(مُقَدّمَة)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَسلم تَسْلِيمًا
قَالَ أَبُو حَاتِم مُحَمَّد بْن حبَان بن أَحْمد التَّمِيمِي الْحَمد لله الَّذِي لَيْسَ لَهُ حد مَحْدُود فيتوى وَلَا لَهُ أجل مَعْدُود فيفنى وَلَا يُحِيط بِهِ جَوَامِع الْمَكَان وَلَا يشْتَمل عَلَيْهِ تَوَاتر الزَّمَان وَلَا يدْرك نعْمَته بالشواهد والحواس وَلَا يُقَاس صِفَات ذَاته بِالنَّاسِ تعاظم قدره عَن مبالغ نعت الواصفين وَجل وَصفه عَن إِدْرَاك غَايَة(1/1)
الناطقين وكل دون وصف صِفَاته تحبير اللُّغَات وضل عَن بُلُوغ قَصده تصريف الصِّفَات وَجَاز فِي ملكوته غامضات أَنْوَاع التَّدْبِير وَانْقطع عَن دون بُلُوغه عميقات جَوَامِع التفكير وانعقدت دون اسْتِبْقَاء حَمده ألسن الْمُجْتَهدين وانقطعت إِلَيْهِ جَوَامِع أفكار آمال المنكرين غذ لَا شريك لَهُ فِي الْملك وَلَا نَظِير وَلَا مشير لَهُ فِي الحكم وَلَا وَزِير وَأشْهد أَن لَا غله إِلَّا الله أحصى كل شَيْء عدادًا وَضرب لكل امْرِئ ليهلك من هلك عَن بَيِّنَة وَيحيى من حييّ عَن بَيِّنَة واشهد أَن مُحَمَّدًا عَبده الْمُجْتَبى وَرَسُوله المرتضى بَعثه بِالنورِ الساطع والضياء اللامع فَبلغ عَن الله عز وَجل الرسَالَة وأوضح فَمَا دَعَا إِلَيْهِ الدّلَالَة فَكَانَ فِي اتِّبَاع سنته لُزُوم الْهدى وَفِي قبُول مَا أَتَى بِهِ وجود السنا فصلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله الطيبين أما بعد فَإِن الله اخْتَار مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من عباده واستخلصه لنَفسِهِ من بِلَاده فَبِعْته غلى خلقه بِالْحَقِّ بشيرا وَمن النَّار لمن زاغ عَن سَبيله نذيرا ليدعو الْخلق من عباده إِلَى عِبَادَته(1/2)
وَمن اتِّبَاع السَّبِيل إِلَى لُزُوم طَاعَته ثمَّ لم يَجْعَل الْفَزع عِنْد وُقُوع حَادِثَة وَلَا الْهَرَب عِنْد وجود كل نازلة إِلَّا على الَّذِي أنزل عَلَيْهِ التَّنْزِيل وتفضل على عباده بولايته التَّأْوِيل فسنته الفاصلة بَين المتنازعين وآثاره القاطعة بَين الْخَصْمَيْنِ فَلَمَّا رَأَيْت معرفَة السّنَن منأعظم أَرْكَان الدَّين وَأَن حفظهَا يجب على أَكثر الْمُسلمين وَأَنه لَا سَبِيل إِلَى معرفَة السقيم من الصَّحِيح وَلَا صِحَة إِخْرَاج الدَّلِيل من الصَّرِيح إِلَّا بِمَعْرِِفَة ضعفاء الْمُحدثين كَيْفيَّة مَا كَانُوا عَلَيْهِ من الْحَالَات أردْت أَن أملي أسامي أَكثر الْمُحدثين وَمن الْفُقَهَاء من أهل الْفضل وَالصَّالِحِينَ وَمن سلك سَبيله من الماضين بِحَذْف الْأَسَانِيد والإكثار وَلزِمَ سلوك الِاخْتِصَار ليسهل على الْفُقَهَاء حفظهَا وَلَا يصعب على الْحَافِظ وعيها وَالله أسأَل التَّوْفِيق لما أوصانا والعون على مَا لَهُ قصدنا واساله أَن يَبْنِي دَار المقامة(1/3)
من نعْمَته ومنتهى الْغَايَة من كرامته فِي أَعلَى دَرَجَة الْأَبْرَار المنتخبين الأخيار إِنَّه جواد كريم رؤف رَحِيم ذِكْرُ الْحَثِّ على لُزُومِ سُنَنِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُكْرَمِ بْنِ خَالِدٍ الْبِرْتِيُّ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ثَنَا بن يَزِيدَ ثَنَا خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِيُّ وَحَجَرُ بْنُ حَجَرٍ الْكَلاعِيُّ قَالا أَتَيْنَا الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ وَهُوَ مِمَّنْ نَزَلَ فِيهِ وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أحملكم عَلَيْهِ فَسَلَّمْنَا وَقُلْنَا أَتَيْنَاكَ زَائِرِينَ وَعَائِدِينَ ومقتبسين فقا الْعِرْبَاضُ صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ ذَات يَوْم ثمَّ اقب لعلينا فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّ هَذِه موعظة مُودع فَمَاذَا تعهد غلينا قَالَ أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا مُجَدَّعًا فَإِنَّهُ مَنْ يَعِيشُ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلافًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ فَتَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ قَالَ الْوَلِيدُ فَذَكَرْتُ(1/4)
هَذَا الْحَدِيثَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ زَبْرٍ فَقَالَ نَعَمْ حدثني بِنَحْوٍ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ قَالَ أَبُو حَاتِم إِن اللَّه جلّ وَعلا اصْطفى محمدا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بَين خلقه وَبَعثه بِالْحَقِّ بشيرا وَنَذِيرا واقترض على خلقه طَاعَته ومذكوره وَحدثنَا فَقَالَ يَا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى الله وَالرَّسُول وَقَالَ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أمرا الْآيَة فَأمر اللَّه بِطَاعَة رَسُوله مَعَ طَاعَته وَعند التَّنَازُع بِالرُّجُوعِ إِلَى سنته إِذْ هُوَ المفزع الَّذِي لَا مُنَازعَة لأحد من الْخلق فِيهِ(1/5)
فَمن تنَازع فِي شَيْء بعد رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجب رد أمره إِلَى قَضَاء اللَّه ثمَّ إِلَى قَضَاء رَسُوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَن طَاعَة رَسُوله طَاعَته قَالَ الله تَعَالَى إِن الَّذِي يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ الله فَوق أَيّدهُم فَم نكث لاآية وَقَالَ من يطع الله فقد أعلمهم جلّ وَعلا أَن اتباعهم رَسُوله اتِّبَاعه وَأَن طاعتهم لَهُ طَاعَته ثمَّ ضمن الْجنَّة لمن أطَاع رَسُوله وَاتبع من أَجَابَهُ فَقَالَ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِم رَسُوله وَنفى الْإِيمَان عَن من لم يحكمه فِيمَا شجر بَينهم قَالَ فلاوربك لَا يُؤمنُونَ الْآيَة ثمَّ أعلمنَا جلّ وَعلا أَن دعاهم إِلَى رَسُوله ليحكم بَينهم إِنَّمَا دعاهم إِلَى حكم اللَّه لَا أَن الْحَاكِم بَينهم رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَّهُمْ مَتى مَا سلمُوا الحكم لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقد سلموه بِفَرْض اللَّه قَالَ اللَّه عز وَجل إِذا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَينهم إِلَى قَوْله فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ذَا حكم اللَّه فَرْضه بالزام خلقه طَاعَة رَسُوله وإعلامهم أَنَّهَا طَاعَته ثمَّ أعلمنَا(1/6)
أَن الْفَرْض على رَسُوله ابْتَاعَ أمره فَقَالَ اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ وَقَالَ جلّ وَعلا ثمَّ جعلتك على شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تتبع الْآيَة وَقَالَ يَا أَيهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الكفرين إِلَى قَوْله خَبِيرا ثمَّ شهد اللَّه جلّ وَعلا لرَسُوله بِاتِّبَاع أمره واستمساك بأَمْره لما سبق فِي علمه من إسعاده بعصمته وتوفيقه للهدى مَعَ هِدَايَة من اتبعهُ فَقَالَ وَلَولَا فضل الله ليهك وَرَحمته لهمت طَائِفَة مِنْهُم الْآيَة ثمَّ أمره اللَّه جلّ وَعلا بتبليغ مَا أنزل إِلَيْهِ أمته مَعَ الشَّهَادَة لَهُ بالعصمة من بَين النَّاس فَقَالَ يَا أَيهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ من النَّاس ثمَّ أعلمنَا أَن الَّذِي يهدي إِلَيْهِ رَسُوله هُوَ الصِّرَاط الْمُسْتَقيم الَّذِي أمرنَا باتباعه فَقَالَ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كنت تَدْرِي مَا الْكتب وَلَا لاإيمان غلى قَوْله وَمَا فِي الأَرْض فَفِي هَذِه الْآيَة الَّتِي طولناها مَا أَقَامَ بهاالحجة على خلقه بِالتَّسْلِيمِ لحكم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا لَيْسَ لله فيهحكم فبحكم اللَّه سنه وَوَجَب علينا اتِّبَاعه وَفِي العنود عَن اتِّبَاعه مَعْصِيّة إِذْ لَا حكمبين اللَّه وَبَين خلقه إِلَّا الَّذِي وَصفه اللَّه جلّ وَعلا مَوضِع الْإِبَانَة لخلقه عَنهُ(1/7)
فَالْوَاجِب على كل من انتحل الْعلم أَو نسب إِلَيْهِ حفظ سُنَنِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والتفقه فِيهَا وَلَا حِيلَة لأحد فِي السَّبِيل إِلَى حفظهَا إِلَّا بِمَعْرِِفَة تَارِيخ الْمُحدثين وَمَعْرِفَة الضُّعَفَاء مِنْهُم من الثِّقَات لِأَنَّهُ مَتى لم يعرف ذَاك لم يحسن تَمْيِيز الصَّحِيح السقيم وَلَا عرف الْمسند من الْمُرْسل وَلَا الْمَوْقُوف من الْمُنْقَطع فَإِذا وقف على أَسْمَائِهِ وأنسابهم وَعرف أَعنِي بَعضهم بَعْضًا وميز الْعُدُول من الضُّعَفَاء وَجب عَلَيْهِ حِينَئِذٍ التفقه فِيهَا وَالْعَمَل بهَا ثمَّ إصْلَاح النِّيَّة فِي نشرها إِلَى من بعده رَجَاء استكمال الثَّوَاب العقبى بِفِعْلِهِ ذَلِك إِذْ الْعلم من أفضل مَا يخلف الْمَرْء بعده نسْأَل اللَّه الْفَوْز على يقربنا إِلَيْهِ ويزلفنا لَدَيْهِ ذكر الْحَث على نشر الْعلم إِذْ هُوَ من خير مَا يخلف الْمَرْء بعده أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثَنَا إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر(1/8)
عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثٍ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ذكر الْخَبَر الدَّال على اسْتِحْبَاب حفظ تَارِيخ الْمُحدثين أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ ثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ثَنَا بن عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ ذَكَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَقَفَ عَلَى بَعِيرِهِ وَأَمْسَكَ إنسن بِخِطَامِهِ أَوْ قَالَ بِزِمَامِهِ فَقَالَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا فَسَكَتْنَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ سِوَى اسْمِهِ(1/9)
فَقَالَ الي بِيَوْمِ النَّحْرِ قُلْنَا بَلَى قَالَ فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا فَسَكَتْنَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ سِوَى اسْمِهِ فَقَالَ أَلَيْسَ بِذِي الْحِجَّةِ قُلْنَا بَلَى قَالَ فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا فَسَكَتْنَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ سِوَى اسْمِهِ فَقَالَ أَلَيْسَ الْبَلَدَ الْحَرَامَ قُلْنَا بَلَى فَقَالَ إِنَّ دماءكم وأمواكلم وَأَعْرَاضكُمْ بَيْنكُم حرَام عَلَيْكُم حكرمة يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا أَلا لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ فَإِنَّ الشَّاهِدَ عَسَى أَنْ يُبَلِّغَ مَنْ أَوْعَى لَهُ مِنْهُ قَالَ أَبُو حَاتِم فِي قَوْله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليبلغ الشَّاهِد مِنْكُم الْغَائِب كالدليل على اسْتِحْبَاب حفظ تَارِيخ الْمُحدثين وَالْوُقُوف على معرفَة الثِّقَات مِنْهُم من الضُّعَفَاء إِذْ لَا يتهيأ للمرء أَن يبلغ الْغَائِب مَا شهد إِلَّا بعد الْمعرفَة بِصِحَّة مَا يُؤَدِّي إِلَى منبعده وَإنَّهُ إِذا أدّى إِلَى من بعده مَا لم يَصح عَن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَأَنَّهُ لم يؤد عَنهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئا وَلَا سَبَب لَهُ إِلَى معرفَة صِحَة الْأَخْبَار وسقيمها إِلَّا بِمَعْرِِفَة تَارِيخ من ذكر اسْمه من الْمُحدثين بَيَاض وكتابا أبين فِيهِ الضُّعَفَاء والمتروكين وابدأ مِنْهُمَا بالثقات فَنَذْكُر مَا كَانُوا عَلَيْهِ فِي الْحَالَات فَأول مَا أبدأ فِي كتَابنَا هَذَا ذكر الْمُصْطَفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومولده ومبعثه وهجرته إِلَى أَن قَبضه اللَّه تَعَالَى إِلَى جنته ثمَّ نذْكر بعده الْخُلَفَاء الرَّاشِدين المهديين بأيامهم إِلَى أَن قتل على رَحمَه اللَّه عَلَيْهِ(1/10)
ثمَّ نذْكر صحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاحِدًا على المعجم إِذْ هم خير النَّاس قرنا بعد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ نذْكر بعدهمْ التَّابِعين الَّذين شافهوا أَصْحَاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الأقاليم كلهَا على المعجم إِذْ هم خير النَّاس بعد الصَّحَابَة قرنا ثمَّ نذْكر الْقرن الثَّالِث الَّذين رَأَوْا التَّابِعين فأذكرهم على نَحْو مَا ذكرنَا الطبقتين الْأَوليين ثمَّ نذْكر الْقرن الرَّابِع الَّذين هم أَتبَاع التَّابِعين على سبييل من قبلهم وَهَذَا الْقرن ينتهى إِلَى زَمَاننَا هَذَا وَلَا أذكر فِي هَذَا الْكتاب الأول إِلَّا الثِّقَات الَّذين يجوز الِاحْتِجَاج بخبرهم وأقنع بِهَذَيْنِ الْكِتَابَيْنِ المختصرين عَن كتاب التَّارِيخ الْكَبِير الَّذِي خرجناه لعلمنا بصعوبة حفظ كل مَا فِيهِ من الْأَسَانِيد والطرق والحكايات وَلِأَن مَا نمليه فِي هذَيْن الْكِتَابَيْنِ انيسر الله ذَلِك وسلهم من توصيف الْأَسْمَاء بِقصد مَا يحْتَاج إِلَيْهِ يكون أسهل على المتعلم إِذا قصد الْحِفْظ وَأنْشط لَهُ فِي وعيه إِذا أَرَادَ الْعلم من التَّكَلُّف بِحِفْظ مَا لَو أغضى عَنهُ فِي الْبِدَايَة لم يخرج فِي فعله من التَّكَلُّف لحفظ ذَلِك فَكل من أذكرهُ فِي هَذَا الكتابالأول فَهُوَ صَدُوق يجوز الِاحْتِجَاج(1/11)
بِخَبَرِهِ إِذا تعرى خَبره عَن خِصَال خمس فَإِذا وجد خبر مُنكر عَن وَاحِد مِمَّن أذكرهُ فِي كتابي هَذَا فَإِن ذَلِك الْخَبَر لَا يَنْفَكّ من إِحْدَى خمس خِصَال إِمَّا أَن يكون فَوق الشَّيْخ الَّذِي ذكرت اسْمه فِي كتابي هَذَا فِي الْإِسْنَاد رجل ضَعِيف لَا يحْتَج بِخَبَرِهِ أَو يكون دونه رجل واه لَا يجوز الِاحْتِجَاج بروايته أَو الْخَبَر يكون مُرْسلا لَا يلْزمنَا بِهِ الْحجَّة أَو يكون مُنْقَطِعًا لَا يقوم بِمثلِهِ الْحجَّة أَو يكون فِي الْإِسْنَاد رجل مُدَلّس لم يبين سَمَاعه فِي الْخَبَر من الَّذِي سَمعه مِنْهُ فَإِن المدلس مَا لم يبين سَماع خَبره عَمَّن كتب عَنهُ لَا يجوز الِاحْتِجَاج بذلك الْخَبَر لِأَنَّهُ لَا يدْرِي لَعَلَّه سَمعه من إِنْسَان ضَعِيف يبطل الْخَبَر بِذكرِهِ إِذا وقف عَلَيْهِ وَعرف الْخَبَر بِهِ فَمَا لم يقل المدلس فِي خَبره وَإِن كَانَ ثِقَة سَمِعت أَو حَدثنِي فَلَا يجوز الِاحْتِجَاج بِخَبَرِهِ فَذكرت هَذِه الْمَسْأَلَة بكمالها بالعلل والشواهد والحكايات فِي كتاب شَرَائِط الْأَخْبَار فأغنى(1/12)
ذَلِك عَن تكرارها فِي هَذَا الْكتاب وَإِنَّمَا أذكر فِي هَذَا الْكتاب الشَّيْخ بعد الشَّيْخ وَقد ضعفه بعض أَئِمَّتنَا وَوَثَّقَهُ بَعضهم فَمن صَحَّ عِنْدِي مِنْهُم أَنه ثِقَة بالدلائل النيرة الَّتِي بينتها فِي كتاب الْفَصْل بَين النقلَة أدخلته فِي هَذَا الْكتاب لِأَنَّهُ يجوز الِاحْتِجَاج بِخَبَرِهِ وَمن صَحَّ عِنْدِي مِنْهُم أَنه ضَعِيف بالبراهين الْوَاضِحَة الَّتِي ذكرتها فِي كتاب الْفَصْل بَين النقلَة لم أذكرهُ فِي هَذَا الْكتاب لكني أدخلته فِي كتاب الضُّعَفَاء بالعلل لِأَنَّهُ لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِخَبَرِهِ فَكل من ذكرته فِي كتابي هَذَا إِذا تعرى خَبره عَن الْخِصَال الْخمس الَّتِي ذكرتها فَهُوَ عدل يجوز الِاحْتِجَاج بِخَبَرِهِ لِأَن الْعدْل من لم يفرف مِنْهُ الْجرْح ضد التَّعْدِيل فَمن لم يعلم بجرح فَهُوَ عدل إِذا لم يبين ضِدّه إِذْ لم يُكَلف النَّاس من النَّاس معرفَة مَا غَابَ عَنْهُم وَإِنَّمَا كلفوا الحكم بِالظَّاهِرِ من الْأَشْيَاء غير المغيب عَنْهُم جعلنَا اللَّه مِمَّن أسبل عَلَيْهِ جلاليب السّتْر فِي الدُّنْيَا واتصل ذَلِك بِالْعَفو عَن جناياته(1/13)
فِي العقبي إِنَّه الفعال لما يُرِيد
ذكر مولد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ بِبَغْدَادَ ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ قَالَ أَبُو حَاتِم ولد النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَام الْفِيل يَوْم الْإِثْنَيْنِ(1/14)
لاثنى عشرَة لَيْلَة مَضَت من شهر ربيع الأول فِي الْيَوْم الَّذِي بعث اللَّه طيرا أبابيل على أَصْحَاب الْفِيل وَكَانَ من شَأْن الْفِيل أَن ملكا كَانَ بِالْيمن غلب عَلَيْهَا وَكَانَ أَصله من الحديثة يُقَال لَهُ أَبْرَهَة بني كَنِيسَة بِصَنْعَاء فسماها القديس وَزعم أَنه يصرف إِلَيْهَا حج الْعَرَب(1/15)
وَحلف أَنه يسير إِلَى الْكَعْبَة فيهدمها فَخرج ملك من مُلُوك حمير فِيمَن أطاعه من قومة يُقَال لَهُ ذُو نفر فقاتله أَبْرَهَة وَأَخذه فَلَمَّا أَتَى لَهُ ذُو نفر أَيهَا الْملك لَا تقتلني فَإِن استبقائي خير لَك من قَتْلِي فاستبقاه وأوثقه ثمَّ خرج سائرا يُرِيد الْكَعْبَة حَتَّى إِذا دنا من بِلَاد خشعم خرج إِلَيْهِ النفيل بْن حبيب الخشعمي وَمن اجْتمع إِلَيْهِ من قبائل الْيمن فقاتلوه فَهَزَمَهُمْ وَأخذ النفيل فَقَالَ النفيل أَيهَا الْملك إِنِّي عَالم بِأَرْض الْعَرَب فَلَا تقتلني وَهَاتَانِ يداي على قومِي بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَة فاستبقاه وَخرج مَعَه يدله حَتَّى إِذا بلغ الطَّائِف خرج مَعَه مَسْعُود بْن معتب فِي رجال من ثَقِيف فَقَالَ أَيهَا الْملك نَحن عبيد لَك لَيْسَ لَك عندنَا خلاف وَلَيْسَ بَيْننَا وَبَيْنك الَّذِي تُرِيدُ يعنون اللات إِنَّمَا تُرِيدُ الَّذِي بِمَكَّة نَحن نبعث مَعَك من يدلك عَلَيْهِ فبعثوا مَعَه مولى لَهُم يُقَال لَهُ أَبُو رِغَال فَخرج مَعَهم حَتَّى إِذا كَانَ بالمغمس مَاتَ أَبُو رِغَال(1/17)
وَهُوَ الَّذِي رجم قَبره وَبعث أَبْرَهَة من المغمس رجلا يُقَال لَهُ الْأسود بْن مَقْصُود على مُقَدّمَة خيله فَجمع إِلَيْهِ أهل الْحرم وَأصَاب لعبد الْمطلب مِائَتي بعير بالأراك ثمَّ بعث أَبْرَهَة حناطة الْحِمْيَرِي إِلَى أهل مَكَّة فَقَالَ سل عَن شريفها ثمَّ أبلغه أَنِّي لم آتٍ لقِتَال إِنَّمَا جِئْت لأهدم هَذَا الْبَيْت فَانْطَلق حناطة حَتَّى دخل مَكَّة فلقي عَبْد الْمطلب بْن هَاشم فَقَالَ إِن الْملك أَرْسلنِي إِلَيْك لأخبرك أَنه لم يَأْتِ لقِتَال إِلَّا أَن تقاتلوه إِنَّمَا جَاءَ لهدم هَذَا الْبَيْت ثمَّ الِانْصِرَاف فَقَالَ عَبْد الْمطلب مَا عندنَا لَهُ قتال فَقَالَ سنخلي بَينه وَبَين الْبَيْت فَإِن خلى اللَّه بَينه وَبَينه فَهُوَ الله مَا لنا بِهِ قُوَّة قَالَ فَانْطَلق معي إِلَيْهِ قَالَ فَخرج مَعَه حَتَّى قدم المعسكر وَكَانَ ذُو نفر صديقا لعبد الْمطلب فَأَتَاهُ فَقَالَ يَا ذَا نفر هَل عنْدكُمْ من غناء فِيمَا نزل بِنَا فَقَالَ مَا غناء رجل أَسِير لَا يَأْمَن أَن يقتل بكرَة وَعَشِيَّة وَلَكِن سأبعث لَك إِلَى أنيس سائس الْفِيل فَأمره أَن يضع لَك عِنْد الْملك مَا اسْتَطَاعَ(1/18)
من خير ويعظم خطرك ومنزلتك عِنْده قَالَ فَأرْسل إِلَى أنيس فَأَتَاهُ فَقَالَ إِن هَذَا سيد قُرَيْش صَاحب عين مَكَّة الَّذِي يطعم النَّاس فِي السهل والوحوش فِي الْجبَال وَقد أصَاب لَهُ الْملك مِائَتي بعير فَإِن اسْتَطَعْت أَن تَنْفَعهُ عِنْده فانفعه صديق لي فَدخل أنيس على أَبْرَهَة فَقَالَ أَيهَا الْملك هَذَا سيد قُرَيْش وَصَاحب عين مَكَّة الَّذِي يطعم النَّاس فِي السهل والوحوش فِي الْجبَال يسْتَأْذن عَلَيْك وَأَنا أحب أَن تَأذن لَهُ فقد جَاءَك غير ناصب لَك وَلَا مُخَالف عَلَيْك فَأذن لَهُ وَكَانَ عَبْد الْمطلب رجلا عَظِيما جسيما وسيما فَلَمَّا رَآهُ أَبْرَهَة عَظمَة وأكرمه وَكره أَن يجلس مَعَه على سَرِيره أَن يجلس تَحْتَهُ فهبط إِلَى الْبسَاط فَجَلَسَ عَلَيْهِ مَعَه فَقَالَ لَهُ عَبْد الْمطلب أَيهَا الْملك إِنَّك قد أصبت لي مَالا عَظِيما فاردده عَليّ فَقَالَ لَهُ لقد كنت أعجبتني حِين رَأَيْتُك وَلَقَد زهدت فِيك قَالَ وَلم قَالَ جِئْت إِلَى بَيت هُوَ دينك وَدين آبَائِك وعصمتكم ومنعتكم لأهدمه فَلم تكلمني فِيهِ وتكلمني فِي مِائَتي بعير أصبتها لَك قَالَ أَنا رب هَذِه الْإِبِل وَلِهَذَا الْبَيْت رب سيمنه قَالَ ليمنعه مني قَالَ فَأَنت وَذَاكَ قَالَ فَأمر بإبله فَردَّتْ عَلَيْهِ ثمَّ خرج عَبْد الْمطلب(1/19)
وَأخْبر قُريْشًا الْخَبَر وَأمرهمْ أَن يتفرقوا فِي الشعاب وَأصْبح أَبْرَهَة بالمغمس قد تهَيَّأ للدخول وعبى جَيْشه وَقرب فيله وَحمل عَلَيْهِ مَا أَرَادَ أَن يحمل وَهُوَ قَائِم فَلَمَّا حركه وقف وَكَاد أَن يرزم إِلَى الأَرْض فبرك فضربوه بِالْمِعْوَلِ فِي رَأسه فَأبى فأدخلوا محاجينهم تَحت أقرانه ومرافقه فَأبى فوجهوه إِلَى الْيمن فهرول فصرفوه إِلَى الْحرم فَوقف وَلحق الْفِيل بِحَبل من تِلْكَ الحبال فَأرْسل اللَّه الطير من الْبَحْر كالبلسان مَعَ كل طير ثَلَاثَة أَحْجَار حجران فِي رجله وَحجر فِي منقاره ويحملن أَمْثَال الحمص والعدس من الْحِجَارَة فَإِذا غشين الْقَوْم أرسلتها عَلَيْهِم فَلم تصب تِلْكَ الْحِجَارَة أحد إِلَّا هلك وَلَيْسَ كل الْقَوْم أَصْحَاب فَذَلِك قوم اللَّه تَعَالَى أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فعل رَبك بأصاحب الْفِيل(1/20)
السُّورَة كلهَا وَبعث اللَّه على أَبْرَهَة دَاء فِي جسده رجعُوا سرَاعًا يتساقطون فِي كل بلد وَجعل أَبْرَهَة تتساقط أنامله كلما سَقَطت أُنْمُلَة اتبعها مُدَّة من قيح وَدم فَانْتهى إِلَى الْيمن وَهُوَ مثل فرخ الطير فَمن بَقِي من أَصْحَابه ثمَّ مَاتَ فَلَمَّا هلك اسْتخْلف ابْنه يكسوم بْن أَبْرَهَة فَهَذَا مَا كَانَ من شَأْن الْفِيل وَسمعت هَذِه السّنة سنة الْفِيل ذكر نسب سيد ولد آدم وَأول من تَنْشَق الأَرْض عَنهُ يَوْم الْقِيَامَة صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن سَالم بَيت الْمَقْدِسِ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ثَنَا الأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَنَا شَدَّادٌ أَبُو عَمَّارٍ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ وَاصْطَفَى بَنِي هَاشِمٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ فَأَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلا فَخْرَ وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ أَنا أول شَافِع أول مُشَفع(1/21)
قَالَ أَبُو حَاتِم نِسْبَة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تصح إِلَى عدنان وَمَا وَرَاء عدنان فَلَيْسَ عِنْدِي فِيهِ شَيْء صَحِيح أعْتَمد عَلَيْهِ غير أَنِّي أذكر اخْتلَافهمْ فِيهِ بَعضهم لبَعض من لَيْسَ ذَلِك من صناعته فَهُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الْمطلب وَاسم عَبْد الْمطلب شيبَة بْن هَاشم وَاسم هَاشم عَمْرو بْن عَبْد منَاف الْمُغيرَة بْن قصي زيد بْن كلاب وَهُوَ الْمُهَذّب بْن مرّة بْن كَعْب بْن لؤَي بْن غَالب بْن فهر بْن مَالك بْن النَّضر وَهُوَ قُرَيْش بْن كنَانَة بْن خزيعة بْن مدركة إلْيَاس بْن مُضر بْن نزار بْن معد بْن عدنان إِلَى هُنَا لَيْسَ بَين النسابة خلاف فِيهِ وَمن عدنان هم مُخْتَلفُونَ فِيهِ إِلَى إِبْرَاهِيم(1/22)
فَمنهمْ من قَالَ عدنان بْن أدد بْن مقوم بْن ناحور بْن تيرح بْن يَعْقُوب بْن نبت بْن نابت بْن أنوش بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم خَلِيل الرَّحْمَن بْن آزر وَمِنْهُم من قَالَ عدنان بْن أدد بْن الهميسع بْن نابت بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن آزر وَمِنْهُم من قَالَ عدنان بْن سحب بْن أَيُّوب بْن قيدر بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن آزر وَمِنْهُم من قَالَ عدنان بْن أدد بْن أَمِين بْن شاجب بْن ثَعْلَبَة بْن عتر بْن يربح بْن محلم بْن الْعَوام بْن الْمُحْتَمل بْن دائمة بْن العيقان بْن عِلّة بْن شحدود بْن الظريف بْن عبقر بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن آزر(1/23)
وَمِنْهُم من قَالَ عدنان بْن أدد بْن عوج بْن الْمطعم بْن الطمح بْن القسود بْن العبور بْن دعدع بْن مَحْمُود بْن الزَّائِد بْن بدان بْن الدَّرْس بْن حصن بْن النزال بْن الْقَاسِم بْن المجشر بْن معد بْن صيفى بْن النبت بْن قيدر بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن آزر ثمَّ اخْتلفُوا أَيْضا فِيمَا فَوق إِبْرَاهِيم فَمنهمْ من قَالَ إِبْرَاهِيم بْن آزر بْن ناحور بْن شارغ بْن الراغ بْن الْقَاسِم الَّذِي قسم الأَرْض بَين أَهلهَا بْن معن بن السايح بْن الرافد بْن السايح وَهُوَ الوسام بن نوح نَبِي اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم وَمِنْهُم من قَالَ إِبْرَاهِيم بْن آزر بْن ناحور بْن صاروح بن أغو بْن فالغ بْن عَابِر بْن أرفخشد بْن سَام بْن نوح وَمِنْهُم من قَالَ إِبْرَاهِيم بْن آرز بْن تَارِيخ بْن ناحور بْن ساروح بن ارغو بن(1/24)
فالج بْن عبير بْن سايح بْن أرفخشد بْن سَام بْن نوح ثمَّ اخْتلفُوا فِيمَا بعد نوح عَلَيْهِ السَّلَام فَمنهمْ من قَالَ نوح بْن ملكان بْن متوشلخ بْن إِدْرِيس نَبِي اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بْن الرائد بْن مهلهل بْن قنان بْن الطَّاهِر بْن هبة اللَّه بْن شِيث بْن آدم وَمِنْهُم من قَالَ نوح بْن لامك بْن متوشلخ بْن خنوخ وَهُوَ إِدْرِيس النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام بْن يأرز بْن مهابيل بْن قبش بْن أنش بْن شِيث بْن آدم مِنْهُم من قَالَ نوح بْن لامك بْن متوشلخ بْن خنوخ بْن يأرز بْن مهلائيل بن قينان بْن أنوش بْن شِيث بْن آدم وَمِنْهُم من قَالَ نوح بْن لامك بْن متوشلخ بْن مهليل(1/25)
بْن قينين بْن يافش بْن شِيث بْن آدم وَأم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آمِنَة بنت وهب بْن عَبْد منَاف بْن زهرَة بْن كلاب بْن مرّة بْن كَعْب بْن لؤَي بْن غَالب وَلم يكن لَهَا أَخ فَيكون خالا للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا عَبْد يَغُوث بْن وهب وَلَكِن بَنو زهرَة يَقُولُونَ إِنَّهُم أخوال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَن آمِنَة أم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَت مِنْهُم وَأم آمِنَة بنت وهب بْن عَبْد منَاف بْن زهرَة اسْمهَا مرّة بنت عَبْد الْعُزَّى بْن عُثْمَان بْن عَبْد الدَّار بْن قصي وَأمّهَا أم حبيب بنت أَسد بْن عَبْد الْعُزَّى بْن قصي وَأمّهَا برة بنت عَوْف بْن عبيد بْن عويج بْن عدي بْن كَعْب بْن لؤَي هَؤُلَاءِ جدات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من قبل أم أمه وَأما جداته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من قبل أبي أمه فَإِن أم وهب بْن عَبْد منَاف بْن زهرَة اسْمهَا قيلة بنت أبي قيلة وَاسم أبي قيلة فهر بْن غَالب بْن الْحَارِث وَهُوَ غبشان وَكَانَ يعير بِأبي كَبْشَة الَّذِي نسبت قُرَيْش رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ إِذْ كَانَ مُشْركًا فَتَنَصَّرَ لما سَافر إِلَى الشَّام وَرجع إِلَى قُرَيْش بدين غير دينهَا(1/26)
فعيرت قُرَيْش رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِ وَأما أم قيلة خالدة بنت عَابس بْن كرب بْن الْحَارِث بْن الفهر وَأم عَبْد منَاف وَأم زهرَة جدة أم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْمهَا جمل بنت مَالك بْن سعد بْن سعد بْن مليح وَأمّهَا سلمى بنت حَيَّان بْن غنم وَأم زهرَة بْن كلاب جدة جدة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْمهَا فَاطِمَة بنت سعد بْن سيل بْن حَرْب وَأمّهَا طريفة بنت قيس بْن ذِي الرأسين بْن عَمْرو بْن قيس بْن عيلان وَأما أُمَّهَات آبَائِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِن أم عَبْد اللَّه بْن عَبْد الْمطلب اسْمهَا عَاتِكَة بنت أرقص بْن مَالك بْن زهرَة وَهِي أول العواتك اللَّاتِي ولدن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأما أم عَبْد الْمطلب بْن هَاشم فَهِيَ سلمى بنت عَمْرو بْن زيد بْن لبيد بْن خِدَاش بْن عَامر بْن عدي بْن النجار لذَلِك وَأم هَاشم بْن عَبْد منَاف عَاتِكَة بنت مرّة بْن هِلَال بْن فالج(1/27)
بْن ذكْوَان بْن ثَعْلَبَة وَهِي الثَّانِيَة من العواتك وَهِي أم هَاشم بْن عَبْد منَاف وَعبد شمس بْن عَبْد منَاف وَإِنَّمَا سمى هَاشم هاشما لِأَنَّهُ هشيم الثَّرِيد لِقَوْمِهِ عَمْرو العلى هشيم الثَّرِيد لِقَوْمِهِ رجال مَكَّة مسنتون عجاف وَكَانَ اسْمه عَمْرو الْعَلَاء وَأم عَبْد منَاف بْن قصي اسْمهَا حجنى بنت حليل بْن حبشية بْن سلول بْن كَعْب بْن عَمْرو بْن خُزَاعَة فَهِيَ وَالِدَة عَبْد الدَّار وَعبد الْعُزَّى أَوْلَاد قصي بْن كلاب وَأم قصي فَاطِمَة بنت سعد بْن سيل بْن حَرْب بْن حمالَة بْن عَوْف بْن الأزد وَكَانَ قصي يُسمى مجمعا لِأَن اللَّه بِهِ جمع الْقَبَائِل من فهر وَأم كلاب بْن مرّة هِنْد بنت سَرِير بْن ثَعْلَبَة بْن الْحَارِث بْن مَالك بْن كنَانَة وهى وَالِدَة بن(1/28)
مرّة ويقظة ابْني مرّة وَأم مرّة بْن كَعْب مخشية بنت شَيبَان بْن محَارب بْن فهر وَقد قيل وحشية بنت محَارب بْن فهر وَأم كَعْب بْن لؤَي ماوية بنت كَعْب بْن الْقَيْن بْن أَسد بْن وبرة وَأم لؤَي بْن غَالب سلمى بنت عَمْرو بْن عَامر بْن حَارِثَة بْن خُزَاعَة وَأم غَالب بْن فهر عَاتِكَة بنت يخلد بْن النَّضر بْن كنَانَة وَهِي إِحْدَى العواتك اللَّاتِي ولدن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم يَوْم حنين أَنا بن العواتك وَأم فهر بْن مَالك جندلة بنت الْحَارِث بْن عَامر بْن الْحَارِث الجرهمي وَأم مَالك بْن النَّضر عكرشة بنت عدوان وَهُوَ الْحَارِث بْن عَمْرو بْن قيس بن عيلان(1/29)
وَأم النَّضر بْن كنَانَة وبرة بنت مر أُخْت تَمِيم بْن مر وَقيل إِنَّهَا فكة بنت هني بْن بلي وَالنضْر هُوَ قيس وَإِنَّمَا قيل للنضر قُرَيْش لتجمعها من تفرق من بَيتهَا لِأَن التقرش هُوَ التجمع وَأما أم كنَانَة فَهِيَ عوَانَة وَقد قيل هِنْد بنت سعد بْن قيس عيلان وَأما أم خُزَيْمَة بْن مدركة فَهِيَ سلمى بنت سعد بْن قيس بْن الحاف بْن قضاعة وَأما أم مدركة بْن إلْيَاس فَهِيَ خندف وَهِي ليلى بنت حلوان بْن عمرَان بْن الحاف بْن قضاعة وَكَانَ لإلياس بْن مُضر ثَلَاثَة من الْبَنِينَ عَمْرو وَهُوَ مدركة وعامر وَهُوَ طابخة وَعُمَيْر فَهُوَ قمعة وأمهم خندف وَإِنَّمَا سمى هَؤُلَاءِ بِهَذِهِ الْأَسْمَاء لِأَن النَّاس خَرجُوا فِي نجعة لَهُم فنفرت إبلهم من أرنب فَخرج فِي أَثَرهَا عَمْرو فأدركها فَسُمي مدركة(1/30)
وَأَخذهَا عَامر فَنحر مِنْهَا وطبخها فَسُمي طابخة وانقمع عُمَيْر فِي الخباء وَلم يخرج مَعهَا فَسُمي قمعة وَخرجت أمّهم تمشي فِي طلب الْإِبِل فَقيل لَهَا أَيْن تخندقين وقدرت الْإِبِل فسميت خندف والخندفة ضرب من الْمَشْي وَأم إلْيَاس بْن مُضر الربابة بنت إِيَاس بْن معد وَأم مُضر بْن نزار سَوْدَة بنت عك بْن عدنان بن أدد وَأَن نزار بْن معد معانة بنت جوش بْن جلهمة بْن عَمْرو بْن حليمة بْن حرمية وَأم معد بْن عدنان مهدة بنت جلحب بْن جديس وَأم عدنان بْن أدد بلها بنت مَاعِز بن قحطان(1/31)
فَهَذِهِ جَوَامِع مَا يحْتَاج إِلَيْهِ معرفَة نِسْبَة أُمَّهَات آبَاء رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأما أَوْلَاد عَبْد الْمطلب فهم عشرَة عَبْد اللَّه بْن عَبْد الْمطلب وَالِد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالزُّبَيْر بْن عَبْد الْمطلب وَالْعَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب وَحَمْزَة بْن عَبْد الْمطلب والمقوم بْن عَبْد الْمطلب واسْمه عَبْد الْعُزَّى والْحَارث بْن عَبْد الْمطلب والغيداق بْن عَبْد الْمطلب وَأَبُو لَهب بْن عَبْد الْمطلب وَأَبُو طَالب بْن عَبْد الْمطلب اسْمه عَبْد منَاف فَأَما عَبْد اللَّه وَالِد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ لم يكن لَهُ ولد غير رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا ذكر وَلَا أُنْثَى وَتُوفِّي قبل أَن يُولد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ عَبْد اللَّه وَالِد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو طَالب من أم وَاحِد وَأما الزبير بْن عَبْد الْمطلب فكنيته أَبُو طَاهِر وَكَانَ من أجلة قُرَيْش وفرسانها وَكَانَ من المبارزين وَكَانَ يَقُول الشّعْر فيجيز(1/32)
وَأما الْعَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب فَإِن كنيته أَبُو الْفضل وَكَانَ إِلَيْهِ السِّقَايَة وزمزم فِي الْجَاهِلِيَّة فَلَمَّا فتح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَفعهَا إِلَيْهِ يَوْم فتح مَكَّة وَمَات الْعَبَّاس سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ فِي خلَافَة عُثْمَان بن عَفَّان وَهُوَ بن ثَمَان وَثَمَانِينَ سنة بِالْمَدِينَةِ وَصلى عَلَيْهِ عُثْمَان بْن عَفَّان وَأما ضرار بْن عَبْد الْمطلب فَإِنَّهُ كَانَ يتعاطى بقول الشّعْر وَمَات قبل الْإِسْلَام من غير أَن أعقب وَأما حَمْزَة بْن عَبْد الْمطلب فَإِن كنيته أَبُو عمَارَة وَكَانَ أَسد الله(1/33)
وَأسد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقد قيل إِن كنيته أَبُو يعلى ستشهد يَوْم أحد قَتله وَحشِي بْن حَرْب مولى جُبَير بْن مطعم فِي شهر شَوَّال سنة ثَلَاث من الْهِجْرَة وَكَانَ حَمْزَة أكبر من النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسنتَيْنِ وَأما الْمُقَوّم بْن عَبْد الْمطلب فَكَانَ من رجالات قُرَيْش هلك قبل الْإِسْلَام وَلَا عقب لَهُ وَأما أَبُو لَهب بْن عَبْد الْمطلب فكنيته أَبُو عقبَة وَإِنَّمَا سمى أَبُو لَهب لجماله وَكَانَ أَحول مِمَّن يعادى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بَين عمومته وَيظْهر لَهُ حسدا إِلَى أَن مَاتَ عَلَيْهِ من العدسة فِي عقب يَوْم بدر لما بلغه مَا كَانَ فِي ذَلِك الْيَوْم من الْمُشْركين من النكاية من الْمُسلمين كمد مِنْهُ حَتَّى مَاتَ وَأما الْحَارِث بْن عَبْد الْمطلب فَهُوَ أكبر ولد عَبْد الْمطلب واسْمه كنيته وَهُوَ مِمَّن حفر بِئْر زَمْزَم مَعَ عَبْد الْمطلب وَأما الغيداق بْن عَبْد الْمطلب فَإِنَّهُ مَاتَ وَلم يعقب وَكَانَ من رجالات قُرَيْش(1/34)
وَأما أَبُو طَالب بْن عَبْد الْمطلب فَكَانَ هُوَ وَعبد اللَّه بْن عَبْد الْمطلب لأم وَاحِدَة وَكَانَ وصّى عَبْد الْمطلب أوصى إِلَيْهِ عَبْد الْمطلب فِي مَاله بعده وَفِي حفظ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتعهده على مَا كَانَ يتعهده عَبْد الْمطلب فِي حَيَاته وَمَات أَبُو طَالب قبل أَن يُهَاجر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاث سِنِين وَأَرْبَعَة عشر وَأما عمات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهن سِتّ بَنَات عَبْد الْمطلب بْن هَاشم لصلبة أولهنَّ عَاتِكَة بنت عَبْد الْمطلب وَأُمَيْمَة بنت عَبْد الْمطلب وأروى بنت عَبْد الْمطلب والبيضاء بنت عبد الْمطلب(1/35)
وَهِي أم حَكِيم وبرة بنت عَبْد الْمطلب وَصفِيَّة بنت عَبْد الْمطلب فَأَما عَاتِكَة بنت عَبْد الْمطلب فَكَانَت عِنْد أبي أُميَّة بْن الْمُغيرَة المَخْزُومِي وَأما أُمَيْمَة بنت عَبْد الْمطلب فَكَانَت عِنْد جحش بْن رِئَاب الْأَسدي وَأما الْبَيْضَاء بنت عَبْد الْمطلب فَكَانَت عِنْد كريز بْن ربيعَة بْن حبيب بْن عَبْد شمس وَأما وبرة بنت عَبْد الْمطلب فَكَانَت عِنْد عَبْد الْأسد بْن هِلَال المَخْزُومِي وَأما صَفِيَّة بنت عَبْد الْمطلب فَكَانَت عِنْد الْعَوام بْن خويلد بْن أَسد وَأما أروى بنت عَبْد الْمطلب فَكَانَت عِنْد عُمَيْر بْن قصي بْن كلاب وَلم يسلم من عمات النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا صَفِيَّة وَهِي وَالِدَة الزبير بْن الْعَوام وَتوفيت صَفِيَّة فِي خلَافَة عمر بْن الْخطاب فَهَذِهِ جَوَامِع مَا يجب أَن يحفظ من ذكر عمومة رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم وعماته(1/36)
وَأما أم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آمِنَة بنت وهب بْن عَبْد منَاف فَإِنَّهَا لما وَضعته جَاءَت بِهِ إِلَى جده عَبْد الْمطلب وأخبرته أَنَّهَا رَأَتْ حِين حملت بِهِ فِي النّوم أَنه قيل لَهَا حملت سيد هَذِه الْأمة فَإِذا وَضعته فَسَمِّيهِ مُحَمَّدًا فَأَخذه عَبْد الْمطلب فَدخل بِهِ على هُبل فِي جَوف الْكَعْبَة وَقَامَ عِنْده يَدْعُو اللَّه ويشكر مَا أعطَاهُ ثمَّ خرج بِهِ إِلَى أمه فَدفعهُ إِلَيْهَا أمه رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَنَّهُ خرج مني نور أَضَاء لي قُصُور الشَّام(1/37)
ثمَّ التمس لَهُ الرضَاعَة فاسترضع رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من امْرَأَة من بني سعد بْن بكر يُقَال لَهَا حليمة بنت أبي ذُؤَيْب وَأَبُو ذُؤَيْب اسْمه عَبْد اللَّه بْن الْحَارِث بْن شجنة بْن جَابر بْن رزام بْن ناصرة بْن سعد بْن بكر بْن هوَازن بْن مَنْصُور بْن عِكْرِمَة بْن خصفة بْن قيس بْن غيلَان بْن مُضر وَزوج حليمة اسْمه الْحَارِث بْن عَبْد الْعُزَّى بْن رِفَاعَة من بني سعد بْن بكر وأخو رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي أَرْضَعَتْه حليمة مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْمه عَبْد اللَّه بْن الْحَارِث بْن عَبْد الْعُزَّى ولعَبْد اللَّه هَذَا أختَان من حليمة إِحْدَاهمَا أنيسَة وَالْأُخْرَى جذامة بنت الْحَارِث بْن عَبْد الْعُزَّى قَالَت حليمة خرجت فِي نسْوَة من بني سعد بْن بكر نلتمس الرضعاء بِمَكَّة فَخرجت على آتان لي قَمْرَاء فِي سنة شهباء وَمَعِي زَوجي ومعنا شَارف لنا وَالله(1/38)
إِن تبض بقطرة من لبن وَمَعِي صبي لي لَا ننام ليلتنا من بكائه مَا فِي ثديى مَا يُغْنِيه فَلَمَّا تبْق منا امْرَأَة إِلَّا عرض عَلَيْهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتأباه وَإِنَّمَا نرجو الْكَرَامَة فِي رضَاع من يرضع لَهُ من وَالِد الْمَوْلُود وَكَانَ يَتِيما فَكُنَّا نقُول مَا عَسى أَن تصنع بِهِ أمه فَكُنَّا نأباه حَتَّى لم يبْق من صواحبي امْرَأَة إِلَّا أخذت رضيعة غَيْرِي فَكرِهت أَن أرجع وَلم آخذ شَيْئا وَقد أَخذ صواحبي مَا أردن فَقلت لزوجي وَالله لأرجع إِلَى ذَلِك الْيَتِيم ولآخذه قَالَت فَأَتَيْته فَأَخَذته ثمَّ رجعت إِلَى رحلي قَالَ زَوجي أصبت وَالله يَا حليمة عَسى اللَّه أَن يَجْعَل فِيهِ خيرا قَالَت فوَاللَّه مَا هُوَ إِلَّا أَن وَضعته فِي حجري أقبل عَلَيْهِ ثدياي بِمَا شَاءَ اللَّه من لبن حَتَّى رُوِيَ وَشرب أَخُوهُ حَتَّى رُوِيَ ثمَّ قَامَ زَوجي إِلَى شارفنا اللَّيْل بهَا حافل فَحلبَ لَبَنًا فَشَرِبت حَتَّى رويت فبتنا بِخَير(1/39)
وَقد نَام صبينا وَرُوِيَ فَقَالَ زَوجي وَالله يَا حليمة مَا أَرَاك إِلَّا أصبت نسمَة مباركة قَالَت ثمَّ خرجنَا فوَاللَّه لَخَرَجت أَتَانِي أَمَام الركب إِنَّهُم ليقولون يَا وَيحك كفى علينا أَلَسْت هَذِه بأتانك الَّتِي خرجت عَلَيْهَا فَأَقُول وَالله يَلِي حَتَّى قدمنَا أَرْضنَا من حَاضر بْن سعد بْن بكر قَالَت قدمنَا على أجدب أَرض فوالذي نفس حليمة بِيَدِهِ إِن كَانُوا ليسرحون بأغنامهم إِذا أَصْبحُوا ويسرح راعي غنمي حفلا بطانا لَبَنًا وَتَروح أغنامهم جياعا هالكة مَا بهَا لبن فَتَشرب مَا شِئْنَا من اللَّبن وَمَا من الْحَاضِر أحد يحلب قَطْرَة وَلَا يجدهَا قَالَت فَيَقُولُونَ لرعاتهم وَيْلكُمْ أَلا تسرحون حَيْثُ يسرح راعي حليمة فَيسرحُونَ فِي الشّعب الَّذِي يسرح فِيهِ فتروح أغنامهم جياعا هالكة وَتَروح غنمي حفلا لَبَنًا قَالَت وَكَانَ يشب فِي الْيَوْم شباب الصَّبِي فِي الشَّهْر ويشب(1/40)
فِي الشَّهْر شباب الصَّبِي فِي السّنة فَلَمَّا بلغ سنتَيْن قدمنَا بِهِ على أمه فَقَالَت إِن لِابْني هَذَا شَأْنًا إِنِّي حملت بِهِ فوَاللَّه مَا حملت حملا قطّ كَانَ أخف على مِنْهُ وَلَقَد رَأَيْت حِين حملت بِهِ أَنه خرج مني نور أَضَاء مِنْهُ أَعْنَاق الْإِبِل ببصرى أَو قَالَت قُصُور بصرى ثمَّ وَضعته فوَاللَّه مَا وَقع كَمَا يَقع الصّبيان لقد وَقع مُعْتَمدًا على يَدَيْهِ إِلَى الأَرْض رَافعا رَأسه إِلَى السَّمَاء إِلَى السَّمَاء فَدَعَاهُ عنكما فقبضته وانطلقا قَالَ أَبُو حَاتِم فَتُوُفِّيَتْ أمه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالأبواء ورَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم بن أَربع سِنِين وَكَانَ عَبْد الْمطلب من أشْفق النَّاس عَلَيْهِ أبر الْآبَاء بِهِ إِلَى أَن توفّي عَبْد الْمطلب ورَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بْن ثَمَان سِنِين وَأوصى بِهِ إِلَى أبي طَالب وَاسم أبي طَالب عَبْد منَاف بْن عَبْد الْمطلب وَذَلِكَ أَن عَبْد اللَّه وَأَبا طَالب كَانَا لأم فَكَانَ أَبُو طَالب الَّذِي يَلِي أُمُور رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد(1/41)
عَبْد الْمطلب إِلَى أَن راهقه الْحلم وَبلغ مبلغ الرِّجَال وَكَانَ أَبُو طَالب إِذا رأى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فشق لَهُ من اسْمه ليجله فذو الْعَرْش مَحْمُود وَهَذَا مُحَمَّد ذكر فِي الِاسْتِيعَاب لِابْنِ عبد الْبر بِإِسْنَادِهِ إِلَى بن عَبَّاس أَن عَبْد الْمطلب ختن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم سابعه وَجعل لَهُ مأدبة سَمَّاهُ مُحَمَّدًا قَالَ بن عَبْد الْبر بعد هَذَا قَالَ يحيى بْن أَيُّوب مَا وجدنَا هَذَا الحَدِيث عِنْد أحد إِلَّا عِنْد بْن أبي السّري الْعَسْقَلَانِي قَالَ وَقد رُوِيَ أَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولد مختونا مَسْرُورا يَعْنِي مَقْطُوع السُّرَّة
(ذكر خُرُوج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الشَّام)
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا قرد أَبُو نُوحٍ ثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ خَرَجَ أَبُو طَالِبٍ إِلَى الشَّامِ وَخَرَجَ مَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْيَاخ مِنْ قُرَيْشٍ فَلَمَّا أَشْرَفُوا عَلَى الرَّاهِبِ هَبَطُوا فَحَلُّوا رِحَالَهُمْ فَخَرَجَ إِلَيْهِمُ الرَّاهِبُ وَكَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ يَمرونَ بِهِ فَلَا يخرج(1/42)
إِلَيْهِمْ وَلا يَلْتَفِتُ فَأَتَاهُمْ وَهُمْ يَحِلُّونَ رَوَاحِلَهُمْ وَأَحْلاسَهُمْ فَجَعَلَ يَتَخَلَّلُهُمْ حَتَّى جَاءَ فَأَخَذَ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ هَذَا سَيِّدُ الْعَالَمِينَ هَذَا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ هَذَا يَبْعَثُهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ فَقَالَ لَهُ أَشْيَاخٌ مِنْ قُرَيْشٍ مَا عَلَّمَكَ قَالَ إِنَّكُمْ حِينَ أَشْرَفْتُمْ مِنَ الْعَقَبَةِ لَمْ يَبْقَ شَجَرٌ وَلا حَجَرٌ إِلا خَرَّ سَاجِدًا وَلا يَسْجُدُونَ إِلا لِنَبِيٍّ وَإِنِّي أَعْرِفُهُ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ أَسْفَلَ مِنْ غُضْرُوفِ كَتِفِهِ مِثْلِ التُّفَّاحَةِ ثُمَّ رَجَعَ فَصَنَعَ لَهُمْ طَعَامًا فَلَمَّا أَتَاهُمْ بِهِ وَكَانَ هُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَعِيَّةِ الإِبِلِ قَالَ أَرْسِلُوا إِلَيْهِ فَأَقْبَلَ وَعَلَيْهِ غَمَامَةٌ تُظِلُّهُ فَقَالَ انْظُرُوا إِلَيْهِ عَلَيْهِ غَمَامَةٌ تُظِلُّهُ فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْقَوْمِ وَجَدَهُمْ قَدْ سَبَقُوهُ إِلَى فيئ الشَّجَرَةِ فَلَمَّا جَلَسَ مَالَ عَلَيْهِ فَبَيْنَمَا هُوَ قَائِمٌ عَلَيْهِمْ وَهُوَ يُنَاشِدُهُمْ أَنْ لَا يَذْهَبُوا بِهِ إِلَى الرُّومِ فَإِنَّ الرُّومَ لَوْ رَأَوْهُ عرفوه بِالصّفةِ(1/43)
فَقَتَلُوهُ فَالْتَفَتَ فَإِذَا هُوَ بِسَبْعَةِ نَفَرٍ قَدْ أَقْبَلُوا مِنَ الرُّومِ فَاسْتَقْبَلَهُمْ فَقَالَ مَا جَاءَ بِكُمْ قَالُوا جِئْنَا إِنَّ هَذَا النَّبِيَّ خَارِجٌ فِي هَذَا الشَّهْرِ فَلَمْ يَبْقَ طَرِيقٌ إِلا وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ نَاسٌ وَإِنَّا أُخْبِرْنَا بِخَبَرِهِ فنعثنا إِلَى طَرِيقِكَ هَذَا فَقَالَ لَهُمْ أَفَرَأَيْتُمْ أَمْرًا إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَن يقضه هَلْ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ رَدَّهُ قَالُوا لَا فَتَابَعُوهُ وَأَقَامُوا مَعَهُ قَالَ فَأَتَاهُمْ فَقَالَ لَهُمْ أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ أَيُّكُمْ وَلِيُّهُ قَالَ أَبُو طَالِبٍ أَنَا فَلَمْ يَزَلْ يُنَاشِدُهُ حَتَّى رَدَّهُ أَبُو طَالِبٍ وَبَعَثَ مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ بِلالا وَزَوَّدَهُ الرَّاهِبُ مِنَ الْكَعْكِ وَالزَّيْتِ قَالَ أَبُو حَاتِم فَقدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّة وَكَانَت سفرته الثَّانِيَة بعْدهَا مَعَ ميسرَة غُلَام خَدِيجَة ثمَّ تزوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَدِيجَة بنت خويلد بن أَسد وَهُوَ بن خمس وَعشْرين سنة وخويلد هُوَ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْن قصي بْن كلاب بْن مرّة بْن كَعْب بْن لؤَي بْن غَالب وَأمّهَا فَاطِمَة بنت زَائِدَة بْن الْأَصَم بْن رَوَاحَة بْن حجر بْن معيص بْن عَامر بْن لؤَي بْن غَالب وَكَانَت قبل أَن يتَزَوَّج بهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحت أبي هَالة أخي بنى(1/44)
تَمِيم ثمَّ كَانَت تَحت عَتيق بْن عَائِذ بْن عَبْد اللَّه بْن عمر بْن مَخْزُوم وَكَانَ السَّبَب فِي ذَلِك أَن خَدِيجَة كَانَت امْرَأَة تاجرة ذَات شرف وَمَال تستأجر الرِّجَال فِي مَالهَا وتضاربهم إِيَّاه بِشَيْء تَجْعَلهُ لَهُم مِنْهُ وَكَانَت قُرَيْش قوما تجارًا فَلَمَّا بلغَهَا عَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بلغَهَا من صدق حَدِيثه وعظيم أَمَانَته وكريم أخلاقه بعثت إِلَيْهِ وَعرضت عَلَيْهِ أَن يخرج فِي مَال لَهَا إِلَى الشَّام تَاجِرًا وتعطيه أفضل مَا كَانَت تُعْطى غَيره من التُّجَّار مَعَ غُلَام لَهَا يُقَال لَهُ ميسرَة فَقبله مِنْهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخرج فِي مَالهَا مَعَه غلامها ميسرَة حَتَّى قدم الشَّام نزل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ظلّ شَجَرَة قَرِيبا من صومعة رَاهِب من الرهبان فَاطلع الراهب إِلَى ميسرَة فَقَالَ من هَذَا الرجل الَّذِي نزل تَحت هَذِه الشَّجَرَة فَقَالَ ميسرَة هَذَا رجل من قُرَيْش من أهل الْحرم فَقَالَ لَهُ الراهب مَا نزل تَحت هَذِه الشَّجَرَة قطّ إِلَّا نَبِي ثمَّ بَاعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سلْعَته الَّتِي خرج(1/45)
بهَا وَاشْترى مَا أَرَادَ أَن يشترى ثمَّ أقبل قَافِلًا إِلَى مَكَّة وَمَعَهُ ميسرَة فَكَانَ ميسرَة إِذا كَانَت الهاجرة وَاشْتَدَّ الحريري ظلا على رَأس رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الشَّمْس وَهُوَ يسير على بعيره فَلَمَّا قدم مَكَّة على خَدِيجَة بمالها باعت مَا جَاءَ بِهِ وأخبرها ميسرَة عَن قَول الراهب وَعَن مَا كَانَ من أَمر الإظلال وَكَانَت خَدِيجَة امْرَأَة حازمة شريفة لَبِيبَة فَلَمَّا أخْبرهَا ميسرَة بِمَا أخْبرهَا بعثت إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَت إِنِّي قد رغبت فِيك وَفِي قرابتك وَفِي أمانتك وَحسن خلقك وَصدق حَدِيثك ثمَّ عرضت عَلَيْهِ نَفسهَا وَكَانَت خَدِيجَة يَوْمئِذٍ أَوسط نسَاء قُرَيْش نسبا وأعظمهن شرفا وأكثرهن مَالا فَلَمَّا قَالَت ذَلِك لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكر ذَلِك صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأعمامه فَخرج مَعَه حَمْزَة بْن عَبْد الْمطلب عَمه حَتَّى دخل على خويلد بْن أَسد فَخَطَبَهَا إِلَيْهِ فَزَوجهَا من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فولد لَهُ مِنْهَا زَيْنَب ورقية وَأم كُلْثُوم وَفَاطِمَة وَالقَاسِم(1/46)
وَكَانَ بِهِ يكنى والطاهر وَالطّيب فهلكوا قبل الْوَحْي وَأما الْبَنَات فكلهن أسلمن وهاجرن إِلَى الْمَدِينَة وَكَانَت خَدِيجَة قد ذكرت لورقة بْن نَوْفَل بْن أَسد وَكَانَ بْن عَمها وَكَانَ نَصْرَانِيّا قد قَرَأَ الْكتب وَعلم من علم النَّاس مَا ذكر لَهَا غلامها ميسرَة من قَول الراهب وَمَا كَانَ من الإظلال عَلَيْهِ فَقَالَ ورقة إِن كَانَ هَذَا حَقًا يَا خَدِيجَة إِن مُحَمَّدًا لنَبِيّ هَذِه الْأمة قد عرفت أَنه كَائِن بِهَذِهِ الْأمة نَبِي سَيظْهر فِي هَذَا الْوَقْت
(ذكر تفضل اللَّه على رَسُوله الْمُصْطَفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالكرامة والنبوة بَين خلق آدم وَنفخ الرّوح)
فِيهِ أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ الطَّائِيُّ بِمَنْبِجَ ثَنَا البعاس بْنُ عُثْمَانَ الْبَجَلِيُّ ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ثَنَا الأَوْزَاعِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَتَى وَجَبَتْ لَكَ النُّبُوَّةُ قَالَ بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ وَنَفْخِ الرُّوحِ فِيهِ عَلَيْهِ السَّلَام(1/47)
(ذكر صفة بَدْء الْوَحْي على رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بن قُتَيْبَة بعسقلان ثَنَا بْنِ أَبِي السَّرِيِّ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَة قَالَت أول مَا ابتدىء بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم من(1/48)
الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ يَرَاهَا فِي النَّوْمِ فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلاءُ فَكَانَ يَأْتِي حِرَاءَ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ وَهُوَ التَّعَبُّدُ اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَتُزَوِّدُهُ لِمِثْلِهَا حَتَّى فَجِئَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءَ فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فِيهِ فَقَالَ اقْرَأْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم فَقلت مَا أَنا بقارىء قَالَ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدُ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ لِي اقْرَأْ فَقُلْتُ مَا أَنَا بقارىء فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدُ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ اقْرَأ فَقلت مَا أَنا بقارىء فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدُ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ حَتَّى بَلَغَ مَا لَمْ يَعْلَمْ قَالَ فَرجع بهَا ترجف فُؤَادُهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ فَقَالَ زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ ثُمَّ قَالَ يَا خَدِيجَةُ مَا لِي وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ وَقَالَ قَدْ خَشِيتُ عَلَيَّ فَقَالَت كلا أبشر فو الله لَا يحزنك اللَّهُ أَبَدًا إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَقْرِي الضَّيْفِ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ ثمَّ أنطلقت بِهِ خَدِيجَة(1/49)
حَتَّى أَتَتْ بِهِ إِلَى وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وَهُوَ عَمِّ خَدِيجَةَ أَخُو أَبِيهَا وَكَانَ امْرَأً تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعَرَبِيَّ يَكْتُبُهُ بِالْعَرَبِيَّةِ مِنَ الإِنْجِيلِ مَا شَاءَ أَنْ يَكْتُبَ وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عُمِّرَ فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ أَيْ عَم اسْمَع من بن أَخِيك فَقَالَ ورقة يَا بن أَخِي مَا تَرَى فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا رَأَى فَقَالَ وَرَقَةُ هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى مُوسَى يَا لَيْتَنِي أَكُونُ فِيهَا جَذْعًا يَا لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمُخْرِجِيَّ هُمْ قَالَ نَعَمْ لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عودى وأوذى وَأُوذِيَ وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ وَفَتَرَ الْوَحْيُ فَتْرَةً حَتَّى حَزِنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُزْنًا غَدَا مِنْهُ مِرَارًا لِكَيْ يَتَرَدَّى من رُؤُوس شَوَاهِقِ الْجِبَالِ فَكُلَّمَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ كَيْ يُلْقِيَ نَفْسَهُ مِنْهَا فَيُرَى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ لَهُ يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا فَيَسْكُنُ لِذَلِكَ جَأْشُهُ وَتَقَرُّ نَفْسُهُ فَيَرْجِعُ فَإِذَا طَالَ عَلَيْهِ فَتْرَة(1/50)
الْوَحْيِ غَدَا لِمِثْلِ ذَلِكَ فَإِذَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ الْجَبَلِ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَيَقُولُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ قَالَ أَبُو حَاتِم روى فِي بَدْء الْوَحْي عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خبران خبر عَن عَائِشَة وَخبر عَن جَابر فَأَما خبر عَائِشَة فقد ذَكرْنَاهُ وَأما خبر جَابر فَحَدَّثَنَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثَنَا الْوَلِيدُ عَنِ الأَوْزَاعِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَيُّ الْقُرْآنِ أُنْزِلَ أَوَّلُ قَالَ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ فَقُلْتُ أَوَ اقْرَأْ قَالَ إِنِّي أُحَدِّثُكُمْ مَا حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ جَاوَرْتُ بِحِرَاءَ شَهْرًا فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوَارِي نَزَلْتُ فَاسْتَبْطَنْتُ الْوَادِيَ فَنُودِيتُ فَنَظَرْتُ أَمَامِي وَخَلْفِي وَعَنْ يَمِيني وَعَن شمالى فَلم أَحَدًا ثُمَّ نُودِيتُ فَنَظَرْتُ إِلَى السَّمَاءِ فَإِذَا هُوَ فَوْقِي عَلَى الْعَرْشِ فِي السَّمَاءِ فَأَخَذَتْنِي رَجْفَةٌ شَدِيدَةٌ فَأَتَيْتُ خَدِيجَةَ فَأَمَرْتُهُمْ فَدَثَّرُونِي ثُمَّ صَبُّوا عَلَيَّ الْمَاءَ وَأَنْزَلَ الله عز وَجل على يَا يها المدثر إِلَى قَوْله فطهر(1/51)
قَالَ أَبُو حَاتِم هَذَانِ خبران أَو هما من لم يكن الحَدِيث صناعته أَنَّهُمَا متضادان وَلَيْسَ كَذَلِك إِن اللَّه عز وَجل بعث رَسُوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم يَوْم الْإِثْنَيْنِ وَهُوَ بن أَرْبَعِينَ سنة وَنزل عَلَيْهِ جِبْرِيل وَهُوَ فِي الْغَار بحراء باقرأ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ فَلَمَّا رَجَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَيت خَدِيجَة ودثروه أنزل اللَّه عَلَيْهِ فِي بَيت خَدِيجَة يَا يها الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ من غير أَن يكون بَين الْخَبَرَيْنِ تضَاد وَلَا تهاتر فَكَانَ أول من آمن برَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَوجته خَدِيجَة بنت خويلد ثمَّ آمن عَليّ بْن أبي طَالب وَصدقه بِمَا جَاءَ بِهِ وَهُوَ بن عشر سِنِين ثمَّ أسلم أَبُو بكر الصّديق فَكَانَ عَليّ بْن أبي طَالب يخفي إِسْلَامه من أبي طَالب وَأَبُو بكر لما أسلم أظهر إِسْلَامه فَلذَلِك اشْتبهَ على النَّاس أول من أسلم مِنْهُمَا ثمَّ أرْسلُوا زيد بْن حَارِثَة مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ أَبُو بكر أعلم قُرَيْش بأنسابها وَبِمَا كَانَ فِيهَا من خير وَشر وَكَانَ رجلا سهلا بليغا اظهر الْإِسْلَام ودعا إِلَى اللَّه وَإِلَى رَسُوله فَأَجَابَهُ عُثْمَان بْن عَفَّان وَالزُّبَيْر بْن الْعَوام وَعبد الرَّحْمَن بْن عَوْف وَسعد بْن أبي وَقاص وَطَلْحَة(1/52)
بْن عبيد اللَّه فجَاء بهم أَبُو بكر إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِين اسْتَجَابُوا لَهُ فأسلموا وصلوا ثمَّ أسلم أَبُو عُبَيْدَة بْن الْجراح وَأَبُو سَلمَة بْن عَبْد الْأسد المَخْزُومِي والأرقم بْن أبي الأرقم المَخْزُومِي وَعُثْمَان بْن مَظْعُون الجُمَحِي وَعبيدَة بْن الْحَارِث بْن الْمطلب بْن عَبْد منَاف وَسَعِيد بْن زيد بْن عَمْرو بْن نفَيْل وَامْرَأَته فَاطِمَة بنت الْخطاب وَأَسْمَاء بنت أبي بكر وَعبد اللَّه وَقُدَامَة ابْنا مَظْعُون الجمحيان وخباب بن الرت ومسعود بن الرّبيع القارى وَعبد اللَّه بْن مَسْعُود وَعُمَيْر بْن أبي وَقاص وسليط بْن عَمْرو وَعَيَّاش بْن أبي ربيعَة وَامْرَأَته أَسمَاء بنت سَلامَة التميمية وعامر بْن ربيعَة أَبُو عَبْد اللَّه وَعبد اللَّه بْن جحش وَأَبُو أَحْمَد بْن جحش الْأَسدي وجعفر بْن أبي طَالب وَامْرَأَته أَسمَاء بنت عُمَيْس الخثعمية وحاطب بْن الْحَارِث وَامْرَأَته فَاطِمَة المجلل وحطاب بْن الْحَارِث وَامْرَأَته فكيهة وصهيب بن سِنَان(1/53)
وَمعمر بْن الْحَارِث وَسَعِيد بْن الْحَارِث السَّهْمِي وَالْمطلب بْن أَزْهَر بْن عَبْد عَوْف وَامْرَأَته رَملَة بنت أبي عَوْف والنحام واسْمه نعيم بْن عَبْد اللَّه بْن أسيد وبلال بْن رَبَاح مولى أبي بكر وعامر بْن فهَيْرَة مولى أبي بكر وخَالِد بْن سعيد بْن الْعَاصِ وَامْرَأَته أُمَيْمَة بنت خلف بْن أسعد وحاطب بْن عَمْرو بْن عَبْد شمس وَأَبُو حُذَيْفَة بْن عتبَة بْن ربيعَة وواقد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد منَاف بْن عرين بْن ثَعْلَبَة التَّمِيمِي وخَالِد بْن البكير وَإيَاس بْن البكير وعامر بْن البكير وَعبد ياليل بْن ناشب بْن غيرَة بْن سعد بْن لَيْث بْن بكر بْن عَبْد مَنَاة بْن كنَانَة وعمار بْن يَاسر حَلِيف بني مَخْزُوم وَفَشَا ذكر الْإِسْلَام بِمَكَّة وَدخل النَّاس فِي الْإِسْلَام الرِّجَال وَالنِّسَاء إرْسَالًا وَأنزل اللَّه عز وَجل وانذر عشيرتك الاقربين فَخرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَتَى الصَّفَا ثمَّ صعد عَلَيْهِ ثمَّ نَادَى يَا صَبَاحَاه فَاجْتمع إِلَيْهِ النَّاس(1/54)
فَمن رجل يَجِيء وَمن رجل يبْعَث رَسُوله فَقَالَ يَا بني عَبْد الْمطلب يَا بني عَبْد منَاف يَا بني يَا بني أَرَأَيْتكُم لَو أَخْبَرتكُم أَن خيلا بسفح هَذَا الْجَبَل تُرِيدُ أَن تغير عَلَيْكُم أصدقتموني قَالُوا نعم قَالَ فَإِنِّي نَذِير لكم بَين يَدي عَذَاب شَدِيد ثمَّ قَالَ يَا معشر قُرَيْش اشْتَروا أَنفسكُم من النَّار يَا بني عَبْد منَاف لَا أُغني عَنْكُم من اللَّه من شَيْء يَا عَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب يَا صَفِيَّة عمَّة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا بني كَعْب بْن لؤَي يَا بني هَاشم يَا بني عَبْد الْمطلب اشْتَروا أَنفسكُم من النَّار فَقَالَ أَبُو لَهب تَبًّا لَك سَائِر الْيَوْم أما دَعوتنَا إِلَّا لهَذَا ثمَّ قَامَ فَنزلت تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ثمَّ نزل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجعل يَدْعُو النَّاس فِي الشعاب والأدوية والأسواق إِلَى اللَّه وَأَبُو لَهب خَلفه وَالْحِجَارَة تنكبه يَقُول يَا قوم لَا تقبلُوا مِنْهُ فَإِنَّهُ كَذَّاب ثمَّ تزوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد خَدِيجَة سَوْدَة بنت زَمعَة بْن قيس بْن عَبْد شمس بْن مَالك بن حسل بن(1/55)
عَامر بْن لؤَي وَأمّهَا الشموس بنت قيس بْن زيد بْن عَمْرو بْن لبيد بْن خرَاش بْن عَامر بْن غنم بْن عدي بْن النجار خطبهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى وقدان بْن حَلبس عَمها وَكَانَت قبل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحت السَّكْرَان بْن عَمْرو أخي سُهَيْل بْن عَمْرو من بني عَامر بْن لؤَي وَكَانَت سَوْدَة امْرَأَة ثَقيلَة ثبطة وَهِي الَّتِي وهبت يَوْمهَا لعَائِشَة وَقَالَت لَا أُرِيد مَا تُرِيدُ النِّسَاء وَقد قيل إِن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يتَزَوَّج على خَدِيجَة حَتَّى مَاتَت وَزوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَته رقية من عتبَة بْن أبي لَهب وَأم كُلْثُوم ابْنَته الْأُخْرَى من عتيبة بْن أبي لَهب فَلَمَّا نزلت تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ أَمرهمَا أَبوهُمَا أَن يفارقاهما ففارقاهما ثمَّ زوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُثْمَان بْن عَفَّان ابْنَته رقية بعد عتبَة بْن أبي لَهب ثمَّ مرض أَبُو طَالب فَدخل عَلَيْهِ رَهْط من قُرَيْش(1/56)
فيهم أَبُو جهل فَقَالُوا إِن بن أَخِيك يشْتم آلِهَتنَا وَيفْعل وَيفْعل وَيَقُول وَيَقُول وَلَو بعثت إِلَيْهِ فنهيته فَبعث إِلَيْهِ فجَاء النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدخل الْبَيْت وَبَين أبي جهل وَبَين أبي طَالب مجْلِس رجل فخشى أَبُو جهل أَنه جلس إِلَى جنب أبي طَالب يكون أرق عَلَيْهِ فَوَثَبَ فَجَلَسَ فِي ذَلِك الْمجْلس وَلم يجد النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَجْلِسا قرب عَمه فَجَلَسَ عِنْد الْبَاب قَالَ أَبُو طَالب أَي بن أخي مَا بَال قَوْمك يشكونك ويزعمون أَنَّك تَشْتُم آلِهَتهم وَتقول وَتقول فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَي عَم إِنِّي أريدهم على كلمة وَاحِدَة يَقُولُونَهَا تدين لَهُم الْعَرَب وتؤدى إِلَيْهِم بهَا الْعَجم الْجِزْيَة فَقَالَ أَبُو طَالب وَأي كلمة هى يَا بن أخي قَالَ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه فَقَامُوا فزعين يَنْفضونَ ثِيَابهمْ وَيَقُولُونَ أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا ان هَذَا لشَيْء عُجاب ثمَّ توفّي أَبُو طَالب عَبْد منَاف بْن عَبْد الْمطلب فلقي الْمُسلمُونَ أَذَى من الْمُشْركين بعد موت أبي طَالب فَقَالَ لَهُم النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِين ابتلوا وشطت بهم عَشَائِرهمْ بِمَكَّة تفَرقُوا وَأَشَارَ قبل أَرض الْحَبَشَة وَكَانَت أَرضًا دفئة ترحل إِلَيْهَا رحْلَة الشتَاء فَكَانَت أول هِجْرَة(1/57)
فِي الْإِسْلَام فَأول من خرج من الْمُسلمين إِلَى الْحَبَشَة عُثْمَان بْن عَفَّان وَمَعَهُ امْرَأَته رقية بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو حُذَيْفَة بْن عتبَة بْن ربيعَة بْن عَبْد شمس وَمَعَهُ امْرَأَته سهلة بنت سُهَيْل بْن عَمْرو وَالزُّبَيْر بْن الْعَوام وَمصْعَب بْن عُمَيْر وَعبد الرَّحْمَن بْن عَوْف وَأَبُو سَلمَة بْن عَبْد الْأسد مَعَه امْرَأَته أم سَلمَة بنت أبي أُميَّة بْن الْمُغيرَة وَعُثْمَان بْن مَظْعُون وعامر بْن ربيعَة مَعَه امْرَأَته ليلى بنت أبي حثْمَة بْن غَانِم وَأَبُو سُبْرَة بْن أبي رهم بْن عَبْد الْعُزَّى وَأَبُو حَاطِب بْن عَمْرو بْن عَبْد شمس بْن عَبْد ود وَسُهيْل بْن وهب بْن ربيعَة وَهُوَ سُهَيْل بْن بَيْضَاء بَيْضَاء أمه ثمَّ خرج بعدهمْ جَعْفَر بْن أَبى طَالب مَعَه امْرَأَته(1/58)
أَسمَاء بنت عُمَيْس وَعَمْرو بْن سعيد بْن الْعَاصِ وَمَعَهُ امْرَأَته فَاطِمَة بنت صَفْوَان بْن أُميَّة وَأَخُوهُ خَالِد بْن سعيد بْن الْعَاصِ وَمَعَهُ امْرَأَته أمينة بنت خلف بْن أسعد وَعبد اللَّه بْن جحش بْن رياب وَأَخُوهُ عَبْد بْن جحش مَعَه امْرَأَته أم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان بْن حَرْب وَقيس بْن عَبْد اللَّه من بني أَسد بْن خُزَيْمَة مَعَه امْرَأَته بركَة بنت يسَار ومعيقيب بْن أبي فَاطِمَة الدوسي وَعتبَة بْن غَزوَان وَأسد بْن نَوْفَل بْن خويلد وَيزِيد بْن زَمعَة بْن الْأسود بْن الْمطلب وَعَمْرو بْن أُميَّة بْن الْحَارِث بن إد وطليب بْن عُمَيْر بْن وهب وسوبط بْن سعد بْن حُرَيْمِلَة وجهم بْن قيس بْن عَبْد شُرَحْبِيل وابناه عَمْرو بْن جهم وَخُزَيْمَة بن جهم(1/59)
وعامر بْن أبي وَقاص وَالْمطلب بْن أَزْهَر مَعَه امْرَأَته رَملَة بنت أبي عَوْف بْن صبيرة وَعبد اللَّه بْن مَسْعُود وَأَخُوهُ عتبَة بْن مَسْعُود والمقداد بْن عَمْرو والْحَارث بْن خَالِد بْن صَخْر مَعَه امْرَأَته ريطة بنت الْحَارِث بْن جبلة وَعَمْرو بْن عُثْمَان بْن عَمْرو بْن عُثْمَان بْن عَمْرو بْن كَعْب وشماس عُثْمَان بْن عَبْد بْن الشريد بْن سُوَيْد وَهِشَام بْن أبي حُذَيْفَة بْن الْمُغيرَة بْن عَبْد اللَّه بْن عمر بْن مَخْزُوم وَسَلَمَة بْن هِشَام بْن الْمُغيرَة وَعَيَّاش بْن أبي ربيعَة بْن الْمُغيرَة ومعتب بْن عَوْف بْن عَامر بْن الْفضل والسائب بْن عُثْمَان بْن مَظْعُون وعماه قدامَة وَعبد اللَّه ابْنا مَظْعُون وحاطب بْن الْحَارِث بْن معمر مَعَه امْرَأَته فَاطِمَة بنت المجلل وابناه مُحَمَّد بن(1/60)
حَاطِب والْحَارث بْن حَاطِب وَأَخُوهُ حطاب بْن الْحَارِث مَعَه امْرَأَته فكيهة بنت يسَار وسُفْيَان بْن معمر بْن حبيب مَعَه ابناه جَابر بْن سُفْيَان وجنادة بْن سُفْيَان وَمَعَهُ امْرَأَته حَسَنَة وَهِي أمهما وَعُثْمَان بْن ربيعَة بْن أهبان وخنيس بْن حذاقة بْن قيس وَعبد اللَّه بْن الْحَارِث بْن قيس وَهِشَام بْن الْعَاصِ بْن وَائِل وَقيس بْن حذافة بْن قيس وَالْحجاج بْن الْحَارِث بْن قيس وَمعمر بْن الْحَارِث بْن قيس وَبشر بْن الْحَارِث بْن قيس وَسَعِيد بْن الْحَارِث بْن قيس والسائب بْن الْحَارِث بْن قيس وَعُمَيْر بْن رِئَاب بْن حُذَيْفَة ومحمية بْن جُزْء حَلِيف لَهُم وَمعمر بْن عَبْد اللَّه بْن نَضْلَة وعدي بْن(1/61)
نَضْلَة بْن عَبْد الْعُزَّى مَعَه ابْنه النُّعْمَان وَأَبُو عُبَيْدَة بْن الْجراح بعدهمْ وعامر بْن ربيعَة مَعَه امْرَأَته ليلى والسكران بْن عَمْرو بْن عَبْد شمس مَعَه امْرَأَته سَوْدَة بنت زَمعَة وَمَالك بْن ربيعَة بْن قيس بْن عَبْد شمس وَعبد اللَّه بْن مخرمَة بْن عَبْد الْعُزَّى بْن أبي قيس وَعبد اللَّه بْن سُهَيْل بْن عَمْرو وَعَمْرو بْن الْحَارِث بْن زُهَيْر وعياض بْن زُهَيْر بْن أبي شَدَّاد وَرَبِيعَة بْن هِلَال بْن مَالك وَعُثْمَان بْن عَبْد غنم بْن زُهَيْر ويعد بْن عَبْد قيس بْن لَقِيط وَعبد اللَّه بْن شهَاب بْن عَبْد اللَّه بْن الْحَارِث بْن زهرَة جد الزُّهْرِيّ فَخَرجُوا حَتَّى قدمُوا أَرض الْحَبَشَة(1/62)
وَأَقَامُوا بهَا الطُّمَأْنِينَة ثمَّ إِن قُريْشًا اجْتمعت فِي أَن يبْعَث إِلَى النَّجَاشِيّ حَتَّى يرد من ثمَّ من الْمُسلمين عَلَيْهَا فبعثوا عَمْرو بْن الْعَاصِ وَعمارَة بْن الْوَلِيد بن ربيعَة وبعثوا مَعَهُمَا بِهَدَايَا كَثِيرَة إِلَيْهِ وَإِلَى بطارقته فَلَمَّا قدما عَلَيْهِ مَا بَقِي بطرِيق إِلَّا قدمًا إِلَيْهِ بهديته وسألاه أَن يكلم الْملك حَتَّى يسلمهم إِلَيْهِمَا قبل أَن يكلمهم وَيسمع مِنْهُم فَلَمَّا فرغا من بطارقته قدما إِلَى النَّجَاشِيّ هداياه فقبلها مِنْهُمَا ثمَّ قَالَا لَهُ أَيهَا الْملك إِن قَومنَا بعثوا إِلَيْك فِي فتيَان مِنْهُم خَرجُوا إِلَى بلادك فارقوا أَدْيَان قَومهمْ وَلم يدخلُوا فِي دينك وَلَا دينهم وقومهم أعلاهم عينا قَالَت بطارقته صدقا أَيهَا الْملك فَغَضب(1/63)
النَّجَاشِيّ وَقَالَ لأيم اللَّه إِذا لَا أدفعهم إِلَيْهِمَا قوم جَاءُونِي لجئوا إِلَى بلادى حَتَّى أنظر فِيمَا يَقُولُونَ وَأنْظر فِيمَا يَقُول هَؤُلَاءِ فَإِن كَانُوا صَادِقين وَكَانُوا كَمَا قَالَ هَؤُلَاءِ أسلمناهم إِلَيْهِمَا وَلَإِنْ كَانُوا على غير ذَلِك لم ندفعهم إِلَيْهِمَا ومنعتهم مِنْهُمَا فَقَالَ عمَارَة بْن الْوَلِيد لم نصْنَع شَيْئا لَو كَانَ دفعهم إِلَيْنَا من وَرَاء وَرَاء كَانَ ذَلِك أحب إِلَيْنَا قبل أَن يكلمهم ثمَّ إِن أَصْحَاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اجْتَمعُوا فَقَالَ بَعضهم لبَعض مَا الَّذِي نُكَلِّم بِهِ الرجل ثمَّ قَالُوا نكلمه وَالله بِالَّذِي نَحن عَلَيْهِ وَعَلِيهِ نَبينَا كَائِنا مَا كَانَ فِيهِ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا لَهُم اسجدوا للْملك فَقَالَ جَعْفَر بْن أبي طَالب لَا نسجد إِلَّا لله فَقَالَ لَهُم مَا يَقُول هَذَانِ يزعمان أَنكُمْ فأرقتم دين قومكم وَلنْ تدْخلُوا فِي ديني وأنكم جئْتُمْ بدين مقتضب لَا يعرف فَقَالَ جَعْفَر بْن أبي طَالب(1/64)
كُنَّا مَعَ قَومنَا فِي أَمر جَاهِلِيَّة نعْبد الْأَوْثَان فَبعث اللَّه إِلَيْنَا رَسُولا منا رجلا نَعْرِف نسبه وَصدقه ووفاءه فَدَعَا إِلَى أَن نعْبد اللَّه وَحده لَا نشْرك بِهِ وأمرنا بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاة وصلَة الرَّحْمَن وَحسن الْجوَار ونهانا عَن الْفَوَاحِش والخبائث فَقل هَل مَعَك شَيْء مِمَّا جَاءَ بِهِ قَالَ نعم فَدَعَا النَّجَاشِيّ أساقفته فنشروا لمصاحف حوله فَقَرَأَ عَلَيْهِم جَعْفَر بْن أبي طَالب كهيعص فَبكى النَّجَاشِيّ حَتَّى اخضل لحيته وبكت أساقفته حَتَّى اخضلوا مصاحفهم ثمَّ قَالَ إِن هَذَا وَالَّذِي جَاءَ بِهِ عِيسَى يخرج من مشكاة وَاحِدَة انْطَلقَا فلعمر اللَّه لَا أرسلهم مَعَكُمَا وَلَا أكاد وَلَا هم وَكَانَ أتقى الرجلَيْن عمَارَة بْن الْوَلِيد فَقَالَ عَمْرو بْن الْعَاصِ وَالله لأجيبنه بِمَا أبيد بِهِ خضراءهم لأخبرنه أَنهم يَزْعمُونَ أَن إلهك الَّذِي تعبد عَبْد فَقَالَ لَهُ عمَارَة بْن الْوَلِيد لَا تفعل(1/65)
فَإِن لَهُم رحما وَإِن كَانُوا قد خالفونا قَالَ أَحْلف بِاللَّه لَأَفْعَلَنَّ فَرجع إِلَيْهِ الْغَد فَقَالَ أَيهَا الْملك إِنَّهُم يَقُولُونَ فِي عِيسَى قولا عَظِيما فَابْعَثْ إِلَيْهِم فاسألهم عَنهُ فَأرْسل إِلَيْهِم فَقَالَ مَاذَا تَقولُونَ فِي عِيسَى قَالُوا نقُول فِيهِ مَا قَالَ اللَّه عز وَعلا وَمَا قَالَ لنا نَبينَا فَقَالَ لَهُ جَعْفَر هُوَ عَبْد اللَّه وروحه وكلمته أَلْقَاهَا اللَّه إِلَى الْعَذْرَاء البتول فأدلى النَّجَاشِيّ يَده فَأخذ من الأَرْض عودًا وَقَالَ مَا عدا عِيسَى بن مَرْيَم نَا قُلْتُمْ هَذَا الْعود فنخرت بطارقته فَقَالَ وَإِن نخرتم وَالله ثمَّ قَالَ اذْهَبُوا فَأنْتم شيوم فِي أرضي يَقُول آمنون من شتمكم غرم مَا أحب أَن لي دبرًا ذَهَبا ودبر هُوَ جبل بِالْحَبَشَةِ وَإِنِّي آذيت رجلا مِنْكُم وَقَالَ ردوا عَلَيْهِمَا هداياهما الَّتِي جَاءَا بهَا لَا حَاجَة لنا بهَا وأخرجوهما من أرضي فأخرجا وَأقَام الْمُسلمُونَ عِنْد النَّجَاشِيّ بِخَير دَار وَخير جَار لَا يصل إِلَيْهِم شَيْء يكرهونه(1/66)
فولد بِالْحَبَشَةِ عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن أبي طَالب وَمُحَمّد بْن أبي حُذَيْفَة وَسَعِيد بْن خَالِد بْن سعيد وَأُخْته أمة بنت خَالِد وَعبد اللَّه بْن الْمطلب بْن أَزْهَر ومُوسَى بْن الْحَارِث بْن خَالِد وأخواته عَائِشَة وَزَيْنَب وَفَاطِمَة بَنَات الْحَارِث فَلم يزل الْمُسلمُونَ بِأَرْض الْحَبَشَة إِلَى أَن ذكر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخُرُوج إِلَى الْمَدِينَة فَمنهمْ من رَجَعَ إِلَى مَكَّة فَهَاجَرَ مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَة وَمِنْهُم من بَقِي بِأَرْض الْحَبَشَة حَتَّى لحق رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد قدومه الْمَدِينَة وَخرج أَبُو بكر الصّديق من مَكَّة مُهَاجرا إِلَى ى أَرض الْحَبَشَة حَتَّى إِذا بلغ برك الغماد بلقيه بن الدغنة وَهُوَ سيد القارة فَقَالَ أَيْن تُرِيدُ يَا أَبَا بكر فَقَالَ أَبُو بكر أخرجني قومِي فَأُرِيد أَن أسيح فِي الأَرْض وأعبد رَبِّي فَقَالَ بن الدغنة فَإِن مثلك يَا أَبَا بكر لَا يخرج أَنْت تكسب الْمَعْدُوم وَتصل الرَّحِم وَتحمل الْكل وَتَقْرِي الضَّيْفِ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحق فَأَنا لَك حافر فَارْجِع واعبد رَبك ببلدك فَرجع وارتحل مَعَه بن الدغنة فَطَافَ بن الدغنة عَشِيَّة(1/67)
فِي أَشْرَاف قُرَيْش فَقَالَ لَهُم إِن أَبَا بكر لَا يخرج مثله أتخرجون رجلا يكْسب الْمَعْدُوم ويصل الرَّحِم وَيحمل الْكل ويقرى الضَّعِيف ويعين على نَوَائِب الْحق فَلم تكذب قُرَيْش بحوار بن الدغنة وَقَالُوا لِابْنِ الدغنة مر أَبَا بكر فليعبد ربه فِي دَاره وَليصل فِيهَا وليقرأ مَا شَاءَ وَلَا يؤذينا بذلك وَلَا يستعلن بِهِ فانا نخشى أَن يفين أبناءنا وَنِسَاءَنَا فَقَالَ ذَلِك بن الدغنية لأبي بكر فَلبث أَبُو بكر بعد ذَلِك يعبد ربه فِي دَاره وَلَا يستعلن بِصَلَاتِهِ وَلَا يقْرَأ فِي غير دَاره ثمَّ بدالأبى بكر فابتنى مَسْجِدا بِفنَاء دَاره فَكَانَ يُصَلِّي فِيهِ وَيقْرَأ الْقُرْآن فيقف عَلَيْهِ نسَاء الْمُشْركين وأبناءهم يعْجبُونَ مِنْهُ وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ وَكَانَ أَبُو بكر رجلا بكاء لَا يملك عَيْنَيْهِ إِذا قَرَأَ الْقُرْآن وأفزع ذَلِك أَشْرَاف قُرَيْش من الْمُشْركين فأرسلوا بن الدغنية فَقدم عَلَيْهِم فَقَالُوا إِنَّا كُنَّا أجرنا أَبَا بكر بجوارك على أَن يعبد ربه فِي دَاره فقد جَاوز ذَلِك وابتنى بِفنَاء دَاره وأعلن بِالصَّلَاةِ وَالْقِرَاءَة فِيهِ وَإِنَّا خشينا أَن يفتن أبناءنا وَنِسَاءَنَا فانهه فَإِن أحب أَن يقْتَصر على أَن يعبد ربه فِي دَاره فعل فَإِن أبي إِلَّا أَن يعلن بذلك فسله أَن يرد(1/68)
يُنَادى صَوته أَيهَا النَّاس قُولُوا لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَرجل يتبعهُ بِالْحِجَارَةِ قد أدْمى كعبيه وعرقوبيه يَقُول يَا أَيهَا النَّاس لَا تطيعوه فَإِنَّهُ كَذَّاب قَالَ قلت من هَذَا قَالُوا هَذَا غُلَام بني عَبْد الْمطلب قَالَ فَقلت من هَذَا الَّذِي يتبعهُ يدميه قَالُوا عَمه عَبْد الْعُزَّى أَبُو لَهب قَالَ أَبُو حَاتِم كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو الْخلق إِلَى اللَّه وَحده وَلَا شريك لَهُ وَكَانَ أَبُو جهل يَقُول للنَّاس إِنَّه كَذَّاب يحرم الْخمر وَالزِّنَا وَمَا كَانَت الْعَرَب تعرف الزِّنَا فبينها النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي ظلّ الْكَعْبَة إِذْ قَامَ أَبُو جهل فِي نَاس من قُرَيْش وَنحر لَهُم جزورًا فِي نَاحيَة مَكَّة فأرسلوا فجاؤوا بسلاها وطرحوه عَلَيْهِ فَجَاءَت فَاطِمَة وألقته عَنهُ فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ عَلَيْك بِقُرَيْش اللَّهُمَّ عَلَيْك بِقُرَيْش اللَّهُمَّ عَلَيْك بِقُرَيْش بِأبي جهل بْن هَاشم وَعتبَة بْن ربيعَة وَشَيْبَة بْن ربيعَة والوليد بْن عتبَة وَأُميَّة بن خلف وَعقبَة بن مسيط ثمَّ اجْتَمعُوا يَوْمًا ورَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْد الْمقَام وهم جُلُوس فِي ظلّ الْكَعْبَة(1/69)
فَقَامَ إِلَيْهِ عقبَة بْن أبي فَجعل معيط رِدَاءَهُ فِي عُنُقه ثمَّ جَرّه حَتَّى وَجب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لركبته سَاقِطا وتصايح النَّاس وظنوا أننه مقتول وَأَقْبل أَبُو بكر يشْتَد حَتَّى أَخذ بضبعي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من وَرَائه وَهُوَ يَقُول أثقتلون رجلا أَن يَقُول رَبِّي اللَّه ثمَّ انصرفوا عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فَلَمَّا قضي صلَاته مر بهم وهم جُلُوس فِي ظلّ الْكَعْبَة فَقَالَ يَا معشر قُرَيْش وَالَّذِي نفس مُحَمَّد بِيَدِهِ مَا أرْسلت إِلَيْكُم إِلَّا بِالذبْحِ وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى حلقه فَقَالَ لَهُ أَبُو جهل يَا مُحَمَّد مَا كنت جهولا فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْت مِنْهُم فَقَالَ أَبُو جهل ألم أَنْهَك يَا مُحَمَّد فانتهزه النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَبُو جهل لم تنهرني وَالله لقد علمت مَا بهَا رجل أَكثر نَادِيًا مني فَقَالَ جِبْرِيل فَليدع نَادِيه لَأَخَذته زَبَانِيَة الْعَذَاب فَقَالَت قُرَيْش انْظُرُوا أعلمكُم بِالسحرِ وَالْكهَانَة وَالشعر فليأت هَذَا الرجل الَّذِي فرق جماعتنا وشتت أمرنَا وَعَابَ ديننَا فليكلمه ولينظر مَاذَا يرد عَلَيْهِ فَقَالُوا مَا نعلم أحدات غير عتبَة بْن ربيعَة فَقَالُوا أَنْت يَا أَبَا الْوَلِيد(1/70)
فَأتى عتبَة فَقَالَ يَا مُحَمَّد أَنْت خير أم عَبْد اللَّه فَسكت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فَإِن كنت تزْعم أَن هَؤُلَاءِ خير مِنْك فقد عبدُوا الالهة الَّتِي عبت وَإِن كنت تزْعم أك خير مِنْهُم فَتكلم حَتَّى تسمع قَوْلك أما وَالله مَا رَأينَا سخلة قطّ أشأم على قومه مِنْك فرقت جماعتنا وشتت أمرنَا وعبت ديننَا أمرنَا وعبت ديننَا وفضحتنا فِي الرعب حَتَّى لقد طَار فيهم أنن قُرَيْش كَاهِنًا وَالله مَا تنْتَظر إِلَّا أَن يقوم بَعْضنَا إِلَى بعض بِالسُّيُوفِ حَتَّى نتفانى أَيهَا الرجل إِن كَانَ إِنَّمَا بك الباه فاختر أَي نسَاء قُرَيْش شِئْت حَتَّى أزَوجك عشرا وَإِن كَانَ إِنَّمَا بك الْحَاجة جَمعنَا لَك حَتَّى تكون أغْنى قُرَيْش مَالا فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أفرغت قَالَ نعم فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسم اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم حم تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَن الرَّحِيم حَتَّى بلغ فاناعرضوا فقد انذرتكم صعقة مثل صعقة عَاد وَثَمُود فَقَالَ لَهُ عتبَة حَسبك حَسبك مَا عنْدك غير هَذَا ثمَّ رَجَعَ إِلَى(1/71)
قُرَيْش فَقَالُوا مَا وَرَاءَك قَالَ مَا تركت شَيْئا أرى أَنكُمْ تكلمونه بِهِ إِلَّا تَكَلَّمت بِهِ قَالُوا فَهَل أجابك قَالَ نعم لَا وَالَّذِي نصبها يَعْنِي الْكَعْبَة مَا فهمت شَيْئا مِمَّا قَالَ غير أَنه قَالَ انذرتكم صعقة مثل صعقة عَاد وَثَمُود قَالُوا وَيلك يكلمك رجل بِالْعَرَبِيَّةِ مَا تَدْرِي مَا قَالَ قَالَ فو الله مَا فهمت شَيْئا مِمَّا قَالَ غير ذكر الصاعقة فَكَانُوا يؤذونه بأنواع الْأَذَى ورَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يبلغهم رسالات ربه صَابِرًا محتسبًا ثمَّ إِن الله جلّ وَعلا أَرَادَ هدى عمر بْن الْخطاب وَكَانَ عمر من أَشد قُرَيْش على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شغبًا وَأَكْثَرهم للْمُسلمين أَذَى وَكَانَ السَّبَب فِي إِسْلَامه أَن أُخْته فَاطِمَة بنت الْخطاب كَانَت تَحت سعيد بنزيد بْن عَمْرو بْن نفَيْل وَكَانَت قد أسلمت وَأسلم زَوجهَا سعيد بْن زيد وهم يستخفون بِإِسْلَامِهِمْ من عمر وَكَانَ نعيم بْن عَبْد اللَّه بْن النحام قد أسلم وَكَانَ يخفي إِسْلَامه وَكَانَ خباب بْن الْأَرَت يخْتَلف إِلَى فَاطِمَة بنت الْخطاب يقرئها الْقُرْآن فَخرج عمر(1/72)
يَوْمًا متوشحًا بِسَيْفِهِ يُرِيد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذكر لَهُ أَنهم قد اجْتَمعُوا فِي بَيت الصِّفَات وَهُوَ قريب من أَرْبَعِينَ بَين رجال وَنسَاء وَمَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم حَمْزَة وَعلي وَأَبُو بكر فِي رجال من الْمُسلمين مِمَّن أَقَامَ مَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم بِمَكَّة وَلم يخرج إِلَى أَرض الْحَبَشَة فلقى نعيم بن النحام عمر بن الْخطاب فَقَالَ أَيْن تُرِيدُ فَقَالَ أُرِيد مُحَمَّدًا هَذَا الصابى الَّذِي فرق أَمر قُرَيْش وسفه أحلامها وَعَابَ دينهَا وَسَب آلهتها فَأَقْتُلهُ فَقَالَ لَهُ نعيم وَالله لقد غرتك نَفسك من نَفسك يَا عمر أَتَرَى أَن عَبْد منَاف تاركيك تمشي على الأَرْض وَقد قتلت مُحَمَّدًا أَفلا ترجع إِلَى أهل بَيْتك فتقيم أَمرهم قَالَ وَأي أهل بَيْتِي فَقَالَ ختنك وَابْن عمك سعيد بْن زيد وأختك فقد أسلما وَبَايِعًا مُحَمَّدًا على دينه فَعَلَيْك بهمتاا فَرجع عمر عَامِدًا لختنه وَأُخْته وَعِنْدَهُمَا خباب بْن الْأَرَت وَمَعَهُ صحيفَة فِيهَا طه يقرئها إيَّاهُمَا فَلَمَّا سمعُوا حس عمر تغيب خباب فِي مخدع لَهُم وَأخذت فَاطِمَة بنت الْخطاب الصَّحِيفَة(1/73)
