أخبرهم نا أبو الفضل العباس بن ميمون أمنجور مولى أمير المؤمنين نا أبو محمد المراغي (1) نا قتيبة نا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن الله اختار من الملائكة أربعة جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل واختار من النبيين أربعة إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم واختار من المهاجرين أربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي واختار من الموالي أربعة سلمان الفارسي وبلال الأسود وصهيب الرومي وزيد (2) بن حارثة واختار من النساء أربعة (3) خديجة ابنة خويلد ومريم ابنة عمران وفاطمة بنت محمد وأسية ابنت مزاحم واختار من الأهلة أربعة ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب واختار من الأيام أربعة يوم الجمعة ويوم الفطر ويوم النحر ويوم عاشوراء واختار من الليالي أربعة (3) ليلة القدر وليلة النحر وليلة الجمعة وليلة نصف شعبان واختار من الشجر أربعة السدرة والنخلة والتينة والزيتونة واختار من المدائن أربعة (3) مكة وهي البلدة والمدينة وهي النخلة وبيت المقدس وهي الزيتونة ودمشق وهي التينة واختار من الثغور أربعة إسكندرية ومصر وقزوين خراسان وعبادان العراق وعسقلان الشام واختار من العيون أربعة يقول في محكم كتابه " فيهما عينان تجريان " (4) وقال " فيهما عينان نضاختان " (5) فأما التي
_________
(1) المراعي: بفتح الميم والراء نسبة إلى قبيلة وبلد
(2) في المطبوعة: " يزيد " تحريف
(3) كذا والصواب: " أربعا "
(4) سورة الرحمن الاية: 50
(5) سورة الرحمن الاية: 66(1/221)
تجريان فعين بيسان وعين سلوان (1) وأما النضاختان فعين زمزم وعين عكا (2) واختار من الأنهار أربعة سيحان وجيحان والنيل والفرات واختار من الكلام أربعة سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله هذا حديث منكر بمرة وأبو الفضل والمراغي مجهولان أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا محمد بن هبة الله الطبري أن أبو الحسين (3) بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان حدثني أبو عتبة علي بن الحسن بن مسلم السكوني حدثني بقية بن الوليد عن يزيد بن عبد الله الخولاني عن كعب الأحبار أنه قال خمس مدائن من مدائن الجنة بيت المقدس وحمص ودمشق وبيت جبرين (4) وظفار اليمن وخمس مدائن من مدائن النار القسطنطينية (5) والطوانة (6) وأنطاكية وتدمر وصنعاء صنعاء اليمن أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس المقرئ أنا أبي أبو البركات أنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه الزهري أنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن ماسي نا أبو برزة الحاسب أنا أبو أنس نا إسماعيل بن عياش وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي الفقيه نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني نا عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي (7) لفظا أنا الحسين بن الحسن بن علي بن بندار الصيرفي نا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن ماسي نا أبو برزة هو الفضل بن محمد الحاسب نا أبو أنس مالك بن سليمان الألهاني نا إسماعيل بن عياش نا محمد بن عبد الله الشعيثي عن يزيد بن عبد الله الخولاني عن كعب يعني الأحبار أنه كان يقول خمس مدائن من مدائن الجنة وخمس مدائن
_________
(1) عين سلوان: عين نضاخة يتبرك بها ويستشفى منها بالبيت المقدس
قال ابن البناء البشاري: ويزعمون أن ماء زمزم يزور ماء سلوان كل ليلة عرفة
(2) في المطبوعة: عكار
(3) عن خع
(4) بليد بين بيت المقدس وغزة (ياقوت)
(5) عن مختصر ابن منظور وبالاصل: القسطنطينة
(6) الطوانة: بلد بثغور المصيصة بين أنطاكية وبلاد الروم (معجم البلدان)
(7) هذه النسبة إلى نخشب بلدة من بلاد ما وراء النهر (الانساب)(1/222)
من مدائن النار فمدائن الجنة حمص ودمشق وبيت المقدس وبيت جبرين وظفار زاد الفقيه ظفار وقالا اليمن ومدائن النار قسطنطينية (1) وعمورية وأنطاكية وتدمر وصنعاء صنعاء اليمن أخبرنا أبو المعالي تغلب بن جعفر بن أحمد بن الحسين السراج ببغداد أنبأ أبو القاسم الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي بدمشق أنبأ أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الله بن هلال أنا أبو يوسف يعقوب بن أحمد بن عبد الرحمن الجصاص الدعاء ثنا أبو البختري نا سفيان بن عقبة أخو قبيصة نا سفيان عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عبد الله بن عمرو قال الجنة مطوية في قرون الشام بدمشق في كل عام "
_________
(1) بالاصل وخع: قسطنطينة(1/223)
باب ما جاء عن صاحب الحوض (1) والشفاعة أنها مهبط عيسى بن مريم قبل قيام الساعة " أخبرنا أبو الفتح أحمد بن عقيل بن محمد بن علي بن رافع البزار نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو الحسين عبد الواحد بن الحسن بن علي الخطيب البرقعيدي نا أبي نا أبو القاسم عبد الله بن محمد المروروذي نا أبو بكر محمد بن سهل بن عسكر نا أبو مالك حماد بن مالك الأشجعي الدمشقي حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن يحيى بن جابر الطائي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن النواس بن سمعان قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ينزل عيسى بن مريم على المنارة البيضاء شرقي دمشق أخبرناه عاليا أبو نصر خلف بن عبد الكريم بن خلف بن طاهر وابنا عمي أبيه أبو الفتح الفضل بن زاهر بن طاهر وأبو طاهر محمد بن وجيه (2) بن طاهر بن محمد بن محمد الشحاميون قالوا أنا أبو نصر عبد الجبار بن سعيد بن محمد بن أحمد البحيري أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ثنا أبو العباس الأصم نا محمد بن إسحاق الصغاني نا حماد بن مالك أبو مالك من أهل حرستان (3) قال ابن جابر حدثنا يعني عبد الله (4) بن يزيد بن جابر عن يحيى بن جابر الطائي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن نواس بن سمعان عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال ينزل عيسى بن مريم على المنارة البيضاء شرقي دمشق
_________
(1) عن هامش الاصل وخع
(2) عن خع وبالاصل: وحيد
(3) كذا وهي حرستا قرية كبيرة عامرة وسط دمشق على طريق حمص (ياقوت - الانساب)
(4) كذا وفي خع: عبد الرحمن(1/224)
وأخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش العكبري فيما ناولني وقرأ علي إسناده (1) وقال اروه عني أنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري (2) أنا القاضي أبو الفرج المعافا بن زكريا نا محمد بن القاسم الأنباري نا أحمد بن الهيثم بن خارجة نا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أبيه عن يحيى بن جابر الطائي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن النواس بن سمعان قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يهبط عيسى بن مريم شرقي دمشق عند المنارة البيضاء بين مهروذتين (3) قال أبو بكر حفظناه عن أحمد بن الهيثم بالذال وتفسيره بين ممصرتين (4) قال وثنا جعفر بن محمد الفريابي نا أبو مروان هشام بن خالد الأزرق نا الوليد بن مسلم نا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن يحيى بن جابر قال أبو مروان وكان قاضيا على حمص عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن النواس بن سمعان قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يهبط عيسى بن مريم عليه السلام بين مهروذتين قال أبو بكر حفظناه عن جعفر بن محمد بالدال في هذا الحديث يعني بين ممصرتين (5) قال أبو بكر وهذا مما فسر في الحديث بما لا يعرف إلا فيه كالحروف التي جاءت مفسرة في الحديث وهذا مختصر من حديث رواه عبد الرحمن بن عائذ الأزدي عن جبير بن نفير بطوله أخبرتاه أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ في كتابه وحدثني أبو مسعود (6)
_________
(1) كذا بالاصل وخع والمثبت عن المطبوعة
(2) هذه النسبة إلى جازرة قرية من أعمال نهروان بالعراق (الانساب)
(3) الهرد: عروق يصبغ بها والمهرود بالدال والذال: المصبوغ بهذه العروق
(4) الممصرة من الثياب التي فيها صفرة قليلة
والذي في الاصل وخع " محصرتين " والمثبت عن مختصر ابن منظور 1 / 93
(5) عن خع وبالاصل الغريابي بالغين المعجمة تحريف
(6) بالاصل وخع: " أبو معوذ " تحريف وقد تقدم مرارا(1/225)
عبد الرحيم بن علي المعدل عنه أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ثنا سليمان بن أحمد ثنا عمرو بن إسحاق نا أبو علقمة أن أباه حدثه عن نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ عن ابن عائذ نا جبير بن نفير أن النواس بن سمعان حدثه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال أريت أن ابن مريم عليه السلام يخرج من يمنة المغارة البيضاء شرقي دمشق واضع يده على أجنحة الملكين بين ريطتين ممشقتين (1) إذا أدنا رأسه قطر وإذا رفع رأسه تحادر منه جمان كاللؤلؤ تمشي عليه السكينة والأرض تقبض له ما أدرك نفسه من كافر مات ويدرك نفسه حيث ما أدرك بصره حتى يدرك بصره في حصونهم وقرياتهم حتى يدرك الدجال عند باب لد فيموت ثم يعمد إلى عصابة من المسلمين عصمهم الله بالإسلام ويترك الكفار ينتفون لحاهم وجلودهم فتقول النصارى هذا الدجال الذي أنذرناه وهذه الآخرة ومن مس ابن مريم كان من أرفع الناس قدرا ويعظم مبيته ويمسح على وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم من الجنة فبينا هم فرحون بما هم فيه خرجت يأجوج ومأجوج فيوحى إلى المسيح عليه السلام أني قد أخرجت عبادا لي لا يستطيع قتلهم إلا أنا فاحرز عبادي إلى الطور فيمر صدر يأجوج ومأجوج على بحيرة الطبرية فيشربونها ثم يقبل آخرهم فيركزون رماحهم فيقولون لقد كان هاهنا مرة ماء حتى إذا كانوا حيال بيت المقدس قالوا قد قتلنا من في الأرض فهلموا نقتل من في السماء فيرمون نبلهم إلى السماء فيردها الله مخضوبة بالدم فيقولون قد قتلنا من في السماء ويتحصن ابن مريم وأصحابه حتى يكون رأس الثور ورأس الجمل خيرا من مائة دينار اليوم كذا قال المغازة وهو تصحيف وإنما هو المنارة (2) أخبرناه أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنبأ تمام بن محمد الرازي وأبو محمد بن أبي نصر وعقيل بن عبيد الله بن عبدان وأخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأ أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد أنا أبو محمد بن أبي نصر أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام
_________
(1) ثوب ممشق أي مصبوغ بالمشق وهو المغرة (الاساس)
(2) زيادة عن المطبوعة(1/226)
قالوا أخبرنا أبو بكر أحمد بن القاسم بن معروف بن أبي نصر بن حبيب بن أبان بن إسماعيل نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو حدثني محمد بن زرعة الرعيني نا محمد بن شعيب نا يزيد بن عبيدة حدثني أبو الأشعث عن أوس بن أوس الثقفي أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول ينزل عيسى بن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق لفظهما سواء أخبرناه عاليا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد في كتابه ثم أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قالا أنا أبو نعيم نا عبد الله بن جعفر نا إسماعيل بن عبد الله العبدي نا عبد الرحمن بن إبراهيم نا محمد بن شعيب عن يزيد بن عبيدة عن أبي الأشعث عن أوس بن أوس قال ينزل المسيح عند المنارة البيضاء شرقي دمشق قال محمد بن شعيب ولا أعلم إلا محمد ثنا به عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أو عن كعب أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي الفقيه نا عبد العزيز بن أحمد التميمي أنا تمام الرازي أخبرني أبو زرعة محمد وأبو بكر أحمد أنبأ عبد الله بن أبي دجانة النصري قالا نا أبو إسحاق إبراهيم بن دحيم نا أبو مروان هشام بن خالد نا محمد بن شعيب نا يزيد بن عبيدة عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ينزل عيسى بن مريم عليه السلام عند المنارة البيضاء شرقي دمشق قرأته عاليا على عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي عن أبي الحسن عبد الدائم بن الحسن بن عبيد الله أنا عبد الوهاب الكلابي (1) نا ابن خريم نا هشام بن خالد نا محمد بن شعيب أخبرني يزيد بن عبيدة بن أبي المهاجر حدثني أبو الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس الثقفي أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول ينزل عيسى عند المنارة البيضاء شرقي دمشق عليه ممصرتان كأنما رأسه يقطر دما ورواه كيسان مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أخبرناه أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي فيما قرأته عليه عن
_________
(1) عن المطبوعة وبالاصل وخع: الدلاني(1/227)
عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنبأ تمام أنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن الفرج الدمشقي يعرف بابن البرامي نا محمد بن الفيض بن محمد بن الفياض نا هشام بن خالد حدثني الوليد بن مسلم (1) حدثني ربيعة هو ابن ربيعة عن ابن كيسان يعني نافعا عن أبيه كيسان قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول ينزل عيسى بن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق قرأت على ابي محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر عن عبد العزيز الكتاني أنا تمام بن محمد الرازي أنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن الفرج الدمشقي أنا أبو محمد عبد الصمد بن عبد الله بن أبي يزيد أنا العباس بن الوليد بن مزيد (2) أخبرني أبي نا سعيد بن عبد العزيز عن شيخ له أنه سمع ابن عباس (3) الحضرمي قال يخرج عيسى بن مريم عند المنارة عند باب الشرقي ثم يأتي مسجد دمشق حتى يقعد على المنبر ويدخل المسلمون المسجد والنصارى واليهود كلهم يرجوه حتى لو ألقيت شيئا لم تصب إلا راس إنسان من كثرتهم ويأتي مؤذن المسلمين فيقوم ويأتي صاحب بوق اليهود ويأتي صاحب ناقوس النصارى فيقول صاحب اليهود اقرع فكتب سهم المسلمين وسهم النصارى وسهم اليهود ثم يقرع عيسى فيخرج سهم المسلمين فيقول صاحب اليهود إن القرعة ثلاث فيقرع فيخرج سهم المسلمين ثم يقرع الثالثة فيخرج سهم المسلمين فيؤذن المؤذن ويخرج اليهود والنصارى من المسجد ثم يخرج يتبع الدجال بمن معه من أهل دمشق ثم يأتي بيت المقدس وهي مغلقة قد حصرها الدجال فيأمر بفتح الأبواب ويتبعه حتى يدركه بباب لد ويذوب كما يذوب الشمع ويقول عيسى إن لي فيك ضربة فيضربه فيقتله الله عز وجل على يديه فيمكث في المسلمين ثلاثين سنة أو أربعين سنة الله أعلم أي العددين فيخرج على اثره يأجوج ومأجوج فيهلك الله يأجوج ومأجوج على يديه ولا يبقى منهم عين تطرف وترد إلى الأرض بركتها حتى إن العصابة ليجتمعون في العنقود على الرمانة وينزع من كل وذكر كلاما انقطع من الكتاب معناه من كل ذات حمة حمتها يعني سمها حتى إن
_________
(1) قوله: " حدثني الوليد بن مسلم " سقط من المطبوعة
(2) بالاصل وخع: " يزيد " تحريف والمثبت عن تقريب التهذيب
(3) في خع: ابن عايش(1/228)
الحية تكون مع الصبي والأسد والبقرة لا يضره شيئا ثم يبعث الله عز وجل ريحا طيبة تقبض روح كل مؤمن ويبقى شرار الناس يقوم عليهم الساعة قرأت على ابي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد أنا تمام أنا الحسن بن أحمد بن يعقوب نا يحيى بن محمد بن سهل يعني نا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة نا أبو المغيرة حدثني صفوان يعني ابن عمرو عن شريح بن عبيد عن كعب قال يهبط المسيح عليه السلام عند القنطرة البيضاء على باب دمشق الشرقي تحمله غمامة واضع يديه على منكبي ملكين عليه ريطتان مؤتزر إحداهما مرتد الأخرى إذا أكب رأسه يقطر منه الجمان "(1/229)
باب ما جاء عن المبعوث بالمرحمة أنها فسطاط المسلمين يوم الملحمة " أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي الفقيه نا عبد العزيز بن أحمد التميمي أنا تمام بن محمد الرازي حدثني أبو زرعة محمد وأبو بكر أحمد أنبأ عبد الله بن أبي دجانة قالا حدثنا إبراهيم بن دحيم حدثنا هشام ثنا صدقة وأخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي الحسن (1) بن أبي الحديد أنا جدي أبو عبد الله أنا أبو المعمر المسدد بن علي بن عبد الله الحمصي وأنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الموازيني وأبو طاهر محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم بن الحماني (2) قالا أنا أبو عبد الله محمد بن عبد السلام المعروف بابن سعدان قالا أنا أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف الربعي نا أحمد بن عامر بن المعمر الأزدي وقرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي عن أبي سعد محمد بن عبد الرحمن الجنزرودي أنا الحاكم أبو أحمد الحافظ نا محمد بن محمد بن سليمان قالا نا هشام بن عمار نا صدقة زاد الربعي بن خالد نا خالد بن دهقان قال سمعت يزيد بن أرطأة زاد زاهر الفزاري يقول سمعت جبير بن نفير الحضرمي يقول سمعت أبا الدردا يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول يوم الملحمة الكبرى فسطاط المسلمين بأرض يقال لها الغوطة فيها مدينة يقال لها دمشق خير منازل
_________
(1) مابين معكوفتين زيادة عن خع
(2) في خع: الحنائي(1/230)
المسلمين يومئذ وفي حديث ابن دحيم بن (1) خير أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المغربي (2) في كتابه ثم حدثني أبو مسعود العدل عنه أنا أبو نعيم الحافظ نا أبو القاسم بن أحمد الطبراني نا أبو زرعة الدمشقي نا أبو مسهر قال ونا سليمان قال ونا أحمد بن المعلى نا هشام بن عمار قالا نا صدقة بن خالد حدثني خالد بن دهقان عن زيد بن أرطأة عن جبير بن نفير عن أبي الدرداء قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول يوم الملحمة الكبرى بأرض يقال لها الغوطة فيها مدينة يقال لها دمشق فهي خير مساكن الناس يومئذ قرأت على ابي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه الأصولي عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد بن الطيوري أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري أنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيوية إجازة أنا أبو الطيب محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي نا إبراهيم بن الجنيد قال سمعت يحيى بن معين وقد ذكروا عنده أحاديث من ملاحم الروم فقال يحيى ليس من حديث الشاميين شئ (3) أصح من حديث صدقة بن خالد عن النبي (صلى الله عليه وسلم) معقل المسلمين أيام الملاحم دمشق ورواه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن زيد بن أرطأة الفزاري فاختلف عليه فيه فرواه هكذا عنه يحيى بن حمزة أخبرنا به أبو علي الحسن بن أحمد الحداد في كتابه وحدثني أبو سعد الاصبهاني عنه أنا أبو القاسم بن أبي بكر بن أبي علي أنا عبد الله بن محمد بن جعفر أنا حامد بن شعيب نا منصور بن أبي مزاحم نا يحيى بن حمزة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن زيد بن أرطأة قال سمعت جبير بن نفير يحدث عن أبي الدرداء عن النبي (صلى الله عليه وسلم) نحو حديث قبله يوم الملحمة الكبرى فسطاط المؤمنين
_________
(1) في خع: من خير
(2) في خع: المقرئ
(3) في المطبوعة: حديث(1/231)
بالغوطة مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام وهكذا رواه محمد بن المبارك الصوري وعبد الله بن يوسف الدمشقي نزيل تنيس وهشام بن عمار وأما حديث محمد فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني نا تمام بن محمد الرازي وأبو محمد بن أبي نصر وأبو بكر محمد بن عبد الرحمن القطان وأبو نصر محمد بن أحمد بن هارون بن الجندي وأبو القاسم عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن بن أبي العقب وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الغساني أنا أبي الفقيه أبو العباس أنا أبو محمد بن ابي نصر قالوا أنا أبو القاسم بن أبي العقب نا أبو زرعة نا محمد بن المبارك الصوري نا يحيى بن حمزة عن ابن جابر عن زيد بن أرطأة عن جبير بن نفير عن أبي الدرداء أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام وأما حديث عبد الله بن يوسف فأخبرناه أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي أنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن ابي القاسم قالا أنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنا عبد الله بن جعفر بن درستوية نا يعقوب بن سفيان نا عبد الله بن يوسف نا يحيى بن حمزة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني زيد بن أرطأة قال سمعت جبير بن نفير الحضرمي يحدثنا عن أبي الدرداء أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام وأما حديث هشام فأخبرناه أبو علي الحداد في كتابه وحدثني عنه أبو مسعود الاصبهاني نا أبو نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد الطبراني نا أحمد بن المعلى الدمشقي نا هشام بن عمار قال ونا بكر بن سهل نا عبد الله بن يوسف قالا نا يحيى بن حمزة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن زيد بن أرطأة قال سمعت جبير بن نفير(1/232)
الحضرمي يحدث عن أبي الدرداء أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فسطاط المسلمين يوم الملحمة إلى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام وكذا رواه أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني عن صدقة بن خالد عن ابن جابر ورواه هشام بن عمار عن صدقة فأرسله فأما حديث أبي مسهر فأخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر بن محمد الشحامي بنيسابور أنا أحمد بن الحسن بن محمد أنا الحسن بن أحمد أنا أبو بكر محمد بن حمدون نا يزيد بن عبد الصمد نا أبو مسهر نا صدقة نا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن زيد بن أرطأة عن جبير بن نفير عن أبي الدرداء قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم الملحمة العظمى فسطاط المسلمين يومئذ بأرض يقال لها الغوطة فيها مدينة يقال لها دمشق خير منازل المسلمين يومئذ وأما حديث هشام المرسل فأخبرناه أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه بدمشق وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي ببغداد قالا نا عبد العزيز بن أحمد التميمي أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أحمد بن سليمان نا هشام بن عمار نا صدقة بن خالد نا ابن جابر حدثني زيد بن أرطأة عن جبير بن نفير الحضرمي أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فسطاط المسلمين يوم الملحمة الكبرى بالغوطة عند مدينة يقال لها دمشق هي خير منازل المسلمين يومئذ ولم يقل الفقيه هي ورواه عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه أتم من هذا إلا أنه جعله من مسند عوف بن مالك لا من مسند أبي الدرداء أخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الغساني وعلي بن المسلم السلمي الفقيهان قالا أنا أبو عبد الله الحسن (1) بن محمد بن علي بن أبي الرضا القاضي أنا أبو محمد بن أبي نصر نا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن حذلم نا أبي نا سليمان بن عبد الرحمن نا ابن عياش حدثني صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك الاشجعي قال أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو في بناء له
_________
(1) في خع: الحسين(1/233)
فسلمت عليه فقال أعوف قلت نعم يا رسول الله قال ادخل قال ادخل كلي أم بعضي قال بل كلك قال فقال (1) عدد ستا بين يدي الساعة أولهن موتي قال فاستبكيت حتى جعل رسول الله يسكتني (2) قال قل إحدى والثانية فتح بيت المقدس قل اثنين والثالثة يكون فتنة في أمتي وعظمها قل ثلاث والرابعة موتان (3) يقع في أمتي يأخذهم كقعاص (4) الغنم قل أربع والخامسة يفيض المال فيكم على أن الرجل ليعطي المائة دينار فيظل يسخطها قل خمسا والسادسة هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر (5) يسيرون (6) إليكم على ثمانين غاية تحت كل غاية اثني عشر ألفا فسطاط المسلمين يومئذ في أرض يقال لها الغوطة فيها مدينة يقال لها دمشق وأخبرناه أبو المعالي صالح بن شافع بن صالح بن حاتم الجيلي الحنبلي أنا أبو الفضل محمد بن محمد بن الطيب الصباغ قراءة عليه أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل قراءة عليه أنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان نا عبد الكريم بن الهيثم العاقولي نا أبو اليمان وأخبرناه أبو علي الحداد في كتابه وحدثني عنه أبو مسعود الاصبهاني أنا أبو نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد نا أبو زرعة الدمشقي نا أبو اليمان الحكم بن نافع قال ونا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة نا أبو المغيرة قالا نا صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك قال أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو في بناء له فسلمت عليه فقال لي عوف فقلت نعم فقال لي ادخل فقلت كلي أو بعضي قال بل كلك فقال لي يا عوف اعدد ستا بين يدي الساعة أولهن موتي فاستبكيت حتى جعل يسكتني ثم قال لي قل إحدى قلت إحدى قال والثانية فتح بيت المقدس قل ثنتان فقلت ثنتان قال والثالثة موتان
_________
(1) في مختصر ابن منظور 1 / 95: فقالي: يا عوف اعدد ستا
(2) في مختصر ابن منظور: يسكنني
(3) الموتان: الموت الكثير الوقوع
(4) القعاص: داء في الغنم لا يليثها أن تموت (القاموس)
(5) بنو الاصفر: الروم
(6) في مختصر ابن منظور 1 / 95 فيسيرون(1/234)
يكون في أمتي يأخذهم مثل قعاص الغنم قل ثلاث فقلت ثلاث قال والرابعة فتنة تكون في أمتي وعظمها ثم قال قل أربع فقلت أربع قال والخامسة يقبض فيكم المال حتى إن الرجل ليعطى المائة الدينار فيتسخطها قل خمس فقلت خمس قال والسادسة هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر يسيرون إليكم على ثمانين غاية تحت كل غاية اثني عشر ألفا ففسطاط المسلمين يومئذ في أرض يقال لها الغوطة في مدينة يقال لها دمشق ولفظ الحديث للطبراني وفي حديث عبد الكريم راية في الموضعين أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي نصر بن أبي بكر اللفتواني ببغداد أنا أبو صادق محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد الفقيه الاصبهاني أنا أبو الحسن أحمد بن ابي بكر محمد بن زنجوية العذل (1) الاصبهاني أن أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري قال مما روي على ثلاثة أوجه قوله (صلى الله عليه وسلم) عند ذكر الروم فيغدرون فيوافونكم على ثمانين غياية وروي ثمانين غاية بياء وأكثرهم يرويه ثمانين غاية بياء واحدة تحتها نقطتان فمن رواه هكذا قال الغاية الراية ومن رواه غياية بياءين قال أراد السحابة وروى بعضهم قال غياية ترهيا (2) يعني سحابة (3) ومن رواه غابة بباء تحتها نقطة واحدة قال أراد الأجمة (4) قال العسكري وحدثنا أحمد بن إسحاق بن بهلول نا أبي نا يعلى بن عبيد عن أبيه عن نصر بن أبي بكر عن زيد بن رفيع عن عوف بن مالك عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في حديث ذكرناه أنه قال في هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر ثم يأتون على ثمانين غياية تحت كل غياية ثمانون ألفا وكلا القولين في إسناده صحيح فقد رواه أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني
_________
(1) كذا بالاصل وخع: العذل بالذال المعجمة
(2) كذا بالاصل وخع
(3) عن خع وبالاصل هي سمي به
(4) في مختصر ابن منظور: " والغابة - بنقطة واحدة -: السحابة " كذا فيه ولم أعثر على هذا المعنى
وفي خع والمطبوعة كالاصل
(5) عن خع وبالاصل في الفظين " عياية " بالعين المهملة(1/235)
الحمصي عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه قال حدثني أصحاب محمد أخبرناه أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين أنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب أنا أبو بكر أحمد بن جعفر نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا أبو اليمان نا أبو بكر يعني ابن أبي مريم عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه قال حدثنا أصحاب محمد (صلى الله عليه وسلم) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال (1) سيفتح عليكم الشام فإذا خيرتم المنازل منها (2) فعليكم بمدينة يقال دمشق فإنها معقل المسلمين من الملاحم وفسطاطهم (3) منها بأرض يقال لها الغوطة وكذا رواه بشر بن بكر الدمشقي نزيل تنيس (4) عن أبي بكر أخبرناه أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي أنا أبو القاسم أحمد بن محمد بن محمد بن أبي منصور الخليلي ببلخ أنا أبو القاسم علي بن محمد بن أحمد (5) بن الحسن الخزاعي نا أبو سعيد الهيثم بن كليب بن سريج (6) الشاشي ببخارى نا عيسى بن أحمد يعني البلخي نا بشر بن بكر حدثني أبو بكر عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه قال حدثني أصحاب محمد (صلى الله عليه وسلم) قال إنه سيفتح عليكم الشام فإذا خيرتم المنازل منها فعليكم بمدينة يقال لها دمشق فإنها معقل المسلمين من الملاحم وفسطاطهم منها بأرض يقال لها الغوطة ورواه أبو الحسن بن محمد بن مصعب القرقساني (7) عن ابي بكر فخالفهما فقال عن رجل من أصحاب محمد أخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا محمد بن مصعب نا أبو بكر عن
_________
(1) مسند أحمد 4 / 160 وفيه: ستفتح
(2) مسند أحمد: فيها
(3) مسند أحمد: وفسطاطها
(4) تنيس بكسرتين جزيرة في بحر مصر قريبة من البر بين الفرما ودمياط (ياقوت)
(5) في خع: علي بن أحمد بن محمد
(6) في خع: شريح
(7) بفتح القافين بينهما راء ساكنة (اللباب) هذه النسبة إلى قرقيسيا وهي بلدة بالجزيرة (الانساب) وضبطت بالقلم في تقريب التهذيب بالضم(1/236)
عبد الرحمن بن جبير عن أبيه عن رجل من اصحاب محمد (صلى الله عليه وسلم) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال ستفتح عليكم الشام وإن بها مكانا يقال له الغوطة يعني دمشق من خير منازل المسلمين في الملاحم وخالفهم الوليد بن مسلم فرواه عن أبي بكر مرسلا أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو القاسم بن البسري وأخبرناه القاضي أبو علي الحسن بن سعيد بن أحمد بن عمرو بن المأمون بن عمرو بن المأمون الجزري بالرحبة أنا أبو القاسم بن البسري قالا أنا أبو طاهر المخلص نا أبو محمد عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عيسى السكري نا أبو عبد الله أحمد بن يوسف بن خالد التغلبي (1) نا صفوان يعني ابن صالح نا الوليد حدثني أبو بكر بن ابي مريم عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ألا إنها ستفتح عليكم بالشام فعليكم بمدينة يقال لها دمشق فإنها خير مدائن الشام وفسطاط المؤمنين بأرض منها يقال لها الغوطة وهي معقلهم وكذا أرسله مكحول الفقيه الدمشقي عن جبير قرأناه على أبي عبد الله يحيى بن الحسن بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي عمر ابن حيوية أنا محمد بن القاسم الكوفي (2) نا ابن أبي خيثمة نا موسى بن إسماعيل أنا محمد بن راشد قال حدث مكحول أن جبير بن نفير حدث أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فسطاط المسلمين في الملحمة (3) الغوطة مدينة يقال لها دمشق خير مدائن الشام ورواه أبو العلاء برد بن سنان وسعيد بن عبد العزيز عن مكحول ولم يذكرا جبيرا في إسناده وارسلاه فأما حديث برد بن سنان
_________
(1) عن الانساب وبالاصل " الثعلبي "
(2) في خع: " الكوكبي "
(3) زيادة عن خع(1/237)
فأخبرناه أبو القاسم عبد الملك بن عبد الله بن داود المغربي الحمزي (1) الفقيه وأبو غالب محمد بن الحسن بن علي الماوردي البصري ببغداد قالا أنا أبو علي علي بن أحمد بن علي التستري بالبصرة أنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي أنا أبو علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي نا أبو داود سليمان بن الاشعث السجستاني نا موسى بن إسماعيل نا حماد أنا برد بن أبو العلاء عن مكحول أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال موضع فسطاط المسلمين في الملاحم أرض يقال لها دمشق الغوطة وأما حديث سعيد فأنبأناه أبو طاهر محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم الجيلي (2) وحدثنا عنه أبو البركات الخضر بن شبل بن عبد الواحد الحارثي الفقيه أنا أبو علي (3) الحسن بن علي بن إبراهيم المقرئ نا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر المري أنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي أنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا نا أبو عامر موسى بن عامر بن عمارة بن خريم المري نا الوليد بن مسلم حدثني سعيد بن عبد العزيز أن من أدرك من علمائنا كانوا يقولون يخرصون (4) أهل مصر من مصرهم إلى ما يلي المدينة ويخرج أهل فلسطين والأردن إلى مشارق (5) البلقاء وإلى دمشق ويخرج أهل الجزيرة وقنسرين وحمص إلى دمشق وذلك لما كان حدثنا به سعيد عن مكحول عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال فسطاط المؤمنين يوم الملحمة الكبرى بالغوطة مدينة يقال لها دمشق ورواه أبو نصر عبد الملك بن عبد العزيز التمار عن سعيد فأسنده بذكر معاذ بن جبل في إسناده إلا أنه منقطع فإن مكحولا لم يدرك معاذا رضي الله عنهـ أخبرنا بحديثه أبو بكر محمد بن الحسين بن علي بن المزرفي أنا أبو الغنائم
_________
(1) هذه النسبة إلى حمزة مدينة بالمغرب (ياقوت وقد ذكره فيمن نسب إليها وقال عنه: روى عنه أبو القاسم الدمشقي
(2) في خع: " الحماني " وفي المطبوعة: " الحنائي " وهو الصواب انظر الانساب (الحنائي " فقد ذكره فيمن نسب إلى بيع الحناء
(3) زيادة عن خع
(4) في خع: " يخرجون
" وفي مختصر ابن منظور 1 / 96: يخرج أهل مصر
(5) الاصل وخع وفي مختصر ابن منظور: مشارف(1/238)
عبد الصمد بن علي بن المأمون أنا عبيد الله بن محمد بن حبابة نا أبو القاسم البغوي نا أبو نصر التمار نا سعيد يعني ابن عبد العزيز عن مكحول عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم الملحمة الكبرى فسطاط المؤمنين بالغوطة بمدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام تابعه الحسن بن علوية القطان عن أبي نصر وكذا رواه الوليد بن مسلم ويحيى بن حمزة ومحمد بن بكار بن بلال عن سعيد وقد روي عن أبي مالك الاشعري عن معاذ قرأته على أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي عن أبي سعد محمد بن عبد الرحمن الجنزرودي أنا الحاكم أبو أحمد الحافظ أنا محمد بن مروان عن هشام بن عمار نا عمرو بن واقد نا عروة بن رويم عن أبي مالك الأشعري عن معاذ بن جبل قال قال سول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم الملحمة العظمى فسطاط المسلمين بالغوطة من خير مدائن الشام يومئذ وقد روي هذا الحديث من وجه آخر قرأته على أبي القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي عن ابي طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن ابي الصقر أنا الحسن بن محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي (1) أنا أبو يعلى عبد الله بن محمد بن حمزة بن أبي كريمة أنا القاسم بن عبيد المكتب نا عبد الله بن سليمان (2) العبدي نا أبي حدثني جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنها ستفتح الشام فعليكم بمدينة يقال لها دمشق فإنها خير مدائن الشام وهي معقل المسلمين من الملاحم وفسطاط المسلمين بأرض منها يقال لها الغوطة ومعقلهم من الدجال بيت المقدس ومعقلهم من يأجوج ومأجوج الطور (2) أنبأناه أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ أنا أبو نعيم الحافظ نا حبيب بن
_________
(1) هذه النسبة إلى صيداء وهي مدينة على ساحل بحر الشام من أعمال دمشق بينها وبين صور ستة فراسخ
(2) عن خع وبالاصل " سلمان "
(3) زيادة عن خع(1/239)
الحسن وعبد الله بن محمد قالا نا عمر بن الحسن أبو حفص القاضي الحلبي نا محمد بن كامل بن ميمون الزيات نا محمد بن إسحاق العكاشي نا الأوزاعي قال قدمت المدينة في خلافة هشام فقلت من ها هنا من العلماء قال هاهنا محمد بن المنكدر ومحمد بن كعب القرظي ومحمد بن علي بن عبد الله بن عباس ومحمد بن علي بن الحسين بن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقلت والله لأبدأن بهذا قبلهم قال فدخلت المسجد فسلمت فأخذ بيدي فأدناني فقال من أي إخواننا أنت فقلت له رجل من أهل الشام فقال من أي أهل الشام قلت رجل من أهل دمشق قال نعم أخبرني أبي عن جدي أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول للناس ثلاث معاقل فمعقلهم من الملحمة الكبرى التي تكون لعمق (1) أنطاكية دمشق ومعقلهم من الدجال بيت المقدس ومعقلهم من يأجوج ومأجوج طور سيناء قرأت على ابي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو الحسن علي بن الحسن الحافظ أنا عبد الوهاب بن الحسن أنا أحمد بن عمير بن يوسف نا أبو عامر موسى بن عامر نا الوليد بن مسلم نا حفص بن غيلان الهمداني عن حسان بن عطية قال ذكر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كيف يجوز الأعداء أمته من بلد إلى بلد فقال يا رسول الله فهل من شئ قال نعم الغوطة مدينة يقال لها دمشق هي فسطاطهم ومعقلهم من الملاحم لا ينالها عدو إلا منها قال حفص يقول لا ينالهم عدو لهم إلا منها من الأمة وهو يوم دخلها عبد الله بن علي بجنوده أنبأناه أبو طاهر محمد بن الحسين بن إبراهيم الحنائي (2) وحدثنا عنه أبو البركات الخضر بن شبل الحارثي الفقيه أنا أبو علي الأهوازي نا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله المري أنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد أنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف نا أبو عامر موسى بن عامر بن عمارة نا الوليد بن
_________
(1) في مختصر ابن منظور 1 / 97 " بعمق "
(2) في خع: " الحماني " تحريف(1/240)
مسلم قال ونا أبو معيد (1) حفص بن غيلان عن حسان بن عطية أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذكر كيف يجوز الأعداء أمته من بلد إلى بلد فقالوا يا رسول الله هل من شئ فقال نعم الغوطة مدينة يقال لها دمشق معقلهم وفسطاطهم لا ينالهم عدو إلا منها قال حفص بن غيلان يريد بقوله لا ينالها عدو إلا منها يقول من أمته وهو يوم دخلها عبد الله بن علي بجنوده قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد بن الحسن عن أبي عمر محمد بن العباس بن حيوية أنا أبو الطيب محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي نا ابن أبي خيثمة نا عبد الجبار بن عاصم نا ابن عياش عن سليمان (2) بن سليم عن يحيى بن جابر الطائي أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال للمسلمين ثلاثة معاقل فمعقلهم من الملاحم دمشق ومعقلهم من الدجال بيت المقدس ومعقلهم من يأجوج ومأجوج الطور قرأت بخط أبي الحسين محمد بن عبد الله الرازي أخبرني أبو العباس محمد بن جعفر بن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي نا جدي أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة نا أبي عن أبيه يحيى بن حمزة نا عبد الله بن لهيعة نا عبد الله بن شريح المعافري عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي سالم الجيشاني (3) قال انطلقت إلى المدينة أسأل عن علم الأحداث فقيل لي أين أنت عن عبد الله بن عمرو بن العاص فإنه كان صعلوكا فرغه (4) أبوه لذلك قال فقدمت فأخبرت عبد الله بن عمرو بذلك فقال نعم فسلوني عما شئتم أخبركم به فوالله لو شئت لأخبرتكم بالسنة التي يخرجون فيها من مصر قلت يا أبا محمد أخبرني وخر لي قال نعم إنك لن تبرح مؤاما (5) بك ما لم يأت أهل المشرق أهل المغرب فإذا كان
_________
(1) عن خع وبالاصل " معبد "
(2) عن خع وبالاصل " سليم "
(3) بالاصل وخع والمطبوعة: " الحبشاني " تحريف والمثبت عن تقريب التهذيب واسمه: سفيان بن هانئ المصري تابعي مخضرم شهد فتح مصر
(4) عن مختصر ابن منظور 1 / 97 وبالاصل: " فوغد "
(5) عن مختصر ابن منظور وبالاصل: بواما(1/241)
ذلك خفق (1) الدين وخفقت السنة ووقعت بين العرب البغضاء فأقل المؤمنين من يحجزه إيمانه وأقل المعاهدين من يكفه ساعيه (2) فإن استطعت أن تسكن السروات (3) فكن بها وإن عجزت فالإسكندرية فإن عجزت فالطور أو سرق (4) مارن فإذا أقشعت شيئا أبيت اللعن وأصاب المأمومة وذات الأصابع ذناباتها (5) فعليك بالفحص قال عبد الرحمن بن شريح سمعت أبا قبيل يزعم أن المأمومة أبيات الأشاغر بدمشق يومأ (6) بها وذات الأصابع حرلان (7) ثم رجع الحديث إلى يزيد بن أبي حبيب في الفحص قال وهي الغوطة قال فإنها فسطاط للمسلمين فإذا امتنعت الحمراء والبيضاء وظن الأولياء عن الأولياء فعليك بمدينة الأسباط فإن العافية تجوزها كما يجوز السيل الدمن لو أرى (8) أني أدرك ذلك لسبق رحيلي خبري ولا أنت تدركه يعني بمدينة الأسباط بانياس قال أبو الحسين وأخبرني محمد بن جعفر نا جدي نا أبي عن أبيه يحيى بن حمزة نا ابن أبي ذيب عن محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ عن عبد الله بن حكيم عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال ما أود أن لي مصر وكورها بعد الخمسين والمائة أسكنها ولدمشق خير لو كنتم تعلمون وقال أبو الحسين أخبرني محمد أنا جدي نا أبي (9) عن أبيه يحيى بن حمزة حدثني ابن لهيعة عن سليمان بن عبد الرحمن أخبرني نافع بن كيسان الدمشقي قال لقيت يزيد بن شجرة الرهاوي فقلت إني أردت أن آتي فلسطين
_________
(1) خفق الدين أي ضعف
(2) الساعي: الذي يقوم بأمر أصحابه عند السلطان
(3) السروات ثلاث: سراة بين تهامة ونجد والسراة الثانية معدن البرم وهو في بلاد عدوان والسراة الثالثة أرض عالية وجبال مشرفة على البحر من المغرب وعلى نجد من المشرق
(ياقوت)
(4) في مختصر ابن منظور: سوق مازن
(5) عن خع وبالاصل " ذنباتنا "
(6) عن خع وبالاصل " يرنا "
(7) حرلان: ناحية بدمشق بالغوطة
(8) في المطبوعة: " أرى أبي " تحريف
(9) زيادة عن خع(1/242)
قال لا تفعل فإني أحدثك في دمشق أحاديث ليست في غيرها إن حبل الناس إذا اضطرب كانت عصمتهم وإن أهلها مدفوع عنهم وأنه لا ينزل بأرض جوع ولا بلاء ولا فتنة إلا خفف ذلك عنهم وقال أبو الحسين أخبرني محمد بن جعفر بن أحمد نا جدي أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة نا أبي (1) عن أبيه يحيى بن حمزة نا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عمرو بن جعفر الحضرمي قال سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول من سكن دمشق نجا فقلت أعن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فعن رأيي أحدثك قال ونا يحيى بن حمزة نا عاصم بن رجاء بن حيوة عن أبيه عن ابن محيريز قال قال لي رويفع بن ثابت الأنصاري وكان من أصحاب الشجرة اسكن فلسطين ما استقامت العرب فإذا نادوا (2) بشعار الجاهلية فاسكن دمشق وشرقها خير من غربها قال ونا يحيى بن حمزة نا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عمار بن سعد التجيبي أن عقبة بن رافع بن عبد الحارث أوصى بنيه حين حضرته الوفاة فقال يا بني احفظوا ما أوصيكم به تنتفعوا أن لا تدانوا وإن لبستم العباء ولا يدخل أحد منكم في بيعة الرايات السود طائعا إن أدركتموها ولا تدعن حظكم من دمشق وإن لم تصيبوا البيت إلا بدية أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن المبارك أنا أبو القاسم علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أبو العباس عبد الله بن عتاب بن أحمد نا أبو علي محمود بن خالد السلمي نا عبد الله بن كثير القارئ عن الأوزاعي قال بلغنا أن بالشام واديا يقال له الغوطة فيه مدينة يقال لها دمشق هي خير مدائن الناس يوم الملاحم (3)
_________
(1) قوله: " نا أبي " ساقطة من المطبوعة
(2) عن مختصر ابن منظور وبالاصل " بادوا " وفي خع: " باروا "
(3) قوله: " يوم الملاحم " سقط من المطبوعة(1/243)
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد بن الحسن عن أبي عمر محمد بن العباس بن حيوية أنا أبو الطيب محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي نا ابن أبي خيثمة نا عبد الجبار بن عاصم نا إسماعيل وقرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن بن البنا عن أبي محمد الجوهري وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن الآبنوسي إجازة وحدثني عنه أبو المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيوية أنا أحمد بن جعفر بن محمد بن المنادي حدثني هارون بن علي بن الحكم المزوق نا حماد بن مالك الضرير نا خالد بن مرداس نا إسماعيل بن عياش (1) عن صفوان بن عمرو عن أبي الزاهرية عن كعب الأحبار أنه قال وفي حديث عبد الجبار عن كعب قال معقل المسلمين من الملاحم دمشق ومعقلهم من الدجال نهر أبي فطرس (2) ومعقلهم من يأجوج ومأجوج الطور أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني أنا أبو العباس أحمد بن منصور بن قبيس أنا أبو الحسن محمد بن عوف بن أحمد أنا أبو العباس محمد بن موسى بن الحسين نا أحمد بن عمير نا سليمان بن عبد الحميد نا يزيد بن عبد ربه حدثني بقية حدثني الزبيدي عن الفضيل بن فضالة الهوزني عن كعب أنه قال معاقل المسلمين ثلاثة فمعقلهم من الروم دمشق ومعقلهم من الدجال الأردن ومعقلهم من يأجوج ومأجوج الطور أخبرنا أبو القاسم عبد الملك (3) بن عبد الله بن داود المغربي الحمزي الفقيه وأبو غالب محمد بن الحسن بن علي الماوردي البصري قالا (4) أنا أبو علي علي بن
_________
(1) عن خع وبالاصل " عباس "
(2) نهر أبي فطرس: موضع قرب الرملة من أرض فلسطين وهو مصب نهر بالاسم ذاته ينبع من جبال نابلس ويصب في البحر بين أرسوف ويافا (معجم البلدان)
(3) عن خع ومعجم البلدان (حمزة) وبالاصل: عبد الله
(4) عن خع وبالاصل: " قالوا " خطأ(1/244)
أحمد بن علي التستري بالبصرة أنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي أنا أبو علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي نا أبو داود سليمان بن الاشعث نا علي بن سهل الرملي نا الوليد نا سعيد بن عبد العزيز عن مكحول قال لتمخرن الروم الشام أربعين صباحا لا يمتنع منها إلا دمشق وعمان وأخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد الله الفقيه وأبو غالب الماوردي قالا أنا أبو علي التستري أنا أبو عمر القاسم بن جعفر أنا أبو علي اللؤلؤي نا أبو داود السجستاني نا موسى بن عامر المري نا الوليد نا عبد الله بن العلاء أنه سمع أبا الأعيس عبد الرحمن بن سلمان يقول سيأتي ملك من ملوك العجم يظهر على المدائن كلها (1) إلا دمشق أبو الأعيس عبد الرحمن بن سلمان الخولاني دمشقي أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه وحدثني عنه أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني نا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان نا إبراهيم بن محمد بن الحسن نا عيسى بن خالد نا أبو اليمان نا إسماعيل بن عياش عن محمد بن زياد الألهاني عن يزيد بن شريح التيمي عن كعب قال يهلك ما بين حمص وثنية العقاب (2) سبعون ألفا من الوغا قلت ما الوغا قال العطش (3) أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر بن الصواف أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس نا أبو بشر الدولابي نا محمد بن عوف نا أبو المغيرة نا صفوان بن عمرو نا أبو الزاهرية حدير بن كريب عن كعب أنه قال وأنبأنا أبو علي الحداد وحدثني عنه أبو مسعود أنا عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني نا أبو الشيخ نا إبراهيم بن محمد بن الحسن نا عيسى بن خالد نا
_________
(1) عن خع وبالاصل " كلمة " تحريف
(2) عن خع ومختصر ابن منظور وبالاصل: " العذاب " تحريف
(3) كذا ولم أصل إليه(1/245)
أبو اليمان عن صفوان بن عمرو عن أبي الزاهرية عن كعب قال لن تزالوا بخير ما لم يركب أهل الجزيرة أهل قنسرين (1) وأهل قنسرين أهل حمص فيومئذ (2) يكون الجفلة ويفزع (3) الناس إلى دمشق "
_________
(1) قنسرين: بكسر أوله وفتح ثانيه وتشديده بلدة عند حلب (الانساب - ياقوت)
(2) عن مختصر ابن منطور وبالاصل " يومئذ "
(3) عن خع ومختصر ابن منظور وبالاصل " وهرع "(1/246)
باب ما نقل عن أهل المعرفة أن البركة فيها مضعفة " أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد بن البنا نا أبو الحسين محمد بن أحمد بن الآبنوسي أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الفتح الجلي (1) المصيصي نا أبو يوسف محمد بن سفيان بن موسى المصيصي الصفار نا أبو عثمان سعيد بن رحمة بن نعيم الأصبحي قال سمعت ابن المبارك عن يحيى بن أبي عمرو الغساني (2) عن عبد الله بن ناشر الكلابي عن سعد بن سفيان القارئ قال قال عثمان رضي الله عنهـ النفقة في أرض الهجرة مضاعفة بسبع مائة ضعف وأنتم المهاجرون أهل الشام لو أن رجلا اشترى بدرهم لحما من السوق فأكله وأطعم أهله كان له بسبع مائة الصواب ابن ناشر الكناني وهذا مختصر من حديث طويل أخبرناه بسماعه بتمامه أبو العز أحمد بن عبيد الله بن محمد بن كادش السلمي العكبري أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري أنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي بن الزيات الصيرفي أنا أبو بكر جعفر بن محمد بن المستفاض الفريابي نا صفوان بن صالح نا محمد بن شعيب أخبرني أبو زرعة يحيى بن أبي عمرو الشيباني عن عبد الله بن ناشرة (3) أنه أخبره عن سعيد بن سفيان القارئ قال توفي أخي وأوصى بمائة دينار في سبيل الله فوافق ذلك صالح بن فرعون فلم يكن عامئذ غازية فقدمت المدينة في حج أو عمرة فدخلت على
_________
(1) زيادة عن هامش الاصل وخع وقوله " الفتح " عن المطبوعة ورسمت بالاصل " العتج " وقد سقطت من خع
(2) في خع: " السيباني وفي المطبوعة: الشيباني
(3) كذا بالاصل وخع هنا(1/247)
عثمان بن عفان وعنده رجل قاعد وعلي قباء من بزن والصواب بزيون (1) وكان أصابه من الغنيمة بأرض الروم وكان جيبه وفروجه مكفوف (2) بحرير فلما رأى ذلك الرجل أقبل علي يجاذبني قبائي ليخرقه فلما رأى ذلك عثمان قال دع الرجل فتركني ثم قال لقد عجلتم فسألت عثمان فقلت يا أمير المؤمنين توفي أخي وأوصى بمائة دينار في سبيل الله فوافق (3) ذلك صالح بن فرعون فلم يجئنا غازية فما تأمرني قال هل سألت أحدا قبلي قلت لا قال لئت استفتيت أحدا قبلي فأفتاك غير الذي أفتيتك به ضربت عنقك إن الله عز وجل أمرنا بالإسلام فأسلمنا كلنا فنحن المسلمون وأمرنا بالهجرة فهاجرنا فنحن المهاجرون أهل المدينة ثم أمرنا بالجهاد فجاهدتم فأنتم المجاهدون أهل الشام أنفقها على نفسك أو على أهلك وعلى ذوي الحاجة ممن حولك فإنك لو خرجت بدرهم ثم اشتريت به لحما وأكلت أنت وأهلك كتب لك بسبع مائة درهم فخرجت من عنده فسألت عن الرجل الذي حادثني فقيل هو علي بن أبي طالب فأتيته في منزله فقلت ما رأيت مني فقال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول أوشك أن تستحل أمتي فروج النساء والحرير وهذا أول حرير رأيته على أحد من المسلمين فخرجت من عنده فبعته من الخياط أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أن عمر بن عبيد الله بن عمر وأحمد ومحمد ابنا الحسن بن أبي عثمان وأخبرنا أبو محمد هبة الله بن طاوس أنا أبو الغنائم محمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان أنا عبد الله بن عبيد الله بن يحيى نا المحاملي نا محمد بن عمرو بن حمان (4) نا ضمرة حدثني يحيى بن أبي عمرو الشيباني عن الوليد بن سفيان عن عوف قال أوصى رجل بمائة دينار في سبيل الله عز وجل وإن ذلك وافا في صالح بن فرعون صاحب الروم قال فحج الوصي فمر بالمدينة فدخل على عثمان بن عفان فقال إن رجلا أوصى بمائة دينار على سبيل الله عز وجل وإن ذلك وافا صالح بن
_________
(1) البزيون والبزيون: السندس (قاموس)
(2) في مختصر ابن منظور: مكفوفة
(3) في المطبوعة: فوافق
(4) كذا بالاصل وخع وفي تقريب التهذيب: حنان بفتح المهملة وخفة النون الكلبي الحمصي(1/248)
فرعون صاحب الروم فقال أين تسكن قال الشام قال أنفقها عليك وعلى أهلك وجيرتك (1) فإن الرجل من أهل الشام يشتري بدرهم لحما لأهله فيكون له سبع مائة درهم وذكر الحديث وجدت بخط أبي الحسين محمد بن عبد الله الرازي أخبرني أبو العباس محمد بن جعفر بن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي نا جدي أحمد بن محمد بن يحيى نا أبي عن أبيه يحيى بن حمزة حدثني سفيان الثوري عن طعمة بن عمرو الجعفري عن عبد الرحمن بن سابط الجمحي قال قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص إن لي رحما وقرابة وإن منزلي قد نبا بي بالعراق والحجاز قال أرضى (2) له ما أرضى لنفسي ولولدي عليك دمشق عليك دمشق ثم عليك بمدينة الأسباط بانياس فإنها مباركة السهل والجبل يعيش أهلها بغير الحجرين الذهب والفضة نقل (3) الله عنها أهلها حين بدلوا تطهيرا لها وإن البركة عشر بركات خص الله بانياس من ذلك ذ ببركتين لا يعيل ساكنها يعيش من برها وبحرها وإذا وقعت الفتن كانت بها أخف منها في غيرها فاتخذها وارتد بها فوالله لفدان بها أحب إلي من عشرين بالوهط والوهط بالطائف قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد التميمي أنا تمام بن محمد إجازة إن لم يكن قراءة أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن يعقوب المعدل نا يحيى بن محمد بن سهل نا محمد بن يعقوب نا أبو اليمان نا أبو المغيرة نا صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد أن معاوية بن أبي سفيان قال لكعب الأحبار أحمص أعجب إليك أم دمشق فقال كعب لمربض ثور بدمشق خير من دار عظيمة بحمص كذا قال حدثنا أبو اليمان نا أبو المغيرة وذكر أبي المغيرة مزيد في الإسناد فإن أبا اليمان صاحب صفوان ابن عمرو
_________
(1) عن خع وبالاصل " وخيرتك "
(2) زيادة عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 101 وفيه: " لك " بدل " له "
(3) بدون نقط في الاصل وخع والمثبت عن مختصر ابن منظور(1/249)
وقد رواه إسماعيل بن عياش عن صفوان قرأناه على أبي عبد الله يحيى بن الحسن (1) بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد بن الحسن عن أبي عمر محمد بن العباس بن حيوية أنا أبو الطيب محمد بن القاسم (2) بن جعفر الكوكبي (2) نا ابن أبي خيثمة نا عبد الجبار بن عاصم نا ابن عياش عن صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد الحضرمي أن معاوية بن أبي سفيان سأل كعب الأحبار فقال حمص أعجب إليك أم دمشق قال بل دمشق قال معاوية ولم فقال كعب مربض ثور في دمشق خير من دار عظيمة في حمص ونا ابن أبي خيثمة حدثني عبد الوهاب بن نجدة الحوطي قال أتيت صدقة بن حبيب شيخا كان عندنا فسمعته يقول سمعت أبا الكوثر يقول كنت بدار يوحنا بحمص وقد بسط فيها لمعاوية بن أبي سفيان فإذا رجل قد جاء من نحو زقاق اللقانق (3) فسلم على معاوية فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين فقال له ادن يا أبا إسحاق ما ترى في حمص وطيبها فقال بلى يا أمير المؤمنين لموضع من دمشق صغير (4) أحب إلي (5) من دار بحمص قال ولم ذاك يا أبا إسحاق قال لأنها معقل الناس في الملاحم قال معاوية لا جرم لا تركت بها حرمة أخبرنا أبو الفضائل (6) ناصر بن محمود بن علي القرشي أنا علي بن أحمد بن زهير نا علي بن محمد بن شجاع أنا عبد الرحمن بن عمر الإمام نا خالد بن محمد من ولد يحيى بن حمزة الحضرمي نا جدي أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي نا أبي عن أبيه نا يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن ربيعة بن عبد الله بن الهدير قال منزل في دمشق خير من عشر منازل في غيرها من أرض حمص ومنزل داخل دمشق خير من عشر منازل بالفراديس (7) وإياك وأرباضها فإن في سكناها الهلاك
_________
(1) عن خع وبالاصل: " الحسين "
(2) بالاصل: " محمد بن القاسم نا أبو اليمان وأبو المغيرة بن جعفر الكوكبي " والصواب عن خع
(3) كذا بالاصل وخع ومختصر ابن منظور
(4) عن مختصر ابن منظور وبالاصل وخع: صغرة
(5) زيادة عن خع
(6) عن خع وبالاصل: " أبو الفايل "
(7) الفراديس موضع بقرب دمشق (ياقوت)(1/250)
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الداراني أنا أبو الفرج سهل بن بشر بن أحمد السفرايني (1) أنا أبو بكر الخليل بن هبة الله بن الخليل أنا عبد الوهاب الكلابي نا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن كلاب المشغرائي (2) نا هشام بن خالد نا أبو مسهر نا سعيد بن عبد العزيز عن يونس بن ميسرة بن حلبس أن رجلا سكن طبرية بعياله شهرا فكفاهم بها عشرة أمداء من قمح ثم تحول إلى دمشق فكفاهم خمسة أمداء قمح وأخبرنا أبو محمد أنا أبو الفرج نا أبو بكر أنا عبد الوهاب نا أحمد بن الحسين نا هشام نا أبو مسهر نا سعيد بن عبد العزيز نا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال قلت لأبي سلام الأسود ما نقلك من حمص إلى دمشق قال ما سألني عن هذا عربي قبلك قال لأن البركة فيها مضاعفة أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا تمام بن محمد أنا محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان أنا أبو عبد الملك وهو البسري نا جدي وهو محمد بن عبد الله بن بكار نا أبو مسهر نا سعيد بن عبد العزيز عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال قلت لأبي سلام الحبشي ما نقلك من حمص إلى دمشق قال ما سألني عنها عربي قبلك بلغني أن البركة فيها مضعفة اخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو الميمون أنا أبو زرعة نا أبو مسهر نا سعيد بن عبد العزيز عن ابن جابر قال قلت لأبي سلام ما حملك على النقلة من حمص إلى دمشق فقال بلغني أن البركة تضعف بها ضعفين قرأت بخط أبي الحسين البجلي أنا أحمد بن عمير بن يوسف نا أبو عامر موسى بن عامر نا الوليد بن مسلم نا (3) عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن مكحول
_________
(1) كذا بالاصل وهذه النسبة إلى أسفرايين بليدة بنواحي نيسابور على منتصف الطريق من جرجان
والصواب: الاسفراييني بياء مكسورة وياء ساكنة (انظر الانساب - ياقوت)
(2) هذه النسبة إلى مشغرى قرية من قرى دمشق من ناحية البقاع وذكره ياقوت باسم: أحمد بن الحسين بن أحمد بن طلاب وبالاصل وخع: " بن كلاب الشعراني " تحريف
(3) زيادة عن خع(1/251)
أنه سأل رجلا أين يسكن قال الغوطة قال له مكحول ما يمنعك أن تسكن دمشق فإن البركة فيها مضعفة قال وأنا محمد بن جعفر بن (1) محمد بن أحمد بن يحيى بن حمزة نا جدي أحمد بن محمد نا أبي عن أبيه يحيى بن حمزة نا عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب حدثني يحيى بن يحيى قال قال لي عبيد بن يعلى وهو رجل من أهل بيت المقدس كان بعسقلان وكان عالما ارحل من فلسطين والحق بدمشق فإن بركات الشام كلها مسوقات إلى دمشق قال وأنا أحمد بن عمير بن يوسف نا أحمد بن عبد الواحد نا أبو اليمان الحكم بن نافع نا صفوان بن عمرو عن أمه أم الهجرتين ابنة عوسجة بن أبي ثوبان أن عمرو بن هرم السكسكي أراد أن ينقلها إلى دمشق فاستعانت عليه بذي قرابتها جابر بن آزاد المقرائي (2) فلم يزل به حتى أعفاها من النقلة فقال عمرو بن هرم فإني أبيع داري بدمشق وما أصنع بها وأنا عنها غائب فقال جابر بن آزاد لا تفعل فوالله لقد حدثنا أنه سيأتي على الناس زمان لمربض ثور في دمشق خير من دار عظيمة بحمص وإنها لمعقل المسلمين كذا قال ازاد بإثبات الألف في الموضعين وإنما هو جابر بن أزد بغير ألف وهو ذو قرنات الحمصي قرأت على ابي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان عن أبي محمد عبد العزيز الكتاني أنا أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون بن الجندي أنا أبو عمر بن فضالة نا أحمد بن أنس وإبراهيم بن عبد الرحمن دحيم (3) قالا نا عمران بن أبي جميل (4) نا سليمان بن عتبة عن يونس بن ميسرة عن أبي إدريس الخولاني عن كعب الأحبار قال كل بناء بناه العبد يحاسب عليه إلا بناء دمشق
_________
(1) في خع: بن أحمد بن محمد بن يحيى
(2) المقرائي بضم الميم وقيل بفتحها هذه النسبة إلى مقرى قرية بدمشق (الانساب وذكر ممن انتسب إليها جابر بن أزاد)
(3) في المطبوعة: رحيم بالراء تحريف
(4) عن خع وبالاصل: حميل(1/252)
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو بكر محمد بن أبي عمرو بمنين (1) أنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان نا أحمد بن المعلى بن يزيد الأسدي نا عمران بن أبي جميل نا سليمان بن عتبة عن يونس بن ميسرة بن حلبس عن أبي إدريس الخولاني عن كعب الأحبار قال كل بناء يبنيه العبد في الدنيا يحاسب به يوم القيامة إلا بناء في دمشق أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسني وأبو الوحش سبيع بن المسلم بن قيراط المقرئ عن رشأ بن نظيف ونقلته من خطه أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم البغدادي نا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي حدثني أبو عبد الله محمد بن عبدوس الجهشياري (2) قال وجدت عملا لما كان يحمل إلى بيت المال بمدينة السلام من جميع النواحي فمن ذلك من دمشق أربعمائة ألف وعشرون ألف دينار وذكر أبو بكر أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري عن المدائني أن وظيفة دمشق (3) التي وصفها معاوية أربعمائة ألف دينار وهذا بعد صرف ما لا بد من صرفه في ديوان الجند والولاة وأرزاق الفقهاء والمؤذنين والقضاة (4) وهذا يدل على كثرة دخلها وعظم البركة في مستغلها "
_________
(1) منين بالفتح ثم الكسر قرية في جبل سنير من أعمال دمشق
(2) كتاب الوزراء والكتاب ص 287
(3) زيادة عن خع ومختصر ابن منظور ص 102 وانظر فتوح البلدان
(4) بالاصل " والقضاء " صححت عن المصادر السابقة
(5) بالاصل: شغلها صححت عن المصادر السابقة(1/253)
باب ما جاء عن سيد المرسلين في أن أهل دمشق لا يزالون على الحق ظاهرين " أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي نا عبد العزيز بن أحمد التميمي أنا تمام بن محمد الرازي نا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الغساني وعلي بن المسلم بن الفتح السلمي الفقيهان قالا أنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن علي الأنطاكي القاضي أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي نصر أنا أحمد بن سليمان نا أبي نا سليمان بن عبد الرحمن نا ابن عياش حدثني الوليد بن عمار (1) عن عامر الأحول عن أبي صالح الخولاني عن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حولها وعلى أبواب بيت المقدس وما حولها لا يضرهم خذلان من خذلهم ظاهرين على الحق إلى يوم القيامة رواه أبو علي عبد الجبار محمد بن مهنا الداراني في تاريخ داريا عن أحمد بن سليمان إلا أنه صحف (2) في إسناده في موضعين قال عاصم الأحول وإنما هو عامر بن عبد الواحد الأحول البصري وليس بعاصم بن سليمان الأحول وهو بصري نزل المدائن وقال عن أبي مسلم الخولاني وإنما هو أبو صالح وكذلك رواه هشام بن عمار الدمشقي وورد بن عبد الله التميمي الطبري ثم
_________
(1) في خع: " الوليد بن عباد "
(2) عن خع وبالاصل " صحب "(1/254)
البغدادي وعبد الجبار بن عاصم النسائي (1) عن إسماعيل بن عياش فأما حديث هشام فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي نا إسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي أنا أبو عمرو عبد الرحمن بن محمد الفارسي أنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ نا جعفر بن أحمد بن عاصم نا هشام بن عمار نا إسماعيل بن عياش نا الوليد بن عباد عن عامر الأحول عن أبي صالح الخولاني عن أبي هريرة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حوله وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله لا يضرهم خذلان من خذلهم ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة فان ابن عدي وهذا الحديث بهذا اللفظ ليس يرويه غير ابن عياش عن الوليد بن عباد وأما حديث ورد فأخبرناه أبو القاسم الشاحمي أنا أبو سعد الجنزرودي أنا أبو بكر أحمد بن الحسن بن مهران المقرئ نا أبو الفضل يعقوب بن يوسف بن عاصم البخاري نا أبو الفضل أحمد بن ملاعب بن حبان المخرمي نا ورد بن عبد الله نا إسماعيل بن عياش عن الوليد بن عباد عن عامر الأحول عن أبي صالح الخولاني عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال لا تزال عصابة من أمتى يقاتلون على أبواب دمشق وما حولها وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله لا يضرهم خذلان من خذلهم على الحق إلى أن تقوم الساعة وأما حديث عبد الجبار فأخبرناه عاليا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي وأبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري قالا أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الجنزرودي أنا أبو عمرو بن حمدان (2) وأخبرناه أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الأديب بأصبهان أنا إبراهيم بن منصور السلمي أنا أبو بكر بن المقرئ قالا أنا أبو يعلى نا أبو طالب عبد الجبار بن عاصم نا إسماعيل بن عياش زاد ابن المقرئ أبو عتبة وقالا
_________
(1) في المطبوعة: الغساني
(2) عن هامش الاصل وخع(1/255)
الحمصي عن الوليد بن عباد عن عامر الأحول عن أبي صالح الخولاني عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حوله وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله لا يضرهم من خذلهم وقال ابن حمدان خذلان من خذلهم ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة تابعهم أبو الهيثم خالد بن مرداس السراج عن إسماعيل بن عياش وقد رواه حيان بن وبرة المري عن أبي هريرة أخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور وعلي بن المسلم بن الفتح الفقيهان قالا أنا أبو العباس أحمد بن منصور الغساني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا خيثمة بن سليمان القرشي أنا العباس بن الوليد أنا محمد بن شعيب أخبرني أبو المغيرة عمرو بن شراحيل العنسي قال أتينا بيروت أنا وعمير بن هانئ العنسي فإذا نحن برجل يتغاثا (1) عليه الناس فإذا عليه قميص كرابيس (2) إلى نصف ساقيه وقلنسوة صغيرة يقال له حيان بن وبرة المري فقلت لعمير بن هانئ أمن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هذا (3) قال لا ولكنه صاحب لأبي بكر الصديق قال عمرو فسمعته يحدث عن أبي هريرة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال لا تزال بدمشق عصابة يقاتلون على الحق حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون قال عباس بن الوليد قد كان أخبرني به أبي عن ابن شعيب ثم قرأته أنا على ابن (4) شعيب أيضا أخبرناه أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا علي بن محمد بن طوق الطبراني أنا عبد الجبار بن محمد بن مهنى الخولاني نا أبو الحسن (5) محمد بن بكار ببيت لهيا (6) نا العباس بن الوليد نا محمد بن (7) شعيب فذكره
_________
(1) في تاريخ دارياص 94 يتعايا
(2) كرابيس: قطن
(3) زيادة عن خع
(4) بالاصل " أبي " في الموضعين والصواب عن خع
(5) كذا بالاصل وتاريخ داريا للخولاني ص 90 وبالمطبوعة: " أبو الحسين "
(6) بيت لهيا هي قرية السكون والسكاسك وكانت من أعمر القرى في الغوطة
(7) عن هامش الاصل وخع(1/256)
بإسناده نحوه وزاد وثياب رثة ولم يذكر قول العباس أنه سمعه من أبيه وروي عن الحسن بن أبي الحسن يسار البصري عن أبي هريرة وزيد فيه زيادة أخبرناه أبو الفضائل ناصر بن محمد بن علي القرشي نا علي بن أحمد بن زهير نا علي بن محمد بن شجاع أنا أبو الحسن فاتك بن عبد الله المزاحمي بصور نا أبو القاسم علي بن محمد بن طاهر بصور نا أبو عبد الملك محمد بن أحمد بن عبد الواحد بن جرير بن عبدوس نا موسى بن أيوب نا عبد الله بن قسيم عن السري بن بزيع (1) عن السري بن يحيى عن الحسن عن أبي هريرة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على أبواب بيت المقدس وما حولها وعلى أبواب أنطاكية وما حولها وعلى باب دمشق وما حولها وعلى أبواب الطالقان (2) وما حولها ظاهرين على الحق لا يبالون من خذلهم ولا من نصرهم حتى يخرج الله كنزه من الطالقان فيحيي به دينه كما أميت من قبل وهذا إسناد غريب وألفاظ غريبة جدا وقد روي من وجه آخر عن أبي هريرة وليس فيه هذه الزيادة قرأته بخط أبي الحسين البجلي أخبرني أبو علي محمد بن محمد بن عبد الغني نا يزيد بن عبد الصمد نا محمد بن عايذ نا الهيثم بن حميد نا يزيد الحميري رفعه إلى أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حولها وعلى أبواب بيت المقدس وما حولها لا يضرهم خذلان من خذلهم ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة وروي عن أبي هريرة من وجوه أخر في أهل الشام على العموم من غير تخصيص أهل دمشق أخبرناه أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر القطيعي نا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي نا أبو عبد الرحمن نا سعيد يعني ابن أبي أيوب حدثني محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن
_________
(1) ما بين معكوفتين زيادة عن خع
(2) الطالقان موضعان الاول بين مرو وبلخ والثاني بين قزوين وأبهر (معجم البلدان)(1/257)
أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لا يزال لهذا الأمر أو على هذا الأمر عصابة على الحق لا يضرهم خلاف من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن هبة الله الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا عبد الله بن يوسف نا يحيى بن حمزة حدثني أبو علقمة نصر بن علقمة الحضرمي من أهل حمص أن عمير بن الأسود وكثير بن الحضرمي قالا إن أبا هريرة وابن السمط كانا يقولان لا يزال المسلمون في الأرض حتى تقوم الساعة وذلك أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لا تزال من أمتي عصابة قوامة على أمر الله لا يضرها من خالفها تقاتل أعداء الله كلما ذهب حرب نشب حرب قوم آخرون يزيغ الله قلوب قوم لرزقهم منه حتى تأتيهم الساعة كأنها قطع الليل المظلم فيفزعون ذلك حتى يلبسوا له أبدان الدروع وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هم أهل الشام ونكت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) باصبعه يومئ بها إلى الشام حتى أوجعها رواه البخاري في التاريخ عن عبد الله بن يوسف وأخبرناه أبو غالب شجاع بن فارس بن الحسين الذهلي في آثاره (1) أنا أبو محمد الجوهري بقراءة أبي بكر الخطيب أنا محمد بن المظفر نا محمد بن محمد بن سليمان نا شيبان نا الصعق نا سنان عن جبير عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هذه الأمة منصورة بعدي منصورون أينما توجهوا لا يضرهم من خالفهم من الناس حتى يأتيها أمر الله أكثرهم أهل الشام وأخبرنا أبو الحسن سعد الخير (2) بن محمد بن سهل الأنصاري أنا أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن نا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم نا محمد بن أيوب أنا شيبان الأيلي نا الصعق بن حزن (3) نا سيار الكوفي عن جبير (4) بن عبيد عن أبي هريرة قال قال
_________
(1) في المطبوعة: في كتابه
(2) عن المطبوعة وبالاصل وخع: سعد الحسين
(3) بالاصل وخع " حرب " والمثبت عن تقريب التهذيب وفيه: حزن بفتح المهملة وسكون الزاي بن قيس البكري البصري أبو عبد الله
(4) في خع: " جبر " وفي تقريب التهذيب: جبر بن عبيدة ويقال جبير بن عبدة(1/258)
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لن تبرح هذه الأمة منصورة تقذف كل مقذف منصورين أينما توجهوا لا يضرهم من خذلهم من الناس هم أهل الشام أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود بن علي الدمشقي نا علي بن أحمد بن زهير نا علي بن حمد بن شجاع أنبأ تمام بن محمد نا جعفر بن محمد بن جعفر نا أحمد بن عمرو بن إسماعيل الفارسي الوراق المقعد نا شيبان بن أبي شيبة نا الصعق بن حزن (1) البكري نا سنان (2) الكوفي عن جبير بن عبيدة (3) الحمصي عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لن تبرح هذه الأمة منصورين أينما توجهوا لا يضرهم من خذلهم من الناس حتى يأتي أمر الله أكثرهم أهل الشام أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل نا عبد الله بن جعفر بن درستوية نا يعقوب بن سفيان حدثني (4) صفوان بن صالح نا الوليد نا أبو عمرو عن يحيى بن أبي كثير عن أبي هريرة يرويه قال لا تزال عصابة من أمتي على الحق ظاهرين على الناس لا يبالون (5) من خالفهم حتى ينزل عيسى بن مريم عليه السلام قال أبو عمرو فحدثت هذا الحديث قتادة فقال لا أعلم أولئك إلا أهل الشام ورواه عقبة بن علقمة البيروتي عن الأوزاعي فزاد في إسناده أبا سلمة قرأته بخط أبي الحسين الرازي أخبرني أحمد بن عمير أنبأ محمد بن عقبة بن علقمة البيروتي نا أبي نا الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يقول لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين حتى ينزل عليهم عيسى بن مريم قال الأوزاعي فحدثت به قتادة فقال لا أعلم أولئك إلا أهل الشام
_________
(1) بالاصل وخع " حرب " والمثبت عن تقريب التهذيب وفيه: حزن بفتح المهملة وسكون الزاي بن قيس البكري البصري أبو عبد الله
(2) كذا والصواب: " سياد " وقد تقدم
(3) كذا وقد تقدم عبيد وانظر ما لا حظناه
(4) زيادة عن خع
(5) عن مختصر ابن منظور 1 / 104 وبالاصل وخع " لا ينالون "(1/259)
ورواه يحيى بن حمزة عن الأوزاعي فلم يذكر أبا سلمة إلا أنه قال عن جابر بدلا من أبي هريرة قرأته بخط أبي الحسين محمد بن عبد الله الرازي أخبرني أسلم بن محمد نا محمد بن هارون بن محمد بن بكار بن بلال نا أبي نا يحيى بن حمزة نا (1) الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير عن جابر بن عبد الله عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة قال الأوزاعي وحدثني قتادة هذا الحديث وزعم أنهم أهل الشام (2) ورواه محمد بن كثير المصيصي عن الأوزاعي فوهم فيه وقال عن قتادة عن أنس أخبرناه (3) أبو الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل الأنصاري ببغداد أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن مردوية أنا أبو بكر بن أبي علي بن عبد الرحمن أنا أبو أحمد محمد بن أحمد العسال (4) نا أحمد بن الحسن بن زيد الجدلي نا أحمد بن نصر النيسابوري نا محمد بن كثير الصنعاني عن الأوزاعي عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة وأومئ بيده إلى الشام أخبرناه عاليا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي نا عبد العزيز بن أحمد التميمي وأخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الفقيه أنا أبي الفقيه أبو العباس قالا أنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأ الحسين بن حبيب نا العباس بن السندي ثنا محمد بن كثير وأخبرناه أبو بكر وجيه ابن طاهر بن محمد الشحامي أنبأ أحمد بن الحسن أنا الحسن بن أحمد بن محمد المخلدي أنا أبو بكر الإسفرايني وهو عبد الله بن
_________
(1) زيادة عن خع
(2) بعده في المطبوعة: آخر: الجزء الرابع
(3) عن خع وبالاصل: أخبرنا
(4) كذا بالاصل وخع وفي المطبوعة: الغساني(1/260)
محمد بن مسلم نا يوسف بن سعيد بن مسلم نا ابن كثير وأخبرنا أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي أنا الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن الشافعي أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس أنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد الله الديبلي نا محمد بن عامر المصيصي نا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا تزال طائفة من أمتي وزاد أبو الحسن والمكي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة وأومئ بيده إلى الشام وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد أنا جدي القاضي أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون بن موسى الغساني إمام جامع دمشق أنا أبو عمر محمد بن العباس بن الوليد بن صالح بن عمر بن كودل أنا محمد بن العباس بن الوليد بن الدرفس نا عمرو بن عثمان ومحمود قالا نا الوليد نا ابن جابر عن عمير بن هانئ أن معاوية بن أبي سفيان خطبهم فقال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لا تزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله عز وجل لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله عز وجل وهم على ذلك قال عمير بن هانئ فقام مالك بن يخامر فقال سمعت معاذ بن جبل يقول وهم بالشام فقال معاوية هذا مالك بن يخامر وبه القسمة زعم أنه سمع معاذا يقول وهم بالشام أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو عبد الله أنا علي بن موسى بن السمسار نا أبو علي محمد بن محمد بن آدم الفزاري إملاء نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن دحيم نا هشام بن عمار نا الوليد نا ابن جابر عن عمير بن هانئ عن معاوية بن أبي سفيان أنه خطبهم فقال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله تبارك وتعالى لا يضرهم من خذلهم ومن خالفهم حتى يأتي أمر الله عز وجل وهم على ذلك يعني فقام مالك بن يخامر السكسكي فقال يا أمير المؤمنين سمعت معاذ بن جبل يقول وهم بالشام فقال معاوية هذا مالك بن يخامر وبه القسمة يقول إنه سمع معاذا يقول وهم بالشام أخبرناه عاليا أبو القسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا(1/261)
عيسى بن علي الوزير أنا أبو القاسم البغوي نا داود بن عمرو نا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال سمعت عمير بن هانئ القعنبي (1) يقول سمعت معاوية على منبر يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لا تزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرها من خذلها ولا من خالفها حتى يأتي أمر الله عز وجل وهم على ذلك قال عمرو (2) فقال مالك بن يخامر السكسكي فقال يا أمير المؤمنين سمعت معاذا يقول وهم أو هو بالشام فقال معاوية هذا مالك بن يخامر يزعم أنه سمع معاذ بن جبل وهم بالشام وفي حديث ابن حمدان أنه سمع معاذا يقول هم أهل الشام وكذا رواه يحيى بن حمزة والوليد بن مزيد (3) البيروتي وبشر (4) بن بكر التنيسي عن ابن جابر فأما حديث يحيى فأخبرناه أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب الواعظ أنا أبو بكر القطيعي نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا إسحاق بن عيسى حدثني يحيى بن حمزة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أن عمير بن هانئ حدثه قال سمعت معاوية بن أبي سفيان على هذا المنبر يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس فقام مالك بن يخامر السكسكي فقال يا أمير المؤمنين سمعت معاذ بن جبل يقول وهم أهل الشام فقال معاوية ورفع صوته هذا مالك يزعم أنه سمع معاذا يقول وهم أهل الشام وأخبرناه أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي أنا أبو بكر أحمد بن الحسين
_________
(1) كذا بالاصل وخع وفي تقريب التهذيب: العنسي بسكون النون ومهملتين أبو الوليد الدمشقي الداراني
(2) كذا بالاصل وخع وهو عمير المتقدم
(3) عن تقريب التهذيب وبالاصل " يزيد "
(4) عن تقريب التهذيب وبالاصل " بسر " دمشقي الاصل ولعله من ساكني تنيس(1/262)
البيهقي وأخبرناه (1) أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قالوا أنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا عبد الله بن يوسف نا يحيى بن حمزة حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أن عمير بن هانئ حدث قال سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس انتهى حديث البيهقي وزادا فقام مالك بن يخامر فقال يا أمير المؤمنين سمعت معاذ بن جبل يقول وهم أهل الشام فرفع معاوية صوته فقال هذا مالك بن يخامر وبه النسبة (2) يزعم أنه سمع ابن جبل يقول وهم أهل الشام وأما حديث ابن مزيد (3) فأخبرناه أبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأخبرناه أبو سعد محمد بن أحمد بن محمد بن الخليل وأبو محمد أحمد بن محمد بن أحمد بن علي بن بشر الطوسيان بنوقان (4) طوس قالا أنا القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد بن محمد بن فروخ (5) زاد الفرخزادي وأخبرناه أبو القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قالا أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري قالا أنا أبو العباس الأصم وقال الخطيب محمد بن يعقوب أنا العباس بن الوليد وقال الخطيب البيروتي أخبرني أبي قال سمعت ابن جابر يقول حدثني عمير بن هانئ زاد الخطيب العنسي قال سمعت معاوية بن أبي سفيان ولم يقل الخطيب ابن أبي سفيان يقول على هذا المنبر سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لا يزال من أمتى أمة قائمة
_________
(1) قبله زيد في خع في إسناده: وأخبرناه أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد الواسطي أنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب ح
(2) في خع: " النسمة " وفي المطبوعة: القسمة
(3) في خع: يزيد تحريف
(4) في خع: " بنوقان " وهو الصواب وبالاصل " بقوقان " وفي المطبوعة " بتوقان " وكلاهما تحريف
ونوقان إحدى قصبتي طوس (ياقوت)
(5) في خع: " فرج "(1/263)
بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس انتهى حديث الفارسي وقالوا قال فقام مالك بن يخامر السكسكي فقال يا أمير المؤمنين سمعت معاذ بن جبل يقول وهم بالشام فقال معاوية هذا مالك بن يخامر (1) حدثني وهم بالشام وأما حديث بشر فأخبرناه أبو عبد الله الفراوي أنا أبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري أنا أبو محمد الحسن بن أحمد الشيباني أنا محمد بن إسحاق الثقفي نا الحسن بن عبد العزيز نا بشر بن بكر أبو عبد الله التنيسي حدثني ابن جابر أخبرني عمير بن هانئ قال سمعت معاوية على هذا المنبر يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لا تزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس وأخبرناه أبو الفضل محمد وأبو عاصم الفضيل ابنا إسماعيل بن الفضيل الفضيليان قالا أنا أحمد بن محمد بن أبي منصور أبو القاسم الخليلي ببلخ أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن الحسن الخزاعي نا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي ببخارا نا عيسى بن أحمد العسقلاني نا بشر نا ابن جابر حدثني عمير بن هانئ قال سمعت معاوية على هذا المنبر يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لا تزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس فقال مالك بن يخامر السكسكي يا أمير المؤمنين سمعت معاذا يقول وهم بالشام فقال معاوية هذا مالك بن يخامر وبه القسمة يزعم أنه سمع معاذا يقول وهم بالشام (2) وكذا رواه عن معاوية يونس بن ميسرة بن حلبس ومسلم بن هرمز ومكحول الفقيه فأما حديث يونس فأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي قال قرئ
_________
(1) بالاصل هنا: " جابر " وأثبتنا ما في خع
(2) خبر بكامله ناقص من الاصل وخع ومثبت في المطبوعة 1 / 253 عن إحدى نسخ ابن عساكر انظره فيها(1/264)
على سعيد بن محمد بن أحمد البحيري وأنا حاضر أنا جدي أبو الحسين أحمد بن محمد بن جعفر البحيري أنا أبو بكر محمد بن إسحاق نا علي بن حجر السعدي نا الوليد بن مسلم نا مروان بن جناح عن يونس بن حلبس الجندي أن معاوية بن أبي سفيان كان يقول على المنبر سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنها لن تبرح عصابة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على الناس حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ثم نزع بهذه الآية " يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة " (1) كذا قال والصواب الجبلاني (2) وأما حديث مسلم فأخبرناه أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو محمد عبد العزيز بن الحسن بن علي بن أبي صابر الناقد نا أبو خبيب العباس بن أحمد بن محمد بن عيسى البرتي (3) نا محمد بن منصور نا يحيى بن ابي الحجاج نا عبد الله بن مسلم عن أبيه (4) مسلم بن هرمز قال سمعت معاوية يقول في خطبته أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يقول لا يزال في هذه الأمة عصابة يقاتلون على أمر الله لا يضرهم خذلان من خذلهم ولا عداوة من عاداهم حتى يأتي أمر الله عز وجل وهم على ذلك وأنا أرجو أن تكونوا أنتم يا أهل الشام وأما حديث مكحول فأخبرناه أبو المعالي محمد بن إسماعيل بن الحسين الفارسي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب فأخبرناه أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس نا سليمان بن إبراهيم بن محمد نا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر إملاء نا محمد بن يعقوب بن يوسف أنا العباس بن الوليد أخبرني محمد بن شعيب بن شابور عن عتبة بن أبي حكيم عن مكحول أنه حدثه عن معاوية بن أبي سفيان قال وهو يخطب على المنبر
_________
(1) سورة آل عمران الاية: 55
(2) كذا بالاصل وخع وفي المطبوعة: " الجيلاني " تحريف والجبلاني نسبة إلى جبلان بطن من حمير (الانساب)
(3) البرتي بكسر الباء وسكون الراء هذه النسبة إلى برت وهي مدينة بنواحي بغداد (الانساب)
(4) لفظة: " أبيه " سقطت من المطبوعة(1/265)
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول يا أيها الناس إنما العلم بالتعلم والفقه بالتفقه ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وإنما يخشى الله من عباده العلماء ولن تزال أمة من أمتي على الحق ظاهرين على الناس لا يبالون (1) من خالفهم ولا من ناوأهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون مكحول لم يدرك معاوية ورواه أبو عبد الله الشامي ولا (2) أعلم أحدا سماه عن معاوية عن زيد (3) بن أرقم أخبرناه أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين القرشي الزهري وأبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر الأديب وأبو عبد الله محمد بن العمركي بن نصر المشوني (4) البوشنجيون وأبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق بن زياد الحنفي الهروي قالوا أنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي البوشنجي (5) أنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حموية السرخسي أنا أبو إسحاق إبراهيم بن خريم الشاشي أنا أبو محمد عبد بن حميد الكشي أنا سليمان بن داود عن شعبة عن أبي عبد الله الشامي قال سمعت معاوية يخطب وهو يقول يا أهل الشام حدثنا الأنصاري قال شعبة يعني زيد بن أرقم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لا تزال طائفة من أمتي على الحق حتى يأتي أمر الله وإني أراكموه يا أهل الشام وأخبرناه أبو القاسم بن الحصين نا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا سليمان بن داود نا شعبة عن أبي عبد الله الشامي قال سمعت معاوية يخطب يقول يا أهل الشام حدثني الأنصاري قال شعبة يعني زيد بن أرقم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لا تزال طائفة من أمتي على
_________
(1) عن خع وبالاصل " ينالون "
(2) عن خع وبالاصل " ولم "
(3) الاصل وخع وبالمطبوعة: غير
(4) كذا بالاصل وفي خع " المتوني " وفي المطبوعة: " المتوثي " وبالاصل " البوسنجيون " والمثبت عن الانساب هذه النسبة إلى بوشنج على سبعة فراسخ من هراة
(5) بالاصل " بالسين " انظر ما تقدم(1/266)
الحق ظاهرين وإني لأرجو أن تكونوهم يا أهل الشام وأنبأناه أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ ثم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا يوسف بن الحسن بن محمد قالا أنا أبو نعيم الحافظ أنا عبد الله (1) بن جعفر بن أحمد بن فارس نا يونس بن حبيب أنا أبو داود نا شعبة عن أبي عبد الله الشامي سمعت معاوية يخطب وهو يقول يا أهل الشام حدثني الأنصاري يعني زيد بن أرقم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق حتى يأتي أمر الله وإني أراكموهم يا أهل الشام أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال الأديب أنا أحمد بن محمود بن أحمد بن محمود أنا أبو بكر بن المقري أنا محمد بن عبد الله الطائي نا العباس بن الوليد بن مزيد أخبرني أبي أنا سعيد بن عبد الجبار عن أرطأة بن المنذر حدثني معاوية بن فروة عن عبد الله بن عمر عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا هلك أهل الشام فلا خير في أمتي ولا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين لا يبالون خلاف من خالفهم أو خذلان من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك وهو يشير إلى الشام أخبرنا أبو الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل بن سعد الخير الأنصاري أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن مردويه أنا أبو بكر بن أبي علي بن عبد الرحمن أنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغساني نا أحم بن سيار نا سليمان بن سلمة الخبائري نا بقية بن الوليد نا حشرج بن نباتة حدثني سيار أبو الحكم عن شهر بن حوشب عن أبي الدرداء قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق يقذف الله بهم كل مقذف يقاتلون فضول الضلالة لا يضرهم من خالفهم حتى يقاتلوا الأعور الدجال وأكثرهم أهل الشام أخبرنا أبو سهل محمد بن ابي نصر إبراهيم بن محمد بن أحمد بن سعدويه أنا عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن بندار أنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب بن فناكي نا محمد بن هارون الروياني نا محمد بن إسحاق أنا عبيد الله نا حماد بن زيد
_________
(1) من هنا سقط من الاصل وخع واستدرك عن المطبوعة 1 / 255 وما بعدها(1/267)
حدثنا سعيد الجريري أن مطرفا قال قال لي عمران بن جبير أني أحدثك الحديث أرجو أن ينفعك الله به قال فإني أراك تحب الجماعة قال قلت إني والله لأنا أحرص على الجماعة من الأرملة إني إذا كانت الجماعة عرفت وجهي قال فقال عمران قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لن تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق أو على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله أو قال حتى تقوم الساعة قال وقال نظرت في هذه العصابة فوجدتهم أهل الشام أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر بن الحسين بن علي العلوية أنا إبراهيم بن منصور السلمي أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى أنا زهير نا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرحبي (1) عن ثوبان أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال إن الله زوى (2) لي الأرض حتى رأيت مشارقها ومغاربها وأعطاني الكثير (3) من الأحمر والابيض وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها وإني سألت ربي لأمتي لا يهلكهم بسيئة (4) ولا يسلط عليهم عدوا من غيرهم فيسبيهم (5) ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضا وبعضهم يفني بعضا وبعضهم يسبي بعضا وإنه سترجع قبائل من أمتي إلى الشرك وعبادة الأوثان وإن أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلين وإنهم إذا وضعوا السيف فيهم لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة وإنه سيخرج من أمتي دجالون كذابون قريب من ثلاثين وإني خاتم النبيين لا نبي بعدي ولا يزال طائفة من أمتي على الحق منصورة حتى يأتي أمر الله قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن بن البنا عن ابي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن جعفر بن المنادي قال رواه المؤمل بن إسماعيل وسليمان بن حرب وغيرهما عن حماد بن زيد يعني عن أيوب عن أبي قلابة كذلك إلا أن في رواية المؤمل ولتعبدن قبائل من أمتي الأصنام
_________
(1) هو عمرو بن مرثد أبو أسماء الرحبي الدمشقي ويقال اسمه عبد الله (تقريب التهذيب)
(2) زوي: جمع
(3) في مختصر ابن منظور 1 / 105: الكنزين الاحمر والابيض
(4) في مختصر ابن منظور: بسنة
(5) في مختصر ابن منظور: فيستبيحهم(1/268)
قال حماد بن زيد قال مطرف نظرنا في قول النبي (صلى الله عليه وسلم) لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على من ناوأهم على الحق لا يضرهم من ناوأهم وخالفهم فإذا هم أهل الشام أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد التميمي أنا تمام بن محمد أنا محمد بن إبراهيم بن مروان نا أحمد وهو ابن المعلى نا محمد بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي نا بقية حدثني سعيد بن عبد العزيز عن مكحول عن مالك بن يخامر السكسكي قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا تزال طائفة من أمتي قائمة على أمر الله لا يبالون من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس فقال مالك بن يخامر سمعت معاذا يقول هم أهل الشام "(1/269)
باب غناء أهل دمشق عن الإسلام في الملاحم وتقديمهم في الحروب والمواقف العظائم " أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو عبد الله أنبأ أبو الحسن بن السمسار أنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان إملاء حدثني الحسن بن علي بن خلف الصيدلاني نا سليمان بن عبد الرحمن نا الوليد بن مسلم نا أبو حفص القاضي عثمان بن أبي العاتكة عن سليمان بن حبيب عن ابي هريرة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إذا كانت الملاحم خرج من دمشق بعث من الموالي هم خيار عباد الله أبعثهم فرسا وأجودهم سلاحا رواه عن الوليد بن مسلم عبد الله بن يوسف ودحيم بن اليتيم وهشام بن عمار وعلي بن بحر بن بري والهيثم بن ايوب الطالقاني فأما حديث ابن يوسف ودحيم فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر الطبري أنا أبو الفضل بن الفضيل أنا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان نا عبد الله بن يوسف نا الوليد بن مسلم نا أبو حفص عثمان بن أبي العاتكة نا سليمان بن حبيب المحاربي وأخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله أنا جدي أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن أبي الحديد نا أبو المعمر مسدد بن علي بن عبد الله بن العباس بن أبي السحيس الحمصي قدم علينا نا أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف الربعي (1) أنا أبو الأزهر جماعة بن محمد (2) نا أبو سعيد دحيم نا الوليد بن مسلم نا عثمان بن
_________
(1) هذه النسبة - بفتح الراء والباء - إلى ربيعة بن نزار (الانساب)
(2) إلى هنا ينتهي ما استدرك عن المطبوعة من ابن عساكر 1 / 258(1/270)
أبي العاتكة أنه سمع سليمان بن حبيب يحدث عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال دحيم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا وقعت الملاحم يخرج بعث من دمشق من الموالي هم أكثر وقال يعقوب أكرم العرب فرسا وأجوده سلاحا يؤيد الله بهم الدين وأما حديث هشام فكتب إلي أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد الرازي المعروف بابن الخطاب من مصر يذكر أن أبا عبد الله الحسين بن محمد بن بكار المقرئ ومحمد بن أحمد بن علي القزويني المقرئين أخبراه بمصر قراءة عليهما وأخبرناه أبو طاهر محمد بن الحسين الحنائي إجازة أنا أبو علي الحسن بن إبراهيم الأهوازي قالوا أنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي نا طاهر بن محمد بن الحكم التميمي نا هشام بن عمار نا الوليد نا عثمان بن أبي العاتكة عن سليمان بن حبيب قال حدث أبو هريرة معاوية والناس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا وقعت الملاحم يخرج من دمشق بعث أكرم العرب فرسا وأجوده سلاحا يؤيد الله بهم الدين وأخبرناه أبو الحسن علي بن الحسن السلمي وأبو طاهر الحنائي إجازة وأخبرنا أبو طاهر إبراهيم بن الحسن الفقيه قالا أنا أبو عبد الله محمد بن عبد السلام بن سعدان أنا أبو عمر محمد بن موسى بن فضالة نا أبو علي إسماعيل بن محمد بن قيراط نا هشام بن عمار نا الوليد بن مسلم نا عثمان بن أبي العاتكة عن سليمان بن حبيب أن أبا هريرة حدث معاوية والناس أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إذا وقعت الملاحم بعث الله من دمشق بعثا من الموالي هم أكرم العرب فرسا وأجوده سلاحا يؤيد الله بهم الدين وأما حديث ابن بحر والهيثم فأخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن المقرئ في كتابه وحدثني عنه أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد الاصبهاني أنا أبو نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد الطبراني نا أحمد بن سهل بن أيوب الأهوازي نا علي بن بحر(1/271)
وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون المعدل أنا أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس بن دوما (1) النعالي قراءة عليه وأنا أسمع أنا أبو الحسن علي بن هارون بن محمد الحريني (2) نا موسى بن هارون الحمال (3) نا الهيثم بن أيوب قالا نا الوليد بن مسلم عن عثمان بن أبي العاتكة عن سليمان بن حبيب المحاربي عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا وقعت الملاحم خرج بعث من دمشق من الموالي أكرم العرب فرسا وأجودهم سلاحا يؤيد الله بهم الدين وفي حديث الهيثم أجوده قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن أبي زروان أنا عبد الوهاب بن الحسن نا أحمد (4) بن عمير بن يوسف نا موسى بن عامر المري نا الوليد بن مسلم أنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم عن عطية بن قيس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا وقعت الملاحم خرج بعث من دمشق هم خيار عباد الله الأولين والآخرين رواه إسماعيل بن عياش أيضا عن أبي بكر بن أبي مريم قرأت على ابي محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني حدثني علي بن الحسن بن علي أنا الكلابي نا ابن جوصا عن عبد الحميد بن محمود نا عبد الرحمن بن إبراهيم نا محمد بن شعيب أخبرني رجل من خثعم حدثني يحيى بن أبي عمرو الشيباني عن ابن محيريز أنه أخبره قال خير فوارس تظل السماء فوارس من قيس يخرجون من غوطة دمشق يقاتلون الدجال
_________
(1) في خع: " داوما
" تحريف
والنعالي: بكسر النون هذه النسبة إلى عمل النعال وبيعها (الانساب) وذكره باسم: أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس بن الفضل بن المغيرة بن دوما النعالي
(2) في خع: " الحربي "
(3) في خع: الجمال بالجيم
(4) عن خع وبالاصل " محمد " تحريف(1/272)
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف بن بشر نا الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن الفهم نا محمد بن سعد أنا يزيد بن هارون وعبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي وهشام أبو الوليد الطيالسي قالوا نا شعبة بن الحجاج عن أبي حمزة (1) قال سمعت رجلا من بني تميم يقال له جويرية بن قدامة قال حججت عام توفي عمر فأتى المدينة فخطب فقال رأيت كأن ديكا نقرني فما عاش إلا تلك الجمعة حتى طعن قال فدخل عليه أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) ثم أهل المدينة ثم أهل الشام ثم أهل العراق قال فكنا آخر من دخل عليه أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك البصري (2) نا محمد بن عائذ (3) قال قال الوليد أخبرني إسماعيل وغيره أنه كان في كتاب معاوية إلى عبد الله بن قرط بلغني كتابك في مواضع رايات الأجناد المعلومة فهي على مواضعها الأولى فغذا حضر أهل الشام جميعا فأهل دمشق وحمص ميمنة الإمام قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد أنا علي بن الحسن الربعي أنا عبد الوهاب الكلابي نا أحمد بن عمير نا أبو عامر موسى بن عامر نا الوليد بن مسلم قال وحدثني شيخ من قدماء الجند ممن كان يلزم الجهاد في الزمان الأول أن أهل الشام كانوا إذا غزوا الصوائف (4) كانوا ينزلون أجنادا (5) كما كان ينزل (6) أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في مسيرهم إذ ساروا إلى الشام ينزلون أرباعا قال الشيخ وكما كانت بنو إسرائيل مع موسى عليه السلام ثم
_________
(1) في الاصل وخع " أبي جمرة " والمثبت عن ابن سعد 3 / 336 وذكر الخبر في ترجمة عمر بن الخطاب
(2) في خع: " البشري " وفي المطبوعة: البسري
(3) بالاصل وخع: " عايد "
(3) في المطبوعة: الطوائف
(5) عن خع ومختصر ابن منظور وبالاصل " آحادا "
(6) ليست في خع وابن منظور والمطبوعة(1/273)
بعده ينزل في عساكرها أسباطا وكان بين كل جندين فرجة وطريق للعامة ومجال للخيل ومركز لها إن كانت فزعة من ليل أو نهار قلت فأين كان ينزل والي (1) الصائفة وفيمن قال كان ينزل بخاصته ورهطه في القلب في أهل دمشق ثم ينزل أجناد الشام يمنة ويسرة قال وحدثني شيخ من قدماء المشيخة ممن كان يلزم الجهاد أنهم كانوا إذا كان اللقاء تقدم ربع قريش من أهل دمشق حتى يكونوا عند راية الأمير والجماعة ثم ربع كندة من جند دمشق عن يمنتهم (2) قال الوليد وقالوا يريد المشيخة لأن دمشق كانت عند سير أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى الشام ووجه (3) الشام إليها ساروا وبها بدؤوا فلما فتحوا كان غيرها من مدائن الشام لها تبعا قال فاتخذها أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دارا وفسطاطا ومجتمعا وفيها منزل واليهم الأعظم وبيت مالهم أخبرنا الشريف أبو القاسم الحسيني أنا رشأ بن نظيف المقرئ أنا الحسن بن إسماعيل المصري أنا أحمد بن مروان الدينوري نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا (4) سليمان بن أبي شيخ قال سألت أبا سفيان الحميري (5) كم كان جند بني أمية قال ثلثمائة ألف وخمسون ألفا من أهل الشام ومائة وخمسون ألفا من أهل العراق "
_________
(1) عن خع ومختصر ابن منظور وبالاصل: قال
(2) في المطبوعة: يمينهم
(3) كذا بالاصل وخع: " ووجه "
(4) زيادة عن المطبوعة
(5) عن خع وبالاصل: الخميري(1/274)
باب ما جاء عن كعب (1) الحبر أن أهل دمشق يعرفون في الجنة بالثياب الخضر " أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي الفقيه أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي وأبو محمد عبد الله بن عبد الرزاق بن فضيل وأخبرنا أبو الحسن علي بن زيد السلمي أنا نصر بن إبراهيم قالا أنا أبو الحسن محمد بن عوف بن أحمد بن عوف أنا أبو علي الحسن بن منير أنا أبو بكر محمد بن خريم وأخبرنا أبو القاسم الخضر بن عبد الله (2) أنا أبو عبد الله محمد بن علي أنا أبو محمد عبد الله بن الحسين الصفار أنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي أنا أبو الجهم أحمد بن الحسين المشغراني قالا نا هشام نا عثمان بن علاق عن عروة بن رويم أن رجلا لقي كعب الأحبار فسلم عليه ودعا له فسأله كعب ممن هو قال من أهل الشام قال لعلك من الجند الذين يدخل الجنة منهم سبعون ألفا بغير حسا ولا عذاب قال ومن هم قال أهل حمص (3) قال لست منهم قال فلعلك من الجند الذين يعرفون في الجنة بالثياب الخضر قال ومن هم قال أهل دمشق قال لست منهم قال فلعلك من الجند الذين (4) هم تحت ظل عرش الرحمن قال ومن هم قال أهل أردن قال لست منهم قال فلعلك من الجند الذين ينظر الله (5) إليهم في
_________
(1) في خع: كعب الاحبار
(2) بالاصل " عبد " والمثبت عن خع
(3) بالاصل: " دمشق " والمثبت عن خع ومختصر ابن منظور
(4) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 108
(5) زيادة اقتضاها السياق(1/275)
كل يوم مرتين قال ومن هم قال أهل فلسطين قال نعم أنا منهم قرأت على ابي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن محمد أنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن البرامي نا أبو الحسين حامد بن أحمد بن الهيثم البلدي نا أبو العباس أحمد بن حمزة بن محمد بن هارون البصري نا محمد بن سنجر نا عبد الله يعني ابن عبد القدوس نا سعيد بن عبد العزيز عن عروة بن رويم قال أبصر كعب رجلا فقال من أنت قال من أهل الشام قال لعلك من الجند الذين يشفع شهيدهم لسبعين قال ومن هم قال أهل حمص قال لا قال فلعلك من الذين يعرفون في الجنة بلباس الخضر قال من هم قال أهل دمشق قال لا قال فلعلك من الجند الذين في ظل عرش الله عز وجل يوم القيامة قال من هم قال أهل الأردن قال لا قال فلعلك من الجند الذين يلحظ ربك إليهم في كل يوم مرتين قال من هم قال أهل فلسطين قال نعم أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الخطيب وأبو الوحش سبيع بن المسلم بن قيراط المقرئ وأبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني وعبد الله بن أحمد بن السمرقندي وأبو تراب حيدرة بن علي الأنصاري قالوا نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو الحسين أحمد بن علي بن محمد الدولابي الخلال (1) البغدادي بدمشق أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان البعلبكي أنا أبو يعقوب إسحاق بن عمار بن جش بن محمد بن حبش بالمصيصة أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن مهدي المصيصي أنا عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي حدثني عروة بن رويم عن كعب أنه لقي رجلا فقال له من أين أنت قال من أهل الشام فقال له كعب فلعلك من الجند الذين يشفع شهيدهم في سبعين قال ومن هم قال أهل حمص قال لا قال فلعلك من الجند الذين يعرفون في الجنة بثياب الخضر قال ومن هم قال أهل دمشق قال لا قال فلعلك من الجند الذين في ظل العرش قال ومن هم قال أهل الأردن قال لا (2) قال فلعلك من الجند الذين ينظر الله
_________
(1) بالاصل وخع " الحلال "
(2) عن هامش الاصل(1/276)
عز وجل إليهم كل يوم مرتين قال ومن هم قال أهل فلسطين قال نعم أخبرنا أبو القاسم بن عبدان أنا محمد بن علي بن أحمد أنا عبد الله بن الحسين بن عبدان أنا عبد الوهاب بن الحسن أنا أبو الجهم بن طلاب نا هشام بن عمار نا صدقة بن خالد نا سعيد بن عبد العزيز أن الذي لقي كعبا مالك بن عبد الله الخثعمي "(1/277)
باب دعاء النبي (صلى الله عليه وسلم) لأهل الشام (1) بأن يهديهم الله ويقبل بقلوبهم إلى الإسلام " أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم بن الفتح الفقيه نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو نا محمد بن بكار نا سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نظر نحو الشام فقال اللهم أقبل بقلوبهم ثم نظر نحو اليمن فقال اللهم أقبل بقلوبهم ثم نظر نحو العراق فقال اللهم أقبل بقلوبهم ثم قال اللهم (2) بارك لنا في ثمرة أرضنا وبارك لنا في صاعنا ومدنا وكذا رواه أبو محمد ثابت بن أسلم البناني (3) وأبو المعتمر سليمان بن طرخان التيمي عن أنس أخبرنا به أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن يوسف بن يعقوب العلاف إجازة وحدثني عنه أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسروا البلخي أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص الحمامي (4) المقرئ سنة سبع عشرة وأربعمائة أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن الحسن بن مهران القرميسيني (5) بالموصل نا إسحاق بن خالوية نا علي بن بحر نا هشام بن يوسف أنا معمر أنا ثابت وسليمان التيمي
_________
(1) عن هامش الاصل وخع
(2) ما بين معكوفتين ساقط من الاصل واستدرك عن خع
(3) البناني بضم الباء هذه النسبة إلى بنانة بن سعد بن لؤي بن غالب
قال الزبير بن بكار: بنانة قبيلة منهم ثابت البناني (الانساب)
(4) هذه النسبة إلى الحمام الذي يغتسل فيه الناس ويتنظفون (الانساب)
(5) القر ميسيني: بكسر القاف وسكون الراء وكسر الميم والسين المهملة المكسورة هذه النسبة إلى قرميسين بلدة بجبال العراق على ثلاثين فرسخا من همذان عند دينور
(الانساب)(1/278)
وأخبرناه أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو بكر القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو وأخبرناه أبو حامد أحمد بن نصر بن علي بن أحمد الطوسي بطابران (1) نا أبي أبو الفتح أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف نا العباس بن محمد نا علي بن بحر القطان نا هشام بن يوسف نا معمر أخبرني ثابت وسليمان التيمي عن أنس أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأخبرنا أبو محمد عبد الكريم حمزة السلمي نا عبد العزيز بن أحمد التميمي أنا تمام بن محمد الرازي أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر القاضي نا إسحاق بن خالوية البابسيري (2) نا علي بن بحر بن بري نا هشام بن يوسف نا معمر نا (3) ثابت وسليمان التيمي عن أنس بن مالك أن النبي (صلى الله عليه وسلم) نظر قبل العراق والشام واليمن قال لا أدري بأيهم أبدأ ثم قال اللهم أقبل بقلوبهم إلى طاعتك وحط من ورائهم وفي حديث الأصم بأيتهن بدأ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا محمد بن إسحاق الصنعاني نا علي بن بحر بن بري نا هشام بن يوسف نا معمر نا ثابت وسليمان التيمي عن أنس بن مالك أن النبي (صلى الله عليه وسلم) نظر قبل العراق والشام واليمن قال لا أدري بأيتهن بدأ ثم قال اللهم أقبل بقلوبهم إلى طاعتك وأحط من ورائهم وخالفهم الحجاج بن الحجاج وأبو العوام عمران بن داود القطان البصريان فروياه عن قتادة فزاد في إسناده زيد بن ثابت فأما حديث الحجاج فأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي أنا أبو نصر عبد الرحمن بن علي بن محمد بن موسى المعدل أنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محمد بن محمد السليطي أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الشرقي
_________
(1) طابران: إحدى مديتني طوس (قاموس)
(2) هذه النسبة إلى بابسير بلدة من نواحي الاهواز
(3) عن خع وبالاصل " بن " تحريف(1/279)
نا السلمي وأحمد بن حفص قالا نا حفص حدثني إبراهيم بن طهمان عن الحجاج هو ابن الحجاج عن قتادة عن أنس هو ابن مالك عن زيد بن ثابت قال نظر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قبل الشام فقال اللهم أقبل بقلوبهم ونظر قبل اليمن فقال اللهم أقبل بقلوبهم ونظر قبل العراق فقال اللهم أقبل بقلوبهم وبارك لنا في صاعنا ومدنا وأخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر بن محمد الشحامي أنا أحمد بن الحسن بن محمد أنا الحسن بن أحمد بن محمد بن المخلدي أنا مكي بن عبدان نا أحمد بن حفص بن عبد الله حدثني أبي حدثني إبراهيم عن الحجاج عن قتادة عن أنس عن زيد بن ثابت أنه قال نظر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو على منبره قبل العراق فقال اللهم أقبل بقلوبهم ثم نظر قبل الشام فقال اللهم أقبل بقلوبهم ثم نظر قبل اليمن فقال اللهم أقبل بقلوبهم ثم قال اللهم بارك لنا في مدنا وصاعنا وأما حديث عمران فأنبأناه أبو علي الحسن بن أحمد الحداد ثم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا يوسف بن الحسن قالا أنا أبو نعيم قال حدثنا وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو بكر بن فورك أنا عبد الله بن جعفر الاصبهاني نا يونس بن حبيب نا أبو داود نا عمران القطان عن قتادة عن أنس بن مالك عن زيد بن ثابت قال نظر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قبل اليمن وقال اللهم أقبل بقلوبهم ثم نظر قبل الشام فقال اللهم أقبل بقلوبهم ثم نظر قبل العراق فقال اللهم أقبل بقلوبهم وبارك لنا في صاعنا ومدنا وأخبرناه أبو سعد محمد بن محمد بن محمد المطرز إجازة أنا أبو نعيم الحافظ نا أبو القاسم الطبراني نا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي نا عبد الرحمن بن مهدي نا عمران القطان عن قتادة عن أنس عن زيد بن ثابت قال نظر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قبل اليمن فقال اللهم أقبل بقلوبهم ونظر قبل العراق فقال اللهم أقبل بقلوبهم ونظر قبل الشام فقال اللهم أقبل بقلوبهم وبارك لنا في صاعنا ومدنا هذا حديث غريب ولم أجده في مسند أحمد (1)
_________
(1) ورد في مسند أحمد بإسنادين مختلفين وثمة إختلاف بين ما ورد بالاصل هنا والروايتين الواردتين في مسند أحمد (راجع مسند أحمد 3 / 342 و 5 / 185)(1/280)
وأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو عثمان سعيد بن محمد البحيري أنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري نا مسدد بن قطن بن إبراهيم القشيري نا يعقوب بن إبراهيم نا عبد الرحمن بن مهدي نا عمران عن قتادة عن أنس بن مالك عن زيد بن ثابت قال خرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فنظر قبل اليمن فقال اللهم أقبل بقلوبهم ثم نظر قبل العراق فقال اللم أقبل بقلوبهم ثم نظر قبل الشام فقال اللهم أقبل بقلوبهم وبارك لنا في صاعنا ومدنا أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن توبة الكشميهني (1) وأبو أحمد محمود بن محمد بن أبي أحمد السوسقاني (2) وأبو القاسم يحيى بن محمد بن محمد الأرسابندي (3) الخطباء المراوزة بمرو قالوا أنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن أبي الحسن العارف وأخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السنجي (4) المؤذن بمرو أنا أبو علي نصر الله بن أحمد بن عثمان الخشنامي بنيسابور قالا أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري نا أبو العباس الأصم نا بحر بن نصر بن سابق نا ابن وهب أخبرني ابن لهيعة أن أبا الزبير أخبره عن جابر بن عبد الله أنه سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) يوما وهو على المنبر نظر قبل الشام فقال اللهم أقبل بقلوبهم اللهم أقبل بقلوبهم ونظر قبل العراق فقال نحو ذلك وقبل كل أفق فقال مثل ذلك وقال اللهم ارزقنا من ثمرات الأرض وبارك لنا في مدنا وصاعنا وقال مثل المؤمن كمثل السنبلة تخر مرة ومثل الكافر كمثل الأرزة لا تزال تستقيم حتى تخر (5) ولا تشعر "
_________
(1) بالضم ثم السكون هذه النسبة إلى كشميهن قرية من قرية من قرى مرو (ياقوت)
(2) هذه النسبة إلى سوسقان قرية من قرى مرو (يقاقوت)
(3) بالكسر أوله وسكون ثانيه نسبة إلى سنج: من قرى مرو (ياقوت)
(5) عن خع وبالاصل: تخره(1/281)
باب ما روي في أن أهل الشام مرابطون وأنهم جند الله الغالبون " أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو عبد الله أنا أبو بكر محمد بن عوف بن أحمد المزني (1) أنا أبو العباس محمد بن موسى بن الحسين بن السمسار أنا محمد بن خريم نا هشام بن عمار نا معاوية بن يحيى نا أرطأة عن من حدثه عن أبي الدرداء قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أهل الشام وأزواجهم وذراريهم وعبيدهم وإماؤهم إلى منتهى الجزيرة مرابطون في سبيل الله فمن احتل منها مدينة فهو في رباط ومن احتل منها ثغرا من الثغور فهو في جهاد أنبأناه أبو علي الحداد وجماعة قالوا أنا محمد بن عبد الله بن ريذة (2) أنا سليمان بن أحمد الطبراني نا أحمد بن المعلى الدمشقي نا هشام بن عمار نا أبو مطيع معاوية بن يحيى عن أرطأة بن المنذر عن من حدثه عن أبي الدرداء قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أهل الشام وأزواجهم وذراريهم وعبيدهم إلى منتهى الجزيرة مرابطون فمن نزل مدينة من المدائن فهو في رباط أو ثغر من الثغور فهو في جهاد وقد روي عن أبي الدرداء بإسناد آخر أمثل من هذا إلا (3) أنه غريب أنبأناه أبو عبد الله محمد بن علي بن ابي العلاء المصيصي وأبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني وأبو القاسم الحسين بن أحمد التميمي وأبو إسحاق إبراهيم بن طاهر الخشوعي قالوا أنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء أنا أبو
_________
(1) الاصل وخع وفي المطبوعة: المزكي
(2) بالاصل زيد وفي خع: زيدة وكلاهما تحريف والصواب ما أثبتناه وقد تقدم مرارا
(راجع التبصير)
(3) زيادة عن المطبوعة(1/282)
بكر أحمد بن جرير بن أحمد بن خميس السلماسي (1) نا أبو الحسن المظفر بن الحسن نا أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا (2) نا عمرو بن عثمان نا ابن حمير عن سعيد البجلي عن شهر بن حوشب عن أبي الدرداء عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال سيفتح على أمتي من بعدي الشام وشيكا فإذا فتحها فاحتلها بأهل الشام مرابطون إلى منتهى الجزيرة رجالهم ونساؤهم وصبيانهم وعبيدهم فمن احتل ساحلا من تلك السواحل فهو في جهاد ومن احتل بيت المقدس وما حوله فهو في رباط أخبرنا أبو الفتح عبد الرزاق بن محمد بن سهل الشرابي المقرئ بقرائتي عليه بأصبهان أنا أبو طاهر جعفر بن محمد بن الفضل القريشي العباداني بالبصرة أنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي نا أبو العباس محمد بن أحمد بن أحمد المقرئ الأثرم نا العباس بن عبد الله الترقفي نا محمد بن كثير المصيصي عن أرطأة بن المنذر أن عمر قال لجلسائه أي الناس أعظم أجرا قال فجعلوا يذكرون له الصوم والصلاة قال ويقولون فلان وفلان بعد أمير المؤمنين فقال ألا أخبركم بأعظم الناس أجرا ممن ذكرتم ومن أمير المؤمنين قالوا بلى قال رويجل بالشام اخذ بلجام فرسه يكلأ من وراء بيضة المسلمين لا يدري أسبع يفترسه أم هامة تلدغه أو عدو يغشاه فلذلك أعظم أجرا ممن ذكرتم ومن أمير المؤمنين أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الخطيب بمشكان أنا أبو منصور محمد بن الحسن بن محمد النهاوندي أنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن زنبيل أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الأشقر نا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري نا عبد الله بن صالح نا معاوية وهو ابن صالح عن ربيعة بن يزيد الدمشقي عن عبد الله بن عامر عن النعمان بن بشير الأنصاري قال كتب معي معاوية إلى عائشة بعد قتل عثمان فقالت يا ابن عمرة أين ضربت برأسك بسوأتك هذه قلت أتيت الشام أرض الجهاد
_________
(1) بفتح السين واللام والميم هذه النسبة إلى سلماس وهي من بلاد أذربيجان على مرحلة من خوى
وبالاصل " حريز " والمثبت " جرير " عن خع والمطبوعة
(2) بالاصل " حوصا " والمثبت عن خع(1/283)
أنبأنا أبو محمد هبة الله بن محمد بن الأكفاني وعبد الله بن أحمد بن عمر بن السمرقندي قالا أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك نا أنس بن السلم نا الحسن بن يحيى القرشي نا إبراهيم اليماني قال قدمت من اليمن فأتيت سفيان الثوري فقلت يا أبا عبد الله إني جعلت في نفسي أن أنزل جدة فأرابط بها كل سنة وأعتمر في كل شهر عمرة وأحج في كل سنة حجة وأقرب من أهلي أحب إليك أم آتي الشام فقال لي يا أخا أهل اليمن عليك بسواحل الشام عليك بسواحل الشام فإن هذا البيت يحجه في كل عام مائة ألف ومائة ألف وثلاثمائة ألف وما شاء الله من التضعيف لك (1) مثل حجهم وعمرهم ومناسكهم أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عبد السلام بن أبي الحزور أنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين بن السمسار أنا أبو أحمد عبد الله بن بكر نا أبو علي أحمد بن علي بن مهدي الرقي نا هلال بن العلاء الباهلي حدثني أبو يوسف محمد بن أحمد نا أبو خليد (2) عتبة بن حماد الدمشقي عن مالك بن أنس قال قال لي أبو جعفر المنصور يوما ما على ظهرها أحد أعلم منك قلت بلى قال فسمهم لي قلت لا أحفظ اسماءهم قال قد طلبت هذا الشأن في زمان بني أمية فقد عرفته أما أهل العراق فأهل إفك وباطل وزور وأما أهل الشام فأهل جهاد وليس فيهم كبير (3) علم وأما أهل الحجاز ففيهم بقية العلم وأنت عالم الحجاز أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي أنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي أنا أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان بن بطة العكبري قال قرئ على أبي القاسم البغوي نا أبو همام الوليد بن شجاع نا الوليد بن مسلم عن محمد بن أيوب بن ميسرة بن حلبس عن خريم بن فاتك الأسدي صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول أهل الشام سوط الله تبارك وتعالى
_________
(1) عن خع وبالاصل " له "
(2) تقريب التهذيب: خليد بالتصغير
(3) الاصل وخع وفي مختصر ابن منظور 1 / 111 " كثير علم "(1/284)
في أرضه ينتقم بهم ممن يشاء من عباد وحرام على منافقيهم أن يظهروا على مؤمنيهم ولا يموتوا (1) إلا غما وهما وكذا رواه سلمة بن داود عن الوليد أخبرناه أبو الفرج غيث بن علي الأرمنازي إجازة ونقلته من خطه أنا أحمد بن محمد بن الوزان بتنيس نا محمد بن علي بن يحيى بن السري نا أبو بكر محمد بن أحمد بن سليم نا محمد بن إبراهيم الصوري نا سلمة بن داود عن الوليد بن مسلم عن محمد بن أيوب بن يونس بن ميسرة بن حلبس عن خريم بن فاتك صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول أهل الشام سوط الله في أرضه ينتقم بهم ممن يشاء من عباده حرام على منافقيهم أن يظهروا على مؤمنيهم ولا يموتوا (1) إلا غما وهما ورواه صفوان بن صالح وداود بن رشيد عن الوليد فوقفاه على خريم وكذلك رواه هشام بن عمار والهيثم بن خارجة عن محمد بن أيوب موقوفا فأما حديث صفوان فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن بشران أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان حدثني صفوان نا الوليد نا محمد بن أيوب عن أبيه أيوب بن ميسرة بن حلبس عن خريم بن فاتك الأسدي صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سمعه يقول ذلك وأما حديث داود بن رشيد عن الوليد فأخبرتنا به عاليا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر الحسنية قالت قرئ على أبي القاسم إبراهيم بن منصور السلمي وأنا حاضرة أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ أنا أبو يعلى أحمد بن علي التميمي نا داود بن رشيد نا الوليد بن مسلم عن محمد بن أيوب بن ميسرة (2) بن حلبس عن أبيه قال سمعت خريم بن فاتك الأسدي صاحب النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول إن أهل الشام سوط الله في أرضه ينتقم بهم ممن يشاء من عباده وحرام على منافقيهم أن يظهروا على مؤمنيهم ولا يموتوا (1) إلا غما وهما وأما حديث هشام فأخبرناه أبو الحسن علي بن المسلم السلمي الفقيه أنا أبو
_________
(1) كذا بالاصل وخع والصواب: " يموتون "
(2) بالاصل: " ميسرة في حلبس بن حلبس " والمثبت عن خع(1/285)
الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي وأبو محمد عبد الله بن عبد الرزاق بن فضيل وأخبرناه أبو الحسن علي بن زيد بن علي السلمي أنا نصر بن إبراهيم قالا أنا أبو الحسن محمد بن عوف بن أحمد بن عوف أنا أبو علي الحسن بن منير أنا أبو بكر محمد بن خريم نا هشام بن عمار نا محمد بن ايوب وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان حدثني هشام بن عمار نا محمد بن أيوب وهو ابن ميسرة بن حلبس عن أبيه زاد ابن السمرقندي حدثه وقالا عن خريم بن فاتك (1) زاد ابن السمرقندي الأسدي وقال ابن خريم صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال أهل الشام سوط الله تبارك وتعالى في أرضه ينتقم بهم ممن يشاء من عباده حرام على منافقيهم أن يظهروا على مؤمنيهم ولا يموتوا (2) وقال ابن السمرقندي ولن يميتهم الله إلا غما وهما وقد رواه أحمد بن المعلى عن هشام كما تقدم وأما حديث الهيثم (3) فأخبرناه بو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر القطيعي نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا هيثم بن خارجة نا محمد بن أيوب بن ميسرة بن حلبس قال سمعت أبي سمع خريم بن فاتك الأسدي يقول أهل الشام سوط الله في الأرض ينتقم بهم ممن يشاء كيف يشاء وحرام على منافقيهم أن يظهروا على مؤمنيهم ولن يموتوا إلا هما أو غيظا أو حزنا موقوف أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد أنا أبو منصور محمد بن أحمد بن علي أنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردوية أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي أنا معاذ بن المثنى العنبري نا مسدد (4) بن مسرهد نا خالد هو ابن عبد الله الطحان نا عطاء بن السائب قال سمعت عبد الرحمن الحضرمي أيام ابن الأشعث يخطب وهو يقول يا أهل الشام أبشروا فإن فلانا أخبرني أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال يكون قوم من آخر
_________
(1) بالاصل: " وقالا: ابن فاتك عن خريم " والصواب عن خع وقد نبه بهامش الاصل إلى الصواب
(2) كذا والصواب: يموتون
(3) عن خع وبالاصل " القاسم " تحريف
(4) مسدد لقبه ويقال: اسمه عبد الملك بن عبد العزيز (تقريب التهذيب)(1/286)
أمتي يعطون من الأجر مثل ما يعطى أولهم ويقاتلون أهل الفتن وينكرون المنكر وأنتم منهم أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي أنا الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن الشافعي أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس أنا محمد بن إبراهيم بن عبد الله الديبلي أنا إدريس بن سليمان بن أبي الرباب (1) نا الوليد بن مسلم عن سعيد بن بشير عن قتادة في قوله " وإن جندنا لهم الغالبون " (2) قال هم أهل الشام كذا قال لنا أبو جعفر وإنما يرويه أبو الحسن بن فراس عن العباس بن محمد بن قتيبة عن إدريس أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري نا أبو الحسين بن الفضل نا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا صفوان بن صالح نا الوليد نا خليد عن قتادة قال قال الله عز وجل " وإن جندنا لهم الغالبون " قال قتادة ولا أعلم أولئك إلا أهل الشام (3) أنبأنا أبو طاهر محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي أنا أبو القاسم قراءة عليه أنا أبو علي الحسن بن محمد بن درستوية إجازة وأخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود القرشي نا علي بن أحمد بن زهير نا علي بن محمد بن شجاع نا أبو علي الحسن بن محمد بن درستوية نا أبو الحسن محمد بن أحمد بن عمارة العطار نا إبراهيم بن سعيد الجوهري نا عبد الله بن نمير عن عبد الله بن مسلم بن هرمز عن مجاهد عن تبيع عن كعب قال أهل الشام سيف من سيوف الله ينتقم الله بهم ممن عصاه (4) في أرضه أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود القرشي نا علي بن أحمد بن زهير نا
_________
(1) عن خع وبالاصل " الرياب "
(2) كرر الخبر واختلط سنده بالاصل فحذفنا وأثبتنا ما يوافق خع
(4) كذا بالاصل وخع ومختصر ابن منظور 1 / 111، والمطبوعة: " عصى "(1/287)
علي بن محمد بن شجاع أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عمر نا أبو الفضل العباس بن بيهس بمصر نا علي بن الحسن بن عبد المؤمن نا محمد بن إسحاق الصيني (1) نا عمرو بن عبد الغفار نا المسعودي عن عون بن عبد الله بن عتبة قال قرأت فيما أنزل الله عز وجل على الأنبياء أن الله يقول الشام كنانتي فإذا غضبت على قوم رميتهم منها بسهم أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني شفاها نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو بكر بن محمد بن يونس الإسكاف المقرئ نا أبو بكر محمد بن سليمان الربعي نا محمد بن عبد الله مكحول نا داود بن سليمان بن حفص (2) بن أبي داود نا عبد الله بن راشد الكسائي عن أبي بكر النهشلي قال كنت في الجمع يعني جمع الكوفة يوم جاء أهل الشام يقاتلون أهل الكوفة فإذا شيخ حسن الخضاب حسن الهيئة على دابة له وهو يقول اللهم لا تنصرنا عليهم اللهم فرق بيننا وبينهم اللهم اللهم قال قلت يا عبد الله ألا تتقي الله ألا تخرج ترى قوما قد جاؤوا يريدون يقاتلون مقاتلتنا ويسبون ذرارينا وأنت تقول اللهم لا تنصرنا عليهم اللهم اللهم قال ويحك إني سمعت عبد الله بن مسعود يقول لا يغلب أهل الشام إلا شرار الخلق أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني شفاها أنا أبو القاسم الخضر بن عبيد الله بن كامل المري أنا أبو طالب عقيل بن عبيد الله أنا أبو الميمون بن راشد البجلي نا أبو القاسم يزيد بن محمد بن عبد الصمد نا أبو مسهر نا سعيد بن خالد بن معدان كان يقول الحمد لله الذي أطعمنا الطعام وجعلنا من أهل الشام أنبأنا أبو القاسم الحسيني عن أبي محمد التميمي نا تمام بن محمد نا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم نا أبو القاسم يزيد بن محمد بن عبد الصمد نا سليمان بن عبد الرحمن نا أبو عبد الملك المكفوف نا مروان نا زيد بن واقد قال سمعت مكحولا يقول الحمد لله الذي أطعمنا الطعام وأسقانا الشراب وجعلنا من أهل الشام ويا رب لا تبقي بعد هشام "
_________
(1) بغدادي لعله سكن: صينبة الحوانيت " وهي مدينة بين واسط والصليف فنسب إليها " (انظر الانساب: الصيني)
(2) في المطبوعة " جعفر " تحريف انظر: " داود " في تقريب التهذيب
(3) زيادة عن المطبوعة(1/288)
باب ما جاء أن بالشام يكون الأبدال الذين يصرف بهم عن الأمة الأهوال " أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر بن الحسن بن السبط أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري وأخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين أنا أبو علي الحسن بن علي التميمي قالا أنا أبو بكر بن مالك القطيعي نا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي نا أبو المغيرة نا صفوان حدثني شريح (1) بن عبيد قال ذكر الشام عند علي بن أبي طالب وهو بالعراق فقالوا العنهم يا أمير المؤمنين قال لا إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول الأبدال يكونون بالشام وهم أربعون رجلا كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا فيسقي بهم الغيث وينتصر بهم على الأعداء ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب أنبأناه أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا الحسن بن حبيب نا زكريا بن يحيى نا الحسن بن عرفة نا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو السكسكي عن شريح بن عبيد الحضرمي قال ذكر أهل الشام عند علي بن أبي طالب فقالوا يا أمير المؤمنين العنهم فقال لا إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إن الأبدال بالشام يكونون وهم أربعون رجلا بهم تسقون الغيث وبهم تنصرون على أعدائكم ويصرف عن أهل الأرض البلاء والغرق هذا منقطع بين شريح وعلي فإنه لم يلقه
_________
(1) زيادة عن خع(1/289)
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي الفقيه أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي الزاهد وأبو محمد عبد الله بن عبد الرزاق بن فضيل وأنا أبو الحسن علي بن زيد السلمي أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم قالا أنا محمد بن عوف بن أحمد بن عوف أنا أبو (1) علي الحسن بن منير وأخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن أحمد بن المبارك أنا أبو محمد عبد الله بن الحسين بن عبدان أنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي أنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب (2) قالا أنا هشام بن عمار نا عمرو بن واقد نا يزيد بن أبي مالك عن شهر بن حوشب قال لما فتح معاوية بن أبي سفيان جعل أهل مصر يسبون أهل الشام فقال عوف وأخرج وجهه من برنسه يا أهل مصر أنا عوف بن مالك لا تسبوا أهل الشام فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول فيهم الأبدال وبهم ترزقون وبهم تنصرون أخبرناه عاليا أبو على الحسن بن أحمد المقرئ في كتابه وجماعة قالوا أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن ريذة (3) أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي نا محمد بن المبارك الصوري نا عمرو بن واقد عن يزيد بن أبي (4) مالك عن شهر بن حوشب قال لما فتحت مصر سبوا أهل الشام فأخرج عوف بن مالك رأسه من برنسه ثم قال يا أهل مصر أنا عوف بن مالك لا تسبوا أهل الشام فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول فيهم الأبدال وبهم تنصرون وبهم ترزقون أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي (5) صالح أحمد بن عبد الملك الفقيه حدثني أبي أبو صالح المؤذن أنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين بن موسى السلمي نا محمد بن جعفر بن مطر نا أحمد بن عيسى بن هارون نا عمرو بن يحيى نا
_________
(1) بهذا الخبر يبدأ الباب في المطبوعة وقد أخر الخبران السابقان فيها
(2) عن هامش الاصل
(3) بالاصل وخع " كلاب " والمثبت عن الانساب (المشغراني) ومعجم البلدان (مشغري)
(4) بالاصل " ربذة " والمثبت والضبط عن تقريب التهذيب
(5) زيادة عن خع(1/290)
العلاء بن زيد (1) عن أنس عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال بدلاء أمتي اربعون رجلا اثنان وعشرون بالشام وثمانية عشر بالعراق كلما مات منهم واحد أبدل مكانه آخر فإذا جاء الأمر قبضوا كذا قال عمرو بن يحيى وإنما هو عمر بن يحيى بن نافع أخبرناه على الصواب أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة الجرجاني نا حمزة بن يوسف السهمي أنا أبو أحمد بن عدي الجرجاني نا محمد بن زهير بن الفضل الأيلي وقرأته على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن أبي الفتح عبد الجبار بن عبد الله بن برزة (2) الرازي نا أبو القاسم الحسين بن عبد الله بن حامد بن الحسن بن يوسف الخطيب القرقوبي (3) إملاء بقرقوب وأنبأناه أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش أنا محمد بن علي بن الفتح العشاري (4) قالا أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين نا محمد بن زهير نا عمر بن يحيى بن نافع نا العلاء بن زيدل عن أنس بن مالك عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال البدلاء أربعون اثنان وعشرون بالشام وثمانية عشر بالعراق كلما مات منهم واحد أبدل الله تبارك وتعالى مكانه آخر فإذا جاء الأمر قبضوا كلهم فعند ذلك تقوم الساعة أنبأنا أبو الفضل محمد بن ناصر بن علي وأبو منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقي وأبو الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل الأنصاري قالوا أنا أبو الحسين أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف البغدادي أنا أبو الحسن محمد بن علي بن محمد بن صخر الأزدي البصري بمكة نا علي بن (5)
_________
(1) كذا بالاصل وفي خع " زيدل " وفي تقريب التهذيب: العلاء بن زيد ويقال: زيدل بزيادة لام الثقفي أبو محمد البصري
(2) برزة بضم الباء المشتبه للذهبي ص 33
(3) عن خع وبالاصل: " القرقري "
هذه النسبة بضم القافين إلى قرقوب وهي بلدة قريبة من الطيب بين واسط وكور الاهواز
(4) هذه النسبة لقب جدا المذكور لانه كان طويلا فقيل له العشاري لذلك(1/291)
أحمد بن عبد الرحمن الاصبهاني نا محمد بن الحسين بن مكرم وبكر بن محمد بن سعيد قال وأنا (1) ابن صخر قال ونا أبو محمد الحسن بن علي بن الحسن واللفظ له نا بكر بن محمد بن سعيد قالا نا نصر بن علي نا نوح بن قيس عن عبد الملك بن معقل عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال دعائم أمتي عصائب اليمن وأربعون رجلا من الأبدال بالشام كلما مات رجل أبدل الله مكانه أما إنهم لم يبلغوا ذلك بكثرة صلاة ولا صيام ولكن بسخاء (2) الأنفس وسلامة الصدور والنصيحة للمسلمين أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا عبد الوهاب بن عطاء أنا الحسن بن ذكوان عن عبد الواحد بن قيس عن عبادة بن الصامت عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال الأبدال في هذه الأمة ثلاثون مثل إبراهيم خليل الرحمن عز وجل (3) كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا قال أبي فيه يعني حديث عبد الوهاب كلام غير هذا وهو منكر يعني حديث الحسن بن ذكوان أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد الله بن داود الفقيه وأبو غالب محمد بن الحسن (4) بن علي الماوردي ببغداد قالا أنا أبو علي علي بن أحمد التستري أنا أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي أنا أبو علي اللؤلؤي نا أبو داود وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي واللفظ له أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي أنا أبو علي الروذباري أنا أبو بكر بن داسة نا أبو داود نا محمد بن المثنى نا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن صالح أبي الخليل عن صاحب له عن أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من المدينة هاربا إلى مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو
_________
(1) عن خع وبالاصل " أبو "
(2) ما بين معكوفتين عن خع ومكانها بالاصل: بفناء
(3) زيادة عن مسند أحمد 5 / 322
(4) في المطبوعة: " الحسن " تصحيف(1/292)
كاره فيبايعونه بين الركن والمقام ويبعث إليه بعث من الشام فيخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال أهل الشام وعصائب أهل العراق فيبايعونه ثم ينشأ رجلا من قريش أخواله كلب فيبعث إليهم بعثا فيظهرون عليهم وذلك بعث كلب والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب فيقسم المال ويعمل فيهم بسنة نبيهم (صلى الله عليه وسلم) ويلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض فيلبث سبع سنين ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون قال أبو داود وقال بعضهم عن هشام تسع سنين قالا ونا أبو داود نا هارون بن عبد الله نا عبد الصمد عن همام عن قتادة بهذا الحديث قال تسع سنين أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر القطيعي نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي (1) نا عبد الصمد وحرمي المعنى قالا نا هشام عن قتادة عن أبي الخليل عن صاحب له عن أم سلمة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام فيبعث إليهم جيش من الشام فيخسف بهم بالبيداء فإذا رأى الناس ذلك أتته أبدال الشام وعصائب العراق فيبايعونه ثم ينشأ رجل من قريش أخواله كلب فيبعث إليه المكي بعثا فيظهرون عليهم وذلك بعث كلب والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب فيقسم المال ويعمل في الناس بسنة نبيهم (صلى الله عليه وسلم) ويلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض يمكث تسع سنين (2) قال حرمي أو سبع رواه غيرهم عن هشام وسمي الرجل مجاهدا أخبرناه أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي وأبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الجنزرودي أنا أبو عمرو بن حمدان وأخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية قالت أنا إبراهيم بن منصور
_________
(1) مسند أحمد 6 / 316
(2) زيادة عن مسند أحمد(1/293)
السلمي أنا أبو بكر بن المقرئ قالا أنا أبو يعلى الموصلي نا أبو هشام الرفاعي نا وهب بن جرير أنا هشام بن أبي عبد الله عن قتادة عن صالح أبي الخليل عن صاحب له وربما قال صالح عن مجاهد عن أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) قلت قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يكون في أمتي اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من قريش من أهل المدينة زاد ابن حمدان إلى مكة وقالا فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعهم بين الركن والمقام فيبعثون إليه جيشا من الشام فإذا كانوا بالبيداء خسف بهم فإذا بلغ الناس ذلك أتاه أبدال الشام وعصائب أهل العراق فيبايعونه وينشأ رجل من قريش أخواله كلب فيبعث إليهم بعثا أو قال جيشا فيهزمونهم ويظهرون عليهم فيقسم بين الناس فيهم ويعمل فيهم بسنة نبيهم (صلى الله عليه وسلم) ويلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض يمكث سبع سنين ورواه أبو العوام عن قتادة عن أبي الخليل عن عبد الله بن الحارث عن أم سلمة أخبرناه أبو القاسم عبد الملك بن عبد الله بن داود الفقيه وأبو غالب محمد بن الحسن بن علي الماوردي قالا أنا علي علي بن أحمد التستري أنا أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي أنا أبو علي اللؤلؤي وأخبرناه أبو عبد الله الفراوي (1) أنا أبو بكر البيهقي واللفظ له أنا أبو علي الروذباري أنا أبو بكر بن داسة قال نا أبو داود نا ابن المثنى نا عمرو بن عاصم نا أبو العوام نا قتادة عن أبي الخليل عن عبد الله بن الحارث عن أم سلمة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) بهذا وحديث معاذ (2) أتم ويذكر عن معمر عن قتادة عن مجاهد عن أم سلمة بهذا إلا أنه قال فيخرج رجل من بني هاشم من المدينة حتى يأتي مكة أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود بن علي القرشي نا علي بن أحمد بن زهير أنا علي بن محمد بن شجاع أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن القاسم
_________
(1) بضم الفاء وفتح الراء هذه النسبة فراوة بليدة على الثغر مما يلي خوارزم
(الانساب)
(2) زيادة عن خع(1/294)
الطرسوسي نا أبو علي الحسن بن عبد الله بن محمد الأزهري نا محمد بن عبد الملك الدقيقي قال سمعت يزيد بن هارون يقول سمعت عبد الله بن طاوس يقول سمعت أبي يقول قال ابن عباس يرفعه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (1) مكة آية الشرف والمدينة معدن الدين والكوفة فسطاط الإسلام والبصرة فجر العابدين والشام معدن الأبرار ومصر عش إبليس وكهفه ومستقره والسند مداد إبليس والزنى في الزنج والصدق في النوبة والبحرين منزل مبارك والجزيرة معدن القتل وأهل اليمن أفئدتهم رقيقة ولا يعدمهم الرزق والأئمة من قريش وسادة الناس بنوا هاشم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن عبد الله بن سعيد نا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمر عن محمد وطلحة وسهل بإسنادهم قالوا ثم رجع عمر إلى صرار (2) يعني من تشييع أهل القادسية ثم دخل منه إلى المدينة ومضى سعد إلى زرود (3) وقد كتب عمر إلى أبي عبيدة قبل ذلك إذا فرغت من دمشق إن شاء الله فاصرف أهل العراق إلى العراق فإنه قد ألقي في روعي أنكم ستفتحونها ثم تدركون إخوانكم فتنصرونهم على عدوهم وأقام عمر بالمدينة لمرور الناس به وذلك أنهم ضربوا إليه من بلدانهم فجعل إذا سرح قوما إلى الشام (4) قال ليت عن الأبدال هل مرت بهم الركاب أم لا وإذا سرح قوما إلى العراق قال ليت شعري كم في هذا الخير من الأبدال وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر أنا أحمد بن عبد الله نا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمر عن أبي عمر وعن زيد بن أسلم عن أبيه قال كان الشام قد أمكن فإذا أقبل جند من اليمن وممن بين المدينة واليمن فاختار أحد منهم الشام قال يعني عمر يا
_________
(1) بالاصل: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول "
(2) صرار موضع على ثلاثة أميال من المدينة على طريق العراق
(ياقوت)
(3) زرود: رمال بين الثعلبية والخزيمية بطريق الحاج من الكوفة (ياقوت)
(4) عن خع وبالاصل: " العراق " خطأ(1/295)
ليث شعري عن الأبدال هل مرت بهم الركاب أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس نا علي بن عمر بن محمد بن الحسن القزويني نا علي بن عمرو بن سهل الحريري نا علي بن محمد بن كاش القاضي وأخبرنا أبو غالب محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الجرجاني بالثعلبية أنا المظفر بن حمزة بجرجان أنا عبد الله بن يوسف بن بامويه (1) أنا أبو سعيد بن الأعرابي قالا نا الحسن بن علي بن عفان نا زيد بن الحباب حدثني وفي حديث القزويني نا ابن لهيعة عن خالد بن يزيد السكسكي عن سعيد بن أبي هلال عن علي رضي الله عنهـ قال قبة الإسلام بالكوفة والهجرة بالمدينة والنجباء بمصر والأبدال بالشام وهم قليل قال كعب الأبدال ثلاثون أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن كرتيلا ببغداد أنا محمد بن علي المقرئ أنا حمد بن عبد الله المقرئ أنا أحمد (2) بن علي بن محمد أنا ابي أنا أبو عمرو محمد بن مروان القرشي السعيدي نا الحسن بن عبد الرحمن أنا وكيع عن فطر عن أبي الطفيل عن علي عليه السلام قال الأبدال بالشام والنجباء بالكوفة أنبأنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي وأبو عبد الله الحسين بن ظفر بن الحسين بن يزداد قالا أنا أبو المبارك بن عبد الجبار أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي أنا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن حمد (3) أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ثنا جدي نا عثمان بن محمد نا جرير عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل قال خطبنا علي فذكر الخوارج فقام رجل فلعن أهل الشام فقال له ويحك لا تعمم (4)
_________
(1) عن خع وبالاصل " بابويه "
(2) في المطبوعة: أحمد بن عبد المقرئ
(3) كذا بالاصل وخع تحريف والصواب " حمة " كما في التبصير 1 / 462
(4) عن خع وبالاصل " لا تعم "(1/296)
إن كنت لاعنا ففلانا وأشياعه فإن منهم الأبدال ومنكم العصب قرأت على أبي القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي عن أبي الفرج سهل بن بشر الإسفرايني أنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد الخلال أنا الحسن بن رشيق نا أبو علي الحسين بن حميد الكعبي (1) نا زهير بن عباد نا الوليد بن مسلم عن الليث بن سعد عن عياش بن عباس القتباني (2) أن علي بن ابي طالب قال الأبدال من الشام والنجباء من أهل مصر والأخيار من أهل العراق أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون المعروف بأبي في كتابه عن محمد بن علي بن الحسن الحسني نا محمد بن عبد الله الجعفي نا محمد بن عمار العطار نا علي بن محمد بن خبية (3) نا عمرو بن حماد بن طلحة نا إسحاق يعني ابن إبراهيم الأزدي عن فطر عن ابي الطفيل عن علي قال سمعت عليا يقول إذا قام قائم آل محمد جمع الله له أهل المشرق وأهل المغرب فيجتمعون كما يجتمع قزع (4) الخريف فأما الرفقاء فمن أهل الكوفة وأما الأبدال فمن أهل الشام أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون أنا محمد بن علي بن الحسن الحسني أنا محمد بن الحسين بن غزال أنا محمد بن عمار العطار نا جعفر بن علي بن نجيح نا حسن بن حسين عن علي بن القاسم عن صباح بن يحيى المري (5) عن سعيد بن الوليد الهجري عن أبيه قال قال علي وهو بالكوفة ما أشد بلايا الكوفة لا تسبوا أهل الكوفة فوالله إن فيهم لمصابيح الهدى وأوتاد ذكر ومتاع إلى حين والله ليدقن الله بهم جناح كفر لا ينجبر أبدا إن مكة حرم إبراهيم والمدينة حرم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والكوفة حرمي ما من مؤمن إلا وهو من أهل الكوفة أو هواه لينزع إليها ألا إن الأوتاد من أبناء الكوفة وفي مصر من الأمصار وفي أهل الشام أبدال
_________
(1) في خع: " العكبي " وفي المطبوعة: " العكي "
(2) بالاصل وخع والمطبوعة: " الفتياني " تحريف وما أثبت عن تقريب التهذيب
قال ابن يونس مات سنة ثلاث وثلاثين (ومئة)
(3) في التبصير 1 / 406 خبيئة
(4) القزع بالتحريك قطع من السحاب المتفرقة (اللسان: قزع)
(5) في المطبوعة: المزني(1/297)
أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا العميري بهراة أنا الفضيل بن يحيى الفضيلي أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح أنا محمد بن عقيل بن الأزهر نا علي بن خشرم نا عيسى عن هشام عن من سمع الحسن البصري يقول لن تخلو الأرض من سبعين (1) صديقا وهم الأبدال لا يهلك منهم رجل إلا أخلف مكانه مثله أربعون بالشام وثلاثون في سائر الأرضين أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الحسيني أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف بن ما شاء الله المقرئ أنا الحسن بن إسماعيل بن محمد نا أحمد بن مروان المالكي نا الحسن بن عبد المجيب نا عمران بن محمد أبو حفص الخيزراني نا عبد الوهاب بن عطاء نا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال لن تخلو الأرض من أربعين بهم يغاث الناس وبهم تنصرون وبهم ترزقون كلما مات منهم أحد أبدل مكانه رجلا قال قتادة والله إني لأرجو أن يكون الحسن منهم أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أنا أبو علي الأهوازي أنا عبد الوهاب بن الحسن نا عبد الغافر بن أحمد بن سلامة الحضرمي الحمصي نا أبو ثوبان مزداد بن جميل نا المعافى بن عمران نا إسماعيل بن عياش حدثتني أم عبد الله ابنة خالد بن معدان عن أبيها قال قالت الأرض للرب تبارك وتعالى كيف تدعني وليس علي نبي قال سوف ادع عليك أربعين صديقا بالشام أخبرنا أبو غالب محمد بن إبراهيم الجرجاني نا المظفر بن حمزة بجرجان أنا عبد الله بن يوسف بن بامويه (2) أنا أبو سعيد بن الأعرابي نا الحسن بن علي بن عفان نا زيد بن الحباب نا معاوية أراه عن أبي الزاهرية قال الأبدال ثلاثون رجلا بالشام بهم تجارون وبهم ترزقون إذا مات منهم رجل أبدل الله عز وجل مكانه أبو الزاهرية حدير بن كريب حمصي ثقة
_________
(1) بالاصل
خع " سفيان " والمثبت عن مختصر ابن منظور 1 / 115
(2) بالاصل " بابويه " والمثبت عن خع(1/298)
أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمد القرشي نا علي بن أحمد بن زهير نا علي بن محمد بن شجاع أنا تمام بن محمد نا أبي نا أبو الخليل العباس بن الخليل نا كثير بن عبيد نا بقية عن الوليد بن كامل البجلي قال سمعت الفضيل بن فضالة يقول إن الأبدال بالشام في حمص خمسة وعشرون رجلا وفي دمشق ثلاثة عشر وببيسان (1) اثنان وأخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود نا علي بن أحمد نا علي بن محمد بن شجاع أنا تمام بن محمد أنا أبي أخبرني أسلم بن محمد نا محمد بن هارون بن بكار نا سليمان بن عبد الرحمن قال سمعت الحسن بن يحيى الخشني يقول بدمشق من الأبدال سبعة عشر نفسا وببيسان أربعة قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد التميمي أنا تمام بن محمد الرازي أنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن الفرج بن البرامي نا أبو القاسم محمد بن سعد (2) بن دانق نا محمد بن هارون بن بكار بن بلال نا سليمان بن عبد الرحمن قال الحسن وفي نسخة سمعت الحسن بن يحيى يقول بدمشق من الأبدال خمسة وأربعة ببيسان قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد بن الحسن عن أبي عمر بن حيوية أنا أبو الطيب محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي نا ابن أبي خيثمة نا هارون بن معروف نا ضمرة عن ابن شوذب قال الأبدال سبعون فستون بالشام وعشرة بسائر الأرضين قال ونا ابن أبي خيثمة نا هارون نا ضمرة عن عثمان بن عطاء عن أبيه قال الأبدال أربعون إنسانا قال قلت له أربعون رجلا قال لا تقل أربعين رجلا ولكن قل أربعين إنسانا لعل (3) أن يكون فيهم نساء
_________
(1) بيسان بالفتح ثم السكون مدينة بالاردن بالغور الشامي وهي بين حوران وفلسطين (ياقوت: معجم البلدان)
(2) الاصل وخع وفي المطبوعة: نصر
(3) في مع ومختصر ابن منظور: لعل فيهم نساء(1/299)
أخبرني أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن علي بن الحسين الغزال أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن الطيوري أنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن يوسف بن العلاف الواعظ أنا أبي أبو الحسين (1) أنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن بن الصواف أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي نا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت أبا سليمان يقول الأبدال بالشام والنجباء بمصر والعصب باليمن والأخيار بالعراق أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي أنا أبو عبد الله الحسين بن يحيى بن إبراهيم بن الحكاك أنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن محمد الشيرازي أنا علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم قال سمعت إبراهيم بن أحمد بن علي العطار يقول سمعت أبا بكر الصوفي المعروف بالزقاق (2) يقول في مجلس أبي قريش قال أبو سليمان المجتهدون بالبصرة والفقهاء بالعراق والزهاد بخراسان والبدلاء بالشام أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الحسيني وأبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الغساني وأبو منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون قال محمد أنا وقالا نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت نا عبد العزيز بن أبي الحسن القرميسيني نا علي بن عبد الله بن جهضم الهمداني بمكة نا عبيد الله بن محمد العبسي قال سمعت الكتاني يقول النقباء ثلاثمائة والنجباء سبعون والبدلاء أربعون والأخيار سبعة والعمد أربعة والغوث واحد فمسكن النقباء المغرب ومسكن النجباء مصر ومسكن الأبدال الشام والأخيار سياحون في الأرض والعمد في زوايا الأرض ومسكن الغوث مكة فإذا عرضت الحاجة من أمر العامة ابتهل فيها النقباء ثم النجباء ثم الأبدال ثم الأخيار ثم العمد فإن أجيبوا وإلا ابتهل الغوث فلا تم مسألته حتى تجاب دعوته
_________
(1) الاصل وخع وفي المطبوعة: أبو احسن
(2) كذا بالاصل وخع وفي المطبوعة: " الدقاق " بالدال تحريف
والزقاق نسبة إلى الزق وبيعه وعمله وإصلاحه واشتهر بهذه النسبة أبو بكر محمد بن عبد الله الزقاق أحد شيوخ الصوفية الكبار (الانساب)(1/300)
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس المقرئ أنا أبو الغنائم محمد بن علي بن أبي عثمان نا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران أنا أبو علي بن صفوان أنا أبو بكر بن أبي الدنيا نا هارون بن عبد الله نا سيار نا جعفر نا شيخ من أهل صنعاء من جلساء وهب بن منبه قال رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في المنام فقلت يا رسول الله أين بدلاء أمتك فأومأ بيده نحو الشام قال قلت يا رسول الله أما بالعراق منهم أحد قال بلى محمد بن واسع وحسان بن أبي سنان ومالك بن دينار الذي يمشي في الناس بمثل زهد أبي ذر في زمانه (1) أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد نا أبو نعيم الحافظ (2) نا عبد الله بن محمد بن جعفر نا إبراهيم بن نائلة نا سليمان بن داود الشاذكوني (3) نا جعفر بن سليمان قال سمعت جليسا لوهب بن منبه يقول رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) فيما يرى النائم فقلت يا رسول الله أين الأبدال من أمتك فأومأ بيده قبل الشام فقلت يا رسول الله أما بالعراق منهم أحد قال بلى محمد بن واسع وحسان بن أبي سنان ومالك بن دينار كتب إلي أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن هوازن القشيري أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي أنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ قال أنبأني أبو العباس محمد بن يعقوب وكتبته من خطه فيما أجازه له محمد بن عبد الوهاب أخبرني علي بن عثام (4) عن عمرو بن عاصم عن جعفر بن سليمان عن رجل من أهل صنعاء قد ذكره قال رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) في النوم فقلت يا رسول الله أين أبدال أمتك فاشار نحو الشام فقلت يا رسول الله أفبالعراق منهم أحد قال نعم محمد بن واسع وحسان بن أبي سنان ومالك بن دينار الذي يمشي في الأرض بمثل زهد أبي ذر
_________
(1) الخبر في حلية الاولياء 3 / 114 في ترجمة حسان بن أبي سنان عن جعفر بن سليمنا
انظر ترجمة محمد بن واسع في تقريب التهذيب والكاشف للذهبي 3 / 92 وترجمة مالك بن دينار في الكاشف 3 / 100 وتقريب التهذيب
(2) حلية الاولياء 3 / 114
(3) هذه النسبة إلى شاذكرونة وهي المضربات الكبار وتسمى الشاذكونة وكان أباه يتجر إلى اليمن لبيعها
(4) بالاصل وخع: " غنام " والمثبت عن تقريب التهذيب بمهملة مفتوحة ومثلثة مشددة وانظر الكاشف 2 / 253(1/301)
أنبأنا أبو الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل الأنصاري أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب أنا الحسن بن محمد الخلال نا محمد بن إسماعيل الوراق نا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز نا محمد بن عبد الملك بن زنجوية حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي نا سيار نا جعفر بن سليمان قال سمعت جليسا لوهب بن منبه يقول رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في المنام فقلت يا رسول الله أين الأبدال فأومأ بيده إلى الشام قلت وما بالعراق منهم أحد قال بلى محمد بن واسح وحسان بن أبي سنان ومالك بن دينار الذي يمشي في الناس بمثل زهد أبي ذر وقد جاء في نعت الأبدال من كرم الأخلاق وحسن الخلال ما أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي أنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى المقرئ أنا الإمام أبو الحسن محمد بن علي بن سهل الماسرجسي أنا علي بن الصقر بن حمدان البالسي ببالس (1) نا أحمد بن عبد الله الخولاني بمصر نا سعيد بن عبدوس نا عبد الله بن هارون الكوفي نا الأوزاعي عن الزهري عن نافع عن ابن عمر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال خيار أمتي خمس مائة والأبدال أربعون فلا الخمس مائة ينقصون ولا الأربعون ينقصون كلما مات منهم أحد بدل الله من الخمس مئة مكانه وأدخل في الخمس مئة مكانه فلا الخمس مئة ينقصون ولا الأربعون ينقصون (2) قالوا يا رسول الله دلنا على أعمال هؤلاء قال هؤلاء يعفون عن من ظلمهم ويحسنون إلى من أساء إليهم أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلم السلمي الفقيه نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني وأخبرنا أبو علي الحسين بن عقيل بن ربش قالا أنا أبو محمد بن أبي نصر نا أبو علي محمد بن هارون بن شعيب حدثني أبو جعفر محمد بن الخزر بطبرية نا سعيد بن أبي زيدون نا عبد الله بن هارون نا الأوزاعي عن الزهري عن نافع عن ابن عمر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال خيار أمتي خمس مائة والأبدال أربعون كلما مات بديل أدخل الله مكانه من الخمس مائة وأدخل في الأربعين مكانهم فلا
_________
(1) بالس بلدة باشام بين حلب والرقة
(2) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك عن خع(1/302)
الخمس مائة ينقصون ولا الأربعون ينقصون قالوا يا رسول الله دلنا على أعمال هؤلاء قال يعفون عن مظلمهم ويحسنون إلى من أساء إليهم ويواسون فيما أتاهم الله وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين " (1) أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد وأخبرنا عنه خالي أبو المكارم سلطان بن يحيى بن علي القرشي أنا أبو نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد نا محمد بن الخزر الطبراني نا سعيد بن أبي زيدون نا عبد الله بن هارون الصوري نا الأوزاعي عن الزهري عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خيار أمتي في كل قرن خمس مائة والأبدال أربعون فلا الخمس مائة ينقصون ولا الأربعون كلما مات رجل أبدل الله عز وجل من الخمس مائة مكانه وأدخل من الأربعين مكانهم قالوا يا رسول الله دلنا على أعمالهم قال يعفون عن من ظلمهم ويحسنون إلى من أساء إليهم ويتواسون فيما أتاهم الله عز وجل قال وأنا أبو نعيم نا محمد بن أحمد بن الحسن نا محمد بن السري القنطري نا قيس بن إبراهيم بن قيس السامري نا عبد الرحمن بن يحيى الأرمني قال قال عثمان بن عمارة نا المعافا بن عمران عن سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن الله عز وجل في الخلق ثلاثمائة قلوبهم على قلب آدم عليه السلام ولله تعالى في الخلق أربعون قلوبهم على قلب موسى عليه السلام ولله في الخلق سبعة قلوبهم على قلب إبراهيم عليه السلام ولله تعالى في الخلق خمسة قلوبهم على قلب جبريل عليه السلام ولله تعالى في الخلق ثلاثة قلوبهم على قلب ميكائيل ولله في الخلق واحد قلبه على قلب إسرافيل عليه السلام فإذا مات واحد أبدل الله مكانه من الثلاثة وإذا مات من الثلاثة أبدل الله مكانه من الخمسة وإذا مات من الخمسة أبدل الله مكانه من السبعة وإذا مات من السبعة أبدل الله مكانه من الأربعين وإذا مات من الأربعين أبدل الله مكانه من الثلاثمائة فإذا مات من الثلاثمائة أبدل الله مكانه من العامة فبهم يحيي ويميت
_________
(1) سورة آل عمران الاية: 134(1/303)
ويمطر ويقيت (1) ويدفع البلاء قيل لعبد الله بن مسعود كيف بهم يحيي ويميت قال لأنهم يسألون الله عز وجل إكثار الأمم فيكثرون ويدعون على الجبابرة فيقصمون ويستسقون فيسقون ويسألون فينبت لهم الأرض ويدعون فيدفع بهم أنواع البلاء أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم الظهراني وأبو عمرو بن مندة قالا أنا الحسن بن محمد بن يوسف بن يوة أنا أحمد بن محمد بن عمر بن أبان القتباني (2) نا ابن أبي الدنيا نا محمد بن إدريس أبو حاتم الرازي نا عثمان بن مطيع نا سفيان بن عيينة قال قال أبو الزناد لما ذهبت النبوة وكانوا أوتاد الأرض أخلف الله مكانهم أربعين رجلا من أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) يقال لهم الأبدال لا يموت الرجل منهم حتى ينشئ الله مكانه آخر يخلفه وهم أوتاد الأرض قلوب ثلاثين منهم على مثل يقين إبراهيم لم يفضلوا الناس بكثرة الصلاة ولا بكثرة الصيام ولا بحسن التخشع ولا بحسن الحلية ولكن بصدق الورع وحسن النية وسلامة القلوب والنصيحة لجميع المسلمين ابتغاء مرضاة الله بصبر دجير (3) ولب حليم وتواضع في غير مذلة واعلم أنهم لا يعلنون شيئا ولا يؤذون أحدا ولا يتطاولون على أحد تحتهم ولا يحقرونه أحد ولا يحسدون أحدا فوقهم ليسوا بمتخشعين ولا متماوتين (4) ولا معجبين لا يحبون الدنيا ولا يحبون الدنيا ليسوا اليوم في وحشة وغدا في غفلة "
_________
(1) الاصل وخع ومختصر ابن منظور وفي المطبوعة: وينبت
(2) هذه النسة إلى قتبان موضع بعدن من بلاد اليمن
وفي المطبوعة: الفتياني
(3) الاصل ومختصر ابن منظور وفي خع: " دخير " وفي المطبوعة: ذخير
(4) المتماوت: الناسك المرائي (قاموس)(1/304)
باب نفي الخبر عن أهل الإسلام عند وجود فساد أهل الشام " أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن محمد بن سعدوية أنا أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن بندار أنا أبو القاسم جعفر بن عبد الله بن يعقوب أنا أبو بكر محمد بن هارون الروياني نا محمد بن بشار نا محمد بن جعفر نا شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر القطيعي نا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي نا يحيى بن سعيد عن شعبة (1) حدثني معاوية بن قرة عن أبيه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ومحمد بن جعفر نا شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم ولن تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن يوسف بن العلاف أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص الحمامي وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ بأصبهان أنا أبو منصور محمد بن أحمد بن شكروية أنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردوية قالا أنا أبو بكر الشافعي نا معاذ بن المثنى بن معاذ بن معاذ نا مسدد بن مسرهد نا يحيى
_________
(1) في المطبوعة: " سعيد " تحريف اظر مسند أحمد 5 / 34(1/305)
عن شعبة حدثني أبو إياس عن أبيه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم ولا تزال طائفة من أمتي منصورين على الناس لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة اخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر الحسنية (1) قالت قرئ على أبي القاسم إبراهيم بن منصور بن إبراهيم السلمي وأنا حاضرة أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ أنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي نا أبو عبد الله محمد بن أبي بكر المقدمي نا يحيى عن شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم لا تزال طائفة من أمتي منصورة على الناس لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة أنبأنا أبو علي الحداد ثم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو يوسف بن الحسن بن محمد قالا نا أبو نعيم نا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس نا يونس بن حبيب نا أبو داود نا شعبة أخبرني معاوية بن قرة عن أبيه قال قال (2) النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش (3) العكبري أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري أنا علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ أنا عمر بن أيوب السقطي نا إبراهيم بن سعيد نا يزيد بن هارون عن شعبة وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا يزيد أنا شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم ولا يزال ناس من أمتي منصورين لا يبالون من خذلهم حتى تقوم الساعة أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن هبة الله الطبري أنا
_________
(1) في المطبوعة: الحسينية
(2) في خع: " قال قال صلى الله عليه وآله وسلم " وفي المطبوعة: قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
(3) في خع " كارش " تحريف(1/306)
أبو الحسين محمد بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا الربيع بن يحيى نا شعبة قال سمعت معاوية بن قرة يحدث عن أبيه وقد رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) ومسح النبي (صلى الله عليه وسلم) برأسه فقال وأخبرنا أبو النجم بدر بن عبد الله نا أبو الحسن بن سعيد (1) نا أبو بكر الخطيب أنا الحسن بن الحسين النعالي من أصل كتابه أنا أبو العباس عبد الله بن موسى الهاشمي نا عبد الله بن محمد بن سعيد الجمال نا أبو حاتم الرازي نا الربيع بن يحيى بن مقسم المدائني نا شعبة بن الحجاج قال سمعت معاوية بن قرة يروي عن أبيه وكان قد رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) ومسح برأسه قال قال النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم كذا قال المدائني وإنما هو المرائي وهو الأشناني (2) بصري يكنى أبا الفضل وهذا حديث انفرد به شعبة بن الحجا عن أبي إياس معاوية بن قرة وقد رواه أبو عتبة إسماعيل بن عياش العنسي (3) الحمصي وهو من أقران شعبة عن رجل عن شعبة أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي بنيسابور وأبو بكر الفتح محمد بن الموفق بن نيازك بن أبي مطيع الوكيل وعبد الجبار بن أبي سعد بن أبي القاسم الدهان بهراة وأبو العلاء صاعد بن أبي الفضل بن أبي عثمان الشعيبي الماليني (4) بمرغاب قرية من قرى مالين من نواحي هراة قالوا أخبرتنا أم الفضل بيبي بنت عبد الصمد بن علي بن محمد الهرثمية الغشتية بهراة قالت أنا أبو محمد (5) عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أبي شريح نا أبو عبد الله عبيد الله بن
_________
(1) عن هامش الاصل وخع وفي المطبوعة: أنا سعيد وأبو الحسن بن شعبة
(2) هذه النسبة إلى بيع الاشنان وشرائه
(3) هذه النسبة إلى عنس وهو عنس بن مالك بن أدد بن زيد وهو من مذحج في المين وجماعة منهم نزلوا الشام
(الانساب)
(4) هذه النسبة مالين قرية على شط جيحون
قال أبو سعد: مالين: في موضعين أحدهما كورة ذات قرى على فرسخين من هراة ومالين أيضا من قرى باخرز
(5) عن خع وبالاصل " أبو بكر "(1/307)
عبد الصمد بن علي الهاشمي نا بكر بن سهل الدمياطي نا أبي سهل بن إسماعيل نا بشر بن بكر نا إسماعيل بن عياش حدثني عمران بن إسحاق أبو هارون البصري عن شعبة بن الحجاج عن معاوية بن قرة عن أبيه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال إذا هلك أهل الشام فلا خير في أمتي ولا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى يقاتلوا الدجال وأخبرناه أعلى من هذا أبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر أنا عمر بن أحمد بن عمر أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد البالوي نا أبو قريش محمد بن جمعة بن خلف الحافظ نا علي بن سعيد بن شهريار بمكة نا عامر بن سيار نا إسماعيل بن عياش عن عمران بن إسحاق بن هارون البصري نا شعبة بن الحجاج عن معاوية بن قرة عن أبيه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا هلك أهل الشام فلا خير في أمتي ولا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى يقاتلوا الدجال أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان أنا عبد الله الحسن بن أحمد بن أبي الحديد أنا أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي أنا أبو نصر أحمد بن المظفر بن محمد الموصلي بها نا عبد الله بن حيان بن عبد العزيز بن حيان نا الحسن بن علوية القطان نا إبراهيم بن يزيد بمصعب الشامي نا أبو خليد الدمشقي عن الوضين بن عطاء عن مكحول عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني أنا الحسين بن علي بن محمد الأنطاكي والخضر بن منصور الضرير إجازة قالا أنا سعيد بن عبيد الله بن أحمد بن فطيس (1) أنا المظفر بن أحمد بن برهان أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سعيد بن فطيس نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن دحيم نا محمد بن وزير أنا خالد نا جسر عن الحسن أنه قال خيار أهل الشام خير من خياركم وشرار أهل الشام خير من شراركم قالوا لم تقول هذا يا ابا سعيد قال لأن الله تعالى قال "
_________
(1) ما بين الرقمين سقط من المطبوعة(1/308)
ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين " (1) جسر هو ابن الحسن وخالد هو ابن عبد الرحمن الخراساني أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب وحدثنا عنه أبو البركات الخضر بن شبل الحارثي الفقيه أن رشأ بن نظيف إجازة أنا عبد الوهاب بن (2) جعفر بن علي الميداني ونقلته أنا من خطه أنا أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف الربعي نا عبد الصمد بن سعيد القاضي نا سليمان بن عبد الحميد البهراني قال سمعت يحيى بن صالح يقول سمعت إسماعيل بن عياش يقول لما أن خرجت من عند المهدي لقيني هشيم بن بشير (3) فقال لي يا أبا عتبة جزاك الله عن الإسلام خيرا سمعت أشياخنا يقولون (4) صالحوكم خير من صالحينا
_________
(1) سورة الانبياء الاية: 71
(2) بالاصل " نا ابن " والمثبت عن خع
(3) في المطبوعة: " بشر " تحريف وانظر تقريب التهذيب
(4) من المطبوعة وبالاصل وخع: " يقول "(1/309)
وطالحوكم خير من طالحينا " باب ما جاء أن بالشام يكون بقايا العرب عند حلول البلايا والأمر المرتقب " أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال الأديب أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور السلمي أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقرئ نا أبو عبيد علي بن الحسن بن حرب قاضي مصر سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة نا الحسن بن عبد العزيز الجروي (1) نا أبو حفص عمرو بن أبي سلمة حدثني إدريس الأودي (2) عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال أول الناس هلاكا فارس ثم العرب إلا بقايا ها هنا يعني الشام كذا قال وقد أسقط من إسناده سعيد بن بشير أخبرناه على الصواب أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ نا أبو عبيد محمد بن أحمد بن المؤمل الصيرفي نا الحسن (3) عبد العزيز الجروي نا أبو حفص التنيسي عن سعيد بن بشير عن أبي إدريس الأودي عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أول الناس هلاكا فارس ثم العرب إلا بقايا هاهنا يعني الشام كذا قال عن أبي إدريس وهو وهم والصواب عن إدريس وهو ابن يزيد بن عبد الرحمن الأودي الكوفي والد عبد الله بن إدريس أخبرناه على الصواب (4) أبو القاسم بن السمرقندي أنا علي بن أحمد بن
_________
(1) الجروي بفتح الجيم والراء نسبة إلى جري بن عوف بطن من جذام
(2) بفتح الالف وسكون الواو هذه النسبة إلى أود بن صعب بن سعد العشيرة من مذحج
(3) بالاصل: " الحسن نا عبد العزيز " والمثبت بحذف " نا " عن خع
(4) قوله: " على الصواب " ليس في المطبوعة(1/310)
محمد بن البسري وأحمد بن أبي عثمان وأحمد بن محمد بن إبراهيم الخوارزمي وأخبرناه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد أنا أبي أبو طاهر قالوا أنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد الله الصرصري وأخبرناه أبو محمد بن طاوس أنا عاصم بن الحسن بن محمد أنا أبو عمر بن مهدي قالا نا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي حدثني الحسن بن عبد العزيز الجروي نا أبو حفص عن سعيد حدثني إدريس الأودي عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال أول الناس هلاكا فارس ثم العرب إلا بقايا هاهنا يعني الشام وقال الصرصري بالشام وقد رواه الوليد (1) ابن مسلم عن سعيد بن بشير أخبرناه أبو محمد عبد الله بن علي بن عبد الله بن الآبنوسي إجازة وحدثني عنه أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري وقرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية الخزاز أنا أبو الحسين أحمد بن جعفر بن محمد حدثني أحمد بن الحسين بن مدرك القصري نا سليمان بن أحمد الواسطي نا الوليد بن مسلم نا سعيد بن بشير عن إدريس الأودي عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أول الناس هلكة فارس ثم العرب إلا بقايا هاهنا يعني بالشام أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحديد أخبرنا جدي أبو عبد الله أنا أبو الحسن علي بن موسى بن السمسار نا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن أبي دجانة نا أبو بكر بن رزقان نا أبو بكر محمد بن أحمد بن هارون المصيصي حدثني أبي نا أبو سعد عن أبي حفص الأنصاري نا يونس بن أبي إسحاق حدثني إدريس بن يزيد وداود بن يزيد الأوديان قالا حدثنا والدنا أن أبا هريرة حدثه قال بينما نحن عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذ أقبل معاذ بن جبل أو سعد بن معاذ فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين رآه إني لأرى في وجهه
_________
(1) عن خع(1/311)
لأحسن (1) طالع قال فجاء حتى سلم على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال أبشر يا رسول الله فققتل الله كسرى فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعن الله كسرى ثلاثا ثم قال إن أول الناس فناء أو هلاكا فارس ثم (2) العرب من ورائها ثم اشار بيده قبل الشام إلا بقية (3) هاهنا كذا قال ولعله لاوا
_________
(1) في مختصر ابن منظور 1 / 119 " لاحيى " وفي خع: " لاحين "
(2) زيادة عن خع
(3) في المطبوعة: بقايا(1/312)
" باب ما روي عن الأفاضل والأعلام من انحياز بقية المؤمنين في آخر الزمان إلى الشام " أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن بن البغدادي أنا أبو الفضل المطهر بن عبد الواحد بن محمد البزاني (1) أنا أبو عمر عبد الله بن محمد بن (2) أحمد بن عبد الوهاب السلمي أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن يزيد الزهري نا عيسى بن عبد الرحمن بن عمر بن يزيد أبو الحسن الزهري يعرف برسته نا أبو داود نا المسعودي عن القاسم قال مد الفرات على عهد عبد الله فكره الناس ذلك فقال عبد الله يا أيها الناس لا تكرهوا مده يوشك أن يلتمس فيه ملء طست من ماء فلا يوجد ذلك وذلك وحين يرجع كل ماء إلى عنصره فيكون بقية الماء (3) والمؤمنون بالشام كذا رواه يزيد بن هارون الواسطي عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي أخبرناه أبو محمد بن علي بن الآبنوسي في كتابه وحدثني عنه أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري وقرأت على أبي غالب بن البنا (4) عن ابي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن جعفر بن محمد بن المنادي نا جدي وهو محمد بن عبيد الله بن أبي داود نا يزيد بن هارون أنا المسعودي وهو عبد الرحمن بن عبد الله عن
_________
(1) بضم الباء وفتح الزاي هذه النسبة إلى بزان وهي قرية من أصبهان
(2) عن خع وبالاصل: وأحمد
(3) مختصر ابن 1 / 120: ويكون الماء وبقية المؤمنين بالشام
(4) بالاصل: " بن البنا عن أبي عن أبي محمد الجوهري " والمثبت عن خع(1/313)
القاسم بن عبد الرحمن قال مد الفرات على عهد عبد الله بن مسعود فكره الناس ذلك فقال عبد الله يا أيها الناس لا تكرهوا مده فإنه يوشك أن يلتمس فيه ملء طست من ماء فلا يوجد وذلك حين يرجع كل ماء إلى عنصره ويكون الماء وبقية المؤمنين بالشام قال أحمد بن جعفر هكذا هو في رواية المسعودي منقطع ليس بين القاسم وبين ابن مسعود أحد وأما الأعمش فإنه رواه عن القاسم عن أبيه عن ابن مسعود متصلا أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن هبة الله بن الحسن أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا قبيصة نا سفيان عن الأعمش عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله قال شكونا إليه الفرات وقلة الماء فقال يأتي عليكم زمان لا تجدون فيه ملء طست من ماء ويرجع كل ماء إلى عنصره ويبقى الماء والمؤمنون بالشام وأخبرناه أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي أنا المطهر بن عبد الواحد بن محمد (1) نا عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الوهاب السلمي أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن يزيد الزهري نا عمي عبد الرحمن بن عمر بن يزيد الزهري نا الحسين بن حفص نا سفيان عن الأعمش عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله قال شكونا إليه قلة الماء بالفرات قال يوشك أن يأتي على الناس زمان لا يجدون فيه طستا من ماء ويرجع كل ماء إلى عنصره ويبقى الماء والمؤمنون بالشام وأخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا المطهر بن عبد الواحد نا عبد الله بن محمد السلمي نا عبد الله بن محمد بن يزيد الزهري نا عمي أبو الحسن عبد الرحمن بن عمر الزهري نا ابن عبد المؤمن نا أبو معاوية نا الأعمش عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله الحديث اخبرنا أبو محمد بن الآبنوسي في كتابه وحدثني عنه أبو المعمر الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري
_________
(1) كرر بالاصل والصواب عن خع(1/314)
وقرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن (1) بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية قال قال أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي ففي رواية الأعمش هذه ذكر قلة الماء في الفرات وفي رواية المسعودي ذكر كثرته فيه ثم إن الروايتين على الاتفاق أن الفرات يقل ماؤه قلة ضارة بالناس والله أعلم أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن الآبنوسي أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الفتح الجلي نا أبو يوسف محمد بن سفيان بن موسى المصيصي الصفار نا أبو عثمان سعيد بن رحمة بن نعيم الأصبحي قال سمعت ابن المبارك عن سفيان عن الأعمش عن خيثمة عن عبد الله بن عمرو قال ليأتين على الناس زمان لا يبقى مؤمن إلا لحق بالشام أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي أنا المطهر بن عبد الواحد بن محمد أنا أبو عمر عبد الله بن محمد بن أحمد السلمي نا عبد الله بن محمد بن يزيد الزهري نا عمي عبد الرحمن بن مهدي نا سفيان نا الأعمش عن خيثمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو قال يأتي على الناس زمان لا يبقى على الأرض مؤمن إلا لحق بالشام تابعه الحسين بن حفص عن سفيان ولم ينسب عبد الله أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن هبة الله بن منصور أنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر بن درستوية نا يعقوب بن سفيان نا قبيصة بن عقبة (2) وموسى بن مسعود قالا نا سفيان عن الأعمش عن خيثمة عن عبد الله بن عمرو قال يأتي زمان عليكم زمان لا يبقى مؤمن إلا لحق بالشام رواه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن موسى عبدان الأهوازي الجوالقي الحافظ عن العباس بن الوليد بن صبح الخلال عن بشير (3) بن المنذر عن
_________
(1) بالاصل وخع " الحسين " تحريف
(2) في المطبوعة: " عيينة " تحريف
(3) في المطبوعة: " بشر "(1/315)
شهاب بن خراش الحوشبي (1) عن سفيان الثوري عن الأعمش فرفعه إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) وليس بالمحفوظ والمحفوظ الموقوف أخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا المطهر بن عبد الواحد أنا أبو عمر عبد الله بن محمد بن أحمد السلمي نا عبد الله بن محمد بن يزيد الزهري نا عمي أبو الحسن عبد الرحمن نا حاتم بن عبيد الله نا سعيد بن راشد القيسي عن عطاء عن ابن عمر قال يأتي على الناس زمان لا يبقى مؤمن إلا لحق بالشام (2) أخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا المطهر بن عبد الواحد أنا أبو عمر عبد الله بن محمد بن أحمد السلمي نا عبد الله بن محمد بن يزيد الزهري نا عمي نا معاذ بن هانئ نا حماد بن سلمة عن سعيد بن إياس عن أبي المشاء عن أبي أمامة قال لا تقوم الساعة حتى تتحول أشرار الناس إلى العراق وخيار أهل العراق إلى الشام حتى تكون الشام شاما والعراق عراقا قرأت على أبي محمد عبد الله بن أسد بن عمار بن الخضر الدمشقي عن عبد العزيز بن أحمد التميمي أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أحمد بن سليمان بن حذلم نا أبو زرعة نا خطاب بن عثمان نا إسماعيل بن عياش عن شرحبيل بن مسلم عن أبيه قال بلغنا أنه لن تقوم الساعة حتى يخرج خيار أهل العراق إلى الشام ويخرج شرار أهل الشام من الشام إلى العراق فأكره أن يدركني أجلي وأنا بالعراق "