فجعلتها تَحت فَخذهَا وَقد سمع حِين دنا من الْبَيْت قرَاءَتهَا عَلَيْهِ فَلَمَّا دخل قَالَ مَا هَذِه الهينمة الَّتِي سَمِعت قَالَا لَهُ مَا سَمِعت شَيْئا قَالَ بلَى وَالله لقد أخْبرت أنكما بايعتما مُحَمَّد على دينه وبطش بختنه سعيد بن زيد فَقَامَتْ إِلَيْهِ أُخْته فَاطِمَة لتكفه عَن زَوجهَا فضربها فشجها فَلَمَّا فعل ذَلِك قَالَت لَهُ أُخْته وَخَتنه نعم قد أسلمنَا وَأمنا بِاللَّه وَرَسُوله فَاصْنَعْ مَا بدا لَك فَلَمَّا رأى عمر مَا بأختهمن الدَّم نَدم على مَا صنع ار عوى وَقَالَ لأخته أعطيني هَذِه الصَّحِيفَة الَّتِي سمعتكم تقرؤون أنفًا انْظُر مَا هَذَا الَّذِي جَاءَ بِهِ مُحَمَّد وَكَانَ عمر كَاتبا فَلَمَّا قَالَ ذَلِك قَالَت لَهُ أُخْته إِنَّا لنخشاك عَلَيْهَا قَالَ لَا تخافى وَحلف لَهَا بآلهته ليردها إِلَيْهَا فَلَمَّا قَالَ ذَلِك طمعت فِي إِسْلَامه فَقَالَت لَهُ يَا أخي غنك نجس على شركك وَإنَّهُ لَا يَمَسهَا إِلَّا الْمُطهرُونَ فَقَامَ عمر بْن الْخطاب فاغتسل ثمَّ أَعطَتْهُ الصَّحِيفَة وفيهَا طه فَلَمَّا قَرَأَ سطرا مها قَالَ مَا أحسن هَذَا الْكَلَام فَلَمَّا سمع خباب(1/74)
ذَلِك خرج إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ يَا عمر وَالله لأرجو أَن يكون خصك اللَّه بدعوة نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنِّي سمعته يَقُول اللَّهُمَّ أيد الْإِسْلَام بِأبي الحكم بن هِشَام أَبُو بعمر بْن الْخطاب فَقَالَ لَهُ عمر دلَّنِي عَلَيْهِ يَا خباب حَتَّى آتيه فَأسلم فَقَالَ لَهُ خباب هُوَ فِي بَيت عِنْد الصَّفَا مَعَه فِيهِ نفر من أَصْحَابه فَأخذ عمر سَيْفه فتوشحه ثمَّ عمد إِلَى رَسُول اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سلم فَلَمَّا بلغ ضرب عَلَيْهِ الْبَاب فَلَمَّا سمع الْمُسلمُونَ صَوته قَامَ رجل فَنظر من خلال الْبَاب فَرَآهُ متوشحًا بِالسَّيْفِ فَقَالَ حَمْزَة بن عبد الْمطلب ائْذَنْ لي فَإِن كَانَ يُرِيد خيرا بِهِ لَنَالَهُ وَإِن كَانَ يُرِيد شرا قَتَلْنَاهُ بِسَيْفِهِ فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ائْذَنْ لَهُ فَأذن لَهُ الرجل ونهض إِلَيْهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى لقِيه فِي الْحُجْرَة فَأخذ بحجزته تمّ جبذة عَظِيمَة وَقَالَ مَا جَاءَ بك يَا بن الْخطاب وَالله(1/75)
مَا أرى أَن تَنْتَهِي حَتَّى ينزل اللَّه بك قَارِعَة فَقَالَ لَهُ عمر يَا رَسُول اللَّه جئْتُك لأومن بِاللَّه وَرَسُوله وَبِمَا جِئْت بِهِ من عِنْد اللَّه قَالَ فَكبر رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَكْبِيرَة عرف أهل الْبَيْت من أَصْحَاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن عمر أسلم فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا عمر استره فَقَالَ عمر وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ لأعلنته كَمَا أعلنت الشّرك فَتفرق أَصْحَاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْد ذَلِك وَقد عزوا فِي أنفسهم حِين أسلم عمر وَحَمْزَة وَعرفُوا أَنَّهُمَا سيمنعان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلذَلِك كَانَ يَقُول بن مَسْعُود مَا زلنا أعزة مذ أسلم عمر ثمَّ توفيت خَدِيجَة فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَيْت لِخَدِيجَة بَيْتا فِي الْجنَّة لَا صخب فِيهِ وَلَا نصب ثمَّ تزوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْد وَفَاة خَدِيجَة عَائِشَة بننت أبي بكر قبل الْهِجْرَة بِثَلَاث سِنِين فِي شهر شَوَّال وَهِي بنت سِتّ(1/76)
لم يتَزَوَّج بكرا غَيرهَا وَكَانَت أم عَائِشَة أم رُومَان بنت عَامر بْن عُوَيْمِر بْن عَبْد شمس ثمَّ خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الطَّائِف يلْتَمس منن ثَقِيف المنعة وأشراف ثَقِيف يَوْمئِذٍ عَبْد ياليل وحبِيب ومسعود بْن عَمْرو فَلَمَّا أَتَاهُم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعاهم إِلَى اللَّه فَقَالَ أحدهم أما وجد اللَّه أحدا يُرْسِلهُ غَيْرك وَقَالَ الآخر هُوَ يمرط ثِيَاب الْكَعْبَة إِن كَانَ الله قد أرسلك وَقَالَ الآخر إِن كَانَ كَمَا تَقول مَا يَنْبَغِي لي أَن أُكَلِّمك إجلالا لَك وَإِن كنت تكذب على اللَّه مَا يَنْبَغِي لي أَن أُكَلِّمك فَقَامَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم وَقد سمع مَا يكره فالتجأ إِلَى حَائِط لبنى ربيعَة وَإِذا(1/77)
عتبَة وَشَيْبَة فِيهِ فَلَمَّا رأياه تحركت لَهُ رحمهمَا فدعو غُلَاما لَهَا يُقَال لَهُ عداس نَصْرَانِيّا فَقَالَا لَهُ خُذ هَذَا الْعِنَب واجعله فِي هَذَا الْإِنَاء واذهب إِلَيّ ذَلِك الرجل فَلَمَّا أَتَاهُ بِهِ عداس وضع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَده فِي الْعِنَب وسمى اللَّه فنظره عداس فِي وَجهه وَقَالَ إِن هَذَا لشَيْء مَا يَقُوله النَّاس الْيَوْم قَالَ وَمن أَنْت قَالَ أَنا رجل نَصْرَانِيّ من أهل نينوي قَالَ من قَرْيَة يُونُس بْن مَتى قَالَ وَمَا يدْريك مَا يُونُس بْن مَتى قَالَ ذَلِك أخي كَانَ نَبيا من الْأَنْبِيَاء فَجعل عداس يقبل يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ وَيَقُول قدوس وَقَالَ ابْنا ربيعَة أَحدهمَا لصَاحبه أما غلامك فقد أفْسدهُ عَلَيْك فَلَمَّا رَجَعَ إِلَيْهِمَا فَسَأَلَاهُ عَمَّا قَالَ لَهُ فَقَالَ لقد أَخْبرنِي عَن شَيْء مَا يُعلمهُ إِلَّا نَبِي قَالَا يَا عداس وَيحك لَا تُخدع عَن دينك(1/78)
ثمَّ خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما أيس من الطَّائِف فَمر بنخلة فَقَامَ يُصَلِّي من جَوف اللَّيْل فَمر بِهِ النَّفر من الْجِنّ أَصْحَاب نَصِيبين فَاسْتَمعُوا لَهُ عَامَّة ليلته فَلَمَّا فرغ من صلَاته ولوا إِلَى قَومهمْ منذرين وهم سَبْعَة أنفس ثمَّ قدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّة يَدعُوهُم إِلَى اللَّه ويستنصرهم ليمنعوا ظَهره حَتَّى ينفذ عَن اللَّه مَا بَعثه بِهِ ثمَّ افتقده أَصْحَابه لَيْلَة فَبَاتُوا بشر لَيْلَة فَجعلُوا يَقُولُونَ استطير أَو اغتيل وَتَفَرَّقُوا فِي الشعاب والأودية يطلبونه فَلَقِيَهُ بن مَسْعُود مُقبلا من نَحْو حراء فَقَالَ يَا نَبِي الله بِأبي أَنْت وَأمي بتنا بشر لَيْلَة قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم أتاننى دَاعِي الْجِنّ فأتيتهم أقرئهم الْقُرْآن وسألوني الزَّاد فَقلت كل عظم ذكر اللَّه عَلَيْهِ يَقع فِي أَيْدِيكُم أوفر مَا كانم لَحْمًا والبعر علفًا لدوابكم فَلذَلِك ننهى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن الِاسْتِنْجَاء بالروث والعظم لِأَنَّهُ زَاد إِخْوَاننَا من الْجِنّ وَكَانَ بن مَسْعُود يَقُول أَرَانِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَة الْجِنّ آثَارهم ونيرانهم ثمَّ أَمر الله عز وَجل(1/79)
رَسُوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَعْرِضَ نَفْسَهُ عَلَى قَبَائِلِ الْعَرَب
(ذكر عرض رَسُول اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَفسه على الْقَبَائِل)
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْقَطَّانُ بِالرَّقَّةِ ثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ التَّمِيمِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْيَمَانِيُّ عَنْ أَبَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ عِكْرِمَة عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ لَمَّا أُمِرَ اللَّه رَسُوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَعْرِضَ نَفْسَهُ عَلَى قَبَائِلِ الْعَرَبِ خَرَجَ وَأَنَا مَعَهُ وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ حَتَّى دَفَعْنَا إِلَى مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ الْعَرَبِ فَتَقَدَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَسَلَّمَ وَقَالَ مِمَّنِ الْقَوْمُ قَالُوا مِنْ رَبِيعَةَ قَالَ وَأَيُّ رَبِيعَةَ أَنْتُمْ أَمِنْ(1/80)
هَامَتِهَا أَمْ مِنْ لَهَازِمِهَا فَقَالُوا لَا بل من هَامَتُهَا الْعُظْمَى قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَأَيُّ هَامَتِهَا الْعُظْمَى أَنْتُمْ قَالُوا مِنْ ذُهْلٍ الأَكْبَرِ قَالَ أَبُو بَكْرٍ فَمِنْكُمْ عَوْفٌ الَّذِي يُقَالُ لَهُ لَا حُرَّ بِوَادِي عَوْفٍ قَالُوا لَا قَالَ فَمِنْكُمْ بِسْطَامُ بْنُ قَيْسٍ صَاحِبُ اللِّوَاءِ وَمُنْتَهَى الْأَحْيَاء قَالَا لَا قَالَ فَمِنْكُمْ جَسَّاسُ بْنُ مُرَّةَ حَامِي الذِّمَارِ وَمَانِعُ الْجَارِ قَالُوا لَا قَالَ فَمِنْكُمْ الْحَوْفَزَانُ قَاتِلُ الْمُلُوكِ سَالِبُهَا أَنْفُسَهَا قَالُوا لَا قَالَ فَمِنْكُمْ أَصْهَارُ الْمُلُوكِ مِنْ لَخْمٍ قَالُوا لَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ فَلَسْتُمْ إِذًا ذُهْلا الْأَكْبَر أَنْتُم ذهلا الأَصْغَرُ فَقَامَ إِلَيْهِ غُلامٌ مِنْ بَنِي شَيْبَانَ يُقَالُ لَهُ دَغْفَلٌ حِين بقل وَجْهُهُ فَقَالَ عَلَى سَائِلِنَا أَنْ(1/81)
نَسْأَلَهُ يَا هَذَا إِنَّكَ سَأَلْتَنَا فأخبرناك وَلم نكتمك شَيْئا فَمِمَّنِ الرَّجُلُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَنَا مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالَ الْفَتَى بَخٍ بَخٍ أَهْلُ الشَّرَفِ وَالرِّئَاسَةِ فَمِنْ أَيِّ الْقُرَشِيِّينَ أَنْتَ قَالَ مِنْ وَلَدِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ قَالَ أَمْكَنْتَ وَاللَّهِ الرَّامِيَ مِنْ صَفَاءِ الثَّغْرَةِ فَمِنْكُمْ قُصَيٌّ الَّذِي جَمَعَ الْقَبَائِلَ مِنْ فِهْرٍ فَكَانَ يُدْعَى فِي قُرَيْشٍ مُجَمِّعًا قَالَ لَا قَالَ فَمِنْكُمْ هَاشِمٌ الَّذِي هَشَّمَ الثَّرِيدَ لِقَوْمِهِ وَرِجَالُ مَكَّةَ مُسْنِتُونَ عِجَافٌ قَالَ لَا قَالَ فَمِنْ أَهْلِ الْحِجَابَةِ أَنْتَ قَالَ لَا قَالَ فَمِنْ أَهْلِ النَّدْوَةِ أَنْتَ قَالَ لَا قَالَ فَمِنْكُمْ شَيْبَةُ الْحَمْدِ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ مُطْعِمُ طَيْرِ السَّمَاءِ الَّذِي كَأَنَّ وَجْهَهُ الْقَمَر يضىء فِي اليلة الظلماء الداجية قَالَ لَا(1/82)
قَالَ فَمِنْ أَهْلِ السِّقَايَةِ قَالَ لَا وَاجْتَذَبَ أَبُو بَكْرٍ زِمَامَ النَّاقَةِ فَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ الْغُلامُ ... صَادَفَ دَرْءُ السَّيْلِ دَرْءًا يَدْفَعُهُ ... يَهِيضُهُ حِينًا وَحِينًا يَصْدَعُهُ ... أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ ثَبَتَ قَالَ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عَلِيٌّ فَقُلْتُ يَا أَبَا بَكْرٍ لَقَدْ وَقَعْتَ مِنَ الأَعْرَابِيِّ عَلَى بَاقِعَةٍ فَقَالَ لِي أَجَلْ يَا أَبَا الْحَسَنِ مَا من طامة إِلَّا وفوقها(1/83)
طَامَّةٌ وَالْبَلاءُ مُوَكَّلٌ بِالْمَنْطِقِ قَالَ عَلِيٌّ ثُمَّ دَفَعْنَا إِلَى مَجْلِسٍ آخَرَ عَلَيْهُمُ السَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ فَتَقَدَّمَ أَبُو بَكْرٍ وَكَانَ مُقَدَّمًا فِي كُلِّ خَيْرٍ فَسَلَّمَ وَقَالَ مِمَّنِ الْقَوْمُ فَقَالُوا مِنْ شَيْبَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ فَالْتَفَتَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا وَرَاءَ هَذَا الْقَوْمِ غِرٌّ هَؤُلاءِ غُرَرٌ قَوْمُهُمْ وَفِيهِمْ مَفْرُوقُ بْنُ عَمْرٍو وهانئ بن قبيصَة والمثننى بْنُ حَارِثَةَ وَالنُّعْمَانُ بْنُ شَرِيكٍ وَكَانَ مَفْرُوقُ بْنُ عَمْرٍو قَدْ غلبهم جمالا وَلِسَانًا وَكَانَ غديرتان تسقطان على تَرْبِيَته وَكَانَ أَدْنَى الْقَوْمِ مَجْلِسًا مِنْ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ كَيْفَ الْعَدَدُ فِيكُمْ فَقَالَ مَفْرُوقٌ إِنَّا لَنَزِيدُ عَلَى أَلْفٍ وَلَنْ يُغْلَبَ أَلْفٌ مِنْ قِلَّةٍ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَكَيْفَ الْمَنَعَةُ فِيكُمْ قَالَ مفروق(1/84)
عَلَيْنَا الْجَهْدُ وَلِكُلِّ قَوْمٍ جِدٌّ قَالَ أَبُو بَكْرٍ كَيْفَ الْحَرْبُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ عَدُوِّكُمْ قَالَ مَفْرُوقٌ إِنَّا لأَشَدُّ مَا نَكُونُ غَضَبًا حِينَ نَلْقَى وَإِنَّا لأَشَدُّ مَا نكونن لِقَاءً حِينَ نَغْضَبُ وَإِنَّا لَنُؤْثِرُ الْجِيَادَ عَلَى الأَوْلادِ وَالسِّلاحَ عَلَى اللِّقَاحِ وَالنَّصْرُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُدِيلُنَا مَرَّةً وَيُدِيلُ عَلَيْنَا أُخْرَى لَعَلَّكَ أَخُو قُرَيْشٍ قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَقَدْ بَلَغَكُمْ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهَا هُوَ ذَا قَالَ مَفْرُوقٌ قَدْ بَلَغَنَا أَنَّهُ يَذْكُرُ ذَلِكَ قَالَ فالى م تَدْعُو يَا أَخَا قُرَيْشٍ قَالَ أَدْعُوكُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَأَنْ تُؤْوُنِي وَتَنْصُرُونِي فَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ تَظَاهَرَتْ عَلَى أَمْرِ اللَّهِ(1/85)
فَكَذَّبَتْ رُسُلَهُ وَاسْتَغْنَتْ بِالْبَاطِلِ عَنِ الْحَقِّ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ فَقَالَ مفروق بن عَمْرو إِلَى مَا تدعونايا أَخَا قُرَيْشٍ فَتَلا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُم الْآيَة قَالَ مفروق وَإِلَى م تَدْعُو يَا أَخَا قُرَيْشٍ فَتَلا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَان الآيَةَ فَقَالَ مَفْرُوقٌ دَعَوْتَ وَاللَّهِ يَا أَخَا قُرَيْشٍ إِلَى مَكَارِمِ الأَخْلاقِ وَمَحَاسِنِ الأَعْمَالِ وَكَأَنَّهُ أَحَبَّ أَنْ يُشْرِكَهُ فِي الْكَلامِ هَانِئَ بْنَ قَبِيصَةَ فَقَالَ وَهَذَا هَانِئُ بْنُ قَبِيصَةَ شَيْخُنَا وَصَاحِبُ دِينِنَا فَقَالَ قَدْ سَمِعْتُ مَقَالَتَكَ يَا أَخَا قُرَيْشٍ وَإِنِّي أَرَى إِنْ تَرَكْنَا دِينَنَا وَاتَّبَعْنَاكَ عَلَى دِينِكَ لِمَجْلِسٍ جَلَسْتَهُ إِلَيْنَا زَلَّةً فِي الرَّأْيِ وَقِلَّةَ فِكْرٍ فِي الْعَوَاقِبِ وَإِنَّمَا تكون الزلة مَعَ(1/86)
الْعَجَلَةِ وَمِنْ وَرَائِنَا قَوْمٌ نَكْرَهُ أَنْ نَعْقِدَ عَلَيْهِمْ عَقْدًا وَلَكِنْ تَرْجِعُ وَنَرْجِعُ وَتَنْظُرُ وَنَنْظُرُ وَكَأَنَّهُ أَحَبَّ أَنْ يُشْرِكَهُ فِي الْكَلامِ الْمُثَنَّى بْنَ حَارِثَةَ فَقَالَ وَهَذَا الْمُثَنَّى بْنُ حَارِثَةَ شَيْخُنَا وَصَاحِبُ حَرْبِنَا فَقَالَ الْمُثَنَّى قَدْ سَمِعْتُ مَقَالَتَكَ يَا أَخَا قُرَيْشٍ وَالْجَوَابُ هُوَ جَوَابُ هَانِئِ بْنِ قَبِيصَةَ فِي تَرْكِنَا دِينَنَا وَاتِّبَاعِنَا إِيَّاكَ على دينك وَإِنَّمَا أنزلنَا بَيْنَ ضُرَّتَيْنِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا هَاتَانِ الضرتانن قَالَ أهار كِسْرَى وَمِيَاهُ الْعَرَبِ وَإِنَّمَا نَزَلْنَا على عهد أَخذ عَلَيْنَا كِسْرَى لَا نُحْدِثُ حَدَثًا وَلَا ننؤوى مُحدثا وانى أرى هَذَا(1/87)
الأَمْرَ الَّذِي تَدْعُو إِلَيْهِ مِمَّا تَكْرَهُهُ الْمُلُوكُ فَإِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ نؤويك وَنَنْصُرَكَ مِمَّا يَلِي مِيَاهَ الْعَرَبِ فَعَلْنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَسَأْتُمْ فِي الرَّدِّ إِذْ أَفْصَحْتُمْ بِالصِّدْقِ وَإِنَّ دِينَ اللَّهِ لَنْ يَنْصُرَهُ إِلا مَنْ أَحَاطَهُ اللَّهُ مِنْ جَمِيعِ جَوَانِبِهِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ لَمْ تَلْبَثُوا إِلا قَلِيلا حَتَّى يُوَرِّثَكُمُ اللَّهُ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَيُفْرِشَكُمْ نِسَاءَهُمْ أَتُسَبِّحُونَ اللَّهَ وَتُقَدِّسُونَهُ فَقَالَ النُّعْمَانُ بْنُ شَرِيكٍ اللَّهُمَّ نَعَمْ قَالَ فَتَلا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى الله بِإِذْنِهِ وسراجا منيرا ثُمَّ نَهَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَابِضًا عَلَى يَدِ أَبِي بَكْرٍ وَهُوَ يَقُولُ يَا أَبَا بَكْرٍ أَيَّةُ أَخْلاقٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَا أَشْرَفَهَا بِهَا يَدْفَعُ اللَّهُ بَأْسَ بَعْضِهِمْ عَنْ بعض(1/88)
قَالَ أَبُو حَاتِم إِن اللَّه عز وَجل وَعلا أَمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَعْرِضَ نَفسه على قبائل الْعَرَب يَدعُوهُم الى الله وَحده وَأَن لَا يشركوا بِهِ شَيْئا وينصروه ويصدقوه فَكَانَ يمر على مجَالِس الْعَرَب ومنزلهم فَإِذا رأى قوما وقف عَلَيْهِم وَقَالَ إننى رَسُول اللَّه إِلَيْكُم يَأْمُركُمْ أَن تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئا وتصدقوني وَخَلفه عَبْد الْعُزَّى أَبُو لَهب بْن عَبْد الْمطلب عَمه يَقُول يَا قوم لَا تقبلُوا مِنْهُ فَإِنَّهُ كَذَّاب حَتَّى أتنى كِنْدَة فِي مَنَازِلهمْ فَعرض عَلَيْهِم نَفسه ودعاهم إِلَى اللَّه فَأَبَوا أَن يَسْتَجِيبُوا لَهُ ثمَّ أَتَى كَلْبا فِي منزلهم فَكلم بَطنا مِنْهُم يُقَال لَهُ بَنو عَبْد اللَّه فَجعل يَدعُوهُم حَتَّى أَنه ليقول لَهُم يَا بني عَبْد اللَّه إِن اللَّه قد أحسن اسْم أبيكم إِنِّي رَسُوله فَاتبعُوني حَتَّى أنفذ أمره فَلم يقبلُوا مِنْهُ ثمَّ أَتَى بني حنيفَة فِي مَنَازِلهمْ فَردُّوا عَلَيْهِ مَا كَلمهمْ بِهِ وَلم يكن من قبائل الْعَرَب أعنف ردا عَلَيْهِ مِنْهُم ثمَّ أَتَى بني عَامر بْن صعصعة فِي مَنَازِلهمْ فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّه فَقَالَ قَائِل مِنْهُم إِن اتَّبَعْنَاك وَصَدَّقنَاك فَنَصرك اللَّه ثمَّ أظهرك اللَّه على من خالفك أَيكُون لنا الْأَمر من بعْدك فَقَالَ رَسُول الله(1/89)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَمر إِلَى اللَّه يَضَعهُ حَيْثُ يَشَاء فَقَالُوا أنهدف نحورنا للْعَرَب دُونك فَإِذا ظَهرت كَانَ الْأَمر فِي غَيرنَا لَا حَاجَة لنا فِي هَذَا من أَمرك وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحضر الْمَوْسِم فَيعرض نَفسه على من حضر من الْعَرَب فَبلغ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعقبَة وَإِذا رَهْط مِنْهُم رموا الْجَمْرَة فاعترضهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ مِمَّن أَنْتُم قَالُوا من الْخَزْرَج قَالَ أَمن موَالِي يهود قَالُوا نعم فَكَلَّمَهُمْ بِالَّذِي بَعثه اللَّه بِهِ فَقَالَ بَعضهم لبَعض يَا قوم إِن هَذَا الَّذِي كَانَت الْيَهُود يدعوننا بِهِ أَن يخرج فِي آخر الزَّمَان وَكَانَت الْيَهُود إِذا كَانَ بَينهم شَيْء قَالُوا غنما نَنْتَظِر نَبيا يبْعَث الْآن يقتلكم قتل عَاد وَثَمُود فنتبعه ونظهر عَلَيْكُم مَعَه ثمَّ قَالُوا لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نرْجِع إِلَى قَومنَا ونخبرهم بِالَّذِي كلمتنا بِهِ فَمَا أرغبنا فِيك إِنَّا قد تركنات قَومنَا على خلاف فِيمَا بَينهم لَا نعلم(1/90)
حَيا من الْعَرَب بَينهم من الْعَدَاوَة مَا بَينهم وسنرجع إِلَيْهِم بِالَّذِي سمعنَا مِنْك لَعَلَّ اللَّه يقبل بقلوبهم ويصلخح بك ذَات بَينهم ويؤلف بَين قُلُوبهم وَأَن يجتمعوا على أَمرك فَإِن يجتمعوا على أَمر وَاحِد فَلَا رجل أعز مِنْك ثمَّ قدمُوا إِلَى الْمَدِينَة فأفشوا ذَلِك فيهم وَلما رَجَعَ حَاج الْعَرَب كَانَ لبني عَامر شيخ قد كبر لَا يَسْتَطِيع أَن يوافي مَعَهم الْمَوْسِم وَكَانَ أَمرهم بمَكَان فَكَانُوا إِذا رجعُوا سَأَلَهُمْ عَمَّا كَانَ فِي موسمهم ذَلِك فَلَمَّا كَانَ ذَلِك الْعَام سَأَلَهُمْ فاخبروه عَمَّا قَالَ لَهُم رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودعاهم إِلَيْهِ فَوضع الشَّيْخ يَده على رَأسه وَقَالَ يَا بني عَامر هَل لَهَا من تلاف هَل لذناباه من مطلب فو الله مَا تَقُولهَا إسماعيلي وَإِنَّهَا لحق وَيحكم ايْنَ غَابَ عَنْكُم رَأْيكُمْ(1/91)
وَسمعت قُرَيْش بِمَكَّة بِاللَّيْلِ صَوتا وَلَا يرَوْنَ شخصه يَقُول فَإِن يسلم السعدان يصبح مُحَمَّد من الْأَمر لَا يخْشَى خلاف الْمُخَالف فَقَالَ قُرَيْش لَو علمنَا من السعدان لفعلنَا وَفعلنَا فَسَمِعُوا من الْقَائِل وَهُوَ يَقُول ... فيا سعد سعد الْأَوْس كن أَنْت مَانِعا ... وَيَا سعد سعد الخزرجين الغطارف ... ... أجيبا إِلَى دَاعِي الْهدى وتمنيا ... على اللَّه فِي الفردوس زلقة عَارِف ... ... فَإِن ثَوَاب اللَّه للطَّالِب الْهدى ... جنان من الفردوس ذَات رفارف ... السعدان يُرِيد بِهِ سعد الْأَوْس سعد بْن معَاذ وَسعد الْخَزْرَج سعد بن عبَادَة(1/92)
(ذكر بيعَة الْعقبَة الأولى)
... حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عوان الرَّازِيُّ ثَنَا عَمَّارُ بْنُ الْحَسَنِ ثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ عَنِ بن إِسْحَاقَ قَالَ أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُسَيْلَةَ الصُّنَابِحِيِّ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ كُنَّا اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلا فِي الْعَقَبَةِ الأُولَى فَبَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَيْعَةِ النِّسَاءِ أَنْ لَا نُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلا نَسْرِقَ وَلا نَزْنِيَ وَلا نَقْتُلَ أَوْلادَنَا وَلا نَأْتِيَ بِبُهْتَانٍ نَفْتَرِيهِ بَيْنَ أَيْدِينَا وَأَرْجُلِنَا وَلا نَعْصِيَهُ فِي مَعْرُوفٍ فَمَنْ وَفَّى فَلَهُ الْجَنَّةُ وَمَنْ غَشِيَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ غفر لَهُ(1/93)
قَالَ أَبُو حَاتِم فَلَمَّا كَانَ الْمَوْسِم جعل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتبع الْقَبَائِل يَدعُوهُم إِلَى اللَّه فَاجْتمع عِنْده بِاللَّيْلِ اثْنَا عشر نَقِيبًا من الْأَنْصَار فَقَالُوا يَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّا نَخَاف إِن جئتنا على حالك هَذِه أَن لَا يتهيأ لنا الَّذِي نُرِيد وَلَكِن نُبَايِعك السَّاعَة وميعادنا الْعَام الْمقبل فبايعهم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أَن لَا يشركوا بِاللَّه شَيْئا وَلَا يسرقوا وَلَا يزنوا وَلَا يقتلُوا أَوْلَادهم وَلَا يَأْتُوا بِبُهْتَان يفترونه بَين أَيْديهم وأرجلهم وَلَا يعصونه فِي مَعْرُوفٍ فَمَنْ وَفَّى فَلَهُ الْجَنَّةُ وَمَنْ غَشِيَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ إِنْ شَاءَ غفر لَهُ وَإِن شَاءَ عذبه وأسماؤهم مِنْهُم من بني النجار ثَلَاثَة أنفس أسعد بْن زُرَارَة بْن عدس وَهُوَ أَبُو أُمَامَة وعَوْف ومعاذ ابْنا الْحَارِث بْن رِفَاعَة وَمن بني زُرَيْق بْن عَامر بْن زُرَيْق رَافع بْن مَالك بْن العجلان وذكوان بْن عَبْد قيس بْن خالدة وَمن بني غنم عَوْف بْن عمر بْن عَوْف بْن الْخَزْرَج(1/94)
وَمِنْهُم القوافل عبَادَة بْن الصَّامِت بْن قيس بْن أَصْرَم وَأَبُو عَبْد الرَّحْمَن بْن يزِيد بْن ثَعْلَبَة حَلِيف لَهُم من بلي وَمن بني سَالم بْن عَوْف عَبَّاس بْن عبَادَة بْن نَضْلَة وَمن بني سَلمَة جعد بْن سعيد ثمَّ من بني حرَام عقبَة بْن عَامر بْن نابي وَقُطْبَة بْن عَامر بْن حَدِيدَة بْن عَمْرو بْن سَواد وَمن بني عَبْد الْأَشْهَل بْن جشم أَبُو الْهَيْثَم بْن التيهَان واسْمه مَالك وعويم بْن سَاعِدَة ثمَّ رجعُوا إِلَى قَومهمْ بِالْمَدِينَةِ وأخبروهم الْخَبَر وَفَشَا ذكر الْإِسْلَام بِالْمَدِينَةِ فَكَانَ الْوَاحِد بعد الْوَاحِد من الْأَنْصَار يخرج من الْمَدِينَة إِلَى مَكَّة فَيُؤمن برَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ يَنْقَلِب إِلَى أَهله فَيسلم بِإِسْلَامِهِ جمَاعَة حَتَّى لم تبْق دَار من دور الْأَنْصَار إِلَّا وفيهَا رَهْط من الْمُسلمين يظهرون الْإِسْلَام ثمَّ اخْتلف الْأَوْس والخزرج فِي الصَّلَاة وأبوا أَن يتْرك(1/95)
بَعضهم يؤم بَعْضًا فَبعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَة مُصعب بْن عُمَيْر مَعَ جمَاعَة وَذَلِكَ أَنهم كتبُوا إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسألونه أَن يبْعَث عَلَيْهِم رجلا من أَصْحَابه يفقههم فِي الدَّين فَنزل مُصعب بْن عُمَيْر على أسعد بْن زُرَارَة فَكَانَ يَأْتِي بِهِ دور الْأَنْصَار فيدعوهم إِلَى اللَّه وَيقْرَأ عَلَيْهِم الْقُرْآن ويفقه من كَانَ مِنْهُم دخل فِي الْإِسْلَام وَكَانَ إِسْلَام سعد بْن معَاذ وَأسيد بْن حضير على يَد مُصعب وَذَلِكَ أَنه خرج مَعَ أسعد بْن زُرَارَة إِلَى حَائِط من حَوَائِط بني النجار مَعَهُمَا رجال من الْمُسلمين فَبلغ ذَلِك سعد بْن معَاذ فَقَالَ لأسيد بْن حضير ائْتِ هَذَا الرجل فلولا أَنه مَعَ أسعد بْن زُرَارَة وَهُوَ بن خَالَتِي كَمَا علمت كنت أَنا أكفيك شَأْنه فَأخذ أسيد بْن حضير حربته ثمَّ خرج حَتَّى أَتَى مصعبا فَوقف عَلَيْهِ متشتما وَقد قَالَ أسعد لمصعب حِين نظر إِلَى أسيد هَذَا أسيد من سَادَات قوم لَهُ خطر وَشرف فَلَمَّا انْتهى إِلَيْهِمَا تكلم بِكَلَام فِيهِ بعض الغلظة فَقَالَ لَهُ مُصعب بْن عُمَيْر أَو تجْلِس فَتسمع فَإِن سَمِعت خيرا قبلته وَإِن كرهت شَيْئا أَو خالفك أعفيناك عَنهُ قَالَ أسيد مَا بِهَذَا بَأْس ثمَّ ركز حربته وَجلسَ فَتكلم مُصعب بِالْإِسْلَامِ وتلا(1/96)
عَلَيْهِ الْقُرْآن قَالَ أسيد مَا أحسن هَذَا القَوْل ثمَّ أمره فَتشهد شَهَادَة الْحق وَقَالَ لَهُم كَيفَ أفعل فَقَالَ لَهُ تَغْتَسِل وتطهر ثَوْبك وَتشهد شَهَادَة الْحق وتركع رَكْعَتَيْنِ فَفعل وَرجع إِلَى بني عَبْد الْأَشْهَل وثبتا مكانهما فَلَمَّا رَآهُ سعد بْن معَاذ مُقبلا قَالَ أَحْلف بِاللَّه لقد رَجَعَ إِلَيْكُم أسيد بِغَيْر الْوَجْه الَّذِي ذهب بِهِ من عنْدكُمْ فَلَمَّا وقف عَلَيْهِ قَالَ لَهُ سعد مَا وَرَاءَك قَالَ كلمت الرجلَيْن فكلماني بِكَلَام رَقِيق وزعما أَنَّهُمَا سيتركان ذَلِك وَقد بَلغنِي أَن بني حَارِثَة قد سمعُوا بمَكَان أسعد فَاجْتمعُوا لقَتله وَإِنَّمَا يُرِيدُونَ بذلك إحقارك وَهُوَ بن خالتك فَإِن كَانَ لَك بِهِ حَاجَة فأدركه فَوَثَبَ سعد وَأخذ الحربة من يَدي أسيد وَقَالَ مَا أَرَاك أغنيت شَيْئا ثمَّ خرج حَتَّى جاءهما ووقف عَلَيْهِمَا متشتما وَقد قَالَ أسعد لمصعب حِين رأى سَعْدا هَذَا وَالله سيد من وَرَاءه إِن تابعك لم يخْتَلف عَلَيْهِ اثْنَان من قومه فأبلى اللَّه فِيهِ بلَاء حسنا فَلَمَّا وقف سعد قَالَ لأسعد بْن زُرَارَة أجئتنا بِهَذَا الرجل يسفه شبابنا وضعفاءنا وَالله لَوْلَا مَا بيني وَبَيْنك(1/97)
من الرَّحِم مَا تركتك وَهَذَا فَلَمَّا فرغ سعد من مقَالَته قَالَ لَهُ مُصعب أَو تجْلِس فَتسمع فَإِن سَمِعت خيرا قبلته وَإِن خالفك شَيْء أعفيناك قَالَ أنصفت فَرَكزَ حربته ثمَّ جلس فَكَلمهُ بِالْإِسْلَامِ وتلا عَلَيْهِ الْقُرْآن فَقَالَ سعد مَا أحسن هَذَا نقبله مِنْك ونعينك عَلَيْهِ كَيفَ تَصْنَعُونَ إِذا دَخَلْتُم فِي هَذَا الْأَمر قَالَ تَغْتَسِل وتطهر ثَوْبك وَتشهد شَهَادَة الْحق وتركع رَكْعَتَيْنِ فَفعل ثمَّ خرج سعد حَتَّى أَتَى بني عَبْد الْأَشْهَل فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا وَالله لقد رَجَعَ إِلَيْكُم سعد بِغَيْر الْوَجْه الَّذِي ذهب بِهِ من عنْدكُمْ فَلَمَّا وقف عَلَيْهِم قَالُوا مِمَّا جِئْت قَالَ يَا بني عَبْد الْأَشْهَل كَيفَ تعلمُونَ رَأْيِي فِيكُم وأمري عَلَيْكُم قَالُوا أَنْت خيرنا رَأيا قَالَ فَإِن كَانَ كَلَام رجالكم ونسائكم عَليّ حرَام حَتَّى تؤمنوا بِاللَّه وَحده وتشهدوا أَن مُحَمَّدًا رَسُول اللَّه وتدخلوا فِي دينه فا أَمْسَى من ذَلِك الْيَوْم فِي دَار بني عَبْد الْأَشْهَل رجل وَلَا امْرَأَة إِلَّا أسلم ... ... ... وَأول جُمُعَة جمعت بِالْمَدِينَةِ جمعهَا أَبُو أُمَامَة أسعد بْن زُرَارَة وهم أَرْبَعُونَ رجلا فِي رَوْضَة(1/98)
يُقَال لَهَا نَقِيع الْخضمات من حرَّة بني بياضة فَكَانَ كَعْب بْن مَالك يَقُول فِيمَا بعد إِذا سمع الْأَذَان يَوْم الْجُمُعَة رَحْمَة اللَّه على أبي أُمَامَة أسعد بْن زُرَارَة
(ذكر الْإِسْرَاء برَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَة الْمِعْرَاج)
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ الشَّيْبَانِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى التَّمِيمِيُّ وَعِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ السِّخْتِيَانِيُّ قَالُوا ثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ ثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى ثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَهُمْ عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِهِ قَالَ بَيْنَا أَنَا فِي الْحَطِيمِ وَرُبَّمَا قَالَ فِي الْحِجْرِ مُضْطَجِعٌ إِذْ أَتَانِي جِبْرِيلُ فَشَقَّ مَا بَيْنَ هَذِهِ إِلَى هَذِهِ فَاسْتَخْرَجَ قَلْبِي ثُمَّ أُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذهب مَمْلُوءَة إِيمَانًا وَحِكْمَة(1/99)
فَغَسَلَ قَلْبِي ثُمَّ أُعِيدَ ثُمَّ أُتِيتُ بِدَابَّةٍ دُونَ الْبَغْلِ وَفَوْقَ الْحمار يضع خطْوَة عَن أَقْصَى طَرْفِهِ فَحُمِلْتُ عَلَيْهِ فَانْطَلَقَ عَلَيْهِ فَانْطَلَقَ بِي جِبْرِيلُ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الدُّنْيَا فَاسْتَفْتَحَ فَقِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ وَمن(1/100)
مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ قِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ قِيلَ مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَفُتِحَ فَلَمَّا خَلَصْتُ إِذَا فِيهَا آدَمُ فَقَالَ هَذَا أَبُوكَ آدَمُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ قَالَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلامَ ثُمَّ قَالَ مَرْحَبًا بِالابْنِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ فَاسْتَفْتَحَ قِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ قِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ قِيلَ مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ فَفُتِحَ لَهُ فَلَمَّا خَلَصْتُ إِذَا نَحْنُ بِعِيسَى وَيَحْيَى وَهُمَا ابْنَا الْخَالَةِ قَالَ هَذَا يَحْيَى وَعِيسَى فَسَلِّمْ عَلَيْهِمَا قَالَ فَسَلَّمْتُ وَرَدَّا ثُمَّ قَالا مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ثُمَّ صَعِدَ بِي إِلَى السَّمَاء الثَّالِثَة فَاسْتَفْتَحَ فَقيل منن هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ قِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ قِيلَ مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَفُتِحَ فَلَمَّا خَلَصْتُ إِذَا يُوسُفُ قَالَ هَذَا يُوسُفُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ قَالَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ ثُمَّ قَالَ مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ثُمَّ صَعِدَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ فَاسْتَفْتَحَ فَقِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ قِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ قِيلَ مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَفُتِحَ فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا إِدْرِيسُ قَالَ هَذَا إِدْرِيسُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ قَالَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ ثُمَّ قَالَ مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الْخَامِسَةَ فَاسْتَفْتَحَ فَقِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ قِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ قِيلَ مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَفُتِحَ فَلَمَّا خَلَصْتُ إِذَا بِهَارُونَ قَالَ هَذَا هَارُونُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ قَالَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ السَّلَام ثمَّ قَالَ مرْحَبًا الْأَخ الصَّالح والننبى الصَّالِحِ ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ السَّادِسَةَ فَاسْتَفْتَحَ قِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ قِيلَ وَقد أرسل إِلَيْهِ قِيلَ مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ(1/101)
فَفُتِحَ فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا مُوسَى قَالَ هَذَا مُوسَى فَسَلِّمْ عَلَيْهِ قَالَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ وَقَالَ مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ فَلَمَّا تَجَاوَزْتُ بَكَى قَالَ مَا يُبْكِيكَ قَالَ أَبْكِي لأَنَّ غُلامًا بُعِثَ بَعْدِي يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِهِ أَكْثَرُ مِمَّنْ يَدْخُلُهَا مِنْ أُمَّتِي ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ السَّابِعَةَ فَاسْتَفْتَحَ قِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ قِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ قِيلَ مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَفُتِحَتْ فَلَمَّا خَلَصْتُ إِذَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ هَذَا أَبُوكَ إِبْرَاهِيمُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ قَالَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ السَّلامَ ثُمَّ قَالَ مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالابْنِ الصَّالِحِ ثُمَّ رُفِعْتُ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى فَإِذَا نَبْقُهَا مِثْلُ قِلالِ هَجَرَ وَإِذَا وَرَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الْفِيَلَةِ قَالَ هَذِهِ سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى قَالَ فَإِذَا أَرْبَعَة أَنهَار نهرانظاهران وَنَهْرَانِ بَاطِنَانِ فَقُلْتُ مَا هَذَانِ يَا جِبْرِيلُ قَالَ أَمَّا الْبَاطِنَانِ فَنَهْرَانِ فِي الْجَنَّةِ وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ فَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ ثُمَّ رُفِعَ إِلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ ثُمَّ أَتَى بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ وَإِنَاءٍ مِنْ عَسَلٍ فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ فَقَالَ هى الْفطْرَة(1/102)
وَأَنت عَلَيْهَا وَأمتك ثن فُرِضَتْ عَلَيَّ الصَّلَوَاتُ خَمْسِينَ صَلاةً كُلَّ يَوْمٍ فَرَجَعْتُ فَمَرَرْتُ بِمُوسَى فَقَالَ بِمَا أُمِرْتَ قُلْتُ أُمِرْتُ بِخَمْسِينَ صَلاةً كُلَّ يَوْمٍ قَالَ إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ خَمْسِينَ صَلاةً كُلَّ يَوْمٍ وَإِنِّي قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لأُمَّتِكَ فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ بِمَا أُمِرْتَ قُلْتُ أُمِرْتُ بِأَرْبَعِينَ صَلاةً كُلَّ يَوْمٍ قَالَ إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ أَرْبَعِينَ صَلاةً كُلَّ يَوْمٍ إِنِّي قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لأُمَّتِكَ فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ بِمَا أُمِرْتَ قُلْتُ أُمِرْتُ بِثَلاثِينَ صَلاةً كُلَّ يَوْم قَالَ غن أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ ثَلاثِينَ صَلاةً كُلَّ يَوْمٍ فَإِنِّي قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لأُمَّتِكَ فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَشْرًا فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى قَالَ بِمَا أُمِرْتَ قُلْتُ أُمِرْتُ بِعِشْرِينَ صَلاةً كُلَّ يَوْمٍ قَالَ إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ عِشْرِينَ صَلاةً وَإِنِّي قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لأمتك فَرَجَعت فَأمرت(1/103)
بِعَشْرِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ بِمَا أُمِرْتَ قُلْتُ أُمِرْتُ بِعَشْرِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ قَالَ إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيع عشر صَلاةً كُلَّ يَوْمٍ وَإِنِّي قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لأُمَّتِكَ فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى مُوسَى فَقَالَ بِمَا أُمِرْتَ قُلْتُ أُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ قَالَ إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ خَمْسَ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ وَإِنِّي قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لأُمَّتِكَ قُلْتُ قَدْ سَأَلْتُ رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ وَلَكِنِّي أَرْضَى وَأُسَلِّمُ فَلَمَّا جَاوَزْتُ نَادَانِي مُنَادٍ أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي قَالَ أَبُو حَاتِم أسرى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَيت الْمُقَدّس ثمَّ عرج بِهِ إِلَى السَّمَاء وَفرض عَلَيْهِ خمس صلوَات ثمَّ بعث اللَّه جِبْرِيل ليؤم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْد الْبَيْت ويعلمه أَوْقَات الصَّلَوَات فَمَا كَانَ الظّهْر نُودي إِن الصَّلَاة جَامِعَة فَفَزعَ النَّاس واجتمعوا إِلَى نَبِيّهم فصلى بهم حِين زَالَت الشَّمْس على مثل(1/104)
الشرَاك يؤم جِبْرِيل مُحَمَّدًا ويؤم مُحَمَّد النَّاس ثمَّ صلى بِهِ الْعَصْر حِين صَار ظلّ كل شَيْء مثله ثمَّ صلى بِهِ الْمغرب حِين أفطر الصَّائِم ثمَّ صلى بِهِ الْعشَاء حِين غَابَ الشَّفق ثمَّ صلى الْفجْر حِين حرم الطَّعَام وَالشرَاب على الصَّائِم ثمَّ صلى بِهِ الظّهْر من الْغَد حِين صَار ظلّ كل شَيْء مثله ثمَّ صلى بِهِ الْعَصْر حِين صَار ظلّ كل شَيْء مثلَيْهِ ثمَّ صلى بِهِ الْمغرب حِين أفطر الصَّائِم ثمَّ صلى بِهِ الْعشَاء حِين ذهب ثلث اللَّيْل ثمَّ صلى بِهِ الْفجْر حِين أَسْفر ثمَّ الْتفت جِبْرِيل إِلَى مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ قَالَ يَا مُحَمَّد هَذَا وقتك وَوقت الْأَنْبِيَاء قبلك الْوَقْت فِيمَا بَين هذَيْن الْوَقْتَيْنِ(1/105)
(ذكر بيعَة الْأَنْصَار بِالْعقبَةِ الْآخِرَة رَسُولُ اللَّهِ)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الطَّبَرِيُّ بِالصَّيْمَرَةِ ثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ثَنَا إِدْرِيسُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ وَالْمَكْرَهِ وَالْمَنْشَطِ وَعَلَى أَثَرَةٍ عَلَيْنَا وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ وَأَنْ نَقُولَ بِالْحَقِّ حَيْثُ مَا كُنَّا لَا نَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ قَالَ أَبُو حَاتِم فَلَمَّا كَانَ الْعَام الْمقبل من حَيْثُ وَاعد الْأَنْصَار رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ يلقوه من الْعَام الْمقبل بِمَكَّة خرج سَبْعُونَ رجلا من الْأَنْصَار فِيمَن خرج من أهل الشّرك من قَومهمْ من(1/106)
أهل الْمَدِينَة فَلَمَّا كَانُوا بِذِي الحليفة قَالَ الْبَراء بْن معْرور بْن صَخْر بْن خنساء وَكَانَ كَبِير الْأَنْصَار إِنِّي قد رَأَيْت رَأيا مَا أدرى أتوافقوني عَلَيْهِ أم لَا قد رَأَيْت أَلا أجعَل هَذِه البنية مني بِظهْر وَأَن أصلى إِلَيْهَا بعنى الْكَعْبَة فَقَالُوا لَهُ وَالله مَا هَذَا بِرَأْي وَمَا كُنَّا لنصلي إِلَى غير قبْلَة فَأَبَوا ذَلِك عَلَيْهِ وأبى أَن يُصَلِّي إِلَّا إِلَيْهَا فَلَمَّا غَابَتْ الشَّمْس صلى إِلَى الْكَعْبَة وَصلى أَصْحَابه إِلَى الشَّام حَتَّى قدمُوا مَكَّة قَالَ الْبَراء بْن معْرور لكعب بْن مَالك وَالله يَا بن أخي قد وَقع فِي نَفسِي مِمَّا صنعت فِي سفرى هَذَا فَانْطَلق بِنَا إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أسأله عَمَّا صنعت وَكَانُوا لَا يعْرفُونَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا كَانُوا يعْرفُونَ الْعَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب لِأَنَّهُ كَانَ يخْتَلف(1/107)
إِلَيْهِم إِلَى الْمَدِينَة تَاجِرًا فَخَرجُوا يسْأَلُون عَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّة حَتَّى إِذا كَانُوا بالطحاء سَأَلُوا رجلا عَنهُ فَقَالَ هَل تعرفونه قَالُوا لَا قَالَ فَهَل تعرفُون الْعَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب قَالُوا نعم قَالَ فَإِذا دَخَلْتُم الْمَسْجِد فانظروا من الرجل الَّذِي مَعَ الْعَبَّاس جَالس فَهُوَ هُوَ تركته مَعَه الْآن فَخَرجُوا حَتَّى جاؤوا فَسَلمُوا عَلَيْهَا ثمَّ جَلَسُوا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للْعَبَّاس هَل تعرف هذَيْن الرجلَيْن قَالَ هَذَا نعم هَذَا الْبَراء بْن معْرور وَهَذَا كَعْب بْن مَالك فَقَالَ لَهُ الْبَراء يَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي صنعت فِي سفرى هَذَا شَيْئا قد وَقع فِي نَفسِي مِنْهُ شَيْء فاخبرني عَنهُ رَأَيْت أَن لَا أجعَل هَذِه البنية مني بِظهْر وَصلي إِلَيْهَا فعنفي أَصْحَابِي وخالفوني فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقد كنت على قبْلَة لَو صبرت عَلَيْهَا وَلم يزدْ على ذَلِك ثمَّ خَرجُوا إِلَى مني فَلَمَّا كَانَ فِي أَوسط(1/108)
أَيَّام التَّشْرِيق ذَات لَيْلَة واعدوا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعقبَة فَخَرجُوا فِي جَوف اللَّيْل يَتَسَلَّلُونَ من رِجَالهمْ ويخفون ذَلِك من قَومهمْ من الْمُشْركين فَلَمَّا اجْتَمعُوا عِنْد الْعقبَة أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ عَمه الْعَبَّاس فَكَانَ أول من تكلم الْعَبَّاس فَقَالَ يَا معشر الْخَزْرَج إِن مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَنْعَة من قومه وبلاده وَقد منعناه مِمَّن لَيْسَ على مثل رَأينَا فِيهِ وَقد أَبى إِلَّا الِانْقِطَاع إِلَيْكُم فَإِن كُنْتُم ترَوْنَ أَنكُمْ توفون لَهُ بِمَا وعدتموه فَأَنت وَمَا جئْتُمْ بِهِ وَإِن كُنْتُم تخافون عَلَيْهِ من أَنفسكُم شَيْئا فَالْآن فاتركوه فَإِنَّهُ فِي عز ومنعة قَالُوا قد سمعنَا مَا قلت ثمَّ تكلم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتلا عَلَيْهِم الْقُرْآن ودعاهم إِلَى اللَّه فآمنوا وَصَدقُوهُ ثمَّ تكلم الْبَراء بْن معْرور وَأخذ بيد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ بَايعنَا فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُبَايِعكُم على السّمع وَالطَّاعَة فِي المنشط وَالْمكْره وَالنَّفقَة فِي الْعسر واليسر وعَلى الْأَمر(1/109)
بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وَأَن لَا تخافوا فِي اللَّه لومة لائم وعَلى أَن تنصروني وتمنعوني بِمَا تمْنَعُونَ بِهِ أَنفسكُم وأزواجكم وأبناءكم وَلكم الْجنَّة فَبَايعُوهُ على ذَلِك فَقَالَ رجل من الْأَنْصَار بقال لَهُ عَبَّاس بْن عبَادَة بْن نَضْلَة يَا معشر الْأَنْصَار هَل تَدْرُونَ مَا تُبَايِعُونَ عَلَيْهِ هَذَا الرجل إِنَّكُم تبايعونه على حَرْب الْأسود والأحمر فَإِن كُنْتُم ترَوْنَ أَنكُمْ لتوفون بِمَا عاهدتموه عَلَيْهِ فَهُوَ خير الدُّنْيَا وَالْآخِرَة فَخُذُوهُ وَإِن كُنْتُم ترَوْنَ أَنكُمْ مسلموه إِذا كَانَ ذَلِك فَالْآن فَدَعوهُ فَهُوَ خزى الدُّنْيَا وَالْآخِرَة فَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم بْن التيهَان يَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِن بَيْننَا وَبَين قومه رحما وَإِنَّا قَاطِعُوهَا فِيك فَهَل عَسَيْت إِن نَحن بايعناك وَأَظْهَرَك اللَّه أَن ترجع إِلَى قَوْمك وَتَدعنَا(1/110)
فَضَحِك رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ الدَّم الدَّم الْهدم الْهدم إِنِّي مِنْكُم وَأَنْتُم مني أسالم من سَالَمْتُمْ وأحارب من حَارَبْتُمْ ثمَّ قَالَ لَهُم رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْعَثُوا إِلَى مِنْكُم اثنى عشر نَقِيبًا كفلا على قَومهمْ بِمَا كَانَ مِنْهُم ككفالة الحواريين بِعِيسَى بْن مَرْيَم فَقَالَ أسعد بْن زُرَارَة نعم يَا رَسُول اللَّه فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنت نقيب على قَوْمك فَقَالَ نعم فَأخذ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُم اثنى عشر نَقِيبًا بني مَالك بْن النجار أَبُو أُمَامَة أسعد بْن زُرَارَة بْن عدس بْن عبيد بْن ثَعْلَبَة بْن غنم بْن مَالك بْن النجار وَكَانَ نقيب بني سَلمَة الْبَراء بْن معْرور وَعبد اللَّه بْن عَمْرو بْن حرَام أَبُو جَابر بْن عَبْد اللَّه وَكَانَ نقيب بني سَاعِدَة الْمُنْذر بْن عَمْرو بْن خُنَيْس وَسعد بْن عبَادَة بْن دليم وَكَانَ نقيب بني زُرَيْق بْن عَامر رَافع بْن مَالك بْن العجلان وَكَانَ نقيب بني الْحَارِث بْن الْخَزْرَج عَبْد اللَّه بْن رَوَاحَة بْن مَالك وَسعد بْن الرّبيع بْن عَمْرو وَكَانَ نقيب القوافل عبَادَة بن الصَّامِت بن قيس(1/111)
وَكَانَ نقيب بني عَبْد الْأَشْهَل أسيد بْن حضير بْن سماك وَأَبُو الْهَيْثَم بْن التيهَان وَكَانَ نقيب بني عَمْرو بْن عَوْف سعد بْن خَيْثَمَة بْن الْحَارِث فَقَالَ عَبَّاس بْن عبَادَة بْن نَضْلَة وَالله يَا رَسُول اللَّه لَئِن شِئْت لنميلن على أهل منى غَدا بأسيافنا فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم أُؤمر بذلك ارْجعُوا إِلَى رحالكُمْ فَرَجَعُوا إِلَى رحالهم وهم سَبْعُونَ رجلا فَلَمَّا أَصْبحُوا غَدَتْ عَلَيْهِم قُرَيْش قَالُوا يَا معشر الْخَزْرَج إِنَّه قد بلغنَا عَنْكُم شَيْء لَا نَدْرِي أَحَق هُوَ أم بَاطِل إِنَّه لأبغض قوم إِلَيْنَا أَن تنشب الْحَرْب بَيْننَا وَبينهمْ مِنْكُم فَجعل من كَانَ من الْمُشْركين من قَومهمْ يحلفُونَ بِاللَّه مَا علمنَا وَلَا فعلنَا وَصَدقُوا قَالَ كَعْب بْن مَالك فَنَظَرت إِلَى عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن حرَام فَقلت يَا أَبَا جَابر أَنْت شيخ من شُيُوخنَا وَسيد من سَادَاتنَا أَلا تتَّخذ نعلا مثل نَعْلي هَذَا الْفَتى من قُرَيْش يُرِيد الْحَارِث بْن هِشَام فَلَمَّا سَمعه الْحَارِث خلعهما وَرمى بهما(1/112)
إِلَيْهِ فَقَالَ البسهما قَالَ كَعْب قَالَ وَالله صَالح وَلَئِن صدق لأسلبنه فَرجع الْأَنْصَار إِلَى الْمَدِينَة وَرجع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَكَّة وَكَانَت هَذِه الْبيعَة فِي ذِي الْحجَّة قبل هِجْرَة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَة بِثَلَاثَة أشهر فَلَمَّا علمت قُرَيْش أَن الْقَوْم قد عاقدوه وَرَأَتْ من اتبعهُ من الْأَنْصَار اجْتمع نفر من أَشْرَاف كل قَبيلَة ودخلوا دَار الندوة ليدبروت أَمرهم فِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاعترضهم إِبْلِيس فِي صُورَة شيخ فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا من أَنْت قَالَ رجل من أهل نجد سَمِعت بِمَا اجْتَمَعْتُمْ لَهُ فَأَرَدْت أَن أحْضركُم وَلنْ يعدمنكم مني رأى ونصح قَالُوا أجل ثمَّ قَالَ انْظُرُوا فِي أَمر هَذَا الرجل فَقَالَ بَعضهم احْبِسُوهُ فِي وثاق تَرَبَّصُوا بِهِ ريب الْمنون حَتَّى يهْلك كَمَا هلك من قبله من الشُّعَرَاء فَإِنَّمَا هُوَ كأحدهم قَالَ النجدي مَا هَذَا بِرَأْي فيخرجنه من محبسه وليوشكن أَن يثبوا(1/113)
عَلَيْكُم حَتَّى يأخذوه من بَين أَيْدِيكُم ثمَّ لَا آمن أَن يخرج من بِلَادكُمْ انْظُرُوا فِي غير هَذَا قَالَ قَائِل أَخْرجُوهُ من بَين أظْهركُم فَإِنَّهُ إِذا خرج غَابَ أَذَاهُ وشره وأصلحتم أَمركُم بَيْنكُم وخليتم بَينه وَبَين مَا هُوَ فِيهِ قَالَ النجدي مَا هَذَا بِرَأْي ألم تروا حسن حَدِيثه وحلاوة قَوْله وطلاقة لِسَانه وَأخذ الْقُلُوب بِمَا يسمع مِنْهُ وَلَئِن فَعلْتُمْ استعرض وَلَا آمن أَن يدْخل على كل قَبيلَة فَيقبل مِنْهُ مَا جَاءَ بِهِ ثمَّ يسيره إِلَيْكُم حَتَّى ينْزع أَمركُم من أَيْدِيكُم فيخرجكم من بِلَادكُمْ وَيقتل أشرافكم انْظُرُوا رَأيا غير هَذَا قَالَ أَبُو جهل وَالله لأشيرن برأيي عَلَيْكُم مَا أَرَاكُم أبصرتموه بعد قَالُوا وَمَا هُوَ قَالَ نَأْخُذ من كل قَبيلَة غُلَاما شَابًّا ثمَّ نُعْطِيه سَيْفا صَارِمًا حَتَّى يضربوه ضَرْبَة رجل وَاحِد فَإِذا تفرق دَمه فِي الْقَبَائِل فَلَا أَظن أَن بني هَاشم يقدرُونَ على حَرْب قُرَيْش كلهَا فَإِذا أَرَادوا ذَلِك قبلوا الْعقل وَاسْتَرَحْنَا مِنْهُ ثمَّ أصلحتم(1/114)
أَمركُم فَاجْتمع ملككم على مَا كُنْتُم عَلَيْهِ من دين آبائكم فَقَالَ النجدي القَوْل مَا قَالَ هَذَا الْفَتى لَا رأى غَيره فَتَفَرَّقُوا على ذَلِك وَأَتَاهُ جِبْرِيل وَأمره أَن لَا يبيت فِي مضجعه الَّذِي كَانَ يبيت فِيهِ وَأخْبرهُ بمكر الْقَوْم فَأمر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليا فتغشى بردا لَهُ أَحْمَر حضرميا فَبَاتَ فِي مضجعه وَاجْتمعت قُرَيْش لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْد بَاب بَيته يَرْصُدُونَهُ فَخرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَده حفْنَة من تُرَاب فَرَمَاهَا فِي وُجُوههم فَأخذ اللَّه بأعينهم عَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَاتُوا رصدا على بَابه وَانْطَلق رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَاجَتِهِ فَخرج عَلَيْهِم من الدَّار خَارج فَقَالَ مَا لكم قَالُوا نَنْتَظِر مُحَمَّدًا قَالَ قد خرج عَلَيْكُم فانصرفوا يائسين(1/115)
ينفض كل وَاحِد مِنْهُم التُّرَاب عَن رَأسه قَالَ أَبُو بكر الصّديق أَنا لله وَأَنا إِلَيْهِ رَاجِعُون أخرجُوا نَبِيّهم ليهلكن فَنزلت أذن للَّذين يقتلُون بانهم ظلمُوا وَإِنَّ اللَّهَ على نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ فَأمره الله بِالْقِتَالِ ثمَّ أَمر اللَّه عز وَجل رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْهِجْرَةِ إِلَى يثرب
(ذكر هِجْرَة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى يثرب)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ اللَّخْمِيّ ثَنَا بْنِ أَبِي السَّرِيِّ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرِيتُ دَار هجرتكم أريت(1/116)
سَبْخَةً ذَاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لابَتَيْنِ وَهُمَا حَرَّتَانِ فَهَاجَرَ مَنْ هَاجَرَ قِبَلَ الْمَدِينَةِ حِينَ ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِصُحْبَتِهِ وَعَلَفَ رَاحِلَتَيْنِ كَانَتَا عِنْدَهُ وَرَقَ السَّمُرِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ قَالَتْ عَائِشَةُ فَبَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ يَوْمًا فِي بَيْتِنَا فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ فَقَالَ قَائِلٌ لأَبِي هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقْبِلٌ مُتَقَنِّعًا فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَأْتِينَا فِيهَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ فِدَاهُ أَبِي وَأُمِّي إِنْ جَاءَ بِهِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ إِلا لأَمْرٍ قَالَتْ فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَأْذَنَ فَأَذِنَ لَهُ فَدَخَلَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَبِي بَكْرٍ أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ إِنَّمَا هُوَ أهلكبأبى أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُول الله(1/117)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لِي بِالْخُرُوجِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ فَالصُّحْبَةُ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُول اللَّه فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَمْ فَقَالَ أبُو بَكْرٍ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ خُذْ إِحْدَى رَاحِلَتَيَّ هَاتَيْنِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالثَّمَنِ قَالَتْ عَائِشَةُ فَجَهَّزْنَاهُمَا أَحَثَّ الْجَهَازِ وَصَنَعْنَا لَهُمَا سُفْرَةً فِي جِرَابٍ فَقَطَعَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ مِنْ نِطَاقِهَا فَأَوْكَتْ بِهِ الْجِرَابَ فَلِذَلِكَ كَانَتْ تُسَمَّى ذَاتَ النِّطَاقِ وَلَحِقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ بِغَارٍ فِي جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ ثَوْرٌ فَمَكَثْنَا فِيهِ ثَلاثَ لَيَالٍ قَالَ أَبُو حَاتِم لما أَمر اللَّه عز وَجل وَعلا رَسُوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْهِجْرَةِ اسْتَأْجر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلا من بني الديل(1/118)
وَهُوَ من بني عدي هاديا خريتا والخريت الماهر بالهداية قد غمس حلفا فِي آل الْعَاصِ بْن وَائِل السَّهْمِي وَهُوَ على دين كفار قُرَيْش فأمناه ودفعا إِلَيْهِ راحلتيهما وأوعده بِغَار ثَوْر بعد ثَلَاث وَخرج صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بكر حَتَّى أَتَيَا الْغَار فِي جبل ثَوْر كمنا فِيهِ وَخرج الْمُشْركُونَ يطلبونهما حَتَّى جاؤوا إِلَى الْجَبَل وأشرفوا على الْغَار فَقَالَ أَبُو بكر يَا رَسُول اللَّه لَو أبْصر أحدهم تَحت قدمه لَأَبْصَرنَا فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا بكر مَا ظَنك بِاثْنَيْنِ اللَّه ثالثهما فَأعمى اللَّه أَعينهم عَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ الرَّحْمَن الرَّحِيم فَلَمَّا أيسوا رجعُوا(1/119)
وَمكث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بكر فِي الْغَار ثَلَاث لَيَال يبيت عِنْدهمَا عَبْد اللَّه بْن أبي بكر الصّديق وَهُوَ غُلَام شَاب ثقف ثخن فيدلج من عِنْدهمَا بِسحر فَيُصْبِح بِمَكَّة مَعَ قُرَيْش كبائت بهَا فَلَا يسمع أمرا يكَاد بِهِ إِلَّا وعاه حَتَّى يأتيهما بِخَبَر ذَلِك حِين يخْتَلط للْكَلَام ويرعى عَلَيْهِمَا عَامر بْن فهَيْرَة مولى أبي بكر منيحة من غنم فيريحها عَلَيْهِمَا حِين يذهب سَاعَة من الْعشَاء فيبيتان فِي رسل يفعل ذَلِك فِي كل لَيْلَة من اللَّيَالِي الثَّلَاث ثمَّ خرج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد ثَلَاث مَعَه أَبُو بكر وعامر بْن فهَيْرَة وَالدَّلِيل فَأخذ بهم الدَّلِيل طَرِيق السَّاحِل فَاجْتَنبُوا ليلتهم حَتَّى أظهرواوقام الظهيرة رمى أَبُو بكر بَصَره هَل يرى ظلا يأوون إِلَيْهِ فَإِذا هم بصخرة فَانْتَهوا إِلَيْهِمَا فَإِذا بَقِيَّة ظلها فسوى أَبُو بكر ثمَّ فرش لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ قَالَ اضْطجع يَا رَسُول اللَّه فاضطجع ثمَّ ذهب ينظر هَل يرى من الطّلب أحدا فَإِذا(1/120)
هُوَ براعي غنم يَسُوق غنمه إِلَى الصَّخْرَة يُرِيد مِنْهَا مثل الَّذِي يُرِيدُونَ من الظل فَسَأَلَهُ أَبُو بكر لمن يَا غُلَام قَالَ لفُلَان رجل من قُرَيْش فَعرفهُ أَبُو بكر فَقَالَ هَل فِي غنمك من لبن قَالَ نعم فَقَالَ هَل أَنْت حالب لي قَالَ نعم فَأمره فاعتقل شَاة من غنمة وَأمره أَن يننفض عَنْهَا من الْغُبَار فَحلبَ لَهُ كتيبه من لبن وكا مَعَه إداوة لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على فمها خرقَة فصب اللَّبن حَتَّى برد أَسْفَله ثمَّ ملأها فَانْتهى بهَا إِلَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقد اسْتَيْقَظَ فَقَالَ اشرب يَا رَسُول اللَّه فَشرب وَشرب أَبُو بكر فَقَالَ أَبُو بكر قد أَتَى الرجل يَا رَسُول اللَّه قَالَ لَا تحزن وَالْقَوْم يطلبونهم قَالَ سراقَة بْن مَالك بْن جعْشم جَاءَنَا رسل كفار قُرَيْش يجْعَلُونَ فِي(1/121)
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأبي بكر دِيَة كل وَاحِد مِنْهُمَا لمن قَتله أَو أسره فَقَالَ سراقَة فَبينا أَنا جَالس فِي مجْلِس من مجَالِس قومِي بني مُدْلِج إِذْ أقبل رجل فَقَالَ يَا سراقَة إِنِّي رَأَيْت آنِفا أَسْوِدَة بالسَّاحل أَرَاهَا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابه قَالَ سراقَة فَعرفت أَنهم هم فَقلت لَهُم إِنَّهُم لَيْسُوا هم وَلَكِنَّك رَأَيْت فلاناوفلانا انْطَلقُوا بأعيننا ثمَّ لَبِثت فِي مجْلِس سَاعَة ثمَّ قُمْت فَدخلت فَأمرت جاريتي أَن تخرج بفرسي من وَرَاء أكمة فتحسبها عَليّ وَأخذت رُمْحِي فَخرجت بِهِ من ظهر الْبَيْت فحططت بزجة الأَرْض حَتَّى أتيت فرسي فركبتها ودفعتها تقرب بِي حَتَّى دَنَوْت مِنْهُم فعرد بِي فرسي فَخَرَرْت عَنْهَا فَقُمْت فَأَهْوَيْت يَدي إِلَى كِنَانَتِي فَأَهْوَيْت يَدي إِلَى كِنَانَتِي فاستخرجت مِنْهَا الأزلام فاستقسمت بهَا أخرج أم لَا فَخرج الَّذِي أكره فركبت فرسي وعصيت الأزلام فَقرب بِي حَتَّى إِذا سَمِعت قِرَاءَة رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ لَا يلْتَفت وَأَبُو بكر يكثر الِالْتِفَات ساخت يدا فرسي فِي الأَرْض حَتَّى بلغتا الرُّكْبَتَيْنِ فَخَرَرْت عَنْهَا ثمَّ زجرتها فَنَهَضت فَلم تكن تخرج يَديهَا فَلَمَّا اسْتَوَت قَائِمَة إِذا غُبَار سَاطِع(1/122)
فِي السَّمَاء مثل الدُّخان فاستقسمت بالأزلام فَخرج الَّذِي أكره فناديتهم بالأمان فوقفوا فركبت فرسي حَتَّى جئتهم وَوَقع فِي نَفسِي حِين لقِيت مَا لقِيت من الْحَبْس عَنْهُم أَن سَيظْهر أَمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقلت إِن قَوْمك قد جعلُوا فِيك الدِّيَة وَأَخْبَرتهمْ بأخبار مَا يُرِيد النَّاس بهم وَعرضت عَلَيْهِم بالزاد وَالْمَتَاع فَلم يرزاءنى وَلم يسألاني إِلَّا أَنَّهُمَا قَالَا أخف علينا فَسَأَلته أَن يكْتب لي كتاب موادعة وَأمن فَأمر أَبَا بكر فَكتب لي فِي رق من أَدَم قَالَ سراقَة وَالله لأعمين على من وراتى من الطّلب وَهَذِه كِنَانَتِي فَخذ مِنْهَا سَهْما فَإنَّك ستمر على إبلي وغنمي بمَكَان كَذَا وَكَذَا فَخذ مِنْهَا حَاجَتك فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا حَاجَة لنا فِي إبلك وغنمك وَانْطَلق رَاجعا إِلَى أَصْحَابه وَمضى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلقي الزبير بْن الْعَوام فِي ركب من الْمُسلمين كَانُوا تجارًا قافلين من الشَّام فكسا الزبير رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبا بكر ثيابًا بيضًا ثمَّ سَارُوا إِلَى خَيْمَتي أم معبد الْخُزَاعِيَّة وَكَانَت امْرَأَة بَرزَة(1/123)
جلدَة تحتبى وتجلس بِفنَاء الْخَيْمَة تسقى وَتطعم فينالونها تَمرا ويشترون فَلم يُصِيبُوا عِنْدهَا شَيْئا من ذَلِك فَإِذا الْقَوْم مرملون مسنتون فَنظر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى شَاة فِي كسر خيمتها فَقَالَ مَا هَذِه الشَّاة يَا أم معبد قَالَت خلفهَا الْجهد عَن الْغنم فَقَالَ هَل بهَا من لبن قَالَت هِيَ أجهد من ذَلِك قَالَ أَتَأْذَنِينَ لي أَن أَحْلَبَهَا قَالَت نعم بِأبي وَأمي إِن رَأَيْت بهَا حَلبًا فاحلبها فَدَعَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالشَّاة فَمسح ضرْعهَا وَذكر اسْم اللَّه عَلَيْهِ وَقَالَ اللَّهُمَّ بَارك لَهَا فِي شَاتِهَا فتفاجت وَدرت واجترت فَدَعَا بِإِنَاء لَهَا يربض الرَّهْط فَحلبَ فِيهِ ثَجًّا حَتَّى علاهُ الْبَهَاء فَسَقَاهَا فَشَرِبت حَتَّى رويت وسْقا أَصْحَابه حَتَّى رووا وَشرب آخِرهم وَقَالَ ساقى الْقَوْم آخِرهم شربا فَشَرِبُوا جَمِيعًا عللا بعد نهل حَتَّى أراضوا ثمَّ حلب(1/124)
فِيهِ ثَانِيًا عودا على بَدْء فغادره عِنْدهَا ثمَّ ارتحلوا عَنْهَا فَقل مَا لَبِثت فجَاء زَوجهَا أَبُو معبد يَسُوق أَعْنُزًا لَهُ حفلا عِجَافًا يتساوكن هزلا مُخّهنَّ قَلِيل لَا نفى بِهن فَلَمَّا رأى اللَّبن عجب وَقَالَ من أَيْن لَك هَذَا وَالشَّاة عَازِب وَلَا حلوبة فِي الْبَيْت فَقَالَت لَا وَالله إِلَّا أَنه مربنا رجل مبارك كَانَ من حَدِيثه كَيْت وَكَيْت قَالَ وَالله إِنِّي أرَاهُ صَاحب قُرَيْش الَّذِي نطلبهصفيه لي يَا أم معبد قَالَت رَأَيْت رجلا ظَاهر الْوَضَاءَة مليح الْوَجْه حسن الْخلق لم تَعبه ثجله وَلم تزره صَلْعَةٌ وسيم جسيم قسيم(1/125)
فِي عَيْنَيْهِ دعجٌ وَفِي أَشْفَاره وَطف وَفِي صَوته صَهل أحور أكحل أَزجّ أقرن رجل شَدِيد سَواد الشّعْر فِي عُنُقه سَطَعَ وَفِي لحيته كثاثة إِذا صمت فَعَلَيهِ الْوَقار وَإِن تكلم سَمَّاهُ وعلاه الْبَهَاء كَأَن منْطقَة خَرَزَات نظم يتحدرن حُلْو الْمنطق فصل لَا نزر وَلَا هذر أجمل النَّاس وأباه من بعيد وأحلاه وَأحسنه من قريب ربعَة لَا يتثنى من طول وَلَا تَقْتَحِمُهُ عين من قصر غُصْن بَين غُصْنَيْنِ فَهُوَ أَنْضَرُ الثَّلَاثَة منظرات وَأَحْسَنهمْ قدرا لَهُ رُفَقَاء يحفونَ بِهِ إِن قَالَ اسْتَمعُوا(1/126)
لقَوْله وَإِن أَمر تسارعوا إِلَى أمره مَحْفُودٌ محشود لَا عَابس وَلَا مُفند قَالَ هَذَا وَالله صَاحب قُرَيْش الَّذِي ذكر لنا من أمره لَو كنت وَافَقت لالتمست إِلَى أَن أصحب ولأفعلنه إِن وجدت إِلَى ذَلِك سَبِيلا وَأصْبح صَوت بِمَكَّة عَالِيا يسمعونه وَلَا يَدْرُونَ من يَقُوله وَهُوَ يَقُول ... جزى اللَّه رب النَّاس خير جَزَائِهِ ... رَفِيقَيْنِ حلا خَيْمَتي أم معبد ... ... هما نزلا بِالْبرِّ وارتحلا بِهِ ... فأفلح من أَمْسَى رَفِيق مُحَمَّد ... ... فيال قصي مَا روى اللَّه عَنْكُم ... بِهِ من فعال لَا تجازى وسودد ... ... سلوا أختكم عَن شَاتِهَا وإنائها ... فَإِنَّكُم إِن تسألوا الشَّاة تشهد ... ... دَعَاهَا بِشَاة حَائِل فتحلبت ... لَهُ بِصَرِيح ضرَّة الشَّاة مُزْبِد ... ... فغادره رهنا لَدَيْهَا لحالب ... يُرَدِّدهَا فِي مصدر ثمَّ مورد ... فَأَجَابَهُ حسان بْن ثَابت ... لقد خَابَ قوم زَالَ عَنهُ نَبِيّهم ... وَقد سر من يسشرى إِلَيْهِ ويغتدى ...(1/127)
.. ترحل عَن قوم فضلت عُقُولهمْ ... وَحل على قوم بِنور مُجَدد ... ... وَهل يَسْتَوِي ضلال قوم تسكعوا ... عمى وَهُدَاة يَهْتَدُونَ بمهتدي ... ... نَبِي يرى مَا لَا يرى النَّاس حوله ... وَيَتْلُو كتاب اللَّه فِي كل مشْهد ... ... وَإِن قَالَ فِي يَوْم مقَالَة غَائِب ... فَتَصْدِيقُهَا فِي ضحوة الْيَوْم أَو غَد ... ... ليهنىء أَبَا بكر سَعَادَة جده ... بِصُحْبَتِهِ من يسْعد الله يسْعد ... ... ليهنىء بني كَعْب مقَام فَتَاتهمْ ... ومقعدها للْمُؤْمِنين بِمَرْصَد ... فَلَمَّا سمع الْمُسلمُونَ الأبيات خرج الْمُسلمُونَ سرَاعًا فوجا فوجا يلحقون برَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأخذُوا على خيمة أم معبد وَسمع الْمُسلمُونَ بِالْمَدِينَةِ بِخُرُوج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مَكَّة فَكَانُوا يَغْدُونَ كل غَدَاة إِلَى الْحرَّة فينتظرون قدومه حَتَّى يردهم حر الظهيرة فَكَانَ أول من قدم عَلَيْهِم من الْمُهَاجِرين مُصعب بْن عُمَيْر أَخُو بني عَبْد الدَّار بْن قصي فَقَالُوا مَا فعل رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ هُوَ وَأَصْحَابه على إثري ثمَّ أَتَاهُم بعده عَمْرو بْن أم مَكْتُوم الْأَعْشَى أَخُو بني فهر فَقَالُوا مَا فعل من وَرَاءَك رَسُول اللَّه وَأَصْحَابه(1/128)
فَقَالَ هم الْآن على أَثَرهم ثمَّ أَتَاهُم بعده عمار بْن يَاسر وَسعد بْن أبي وَقاص وَعبد اللَّه بْن مَسْعُود وبلال ثمَّ أَتَاهُم عمر بْن الْخطاب فِي عشْرين رَاكِبًا وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ خرج من الْغَار سلك بهم الدَّلِيل أَسْفَل من مَكَّة ثمَّ مضى بهم حَتَّى جَاوز بهم السَّاحِل أَسْفَل عسفان ثمَّ استجاز بهم على أَسْفَل أمج حَتَّى عَارض بهم الطَّرِيق ثمَّ أجَاز بهم فسلك بهم الخرار ثمَّ أجَاز بهم ثنية الْمرة ثمَّ سلك بهم الْقَفَا ثمَّ أجَاز بهم مُدْلِجَة لفف ثمَّ استبطن بهم مُدْلِجَة لفف ثمَّ استبطن بهم مُدْلِجَة مجاج ثمَّ سلك رجح من ذِي العضوين ثمَّ بطن ذِي كشد(1/129)
ثمَّ أَخذ بهما الجداجد ثمَّ الأجرد ثمَّ سلك بهم بطن أَعدَاء ثمَّ مُدْلِجَة تعهن ثمَّ العبابيد ثمَّ الفاجة ثمَّ العرج ثمَّ بطن العائر ثمَّ بطن ريم ثمم رحلوا من بطن ريم ونزلوا بعض حرار الْمَدِينَة وَذَلِكَ يَوْم الْإِثْنَيْنِ لِاثْنَتَيْ عشرَة لَيْلَة مَضَت من شهر ربيع الأول وبعثوا رجلا من أهل الْبَادِيَة يُؤذن بهم الْأَنْصَار فجَاء البدوي وآذن بهم النصار وَصعد رجل من الْيَهُود على أَطَم من آطامهم لأمر ينظر إِلَيْهِ فَنظر إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مبيضين فَلم الْيَهُودِيّ أَن قَالَ بِأَعْلَى صَوته يَا معشر الْعَرَب هَذَا جدكم الَّذِي تنتظرون فثار الْمُسلمُونَ إِلَى السَّلَام(1/130)
فتلقوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِظهْر الْحرَّة وهم خَمْسمِائَة رجل من النصار فَتلقى النَّاس والعواتق فَوق الجاجير وَالصبيان والولائد يَقُولُونَ طلع الْبَدْر علينا من ثنيات الْوَدَاع وَجب الشُّكْر علينا مَا دَعَا لله دَاع وَأخذت الْحَبَشَة يَلْعَبُونَ بِحِرَابِهِمْ لقدوم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرحا بذلك
(ذكر قدوم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَة)
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ أَنا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ اشْتَرَى أَبُو بَكْرٍ مِنْ عَازِبٍ رَحْلا بِثَلاثَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعَازِبِ بْنِ الْبَرَاءِ فَلْيَحْمِلْهُ إِلَى أَهْلِي فَقَالَ لَهُ عَازِبٌ لَا حَتَّى تُحَدِّثَنِي كَيْفَ صَنَعْتَ أَنْتَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ خَرَجْتُمَا مِنْ مَكَّةَ وَالْمُشْرِكُونَ يَطْلُبُونَكُمْ فَقَالَ ارْتَحَلْنَا من مَكَّة فَذكر(1/131)
حَدِيثَ الرَّجُلِ وَقَالَ حَتَّى أَتَيْنَا الْمَدِينَةَ فَتَنَازَعُوا أَيُّهُمْ يَنْزِلُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي أَنْزِلُ اللَّيْلَةَ عَلَى بَنِي النَّجَّارِ وَأَخْوَالِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أُكْرِمُهُمْ بِذَلِكَ فَخَرَجَ النَّاسُ حِينَ قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فِي الطُّرُقِ وَعَلَى الْبُيُوتِ وَالْغِلْمَانُ وَالْخَدَمُ يَقُولُونَ جَاءَ محم جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا أَصْبَحَ انْطَلَقَ فَنَزَلَ حَيْثُ أَمَرَ قَالَ أَبُو حَاتِم لما أَمْسَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّيْل عدل بهم فَنزل على بني النجار أخوال عَبْد الْمطلب لِأَن أم عَبْد الْمطلب سلمى بنت عَمْرو كَانَت من بني عدي بْن النجار فَلَمَّا أصبح صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نزل حَمْزَة بْن عَبْد الْمطلب وَعلي بْن أبي طَالب وَأَبُو مرْثَد وَأَبُو كَبْشَة وَزيد بْن حَارِثَة على كُلْثُوم بْن الْهدم الْعمريّ أخي بني عَمْرو بْن عَوْف وَنزل أَبُو بكر الصّديق وَطَلْحَة بْن عبيد اللَّه وصهيب بْن سِنَان على خبيب بْن إساف وَنزل عمر وَزيد ابْنا الْخطاب وَعمر وَعبد اللَّه ابْنا سراقَة وَعبد اللَّه بْن حذافة وواقد بْن عبد الله وخولى بن(1/132)
أبي خولى وَعَيَّاش بْن ربيعَة وخَالِد وعاقل وَإيَاس بْن البكير على رِفَاعَة ابنالمنذر وَنزل عُبَيْدَة والطفيل وَالْحصين بَنو الْحَرْب ومسطح بْن أَثَاثَة وسويبط مولى أبي سعد وكليب بْن عُمَيْر وخباب بْن الْأَرَت على عَبْد اللَّه بْن سلْعَة الْعجْلَاني وَنزلت زَيْنَب بنت جحش وجدامة بنت جندل وَأم قيس بنت مُحصن وَأم حَبِيبَة بنت نباتة وَأُميَّة بنت رُقَيْش وَأم حَبِيبَة بنت جحش وَأم سَخْبَرَة بنت نعيم على سعد بْن خَيْثَمَة وعشى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُسلمُونَ وَأقَام أَبُو بكر للنَّاس وَجلسَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صامتا يسلمُونَ وَأقَام رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بني عَوْف بقباء يَوْم الْإِثْنَيْنِ وَالثُّلَاثَاء وَالْأَرْبِعَاء والخميسش وَأسسَ الْمَسْجِد بقباء وَصلى فِيهِ تِلْكَ الأيامفلما كَانَ يَوْم الْجُمُعَة خرج على نَاقَته القصوى يَوْم الْجُمُعَة يُرِيد الْمَدِينَة وَاجْتمعَ عَلَيْهِ النَّاس فَأَدْرَكته الصَّلَاة فِي بني سَالم بْن عَوْف فَكَانَت أول جُمُعَة جمعهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمر بدور الْأَنْصَار فيدعونه للنزول ويعرضون عَلَيْهِ المؤاساة فيجزيهم النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خيرا حَتَّى مر على بني سَالم فَقَامَ(1/133)
عتْبَان بْن مَالك فِي أَصْحَاب لَهُ فَقَالُوا لَهُ يَا رَسُول اللَّه أقِم فِي الْعدَد وَالْعدة والمنعة فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خلوا سَبِيل النَّاقة فَإِنَّهَا مأمورة ثمَّ مر ببني سَاعِدَة اعْتَرَضَهُ سعد بْن عبَادَة وَأَبُو دُجَانَة وَالْمُنْذر بْن عَمْرو وَدَاوُد راودوه على النُّزُول فَقَالَ خلوا سَبِيلهَا فَإِنَّهَا مأمورة ثمَّ مر ببني بياضة فاعترضه فَرْوَة بْن عَمْرو وَزِيَاد بْن لبيد وراودوه على النُّزُول فَقَالَ خلوا سبيلهافانها مأمورة ثمَّ مر على بني عدي بْن النجار فَقَالَ أَبُو سليط بْن أبي خَارِجَة عندنَا يَا رَسُول اللَّه فَنحْن أخوالك وَذكروا رَحِمهم فَقَالَ خلوا سَبِيلهَا فَإِنَّهَا مأمورة وَأَقْبَلت النَّاقة حَتَّى انْتَهَت بِهِ إِلَى مربد التَّمْر وَهُوَ يَوْمئِذٍ لغلامين يتيمين من بني النجار فِي حجر أسعد بْن زُرَارَة اسمهما سهل وَسُهيْل ابْنا رَافع بن أَبى عممرو وَكَانَ الْمُسلمُونَ بنوا مَسْجِدا يصلونَ فِيهِ وَهُوَ مَوضِع مَسْجده الْيَوْم فَلَمَّا انْتَهَت بِهِ النَّاقة إِلَى الْمَسْجِد بَركت فَنزل عَنْهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ هَذَا إِن شَاءَ اللَّه الْمنزل وَجَاء أَبُو أَيُّوب الْأنْصَارِيّ خَالِد بْن زيد بْن كُلَيْب فَأخذ برحله وَجَاء أسعد بْن زُرَارَة فَأخذ بزمام رَاحِلَته ثمَّ سَأَلَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن المربد فَقَالَ معَاذ بْن عفراء هُوَ لغلامين يتيمين(1/134)
وَأَنا مرضيهما عَنهُ فَدَعَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الغلامين فساوهما بالمربد ليتخذه مَسْجِدا فَقَالَا بل نهبه لَك فَأبى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ يقبل مِنْهُمَا هبة حَتَّى اتِّبَاعه مِنْهُمَا فَلَمَّا خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الْمَسْجِد قَالُوا يَا رَسُول اللَّه الْمَرْء مَعَ مَوضِع رَحْله فَنزل على أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ ومنزله فِي بني غنم بْن النجار ثمَّ أَخذ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمسلمون فِي بِنَاء الْمَسْجِد وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينْقل مَعَهم اللَّبن ... هَذَا الْحمال لَا حمال خَيْبَر ... هَذَا أبر رَبنَا وأطهر ... ... اللَّهُمَّ إِن الْخَيْر خير الْآخِرَة ... فَاغْفِر الْأَنْصَار والمهاجرة ... وَكَانَ عمار بْن يَاسر جَعدًا قَصِيرا وَكَانَ ينْقل اللَّبن وَقد أغبر صَدره فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا بن سميَّة تقتلك الفئة الباغية وَقدم طلق بْن عَليّ على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ يعين الْمُسلمين فِي بِنَاء الْمَسْجِد فَكَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول قربوا الطين من اليمامي فَإِنَّهُ من أحسنكم بِهِ مسكا وَمَات أسعد بْن زُرَارَة وَالْمَسْجِد يبْنى(1/135)
أَخَذته الشهقة وَدفن بِالبَقِيعِ وَهُوَ أول من دفن بِالبَقِيعِ من الْمُسلمين فَكَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نازلا على أبي أَيُّوب حَتَّى فرغ من الْمَسْجِد وَبنى لَهُ فِيهِ مسكن فانتقل رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِين فرغ من الْمَسْجِد ومسكنه إِلَيْهِ ثمَّ بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زيد بْن حَارِثَة وَأَبا رَافع إِلَى مَكَّة لقفل سَوْدَة بنت زَمعَة زَوجته وَبنَاته وَبعث أَبُو بكر الصّديق عَبْد اللَّه بْن أبي بكر أَن يقدم بأَهْله فَلَمَّا قدم بْن أريقط على عَبْد اللَّه بْن أبي بكر خرج عَبْد اللَّه بعيال أبي بكر عَائِشَة وَعبد الرَّحْمَن وَأم رُومَان أم عَائِشَة وَكَانَ الْبَراء بْن معْرور مَاتَ فِي صفر قبل قدوم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَة بِشَهْر وَأوصى عِنْد مَوته أَن يُوَجه إِذا وضع فِي قَبره إِلَى الْكَعْبَة فَفعل بِهِ ذَلِك فَلَمَّا قدم رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَة صلى على قَبره وَولد مسلمة بْن مخلد وَكَانَ آخر الْأَنْصَار إسلاما بَنو وَاقِف وَبَنُو أُميَّة وَبَنُو وَائِل وَكَانَت الْأَنْصَار كل وَاحِد مِنْهُم يهدى لرَسُول الله(1/136)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِين قدم الْمَدِينَة تَيْسًا وَكَانَت أم سليم لم يكن لَهَا مَا تهدي فَأَتَت بابنها أنس إِلَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَت يَا رَسُول اللَّه ابْني هَذَا يخدمك وَلَيْسَ عِنْدِي مَا أهديه فَادع اللَّه لَهُ فَقَالَ رَسُول اله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ أَكثر مَاله وَولده ثمَّ دخل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَار أنس بْن مَالك وَكَانَ أنس لَهُ عشر سِنِين حَيْثُ قدم رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَة فَكَانَت أمهاته يحثثنه فَلَمَّا دخل دَاره حلب لَهُ من دَاجِن وشاب لَهُ لَبنهَا بِمَاء يسير فِي الدَّار وَأَبُو بكر عَن شِمَاله وأعرابي عَن يَمِينه فَنَاوَلَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَعرَابِي وَقَالَ الْأَيْمن فالأيمن وَكَانَت الصَّلَاة رَكْعَتَيْنِ ركعيتن فَرَآهُمْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ متنفلين فَقَالَ يَا أَيهَا النَّاس اقْبَلُوا فَرِيضَة اللَّه فأقرت صَلَاة الْمُسَافِر وَزيد فِي صَلَاة الْمُقِيم(1/137)
وَذَلِكَ لِاثْنَتَيْ عشرَة لَيْلَة من شهر ربيع الآخر بعد قدومه عَلَيْهِ السَّلَام الْمَدِينَة بِشَهْر ووعك أَصْحَاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعكا شَدِيدا فَدخلت عَائِشَة على أبي بكر وَهُوَ يَقُول ... كل امْرِئ مصبح فِي أَهله ... وَالْمَوْت أقرب من شِرَاك نَعله ... ثمَّ دخلت على عَامر بْن فهَيْرَة وَهُوَ يَقُول ... كل امْرِئ مدافع بطوقه ... الثور يحمى جلده بروقه ... فَدخلت على بِلَال وَهُوَ يَقُول ... أَلا لَيْت شعري هَل أبيتن لَيْلَة ... بواد وحولي إذخر وجليل ... ... وَهل أردن يَوْمًا مياه مجنة ... وَهل يبدون لي شامة وطفيل ... وَكَانَ بِلَال يَقُول اللَّهُمَّ الْعَن عتبَة بْن ربيعَة وَشَيْبَة بْن ربيعَة وَأَبا سُفْيَان بْن حَرْب وَأَبا جهل بْن هِشَام كَمَا أخرجونا من مَكَّة فَأخْبرت عَائِشَة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا رَأَتْ من وعكهم فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ حبب إِلَيْنَا الْمَدِينَة كَمَا حببت إِلَيْنَا مَكَّة وَبَارك لنا فِيهَا كَمَا باركت لنا فِي مَكَّة وَبَارك فِي صاعها ومدها وانقل وباءها إِلَى(1/138)
مهيعة وَهِي الْجحْفَة وَدخل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِد وَقد حمى النَّاس وهم يصلونَ قعُودا فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاة الْقَاعِد على النّصْف من صَلَاة الْقَائِم فختم النَّاس الصَّلَاة قيَاما ثمَّ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ اجْعَل بِالْمَدِينَةِ ضعفى مَا بِمَكَّة من الْبركَة ثمَّ أَرَادَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن يؤاخى بَين الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار فِي شهر رَمَضَان فَدخل الْمَسْجِد فَجعل يَقُول أَيْن فلَان بْن فلَان فَلم يزل يعدهم وَيبْعَث إِلَيْهِم حَتَّى اجْتَمعُوا عِنْده فَقَالَ إِنِّي أحدثكُم بِحَدِيث فاحفظوه وَحَدثُوا من بعدكم إِن اللَّه اصْطفى من خلقه خلقا ثمَّ تَلا هَذِه الْآيَة اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلا وَمِنَ النَّاس خلقا يدخلهم الْجنَّة وَإِنِّي مصطف مِنْكُم من أحب أَن أصطفيه ومؤاخ بَيْنكُم كَمَا أخي اللَّه بَين الْمَلَائِكَة قُم يَا أَبَا بكر فَقَامَ فجيء بَين يَدَيْهِ فَقَالَ إِن لَك عِنْدِي يداالله يجْزِيك بهَا وَلَو كنت متخذا لاتخذنك خَلِيلًا وَأَنت عِنْدِي بِمَنْزِلَة قَمِيصِي فِي جَسَدِي وحرك قَمِيصه ثمَّ قَالَ ادن يَا عمر فَدَنَا فَقَالَ لقد كنت شَدِيد الثغب علينا يَا أَبَا حَفْص فدعوت اللَّه أَن يعز الدَّين بك أَو بِأبي جهل فَفعل اللَّه ذَلِك بك وَكنت أحبهما إِلَى الله(1/139)
فَأَنت معي ثَالِث ثَلَاثَة من هَذِه المة ثمَّ تنحى وآخى بَينه وَبَين أبي بكر ودعا عُثْمَان بْن عَفَّان فَقَالَ ادن يَا عُثْمَان ادن يَا أَبَا عَمْرو فَلم يزل يدنو حَتَّى ألزق ركبته بركبته ثمَّ نظر إِلَى السَّمَاء فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّه الْعَظِيم ثمَّ نظر إِلَى عُثْمَان فَإِذا إزَاره محلولة فزرها عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ اجْمَعْ لي عطفي ردائك على نحرك فَإِن لَك شَأْنًا عِنْد أهل السَّمَاء أَنْت مِمَّن يرد على الْحَوْض وأوداجه تشخب دَمًا ثمَّ دَعَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف فَقَالَ ادن يَا أَمِين اللَّه يُسَلط اللَّه على مَالك بِالْحَقِّ أما إِن لَك عِنْدِي دَعْوَة قد أخرتها فَقَالَ خرلى فَقَالَ أَكثر اللَّه مَالك ثمَّ تنحى وآخى بَينه وَبَين عُثْمَان ثمَّ دَعَا طَلْحَة وَالزُّبَيْر فَقَالَ ادْنُوا مني فدنوا مِنْهُ فَقَالَ أَنْتُمَا(1/140)
حوارِي كحواري عِيسَى بْن مَرْيَم ثمَّ أخي بَينهمَا ثمَّ دَعَا سعد بْن أبي وَقاص وعمار بن يَاسر فَقَالَ عمار بْن يَاسر فَقَالَ يَا عمار تقتلك الفئة الباغية ثمَّ أخي بَينهمَا ثمَّ دَعَا عُمَيْرًا أَبَا الدَّرْدَاء وسلمان الْفَارِسِي فَقَالَ يَا سلمَان أَنْت منا أهل الْبَيْت وَقد آتاك الله الْعلم الول وَالْعلم الآخر ثمَّ قَالَ أَلا أنْشدك يَا أَبَا الدَّرْدَاء قَالَ بِأبي أَنْت وَأمي بلي قَالَ إِن تنقدهم فينقدوك وَإِن تتركهم لَا يتركوك فاقرضهم عرضك ليَوْم فقرك وَاعْلَم أَن الْجَزَاء أمامك ثمَّ آخي بَينهمَا ثمَّ نظر فِي وُجُوه أَصْحَابه فَقَالَ أَبْشِرُوا وقروا عينا فانتم أول من يرد عَليّ الْحَوْض وَأَنْتُم فِي أَعلَى الغرف وَنظر إِلَى عَبْد اللَّه بْن عمر فَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي يهدي من الضَّلَالَة من أحب فَقَالَ عَليّ بْن أبي طَالب يَا رَسُول اللَّه ذهب روحي فَانْقَطع ظَهْري حِين رَأَيْتُك فعلت بِأَصْحَابِك مَا فعلت فَإِن كَانَ من سخطه عَليّ فلك(1/141)
الْعُتْبِي والكرامة قَالَ وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ مَا أخرتك إِلَّا لنَفْسي وَأَنت مني بِمَنْزِلَة هَارُون من مُوسَى غير أَنه لَا نَبِي بعدِي وَأَنت أخي ووراثي قَالَ يَا رَسُول اللَّه مَا أرث مِنْك قَالَ مَا ورثت الْأَنْبِيَاء قبلي قَالَ وَمَا ورثت الْأَنْبِيَاء قبلك قَالَ كتاب اللَّه وَسنة نَبِيّهم وَأَنت معي فِي قصري فِي الْجنَّة مَعَ فَاطِمَة ابْنَتي ثمَّ تَلا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِخْوَانًا على سرر متقبلين وَمَات الْوَلِيد بْن الْمُغيرَة بِمَكَّة وَأَبُو أحيحة بِالطَّائِف بلغ الْمُسلمين نعيهما وَولد عَبْد اللَّه بْن الزبير فِي شَوَّال فَكبر الْمُسلمُونَ وَكَانُوا يخَافُونَ أَن يكون الْيَهُود سحرت نِسَاءَهُمْ وَكَانَ أول مَوْلُود ولد من الْمُهَاجِرين بِالْمَدِينَةِ وهنىء بِهِ أَبُو بكر وَالزُّبَيْر وَلم ترْضِعه أَسمَاء بنت أبي بكر حَتَّى أَتَت بِهِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخذه وَوَضعه فِي حجرَة فحنكه بتمرة فَكَانَ أول شَيْء دخل بَطْنه ريق رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ سَمَّاهُ عَبْد اللَّه ثمَّ عقد رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم اللِّوَاء لعبيدة بْن الْحَارِث بْن عَبْد الْمطلب بْن عَبْد منَاف على سِتِّينَ من الْمُهَاجِرين وَلَيْسَ فيهم من النصار أحد وَهِي أول راية عقدهَا بِالْمَدِينَةِ وَبَعثه إِلَى بطن رابغ(1/142)