_________
(1) هذه النسبة إلى حوشب وهو جد أبي الصلت شهاب بن خراش (الانساب)
(2) سقط من الاصل وخع خبرا عن كعب بروايتين والروايتان موجودتان في المطبوعة ابن عساكر 1 / 302(1/316)
باب ما ذكر من تمسك أهل الشام بالطاعة واعتصامهم بلزوم السنة والجماعة " أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن عبد الملك الخلال أنا أبو طاهر أحمد بن محمود أنا أبو بكر بن المقرئ أنا ابن قتيبة نا حرملة أنا ابن وهب حدثني ابن لهيعة ويحيى بن أيوب عن عقيل بن خالد عن يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس عن ابن عمر أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال دخل إبليس العراق فقضى حاجته منها ثم دخل الشام فطردوه حتى بلغ بساق (1) ثم دخر مصر فباض فيها وفرخ وبسط عبقرية (2) قال ابن وهب أرى ذلك في فتنة عثمان لأن الناس افتتنوا فيه وسلم أهل الشام كذا قال وقد اسقط منه الزهري أخبرناه على الصواب أبو القاسم بن السمرقندي نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب بدمشق أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل المعروف بابن الشيخ بالبصرة نا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي (3) وأنا أبو القاسم أنا أيضا أنا أبو بكر محمد بن هبة الله بن الطبري وأبو سعد محمد بن علي بن محمد بن جعفر الرستمي قالا أنا أبو الحسين بن الفضل أنا
_________
(1) بساق: عقبة بين التيه وأيلة (ياقوت) وفي القاموس: بلد بالحجاز
(2) العبقري: البسط الموشية (اللسان)
(3) في المطبوعة: القسري(1/317)
عبد الله بن جعفر قالا نا يعقوب بن سفيان نا حرملة بن يحيى أنا ابن وهب أخبرني يحيى بن أيوب وابن لهيعة عن عقيل عن ابن شهاب عن يعقوب بن عتبة (1) بن المغيرة بن الأخنس عن ابن عمر أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال دخل إبليس العراق فقضى منها حاجته ثم دخل الشام فطردوه حتى بلغ جبل بساق وفي حديث ابن جعفر حتى دخل بساق ثم دخل مصر فباض فيها وفرخ وبسط عبقرية قرأت على أبي القاسم بن السمرقندي عن أبي طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر أنا أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد بن محمد بن جميع أنا أبو يعلى عبد الله بن محمد بن حمزة بن أبي كريمة أنا أبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة قراءة عليه نا إبراهيم بن محمد بن يوسف نا الفريابي نا خطاب بن أيوب نا عباد بن كثير عن سعيد عن قتادة عن سالم عن ابن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن الشيطان أتى العراق فباض فيهم وفرخ (2) ثم أتى مصر فبسط عبقرية وجلس ثم أتى الشام فطردوه كذا قال حدثنا الفريابي وهم فإبراهيم بن محمد هو الفريابي أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا إبراهيم بن المنذر حدثني عباس بن أبي شملة عن موسى بن يعقوب عن زيد بن أبي عتاب عن أسيد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن ابن عمر قال نزل الشيطان بالمشرق فقضى قضاءه ثم خرج يريد الأرض المقدسة الشام فمنع فخرج على بساق حتى جاء المغرب فباض بيضة وبسط بها عبقرية أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن عبد الله بن سعيد نا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف ابن عمر عن محرز (3) أبي حارثة القيني وأبو عثمان الغساني يعني
_________
(1) بالاصل وخع هنا " عبد الله " خطأ
(2) في خع: وأفرخ
(3) عن خع مختصر ابن منظور 1 / 121 وبالاصل " عرز " وفي المطبوعة: محرز بن أبي حارثة
والقيني هذه النسبة إلى القين واسمه النعمان بن جسر بن شيع الله بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران الحاف بن قضاعة(1/318)
يزيد بن أسيد قالا لما قدم كتاب عثمان إلى أهل الشام في القراءة قالوا سمعنا وأطعنا وما اختلف في ذلك اثنان انتهوا إلى ما اجتمعت عليه الأمة وعرفوا فضله قال ونا سيف عن أبي حارثة وأبي عثمان أن معاوية قال لابن الكواء أخبرني عن أهل الأحداث من أهل الأمصار فذكره إلى أن قال وأما أهل الأحداث من أهل الشام فأطوع الناس لمرشدهم وأعصاهم (1) لمغويهم قال ونا سيف عن ابي (2) حارثة عن أم الدرداء قالت قدم أبو الدرداء على عثمان حاجا فقال له عثمان يا أبا الدرداء إني قد استنكرت من يليني ولم أسأل أحدا من أهل الآفاق عن من يليه إلا وقد وجدته استنكر من يليه فما أعرف شيئا فكيف بكم فما أعرف شيئا فكيف بكم (3) فقال ما يعصينا أهل بلادنا ولا يستبدون علينا قال فالزمها فوالله لينقلن الله (4) الأمر إليكم فقد استنكرت الأشياء فما تعرف إلا الصلاة يا أبا الدرداء أو إنها من آخر ما ينكر من هذا الأمر أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون أنا عبد الملك بن محمد بشران أنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن بن الصواف (5) نا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا أبي (6) نا جرير عن عبد الملك بن عمير قال كان عامة خطبة يزيد بن أبي سفيان وهو على الشام عليكم بالطاعة والجماعة فمن ثم لا يعرف أهل الشام إلا الطاعة أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن فهد الأزدي الموصلي القاضي أنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى نا بندار نا أبو داود نا شعبة عن عمرو بن مرة قال سمعت عبد الله بن الحارث يحدث عن زهير بن الأقمر قال خطبنا علي بن أبي طالب فقال
_________
(1) في المطبوعة: وأعصاه
(2) في المطبوعة: " ابن " تحريف
(3) كذا كررت العبارة بالاصل
(4) زيادة عن خع
(5) هذه الحرفة لبيع الصوف والاشياء المتخذة من الصوف (الانساب)
(6) قوله: " نا أبي " سقط من المطبوعة(1/319)
ألا إن بسرا (1) قد طلع عليه من قبل معاوية ولا أرى هؤلاء القوم إلا سيظهرون عليكم باجتماعهم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم وبطاعتهم (2) أميرهم ومعصيتكم أميركم وبأدائهم (2) الأمانة وبخيانتكم استعملت فلانا فغل وغدر وحمل المال إلى معاوية واستعملت فلانا فخان وغدر وحمل المال إلى معاوية حتى لو ائتمنت أحدهم على قدح خشيت على علاقته اللهم إني أبغضتهم وأبغضوني فأرحهم مني وأرحني (3) منهم أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمد بن صرصري التغلبي بدمشق أنا أبو القاسم نضر بن أحمد الهمذاني أنا أبو بكر الخليل بن هبة الله بن الخليل أنا أبو علي الحسن بن محمد بن القاسم بن درستوية نا أحمد بن محمد بن إسماعيل أبو الدحداح نا (4) إبراهيم بن يعقوب الجوزجان (5) نا يحيى بن بكير نا الليث قال بلغني أن عليا قال يا أهل العراق وددت أني أبيع عشرة منكم برجل من أهل الشام يصرف الدراهم عشرة بدينار فقيل له نحن وأنت كما قال الأعشى * علقتها رجلا علقت رجلا * غيري وعلق أخرى غيرها الرجل * علقناك وعلقت أهل الشام وعلق أهل الشام معاوية أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسروا البلخي أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب أنا أبو علي بن شاذان أنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن بنخاب الطيبي نا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي نا أبو سعيد يحيى بن سليمان الجعفي حدثني أبو داود نا أبو معاوية عن عمر بن حسان البرجمي عن خباب بن عبد الله أن معاوية بعث خيلا فأغارت على هيت (7)
_________
(1) عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 122 وبالاصل " بسيرا " وهو بسر بن أرطأة
(2) بالاصل: " وبطاعتكم
وبأدائكم " والمثبت عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 122
(3) بالاصل وخع: " فارحمهم
وارحمني " والمثبت عن مختصر ابن منظور
(4) بالاصل: " بن إبراهيم نا يعقوب " والصواب عن خع
(5) هذه النسبة إلى الجوزجان مدينة بخراسان مما يلي بلخ
(6) ديوان الاعشى ط بيروت ص 145 برواية: " علقتها عرضا " وهي رواية خع
(7) هيت: بالكسر بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الانبار(1/320)
والأنبار فاستنفر علي الناس فابطئوا وتثاقلوا فخطبهم فقال أيها الناس المجتمعة أبدانهم المتفرقة أهواؤهم ما عزت دعوة من دعاكم ولا استراح قلب من قاساكم كلامكم يوهي الصم الصلاب وفعلكم يطمع فيكم عدوكم فإذا دعوتكم إلى المسير أبطأتم وتثاقلتم وقلتم كيت وكيت أعاليل أباطيل سألتموني التأخير دفاع ذي الدين المطول حيدي (1) حياد لا يمنع الضيم الذليل ولا يدرك الحق إلا بالجد والصدق فأي دار بعد داركم تمنعون ومع أي إمام بعدي تقاتلون المغرور والله من غررتموه (2) ومن قاربكم (3) فازبا لسهم الأخيب أصبحتم والله لا أصدق قولكم ولا أطمع في نصركم فرق الله بيني وبينكم وأعقبني بكم من هو خير لي منكم وأعقبكم مني من هو شر لكم مني أما إنكم ستلقون بعدي ثلاثا ذلا شاملا وسيفا قاطعا وأثرة قبيحة يتخذها فيكم الظالمون سنة فتبكي لذلك أعينكم ويدخل الفقر بيوتكم وستذكرون عند تلك المواطن فتودون أنكم رأيتموني وهرقتم دماءكم دوني ولا يبعد الله إلا من ظلم والله لوددت أني أقدر أن أصرفكم صرف الدينار بالدراهم عشرة منكم برجل من أهل الشام فقام إليه رجل فقال يا أمير المؤمنين إنا وإياك كما قال الأعشى * علقتها عرضا وعلقت رجلا * غيري وعلق أخرى غيرها الرجل * علقتا بحبك وعلقت أنت بأهل الشام وعلق أهل الشام معاوية أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر أنا أبو القاسم هبة الله بن إبراهيم بن محمد الصواف نا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس نا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي حدثني يحيى بن عثمان بن صالح حدثني إبراهيم بن أبي الحسين أبو إسحاق كاتب هارون بن عبد الله الزهري حدثني سعيد بن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن دغفل قال قال المال أنا أسكن العراق فقال القدر (4) أنا أسكن معك وقالت الطاعة
_________
(1) عن اللسان " حيد " وبالاصل: " جيدي جياد "
(2) عن مختصر ابن منظور 1 / 122 وبالاصل " عززتموه "
(3) في مختصر ابن منظور: فازبكم
(4) كذا بالاصل وخع وفي مختصر ابن منظور 1 / 123 والمطبوعة: " الغدر "(1/321)
أنا أسكن معك الشام قال الجفاء أنا أسكن معك قال العيش أنا أسكن مصر قال الموت أنا أسكن معك وقالت المروءة أنا أسكن الحجاز فقال الفقر وأنا أسكن معك قال أبو زكريا وسمعت أنه كان مكتوب على صخرة بباب العريش يقرأه من دخل مصر ادخل في بلد وفي وعيش رخي وموت وحي (1) أبو زكريا يعني يحيى بن عثمان بن صالح أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب نا زيد بن بشر أنا ابن وهب سمعت الليث بن سعد يقول حدثني يحيى بن سعيد أن (2) سليمان بن يسار قال له لو أنزل أخوان من حصن فسكن أحدهما الشام وسكن الآخر العراق ثم لقيت الشامي فوجدته يذكر الطاعة وأمر الطاعة والجهاد ولو لقيت الآخر لوجدته يسأل عن السنة يقول كيف سنة كذا وكذا وكيف الأمر في كذا وكذا أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي نصر بن أبي بكر اللفتواني أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن (3) عبد الله بن محمد بن هارون المعروف بدرا (4) إمام الجامع العتيق وأبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن سليمان الحافظ قالا أنا أبو الفرج عثمان بن أحمد بن إسحاق البرجي (5) أنا أبو جعفر محمد بن عمر بن حفص الجورجيري (6) نا أبو يعقوب إسحاق بن الفيض نا القاسم بن الحكم نا شيخ يكنى أبا هانئ المكتب قال سئل عامر عن قتال أهل العراق وأهل الشام فقال عامر لا يزالون يظهرون علينا أهل الشام لأنهم جهلوا الحق (7) واجتمعوا وعلمتم وتفرقتم فلم يكن الله ليظهر أهل فرقة على جماعة أبدا
_________
(1) أي عجل (قاموس)
(2) عن المطبوعة وبالاصل " بن " والخبر في مختصر ابن منظور 1 / 123 عن إسماعيل (كذا) بن يسار
(3) بالاصل: " محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله " والمثبت عن خع
(4) في المطبوعة: بزرا
(5) هذه النسبة إلى برج وهي من قرى أصبهان (الانساب)
(6) هذه النسبة إلى جور جير وهي محلة معروفة كبيرة بأصبهان
(7) زيادة عن خع(1/322)
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنبأ أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن شيبان العطار ببغداد أنا أبو بكر بن الجعابي الحافظ نا محمد بن عبد الله بن عبد السلام نا محمد بن عبد الرحمن بن الأشعث نا أبو مسهر نا سعيد بن عبد العزيز قال إذا كان علم الرجل حجازيا وخلقه عراقيا وطاعته شامية فناهيك به قصر به أبو بكر بن الأشعث الدمشقي عن أبي مسهر ورواه أبو زرعة الدمشقي الحافظ فزاد فيه سليمان بن موسى الأشدق أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنبأ أبو محمد بن ابي نصر أنا أبو الميمون نا زرعة نا أبو مسهر ثنا سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى قال إذا كان علم الرجل حجازيا وخلقه عراقيا وطاعته شامية فقد كمل وكذا رواه الوليد بن مسلم عن سعيد أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل نا عبد الله بن جعفر نا يعقوب حدثني أبو سعيد يعني دحيما نا الوليد نا سعيد عن سليمان بن موسى قال إذا وجدت الرجل علمه علم حجازي وسخاؤه سخاء عراقي واستقامته استقامة شامي فهو رجل أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين بن أبي الحديد أنا جدي (1) أنا أبو علي الأهوازي أنا علي الحسن بن محمد بن الحسن بن القاسم بن درستوية أنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام مكحول نا أخطل يعني ابن الحكم نا الوليد بن مسلم نا سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى قال كان يقال إذا كان (2) سخاء الرجل سخاء كوفيا وعلمه حجازيا وطاعته شامية فقد كمل أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم نا عبد الله بن محمد بن جعفر وأحمد بن إسحاق قالا نا أحمد بن عمرو الضحاك نا عبد الرحمن بن إبراهيم
_________
(1) قوله: " أنا جدي " سقط من المطبوعة
(2) زيادة عن خع(1/323)
دحيم نا الوليد بن مسلم نا سعيد عن سليمان قال إذا وجدت علم الرجل حجازيا وسخاءه عراقيا واستقامت استقامه شامية فهو رجل قرأت على ابي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين الغساني عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا عبد الوهاب الميداني أنبأ أبو سليمان بن زبر أنا عبد الله بن أحمد بن جعفر أنا محمد بن جرير (1) قال قال إسحاق أظنه الموصلي حدثت (2) عن عبد الله بن الربيع قال قال أبو جعفر لإسماعيل بن عبد الله صف لي الناس فقال أهل الحجاز مبتدأ الإسلام وبقية العرب وأهل العراق ركن الإسلام ومقاتلة عن الدين وأهل الشام حصن الأمة وأبنية (3) الأمة وأهل خراسان فرسان الهيجاء أو أعنة الرجل (4) والترك منابت الحصون (5) وأبناء المغازي وأهل الهند حكماء استغنوا ببلادهم فاكتفوا بها عما سواها (6) والروم أهل كتاب وتدين نجاهم (7) من القرب إلى البعد والأنباط كان ملكهم قديما فظهر (8) لكل قوم عبيد قال فأي الولاة أفضل قال الباذل للعطاء والمعرض عن السيئة قال فأيهم أخرق قال (9) أنهكهم للرعية وأتعبهم لها بالخرق والعقوبة قال فالطاعة على الخوف أبلغ في حاجة الملك له الطاعة على المحبة قال يا أمير المؤمنين الطاعة على الخوف تسر العدو (10) وتبالغ (11) عند المعاينة والطاعة على المحبة تضم (12) الاجتهاد وتبالغ (11) عند الغفلة قال فأي الناس أولاهم بالطاعة قال أولاهم
_________
(1) بعدها بالاصل: " قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
" والعبارة مقحمة وأثبتنا الصواب عن خع
وانظر تاريخ الطبري 8 / 70 حوادث سنة 158
(3) عن الطبري وبالاصل وخع: حديث
(3) الاصل وخع ومختصر ابن منظور 1 / 124 وفي الطبري: وأسنة
(4) في خع: " أو أعنة الرجال " وفي الطبري: " وأعنة الرجال " وفي مختصر ابن منظور: وأنة الرجاء
(5) في الطبري: " الصخور " وفي المصادر كالاصل
(6) الطبري: عما يليهم
(7) الاصل وخع وفي المصادر الباقية: نحاهم
(8) في المصادر: فهم
(9) زيادة عن الطبري
(10) الاصل وخع وفي الطبري ومختصر ابن منظور ابن منظور: العدر
(11) في مختصر ابن منظور: وتتابع
(12) في الطبري: تضمر(1/324)
بالمضرة والمنفعة قال ما علامة ذلك قال سرعة الإجابة وبذل النفس قال فمن ينبغي للملك أن يتخذه وزيرا قال أسلمهم قلبا وأبعدهم من الهوى قرأت في سماع أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر (1) الأنباري وأنبأني عنه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ هبة الله بن إبراهيم بن عمر الصواف أنا أبو الطيب عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون المقرئ أنا أبو أحمد جعفر بن سليمان أنا أبو الحسن الميموني قال وذكر أبو عبد الله يعني أحمد كورة من نحو الشام فقال قدرية ويتكلمون به في مساجدهم ويتعرضون للناس ولكن أهل دمشق وأهل حمص خاصة أصحاب سنة وهم إن رأوا الرجل يخالف السنة أخرجوه من بينهم كانت حمص مسكن ثور بن يزيد فلما عرفوه بالقدر أخرجوه من بينهم فسكن بيت المقدس " (2)
_________
(1) بالاصل: " الصفرا "
(2) في المطبوعة: آخر الجزء الخامس ويتلوه إن شاء الله في السادس: باب توثيق(1/325)
باب توثيق أهل الشام في الرواية ووصفهم بصرف الهمة إلى العلم والعناية " أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن المقرئ في كتابه وحدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن أحمد الاصبهاني عنه أنبأ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ثنا سليمان بن أحمد الطبراني نا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء نا محمد بن إسماعيل بن عياش حدثني أبي عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن جبير بن نفير قال دخلنا على عبد الله بن عمر نسأله ونسمع منه فقال لنا إن الله بعث محمدا (صلى الله عليه وسلم) بشيرا ونذيرا فاتبعته ناصية (1) من الناس كان الرجل يخرج من بين أبويه فيبايعه فقاتلوا على الدين حتى أمن الله الناس وحتى لزموا كلمة الحق فلما مات النبي (صلى الله عليه وسلم) تشايع الناس وتحزبوا فقامت تلك الناصية فقاتلوا الناس حتى ردوا الناس إلى كلمة الإسلام وحتى قالوا لا إله إلا الله وإن نبيكم (صلى الله عليه وسلم) حق فلما اجتمعوا انطلق تلك الناصية براية محمد (صلى الله عليه وسلم) ومعهم الشرائع التي جاء بها النبي (صلى الله عليه وسلم) والهجرة مهاجرين حتى نزلوا الشام وتركوا الناس أعوانا (2) فمن رآهم فلم يتعلم من هديهم وينتهي إليه وعمي عنه ثم ابتغاه من الأعراب فهم أقل علما وأشدهم غما (3) أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي أنا أبو بكر البيهقي وأخبرنا أبو القاسم بن أحمد السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن هبة الله الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا
_________
(1) أي من أشرافهم (راجع القاموس: نصى)
(2) في مختصر ابن منظور 1 / 125 أعرابا
(3) في مختصر ابن منظور والمطبوعة: عمي(1/326)
أبو بكر الحميدي نا يحيى بن سليم سمعت محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان يحدث عن الزهري قال قالت عائشة يا أهل العراق أهل الشام خير منكم خرج إليهم نفر من اصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كثير فحدثونا ما نعرف وخرج إليكم نفر من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قليل فحدثتمونا بما نعرف وما لا نعرف (1) قال وقال الزهري إذا سمعت بالحديث العراقي فاردد به ثم أردده وقال البيهقي فأردد به ثم اردد به (2) وهو الصواب انبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عمر السمرقندي وهبة الله بن أحمد الأكفاني قالا أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد نا عبد الرحمن بن عمر بن نصر نا علي بن هاشم البغدادي الوراق نا أبو بكر بن أبي داود نا أحمد بن أبي الحواري قال وأنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن سلفة الاصبهاني الحافظ قال سمعت المبارك بن عبد الجبار الصيرفي يقول سمعت أبا الحسن العتيقي يقول سمعت عمر بن أحمد الواعظ يقول سمعت عبد الله بن سليمان يقول سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول سمعت الوليد بن مسلم يقول دخلت الشام عشرة آلاف عين (3) رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد الحافظ أنبأ أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون أنا أبو القاسم عبد الملك بن بشران أنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن بن الصواف نا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا أبي نا جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال لقيني شامي فقال إن مصحفنا ومصحف أهل البصرة أثبت من مصحف أهل الكوفة قال قلنا لم قال لأن أهل الكوفة عوجلوا ويقرؤون على قراءة عبد الله فعوجل مصحفهم قبل أن يعرض ومصحفنا ومصحف أهل البصرة لم يبعث به حتى عرض قرأت بخط أبي علي أحمد بن محمد بن أحمد الاصبهاني نزيل دمشق وأنبأنا به
_________
(1) زيادة عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 125
(2) كذا بالاصل وخع والمطبوعة وفي مختصر ابن منظور 1 / 125 " فأرودبه ثم أرود به "
(3) عن مختصر ابن منظور وبالاصل " عينا "(1/327)
أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب عن أبي القاسم علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات أنا أبو علي ثنا سليمان بن أحمد الطبراني نا بكر بن سهل الدمياطي وأبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو وأبو علاثة الحراني قالوا ثنا صفوان بن صالح عن الوليد بن مسلم ثنا سعيد بن عبد العزيز عن أبي عبيد الله مسلم بن مشكم (1) قال قال لي أبو الدرداء اعدد من يقرأ عندنا يعني في مجلسنا هذا قال قال أبو عبيد الله فعددت ألفا وستمائة ونيفا فكانوا يقرؤون ويتسابقون عشرة عشرة لكل عشرة منهم مقرئ وكان أبو الدرداء قائما يستفتونه في حروف القرآن يعني المقرئين فإذا أحكم الرجل من العشرة القراءة تحول إلى أبي الدرداء وكان أبو الدرداء يبتدئ في كل غداة إذا انفتل من الصلاة فيقرأ جزءا من القرآن وأصحابه محدقون به يسمعون (2) ألفاظه فإذا فرغ من قراءته جلس كل رجل منهم في موضعه واخذ على العشرة الذين أضيفوا إليه وكان ابن عامر مقدما فيهم قال وحدثنا سليمان بن أحمد نا أبو زرعة الدمشقي نا هشام نا يزيد (3) بن مالك عن أبيه قال كان أبو الدرداء يأتي المسجد ثم يصلي الغداة ثم يقرأ في الحلقة ويقرئ حتى إذا أراد القيام قال لأصحابه هل من وليمة نشهدها أو عقيقة أو فطرة فإن قالوا نعم قام إليها وإن قالوا لا قال اللهم إني أشهدك أني صائم وأن أبا الدرداء هو الذي سن هذه الحلق يقرأ فيها قرأت بخط أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن تمام السكسكي الفقيه قال قال الشيخ يعني أبا عمر (4) الكلبي عهدت المسجد الجامع (5) يعني بدمشق وإن عند كل عمود شيخا وعليه الناس يكتبون العلم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي قال أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل البزاز بالبصرة نا أبو
_________
(1) ضبطت عن تقريب التهذيب وفيه: " أبو عبد الله " بدل " أبو عبيد الله " وهو كاتب أبي الدرداء
(2) في المطبوعة: يستمعون
(3) الاصل وخع وفي مختصر ابن منظور: " يزيد بن أبي مالك " وعقب في المطبوعة عن هامش الاصل المنعتمد: كذا قال والصواب ابن أبي مالك
(4) في مختصر ابن منظور: أبو عمرو
(5) زيادة عن خع ومختصر ابن منظور(1/328)
علي الحسن بن محمد بن عثمان النسوي وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر الا نا يعقوب بن سفيان نا هشام بن عمار نا عبد الملك بن محمد قال سمعت الأوزاعي يقول كانت الخلفاء بالشام فإذا كانت ثلاثة (1) سألوا عنها علماء أهل الشام وأهل المدينة وكانت أحاديث العراق لا تجاوز جدر بيوتهم زاد ابن درستوية فمتى كان علماء أهل الشام يحملون عن خوارج أهل العراق أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عبد السلام بن أبي الحزور قراءة عليه أنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين بن السمسار أنا أبو يعلى عبد العزيز بن عبد العزيز أنا ابن عمي إسحاق بن عبد الخالق نا أحمد بن مروان نا أبو بكر أخو خطاب نا خالد بن خداش سمعت سفيان بن عيينة يقول من أراد المناسك فعليه بأهل مكة ومن أراد مواقيت الصلاة فعليه بأهل المدينة ومن اراد السير فعليه بأهل الشام ومن أراد شيئا لا يعرف حقه من باطله فعليه بأهل العراق أنبأنا علي بن إبراهيم بن العباس الحسيني وأبو تراب حيدرة (2) بن أحمد بن الحسين الأنصاري وأبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني قالوا ثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو علي الحسن بن علي الأشناني نا أبو محمد معاذ بن محمد بن عبد الغالب بن ثوابة نا أبو يعقوب إسحاق بن يعقوب بن إسحاق نا أبو يحيى البلخي حدثني أبو نصر بن علي الجهضمي عن الأصمعي عن سفيان بن عيينة قال إذا أردت الحديث الصحيح والإسناد الجيد فعليك بأهل المدينة وإذا أردت النسك فعليك بأهل مكة وإذا أردت المغازي فعليك بأهل الشام أنبأنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أحمد بن عبد الملك عن أبيه نا محمد بن الحسين السلمي نا محمد بن أبي حامد نا عيسى بن عبد الله العثماني
_________
(1) الاصل وخع وفي مختصر ابن منظور والمطبوعة: بلية
(2) عن خع وبالاصل: حيدة(1/329)
نا هلال بن العلاء نا الأصمعي عن سفيان بن عيينة قال من أراد الإسناد والحديث الذي يسكن إليه فعليه بأهل المدينة ومن أراد المناسك والعلم بها والمواقيت فعليه بأهل مكة ومن أراد المقاسم وأمر الغزو فعليه بأهل الشام ومن أراد شيئا لا يعرف حقه من باطله فعليه بأهل العراق كتب إلي أبو عبد الله محمد بن الفضل العراقي (1) الفقيه وأبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري وحدثني عنهما أبو الحسن علي بن سليمان بن أحمد بن سليمان المرادي الفقيه عنهما قالا أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الرحمن السلمي أنا محمد بن علي بن طلحة المرورودي نا أحمد بن علي الاصبهاني نا زكريا بن يحيى الساجي قال سمعت ابن بنت الشافعي يقول إن أردت الصلاة يعني فعليك بأهل المدينة وإن أردت المناسك فعليك بأهل مكة وإن أردت الملاحم فعليك بأهل الشام والرأي عن أهل الكوفة وأخبرنا أبو القاسم (1) ابن السمرقندي نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب لفظا نا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل المعروف بأبي (3) الشيخ نا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري وأخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي أنا أبو بكر البيهقي قالا أنا أبو الحسين بن الفضل نا عبد الله بن جعفر قالا نا يعقوب بن سفيان قال سمعت الحسن بن الربيع يقول سمعت ابن المبارك يقول ما دخلت الشام إلا لأستغني عن حديث أهل الكوفة وفي حديث ابن درستوية ما رحلت (4) إلى الشام أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن أبي العلاء المعدل وأبو محمد طاهر بن سهل بن بشر الإسفرايني قالا نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ
_________
(1) الاصل وخع وفي المطبوعة: الفراوي
(2) زيادة عن خع
(3) عن المطبوعة وبالاصل وخع: ابن الشيخ
(4) عن خع وبالاصل: دخلت(1/330)
أخبرني علي بن أحمد بن علي المؤدب نا أحمد بن إسحاق النهاوندي أنا الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي (1) حدثني محمد بن عبيد الله قال سمعت أبا طالب بن نصر يقول سمعت موسى بن هارون يقول أهل البصرة يكتبون لعشر سنين وأهل الكوفة لعشرين وأهل الشام لثلاثين قال ابن خلاد وقال أبو عبد الله الزبيري نسخت كتب الحديث في العشرين لأنها مجتمع العقل قال وأحب أن يشتغل دونها بحفظ القرآن والفرائض أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسن بن الفضل أنا عبد الله بن جفر بن درستوية نا يعقوب بن سفيان نا سعيد يعني ابن أسد وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة الجرجاني أنا حمزة بن يوسف السهمي أنا أبو أحمد بن عدي نا أحمد بن علي المدائني نا الليث بن عبدة نا الحسن بن واقع (2) قالا نا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن عطاء الخراساني قال ما رأيت فقيها أفقه إذا وجدته من شامي أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني بقراءتي عليه نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو الحسن علي بن محمد بن طوق الطبراني أنا أبو علي عبد الجبار بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحيم الخولاني نا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد نا أبو مسهر يعني عبد الأعلى بن مسهر نا صدقة بن خالد قال سمعت عبد الرحمن بن يزيد بن جابر يقول كان يقال من أراد العلم فلينزل بداريا بين عنس وخولان (3) زاد غيره عن يزيد بن محمد قال يزيد عنس وخولان قريتان بدمشق فيهما مسجدان فتجتمع في واحد عنس وفي واحد خولان فإذا كان هذا في أهل داريا وهي قرية من قرى دمشق فما ظنك بأهل البلد الكبير الذي يحوي الخلق "
_________
(1) هذه النسبة رامهرمز وهي إحدى كور الاهواز من بلاد خوزستان (الانساب)
(2) في خع: رافع
(3) الخبر في تاريخ داريا للخولاني ص 52(1/331)
باب وصف أهل الشام بالديانة وما ذكر عنهم من الثقة والأمانة " قرأت على ابي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني وقرأته بخطه نا أبو القاسم تمام بن محمد الرازي نا إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان نا أحمد بن المعلى نا محمود بن خالد نا عمر بن عبد الواحد عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال باعت امرأة طستا في سوق الصفر بدمشق فوجده المشتري ذهبا فقال لها أما إني لم أشتره إلا على أنه صفر وهو ذهب فهو لك فقالت ما ورثناه إلا على أنه صفر فإن كان ذهبا فهو لك قال فاختصما إلى الوليد بن (1) عبد الملك فأحضر رجاء بن حيوة فقال انظر فيما بينهما فعرضه رجاء على المرأة فأبت أن تقبله وعرضه على الرجل فأبى أن يقبله فقال يا أمير المؤمنين اعطها ثمنه واطرحه في بيت مال المسلمين قرأت على أبي القاسم الخضر بن عبدان عن عبد العزيز ونقلته من خطه أنا تمام الرازي نا إبراهيم بن محمد بن صالح نا أحمد بن المعلى نا محمود بن خالد نا عمر بن عبد الواحد عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أبيه قال رأيت سوارا من ذهب وزنه ثلاثون مثقالا معلقا (2) في قنديل من قناديل مسجد دمشق أكثر من شهر لا يأتيه أحد فيأخذه أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن محمد بن سعدوية أنا أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن بندار أنا أبو القاسم جعفر بن عبد الله
_________
(1) زيادة عن خع ومختصر ابن 1 / 128 وهامش الاصل
(2) بالاصل وخع " معلق " والمثبت الصواب عن مختصر ابن منظور 1 / 128(1/332)
بن يعقوب نا أبو بكر محمد بن هارون الروياني نا أبو يونس محمد بن أحمد بن يزيد بن عبد الله بن يزيد الجمحي المكي بالمدينة حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن المنذر حدثني حمزة بن عتبة اللهبي عن محمد بن عمران الحجبي عن جعفر بن محمد قال كنت مع أبي محمد بن علي بمكة في ليالي العشر قبل التروية بيوم أو يومين وإني قائم في الحجر وأنا جالس وراءه فجاءه رجل أبيض الراس واللحية جليل بعيد ما بين المنكبين عريض الصدر عليه ثوبان غليظان في هيبة المحرم فجلس (1) إلى جنبه فظن أبي أنه يريده فخفف الصلاة ثم سلم فأقبل عليه فقال له الرجل يا أبا جعفر أخبرني عن بدء هذا البيت كيف كان فقال أبو جعفر محمد بن علي ممن أنت قال رجل من أهل الشام فقال محمد بن علي إن أحاديثنا إذا سقطت إلى الشام جاءتنا صحاحا وإذا سقطت إلى العراق جاءتنا وقد زيد فيها ونقص أخبرناه أعلى من هذا أبو الحسين محمد بن محمد بن الحسين بن الفراء وأبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنا قالوا أنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن المسلمة أنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص أنا أبو عبد الله أحمد بن سليمان الطوسي نا أبو عبد الله الزبير بن بكار الزبيري حدثني حمزة بن عتبة اللهبي (2) حدثني محمد بن عمران عن جعفر بن محمد قال كنت مع أبي محمد بن علي بمكة في ليالي العشر قبل التروية بيوم أو يومين وأبي قائم يصلي في الحجر وأنا جالس وراءه فجاءه رجل أبيض الرأس واللحية جليل العظام (3) بعيد ما بين المنكبين عريض الصدر عليه ثوبان غليظان في هيأة المحرم فجلس إلى جنبه فعلم أبي أنه يريد أن يخفف الصلاة فسلم ثم اقبل عليه فقال له الرجل يا أبا جعفر أخبرني عن بدء خلق هذا البيت كيف كان فقال له أبو جعفر محمد بن علي ممن أنت قال رجل من أهل الشام فقال له محمد بن علي إن أحاديثنا إذا سقطت إلى الشام جاءتنا صحاحا وإذا سقطت إلى العراق جاءتنا وقد زيد فيها ونقص ثم قال له بدء خلق هذا البيت فذكر الحديث "
_________
(1) عن خع وبالاصل: يجلس
(2) اللهبي بفتح اللام والهاء هذه النسبة إلى أبي لهب عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم (الانساب)
(3) زيادة عن خع(1/333)
باب النهي عن سب أهل الشام وما روي في ذلك عن أعلام الإسلام " أنبأنا أبو طالب (1) محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي وأبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين بن محمد الموازيني قالا أنا أبو عبد الله محمد بن عبد السلام بن سعدان أنا محمد بن سليمان الربعي نا علي بن الحسين بن ثابت الزرائي (2) نا هشام بن خالد عن الوليد بن مسلم نا ابن لهيعة حدثني عياش بن عباس عن عبد الله بن زرير قال قال علي بن أبي طالب أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال تكون في آخر الزمان فتنة تخلص الناس فيها كما تخلص الذهب في المعدن قال علي وما أدري يومئذ ما المعدن فلا تسبوا أهل الشام لكن سبوا شرارهم فإن منهم الأبدال وذكر الحديث أنبأنا أبو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد بن سعيد الحداد أنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله الهمداني وأنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو علي نعيم الحافظ قالا نا سليمان بن أحمد الطبراني نا علي بن سعيد الرازي نا علي بن الحسين الخواص الموصلي نا زيد بن أبي الزرقاء نا ابن لهيعة نا عياش بن عباس القتباني (3) عن عبد الله بن زرير الغافقي عن علي بن أبي طالب أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال تكون في آخر الزمان فتنة يحصل فيها الناس كما يحصل الذهب في المعدن فلا تسبوا أهل الشام ولكن سبوا
_________
(1) الاصل وخع وفي المطبوعة: أبو طاهر
(2) كذا وفي معجم البلدان " الزري " واسمه - نقلا عن ابن عساكر: علي بن الحسين بن ثابت بن جميل أبو الحسن الجنهي الزري من أهل زراالتي تدعي اليوم زرع من حوران (معجم البلدان: زرا)
(3) الاصل وخع: " الفتياني " والصواب: القتباني عن تقريب التهذيب(1/334)
شرارهم فإن فيهم الأبدال يوشك أن يرسل على أهل الشام سيب من السماء فيغرق جماعتهم حتى لو قاتلتهم الثعالب لغلبتهم فعند ذلك يخرج خارج من أهل بيتي في ثلاث رايات المكثر يقول هم خمسة عشر ألفا والمقل يقول هم اثنا عشر ألفا إمارتهم أمت أمت يلقون سبع رايات تحت كل راية منها رجل يطلب الملك فيقتلهم الله جميعا ورد الله إلى المسلمين الفيتهم ونعمتهم وقاصيهم وبراربهم الصواب وادانتهم (1) قال الطبراني لم يرو هذا الحديث إلا زيد بن أبي الزرقاء هذا وهم من الطبراني فقد رواه الوليد بن مسلم أيضا عن ابن لهيعة كما تقدم ورواه الحارث بن يزيد المصري عن عبد الله بن زرير الغافقي المصري فوقفه على علي ولم يرفعه أخبرناه أبو بكر محمد بن محمد بن علي بن كرتيلا أنا أبو بكر محمد بن علي المقرئ أنا أحمد بن عبد الله بن الخضر السوسنجردي (2) أنا أحمد بن علي بن محمد أنا أبي أنا أبو عمرو محمد بن مروان بن عمر السعيدي نا أحمد بن منصور الرمادي نا عبد الله بن صالح حدثني أبو شريح أنه سمع الحارث بن يزيد يقول حدثني عبد الله بن زرير الغافقي أنه سمع علي بن أبي طالب يقول لا تسبوا أهل الشام فإن فيهم الأبدال وسبوا ظلمتهم أخبرنا أبو الحسن علي بن يحيى بن العافية النابلسي أنا أبو الحسن علي بن طاهر بن جعفر السلمي النحوي أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد وأبو الحسن علي بن الخضر السلمي قالا أنا أبو عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي نا أبو علي الحسين بن حميد العكي بمصر نا زهير بن عباد نا عبد الحميد بن علي أبو سعيد عن أبي فضالة عن رجاء بن حيوة عن علي أنه قال يا أهل العراق لا تسبوا أهل الشام فإن فيهم الأبدال لا يموت منهم رجل إلا أثبت الله مكانه آخر ثم قال يا رجاء اذكر لي رجلين صالحين
_________
(1) كذا بالاصل وخع وفي مختصر ابن منظور: ودانيهم
(2) هذه النسبة إلى سوسنجرد قرية بنواحي بغداد (الانساب)(1/335)
ببيسان فإن الله تبارك وتعالى اختص بيسان برجلين من الأبدال لا يذكر منان ولا طعان على الأئمة فإنه لا يكون منهم الأبدال أبو فضالة هو الفرج بن فضالة الحمصي وقد أسقط من هذا الحديث عروة بن رويم اللخمي بين الفرج ورجاء وأسقط منه أيضا الحارث بن حرمل بين رجاء وعلي أخبرناه أبو بكر محمد بن محمد بن علي بن كرتيلا أنا محمد بن علي المقرئ أنا أحمد بن عبد الله بن الخضر السوسنجردي (1) أنا أبو جعفر أحمد بن علي بن محمد أنا ابي أبو طالب علي بن محمد أنا أبو عمرو محمد بن مروان القرشي نا زياد بن يحيى أبو الخطاب نا أبو داود الطيالسي عن الفرج بن فضالة نا عروة بن رويم اللخمي عن رجاء بن حيوة عن الحارث بن حرمل عن علي بن أبي طالب قال لا تسبوا أهل الشام فإن فيهم الأبدال وقال لي الحارث يا رجاء اذكر لي رجلين صالحين من أهل بيسان فإنه بلغني أن الله تعالى اختص أهل بيسان برجلين من الأبدال لا يموت واحد إلا جعل مكانه واحد ولا تذكر لي منهما متماوتا ولا طعانا على الأئمة فإنه لا يكون منهما (2) الأبدال وأخبرناه أعلى من هذا أبو القاسم بن السمرقندي نا عبد العزيز الكتاني أنا تمام بن محمد الرازي وأبو محمد بن أبي نصر وأبو نصر محمد بن أحمد بن هارون بن الجندي وأبو بكر محمد بن عبد الرحمن القطان وأبو القاسم عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن بن علي بن أبي العقب قالوا أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب نا أبو زرعة الدمشقي نا يسرة (3) نا فرج بن فضالة عن عروة بن رويم عن رجاء بن حيوة عن الحارث بن حرمل عن علي بن أبي طالب قال يا أهل العراق لا تسبوا أهل الشام فإن فيهم الأبدال قال رجاء بن حيوة اذكر لي رجلين من أهل بيسان فإنه بلغني أنه اختص بيسان برجلين من الأبدال لا يقبض الله رجلا منهم إلا بعث الله مكانه رجلا ولا تذكر لي متماوتا ولا طعانا على الأئمة فإنه لا يكون منهم الأبدال
_________
(1) بالاصل وخع: السوسنجردي تحريف والصواب ما أثبت انظر الحاشية السابقة
(2) الاصل وخع وفي مختصر ابن منظور 1 / 129: منهم
(3) ضبطت عن تقريب التهذيب وانظر الخلاصة والتبصير 4 / 1493(1/336)
أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحديد الخطيب أنا جدي أبو عبد (1) الله أنا أبو المعمر المسدد بن علي بن عبد الله بن العباس بن أبي السجيس نا أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف الربعي نا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن (2) عبد السلام مكحول أنا ابن المقرئ نا سفيان عن زياد عن الزهري عن عثمان بن شيبة قال سب رجل أهل الشام عند علي فقال لا تسبوا أهل الشام جما (3) غفيرا فإن منهم أو فيهم الأبدال كذا فيه عثمان بن شيبة وإنما هو أبو عثمان بن سنة (4) أخبرنا بصوابه أبو بكر وجيه بن طاهر بن محمد الشحامي أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمد الأزهري أنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون أنا أبو حامد بن الشرقي أنا محمد بن يحيى الذهلي نا نعيم بن حماد وأخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان حدثني سعيد يعني ابن منصور قالا نا سفيان عن زياد بن سعيد عن الزهري عن أبي عثمان بن سنة (5) قال قام رجل فسب أهل الشام فقال علي لا تسبوهم جما غفيرا فإن فيهم الأبدال وفي حديث يعقوب سب رجل أهل الشام عند علي فقال علي لا تسبوا أهل الشام (6) جما غفيرا فإن فيهم أو منهم الأبدال اخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن البغدادي أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم الطهراني (7) وأبو عمرو بن مندة قالا أنا الحسن بن
_________
(1) عن خع وبالاصل " بن " خطأ
(2) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك عن خع
(3) يقال: جاء القوم جما غفيرا والجماء الغفير وجماء غفيرا: أي مجتمعين كثيرين
وأصل الكلمة من الجموم والجمة وهو الاجتماع والكثرة والغفير من الغفر وهو التفطية والستر فجعلت الكلمتان في موضع الشمول والاحاطة ولم تقل العرب الجماء إلا موصوفا وهو منصوب على المصدر: كطرا وقاطبة فإنها أسماء وضعت موضع المصدر
(4) ضبطت عن التبصير 2 / 771
(5) عن خع وبالاصل " شيبة "
(6) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك عن خع
(7) في المطبوعة: الظهراني(1/337)
محمد بن يوسف أنا أحمد بن محمد بن عمر النسائي (1) نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا الحسن بن أبي الربيع أنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن عبد الله بن صفوان قال قال رجل يوم صفين اللهم العن أهل الشام فقال علي لا تسب أهل الشام جما غفيرا فإن بها الأبدال فإن بها الأبدال فإن بها الأبدال أخبرناه عاليا أبو عبد الله الفراوي الفقيه أنا أبو بكر البيهقي الحافظ أنا أبو الحسين بن بشران أنا إسماعيل بن محمد الصفار نا أحمد بن منصور نا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن عبد الله بن صفوان قال قال رجل يوم صفين اللهم العن أهل الشام قال فقال له علي لا تسب أهل الشام جما غفيرا فإن بها الأبدال فإن بها الأبدال فإن بها الأبدال خالف عبد الله بن المبارك المروزي ومحمد بن كثير المصيصي عبد الرزاق بن همام عن معمر وصالح بن كيسان في عبد الله بن صفوان فقالا صفوان بن عبد الله فأما رواية ابن المبارك فأخبرناها أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن الآبنوسي أنا إبراهيم بن محمد بن الفتح نا محمد بن سفيان بن موسى نا سعيد بن رحمة قال سمعت ابن المبارك عن معمر عن الزهري أخبرني صفوان بن عبد الله بن صفوان أن رجلا قال يوم صفين اللهم العن أهل الشام فقال علي لا تسبوا أهل الشام جما غفيرا فإن فيهم الأبدال كارهين لما ترون وإن فيهم يكون الأبدال وأما رواية ابن كثير فأخبرنا بها أبو بكر وجيه ابن طاهر الشحامي وأبو سهل محمد بن الفضل بن محمد الأبيوردي (2) قالا أنا أحمد بن الحسن بن محمد أنا
_________
(1) كذا بالاصل وخع
والصواب في نسبته اللنباني بضم اللام وسكون النون هذه النسبة إلى محلة كبيرة بأصبهان ولها باب يعرف بهذه المحلة يقال له: باب لنبان والمشهور بالنسبة إليها: أبو بكر أحمد بن محمد بن عمر بن أبان العبدي اللنباني محدث مشهور مكثر رحل إلى العراق وسمع كتب أبي بكر عبد الله محمد بن أبي الدنيا (الانساب: اللنباني)
(2) هذه النسبة إلى أبيورد مدينة بخراسان بين سرخس ونسا (معجم البلدان)(1/338)
محمد بن عبد الله بن حمدون التاجر أنا أبو حامد بن الشرقي نا محمد بن يحيى الذهلي نا محمد بن كثير الصنعاني عن معمر عن الزهري عن صفوان بن عبد الله بن صفوان قال قام رجل يوم صفين فقال اللهم العن أهل الشام فقال علي مه لا تسب أهل الشام جما غفيرا فإن فيهم الأبدال وأما (1) حديث صالح فأخبرناه أبو حفص عمر بن محمد بن الحسن بن محمد الفرغولي (2) نا عثمان بن محمد بن عبيد الله المحمي (3) أنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود بن علي العلوي وأخبرنا أبو سهل محمد بن الفضل بن محمد الأبيوردي وأبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي قالا أنا أبو حامد أحمد بن الحسن الأزهري أنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون قالا أنا أبو حامد بن الشرقي نا محمد بن يحيى الذهلي نا يعقوب (4) بن إبراهيم بن سعد نا أبي عن صالح عن ابن شهاب أخبرني صفوان بن عبد الله بن صفوان أن عليا قال بصفين وأهل العراق يسبون أهل الشام فقال يا أهل العراق لا تسبوا أهل الشام جما غفيرا فإن فيهم رجالا كارهين لما ترون وإنه بالشام يكون الأبدال ورواه الأوزاعي عن الزهري فقصر به لم يذكر ابن صفوان ولا أبا عثمان بن سنة أنبأناه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عمر بن السمرقندي وهبة الله بن أحمد الأكفاني قالا أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد (5) بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر أنا أبو الدحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل أنا أبو عامر موسى بن عامر نا الوليد نا أبو عمرو عن الزهري أنه حدثهم أن ناسا من أهل العراق سبوا أهل الشام
_________
(1) قدم هذا الحديث في المطبوعة ووضع بعد حديث الزهري عن عبد الله بن صفوان
(2) بالاصل وخع: " الفرعوني " خطأ والصواب عن الانساب وهذه النسبة " الفرغولي " - بفتح الفاء وسكون الراء وضم الغين - إلى فرغول وظني أنها قرية من قرى دهستان
هذه النسبة إلى محم وهو بيت كبير بنيسابور يقال لهم المحمية (الانساب: المحمي) وذكر اسمه في الانساب (الفرغولي) : عثمان بن محمد بن عبد الله المحمي
(4) كررت بالاصل مرتين والصواب عن خع
(5) الاصل وخع وفي المطبوعة: عبد الوهاب(1/339)
بصفين فقال علي لا تسبوا أهل الشام جما غفيرا فإن فيهم قوما يكرهون ما ترون بالشام يكون الأبدال بالشام يكون الأبدال اخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن الآبنوسي أنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني أنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عبيد الله بن بكير التميمي أنا أبو علي سهل بن علي الدوري أنا أبو الحسن الأثرم قال قال أبو عبيدة وفي حديث يا أهل العراق لا تسبوا أهل الشام جما غفيرا فإن فيهم الأبدال يعني جماعتهم كلهم والغفير يقول هم في جماعتهم واستوائهم إذا اجتمعوا كالبيضة في اجتماعها واستوائها قال البيضة هي جماء ليس لها حيود والواحد حيد أي ما شرف منها وهي غفير تغفر الرأس أي تغطيه (1) قال الراعي * صغيرهم وكلهم سواء * هم الجماء في اللؤم الغفير (2) * وقال العبسي * وإن وراء الأثل غزلان أيكة * مضمخة آذانها والغفائر * والغفائر ما غطين به رؤوسهن قال ذو الرمة * سقى دارها مستمطر ذو غفارة (3) أي سحابة وغفارتها سحابة رقيقة تكون فوق أخرى كثيفة وقالوا هو الغفر أخبرنا أبو القاسم بن السمرقند أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
_________
(1) في اللسان (جمم) : الجماء: الغفير الجماعة
والجماء: بيضة الرأس سميت بذلك لانها جماء أي ملساء ووصفت بالغفير لانها تغفر أي تغطي الرأس
قال ابن الاعرابي: ولا أعرف الجماء في بيضة السلاح عن غيره
(2) ملحق دبوان الراعي ط بيروت ص 304 فيما نسب له
(3) تمامه: ديوانه ص 97
سقى دارها مستمطر ذو غفارة * أكش تحرى منشأ العين رانح(1/340)
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا يحيى بن عبد الحميد نا شريك عن عثمان بن أبي زرعة عن أبي صادق قال سمع علي رجلا وهو يلعن أهل الشام فقال علي لا تعم فإن فيهم الأبدال أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن علي بن كرتيلا أنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد المقرئ أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الله السوسنجردي أنا أبو جعفر أحمد بن ابي طالب علي بن محمد بن أحمد بن الجهم الكاتب حدثني أبي أبو طالب علي بن محمد حدثني أبو عمرو محمد بن مروان بن عمر القرشي السعيدي نا صالح بن الهيثم المخرمي نا عمرو بن مرزوق أنا عمران القطان عن يزيد بن سفيان عن أبي هريرة قال لا تسبوا أهل الشام فإنهم جند الله المقدم وقد تقدم في باب ذكر الأبدال نهي عوف بن مالك عن سب أهل الشام فأغنى عن الإعادة "(1/341)
باب ما ورد من أقوال المنصفين فيمن قتل من أهل الشام بصفين " أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي وأبو البركات عبد الباقي بن أحمد بن إبراهيم بن النرسي المحتسب قالا أنا أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن محمد بن الحسن بن الخلال أنا أبو محمد الحسن بن الحسين بن علي بن العباس النوبختي (1) نا أبو الحسن علي بن عبد الله بن مبشر نا أحمد بن النضر بن مهران نا سورة (2) نا أبو معشر عن سعيد عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ونا فرج بن فضالة عن إسماعيل بن أمية عن سعيد عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أربعة (3) ملاحم في الجنة الجمل في الجنة وصفين في الجنة وحرة (4) في الجنة وكان يكتم الرابعة أخبرنا أبو الحسن (5) علي بن المسلم الفقيه نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني لفظا (6) وأنا أبو الفتح نصر بن القاسم بن الحسن الدمشقي (7) بدمشق أنا أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الواحد بن البري (8) وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد
_________
(1) بضم النون أو فتحها وفتح الباء وسكون الخاء هذه النسبة إلى نوبخت جد (الانساب)
(2) ضبطت عن التبصير 2 / 700
(3) كذا والصواب: أربع
(4) إخباره عن يوم الحرة يعني استباحة المدينة أيام يزيد بن معاوية بن أبي سفيان
(5) عن خع وهامش الاصل وبالاصل " الحسين "
(6) زيادة عن خع
(7) كذا بالاصل وخع وعلى هامش الاصل " المقدسي " وفوقها علامة صح
(8) ضبطت بالنص في التبصير 1 / 139 بالضم (وتشديد الراء المكسورة)(1/342)
السوسي أنا أبو محمد الحسن بن علي بن البري وأبو الفضل أحمد بن علي بن الفضل بن ظاهر بن الفرات وأخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى الأبار وأبو نصر غالب بن أحمد بن المسلم الأنصاري قالا أنا أبو الفضل أحمد بن علي بن الفرات قالوا أنا أبو محمد بن ابي نصر أنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو النصري نا أبو نعيم نا سفيان (1) عن جعفر بن محمد عن أبيه قال سمع علي يوم الجمل أو يوم صفين رجلا يغلو في القول
بقول الكفرة (2) قال لا تقولوا فإنهم زعموا أنا بغينا عليهم وزعمنا أنهم بغوا علينا أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمد الأزهري أنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن الحسن المخلدي نا أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي نا إسحاق بن إبراهيم أنا سعد بن سعيد نا سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه قال ذكر عند علي يوم صفين أو يوم الجمل فذكرنا الكفر قال لا تقولوا ذلك وزعموا أنا بغينا عليهم وزعمنا أنهم بغوا علينا فقاتلناهم على ذلك أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو البلخي أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب أنا أبو علي بن شاذان أنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبسي نا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن (3) علي الكسائي الهمذاني نا يحيى بن سليمان أو سعيد الجعفي نا عبد الله بن إدريس قال سمعت أبا مالك الأشجعي ذكر عن رجل من أشجع يقال له سالم بن عبيد الاشجعي قال رأيت عليا بعد صفين وهو آخذ بيدي ونحن نمشي في القتلى فجعل علي يستغفر لهم حتى بلغ قتلى أهل الشام فقلت له يا أمير المؤمنين إنا في أصحاب معاوية فقال علي إنما الحساب علي وعلى معاوية وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا أبو الحسن بن أيوب أنا أبو علي بن شاذان أنا
_________
(1) ما بين معكوفتين سقط من المجلدة الاولى المطبوعة
(2) عن مختصر ابن منظور وخع وبالاصل والمطبوعة: " يقول الكفر " تحريف
(3) ما بين معكوفتين سقط من المجلدة الاولى المطبوعة(1/343)
أبو الحسن الطيبي نا إبراهيم الكسائي نا يحيى بن سليمان حدثني زيد بن الحباب أخبرني إسحاق بن أبي بكر مولى حويطب المدني حدثني عبد الرحمن بن نافع القاري عن أبيه قال قدمت العراق فدخلت دار علي بن أبي طالب التي كان يسكن (1) فإذا الموالي حلقتان يتحدثون فجلست معهم فخرج علي وهم يذكرون قتلى علي ومعاوية فقالوا قبلتنا واحدة وإلهنا واحد ونبينا واحد فأين قتلانا وقتلاهم فأقبل علي فلما رآهم قصد إليهم فسكتوا فقال علي ما كنتم تقولون فسكتوا فقال علي عزمت عليكم لتخبرني فقالوا ذكرنا قتلانا وقتلى معاوية وإن قبلتنا واحدة وإلهنا واحد وديننا واحد فقال علي فإني أخبركم عن ذلك إن الحساب علي وعلى معاوية أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري نا أبو عمر حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الهاشمي نا محمد بن عثمان (2) نا أبو بلال الأشعري نا أبو معاوية محمد بن خازم عن محمد بن قيس عن سعد بن إبراهيم قال خرج علي وهم (3) يذكرون قتلى علي بن أبي طالب ذات يوم ومعه عدي بن حاتم الطائي فإذا رجل من طيئ قتيل قد قتله أصحاب علي فقال عدي يا ويح هذا كان أمس مسلما واليوم كافرا فقال علي مهلا كان أمس مؤمنا وهو اليوم مؤمن أنبأنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو عبد الله أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي الربعي أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن أنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام نا محمد (4) بن عمرو نا بقية نا محمد بن راشد عن مكحول أن أصحاب علي سألوه عن من قتلوا من أصحاب معاوية قال هم المؤمنون أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك الفقيه أنا القاضي أبو الفضل
_________
(1) عن مختصر ابن منظور وبالاصل وخع: سكن
(2) ما بين معكوفتين سقط من المطبوعة
(3) هذه العبارة لم ترد في خع ومختصر ابن منظور 1 / 130 والمطبوعة 1 / 330
(4) قوله " نا محمدا " كررت بالاصل ولا معنى لها(1/344)
محمد بن أحمد بن أبي جعفر الطبسي (1) أنا القاضي أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم الصدقي (2) المروزي أنا أبو محمد الحسن بن محمد بن حليم المروزي الحليمي أنا أبو الموجه محمد بن عمرو بن الموجه الفزاري المروزي أنا الحكم (3) بن موسى نا شعيب بن إسحاق عن محمد بن راشد عن مكحول قال سئل علي بن أبي طالب عن من قتل بصفين ما هم قال هم المؤمنون أنبأنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي الحافظ وأبو عبد الله الحسين بن ظفر بن الحسين بن المناطقي قالا أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الطيوري أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر أنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عمر الخلال أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة نا جدي نا عبد الله بن محمد نا يحيى بن آدم نا أبو بكر بن عياش نا صلهب أبو اسد الفقعسي عن عمه قال قال رجل يوم صفين من دعا إلى البغلة يوم كفر أهل الشام قال فقال علي من الكفر فروا أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو البركات الأنماطي قالا أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا محمد بن هارون الحضرمي نا أبو هشام الرفاعي نا النضر بن منصور العبدي نا أبو الجنوب عقبة بن علقمة اليشكري قال شهدت مع علي صفين فأتي بخمسة عشر أسيرا من أصحاب معاوية فكان من مات منهم غسله وكفنه وصلى عليه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصريفيني (4) أنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة نا أبو القاسم البغوي نا علي بن الجعد أنا فضيل بن مرزوق عن عطية عن عبد الرحمن بن جندب قال سئل علي عن قتلاه وقتلى معاوية قال يؤتى بي وبمعاوية يوم القيامة
_________
(1) الطبسي: بفتح الطاء والباء هذه النسبة إلى طبس وهي بلدة في برية بين نيسابور وأصبهان وكرمان (الانساب)
(2) بالقاف هذه النسبة إلى سكة صدقة سكة بمرو (الانساب)
(3) في المطبوعة: " الحيكم "
(4) بالاصل وخع: " الصريفي " والصواب ما أثبت وهذه النسبة إلى صريفين(1/345)
فنجتمع عند ذي العرش فأينا فلج فلج أصحابه أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي العباسي النقيب ببغداد أنا أبو علي الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن بن محمد الشافعي المكي بها أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن علي بن أحمد بن فراس العنسي أنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن الفضل الديبلي (1) نا أبو صالح محمد بن أبي الأزهر المعروف بابن زنبور نا أبو بكر بن عياش عن أبي سعد عن رجل عن علي قال من كان يريد وجه الله منها ومنهم نجا يعني يوم صفين أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد أحمد وأبو الغنائم محمد ابنا علي بن الحسن بن أبي عثمان وأبو القاسم علي بن أحمد بن البسري وأبو طاهر أحمد بن محمد بن إبراهيم القصاري وأبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن محمد الأنباري الخطيب قالوا أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة نا جدي يعقوب نا عثمان بن محمد نا أبو أسامة نا هشام بن عروة أخبرني عبد الله بن عروة حدثني رجل شهد صفين قال رأيت عليا خرج في بعض تلك الليالي فنظر إلى أهل الشام فقال اللهم اغفر لي ولهم قال فأتى عمار فأخبر فقال جروا له الحصير فأجره لكم قال ونا جدي نا عثمان بن محمد نا وكيع عن حنش بن الحارث عن رياح بن الحارث قال قال عمار بن ياسر لا تقولوا كفر أهل الشام قولوا ظلموا فسقوا قال ونا جدي نا يعلى بن عبيد نا مسعر (2) عن عبيد الله (3) بن رياح بن الحارث قال قال عمار لا تقولوا كفر أهل الشام قولوا ظلموا قولوا فسقوا أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو زكريا ابن أبي إسحاق أنا أبو عبد الله بن يعقوب نا محمد بن عبد الوهاب أنا جعفر بن عون
_________
(1) عن خع وبالاصل: " الديلي " تحريف
(2) ضبطت عن تقريب التهذيب وهو مسعر بن كدام الهلالي أبو سلمة الكوفي
(3) في مختصر ابن منظور: عبد الله(1/346)
أنا مسعر عن عبد الله بن رياح أن (1) عمارا قال لا تقولوا كفر أهل الشام ولكن قولوا فسقوا وظلموا اخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو البلخي أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب أنا أبو علي بن شاذان أنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي نا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين الكسائي نا يحيى بن سليمان الجعفي نا يعلى عن مسعر بن كدام عن عبد الله بن رياح بن الحارث النخعي عن أبيه قال قال عمار بن ياسر لا تقولوا كفر أهل الشام ولكن قولوا ظلموا قولوا فسقوا وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا أبو الحسن بن ايوب أنا أبو علي بن شاذان أنا أبو الحسن الطيبي نا إبراهيم الكسائي نا يحيى الجعفي نا وكيع حدثني حنش (2) أنه سمع رياح بن الحارث النخعي يقول قال عمار بن ياسر لا تقولوا كفر أهل الشام ولكن قولوا ظلموا (3) أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد أحمد وأبو الغنائم محمد ابنا (4) علي بن الحسن بن أبي عثمان وأبو القاسم بن البسري (5) وأبو طاهر أحمد بن محمد القصاري وابو الحسن علي بن محمد الأنباري قالوا أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة نا جدي يعقوب نا ابن الاصبهاني وهو محمد بن سعيد أنا شريك عن حنش عن رياح بن الحارث قال سمع عمار رجلا يقول كفر أهل الشام قال لم يكفروا إن حجتنا وحجتهم واحدة وقبلتنا وقبلتهم واحدة ولكنهم قوم مفتونون جاروا عن الحق فحق علينا أن نردهم إلى الحق وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد وأبو الغنائم ابنا أبي
_________
(1) عن خع وبالاصل " أنا "
(2) عن المطبوعة وبالاصل " حسن "
(3) هذا الخبر سقط من خع
(4) بالاصل والمطبوعة " أنبا " والصواب عن خع
(5) في خع " السمرقندي " تحريف(1/347)
عثمان وأبو القاسم بن البسري وأبو طاهر القصاري وأبو الحسن الأنباري قالوا أنا عبد الواحد بن محمد بن مهدي أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة نا جدي يعقوب نا أبو نعيم الفضل بن دكين نا حنش يعني ابن الحارث نا الحسن بن الحكم النخعي عن رياح بن الحارث قال حنش وأراني قد سمعته من رياح بن الحارث قال رجل من أهل الكوفة كفر أهل الشام ورب الكعبة فقال عمار لا تقل كفروا ولكنهم قوم مفتونون بغوا علينا فحق علينا قتالهم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد وأبو الغنائم ابنا أبي عثمان وأبو القاسم بن البسري وابو طاهر القصاري وأبو الحسن الأنباري قالوا أنا أبو عمر بن مهدي أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة نا جدي يعقوب نا يزيد بن هارون أنا الحسن بن الحكم أبو الحكم عن رياح بن الحارث قال كنت إلى جنب عمار بن ياسر بصفين وركبتي تمس ركبته فقال رجل كفر أهل الشام فقال عمار لا تقل ذلك نبينا ونبيهم واحد وقبلتنا وقبلتهم واحدة ولكنهم قوم مفتونون جاروا عن الحق فحق علينا أن نقاتلهم حتى يرجعوا إليه "(1/348)
باب ذكر ما ورد في ذم أهل الشام وبيان بطلانه عند ذوي الأفهام " أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي أنا أبو محمد أحمد بن عدي نا عبد الرحمن بن أبي قرصافة نا عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير حدثني أبي نا الفضل بن المختار عن أبان يعني ابن أبي عياش عن أنس أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال الجفاء والبغي في الشام هذا حديث يمكن الاعتماد عليه لضعف إسناده فإن أبان بن أبي عياش البصري مجمع على ضعف والفضل بن المختار صاحب غرائب وعبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير لا يحتج بحديثه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف أنا أبو أحمد بن عدي نا حمدان بن أحمد البلدي نا صالح بن العلاء بن وضاح بن بكير أبو شعيب العبدي نا عمرو بن زياد بن عبد الرحمن بن ثوبان مولى النبي (صلى الله عليه وسلم) نا حماد بن زيد وعبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس أنه سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول إذا ركب الناس الخيل ولبسوا القباطي (1) ونزلوا (2) الشام واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء عمهم الله بعقوبة من عنده
_________
(1) القباطي جمع قبطية وهي ثياب بيض كتان رقاق تعمل بمصر وهي منسوبة إلى القبط على غير قياس
(اللسان: قبط)
(2) في الكامل لابن عدي 5 / 152 ترجمة عمرو بن زياد الثوباني: وتركوا الشام(1/349)
قال ابن عدي وهذا بهذا الإسناد منكر موضوع على حماد بن زيد (1) وعبد الوهاب الثقفي عمرو بن زياد الثوباني ذكر ابن عدي (2) أنه كان منكر الحديث يسرق الحديث ويحدث بالبواطيل وذكر أبو حاتم الرازي أنه كان يضع الحديث فلا يحتج بروايته وقد تقدم باب حث النبي (صلى الله عليه وسلم) أمته على سكنى الشام فكيف يكون نزولهم إياه مذموما ولعله إن صح أراد به قرب الساعة كما في حديث ابن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت الشام الذي تقدم (3) حدثني أبو الحسين أحمد بن عبد الباقي بن الحسين القيسي الأنماطي بدمشق أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن الخضر بن سعيد أنا والدي أبو الحسن علي بن الخضر السلمي أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر الميداني نا علي بن الحسن بن رجاء نا أحمد بن محمد بن إسماعيل التميمي نا إبراهيم بن يعقوب نا هشام بن إسماعيل العطار نا مروان عن عصام عن موسى بن وردان عن أبي هريرة قال سينعق الشيطان بالشام نعقة يكذب ثلثاهم بالقدر مروان هو ابن معاوية وعصام هو ابن راشد لم يرو عنه فيما أعلم غير مروان وليس هو بالمشهور والحديث موقوف على أبي هريرة وقد روي من وجه آخر مرفوعا وهو ضعيف أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار نا أحمد بن العباس نا هشام بن عمار نا الوليد بن مسلم نا ابن لهيعة عن موسى بن وردان عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
_________
(1) بالاصل وخع: " سلمة " خطأ والصواب ما أثبت من الكامل لابن 5 / 152 ترجمة عمرو بن زياد بن عبد الرحمن
(2) الكامل 5 / 151
(3) كذا وتقدم في رواية ابن عدي للحديث: " وتركوا الشام " فإن صحت هذه الرواية فلا يعد لتعقيب ابن عساكر على الحديث أية قيمة ولعله وقعت بيد ابن عساكر نسخة مصحفة لكامل ابن عدي(1/350)
ينعق الشيطان بالشام نعقة يكذب ثلثاهم بالقدر ابن لهيعة غير محتج به أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن بن علي الماوردي أنا أبو الحسن محمد بن علي بن أحمد السيرافي نا أبو عبد الله أحمد بن إسحاق بن خربان (1) النهاوندي نا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يعقوب المتوثي (2) نا أبو داود سليمان بن الأشعث نا أحمد بن يونس نا يعقوب يعني القمي عن جعفر قال ابن أبزى (3) بلغ عمر أن أناسا تكلموا في القدر فقام خطيبا فقال يا أيها النا س إنما هلك من كان قبلكم في القدر والذي نفسي بيده لا أسمع برجلين تكلما فيه إلا ضربت أعناقهما قال فأمسك الناس عنه حتى نبغت نابغة أو نبغة بالشام أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قالا أنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله (4) بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا سعيد يعني ابن أسد نا ضمرة عن السيباني قال قال لي الأوزاعي يا أبا زرعة هلك عبادنا وخيارنا في هذا الرأي يعني القدر كان المتكلم في القدر بالشام غيلان القدري وتبعه على ذلك أتباع فأخذه هشام بن عبد الملك فصلبه وكفى أهل الشام أمره وقد كانت القدرية بالبصرة أكثر وضررهم على أهل السنة أكبر فإنهم صنفوا في نفيه (5) التصانيف وألفوا لأهل الاعتزال فيه التآليف فأفناهم الله وأبادهم ولم يبلغوا فيما (6) حاولوا مرادهم اخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي أنا جدي أبو محمد نا أبو علي الحسن بن علي الأهوازي نا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن
_________
(1) عن خع وبالاصل " خرمان "
(2) بفتح الميم وضم التاء المشددة هذه النسبة إلى متوث وهي بليدة بين قرقوب وكور الاهواز
(3) ضبطت عن التبصير 1 / 31
(4) في المطبوعة: هبة الله
(5) عن خع ومختصر ابن منظور
(6) بالاصل " مما " وفي خع " هما " تحريف(1/351)
معروف نا عمي أبو (1) علي محمد بن القاسم بن معروف نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد البغدادي نا صالح نا موسى بن عثمان المدني (2) نا سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن الله عز وجل خلق أربعة اشياء وأردفها أربعة أشياء خلق الجدب وأردفه (3) الزهد وأسكنه الحجاز وخلق العفة وأردفها الغفلة وأسكنها اليمن وخلق الزيف وأردفه الطاعون وأسكنه الشام وخلق الفجور وأردفه الدرهم واسكنه العراق وهذا إسناد فيه مجاهيل فلا يحتج به أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي بن عبد السلام الخطيب وأبو المعالي الفضل بن سهل بن بشر الكاتب قالا أنا أبو الفرج سهل بن بشر بن أحمد الإسفرايني أنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد النيسابوري بمصر أنا أبو محمد الحسن بن رشيق العسكري نا أبو القاسم عبد الله بن الحسين المصعبي الإمام نا أبو رفاعة عمارة بن وثيمة بن موسى بن الفرات حدثني الحسن بن إبراهيم عن أحمد بن إسحاق عن محمد بن زياد نا يزيد بن هارون عن سفيان الثوري عن زيد بن أسلم عن سليمان بن يسار قال كتب عمر بن الخطاب إلى كعب الأحبار أن اختر لي المنازل فكتب إليه كعب يا أمير المؤمنين إن الأشياء اجتمعت فقال السخاء أريد اليمن فقال حسن الخلق وأنا معك وقال الجفاء أريد الحجاز فقال الفقر وأنا معك وقال البأس أريد الشام فقال السيف وأنا معك وقال العلم أريد العراق فقال العقل وأنا معك فلما ورد الكتاب على عمر قال فالعراق إذا فالعراق إذا أخبرنا أبو الغنائم (4) محمد بن علي بن ميمون الكوفي في كتابه أنا محمد بن علي بن حسن العلوي نا الحسين بن أحمد القطان المقرئ نا أحمد بن محمد بن السري حدثني محمد بن الحسن بن محمد بن الصباح البصري نا أبو
_________
(1) عن خع وبالاصل " عيسى بن "
(2) عن خع وبالاصل " الرقي "
(3) عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 133 وبالاصل " أردفها "
(4) عن هامش الاصل سقطت من الاصل(1/352)
علي الحسن بن (1) الهمداني نا محمد بن عبد الرحيم أبو بكر البزار نا محمد بن أبي يعقوب الحزاز (2) عن يزيد بن هارون عن سفيان عن زيد بن أسلم عن سليمان بن يسار قال كتب عمر بن الخطاب إلى كعب الأحبار أن اختر لي المنازل فكتب إليه يا امير المؤمنين إنه بلغنا أن الأشياء اجتمعت فقال السخاء أريد اليمن فقال حسن الخلق وأنا معك وقال الجفاء أريد الحجاز فقال الفقر وأنا معك وقال البأس أريد الشام فقال السيف وأنا معك وقال العلم أريد العراق فقال العقل وأنا معك وقال الغنى أريد مصر فقال الذل وأنا معك فاختر لنفسك يا أمير المؤمنين قال فلما ورد الكتاب على عمر بن الخطاب قال فالعراق إذا فالعراق إذا أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني وأبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الغساني قالا نا وأبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن زريق قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب أنا الحسن بن علي المقرئ أنا محمد بن جعفر التميمي أنا الجلودي (3) يعني أبا أحمد البصري نا محمد بن زكويه عن ابن عائشة قال كتب عمر بن الخطاب إلى كعب الأحبار اختر لي المنازل قال فكتب يا أمير المؤمنين إنه بلغنا أن الأشياء اجتمعت فقال السخاء أريد اليمن فقال حسن الخلق أنا معك وقال الجفاء أريد الحجاز فقال الفقر وأنا معك وقال البأس أريد الشام فقال السيف وأنا معك وقال العلم أريد العراق فقال العقل وأنا معك وقال الغنى اريد مصر فقال الذل أنا معك فاختر لنفسك قال فلما ورد الكتاب على عمر قال فالعراق إذا فالعراق إذا المحفوظ عن كعب سوء القول في العراق وقد تقدم ذلك عنه وفي إسنادي حكاية يزيد بن هارون عن سفيان وفي التي تليهما أيضا غير واحد من المجاهيل وحكاية ابن عائشة منقطعة فلا يحتج بشئ من ذلك أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف
_________
(1) بياض بالاصل مقدار كلمة وفي خع: مقدار كلمتين
(2) في خع: " الحرار " وفي المطبوعة: " الحوار "
(3) بضم الجيم واللام هذه النسبة إلى جلود قرية بأفريقيا(1/353)
المقرئ أنا الحسن بن إسماعيل بن محمد نا أحمد بن مروان المالكي نا إسماعيل بن يونس ومحمد بن مهران قالا نا عمرو بن ناجية نا نعيم بن سالم بن قنبر مولى علي بن أبي طالب عن أنس بن مالك قال لما حشر الله الخلائق إلى بابل بعث إليهم ريحا شرقية وغربية وقبلية وبحرية فجمعتهم إلى بابل فاجتمعوا يومئذ ينظرون لما حشروا له إذ نادى مناد من جعل المغرب عن يمينه والمشرق عن يساره واقتصد إلى البيت الحرام بوجهه فله كلام أهل السماء فقام يعرب بن قحطان فقيل له يا يعرب بن قحطان (1) بن هود أنت هو (2) فكان أول من تكلم بالعربية ولم يزل المنادي ينادي من فعل (3) كذا وكذا فله كذا وكذا حتى افترقوا على اثنتين وسبعين لسانا وانقطع الصوت وتبلبلت الألسن فسميت بابل وكان اللسان يومئذ بابليا (4) وهبطت ملائكة الخير والشر وملائكة الحياء والإيمان وملائكة الصحة والشقاء وملائكة الغنى وملائكة الشرف وملائكة المروءة وملائكة الجفاء وملائكة الجهل وملائكة السيف وملائكة البأس حتى انتهوا إلى العراق فقال بعضهم لبعض افترقوا فقال ملك الإيمان أنا أسكن المدينة ومكة فقال ملك الحياء أنا معك فاجتمعت (5) الأمة على أن الإيمان والحياء ببلد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال ملك الشقاء أنا اسكن البادية فقال ملك الصحة وأنا معك فاجتمعت (5) الأمة على أن الصحة والشقاء في الأعراب وقال ملك الجفاء أنا أسكن المغرب فقال ملك الجهل أنا معك فاجتمعت الأمة على أن الجفاء والجهل في البربر وقال ملك السيف أنا أسكن الشام فقال له ملك البأس أنا معك وقال ملك الغنى أنا أقيم ها هنا فقال له ملك المروءة أنا معك فقال ملك الشرف وأنا معكما فاجتمع ملك الغنى والمروة والشرف بالعراق أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس حدثني أبي أبو البركات أحمد بن عبد الله ونقلته أنا من خطه أنا أبو الفضل عبيد الله بن علي بن الكوفي
_________
(1) ما بين معكوفتين زيادة عن خع ومختصر ابن منظور
(2) في المطبوعة: " قحطان هو ذا أنت
" وفي خع ومختصر ابن منظور 1 / 133 كالاصل
(3) عن خع ومختصر ابن منظور وبالاصل " جعل "
(4) بالاصل " بايلي "
(5) في مختصر ابن منظور: فأجمعت(1/354)
الصيرفي أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبان الهيتي (1) نا أبو الطيب أحمد بن إبراهيم البغدادي نا يحيى بن أبي طالب أنا عاصم نا بيان بن بشر عن حكيم بن جابر قال أخبرت أن الإسلام قال أنا لا حق بأرض الشام قال الموت وأنا معك قال الملك وأنا لاحق بأرض العراق قال القتل وأنا معك قال الجوع وأنا لا حق بأرض المغرب قالت الصحة وأنا معك كذا قال والصواب علي بن عاصم وإنما اراد بذلك كثرة ما كان بها من الطاعون أو القتل في الجهاد وكلاهما شهادة وذلك مدح ليس بذم وقد جاء من وجه آخر في هذه الحكاية ذكر القتل بدل الموت قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف المقرئ وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب وأبو الوحش سبيع بن المسلم عنه أنا (2) أبو أحمد عبد السلام بن الحسين البصري اللغوي أنا أبو (3) محمد علي بن عبد الله بن المغيرة الجوهري البغدادي أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد الأسدي نا الرياشي يعني العباس بن الفرج نا مسدد نا خالد بن عبد الله الواسطي عن بيان عن حكيم بن جابر قال بلغني أن الإسلام قال أنا لاحق بالشام قال القتل أنا معك وقال الجوع انا لاحق بالحجاز فقالت الصحة أنا معك وأنشد لحسان رضي الله عنهـ * يغدا علينا بناجود ومسمعة * إن الحجاز رضيع الجوع والبؤس (4) * قال الرياشي فقال رجل من بني مخزوم كذب حسان فقلت له حسان أولى بالحجاز منك كتب إلي أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن علي بن الحسين بن عبد الرحمن العلوي أنا أبو الفضل محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الكريم الخزاعي قال سمعت أبا العباس الحسن بن سعيد
_________
(1) بالكسر نسبة إلى هيت (انظر معجم البلدان)
(2) زيادة عن خع
(3) زيادة عن المطبوعة
(4) ليس في ديوانه والناجود: الخمر وقيل: الخمر الجيد(1/355)
يقول سمعت يموت بن المزرع بن أخت الجاحظ يقول سمعت خالي الجاحظ يقول اشياء أتفقت ثمانية أزواج ستة عشر صنفا ثم اتفقت أزواجا فصارت ثمانية أزواج فقال الدين أسكن الحرمين مكة والمدينة قالت الأمانة أنا معك قال الغنى واليسار أسكن مصر قال الذل أنا معك قال السخاء أسكن الشام قالت الشجاعة أنا معك قال العقل أسكن العراق قالت المروءة وأنا معك قال العلم أسكن خراسان قال الورع وأنا معك قالت التجارة أسكن الخوزستان وأصبهان قالت النذالة وأنا معك قال الجفاء أسكن المغرب قال الجهل وأنا معك قال الفقر أسكن اليمن قالت القناعة وأنا معك وهذا مدح ليس بذم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام الكاتب قالا أنا أبو محمد عبد الله بن محمد الصريفيني أنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة أنا أبو (1) القاسم البغوي نا علي بن الجعد أنا شعبة عن أبي سنان وهو ضرار بن مرة قال سمعت عبد الله بن أبي الهذيل أن عمر رضي الله عنهـ أتي برجل قد أفطر في رمضان فلما رفع (2) إليه عثر فقال على وجهك أو بوجهك تفطر (3) وصبياننا صيام فضربه الحد وكان إذا غضب على إنسان سيره إلى الشام فسيره إلى الشام لم يكن عمر رضي الله عنهـ ينفي إلى الشام لدناءة حال أهله عنده وإنما كان ينفي إليها لكثرة ما كان بها من الطاعون رجاء أن يكفيه الطاعون أمر من يغضب عليه فينفيه إليها ليكون الطاعون شهادة له ومكفرا عنه ما فرط منه وهذا المعنى فيما أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك حدثني عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا يزيد وأخبرتنا فاطمة بنت ناصر قالت قرئ علي إبراهيم بن منصور السلمي أنا
_________
(1) عن خع وبالاصل " ابن " تحريف
(2) عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 135 وبالاصل " رجع "
(3) سقطت من الاصل وخع واستدركت عن المطبوعة 1 / 341(1/356)
أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى الموصلي نا أبو خيثمة نا يزيد بن هارون نا وقال أبو يعلى أنا مسلم بن عبيد أبو نصيرة قال سمعت أبا عسيب مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول قال (1) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أتاني جبريل عليه السلام بالحمى والطاعون فأمسكت الحمى بالمدينة وأرسلت الطاعون إلى الشام فالطاعون شهادة زاد أحمد لأمتي وقالا رحمة لهم ورجس على الكافر ولهذا الحديث عندي طرق غير هاتين وعلى هذا المعنى يحمل جميع الأحاديث التي وردت في طاعون الشام والله أعلم أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد نا محمد بن حيان المازني نا وهب بن جرير نا أبو أمية بن يعلى عن علي بن زيد قال قيل لعمرو بن العاص صف لنا أهل الأمصار قال أهل الحجاز أحرص الناس على فتنة وأعجزه عنها وأهل العراق أحرص الناس على علم وأبعده منها وأهل الشام أطوع الناس للمخلوق وأعصاه للخالق وأهل مصر أكيس الناس صغيرا وأحمقه كبيرا رواه كادح بن رحمة الزاهد الكوفي عن أبي أمية يعني وهيبا عن علي بن زيد نحوه (2) ولا أدري من قال يعني وهيبا أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي أنا منصور بن الحسين وأبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي قالا أنا أبو بكر بن المقرئ نا أحمد بن زكريا بن يحيى الساجي أنا أبو بكر إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران الثقفي النيسابوري سنة اثنتين وتسعين نا عبيد الله بن عمر نا أبو أمية بن يعلى وكان قد أدرك نافعا (3) عن علي بن زيد بن جدعان قال قال رجل لعمرو بن العاص صف لي الأمصار قال أهل الشام أطوع الناس للمخلوق وأعصاهم للخالق وأهل مصر أكيسهم صغارا وأحمقهم كبارا وأهل الحجاز أسرع الناس إلى الفتنة وأعجزهم عنها (4) وأهل العراق أطلب الناس للعلم وأبعدهم منه
_________
(1) كررت اللفظة بالاصل والمثبت عن خع
(2) عن خع وبالاصل " نحره "
(3) بالاصل: " ناسخا " والمثبت عن خع
(4) كذا بالاصول وفي مختصر ابن منظور 1 / 135 " فيها "(1/357)
علي بن زيد بن جدعان يضعف فيما رواه عن من أدركه فكيف بما رواه عن من لم يدركه وهو لم يدرك عمرو بن العاص ولم يره أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا نعيم بن حماد نا رشدين عن عمرو بن الحارث عن بكير بن عبد الله بن الأشج قال سئل عمرو بن العاص عن أهل الشام فقال هم أطوع الناس لمخلوق وأعصاه لخالق قال فأهل المدينة قال أطلب الناس لفتنة وأعجزهم عنها قال فأهل العراق قال أخصب الناس ألسنة وأجدبه قلوبا قالوا فأهل مصر قال أكيس الناس صغارا وأحمقهم كبارا فذكرت هذا الحديث لشيخ من ولد عمرو بن العاص فزادني قال وسئل عن أهل مكة فقال أعظم الناس في أنفسهم وأحقرهم عند الناس
بكير لم يدرك عمرو بن العاص ورشدين بن سعد ضعيف ونعيم بن حماد مختلف في عدالته وله غرائب وقد روي معنى (1) هذا عن ابنه عبد الله بن عمرو أخبرناه أبو نصر عبد الرحيم بن الأستاذ أبي القاسم القشيري في كتابه أنا أبو بكر البيهقي أنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ أخبرني الحسين بن محمد الماسرجسي (2) نا عبد الله بن محمد بن مسلم نا يونس بن عبد الأعلى نا أشهب بن عبد العزيز حدثني مالك قال قال عبد الله بن عمرو بن العاص لأهل العراق أطلب الناس للعلم وأتركهم له ولأهل المدينة أسرع الناس إلى الفتنة وأضعفهم عنها ولأهل الشام أطوع الناس لمخلوق وأعصاهم للخالق ولأهل مصر أكيسهم صغارا وأحمقهم كبارا وهذا منقطع فإذا مالكا لم يدرك عبد الله بن عمرو
_________
(1) عن خع وبالاصل " يعني "
(2) بالاصل وخع " الساسر جسي " تحريف والمثبت عن الانساب وهذه النسبة إلى " ماسرجس " اسم جد
وإليه
ينتسب وذكر أسماء عدة ومنها أبو علي الحسين بن محمد بن أحمد بن الحسين الحافظ الماسرجسي سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ(1/358)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب بن العطار قالا أنا أبو طاهر المخلص نا أبو محمد عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عيسى السكري نا أبو يعلى زكريا بن يحيى المنقري نا الأصمعي نا هشام بن سعد عن شيخ حدثه قال قدم عبد الله بن الكواء على معاوية فقال له معاوية أخبرني عن أهل البصرة قال يقاتلون معا ويدبرون شتى قال فأخبرني عن أهل الكوفة قال أنظر الناس في صغيرة وأوقعه في كبيرة قال فأخبرني عن أهل المدينة قال أحرص الناس على الفتنة وأعجزه فيها قال فأخبرني عن أهل مصر قال لقمة آكل قال فأخبرني عن أهل الجزيرة قال كناسة بين مدينتين قال فأخبرني عن أهل الموصل قال قلادة وليدة فيها من كل خرزة قال فأخبرني عن أهل الشام قال جند أمير المؤمنين ولا أقول فيهم شيئا قال لتقولن قال أطوع الناس لمخلوق وأعصاهم لخالق ولا يحسبون للسماء ساكنا أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب وأبو الوحش سبيع بن المسلم المقرئ عن أبي الحسن رشأ بن نظيف أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم البغدادي نا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري نا أبي نا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال سأل معاوية ابن الكواء فقال له يا ابن الكواء أخبرني عن أهل الكوفة قال أنظر الناس في صغير وأضيعهم لكبير قال فأهل البصرة قال نعم ترد جميعا وتصدر شتى قال فأهل الموصل قال قلادة أمة فيها كل الخرز قال فأهل الجزيرة قال كناسة المصرين قال فأهل مصر قال أحدا أحبا (1) أكلة من غلب قال ثم سكت قال سلني يا معاوية فسكت قال سلني قال أخبرني عن أهل الشام قال أطوع الناس لمخلوق في معصية الخالق وأجرأهم على الموت لا يدري ما بعده دمشقيهم يشتمل ولا يدري وحمصيهم يسمع ولا يعي أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون الكوفي أنا محمد بن علي (2) بن الحسن الحسني قال قرأت في كتاب علي بن حامد الشيخ الصالح بخطه نا
_________
(1) كذا بالاصل وخع
(2) سقطت من المطبوعة(1/359)
أحمد بن عيسى بن أبي موسى العطار نا سليمان بن الربيع نا يحيى بن المغيرة عن جرير عن أشياخه قال سئل لسان (1) الحمرة عن أهل الكوفة فقال أنظره لصغيرة وأركبه لكبيرة وسئل عن أهل البصرة فقال إبل وردت معا وصدرت اشتاتا وسئل عن أهل الشام فقال أطوعه لمخلوق وأعصاه لخالق وسئل عن أهل مصر فقال عبيد من غلب وسئل عن أهل الجزيرة فقال كأسد بين أجمتين وسئل عن أهل الموصل فقال قلادة اصمد جمعت والمراد بما (2) في هذه الحكايات ما كان عليه أهل الشام من طاعة أئمتهم وأمرائهم واقتدائهم في الفتن (3) والحروب بآرائهم من غير نظر في عواقب الفتن كما فعلوا في سالف الزمن من قتالهم علي بن أبي طالب وهو الإمام المرتضى وفعلهم في يوم الحرة وحصار ابن الزبير ما لا يرتضى وتلك أمور قد خلت والله يعفو عنها وفتن قد مضت والله يعصم منها وعبد الله بن الكواء لا يعتمد على ما يرويه فكيف يعتمد على ما يقوله عن نفسه ولا عن غيره ويحكيه والاحتجاج بما قاله ابن لسان الحمرة من الاحتجاجات الباطلة المنكرة أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد الواسطي أنا أبو بكر الخطيب أنا الحسن بن أبي بكر أنا الحسن بن محمد بن (4) كيسان النحوي نا إسماعيل بن إسحاق القاضي نا هدبة بن خالد نا أبو الأشهب عن عمر بن ظبيان عن أبي المخيس قال كنت جالسا عند الأحنف فأتاه كتاب من عبد الملك بن مروان يدعوه إلى نفسه فقال يدعوني ابن الزرقاء إلى طاعة أهل الشام ولوددت أن بيننا وبينهم جبلا من نار من أتانا منهم احترق ومن أتاهم منا احترق وهذا لما كان يجري بين أهل الشام والعراق من الحروب فأما الآن فقد ألف الله بين المسلمين وأزال ما كان في القلوب (5)
_________
(1) في المطبوعة: ابن لسان الحمرة وسيأتي صوابا في آخر الحديث
(2) عن خع وبالاصل: " ما "
(3) كذا بالاصل وخع
(4) استدركت عن هامش الاصل وخع
(5) العبارة في مختصر ابن منظور 1 / 136: فقد ألف الله بين القلوب(1/360)
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد بن الحسن عن أبي عمر بن حيوية أنا أبو الطيب محمد بن القاسم بن جعفر نا ابن أبي خيثمة نا هارون بن معروف (1) نا ضمرة نا ابن شوذب عن أبي المنهال عن أبي زياد قال قال لي كعب أترى هذه الأهواء التي هي فيكم اليوم يعني بالعراق فإنها ستنقل إلى الشام قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن عبد العزيز بن أحمد التميمي أنا أبو القاسم تمام الرازي أنا أبو الميمون بن راشد نا أبو الأصبغ عبد العزيز بن سعيد الهاشمي الدمشقي نا محمد بن سماعة نا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري قال ينبغي للناس أن يدعوا من حديث أهل المدينة حديثين ومن حديث أهل مكة حديثين ومن حديث أهل العراق حديثين ومن حديث أهل الشام حديثين فأما حديثا (2) أهل المدينة فالسماع والقيان (3) وأما حديثا (2) أهل مكة فالصرف والمتعة وأما حديثا (2) أهل العراق فالنبيذ والسحور وأما حديثا (2) أهل الشام فالطلاء والطاعة أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الله إسحاق بن محمد السوسي قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا أحمد بن عيسى التنتسي نا عمرو بن أبي سلمة قال سمعت الأوزاعي يقول يترك من قول أهل مكة المتعة والصرف ومن قول أهل المدينة السماع وإتيان النساء في أدبارهن ومن قول أهل الشام الجبر والطاعة ومن قول الكوفة النبيذ والسحور أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل بن مطكود السوسي (4) أنا جدي أبو
_________
(1) زيادة عن المطبوعة 1 / 346
(2) بالاصل " حديث " والمثبت عن خع
(3) في المطبوعة: والغناء
(4) السوسي بالواو بين السينين المهملتين الاولى مضمومة والاخرى مكسورة
هذه النسبة إلى سوس وسوسة
قال السمعان: وظني أن أبا القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل بن مظكود السوسي من سوس المغرب (سوسة بلدة بالمغرب)
وفي اللباب: مطكوذ وفي وفي المطبوعة: مطلود(1/361)
محمد المقرئ أنا أبو علي الأهوازي أنا تمام بن محمد الحافظ نا أبو بكر محمد بن إدريس بن الحجاج الأنطاكي نا (1) محمد بن علي العسقلاني قال سمعت رواد بن الجراح يقول سمعت أبا عمرو الأوزاعي يقول لا نأخذ من قول أهل العراق خصلتين ومن قول أهل مكة خصلتين ولا من قول أهل المدينة خصلتين ولا من قول أهل الشام خصلتين فأما أهل العراق فتأخير السحور وشرب النبيذ وأما أهل مكة فالمتعة والصرف (2) وأما أهل المدينة فإتيان النساء في أدبارهن والسماع وأما أهل الشام فبيع العصير وأخذ الديوان وهذان الأمران قد ذهبا أما بيع العصير فليس في الشام اليوم عالم يبيحه وإنما يفعل ذلك أهل الفسوق وأما الديوان فقد منعهموه (3) السلطان أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الداراني أنا سهل بن بشر الإسفرايني أنا أبو بكر الخليل بن هبة الله بن الخليل أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب المشغراني نا العباس بن الوليد بن صبح الخلال نا مروان بن محمد نا الهيثم بن حميد حدثني النعمان بن المنذر الغساني قال كنت مع مكحول بالصائفة قال فأتاه فتيان من أهل العراق قال فجعلوا يسألونه قال فجعل يخبرهم قال فقالوا له عن من ومن حدثك قال فنشط لهم مكحول فجعل يسند لهم قال فلما تهيأ قيامه ضحك ثم قال هكذا ينبغي لكم يا أهل العراق فلا يصلحكم إلا هذا وأما أصحابنا هؤلاء أهل الشام فيأخذون كما تيسر قال ثم قام بلغني عن أبي الحسين محمد بن عبد الله بن جعفر الرازي فيما قرأته بخط أبي القاسم عبد الله بن أحمد بن صابر وذكر أنه نقله من خطه نا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن بشر الهروي أنا محمد بن سليمان الواسطي أبو بكر قال سمعت أحمد بن داود الحداد يقول سمعت ابن فضيل يقول سمعت الأعمش يقول كنا إذا جاءنا الحديث فأنكرناه قلنا شامي
_________
(1) زياة عن خع
(2) الصرف: بيع الذهب والفضة بذهب أو فضة وبيع النقد بالنقد (القاموس الفقهي)
(3) كذا بالاصل وخع ومختصر ابن منظور 1 / 136 وفي المطبوعة أثبت محققها: منعه(1/362)
قال ونا أبو عبد الله الهروي نا صالح بن محمد بن عمرو بن حبيب أبو علي الحافظ حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي قال سمعت أبا داود الطيالسي يقول سمعت شعبة يقول تكتب عن الشامي كثيرا أنبأنا أبو الحسن محمد بن مروان بن عبد الرزاق الزعفراني وأبو محمد عبد الله بن أحمد السمرقندي وهبة الله بن أحمد الأكفاني قالوا نا أبو بكر الخطيب نا محمد بن جعفر بن علان أنا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي نا أبو سعيد العدوي نا أحمد بن عبيد الله الغداني (1) قال قيل لعبد الرحمن بن مهدي أي الحديث أصح قال حديث أهل الحجاز قيل ثم من قال حديث أهل البصرة قال قيل ثم من قال حديث أهل الكوفة قال فالشام قال فنفض يده في ثبوت هذه الحكاية نظر لأن العدوي كذاب وإن صح فيحتمل انه إنما قال ذلك لأن الغالب على أحاديث أهل الشام أحاديث الفتن والملاحم أو لأنهم لا يسألون عن الإسناد ويأخذون الأحاديث كما تيسر كما في الحكاية التي قبلها عن مكحول والله أعلم فأما إذا جاء الحديث مسندا من رواية ثقاتهم بعضهم عن بعض فهو صحيح تلزم به الحجة كما يلزم بأحاديث غيرهم من أهل الأمصار أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد الأنماطي الحافظ أنا قاضي القضاة أبو بكر محمد بن المظفر بن بكران الشامي أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي أنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن يوسف بن الدخيل الصيدلاني نا أبو جعفر محمد بن عمرو بن موسى بن محمد بن حماد العقيلي نا معاذ بن المثنى نا محمد بن المنهال نا حميد بن إبراهيم قال قال عمرو بن عبيد عن هذه الآية " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون " (2) قال قلت هم أهل الشام قال نعم عمرو هو القدري لا يحتج بما يرويه عن غيره لزيغه عن المحجة فكيف بما يقوله برأيه في كتاب الله مما لا يعضده بالحجة
_________
(1) بضم الغبن وفتح الدال المهملة الخفيفة هذه النسبة إلى غدانة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم
(2) سورة المائدة الاية: 50(1/363)
قرأت على أبي القاسم الشحامي عن أبي بكر البيهقي أنا الحاكم (1) أبو عبد الله الحافظ قال سمعت جعفر بن محمد المراغي يقول قرأت على أبي الأزهر جماهر بن محمد الغساني بدمشق نا محمود بن خالد نا الوليد بن مسلم سمعت الأوزاعي يقول كانوا يستحبون (2) أن يحدثوا أهل الشام بفضائل أهل البيت ليرجعوا عما كانوا عليه أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب عن أبي القاسم علي بن الفضل بن الفرات المقرئ أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أبو الحسن بن جوصا (3) نا عبد الله بن خبيق (4) قال سمعت يوسف بن أسباط يقول سمعت الثوري يقول إذا كنت بالشام فحدث بفضائل علي وإذا كنت بالعراق فحدث بفضائل عثمان وهذا لما كان في أهل الشام من الانحراف عن أهل بيت الرسول فأما الآن فقد أمن ذلك لما وقفوا عليه من فضلهم المنقول قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن عبد العزيز بن أحمد التميمي أنا تمام بن محمد الرازي أنا الحسن بن أحمد بن يعقوب نا يحيى بن محمد بن سهل نا محمد بن يعقوب يعني الغساني نا أبو اليمان نا صفوان عن الفرج بن محمد أنه سمع أبا ضمرة يقول قال كعب ليزولن سنير (5) عن موضعه فينطلق به فلا يدرى أين يسلك به وأنه لوتد من أوتاد جهنم قال محمد بن يعقوب قال أبو اليمان يذهب به إلى النار يعني لكثرة من يسكن به من النصارى أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وأبو محمد طاهر بن سهل بن بشر الإسفرايني قالا نا أبو بكر الخطيب أنا الحسن بن أبي بكر أنا محمد بن الحسن بن زياد النقاش قال سمعت يوسف بن الحسين يقول سمعت أحمد بن أبي
_________
(1) عن خع وبالاصل " الحافظ "
(2) عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 137 وبالاصل " يسحبون " خطأ
(3) عن خع وبالاصل " حوصا "
(4) بالاصل وخع: " حبيق " والمثبت والضبط عن التبصير 2 / 524
(5) سنير بفتح أوله وكسر ثانيه جبل بين حمص وبعلبك على الطريق وعلى رأسه قلعة سنير ويمتد مغربا إلى بعلبك ويمتد مشرقا إلى القريتين وسلمية (معجم البلدان(1/364)
الحواري قال قدمت الكوفة فلقيت أبا بكر بن عياش فقلت حدثني فإني رجل غريب فقال أهل بلدي أحق منك قلت إني رجل من أهل الشام قال ذاك أبعد لك وهذا لما كان بين أهل الشام وأهل الكوفة من الإحن فأما الآن فقد صار المسلمون إخوانا وبرءوا من المحن أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي (1) قالا أنا أبو محمد عبد الله بن محمد الصريفيني أنا أبو القاسم الصيدلاني نا علي بن محمد الكاتب نا أبو الحسن علي بن الحسين الطويل حدثني أحمد بن محمد السكري حدثني ابن عمي أبو يحيى السكري قال دخلت مسجد دمشق فرأيت في مسجدها خلقا (2) فقلت هذا بلد قد دخله جماعة من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعليهم وملت إلى حلقة في المسجد في صدرها شيخ جالس فجلست إليه فسأله رجل ممن بين يديه فقال يا أبا المهلب من علي بن أبي طالب قال خناق كان بالعراق اجتمعت إليه جميعة (3) فقصد أمير المؤمنين يحاربه فينصره الله عليه قال فاستعظمت ذلك وقمت فرأيت في جانب المسجد شيخا يصلي إلى سارية حسن السمت والصلاة والهيئة فقعدت إليه فقلت له يا شيخ أنا رجل من أهل العراق جلست إلى تلك الحلقة وقصصت عليه القصة فقال لي في هذا المسجد عجائب بلغني أن بعضهم يطعن على ابي محمد حجاج بن يوسف فعلي بن أبي طالب من هو في إسناد هذه الحكاية غير واحد من المجاهيل وقد رويت بإسناد أمثل من هذا عن أهل حمص وهي بهم أشبه أخبرنا بها أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسني أنا رشأ بن نظيف المقرئ أنا الحسن بن إسماعيل بن محمد نا أحمد بن مروان الدينوري نا محمد بن سعيد
_________
(1) بالاصل وخع: " المحلي " والمثبت والضبط عن التبصير 4 / 1344
(2) كذا بالاصل وخع وفي مختصر ابن منظور 1 / 138 " حلقا "
(3) في مختصر ابن منظور: جمعية(1/365)
البزار نا أحمد بن محمد بن يونس اليمامي نا عبد الرزاق قال سمعت معمرا يقول دخلت مسجد حمص فإذا أنا بقوم لهم رواء فظننت بهم الخير فجلست إليهم فإذا هم ينتقصون علي بن أبي طالب ويقعون فيه فقمت من عندهم فإذا شيخ يصلي ظننت به خيرا فجلست إليه فلما حس بي جلس وسلم فقلت له يا عبد الله ما ترى هؤلاء القوم يشتمون علي بن أبي طالب وينتقصونه وجعلت أحدثه بمناقب علي بن أبي طالب وأنه زوج فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبو الحسن والحسين وابن عم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا عبد الله ما لقي الناس من الناس لو أن أحدا نجا من الناس لنجا منهم أبو محمد رحمه الله هو ذا يشتم وينتقص قلت ومن أبو محمد قال الحجاج بن يوسف رحمه الله وجعل يبكي فقمت عنه وقلت لا استحل أن أبيت بها (1) فخرجت من يومي وهذا اليمامي ضعيف أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن مسعدة أنا أبو القاسم السهمي أنا أبو أحمد بن عدي أخبرني إسحاق بن إبراهيم قال ذكرت اليمامي هذا لعبيد الكشوري فقال هو فينا كالواقدي فيكم وسيأتي ذكره في هذا الكتاب وذكر من ضعفه وأما ما يحكيه العامة من تأخير معاوية صلاة الجمعة إلى يوم السبت ورضا أهل الشام بذلك فأمر مختلف لا أصل له ومعاوية ومن كان معه في عصره بالشام من الصحابة والتابعين أتقى لله وأشد محافظة على أداء فريضة (2) وأفقه في دينه من أن يخفى عنهم ان ذلك لا يجوز ولم أجد لذلك أصلا في شئ من الروايات وإنما يحكى بإسناد منقطع أن بعض مغفلي أهل الشام امتحن بذكر ذلك في العراق في زمن الحجاج فلعل بعض الناس بلغه ذلك فعزاه إلى أهل الشام وانتشر عنه وذلك فيما قرأته على ابي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن أبي بكر
_________
(1) في المطبوعة: هنا
(2) في المطبوعة: " فرائضه " وفي خع ومختصر ابن منظور كالاصل(1/366)
أحمد بن علي بن ثابت الخطيب أخبرني أبو الفتح عبد الرزاق بن محمد بن أبي شيخ عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الاصبهاني بها نا جدي حدثني أحمد بن إبراهيم المضاجعي (1) نا محمد بن النضر بن سلمة حدثني محمد بن عبد الوهاب أبو أحمد النيسابوري أنا علي بن خشنام قال كان للحجاج قاض بالكوفة من أهل الشام يقال له أبو حمير فحضرت الجمعة فمضى يريدها فلقيه رجل من أهل العراق فقال أبا حمير أين تذهب قال إلى الجمعة قال أما بلغك أن الأمير قد أخر الجمعة اليوم فانصرف راجعا إلى بيته فلما كان من الغد قال له الحجاج أين كنت يا أبا حمير لم تحضر معنا الجمعة قال لقيني بعض أهل العراق فأخبرني أن الأمير أخر الجمعة فانصرفت قال فضحك الحجاج وقال أبا حمير أما علمت أن الجمعة لا تؤخر وهذه الحكاية إن صحت تدل على بطلان ما يدعى على معاوية من ذلك لأنه لو كان قد تقدم ذلك من معاوية لما خفي على أبي حمير حتى كان يقول للحجاج فقد فعل مثل هذا معاوية ولا على الحجاج حتى يقول لأبي حمير هذا كما قال معاوية لأهل الشام والله يعيذنا من إشاعة الكذب في سلف الأمة ويمن علينا بالثبات على الحق فيما يحكيه وهو ولي العصمة وإنما يتم من الأمر ما هذا سبيله على من اشتهر منه تغفيله كمأ أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي بن المزرفي نا أبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله أنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن القاسم بن جامع الدهان نا أبو علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن القشيري قال سألت أبا عمر (2) هلالا يعني ابن العلاء عن أبي بكر بن بدر قال ذكروا أنه خرج يوم خميس قد ليس ثيابه يريد الجمعة فمر بميمون بن مهران فقال له أين تريد قال الجمعة فقال له ميمون قد أخروها إلى غد فرجع إلى أهله فقال لهم قال لي ميمون بن مهران أنهم قد أخروا الجمعة إلى غد فأما من كان (3) في عصر معاوية من الصحابة والتابعين فلا يجوز أن يلحق بهم
_________
(1) كذا الاصل وفي خع " الصايفي " وفي المطبوعة: " المصاحفي "
(2) في مختصر ابن منظور 1 / 139 " أبا عمرو " تحريف وانظر تقريب التهذيب
(3) عن خع وبالاصل " من كلف " وفي مختصر ابن منظور: " ما كان "(1/367)
ما لا يليق من اختراعات المخترعين وقد كان معاوية يأمر بحضور الجمعة أهل القرى القاصية من ساكني قين (1) وقردا (2) وزاكية (3) فكيف يظن به أنه أخرها عن حاضرتها من مرتقبي تأديتها ومنتظريها وهذا ما لا يظننه به إلا أهل الغباوة ولا يكلفه في حق ذلك القرن إلا أهل الشقاوة وقد أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر المقدسي الفقيه وأبو محمد عبد الله بن عبد الرزاق بن الفضيل الكلاعي وأخبرنا أبو الحسن علي بن زيد السلمي المؤدب نا نصر بن إبراهيم قالا أنا أبو الحسن محمد بن عوف المزني أنا أبو علي الحسن بن منير التنوخي أنا أبو بكر محمد بن خريم العقيلي نا هشام بن عمار نا عمرو بن واقد نا يونس بن حلبس قال سمعت معاوية بن أبي سفيان على هذا المنبر منبر دمشق يقول يا أهل قردا يا أهل زاكية يا أداني البثنية (4) الجمعة الجمعة وربما قال يا أهل قين يا قاضي (5) الغوطة الجمعة الجمعة لا تدعوها "
_________
(1) كذا بالاصل وفي خع " بين وقين ماء لفزارة ولعلها قينية قرية كانت مقابل الباب الصغير من مدينة دمشق (معجم البلدان)
(2) قردا: بالتحريك كذا ورد في معجم البلدان
(3) زاكية: قرية من قرى حوران (انظر المطبوعة 1 / 353)
(4) البثنية قرية بين دمشق وأذرعات (ياقوت)
(5) في مختصر ابن منظور: يا أقاصي الغوطة(1/368)
باب ذكر بعض ما بلغنا من أخبار ملوك الشام قبل أن يدخل الناس في دين الإسلام " أخبرنا أبو محمد هبة الله بن إسماعيل بن عمر السيدي الفقيه أنا أبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري أنا أبو عمرو بن حمدان أنا أبو يعلى الموصلي نا شباب نا المعتمر التيمي قال سمعت أبي عن سليمان عن عطية عن أبي سعيد قال لما كان يوم ظهرت الروم على فارس فأعجب بذلك المؤمنون فنزلت " ألم غلبت الروم " إلى قوله عز وجل " ويومئذ يفرح المؤمنون " (1) بظهور الروم على فارس أخبرناه أبو القاسم الشحامي أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن بن محمد الجنزرودي أنا أبو سعيد محمد بن الحسين بن موسى بن محموية بن ثور بن عبد الله السمسار نا أبو قريش محمد بن جمعة بن خلف الحافظ القهستاني (2) نا نصر بن علي الجهضمي نا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال لما كان يوم بدر وظهرت الروم على فارس فأعجب بذلك المؤمنون ففرح المؤمنون بظهور الروم على فارس أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا أنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون أنا أبو الحسن الدارقطني نا أحمد بن القاسم بن نصر نا محمد بن سليمان لوين نا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عروة عن نيار بن مكرم (3) وكانت
_________
(1) سورة الروم الايات: 1 - 2 - 3
(2) بضم القاف والهاء وسكون السين هذه النسبة إلى قهستان ناحية بخراسان بين هراة ونيسابور (الانساب)
(3) ضبط اللفظتين عن تقريب التهذيب بالنص(1/369)
له صحبة قال لما نزلت " ألم غلبت الروم " خرج بها أبو بكر إلى المشركين فقالوا هذا كلام صاحبك قال الله تعالى أنزل هذا وكانت فارس قد غلبت الروم (3) واتخذوهم شبه العبيد وكان المشركون يحبون ألا تغلب الروم فارس لأنهم أهل كتاب وتصديق بالبعث فقالوا لأبي بكر نبايعك على أن الروم لا تغلب فارس فقال أبو بكر البضع ما بين الثلاث إلى التسع قالوا (4) تنتظر من ذلك ست سنين لا أقل ولا أكثر قال فوضعوا الرهان وذلك قبل أن يحرم الرهان فرجع (5) أبو بكر بها إلى أصحابه فأخبرهم الخبر فقالوا بئس ما صنعت ألا اقربها كما قال الله تعالى لو شاء الله أن يقول (6) شيئا لقال فلما كانت سنة ست لم تظهر الروم على فارس فأخذوا الرهان فلما كانت سنة سبع ظهرت الروم على فارس فذلك قوله " يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله " قال الدارقطني هذا حديث غريب من حديث عروة بن الزبير عن نيار بن مكرم الأسلمي عن أبي بكر الصديق تفرد به أبو الزناد عبد الله بن ذكوان عنه ولم يروه عنه غير ابنه عبد الرحمن أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الأزهري أنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن نا محمد بن يحيى الذهلي نا علي بن عبد الله نا معن بن عيسى (7) نا عبد الله بن عبد الرحمن الجمحي عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال لما نزلت " ألم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون " ناحب أبو بكر قريشا ثم أتى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال إني قد ناحبتهم فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) فهلا احتطت فإن البضع ما بين الثلاث إلى التسع قال الجمحي المناحبة المراهنة وذلك قبل أن يكون تحريم ذلك
_________
(1) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واسدرك عن خع
(2) بالاصل: " فوضع " والصواب ما أثبت عن خع
(4) كذا والعبارة في خع أوضع: أن يقول ستا لقال
(5) ما بين معكوفتين سقط من المطبوعة(1/370)
قال ونا محمد بن يحيى نا يعقوب بن إبراهيم بن سعد نا ابن أخي ابن شهاب عن عمه (1) أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن أبا بكر الصديق حين أنزل الله هاتين الآيتين قال ونا يعقوب أيضا نا أبي عن صالح قال قال ابن شهاب أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أنه بلغه أن أبا بكر الصديق حين أنزل الله هاتين الآيتين لقي رجالا من المشركين فقال لهم إن أهل الكتاب سيغلبون فارسا قالوا في كم قال في بضع سنين قالوا فنحن نناجيك (2) على ذلك فسم سنين نناجيك (2) عليها فسمى أبو بكر سبع سنين فعقدوا المناحبة على ذلك قبل أن يحرم القمار فلما رجع أبو بكر أخبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لم فعلت فكل ما دون العشر بضع وكان ظهور فارس على الروم لسبع سنين فعجب (3) أبو بكر ثم أظهر الله الروم على فارس زمان الحديبية وقال في حديث ابن أخي ابن شهاب بعد الحديبية ففرح المؤمنون بظهور أهل الكتاب وكان ظهور المؤمنين على المشركين بعد مدة الحديبية أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ نا محمد بن كامل القاضي أنا محمد بن سعد بن محمد بن الحسن العوفي حدثني أبي حدثني عمي الحسين بن الحسن بن عطية حدثني أبي عن جدي عطية بن سعد عن ابن عباس في قوله " ألم غلبت الروم " قال قد مضى كان ذلك في أهل فارس والروم وكانت فارس قد غلبتهم ثم غلبت الروم بعد ذلك ولقي نبي الله (صلى الله عليه وسلم) مشركي العرب والتقت الروم وفارس ونصر الله النبي (صلى الله عليه وسلم) ومن معه من المسلمين على مشركي العرب ونصر أهل الكتاب على مشركي العجم ففرح المؤمنون بنصر الله تعالى إياهم ونصر أهل الكتاب على العجم قال عطية وسألت أبا سعيد الخدري عن ذلك فقال التقينا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومشركو العرب والتقت الروم وفارس فنصرنا الله تعالى على مشركي العرب ونصر الله تعالى أهل الكتاب على المجوس ففرحنا بنصر الله إيانا على المشركين وفرحنا بنصر
_________
(8) بالاصل: " عن عبد " والصواب عن خع والعبارة: " عن عمه " ساقط من المطبوعة
(9) الاصل وخع وفي المطبوعة: نناحبك
(10) عن المطبوعة وبالاصل وخع " منحب "(1/371)
الله أهل الكتاب على المجوس فذلك قوله " ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله " وأخبرنا أبو عبد الله أيضا أنا أبو بكر أنا أبو عبد الله الحافظ نا محمد بن صالح بن هانئ نا الحسين بن الفضل البجلي نا معاوية بن عمرو الأزدي نا أبو إسحاق الفزاري (1) عن سفيان (2) الثوري عن حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كان المسلمون يحبون أن يظهر الروم على فارس لأنهم أهل الكتاب وكان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم لأنهم أهل أوثان فذكر ذلك المسلمون لأبي بكر فذكر ذلك أبو بكر للنبي (صلى الله عليه وسلم) فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) أما إنهم سيظهرون فذكر أبو بكر لهم ذلك فقالوا اجعل بيننا وبينكم أجلا إن ظهروا كان لك كذا وكذا وإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا فجعل بينهم أجل خمس سنين فلم يظهروا فذكر ذلك أبو بكر للنبي (صلى الله عليه وسلم) فقال ألا جعلته أراه قال دون العشرة قال فظهرت الروم بعد ذلك فذلك قوله " ألم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين " قال فغلبت الروم ثم غلبت (3) بعد " لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله " قال سفيان وسمعت أنهم ظهروا يوم بدر أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا معاوية بن عمرو نا إسحاق عن سفيان عن حبيب بن أبي حمزة (4) عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله عز وجل " الم غلبت الروم " قال غلبت وغلبت قال كان المشركون يحبون أن يظهر فارس (5) لأنهم أهل أوثان وكان المسلمون يحبون أن يظهر الروم على فارس لأنهم أهل كتاب فذكروه لأبي بكر فذكره أبو بكر لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أما إنهم سيظهرون قال فذكره أبو بكر لهم فقالوا اجعل بيننا وبينك أجلا فإن ظهرنا كان لنا
_________
(1) بالاصل " الفراوي " والمثبت عن خع
(2) بالاصل " سليمان " والمثبت عن خع
(3) كذا بالاصل وخع ومختصر ابن منظور 1 / 140 وفي المطبوعة: نزلت
(4) في خع: " عمرة " وقد مر ذكره في الحديث السابق
(5) عن خع وبالاصل " الروم " خطأ(1/372)
كذا وكذا وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا فجعل أجلا خمس سنين فلم يظهروا فذكر ذلك أبو بكر للنبي (صلى الله عليه وسلم) فقال ألا جعلتها إلى دون قال أراه قال العشر قال قال سعيد بن جبير البضع ما دون العشر ثم ظهرت الروم بعد قال فذلك قوله " ألم غلبت الروم " إلى قوله " يومئذ يفرح المؤمنون " قال يفرحون بنصر الله أخبرتنا أبو المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور السلمي وأنا حاضرة أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ أنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي نا إبراهيم بن محمد بن عرعرة نا المؤمل نا إسرائيل نا أبو إسحاق عن البراء قال قال لما نزلت " ألم غلبت الروم وهم من بعد غلبهم سيغلبون " قال لقي ناس أبا بكر فقالوا ألا ترى ألى صاحبك يزعم أن الروم ستغلب فارس قال صدق قال فهل لك أن نبايعك على ذلك قال نعم قال أبو بكر فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال ما أردت إلى هذه فقال يا رسول الله ما فعلته إلا تصديقا لله ورسوله قال فتعرض لهم وأعظم لهم الخطر واجعله إلى بضع سنين فإنه لن تمضي السنون حتى يظهر الروم على فارس قال فمر بهم أبو بكر فقال هل لكم في العود فإن العود أحمد قالوا نعم فبايعوة وأعظموة الخطر فلم تمض السنون حتى ظهرت الروم على فارس فأخذ الخطر وأن فيه النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هذا التحليب صوابه التنحيب أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن هبة الله بن الحسن الطبري قالا أنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر بن درستوية نا يعقوب بن سفيان قال فحدثنا أبو اليمان أخبرني شعيب قال ونا الحجاج بن أبي منيع نا جدي جميعا عن الزهري أنا وأخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر المعدل أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمد الأزهري أنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون التاجر أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمد الأزهري أنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون التاجر أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن نا محمد بن يحيى الذهلي ومحمد بن حيوية(1/373)
الإسفرايني قالا نا أبو اليمان أنا شعيب عن الزهري أخبرني عبيد الله (1) بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عبد الله بن عباس (2) أخبره أنه سمع عمر بن الخطاب يسأل الهرمزان عظيم الأهواز وكان نزل على حكم عمر فأسلم فعفا عنه فسأله عمر عن شأن جيوش وقال يعقوب عن جيوش فارس التي بعث كسرى مع شهربراز قال حجاج مع شهيار وعن حديث وقال يعقوب حرب الروم وما الذي سبب من كشف فارس عنهم فقال (3) الهرمزان كان كسرى بعث شهربراز وبعث معه جنود فارس فملك الشام ومصر وخرب عامة حصون الروم وطال (4) زمانه بالشام ومصر وتلك الأرض فطفق كسرى يستبطئه قال يعقوب وقال غير الزهري كان عامل كسرى إذا انتهى إلى حصن من حصونهم ابتنى حصنا بجنب حصنهم فنزل هو وجنده ثم حاصرهم بجنده وعسكره وقاتلهم فكانوا يخلون له الحصن إذا طال (5) حصارهم وانضموا إلى من وراءهم من الحصون عاد الحديث إلى حديث الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس فطفق كسرى يستبطئه ويكتب إليه إنك لو أردت أن تفتح وقال يعقوب بفتح مدينة الروم افتتحتها وقال يعقوب فتحتها ولكنك رضيت بمكانك فأردت طول السلطان فأكثر إليه كسرى من الكتب في ذلك وأكثر شهريزار مراجعته واعتذارا إليه فلما طال ذلك على كسرى كتب إلى عظيم من عظماء فارس مع شهربراز يأمره بقتل وفي حديث وجيه أيقتل شهربراز ويلي أمر الجنود فكتب إليه ذلك العظيم يذكر أن شهربراز جاهد ناصح وأنه هو أنبل وقال يعقوب وهو أمثل الجنود وقال يعقوب بالحرب منه فكتب إليه كسرى يعزم عليه ليقتلنه (6) فكتب أيضا يراجعه ويقول إنه ليس لك عبد مثل شهربراز وإنك لو تعلم ما يوازي من مكايدة وقال حجاج مكيدة الروم عذرته فكتب إليه كسرى يعزم عليه ليقتلنه (6) وليلين أمر الجنود
_________
(1) بالاصل وخع: " أبي عبيد الله " لفظة " أبي " مقحمة فحذفناها
(2) بالاصل: " عباس بن عبد الله " خطأ
(3) عن خع وبالاصل " فقالوا " خطأ
(4) عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 141 وبالاصل " وكان "
(5) عن خع وبالاصل: " كان "
(6) بالاصل " ليقتله " والمثبت عن خع ومختصر ابن منظور(1/374)
فقال يعقوب الجيوش فكتب إليه يراجعه أيضا فغضب كسرى فكتب إلى شهربراز يعزم عليه لتقتلن ذلك العظيم فأرسل شهربراز إلى ذلك العظيم من فارس فأقرأه كتاب كسرى فقال له راجع في فقال له قد علمت وقال يعقوب فقال لقد علمت أن كسرى لا يراجع وقد علمت محبتي إياك ولكنه قد جاءني ما لا أستطيع تركه فقال له ذلك الرجل أفلا تدعني أرجع إلى أهلي فأمر فيهم وقال يعقوب فأمرهم بأمري وأعهد إليهم عهدي فقال بلى وذلك الذي أملك لك فانطلق إلى أهله فأخذ صحائف كسرى الثلاث التي كتب إليه فجعلهن في كمه ثم جاء حتى دخل على شهربراز فدفع (1) إليه الصحيفة الأولى فاقترأها شهربراز زاد وجيه فقال له شهربراز أنت خير مني فدفع وقال يعقوب ثم دفع إليه الصحيفة (2) الثانية فاقترأها فنزل عن مجلسه وقال يعقوب سريرة وقال احبس عليه فأبى أن يفعل ودفع إليه الصحيفة الثالثة زاد يعقوب فقال انت خير مني وقالا فاقترأها فلما فرغ منها وفي حديث وجيه فلما فرغ شهربراز من قراءته قال أقسم بالله لأسوأن كسرى فأجمع شهربراز المكر بكسرى وكاتب هرقل وذكر له أن كسرى قد أفسد فارس وجهز بعوثها وابتليت بملكه وسأله أن يلقاه بمكان نصف (3) يحكمان فيه الأمر ويتعاهدان زاد يعقوب فيه ثم يكشف عنه شهربراز جنود فارس ويخلي بينه وبين السير إلى كسرى فلما جاء كتاب شهربراز دعا رهطا من عظماء الروم فقال لهم حين جلسوا أنا اليوم أحزم الناس أو أعجز الناس وقد أتاني أمر (4) لا تحسبونه وسأعرض عليكم فأشيروا علي فيه ثم قرأ عليهم كتاب شهربراز (5) فاختلفوا عليه في الرأي فقال بعضهم هذا مكر من كسرى وقال حجاج من قبل كسرى وقال بعضهم أراد هذا العبد أن يلقاك خاف كسرى تسميت (6) بك ثم لا يبالي ما لقي فقال هرقل إن الرأي
_________
(1) عن مختصر ابن منظور وبالاصل وخع رسمت: فرفع
(2) ما بين معكوفتين ساقط من الاصل واسدرك عن خع ومختصر ابن منظور
(3) زيادة عن مختصر ابن منظور
(4) زيادة عن خع ومختصر ابن منظور
(5) عن مختصر ابن منظور وبالاصل وخع " شهريار "
(6) كذا وردت العبارة في الاصل وخع لا معنى لها وهي أوضح: أن يلقاك كسرى فيشمت بك(1/375)
ليس حيث ذهبتم إنه مكاتب ما كاتب (1) وقال يعقوب ذهبتم إليه إنه لعمري ما كاتب (1) نفس كسرى بأن يشتم هذا الشتم الذي أجد في كتاب شهربراز وقال يعقوب في الكتاب لشهربراز وما كان شهربراز ليكتب بهذا الكتاب وهو ظاهر على عامة ملكي إلا من أمر وقال يعقوب لأمر حدث بينه وبين كسرى وإني والله لألقينه فكتب إليه هرقل إنه قد بلغني كتابك وفهمت ما ذكرت فيه وإني لاقيك لموعدك (2) مكان وقال يعقوب فموعدك كذا وكذا فاخرج بأربعة آلاف من اصحابك فإني خارج في مثلهم فإذا بلغت مكان كذا زاد يعقوب وكذا فضع ممن معك خمسمائة فإني سأضع بمكان كذا زاد يعقوب وكذا مثلهم زاد وجيه ثم ضع بمكان كذا خمسمائة فإني سأضع بمكان كذا مثلهم حتى نلتقي أنا وأنت في خمسمائة وبعث هرقل الرسل من عنده إلى شهربراز فأمرهم أن يقوموا على ذلك فإن فعل شهربراز لم يرسلوا إليه وإن أبى (3) ذلك عجلوا إليه بكتاب فرأى رأيه ففعل شهربراز وسار هرقل في أربعة آلاف التي خرج بهؤلاء وقال يعقوب لم يضع منهم أحدا حتى التقيا للموعد ومع هرقل أربعة آلاف ومع شهربراز خمسمائة فلما رآهم شهربراز أرسل إلى هرقل أغدرت فأرسل إليه هرقل لم أغدر ولكن خفت الغدر من قبلك وأمر هرقل بقبة ديباج فضربت لهما بين الصفين فنزل هرقل فدخلها (4) ودخل وقال يعقوب وأدخل بترجمانه وأقبل شهربراز حتى دخل عليه فانتحيا وبينهما وقال يعقوب ومعهما ترجمان حتى أحكما أمرهما واستوثق كل واحد منهما بالعهود وقال يعقوب بالعهد والمواثيق حتى إذا فرغا من أمرهما خرج هرقل فأشار إلى شهربراز أن يقتل الترجمان لكي يخفي أمرهما وسرهما فقتله شهربراز ثم انكشف شهربراز (5) فجيش الجنود وسار جيش هرقل إلى كسرى حتى أغار وقال وجيه أغاروا على كسرى ومن بقي معه فكان ذلك أول هلكة كسرى ووفا هرقل لشهربراز بما أعطاه من ترك أرض فارس وسبيها فانكشف
_________
(1) كذا بالاصل وفي خع: ذهبتم إنه طابت
ما طابت
(2) في خع: " بموعدك " وفي مختصر ابن منظور: فموعدك
(3) زيادة عن خع ومختصر ابن منظور
(4) بالاصل: " يدخلها " والمثبت عن خع ومختصر ابن منظور
(5) زيادة عن خع(1/376)
حين ولي وقال حجاج فسدت (1) فارس وقال وجيه (2) وانكشف حين (3) فسدت على كسرى فقتلت فارس كسرى ولحق شهربراز بفارس والجنود التي معه (4) وأخبرناه أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي نا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قالا أنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب حدثني أبو تقي هشام بن عبد الملك بن عمران اليحصبي اليزني نا الوليد بن مسلم حدثني محمد بن مهاجر الأنصاري وذكر له مسير هرقل إلى بيت المقدس فقال إن كسرى وفارس ظهرت على الروم بالشام وما دون خليج القسطنطينية (5) وسار بجنوده حتى نزل بخليجها وأخذ في كبسه (6) بالحجارة والكليس (7) ليتخذوا طريقا يبسا فبينا هو على ذلك إذ بلغه أن ملك الهند وملك الخزر قد خلفاه في بلاده من العراق فانصرف عن القسطنطينية وخلف على ما ظهر عليه من مدائن الشام عاملا (8) في جماعة من أساورته وخيولهم فنزل ذلك العامل حمص وضبط له ما خلفه عليه ومضى كسرى إلى عراقه فإذا الحرب قد نشبت بين ملك الهند وملك الخزر فكتبا إليه كلاهما يسألانه النصرة على كل واحد منهما على أن يرد من والاه على صاحبه جميع ما استباح وشيئا من بلاده ويزيده كذا وكذا فرأى كسرى واساورته أن يظاهر ملك خزر على ملك الهند لجواره ملك خزر ومقارعته إياه في كل يوم ولخرة (9) ملك الهند عليه وتناوله الفرصة منه إذا أمكنته من بعد فوالى كسرى ملك خزر على ملك
_________
(1) عن خع وبالاصل: فصدر
(2) زيادة عن خع
(3) عن خع وبالاصل " جيش "
(4) راجع الحديث بتمامه في المعرفة والتاريخ 3 / 310 - 304 ببعض اختلاف
(5) بالاصل: " القسطنطينة " وقد صححت في كل الخبر (6) كبسه: يقال كبست النهر والبئر كبسا طممتها بالتراب (اللسان - كبس)
(7) عن مختصر ابن منظور وبالاصل وخع " والكليس "
(8) بالاصل وخع: " عاملان " والمثبت عن مختصر ابن منظور والعبارة التالية تثبت صحة ما قررناه
(9) في المطبوعة " لحزة " وفي مختصر ابن منظور: " لجرأة "(1/377)
الهند فقهراه واستنقذا ما كان أصاب من بلاده واستباحا عسكره فخرج مغلوبا مدحورا ورد ملك خزر إلى كسرى ما كان أصاب من بلاده من سبي أو غير ذلك وزاده هدية ثلاثين ألف مملوك وانصرف عنه جنوده فملك كسرى على الثلاثين ألف مملوك الذين خلفهم ملك خزر عنده رجلا وسيرهم إلى ما خلف القسطنطينية وأسكنهم تلك البلاد وهي يومئذ خراب (1) قال أبو تقي فحدثنا الوليد قال قال محمد بن مهاجر الأنصاري فهم اليوم برجان (2) قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن عبد العزيز بن أحمد التميمي أنا أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون بن موسى الغساني القاضي وأبو القاسم عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن بن علي بن يعقوب بن أبي العقب قالا أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب قال قرئ على أبي عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن بشر القرشي نا أبو عبد الله محمد بن عائذ القرشي قال قال الوليد فأخبرني أبو بشر الوليد بن محمد عن ابن شهاب الزهري أن المشركين جادلوا المسلمين بمكة قبل أن يخرجوا منها إلى المدينة وقالوا لهم تقولون إنكم ستغلبونا بالكتاب الذي أنزل على نبيكم فكيف وقد غلبت فارس المجوس الروم أهل الكتاب فسنغلبهم نحن كم غلبت فارس الروم فأنزل الله عز وجل " ألم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون " الآية قال الزهري فأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن أبا بكر حين أنزل الله عز وجل الكتاب لقي رجلا من المشركين فقال إن أهل الكتاب سيغلبون فارس قالوا في كم قال في بضع سنين قالوا فنحن نناجيك (3) على ذلك فناحب (4) فسمى أبو بكر سبع سنين وعقد النجاية (5) وذلك قبل تحريم القمار فلما
_________
(1) الخبر في المعرفة والتاريخ 3 / 305 - 305 باختلاف بعض الالفاظ ومختصر ابن منظور 1 / 142 - 143
(2) كذا انظر أرجان ورخان في معجم البلدان وما أورده فيهما وعنهما بعيد وكتب محقق مختصر ابن منظور: البرجال من ولد يونان من يافث وهي مملكة واسعة
(3) في المطبوعة نناحبك
(4) عن المطبوعة ورسمها بالاصل وخع: " نجابا "
(5) كذا بالاصل وفي المطبوعة: " النحابة "(1/378)
رجع أبو بكر إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأخبره الخبر فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لم فعلت فكل ما دون العشرة (1) فهو من البضع قال مجاهد قد مضت غلبة الروم فارس كما قال في بضع سنين وظهرت عليها على رأس تسع سنين قال عطاء الخراساني عن عكرمة في بضع سنين والبضع ما بين ثلاث إلى العشر في العدد ففرح المؤمنون بظهور الروم وتصديق القرآن قال الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن الروم ظهرت على فارس على رأس تسع سنين وذلك في زمن الحديبية فنحب أبو بكر وفرح بذلك المؤمنون قال مجاهد قوله " يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله " ورسوله (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن بن البغدادي الحافظ أنا أبو منصور محمد بن أحمد بن شكروية القاضي وأبو بكر محمد بن أحمد بن علي السمسار قالوا أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ قوله نا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاء نا عبد الله بن شبيب حدثني محمد بن خالد بن عثمة (2) نا عبد الله بن عبد الرحمن الجمحي عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لأبي بكر في مناحبة قريش ألا احتطت فإن البضع ما بين الثلاث إلى التسع قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد أنا أبو نصر محمد بن أحمد بن الجندي وأبو القاسم عبد الرحمن بن الحسين قالا أنا علي بن يعقوب بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم نا ابن عائذ قال الوليد فأخبرني أسيد الكلابي عن العلاء بن الزبير الكلابي عن أبيه قال رأيت غلبة فارس الروم ثم رأيت غلبة الروم فارس ثم رأيت غلبة المسلمين فارس والروم وظهورهم بالشام والعراق وكل ذلك في خمس عشرة سنة "
_________
(1) عن خع وبالاصل " العشر "
(2) ضبطت عن تقريب التهذيب وفيه: بمثلثة ساكنة قبلها فتحة ويقال إنها أمه(1/379)
باب تبشير المصطفى عليه الصلاة والسلام أمته المنصورة بافتتاح الشام " أخبرنا أبو محمد هبة الله بن عمر بن سهل الفقيه وأبو المظفر عبد المنعم بن الأستاذ أبي القاسم القشيري قالا أنا أو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري أنا زاهر بن أحمد السرخسي أنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي نا أبو مصعب نا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن سفيان بن أبي زهير قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول يفتح اليمن فيأتي قوم يبسون (1) فيتحملون بأهاليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ويفتح العراق فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهاليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون وسقط من كتاب القشيري ذكر الشام أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور السلمي أنا أبو بكر بن المقرئ نا المفضل بن محمد بن إبراهيم أنا أبو مصعب نا مالك عن هشام عن أبيه عن ابن الزبير عن سفيان بن أبي زهير عن النبي (صلى الله عليه وسلم) بمثل معناه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا محمد بن عبد الله بن الحسين وأبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى قالا أنا أبو القاسم البغوي نا محمد بن زنبور أبو صالح المكي حدثني (2) ابن أبي حازم قال ونا أبو موسى الفروي نا أبو ضمرة
_________
(1) بسست الدابة وأبسستها إذا سقتها وزجرتها وهو من كلام أهل اليمن (اللسان - النهاية)
(2) في المطبوعة: " حدثني أبو حازم " وفي خع: كالاصل(1/380)
قال وقرأ على سويدبن سعيد مالك بن أنس كلهم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عسفيان بن أبي زهير قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول يفتح اليمن فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهاليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ويفتح الشام فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهاليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ولم يذكر عيسى العراق وزاد محمد بن عبد الله بن أخي ميمي ويفتح العراق فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون وفي حديث ابن أخي ميمي بأهليهم في المواضع كلها رواه عن هشام بن عروة سفيان بن عيينة وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج وأبو معاوية محمد بن خازم الضرير ومالك بن سعير (1) بن الخمس وأبو ضمرة أنس بن عياض وعبد العزيز بن أبي حازم و (2) سلمة بن دينار وجرير بن عبد الحميد وحماد بن زيد فأما حديث سفيان فأخبرناه أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي الفقيه وأبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس المقرئ قالا انا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن سلامة الستيتي (3) أنا خيثمة بن سليمان أنا عبد الله بن أحمد بن أبي ميسرة (4) نا الحميدي نا سفيان نا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن سفيان بن أبي زهير قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول يفتح الشام فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهاليهم ومن أطاعهم والمدينة خيلهم لو كانوا يعلمون ثم يفتح الشام فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهاليهم
_________
(1) ضبط الاسم سعير بالتصغير وآخره راء وابن الخمس بكسر المعجمة وسكون الميم وسكون الميم بعدها مهملة عن تقريب التهذيب
(2) زيادة اقتضاها السياق
(3) بالاصل وخع " السنتني " خطأ والمثبت عن الانساب وهذه النسبة إلى ستيت مولاة يزيد بن معاوية وذكره فيمن نسب إليها قال: من أهل دمشق يروي عن خيثمة بن سليمان الاطرابلسي ومات سنة 417 في صفر (الانساب)
(4) عن تذكرة الحفاظ 2 / 635 وبالاصل " مشرة " وفي خع " مسرة " وفي المطبوعة: " بن ميسرة "(1/381)
ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون أخبرناه عاليا أبو عبد الله الحسن بن عبد الملك الأديب أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور السلمي أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو سعيد المفضل بن محمد بن إبراهيم الجندي نا محمد بن يحيى وسعيد بن عبد الرحمن قالا أنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن سفيان بن أبي زهير النهري (1) أنه قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول يفتح اليمن فيأتي قوم فيبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون وقال في الشام وفي العراق مثل ذلك وأما حديث ابن جريج فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي نا عبد الرزاق أنا ابن جريج أخبرني هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن سفيان بن أبي زهير النهري (1) قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول يفتح اليمن فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهاليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون (2) وأخبرناه أبو عبد الله الخلال أنا إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن المقرئ أنا المفضل بن محمد نا أبو حمة نا أبو قرة قال ذكر ابن جريج عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن سفيان بن أبي زهير عن النبي (صلى الله عليه وسلم) بمثله وأما حديث أبي معاوية فأخبرناه أبو محمد بن الأكفاني وأبو المعالي ثعلب بن جعفر بن أحمد السراج قالا أنا عبد الدائم بن الحسن بن عبيد الله أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أبو العباس عبد الله بن عتاب بن الزفتي نا أحمد بن أبي
_________
(1) كذا بالاصل وخع وفي تقريب التهذيب: الازدي من أزد شنوءة صحابي يعد في أهل المدينة
وفي أسد الغابة: وقيل إنه نميري وقيل نمري والاول أكثر ولا يختلفون أنه من أزد شنوءة
(2) زيد في خع: ثم يفتخ الشام فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهاليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون(1/382)
الحواري نا أبو معاوية نا هشام عن أبيه عن ابن الزبير عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يفتح الشام فيخرج ناس من أهل المدينة إليها يبسون والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون (1) ويفتح العراق فيخرج ناس من المدينة إليها يبسون والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ويفتح اليمن فيخرج إليها ناس من المدينة إليها يبسون والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون وأما حديث مالك بن سعير فأخبرناه أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر أحمد من منصور المغربي أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد الجوز في (2) أنا أبو حامد بن الشرقي نا أبو علي سختوية بن مازيار مولى بني هاشم نا مالك بن سعير نا هشام بن عروة عن أبيه عن ابن الزبير عن سفيان بن أبي زهير قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يفتح اليمن فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ثم يفتح العراق فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهاليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ثم يفتح الشام فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهاليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون وأما حديث أبي ضمرة فأخبرناه أبو بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين بن علي الشيروي في كتابه وأخبرنا عنه أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن حبيب العامري وأبو منصور برغش (3) بن عبد الله عتيق محمد بن نصر القاضي أنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي وأخبرناه أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي (4) أنا أبو طاهر الفقيه وأبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو سعيد بن أبي عمرو وأخبرنا أبو سعد عبد الرحمن بن أبي القاسم بن أبي سعيد الحصيري الفقيه الشافعي بالري أنا أبو عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد الثقفي بأصبهان أنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي
_________
(1) ما بين معكوفتين سقط من خع
وفي المطبوعة سقطت العبارة المتعلقة بفتح العراق
(2) بفتح الجيم وسكون الواو وفتح الزاي هذه النسبة إلى جوزق من نواحي نيسابور (الانساب - ياقوت)
(3) في المطبوعة: بزغش
(4) ما بين معكوفتين سقط من المطبوعة 1 / 367 وفي خع كالاصل(1/383)
وأخبرناه أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر أحمد بن منصور المغربي أنا أبو بكر الجوزمي قالوا نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم نا أبو ضمرة أنس بن عياض عن هشام بن عروة قال الجوزقي وأنا أبو القاسم عبيد الله بن إبراهيم بن بالوية نا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب بن حبيب بن مهران الفراء العبدي أخبرني أبي عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن سفيان بن أبي زهير قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول بهذا نحوه وأما حديث ابن أبي حازم فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران بن موسى بن الجراح بن الجندي نا يحيى بن محمد بن صاعد نا محمد يعني ابن زنبور نا عبد العزيز بن أبي حازم عن هشام عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن سفيان بن أبي زهير المزني (1) أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو يقول يفتح اليمن فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم من أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون لم يزد وأما حديث جرير بن عبد الحميد فأخبرتنا به أم المجتبى فاطمة بنت ناصر بن الحسن (2) العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور السلمي وأنا حاضرة أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى الموصلي نا أبو خيثمة نا جرير بن عبد الحميد نا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير حدثني سفيان بن أبي فلان قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول يفتح اليمن فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون وأما حديث حماد بن زيد فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا يونس نا حماد يعني ابن زيد عن هشام بن عروة عن أبيه عروة عن عبد الله بن الزبير عن سفيان بن أبي زهير قال ابن الزبير أخبرت أنه بالموسم فأتيته فسألته فأخبرني فقال
_________
(1) كذا ورد هنا بالاصلين وتقدم فيه " الازدي " تقريب التهذيب
(2) كذا بالاصل وخع وفي المطبوعة: الحسين(1/384)
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول يفتحون الشام فيجئ أقوام يبسون قالها كلها فيجيئوا وقال يبسون أخبرنا أبو القاسم (1) بن السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن هبة الله الطبري أنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد السماك أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن البراء قال قال علي بن المديني في حديث (2) سفيان بن أبي زهير عن النبي (صلى الله عليه وسلم) يفتح الشام فيأتي قوم يبسون رواه هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن سفيان بن أبي زهير النمري (3) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ورواه ابن عينية فلم يقم إسناده قال عن أبي زهير ورواه جرير أيضا عنه فلم يقمه قال عن سفيان بن ابي العوجاء ورواه أبو معاوية عن هشام بن عروة فقال عن سفيان بن عبد الله الثقفي ورواه وهيب فجوده فقال عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن سفيان بن أبي زهير النمري وهو الصواب ورواه مالك وأقام إسناده كما رواه وهيب عن هشام بن عروة واسم أبي زهير العرر (4) كذا قال وإنما هو القرد أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل عمر بن عبيد الله بن عمر بن علي بن محمد بن البقال المقرئ أنا القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن عثمان بن إبراهيم أنا أبو علي الحسن بن محمد بن موسى بن إسحاق القاضي الأنصاري أنا أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد قال
_________
(1) الزيادة عن خع
(2) ما بين معكوفتين سقط من الاصل وخع واستدرك عن المطبوعة
(3) كذا انظر ما تقدم فيه وربما كان في أجداده من اسمه نمر أو نمير فنسب إليه ولا خلاف بينهم أنه من أزد شنوءة
(4) كذا رسمها بالاصل وفي خع: " الغور "(1/385)
سمعت علي بن المديني في حديث بن أبي زهير يفتح اليمن قال اسم أبي زهير هذا القرد من أزد شنوءة أخبرنا أبو بكر بن أبي نصر اللفتواني أنا أبو صادق محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد الفقيه الاصبهاني أنا أبو الحسن أحمد بن أبي بكر محمد بن زنجوية العدل أنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري قال ومما يشكل قوله (صلى الله عليه وسلم) في ذكر أهل المدينة ثم يجئ قوم يبسون (1) بأهل المدينة ليذهبوا معهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون وقد خلطوا فيه ورواه ينشئون ذهبوا إلى النشئ والصواب يبسون بالضم أو يبسون بفتح الياء والسين غير معجمة يقال أبسست بالرجل إذا دعوته إلى طعام أو غيره وأصله من أبسست بالناقة إذا دعوتها للحلب ويقال بسست وأبسست لغتان وأنشدنا نفطوية * ولم يك فيها للمبسين محلب وهو من أبس وفي مثل للعرب لا أفعل ذلك ما أبس عبد بناقة (2) وفي مثل آخر الإيناس قبل الإبساس وقال أبو سعيد المكفوف إنما هو يبسون أو يبسون يعني (3) يسيحون في الأرض وأنشد * وانبس حيات الكثيب الأهيل (4) وقد جاء حديث سفيان بن أبي زهير من وجه آخر بلفظ آخر أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي الوزير أنا عبد الله بن محمد البغوي نا عبد الله بن مطيع نا إسماعيل بن جعفر عن يزيد بن خصيفة أن بسر (5) بن سعيد أخبرهم أنه سمع في مجلس
_________
(1) في خع: فيبسون
(2) هو من طوافه حولها ليحلبها (اللسان: بسس)
(3) اللسان: أبو سعيد: يبسون أي يسيحون في الارض ولم يذكر الشعر
(4) اللسان (بسس) : ذكره شاهدا على قوله: وانبست الحية: انسابت على وجه الارض
انظر الحاشية السابقة
(5) بالاصل وخع " بشر " والصواب: " بسر " عن مختصر ابن منظور 1 / 144 وهو بسر بن سعيد المدني العابد مولى ابن الحضرمي ثقة (تقريب التهذيب) وسيرد صوابا في الحديث التالي(1/386)
الشنئيين (1) يذكرون أن سفيان بن أبي زهير أخبرهم أن فرسه أعيت عليه بالعقيق وهم في بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (2) فرجع إليه يستحمله فزعم سفيان كما ذكروا أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خرج يبتغي له بعيرا فلم يجده إلا عند أبي جهم بن حذيفة العدوي فسامه فقال أبو جهم لا أبيعكه يا رسول الله ولكن خذه فاحمل عليه من شئت فزعم أنه أخذه منه ثم خرج حتى إذا بلغ بئر الإهاب (3) زعم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال يوشك البنيان أن يبلغ هذا المكان ويوشك الشام أن يفتح فيأتيه رجال من أهل هذا البلد ويعجبهم ريفه ورخاؤ فيسيرون والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون إن إبراهيم عليه السلام دعا لأهل مكة وإني أسأل الله أن يبارك لنا في صاعنا ومدنا وأن يبارك لنا في مدينتنا بما بارك لأهل مكة أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الجنزرودي أنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن خزيمة أنا جدي نا علي بن حجر نا إسماعيل بن جعفر نا يزيد بن خصيفة أن (4) بسر بن سعيد أخبره أنه سمع في مجلس الشنائيين (5) يذكرون أن سفيان قال إسماعيل أراه ابن أبي القرد أخبره أن فرسه أعيت عليه وهو بالعقيق وهو في بعث بعثهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فرجع إليه يستحمله فزعم سفيان كما ذكروا أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خرج معه يبتغي له بعيرا فلم يجده إلا عند أبي جهم بن حذيفة العدوي فسامه به فقال له أبو جهم لا أبيعك يا رسول الله ولكن خذه فاحمل عليه من شئت فزعم أنه أخذه منه ثم خرج معه حتى إذا بلغ بئر الإهاب زعم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال يوشك البنيان أن يبلغ هذا المكان ويوشك الشام أن يفتتح فيأتيه رجال من أهل هذا البلد فيعجبهم ريفه ورخاؤه فيسيرون حواميهم والمدينة خير لو كانوا يعلمون إن إبراهيم دعا لأهل مكة وإني أسأل الله أن يبارك لنا في صاعنا وأن يبارك لنا في مدنا كما بارك لأهل مكة
_________
(1) بالاصل: السنيين نسبة إلى شنوءة: شنئي انظر اللسان والقاموس (شنأ)
(2) زيادة عن خع ومختصر ابن منظور
(3) موضع قرب المدينة (ياقوت)
(4) عن خع وبالاصل " بن " تحريف
وفي خع: " بشر " بدل " بسر "
تحريف
(5) بالاصل " الشتاينين " والصواب ما أثبت جمع شنائي نسبة إلى شنوءة (انظر اللسان والقاموس: شنأ) وقد تقدم: شنئي نسبة إلى شنوءة على القياس
والنسبتان صحيحتان(1/387)
رواه أحمد بن حنبل عن سليمان بن داود الهاشمي عن إسماعيل بن جعفر (1) أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان وأبو طاهر أحمد بن محمد بن إبراهيم القصاري وأخبرنا أبي عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم بن القصاري (2) أنا أبي أبو طاهر قالا أنا إسماعيل بن الحسن بن عبد الله بن الهيثم بن هشام الصرصري نا الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاء نا فضل الأعرج نا يعقوب بن إبراهيم عن أبيه عن صالح قال قال سعيد بن أبي هلال حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي الرياب أن أبا ذر قال استعيذوا بالله من زمن التباغي وزمن التلاعن قالوا وما ذاك قال لا تقوم الساعة حتى يكون قتال قوم (3) دعوتهم دعوة جاهلية فيقتل بعضهم بعضا ولا تقوم الساعة حتى توقف العربية التي تنتسب إلى سبعة آباء بالأسواق لا يمنع الرجل أن يبتاعها إلا حموشة (4) ساقيها وكان يقال المحروم من حرم غنيمة كلب قال وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أول الناس هلاكا قريش وأول قريش هلاكا أهل بيتي قال ويقال اشتكي إليه وباء المدينة فقال اللهم انقل وباءها إلى مهيعة (5) اللهم حببها إلينا ضعف ما حببت إلينا مكة قال ويقال استقبل الشام فقال يفتح (6) ما هاهنا فيبس الناس إليه بسا ويفتح المشرق فيبس الناس إليه بسا والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون وبورك لهم في صاعهم ومدهم
_________
(1) انظر مسند أحمد 5 / 219 - 220
(2) بفتح القاف والصاد المهملة هذه النسبة إلى القصار وهو الذي يقصر الثياب وهو اسم جد كان يستعمل هذا الشغل (الانساب)
(3) عن المطبوعة
(4) الحموشة: الدقة
(5) مهيعة: الحجفة أو قريب منها تقع على طريق المدينة من مكة وهي ميقات أهل مصر والشام
(6) زيادة عن خع(1/388)
وقال من صبر على لأوائها وشدتها كنت له شهيدا يوم القيامة (1) أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي أنا أبو محمد عبد الله بن محمد الصريفيني أنا محمد بن عمر بن علي بن خلف الوراق نا عبد الله بن سليمان بن الأشعث نا أحمد بن صالح نا أسد بن موسى نا معاوية حدثني ضمرة أن ابن زغب الأيادي حدثه قال نزل علي عبد الله بن حوالة الأزدي فقال بعثنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لنغنم على أقدامنا فرجعنا فلم نغنم شيئا وعرف الجهد في وجوهنا فقام فينا فقال اللهم لا تكلهم إلي فأضعف عنهم ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا (2) عنها ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم ثم قال لتفتحن الشام والروم وفارس أو الروم وفارس حتى يكون لأحدكم من الإبل كذا وكذا ومن البقر كذا وكذا وحتى يعطى أحدكم مائة دينار فيسخطها ثم وضع يده على رأسي وعلى هامتي ثم قال يا ابن حوالة إذا رأيت الخلافة نزلت الأرض المقدسة فقد دنت الزلازل والبلاء والأمور العظام والساعة يومئذ أقرب إلى الناس من هذه من رأسك أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد بن عبد الواحد الاصبهاني وأم المجتبى فاطمة بنت ناصر بن الحسن العلوية قالا أنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي أنا أبو بكر بن المقرئ أنا ابن قتيبة نا حرملة نا ابن وهب حدثني معاوية بن صالح عن ضمرة بن حبيب عن ابن زغب الأيادي قال ابن حوالة الأزدي صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعني علي قال بعثنا حول المدينة لنغنم فقدمنا ولم نغنم شيئا فلما رأى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذي بنا من الجهد قالا اللهم لا تكلهم إلي فأضعف عنهم ولم تكلهم إلى الناس فيهونوا عليهم ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها ولكن توحد بأرزاقهم ثم قال لتفتحن عليكم الشام ولتقتسمن كنوز فارس والروم وليكونن لأحدكم من المال كذا وكذا وحتى أن أحدكم ليعطى مائة دينار فيسخطها قال ثم وضع يده على رأسي فقال يا ابن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة فقد دنت الزلازل والفتن والساعة أقرب من يدي هذه من رأسك
_________
(1) بعده في المطبوعة: آخر الجزء السادس
(2) عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 145 وبالاصل: فيعجز(1/389)
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو القاسم الشحامي قالا أنا أبو بكر البيهقي وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قالا أنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح أن ضمرة بن حبيب حدثه عن ابن زغب الإيادي قال نزل (1) بي عبد الله بن حوالة صاحب النبي (صلى الله عليه وسلم) وقد بلغنا أنه فرض له في المائتين فأبى إلا مائة قال قلت أحق ما بلغنا أنه فرض لك في مائتين فأبيت إلا مائة فوالله ما منعه وهو نازل علي أن يقول لا أم لك أو لا يكفي ابن حوالة مائة في كل عام ثم أنشأ يحدثنا عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعثنا على أقدامنا حول المدينة لنغنم فقدمنا ولم نغنم شيئا فلما رأى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذي بنا من الجهد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اللهم لا تكلهم إلي فأضعف عنهم ولا تكلهم إلى الناس فيهونوا عليهم ويستأثروا عليهم ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها ولكن توحد بأرزاقهم ثم قال لتفتحن لكم الشام ثم لتقتسمن لكم كنوز فارس والروم وليكونن لأحدكم من المال كذا وكذا وحتى إن أحدكم ليعطى مائة دينار فيسخطها ثم وضع يده علي فقال يا ابن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة فقد أتت الزلازل والبلابل والأمور العظام والساعة أقرب إلى الناس من يدي هذه إلى رأسك أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه وحدثني عنه أبو مسعود الاصبهاني أنا أبو نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد نا أبو يزيد القراطيسي نا أسد بن موسى قال ونا بكر بن سهل نا عبد الله بن صالح قالا نا معاوية بن صالح أن ضمرة بن حبيب حدثه عن ابن زغب الإيادي قال نزل بي عبد الله بن حوالة الأزدي صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأنشأ يحدثنا عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعثنا على اقدامنا حول المدينة لنغنم فقدمنا ولم نغنم شيئا فلما رأى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذي بنا من الجهد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اللهم لا تكلهم إلي فأضعف عنهم ولا تكلهم إلى الناس فيهونوا عليهم ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها ولكن توحد بأرزاقهم ثم
_________
(1) زيادة عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 145(1/390)
قال ليفتحن لكم الشام ثم لتقتسمن كنوز فارس والروم وليكونن لأحدكم من المال كذا وكذا حتى إن أحدكم ليعطى مائة دينار فيسخطها ثم وضع يده على رأسي فقال يا ابن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة فقد أتت الزلازل والبلايا والأمور العظام والساعة اقرب إلى الناس من يدي هذه من راسك أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الله بن أحمد بن رضوان وأبو علي الحسن بن المظفر بن السبط وابو غالب أحمد بن الحسن بن البنا قالوا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو بكر بن مالك القطيعي نا بشر بن موسى الأسدي نا هوذة (1) بن خليفة نا عوف عن ميمون يعني ابن أستاذ (2) حدثني البراء بن عازب قال لما كان حيث أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بحفر الخندق عرضت لنا في بعض الخندق صخرة عظيمة شديدة لا تأخذ فيها المعاول فاشتكينا ذلك إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فجاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلما رآها ألقى ثوبه واخذ المعول فقال بسم الله ثم ضرب ضربة فكسر ثلثها وقال الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام والله إني لأبصر قصورها الحمر الساعة ثم ضرب الثانية فقطع الثلث الآخر فقال الله أكثر أعطيت مفاتيح (3) فارس والله إني لأبصر قصر المدائن الأبيض ثم ضرب الثالثة وقال بسم الله فقطع بقية الحجر وقال الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذه الساعة رواه أحمد بن حنبل عن غندر عن عوف ورواه أبو زرعة الدمشقي عن هوذة أخبرنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى بن علي القرشي قاضي دمشق أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الخلعي (4) بمصر أنا أبو العباس الإشبيلي
_________
(1) ضبطت عن تقريب التهذيب
ترجمته
(2) تقريب التهذيب في ترجمة: قيل هو ميمون أبو عبد الله
وفي ترجمة: ميمون أبو عبد الله البصري مولى ابن سمرة وقيل اسم أبيه أستاذ
من الرابعة
ولم يجده محقق المطبوعة وجاء في حاشيته: لم ميمون بن أستاذ ولعله ابن سياه
(كذا قال)
(3) عن هامش الاصل
(4) ضبطت عن التبصير(1/391)
وهو أحمد بن محمد بن الحاج نا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عثمان الإمام إملاء نا أبو عبد الله عبد الكريم بن إبراهيم بن حيان (1) نا الحسين بن الفضل بن أبي حديدة قال سمعت ضمرة بن ربيعة القرشي الرملي يقول سمعت يحيى بن أبي عمرو الشيباني يقول سمعت عمرو بن عبد الله الحضرمي يقول سمعت أبا أمامة الباهلي يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إن الله استقبل بي الشام وولى ظهري اليمن فقال لي يا محمد إني جعلت ما وراءك مددا لك (2) وجعلت ما تجاهك عصمة لك ورزقا ثم قال والذي نفسي بيده لا يزال الله يزيد الإسلام وأهله وينقص الشرك وأهله حتى يسير الراكب بين النطفتين لا يخشى إلا جورا يعني جور السلطان قيل يا رسول الله وما النطفتان قال بحر المشرق والمغرب قال وقال النبي (صلى الله عليه وسلم) والذي نفسي بيده والذي نفسي بيده ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل أخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ في كتابه ثم حدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد المعدل عنه أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ نا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني نا سلامة بن ناهض المقدسي نا عبد الله بن هانئ (3) عن أبي أمامة الباهلي قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن الله استقبل بي الشام وولى ظهري اليمن وقال لي يا محمد جعلت ما تجاهك غنيمة ورزقا وما خلف ظهرك مددا ولا يزال الإسلام يزيد وينقص الشرك وأهله حتى تسير المرأتان لا تخشيان إلا جورا ثم قال والذي نفسي بيده لا تذهب الأيام والليالي حتى يبلغ هذا الدين مبلغ هذا النجم أخبرناه عاليا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي أن الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد أنا محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن الفضل الديبلي نا أبو عمير نا ضمرة عن السيباني عن عمرو بن
_________
(1) عن خع وبالاصل " حبان "
(2) زيادة عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 146
(3) بعده في خع: بن عبد الرحمن بن أبي عباة نا ضمرة بن ربيعة عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني عن عمرو بن عبد الله الحضرمي عن أبي أمامة الباهلي(1/392)
عبد الله الحضرمي عن أبي أمامة قال قال النبي (صلى الله عليه وسلم) إن الله استقبل بي الشام واستدبر بي اليمن فقال لي يا محمد إن جعلت لك ما تجاهك غنيمة ورزقا وما خلف ظهرك مددا ولا يزال الله يزيد الإسلام وأهله وينقص الشرك وأهله حتى يسير الراكب بين النطفتين لا يخشى إلا جورا وليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل وفي الحاشية يعني به القبلتين وهذا وهم إنما يريد به ما بين البحر والفرات كذا قال لنا أبو جعفر وإنما يرويه ابن فراس عن عباس بن محمد العسقلاني عن أبي عمير وروي هذا الحديث من وجه آخر عن عمرو بن عبد الله عن جبير بن نفير عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مرسلا أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي قالا أنا عبد الدائم بن الحسن بن عبيد الله بن عبد الله أنا عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي نا أبو بكر محمد بن خريم نا هشام نا إسماعيل بن عياش حدثني يحيى بن أبي عمرو السيباني (1) عن عمرو (2) بن عبد الله السيباني عن جبير بن نفير الحضرمي أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إن الله تعالى استقبل بي الشام وولا ظهري اليمن وقال لي يا محمد إني جعلت ما تجاهك غنيمة ورزقا وجعلت لك ما وراءك مددا والذي نفسي بيده لا يزال الله يزيد الإسلام وأهله وينقص الكفر وأهله حتى يسير الراكب ما بين النطفتين لا يخشى إلا جورا والذي نفسي بيده ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الشافعي نا محمد بن عبد الله الأسدي نا عمرو بن عثمان نا أبي نا محمد بن عبد الرحمن بن عرق نا عبد الله بن بسر قال
_________
(1) هذه النسبة - بفتح السين المهملة وسكون الياء - إلى سيبان بطن من حمير
قال محمد بن حبيب: كل شئ في العرب شيبان إلا في حمير فإن فيها سيبان (الانساب)
وفي المطبوعة الشيباني
(2) كذا بالاصل وخع: وفي الانساب (السيباني في ترجمة الذي قبله) يروي عن عمر بن عبد الله الحضرمي
وفي المطبوعة: عمرو بن عبد الله الشيباني(1/393)
أهديت للنبي (صلى الله عليه وسلم) شاة والطعام يومئذ قليل فقال لأهله اطبخوا هذه الشاة وانظروا إلى هذا الدقيق فاخبزوه واطبخوا وأثردوا (1) عليه قال وكانت للنبي (صلى الله عليه وسلم) قصعة يقال لها الغراء يحملها أربعة رجال فلما أصبح وسبح الضحى أتي بتلك القصعة والتقوا عليها فإذا كثر الناس جثا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال الأعرابي ما هذه الجلسة فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) إن الله جعلني عبدا كريما لم يجعلني جبارا عنيدا ثم قال كلوا من جوانبها ودعوا ذروتها يبارك الله فيها ثم قال خذوا فكلوا فوالذي نفس محمد بيده لتفتحن عليكم أرض فارس والروم حتى يكثر الطعام (2) ولا يذكر اسم الله عليه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي أنا عبد الله بن محمد نا منصور بن أبي مزاحم نا يحيى بن حمرة عن عروة بن رويم حدثني شيخ من جرش (3) حدثني سليمان قال كنت جالسا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في عصابة من اصحابه فجاءت عصابة فقالوا يا رسول الله إنا كنا قريب عهد بالجاهلية كنا نصيب من الزنا فائذن لنا في الخصاء فكره رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مسألتهم حتى عرف ذلك في وجهه ثم جاءت عصابة أخرى فقالوا يا رسول الله إنا كنا قريب عهد بالجاهلية كنا نصيب من الآثام فائذن لنا في الجلوس نصوم ونقوم حتى يدركنا الموت فسر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بمسئلتهم حتى عرف البشر في وجهه وقال إنكم ستجندون أجنادا وستكون لكم ذمة وخراج وأرض يفتحها الله لكم منهما يكون على شفير البحر مدائن وقصور فمن أدرك ذلك منكم فاستطاع منكم أن يحبس نفسه في مدينة من تلك المدائن أو قصر من تلك القصور حتى يدركه الموت فليفعل أخبرنا أبو علي الحداد إجازة وحدثني أبو مسعود الاصبهاني عنه أنا أبو نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد الطبراني نا عمرو بن إسحاق بن العلاء بن زبريق (4) الحمصي نا أبو علقمة نصر بن خزيمة بن جنادة أن أباه حدثه عن نصر بن علقمة
_________
(1) عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 146 وبالاصل: وأبردوا
(2) زيادة عن خع ومختصر ابن منظور
(3) من مخاليف اليمن من جهة مكة وجرش بالتحريك اسم مدينة عظيمة كانت وهي الان خراب وهي في شرقي جبل السواد من أرض البلقاء وحوران من عمل دمشق (معجم البلدان)
(4) ضبطت عن تقريب التهذيب بكسر الزاي وسكون الموحدة(1/394)
عن أخيه محفوظ بن علقمة عن ابن عائذ قال قال جبير بن نفير عن عوف بن مالك أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لأصحابه الفقر تخافون أو العوز أو تهمكم الدنيا إن الله عز وجل فاتح (1) لكم أرض فارس والروم ويصب عليكم الدنيا صبا حتى لا يزيغكم إلا هي أنبأنا أبو علي وحدثني عنه أبو مسعود أنا أبو نعيم نا سليمان الطبراني نا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة نا أبي قال ونا الطبراني نا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة نا حيوة بن شريح قالا نا بقية بن الوليد عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن عوف بن مالك أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قام في أصحابه فقال الفقر تخافون أم العوز أم تهمكم الدنيا فإن الله فاتح لكم أرض فارس والروم ويصب عليكم الدنيا صبا أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني أنا سهل بن بشر الإسفرايني أنا أبو الحسن محمد بن محمد بن الطفال أنا القاضي أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عبد الله الذهلي نا محمد بن عبدوس نا أبو همام السكوني حدثني سعيد بن أبي سعيد الزبيدي حمصي حدثني أيوب بن سليمان بن أيوب السكوني نا عمرو بن قيس بن ثور السكوني قال سمعت المشهل (2) بن عبد الله السكوني يقول سمعت عمر بن الخطاب يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إنها ستفتح عليكم الشام (3) وتجدون فيها بيوتا يقال لها الحمامات هي حرام على رجال أمتي إلا بأزر وعلى نساء أمتي إلا نفساء أو سقيمة أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا أبو أحمد الزبيري نا مسرة (4) بن معبد عن إسماعيل بن عبيد الله قال قال معاذ بن جبل سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول
_________
(1) في المطبوعة: " فاء لكم "
(2) كذا بالاصل وخع وفي المطبوعة: المشمعل
(3) الاصل مطموش وما أثبت عن خع
(4) ضبطت نصا في تقريب التهذيب بفتح أوله وثانيه وتشديد الراء(1/395)
ستهاجرون إلى الشام فتفتح لكم ويكون فيكم داء كالدمل أو كالحرة يأخذ بمراق (2) الرجل يستشهد الله به أنفسهم ويزكي به أعمالهم هذا منقطع بين إسماعيل ومعاذ أنبأنا أبو علي الحداد وحدثني أبو مسعود عنه أنا أبو نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد نا محمد (3) بن النضر الأزدي نا علي بن حرب بن بري قال ونا سليمان نا موسى بن هارون نا سليمان بن راهويه قال سليمان وحدثنا أحمد بن حماد بن زغبة نا موسى بن هارون وأخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي (4) أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو نعيم الحافظ نا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني نا أحمد بن حماد بن زغبة نا موسى بن هارون البردي (5) قالوا أنا محمد بحرب نا أبو سلمة سليمان بن سليم عن يحيى بن جابر حدثني ابن أخي أبي أيوب أن أبا أيوب كتب إليه يخبره أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال ستفتح عليكم الشام وسيضرب عليكم بعوث يكره الرجل فيها البعث ثم يتخلف عن قومه ثم يتبع القبائل فيقول من أكفيه من أكفيه (5) ألا وذاك الأجير إلى آخر قطرة من دمه أخبرنا أبو الحسن الفقيه نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد نا أبو القاسم تمام بن محمد أنا أبو زرعة وابو بكر محمد وأحمد ابنا عبد الله قالا نا أبو أيوب سليمان بن محمد الخزاعي نا هشام بن خالد نا الحسن بن يحيى الخشني (7) نا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن كثير بن مرة عن معاذ بن
_________
(1) المراق: ما رق من أسفل البطن (اللسان والنهاية)
(2) كذا بالاصل وخع وفي المطبوعة " أحمد "
(3) ضبطت عن التبصير
(4) بضم الباء وسكون الراء هذه النسبة إلى البرد وهو نوع من الثياب
والمشهور بهذه النسبة موسى بن هارون البردي وإنما قيل له البدي لبردة لبسها (الانساب)
(5) عن مختصر ابن منظور 1 / 147 وبالاصل: من أكفه من أكفه
(6) بضم الخاء وفتح الشين هذه النسبة إلى قبيلة وقرية
والحسن ينتسب إلى خشين القبيلة فهي بطن من قضاعة وهو خشين بن النمر بن وبرة (الانساب)(1/396)
جبل قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تنزلون منزلا يقال له الجابية (1) أو الجويبية يصيبكم فيه داء مثل غدة الجمل يستشهد الله به أنفسكم وذراريكم ويزكي به أموالكم أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدوية المزكي أنا عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي أنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب بن فناكي نا محمد بن هارون الروياني نا محمد بن إسحاق نا علي بن بحر نا عبد المهيمن يعني ابن عباس بن سهل بن سعد قال سمعت أبي يذكر عن سهل بن سعد أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يقول اتقوا الله يا عباد الله فإنكم إن اتقيتم الله أشبعكم من خبز الشام وزيت الشام أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن عبد الله بن سعيد نا السري بن يحيى بن شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمر عن عطية عن اصحاب علي عن علي وعن الضحاك عن ابن عباس في قول الله عز وجل " وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها " الآية إلى قوله عز وجل " على كل شئ قدير " (2) المغانم فتوح من لدن خيبر " تأخذونها " وتغنمون ما فيها عجل لكم من ذلك خيبر " وكف أيدي الناس قريش " عنكم " بالصلح يوم الحديبية " ولتكون آية للمؤمنين " شاهدا على ما بعدها ودليلا على إنجازها " وأخرى لم تقدروا عليها " على علم وقتها أفيئها عليكم فارس والروم " قد أحاط الله بها " قضى الله بها لكم منها الأيام والقوادس (3) والواقوصة (4) والمدائن والحمر (5) بالشام ومصر والضواحي فاجتمعت هذه الصفات فيمن قاتل فارس والروم وسائر الأعاجم ذلك الزمان أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو سعيد بن أبي عمرو نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا الحسن بن علي بن عفان نا يحيى بن آدم حدثني
_________
(1) الجابية: قرية كانت من أعمال دمشق قرب مرج الصفر (ياقوت)
(2) سورة الفتح الاية: 20
(3) القوادس جمع القادسية التي عند الكوفة (ياقوت)
(4) الواقوصة: واد بالشام بأرض حوران نزله المسلمون أيام أبي بكر الصديق على اليرموك لغزو الروم (ياقوت)
(5) الحمر جمع الحمراء وهي في سبعة مواضع (انظر معجم البلدان: حمراء)(1/397)
عبد السلام بن حرب عن شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى في قوله تعالى " وأثابهم فتحا قريبا " قال خيبر قال " وأخرى لم تقدروا عليها " (1) قال فارس والروم " أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا أبو الحسن أحمد بن معروف الخشاب أنا حارث بن أبي أسامة نا محمد بن سعد (2) نا عفان بن مسلم وهاشم بن القاسم قالا نا شعبة قال قال الحكم أخبرني عبد الرحمن بن أبي ليلى في قول " وأثابهم فتحا قريبا " قال خيبر " وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها " قال فارس والروم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وعلي بن عبد السيد بن محمد بن الصباغ وأبو العباس أحمد بن علي بن الحسن بن نصر بن الباحمشي (3) وأبو النجم بدر بن عبد الله الشيحي (4) قالوا أنا أبو محمد الصريفيني أنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة نا أبو القاسم البغوي نا علي بن الجعد أنا شعبة عن سماك يعني الحنفي قال سمعت ابن عباس يقول في هذه الآية " وأخرى لم تقدروا عليها " قال ما فتح الله من هذه الفتوح أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيوية أنا أبو القاسم عبد الوهاب بن أبي حية أنا أبو عبد الله محمد بن شجاع الثلجي أنا أبو عبد الله محمد بن عمر الواقدي (5) في قوله " وأخرى لم تقدروا عليها " قال فارس والروم ويقال مكة أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ نا عبد الرحمن بن الحسن القاضي نا إبراهيم بن الحسين نا آدم بن أبي إياس نا ورقاء
_________
(1) سورة الفتح الاية: 18
(2) الخبر في طبقات ابن سعد 2 / 115 في غزوة خيبر
(3) الباحمشي نسبة إلى باحمشا قرية بين أوانا والحظيرة (معجم البلدان)
(4) الشيحي بكسر الشين وسكون الياء هذه النسبة إلى شيحة وهي قرية من قرى حلب
(5) مغازي الواقدي 2 / 622(1/398)
عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال قوله " أولي بأس شديد " (1) قال هم فارس والروم أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة أنا أبو منصور النضروي نا أحمد بن نجدة نا سعيد بن منصور نا هشيم نا منصور عن الحسن قال هم فارس والروم
_________
(1) سورة الفتح الاية: 16(1/399)
" باب سرايا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى الشام وبعوثه الأوائل وهي غزوة دومة الجندل وذات أطلاح وغزوة مؤتة وذات السلاسل " ذكر أبو عبد الله محمد بن عمر بن واقد الواقدي في كتاب الصوائف الذي صنفه أن غزوة دومة الجندل أول غزوات الشام قال وهي من المدينة على ثلاث عشرة مرحلة ومن الكوفة على عشر مراحل في برية مرت ومن دمشق على عشر مراحل (1) قال وهي أرض نخل وزرع يسقون على النواضح وحولها عيون قليلة وزرعهم الشعير وهي مدينة عليها سور ولها حصن عادي مشهور في العرب يدعى مارد والثانية مؤتة والغزوة الثالثة تبوك والغزوة الرابعة غزوة أسامة بن زيد يبنى (2) من أرض فلسطين في سنة عشر والغزوة الخامسة غزوة أسامة بن زيد آبل الزيت في سنة إحدى عشرة وهي التي أمره عليها (صلى الله عليه وسلم) وهو مريض فغزاها بعد وفاته (صلى الله عليه وسلم) ولم أجد أحدا من العلماء فرق بين غزوة يبنى وبين غزوة آبل الزيت غير الواقدي وقد ذكر في كتاب المغازي الذي صنفه حديث الأمر بالغارة على يبنى في جملة قصة إنفاذ أبي بكر رضي الله عنه لجيش أسامة وإغارته على آبل الزيت وعندي أنهما غزوة واحدة أغار فيها على الموضعين جميعا والله أعلم أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري أنا أبو عمرو محمد بن العباس بن حيوية أنا عبد الوهاب بن أبي حية نا محمد بن شجاع الثلجي نا محمد بن عمر الواقدي (3) حدثني سعيد بن مسلم بن
_________
(1) دومة الجندل: بضم أوله وفتحه وقد أنكر ابن دريد الفتح انظر ما ذكره ياقوت في معجم البلدان
(2) كذا بالاصول وفي ياقوت: ابني موضع بالشام من جهة البلقاء (3) مغزي الواقدي 2 / 560 سرية أميرها عبد الرحمن بن عوف إلى دومة الجندل في شعبان سنة ست(2/3)
قماذين (1) عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر قال دعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عبد الرحمن بن عوف قال تجهز فإني باعثك في سرية من يومك هذا ومن غد إن شاء الله قال ابن عمر فسمعت ذلك فقلت لأدخلن فلأصلين مع النبي (صلى الله عليه وسلم) الغداة فلأسمعن وصيته لعبد الرحمن بن عوف قال فغدوت فصليت فإذا أبو بكر وعمر وناس من المهاجرين فيهم عبد الرحمن وإذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد كان أمره أن يسير من الليل إلى دومة الجندل فيدعوهم إلى الإسلام فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعبد الرحمن ما خلفك عن أصحابك قال ابن عمر وقد مضى أصحابه في السفر (2) فهم معسكرون بالجرف (3) وكانوا سبع مائة رجل فقال أحببت يا رسول الله أن يكون آخر عهدي بك وعلي ثياب سفري قال وعلى عبد الرحمن بن عوف عمامة قد لفها على رأسه قال ابن عمر فدعاه النبي (صلى الله عليه وسلم) فأقعده بين يديه فنقض عمامته بيده ثم عممه بعمامة سوداء فأرخى بين كتفيه منها ثم قال هكذا فاعتم يا ابن عوف قال وعلى ابن عوف السيف متوشحه ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اغز باسم الله في سبيل الله فقاتل من كفر بالله لا تغل ولا تغدر ولا تقتل وليدا قال ابن عمر ثم بسط يده فقال أيها الناس اتقوا خمسا قبل أن يحل بكم ما نقص مكيال قوم إلا أخذهم الله بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يرجعون وما نكث قوم عهدهم إلا سلط الله عليهم عدوهم وما منع قوم الزكاة إلا أمسك الله عنهم قطر السماء ولولا البهائم لم يسقوا وما ظهرت الفاحشة في قوم إلا سلط عليهم الطاعون وما حكم قوم بغير القرآن إلا ألبسهم الله شيعا وأذاق بعضهم بأس بعض
[410] قال فخرج عبد الرحمن حتى لحق أصحابه به فسار حتى قدم دومة الجندل فلما حل بها دعاهم إلى الإسلام فمكث بها ثلاثة أيام يدعوهم إلى الإسلام وقد كانوا أبوا أول ما قدم يعطونه إلا السيف فلما كان اليوم الثالث أسلم الأصبغ بن عمرو الكلبي (4) وكان نصرانيا وكان رأسهم فكتب عبد الرحمن إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) يخبره بذلك وبعث رجلا من جهينة يقال له رافع بن مكيث وكتب يخبر النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قد أراد أن يتزوج فيهم
_________
(1) في الواقدي: قمادين
(2) الواقدي: في السحر
(3) الجرف: بالضم فسكون موضع على ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام (معجم البلدان)
(4) عن الواقدي وبالاصل " الكليبي "(2/4)
فكتب إليه النبي (صلى الله عليه وسلم) أن تزوج ابنة الأصبغ تماضر فتزوجها عبد الرحمن وبنى بها ثم أقبل بها وهي أم أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف وأما سرية ذات أطلاح (1) فأخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري أنا أبو عمر محمد بن العباس أنا عبد الوهاب بن أبي حية نا محمد بن شجاع نا محمد بن عمر (2) حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري قال بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كعب بن عمير الغفاري في خمسة عشر رجلا حتى انتهوا إلى ذات أطلاح من أرض الشام فوجدوا جمعا من جمعهم كثيرا فدعوهم إلى الإسلام فلم يستجيبوا لهم ورشقوهم بالنبل فلما رأى ذلك أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) قاتلوهم أشد القتال حتى قتلوا فأفلت منهم رجل جريح (3) في القتلى فلما برد عليه الليل تحامل حتى أتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأخبره بذلك فشق ذلك على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهم بالبعثة إليهم مبلغه (4) أنهم قد ساروا إلى موضع آخر فتركهم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا رضوان بن أحمد نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن ابن إسحاق في عدد غزوات النبي (صلى الله عليه وسلم) وبعوثه وسراياه قال وغزوة كعب بن عمير الغفاري ذات الطلاح من أرض الشام فأصيب بها هو وأصحابه جميعا وأما غزوة مؤتة (5) فأخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص نا أبو الحسين رضوان بن أحمد بن جالينوس ح
_________
(1) بالاصل " أطلاع " والمثبت عن خع والواقدي 2 / 752
(2) مغازي الواقدي / 752 سرية كعب بن عمير إلى ذات أصلاح في شهر ربيع الاول سنة ثمان (3) عن الواقدي وبالاصل " جريجا "
(4) عن الواقدي وبالاصل وخع " فبلغهم "
(5) بالضم ثم واو مهموزة ساكنة ثم تاء وبعضهم لا يهمزة قرية من قرى البلقاء في حدود الشام (معجم البلدان)
(6) زيادة عن خع(2/5)
وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي (1) أنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب قالا نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير قال قدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من عمرة القضاء المدينة في ذي الحجة فأقام بالمدينة حتى بعث إلى مؤتة في جمادى الأولى من سنة ثمان قال وأمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على الناس في مؤتة زيد بن حارثة ثم قال فإن أصيب زيد فجعفر فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة فإن أصيب فليرتض المسلمون رجلا فليجعلوه عليهم
[411] فتجهز الناس وتهيأوا للخروج فودع الناس أمراء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وسلموا عليهم وودعوا عبد الله بن رواحة وقال البيهقي فلما ودعوا عبد الله بن رواحة بكا فقالوا ما يبكيك يا ابن رواحة قال أما والله ما بي حب الدنيا ولا صبابة إليها ولكني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقرأ وقال البيهقي ولكني سمعت الله يقول " وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا " (2) فلست أدري كيف لي بالصدر بعد الورود فقال المسلمون صحبكم الله وردكم إلينا صالحين ودفع عنكم فقال ابن رواحة: لكنني أسأل الرحمن مغفرة * وضربة ذات قرع تقذف الزبدا أو طعنة بيدي حران مجهزة * بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا وقال البيهقي حمران بدل حران (4) : حتى يقولوا وقد مروا على جدثي * يا أرشد (5) الله من غاز وقد رشدا ثم أتى عبد الله بن رواحة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فودعه ثم قال وقال البيهقي فقال: وثبت الله ما أتاك من حسن * تثبيت موسى ونصرا كالذي نصروا إني تفرست فيك الخير نافلة * والله يعلم أني ثابت البصر (6)
_________
(1) خبر غزوة مؤتة في دلائل النبوة للبيهقي 4 / 358 وما بعدها سندقق الاصل حسب رواية الدلائل
(2) سورة مريم الاية: 71
(3) في دلائل البيهقي: " فرغ " يريد طعنة واسعة
(4) كذا والذي في دلائل النبوة للبيهقي: حران
(5) في دلائل البيهقي: " أرشده الله " بدل " يا أرشد الله "
(6) في البيت إقواء وقد وردت الابيات في سيرة ابن هشام 3 / 324 برواية:(2/6)
أنت الرسول فمن يحرم نوافله * والوجه منه فقد أزرى به القدر ثم خرج القوم حتى نزلوا معان (1) فبلغهم أن هرقل قد نزل بمآب (2) في مائة ألف من الروم ومائة ألف من المستعربة فأقاموا بمعان يومين فقالوا وقال البيهقي وقالوا (3) نبعث إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فنخبره بكثرة عدونا فإما أن يمدنا وإما أن يأمرنا أمرا فشجع الناس عبد الله بن رواحة فقال وقال البيهقي وقال (4) يا قوم والله إن التي تكرهون للتي خرجتم لها إياها تطلبون الشهادة وما يقاتل الناس بعدد ولا كثرة وإنما نقاتلهم بهذا الدين الذي أكرمنا الله به فربما (5) فعل وإن تكن الأخرى فهي الشهادة وليست بشر المنزلتين (5) فقال الناس والله لقد صدق ابن رواحة فانشمر الناس وهم ثلاثة آلاف حتى لقوا جموع الروم زاد ابن النقور وهم وقالا بقرية من قرى البلقاء يقال لها شراف ثم انحاز المسلمون إلى مؤتة قرية فوق أحساء زاد ابن النقور ابن موت وكان سبب هذه الغزوة فيما أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا عبد الوهاب بن أبي حية نا محمد بن شجاع الثلجي نا محمد بن عمر (6) حدثني ربيعة بن عثمان عن عمر بن الحكم قال بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الحارث بن عمير الأزدي ثم أحد بني لهب إلى ملك بصرى بكتاب فلما نزل مؤتة عرض له شرحبيل بن عمرو الغساني فقال أين تريد قال الشام قال لعلك من رسل محمد قال نعم أنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأمر به فأوثق رباطا ثم قدمه فضرب عنقه صبرا ولم يقتل لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) رسول غيره فبلغ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الخبر فاشتد عليه وندب الناس وأخبرهم بمقتل الحارث ومن قتله فأسرع
_________
- إني تفرست فيك الخير نافلة * فراسة خالفت فيك الذي نظروا قال ابن هشام عن بعض أهل العلم فلا إقواء على هذه الرواية
(1) مدينة في طرف بادية الشام تلقاء الحجاز من نواحي البلقاء (معجم البلدان)
(2) في دلائل البيهقي: " بمأرب " خطأ ومآب مدينة في طرف الشام من نواحي البلقاء (معجم البلدان)
(3) كذا وفي دلائل البيهقي: فقالوا
(4) كذا وفي دلائل البيهقي: فقال
(5) العبارة في دلائل البيهقي: فإن يظهرنا الله به فربما فعل وإن تكن الاخرى فهي الشهادة وليست بشر المنزلين
(6) مغازي الواقدي 2 / 755 وما بعدها(2/7)
الناس وخرجوا فعسكروا بالجرف ولم يبين رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الأمر فلما صلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الظهر جلس وجلس أصحابه حوله وجاء النعمان بن مهض (1) اليهودي فوقف على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع الناس فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) زيد بن حارثة أمير الناس فإن قتل زيد بن حارثة فجعفر بن أبي طالب فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة فإن أصيب عبد الله بن رواحة فليرتض المسلمون بينهم رجلا فليجعلوه عليهم فقال النعمان بن مهض (1) أبا القاسم إن كنت نبيا فسميت من سميت قليلا أو كثيرا أصيبوا جميعا إن الأنبياء في بني إسرائيل إذا استعملوا الرجل على القوم ثم قالوا إن أصيب فلان فلو سمى مائة أصيبوا جميعا ثم جعل اليهودي يقول لزيد بن حارثة اعهد فلا ترجع إلى محمد أبدا إن كان نبيا فقال زيد فأشهد أنه نبي صادق بار فلما أجمعوا المسير وقد عقد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لهم اللواء دعه إلى زيد بن حارثة لواء أبيض مشى الناس إلى أمراء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يودعونهم ويدعون لهم وجعل المسلمون يودع بعضهم بعضا والمسلمون ثلاثة آلاف فلما ساروا من معسكرهم نادى المسلمون دفع الله عنكم وردكم صالحين غانمين قال ابن رواحة عند ذلك لكنني أسأل الرحمن مغفرة * وضربة ذات قرع (2) تقذف الزبدا وهي أبيات أنشدنيها شعيب بن عبادة حدثنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه الفرضي لفظا وأبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان قراءة قالا أنا أبو القاسم بن أبي العلاء الفقيه أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي نا محمد بن عائذ أنا الوليد بن مسلم أخبرني أبو محمد عيسى بن موسى عن برد بن سنان عن مكحول أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعث بعثا إلى الشام وأمر عليهم زيد بن حارثة فإن أصيب زيد فجعفر بن ابي طالب فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة وأجلهم أجلا
_________
(1) كذا بالاصول ومختصر ابن منظور 1 / 152 ومغازي الواقدي وفي البداية والنهاية 4 / 241 نقلا عن الواقدي: فنحص
(2) في الواقدي: ذات فرع أي ذات سعة والزبد: رغوة الدم
(3) عن خع وبالاصل: " براء "(2/8)
قال وأنا الوليد قال وأخبرني سعيد بن عبد العزيز وغيره أنهم كانوا ستة آلاف من المهاجرين والأنصار وغيرهم قال وأنا الوليد قال فحدثني عطاف (1) بن خالد المخزومي أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعث ذلك البعث وخرجوا وخرج مشيعا لهم حتى بلغ ثنية الوداع فوقف ووقفوا حوله فقال اغزوا بسم الله فقاتلوا عدو الله وعدوكم بالشام وستجدون بها رجالا في الصوامع معتزلين للناس فلا تعرضوا لهم وستجدون آخرين للشياطين في رؤوسهم مفاحيص (2) فافلقوا هامهم بالسيوف ولا تقتلن امرأة ولا صغيرا ضرعا ولا كبيرا فانيا ولا تعزقن نخلا ولا تقطعن شجرا ولا تهدموا بناء
[413] قال ابن عائذ فحدثني عطاف على نحو من هذا أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي الجوهري أنا محمد بن العباس أنا عبد الوهاب بن أبي حية نا محمد بن شجاع نا محمد بن عمر الواقدي (3) حدثني أبو صفوان عن خالد بن يزيد قال خرج النبي (صلى الله عليه وسلم) مشيعا لأهل مؤتة حتى بلغ ثنية الوداع فوقف ووقفوا حوله فقال اغزوا بسم الله فقاتلوا عدوا الله وعدوكم بالشام وستجدون فيها رجالا في الصوامع معتزلين للناس فلا تعرضوا لهم وستجدون آخرين للشيطان في رؤوسهم مفاحيص (2) فاقلعوها بالسيوف لا تقتلن (4) امرأة ولا صغيرا ضرعا (5) ولا كبيرا فانيا ولا تغرقن نخلا ولا تقطعن شجرا ولا تهدموا بناء
[414] أبو (6) صفوان هو العطاف بن خالد بن عبد الله المخزومي أخبرنا (7) أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي
_________
(1) عن خع وبالاصل " غطاف " بالغين المعجمة وسترد صوابا في الخبر التالي
(2) كذا بالاصل والصواب " مفاحص " جمع مفحص ومفحص القطاة حيث تفرخ فيه من الارض " انظر اللسان والنهاية: فحص)
(3) مغازي الواقدي 2 / 758
(4) عن الواقدي وبالاصل: لا تقتلوا
(5) في الواقدي: مرضعا
(6) بالاصل " ابن " خطأ
(7) كرر الخبر في الاصل(2/9)