فَبلغ ثنية الْمرة بِالْقربِ من الْجحْفَة فَالْتَقوا على مَاء مَا يُقَال لَهُ أَحيَاء وأمير السّريَّة أَبُو سُفْيَان بْن حَرْب فِي مِائَتَيْنِ من الْمُشْركين فَلم يكن بَينهم إِلَّا الرَّمْي بِالرَّمْي ثمَّ انحاز الْمُسلمُونَ على رامية وانحاز من الْمُشْركين إِلَى الْمُسلمين الْمِقْدَاد بْن عَمْرو بْن الْأسود وَقد قيل عتبَة بْن غَزوَان ثمَّ انصرفوا من غير أَن يسلوا السيوف وَقد قيل إِن الْمُشْركين أَمِيرهمْ كَانَ مكرز بْن حَفْص بْن الْأَحْنَف وَكَانَ حَامِل اللِّوَاء لعبيدة بْن الْحَارِث مسطح بْن أَثَاثَة ثمَّ عقد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللِّوَاء لِحَمْزَة بْن عَبْد الْمطلب فِي ثَلَاثِينَ رَاكِبًا كلهم من الْمُهَاجِرين بَعثه إِلَى سَاحل الْبَحْر من قبل الْعيص من أَرض الجهينة ليتعرض لغير قُرَيْش فلقي أَبَا جهل بْن هِشَام فِي ثَلَاثمِائَة رَاكب من أهل مَكَّة فحجز بَينهم مجدي بْن عَمْرو الْجُهَنِيّ(1/143)
وَكَانَ حليفا لِلْفَرِيقَيْنِ فَانْصَرف الْفَرِيقَانِ من غير قتال وَكَانَ حَامِل لِوَاء حَمْزَة يَوْمئِذٍ أَبُو مرْثَد ثمَّ بني رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم بعائشة هى بنت تسع على رَأس ثَمَانِيَة أشهر من هجرته وَذَلِكَ فِي شَوَّال وَكَانَ تزوج بهَا بِمَكَّة قبل الْهِجْرَة بِثَلَاث سِنِين وَهِي ابْنة سِتّ فأهديت إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ الْبَهَاء وَلم يُزَوّج من النِّسَاء بكرا غَيرهَا ثمَّ عقد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللِّوَاء لسعد بْن أبي وَقاص فِي عشْرين رجلا يُرِيد العير فِي ذِي الْقعدَة فَخَرجُوا على أَقْدَامهم فَكَانُوا يكفون بِالنَّهَارِ ويسيرون بِاللَّيْلِ حَتَّى أَصْبحُوا لحرار صبح خَامِسَة وَقد سبقهمْ العير قبل ذَلِك بِيَوْم فانصرفوا وَكَانَ حَامِل اللِّوَاء يَوْمئِذٍ لسعد الْمِقْدَاد بْن عَمْرو وَجَاء رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو قيس بْن الأسلت فَعرض عَلَيْهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْإِسْلَام فَقَالَ مَا أحسن مَا تَدْعُو إِلَيْهِ أنظر فِي أَمْرِي ثمَّ أَعُود إِلَيْك فَلَقِيَهُ عَبْد اللَّه بْن أبي فَقَالَ كرهت وَالله حَرْب الْخَزْرَج فَقَالَ أَبُو قيس لَا أسلم سنة فَمَاتَ فِي ذِي الْحجَّة
(السّنة الثَّانِيَة من الْهِجْرَة)
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمَدَايِنِيِّ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ ثَنَا(1/144)
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ أَيُّوب عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ أَبِيه عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَ الْيَهُودَ يَصُومُونَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ لَهُمْ مَا هَذَا قَالُوا يَوْمٌ عَظِيمٌ نَجَّى اللَّهُ فِيهِ مُوسَى وَأَغْرَقَ فِرْعَوْنَ فِيهِ وَقَوْمَهُ فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا لِلَّهِ تَعَالَى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا أَوْلَى بِمُوسَى وَأَحَقُّ بِصِيَامِهِ مِنْكُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالَ وجد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْيَهُود يَصُومُونَ يَوْم عَاشُورَاء فِي أول قدومه الْمَدِينَة وَهُوَ أول السّنة الثَّانِيَة من الْهِجْرَة فَسَأَلَهُمْ فأخبروه أَن اللَّه نجى مُوسَى فِي ذَلِك الْيَوْم وَأغْرقَ آل فِرْعَوْن فصامه مُوسَى شكرا لله فَأمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصيامه وَقَالَ أَنا أولى بمُوسَى فصامه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمسلمون ثمَّ زوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَته فَاطِمَة عليا فِي صفر وَقَالَ لَهُ أعْطهَا شَيْئا فَقَالَ مَا عِنْدِي يَا رَسُول اللَّه شَيْء قَالَ فَأَيْنَ درعك الحطمية فَبعث إِلَيْهَا بدرعه وَقد رُوِيَ فِي تَزْوِيجهَا أَخْبَار فِيهَا طول تُؤدِّي إِلَى مَسْلَك الْقصاص فتنكبت عَن ذكرهَا لعلمي بِعَدَمِ صِحَّتهَا من جِهَة النَّقْل ثمَّ غزا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَة الْأَبْوَاء وَهِي أول غَزْوَة بِنَفسِهِ وَبَين الْأَبْوَاء وودان سِتَّة أَمْيَال خرج رَسُول الله(1/145)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمُهَاجِرين لَيْسَ فيهم أَنْصَارِي وَذَلِكَ فِي شهر ربيع الأول على رَأس سنة من مقدمه الْمَدِينَة واستخلف سعد بْن عبَادَة بْن دليم وَكَانَ لوائه حَمْزَة بْن عَبْد الْمطلب وَكَانَت غيبته خمس عشرَة لَيْلَة ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَة وَلم يلق كيدا والأبواء جبل وودان والأبواء بَينهمَا الطَّرِيق كِلَاهُمَا ورد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي هَذِه الْغُزَاة وادع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مخشى بْن عَمْرو الضمرِي ثمَّ غزا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مِائَتَيْنِ من أَصْحَابه إِلَى نَاحيَة رضوى يُرِيد عير قُرَيْش فِيهَا أُميَّة بن خلف(1/146)
واستخلف على الْمَدِينَة سعد بْن معَاذ وَكَانَ يحمل لِوَاءُهُ سعد بْن أبي وَقاص ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَة وَلم يلق كيدا ثمَّ بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سعد بْن أبي وَقاص فِي سَبْعَة نفر أَو ثَمَانِيَة حَتَّى انْتهى إِلَى الخرار من أَرض الْحجاز ثمَّ رَجَعَ وَلم يلق كيدا وَكَانَ سرح فِي الْمَدِينَة يرْعَى فِي الْحمى فاستافه كرز بْن جَابر الفِهري فَخرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إثره فِي الْمُهَاجِرين وَكَانَ حَامِل لوائه عَليّ بْن أبي طَالب واستخلف على الْمَدِينَة زيد بْن حَارِثَة وَطلب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بلغ بَدْرًا فَلم يلْحقهُ وَفَاته كرز فَرجع إِلَى(1/147)
الْمَدِينَة وَهَذِه الْغَزْوَة تسمى غَزْوَة بدر الأولى ثمَّ ولد النُّعْمَان بْن بشير فِي جُمَادَى الأولى فَحَملته أمه عمْرَة بنت رَوَاحَة إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحنكه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ أول مَوْلُود من الْأَنْصَار ولد بعد قدوم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَة ثمَّ بعث رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَجَب عَبْد اللَّه بْن جحش فِي اثنى عشر نفسا من الْمُهَاجِرين لَيْسَ فيهم أَنْصَارِي وَكتب لَهُ كتابا وَقَالَ أمسك كتابك فَإِذا سرت يَوْمَيْنِ فانشره فَانْظُر مَا فِيهِ ثمَّ امْضِ وَخرج مَعَ عَبْد اللَّه بْن جحش أَبُو حُذَيْفَة بْن عتبَة بن ربيعَة خليف بني عدي بْن كَعْب وَسعد بْن أبي وَقاص وَسُهيْل بْن بَيْضَاء وَعتبَة بْن غَزوَان وواقد بْن عَبْد اللَّه التَّمِيمِي حَلِيف بني عدي بْن بَيْضَاء وخَالِد بْن البكير حَلِيف بني عدي وعكاشة بْن مُحصن فَسَار عَبْد اللَّه بْن جحش لَيْلَتَيْنِ على مَا أمره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ فتح الْكتاب فَإِذا فِيهِ سر حَتَّى تنزل نَخْلَة على اسْم اللَّه وَلَا تكرهن أحدا من أَصْحَابك(1/148)
على السّير مَعَك وامض فِيمَن تبعك مِنْهُم حَتَّى تقدم بطن نَخْلَة فترصد بهَا عير قُرَيْش فَلَمَّا قَرَأَ الْكتاب قَالَ لست بمستكره أحدا مِنْكُم فَمن كَانَ يُرِيد الشَّهَادَة فليمض فَإِنِّي مَاض لأمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمضى وَمضى الْقَوْم مَعَه حَتَّى إِذا كَانُوا ببحران مَعْدن بالحجاز فَوق الْفَرْع أضلّ عتبَة بْن غَزوَان وَسعد بْن أبي وَقاص بَعِيرًا فتخلفا فِي طلبه وَمضى عَبْد اللَّه بْن جحش حَتَّى أَتَى الْمَكَان الَّذِي أمره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوجدَ عير قُرَيْش فِيهَا عَمْرو بْن الْحَضْرَمِيّ وَالْحكم بْن كيسَان وَعُثْمَان بْن عَبْد الله بنالمغيرة وَنَوْفَل بْن عَبْد اللَّه بْن الْمُغيرَة فَلَمَّا رأى أَصْحَاب العير الْقَوْم هابوهم وحلزوهم فَأَشْرَف لَهُم عكاشة بْن مُحصن وَكَانَ قد حلق رَأسه فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالَ عمار لَا بَأْس عَلَيْكُم وأمنوا فاستشاروا أَصْحَاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَمرهم وَكَانَ آخر يَوْم من رَجَب فَقَالَ الْمُسلمُونَ إِن أخرنا عَنْهُم هَذَا الْيَوْم دخلُوا الْحرم فامتنعوا وَإِن أصبناهم فِي الشَّهْر الْحَرَام فَرمى وَاقد بْن عَبْد اللَّه عَمْرو بن الْحَضْرَمِيّ(1/149)
بِسَهْم فَقتله واستأسروا عُثْمَان بْن عَبْد اللَّه بْن الْمُغيرَة وَالْحكم بْن كيسَان وأعجزهم نَوْفَل بْن عَبْد اللَّه بْن الْمُغيرَة وَاسْتَاقُوا العير فقدموا بهَا على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوقف رَسُول اله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العير وَلم يَأْخُذ مِنْهَا شَيْئا وَحبس الْأَسِيرين وَقَالَ لأَصْحَابه مَا أَمرتكُم بِالْقِتَالِ فِي الشَّهْر الْحَرَام فَسقط فِي أَيدي الْقَوْم وظنوا أَنهم هَلَكُوا وَقَالَت قُرَيْش اسْتحلَّ بِهَذَا الشَّهْر الْحَرَام قد أصَاب فِيهِ الدَّم وَالْمَال فَأنْزل اللَّه فِيمَا كَانَ قَول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا عظم فِي أنفس أَصْحَابه وَمَا جاؤوا بِهِ يَسْأَلُونَك عَن الشَّهْر الحارم قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ إِلَى قَوْله أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ يُرِيد أَنهم كَانُوا يفتنونكم فِي دينكُمْ وَأَنْتُم فِي حرَام اللَّه حَتَّى تكفرُوا بعد إيمَانكُمْ فَهَذَا أكبر عِنْد اللَّه من أَن تَقْتُلُوهُمْ فِي الشَّهْر الْحَرَام مَعَ كفرهم وصدهم عَن سَبِيل اللَّه وإخراجكم مِنْهُ فَلَمَّا نزل الْقُرْآن بذلك أَخذ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العير وَأما الأسيران فَإِن الحكم أسلم وَأقَام عِنْد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قتل يَوْم بِئْر مَعُونَة شَهِيدا وَأما عُثْمَان ففاداه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجَعُوا بِهِ مَكَّة وَمَات بهَا مُشْركًا(1/150)
ثمَّ خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى ذِي الْعَشِيرَة فِي الْمُهَاجِرين واستخلف على الْمَدِينَة أَبَا سَلمَة بْن عَبْد الْأسد وَكَانَ حَامِل لوائه حَمْزَة بْن عَبْد الْمطلب حَتَّى بلغ بطن يَنْبع فوداع بهَا بني مُدْلِج وحلفاءهم من بني ضَمرَة ثمَّ رَجَعَ وَكَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحب أَن يُوَجه إِلَى الْكَعْبَة فَقَالَ عمر بْن الْخطاب يَا رَسُول اللَّه لَو اتَّخذت مقَام إِبْرَاهِيم مصلى فَأنْزل قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء الْآيَة وَقَالَ السُّفَهَاء من النَّاس من الْيَهُود مَا وَلَهُم من قبلتهم الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا فَأنْزل اللَّه قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمغْرب الْآيَة فصرفت الْقبْلَة إِلَى الْكَعْبَة فِي الظّهْر يَوْم الثلاثاءللنصف من شعْبَان فَكَانَت صلَاته نَحْو بَيت الْمُقَدّس بعد قدومه الْمَدِينَة سَبْعَة عشر شهرا وَثَلَاثَة أَيَّام فَخرج رجل بعد مَا صلى فَمر على قوم من الْأَنْصَار وهم رُكُوع فِي صَلَاة الْعَصْر نَحْو بَيت الْمُقَدّس فَقَالَ هُوَ يشْهد أَنه صلى مَعَ رَسُول الله(1/151)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنه قد وَجه إِلَى الْكَعْبَة فانحرف الْقَوْم حَتَّى توجهوا إِلَى الْكَعْبَة ثمَّ أنزل اللَّه عز وَجل فَرِيضَة الصَّوْم فِي شعْبَان فَلم يَأْمُرهُم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد فرض رَمَضَان بصيام عَاشُورَاء وَلَا نَهَاهُم عَنهُ ثمَّ كَانَت غَزْوَة بدر خرج رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شهر رَمَضَان لِاثْنَتَيْ عشرَة لَيْلَة خلت مِنْهُ يُرِيد اعْتِرَاض عير قُرَيْش وَمَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَار وَضرب بعسكرة قبل أَن يخرج من الْمَدِينَة ببير أبي عُيَيْنَة وَعرض أَصْحَابه ورد من استصغر مِنْهُم فَكُن مِمَّن رد فِي ذَلِك الْيَوْم من الْمُسلمين عَبْد اللَّه بْن عمر وَرَافِع بْن خديج والبراء بْن عَازِب وَزيد بْن ثَابت وَأسيد بْن حضير وَكَانَ عُمَيْر بن أَبى وَقاص يستر فِي ذَلِك الْيَوْم لِأَن لِئَلَّا يرَاهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ سعد مَا لَك يَا أخي قَالَ إِنِّي أَخَاف أَن يراني النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيستصغرني فيردني لَعَلَّ اللَّه أَن يَرْزُقنِي الشَّهَادَة فَرَآهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرده فَبكى بكاء شَدِيدا فَأَجَازَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقتل ببدر شَهِيدا(1/152)
ثمَّ رَحل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بِئْر أبي عُيَيْنَة فِي ثَلَاثمِائَة وَثَمَانِية عشر رجلا مِنْهُم أَرْبَعَة وَسَبْعُونَ رجلا من الْمُهَاجِرين وسائرهم من الْأَنْصَار وَكَانَ لَهُم من الْإِبِل سَبْعُونَ بَعِيرًا يتعاقب النَّفر الْبَعِير الْوَاحِد فعث رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَلْحَة بْن عبيد اللَّه وَسَعِيد بْن زيد بْن عَمْرو بْن نفَيْل على طَرِيق السَّاحِل إِلَى الحوران يتجسسان خبر العير وَرَأَتْ بنت عَبْد الْمطلب بِمَكَّة رُؤْيا أفزعتها فَبعثت إِلَى الْعَبَّاس فَقَالَت يَا أخي لقد رَأَيْت البارحة رُؤْيا أفظعتني فاكتم على قَالَ وَمَا رَأَيْت قَالَت رَأَيْت رَاكِبًا أقبل على بعير حَتَّى وقف بِالْأَبْطح ثمَّ صرخَ بِأَعْلَى صَوته أَلا انفروا يَا آل انفروا يَا آل غدر لمصارعكم فِي ثَلَاث فَإِذا النَّاس قد اجْتَمعُوا إِلَيْهِ فَدخل الْمَسْجِد وَالنَّاس يتبعونه فبيناهم إِذْ مثل بِهِ بعيره على ظهر الْكَعْبَة ثمَّ خرج بِمِثْلِهَا ثمَّ أَخذ صَخْرَة فأرسلها فَأَقْبَلت تهوى إِذا كَانَت بِأَسْفَل الْجَبَل ارفضت(1/153)
فَمَا بَقِي بَيت بِمَكَّة وَلَا دَار إِلَّا دَخلهَا مِنْهَا فلقَة قَالَ الْعَبَّاس وَالله إِن هَذِه لرؤيا فاكتميها وَلَا تذكريها ثمَّ خرج الْعَبَّاس فلقي الْوَلِيد بْن عتبَة وَكَانَ لَهُ صديقا فَذكرهَا لَهُ فَذكرهَا الْوَلِيد لِأَبِيهِ فَفَشَا الحَدِيث بِمَكَّة فَقَالَ أَبُو جهل مَا يرضى بَنو عَبْد الْمطلب أَن يتنبأ رِجَالهمْ حَتَّى تتنبأ نِسَاؤُهُم وَكَانَ أَبُو سُفْيَان بْن صَخْر أقبل من الشَّام فِي عير لقريش عَظِيمَة من قُرَيْش مِنْهُم عَمْرو بْن الْعَاصِ ومخرمة بْن نَوْفَل الزُّهْرِيّ وَكَانَ أَبُو سُفْيَان يتحسس الْأَخْبَار وَيسْأل من لَقِي من الركْبَان فَأصَاب خَبرا من الركْبَان أَن مُحَمَّدًا قد نفر فِي أَصْحَابه فحذر عِنْد ذَلِك واستأجر ضَمْضَم بْن عَمْرو الْغِفَارِيّ فَبَعثه إِلَى مَكَّة وَأمره أَن يَأْتِي قُريْشًا فيستنفرهم إِلَى أَمْوَالهم ويخبرهم أَن مُحَمَّدًا قد عرض لَهَا فَدخل ضَمْضَم فِي الْيَوْم الثَّالِث من رُؤْيا عَاتِكَة مَكَّة وَهُوَ يصْرخ بِبَطن الْوَادي وَقد(1/154)
جدع بعيره وحول رَحْله وشق قَمِيصه وَهُوَ يَقُول يَا معشر قُرَيْش اللطيمة اللطيمة قد عرض لَهَا مُحَمَّد فِي أَصْحَابه لَا أرى أَن تدركوها أَو لَا تدركوها الْغَوْث الْغَوْث فتجهزت قُرَيْش سرَاعًا إِمَّا خَارج وَإِمَّا باعث مَكَانَهُ رجلا وَخرجت تُرِيدُ العير وَلما بلغ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّفْرَاء بَينهَا وَبَين الْمَدِينَة ثَلَاث لَيَال بعث عدي بْن أبي الزغباء الْجُهَنِيّ حَلِيف بني النجار وبسبس بْن عَمْرو الْجُهَنِيّ حَلِيف بني سَاعِدَة قدامه إِلَى مَكَّة فَلَمَّا نزلا الْوَادي أَنَاخَ إِلَى تل قريب من المَاء ثمَّ أخذا شنا لَهما يستسقيان فِيهِ وعَلى المَاء إِذْ ذَاك مجدي بْن عَمْرو الْجُهَنِيّ فَسمع عَبدِي وبسبس جاريتين من جواري جُهَيْنَة وهما يتلازمان فَقَالَت الملزومة لصاحبتها غنما يَأْتِي العير غَدا أَو بعد غَد فأعمل لَهُم وأقضيك الَّذِي على فَقَالَ مجدي صدقت وخلص بَينهمَا فَلَمَّا سمع بذلك عدي وبسبس ركبا راحلتيهما(1/155)
ثمَّ انْطَلقَا حَتَّى أَتَيَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَاهُ وَأَقْبل أَبُو سُفْيَان وَقد تقدم العير حَتَّى ورد المَاء حذرا من الَّذِي كَانَ يخافه فَقَالَ لمجدي بْن عَمْرو وَهل أحسست أحدا فَقَالَ وَالله مَا رَأَيْت أحدا إِلَّا أَنِّي رَأَيْت راكبين قد أناخا إِلَى هَذَا التل فَأتى أَبُو سُفْيَان مناخهما فَأخذ من أبعار بعيريهما فَفتهُ فَإِذا فِيهِ الموى فَقَالَ هَذِه وَالله علائف يثرب فَرجع وَضرب وُجُوه عيره فساحل بهَا وَترك بَدْرًا يسارا وَانْطَلق حَتَّى أسْرع وَأَقْبَلت قُرَيْش فَلَمَّا نزلُوا الْجحْفَة رأى جهيم بْن الصَّلْت بْن مخرمَة رُؤْيا فَقَالَ أَنا بَين النَّائِم وَالْيَقظَان رَأَيْت رجلا قد أقبل على فرس لَهُ حَتَّى وقف ثمَّ وقف قَالَ قتل عتبَة بْن ربيعَة وَشَيْبَة بْن ربيعَة وَأَبُو الحكم بْن هِشَام وَأُميَّة بْن خلف وَفُلَان وَفُلَان ثمَّ ضرب فِي لبة بعيره وأرسله فِي الْعَسْكَر فَمَا بَقِي خباء من أخبية الْعَسْكَر إِلَّا أَصَابَهُ من دَمه فَبلغ أَبَا جهل رُؤْيَاهُ فَقَالَ هَذَا نَبِي آخر من بني الْمطلب سَيعْلَمُ غَدا(1/156)
من الْمَقْتُول إِن نَحن الْتَقَيْنَا فَلَمَّا رأى أَبُو سُفْيَان أَنه قد أحرز عيره أرسل إِلَى قُرَيْش قَالَ إِنَّكُم خَرجْتُمْ لتمنعوا عِيركُمْ وَأَمْوَالكُمْ وَقد نجاهما اللَّه فَارْجِعُوا فَقَالَ أَبُو جهل واله لَا نرْجِع حَتَّى ترد بَدْرًا وَكَانَ بدر موسما من مواسم الْعَرَب يجْتَمع للهم بهَا سوق فنقيم عَلَيْهِ ثَلَاثًا وننحر الْجَزُور ونطعم الطَّعَام ونسقى الْخمر وتعزف علينا القيان فَتسمع بِنَا الْعَرَب عسيرنا وجمعنا ثمَّ رحلت قُرَيْش حَتَّى نزلت العدوة القصوى من بدر وَلما بلغ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عرق الظبية دون بدر اسْتَشَارَ النَّاس فَقَالَ أَشِيرُوا فَقَالَ أَشِيرُوا على أَيهَا النَّاس فَقَامَ أَبُو بكر فَقَالَ وَأحسن ثمَّ قَامَ عمر فَقَالَ مثل ذَلِك ثمَّ قَامَ الْمِقْدَاد بْن الْأسود فَقَالَ يَا رَسُول اللَّه امْضِ بِنَا لأمر اللَّه فَنحْن مَعَك وَالله لَا نقُول مثل مَا قَالَت بَنو إِسْرَائِيل لمُوسَى اذْهَبْ أَنْت وَرَبك فَقَاتلا إِنَّا هَهُنَا قعدون(1/157)
وَلَكِن اذْهَبْ أَنْت وَرَبك فَقَاتلا إِنَّا مَعَكُمَا مُقَاتِلُونَ وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ لَو سرت بِنَا إِلَى برك الغماد لجالدنا مَعَك من دونه حَتَّى تَنْتَهِي إِلَيْهِ رَسُول اللَّه فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خيرا ودعا لَهُ بِخَير ثمَّ قَالَ أَشِيرُوا على أَيهَا النَّاس وَإِنَّمَا يُرِيد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَنْصَار وَذَلِكَ أَنهم كَانُوا عدد النَّاس فَقَالَ سعد بْن معَاذ كَأَنَّك يَا رَسُول اللَّه إِنَّمَا تُرِيدنَا قَالَ أجل فَقَالَ سعد قد آمنا بك وَصَدَّقنَاك وشهدا بِمَا جِئْت بِهِ أننه الْحق وَأَعْطَيْنَاك مواثيقنا وعهودنا على السّمع وَالطَّاعَة فَامْضِ بِنَا يَا نَبِي اللَّه لما أردْت فنح مَعَك وَالَّذِي بَعثك لَو اسْتعْرضت هَذَا الْبَحْر وخضت بِنَا لَخُضْنَاهُ مَعَك مَاتَ بَقِي منا رجل وَمَا كره أَن تلقى بِنَا عدونا غَدا إننا لصبر عِنْد الْحَرْب صدق عِنْد اللِّقَاء لَعَلَّ اللَّه يُرِيك منا بعض مَا تقر بِهِ عَيْنك فسر(1/158)
بذلك رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ ركب وَرجل من أَصْحَابه قُدَّام الْجَيْش وَمضى حَتَّى وقف على شيخ قَرِيبا من بدر فَقَالَ لَهُ أَيهَا الشَّيْخ مَا بلغك عَن مُحَمَّد وَأَصْحَابه فَقَالَ مَا أَنا مخبرك حَتَّى تُخبرنِي من أَنْت قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا أخبرتنا أخبرناك من نَحن فَقَالَ الشَّيْخ أذاك بِذَاكَ قَالَ نعم فَقَالَ الشَّيْخ بَلغنِي أَن مُحَمَّدًا وَأَصْحَابه خَرجُوا يَوْم كَذَا وَكَذَا فا يكن الَّذِي أَخْبرنِي صدقني فهم الْيَوْم بِكَذَا وَكَذَا بالمنزل الَّذِي كَانَ فِيهِ رَسُول اله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَلغنِي أَن قُريْشًا خَرجُوا يَوْم كَذَا وَكَذَا فَإِن يكن الَّذِي أَخْبرنِي صدقني فهم الْيَوْم بِكَذَا وَكَذَا بالمنزل الَّذِي هم فِيهِ ثمَّ قَالَ ممنن أَنْت فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحن من مَاء ثمَّ انْصَرف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَصْحَابه وَأصَاب عَليّ بْن أبي طَالب وَالزُّبَيْر بْن الْعَوام وَسعد بْن أبي وَقاص رِوَايَة لقريش وفيهَا غُلَام لبني الْعَاصِ لمنبه بْن الْحجَّاج فَأتوا بهما رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِم يُصَلِّي فَقَالُوا لَهما من أَنْتُمَا نَحن سقاة قُرَيْش بعثونا لنسقي لَهُم المَاء فكره(1/159)
الْقَوْم خبر قُرَيْش ورجوا أَن يكوننا لأبي سُفْيَان فَقَالُوا لَهما من أَنْتُمَا أَلا لأبى سُفْيَان فضربوهمافلما آذوهما قَالَا نَحن لأبي سُفْيَان فأمسكوا عَنْهُمَا فَانْصَرف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من صلَاته فَأقبل عَلَيْهِم فَقَالَ إِذا صدقاكم ضربتموهما وَإِذا كذباكم تركتموهما وَالله إنَّهُمَا لقريش ثمَّ دعاهما فَقَالَ لمن أَنْتُمَا فَأَخْبَرَاهُ ثمَّ قَالَ أَيْن قُرَيْش قَالَا خلف هَذَا الْكَثِيب الَّذِي ترى بالعدوة القصوى من الْوَادي قَالَ وَكم هم قَالَا هم كثير قَالَ مَا عَددهمْ قَالَا مَا نَدْرِي قَالَ فكم تنحر فِي الْيَوْم قَالَا يَوْمًا عشرا وَيَوْما تسعا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هم بَين التسْعمائَة إِلَى الْألف ثمَّ قَالَ لَهما فَمن من أَشْرَاف قُرَيْش فسميا عتبَة بْن ربيعَة وَشَيْبَة بْن ربيعَة فِي رجال من قُرَيْش وَكَانَ ينْحَر لقريش تِسْعَة رَهْط من بني هَاشم الْعَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب وَمن بني عَبْد شمس عتبَة بْن ربيعَة وَمن بني نَوْفَل الْحَارِث بْن عَامر بْن نَوْفَل وَطعيمَة بْن عدي بْن نَوْفَل وَمن بني عَبْد الدَّار النَّضر بْن الْحَارِث وَمن بنى أَسد(1/160)
حَكِيم بْن حزَام وَمن بني مَخْزُوم أَبُو جهل بْن هِشَام وَمن بني جمح أُميَّة بْن خلف وَمن بني سهم مُنَبّه بْن الْحجَّاج وَمن بني عَامر بْن لؤَي سُهَيْل بْن عَمْرو ثمَّ أقبل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الْمُسلمين فَقَالَ هَذِه مَكَّة قد أَلْقَت إِلَيْكُم أفلاذ كَبِدهَا وَبعث اللَّه السَّمَاء فَأصَاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم وسلبم وَالْمُسْلِمين مَاء لبدلهم الآرض وَأصَاب قُريْشًا مَاء لم يقدروا أَن يرتحلوا مَعَه ثمَّ رَحل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمُسْلِمين وَقَالَ لَهُم سِيرُوا على بركَة اللَّه فَإِنَّهُ قد وَعَدَني إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ فَكَأَنِّي أنظر إِلَى مصَارِع الْقَوْم ثمَّ مضى يُبَادر قُريْشًا إِلَى المَاء إِذا جَاءَ أدنى من مَاء بدر نزلبه فَقَالَ حباب بْن الْمُنْذر بْن الجموح أحد بني سَلمَة يَا رَسُول اللَّه أَرَأَيْت هَذَا الْمنزل أمنزل أنزلكه اللَّه لَيْسَ لنا أَن نتقدمه ولانتأخر عَنهُ أم هُوَ الرَّأْي وَالْحَرب والمكيدة قَالَ بل هُوَ الْحَرْب والرأي والمكيد قَالَ فَإِن هَذَا لَيْسَ بمنزل فانهض حَتَّى نأتي أدنى(1/161)
قليب الْقَوْم فنزله ثمَّ نغور مَا سواهُ من الْقلب ثمَّ نَبْنِي حوضا فنملأه ثمَّ نُقَاتِل فنشرب وَلَا يشربون فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أَشرت بِالرَّأْيِ ثُمَّ نَهَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَار حَتَّى إِذا أَتَى أدنى مَاء من الْقَوْم نزل وَبنى حوضاعلى القليب وقذفوا فِيهِ الْآنِية ثمَّ أَمر بِالْقَلْبِ فغورت فَقَالَ سعد بْن معَاذ يَا نَبِي اللَّه أَلا لَك عَرِيشًا تكون فِيهِ ونعد عنْدك ركائبك ثمَّ نلقي عدونا فَإِن أعزناالله وأظهرنا على عدونا كَانَ ذَلِك مَا أحببنا وَإِن كَانَ علينا يَا نَبِي اللَّه جَلَست على ركائبك فلحقت بِمن وَرَاءَنَا من قَومنَا فقد تخلف عَنْك أَقوام وَمَا نَحن بأشد حبا لَك مِنْهُم وَلَو ظنُّوا أَنَّك تلقى حَربًا مَا تخلفوا عَنْك يمنعك اللَّه بهم يناصحونك ويجاهدون مَعَك فَدَعَا لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَير وَبنى لَهُ عَرِيش فَقعدَ فِيهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بكر وَارْتَحَلت قُرَيْش حِين أَصبَحت فَلَمَّا رَآهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ(1/162)
اللَّهُمَّ هَذِه قُرَيْش قد أَقبلنَا بِخُيَلَائِهَا وَفَخْرهَا تُحَادك وَتكذب رسلك اللَّهُمَّ فَنَصرك الَّذِي وَعَدتنِي اللَّهُمَّ فأحنهم الْغَدَاة وَرَأى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عتبَة بْن ربيعَة على جمل لَهُ أَحْمَر فَقَالَ إِن يَك فِي أحد من الْقَوْم خير فَفِي صَاحب الْجمل الْأَحْمَر إِن يطيعوه يرشد فَلَمَّا نزلت قُرَيْش أقبل نفر مِنْهُم حَتَّى أَقبلُوا حَوْض رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيهم حَكِيم بْن حزَام فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعوهم فَمَا شرب رجل مِنْهُم شربة إِلَّا قتل غير حَكِيم بْن حزَام فَلَمَّا اطمأنت قُرَيْش بعثوا عُمَيْر بْن وهب الجُمَحِي فَقَالُوا احزر لنا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابه فاستجال عُمَيْر بْن وهب بفرس حول الْعَسْكَر ثمَّ رَجَعَ إِلَيْهِم فَقَالَ ثَلَاثمِائَة رجل يزِيدُونَ قَلِيلا أَو ينقصُونَ قَلِيلا وَلَكِن أمهلوني حَتَّى أنظر هَل لَهُم من كمين أَو مدد فَضرب فِي الْوَادي حَتَّى أبعد فَلم ير شَيْئا فَرجع إِلَيْهِم فَقَالَ مَا رَأَيْت شَيْئا وَلَكِنِّي رَأَيْت يَا معشر قُرَيْش البلايا تحمل المنايا نواضح يثرب تحمل الْمَوْت الناقع قوم(1/163)
لَيْسَ لَهُم مَنْعَة وَلَا ملْجأ إِلَّا سيوفهم وَالله مَا أرى أَن يقتل رجل مِنْهُم حَتَّى يقتل رجلا منا فَإِذا أَصَابُوا مِنْك أعدادهم فَمَا خير الْعَيْش بعد ذَلِك فروا رَأْيكُمْ فَلَمَّا سمع بذلك حَكِيم بْن حزَام مَشى فِي النَّاس حَتَّى أَتَى عتبَة بْن ربيعَة فَقَالَ يَا أَبَا الْوَلِيد أَنْت كَبِير قُرَيْش وسيدها والمطاع فِيهَا فَهَل لَك أَن لَا تزَال تذكر بِخَير آخر الدَّهْر قَالَ وَمَا ذَاك يَا حَكِيم قَالَ ترجع بِالنَّاسِ وَتحمل أَمر خليفك قَالَ قد فعلت أَنْت عَليّ بذلك إِنَّمَا هُوَ حليفي فعلي عقله يَعْنِي عَمْرو بْن الْحَضْرَمِيّ وَمَا أُصِيب من مَاله وَلَكِن أَنْت بن الحنظلية فَإِنِّي لَا أخْشَى على النَّاس غَيره يَعْنِي أَبَا جهل ثمَّ قَامَ عتبَة فَقَالَ يَا معشر قُرَيْش إِنَّكُم وَالله مَا تَصْنَعُونَ بِأَن تلقوا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابه وَالله لَئِن أصبتموه لَا يزَال الرجل ينظر فِي وَجه الرجل يكره النّظر إِلَيْهِ قتل بن عَمه أَو بن خَاله أَو رجلا من عشيرته فَارْجِعُوا وخلوا بَينه وَبَين مُحَمَّد وَسَائِر الْعَرَب فَإِن أَصَابُوهُ فَذَلِك الَّذِي أردتم وَإِن كَانَ غير ذَلِك ألقاكم وَلم تعرضوا مِنْهُ مَا تُرِيدُونَ فجَاء حَكِيم بْن حزَام أَبَا جهل فَوَجَدَهُ(1/164)
قد نثل درعا لَهُ من جرابها وَهُوَ يهنئها فَقَالَ يَا أَبَا الحكم إِن عتبَة أَرْسلنِي إِلَيْك بذلك كَذَا وَكَذَا فَقَالَ أَبُو جهل انتفخ وَالله سحره حِين رأى مُحَمَّدًا وَأَصْحَابه كلا وَالله لَا نرْجِع حَتَّى يحكم اللَّه بَيْننَا وَبَين مُحَمَّد ثمَّ قَالَ أَبُو جهل اللَّهُمَّ أقطعنا الرَّحِم وأتانا بِمَا لَا نَعْرِف فاحنه الْغَدَاة ثمَّ بعث إِلَى عَامر بْن الْحَضْرَمِيّ فَقَالَ هَذَا حليفك عتبَة يُرِيد أَن يرجع بِالنَّاسِ وَقد رَأَيْت ثأرك بِعَيْنِك وَالله مَا ذَلِك بِعتبَة وَلكنه قد عرف أَن ابْنه فيهم وَأَن مُحَمَّدًا وَأَصْحَابه إِنَّمَا هم أَكلَة جزور وَقد رَأَيْتُمْ ثأركم فَقُمْ فانثل مقتل أَخِيك فَقَامَ عَامر بْن الْحَضْرَمِيّ ثمَّ صرخَ واعمراه واعمراه فحميت الْحَرْب وحمي النَّاس واستوثقوا فأفسد على النَّاس الرَّأْي الَّذِي دعاهم إِلَيْهِ عتبَة فَلَمَّا بلغ عتبَة(1/165)
قَول أبي جهل قَالَ سَيعْلَمُ المصفر استه من انتفخ سحره ثمَّ التمس عتبَة بَيْضَة ليدخلها رَأسه فَمَا وجد فِي الْجَيْش بَيْضَة تسعه من عظم هامته فَلَمَّا رأى ذَلِك اعتم على رَأسه بعمامة لَهُ وَخرج الْأسود بْن عَبْد الْأسد المَخْزُومِي وَكَانَ رجلا شرسا فَقَالَ أعَاهد اللَّه لأشر بن من حوضهم أَو لأهدمنه أَو لأموتن دونه فَلَمَّا خرج يُرِيد الْحَوْض خرج إِلَيْهِ حَمْزَة بْن عبد الْمطلب فَلَمَّا الْتَقَيْنَا ضربه حَمْزَة فأطن قَدَمَيْهِ بِنصْف سَاقه وَهُوَ دون الْحَوْض فحبا إِلَى الْحَوْض فاقتحم فِيهِ وَاتبعهُ حَمْزَة بضربة أُخْرَى فَقتله فِي الْحَوْض ثمَّ خرج بعده بن ربيعَة بَين أَخِيه شيبَة بْن ربيعَة وَابْنه الْوَلِيد بْن عتبَة فَلَمَّا دنا إِلَى الصَّفّ دَعَا إِلَى البرَاز فَخرج إِلَيْهِ فتية ثَلَاثَة من الْأَنْصَار عَوْف ومعوذ ابْنا الْحَارِث وأمهما عفراء وَابْن رَوَاحَة فَسَأَلَهُمْ فَقَالُوا رَهْط من النصار فَقَالَ عتبَة أكفاء كرام مَا لنا بكم حَاجَة إِنَّمَا نُرِيد قَومنَا ثمَّ نَادَى مناديهم يَا مُحَمَّد أخرج إِلَيْنَا(1/166)
أكفاءنا من قَومنَا فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُم يَا حَمْزَة بْن عَبْد الْمطلب قُم يَا عَليّ بْن أبي طَالب قُم يَا عُبَيْدَة بْن الْحَارِث وَكَانَ أسن الْقَوْم فبارز عتبَة بْن ربيعَة وبارز حَمْزَة بْن شيبَة بْن ربيعَة وبارز عَليّ بْن أبي طَالب الْوَلِيد بْن عتبَة فَأَما حَمْزَة فَلم يُمْهل شيبَة أَن قَتله وَلم يُمْهل على الْوَلِيد أَن قَتله وَاخْتلف عُبَيْدَة وَعتبَة بَينهمَا ضربتان كِلَاهُمَا أثبت صَاحبه وكر حَمْزَة وَعلي على عتبَة واحتملا صَاحبهمَا فحازاه إِلَى أَصْحَابه ثمَّ تزاحف النَّاس ودنا بَعضهم من بعض وَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَصْحَابه أَن لَا تحملوا حَتَّى آمركُم وَهُوَ فَلَا الْعَيْش مَعَ أبي بكر لَيْسَ فِي الْعَريش مَعَه غَيره وَهُوَ يناشد اللَّه مَا وعده من النَّصْر وَيَقُول فِيمَا يَقُول اللَّهُمَّ إِن تهْلك هَذِه الْعِصَابَة الْيَوْم لَا تعبد وَأَبُو بكر يَقُول يَا رَسُول اللَّه أقصر من مُنَاشَدَتك اللَّه فَإِن اللَّه موفيك بِمَا وَعدك وشجع اللَّه الْمُسلمين على لِقَاء عدوهم وقللهم فِي أَعينهم حَتَّى طمعوا فيهم وخفق رَسُول اللَّه خفقة وَهُوَ فِي الْعَريش(1/167)
ثمَّ انتبه ثمَّ قَالَ أبشر يَا أَبَا بكر هَذَا جِبْرِيل متعجر بعمامة يَقُول أَتَاك نصر اللَّه وعونه فَبعث اللَّه الْمَلَائِكَة مسومين فَكَانَ أَبُو أسيد مَالك بْن ربيعَة شهد بَدْرًا قَالَ بعد أَن ذهب بَصَره لَو كنت مَعكُمْ ببدر الْآن وَمَعِي بصرى لَأَرَيْتُكُمْ الشّعب الَّذِي خرجت مِنْهُ الْمَلَائِكَة لَا أَشك وَلَا أمتري وَلم تقَاتل الْمَلَائِكَة فِي غزَاة إِلَّا ببدر وَإِنَّمَا كَانَت تنصر وَعين وَكَانَت عَلَيْهِم عمائم بيض قد أرسلوها فِي ظُهُورهمْ ثمَّ أَخذ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حفْنَة من الْحَصَى بِيَدِهِ وَخرج من الْعَريش فَاسْتقْبل الْقَوْم وَقَالَ شَاهَت الْوُجُوه ثمَّ نَفَخَهُمْ بهَا ثمَّ قَالَ وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَا يقاتلهم رجل الْيَوْم فَيقْتل صَابِرًا محتسبا مُقبلا غير مُدبر إِلَّا أدخلهُ اللَّه الْجنَّة فَقَالَ عُمَيْر بن الحمتام أحد بني سَلمَة وَفِي يَده تمرات يَا رَسُول اللَّه أَرَأَيْت إِن قَاتَلت حَتَّى قتلت مُقبلا غير مُدبر مَا لي قَالَ لَك الْجنَّة فَألْقى التمرات من يَده وَتقدم فقاتل حَتَّى قتل ثمَّ قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَصْحَابه احملوا وَمن لقى(1/168)
الْعَبَّاس مِنْكُم فليدعنه فَإِنَّهُ أخرج مستكرهًا فَقَالَ أَبُو حُذَيْفَة بْن عتبَة بْن ربيعَة أنقتل آبَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا وإخواننا ونترك الْعَبَّاس وَالله لَئِن لَقيته لألجمنه السَّيْف فَبلغ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْله فَقَالَ لعمر يَا أَبَا حَفْص أيضرب وَجه عَم رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسَّيْفِ فَقَالَ عمر دَعْنِي أضْرب عُنُقه يَا رَسُول اللَّه وَالله لقد نَافق فَكَانَ أَبُو حُذَيْفَة بعد ذَلِك يَقُول مَا أَنا بآمن من تِلْكَ الْكَلِمَة الَّتِي قلت وَلَا أَزَال مِنْهَا خَائفًا إِلَّا أَن تكفرها عَن الشَّهَادَة فَقتل يَوْم الْيَمَامَة شَهِيدا وَكَانَ الْعَبَّاس قد أسلم بِمَكَّة وَلكنه كَانَ يخَاف قومه فيكتم إِسْلَامه فَحمل أَصْحَاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الْمُشْركين فَلم يكن إِلَّا الْهَزِيمَة فَقتل اللَّه من قتل من صَنَادِيد قُرَيْش وَأسر من أسر مِنْهُم فَلَمَّا وضع الْقَوْم أَيْديهم يأسرون رأى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجه سعد بْن معَاذ الْكَرَاهَة فَقَالَ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واله يَا سعد لَكَأَنَّك تكره مَا يصنع النَّاس فَقَالَ أجل يَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم قَالَ كَانَت هَذِه أول وقْعَة أوقعهَا اللَّه بِأَهْل الشّرك فَكَانَ الْإِثْخَان فِي الْقَتْل أعجب إِلَى من اسْتِبْقَاء الرِّجَال وَكَانَ ذَلِك(1/169)
يَوْم الْجُمُعَة لسبع عشرَة لَيْلَة مَضَت من شهر رَمَضَان والمسلمون ثَلَاثمِائَة وَثَلَاثَة عشر نفسا مِنْهُم أَرْبَعَة وَسَبْعُونَ رجلا من قُرَيْش والمهاجرين وسائرهم من الْأَنْصَار وَالْمُشْرِكُونَ تِسْعمائَة وَخَمْسُونَ مُقَاتِلًا فَقتل من الْمُسلمين فِي ذَلِك الْيَوْم من قُرَيْش سِتَّة أنفس من بني الْمطلب عُبَيْدَة بْن الْحَارِث بْن الْمطلب وَمن بني زهرَة بْن كلاب عُمَيْر بْن أبي وَقاص أَخُو سعد وَذُو الشمالين بْن عَبْد عَمْرو بْن نَضْلَة حَلِيف لَهُم من خُزَاعَة وَمن بني عدي بْن كَعْب عَاقل بْن البكير حَلِيف لَهُم من بني سعد بْن لَيْث وَمهجع مولى عمر وَمن بني الْحَارِث بْن فهر صَفْوَان بْن بَيْضَاء وَقتل من الْأَنْصَار من بني عَمْرو بْن عَوْف سعد بْن خَيْثَمَة ومبشر بْن عَبْد الْمُنْذر وَمن بني الْحَارِث يزِيد بْن الْحَارِث وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ بْن فسحم وَمن بني سَلمَة عُمَيْر بْن الْحمام وَمن بني حبيب بْن عَبْد الحارثة بْن مَالك بْن غضب بْن جشم رَافع بْن الْمُعَلَّى وَمن بني النجار حَارِثَة بْن سراقَة بْن الْحَارِث وَمن بني غنم بْن مَالك بْن النجار عَوْف ومعوذ ابْنا الْحَارِث بْن رِفَاعَة بْن سَواد وهما(1/170)
ابْنا عفراء فَجَمِيع من اسْتشْهد من بني قُرَيْش وَالْأَنْصَار أَرْبَعَة عشر رجلا وَقتل عَليّ بْن أبي طَالب فِي ذَلِك الْيَوْم الْوَلِيد بْن عتبَة بْن ربيعَة وَقتل طعيمة بْن عدي بْن نَوْفَل أَخا طعمة فَلَمَّا علاهُ بِالسنةِ قَالَ وَالله لَا تخلصنا فِي اللَّه بعد الْيَوْم أبدا وشارك حَمْزَة فِي قتل عتبَة بْن ربيعَة وَقتل عَامر بْن عَبْد اللَّه الْأَنمَارِي حَلِيف بني عَبْد شمس وَقتل النَّضر بْن الْحَارِث بْن كلدة أحد بني عَبْد منَاف وَقتل الْعَاصِ بْن سعيد بْن الْعَاصِ بْن أُميَّة وَقتل عمر بْن الْخطاب خَاله الْعَاصِ بْن هِشَام بْن الْمُغيرَة فَجَمِيع من قتل من الْمُشْركين فِي ذَلِك الْيَوْم أَرْبَعَة وَسَبْعُونَ رجلا واسر مثل ذَلِك ثمَّ أُمِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن يلْتَمس أَبُو جهل فَسمع معَاذ بْن عَمْرو بْن الجموح وَهُوَ يَطْلُبهُ جمَاعَة من الْمُشْركين يَقُولُونَ أَبَا الحكم لَا يصلونَ إِلَيْك فَلَمَّا سَمعهَا علم أَنه أَبُو جهل جعله من شَأْنه وَقصد نَحوه فَلَمَّا أمكن مِنْهُ حمل عَلَيْهِ وضربه فَقطع قدمه بِنصْف سَاقه وَكَانَ عِكْرِمَة بْن أبي جهل ابْنه مَعَه فَحمل على معَاذ فَضَربهُ ضَرْبَة على(1/171)
عَاتِقه طرح يَده فتعلقت بجلده من جنبه وَترك معَاذ أَبَا جهل وأجهضه الْقِتَال فقاتل عَامَّة وَإنَّهُ يسحب يَده خَلفه بجلده مِنْهُ فَلَمَّا آذته وضع عَلَيْهَا قدمه حَتَّى طرحها وعاش يعدها بِلَا يَد حَتَّى كَانَ زمن عُثْمَان وَمر معوذ بْن عفراء بِأبي جهل وَهُوَ مطروح فَضَربهُ حَتَّى أثر فِيهِ وَتَركه وَبِه رَمق ثمَّ مر عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود فَوَجَدَهُ بآخر رَمق فَعرفهُ فَوضع رجله على عَاتِقه ثمَّ قَالَ أخزاك اللَّه يَا عَدو اللَّه قَالَ وَبِمَاذَا أخزاني هَل إِلَّا رجل قَتَلْتُمُوهُ أَخْبرنِي لمن الدائرة الْيَوْم فَقَالَ بن مَسْعُود لله وَلِرَسُولِهِ وَلما رَآهُ أَبُو جهل قد وطى عُنُقه قَالَ لَهُ لقد ارتقيت يَا رويعى الْغنم مرتقى صعبًا فاحتز عَبْد اللَّه رَأسه ثمَّ جَاءَ بِهِ فَقَالَ يَا رَسُول اللَّه هَذَا رَأس عَدو اللَّه أبي جهل فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّه الَّذِي لَا إِلَه غَيره فَقَالَ بن مَسْعُود نعم وَالله الَّذِي لَا إِلَه غَيره فَحَمدَ اللَّه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ذَلِك وَكَانَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف صديقا لأمية بْن خلف بِمَكَّة أرغبت عَن اسْم سماك(1/172)
أَبوك فَيَقُول نعم فَيَقُول أُميَّة فَإِنِّي لَا أعرف الرَّحْمَن فأجعل بيني وَبَيْنك شَيْئا أَدْعُوك بِهِ أما أَنْت فَلَا تُجِيبنِي بِاسْمِك الأول وَأما أَنا فَلَا أَدْعُوك بِمَا لَا أعرف فَقَالَ لَهُ عَبْد الرَّحْمَن قل مَا شِئْت قَالَ فَأَنت عبد الإلهفكان يُسَمِّيه بِمَكَّة عَبْد الْإِلَه فَمر بِهِ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف فِي المعركة وَهُوَ وَاقِف وَمَعَهُ ابْنه وَمَعَ عَبْد أدرع يحملهَا فَلَمَّا رَآهُ أُميَّة بْن خلف قَالَ عَبْد عَمْرو فَلم يجبهُ عَبْد الرَّحْمَن قَالَ يَا عبد الْإِلَه فَقَالَ نعم فَقَالَ أَنا خير لَك من هَذِه الدرْع الَّتِي مَعَك فَقَالَ عَبْد الرَّحْمَن نعم وَالله هُوَ الله إِذا فَطرح عبد الرَّحْمَن الدرْع وَأخذ بِيَدِهِ وَيَد ابْنه فَقَالَ لَهُ أُميَّة بْن خلف يَا عَبْد الْإِلَه من الرجل مِنْكُم الْمعلم بريشه نعَامَة فِي صَدره قَالَ ذَلِك حَمْزَة بْن عَبْد الْمطلب فَقَالَ الَّذِي فعل بِنَا الأفاعيل فَبَيْنَمَا عبد الرَّحْمَن يقودهما إِذْ رآهما بِلَال فَقَالَ رَأس الْكفْر أُميَّة بْن خلف لَا نجوت إِن نجا فَقَالَ عَبْد الرَّحْمَن أَي بِلَال أسيري فَقَالَ لَا نجوت إِن نجا فَقَالَ عَبْد الرَّحْمَن أتسمع يَا بن السَّوْدَاء قَالَ لَا نجوت إِن نجا(1/173)
ثمَّ صرخَ بِأَعْلَى صَوته يَا أنصار اللَّه رَأس الْكفْر أُميَّة بْن خلف لَا نجوت إِن نجا فأحاط بِهِ الْمُسلمُونَ وَعبد الرَّحْمَن يذب عَنهُ فَخَالف رجل بِالسَّيْفِ فَضرب رجل ابْنه فَوَقع فَقَالَ عَبْد الرَّحْمَن أَنْج بِنَفْسِك فو الله مَا أُغني عَنْك شَيْئا فعلاهم الْمُسلمُونَ بِأَسْيَافِهِمْ حَتَّى فرغوا مِنْهُمَا فَكَانَ عَبْد الرَّحْمَن يَقُول بعد ذَلِك يرحم اللَّه بِلَالًا أذهب أدرعي وفجعني بأسيري واسر أَبُو الْيُسْر كَعْب بْن عَمْرو الْعَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب وأوثقه فَبَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ اللَّيْلَة ساهرًا فَقيل لَهُ فَقَالَ سَمِعت حنين الْعَبَّاس فِي وثَاقه فَأطلق من وثَاقه فَقَالَ الْمُسلمُونَ يَا رَسُول اللَّه عَلَيْك بالعير لَيْسَ دونهَا شَيْء فناداه وَهُوَ أَسِير لَا يصلح فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلم قَالَ لِأَن اللَّه وَعدك إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ وَقد أَعْطَاك مَا وَعدك ثمَّ قَالَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للْمُسلمين مَا تَقولُونَ فِي هَؤُلَاءِ الأسرى فَقَالَ أَبُو بكر يَا رَسُول اللَّه قَوْمك وَأهْلك اسْتَبْقِهِمْ واستأنهم لَعَلَّ اللَّه أَن يَتُوب عَلَيْهِم وَقَالَ عمر كَذبُوك وَأَخْرَجُوك قدمهم(1/174)
قدمهم فَاضْرب أَعْنَاقهم قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِن مثلك يَا أَبَا بكر مثل إِبْرَاهِيم قَالَ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ منى الْآيَة وَإِن مثلك يَا عمر مثل نوح قَالَ رَبِّ لَا تذر على الأَرْض من الكفرين ديارًا الْآيَة ثمَّ نَادَى مُنَادِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أسر أم حَكِيم فَلْيخل سَبِيلهَا فَإِن رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم أمنها وَكَانَ أسرها رجل من الْأَنْصَار وكتفها بذوابتها فَلَمَّا سمع مُنَادِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ أَمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالقليب فَطرح فِيهِ جيف الْمُشْركين ثمَّ وقف فَقَالَ يَا أهل القليب هَل وجدْتُم مَا وعد ربكُم حَقًا فَإِنِّي وجدت مَا وَعَدَني رَبِّي حَقًا فَقَالَ الْمُسلمُونَ يَا رَسُول اللَّه تنادى قوما قد مَاتُوا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَئِن كُنْتُم تسمعونها لقد سمعوها ثمَّ قَامَ رَسُول الله(1/175)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعرضهم ثَلَاثًا وَبعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْفَتْح إِلَى أهل الْمَدِينَة فَبعث عَبْد اللَّه بْن رَوَاحَة بشيرًا إِلَى أهل الْعَالِيَة وَزيد بْن حَارِثَة إِلَى أهل السافلة فَقدم زيد الْمَدِينَة وَالنَّاس يسوون على ابْنة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رقية الَّتِي كَانَت تَحت عُثْمَان فَكَانَ عُثْمَان اسْتَأْذن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّخَلُّف عَن بدر ليقيم على امْرَأَته رقية وَهِي عليلة فَأذن لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِك وَضرب لَهُ بسهمه وَحده فَلَمَّا فرغوا من دَفنهَا أَتَاهُم الْخَبَر بِفَتْح الله الْمُسلمين فجَاء أُسَامَة بْن زيد أَبَاهُ وَهُوَ وَاقِف بالمصلى قد غشيه النَّاس وَهُوَ يَقُول قتل عتبَة(1/176)
بْن ربيعَة وَشَيْبَة بْن ربيعَة وَأَبُو الحكم بْن هِشَام وَزَمعَة بْن الْأسود وَالْعَاص بْن هِشَام فَقَالَ يَا أبتاه أَحَق هَذَا فَقَالَ نعم يَا بني فَقَالَ المُنَافِقُونَ مَا هَذَا إِلَّا أباطيل فَلم يصدقوه حَتَّى جِيءَ بهم مصفرين مغللين وَكَانَ أول من قدم مَكَّة من قُرَيْش بالْخبر بمصايبهم الحيسمانبن جابس بْن عَبْد اللَّه المدلجي فَقيل لَهُ مَا وَرَاءَك فَقَالَ قتل عتبَة بْن ربيعَة وَشَيْبَة بْن ربيعَة وَأَبُو الحكم بْن هِشَام وَأُميَّة بْن خلف فَقَالَ صَفْوَان بْن أُميَّة بْن خلف وَالله إِن يعقل هَذَا بِمَا يَقُول فسلوه عني فَقَالَ مَا فعل صَفْوَان بْن أُميَّة قَالَ هَا هُوَ ذَلِك جَالس فِي الْحجر وَقد وَالله رَأَيْت أَبَاهُ وأخاه حِين قتلا ثمَّ قدم أَبُو سُفْيَان بْن الْحَارِث بْن عَبْد الْمطلب مَكَّة وَكَانَ أَبُو لَهب قد تخلف عَن بدر وَبعث مَكَانَهُ الْعَاصِ بْن هِشَام فَلَمَّا رأى أَبُو لَهب أَبَا سُفْيَان بْن الْحَارِث مُقبلا قَالَ هَلُمَّ يَا بن أخي فعندك الْخَبَر فَجَلَسَ إِلَيْهِ وَالنَّاس قيامعليهما فَقَالَ يَا بن اخى كَيفَ كَانَ أَمر النَّاس قَالَ لَا شَيْء وَالله إِن هُوَ إِلَّا لَقينَا الْقَوْم فمنحناهم أكتافنًا حَتَّى قتلونا كَيفَ شاؤوا وأسرونا كَيفَ شاؤوا وأيم اللَّه مَعَ ذَلِك مَا لمت النَّاس لأَنا لَقينَا رجَالًا بيضًا على خيل بقل بَين السَّمَاء وَالْأَرْض وَالله لَا يقوم لَهُ شَيْء فَعَاشَ أَبُو لَهب بهد هَذَا الْخَبَر سَبْعَة أَيَّام ورماه اللَّه بالعدسة فَمَاتَ فدفنوه بِأَعْلَى مَكَّة وَكَانَت قُرَيْش لَا تبْكي على قتلاها مَخَافَة أَن يبلغ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه فيشمتوا بهم(1/177)
وَلما وَقع بأيدي الْمُسلمين مَا وَقع من الْمُشْركين اخْتلفُوا فَكَانُوا ثَلَاثًا فَقَالَ الَّذين جمعُوا الْمَتَاع قد كَانَ رَسُول الله(1/178)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نفل كل امْرِئ مَا أصَاب وَقَالَ الَّذين كَانُوا يطْلبُونَ الْعَدو وَالله لَوْلَا نَحن مَا أصبتموه وَنحن شغلنا عكم الْقَوْم حَتَّى أصبْتُم مَا أصبْتُم وَقَالَ الحرس الَّذين كَانُوا يَحْرُسُونَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَخَافَة أَن يُخَالف إِلَيْهِ الْعَدو وَالله مَا أَنْتُم أَحَق بِهِ منا لَو أردنَا أَن نقبل الْعَدو حِين منحونا أكتافهم وَأَن نَأْخُذ الْمَتَاع حِين لم يكن أحد دونه فعلنَا وَلَكنَّا خفنا على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كرة الْعَدو فقمنا دونه فَمَا أَنْتُم بِأَحَق بِهِ منا وَذَلِكَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُم من صنع كَذَا فَلهُ كَذَا فتنازعوا فِي ذَلِك شباب الرِّجَال وَبقيت الشُّيُوخ تَحت الرَّايَات فَلَمَّا كَانَ القائمون جَاءُوا يطْلبُونَ الَّذِي جعل لَهُم رَسُول اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فققال الشُّيُوخ لَا تستأثروا علينا فَإنَّا كُنَّا وراءكم وَكُنَّا تَحت الرَّايَات وَلَو أَنا كشفنا لكشفتم إِلَيْنَا فتنازعوا فَأنْزل اللَّه تَعَالَى يَسْأَلُونَكَ عَن الانفال إِلَى آخر السُّورَة فَانْتزع اللَّه ذَلِك من أَيْديهم وَجعله إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للغنائم عَبْد اللَّه بْن كَعْب الْمَازِني(1/179)
ثمَّ رَحل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بدر بعد ثَلَاث يُرِيد الْمَدِينَة وَحمل الْأُسَارَى مَعَه فَلَمَّا انحدر من بدر إِذا بطلحة بْن عبيد اللَّه وَسَعِيد بْن زيد قد أَقبلَا من الحوران فَضرب لَهما النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسهميهما وأجرهما فَلَمَّا بلغ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّفْرَاء وَبَينهمَا وَبَين الْمَدِينَة ثَلَاث لَيَال أَمر بقتل النَّضر بْن الْحَارِث وَكَانَ أَسِيرًا قَتله عَليّ بْن أبي طَالب فَلَمَّا بلغ عرق الظبية قتل عتبَة بْن أبي معيط فَقَالَ عتبَة لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من للصبية يَا مُحَمَّد فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّار ثمَّ قسم الْغَنَائِم بَين النَّاس بالصفراء وَبَين الصَّفْرَاء وَبَين بدر سَبْعَة عشر ميلًا قسمهَا على من حضر بَدْرًا وَأخذ سَهْمه مَعَ الْمُسلمين ثمَّ إِن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقبل إِلَى الْمَدِينَة قبل الْأُسَارَى بِيَوْم ثمَّ قدم بالأسارى يَوْم الثَّانِي فَلَمَّا بلغُوا الروحاء لَقِيَهُمْ المسلمونن يهنئونهم بِفَتْح اللَّه عَلَيْهِم فَقَالَ سَلمَة بْن سَلامَة بْن وقش مَا الَّذِي(1/180)
تهنئون بِهِ وَالله إِن لَقينَا إِلَّا عَجَائِز صلعًا كالبدن الْمُعَلقَة ننحرها فَتَبَسَّمَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ قَالَ يَا بن أخي أُولَئِكَ الْمَلأ من قُرَيْش ثمَّ قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للْعَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب افْدِ نَفسك وَبني أَخِيك عقيل بْن أبي طَالب وَنَوْفَل بْن الْحَارِث وَحَلِيفك عتبَة بْن عمر أحد بني الْحَارِث بْن فهر فَإنَّك ذُو مَال فَقَالَ يَا رَسُول اللَّه إِنِّي كنت مُسلما وَلَكِن الْقَوْم استكرهوننى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّه أعلم بِإِسْلَامِك إِن يكن مَا تذكر حَقًا فَالله يجْزِيك بذلك فَأَما ظَاهر أَمرك فَكَانَ علينا فَافْدِ نَفسك وَقد كَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخذ مِنْهُ عشْرين أُوقِيَّة من ذهب فَقَالَ الْعَبَّاس يَا رَسُول اللَّهِ فأحسبها من فدائي قَالَ لَا ذَاك شَيْء أَعْطَانَا اللَّه مِنْك فَقَالَ الْعَبَّاس فَإِنَّهُ لَيْسَ لي مَال فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَيْنَ المَال الَّذِي وَضعته بِمَكَّة حِين خرجت عِنْد أم الْفضل بنت الْحَارِث فَلَيْسَ مَعَكُمَا أحد فَقلت لَهَا إِن أصبت فِي سَفَرِي هَذَا فَلِلْفَضْلِ كَذَا ولقثم كَذَا ولعَبْد الله كَذَا قَالَ فو الَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ مَا علم بِهَذَا(1/181)
أحد من النَّاس غيرى وَغَيرهمَا وَإِنِّي لأعْلم أَنَّك رَسُول اللَّه ثمَّ بعث قُرَيْش فِي فك الْأُسَارَى جُبَير بْن مطعم إِلَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقتل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من قتل مِنْهُم وفادى من فَادى مِنْهُم وَمن لم يكن لَهُ مَال من عَلَيْهِم وفادى من كَانَ من الْعَرَب فيهم بِأَرْبَعِينَ أُوقِيَّة من كَانَ مِنْهُم من الموَالِي بِعشْرين أُوقِيَّة فِي غَزْوَة بدر وَنزلت لَوْلَا كتب مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ إِلَى قَوْله فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُم حللا طيبا فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم تحل الْغَنَائِم لقوم سود الرؤس من قبلكُمْ وَذَلِكَ أَن اللَّه جلّ وَعلا رأى ضعفكم فطيبها لكم وَكَانَت الْغَنَائِم فِيمَا قبل تنضد فتجيء النَّار فتأكلها
(ذكر عدد تَسْمِيَة من شهد بَدْرًا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ قَالَ شهد بَدْرًا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار ثَلَاثمِائَة وَثَلَاثَة عشر نفسا عدد أَصْحَاب طالوت الَّذين جاوزوا(1/182)
مَعَه النَّهر وَإِنِّي ذَاكر مَا يحضرني من أساميهم على قبائلهم لكيلا يبعد على سالك سَبِيل الْعلم الْوُقُوف على أساميهم إنن وَفقه اللَّه لذَلِك فنبدأ من ذَلِك من شهد مِنْهُم بَدْرًا من قُرَيْش ثمَّ من بني هَاشم وَمن بني عَبْد الْمطلب ابْني عَبْد منَاف حَمْزَة بْن عَبْد الْمطلب بْن هَاشم بْن عَبْد منَاف عَم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعلي بْن أبي طَالب بْن عَبْد الْمطلب وَزيد بْن حَارِثَة بْن شُرَحْبِيل بْن كَعْب بْن عَبْد الْعُزَّى بْن يزِيد بْن امْرِئ الْقَيْس الْكَلْبِيّ وأنسة مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو كَبْشَة مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو مرْثَد كناز بْن حُصَيْن بْن يَرْبُوع بْن عَمْرو بْن يَرْبُوع بْن خَرشَة بْن سعد بْن ظريف بْن جلان بْن غنم بْن غنى بْن يعصر بْن سعد بْن قيس بْن عيلان بْن مُضر وَابْنه مرْثَد بْن أَبى مرْثَد حليفتا حَمْزَة بْن عَبْد الْمطلب وحصين بن(1/183)
الْحَارِث بْن الْمطلب ومسطح بْن أَثَاثَة بْن الْمطلب وَمن بني تيم بْن مرّة بْن كَعْب أَبُو بكر الصّديق واسْمه عَبْد اللَّه بْن عُثْمَان بْن عَامر بْن عَمْرو بْن كَعْب بْن سعد بْن تيم بْن مرّة وبلال بْن رَبَاح مولى أبي بكر وعامر بْن فهَيْرَة مولى أبي بكر وَطَلْحَة بْن عبيد اللَّه بْن عُثْمَان بْن عَمْرو بْن كَعْب بْن سعد بْن تيم بْن مرّة لم يحضر بَدْرًا كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعثه لتجسس الْخَبَر فوافاهم ة قد فرغ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بدر وَضرب لَهُ بسهمه وَمن بني عدي بْن كَعْب بْن لؤَي عمر بْن الْخطاب بْن نفَيْل بْن عَبْد الْعُزَّى بْن ريَاح بْن عَبْد اللَّه بْن قرط بْن رزاح بْن عدي بْن كَعْب بن لؤَي وأخوهزيد بْن الْخطاب بْن نفَيْل وَمهجع مولى عمر بْن الْخطاب وَهُوَ أول قَتِيل قتل ببدر وعامر بْن ربيعَة وَعَمْرو بْن سراقَة بْن الْمُعْتَمِر بْن أنس بْن أذاة بْن رَبَاح بْن عدي بْن كَعْب وَأَخُوهُ عَبْد اللَّه بْن سراقَة وواقد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد منَاف بْن عرين بْن ثَعْلَبَة بْن يَرْبُوع بْن حَنْظَلَة بْن زيد مَنَاة بْن تَمِيم وخولي بْن أبي خولى وعاقل(1/184)
بْن البكير وَإيَاس بْن البكير وخَالِد بْن البكير بْن عَبْد ياليل بْن ناشب بْن غيرَة بْن سعد بْن لَيْث وَسَعِيد بْن زيد بْن عَمْرو بْن نفَيْل بْن عَبْد الْعُزَّى بْن ريَاح بْن عَبْد اللَّه بْن قرط بْن ريَاح بْن رزاح بْن عدي بْن كَعْب بْن لؤَي لم يحضر بَدْرًا كَانَ مَعَ طَلْحَة بعثهما رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتجسسان خبر العير فوافيا وَقد فرغ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بدر فَضرب لَهما بسهميهما وأجرهما وَمن بني عَبْد شمس بْن عَبْد منَاف عُثْمَان بْن عَفَّان بْن أبي الْعَاصِ بْن أُميَّة بْن عَبْد شمس بْن عَبْد منَاف تخلف بِالْمَدِينَةِ عَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على امْرَأَته رقية وَكَانَت عليلة أذن لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِك وَضرب لَهُ بسهمه وأجره وَأَبُو حُذَيْفَة بْن عتبَة بْن ربيعَة بْن عَبْد شمس وَمن حلفائهم عَبْد اللَّه بْن جحش بْن رِئَاب بْن يعمر بْن صبرَة بْن مرّة بْن كَبِير بْن غنم بْن دودان بْن أَسد بْن خُزَيْمَة وعكاشة بْن مُحصن بْن حرثان بْن قيس بْن مرّة بْن كَبِير بْن غنم وشجاع بْن وهب بْن ربيعَة وَأَخُوهُ عقبَة بْن وهب بْن ربيعَة وَيزِيد بْن رُقَيْش بْن رِئَاب بْن يعمر بْن صبرَة بْن مرّة بْن كَبِير بْن غنم وَأَبُو سِنَان أَخُو عكاشة بْن مُحصن بْن حرثان وَابْنه سِنَان ومحرز بْن(1/185)
نَضْلَة بْن عَبْد اللَّه بْن مرّة بْن كَبِير بْن غنم وَرَبِيعَة بْن أَكْثَم بْن عَمْرو بْن بكير بْن عَامر بْن غنم وَمَالك بْن عَمْرو وَمن بني زهرَة بْن كلاب عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف بْن عَبْد عَوْف بْن الْحَارِث بْن زهرَة بْن كلاب وَسعد بْن أبي وَقاص بْن أهيب بْن عَبْد منَاف بْن زهرَة بْن كلاب وَعُمَيْر بْن أبي وَقاص بْن أهيب بْن عَبْد منَاف بْن زهرَة بْن كلاب وَعُمَيْر بْن أبي وَقاص بْن أهيب أَخُو سعد وَمن حلفائهم الْمِقْدَاد بْن عَمْرو بْن ثَعْلَبَة بْن مَالك بْن ربيعَة بْن ثُمَامَة بْن مطرود بْن عَمْرو بْن سعد بْن زُهَيْر بْن ثَوْر بْن ثَعْلَبَة بْن مَالك بْن الشريد ومسعود بْن ربيعَة بْن عَمْرو بْن سعد بْن عَبْد الْعُزَّى بْن حمالَة بْن غَالب بْن محلم بْن عائذة بْن الْهون بْن خُزَيْمَة من القارة وَذُو الشمالين بْن عَبْد عَمْرو بْن نَضْلَة بْن غشبان بْن سليم بْن غشبان بْن سليم بْن مَالك بْن أفصى بْن حَارِثَة بْن(1/186)
عَمْرو بْن عَامر بْن خُزَاعَة وَعبد اللَّه بْن مَسْعُود بْن الْحَارِث بْن شمخ بْن مَخْزُوم بْن صاهلة بْن كَاهِل بْن الْحَارِث بْن سعد بْن هُذَيْل وخباب بْن الْأَرَت وصهيب بْن سِنَان بْن عَبْد عَمْرو بْن الطُّفَيْل بْن عَامر بْن جندلة وَمن بني أَسد بْن عَبْد الْعُزَّى بْن قصي الزبير بْن الْعَوام بْن خويلد بْن أَسد بْن عَبْد الْعُزَّى بْن قصي وحاطب بْن أبي بلتعة وَسعد مولى حَاطِب وَمن بني نَوْفَل بْن مَالك بْن الْحَارِث بْن مَازِن بْن مَنْصُور بْن عِكْرِمَة وخباب مولى عتبَة بْن غَزوَان وَمن بني عَبْد الدَّار بْن قصي مُصعب بْن عُمَيْر بْن هَاشم بْن عَبْد منَاف بْن عَبْد الدَّار بْن قصي وَكَانَ صَاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم بدر قتل يَوْم أحد وسويبط بْن سعد بْن حَرْمَلَة بْن مَالك بْن عميلة بْن السباق بْن عَبْد الدَّار بن قصي(1/187)
وَمن بني مَخْزُوم بْن يقظة أَبُو سَلمَة بْن عَبْد الْأسد بْن هِلَال بْن عَبْد اللَّه بْن عمر بْن مَخْزُوم وشماس بْن عُثْمَان بْن الشريد بْن هرمى بْن عَامر بْن مَخْزُوم والأرقم وَاسم أبي الأرقم عَبْد منَاف بْن أَسد بْن عَبْد اللَّه بْن عمر بْن مَخْزُوم وعمار بْن يَاسر ومعتب بْن عَوْف بْن عَامر بْن الْفضل بْن عفيف وَمن بني جمح بن عَمْرو بن هصييص بْن كَعْب بْن لؤَي عُثْمَان بْن مَظْعُون بْن حبيب بْن حذاقة بْن جمح وَقُدَامَة بْن مَظْعُون وَعبد اللَّه بْن مَظْعُون بْن حبيب وَمعمر بْن الْحَارِث بْن معمر بْن حبيب بْن وهب وَمن بني سهم بْن عَمْرو بْن هصيص خُنَيْس بْن حذافة بْن قيس بْن عدي بْن سعد بْن سهم وَمن بني عَامر بْن لؤَي بْن غَالب بْن مَالك بْن حسل وَعبد اللَّه بْن مخرمَة بْن عَبْد الْعُزَّى بْن أبي قيس بْن عَبْد ود بْن نصر بْن مَالك بْن حسل وَعبد(1/188)
اللَّه بْن سُهَيْل بْن عَمْرو بْن عَبْد شمس بْن عَبْد ود وَعُمَيْر بْن عَوْف مولى سُهَيْل بْن عَمْرو وَسعد بْن خَوْلَة حَلِيف لَهُ وَمن بني الْحَارِث بْن فهر أَبُو عُبَيْدَة بْن الْجراح واسْمه عَامر بْن عَبْد اللَّه بْن الْجراح بْن هِلَال بْن أهيب بْن ضبة بْن الْحَارِث بْن فهر وَعَمْرو بْن الْحَارِث بْن زُهَيْر بْن أبي شَدَّاد بْن ربيعَة بْن هِلَال بْن أهيب بْن ضبة بْن الْحَارِث وَسُهيْل بْن وهب بْن ربيعَة بْن هِلَال بْن أهيب بْن ضبة بْن الْحَارِث وَأَخُوهُ صَفْوَان بْن وهب وهما ابْنا بَيْضَاء أمهما وعمروابن أبي سرح بْن ربيعَة بْن هِلَال بْن أهيب فَجَمِيع من شهد بَدْرًا من الْمُهَاجِرين وَمن ضرب لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسهمه وأجره من قُرَيْش ثَلَاثَة وثمانونن رجلا وَمِمَّنْ شهد بَدْرًا من الْأَنْصَار ثمَّ من بني عَبْد الْأَشْهَل بن جشم بن الحارثص بْن الْخَزْرَج بْن عَمْرو بْن مَالك بْن الْأَوْس سعد بْن معَاذ بْن النُّعْمَان بْن امْرِئ الْقَيْس بْن زيد بْن عَبْد الْأَشْهَل وَعَمْرو بن(1/189)
معَاذ بن النُّعْمَان بن امرىء الْقَيْس أَخُوهُ والْحَارث بْن أَوْس بن معَاذ بْن النُّعْمَان والْحَارث بْن أنس بْن رَافع بْن امْرِئ الْقَيْس وَسعد بْن زيد بْن مَالك بْن كَعْب بْن عَبْد الْأَشْهَل وَسَلَمَة بْن سَلامَة بْن وقش بْن زغبة بْن زعوراء بْن عَبْد الْأَشْهَل وَعباد بْن بشر بْن وقش وَسَلَمَة بْن ثَابت بْن وقش وَرَافِع بْن يزِيد بْن كرز بْن السكن بْن زعوراء بْن عَبْد الْأَشْهَل والْحَارث بْن خزمة بْن عدي بْن أبي غنم بْن سَالم بْن عَوْف بْن عَمْرو بْن عَوْف بْن الْحَارِث بْن الْخَزْرَج وَمُحَمّد بْن مسلمة بْن خَالِد بْن عدي بْن مجدعة بْن حَارِثَة بْن الْحَارِث حَلِيف لَهُم وَسَلَمَة بْن أسلم بْن حريش بْن عدي بْن مجدعة حَلِيف لَهُم وَأَبُو الْهَيْثَم بْن التيهَان اسْمه مَالك وَعبيد بْن التيهَان حلف لَهُم وَعبد اللَّه بْن سهل وَمن بني سَواد بْن كَعْب قَتَادَة بْن النُّعْمَان بْن زيد بْن عَامر وَعبيد بْن أَوْس بْن مَالك بْن سَواد وَمن بني رزاح بْن كَعْب نصر بْن الْحَارِث وَعبد اللَّه(1/190)
بْن طَارق ومعتب بْن عبيد حليفان لَهُم وَمن بني حَارِثَة بْن الْحَارِث بْن الْخَزْرَج بْن عَمْرو بْن مَالك بْن الْأَوْس مَسْعُود بْن سعد بْن عَامر بْن عدي بْن جشم بْن مجدعة بْن حَارِثَة بْن الْحَارِث وَأَبُو عبس اسْمه عَبْد الرَّحْمَن بْن جبر بْن عَمْرو بْن زيد بْن جشم بْن مجدعة بْن حَارِثَة بْن الْحَارِث وَأَبُو بردة بْن ننيار واسْمه هَانِئ حَلِيف لَهُم وَمن بننى عَمْرو بْن عَوْف ثمَّ من بني ضبعة بْن زيد بْن مَالك بْن عَوْف بْن عَمْرو بْن عَوْف عَاصِم بْن ثَابت بْن أبي الأقلح وَأَبُو الأقلح قيس بن عصمى ة بْن مَالك بْن أُميَّة بْن ضبيعة ومعتب بْن قُشَيْر بْن مليل بْن زيد بْن العطاف وَعَمْرو بن معبد بن الزعر بْن زيد بْن العطاف وَسَهل بْن حنيف بْن واهب بْن العكيم بْن ثَعْلَبَة بْن مجدعة بْن الْحَارِث بْن عَمْرو وَمن بني أُميَّة بْن زيد بْن مَالك بْن عَوْف بْن عَمْرو بن عَوْف مُبشر(1/191)
بْن عَبْد الْمُنْذر بْن زنبر وَسعد بْن عبيد بْن النُّعْمَان بْن قيس بْن عَمْرو بْن زيد بْن أُميَّة وعويم بْن سَاعِدَة بْن عائش بْن قيس وَرَافِع بْن عنجدة وَعبيد بْن أبي عبيد وثعلبة بْن حَاطِب وَقد قيل إِن أَبَا لبَابَة بْن عَبْد الْمُنْذر والْحَارث بْن حَاطِب شَهدا بَدْرًا وَمن بني عبيد بْن زيد بْن مَالك أنس بْن قَتَادَة بْن ربعَة بْن خَالِد بْن الْحَارِث بْن عبدج وَسَالم مولى بنت عَار وَهُوَ الَّذِي قَالَ لَهُ سَالم مولى أبي حُذَيْفَة بْن عتبَة وَكَانَت بنت عَار تَحت أبي حُذَيْفَة بْن عتبَة وَمن حلفائهم معن بْن عدي بْن الْجد بْن عجلَان ورِبْعِي بْن رَافع بْن زد بْن حَارِثَة بْن الْجد بْن عدي بْن العجلان وَقد قيل إِن عَاصِم بْن عدي بْن الْجد بْن العجلان رده النَّبِي صلى اللَّه عله وَسلم وَضرب لَهُ بسهمه وَمن بني ثَعْلَبَة بْن عَمْرو بْن عَوْف عَبْد اللَّه بْن جُبَير بْن النُّعْمَان(1/192)
وَعَاصِم بْن قيس وَأَبُو ضياح بْن ثَابت وَسَالم بْن عُمَيْر والْحَارث بن النعمامن بْن أبي خزمة وخوات بْن جُبَير بْن النُّعْمَان وَمن بني جحجبى بن كلفة بن عوفف بْن عَمْرو بْن عَوْف الْمُنْذر بْن مُحَمَّد بْن عقبَة بْن أحيحة بْن الجلاح بْن الْحَرِيش بْن جحجبى وَأَبُو عقيل بْن عَبْد اللَّه بْن ثَعْلَبَة بْن بيحان بْن عَامر بْن الْحَارِث بْن مَالك بْن عَامر بْن أنيف حَلِيف لَهُ وَمن بني غنم بْن السّلم بْن امْرِئ الْقَيْس بن مَالك بن الوس بْن حَارِثَة سعد بْن خَيْثَمَة وَالْمُنْذر بْن قدامَة وَمَالك بْن قدامَة وَابْن عرففجة وَتَمِيم مولى بني غنم بْن سلم وَمن بني مُعَاوِيَة بْن مَالك بْن عَوْف بْن عَمْرو بْن عَوْف جَابر بْن عتِيك بْن الْحَارِث بْن قيس بْن هيشة بْن الْحَارِث بْن أُميَّة بن مُعَاوِيَة(1/193)
والنعمان بْن عصر حَلِيف لَهُ من بلي وَمَالك بْن نميلَة حَلِيف لَهُم وَمن بني الْحَارِث بْن الْخَزْرَج عَبْد اللَّه بْن رَوَاحَة بْن ثَعْلَبَة بْن امْرِئ الْقَيْس بْن ثَعْلَبَة وخارجة بْن زيد بْن أبي زُهَيْر بْن مَالك بْن امْرِئ الْقَيْس خَلاد بْن سُوَيْد بْن ثَعْلَبَة بْن عَمْرو بْن حَارِثَة بْن امْرِئ الْقَيْس وَمن بني زيد بْن مَالك بْن ثَعْلَبَة بشير بْن سعد بْن ثَعْلَبَة بْن خلاس بْن زيد بْن مَالك وسبيع بْن قيس بْن عيشة بْن مَالك وَعبادَة بْن قيس وَسماك بْن سعد وَعبد اللَّه بْن عبس وَيزِيد بْن الْحَارِث بْن قيس وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ بْن فسحم وَمن بني جشم بْن الْحَارِث عَبْد اللَّه بْن زيد بْن ثَعْلَبَة بْن عَبْد ربه بْن زيد بْن الْحَارِث بْن الْخَزْرَج الَّذِي رأى النداء فِي النّوم وَأَخُوهُ حُرَيْث بْن زيد بْن ثَعْلَبَة وخبيب بْن إساف بْن عنبة بْن عَمْرو(1/194)
بْن خديج بْن عَامر بْن جشم وسُفْيَان بْن بشر وَمن بني حدارة بْن عَوْف بْن الْحَارِث بْن الْخَزْرَج زيد بْن المري بْن قيس بْن عدي بْن أُميَّة بْن جدارة وَتَمِيم بْن يعار بْن قيس بْن عدي بْن أُميَّة بْن جدارة وَعبد اللَّه بْن عُمَيْر بْن حَارِثَة وَمن بني الأبحر بْن عَوْف عَبْد اللَّه بْن الرّبيع بْن قيس بْن عَمْرو بْن عباد بْن الأبحر وَمن بني عَوْف بْن الْخَزْرَج عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن أبي بْن مَالك بْن الْحَارِث بْن عبيد بْن مَالك وَأَوْس بْن خولى بْن عَبْد اللَّه بْن الْحَارِث بْن عبيد بْن مَالك وَمن بني جُزْء بْن عدي بْن مَالك بْن سَالم زيد بْن وَدِيعَة بْن عَمْرو بْن قيس بْن جُزْء وَرِفَاعَة بْن عَمْرو بْن زيد وَعقبَة بْن وهب(1/195)
بْن كلدة وعامر بْن سَلمَة بْن عَامر حليفان لَهُم ومعبد بْن عباد بْن قشعر بْن الْمُقدم بْن سَالم بْن غنم ويكنى معبد أَبَا خميصة وعامر بْن البكير حليفه وَمن بني سَالم بْن عَوْف بْن عَمْرو بْن عَوْف بْن الْخَزْرَج نَوْفَل بن عبد اللخ بْن نَضْلَة بْن مَالك بْن العجلان بْن زيد بْن غنم بْن سَالم ومليل بْن وبرة بْن خَالِد بْن العجلان بْن زيد وعتبان بْن مَالك بْن عَمْرو بْن العجلان وعصمة بْن الْحصين بْن وبرة بْن خَالِد بْن العجلان وَمن بني قربوس بْن غنم أُميَّة بْن لوذان بن سَالم بن ثَابت(1/196)
ابْن هزال بْن عَمْرو بْن قربوس وَمن بني أَصْرَم بْن فهر بْن ثَعْلَبَة بْن غنم بْن سَالم بْن عَوْف عبَادَة بْن الصَّامِت بْن قيس بْن أَصْرَم وَأَخُوهُ أَوْس بْن الصَّامِت وَمن بني دعد بْن فهر بْن ثَعْلَبَة بْن غنم النُّعْمَان بْن مَالك بْن ثَعْلَبَة بْن دعد وَهُوَ من الَّذِي يُقَال لَهُم القوافل وَمن بني مرضخة بْن غنم بْن عَوْف مَالك بْن الدخشم بْن مَالك بْن الدخشم بْن مرضخة بْن غنم وَمن بني لوذان بْن غنم الرّبيع بْن إِيَاس بْن عَمْرو بْن غنم بْن أُميَّة بْن لوذان وورقة بْن إِيَاس وَعَمْرو بْن إِيَاس وَمن حلفائهم المجذر بْن زِيَاد بْن عَمْرو بْن زمزمة بن عَمْرو بن(1/197)
عمَارَة وَعباد بْن الخشخاش بْن عَمْرو بْن زمزمة وَعبد اللَّه بْن ثَعْلَبَة بْن خزمة بْن أَصْرَم ونحاب بْن ثَعْلَبَة بْن خزمة بْن أَصْرَم وَعتبَة بْن ربيعَة بْن خَالِد بْن مُعَاوِيَة حَلِيف لَهُم وَمن بني سَاعِدَة بْن كَعْب بْن الْخَزْرَج أَبُو دُجَانَة واسْمه سماك بْن أَوْس بْن خَرشَة بْن لوذان بْن عَبْد ود بْن زيد بْن ثَعْلَبَة بْن الْخَزْرَج بْن سَاعِدَة وَالْمُنْذر بْن عَمْرو بْن خُنَيْس بْن حَارِثَة بْن لوذان بْن عَبْد ود بْن زيد بْن ثَعْلَبَة وَمن بني الْبدن عَامر بْن عَوْف بْن حَارِثَة بْن عَمْرو بْن الْخَزْرَج وَأَبُو أسيد مَالك بْن ربيعَة بْن الْبدن وَمَالك بْن مَسْعُود وَمن بني طريف بْن الْخَزْرَج عَبْد اللَّه بْن حق بْن أَوْس بْن(1/198)
وقش بْن ثَعْلَبَة بْن طريف وَمن حلفائه كَعْب بْن حمَار بْن ثَعْلَبَة بْن خَالِد وبسبس بْن عَمْرو وضمرة وَزِيَاد وَمن بني جشم بْن الْخَزْرَج خرَاش بْن الصمَّة بْن عَمْرو بْن الجموح بْن زيد بْن حرَام بْن كَعْب بْن غنم بْن كَعْب بْن سَلمَة وَتَمِيم مولى خرَاش بْن الصمَّة وَعبد اللَّه بْن عَمْرو بْن حرَام بِمن ثَعْلَبَة بْن حرَام بْن كَعْب وَعُمَيْر بْن الْحمام بْن الجموح بْن زيد بْن حرَام بْن كَعْب والحباب بْن الْمُنْذر بْن الجموح بْن زيد بْن حرَام بْن كَعْب ومعاذ بْن عَمْرو بن الجموخح ومعوذ بْن عَمْرو بْن الجموح وخلاد بْن عَمْرو بْن الجموح وَعقبَة بن عَامر بن نابىء بْن زيد بْن حرَام وحبِيب بْن الْأسود مَوْلَاهُم وثابت بْن ثَعْلَبَة بن زيد بن(1/199)
الْحَارِث بْن حرَام وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ الْجذع وَعُمَيْر بْن الْحَارِث بْن ثَعْلَبَة وَمن بني عبيد بْن عدي بْن غنم عَبْد اللَّه بْن الْجد بْن قيس بْن صَخْر بْن خنساء وَبشر بْن الْبَراء بْن معْرور بْن صَخْر بْن خنساء وَسنَان بْن صيفى بْن صَخْر بْن خنساء والطفيل بْن النُّعْمَان بْن خنساء وَعبد اللَّه بْن حمير وخارجة بْن حمير حليفان لَهُم من أَشْجَع وَمن بني النُّعْمَان بْن سِنَان بْن عبيد بْن عدي بْن غنم جَابر بْن عَبْد اللَّه بْن رِئَاب بْن النُّعْمَان بن سنانوعبد اللَّه بْن عَبْد منَاف بْن النُّعْمَان بْن سِنَان وخليدة بْن قيس بْن النُّعْمَان بْن سِنَان وَمن بنى خناس وَعبد اللَّه بْن صَخْر بْن أُميَّة بْن خناس وَيزِيد بْن الْمُنْذر بْن سرح بْن خناس وَعبد اللَّه بْن النُّعْمَان بْن بلدمة بْن خناس وَالضَّحَّاك بْن حَارِثَة بْن زيد بِمن ثَعْلَبَة وَسَوَاد بْن زُرَيْق بْن ثَعْلَبَة(1/200)
ومعبد بْن قيس بْن صَخْر بْن حرَام وَعبد اللَّه بْن قيس بْن صَخْر بْن حرَام وَمن بني سَواد بْن غنم بْن كَعْب سليم بْن عَمْرو بْن حَدِيدَة بْن عَمْرو بْن سَواد وَقُطْبَة بْن عَامر بْن حَدِيدَة وَيزِيد بِمَ عَامر بْن حَدِيدَة أَبُو الْمُنْذر وعنترة مولى سليم بْن عَمْرو وَمن بني عدى بن نابي بْن عَمْرو بْن سَواد بْن كَعْب بْن عَمْرو بْن أُدي بن سعد بْن عَليّ بْن أَسد بْن ساردة بْن تزيد بْن جشم وَعَبس بْن عَامر بْن عدي بْن نابي وثعلبة بْن غنمة بْن عدي وَأَبُو الْيُسْر كَعْب بْن عَمْرو بْن عباد بْن عَمْرو بْن سَواد وَعبد اللَّه بْن أنيس وَعَمْرو بْن طلق بْن زيد بْن أُميَّة بْن سِنَان بْن كَعْب وَسَهل بْن قيس بْن أبي كَعْب بْن الْقَيْن بْن كَعْب(1/201)
وَمن بني زُرَيْق بْن عَامر بْن زُرَيْق سعد بْن عُثْمَان بْن خلدَة بْن مخلد والْحَارث بْن قيس بْن خَالِد بْن مخلد وَجبير بْن إِيَاس بْن خَالِد بْن مخلد وَعباد بْن قيس بْن عَامر بْن خَالِد بْن عَامر بْن زُرَيْق وأسعد بْن يزِيد بْن الْفَاكِه بْن زيد بْن خلدَة بْن عَامر والفاكه بْن بشر بْن الْفَاكِه بْن زيد بْن خلدَة وعائذ بْن ماعص بْن قيس بْن خلدَة وَأَخُوهُ معَاذ بْن ماعص ومسعود بْن سعد بْن قيس بْن خلدَة وَمن بني العجلان بْن عَمْرو بْن عَامر بْن زُرَيْق رِفَاعَة بْن رَافع بْن مَالك بن العجلانوأخوه خَلاد بْن رَافع وَعبيد بْن زيد بْن عَامر بْن العجلان وَمن بني بياضة بْن عَامر بْن زُرَيْق زِيَاد بْن لبيد بْن ثَعْلَبَة بْن سِنَان بْن عَامر بْن عدي بْن أُميَّة بْن بياضة وفروة بْن عَمْرو بْن وذقة بْن عبيد بْن عَامر بْن بياضة ورخيلة بْن ثَعْلَبَة بْن عَامر بْن بياضة وخَالِد بن قيس(1/202)
بْن مَالك بْن العجلان بْن عَامر بْن بياضة وَخَلِيفَة بْن عدي بْن عَمْرو بْن مَالك بْن عَامر بْن فهَيْرَة بْن بياضة وَمن بني حبيب بْن عَبْد حَارِثَة رَافع بْن الْمُعَلَّى بْن لوذان بْن حَارِثَة بْن عدي بْن زيد بْن ثَعْلَبَة بْن زيد مَنَاة بْن حبيب بْن عَبْد حَارِثَة وَمن بني النجار وَهُوَ تيم اللَّه بْن ثَعْلَبَة بْن عَمْرو بْن الْخَزْرَج أَبُو أَيُّوب خَالِد بْن زيد بْن كُلَيْب بْن ثَعْلَبَة بْن عَبْد عَوْف بْن غنم وَمن بني عَمْرو بْن عَبْد عَوْف عمَارَة بْن حزم بْن زيد بْن لوذان وسراقة بْن كَعْب بِمَ عَبْد الْعُزَّى بْن غزيَّة وثابت بْن خَالِد بْن النُّعْمَان بْن خنساء بْن عسيرة وَمن بني عبيد بْن ثَعْلَبَة بْن غنم بْن مَالك حَارِثَة بْن النُّعْمَان(1/203)
بْن رَافع بْن زيد بْن عبيد وسليم بْن قيس بْن قهد وَاسم قهد خَالِد بْن قيس بْن ثَعْلَبَة بْن عبيد بْن ثَعْلَبَة وَمن بني عَائِذ بْن ثَعْلَبَة بْن غنم بْن مَالك سُهَيْل بْن رَافع بْن أبي عَمْرو بْن عَائِذ بْن ثَعْلَبَة وعدى بْن أبي الزغبا حَلِيف لَهُم وَمن بني زيد بْن ثَعْلَبَة بْن غنم مَسْعُود بْن أَوْس بْن زيد وَأَبُو خُزَيْمَة بْن أَوْس بْن زيد بْن أَصْرَم بْن زيد بْن ثَعْلَبَة وَرَافِع بْن الْحَارِث بْن سَواد بْن زيد وَمن بني سَواد بْن مَالك بْن غنم عَوْف بْن الْحَارِث ومعوذ بْن الْحَارِث ومعاذ بْن الْحَارِث وَرِفَاعَة بْن الْحَارِث بْن سَواد وأمهم عفراء والنعمان بْن عَمْرو بْن رِفَاعَة بْن الْحَارِث بْن سَواد وعامر بْن مخلد بْن الْحَارِث بْن سَواد وَعبد اللَّه بْن قيس بْن زيد بْن سَواد وَقيس بْن عَمْرو بْن قيس وثابت بْن عَمْرو بْن زيد وعصيمة ووديعة بْن عَمْرو حليفان لَهُم وَمن بني عَامر بْن مَالك بْن النجار ثمَّ من بني عتِيك بْن عَمْرو بْن مبذول ثَعْلَبَة بْن عَمْرو بْن مُحصن بْن عَمْرو بْن عتِيك وَسَهل بْن عتِيك بْن النُّعْمَان بْن عَمْرو بْن عتِيك والْحَارث بْن الصمَّة بْن عَمْرو بْن عتِيك(1/204)
كسر بِهِ بِالرَّوْحَاءِ فَرجع فَضرب لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسهمه وَمن بني قيس بْن عبيد بْن زيد أبي بْن كَعْب بْن قيس بْن عبيد وَأنس بْن معَاذ بْن أنس بْن قيس بْن عبيد وَمن بني عدي بْن عَمْرو بْن مَالك بْن النجار أَبُو طَلْحَة واسْمه زيد بْن سهل بْن الْأسود بْن حرَام بْن عَمْرو بْن زيد مَنَاة بْن عدي وَأَوْس بْن ثَابت بْن الْمُنْذر بْن حرَام بْن عَمْرو بْن زيد مَنَاة وَأَبُو شيخ بْن ثَابت بْن الْمُنْذر أَخُوهُ وَمن بني عدي بْن النجار ثمَّ من عدي بْن عَامر بْن غنم بْن النجار حَارِثَة بْن سارقة بْن الْحَارِث بْن عدي بْن مَالك بْن عدي بْن عَامر وَعَمْرو بْن ثَعْلَبَة بْن وهب بْن عدي بْن مَالك بْن عدي بْن عَامر وَعَمْرو أَبُو خَارِجَة بْن قيس بْن مَالك بْن عدي بْن عَامر وسليط(1/205)
بْن قيس بْن عَمْرو بْن عتِيك بْن مَالك بْن عدي وَأَبُو سليط اسْمه أسيرة وثابت بْن خنساء بْن عَمْرو بْن مَالك بْن عدي وعامر بْن أُميَّة بْن زيد بْن الحسحاس بْن مَالك بْن عدي وَسَوَاد بْن غزيَّة بْن وهيب حَلِيف لَهُم وَمن بني حرَام بْن جُنْدُب بْن عَامر بْن غنم بْن عدي بْن النجار أَبُو الْأَعْوَر كَعْب بْن الْحَارِث بْن ظَالِم بْن عبس بْن حرَام بْن جُنْدُب وَقيس بْن السكن بْن قيس بْن زعور بْن حرَام وسليم بْن ملْحَان وَحرَام بْن ملْحَان وَاسم ملْحَان مَالك بْن خَالِد بْن زيد بْن حرَام بْن جُنْدُب وَمن بني مَازِن بْن النجار ثمَّ من بني عَوْف بْن مبذول قيس بْن أبي صعصعة وَاسم أبي صعصعة عَمْرو بْن زيد بْن عَوْف بْن مبذول وَعبد اللَّه بْن كَعْب بْن عَمْرو بْن عَوْف وعصيمة حَلِيف لَهُم(1/206)
وَمن بني ثَعْلَبَة بْن مَازِن قيس بْن مخلد بْن ثَعْلَبَة بْن صَخْر بْن حبيب بْن الْحَارِث بْن ثَعْلَبَة بْن مَازِن وَمن بني مَسْعُود بْن عَبْد الْأَشْهَل بْن حَارِثَة بْن دِينَار بْن النجار النُّعْمَان بْن عَبْد عَمْرو بْن مَسْعُود بْن عَبْد الْأَشْهَل وَالضَّحَّاك بْن عَبْد عَمْرو بْن مَسْعُود وسليم بْن الْحَارِث بْن ثَعْلَبَة بْن كَعْب بْن حَارِثَة أخوهما لِأُمِّهِمَا وَجَابِر بْن خَالِد بْن عَبْد الْأَشْهَل بْن حَارِثَة وَسعد بْن سهل بْن عَبْد الْأَشْهَل وَمن بني قيس بْن مَالك كَعْب بْن زيد بْن مَالك بْن كَعْب بْن حَارِثَة وبجير بْن أبي بجير حَلِيف لَهُم فَجَمِيع من شهد بَدْرًا من الْمُسلمين مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثمِائَة وَثَلَاثَة عشر رجلا منن الْمُهَاجِرين وَسِتُّونَ رجلا من الْأَوْس وَمِائَة وَسَبْعُونَ رجلا من الْخَزْرَج ثمَّ كَانَ قتل عصماء والعصماء هَذِه بنت مَرْوَان من بني أُميَّة بْن زيد زَوجهَا زيد بْن الْحصن الخطمي كَانَت تحرض على الْمُسلمين وتؤذيهم(1/207)
وَتقول الشّعْر فَجعل عُمَيْر بْن عدي عَلَيْهِ نذرا لَئِن رد اللَّه رَسُوله سالما من بدر ليقتلنها فَلَمَّا قدم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَة بعد فَرَاغه من بدر عدا عُمَيْر بْن عدي على عصماء فَدخل عَلَيْهَا فِي جَوف اللَّيْل لخمس لَيَال بَقينَ من رَمَضَان فَقَتلهَا ثمَّ لحق بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصف مَعَ النَّاس وَصلى مَعَه الصُّبْح وَكَانَ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم يتصلخهم إِذا قَامَ يُرِيد الدُّخُول إِلَى منزله فَقَالَ لعمير بْن عدي أقتلت عصماء قَالَ نعم يَا رَسُول اللَّه هَل على فِي قَتلهَا شَيْء فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا ينتطح فِيهَا عنزان وَمَات أَبُو قيس بْن الأسلت فِي آخر شهر رَمَضَان ثمَّ خطب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل الْفطر بِيَوْم وَأمرهمْ(1/208)
بِزَكَاة الْفطر قبل أَن يَغْدُو إِلَى الْمصلى ثمَّ خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الفضاء والعنزة ركزت بَين يَدَيْهِ وَصلى إِلَيْهَا من غير أَذَان وَلَا إِقَامَة رَكْعَتَيْنِ ثمَّ خطب خطبتين بَينهمَا جلْسَة وَكَانَت العنزة للزبير بْن الْعَوام أَعْطَاهَا إِيَّاه النَّجَاشِيّ فَوَهَبَهَا الزبير لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ كَانَت غَزْوَة بني قينقاع فِي شَوَّال وَذَلِكَ أَن الْمُسلمين لما قدمُوا الْمَدِينَة وادعتهم الْيَهُود أَن لَا يعينوا عَلَيْهِم أحدا فَلَمَّا قفل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من قتل بدر وَرجع إِلَى الْمَدِينَة أظهرُوا الْبَغي وَقَالُوا لم يلق مُحَمَّد أحدا من يحسن الْقِتَال لَو لَقينَا للقي عندنَا قتالا لَا يشبه قِتَالهمْ فَأنْزل اللَّه وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِم الْآيَة فَصَارَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِم يحمل لِوَاءُهُ حَمْزَة بن(1/209)
عَبْد الْمطلب واستخلف على الْمَدِينَة أَبَا لبَابَة بْن عَبْد الْمُنْذر حَتَّى أَتَاهُم ففحاصرهم خمس عشرَة لَيْلَة لَا يطلع مِنْهُم أحد ثمَّ نزلُوا على حكم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأمر بهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأمر بهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكتفوا وَأَرَادَ قَتلهمْ فَكَلمهُ فيهم عَبْد اللَّه بن أَبى وَأخذ بجمعدرع رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ مَا أَنا بمرسلك حَتَّى تهبهم لي فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خلوا عَنْهُم ثمَّ أَمر بإجلائهم وغنم رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمسلمون مَا كَانَ لَهُم من مَال وَكَانُوا صاغة لم يكن لَهُم الأرضون وَلَا قرَاب فَأخذ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم(1/210)
سِلَاحهمْ وَآله صياغة وَولي أَكثر ذَلِك لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَمَّد بْن مسلمة ثمَّ أَمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبَادَة بْن الصَّامِت أَن يجليهم ويخرجهم بذراريهم من الْمَدِينَة فَمضى بهم عبَادَة حَتَّى بلغُوا ذُبَاب وأجلاهم وَهَذِه الْغَنِيمَة أول خمس خمسها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْإِسْلَام أَخذ مِنْهُم صَفِيَّة وخمسه وَقسم أَرْبَعَة أَخْمَاسًا على الْمُسلمين ثمَّ كَانَت غَزْوَة السويق فِي ذِي الْقعدَة وَذَلِكَ أَن أَبَا سُفْيَان لما رَجَعَ من الشَّام بالعير وأفلت بهَا نذر أَن النِّسَاء والدهن عَلَيْهِ حرَام حَتَّى يطْلب ثَأْره من مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابه فَخرج فِي مِائَتي رَاكب حَتَّى أَتَى بني النَّضِير وسلك النجدية ودق على حييّ بْن أَخطب بَابه فَأبى أَن يفتح لَهُ ودق على سَلام بْن مشْكم فَفتح لَهُ فقراه وسقاه خمرًا وَأخْبرهُ سَلام بأخبار النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأخبار الْمَدِينَة(1/211)
فَلَمَّا كَانَ السحر خرج فَمر بالعريض فَإِذا رجل مَعَه أجِير لَهُ معبد بْن عَمْرو من الْمُسلمين فَقَتَلَهُمَا وَحرق أبياتا هُنَاكَ وتبنا وَرَأى أَن يَمِينه قدير فجَاء الْخَبَر إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخرج رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَثَره فِي مِائَتي رجل من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار واستخلف على الْمَدِينَة أَبَا لبَابَة بْن عَبْد الْمُنْذر فَأَعْجَزَهُمْ أَبُو سُفْيَان وَكَانَ هُوَ وَأَصْحَابه عَامَّة زادهم السويق فَجعلُوا يلقون السويق يتخففون بذلك فسميت هَذِه الْغَزْوَة غَزْوَة السويق ورَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَثَرهم فَلَمَّا أعجزهم وَلم يلحقهم رَجَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَة وَمَات أَبُو السَّائِب عُثْمَان بْن مَظْعُون فِي ذِي الْحجَّة ثمَّ ضحى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخرج بِالنَّاسِ إِلَى الْمصلى وَهِي أول ضحية ضحى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذبح كبشين أملحين أقرنين بِيَدِهِ وَوضع رجله على صفاحها وسمى وَكبر وضحى الْمُسلمُونَ مَعَه ثمَّ بني على بفاطمة بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذِي الْحجَّة(1/212)
(السّنة الثَّالِثَة من الْهِجْرَة)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى ثَنَا أَبُو يَعْلَى بِالْمَوْصِلِ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي إِسْرَائِيلَ ثَنَا سُفْيَان بن عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ قَالَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ لِكَعْبِ بْنِ الأَشْرَفِ فَإِنَّهُ قَدْ آذَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ أَنَا لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَأْذَنُ لِي أَقُولُ شَيْئًا قَالَ بَلَى فَأَتَاهُ فَقَالَ إِنَّ هَذَا سَأَلَنَا صَدَقَةً فِي أَمْوَالِنَا قَالَ وَأَيْضًا وَاللَّهِ قَالَ فَإِنَّا قَدِ اتَّبَعْنَاهُ ففنكره أَن ندعه(1/213)
حَتَّى تنظر إِلَى أَي شَيْء بَصِير شَأْنُهُ وَإِنِّي قَدْ أَتَيْتُكَ أَسْتَسْلِفُكَ قَالَ فارهنوا نِسَائِكُم قَالُوا كَيْفَ نَرْهَنُكَ نِسَاءَنَا وَكُنْتَ أَجْمَلَ الْعَرَبِ قَالَ فَارْهَنُونِي أَبْنَاءَكُمْ قَالُوا كَيْفَ نَرْهَنُكَ أَبْنَاءَنَا تُسَبُ الدَّهْرَ وَتُعَيَّرُ فَيُقَالُ رَهَنَ بِوَسْقٍ أَوْ وَسْقَيْنِ وَلَكِنَّا نَرْهَنُكَ اللَّأْمَةَ أَيِ السِّلاحَ فَأَتَاهُ وَمَعَهُ أَبُو عَبْسِ بْنُ جَبْرٍ وَالْحَارِثُ بْنُ أَوْس بن معَاذ وَعباد(1/214)
بْنُ بِشْرٍ وَأَبُو نَائِلَةَ فَقَالَ لَهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ إِنِّي مُحْبِسٌ رَأْسَهُ وَمُمْسِكُهُ فَإِذَا قُلْتُ اضْرِبُوا فَاضْرِبُوا فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَشُمَّ رَأْسَكَ فَقَالَ نَعَمْ فَمَسَّ وَقَالَ مَا أَطْيَبَكَ وَمَا أَطْيَبَ رِيحَكَ قَالَ عِنْدِي فُلانَةٌ وَهِيَ أَعْظَمُ نِسَاءِ الْعَرَبِ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَشُمَّ رَأْسَكَ قَالَ نَعَمْ فَمَسَّ رَأْسَهُ حَتَّى استكمن مِنْهُ قَالَ لَهُمْ اضْرِبُوهُ فَضَرَبُوهُ حَتَّى قَتَلُوهُ فَرَجَعُوا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرُوهُ قَالَ خرج كَعْب بْن الْأَشْرَف إِلَى مَكَّة فَقَدمهَا وَوضع رجله عَبْد الْمطلب بْن أبي ودَاعَة السَّهْمِي وَجعل ينشد الْأَشْعَار ويحرض النَّاس على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويبكى على قَتْلَى بدر من أَصْحَاب القليب ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَة فَبلغ ذَلِك رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ من لكعب بْنِ الأَشْرَفِ فَإِنَّهُ قَدْ آذَى اللَّه وَرَسُوله فَقَالَ مُحَمَّد بْن مسلمة أَنا إِن تَأذن أَن أَقُول يُرِيد كذبا فِي الْحَرْب فَأذن لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخرج مُحَمَّد بْن مسلمة وَمَعَهُ أَرْبَعَة نفر أَبُو عبس بْن جبر وَعباد بْن بشر بْن وقش وَأَبُو نائلة سلكان بْن سَلامَة بْن وقش والْحَارث بْن أَوْس بْن معَاذ بن أخي سعد بْن معَاذ فَانْتَهوا إِلَى كَعْب بْن الْأَشْرَف وَهُوَ فِي أَطَم من آطام الْمَدِينَة فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ إِن مُحَمَّدًا يَأْخُذ صَدَقَة أموالننا وَأَرَادَ المَال مِنْهُ ثمَّ قَالَ لَهُ أَتَيْتُك أستسلفك فأرهن(1/215)
السِّلَاح ثمَّ جَاءَ يغمر رَأسه فَلَمَّا استكمن مِنْهُ ضربه وضربوه حَتَّى قتل واحتزوا رَأسه وَجَاءُوا بِهِ إِلَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ غزا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَة قرقرة الكدر حَامِل لِوَاءُهُ عَليّ بْن أبي طَالب واستخلف على الْمَدِينَة بن أم مَكْتُوم ثمَّ رَجَعَ وَلم يلق كيدا ثمَّ زوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم كُلْثُوم ابْنَته الْأُخْرَى من عُثْمَان بْن عَفَّان فِي أول شهر ربيع الأول ثمَّ غزا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَة بِذِي أَمر فِي شهر ربيع الأول فَلَمَّا بلغ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَا أَمر عَسْكَر بِهِ(1/216)
ذَا من غطفان أصَاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مطر فَبل ثَوْبه ثمَّ نزع ثِيَابه فعلقها على شَجَرَة ليستجفها ونام تحتهَا فَقَالَت غطفان لدعثور بْن الْحَارِث وَكَانَ شجاعا تفرد مُحَمَّد من أَصْحَابه وَأَنت لَا تَجِد أخلى مِنْهُ السَّاعَة فَأخذ سَيْفا صَارِمًا ثمَّ انحدر ورَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُضْطَجع ينْتَظر جفوف ثِيَابه فَلم يشْعر إِلَّا بدعثور بْن الْحَارِث وَاقِف على رَأسه بِالسَّيْفِ وَهُوَ يَقُول من يمنعك مني يَا مُحَمَّد فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّه وَدفعه جِبْرِيل فِي صَدره فَوَقع السَّيْف من يَده فَأخذ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّيْف ثمَّ قَامَ على رَأسه وَقَالَ من يمنعك مني قَالَ لَا أحد فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُم فَاذْهَبْ لشأنك فَلَمَّا ولى قَالَ أَنْت خير نَبِي يَا مُحَمَّد قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنا أَحَق بذلك مِنْك فَلَمَّا سَمِعت الْأَعْرَاب من غطفان برَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لحقت بِذِي الْجبَال فَلَمَّا أعجزوه رَجَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَة وَولد السَّائِب بْن يزِيد بْن أُخْت نمر(1/217)
وغزا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شهر جُمَادَى الأولى بحران مَعْدن بِنَاحِيَة الْفَرْع ثمَّ رَجَعَ رَسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلم يلق كيدا ثمَّ كَانَت سَرِيَّة الفردة وَذَلِكَ أَن قُريْشًا قَالَت قد عور علينا مُحَمَّد متجرنا وَهُوَ على طريقنا وَإِن أَقَمْنَا بِمَكَّة أكلنَا رُؤُوس أَمْوَالنَا فَقَالَ أَبُو زَمعَة بْن الْأسود بْن الْمطلب أَنا أدلكم على رجل يسْلك بكم طَرِيقا ينكب عَن مُحَمَّد وَأَصْحَابه لَو سلكها مغمض الْعَينَيْنِ لَا هتدى فَقَالَ صَفْوَان بْن أُميَّة من هُوَ قَالَ فرات بْن حَيَّان الْعجلِيّ وَكَانَ دَلِيلا فاستأجره صَفْوَان بْن أُميَّة وَخرج بهم فِي الشتَاء وسلك بهم على ذَات عرق(1/218)
ثمَّ على غمرة فَلَمَّا بلغ الْخَبَر إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث زيد بْن حَارِثَة فِي جُمَادَى الأولى فَاعْترضَ العير فظفر بهَا وأفلت أَعْيَان الْقَوْم وَأسر فرات بْن حَيَّان الْعجلِيّ وَكَانَ لَهُ مَال كثير وأواقي من فضَّة فقسم رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْغَنَائِم على من حضر الْوَاقِعَة وَأخذ الْخمس عشْرين ألفا وَأطلق رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرات بْن حَيَّان فَرجع إِلَى مَكَّة ثمَّ تزوج رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بحفصة بنت عمر بْن الْخطاب قَالَ عمر بْن الْخطاب لما تأيمت حَفْصَة لقِيت عُثْمَان بن عَفَّان فعرضتها(1/219)
عَلَيْهِ فَقَالَ إِن شِئْت زَوجتك حَفْصَة قَالَ سَأَنْظُرُ فِي ذَلِك فَمَكثَ لَيَال ثمَّ لَقِيَنِي فَقَالَ بَدَأَ لي أَن لَا أتزوجيومى هَذَا قَالَ عمر فَلَقِيت أَبَا بكر فَقلت لَهُ إِن شِئْت زَوجتك حَفْصَة فَصمت أَبُو بكر وَلم يرجع إِلَى بِشَيْء فَكنت على أبي بكر أوجد مني على عُثْمَان ثمَّ مكثت لَيَال فَخَطَبَهَا إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْكحهَا إِيَّاه فلقيني أَبُو بكر فَقَالَ لَعَلَّك وجدت فِي نَفسك فَقلت نعم فَقَالَ أَبُو بكر لم يَمْنعنِي أَن أراجع إِلَيْك فِيهَا بِشَيْء إِلَّا أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد كَانَ ذكرهَا فَلم أكن أفشى سره وَلَو تَركهَا قبلتها ثمَّ تزوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَب بنت خُزَيْمَة من بني هِلَال الَّتِي يُقَال لَهَا أم الْمَسَاكِين وَدخل بهَا حَيْثُ تزَوجهَا فِي أول شهر رَمَضَان وَكَانَت قبله تحفت الطُّفَيْل بْن الْحَارِث فَطلقهَا ثمَّ ولد الْحسن بْن عَليّ بْن أبي طَالب فِي النّصْف من شهر رَمَضَان وعق عَنهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكبشين وَحلق رَأسه وَأمر أَن يصدق بِوَزْن شعره فضَّة على الأوقاص من الْمَسَاكِين(1/220)
ثمَّ كَانَت غَزْوَة أحد وَذَلِكَ أَن أَبَا سُفْيَان لما وجع بعيره إِلَى مَكَّة قَالَ عَبْد اللَّه بْن أبي ربيعَة المَخْزُومِي وَعِكْرِمَة بْن أبي جهل وَرِجَال من قُرَيْش مِمَّن أُصِيب آباؤهم وإخوانهم ببدر يَا معشر قُرَيْش إِن مُحَمَّدًا قد وتركم وَقتل خياركم فأعينونا على حربه لَعَلَّنَا أَن ندرك مِنْهُ بعض مَا أصَاب منا فاجتمعت قُرَيْش على الْمسير إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأحابيشها وَمن أطاعها من قبائل مَكَّة وَغَيرهَا وَخَرجُوا مَعَهم بالظعن فَخرج أَبُو سُفْيَان بْن حَرْب بهند بنت بنت عتبَة بْن ربيعَة أم مُعَاوِيَة وَخرج عِكْرِمَة بْن أبي جهل بِأم حَكِيم بنت الْحَارِث بْن هِشَام وَخرج الْحَارِث بْن هِشَام بفاطمة بنت الْوَلِيد بْن الْمُغيرَة وَخرج صَفْوَان بْن أُميَّة ببرة انه مَسْعُود بْن عَمْرو وَهِي أم عَبْد اللَّه بْن صَفْوَان وَخرج عَمْرو بْن الْعَاصِ بريطة ابْنة مُنَبّه بْن الْحجَّاج السَّهْمِي وَهِي أم عَبْد اللَّه بْن عَمْرو وَخرج طَلْحَة بْن أبي طَلْحَة بسلافة بنت سعد بْن شَهِيد أحد بني عُرْوَة بْن عَوْف مَعَ نسْوَة غَيْرهنَّ ودعا جُبَير بْن مطعم غُلَامه وحشيا فَقَالَ إِن(1/221)
قتلت عَم مُحَمَّد حَمْزَة بعمى طعيمة بْن عدي فَأَنت عَتيق فَخرجت قُرَيْش تُرِيدُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نزلُوا بعينين جبل بِبَطن السبخة على شَفير الْوَادي مِمَّا يَلِي الْمَدِينَة وهم ثَلَاثَة آلَاف رجل مَعَهم من الْخَيل مِائَتَا فرس وَمن الظعن خَمْسَة عشر امْرَأَة فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما سمع بهم إِنِّي رَأَيْت فِيمَا يرى النَّائِم فِي ذُبَاب سَيفي ثلمة وَرَأَيْت بقرة نحرت وَرَأَيْت كَأَنِّي أدخلت يَدي فِي درع حَصِينَة فتأولتها الْمَدِينَة وَكره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخُرُوج إِلَيْهِم فَقَالَ عَبْد اللَّه بْن أبي بْن سلول يَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تخرج إِلَيْهِم فو الله مَا خرجنَا إِلَى عَدو قطّ إِلَّا أصَاب منا وَمَا دَخلهَا علينا إِلَّا أصبناه فَقَالَ رجال من الْمُسلمين مِمَّن كَانَ فاتهم بدر يَا رَسُول اللَّه اخْرُج بِنَا إِلَى أَعدَاء اللَّه لَا يرَوْنَ أَنا جبنا عَنْهُم أَو ضعفنا فَقَالَ عَبْد اللَّه بْن أبي يَا رَسُول اللَّه أقِم فان أَقَامُوا أَقَامُوا بشر مجْلِس وَإِن دخلُوا علينا قَاتلهم الرِّجَال فِي وُجُوههم وَرَمَاهُمْ النِّسَاء وَالصبيان بِالْحِجَارَةِ من فَوْقهم فَلم يزل برَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذين كَانَ من أَمرهم حب لِقَاء الْقَوْم حَتَّى دخل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلبس(1/222)
لأمته ثمَّ خرج عَلَيْهِم وَقد نَدم النَّاس وَقَالُوا استكرهنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلم يكن لنا ذَلِك ثمَّ قَالُوا يَا رَسُول اللَّه استكرهناك وَلم يكن لنا ذَلِك إِن شِئْت فَاقْعُدْ صلى اللَّه عَلَيْك فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَنْبَغِي لنَبِيّ إِذا لبس لأمته أَن يَضَعهَا حَتَّى يُقَاتل فَخرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَوَّال يَوْم السبت فِي ألف رجل واستخلف على الْمَدِينَة بْن أم مَكْتُوم وَصلى الْمغرب بالشيخين فِي طرف الْمَدِينَة وَقد قيل بِالشَّوْطِ(1/223)
ثمَّ عرض الْمُقَاتلَة فَأجَاز من أجَاز ورد من رد فَكَانَ فِيمَن رد زيد بن ثابات وَعبد اللَّه بْن عمر وَأسيد بْن ظهير والبراء بْن عَازِب وعرابة بْن أَوْس الْحَارِثِيّ وَأَبُو سعيد الْخُدْرِيّ وَأَجَازَ سَمُرَة بْن جُنْدُب وَأما رَافع بْن خديج فَإِن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استصغره فَقَامَ على خُفَّيْنِ وتطاول على أَطْرَافه فَلَمَّا رَآهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أجَازه وَكَانَ دَلِيل النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو حثْمَة الْحَارِثِيّ فَقَالَ عَبْد اللَّه بْن أبي لمن مَعَه أطاعهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعصاني وَالله مَا نَدْرِي على مَا نقْتل أَنْفُسنَا مَعَه أَيهَا النَّاس ارْجعُوا فعزل من الْعَسْكَر ثَلَاثمِائَة رجل مِمَّن تبعه وَرجع بهم الْمَدِينَة وَمضى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَبْعمِائة رجل وسلك حرَّة بني حَارِثَة ثمَّ نزل حَتَّى مضى بِالشعبِ من أحد فِي عدوة الْوَادي وَجعل ظَهره إِلَى أحد وَقَالَ لَا يقاتلنن أحد حَتَّى آمره ثمَّ أَمر رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الرُّمَاة عَبْد اللَّه بْن جُبَير أحد بني عَمْرو بْن عَوْف وهم خَمْسُونَ رجلا وَقَالَ انْضَحْ عَنَّا الْخَيل لَا يَأْتُونَا من خلفنا إِن كَانَت علينا أَو لنا فَاثْبتْ مَكَانك لَا نُؤْتَيَنَّ من قبلك ثمَّ ظَاهر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي درعين وَأعْطى اللِّوَاء على(1/224)
بْن أبي طَالب وَقَالَ من يَأْخُذ مني هَذَا السَّيْف بِحقِّهِ قَالَ أَبُو دُجَانَة سماك بْن خَرشَة وَمَا حَقه يَا رَسُول اللَّه قَالَ تضرب بِهِ فِي الْعَدو حَتَّى ينحني فَقَالَ يَا رَسُول اللَّه أَنا آخذه بِحقِّهِ فَأعْطَاهُ إِيَّاه وَكَانَ أَبُو دُجَانَة رجلا شجاعا يختال عِنْد الْحَرْب وَكَانَ إِذا أعلم بعصابة لَهُ حَمْرَاء يعصب بهَا رَأسه فَإِذا رَأَوْا ذَلِك علمُوا أَنه سيقاتل فَأخذ السَّيْف من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأخرج عِصَابَة فعصب بهَا رَأسه ثمَّ أَخذ يتبختر بَين الصفين فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهَا لمشية يبغضها اللَّه إِلَّا فِي هَذَا الموطن وتعبأت قُرَيْش وَجعلُوا على ميمنة الْخَيل خَالِد بْن الْوَلِيد وعَلى ميسرتها عِكْرِمَة بْن أبي جهل وَقَالَ أَبُو سُفْيَان بْن حَرْب لأَصْحَابه أَنكُمْ قد وليتم لواءنا يَوْم بدر فأصابنا مَا قد رَأَيْتُمْ وَإِنَّمَا يُؤْتى النَّاس من قبل راياتهم إِذا مالوا فاما أَن تكفونا لواءنا وَإِمَّا أَن تخلوا بَيْننَا وَبَينه فنكفيكموه فَهموا بِهِ وتواعدوه وَقَالُوا نَحن نسلم إِلَيْك ستعلم كَيفَ نصْنَع وَجَاءَت هِنْد بنت عتبَة والنسوة اللواتي مَعهَا يحرضنهم على الْقِتَال وَتقول فِيمَا تَقول(1/225)
.. إِن تقبلُوا نعانق ... ونفرش النمارق ... ... ... أَو تدبروا نفارق ... ... فِرَاق غير وامق ... ... وَأول من خرج من الْمُشْركين أَبُو عَامر عمر بْن أُميَّة فِي الْأَحَابِيش وَقَالَ يَا معشر الْأَوْس أَنا أَبُو عَامر قَالُوا فَلَا أنعم اللَّه بك عينا ثمَّ راضخ الْمُسلمين بِالْحِجَارَةِ وَقَاتلهمْ قتالا شَدِيدا وَقَاتل أَبُو دُجَانَة فِي رجال من الْمُسلمين حَتَّى حميت الْحَرْب وَأنزل اللَّه النَّصْر وكشفهم الْمُسلمُونَ عَن معسكرهم وَكَانَت الْهَزِيمَة عَلَيْهِم فَلم يكن بَين أَخذ الْمُسلمين هندا وصواحبها إِلَّا شَيْء يسير وَقتل عَليّ بْن أبي طَالب طَلْحَة وَهُوَ حَامِل لِوَاء قُرَيْش وَأَبا الحكم بْن الْأَخْنَس بْن شريق وَعبيد اللَّه بْن جُبَير بْن أبي زُهَيْر وَأُميَّة بْن أبي حُذَيْفَة بْن الْمُغيرَة وَأخذ اللِّوَاء بعد طَلْحَة أَبُو سعد فَرَمَاهُ سعد بْن أبي وَقاص فَقتله وبقى اللوء صَرِيعًا لَا يَأْخُذهُ(1/226)
أحد فَتقدم رجل من الْمُشْركين يُقَال لَهُ صَوَاب فَأخذ اللِّوَاء وأقامه لقريش فكر الْمُسلمُونَ عَلَيْهِ حَتَّى قطعُوا يَدَيْهِ ثمَّ قتل وصرع اللِّوَاء فَلَمَّا رأى الرُّمَاة الَّذين خلف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن الْمُشْركين قد انْهَزمُوا وَتركُوا تركُوا مَصَافهمْ يُرِيدُونَ النهب وخلوا ظُهُور الْمُسلمين للخيل وأتاهم الْمُشْركُونَ من خَلفهم وصرخ صارخ أَلا إِن مُحَمَّدًا قد قتل فانكشف الْمُسلمُونَ فصاروا بَين قَتِيل وجريح ومنهزم حَتَّى خلص الْعَدو إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُصِيبَتْ رباعيته فَجعل يمسح الدَّم عَن وَجهه وَيَقُول كَيفَ يفلح قوم خضبوا وَجه نَبِيّهم ثمَّ قَامَ زِيَاد بْن السكن فِي خَمْسَة من النصار فَقَاتلُوا دون رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلا رجلا حَتَّى قتلوا وَكَانَ آخِرهم زِيَاد بْن السكن فأثبتته الْجراحَة وَجَاء الْمُسلمُونَ فأجهضوهم عَنهُ فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ادنوه مني فوسده قدمه حَتَّى مَاتَ فِي حجره وترس أَبُو دُجَانَة دون رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَفسِهِ فَكَانَت النبل تقع فِي ظَهره وَهُوَ ينحني عَلَيْهِ حَتَّى كثرت فِيهِ النبل وَقَاتل(1/227)
مُصعب بْن عُمَيْر دون رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قتل أَصَابَهُ بْن قميئة اللَّيْثِيّ وَهُوَ يظنّ أَنه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ رَجَعَ إِلَى قُرَيْش وَقَالَ قتلت مُحَمَّدًا والتقى حَنْظَلَة بْن أبي عَامر وَأَبُو سُفْيَان فاستعلى حَنْظَلَة أَبَا سُفْيَان بِالسَّيْفِ فَلَمَّا رَآهُ بْن شعوب أَن أَبَا سُفْيَان قد علاهُ حَنْظَلَة بِالسَّيْفِ ضربه فَقتله فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ صَاحبكُم لتغسله الْمَلَائِكَة وَخرج حَمْزَة بْن عَبْد الْمطلب فَمر بِهِ سِبَاع بْن عَبْد الْعُزَّى الْخُزَاعِيّ وَكَانَ يكنى أَبَا نيار فَقَالَ هَلُمَّ يَا بن مقطعَة البظور فَالْتَقَيَا فَضَربهُ حَمْزَة فَقتل ثمَّ جعل يرتجز وَمَعَهُ سيفان إِذْ عثر دَابَّته فَسقط على قَفاهُ وانكشف الدرْع عَن بَطْنه فَانْتزع وَحشِي حربته فهزها ورماها فبقر بهَا بدنه ثمَّ أَخذ حربته وتنحاه وَقد انْتهى أنس بْن النَّضر عَم أنس بْن مَالك إِلَى عمر بْن الْخطاب وَطَلْحَة بْن عبيد اللَّه وَرِجَال من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار قد أسقطوا مَا فِي أَيْديهم وألقوا بايديهم فَقَالَ مَا يجلسكم قَالُوا قتل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَمَا تَصْنَعُونَ بِالْحَيَاةِ بعده قومُوا فموتوا على(1/228)
مَا مَاتَ عَلَيْهِ ثمَّ اسْتقْبل الْقَوْم فقاتل حَتَّى قتل وَوجد فِيهِ سَبْعُونَ ضَرْبَة بِالسَّيْفِ وَالرمْح وَكَانَ أول من عرف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ كَانَت الْهَزِيمَة كَعْب بن مَالك قَالَ عرفت عَيْنَيْهِ تزهران من تَحت المغفر فناديت بصوتي يَا معشر الْمُسلمين أَبْشِرُوا فَهَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا عرف الْمُسلمُونَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهضوا إِلَيْهِ فيهم أَبُو بكر وَعمر وَعلي وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر وَسعد والْحَارث بن الصمَّة فَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يناول النبل سَعْدا وَيَقُول ارْمِ فدَاك أبي وَأمي ثمَّ أدْرك رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبي بن خلف وَهُوَ يَقُول يَا مُحَمَّد لَا نجوت إِن نجوت فَقَالَ الْقَوْم يَا رَسُول الله أيعطف عَلَيْهِ رجل منا فَقَالَ دَعوه فَلَمَّا دنا تنَاول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحربة من الْحَارِث بن الصمَّة ثمَّ انتفض بهَا انتفاضة ثمَّ استقبله وطعنه بهَا فَمَال عَن فرسه وَقد كَانَ أبي بن خلف يلقى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّة فَيَقُول إِن عِنْدِي الْعود أعلفه كل يَوْم فرقا من ذرة أَقْتلك عَلَيْهِ فَيَقُول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بل أَنا اقتلك(1/229)
إِن شَاءَ الله فَرجع أبي بن خلف إِلَى الْمُشْركين وَقد خدشته حَرْبَة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خدشا غير كَبِير فَقَالَ قتلني وَالله مُحَمَّد فَقَالُوا ذهب وَالله فُؤَادك وَالله إِن بك من بَأْس فَقَالَ إِنَّه قد كَانَ يَقُول بِمَكَّة إِنِّي أَقْتلك وَالله لَو بَصق عَليّ لَقَتَلَنِي فَمَاتَ بسرف وهم قافلون إِلَى مَكَّة فَانْتهى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمن مَعَه من أَصْحَابه إِلَى الشّعب وَمر عَليّ بن أبي طَالب حَتَّى مَلأ درقته من المهراس وَجَاء بهَا إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَرَادَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَرَادَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شربه فَوجدَ لَهُ فعافه فَلم يشرب مِنْهُ وَغسل عَن وَجهه الدَّم وصب على رَأسه وَقَالَ اشْتَدَّ غضب الله على من دمّى وَجه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ نَهَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الصَّخْرَة ليعلوها فَلَمَّا ذهب لينهض لم يسْتَطع ذَلِك فَجَلَسَ طَلْحَة تَحْتَهُ فَنَهَضَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى اسْتَوَى على الصَّخْرَة ثمَّ قَالَ أوجب طَلْحَة الْجنَّة وَكَانَت هِنْد واللاتي مَعهَا جعلن يمثلن بالقتلى من أَصْحَاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجدعن الآذان والآناف حَتَّى اتَّخذت هِنْد قلائد من آذان الْمُسلمين وآنفهم وبقرت عَن كبد حَمْزَة(1/230)
فلاكته فَلم تستطعه فلفظته ثمَّ علت صَخْرَة مشرفة فصرخت بِأَعْلَى صَوتهَا بِشعر لَهَا طَوِيل أكره ذكره فَقتل من الْمُسلمين سَبْعُونَ رجلا فِي ذَلِك الْيَوْم مِنْهُم أَرْبَعَة من الْمُهَاجِرين وَكَانَ الْمُسلمُونَ قتلوا الْيَمَان أَبَا حُذَيْفَة وهم لَا يعرفونه فَأَمرهمْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن يخرجُوا دِيَته وَقتل من الْمُشْركين ثَلَاثَة وَعِشْرُونَ رجلا ثمَّ أَن أَبَا سُفْيَان أَرَادَ النصراف فَصَرَخَ بِأَعْلَى صَوته الْحَرْب سِجَال أعلُ هُبل يَوْم بِيَوْم بدر فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ نَاحيَة الله أَعلَى وَأجل لَا سَوَاء قَتْلَانَا فِي الْجنَّة وَقَتلَاكُمْ فِي النَّار فَقَالَ أَبُو سُفْيَان(1/231)
يَا عمر أنْشدك الله أقتلنا فَقَالَ اللَّهُمَّ لَا وَإنَّهُ ليسمع كلامك فَقَالَ أَنْت أصدق عِنْدِي من بن قميئة وَلَكِن مَوْعدكُمْ بدر فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ بَيْننَا وَبَيْنكُم رَحل أَبُو سُفْيَان بالمشركين فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعَلي بن أبي طَالب اخْرُج فِي آثَار الْقَوْم فَإِن كَانُوا قد اجتنبوا الْخَيل وامتطوا الْإِبِل فَإِنَّهُم يُرِيدُونَ مَكَّة وَإِن ركبُوا الْخَيل وَإِن ركبُوا الْخَيل وَسَاقُوا الْإِبِل فَإِنَّهُم يُرِيدُونَ الْمَدِينَة وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَئِن أرادوها لأسيرن إِلَيْهِم فِيهَا ثمَّ لأنجزتهم فَخرج فِي آثَارهم فَأَرَاهُم قد اجتنبوا الْخَيل وامتطوا الْإِبِل ووجهوا إِلَى مَكَّة فَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأخْبرهُ وَفرغ النَّاس لقتلاهم وَخرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يلْتَمس حَمْزَة فَوَجَدَهُ بِبَطن الْوَادي قد بقر بَطْنه عَن كبده وَمثل بِهِ فَوقف عَلَيْهِ وَقَالَ لَولَا أَن تحزن صَفِيَّة أَن تكون سنة بعدِي مَا غيبته ولتركته حَتَّى يكون فِي بطُون السبَاع وَالطير وَلَئِن أظهرني الله عَلَيْهِم لَأُمَثِّلَن(1/232)
فَأنْزل الله وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا الْآيَة ثمَّ أَمر رَسُول اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فسبحى بِبُرْدَةٍ ثمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من رجل ينظر مَا فعل سعد بن الرّبيع أَفِي الْأَحْيَاء هُوَ أم فِي الْموَات فَقَالَ رجل من الْأَنْصَار أَنا يَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنظره فَوَجَدَهُ جريحا فِي الْقَتْل وَبِه رَمق فَقَالَ لَهُ إِن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمرنِي أَن أنظر فِي الْأَحْيَاء أَنْت أم فِي الْأَمْوَات فَقَالَ أَنا فِي الْأَمْوَات أبلغ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عني السَّلَام وَقل لَهُ إِن سعد بن الرّبيع يَقُول جَزَاك الله عَنَّا خير مَا جزى نَبِي عَن أمته وأبلغ قَوْمك السَّلَام وَقل لَهُم إِن سَعْدا يَقُول لكم إِنَّه لَا عذر لكم عِنْد الله إِن خلص إِلَى نَبِيكُم وَفِيكُمْ عين تطرف ثمَّ مَاتَ فجَاء إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأخْبرهُ وَاحْتمل النَّاس قتلاهم فَأمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن يدفنوهم حَيْثُ صرعوا بدمائهم وَأَن لَا يغسلوا وَلَا يصلى عَلَيْهِم فَكَانَ يجمع بَين الرجلَيْن من قَتْلَى أحد فِي ثوب وَاحِد وَيَقُول وأيهم أَكثر أَخذ لِلْقُرْآنِ فَإِذا أُشير إِلَيْهِ بِأَحَدِهِمَا قدمه فِي اللَّحْد وَقَالَ أَنا شَهِيد على هَؤُلَاءِ يَوْم الْقِيَامَة قَالَ انْظُرُوا عَمْرو بن الجموح وَعبد الله بن(1/233)
عَمْرو فَإِنَّهُمَا كَانَا متصافيين فِي الدُّنْيَا فاجعلوهما فِي قبر وَاحِد ثمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم وَإِن الله جعل أَرْوَاحهم فِي أَجْوَاف طير خضر ترد أَنهَار الْجنَّة وتأكل من ثمارها وتأوي إِلَى قناديل من ذهب فِي ظلّ الْعَرْش فَلَمَّا وجدوا طيب مشربهم ومأكلهم وسقياهم قَالُوا يَا لَيْت إِخْوَاننَا يعلمُونَ مَا صنع رَبنَا بِنَا فَأنْزل الله ولاتحسبن الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الْآيَة وَكَانَ بن عُمَيْر لم يتْرك إِلَّا بردة وَاحِدَة فَكَانُوا إِذا غطوا رَأسه بَدَت رِجْلَاهُ وَإِذا غطوا رجلَيْهِ بدا رَأسه فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غطوا رَأسه وَاجْعَلُوا على رجلَيْهِ شَيْئا من الْإِذْخر ثمَّ قدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَة بِمن مَعَه من الْمُسلمين فَمر بدار من دور الْأَنْصَار فَسمع الْبكاء على قتلاهم فَقَالَ لَكِن حَمْزَة لَا بواكي لَهُ فَلَمَّا سمع سعد بن معَاذ وَأسيد بن حضير أمرا نسَاء بني عبد الْأَشْهَل أَن يذْهبن فيبكين على عَم رَسُول اللَّهِ(1/234)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا سمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اجْعَل ثمَّ ناول عَليّ بن أبي طَالب سَيْفه فَاطِمَة وَقَالَ اغسلي عَن هَذَا دَمه فو الله لقد صدقني الْيَوْم فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَئِن كنت صدقت الْقِتَال الْيَوْم مَعَك سهل بن حنيف وَأَبُو دُجَانَة فَلَمَّا كَانَ ثَانِي يَوْم أحد أذن مُؤذن رَسُول الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْخرُوجِ فِي طلب الْقَوْم فَخرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واستخلف على الْمَدِينَة بْن أم مَكْتُوم وَقَالَ لَا يخرج مَعنا إِلَّا من حضر يَوْمنَا بالمس وَكَانَ أَكثر أَصْحَاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جرحى فَمر على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معبد بن أبي معبد الْخُزَاعِيّ وَكَانَت خُزَاعَة مسلمهم ومشركهم عَيْبَة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتهامة فَقَالَ وَالله يَا مُحَمَّد لقد عز علينا مَا أَصَابَك وَلَوَدِدْنَا أَن الله كَانَ أعفاك مِنْهُم ثمَّ خرج فلحق أَبَا سُفْيَان بِالرَّوْحَاءِ وَمن مَعَه من قُرَيْش(1/235)
وَقد أزمعوا الرُّجُوع إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقد توامروا بَينهم وَقَالُوا رَجعْنَا قبل أَن نصطلم أَصْحَاب مُحَمَّد نرْجِع فنكر على بَقِيَّتهمْ فَلَمَّا رأى أَبُو سُفْيَان معبدًا مُقبلا قَالَ مَا وَرَاءَك يَا معبد قَالَ مُحَمَّد قد خرج فِي أَصْحَابه فِي طَلَبكُمْ فَفِي جمع لم أر مثله يتحرقون عَلَيْكُم تحرقا قَالَ وَيلك مَا تَقول وَالله أجمعنا للكرة على أَصْحَابه لنصطلمهم قَالَ فَإِنِّي وَالله أَنهَاك عَن ذَلِك بهم عَلَيْكُم من الْجُود بِشَيْء مَا رَأَيْته بِقوم على قوم قطّ فساءه ذَلِك وَمر بِأبي سُفْيَان ركبة من عبد الْقَيْس فَقَالَ أَيْن تُرِيدُونَ قَالُوا نُرِيد الْمَدِينَة قَالَ وَلم قَالُوا نُرِيد الْميرَة قَالَ فَأخْبرُوا مُحَمَّدًا أَنا قد أجمعنا الكرة عَلَيْهِ وعَلى أَصْحَابه لنصطلمهم ثمَّ رَحل أَبُو سُفْيَان راحلا إِلَى مَكَّة وَمر الركب برَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم فأخبروه ثما قَالَ أَبُو سُفْيَان فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمسلمون حَسبنَا الله وَنعم الْوَكِيل فَأنْزل الله جلّ وَعلا فِي ذَلِك الَّذين اسْتَجَابُوا الله وَالرَّسُول إِلَى قَوْله وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيم(1/236)
لما صرف عَنْهُم من لِقَاء عدوهم إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاء الْآيَة فَأَقَامَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَمْرَاء الْأسد ثَلَاثًا ثمَّ انْصَرف إِلَى الْمَدِينَة
(السّنة الرَّابِعَة من الْهِجْرَة)
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بنُ إِدْرِيسَ الأَنْصَارِيُّ قَالَ أَنا أَحْمَدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ الزُّهْرِيُّ عَنْ مَالِكٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الَّذِينَ قَتَلُوا أَصْحَابَ بِئْرِ مَعُونَةَ ثَلاثِينَ صَباحًا يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ قَالَ أَنَسٌ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي الَّذِينَ قُتِلُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ قُرْآنًا قَرَأْنَاهُ حَتَّى نُسِخَ بَلِّغُوا عَنَّا قَوْمَنَا أَنَّا قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَرَضِينَا عَنْهُ قَالَ فِي أول هَذِه السّنة كَانَت غَزْوَة بِئْر مَعُونَة وَذَلِكَ أَنا أَبَا برَاء عَامر بن مَالك ملاعب الأسنة قدم الْمَدِينَة فأهدى لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا أقبل هَدِيَّة مُشْرك فَعرض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ الْإِسْلَام فَلم يسلم وَقَالَ يَا مُحَمَّد لَو بعثت معي رجَالًا(1/237)
من أَصْحَابك إِلَى نجد رَجَوْت أَن يَسْتَجِيبُوا لَك فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي أَخَاف عَلَيْهِم من أهل نجد فَقَالَ أَبُو برَاء أَنا لِجَار فابعثهم فَلْيَدعُوا النَّاس إِلَى مَا أَمرك الله بِهِ فَبعث رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُنْذر بن عَمْرو السَّاعِدِيّ فِي أَرْبَعِينَ رَاكِبًا وَقد قيل فِي سبعين رجلا من الْأَنْصَار حَتَّى نزلُوا ببئر مَعُونَة وَهِي بِئْر أَرض بني عَامر وحرة بني سليم ثمَّ بعثوا حرَام بن ملْحَان من بني عدي بن النجار بِكِتَاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَامر بن الطُّفَيْل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَامر بن الطُّفَيْل فَلَمَّا أَتَاهُ لم ينظر فِي كِتَابه حَتَّى عدا عَلَيْهِ فَقتله ثمَّ استصرخ عَلَيْهِم بني عَامر فَأَبَوا أَن يُجِيبُوهُ بِمَا دَعَاهُ إِلَيْهِ وَقَالُوا لن نخفر أَبَا برَاء إِنَّه قد عقد لَهُم عقدا فاستصرخ عَلَيْهِم قبائل من سليم رعلا وذكوان وَعصيَّة فَأَجَابُوهُ إِلَى ذَلِك فَخرج حَتَّى غشي الْقَوْم فِي رحالهم فأحاطوا بهم فَلَمَّا رَآهُمْ الْمُسلمُونَ أخذُوا أسيافهم ثمَّ قَاتلُوا حَتَّى قتلوا عَن آخِرهم إِلَّا كَعْب بن زيد فَإِنَّهُم تَرَكُوهُ وَبِه رَمق وَكَانَ فِي الْمُسلمين عَامر بن فهَيْرَة طعنه جَبَّار بن سلمى الْكلابِي بِالرُّمْحِ ثمَّ طلب فِي الْقَتْلَى فَلم يجد جثته فَمن ذَلِك قيل رفع عَامر بن فهَيْرَة إِلَى السَّمَاء(1/238)
وَكَانَ فِي سرحهم بن أُميَّة وَرجل من الْأَنْصَار من بني عَمْرو بن عَوْف فَلم ينبئهما بمصاب أصحابهما إِلَّا الطير تحوم على الْعَسْكَر فَقَالَا إِن لهَذَا الطير لشأنا فَأَقْبَلَا لينظرا فَإِذا الْقَوْم فِي دِمَائِهِمْ وَإِذا الْخَيل الَّتِي أَصَابَتْهُم واقفة فَقَالَ الْأنْصَارِيّ لعَمْرو بن أُميَّة مَاذَا ترى قَالَ أرى أَن نلحق برَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنخبره فَقَالَ الْأنْصَارِيّ لكني مَا كنت لأرغب عَن موطن قتل فِيهِ هَؤُلَاءِ ثمَّ تقدم فقاتل حَتَّى قتل وَرجع عَمْرو بن أُميَّة حَتَّى قدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأخْبرهُ الْخَبَر فَدَعَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على رعل وذكوان وَعصيَّة ثَلَاثِينَ صباحا فَأنْزل الله فيهم بلغُوا عَنَّا قَومنَا أَنا لَقينَا رَبنَا فَرضِي عَنَّا ورضينا عَنهُ
(- ثمَّ كَانَت غَزْوَة الرجيع)
فِي صفر أميرها مرْثَد بن أبي مرْثَد فِيهَا قتل عَاصِم بْن ثَابت بْن أبي الأقلح وخَالِد بن البكير وَأسر خبيب بن عدي وَزيد بن الدثنة(1/239)
وَخَرجُوا بهما إِلَى مَكَّة وباعوهما
(- ثمَّ كَانَت غَزْوَة بني النَّضِير)
وَكَانَ السَّبَب فِي ذَلِك أَن عَمْرو بن أُميَّة لما انفلت من رعل وذكوان وَعصيَّة وَجَاء إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأخْبرهُ بقتل أَصْحَاب بِئْر مَعُونَة لقِيه فِي الطَّرِيق رجلَانِ من بني عَامر وَقد كَانَ مَعَهُمَا عهد من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجوَار لَا يعلم عَمْرو بذلك فَلَمَّا نزلا سَأَلَهُمَا عَمْرو من أَنْتُمَا قَالَا رجلَانِ من بني عَامر فأمهلهما حَتَّى إِذا نَامَا عدا عَلَيْهِمَا فقتلهماوهو يرى أَنه قد أصَاب ثَأْره من بني عَامر بِمَا أَصَابُوا من أَصْحَاب بِئْر مَعُونَة فَلَمَّا أخبر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بئس مَا عملت قد كَانَ لَهما مني جوَار وَكتب عَامر بن الطُّفَيْل إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّك قد قتلت رجلَيْنِ لَهما مِنْك جوَار فَابْعَثْ بديتهما فَانْطَلق رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قبَاء ثمَّ مَال إِلَى بني النَّضِير ليستعين فِي دِيَتهمَا وَمَعَهُ نفر من الْمُهَاجِرين فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مجلسهم فاستند إِلَى جِدَار هُنَاكَ فَكَلَّمَهُمْ فَقَالُوا أَنى لَك أَن تَزُورنَا يَا أَبَا الْقَاسِم نَفْعل مَا أَحْبَبْت فأقم عندنَا حَتَّى تتغدى وَتَآمَرُوا بَينهم فَقَالَ عَمْرو بن جحاش بن عَمْرو بن كَعْب يَا معشر بنى النَّضِير وَالله(1/240)
لَا تجدونه أقرب مِنْهُ السَّاعَة أرقى على ظهر هَذَا الْبَيْت فأدلى عَلَيْهِ صَخْرَة فَأَقْتُلهُ بهَا فنهاهم سَلام بن مشْكم فعصوه وَصعد عَمْرو عَمْرو بن جحاش ليدحرج الصَّخْرَة وَأخْبر الله جلّ وَعلا رَسُوله فَقَامَ كَأَنَّهُ يُرِيد حَاجَة وانتظر أَصْحَابه من الْمُسلمين فَأَبْطَأَ عَلَيْهِم وَجعلت الْيَهُود تَقول مَا حبس أَبَا الْقَاسِم فَلَمَّا أَبْطَأَ على الْمُسلمين انصرفوا فَقَالَ كنَانَة بن صوريا جَاءَهُ وَالله الْخَبَر الَّذِي هممتم بِهِ فلقي أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلا مُقبلا من الْمَدِينَة فَقَالُوا أَرَأَيْت رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَأَيْته دَاخِلا الْمَدِينَة فَانْتَهوا إِلَيْهِ وَهُوَ جَالس فِي الْمَسْجِد فَقَالُوا يَا رَسُول الله انتظرناك فمضيت وَتَرَكتنَا فَقَالَ هَمت الْيَهُود بقتلي ادعوا لي مُحَمَّد بن مسلمة فَأتى بِمُحَمد فَقَالَ اذْهَبْ إِلَى الْيَهُود فَقل لَهُم اخْرُجُوا من الْمَدِينَة لَا تساكنوني وهممتم بِمَا هممتم من الْغدر فَجَاءَهُمْ مُحَمَّد بن مسلمة فَقَالَ لَهُم إِن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُركُمْ أَن تظعنوا من بِلَاده فَقَالُوا يَا مُحَمَّد مَا كُنَّا نظن أَن يجيئنا بِهَذَا رجل من الْأَوْس فَقَالَ مُحَمَّد بن مسلمة تَغَيَّرت القولب ومحا الْإِسْلَام العهود فَقَالُوا نتحمل فَأرْسل إِلَيْهِم عبد الله بن أبي لَا تخْرجُوا فَإِن معي ألفى(1/241)
رجل من الْعَرَب يدْخلُونَ مَعكُمْ وَقُرَيْظَة تدخل مَعكُمْ فَبلغ الْخَبَر كَعْب بن أَسد صَاحب عهد قُرَيْظَة فَقَالَ لَا ينْقض الْعَهْد رجل من بني قُرَيْظَة وَأَنا حَيّ فَأرْسل حييّ بن أَخطب إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ من سَادَات بني النَّضِير إِنَّا لَا نفارق دِيَارنَا فَاصْنَعْ مَا بدا لَك فَكبر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمسلمون وَقَالَ حَارَبت يهود ثمَّ زحف إِلَيْهِم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحمل لِوَاءُهُ عَليّ بْن أبي طَالب واستخلف على الْمَدِينَة بْن أم مَكْتُوم حَتَّى أَتَاهُم فَحَاصَرَهُمْ خَمْسَة عشر يَوْمًا وَقطع نَخْلهمْ وحرقها وَكَانَ الَّذِي حرق نَخْلهمْ وقطعها عبد الله بن سَلام وَعبد الرَّحْمَن بن كَعْب أَبُو ليلى الْحَرَّانِي من أهل بدر فَقطع أَبُو ليلى الْعَجْوَة وَقطع بن سَلام اللَّوْن فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم قطعْتُمْ الْعَجْوَة قَالَ أَبُو ليلى يَا رَسُول الله كَانَت الْعَجْوَة أحرق لَهُم وأغيظ فَنزل مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا الْآيَة فاللينة ألوان النّخل والائمة على أُصُولهَا الْعَجْوَة فَنَادوا يَا مُحَمَّد قد كنت تنْهى عَن الْفساد وتعيبه على من صنعه فَمَا لَك وَقطع النّخل وَتَحْرِيقهَا ثمَّ تربصت الْيَهُود نصْرَة عبد الله بن أبي إيَّاهُم فَلَمَّا لم يجىء وَقذف الله فِي قُلُوبهم الرعب صَالحُوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أَن يحقن لَهُم(1/242)
دِمَاءَهُمْ وَله الْأَمْوَال وينجلون من دِيَارهمْ على أَن لَهُم مَا حملت الْإِبِل من أَمْوَالهم فاحتملوا مَا اسْتَقَلت بِهِ الْإِبِل حَتَّى أَن كَانَ الرجل مِنْهُم يهدم بَيته فَيَضَع بَابه على ظهر بعيره فَينْطَلق بِهِ وَخَرجُوا إِلَى خَيْبَر وَذَلِكَ قَوْله يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بايديهم الْآيَة وَلم يسلم من بني النَّضِير إِلَّا رجلَانِ يَا مين بن عُمَيْر بن كَعْب وَأَبُو سعد بن وهب أسلما على أموالهما فأحرزاها فقسم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غنائمهم على الْمُهَاجِرين فَأنْزل سُورَة الْحَشْر إِلَى آخرهَا ثمَّ رَجَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَة ثمَّ بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا سَلمَة بْن عَبْد الْأسد إِلَى مَاء لبني أَسد فَقتل عُرْوَة بن مَسْعُود الْأنْصَارِيّ وغنم نعما وَشاء وَرجع إِلَى الْمَدِينَة(1/243)
وَمَات عبد الله بن عُثْمَان بن عَفَّان وَهُوَ بن سِتّ سِنِين فصلى عَلَيْهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نزل فِي حفرته عُثْمَان بن عَفَّان ثمَّ ولد الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب خلون من شعْبَان ثمَّ كَانَت بجدر الْموعد وَذَلِكَ أَن أَبَا سُفْيَان لما انْصَرف من أحد قَالَ لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ موعدك بدر الْمَوْسِم وَكَانَ بدر مَوضِع سوق لَهُم فِي الْجَاهِلِيَّة يَجْتَمعُونَ إِلَيْهَا فِي كل سنة ثَمَانِيَة أَيَّام فَلَمَّا قرب الميعاد جهز رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لغزوة الْموعد وَكَانَ نعيم بن مَسْعُود الْأَشْجَعِيّ قد اعْتَمر وَقدم على قُرَيْش فَقَالُوا يَا نعيم من أَيْن وَجهك قَالَ من يثرب قَالُوا هَل رَأَيْت لمُحَمد حَرَكَة قَالَ نعم تركته على هَيْئَة الْخُرُوج ليغزوكم وَذَلِكَ قبل أَن يسلم نعيم فَقَالَ لَهُ أَبُو سُفْيَان يَا نعيم إِن هَذَا عَام جَدب وَلَا يُصْلِحنَا إِلَّا عَام غيداق ترعى فِيهِ الْإِبِل الشّجر وَنَشْرَب اللَّبن وَقد جَاءَ أَوَان موعد مُحَمَّد فَالْحق بِالْمَدِينَةِ فَثَبَّطَهُمْ وَأخْبرهمْ أننا فِي جمع كثير وَلَا طَاقَة لَهُم بِنَا حَتَّى يَأْتِي الْخلف مِنْهُم وَلَك عشر فَرَائض أضعها لَك على يَد سُهَيْل(1/244)
بن عَمْرو فجَاء نعيم سهيلا فَقَالَ يَا أَبَا يزِيد تضمن لي هَذِه الْفَرَائِض وأنطلق إِلَى مُحَمَّد فأثبطه فَقَالَ نعم فَخرج نعبم حَتَّى أَتَى الْمَدِينَة فَوجدَ النَّاس يَتَجَهَّزُونَ فَجَلَسَ يتجسس لَهُم وَيَقُول هَذَا لَيْسَ برأيي قدمُوا عَلَيْكُم فِي عقر دُوركُمْ وأصابوكم فتخرجون إِلَيْهِم لَيْسَ هَذَا برأيي ألم يجرح مُحَمَّد بِنَفسِهِ ألم قتل عَامَّة أَصْحَابه فثبط النَّاس عَن الْخُرُوج حَتَّى بلغ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَو لم يخرج معي أحد خرجت وحدي ثمَّ خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم والمسلمون تِجَارَات كَثِيرَة حَتَّى وافوا بدر الْموعد فَأَصَابُوا بهَا سوقا عَظِيما وربحوا لدرهم درهما وَلم يلْقوا عدوا ثمَّ رَجَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَة ثمَّ تزوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأم سَلمَة بنت أَبى أُميَّة(1/245)
فِي شَوَّال وَدخل بهَا فِي ذَلِك الشَّهْر وَكَانَت قبله تَحت أبي سَلمَة بن عبد الْأسد المَخْزُومِي ثمَّ رَجَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَهُودِيّا وَيَهُودِيَّة تحاكما إِلَيْهِ وَكَانَا محصنين وَأمر رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زيد بن ثَابت أَن يتَعَلَّم كتاب الْيَهُود وَقَالَ إِنِّي لَا آمن أَن يبدلوا كتابي فتعلم زيد بن ثَابت ذَلِك فِي خَمْسَة عشر يَوْمًا ثمَّ كَانَت سَرِيَّة الْخَزْرَج إِلَى سَلام بن أبي الْحقيق وَذَلِكَ أَنه كَانَ مِمَّا صنع الله بِهِ لرَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن هذَيْن الْحِين من الْأَنْصَار الْأَوْس والخزرج كَانَا يتصاولان مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تصاول الفحلين لَا تصنع الْأَوْس شَيْئا فِيهِ عَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غناء إِلَّا قَالَت الْخَزْرَج وَالله لَا يذهبون بِهَذِهِ فضلا علينا عِنْد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْإِسْلَام قَالَ فَلَا ينتهون حَتَّى يوقعوامثلها وَإِذا فعلت الْخَزْرَج شَيْئا قَالَت الْأَوْس مثل ذَلِك فَلَمَّا أَصَابَت الْأَوْس كَعْب قَالَت الْخَزْرَج من رجل فِي الْعَدَاوَة(1/246)
لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ككعب بن الْأَشْرَف فَذكرُوا سَلام بن أبي الْحقيق بِخَيْبَر فَاسْتَأْذنُوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَتله فَأذن لَهُم ونهاهم عَن قتل النِّسَاء والولدان فَخرج عبد الله بن عتِيك وَعبد الله بن أنيس ومسعود بن سِنَان وَأَبُو قَتَادَة بن ربعي بن بلدمة بن سَلمَة وخزاعي بن أسود حَلِيف لَهُم من أسلم حَتَّى قدمُوا خَيْبَر فَدَخَلُوا على سَلام بن أبي الْحقيق دَاره لَيْلًا وَلم يبْق فِي الدَّار بَيت إِلَّا أغلقوه ثمَّ صعدوا فِي دَرَجَة إِلَى علية لَهُ فَضربُوا عَلَيْهِ بَابه فَخرجت امْرَأَته وَقَالَت من أَنْتُم قَالُوا نفر من الْعَرَب أردنَا الْميرَة فَقَالَت هُوَ ذَاك فِي الْبَيْت فَدَخَلُوا عَلَيْهِ وغلقوا الْبَاب عَلَيْهِم فَمَا دلهم عَلَيْهِ إِلَّا بياضه فِي ظلمَة الْبَيْت وَكَانَ أَبيض كَأَنَّهُ قبْطِي فَابْتَدَرُوهُ بِأَسْيَافِهِمْ(1/247)
وتحامل عَلَيْهِ عبد الله بن أنيس فَوضع سَيْفه فِي بَطْنه وهتفت امْرَأَته وَخَرجُوا وَكَانَ عبد الله بن عتِيك أَمِير الْقَوْم وَكَانَ فِي بَصَره شَيْء فَسقط من الدرجَة فوثئت يَده وثأ شَدِيدا فَلَمَّا قدمُوا على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَخْبرُوهُ وَاخْتلفُوا فِي قَتله وَادّعى كل وَاحِد مِنْهُم أَنه قَتله فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هاتوا سُيُوفكُمْ فَأَعْطوهُ فَنظر فَقَالَ سيف عبد الله بن أنيس هَذَا قَتله أرى فِيهِ أثر الطَّعَام(1/248)
(السّنة الْخَامِسَة من الْهِجْرَة)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عون الدماتى ثَنَا عَمَّارُ بْنُ الْحَسَنِ الْهَمْدَانِيُّ ثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ عَن مَحْمُود بن لبيد عَن بن عَبَّاسٍ حَدَّثَنِي سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ مِنْ فِيهِ قَالَ كُنْتُ رَجُلا مَجُوسِيًّا مِنْ أَهْلِ جي مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ وَكَانَ أَبِي دِهْقَانَ قَرْيَتِهِ وَكُنْتُ أَحَبَّ الْخَلْقِ إِلَيْهِ فَمَا زَالَ بِهِ حُبُّهُ إِيَّايَ حَتَّى حَبَسَنِي فِي الْبَيْتِ كَمَا تُحْبَسُ الْجَارِيَةُ وَكُنْتُ قَدِ اجْتَهَدْتُ فِي الْمَجُوسِيَّةِ حَتَّى كُنْتُ قُطْنَ النَّارِ الَّذِي يُوقِدُهَا لَا يَتْرُكُهَا تَخْبُو سَاعَةً وَكَانَتْ لأَبِي ضَيْعَةٌ فِيهَا بَعْضُ الْعَمَلِ بَنَى أَبِي بُنْيَانًا لَهُ فِي دَارِهِ فَدَعَانِي فَقَالَ أَيْ بُنَيَّ إِنِّي قَدْ شُغِلْتُ فِي بُنْيَانِي هَذَا الْيَوْمَ عَن ضَيْعَتِي فَاذْهَبْ إِلَيْهَا فَاطْلَعْهَا وَأَمَرَنِي فِيهَا بِبَعْضِ مَا يُرِيدُ ثُمَّ قَالَ لِي وَلا تَحْتَبِسْ عَنِّي فَإنَّك ان احتسبت عَنِّي كُنْتَ أَهَمَّ عِنْدِي مِمَّا أَنَا فِيهِ فَخَرَجْتُ فَمَرَرْتُ بِكَنِيسَةِ(1/249)
النَّصَارَى وَهُوَ يصلونَ فها فَسَمِعْتُ أَصْوَاتَهُمْ وَدَخَلْتُ عَلَيْهِمْ أَنْظُرُ مَا يصنعون فو الله مَا زِلْتُ قَاعِدًا عِنْدَهُمْ وَأَعْجَبَنِي دِينُهُمْ وَمَا رَأَيْتُ مِنْ صَلاتِهِمْ وَأَخَذَ بِقَلْبِي فَأَحْبَبْتُهُمْ حُبًّا لَمْ أُحِبَّهُ شَيْئًا قَطُّ وَكُنْتُ لَا أَخْرُجُ قَبْلَ ذَلِكَ وَلا أَدْرِي مَا أَمْرُ النَّاسِ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي هَذَا وَاللَّهِ خَيْرٌ مِنْ ديننَا فو الله مَا بَرِحْتُ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَتَرَكْتُ حَاجَةَ أَبِي الَّتِي أَرْسَلَنِي إِلَيْهَا وَمَا رَجَعْتُ إِلَيْهِ ثُمَّ بَعَثَ فِي الطَّلَبِ يَلْتَمِسُ لِي فَلَمْ يَجِدْ حَيْثُ أَرْسَلَنِي فَبَعَثَ رُسُلَهُ فَبَغَوْنِي بِكُلِّ مَكَانٍ حَتَّى جِئْتُهُ عَشِيًّا وَقَدْ قُلْتُ لِلنَّصَارَى حِينَ رَأَيْتُ مَا أَعْجَبَنِي مِنْ هَيْئَتِهِمْ أَيْنَ أَصْلُ هَذَا الدِّينِ قَالُوا بِالشَّامِ فَلَمَّا أَتَيْتُ أَبِي فَقَالَ أَيْ بُنَيَّ أَيْنَ كُنْتَ أَلَمْ أَكُنْ عَهِدْتُ إِلَيْكِ أَنْ لَا تَحْتَبِسَ عَلَيَّ فَقُلْتُ بَلَى وَإِنِّي مَرَرْتُ على كَنِيسَةِ النَّصَارَى فَأَعْجَبَنِي مَا رَأَيْتُ مِنْ أَمْرِهِمْ وحستن صَلاتِهِمْ وَرَأَيْتُ دِينَهُمْ خَيْرًا قَالَ كَلا يَا بُنَيَّ إِنَّ ذَلِكَ الدِّينَ لَا خَيْرَ فِيهِ دِينُكَ وَدِينُ آبَائِكَ خَيْرٌ مِنْهُ فَقُلْتُ كَلا وَاللَّهِ إِنَّهُ لَخَيْرٌ مِنْ ديننَا قَالَ إِلَى النَّصَارَى وَأَخْبَرْتُهُمْ أَنِّي قَدْ رَضِيتُ أَمْرَهُمْ وَقُلْتُ إِذَا قَدِمَ عَلَيْكُمْ رَكْبٌ مِنَ الشَّامِ فَأَخْبِرُونِي بِهِمْ أَذْهَبُ مَعَهُمْ فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ مِنَ الشَّامِ فَأَخْبَرُونِي بِهِمْ فَأَرْسَلُوا إِلَى فَأرْسلت(1/250)
إِلَيْهِمْ إِذَا أَرَادُوا الرَّجْعَةَ فَأَخْبِرُونِي فَلَمَّا أَرَادُوا الْخُرُوجَ جِئْتُهُمْ فَانْطَلَقْتُ مَعَهُمْ فَلَمَّا قَدِمْتُ الشَّامَ سَأَلْتُ عَن عَالِمِهِمْ فَقَالُوا صَاحِبُ الْكَنِيسَةِ أَسْقُفُّهُمْ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَأَخْبَرْتُهُ خَبَرِي وَقُلْتُ لَهُ إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ مَعَكَ فِي كَنِيسَتِكَ أَخْدِمُكَ وَأُصَلِّي مَعَكَ وَأَتَعَلَّمُ مِنْكَ فَإِنِّي قَدْ رَغِبْتُ فِي دِينِكَ قَالَ أَقِمْ فَمَكَثْتُ مَعَهُ فِي الْكَنِيسَةِ أَتَفَقَّهُ فِي النَّصْرَانِيَّةِ وَكَانَ رَجُلَ سوء فَاجر فِي دِينِهِ يَأْمُرُهُمْ بِالصَّدَقَةِ وَيُرَغِّبُهُمْ فِيهَا فَإِذَا جَمَعُوا إِلَيْهِ الأَمْوَالَ اكْتَنَزَهَا لِنَفْسِهِ وَكُنْتُ أَبْغَضُهُ لِمَا أَرَى مِنْ فُجُورِهِ وَقَدْ جَمَعَ سَبْعَ قِلالِ دَنَانِيرَ وَدَرَاهِمَ ثُمَّ إِنَّهُ مَاتَ فَاجْتَمَعَتِ النَّصَارَى لِيَدْفِنُوهُ فَقُلْتُ لَهُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ صَاحِبَكُمْ هَذَا رَجُلُ سَوْءٍ كَانَ يَأْمُرُكُمْ بِالصَّدَقَةِ فَإِذَا جِئْتُمُوهُ بِهَا اكْتَنَزَهَا لنَفسِهِ وَلم يُعْطه الْمَسَاكِينَ مِنْهَا شَيْئًا قَالُوا وَمَا عَلامَةُ ذَلِكَ قُلْتُ أَدُلُّكُمْ على كَنْزِه قَالُوا أَنْتَ وَذَاكَ فدللتهم عَلَيْهِ فأخرجوا قلالا مَمْلُوءَة ذَهَبا وورقا قَالَ فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا وَالله لَا نغنيه أَبَدًا فَصَلَبُوهُ على خَشَبَةٍ وَرَجَمُوهُ بالحجرة وجاؤا بِرَجُلٍ فَجَعَلُوهُ مَكَانَهُ قَالَ فَيَقُولُ سلمَان يَا بن أَخِي مَا رَأَيْتُ رَجُلا لَا يُصَلِّي الْخَمْسَ أَرَى أَنَّهُ أَفْضَلُ مِنْهُ زَهَادَةً فِي الدُّنْيَا وَلا أَرْغَبُ فِي الآخِرَةِ وَلا أَدْأَبُ لَيْلا وَلا نَهَارًا مِنْهُ اجْتِهَادًا فِي الْعِبَادَةِ قَالَ سَلْمَانُ فَأَقَمْتُ(1/251)
مَعَهُ وَأَحْبَبْتُهُ حُبًّا مَا عَلِمْتُ أَنِّي أَحْبَبْتُ شَيْئًا كَانَ قَبْلَهُ فَكُنْتُ مَعَهُ أَخْدِمُهُ وَأُصَلِّي مَعَهُ فِي الْكَنِيسَةِ حَتَّى حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قُلْتُ يَا فُلانُ إِنِّي قَدْ كُنْتُ مَعَكَ وَمَا أَحْبَبْتُ حُبَّكَ شئا قَطُّ فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي وَمَنْ ذَا الَّذِي تَأْمُرُنِي مُتَّبِعٌ أَمرك ومصدق حَدثَك قَالَ أَيْ بُنَيَّ مَا أَعْلَمُ أَحَدًا على مِثْلِ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ إِلَّا رجلا بالموصل قَالَ لَهُ فُلانٌ فَإِنِّي وَإِنَّهُ كُنَّا على أَمْرٍ وَاحِدٍ فِي الرَّأْيِ وَالدِّينِ وَهُوَ رَجُلٌ صَالِحٌ وَسَتَجِدُ عِنْدَهُ بَعْضَ مَا كُنْتَ تَرَى مِنِّي فَأَمَّا النَّاسُ قَدْ بَدَّلُوا وَهَلَكُوا فَلَمَّا تُوُفِّيَ لَحِقْتُ بِصَاحِبِ الْمَوْصِلِ فَأَخْبَرْتُهُ خَبَرِي فَقَالَ أَقِمْ فَكُنْتُ مَعَهُ فِي كَنِيسَتِهِ فَوَجَدْتُهُ كَمَا قَالَ صَاحِبِي رَجُلا صَالِحًا فَكُنْتُ مَعَهُ مَا شَاءَ اللَّهُ فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قُلْتُ يَا فلَان إِن فلَانا أوصانى إلك حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ وَقَدْ حَضَرَكَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ مَا تَرَى فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي وَإِلَى مَنْ تَأْمُرُنِي قَالَ أَيْ بُنَيَّ مَا أَعْلَمُ أَحَدًا على أَمْرِنَا إِلا رَجُلا بَنَصِيبِينِ يُقَالُ لَهُ فُلانٌ فَالْحَقْ بِهِ فَلَمَّا تُوُفِّيَ لَحِقْتُ بِصَاحِبِ نَصِيبِينَ وَأَخْبَرْتُهُ خَبَرِي وَأَقَمْتُ عِنْدَهُ فَوَجَدْتُهُ على مِثْلِ مَا كَانَ عَلَيْهِ صَاحِبَاهُ فَمَكَثْتُ مَعَهُ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ فُلانًا أَوْصَانِي إِلَى فُلانٍ صَاحِبِ الْمَوْصِلِ ثُمَّ أَوْصَانِي صَاحِبُ الْمَوْصِلِ إِلَيْكِ فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي بعْدك قَالَ أَبى بُنَيَّ مَا أَعْلَمُ أَحَدًا على مِثْلِ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ إِلا رَجُلا بِعَمُورِيَّةَ فِي أَرْضِ الرُّومِ(1/252)
فَإِنَّكَ وَاجِدٌ عِنْدَهُ بَعْضَ مَا تُرِيدُ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَلْحَقَ بِهِ فَالْحَقْ بِهِ فَلَمَّا تُوُفِّيَ لَحِقْتُ بِصَاحِبِ عَمُورِيَّةَ وَأَخْبَرْتُهُ خَبَرِي فَقَالَ أَقِمْ فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ فَوَجَدْتُهُ على مِثْلِ مَا كَانَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ وَأَثَابَ لِي شَيْئًا حَتَّى اتَّخَذْتُ بَقَرَاتٍ وَغُنَيْمَةً ثُمَّ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ فُلانًا أَوْصَانِي إِلَى فلانن صَاحِبِ الْمَوْصِلِ ثُمَّ أَوْصَانِي صَاحِبُ الْمَوْصِلِ إِلَى فُلانٍ صَاحِبِ نَصِيبِينَ ثُمَّ أَوْصَانِي صَاحِبُ نَصِيبِينَ إِلَيْكَ فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي قَالَ يَا بُنَيَّ مَا أَعْلَمُهُ أَصْبَحَ فِي هَذِهِ الأَرْضِ أَحَدٌ على مَا كُنَّا عَلَيْهِ لكك قدد أظللك خُرُوجُ نَبِيٍّ بِأَرْضِ الْعَرَبِ يُبْعَثُ بِدِينِ إِبْرَاهِيمَ الْحَنَفِيَّةِ يَكُونُ مِنْهَا مُهَاجَرُهُ وَقَرَارُهُ إِلَى أَرْضٍ يَكُونُ بِهَا النَّخْلُ بَيْنَ حَرَّتَيْنِ نَعَتَهَا بِكَذَا وَكَذَا بِظَهْرِهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ إِذَا رَأَيْتَهُ عَرَفْتَهُ يَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ وَلا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ ثُمَّ مَاتَ فَمَرَّ بِي رَكْبٌ مِنْ كَلْبٍ فَسَأَلْتُهُمْ مَنْ هُمْ فَقَالُوا من الْعَرَب فسألتهم من بلاددهم فَأَخْبَرُونِي عَنْهَا فَقُلْتُ لَهُمْ أُعْطِيكُمْ بَقَرِي وَغَنَمِي هَذَا على أَنْ تَحْمِلُونِي حَتَّى تَقْدُمُوا أَرْضَكُمْ قَالُوا نَعَمْ فَأَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا وَحَمَلُونِي مَعَهُمْ حَتَّى إِذا جاؤوا بِي وَادِيَ الْقُرَى ظَلَمُونِي فَبَاعُونِي بِرَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ فَأَقَمْتُ وَرَأَيْتُ بِهَا النَّخْلَ وَرَجَوْتُ أَنْ يَكُونَ(1/253)
الْبَلَدَ الَّذِي وَصَفَ لِي صَاحِبِي حَتَّى قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ يَهُودِ بَنِي قُرَيْظَةَ فَابْتَاعَنِي مِنْ ذَلِكَ الْيَهُودِيِّ ثُمَّ خَرَجَ بِي حَتَّى قدم الْمَدِينَة فو الله مَا هُوَ إِلا أَنْ رَأَيْتُهَا فَعَرَفْتُهَا بِصِفَةِ صَاحِبِي وَأَيْقَنْتُ أَنَّهُ الْبَلَدُ فَمَكَثْتُ بِهَا أَعْمَلُ لَهُ فِي مَالِهِ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ حَتَّى بُعِثَ مُحَمَّدٌ وَخَفِيَ عَلَيَّ أَمْرُهُ وَأَنَا فِي رِقِّي مَشْغُولٌ حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ مُهَاجِرًا فَنَزَلَ فِي قُبَاءَ فِي بَنِي عَمْرِو بن عَوْف فو الله إِنِّي لفى ة رَأْسِ نَخْلَةٍ أَعْمَلُ لِصَاحِبِي فِيهَا وَصَاحِبِي تَحْتِي جَالِسٌ إِذْ أَقْبَلَ بن عَمٍّ لَهُ مِنَ الْيَهُودِ فَقَالَ يَا فُلانُ قَاتَلَ اللَّهُ بَنِي قَيْلَةَ إِنَّهُمْ آنِفًا لَمُجْتَمِعُونَ يُقْبِلُونَ على رَجُلٍ بِقُبَاءَ قَدِمَ مِنْ مَكَّة يَزْعمُونَ أَنه نَبِي فو الله مَا هُوَ إِلا أَنْ قَالَهَا لَهُ أَخَذَتْنِي رَعْدَةٌ مِنَ النَّخْلَةِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنِّي سَقَطْتُ على صَاحِبِي فَنَزَلْتُ سَرِيعًا فَقُلْتُ أَيْ سَيِّدي ماالذى تَقُولُ فَغَضِبَ مِمَّا رَأَى فِيَّ وَرَفَعَ يَدَهُ فَضَرَبَنِي بِهَا ضَرْبَةً شَدِيدَة ثمَّ قَالَ مَا قَالَ مَا لَكَ وَلِهَذَا أَقْبِلْ على عَمَلِكَ قُلْتُ لَا شَيْءَ سَمِعْتُ مِنْكَ شَيْئًا فَأَرَدْتُ أَنْ أعلمهُ فَسكت عَنهُ(1/254)
ثُمَّ أَقْبَلْتُ على عَمَلِي فَلَمَّا أَمْسَيْتُ جَمَعْتُ مَا كَانَ عِنْدِي حَتَّى أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِقُبَاءَ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقُلْتُ بَلَغَنِي أَنَّكَ رَجُلٌ صَالِحٌ وَأَنَّ مَعَكَ أَصْحَابًا لَكَ أَهْلَ حَاجَةٍ وَغُرْبَةٍ وَقَدْ كَانَ عِنْدِي شَيْءٌ وَضَعْتُهُ لِلصَّدَقَةِ مِنْ طَعَامٍ يَسِيرٍ فَجِئْتُكُمْ بِهِ وَهُوَ ذَا فَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَصْحَابِهِ كُلُوا وَأَمْسَكَ يَدَهُ وَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي هَذِهِ وَاحِدَةٌ مِنْ صِفَةِ فُلانٍ ثُمَّ رَجَعْتُ فَتَحَوَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَجَمَعْتُ شَيْئًا ثُمَّ جِئْتُهُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ هَذَا شَيْءٌ كَانَ لِي وَأَحْبَبْتُ أَنْ أُكْرِمَكَ وَهُوَ هَدِيَّةٌ أُهْدِيهَا لَكَ كَرَامَةً لَيْسَتْ بِصَدَقَةٍ فَإِنِّي رَأَيْتُكَ لَا تَأْكُلُ الصَّدَقَةَ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ فَأَكَلُوا وَأَكَلَ مَعَهُمْ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي هَاتَانِ اثْنَتَانِ ثُمَّ رَجَعْتُ فَمَكَثْتُ شَيْئًا ثُمَّ جِئْتُهُ وَهُوَ بِبَقِيعِ الْغَرْقَدِ مَشَى مَعَ جِنَازَةٍ وَحَوْلَهُ أَصْحَابُهُ وَعَلَيْهِ شَمْلَتَانِ مُرْتَدِيًا بِوَاحِدَةٍ وَمُتَّزِرًا بِالأُخْرَى فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ تَحَوَّلْتُ حَتَّى قُمْتُ وَرَاءَهُ لأَنْظُرَ فِي ظَهْرِهِ فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي إِنَّمَا أُرِيدُ أَنْ أَنْظُرَ وأثبته فَقَالَ بِرِدَائِهِ فَأَلْقَاهُ عَن ظَهْرِهِ فَنَظَرْتُ إِلَى الْخَاتَمِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ كَمَا وَصَفَهُ لِي صَاحِبِي فَأَكْبَبْتُ على رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُقَبِّلُ مَوْضِعَ الْخَاتَمِ مِنْ ظَهْرِهِ وَأَبْكِي فَقَالَ تَحَوَّلْ عَنِّي فَتَحَوَّلْتُ عَنْهُ فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ(1/255)
وَقَصَصْتُ عَلَيْهِ قِصَّتِي وَشَأْنِي وَحَدِيثِي فَأُعْجِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَحَبَّ أَنْ يَسْمَعَ ذَلِكَ أَصْحَابُهُ ثُمَّ أَسْلَمْتُ وَمَكَثْتُ مَمْلُوكًا حَتَّى مَضَى شَأْنُ بَدْرٍ وَشَأْنُ أُحُدٍ وَشَغَلَنِي الرِّقُّ فَلَمْ أَشْهَدْ مَجَامِعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَاتِبْ نَفْسَكَ فَسَأَلْتُ صَاحِبِي الْكِتَابَةَ فَلَمْ أَزَلْ حَتَّى كَاتَبَنِي على أَن أفى لَهُ ثَلَاثمِائَة نَخْلَةٍ وَأَرْبَعِينَ أُوقِيَّةَ وَرِقٍ وَتِلْكَ أَرْبَعَةُ آلافٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَصْحَابه أَعِينُوا أَخَاكُمْ بِالنَّخْلِ فَأَعَانَنِي الرَّجُلُ بِقَدْرِ مَا عِنْدَهُ مِنْهُمْ مَنْ يُعْطِينِي الْعِشْرِينَ وَالثَّلاثِينَ وَالْعَشَرَةَ وَالْخَمْسَ وَالسِّتَّ وَالسَّبْعَ وَالثَّمَانِ وَالأَرْبَعَ وَالثَّلاثَ حَتَّى جَمَعْتُهَا فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اذْهَبْ فَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَضَعَهَا فَأْتِنِي حَتَّى أَكُونَ أَنَا أَضَعُهَا لَكَ بِيَدِي فَقُمْتُ فِي تَفْقِيرِهَا وَأَعَانَنِي أَصْحَابُهُ حَتَّى فَرَغْنَا مِنْ شُرْبِهَا وَجَاءَ أَصْحَابِي كُلُّ رَجُلٍ بِمَا أَعَانَنِي مِنَ النَّخْلِ فَوَضَعْتُهُ ثُمَّ جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ فَخَرَجَ فَجَعَلْنَا نَحْمِلُ إِلَيْهِ النَّخْلَ فَيَضَعُهَا بِيَدِهِ فَمَا مَاتَتْ مِنْهَا وَدِيَّةٌ وَبَقِيَتِ الدَّرَاهِمُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا سُلَيْمَان إِذَا سَمِعت بِشَيْءٍ قَدْ جَاءَنِي فَأْتِنِي أُغْنِيكَ بِمِثْلِ مَا بَقِيَ من مُكَاتَبَتك فَبينا(1/256)
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي أَصْحَابِهِ إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ بِمِثْلِ الْبَيْضَةِ مِنْ ذَهَبٍ أَصَابَهَا فِي بَعْضِ الْمَغَازِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُذْ هَذِهِ فَأَدِّهَا مِمَّا عَلَيْكَ يَا سُلَيْمَان قَالَ قُلْتُ وَأَيْنَ تَقَعُ هَذِهِ مِمَّا عَلَيَّ مِنَ الْمَالِ قَالَ إِن الله سيؤديها عَنْك فو الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ وَزَنْتُ لَهُمْ أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً حَقَّهُمْ جَمِيعًا وَعُتِقَ سَلْمَانُ وَغَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخَنْدَقَ وَمَا كَانَ بَعْدَهُ مِنَ الْمَغَازِي قَالَ فِي أول هَذِه السّنة كَانَ فك سلمَان من الرّقّ وأداؤه بِمَا كُوتِبَ عَلَيْهِ
(- ثمَّ كَانَت غَزْوَة ذَات الرّقاع)
فِي الْمحرم خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واستخلف على الْمَدِينَة(1/257)
عُثْمَان بن عَفَّان يُرِيد بني محَارب وَبني ثَعْلَبَة من غطفان حَتَّى نزل نخلا فلقي بهَا جَمِيعًا من غطفان فتقارب النَّاس وَلم يكن بَينهم حَرْب إِلَّا أَن النَّاس قد خَافَ بَعضهم من بعض حَتَّى صلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاة الْخَوْف وَإِنَّمَا سميت هَذِه الْغُزَاة غزَاة ذَات الرّقاع لن الْخَيل كَانَ فِيهَا سَواد وَبَيَاض فسميت الْغَزْوَة بِتِلْكَ الْخَيل ثمَّ انْصَرف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمسلمون فَبينا جَابر إِذْ أَبْطَأَ عَلَيْهِ جمله فَقَالَ لحقه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا جَابر قَالَ نعم قَالَ مَا شَأْنك قَالَ أَبْطَأَ عَليّ جملي فحجنه رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِحْجَنِهِ وَقَالَ اركب فَقَالَ جَابر وَلَقَد رَأَيْتنِي أكفهعن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا جَابر تزوجت قلت نعم قَالَ بكرا أم ثَيِّبًا قلت بل ثَيِّبًا قَالَ أَفلا جَارِيَة تلاعبها وتلاعبك قلت إِن لي أَخَوَات فَأَحْبَبْت أَن أَتزوّج بِمن يجمعهن ويمشطهن وَتقوم عَلَيْهِنَّ قَالَ أما إِنَّك قادم فَإذْ قدمت فالكيس الْكيس ثمَّ قَالَ(1/258)
أتبيع جملك فَقلت نعم فَاشْتَرَاهُ مِنْهُ بأوقية ثمَّ قدم الْمَدِينَة صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ جَابر فَوَجَدته عِنْد بَاب الْمَسْجِد فَقَالَ الْآن قدمت قلت نعم قَالَ فدع جملك وادخل الْمَسْجِد فصل رَكْعَتَيْنِ فَدخلت فَصليت رَكْعَتَيْنِ ثمَّ أَمر بِلَالًا أَن يزن لي أُوقِيَّة فوزن لي فأرجح فِي الْمِيزَان فَانْطَلَقت حَتَّى إِذا وليت فَقَالَ ادعوا لي جَابِرا قلت الْآن يرد على الْجمل وَلَيْسَ شَيْء أبْغض إِلَيّ مِنْهُ قَالَ خُذ جملك وَلَك ثمنه(1/259)
(- ثمَّ كَانَت غَزْوَة دومة الجندل)
وَذَلِكَ أَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلغه أَن جمعا تجمعُوا بهَا فغزاهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بلغ دومة الجندل فَلم ير كيدا واستخلف على الْمَدِينَة سِبَاع بن عرفطة الْغِفَارِيّ ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَة(1/260)
وَتوفيت أم سعد بن عبَادَة وَسعد مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بدومة الجندل فَلَمَّا رَجَعَ جَاءَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبرها وَصلى عَلَيْهَا فَقَالَ سعد يَا رَسُول الله إِن أُمِّي أفتلتت نَفسهَا وَلم توص أفأقضي عَنْهَا قَالَ نعم وكسف الْقَمَر فِي جُمَادَى الْآخِرَة فَجعلت الْيَهُود يرمونه بِالشُّهُبِ ويضربون بالطاس وَيَقُولُونَ سحر الْقَمَر فصلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاة الْكُسُوف وَبلغ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن قُريْشًا أَصَابَتْهُم شدَّة حَتَّى أكلُوا الرمة فَبعث رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْء من الذَّهَب إِلَيْهِم مَعَ عَمْرو بن أُميَّة وَسَلَمَة بن أسلم بن حريش ثمَّ قدم على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفد من مزينة وَهُوَ أول وَفد قدم عَلَيْهِ فِي رَجَب وَفِيهِمْ بِلَال بن الْحَارِث الْمُزنِيّ فِي رجال من مزينة فَقَالَ لَهُم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْتُم مهاجرون أَيْنَمَا كُنْتُم فَرَجَعُوا إِلَى بِلَادهمْ ثمَّ قدم بعدهمْ ضمام بن ثَعْلَبَة بَعثه بَنو سعد بن بكر(1/261)
فَقَالَ يَا مُحَمَّد أَتَانَا رَسُولك فَزعم أَنَّك تزْعم أَن الله أرسلك قَالَ صدق قَالَ فَمن خلق السَّمَاء قَالَ الله قَالَ فَمن خلق السَّمَاء قَالَ الله قَالَ فَمن خلق الأَرْض قَالَ الله قَالَ فَمن نصب هَذِه الْجبَال قَالَ الله قَالَ فَمن جعل فِيهَا هَذِه الْمَنَافِع قَالَ الله آللَّهُ تَعَالَى أرسلك قَالَ نعم قَالَ فبالذي خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَنصب الْجبَال وَجعل فِيهَا هَذِه الْمَنَافِع هُوَ الله الَّذِي أرسلك قَالَ نعم قَالَ وَزعم رَسُولك أَن علينا خمس صلوَات فِي يَوْمنَا وليلتنا قَالَ صدق قَالَ فبالذي أرسلك آللَّهُ أَمرك بِهَذَا قَالَ نعم قَالَ وَزعم رَسُولك أَن علينا صَوْم شهر رَمَضَان فِي سنتنا قَالَ صدق قَالَ فبالذي أرسلك آللَّهُ أَمرك بِهَذَا قَالَ نعم قَالَ(1/262)
فوَاللَّه الَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ لَا أزيدن عَلَيْهِنَّ وَلَا أنقص مِنْهُنَّ شَيْئا فَلَمَّا قفا قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَئِن صدق ليدخلن الْجنَّة فَأسلم ضمام وَرجع إِلَى قومه بِالْإِسْلَامِ ثمَّ غزا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَة الْمُريْسِيع فِي شعْبَان قصد بني المصطلق من خُزَاعَة على مَاء لَهُم قريب من الْفَرْع فَقتل مِنْهُم رِجَالهمْ وسباهم وَكَانَ فِيمَن سبى جويرة بنت الْحَارِث بن أبي ضرار تزَوجهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجعل صَدَاقهَا أَرْبَعِينَ أَسِيرًا من قَومهَا(1/263)
فِي هَذِه الْغَزْوَة سقط عقد عَائِشَة فَأَقَامَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ على التماسه وَلَيْسوا على مَاء وَلَيْسَ مَعَهم مَاء فَنزلت آيَة التَّيَمُّم فَقَالَ أسيد بن حضير مَا هِيَ بِأول بركتكم يَا آل أبي بكر فبعثوا العير الَّتِي كَانَت عَلَيْهِ فوجدوا العقد تَحْتَهُ وَبعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا نملة الطَّائِي بشيرا إِلَى الْمَدِينَة بِفَتْح الْمُريْسِيع
(ثمَّ غزا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَة الخَنْدَق)
وَكَانَ من شَأْنهَا أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما أجلى بني النَّضِير خرج نفر من الْيَهُود فيهم حييّ بن أَخطب النضري وهوذة بن قيس الوائلي وكنانة بن الرّبيع النضري فِي نر من بني النَّضِير وَبني وَائِل وحزبوا الْأَحْزَاب(1/264)
حَتَّى قدمُوا على قُرَيْش مَكَّة ودعوهم إِلَى حَرْب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالُوا إِنَّا سنكون مَعكُمْ عَلَيْهِ حَتَّى نستأصله وَمن مَعَه فَقَالَت لَهُم قُرَيْش يَا معشر الْيَهُود إِنَّكُم أهل الْكتاب وَالْعلم بِمَا أَصْبَحْنَا نَخْتَلِف فِيهِ نَحن وَمُحَمّد أفديننا خير أم دينه قَالُوا بل دينكُمْ وَأَنْتُم أولى بِالْحَقِّ مِنْهُ فَلَمَّا قَالُوا ذَلِك لقريش نشطوا لما دعوهم إِلَيْهِ من حَرْب رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَجْمعُوا لذَلِك واتعدوا لَهُ ثمَّ خَرجُوا حَتَّى جاؤوا غطفان من قيس عيلان فدعوهم إِلَى حَرْب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأخبروهم أَن قُريْشًا قد تابعوهم على ذَلِك وَأَجْمعُوا مَعَهم على ذَلِك وَخرجت قُرَيْش وقائدها أَبُو سُفْيَان بن حَرْب وَخرجت غطفان وقائدها عُيَيْنَة بن حصن بن حُذَيْفَة بن بدر الْفَزارِيّ وَكَانَ قَائِد أَشْجَع مَسْعُود بن رخيلة فَلَمَّا سمع رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم بأمرهم اسْتَشَارَ الْمُسلمين(1/265)
فَأَشَارَ عَلَيْهِ سلمَان بِضَرْب الخَنْدَق على الْمَدِينَة وَهِي أول غزَاة غَزَاهَا سلمَان مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَنْدَق على الْمَدِينَة فِيمَا بَين المذاد إِلَى نَاحيَة راتج وَأَقْبَلت قُرَيْش حَيّ نزلت بمجتمع الأسيال من رومة فِي عشرَة آلَاف رجل من أحابيشهم وَمن تَابعهمْ من أهل كنَانَة وَأهل تهَامَة وَأَقْبَلت غطفان حَتَّى نزلُوا بذنب نقمى إِلَى جَانب أحد وَخرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واستخلف على الْمَدِينَة بْن أم مَكْتُوم وَذَلِكَ فِي شهر شَوَّال حَتَّى جعل سلعا وَرَاء ظَهره وَالْخَنْدَق بَينه وَبَين الْقَوْم وَهُوَ فِي ثَلَاث آلَاف من الْمُسلمين وَخرج حييّ(1/266)
بن أَخطب حَتَّى أَتَى كَعْب بن أَسد صَاحب بني قُرَيْظَة فَلم يزل يفتله حَتَّى بَايعه على ذَلِك ثمَّ بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعد بن معَاذ وَسعد بن عبَادَة وَعبد الله بن رَوَاحَة وخوات بن جُبَير يستخبرون خبر كَعْب بن أَسد أهم على وَفَاء أم لَا فَمَضَوْا إِلَيْهِ فَسَأَلُوهُ فَقَالَ لَا عهد بَيْننَا وَبَين مُحَمَّد ثمَّ رجعُوا إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبروه فَأَقَامَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم بحذاء المسركين بضعا وَعشْرين(1/267)
لَيْلَة ثمَّ قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من يأتيني بِخَبَر الْقَوْم فَقَالَ الزبير أَنا ثمَّ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم إِن لكل نَبِي حواريا وَإِن حوارِي الزبير وَلم يكن بَينهم حَرْب إِلَّا الرَّمْي بِالنَّبلِ غير أَن فوارس من قُرَيْش مِنْهُم عَمْرو بن عبد ود بن أبي قيس أَخُو بني عَامر وَعِكْرِمَة بن أبي جهل المَخْزُومِي وهبيرة بن أبي وهب المَخْزُومِي وَضِرَار بن الْخطاب بن مرادس الْمحَاربي قد تهيئوا لِلْقِتَالِ وتلبسوا وَخَرجُوا على خيلهم ومروا بمنازل كنَانَة ثمَّ أَقبلُوا بخيلهم حَتَّى وقفُوا على الخَنْدَق فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا وَالله إِن هَذِه المكيدة مَا كَانَت الْعَرَب تكيدها ثمَّ أَتَوا مَكَانا من الخَنْدَق ضيقا فَضربُوا خيلهم فَاقْتَحَمت مِنْهُ وجالت فِي السبخة بَين الخَنْدَق وسلع فَلَمَّا رَآهُمْ الْمُسلمُونَ خرج عَليّ بن أبي طَالب فِي نفر من الْمُسلمين حَتَّى أَخذ عَلَيْهِم الْموضع الَّذِي مِنْهُ اقتحموا وَأَقْبَلت الفوارس تعنق نحوهم وَكَانَ عَمْرو بن عبد ود فَارس قُرَيْش وَقد كَانَ(1/268)
قَاتل يَوْم بدر وَلم يشهدد أحدا فَخرج عَام الخَنْدَق معلما ليرى مشهده فَلَمَّا وقف هُوَ وخيله قَالَ عَليّ بن أبي طَالب يَا عَمْرو إِنِّي أَدْعُوك إِلَى البرَاز قَالَ وَلم يَا بن أخى فو الله مَا أحب أَن أَقْتلك قَالَ عَليّ لكني وَالله أحب أَن أَقْتلك فحمى عَمْرو عِنْد ذَلِك واقتحم عَن فرسه وعقره ثمَّ أقبل إِلَى عَليّ فتنازلا وتجاولا إِلَى أَن قَتله عَليّ وَخرجت خيله منهزمة من الخَنْدَق وَحبس رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن الظّهْر وَالْعصر وَالْمغْرب وَالْعشَاء وَذَلِكَ بعد أَن كفوا كَمَا قَالَ الله تَعَالَى وَكَفَى الله الْمُؤمنِينَ الْقِتَال وَلم يقتل من الْمُسلمين غير سِتَّة نفر كَعْب بن زيد الدنباني وَرمي سعد بن معَاذ بِسَهْم فَقطع أكحله وَعبد الله بن سهل وَأنس بن أَوْس(1/269)
بن عتِيك والطفيل بن النُّعْمَان بن خنساء وثعلبة بن غنمة وَقتل من الْمُشْركين جمَاعَة ثمَّ إِن نعيم بن مَسْعُود الْأَشْجَعِيّ أَتَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ يَا رَسُول الله إِنِّي أسلمت وغن قومِي لَا يعلمُونَ بِإِسْلَامِي فمرني بِمَا شِئْت فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غنما أَنْت فِينَا رجل وَاحِد فخذل عَنَّا فَإِن الْحَرْب خدعة فَخرج نعيم حَتَّى أَتَى بني قُرَيْظَة وَكَانَ لَهُم نديما فِي الْجَاهِلِيَّة فَقَالَ يَا معشر قُرَيْظَة إِنَّكُم قد عَرَفْتُمْ ودي لكم وخاصة مَا بيني وَبَيْنكُم قَالُوا صدقت قَالَ فَإِن قُريْشًا وغَطَفَان قد جاؤوا لِحَرْب مُحَمَّد وَإِنَّهُم لَيْسُوا كهيئتكم الْبَلَد بلدكم لَا تقدرون على أَن تتحولوا عَنهُ وَإِن قُريْشًا وغَطَفَان إِن وجدوا فرْصَة أشهروها وَإِن كَانَ غير ذَلِك هربوا وخلوا بَيْنكُم وَبَين الرجل ببلدكم فَلَا تقاتلوا مَعَ الْقَوْم حَتَّى تَأْخُذُوا مِنْهُم رهنا من أَشْرَافهم يكونُونَ بِأَيْدِيكُمْ على أَن يقاتلوا مَعَ الْقَوْم(1/270)
حَتَّى تناجزوه فَقَالُوا قد أَشرت بِرَأْي ونصح ثمَّ خرج نعيم حَتَّى أَتَى قُريْشًا وَأَبا سُفْيَان فَقَالَ يَا معشر قُرَيْش إِنَّكُم قد عَرَفْتُمْ ودي لكم قد رَأَيْت أَن حَقًا عَليّ أَن أبلغكموه وأنصح لكم عَليّ قَالُوا نَفْعل قَالَ إِن معشر الْيَهُود قد ندموا على مَا صَنَعُوا فِيمَا بَينهم وَبَين مُحَمَّد وَقد أرْسلُوا إِلَيْهِ أَنا قد ندمنا على مَا فعلنَا فَهَل يرضيك منا أَن نَأْخُذ من القبيلتين من قُرَيْش وغَطَفَان رجَالًا من أشرافم فَتضْرب أَعْنَاقهم ثمَّ نَكُون مَعَك على من بَقِي مِنْهُم فَأرْسل إِلَيْهِم أَن نعم فَإِن بعث إِلَيْكُم الْيَهُود يَلْتَمِسُونَ رهنا فَلَا تدفعوا إِلَيْهِم ثمَّ خرج حَتَّى أَتَى غطفان فَقَالَ يَا معشر غطفان إِنَّكُم أُصَلِّي وعشيرتي وَأحب النَّاس إِلَيّ وَلَا أَرَاكُم تتهموني قَالُوا صدقت قَالَ فاكتموا عَليّ قَالُوا نَفْعل فَقَالَ لم مثل مَا قَالَ لقريش فِي شَأْن بني قُرَيْظَة وحذرهم مثل الَّذِي حذرهم فَلَمَّا كَانَت لَيْلَة السبت أرسل أَبُو سُفْيَان عِكْرِمَة بن(1/271)
أبي جهل فِي نفر مَعَه من رُؤُوس غطفان إِلَى بني قُرَيْظَة فَقَالُوا لسنا بدار مقَام قد هلك الكراع والحافر فاغدوا لِلْقِتَالِ حَتَّى نُنَاجِز مُحَمَّدًا ونفرغ مِمَّا بَيْننَا وَبَينه فأرسلوا أَن غَدا السبت وَهُوَ يَوْم لَا نعمل فِيهِ ولسنا مَعَ ذَلِك بِالَّذِي نُقَاتِل مَعكُمْ حَتَّى تعطونا رهنا من أشرافكم يكونُونَ عندنَا حَتَّى نُنَاجِز مُحَمَّدًا فَإنَّا نخشى الْحَرْب إِن اشتدت أَن تتشمروا إِلَى بِلَادكُمْ وتتركونا فَلَمَّا رَجَعَ عِكْرِمَة إِلَى قُرَيْش وغَطَفَان بِمَا قَالَت بَنو قُرَيْظَة قَالُوا وَالله إِن الَّذِي جَاءَكُم بِهِ نعيم بن مَسْعُود لحق فأرسلوا إِلَى بني قُرَيْظَة أَنا وَالله لَا ندفع إِلَيْكُم رجلا وَاحِدًا فَإِن كُنْتُم تُرِيدُونَ الْقِتَال فاخرجوا وقاتلوا فَقَالَت بَنو قُرَيْظَة إِن الَّذِي ذكر لنا نعيم لحق مَا يُرِيد الْقَوْم إِلَّا أَن يقاتلوا فَإِن رَأَوْا فرْصَة انتهزوها وَإِن كَانَ غير ذَلِك انشمروا إِلَى بِلَادهمْ وخلوا بَيْنكُم وَبَين الرجل فأرسلوا إِلَى قُرَيْش وغَطَفَان أَنا وَالله لَا نُقَاتِل مَعكُمْ حَتَّى تعطونا رهنا وَبعث الله على الْمُشْركين ريحًا تطرح آنيتهم وبكفأ قدورهم فِي يَوْم شَدِيد الْبرد(1/272)
فَلَمَّا انْتهى إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا اخْتلف من أَمرهم دَعَا حُذَيْفَة بن الْيَمَان قَالَ اذْهَبْ فَادْخُلْ بَين الْقَوْم وَانْظُر مَا يَقُولُونَ وَلَا تحدثن شَيْئا حَتَّى تَأتِينِي وَذَلِكَ لَيْلًا فَدخل حُذَيْفَة فِي النَّاس وَقَامَ أَبُو سُفْيَان بن حَرْب وَقَالَ يَا معشر قُرَيْش لينْظر كل امْرِئ من جليس قَالَ حُذَيْفَة وَأخذت رجلا إِلَى جَنْبي وَقلت لَهُ من أَنْت قَالَ أَنا فلَان بن فلَان ثمَّ قَالَ أَبُو سُفْيَان يَا معشر قُرَيْش إِنَّكُم وَالله مَا أَصْبَحْتُم بدار مقَام لقد هلك الكراع والخف وأخلفتنا بَنو قُرَيْظَة وبلغنا عَنْهُم الَّذِي نكره ولقينا من هَذِه الرّيح مَا ترَوْنَ وَالله مَا يسْتَمْسك لنا بِنَاء وَلَا تطمئِن لنا قدور فارتحلوا فَإِنِّي مرتحل ثمَّ قَامَ إِلَى جمله وَهُوَ مَعْقُول فَجَلَسَ عَلَيْهِ ثمَّ ضربه فَوَثَبَ بِهِ على ثَلَاث فَلَمَّا أطلق عقاله إِلَّا وَهُوَ قَائِم ثمَّ قَالَ حُذَيْفَة وَلَولَا عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيّ أَلا تحدث شَيْئا حَتَّى تأتني بقتْله بسهمى فَرجع حذبفة إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأخْبرهُ الْخَبَر فَسمِعت غطفان بِمَا صنعت قُرَيْش فانشمروا رَاجِعين إِلَى بِلَادهمْ وَرجع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَة هُوَ والمسلمون وَوَضَعُوا السِّلَاح(1/273)
(غَزْوَة بني قُرَيْظَة)
فَلَمَّا كَانَت الظّهْر أَتَى جِبْرِيل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ قد وضعتم السِّلَاح وَأَن الْمَلَائِكَة لم تضع سلاحها بعد إِن الله يَأْمُرك بِالْمَسِيرِ إِلَى بني قُرَيْظَة فَأذن مُؤذن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا لَا يصلين أحد الْعَصْر إِلَّا فِي بني قُرَيْظَة وَخرج رَسُول الله صالى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحمل لِوَاءُهُ عَليّ بْن أبي طَالب فَلَمَّا بلغ الصورين قَالَ هَل مر بكم أحد قَالُوا نعم مر بِنَا دحْيَة الكلبى على بلغَة بَيْضَاء فَقَالَ رَسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَاك جِبْرِيل فَسَار رَسُول الله صلى عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى نزل على بِئْر لبني قُرَيْظَة فِي نَاحيَة أَمْوَالهم وتلاحق بِهِ النَّاس وأتى رجال بعد عشَاء الْآخِرَة وَلم يصلوا الْعَصْر لقَوْل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يصلين أحد الْعَصْر إِلَّا فِي بني قُرَيْظَة فَحَاصَرَهُمْ(1/274)
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خمْسا وَعشْرين لَيْلَة حَتَّى جهدهمْ الْحصار وَقذف الله فِي قُلُوبهم الرعب وَقد كَانَ حَيّ بن أَخطب قد دخل مَعَ بني قُرَيْظَة فِي حصنهمْ حِين رجعت قُرَيْش وغَطَفَان وَفَاء لكعب بن أَسد فَلَمَّا تيقنوا أَن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم غير منصرف عَنْهُم حَتَّى يناجزهم بعثوا إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ(1/275)
أبْعث إِلَيْنَا لبَابَة بن عبد الْمُنْذر أَخا بني عَمْرو بن عَوْف لنستشيره فَأرْسلهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وسم إِلَيْهِم فَقَالُوا ياأبا لبَابَة أَتَرَى أَن ننزل على حكم مُحَمَّد قَالَ نعم وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى حلقه أَنه الذّبْح فَقَالُوا ننزل على حكم سعد بن معَاذ فَقَالَ رَسُول الله صلى عَلَيْهِ وَسلم انزلوا على حكمه
ثمَّ إِن ثَعْلَبَة بن سعية وَأسد بن سعية وَأسد بن عبيد أَسْلمُوا فمنعوا دِيَارهمْ وأمواله فَلَمَّا أَصْبحُوا نزلُوا على حكم رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ الْأَوْس يَا رَسُول الله إِنَّهُم موالينا دون الْخُرُوج فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلا ترْضونَ أَن يحكم(1/276)
فِيكُم رجل مِنْكُم قَالُوا بلَى يَا رَسُول الله قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَاك إِلَى سعد بن معَاذ وَكَانَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِقَوْمِهِ حِين أَصَابَهُ السهْم أجعلوه فِي خيمة قريب منى حَتَّى أَعُود فَلَمَّا حكمه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بني قُرَيْظَة أَتَاهُ قومه فاحتملوه على حمَار ثمَّ أَقبلُوا بِهِ إِلَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهم يَقُولُونَ يَا أَبَا عَمْرو إِن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا ولاك مواليك لتحسن فيهم فَلَمَّا أَكْثرُوا عَلَيْهِ قَالَ قد آن لسعد أَن لَا تَأْخُذهُ فِي الله لومة لاثم فَلَمَّا جَاءَ سعد قَالَ لَهُم رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قومُوا إِلَى سيدكم فَقَامُوا إِلَيْهِ فَقَالُوا ياأبا عَمْرو إِن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد ولاك الحكم قَالَ سعد عَلَيْكُم عهد الله وميثاقه إِن الحكم فِيكُم مَا حكمت قَالُوا نعم قَالَ وعَلى من كَانَ هَهُنَا فِي هَذِه النَّاحِيَة الَّتِي فِيهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ معرض عَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إجلالا لَهُ فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَمْ فَقَالَ سعد فَإِنِّي أحكم فيهم بِأَن تقتل الرِّجَال وتقسم الْأَمْوَال وتسبى الذَّرَارِي وَالنِّسَاء قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لسعد لقد حكمت(1/277)
فيهم بِحكم الله من فَوق سَبْعَة أَرقعَة فحبسهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دَار ثمَّ قدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَة فَلَمَّا قدمهَا خرج إِلَى سوق الْمَدِينَة فحفر حفرا ثمَّ بعث إِلَيْهِم وَأمر بضر أَعْنَاقهم وَهُوَ مَا بَين سِتّمائَة إِلَى تِسْعمائَة فَلم يزل ذَلِك دأبهم حَتَّى فرغ مِنْهُم فيهم حَيّ بن أَخطب وَكَعب بن أسعد.