نصر أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن ابي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن بشر القرشي نا أبو عبد الله محمد بن عائذ قال سمعت العطاف بن خالد المخزومي حدثني واقد بن محمد بن زيد قال بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعثا إلى الشام فخرج معهم حتى بلغ ثنية الوداع ثم قال اخرجوا بسم الله فقاتلوا في سبيل الله عدو الله وعدوكم إنكم ستدخلون الشام فستجدون رجالا في الصوامع (1) معتزلين للناس فلا تعرضوا لأحد منهم إلا بخير وستجدون آخرين للشياطين في رؤوسهم مفاحص فافلقوا هامهم بالسيوف لا تقتلن كبيرا ولا فانيا ولا صغيرا ضرعا ولا تقتلن امرأة ولا تغرقن نخلا
[415] وهذان إسنادان مرسلان والمحفوظ أن هذه وصية أبي بكر رضي الله عنهـ أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ أنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب نا أبو محمد القاسم بن عبد الله بن المغيرة الجوهري نا إسماعيل بن أبي أويس نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة قال ثم صدر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعني من عمرة القضاء إلى المدينة فمكث بها ستة أشهر ثم بعث جيشا إلى مؤتة وأمر عليهم زيد بن حارثة فإن أصيب فجعفر بن أبي طالب أميرهم فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة أميرهم فانطلقوا حتى لقوا ابن أبي سبرة الغساني بمؤتة وبها جموع من نصارى العرب والروم بها تنوخ وبهراء فأغلق سبرة (2) دون المسلمين الحصن ثلاثة أيام ثم خرجوا فالتقوا على درع (3) أحمر فاقتتلوا قتالا شديدا فأخذ اللواء زيد بن حارثة فقتل ثم أخذ جعفر بن أبي طالب فقتل ثم أخذه عبد الله بن رواحة فقتل ثم اصطلح المسلمون بعد أمراء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على خالد بن الوليد المخزومي فهزم الله العدو وأظهر المسلمين وبعثهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في جمادى الأولى وزعموا والله أعلم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال مر جعفر بن أبي طالب في الملائكة يطير مع الملائكة كما يطيرون له جناحان وقتل يومئذ من المسلمين من
_________
(1) الصوامع جمع صومعة وهي بيعة النصاري
(2) كذا بالاصول وفي دلائل النبوة للبيقهي: 4 / 364 ابن أبي سبرة
(3) كذا بالاصول وفي دلائل البيهقي: " ذرع " وفي المطبوعة: " ردع " ولم يحلها(2/10)
قريش ثم من بني هاشم زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب ومن بني مخزوم هبار بن سفيان بن عبد الأسد ومن بني عدي بن كعب مسعود بن الأسود ومن بني عامر بن لؤي وهب بن سعد بن أبي سرح وقتل من الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج عبد الله بن رواحة وعبد الله بن ربيع ومن بني زريق عباد بن ناعص وفي هذه الغزوة يقول عبد الله بن رواحة: إذا بلغتني وحملت رحلي * مسافة أربع بعد الحساء (1) فحمدك أنعم وخلاك ذم * ولا أرجع إلى أهلي ورائي (2) وآب (3) المسلمون وغادروني * بأرض الروم مشتهر الثواء هنالك لا أبالي طلع فحل (4) * ولا نخل أسافلها رواء وخرج أبو سفيان إلى الشام تاجرا فقدم على قيصر فأرسل إليه قيصر يسأله عن النبي (صلى الله عليه وسلم) فلما جاءه قال أخبرني عن هذا الرجل الذي خرج فيكم أكل مرة يظهر عليكم قال ما ظهر علينا قط إلا وأنا غائب ثم قد غزوتهم مرتين في بيوتهم فبقرنا البطون وجدعنا الأنوف وقطعنا الذكور قال قيصر أتراه كاذبا أو صادقا قال بل هو كاذب قال قيصر لا تقولون ذلك فإن الكذب لا يظهر به أحد فإن كان فيكم نبيا فلا تقتلوه فإن أفعل الناس لذلك اليهود قال عبد الله بن رواحة أيضا في يوم مؤتة: أقسمت بالله لتنزلنه (5) * يا نفس طوعا أو لتكرهنه (6)
_________
(1) سيرة ابن هشام 4 / 18 برواية: " إذا أديتني
مسيرة أربع " والحساء جمع حسى وهو ماء يغور في الرمل حتى يجد صخرا فإذا بحث عنه وجد
(2) في سيرة ابن هشام: " فشأنك أنعم "
قوله: ولا أرجح: قال أبو ذر: مجزوم على الدعاء دعا على نفسه أن يستهشد ولا يرجع إلى أهله
(3) سيرة ابن هشام: " وجاء " وبعده فيها: وردك كل ذي نسب قريب - إلى الرحمن منقطع الاخاء
(4) في ابن هشام: بعل
(5) عن دلائل البيهقي 4 / 364 وبالاصل: لننزلنه
(6) في سيرة ابن هشام 4 / 21: لتنزلن أو لتكرهنه وفي دلائل البيهقي 4 / 363: طائعة أو لتكرهنه(2/11)
ما لي أراكي تكرهين الجنة * وقبل ذا قد كنت مطمئنة (1) * إذ أجلب الناس وشدوا الرنة * وزعموا والله أعلم أن يعلى بن منية قدم على رسول الله بخبر أهل مؤتة فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن شئت فأخبرني وإن شئت أخبرك قال بل أخبرني يا رسول الله قال فأخبرهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خبرهم كله ووصفه لهم فقال والذي بعثك بالحق ما تركت من حديثهم حرفا لم تذكره وإن أمرهم لكما ذكرت فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن الله تبارك وتعالى رفع لي الأرض حتى رأيت معتركهم
[416] وزعموا والله أعلم أن ابن رواحة بكا حين أراد الخروج من مؤتة فبكى يعني أهله حين رأوه يبكي فقال والله ما بكيت جزعا من الموت ولا صبابة بكم ولكن بكيت من قول الله عز وجل " إن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا " (2) فأيقنت أني واردها ولم أدرأنجوا منها أم لا حدثنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي الفقيه لفظا وأبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان قراءة قالا أنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي الفقيه أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر أنا أبو القاسم علي بن نصر علي بن يعقوب بن أبي العقب أنا أحمد بن إبراهيم قال قال محمد بن عائد فحدثني الوليد قال فحدثني أبو سليمان عبد الرحمن بن سليمان عن من حدثه من مشيختهم عن رجل من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من الأشعريين أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعثه مبعثا ركب فيه البحر حتى خرج إلى أيلة وما يليها فلما كان بمكان الذي هو به من الشام بلغه قدوم زيد بن حارثة وذلك الجيش البلقاء ومن لقيهم من جماعة الروم ومن معها من قبائل العرب فخرجت حتى أتيتهم قال فلقيناهم وشهدت المعركة فاقتتلنا قتالا شديدا ولبس زيد درعا له وركب فرسا وبيده الراية يقاتل ثم نزل عن الفرس ونزع الدرع وقال من يأخذ هذا وقتل زيد وأخذه جعفر فلبس الدرع وركب الفرس وأخذ الراية فتقدم فقاتل قال ونزل جعفر عن الفرس ونزع الدرع وقال من يأخذ هذا فتقدم عبد الله بن رواحة فلبس الدرع وركب الفرس وأخذ الراية فقاتل فقتل ولما انتهت
_________
(1) في سيرة ابن هشام ودلائل البيهقي: قد طال ما قد كنت مطمئنه (2) سورة مريم الاية: 71(2/12)
الراية إلى عبد الله بن رواحة قاتل ثم صنع ما صنع صاحباه ثم نزل عن الفرس ونزع الدرع وقال من يأخذ هذا وجال الناس جولة وأخذ الراية رجل من الأنصار فقاتل بها إذ مر به خالد بن الوليد فقال له الأنصاري يا خالد خذ الراية قال أنت أحق بها أنت أخذتها وقال الأنصاري أنت أحق بها فإنك أشجع مني فأخذها خالد أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا عبد الوهاب بن أبي حية نا محمد بن شجاع نا محمد بن عمر الواقدي (1) قال ومضى المسلمون وقد أمرهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن ينتهوا إلى مقتل الحارث بن عمير فلما فصل المسلمون من المدينة سمع العدو بمسيرهم فجمعوا الجموع وقام فيهم رجل من الأزد يقال له شرحبيل بالناس وقدم الطلائع أمامه وقد نزل المسلمون وادي القرى وأقاموا أياما وبعث أخاه سدوس بن عمرو في خمسين من المشركين فالتقوا وانكشف أصحابه وقتل سدوس وخاف شرحبيل بن عمرو فتحصن وبعث أخا له يقال له وبر بن عمرو فسار المسلمون حتى نزلوا معان من أرض الشام فبلغ الناس أن هرقل قد نزل مآبا من أرض البلقاء في بهراء ووائل وبكر ولخم وجذام في مائة ألف عليهم رجل من بلي يقال له مالك فلما بلغ ذلك المسلمين أقاموا ليلتين لينظروا في أمرهم وقالوا نكتب إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فنخبره الخبر فإما يردنا وإما يزيدنا رجالا فبينا الناس على ذلك من أمرهم جاءهم ابن رواحة فشجعهم ثم قال والله ما كنا نقاتل الناس بكثرة عدد ولا بكثرة سلاح ولا بكثرة خيول إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به انطلقوا والله لقد رأيتنا يوم بدر ما معنا إلا فرسان ويوم أحد فرس واحدة فإنما هي إحدى الحسنيين إما ظهور عليهم فذلك ما وعدنا الله ووعد نبينا وليس لوعده خلف وإما الشهادة فنلحق بالإخوان نرافقهم في الجنان فشجع الناس على مثل قول ابن رواحة أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر أنا عبد الوهاب نا محمد بن شجاع نا الواقدي (2) قال فحدثني ربيعة بن عثمان عن المقبري عن أبي هريرة قال شهدت مؤتة فلما رأينا المشركين رأينا ما لا قبل لنا به
_________
(1) مغازي الواقدي 2 / 760
(2) مغازي الواقدي 2 / 760(2/13)
من العدد والسلاح والكراع (1) والديباج والحرير والذهب فبرق بصري فقال لي ثابت بن أقرم يا أبا هريرة مالك كأنك ترى جموعا كثيرة قلت نعم قال لم تشهدنا ببدر إنا لم ننصر بالكثرة قال (2) وحدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قال وحدثني عبد الجبار بن عمارة عن عبد الله بن أبي بكر زاد أحدهما على صاحبه في الحديث قالا لما التقى الناس بمؤتة جلس رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على المنبر وكشف له ما بينه وبين الشام فهو ينظر إلى معتركهم فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أخذ الراية زيد بن حارثة فجاءه الشيطان فحبب إليه الحياة وكره إليه الموت وحبب إليه الدنيا فقال الآن حين استحكم الإيمان في قلوب المؤمنين تحبب إلي الدنيا فمضى قدما حتى استشهد فصلى عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال استغفروا له وقد دخل الجنة وهو يسعى ثم أخذ الراية جعفر بن أبي طالب فجاءه الشيطان فمناه الحياة وكره إليه الموت ومناه الدنيا فقال الآن حين استحكم الإيمان قلوب المؤمنين تمنيني الدنيا ثم مضى قدما حتى استشهد فصلى عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ودعا له ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) استغفروا لأخيكم فإنه شهيد دخل الجنة فهو يطير في الجنة بجناحين من ياقوت حيث شاء من الجنة ثم أخذ الراية بعده عبد الله بن رواحة فاستشهد ثم دخل الجنة معترضا فشق ذلك على الأنصار قيل يا رسول الله ما اعتراضه قال لما أصابته الجراح نكل فعاتب نفسه فشجع فاستشهد فدخل الجنة
[417] فسري عن قومه قال ونا الواقدي (3) حدثني محمد بن صالح عن رجل من العرب عن أبيه قال لما قتل ابن رواحة انهزم المسلمون أسوأ هزيمة رأيتها قط في كل وجه ثم إن المسلمين تراجعوا فأقبل رجل من الأنصار يقال له ثابت بن أقرم فأخذ اللواء وجعل يصيح بالأنصار فجعل الناس يثوبون إليه من كل وجه وهم قليل وهو يقول إلي أيها الناس فاجتمعوا إليه قال فنظر ثابت إلى خالد بن الوليد فقال خذا اللواء يا أبا سليمان فقال لا آخذه أنت أحق به أنت رجل لك سن وقد شهدت بدرا قال ثابت
_________
(1) الكراع قيل هو اسم يجمع الخيل والسلاح (اللسان: كرع)
(2) القائل هو الواقدي والخير في مغازيه 2 / 761
(3) مغازي الواقدي 2 / 763(2/14)
خذه أيها الرجل فوالله ما أخذته إلا لك فأخذه خالد فحمله ساعة وجعل المشركون يحملون عليه فيثبت حتى تكركر (1) المشركون وحمل بأصحابه ففض جمعا من جمعهم ثم دهمه منهم بجمع بشر كثير فانحاش بالمسلمين فانكشفوا راجعين قال ونا الواقدي (2) حدثني عطاف بن خالد قال لما قتل ابن رواحة مساء بات خالد بن الوليد فلما أصبح غدا (3) وقد جعل مقدمته ساقته وساقته مقدمته وميمنته ميسرته وميسرته ميمنته (4) فأنكروا ما كانوا يعرفون من راياتهم وهيأتهم وقالوا قد جاءهم مدد فرعبوا فانكشفوا منهزمين فقتلوا مقتلة لم يقتلها قوم حدثنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه لفظا وأبو القاسم الخضر بن الحسين قراءة قالا نا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك قال قال ابن عائذ أخبرني الوليد قال سمعت أنهم ساروا حتى إذا كانوا بناحية معان من أرض الشراة (5) فأخبروا أن الروم قد نذروا وجمعوا لهم جموعا كثيرة من الروم وقضاعة وغيرهم من نصارى العرب فاستشار زيد بن حارثة أصحابه فقالوا قد وطئت البلاد وأخفت أهلها فانصرف فإنه لا يعدل العافية شئ وعبد الله بن رواحة ساكت فسأله زيد عن رأيه فقال إنا لم نسر إلى هذه البلاد ونحن نريد الغنائم ولكننا خرجنا نريد لقاءهم ولسنا نقاتلهم بعدد ولا عدة فالرأي المسير إليهم فقبل زيد رأيه وسار إليهم قال ابن عائذ فأخبرني الوليد قال فحدثني رجل من بني سلامان عن غير واحد من كبراء قومه أن زيد بن حارثة سار بهم على جبال (6) بين الشراة والبلقاء على ريفها
_________
(1) يقال تكركر الرجل في أمره أي تردد (الصحاح)
(2) مغازي الواقدي 2 / 764
(3) عن مغازي الواقدي وبالاصل " غدوا "
(4) بالاصل: " وقد جعل مقدمته ساقة وساقته مقدمة وميمنته ميسرة وميسرة ميمنة " والعبارة المثبتة عن الواقدي
(5) الشراة صقع بالشام بين دمشق ومدينة الرسول صلى الله عليه وسلم والشراة: جبل من دون عسفان وهو لبني ليث خاصة ولبني ظفر من سليم (معجم البلدان)
(6) كذا وفي مختصر ابن منظور 1 / 155 " حبال " بالكسر وهي من قرى وادي موسى من جبال السراة قرب الكرك بالشام(2/15)
وعمارتها فمر بقرية من قرى جبال يقال لها أكثب (1) فشد أهلها على ساقة المسلمين فأصابوهم بجراحة وقتلوا رجلا من المسلمين فبلغ ذلك جماعة الجيش فاستأذنوا زيد بن حارثة في الرجعة إليهم والانتقام منهم فقال زيد لا أرى ذلك لأن عدوكم أمامكم قد جمعوا لكم ودنوا منكم فأكره أن تفلوا حدكم ونشاطكم بقتال غيرهم ثم لا آمن أن يجمعوا لكم فيكونوا من ورائكم فتكونوا بين عسكرين فمضى زيد ومن معه حتى لقوا عدوهم بين قريات ثلاثة بين مؤتة والعمقة (2) وزقوقين (3) فصافوهم هنالك وقال السلاميون هم إلى زقوقين أقرب قال ابن عائذ قال الوليد وأخبرنا رجل من أهل البلقاء أن الذين لقوهم يومئذ من أهل المشارق (3) من النصارى من لخم وجذام والقين قال ابن عائذ قال الوليد فحدثني عطاف بن خالد وغيره أن خالد بن الوليد بات ثم أصبح غازيا وقد جعل مقدمته ساقة وساقته مقدمة وميمنته ميسرة وميسرته ميمنة فأنكروا ما جاء به من خلاف ما كانوا يعرفون من راياتهم وهيئتهم وقالوا قد جاءهم مدد فانهزموا وقتلوا مقتلة لم يقتلها قوم قال ابن عائذ قال الوليد وأما السلامي فإنه أخبرني عن غير واحد أن خالدا لما أخذ الراية قاتلهم قتالا شديدا ثم انحاز الفريقان كل عن كل قافلا عن غير هزيمة فقفل المسلمون على طريقهم التي أبدوا منها حتى مروا بتلك القرية والحصن الذين كانوا شدوا على ساقتهم وقتلوا رجلا منهم فحاصروهم في حصنهم حتى فتحه الله عليهم عنوة فقتل خالد بن الوليد مقاتلتهم في نقيع إلى جانب حصنهم صبرا فبها سمي ذلك النقيع نقيع الدم إلى اليوم فهدموا حصنهم هدما لم يعمر بعده إلى اليوم أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور السلمي أنا أبو بكر بن المقرئ (4) نا أبو يعلى الموصلي نا أبو خيثمة
_________
(1) في مختصر ابن منظور: أكبث
(2) كذا ولم أجدها
(3) كذا بالاصل وخع وفي المطبوعة: المشارف بالفاء وهي قري قرب حوران منها بصري من الشام (ياقوت) (4) الزيادة عن خع(2/16)
نا وهب بن جرير نا الأسود بن شيبان عن خالد بن شمير (1) قال قدم علينا عبد الله بن رباح الأنصاري من المدينة وكانت الأنصار تفقهه قال فوجدته في حوى شريك بن الأعور قال وقد اجتمع إليه ناس قال فحدثنا قال حدثني أبو قتادة الأنصاري قال بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بجيش الأمراء فقال عليكم زيد بن حارثة فإن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة قال فوثب جعفر فقال يا رسول الله ما كنت أذهب أن تستعمل علي أحدا قال امض فإنك لا تدري أي ذلك خير قال فانطلق الجيش فلبثوا ما شاء الله ثم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صعد المنبر وأمر أن ينادى الصلاة جامعة فاجتمعنا إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثاب خبر ثاب خبر ثاب (2) خبر ألا (3) خبركم عن جيشكم هذا الغازي إنهم انطلقوا حتى إذا لقوا العدو أصيب زيد شهيدا فاستغفروا له ثم أخذ اللواء جعفر فشد (4) على القوم حتى قتل شهيدا أشهد له بالشهادة فاستغفروا له فاستغفروا ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة فأثبت قدميه حتى أصيب شهيدا فاستغفروا فاستغفروا قال ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد ولم يكن من الأمراء قال فرفع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أصبعيه فقال اللهم هو سيف من سيوفك فانتصر به قال فيومئذ سمي خالد سيف الله ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) انفروا فأمدوا إخوانكم ولا يتخلفن أحد
[418] قال فنفر الناس في حر شديد مشاة وركبانا فذكر الحديث أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفقيه وأبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر السيدي قالا أنا أبو عثمان سعيد بن محمد البحيري أنا أبو عمرو بن حمدان أنا عمران بن موسى بن مجاشع نا محمد بن عبيد بن جسار (5) ح وأخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الجنزرودي أنا أبو عمرو بن حمدان
_________
(1) بالاصل وخع " سمير " وما أثبت وضبط بالتصغير عن تقريب التهذيب
(2) كذا بالاصل
(3) زيادة عن خع
(4) عن خع وبالاصل: فشهد
(5) كذا بالاصل وفي خع: حساب " وهو الصواب وفي تقريب التهذيب: حساب بكسر الحاء وتخفيف السين المهملة(2/17)
وأخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور السلمي وأنا حاضرة أنا أبو بكر بن المقرئ قالا أنا أبو يعلى الموصلي نا عبيد الله زاد ابن حمدان بن عمرو قالا القواريري قال نا حماد بن زيد عن أيوب عن حميد بن هلال عن أنس زاد ابن المقرئ ابن مالك أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعث زيدا وجعفرا وعبد الله بن رواحة ودفع الراية إلى زيد قال فأصيبوا جميعا قال قال أنس فنعاهم (1) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى الناس قبل أن يجئ الخبر قال أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب ثم أخذها عبد الله فأصيب فأخذ الراية بعد سيف من سيوف الله خالد بن الوليد
[419] قال فجعل يحدث الناس وعيناه تذرفان وفي حديث القواريري ثم أخذ أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو سعد الجنزرودي أنا أبو عمرو بن حمدان وأخبرتنا فاطمة بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن المقرئ قالا أنا أبو يعلى نا أبو خيثمة نا إسماعيل عن أيوب عن حميد بن هلال عن أنس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب ثم أخذها خالد عن وقال ابن حمدان بن الوليد من غيرة إمرة ففتح الله عليه وما يسرهم أو ما يسرني أنهم عندنا وإن عينيه لتذرفان
[420] أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور أنا أبو الحسين محمد بن عبد الله الدقاق ح وأخبرنا أبو القاسم أنا أبو الحسين بن النقور وأبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري والشريف أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي قالوا أنا أبو طاهر المخلص قالا أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي نا أبو خيثمة يعني زهير بن حرب بن شداد النسائي نا الوليد بن مسلم نا صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك الأشجعي قال خرجت
_________
(1) عن خع وبالاصل " فناهم "
(2) البسري بالضم وسكون السين هذه النسبة إلى بسر بن أرطاة وقيل ابن أبي أرطاة (الانساب)(2/18)
مع زيد بن حارثة في غزوة مؤتة فوافقني (1) مددي (2) من أهل اليمن ليس معه غير سيفه فنحر رجل من المسلمين جزورا فسأله المددي طائفة من جلده فأعطاه إياه فاتخذ كهيئة الدرقة ومضينا فلقينا جموع الروم قال وفيهم رجل على فرس له أشقر عليه سرج مذهب وسلاح مذهب فجعل الرومي يغري بالمسلمين وقعد له المددي خلف صخرة فمر به الرومي فعرقب فرسه فخر وعلاه فقتله فحاز فرسه وسلاحه فلما فتح الله عز وجل على المسلمين بعث خالد بن الوليد فأخذ من السلب قال عوف فأتيته فقلت يا خالد أما علمت أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قضى بالسلب للقاتل قال بلى ولكني استكثرته قال عوف فقلت لتردنه أو لأعرفنكها عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأبى أن يرده عليه قال عوف فاجتمعنا فقصصت عليه قصة المددي وما فعل خالد فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا خالد ما حملك على ما صنعت قال يا رسول الله استكثرته فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رد عليه ما أخذت منه فقلت دونك يا خالد ألم أقل لك فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما ذاك فأخبرته فغضب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال يا خالد لا ترد عليه هل أنتم تاركو لي أمرائي لكم صفوة أمركم وعليهم كدره
[421] أخرجه مسلم عن زهير اخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الحسين بن النقور أنبأ أبو طاهر المخلص أنا أبو الحسين رضوان بن أحمد بن جالينوس أنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي نا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال فبكى حسان أهل مؤتة فقال: تأوبني ليل بيثرب أعسر * وهم إذا ما نوم الناس مسهر (3) لذكرى حبيب هيجت لي عبرة * سفوحا وأسباب البكاء التذكر (4) بل إن فقدان الحبيب بلية (5) * وكم من كريم يبتلى ثم يصبر رأيت خيار المؤمنين تتابعوا * شعوبا وخلف بعدهم متأخر (6)
_________
(1) في المطبوعة: فرافقني
(2) المددي: نسبة إلى المدد والمدد: هي العساكر والتي تلحق بالمغازي في سبيل الله (لسان)
(3) تأوبني: عاودني ورجع إلى
(4) في الديوان ص 99: " ثم عبرة " والسفوح: السائلة الغزيزة
(5) الديوان: بلاء وفقدان
(6) في الديوان: تورادوا شعوب وقد خلفت فيمن يؤخر "(2/19)
فلا يبعدن الله قتلى تتابعوا * بمؤتة منهم ذو الجناحين جعفر وزيد وعبد الله حين تتابعوا * جميعا وأسباب المنية تخطر غداة مضوا بالمؤمنين يقودهم * إلى الموت ميمون النقيبة أزهر (1) أغر كضوء البدر من آل هاشم * أبي إذا سيم الظلامة مجسر (2) فطاعن حتى مات غير موسد * بمعترك فيه القنا متكسر (3) فصار مع المستشهدين ثوابه * جنان ومتلف الحدائق أخضر وكنا نرى في جعفر بن محمد * وفاء وأمرا حازما حين يأمر (4) وما زال في الإسلام من آل هاشم * دعائم عز لا يزول ومفخر (5) هم جبل الإسلام والناس حولهم * رضام إلى طود يروق ويقهر (6) بها ليل منهم جعفر وابن أمه * علي ومنهم أحمد المتخير وحمزة والعباس منهم وفيهم * عقيل وماء العود من حيث يعصر بهم تفرج اللأواء في كل مأزق * حماش إذا ما ضاق بالناس مصدر (7) هم أولياء الله منزل حكمه * عليهم وفيهم ذا الكتاب المطهر وقال كعب بن مالك يبكي جعفرا وأصحابه يوم مؤتة: نام العيون ودمع عينك تهطل * سحا كما وكف الضباب المخضل (8) في ليلة وردت علي همومها * طورا أحن وتارة أتململ
_________
- قال أبو ذر في شرح السيرة: فمن رواه بضم الشين فهو جمع شعب وهي القبيلة ومن رواه بفتح الشين فهو اسم للمنية ويجوز فيه الصرف وتركه
(1) في الديوان: " غداة غدوا "
(2) الديوان: " أغر كلون " والابي: العزيز الجانب والمجسر: الجسور وبالاصل: مشجر والمثبت عن هامش الاصل والديوان
(3) في الديوان: " يتكسر " وفي المطبوعة وابن هشام 4 / 36 " مال " بدل " مات "
(4) الديوان: " جازما "
(5) الديوان: لا ترام بدل لا يتزول وفي ابن هشام: لا يزلن
(6) الديوان: لا ترام بدل لا يزول
وفي ابن هشام ويبهر بدل ويقهر
والرضام جمع رضمة وهي الحجارة يرضم بعضها فوق بعض
(7) الديوان: عماس بدل حماس وبالقوم بدل بالناس
(8) في ابن 4 / 27 " يهمل " ويحا: صبا(2/20)
واعتاذني حزن فبت كأنني * ببنات نعش والسماك موكل وكأنما بين الجوانح والحشا * مما تأوبني شهاب مدخل وجدا على النفر الذي تتابعوا * يوما بمؤتة أسندوا لم ينقلوا صلى الإله عليهم من فتية * وسقا عظامهم الغمام المسبل (1) صبروا بمؤتة للإله نفوسهم * حذر الردى وحفيظة أن ينكلوا (2) فمضوا أمام المؤمنين كأنهم * فنق عليهن الحديد المرمل (3) إذ يقتدون بجعفر ولوائه * قدام أولهم ونعم الأول (4) حتى تفرجت الصفوف وجعفر (5) * حيث التقى وعث الصفوف مجدل فتغير القمر المنير لفقده * والشمس قد كسفت وكادت تأفل قرم علا بنيانه من هاشم * فرع أشم وسؤدد ما ينقل (6) قوم بهم عصم الإله عباده * وعليهم نزل الكتاب المنزل فضلوا المعاشر عزة وتكرما * وتغمدت أحلامهم من يجهل لا يطلقون إلى السفاه حباهم * ويرى خطيبهم بحق يفصل بيض الوجوه ترى بطون أكفهم * تندى إذا اغبر الزمان الممحل (7) وبهديهم رضي الإله لخلقه * وبجدهم نصر النبي المرسل (8) وأما غزوة ذات السلاسل (9) فهي بعد غزوة مؤتة فيما ذكر أهل المغازي سوى ابن إسحاق فإنه ذكر أنها قبل غزوة مؤتة
_________
(1) المسبل: الممطر
(2) للاله مطموسة بالاصل وزيدت عن سيرة ابن هشام 4 / 7، وخع
(3) كأنهم مطموسة بالاصل أثبتناها عن خع وابن هشام والفنق جميع فنيق وهي الفحول من الابل
(4) في ابن هشام: يهتدون
(5) عن خع وابن هشام مطموسة بالاصل
(6) " فرع " عن خع مطموسة بالاصل وفي ابن هشام فرعا أشم وسؤددا
(7) " تندي " عن خع مطموسة بالاصل وفي ابن هشام: اعتذر بدل أغير
(8) قال أبو ذر: يجدهم ومن رواه بحدهم بالحاء المهملة فمعناه بشجاعتهم وأقدامهم ومن رواه بالجيم المكسورة فهو معلوم
(9) ذات السلاسل: وراء وادي الفرس بينها وبين المدينة عشرة أيام(2/21)
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي أنا الحسن (1) بن علي الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا عبد الوهاب بن أبي حية نا محمد بن شجاع نا محمد بن عمر الواقدي (2) حدثني ربيعة بن عثمان عن ابن رومان وحدثني أفلح بن سعيد (3) عن سعيد بن عبد الرحمن بن رقيش عن أبي بكر بن حزم وحدثني عبد الحميد بن جعفر فكل قد حدثني منه بطائفة وبعضهم أوعى للحديث من بعض فجمعت ما حدثوني وغير هؤلاء المسمين فحدثني أيضا قالوا بلغ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن جمعا من بلي وقضاعة قد تجمعوا يريدون أن يدنوا إلى أطراف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فدعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عمرو بن العاص فعقد له لواء أبيض وجعل معه راية سوداء وبعثه في سراة المهاجرين والأنصار في ثلاثمائة عامر بن ربيعة وصهيب بن سنان وأبو الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وسعد بن أبي وقاص ومن الأنصار أسيد بن حضير وعبادة بن بشر وسلمة بن سلامة وسعد بن عبادة وأمره أن يستعين بمن مر به من العرب وهي بلاد بلي وعذرة وبلقين وذلك أن عمرو بن العاص كان ذا رحم بهم كانت أم العاص بن وائل بلوية فأراد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتآلفهم بعمرو فسار وكان يكمن النهار ويسير الليل وكانت معه ثلاثون فرسا فلما دنا من القوم بلغه أن لهم جمعا كثيرا فتمهل قريبا منهم عشاء وهم شاتون فجمع أصحابه الحطب يريدون أن يصطلوا وهي أرض باردة فمنعهم فشق ذلك عليهم حتى كلمه في ذلك بعض المهاجرين فغالظه فقال عمرو قد أمرت أن تسمع لي وتطيع قال نعم قال فافعل وبعث رافع بن مكيث الجهني إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخبره أن لهم جمعا كثيرا ويستمده بالرجال فبعث أبا عبيدة بن الجراح وعقد له لواء وبعث معه سراة المهاجرين أبو بكر وعمر والأنصار وأمره رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يلحق عمرو بن العاص فخرج أبو عبيدة في مائتين وأمره أن يكونا جميعا ولا يختلفا فساروا حتى لحقوا بعمرو بن
_________
(1) عن خع وبالاصل " الحسين " تحريف
(2) مغازي الواقدي 2 / 769 وما بعدها
(3) عند الواقدي: " سعد " تحريف راجع تقريب التهذيب
(4) عند الواقدي: " عباد " ومثله في خع ومختصر ابن منظور 1 / 157 فالذي بالاصل تحريف (5) عند الواقدي: فنزل(2/22)
العاص فأراد أبو عبيدة أن يؤم الناس ويتقدم عمرا فقال له عمرو وإنما قدمت علي مددا لي وليس لك أن تؤمني وأنا الأمير وإنما أرسلك النبي (صلى الله عليه وسلم) إلي مددا فقال المهاجرون كلا بل أنت أمير أصحابك وهو أمير أصحابه فقال عمرو لا بل أنتم مدد لنا فلما رأى أبو عبيدة الاختلاف وكان حسن الخلق لين الشيمة قال انظرن (1) يا عمرو تعلمن أن آخر ما عهد إلي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن قال إذا قدمت على صاحبك فتطاوعا ولا تختلفا
[422] وإنك والله إن عصيتني لأطيعنك فأطاع أبو عبيدة فكان عمرو يصلي بالناس فآب إلى عمرو جمع فصاروا خمس مائة فسار الليل والنهار حتى وطئوا بلاد بلي ودوخها (3) وكلما انتهى إلى موضع بلغه أنه قد كان بهذا الموضع جمع فلما سمعوا بك تفرقوا حتى انتهى إلى أقصى بلاد بلي وعذرة وبلقين ولقي في آخر ذلك جمعا ليس بالكثير فتقاتلوا (3) ساعة وتراموا بالنبل ورمي يومئذ عامر بن ربيعة بسهم فأصيبت ذراعه وحمل المسلمون عليهم فهربوا وأعجزوا هربا في البلاد وتفرقوا ودوخ عمرو ما هناك وأقام أياما لا يسمع لهم بجمع ولا بمكان صاروا فيه وكان يبعث أصحاب الخيل فيأتون بالشاء والنعم وكانوا ينحرون ويذبحون فلم يكن في ذلك أكثر من ذلك لم يكن غنائم تقسم إلا ما ذكر له أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص نا رضوان بن أحمد بن جالينوس ح وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي (4) أنا محمد بن عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب قالا نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحصين التميمي عن غزوة ذات السلاسل من أرض بلي وعذرة قال بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عمرو بن العاص يستنفر العرب إلى الإسلام وذلك أن أم العاص بن وائل كانت امرأة من بلي فبعثه
_________
(1) في الواقدي: لتطمئن
(2) يعني أنه قهرها وغلبها واستولى عليها
(3) في الواقدي: فقاتلوا
(4) دلائل النبوة للبيهقي 4 / 399 وما بعدها
(5) عند البيهقي: ليستنفر(2/23)
فبعثه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إليهم يستألفهم بذلك حتى إذا كان على ماء (1) بأرض جذام يقال لها السلاسل وبذلك سميت تلك الغزاة ذات السلاسل فلما كان عليه خاف فبعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يستمده فبعث إليه أبا عبيدة بن الجراح في المهاجرين الأولين فيهم أبو بكر وعمر وقال لأبي عبيدة حين وجهه لا تختلفا فخرج أبو عبيدة حتى إذا قدم عليه قال له عمرو إنما جئت مددا إلي فقال أبو عبيدة لا ولكني على ما أنا عليه وأنت على ما أنت عليه وكان أبو عبيدة رجلا لينا سهلا هينا عليه أمر الدنيا فقال له عمرو بل أنت مدد لي فقال له أبو عبيدة لا يا عمرو إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لا تختلفا
[423] فإنك إن عصيتني أطعتك فقال له عمرو فإني أمير عليك وإنما أنت مدد لي قال فدونك فصل فصلى عمرو بالناس قال ونا يونس عن أبي معشر عن بعض مشيختهم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إني لأؤمر الرجل على القوم فيهم من هو خير منه لأنه أيقظ عينا وأبصر بالحرب
[424] حدثنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي لفظا وأبو القاسم الخضر بن الحسين قراءة قالا أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أبو عبد الرحمن نا محمد بن عائذ قال فأخبرني الوليد بن مسلم عن عبد الله بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال ثم غزوة عمرو بن العاص بذات السلاسل من مشارف الشام بعثه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في بلي وهم أخوال العاص بن وائل وبعثه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيمن يليهم من قضاعة وأمره عليهم فخاف عمرو من جانبه الذي هو به فبعث إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يستمده فلما قدم رسول عمرو على رسول الله (2) (صلى الله عليه وسلم) يستمده ندب له المهاجرين فانتدب أبو بكر وعمر في سراة من المهاجرين وأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح ثم أمد بهم عمرو بن العاص وعمرو يومئذ في سعد الله وتلك الناحية من قضاعة فلما قدم مدد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من المهاجرين الأولين وأميرهم أبو عبيدة بن عبد الله بن الجراح قال عمرو أنا الأمير وإنما أرسلت إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أستمده فأمدني بكم قال المهاجرون أنت أمير أصحابك وأبو عبيدة أمير المهاجرين فقال عمرو إنما أنتم مددا مددت به فأنا الأمير فلما رأى أبو عبيدة
_________
(1) عن هامش الاصل
(2) عن هامش الاصل وخع(2/24)
ذلك وكان رجلا حسن الخلق لين الشيمة قال إن آخر ما عهد إلي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن قال إذا قدمت على صاحبك فتطاوعا
[425] وإنك والله إن عصيتني لأطيعنك فسلم أبو عبيدة لعمرو بن العاص قال ابن عائذ فأخبرني الوليد بن مسلم نا عبد الله بن لهيعة عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب الزهري قال بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعثين إلى كلب وغسان وكفار العرب الذين كانوا بمشارف الشام وأمر على أحد البعثين أبا عبيدة بن الجراح وأمر على البعث الآخر عمرو بن العاص فانتدب في بعث أبي عبيدة أبو بكر وعمر فلما كان عند خروج البعث دعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبا عبيدة وعمرا فقال لا تعصيا فلما فصلا من المدينة خلا أبو عبيدة بعمرو فقال له إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عهد إلي وإليك على أن لا تعاصيا فإما أن تطيعني وإما أن أطيعك قال لا بل أطعني فأطاع أبو عبيدة وكان عمرو أميرا على البعثين كلاهما فوجد عمر (2) من ذلك وقال أتطيع ابن النابغة وتؤمره على نفسك وعلى أبي بكر وعلينا ما هذا الرأي فقال أبو عبيدة لعمر يا ابن أم إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عهد إلي وإليه أن لا نتعاصيا فخشيت إن لم أطعه أن أعصي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ويدخل بيني وبينه الناس وإني والله لأطيعنه حتى أقفل فلما قفلوا كلم عمر بن الخطاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وشكى إليه ذلك فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لن أؤمر عليكم بعدها إلا منكم
[426] يريد المهاجرين فكانت تلك غزوة ذات السلاسل أسر فيها ناس كثير من العرب أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي (3) أنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو جعفر البغدادي نا أبو علاثة محمد بن عمرو بن خالد نا أبي نا ابن لهيعة نا أبو الأسود عن عروة ح قال وأنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عتاب العبدي نا القاسم بن عبد الله بن المغيرة نا ابن أبي أويس نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة قالا ثم غزوة عمرو بن العاص ذات السلاسل
_________
(1) زيادة عن خع سقطت من الاصل
(2) عن خع وبالاصل " عمرو "
(3) دلائل النبوة للبيهقي 3 / 398 - 399(2/25)
من مشارف الشام في بلي وسعد الله ومن يليهم من قضاعة وفي رواية عروة بعثه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في بلي وهم أخوال العاص بن وائل وبعثه فيمن يليهم من قضاعة وأمره عليهم قال موسى فخاف عمرو بن العاص من جانبه الذي هو به فبعث إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) يستمده فندب النبي (صلى الله عليه وسلم) المهاجرين الأولين فانتدب فيهم أبو بكر وعمر بن الخطاب في سراة المهاجرين وأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح فأمد بهم عمرو بن العاص قال عروة وعمرو يومئذ في سعد الله وتلك الناحية من قضاعة قال موسى فلما قدموا على عمرو قال أنا أميركم وأنا أرسلت إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) استمده بكم قال المهاجرون بل أنت أمير أصحابك وأبو عبيدة أمير المهاجرين فقال عمرو إنما أنتم مدد أمددته فلما رأى ذلك أبو عبيدة وكان رجلا حسن الخلق لين الشيمة يتبعي الصواب متبع لأمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعهده قال تعلم يا عمرو إن آخر ما عهد إلي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن قال إذا قدمت على صاحبك فتطاوعا
[427] وإنك إن عصيتني لأطيعنك فسلم أبو عبيدة الإمارة لعمرو بن العاص قال البيهقي لفظ حديث موسى بن عقبة وفي حديث عروة بمعناه أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب ح وأخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر بن الحسن بن السبط أنا أبو محمد الجوهري قالا أنا أبو بكر القطيعي نا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي (2) نا محمد بن أبي عدي عن داود عن عامر قال بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جيش ذات السلاسل فاستعمل أبا عبيدة على المهاجرين واستعمل عمرو بن العاص على الأعراب فقال لهما تطاوعا
[428] قال فكانوا يؤمرون أن يغيروا على بكر فانطلق عمرو فأغار على قضاعة لأن بكرا أخواله قال فانطلق المغيرة بن شعبة إلى أبي عبيدة فقال إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) استعملك علينا وأن ابن فلان قد ارتبع أمر القوم وليس لك معه أمر فقال أبو عبيدة إن
_________
(1) كذا بالاصل وخع وفي دلائل البيهقي: سعى لامر
(2) مسند أحمد 1 / 196(2/26)
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أمرنا أن نتطاوع فأنا أطيع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وإن عصاه عمرو والصواب على بلي كما تقدم أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي (1) أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا يحيى بن أبي طالب أنا علي بن عاصم أنا خالد الحذاء عن أبي عثمان النهدي قال سمعت عمرو بن العاص يقول بعثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على جيش ذات السلاسل وفي القوم أبو بكر وعمر فحدثت نفسي أنه لم يبعثني على أبي بكر وعمر إلا لمنزله لي عنده قال فأتيته حتى قعدت بين يديه وقلت يا رسول الله من أحب الناس إليك قال عائشة قلت إني لست أسأل لك عن أهلك قال فأبوها قلت ثم من قال ثم عمر
[429] قلت ثم من حتى عد رهطا قال قلت في نفسي لا أعود أسأل عن هذا أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية قالت قرئ على أبي القاسم إبراهيم بن منصور السلمي أنا محمد بن إبراهيم المقرئ أنا أحمد بن علي بن المثنى نا الحسن بن حماد الحضرمي سجادة نا يحيى بن سعيد الأموي عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عمرو بن العاص أن النبي (صلى الله عليه وسلم) بعثه في ذات السلاسل فسأله أصحابه أن يأذن لهم أن يوقدوا نارا ليلا فمنعهم فكلموا أبا بكر فكلمه في ذلك فأباه فقال قد ارسلوك إلي لا يوقد أحد منهم نارا إلا ألقيته فيها قال فلقوا العدو فهزموهم فأرادوا أن يتبعوهم فمنعهم فلما انصرف ذلك الجيش ذكر ذلك للنبي (صلى الله عليه وسلم) وشكوه إليه فقال يا رسول الله إني كرهت أن آذن لهم أن يوقدوا نارا فيرى عدوهم قلتهم وكرهت أن يتبعوهم فيكون لهم مدد فيعطفوا عليهم فأحمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أمره فقال يا رسول الله من أحب الناس إليك قال لم قال لأحب من تحب قال عائشة قال من الرجال قال أبو بكر
[430]
_________
(1) دلائل النبوة للبيهقي 4 / 400
(2) عن هامش الاصل(2/27)
" باب غزاة النبي (صلى الله عليه وسلم) تبوك بنفسه وذكر مكاتبته ومراسلته منها الملوك " أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني نا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر وأبو نصر محمد بن أحمد بن هارون بن الجندي قالا نا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب أنا أحمد بن إبراهيم القرشي نا محمد بن عايذ أخبرني محمد بن شعيب عن عثمان بن عطاء عن أبيه عطاء الخراساني عن عكرمة عن ابن عباس قال بعث (1) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد خروجه من الطائف ستة أشهر ثم أمر (2) بغزوة تبوك وهي التي ذكر الله ساعة العسرة وذلك في حر شديد وقد كثر النفاق وكثر أصحاب الصفة والصفة بيت كان لأهل الفاقة يجتمعون فيه فتأتيهم صدقة النبي (صلى الله عليه وسلم) والمسلمين وإذا حضر غزو عمد المسلمون إليهم فاحتمل الرجل الرجل أو ما شاء الله يشبعه فجهزوهم وغزوا معهم واحتسبوا عليهم فأمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المسلمين بالنفقة في سبيل الله والحسبة فانفقوا احتسابا وأنفق رجال غير محتسبين وحمل رجال من فقراء المسلمين وبقي أناس وأفضل ما تصدق به يومئذ أحد (3) عبد الرحمن بن عوف تصدق بمائتي أوقية وتصدق عمر بن الخطاب بمائة أوقية وتصدق عاصم الأنصاري بتسعين وسقا (4) من تمر وقال عمر بن الخطاب يا رسول الله إني لا أرى عبد الرحمن إلا قد اخترب ما ترك لأهله شيئا فسأله رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هل تركت لأهلك شيئا
[431] قال نعم أكثر
_________
(1) في خع ومختصر ابن منظور 1 / 159: " لبث " ونراها الصواب
(2) في خع: ثم أمره الله بغزوة
(3) زيادة عن خع
(4) الوسق: ستون صاعا أو حمل بعير (قاموس: وسق)(2/28)
مم أنفقته وما (1) طيب قال كم قال ما وعد الله ورسوله من الرزق والخير وجاء رجل من الأنصار يقال له أبو عقيل بصاع من تمر فتصدق وعمد المنافقون حين رأوا الصدقات فإذا كانت صدقة الرجل كثيرة تغامزوا به وقالوا مرائي وإذا تصدق الرجل بيسير من طاقته تمر قالوا هذا أحوج إلى ما جاء به فلما جاء أبو عقيل بصاعه من تمر قال بت ليلتي آجر بالخرير (2) على صاعين والله ما كان عندي من شئ غيره وهو يعتذر هو يستحي فأتيت بأحدهما وتركت الآخر لأهلي فقال المنافقون هذا أفقر إلى صاعه من غيره وهم في ذلك ينتظرون يصيبون من الصدقات غنيهم وفقيرهم فلما أزف خروج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أكثروا الاستئذان وشكوا شدة الحر وخافوا زعموا الفتنة إن غزوا ويحلفون بالله على الكذب فجعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يأذن لهم لا يدري ما في أنفسهم وبنى طائفة منهم مسجد النفاق يرصدون به الفاسق أبا عامر وهو عند هرقل قد لحق به وكنانة بن عبد ياليل وعلقمة بن علاثة العامري وسورة براءة تنزل في ذلك إرسالا ونزلت فيها آية ليست فيها رخصة لقاعد فلما أنزل الله عز وجل " انفروا خفافا وثقالا " (3) اشتكى الضعيف الناصح لله ولرسوله والمريض والفقير إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقالوا هذا أمر لا رخصة فيه وفي المنافقين ذنوب مستورة لم تظهر حتى كان بعد ذلك وتخلف رجال غير مستيقنين (4) ولا ذوي علة ونزلت هذه السورة بالتبيان والتفصيل في شأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ينظر هنا (5) بمن اتبعه حتى بلغ تبوك فبعث منها علقمة بن مجزز (6) المدلجي إلى فلسطين وبعث خالد بن الوليد إلى دومة الجندل فقال أسرع لعلك أن تجده خارجا يتقنص فتأخذه فوجده فأخذه وأرجف المنافقون في المدينة بكل خبر سوء فإذا بلغهم أن المسلمين أصابهم جهد وبلاء تباشروا به فرحوا وقالوا قد كنا نعلم ذلك ونحذر منه وإذا أخبروا
_________
(1) في خع ومختصر ابن منظور: وأطيب
(2) كذا بالاصل وخع والصواب ما في مختصر ابن منظور: " بالجرير " وهو حبل يجعل للبعير بمنزلة العذار للدابة
(3) سورة التوبة الاية: 41
(4) كذا بالاصول وغير منقوطة في المطبوعة
(5) عن خع وفي المطبوعة: " فسار "
(6) عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 160 وبالاصل " محرز " وانظر الاصابة(2/29)
بسلامة (1) منهم وخير أصابوه حزنوا وعرف ذلك منهم (2) كل عدو لهم بالمدينة فلم يبق أحد من المنافقين أعرابي ولا غيره إلا استخف بعمل خبيث ومنزلة خبيثة واستعلن ولم يبق ذو علة إلا هو ينتظر (3) الفرج فيما ينزل الله في كتابه ولم تزل سورة براءة تنزل حتى ظن المؤمنون الظنون وأشفقوا أن لا تفلت منهم كبير أحد أذنب في شأن التوبة قط ذنبا إلا أنزل فيه أمر بلاء حتى انقضت وقد وقع كل عامل تبيان منزله من الهدى والضلالة أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا رضوان بن أحمد إجازة نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع الأنصاري عن الزهري أن قائد كعب بن مالك الذي كان يقود به حين عمي حدثه قال حدثني كعب بن مالك عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنه كان إذا أراد المسير في الغزاة أذن في المسلمين بالجهاز (4) وكتمهم أين يجاهدون مكيدة للعدو وما كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يؤذن بالجهاز (4) إلا وعندي بعير فأقوى به على الخروج معه حتى كانت تبوك فكانت في حر شديد وحين أقبلت الثمرة فأذن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالجهاز إلى تبوك وبينها للمسلمين ووافق ذلك عندي بعيرين فرأيت أني قوي على الخروج فتجهز رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والمسلمون وأغدو أنا لأتجهز فوالله لكأنما أربط فأرجع وما قطعت شعرة وعندي بعيران وأنا أرى أني قوي على الخروج إذا أردت فخرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والمسلمون ثم ذهبت أتحرا فإذا أنا أرى رجلا تخلف إلا رجلا مغموصا عليه في دينه غير أني قد رأيت رجلين من الأنصار صحيحين كدت أسكن إليهما هلال بن أمية الواقفي (6) ومرارة العمري (7) حتى إذا أيست من الخروج قلت اعتذر إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا رجع
_________
(1) كذا بالاصل " بسلامة منهم " وفي المطبوعة: " بسلامتهم "
(2) في الاصل: " منهم فيهم "
(3) عن خع وبالاصل " ينظر "
(4) عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 160 وبالاصل " بالجهاد "
(5) عن عخ ومختصر ابن منظور وبالاصل " وقطفت "
(6) هذه النسبة إلى واقف بطن من الاوس " الانساب)
(7) العمري نسبة إلى بني عمرو بن عوف (انظر الاستيعاب)(2/30)
قال ونا يونس قال قال ابن إسحاق (1) ثم خرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم الخميس واستخلف على المدينة محمد بن مسلمة الأنصاري فلما خرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ضرب عسكره على ثنية الوداع ومعه زيادة على ثلاثين ألفا من الناس وضرب عبد الله بن أبي عدو الله على ذي حدة عسكرا أسفل منه نحوا من كذا وكذا وما كان فيها يزعمون بأقل العسكرين فلما سار رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تخلف عنه عبد الله بن أبي فيمن تخلف من المنافقين وأهل الريب وخلف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) علي بن أبي طالب على أهله وأمره بالإقامة فيهم فأرجف به المنافقون وقالوا ما خلفه إلا استثقالا له وتخففا منه فلما قال ذلك المنافقون أخذ علي بن أبي طالب سلاحه ثم خرج حتى أتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو نازل بالجرف فقال يا رسول الله زعم المنافقون أنك إنما خلفتني تستثقلني وتخفف مني فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كذبوا ولكني خلفتك لما تركت ورائي فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك ألا ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي
[432] فرجع إلى المدينة ومضى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لسفره أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه قال لم أتخلف عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في غزوة غزاها حتى كانت غزوة تبوك إلا بدرا ولم يعاتب النبي (صلى الله عليه وسلم) أحدا تخلف عن بدر إنما خرج يريد العير فخرجت قريش مغوثين لغيرهم فالتقوا عن غير موعد كما قال الله عز وجل ولعمري إن أشرف مشاهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الناس لبدر وما كنت أحب أني كنت شهدتها مكان بيعتي ليلة العقبة حيث توافقنا على الإسلام ولم أتخلف بعد عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في غزوة غزاها حتى كانت غزوة تبوك وهي آخر غزاة غزاها فأذن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الناس بالرحيل وأراد أن يتأهبوا أهبة عدوهم وذلك حين طاب الظلال وطابت الثمار فكان قل ما أراد غزوة إلا وري غيرها وقال يعقوب عن ابن أخي ابن شهاب إلا وري بغيرها حدثناه أبو سفيان عن معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن
_________
(1) الخبر في سيرة ابن هشام 4 / 132(2/31)
كعب بن مالك عن أبيه وقال فيه ورا غيرها ثم رجع إلى حديث عبد الرزاق وكان يقول الحرب خدعة فأراد النبي (صلى الله عليه وسلم) في غزوة تبوك أن يتأهب الناس أهبته وأنا أيسر ما كنت قد جمعت راحلتين وأنا أقدر شئ في نفسي على الجهاد وخفة الحاذ (1) وأنا في ذلك أصغو (2) إلى الظلال وطيب الثمار فلم أزل كذلك حتى قام النبي (صلى الله عليه وسلم) غاديا بالغداة وذلك يوم الخميس وكان يحب أن يخرج يوم الخميس أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر وأبو نصر محمد بن هارون قالا أنا أبو القاسم بن أبي العقب نا أحمد بن إبراهيم القرشي نا ابن عايذ أنا الوليد بن محمد عن محمد بن مسلم الزهري أنه أخبره قال ثم غزا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) غزوة تبوك وهو يريد الروم وكفار العرب بالشام حتى إذا بلغ تبوك أقام بها بضع عشرة ليلة ولقيه بها وفد أذرح (3) ووفد أيلة (4) فصالحهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على الجزية ثم قفل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من تبوك ولم يجاوزها أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي (5) أنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال ثم أقام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما بين ذي الحجة إلى رجب ثم أمر بالتهيؤ إلى غزو الروم أخبرنا أبو عبد الله أنا أبو بكر البيهقي (5) أنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس نا أحمد نا يونس عن ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر بن حزم أن رسول الله قل ما كان يخرج في وجه من مغازيه إلا أظهر أنه يريد غيره غير أنه في غزوة تبوك قال أيها الناس إني أريد الروم فاعلمهم وذلك في زمان من البأس وشدة من الحر وجدب من البلاد وحين طابت (6) الثمار والناس يحبون المقام في ثمارهم وظلالهم ويكرهون الشخوص عنها فبينما
_________
(1) أي خفيف الظهر من العيال (النهاية: حوذ)
(2) أي أميل
(3) أذرح بلد في أطراف الشام من أعمالا لشراة ثم من نواحي البلقاة (ياقوت)
(4) أيلة: بالفتح مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام (ياقوت)
(5) دلائل النبوة للبيهقي 5 / 212 وما بعدها وسيرة ابن هشام 4 / 128
(6) عن خع ودلائل البيهقي(2/32)
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذات يوم في جهازه (1) إذ قال للجد بن قيس يا جد هل لك في بنات بني الأصفر قال يا رسول الله لقد علم قومي أنه ليس من أحد أشد عجبا بالنساء مني وإني أخاف إن رأيت نساء بني الأصفر أن يفتنني فأذن لي يا رسول الله فأعرض عنه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال قد أذنت
[433] فأنزل الله تعالى " ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا " (2) يقول ما وقع فيه من الفتنة بتخلفه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ورغبته بنفسه عن نفسه أعظم مما يخاف من فتنة نساء بني الأصفر وإن جهنم لمحيطة بالكافرين يقول لمن ورائه وقال رجل من حملة المنافقين لا تنفروا في الحر فأنزل الله عز وجل " قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون " (3) قال ثم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جد في سفره وأمر الناس بالجهاز وحض أهل الغنا على النفقة والحملان في سبيل الله فحمل رجال من أهل الغنا وأحسنوا وأنفق عثمان رضي الله عنهـ في ذلك نفقة عظيمة لم ينفق أحد أعظم منها وحمل على مائتي (6) بعير أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن
حيوية نا عبد الوهاب بن أبي حية نا محمد بن شجاع نا محمد بن عمر (7) نا عمر بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد وعبد الله بن جعفر الزهري ومحمد بن يحيى وابن أبي حبيبة وربيعة بن عثمان وعبد الرحمن بن عبد العزيز بن أبي قتادة وعبد الله بن عبد الرحمن الجمحي (8) وعمر بن سليمان بن أبي حثمة وموسى بن محمد بن إبراهيم وعبد الحميد بن جعفر وأبو معشر ويعقوب بن محمد بن أبي صعصعة وابن أبي سبرة وأيوب بن النعمان فكل قد حدثني بطائفة من حديث تبوك وبعضهم أوعى له من بعض وغير هؤلاء قد حدثني ممن لم اسم ثقات وقد كتبت كل ما حدثوني
_________
(1) عن خع ودلائل البيهقي وبالاصل " جهاده "
(2) سورة الاعراف الاية: 49
(3) سورة التوبة الاية: 81
(4) عن دلائل البيهقي وبالاصل: بالجهاد
(5) عند البيهقي: واحتسبوا
(6) عن خع والبيهقي وبالاصل " مائتين "
(7) مغازي الواقدي 3 / 989
(8) عن خع والواقدي وبالاصل " الجهني "(2/33)
قالوا كانت الطائفة (1) وهم الأنباط يقدمون المدينة بالدرمك (2) والزيت في الجاهلية وبعد أن دخل الإسلام فإنما كانت أخبار الشام عند المسلمين كل يوم لكثرة من يقدم عليهم من الأنباط فقدمت منهم قادمة فذكروا أن الروم قد جمعت جموعا كثيرة بالشام وأن هرقل قد رزق أصحابه لسنة وأجلبت معه لخم وجذام وغسان وعاملة وزحفوا وقدموا مقدماتهم إلى البلقاء وعسكروا بها وتخلف هرقل بحمص ولم يكن ذلك إنما ذلك شئ قيل لهم قالوه ولم يكن عدو أخوف عند المسلمين منهم وذلك لما عاينوا منهم إذ كانوا يقدمون عليهم تجارا من العدد والعدة والكراع وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا يغزو غزوة إلا وري بغيرها لئلا تذهب الأخبار بأنه يريد كذا وكذا حتى كانت غزوة تبوك فغزاها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في حر شديد واستقبل سفرا بعيدا واستقبل غزوا وعددا كثيرا فجلا للناس أمرهم ليتأهبوا لذلك أهبة عدوهم (3) وأخبرهم بالوجه الذي يريد وبعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى القبائل وإلى مكة يستنفرهم إلى عدوهم فبعث إلى أسلم بريدة بن الحصيب وأمره أن يبلغ الفرع وبعث أبا زهم الغفاري إلى قومه أن يطلبهم ببلادهم وخرج أبو واقد الليثي في قومه وخرج أبو جعد الضمري في قومه بالساحل وبعث رافع بن مكيث وجندب بن مكيث في جهينة وبعث نعيم بن مسعود في أشجع وبعث في بني كعب بن عمرو عدة بديل بن ورقاء وعمرو بن سالم وبشر بن سفيان وبعث في سليم عدة منهم العباس بن مرداس وحض رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المسلمين على الجهاد (4) ورغبهم فيه وأمرهم بالصدقة فحملوا صدقات كثيرة فكان أول من حمل أبو بكر الصديق جاء بماله كله أربعة آلاف درهم فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هل أبقيت لأهلك شيئا قال الله ورسوله أعلم وجاء عمر رضي الله عنهـ بنصف ماله فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هل أبقيت شيئا قال نعم نصف ما جئت به وبلغ عمر ما جاء به أبو بكر الصديق فقال ما استبقنا إلى خير قط إلا سبقتني
_________
(1) كذا بالاصل وفي الواقدي: " الساقطة " وفي خع " الظافطة " وفي مختصر ابن منظور 1 / 163 " الضافطة " وهي الاقرب أي الذين يجلبون المبرة والمتاع إلى المدن أو المكارى الذي يكرى الاحمال وكانوا في تلك الايام من الاقباط (انظر النهاية: ضفط) وفي القاموس: هم رذل الناس
(2) الدرمك: دقيق الحواري
(3) الواقدي: غزوهم
(4) الواقدي: على القتال والجهاد(2/34)
إليه وحمل العباس بن عبد المطلب إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مالا وحمل طلحة بن عبيد الله إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) مالا وحمل عبد الرحمن بن عوف إليه مائتي أوقية وحمل سعد بن عبادة إليه مالا وحمل محمد بن مسلمة إليه مالا وتصدق عاصم بن عدي بتسعين وسقا تمرا وجهز عثمان بن عفان ثلث ذلك الجيش وكان من أكثرهم نفقة حتى كفى ثلث ذلك الجيش مؤنتهم حتى إن كان ليقال ما بقيت لهم حاجة حتى كفاهم شنق (1) أسقيتهم فيقال إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال يومئذ ما يضر عثمان ما فعل بعد هذا ورغب أهل الغنا في الخير والمعروف واحتسبوا في ذلك الخير وقوى ناس دون هؤلاء من هو أضعف منهم حتى إن الرجل ليأتي بالبعير إلى الرجل والرجلين فيقول هذا البعير بينكما تعتقبانه ويأتي الرجل بالنفقة فيعطيها بعض من يخرج حتى إن كن النساء ليعن بكل ما قدرن عليه لقد قالت أم سنان الأسلمية لقد رأيت ثوبا مبسوطا بين يدي النبي (صلى الله عليه وسلم) في بيت عائشة فيه مسك (2) ومعاضد وخلاخل وأقرطة وخواتيم وخدمات مما يبعث به النساء يعن (3) به المسلمين في جهازهم والناس في عسرة شديدة وحين طابت الثمار وأحبت الظلال فالناس يحبون المقام ويكرهون الشخوص عنها على الحال من الزمان الذي هم عليه وأخذ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الناس بالانكماش والجد وضرب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عسكره بثنية الوداع والناس كثير لا يجمعهم كتاب قل رجل يريد أن يتغيب إلا ظن أن ذلك سيخفى له ما لم ينزل فيه وحي من الله عز وجل فلما (4) استمر برسول الله (صلى الله عليه وسلم) سفره وأجمع المسير استخلف على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري ويقال محمد بن مسلمة لم يتخلف عنه في غزوة غيرها ويقال ابن أم مكتوم وأثبتهم عندنا محمد بن مسلمة وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) استكثروا من
_________
(1) شنق جمع شناق وهو الخيط أو السير الذي تعلق به القربة والخيط الذي يشد به فمها (النهاية: شنق)
(2) المسك: الاسورة والخلاخيل واحدته مسكنة والمعاضد: الدمالج لانه على العضد يكون واحدته معضدة ومعضد والخلاخل: الحلي
والخدمات واحدتها خدمة وهي الخلخل
(3) عن مختصر ابن منظور وبالاصل: يعينون
(4) الواقدي 3 / 955(2/35)
النعال فإن الرجل لا يزال راكبا ما دام منتعلا
[434] فلما سار رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تخلف ابن أبي عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيمن تخلف من المنافقين وقال يغزوا محمد بني الأصفر مع جهد الحال والحر والبلد البعيد إلى ما لا قبل له به يحسب محمد أن قتال بني الأصفر اللعب ونافق من (1) هو معه على مثل رأيه ثم قال ابن أبي والله لكأني أنظر إلى أصحابه غدا مقرنين في الجبال إرجافا برسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه فلما رحل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من ثنية الوداع إلى تبوك وعقد الألوية والرايات فدفع لواءه الأعظم إلى أبي بكر ورايته العظمى إلى الزبير ودفع راية الأوس إلى أسيد بن الحضير ولواء الخزرج إلى أبي دجانة ويقال إلى الحباب بن المنذر بن الجموح قال ومضى (2) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من المدينة فصبح ذا خشب (3) فنزل تحت الدومة وكان دليله إلى تبوك علقمة بن الفغواء الخزاعي فقام (5) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تحت الدومة فراح منها ممسيا حيث أبرد وكان في حر شديد قالوا وكان الناس مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثلاثين ألفا ومن الخيل عشرة آلاف فرس وأمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كل بطن من الأنصار أن يتخذ لواء أو راية (6) والقبائل من العرب فيها الرايات والألوية وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد دفع راية بني مالك بن النجار إلى عمارة بن حزم فأدرك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) زيد بن ثابت فأعطاه الراية قال عمارة يا رسول الله لعلك وجدت (7) علي قال لا والله ولكن قدموا القرآن وكان زيد أكثر أخذا للقرآن منك والقرآن يقدم وإن كان عبدا أسود مجدعا
[435] وأمر في الأوس والخزرج أن يحمل راياتهم أكثرهم اخذا للقرآن وكان أبو زيد يحمل راية بني عمرو بن عوف وكان معاذ بن جبل يحمل راية بني سلمة
_________
(1) بالاصل: ممن
(2) مغازي الواقدي 3 / 999
(3) واد على مسير ليلة من المدينة (معجم البلدان)
(4) بالاصل: " وكانت " والمثبت عن الواقدي
(5) عن الواقدي وبالاصل " فقال "
(6) عند الواقدي: لواء وراية
(7) أي غضبت(2/36)
قال (1) وكان هرقل قد بعث رجلا من غسان إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) ينظر إلى صفته وإلى علاماته إلى حمرة في عينيه وإلى خاتم النبوة بين كتفيه وسأل فإذا هو لا يقبل الصدقة فوعى أشياء من حال النبي (صلى الله عليه وسلم) ثم انصرف إلى هرقل يذكر ذلك له فدعا قومه إلى التصديق به (2) فأبوا (3) حتى خافهم على ملكه وهو في موضعه لم يتحرك ولم يزحف وكان الذي خبر النبي (صلى الله عليه وسلم) من بعثته (4) أصحابه ودنوه إلى أدنى الشام باطل لم يرد ذلك ولم يهم به وشاور رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أصحابه في التقدم فقال عمر بن الخطاب إن كنت أمرت بالسير فسر قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لو أمرت به ما استشرتكم فيه قال يا رسول الله فإن للروم جموعا كثيرة وليس بها أحد من أهل الشام (5) وقد دنوت منهم حيث ترى وقد أفزعهم دنوك فلو رجعت هذه السنة حتى ترى أو يحدث الله تعالى لك في ذلك أمرا أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن الأستاذ أبي القاسم القشيري وأبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر السيدي قالا أنا أبو سعيد بن محمد أنا زاهر بن أحمد أنا إبراهيم بن عبد الصمد نا أبو مصعب نا مالك عن أبي الزبير المكي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة أن معاذ بن جبل أخبره أنهم خرجوا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عام غزوة تبوك وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء قال فأخر الصلاة يوما ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعا ثم دخل ثم خرج فصلى المغرب والعشاء جميعا ثم قال إنكم ستأتون غدا إن شاء الله عين تبوك وإنكم لن تأتوها حتى يضحي النهار فمن جاءها فلا يمس من ماءها شيئا حتى آتي قال فجئناها وقد سبق إليها رجلان والعين مثل الشراك تبض بشئ من ماء فسألهما رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هل مسستما من مائها شيئا قالا نعم فسبهما وقال لهما ما شاء الله أن يقول ثم غرفوا من العين بأيديهم قليلا قليلا حتى اجتمع في شئ ثم غسل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيه وجهه ويديه ثم أعاده فيها فجرت العين بماء كثير فاستقى الناس ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوشك يا
_________
(1) الواقدي 3 / 1018
(2) زيادة عن الواقدي
(3) بالاصل: فأجابوا " والمثبت عن الواقد
(4) عن الواقدي وبالاصل " تغيب " وفي مختصر ابن منظور تعبئة
(5) الواقدي: أهل الاسلام(2/37)
معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما هاهنا قد ملئ (1) جنانا
[436] أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا رضوان بن أحمد إجازة نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن المبارك بن فضالة عن الحسن أنه قال آخر غزوة غزاها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تبوك أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد نا سريج بن يونس بن كنانة نا عباد بن عباد يعني المهلبي عن عبد الله بن عثمان بن خثيم (2) عن سعيد بن أبي راشد مولى لآل معاوية قال قدمت الشام فقيل لي في هذه الكنيسة رسول قيصر إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فدخلنا الكنيسة فإذا أنا بشيخ كبير فقلت له أنت رسول قيصر إلى رسول (3) الله (صلى الله عليه وسلم) قال نعم قال فقلت حدثني عن ذلك قال إنه لما غزا تبوكا كتب (4) إلى قيصر كتابا وبعث به مع رجل يقال له دحية بن خليفة فلما قرأ كتابه وضعه معه على سريره وبعث إلى بطارقته ورؤوس أصحابه فقال إن هذا الرجل بعث إليكم رسولا وكتب إليكم كتابا يخبركم إحدى ثلاث إما أن تتبعوه على دينه أو تقروا له بخراج يجري له عليكم ويقركم على هيئتكم في بلادكم أو أن تلقوا إليه بالحرب قال فنخروا (5) نخرة حتى خرج بعضهم من برانسهم وقالوا لا نتبعه على دينه وندع ديننا ودين آبائنا ولا نقر له بخراج يجري علينا ولكن نلقي إليه الحرب فقال قد كان ذلك ولكني كرهت أن أفتات (6) دونكم بأمر قال عباد فقلت لابن خثيم أو ليس قد كان قارب وهم بالإسلام فيما بلغنا قال بلى لولا أنه رأى منهم قال فقال أبغوني رجلا من العرب أكتب معه إليه جواب كتابه قال فأتيت وأنا شاب فانطلق بي إليه فكتب جوابه وقال لي مهما نسيت من
_________
(1) كذا بالاصول ومختصر ابن منظور وفي المطبوعة: قد ملا جفانا
(2) بالاصل " خيثم " والمثبت والضبط بالمعجمة والمثلثة مصغرا عن تقريب التهذيب وقد صححت في كل مواضع الخبر
وانظر مسند أحمد 4 / 74 - 75
(3) ما بين معكوفتين زيادة عن هامش الاصل
(4) زيادة عن خع
(5) غزوا: تكلموا بكلام فيه غضب ونفور بمعنى أنهم أظهروا عدم موافقتهم على ما سمعوا (النهاية - واللسان
(6) عن مختصر ابن منظور وبالاصل " ابتات " افتات برأية علبيك: استبد(2/38)
شئ فاحفظ عني ثلاث خلال انظر إذا هو قرأ كتابي هذا هل يذكر الليل والنهار وهل يذكر كتابه إلي وانظر هل ترى في ظهره علما قال فأقبلت حتى أتيته وهو بتبوك في حلقة من أصحابه منتحين فسألت فأخبرت به فدفعت إليه الكتاب فدعا معاوية فقرأ عليه الكتاب فلما أتى على قوله دعوتني إلى جنة عرضها السموات والأرض فأين النار قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا جاء الليل فأين النهار قال فقال إني قد كتبت إلى النجاشي فحرقه فحرقه الله محرق الملك فقال عباد فقلت لابن خثيم أليس قد أسلم النجاشي ونعاه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالمدينة إلى أصحابه فصلى عليه قال بلى ذلك فلان بن فلان وهذا فلان بن فلان قد ذكرهما ابن خثيم جميعا ونسيتهما وكتبت إلى كسرى كتابا فمزقه فمزقه الله ممزق الملك وكتبت إلى قيصر كتابا فأجابني فيه فلن يزال الناس يخشون (1) منهم بأسا ما كان في العيش خير ثم قال لي ممن أنت قلت من تنوخ قال يا أخا تنوخ هل لك في الإسلام قلت لا إني أقبلت من قبل قوم وأنا فيهم على دين ولست مستبدلا بدينهم حتى أرجع إليهم قال فضحك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أو تبسم فلما قضيت حاجتي قمت فلما وليت دعاني فقال يا أخا تنوخ هلم فامض للذي أمرت به قال وكنت نسيتها فاستدرت من وراء الحلقة وألقى بردة كانت عليه عن ظهره فرأيت على غضروف كتفه مثل المحجم الضخم
[437] وأخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن القشيري نا أبو سعد الجنزرودي أنا أبو عمرو بن حمدان ح وأخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أخبركم أبو بكر بن المقرئ قالا أنا أبو يعلى الموصلي نا حوثرة بن أشرس نا حماد بن سلمة عن عبد الله بن عثمان بن خثيم (2) عن سعيد بن أبي راشد قال كان رسول قيصر جارا لي في وقال ابن المقرئ جاء إلي وقالا زمن يزيد بن معاوية فقلت له أخبرني عن كتاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى قيصر فقال إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أرسل دحية الكلبي إلى قيصر وكتب معه كتابا يخيره بين إحدى ثلاث إما أن يسلم وله ما في يديه وقال ابن حمدان يده من ملكه وقال وإما أن يؤدي الخراج وإما أن يأذن
_________
(1) عن مسند أحمد 4 / 75
(2) بالاصل " خيثم " والصواب ما أثبت انظر ما تقدم فيه قريبا(2/39)
بحرب قال فجمع قيصر بطارقته وقسيسيه في قصره وأغلق عليهم الباب وقال إن محمدا كتب إلي يخيرني بين إحدى ثلاث إما أن أسلم ولي ما في يدي من ملكي وإما أن أؤدي الخراج وإما أن آذن بحرب وقد تجدون فيما تقرؤون من كتبكم أنه سيملك ما تحت قدمي من ملكي فنخروا نخرة حتى أن بعضهم خرجوا من برانسهم وقالوا ترسل إلى رجل من العرب جاء في بردته ونعله بالخراج فقال اسكتوا إنما أردت أن أعلم تمسككم بدينكم ورغبتكم فيه ثم قال ابتغوا لي رجلا زاد ابن حمدان من العرب وقالا فجاؤوا بي فكتب معي إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) كتابا وقال لي انظر ما سقط عنك من قوله فلا يسقطن عنك وقال ابن حمدان يسقط عنك ذكر الليل والنهار فأتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو مع أصحابه وهم محتبون بحمائل سيوفهم حول بئر تبوك قلت أيكم محمد فأومأ بيده إلى نفسه فرفعت وقال ابن المقرئ فدفعت إليه الكتاب فدفعه إلى رجل إلى جنبه فقلت من هذا فقالوا معاوية بن أبي سفيان فقرأه فإذا فيه كتبت تدعوني إلى جنة عرضها السموات والأرض فأين النار زاد ابن حمدان إذا وقالا فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا سبحان الله إذا جاء الليل فأين النهار فكتبته عندي ثم قال زاد ابن المقرئ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقالا إنك رسول قوم وإن لك حقا لكن جئتنا ونحن مرملون " فقال عثمان بن عفان أنا أكسوه وقال ابن حمدان قال عثمان اكسوه حلة صفوزية (1) فقال رجل من الأنصار علي ضيافته فقال لي قيصر فيما قال انظر إلى ظهره فرأى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أني أريد النظر إلى ظهره فألقى ثوبه عن ظهره فنظرت إلى الخاتم في بعض الكتف فأقبلت عليه أقبله ثم قال زاد ابن المقرئ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إني كتبت إلى النجاشي فأحرق كتابي والله محرقه وكتبت إلى كسرى عظيم فارس فمزق كتابي والله ممزقه وقال ابن حمدان يمزقه وكتبت إلى قيصر فرفع كتابي فلا يزال في الناس ما كان في العيش خير فقال ابن حمدان فلا يزال الناس ذكر كلمة ما كان في العيش خير " وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد نا أبو عامر حوثرة بن اشرس أملاه علي أخبرني حماد بن سلمة عن عبد الله بن عثمان بن خثيم (2) عن سعيد بن ابي راشد قال كان
_________
(1) الصفورية: جنس من الثياب (تاج العروس)
(2) بالاصل " خيثم " والصواب ما أثبت وقد تقدم قريبا(2/40)
رسول قيصر جارا لي زمن يزيد بن معاوية فقلت له أخبرني عن كتاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى قيصر فقال إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أرسل دحية الكلبي إلى قيصر وكتب معه إليه كتابا فذكر نحو حديث عباد بن عباد وحديث عباد أتم وأحسن اقتصاصا للحديث وزاد قال فضحك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعني حين دعاه إلى الإسلام فأبى أن يسلم وتلى هذه الآية " إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء " (1) ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنك رسول قوم وإن لك حقا ولكن جئتنا ونحن مرملون
[439] فقال عثمان بن عفان أنا أكسوه حلة صفورية وقال رجل من الأنصار علي ضيافته أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا محمد بن عبد الرحمن الذهبي المخلص أنا رضوان بن محمد قراءة عليه قالا أنا أحمد بن عبد الجبار نا يونس عن ابن إسحاق قال فلما انتهى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى تبوك أتاه يحنة (2) بن رؤبة صاحب أيلة (3) فصالح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأعطاه الجزية وأتاه أهل جرباء (4) وأذرح فأعطوه الجزية وكتب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لهم كتابا فهو عندهم فكتب ليحنة بن رؤبة بسم الله الرحمن الرحيم هذه أمنة من الله ومحمد النبي ورسوله ليحنة بن رؤبة وأهل أيلة أساقفتهم وسائرهم في البر والبحر لهم ذمة الله وذمة النبي ومن كان معه من أهل الشام وأهل اليمن وأهل البحر فمن أحدث منهم حدثا فإنه لا يحول ماله دون نفسه وإنه طيب لمن
_________
(1) سورة القصص الاية: 56
(2) بضم التحتية وفتح الحاء المهملة ونون مشددة وتاء ويقال يحنا بالالف بدل التاء
ورواية بضم الراء وسكون الهمزة وبالموحدة
(3) أيلة: بالفتح مدينة بالشام على النصف ما بين مصر ومكة عن ساحل البحر
(4) جرباء موضع من أعمال عمان بالبقاء من إرض الشام وهي قريبة من منطقة أذرح من البلقاء بينهما ثلاثة أيام وفي القاس: إذرح بجنب جربا
(5) في دلائل البيهقي 5 / 247: هذه(2/41)
أخذه من الناس وإنه لا يحل أن يمنعوا ما يريدونه ولا طريقا يريدونه من بر أو بحر هذا كتاب جهيم بن الصلت وشرحبيل بن حسنة بإذن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال ابن إسحاق وكتب لأهل جرباء وأذرح بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد رسول الله النبي (صلى الله عليه وسلم) لأهل أذرح أنهم آمنون بأمان الله وأمان محمد وأن عليهم مائة دينار في كل رجب وافية طيبة والله كفيل عليهم بالنصح والإحسان إلى المسلمين ومن لجأ إليهم من المسلمين من المخافة (1) وذكر باقي الكتاب قال وأعطى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أهل أيلة بردة مع كتابه الذي كتب لهم أمانا لهم فاشتراه أبو العباس عبد الله بن محمد بثلاثمائة دينار ثم إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دعا خالد بن الوليد فبعثه إلى أكيدر دومة أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس الدينوري نا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن القزويني إملاء نا أبو حفص عمر بن محمد بن الزيات حدثني عبد الله بن محمد بن ناجية نا أبو همام حدثني أبي قال سمعت عبيد الله (2) بن إياد بن لقيط السدوسي قال سمعت أبي يحدث عن قيس بن النعمان السكوني قال خرجت خيل لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) فسمع بها أكيدر دومة الجندل فانطلق إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا رسول الله إنه بلغنا أن خيلا انطلقت وأني خفت على أرضي ومالي فاكتب لي كتابا لا يعرضوا من شئ لي فإني مقر بالذي علي من الحق فكتب له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم إن أكيدر أخرج قباء من ديباج منسوج مما كان كسرى يكسوهم فقال يا رسول الله اقبل عني هذا فإني أهديته لك فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ترجع بقباك فإنه ليس يلبس هذا في الدنيا إلا حرمه يعني في الآخرة فرجع به حتى أتى منزلة وإنه وجد في نفسه أن يرد عليه هديته فقال يا رسول الله إنا أهل بيت يشق علينا رد هديتنا فاقبل مني هديتي فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) انطلق فارفعه (3) إلى عمر بن الخطاب قال وقد كان عمر قد سمع ما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
_________
(1) بالاصل وخع " المحاقة " والمثبت عن دلائل البيهقي 5 / 248
(2) بالاصل وخع " عبد الله " تحريف والصواب ما أثبت عن تقريب التهذيب
(3) عن خع وفي مختصر ابن منظور: فادفعه(2/42)
فبكا ودمعت عيناه وظن أنه قد لحقه شئ فانطلق إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا رسول الله أحدث في أمر قلت في هذا القباء ما قلت ثم بعثت به إلي فضحك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى وضع يده أو ثوبه على فيه ثم قال ما بعثت به إليك لتلبسه ولكن تبيعه وتستعين بثمنه
[440]
_________
(1) بعدها في نسخة خع: آخر الجزء العاشر يتلوه باب ذكر بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد
سمع الجزء الاول من الاصل من تاريخ دمشق على مخرجه الحافظ الاوحد أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي بقراءة عمر بن محمد العليمي ومن خطه نقلت بعضها وبعضه بقراءة المصنف جماعة وأبو الفضل أحمد وأبو البركات الحسن بن القاضي الامين أبي عبد الله محمد بن الحسن بن هبة الله وذلك في يومي الثلاثاء والاربعاء السادس عشر والسابع عشر من شهر ربيع الاول سنة تسع وخمسين وخمسمئة بالمنارة الشريقية من لا مسجد الجامع بمدينة دمشق حرسها الله تعالى
وسمع أيضا عليه بقراءة ولده أبي محمد القاسم أخوه أبو الفتح الحسن والقاضي أبو المعالي محمد بن علي بن محمدب يحيى القرشي وابن ابن عم أبيه أبو المكارم عبد الواحد بن عبد الرحمن بن سلطان بن يحيى القرشي وأبو ونصر محمد بن هبة الله بن محمد بن الشيرازي وعلي بن عبد الكريم بن الكويسي
البزاز وأبو الوحش عبد الرحمن بن منصور بن نسيم وبنواحي المصنف أبو البركات الحسن وأبو المظفر عبد الله وأبو منصور عبد الرحمن بنو محمد بن الحسن بن هبة الله وأخوهم كاتب السماع في الاصل أحمد بن محمد بن الحسن بن هبة الله الشافعي ومن خطه نقلت وآخرون
وسمع من باب ذكر اختلاف الصحابة
إلى آخر الجزء أبو محمد بن علي بن صالح السلمي وأبو الفضل
يحيى وأبو المحاسن سليمان ابنا الفضل بن سليمان البانياسي وآخرون بقراءة وذكر في نوبتين آخرهما الخمسى التاسع من المحرم سنة ستين وخمسمئة بالمسجد الجامع بدمشق وحج ولك وثقت
وسمع الجزء الثاني بأسره من التجزئة الاولى تجزئة الاصل على مصنفه بقراءة المصنف بعضه والباقي بقراءة عمر بن محمد العليمي وبخط السماع في آخره ومن خطه نقلت ابنا أخي المصنف أبو الفضل أحمد وأبو البركات الحسن ابنا محمد بن الحسن بن هبة الله وآخرون وذلك في شهر ربيع الاول سنة تسع وخمسمين وخمسمئة بالمنارة الشريفة من جامع دمشق
وسمعه أيضا أعني الجزء الثاني على مخرجه الحافظ القاضي أبو المعالي محمد بن علي بن محمد بن يحيى القرشي وابن ابن عم أبيه أبو المكارم عبد الواحد بن عبد الرحمن بن سلطان بن يحى القرشي وأبو المفضل يحيى وأبو المحاسن سليمان ابنا الفضل بن سليمان بن البانياسي ومحمد بن هبة الله بن محمد الشيرازي وعلى بن عبد الكريم بن الكويس وأبو الوحش عبد الرحمن بن منصور بن نسيم وأبو محمد بن علي بن صالح السلمي وأبو الحسين بن معالي بن نصر وأحمد بن علي بن مفرج وأبو البركات الحسن وأبو المظفر عبد الله وأبو منصور عبد الرحمن بنو أخي المسمع محمد بن الحسن بن هبة الله وأخوهم كاتب السماع أحمد بن محمد بن الحسن بن هبة الله الشافعي ومن خطه نقلت وابنا المخرج الحافظ أبو محمد القاسم بقراءته وأبو الفتح الحسن وجماعة وذلك يوم الجمعة العاشر من المحرم سنة ستين وخمسمئة بالمسجد الجامع بدمشق وصح وثبت(2/43)
_________
- وسمع الجزء الثالث من الاصل على مخرجه الحافظ بقراءته بعضه والباقي العلميي عمر بن محمد بخطه السماع في آخر الجزء ومن خطه نقلت ابنا أخي المسمع أبو الفضل أحمد وأبو البركات الحسن ابنا الامين أي عبد الله محمد بن الحسن وآخرون في شهر ربيع الاول سنة تسع وخمسين وخمسمئة بالمنارة الشريفة من جامع دمشق
وسمعه أيضا بعينه وأسره على مصنفه ولداه أبو محمد القاسم بقراءته وإبو الفتح الحسن والقاضي أبو المعالي محمد بن علي بن محمد بن يحيى القرشي وابن ابن عم أبيه أبو المكارم عبد الوحد بن عبد الرحمن بن سلطان بن يحيى ومحمد بن هبة الله بن محمد الشيرازي وعلي بن عبد الكريم بن الكويس وعبد الرحمن بن منصور وأبو الحسين بن معالي بن نصر وأبو البركات الحسن وأبو المظفر بعد الله وأبو منصور عبد الرحمن بنو محمد بن الحسن بن هبة الله الشافعي
وسمع من باب ما جاء في اختصاص الشام وقصورة بالاضاءة إلى آخر الجزء أخوهم أحمد بن محمد بن الحسن بن هبة
والسماع بخطه ومنه نقلت وأبو المفضل يحيى وأبو محمد الحسن بن علي وآخرون
وذلك في نوبتين آخرهما الخميس السادس من محرم سنة ستين وخمسمئة بالمسجد الجامع بدمشق حرسها الله
وهذه الطبقة طبقة الجزء الثالث من تاريخ دمشق
وسمع الجزء الرابع من الاصل من تاريخ دمشق على جامعه الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي ابنا أخيه أبو الفضل أحمد وأبو البركات الحسن ابنا الامين أبي عبد الله محمد بن الحسن وعمرو بن محمد العليمي بقراءته أكثره وباقية بقراءة المصنف والسماع بخط العلمي في الاصل ومنه نقلت وآخرون في يوم الخميس الثالث من شهر ربيع الاخر من سنة تسع وخمسين وخمسمئة في منزل المستمع بالمنارة الشرقية من جامع دمشق
وسمعه أيضا بعينه عليه بقراءة إبيه أبي محمد القاسم القاضي أبو المعالي محمد بن علي بن محمد بن يحيى وابن ابن عم أبيه أبو المكارم عبد الواحد بن عبد الرحمن بن سلطان بن يحيى القرشيان وأبو المفضل يحيى وأبو المحاسن سليمان ابنا الفضل بن سليمان بن أبي المجد البانياسي ومحمد بن هبة الله بن محمد الشيرازي وعلي بن عبد الكريم بن الكويس وأبو محمد الحسن بن علي بن صالح السلمي وعبد الرحمن بن منصور بن نسيم وأحمد بن علي بن مفرج النابلسي وأبو البركات الحسن وأبو منصور عبد الرحمن ابنا محمد بن الحسن بن هبة الله وأخوهما أحمد بن محمد الحسن بن هبة الله وبخطه السماع ومن خطه نقلت وآخرون في يوم الجمعة السابع عشر من المحرم سنة ستين وخمسمئة بالمسجد الجامع بدمشق
وسمع الجزء الخامس من الاصل تجزئة المصنف على المصنف ابنا أخيه أبو الفضل أحمد وأبو البركات الحسن ابنا الامين أبي عبد الله محمد بن الحسن وعمر بن محمد العليمي بقراءته أكثره والباقي بقراءة المصنف الحافظ ومن خط العليمي نقلت وآخرون يوم الثلاثاء السابع من شهر ربيع الاخر من سنة تسع وخمسين بالمنارة الشرقية من جامع دمشق
وسمعه أجمع - أعني الجزء الخامس - على مخرجه ولداه الامام أبو محمد القاسم بقراءته وإبو الفتح الحسن وعبد الرحمن بن منصور بن نسيم وأبو المكارم عبد الواحد بن عبد الرحمن بن سلطان بن يحيى القرشي وأبو المفضل يحيى وأبو المحاسن سليمان ابنا الفضل بن سليمان ومحمد بن هبة الله بن محمد الشيرازي وعلي بن عبد الكريم بن الكويس وأبو محمد الحسن بن صالح السلمي وأبو البركات الحسن وأبو المظفر(2/44)
عبد الله وإبو منصور عبد الرحمن بنو محمد بن الحسن وأخوهم أحمد بن محمد بن الحسن بن هبة الله الشافعي ومن خطه نقلت وآخرون وذلك في نبوتين آخرهما الخمسى الثالث والعشرين من محرمة سنة ستين وخمسمة بالمسجد الجامع
وسمع الجزء السادس بأسره من تجزئة الاصل عن مخرجه ابنا أخيه أبو الفضل أحمد وأبو البركات الحسن ابنا الأمين أبي عبد الله محمد بن الحسن وعمر بن محمد العليمي بضعه من فضظ المصنف والاكثر بقراءة العليمي والسماع في في الاصل بخطه ومن خطه نقلت وآخرون يوم الخميس التاسع من شهر ربيع الاخر سنة تسع وخمسين وخمسمئة بالمنارة الشرقية من جامع دمشق عمره الله
وسمعه أيضا عليه ولداه الامام أبو محمد القاسم بقراءة وأبو الفتح الحسن وأبو المكارم عبد الواحد بن عبد الكريم بن سلطان بن يحيى القرشي وأبو الفضل وأبو المحاسن سليمان ابنا أبي الفضل بن الحسين بن سليمان ومحمد بن هبة الله بن محمد بن الشيرازي وعلي بن عبد الكريم بن الكويس وأبو محمد الحسن بن علي بن صالح السلمي وعبد الرحمن بن منصور بن نسيم وأبو البركات الحسن وأبو المظفر عبد الله وأبو منصور عبد الرحمن بنو محمد بن الحسن بن هبة الله وأخوهم أحمد بن محمد بن الحسن بن هبة الله وبخطه السماع في الاصل ومنه نقلت وآخرون يوم الجمعة الرابع والعشرون من محرم سنة ستين وخمسمئة بالمسجد الجامع بدمشق
وسمع الجزء السابع من الاصل على الحافظ المصنف له ابنا أخيه أبو الفضل أحمد وأبو البركات الحسن ابنا الامين أبي عبد الله محمد الحسن بن هبة الله وعمر بن محمد العليمي من خطه نقلت بقراءته وأبو الفتح وبعضه بقراءة المصنف وآخرون وذلك يوم الثلاثاء الرابع عشر من شهر ربيع الاخر سنة تسع وخمسين وخمسمئة بالمنارة الشرقية من المسجد الجامع بدمشق
وسمعه إيضا على مخرجه - أعني الجزء السابع - ولداه الامام أبو محمد القاسم بقراءته وأبو الفتح الحسن وأبو المكارم عبد الواحد بن عبد الرحمن بن سلطان بن يحيى القرشي وإبو المفضل يحيى وأبو المحاسن سليمان ابنا الفضل بن محمد بن سليمان ومحمد بن هبة الله بن محمد الشيرازي وعلي بن عبد الكريم بن الكويس وأبو محمد بن علي بن صالح السلمي وأبو البركات الحسن وأبو منصور عبد الرحمن ابنا محمد بن الحسن وأخوهما أحمد بن محمد بن الحسن بن هبة بن عبد الله بن الحسين الشافعي ومن خطه نقلت وآخرون وذلك في مجلسين آخرهما الخميسى سلخ محرم سنة ستين وخمسمئة بالمسجد الجامع بدمشق نقل ذلك من الاصل محمد بن يوسف بن محمد بن أبي بيداس البرز الى الاشبيلي غفر الله له مختصرا كما تقدم ذكره(2/45)
" باب ذكر بعث النبي (صلى الله عليه وسلم) أسامة قبل الموت (1) وأمره إيا أن يشن الغارة على مؤتة ويبنى وآبل الزيت " أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الحسين بن النقور أنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن سيف بن سعيد نا أبو عبيدة السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمر نا عبد الله بن سعيد بن ثابت بن الجزع الأنصاري عن عبيد بن حنين (2) مولى النبي (صلى الله عليه وسلم) عن أبي مويهبة (3) مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال (4) رجع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة بعدما قضى حجة التمام فتحلل به السير وضرب على الناس بعثا وأمر عليهم أسامة بن زيد أمره أن يوطئ آبل الزيت من مشارف الشام بالأردن فقال المنافقون في ذلك ورد عليهم النبي (صلى الله عليه وسلم) إنه لخليق لها أي حقيق بالإمارة ولئن قلتم فيه لقد قلتم في أبيه من قبله وإن كان لها لخليقا
[441] وطارت الأخبار لتحلل السير بالنبي (صلى الله عليه وسلم) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قد اشتكا ووثب الأسود باليمن ومسيلمة باليمامة وجاء النبي (صلى الله عليه وسلم) الخبر عنهما ثم وثب طليحة في بلاد بني أسد بعدما أفاق النبي (صلى الله عليه وسلم) ثم اشتكا في المحرم وجعه الذي توفاه جل وعز فيه وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا محمد بن عبد الرحمن أنا أحمد بن عبد الله بن سيف نا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف ثنا طلحة بن الأعلم عن عكرمة عن ابن عباس قال كان
_________
(1) زيادة عن خع
(2) ضبط بالتصغير عن تقريب التهذيب
(3) ويقال أبو موهبة وأبو موهبة (الاصابة)
(4) الخبر في اطبري 3 / 184 أحداث سنة 11(2/46)
النبي (صلى الله عليه وسلم) قد ضرب بعث أسامة ولم يستتب (1) فرجع إليه النبي (صلى الله عليه وسلم) وأخلع (2) مسيلمة والأسود وقد أكثر المنافقون في تأمير أسامة حتى بلغ النبي (صلى الله عليه وسلم) فخرج على الناس (3) عاصبا رأسه من الصداع لذلك من الشأن ولبشارة أريها في بيت عائشة وقال إني أريت (4) البارحة فيما يرى النائم في عضدي سوارين من ذهب فكرهتهما فنفختهما فطارا فأولتهما هذين الكذابين (5) صاحب اليمامة وصاحب اليمن وقد بلغني أن أقواما يقولون في إمرة أسامة ولعمري لئن قالوا في إمارته لقد قالوا في إمارة أبيه من قبله وإن كان أبوه لخليقا لها وإنه لها لخليق فانفذوا بعث أسامة وقال لعن الله الذين يتخذون قبور أنبيائهم مساجد
[442] فخرج أسامة فضرب بالجرن وأنشأ الناس في العسكرة ونجم طليحة وتمهل الناس وثقل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلم يستتم الأمر انتظر أولهم آخرهم حتى توفى الله جل وعز نبيه (صلى الله عليه وسلم) أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك أنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا وكيع حدثني صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة بن الزبير عن أسامة بن زيد قال بعثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى قرية يقال لها أبنى فقال ائتها صباحا ثم حرق
[443] وأخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدوية أنا عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن أنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب نا محمد بن هارون الروياني نا محمد بن المفتي (6) نا معاذ بن معاذ نا صالح بن أبي الأخضر نا الزهري نا عروة عن أسامة بن زيد أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعثه إلى الشام وأمره أن يغير على أبنى صباحا ثم يحرق
_________
(1) في مختصر ابن منظور: لم يستتب لوجع النبي صلى الله عليه وسلم وانظر الطبري 3 / 186
(2) كذا بالاصل وخع وفي مختصر ابن منظور: " والخلع وفي المطبوعة: " وطلع " وانظر الطبري 3 / 186
(3) زيادة عن الطبري 3 / 186
(4) الطبري: رأيت
(5) عن الطبري ومختصر ابن منظور وبالاصل وخع: الكلابين
(6) الاصل وخع وفي المطبوعة: المثني(2/47)
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر بن محمد الشحامي أنا أبو حامد أحمد بن الحسن (1) بن محمد الأزهري أنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ أنا محمد بن يحيى الذهلي ثنا محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري حدثني صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة قال أخبرني أسامة بن زيد قال أمرني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن أغير على أبنى صباحا ثم أحرق رواه أحمد بن حنبل وعباد بن موسى الختلي (2) عن محمد بن عبد الله الأنصاري أتم من هذا فأما حديث أحمد فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا محمد بن عبد الله بن المثنى حدثني صالح بن أبي الأخضر نا الزهري عن عروة عن أسامة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان وجهه فقبض النبي (صلى الله عليه وسلم) فسأله أبو بكر رضي الله عنهـ ما الذي عهد إليك قال عهد إلي أن أغير على أبنى صباحا ثم أحرق وأما حديث عباد فأخبرتنا به أم المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور السلمي وأنا حاضرة قال أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى الموصلي نا عباد بن موسى الختلي (3) نا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة عن أسامة بن زيد أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان وجهه وجها فقبض النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم يتوجه في ذلك الوجه ثم استخلف أبو بكر فقال أبو بكر لأسامة ما الذي عهد إليك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال عهد إلي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن أغير على أبنى صباحا وأحرق أخبرناه أبو علي الحداد في كتابه ثم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ يوسف بن الحسن الزنجاني (6)
_________
(1) عن خع وبالاصل " الحسين "
(2) بالاصل وخع " الجيلي " والمثبت والضبط عن تقريب التهذيب
(3) رسمها غير واضح بالاصل وخع والمثبت عن الانسب وهذه النسبة بفتح الزاي وسكون النون إلى زنجان بلدة على حد أذربيجان من بلاد الجبل وفي الانساب يوسف بن محمد التفكري الزنجاني(2/48)
التفكري قالا أنا أبو نعيم الحافظ قال حدثنا ح وأخبرناه أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر الاصبهاني نا يونس بن حبيب نا أبو داود الطيالسي نا صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة بن الزبير عن أسامة قال أمرني النبي (صلى الله عليه وسلم) أن أغير على أبنى صباحا وأحرق هذا حديث غريب اشتهر بصالح بن أبي الأخضر البصري عن محمد بن مسلم الزهري وأهل الشام يقولون يبنى بالياء وكلا القولين صواب وقد تبدل الألف ياء والياء همزا في مواضع كقولهم أحمد ويحمد وإساف ويساف وأخامر ويخامر
أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد الله بن داود الفقيه وأبو غالب محمد بن الحسن بن علي البصري قالا أنا أبو علي علي بن أحمد بن علي أنبأ أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي أنبأ أبو علي اللؤلؤي ح وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو علي الروذباري أنا أبو بكر بن داسة قالا ثنا أبو داود السجستاني نا عبد الله بن عمرو الغزي قال سمعت أبا مسهر قيل له أبنى قال نحن أعلم هي يبنى فلسطين أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن عبد الله بن سيف بن سعيد نا أبو عبيدة السري بن يحيى نا سعيد بن إبراهيم نا سيف بن عمر التميمي عن أبي ضمرة وأبي عمر (1) وغيرهما عن الحسن بن أبي الحسن (2) قال (3) ضرب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعثا قبل وفاته على أهل المدينة ومن حولهم وفيهم عمر بن الخطاب وأمر عليهم أسامة بن زيد فلم يجاوز آخرهم الخندق حتى قبض رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فوقف أسامة بالناس ثم قال لعمر ارجع إلى خليفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فاستأذنه يأذن لي فأرجع الناس فإن معي وجوه الناس وحدهم
_________
(1) في الطبري 3 / 226: أبي عمرو
(2) عن الطبري وبالاصل وخع " الحسن "
(3) الخبر في الطبي 3 / 225 - 226 في حوادث سنة 11(2/49)
ولا آمن على خليفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وثقل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأثقال المسلمين أن يتخطفهم المشركون وقالت الأنصار فإن أبى إلا أن نمضي وأبلغه عنا واطلب إليه أن يولي أمرنا رجلا أقدم سنا من أسامة فخرج عمر بأمر أسامة فأتى أبا بكر فأخبره بما قال أسامة فقال أبو بكر لو اختطفتني الكلاب والذئاب لم أرد قضاء قضاه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فإن الأنصار أمروني أن أبلغك أنهم يطلبون إليك أن تولي أمرهم رجلا أقدم سنا من أسامة فوثب أبو بكر وكان جالسا فأخذ بلحية عمر وقال ثكلتك أمك وعدمتك يا ابن الخطاب استعمله رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وتأمرني أن أنزعه فخرج عمر إلى الناس فقالوا له ما صنعت فقال امضوا ثكلتكم أمهاتكم ما لقيت في سببكم اليوم من خليفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم خرج أبو بكر حتى أتاهم فأشخصهم (1) وشيعهم وهو ماشي وأسامة راكب وعبد الرحمن بن عوف يقود دابة أبي بكر فقال له أسامة يا خليفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لتركبن أو لأنزلن فقال والله لا تنزل ووالله لا أركب وما علي أن أغبر قدمي ساعة في سبيل الله فإن للغازي بكل خطوة يخطوها سبع مائة حسنة تكتب له وسبع مائة درجة ترفع له وتمحى عنه سبع مائة خطيئة حتى إذا انتهى قال إن رأيت أن تعينني بعمر بن الخطاب فافعل فأذن له وقال يا أيها الناس قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عني لا تخونوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا طفلا ولا صغيرا ولا شيخا كبيرا ولا امرأة ولا تقذفوا نخلا ولا تحرقوه ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرا إلا لمأكلة وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا (3) أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم وسوف تقدمون على أقوام يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام فإذا أكلتم منها شيئا بعد شئ (4) فاذكروا اسم الله عليها وسوف يلقون أقواما قد فحصوا أوساط رؤوسهم تركوا حولها مثل العصائب (5) فاخفقوهم بالسيوف
_________
(1) عن الطبري ورسمت بالاصل " فاسجعهم "
(2) الطبري: " تعقروا " عقر النخلة: قطع رأسها وفي مختصر ابن منظور: ولا تعزقوا
(3) عن الطبري وبالأصل " قرعوا "
(4) عن الطبري وبالاصل " يبعى "
(5) عن خع والطبري وبالاصل " العصافير "(2/50)
خفقا اندفعوا بسم الله أفناكم الله بالطعن والطاعون (1) أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص نا أبو بكر أحمد (2) بن عبد الله بن سيف بن سعيد نا السري بن يحيى بن السري نا سعيد بن إبراهيم التيمي نا سيف بن عمر التميمي نا هشام بن عروة عن أبيه قال لما رجع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة أمر أسامة وضرب البعث على عامة أهل المدينة وأمره أن يسير حتى يوطئ بهم آبل الزيت ويحلل به السير فطار في الآفاق أن النبي (صلى الله عليه وسلم) اشتكا ووثب الأسود باليمن ومسيلمة باليمامة وأتى النبي (صلى الله عليه وسلم) الخبر عنهما ثم إن طليحة (3) وثب بعدما أفاق النبي (صلى الله عليه وسلم) وبعدما جاءه الخبر عن الأسود ومسيلمة ثم إنه اشتكى وجعه الذي توفاه الله فيه في عقب المحرم قال وتردد ناس من العسكرة لوجع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وبلغ النبي (صلى الله عليه وسلم) عن الذين قالوا في تأمير أسامة على المهاجرين والأنصار فخرج (صلى الله عليه وسلم) عاصبا رأسه من الصداع فأتى المنبر فقال
إنه بلغني أن رجالا قالوا في تأمير رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أسامة ولعمري لئن قالوا فيه لقد قالوا في أبيه من قبله وإنه لخليق بالإمارة وأبوه من قبله فانفذوا بعث اسامة
[444] ودخل وخرج الناس إلى الجرف فلما ثقل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أقاموا حتى شهدوه فلما فرغوا أنفذه أبو بكر رضي الله عنهـ على ما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وخرج أبو بكر إلى الجرف فاستقري أسامة وبعثه وسأله عمر فأذن له وقال له اصنع ما أمرك به نبي الله (صلى الله عليه وسلم) أبدأ ببلاد قضاعة ثم ائت آبل ولا تقصرن في شئ من أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولا تعجلن لما خلفت عن عهده فمضى أسامة مغذا (4) على ذي المروة (5) والوادي وانتهى إلى ما أمره به النبي (صلى الله عليه وسلم) من بث الخيول في قبائل قضاعة والغارة على آبل فسلم وغنم وكان فراغه
_________
(1) في المطبوعة: آخر الجزء السابع
(2) عن خع وبالاصل " الصديق "
(3) عن الطبري وبالاصل وخع: طلحة
(4) عن الطبري 3 / 227 حوادث سنة 11، وبالاصل " يتغذا "
(5) قرية بوادي القري (معجم البلدان)(2/51)
في أربعين يوما سوى مقامه ومقبله (1) راجعا قال ونا سيف عن أبي عمر عن زيد بن أسلم قال مات رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعماله على قضاعة على كلب امرئ القيس بن الأصبغ (2) الكلبي من بني عبد الله وعلى القين عمرو بن الحكم وعلى سعد هذيم معاوية بن فلان الوائلي فارتد وديعة الكلبي فيمن آزره من كلب وبقي امرؤ القيس على دينه وارتد زميل بن قطبة القيني فيمن آزره من بني القين وبني عمرو وارتد معاوية فيمن آزره من سعد هذيم فكتب أبو بكر إلى امرئ القيس بن فلان وهو جد سكينة بنت الحسين رضي الله عنهما فثار بوديعة وإلى عمرو فأقام لزميل وإلى معاوية العذري فأقام لمعاوية فلما توسط أسامة بلاد قضاعة بث الخيول قبلهم وأمرهم أن ينهضوا من أقام على الإسلام إلى من رجع عنه فخرجوا هرابا حتى أرزءوا (3) إلى دومة واجتمعوا إلى وديعة ورجعت خيول أسامة إليه فمضى فيها أسامة حتى أغار (4) على الحملتين (5) فأصاب في بني الضبيب من جذام وفي بني حيليل (6) من لخم ولفها من القبيلتين وحازهم من آبل ثم انكفأ سالما غانما وقال السميط بن النعمان اللخمي أما ينفك من زيد جذام * ولا لخم وإن رمت عظامه حدثنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه لفظا أنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي نا محمد بن عائذ نا الوليد بن مسلم عن عبد الله بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال فلما فرغوا من البيعة واطمأن الناس قال أبو بكر لأسامة امض لوجهك
_________
(1) في الطبري: ومنقلبه
(2) عن خع وبالاصل " الاصبع "
(3) في خع: " أرزوا " أي التجأوا
(4) عن خع وبالاصل " على انتخار " كذا "
(5) كذا بالاحصل وخع وفي مختصر ابن منظور: الحمقتين " وفي معجم البلدان أنها من مشارف الشام
(6) كذا وفي الطبري: حليل(2/52)
الذي بعثك له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فكلمه رجال من المهاجرين والأنصار وقالوا أمسك أسامة وبعثه فإنا نخشى أن تميل علينا العرب إذا سمعوا بوفاة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال أبو بكر وكان آخرهم أمرا أنا أحبس جيشا بعثهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لقد اجترأت على أمر عظيم والذي نفسي بيده لأن تميل علي العرب أحب إلي من أحبس جيشا بعثهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) امض يا أسامة في جيشك للوجه الذي أمرت به ثم اغز حيث أمرك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من ناحية فلسطين وعلى أهل مؤتة فإن الله سيكفي ما تركت ولكن إن رأيت أن تأذن لعمر بن الخطاب فأستشير وأستعين به فإنه ذو رأي ومناصح للإسلام فافعل ففعل أسامة ورجع عامة العرب عن دينهم وعامة أهل المشرق وغطفان وبنو أسد وعامة أشجع ومسكت طئ بالإسلام وقال عامة أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) أمسك أسامة وجيشه ووجههم نحو (1) من ارتد عن الإسلام من غطفان وسائر العرب فأبى ذلك أبو بكر أن يحبس أسامة وقال إنكم قد علمتم أنه قد كان من عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إليكم في المشورة فيما لم يمض من نبيكم فيه سنة ولم ينزل عليكم به كتاب وقد أشرتم وسأشير عليكم فانظروا أرشد ذلك فائتمروا به فإن الله لن يجمعكم على ضلالة والذي نفسي بيده ما أرى من أمر أفضل في نفسي من جهاد من منع منا عقالا (2) كان يأخذه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فانقاد المسلمون لرأي أبي بكر ورأوا أنه أفضل من رأيهم فبعث أبو بكر أسامة بن زيد لوجهه الذي أمره به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأصاب في العدو مصيبة عظيمة وسلمه الله وغنمه هو وجيشه وردهم صالحين وخرج أبو بكر في المهاجرين والأنصار حين خرج أسامة حتى بلغ نقعا (3) حذاء وهربت الأعراب بذراريهم فلما بلغ المسلمين هرب الأعراب كلموا أبا بكر وقالوا ارجع إلى المدينة وإلى الذراري والنساء وأمر رجلا من أصحابك على الجيش واعهد إليه أمرك فلم يزل المسلمون بأبي بكر حتى رجع وأمر خالد بن الوليد على الجيش فقال له إذا أسلموا وأعطوا الصدقة فمن شاء منكم أن يرجع فليرجع ورجع أبو بكر إلى المدينة أخبرنا محمد بن عبد الباقي الفرضي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن
_________
(1) الزيادة عن خع وفي الاصل " ووجهم " تحريف
(2) العقال: زكاة عام من الابل والغنم وقال الكسائي: صدقة عام وقال بعضهم: أراد أبو بكر بالعقال: الحبل الذي كان يعقل به الفريضة التي كانت تؤخذ في الصدقة إذا قبضها المصدق
(اللسان: عقل)
(3) النقع: موضع قرب مكة في جنبات الطائف (معجم البلدان)(2/53)
حيوية أنا عبد الوهاب بن أبي حية نا محمد بن شجاع الثلجي أنا محمد بن عمر الواقدي (1) قال قالوا لم يزل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يذكر مقتل زيد بن حارثة وجعفر وأصحابه ووجد عليهم وجدا شديدا فلما كان يوم الاثنين لأربع ليال بقين من صفر سنة إحدى عشرة أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الناس بالتهيؤ (2) لغزو الروم وأمرهم بالانكماش (3) في غزوهم فتفرق المسلمون من عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهم يجدون في الجهاز (4) فلما أصبح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من الغد يوم الثلاثاء لثلاث ليال بقين من صفر دعا أسامة بن زيد فقال يا أسامة سر على اسم الله وبركته حتى تنتهي إلى مقتل أبيك فأوطئهم الخيل فقد وليتك هذا الجيش فأغر (5) صباحا على أهل أبنى وحرق عليهم وأسرع السير بسبق الخبر فإن أظفرك الله فأقلل اللبث فيهم وخذ معك الأدلاء وقدم العيون أمامك والطلائع
[445] فلما كان يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من صفر بدئ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فصدع وحم فلما أصبح يوم الخميس لليلة بقيت من صفر عقد له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بيده لواء ثم قال يا أسامة اغز بسم الله في سبيل الله فقاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغدروا ولا تقتلوا وليدا ولا امرأة ولا تمنوا لقاء العدو فإنكم لا تدرون لعلكم تبتلون بهم ولكن قولوا اللهم اكفناهم واكفف بأسهم عنا فإن لقوكم قد أجلبوا وصبحوا فعليكم بالسكينة والصمت " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم " (6) وقولوا اللهم إنا نحن عبادك وهم عبادك نواصينا ونواصيهم بيدك وإنما تغلبهم أنت واعلموا أن الجنة تحت البارقة (7)
[446] أخبرنا أبو بكر الفرضي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر نا عبد الوهاب نا محمد بن شجاع نا الواقدي (8) حدثني يحيى بن هشام عن عاصم
_________
(1) مغازي الواقدي 3 / 1117 وما بعدها
(2) بالاصل: بالتهي "
(3) الانكماش: الاسراع (قاموس)
(4) عند الواقدي ومختصر ابن منظور 1 / 174: وهم مجدون في الجهاد
(5) عن الواقدي وبالاصل ومختصر ابن منظور " فاغز "
(6) سورة الانفال الاية: 47
(7) البارقة: السيوف (قاموس)
(8) مغازي الواقدي 3 / 1118(2/54)
الأسلمي عن المنذر بن جهم قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا أسامة شن الغارة على أهل أبنى
[447] وأخبرنا أبو بكر أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية نا عبد الوهاب نا محمد نا الواقدي قال (1) فحدثني عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن أزهر بن عوف عن الزهري عن عروة عن أسامة بن زيد أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أمره أن يغير على أبنى صباحا وأن يحرق قالوا ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأسامة امض على اسم الله فخرج بلوائه معقودا فدفعه إلى بريدة بن الحصيب الأسلمي فخرج به إلى بيت أسامة وأمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أسامة فعسكر بالجرف وضرب عسكره في موضع سقاية سليمان اليوم وجعل الناس يجدون (2) بالخروج إلى العسكر فيخرج من فرغ من حاجته إلى معسكره ومن لم يقض حاجته فهو على فراغ ولم يبق أحد من المهاجرين الأولين إلا انتدب في تلك الغزوة عمر بن الخطاب وأبو عبيدة وسعد بن أبي وقاص وأبو الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل في رجال من المهاجرين والأنصار عدة قتادة بن النعمان وسلمة بن أسلم بن حريش فقال رجال من المهاجرين وكان أشدهم في ذلك قولا عياش بن أبي ربيعة يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين فكثرت القالة في ذلك فسمع عمر بن الخطاب بعض ذلك القول فرده على من تكلم به وجاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأخبره بقول من قال فغضب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) غضبا شديدا فخرج وقد (3) عصب على رأسه
عصابة وعليه قطيفة ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد أيها الناس فما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة والله لئن طعنتم في إمارتي أسامة لقد طعنتم في إمارتي أباه من قبله وأيم الله إن كان للإمارة لخليقا (4) وأن ابنه من بعده لخليق للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إلي وإن هذا لمن أحب الناس إلي
_________
(1) مغازي الواقدي 3 / 1118
(2) عن الواقدي وبالاصل وخع ومختصر ابن منظور 1 / 175 " يؤخذون "
(3) بالاصل " قد " والمثبت عن الواقدي (4) بالاصل: لخليق(2/55)
وإنهما لمخيلان لكل خير فاستوصوا به خيرا فإنه من خياركم
[448] ثم نزل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فدخل بيته وذلك يوم السبت لعشر ليال خلون من ربيع الأول وجاء المسلمون الذين يخرجون مع أسامة يودعون رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيهم عمر بن الخطاب ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول أنفذوا بعث أسامة ودخلت أم أيمن فقالت أي رسول الله لو تركت أسامة يقيم في معسكره حتى تتماثل (1) فإن أسامة إن خرج على حاله هذه لم ينتفع بنفسه فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنفذوا بعث أسامة
[449] فمضى الناس إلى المعسكر فباتوا ليلة الأحد ونزل أسامة يوم الأحد ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثقيل مغمور وهو اليوم الذي لدوه (2) فيه فدخل على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعيناه تهملان وعنده العباس والنساء حوله فطأطأ عليه أسامه فقبله ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا يتكلم فجعل يرفع يديه إلى السماء ثم يصبهما على أسامه فأعرف أنه كان يدعو لي قال أسامة فرجعت إلى معسكري فلما أصبح يوم الاثنين غدا من معسكره وأصبح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مفيقا فجاءه أسامة فقال اغد على بركة الله فودعه أسامة ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) مفيق مريح (3) مفيق وجعل نساؤه يتماشطن سرورا براحته ودخل أبو بكر فقال يا رسول الله أصبحت مفيقا بحمد الله واليوم يوم ابنة خارجة فائذن لي فأذن له فذهب إلى السنح (4) وركب أسامة إلى معسكره وصاح في أصحابه باللحوق إلى العسكر فانتهى إلى معسكره ونزل وأمر الناس بالرحيل وقد متع النهار فبينا أسامة بن زيد يريد أن يركب من الجرف أتاه رسول أم أيمن وهي أمه تخبره أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يموت فأقبل أسامة إلى المدينة معه عمر وأبو عبيدة فانتهوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) يموت فتوفي عليه السلام حين زاغت الشمس يوم الاثنين لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأول ودخل المسلمون الذين عسكروا بالجرف إلى المدينة ودخل بريدة بن الحصيب بلواء أسامة معقودا حتى أتى به باب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فغرزه عنده فلما بويع لأبي بكر أمر بريدة أن يذهب باللواء إلى بيت أسامة ولا يحله أبدا حتى يغزوهم أسامة فقال بريدة فخرجت باللواء حتى انتهيت به إلى بيت أسامة ثم
_________
(1) عن الواقدي وبالاصل وخع " تماثل "
(2) اللدود ما يصب بالمسعط من الدواء في أحد شقي الفم (القاموس - النهاية)
(3) يقال: أراح الرجل إذا رجعت نفسه إليه بعد الاعياء
(4) موضع بعوالي المدينة(2/56)
خرجت به إلى الشام معقودا مع أسامة ثم رجعت به إلى بيت اسامة فما زال معقودا في بيت أسامة حتى توفي أسامة فلما بلغ العرب وفاة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وارتد من ارتد منها عن الإسلام قال أبو بكر لأسامة انفذ في وجهك الذي وجهك فيه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأخذ الناس بالخروج وعسكروا في موضعهم الأول وخرج بريدة باللواء حتى انتهى إلى معسكرهم الأول فشق على كبار المهاجرين الأولين ودخل على أبي بكر عمر وعثمان وأبو (1) عبيدة وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد فقالوا يا خليفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن العرب قد انتقضت عليك من كل جانب وإنك لا تصنع بتفريق هذا الجيش المنتشر شيئا اجعلهم عدة لأهل الردة ترمي بهم في نحورهم وأخرى لا نأمن على أهل المدينة أن يغار عليها وفيها الذراري والنساء فلو استأنيت لغزو الروم حتى يضرب الإسلام بجرانه (2) وتعود أهل الردة إلى ما خرجوا منه أو يفنيهم السيف ثم تبعث أسامة حينئذ فنحن نأمن الروم أن تزحف إلينا فلما استوعب أبو بكر كلامهم قال هل منكم أحد يريد أن يقول شيئا قالوا لا قد سمعت مقالتنا فقال والذي نفسي بيده لو ظننت أن السباع تأكلني بالمدينة لأنفذت هذا البعث ولا بدأت بأول منه ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) ينزل عليه الوحي من السماء يقول انفذوا جيش أسامة ولكن خصلة أكلم أسامة في عمر يخلفه يقيم عندنا فإنه لا غنى بنا عنه والله ما أدري يفعل أسامة أم لا والله إن أبى لا أكرهه فعرف القوم أن أبا بكر
قد عزم على إنفاذ بعث أسامة ومشى أبو بكر إلى اسامة في بيته فكلمه في أن يترك عمر ففعل أسامة وجعل يقول له أذنت ونفسك طيبة فقال أسامة نعم قال وخرج فأمر مناديه ينادي عزمة مني ألا يتخلف عن أسامة من بعثه من كان انتدب معه في حياة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فإني لن أؤتى بأحد أبطأ عن الخروج معه إلا ألحقته به ماشيا وأرسل إلى النفر من المهاجرين الذين كانوا تكلموا في إمارة أسامة فغلظ عليهم وأخذهم بالخروج فلم يتخلف عن البعث إنسان واحد وخرج أبو بكر يشيع أسامة والمسلمين فلما ركب أسامة من الجرف في
_________
(1) بالاصل: " وأبي "
(2) الجران باطن عنق البعير أي حتى يقر قراره ويستقيم كما أن البعير إذا برك واسترح مد عنقه على الارض (النهاية)(2/57)
أصحابه وهم ثلاثة آلاف رجل وفيهم ألف فرس فسار أبو بكر إلى جنب أسامة ساعة ثم قال استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك إني سمعت (1) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوصيك فانفذ لأمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فإني لست آمرك ولا أنهاك عنه إنما أنا منفذ لأمر أمر به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فخرج سريعا فوطئ (2) بلادا هادئة لم يرجعوا عن الإسلام جهينة وغيرها من قضاعة فلما نزل وادي القرى قدم عينا له من بني عذرة يدعى حريثا فخرج على صدر راحلته أمامه مغذا حتى انتهى إلى أبنى فنظر إلى ما هناك وارتاد الطريق ثم رجع سريعا حتى لقي أسامة على مسيرة ليلتين من أبنى فأخبره أن الناس غارون (3) ولا جموع لهم وأمره أن يسرع السير قبل أن تجتمع (4) الجموع وأن يشنها (5) غارة أخبرنا أبو بكر الفرضي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية نا عبد الوهاب بن أبي حية نا محمد بن شجاع نا الواقدي (6) قال فحدثني هشام بن عاصم عن المنذر بن جهم قال قال بريدة لأسامة يا أبا محمد إني شهدت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوصي أباك أن يدعوهم إلى الإسلام فإن أطاعوه خيرهم إن أحبوا أن يقيموا في ديارهم ويكونوا كأعوان (7) المسلمين ولا شئ لهم في الفئ ولا في الغنيمة إلا أن يجاهدوا مع المسلمين وإن تحولوا إلى دار الإسلام كان لهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين قال أسامة هكذا وصية رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأبي ولكن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أمرني وهو آخر عهده إلي أن أسرع المشي وأسبق الأخبار وأن أشن الغارة عليهم بغير دعاء فأحرق وأخرب فقال بريدة سمعا وطاعة لأمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلما انتهى إلى أبنى فنظر إليها منظر العين عبأ أصحابه وقال اجعلوها غارة ولا
_________
(1) ما بين معكوفتين زيادة عن خع والواقدي
(2) عن الواقدي وبالأصل: بلا هادية
(3) عن خع وبالأصل " غازون " وغارون: غافلون
(4) بالاصل: يجتمع
(5) عن الواقدي وبالاصل وخع " شنها "
(6) مغازي الواقدي 3 / 1122
(7) كذا بالاصل وخع وفي الواقدي وفي الواقدي ومختصر ابن منظور: كأعراب(2/58)
تمعنوا في الطلب ولا تفترقوا واجتمعوا واخفوا الصوت واذكروا اسم الله في أنفسكم وجردوا سيوفكم وضعوها فيمن اشرف لكم ثم دفع (1) عليهم الغارة فما نبح كلب ولا تحرك أحد ولا شعروا إلا بالقوم قد شنوا عليهم الغارة ينادون بشعارهم يا منصور أمت فقتل من أشرف له وسبا من قدر عليه وحرق في طوائفها بالنار وحرق منازلهم وحروثهم ونخلهم فصارت أعاصير من الدخاخين وأقام الخيل في عرصاتهم ولم يمعنوا في الطلب أصابوا ما قرب منهم واقاموا يومهم ذلك في تعبئة ما أصابوا من الغنائم وكان أسامة خرج على فرس أبيه الذي قتل عليها أبوه يوم مؤتة كانت تدعى سبحة وقتل قاتل أبيه في الغارة خبره به بعض من سبي وأسهم للفرس سهمين ولصاحبه سهما وأخذ لنفسه مثل ذلك فلما أمسوا أمر الناس بالرحيل والدليل أمامه حريث العذري فأخذوا الطريق التي جاء منها ودأبوا (2) ليلتهم حتى أصبحوا بأرض بعيدة ثم طوى البلاد حتى انتهوا إلى وادي القرى في تسع ليال ثم قصد يغذ السير إلى المدينة وما أصيب من المسلمين أحد فبلغ ذلك هرقل وهو بحمص فدعا بطارقته فقال هذا الذي حذرتكم فأبيتم أن تقبلوه مني قد صارت العرب تأتي من مسيرة شهر فتغير عليكم ثم تخرج من ساعتها ولم تكلم قال أخوه يناق فأبعث رابطة تكون بالبلقاء (3) فبعث رابطة واستعمل عليهم رجلا من أصحابه فلم يزل مقيما حتى قدمت البعوث إلى الشام في خلافة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما قالوا واعترض لاسامة في منصرفه قوم من أهل كثكث قرية هناك قد كانوا اعترضوا لأبيه في بدأته فأصابوا من أطرافه فناهضهم أسامة بمن معه فظفر بهم وحرق عليهم وساق من نعمهم وأسر منهم أسيرين فأوثقهما وهرب من بقي فقدم بهما المدينة فضرب أعناقهما أخبرنا أبو بكر الفرضي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية نا عبد الوهاب بن أبي حية نا محمد بن شجاع نا الواقدي (4) قال فحدثني أبو
_________
(1) عن الواقدي وبالاصل وخع: رفع
(2) في الواقدي: " ودانوا
انتهوا بأرض بعيدة "
(3) البلقاء: كورة من أعمال دمشق بين الشام ووادي القرى " معجم البلدان)
(4) مغازي الواقدي 3 / 1124(2/59)
بكر بن يحيى بن النضر عن أبيه أن أسامة بن زيد بعث بشيره من وادي القرى بسلامة المسلمين وأنهم قد أغاروا على العدو فأصابوهم فلما سمع المسلمون بقدومهم خرج أبو بكر في المهاجرين وخرج أهل المدينة حتى العواتق وسروا بسلامة أسامة ومن معه من المسلمين ودخل يومئذ على فرسه سبحة كأنما خرجت من ذي خشب عليه الدرع واللواء أمامه يحمله بريدة حتى انتهى به إلى المسجد فدخل فصلى ركعتين وانصرف إلى بيته معه اللواء وكان مخرجه من الجرف لهلال شهر ربيع الآخر سنة إحدى عشرة فغاب خمسة وثلاثين يوما سار عشرين في بدأته وخمسة عشر (1) في رجعته أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد المقرئ نا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف نا محمد بن علي الميموني نا الفريابي نا عباد بن كثير عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال والذي لا إله إلا هو لولا أن أبا بكر استخلف ما عبد الله ثم قال الثانية ثم قال الثالثة فقيل له يا أبا هريرة فقال إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وجه أسامة بن زيد في سبع مائة إلى الشام فلما نزل بذي خشب قبض النبي (صلى الله عليه وسلم) وارتدت العرب حول المدينة فاجتمع إليه أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالوا له يا ابا بكر رد هؤلاء توجه هؤلاء إلى الروم وقد ارتدت العرب حول المدينة فقال والذي لا إله إلا هو لو جرت الكلاب بأرجل أزواج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما رددت جيشا وجهه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولا حللت لواء عقده رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فوجه أسامة فجعل لا يمر بقبيل يريدون الارتداد إلا قالوا لولا أن لهؤلاء قوة ما خرج مثل هؤلاء من عندهم ولكن ندعهم حتى يلقوا الروم فبلغوا الروم فهزموهم وقتلوهم ورجعوا سالمين فثبتوا على الإسلام
_________
(1) بالاصل: " وخمس عشرة "(2/60)
" باب ذكر اهتمام أبي بكر الصديق بفتح الشام وحرصه عليه ومعرفة إنفاذه الأمراء بالجنود الكثيفة إليه " أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا عمار بن الحسن نا سلمة عن ابن إسحاق قال كان فتح اليمامة واليمن والبحرين وبعث الجنود إلى الشام سنة ثنتي عشرة أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي محمد بن محمد بن أحمد بن المسلمة أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص الحمامي أنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن بن الصواف نا أبو محمد الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار حدثني أبو حذيفة إسحاق بن بشر القرشي نا محمد بن إسحاق قال إن أبا بكر لما حدث نفسه بأن يغزو الروم فلم يطلع عليه أحدا (1) إذ جاءه شرحبيل بن حسنة فجلس إليه فقال يا خليفة رسول الله أتحدث نفسك أنك تبعث إلى الشام جندا فقال نعم قد حدثت نفسي بذلك وما أطلعت عليه أحدا وما سألتني عنه إلا لشئ قال أجل إني رأيت يا خليفة رسول الله فيما يرى النائم كأنك تمشي في الناس فوق خرشفة (2) من الجبل ثم أقبلت تمشي حتى صعدت قنة من القنان العالية فأشرفت على الناس ومعك أصحابك ثم إنك هبطت من تلك القنان إلى أرض سهلة دمثة (3) فيها الزرع والقرى والحصون فقلت للمسلمين شنوا الغارة على أعداء الله وأنا ضامن لكم بالفتح والغنيمة فشد المسلمون وأنا فيهم معي راية
_________
(1) بالاصل " أحد " والمثبت عن خع
(2) بالاصل وخع: حرشفة: والمثبت عن مختصر ابن منظور 1 / 180 والخرشفة: الارض الغليظة (اللسان)
(3) عن خع وبالاصل " رمئة " بالراء(2/61)
فتوجهت بها إلى أهل قرية فسألوني الأمان فأمنتهم ثم جئت فأجدك قد انتهيت إلى حصن عظيم ففتح الله لك وألقوا إليك السلم ووضع الله لك مجلسا فجلست عليه ثم قيل لك يفتح الله عليك وتنصر فاشكر ربك واعمل بطاعته ثم قرأ " إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا " (1) ثم انتبهت فقال له أبو بكر نامت عيناك خيرا رأيت وخيرا يكون إن شاء الله ثم قال بشرت بالفتح ونعيت إلي نفسي ثم دمعت عينا أبي بكر ثم قال أما الحرشفة التي رأيتنا نمشي عليها حتى صعدنا إلى القنة العالية فأشرفنا على الناس فإنا نكابد من أمر هذا الجند والعدو مشقة ويكابدونه ثم نعلو بعد ويعلو أمرنا وأما نزولنا من القنة العالية إلى الأرض السهلة الدمثة والزرع والعيون والقرى والحصون فإنا ننزل إلى أمر أسهل مما كنا فيه من الخصب (2) والمعاش وأما قولي للمسلمين شنوا على أعداء الله الغارة فإني ضامن لكم الفتح والغنيمة فإن ذلك دنو المسلمين إلى بلاد المشركين وترغيبي إياهم على الجهاد والأجر والغنيمة التي تقسم لهم وقبولهم وأما الراية التي كانت معك فتوجهت بها إلى قرية من قراهم ودخلتها واستأمنوا فأمنتهم فإنك تكون أحد أمراء المسلمين ويفتح الله على يديك وأما الحصن الذي فتح الله لي فهو ذلك الوجه الذي يفتح الله لي وأما العرش الذي رأيتني عليه جالسا فإن الله يرفعني ويضع المشركين وقال الله تبارك وتعالى ليوسف " ورفع أبويه على العرش " (3) وأما الذي أمرني بطاعة الله وقرأ علي السورة فإنه نعا إلي نفسي وذلك أن النبي (صلى الله عليه وسلم) نعى الله إليه نفسه حين نزلت هذه السورة وعلم أن نفسه قد نعيت إليه ثم سالتا عيناه فقال لآمرن بالمعروف ولأنهين عن المنكر ولأجهدن فيمن نزل أمر الله ولأجهزن الجنود إلى العادلين (4) بالله في مشارق الأرض ومغاربها حتى يقولوا الله أحد أحد لا شريك له أو يؤدوا الجزية عن يد وهم صاغرون هذا أمر الله وسنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فإذا توفاني الله عز وجل لا يجدني الله عاجزا ولا وانيا ولا في ثواب المجاهدين زاهدا فعند ذلك أمر الأمراء وبعث إلى الشام البعوث
_________
(1) سورة النصر الاية: 1 - 4
(2) عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 180 وبالاصل " خشب "
(3) سورة يوسف الاية: 100
(4) العادلى يقال: عدل بالله أي أشرك وجعل له مثلا (النهاية: عدل)(2/62)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن المسلمة أنا أبو الحسن الحمامي أنا أبو علي بن الصواف نا أبو محمد القطان نا إسماعيل العطار حدثني إسحاق بن بشر أنا أبو إسحاق عن الزهري حدثني ابن كعب عن عبد الله بن أبي أوفى الخزاعي قال لما أراد أبو بكر غزو الروم دعا عليا وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وأبا عبيدة بن الجراح ووجوه المهاجرين والأنصار من أهل بدر وغيرهم فدخلوا عليه قال عبد الله بن أبي أوفى وأنا فيهم فقال إن الله عز وجل لا تحصى نعماؤه ولا يبلغ جزاءها الأعمال فله الحمد قد جمع الله كلمتكم وأصلح ذات بينكم وهداكم إلى الإسلام ونفا عنكم الشيطان فليس يطمع أن تشركوا به ولا تتخذوا إلها غيره فالعرب اليوم بنو أم وأب وقد رأيت أني أستنفر المسلمين إلى جهاد الروم بالشام ليؤيد الله المسلمين ويجعل الله كلمته العليا مع أن للمسلمين في ذلك الحظ الوافر لأنه من هلك منهم هلك شهيدا وما عند الله خير للأبرار ومن عاش عاش مدافعا عن الدين مستوجبا على الله ثواب المجاهدين وهذا رأيي الذي رأيت فأشار امرؤ علي برأيه فقام عمر بن الخطاب فقال الحمد لله الذي يخص بالخير من يشاء من خلقه والله ما استبقنا إلى شئ من الخير قط إلا سبقتنا إليه " وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء " (1) والله ذو الفضل العظيم قد والله أردت لقاءك بهذا الرأي الذي رأيت فما قضي أن يكون حتى ذكرته قبلي (2) فقد أصبت أصاب الله بك سبيل (3) الرشاد سرب إليهم الخيل في إثر الخيل وابعث الرجال بعد الرجال والجنود تتبعها الجنود فإن الله ناصر دينه ومعز الإسلام وأهله ثم أن عبد الرحمن بن عوف قام فقال يا خليفة رسول الله إنها الروم وبنو الأصفر حد حديد وركن شديد ما أرى أن تقحم عليهم إقحاما لكن تبعث الخيل فتغير في قواصي أرضهم ثم ترجع إليك فإذا فعلوا ذلك بهم مرارا أضروا بهم وغنموا من أداني أرضهم فقووا بذلك عن عدوهم ثم تبعث إلى أراضي أهل اليمن وأقاصي ربيعة ومضر ثم تجمعهم جميعا إليك ثم إن شئت بعد ذلك غزوتهم بنفسك وإن
_________
(1) سورة المائدة الاية: 54، (2) زيادة عن المطبوعة
(3) في خع: سبل الرشاد(2/63)
شئت أغزيتهم ثم سكت وسكت الناس إذا قال فقال لهم أبو بكر ما ترون فقال عثمان بن عفان إني أرى أنك ناصح لأهل هذا الدين شفيق عليهم فإذا رأيت رأيا تراه لعامتهم صلاحا فاعزم على إمضائه فإنك غير ظنين فقال طلحة والزبير وسعد وأبو عبيدة وسعيد بن زيد ومن حضر ذلك المجلس من المهاجرين والأنصار صدق عثمان ما رأيت من رأي فامضه فإنا لا نخالفك ولا نتهمك وذكروا هذا وأشباهه وعلي في القوم لم يتكلم قال أبو بكر ماذا ترى يا أبا الحسن فقال أرى أنك إن سرت إليهم بنفسك أو بعثت إليهم نصرت عليهم إن شاء الله فقال بشرك الله بخير ومن أين علمت ذلك قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لا يزال هذا الدين ظاهرا على كل من ناوأه حتى يقوم الدين وأهله ظاهرون
[450] فقال سبحان الله ما أحسن هذا الحديث لقد سررتني به سرك الله ثم إن أبا بكر رضي الله عنهـ قام في الناس فذكر الله بما هو أهله وصلى على
نبيه (صلى الله عليه وسلم) ثم قال أيها الناس إن الله قد أنعم عليكم بالإسلام وأكرمكم بالجهاد وفضلكم بهذا الدين على كل دين فتجهزوا عباد الله إلى غزو الروم بالشام فإني مؤمر عليكم أمراء وعاقد لهم فأطيعوا ربكم ولا تخالفوا أمراءكم لتحسن نيتكم وشربكم وأطعمتكم ف " إن الله مع الذين أنفقوا والذين هم محسنون " (1) قال فسكت القوم فوالله ما أجابوا فقال عمر يا معشر المسلمين ما لكم لا تجيبون خليفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقد " دعاكم لما يحييكم " (2) أما إنه " لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا " (3) لابتدرتموه فقام عمرو بن سعيد فقال يا ابن الخطاب ألنا تضرب الأمثال أمثال المنافقين فما منعك مما عبت علينا فيه أن تبتدئ به فقال عمر إنه يعلم أني أجيبه لو يدعوني وأغزو لو يغزيني قال عمرو بن سعيد ولكن نحن لا نغزو لكم إن غزونا إنما نغزو لله فقال عمر وفقك الله فقد أحسنت فقال أبو بكر لعمرو اجلس رحمك الله فإن عمر لم يرد بما سمعت اذى مسلم ولا تأنيبه إنما أراد بما سمعت أن ينبعث المتثاقلون إلى الأرض إلى الجهاد فقام خالد بن سعيد فقال صدق خليفة
_________
(1) سورة النحل الاية: 128
(2) سورة الانفال الاية: 23
(3) سورة التوبة الاية: 42(2/64)
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اجلس ابن أخي فجلس وقال خالد الحمد لله الذي لا إله إلا هو الذي بعث محمدا بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون فالله منجز وعده ومظهر دينه ومهلك عدوه ونحن غير مخالفين ولا مختلفين وأنت الوالي الناصح الشفيق ننفر إذا استنفرتنا ونطيعك إذا أمرتنا ففرح بمقالته أبو بكر وقال جزاك الله خيرا من أخ وخليل فقد كنت أسلمت مرتقبا وهاجرت محتسبا قد كنت هربت بدينك من الكفار لكيما يطاع الله ورسوله وتعلو كلمته وأنت أمير الناس فسر يرحمك الله ثم إنه نزل ورجع خالد بن سعيد فتجهز وأمر أبو بكر بلالا فأذن في الناس أن انفروا أيها الناس إلى جهاد الروم بالشام والناس يرون أن أميرهم خالد بن سعيد وكان الناس لا يشكون أن خالد بن سعيد أميرهم وكان أول خلق الله عسكر ثم إن الناس خرجوا إلى معسكرهم من عشرة وعشرين وثلاثين وأربعين وخمسين ومائة كل يوم حتى اجتمع أناس كثير فخرج أبو بكر ذات يوم ومعه رجال من الصحابة حتى انتهى إلى عسكرهم فرأى عدة حسنة لم يرض عدتها للروم فقال لأصحابه ما ترون في هؤلاء أن نشخصهم إلى الشام في هذه العدة فقال عمر ما أرضى هذه العدة لجموع بني الأصفر فقال لأصحابه ماذا ترون أنتم فقالوا نحن نرى ما رأى عمر فقال ألا أكتب كتابا إلى أهل اليمن ندعوهم إلى الجهاد ونرغبهم في ثوابه فرأى ذلك جميع أصحابه فقالوا نعم ما رأيت افعل فكتب بسم الله الرحمن الرحيم من خليفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى من قرئ عليه كتابي هذا من المؤمنين والمسلمين من أهل اليمن سلام عليكم فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فإن الله تعالى كتب على المؤمنين الجهاد وأمرهم أن ينفروا خفافا وثقالا ويجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والجهاد فريضة مفروضة والثواب عند الله عظيم وقد استنفرنا المسلمين إلى جهاد الروم بالشام وقد سارعوا إلى ذلك وقد حسنت في ذلك نيتهم وعظمت حسبتهم فسارعوا عباد الله إلى ما سارعوا إليه ولتحسن نيتكم فيه فإنكم إلى إحدى الحسنيين إما الشهادة وإما الفتح والغنيمة فإن الله تبارك وتعالى لم يرض من عباده بالقول دون العمل ولا يزال الجهاد لأهل عداوته حتى يدينوا بدين(2/65)
الحق ويقروا لحكم الكتاب حفظ الله لكم دينكم وهدى قلوبكم وزكى أعمالكم ورزقكم أجر المجاهدين الصابرين وبعث بهذا الكتاب مع أنس بن مالك رضي الله عنهـ أخبرنا أبو بكر الفرضي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا أبو الحسن أحمد بن معروف الخشاب نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر حدثني عبد الجبار بن عمارة عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال لما أجمع أبو بكر أن يبعث الجيوش إلى الشام كان أول من سار من عماله عمرو بن العاص وأمره أن يسلك على أيلة عامدا لفلسطين فقدم عمرو أمامه مقدمة عليهم سعيد بن الحارث السهمي ودفع لواءه إلى الحجاج بن الحارث السهمي وكان جند عمرو الذين خرجوا معه من المدينة ثلاثة آلاف فيهم ناس كثير من المهاجرين والأنصار وخرج أبو بكر الصديق يمشي إلى جنب راحلة عمرو بن العاص وهو يوصيه ويقول يا عمرو اتق الله في سر أمرك وعلانيته واستحيه فإنه يراك ويرى عملك وقد رأيت تقديمي إياك على من هو أقدم سابقة منك ومن كان أعظم غناء عن الإسلام وأهله منك فكن من عمال الآخرة وأرد بما تعمل وجه الله وكن والدا لمن معك ولا تكشفن الناس عن أستارهم واكتف بعلانيتهم وكن مجدا في أمرك واصدق اللقاء إذا لاقيت ولا تجبن وتقدم في
الغلول (1) وعاقب عليه وإذا وعظت أصحابك فأوجز وأصلح نفسك تصلح لك رعيتك في وصية له طويلة وعهد عهده إليه يعمل به أخبرنا أبو بكر الفرضي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد نا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه أن أبا بكر قال لعمرو بن العاص إني قد استعملتك على من مررت به من بلي وعذرة وسائر قضاعة ومن سقط هناك من العرب فاندبهم إلى الجهاد في سبيل الله ورغبهم فيه فمن تبعك منهم فاحمله وزوده ورافق (2) بينهم واجعل كل قبيلة على حدتها ومنزلتها
_________
(1) عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 185 وبالاصل " الغلوم "
(2) في خع: وارفق بينهم(2/66)
قال وأنا محمد بن عمر نا أسامة بن زيد الليثي عن معاذ بن عبد الله بن خبيب (1) عن رجال من قومه قال بعث أبو بكر الصديق ثلاثة أمراء إلى الشام عمرو بن العاص ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة فكان عمرو هو الذي يصلي بالناس إذا اجتمعوا وإن تفرقوا كان كل رجل منهم على أصحابه وكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد أن يمد عمرو بن العاص فكان خالد مددا لعمرو وكان أمر الناس إلى عمرو بن العاص يوم أجنادين (2) ويوم فحل (3) وفي حصار دمشق حتى فتحت قال أبو عبد الله الصوري الحافظ في الأصل فحل بكسر الحاء والمحفوظ سكونها أخبرنا أبو بكر أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه قال لما رأى عمرو بن العاص كثرة الجموع بالشام كتب إلى أبي (4) بكر يذكر أمر الروم وما جمعوا ويستمده فشاور أبو بكر من عنده من المسلمين فقال عمر بن الخطاب يا خليفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اكتب إلى خالد بن الوليد يسير بمن معه إلى عمرو بن العاص فيكون له مددا ففعل أبو بكر وكتب إلى خالد بن الوليد فلما أتاه كتاب أبي بكر قال هذا عمل عمر حسدني على فتح العراق وأن يكون على يدي فأحب أن يجعلني (5) مددا لعمرو بن العاص وأصحابه فأكون كأحدهم فإن كان فتح شركنا فيه أو أن أكون تحت يدي بعضهم فإن كان فتح كان ذكره له دوني أخبرنا أبو بكر الفرضي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر نا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر حدثني عبد الحميد بن عمران بن أبي أنس عن المطلب بن السائب بن وداعة قال كتب أبو بكر الصديق إلى عمرو بن العاص إني كتبت إلى خالد بن الوليد يسير إليك
_________
(1) بالاصل وخع " حبيب " والمثبت والضبط " مصغرا " عن تقريب التهذيب
(2) أجنادين بالفتح موضع من نواحي فلسطين من الرملة من كورة بيت جبرين (معجم البلدان)
(3) فحل: بكسر ففتح اسم موضع بالشام كانت فيه وقعة للمسلمين مع الروم (معجم البلدان)
(4) زيادة عن مختصر ابن منظور 1 / 185 وفي خع " أبو "
(5) عن خع وبالاصل " يحلني "(2/67)
مددا لك فإذا قدم عليك فأحسن مصاحبته ولا تطاول عليه ولا تقطع الأمور دونه لتقديمي إياك عليه وعلى غيره شاورهم ولا تخالفهم أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت أنا أبو الحسين محمد بن الحسين القطان أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عتاب العبدي نا القاسم بن عبد الله بن المغيرة نا إسماعيل بن أبي أويس نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة قال ثم بعث أبو بكر حين ولي الأمر بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثلاثة أمراء إلى الشام خالد بن سعيد على جند وعمرو بن العاص السهمي على جند وشرحبيل بن حسنة على جند ثم نزع خالد بن سعيد (1) وأمر على جنده يزيد بن أبي سفيان فأدركه بذي المروة (2) فكأن عمرا وجد على خالد بن سعيد ولما فرغ خالد بن الوليد من اليمامة جاءه كتاب أبي بكر يأمره بالمسير إلى الشام فمضى خالد على وجهه وسلك على عين التمر (3) فمر بدومة فأغار عليها فقتل بها رجالا وهزمهم وسبا (4) ابنه الجودي (5) ثم مضى حتى قدم يعني الشام وبه يومئذ أبو عبيد بن الجراح على جند ويزيد بن أبي سفيان على جند وعمرو بن العاص على جند وشرحبيل بن حسنة على جند فقدم عليهم خالد بن الوليد فأمدهم (6) يوم أجنادين وهزم الله عدوه أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد قالت أنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو الطيب محمد بن جعفر الزراد
_________
(1) اذكر ما ورد من أقوال في سبب نزع أبي بكر خالد بن سعيد عن إمرة الجند والدور الذي لعبه عمر بن الخطاب في دفع أبي بكر الصديق إلى اتخاذ هذا الموقف الطبري 4 / 28، الكامل في التاريخ 2 / 402 ابن سعد 4 / 97 والبداية والنهاية 7 / 5
(2) ذو المروة: قرية بوادي القرى وقيل بين خشب ووادي القرى (معجم البلدان)
(3) بلدة قريبة من الانبار غربي الكوفة افتتحها المسلمون في أيام أبي بكر على يد خالد بن الوليد سنة 12 هـ (معجم البلدان)
(4) بالاصل: " وسباد " والمثبت عن خع
(5) هي ليلى بنت الجودي الغساني كان أبوها على أهل دومة وقد ضرب خالد بن الوليد عنقه بعد دخوله دومة الجندل
(الطبري)
(6) عن خع وبالاصل " فأمرهم "(2/68)
المنبجي (1) نا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم أنا عمي نا أبي عن ابن إسحاق قال ولما قفل أبو أبو بكر من الحج جهز الجيوش إلى الشام فبعث عمرو بن العاص قبل فلسطين فأخذ الطريق المغربة (2) على أيلة وبعث يزيد بن أبي سفيان وأبا عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة وهو أحد الغوث (3) وأمرهم أن يسلكوا التبوكية على البلقاء من علياء الشام أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر الطبري قالا أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب نا عمار نا سلمة عن محمد بن إسحاق وأخبرنا حامد نا صدقة قال قرأت على محمد بن إسحاق قال وحدثني العلاء بن عبد الرحمن عن رجل من بني سهم عن ابن ماجدة السهمي أنه قال حج علينا أبو بكر في خلافته سنة ثنتي عشرة فلما قفل أبو بكر من الحج جهز الجيوش إلى الشام عمرو بن العاص ويزيد بن أبي سفيان وأبا عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي محمد بن محمد بن محمد بن المسلمة أنا أبو الحسن علي بن أحمد الحمامي أنا أبو علي بن الصواف نا الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار نا إسحاق بن بشر حدثني محمد بن إسحاق عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن رجل من بني سهم عن علي بن ماجد السهمي أنه قال حج أبو بكر في خلافته سنة ثنتي عشرة فلما قفل أبو بكر من الحج جهز الجيوش إلى الشام فبعث عمرو بن العاص قبل فلسطين فأخذ الطريق
_________
(1) بالاصل " المينحي " وفي خع " المنحي " وفي المطبوعة: " المنيحي " وكله تحريف والصواب: المنبحي " انظر الانساب " الزراد - المنبحي) وهذه النسبة إلى منبج مدينة بينها وبين الفرات ثلاثة فراسخ وبينها وبين حلب عشرة فراسخ (ياقوت)
(2) كذا بالاصول وصححها محقق المطبوعة: المعرفة وهي طريق إلى الشام كانت قريش تسلكها
(3) بنو الغوص بطن من كهلان من القحطانية(2/69)
المغربة على أيلة وبعث يزيد بن أبي سفيان وأبا عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة وأمرهم أن يسلكوا التبوكية من علياء الشام كذا قال ابن ماجد وإنما هو ابن ماجدة كما تقدم أخبرنا أبو بكر الفرضي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا أبو الحسن بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن وابصة العبسي عن أبيه عن جده قال كنا مع خالد بن الوليد في الردة أعوانا له فلما رجع إلى المدينة ومعه العرب رجعت العرب إلى أوطانها ورجعت عبس وطئ ومن كان من أسد إلى منازلهم حتى جاءهم النفير إلى الشام فقدموا المدينة فجعل أبو بكر يفرق الجيوش على ولاته وهم ثلاثة عمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان فخرجوا معهم إلى الشام أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي نا أبو عبد الله محمد بن عائذ نا الوليد بن مسلم قال سمعت أبا عمرو وغيره من أشياخنا يذكرون مغازي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ويقولون صدق الله وعده نبيه ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ثم ساق الكلام إلى ذكر تنفيذ جيش أسامة وبعث أبي بكر الجيوش لقتال أهل الردة ثم قال حتى أتته وفود العرب مقرة بما كانت أنكرت راجعة إلى ما كانت خرجت منه فلما رأى أبو بكر حسن خلافة ربه نبيه (صلى الله عليه وسلم) في تركته وجماعة أمته ومنه عليهم بنصره على كل مصعب ومكذب وكفايته مؤونته على كل مرتد ومرتاب وقوته عليهم جميعا واجتماع كلمتهم على الإيمان بالله والإقرار بتوحيده والعمل بفرائضه وشرائعه دعاهم إلى جهاد قيصر وكسرى ومن يليهما من أهل ملكهما وإقامة فريضة الله عليهم بذلك والعمل بسنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيما كان من مسيره بنفسه وجماعة أمته إلى قيصر ومن يليهم فأجابه إلى ذلك جماعة من المهاجرين والأنصار ومهاجرة الفتح وأمداد أهل العالية واليمن فاجتمع له منهم أربعة وعشرون ألفا وولي عليهم الأمراء وعقد لهم الألوية وجهزهم بما قدر عليه من الأموال والظهر ولم يرض ببعثه السرايا ولا(2/70)
الاقتصار عليها فمضوا لما وجههم له فوليهم الله بحسن الصحبة في العافية (1) وسعة الرزق والتمكين في البلاد والنصر والفلج والظهور على من تعرض قتالهم بأجنادين ثم فحل ثم مرج الصفر (2) ثم تولوا على دمشق وحاصروا أهلها أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص نا أبو بكر بن سيف نا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمر عن أبي إسحاق سليمان الشيباني عن أبي صفية التيمي تيم شيبان وطلحة عن المغيرة ومحمد عن أبي عثمان قالوا (3) أمر أبو بكر خالدا أن ينزل تيماء ففصل ردءا حتى ينزل بتيماء (4) وقد أمره أبو بكر أن لا يبرحها وأن يدعو من حوله بالانضمام إليه وأن لا يقبل إلا ممن لم يرتد ولا يقاتل إلا من قاتله حتى يأتيه أمره فأقام فاجتمع إليه جموع كثيرة وبلغ الروم عظم ذلك العسكر فضربوا على العرب الضاحية البعوث بالشام إليهم فكتب خالد بن سعيد إلى أبي بكر بذلك وبنزول من استنفرت الروم ونفر إليهم من بهراء وكلب وسليح وتنوخ ولخم وجذام وغسان من دون زيزاء (5) بثلاث فكتب إليه أبو بكر أن أقدم ولا تحجم واستنصر الله فسار إليهم خالد فلما دنا منهم تفرقوا وأعروا منزلهم فنزله خالد ودخل عامة من كان تجمع له في الإسلام وكتب خالد إلى أبي بكر بذلك فكتب إليه أبو بكر أقدم ولا تقتحمن حتى لا تؤتى من خلفك فسار فيمن كان خرج معه من تيماء أو فيمن لحق به في طرف الرمل حتى نزلوا فيما بين آبل وزيزاء والقسطل (6) فسار إليه بطريق من بطارقة الروم يدعى
_________
(1) كذا بالاصل وفي خع ومختصر ابن منظور 1 / 186 " العاقبة "
(2) مرج الصفر: بالضم ثم الفتح والتشديد والراء موضع بين دمشق والجولان صحراء كانت بها وقعة مشهورة في أيام بني مروان
(معجم البلدان)
(3) الخبر في الطبري 3 / 388 حوادث سنة 13
(4) تيماء: بالفتح والمد بليد في أطراف الشام بين الشام ووادي القرى على طريق حاج الشام ودمشق (ياقوت)
(5) زيزاء من قرى البلقاء (معجم البلدان)
(6) آبل: بالاردن من مشارف الشام
والقسطل موضع قرب البلقاء من أرض دمشق في طريق المدينة (معجم البلدان)(2/71)
ماهان (1) فهزمه وقتل جنده وكتب بذلك إلى أبي بكر واستنفره (2) وقدم على أبي بكر أوائل مستنفري اليمن ومن بين مكة وبين اليمن وفيهم ذو الكلاع وقدم عليه عكرمة قافلا وغازيا فيمن كان معه من تهامة (3) وعمان والبحرين والسرو فكتب لهم أبو بكر إلى أمراء الصدقات أن يبدلوا من استبدل فكلهم استبدل فسمي ذلك الجيش جيش البدال وقدموا على خالد بن سعيد وعند ذلك اهتاج أبو بكر للشام وعناه أمره وقد كان أبو بكر رد عمرو بن العاص على عمالة كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولاها إياه من صدقات سعد هذيم وعذرة ومن لقيهم من جذام وحدس (4) قبل ذهابه إلى عمان فخرج إلى عمان وهو على عدة من عمله إذا هو رجع فخرج إلى عمان فأنجز له ذلك أبو بكر فكتب أبو بكر عند اهتياجه للشام إلى عمرو إني قد كنت رددتك إلى العمل الذي كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولاكه مرة وسماه لك أخرى مبعثك إلى عمان إنجازا لمواعيد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد وليته ثم وليته وقد أحببت أبا عبد الله أن أفرغك لما هو خير لك في حياتك ومعادك إلا أن يكون الذي أنت فيه أحب إليك فكتب إليه عمرو إني سهم من سهام الإسلام وإنك بعد الله الرامي بها والجامع لها فانظر أشدها وأخشاها وأفضلها فارم به شيئا إن جاءك من ناحية من النواحي وكتب إلى الوليد بن عقبة (5) نحو ذلك فأجابه بإيثار الجهاد وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين أنا أبو طاهر نا أبو بكر بن سيف نا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف عن سهل بن يوسف عن القاسم بن محمد قال (6) كتب أبو بكر إلى عمرو وإلى الوليد بن عقبة وكان على النصف من صدقات قضاعة وقد كان أبو بكر شيعهما مبعثهما على الصدقة
_________
(1) كذا بالاصل وفي خع والطبري ومختصر ابن منظور: باهان بالباء
(2) في الطبري: واستمده
(3) تهامة بالكسر إلى عرق اليمن إلى أسياف البحر إلى الحجفة وذات عرق (معجم البلدان)
وعمان اسم كورة عربية على ساحل بحر اليمن والهند (ياقوت)
السرو منازل حمير بأرض اليمن وهي عدة مواضع (ياقوت)
(4) بالاصول " وجديس " والمثبت عن الطبري وحدث: بطن عظيم من العرب (قاموس)
(5) زيادة عن الطبري
(6) الخبر في الطبري 3 / 390 حوادث سنة 13(2/72)
وأوصى كل واحد منهما بوصية واحدة اتق الله في السر والعلانية فإنه من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا فإن تقوى الله خير ما تواصى به عباد الله إنك في سبيل من سبل (1) الله لا يسعك فيه الإذهان (2) والتفريط ولا والغفلة عما فيه قوام دينكم وعصمة أمركم فلا تن ولا تفتر وكتب إليهما استخلفا على أعمالكما واندبا من يليكما فولى عمرو على علياء قضاعة عمرو بن فلان العذري وولى الوليد على ضاحية قضاعة مما يلي دومة امرأ القيس وندبا الناس فتضام إليهما بشر كثير وانتظرا أمر أبي بكر وقام أبو بكر في الناس خطيبا فحمد الله وصلى على رسوله (صلى الله عليه وسلم) وقال ألا إن لكل أمر جوامع فمن بلغها فهو حسبه ومن عمل لله عز وجل كفاه الله عليكم بالجد والقصد فإن القصد أبلغ إلا أنه لا دين لأحد لا إيمان معه ولا أجر لمن لا حسبة له ولا عمل لمن لا نية له ألا وإن في كتاب الله من الثواب على الجهاد في سبيل الله لما ينبغي للمسلم أن يحب أن يخص به هي النجاة (3) التي دل الله عليها ونجا بها من الخزي وألحق بها الكرامة في الدنيا والآخرة فأمد عمرا ببعض من انتدب إلى من اجتمع إليه وأمره على فلسطين وأمره بطريق سماها له وأتى الوليد فأمره بالأردن وأمده ببعضهم ودعا يزيد بن أبي سفيان فأمره على جند عظيم هم جمهور من انتدب له وفي جنده سهيل بن عمرو وأشباهه من أهل مكة وشيعه ماشيا فقال يزيد يا خليفة رسول الله أتمشي وأنا راكب فأبى عليه وقال إني أحتسب خطاي في سبيل الله قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن عبد العزيز بن أحمد التميمي أنا أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون بن الجندي وأبو القاسم عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن بن أبي العقب قالا أنا أبو القاسم علي بن
_________
(1) قوله: " من سبل " سقطت من الاصل واستدركت عن الطبري وخع وعلى هامش الاصل " سبيل من " في محاولة تصحيح العبارة
(2) يقال: ذهن عن الشئ وأذهنه عنه أنساه وألهاه عنه
(3) في الطبري: التجارة(2/73)
يعقوب بن أبي العقب أنا أحمد بن إبراهيم القرشي نا محمد بن عائذ القرشي قال قال الوليد أخبرنا صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير إن الله تبارك وتعالى لما نصر المسلمين على أهل الردة وكفرة بني خنيفة وقتل مسيلمة الكذاب كتب أبو بكر إلى خالد يأمره بالمسير إلى العراق فسار في ستة آلاف وجهز أبو بكر الجيوش إلى الشام فاجتمع له أربعة وعشرون ألفا من المهاجرين والأنصار ومسلمة الفتح وأمداد اليمن وأهل العالية وولى أبا عبيدة على ربع وعمرو بن العاص على ربع وشرحبيل بن حسنة على ربع ويزيد بن أبي سفيان على ربع وولاه على جماعتهم قال ونا ابن عايذ قال قال الوليد وقد أخبرنا ابن لهيعة عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب الزهري أن أبا بكر بعث خالدا على جيشه قبل العراق وبعث إلى الشام ثلاثة أمراء خالد بن سعيد بن العاص على جند وعمرو بن العاص على جند وشرحبيل بن حسنة على جند ولم يزل عمر بأبي بكر حتى أمر يزيد بن أبي سفيان على جند فأدركهم بذي مروة قال الوليد بن مسلم إن حديث صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير في تولية يزيد بن أبي سفيان على جماعتهم بالمدينة قبل أن يسيروا أنه أثبت وبذلك اجتمعت الأحاديث قال ونا ابن عائذ قال الوليد وأخبرني أبو عمرو عن يحيى بن سعيد ان أبا بكر الصديق ولى يزيد بن أبي سفيان على جماعتهم وخرج مشيعا له وقال يزيد إما أن تركب وإما أن أنزل فقال أبو بكر ما أنا براكب ولست بنازل إني أحتسب خطاي هذه في سبيل الله أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي بن المزرفي أنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون أنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو المعالي أحمد بن علي بن محمد بن يحيى بن الرويج المعروف بابن الحاجب قالا أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو الحسين محمد بن عبد الله بن الحسين قالا نا عبد الله بن محمد نا أبو نصر نا(2/74)
كوثر بن حكيم عن نافع عن ابن عمر أن أبا بكر بن أبي قحافة رضي الله عنهم بعث يزيد بن أبي سفيان إلى الشام فمشى معهم نحوا من ميلين فقيل له يا خليفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لو انصرفت قال لا إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول من اغبرت قدماه في سبيل الله عز وجل حرمهما الله على النار
[451] ثم بدا له في الانصراف إلى المدينة فقام في الجيش فقال أوصيكم بتقوى الله عز وجل لا تعصوا ولا تغلوا ولا تجبنوا ولا تهدموا بيعة ولا تعزقوا نخلا ولا تحرقوا زرعا ولا تجشروا بهيمة ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تقتلوا شيخا كبيرا ولا صبيا صغيرا وستجدون أقواما قد حبسوا أنفسهم للذي حبسوها فذروهم وما حبسوا أنفسهم له وستجدون أقواما قد اتخذت الشياطين أوساط رؤوسهم أفحاصا فاضربوا على أعناقهم وسترون وقال ابن المزرفي وستردون (1) بلدا يغدو ويروح عليكم فيه ألوان الطعام فلا يأتيكم لون إلا ذكرتم اسم الله عليه ولا ترفعوا لونا وقال ابن المزرفي ولا يرفع لون إلا حمدتم الله عز وجل عليه أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن بشر القرشي نا محمد بن عائذ نا الوليد بن مسلم أخبرني صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير أن أبا بكر لما وجه الجيش إلى الشام قام فيهم فحمد الله وأثنى عليه ثم أمرهم بالمسير إلى الشام وبشرهم بفتح الله إياها حتى تبنوا فيها المساجد فلا نعلم أنكم إنما تأتونها تلهيا والشام أرض شبيعة يكثر لكم فيها من الطعام فإياي والأشر أما ورب الكعبة لتأشرن ولتبطرن وإني موصيكم بعشر كلمات فاحفظوهن لا تقتلن شيخا فانيا ولا صبيا صغيرا ولا امرأة ولا تهدموا بيتا ولا تقطعوا شجرا مثمرا ولا تعقرن بهيمة إلا لأكل ولا تحرقوا نخلا ولا تعزقوه ولا تعصر ولا تجبن ولا تغلل وستجدون قوما قد حبسوا أنفسهم فدعوهم وما حبسوا أنفسهم له وستجدون آخرين محلقة رؤوسهم فاضربوا مقاعد الشيطان منها بالسيوف والله لئن أقتل
_________
(1) بالاصل " وسترون " والمثبت عن خع وفي خع: المرزوقي بالقاف تحريف والصواب بالفاء نسبة إلى مزرعة بلدة وقد تقدمت الاشارة إليها(2/75)
رجلا منهم أحب إلي من أن أقتل سبعين من غيرهم ذلك بأن الله قال " قاتلوا أئمة الكفر إنهم لا إيمان لهم " (1) أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو بكر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة أنا أبو الفضل محمد بن عبد الله بن خميروية الكرابيسي الهروي بها أنا أحمد بن نجدة نا الحسن بن الربيع نا عبد الله بن المبارك عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن أبا بكر لما بعث الجنود نحو الشام يزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة قال لما ركبوا مشى أبو بكر مع أمراء جنوده يودعهم حتى بلغ ثنية الوداع فقالوا يا خليفة رسول الله أتمشي ونحن ركبان فقال إني أحتسب خطاي هذه في سبيل الله ثم جعل يوصيهم فقال أوصيكم بتقوى الله اغزوا في سبيل الله فقاتلوا من كفر بالله فإن الله ناصر دينه ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تجبنوا ولا تفسدوا في الأرض ولا تعصوا ما تؤمرون وإذا لقيتم العدو من المشركين إن شاء الله فادعوهم إلى ثلاث خصال فإن هم أجابوكم (2) فاقبلوا منهم وكفوا عنهم ادعوهم إلى الإسلام فإن هم أجابوكم (2) فاقبلوا منهم وكفوا عنهم ثم ادعوهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين فإن هم فعلوا فأخبروهم أن لهم مثل ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين وإن هم دخلوا في الإسلام واختاروا دارهم على دار المهاجرين فأخبروهم أنهم كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي فرض على المؤمنين وليس لهم في الفئ والغنائم شئ حتى يجاهدوا مع المسلمين فإن هم أبوا أن يدخلوا في الإسلام فادعوهم إلى الجزية فإن هم فعلوا فاقبلوا منهم وكفوا عنهم وإن هم أبوا فاستعينوا بالله عليهم فقاتلوهم إن شاء الله ولا تعزقن نخلا ولا تحرقنها ولا تعقروا بهيمة ولا شجرة تثمر ولا تهدموا بيعة ولا تقتلوا الولدان ولا الشيوخ ولا النساء وستجدون أقواما حبسوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما حبسوا أنفسهم له وستجدون آخرين اتخذ الشيطان في أوساط رؤوسهم أفحاصا فإذا وجدتم أولئك فاضربوا أعناقهم إن شاء الله وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو
_________
(1) سورة التوبة الاية: 12
(2) بالاصول " أجابوك " خطأ(2/76)
سعيد بن أبي عمرو قالا نا أبو العباس محمد بن يعقبوب قال سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول سمعت أبي يقول هذا حديث منكر ما أظن من هذا شيئا (1) هذا كلام أهل الشام أنكره أبي على يونس من حديث الزهري (2) كأنه عنده من يونس عن غير الزهري أخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل الفقيه أنا أبو عثمان سعيد بن عبد الله بن محمد البحيري (3) أنا زاهر بن أحمد الفقيه أنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي نا أبو مصعب الزهري نا مالك عن يحيى بن سعيد أن أبا بكر الصديق بعث جيوشا إلى الشام فخرج يمشي مع يزيد بن أبي سفيان وكان أمير ربع من تلك الأرباع فزعموا أن يزيد قال لأبي بكر الصديق إما أن تركب وإما أن أنزل فقال له أبو بكر ما أنت بنازل وما أنا براكب إني احتسب خطاي هذه في سبيل الله ثم قال ستجد قوما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم لله فذرهم وما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم له وستجد قوما فحصوا عن أوساط رؤوسهم من الشعر فاضرب ما فحصوا عنه بالسيف وإني موصيك بعشر لا تقتلن امرأة ولا صبيا ولا كبيرا هرما (4) ولا تقطعن شجرا مثمرا ولا تخربن عامرا ولا تعقرن شاة ولا بعيرا إلا لمأكلة ولا تحرقن نخلا ولا تعزقنه ولا تغلل ولا تجبن أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا يحيى بن أبي طالب أنا عبد الوهاب بن عطاء أنا روح بن القاسم عن يزيد بن أبي مالك الشامي قال جهز أبو بكر الصديق يزيد بن أبي سفيان بعثه إلى الشام أميرا فمشى معه وذكر الحديث بمعناه وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني صالح بن كيسان قال لما بعث أبو بكر يزيد بن أبي سفيان إلى الشام على ربع من
_________
(1) بالاصل " شئ " خطأ
(2) الزيادة عن خع
(3) هذه النسبة إلى بحير - بفتح الباء - أحد أجداد إليه (الانساب)
(4) عن خع وبالاصول " هربا "(2/77)
الأرباع خرج أبو بكر معه يوصيه ويزيد راكب وأبو بكر يمشي فقال يزيد يا خليفة رسول الله إما أن تركب وإما أن أنزل فقال ما أنت بنازل وما أنا براكب (1) إني أحتسب خطاي هذه في سبيل الله يا يزيد إنكم ستقدمون بلادا تؤتون بها بأصناف من الطعام فسموا الله على أولها وأحمدوه على آخرها وإنكم ستجدون اقواما قد حبسوا أنفسهم في هذه الصوامع فاتركوهم وما حبسوا له أنفسهم وستجدون أقواما قد اتخذوا الشيطان على رؤوسهم مقاعد يعني الشمامسة فاضربوا تلك الأعناق ولا تقتلوا كبيرا هرما ولا امرأة ولا وليدا ولا تخربوا عمرانا ولا تقطعوا شجرة إلا لنفع ولا تعقرن بهيمة إلا لنفع ولا تحرقن نخلا ولا تعزقنه ولا تغدر ولا تمثل ولا تجبن ولا تغلل " ولينصرن الله من ينصره " (2) ورسله بالغيب " إن الله قوي عزيز " (2) استودعك الله وأقرئك السلام ثم انصرف قال ونا يونس عن ابن إسحاق حدثني محمد بن جعفر بن الزبير وقال لي هل تدري لم فرق أبو بكر وأمر بقتل الشمامسة ونهى عن قتل الرهبان فقلت لا أراه إلا لحبس هؤلاء أنفسهم فقال أجل ولكن يلقون القتال فيقاتلون وإن الرهبان رأيهم أن لا يقاتلوا وقد قال الله تعالى " وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم " (3) أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن ابنا البنا قالا أنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان الطوسي نا الزبير بن بكار حدثني مصعب بن عبد الله قال لما سار (4) خالد بن
_________
(1) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك عن خع
(2) سورة الحج الاية 40 وفيها " لقوي " بدل " قوي " وقوله: ورسله بالغيب جزء من الاية 25 من سورة الحديد
(3) سورة البقرة الاية: 190
(4) يعنى من العراق متوجها نحو الشام وذلك بعد وصول كتاب أبي بكر إليه يأمره بأن يكون مددا لجنود الشام وقد أرسل أبو بكر الكتاب إلى خالد مع عبد الرحمن بن حنبل الجمحي وفيه: من عبد الله بن عثمان خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خالد بن الوليد
أما بعد فقد ورد علي من خبر الشام ما قد أقلقني وأرقني وضقت به ذرعا فإذا ورد عليك كتابي هذا وأنت قائم فلا تقعد وإن كنت راكبا فلا تنزل وذر العراق وخلف عليها من تثق به من أهلها الذين قدموا معك من اليمامة والحجاز حتى تأتي الشام فتلقى أبا عبيدة بن الجراح ومن معه من المسلمين فإن العدو قد جمع لهما جمعا عظيما وقد احتاجوا إلى معونتك فإذا أنت أتيت المسلمين بالشام فأنت أمير الجماعة والسلام (الفتوح 1 / 133)(2/78)
الوليد يريد دومة الجندل أخذ المفاوز واستأجر رافعا الطائي (1) يهديه واشترى خمسين شارفا (2) فكبتها وأوجرها بعد وسقاها عللا ونهلا (3) فكلما نزل منزلا نحر وجعل أكراشها على النار وشرب القوم منها حتى إذا شارفوا رمد رافع حتى لم يبصر فقال رافع ائتوني بغلام حديث (4) قال أروني الماء ثم قال للغلام ما ترى قال أرى سدرا على موضع مرتفع فقال ذلك سدر دومة الجندل وقال خالد بن الوليد اقسم بالله لتركبن وقال خالد (5) : ضل ضلال رافع (6) إني أهدى * فوز من قراقر إلى سوى (7) خمسا إذا ما سارت الجيش بكا (8) * ما سارها من قبله أنس أرى (9) أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو عبد الله أنا علي بن الحسن الربعي أنا أبو الفرج العباس بن محمد بن حبان أنا أبو العباس بن الزفتي أنا محمد بن محمد بن مصعب الصوري نا محمد بن المبارك الصوري نا الوليد بن مسلم سمعت إسحاق بن أبي فروة (10) يحدث أن خالدا ومن معه هبطوا من ثنية الغوطة تقدمهم راية رسول الله (صلى الله عليه وسلم) السوداء التي
_________
(1) في فتوح البلدان ص 114: رافع بن عمير الطائي
(2) الشارف من النوق المسنة الهرمة (قاموس)
(3) العلل: الشربة الثانية والنهل: الشربة الاولى
(4) أي فتي
(5) في فتوح البلدان: " ففيه يقول الشاعر: وفي البلدية والنهاية 7 / 10 " قال رجل من المسلمين " وفي الطبري 3 / 416: " فقال شاعر من المسلمين " والرجز في الطبري 3 / 416 وفتوح البلدان ص 114 والبداية والنهاية 7 / 10 ومعجم البلدان " قراقر " باختلاف
(6) في الطبري وابن كثير: لله عينا رافع " وفي فتوح البلدان " لله در رافع "
(7) في البداية والنهاية " نوى " وبقية المصادر كالاصل
وقراقر: ماء لكلب (فتوح البلدان 114)
(8) في المصادر: سارها الجيش " وفي فتوح البلدآن " رامه الجيش " وفي ياقوت: " الحبس " بدل الجيش
(9) في الطبري: ماسارها قبلك إنسي يرى
وفي البلاذري: ما جازها قبلك من إنس يرى وفي ابن كثير قبلك إنسي (10) في المطبوعة: مروة تحريف(2/79)
يقال لها العقاب فبها سميت يومئذ ثنية العقاب (1) أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن الماوردي أنا أبو الحسن محمد بن علي السيرافي أنا أبو عبد الله أحمد بن إسحاق بن خربان النهاوندي نا أحمد بن عمران بن موسى نا موسى بن زكريا التستري نا أبو عمرو خليفة ابن خياط العصفري نا بكر يعني ابن سليمان عن ابن إسحاق قال (2) وكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد فسار إلى الشام فأغار على غسان بمرج راهط (3) ثم سار فنزل على قناة بصرى (4) وقدم فيه (5) يزيد بن أبي سفيان وأبو عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة فصالحه أهل بصرى فكانت أول مدائن الشام فتحت وصالح خالد في وجهه ذلك أهل تدمر (6) ومر على حوارين (7) فقتل وسبا أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي نا أبو بكر الخطيب ح وأنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن اللالكائي قالا أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر أنا يعقوب نا عمار عن سلمة عن ابن إسحاق قال سار خالد حتى أغار على غسان بمرج راهط ثم سار حتى نزل على قناة بصرى وعليها أبو عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان فاجتمعوا فرابطوها حتى صالحت بصرى على أخذ الجزية وفتحها الله على المسلمين فكانت أول مدينة من مدائن الشام فتحت في خلافة أبي بكر (8) أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي ح
_________
(1) قال البلاذري: وقوم يقوولن إنها سميت بعقاب من الطير كان ساقطة عليها قال: وسمعت من يقول: كان هناك مثال عقاب من حجارة وليس ذلك بشئ والخبر الاول أصح (يعني سميت باسم راية النبي من العقابا)
(2) تاريخ خليفة ص 118 حوادث سنة 13
(3) مرج بجوار دمشق
(4) بصرى: قصبة كورة حوران (ياقوت)
(5) كذا بالاصل وفي خليفة: " وقدم عليه " وفي الطبري 3 / 417 " وعليها " بدل " وقدم فيه "
(6) تدمر: مدينة مشهورة في برية الشام (ياقوت)
(7) قرية على مرحلتين من تدمر وقيل هي القريتين (ياقوت)
(8) الخبر في الطبري 3 / 417 نقلا عن ابن إسحاق(2/80)
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن اللالكائي قالا أنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا أبو اليمان الحكم بن نافع نا (1) صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير أن أبا بكر الصديق كان جهز بعد النبي (صلى الله عليه وسلم) جيوشا على بعضها شرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص فساروا حتى نزلوا الشام فجمعت لهم الروم جموعا عظيمة فحدث أبو بكر بذلك فأرسل إلى خالد بن الوليد وهو بالعراق وكتب أن انصرف بثلاثة آلاف فارس فأمد إخوانك بالشام والعجل العجل فأقبل خالد مغذا جوادا فاشتق الأرض بمن معه حتى خرج إلى ضمير (2) فوجد المسلمين معسكرين بالجابية وتسامع الأعراب الذين كانوا في مملكة الروم بخالد ففزعوا له ففي ذلك يقول قائلهم: ألا يا صبحينا قبل خيل أبي بكر * لعل منايانا قريب وما ندري انتهى حديث البيهقي وزاد ابن اللالكائي فنزل خالد على شرحبيل بن حسنة ويزيد وعمرو فاجتمع هؤلاء الأربعة أمراء وسارت الروم من أنطاكية وحلب وقنسرين (4) وحمص وما دون ذلك وخرج هرقل كراهية لمسيرهم متوجها نحو الروم وسار باهان الرومي ابن الرومية إلى الناس بمن كان معه قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن عبد العزيز بن أحمد التميمي أنا أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون بن الجندي وأبو القاسم عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن بن أبي العقب قالا أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي نا ابن عايذ قال الوليد فحدثني يحيى عن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه أن المسلمين ساروا
_________
(1) زيادة عن خع
(2) ضمير بالتصغير موضع قرب دمشق قيل: هو قرية وحصن في آخر حدود دمشق ما يلي السماوة
(3) فتوح البلدان ص 114 برواية: ألا عللاني قبل جيش أبي بكر
ونسبه إلى حرقوص بن النعمان البهراني من قضاعة قال: وقال بعض الرواة أن المغني بهذا البيت رجل ممن أغار عليه خالد من بني تغلب
(4) قنسرين: مدينة كانت بينها وبين حلب مرحلة من جهة حمص بقرب العواصم (ياقوت)(2/81)
وعليهم هؤلاء الأمراء يزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وأبي عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة كل على عسكر ومن كانت الوقعة ما يلي عسكره فهو على أصحابه وساروا معهم النساء والذرية بالخيل والسلاح ليس معهم حمار ولا شاة فأخذوا على طريق فلسطين حتى نزلوا بقرية يقال لها ثادن (1) من قرى غزة ومما يلي بالحجاز فلقيهم بها بطريق من بطارقة الروم فأرسل إليهم أن يخرجوا إليه أحد القواد ليكلمه قال فتواكلوا ذلك وقالوا لعمرو بن العاص أنت لذلك فخرج إليه عمرو فرحب به البطريق ومت إليه بقرابة العيص بن إسحاق بن إبراهيم من إسماعيل بن إبراهيم وقال ما الذي جاء بكم فقد كانت الأباء اقتسمت الأرض فصار لكم ما يليكم وصار لنا ما يلينا وقد عرفنا أنكم إنما أخرجكم من بلادكم الجهد وسنأمر لكم بمعروف وتنصرفون فقال عمرو أما القرابة فهي على ما ذكرت وأما القسمة فإنها كانت قسمة شططا علينا فنحن نريد أن نتراد (2) فتكون قسمة معتدلة لنأخذ نصف ما في أيديكم من الأنهار والعمارة ونعطيكم نصف ما في أيدينا من الشوك والحجارة وأما ما ذكرت من الجهد الذي أخرجنا فإنا قدمنا فوجدنا في هذه البلاد شجرة يقال لها الحنطة فذقنا (3) منها طعاما لا نفارقكم حتى نصيركم عبيدا أو تقتلونا تحت أصول هذه الشجرة قال قال فالتفت إلى أصحابه فقال صدقوا وافترقا فاقتتلوا فكانت بينهم معركة انصرف القوم على حامية ومضى المسلمون في آثارهم حتى طووهم عن فلسطين والأردن إلا ما كان من إيليا وقيسارية (4) تحصن فيها أناس فتركوهم ومضوا إلى ناحية البثنية (5) ودمشق أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي أنا أبو المعالي ثابت بن بندار أنا العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن موسى البابسيري أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي (6) نا
_________
(1) الاصل ومختصر ابن منظور وفي المطبوعة " داثن "
وغزة: بلد على ساحل بحر الشام من فلسطين (ياقوت)
(2) في مختصر ابن منظور: نزاد
(3) عن خع وبالاصل: فذقعنا
(4)
بلد على ساحل بحر الشام من فلسطين (ياقوت)
(5) البثنية بالتحريك بلدة من نواحي دمشق (ياقوت)
(6) بالاصل " العلائي " تحريف والمثبت عن الانساب ونسبته هذه إلى غلاب وهو اسم امرأة وهي أم خالد بن بن أوس بن النابغة بن عتر بن حبيب بن واثئة بن دهمان(2/82)
أبي حدثني هشام بن عمار نا عبد الملك بن محمد نا راشد بن داود الصنعاني نا أبو عثمان الصنعاني شراحيل بن مرثد قال بعث أبو بكر الصديق رضي الله عنهـ في خلافته خالد بن الوليد إلى أهل اليمامة وبعث يزيد بن أبي سفيان إلى الشام فكنت ممن سار مع خالد إلى اليمامة فلما قدمنا قاتلنا أهلها قتالا شديدا وظفرنا بهم وهلك أبو بكر واستخلف عمر بن الخطاب فبعث أبا عبيدة بن الجراح إلى الشام فقدم دمشق فاستمد أبو عبيدة عمر فكتب عمر إلى خالد أن سر إلى أبي عبيدة بالشام فدعا خالد بن الوليد الدليل فقال في كم تأتي إلى الحيرة فقال في كذا وكذا فقال فعطش خالد الإبل ثم سقاها واستقا وسقى الخيل ثم طمم (1) أفواه الإبل وأدبارها وقال له الدليل إن أنت أصبحت عند الشجرة نجوت ونجا من معك وإن أصبحت دون الشجرة فقد هلكت وهلك من معك فسار خالد بمن معه فأصبح عند إضاءة الفجر عند الشجرة فنحر الإبل وسقى ما في بطونها الخيل وأطعم لحومها المسلمين وسقى المسلمين من الزاد التي كانت تحمل معه ثم أتى الحيرة أو الكوفة فصالحه أسقفها كذا قال وإنما كان هذا بعد رجوعه عن الحيرة وأبو عبيدة كان بالشام أيام أبو بكر أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا أبو بكر بن سيف أنا أبو بكر بن سيف أنا السري بن يحيى أنا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمرو عن عمرو بن محمد عن إسحاق بن إبراهيم عن ظفر بن دهي ومحمد بن عبد الله عن أبي عثمان وطلحة عن المغيرة والمهلب بن عقبة عن سياه الأحمري قالوا (2) كان أبو بكر قد وجه خالد بن سعيد بن العاص إلى الشام حيث وجه خالد بن الوليد إلى العراق وأوصاه بمثل الذي أوصى به خالدا وأن خالد بن سعيد سار حتى نزل على الشام ولم يقتحم واستجلب الناس وعز فهابته الروم وأحجموا عنه فلم يصبر على أمر أبي بكر ولكن توردها فاستطردت له الروم حتى أوردوه الصفرين (3) ثم تعطفوا عليه بعدما أمن فوافقوا ابنه سعيد بن خالد
_________
(1) في مختصر ابن منظور 1 / 191 " ثم كعم "
(2) الخبر في الطبري 3 ط 407 - 408 حوادث سنة 13
(3) في الطبري: الصفر(2/83)
مستمطرا فوافقوه فقتلوه ومن معه وأتى الحي (1) خالدا فخرج هاربا حتى أتى البر فنزل منزلا واجتمعت الروم إلى اليرموك فنزلوا به وقالوا والله لنشغل أبا بكر في نفسه عن تورد بلادنا بخيوله وكتب خالد بن سعيد إلى أبي بكر بالذي كان به فكتب أبو بكر إلى عمرو بن العاص وكان في بلاد قضاعة بالسير إلى بلاد اليرموك ففعل وبعث أبا عبيدة بن الجراح ويزيد بن أبي سفيان وأمر كل واحد منهما بالغارة وأن لا توغلوا (2) حتى لا يكون وراءكم أحد من عدوكم وقدم عليه شرحبيل بن حسنة بفتح من فتوح خالد فسرحه نحو الشام في جند وسمى لكل واحد من أمراء الأجناد كورة من كور الشام فتوافوا باليرموك فلما رأت الروم توافيهم ندموا على الذي ظهر منهم ونسوا الذي كانوا يتواعدون أبا بكر به واهتموا وهمتهم أنفسهم وأشجوهم وشجوا بهم ثم نزلوا الواقوصة (3) وقال أبو بكر والله لأنسين الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد فكتب إليه بهذا الكتاب الذي فوق هذا الحديث وأمره أن يستخلف المثنى بن حارثة على العراق في نصف الناس وإذا فتح الله على المسلمين الشام فارجع إلى عملك بالعراق قال ونا سيف عن عمرو بن محمد عن إسحاق بن إبراهيم عن ظفر أن خالدا (4) أظن عمر وقال هذا عمله حسدني أن يكون فتح العراق على يدي وإني بعد الله كسر الله حد العراق ورعب أهله وشجع المسلمين على غزوه قال ونا سيف بن عطية بن الحارث عن أبي سيف الثعلبي عن ذي الجوشن (5) الضبابي بمثله وقال ولا يشعر أن عمر لا ذنب له فقال له القعقاع ارفع لسانك عن عمر والله ما كذب الصديق ولا صدقت على أن أخيك قال صدقني والله (6) قبح الله
_________
(1) كذا وفي الطبري: " الخبر " وهو المناسب
(2) عن الطبري وبالاصل " تغلوا "
(3) واد بالشام بأرض حوران
(4) زيادة عن خع
(5) عن المطبوعة وبالاصل " الحوس "
(6) بالاصل " الله " والمثبت عن خع(2/84)
الغضب والظنون وبالله يا قعقاع لقد أغريتني (1) بحسن الظن فقال القعقاع الحمد لله الذي خلصك وأبقى فيك الخير ونفى عنك الشر وبعث خالد بالأخماس إلا ما نفل (2) منها مع عمير بن سعد الأنصاري وبمسيره إلى الشام ودعا خالد الأدلة (3) فارتحل من الحيرة سائرا إلى دومة ثم طعن في البر إلى قراقر ثم قال كيف لي بطريق أخرج فيه من وراء جموع الروم فإني إن استقبلتها حبستني عن غياث (4) المسلمين فكلهم قال لا نعرف إلا طريقا لا يحمل الجيوش يأخذه الفذ (5) والراكب فإياك أن تغرر بالمسلمين فعزم عليه ولم يجبه إلى ذلك إلا رافع بن عميرة على تهيئة (6) شديدة فقال له خالد وللمسلمين لا يهولنكم فإنا عباد الله وفي سبيل الله وعلى طاعة خليفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ونحن وإن كثرنا بعد أن نتزود فكالقليل المنكمش فناشدوه فثاب فيهم فقال لا يختلفن هديكم ولا يضعفن نفسكم (7) واعلموا أن المعونة تأتي على قدر النية والمعونة (8) على قدر الحسنة وأن المسلم لا ينبغي له أن يكترث لشئ يقع فيه مع معونة الله له فقالوا له أنت رجل قد جمع الله لك الخير فشأنك (9) فطابقوه ونووا واحسنوا (10) واشتهى مثل الذي اشتهى خالد فأمرهم خالد فترووا للشفة لخمس (11) وأمر بصاحب كل خيل بقدر ما يسقيها فظمأ كل قائد من الإبل الشرف الجلاد (12) ما يلتقي (13) به ثم سقوها العل بعد النهل ثم صروا آذان الإبل
_________
(1) عن المطبوعة وبالاصل " أغربتني "
(2) بالاصل: " إلى ما نقل منها " والمثبت عن مختصر ابن منظور 1 / 192 والطبري 3 / 408
(3) عن مختصر ابن منظور وبالاصل " الدولة " تحريف
(4) عن الطبري وبالاصل " غ ياب "
(5) عن خع والطبري
(6) الطبري " ت هيب شديد
(7) الطبري: يضعفن يقينكم
(8) الطبري: والاجر على قدر الحسبة
(9) عن الطبري وبالاصل: " فنسانك "
(10) في الطبري: واحتسبوا واشتهوا
(11) بالاصل: فتروا لكسفه بخمس " والمثبت عن الطبري
(12) في الطبري: الجلال
(الظمء حبس الابل عن الماء إلى غاية الورد والشارف " الناقة التي قد أسنت ج شرف
(13) الطبري: ما يكتفي به(2/85)
وكعموها (1) وحلوا أدبارها ثم ركبوا من قراقر مفوزين إلى سوا وهي على جانبها الآخر مما يلي الشام فلما ساروا يوما افتظوا (2) لكل عدة من الخيل عشرا من تلك الإبل فمزجوا ما في كروشها بما كان من الألبان ثم سقوا الخيل وشربوا للشفة (3) جرعا ففعلوا ذلك أربعة أيام أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا أبو بكر بن سيف نا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمر عن عمرو بن محمد عن إسحاق بن إبراهيم عن ظفر بن دهي بمثله وقال فأخذ من قراقر إلى سوطه (4) فجعل المشرق عن يمينه واستقبل الصبا فنزل قريتين ثم نزل الحقار (5) ثم نزل العرير (5) ثم نزل سوى بليل قال ونا (6) سيف عن عبد الله (7) بن محفز بن ثعلبة عمن حدثه عن بكر بن وائل أن محرز بن قريش المحاربي قال لخالد اجعل كوكب الصبح على حاجبك الأيمن ثم أمه تفض إلى سوى وكان أدلهم وشاركهم محمد وطلحة قالوا ولما (8) نزل بسوى وخشي أن يفضحهم حر الشمس نادى خالد رافعا ما عندك قال خير أدركتم الماء وأنتم على الري وشجعهم وهو متحير أرمد وقال يا أيها الناس انظروا علمين كأنهما ثديان (9) فأتوا عليهما وقالوا علمان فقام عليهما فقال اضربوا يمنة ويسرة لعوسجة كقعدة الرجل فوجدوا جذمها (10) فقالوا جذم ولا نرى شجرة فقال احتفروا حيث
_________
(1) بالاصل " وطعموها " والمثبت عن الطبري وكعم البعير: شد فاه لائلا يعض أو يأكل (قاموس)
(2) عن لا طبري وبالاصل " افتصوا " يقال افتظ رجل كرش بعيره إذا نحره فاعتصر ماءه وصفاه
(3) عن الطبري وبالاصل " الكشفة " وفي المطبوعة: للشقة
(4) كذا بالاصل وخع وفي لا مطبوعة: سوكة
(5) لم أعثر على هذين الموضعين
(6) عن المطبوعة وبالاصل " ونزل "
(7) الطبري 3 / 409: عبيد الله
(8) عن اطبري وبالاصل " أوما "
(9) عن الطبري وبالاصل " ندبان "
(10) عن الطبري وبالاصل " خدمها
خدم " والجذم: الاصل(2/86)
شئتم فاستثاروا أوشالا وأحساء رواء فقال رافع أيها الأمير والله ما وردت هذا الماء منذ ثلاثين سنة وما وردته إلا مرة وأنا غلام مع أبي فاستعدوا ثم أغاروا والقوم لا يرون أن جيشا يقطع إليهم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي محمد بن محمد بن المسلمة أنا أبو الحسن بن الحمامي أنا أبو علي بن الصواف أنا الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار نا إسحاق بن بشر قال قال ابن إسحاق إن عمرو بن العاص كتب إلى أبي بكر بعد قتل خالد بن سعيد بن العاص يستمده فكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد وهو بالحيرة يأمره أن يمد أهل الشام بمن معه من أهل القوة ويخرج فيهم ويستعمل على ضعفة أصحابه رجلا منهم فلما أتى خالد بن الوليد كتاب أبي بكر قال هذا عمل الأعيسر ابن عم سملة (1) كره أن يكون فتح العراق على يدي فاستعمل على الضعفاء عمير بن سعد واستخلف على من أسلم من العراق المثنى بن حارثة الشيباني وعلى الحيرة والقرياب (2) وخراجها ثم سار حتى نزل على عين التمر وأغار على أهلها ورابط حصونها وفيها مقاتلة كانت لكسرى (3) وضعهم فيها حتى استنزلهم فضرب أعناقهم وسبى من عين التمر بشرا كثيرا فبعث بهم إلى أبي بكر وذلك أول سبي قدم المدينة من ذلك السبي أبو عمرة أبو (4) عبد الله بن أبي عمرة وعبيد مولى المعلى وأبو عبيد الله مولى بني زهرة وخير مولى أبي داود ويسار مولى قيس بن مخرمة قال ونا أبو حذيفة نا محمد بن إسحاق قال وكان فيهم عمير بن زيتون الذي ببيت المقدس ويسار مولى أبي بن كعب وهو أبو الحسن بن أبي الحسن البصري وأفلح مولى أبي أيوب الأنصاري ووجدوا في كنيسة اليهود صبيانا يتعلمون الكتابة في قرية من قرى عين التمر (5) يقال لها نقيرة (6) وكان فيهم حمران بن أبان مولى عثمان وقتل هلال بن عطية بن بشر النمري وصلبه وسار ثم فوز من قراقر وهو ماء
_________
(1) في خع: ابن أم سملة
(2) في خع: والفرياب
(3) عن مختصر ابن منظور 1 / 192 وبالاصل للسري والزيادة عن المطبوعة للايضاح
(4) في الطبري 3 / 377 جد
(5) عن هامش الاصل ومختصر ابن منظور 1 / 193
(6) نقيره قرية من قرى عين التمر (ياقوت) وبالاصل " نفير "(2/87)
لكلب إلى سوى وهو ماء لبهراء بينهما خمس ليال فلم يهتد إلى (1) الطريق فطلب دليلا فدل على رافع بن عميرة الطائي فأتاه رافع فاستدل على الطريق فقال أنشدك الله في نفسك وجيشك فإنها مفازة خمس ليال ليس فيها ماء مع مضلتها وإن الراكب المنفرد يسلكها فيخاف على نفسه المهلكة وما يسلكها إلا مغرور وما علمت أحدا أخذ فيها بثقل فقال خالد إنه لا بد منه وقد كتب إلي الأمير بعزمه فأحضرنا رأيك ونصيحتك ومرنا بأمرك قال رافع فابغني من الإبل عشرين سمان عظام فأتي بهن وظمأهن حتى جهدن فأوردها الماء فشربن حتى تملأن ثم أمر بمشافرها فقطعن ثم كعمهن كيلا يجتررن ثم حل أذنابهن ثم قال لخالد تزود واحمل من أطاق أن يصر (2) على أذن ناقته ماء فليفعل فإنها المهالك ففعل وساروا فسار معهم وسار خالد معه بالخيول والأثقال فكلما سار يوما وليلة اقتطع منهن أربعة فأطعم لحمانها وسقى ما في أكراشها الخيل وشرب الناس ما كانوا حملوا وبقي منزل واحد ونفدت الإبل وخشي خالد على أصحابه في آخر يوم فأرسل خالد إلى رافع أن الإبل قد نفدت فما ترى قال قد انتهيت إلى الري فلا بأس عليك اطلبوا شجرة مثل قعدة الرجل فعندها الماء ورافع يومئذ رمد فطلبوها فلم يصيبوها فرجعوا إلى رافع فقالوا لم نصبها فقال إنا لله وإنا إليه راجعون هلكتم وهلكت لا أبا لكم اطلبوها فطلبوها فأصابوها قد قطعت الشجرة وقد بقي منها بقية فكبر وكبر الناس فقال احتفروا فاحتفروا عينا عذبة مروية فترووا وسقوا وحملوا فقال رافع إن هذه المفازة ما سلكتها قط إلا مرة واحدة مع أبي وأنا غلام قال ابن إسحاق وبلغني أن خالدا لما نفذت الإبل خاف العطش قال لرافع بن عميرة وهو أرمد ويحك ما عندك قال أدركت الري إن شاء الله انظر (3) هل ترى علمين كأنهما ندبان قال نعم فلما دنا من العلمين قال انظروا هل ترون شجرة من عوسج كقعدة الرجل قالوا لا والله قال إنا لله وإنا إليه راجعون على مثل حديث الأول فقال شاعر من المسلمين: لله عينا رافع أنى اهتدى * فوز من قراقر إلى سوى
_________
(1) عن مختصر ابن منظور
(2) بالاصل " يصبر " والمثبت عن مختصر ابن منظور
(3) عن المطبوعة(2/88)
خمسا إذا ما سارها الجبس بكى * ما سارها من قبله أنس أرى (1) ثم إن خالد بن الوليد أغار على أهل سوى وهو ماء بهراء قبل الصبح وهم يشربون شرابا لهم في جفنة قد اجتمعوا عليها ومغنيهم يقول: ألا عللاني قبل جيش أبي بكر (2) * لعل منايانا قريب وما ندري فزعموا أن ذلك الرجل المغني قتل تحت الغارة فسال دمه في الجفنة أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا رضوان بن أحمد الصيدلاني إجازة نا أحمد بن عبد الجبار العطار نا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال فحدثني صالح بن كيسان ورجل من طئ عن من حدثهما عن رافع بن عميرة قال ثم مضى خالد حين فرغ من عين التمر حتى أغار على ناس من النمر بن قاسط على ماء لهم يقال له قراقر ثم دعا رافع بن عميرة فقال إنها قد جاءتني عزيمة من الأمير بأن أسير إلى الشام فقال إن بينك وبين المنهل الذي تريد الآن مسيرة خمس ليال جياد لا تجد فيهن قطرة ماء حتى تأتي ماء يقال لها سوى وإنك لا تستطيع ذلك بالخيول والإبل وقال إن الراكب المفرد لتهمه نفسه فيه فقال مالي من ذلك بد فمرنا أمرك فقال من استطاع منكم أن يصر أذن ناقته على ماء فليفعل وابغني (3) عشرين جزورا عظاما سمانا مسان فجاءه بهن فظمأهن أياما حتى إذا أجهدهن العطش أوردهن فشربن حتى إذا امتلأن عهد (4) إليهن فقطع مشافرهن وكعمهن (5) لئلا يجتررن وحل أدبارهن لئلا يبلن ثم قال سيروا واستكثروا من الماء لشفاهكم فخرج فكلما نزل منزلا افتظ (6) منهن أربعا فسقى ما في كروشهن الخيول وشرب الناس مما عليهن (7) حتى انتهى إلى سوى في اليوم الخامس وهو أرمد فقال انظروا شجرة مثل مقعدة الرجل من عوسج فنظر الناس فقالوا ما نراها قال
_________
(1) تقدم الرجزء ما لاحظناه قريبا
(2) عن فتوح البلدان 114 والطبري 3 / 381 وبالاصل: إلى بلى
(3) بالاصل " وبغنى "
(4) في المطبوعة: عمد
(5) بالاصل: " وطعمهن " والمثبت عن الطبري
(6) بالاصل " افتض " وافتظها: عصر ماء كروشها
(7) بالاصل " عليهم "(2/89)
إنا لله وإنا إليه راجعون هلكتم والله إذا وهلكت ثم قال ويلكم انظروا وتأملوا فجال الناس حتى وجدوا بقية منها فقالوا قد وجدنا بعضها فكبر وقال قد أدركتم الرواء وأمرهم فحفروا قريبا منها فكشفوا عن قليب كثير (1) الماء فتزود الناس منه وقال رافع أما والله ما وردت قط إلا مرة واحدة مع أبي وأنا غلام صغير فقال في هذا عن رافع أبو أحيحة القرشي: لله عينا رافع أنى اهتدى * في مهمه مشتبه نحو سوى والعين منه قد تغشاها الندى (2) * معصوبة كأنها ملأى ثرى فهو يرى بقلبه ما لا يرى * من الصوى تترى له أثر الصوى (3) إذ النقا بعد النقا إذا سرى * وهو به خبرنا وما دنا وما رآه ليس بالقلب حسى * قلب حفيظ وفؤاد قد وعى فوز من قراقر إلى سوى * والسير زعزاع (4) فما فيه ونى خمس إذا ما سارها الجبس بكى * في اليوم يومين رواحا وسرى ما سارها من قبل إنسي أرى * هذا لعمري (5) رافع هو الهدى ثم استقام لخالد الطريق وتواصلت به المياه حتى إذا اغار على مرج العذراوية (6) على ناس من غسان فأصاب منهم ثم مضى حتى نزل مع أبي عبيدة بن الجراح ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة على قناة بصرى فنزل معهم حتى صالحت بصرى على الجزية وكانت أول جزية وقعت بالشام في عهد أبي بكر وكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد أما بعد فدع العراق وخلف أهله فيه الذين قدمت عليهم وهم فيه ثم امض مخففا في أهل القوة من أصحابنا الذين قدموا معك العراق من اليمامة وصحبوك من الطريق وقدموا عليك من الحجاز حتى تأتي الشام فتلقى أبا عبيدة بن الجراح ومن معه من المسلمين فإذا التقيتم فأنت أمير الجماعة والسلام عليك ورحمة الله