ثمَّ إِن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قسم أَمْوَال بني قُرَيْظَة ونساءهم وأبناءهم على الْمُسلمين فَكَانَ مَعَ الْمُسلمين سِتَّة وَثَلَاثُونَ فرسا فَأعْطى الْفَارِس ثَلَاثَة أسْهم للْفرس سَهْمَان ولصاحبه سهم وللراجل الَّذِي لَيْسَ لَهُ فرس سهم وَأخرج مِنْهَا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْخمس وَقد قيل إِنَّه اصْطفى لنَفسِهِ رَيْحَانَة بنت عَمْرو بن خنافة إِحْدَى نسَاء بني عَمْرو ابْن قُرَيْظَة
ثمَّ مَاتَ سعد بن معَاذ فَأمر رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغسْلِهِ فَغسله أسيد بن حضير وَسَلَمَة بن سَلامَة بن وقش ثمَّ وضع فِي أَكْفَانه(1/278)
على سَرِيره فَقَالَ رَسُول الله عَلَيْهِ وَسلم اهتز الْعَرْش لمَوْت سعد ابْن معَاذ وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَام جَنَازَة سعد حَتَّى صلى عَلَيْهِ وَنزل فِي حفرته أَرْبَعَة نفر الْحَارِث بن أَوْس وَأسيد بن حضير وَسَلَمَة بْن سَلامَة بْن وقش وَأَبُو نائلة مَالك بن سَلامَة
ثمَّ بني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِزَيْنَب ابْنة جحش فَلَمَّا أصبح دَعَا الْقَوْم فأصبوا من الطَّعَام خَرجُوا وَنَفر مِنْهُم عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَطَالُوا الْقعُود وَقَامَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخرج حَتَّى جَاءَ عتبَة حجرَة عَائِشَة ثمَّ رَجَعَ وَنزلت آيَة الْحجاب وغذا سالتموهن مَتَاعا فسئلوهن من ورآء حجاب
(ثمَّ كَانَت سَرِيَّة عبد الله بن أنيس)
إِلَى خَالِد بن سُفْيَان بن خَالِد بن ملهم الْهُذلِيّ ثمَّ اللحياني بعرنة فصادفه بِبَطن عُرَنَة وَمَعَهُ أحابيش فَقتله وَحمل رَأسه إِلَى النَّبِي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ ركب رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذِي الْحجَّة إِلَى الغابة فَسقط عَن فرسه فجحش شقَّه الْأَيْمن فَخرج فصلى بهم جَالِسا فَقَالَ إِنَّمَا جعل الإِمَام ليؤتم بِهِ فَإِذا كبر فكبروا وَإِذا ركع فركعوا(1/279)
وَإِذا سجد فاسجدوا وَإِذا صلى جَالِسا فصلوا جُلُوسًا أَجْمَعِينَ وَفِي ذى الْحجَّة دفعت دافة من عَامر بن صعصعة فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يبْقى عنْدكُمْ من ضَحَايَاكُمْ بعد ثَلَاثَة شَيْء أَرَادَ بِهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يُوسع ذُو السعَة عَمَّن لَا سَعَة عِنْده ثمَّ قَالَ لَهُم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلوا وَادخرُوا بعد ثَلَاث
(السّنة السَّادِسَة من الْهِجْرَة)
أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ بِحَرَّانَ ثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ ثُمَامَةَ بْنَ أَثَالٍ الْحَنَفِيَّ أُسِرَ فَكَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم يعودهُ يَقُول(1/280)
مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ فَيَقُولُ إِن تقتل لَا تمن وَإِن نمن عَلَى شَاكِرٍ وَإِنْ تَرُدَّ الْمَالَ تُعْطَ قَالَ فَكَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّونَ الْفِدَاءَ وَيَقُولُونَ مَا نَصْنَعُ بِقَتْلِ هَذَا فَمَرَّ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ فَأَمَرَهُ أَنْ يَغْتَسِلَ فَاغْتَسَلَ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ فَقَالَ النبيى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَسُنَ إِسْلامُ صَاحِبِكُمْ
قَالَ فِي أول هَذِه السّنة بعث رَسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُحَمَّد ابْن مسلمة إِلَى القرطاء فَأخذ ثُمَامَة بن أَثَال الْحَنَفِيّ فَأمر بِهِ فَربط بِسَارِيَة من سواري الْمَسْجِد فَخرج إِلَيْهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ مَا عنْدك يَا ثُمَامَة فَقَالَ عِنْدِي يَا مُحَمَّد خير إِن تقتلني تقتل ذَا دم وَإِن تنعم تنعم على شَاكر وَإِن كنت تُرِيدُ المَال فسل تعط مِنْهُ مَا شِئْت فَتَركه يَا ثُمَامَة قَالَ لَهُ مثل ذَلِك فَتَركه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى كَانَ بعد الْغَد فَقَالَ لَهُ مَا عنْدك يَا ثُمَامَة فَقَالَ عِنْدِي مَا قلت لَك فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أطْلقُوا ثُمَامَة فَأطلق فَانْطَلق إِلَى نخل قريب من الْمَسْجِد فاغتسل ثمَّ دخل فَقَالَ أشهد أَن لَا إِلَه(1/281)
إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا مُحَمَّد مَا كَانَ على الأَرْض وَجه أبْغض إِلَيّ من وَجهك فقد أصبح وَجهك أحب الْوُجُوه كلهَا إِلَيّ وَالله مَا كَانَ من دين أبْغض إِلَيّ من دينك فقد أصبح دينك أحب الدَّين كُله إِلَيّ وَالله مَا كَانَ من بلد أبْغض إِلَى من بلدط فقدأصبح الْيَوْم بلدك أحب الْبِلَاد إِلَيّ وَإِن خيلك أخذتني وَأَنا أُرِيد الْعمرَة فَمَا ترى فبشره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأمره أَن يعْتَمر فَلَمَّا قدم مَكَّة قَالَ لَهُ قَائِل صبوت قَالَ لَا وَلَكِنِّي أسلمت مَعَ مُحَمَّد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ثمَّ بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عكاشة بن مُحصن الْأَسدي سَرِيَّة الْغَمْر فَنَذر بِهِ الْقَوْم فَهَرَبُوا فَنزل على مِيَاههمْ وَبعث الطَّلَائِع فأصبوا عينا فدلهم على مَا شيتهم فساقوا مائتى بَعِيرًا إِلَى الْمَدِينَة
ثمَّ كسفت الشَّمْس فصلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم صَلَاة(1/282)
الْكُسُوف وَقَالَ إِن الشَّمْس وَالْقَمَر لَا ينكسفان لمَوْت أحد وَلَا لِحَيَاتِهِ فَإِذا رأيتموهما فصلوا
وَبعث رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا عُبَيْدَة بن الْجراح إِلَى ذِي الْقِصَّة وَهِي بِلَاد بني ثَعْلَبَة وأنمار فصلوا الْمغرب وَخرج أَبُو عُبَيْدَة فِي أَرْبَعِينَ رجلا فَسَارُوا ليلتهم حَتَّى أَتَوا ذَا الْقِصَّة عِنْد الصُّبْح فَأَغَارُوا عَلَيْهِم وهربوا فِي الْجبَال ثمَّ قدمُوا الْمَدِينَة فَخمس رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْغَنِيمَة وَقسم مَا بَقِي على أَصْحَابه
ثمَّ بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَمَّد بْن مسلمة إِلَى ذِي الْقِصَّة فِي عشرَة أنفس فَخرج مائَة من الْمُشْركين فكمنوا فَلَمَّا نَام الْمُسلمُونَ خَرجُوا عَلَيْهِم فَقَتَلُوهُمْ وانفلت مُحَمَّد بن مسلمة جريحا وَحده ثمَّ بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زيد بْن حَارِثَة إِلَى نبى سليم بالجموم(1/283)
فَأصَاب نعما وساء وأسراء ثمَّ سبق رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَين الْخَيل فَكَانَ أول سباق بِالْمَدِينَةِ ثمَّ سبق فِي الْخُف فَكَانَت العضباء لَا تسبق فجَاء أَعْرَابِي على قعُود لَهُ فسبقه فشق ذَلِك على الْمُسلمين فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حق على الله أَن لَا يرْتَفع شَيْء فِي الدُّنْيَا إِلَّا وَضعه
ثمَّ بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زيد بن حَارِثَة سَرِيَّة إِلَى الطّرف إِلَى بني ثَعْلَبَة فِي خَمْسَة رجلا فتحس الْأَعْرَاب أَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَار إِلَيْهِم فَانْهَزَمُوا وَأصَاب الْمُسلمُونَ عشْرين بَعِيرًا من نعمهم وَرَجَعُوا إِلَى الْمَدِينَة
ثمَّ بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْضا زيد بن حَارِثَة إِلَى الْعيص فَأسر جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْعَاصِ بن الرّبيع فَاسْتَجَارَ بِزَيْنَب بنت(1/284)
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَجَارَتْهُ
ثمَّ بعث رَسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم زيدا أَيْضا إِلَى حسمى فَرجع مِنْهَا بنعم وَسبي
ثمَّ تزوج عمر بن الْخطاب جميلَة بنت ثَابت بن أبي الأقلح وَهِي أُخْت عَاصِم بْن ثَابت بْن أبي الأقلح فولد لَهُ مِنْهَا عَاصِم بن عمر فَطلقهَا عمر فَتزَوج بهَا بعده زيد بن حَارِثَة فولد لَهُ عبد الرَّحْمَن بن زيد فَهُوَ أَخُو عَاصِم ابْن عمر لأمه
ثمَّ كَانَت سَرِيَّة على بنأبى طَالب رَضِي الله عَنهُ إِلَى فدك فِي مائَة رجل إِلَى حَيّ من بني سعد بن بكر
ثمَّ كَانَت سَرِيَّة عبد الرَّحْمَن بن عَوْف إِلَى دومة الجندل فعممه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِيَدِهِ وَقَالَ إِن أطاعوا الله فَتزَوج ابْنة ملكهم فَأسلم الْقَوْم فَتزَوج عبد الرَّحْمَن تماضر بنت الْأصْبع وَكَانَ أَبوهَا ملكهم
ثمَّ بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف فِي ثَلَاثَة أنفس لينْظر إِلَى خَيْبَر وَمَا عَلَيْهَا أَهلهَا فَمضى وجاؤا إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم بالْخبر(1/285)
ثمَّ أجدب النَّاس جدبا شَدِيدا فِي أول شهر رَمَضَان فَخرج رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَسْقِي بهم فصلى رَكْعَتَيْنِ وجهر بِالْقِرَاءَةِ ثمَّ اسْتقْبل الْقبْلَة وحول رِدَاءَهُ
ثمَّ بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زيد بن حَارِثَة سَرِيَّة إِلَى أم قرى فسبى سَلمَة بن الْأَكْوَع وَزيد بن حَارِثَة بنت مَالك بن حُذَيْفَة وجدهَا فِي بَيت من بيوتها وَأمّهَا أم قرفة وَهِي فَاطِمَة بنت ربيعَة بن بدر
ثمَّ خرج رَسُول اله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بني لحيان حَتَّى بلغ أمج وَبَين أمج وَعُسْفَان بلد لَهُم يُقَال لَهُ ساية فَوَجَدَهُمْ قد حذروا وتمنعوا فِي رُؤْس الْجبَال فَلَمَّا رأى رَسُول الله صلى الله لعيه وَسلم أَنه قد(1/286)
أخطأهم خرج فِي مِائَتي رَاكب من الْمُسلمين وَهُوَ صَائِم وهم صوام حَتَّى بلغ عسفان وَبلغ كرَاع الغميم فَأفْطر وَأفْطر الْمُسلمُونَ مَعَه ثمَّ رَجَعَ وَلم يركيدا وَجعل يَقُول فى رُجُوعه آئبون تائبون عَابِدُونَ ولربنا حامدون أعوذ بِاللَّه من وعثاء السّفر وكآبة المنقلب والحور بعد الكور وَسُوء المنظر فِي الْأَهْل وَالْمَال وَالْولد
فَلَمَّا قدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَة وَأقَام أَيَّامًا أغار عُيَيْنَة بن حصن بن حُذَيْفَة بن بدر الغزاري فِي خيل من غطفان على لقاح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْغَابَةِ وفيهَا رجل من بني غفار وَامْرَأَة فَقتلُوا الرجل وَاحْتَملُوا الْمَرْأَة واللقاح فَخرج رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَثَرهم حَتَّى بلغ ذَا قرد واستخلف على الْمَدِينَة ابْن أم مَكْتُوم وتلاحق بِهِ النَّاس وَأقَام رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذِي قرد يَوْمًا وَلَيْلَة وَصلى بهم صَلَاة الْخَوْف ثمَّ رَجَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَافِلًا إِلَى الْمَدِينَة وانقلب عُيَيْنَة بِمن مَعَه وَكَانَت سرح الْمُسلمين بِالْمَدِينَةِ بِذِي قرد فَقدم ثَمَانِيَة نفر من عرينة فأسلموا فبعثهم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى السَّرْح فَشَرِبُوا من أَلْبَانهَا وَأَبْوَالهَا فَلَمَّا صحوا(1/287)
قتلوا الرَّاعِي وَاسْتَاقُوا الْإِبِل فَبعث النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَلَبهمْ كرز بن جَابر الفِهري سَرِيَّة فِي شَوَّال فِي عشْرين رَاكِبًا مَعَهم قائفا فأحدقوا بهم حَتَّى أخذوهم وجاؤا بهم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانُوا قد ارْتَدُّوا وَقَطعُوا أَيدي الرُّعَاة وأرجلهم وسملوا أَعينهم كَمَا أَمر بِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وطرحوا فِي الْحرَّة يستقون فَلَا يُسقون
ثمَّ غزا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَة بني المصطلق وَذَلِكَ أَنه لبغه أَن بني المصطلق تجمعُوا وَقَائِدهمْ الْحَارِث بن أبي ضرار أَبُو جوَيْرِية بنت الحاى ث فَلَمَّا سمع بهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج إِلَيْهِم حَتَّى لَقِيَهُمْ على مَاء من مِيَاههمْ يُقَال لَهُ الْمُريْسِيع من نَاحيَة قديد إِلَى السَّاحِل فتزاحف النَّاس واقتتلوا فَهزمَ الله بني المصطلق وَقتل من قتل مِنْهُم وَنفل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْنَاءَهُم ونساءهم وَأَمْوَالهمْ لما قسم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَايَا بني المصطلق وَقعت جوَيْرِية بنت الْحَارِث فِي سهم لِثَابِت بن قيس بن الشماس أَو لِابْنِ عَم لَهُ فكاتبته على نَفسهَا وَكَانَت امْرَأَة حلوة لَا يَرَاهَا أحد إِلَّا أخذت بِنَفسِهِ فَأَتَت رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تستعينه فِي كتَابَتهَا فَقَالَت يارسول الله أَنا جوَيْرِية بنت الْحَارِث بن أبي ضرار سيد قومه وَقد أصابني من الْبلَاء مَا لم يخف(1/288)
عَلَيْك فَوَقَعت فِي سهم لِثَابِت بن قيس بن الشماس أَو لِابْنِ عَم لَهُ فكاتبته على نَفسِي فجئتك أستعينك على كتابتي قَالَ وَهل لكفى خير من ذَلِك قَالَت وَمَا هُوَ يارسول الله قَالَ أَقْْضِي كتابتك وأتزوجك قَالَت نعم يَا رَسُول الله قَالَ فعلت وَخرج الْخَبَر إِلَى النَّاس أَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوج جوَيْرِية بنت الْحَارِث فَقَالَ النَّاس أَصْهَار رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأرسلوا مَا بِأَيْدِيهِم فَلَقَد أعتق وَأطلق بتزويجه إِيَّاهَا مائَة أهل بَيت من بني المصطلق فَمَا كَانَت امْرَأَة أعظم بركَة على قَومهَا مِنْهَا
ثمَّ أقبل رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيد الْمَدِينَة وَكَانَت عَائِشَة تحمل فِي هودج فنزلوا منزلا فمشت عَائِشَة لحاجتها حَتَّى جَاوَزت الْجَيْش فَلَمَّا قَضَت شَأْنهَا أَقبلت إِلَى رَحلهَا فَإِذا عقد لَهَا من جزع ظفار قد انْقَطع فَرَجَعت تلتمس عقدهَا وحبسها ابتغاؤه فَأذن بالرحيل وَأَقْبل الرَّهْط الَّذين كَانُوا يرحلونها فاحتملوا هودجها على بَعِيرهَا الَّذِي كَانَت تركب عَلَيْهِ وهم يحسبون أَنَّهَا فِيهِ وَكَانَت النِّسَاء إِذْ ذَاك خفايا وَسَارُوا فَرَجَعت عَائِشَة(1/289)
بعد مَا رَحل الْجَيْش فَجَاءَت مَنَازِلهمْ فَإِذا لَيْسَ بهَا دَاع وَلَا مُجيب فأمت منزلهَا الَّتِي كَانَت فِيهِ وَعلمت أَنهم سيفقدونها فَبينا هُوَ جالسة إِذْ غلبت عينهَا عَلَيْهَا وَكَانَ صَفْوَان بن الْمُعَطل السّلمِيّ من وَرَاء الْجَيْش فأدلج فَأصْبح عِنْد منزلهَا فَرَأى سَواد إِنْسَان نَائِم فعرفها حِين رَآهَا وَكَانَ رَآهَا قبل أَن ينزل الْحجاب فاستيقطت عَائِشَة باسترجاعه حِين عرفهَا فخمرت عَائِشَة وَجههَا بجلبابها وَمَا كلمها حَتَّى أَنَاخَ رَاحِلَته فوطىء على يَدهَا فَقَامَتْ إِلَيْهِ فأركبها وَانْطَلق يَقُود الرَّاحِلَة حَتَّى أَتَى الْجَيْش فَوَجَدَهُمْ موغرين فِي نحر الظهيرة فَهَلَك فِيهَا من هلك وَكَانَ الَّذِي كبره عبد الله بن أَبى بن سلول فَلَمَّا قدمُوا الْمَدِينَة لَبِثت عَائِشَة شهرا وَالنَّاس يَخُوضُونَ فِي قَول أَصْحَاب الْإِفْك وَهِي لَا تشعر بِشَيْء من ذَلِك فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِيهَا فَيسلم عَلَيْهَا وَيَقُول كَيفَ تيكم وينصرف وَكَانَ ترَاهَا ذَلِك من(1/290)
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخرجت ذَات لَيْلَة مَعَ أم مسطح قبل المناصع وَكَانَت متبرزهم قبل أَن تتَّخذ الكنف فَلَمَّا فرغتا من شَأْنهمَا عثرت أم مسطح فِي مرْطهَا فَقَالَت تعس مسطح فَقَالَت لَهَا عَائِشَة بءس مَا تَقُولِينَ تسبين رجلا من أهل بدر فَقَالَت أَي هنتاه ألم تسمعي مَا قَالَ قَالَت عَائِشَة لَا فَأَخْبَرتهَا بقول أهل الْإِفْك فازدادت مَرضا فَلَمَّا دخل عَلَيْهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَت ائْذَنْ لي أَن آتى إِلَى أبوى أذن لَهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَت يَا أبتاه مَاذَا يتحدث النَّاس قَالَ يَا بِنْتي هوني عَلَيْك فوَاللَّه لقل مَا كَانَت امْرَأَة قطّ عِنْد رجل يُحِبهَا لَهَا ضرار إِلَّا أكثرن علها فَبَكَتْ تِلْكَ اللَّيْلَة حَتَّى أَصبَحت لَا يرقأ لَهَا دمع وَلَا تكتحل بنوم فَلَمَّا أصبح دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليا وَأُسَامَة بن زيد حِين استلبث الْوَحْي يستشيرهما فِي فِرَاق أَهله فَأَما أُسَامَة فَأَشَارَ على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالَّذِي يعلم من بَرَاءَة أَهله وَقَالَ أهلك لانعلم إِلَّا خيرا وَأما على قفال يَا رَسُول الله(1/291)
لم يضيق الله عَلَيْك وَالنِّسَاء سواهَا كثير وسل الْجَارِيَة تصدقك فَدَعَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم بريرى فَقَالَ أَي بَرِيرَة هَل رَأَيْت من أَهلِي شَيْئا يريبك قَالَت بَرِيرَة وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ مَا رَأَيْت عَلَيْهَا شَيْئا قطّ أغمضه عَلَيْهَا أَكثر من أَنَّهَا جَارِيَة حَدِيثَة السن تنام عَن عجين فتأتي الدَّاجِن فتأكله فَقَامَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من يَوْمه واستعذر من عبد الله بن أبي ابْن سلول وَهُوَ على الْمِنْبَر فَقَالَ يَا معشر الْمُسلمين من يعذرني من رجل قد بَلغنِي أَذَاهُ فِي أَهلِي وَالله مَا علمت على أَهلِي إِلَّا خيرا وَلَقَد ذكرُوا رجلا مَا علمت عَلَيْهِ إِلَّا خيرا وَمَا يدْخل على أَهلِي إِلَّا معي فَقَالَ أسيد بن حضير يَا رَسُول الله أَنا أعذر مِنْهُ فَإِن كَانَ من الْأَوْس ضربت عُنُقه وَإِن كَانَ من إِخْوَاننَا من الْخَزْرَج أمرتنا فَفَعَلْنَا أَمرك وَكَاد أَن يكون بَين الْأَوْس والخزرج قتال بِهَذِهِ(1/292)
الْكَلِمَة فَلم يزل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخفضهم حَتَّى سكتوا وبكت عَائِشَة يَوْمهَا ذَلِك كُله فَبين أبواها جالسين عِنْدهَا وهى تبكى إِذا اسْتَأْذَنت عَلَيْهَا امْرَأَة من الْأَنْصَار فَأَذنت لَهَا فَجَلَست تبْكي مَعهَا ثمَّ دخل رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم فَسلم ثمَّ جلس ثمَّ تشهد حِين جلس ثمَّ قَالَ أما بعد يَا عَائِشَة فَإِنَّهُ بَلغنِي عَنْك كَذَا وَكَذَا فَإِن كنت بريئة فسيبرئك الله وَإِن كنت أَلممْت بذنب فاستغفري الله وتوبي إِلَيْهِ فَإِن العَبْد إِذا اعْترف ثمَّ تَابَ الله عَلَيْهِ فَلَمَّا قضى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مقَالَته قلص دمعي حَتَّى مَا أحسست مِنْهَا بقطرة وَقَالَت(1/293)
لأَبِيهَا أجب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا قَالَ فَقَالَ أَبُو بكر وَالله مَا أَدْرِي مَا أَقُول فَقَالَت لأمها أجيبي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا قَالَ قَالَت وَالله مَا أَدْرِي مَا أَقُول فَقَالَت عَائِشَة إِنِّي وَالله لقد لعمت أَنكُمْ سَمِعْتُمْ هَذَا الحَدِيث حَتَّى اسْتَقر فِي نفوسكم وصدقتم فَلَو قلت لكم إنى بريئة لاتصدقونى بذلك وَإِن اعْترفت لكم بِأَمْر وَالله يعلم أَنِّي مِنْهُ بريئة لَا تصدقوني وَالله مَا أجد لي وَلكم مثلا إِلَّا مَا قَالَ أَبُو يُوسُف فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَان على مَا تصفون ثمَّ تحولت عَائِشَة واضطجعت على فراشها فَمَا رَاح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا خرج أحد من الْبَيْت حَتَّى أنزل عَلَيْهِ الْوَحْي فَأَخذه مَا كَانَ يَأْخُذهُ من الرحضاء حَتَّى إِنَّه ينحدر مِنْهُ الْعرق مثل الجمان وَهُوَ فِي يَوْم شات من ثقل القَوْل الَّذِي أنزل عَلَيْهِ فسرى عَن رَسُول اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأَبِيهَا أجب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا قَالَ فَقَالَ أَبُو بكر وَالله مَا أَدْرِي مَا أَقُول فَقَالَت لأمها أجيبي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا قَالَ قَالَت وَالله مَا أَدْرِي مَا أَقُول فَقَالَت عَائِشَة إِنِّي وَالله لقد لعمت أَنكُمْ سَمِعْتُمْ هَذَا الحَدِيث حَتَّى اسْتَقر فِي نفوسكم وصدقتم فَلَو قلت لكم إنى بريئة لاتصدقونى بذلك وَإِن اعْترفت لكم بِأَمْر وَالله يعلم أَنِّي مِنْهُ بريئة لَا تصدقوني وَالله مَا أجد لي وَلكم مثلا إِلَّا مَا قَالَ أَبُو يُوسُف فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَان على مَا تصفون ثمَّ تحولت عَائِشَة واضطجعت على فراشها فَمَا رَاح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا خرج أحد من الْبَيْت حَتَّى أنزل عَلَيْهِ الْوَحْي فَأَخذه مَا كَانَ يَأْخُذهُ من الرحضاء حَتَّى إِنَّه ينحدر مِنْهُ الْعرق مثل الجمان وَهُوَ فِي يَوْم شات من ثقل القَوْل الَّذِي أنزل عَلَيْهِ فسرى عَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يضْحك فَكَانَ أول كلمة تكلم بهَا أَن قَالَ لَهَا يَا عَائِشَة أما وَالله فقد برأك فَقَالَت لَهَا أمهَا قومِي إِلَيْهِ فَقَالَت لَا وَالله مَا أقوم وَإِنِّي لَا أَحْمد إِلَّا الله وَأنزل الله ان الَّذين جاؤا بالإفك عصبَة إِلَى تَمام الْعشْر الْآيَات فَلَمَّا أنزل الله هَذِه الْآيَات فَلَمَّا أنزل الله هَذِه الْآيَات قَالَ أَبُو بكر وَكَانَ(1/294)
ينْفق على مسطح بن أَثَاثَة لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ وَفَقره وَالله لَا أنْفق على مسطح شَيْئا بعد الَّذِي قَالَ لعَائِشَة فَأنْزل الله وَلَا ياتل اولوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا اولى الْقُرْبَى الْآيَة فَقَالَ أَبُو بكر الصّديق يارسول الله وَالله إِنِّي لأحب أَن يغْفر الله لي فَرجع إِلَى مسطح بِالنَّفَقَةِ الَّتِي كَانَ ينْفق عَلَيْهِ وَقَالَ لَا أنتزعها مِنْهُ أبدا وَقد قيل إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حد أَصْحَاب الْإِفْك الَّذين رموا عَائِشَة فِيمَا رَوَاهُ
(ثمَّ كَانَت غَزْوَة الْحُدَيْبِيَة)
خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ ألف وَثَمَانمِائَة رجل وَسَبْعُونَ بَدَنَة فَأحْرم رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم وَمن مَعَه من(1/295)
ذِي الحليفة واستخلف على الْمَدِينَة ابْن أم مَكْتُوم وسَاق أَبُو بكر بدنا وَطَلْحَة بدنا وَسعد بن عبَادَة بدنا فَلَمَّا بلغ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدِير عسقان ذَات الأشطاط لقِيه بسر بن سُفْيَان الكعبي فَقَالَ يَا رَسُول الله هَذِه قُرَيْش سَمِعت بك وَخرجت قد لبسوا جُلُود النمور يعاهدون الله أَن لَا تدْخلهَا عَلَيْهِم أبدا وَهَذَا خَالِد بن الْوَلِيد فِي خيلهم قد قدموها إِلَى كرَاع الغميم فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا وَيْح قِرْش لقد أكلتهم الْحَرْب مَاذَا أَرَادوا وَإِن أظهرني الله عَلَيْهِم دخلُوا فِي الْإِسْلَام وآووني وَوَاللَّه لأأزال أجاهد على الَّذِي بَعَثَنِي الله عَلَيْهِ حَتَّى يظهرني الله ثمَّ أَمر النَّاس فسلكوا ذَات الْيَمين بَين ظَهْري الحمض على طَرِيق يُخرجهُ على ثنية المرار مهبط الْحُدَيْبِيَة فَلَمَّا بلغ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم(1/296)
ثنية المرار بَركت نَاقَته فَقَالُوا خلأت الْقَصْوَاء فَقَالَ مَا خلأت الْقَصْوَاء وَمَا هُوَ لَهَا بِخلق وَلَكِن حَبسهَا حَابِس الْفِيل عَن مَكَّة وَالله لَا يدعوني قُرَيْش الْيَوْم إِلَى خطة يَسْأَلُونِي فِيهَا صلَة الرَّحِم إِلَّا أَعطيتهم إِيَّاهَا ثمَّ قَالَ للنَّاس انزلوا فَقَالُوا يارسول الله مَا بالوادي مَا ينزل عَلَيْهِ النَّاس فَأخْرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَهْما من كِنَانَته فَأعْطَاهُ رجلا من أَصْحَابه فَنزل فِي قليب من تِلْكَ الْقلب فغرزه فِي جَوْفه فجأش بِالرَّوَاءِ حَتَّى ضرب النَّاس بِعَطَن فَلَمَّا اطْمَأَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ بديل بن وَرْقَاء فِي رجال من خُزَاعَة فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَقَوْلِه لشر بن سُفْيَان فَرَجَعُوا إِلَى قُرَيْش فَقَالُوا يَا معشر قُرَيْش إِنَّكُم تعجلون على مُحَمَّد إِن مُحَمَّدًا لم يَأْتِ لقِتَال إِنَّمَا جَاءَ زَائِرًا لهَذَا الْبَيْت فَقَالُوا وَإِن جَاءَ لذَلِك فَلَا وَالله لَا يدخلهَا علينا عنْوَة وَلَا تَتَحَدَّث بذلك الْعَرَب ثمَّ بعثوا مكرز بن حَفْص بن الْأَحْنَف أحد بني عَامر بن لؤَي فَلَمَّا رَآهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وسمل قَالَ هَذَا رجل غادر فَلَمَّا انْتهى إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلمه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لنَحْو مَا كلم بِهِ أَصْحَابه فَرجع إِلَى قُرَيْش وَأخْبرهمْ بذلك فبعثوا إِلَيْهِ الْحُلَيْس بن عَلْقَمَة الْكِنَانِي وَهُوَ يَوْمئِذٍ سيد الْأَحَابِيش(1/297)
فَلَمَّا رَآهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِن هَذَا من قوم يتألهون فَابْعَثُوا الْهَدْي فِي وَجهه فَلَمَّا رأى الْهَدْي يسير عَلَيْهِ من عرض الْوَادي فِي قلائده قد أكل أوباره من طول الْحَبْس رَجَعَ إِلَى قُرَيْش فَقَالَ يَا معشر قُرَيْش قد رَأَيْت مَالا يحل صد الْهَدْي فِي قلائده قد أكل أوباره من طول الْحَبْس عَن مَحَله فَقَالُوا اجْلِسْ لَا علم لَك وَبعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرَاش بن أُميَّة الْخُزَاعِيّ إِلَى مَكَّة وَحمله على جمل يُقَال لَهُ الثَّعْلَب فَلَمَّا دخل مَكَّة أَرَادَ قُرَيْش قَتله فَمَنعه الْأَحَابِيش حَتَّى أَتَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمر بن الْخطاب ليَبْعَث إِلَى مَكَّة فَقَالَ يَا رَسُول الله إِنِّي أَخَاف قُريْشًا على نَفسِي وَلَيْسَ لي بهَا من بني عدي بن كَعْب أحد يَمْنعنِي(1/298)
وَقد عرفت قُرَيْش عَدَاوَتِي إِيَّاهَا وَغِلْظَتِي عَلَيْهَا وَلَكِن أدلك على رجل أعز بهَا مني عُثْمَان بن عَفَّان فَدَعَاهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَعثه إِلَى قُرَيْش ليخبرهم أَنه لم يَأْتِ لِحَرْب وَإِنَّمَا جَاءَ زَائِرًا لهَذَا الْبَيْت مُعظما لِحُرْمَتِهِ فَخرج عُثْمَان بن عَفَّان حَتَّى أَتَى مَكَّة فَلَقِيَهُ أبان بن سعيد بن الْعَاصِ فَنزل عَن دَابَّته وَحمله بَين يَدَيْهِ وَأَجَارَهُ حَتَّى بلغ رِسَالَة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَانْطَلق حَتَّى أَتَى أَبَا سُفْيَان وَعُظَمَاء قُرَيْش فَبلغ عَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أرْسلهُ بِهِ فَقَالُوا لعُثْمَان إِن شِئْت أَن تَطوف بِالْبَيْتِ فَطُفْ بِهِ فَقَالَ عُثْمَان مَا كنت لأَفْعَل حَتَّى يطوف بِهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ رَجَعَ عُثْمَان(1/299)
وَبعث قُرَيْش سُهَيْل بن عَمْرو أحد بنى عَامر بن لوئ وَقَالُوا ائْتِ مُحَمَّدًا وَصَالَحَهُ وَلَا يكون فِي صلحه إِلَّا أَن يرجع عَنَّا عَامه هَذَا فوَاللَّه لاتتحدث الْعَرَب أَنه دَخلهَا علينا عنْوَة أبدا فَأتى سُهَيْل بن عَمْرو فَلَمَّا رَآهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ قد أَرَادَ الْقَوْم الصُّلْح حَتَّى بعثوا هَذَا الرجل فَلَمَّا انْتهى إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تكلم فَأطَال الْكَلَام وتراجعا ثمَّ جرى بَينهمَا الصُّلْح فَلَمَّا التأم الْأَمر ويمل يبْق إِلَّا الْكتاب وثب عمر فَقَالَ يارسول الله أَلَسْت برَسُول الله أَو لسنا بِالْمُسْلِمين أَو لَيْسُوا بالمشركين قَالَ بلَى قَالَ فَلم نعطى الدنية فِي ديننَا قَالَ أَنا عبد الله وَرَسُوله ثمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَليّ بن أبي طَالب فَقَالَ اكْتُبْ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم فَقَالَ سُهَيْل لَا أعرف هَذَا وَلَكِن اكْتُبْ بِاسْمِك اللَّهُمَّ وَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم(1/300)
اكْتُبْ بِاسْمِك اللَّهُمَّ هَذَا مَا صَالح عَلَيْهِ مُحَمَّد رَسُول الله وَسُهيْل ابْن عَمْرو فَقَالَ لَو شهِدت أَنَّك رَسُول الله لم أقاتلك وَلَكِن اكْتُبْ مُحَمَّد بن عبد الله اسْمك وَاسم أَبِيك فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اكْتُبْ مُحَمَّد بن عبد الله وَسُهيْل بن عَمْرو فَكتب مُحَمَّد ابْن عبد الله هَذَا مَا صَالح عَلَيْهِ مُحَمَّد بن عبد الله وَسُهيْل بن عَمْرو على وضع الْحَرْب عشر سِنِين يَأْمَن بِهَذَا النَّاس ويكف بَعضهم عَن بعض على أَنه من أَتَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أَصْحَابهم بِغَيْر إِذن وليه رده عَلَيْهِم وَمن جَاءَ قُريْشًا مِمَّن مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يردوه وَأَنه لَا أسلال وَلَا أغلال فَلَمَّا فرغ(1/301)
من الْكتاب وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي الْحرم وَهُوَ مُضْطَرب فِي الْحل قَامَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا أَيهَا النَّاس انحروا واحلقوا فَمَا قَامَ رجل من الْمُسلمين فَدخل رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسمل على أم سَلمَة فَقَالَ يَا أم سَلمَة مَا شَأْن النَّاس قَالَت لَهُ يَا رَسُول الله قد أحل بهم مَا رَأَيْت كَأَنَّهُمْ كَرهُوا الصُّلْح فاعمد(1/302)
إِلَى هديك حَيْثُ كَانَ وانحر واحلقفانك لَو فعلت ذَلِك فعلوا فَخرج رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يكلم أحدا حَتَّى أَتَى هَدْيه فنحرها ثمَّ جلس فحلق فَقَامَ النَّاس ينحرون ويحلقون فحلق رجال مِنْهُم وَقصر آخَرُونَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يرحم الله المحلقين قَالُوا يارسول الله والمقصرين قَالَ والمقصرين قَالُوا مَا بَال المحلقين يَا رَسُول الله ذكرت لَهُم الترحم قَالَ لأَنهم لم يشكوا أَمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبيعَة على النَّاس تَحت الشَّجَرَة هُنَاكَ أَن لَا يَفروا فَبَايعهُ النَّاس كلهم غير الْجد بن قيس اخْتَبَأَ تَحت إبط بعيره فَذَلِك قَول الله عز وَجل إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحت الشَّجَرَة وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لن يدْخل النَّار أحد شهد بَدْرًا والحديبة
ثمَّ انْصَرف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذا كَانَ بَين مَكَّة وَالْمَدينَة فِي وسط الطَّرِيق نزلت عَلَيْهِ سُورَة الْفَتْح إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا إِلَى آخر السُّورَة فَمَا فتح فِي الْإِسْلَام فتح أعظم من نزُول هَذِه السُّورَة
ثمَّ قدم رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة وَكَانَت الْهُدْنَة(1/303)
وضعت الْحَرْب أَوزَارهَا وَأمن النَّاس كلهم بَعضهم بَعْضنَا واستفاضوا وَلَا يكلم أحد بِالْإِسْلَامِ يعقل عَنهُ إِلَّا دحل فِيهِ حَتَّى دخل فِيهِ فِي تِلْكَ السّنة من الْمُسلمين قَرِيبا مِمَّا كَانَ قبل ذَلِك وَفِي هَذِه الْعمرَة أصَاب(1/304)
كَعْب بن عجْرَة أَذَى فِي رَأسه فَأمره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن يحلق ويذبح شَاة ويصوم ثَلَاثَة أَيَّام أَو يطعم يتت مَسَاكِين لكل مِسْكين مَدين وَأهْدى الصعب بن جثامة إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجل حمَار وَحش فَرده وَقَالَ لم نرده وَلَكنَّا حرم
وَفِي هَذِه الْعمرَة صلى بهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْح فِي إثى سَمَاء فِي الْحُدَيْبِيَة فَلَمَّا انْصَرف أقبل عَلَيْهِم بِوَجْهِهِ فَقَالَ أَتَدْرُونَ(1/305)
ماقال ربكُم قَالُوا الله وَرَسُوله أعلم قَاتل يَقُول أصبح من عبَادي مُؤمن بِي وَكَافِر بِي فَأَما من قَالَ مُطِرْنَا بِفضل الله وَرَحمته فَذَلِك مُؤمن بِي كَافِر بالكوكب وَأما من قَالَ مُطِرْنَا بِنَوْء كَذَا كَذَا وَكَذَا فَذَلِك كَافِر بنى مُؤمن بالكوكب
وَفِي هَذِه الْعمرَة أصَاب النَّاس عَطش شَدِيد فحبسوا فَوضع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَده فِي الركوة فثار المَاء مثل الْعُيُون فتوضؤا مِنْهَا وَرووا
(ثمَّ غزا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَة ذِي قرد)
خرج سَلمَة بن الْأَكْوَع وَمَعَهُ غُلَام لَهُ يُقَال لَهُ رَبَاح مَعَ الْإِبِل(1/306)
فَلَمَّا كَانَ بِغَلَس أغار عبد الرَّحْمَن بن عُيَيْنَة على إبل رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقتل راعيها وَجعل ينظر فِي أنَاس مَعَه فِي خيل فَقَالَ سَلمَة لرباح اركب هَذَا الْفرس وَأخْبر رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قد أغيرعلى سرحه ثمَّ قَامَ سَلمَة على تل وَجعل وَجهه قبل الْمَدِينَة ثمَّ نادة ثَلَاث مَرَّات وَكَانَ صيتًا يَا صَبَاحَاه ثمَّ أتبع الْقَوْم وَمَعَهُ سَيْفه ونبله فَجعل يرميهم وَذَلِكَ حِين كثر الشّجر فَإِذا كرّ عَلَيْهِ الْفَارِس جلس لَهُ فِي أصل شَجَرَة ثمَّ رَمَاه وَلَا يظفر بِفَارِس إِلَّا عقر فرسه فَجعل يَرْمِي وَيَقُول
(أَنا ابْن الْأَكْوَع ... وَالْيَوْم يَوْم الرضع) وَإِذا كَانَ كثر الشّجر رشقهم بالنيل فاذا تضايقت(1/307)
الشَّجَرَة علا الْجَبَل وَرَمَاهُمْ بِالْحِجَارَةِ فَمَا زَالَ ذَلِك دأبه ودأبهم يرتجز حَتَّى مَا بَقِي من ظهر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا استنقذه من أَيْديهم وَخَلفه وَرَاء ظَهره ثمَّ لم يزل يرميهم حَتَّى طرحوا أَكثر من ثَلَاثِينَ بردة يستخفون بهَا فَكلما ألقوا شَيْئا جمع عَلَيْهِ سَلمَة فَلَمَّا اشْتَدَّ الضُّحَى أَتَاهُم عُيَيْنَة بن حصن بن بدر الغزارى مُمِدًّا لَهُم وهم فِي ثنية ضيقَة فِي علوة الْجَبَل فَقَالَ لَهُم مَا هَذَا الَّذِي أرى قَالُوا لقد لَقينَا من هَذَا يعنون سَلمَة مَا فارقنا مُنْذُ سحر حَتَّى الْآن وَأخذ كل شَيْء من أَيْدِينَا وَخَلفه وَرَاء فَقَالَ عُيَيْنَة لَوْلَا أَن هَذَا يرى وَرَاءه طلبا لقد ترككم فَليقمْ ترككم فَليقمْ إِلَيْهِ نفر مِنْكُم فَقَامَ إِلَيْهِ نفر مِنْهُم أَرْبَعَة وصعدوا فِي الْجَبَل فَقَالَ لَهُم سَلمَة أتعرفونى قَالَ وَمن أَنْت قَالَ ابْن الْأَكْوَع وَالَّذِي كرم وَجه مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يطلبني رجل مِنْكُم فيدركني وَلَا أطلبه فيفوتني فَبينا سَلمَة يخاطبهم إِذْ نظر فَرَأى أَصْحَاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَحِقُوا يتخللون الشّجر وَإِذا أَوَّلهمْ الأخرم الأسدى وعَلى(1/308)
أَثَره أَبُو قَتَادَة وعَلى أَثَره الْمِقْدَاد الْكِنْدِيّ فولى الْمُشْركُونَ مُدبرين فَنزل سَلمَة من الْجَبَل وَقَالَ يَا أخرم حذر الْقَوْم فَإِنِّي لَا آمن أَن يقتطعوك فاتئد حَتَّى يلْحق رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابه قَالَ يَا سَلمَة إِن كنت تؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر وَتعلم أَن الْجنَّة حق وَالنَّار حق فَلَا تحل بيني وَبَين الشَّهَادَة ثمَّ أرْخى عنان فرسه وَلحق بِعَبْد الرَّحْمَن ابْن عُيَيْنَة ويعطف عَلَيْهِ عبد الرَّحْمَن وَاخْتلف بَينهمَا طعنتان فَقتله عبد الرَّحْمَن وتحول عبد الرَّحْمَن على فرس الأخرم فلحق أَبُو قَتَادَة بِعَبْد الرَّحْمَن وَاخْتلف بَينهمَا طعنتان فعقر بأبى قَتَادَة وَقَتله أوقَتَادَة وتحول أَبُو قَتَادَة على فرس الأخرم ثمَّ خرج سَلمَة يعدو فِي أثر الْقَوْم حَتَّى مَا يرى(1/309)
من غُبَار أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَيْئا فَلم يقرب غيبوبة الشَّمْس وَقرب الْمُشْركُونَ من شعب فِيهِ مَاء يُقَال لَهُ ذُو قرد فأرادوا أَن يشْربُوا مِنْهُ فالتفتوا فَأَبْصرُوا سَلمَة وَرَاءَهُمْ فَعَطَفُوا عَن المَاء وشدوا فِي الثَّنية وغربت الشَّمْس فلحق سَلمَة رجل مِنْهُم فَرَمَاهُ بهم قَالَ خُذْهَا
(وَأَنا ابْن الْأَكْوَع ... الْيَوْم يَوْم الرضع)
قَالَ يَا ثكل أمِّياه أكوع بكرَة قلت نعم أَي عَدو نَفسه وَكَانَ الذى رَمَاه بكرَة وَأتبعهُ سهم اآخر فَأثْبت فِيهِ سَهْمَيْنِ وخلفوا فرسين فجَاء بهما يسوقهما ورَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على المَاء الَّذِي خَلفهم عِنْد ذِي قرد وَإِذا بِلَال قد بَحر جزورا مِمَّا خَلفه بسهمه وَهُوَ يشوي لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من كَبِدهَا وسنامها فَقَالَ سَلمَة يَا رَسُول الله خَلِّنِي فأنتخب من أَصْحَابك مائَة رجل وأتبع الْكفَّار(1/310)
حَتَّى لَا يبْقى مِنْهُم مخبر إِلَّا قتلته قَالَ أَكنت فَاعِلا ذَلِك قَالَ نعم وَالَّذِي أكْرم وَجهك فَضَحِك رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه فجَاء رجل من غطفان فَقَالَ مر الْمُشْركُونَ على فلَان الْغَطَفَانِي فَنحر لَهُم جزورا ثمَّ خَرجُوا هرابا فَلَمَّا أصبح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْصَرف إِلَى الْمَدِينَة وَجعل يَقُول خير فرساننا الْيَوْم أوقَتَادَة وَخير رجالتنا سَلمَة فَأعْطى سملة ذَلِك الْيَوْم سهم الراجل والغارس جَمِيعًا
ثمَّ إِن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أردفه وَرَاءه على العضباء فَلَمَّا كَانَ بَينهم وَبَين الْمَدِينَة قريب وَفِي الْقَوْم رجل من الْأَنْصَار كَانَ لَا يسْبق فَجعل ينارى هَل من مسابق أَلا رجل يسابق إِلَى الْمَدِينَة فَقلت يَا رَسُول الله بِأبي أَنْت وَأمي خلنى فلأ سَابق الرجل قَالَ إِن شِئْت قلت أذهب إِلَيْك فطفر عَن رَاحِلَته وثنيت رجْلي فطفرت عَن النَّاقة ثمَّ إنى ربطت عيله شرفا أَو شرفين يَعْنِي استبقيت نَفسِي ثمَّ عدوت حَتَّى لحقته فأصكه بَين كَتفيهِ بيَدي وَقلت سبقت وَالله(1/311)
حَتَّى قدمنَا الْمَدِينَة ثمَّ توفيت أم رُومَان امْرَأَة أبي بكر الصّديق أم عبد الرَّحْمَن وَعَائِشَة فى ذى الْحجَّة(1/312)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
(السّنة السَّابِعَة من الْهِجْرَة)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن حُسَيْن بن قُتَيْبَة نَا بْنِ أَبِي السَّرِيِّ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَن عبيد الله عَن عبد الله عَن بن عَبَّاسٍ حَدَّثَنِي أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ مِنْ فِيهِ إِلَى فِيَّ قَالَ انْطَلَقْتُ فِي الْمُدَّةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَيْنَا أَنَا بِالشَّامِ إِذْ جِيءَ بِكِتَابِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى هِرَقْلَ جَاءَ بِهِ دحْيَة الْكَلْبِيّ فَدفعهُ إِلَى عظم بُصْرَى فَدَفَعَهُ عَظِيمُ بُصْرَى إِلَى هِرقل هَلْ هُنَا أَحَدٌ مِنْ قَوْمِ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ قَالُوا نَعَمْ فَدُعِيتُ فِي نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ فَدَخَلْنَا عَلَى هِرَقْلَ فَأَجْلَسَنَا بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَجْلَسُوا أَصْحَابِي خَلْفِي ثُمَّ دَعَا بِتَرْجُمَانِهِ فَقَالَ قُلْ لَهُمْ إِنِّي سَائِلٌ هَذَا الرَّجُلَ عَنْ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يزْعم أَنه نَبِي(2/1)
فَإِنْ كَذَبَنِي فَكَذِّبُوهُ قَالَ أَبُو سُفْيَان وَالله لَولَا مَخَافَةُ أَنْ يُؤْثِرُوا عَنِّي كَذِبًا لَكَذَبْتُهُ ثُمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ سَلْهُ كَيْفَ حَسَبُهُ فِيكُمْ قُلْتُ هُوَ فِينَا ذُو حَسَبٍ قَالَ فَهَلْ كَانَ من آبَائِهِ من مَالك فَقُلْتُ لَا قَالَ فَهَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ قُلْتُ لَا قَالَ مَنْ يَتْبَعُهُ أَشْرَافُ النَّاسِ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ قَالَ قُلْتُ بَلْ ضُعَفَاؤُهُمْ قَالَ فَهَلْ يَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ قَالَ قُلْتُ بَلْ يَزِيدُونَ قَالَ فَهَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَنْ دِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ سَخْطَةً لَهُ قَالَ قُلْتُ لَا قَالَ فَهَلْ قَاتَلْتُمُوهُ قَالَ قُلْتُ نعم(2/2)
قَالَ فَكَيْفَ كَانَ قِتَالُكُمْ إِيَّاهُ قُلْتُ يَكُونُ الْحَرْبُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ سِجَالا يُصِيبُ مِنَّا وَنُصِيبُ مِنْهُ قَالَ فَهَل يَغْدُو قَالَ قُلْتُ لَا وَنَحْنُ مِنْهُ فِي مُدَّةٍ لَا نَدْرِي مَا هُوَ صَانِعٌ فِيهَا قَالَ وَاللَّهِ فَمَا امكني مِنْ كَلِمَةٍ أُدْخِلُ فِيهَا شَيْئًا غَيْرَ هَذِهِ قَالَ فَهَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ أَحَدٌ قَبْلَهُ قُلْتُ لَا ثُمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ قُلْ لَهُ إِنِّي سَأَلْتُكَ عَنْ حَسَبِهِ فِيكُمْ قُلْتَ إِنَّهُ ذُو حَسَبٍ وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْعَثُ فِي أَحْسَابِ قَوْمِهَا وَسَأَلْتُكَ هَلْ كَانَ فِي آبَائِهِ مُلْكٌ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا فَقُلْتُ إِنْ كَانَ فِي آبَائِهِ مُلْكٌ قُلْتُ رَجُلٌ يَطْلُبُ مُلْكَ آبَائِهِ وَسَأَلْتُكَ عَنْ أَتْبَاعِهِ ضُعَفَاءُ النَّاسِ أَمْ أَشْرَافُهُمْ قُلْتَ بَلْ ضُعَفَاؤُهُمْ وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ وَسَأَلْتُكَ هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ فَزَعَمْتُ أَنْ لَا فَقَدْ عَرَفْتُ أَنَّهُ لم(2/3)
يكن ليَدع الْكَذِبَ عَلَى النَّاسِ فَيَذْهَبَ فَيَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ وَسَأَلْتُكَ هَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَنْ دِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَهُ سَخْطَةً لَهُ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا فَكَذَلِكَ الإِيمَانُ إِذَا خَالَطَ بَشَاشَتُهُ الْقُلُوبَ وَسَأَلْتُكَ هَلْ يَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ فَزَعَمْتَ أَنَّهُمْ يَزِيدُونَ وَكَذَلِكَ أَمْرُ الإِيمَانِ حَتَّى يَتِمَّ وَسَأَلْتُكَ هَلْ قَاتَلْتُمُوهُ فَزَعَمْتَ أَنَّكُمْ قَاتَلْتُمُوهُ فَزَعَمْتَ أَنَّ الْحَرْبَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ سِجَالٌ تَنَالُونَ مِنْهُ وَيَنَالُ مِنْكُمْ وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْتَلَى ثُمَّ تَكُونُ لَهُمُ الْعَاقِبَةُ وَسَأَلْتُكَ هَل يَغْدُو فَزَعَمْتَ أَنْ لَا وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ لَا تَغْدُو وَسَأَلْتُكَ هَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ قَبْلَهُ أَحَدٌ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا فَقُلْتُ لَوْ كَانَ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ أَحَدٌ قَبْلَهُ لَقُلْتُ رَجُلٌ يَأْتَمُّ بِقَوْلٍ قِيلَ قَبْلَهُ ثُمَّ سَأَلْتُكَ بِمَا يَأْمُرُكُمْ قُلْتَ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّلَةِ وَالْعَفَافِ قَالَ إِنْ يَكُنْ مَا تَقُولُ فِيهِ فَإِنَّهُ نَبِيٌّ وَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ خَارِجٌ وَلَمْ أَكُنْ أَظُنُّ أَنَّهُ مِنْكُم(2/4)
وَلَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَنِّي أَخْلُصُ إِلَيْهِ لأَحْبَبْتُ لِقَاءَهُ وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَغَسَلْتُ عَنْ قَدَمَيْهِ وَلَيَبْلُغَنَّ مُلْكُهُ مَا تَحْتَ قَدَمَيَّ فَقَالَ ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَرَأَهُ فَإِذَا فِيهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى هِرَقْلَ مَلِكِ الرُّومِ سَلامٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الإِسْلامِ أَسْلِمْ تَسْلَمْ وَأَسْلِمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْم الأريسين ويآهل الْكتب تَعَالَوْا إِلَى قَوْلِهِ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَةِ الْكِتَابِ ارْتَفَعت الْأَصْوَات عِنْده وَكثر اللغظ وَأَمَرَ بِنَا فَأُخْرِجْنَا فَمَا زِلْتُ مُوقِنًا بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيَظْهَرُ حَتَّى أَدخل الله على الْإِسْلَام(2/5)
قَالَ فِي أول هَذِه السّنة كتب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُلُوك وَبعث إِلَيْهِم يَدعُوهُم إِلَى اللَّه فَقيل إِنَّهُم لَا يقرؤون كتابا إِلَّا بِخَاتم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتمًا من فضَّة نقش فِيهِ مُحَمَّد رَسُول اللَّه ليختم بِهِ الصُّحُف فَكَانَ يلْبسهُ تاره فِي يَمِينه وَتارَة فِي يسَاره فَبعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّه بْن حذاقة السَّهْمِي إِلَى كسْرَى بِكِتَاب فَأمره أَن يَدْفَعهُ إِلَى عَظِيم الْبَحْرين ليدفعه إِلَى عَظِيم الْبَحْرين إِلَى كسْرَى وَبعث دحيه بْن خَليفَة الْكَلْبِيّ إِلَى قَيْصر وَهُوَ هِرقل ملك الرّوم وَأمره أَن يدْفع الْكتاب إِلَى عَظِيمِ بُصْرَى فَدَفَعَهُ عَظِيمُ بصرى إِلَى هِرقل وَبعث حَاطِب بْن أبي بلتعة إِلَى الْمُقَوْقس صَاحب الإسكندريه وَبعث عَمْرو بْن أُميَّة الضمرِي إِلَى أصحم بْن أبحر النَّجَاشِيّ وَبعث شُجَاع بْن وهب الْأَسدي إِلَى الْمُنْذر بْن الْحَارِث بْن أبي شمر الغساني صَاحب دمشق(2/6)
وَبعث عَامر بْن لؤَي إِلَى هَوْذَة بْن عَليّ الْحَنَفِيّ صَاحب الْيَمَامَة فَأَما كسْرَى فمزق كتاب رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما بلغه ذَلِك مزق اللَّه ملكه إِذا هلك كسْرَى فَلَا كسْرَى بعده وَأما قَيْصر فَسَأَلَ أَبَا سُفْيَان عَمَّا سَأَلَ ثمَّ قَرَأَ كتاب رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ خلا بِدِحْيَةَ الْكَلْبِيّ وَقَالَ إِنِّي أعلم أَن صَاحبكُم نَبِي مُرْسل وَأَنه الَّذِي كُنَّا ننتظره ونجده فِي كتَابنَا وَلَكِن أَخَاف الرّوم على نَفسِي وَلَولَا ذَاك لَا تَبعته وَلَكِن اذْهَبْ إِلَى ضغاطر الأسقف فاذكر لَهُ أَمر صَاحبكُم وَانْظُر مَاذَا يَقُول فجَاء دحْيَة وَأخْبرهُ مِمَّا جَاءَ بِهِ من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى هِرقل وَبِمَا يَدْعُو إِلَيْهِ فَقَالَ ضغاطر صَاحبك وَالله نَبِي مُرْسل نعرفه بِصفتِهِ ونجده فِي كتَابنَا باسمه ثمَّ دخل فَألْقى ثيابًا كَانَت عَلَيْهِ سَوْدَاء وَلبس ثيابًا بَيْضَاء ثمَّ أَخذ عَصَاهُ وَخرج على الرّوم وهم فِي الْكَنِيسَة فَقَالَ للروم إِنَّه قد أَتَانَا كتاب من أَحْمَد يَدْعُو فِيهِ إِلَى اللَّه وَإِنِّي أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّد عَبده وَرَسُوله فَوَثَبُوا إِلَيْهِ وثبة رجل وَاحِد وضربوه حَتَّى قَتَلُوهُ فَرجع دحْيَة إِلَى هِرقل وَأخْبرهُ الْخَبَر قَالَ قلت لَك إِنَّا نخافهم على أَنْفُسنَا فضغاطر كَانَ(2/7)
وَالله أعظم عِنْدهم وأجوز قولا مني وَأما النَّجَاشِيّ فَكَانَ كِتَابه من مُحَمَّد رَسُول اللَّه إِلَى النَّجَاشِيّ الأصحم ملك الْحَبَشَة سلم أَنْت فَانِي أَحْمَد إِلَيْك اللَّه الْملك القدوس السَّلَام الْمُؤمن الْمُهَيْمِن الْعَزِيز الْجَبَّار المتكبر وَأشْهد أَن عِيسَى روح اللَّه وكلمته أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَم البتول الطّيبَة الحصينة فَحملت بِعِيسَى فخلقه من روحه ونفخه كَمَا خلق آدم بِيَدِهِ ونفخه وَإِنِّي أَدْعُوك إِلَى اللَّه وَقد بعثت إِلَيْك بن عمى جعفرا وَمَعَهُ نفر من الْمُسلمين فدع التجبر فَانِي أَدْعُوك إِلَى اللَّه وَقد بلغت وَنَصَحْت فاقبل نصيحتي(2/8)
وَالسَّلَام على من اتبع الْهدى فَقَرَأَ النَّجَاشِيّ الْكتاب وَكتب جَوَابه إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسم اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم إِلَى مُحَمَّد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من النَّجَاشِيّ الأصحم أبحر سَلام عَلَيْك يَا نَبِي اللَّه وَرَحْمَة اللَّه وَبَرَكَاته من اللَّه الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الَّذِي هَدَانِي إِلَى الْإِسْلَام أما بعد فقد بَلغنِي كتابك يَا رَسُول اللَّه فِيمَا ذكرت من أَمر عِيسَى فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْض أَن عِيسَى لَا يزِيد على مَا ذكرت ثفروقا إِنَّه كَمَا قلت وَلَقَد عرفنَا مَا بعثت بِهِ إِلَيْنَا وَقد قرينا بن عمك وَأَصْحَابه وَأشْهد أَنَّك رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ادقا مُصدقا وَقد بَايَعْتُك وبايعت بْن عمك وَأسْلمت على يَدَيْهِ لله رب الْعَالمين وَبعثت إِلَيْك يَا نَبِي أرها بْن الأصحم فَانِي لَا أملك إِلَّا نَفسِي وَإِن شِئْت أَن آتِيك يَا رَسُول اللَّه فعلت فَانِي أشهد أَن مَا تَقوله حق وَالسَّلَام عَلَيْك يَا رَسُول اللَّه فَخرج ابْنه فِي سِتِّينَ نفسا من الْحَبَشَة فِي سفينة الْبَحْر فَلَمَّا توسطوا ولججوا أَصَابَتْهُم شدَّة وغرقوا كلهم(2/9)
وَأما الْمُقَوْقس فأهدى إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَربع جوَار فِيهِنَّ مَارِيَة الْقبْطِيَّة أم إِبْرَاهِيم بْن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَذَلِكَ سَائِر الْمُلُوك أهْدى إِلَيْهِ الْهَدَايَا فقبلها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يقبل الْهَدِيَّة ويثيب عَلَيْهَا ثمَّ كَانَت غَزْوَة خَيْبَر خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَقِيَّة الْمحرم إِلَى خَيْبَر وَاسْتعْمل على الْمَدِينَة سِبَاع بن عرفطة الْغِفَارِيّ وَقدم عينا لَهُ ليجيئه بالْخبر وَأخرج من نِسَائِهِ أم سَلمَة وَخرج على الْأَمْوَال بجيشه فَلَا يمر بِمَال إِلَّا أَخذه وَيقتل من فِيهِ ويفتتحها حصنا حصنا فَأول مَا أصَاب مِنْهَا حصن ناعم ثمَّ حصن الصعب بْن معَاذ ثمَّ حصن القموص فَلَمَّا افْتتح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى حصنهمْ الوطيح والسلالم وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا أصبح قوما أَو غزا(2/10)
لم يغر عَلَيْهِم حَتَّى يصبح فَإِن سمع أذانا أمسك وَإِن لم يسمع أذانا أغار فَلَمَّا أصبح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَقْبَلَهُمْ عُمَّال خَيْبَر بِمساحِيهِمْ وَمَكَاتِلهمْ فَلَمَّا رَأَوْا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والجيش قَالُوا مُحَمَّد وَالله وَالْخَمِيس وأدبروا هرابا فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّه أكبر اللَّه أكبر خربَتْ خَيْبَر إِنَّا إِذا نزلنَا بِسَاحَة قوم فسَاء صباح الْمُنْذرين فَخرج مرحب الْيَهُودِيّ من الْحصن يرتجز وَيطْلب البرَاز فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من لهَذَا فَقَالَ مُحَمَّد بن سَلمَة أَنا رَسُول اللَّه فَلَمَّا دنا أحدهم من صَاحبه بَادر مرحب بِالسَّيْفِ فاتقاه مُحَمَّد بْن مسلمة بدرقته فَوَقع سَيْفه فِيهَا وعضت بِهِ الدرقة فَأَمْسَكت فَضَربهُ مُحَمَّد بْن مسلمة فَقتله ثمَّ بعث رَسُول الله(2/11)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلا يُقَاتل فَمر وَرجع وَلم يكن فتحا ثمَّ بعث آخر يُقَاتل فَمر وَرجع وَلم يكن فتحا وَحمى الْحَرْب بَينهم وتقاعسوا فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَأُعْطيَن الرَّايَة غَدا رجلا يحب اللَّه وَرَسُوله(2/12)
وَيُحِبهُ اللَّه وَرَسُوله يفتح اللَّه على يَدَيْهِ لَيْسَ بفرار فَلَمَّا أصبح دَعَا عليا وَهُوَ أرمد فتفل فِي عَيْنَيْهِ فبرأ ثمَّ قَالَ خُذ هَذِه الرَّايَة واقبض بهَا حَتَّى يفتح اللَّه عَلَيْك فَخرج على يُهَرْوِل وَالْمُسْلِمين خَلفه حَتَّى ركز رايته فِي رضم من حِجَارَة فَاطلع عَلَيْهِ يَهُودِيّ من رَأس الْحصن وَقَالَ من أَنْت فَقَالَ أَنا عَليّ بْن أبي طَالب فَقَالَ الْيَهُودِيّ علوتم وَمَا أنزل على مُوسَى فَلم يزل على يُقَاتل حَتَّى سقط ترسه من يَده ثمَّ تنَاول بَابا صَغِيرا كَانَ عِنْد الْحصن فاترس بِهِ فَلم يزل فِي يَده وَهُوَ يُقَاتل حَتَّى فتح الله عَلَيْهِ(2/13)
ثمَّ أَلْقَاهُ من يَده فَلَمَّا أَيقَن الْيَهُود بالهلكة سَأَلُوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن يحقن دِمَاؤُهُمْ وَأَن يسيرهم فَفعل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِك فنزلوا على ذَلِك وَقَالُوا يَا مُحَمَّد إِنَّا نَحن أَرْبَاب الْأَمْوَال وَنحن أعلم النّصْف فَلَمَّا فعل ذَلِك أهل خَيْبَر سمع بذلك أهل فدك بعث إِلَيْهِم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ محيصة بْن مَسْعُود فنزلوا على مَا نزلت عَلَيْهِ الْيَهُود بِخَيْبَر على أَن يسيرهم ويحقن دِمَاؤُهُمْ فعاملهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على مثل مُعَاملَة أهل خَيْبَر فَكَانَت فدك لرَسُول الله(2/14)
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَسَلَّمَ خَالِصَة وَذَلِكَ أَنه لم يوجف عَلَيْهَا بخيل وَلَا ركاب وَقسم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم خَيْبَر على ألفف وَثَمَانمِائَة سهم وَكَانَ الرِّجَال بهَا ألفا وَأَرْبَعمِائَة وَالْفرس مِائَتي فرس فقسم للفارس ثَلَاثَة أسْهم سَهْمَيْنِ لفرسه وَسَهْما لَهُ وللرجل سَهْما فَكَانَ للأفراس أَرْبَعمِائَة ولركابها ولرجالهم ألف وَأَرْبَعمِائَة سهم وَكَانَ سهم رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ عَاصِم بْن عدي ثمَّ أطْعم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجَالًا مَشوا بَين رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَين أهل فدك فِي الصُّلْح وَأعْطى محيصة بْن مَسْعُود ثَلَاثِينَ وسْقا من شعير وَثَلَاثِينَ وسْقا من تمر وَقسم سهم ذَوي الْقُرْبَى من خَيْبَر عَليّ بني هَاشم وَبني الْمطلب فَكَانَت قسْمَة خَيْبَر على مَا وَصفنَا وَكَانَت صَفِيَّة بنت حَيّ بْن أَخطب فِي السَّبي أخرجوها(2/15)
من حصن القموص فاصطفاها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لنَفسِهِ وَسُئِلَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن آنِية الْمُشْركين فَقَالَ اغسلوها وكلوا فِيهَا وأطعموا وَأطْعم رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم وسل تسعا من نَسْأَلهُ اللَّاتِي توفّي وَهن عِنْده تِسْعمائَة وسق تمر وَمن الْقَمْح مائَة وَثَمَانِينَ وسْقا فَلَمَّا فرغوا من الْغَنَائِم وَقسمهَا أكل الْمُسلمُونَ لُحُوم الْحمر الْأَهْلِيَّة فَأمر مناديا فَنَادَى فِي النَّاس إِن اللَّه وَرَسُوله ينهياكم عَن الْمُتْعَة وَأمر بالقور أَن تكفأ ثمَّ قَامَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيهم خَطِيبًا فَقَالَ لَا يحل لامرىء يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر أَن يسقى مَاءَهُ زرع غَيره يَعْنِي إتْيَان الحبائل من السبايا وَلَا يحل لامرىء يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر أَن يُصِيب امْرَأَة ثَيِّبًا من السَّبي حَتَّى يَسْتَبْرِئهَا وَلَا يحل لامرىء يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر أَن يَبِيع مغنما حَتَّى يقسم وَلَا يحل لامرىء يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر أَن يركب دَابَّة من غنيمَة الْمُسلمين حَتَّى إِذا أعجفها ردهَا فِيهَا وَلَا يحل لامرىء يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر أَن يلبس ثوبا من فيئ الْمُسلمين حَتَّى إِذا أخلقه رده ثمَّ اطْمَأَن النَّاس وأهدت زَيْنَب بنت الْحَارِث امْرَأَة سَلام بْن مشْكم لرَسُول الله(2/16)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاة وَأَكْثَرت فِيهَا من السم فَلَمَّا بَين يَدي رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِن هَذَا الْعظم يُخْبِرنِي أَنه مَسْمُوم ثمَّ دَعَاهَا فَاعْترفت فَقَالَ مَا حملك على ذَلِك فَقَالَت بلغت من قومِي مَا لم يخف عَلَيْك فَقلت إِن كَانَ ملكا استرحت مِنْهُ وَإِن كَانَ نَبيا فسيخبر فَتَجَاوز عَنْهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ بشر بْن الْبَراء بْن معْرور يَأْكُل مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأكل مِنْهَا قِطْعَة وَكَانَ ذَلِك سَبَب مَوته وَقتل من الْمُسلمين بِخَيْبَر ربيعَة بْن أَكْثَم بْن سَخْبَرَة وثقف بْن عَمْرو بْن سميط وَرِفَاعَة بْن مسروح وَعبد اللَّه بْن الهبيب ومسعود بْن قيس بْن خلدَة ومحمود بْن مسلمة بْن خَالِد بْن عدي بْن مجدعة وَأَبُو الضياح بْن ثَابت بْن النُّعْمَان بْن أُميَّة ومبشر بْن عَبْد الْمُنْذر بْن الزبير بْن زيد بْن أُميَّة بْن سُفْيَان بْن الْحَارِث بْن حَاطِب وَعُرْوَة بْن مرّة بْن سراقَة أَوْس بن(2/17)
الْقَائِد وأنيف بْن حبيب وثابت بْن أثلة وَعمارَة بْن عقبَة بْن حَارِثَة بْن غفار وَبشر بْن الْبَراء بْن معْرور وَكَانَ سَبَب مَوته أكله من الشَّاة المسمومة وَعند فرَاغ الْمُسلمين من خَيْبَر قدم جَعْفَر بْن أبي طَالب من أَرض الْحَبَشَة فَقَالَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالله مَا أَدْرِي بِأَيّ الْأَمريْنِ أَنا أَشد فَرحا بِفَتْح خَيْبَر أَو قدوم جَعْفَر ثمَّ قَامَ إِلَيْهِ فَقبل مَا بَين عَيْنَيْهِ فَلَمَّا فرغ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَار إِلَى وَادي الْقرى فحاصر أَهله ليلى وَمَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُلَام لَهُ أهداه رِفَاعَة بْن زيد الجذامي فَبَيْنَمَا هُوَ يضع رَحل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أَتَاهُ سهم غرب فَقتله فَقَالَ الْمُسلمُونَ هَنِيئًا لَهُ الْجنَّة فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلا وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ إِن شملته الْآن تحترق عَلَيْهِ فِي النَّار وَكَانَ غلها من فيئ الْمُسلمين فَسَمعَهَا رجل من أَصْحَاب رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُول اللَّه أصبت شراكين لنعلين لي وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يبدلك اللَّه مثلهَا فِي النَّار(2/18)
ثمَّ أَسْتَأْذن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحجَّاج بْن علاط السّلمِيّ وَقَالَ يَا رَسُول اللَّه إِن لنا مَالا بِمَكَّة فَأذن لي فَأذن لَهُ فَقَالَ يَا رَسُول اللَّه وَأَن أَقُول قَالَ فَقل قدم الْحجَّاج بِمَكَّة وَإِذا قُرَيْش بثينة الْبَيْضَاء يَسْتَمِعُون الْأَخْبَار وَقد بَلغهُمْ أَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد سَار إِلَى خَيْبَر وَقد كَانُوا عرفُوا أَنَّهَا أَكثر أَرض الْحجاز ريفا وَمنعه ورجالا فَلَمَّا رَآهُ قَالُوا يَا حجاج أخبرنَا فَإِنَّهُ قد بلغنَا أَن الْقَاطِع سَار إِلَى خَيْبَر فَقَالَ الْحجَّاج عِنْدِي من الْخَبَر مَا يسركم قَالُوا مَا هِيَ يَا حجاج فَقَالَ هزم هزيمَة لم تسمعوا بِمِثْلِهَا قطّ وَأسر مُحَمَّد أسرا فَقَالُوا لن نَقْتُلهُ حَتَّى نبعث بِهِ إِلَى مَكَّة فيقتلونه بَين أظهرهم(2/19)
بِمن كَانَ قتل من رِجَالهمْ فَقَامُوا وساحوا بِمَكَّة جَاءَكُم الْخَبَر وَهَذَا مُحَمَّد إِنَّمَا تنتظرون أَن يقدم بِهِ عَلَيْكُم فَقَالَ الْحجَّاج أعينوني على مَالِي بِمَكَّة وعَلى غرمائي فَإِنِّي أقدم خَيْبَر فأصيب من فيئ مُحَمَّد وَأَصْحَابه قبل أَن يسبقني التجاز فَلَمَّا سمع الْعَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب الْخَبَر أقبل حَتَّى وقف على جنب الْحجَّاج بْن علاط قَالَ يَا حجاج مَا هَذَا الْخَبَر الَّذِي جئتنا بِهِ قَالَ وَهل عنْدك تحفظا لما وضعت عنْدك قَالَ نعم قَالَ اسْتَأْخَرَ عني حَتَّى أَلْقَاك على خلاء فَإِنِّي فِي جمع مَالِي كَمَا ترى فَانْصَرف حَتَّى إِذا فرغ الْحجَّاج من جمع مَاله وَأَرَادَ الْخُرُوج لَقِي الْعَبَّاس فَقَالَ أحفظ على حَدِيثي فَإِنِّي أخْشَى الطّلب قَالَ أفعل قَالَ وَالله إِنِّي(2/20)
تركت بن أَخِيك عروسا على ابْنة ملكهم صَفِيَّة بنت حَيّ وَلَقَد افْتتح خَيْبَر فَصَارَت لَهُ ولأصحابه قَالَ مَا تَقول يَا حجاج قَالَ إِي وَالله فاكتم على ثَلَاثًا وَلَقَد أسلمت وَمَا جِئْت إِلَّا لآخذ مَالِي فرقا من أَن أغلب عَلَيْهِ فَإِذا مضى ثَلَاث فأظهر أَمرك فَإِن الْأَمر وَالله على مَا تحب ثمَّ خرج الْحجَّاج بِمَالِه فَلَمَّا كَانَ الْيَوْم الثَّالِث من خُرُوجه لبس الْعَبَّاس حلَّة وتخلق وَأخذ عَصَاهُ ثمَّ خرج حَتَّى طَاف بِالْكَعْبَةِ فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا يَا أَبَا الْفضل هَذَا وَالله التجلد لحر الْمُصِيبَة قَالَ كلا وَالَّذِي حلفتم بِهِ لقد افْتتح مُحَمَّد خَيْبَر وَأصْبح عروسا على ابْنة ملكهم وأحرز أَمْوَالهم وَمَا فِيهَا قَالُوا من جَاءَ بِهَذَا الْخَبَر قَالَ الرجل الَّذِي جَاءَكُم بِمَا جَاءَكُم بِهِ وَلَقَد دخل عَلَيْكُم وَأخذ مَاله وَانْطَلق فلحق برَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليصحبه وَيكون مَعَه قَالُوا يَا لعباد اللَّه انفلت عَدو اللَّه وَالله لَو علمنَا لَكَانَ لنا وَله شَأْن فَلم يَلْبَثُوا أَن جَاءَهُم الْخَبَر بذلك وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رُجُوعه من خَيْبَر إِلَى الْمَدِينَة(2/21)
نزل بعض الْمنَازل ثمَّ قَالَ من يكلؤنا اللَّيْلَة فَقَالَ بِلَال أَنا يَا رَسُول اللَّه فَنزل رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ وناموا وَقَامَ بِلَال يُصَلِّي فصلى مَا شَاءَ اللَّه أَن يُصَلِّي ثمَّ اسْتندَ إِلَى بعيره واستقبل الْفجْر يرمقه فغلبته عَيناهُ فَلم يوقظهم إِلَّا حر الشَّمْس وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أول أَصْحَابه هبا فَقَالَ مَاذَا صنعت يَا بِلَال فَقَالَ يَا رَسُول اللَّه أَخذ بنفسي الَّذِي أَخذ بِنَفْسِك قَالَ صدقت ثمَّ اقتاد رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعيره غير كثير ثمَّ أَنَاخَ فَتَوَضَّأ وَتَوَضَّأ النَّاس مَعَه ثمَّ أَمر بِلَالًا فَأَقَامَ الصَّلَاة فصلى بِالنَّاسِ فَلَمَّا سلم أقبل على النَّاس فَقَالَ إِذا نسيتم الصَّلَاة فصلوها إِذا ذكرتموها فَإِن الله يَقُول أقِم الصَّلَاة لذكرى ثمَّ قدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَة وَأَبُو هُرَيْرَةَ أسلم وَقدم الْمَدِينَة وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْبَر وَعَلَيْهَا سِبَاع بْن عرفطة الْغِفَارِيّ فصلى مَعَ سِبَاع الْغَدَاة فِي مَسْجِد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمعهُ يقْرَأ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا الْآيَة وَكَانَ عَمْرو بْن أُميَّة الضمرِي خطب أم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان إِلَى النَّجَاشِيّ لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهم بِأَرْض الْحَبَشَة حَيْثُ حمل كتاب النَّبِي(2/22)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزَوجهَا النَّجَاشِيّ من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على مهر أَرْبَعمِائَة من عِنْده وَكَانَ الَّذِي زَوجهَا خَالِد بْن سعيد بْن الْعَاصِ وبعثها النَّجَاشِيّ مَعَ من بَقِي من الْمُسلمين بِأَرْض الْحَبَشَة إِلَى الْمَدِينَة فِي سفينتين فَلَمَّا بلغُوا الْجَار ركبُوا الظّهْر حَتَّى قدمُوا على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْد انْصِرَافه من خَيْبَر ورد رَسُول اللَّهِ(2/23)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَته على أبي الْعَاصِ بْن الرّبيع بِالنِّكَاحِ الأول وَقدم عَمْرو بْن الْعَاصِ زَائِرًا لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمُسلمًا عَلَيْهِ من عِنْد النَّجَاشِيّ وَكَانَ قد أسلم بِأَرْض الْحَبَشَة وَمَعَهُ عُثْمَان بْن طَلْحَة الْعَبدَرِي وخَالِد بْن الْوَلِيد بْن الْمُغيرَة ثمَّ بعث رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشير بْن سعد سَرِيَّة إِلَى بني مرّة فِي ثَلَاثِينَ رجلا فَقتلُوا وَرجع وَحده إِلَى الْمَدِينَة ثمَّ بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بكر الصّديق سَرِيَّة إِلَى نجد وَمَعَهُ سَلمَة بْن الْأَكْوَع وَبعث رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَالب تبن عَبْد اللَّه اللَّيْث إِلَى بني الملوح فِي رَمَضَان فِي مائَة وَثَلَاثِينَ رجلا فَأَغَارُوا عَلَيْهِم وَاسْتَاقُوا النعم(2/24)
والشاه وَجَاءُوا بهَا إِلَى الْمَدِينَة ونذروا لخُرُوج الْعَدو خَلفهم فجَاء السَّيْل وَحَال الْوَادي بَينهم وَبَين الْمُسلمين وَرَجَعُوا إِلَى المجينة بالغنائم ثمَّ بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمر بن الْخطاب سَرِيَّة فِي ثَلَاثِينَ رجلا إِلَى أَرض هوَازن فَخرج مَعَه بِدَلِيل من بني هِلَال فَكَانُوا يَسِيرُونَ بِاللَّيْلِ ويكمنون بِالنَّهَارِ حَتَّى ملكوا هوَازن وَنذر الْقَوْم وهربوا وَلم يلق عمر كيدا ثمَّ رَجَعَ ثمَّ بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشير بْن سعد إِلَى جناب فِي شَوَّال مَعَه حسيل بْن نوبرة فَأَصَابُوا نعما وَانْهَزَمَ جمع عُيَيْنَة بن حُصَيْن إِلَى الْمَدِينَة(2/25)
ثمَّ أَرَادَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن يعْتَمر فِي ذِي الْقعدَة عمْرَة الْقَضَاء لما فاتهم من الْعَام الأول من عمْرَة الْحُدَيْبِيَة وعزم أَن ينْكح مَيْمُونَة فيعث أَبَا رَافع ورجلا من الْأَنْصَار من الْمَدِينَة إِلَى مَيْمُونَة ليخطبها لَهُ ثمَّ أحرم وسَاق سبعين بَدَنَة فِي سَبْعمِائة رجل وَاسْتعْمل على الْمَدِينَة نَاجِية بْن جُنْدُب الْأَسْلَمِيّ وتحدثت قُرَيْش أَن مُحَمَّدًا وَأَصْحَابه فِي عسر وَجهد وحاجة فَقدم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّة وَعبد اللَّه بْن رَوَاحَة أَخذ بِخِطَام نَاقَته يَقُول خلوا بني الْكفَّار عَن سَبيله خلوا فَكل الْخَيْر فِي رَسُوله يَا رب إِنِّي مُؤمن بِقَلْبِه أعرف حق اللَّه فِي قبُوله نَحن قتلناكم على تَأْوِيله كَمَا قتلناكم على تَنْزِيله(2/26)
ضربا يزِيل الْهَام عَن مقبله وَيذْهل الْخَلِيل عَن خَلِيله واصطفت قُرَيْش عِنْد دَار الندوة لينظروا إِلَيْهِ وَإِلَى أَصْحَابه فَلَمَّا دخل رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِد اضطبع بردائه وَأخرج عضده اليمني وَقَالَ رحم اللَّه امْرأ أَرَاهُم الْيَوْم من نَفسه قُوَّة ثمَّ اسْتَلم الرُّكْن فخب ثَلَاثًا وَمَشى أَرْبعا ليرى الْمُشْركُونَ أَن بِهِ قُوَّة ثمَّ حلق وَنحر الْبدن فَكَانَت الْبَدنَة عَن عشرَة وَأقَام رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّة ثَلَاثًا وَتزَوج مَيْمُونَة بهَا وَهِي حل وَهُوَ حرَام فَأَتَاهُ حويطب بْن عَبْد الْعُزَّى بْن أبي قيس بْن عَبْد ود فِي نفر من قُرَيْش قد وكلته بِإِخْرَاج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مَكَّة وَقَالُوا إِنَّه قد انْقَضى أَجلك فَاخْرُج عَنَّا فَخرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مَكَّة بِالْمُسْلِمين وَخلف(2/27)
أَبَا رَافع مَوْلَاهُ على مَيْمُونَة حَتَّى أَتَاهُ بهَا بسرف فَبنى بهَا وهما حلالان ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَة ثمَّ بعث صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد رُجُوعه من مَكَّة بِخَمْسِينَ رجلا بْن أبي العوجاء السّلمِيّ فِي سَرِيَّة إِلَى بني سليم فَلَقِيَهُمْ بَنو سليم على حرَّة فأصيب أَصْحَابه وَنَجَا هُوَ بِنَفسِهِ فَقدم الْمَدِينَة(2/28)
السّنة الثَّامِنَة من الْهِجْرَة حَدَّثَنَا أَحْمد بن على بن المثتى التَّمِيمِيُّ بِالْمَوْصِلِ ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلمَة بن قَتَادَةَ وَثَابِتٍ وَحُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ غَلا السِّعْرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ سَعِّرْ لَنَا فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْقَابِضُ وَالْبَاسِطُ الْمُسَعِّرُ الرَّزَّاقُ وَإِنِّي أَرْجُو أَنْ أَلْقَى اللَّهَ وَلَيْسَ أحد مِنْكُم يطالبني بمظلة فِي نَفْسٍ وَلا مَالٍ قَالَ فِي أول هَذِه السّنة غلا السّعر الْمُسلمين فَأتوا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسعر لَهُم فكره رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِك ثمَّ قَالَ لَا تباغضوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تدابروا وَكُونُوا عباد اللَّه إخْوَانًا ثمَّ قَالَ لَا يسوم الرجل على سوم أَخِيه وَلَا حَاضر لباد دعو النَّاس يرْزق بَعضهم من بعض ثمَّ طلق رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَوْدَة بنت زَمعَة فَقَعَدت لَهُ على طَريقَة بَين الْمغرب وَالْعشَاء ثمَّ قَالَت يَا رَسُول اللَّه ارجعني فوَاللَّه مَا بِي حب الرِّجَال لكني أحب أَن أحْشر فِي أَزوَاجك ويومي لعَائِشَة فَردهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ توفيت زَيْنَب بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غسلتها سَوْدَة(2/29)
بنت زَمعَة وَأم سَلمَة بنت أبي أُميَّة زوجتا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَالب بْن عَبْد الله لليثى سَرِيَّة إِلَى بني لَيْث فِي بضعَة عشر رجلا فَقتل مُقَاتلَتهمْ وسبى ذَرَارِيهمْ وسَاق نعمهم ومواشيهم إِلَى الْمَدِينَة ثمَّ بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمْرو بْن الْعَاصِ إِلَى جَيْفَر وَعباد لبنى الجليد بن بعمان فصدقا بلنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأقرأ بِمَا جَاءَ بِهِ وَصدق عَمْرو بْن الْعَاصِ أَمْوَالهم وَأخذ الْجِزْيَة من الْمَجُوس ثمَّ صَالح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُنْذر بْن سَاوَى الْعَبْدي وَكتب إِلَيْهِ كتابا مَعَ الْعَلَاء بْن الْحَضْرَمِيّ بِسم اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُنْذر بْن سَاوَى سَلام عَلَيْك فَإِنِّي أَحْمَد إِلَيْك اللَّه الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ أما بعد فَإِن كتابك جَاءَنِي ورسلك وَأَنه من وَمن أبي فَعَلَيهِ الْجِزْيَة فَصَالحهُمْ الْعَلَاء بن الْحَضْرَمِيّ على أَن(2/30)
على الْمَجُوس الْجِزْيَة لَا تُؤْكَل ذَبَائِحهم وَلَا تنْكح نِسَاؤُهُم ثمَّ بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَعْب بْن عُمَيْر الْغِفَارِيّ سَرِيَّة فِي خَمْسَة عشر رجلا حَتَّى انْتهى إِلَى ذَات أطلاح من نَاحيَة الشَّام قَرِيبا من مغار وَكَانُوا من قضاعة فَوجدَ بهَا جمعا كثيرا فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَام فَأَبَوا أَن يجيبوا وَقتلُوا أَصْحَاب كَعْب جَمِيعًا وَنَجَا هُوَ بِنَفسِهِ حَتَّى قدم الْمَدِينَة ثمَّ بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شُجَاع بْن وهب سَرِيَّة إِلَى بني عَامر قبل نجد فِي أَرْبَعَة وَعشْرين رجلا فَأَغَارَ عَلَيْهِم فجاؤوا نعما وَشاء فَكَانَت سُهْمَانهمْ بَعِيرًا ونفلهم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم بَعِيرًا بَعِيرًا(2/31)
(ثمَّ بعث رَسُول اللَّهِ)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زيد بْن حَارِثَة إِلَى مُؤْتَة نَاحيَة الشَّام فَأَوْصَاهُ بِمن من الْمُسلمين خيرا وَقَالَ إِن أُصِيب زيد فجعفر بْن أبي طَالب على النَّاس وَإِن أُصِيب جَعْفَر فعبد اللَّه بْن رَوَاحَة على النَّاس وتجهز النَّاس مَعَه فَخرج مَعَه قَرِيبا من ثَلَاثَة آلَاف من الْمُسلمين وَمضى حَتَّى نزل معَان أَرض الشَّام فَبَلغهُمْ أَن هِرقل قد نزل مآب من أَرض البلقاء فِي مائَة ألف من الرّوم فَأَقَامَ الْمُسلمُونَ بمعان لَيْلَتَيْنِ ينظرُونَ فِي أَمرهم فشجع النَّاس عَبْد اللَّه بْن رَوَاحَة وَقَالَ يَا قوم وَالله إِن الَّتِي تَكْرَهُونَ هى الَّتِي نقاتلهم بِهَذَا الدَّين الَّذِي أكرمنا اللَّه بِهِ فَانْطَلقُوا فَإِنَّمَا هِيَ إِحْدَى الحسنيين إِمَّا ظُهُور وَإِمَّا شَهَادَة فَقَالَ النَّاس قد وَالله(2/32)
صدق بن رَوَاحَة ثمَّ رحلوا فَلَمَّا كَانُوا بِالْقربِ من بلقاء لَقِيَهُمْ جموع هِرقل من الرّوم فَلَمَّا دنا الْعَدو انحاز الْمُسلمُونَ إِلَى قربَة يُقَال لَهَا مُؤْتَة فتعبأ لَهُم الْمُسلمُونَ وَجعلُوا على ميمنتهم رجلا من بني عذرة يُقَال لَهُ قُطْبَة بْن قَتَادَة وعَلى ميسرتهم رجلا من الْأَنْصَار من بني سعد بْن هريم يُقَال لَهُ عبَادَة بْن مَالك ثمَّ التقى النَّاس فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا فقاتل زيد بْن حَارِثَة براية رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قتل ثمَّ أَخذهَا جَعْفَر فقاتل بهَا حَتَّى ألحمه الْقِتَال فاقتحم عَن فرسه السقراء وعرقبها وَقَاتل حَتَّى قتل وَفِيه اثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ مَا بَين ضَرْبَة بِالسَّيْفِ وطعنة بِالرُّمْحِ ثمَّ أَخذ عَبْد اللَّه بْن رَوَاحَة الرَّايَة وَتقدم بهَا وَهُوَ على فرسه فقاتل حَتَّى قتل وَأخذ الرَّايَة ثَابت بْن أقرم وَقَالَ يَا معشر الْمُسلمين اصْطَلحُوا على رجل مِنْكُم قَالُوا أَنْت قَالَ مَا أَنا بفاعل فَاصْطَلَحَ النَّاس على خَالِد بْن الْوَلِيد فَأخذ خَالِد الرَّايَة ودافع الْقَوْم وحاشى(2/33)
بهم ثمَّ انْصَرف بِالنَّاسِ فنعى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاس جَعْفَر بْن أبي طَالب وَزيد بْن حَارِثَة وَعبد اللَّه بْن رَوَاحَة قبل أَن يَجِيء خبرهم ثمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اصنعوا لآل جَعْفَر طَعَاما فَإِنَّهُ قد جَاءَهُم مَا يشغلهم زقدم خَالِد بْن الْوَلِيد بِالْمُسْلِمين فَتَلقاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمسلمون وَالصبيان يحثون على الْجَيْش التُّرَاب وَيَقُولُونَ أَفَرَرْتُم فِي سَبِيل اللَّه ورَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول لَيْسُوا بالفرارين وَلَكنهُمْ الكرارون ثمَّ بعث رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمْرو بْن الْعَاصِ إِلَى ذَات السلَاسِل وهم قضاعة وَكَانَت أم الْعَاصِ بْن وَائِل قضاعية فَأَرَادَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن يتألفهم بذلك فَخرج فِي سراة الْمُهَاجِرين(2/34)
وَالْأَنْصَار ثمَّ استمد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأبي عُبَيْدَة عَامر بْن الْجراح على الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار فيهم أَبُو بكر وَعمر فَلَمَّا اجْتَمعُوا وَاخْتلف أَبُو عُبَيْدَة وَعَمْرو بْن الْعَاصِ فِي الْإِمَامَة فَقَالَ الْمُهَاجِرين أَنْت أَمِير أَصْحَابك وَأَبُو عُبَيْدَة أميرنا فَأبى عمر بن الْعَاصِ وَقَالَ وَقَالَ أَنْتُم لي مدد فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة إِن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لي إِذا قُمْتُم على أَصْحَابك فتطاوعا وَإنَّك إِن عَصَيْتنِي لأطيعنك فأطاعه أَبُو عُبَيْدَة بْن الْجراح وَكَانُوا يصلونَ خلف عَمْرو بْن الْعَاصِ وفيهَا صلى بهم وَهُوَ جنب فَلَمَّا قدم على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخبرهُ الْخَبَر فَقَالَ عمر لقِيت من الْبرد شدَّة وَإِنِّي لَو اغْتَسَلت خشيت الْمَوْت فَضَحِك رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم قَالَ عمر يَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّه وَلا تقتلُوا أَنفسكُم الْآيَة وَفِي هَذَا الشَّهْر كتب رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم إِلَى خُزَاعَة بن(2/35)
بديل وَبشر وسروات بني عَمْرو يَدعُوهُم إِلَى اللَّه ويعرض عَلَيْهِم الْإِسْلَام ثمَّ بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا قَتَادَة سَرِيَّة إِلَى غطفان فِي سِتَّة عشر رجلا فبيتوهم وَأَصَابُوا نعما وشياه وَرَجَعُوا إِلَى الْمَدِينَة ثمَّ بعث رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا عُبَيْدَة بن الْجراح فِي ثَلَاثمِائَة من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار أَبُو عُبَيْدَة يعطيهم جَفْنَة جَفْنَة ثمَّ أَعْطَاهُم تَمْرَة تَمْرَة ثمَّ ضرب لَهُم الْبَحْر بِدَابَّة يُقَال لَهَا العنبر فَأَكَلُوا مِنْهَا شهرا ثمَّ أَخذ أَبُو عُبَيْدَة ضلعا فنصبه فَمر رَاكب الْبَعِير تَحْتَهُ فَلَمَّا رجعُوا إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبرُوهُ فَقَالَ هُوَ رزق رزقتموه من اللَّه هَل عنْدكُمْ مِنْهُ شَيْء وسمى هَذَا الْجَيْش جَيش الْخبط وَذَلِكَ أَنهم جَاعُوا فَكَانُوا يَأْكُلُون الْخبط حَتَّى صَارَت أشداقهم كأشداق الْإِبِل(2/36)
ثمَّ اسْتَشَارَ عمر بْن الْخطاب رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن لي أَرضًا بِخَيْبَر لم أصب مَالا قطّ هُوَ أنفس عِنْدِي مِنْهُ فَمَا تَأْمُرنِي قَالَ إِن شِئْت حبست أَصْلهَا وتصدقت بهَا فحبس عمر أَصْلهَا وَتصدق بهَا لَا تبَاع وَلَا توهب وَلَا تورث فِي الْفُقَرَاء والغرباء وَمَا بَقِي أنْفق فِي سَبِيل اللَّه وَابْن السَّبِيل لَا جنَاح على من وَليهَا أَن يَأْكُل مِنْهَا بِالْمَعْرُوفِ وَأَن يُعْطي طريفا عَنهُ غير مُتَمَوّل فِيهِ ثمَّ إِن بكر بْن عَبْد مَنَاة بْن كنَانَة خرجت على خُزَاعَة وهم على مَاء لَهُم بأسف مَكَّة فَقَاتلُوا فَلَمَّا بلغ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِك قَالَ للْمُسلمين كأنكم بِأبي سُفْيَان قد قدم لتجديد الْعَهْد بَيْننَا وَكَانَ بديل بْن وَرْقَاء(2/37)
بِالْمَدِينَةِ فَخرج إِلَى مَكَّة رَاجعا فَلَمَّا بلغ عسفان لقِيه أَبُو سُفْيَان وَكَانَت قُرَيْش قد بَعثه إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لتجديد الْعَهْد فَقَالَ لَهُ أَبُو سُفْيَان من أَيْن أَقبلت يَا بديل قَالَ سرت إِلَى خُزَاعَة قَالَ جزت بِمُحَمد قَالَ لَا ثمَّ خرج أَبُو سُفْيَان حَتَّى قدم الْمَدِينَة فَدخل على ابْنَته أم حَبِيبَة فَلَمَّا ذهب ليجلس على فرَاش رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طوته فَقَالَ يَا بنيتي مَا أَدْرِي أرغبت بِهَذَا الْفراش عني أم رغبت بِي عَنهُ قَالَت هَذَا فرَاش رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنت رجل مُشْرك نجس فَلم أحب أَن تجْلِس على فرَاش النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ خرج أَبُو سُفْيَان حَتَّى أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلمهُ فَلم يرد عَلَيْهِ شَيْئا فَذهب إِلَى أبي بكر فَكَلمهُ أَن يكلم رَسُول الله(2/38)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا أَنا بفاعل ثمَّ خرج حَتَّى أَتَى عمر فَكَلمهُ فَقَالَ عمر أَنا أشفع لكم إِلَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالله لَو لم أجد إِلَّا الذّرة لجاهدتكم بهم ثمَّ خرج أَبُو سُفْيَان حَتَّى دخل على عَليّ بْن أبي طَالب وَعِنْده فَاطِمَة بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدهَا الْحسن ابْنهَا يدب فَقَالَ يَا على إِنَّك أمس الْقَوْم بِي رحما وأقربهم مني قرَابَة وَقد جِئْت فِي حَاجَة فَلَا أرجعين كَمَا جِئْت اشفع لي إِلَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَيحك يَا أَبَا سُفْيَان لقد عزم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أَمر مَا نستطيع أَن نكلمه فِيهِ فَالْتَفت إِلَى فَاطِمَة فَقَالَ هَل لَك أَن تأمرنى ابْنك هَذَا أَن يجير بَين النَّاس فَيكون سيد الْعَرَب إِلَى آخر الدَّهْر قَالَت مَا بلغ ذَلِك ابْني أَن يجير بَين النَّاس قَالَ يَا أَبَا الْحسن إِنِّي أرى الْأُمُور قد اشتدت عَليّ مَا تنصح لي قَالَ وَالله مَا أعلم شَيْئا يُغني عَنْك وَلَكِن قُم فأجر بَين النَّاس وَالْحق بأرضك قَالَ(2/39)
وَترى ذَلِك يُغني عني شَيْئا قَالَ وَالله مَا أدرى فَقَامَ أَبُو سُفْيَان فِي الْمَسْجِد فَقَالَ أَيهَا النَّاس إِنِّي قد أجرت بَين النَّاس ثمَّ خرج فَلَمَّا قدم على قُرَيْش مَكَّة قَالُوا مَا وَرَاءَك قَالَ جِئْت مُحَمَّدًا فكلمته قَالَ فوَاللَّه مَا رد على بِشَيْء ثمَّ جِئْت بن أبي قُحَافَة فَلم أجد فِيهِ خيرا ثمَّ جِئْت بن الْخطاب فَوَجَدته أعدى الْعَدو ثمَّ جِئْت عليا فَوَجَدته أَلين الْقَوْم وَقد أَشَارَ عَليّ بِرَأْي صَنعته فوَاللَّه مَا أدرى هَل يغنيني شَيْئا أم لَا قَالُوا وَبِمَاذَا أَمرك قَالَ أَمرنِي أَن أجِير بَين النَّاس فَفعلت قَالُوا فَهَل أجَاز مُحَمَّد ذَلِك قَالَ لَا قَالُوا وَيحك وَالله إِن زَاد عَليّ بْن أبي طَالب على أَن لعب بك وَالله مَا يُغني عَنْك مَا فعلت ثمَّ عزم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الْمسير إِلَى مَكَّة وَأمرهمْ بالجد والتهيؤ وَقَالَ اللَّهُمَّ خُذ الْعُيُون وَالْأَخْبَار عَن قُرَيْش(2/40)
فَلَمَّا صَحَّ ذَلِك مِنْهُ وَمن الْمُسلمين كتب حَاطِب بْن أبي بلتعة كتابا إِلَى قُرَيْش يخبر بِالَّذِي قد أجمع عَلَيْهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ أعطَاهُ امْرَأَة من مزينة وَجعل لَهَا على أَن تبلغه قُريْشًا فَجَعَلته فِي رَأسهَا ثمَّ فتلت عَلَيْهِ قُرُونهَا ثمَّ خرجت وَأخْبر اللَّه رَسُوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا فعل حَاطِب فَبعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَليّ بن أبي طَالب وَالزُّبَيْر بْن الْعَوام وَقَالَ أدْركَا امْرَأَة من مزينة قد كتب مَعهَا حَاطِب بِكِتَاب إِلَى قُرَيْش يُحَذرهُمْ مَا قدمنَا عَلَيْهِ فَخَرَجَا حَتَّى أَدْركَاهَا بِالْحُلَيْفَة فاستزلا والتمسا فِي رَحلهَا فَلم يجدا شَيْئا فَقَالَ لَهَا على إِنِّي أَحْلف بِاللَّه أَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا كذب وَلَا كذبنَا إِمَّا أَن تخرجة الْكتاب وَإِلَّا نكشفنك فَلَمَّا رَأَتْ الْجد قَالَت أعرض عني فَأَعْرض عَنْهَا عَليّ فَحلت قُرُون رَأسهَا واستخرجت الْكتاب فَدَفَعته إِلَيْهِ فجَاء بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاطِبًا فَقَالَ(2/41)
يَا حَاطِب مَا حملك على هَذَا قَالَ يَا رَسُول اللَّه وَالله إِنِّي لمُؤْمِن بِاللَّه وَرَسُوله مَا غيرت وَلَا بدلت وَلَكِنِّي كنت امْرأ لَيْسَ لي فِي الْقَوْم أصل وَلَا عشيرة وَكَانَ لي بَينهم أهل وَولد فَقَالَ عمر دَعْنِي أضْرب عُنُقه فَإِن الرجل قد نَافق فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا يدْريك يَا عمر لَعَلَّ اللَّه قد اطلع يَوْم بدر إِلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُم فقد غفرت لكم ثمَّ خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الْمَدِينَة واستخلف على الْمَدِينَة أَبَا رهم كُلْثُوم بْن حُصَيْن بْن عبيد بْن خلف الْغِفَارِيّ وَذَلِكَ لعشر مضين من رَمَضَان فصَام رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فصَام الْمُسلمُونَ وَمَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آلَاف من الْمُسلمين وَلم يعْقد(2/42)
الْأَوْلَوِيَّة وَلَا نشر الرَّايَات فَلَمَّا بلغ الكديد والكديد مَا بَين عسفان وأمج أفطر وَأفْطر الْمُسلمُونَ وَقد كَانَ عُيَيْنَة بْن حصن الْفَزارِيّ لحق رَسُول اللَّه بالعرج ولحقه الْأَقْرَع بْن حَابِس التَّمِيمِي فِي نفر من أَصْحَابهَا فَقَالَ عُيَيْنَة يَا رَسُول اللَّه وَالله مَا أرى آلَة الْحَرْب وَلَا تهيئة الْإِحْرَام فَأَيْنَ تتَوَجَّه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ شَاءَ اللَّه فَلَمَّا بلغ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مر الظهْرَان وَقد عميت الْأَخْبَار على قُرَيْش فَلَا يَأْتِيهم خبر عَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا يَدْرُونَ مَا هُوَ فَاعل خرج أَبُو سُفْيَان بْن حَرْب وَحَكِيم بْن حزَام وَبُدَيْل بْن وَرْقَاء يتجسسون الْأَخْبَار وَيَنْظُرُونَ هَل يرَوْنَ خَبرا أَو يسمعُونَ بِهِ فَقَالَ الْعَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب يَا صباح قُرَيْش وَالله لَئِن دخل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنْوَة قبل أَن يأتوه فاستأمنوه إِنَّه لهلاك قُرَيْش إِلَى لآخر الدَّهْر فَركب الْعَبَّاس بغلة رَسُول الله(2/43)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْضَاء وَمضى عَلَيْهَا حَتَّى أَتَى الْأَرَاك وَقَالَ هَل أجد بعض الحطابة أَو صَاحب لبن أَو ذَا حَاجَة يَأْتِي مَكَّة فبخبرهم بمَكَان رَسُول اللَّه لِيخْرجُوا إِلَيْهِ ويستأمنوه قبل أَن يدخلهَا عنْوَة فَبَيْنَمَا هُوَ يسير إِذْ سمع كَلَام أبي سُفْيَان وَهُوَ يَقُول وَالله مَا رَأَيْت كالليلة نيرانا قطّ وعسكرا فَقَالَ بديل بْن وَرْقَاء هَذِه وَالله نيران خُزَاعَة فَقَالَ أَبُو سُفْيَان خُزَاعَة وَالله ألام وأذل من أَن تكون هَذِه نيرانها وعسكرها فَلَمَّا عرف الْعَبَّاس صوتهم قَالَ يَا أَبَا حَنْظَلَة فَعرف أَبُو سُفْيَان صَوته فَقَالَ أَبُو الْفضل قَالَ نعم قَالَ مَا لَك قَالَ فدَاك أبي وَأمي وَيحك يَا أَبَا سُفْيَان هَذَا رَسُول الله(2/44)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ واصباح قُرَيْش قَالَ فَمَا الْحِيلَة فدَاك أبي وَأمي قَالَ الْعَبَّاس أما وَالله لَئِن ظفر بك ليضربن عُنُقك فاركب عجز هَذِه البغلة حَتَّى آتى بك رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَركب أَبُو سُفْيَان خلف الْعَبَّاس وَرجع صَاحِبَاه إِلَى مَكَّة فَكلما مر الْعَبَّاس بِنَار من نيران الْمُسلمين قَالُوا من هَذَا وَإِذا رَأَوْهُ قَالُوا بغلة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْعَبَّاس عَلَيْهَا عَمه فَلَمَّا مر بِنَار عمر بْن الْخطاب قَالَ من هَذَا وَقَامَ إِلَيْهِ فَلَمَّا رأى أَبَا سُفْيَان على عجز الدَّابَّة قَالَ أَبُو سُفْيَان عَدو اللَّه الْحَمد لله الَّذِي أمكن مِنْك من غير عقد وَلَا عهد ثمَّ خرج يشْتَد نَحْو رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وركض الْعَبَّاس بالبغلة فسبقه إِلَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاقتحم الْعَبَّاس على بَاب الْقبَّة وَدخل على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدخل عَلَيْهِ عمر بْن الْخطاب فَقَالَ يَا رَسُول الله هَذَا أَو سُفْيَان قد أمكن اللَّه مِنْهُ بِغَيْر عقد وَلَا عهد فدعى أضْرب عُنُقه فَقَالَ الْعَبَّاس يَا رَسُول اللَّه إِنِّي قد أجرته ثمَّ جلس الْعَبَّاس إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأكْثر(2/45)
عمر فِي شَأْن أبي سُفْيَان فَقَالَ الْعَبَّاس مهلا يَا عمر أما وَالله لَو كَانَ من رجال بني عدي بْن كَعْب مَا قلت هَذَا وَلَكِنَّك قد عرفت أَنه من رجال بني عَبْد منَاف فَقَالَ عمر مهلا يَا عَبَّاس فواللَّه لإسلامك يَوْم أسلمت أحب إِلَيّ من إِسْلَام الْخطاب لَو أسلم وَمَا بِي إِلَّا أَنِّي عرفت أَن إسلامك كَانَ أحب إِلَيّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من إِسْلَام الْخطاب فَقَالَ رَسُول اله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اذْهَبْ بِهِ يَا عَبَّاس إِلَى رحلك إِذا أَصبَحت فأتني بِهِ فَذهب بِهِ الْعَبَّاس إِلَى رَحْله فَبَاتَ عِنْده فَلَمَّا أصبح غَدا بِهِ إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا رَآهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيحك يَا أَبَا سُفْيَان ألم يَأن لَك أَن تعلم أَن لَا إِلَه إِلَّا اللَّه قَالَ بِأبي أَنْت وَأمي مَا أحلمك وأكرمك وأوصلك وَالله لقد ظَنَنْت أَن لَو كَانَ مَعَ اللَّه غَيره لقد أغْنى شَيْئا قَالَ وَيحك يَا أَبَا سُفْيَان ألم يَأن لَك أَن تعلم أَنِّي رَسُول اللَّه قَالَ بِأبي أَنْت وَأمي مَا أحلمك وأكرمك وأوصلك أما هَذِه فَإِن فِي النَّفس مِنْهَا شَيْئا حَتَّى الْآن فَقَالَ الْعَبَّاس وَيحك أسلم قبل أَن يضْرب عُنُقك فَتشهد أَبُو سُفْيَان شَهَادَة وَأسلم فَقَالَ الْعَبَّاس يَا رَسُول اللَّه إِن أَبَا سُفْيَان رجل(2/46)
يحب الْفَخر فَاجْعَلْ لَهُ شَيْئا قَالَ نعم من دخل دَار أبي سُفْيَان فَهُوَ آمن وَمن أغلق عَلَيْهِ بَابه فَهُوَ آمن وَمن دخل الْمَسْجِد فَهُوَ آمن فَلَمَّا أَرَادَ أَبُو سُفْيَان أَن ينْصَرف قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا عَبَّاس احبسه احبسه بمضيق الْوَادي عِنْد خطم الْجَبَل حَتَّى تمر بِهِ جنود اللَّه فيراها فَخرج بِهِ الْعَبَّاس فحبسه حَيْثُ أَمر بِهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَرَّتْ الْقَبَائِل على راياتها كلما مرت قَبيلَة قَالَ أَبُو سُفْيَان من هَؤُلَاءِ يَا عَبَّاس فَيَقُول الْعَبَّاس سليم فَيَقُول أَبُو سُفْيَان مَا لي ولسليم ثمَّ مرت بِهِ الْقَبِيلَة فَقَالَ من هَؤُلَاءِ فَقَالَ الْعَبَّاس مزينة قَالَ مَا لي ولمزينة حَتَّى مرت الْقَبَائِل لَا تمر بِهِ إِلَّا سَأَلَهُ عَنْهَا فَإِذا أخبرهُ قَالَ مَا لي ولبني فلَان حَتَّى مر رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الخضراء كَتِيبَة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار لَا يرى مِنْهُم إِلَّا الحدق من الْحَدِيد قَالَ سُبْحَانَ اللَّه يَا عَبَّاس من هَؤُلَاءِ قَالَ هَذَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار قَالَ وَلَا حد بهَا وَلَا قبل وَلَا طَاقَة يَا أَبَا الْفضل لقد أصبح ملك بن أَخِيك(2/47)
الْغَدَاة عَظِيما فَقَالَ الْعَبَّاس يَا أَبَا سُفْيَان إِنَّه لنبوة قَالَ نعم فَنعم إِذا قَالَ الْعَبَّاس ارحلك إِلَى قَوْمك فَخرج أَبُو سُفْيَان حَتَّى إِذا دخل مَكَّة صرخَ بِأَعْلَى صَوته يَا معشر قُرَيْش هَذَا مُحَمَّد قد جَاءَكُم بِمَا لَا قبل لكم بِهِ فَمن دخل دَار أبي سُفْيَان فَهُوَ آمن فَقَامَتْ إِلَيْهِ هِنْد بنت عتبَة فَأخذت بشار بِهِ وَقَالَت اقْتُلُوا الحميت الدسم الأحمش فَقَالَ أَبُو سُفْيَان لَا يَغُرنكُمْ هَذِه من أَنفسكُم فَإِنَّهُ قد جَاءَكُم بِمَا لَا قبل لكم بِهِ من دخل دَار أبي سُفْيَان فَهُوَ آمن قَالُوا قبحك اللَّه وَمَا تغني دَارك قَالَ وَمن أغلق عَلَيْهِ بَابه فَهُوَ آمن وَمن دخل الْمَسْجِد فَهُوَ آمن فَتفرق النَّاس إِلَى دُورهمْ وَإِلَى الْمَسْجِد وَلما بلغ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَا طوى فرق جُنُوده فَبعث عليا من ثنية الْمَدَنِيين وَبعث الزبير من الثَّنية الَّتِي تطلع على الْحجُون(2/48)
وَبعث خَالِد بْن الْوَلِيد من الليط وَأخذ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَرِيق أذاخر أَمرهم أَن لَا يقاتلوا أحدا إِلَّا من قَاتلهم فَبلغ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن صَفْوَان بْن أُميَّة عِكْرِمَة بْن أبي جهل وَعبد اللَّه بْن زَمعَة وَسُهيْل بْن عَمْرو قد جمعُوا جمَاعَة من القريش والأحابيش بالخندمة لِيُقَاتِلُوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَقِيَهُمْ خَالِد بْن الْوَلِيد بِمن مَعَه من الْمُسلمين ناوشوهم فَقتل مِنْهُم خَالِد بن الْوَلِيد ثَلَاثَة(2/49)
وَعشْرين رجلا وَهُوَ مَعَهم وَقتل من الْمُشْركين كرز بْن جَابر الفِهري فَمن هَهُنَا اخْتلف النَّاس فِي فتح مَكَّة عنْوَة كَانَ أم صلحا فَلَمَّا بلغ أَبَا قُحَافَة قدوم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّة قَالَ لابنَة لَهُ من أَصْغَر وَلَده أَي بنيتي اظهري بِي على ظهر قبيس وَكَانَ نظره قد كف(2/50)
إِذْ ذَلِك فَقَالَ أَي بنية مَا تَرين قَالَت أرى سوادا مجتمعا قَالَ تِلْكَ الْخَيل ثمَّ قَالَت وَالله قد انْتَشَر السوَاد فَقَالَ وَالله لقد دفعت الْخَيل سرعى إِلَى بَيْتِي فانحبطت بِهِ وَتَلَقَّتْهُ الْخَيل قبل أَن يصل إِلَى بَيته وَدخل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أذاخر مَكَّة على رَأسه(2/51)
مغفر من حَدِيد عَلَيْهِ عِمَامَة سَوْدَاء وَلم يلق أحد من الْمُسلمين قتالا إِلَّا مَا كَانَ من خَالِد بْن الْوَلِيد وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمر بقتل سِتَّة أنفس من الْمُشْركين قبل قدومهم إِلَى مَكَّة وَقَالَ أَي مَوضِع رَأَيْتُمْ هَؤُلَاءِ فاقتلوهم عَبْد اللَّه بْن سعد بْن أبي سرح وَعبد اللَّه بْن خطل رجل من بني تَمِيم بْن غَالب وَالْحُوَيْرِث بْن نقيذ بْن وهب بْن عَبْد بْن قصي وَمقيس بْن صبَابَة اللَّيْثِيّ وَسَارة مولاة كَانَت لبَعض بني عَبْد الْمطلب فَأَما عَبْد اللَّه بْن سعد بْن أبي سرح ففر إِلَى عُثْمَان بن عَفَّان(2/52)
وَكَانَ أَخَاهُ من الرضَاعَة فغيبه عُثْمَان حَتَّى أَتَى بِهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاستأمنه وَأما الْحُوَيْرِث بْن نقيذ فَقتله عَليّ بْن أبي طَالب وَأما بن خطل فَتعلق بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة يلوذ بهَا فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْتُلُوهُ فَقتله سعيد بْن الحريث المَخْزُومِي وَأَبُو بَرزَة تَحت الأستار اشْتَركَا فِي دَمه وَأما مقيس فَقتله نميلَة بْن عَبْد اللَّه ثمَّ قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يقتل قرشي صبرا بعد الْيَوْم وَنزل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم الأيطح وَضرب لنَفسِهِ فِيهِ قبَّة وجاءته أم هَانِئ بنت أبي طَالب فَوجدت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يغْتَسل فِي جفْنه فِيهَا أثر الْعَجِين وَفَاطِمَة ابْنَته تستر بِثَوْب فَلَمَّا اغْتسل أَخذ ثَوْبه فتوشح(2/53)
بِهِ ثمَّ صلى ثَمَانِي رَكْعَات من الضُّحَى ثمَّ انْصَرف إِلَيْهَا فَقَالَ مرْحَبًا وَأهلا بِأم هَانِئ مَا جَاءَ بك قَالَت رجلَانِ من أصهاري من بني مَخْزُوم وَقد أجرتهما وَأَرَادَ على قَتلهمَا وَكَانَت أم هَانِئ تَحت هُبَيْرَة بْن أبي وهب المَخْزُومِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أجرنا من أجرت يَا أم هَانِئ ثمَّ إِن عُمَيْر بْن وهب قَالَ يَا رَسُول اللَّه إِن صَفْوَان بْن أُميَّة سيد قومه وَقد خرج هَارِبا مِنْك ليقذف نَفسه فِي الْبَحْر فآمنه قَالَ هُوَ آمن قَالَ يَا رَسُول الله أعْطى شَيْئا يعرف بِهِ أمانك فَأعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمَامَته الَّتِي دخل بهَا مَكَّة فَخرج عُمَيْر بهَا حَتَّى أدْرك صَفْوَان بْن أُميَّة بجدة وَهُوَ يُرِيد أَن يركب الْبَحْر فَقَالَ يَا صفولن فدَاك أبي وَأمي أذكرك اللَّه فِي نَفسك أَن تهلكها فَهَذَا أَمَان من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جئْتُك بِهِ قَالَ وَيلك أغرب عني قَالَ أَي صَفْوَان فدَاك أبي وَأمي أوصل النَّاس وَأبر النَّاس وأحلم النَّاس وَخير بْن النَّاس بْن عَمَّتك رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم عزه(2/54)
عزك وشرفه شرفك وَملكه ملكك قَالَ صَفْوَان وَيلك إِنِّي أَخَاف على نَفسِي فَأعْطَاهُ الْعِمَامَة وَخرج بِهِ مَعَه فَلَمَّا وقف على رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُول اللَّه هَذَا زعم أَنَّك قد آمننتني قَالَ صدق قَالَ فَاجْعَلْنِي بِالْخِيَارِ شَهْرَيْن قَالَ أَنْت بِالْخِيَارِ أَرْبَعَة أشهر ثمَّ جَاءَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَطَاف بِالْبَيْتِ سبعا على بعيره يسْتَلم الرُّكْن بِمِحْجَنِهِ ثمَّ طَاف بَين الصَّفَا والمروة ثمَّ دَعَا عُثْمَان بْن طَلْحَة الحَجبي مِفْتَاح الْكَعْبَة وفتحه ثمَّ دخله وَصلى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ بَين الإسطوانتين بَينه وَبَين الْجِدَار ثَلَاثَة أَذْرع ثمَّ خرج فَوقف على بَابهَا وَهُوَ يَقُول لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شريك لَهُ صدق وعده وَنصر عَبده وَهزمَ الْأَحْزَاب وَحده أَلا كل مأثرة أَو مَال يدعى فَهُوَ تَحت قدمي هَاتين إِلَّا سدانة الْبَيْت وسقاية الْحَاج أَلا وقتيل الْخَطَأ مثل الْعمد بِالسَّوْطِ والعصا فِيهِ الديا مُغَلّظَة مائَة نَاقَة مِنْهَا أَرْبَعُونَ فِي بطونها أَوْلَادهَا يَا معشر قُرَيْش إِن اللَّه قد أذهب عَنْكُم نخوة الْجَاهِلِيَّة(2/55)
وَتَعَظُّمهَا بِالْآبَاءِ النَّاس من آدم وآدَم من تُرَاب ثمَّ تَلا هَذِه الْآيَة يَأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خلقنكم من ذكر ة انثى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أكْرمكُم عِنْد الله أتقكم الْآيَة ثمَّ قَالَ يَا أهل مَكَّة مَا ترَوْنَ أَنِّي فَاعل بكم قَالُوا خيرا أَخ كريم وَابْن أَخ كريم ثمَّ قَالَ أذهبوا فَأنْتم الطُّلَقَاء فَقَامَ إِلَيْهِ عسلى بْن أبي طَالب ومفتاح الْكَعْبَة فِي يَده فَقَالَ يَا رَسُول اللَّه اجْعَل الحجابة مَعَ السِّقَايَة فلتكن إِلَيْنَا جَمِيعًا فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْن عُثْمَان بْن طَلْحَة الحَجبي فَدَعَاهُ(2/56)
فَقَالَ هَل لَك مفتاحك فَدفعهُ إِلَيْهِ فَلَمَّا كَانَ الْغَد من فتح مَكَّة عدت خُزَاعَة على رجل من هُذَيْل فَقَتَلُوهُ وَهُوَ مُشْرك فَقَالَ لم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم خَطِيبًا فَقَالَ(2/58)
أَيهَا النَّاس إِن اللَّه حرم عَلَيْكُم خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض فَهِيَ حرَام إِلَى يَوْم الْقِيَامَة لَا يحل لامرىء يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر أَن يسفك بهَا دَمًا ثمَّ قَالَ إِن اللَّه حبس عَن مَكَّة الْفِيل وسلك عَلَيْهَا رَسُوله وَإِنَّهَا لم تحل لأحد قبلي وَإِنَّمَا أحلّت لي سَاعَة من نَهَار وَإِنَّهَا لَا تحل لأحد بعدِي لَا ينفر صيدها وَلَا يخْتَلى شَوْكهَا وَلَا يحل ساقطتها إِلَّا لِمُنْشِد فَقَالَ الْعَبَّاس إِلَّا الْإِذْخر فانا نجعله فِي بُيُوتنَا وَقُبُورنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا الْإِذْخر وَكَانَت أم حَكِيم بنت الْحَارِث بْن هِشَام تَحت عِكْرِمَة بْن أبي جهل وفاختة بنت الْوَلِيد تَحت صَفْوَان(2/59)
بْن أُميَّة فَلَمَّا أسلمتا قَالَت أم حَكِيم لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَأَلته أَن يستأمن عِكْرِمَة فآمنه وَقد كَانَ خرج إِلَى الْيمن فَلحقه بِالْيمن حَتَّى جَاءَت بِهِ وَأسلم عِكْرِمَة صَفْوَان فأقرهما رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدهمَا على النِّكَاح الأول الَّذِي كَانَا عَلَيْهِ ثمَّ أُمِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كل من كَانَ فِي بَيته صنم أَن يكسرهُ فكسروا الْأَصْنَام كلهَا وَكسر خَالِد بْن الْوَلِيد الْعُزَّى بِبَطن نَخْلَة وَهدم بَيته فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ الْعُزَّى لَا تعبد أبدا وَكسر عَمْرو بْن الْعَاصِ سواع ثمَّ قَالَ للسادن كَيفَ رَأَيْت قَالَ(2/60)
أسلمت لله وَكسر بْن زيد الأشْهَلِي الناة المشلل ثمَّ بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حول مَكَّة النَّاس يدعونَ إِلَى اللَّه وَلم يَأْمُرهُم بِقِتَال وَكَانَ بِمن بعث خَالِد بْن الْوَلِيد وَأمره أَن يسير بِأَسْفَل تهَامَة دَاعيا وَلم يَبْعَثهُ مُقَاتِلًا وَمَعَهُ سليم مُدْلِج وقبائل من غَيرهم فَلَمَّا نزلُوا بغميصاء وَهِي من مياه بني جذيمة وَكَانَت بَنو جذيمة قد أَصَابُوا فِي الْجَاهِلِيَّة عَوْف بْن عَبْد أَبَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف والفاكه بْن الْمُغيرَة كَانَا أَقبلَا تاجرين من الْيمن حَتَّى إِذا نزلا بهم قتلوهم وَأخذُوا أَمْوَالهم فَلَمَّا كَانَ الْإِسْلَام بلغ خَالِد بْن الْوَلِيد إِلَيْهِم وَرَآهُ الْقَوْم(2/61)
أخذُوا السِّلَاح فَقَالَ لَهُم خَالِد ضَعُوا السِّلَاح فَإِن الْقَوْم أَسْلمُوا فَوضع الْقَوْم السِّلَاح لقَوْل خَالِد فَلَمَّا وضعوها أَمر بهم خَالِد فكتفوا ثمَّ عرضهمْ على السَّيْف فَلَمَّا انْتهى الْخَبَر إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رفع يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاء وَقَالَ اللَّهُمَّ أَبْرَأ إِلَيْك مِمَّا صنع خَالِد بْن الْوَلِيد ثمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَليّ بن أبي طَالب فَقَالَ يَا على اخْرُج إِلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْم وَانْظُر فِي أَمرهم وَاجعَل أَمر الْجَاهِلِيَّة تَحت قَدَمَيْك فَخرج على حَتَّى جَاءَهُم وَمَعَهُ مَال قد بَعثه بِهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ ودى لَهُم الدِّمَاء وَمَا أُصِيب من الْأَمْوَال حَتَّى لم يبْق لَهُم سيء من دم وَلَا مَال إِلَّا وداه وَبقيت مَعَه بَقِيَّة فَقَالَ لَهُم(2/62)
عَليّ بَقِي لكم من دم أَو مَال لم يود إِلَيْكُم قَالُوا لَا قَالَ فَإِنِّي أُعْطِيكُم هَذِه الْبَقِيَّة من المَال احْتِيَاطًا لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا لَا يعلم وَلَا تعلمُونَ فَفعل ثمَّ رَجَعَ إِلَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأخْبرهُ قَالَ أصبت ثمَّ إِن هوزان لما سَمِعت بِجمع رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودخوله مَكَّة اجْتمعت مَعَ ثَقِيف وجشم وَسعد بْن بكر وَكَانَ فِي بني جشم دُرَيْد بْن الصمَّة وَهُوَ شيخ كَبِير لَيْسَ فِيهِ إِلَّا التَّيَمُّن بِرَأْيهِ وبعلمه بِالْحَرْبِ وَفِي ثَقِيف قَارب بْن الْأسود بْن مَسْعُود وَفِي بني بكر سبيع بْن الْحَارِث وَكَانَ جماع أَمر النَّاس إِلَى(2/63)
مَالك بْن عَوْف فأجمع مَالك بِالنَّاسِ على الْمسير إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَارُوا حَتَّى إِذا أَتَوا بأوطاس وَمَعَهُ الْأَمْوَال وَالْأَبْنَاء وَالنِّسَاء فَقَالَ دُرَيْد بْن الصمَّة بِأَيّ وَاد أَنْتُم قَالُوا بأوطاس قَالَ نعم مجَال الْخَيل لَا حزن وَلَا سهل دهس مَا لي أسمع رُغَاء الْإِبِل ونهاق الْحمير وبكاء الصَّغِير ويعار الشَّاء قَالُوا سَاق مَالك بْن عَوْف بأوطاس مَعَ النَّاس أَمْوَالهم ونساءهم وأبناءهم فَقَالَ أَيْن مَالك فَقيل هَذَا مَالك فَقَالَ دُرَيْد يَا مَالك إِنَّك أَصبَحت رَئِيس قَوْمك وَإِن هَذَا يَوْم لَهُ مَا بعد من الْأَيَّام سقت مَعَ النَّاس أَمْوَالهم وأبناءهم ونساءهم قَالَ وَلم قَالَ أردْت أَن أجعَل خلف كل رجل أَهله وَمَاله لِيُقَاتل عَنْهُم فأنقض بِهِ(2/64)
فَقَالَ وَهل يرد الْقَوْم شَيْء إِنَّهَا إِن كَانَت لَك لم ينفعك إِلَّا رجل بِسَيْفِهِ وَرمحه وَإِن كَانَت عَلَيْك فضحت فِي أهلك وَمَالك مَا فعلت كَعْب وكلاب قَالَ مَالك لم يشْهد مِنْهُم أحد قَالَ غَابَ الْحَد وَالْجد لَو كَانَ عَلَاء ورفعة لم تغب عَنهُ كَعْب وَلَا كلاب يَا مَالك لَا تصنع بِتَقْدِيم الْبَيْضَة بَيْضَة هوَازن إِلَى نحور الْخَيل شَيْئا ارفعهم فِي متمنع بِلَادهمْ وعليا قَومهمْ ثمَّ ألق الصباء على متون الْخَيل فَإِن كَانَت لَك لحق بك من وَرَاءَك وَإِن كَانَت عَلَيْك ألفاك ذَلِك وَقد احرزت مَالك وَأهْلك قَالَ تِلْكَ وَالله لَا أفعل لتطيعنني يَا معشر هوَازن أَو لأتكبن على هَذَا السَّيْف حَتَّى(2/65)
يخرج من ظَهْري وَكره أَن يكون فِيهَا لدريد ذكر وَرَأى قَالُوا أطعناك فَقَالَ مَالك إِذا رأيتموهم فاكسروا جفون سُيُوفكُمْ ثمَّ شدوا عَلَيْهِم شدّ رجل وَاحِد وَجَاء الْخَبَر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبعث عَبْد اللَّه بْن أبي حَدْرَد الْأَسْلَمِيّ فَدخل فِي النَّاس فَأَقَامَ فيهم حَتَّى سمع وَعلم من كَلَام مَالك وَأمر هوَازن مَا كَانَ وَمَا اجْمَعُوا لَهُ ثمَّ أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأخْبرهُ فأجمع على الْمسير إِلَى هوَازن وَقيل لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ عِنْد صَفْوَان بْن أُميَّة أدراعا فَأرْسل إِلَيْهِ فَقَالَ يَا أَبَا أُميَّة أعرنا سِلَاحك نلقى فِيهَا(2/66)
عدونا فَقَالَ صَفْوَان أغصبا قَالَ لَا بل عَارِية مَضْمُونَة حَتَّى نؤديها إِلَيْك قَالَ لَيْسَ بِهَذَا بَأْس فَأعْطَاهُ مائَة درع بِمَا يصلحها من السِّلَاح وَسَأَلَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ يَكْفِيهِ حملهَا صَفْوَان لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مَكَّة مَعَه أَلفَانِ من أهل مَكَّة وَعشرَة آلَاف من أَصْحَاب الَّذين فتح اللَّه بهم مَكَّة وَاسْتعْمل على مَكَّة عتاب بْن أسيد بْن أبي الْعيص بْن أُميَّة أَمِيرا وَكَانَ مقَامه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّة خمس عشرَة لَيْلَة يقصر فِيهَا الصَّلَاة فَبينا النَّاس مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسِيرُونَ إِذا مروا بسدرة قَالَ أَبُو قَتَادَة اللَّيْثِيّ يَا رَسُول اللَّه اجْعَل هَذِه ذَات أنواط كَمَا للْكفَّار ذَات أنواط وَكَانَ للْكفَّار سِدْرَة يأتونها كل سنة ويعلقون عَلَيْهَا أسلحتهم ويعكفون عَلَيْهَا ويذبحون عِنْدهَا فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّه أكبر قُلْتُمْ وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ كَمَا قَالَت بَنو إِسْرَائِيل اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُم لتركبن سنَن من قبلكُمْ(2/67)
فَلَمَّا بلغ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَادي حنين وَانْحَدَرَ الْمُسلمُونَ(2/68)
فِي الْوَادي قرب الصُّبْح وَهُوَ وَاد أجوف وَقد كمن الْمُشْركُونَ لَهُم فِي شعابه ومفارقه فأعدو لِلْقِتَالِ فَبينا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينحدر والمسلمون بالوادي إِذْ اشتدت عَلَيْهِم الْكَتَائِب من الْمُشْركين شدّ رجل وَاحِد وَانْهَزَمَ السلمون رَاجِعين لَا يعرج أحد وانحاز رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَات الْيَمين ثمَّ قَالَ أَيْن أَيهَا النَّاس هلموا أَنا رَسُول اللَّه أَنا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه واحتملت الْإِبِل بَعْضهَا بَعْضًا وَمَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَهْط من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار وَأهل بَيته فَلَمَّا رأى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاس لَا يعطفون على سيء قَالَ يَا عَبَّاس اُصْرُخْ يَا معشر الْأَنْصَار يَا أَصْحَاب السمرَة فَنَادَى الْعَبَّاس وَكَانَ امْرأ جسيما شَدِيد الصَّوْت يَا معشر الْأَنْصَار يَا أَصْحَاب السمرَة فَأَجَابُوا لبيْك لبيْك وَكَانَ الرجل من الْمُسلمين يذهب ليثني بعيره فَلَا يقدر على ذَلِك فَيَأْخُذ درعه فيقذفها فِي عُنُقه ثمَّ يَأْخُذ سَيْفه وترسه ثمَّ يقتحم عَن بعيره فيخلى سَبِيل بعيره ويؤم الصَّوْت حَتَّى يَنْتَهِي إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى اجْتمع على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مائَة رجل واستقبلوا النَّاس وقاتلوا وكانتت الدعْوَة أول مَا كَانَت يَا للْأَنْصَار ثمَّ جعلت أخيرا فَقَالُوا يَا لِلْخُرُوجِ وَكَانُوا صبرا عِنْد(2/69)
الْحَرْب فَأَشْرَف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ركابه وَنظر إِلَى مجتلد الْقَوْم فَقَالَ الْآن حمى الْوَطِيس وَإِذا رجل من هوَازن على جمل أَحْمَر فِي يَده راية سَوْدَاء وَفِي رَأسه رمح طَوِيل أَمَام النَّاس وهوازن خَلفه فَإِذا أدْرك طعن برمهه وَإِذا فَاتَهُ رَفعه لمن وَرَاءه ويتبعونه فَأَهوى إِلَيْهِ عَليّ بْن أبي طَالب وَرجل من الْأَنْصَار يريدانه فَأَتَاهُ على من خَلفه فَضرب عرقوبي الْجمل فَوَقع على عَجزه وَثَبت الْأَنْصَار على الرجل فضربوه ضَرْبَة أطن بهَا قدمه بِنصْف سَاقه وَاخْتلف النَّاس وَكَانَ شعار الْمُهَاجِرين يَوْمئِذٍ يَا بني عَبْد الرَّحْمَن وشعار الْخَزْرَج يَا بني عَبْد اللَّه وشعار الْأَوْس يَا بني عبيد الله(2/70)
وَكَانَت أم سليم بنت ملْحَان مَعَ زَوجهَا أبي طَلْحَة فَالْتَفت رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِي حازمة وَسطهَا وَمَعَهَا جمل أبي طَلْحَة فَقَالَت بِأبي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْتُل هَؤُلَاءِ الَّذين ينهزمون عَنْك كَمَا تقتل هَؤُلَاءِ الَّذين يقاتلونك فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَو يَكْفِي اللَّه يَا أم سليم وَإِنَّهَا يَوْمئِذٍ لحبلى بِعَبْد اللَّه بْن أبي طَلْحَة وَمَعَهَا خنجر فَقَالَ لَهَا أَبُو طَلْحَة مَا هَذَا الخنجر مَعَك يَا أم سليم قَالَت خنجر أَخَذته إِن دنا مني أحد من الْمُشْركين بعجت بَطْنه فَقَالَ أَبُو طَلْحَة يَا رَسُول اللَّه أَلا تسمع مَا تَقوله أم سليم وَرَأى أَبُو قَتَادَة رجلَيْنِ يقتتلان مُسلم ومشرك فَإِذا رجل من الْمُشْركين يُرِيد أَن يعين صَاحبه فَأَتَاهُ أَبُو قَتَادَة فَضرب يَده فقطعها فاعتنقه الْمُشرك بِيَدِهِ الثَّانِيَة وصدره فَقَالَ أَبُو قَتَادَة وَالله مَا تركني حَتَّى وجدت ريح الْمَوْت فَلَولَا أَن الدَّم نزفه يقتلني فَسقط وضربته فَقتلته(2/71)
ثمَّ انهزم الْمُشْركُونَ وَأخذ الْمُسلمُونَ يكتفون الْأُسَارَى فَلَمَّا وضعت الْحَرْب أَوزَارهَا قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من قتل قَتِيلا فَلهُ سلبه فَقَالَ رجل من أهل مَكَّة يَا رَسُول اللَّه لقد قتلت قَتِيلا ذَا سلب وأجهضني عَنهُ الْقِتَال فَلَا أدرى من سلبه فَقَالَ رجل من أهل مَكَّة يَا رَسُول اللَّه أَنا سلبته فأرضه مني عَن سلبه فَقَالَ أَبُو بكر الصّديق أيعمد إِلَى من أَسد اللَّه يُقَاتل عَن اللَّه تقاسمه سلبه رد عَلَيْهِ سلبه فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صدق أَبُو بكر رد عَلَيْهِ سلبه فَرد عَلَيْهِ قَالَ أَبُو قَتَادَة فَبِعْته فاشتريت بِهِ مخرفا فِي الْمَدِينَة لِأَنَّهُ أول مَال تأثلته فِي الْإِسْلَام(2/72)
وَكَانَ على راية الأحلاف من ثَقِيف يَوْم حنين قَارب بْن الْأسود فَلَمَّا رأى الْهَزِيمَة أسْند رايته إِلَى شَجَرَة وهرب وَكَانَ على راية بني مَالك ذُو الْخمار فَلَمَّا أَخذهَا عُثْمَان بْن عَبْد اللَّه وأقامها للْمُشْرِكين فَقتل عُثْمَان وانحاز الْمُشْركُونَ منهزمين إِلَى الطَّائِف وعسكر بَعضهم بأوطاس وَبعث رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخُيُول فِي آثَارهم فَأدْرك ربيعَة بْن رفيع دُرَيْد بْن الصمَّة وَهُوَ فِي شجار على رَاحِلَته فَأخذ(2/73)
بِخِطَام جمله وَهُوَ يظنّ أَنه امْرَأَة فَلَمَّا أنخه إِذا شيخ كَبِير وَإِذا هُوَ دُرَيْد وَلَا يعرفهُ الْغُلَام فَكَانَ ربيعَة غُلَاما قَالَ دُرَيْد مَاذَا تُرِيدُ بِي قَالَ أَقْتلك قَالَ وَمن أَنْت قَالَ أَنا ربيعَة بْن رفيع السّلمِيّ وضربه ربيعَة بِسيف فَلم يقدر شَيْئا فَقَالَ لَهُ دُرَيْد بئس مَا أسلحتك أمك خُذ سَيفي هَذَا من مُؤخر رحلى فِي الشجار ثمَّ أضْرب وارفع عَن الْعِظَام واخفض عَن الدِّمَاغ فَإِنِّي كَذَلِك كنت أقتل الرِّجَال ثمَّ إِذا أتيت أمك فَأَخْبرهَا أَنَّك قتلت دُرَيْد بْن الصمَّة بِسَيْفِهِ ثمَّ أَمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالسبايا وَالْأَمْوَال فَجمعت بالجعرانة وَبعث فِي آثَار من توجه قبل أَوْطَاس أَبَا عَامر الْأَشْعَرِيّ فَأدْرك النَّاس بعض من انهزم فَسَارُوا يرْمونَ كل من لقوه وَرمى أَبَا عَامر بِسَهْم فَقتل وَأخذ برايته بعده أَبُو مُوسَى فَقَاتلهُمْ فَفتح لَهُ وَهَزَمَهُمْ الله(2/74)
ثمَّ بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الطَّائِف وفيهَا مَالك بْن عَوْف وَقد عَسْكَر جمَاعَة من الْمُشْركين وعَلى مُقَدّمَة خيل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِد بْن الْوَلِيد فَرَأى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَة مقتولة فَقَالَ من قتل هَذِه قَالَ خَالِد بْن الْوَلِيد فَقَالَ لرجل أدْرك خَالِدا وَقل لَهُ يَقُول لَك رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تقتلُوا امْرَأَة وَلَا ولدا وَلَا عسيفا فَلَمَّا بلغ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الطَّائِف نزل قَرِيبا فَلم يقدر الْمُسلمُونَ على أَن يدخلُوا حَائِطا فَضرب(2/75)
مُعَسْكَره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْد مَسْجده بضع عشرَة لَيْلَة وَأمر بِقطع أعنابهم وقاد رجلا من هُذَيْل من بني لَيْث وَهُوَ أول دم أقيد فِي الْإِسْلَام ثمَّ نصب المنجيق على حصنهمْ حَتَّى فَتحه اللَّه عَلَيْهِ وَكَانَ فِي أَيَّامه يقصر الصَّلَاة وَقد كَانَ مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مولى لخالته فَاخِتَة بنت عَمْرو بْن عَائِذ يُقَال لَهُ ماتع مخنث يدْخل على نسَاء رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمعهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُول لخَالِد بْن الْوَلِيد يَا خَالِد إِن فتح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدا فَلَا تفلتن مِنْك بادية بنت غيلَان فَإِنَّهَا تقبل بِأَرْبَع وتدر بثمان فَقَالَ(2/76)
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا يفْطن لما سمع بِهِ ثمَّ قَالَ لنسائه لَا يدخلن عليكن فحجب عَن بَيت رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ انْصَرف رسسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الطَّائِف إِلَى الْجِعِرَّانَة فَقَالَ لَهُ سراقَة بْن جعْشم المدلجي يَا رَسُول اللَّه ترد الضَّالة حوضى فَهَل فِيهِ أجر وَنهى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن وطأ الحبالى حَتَّى يَضعن وبينما النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعد بالجعرانة وَمَعَهُ ثوب(2/77)
وَقد أظل بِهِ مَعَه نَاس من أَصْحَابه إِذْ جَاءَهُ أَعْرَابِي عَلَيْهِ جُبَّة متضمخ بِطيب فَقَالَ يَا رَسُول اللَّه كَيفَ ترى بِرَجُل أحرم بِعُمْرَة فِي جُبَّة بعد مَا تضمخ بِطيب وَإِذا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مخمر الْوَجْه يغط فَلَمَّا سرى عَنهُ قَالَ أَيْن الَّذِي سَأَلَني عَن الْعمرَة آنِفا فَأتى بِهِ فَقَالَ أما الطّيب فاغسله عَنْك وَأما الْجُبَّة فانزعها ثمَّ اصْنَع فِي عمرتك مَا تصنع فِي حجتك وَقسم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْغَنَائِم بالجعرانة بَين الْمُسلمين فَأصَاب كل رجل أَرْبعا من الأبل وَأَرْبَعين شَاة وَمن كَانَ فَارِسًا أَخذ سَهْمه وسهمي فرسه ثمَّ أَخذ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبرة من سَنَام بعيره ثمَّ قَالَ أَيهَا النَّاس إِنِّي مَا لي من فيئكم وَلَا هَذِه الْوَبرَة إِلَّا الْخمس وَالْخمس مَرْدُود عَلَيْكُم فأدوا الْخَيط والمخيط فَإِن(2/78)
الْغلُول يكون على أَهله نَارا وشنارا يَوْم الْقِيَامَة فَجَاءَهُ رجل من الْأَنْصَار بكبة خيوط من شعر قَالَ يَا رَسُول اللَّه أخذت هَذِه الكبة أخيط بهَا بردعة بعير لي فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أما نَصِيبي مِنْهَا فلك فَقَالَ أما إِذا بلغت هَذِه فَلَا حَاجَة لي فِيهَا ثمَّ أسلم مَالك بْن عَوْف وَقَالَ يَا رَسُول اللَّه ابعثني أضيق على ثَقِيف فَاسْتَعْملهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على من أسلم من قومه من تِلْكَ الْقَبَائِل وَمن تبعه من بني سليم فَكَانَ يُقَاتل ثقيفا لَا يخرج لَهُم سرح إِلَّا أغار عَلَيْهِم ثمَّ جَاءَ وَفد هوَازن راغبين فِي الْإِسْلَام بعد أَن قسم لَهُم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّبي فأسلموا ثمَّ أعْطى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُؤَلّفَة قُلُوبهم تألفا فَأعْطى حويطب بْن عَبْد الْعُزَّى مائَة من الأبل وَأعْطى الْأَقْرَع بْن حَابِس مائَة من الأبل وَأعْطى صَفْوَان بْن أُميَّة مائَة من الأبل وَأعْطى حَكِيم بْن حزَام مائَة من الأبل وَأعْطى مَالك بْن عَوْف مائَة من الأبل وَأعْطى(2/79)
عَبَّاس بْن مرداس السّلمِيّ شَيْئا دونهم فَقَالَ فِيهِ أبياتا وَلم يُعْط الْأَنْصَار مِنْهَا شَيْئا فَقَالَ قَائِل الْأَنْصَار أَلا إِن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد لقى قومه فَانْطَلق سعد بْن عبَادَة فَدخل على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ يَا رَسُول اللَّه الْأَنْصَار قد وجدوا فِي أنفسهم مِمَّا مِمَّا رأوك صنعت فِي هَذِه العطايا قَالَ فَأَيْنَ أَنْت من ذَلِك يَا سعد قَالَ مَا أَنا إِلَّا رجل من قومِي قَالَ فاجمع لي قَوْمك فِي هَذِه الحظيرة فَخرج سعد فَنَادَى فِي قومه إِن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُركُمْ أَن تجتمعوا فِي هَذِه الحظيرة فَقَامُوا سرَاعًا وَقَامَ سعد على بَاب الحظيرة فَلم يدخلهَا إِلَّا رجل من الْأَنْصَار وَقد رد أُنَاسًا ثمَّ أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ هَذِه الْأَنْصَار قد اجْتمعت لَك فَخرج إِلَيْهِم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم ة قَالَ يَا معشر الْأَنْصَار مَا مقَالَة بلغتني عَنْكُم أَكثرْتُم فِيهَا ألم تَكُونُوا ضلالا فَهدَاكُم اللَّه(2/80)
ألم تَكُونُوا عَالَة فَأَغْنَاكُمْ اللَّه ألم تَكُونُوا أَعدَاء فألف اللَّه بَيْنكُم قَالُوا بِلَا قَالَ أَفلا تجيبونني قَالُوا إِلَيْك الْمَنّ وَالْفضل قَالَ نأما وَالله لَو شِئْتُم لقلتم وصدقتم جئتنا طريدا فَآوَيْنَاك ومخذولا فَنَصَرْنَاك وعائلا فآسيناك ومكذبا فَصَدَّقْنَاك أوجتم فِي أَنفسكُم من لعاعة من الدُّنْيَا تألفت بهَا قوما أَسْلمُوا ووكلتم إِلَى إيمَانكُمْ أما ترْضونَ أَن يذهب النَّاس بِالشَّاة وَالْبَعِير وَتَذْهَبُونَ برَسُول اللَّه إِلَى رحالكُمْ فالذى نفس مُحَمَّد بِيَدِهِ لَو سلك النَّاس وايا وسلكت الْأَنْصَار شعبًا لَسَلَكْت شعب الْأَنْصَار وَلَولَا الْهِجْرَة لَكُنْت امْرأ من الْأَنْصَار إِن الْأَنْصَار كرشى وعيبتى اللَّهُمَّ اغْفِر للْأَنْصَار وَأَبْنَاء الْأَنْصَار ولأبناء أَبْنَاءَهُم فَبكى الْقَوْم حَتَّى أخضلوا لحهم وَقَالُوا رَضِينَا بِاللَّه وبرسوله حظا وقسما ونصيبا ثمَّ تفرق الْأَنْصَار وَفِي هَذِه الْمقَالة قَالَ ذُو الْخوَيْصِرَة يَا رَسُول اللَّه اعْدِلْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شقيت إِن لم أعدل ثمَّ علقت الْأَعْرَاب برَسُول الله(2/81)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسألونه حَتَّى ألجأوه إِلَى شَجَرَة عَظِيمَة وخطفت رِدَاءَهُ فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ردوا على دائي فوالذي نفس مُحَمَّد بِيَدِهِ لَو كَانَت عدد هَذِه الْعضَاة نعما لقسمته بَيْنكُم ثمَّ لَا تجونى كذوبا وَلَا جَبَانًا وَلَا بَخِيلًا ثمَّ خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الْجِعِرَّانَة مُعْتَمِرًا فَاعْتَمَرَ مِنْهَا فَبَاتَ بالجعرانة واستخلف على مَكَّة عتاب بْن أسيد أَمِيرا وَخلف مَعَه معَاذ بْن جبل يفقه النَّاس وَيُعلمهُم الْقُرْآن وَكَانَت هَذِه الْعمرَة فِي ذِي الْقعدَة ثمَّ خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الْجِعِرَّانَة يُرِيد الْمَدِينَة فسلك فِي وَادي سرف حَتَّى خرج على سرف ثمَّ على مر الظهْرَان حَتَّى قدم الْمَدِينَة فِي بَقِيَّة ذِي الْقعدَة(2/82)
ثمَّ تزوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَة بنت الضَّحَّاك بْن سُفْيَان الْكلابِيَّة فاستعاذت من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد عذت بعظيم الحقي بأهلك وفارقها وَحج بِالنَّاسِ عتاب بْن أسيد وَولد إِبْرَاهِيم بْن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من ماريا الْقبْطِيَّة فِي ذِي الْحجَّة فَوَقع فِي قلب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ شَيْء فجَاء جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ السَّلَام عَلَيْك يَا إِبْرَاهِيم فسرى عَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتنافست نسَاء الْأَنْصَار فِيهِ أيتهن ترْضِعه فَدفعهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أم بردة بنت الْمُنْذر بْن زيد وَزوجهَا بْن مبذول فَكَانَت ترْضِعه وَحلق رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأسه يَوْم السَّابِع وَتصدق بِوَزْن شعره فضَّة على الْمَسَاكِين وعق عَنهُ بكبشين وعاش سِتَّة عشر شهرا(2/83)
السّنة التَّاسِعَة من الْهِجْرَة أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ اللَّخْمِيُّ بِعَسْقَلانَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ التَّوَكُّل بْنِ أَبِي السَّرِيِّ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ثَوْرَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ قَالَ لَمْ أَزَلْ حَرِيصًا أَنْ أَسْأَلَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَنِ الْمَرْأَتَيْنِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّتَيْنِ قَالَ اللَّهُ لَهُمَا إِنْ تَتُوبَا الى الله فقد صنعت قُلُوبكُمَا فَقَالَ عمر وَاعجَبا لَك يَا بن عَبَّاسٍ ثُمَّ قَالَ هِيَ عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ ثُمَّ أَنْشَأَ يَسُوقُ الْحَدِيثَ فَقَالَ كُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ قَوْمًا نَغْلِبُ النِّسَاءَ فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَجَدْنَاهُمْ قَوْمًا تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ فَطَفِقَ نِسَاؤُنَا يَتَعَلَّمْنَ مِنْ نِسَائِهِمْ وَكَانَ مَنْزِلِي فِي بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ فِي الْعَوَالِي قَالَ فَتَغَضَّبْتُ يَوْمًا عَلَى امْرَأَتِي فَإِذَا هِيَ تراجعنى فأنكرت أَن(2/84)
تُرَاجِعَنِي فَقَالَتْ مَا تُنْكِرُ أَنْ أُرَاجِعَكَ فَوَاللَّهِ إِنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيُرَاجِعْنَهُ وَتَهْجُرُهُ إِحْدَاهُنَّ الْيَوْمَ إِلَى اللَّيْلِ فَانْطَلَقْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَقُلْتُ أُتَرَاجِعِينَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ نَعَمْ وَتَهْجُرُهُ إِحْدَانَا الْيَوْمَ إِلَى اللَّيْلِ قَالَ قُلْتُ قَدْ خَابَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنْكُنَّ وَخَسِرَ أَفَتَأْمَنُ إحداكن أَن يغْضب الله عيها لِغَضَبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم فَإِذا هى هلكتفلا تُرَاجِعِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا تَسْأَلِيهِ شَيْئًا وسلينى مَا بدا ذَلِك وَلا يَغُرَّنَّكِ إِنْ كَانَتْ جَارَتُكِ أَوْسَمَ وَأَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْكِ يُرِيدُ عَائِشَةَ قَالَ وَكَانَ لِي جَارٌ مِنَ الأَنْصَارِ وَكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَنْزِلُ يَوْمًا وَأَنْزِلُ يَوْمًا فَيَأْتِينِي بِخَبَرِ الْوَحْيِ وَغَيْرِهِ وَآتِيهِ بِمِثْلِ ذَلِكَ وَكُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ غَسَّانَ تَنْعَلُ الْخَيْلَ لِتَغْزُوَنَا قَالَ فَنَزَلَ صَاحِبِي يَوْمًا أَتَانِي عَشَاءً فَضَرَبَ عَلَى بَابِي ثُمَّ نَادَانِي فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ حَدَثَ أَمْرٌ عَظِيمٌ فَقُلْتُ وَمَاذَا أَجَاءَتْ غَسَّانُ قَالَ لَا بَلْ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ وَأَطْوَلُ طَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ فَقُلْتُ خَابَتْ حَفْصَةُ وَخَسِرَتْ قَدْ كُنْتُ أَظُنُّ هَذَا كائبا فَلَمَّا صلبت الصُّبْحَ شَدَدْتُ عَلَى ثِيَابِي ثُمَّ نَزَلْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَإِذَا هى تبْكي(2/85)
فَقُلْتُ أَطَلَّقَكُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ لَا أَدْرِي هُوَ ذَا مُعْتَزِلٌ فِي هَذِهِ الْمَشْرَبَةِ قَالَ فَأَتَيْتُ غُلامًا لَهُ أَسْوَدَ فَقُلْتُ اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ فَدخل الْغُلَام إِلَيَّ وَقَالَ قَدْ ذَكَرْتُكَ لَهُ وَلم يقل سَيِّئًا فَانْطَلَقْتُ حَتَّى أَتَيْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا قوم حول النبر جُلُوسٌ يَبْكِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالَ فَجَلَسْتُ قَلِيلا ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ فَأَتَيْتُ الْغُلامَ فَقُلْتُ اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَيَّ وَقَالَ قَدْ ذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ فَرَجَعْتُ ثُمَّ جَلَسْتُ إِلَى الْمِنْبَر ثمَّ غلبى مَا أَجِدُ فَأَتَيْتُ الْغُلامَ فَقُلْتُ اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَيَّ فَقَالَ قَدْ ذَكَرْتُكَ لَهُ فَسَكَتَ فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا فَإِذَا الْغُلامُ يَدْعُونِي وَيَقُولُ ادْخُلْ قَدْ أَذِنَ لَكَ فَدَخَلْتُ فَسَلَّمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذا هُوَ متكى عَلَى رَمْلِ حَصِيرٍ قَدْ أَثَّرَ بِجَنْبِهِ فَقُلْتُ أَطَلَّقْتَ يَا رَسُولَ الله(2/86)
صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَكَ قَالَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيَّ وَقَالَ لَا فَقُلْتُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَوْ رَأَيْتُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّسَاءَ فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَجَدْنَا قَوْمًا تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ فَطَفِقَ نِسَاؤُنَا يَتَعَلَّمْنَ مِنْ نِسَائِهِمْ فَتَغَضَّبْتُ عَلَى امْرَأَتِي يَوْمًا فَإِذَا هِي تُرَاجِعُنِي فَأَنْكَرْتُ ذَلِكَ عَلَيْهَا فَقَالَتْ لِي أَتُنْكِرُ أَنْ أُرَاجِعَكَ فَوَاللَّهِ إِنَّ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيُرَاجِعْنَهُ وَتَهْجُرُهُ إِحْدَاهُنَّ الْيَوْمَ إِلَى اللَّيْلَةِ قَالَ فَقُلْتُ قَدْ خَابَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنْهُنَّ وَخَسِرَ أَتَأْمَنُ إِحْدَاهُنَّ أَنْ يَغْضَبَ اللَّهُ عَلَيْهَا لِغَضَبِ رَسُولِهِ فَإِذَا هِيَ هَلَكَتْ قَالَ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَقُلْتُ لَهَا لَا تُرَاجِعِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا تَسْأَلِيهِ شَيْئًا وَسَلِينِي مَا بَدَا لَكِ وَلا يَغُرَّنَّكِ إِنْ كَانَتْ جَارَتُكِ أَوْسَمَ وَأَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْكِ قَالَ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُخْرَى فَقُلْتُ أَسْتَأْنِسُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَجَلَسْتُ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فِي الْبَيْتِ فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ فِيهِ شَيْئًا يَرُدُّ الْبَصَرَ إِلا أَهَبُهُ ثَلاثَةً فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُوَسِّعَ عَلَى أُمَّتِكَ فَقَدْ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَى فَارِسَ وَالرُّومِ وَهُمْ لَا يَعْبُدُونَهُ قَالَ فَاسْتَوَى جَالِسًا ثُمَّ قَالَ أوفى شكّ أَنْت يَا بن الْخَطَّابِ أُولَئِكَ قَوْمٌ عُجِّلَتْ لَهُمْ طَيِّبَاتُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَقُلْتُ اسْتَغْفِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَانَ أقسم أَن لَا يدخلن عَلَيْهِنَّ شَهْرًا مِنْ شِدَّةِ مَوْجِدَتِهِ عَلَيْهِنَّ حَتَّى عَاتَبَهُ اللَّهُ قَالَ الزهرى فاخبرني عُرْوَة بن عَائِشَةَ قَالَتْ فَلَمَّا مَضَى تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدَأَ بِي فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ أَقْسَمْتَ أَنْ لَا تَدْخُلَ عَلَيْنَا شَهْرًا وَإِنَّكَ دَخَلْتَ من تسع وَعِشْرُونَ أَعُدُّهُنَّ فَقَالَ إِنَّ الشَّهْرَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ ثُمَّ قَالَ يَا عَائِشَةُ إِنِّي ذاكرلك أَمْرًا فَلا أَرَاكِ أَنْ تَعْجَلِي فِيهِ حَتَّى تَسْتَأْمِرِي أَبَوَيْكِ قَالَتْ ثمَّ قَرَأَ على الْآيَة يَا أَيهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ(2/87)
تردن الحيوة الدُّنْيَا وَزينتهَا إِلَى قَوْله عَظِيما قَالَتْ عَائِشَةُ قَدْ عَلِمَ وَاللَّهِ أَن أَبَوي لم يَكُونَا بِفِرَاقِهِ فَقُلْتُ أَفِي هَذَا أَسْتَأْمِرُ أَبَوَيَّ فَإِنِّي أُرِيدُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ قَالَ فِي أول هَذِه السّنة هجر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ شهرا وَكَانَ السَّبَب فِي ذَلِك أَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذبح ذبحا فَأمر عَائِشَة أَن تقيم بَين أَزوَاجه فَأرْسلت إِلَى زَيْنَب بنت جحش نصِيبهَا فَردته قَالَ زبديها فزادتها ثَلَاثًا كل ذَلِك ترده فَقَالَت عَائِشَة قد أقمأت وَجهك فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنتن أَهْون على اللَّه من أَن تغضبن لَا أَدخل عليكن شهرا فَدخل عَلَيْهِنَّ بعد مضى تسع وَعِشْرُونَ يَوْمًا ثمَّ بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلْقَمَة بْن مجزز فِي صفر إِلَى الْحَبَشَة فَانْصَرف وَلم يلق كيدا(2/88)
وَفِي هَذِه السّريَّة أَمر عَلْقَمَة أَصْحَابه أَن يوقدوا نَارا عَظِيما ثمَّ أَمرهم أَن يقتحموا فِيهَا فتحرزوا وَأَبُو ذَلِك فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أَمركُم بِمَعْصِيَة اللَّه فَلَا تطيعوه ثمَّ قدم على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفد بلي فِي ربيع الأول وَنزل على رويفع بْن ثَابت الْبلوى وَقدم وَفد نَبِي ثَعْلَبَة بْن منقذ وفيهَا وَفد سعد هذيم وَقدم الداريون من لخم عشرَة أنفس هَانِئ بْن حبيب والفاكه(2/89)
بْن النُّعْمَان وحبلة بْن مَالك وَأَبُو هِنْد بْن بر وَأَخُوهُ الطّيب بْن بر وَتَمِيم بْن أَوْس ونعيم بْن أَوْس وَيزِيد بْن قيس وَعُرْوَة بْن مَالك وَأَخُوهُ مرّة بْن مَالك وأهدوا إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم رِوَايَة خمر فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ قد حرم الْخمر فَأمروا بيعهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِن الَّذِي حرم شربهَا حرم بيعهَا وَقدم وَفد بني أَسد فَقَالُوا يَا رَسُول اللَّه قدمنَا عَلَيْك قبل أَن ترسل إِلَيْنَا رَسُولا فَنزلت هَذِه الْآيَة يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا وَقدم عُرْوَة بْن مَسْعُود بْن معتب الثَّقَفِيّ على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ ثمَّ اسْتَأْذن أَن يرجع إِلَى قومه فيدعوهم إِلَى الْإِسْلَام فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هم قاتلوك قَالَ أَنا أحب إِلَيْهِم من أبكار أَوْلَادهم فَأذن لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخرج إِلَى قومه ودعاهم إِلَى الْإِسْلَام وَأذن بالصبح على غرفَة فَرَمَاهُ رجل من بنى ثَقِيف(2/90)
بِسَهْم فَقتله وَبعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الضَّحَّاك بْن سُفْيَان الْكلابِي إِلَى القرطاء سَرِيَّة فَأَصَابَهُمْ بغدير الزج وَقد كتب إِلَيْهِم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتابا فآبوا ورقعوا كِتَابهمْ بِأَسْفَل دلوهم وَبعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَليّ بْن أبي طَالب سَرِيَّة إِلَى الْفلس من بِلَاد طَيء فِي ربيع فَأَغَارَ عَلَيْهِم وسبى نمنهم نسَاء فِيهِنَّ أُخْت عدي بْن حَاتِم ثمَّ نعى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّجَاشِيّ للنَّاس فِي رَجَب وَقَالَ صلوا على صَاحبكُم فَقَامَ فصلى هُوَ وَأَصْحَابه وصفوا خَلفه وَكبر عَلَيْهِ أَرْبعا ثمَّ أَمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالتهيؤ لغزوة الرّوم فِي شدَّة الْحر وجدب من الْبِلَاد حِين طَالب الثِّمَار وأحبت(2/91)
الظلال وَكَانَ رَسُول اله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَلما يخرج فِي غَزْوَة إِلَّا ورى بغَيْرهَا غير غَزْوَة تَبُوك هَذِه فَإِنَّهُ أَمر التآهب لبعد الشقة وَشدَّة الزَّمَان وحض رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أهل الْغنى على النَّفَقَة والحملان فِي سَبِيل اللَّه ورغبهم فِي ذَلِك وَحمل رجال من أهل الْغنى واحتسبوا وَأنْفق عُثْمَان بن عَفَّان تفى ذَلِك نَفَقَة عَظِيمَة لم ينْفق أحد أعظم من نَفَقَة ثمَّ إِن رجَالًا من الْمُسلمين أَتَوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم وهم البكاؤن وهم سَبْعَة نفر فاستحملوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانُوا أهل حَاجَة فَقَالَ لَا أجد مَا أحملكم عَلَيْهِ وأعينهم تفيض من الدمع حزنا أَلا يَجدوا مَا يُنْفقُونَ وَجَاء المعذرون من الْأَعْرَاب ليؤذن لَهُم فاعتذروا إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعذرهم وهم بَنو غفار وَقد كَانَ تنفر من الْمُسلمين أَبْطَأَ بهم النِّيَّة عَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تخلفوا عَنهُ من غير شكّ وَلَا ارتياب مِنْهُم كَعْب بْن مَالك أَخُو بنى سَلمَة ومرارو بْن الرّبيع أَخُو بني عَمْرو بْن عَوْف وهلال بْن أُميَّة أَخُو بني وَاقِف وَأَبُو خَيْثَمَة أَخُو بني سَالم وَكَانُوا نفر صدق وَلَا يتهمون فِي إسْلَامهمْ فَخرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الْمَدِينَة وَضرب مُعَسْكَره على ثنية الْوَدَاع ضرب عَبْد اللَّه بْن أبي بْن سلول مُعَسْكَره أَسْفَل مِنْهُ وَخلف رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَليّ بن أبي طَالب على(2/92)
أَهله وَأمره بالأقامة فيهم واستخلف على الْمَدِينَة سِبَاع بن عرفطة أَخا بني غفار فَقَالَ المُنَافِقُونَ وَالله مَا خَلفه علينا إِلَّا استثقالا لَهُ فَلَمَّا سمع ذَلِك على أَخذ سلاحه ثمَّ خرج حَتَّى لحق رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ نَازل بالجرف وَقَالَ يَا بنى اللَّه زعم المُنَافِقُونَ أَنَّك إِنَّمَا خلفتني استثقالا فَقَالَ كذبُوا وَلَكِنِّي خلفتك لما تركت ورائي فَارْجِع فَاخْلُفْنِي فِي أَهلِي وَأهْلك أَلا ترْضى أَن تكون مني بِمَنْزِلَة هَارُون من مُوسَى إِلَّا أَنه لَا نَبِي بعدِي فَرجع عَليّ إِلَى الْمَدِينَة وَمضى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتخلف عَنهُ عَبْد اللَّه بْن أبي فِيمَن تخلف من الْمُنَافِقين فَلَمَّا نزل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحجرِ استقى النَّاس من بترها فَلَمَّا راحو مِنْهَا قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تشْربُوا من مَائِهَا شَيْئا وَلَا تتوضأوا مِنْهُ للصَّلَاة وَمَا كَانَ من عجين عجنتموه فاعلفوه الأبل وَلَا تَأْكُلُوا مِنْهُ شَيْئا ثمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأرْسل اللَّه السَّحَاب فَأمْطر حَتَّى ارتوى النَّاس وتوضأوا ثمَّ أَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نزل فِي بعض الْمنَازل فضلت نَاقَته فَخرج أَصْحَابه فِي طلبَهَا فَقَالَ بعض الْمُنَافِقين أَلَيْسَ مُحَمَّد يزْعم أَنه نَبِي وَيُخْبِركُمْ بِخَبَر السَّمَاء وَهُوَ لَا يدْرِي أَيْن نَاقَته فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالله مَا أعلم(2/93)
إِلَّا مَا عَلمنِي اللَّه وَقد عَلمنِي أَنَّهَا فِي الْوَادي بَين شعب كَذَا وَكَذَا قد حبستها شَجَرَة بزمامها قَالَ فَانْطَلقُوا حَتَّى تَأْتُوا بهَا فَذَهَبُوا فجاؤوا بهَا ثمَّ سَار رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجعل يتَخَلَّف عَنهُ الرجل فَيَقُولُونَ وَالله يَا رَسُول اللَّه تخلف فلَان فَيَقُول دَعوه فَإِن يكن فِيهِ خبر فسيلحقه اللَّه بكم حَتَّى قيل لَهُ يَا رَسُول اللَّه تخلف أَبُو ذَر وَأَبْطَأ بِهِ بعيره فَقَالَ دَعوه فَإِن يَك فِيهِ خير فسيلحقه اللَّه بكم فَلَمَّا أَبْطَأَ على أبي ذَر بعيره أَخذ مَتَاعه على ظَهره وَترك بعيره ثمَّ خرج يتبع أثر رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاشِيا وَنزل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بعض مَنَازِله فَنظر نَاظر من الْمُسلمين فَقَالَ يَا رَسُول اللَّه رجل على الطَّرِيق يمشى وَحده فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كن أَبَا ذَر فَلَمَّا تَأمله الْقَوْم قَالُوا يَا رَسُول اللَّه هَذَا وَالله أَبَا ذَر فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رحم اللَّه أَبَا ذَر يعِيش وَحده وَيَمُوت وَحده وَيبْعَث وَحده فَانْتهى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى تَبُوك فَلَمَّا أَتَاهَا أَتَاهُ يحنة بْن رؤبة صَاحب أَيْلَة وَصَالح على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَعْطَاهُ الْجِزْيَة وَأَتَاهُ جرباء وأذرح فأعطوا الْجِزْيَة وَكتب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتابا وَهُوَ عِنْدهم فَكتب(2/94)
ليحنة بن رؤبة بِسم اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم هَذِه أَمَنَة من الله وَمن مُحَمَّد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم يحنة بن رؤبة وَأهل بَلَده وسيارته فِي الْبر وَالْبَحْر فهم فِي ذمَّة اللَّه وَذمَّة مُحَمَّد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم وَمن كَانَ مَعَهم من أهل الشَّام وَأهل الْيمن وَأهل الْبَحْر فَمن أحدث مِنْهُم حَدثنَا فَإِنَّهُ لَا يحول مَاله دون نَفسه وَإنَّهُ طيب للنَّاس مِمَّن أَخذه وَإنَّهُ لَا يحل أَن يمنعوا مَاء يردونه وَلَا طَرِيقا يريدونه من بر وبحر وَكتب جهيم بْن الصَّلْت بِأَمْر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكتب لأهل جرباء وأذرح بِسم اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم هَذَا كتاب من مُحَمَّد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأهل أذرح أَنهم آمنون بِأَمَان الله وأمان مُحَمَّد وَأَن عَلَيْهِم مائَة دِينَار فِي كل رَجَب وافية طيبَة وَالله كَفِيل عَلَيْهِم بالنصح وَالْإِحْسَان وَمن لَجأ إِلَيْهِم من الْمُسلمين وَقد كَانَ أَبُو خَيْثَمَة أحد بني سَالم رَجَعَ بعد أَن خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الْمَدِينَة إِلَى أَهله فِي يَوْم حَار فَوجدَ امْرَأتَيْنِ لَهُ فِي عريشين لَهما فِي حَائِط قد رَشَّتْ كل وَاحِدَة مِنْهُمَا عريشها وَبَردت لَهُ فِيهِ مَاء وَهَيَّأْت لَهُ فِيهِ طَعَاما فَلَمَّا دخل أَبُو خَيْثَمَة قَامَ على بَاب العريشين وَنظر إِلَى امرأتيه وَمَا صنعتا لَهُ فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي(2/95)
الرّيح وَالْحر وَأَبُو خَيْثَمَة فِي ظلال بَارِدَة وَطَعَام مُهَيَّأ وَامْرَأَة حسناء فِي مَاله مُقيم مَا هَذَا بِالنِّصْفِ ثمَّ قَالَ وَالله لَا أَدخل عَرِيش وَاحِدَة مِنْكُمَا حَتَّى الْحق برَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهَيَّأَ لَهُ زادا ثمَّ قدم ناضحة فارتحله ثمَّ خرج فِي طلب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبينا أَبُو خَيْثَمَة يسير إِذْ لحقه عُمَيْر بْن وهب الجُمَحِي فِي الطَّرِيق يطْلب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فترافقا حَتَّى إِذا دنوا من تَبُوك قَالَ أَبُو خَيْثَمَة لعمير بْن وهب إِن لي ذَنبا فَلَا عَلَيْك أَن تخلف عني حَتَّى أَتَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفعل عُمَيْر ثمَّ سَار أَبُو خَيْثَمَة حَتَّى إِذا دنا من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ نَازل بتبوك قَالَ النَّاس هَذَا رَاكب على الطَّرِيق مقبل فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كن أَبَا خَيْثَمَة فَقَالُوا يَا رَسُول اللَّه هُوَ وَالله أَبُو خَيْثَمَة فَلَمَّا أَنَاخَ أقبل وَسلم على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ أخبرهُ الْخَبَر فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خيرا ودعا لَهُ بِخَير ثمَّ إِن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِد بن الْوَلِيد وَبَعثه(2/96)
إِلَى أكيدر دومة وَهُوَ أكيدر بْن عَبْد الْملك رجل من كِنْدَة وَكَانَ ملكا عَلَيْهِم وَكَانَ نَصْرَانِيّا فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لخَالِد إِنَّك ستجده يصيد بقر الْوَحْش فَخرج خَالِد بْن الْوَلِيد حَتَّى إِذا كَانَ من حصنه بمنظر الْعين فِي لَيْلَة مُقْمِرَة صائفة وَهُوَ على سطح لَهُ وَمَعَهُ امْرَأَته فباتت الْبَقر تحك قُرُونهَا بِبَاب الْقصر فَقَالَت لَهُ امْرَأَة هَل رَأَيْت مثل هَذَا قطّ قَالَ لَا وَالله فَمن يتْرك هَذَا قَالَ لَا أحد فَنزل أكيدر دومة وَأمر بفرسه فأسرج وَركب فِي نفر من أهل بَيته وَمَعَهُ أَخُوهُ حسان فَلَمَّا خَرجُوا بمطاردهم تلقتهم خيل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهم خَالِد بْن الْوَلِيد فَقتلُوا أَخَاهُ حسانا وَقد كَانَ عَلَيْهِ قبَاء من ديباج مخوص بِالذَّهَب فاستلبه خَالِد وَبعث بِهِ إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا قدم بِهِ على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعل الْمُسلمُونَ يلمسونه بِأَيْدِيهِم ويعجبون مِنْهُ فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتعجبون من هَذَا وَالَّذِي نفس مُحَمَّد بِيَدِهِ لمناديل سعد بْن معَاذ فِي الْجنَّة أحسن من هَذَا ثمَّ إِن خَالِدا قدم بأكيدر على رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحقن لَهُ دَمه وَصَالَحَهُ على الْجِزْيَة ثمَّ خلى سَبيله وَرجع(2/97)
إِلَى قريته وافتقد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَعْب بْن مَالك فَقَالَ مِمَّا فعل كَعْب بْن مَالك فَقَالَ رجل من بني سَلمَة يَا رَسُول اللَّه حَبسه برْدَاهُ وَالنَّظَر فِي عطفيه فَقَالَ لَهُ معَاذ بْن جبل بئس وَالله مَا قلت وَالله يَا رَسُول اللَّه مَا علمنَا مِنْهُ إِلَّا خيرا فَسكت رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأقَام رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتبوك بضع عشرَة لَيْلَة يقصر الصَّلَاة وَلم يجاوزها ثمَّ انْصَرف قَافِلًا إِلَى الْمَدِينَة وَكَانَ فِي الطَّرِيق مَاء يخرج من وشل مَا يروي الرَّاكِب والراكبين وَالثَّلَاثَة بواد يُقَال لَهُ المشقق فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من سبقنَا إِلَى ذَلِك المَاء فَلَا يستقين مِنْهُ شَيْئا حَتَّى أتيه فَلَمَّا أَتَاهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وضع يَده فِيهَا ينصب فِي يَده مَا شَاءَ اللَّه أَن ينصب ثمَّ مجه فِيهِ ودعا اللَّه بِمَا شَاءَ اللَّه أَن يَدْعُو فانخرق من المَاء فَشرب النَّاس واستقوا حَاجتهم مِنْهُ فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَئِن بَقِيتُمْ أَو بَقِي مِنْكُم لتسمهن بِهَذَا الْوَادي وَهُوَ أخصب مَا بَين يَدَيْهِ وَمَا خَلفه(2/98)
وَذَاكَ المَاء فوارة تَبُوك الْيَوْم ثمَّ إِن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نزل بعض النَّازِل وَمَات عَبْد اللَّه بْن البجادين فَحَفَرُوا لَهُ وَنزل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حفرته وأبز بكر وَعمر يدليانه إِلَيْهِ وَهُوَ يَقُول أدليا لي أخاكما فأدلوه إِلَيْهِ فَلَمَّا هيأه لِشقِّهِ قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ إِنِّي قد أمسيت عَنهُ رَاضِيا فارض عَنهُ فَقَالَ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود يَا لَيْتَني كنت صَاحب الحفرة وَكَانَ الْمُسلمُونَ يَقُولُونَ لَا جِهَاد بعد الْيَوْم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَنْقَطِع الْجِهَاد حَتَّى ينزل عِيسَى بْن مَرْيَم عَلَيْهِ السَّلَام وَجعل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من تَبُوك إِلَى الْمَدِينَة مَسَاجِد فِي مَنَازِله معروقة إِلَى الْيَوْم فأولها مَسْجِد بثينة مدران وَمَسْجِد بِذَات الزراب وَمَسْجِد بالأخضر وَمَسْجِد بِذَات الخطمي وَمَسْجِد بِذَات البتراء وَمَسْجِد بالشق وَمَسْجِد بِذِي الجيفة(2/99)
وَمَسْجِد بالصدر وَمَسْجِد وَادي الْقرى وَمَسْجِد الرقعة وَمَسْجِد بِذِي مروة وَمَسْجِد بالفيفاء وَمَسْجِد بِذِي خشب ثمَّ قدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَة وَكَانَ إِذا قدم من سفر بَدَأَ فِي الْمَسْجِد فَرَكَعَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثمَّ جلس للنَّاس فَلَمَّا فعل ذَلِك جَاءَ الْمُخَلفُونَ فيهم كَعْب بْن مَالك ومراوة بْن الرّبيع وهلال بْن أُميَّة وَغَيرهم فَجعلُوا يَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ ويحلفون لَهُ وَكَانُوا بضعَة وَثَمَانِينَ رجلا فَكَانَ لاسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقبل مِنْهُم على نيتهم ويكل سرائرهم إِلَى اللَّه حَتَّى جَاءَ كَعْب بْن مَالك فَسلم عَلَيْهِ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبَسم الْمُغْضب ثمَّ قَالَ لَهُ تعال فجَاء كَعْب بْن مَالك يمشى حَتَّى جلس بَين يَدَيْهِ فَقَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا خَلفك ألم تكن ابتعت ظهرك قَالَ بلي يَا رَسُول اللَّه وَالله لَو جَلَست عِنْد غَيْرك من أهل الدُّنْيَا لرأيت أَنِّي سأخرج من سخطه بِعُذْر وَلَقَد أَعْطَيْت جدك وَإِن لي لِسَانا وَلَكِن وَالله لقد علمت لَئِن حدثتك الْيَوْم حَدِيثا كَاذِبًا لترضين بِهِ عني وليوشكن اللَّه أَن يسخطك عَليّ وَلَئِن حدثتك حَدِيثا صَادِقا تَجِد عَليّ فِيهِ وَإِنِّي لأرجو عُقبى اللَّه فِيهِ لَا وَالله مَا كَانَ لي عذر وَوَاللَّه مَا كنت قطّ(2/100)
أقوى وأيسر مني حِين تخلفت عَنْك فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أما هَذَا فقد صدقت قُم قُم حَتَّى يقْضِي اللَّه فِيك فَقَامَ وثار مَعَه رجال من بني سَلمَة واتبعوه وَقَالُوا مَا علمناك كنت أذنبت ذَنبا قبل هَذَا وَلَقَد عجزت أَن لَا تكون اعتذرت إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا أعْتَذر إِلَيْهِ الْمُخَلفُونَ وَقد كَانَ كافيك ذَنْبك اسْتِغْفَار رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَك وَجعلُوا ينوبونه حَتَّى أَرَادَ أَن يرجع إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويكذب نَفسه ثمَّ قَالَ لَهُم هَل لقى هَذَا أحد غيرى قَالُوا نعم رجلَانِ قَالَا مثل مَا قلت وَقَالَ لَهما مثل مَا قَالَ لَك قَالَ وَمن هما قَالُوا مرَارَة بْن الرّبيع وهلال بْن أُميَّة الوَاقِفِي ثمَّ نهى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن كَلَام هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة فَأَما مرَارَة وهلال فقعدا فِي بيوتهما وَأما كَعْب بْن مَالك فَكَانَ أشب الْقَوْم وأجلدهم وَكَانَ يخرج وَيشْهد الصَّلَاة مَعَ الْمُسلمين وَيَطوف فِي الْأَسْوَاق وَلَا يكلمهُ أحد وبأتى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيسلم عَلَيْهِ وَهُوَ فِي مَجْلِسه بعد الصَّلَاة وَيَقُول فِي نَفسه هَل حرك شَفَتَيْه يرد السَّلَام على أم لَا ثمَّ يُصَلِّي قَرِيبا مِنْهُ ويسارقه النّظر فَإِذا أقبل كَعْب على صلَاته(2/101)