_________
(1) عن خع وبالاصل " كبير "
(2) الاصل وخع وفي المطبوعة " القذي "
(3) الصوي جمع صوة الاعلام من الحجارة تكون منصوبة في المفازة المجهولة يستدل بها على الطريق
(4) أي شديد
(5) بالاصل وخع: هذا لعمروا
(6) هو مرج عذرا بطرف الغوطة(2/90)
باب ما روي من توقع المشركين لظهور دولة المسلمين " أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد في كتابه وحدثني عنه أبو مسعود عبد الرحيم بن أبي الوفا المعدل أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ نا سليمان بن أحمد الطبراني نا أبو زرعة نا أبو اليمان أنا شعيب عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عبد الله بن عباس أخبره أن أبا سفيان بن حرب أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش وكانوا تجارا بالشام في المدة التي كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (1) ماد فيها أبا سفيان وكفار قريش فأتوه وهو بإيلياء (2) فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم ثم دعاهم وترجمانه ثم قال أيكم أقرب نسبا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي قال أبو سفيان فقلت أنا أقربهم به نسبا فقال أدنوه مني وقربوا أصحابه فجعلوهم عند ظهره ثم قال لترجمانه قل لهم إني سائل هذا عن هذا الرجل فإن كذب فكذبوه قال أبو سفيان فوالله لولا الحياء أن تأثروا علي كذبا لكذبته عنه قال ثم كان أول ما سألني عنه أن قال كيف نسبه فيكم قلت هو فينا ذو نسب قال فهل قال هذا القول فيكم أحد قط قبله قال لا قال فهل كان في (3) أبائه ملك قلت لا قال فأشراف الناس اتبعوه أو ضعفاؤهم قلت بل ضعفاؤهم قال أيزيدون أم ينقصون قلت بل يزيدون قال فهل يرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه قلت لا قال فهل يغدر قلت لا قال فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول الذي قال قلت لا قال فهل يغدر قلت لا ونحن في مدة لا ندري ما هو
_________
(1) ماد فيها أي أطال المدة
(النهاية: مدد)
(2) إيلياء: بالكسر اسم مدينة بيت المقدس
(3) في مختصر ابن منظور 1 / 195 من(2/91)
فاعل فيها ولم تمكني كلمة أدخل فيها شيئا غير هذه الكلمة قال فهل قاتلتموه قلت نعم قال فكيف كان قتالكم إياه قلت الحرب بيننا وبينه سجال ينال منا وننال منه قال فماذا يأمركم قال يقول اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا واتركوا ما يقول آباؤكم ويأمرنا بالصلاة وبالصدقة والعفاف والصلة فقال للترجمان قل له إني سألتك عن نسبه فقلت إنه فيكم ذو نسب وكذلك الرسل تبعث في نسبها قومها وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول قبله قلت رجل يأتم بقول قيل (1) قبله وسألتك هل كان من آبائه ملك فذكرت أن لا فقلت (2) لو كان أحد منكم قال هذا القول قلت (3) رجل يطلب ملك أبيه وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال فذكرت أن لا فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله عز وجل وسألتك أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه وهم أتباع الرسل وسألتك أيزيدون أم ينقصون فذكرت أنهم يزيدون وكذلك أمر الإيمان حتى يتم وسألتك أيرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه فذكرت أن لا وكذلك الإيمان حين يخالط بشاشة القلوب وسألتك هل يغدر فزعمت أن لا وكذلك الرسل لا يغدرون وسألتك بما يأمركم فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وينهاكم عن عبادة الأوثان ويأمركم بالصلاة (4) وبالصدقة (5) والعفاف والصلة فإن كان ما يقول حقا فسيملك موضع قدمي هاتين وهو نبي وقد كنت أعلم أنه خارج ولكن لم أكن أظن أنه منكم ولكن لو أني أعلم أني أخلص لتجشمت كفاه (6) ولو كنت عنده لغسلت قدميه ثم دعا بكتاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذي بعث به دحية إلى عظيم بصرى فدفعه إلى هرقل فقرأه فإذا هو بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما
_________
(1) زيادة عن خع ومختصر ابن منظور
(2) عن خع وبالاصل " قلت "
(3) في مختصر ابن منظور: فقلت: لو كان من آبائه ملك قلت
(4) كررت بالاصل
(5) كذا بالاصل وفي المطبوعة: وبالصدق
(6) في مختصر ابن منظور: " لقاء " وفي خع كالاصل(2/92)
بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم أسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإن عليك اسم الإريسين (1) و " يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا " الآية (2) قال أبو سفيان فلما قال ما قال وفرغ من قراءة الكتاب (3) كثر عنده الصخب وارتفعت الأصوات وأخرجنا فقلت لأصحابي حين أخرجنا لقد أمر (4) أمر ابن أبي كبشة إنه يخافه ملك (5) بني الأصفر فما زلت موقنا أنه سيظهر حتى أدخل الله علي الإسلام وكان ابن فاطور وهو صاحب إيلياء وهرقل سقفه على نصارى الشام يحدث أن هرقل حين قدم إيلياء أصبح يوما خبيث النفس فقال له بعض بطارقته لقد أنكرنا هيئتك فقال ابن قاطور وكان هرقل رجلا حزاء ينظر في النجوم فقال لهم حين سألوه إني رأيت الليلة حين نظرت في النجوم ملك الختان قد ظهر فمن (6) يختتن من هذه الأمة قالوا ليس يختتن غير اليهود فلا يهمنك شأنهم وأمر إلى مدائن ملكك فليقتلوا من فيهم من اليهود فبينا هم على أمرهم ذلك أتي هرقل برجل أرسل به (7) ملك غسان يخبره عن خبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلما (8) استخبره هرقل قال اذهبوا فانظروا أمختتن هو أم لا فنظروا إليه فحدثوه أنه مختتن فسأله عن العرب أيختتنون فقال نعم هم يختتنون فقال هرقل هذا ملك هذه الأمة قد ظهر فكتب هرقل إلى صاحب له (9) برومية وكان نظيره في العلم وسار هرقل إلى حمص فلم يرم حمص
_________
(1) في الطبري وابن الاثير في الكامل: " إثم الاكارين " وبالاصل الاريسيين والمثبت عن مختصر ابن منظور قال ابن الاثير في النهاية: اختلف في هذه اللفظة صبغة ومعنى فروي الايسين بوزن الكريمين وروي الاريسين بوزن الشريين وروى الاريسيين بوزن العظيمين وأما معناها فقال أبو عبيد: هم الخدم والخول لصده إياهم عن الدين
(2) سورة آل عمران الاية: 64
(3) الكتاب في الطبري 3 / 1567 وابن الاثير 1 / 592 من تحقيقنا وصبح الاعشى 6 / 359 ودلائل النبوة للبيهقي 4 / 384 والوثائق السياسية لحميد الله ص 109
(4) يعني كثر وارتفع شأنه وابن أبي كبشة يعني به النبي صلى الله عليه وسلم
(5) عن خع
(6) عن خع وبالاصل " ممن "
(7) عن خع
(8) عن خع وبالاصل " قلنا "
(9) عن مختصر ابن منظور وبالاصل وخع " برومة "(2/93)
حتى أتاه كتاب يوافق هرقل على خروج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنه نبي فأذن هرقل لعظماء الروم في دسكرة له بحمص ثم أمر بأبوابها فغلقت ثم اطلع فقال لهم يا معشر الروم هل لكم في الفلاح والرشد وأن يثبت ملككم تتبعوا هذا الرجل فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب فوجدوها قد أغلقت فلما رأى هرقل تفرقتهم وأيس من إيمانهم فقال ردوهم علي وقال إنما قلت مقالتي التي قلت لكم آنفا أختبر بها شدتكم على دينكم فقد رأيت الذي أحب فسجدوا له ورضوا عنه فكان ذلك آخر شأن هرقل أخرجه البخاري (1) عن أبي اليمان والمحفوظ ابن الناظور ويقال بالطاء المهملة أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص نا أبو بكر بن سيف نا السري عن يحيى نا شعيب بن (2) إبراهيم نا سيف بن عمر عن محمد وطلحة قالا وقد كان أمير الجند يعني جند الروم باليرموك (3) قد بعث عينا من عرب الشام فدخل على المسلمين عسكرهم فرجع إليه فأخبرهم أنهم بالليل رهبان وبالنهار فرسان هم فيما بينهم كالعبيد وعلى من سواهم كالأسود إذا قالوا صدقوا وإذا واعدوا وفوا يأخذون لله حقوقه ولو من أنفسهم فقال إني لك أن تجيب صادقا للموت خير من الحياة وليمرن علينا منهم شر طويل أخبرنا أبو القاسم أنا ابن النقور أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا السري نا شعيب نا سيف عن هشام بن (4) عروة عن أبيه نحوا منه وزاد ولوددت أن حظي من ربي أن يخلي بيننا وبينهم فلم ينصرك (5) عليهم ولم ينصرهم علي قال ونا سيف عن محمد وطلحة وعمرو بن ميمون قالوا (6) وقد كان هرقل حج (7) قبل مهزم خالد بن سعيد حج بيت المقدس فبينا هو مقيم به أتاه الخبر بقرب
_________
(1) صحيح البخاري 1 / 7 باب بدء الوحي
(2) بالاصل " عن " تحريف
(3) عن خع وبالاصل: بالروم
(4) بالاصل وخع " عن " تحريف
(5) كذا بالاصل وخع وفي المطبوعة: ينصرني
(6) الطبري 3 / 402 حوادث سنة 13
(7) زيادة عن الطبري(2/94)
الجنود منه فجمع الروم وقال أرى من الرأي أن لا تقاتلوا هؤلاء القوم وأن تصالحوهم فوالله لأن تعطوهم نصف (1) ما أخرجت الشام وتأخذون نصفا وتبقى لكم جبال الروم خير لكم من أن يغلبوهم على الشام ويشارككم في جبال الروم فنخر أخوه ونخر ختنه وتصدع عنه من كان حوله فلما رآهم يعصونه ويردون عليه بعث أخاه وأمر الأمراء ووجه إلى كل جند جندا فلما اجتمع المسلمون أمرهم بمنزل واحد (1) جامع واسع حصين فنزلوا بالواقوصة (2) وخرج فنزل حمص فلما بلغه أن خالدا قد اطلع على سوى فانتسف أهله وأموالهم وعمد إلى بصرى فافتتحها وأباح عذراء قال لجلسائه ألم أقل لكم لا تقاتلوهم فإنه لا قوام لكم مع هؤلاء القوم إن دينهم دين جديد يجدد لهم ثبارهم (3) ولا يقوم لهم أحد حتى يبلى فقالوا له قاتل عن دينك ولا تخش الناس واقض الذي عليك قال وأي شئ أطلب بهذا إلا توقير دينكم ولما نزلت جنود المسلمين اليرموك بعث إليه المسلمون إنا نريد كلام أميركم وملاقاته أفتدعونا نأته نكلمه فأبلغوه فأذن لهم فأتاه أبو عبيدة كالرسول ويزيد بن أبي سفيان كالرسول والحارث بن هشام وضرار بن الأزور وأبو جندل بن سهيل ومع أخي الملك يومئذ في عسكره ثلاثون رواقا وثلاثون سرادقا كلها من ديباج فلما انتهوا إليها أبوا أن يدخلوا فيها وقالوا لا نستحل الحرير فأنزلنا فنزل (4) إلى فرش له ممهدة وبلغ ذلك هرقل فقال ألم أقل لكم هذا أول الذل أما الشام فلا شام وويل للروم من المولود المشؤوم ولم يتأت بينهم وبين المسلمين صلح فرجع أبو عبيدة وأصحابه وأبعدوا (5) فكان القتال حتى جاء الفتح أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي محمد بن محمد بن المسلمة أنا أبو الحسن الحمامي أنا أبو علي الصواف نا الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار أنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر قال قال ابن إسحاق أنبأ محمد بن
_________
(1) زيادة عن الطبري
(2) واد بالشام في أرض حوزران نزله المسلمون أيام أبي بكر عنلى اليرموك لغزو الروم
(ياقوت)
(3) بالاصل " دين حديد لهم سارهم " والمثبت عن الطبري
(4) في الطبري: فابرز لنا فبرز
" وفي خع: فابرز لنا فنزل
(5) في مختصر ابن منظور 1 / 198 واتعدوا(2/95)
جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير أن القبقلان (1) بعث رجلا (2) من غسان فقال له ادخل في هؤلاء القوم يعني أبا عبيدة وجنوده فأقم فيهم يوما وليلة ثم ائتني بخبرهم قالوا فدخل في الناس ذلك الغساني فأقام فيهم يوما وليلة (3) ثم جاءه فقال ماذا وراءكم ما وجدت عليه القوم فقال هم بالليل رهبان وبالنهار فرسان ولو سرق ملكهم قطعوا يده ولو زنا رجموه يعني بذلك إقامتهم الحق لله تعالى قال فقال القيقلان (1) إن كنت صدقتني لبطن الأرض خير لنا من ظهرها ولوددت إن شاء الله يحول بيني وبينهم فلا ينصرني عليهم ولا ينصرهم علي أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو عبد الله أنا أبو الحسين علي بن الحسن الربعي أنا أبو الفرج العباس بن محمد بن حبان بن موسى أنا أبو العباس بن الرقي (4) واسمه عبد الله بن عتاب أنا محمد بن محمد بن مصعب المعروف بوحشي نا محمد بن المبارك نا الوليد قال وأخبرني من سمع يحيى بن يحيى الغساني يحدث عن رجلين من قومه من غسان قال لما كان المسلمون بناحية الأردن تحدثنا بيننا أن دمشق ستحاصر فقال أحدنا لصاحبه هل لك أن تدخل المدينة فسد (5) من سوقها قبل حصارها فبينا نحن نتسوق إذ أتانا رسول بطريقها اصطراخيه فذهب بنا إليه فقال أنتما من العرب قلنا نعم قال وعلى النصرانية قلنا نعم قال ليذهب أحدكما إلى هؤلاء فليتجسس لنا من خبرهم ورأيهم (6) وليتثبت الآخر على متاع صاحبه ففعل ذلك أحدنا فلبث لبثا ثم جاءه فقال جئتك من عند رجال دقاق يركبون خيولا مشاق (7) أما الليل فرهبان وأما النهار ففرسان يريشون النبل ويبرونها ويثقفون (8) القنا لو حدثت جليسك حديثا ما فهمه عنك
_________
(1) الاصل وخع وفي الطبري 3 / 418 القبقلار
(2) في الطبري: رجلا عربيا ثم قال: فحدث أن ذلك الرجل رجل من قضاعة من تزيد بن حيدان يقال له ابن هزارف
(3) ما بين معكوفتين زيادة عن خع والطبري
(4) في المطبوعة: الزفتي
(5) في مختصر ابن منظور: " فنتبين " وفي المطبوعة: فنتسوق
(6) عن خع وبالاصل: " ومن أنهم "
(7) كذا وفي خع: عتاق
(8) بالاصل " يتقون " والصواب عن مختصر ابن منظور(2/96)
لما علا من أصواتهم بالقرآن والذكر فالتفت إلى أصحابه فقال أتاكم (1) منهم ما لا طاقة لكم به أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي أنبأ رشأ بن نظيف المقرئ أنا الحسن بن إسماعيل بن محمد نا أحمد بن مروان المالكي نا أبو إسماعيل الترمذي نا معاوية بن عمرو عن ابن (2) إسحاق قال كان أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا يثبت لهم العدو فواقا (3) عند اللقاء فقال هرقل وهو على أنطاكية لما قدمت منهزمة الروم قال لهم أخبروني ويلكم عن هؤلاء القوم الذين يقاتلونكم أليسوا هم بشر مثلكم قالوا بلى قال فأنتم أكثر أم هم قالوا بل نحن أكثر منهم أضعافا في كل موطن قال فما بالكم تنهزمون كلما لقيتموهم فقال شيخ من عظمائهم من أجل أنهم يقومون الليل ويصومون النهار ويوفون بالعهد ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويتناصفون بينهم ومن أجل أنا نشرب الخمر ونزني ونركب الحرام وننقض العهد ونغصب (4) ونظلم ونأمر بما يسخط الله وننهى عما يرضي الله ونفسد في الأرض قال أنت صدقتني "
_________
(1) عن مختصر ابن منظور وفي خع: أتاك
(2) بالاصل وخع " أبي " والمثبت عن مختصر ابن منظور
(3) بالاصل وخع " فوافا " والصواب عن مختصر ابن منظور والفواق ما بين الحلبتين من الراحة للناقة (النهاية)
(4) كذا بالاصل وخع وفي مختصر ابن منظور: ونغصب بالصاد المهملة وهي أقرب(2/97)
باب ذكر ظفر جيش المسلمين المظفر وظهوره على الروم بأجنادين وفحل ومرج الصفر " (1) أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن اللالكائي (2) قالا أنا أبو الحسين بن الفضل (3) أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب نا إبراهيم بن المنذر نا ابن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال كانت وقعة أجنادين وفحل في سنة ثلاث عشرة أجنادين في جمادى (4) وفحل في ذي القعدة أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا عمر بن عبيد الله بن عمر أنا أبو الحسين بن بشران أنا عثمان بن أحمد بن السماك نا حنبل بن إسحاق نا إبراهيم بن المنذر نا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن الزهري قال كانت وقعة أجنادين وفحل في سنة ثلاث عشرة أجنادين في جمادى وفحل في ذي القعدة قال ونا حنبل نا هلال بن العلاء نا عبد الله بن جعفر الرقي نا مطرف بن مازن اليماني عن معمر قال ثم كانت وقعة أجنادين في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة وعليهم شرحبيل بن حسنة وعمرو بن العاص وخالد بن الوليد أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي
_________
(1) بالاصل وخع: " الصفراء " والمثبت عن فتوح البلدان للبلاذري ص 121 والطبري وابن كثير وابن الاثير
(2) بالاصل " اللالكاتي "
(3) بالاصل " المفضل "
(4) يوم الاثنين لاثنتي عشرة بقيت من جمادى الاولى سنة ثلاث عشرة (فتوح البلدان للبلاذري ص 117) ويقال: لليلتين خلتا من جمادي الاخرة ويقال: لليلتين بقيتا منه(2/98)
نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن بشر القرشي نا محمد بن عائذ نا الوليد حدثني شيخ من بني أمية عن أبيه قال ثم أغزا أبو بكر جماعة من المسلمين ثم أغزا أبو بكر جماعة من المسلمين (1) إلى الشام فكانت وقعة أجنادين في جمادى الأولى ووقعة فحل في ذي القعدة من سنة ثلاث عشرة قال وكذلك حدثني زيد بن دعكنة أن هاتين الوقعتين بأجنادين وفحل في هذين الشهرين من سنة ثلاث عشرة وبذلك حدثني عبد الله بن لهيعة عن أبي الأسود أن وقعة أجنادين وفحل كانتا في هذين الشهرين من سنة ثلاث عشرة أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن المسلمة أنا أبو علي بن الصواف نا أبو محمد الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار نا أبو حذيفة إسحاق بن بشر القرشي قال قالوا وكانت وقعة أجنادين يوم السبت صلاة الظهر لليلتين بقيتا من جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة قال نا أبو بكر الخطيب ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قالوا أنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعد (2) نا يعقوب نا حامد بن يحيى (3) نا صدقة يعني ابن سابق عن محمد بن إسحاق قالا استخلف عمر على رأس اثنتي عشرة سنة وثلاثة أشهر واثنين (4) وعشرين يوما من مهاجر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكان أمر (5) الناس بالشام إلى خالد بن الوليد والأمراء على منازلهم فساروا قبل فحل من الأردن وكانت فحل في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة وعلى رأس ستة أشهر من خلافة عمر
_________
(1) كذا وردت العبارة مكررة بالاصل
(2) في المطبوعة: جعفر
(3) عن تقريب التهذيب وبالاصل وخع: بحير وهو حامد بن يحيى بن هانئ البلخي أبو عبد الله نزيل طرسوس
(4) بالاصل: واثنتين
(5) سقطت من الاصل وخع والزيادة عن المطبوعة(2/99)
قال ونا يعقوب حدثني سلمة عن أحمد بن حنبل عن إسحاق بن عيسى عن أبي معشر قال وكانت فحل في ولاية عمر لستة أشهر مضين فيها قال ونا يعقوب نا إبراهيم نا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب وقال حسان بن عبد الله عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قالا كانت وقعة أجنادين وفحل في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة ولما توفي أبو بكر واستخلف عمر نزع خالد بن الوليد وأمر أبا عبيدة بن الجراح على الأجناد أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد بن البغدادي قالت أنا أبو طاهر أحمد بن محمود أنا أبو بكر بن المقرئ نا محمد بن جعفر الرزاز (1) نا عبد الله بن (2) سعد نا أبي نا أبي عن ابن إسحاق قال وكانت فحل في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة على رأس ستة أشهر من خلافة عمر أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي عن أبي محمد الجوهري عن أبي عمر محمد بن العباس بن حيوية أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل الحلاب أنبأ الحارث بن محمد بن أبي اسامة التميمي أنا محمد بن سعد كاتب الواقدي أنا محمد بن عمر الواقدي قال وفيها يعني سنة أربع عشرة كان فتح مرج الصفر فأقام المسلمون بها خمس عشرة من المحرم وفيها زحف المسلمون إلى دمشق في المحرم فحاصروها ستة أشهر إلا يوما أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال كانت أجنادين في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة وأميرها عمرو بن العاص ومعه خالد بن الوليد ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة وكان (3) فحل وأجنادين في عام واحد وذلك سنة ثلاث عشرة غير أن فحل كان (3) على رأس خمسة عشر يوما من خلافة عمر يعني أن فحل كانت في رجب
_________
(1) كذا وفي خع: " الزرار " ولعل الصواب " الزراد " ففي الانساب: أبو الطيب محمد بن جعفر بن إسحاق الزراد يروي عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ وسيأتي " الزرد " قريبا
(3) كذا بالاصل وخع(2/100)
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن الماوردي أنا أبو الحسن (1) محمد بن علي بن أحمد بن إبراهيم السيرافي أنا أبو عبد الله أحمد بن إسحاق النهاوندي القاضي نا أحمد بن عمران بن موسى نا موسى بن زكريا نا أبو عمرو خليفة بن خياط العصفري نا بكر بن سليمان قال وقال أبو (2) إسحاق وقعة مرج الصفر يوم الخميس لاثني عشرة بقيت من جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة والأمير خالد بن الوليد أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد بن البغدادي أنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي أنا أبو بكر بن المقرئ نا محمد بن جعفر الزراد المنبجي (3) نا عبيد الله بن سعد نا عمي نا أبي عن ابن إسحاق قال وكانت أجنادين في سنة ثلاث عشرة لليلتين بقيتا من جمادى الأولى وقتل يومئذ من المرسلين (4) ممن ينتمي (5) لنا من قريش أربعة عشر رجلا ولم يسم لنا من الأنصار أحد أصيب بها أخبرنا أبو علي الحسين بن أحمد بن أشليها المقرئ وابنه أبو الحسن علي بن الحسين قالا أنا أبو الفضل أحمد بن علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات أنبأ أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب أنبأ أحمد بن إبراهيم القرشي أنا محمد بن عايذ القرشي نا الوليد عن (6) سعيد وابن جابر قالا ثم كانت أجنادين بعد (7) وقعة مرج الصفر قال سعيد التقوا على النهر عند الطاحونة (8) فقتلت الروم يومئذ حتى جرى النهر وطحنت
_________
(1) قوله " أنا أبو الحسن " كرر بالاصل وأثبتناه ما وافق عبارة خع
(2) كذا بالاصل وخع وفي المطبوعة " ابن
(3) تقدم قريبا " الرزاز " تحريف والزراد نسبة إلى صنعة الذروع والسلاح
والمنبجي بفتح الميم وسكون النون وكسر الباء هذه النسبة إلى منبج إحدي بلاد الشام (الانساب)
(4) في خع: من المسلمين
(5) كذا بالاصل وخع وفي المطبوعة: سمي لنا
(6) بالاصل " بن " تحريف والمثبت يوافق عبارة مختصر ابن منظور 1 / 201 والمطبوعة
(7) كذا وردت العبارة بالاصل وخع وفي مختصر ابن منظور 1 / 201: ثم كانت بعد أجنادين وقعة مرج
الصفر
راجع فتوح البلدان للبلاذري ص 116 و 121
(8) زيادة عن خع ومختصر ابن منظور(2/101)
طاحونتها بدمائهم فأنزل الله على المسلمين نصره وقتلت يومئذ أم حكيم (1) أربعة من الروم بعمود فسطاطها أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي أنا أبو محمد الجوهري أنبأ أبو عمر بن حيوية أنا أبو الحسن أحمد بن معروف الخشاب أنا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر حدثني سعيد بن راشد عن عطية بن قيس عن أبي العوام مؤذن بيت المقدس قال سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث في بيت المقدس يقول شهدنا أجنادين ونحن يومئذ عشرون ألفا وعلى الناس يومئذ عمرو بن العاص فهزمهم الله تعالى وتفرقوا ففاءت فئة (2) إلى فحل في خلافة عمر بن الخطاب فسار إليهم عمرو بن العاص في الناس حتى نفاهم عن فحل أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن الحسين بن أحمد بن اشليها (3) المقرئ وابنه أبو الحسن علي قالا أنا أبو الفضل أحمد بن علي بن الفرات أنبأ أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم نا ابن عايذ نا محمد بن عمر عن سعد بن راشد عن عطية بن قيس عن أبي العوام مؤذن بيت المقدس قال سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث في بيت المقدس يقول شهدنا أجنادين ونحن يومئذ عشرون ألفا وعلى الناس يومئذ عمرو بن العاص فهزمهم الله تعالى ففاءت فئة (3) إلى فحل في خلافة عمر رضي الله عنهـ فسار إليهم في الناس عمرو بن العاص فنفاهم إلى (4) فحل قال محمد بن عمر وأهل الشام قاطبة وعامة رواتنا يقولون إن أجنادين كانت قبل فحل وهي في ولاية أبي بكر وكان (5) فحل في ذي القعدة في خلافة عمر على رأس خمسة أشهر من خلافته
_________
(1) وهي أم حكيم بنت الحارث بن هشام المخزومي وكان قد أعرس بها خالد بن سعيد بن العاص - في صبيحة
يوم الوقعة - وقد بلغها مصابه فانتزعت عمود الفسطاط فقاتلت به فيقال إنها قتلت سبعة نفر (فتوح البلدان - البلاذري ص 121)
(2) بالاصل وخع " قيد " والمثبت عن مختصر ابن منظور
(3) ان المطبوعة وبالاصل " استلها "
(4) كذا
(5) كذا(2/102)
أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله الخطيب أنا جدي أبو عبد الله الحسن بن أحمد أنا علي بن الحسن بن علي أنبأ العباس بن محمد بن حيان نا عبد الله بن عتاب بن الزفتي نا محمد بن محمد بن مصعب نا محمد بن المبارك نا الوليد وقرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن عبد العزيز بن أحمد التميمي أنا محمد بن أحمد بن هارون الجندي وعبد الرحمن بن الحسين بن الحسن بن علي بن يعقوب قالا أنبأ أبو القاسم بن أبي العقب نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم نا محمد بن عايذ قال قال الوليد أخبرني سعيد بن عبد العزيز وابن جابر أن أول وقعة كانت بين المسلمين وبين الروم بأجنادين نصر الله المسلمين قال ابن جابر فهي إحدى ملاحم الروم التي أبيروا فيها أخبرنا أبو علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن أشليها (2) المصري وابنه أبو الحسن قالا أنا أبو الفضل بن الفرات أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي (3) أنا محمد بن عايذ قال نا الواقدي قال وكان فتح أجنادين يوم الاثنين لاثنتي عشرة بقيت من شهر جمادى الأولى قال الواقدي واليقين عندنا أن أجنادين كانت في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة وبشر بها أبو بكر رضي الله عنهـ وهو بآخر رمق قال (4) وحدثنا ابن عائذ أنبأ الوليد بن مسلم عن عبد الله بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال وكانت وقعة أجنادين في جمادى سنة ثلاث عشرة وكانت وقعة فحل في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة
_________
(1) بالاصل وخع " عتاق " والصواب عن الانساب عن الانساب (الزفتي " وفيه أبو العباس عبد الله بن عتاب بن أحمد الزفتي وهذه النسبة إلى الزفت وهو شئ أسود مثل القير
(2) بالاصل وخع: استلها
(3) بالاصل وخع: " العرسي " والصواب عن المطبوعة
(4) من هنا سقطت من الاصل وخع واستدرك عن المطبوعة(2/103)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنبأ أبو بكر بن سيف نا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمر التميمي عن سهل عن القاسم ومبشر (1) عن سالم ويزيد بن أبي أسيد الغساني عن خالد وعبادة قالوا ولما قدم الوليد (2) على خالد بن سعيد فسانده وقدمت جيوش المسلمين الذي (3) كان أبو بكر أمده بهم وسموا بجيش البدال وبلغه عن الأمراء وتوجههم إليه اقتحم على الروم طلب الحظوة وأعرى ظهره وبادر الأمراء بقتال الروم فاستطرد له باهان فأرز (4) هو ومن معه إلى دمشق واقتحم خالد في الجيش ومعه ذو الكلاع وعكرمة والوليد حتى نزل بالمرج مرج الصفر بين الواقوصة ودمشق فانطوت مسالح باهان عليه وأخذوا عليه الطرق ولا يشعر وزحف له باهان فوجد ابنه سعيد بن خالد يستمطر في الناس فقتلوهم فأتى الخبر خالدا فخرج هاربا في جريدة فأفلت من أفلت من أصحابه على ظهور الخيل والإبل وقد أجهضوا عن عسكرهم ولم تنته بخالد بن سعيد الهزيمة عن ذي المروة وأقام عكرمة في الناس ردءا لهم فرد عنهم باهان وجنوده أن يطلبوه واقام من بالشام على قريب وقدم شرحبيل بن حسنة وافدا من عند خالد بن الوليد فندب معه الناس ثم استعمله أبو بكر (5) على عمل الوليد وخرج معه يوصيه أخبرنا أبو علي الحسين بن علي وابنه أبو الحسن علي قالا أنبأ أبو الفضل بن الفرات أنبأ أبو محمد بن ابي نصر أنا أبو القاسم بن ابي العقب أنا أبو عبد الملك القرشي نا محمد بن عائذ نا الواقدي عن هشام بن سعد عن عروة بن رويم أن خالد بن الوليد مضى إلى أصحابه حتى نزل على قناة بصرى فوجد الأمراء مقيمين لم يفتحوا شيئا قال ما مقامكم بهذا الموضع انهضوا فنهضوا بأهل بصرى فما أمسوا ذلك اليوم حتى دعوا إلى الصلح فصالحوهم وكتبوا
_________
(1) في المطبوعة " وميسر " والمثبت عن الطبري 3 / 390 حوداث سنة 13
(2) هو الوليد بن عقبة وكان على النصف من صدقات قضاعة وكان أبو بكر قد كتب إليه أن يستخلف على عمله ويتوجه إلى الشام انظر الطبري 3 / 389 - 390
(3) في الطبري: الذين
(4) أزر إليه: التجأ
(5) عن الطبري(2/104)
بينهم كتابا فكانت أول مدينة فتحت من الشام صلحا (1) قال ونا ابن عائذ نا عبد الأعلى عن سعيد بن عبد العزيز قال أول مدينة فتحت بالشام بصرى وفيها مات سعد بن عبادة وذكر أبو الحسن محمد بن أحمد بن القواس الوراق في تاريخه أن بصرى افتتحت لخمس بقين من شهر ربيع الأول سنة ثلاث عشرة قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن بن البنا عن أبي الفتح عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن المحاملي أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني قال وأما فحل فهو موضع بالشام كان به وقائع بين المسلمين والمشركين فنسبت تلك الوقعة إلى الموضع فقيل وقعة فحل وعام فحل وأخبار ذلك في الفتوح هكذا ذكره بكسر الفاء ونقلته من نسخة بخط زوج الحرة مقروءة على الدارقطني كذلك وقرأته بخط أبي بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي الحافظ فحل بفتح الفاء وسكون الحاء هو الصواب وكذلك يقول أهل الشام إن فحل كانت قبل فتح دمشق وذكر سيف بن عمر التميمي أنها كانت بعد فتح دمشق والله أعلم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور أنبأ أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص أنا أبو بكر بن سيف ثنا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمر عن أبي عثمان يزيد بن أسيد الغساني وأبي حارثة العتبي قالا: (2) وخلف الناس بعد فتح دمشق يزيد بن أبي سفيان في خيله (3) في دمشق وساروا نحو فحل فكان على الناس شرحبيل بن حسنة فبعث خالدا على المقدمة وأبا عبيدة
_________
(1) انظر شروط صلح خالد بن الوليد لاهل بصري في فتوح البلدان للبلاذري ص 116
(2) الطبري 3 / 442 حوادث سنة 13
(3) عن الطبري وفي المطبوعة: خيل(2/105)
وعمرا على مجنبتيه وعلى الخيل ضرار وعلى الرجل (1) عياض وكرهوا أن يصمدوا لهرقل وخلفهم ثمانون ألفا وعلموا أن بإزاء فحل جند الروم وإليهم ينظرون وأن الشام بعدهم سلم فلما انتهوا إلى أبي الأعور عوموه (2) إلى طبرية فحاصروهم ونزلوا على فحل من الأردن وقد كان أهل فحل حين نزل بهم أبو الأعور تركوه وأرزوا إلى بيسان (3) فنزل شرحبيل بالناس فحلا والروم ببيسان وبينهم وبين المسلمين تلك المياه والأوحال وكتبوا إلى عمر بالخبر وهم يحدثون أنفسهم بالمقام ولا يريدون أن يريموا عن فحل حتى يرجع جواب كتابهم من عند عمر ولا يستطيعون الإقدام على عدوهم في مكانهم لما دونهم من الأوحال وكانت العرب تسمي تلك الغزاة فحل وذات الردغة (4) وبيسان وأصاب المسلمون من ريف الأردن أفضل ما ترك فيه المشركون مادتهم متواصلة وخصبهم رغد فاغترهم القوم وعلى الروم سقلار بن مخراق ورجوا أن يكونوا على غرة فأتوهم والمسلمون لا يأمنون مجيئهم فهم على حذر وكان شرحبيل لا يبيت ولا يصبح إلا على تعبئة فلما هجموا على المسلمين فغافصوهم (5) لم يناظروهم فاقتتلوا بفحل كأشد قتال اقتتلوه قط ليلتهم ويومهم إلى الليل فأظلم عليهم الليل وقد حاروا فانهزموا وهم حيارى وقد أصيب رئيسهم سقلار بن مخراق والذي يليه فيهم نسطورس وظفر المسلمون أحسن ظفر وأهنأه وركبوهم وهم يرون على أنهم على قصد وجدد فوجدوهم حيارى (6) هرقل (7) لا يعرفون مأخذهم فأسلمتهم هزيمتهم وحيرتهم إلى الوحل فركبوه ولحق أوائل المسلمين بهم وقد وحلوا فركبوهم وما يمنعون يد لامس فوخزوهم بالرماح فكانت الهزيمة في فحل وكانت مقتلتهم في الرداغ فأصيب الثمانون ألفا لم يفلت إلا الشريد وكان الله عز وجل يصنع للمسلمين وهم كارهون النتوفة (8) فكان عونا لهم على
_________
(1) عن الطبري ومختصر ابن منظور 1 / 201 وفي مطبوعة ابن عسار " الرحل "
(2) في الطبري ومختصر ابن منظور قدموه
(3) بيسان: مدينة بالاردن بالغور الشامي (ياقوت)
(4) الردغة والردغة الجمع رداغ: الماء والطين والوحل الكثير الشديد (اللسان: ردغ)
(5) أي فاجأوهم وأخذوهم على غرة
(6) إلى هنا ينتهي السقط من الاصل وخع
(7) كذا بالاصل واللفظة مقحمة ولم ترد في الطبري
(8) كذا وفي الطبري: كرهوا البقوق فكانت عونا(2/106)
عدوهم وأتاه من الله عز وجل ليزدادوا بصيرة وجدا واقتسموا ما أفاء الله عز وجل عليهم وانصرف أبو عبيدة بخالد من فحل إلى حمص فصرفوا بشير (1) بن كعب من اليرموك معهم ومضوا بذي كلاع ومن معه وخلفوا شرحبيل ومن معه وقال القعقاع بن عمرو يوم فحل كم من أب لي قد ورثت فعاله * جم المكارم بحره تيار (2) ورث المكارم عن أبيه وجده * فبنا بناءهم له استنصار (3) فبنيت مجدهم وما هدمته * وبني بعدي إن بقوا عمار ما زال منا في الحروب مروس * ملك يغير وخلفه جرار بطل اللقاء إذا الثغور توكلت * عند الثغور مجرب مظفار وغداة فحل قد رأوني معلما * والخيل تنحط والبلاد (4) أطوار يفدي بلائي عندها متكلف * سلس المياسر عوده خوار سلس المياسر ما تسامى مأقطا * عند الرهان معير عيار ما زالت الخيل العراب تدوسهم * في حوم فحل والحتا موار (5) حتى رميت (6) سراتهم عن أسرهم * في ردعة (7) ما بعدها استمرار يوم الرداع فعند فحل ساعة * وخز الرماح عليم مدرار ولقد أثرنا في الرداع جموعهم * طرا ونحوي تسم (8) الأبصار وقال أيضا: وغداة فحل قد شهدنا مأقطا * ينسي الكمي سلاحه في الدار
_________
(1) كذا بالاصل وفي الطبري: سمير
(2) الابيات الاول والسادس والسابع والثامن في معجم البلدان " فحل "
وشعراء إسلاميون: شعر القعقاع ص 35
(3) في المطبوعة: " استبصار "
(4) في خع ومعجم البلدان: " والبلاء "
(5) في معجم البلدان: والهباء موار
(6) في خع وياقوت: رمين
(7) في ياقوت: " روعة "
(8) في خع " تسمو "(2/107)
ما زلت أرميهم بفرحة كامل * كر المنيح ربابة الأيسار حتى فضضنا جمعهم بتردس (1) * ينقي العدو إذا سما جرار نحن الألي جسنا العراق بخيلنا (2) * والشام جسنا في ذرى الأسفار (3)
_________
(1) كذا بالاصل وخع
(2) عن خع وبالاصل " بخيلها "
(3) بعده في المطبوعة وقد سقطت من الاصل وخع: كم من قمامة إبرنا جمعهم * بعد العراق وبعد ذي الاوتار وبعده أيضا في المطبوعة: آخر الجزء الثامن(2/108)
" باب كيف كان أمر دمشق في الفتح وما أمضاه المسلمون لأهلها من الصلح " أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن محمد الأكفاني نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأ أبو الميمون بن راشد أنبأ أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم نا الوليد بن مسلم قال حدثني الأموي قال ثم ولي عمر بن الخطاب فعلى يديه فتحت دمشق سنة أربع عشرة قال أبو زرعة وحدثني محمود بن خالد قال عن محمد بن عايذ عن الوليد بن مسلم عن عثمان بن خضر (1) عن علاف عن يزيد بن عبيدة قال فتحت دمشق سنة أربع عشرة قال أبو زرعة وفتحت دمشق سنة أربع عشرة في رجب حدثنيه عبد الرحمن بن إبراهيم عن الوليد بن مسلم وغيره بهذه القصة ثم أعاده في موضع آخر عن محمود عن (2) الوليد ولم يذكر ابن عايذ أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها (3) المصري وابنه أبو الحسن علي بن الحسين قالا أنا أبو الفضل بن الفرات أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي نا محمد بن عايذ القرشي نا الوليد عن عثمان بن خضر (1) عن يزيد بن عبيدة قال
_________
(1) كذا بالاصل وفي المطبوعة: " عثمان بن حصن بن علاق " وانظر تقريب التهذيب والكاشف 2 / 217
(2) بالاصل " بن " تحريف وهو محمود بن خالد وقد مر في الحديث الذي قبله
(3) بالاصل: استلها "(2/109)
فتحت دمشق سنة أربع عشرة أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة (1) السلمي قالا نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد التميمي أنا أبو القاسم تمام بن محمد الرازي وعبد الوهاب بن جعفر الميداني قالا أنا أبو الحارث أحمد بن محمد بن عمارة بن أبي الخطاب يحيى بن عمرو بن عمارة الليثي ح قال تمام وأخبرني أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث ثنا عبد الرحمن (2) بن عمر المازني قال تمام وأخبرني أبو إسحاق (3) بن سفيان إجازة قالوا ثنا أحمد بن المعلى ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم ثنا الوليد بن مسلم قال سمعت أشياخنا يقولون إن دمشق فتحت في سنة أربع عشرة وأن عمر بن الخطاب قدم الشام (4) سنة ست عشرة فولاه الله فتح بيت المقدس على صلح ثم قفل أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الداراني أنا أبو الفرج سهل بن بشر الإسفرايني أنا أبو بكر الجليل (5) بن هبة الله بن الخليل أنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي نا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب نا العباس بن الوليد ثنا صالح نا أبو مسهر قال سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول كان فتح دمشق سنة أربع عشرة وكانت اليرموك سنة خمس عشرة وعلى المسلمين أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنهـ أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ عمر بن عبيد الله بن عمر أنا أبو الحسين بن بشران أنبأ عثمان بن أحمد بن عبد الله نا حنبل نبأ عاصم بن علي نا أبو معشر قال وكان فتح دمشق في رجب سنة أربع عشرة قال ونا حنبل بن إسحاق حدثنا هلال بن العلاء ثنا عبد الله بن جعفر الرقي نا مطرف بن مازن اليماني عن معمر قال وكان فتح دمشق في رجب سنة أربع عشرة
_________
(1) عن خع وبالاصل " عمرة "
(2) في المطبوعة: عبد الرحيم
(3) زيادة عن خع
(4) زيادة عن خع
(5) عن خع وبالاصل " الحليل "(2/110)
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قالا أنا أبو الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر نا يعقوب نا حامد بن يحيى نا صدقة يعني ابن سابق عن محمد بن إسحاق قال ثم ساروا إلى دمشق على الناس خالد وقد كان عمر عزله وأمر أبا عبيدة فرابطوها حتى فتح الله عز وجل فلما قدم الكتاب على أبي عبيدة بإمرته وعزل خالد استحيى أن يقرئ خالد الكتاب حتى فتحت دمشق وكانت في سنة أربع عشرة في رجب قال وأظهر أبو عبيدة إمرته وعزل خالد ثم شنا أبو عبيدة شننته وفي نسخة شنته (1) بدمشق قال نبأ يعقوب حدثني سلمة عن (2) أحمد بن حنبل عن إسحاق بن عيسى عن أبي معشر قال وكان فتح دمشق في العام القابل في رجب سنة أربع عشرة وكانت اليرموك في رجب سنة خمس عشرة أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد بن البغدادي قالت أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود بن أحمد بن محمد الثقفي أنا أبو بكر بن المقرئ نا محمد بن جعفر الزراد المنبجي (3) حدثنا عبيد الله بن سعد نا عمي نا أبي عن ابن إسحاق قال وكان فتح دمشق في سنة أربع عشرة في رجب أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن عبد الله بن سعيد بن سيف نا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمر قال كانت وقعة دمشق في شوال سنة أربع عشرة أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن محمد بن علي السيرافي ثنا أبو عبد الله أحمد بن إسحاق القاضي نا أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا نا خليفة بن خياط قال سنة أربع عشرة فيها فتحت دمشق سار أبو عبيدة بن الجراح
_________
(1) كذا بالاصل وخع والعبارة في مختصر ابن منظور 1 / 203 ثم شتى أبو عبيدة شتيتة - وفي نسخة: شتيه - (2) بالاصل وخع " بن " تحريف
(3) في المطبوعة: " المنيحي " تحريف(2/111)
ومعه خالد بن الوليد فحاصرهم فصالحوه وفتحوا له باب الجابية (1) وفتح خالد أحد الأبواب عنوة وأتم لهم أبو عبيدة الصلح وقال ابن الكلبي كان الصلح يوم الأحد النصف من رجب سنة أربع عشرة صالحهم أبو عبيدة بن الجراح قال وثنا خليفة ثنا بكر بن سليمان عن ابن إسحاق قال صالحهم أبو عبيدة بن الجراح في رجب وقال ونا خليفة قال وحدثني بكر بن عطية قال حاصرهم أبو عبيدة رجب وشعبان وشهر رمضان وشوال تم الصلح في ذي القعدة (2) أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري (3) أنبأ أبو طاهر المخلص إجازة أن أبا محمد عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عيسى بن خلف السكري حدثهم قال دفع إلي (4) أبو الحسن عبد الرحمن بن حمد بن المغيرة الصيرفي في (5) كتابه وأخبرني عن أبيه أنه قرأ بخط أبي عبيد القاسم بن سلام الثقة وأنه سمعه من أبيه محمد بن المغيرة وأن أباه قرأه على أبي عبيد قال أبو محمد فنسخته وقرأته عليه قال حدثني أبي قال حدثني أبو عبيدة قال سنة أربع عشرة فيها افتتحت دمشق وذكر أبو عثمان سعيد بن كثير بن عفير المصري في تاريخ فتح دمشق فقال فحاصروها أربعة أشهر ومنهم من قال فحاصروها أربعة عشر شهرا أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ثنا عبد العزيز الكتاني أنبأ أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي نا محمد بن عايذ نا الوليد بن مسلم قال حدثني الشيخ الأموي عن أبيه أن أبا بكر ولي سنتين وأربعة اشهر فعلى يديه كانت وقعة أجنادين وفحل ثم مضى المسلمون إلى
_________
(1) باب دمشق الغربي ومنه يكون الخروج إلى قرية الجابية
(2) راجع تاريخ خليفة ص 125 و 126
(3) بالاصل وخع " السري " والصواب عن الانساب " البسري " وهذه النسبة إلى بسر بن أرطأة ومنهم أبو القاسم على بن أحمد بن محمد بن البسري البندار شيخ بغداد في عصره
(4) زيادة عن خع
(*) (5) كذا والمناسب حذف " في "(2/112)
دمشق فنزلوا عليها في رجب سنة ثلاث عشرة وتوفي أبو بكر رضي الله عنهـ بعد ذلك وولي عمر بن الخطاب فعلى يديه فتحت دمشق في سنة أربع عشرة قال فسمعت أشياخنا يقولون إن عمر بن الخطاب ولي سنة ثلاث عشرة فأقام عمر عمود رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وسنته فكان أول ما ابتدأ به إقامة فريضة الجهاد والائتمام (1) برسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبي بكر بأثرة أهله بكل ما قدر عليه (2) من تقويتهم بالأموال التي صرفها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبو بكر فيها مع إعماله رأيه ونظره وتدبيره إياه ما حضر منه أو غاب قالوا ففتح الله به وعلى يديه الفتوح العظيمة من دمشق سنة أربع عشرة واليرموك سنة خمس عشرة أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نبأ أبو محمد الكتاني أنبأ أبو القاسم الرازي أنا أبو جعفر عبد الله بن محمد بن هشام الكندي نا أبو زرعة الدمشقي حدثني الحكم بن نافع نا صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير أن أبا بكر جهز بعد النبي (صلى الله عليه وسلم) جيوشا على بعضها شرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وأرسل أبو بكر إلى خالد بن الوليد وهو بالعراق وقد فتح الله عليه القادسية (3) وجلولاء (4) فكتب له أن انصرف بثلاثة آلاف فارس فأمد إخوانك بالشام والعجل العجل قال فنزل خالد على شرحبيل ويزيد وعمرو فاجتمع هؤلاء الأمراء الأربعة وأخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأ أبو الميمون بن راشد نا أبو زرعة حدثني أبو اليمان حدثني صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير أن يزيد بن أبي سفيان ومن معه كتبوا إلى أبي (5) بكر يخبرونه بجموع الروم لهم ويستمدونه (6) فكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد وهو بالعراق وقال غيره بناحية عين التمر وقد فتح الله عليه القادسية وجلولاء
_________
(1) بالاصل وخع: " والانتمام " والمثبت عن المطبوعة
(2) عن خع وبالاصل " قدم "
(3) بلدة كان بينها وبين الكوفة خمسة عشر فرسخا (ياقوت)
(4) جلولاء: بالمد طسوج من طساسيج السواد في طريق خراسان بينها وبين خانقين سبعة فراسخ (معجم البلدان)
(5) زيادة عن خع
(6) بالاصل وخع " واستمدونه "(2/113)
وأمير الجيش سعد بن أبي وقاص وكتب إليه أن انصرف بثلاثة آلاف فارس فأمد إخوانك بالشام والعجل العجل إلى إخوانكم بالشام فوالله لقرية من قرى الشام يفتحها الله عز وجل على المسلمين أحب إلي من رستاق عظيم من رساتيق العراق ففعل خالد فاشتق الأرض بمن معه حتى خرج إلى صفير (1) وذنبة (2) فوجد المسلمين معسكرين بالجابية فنزل خالد على شرحبيل ويزيد وعمرو فاجتمع هؤلاء الأربعة أمراء بين مولى (3) من الحارث كذا قال وإنما استخلف خالد المثنى بن حارثة ثم قدم سعد بعد ذلك أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن الماوردي أنا أبو الحسن محمد بن علي السيرافي نا أحمد بن إسحاق النهاوندي نا أحمد بن عمران بن موسى نا موسى بن زكريا نا أبو عمرو خليفة بن خياط المعروف بشباب حدثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده قال كان خالد على الناس (4) فصالحهم فلم يفرغ من الصلح حتى عزل وولي أبو عبيدة فأمضى صلح خالد ولم يغير الكتاب والكتاب عندهم باسم خالد أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر نا أبو الميمون بن راشد نا أبو زرعة حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم حدثني الوليد بن مسلم حدثني الأموي عن أبيه قال وكانت وقعة أجنادين في جمادى الأولى ووقعة فحل في ذي القعدة من سنة ثلاث عشرة قال محمد بن عايذ قال الوليد بن مسلم قال سعيد بن عبد العزيز وابن حاتم ثم كانت وقعة بمرج الصفر والتقوا على النهر عند الطاحونة فقتلت الروم يومئذ حتى جرى النهر وطحنت طاحونتها من دمائهم
_________
(1) كذا بالاصلين ولم أجده ولعله أحد موضعين ففي معجم البلدان: ضفير: ذو ضفير: جبل بالشام
وفيه: ضمير موضع قرب دمشق
فلعله صحفت اللفظة من النساخ
(2) ذنبة: موضع من أعمال دمشق (معجم البلدان)
(3) كذا وردت العبارة بالاصلين وفي المطبوعة: فاجتمع هؤلاء الاربعة الامراء يبرمون أمر الحرب
(4) يعنى عند فتح دمشق انظر تاريخ خليفة ص 126 حوادث سنة 14
(5) عقب خليفة بعد ما أورد الخبر: هذا غلط لان عمر عزل خالدا حين ولي(2/114)
قال فأخبرني عبد الرحمن بن إبراهيم نا الوليد بن مسلم حدثني الأموي أن وقعة فحل وأجنادين كانت في خلافة أبي بكر ثم مضى المسلمون إلى دمشق ونزلوا عليها في رجب سنة ثلاث عشرة قال وحدثني عبد الرحمن بن إبراهيم نا الوليد بن مسلم قال سمعت أبا عمرو وغير من أشياخنا يقولون إن الله أظهرهم على من تعرض قتالهم (1) بأجنادين وفحل ثم بمرج الصفر حتى نزلوا على دمشق وحاصروا أهلها قال ابن عايذ قال الوليد عن يحيى بن حمزة أخبرني راشد بن داود عن شراحيل بن مرثد أن خالد بن الوليد وجماعة المسلمين نزلوا على حصار دمشق فحاصروها أربعة أشهر أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد المشكاني (2) الخطيب بها أنا القاضي أبو منصور محمد بن الحسن بن محمد النهاوندي أنا القاضي أبو العباس أحمد بن الحسين بن زنبيل النهاوندي أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن القاضي نا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري حدثني محمد بن عثمان الدمشقي نا الهيثم (3) بن حميد أخبرني محمد بن يزيد الرحبي سمعت أبا الأشعث عن أبي عثمان الصنعاني قال لما فتح الله عز وجل علينا دمشق (4) خرجنا مع أبي الدرداء في مسلحة برزة (5) ثم تقدمنا مع أبي عبيدة بن الجراح ففتح الله بنا حمص ثم تقدمنا مع شرحبيل بن السمط فأوطأ الله بنا ما دون النهر يعني الفرات وحاصرنا عانات (6) وأصابنا لأواء (7) وقدم علينا سلمان (8) في مدد لنا
_________
(1) عن خع وبالاصل " لقتالهم "
(2) بالاصلين: " المسكاي " والمثبت " عن الانساب وهذه النسبة إلى مشكان قرية من أعمال روذراور قريبة منها من نواحي همذان منها أبو الحسن على بن محمد بن أحمد بن عبد الله الخطيب المشكاني خطيب هذه القرية
(3) عن خع وبالاصل " الهيثم "
(4) سقطت من المطبوعة
(5) برزة: قرية من غوطة دمشق
(معجم البلدان)
(6) عانات: راجع معجم البلدان
(7) عن خع ومختصر ابن منظور
وبالاصل: " وأصحابنا لوا " تحريف
(8) في مختصر ابن منظور: سليمان(2/115)
وأخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا أبو بكر الخطيب قالا أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الحسن أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب نا أبو الجماهر محمد بن عثمان نا الهيثم (1) بن حميد أنا محمد بن يزيد الرحبي قال سمعت أبا الأشعث الصنعاني (2) قال لما فتح الله علينا دمشق خرجنا مع أبي الدرداء في مسلحة برزة ثم تقدمنا مع أبي عبيدة ففتح الله علينا حمص قال ثم تقدمنا مع شرحبيل بن السمط فأوطأ (3) بنا ما دون النهر يعني الفرات وحاصرنا عانات فأصابنا عليه لأواء وقدم علينا سلمان الخير في مدد لنا أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن الحسين أشليها (4) المصري وابنه أبو الحسن علي بن الحسين قالا أنا أبو الفضل بن الفرات أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنبأ أبو عبد الملك القرشي نا محمد بن عايذ القرشي نا أبو بكر مروان بن محمد عن يحيى بن حمزة وحدث راشد بن داود الصنعاني عن أبي عثمان الصنعاني قال حاصرنا دمشق فنزل يزيد بن أبي سفيان على باب الصغير (5) ونزل أبو عبيدة بن الجراح على باب الجابية (6) ونزل خالد بن الوليد على باب الشرقي وكان أبو الدرداء ببرزة قال فحاصرناها أربعة أشهر قال وكان راهب دمشق قد طلب من خالد بن الوليد الصلح قال فشرط عليه خالد بن الوليد أشياء أبى الراهب أن يجيبه إليها قال فدخلها يزيد بن أبي سفيان قسرا من باب الصغير حتى ركبها قال وذهب الراهب كما هو على الحائط الحائط فأتى خالد بن الوليد ولا يعلم أحد (7) أن يزيد قد دخلها قسرا فقال له هل لك في الصلح قال وتجيبني إلى ما شرطت عليك قال نعم فأشهد عليه ففتح له باب الشرقي فدخل يزيد فبلغ المقسلاط فالتقى هو وخالد عند
_________
(1) عن خع وبالاصل " الهيثم "
(2) كذا ولعل في الاصلين سقط فقد تقدم في الحديث السابق أن أبا الاشعث سمعه عن أبي عثمان الصنعاني
واختلف الاسناد هنا عن المطبوعة
(3) بالاصلين: فأبطأ
(4) بالاصلين: أستلها
(5) أصغر أبواب دمشق من الجنوب
(6) باب الجابية: شرقي دمشق منه الخروج إلى قرية الجابية
(7) في مختصر ابن منظور 1 / 204 " خالد "(2/116)
المقسلاط (1) فقال هذا دخلتها عنوة وقال هذا دخلتها صلحا فأجمع رأيهم على أن جعلوها صلحا (2) قال نا ابن عايذ وثنا عبد الأعلى بن مسهر عن سعيد بن عبد العزيز أن يزيد بن أبي سفيان دخل من باب الصغير قسرا وخالد بن الوليد من باب الشرقي صلحا فالتقى المسلمون في المقسلاط فأمضوا الأمر على الصلح وقالوا فنظروا فإذا ما بين باب الشرقي إلى المقسلاط (3) أبعد مما بين باب الصغير إلى المقسلاط قال ونا ابن عايذ حدثني عبد الأعلى بن مسهر حدثني غير واحد عن الأوزاعي قال كنت عند ابن سراقة حين أتاه أهل دمشق النصارى بعهدهم فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من خالد بن الوليد لأهل دمشق إني أمنتهم على دمائهم وكنائسهم أن لا تسكن ولا تهدم
_________
(1) وهو بالقرب من درب الريحان وهو موضع النحاسين بدمشق وهو البريص
(فتوح البلدان ص 124)
(2) انظر مختلف الاقوال في فتح دمشق في أية سنة افتتحت وهل تم فتحها صلحا أم عنوة
الطبري 4 / 56 ابن الاثير 2 / 81 من تحقيقنا ابن كثير 7 / 24 من تحقيقنا الفتوح لابن الاعثم من تحقيقنا 1 / 128 فتوح الشام للازري ص 102 فتوح البلدان للبلاذري ص 123 - 124
قال ابن كثير (7 / 28) : اختلف العلماء في دمشق هل فتحت صلحا أو عنوة؟ فأكثر العلماء على أنه استقر أمرها على الصلح لانهم شكوا في المتقدم على الاخر أفتتحت عنوة ثم عدل الروم إلى المصالحة أو فتحت صلحا
فقال قائلون: هي صلح يعني على ما صالحهم الامير في نفس الامر - وهو أبو عبيدة - وقال اخرون: بل هي عنوة لان خالد افتتحها بالسيف فلما أحسوا بذلك ذهبوا إلى بقية الامراء - ومعهم أبو عبيدة - فصالحوهم
فاتفقوا على أن يجعلوا نصفها صلحا ونصفها عنوة (قال الواقدي: قرأت كتاب خالد بن الوليد لاهل دمشق فلم أر فيه أنصاف المنازل والكنائس وقد روي ذلك ولا أدري من أين جاء به) ويروي الواقدي في فتوح الشام: أن خالد فتح دمشق عنوة وقد دار بينه وبين أبي عبيدة محاجة عنيفة نزلة بعدها خالد على رأي أبي عبيدة (فتوح الشام 1 / 72 وما بعدها)
وقال ابن كثير (7 / 25) : والمشهور أن خالد فتح الباب قسرا (الباب الشرقي) وقال آخرون: بل فتحها عنوة أبو عبيدة وقيل يزيد بن أبي سفيان
وخالد صالح أهل اللد فعكسوا المشهور المعروف وهذا ما ذهب إليه البلاذري في فتوح البلدان وفيه نص كتاب خالد لاهل دمشق بالصلح (انظر نص الكتاب ص 127)
وقيل إن أبا عبيدة كتب لهم كتاب الصلح
قال ابن كثير: وهذا هو الانسب والاشهر وقيل إن الذي كتب لهم الصلح خالد بن الوليد ولكن أقره على ذلك أبو عبيدة
وهذا ما ذهب إليه اليعقوبي في تاريخه 2 / 140
(3) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك عن مختصر ابن منظور 1 / 204 والمطبوعة 1 / 502 واللفظ عن المطبوعة(2/117)
شهد يزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة وقضاعي بن عامر وكتب في رجب من سنة أربع عشرة (1) أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله الخطيب أنا جدي أبو عبد الله الحسن أنبأ أبو الحسن الربعي (2) أنا أبو الفرج العباس بن محمد بن حبان أنا أبو العباس بن الرقي أنبأ محمد بن محمد بن مصعب أنا محمد بن المبارك نا الوليد قال وأخبرني من سمع يحيى بن يحيى الغساني يحدث عن الرجلين اللذين من قومه اللذين دخلا دمشق يتسوقان منها قبل حصارها فبعث إليهما بطريقها فأمر أحدهما بالذهاب إلى معسكر المسلمين ليأتيه بخبرهم ثم رجع فخبره بما خبره به فمنعهما من الخروج كراهية أن يذيع خبرهما قالا (3) فبينا به نحن فيها إذ سمعنا التكبير حول المدينة وجعل كل قوم من أهلها على ما يليهم من حائطها قلنا (4) ممن اجعل معهم إلى باب الشرقي فنزل خالد ومن معه دير خالد (5) ونزل أبو عبيدة ومن معه ويزيد على باب الجابية فبينا نحن على برج بابها الشرقي إذ نشب أصحاب خالد بن الوليد القتال ودنا رجل منهم في يده اليمنى السيف وفي يده اليسرى الدرقة فنادى بالبراز فقال لنا ما يقول قلنا نقول إنه يدعو إلى المبارزة فأنزلوا حبشيا كالبعير مستائما (6) في سلاحه فتدانى فضربه المسلم فقتله ثم نادى بالبراز فأنزلوا إليه صاحب بندهم أجلسوه على باب دلوه فتدانى فضربه المسلم فقتله ثم نادى بالبراز فقال قل للشيطان يبارزك قال وحدثنا (7) الوليد عن (8) يحيى بن حمزة عن راشد بن داود عن
_________
(1) انظر نص كتاب خالد لاهل دمشق في فتوح البلدان للبلاذري ص 124
(2) زيادة عن خع
(3) عن خع وبالاصل " قال "
(4) كذا وردت العبارة بالاصل وخع وفي المطبوعة: " فكنا ممن أجفل معهم إلى باب الشرقي " وهذا مناسب أكثر
(5) دير خالد: هو دير صليبا بدمشق مقابل دير الفراديس
قال ابن الكلبي: هو على ميل من الباب الشرقي (معجم البلدان)
(6) بالاصل وخع " مستلما " والمثبت عن مختصر ابن منظور 1 / 204
(7) عن خع وبالاصل " ونادى "
(8) بالاصل وخع " بن " تحريف "(2/118)
شراحيل (1) بن مرثد أن خالد بن الوليد وجماعة المسلمين نزلوا على حصار دمشق فحاصروها أربعة اشهر ويزيد بن أبي سفيان على بابها الصغير وأبو عبيدة على باب الجابية وخالد بن الوليد على دير خالد عند باب شرقي وأبو الدرداء نازل ببرزة في مسلحة في جماعة من المسلمين قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنبأ تمام الرازي أنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن الفرج القرشي أنا أبو بكر محمد بن خريم بن مروان بن عبد الملك نا السلم (2) بن يحيى نا سويد بن عبد العزيز حدثني الوضين بن عطاء عن يزيد بن مرثد حدثني عصابة من قومي شهدوا فتح دمشق قالوا (3) دخلها أبو عبيدة بن الجراح من باب الجابية بالأمان ودخل خالد بن الوليد من باب الشرقي عنوة بالسيف يقتل فالتقيا عند سوق الزيت فلم يدروا أيهما كان أول العنوة أو الأمان فاجتمعوا فقالوا والله إن أخذنا ما ليس لنا سفكنا الدماء وأخذنا الأموال لنأثمن ولئن تركنا بعض مالنا لا نأثم قال فأجمعوا (4) على أن أمضوه صلحا (5) قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان عن (6) القاضي أبي عبد الله الحسن بن أحمد بن عبد الواحد أنا أبو المعمر المسدد بن علي بن عبد الله الأملوكي (7) أنبأ أبي أنا أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد القاضي نا عبد السلام بن العباس بن الزبير نا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز عن عفير عن عمه زرعة بن السقر عن أبي مخنف (8) حدثني محمد بن يوسف بن ثابت عن
_________
(1) عن خع وبالاصل: شر حبيل
(2) في خع: المسلم
(3) بالاصل وخع: قال
(4) في خع: فاجتمعوا
(5) انظر تعليقنا المتقدم قريبا في هذا الامر
(6) بالاصل " بن " تحريف
(7) هذه النسبة إلى أملوك بطن من ردمان وردمان بطن من رعين
وبالاصل وخع: " الاملولي " والصواب عن المطبوعة
(8) بالاصل وخع: " محيف " تحريف(2/119)
عباس بن سهل بن سعد قال تولى أبو عبيدة حصار دمشق وولي خالد بن الوليد القتال على الباب الذي كان عليه وهو الباب الشرقي فحصر دمشق بعد موت أبي بكر حولا كاملا وأياما ثم إنه لما طال على صاحب دمشق انتظار مدد هرقل ورأى المسلمين لا يزدادون إلا كثرة وقوة وإنهم لا يفارقونه أقبل يبعث إلى أبي (1) عبيدة بن الجراح يسأله الصلح وكان أبو عبيدة أحب إلى الروم وسكان الشام من خالد وكان يكون الكتاب منه أحب إليهم فكانت رسل صاحب دمشق إنما تأتي أبا عبيدة بن الجراح وخالد يلج (2) على أهل الباب الذي يليه فأرسل صاحب الرحا إلى أبي عبيدة فصالحه وفتح له باب الجابية وألح خالد بن الوليد على الباب الشرقي ففتحه عنوة فقال خالد لأبي عبيدة اسبهم فإني قد فتحتها عنوة فقال أبو عبيدة إني قد أمنتهم قال أبو مخنف (3) فتمم (4) أبو عبيدة الصلح وكتب لهم كتابا وهذا كتابه بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب لأبي عبيدة بن الجراح ممن أقام بدمشق وأرضها وأرض الشام من الأعاجم إنك حين قدمت بلادنا سألناك الأمان على أنفسنا وأهل ملتنا إنا شرطنا لك على أنفسنا أن لا نحدث في مدينة دمشق ولا فيما حولها كنيسة ولا ديرا ولا قلاية (5) ولا صومعة راهب ولا نجدد (6) ما خرب من كنائسنا ولا شيئا منها ما كان في خطط المسلمين ولا نمنع كنائسنا من المسلمين أن ينزلوها في الليل والنهار وأن نوسع أبوابها للمارة وابن السبيل ولا نؤوي فيها ولا في منازلنا جاسوسا ولا نكتم على من غش المسلمين وعلى أن لا نضرب بنواقيسنا إلا ضربا خفيا في جوف كنائسنا ولا نظهر الصليب عليها ولا نرفع أصواتنا في صلواتنا وقراءتنا في كنائسنا ولا يخرج صليبنا ولا
_________
(1) عن عع سقطت من الاصل
(2) في مختصر ابن منظور 1 / 205 يلح
(3) بالاصل وخع: " محيف " تحريف
(4) عن مختصر ابن منظور وبالاصل " فتمر " وفي خع: " فتم "
(5) بالاصل وخع " قلامة " والصواب عن مختصر ابن منظور 1 / 205 وفي اللسان: قلى: القلية كالصومعة قال ابن الاثير: واسمها عند النصاري قلاية: تعريب كلاذه وهي من بيوت عباداتهم
(6) عن خع وبالاصل " تجدد "(2/120)
كتابنا في طرق المسلمين (1) ولا يخرج باعوثا (2) ولا شعانين (3) ولا نرفع أصواتنا مع (4) موتانا ولا نظهر النيران معهم في أسواق المسلمين ولا نجاورهم بالخنازير ولا نبيع الخمور ولا نظهر شركا في نادي المسلمين ولا نرغب مسلما في ديننا ولا ندعوا إليه أحدا وعلى أن لا نتخذ شيئا من الرقيق الذين جرت عليهم سهام المسلمين ولا نمنع أحدا من قرابتنا إن أرادوا الدخول في الإسلام وأن نلزم ديننا حيث ما كنا ولا نتشبه بالمسلمين في لبس قلنسوة ولا عمامة ولا نعلين ولا فرق شعر ولا في مراكبهم ولا نتكلم بكلامهم ولا نتسما بأسمائهم وأن نجز (5) مقادم رؤوسنا ونفرق نواصينا ونشد الزنانير على أوساطنا ولا ننقش في خواتيمنا بالعربية ولا نركب السروج ولا نتخذ شيئا من السلاح ولا نجعله في بيوتنا ولا نتقلد السيوف وأن نوقر المسلمين في مجالسهم ونرشدهم الطريق ونقوم لهم من المجالس إذا أرادوا المجالس ولا نطلع عليهم في منازلهم ولا نعلم أولادنا القرآن ولا نشارك أحدا من المسلمين إلا أن يكون للمسلم أمر التجارة وأن نضيف كل مسلم عابر سبيل من أوسط ما نجد ونطعمه فيها ثلاثة أيام وعلى أن لا نشتم مسلما ومن ضرب مسلما فقد خلع عهده ضمنا ذلك لك على أنفسنا وذرارينا وأرواحنا (6) ومساكننا وإن نحن غيرنا أو خالفنا عما اشترطنا لك على أنفسنا (7) وقبلنا الأمان عليه فلا ذمة لنا وقد حل لك منا ما حل من أهل المعاندة والشقاق على ذلك أعطينا الأمان لأنفسنا وأهل ملتنا وأقرونا في بلادكم التي أورثكم (8) الله عز وجل عليها شهد الله على ما شرطنا لكم على أنفسنا
_________
(1) ما بين معكوفتين زيادة عن مختصر ابن منظور
(2) الباعوث للنصاري كالاستسقاء للمسلمين وهو اسم سرياني وقيل هو بالغين المعجمة والتاء فوقها نقطتان (اللسان: بعث)
(3) شعانين أو سعانين عيد للنصاري معروف عندهم قبل عيدهم الكبير بأسبوع سرياني معرب وقيل هو جمع واحدة سعنون (اللسان: سعن)
(4) عن مختصر ابن منظور
(5) عن مختصر ابن منظور وبالاصل " يخر "
(6) في مختصر ابن منظور: وأزواجا
(7) الزيادة عن خع ومختصر ابن منظور
(8) بالاصل وخع " ورثكم " والمثبت عن مختصر ابن منظور(2/121)
وكفى به شهيدا أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان ثم أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد ب الحسن بن أحمد قالا أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان أنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي وأخبرنا أبو البركات أنبأ طراد بن محمد بن علي الزينبي أنا أحمد بن علي بن الحسين بن الباد (1) أنا أحمد بن حامد بن محمد بن عبد الله الرفا قالا أنا علي بن عبد العزيز نا أبو عبيد حدثني أبو مسهر عن يحيى بن حمزة عن أبي المهلب الصنعاني عن أبي الأشعث وأبي عثمان الصنعاني أن أبا عبيدة بن الجراح أقام بباب الجابية فحاصرهم أربعة اشهر قال أبو مسهر نا سعيد بن عبد العزيز قال دخلها يزيد بن أبي سفيان من الباب الصغير قسرا ودخلها خالد بن الوليد من الباب الشرقي صلحا لذلك (2) الصلح الذي كان من خالد بن الوليد في بعضها فغلب الصلح على العنوة وأمضيت (3) دمشق كلها صلحا أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن أبي الحديد أنا جدي أبو عبد الله أنبأ أبو الحسن الربعي أنا العباس بن محمد بن حيان أنا أبو العباس بن الزفتي (4) أنبأ وحشي وهو محمد بن محمد بن مصعب أنبأ محمد بن المبارك الصوري نا الكامل قال أخبرني صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير أن القتال اشتد مما يلي باب الجابية وأشرفوا على فتحها من تلك الناحية فمال أهلها
_________
(1) كذا بالاصل وفي خع " البداء " وفي الانساب (البادي) : يعرفه العامة بابن الباداء وأخبرني بعض الشيوخ أنه البادي وقال: سألته عن ذاك فقال: ولدت أنا وأخي توأمان وخرجت أولا فسميت البادي
(2) كذا وردت العبارة بالاصل وخع ويبدو المعنى مشوشا فثمة سقط في الكلام والعبارة في المطبوعة: صلحا فالقتى المسلمون بالمقسلاط فأمضوها كلها على الصلح
قال أبو عبيد: وإنما صارت دمشق كلها صلحا لذلك الصلح
(3) بالاصل وخع: أمضت
(4) بالاصل " الرقي " وقد تقدم أنه " الزفتي " صوابا وهو ما أثبتناه
(5) كذا وفي المطبوعة " الوليد "
(6) زيادة اقتضاها السياق(2/122)
إلى مصالحة خالد ففعل فدخل من على باب الجابية وباب الصغير قسرا ودخل خالد بن الوليد ومن كان معه على باب الشرقي على مصالحة فالتقت خيولهم في سوق مقسلاطها فتذاكروا دخولهم إياها بالصلح والقسر فاجتمع رأيهم جميعا على أن يرفعوا عن أهلها السنان (1) والسيف والصلح (2) قال واقد فذكرته لسعيد وابن جابر فقالا كذلك اجتمع رأيهم إذ (3) اشتبه عليهم أيهما كان قبل الآخر القسر أو الصلح فجعلوها كلها صلحا وذمة قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد أنا أبو نصر محمد بن هارون الجندي وأبو القاسم عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن قالا أنا أبو القاسم علي بن يعقوب نا أبو عبد الملك نا ابن عايذ قال قال الوليد فذكرته لسعيد بن عبد العزيز وابن جابر فقالا كذلك اجتمع رأيهم إذ (2) اشتبه عليهم أيهم كان قبل الآخر القسر أو الصلح فجعلوها كلها صلحا وذمة أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن المسلمة أنا أبو الحسن الحمامي أنا أبو علي بن الصواف أنا الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار نا أبو حذيفة إسحاق بن بشير قال قال هؤلاء بإسنادهم يعني منسوخة ثم مضى (3) عمر بن الخطاب على جده وإنصافه وكان أعظم همه وهم المسلمين معه جيوشهم التي بالشام فكانوا أعظم همه قالوا وهم في حصارهم بدمشق لا يفتحونها والأمراء على منازلهم وخالد عليهم لم يحركوه لأن لا يرى العدو اختلاف أمورهم وكتموا من العدو وفاة أبي (4) بكر بجهدهم (5) فلما طال عليهم الحصار دس بطريقهم عيونا فجسوا عساكرهم وأمراءهم ثم عادوا إلى عظيمهم فسألهم بما جسوا ورأوا فقالوا أما الليل فطول القيام وأما النهار فالخير الظاهر والحرص على الجهاد وإن وجد أحدهم نعلا أو كبة من شعر أو غزل دفعها إلى صاحب الغنم (6) فإذا قال صاحب
_________
(1) كذا وردت العبارة بالاصلين وفي المطبوعة: يرفعوا عن أهلها السباء والسيف وأمضوا الصليح
(2) بالاصل: " إذا "
(3) بالاصل: " إذا "
(4) بالاصلين " أبو "
(5) عن خع وبالاصل " عهدهم "
(6) في خع: " المغنم " وفي المطبوعة: المقسم(2/123)
المقسم ما هذا قالوا هذا لا نستحله إلا بحلة فلما سمع عظيم دمشق هذه القصة قال ما لنا بهؤلاء طاقة ولا لنا في قتالهم خير فراضوا خالدا عند ذلك على الصلح حتى صالحهم ودخلها من بابها بصلح وعليهم أبو عبيدة من الناحية الأخرى فدخلها عنوة فالتقيا في مدينة دمشق وفيهم من قال أبو عبيدة هو الذي صالح وخالد الذي دخلها فقال أحدهما لصاحبه (1) قد أعطيت الأمان وقال الآخر دخلتها (2) عنوة فقالوا نمضي الأمان فكتب لهم خالد (3) كتاب أمان فيه أبو عبيدة وغيره من اصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قالوا (4) وكان صالح أهل دمشق على دينارين دينارين وشئ من طعام وبعضهم على الطاقة إن زاد المال زاد عليهم وإن نقص ترك ذلك عنهم وكان اشترط على أهل الذمة بأرض الشام أن عليهم إرشاد الضال (5) وأن يبنوا قناطر أبناء السبيل من أموالهم وأن يضيفوا من مر بهم من المسلمين ثلاثة أيام ولا يشتموا مسلما ولا يضربوه ولا يرفعوا في نادي أهل الإسلام صليبا ولا يخرجوا خنزيرا من منازلهم إلى أفنية المسلمين ولا يمروا بالخمر في ناديهم وأن توقد النيران للغزاة في سبيل الله عز وجل ولا يدنوا (6) للمسلمين على عورة وأن لا يحدثوا بناء كنيسة ولا يضربوا بناقوسهم قبل آذان المسلمين وأن لا يخرجوا الرايات في عيدهم وأن لا يلبسوا السلاح في عيدهم وأن لا يتحسر (7) في بيوتهم فإن فعلوا شيئا من ذلك عوقبوا وأخذ منهم وحسب لهم في جزيتهم ومنهم من قال وقد كان أبو بكر رضي الله عنهـ توفي قبل فتح دمشق وكتب عمر رضي الله عنهـ إلى أبي عبيدة بالولاية على الجماعة وعزل خالد بن الوليد فكتم أبو عبيدة
_________
(1) زيادة عن خع
(2) بالاصل: دخلها
(3) سقطت من الاصل واستدركت عن هامشه وخع
(4) في مختصر ابن منظور 1 / 206: قالوا: وكان صالح أهل دمشق على شئ مسمى لا يزداد علهيم إن استغنوا ولا يحط عنهم إن افتقروا فكان صالح أهل دمشق على دينارين
(5) عن خع ومختصر ابن منظور وبالاصل " الضالة "
(6) في مختصر ابن منظور: " ولا يدلوا "
(7) في مختصر ابن منظور: وأن لا ينحروا(2/124)
الكتاب من خالد وغيره حتى انقضت الحرب فكتب خالد الأمان لأهل دمشق وأبو عبيدة الأمير وهم لا يدرون قال فكان كتاب عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة بنعي أبي بكر (1) واستعماله أبا عبيدة بن الجراح وعزله خالدا بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى أبي عبيدة بن الجراح سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فإن أبا بكر الصديق خليفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد توفي فإنا لله وإنا إليه راجعون ورحمه الله وبركاته على أبي بكر الصديق العامل بالحق والآمر بالقسط والآخذ بالعرف اللين الستير الوادع السهل القريب الحكيم ونحتسب مصيبتنا فيه ومصيبة المسلمين عامة عند الله تعالى وأرغب إلى الله في العصمة بالتقى في مرحمته والعمل بطاعته ما أحيانا والحلول في جنته إذا توفانا فإنه على كل شئ قدير وقد بلغنا حصاركم لأهل دمشق وقد وليتك جماعة المسلمين فابثث (2) سراياك في نواحي أهل حمص ودمشق وما سواها من أرض الشام وانظر في ذلك برأيك ومن حضرك من المسلمين ولا يحملنك قولي هذا على أن تغري عسكرك فيطمع فيك عدوك ولكن من
_________
(1) انظر نص الكتاب في فتوح الشام للازري ص 98 وفتوح ابن الاعثم من تحقيقنا 1 / 124 - 125 والوثائق السياسية لحميد الله وثيقة 353 / ب ص 459 وانظر فتوح الشام للواقدي ص 96 - 97 باختلاف بين النصوص
قال الازدي في فتوحه أن تولة أبي عبيدة وعزل خالد وردت إلى أبي عبيدة في كتاب مستقل أرسله مع شداد بن أوس بن ثابت (الازدي ص 102 و 103 وانظر الوثائق السياسة: وثيقة: 353 / ألف و 353 / ب و 353 / هـ
وقال الازدي والذي جاء بكتاب نعي أبي بكر يرفأ مولى عمر بن الخطاب
(2) عن خع وبالاصل " فأتيت "
وفي فتوح ابن الاعثم 1 / 125 وبعد إيراده كتاب عمر بنعي أبي بكر وتولية أبي عبيدة وعزل خالد: قال: ثم كتب عمر إلى أبي عبيدة بن الجراح كتابا صغيرا وجعله وسطه وهو: بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمر بن الخطاب أمير المؤمنين إلى أبي عبيد بن الجراح سلام عليك أما بعد فإنك بحمد الله في كنف من المسلمين وعدد يكفي بعضهم حصار أهل دمشق فإذا ورد عليك كتاب هذا فاقرأ على من قبلك من المسلمين وخبرهم بأنك الوالي عليهم وابعث سراياك
انظر فيه بقية الكتاب(2/125)
استغنيت عنه فسيره ومن احتجت إليه في حصارك فاحتبسه وليكن فيمن يحتبس خالد بن الوليد فإنه لا غنى بك عنه قالوا فدفع ذلك الكتاب إلى خالد بن الوليد بعد فتح دمشق بنحو من عشرين ليلة فأقبل حتى دخل على أبي عبيدة فقال يغفر الله لك أتاك كتاب أمير المؤمنين بالولاية (1) فلم تعلمني وأنت تصلي خلفي والسلطان سلطانك فقال أبو عبيدة وأنت يغفر الله لك ما كنت لأعلمك ذلك حتى تعلمه من عند غيري وما كنت لأكسر عليك حربك (2) حتى ينقضي ذلك كله ثم قد كنت أعلمك إن شاء الله وما سلطان الدنيا أريد وما للدنيا أعمل وإن ما ترى سيصير إلى زوال وانقطاع وإنما نحن إخوان وقوام بأمر الله عز وجل وما يضر الرجل أن يلي عليه أخوه في دينه ولا دنياه بل يعلم الوالي أنه يكاد أن يكون أدناهما إلى الفتنة وأوقعهما في الخطيئة لما يعرض من الهلكة إلا من عصم الله عز وجل وقليل ما هم ودفع أبو عبيدة عند ذلك إلى خالد بن الوليد الكتاب (3) قال أبو حذيفة وولي أبو عبيدة (4) حصار دمشق وولي خالد (5) بن الوليد القتال على باب الشرقي وولاه الخيل إذا كان يوم يجتمع المسلمون فيه للقتال فحاصروا دمشق بعد هلاك أبي بكر حولا كاملا وأياما (6) وإنه لما طال على صاحب دمشق انتظار مدد قيصر رأى المسلمين لا يزدادون إلا كثرة وقوة وأنهم لا يفارقونه أقبل يبعث إلى أبي عبيدة يسأله الصلح وكان أبو عبيدة أحب إلى الروم وسكان الشام من خالد بن الوليد فكان أن يكون الكتاب منه أحب إليهم وكان اكتبهما وأقربهما منهم قربا وكان قد بلغهم أنه أقدمهما هجرة وإسلاما فكانت رسل صاحب دمشق إنما تأتي أبا عبيدة وخالد يلح على أهل الباب فأرسل صاحب دمشق إلى أبي عبيدة فصالحه وفتح
_________
(1) زيادة عن مختصر ابن منظور
(2) عن مختصر ابن منظور وبالاصل وخع " حزنك "
(3) انظر الطبري 3 / 438 وفتوح البلدان ص 128 وفتوح الازدي 103 وفتوح ابن الاعثم 1 / 125
(4) بالاصلين: أبو حذيفة والصواب عن مختصر ابن منظور
(5) زيادة عن خع
(6) في مدة الحصار اختلاف ما بالاصل يوافق رواية اليعقوبي تاريخه 2 / 140، وانظر فتوح الشام للواقدي 1 / 70 والطبري 3 / 438 وفتوح ابن الاعثم 1 / 127(2/126)
باب الجابية وألح خالد على الباب الشرقي فافتتحه عنوة فقال خالد لأبي عبيدة اسبهم فإني قد افتتحتها عنوة فقال أبو عبيدة لا إني قد أمنتهم ودخل المسلمون دمشق قالوا وكان فتح دمشق سنة أربع عشرة في رجب ولخمس عشرة مضت من رجب يوم الأحد ولثلاثة عشر شهرا من خلافة عمر إلا سبعة ايام وكان أهل دمشق قد بعثوا إلى قيصر وهو بأنطاكية رسلا أن العرب قد حاصرونا وليست لنا بهم طاقة وقد قاتلناهم مرارا فعجزنا عنهم فإن كان لك فينا وفي السلطان علينا حاجة فأمددنا وأعنا (1) وإلا فإنا في ضيق وجهد واعذرنا وقد أعطانا القوم الأمان ورضوا منا بالجزية اليسيرة فسرح إليهم أن تمسكوا بحصنكم وقاتلوا عدوكم على دينكم فإنكم إن صالحتموهم وفتحتم حصنكم لهم لم يفوا لكم وخيركم (2) على دينهم واقتسموكم بينهم وأنا مسرح إليكم الجيش في إثر رسولي هذا فانتظروا جيشه فأبطأ عليهم وكتب عمر إلى أبي عبيدة يأمره بالمناهضة وذكر سيف بن عمر أن فتح دمشق كان بعد وقعة اليرموك أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنبأ أبو بكر بن سيف نا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمر (3) عن أبي عثمان عن خالد وعبادة قالا لما هزم الله عز وجل جند اليرموك وتهافت أهل الواقوصة وفرغ من المقاسم والأثقال (4) وبعث بالأخماس وسرحت الوفود استخلف أبو عبيدة على اليرموك بشير بن كعب بن أبي الحميري كيلا يغتال بردة ولا تقطع العدو (5) على مواده وخرج أبو عبيدة حتى ينزل بالصفرين (6) وهو
_________
(1) في الاصل وخع: " ذاعيا " كذا والمثبت عن مختصر ابن منظور 1 / 208
(2) في خع: " وخيروكم " وفي مختصر ابن منظور: وجبروكم
(3) تاريخ الطبري 3 / 436 حوداث سنة 13 خبر دمشق من رواية سيف
(4) في الطبري: والانفال
(5) الطبري: الروم
(6) الطبري: بالصفر(2/127)
يريد اتباع الفالة ولا يدري يجتمعون أو يفترقون فأتاه الخبر بأنهم أرزوا إلى فحل فأتاه الخبر بأن المدد قد أتى أهل الشام (1) فهو لا يدري أبدمشق يبدأ أو بفحل من بلاد الأردن فكتب في ذلك إلى عمر وانتظر الجواب وأقام بالصفرين (2) ولما جاء عمر فتح اليرموك أقر الأمراء على ما كان استعملهم عليه أبو بكر (3) إلا ما كان من عمرو بن العاص وخالد بن الوليد فإنه ضم (4) خالدا إلى أبي عبيدة وأمر عمرا بمعونة الناس حتى يصير الحرب إلى فلسطين وأهل حمص فإن فتحها الله قبل دمشق ثم يتولى حربها ولما جاء عمر رضي الله عنهـ الكتاب من أبي عبيدة بالذي ينبغي أن يبدأ به فكتب (5) إليه أما بعد فابدؤوا بدمشق وانهدوا لها فإنها حصن الشام وبيت مملكتهم واشغلوا عنكم أهل فحل بخيل (6) يكون بإزائهم في نحورهم وأهل فلسطين وأهل حمص فإن فتحها الله عز وجل فذاك الذي نحب وإن تأخر فتحها حتى يفتح الله عز وجل دمشق فلتنزل دمشق من تمسك بها ودعوها وانطلق أنت وسائر الأمراء حتى تغيروا على فحل فإن فتح الله عز وجل عليكم (7) فانصرف أنت وخالد إلى حمص ودع شرحبيل وعمرا وأخلهما بالأردن وفلسطين وأمير كل بلد وجند على الناس حتى يخرجوا من إمارته فسرح أبو عبيدة إلى أهل فحل عشيرة قواد أبا الأعور السلمي وعبد عمرو بن يزيد بن عامر الجرشي (8) وعامر بن خيثمة (9) وعمرو بن كلب بن يحصب (10) وعمارة بن الصعق بن كلب (11) وصيفي بن علبة بن سنامل (12) وعمرو بن الخبيب بن عمرو
_________
(1) الطبري: أتي أهل دمشق من حمص
(2) الطبري: بالصفر
(3) زيادة عن الطبري
(4) بالاصل: " خالد "
(5) الطبري 3 / 437 - 438
(6) بالاصل: بجبل " والصواب عن الطبري
(7) عن الطبري وبالاصل " عليهم "
(8) بالاصل " الحرشي " والصواب عن الطبري
(9) في الطبري: " حثمة " وفي خع: " حشمة "
(10) في الطبري: " عمرو بن كليب بن يخصب " وفي خع: " عمرو بن كلب عن يحصب "
(11) الطبري: كعب
(12) في خع: " شامل " ومثلها في الطبري(2/128)
ولبدة بن عامر بن خثعمة وبشر بن عصمة وعمارة بن محنس (1) قائد الناس ومع كل رجل خمسة قواد وكانت (2) الرؤساء تكون من الصحابة حتى لا يجدون من يحتمل ذلك منهم فساروا من الصفرين حتى نزلوا قريبا من فحل فلما رأت الروم أن الجنود تريدهم (3) بثقوا المياه حول فحل فأردغت (4) الأرض ثم وحلت (5) الأرض واغتنم (6) المسلمون ذلك فحبسوا عن المسلمين ثمانين ألف فارس فكان أول محصور بالشام أهل فحل ثم أهل دمشق وبعث أبو عبيدة ذا الكلاع حتى كان بين دمشق وحمص ردءا وبعث علقمة بن حكيم ومسروقا فكانا بين دمشق وفلسطين والأمير يزيد يفضل وفضل (7) بأبي عبيدة من المرج وقدم خالد بن الوليد وعلى مجنبتيه عمرو وأبو عبيدة وعلى الخيل عياض وعلى الرجال شرحبيل فقدموا على دمشق وعليهم بسطاس (8) بن بسطورس فحصروا أهل دمشق ونزلوا حواليها فكان أبو عبيدة على ناحية وخالد (9) على ناحية ويزيد على ناحية وشرحبيل على ناحية وعمرو على ناحية وهرقل يومئذ بحمص ومدينة حمص بينه وبينهم فحاصروا أهل دمشق نحوا من سبعين ليلة حصارا شديدا وقاتلوهم قتالا شديدا بالزحوف والترامي والمجانيق وهم معتصمون بالمدينة يرجون الغياث وهرقل منهم قريب وقد استمدوه وذو الكلاع بين المسلمين وبين حمص في جبل على رأس ليلة من دمشق كأنه يريد حمص وجاءت خيول هرقل مغيثة لأهل دمشق فاشجتها (10) الخيول التي مع ذي الكلاع وشغلتها عن الناس فأرزوا ونزلوا بإزائه وأهل دمشق على حالهم فلما أيقن أهل دمشق أن الأمداد لا يصل إليهم فشلوا
_________
(1) كذا بالاصل وفي " محسن " وكلاهما خطأ والصواب " مخشي " كما في الطبري والاصابة
(2) بالاصل: " خمسة قواد قريبا من فحل وكانت " وعبارة قريبا من فحل مقحمة ولا معنى لها فحذفناها بنا يتفق مع عبارة الطبري
(3) عن خع بالاصل تزيدهم
(4) بالاصل وخع: " فأردعت " والصواب فأردغت بالغين المعجمة كما في الطبري وأردغت الارض: كثر رداغها والرداغ: الوحل الشديد
(5) عن الطبري وبالاصل " دخلت "
(6) في الطبري: واغتم المسلمون من ذلك
(7) في الطبري: ففصل وفصل
(8) في الطبري: نسطاس بن نسطورس
(9) لم يرد خالد في الطبري
(10) عن الطبري وبالاصل: فأسحنها(2/129)
ووهنوا وأبلسوا (1) وازداد المسلمون طمعا فيهم وقد كانوا يرون أنها كالغارات (2) قبل ذلك إذا هجم البرد قفل الناس فسقط النجم والقوم مقيمون فعند ذلك انقطع رجاؤهم وندموا على دخول دمشق وولد للبطريق الذي على أهل دمشق مولود فصنع (3) عليه فأكل القوم وشربوا وغفلوا عن مواقفهم ولا يشعر بذلك أحد من المسلمين إلا ما كان من خالد فإنه كان لا ينام ولا ينيم ولا يخفى عليه من أمورهم شئ عيونه ذاكية وهو معني بما يليه قد اتخذ كهيئة السلاليم وأوهاقا (4) فلما أمسى من ذلك اليوم نهد ومن معه من جنده الذين قدم بهم عليهم وتقدمهم وهو والقعقاع بن عمرو ومذعور بن عدي وأمثاله من أصحابه في أول يومه وقال إذا سمعتم تكبيرنا على السور فارقوا إلينا وانهدوا إلى الباب فلما انتهى إلى الباب الذي يليه هو وأصحابه المتقدمون رموا بالحبال الشرف وعلى ظهورهم القرب الذي قطعوا بها خندقهم فلما ثبت لهم وهقان تسلق فيهما (5) القعقاع ومذعور ثم لم يدعا أحبولة إلا أثبتاها والأوهاق بالشرف وكان المكان الذي اقتحموا منه أحصن مكان يحيط بدمشق أكثره ماء وأشده مدخلا وتوافوا لذلك فلم يبق ممن قدم معه أحد إلا رقا أو دنا من الباب حتى إذا استووا على السور حدر عامة أصحابه وانحدر معهم وخلف من يحمي ذلك المكان لمن يرتقي وأمرهم بالتكبير فكبر الذين على رأس السور فنهد المسلمون إلى الباب ومال إلى الجبال (6) بشر كثير فوثبوا فيها وانتهى خالد إلى أول من يليه فأتاهم وانحدر إلى الباب فقتل البوابين وثار أهل المدينة وفزع سائر الناس فأخذوا مواقفهم ولا يدرون ما الشأن وتشاغل أهل كل ناحية بما بينهم فقطع خالد بن الوليد ومن معه أغلاق (7) الباب بالسيوف وفتحوا للمسلمين فأقبلوا عليهم من داخل حتى ما بقي مما يلي باب خالد مقاتل إلا أنيم وما شد خالد على من يليه وبلغ منهم الذي أراد عنوة
_________
(1) أبلسوا: تحيروا
(2) بالاصل " كالغارات " والمثبت عن الطبري
(3) عن خع والطبري وبالاصل " فضع " فصنع عليه: يعني أولم
(4) الاوهاق جمع وهق محركة الحبل في طرفيه أنشوطة يطرح في عنق الدابة حتى تؤخذ
(5) عن الطبري وبالاصل " فيها "
(6) الطبري: الحبال
(7) بالاصل: أعلاق المثبت عن الطبري(2/130)
أرز (1) من أفلت إلى أهل الأبواب التي تلي غيره وقد كان المسلمون دعوهم إلى المناظرة فأبوا وأبعدوا فلم يفجأهم إلا وهو يتوقعون (2) لهم بالصلح فأجابوهم وقبلوا منهم وفتحوا لهم الأبواب وقال ادخلوا وتمنعونا من أهل ذلك الباب فدخل أهل كل باب بصلح مما يليهم ودخل خالد مما يليه عنوة فالتقى خالد والقواد في وسطها هذا (3) استعراضا وانتهابا وهؤلاء صلحا وتسكينا فأجروا ناحية خالد (4) مجراهم وقالوا قد قروا إلينا ودخلوا معنا فأجاز لهم عمر ذلك رضي الله عنهـ فأجرى النصف الذي أخذ عنوة مجرى الصلح فصار صلحا وكان صلح دمشق على المقاسمة الدينار والعقار والدينار على كل رأس واقتسموا الأسلاب فكان أصحاب خالد فيها كأصحاب سائر القواد وجرى على الديار ومن بقي في الصلح جريب (5) من كل جريب أرض ووقف ما كان للملوك ومن صوب معهم فيئا وقسموا لذي الكلاع ومن معه ولأبي الأعور ومن معه ولبشير ومن معه وبعثوا بالبشارة إلى عمر رضي الله عنهـ وقدم على أبي عبيدة كتاب عمر بأن اصرف جند العراق إلى العراق وأمرهم بالحث (6) إلى سعد بن مالك فأمر على جند العراق هاشم بن عتبة وعلى مقدمته القعقاع بن عمرو وعلى مجنبتيه عمر بن مالك الزهري وربعي بن عامر وضربوا (8) بعد دمشق نحو سعد (9) فخرج هاشم نحو العراق في جند أهل العراق وخرج القواد نحو فحل وأصحاب هاشم عشرة آلاف إلا من أصيب منهم فاتموهم بأناس ممن لم يكن منهم منهم قيس والأشتر وخرج علقمة ومسروق إلى إيلياء فنزلا على طريقها وبقي بدمشق مع يزيد بن أبي سفيان من قواد أهل اليمن عدد منهم عمرو بن شمر بن غزية (9)
_________
(1) بالاصل: وارز
(2) الطبري: يبوحون
(3) زيادة عن خع والطبري
(4) عن الطبري وبالاصل " فأخروا " والمثبت فأجروا عن الطبري أيضا
(5) الجريب: مقدار من الارض ومكيال قدر أربعة أقفزة (قاموس) وقيل مساحة من الارض تبلغ 3600 ذراع وقيل عشرة آلاف ذراع
(6) عن الطبري وبالاصل " بالجب "
(7) في المطبوعة: " سعر " تحريف
(8) عن الطبري وبالاصل " وصرفوا "
(9) عن الطبري وبالاصل: غزنة(2/131)
وسهم بن المسافر بن هزمة (1) ومشافع (2) بن عبد الله بن شافع وبعث يزيد بن أبي سفيان دحية بن خليفة الكلبي في خيل بعد فتح (3) دمشق إلى تدمر وأبا الزهراء القشيري البثنية (4) وحوران فصالحوهم على صلح دمشق ووليا القيام على فتح ما بعثا إليه وكان أخو أبي الزهراء قد أصيبت (5) رجله بدمشق فلما هاجى بنو قشير بني جعدة فخروا بذلك وعددوه وعيروه فأجابهم نابغة بني جعدة: فإن يكن قدم بالشام نادرة * فإن بالشام اقداما وأوصالا وإن يكن حاجب ممن فخرت به * فلم يكن حاجب عما ولا خالا ثم فخر عليهم وقال: تلك المكارم لا قعبان من لبن * شيبا بماء فصارا بعد أبوالا وقال القعقاع بن عمرو في يوم دمشق: اقمنا على داري سليمان أشهرا * نجالد روما قد حموا (6) بالصوارم قصصنا بها الباب العراقي عنوة * فدان لنا مستسلما كل قائم أقول قد دارت رحانا بدارهم * أقيموا لهم حر الدرى بالعلاصم (7) فلما زأدنا في دمشق نحورهم * وتدمر عضوا منهما بالأباهم وقال أبو نجيد نافع بن الأسود: لا تحسبني وابن أمي صلصلا * كقاسمة الباكين من كبة (8) الحرب
_________
(1) عن الطبري وبالاصل " هزنة "
عن خع والطبري وبالاصل " مسافع "
(3) سقطت من المطبعة
(4) عن هامش الاصل والطبري وبالاصل " الثنية "
(5) بالاصل: " أصيب "
(6) عن المطبوعة وبالاصل " حملا "
(7) في المطبوعة: جز الذري بالغلاصم
(8) بالاصل " مزكية " والمثبت " من كبة " عن خع(2/132)
تركنا دمشقا منهلا بطريقنا * نحن إليها ما نحر من الكرب كأنك لم تشهد دمشقا وحائلا * ويوما ببصرى حيث فلظ (1) بنو لهب فإنا وإياهم سحاب بقفرة * تلقحها (2) الأرواح بالصيب السكب منعناكم منهم وقد زعزعوا القنا * وكنا قديما نمنع الجار ذا الذنب هنالك إذ لا يمنع الناس وسمة * وإذا أنت محروب بمدرجة الترب وقد علمت أفنا تميم بأننا * لنا العز قدما عند ذائدة النهب وأن موالينا تعز بعزنا * ومولاكم المأكول إن كان ذا سهب وقال أيضا: من ذا على الأحداث عز كعزنا * إذا الحرب قامت بالجموع على قفر فسائل بنا بسطاس والروم حوله * غداة دمشق والحروب بها تجري ينبوك أنا في الحروب مصالت * نسيل إذا جاش الأعاجم بالثغر بقوم تراهم في الدهور أعزة * لهم عرض ما بين الفرائض والوتر أبى الله إلا أن عمرا تناهمو * قوادم (3) حرب لا تلين ولا تحرى أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن نبهان ثم أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن قالا أنا أبو علي بن شاذان أنا أبو عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي وأخبرنا أبو البركات أنبأ طراد بن محمد الزينبي أنا أحمد بن علي بن الحسين بن البادا (4) نا حامد بن محمد بن عبد الله الرقي (5) قالا أنا علي بن عبد العزيز أخبرنا أبو عبيد القاسم بن سلام قال وكذلك مدينة دمشق افتتحها خالد بن الوليد صلحا وعلى هذا مدن الشام كانت كلها صلحا دون أرضها على يدي يزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة وأبي عبيدة بن الجراح
_________
(1) كذا وفي المطبوعة: فاظ
(2) بالاصل وخع: تلحقها
(3) بالاصل: بناهمو قوايم " والمثبت عن خع
(4) كذا بالاصل وفي خع: " البادا أنا " أنظر ما لا حظناه بأمره قريبا
(5) في خع: الرفا(2/133)
أخبرنا أبو الحسين الخطيب أنا جدي أبو عبد الله بن أبي الحديد أنبأ أبو الحسن الربعي أنا أبو الفرج العباس بن محمد بن حيان أنا أبو العباس بن الزفتي (1) أنا محمد بن محمد بن مصعب أنا محمد بن المبارك نا الوليد أخبرني غير واحد من شيوخ دمشق قالوا بينما المسلمون على حصار دمشق إذ أقبلت خيل عظيمة مخمرة بالحرير هابطة من ثنية السليمة فرآهم المسلمون وهم منحدرون منها فخرج إليهم جماعة من المسلمين فيما بين بيت لهيا (2) والثنية التي هبطوا منها فهزمهم الله تعالى وطلبهم المسلمون يترحل هؤلاء وينزل هؤلاء حتى وقفوا على باب حمص فظن أهلها أنهم لما يأتوا حمص إلا وقد صالحوا أهلها فقالوا نحن على ما صالحتم عليه أهل دمشق ففعلوا قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد التميمي أنا محمد بن أحمد بن هارون وعبد الرحمن بن الحسين بن الحسن بن أبي العقب قالا أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أنا ابن عائذ قال قال الوليد أخبرني صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير أن المسلمين لما افتتحوا مدينة دمشق بعثوا أبا عبيدة بن الجراح وافدا إلى أبي بكر وبشيرا بالفتح فقدم المدينة فوجد أبا بكر قد توفي رحمة الله عليه ورضوانه واستخلف عمر بن الخطاب فأعظم أن يأتمر أحد من أصحابه عليه فولاه جماعة الناس فقدم عليهم فقالوا مرحبا بمن بعثناه بريدا فقدم علينا أميرا قال الوليد وحدثنا سعيد بن عبد العزيز عن مكحول أن الذي أبرد بفتح دمشق رجل من الصحابة ليس بأبي عبيدة وأنه أخبر عمر أنه لم يخلع خفية من يوم الجمعة إلى يوم الجمعة فقال أصبت (3) قال أبو عبد الله بن عائذ الوافد عقبة بن عامر هذا أصح وعليه الناس في حديث عبد الرحمن بن جبير خطأ في مواضع ثلاثة أحدها قوله إن دمشق فتحت في خلافة أبي بكر وإنما حوصرت في خلافته ولم تفتح إلا بعد وفاته والثاني
_________
(1) بالاصل وخع " الرقي " والصواب ما أثبت وقد تقدم مرارا
(2) بيت لهيا: بكسر اللام قرية مشهورة بغوطة دمشق (معجم البلدان)
(3) الزيادة عن خع(2/134)
قوله إن عمر ولى أبا عبيدة بالمدينة وإنما ولاه وهو مقيم بالشام فبعث إليه بكتاب توليته وهم محاصرو دمشق فكتمه أبو عبيدة خالدا حتى تم الفتح والثالث قوله إن أبا عبيدة كان البريد وإنما كان البريد (1) عقبة بن عامر ويدل عليه أيضا إجماع أهل التواريخ على أن فتح دمشق كان سنة أربع عشرة وبلا خلاف أن أبا بكر وفي سنة ثلاث عشرة في جمادى الآخرة ويدل على أن البريد كان بفتح دمشق عقبة بن عامر لا أبو عبيدة ما أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن صرما الطحان أنا أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن محمد بن الخلال أنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي بن الحسين الصيدلاني المقرئ أنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري نا أبو الأزهر نا وهب بن جرير ثنا أبي قال سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب عن علي بن رياح عن عقبة بن عامر قال قدمت على عمر رضي الله عنهـ بفتح دمشق وعلي خفان فقال كنت تمسح عليهما قلت نعم قال منذ كم قلت منذ جمعة قال أصبت السنة هكذا رواه جرير بن حازم عن يحيى عن (2) يزيد وتابعه الوليد بن مسلم عن ابن لهيعة عن يزيد وهو ما قرأته على أبي محمد بن عبد الكريم بن حمزة السلمي عن عبد العزيز بن أحمد (3) التميمي أنا أبو نصر بن الجندي وعبد الرحمن بن أبي العقب قالا انا أبو القاسم بن أبي العقب نا أبو عبد الملك نا ابن عائذ قال قال الوليد وأما عبد الله بن لهيعة فحدثنا عن يزيد بن أبي حبيب عن علي بن رباح عن عقبة بن عامر قال أبردت بفتح دمشق وعلي خفان جرمقيان (4) فقال عمر متى عهدك قال يوم الجمعة وهذا يوم الجمعة وما زلت أمسح منذ خرجت قال أصبت
_________
(1) ما بين معكوفتين زيادة عن مختصر ابن منظور 1 / 211
(2) عن خع وبالاصل " بن
(3) زيادة عن خع
(4) في اللسان " جرمق ": الجرموق خف صغير وقيل: خف صغير يلبس الخف والجرامقة: أنباط الشام واحدهم جرمقاني قد تكون هذه النسبة إلى جرامقة الشام(2/135)