نظر إِلَيْهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِذا الْتفت نَحوه أعرض عَنهُ حَتَّى طَال ذَلِك عَلَيْهِ من جفوة الْمُسلمين ثمَّ مر كَعْب تسور جِدَار أَبى قَتَادَة وَهُوَ بن عَمه وَأحب النَّاس إِلَيْهِ فَسلم عَلَيْهِ فَلم يرد عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا قَتَادَة أنْشدك اللَّه هَل تعلم أَنِّي أحب اللَّه وَرَسُوله فَسكت فَعَاد ينشده فَسكت فَعَاد ينشده فَقَالَ اللَّه وَرَسُوله أعلم فَفَاضَتْ عينا كَعْب ووثب قنسور الْجِدَار ثمَّ غَدا إِلَى السُّوق فَبينا هُوَ يمشى وَإِذا نبطى من نبط الشَّام يسْأَل عَنهُ مِمَّن قدم بِالطَّعَامِ يَبِيعهُ بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ يَقُول من يدل على كَعْب بْن مَالك فَجعل النَّاس يشيرون إِلَيْهِ جَاءَ كَعْبًا فَدفع إِلَيْهِ كتابا من مَالك غَسَّان فِي سَرقَة حَرِير فِيهِ أما بعد فَإِنَّهُ بلغنَا أَن صَاحبك قد جفاك وَلم يجعلك اللَّه بدار هوان وَلَا مضيعة فَالْحق بِنَا نواسك فَلَمَّا قَرَأَ كَعْب الْكتاب قَالَ وَهَذَا من الْبلَاء أَيْضا قد بلغ بِي مَا وَقعت فِيهِ أَن طمع فِي رجل من أهل الشّرك ثمَّ عمد بِالْكتاب إِلَى تنور فسجره بِهِ ثمَّ أَقَامَ عَلَيْهِ ذَلِك حَتَّى إِذا مضى أَرْبَعُونَ لَيْلَة أَتَاهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرك أَن تَعْتَزِل امْرَأَتك فَقَالَ كَعْب أطلقها أم مَاذَا قَالَ بل أعتزلها وَلَا تَقربهَا وَأرْسل(2/102)
إِلَى مرَارَة وهلال بِمثل ذَلِك فَقَالَ كَعْب لامْرَأَته الحقي بأهلك فكوني عِنْدهم حَتَّى يقْضِي اللَّه فِي هَذَا الْأَمر مَا هُوَ قَاض وَجَاءَت امْرَأَة هِلَال بْن أُميَّة فَقَالَت يَا رَسُول اللَّه إِن هِلَال بْن أُميَّة شيخ كَبِير ضائع لَا خَادِم لَهُ أفتكره أَن أخدمه قَالَ لَا وَلَكِن لَا يقربنك قَالَت وَالله يَا رَسُول اللَّه مَا بِهِ من حَرَكَة وَالله مَا زَالَ يبكى مُنْذُ كَانَ من أمره مَا كَانَ إِلَى يَوْمه هَذَا وَالله لقد تخوفت على بَصَره فلبثوا بعد ذَلِك عشر لَيَال حَتَّى كمل خَمْسُونَ لَيْلَة من حِين نهى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُسلمين عَن كَلَامهم فصلى كَعْب بْن مَالك الصُّبْح على ظهر بَيت من بيوته على الْحَال الَّتِي ذكر اللَّه مِنْهُ ضَاقَتْ عَلَيْهِ الأَرْض برحبها وَضَاقَتْ عَلَيْهِ نَفسه إِذْ سمع صَوت صارخ أوفى على سلعه يَقُول بِأَعْلَى صَوته يَا كَعْب بن مَالك فخركعب لله سَاجِدا وَعرف أَنه قد جَاءَ الْفرج وَأخْبر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاس بتوبة اللَّه عَلَيْهِم حِين صلى الصُّبْح ثمَّ جَاءَ كَعْبًا الصَّارِخ بالبشرى فَنزع ثوبيه فكساهما إِيَّاه ببشارته واستعار ثَوْبَيْنِ فلبسهما ثمَّ انْطلق يؤم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتلقاه النَّاس يتهنأونه بِالتَّوْبَةِ وَيَقُولُونَ لِيَهنك تَوْبَة اللَّه عَلَيْك حَتَّى دخل الْمَسْجِد(2/103)
ورَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالس حوله النَّاس فَقَامَ إِلَيْهِ طَلْحَة بْن عبيد اللَّه فحياه وهنأه فَلَمَّا سلم كَعْب على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوَجهه يَبْرق بالسرور أبشر بِخَير يَوْم مر عَلَيْك مُنْذُ وَلدتك أمك فَقَالَ كَعْب أَمن عنْدك يَا رَسُول اللَّه أم من عِنْد اللَّه قَالَ بل من عِنْد اللَّه ثمَّ جلس بَين يَدَيْهِ فَقَالَ يَا رَسُول اللَّه إِن من توبى أَن أَنْخَلِع من مَالِي صَدَقَة إِلَى اللَّه وَرَسُوله فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمسك عَلَيْك مَالك فَهُوَ خبر لَك فَقَالَ إِنِّي مُمْسك سهمي الَّذِي بِخَيْبَر ثمَّ قَالَ يَا رَسُول اللَّه إِن اللَّه قد نجاني بِالصّدقِ فَإِن تَوْبَتِي إِلَى اللَّه أَن لَا أحدث إِلَّا صدقا مَا بقيت فَتلا عَلَيْهِم رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ تَابَ اللَّهُ على النَّبِي والمهاجرين وَالْأَنْصَار إِلَى قَوْله إِنَّ اللَّهَ هُوَ التواب الرَّحِيم ثمَّ لَاعن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَين عُوَيْمِر بْن الْحَارِث بْن عجلَان وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ عَاصِم وَبَين امْرَأَته بعد الْعَصْر فِي الْمَسْجِد(2/104)
فِي شعْبَان وَذَلِكَ أَنه أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُول اللَّه لَو أَن أَحَدنَا رأى امْرَأَته على فَاحِشَة كَيفَ يصنع إِن تكلم تكلم بِأَمْر عَظِيم وَإِن سكت سكت على مثل ذَلِك فَلم يجيه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا كَانَ بعد ذَلِك أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُول إِن الَّذِي قد سَأَلتك عَنهُ قد ابْتليت بِهِ فَأنْزل اللَّه هَذِه الْآيَات وَالَّذِينَ يَرْمُونَ ازواجهم حَتَّى ختم الْآيَات فَدَعَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَاصِمًا فَتلا عَلَيْهِ ووعظه وَذكره وَأخْبرهُ أَن عَذَاب الدُّنْيَا أَهْون من عَذَاب الْآخِرَة فَقَالَ عَاصِم لَا وَالَّذِي بَعثك مَا كذبت عَلَيْهَا ثمَّ دَعَا بامرأته فوعظها وَذكرهَا أَن عَذَاب الدُّنْيَا أَهْون من عَذَاب الْآخِرَة قَالَت لَا وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ فَبَدَأَ بعاصم فَشهد أَربع شَهَادَات بِاللَّه إِنَّه لمن الصَّادِقين وَالْخَامِسَة أَن لعنة اللَّه عَلَيْهِ إِن كَانَ من الْكَاذِبين وَأمر اللَّه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوضع يَده على فِيهِ عِنْد الْخَامِسَة وَقَالَ احذر فَإِنَّهَا مُوجبَة ثمَّ ثنى بامرأته فَشَهِدت أَربع شَهَادَات بِاللَّه إِنَّه لمن الْكَاذِبين وَالْخَامِسَة أَن غضب اللَّه عَلَيْهَا إِن كَانَت من الصَّادِقين ثمَّ فرق بَينهمَا وَألْحق الْوَلَد بِالْأُمِّ وَمَاتَتْ أم كُلْثُوم بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شعْبَان وغسلتها صَفِيَّة بنت عَبْد الْمطلب وَنزل فِي حفرتها على وَالْفضل وَأُسَامَة(2/105)
وَورد على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتاب مُلُوك حمير فِي رَمَضَان مقرين بِالْإِسْلَامِ فَكتب إِلَيْهِم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتاب جوابهم وَبَعثه مَعَ عَمْرو بْن حزم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ مُحَمَّد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى شُرَحْبِيل بْن عَبْد كلال والْحَارث بْن عَبْد كلال قيل ذِي رعين ومعافر وهمدان أما بعد فقد رفع رَسُولكُم وأعطيتم من الْمَغَانِم خمس اللَّه وَمَا كتب اللَّه على الْمُؤمنِينَ من الْعشْر فِي الْعقار وَمَا سقت السَّمَاء إِذا كَانَ سيحا أَو بعلا فَفِيهِ الْعشْر إِذا بلغ خَمْسَة أَو سُقْ وَمَا سقى بالرشاء والدالية فَفِيهِ نصف الْعشْر إِذا بلغ خَمْسَة أَو سُقْ وَفِي كل خمس من الْإِبِل سَائِمَة شَاة إِلَى أَن تبلغ أَرْبعا وَعشْرين فَإِذا زَادَت وَاحِدَة على أَربع وَعشْرين فَفِيهَا ابْنة مَخَاض فَإِن لم تُوجد بنت مَخَاض فَابْن لبون ذكر إِلَى أَن تبلغ خمْسا وَثَلَاثِينَ فَإِن زَادَت وَاحِدَة على خمس وَثَلَاثِينَ فَفِيهَا ابْنة لبون إِلَى أَن تبلغ خمْسا وَأَرْبَعين فَإِن زَادَت وَاحِدَة على خمس وَأَرْبَعين فَفِيهَا حَقه طروقة الْجمل إِلَى أَن(2/106)
تبلغ سِتِّينَ فَإِن زَادَت على السِّتين وَاحِدَة فَفِيهَا جَذَعَة إِلَى أَن تبلغ خمْسا وَسبعين فَإِن زَادَت وَاحِدَة على خمس وَسَبْعُونَ فَفِيهَا ابنتا لبون إِلَى أَن تبلغ تسعين فَإِن زَادَت وَاحِدَة على التسعين فَفِيهَا حقتان طروقتا الْجمل إِلَى أَن تبلغ عشْرين وَمِائَة فَمَا زَاد على عشْرين وَمِائَة فَفِي كل أَرْبَعِينَ بَين لبون وَفِي كل خمسين حقة طروقة الْجمل وَفِي كل ثَلَاثِينَ باقورة تبيع جذع أَو جَذَعَة وَفِي كل أَرْبَعِينَ باقورة بقرة وَفِي كل أَرْبَعِينَ شَاة سَائِمَة شَاة إِلَى أَن تبلغ عشْرين وَمِائَة فَإِذا زَادَت على عشْرين وَمِائَة فَفِيهَا شَاتَان إِلَى أَن تبلغ مِائَتَيْنِ فَإِن زَادَت وَاحِدَة فَثَلَاث إِلَى أَن تبلغ ثَلَاثمِائَة فَإِن زَادَت فَفِي كل مائَة شَاة شَاة وَلَا تُؤْخَذ بِالصَّدَقَةِ بهرمة وَلَا عجفاء وَلَا ذَات عوار وَلَا تَيْس الْغنم وَلَا يجمع بَين متفرق وَلَا يفرق بَين مُجْتَمع خشيَة الصَّدَقَة وَمَا أَخذ من الخليطين فَإِنَّهُمَا يتراجعان بَينهمَا بِالسَّوِيَّةِ وَفِي كل أَرْبَعِينَ درهما دِرْهَم وَلَيْسَ فِيمَا دون خمس أَوَاقٍ شَيْء وَفِي كل أَرْبَعِينَ دِينَارا دِينَارا وَإِن الصَّدَقَة لَا تحل لمُحَمد وَلَا لأهل بَيته إِنَّمَا(2/107)
هِيَ الزَّكَاة يزكّى بهَا أنفعهم فِي فُقَرَاء الْمُؤمنِينَ وَفِي سَبِيل اللَّه وَلَيْسَ فِي رَقِيق وَلَا مزرعة وَلَا عمالها شَيْء إِذا كَانَت تُؤَدّى صدقتها من الْعشْر وَلَيْسَ فِي عَبْد الْمُسلم وَلَا فرسه شَيْء وَإِن أكبر الْكَبَائِر عِنْد اللَّه يَوْم الْقِيَامَة الْإِشْرَاك بِاللَّه وَقتل النَّفس المؤمنة بِغَيْر حق والفرار فِي سَبِيل اللَّه يَوْم الزَّحْف وعقوق الْوَالِدين وَرمى المحصنة وَتعلم السحر وَأكل الرِّبَا وَأكل مَال الْيَتِيم وَإِن الْعمرَة هى الْحَج الصغر وَلَا يمس الْقُرْآن إِلَّا طَاهِر وَلَا طَلَاق قبل إملاك وَلَا عتاق يبْتَاع وَلَا يصلين أحد مِنْكُم فِي ثوب وَاحِد لَيْسَ على منكبية شَيْء وَلَا يحتبين فِي ثوب وَاحِد لَيْسَ بَين فرجه وَبَين السَّمَاء شَيْء وَلَا يصلين أحدكُم فِي ثوب وَاحِد وشقة باد وَلَا يصلين أحد مِنْكُم عاقصا شعره وَإِن من أعتبط مُؤمنا قتلا عَن بَيِّنَة فَهُوَ قَود إِلَّا أَن يرضى أَوْلِيَاء الْمَقْتُول وَإِن فِي النَّفس الدِّيَة مائَة من الْإِبِل وَفِي الْأنف إِذا أوعب جدعه الدِّيَة وَفِي اللِّسَان الدِّيَة وَفِي المأمومة ثلث الدِّيَة وَفِي البيضتين الدِّيَة وَفِي الذّكر الدِّيَة وَفِي المأمومة ثلث الدِّيَة وَفِي الْجَائِفَة ثلث الدِّيَة(2/108)
وَفِي الرجل الْوَاحِدَة نصف الدِّيَة وَفِي الصلب الدِّيَة وَفِي الْعَينَيْنِ الدِّيَة وَفِي المنقلة خَمْسَة عشر من الْإِبِل وَفِي السن خمس من الْإِبِل وَفِي الْمُوَضّحَة خمس من الْإِبِل وَإِن الرجل يقل بِالْمَرْأَةِ وعَلى أهل الذَّهَب ألف دِينَار فقرىء الْكتاب على أهل الْيمن ثمَّ بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معَاذ بْن جبل إِلَى الْيمن وَذكر أَنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى الْغَدَاة ثمَّ أقبل على النَّاس بِوَجْهِهِ فَقَالَ يَا معشر الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار أَيّكُم ينتدب إِلَى الْيمن فَقَامَ عمر بْن الْخطاب فَقَالَ أَنا يَا رَسُول اللَّه فَسكت عَنهُ ثمَّ قَالَ يَا معشر الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار أَيّكُم ينتدب إِلَى الْيمن فَقَامَ معَاذ بْن جبل فَقَالَ أَنا يَا رَسُول اللَّه فَقَالَ يَا معَاذ أَنْت لَهَا يَا بِلَال ائْتِنِي بعمامتي فَأَتَاهُ بعمامته فعمم بهَا رَأسه ثمَّ خرج رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمهاجرين وَالْأَنْصَار يشيعون معَاذًا وَهُوَ رَاكب ورَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمشى إِلَى جَانب رَاحِلَته ثمَّ قَالَ يَا معَاذ أوصيك بتقوى اللَّه وَصدق الحَدِيث وَأَدَاء الْأَمَانَة وَترك الْخِيَانَة وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وخفض الْجنَاح وَحفظ(2/109)
الْجَار ولين الْكَلَام ورد السَّلَام والتفقه فِي الْقُرْآن والجزع من الْحساب وَحب الْآخِرَة على الدُّنْيَا يَا معَاذ لَا تفْسد أَرضًا وَلَا تَشْتُم مُسلما وَلَا تصدق كَاذِبًا وَلَا تكذب صَادِقا وَلَا تعص إِمَامًا وَإنَّك تقدم على قوم من أهل الْكتاب فَلْيَكُن أول مَا تدعوهم إِلَيْهِ عبَادَة اللَّه فَإِذا عرفُوا اللَّه فَأخْبرهُم أَن اللَّه قد فرض عَلَيْهِم خمس صلوت فِي يومهم وليلتهم فَإِذا فعلوا ذَلِك فَأخْبرهُم أَن اللَّه تَعَالَى فرض عَلَيْهِم زَكَاة تُؤْخَذ من أَمْوَالهم فَترد على فقرائهم فَإِذا أطاعوا بهَا فَخذ مِنْهُم وتوق كرائم أَمْوَال النَّاس يَا معَاذ إِنِّي أحب لَك مَا أحب لنَفْسي وأكره لَك مَا أكره لَهَا يَا معَاذ إِذا أحدثت ذَنبا فأحدث لَهُ تَوْبَة السِّرّ بالسر وَالْعَلَانِيَة بالعلانية يَا معَاذ يسر وَلَا تعسر وَاذْكُر اللَّه عِنْد كل حجر ومدر يشْهد لَك يَوْم الْقِيَامَة يَا نعاذ عد الْمَرِيض وأسرع فِي حوائج الأرامل والضعفاء وجالس الْمَسَاكِين والفقراء وأنصف النَّاس من نَفسك وَقل الْحق حَيْثُ كَانَ وَلَا يأخذك فِي اللَّه لومة لائم والقني على الْحَال الَّتِي فارقتني عَلَيْهَا فَقَالَ معَاذ بِأبي وَأمي أَنْت يَا رَسُول اللَّه لقد حَملتنِي أمرا عَظِيما فَادع اللَّه لي على مَا قلدتني عَلَيْهِ فَدَعَا لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ ودعه وَانْصَرف رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَة وَأَصْحَابه ثمَّ أردفه(2/110)
بِأبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ فَلَمَّا قدم صنعاء منبرها فَحَمدَ اللَّه وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَرَأَ عَلَيْهِم عهد ثمَّ نزل فَأَتَاهُ صَنَادِيد صنعاء فَقَالُوا يَا معَاذ هَذَا نزل تقد هيأناه لَك وَهَذَا منزل قد فرغناه لَك قَالَ بِهَذَا أَوْصَانِي حَبِيبِي أَوْصَانِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن لَا تأخذني بِاللَّه لومة لائم وخلع رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معَاذ بْن جبل من مَاله لغلرمائه حَيْثُ اشتدوا عَلَيْهِ وَبَعثه إِلَى الْيمن وَقَالَ لَعَلَّ الله يجيرك وَقدم وَفد كلاب على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَة عشر نفر فيهم لبيد بْن ربيعَة ثمَّ بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّة مَعَ جمَاعَة من الْعَرَب لَيْسَ فيهم من الْمُهَاجِرين أحد وَلَا من الْأَنْصَار إِلَى بني تَمِيم فَأَغَارَ عَلَيْهِم وسبى مِنْهُم النِّسَاء والولدان وَأخذ مِنْهُم عشْرين رجلا فَقدم بهم الْمَدِينَة(2/111)
فَوضع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لحسان منبرا فَقَامَ عَلَيْهِ فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ يُؤَيّد حسانا بِروح الْقُدس فَقَالَ الْقَوْم شَاعِرهمْ أشعر من شَاعِرنَا وخطيبهم أَخطب من خَطِيبنَا وَقدم وَفد الطَّائِف ونزلوا دَار الْمُغيرَة بْن شُعْبَة وطلبوا الصُّلْح فَأمر النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِد بْن سعيد بْن الْعَاصِ أَن يكْتب لَهُم كتاب الصُّلْح وَمرض عَبْد اللَّه بْن أبي سلول فِي لَيَال بَقينَ من شَوَّال وَمَات فِي ذِي الْقعدَة وَكَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعودهُ فَلَمَّا مَاتَ جَاءَ ابْنه إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُول اللَّه أَعْطِنِي قَمِيصك أكَفنهُ فِيهِ فَأعْطَاهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَمِيصه وأتى قَبره فصلى عَلَيْهِ فَنزلت الْآيَة وَلا تُصَلِّ على أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلا تَقُمْ على قَبره وَقدم وَفد بني فَزَارَة وهم بضعَة عشر رجلا فيهم خَارِجَة بن حصن(2/112)
وَقدم وَفد بني عذرة ثَلَاثَة عشر رجلا ونزلوا على الْمِقْدَاد بْن عَمْرو وَفرض اللَّه تَعَالَى الْحَج على من اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا فَبعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بكر يحجّ بِالنَّاسِ من الْمَدِينَة فِي ثَلَاثمِائَة نفس وَبعث مَعَه عشْرين بَدَنَة مفتولة قلائدها ففتلها عَائِشَة بِيَدِهَا وقلدها وأشعرها وسَاق أَبُو بكر لنَفسِهِ خمس بدنات وَحج مَعَه عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف فَلَمَّا بلغ العرج وثوب بالصبح سمع أَبُو بكر خَلفه رغوة وَأَرَادَ أَن يكبر الصَّلَاة فَوقف عَن التَّكْبِير وَقَالَ هَذِه رغوة نَاقَة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجدعاء لقد بدا لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَج فَلَعَلَّهُ أَن يكون رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنصلي فَإِذا على عَلَيْهَا فَقَالَ أَبُو بكر أَمِير أم رَسُول فَقَالَ لَا بل رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم ببرأة أقرأها على النَّاس فِي مَوَاقِف الْحَج فقدموا مَكَّة فَقَرَأَ على النَّاس سُورَة بَرَاءَة حَتَّى خَتمهَا فَلَمَّا كَانَ يَوْم عَرَفَة قَامَ أَبُو بكر فَخَطب النَّاس وعرفهم مناسكهم حَتَّى إِذا فرغ قَامَ على فقرأها على النَّاس حَتَّى خَتمهَا فَلَمَّا كَانَ يَوْم النَّحْر خطب أَبُو بكر النَّاس وَحَدَّثَهُمْ عَن إفاضتهم(2/113)
ونحرهم ومناسكهم فَلَمَّا فرغ قَامَ عَليّ فَقَرَأَ على النَّاس بَرَاءَة حَتَّى خَتمهَا لينبذ إِلَى كل حق حَقه وَذي عهد عَهده وَأَن لَا يحجّ بعد الْعَام مُشْرك وَلَا يطوف بِالْبَيْتِ عُرْيَان فَلَمَّا كَانَ يَوْم النَّفر الأول قَامَ أَبُو بكر وخطب النَّاس وَحَدَّثَهُمْ كَيفَ ينفرون وَكَيف يرْمونَ فعلمهم مناسكهم فَلَمَّا فرغ قَامَ عَليّ فَقَرَأَ على النَّاس بَرَاءَة حَتَّى خَتمهَا ثمَّ رجعُوا إِلَى الْمَدِينَة السّنة الْعَاشِرَة لِلْهِجْرَةِ حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن خُزَيْمَةَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ثَنَا أَبُو عَامِرٍ ثَنَا قُرَّةُ بن خَالِد عَن أَبى جَمْرَة الضُّبَعِيِّ قَالَ قُلْتُ لابْنِ عَبَّاسٍ إِن لي جرة ينيذ لي فِيهَا أَطَلْتُ الْجُلُوسَ مَعَ الْقَوْمِ خَشِيتُ أَن(2/114)
أُفْتَضَحَ مِنْ حَلاوَتِهِ قَالَ قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ على رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَرْحَبًا بِالْوَفْدِ غَيْرَ خَزَايَا وَلا نَدَامَى قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ مُضَرَ وَإِنَّا لَا نَصِلُ إِلَيْكِ إِلا فِي أَشْهُرِ الْحُرُمِ فحدثنا جمل مِنَ الأَمْرِ إِذَا أَخَذْنَا بِهِ دَخَلْنَا الْجَنَّةَ وَنَدْعُو إِلَيْهِ مَنْ وَرَاءَنَا فَقَالَ آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ وَأَنْهَاكُمْ عَن أَرْبَعٍ الإِيمَانِ بِاللَّهِ وَهَلْ تَدْرُونَ مَا الإِيمَانُ بِاللَّهِ فَقَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَصَوْمِ رَمَضَانَ وَأَنَّ الْخُمُسَ مِنَ الْمَغْنَمِ وَأَنْهَاكُمْ عَن النَّبِيذِ فِي الدُّبَّاءِ وَالنَّقِيرِ وَالْحَنْتَمِ وَالْمُزَفَّتِ قَالَ فِي أول هَذِه السّنة قدم وَفد عَبْدِ الْقَيْسِ على رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا دنو من الْمَدِينَة تركُوا رواحلهم وَبَادرُوا إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنزل عَبْد اللَّه بْن الأشبح الْعَبْدي فعقل رَاحِلَته وَنزع ثِيَابه فلبسها ثمَّ أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِن فِيك لخصلتين يحبهما اللَّه وَرَسُوله الْحلم والأناة سَأَلُوهُ عَمَّا ذكرنَا(2/115)
ثمَّ بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِد بْن بيالوليد إِلَى بني عَبْد المدان فِي شهر ربيع الأول وهم بَنو تالحارث بْن كَعْب وَأَسْلمُوا وَأخذ الصَّدَقَة من أغنيائهم وردهَا على فقرائهم ثمَّ بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمْرو بْن حزم عَاملا على نَجْرَان فَخرج وَأقَام عِنْدهم يعلمهُمْ السّنة ومعالم الْإِسْلَام إِلَى أَن توفّي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ على نَجْرَان وَقدم عدي بْن حَاتِم الطَّائِي وَمَعَهُ صَلِيب من ذهب فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اتَّخذُوا أَحْبَارهم وَرُهْبَانهمْ أَرْبَابًا من دون اللَّه وَقدم بعده وَفد طَيء فيهم زيد الْخَيل وَهُوَ رَأْسهمْ ثمَّ قدم جرير بْن عَبْد الْملك البَجلِيّ فَبَعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى هدم ذِي الخلصة فَهَدمهَا(2/116)
ثمَّ قدم وَفد الأزد رَأْسهمْ صرد بْن عَبْد اللَّه فِي بضعَة عشر رجلا وَبَعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جرش فافتتحها وَكَانَ عَاملا للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَولد مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن حزم بِنَجْرَان فَكتب عَمْرو إِلَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك وَأخْبرهُ أَنه سَمَّاهُ مُحَمَّد وكناه أَبَا سُلَيْمَان وَقدم وَفد سلامان وهم سَبْعَة نفر رَأْسهمْ حبيب السلاماني وَقدم وَفد بني حنيفَة فيهم مُسَيْلمَة فَقَالَ مُحَمَّد إِن جعلت لي الْأَمر بعْدك آمَنت بك وصدقتك وَفِي بدر رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَرِيدَة فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَو سَأَلتنِي هَذِه الجريدة مَا أعطيتكها وَلنْ تعدو أَمر اللَّه فِيك وَلَئِن أَدْبَرت ليَعْقِرنك الله إِنِّي لأرااك الَّذِي أريت وَذَلِكَ أَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَينا أَنا نَائِم رَأَيْت فِي يَدي سِوَارَيْنِ من ذهب فَأَهَمَّنِي شَأْنهمَا فَأوحى إِلَى فِي الْمَنَام أَن انْفُخْهُمَا فَنَفَخْتهمَا فطَارَا فَأَوَّلْتهمَا الْكَذَّابين أَحدهمَا الْعَنسِي وَلآخر(2/117)
مُسَيْلمَة صَاحب الْيَمَامَة وَقدم وَفد غَسَّان ووفد عبس ووفد كِنْدَة ووفد محَارب ووفد خولان وَكَانَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا قدم عَلَيْهِ الْوُفُود لبس أحسن ثِيَابه وَأمر أحبابه بذلك وَقدم وَفد مُرَاد رَأْسهمْ فَرْوَة بْن مسيك الْمرَادِي وَاسْتَعْملهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على مُرَاد ومذحج وَبعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِد بْن الْوَلِيد على الصَّدقَات إِلَيْهِم وَكتب لَهُم كتابا بذلك وَدخل أَبُو ذَر على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ جَالس وَحده فَقَالَ يَا أَبَا ذَر إِن لِلْمَسْجِدِ تَحِيَّة قَالَ وَمَا تحيته يَا رَسُول اللَّه قَالَ رَكْعَتَانِ فَقَامَ فركعهما ثمَّ قَالَ إِنَّك أَمرتنِي بِالصَّلَاةِ فَمَا الصَّلَاة قَالَ خير مَوْضُوع فَمن شَاءَ أقل وَمن شَاءَ أَكثر فَقَالَ يَا رَسُول اللَّه أَي الْأَعْمَال أحب إِلَى اللَّه قَالَ إِيمَان بِاللَّه وَجِهَاد فِي سَبيله قَالَ(2/118)
فَأَي الْمُؤمنِينَ أكملهم ايمانا قَالَ أحْسنهم خلقا قَالَ فَأَي الْمُسلمُونَ أفضل قَالَ من سلم الْمُسلمُونَ من لِسَانه وَيَده قَالَ فَأَي الْهِجْرَة أفضل قَالَ من هجر السوء قَالَ فَأَي اللَّيْل أفضل قَالَ جَوف اللَّيْل الغاير قَالَ فَأَي الصَّلَاة أفضل قَالَ طول الْقُنُوت قَالَ فَأَي الرّقاب أفضل قَالَ أغلاها ثمنا وأنفسها عِنْد أَهلهَا قَالَ فَأَي الْجِهَاد أفضل قَالَ من عقر جَوَاده وَأُهْرِيقَ دَمه قَالَ فَأَي الصَّدَقَة أفضل قَالَ جهد من مقل إِلَى فَقير فِي سر قَالَ فَمَا الصَّوْم أفضل قَالَ فرض مجزى قَالَ آيَة الْكُرْسِيّ قَالَ يَا رَسُول اللَّه كم النَّبِيُّونَ قَالَ مائَة ألف وَأَرْبَعَة وَعِشْرُونَ ألف نَبِي قَالَ كم المُرْسَلُونَ مِنْهُم قَالَ ثَلَاثمِائَة وَثَلَاثَة عشر جما غفيرا قَالَ من كَانَ أول الْأَنْبِيَاء قَالَ آدم قَالَ وَكَانَ من الْأَنْبِيَاء مُرْسلا قَالَ نعم خلق اللَّه آدم بِيَدِهِ وَنفخ فِيهِ من روحه ثمَّ سواهُ وَكله قبلا قَالَ يَا أَبَا ذَر أَرْبَعَة من الْأَنْبِيَاء سريانيون آدم وشيث وخنوخ وَهُوَ إِدْرِيس وَهُوَ أول من خطّ بالقلم ونوح وَأَرْبَعَة من الْعَرَب هود وَصَالح وَشُعَيْب وَنَبِيك مُحَمَّد وَأول الْأَنْبِيَاء آدم وَآخرهمْ مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأول نَبِي من الْأَنْبِيَاء بني إِسْرَائِيل مُوسَى وَآخرهمْ عِيسَى وَبَينهمَا ألف نَبِي(2/119)
قَالَ يَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كم أنزل اللَّه من كتاب قَالَ مائَة كتاب وَأَرْبَعَة كتب أنزل على شِيث خمسين صحيفَة وعَلى إِدْرِيس ثَلَاثِينَ صحيفَة وَأنزل على إِبْرَاهِيم عشر صَحَائِف وَأنزل على مُوسَى قبل التَّوْرَاة عشر صَحَائِف وَأنزل التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَالزَّبُور وَالْفرْقَان قَالَ يَا رَسُول اللَّه فَمَا كَانَت صحف إِبْرَاهِيم قَالَ كَانَت أَمْثَالًا كلهَا أَيهَا الْملك الْمُسَلط الْمُبْتَلى الْمَغْرُور إِنِّي لم أَبْعَثك لِتجمع الدُّنْيَا بَعْضهَا على بعض وَلَكِن بَعَثْتُك لِترد عني دَعْوَة الْمَظْلُوم فَإِنِّي لَا أَرَاهَا وَلَو كَانَت من كَافِر وعَلى الْعَاقِل مَا لم يكن مَغْلُوبًا على عقله أَن يكون لَهُ سَاعَات سَاعَة يُنَاجِي فِيهَا ربه وَسَاعَة سحاسب فِيهَا نَفسه وَسَاعَة يتفكر فِيهَا فِي صنع اللَّه عز وَجل وَسَاعَة يَخْلُو فِيهَا لِحَاجَتِهِ من الْحَلَال فَإِن هَذِه السَّاعَة عون لتِلْك السَّاعَات واستجمام للقلوب وعَلى الْعَاقِل أَن يكون بَصيرًا بِزَمَانِهِ مُقبلا على شَأْنه حَافِظًا لِلِسَانِهِ فَإِنَّهُ من حسب كَلَامه من عمله قل كَلَامه إِلَّا فِيمَا يعنيه وعَلى الْعَاقِل أَن يكون طَالبا لثلاث مرمة لِمَعَاش وتزود لِمَعَاد وتلذذ فِي غير محرم وَقَالَ(2/120)
يَا رَسُول اللَّه فَمَا كَانَت صحف مُوسَى قَالَ كَانَت عبرا كلهَا عجبت لمن أَيقَن بِالْمَوْتِ ثمَّ يفرح وَعَجِبت لمن أَيقَن بِالْقدرِ ثمَّ ينصب وَعَجِبت لمن أَيقَن بالحسان غَدا ثمَّ لَا يعْمل قَالَ هَل أنزل اللَّه عَلَيْك شَيْئا مِمَّا كَانَ فِي صحف إِبْرَاهِيم ومويى قَالَ يَا ظأبا ذَر تقْرَأ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى قَالَ يَا رَسُول اللَّه أوصني قَالَ أوصيك بتقوى اللَّه فَإِنَّهُ زين لأمرك قَالَ زِدْنِي قَالَ عَلَيْك بطول الصمت فَإِنَّهُ مطردَة للشَّيْطَان عَنْك وَعون لَك على أَمر دينك وَإِيَّاك والضحك فَإِنَّهُ يُمِيت الْقُلُوب وَيذْهب نور الْوَجْه قَالَ زِدْنِي قَالَ أحب الْمَسَاكِين ومجالستهم قَالَ زِدْنِي قَالَ قل الْحق وَلَو كَانَ مرا قَالَ زِدْنِي قَالَ لَا تخف فِي اللَّه لومة لائم قَالَ زِدْنِي قَالَ ليحجزنك عَن النَّاس مَا تعلم من نَفسك وَلَا تَجِد عَلَيْهِم فِيمَا تَأتي ثمَّ قَالَ يَا أَبَا ذَر كفي للمرء غيا أَن يكون فِيهِ خِصَال يعرف من النَّاس مَا يجهل من نَفسه ويتجسس لَهُم مَا هُوَ فِيهِ ويؤذى جليسه فِيمَا لَا يعنيعه يَا أَبَا ذَر لَا عقل كالتدبير وَلَا ورع كَالْكَفِّ وَلَا حسب كحسن الْخلق(2/121)
ثمَّ بعث على رَضِي اللَّه عَنهُ سَرِيَّة إِلَى الْيمن فِي شهر رَمَضَان قَالَ يَا رَسُول اللَّه كَيفَ أصنع قَالَ إِذا نزلت بِسَاحَتِهِمْ فَلَا تقَاتلهمْ حَتَّى يقاتلونك فَإِن قاتلوك فَلَا تقَاتلهمْ حَتَّى يقتلُوا مِنْكُم قَتِيلا فَلَا تقاتلوهم حَتَّى تروهم أَنَاة فَإِذا أتيتهم فَقل لَهُم هَل لكم إِلَى أَن تخْرجُوا من أَمْوَالكُم صَدَقَة فتردونها على فقرائكم فَإِن قَالُوا نعم فَلَا تَبْغِ مِنْهُم غير ذَلِك وَلِأَن يهدي الله اللَّه على يَديك رجلا وَاحِدًا خير لَك مِمَّا طلعت عَلَيْهِ الشَّمْس وَنزلت على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَسْتَوِي القعدون من الْمُؤمنِينَ والمجهدون فجَاء عَبْد اللَّه بْن أم مَكْتُوم فَقَالَ يَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي أحب الْجِهَاد فِي سَبِيل اللَّه وَلَكِن بِي مَا ترى قد ذهب بصرى قَالَ زيد بْن ثَابت فَثقلَتْ فَخذه على فَخذي حَتَّى خشيت أَن تَرضهَا ثمَّ قَالَ غير أولى الضَّرَر وَقدم العاقب وَالسَّيِّد من نَجْرَان فَكتب لَهُم رَسُول الله(2/122)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتابا صَالحهمْ عَلَيْهِ فَهُوَ فِي أَيْديهم إِلَى الْيَوْم وَقَالا يَا رَسُول اللَّه أبْعث علينا رجلا أَمينا نعطه مَا سألتنا فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَأَبْعَثَن لكم رجلا أَمينا حق أَمِين فاستشرف لَهَا النَّاس فَبعث أَبَا عُبَيْدَة عَامر بْن الْجراح وَمَات أَبُو عَامر الراهب عِنْد هِرقل فَاخْتلف كنَانَة بْن عَبْد ياليل وعلقمة بْن علانة فِي مِيرَاثه فَقضى برَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لكنانة بْن عَبْد ياليل وَقدم الْأَشْعَث بْن قيس وافدا إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قومه فَبعث مَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زِيَاد بْن لبيد البياضي إِلَى الْبَحْرين ليَأْخُذ مِنْهُم الصَّدقَات وبنما رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدا مَعَ أَصْحَابه إِذْ طلع عَلَيْهِم رجل شَدِيد بَيَاض الثِّيَاب شَدِيد سَواد الشّعْر لَا يرى عَلَيْهِ أثر السّفر وَلَا يعرفهُ مِنْهُم أحد حَتَّى جلس إِلَى نَبِي اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم فَوضع(2/123)
ركبته إِلَى ركبته وَوضع كَفه على فَخذه ثمَّ قَالَ يَا مُحَمَّد أَخْبرنِي عَن الْإِسْلَام قَالَ أَن تشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول اللَّه وتقيم الصَّلَاة وتؤتى الزَّكَاة وتصوم رَمَضَان وتحج الْبَيْت إِن اسْتَطَعْت إِلَيْهِ سَبِيلا قَالَ صدقت فَعجب الْمُسلمُونَ مِنْهُ يسْأَله ويصدقه ثمَّ قَالَ أَخْبرنِي عَن الْإِيمَان قَالَ أَن تؤمن بِاللَّه وَمَلَائِكَته وَكتبه وَرُسُله وَالْيَوْم الآخر وَالْقدر خَيره وشره قَالَ صدقت قَالَ أَخْبرنِي عَن الْإِحْسَان قَالَ أَن تعبد اللَّه كَأَنَّك ترَاهُ فَإِن لم تكن ترَاهُ فَإِنَّهُ يراك قَالَ فَأَخْبرنِي عَن السَّاعَة قَالَ مَا المسؤل عَنْهَا بِأَعْلَم بهَا من السَّائِل قَالَ فاخبرني عَن أمارتها قَالَ أَن تَلد الْأمة ربتها وَأَن ترى الحفاة العراة يتطاولون فِي الْبُنيان قَالَ ثمَّ انْطلق فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا جِبْرِيل أَتَاكُم يعلمكم دينكُمْ ثمَّ إِن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَادَ أَن يحجّ حجَّة الْوَدَاع فَأذن فِي النَّاس أَنه خَارج فَقدم الْمَدِينَة بشر كثير كلهم يلْتَمس أَن يأتم برَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَتَى ذَا الحليفة فَولدت أَسمَاء بنت(2/124)
عُمَيْس مُحَمَّد بْن أبي بكر فَأرْسلت إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيفَ أصنع قَالَ اغْتَسِلِي واستثفري بِثَوْب أُخْرَى ثمَّ صلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِد وَأمر ببدنة أَن تشعر وسلت عَنْهَا الدَّم ثمَّ ركب الْقَصْوَاء فَلَمَّا اسْتَوَت بِهِ نَاقَته على الْبَيْدَاء أهل وَإِن بَين يَدَيْهِ وَخَلفه وَعَن يَمِينه ويساره من النَّاس مَا بَين رَاكب وماش ورَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَين أظهرهم فَأهل لبيْك اللَّهُمَّ لبيْك لَا شريك لَك لبيْك إِن الْحَمد وَالنعْمَة لَك وَالْملك لَا شريك لَك وَأهل النَّاس مَعَه فَمنهمْ من أهل مُفْردَة وَمِنْهُم من أهل قَارنا حَتَّى قدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّة من الثَّنية فَلَمَّا دخل مَكَّة تَوَضَّأ إِلَى الصَّلَاة ثمَّ دخل من بَاب بني شيبَة فَلَمَّا أَتَى الْحجر استلمه وَرمل ثَلَاثًا وَمَشى أَرْبعا ثمَّ تقدم إِلَى مقَام إِبْرَاهِيم فَقَرَأَ وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيم مصلى وَجعل الْمقَام بَينه وَبَين الْبَيْت وَصلى رَكْعَتَيْنِ قَرَأَ فيهمَا قُلْ هُوَ الله أحد وَقل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ ثمَّ رَجَعَ إِلَى الرُّكْن فاستلمه ثمَّ خرج من البا إِلَى الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ وَقَالَ أبدأ بِمَا بَدَأَ اللَّه فَلَمَّا رقى عَلَيْهَا ة رأى الْبَيْت اسْتقْبل الْقبْلَة قَالَ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه لَهُ الْملك وَله الْحَمد وَهُوَ على كل شَيْء قدير لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَحده أنْجز وعده وَهزمَ الْأَحْزَاب وَحده قَالَ ذَلِك ثَلَاث مَرَّات فَلَمَّا نزل إِلَى الْمَرْوَة حَتَّى انصبت قدماه فِي بطن الْوَادي(2/125)
خب حَتَّى إِذا صعد مَشى فَلَمَّا أَتَى الْمَرْوَة صعد عَلَيْهَا وَفعل عَلَيْهَا كَمَا فعل على الصَّفَا حَتَّى إِذا كَانَ آخر طواف على الْمَرْوَة فَقَالَ لَو اسْتقْبلت مَا اسْتَدْبَرت لم أسق الْهدى ولجعلتها عمْرَة فَمن كَانَ مِنْكُم لَيْسَ مَعَه هدى فليحل وليجعلها عمْرَة فَقَالَ سراقَة بْن مَالك بْن جعْشم يَا رَسُول اللَّه لِعَامِنَا هَذَا أَو لِلْأَبَد فشبك رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَين أَصَابِعه وَقَالَ دخلت الْعمرَة فِي الْحَج مرَّتَيْنِ لَا بل لِلْأَبَد وَقدم على من الْيمن فَوجدَ فَاطِمَة قد لبست ثِيَاب صبع واكتحلت فَأنْكر ذَلِك عَلَيْهَا فَقَالَت أبي أَمرنِي بِهَذَا ثمَّ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعَلي بِمَ فرضت الْحَج قَالَ قلت اللَّهُمَّ إِنِّي أهل بِمَا أهل بِهِ رَسُولك فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِن معي الْهدى فَلَا تحل فَكَانَ الْهدى الَّذِي قدم بِهِ عَليّ بْن أبي طَالب من الْيمن وَالَّذِي أَتَى بِهِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَائه فَحل النَّاس وَقصرُوا إِلَّا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمن كَانَ مَعَه هدى واعتل سعد بْن أبي وَقاص فَدخل عَلَيْهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبكى سعد فَقَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يبكيك فَقَالَ خشيت أَن أَمُوت بِالْأَرْضِ الَّتِي هَاجَرت مِنْهَا كَمَا مَاتَ سعد بن(2/126)
خَوْلَة فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للهم اشف سَعْدا ثَلَاثًا فَقَالَ يَا رَسُول اللَّه إِن لي مَالا كثيرا وأنعما ومورثتى بنت للا وَاحِدَة أفأوصي بِمَالي كُله قَالَ لَا قَالَ فالنصف قَالَ لَا قَالَ الثُّلُث قَالَ الثل وَالثلث كثير إِنَّك إِن صدقت مَالك صَدَقَة وَإِن نَفَقَتك على عِيَالك صَدَقَة وَمَا تَأْكُل امْرَأَتك من طَعَامك صَدَقَة وَأَن تدع أهلك بِخَير خير من أَن تَدعهُمْ عَالَة يَتَكَفَّفُونَ النَّاس اللَّهُمَّ أمض لِأَصْحَابِي هجرتهم وَلَا تردهم على أَعْقَابهم لَكِن البائس سعد بْن خَوْلَة يرثى لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن مَاتَ بِمَكَّة فَلَمَّا كَانَ يَوْم التَّرويَة توجهوا إِلَى منى وَأهل النَّاس بِالْحَجِّ فصلى بهم الظّهْر وَالْعصر وَالْمغْرب وَالْعشَاء وَالصُّبْح بمنى ثمَّ مكث قَلِيلا حَتَّى طلعت الشَّمْس وَأمر بقبة لَهُ فَضربت لَهُ بنمرة ثمَّ سَار رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا تشك قُرَيْش إِلَّا أَنه وَاقِف عِنْد الْمشعر الْحَرَام كَمَا كَانَت قُرَيْش تصنع فِي الْجَاهِلِيَّة فَجَاز رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى جَاءَ عَرَفَة فَوجدَ الْقبَّة قد ضربت لَهُ بنمرة فَنزل بهَا حَتَّى إِذا زاغت الشَّمْس أَمر بالقصواء فرحلت لَهُ فَلَمَّا أَتَى بطن الْوَادي خطب النَّاس وَقَالَ فِي خطبَته إِن دماءكم وَأَمْوَالكُمْ لكم حرَام كَحُرْمَةِ(2/127)
يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بلدكم هَذَا أَلا كل شَيْء من أَمر الْجَاهِلِيَّة تَحت قدمي مَوْضُوع وَدِمَاء الْجَاهِلِيَّة مَوْضُوعَة فَاتَّقُوا اللَّه فِي النِّسَاء فانكم أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَان اللَّه واستحللتم فروجهن بِكَلِمَة اللَّه وَلكم عَلَيْهِنَّ أَن لَا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه فَإِن فعلن ذَلِك فاضربوهن ضربا غير مبرح ولهن عَلَيْكُم رزقهن وكسوتهن بِالْمَعْرُوفِ وَقد تركت فِيكُم مَا لن تضلوا بعده إِن اعْتَصَمْتُمْ بِهِ كتاب اللَّه وَأَنْتُم تسْأَلُون عني فَمَاذَا أَنْتُم قَائِلُونَ قَالُوا نشْهد أَنَّك قد بلغت وَأديت وَنَصَحْت فَقَالَ بإصبعه السبابَة يرفعها إِلَى السَّمَاء اللَّهُمَّ اشْهَدْ ثمَّ أذن وَأقَام فصلى الظّهْر ثمَّ أَقَامَ فصلى الْعَصْر وَلم صل بَينهمَا شَيْئا ثمَّ ركب حَتَّى أَتَى الْموقف فَجعل بطن الْقَصْوَاء إِلَى الصَّخْرَة وَجعل جبل الشَّاة بَين يَدَيْهِ واستقبل الْقبْلَة فَلم يزل وَاقِفًا والمسلمون مَعَه حَتَّى غربت الشَّمْس وَذَهَبت الصُّفْرَة قَلِيلا ثمَّ أرْدف أُسَامَة بْن زيد خَلفه وَدفع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقد شفق للقصواء الزِّمَام وَيَقُول بِيَدِهِ الْيُمْنَى أَيهَا النَّاس السكينَة كلما أَتَى جبلا من الْجبَال أرْخى لَهَا قَلِيلا حَتَّى تصعد فَلَمَّا أَتَى الْمزْدَلِفَة صلى بهَا الْمغرب وَالْعشَاء بِأَذَان وَاحِد وَإِقَامَتَيْنِ وَلم يسبح بَينهمَا شَيْئا ثمَّ اضْطجع حَتَّى طلع الْفجْر وَصلى الْفجْر حِين تبين لَهُ الصُّبْح بِأَذَان وَإِقَامَة ثمَّ ركب الْقَصْوَاء حَتَّى أَتَى الْمشعر الْحَرَام فَاسْتقْبل(2/128)
الْقبْلَة ودعا وَكبر وَهَلل ثمَّ لم يزل وَاقِفًا حَتَّى أَسْفر جدا ثمَّ دفع قبل أَن تطلع الشَّمْس وَأَرْدَفَ الْفضل بْن عَبَّاس حَتَّى أَتَى محسر فسلك الطَّرِيق الْوُسْطَى الَّتِي تخرج إِلَى الْجَمْرَة الْكُبْرَى فَلَمَّا أَتَى الْجَمْرَة رَمَاهَا بِسبع حَصَيَات يكبر مَعَ كل حَصَاة رَمَاهَا من بطن الْوَادي بِمثل حَصى الْخذف ثمَّ انْصَرف إِلَى المنحر فَنحر ثَلَاثًا وستن بَدَنَة بِيَدِهِ ثمَّ أعْطى فَنحر مَا غبر مِنْهَا وأشركه فِي هَدْيه وَأمر من كل بَدَنَة ببضعة فَجعلت فِي قدر فطبخت فأكلا من لَحمهَا وشربا من مرقها ثمَّ ركب رَسُول اللَّه صلى اللَّه عله وَسلم الْقَصْوَاء فَأتى الْبَيْت فَطَافَ طواف الزِّيَارَة ثمَّ قَالَ يَا بني عَبْد الْمطلب انزعوا فلولا أَن يغلبكم النَّاس لنزعت مِنْكُم فناولوه دلوا من زَمْزَم فَشرب مِنْهُ ثمَّ رَجَعَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى منى وَصلى الظّهْر بهَا ثمَّ أَقَامَ بهَا أَيَّام منى ثمَّ ودع الْبَيْت وَخرج إِلَى الْمَدِينَة حَتَّى دَخلهَا والمسلمون مَعَه فَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ بَقِيَّة ذِي الْحجَّة وَالْمحرم وَبَعض صفر
(ذكر وَفَاة رَسُولُ اللَّهِ)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ الْمَرْوَزِيُّ ثَنَا عبد الله بن الْمُبَارك(2/129)
أَنا مَعْمَرٌ عَنْ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ الْمُسْلِمِينَ بَيْنَمَا هُمْ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ يَوْمَ الإِثْنَيْنِ وَأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي لَهُمْ لَمْ يَفْجَأْهُمْ إِلا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ كَشَفَ سِتْرَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ صُفُوفٌ فِي صَلاتِهِمْ ثُمَّ تَبَسَّمَ وَنَكَصَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى عَقِبَيْهِ لِيَصِلَ الصَّفَّ وَظَنَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الصَّلاةِ وَهَمَّ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يَفْتَتِنُوا فِي صَلاتِهِمْ فَرَحًا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ رَأَوْهُ فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِ اقْضُوا صَلاتَكُمْ ثُمَّ دَخَلَ الْحُجْرَةَ وَأَرْخَى السِّتْرَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ وَتُوُفِّيَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ قَالَ أول مَا اشْتَكَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ ذَلِك يَوْم الْأَرْبَعَاء لليلتين بَقِيَتَا من صفر وَهُوَ فِي بَيت مَيْمُونَة حَتَّى أُغمي عَلَيْهِ من شدَّة الوجع فَاجْتمع عِنْده نسْوَة من أَزوَاجه وَالْعَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب وَأم سَلمَة وَأَسْمَاء بنت عُمَيْس الخثعمية وَهِي أم عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر وَأم الْفضل بنت الْحَارِث وَهِي أُخْت مَيْمُونَة فتشاوروا فِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِين أُغمي عَلَيْهِ فلدوه وَهُوَ مغمر فَلَمَّا أَفَاق قَالَ من فعل بِي هَذَا قَالُوا يَا رَسُول اللَّه عمك الْعَبَّاس قَالَ هَذَا عمل(2/130)
نسَاء جئن من هَهُنَا وَأَشَارَ إِلَى أَرض الْحَبَشَة فَقَالُوا يَا رَسُول اللَّه أشفقن أَن يكون بك ذَات الْجنب فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا كَانَ اللَّه ليعذبني بذلك الدَّاء ثمَّ قَالَ لَا يبْقين أحد فِي الدَّار إِلَّا لد إِلَّا الْعَبَّاس فَلَمَّا ثقل برَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعلَّة اسْتَأْذَنت عَائِشَة أَزوَاجه أَن تمرضه فِي بَيتهَا فَأذن لَهَا فَخرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَين رجلَيْنِ تخط رِجْلَاهُ فِي الأَرْض بَين عَبَّاس وعَلى حَتَّى دخل بَيت عَائِشَة فَلَمَّا دخل بَيتهَا اشْتَدَّ وَجَعه فَقَالَ أهريقوا على من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن لعَلي أَعهد إِلَى النَّاس فَأَجْلَسُوهُ فِي مخضب لحفصة ثمَّ صب عَلَيْهِ من تِلْكَ الْقرب حَتَّى جعل يُشِير إلَيْهِنَّ بِيَدِهِ أنن قد فعلتن ثمَّ قَالَ ضَعُوا لي فِي المخضب مَاء فَفَعَلُوا فَذهب لينوء فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ ثمَّ أَفَاق قَالَ ضَعُوا لي فِي المخضب مَاء فَفَعَلُوا ثمَّ ذهب لينوء فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ فأفاق وَقَالَ أصلى النَّاس يعد فَقَالُوا لَا يَا رَسُول اللَّه وهم ينتظرونك وَالنَّاس عكفون ينتظرون رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليصلى بهم الْعشَاء الْآخِرَة فَقَالَ مروا أَبَا بكر أَن يُصَلِّي بِالنَّاسِ فَقَالَت عَائِشَة يَا رَسُول اللَّه إِن أَبَا بكر رجل رَقِيق وَإنَّهُ إِذا قَامَ مقامك بَكَى فَقَالَ مروا أَبَا بكر يُصَلِّي بِالنَّاسِ ثمَّ أرسل إِلَى أبي بكر فَأَتَاهُ الرَّسُول فَقَالَ(2/131)
أَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرك أَن تصلى بِالنَّاسِ فَقَالَ أَبُو بكر يَا عمر صل بِالنَّاسِ فَقَالَ أَنْت أَحَق إِنَّمَا أرسل إِلَيْك رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فصلى بهم أَبُو بكر تِلْكَ الْأَيَّام ثمَّ وجد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من نَفسه خفَّة فَخرج لصَلَاة الظّهْر بَين الْعَبَّاس وعَلى وَقَالَ لَهما أجلساني عَن يسَاره فَكَانَ أَبُو بكر يُصَلِّي بِصَلَاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ جَالس وَالنَّاس يصلونَ بِصَلَاة أبي بكر ثمَّ وجد خفَّة صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخرج فصلى خلف أبي بكر قَاعِدا فِي ثوب وَاحِد ثمَّ قَامَ وَهُوَ عاصب رَأسه بِخرقَة حَتَّى صعد الْمِنْبَر ثمَّ قَالَ وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ إِنِّي لقائم على الْحَوْض السَّاعَة ثمَّ قَالَ إِن عبدا عرضت عَلَيْهِ الدُّنْيَا وَزينتهَا فَاخْتَارَ الْآخِرَة فَلم يفْطن لقَوْله إِلَّا أَبُو بكر فذرفت عَيناهُ وَبكى وَقَالَ بِأبي وَأمي نفديك بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتنَا وأنفسنا وَأَمْوَالنَا فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِن أَمن النَّاس على فِي بدنه وَدينه وَذَات يَده أَبُو بكر وَلَو كنت متخذا خَلِيلًا لاتخذت أَبَا بكر خَلِيلًا وَلَكِن أخوة الْإِسْلَام سدجوا كل خوخة فِي الْمَسْجِد إِلَّا خوخة أبي بكر ثمَّ نزل وَدخل الْبَيْت وَهِي آخر خطْبَة خطبهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم(2/132)
فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْإِثْنَيْنِ كشف الستارة من حجرَة عَائِشَة وَالنَّاس صُفُوف خلف أبي بكر وَكَأن وَجهه ورقة مصحف فَتَبَسَّمَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَشَارَ إِلَيْهِم أَن مَكَانكُمْ وَألقى السجف وَتُوفِّي آخر ذَلِك الْيَوْم وَكَانَ ذَلِك الْيَوْم لِاثْنَتَيْ عشرَة خلون من شهر ربيع الأول وَكَانَ مقَامه بِالْمَدِينَةِ عشر حجج سَوَاء وَكَانَت عَائِشَة تَقول توفّي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي ويومي وَبَين سحرِي وَنَحْرِي وَكَانَ أَحَدنَا يَدْعُو بِدُعَاء إِذا مرض فَذَهَبت أعوذ فَرفع رَأسه إِلَى السَّمَاء وَقَالَ فِي الرفيق الْأَعْلَى وَمر عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي بكر وَفِي يَده جَرِيدَة خضراء رطبَة فَنظر إِلَيْهِ فَظَنَنْت أَن لَهُ بهَا حَاجَة فأخذتها فمضغت رَأسهَا ثمَّ دفعتها إِلَيْهِ فاستن بهَا ثمَّ ناولنيها وَسَقَطت من يَده فَجمع اللَّه بَين ريقي وريقه فِي آخر يَوْم من الدُّنْيَا وَأول يَوْم من الْآخِرَة وَكَانَ أَبُو بكر فِي نَاحيَة الْمَدِينَة فجَاء فَدخل على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مسجى فَوضع فَاه على جبين رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجعل يقبله ويبكى وَيَقُول بِأبي وَأمي طبت حَيا وطبت مَيتا فَلَمَّا خرج وَمر بعمر بْن الْخطاب وَعمر يَقُول مَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا يَمُوت حَتَّى يقتل الْمُنَافِقين ويخزيهم وَكَانُوا قد(2/133)
رفعوا رؤوسهم لما رَأَوْا أَبَا بكر فَقَالَ أَبُو بكر أَيهَا الرجل أَربع على نَفسك فَإِن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد مَاتَ ألم تسمع اللَّه يَقُول انك ميت وانهم ميتون وَقَالَ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قبلك الْخلد افائن مت فهم الخلدون ثمَّ أَتَى أَبُو بكر الْمِنْبَر فَحَمدَ اللَّه وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ أَيهَا النَّاس إِن كَانَ مُحَمَّد إِلَهكُم الَّذِي تعبدونه فَإِن إِلَهكُم قد مَاتَ وَإِن كَانَ إِلَهكُم الَّذِي فِي السَّمَاء فَإِن إِلَهكُم لم يمت ثمَّ تَلا وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خلت من قبله الرُّسُل افائن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ على اعقابكم حَتَّى ختم الْآيَة وَقد استيقن الْمُؤْمِنُونَ بِمَوْت مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقد كَانَ لعبد الْمطلب بْن هَاشم من الْأَوْلَاد سِتَّة عشر ولدا عشرَة ذُكُور مِنْهُم تِسْعَة عمومة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوَاحِد وَالِد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وست من الْإِنَاث عمات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَما أَوْلَاد عَبْد الْمطلب الذُّكُور مِنْهُم عَبْد اللَّه بْن عَبْد الْمطلب وَالِد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالزُّبَيْر بْن عَبْد الْمطلب وَأَبُو طَالب بْن عَبْد الْمطلب وَالْعَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب وَضِرَار بْن عَبْد الْمطلب وَحَمْزَة بْن عَبْد الْمطلب والمقوم بْن عَبْد الْمطلب وَأَبُو لَهب بْن عَبْد الْمطلب والْحَارث بْن عَبْد الْمطلب والغيداق بن عبد الْمطلب(2/134)
فَأَما عَبْد اللَّه وَالِد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلم يكن لَهُ ولد غير رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا ذكر وَلَا أُنْثَى وَتُوفِّي قبل أَن يُولد رَسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأما الزبير بْن عَبْد الْمطلب فكنيت أَبُو الطَّاهِر من أجلة القريش وفرسانها من المبارزين وَكَانَ متعالما يَقُول الشّعْر فيجيد وَأما أَبُو طَالب بْن عَبْد الْمطلب فَإِن اسْمه عَبْد منَاف وَكَانَ هُوَ وَعبد اللَّه وَالِد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأم وَاحِدَة وَكَانَ أَبُو طَالب وصّى عَبْد الْمطلب لِابْنِهِ فِي مَاله بعده وَفِي حفظ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبعهده على من كَانَ يتعهده عَبْد الْمطلب فِي حَيَاته وَمَات أَبُو طَالب قبل أَن يُهَاجر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَة بِثَلَاث سِنِين وَأَرْبَعَة أشهر وَأما الْعَبَّاس فكنيته أَبُو الْفضل وَكَانَ إِلَيْهِ السِّقَايَة وزمزم فِي الْجَاهِلِيَّة فَلَمَّا افْتتح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّة دَفعهَا إِلَيْهِ يَوْم الْفَتْح وَجعلهَا إِلَيْهِ وَمَات الْعَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ فِي خلَافَة عُثْمَان بْن عَفَّان وَأما ضرار فَإِنَّهُ كَانَ يَقُول الشّعْر ويجيده وَمَات قبل الْإِسْلَام وَلَا عقب لَهُ(2/135)
وَأما خمزة فكنيته أَبُو يعلى وَقد قيل أَبُو عمَارَة وَاسْتشْهدَ يَوْم أحد قَتله وَحشِي بْن حَرْب مولى جُبَير بْن مطعم فِي شَوَّال سنة ثَلَاث من الْهِجْرَة وَكَانَ حَمْزَة أكبر من النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسنتَيْنِ وَأما الْمُقَوّم فَكَانَ من رجالات قُرَيْش وأشدائها هلك قبل الْإِسْلَام وَلم يعقب وَأما أَبُو لَهب فَإِن اسْمه عَبْد الْعُزَّى وكنيته أَبُو عتبَة وَإِنَّمَا كنى أَبَا لَهب لجماله وَكَانَ أَحول يعادى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بَين عمومته وَيظْهر لَهُ حسده إِلَى أَن مَاتَ عَلَيْهِ وَأما الْحَارِث وَهُوَ أكبر ولد عَبْد الْمطلب اسْمه كنيته وَهُوَ مِمَّن شهد حخفر زَمْزَم مَعَ عَبْد الْمطلب قَدِيما وَأما الغيداق فَإِنَّهُ كَانَ من أَسد قُرَيْش وأجلادها مَاتَ قبل الْوَحْي وَلم يعقب وَأما بَنَات عَبْد الْمطلب فَإِن إِحْدَاهُنَّ عَاتِكَة بنت عَبْد الْمطلب وَأُمَيْمَة بنت عَبْد الْمطلب والبيضاء وَهِي أم حَكِيم وأروى بنت عَبْد الْمطلب وَصفِيَّة بنت عَبْد الْمطلب وبرة بنت عَبْد الْمطلب وَأما عَاتِكَة فَإِنَّهَا كَانَت عِنْد أبي أُميَّة بن الْمُغيرَة المَخْزُومِي(2/136)
وَأما أُمَيْمَة فَإِنَّهَا كَانَت عِنْد جحش بْن رِئَاب الْأَسدي وَأما البضاء فَإِنَّهَا كَانَت عِنْد كريز بْن ربيعَة بْن حبيب بْن عَبْد شمس وَأما صَفِيَّة فَكَانَت عِنْد الْعَوام بْن خويلد بْن أَسد وَأما برة فَإِنَّهَا كَانَت عِنْد عَبْد الْأسد بْن هِلَال المَخْزُومِي وَأما أروى فَكَانَت عِنْد عُمَيْر بْن عَبْد منَاف بْن قصي وَلم يسلم من عمات النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا صَفِيَّة وَهِي وَالِدَة الزبير بْن الْعَوام وَتوفيت صَفِيَّة فِي خلَافَة عمر بْن الْخطاب فَهَذَا مَا يجب أَن يعلم من ذكر عمات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأما نسَاء رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويلم تزوج خَدِيجَة بنت خويلد بْن أَسد بْن عَبْد الْعُزَّى بْن قصي بْن كلاب بْن مرّة بِمَكَّة قبل الْوَحْي ورَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بْن خمس وَعشْرين سنة وَكَانَت خَدِيجَة قبله تَحت عَتيق بْن عَائِذ بْن عَبْد اللَّه بْن عمر بْن مَخْزُوم وَولد لَهُ مِنْهَا أَوْلَاده إِلَّا إِبْرَاهِيم وَتوفيت خَدِيجَة بِمَكَّة قبل الْهِجْرَة(2/137)
ثمَّ تزوج بعد موت خَدِيجَة سَوْدَة بنت زَمعَة بْن قيس بْن عَبْد شمس بْن عَبْد ود بْن نصر بْن مَالك بْن حسل بْن عَامر بْن لؤَي وَأمّهَا الشموس بنت قيس بْن زيد بْن عَمْرو بْن لبيد بْن خرَاش بْن عَامر بْن غنم بْن عدي بْن النجار خطبهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَمها وقدان بْن عَبْد شمس وَكَانَت قبل ذَلِك تَحت السَّكْرَان بْن عَمْرو أخي سُهَيْل بْن عَمْرو من بني عَامر بْن لؤَي وَكَانَت امْرَأَة ثَقيلَة ثبطة وَهِي الَّتِي وهبت يَوْمهَا لعَائِشَة وَقَالَت لَا أُرِيد مثل مَا تُرِيدُ النِّسَاء وَتوفيت سَوْدَة سنة خمسين ثمَّ تزوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَائِشَة بنت أبي بكر بْن أبي قُحَافَة الصّديق فِي شَوَّال وَهِي بنت سِتّ وَبنى بهَا وَبنت تسع بعد الْهِجْرَة وَتوفيت عَائِشَة لَيْلَة الثُّلَاثَاء لسبع عشرَة لَيْلَة خلت من رَمَضَان سنة سبع وَخمسين وَصلى عليهاأبوهريرة ودفنت بِالبَقِيعِ وَلم يتَزَوَّج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكرا غَيرهَا ثمَّ تزوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَفْصَة بنت عمر بْن الْخطاب فِي شعْبَان أمهَا زَيْنَب بنت مَظْعُون بْن حبيب بْن وهب بن حذافة بن(2/138)
جمح وَكَانَت قبل ذَلِك تَحت خُنَيْس بْن حذافة بْن قيس وَذَلِكَ فِي سنة ثَلَاث من الْهِجْرَة وَتوفيت حَفْصَة بنت عمر سنة خمس وَأَرْبَعين ثمَّ تزوج رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذِه السّنة فِي شهر رَمَضَان زَيْنَب بنت خُزَيْمَة بْن الْحَارِث بْن عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن عَبْد منَاف بْن هِلَال بْن عَامر بْن صعصعة الَّتِي يُقَال لَهَا أم الْمَسَاكِين وَكَانَت قبله تَحت الطُّفَيْل بْن الْحَارِث وَهِي أول من لحقت بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من نِسَائِهِ ثمَّ تزوج رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السّنة الرَّابِعَة من الْهِجْرَة أم سَلمَة بنت أبي أُميَّة بْن الْمُغيرَة بْن عَبْد اللَّه بْن عمر بْن مَخْزُوم وَمَاتَتْ أم سَلمَة سنة تسع وَخمسين ثمَّ تزوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سنة خمس زَيْنَب بنت جحش بْن رِئَاب بْن يعمر بْن صبرَة بْن مرّة بْن كَبِير بْن غنم بْن دودان بْن أَسد بْن خُزَيْمَة وَكَانَت قبل ذَلِك عِنْد زيد بْن حَارِثَة مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتوفيت زَيْنَب هَذِه سنة عشْرين ثمَّ اصطفي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَفِيَّة بنت حييّ بْن أَخطب فِي سنة سبع وَهِي من بني إِسْرَائِيل وَكَانَت قبله عِنْد كنَانَة بْن أبي الْحقيق سباها رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاصطفاها وَكَانَت مِمَّن اصطفاها(2/139)
وأعتقها وَتزَوج بهَا وَمَاتَتْ صَفِيَّة بنت حييّ سنة خمسين ثمَّ تزوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي آخر هَذِه السّنة أم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان بْن حَرْب وَكَانَت قبله تَحت عبيد اللَّه بْن جحش وَكَانَت بِأَرْض الْحَبَشَة مَعَ زَوجهَا مهاجرة فَمَاتَ زَوجهَا عبيد اللَّه بْن جحش فَبعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمْرو بْن أُميَّة الضمرِي إِلَى النَّجَاشِيّ ليخطبها لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ وَليهَا فِي تِلْكَ النَّاحِيَة إِذْ كَانَ سُلْطَانا وَلم يكن ولى بِتِلْكَ النَّاحِيَة وَالسُّلْطَان ولى من لَا ولى لَهُ وَكَانَ الَّذِي تولى الْخطْبَة عَلَيْهَا وَالسَّعْي فِي أمرهَا سعيد بْن الْعَاصِ وَكَانَ وَليهَا حِينَئِذٍ بالبعد فَخرجت أم حَبِيبَة مَعَ جَعْفَر بْن أبي طَالب من أَرض الْحَبَشَة إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَاتَتْ أم حَبِيبَة سنة أَربع وَأَرْبَعين وَتزَوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَيْمُونَة بنت الْحَارِث بْن حزن بْن بجير بْن الْهَرم بْن رويبة بْن عَبْد اللَّه بْن عَامر بْن صعصعة وَكَانَت قبله تَحت أبي رهم بْن عَبْد الْعُزَّى من بني عَامر بْن لؤَي وَمَاتَتْ مَيْمُونَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَهِي خَالَة عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس لِأَن أم عَبَّاس أم الْفضل(2/140)
أُخْت مَيْمُونَة وَتزَوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جوَيْرِية بنت الْحَارِث بن أبي ضرار الْمُصْطَلِقِيَّة وَكَانَت قبله عِنْد صَفْوَان بْن تَمِيم سباها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَة بني المصطلق فَصَارَت لِثَابِت بْن قيس بْن الشماس فاشتراها رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأعتقها وَتوفيت جوَيْرِية فِي شهر ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين فصلى عَلَيْهَا مَرْوَان بْن الحكم وَتزَوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسمَاء بنت النُّعْمَان الْجَوْنِية وَلم يدْخل بهَا ثمَّ طَلقهَا وردهَا إِلَى أَهلهَا وَتزَوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمْرَة بنت يزِيد الْكلابِيَّة وَطَلقهَا قبل أَن يدْخل بهَا وَتزَوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَة بنت الضَّحَّاك بْن سُفْيَان الْكلابِيَّة فاستعاذت من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تعوذت بعظيم فألحقي بأهلك وَتزَوج رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَيْحَانَة بنت عَمْرو القرظية(2/141)
فَرَأى بهَا بَيَاضًا قدر الدِّرْهَم ثمَّ طَلقهَا وَلم يدْخل بهَا فَمَاتَتْ بعد ذَلِك بأَرْبعَة أشهر وَقد أعْطى الْمُقَوْقس ملك الْإسْكَنْدَريَّة لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَارِيَة يُقَال لَهَا مَارِيَة الْقبْطِيَّة فأولدها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِبْرَاهِيم ابْنه وَخرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الدُّنْيَا يَوْم خرج وَعِنْده تسع نسْوَة عَائِشَة بنت أبي بكر الصّديق وَحَفْصَة بنت عمر بْن الْخطاب وَسَوْدَة بنت زَمعَة بْن قيس بْن عَبْد شمس وَأم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان بْن حَرْب وَزَيْنَب بنت جحش بْن رِئَاب وَأم سَلمَة بنت أبي أُميَّة بْن الْمُغيرَة ووميمونة بنت الْحَارِث بْن حزن وَجُوَيْرِية بنت الْحَارِث بن أبي ضرار وَصفِيَّة بنت حييّ بْن أَخطب وَأما أَوْلَاد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهم كلهم من خَدِيجَة بنت خويلد بْن أَسد إِلَّا إِبْرَاهِيم فَإِنَّهُ من مَارِيَة الْقبْطِيَّة وَأما أَوْلَاد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأولهم عَبْد اللَّه وَهُوَ أكبرهم والطاهر وَالطّيب وَالقَاسِم وَقد قيل إِن عَبْد اللَّه هُوَ الطَّاهِر وَهُوَ أول مَوْلُود ولد لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قَالَت قُرَيْش صَار مُحَمَّد أَبتر لِأَن ابْنه توفّي أنزل اللَّه إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ(2/142)
وَبَنَات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَب وَأم كُلْثُوم ورقية وَفَاطِمَة رَضِي الله عَنْهُن فَأَما زَيْنَب بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزَوجهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أبي الْعَاصِ بْن الرّبيع فَولدت لَهُ أُمَامَة بنت أبي الْعَاصِ وَهِي الَّتِي كَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي وَهُوَ رافعها على عَاتِقه فَإِذا ركع وَضعهَا وَإِذا قَامَ رَفعهَا وَمَاتَتْ أُمَامَة وَلم تعقب وَأما رقية بنت رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَت عِنْد عتبَة بْن أبي لَهب وَأما أم كُلْثُوم فَكَانَت عِنْد عتيبة بْن أبي لَهب فَلَمَّا نزلت تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ أَمرهمَا أَبوهُمَا أَن يفارقاهما وَحِينَئِذٍ لم يحرم اللَّه تَزْوِيج الْمُسلمين من نسَاء الْمُشْركين وَلَا حرم على المسلمات أَن يتزوجهن الْمُشْركُونَ ثمَّ حرم اللَّه ذَلِك على الْمُسلمين وَالْمُسلمَات ثمَّ زوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رقية بنته عُثْمَان بْن عَفَّان ورَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمئِذٍ بِمَكَّة وَخرجت مَعَه إِلَى أَرض الْحَبَشَة وَولدت لَهُ هُنَاكَ عَبْد اللَّه بْن عُثْمَان وَبِه يكنى عُثْمَان ثمَّ توفيت(2/143)
رقية عِنْد عُثْمَان بْن عَفَّان مرجع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بدر ودفنت بِالْمَدِينَةِ وَذَلِكَ أَن عُثْمَان اسْتَأْذن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّخَلُّف عِنْد خُرُوجه إِلَى بدر لمَرض ابْنَته رقية وَتوفيت رقية يَوْم قدوم زيد بْن حَارِثَة الْعقيلِيّ من قبل يَوْم بدر ثمَّ زوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُثْمَان بْن عَفَّان ابْنَته أم كُلْثُوم فَمَاتَتْ وَلم تَلد وَزوج رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَة عَليّ بْن أبي طَالب بِالْمَدِينَةِ فَولدت من على الْحسن وَالْحُسَيْن ومحسنا وَأم كُلْثُوم وَزَيْنَب لَيْسَ لعَلي من فَاطِمَة إِلَّا الْخمس فَأَما أم كُلْثُوم فَزَوجهَا على من عمر فَولدت لعمر زيدا ورقية وَأما زيد فَأَتَاهُ حجر فَقتله وَأما رقية بنت عمر فَولدت لإِبْرَاهِيم بْن نعيم بْن عَبْد اللَّه النحام جَارِيَة فَتُوُفِّيَتْ وَلم تعقب وَأما زَيْنَب بنت على فَولدت لعبد اللَّه بْن جَعْفَر بْن أبي طَالب جعفرا وَكَانَ يكنى بِهِ الْأَكْبَر وَأم كُلْثُوم وَأم عَبْد اللَّه وَكَانَ وُلَاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الصَّدقَات حَتَّى(2/144)
توفّي عدي بْن حَاتِم على قومه وَمَالك بْن نُوَيْرَة على بني الحنظلة وَقيس بْن عَاصِم على بني منقر والزبرقان بْن بدر على بني سعد وَكَعب بْن مَالك بْن أبي الْقَيْس على أسلم وغفار وجهينة وَالضَّحَّاك بْن سُفْيَان على بني كلاب وَعَمْرو بْن الْعَاصِ على عمان وَالْمُهَاجِر بْن أبي أُميَّة على صنعاء وَزِيَاد بْن لبيد على حَضرمَوْت
(ذكر وصف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ الطَّائِيُّ يُخْبِرُ بِإِسْنَادٍ لَيْسَ لَهُ فِي الْقَلْبِ وَقْعٌ ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ ثَنَا جُمَيْعُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعِجْلِيُّ أَمْلاهُ عَلَيْنَا مِنْ كِتَابِهِ ثَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ مِنْ وَلَدِ أَبِي هَالَةَ زَوْجِ خَدِيجَةَ يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ الله عَن بن لأَبِي هَالَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ سَأَلْتُ خَالِي هِنْدَ بْنَ أَبِي هَالَةَ وَكَانَ وَصَّافًا مِنْ حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَشْتَهِي أَنْ يَصِفَ لِي مِنْهَا شَيْئًا أَتَعَلَّقُ بِهِ فَقَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخْمًا مُفَخَّمًا يَتَلأْلأُ وَجْهُهُ تَلأْلُؤَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ أَطْوَلَ مِنَ الْمَرْبُوعِ وَأَقْصَرَ مِنَ الْمُشَذَّبِ عَظِيمَ الْهَامَةِ رَجِلَ الشَّعْرِ إِنِ انْفَرَقَتْ عَقِيصَتُهُ فَرَقَ وَإِلا فَلا يُجَاوِزُ شَعْرُهُ شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ إِذَا هُوَ وَفَّرَهُ أَزْهَرَ اللَّوْنِ وَاسِعَ الْجَبِينِ أَزَجَّ الحواجب(2/145)
سَوَابِغَ فِي غَيْرِ قَرْنٍ بَيْنَهُمَا عرق يدره الْغَضَب أقى الْعِرْنَيْنِ لَهُ نُورٌ يَعْلُوهُ يَحْسَبُهُ مَنْ لَمْ يَتَأَمَّلْهُ أَشَمَّ كَثَّ اللِّحْيَةِ سَهْلَ الْخَدَّيْنِ ضَلِيعَ الْفَمِ أَشْنَبَ مُفَلَّجَ الأَسْنَانِ دَقِيقَ الْمَسْرُبَةِ كَأَنَّ عُنُقَهُ جِيدُ دُمْيَةٍ فِي صَفَاءِ الْفِضَّةِ مُعْتَدِلَ الْخَلْقِ بَادِنٌ مُتَمَاسِكٌ سَوَاءَ الْبَطْنِ وَالصَّدْرِ عَرِيضَ الصَّدْرِ بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ ضَخْمَ الْكَرَادِيسِ أَنْوَرَ الْمُتَجَرَّدِ مَوْصُولَ مَا بَيْنَ اللَّبَّةِ وَالسُّرَّةِ بِشَعْرٍ يجرى كالخط عرى الْيَدَيْنِ وَالْبَطْنِ مِمَّا سِوَى ذَلِكَ أَشْعَرَ الذِّرَاعَيْنِ وَالْمَنْكِبَيْنِ وَأَعَالِي الصَّدْرِ طَوِيلَ الزَّنْدَيْنِ رَحْبَ الرَّاحَةِ شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ سَائِرَ أَوْ سَائِلَ شكّ بن سَعِيدٍ الأَطْرَافِ خُمْصَانَ الأَخْمَصَيْنِ مَسِيحَ الْقَدَمَيْنِ يَنْبُو عَنْهُمَا الْمَاءُ إِذَا زَالَ زَالَ قلعا يخطو تكيفا وَيَمْشِي هَوْنًا ذَرِيعَ الْمِشْيَةِ إِذَا مَشَى كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ وَإِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا خَافِضَ الطَّرْفِ نَظَرُهُ إِلَى الأَرْضِ أَكْثَرُ مِنْ نَظَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ جُلُّ نَظَرِهِ الْمُلاحَظَةُ يَسُوقُ أَصْحَابَهُ يَبْدَأُ مَنْ لَقِيَ بِالسَّلامِ قَالَ قُلْتُ صِفْ لِي مَنْطِقَهُ فَقَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَاصِلَ الأَحْزَانِ دَائِمَ الْفِكْرَةِ لَيْسَتْ لَهُ رَاحَةٌ طَوِيلَ السَّكْتِ(2/146)
لَا يَتَكَلَّمُ فِي غَيْرِ حَاجَةٍ يَفْتَتِحُ الْكَلامَ وَيَخْتِمُهُ بِأَشْدَاقِهِ وَيَتَكَلَّمُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ فَضْلٌ لَا فُضُولَ وَلا تَقْصِيرَ دَمْثٌ لَيْسَ بِالْجَافِي وَلا بِالْمُهِينِ يُعَظِّمُ النِّعْمَةِ وَإِنْ دَقَّتْ لَا يَذُمُّ شَيْئًا غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَذُمُّ ذَوَاقًا وَلا يَمْدَحُهُ وَلا تُغْضِبُهُ الدُّنْيَا وَمَا كَانَ لَهَا فَإِذَا نُوزِعَ الْحَقَّ لَمْ يَعْرِفْهُ أَحَدٌ وَلَمْ يَقُمْ لِغَضَبِهِ شَيْءٌ حَتَّى يَنْتَصِرَ لَا يَغْضَبُ لِنَفْسِهِ وَلا يَنْتَصِرُ لَهَا إِذَا أَشَارَ أَشَارَ بِكَفِّهِ كُلِّهَا وَإِذَا تَعَجَّبَ قَلَبَهَا وَإِذَا تَحَدَّثَ اتَّصَلَ بِهَا فَضَرَبَ بِرَاحَتِهِ الْيُمْنَى بَاطِنَ كَفِّهِ الْيُسْرَى وَإِذَا غَضِبَ أَعْرَضَ وَأَشَاحَ وَإِذَا فَرِحَ غَضَّ طَرْفَهُ جُلُّ ضَحِكِهِ التَّبَسُّمُ وَيَفْتُرُ عَنْ مِثْلِ حَبِّ الْغَمَامِ قَالَ الْحَسَنُ فَكَتَمَهَا الْحُسَيْنُ زَمَانًا ثُمَّ حَدَّثْتُهُ فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَبَقَ إِلَيْهِ وَسَأَلَهُ عَمَّا سَأَلْتُهُ قَالَ الْحُسَيْنُ فَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كَانَ دُخُولُهُ لِنَفْسِهِ مَأْذُونٌ لَهُ فِي ذَلِكَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى مَنْزِلِهِ جَزَّأَ نَفْسَهُ ثَلَاثَة أَجزَاء جُزْء لِلَّهِ وَجُزْءًا لأَهْلِهِ وَجُزْءًا لِنَفْسِهِ ثُمَّ جَزَّأَ جُزْءًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ فَيَرُدُّ ذَلِكَ بِالْخَاصَّةِ عَلَى الْعَامَّةِ وَلا يَدَّخِرُ عَنْهُمْ شَيْئًا وَكَانَ مِنْ سِيرَتِهِ فِي جُزْءِ الأُمَّةِ إِيثَارُ أَهْلِ الْفَضْلِ بِإِذْنِهِ(2/147)
وَقَسْمُهُ عَلَى قَدْرِ فَضْلِهِمْ فِي الديم فَمِنْهُمْ ذُو الْحَاجَةِ وَمِنْهُمْ ذُو الْحَاجَتَيْنِ وَمِنْهُمْ ذُو الْحَوَائِجِ فَيَتَشَاغَلُ بِهِمْ وَيُشْغِلُهُمْ فِيمَا يُصْلِحُهُمْ وَإِلا مَعَهُ مِنْ مَسْأَلَتِهِمْ يُلائِمُهُمْ وَيُخْبِرُهُمْ بِالَّذِي يَنْبَغِي لَهُمْ وَيَقُولُ لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ وَأَبْلِغُوا فِي حَاجَةِ مَنْ لَا يَسْتَطِيعُ إِبْلاغَهَا فَإِنَّ مَنْ أَبْلَغَ سُلْطَانًا حَاجَةَ مَنْ لَا يَسْتَطِيعُ إِبْلاغَهَا يُثَبِّتُ اللَّهُ قَدَمَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُذْكَرُ عِنْدَهُ إِلا ذَلِكَ وَلا يَقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ غَيْرَهُ يَدْخُلُونَ رُوَّادًا وَلا يَفْتَرِقُونَ إِلا عَنْ ذواق وَيخرجُونَ أَذِلَّة قَالَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَخْرَجِهِ كَيْفَ كَانَ يَصْنَعُ فِيهِ قَالَ كَانَ يَخْزُنُ لِسَانَهُ إِلا فِيمَا يَعْنِيهِ وَيُؤَلِّفُهُمْ وَلا يُنَفِّرُهُمْ وَيُكْرِمُ كَرِيمَ الْقَوْمِ وَيُوَلِّيهِ عَلَيْهِمْ وَيُحَذِّرُ النَّاسَ وَيَحْتَرِسُ مِنْهُمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُظْهِرَ عَلَى أَحَدٍ بِسِرِّهِ وَيَتَفَقَّدُ أَصْحَابَهُ وَيَسْأَلُ النَّاسَ عَمَّا فِي النَّاسِ وَيُحَسِّنُ الْحَسَنَ وَيُقَوِّيهِ وَيُقَبِّحُ الْقَبِيحَ وَيُوهِنُهُ مُعْتَدِلَ الأَمْرِ غَيْرَ مُخْتَلِفٍ لَا يَغْفَلُ مَخَافَةَ أَنْ يَغْفَلُوا أَوْ يَمِيلُوا لِكُلِّ حَالٍ عِنْدَهُ عَتَادٌ وَلا يُقَصِّرُ عَنِ الْحَقِّ وَلا يُجَاوِزُهُ الَّذِينَ يَلُونَهُ مِنَ النَّاسِ خِيَارُهُمْ وَأَفْضَلُهُمْ عِنْدَهُ أعمهم نصيحة(2/148)
وَأَعْظَمُهُمْ عِنْدَهُ مَنْزِلَةً أَحْسَنُهُمْ مُؤَاسَاةً وَمُؤَازَرَةً قَالَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَجْلِسِهِ فَقَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَجْلِسُ وَلا يَقُومُ إِلا عَلَى ذِكْرٍ لَا يُوَطِّنُ الأَمَاكِنَ وَيَنْهَى عَنْ إِيطَانِهَا وَإِذَا جَلَس إِلَى قَوْمٍ جَلَسَ حَيْثُ انْتَهَى الْمَجْلِسُ وَيَأْمُرُ بِذَلِكَ وَيُعْطِي كُلَّ جُلَسَائِهِ نَصِيبَهُ لَا يَحْسِبُ جَلِيسُهُ أَنَّ أَحَدًا أَكْرَمَ عَلَيْهِ مِنْهُ مَنْ جَالَسَهُ أَوْ قَاوَمَهُ لِحَاجَةٍ صَابَرَهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الْمُتَصَرِّفُ وَمَنْ سَأَلَهُ عَنْ حَاجَةٍ لَمْ يَرُدَّهُ إِلا بِهَا أَوْ بِمَيْسُورٍ مِنَ الْقَوْلِ قَدْ وَسِعَ النَّاسَ مِنْهُ بَسْطَةٌ وَخِلْقَةٌ فَصَارَ لِلنَّاسِ أَبًا وَصَارُوا فِي الْحَقِّ عِنْدَهُ سَوَاءً مَجْلِسُهُ مَجْلِسُ حِلْمٍ وَحَيَاءٍ وَصَبْرٍ وَأَمَانَةٍ لَا ترفع يه الأَصْوَاتُ وَلا تُؤَبَّنُ فِيهِ الْحُرُمُ وَلا تُنْثَى فَلَتَاتُهُ مُتَعَادِلِينَ يَتَفَاضَلُونَ فِيهِ بِالتَّقْوَى مُتَوَاضِعِينَ يُوَقِّرُونَ الْكَبِيرَ وَيَرْحَمُونَ الصَّغِيرَ وَيُؤْثِرُونَ ذَوِي الْحَاجَةِ وَيَحْفَظُونَ الْغَرِيبَ قَالَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ سِيرَتِهِ فِي جُلَسَائِهِ فَقَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَائِمَ الْبِشْرِ سَهْلَ الْخُلُقِ لَيِّنَ الْجَانِبِ لَيْسَ بِفَظٍّ وَلا غَلِيظٍ وَلا صَخَّابٍ وَلا فَحَّاشٍ وَلا عَيَّابٍ وَلا مَزَّاحٍ يَتَغَافَلُ عَمَّا لَا يشتهى(2/149)
وَلا يُؤْنَسُ مَعَهُ وَلا يُخَيِّبُ فِئَةً قَدْ نَزَّهَ نَفْسَهُ مِنْ ثَلاثٍ كَانَ لَا يَذُمُّ أَحَدًا وَلا يُعَيِّرُهُ وَلا يَطْلُبُ عَوْرَتَهُ وَلا يَتَكَلَّمُ إِلا فِيمَا رَجَا ثَوَابَهُ وَإِذَا تَكَلَّمَ أَطْرَقَ جُلَسَاؤُهُ كَأَنَّمَا على رؤوسهم الطَّيْرُ وَإِذَا سَكَتَ تَكَلَّمُوا وَلا يَتَنَازَعُونَ عِنْدَهُ الْحَدِيثَ مَنْ تَكَلَّمَ صَمَتُوا لَهُ حَتَّى يَفْرُغَ جُلُّ حَدِيثِهِ عِنْدَهُمْ حَدِيثُ أَوَّلِيهِمْ يَضْحَكُ مِمَّا يَضْحَكُونَ مِنْهُ يَتَعَجَّبُ مِمَّا يَعْجَبُونَ مِنْهُ وَيَصْبِرُ لِلْغَرِيبِ عَلَى الْجَفْوَةِ فِي مَنْطِقِهِ حَتَّى إِنْ كَانَ أَصْحَابُهُ يَسْتَجْلِبُونَهُمْ وَيَقُولُ إِذَا رَأَيْتُمْ طَالِبَ حَاجَةٍ يَطْلُبُهَا فَارْفِدُوهُ وَلا يَقْبَلُ الثَّنَاءَ إِلا مِنْ مكافىء وَلا يَقْطَعُ عَلَى أَحَدٍ حَدِيثَهُ حَتَّى يَجُورَهُ فَيَقْطَعُهُ بِنَهْيٍ أَوْ قِيَامٍ قَالَ وَسَأَلْتُهُ كَيْفَ كَانَ سُكُوتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ كَانَ سُكُوتُهُ عَلَى أَرْبَعَةٍ عَلَى الْحِلْمِ وَالْحَذَرِ وَالتَّقْدِيرِ وَالتَّفَكُّرِ فَأَمَّا تَقْدِيرُهُ فَفِي تَسْوِيَةِ النَّظَرِ وَالاسْتِمَاعِ بَيْنَ النَّاسِ وَأَمَّا تَفَكُّرُهُ فَفِيمَا يَبْقَى وَيَفْنَى وَجُمِعَ لَهُ الْحِلْمُ فِي الصَّبْرِ فَكَانَ لَا يُغْضِبُهُ شَيْءٌ وَلا يَسْتَفِزُّهُ وَجُمِعَ لَهُ الْحَذَرُ فِي أَرْبَعَةٍ أَخْذِهِ بِالْحَسَنِ لِيُقْتَدَى بِهِ وَتَرْكِهِ الْقَبِيحَ لِيُتَنَاهَى عَنْهُ وَإِجْهَادِهِ الرَّأْيَ فِيمَا يُصْلِحُ أُمَّتَهُ وَالْقِيَامِ فِيمَا يجمع لَهُم فِيهِ(2/150)
خَيْرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ قَالَ أَبُو حَاتِم قد ذكر جمل مَا يحْتَاج إِلَيْهِ من مولد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومبعثه وأيامه وهجرته إِلَى أَن قَبضه اللَّه إِلَى جنته ثمَّ إِنَّا ذاكرون بعده الْخُلَفَاء الْأَرْبَعَة بأيامهم وجمل مَا يحْتَاج إِلَيْهِ من أخبارهم ليَكُون ذَلِك طَرِيقا للمتأسين بهم إِذْ الْمُصْطَفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمر بذلك الحَدِيث حَيْثُ قَالَ عَلَيْكُم بِسنتي وَسنة الْخُلَفَاء الرَّاشِدين المهديين من بعدِي وعضوا عَلَيْهَا بالنواجد وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ جعلنَا اللَّه وَإِيَّاكُم من المتبعين لسنته المبادرين إِلَى لُزُوم طَاعَته إِنَّه الفعال لما يُرِيد بكم آخر مولد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومبعثه ويتلوه كتاب الْخُلَفَاء إِن شَاءَ اللَّه تَعَالَى اسْتِخْلَاف أبي بكر بْن أبي قُحَافَة الصّديق رَضِي اللَّه عَنهُ قَالَ الشَّيْخ أَبُو حَاتِم مُحَمَّد بْن حبَان أَبُو أَحْمَد النميمي واسْمه عَبْد اللَّه ولقبه عَتيق وَاسم أبي قُحَافَة عُثْمَان بْن عَامر بْن عَمْرو بْن كَعْب بْن سعد بْن تيم بْن مرّة بْن كَعْب بْن لؤَي بْن غَالب بْن فهر بْن مَالك بْن النَّضر بْن كنَانَة بْن خُزَيْمَة بْن مدركة بْن إلْيَاس بْن مُضر بْن نزار بْن معد بْن عدنان وَأم أبي بكر أم الْخَيْر بنت صَخْر بْن عَامر بْن كَعْب أَخُو عَمْرو بن(2/151)