ويزيد بن أبي حبيب لم يسمعه من علي بن رباح بينهما عبد الله بن الحكم البلوي كذلك رواه عن يزيد عمرو بن الحارث والليث بن سعد ومفضل بن فضالة وحيوة بن شريح وكذلك رواه عبد الله بن وهب ويحيى بن حسان عن ابن لهيعة ووافقا الجماعة عن يزيد وخالفا الوليد بن مسلم عن ابن لهيعة وكذلك رواه يحيى بن إسحاق السيلحيني (1) عن يحيى بن أيوب وخالف جرير بن حازم فأما حديث عمرو فأخبرناه أبو الحسن عبيد الله بن محمد بن أحمد بن الحسين البيهقي أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن عمر الهروي العمري أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح نا يحيى بن محمد بن خالد نا بحر بن نصر الخولاني ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصريان واللفظ لمحمد قالا أنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث وابن لهيعة والليث بن سعد عن (2) يزيد بن أبي حبيب عن عبد الله بن الحكم البلوي أنه سمع علي بن رباح اللخمي يخبر أن عقبة بن عامر الجهني صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال قدمت على عمر بن الخطاب بفتح من الشام وعلي خفان فنظر إليهما عمر فقال كم لك لم تنزعهما قال لبستهما يوم الجمعة واليوم الجمعة قال أصبت وأما حديث ليث فأخبرناه أبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي (3) قال نا أبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي أنا عبيد الله بن أحمد بن علي المقرئ نا أبو بكر بن زياد حدثني يوسف بن سعيد بن مسلم نا حجاج هو ابن محمد نا ليث حدثني يزيد بن أبي حبيب عن عبد الله بن الحكم البلوي عن علي بن رباح اللخمي عن عقبة بن عامر الجهني أنه قال بعثني بعض أمراء الشام إلى عمر بن الخطاب فقدمت عليه في يوم الجمعة وعلي خفان فقال متى أولجت خفيك
_________
(1) هذه النسبة إلى سيلحين قرية معروفة من سواد بغداد قديمة (الانساب)
(2) بالاصل " بن "
(3) بالاصل وخع " المحلى " ت حريف وقد تقدم الصواب ما أثبتناه(2/136)
قال قلت له يوم الجمعة الخالية قال ثم لم تنزعهما بعد قال قلت ثم لم أنزعهما بعد قال أصبت قال ليث (1) وذلك رأينا أما حديث مفضل فأخبرناه أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد بن أحمد بن خالد الاصبهاني بها أنا أبو الطيب عبد الرزاق بن عمر بن موسى بن شمة (2) أنا أبو بكر المقرئ نا محمد بن زبان بن حبيب نا زكريا بن يحيى صاحب العمري حدثني مفضل قال سألت يزيد بن أبي حبيب عن المسح على الخفين فقال أخبرني عبد الله بن الحكم البلوي عن علي بن رباح عن عقبة بن عامر الجهني أنه وفد إلى عمر عاما قال عقبة علي خفان من تلك الخفاف الغلاظ فقال عمر متى عهدك بلبسك لهما فقلت لبستهما يوم الجمعة فقال عمر أصبت السنة وأما حديث حيوة فأخبرناه أبو الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم المعروف بابن صرما ببغداد أنبأ أبو القاسم بن الخلال أنبأ أبو القاسم الصيدلاني أنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد نا يونس بن عبد الأعلى أنا ابن وهب أخبرني حيوة سمعت يزيد بن أبي حبيب يقول حدثني عبد الله بن الحكم عن علي بن رباح أن عقبة بن عامر حدثه أنه قدم على عمر بفتح دمشق قال وعلي خفان قال لي عمر كم لك يا عقبة منذ كم لم تنزع خفك قال فتذكرت من الجمعة مذ ثمانية أيام قال أحسنت وأصبت السنة رواه أبو عاصم عن حيوة فوافق ابن وهب على إدخال الرجل (3) بين يزيد وعلي إلا أنه اختلف عليه في اسمه فقيل عبد الله وقيل الحكم بن عبد الله فأما حديث من قال عبد الله فأخبرناه أبو السعود بن المجلي نا أبو الحسين بن المهتدي أنبأ عبيد الله بن
_________
(1) بالاصل: " قال أنت " والمثبت عن المطبوعة
(2) بالاصل وخع " سمة " والمثبت عن التبصير 2 / 789 ونص على ضبطها بالكسر وقيل بالفتح والميم مفتوحة
(3) بالاصل وخع: " الروم حل " كذا والمثبت عن المطبوعة(2/137)
أحمد الصيدلاني نا عبد الله بن محمد بن زياد نا ابن (1) الجنيد يعني محمد بن أحمد نا أبو عاصم أنا حيوة بن شريح أخبرني يزيد بن أبي حبيب عن عبد الله بن فلان البلوي عن علي بن رباح أن عقبة بن عامر قدم على عمر بن الخطاب إما قال من مصر وإما قال من الشام قال له مذ كم لم تنزع خفيك قال من جمعة قال أصبت وأما حديث من قال الحكم فأخبرناه أبو السعود بن المجلي أنا أبو الحسين بن المهتدي أنا أبو القاسم الصيدلاني نا أبو بكر بن زياد نا أحمد بن منصور نا أبو عاصم عن حيوة عن يزيد بن أبي حبيب حدثه عن الحكم من أهل مصر عن علي بن رباح اللخمي أن عقبة بن عامر قدم على عمر من مصر فقال له كم لك منذ لم تنزع خفيك قال من الجمعة إلى الجمعة قال أصبت قال ونا أحمد بن منصور مرة أخرى فقال عن الحكم بن عبد الله (2) قال نا عباس الدوري نا أبو عاصم عن حيوة (3) عن يزيد بن أبي حبيب عن الحكم بن عبد الله البلوي عن علي بن رباح اللخمي عن عقبة بن عامر أنه قدم على عمر من مصر فقال له عمر كم لك يا عقبة مذ لم تنزع خفيك قال من الجمعة إلى الجمعة قال أصبت قال ابن زياد هكذا قال ابن (4) عباس الحكم بن عبد الله البلوي وأحسب هذا من أبي عاصم أراه كان يضطرب في اسمه وأهل مصر أعلم به قالوا عبد الله بن الحكم وأما رواية ابن وهب عن ابن لهيعة بموافقة الجماعة فقد سقناها مع حديث عمرو وأما حديث يحيى بن حسان عن ابن لهيعة فأخبرناه أبو الحسن عبد الله بن محمد بن أحمد البيهقي أنا أبو بكر محمد بن عبد الله العمري أنا عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الشريحي (5) نا يحيى بن محمد بن صاعد نا سليمان بن شعيب الكيساني نا يحيى بن حسان نا ابن لهيعة
_________
(1) بالاصل " أبو " ثم شطبت وكتبت " أبي " تحريف
(2) بالاصلين " عبيد الله "
(3) بالاصلين: عاصم بن حيوة
(4) كذا بالاصلين " ابن عباس " وقد تقدم أنه عباس الدوري
(5) هذه النسبة إلى شريح وهو القاضي المعروف
(الانساب) وفي المطبوعة: الشريجي تحريف(2/138)
عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الله بن الحكم البلوي عن علي بن رباح عن عقبة بن عامر قال أبردت إلى عمر فدخلت عليه وعلي خفين (1) فقال لي يا عقبة متى عهدك بنزع خفيك قلت يا أمير المؤمنين لبستهما يوم الجمعة وهذه الجمعة قال أصبت السنة وأما رواية يحيى بن إسحاق بن يحيى عن (2) أيوب فأخبرنا بها أبو الفضل محمد بن إسماعيل بن الفضل العقيلي (3) أنا أبو القاسم أحمد بن أبي منصور محمد بن محمد الخليلي ببلخ قال أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن الحسن الخزاعي أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي نا محمد بن عبيد بن المنادي نا أبو زكريا السنجاني (4) أخبرني يحيى بن ايوب والليث بن سعد وابن لهيعة كلهم عن يزيد بن أبي حبيب أن عبد الله بن الحكم أخبره عن علي بن رباح عن عقبة بن عامر الجهني قال قدمت على عمر في وفد من دمشق وعلي خفان غليظان جرمقانيان فقال لي عمر ما هذان الخفان أكنت تمسح عليهما قال قلت نعم يا أمير المؤمنين قال متى لبستهما قال قلت يوم الجمعة وهذا يوم الجمعة أمسح عليهما قال أصبت وقال ابن لهيعة في حديثه أصبت السنة أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن البصري أنبأ محمد بن علي السيرافي أنا أحمد بن إسحاق النهاوندي نا أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا نا خليفة بن خياط العصفري حدثني عبد الله بن المغيرة عن أبيه قال افتتح شرحبيل بن حسنة الأزدي كلها عنوة ما خلا طبرية فإن أهلها صالحوه وذلك بأمر أبي عبيدة وقال ابن الكلبي نحوه وقالا وبعث أبو عبيدة خالد بن الوليد فغلب على الأرض البقاع (5) وصالحه أهل بعلبك (6) وكتب لهم كتابا
_________
(1) كذا بالاصل وخع والصواب: خفان
(2) بالاصل وخع " بن " تحريف
(3) عن خع وبالاصل " الفضلي "
(4) رسمها بالاصل " السلحاني " وفي خع تقرء " السنجاني " وهو الصواب وقد أثبتناه هذه النسبة إلى سنجان قرية بمرو يقال لها: باب سنجان
(5) البقاع: جمع بقعة موضع يقال له يقال كلب قريب من دمشق وهو أرض واسعة بين بعلبك وحمص ودمشق (ياقوت)
(6) مدينة قديمة بينها وبين دمشق ثلاثة أيام (ياقوت)(2/139)
وقال ابن المغيرة عن أبيه صالحهم على أنصاف منازلهم وكنائسهم ووضع الخراج وقال ابن إسحاق وغيره فيها يعنون سنة أربع عشرة فتحت حمص وبعلبك صلحا على يدي أبي عبيدة في ذي القعدة قال شباب ويقال في سنة خمس عشرة(2/140)
" باب ذكر تاريخ وقعة اليرموك ومن قتل بها من سوقة الروم والملوك " أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو الميمون بن راشد نا أبو زرعة حدثني محمود بن خالد عن محمد بن عايذ عن الوليد بن مسلم عن عثمان بن حصين (1) بن علاق قال قال يزيد بن عبيدة واليرموك سنة خمس عشرة قال أبو زرعة حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم نا الوليد بن مسلم قال واليرموك سنة خمس عشرة قال أبو زرعة وأخبرني الحارث بن مسكين عن ابن وهب عن ابن لهيعة قال عامر اليرموك سنة خمس عشرة أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن الحسين بن أشليها (2) المصري وابنه أبو الحسن علي قالا أنا أبو الفضل بن الفرات أنا أبو محمد بن ابي نصر أنا علي بن يعقوب بن أبي العقب أنا أحمد بن إبراهيم نا ابن عايذ نا الوليد ونا ابن عايذ حدثني محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال كان اليرموك في رجب سنة خمس عشرة قال ونا الوليد بن مسلم حدثني عثمان بن حصن عن يزيد بن عبيدة أن وقعة اليرموك كانت سنة خمس عشرة
_________
(1) كذا بالاصل وخع وفي الكاشف: " حصن " وفي تقريب التهذيب: عثمان بن حصين بن علان
(2) بالاصل وخع " استلها " والمثبت عن المطبوعة(2/141)
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي نا أبو بكر الخطيب وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا ابن بكير بن الطبري قالا أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا ابن بكير حدثني الليث بن سعد قال كانت اليرموك سنة خمس عشرة قال وحدثنا أبو بكر نا ابن بكير حدثني الليث بن سعد قال كانت اليرموك سنة خمس عشرة (1) فالخليفة (2) يومئذ عمر بن الخطاب وهي من أرض الأردن وهو نهرها (3) قال يعقوب كان اليرموك في رجب سنة خمس عشرة أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا عمر بن عبيد الله بن عمر أنا أبو الحسين بن بشران أنبأ عثمان بن أحمد بن عبد الله نا حنبل بن إسحاق نا عاصم بن علي نا أبو معشر قال وكانت اليرموك في رجب سنة خمس عشرة أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن محمد بن علي السيرافي نا أحمد بن إسحاق بن خربان (4) النهاوندي نا أحمد بن عمران بن موسى نا موسى بن زكريا نا خليفة بن خياط قال قال ابن الكلبي كانت الوقعة يعني باليرموك يوم الاثنين لخمس مضين من رجب سنة خمس عشرة وهذه الأقوال هي المحفوظة في تاريخ اليرموك وقد ذكر سيف بن عمر أنها كانت قبل فتح دمشق في أول خلافة عمر سنة ثلاث عشرة ولم يتابع على ذلك أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن عبد الله بن سعيد نا السري بن يحيى نا شعيب عن إبراهيم نا سيف بن عمر عن محمد وطلحة وزياد بإسنادهم قالوا وكانت اليرموك في أيام من جمادى الآخرة والجسر في شعبان فكان أول فتح أتاه يعني عمر اليرموك
_________
(1) ما بين معكوفتين زيادة عن خع
(2) في خع: والخليفة
(3) عن خع وبالاصل " نهر "
(4) بالاصل وخع: " حربال " تحريف والمثبت والضبط عن تبصير المنتبه 1 / 420(2/142)
وعلى عشرين ليلة من متوفى أبي بكر قال سيف وكانت اليرموك لأيام خلون من رجب سنة ثلاث عشرة في إمارة عمر رضي الله عنهـ بتعبية أبي بكر رضي الله عنهـ (1) أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر نا أحمد بن عبد الله نا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف عن أبي عثمان يزيد بن أسيد الغساني عن عبادة وخالد قالا (2) شهد اليرموك ألف رجل من اصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيهم نحو من مائة من أهل بدر أخبرنا أبو علي الحسين بن علي المصري وابنه أبو الحسن قالا أنا أبو الفضل بن الفرات أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم نا ابن عايذ قال وحدثني عبد الأعلى بن مسهر (3) عن سعيد بن عبد العزيز أن المسلمين كانوا أربعة وعشرين ألفا وعليهم أبو عبيدة بن الجراح والروم عشرون ومائة ألف عليهم ماهان وسقلان يوم اليرموك أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأ أبو الميمون بن راشد الدمشقي حدثني أبو نعيم نا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال سمعت عمر يقول ما أستطيع أن أصلي قال فلما حصر أبو عبيدة وتألب (4) عليه العدو فكتب إليه عمر أما بعد فإنه مهما ينزل بعبد شدة إلا جعل الله له بعدها فرجا ولن (5) يغلب عسر يسرين فإن الله تعالى يقول " يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون " (6) أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن اشليها (7) وابنه أبو الحسن علي قالا أنبأ
_________
(1) كرر الخبر بالاصل والذي أثبتناه يوافق رواية خع
(2) عن خع وبالاصل " قال "
(3) عن خع وبالاصل " شهر "
(4) بالاصل: " فلما حضر أبو عبيدة ونالت " والمطبت عن المطبوعة
(5) عن خع وبالاصل " ولم "
(6) سورة آل عمران الاية: 200
(7) بالاصل وخع: " أستلها "(2/143)
أبو الفضل بن الفرات أنبأ أبو (1) محمد بن ابي نصر أنا أبو القاسم بن ابي العقب أنا أبو عبد الملك القرشي نا محمد بن عائذ نا الوليد بن مسلم نا أبو عمرو عن حسان بن عطية عن كعب قال إن لله (2) عز وجل في اليمن كنزين جاء بأحدهما (3) يوم اليرموك قال وكانت الأردن يومئذ (4) ثلث (5) الناس ويجئ بالآخر يوم الملحمة الكبرى سبعين ألفا حمائل سيوفهم المسد أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي نا أبو بكر الخطيب وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قالا أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب حدثني عمار عن سلمة عن محمد بن إسحاق (6) قال مات المثنى بن حارثة فتزوج سعد امرأته سلمى ابنة حفص وذلك في سنة أربع عشرة وأقام تلك الحجة للناس عمر بن الخطاب ودخل أبو عبيدة في تلك السنة دمشق فشتى بها فلما ضاقت الروم سار هرقل في الروم حتى نزل أنطاكية ومعه من المستعربة لخم وجذام وبلقين وبلي وعاملة وتلك القبائل من قضاعة وغسان بشر كثير معه من أهل أرمينية مثل ذلك بشر كثير فلما نزلها أقام بها وبعث الصقلان خصيا (7) له فسار في مائة ألف مقاتل معه من أهل أرمينية اثنا (8) عشر ألفا عليهم جرجة (9) ومعهم من المستعربة من غسان وتلك القبائل اثنا عشر ألفا عليهم جبلة بن الايهم الغساني وسائرهم من الروم (10) وعلى جملة الناس الصقلان خصي هرقل وسار إليهم المسلمون وهم أربعة وعشرون ألفا عليهم أبو عبيدة بن الجراح فالتقوا باليرموك
_________
(1) الزيادة عن خع
(2) بالاصل " والله " والصواب عن مختصر ابن منظور 1 / 212
(3) عن ختصر ابن منظور وبالاصل وخع: بأحدهم
(4) عن خع وبالاصل " منذ "
(5) في خع: ثلاث والمثبت يوافق عبارة مختصر ابن منظور
(6) بالاصل وخع: " عن سلمة بن محمد عن إسحاق " تحريف والصواب ما أثبتناه موافقا لعبارة مختصر ابن منظور 1 / 212
(7) بالاصل " حصنا " والمثبت " خصيصا " عن مختصر ابن منظور
(8) بالاصل " أثني "
(9) بالاصل " حرحة " وفي خع " حرجة " والصواب عن مختصر ابن منظور
(10) ما بين معكوفتين زيادة عن خع(2/144)
في رجب سنة خمس عشرة فاقتتل الناس قتالا شديدا حتى دخل عسكر المسلمين وقاتل نساء من قريش بالسيوف حين دخل العسكر منهن أم حكيم بنت الحارث بن هشام حتى سابقن (1) الرجال أخبرنا أبو الحسين الخطيب أنا جدي أبو عبد الله أنا أبو الحسن الربعي أنا أبو الفرج العباس بن محمد بن حيان أنا أبو العباس بن الزفتي (2) أنا محمد بن محمد بن مصعب نا محمد بن المبارك نا الوليد قال وأخبرني صفوان بن عبد الرحمن بن جبير أن المسلمين صالحوا أهل مدينة دمشق وأهل حمص وقيصر يومئذ وجنوده بأنطاكية يريد أن يدخل بهم بلاده وتأتي بطارقته من الروم وأهل قنسرين وأهل الجزيرة ذلك عليه يسألونه أن يسير بهم (3) فيقاتلوا المسلمين ويأبى عليهم فقالوا فاعقد لرجل وسيرنا معه ففعل فعقد لباهان (4) الرومي الأرمني وسير معه من روم الروم مائتي ألف وسار من روم قنسرين وأهل الجزيرة وغيرهم بشر كثير فبلغ ذلك المسلمين الذين على حمص فأجمع أمرهم على المسير إلى إخوانهم الذين بدمشق فيكون أمرهم واحدا فقال لهم أهل مدينة حمص نحن على صلحنا إن ظفرتم لا نكثر عليكم ولا نمد قالوا نعم وساروا إلى دمشق وسارت الروم على حمص على بعلبك ثم على البقاع (5) ثم على حولة دمشق فأشفق المسلمون أن يحولوا بينهم وبين إخوانهم الذين بسواد (6) الأردن وما قبلها فساروا حتى نزلوا الجابية وانضم إليهم إخوانهم فكانوا جميعا قال ونا الوليد أخبرني صفوان عن عبد الرحمن بن جبير أن أمراء الأجناد اجتمعوا في خباء يزيد بن أبي سفيان وهم بالجابية يسمعون خبر عين لهم من قضاعة يخبرهم بكثرة القوم ومنزلهم على نهر الرقاد (7) ومرج الجولان إذ طاف بهم أبو سفيان
_________
(1) كذا بالاصل وخع والمطبوعة 1 / 531 وفي مختصر ابن منظور " سايفن " يعنى المضاربة بالسيوف
(2) بالاصل " الرقي " وقد تقدم مرارا
(3) بالاصل: أن يسير فيقاتلوا المسلمين ويأتي عليهم
والصواب عن المطبوعة
(4) بالاصل: " لنا ماهان " وفي خع: " لناهان " وقد تقدم " ماهان " أو " باهان " وما أثبتناه هنا وافق المطبوعة - (5) عن خع وبالاصل " التفاع "
(6) عن خع وبالاصل " سواد "
(7) بالاصل " الرواد " والمثبت عن خع ومختصر ابن منظور(2/145)
فقال ما كنت أظن أني أبقى حتى أرى غلمة من قريش يذكرون أمر حربهم ويكيدون عدوهم بحضرتي لا يحضرونيه فقالوا هل لكم إلى رأي شيخكم فقالوا أدخل أبا سفيان فدخل فقال ما عندكم أخبروه (1) بخبر القضاعي فقال إن معسكركم هذا ليس بمعسكر إني أخاف أن يأتيكم أهل فلسطين والأردن فيحولوا (2) بينكم وبين مددكم من المدينة فتكونوا بين عسكرهم فارتحلوا حتى تجعلوا أذرعات خلف أظهركم يأتيكم المدد والخير فقبلوا ذلك من رأيه فقال إذ قبلتم هذا من رأيي فأمروا خالد بن الوليد على الخيول ومروه بالوقوف بها مما يلي الرقاد وأمروا رجلا على المرامية وأخرجوا إليه كل نابض بوتر ومروه بالوقوف (3) فيما بين العسكرين وبين الخيول فإنه سيكون لرحيل العسكر من السحر أصوات عالية تحدث لعدوكم فيكم طمعا فإن أقبلوا يريدون ذلك لقيتهم الخيول فكفتها وإن كانت للخيول جولة وزعت عنها المرامية فقبلوا ذلك من رأيه ونادوا من السحر بالرحيل (5) فنادت الروم أن العرب قد هربت فأقبلت فلقيتها الخيول فكفتها (6) حتى سار العسكر تبعتها المرامية وساقتها الخيول حتى نزلوا خلف اليرموك وجعلوا أذرعات خلف ظهورهم ونزلت الروم فيما بين دير أيوب (7) إلى ما يليها من نهر اليرموك بينهم النهر فعسكروا هنالك أياما فبعث ماهان (8) صاحبهم إلى خالد بن الوليد إن رأيت أن تخرج إلي في فوارس وأخرج إليك في مثلهم أذكرك (9) أمرا لنا ولكم فيه صلاح وخير ففعل خالد بن الوليد فواقفه (10) مليا فكان فيما عرض عليه إذ قال قد علمت أن الذي أخرجكم من بلادكم غلاء السعر وضيق الأمر بكم وإني قد رأيت أن أعطي كل رجل منكم عشرة
_________
(1) في خع: " أخبروني " وفي مختصر ابن منظور: فأخبروه
(2) عن مختصر ابن منظور وبالاصل وخع " فيحولون
(3) ما بين معكوفتين زيادة عن مختصر ابن منظور وقد سقطت من الاصل وخع
(4) عن مختصر ابن منظور وبالاصل " ودعت " وفي خع: " ورعت "
(5) بالاصل: " ونادوا بالسحر من الرحيل " والمثبت عن مختصر ابن منظور
(6) في المطبوعة: ولحقتها
(7) دير أيوب: قرية بحوران من نواحى دمشق
معجم البلدان)
(8) في خع: " ناهان " وفي مختصر ابن منظور: " باهان " والزيادة التالية عنه
(9) في خع ومختصر ابن منظور: أذاكرك
(10) بالاصل: " موافقة " والصواب عن المطبوعة وفي مختصر ابن منظور فواقفه(2/146)
دنانير وراحلة تحمل حملها من الطعام والكسوة والأدم فيرجعون بها إلى بلادكم وتعيشون بها أهاليكم سنتكم هذه (1) فإذا كان قابل بعثتم إلينا فبعثنا إليكم بمثله فإنا قد جئناكم من الجيوش والعدد بما لا قبل لكم به فقال خالد ما أخرجنا من بلادنا الجوع ولا ضيق الأمر ولكنا معشر العرب نشرب الدماء فحدثنا أن لا دماء أحلا من دماء الروم فأقبلنا نهريق دماءكم ونشر بها قال فنظر أصحابه بعضهم إلى بعض وقالوا هذا ما كنا نحدث به عن العرب من شربها الدماء قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي محمد الكتاني أنا أبو نصر بن الجندي وأبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن أبي العقب قالا أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك نا ابن عايذ قال قال الوليد فذكر نحوه إلا أنه قال روم الروم وقال ثمانين ألفا والصواب مائة ألف أخبرنا أبو الحسين بن الخطيب أنا جدي أبو عبد الله أنا أبو الحسن الربعي أنا أبو الفرج العباس بن محمد بن حيان أنا أبو العباس بن الزفتي (2) أنا محمد بن محمد بن مصعب وحشي نا محمد بن المبارك نا الوليد بن مسلم أخبرني شيخ من بني أبي الجعد عن أبيه أبي الجعد أنه اشار على المسلمين ببنات الروم فقبلوا ذلك منه فبعثوا خيلا عظيمة وأمروا أهل العسكر بإيقاد النيران فانطلق بهم على مدقة الطريق وجسر الروم حتى واقع عسكر الروم فقاتلوهم مليا فلما نشب القتال انحاز بهم في ظلمة الليل على الطريق الذي أقبل عليها والجسر وتنادت الروم أن العرب قد انهزمت فخرجت تتراكض بأدم النيران فتوقص منهم في وادي اليرموك أكثر من ثمانين ألفا لا يعلم الآخر منهم ما لقي الأول قال ونا الوليد نا صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير أن المسلمين غادوهم (3) بالقتال وغدت الروم قد ترجلت صفوفا في سلاسل الحديد مقفلا عليهم لا يفر بعضهم عن بعض فقاتلوهم قتالا شديدا فنصر الله المسلمين وهزم الروم فأتبعتهم
_________
(1) بالاصل: " وتعينون بها أهاليكم عينكم هذه " وما أثبتناه عن مختصر ابن منظور
(2) بالاصل: " الرقي " وقد تقدم مرارا
(3) عن خع وبالاصل: " عادوهم
وعدت
ترحلت "(2/147)
الخيول يقتلونهم وأدرك ماهان بناحية الجولان (1) فقتل أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن المسلمة أنا أبو الحسن الحمامي أنا أبو علي بن الصواف نا الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار قال قال أبو حذيفة إسحاق بن بشر عن سعيد بن عبد العزيز عن قدماء أهل الشام وغيرهم قالوا ثم زحف يعني ماهان إلى المسلمين فخرج بهم أبو عبيدة وقد جعل على ميمنته (2) معاذ بن جبل وعلى ميسرته قثامة بن أسامة الكنانة (3) وعلى الرجالة هاشم بن عتبة بن أبي وقاص وعلى الخيل خالد بن الوليد وكان الأمراء عمرو بن العاص على ربع ويزيد بن أبي سفيان على ربع وشرحبيل بن حسنة على ربع وكان أبو عبيدة على ربع وخرج الناس على راياتهم فيها أشراف رجال من العرب فيها الأزد وهم ثلث الناس وفيها حمير وهمدان ومذحج وخولان وخثعم وفيها كنانة وقضاعة ولخم (4) وجذام وكندة وحضرموت وليس فيها أسد ولا تميم ولا ربيعة ولم يكن دارهم إنما كانت دارهم عراقية فقاتلوا أهل فارس بالعراق فلما بدروا (5) لهم وسار أبو عبيدة بالمسلمين وهو يقول عباد الله انصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم يا عباد (6) الله اصبروا فإن الصبر منجاة من الكفر ومرضاة للرب ومدحضة للعار ولا تتركوا مصافكم (7) ولا تخطوا إليهم خطوة ولا تبدؤوهم بالقتال وأشرعوا الرماح واستتروا بالدرق والزموا الصمت إلا من ذكر الله عز وجل في أنفسكم حتى آمركم إن شاء الله قالوا وخرج معاذ بن جبل على الناس فجعل يذكرهم ويقول يا أهل القرآن و (8)
_________
(1) الجولان: بالفتح ثم سكون ز قرية وقيل جبل من نواحي دمشق ثم من عمل حوران
(ياقوت)
(2) عن مختصر ابن منظور وبالاصل ميمنة
(3) كذا بالاصل وفي مختصر ابن منظور: قباثة بن أسامة الكناني وانظر الاصابة والاستيعاب " قباث بن أشيم بن عامر بن الملوح الكناني "
(4) الزيادة عن خع
(5) في مختصر ابن منظور: برزوا
(6) الاصل وخع وفي وفي مختصر بن منظور: يا معشر المسلمين
(7) عن خع وبالاصل: " مصارفكم "
(8) عن مختصر ابن منظور
(*) (8) عن مختصر ابن منظور(2/148)
مستحفظي الكتاب وأنصار الهدى والحق والرحمة إن رحمة الله لا تنال وجنته لا تدخل بالأماني ولا يؤتي (1) الله تعالى المغفرة والرحمة الواسعة إلا الصادق المصدق ألم تسمعوا لقول الله عز وجل " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات " إلى آخر الآية (2) واستحيوا رحمكم الله من ربكم أن يراكم (3) فرارا عن عدوكم وأنتم في قبضته وليس لكم ملتحد من دونه ولا عز بغيره يمشي في الصفوف ويذكرهم حتى إذا بلغ من ذلك ما أحب ورأى من الناس الذي سره لهم ثم حرضهم وانصرف إلى موقفه رحمه الله قالوا وسار في الناس عمرو بن العاص وهو أحد الأمراء كمسير أخيه معاذ بن جبل فجعل يحرضهم ويقول يا أيها المسلمون غضوا الأبصار واجثوا على الركب وأشرعوا الرماح فإذا حملوا عليكم فأمهلوهم حتى إذا ركبوا أطراف الأسنة فثبوا في وجوههم وثبة الأسد فوالذي يرضى للصدق ويثبت عليه ويمقت الكذب ويجزي بالإحسان إحسانا لقد سمعت أن المسلمين سيفتحونها كفرا كفرا وقصرا قصرا فلا يهولنكم جموعهم ولا عددهم فإنكم لو صدقتموهم الشد (4) تطايروا تطاير أولاد الحجل قالوا ثم يرجع فوقف في موقفه معهم أيضا قالوا ثم رجع أبو سفيان بن حرب وهو متطوع يومئذ إنما استأذن أمير المؤمنين عمر أن يخرج متطوعا مددا للمسلمين متطوعين فجعل الله في مخرجه بركة فسار في صف المسلمين وهو يقول يا معشر المسلمين أنتم العرب وقد أصبحتم في دار العجم منقطعين عن الأهل (5) نائين عن أمير المؤمنين وأمداد الله (6) وقد والله أصبحتم بإزاء عدو كثير عدده شديد عليكم حنقه وقد وترتموهم في أنفسهم وبلادهم ونسائهم والله لا ينجيكم من هؤلاء القوم ولا يبلغ رضوان الله غدا إلا بصدق اللقاء والصبر في المواطن المكروهة ألا إنها سنة لازمة وإن الأرض وراءكم بينكم وبين أمير المؤمنين وجماعة
_________
(1) عن مختصر ابن منظور وبالاصل " يولي "
(2) سورة المائدة الاية: 9
(3) عن مختصر ابن منظور 1 / 215 وبالاصل " يراكم فراركم "
(4) بالاصل وخع " السد " والمثبت عن مختصر ابن منظور
(5) بالاصل وخع: " الاصل تأثير من " والصواب عن مختصر ابن منظور
(6) في خع: " وأمداد المسلمين(2/149)
المسلمين صحارى وبراري ليس لأحد فيها معقل ولا معقول إلا الصبر ورجاء ما وعد الله فهو خير معقول فامتنعوا بسيوفكم وتعاونوا بها ولتكن هي الحصون قالوا ثم رجع أبو سفيان إلى النساء اللاتي مع المسلمين وكان كثير من المهاجرات قد حضرت يومئذ مع أزواجهن وأبنائهن وأجلسهن خلف صفوف المسلمين وأمر بالحجارة فألقيت بين أيديهن ثم قال لا يرجع إليكن أحد من المسلمين إلا رميتموه بهذه الحجارة وقلتن من يرجوكم بعد الفرار عن الإسلام وأهله وعن النساء بأرض العدو فالله الله قال ثم رجع أبو سفيان فنادى المسلمين فقال يا معشر أهل الإسلام حضر ما ترون فهذا رسول الله والجنة أمامكم والشيطان والنار خلفكم ثم وقف موقفه قالوا وزحفت الروم مكانها إلى المسلمين يدفون دفيفا معهم الصلبان وأقبلوا بالأساقفة والقسيسين والرهبان والبطارقة لهم رجل كرجل الرعد وقد تبايع عظماؤهم على الموت ودخل منهم ثلاثون ألفا كل عشرة في سلسلة لأن لا يفرون (1) قالوا فلما نظر إليهم خالد مقبلين أقبل يركض حتى قطع صف المسلمين إلى نساء المسلمين وهن على تل مرتفع من العسكر حيث وضعهن أبو سفيان فقال يا نساء المسلمين أيما رجل أقبل إليكم منهزما فأقتلنه ثم انصرف فأتى أبا عبيدة فقال إن هؤلاء قد أقبلوا بعدة رحل وفرح وإن لهم حدة لا يردها شئ وليست خيلي بالكثيرة ولا والله لا قامت خيلي لشدة خيلهم ورجالهم أبدا وخيله يومئذ أمام صفوف المسلمين ثلاثة فقال خالد قد رأيت أن أفرق خيلي فأكون في إحدى الخيلين وقيس بن هبيرة في الخيل الأخرى ثم تقف خيلنا من وراء الميمنة والميسرة فإذا حمل على الناس ثبت الله أقدامهم وإن كانت الأخرى حملت خيولنا عليهم وهي جامة (2) وهم قد انتهت شدتهم وتفرقت جماعتهم فأرجو عندها أن يظفر الله بهم ويجعل الدائرة عليهم وقد رأيت أن يجلس سعيد بن زيد (3) مجلسك هذا ويقف من ورائه بحذائه مائتين أو ثلاثمائة يكون
_________
(1) كذا الصواب: لئلا يفروا
(2) بالاصل وخع: " حامه " والمثبت عن مختصر ابن منظور 1 / 216 يعني مستريحة
(انظر اللسان جمم)
(3) عن خع وبالاصل " مرثد "(2/150)
للناس ردءا قالوا فقبل أبو عبيدة مشورته وقال افعل ما أراك الله وأنا فاعل ما أردت وأجلس أبو عبيدة سعيد بن زيد مكانه وفعل ما أمره به خالد فركب فرسه واقبل يسير في الناس ويحرضهم ويوصيهم بتقوى الله والصبر ثم انصرف فوقف من خلف الناس ردءا لهم قال إسحاق نا سعيد بن عبد العزيز عن بعض قدمائهم أن رجلا من المسلمين أقبل يومئذ عند وصاة أبي عبيدة هذه فقال له إني قد أردت أن أقضي شأني فهل لك إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حاجة فقال أبو عبيدة نعم تقرئه مني السلام وتخبره أنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا ثم تقدم الرجل فكان أول من استشهد رحمة الله تعالى عليه قال وأقبلت الروم إليهم كأنها سحابة منقضة إلى المسلمين حتى دنا طرفهم من ميمنة المسلمين قال فبرز معاذ بن جبل فنادى المسلمين يا معشر أهل الإسلام إنهم قد تهيؤا للشدة ولا والله لا يردهم إلا الصدق عند اللقاء والصبر عند القراع (1) قالوا ثم نزل عن فرسه وقال من يريد فرسا يركبه ويقاتل عليه قال فوثب ابنه عبد الرحمن وهو غلام حين احتلم فأخذه فقال يا أبة إني لأرجوه أن لا يكون فارسا أعظم غناء في المسلمين مني فارس وأنت يا أبة راجل أعظم غناء منك فارس الرجالة هم عظم المسلمين فإذا رأوك حافظا مترجلا صبروا إن شاء الله تعالى وحافظوا قال فقال أبوه وفقني الله وإياك يا بني قال ثم إن الروم تداعوا وتحاضوا وذكرتهم الأساقفة والرهبان قال فجعل معاذ إذا سمع ذلك منهم يقول اللهم زلزل أقدامهم وأرعب قلوبهم (2) وأنزل علينا السكينة وألزمنا كلمة التقوى وحبب إلينا اللقاء ورضنا بالقضاء وخرج باهان صاحب الروم فجال فيهم حتى وقف وأمرهم بالصبر والقتال دون ذراريهم وأموالهم وسلطانهم ثم بعث إلى صاحب الميسرة أن احمل وهو الاذربيجان وكان عدو الله متنسكا فقال للبطارقة والرؤوس الذين معه قد أمركم أميركم أن تحملوا قالوا فتهيأت البطارقة فشدت على الميمنة وفيها الأزد ومذحج وحضرموت وحمير
_________
(1) بالاصل وخع " الفراغ " والمثبت عن مختصر ابن منظور 1 / 217
(2) زيادة عن خع(2/151)
وخولان فثبتوا حتى صدقوا أعداء الله فقاتلوهم قتالا شديدا طويلا ثم أنه ركبه من الروم أمثال الجبال فزال المسلمون من الميمنة إلى ناحية القلب وانكشفت (1) طائفة من الناس إلى العسكر وثبت صدر من المسلمين عظيم يقاتلون تحت راياتهم وانكشفت زبيد يومئذ وهي في الميمنة وفيهم الحجاج بن عبد يغوث فتنادوا فترادوا واجتمعوا جميعا فاجتمعوا وهم خمسمائة رجل فشدوا شدة نهنهوا من قبلهم من الروم واشغلوهم عن اتباع من انكشف من الميمنة وتراد أيضا جماعة من الميمنة المتحيزة فشدت حمير وحضرموت وخولان بعدما زالوا حتى وقفوا مواقفهم في الصف واستقبل النساء سرعان من انهزم من المسلمين معهن عمد البيوت وأخذن تضربن وجوههن وترمين بالحجارة قالوا قال العباس بن سهل بن سعد الساعدي وكانت تحته خولة بنت ثعلبة الأنصارية في هؤلاء النساء فمر بها عمرو وهو ابن بحر وهو يقول (2) : يا هاربا عن نسوة ثنيات (3) * فعن قليل ما ترى سبيات * ولا خطيئات (4) ولا رضيات (5) * قال فتراد الناس وثبت النساء على مواقفهن قالوا واستحر القتال في الأزد فأصيب منهم ما لم يقتل من القبائل وقتل يومئذ عمرو بن الطفيل الدوسي وحقق الله رؤيا والده رحمة الله عليه الطفيل فإنه رأى يوم مسيلمة أن امرأة لقيته ففتحت له فرجها فدخله وطلبه ابنه هذا وحبس عنه فقال أولت رؤياي أن أقتل وأن المرأة التي أدخلتني في فرجها الأرض وأن ابني سيصيبه جراحة ويوشك أن يلحقني فقتل هذا يوم اليرموك وهو يقول يا معشر الأزد لا يؤتين المسلمين من قبلكم وأخذ يضرب بسيفه قدما وهو يقول:
_________
(1) بالاصل " والنكشف "
(2) كذا بالاصل والصواب " وهي تقول " كما في البداية والنهاية 7 / 15 وفتوح الشام للواقدي وغزوات ابن حبيش 1 / 274
(3) في خع وغزوات ابن حبيش 1 / 274 والبداية والنهاية 7 / 15: " تقيات " وفي فتوح الشام للواقدي " ثقات "
(4) في خع وابن حبيش: " حظيات " وفي البداية والنهاية: حصيات
(5) الرجز في فتوح الشام للواقدي باختلاف وزيد رابعا في ابن حبيش رميت بالسهم وبالمنيات(2/152)
قد علمت دوس ويشكر تعلم * أني أخو البيض ليوم مظلم (1) وأعزل الشكيم شد الأيهم * كنت عزيزا في الوغا ضيغم (2) فقاتل حتى قتل قال وثبت جندب بن عمرو بن جهمة (3) ورفع رايته وهو يقول يا معشر الأزد إنه لا ينجو من القتل والعدو والإثم إلا من قاتل ألا وإن المقتول الشهيد والخائب من تولى ثم أخذ يقول يا معشر الأزد: * إنه لا يمنع الراية إلا الأبطال (4) * فقاتل حتى قتل قالوا وبرز أبو هريرة صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى الأزد يعاونها وهو أحد الرؤوس من الأزد فجعل يقول سارعوا إلى الحور العين وجوار ربكم عز وجل في جنان النعيم ما أنتم إلى ربكم في موطن أحب إليه منكم في مثل هذا الموطن ألا وإن للصابرين فضلهم قالوا فأطافت به الأزد ثم اضطربوا حتى صارت الروم تجول في مجال واحد كما تدور الرحى قالوا ولقل ما رؤي يوما أكثر قحفا ساقطا ومعصما نادرا وكفا طائرة من ذلك الموطن والناس يضطربون تحت القسطل (5) قالوا وجل القبائل (6) في الميمنة حتى القلب قالوا والقلب في نحو ما فيه الميمنة
_________
(1) في ابن حبيش 1 / 274: أني إذ الابيض يوما مظلم (2) في ابن حبيش: وعود النكس وفر الابهم * أني عفرنا في الوقاع ضيغم (3) كذا بالاصل وخع وفي ابن حبيش: " حمئة "
(4) الرجز في ابن حبيش 1 / 275 وقبله فيه: يا معشر الازد احتداد الاقبال هيهات هيهات وفوت الحال (5) القسطل: الغبار
(6) عن خع وبالاصل " القبهلل " وفي ابن حبيش: " وكان جل القتال "(2/153)
قالوا وحمل عليهم خالد بن الوليد على الميسرة التي دخلت العسكر واضطربت ميمنة المسلمين إلى القلب فصارت الميمنة والقلب شيئا واحدا فقتل هو وخيله نحوا من ستة آلاف ودخل سائرهم بيوت المسلمين في العسكر مجرحين وخرج خالد بن الوليد في خيله يطرد (1) من كان من الروم قريبا من العسكر حتى إذا أرادوا أن يمكروا به نادى عند ذلك يا أهل الإسلام لم يبق عند القوم من الجلد والقتال إلا ما رأيتم الشدة الشدة فوالذي نفسي بيده إني لأرجو أن يمنحكم الله أكتافهم قالوا فاعترض صفوف (2) الروم وأن في جانبه الذي يستقبل لمائة ألف من الروم فحمل عليهم وما هو إلا في نحو من ألف فارس قالوا فوالله ما بلغتهم الحملة حتى فض (3) الله جمعهم وشد المسلمون على من يليهم من رحالهم فانكشفوا وأتبعهم المسلمون ما يمتنعون من قبل ميمنتهم ولا ميسرتهم (4) قالوا ثم إن خالد انتهى في تلك الحملة إلى الدربيجان وقد قال لأصحابه لفوني في الثياب فلف في الثياب وقال وددت أن الله كان عافاني من حرب هؤلاء القوم فلم أرهم ولم يروني ولم أنصر عليهم ولم ينتصروا علي وهذا يوم شر ولم يقاتل حتى غشيه القوم فقتلوه قالوا وقال أيضا قناطر وهو في ميمنة الروم لجرحين (5) صاحب أرمينية احمل فقال له أنت تأمرني أن أحمل وأنا أمير مثلك فقال له قناطر أنت أمير وأنا أمير وأنا فوقك وقد أمرت بطاعتي فاختلفا ثم إن قناطر حمل حملة شديدة على كنانة وقيس وخثعم وجذام وقضاعة وعاملة وغسان وهم فيما بين ميسرة المسلمين إلى القلب فكشفوا المسلمين وزالت الميسرة عن مصافها وثبت أهل الرايات وأهل الحفايظ فقاتلوا وركبت الروم أكتاف من انهزم حتى دخلوا معهم العسكر قال فاستقبلهم نساء المسلمين بعمد الفساطيط يضربون بها وجوههم ويرمونهم بالحجارة ويقلن (6) أين أين عز الإسلام والأمهات والأزواج (7) قال فيعطف هؤلاء الذين انهزموا إلى المسلمين
_________
(1) عن خع وبالاصل " يصرد " وفي ابن حبيش: " يكرد " بمعني يطر
(2) عن خع وبالاصل " صفوان "
(3) عن مختصر ابن منظور 1 / 219 وبالاصل " قبض " ومثله خع
(4) زيادة عن خع
(5) كذا بالاصل وخع ومختصر ابن منظور وفي ابن حبيش: جرجير
(6) عن خع وبالاصل: ويقولون
(7) كذا بالاصول وفي المطبوعة: والارواح(2/154)
وينادي الناس بالحفايط والصبر قال وشد قبابة (1) بن أسامة فقاتل قتالا شديدا وجعل يرتجز (2) ويقول: إن تفقدوني تفقدوا خير فارس * لذي الغمرات والرئيس المحاميا وذا فخر لا يملأ الهول قلبه * ضروبا بنصل السيف أروع ماضيا (3) قالوا فكسر في القوم ثلاث رماح يومئذ وقطع سيفين وأخذ يقول كلما قطع سيفا (4) أو كسر رمحا من يعير سيفا أو رمحا في سبيل الله رجلا حبس نفسه مع أولياء الله قد عاهد الله أن لا يفر ولا يبرح حتى يقاتل المشركين حتى يظهر المسلمون أو يموت فكان من أحسن الناس بلاء في ذلك اليوم قالوا ونزل أيضا أبو الأعور السلمي فقال يا معشر قيس خذوا نصيبكم من الأجر والصبر فإن الصبر في الدنيا عز ومكرمة وفي الآخرة رحمة وفضيلة فاصبروا وصابروا ثم إن الناس حيزوا إلى القلب وفي القلب سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل حيث وضعه أبي عبيدة بن الجراح قال فلما نظر سعيد إلى الروم وخافها اقتحم إلى الأرض وجثى على ركبتيه حتى إذا دنوا (5) منه طعن برايته أول رجل من القوم ثم ثار في وجوههم كأنه الليث وأخذ يقاتل ويعطف الناس إليه قالوا وكان يزيد بن أبي سفيان يومئذ من عظم الناس غناء (6) قد كان أبوه مر به فقال له يا بني عليك بتقوى الله والصبر فإنه ليس رجل بهذا الوادي من المسلمين إلا محفوفا (7) بالقتال فكيف بك وبأشباهك الذين ولوا أمور المسلمين أولئك أحق الناس
_________
(1) كذا بالاصل وخع وفي ابن حبيش " قباث بن أشيم " وهو الصواب وانظر ما تقدم فيه والاصابة والاستيعاب(2/155)
بالجهاد والنصيحة فاتق الله يا بني والزم (1) في أمرك ولا يكونن أحد من إخوانك بأرغب في الأجر والصبر في الحرب ولا أجرأ على عدو الإسلام منك قال أفعل فقاتل يومئذ في الجانب الذي كان فيه واقفا قتالا شديدا وكان مما يلي القلب قالوا وشد طرف من الروم على عمرو بن العاص فانكشف هو وأصحابه حتى دخلوا أول العسكر وهم في ذلك يقاتلون ويشدون ولم ينهزموا هزيمة ولوا فيها الظهر قال فنزلن (2) النساء بعمدهن من التل فضربن وجوه الرجال ونادت الناس أم حبيبة ابنة العاص (3) فقالت قبح الله رجلا يفر عن حليلته وقبح الله رجلا يفر من كريمته قالوا وسمع نسوة من النساء المسلمين يقلن فلستم بعولتنا إن لم تمنعونا
قال فتراد المسلمون وزحف عمرو وأصحابه حتى عادوا إلى قريب من موقفهم قالوا وقاتل أيضا شرحبيل بن حسنة في ربعه الذي كان فيه فكان وسطا من الناس إلى جنب سعيد بن زيد وانكشف عنه أصحابه فثبت وهو يقول " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم " (4) إلى آخر الآية أين الشارون أنفسهم لله ابتغاء مرضاة الله وأين المشتاقون إلى جوار الله في داره قالوا فرجع إليه ناس كثير وبقي القلب لم ينكشف أهله لمكان الذي كان فيه سعيد بن زيد قالوا وكان أبو عبيدة من وراء ظهره ردءا له وللمسلمين قالوا فلما رأى قيس بن هبيرة خيل المسلمين وراء صفهم مما يلي ميسرة المسلمين وأن المسلمين قد دخلت ميسرتهم العسكر وأن الروم قد صمدت لهم اعترض الروم بخيله تلك ينتظر خيل خالد بن الوليد فعطف بهم إلى بعض ورجع المسلمون في آثارهم فقاتلوهم وحمل على من يليه من الروم وهو في ميمنة المسلمين حتى اضطروهم إلى صفوفهم قالوا فلما رأى خالد بن الوليد أن قيس بن هبيرة قد كشف من يليه وأن
_________
(1) ابن حبيش: وأكرم
(2) كذا
(3) بالاصل: " ونادت الناس ابنة ابن العاص " والصواب عن ابن حبيش
(4) سورة التوبة الاية: 111(2/156)
المسلمين قد رجعت راجعتهم إلى المسلمين حمل على من يليه من الروم يعطف بعضهم بعضا إلى بعض وزحف المسلمون إليهم رويدا حتى إذا دنوا منهم إذا هم (1) ينتفضون قال فبعث ذلك أبو عبيدة عند ذلك إلى سعيد بن زيد أن شد عليهم وشد المسلمون بأجمعهم عدة واحدة وأظهروا التكبير ثم صكوهم صكة واحدة فطعنوا بالرماح فضربوا بالسيوف وأنزل الله تعالى نصره وما وعد نبيه (صلى الله عليه وسلم) فضرب الله وجوه أعدائه ومنح أكتافهم وزلزل أقدامهم وأنزل الله ملائكة يضربون وجوههم حتى ولوا المسلمين أكتافهم قالوا قال سعيد بن المسيب عن أبيه أنه قال لما جلنا هذه الجولة سمعنا صوتا قد كاد يملأ العسكر يقول يا نصر الله اقترب الثبات الثبات يا معشر المسلمين فتعطفنا عليه فإذا هو أبو سفيان بن حرب تحت راية ابنه قالوا وشد خالد في سرعان الناس وشد المسلمون معه يقتلون كل قتلة وركب (2) بعضهم بعضا حتى انتهوا لي مكان مشرف على أهوية فأخذوا يتساقطون فيها وهم يبصرون (3) وهو يوم ذو ضباب ومنهم من قال كان ذلك في الليل فأخذ آخرهم لا يعلم ما يلقي أولهم يتساقطون فيها وهم (4) لا يبصرون وهم يوم ذو ضباب (5) حتى سقط فيها نحو من ثمانين (6) ألفا فما أحصوا إلا بالقصب قالوا وبعث أبو عبيدة شداد بن أوس بن أخي حسان بن ثابت بعدهم بعد ذلك اليوم بيوم فوجد من سقط في تلك الأهوية بعدما عدهم بالقصب ثمانين ألفا يزيدون قليلا أو ينقصون قليلا وسميت تلك الأهوية بالواقوصة من يومئذ حتى اليوم لأنهم وقصوا فيها فأخذوا وجها آخر وقتل المسلمون في المعركة (5) بعدما أدبروا أما
_________
(1) عن خع
(2) بالاصل " وركن " والصواب عن ابن حبيش (3) بالاصل: " وهم ينصرون " والمثبت عن خع وابن حبيش
(4) كذا كررت العبارة بالاصل وخع
(5) في ابن حبيش: مائة ألف
(6) عن خع وابن حبيش وبالاصل " المعرفة "(2/157)
ما لا يحصى وغلبهم الليل فبات المسلمون فلما أصبحوا نظروا فإذا هم لا يرون شيئا فقالوا كمن أعداء الله لنا فلما بعثوا الخيول في الوادي تنظر هل لهم من كمين لو نزلوا بوطاء من المسلمين فإذا الرعاة يخبرونهم أنهم قد سقطوا في الواقوصة فسألوا عن عظيم (1) الروم فقالوا قد ترحل منهم البارحة بنحو من أربعين ألفا ثم أتبعهم خالد بن الوليد على الخيل فقتلهم حتى مر بدمشق فخرج إليه رجال من أهل دمشق فاستقبلوه فقالوا نحن على عهدنا الذي كان بيننا وبينكم فقال لهم نعم أنتم على عهدكم ثم أتبعهم يقتلهم في القرى وفي كل وجه حتى قدم دمشق فخرج إليه أهلها فسألوه التمام على ما كان بينهم ففعل قال ومضى خالد يطلب عظم الناس حتى أدركوه بثنية العقاب وهو يهبط الهابط منها إلى غوطة فدرك عظم الناس حتى أدركهم بغوطة دمشق فلما انتهوا إلى تلك الجماعة من الروم وأقبلوا يرمونهم بالحجارة من فوقهم فتقدم إليهم الأشتر وهو في رجال من المسلمين فإذا أمامهم رجل من الروم جسيم عظيم فمضى إليه حتى وثب عليه فاستوى هو والرومي على صخرة مستوية فاضطربا بسيفيهما فأظن (2) الأشتر كف الرومي وضرب الرومي الأشتر بسيفه فلم يضره واعتنق (3) كل واحد منهما صاحبه فوقعا على الصخرة ثم انحدرا وأخذ الأشتر يقول وهو في ذلك ملازم العلج لا يتركه " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين " (4) قال فلم يزل يقل ذلك حتى انتهوا إلى مستوى الجبل وقرار فلما استقروا وثب على الرومي فقتله وصاح في الناس أن جوزوا قال فلما رأت الروم أن صاحبهم قد قتل خلوا الثنية وانهزموا قال وكان الأشتر ذا بلاء حسن في اليرموك قالوا لقد قتل ثلاثة عشر قالوا فركب خالد والمسلمون الثنية ثم انحطوا مشرفين وأنكوا في سائر البلاد يطلبون أعداء الله في القرى والجبال حتى وصلوا إلى حمص فخرج إليهم أهل حمص
_________
(1) بالاصل: " من عظيم " والمثبت عن خع ومختصر ابن منظور
(2) كذا بالاصل وخع والصواب " فأطن " كما في مختصر ابن منظور 1 / 221، يعني قطعها
(3) بالاصل وخع: " واستنق " والمثبت عن مختصر ابن منظور
(4) سورة الانعام الاية: 162(2/158)
يسألونهم التمام على عهدهم وعقدهم وجزيتهم (1) ففعل بهم خالد ما فعل بأهل دمشق وأقام بها ينتظر رأي أبي عبيدة قالوا ولما سار خالد بن الوليد من اليرموك في إثر من انهزم وقع أبو عبيدة في دفن المسلمين حتى غيبهم (2) وكفاه دفن الكفار بالواقوصة التي وقعوا فيها وقد كان مما يعملون أن يدفنوا الكفار بعدما يدفنون المسلمين فكفاه الله الكفار بالواقوصة التي وقعوا فيها فكتب أبو عبيدة مكانه (3) إلى عمر بن الخطاب يصف له أمرهم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص نا أبو بكر بن سيف نا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمر التميمي قال وكان أبو بكر رضي الله عنهـ قد سمى لكل أمير من أمراء الشام كورة فسمى لأبي عبيدة بن عبد الله بن الجراح حمص وليزيد (4) بن أبي سفيان دمشق ولشرحبيل بن حسنة الأردن ولعمرو بن العاص ولعلقمة بن مجزز (5) فلسطين فإذا فرغا منها ترك علقمة وسار إلى مصر فلما شارفوا الشام دهم كل أمير منهم قوم كثير وأجمع رأيهم أن يجتمعوا بمكان واحد وأن يلقوا جمع المشركين بجمع المسلمين قال ونا سيف عن أبي عثمان يزيد بن أسيد الغساني عن خالد وعبادة قالا (6) توافي إليها مع الأمراء الأربعة والجنود مع عمرو وعلقمة ويزيد بن أبي سفيان وأبي عبيدة وشرحبيل سبعة وعشرون ألفا وثلاثة آلاف من فلال خالد بن سعيد أمر عليهم أبو بكر رضي الله عنهـ معاوية وشرحبيل وعشرة آلاف من أمداد أهل العراق مع خالد بن الوليد سوى ستة آلاف ثبتوا مع عكرمة (7) ردءا بعد خالد بن سعيد وكانوا جميعا ستة وأربعين ألفا وكان عكرمة من آخر بني مخروم إسلاما وقد جاء عن النبي (صلى الله عليه وسلم) فيه
_________
(1) في مختصر ابن منظور: وحريتهم
(2) عن مختصر ابن منظور وبالاصل وخع: عينهم
(3) كذا بالاصل وخع وفي المطبوعة: كتابه
(4) بالاصل وخع: وإلى يزيد والمثبت عن مختصر ابن منظور
(5) بالاصل وخع " محرز " والمثبت عن مختصر ابن منظور 1 / 222 والطبري 3 / 394
(6) بالاصل: قالوا والمثبت عن الطبري 3 / 394
(7) عن الطبري وبالاصل: عسكره(2/159)
حديث وذلك أنه بارز رجلا في بعض حروب النبي (صلى الله عليه وسلم) فقتله فاستضحك النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال له نفر (1) من الأنصار ما أضحكك وقد فجعنا بصاحبنا فقال أضحكني أنهما في درجة واحدة في الجنة
[452] قال وكان قتالهم على تساند كل جند وأميره لا يجمعهم واحد حتى قدم عليهم خالد من العراق وكان عسكر (2) أبي عبيدة باليرموك مجاورا لعسكر عمرو بن العاص وعسكر شرحبيل مجاورا لعسكر يزيد بن أبي سفيان وكان أبو عبيدة (3) ربما صلى مع عمرو بن العاص وشرحبيل مع يزيد فأما عمرو ويزيد فإنهما كانا لا يصليان مع أبي عبيدة وشرحبيل وقدم خالد بن الوليد وهم على حالهم هذه فعسكر على حدة فصلى بأهل العراق ووافق خالد المسلمين وهم متضايقون بمدد الروم عليهم باهان ووافق القوم وهم نشاط لمددهم فالتقوا فهزمهم الله تبارك وتعالى حتى ألجأهم وأمدادهم إلى الخنادق والواقوصة أحد حدوده والواقوصة لهب (4) لاج في الأرض أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا أبو بكر بن سيف نا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمر قال (5) وحملت الروم مع انقلابه إلى خالد وهم يرون أنها حملة فأزالوا المسلمين عن مواقفهم فالتقوا فهزمهم الله تبارك وتعالى حتى ألجأهم وأمدادهم إلى الخنادق والواقوصة إلا المحامية عليهم عكرمة والحارث بن هشام وركب خالد ومعه جرجة والروم خلال المسلمين فتنادى الناس وباتوا (6) وتراجعت الروم إلى مواقفهم فزحف بهم خالد حتى تصافحوا بالسيف فضرب فيهم خالد وجرجة من لدن ارتفاع النهار إلى جنوح الشمس للغروب ثم أصيب جرجة ولم يصل صلاة سجد فيها إلا الركعتين اللتين أسلم عليهما فصلى الناس الأولى والعصر إيماء وتضعضع الروم ونهد خالد بالقلب حتى كان بين خيلهم ورجلهم وكان مقاتلتهم واسع المطرد ضيق
_________
(1) عن خع
(2) بالاصل: أبو
(3) زيادة عن خع
(4) بالاصل: " لهث " والمثبت عن خع واللهب مهواة ما بين كل جبلين (قاموس)
(5) الخبر في الطبري 3 / 399 حوادث سنة 13
(6) الطبري: وثابوا(2/160)
المهرب فلما وجدت خيلهم مذهبا ذهبت وتركتهم رجلهم في مصافهم وخرجت خيلهم تشتد بهم في الصحراء وأخروا (1) أناس الصلاة حتى صلوا بعد الفتح ولما رأى المسلمون خيل الروم قد توجهت للهرب أفرجوا لها (2) ولم يحرجوها فذهبت فتفرقت في البلاد وأقبل خالد والمسلمون على الرجل ففضوهم (3) فكأنما هدم بهم حائطا فاقتحموا في خنادقهم واقتحمه عليهم فعمدوا إلى الواقوصة حتى هووا فيها المقترنون وغيرهم فمن صبر للقتال من المقترنين هو أنه من خشعت نفسه فيهوي الواحد بالعشرة لا يطيقونه وكلما هوى اثنان كان البقية عنهم أضعف وكان المقترنون أعشارا فتهافت في الواقوصة عشرون ألفا ومائة ألف ثلاثون (4) ألفا مقترن وأربعون ألفا مطلق سوى من قتل في المعركة من الخيل والرجل فكان منهم الفارس يومئذ ألف وخمسمائة وتجلل الفيقار وأشراف من أشراف الروم برانسهم وجلسوا وقالوا لا نحب أن نرى يوم السوء إذ لم نستطع أن نرى يوم السرور وإذ لم نستطع أن نمنع النصرانية فأصيبوا في تزملهم أخبرنا أبو القاسم أنا أبو الحسين أنا أبو طاهر أنا أبو بكر بن سيف أنا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف عن مبشر (5) وسهيل وأبي عثمان عن خالد وعبادة وأبي حارثة قالوا (6) وأوعب القواد بالناس نحو الشام وعكرمة ردء للناس وبلغ الروم ذلك فكتبوا إلى هرقل وخرج هرقل حتى ينزل بحمص فأعد لهم الجنود وعبى لهم العساكر (7) وأراد تفريقهم وشغل بعضهم عن بعض لكثرة جنده وفضول رجاله فأرسل إلى عمر وأخاه تذارق (8) لأبيه وأمه فخرج نحوهم في تسعين ألفا وبعث من يسوقهم حتى نزل لصاحب الساقة بثنية جلق بأعلا فلسطين وبعث جرجة بن توذرا نحو يزيد بن ابي سفيان فعسكروا بإزائه وبعث
_________
(1) كذا
(2) بالاصل " بها " والمثبت عن الطبري
(3) عن الطبري وبالاصل " بعضهم "
(4) في الطبري: ثمانون
(5) عن خع الطبري 3 / 392 وبالاصل " ميسر " وفي الطبري: سهل " بدل " سهيل
(6) الخبر في الطبري 3 / 392 وبالاصل " وأوعت " والمثبت عن الطبري
(7) الزيادة عن خع والطبري
(8) عن الطبري وبالاصل وخع: بدارف(2/161)
الدراقص فاستقبل شرحبيل وبعث القيفان (1) ونطورس في ستين ألفا نحو أبي عبيدة فهابهم المسلمون وجميع فرق المسلمين واحد وعشرون ألفا سوى عكرمة في ستة آلاف ففزعوا جميعا بالكتب والرسل إلى عمرو أن ما الرأي فكاتبهم وراسلهم أن الرأي الاجتماع وذلك أن مثلنا إذا اجتمع لم يغلب عن قلة فإذا تفرقنا لم يبق الرجل منا في عدد يقرن (2) فيه لأحد ممن استقبلنا وواعدانا لكل طائفة منا فاتعدوا اليرموك ليجتمع به وقد كتب إلى أبي بكر رضي الله عنهـ بمثل ذلك ما كاتبوا به عمر فطلع عليهم كتابه بمثل ما رأى عمرو سواء بأن اجتمعوا فتكونوا عسكرا واحدا والقوا زحوف المشركين بزحف المسلمين فإنكم أعوان الله والله ناصر من نصره وخاذل من كفره ولن يؤتى مثلكم من قلة وإنما يؤتى العشرة آلاف والزيادة على عشرة آلاف إذا أتوا من تلقاء الذنوب فاحترسوا من الذنوب واجتمعوا باليرموك متساندين وليصل كل رجل منكم بأصحابه ثم بلغ ذلك هرقل فكتب إلى بطارقته أن اجتمعوا لهم وانزلوا بالروم منزلا واسع العطن (3) واسع المطرد ضيق المهرب وعلى الناس التدارق وعلى المقدمة جرجة (4) وعلى مجنبتيه (5) ماهان والدارقص وعلى الحرب القيفار وأبشروا فإن باهان في الأثر مدد لكم ففعلوا فنزلوا الواقوصة على ضفة اليرموك وصار الوادي خندقا لهم وهو لهب (6) لا يدرك وإنما أراد باهان وأصحابه أن يستفيق الروم ويأنسوا بالمسلمين ويرجع إليهم أفئدتهم عن طيرتها وانتقل المسلمون من عسكرهم الذي اجتمعوا به فنزلوا عليهم بحذائهم على طريقهم وليس للروم طريق إلا عليهم فقال عمرو أيها الناس ألا أبشروا حصرت (7) والله الروم وقل ما جاء محصور بخير واقاموا بإزائهم وعلى طريقهم ومخرجهم صفر
_________
(1) الاصل وخع وفي الطبري: الفيقار بن نسطوس
(2) عن الطبري وبالاصل وخع " يفرد "
(3) عن الطبري وبالاصل " الطعن "
(4) بالاصل: " حرحه " وقد تقدم (عن الطبري)
(5) عن الطبري وبالاصل: مجنبته
(6) عن الطبري وبالاصل: لهث
(7) بالاصل وخع: " حضرت " والمثبت عن الطبري "(2/162)
سنة ثلاث عشرة وشهري ربيع لا يقدرون من الروم على شئ ولا يخلصون إليهم اللهب (1) وهو الواقوصة من ورائهم والخندق من ورائهم (2) ولا يخرجون خرجة إلا أديل (3) المسلمون منهم حتى إذا سلخوا شهر ربيع الأول وقد استمدوا أبا بكر وأعلموه الشأن في صفر فكتب إلى خالد ليلحق بهم وأمره أن يخلف على العراق المثنى فوافاهم في ربيع قال ونا سيف عن محمد وطلحة وعمرو والمهلب قالوا (4) ولما نزل المسلمون باليرموك واستمدوا أبا بكر قال خالد لها فبعث إليه وهو بالعراق وعزم عليه واستحثه بالسير فنفذ خالد لذلك فطلع عليهم خالد وطلع باهان على الروم وقد قدم قدامه الشمامسة والرهبان والقسيسين يعيرونهم (5) ويحضونهم على القتال فاتفق خالد وباهان ووافق قدوم خالد قدوم باهان فخرج بهم باهان كالمقتدر فولى خالد قتاله وقاتل الأمراء من بازائهم فهزم باهان وتتابع الروم على الهزيمة واقتحموا خندقهم وتيمنت (6) الروم بباهان وفرح المسلمون بخالد وقال راجز المسلمين في ذلك (7) : دعوا هرقلا ودعونا الرحمن * والله قد أخزى جنود باهان بخالد اللج أبي سليمان * ليس بوهواه (8) ولا بوان * لا نزق فيه ولا أرنان * وجرد المسلمون وجرد الكافرون (9) وهم أربعون ومائتا ألف منهم ثمانون ألف مقيد وأربعون ألفا منهم مسلسل للموت وأربعون ألفا مربطون بالعمائم وثمانون ألف فارس وثمانون ألف راجل والمسلمون سبعة وعشرون ألفا ممن كان مقيما إلى
_________
(1) عن الطبري وبالاصل: اللهت
(2) الاصل وخع وفي الطبري: أمامهم
(3) يقال: أديل لنا على عدونا أي نصرنا عليه وكانت الدولة لنا (انظر اللسان)
(4) الخبر التالي في الطبري 3 / 393 - 394
(5) في الطبري: يغرونهم
(6) عن الطبري وبالاصل: وتتميز
(7) الابيات في ابن حبيش 1 / 292
(8) ابن حبيش: " بوهراء "
(9) في الطبري: " وحرد المسلمون وحرب المشركون " وفي ابن حبيش: وحرب المسلمون وجرد المشركون(2/163)
أن قدم عليهم خالد في التسعة آلاف فصاروا ستة وثلاثين ألفا قال ونا سيف عن أبي عثمان وأبي حارثة عن خالد وعبادة عن عبد الرحمن بن غنم (1) وشهدها قال كان أبو سفيان (2) وأشياخ محامية ولا يجولون ولا يقاتلون يفئ إليهم (3) الناس ولا يأرزون وكانت إذا كانت على الروم قال وقالوا هلال (4) بن الأصفر اللهم اجعله وجههم فإذا كانت على المسلمين قال وقالوا يا بني الأحوى (5) أين أين اللهم اردد لهم الكرة فإذا كروا (6) قالوا بهن بنو الأحوى فإذا عملوا قالوا اللهم أعنهم وأنصرهم حتى إذا فتح الله عز وجل على المسلمين من آخر الليل وقتلوهم حتى الصباح ثم أصبحوا فاقتسموا الغنائم ودفنوا قتلى المسلمين وبلغوا ثلاثة آلاف وصلى كل أمير قوم على قتلاهم ودفع خالد بن الوليد العهد إلى أبي عبيدة بعدما فرغ من القسم ودفن الشهداء وتراجع الطلب فولى أبا عبيدة النفل من الأخماس فنفل فأكثروا الكتاب بالفتح والإرسال بالأخماس وبعث أبا جندل بشيرا ووفد قباث (7) بن أشيم وأخبرنا أبو القاسم أنا أبو الحسين أنا أبو طاهر أنا أبو بكر بن سيف أنا أبو عبيدة السري بن يحيى نا شعيب نا سيف عن عمرو بن ميمون عن أبيه قال (8) لقي خالد مقدمه بالشام معينا لأهل اليرموك رجلا من روم العرب فقال يا خالد إن الروم في جمع كثير مائتي ألف أو يزيدون فإن رأيت أن ترجع على حاميتك فافعل فقال خالد إن الروم في جمع كثير مائتي ألف أو يزيدون فقال خالدا بالروم تخوفني والله لوددت أن الأشقر يرى من توجيه وإنهم أضعفوا ضعفهم فزمهم الله عز وجل على يديه
_________
(1) عن خع وبالاصل " عتم " والخبر في ابن حبيش 1 / 298
(2) عن ابن حبيش وبالاصل وخع: " أبو بكر " تحريف
(3) زيادة عن ابن حبيش ويأرزون: يلتجئون وفي بن حبيش: يأوون
(4) كذا بالاصل وخع ولعلها: " هلاك وفي ابن حبيش: هلك بنو
(5) عن خع وبالاصل: الاخرى وفي ابن حبيش: الاخوان
(6) عن ابن حبيش وبالاصل وخع: كثروا
(7) عن خع وابن حبيش وبالاصل " فنائب "
(8) الطبري 3 / 402 وابن حبيش 1 / 300(2/164)
قال نا سيف عن المطرح عن القاسم عن أبي أمامة وأبي عثمان عن يزيد بن سنان عن رجال من أهل الشام من أشياخهم قالوا (1) لما كان اليوم الذي تأمر فيه خالد هزم الله عز وجل الروم مع الليل وصعد المسلمون العقبة وأصابوا ما في العسكر وقتل الله عز وجل صناديدهم ورؤوسهم وفرسانهم وقتل الله عز وجل أخا هرقل وأخذ التذارق وانتهت الهزيمة إلى هرقل وهو دون مدينة حمص وارتحل فجعل حمص بينه وبينهم وأمر عليها أميرا وخلفه (2) فيها كما كان أمر على دمشق وخلف فيها وارتحل وأتبع المسلمون الروم حتى هزموهم خيولا يثفنونهم (3) ولما صار الأمر إلى أبي عبيدة بعد الهزيمة نادى بالرحيل وارتحل المسلمون بزحفهم حتى وضعوا عسكرهم بمرج الصفرين قال أبو أمامة فبعثت (4) طليعة من مرج الصفرين مع فارسين فسرت حتى دخلت فجستها (5) بين أبياتها وشجراتها فقال أحد صاحبي قد بلغت حيث أمرت فانصرف لا تهلكنا فقلت قف مكانك حتى تصلح أولئك فسرت حتى دفعت إلى باب المدينة وليس في الأرض أحد ظاهر فزغت لجام فرسي وعلقت عليه مخلاته وركزت رمحي ثم وضعت رأسي فلم اشعر إلا بالمفتاح تحرك عند الباب ليفتح فقمت فصليت الغداة ثم ركبت فرسي فحملت عليه فطعنت البواب فقتلته وتصالحوا في المدينة ودخلت فلقيت رجلا فقتلته ثم لقيت آخر فطعنته فقتلته ثم انكفأت راجعا وخرجوا يطلبونني فجعلوا يكفون (6) عني مخافة أن يكون لنا كمين فدفعت إلى صاحبي الأدنى الذي أمرته أن يقف فلما رأوه قالوا هذا كمين انتهيا إلى كمينه فانصرفوا وسرت أنا وصاحبي حتى دفعنا إلى صاحبي الثاني فسرنا حتى انتهينا إلى المسلمين وقد عزم أبو عبيدة أن لا يبرح حتى يأتيه رأي عمر وأمره فأتاه فرحلوا حتى نزلوا دمشق وخلف باليرموك بشير (7) بن كعب بن أبي الحميري في خيل
_________
(1) عن الطبري 3 / 403 وبالاصل " قال "
(2) عن الطبري وبالاصل: وخلق
(3) يثفنونهم أي يطردونهم
(4) عن الطبري وبالاصل: فبعث
(5) عن الطبري وبالاصل: فحبستها
(6) عن الطبري وبالاصل: يلفون
(7) عن ابن حبيش والطبري وبالاصل " بشر "(2/165)
قال وقال القعقاع بن عمرو في يوم اليرموك: ألم ترنا على اليرموك فزنا * كما فزنا بأيام العراق فتحنا قبلها بصرى وكانت * محرمة الجناب لدى النفاق (1) وعذراء (2) المدائن قد فتحنا * ومرج الصفرين على العتاق قتلنا من أقام لنا وفينا * نهابهم بأسياف رقاق قتلنا الروم حتى ما تساوى * على اليرموك نفروق (3) الوراق فضضنا جمعهم لما استحالوا * على الواقوصة البتر الرقاق (4) غداة تهافتوا فيها فصاروا * إلى أمر يعضل بالذواق وقال عمرو بن العاص واعير على لخم وجذام بالفرار عند الحملة في أول النهار على إثر جرجة وهم الذين تكشفوا بالناس والحرب: القوم لخم وجذام في الحرب * ونحن والروم بمرج نضطرب فإن يعودوا بعدها لا نصطحب * بل نعصب الفرار بالضرب الكلب (5) وقال الأسود أبو مفزر (6) التميمي: وكم قد أغرنا غارة بعد غارة * ويوما ويوما قد كشفنا أهاوله (7) ولولا رجال كان حشو غنيمة * لدى ماقط رجت عليهم أوائله (8) لقيناهم اليرموك لما تضايقت * بمن حل باليرموك منه حمائله [فلا يعدمن منا هرقل كتائبا * إذا رامها رام الذي لا يحاوله] (9)
_________
(1) في البداية والنهاية 7 / 19 النعاق
(2) عذراء: قرية بغوطة دمشق من إقليم خولان معروفة
(3) في معجم البلدان وشعره في شعراء إسلاميون ص 43 " مفروق " وفي البداية والنهاية: معروق
(4) في البداية والنهاية: على الواقوص بالبتر الرقاق
(5) الابيات في البداية والنهاية 7 / 19
(6) بالاصل: " أبو مقر " ومثله في خع وفي البداية والنهاية 7 / 19 الاسود بن مقرن
والمثبت عن شعراء إسلاميون - ترجمته ص 109 وما بعدها
(7) لم ترد الابيات في ترجمته في كتاب شعراء إسلاميون وهي في البداية والنهاية 7 / 19 وأهاوله: الزينة والنقوش والتصاوير
(8) في خع " حسب " بدل " حشو " وفي البداية والنهاية: عشو و " لدى مأقط " بدل " كذا ما قط " في الاصل
(9) سقط البيت من الاصل واستدرك عن خع والبداية والنهاية(2/166)
" باب ذكر تاريخ قدوم عمر رضي الله عنهـ الجابية (1) وما سن بها من السنن الماضية " أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو الميمون بن راشد نا أبو زرعة حدثني محمود بن خالد قال عن محمد بن عائذ عن الوليد بن مسلم عن عثمان بن حصين بن سلاق (2) قال قال يزيد بن عبيدة فتحت بيت المقدس سنة ست عشرة وفيها قدم عمر بن الخطاب الجابية قال أبو زرعة فأخبرني عبد الرحمن بن إبراهيم عن الوليد بن مسلم قال ثم عاد في العام المقبل يعني سنة ثمان عشرة حتى أتى الجابية يعني بعد عوده من سرغ (3) سنة سبع عشرة فاجتمع إليه المسلمون فدفع إليه أمراء الأجناد ما اجتمع عندهم من الأموال فجند ومصر الأمصار ثم فرض الأعطية والأرزاق ثم قفل إلى المدينة أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعد (4) نا يعقوب قال ثم فتح الجابية وإيلياء سنة ست عشرة أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها وابنه أبو الحسن علي قالا أنا أبو الفضل بن الفرات أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا
_________
(1) الجابية بكسر الباء وياء خفيفة: قرية من أعمال دمشق من عمل الجيدور من ناحية الجولان قرب مرج الصفر في شمالى حوران
(2) كذا بالاصل وقد مر " عثمان بن حصن بن علاق " انظر الكاشف للذهبي وتقريب التهذيب لابن حجر
(3) بالاصل " سرع " وسرغ: قرية بوادي تبوك
في أول الشام وآخر الحجاز (ياقوت)
(4) كذا بالاصل وخع وفي المطبوعة " جعفر "(2/167)
أحمد بن إبراهيم القرشي نا ابن عائذ نا الوليد بن مسلم حدثني عثمان بن حصن عن يزيد بن عبيدة قال ثم فتحت إيلياء سنة ست عشرة وفيها قدم عمر الجابية أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا عمر بن عبد الله بن عمر أنا أبو الحسين بن بشران أنبأ عثمان بن أحمد بن حنبل نا عاصم بن علي نا أبو معشر قال ثم كانت عمواس (1) والجابية في سنة ست عشرة أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد نا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو الميمون بن راشد نا أبو زرعة قال قال أحمد بن حنبل وفي سنة ثماني عشرة كان طاعون عمواس قال أبو زرعة فأخبرني سعيد بن كثير قال ففيه يقول الشاعر: رب خرق مثل الهلال وبيضا * ء لعوب (2) بالجزع من عمواس قد لقوا الله غير باغ عليهم * فأحلوا بغير دار ائتناس (3) وصبرنا حقا كما قد وعد الله * وكنا في الصبر قوما تأسي (4) أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي نا أبو بكر الخطيب وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قالا أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب نا ابن بكير حدثني الليث بن سعد قال ثم كانت الرمادة (5) وطاعون عمواس سنة ثمان عشرة قال يعقوب وحدثني سلمة عن أحمد بن حنبل عن إسحاق بن عيسى عن أبي معشر قال ثم (6) كانت سرغ سنة سبع عشرة ثم كانت الرمادة سنة ثمان عشرة
_________
(1) عمواس: قيل بكسر فسكون وقيل: بالتحريك ضيعة جليلة على ستة أميال من الرملة على طريق بيت المقدس (معجم البلدان)
(2) عن خع وبالاصل " لعوث " وفي معجم البلدان " عمواس: وبيضاء حصان "
(3) في ياقوت: وأقاموا في غير دار ائتناس (4) في ياقوت: فصبرنا صبرا كما علم الله وكنا في الصبر أهل إياس (5) وهي رمادة فلسطين: وهي رمادة انظر معجم البلدان
(6) ثمة نقص في الاصل وخع وقبلها في المطبوعة - وقد نبه محققها إلى هذا السقط - ثم كانت عمواس والجابية في سنة ست عشرة(2/168)
وكان في ذلك العام طاعون عمواس لعل عمواس التي ذكرها أبو معشر سنة ست عشرة وقعة كانت عندها فأما الطاعون فقد وافق غيره في أنه كان سنة ثمان عشرة أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الخطيب بمشكان (1) أنا أبو منصور محمد بن الحسن النهاوندي نا أبو العباس أحمد بن الحسين بن زنبيل نا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن نا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري نا عبد الله بن صالح قال في حديثه إن عمر قدم الجابية سنة ثمان عشرة وهذا يدل على أن عمر قدم الجابية مرتين أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي واللفظ له وأخبرنا أبو القاسم (2) بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قالا أنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنا عبد الله بن جعفر بن درستوية نا يعقوب بن سفيان حدثني سعيد بن (3) كثير بن عفير المصري حدثني ابن لهيعة أن يزيد بن أبي حبيب حدثه أن أبا الخير حدثه أن عبد العزيز بن مروان قال (4) لكريب بن أبرهة أحضرت عمر بن الخطاب بالجابية قال لا قال فمن (5) يحدثنا عنها قال كريب إن بعثت إلى سفيان بن وهب الخولاني حدثك عنها فأرسل إليه فقال حدثني عن خطبة عمر بن الخطاب يوم الجابية قال سفيان إنه لما اجتمع الفئ أرسل أمراء الأجناد إلى عمر بن الخطاب أن يقدم بنفسه فقدم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإن هذا المال نقسمه (6) على من أفاء الله عليه بالعدل إلا من أفاء الله عليه
_________
(1) بالاصل " بمسكان " تحريف راجع معجم البلدان
(2) الزيادة عن خع
(3) بالاصل وخع: " عن " تحريف
انظر تقريب التهذيب والضبط عنه
(4) بالاصل: " مروان الكريب " والصواب والزيادة عن خع
(5) زيادة عن خع
(6) بالاصل: يقسمه(2/169)
بالعدل إلا هذين الحيين من لخم وجذام فلا حق لهم لله فقام إليه أبو حديدة الأجذمي فقال ننشدك الله يا عمر في العدل فقال عمر العدل أريد أنا أجعل أقواما أنفقوا في الظهر وشدوا العرض وساحوا في البلاد مثل قوم مقيمين في بلادهم ولو أن الهجرة كانت بصنعاء أو بعدن ما هاجر إليها من لخم ولا جذام أحد فقام أبو حديدة فقال إن الله وضعنا من بلاد حيث شاء وساق إليها الهجرة في بلادنا فقبلناها ونصرناها أفذلك يقطع حقنا يا عمر ثم قال لكم حقكم مع المسلمين ثم قسم فكان للرجل نصف دينار فإذا كانت معه امرأته أعطاه دينارا ثم دعا ابن فاطورا (1) صاحب الأرض فقال أخبرني ما يكفي (2) الرجل من القوم في الشهر واليوم فأتي بالمدي والقسط فقال يكفيه هذا المديان في الشهر وقسط زيت وقسط خل فأمر عمر بمدين من قمح فطحنا ثم عجنا ثم أدمهما بقسطين زيت ثم أجلس عليهما ثلاثين رجلا فكان كفاف شبعهم ثم أخذ عمر المديين بيمينه والقسط بيساره ثم قال اللهم لا أحل لأحد أن ينقصهما بعدي اللهم فمن نقصهما فأنقص من عمره أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان أنا أبو عبد الله محمد بن
علي بن أحمد بن المبارك أنا عبد الله بن الحسين بن عبيد الله بن عبدان أنبأ عبد الوهاب الكلابي أنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب نا (3) هشام بن عمار نا الهيثم بن عمران سمعت جدي يقول لما ولي عمر بن الخطاب زار أهل الشام فنزل بالجابية وكانت دمشق تشتعل طاعونا فهم أن يدخلها فقال له أصحابه أما علمت أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال إذا حل بكم الطاعون فلا تهربوا منه ولا (5) تأتوه حيث هو
[453] وقد علمت أن أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) فرحانين (6) لم يصبهم طاعون قط فأرسل عند ذلك
_________
(1) في مختصر ابن منظور 1 / 225 ابن قاطورا
(2) بالاصل وخع: " ما يلق " والمثبت عن مختصر ابن منظور
(3) عن خع وبالاصل " بن " تحريف
(4) ما بين معكوفتين زيادة عن مختصر ابن منظور 1 / 225
(5) زيادة عن خع
(6) كذا بالاصل وخع خطأ والصواب " قرحانون " أي لم يصبهم داء قبل ذلك (انظر النهاية)(2/170)
رجلا من جديلة ولم يدخلها هو إلى بيت المقدس فافتتحها صلحا ثم أتاها عمر ومعه كعب فقال يا أبا إسحاق الصخرة أتعرف موضعها قال أذرع من الحائط الذي يلي وادي جهنم كذا وكذا ذراعا وهي مزبلة ثم احفر فإنك ستجدها فحفروا (1) فظهرت لهم فقال عمر لكعب أين ترى أن نجعل المسجد قال اجعله خلف الصخرة فتجمع القبلتين قبلة موسى وقبلة محمد (صلى الله عليه وسلم) فقال ضاهيت اليهودية والله يا ابا إسحاق خير المساجد مقدمها فبناه في مقدم المسجد فبلغ أهل العراق أنه زار أهل الشام فكتبوا إليه يسألونه أن يزورهم كما زار أهل الشام فهم أن يفعل فقال كعب أعيذك بالله يا أمير المؤمنين أن تدخلها قال ولم قال فيها عصاة الجن وهاروت وماروت يعلمان الناس السحر وفيها تسعة أعشار الشر وكل داء معضل فقال عمر رضي الله عنهـ فهمت كل ما ذكرته غير الداء العضال فما هو قال كثرة الأموال هو الذي ليس له شفاء فلم يأتها عمر أخبرنا أبو علي بن أشليها (2) وابنه أبو الحسن علي قالا أنا أبو الفضل بن الفرات أنا أبو محمد بن أبي (3) نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أحمد بن إبراهيم نا محمد بن عايذ نا مدرك بن أبي سعد عن (4) يونس بن ميسرة بن حلبس قال نزل المسلمون من البادية (5) وهم أربعة وعشرون ألفا فوقع فيهم الطاعون فذهب منهم عشرون ألفا وبقي أربعة آلاف فقالوا هذا طوفان وهذا رجز فبلغ ذلك معاذا فبعث فوارس يجمعون الناس وقال اشهدوا المدارس اليوم عند معاذ فلما اجتمعوا (6) قام فيهم وقال أيها الناس والله لو أعلم أني أقوم فيكم بعد مقامي هذا ما تكلفت اليوم القيام فيكم وقد بلغني أنكم تقولون هذا الذي وقع فيكم طوفان ورجز
_________
(1) عن خع وبالاصل " فحفر "
(2) عن المطبوعة وبالاصل وخع: " استلها
(3) عن خع
(4) بالاصل وخع: " بن " تحريف
(5) كذا بالاصل وفي خع: " وترك المسلمون من الجابية " وفي مختصر ابن منظور 1 / 226 ونزل المسلمون الجابية
(6) بالاصل وخع: " اجتمع " والمثبت عن مختصر ابن منظور(2/171)
والله ما هو طوفان ولا رجز وإنما الطوفان والرجز كان عذب (1) الله به الأمم ولكنها شهادة أهداها الله لكم واستجاب فيكم دعوة نبيكم (صلى الله عليه وسلم) ألا فمن أدرك خمسا (2) فاستطاع أن يموت فليمت أن يكفر الرجل بعد إيمانه وأن يسفك الدم بغير حقه وأن يعطى بالكذب مال الله بأن يكذب أو يفجر وأن يظهر التلاعن بينكم أو يقول الرجل حين يصبح والله لئن حييت أو مت ما أدري ما أنا عليه وقوع الطاعون هذا والوباء مصداق ما ورد من النبأ فيما أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا إبراهيم بن منصور السلمي أنا أبو بكر بن المقرئ نا أبو علي الحسين بن عبد الله بن يزيد بن الأزرق القطان نا هشام بن خالد الأزرق نا الحسن بن يحيى عن ابن ثوبان يعني عن أبيه (3) عن مكحول عن كثير بن مرة عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تنزلون منزلا يقال له الجابية والحديبية (4) يصيبكم فيه داء مثل غدة الحمل يستشهد الله به أنفسكم وخياركم ويزكي أبدانكم
[454] كذا وقع في هذه الرواية عن ابن ثوبان عن مكحول وقد أسقط منه عن أبيه فقلنا يعني عن أبيه وقد أخبرناه على الصواب أبو علي الحداد في كتابه وحدثني أبو مسعود الاصبهاني عنه أنا أبو نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد الطبراني نا محمد بن أبي زرعة الدمشقي وأبو عقيل أنس بن سالم قالا نا هشام بن خالد نا الحسن بن يحيى نا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن كثير بن مرة عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تنزلون منزلا يقال له الجابية يصيبكم فيه داء مثل غدة الجمل تستشهد فيه أنفسكم وذراريكم وتزكي به أعمالكم
[455] وقد روي عن معاذ من وجه آخر أخبرتنا به أم المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن
_________
(1) بالاصل وخع: " عدت "
والمثبت عن مختصر ابن منظور
(2) عن خع وبالاصل " حمنا "
(3) بالاصل وخع: " عن ثوبان يعني سر الله " كذا والمثبت عن المطبوعة 1 / 558
(4) كذا وفي مختصر ابن منظور: " أو الجويبية "(2/172)
منصور السلمي أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي نا سريج (1) هو ابن يونس نا مروان هو ابن معاوية الفزاري عن جعفر وهو ابن الرقي عن القاسم عن أبي امامة عن معاذ عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال ينزل المسلمون أرضا يقال لها الجابية أو (2) الجويبية فتكثر به أموالهم ودوابهم فيبعث عليهم جرب كالدمل تزكو فيه أموالهم وتستشهد فيه أبدانهم
[456] والله تعالى أعلم (3)
_________
(1) بالاصل وخع: " سرح " والصواب والضبط عن تقريب التهذيب
(2) زيادة عن المطبوعة 1 / 559
(3) بعدها في المطبوعة: آخر الجزء التاسع(2/173)
" باب ذكر ما اشترط صدر هذه الأمة عند افتتاح الشام على أهل الذمة " أخبرنا أبو محمد سهل بن بشر الإسفرايني أنبأ أبو الحسن عبد الدائم بن الحسن بن عبد الله القطان أنبأ عبد الوهاب بن الحسن الكلابي أنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن زبر نا محمد بن إسحاق بن راهوية الحنظلي نا أبي نا بشر بن الوليد عن عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم أن عمر بن الخطاب كتب على النصارى حين صولحوا بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب لعبد الله عمر أمير المؤمنين رضي الله عنهـ من نصارى أهل الشام إنا سألناك الأمان لأنفسنا وأهالينا وأموالنا وأهل ملتنا على أن نؤدي الجزية عن يد ونحن صاغرون وعلى أن لا نمنع أحدا من المسلمين أن ينزلوا كنائسنا في الليل والنهار ونضيفهم فيها ثلاثا ونطعمهم فيها الطعام ونوسع لهم أبوابها ولا نضرب فيها بالنواقيس إلا ضربا خفيا ولا ترفع فيها أصواتنا بالقراءة ولا نؤوي فيها ولا في شئ من منازلنا جاسوسا كعدوكم ولا نحدث كنيسة ولا ديرا ولا صومعة ولا قلاية (1) ولا نجدد ما خرب منها ولا يقصد الاجتماع فيما كان منها من خطط المسلمين وبين ظهرانيهم ولا نظهر شركا ولا ندعو إليه ولا نظهر صليبا على كنائسنا ولا في شئ من طرق المسلمين وأسواقهم ولا نتعلم القرآن ولا نعلمه أولادنا ولا نمنع أحدا من ذي قراباتنا الدخول في الإسلام إن اراد ذلك وأن تجز مقادم رؤوسنا ونشد الزنانير في أوساطنا ونلزم ديننا ولا نتشبه بالمسلمين في لباسهم ولا في هيئتهم ولا في
_________
(1) في مختصر ابن منظور 1 / 227 قلية(2/174)
سروجهم ولا نقش خواتيمهم فننقشها عربيا ولا نكتني بكناهم وأن نعظمهم ونوقرهم ونقوم لهم من مجالسنا ونرشدهم في سبلهم وطرقاتهم ولا نطلع في منازلهم ولا نتخذ سلاحا ولا سيفا ولا نحمله في حضر ولا سفر في أرض (1) المسلمين ولا نبيع خمراولا نظهرها ولا نظهر نارا مع موتانا في طرق المسلمين ولا نرفع أصواتنا مع جنائزهم ولا نجاور المسلمين بهم ولا نضرب أحدا من المسلمين ولا نتخذ من الرقيق (2) بيتا جرت عليه سهامهم شرطنا ذلك كله على أنفسنا وأهل ملتنا فإن خالفناه فلا ذمة لنا ولا عهد وقد حل لكم منا ما يحل لكم من أهل الشقاق والمعاندة أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأ أبو بكر البيهقي أنبأ أبو محمد عبد الله بن يوسف الاصبهاني وأخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي عقيل (3) أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الخلعي الشافعي نا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن النحاس قالا أنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن الأعرابي نا محمد بن إسحاق بن ابي إسحاق أبو العباس الصفار نا الربيع بن ثعلب أبو الفضل نا يحيى بن عقبة بن أبي العيزار (4) عن سفيان الثوري والوليد بن نوح والسري بن مطرف يذكرون عن طلحة بن مصرف عن مسروق عن عبد الرحمن بن غنم (5) قال كتبت لعمر بن الخطاب حين صالح نصارى الشام بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب لعبد الله عمر أمير المؤمنين من نصارى مدينة كذا وكذا إنكم لما قدمتم علينا سألناكم الأمان لأنفسنا وذرارينا وأموالنا وأهل ملتنا
_________
(1) بالاصل: " أرفع " وعلى هامشه: " لعله أرض " وفي خع: " أرض " وهو ما أثبت
(2) بالاصل: " حرب " والمثبت عن خع وفي مختصر ابن منظور: " ولا نتخذ من الطريق ما جرى عليه سهام المسلمين "
(3) بالاصل: " أبو طالب بن عبد الرحمن بن عقيل بن عقيل " والصواب ما أثبت عن خع والمطبوعة 1 / 564
(4) عن خع وبالاصل: العيذار
(5) عن خع وبالاصل عثمان(2/175)
وشرطنا لكم على أنفسنا أن لا نحدث في مدينتنا ولا فيما حولها ديرا ولا كنيسة ولا قلبة ولا صومعة راهب ولا نجدد ما خرب منها ولا نجني ما كان منها من خطط المسلمين ولا نمنع كنائسنا أن ينزلها أحد من المسلمين ثلاث ليال نطعمهم ولا نؤوي في كنائسنا ولا في منازلنا جاسوسا ولا نكتم غشا للمسلمين ولا نعلم أولادنا القرآن ولا نظهر شركا ولا ندعو إليه أحدا ولا نمنع من ذوي قراباتنا الدخول في الإسلام إن أرادوه وأن نوقر المسلمين ونقوم لهم من مجالسنا إذا أرادوا الجلوس ولا نتشبه بهم في شئ من المسلمين من لباسهم في قلنسوة ولا عمامة ولا نعلين ولا فرق شعر ولا نتكلم بكلامهم ولا نتكنا بكناهم ولا نركب السرج ولا نتقلد السيوف ولا نتخذ شيئا من السلاح ولا نحمله معنا ولا ننقش على خواتيمنا بالعربية ولا نبيع الخمور وأن نجز مقادم رؤوسنا وأن نلزم زينا (1) حيث ما كنا وأن نشد زنانيرنا على أوساطنا وأن لا نظهر الصليب على كنائسنا وأن لا نظهر كتبنا في شئ من طرق المسلمين ولا أسواقهم ولا نضرب نواقيسنا في كنائسنا إلا ضربا خفيا ولا نرفع أصواتنا بالقراءة في كنائسنا في شئ من حضرة المسلمين ولا نخرج شعانينا ولا باعوثنا (2) ولا نرفع أصواتنا مع موتانا ولا نظهر النيران معهم في شئ من طرق المسلمين وأسواقهم ولا نجاورهم بموتانا ولا نتخذ من الرقيق ما جرى عليه سهام المسلمين ولا نطلع عليهم في منازلهم فلما أتيت عمر بالكتاب زاد فيه ولا نضرب أحدا من المسلمين شرطنا لكم ذلك على أنفسنا وأهل قبلتنا وقبلنا عليه الأمان فإن نحن خالفنا عن شئ مما شرطناه لكم وضمناه على أنفسنا فلا ذمة لنا وقد حل لكم منا ما يحل لأهل المعاندة في الشقاق أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل أنبأ عبد الدائم بن الحسن أنبأ عبد الوهاب الكلابي أنبأ أبو محمد بن زبر نا محمد بن هشام بن البختري (3) أبو جعفر المستملي ثنا الربيع بن ثعلب الغنوي (4)
_________
(1) عن مختصر ابن منظور 1 / 227 وبالاصل وخع: ديننا
(2) بالاصل: " ما عوننا " والمثبت عن خع ومختصر ابن منظور
انظر ما تقدم عنهما (3) بالاصل وخع " البحتري " تحريف انظر تاريخ بغداد 3 / 361
(4) بالاصل وخع " العنوي " تحريف وهذه النسبة إلى غني بن أعصر (انظر الانساب)(2/176)
وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر الجعفي (1) أنا أبو طاهر الفقيه أنا أبو الحسن علي بن محمد بن سحنوية نا أبو بكر يعقوب بن يوسف المطوعي (2) نا الربيع بن ثعلب نا يحيى بن عقبة بن أبي العيزار عن سفيان الثوري والوليد بن نوح والسري بن مصرف (3) يذكرون عن طلحة بن مصرف عن مسروق عن عبد الرحمن بن غنم قال كتبت لعمر بن الخطاب حين صالح أهل الشام وقال للمسلمين أهل الشام بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب لعبد الله عمر أمير المؤمنين من نصارى مدينة كذا وكذا إنكم لما قدمتم علينا سألناكم الأمان لأنفسنا وذرارينا وأموالنا وأهل ملتنا وشرطنا لكم على أنفسنا أن لا نحدث في مدينتنا ولا فيما حولها ديرا ولا كنيسة ولا قلاية ولا صومعة راهب ولا نجدد ما خرب منها ولا نحيي ما كان منها في خطط المسلمين وأن لا نمنع كنائسنا أن ينزلها (4) أحد من المسلمين في ليل ولا نهار وأن نوسع أبوابها للمارة وابن السبيل وأن ننزل من مر بنا من المسلمين ثلاثة أيام نطعمهم ولا نؤوي في منازلنا ولا كنائسنا جاسوسا ولا نعلم أولادنا القرآن وأن لا نظهر شركاء ولا ندعو إليه أحدا وأن لا نمنع أحدا من ذوي قراباتنا الدخول في الإسلام إن أرادوه وأن نوقر المسلمين ونقوم لهم من مجالسنا إذا أرادوا الجلوس ولا نتشبه بهم في شئ من لباسهم في قلنسوة ولا عمامة ولا نعلين ولا فرق شعر ولا نتكلم بكلامهم ولا نكنا بكناهم ولا نركب السروج ولا نتقلد السيوف ولا نتخذ شيئا من السلاح ولا نحمله معنا ولا ننقش خواتيمنا بالعربية ولا نبيع الخمور وأن نجز مقادم رؤوسنا وأن نلزم زينا حيث ما كنا وأن نشد الزنانير على أوساطنا وأن لا نظهر صلبنا وكتبنا في شئ من طرق المسلمين ولا أسواقهم وأن لا نضرب بنواقيسنا في كنائسنا إلا ضربا خفيا وأن لا نرفع أصواتنا بالقراءة في كنائسنا في شئ من حضرة المسلمين وأن لا
_________
(1) الاصل وخع وفي المطبوعة: البيهقي
(2) هذه النسبة إلى المطوعة وهم جماعة فرغوا أنفسهم للجهاد والغزو ورابطوا في الثغور (الانساب)
(3) مر قريبا " مطرف " ولعله تصحيف " مصرف "
(4) بالاصل: " أن لا ينزلها " والمثبت عن خع(2/177)
نخرج شعانين ولا باعوثا وأن لا نرفع أصواتنا مع موتانا ولا نظهر النيران معهم في شئ من طرق المسلمين وأسواقهم ولا نجاورهم بموتانا ولا نتخذ من الرقيق ما جرى عليه سهام المسلمين وأن نرشد المسلمين ولا نطلع زاد المطوعي في منازلهم فلما أتيت عمر بالكتاب زاد فيه ولا نضرب أحدا من المسلمين شرطنا لكم ذلك على أنفسنا وأهل ملتنا وقبلنا عليه (1) الأمان فإن نحن خالفنا عن شئ مما شرطناه لكم وضمناه فلا ذمة لنا وقد حل لكم منا ما يحل لكم من أهل المعاندة والشقاق رواه محمد بن حمير (2) عن عبد الملك (3) بن حميد أخبرنا أبو الحسين الخطيب أنا جدي أبو عبد الله أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي الربعي أنا أبو الفرج العباس بن محمد بن حسان بن موسى (4) نا أبو العباس بن الزفتي (5) وهو عبد الله بن عتاب نا محمد بن محمد بن مصعب المعروف بوحشي نا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي نا محمد بن حمير عن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية (6) عن السري بن مصرف وسفيان الثوري والوليد بن روح عن طلحة بن مصرف عن مسروق بن الأجدع عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال كتبت لعمر بن الخطاب حين صالحوا نصارى الشام بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب لعبد الله عمر أمير المؤمنين من نصارى بلد كذا وكذا إنكم لما قدمتم علينا سألناكم الأمان لأنفسنا وذرارينا وموالينا وأهل ملتنا وشرطنا على أنفسنا أن لا نحدث في مدينتنا ولا فيما حولها ديرا ولا كنيسة ولا قلاية ولا صومعة راهب ولا نجدد ما خرب منها ولا نجئ ما كان من خطط المسلمين ولا نمنع كنائسنا
_________
(1) بالاصل: " وقبلتنا غلبة الامان " والمثتب عن خع
(2) بالاصل وخع: " حميد " والصواب ما أثبت وسيأتي
(3) عن خع وبالاصل " عبد الرحمن "
(4) كذا بالاصل وفي خع العباس بن محمد بن حسان بن موسى بن حسان (5) بالاصل وخع " الرقي " وقد مر تكرار
(6) بالاصل وخع " عتبة " تحريف والصواب المثبت والضبط عن التبصير 3 / 927(2/178)
من أن ينزلها أحد من المسلمين في ليل أو نهار وأن نوسع أبوابها للمارة وابن السبيل وأن ننزل من مر بنا ثلاثة أيام من المسلمين نطعمهم وأن نرشدهم ولا نؤوي في كنائسنا ولا منازلنا جاسوسا ولا نعلم أولادنا القرآن وأن لا نظهر شركا ولا ندعو إليه أحدا وأن لا نمنع أحدا من ذوي قرابتنا الدخول في الإسلام ولا نتشبه بهم في شئ من لباسهم في قلنسوة ولا عمامة ولا نعلين ولا فرق شعر ولا نتكلم بكلامهم ولا نكتني بكناهم ولا نركب السروج ولا نتقلد السيوف ولا نتخذ شيئا من السلاح ولا نحمله معنا ولا ننقش خواتيمنا بالعربية ولا نبيع الخمور وأن نجز مقادم رؤوسنا وأن نلزم زينا حيث ما كنا وأن نشد الزنانير على أوساطنا وأن لا نظهر الصليب على كنائسنا وأن لا نظهر صلبنا وكتبنا في شئ من طرق المسلمين ولا أسواقهم وأن لا نضرب بنواقيسنا في كنائسنا إلا ضربا خفيا وأن لا نرفع أصواتنا بالقراءة في كنائسنا في شئ من حضرة المسلمين وأن لا نخرج شعانين ولا باعوثا وأن لا نرفع أصواتنا مع موتانا ولا نظهر النيران معهم في شئ من طرق المسلمين وأسواقهم ولا نجاورهم بموتانا ولا نتخذ من الرقيق ما جرى عليه سهام المسلمين ولا نطلع عليهم في منازلهم قال عبد الرحمن فلما أتيت عمر بن الخطاب بهذا الكتاب زاد فيه ولا نضرب أحدا من المسلمين شرطنا ذلك لكم على أنفسنا وأهل ملتنا وقبلنا الأمان فإن نحن خالفنا عن شئ مما شرطنا لكم وضمنا على أنفسنا فلا ذمة لنا وقد حل لكم ما حل لأهل المعاندة والشقاق أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل أنبأ عبد الدائم القطان أنا عبد الوهاب الكلابي قال قال أبو محمد بن زبر ورأيت هذا الحديث في كتاب رجل من أصحابنا بدمشق وذكر أنه سمعه من محمد بن ميمون بن معاوية الصوفي بطبرية بإسناد ليس بمشهور ينتهي إلى إسماعيل بن مجالد بن سعيد حدثني سفيان الثوري عن طلحة بن مصرف عن مسروق عن عبد الرحمن (1) بن غنم فذكره بطوله وقال فيه عند ذكر الكنائس ولا نأتي منها ما كان في خطط المسلمين وزاد فيه ولا نتشبه بهم في شئ في لباسهم في قلنسوة ولا عمامة ولا سراويل ذات خدمة (2) ولا نعلين ذات عذبة (3) ولا
_________
(1) بالاصل: " عبد الرحيم " تحريف
(2) عن خع وبالاصل " حذمة " والخدمة بالتحريك سير غليظ محكم مثل الحلقة
(3) بالاصل عرنة والصواب ما أثبت والعذبة: هي طرف شراك النعل المرسلة (اللسان)(2/179)
نمشي إلا بزنار من جلد ولا يوجد في بيت أحدنا سلاح إلا انتهب وما رأيت هذه الزيادة فيما وقع إلينا من عهود عمر بن الخطاب ووجدتها مروية عن عمر بن عبد العزيز أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن البصري أنبأ أبو الحسن محمد بن علي السيرافي أنا أبو عبد الله أحمد بن إسحاق النهاوندي نا أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا نا أبو عمرو خليفة بن خياط المعروف بشباب قال حدثني عبد الله بن المغيرة عن أبيه قال صالحهم أبو عبيدة على أنصاف كنائسهم ومنازلهم وعلى رؤوسهم وأن لا يمنعوا من أعيادهم ولا يهدمون شيئا من كنائسهم صالح على ذلك أهل المدينة وأخذ سائر الأرض عنوة (1) أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها وابنه (2) أبو الحسن علي قالا أنا أبو الفضل بن الفرات أنبأ أبو محمد بن ابي نصر أنبأ أبو القاسم بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم نا ابن عايذ نا الوليد بن مسلم عن أبي عمرو عن عثمان بن عبد الأعلى بن سراقة الأزدي أنه كان في كتاب صلحهم هذا كتاب من خالد بن الوليد إني أمنتكم على دمائكم وذراريكم وأموالكم وكنائسكم أن تهدم أو تسكن شهد على ذلك أبو عبيدة بن الجراح ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن أبي محمد عبد العزيز الكتاني أنبأ أبو نصر بن الجندي وعبد الرحمن بن الحسن بن أبي العقب قالا أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك نا ابن عايذ قال قال الوليد وأخبرني ابن جابر وغيرهم أنهم صالحوهم على من فيها من جماعة أهلها على جزية دنانير مسماة لا نزيد عليهم إن كثروا ولا ينقص منهم إن قلوا وأن للمسلمين فضول الدور والمساكن عنهم وأسواقها هذا ونحوه أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني وعبد الكريم بن حمزة السلمي قالا نا عبد العزيز بن أحمد أنبأ أبو القاسم تمام الرازي وعبد الوهاب الميداني
_________
(1) تاريخ خليفة ص 130 حوادث سنة خمس عشرة باختلاف
(2) بالاصل: " أستلها وأبيه " تحريف والصواب عن خع والمطبوعة 1 / 569(2/180)
قالا أنا أبو الحارث أحمد بن محمد بن عمارة الليثي نا أحمد بن المعلى بن يزيد الأسدي قال تمام وأخبرني أبو إسحاق بن سنان نا أحمد بن المعلى (1) قال تمام وأخبرني أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث نا عبد الرحمن بن عمر المازني نا أحمد بن المعلى ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم نا الوليد عن الأوزاعي عن ابن سراقة أنه كان في كتاب صلح دمشق هذا كتاب من خالد بن الوليد لأهل دمشق إني أمنتكم على دمائكم وأموالكم ومساكنكم وكنائسكم أن تهدم أو تسكن ما لم تحدثوا حدثا أو تؤووا محدثا غيلة قال أنا أحمد ببن المعلى أخبرنا محمد بن مصعب الصوري نا محمد بن المبارك نا الوليد قال وأخبرني ابن جابر أو غيره أنهم صالحوهم على من فيها من جماعة أهلها على عدة دنانير مسماة لا يزيد عليهم إن كثروا ولا ينقص منهم إن قلوا وأن للمسلمين فضول الدور والمساكن عنهم وأسواقها هذا ونحوه قال ونا أحمد بن المعلى نا أبو أمية محمد بن إبراهيم نا الوليد بن عبد الملك بن مسوح الحراني وإسماعيل بن رجاء قالا نا سليمان بن عطاء عن مسلمة بن عبد الله الجهني عن عمه قال لما قدم عمر بن الخطاب الشام كان في شرطه على النصارى أن يشاطرهم منازلهم فيسكن فيها المسلمون وأن يأخذ الحيز القبلي (2) من كنائسهم لمساجد المسلمين أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري المعروف بابن الطبر أنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر المعروف بابن زوح الحرة في ذي القعدة سنة أربعين وأربعمائة أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان قراءة عليه في شوال سنة أربع وستين وثلاثمائة نا أبو علي الحسين بن خير بن جويرة بن يعيش بن (3) الموفق بن أبي النعمان الطائي بحمص نا أبو القاسم عبد الرحمن بن يحيى بن أبي النعاس نا عبد الله بن عبد الجبار الخبائري نا الحكم بن عبد الله بن خطاف نا الزهري عن سالم عن أبيه أن عمر بن الخطاب أمر
_________
(1) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك عن خع
(2) عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 228 وبالاصل: " الحر العلي "
(3) ما بين المعكوفتين زيادة عن خع وفي المطبوعة: حوثرة بدل " جويرة "(2/181)
أن تهدم كل كنيسة لم تكن قبل الإسلام ومنع أن يحدث كنيسة وأمر أن لا يظهر صليب خارجا من كنيسة إلا كسر على رأس صاحبه أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنبأ أبو نصر بن قتادة أنا أبو الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه نا أحمد بن نجدة نا محمد بن عبد الله بن نمير نا أبي ثنا عبيد الله نا نافع عن أسلم مولى عمر أنه أخبره أن عمر بن الخطاب كتب إلى أمراء أهل الجزية أن لا يضعوا الجزية إلا على من جرت أو مرت عليه المواسي (1) وجزيتهم أربعون درهما على أهل الورق منهم وأربعة دنانير على أهل الذهب وعليهم أرزاق المسلمين من الحنطة مدين وثلاثة أقساط زيت لكل إنسان كل شهر من كان من أهل الإسلام وأهل الجزيرة ومن كان من أهل مصر إردب لكل إنسان وكل شهر (2) ومن الودك (3) والعسل شئ لم يحفظه وعليهم من البز التي كان يكسوها أمير المؤمنين الناس شئ لم نحفظه ويضيفون من نزل بهم من أهل الإسلام ثلاثة أيام وعلى أهل العراق خمسة عشر صاعا لكل إنسان وكان عمر رضي الله عنهـ لا يضرب الجزية على النساء وكان يختم في أعناق رجال أهل الجزية نافع هو الذي لم يحفظ الودك والعسل والبز بين (4) ذلك عبد الرحيم بن سليمان عن عبيد الله بن عمر أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر النشابي المقرئ أنا أبو الفرج سهل بن بشر (5) أنا علي بن منير بن أحمد بن الحسن بن علي بن منير الخلال (6) أنا القاضي أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير الذهلي نا عبد الله بن محمد بن شبيب نا علي بن عبد الله المديني نا معتمر بن سليمان سمعت ابي يحدث عن حنش عن عكرمة أن ابن عباس سئل هل للعجم أن يحدثوا في أمصار العرب بنيانا
_________
(1) أراد من بلغ الحكم من الكفار وبالاصل " المواشي "
(2) ما بين معكوفتين زيادة عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 229 والاردب مكيال ضخم بمصر أربعة وعشرون صاعا (قاموس)
(3) الودك: اسم اللحم ودهنه الذي يستخرج منه (اللسان: ودلك)
(4) عن خع وبالاصل وبالاصل: تين
(5) عن خع وبالاصل " بشير "
(6) عن المطبوعة وبالاصل وخع " الحلال "(2/182)