كَعْب بْن سعد بْن تيم بْن مرّة بْن لؤَي بْن غَالب أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ اللَّخْمِيُّ بِعَسْقَلانَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الله بن عتبَة عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَلَمَّا كَانَ فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا عُمَرُ أَتَانِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي مَنْزِلِي عَشَاءً فَقَالَ لَوْ شَهِدْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْيَوْمَ وَجَاءَهُ رَجُلٌ وَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي سَمِعْتُ فُلانًا يَقُولُ لَوْ مَاتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لَبَايَعْتُ فُلانًا فَقَالَ عُمَرُ إِنِّي لَقَائِمٌ الْعَشِيَّةَ فِي النَّاسِ وَمُحَذِّرُهُمْ هَؤُلاءِ الرَّهْطَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَغْتَصِبُوا الْمُسْلِمِينَ أَمْرَهُمْ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ الْمَوْسِمَ يَجْمَعُ رُعَاعَ النَّاسِ وَغَوْغَاءَهُمْ وَإِنَّهُمُ الَّذِينَ يَغْلِبُونَ عَلَى مَجْلِسِكَ وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ تَقُولَ فِيهِمُ الْيَوْمَ مَقَالَةً لَا يَعُونَهَا وَلا يَضَعُونَهَا مَوَاضِعَهَا وَأَنْ يَطَّيَّرُوا بِهَا كُلَّ مَطِيرٍ وَلَكِنْ أَمْهِلْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى تَقْدَمَ الْمَدِينَةَ فَإِنَّهَا دَارُ السُّنَّةِ وَدَارُ الْهِجْرَةِ فَتَخْلُصَ بِالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَتَقُولُ مَا قُلْتَ مُتَمَكِّنًا فَيَعُونَ مَقَالَتَكَ وَيَضَعُونَهَا مَوَاضِعَهَا قَالَ عُمَرُ أَمَا وَاللَّهِ لأَقُومَنَّ بِهِ فِي أَوَّلِ مقَام أقومه بِالْمَدِينَةِ قَالَ بن عَبَّاسٍ فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَجَاءَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ هَجَّرْتُ لَمَّا حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَوَجَدْتُ سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ نُفَيْلٍ قَدْ سَبَقَنِي بِالْهَجْرَةِ جَالِسًا إِلَى جَنْبِ الْمِنْبَرِ فَجَلَسْتُ إِلَى جَنْبِهِ تَمَسُّ رُكْبَتِي رُكْبَتَهُ فَلَمَّا زَالَتِ الشَّمْسُ خَرَجَ عَلَيْنَا عُمَرُ فَقُلْتُ وَهُوَ مقبل أما وَالله(2/152)
لَيَقُولَنَّ الْيَوْمَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ مَقَالَةً لَمْ يَقُلْ عَلَيْهِ أَحَدٌ قَبْلَهُ قَالَ فَغَضِبَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ فَقَالَ وَأَيُّ مَقَالٍ يَقُولُ لَمْ يَقُلْ قَبْلَهُ فَلَمَّا ارْتَقَى عُمَرُ الْمِنْبَرَ أَخَذَ الْمُؤَذِّنُ فِي أَذَانِهِ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ أَذَانِهِ قَامَ عُمَرُ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَقُولَ مَقَالَةً قَدْ قُدِّرَ لِي أَنْ أَقُولَهَا لَا أَدْرِي لَعَلَّهَا بَيْنَ يَدَيْ أَجَلِي فَمَنْ عَقَلَهَا وَوَعَاهَا فَلْيُحَدِّثْ بِهَا حَيْثُ تَنْتَهِي بِهِ رَاحِلَتُهُ وَمَنْ خَشِيَ أَنْ لَا يَعِيَهَا فَإِنِّي لَا أُحِلُّ لأَحَدٍ أَنْ يَكْذِبَ عَلَيَّ إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَقِّ وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ وَكَانَ مِمَّا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةُ الرَّجْمِ فَقَرَأْنَاهَا وَوَعَيْنَاهَا فَرَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجمنا بَعْدَهُ وَإِنِّي خَائِفٌ أَنْ يَطُولَ بِالنَّاسِ زَمَانٌ فَيَقُولُ قَائِلٌ مَا نَجِدُ الرَّجْمَ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَيَضِلُّوا بِتَرْكِ فَرِيضَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ أَلا وَإِنَّ الرَّجْمَ عَلَى مَنْ أُحْصِنَ إِذَا زَنَى وَقَامَتْ عَلَيْهِ الْبَيِّنَةُ أَوْ كَانَ الْحَمْلُ أَوِ الاعْتِرَافُ ثُمَّ إِنَّا قَدْ كُنَّا نَقْرَأُ وَلا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ ثمَّ إِن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى عِيسَى بن مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ثُمَّ إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ فُلانًا مِنْكُمْ يَقُولُ لَوْ قَدْ مَاتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لَقَدْ بَايَعْتُ فُلانًا فَلا يَغْتَرَّ امْرُؤٌ أَنْ يَقُولَ إِنَّ بَيْعَةَ أَبى بكر كَانَت فلتة فد كَانَتْ كَذَلِكَ أَلا وَإِنَّ اللَّهَ وَقَى شَرَّهَا وَدَفَعَ عَنِ الإِسْلامِ وَالْمُسْلِمِينَ ضُرَّهَا وَلَيْسَ فِيكُمْ مَنْ تُقْطَعُ إِلَيْهِ الأَعْنَاقُ مِثْلُ أَبِي بَكْرٍ وَإِنَّهُ كَانَ مِنْ خَيْرِنَا حِين توفى(2/153)
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ عَلِيًّا وَالزُّبَيْرَ وَمَنْ تَبِعَهُمَا تَخَلَّفُوا عَنَّا فِي بَيْتِ فَاطِمَةَ وَتَخَلَّفَتْ عَنَّا الأَنْصَارُ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ وَاجْتَمَعَ الْمُهَاجِرُونَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقُلْتُ يَا أَبَا بَكْرٍ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى إِخْوَانِنَا مِنَ الأَنْصَارِ فَانْطَلَقْنَا نَؤُمُّهُمْ فلقين رجلَيْنِ صالحينن مِنَ الأَنْصَارِ شَهِدَا بَدْرًا فَقَالا أَيْنَ تُرِيدُونَ يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ قُلْنَا نُرِيد إخوننا هَؤُلاءِ الأَنْصَارَ قَالا فَارْجِعُوا فَأَمْضُوا أَمْرَكُمْ بَيْنَكُمْ فَقُلْتُ وَاللَّهِ لَنَأْتِيَنَّهُمْ فَأَتَيْنَاهُمْ فَإِذَا هُمْ مُجْتَمِعُونَ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ رَجُلٌ مُزَمَّلٌ قُلْتُ مَنْ هَذَا قَالُوا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ قُلْتُ مَا شَأْنُهُ قَالُوا وَجِعَ فَقَامَ خَطِيبُ الأَنْصَارِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَنَحْنُ الأَنْصَارَ وَكَتِيبَةَ الإِسْلامِ وَأَنْتُمْ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ رَهْطٌ مِنَّا وَقَدْ دَفَّتْ إِلَيْنَا دَافَّةٌ مِنْكُمْ وَإِذَا هُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَخْتَزِلُونَا مِنْ أَصْلِنَا وَيَحْضُنُونَا بِأَمْرٍ دُونَنَا وَقَدْ كُنْتُ زَوَّرْتُ فِي نَفْسِي مَقَالَةً أُرِيدُ أَنْ أَقُومَ بِهَا بَيْنَ يَدي أَبى بكر وَكنت أدارىء مِنْ أَبِي بَكْرٍ بَعْضَ الْحَدِّ وَكَانَ أَوْقَرَ مِنِّي وَأَحْلَمَ فَلَمَّا أَرَدْتُ الْكَلامَ قَالَ عَلَى رِسْلِكَ فَكَرِهْتُ أَنْ أُغْضِبَهُ فَحَمِدَ اللَّهَ أَبُو بَكْرٍ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَوَاللَّهِ مَا تَرَكَ كَلِمَةً قَدْ كُنْتُ زَوَّرْتُهَا إِلا جَاءَ بِهَا أَوْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا فِي بَدِيهَتِهِ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ وَأَمَّا مَا ذَكَرْتُمْ فِيكُمْ مِنْ خَيْرٍ يَا معشر الْأَنْصَار(2/154)
فَأَنْتُمْ لَهُ أَهْلٌ وَلَمْ تَعْرِفِ الْعَرَبُ هَذَا الأَمْرَ إِلا لِهَذَا الْحَيِّ مِنْ قُرَيْشٍ هُمْ أَوْسَطُ الْعَرَب داراونسا وَلَقَدْ رَضِيتُ لَكُمْ أَحَدَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ فَبَايِعُوا أَيَّهُمَا شِئْتُمْ وَأَخَذَ بِيَدِي وَيَدِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجراح فوَاللَّه ماكرهت مِمَّا قَالَ شَيْئًا غَيْرَ هَذِهِ الْكَلِمَةِ كُنْتُ لأَنْ أُقَدَّمَ فَتُضْرَبَ عُنُقِي لَا يُقَرِّبُنِي ذَلِكَ إِلَى إِثْمٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَأَمَّرَ عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ فَلَمَّا قَضَى أَبُو بَكْرٍ مقَالَته قَامَ رجل من اأنصار فَقَالَ أَنَا جُذَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ وَعُذَيْقُهَا الْمُرَجَّبُ مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ وَإِلا أَجَلُنَا الْحَرْبُ فِيمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ خُدْعَةٌ قَالَ مَعْمَرٌ فَقَالَ قَتَادَةُ قَالَ عُمَرُ فَإِنَّهُ لَا يَصْلُحُ سَيْفَانِ فِي غَمْدٍ وَلَكِنْ مِنَّا الأُمَرَاءُ وَمِنْكُمُ الْوُزَرَاءُ قَالَ مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ فِي حَدِيثِهِ فَارْتَفَعَتِ الأَصْوَاتُ بَيْننَا وَكثر اللَّغط حَتَّى شفقت الاخْتِلافَ فَقُلْتُ يَا أَبَا بَكْرٍ ابْسُطْ يَدَكَ أُبَايِعْكَ فَبَسَطَ يَدَهُ فَبَايَعْتُهُ وَبَايَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَبَايَعَهُ الأَنْصَارُ قَالَ وَنَزَوْنَا عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ حَتَّى قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ قَتَلْتُمْ سَعْدًا قَالَ قُلْتُ قَتَلَ اللَّهُ سَعْدًا وَإِنَّا وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا فِيمَا حَضَرْنَا أَمْرًا كَانَ أَقْوَى مِنْ مُبَايَعَةِ أَبِي بَكْرٍ(2/155)
خَشِينَا إِنْ فَارَقْنَا الْقَوْمَ أَنْ يُحْدِثُوا بَعْدَنَا بَيْعَةً فَإِمَّا أَنْ نُتَابِعَهُمْ عَلَى مَا لَا نَرْضَى وَإِمَّا إنْ نُخَالِفَهُمْ فَيَكُونَ فَسَادًا فَلا يَغُرَّنَّ امْرَأً يَقُولُ كَانَتْ بَيْعَةُ أَبِي بَكْرٍ فَلْتَةً وَقَدْ كَانَتْ كَذَلِكَ إِلا أَنَّ اللَّهَ وَقَى شَرَّهَا وَلَيْسَ فِيكُمْ مَنْ يُقْطَعُ إِلَيْهِ الأَعْنَاقُ مِثْلُ أَبِي بَكْرٍ فَمَنْ بَايَعَ رَجُلا مِنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَإِنَّهُ لَا يُبَايَعُ هُوَ وَلا الَّذِي بَايَعَهُ بَعْدَهُ قَالَ الزُّهْرِيُّ وَأَخْبَرَنِي عُرْوَة أَن الرجلَيْن الَّذين لَقِيَاهُمَا مِنَ الأَنْصَارِ عُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ وَمَعْنُ بْنُ عَدِيٍّ وَالَّذِي قَالَ أَنَا جُذَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ وَعُذَيْقُهَا الْمُرَجَّبُ الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ أَبُو حَاتِم نظر الْمُسلمُونَ إِلَى أعظم أَرْكَان الدَّين وعماد الْإِسْلَام للْمُؤْمِنين فوجدوها الصَّلَاة الْمَفْرُوضَة وَأَن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولى أَبَا بكر إِقَامَتهَا فِي الْأَوْقَات المعلومات فَرضِي الْمُسلمُونَ للْمُسلمين مَا رَضِي لَهُم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايعُوهُ طائعين فِي سَائِر الْأَركان وَبَايَعُوهُ فِي السِّرّ والإعلان فَلَمَّا كَانَ الْيَوْم الثَّانِي قَامَ عمر بْن الْخطاب على الْمِنْبَر فَتكلم قبل أبي بكر فَحَمدَ اللَّه وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثمَّ قَالَ أيهاالناس إِنِّي قد قلت لكم بالْأَمْس مقَالَة مَا كَانَت إِلَّا مني وَمَا وَجدتهَا فِي كتاب اللَّه وَلَا كَانَت(2/156)
عهدا عده إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَكِنِّي قد كنت أرى أَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيأمرنا بقول يكون آخِرنَا وَإِن اللَّه قد أبقى فِيكُم كِتَابه الَّذِي بِهِ هدى رَسُوله فَإِن اعْتَصَمْتُمْ بِهِ هدَاكُمْ اللَّه لما كَانَ قد هدى بِهِ أَهله وَإِن اللَّه قد جمع أَمركُم على خَيركُمْ صَاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَثَانِي اثْنَيْنِ إِذْ هما فِي الْغَار فَقومُوا إِلَيْهِ فَبَايعُوهُ فَبَايع النَّاس أَبَا بكر بيعَة الْعَامَّة بعد بيعَة السَّقِيفَة ثمَّ تكلم أَبُو بكر فَحَمدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ أَيهَا النَّاس فَإِنِّي قد وليت عَلَيْكُم وَلست بِخَيْرِكُمْ فَإِن أَحْسَنت فَأَعِينُونِي وَإِن أَسَأْت فقوموني الصدْق أَمَانَة وَالْكذب خِيَانَة والضعيف فِيكُم قوى عِنْدِي حَتَّى أُرِيح عَلَيْهِ حَقه إِن شَاءَ اللَّه والقوى فِيكُم ضَعِيف عِنْدِي حَتَّى آخذ الْحق مِنْهُ إِن شَاءَ اللَّه لَا يدع قوم الْجِهَاد فِي سَبِيل اللَّه إِلَّا ضَربهمْ بالبلاء وَلَا تشيع الْفَاحِشَة فِي قوم إِلَّا عمهم اللَّه بالبلاء أَطِيعُونِي مَا أَطَعْت اللَّه وَرَسُوله فَإِذا عصيت اللَّه وَرَسُوله فَلَا طَاعَة لي عَلَيْكُم قومُوا إِلَى صَلَاتكُمْ يَرْحَمكُمْ اللَّه فَلَمَّا فرغ النَّاس من بيعَة أبي بكر وَهُوَ يَوْم الثُّلَاثَاء أَقبلُوا على جهازه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاخْتَلَفُوا فِي غسله فَقَالُوا وَالله مَا نَدْرِي أنجرد رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم من ثيابهكما نجرد مَوتَانا أَو نغسله وَعَلِيهِ ثِيَابه فَلَمَّا اخْتلفُوا ألْقى اللَّه عَلَيْهِم السبات حَتَّى مَا مِنْهُم أحد إِلَّا وذقنه فِي صَدره(2/157)
ثمَّ كَلمهمْ مُتَكَلم من نَاحيَة الْبَيْت لَا يدرى من هُوَ أَن اغسلوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلِيهِ ثِيَابه فَقَامُوا فغسلوه وَعَلِيهِ قَمِيصه فأسنده على إِلَى صَدره فَكَانَ الْعَبَّاس وَالْفضل والقثم يقلبونه وَكَانَ أُسَامَة بْن زيد وشقران موليَاهُ يصبَّانِ عَلَيْهِ المَاء وعَلى يغسلهُ ويدلكه من وَرَائه لَا يفضى بِيَدِهِ إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُول بِأبي أَنْت وَأمي مَا أطيبك حَيا وَمَيتًا وَلم ير من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْء مِمَّا يرى من الْمَيِّت ثمَّ كفن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ثَلَاثَة أَبْوَاب بيض سحُولِيَّة لَيْسَ فِيهَا قَمِيص وَلَا عِمَامَة أدرج فِيهَا إدراجا ثمَّ دخل النَّاس يصلونَ عَلَيْهِ أرسالابدأ بِهِ الرِّجَال حَتَّى إِذا فرغغوا أَدخل النِّسَاء ثمَّ أَدخل الصّبيان ثمَّ أَدخل العبيد وَلم يؤم النَّاس على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحد وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة بْن الْجراح يحْفر كحفر أهل مَكَّة وَكَانَ أَبُو طَلْحَة زيد بْن سهل يحْفر كحفر أهل الْمَدِينَة وَكَانَ يلْحد فَدَعَا الْعَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب رجلَيْنِ فَقَالَ لأَحَدهمَا اذْهَبْ إِلَى أبي عُبَيْدَة وَقَالَ للْآخر اذْهَبْ إِلَى أبي طَلْحَة فَقَالَ اللَّهُمَّ خر لِرَسُولِك فَوجدَ صَاحب أبي طَلْحَة أَبَا طَلْحَة فجَاء بِهِ فلحد لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ الْمُسلمُونَ اخْتلفُوا فِي دَفنه فَقَائِل يَقُول ندفنه فِي مَسْجده وَقَائِل يَقُول ندفنه مَعَ أَصْحَابه فَقَالَ أَبُو بكر سَمِعت(2/158)
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول مَا قبض نَبِي إِلَّا دفن حَيْثُ يقبض فَرفع فرَاش رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي توفّي عَلَيْهِ فحفر أَبُو طَلْحَة تَحْتَهُ ثمَّ دفن صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَة الْأَرْبَعَاء حِين زاغت الشَّمْس وَنزل فِي قبر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على بْن أبي طَالب وَالْفضل بْن الْعَبَّاس وَقثم بْن الْعَبَّاس وشقران مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَطرح تَحْتَهُ قطيفة وَكَانَ آخِرهم عهدا بِهِ قثم بْن الْعَبَّاس وَكَانَ الْمُغيرَة بْن شُعْبَة يَقُول لَا بل أَنا وَكَانَ يحْكى قصَّة ثمَّ قَامَ أَبُو بكر فِي النَّاس خَطِيبًا بعد خطبَته الأولى فَقَالَ الْحَمد لله حَمده وأومن بوحدانيته وَأَسْتَعِينهُ على أَمركُم كُله سره وعلانيته ونعوذ بِاللَّه مِمَّا يَأْتِي بِهِ اللَّيْل وَالنَّهَار وترتكب عَلَيْهِ السِّرّ والجهار وَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا اللَّه حَافِظًا ونصيرا وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله بِالْحَقِّ بشيرا وَنَذِيرا قُدَّام السَّاعَة فَمن أطاعه رشد وَمن عَصَاهُ هلك وشرد فَعَلَيْكُم أَيهَا النَّاس بتقوى اللَّه فَإِن أَكيس الْكيس التَّقْوَى وَإِن أَحمَق الْحمق الْفُجُور فاتبعوا كتاب اللَّه واقبلوا نصيحته وَاقْتَدوا بِسنة رَسُوله وخذوا شَرِيعَته فَإِن اللَّه يقبل التَّوْبَة عَن عباده وَيَعْفُو عَن السيآت وَهُوَ الْحَكِيم(2/159)
الْعَلِيم وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ من بعد مَا قَنطُوا الْآيَة واحذروا االخطايا الَّتِي لكل بني آدم فِيهَا نصيب ة وتزودوا للآخرة فَإِن الْمصير إِلَيْهَا قريب وَلَكِن خَيركُمْ من اتبع طَاعَة اللَّه واجتنب مَعْصِيَته فاحذروا يَوْمًا لَا ينفع فِيهِ من حميم وَلَا شَفِيع وَلَا حميم يطاع وليعمل عَامل مَا اسْتَطَاعَ من عمل يقربهُ إِلَى ربه وَاعْمَلُوا من قبل أَن لَا تقدروا على الْعَمَل وَإِن اللَّه لَو شَاءَ خَلقكُم سدى وَلَكِن جعلكُمْ أَئِمَّة هدى فاتبعوا مَا أَمركُم الله بِهِ واجتنبواما نهاكم عَنهُ وَاعْمَلُوا الْخَيْر فَإِن قَلِيله كثير نَام مبارك وَاتَّقوا الله حق تُقَاته واحذروا ماحذركم فِي كِتَابه وتوقوا مَعْصِيَته خشيَة من عِقَابه فَلَيْسَ فِيهَا رَغْبَة لأحد واستعفوا عَمَّا حرم اللَّه وَأمر باجتنابه وَإِيَّاكُم والمحقرات فَإِنَّهَا تقرب إِلَى الموجبات وَاعْمَلُوا قبل أَن لَا تعملوا وتوبوا من الْخَطَايَا الَّتِي لَا يغسلهَا إِلَّا اللَّه برحمته وصلوا على نَبِيكُم كَمَا أَمركُم ربكُم ثمَّ قَالَ أَيهَا النَّاس إِن الَّذِي رَأَيْتُمْ مني لم يكن على حرص على ولايتكم وَلَكِنِّي خفت الْفِتْنَة وَالِاخْتِلَاف فَدخلت فِيهَا وهأنذا وَقد رَجَعَ الْأَمر إِلَى أحْسنه وَكفى اللَّه تِلْكَ الثائرة وَهَذَا أَمركُم إِلَيْكُم توَلّوا من أَحْبَبْتُم من النَّاس وَأَنا أُجِيبكُم على ذَلِك وأكون كأحدكم فَأَجَابَهُ النَّاس رَضِينَا بك قسما وحظا إِذْ أَنْت ثَانِي اثْنَيْنِ مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَبُو بكر اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد وَالسَّلَام على مُحَمَّد وَرَحْمَة اللَّه وَبَرَكَاته اللَّهُمَّ إِنَّا نستعينك(2/160)
ونستغفرك ونثني عَلَيْك وَلَا نكفرك ونؤمن بك ونخلع من يكفرك ثمَّ نزل واستقام لَهُ الْأَمر بعد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَايَعَهُ النَّاس وَرَضوا بِهِ وسموه خَليفَة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا شرذمة مَعَ عَليّ بْن أبي طَالب تخلفوا عَن بيعَته وَكَانَ أُسَامَة بْن زيد يَقُول أَمرنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن أغير صباحا على أهل أننى ثمَّ أَمر أَبُو بكر أَن يبعثوا بعث أُسَامَة بْن زيد فَقَالَ لَهُ النَّاس إِن الْعَرَب قد انتقضت عَلَيْك وَإنَّك لَا تصنع بتفرق الْمُسلمين عَنْك شَيْئا قَالَ وَالَّذِي نفس أبي بكر بِيَدِهِ لَو ظَنَنْت أَن السبَاع أكلتني بِهَذِهِ القية لأنفذت هَذَا الْبَعْث الَّذِي أَمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإنفاذه ثمَّ قَالَ أَبُو بكر لأسامة إِن تخلف معي عمر بْن الْخطاب فافعل فَأذن لَهُ أُسَامَة فَتخلف عمر مَعَ أبي بكر وَمضى أُسَامَة حَتَّى أوطأهم ثمَّ رَجَعَ فَسمع بِهِ الْمُسلمُونَ فَخَرجُوا مسرورين بقدومه ولواءه مَعْقُود حَتَّى دخل الْمَسْجِد فصلى رَكْعَتَيْنِ ثمَّ دخل بَيته ولواءه مَعْقُود وَيُقَال إِنَّه لم يحل اللِّوَاء حَتَّى توفى وَوَضعه(2/161)
فِي بَيته ثمَّ كتب أَبُو بكر الصّديق كتابا إِلَى معَاذ بْن جبل يُخبرهُ بِمَوْت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَعثه مَعَ عمار بْن يَاسر وَقد كَانَ معَاذ أَتَى الْيمن فِينَا هُوَ ذَات لَيْلَة على فرَاشه إِذا هُوَ بهاتف يَهْتِف عِنْد رَأسه يَا معَاذ كَيفَ يهنئك الْعَيْش وَمُحَمّد فِي سَكَرَات الْمَوْت فَوقف فَزعًا مَا ظن إِلَّا أَن الْقِيَامَة قد قَامَت فَلَمَّا رأى السَّمَاء مصحية والنجوم ظَاهِرَة استعاذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم ثمَّ نُودي اللَّيْلَة الثَّانِيَة يَا معَاذ كَيفَ يهنئك الْعَيْش وَمُحَمّد بَين أطباق الثرى فَجعل معَاذ يَده على رَأسه وَجعل يتَرَدَّد فِي سِكَك صنعاء وينادي بِأَعْلَى صَوته يَا أهل الْيمن ذروني لَا حَاجَة لي فِي جواركم فَمَا شَرّ الْأَيَّام يَوْم جِئتُكُمْ وَفَارَقت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخرج الشبَّان من الرِّجَال والعواتق من النِّسَاء وَقَالُوا يَا معَاذ مَا الَّذِي دهاك فَلم يلْتَفت إِلَيْهِم وأتى منزله وَشد على رَاحِلَته وَأخذ جرابا فِيهِ سويق وإداوة من مَاء ثمَّ قَالَ لَا أنزل عَن نَاقَتي هَذِه إِن شَاءَ اللَّه إِلَّا لوقت صَلَاة حَتَّى آتى الْمَدِينَة فَبينا هُوَ على ثَلَاثَة مراحل من الْمَدِينَة إِذْ لقِيه عمار فَعرفهُ بالبعير قالاعلميامعاذ أَن مُحَمَّدًا قد ذاق الْمَوْت وَفَارق الدُّنْيَا فَقَالَ معَاذ يَا أَيهَا الْهَاتِف فِي هَذَا اللَّيْل القار من أَنْت يَرْحَمك اللَّه قَالَ أَنا عمار بْن يَاسر قَالَ وَأَيْنَ تُرِيدُ قَالَ هَذَا كتاب أبي بكر إِلَى معَاذ يُعلمهُ أَن مُحَمَّدًا قد مَاتَ وَفَارق الدُّنْيَا قَالَ معَاذ فَإلَى من المهتدى والمشتكى فَمن لِلْيَتَامَى والأرامل والضعفاء(2/162)
ثمَّ سَار وَرجع عمار مَعَه وَجعل يَقُول نشدتك بِاللَّه كَيفَ أَصْحَاب مُحَمَّد قَالَ تَركتهم كغنم بِلَا رَاع قَالَ كَيفَ تركت الْمَدِينَة قَالَ تركتهَا وَهِي أضيق على أَهلهَا من الْخَاتم فَلَمَّا كَانَ قَرِيبا من الْمَدِينَة سَمِعت عجوزا وَهِي تذكر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِي تبْكي فَقَالَت يَا عَبْد اللَّه لَو رَأَيْت ابْنَته فَاطِمَة وَهِي تبْكي وَتقول يَا أبتاه إِلَى جِبْرِيل ننعاه يَا أبتاه انْقَطع عَنَّا أَخْبَار السَّمَاء وَلَا ينزل الْوَحْي إِلَيْنَا من عِنْد اللَّه أبدا فَدخل معَاذ الْمَدِينَة لَيْلًا وأتى بَاب عَائِشَة فدق عَلَيْهَا الْبَاب فَقَالَت من هَذَا الَّذِي يطْرق بِنَا لَيْلًا قَالَ أَنا معَاذ بْن جبل ففتحت الْبَاب فَقَالَ يَا عَائِشَة كَيفَ رَأَيْت رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْد شدَّة وَجَعه قَالَت يَا معَاذ لَو رَأَيْت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصفار مرّة ويحمار أُخْرَى يرفع يدا وَيَضَع أُخْرَى لما هَنَّأَك الْعَيْش طول أَيَّام الدُّنْيَا فَبكى معَاذ حَتَّى خشِي أَن يكون الشَّيْطَان قد استفزه ثمَّ استعاذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم وأتى أَصْحَاب مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ ظهر طليحة فِي أَرض بني أَسد ومالت فَزَارَة فِيهَا عُيَيْنَة بْن حصن بْن بدر مرتدين عَن الْإِسْلَام وَبَايَعَهُ بَنو عَامر على مثل ذَلِك وتربصوا ينظرُونَ الْوَقْعَة بَين الْمُسلمين وَبَين بني أَسد وفزارة وَقد كَانَ أَمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذين بَعثهمْ على الصَّدقَات قد جمعُوا(2/163)
مَا كَانَ على النَّاس مِنْهَا فَلَمَّا بَلغهُمْ وَفَاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَما عدي بْن حَاتِم فتمسك بِالْإِسْلَامِ وَبَقِي فِي يَده الصَّدقَات وَكَذَلِكَ الزبْرِقَان بْن بدر وَأما مَالك بْن نُوَيْرَة فَأرْسل مَا فِي يَده وَقَالَ لِقَوْمِهِ قد هلك هَذَا الرجل فشأنكم بأموالكم وَقد كَانَت طىء وَبَنُو سعد كلمهما عدي بْن حَاتِم والزبرقان بْن بدر فَقَالَا وهما كَانَا أحزم رَأيا وَأفضل فِي الْإِسْلَام رَغْبَة من مَالك بْن نُوَيْرَة لقومهما لَا تعجلوا فَإِنَّهُ لَيَكُونن لهَذَا الْأَمر قَائِم فَإِن كَانَ ذَلِك كَذَلِك ألقاكم وَلم تبدلوا دينكُمْ وَلم تعزلوا أَمركُم وَإِن كَانَ الَّذِي تطلبون فلعمري إِن ذَلِك أَمْوَالكُم بِأَيْدِيكُمْ لَا يغلبنكم عَلَيْهَا أحد غَيْركُمْ وسكناهم بذلك حَتَّى أَتَاهُم خبر النَّاس واجتماعهم على أبي بكر بعد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبيعة الْمُسلمين إِيَّاه فبعثا مَا بِأَيْدِيهِم من الصَّدَقَة إِلَى أبي بكر فَلم يزل أَبُو بكر يعرف فضلهما على من سواهُمَا من الْمُسلمين وَجَاء الْعَبَّاس وَفَاطِمَة إِلَى أبي بكر يلتمسان ميراثهما من النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهما حِينَئِذٍ يطلبان أرضه من فدك وسهمه من خَيْبَر فَقَالَ لَهما أَبُو بكر إِنِّي سَمِعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول لَا نورث مَا تَرَكْنَاهُ صَدَقَة إِنَّمَا يَأْكُل مُحَمَّد من هَذَا المَال وَإِنِّي وَالله لَا أدع أمرا رَأَيْت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصنعه فِيهِ إِلَّا صَنعته فِيهِ فَهجرَته(2/164)
فَاطِمَة وَلم تكَلمه حَتَّى مَاتَت ثمَّ جهز أَبُو بكر الْجَيْش لِيُقَاتل من كفر من الْعَرَب فَترك إِعْطَاء الصَّدقَات وارتد عَن الْإِسْلَام فَقَالَ لَهُ عمر كَيفَ تقَاتل النَّاس حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَقد سَمِعت رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول أمرت أَن أقَاتل النَّاس حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَه إِلَّا اللَّه فَإِذا قالوها عصموا مني دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالهمْ إِلَّا بِحَقِّهَا وحسابهم على اللَّه فَقَالَ أَبُو بكر وَالله لأقاتلن من فرق بَين الصَّلَاة وَالزَّكَاة وَالَّذِي نفس أبي بكر بِيَدِهِ لَو مَنَعُونِي عقَالًا أَو عنَاقًا كَانُوا يؤدونها إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقاتلتهم عَلَيْهِ حَتَّى آخذها قَالَ عمر فَلَمَّا رَأَيْت شرح صدر أبي بكر لقتالهم علمت أَنه الْحق فَأمر أَبُو بكر على النَّاس خَالِد بْن الْوَلِيد وَأمر ثَابت بْن قيس بْن شماس على النَّاس الْأَنْصَار وَجمع أَمر النَّاس إِلَى خَالِد بْن الْوَلِيد ثمَّ أَمرهم أَن يَسِيرُوا وَسَار مَعَهم مشيعا حَتَّى نزل ذَا الْقِصَّة من الْمَدِينَة على بريد وأميال فَضرب مُعَسْكَره وعبأ جَيْشه ثمَّ تقدم إِلَى خَالِد بْن الْوَلِيد وَقَالَ إِذا عشيتم دَار من دور النَّاس فسمعتم أذانا للصَّلَاة فأمسكوا عَنْهَا حَتَّى تسألوهم مَا الَّذِي يعلمُونَ وَإِن لم تسمعوا الْأَذَان فَشُنُّوا الْغَارة واقتلوا وحرقوا ثمَّ أَمر خَالِد بْن الْوَلِيد أَن يصمد لطليحة وَهُوَ على(2/165)
مَاء من مياه بني أَسد وَكَانَ طليحة يدعى النُّبُوَّة وينسج للنَّاس الأكاذيب والأباطيل وَيَزْعُم أَن جِبْرِيل يَأْتِيهِ وَكَانَ يَقُول للنَّاس أَيهَا النَّاس إِن اللَّه لَا يصنع بتعفير وُجُوهكُم وقبح أدباركم شَيْئا واذْكُرُوا اللَّه قعُودا وقياما وَجعل يعيب الصَّلَاة وَيَقُول إِن الصَّرِيح تَحت الرغوة وَكَانَ أول مَا ابتلى من النَّاس طليحة أَنه أَصْلَب هُوَ وَأَصْحَابه الْعَطش فِي منزلهم فِيهِ فَقَالَ طليحة فِيمَا شجع لَهُم من أباطيله اركبوا علالا يَعْنِي فرسا واضربوا أميالا تَجدوا قلالا فَفَعَلُوا فوجدوا مَاء فَافْتتنَ الْأَعْرَاب بِهِ ثمَّ قَالَ أَبُو بكر لخَالِد بْن الْوَلِيد لآتيك من نَاحيَة خَيْبَر إِن شَاءَ اللَّه فِيمَن بَقِي من الْمُسلمين وَأَرَادَ بذلك أَبُو بكر أَن يبلغ الْخَبَر النَّاس بِخُرُوجِهِ إِلَيْهِم ثمَّ ودع خَالِدا وَرجع إِلَى الْمَدِينَة وَمضى خَالِد بِالنَّاسِ وَكَانَت بَنو فَزَارَة وَأسد يَقُولُونَ وَالله لَا نُبَايِع أَبَا الفصيل يعنون أَبَا بكر وَكَانَت طىء على إسْلَامهَا لم تزل عَنهُ مَعَ عدي بْن حَاتِم ومكنف بْن زيد الْخَيل فَكَانَا يكالبانها ويقولان لبني فَزَارَة وَالله لَا نزال نقاتلكم إِن شَاءَ اللَّه فَلَمَّا قرب خَالِد بْن الْوَلِيد من الْقَوْم وَبعث عكاشة(2/166)
بْن مُحصن وثابت بْن أقرم أَخا بني العجلان طَلِيعَة أَمَامه وَخرج طليحة بن خويلد المتنبىء وَأَخُوهُ سَلمَة بْن خويلد أَيْضا طَلِيعَة لمن وراءهما فَالْتَقَيَا عكاشة بْن مُحصن وثابت بْن أقرم فَانْفَرد طليحة بعكاشة وَسَلَمَة بْن خويلد بِثَابِت فَأَما سَلمَة فَلم يلبث ثَابتا أَن قَتله ثمَّ صرخَ طليحة وَقَالَ يَا سَلمَة أَعنِي على الرجل فَإِنَّهُ قاتلي فاكتنفا عكاشة حَتَّى قتلاه وكرا رَاجِعين إِلَى من وراءهما فَلَمَّا وصل خَالِد والمسلمون إِلَى ثَابت بْن أقرم وعكاشة بْن مُحصن وهما قتيلان عظم ذَلِك على الْمُسلمين وَرَاءَهُمْ ثمَّ مضى خَالِد حَتَّى نزل على طىء فِي خللهم سلمى فَضرب مُعَسْكَره وانضم إِلَيْهِ من كَانَ من الْمُسلمين فِي تِلْكَ الْقَبَائِل ثمَّ تهَيَّأ لِلْقِتَالِ وَسَار إِلَى طليحة وَهُوَ على مَائه والتقى مَعَه طليحة فِي سَبْعمِائة رجل من بني فَزَارَة فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا وطليحة متلفف فِي كسَاء لَهُ بِفنَاء بَيت لَهُ من شعر يتنبأ ويسجع فهز عُيَيْنَة بْن حصن الْحَرْب وَشد الْقِتَال ثمَّ كرّ على طليحة فَقَالَ هَل جَاءَك جِبْرِيل بعد قَالَ لَا فَرجع عُيَيْنَة وَقَاتل حَتَّى إِذا هزته الْحَرْب كرّ عَلَيْهِ ثَانِيًا وَقَالَ لَا أَبَا لَك هَل جَاءَك جِبْرِيل بعد قَالَ نعم قَالَ فَمَاذَا قَالَ لَك قَالَ قَالَ لي إِن لَك(2/167)
رحى كرحاه وحديثا لَا تنساه قَالَ عُيَيْنَة أَظن اللَّه أَنه قد علم أَنه سَيكون لَك حَدِيث لَا تنساه يَا بني فَزَارَة هَكَذَا فانصرفوا فَهَذَا وَالله كَذَّاب فَانْصَرف وانصرفت مَعَه فَزَارَة وَانْهَزَمَ النَّاس وَكَانَ طليحة قد أعد فرسا لَهُ عِنْده وهيأ بَعِيرًا لامْرَأَته النوار ثمَّ اجْتمعت إِلَيْهِ فَزَارَة وهم مبارزون فَقَالُوا مَا تَأْمُرنَا فَلَمَّا سمع مِنْهُم ذَلِك اسْتَوَى على فرسه وَحمل امْرَأَته على الْبَعِير ثمَّ نجا بهَا وَقَالَ لَهُم من اسْتَطَاعَ مِنْكُم أَن يفعل كَمَا فعلت وينجو بأَهْله فَلْيفْعَل ثمَّ سلك الحوشية حَتَّى لحق بِالشَّام وانصرفت فَزَارَة وَقتل مِنْهُم من قتل ثمَّ دخلت الْقَبَائِل فِي الْإِسْلَام على مَا كَانُوا عَلَيْهِ من قبل فَلَمَّا فرغ خَالِد من بيعتهم أوثق عُيَيْنَة بْن حصن وقرة بْن هُبَيْرَة بْن سَلمَة وَبعث بهما إِلَى أبي بكر فَلَمَّا قدما عَلَيْهِ قَالَ قُرَّة يَا خَليفَة رَسُول اللَّه إِنِّي كنت مُسلما وَإِن عِنْد عَمْرو بْن الْعَاصِ من إسلامي شَهَادَة قد مر بِي فأكرمته وقربته وَكَانَ عَمْرو بْن الْعَاصِ هُوَ الَّذِي جَاءَ بِخَبَر الْأَعْرَاب وَذَلِكَ أَن عمرا كَانَ على عمان فَلَمَّا أقبل رَاجعا إِلَى الْمَدِينَة مر بهوازن وَقد انتقضوا وَفِيهِمْ سيدهم قُرَّة بْن هُبَيْرَة فَنزل عَلَيْهِ عَمْرو بْن الْعَاصِ فَنحر لَهُ وَأَقَرَّاهُ وأكرمه فَلَمَّا أَرَادَ عَمْرو الرحيل خلى بِهِ قُرَّة بْن هُبَيْرَة وَقَالَ يَا عَمْرو إِنَّكُم معشر قُرَيْش إِن أَنْتُم كففتم(2/168)
عَن أَمْوَال النَّاس وتركتموها لَهُم يُرِيد الصَّدقَات فقمن أَن يسمع لكم النَّاس ويطيعوا فَإِن أَنْتُم ابيتم إِلَّا أَخذ أماولهم فَإِنِّي وَالله مَا أرى الْعَرَب مقرة بذلك لكم وَلَا صابرة عَلَيْهِ حَتَّى تنازعكم أَمركُم ويطلبوا مَا فِي أَيْدِيكُم فَقَالَ عَمْرو بْن الْعَاصِ أبالعرب تخوفنا موعدك أقسم اللَّه لأوطئنه عَلَيْك الْخَيل ثمَّ مضى عَمْرو حَتَّى قدم الْمَدِينَة على أبي بكر وَأخْبرهُ الْخَبَر قبل خُرُوج خَالِد إِلَيْهِم فَتَجَاوز أَبُو بكر عَن قُرَّة بْن هُبَيْرَة وعيينة بْن حصن وحقن لَهما دماءهما وَلما فرغ خَالِد بْن الْوَلِيد من بيعَة بني عَامر وَبني أَسد قَالَ إِن الْخَلِيفَة قد عهد إِلَى أَن أَسِير إِلَى أَرض بني غَانِم فَسَار حَتَّى نزل بأرضهم وَبث فِيهَا السَّرَايَا فَلم يلق بهَا جمعا وأتى بِمَالك بْن نُوَيْرَة فِي رَهْط من بني تَمِيم وَبنى خنظلة فَأمر بهم فَضربت أَعْنَاقهم وَتزَوج مَكَانَهُ أم تَمِيم امْرَأَة مَالك بْن نُوَيْرَة فَشهد أَبُو قَتَادَة لمَالِك بْن نُوَيْرَة بِالْإِسْلَامِ عِنْد أبي بكر ثمَّ رَجَعَ خَالِد يؤم الْمَدِينَة فَلَمَّا قدمهَا دخل الْمَسْجِد وَعَلِيهِ درع معتجرا بعمامة وَعَلِيهِ قبَاء عَلَيْهِ صدأ الْحَدِيد قد غرز فِي عمَامَته أسهما فَقَامَ إِلَيْهِ عمر بْن الْخطاب فَانْتزع الأسهم من رَأسه فحطمها ثمَّ قَالَ أقتلت امْرأ مُسلما مَالك بْن نُوَيْرَة ثمَّ تزوجت امْرَأَته وَالله لنرجمنك بأحجارك وخَالِد(2/169)
بْن الْوَلِيد لَا يكلمهُ وَلَا يظنّ إِلَّا أَن رأى أبي بكر على مثل رأى عمر حَتَّى دخل على أبي بكر فَأخْبرهُ الْخَبَر وَاعْتذر إِلَيْهِ أَنه لم يعلم فعذره أَبُو بكر وَتجَاوز عَنهُ مَا كَانَ مِنْهُ فِي حربه تِلْكَ فَخرج خَالِد من عِنْده وَعمر جَالس فِي الْمَسْجِد فَقَالَ هَلُمَّ إِلَى بن أم شملة فَعرف أَن أَبَا بكر قد رضى عَنهُ فَلم يكلمهُ فَقَامَ فَدخل بَيته ثمَّ مَاتَت فَاطِمَة بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد أَبِيهَا بِسِتَّة أشهر فدفنها على لَيْلًا وَلم يُؤذن بِهِ أَبَا بكر وَلَا عمر وَكَانَ لعَلي جِهَة من النَّاس حَيَاة فَاطِمَة فَلَمَّا توفيت فَاطِمَة انصرفت وُجُوه النَّاس عَن على فَلَمَّا رأى انصراف النَّاس ضرع على إِلَى مصالحة أبي بكر فَأرْسل إِلَى أبي بكر أَن ائتنا وَلَا تأتنا مَعَك بِأحد وَكره أَن يَأْتِيهِ عمر لما علم من شدته فَقَالَ عمر لَا تأتهم وَحدك فَقَالَ أَبُو بكر وَالله لآتينهم وحدى وَمَا عَسى أَن يصنعوا بِي فَانْطَلق أَبُو بكر وَحده حَتَّى دخل على عَليّ وَقد جمع بني هَاشم عِنْده فَقَامَ عَليّ وَحمد اللَّه وَأثْنى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ أما بعد فَإِنَّهُ لم يمنعنا أَن نُبَايِعك إنكارا لفضيلتك وَلَا نفاسة عَلَيْك بِخَير سَاقه اللَّه إِلَيْك وَلَكنَّا كُنَّا نرى أَن لنا فِي هَذَا الْأَمر حَقًا(2/170)
فاستبددت بِهِ علينا ثمَّ ذكر قرَابَته من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحقهم وَلم يزل على يذكر ذَلِك حَتَّى بَكَى أَبُو بكر فَلَمَّا صمت على تشهد أَبُو بكر فَحَمدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ وَالله لقرابة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحب إِلَيّ أَن أصل من قَرَابَتي وَإِنِّي وَالله مَا أعلم فِي هَذِه الْأُمُور الَّتِي كَانَت بيني وَبَين عَليّ إِلَّا الْخَيْر وَلَكِنِّي سَمِعت رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول لَا نورث مَا تركنَا صَدَقَة إِنَّمَا يَأْكُل آل مُحَمَّد من هَذِه المَال قوتا وَإِنِّي وَالله لَا أدع أمرا صنع فِيهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا صَنعته إِن شَاءَ اللَّه ثمَّ قَالَ موعدك العشية لِلْبيعَةِ فَلَمَّا صلى أَبُو بكر الظّهْر أقبل على النَّاس ثمَّ عذر عليا بِبَعْض مَا اعتذر بِهِ ثمَّ قَامَ عَليّ فَعظم من حق أبي بكر وَذكر فضيلته وسابقته ثمَّ مضى إِلَى أبي بكر فَبَايعهُ وَأَقْبل النَّاس على عَليّ فَقَالُوا أصبت وأحسنت ثمَّ توفّي عَبْد اللَّه بْن أبي بكر الصّديق وكطان أَصَابَهُ سهم بِالطَّائِف مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَمَاه بْن محجن ثمَّ دمل الْجرْح فَمَاتَ فِي شَوَّال بعد الظّهْر وَنزل حفرته عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي بكر وَعمر بْن الْخطاب وَطَلْحَة بْن عبيد اللَّه وَدخل عمر على أبي بكر وَهُوَ آخذ بِلِسَانِهِ ينصنصه(2/171)
فَقَالَ لَهُ عمر يَا خَليفَة رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّه اللَّه فَقَالَ أَبُو بكر هَذَا أوردني الْمَوَارِد فَلَمَّا دخل شهر ذِي الْحجَّة حج عمر بْن الْخطاب سنة إِحْدَى عشرَة وَاشْترى مَوْلَاهُ أسلم فِي حجَّته تِلْكَ ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَة ثمَّ وَجه أَبُو بكر خَالِد بْن الْوَلِيد إِلَى الْيَمَامَة وَكَانَ مُسَيْلمَة قد تنبأ بهَا فِي حَيَاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ أمره ضَعِيفا ثمَّ وَفد إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجَعَ إِلَى قومه فَشهد رجال بْن عنفوة لأهل الْيَمَامَة أَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أشركه فِي الْأَمر فَعظم فتْنَة عَلَيْهِم وَخرج خَالِد بْن الْوَلِيد بالمهاجرين وَالْأَنْصَار حَتَّى إِذا دنا من الْيَمَامَة نزل وَاديا من أَوْدِيَتهمْ فَأصَاب فِي ذَلِك الْوَادي مجاعَة بْن مرَارَة فِي عشْرين رجلا مِنْهُم كَانُوا خَرجُوا يطْلبُونَ رجلا من بني تَمِيم وَكَانَ أصَاب لَهُم دَمًا فِي الْجَاهِلِيَّة فَلم يقدروا عَلَيْهِ فَبَاتُوا بذلك الْوَادي فَلم ينبههم إِلَّا خيل الْمُسلمين قد وقفت عَلَيْهِم فَقَالُوا من الْقَوْم فَقَالُوا بَنو حنيفَة قَالَ فَلَا أنعم لكم علينا ثمَّ نزلُوا فاستوثقوا مِنْهُم فَلَمَّا أصبح دعاهم خَالِد بْن الْوَلِيد فَقَالَ يَا بني حنيفَة مَا تَقولُونَ فَقَالُوا منا نبيء ومنكم نبىء فعرضهم(2/172)
خَالِد على السَّيْف حَتَّى بَقِي سَارِيَة بْن عَامر ومجاعة بْن مرَارَة فَقَالَ لَهُ سَارِيَة يَا أَيهَا الرجل إِن كنت تُرِيدُ هَذِه الْقرْيَة فَاسْتَبق هَذَا الرجل وأوثق مجاعَة فِي الْحَدِيد وَدفعه إِلَى أم تَمِيم امْرَأَته وَقَالَ استوصي بِهِ خيرا وَضرب عنق سَارِيَة بْن عَامر ثمَّ سَار بِالْمُسْلِمين حَتَّى نزل على كثيب مشرف على الْيَمَامَة وَضرب مُعَسْكَره هُنَاكَ وَخرج أهل الْيَمَامَة مَعَ مُسَيْلمَة وتصاف النَّاس وَكَانَ خَالِد جَالِسا على سَرِيره ومجاعة مكبل عِنْده وَالنَّاس على مَصَافهمْ إِذْ رأى بارقة فِي بني حنيفَة فَقَالَ خَالِد أَبْشِرُوا يَا معشر الْمُسلمين قد كفاكم اللَّه عَدوكُمْ وَاخْتلف الْقَوْم فكر مجاعَة إِلَيْهِ وَهُوَ مكبل فَقَالَ كلا وَالله إِنَّهَا الهندوانية خَشوا من تحطمها فأبرزوها للشمس لتلين لَهُم فَكَانَ كَمَا قَالَ فَلَمَّا التقى النَّاس كَانَ أول من خرج رجال بْن عنفوة فَقتل واقتتل الْمُسلمُونَ قتالاشديدا حَتَّى انهزم الْمُسلمُونَ وخلص أَصْحَاب مُسَيْلمَة إِلَى الرّحال ودخلوا فسطاط خَالِد بْن الْوَلِيد وَفِيه مجاعَة مكبلا عِنْد أم تَمِيم امْرَأَة خَالِد فَحمل عَلَيْهَا رجل بِالسَّيْفِ فَقَالَ مجاعَة أَنا لَهَا جَار فنعمت الْحرَّة عَلَيْكُم بِالرِّجَالِ فرحبلوا الْفسْطَاط بِالسَّيْفِ ثمَّ إِن الْمُسلمين تداعوا فَقَالَ ثَابت بْن قيس بن شماس(2/173)
بئْسَمَا عودتم أَنفسكُم يَا معشر الْمُسلمين اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأ إِلَيْك مِمَّا يصنع هَؤُلَاءِ الْمُسلمُونَ ثمَّ أَخذ سَيْفه حَتَّى جالد بِهِ حَتَّى قتل وَرَأى زيد بْن الْخطاب انكشاف الْمُسلمين عَن رحالهم فَتقدم فقاتل حَتَّى قتل وَقَامَ الْبَراء بْن مَالك أَخُو أنس بْن مَالك وَكَانَ الْبَراء فِيمَا يُقَال إِذا حضر الْبَأْس أَخذه انتفاض حَتَّى يقْعد عَلَيْهِ الرِّجَال ثمَّ يَبُول فِي سراويله فَإِذا بَال صَار مثل السَّبع فَلَمَّا رأى مَا صنع الْمُسلمُونَ من الانكشاف وَمَا رأى من أهل الْيَمَامَة أَخذه الَّذِي كَانَ يَأْخُذهُ حَتَّى قعد عَلَيْهِ الرِّجَال فَلَمَّا بَال وثب فَقَالَ أَيْن يَا معشر الْمُسلمين أَنا الْبَراء بْن مَالك هلموا إِلَيّ فَاجْتمع عِنْده جمَاعَة من الْمُسلمين فقاتل الْقَوْم قتالا شَدِيدا حَتَّى خلصوا إِلَى مُحكم الْيَمَامَة وَهُوَ مُحكم بْن الطُّفَيْل فَلَمَّا بلغه الْقِتَال قَالَ يَا معشر بني حنيفَة الْآن وَالله تستحقب الكرائم غير رضيات وينكحن غير حظيات فَمَا كَانَ عنْدكُمْ من حسب فأخرجوه ثمَّ تقدم فقاتل قتالا شَدِيدا فَرَمَاهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي بكر بِسَهْم فَوَضعه فِي نَحره فَقتله وزحف الْمُسلمُونَ حَتَّى ألجأوهم إِلَى الحديقة وفيهَا مُسَيْلمَة فَقَالَ الْبَراء بْن مَالك يَا معشر الْمُسلمين ارموني عَلَيْهِم فِي الحديقة فَقَالَ النَّاس لَا تفعل يَا برَاء فَقَالَ وَالله(2/174)
أفعل فَاحْتمل حَتَّى أشرف على الْجِدَار فاقتحم فَقَاتلهُمْ حَتَّى فتحهَا اللَّه للْمُسلمين وَدخل عَلَيْهِم الْمُسلمُونَ وَقتل مُسَيْلمَة اشْترك وَحشِي بْن حَرْب مولى جُبَير بْن مطعم وَرجل من الْأَنْصَار فِي قَتله فَرَمَاهُ وَحشِي بحربته وضربه الْأنْصَارِيّ بِسَيْفِهِ فَكَانَ وَحشِي يَقُول رَبك أعلم أَيّنَا قَتله قلت خير النَّاس وَشر النَّاس فَلَمَّا فرغ الْمُسلمُونَ من مُسَيْلمَة وأتى خَالِدا الْخَبَر فَخرج بمجاعة فِي الْحَدِيد يرسف مَعَه ليدله على مُسَيْلمَة وَكَانَ يكْشف الْقَتْلَى حَتَّى مر بمحكم بْن الطُّفَيْل وَكَانَ رجلا جسيما وسيما فَقَالَ خَالِد هَذَا صَاحبكُم فَقَالَ مجاعَة لَا هَذَا وَالله خير مِنْهُ وَأكْرم هَذَا مُحكم الْيَمَامَة ثمَّ دخلُوا الحديقة وَقَلْبًا الْقَتْلَى فَإِذا رويجل أصيفر أخينس فَقَالَ مجاعَة انه وَالله مَا جَاءَك إِلَّا سرعَان النَّاس فِي الْحُصُون قَالَ وَيلك مَا تَقول قَالَ وَالله إِن ذَلِك لحق فَهَلُمَّ أصالحك على قومِي فَصَالحه خَالِد بْن الْوَلِيد على الصَّفْرَاء والبيضاء وَالْحَلقَة وَنصف السَّبي ثمَّ قَالَ لمجاعة امْضِ إِلَى الْقَوْم فاعرض مَا صنعت فَانْطَلق إِلَيْهِم ثمَّ قَالَ للنِّسَاء البسن الْحَدِيد ثمَّ أشرفن على الْحُصُون ثمَّ انْتهى إِلَى خَالِد قَالَ إِنَّهُم لم يرْضوا على مصالحتك عَلَيْهِ وَلَكِن إِن شِئْت شَيْئا صنعت وَعرضت على الْقَوْم قَالَ مَا هُوَ قَالَ تَأْخُذ ربع السَّبي ربعا قَالَ خَالِد(2/175)
قد فعلت قَالَ قد صالحتك فَلَمَّا فرغا دخلُوا الْحصن فَإِذا لَيْسَ رجل وَاحِد رماهم إِلَّا النِّسَاء وَالصبيان فَقَالَ خَالِد لمجاعة خدعتني قَالَ قومِي ثمَّ بعث أَبُو بكر إِلَى خَالِد بْن الْوَلِيد بسلمة بْن سَلامَة بْن وقش يَأْمُرهُ أَن لَا يستبقي من بني حنيفَة رجلا قد أنبت فَأَتَاهُ سَلمَة وَقد فرغ خَالِد من الصُّلْح ثمَّ إِن خَالِدا قد بعث وَفْدًا من بني حنيفَة إِلَى أبي بكر فقدموا عَلَيْهِ فَقَالَ أَبُو بكر وَيحكم مَا هَذَا الرجل الَّذِي استنزل مِنْكُم مَا استنزل قالزا يَا خَليفَة رَسُول اللَّه قد كَانَ الَّذِي بلغك وكاتن امْرأ لم يُبَارك اللَّه لَهُ وَلَا لعشيرته فِيهِ قَالَ أَبُو بكر على ذَلِك مَا دعَاكُمْ إِلَيْهِ قَالُوا كَانَ يَقُول يَا ضفدع نقي نقي لَا الشَّرَاب تمنعين وَلَا المَاء تكدرين لنا نصف الأَرْض ولقريش نصف الأَرْض وَلَكِن قُريْشًا قوم يعتدون فَقَالَ أَبُو بكر سُبْحَانَ اللَّه سُبْحَانَ اللَّه فَلَمَّا فرغ خَالِد من الصُّلْح نزل وَاديا من أَوديَة الْيَمَامَة فَبَيْنَمَا هُوَ قَاعد(2/176)
إِذْ دخل عَلَيْهِ رجل من بني حنيفَة يُقَال لَهُ سَلمَة بْن عُمَيْر فَقَالَ لمجاعة اسْتَأْذن لي على الْأَمِير فَإِن لي إِلَيْهِ حَاجَة فَأتى عَلَيْهِ مجاعَة ثمَّ قَالَ مجاعَة إِنِّي وَالله لَا أعرف الشَّرّ فِي وَجهه ثمَّ نظر فَإِذا هُوَ مُشْتَمل على السَّيْف فَقَالَ مَا لَك لعنك اللَّه أردْت أَن تستأصل بني حنيفَة وَالله لَئِن قتلته مَا ترك فِي بني حنيفَة صَغِير وَلَا كَبِير إِلَّا قتل فَانْقَلَبَ الرجل وَمَعَهُ سَيْفه فَوَقع فِي حَائِط من حَوَائِط الْيَمَامَة وَحبس بِهِ الْمُسلمُونَ فَدَخَلُوا خلف الْحَائِط فَقتل وَكَانَ من اسْتشْهد من الْمُسلمين يَوْم الْيَمَامَة من قُرَيْش مِمَّن يحضرنا ذكرهم أَبُو حُذَيْفَة بْن عتبَة بْن ربيعَة وَسَالم مولى أبي حُذَيْفَة وشجاع بْن وهب بْن ربيعَة وَمَالك بْن عَمْرو وَيزِيد بْن قيس وَصَفوَان بْن أُميَّة بْن عَمْرو وَأَخُوهُ مَالك بْن أُميَّة والطفيل بْن عَمْرو الدوسي وَجبير بْن مَالك وَأمه بُحَيْنَة وة يزِيد بن أَوْس وحيى بْن حَارِثَة والوليد بْن عَبْد شمس بْن الْمُغيرَة وَحَكِيم بْن حزَام بْن أبي وهب وَزيد بْن الْخطاب بْن نفَيْل وَعبد اللَّه بْن عَمْرو بْن بجرة وَعبد اللَّه بْن الْحَارِث بْن قيس وَأَبُو قيس بْن الْحَارِث وَعبد اللَّه بْن مخرمَة بْن عبد الْعُزَّى وَعبد الله(2/177)
بْن سهل بْن عَمْرو وسليط بْن سليط بْن عَمْرو وَعَمْرو بْن أَوْس بْن سعد بْن أبي سرح وَرَبِيعَة بْن أبي خَرشَة ومنقذ بْن عَمْرو بْن عَطِيَّة وَعبد اللَّه بْن الْحَارِث بْن رحضة وَاسْتشْهدَ من الْأَنْصَار يَوْم الْيَمَامَة ثَابت بْن قيس بْن شماس وَعباد بْن بضر بْن وقش وَرَافِع بْن سهل وَعبد اللَّه بْن عتِيك وحاجب بْن زيد وَسَهل بْن عدي وَمَالك بْن أَوْس ومعن موليان لَهُم وفروة بْن الْعَبَّاس وكليب بْن تَمِيم وعامر بْن ثَابت وَبشر بْن عَبْد اللَّه وَعبد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن أبي بْن سلول وَعبد اللَّه بْن عتْبَان وثابت بْن هزال وَأسيد بْن يَرْبُوع وَأَوْس بْن ورقة وَسعد بْن حَارِثَة بْن لوذان وَسماك بْن خَرشَة أَبُو دُجَانَة وَسعد بْن حمَار وَعقبَة بْن عَامر بْن نابي وضمرة بْن عِيَاض وَعبد اللَّه بْن أنيس ومسعود بْن سِنَان وحبِيب بْن زيد وَأَبُو حَبَّة بْن غزيَّة بْن عَمْرو وَعمارَة بْن حزم بن زيد(2/178)
وَيزِيد بْن ثَابت بْن الضَّحَّاك بْن زيد رمى بِسَهْم فَمَاتَ فِي الطَّرِيق وثابت بْن خَالِد بْن عَمْرو بْن خنساء وفروة بْن النُّعْمَان بْن الْحَارِث وعائذ بْن ماعص الزرقي وحبِيب بْن عَمْرو بْن مُحصن ثمَّ انْصَرف خَالِد بْن الْوَلِيد بِالْمُسْلِمين حَتَّى قدم الْمَدِينَة على أبي بكر وارتدت ربيعَة بِالْبَحْرَيْنِ فِيمَن ارْتَدَّ من العربإلا الْجَارُود بْن عَمْرو بْن خنش بْن مُعلى فَإِنَّهُ ثَبت على الْإِسْلَام فِيمَن تبعه من قومه وَقَالَت ربيعَة بَعْضهَا لبَعض نرد الْملك إِلَى الْمُنْذر بْن سَاوَى وَكَانَ الْمُنْذر ملكهم فِي حَيَاة رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَلَاء بْن الْحَضْرَمِيّ فَأسلم الْمُنْذر وَأقَام الْعَلَاء بهَا إِلَى أَن قبض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَملك ربيعَة الْمُنْذر بْن النُّعْمَان بْن الْمُنْذر بْن سَاوَى وَجمع جمعهم على الارتداد فَلَمَّا بلغ أَبَا بكر خبرهم بعث إِلَيْهِم الْعَلَاء بْن الْحَضْرَمِيّ وَأمره بثمامة بْن أَثَال الْحَنَفِيّ وَكَانَ قد أسلم ثُمَامَة وَأسلم بَنو سحيم مَعَه فَلَمَّا مر الْعَلَاء بثمامة بْن أَثَال مَعَه من اتبعهُ من قومه من بني سحيم وسارت ربيعَة إِلَيْهِم فحاصروهم بجواثا(2/179)
حصن بِالْبَحْرَيْنِ وَأصَاب الْمُسلمُونَ شَهدا شَدِيدا من الْجُوع حَتَّى كَادُوا أَن يهْلكُوا فَخرج عَبْد اللَّه بْن حذف لَيْلَة من اللَّيَالِي يتجسس أخبارهم وَيَجِيء الْمُسلمين بالْخبر فَأتى الْحصن واحتال فِي دُخُوله فَوَجَدَهُمْ سكارى فَرجع فَأخْبر الْمُسلمين أَن الْقَوْم سكارى لَا عناء بهم فبيتهم الْعَلَاء بْن الْحَضْرَمِيّ فِيمَن مَعَه من الْمُسلمين وقاتلوهم قتالا شَدِيدا حَتَّى فتح اللَّه على الْمُسلمين حصنهمْ وَقسم الْعَلَاء بْن الْحَضْرَمِيّ الْغَنِيمَة بِالْبَحْرَيْنِ وَجمع بهَا صَلَاة الْجُمُعَة وَخرج الْأسود بْن كَعْب الْعَنسِي فِي كِنْدَة فَبَاعَ النَّاس وَالْمُهَاجِر بْن أبي أُميَّة أميرها وَسمعت كِنْدَة بذلك واتفقت أَيْضا مَعَ من اتبع الْأسود على نَصره وَكَانَ على حَضرمَوْت زِيَاد بْن لبيد البياضي فَلَمَّا رأى ذَلِك مِنْهُم بَيتهمْ بِاللَّيْلِ وَقتل مِنْهُم أَرْبَعَة من الْمُلُوك فِي محاجرهم جمدا ومحوصا ومشرحا وأبضعة ثمَّ كتب المُهَاجر بْن أبي أُميَّة إِلَى أبي بكر يُخبرهُ بانتقاض النَّاس ويستم مِنْهُ فَبعث أَبُو بكر عِكْرِمَة بْن أبي جهل فِي حُبَيْش مَعَه إِلَى الْمَدِينَة وَكَانَت قِطْعَة من كِنْدَة ثبتَتْ على الْإِسْلَام مَعَ زِيَاد بْن لبيد وَقطعَة مَعَ المُهَاجر بْن أبي أُميَّة وَزِيَاد(2/180)
ابْن أبي لبيد بِالْحَرْبِ فَلَمَّا اشْتَدَّ عَلَيْهِم الْحصار نزل إِلَيْهِم الْأَشْعَث بْن قيس وسألهم الْأمان على دَمه وَأَهله وَمَاله وَحَتَّى يقدموه على أبي بكر فَيرى فِيهِ رَأْيه وَأَن يفتح النُّجَيْر فَفَعَلُوا ذَلِك وَفتح النُّجَيْر واستنزلوا من فِيهِ من الْمُلُوك وَضربت أَعْنَاقهم واستوثقوا من الْأَشْعَث بْن قيس وبعثوا بِهِ إِلَى أبي بكر مَعَ السَّبي وَقتل الْأسود بْن كَعْب الْعَنسِي فِي بَيته فَلَمَّا قدم الْأَشْعَث على أبي بكر قَالَ أَبُو بكر فَمَا تَأْمُرنِي أَن أصنع فِيك فَإنَّك فعلت مَا علمت قَالَ الْأَشْعَث تمن على وتفكني من الْحَدِيد وَتَزَوَّجنِي أختك فَإِنِّي قد راجعت وَأسْلمت قَالَ أَبُو بكر قد فعلت فَزَوجهُ أُخْته فَرْوَة بنت أبي قُحَافَة ثمَّ قدم أهل الْبَحْرين على أبي بكر يفتدون سباياهم أَرْبَعمِائَة فَخَطب أَبُو بكر النَّاس فَقَالَ أَيهَا النَّاس ردوا على النَّاس سباياهم لَا يحل لامرىء يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر أَن يغيب عَنهُ مِنْهُم أحد ثمَّ جَاءَ جَابر بْن عَبْد اللَّه أَبَا بكر فَقَالَ إِن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِن جَاءَنَا مَال من الْبَحْرين أعطيناك هَكَذَا وَهَكَذَا فحرز لَهُ أَبُو بكر هَكَذَا خَمْسمِائَة دِرْهَم فَأعْطَاهُ من مَال الْبَحْرين ألفا وَخَمْسمِائة دِرْهَم ثمَّ اعْتَمر أَبُو بكر فِي رَجَب وَخرج هُوَ وَعبد الرَّحْمَن بْن صَبِيحَة على راحلتين واستخلف على(2/181)
الْمَدِينَة عمر بْن الْخطاب وقدما مَكَّة ضحوة وَخرج مِنْهَا قبل اللَّيْل وَمَات أَبُو مرْثَد الغنوي حَلِيف حَمْزَة بْن عَبْد الْمطلب وَتزَوج عمر بْن الْخطاب عَاتِكَة بنت زيد بْن عَمْرو بْن نفَيْل ثمَّ خرج أَبُو بكر سنة اثْنَتَيْ عشرَة واستخلف على الْمَدِينَة عُثْمَان بْن عَفَّان وَخرج لليلتين بَقِيَتَا من ذِي الْقعدَة وَأحرم من ذِي الحليفة وَقدم مَكَّة لسبع خلون من ذِي الْحجَّة وَكَانَ قد سَاق مَعَه عشر بدنات فخطبهم قبل التَّرويَة بِيَوْم فِي مَسْجِد الْحَرَام وَأمرهمْ بتقوى اللَّه ونهاهم عَن مَعْصِيَته وَعظم عَلَيْهِم حرمه الْإِسْلَام وَأمرهمْ بِالْقَصْدِ فِي مَسِيرهمْ والترفق وتلا عَلَيْهِم آيَات من الْقُرْآن ثمَّ قَالَ من اسْتَطَاعَ مِنْكُم أَن يُصَلِّي الظّهْر بمنى غَدا فَلْيفْعَل ثمَّ حج لَهُم وَنحر الْبدن وَرمى الْجمار مَاشِيا ذَاهِبًا وجائيًا وَمَات أَبُو الْعَاصِ بْن الرّبيع فِي ذِي الْحجَّة وَكَانَ يُسمى جرو الْبَطْحَاء وَأوصى إِلَى الزبير بْن الْعَوام فزوج الزبير ابْنَته عَليّ بْن أبي طَالب ثمَّ قفل أَبُو بكر من الْحَج إِلَى الْمَدِينَة فَلَمَّا قدمهَا كتب إِلَى خَالِد بْن الْوَلِيد يُرِيد الْعرَاق وَقد قيل إِنَّه قد قدم الْمَدِينَة ثمَّ خرج إِلَى الْعرَاق فَلَمَّا بلغ خَالِد بْن الْوَلِيد إِلَى قريات من السوَاد يُقَال لَهُنَّ بانقياء باروسما وأليبس صَالح أَهلهَا وَكَانَ الَّذِي صَالحه عَلَيْهَا بن صلوبا(2/182)
فَقبل مِنْهُم الْجِزْيَة وَكتب لَهُ كتابا بِسم الله الرَّحْمَن الرخحيم هَذَا كتاب من خَالِد بْن الْوَلِيد لِابْنِ صلوبا السوادي ومنزله بشاطىء الْفُرَات أَنَّك آمن بِأَمَان اللَّه مِمَّن حقن دَمه بِإِعْطَاء الْجِزْيَة وَقد أَعْطَيْت عَن نَفسك وَمن كَانَ فِي قريتك ألف دِرْهَم فقبلناها وَرَضي من معي من الْمُسلمين بهَا عَنْك فلك ذمَّة اللَّه وَذمَّة مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم وذمم الْمُسلمين على ذَلِك وَشهد هِشَام بْن الْوَلِيد ثمَّ أقبل خَالِد حَتَّى نزل الْحيرَة وَكَانَ عَلَيْهَا قبيصَة بْن إِيَاس بْن حَيَّة الطَّائِي أَمِير الكسرى فَخرج إِلَيْهِ بأشرافهم فَقَالَ لَهُم خَالِد أدعوكم إِلَى اللَّه وَإِلَى الْإِسْلَام فَإِن أجبتم إِلَيْهِ فَأنْتم من الْمُسلمين لكم مَا لَهُم وَعَلَيْكُم مَا عَلَيْهِم وَإِن أَبَيْتُم فالجزية فَإِن أَبَيْتُم الْجِزْيَة فقد أتيتكم بِأَقْوَام أحرص على الْمَوْت مِنْكُم على الْحَيَاة جاهدناكم حَتَّى يحكم اللَّه بَيْننَا وَبَيْنكُم فَقَالَ لَهُ قبيصَة بْن إِيَاس مَا لنا بحربك من حَاجَة بل نُقِيم على ديننَا ونعطيك الْجِزْيَة فَصَالحهُمْ على تسعين ألف دِرْهَم كل سنة فَكَانَت أول جِزْيَة وَقعت بالعراق هَذِه وَالَّتِي صَالح عَلَيْهَا بن صلوبا وَبعث أَبُو بكر بعد قفوله من الْحَج الْجنُود إِلَى الشَّام فَبعث عَمْرو(2/183)
بْن الْعَاصِ إِلَى فلسطين فَأخذ طَرِيق المعرقة على أَيْلَة وَبعث يزِيد بن أَبى سُفْيَان وَعبيدَة بْن الْجراح وشرحبيل بْن حَسَنَة إِلَى الشَّام وَأمرهمْ أَن يسلكوا التبوكية على البلقاء من علياء الشَّام وَبعث خَالِد بْن سعيد بْن الْعَاصِ على ربع من الأرباع فَلم يزل عمر بْن الْخطاب بِأبي بكر حَتَّى عَزله وَأمر مَكَانَهُ بن أبي سُفْيَان وَخرج أَبُو بكر مَعَ يزِيد بْن أبي سُفْيَان يوصيه وَيزِيد رَاكب قَالَ أيه الْأَمِير إِمَّا أَن تركب وَإِمَّا أَن أنزل فَقَالَ مَا أَنْت بنازل وَلَا أَنا بِرَاكِب أليست خطاي هَذِه فِي سَبِيل اللَّه ثمَّ قَالَ يَا يزِيد إِنَّكُم ستقدمون بلادًا فَإِذا أكلْتُم الطَّعَام فسموا اللَّه على أَولهَا واحمدوه على آخرهَا وستجدون قوما حبسوا أنفسهم فِي الصوامع فدعوهم وَمَا حبسوا أنفسهم وستجدون أَقْوَامًا قد اتخذ الشَّيْطَان على رؤوسهم مقاعد يَعْنِي الشمامسة فاضربوا تِلْكَ الْأَعْنَاق وَلَا تقتلن كَبِيرا هرمًا وَلَا امْرَأَة وَلَا وليدًا وَلَا تعقرن بَهِيمَة إِلَّا لنفع وَلَا تخربن عمرانًا وَلَا تقطعن بحرًا إِلَّا لنفع وَلَا تغل(2/184)
وَلَا تغدر وَلَا تخن وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لقوى عَزِيز أقرئك السَّلَام وأستودعك اللَّه ثمَّ انْصَرف أَبُو بكر وَمضى يزِيد بن أَبى سُفْيَان وَتَبعهُ شُرَحْبِيل بن حَسَنَة وَأَبُو عُبَيْدَة بْن الْجراح فَردا فَردا وَنزل عَمْرو بْن الْعَاصِ فِي قصره بغمر العربات وَنزل الرّوم بثنية جلق بِأَعْلَى فلسطين فِي سبعين ألفا عَلَيْهِم تذارق أَخُو هِرقل لِأَبِيهِ وَأمه فَكتب عَمْرو بْن الْعَاصِ إِلَى أبي بكر يذكر لَهُ أَمر الرّوم ويستمده فَكتب أَبُو بكر إِلَى خَالِد بْن الْوَلِيد وَهُوَ يَأْمُرهُ أَن يمد أهل الشَّام فِيمَن مَعَه من أهل الْقُوَّة ويستخلف على ضعفة النَّاس رجلا مِنْهُم فَلَمَّا أَتَاهُ كتاب أبي بكر قَالَ خَالِد هَذَا عمل الأعيسر بن أم شملة يَعْنِي عمر بْن الْخطاب حسدني أَن يكون فتح الْعرَاق على يَدي فَسَار خَالِد بِأَهْل الْقُوَّة من النَّاس ورد الضُّعَفَاء وَالنِّسَاء إِلَى الْمَدِينَة وَأمر عَلَيْهِم عُمَيْر بْن سعد الْأنْصَارِيّ واستخلف على من أسلم بالعراق من ربيعَة(2/185)
وَغَيرهم المثني بْن حَارِثَة الشَّيْبَانِيّ فَلَمَّا بلغ خَالِد بِمن مَعَه عين التَّمْر أغار على أَهلهَا فَأصَاب مِنْهُم ورابط حصنًا بهَا فِيهِ مقاتله لكسرى حَتَّى اسْتَنْزَلَهُمْ وَضرب أَعْنَاقهم وسبى مِنْهُم سَبَايَا كَثِيرَة وَكَانَ من تِلْكَ السبايا أَبُو عمْرَة وَالِد عَبْد الْأَعْلَى بْن أبي عمْرَة ويسار جد مُحَمَّد بْن إِسْحَاق وحمران بْن أبان مولى عُثْمَان وَأَبُو عبيد مولى الْمُعَلَّى وَخير مولى أبي دَاوُد الْأنْصَارِيّ وَأَبُو عَبْد اللَّه مولى زهرَة فَأَرَادَ خَالِد الْمسير وَالْتمس دَلِيلا فَدلَّ على رَافع بن عميرَة الطَّائِي فَقَالَ لَهُ خَالِد انْطلق بِالنَّاسِ فَقَالَ لَهُ رَافع إِنَّك لَا تطِيق ذَلِك بالجنود والأثقال وَالله إِن الرَّاكِب المفرذ ليخافها على نَفسه وَمَا يسلكها إِلَّا مغررًا إِنَّهَا لخمس لَيَال جِيَاد وَلَا يصاب فِيهَا مَاء مَعَ مضلتها قَالَ لَهُ خَالِد وَيحك أَلا بُد لي مِنْهَا إِنَّه قد أَتَانِي من الْأَمِير عزمه بذلك فَمر بِأَمْرك فَقَالَ رَافع استكثروا من المَاء من اسْتَطَاعَ مِنْكُم أَن يصر أذن نَاقَته على مَاء فَلْيفْعَل فَإِنَّهَا المهالك إِلَّا مَا دفع اللَّه فتأهب الْمُسلمُونَ وَسَار خَالِد بِمن مَعَه فَلَمَّا بلغُوا آخر يَوْم(2/186)
من الْمَفَازَة قَالَ خَالِد لرافع بْن عميرَة وَيحك يَا رَافع مَا عنْدك قَالَ أدْركْت الرّيّ إِن شَاءَ اللَّه فَلَمَّا دنا من العلمين قَالَ رَافع للنَّاس انْظُرُوا هَل ترَوْنَ شجيرة من عوسج كعقدة الرجل فَلم يرَوا شَيْئا فَقَالَ أَنا لله وَأَنا إِلَيْهِ رَاجِعُون هلكتم وَالله إِذا وَهَلَكت انْظُرُوا فاطلبوها فطلبوا فوجدوها قد قطعت وَبَقِي مِنْهَا بَقِيَّة فَلَمَّا رَآهَا الْمُسلمُونَ كبروا وَكبر رَافع بْن عميرَة ثمَّ قَالَ احفروا فِي أَصْلهَا فَحَفَرُوا فَاسْتَخْرَجُوا عينا فَشَرِبُوا حَتَّى رُوِيَ النَّاس ثمَّ اتَّصل بعد ذَلِك لخَالِد الْمنَازل فَقَالَ رَافع فوَاللَّه مَا وَردت هَذَا المَاء قطّ إِلَّا مرّة وَاحِدَة وردتها مَعَ أَبى وَأَنا غُلَام فَلَمَّا بلغ لخَالِد والمسلمون إِلَى سوى أغار على أَهله وهم بهراء قبيل الصُّبْح وَإِذا جمَاعَة مِنْهُم يشربون الْخمر فِي جَفْنَة لَهُم قد اجْتَمعُوا عَلَيْهَا ومغنيهم يَقُول أَلا عللاني قبل جَيش أبي بكر لَعَلَّ منايانا قريب وَلَا نَدْرِي فَقَتلهُمْ خَالِد بْن الْوَلِيد وَقتل مغنيهم وسال دَمه فِي تِلْكَ الْجَفْنَة ثمَّ سَار خَالِد حَتَّى أغار على غَسَّان بمرج راهط حَتَّى نزل على قناة بصرى وَعَلَيْهَا(2/187)
أَبُو عُبَيْدَة بْن الْجراح وشرحبيل بن حَسَنَة وَيزِيد بْن أبي سُفْيَان وَخرج خَالِد بْن سعيد بْن الْعَاصِ بمرج الصفر فِي يَوْم مطير يستمطر فِيهِ فتعاوى عَلَيْهِ أعلاج الرّوم فَقَتَلُوهُ وَاجْتمعَ خَالِد بن الْوَلِيد وشرحبيل بن حَسَنَة وَيزِيد بْن أبي سُفْيَان مَعَهم حَتَّى صالحته بصرى على الْجِزْيَة وَفتحهَا اللَّه للْمُسلمين فَكَانَت تِلْكَ أول مَدِينَة فتحت بِالشَّام ثمَّ سَارُوا جَمِيعًا إِلَى فلسطين مدَدا لعَمْرو بن الْعَاصِ وَعَمْرو مُقيم بالعربات من غور فلسطين وَسمع الرّوم باجتماع الْمُسلمين لعَمْرو بْن الْعَاصِ فانكشفوا عَن جلق إِلَى أجنادين وأجنادين بلد بَين الرملة وَبَيت جبرين من أَرض فلسطين وَسَار الْمُسلمُونَ إِلَى أجنادين وَكَانَ الْأُمَرَاء أَرْبَعَة وَالنَّاس أَربَاعًا إِلَّا عَمْرو بْن الْعَاصِ كَانَ يزْعم أَنه جَمِيعهم فَلَمَّا اجْتمعت العساكر وتدانت بعث صَاحب الرّوم رجلا عَرَبيا ليَأْتِي بِخَبَر الْمُسلمين فَخرج الرجل وَدخل مَعَ الْمُسلمين(2/188)
وَأقَام فيهم يَوْمًا وَلَيْلَة لَا يُنكر ثمَّ أَتَى الرّوم فَقَالُوا لَهُ مَا وَرَاءَك فَقَالَ أما بِاللَّيْلِ فرهبان وَأما بِالنَّهَارِ ففرسان وَلَو سرق بن ملكهم قطعُوا يَده وَلَو زني رَجَمُوهُ لإِقَامَة الْحق فيهم ثمَّ تزاحف النَّاس فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا فَقَالَ صَاحبهمْ لَهُم لفوا رَأْسِي فِي ثوب قَالُوا لَهُ وَلم قَالَ يَوْم موقف البئيس لَا أحب أَن أرَاهُ مَا رَأَيْت فِي الدُّنْيَا أَشد مِنْهُ وَكَانَت الْهَزِيمَة على الرّوم فَلَقَد قتل صَاحبهمْ وَإنَّهُ لملفف فِي ثَوْبه وَكَانَ لليلتين بَقِيَتَا من جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث عشرَة فَقتل بأجنادين من الْمُسلمين نعيم بْن عَبْد اللَّه النحام وَهِشَام بْن العَاصِي بْن وَائِل وَعَمْرو بْن عِكْرِمَة والطفيل بْن عَمْرو الدوسي وَعبد اللَّه بْن عَمْرو حَلِيف لَهُم وجندب بن عَمْرو بن حممسة الدوسي وَضِرَار بن(2/189)
الْأَزْوَر وطليب بْن عَمْرو بْن وهب ومسلمة بْن هِشَام بْن الْمُغيرَة وجار بْن سُفْيَان بْن الْأسود والْحَارث بْن الْحَارِث وَالْحجاج بْن الْحَارِث وَقيس بن صَخْر ونعيم بْن عَامر اسْتِخْلَاف عمر بْن الْخطاب رَضِي اللَّه عَنهُ وَهُوَ عمر بْن الْخطاب بْن نفَيْل بْن عَبْد الْعُزَّى بْن رَبَاح بْن عَبْد اللَّه بْن قرط بْن رزاح بْن عدي بْن كَعْب بْن لؤَي بْن غَالب بْن فهر بْن مَالك بْن النَّضر بْن كنَانَة بْن خُزَيْمَة بْن مدركة بْن إلْيَاس بْن مُضر بْن نزار بْن معد بْن عدنان أَبُو حَفْص الْعَدوي وَأم عمر حنتمة بنت هِشَام بْن الْمُغيرَة بْن عَبْد اللَّه بْن عمر بْن مَخْزُوم أُخْت أبي جهل بْن هِشَام حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الدَّقَّاقُ بِالْمِصِّيصَةِ ثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ ثَنَا هَارُونُ بْنُ زِيَادٍ الْحِنَّائِيُّ ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرِ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بعدِي أَبى بكر وَعمر(2/190)
قَالَ أَبُو حَاتِم فَلَمَّا حانت منية أبي بكر رَحْمَة اللَّه عَلَيْهِ اغْتسل قبلهَا يَوْم الْإِثْنَيْنِ لسبع خلون من جُمَادَى الْآخِرَة وَكَانَ يَوْمًا بَارِدًا فَحم خَمْسَة عشر يَوْمًا حَتَّى قطعته الْعلَّة عَن حُضُور الصَّلَاة وَكَانَ يَأْمر عمر بْن الْخطاب أَن يُصَلِّي بِالنَّاسِ وَكَانَ النَّاس يعودونه وَهُوَ فِي منزله الَّذِي أقطع لَهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسلو وجاه دَار عُثْمَان بْن عَفَّان الْيَوْم فَبينا هُوَ فِي لَيْلَة من اللَّيَالِي عِنْد نِسَائِهِ أَسمَاء بنت عُمَيْس وحبيبة بنت خَارِجَة بْن زيد بْن أبي زُهَيْر وَبنَاته أَسمَاء وَعَائِشَة وَابْنه عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي بكر إِذْ قَالَت عَائِشَة أَتُرِيدُ أَن تعهد إِلَى النَّاس عهدا قَالَ نعم قَالَت فَبين للنَّاس حَتَّى يعرفوا الْوَالِي بعْدك قَالَ نعم قَالَت عَائِشَة إِن أولى النَّاس بِهَذَا الْأَمر بعْدك عمر وَقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي بكر إِن قُريْشًا تحب ولَايَة عُثْمَان بْن عَفَّان وَتبْغض ولَايَة عمر لغلظه فَقَالَ أَبُو بكر نعم الوالى عمر وم هُوَ بِخَير لَهُ أَن يَلِي مر أمه مُحَمَّد أما إِنَّه لَا يقوى عَلَيْهِم غَيره إِن عمر رَآنِي لينًا فَاشْتَدَّ وَلَو كَانَ واليا للان لأهل اللين وَاشْتَدَّ على هَل الريب فَلَمَّا أصبح دَعَا نَفرا من الْمُهَاجِرين ولأنصار يستشيرهم فِي عمر مِنْهُم عُثْمَان بْن عَفَّان وَعبد الرَّحْمَن بْن عَوْف وَسعد بْن أبي وَقاص وَسَعِيد بْن زيد فَقَالَ لعبد الرَّحْمَن بن عَوْف(2/191)
يَا أَبَا مُحَمَّد أَخْبرنِي عَن عمر فَقَالَ يَا خَليفَة رَسُول الله هُوَ واالله أفضل من رَأْيك فِيهِ من رجل وَلَكِن فِيهِ غلظة فَقَالَ لعبد الرَّحْمَن بْن عَوْف ذَلِك لِأَنَّهُ رَآنِي لينًا فَاشْتَدَّ وَلَو آل إِلَيْهِ الْأَمر لترك كثيرا مِمَّا هُوَ عَلَيْهِ الْيَوْم إِنِّي إِذا غضِبت على الرجل أَرَانِي الرِّضَا عَنهُ وَإِذا لنت لَهُ أَرَانِي الشدَّة عَلَيْهِ لَا تذكر يَا أَبَا مُحَمَّد مِمَّا ذكرت لَك شَيْئا قَالَ نعم ثمَّ دَعَا عُثْمَان بْن عَفَّان فَقَالَ يَا أَبَا عَبْد اللَّه أَخْبرنِي عَن عمر فَقَالَ أَنْت أخبر بِهِ فَقَالَ أَبُو بكر فعلي ذَلِك قَالَ إِن علمي أَن سَرِيرَته خير من عى لانيته وَأَن لَيْسَ فِينَا مثله قَالَ يَرْحَمك اللَّه يَا أَبَا عَبْد اللَّه لَا تذكر مِمَّا ذكرت لَك شَيْئا قَالَ أفعل فَقَالَ لَهُ أَبُو بكر لَو تركته مَا عدوتك وَمَا أَدْرِي لعَلي تَاركه والخيرة لَهُ أَن لَا يَلِي أَمركُم ولوددت أَنى خلو من أَمركُم وَأَنِّي كنت فِيمَن مضى من سلفكم ثمَّ قَالَ لعُثْمَان اكْتُبْ هَذَا مَا عهد عَلَيْهِ أَبُو بكر بْن أبي قُحَافَة إِلَى الْمُسلمين أما بعد ثمَّ أُغمي عَلَيْهِ فَذهب عَنهُ فَكتب عُثْمَان أما بعد فقد اسْتخْلفت عَلَيْكُم عمر بْن الْخطاب وَلم ألكم خيرا ثمَّ أَفَاق أَبُو بكر فَقَالَ اقْرَأ على فَقَرَأَ عَلَيْهِ ذكر عمر فَكبر أَبُو بكر فَقَالَ جَزَاك اللَّه عَن الْإِسْلَام خيرا ثمَّ رفع أَبُو بكر يَدَيْهِ(2/192)
فَقَالَ اللَّهُمَّ وليته بِغَيْر أَمر نبيك وَلم أرد بذلك إِلَّا صَلَاحهمْ وَخفت عَلَيْهِم الْفِتْنَة فَعمِلت فيهم بِمَا أَنْت أعلم بِهِ وَقد حضر من أَمْرِي مَا قد حضر فاجتهدت لَهُم الرَّأْي فوليت عَلَيْهِم خَيرهمْ لَهُم وَأَقْوَاهُمْ عَلَيْهِم وأحرصهم على رشدهم وَلم أرد محاماة عمر فاجعله من خلفائك الرَّاشِدين يتبع هدى بنى الرَّحْمَة وَهدى الصَّالِحين بعده وَأصْلح لَهُ رَعيته وَكتب بِهَذَا الْعَهْد إِلَى الشَّام إِلَى الْمُسلمين إِلَى أُمَرَاء الأجناد أَن قد وليت عَلَيْكُم خَيركُمْ وَلم آل لنَفْسي وَلَا للْمُسلمين خيرا وَأوصى أَن تغسله أَسمَاء بنت عُمَيْس ثمَّ نَادَى عمر بْن الْخطاب فَقَالَ لَهُ إِنِّي مستخلفك على أَصْحَاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا عمر إِن لله حَقًا فِي اللَّيْل لَا يقبله فِي النَّهَار وَحقا فِي النَّهَار لَا يقبله فِي اللَّيْل وَإِنَّهَا لَا تقبل نَافِلَة حَتَّى تُؤدِّي الْفَرِيضَة يَا عمر إِنَّمَا ثقلت مَوَازِين من ثقلت مَوَازِينه يَوْم الْقِيَامَة باتبَاعهمْ الْحق وَثقله عَلَيْهِم وَحقّ لِمِيزَانٍ لَا يوضع فِيهِ غير الْحق أَن يكون ثقيلا يَا عمر(2/193)
إِنَّمَا خفت مَوَازِين من خفت مَوَازِينه يَوْم الْقِيَامَة باتبَاعهمْ الْبَاطِل وَحقّ لِمِيزَانٍ لَا يوضع فِيهِ غير الْبَاطِل أَن يكون خَفِيفا يَا عمر إِنَّمَا نزلت آيَة الرخَاء مَعَ آيَة الشدَّة وَآيَة الشدَّة مَعَ آيَة الرخَاء ليَكُون الْمُؤمن رَاغِبًا رَاهِبًا فَلَا ترغب رَغْبَة فتتمنى على اللَّه فِيهَا مَا لَيْسَ لَك وَلَا ترهب رهبة تلقى فِيهَا يَديك يَا عمر إِنَّمَا ذكر اللَّه أهل النَّار بِأَسْوَأ أَعْمَالهم ردا عَلَيْهِم مَا كَانَ من خير فَإِذا ذكرتهم قلت لأرجو أَن لَا أكون مِنْهُم وَإِنَّمَا ذكر أهل الْجنَّة بِأَحْسَن أَعْمَالهم لِأَنَّهُ تجَاوز لَهُم عَمَّا كَانَ من سيء فَإِذا ذكرتهم قلت أَي عمل من أَعْمَالهم أعمل فَإِن حفظت وصيتي فَلَا يكونن غَائِب أحب إِلَيْك من الْحَاضِر من الْمَوْت وَلست بمعجزة وَتُوفِّي أَبُو بكر رَضِي اللَّه عَنهُ لَيْلَة الْإِثْنَيْنِ لسبع عشرَة خلت من جُمَادَى الْآخِرَة وَله يَوْم مَاتَ اثْنَتَانِ وَسِتُّونَ سنة وكتانت خِلَافَته سنتَيْن وَثَلَاثَة أشهر وَاثْنَانِ وَعِشْرُونَ يَوْمًا وَكَانَ مَرضه خمس عشرَة(2/194)
لَيْلَة وغسلته أَسمَاء بنت عُمَيْس وكفن فِي ثَلَاثَة أَثوَاب وَنزل فِي قَبره عمر بْن الْخطاب وَعُثْمَان بْن عَفَّان وَطَلْحَة بْن عبيد اللَّه وَعبد الرَّحْمَن بْن أبي بكر وَدفن لَيْلًا بِجنب رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم وَأَرَادَ بن عمر أَن ينزل قبر أبي بكر مَعَ أَبِيه فَقَالَ لَهُ عمر قد كفيت وَكَانَ أَبُو قُحَافَة بِمَكَّة فَسمع الهائعة فَقَالَ مَا هَذَا فَقيل مَاتَ ابْنك فَقَالَ رزء جليل فالى من عهد قَالُوا لعمر قَالَ صَاحبه وَورثه أَبُو قُحَافَة السُّدس وَكَانَ من عُمَّال أبي بكر يَوْم توفى عتاب بن أسيد على مَكَّة وَعُثْمَان بْن أبي الْعَاصِ على الطَّائِف والْعَلَاء بْن الْحَضْرَمِيّ على الْبَحْرين ويعلى بْن أُميَّة على خولان ومهاجر بْن أبي أُميَّة على صنعاء وَزِيَاد بْن لبيد على حَضرمَوْت وَعَمْرو بْن الْعَاصِ على فلسطين وعَلى الشَّام أَرْبَعَة نفر من الأجناد خَالِد بْن الْوَلِيد وَأَبُو عُبَيْدَة بْن الْجراح وشرحبيل بن حَسَنَة وَيزِيد بْن أبي سُفْيَان وَمَات أَبُو كَبْشَة مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْيَوْم الَّذِي دفن فِيهِ أَبُو بكر(2/195)
ثمَّ قَامَ عمر بْن الْخطاب فِي النَّاس خَطِيبًا وَهِي أول خطْبَة خطبهَا بعد مَا اسْتخْلف فَحَمدَ اللَّه وأثني عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ أَيهَا النَّاس إِنِّي لَا أعلمكُم من نَفسِي شَيْئا تجهلونه أَنا عمر بْن الْخطاب وَقد علمْتُم من هيئتي وشأني وَإِن بلَاء اللَّه عِنْدِي فِي الْأُمُور كلهَا حسن وَقد فارقني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عني رَاض بِحَمْد اللَّه لم يجد عَليّ فِي شَيْء من خلقي وَأَنا أسعد النَّاس بذلك إِن شَاءَ اللَّه وَقمت لخليفته من بعده بِحَق الطَّاعَة وأحسنت لَهُ المؤازرة وَلم أحرص على الْقيام عَلَيْكُم كَالَّذي حرص عَليّ وَلَكِن خليفتكم المتوفي أوصى إِلَى بالخلافة عَلَيْكُم برضي مِنْكُم وآلوه الهمة ذَلِكُم وَإِيَّاكُم وَلَوْلَا الَّذِي أَرْجُو أَن يأجرني اللَّه فِي قيامي عَلَيْكُم لم أقِم عَلَيْكُم ولنحيته عَن نَفسِي ووليته غَيْرِي وَقد كنت أرى فِيكُم أمورًا على عهد نَبِيكُم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كدت أكرهها ويسوءني مِنْكُم فقد رَأَيْتُمْ تشددي فِيهَا وَالْأَمر الَّذِي أَمر بِهِ من فَوقِي أُرِيد طَاعَة اللَّه وَإِقَامَة الدَّين فأطعتكم قد علمْتُم أَو من علم ذَلِك مِنْكُم أَنِّي قد كنت أفعل ذَلِك وَلَيْسَ لي عَلَيْكُم من سلطاتن وأكن أهن فِي شَيْء مِنْهُ وَقد ولاني اللَّه الْيَوْم أَمركُم وَلَقَد علمت أَنِّي أَنْفَع بحضرتكم لكم فانى أسأَل الله رَبِّي أَن يعيننى عَلَيْهِ(2/196)
وَأَن يحرسنى عِنْد مَا بَقِي كَمَا حرسني عِنْد غَيره وَأَن يلقننى الْعقل فِي قسمكم كَالَّذي أَمر بِهِ ثمَّ إِنِّي مُسلم وَعبد من عبيده ضَعِيف إِلَّا مَا أعَان اللَّه وَلنْ يُغير الَّذِي وليت من خلافتكم من خلقي شَيْئا إِن شَاءَ اللَّه وَإِنَّمَا العظمة لله لَيْسَ للعباد مِنْهَا شَيْء فَلَا يَقُولَن أحد مِنْكُم إِن عمر بْن الْخطاب تغير لما ولى أَمر الْمُسلمين فَمن ظلمته مظْلمَة فَإِنِّي أعْطِيه الْحق من نَفسِي وأتقدم عَلَيْكُم وَأبين لكم أَمْرِي أَيّمَا رجل كَانَت لَهُ حَاجَة إِلَى أَمِير الْمُؤمنِينَ أَو ظلم بمظلمة أَو عتب علنيا فِي حق فليؤذنى فانما أَنا امْرُؤ مِنْكُم وَلم يحملني سلطاني الَّذِي أَنا عَلَيْهِ أَن أتعظم عَلَيْكُم وأغلق بَابي دونكم وأترك مظالمكم بَيْنكُم وَإِذا منع اللَّه أهل الْفَاقَة مِنْكُم الْيَوْم شَيْئا بعد الْيَوْم فانما هُوَ فيئ اللَّه الَّذِي أفاءه عَلَيْكُم لست وَإِن كنت أَمِير الْمُؤمنِينَ وَلنْ أخْفى إبْقَاء إمن كَانَ بيني وَبَين أحد مِنْكُم خُصُومَة أقاضيه إِلَى أحدكُم ثمَّ أقنع بِالَّذِي يقْضِي بَيْننَا فأعلموا ذَاك وَإِنَّكُمْ قوم مُسلمُونَ على شَرِيعَة الْإِسْلَام ثمَّ عَلَيْكُم بتقوي اللَّه فِي سركم وعلانيتكم وحرماتكم الَّتِي حرم اللَّه عَلَيْكُم من دمائكم وَأَمْوَالكُمْ وَأَعْرَاضكُمْ وأعطوا الْحق من أَنفسكُم وَلَا يحملن بَعْضكُم بَعْضًا إِلَى أَن يُوقع إِلَى السُّلْطَان شَأْنه فليستعذ بِي فَإِنَّهُ لَيْسَ بيني وَبَين أحد من النَّاس هوادة من(2/197)
منع من نَفسه حَقًا وَاجِبا عَلَيْهِ أَو اسْتحلَّ من دِمَاء الْمُسلمين واعراضهم وأبشارهم فَأَنا أقتص مِنْهُ وَإِن كَانَ يُدْلِي إِلَى بِقرَابَة قريبَة ثمَّ إِنَّكُم معشر الْعَرَب فِي كثير مِنْكُم جفَاء فِي الدَّين وخرق فِي الْأُمُور إِلَّا من عصمه اللَّه برحمة وَإِنِّي قد جعلت بسبيل أَمَانَة عَظِيمَة انا مسؤل عَنْهَا وَإِنَّكُمْ أَيهَا النَّاس لن تغنوا عني من اللَّه شَيْئا وَإِنِّي حثيث على صلاحكم عَزِيز على مَا عنتم حَرِيص على معافاتكم وَإِقَامَة أُمُوركُم وَإِنَّكُمْ إِنَاء من حصل فِي سَبِيل اللَّه عامتكم أهل بلد لَا زرع فِيهَا وَلَا ضرع إِلَّا مَا جَاءَ اللَّه بِهِ إِلَيْهِ وَإِن اللَّه قد وَعدكُم كَرَامَة كَبِيرَة وَدُنْيا بسيطة لكم وإننى مسؤل عَن أمانتى مَا أَنا فِيهِ وَلَا أَسْتَطِيع مَا بعد مِنْهَا إِلَّا بالأمناء وَأهل النصح مِنْكُم للشَّاهِد وَالْغَائِب وَلست أجعَل أمانتى إِلَى أحد لَيْسَ لَهَا بِأَهْل وَلنْ أوليه ذَلِك وَلَا أجعله إِلَّا من تكون رغبته فِي أَدَاء الْأَمَانَة والتوقير للْمُسلمين أُولَئِكَ أَحَق بهَا مِمَّن سواهُم اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد عَبدك وَرَسُولك وَالسَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة اللَّه وَبَرَكَاته وَلما ورد كتاب أبي بكر الشَّام على أُمَرَاء الأجناد باستخلاف عمر بَايعُوهُ وأطاعوه ثمَّ سَارُوا إِلَى فَحل من أَرض الردن وَقد اجْتمع(2/198)
بهَا الرّوم والمسلمون عَلَيْهِم الْأُمَرَاء الْأَرْبَعَة وخالدبن الْوَلِيد على مُقَدّمَة النَّاس فَلَمَّا نزلت الرّوم بيسان بثقوا أنهارها وَهِي أَرض سبخَة فَكَانَت وحلة فغشيها الْمُسلمُونَ وَلم يعلمُوا بِمَا فعلت الرّوم فزلقت فِيهَا خيولهم ثمَّ سلمهم اللَّه والتقوا هم وَالروم بفحل فَاقْتَتلُوا فهربت الرّوم وَدخل الْمُسلمُونَ فحلا وانكشفت الرّوم إِلَى دمشق وغنم الْمُسلمُونَ غَنَائِم كَثِيرَة وَكتب خَالِد بْن الْوَلِيد إِلَى عمر أَن النَّاس قد اجترؤا على الشَّرَاب فَاسْتَشَارَ عمر أَصْحَابه عليا وَعُثْمَان وَالزُّبَيْر وسعدا فال عَليّ إِذا شرب سكر وَإِذا سكر افترى وَإِذا افترى فَعَلَيهِ ثَمَانُون فَأثْبت عمر الْحَد ثَمَانِينَ ثمَّ كَانَت وقْعَة الجسر وَذَلِكَ أَن المثني بْن حَارِثَة الشَّيْبَانِيّ قدم على عمر بْن الْخطاب من الْعرَاق وَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِنَّا بِأَرْض فَارس قد نلنا مِنْهُم واجترأنا عَلَيْهِم وَمَعِي من قومِي جمَاعَة فَابْعَثْ معي نَاسا من الْمُجَاهدين وَالْأَنْصَار يجاهدون فِي سَبِيل اللَّه فَقَامَ عمر بْن الْخطاب(2/199)
فَحَمدَ اللَّه وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ دَعَا النَّاس إِلَى الْجِهَاد ورغبهم فِيهِ وَقَالَ إِنَّكُم أَيهَا النَّاس قد أَصْبَحْتُم فِي دَار غير مقَام بالحجاز وَقد وَعدكُم اللَّه على لِسَان نبيه كنوز كسْرَى وَقَيْصَر فسيروا إِلَى أَرض فَارس فَسكت النَّاس لما ذكرت فَارس فَقَامَ أَبُو عبيد بْن مَسْعُود الثَّقَفِيّ فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَنا أول من انتدب من النَّاس حَتَّى اجْتَمعُوا وَأَجْمعُوا على الْمسير ثمَّ قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ اجْتمع النَّاس أَمر عَلَيْهِم رجلا من الْمُهَاجِرين أَو من الْأَنْصَار فَقَالَ لَا أومر عَلَيْهِم إِلَّا أول من انتدب مِنْهُم فَأمر أَبَا عُبَيْدَة فَقَالَ إِنَّه لم يَمْنعنِي أَن اسْتعْمل عَلَيْهِم سليط بْن قيس إِلَّا أَنه رجل فِيهِ عجلة إِلَى الْقِتَال فَأَخَاف أَن يُوقع النَّاس موقعًا يهلككم فاستشره ثمَّ سَار أَبُو عبيد مَعَ المثني بْن حَارِثَة الشَّيْبَانِيّ والمسلمون مَعَهُمَا حَتَّى إِذا انْتهى إِلَى بِلَاد قومه قَامَ مَعَه ربيعَة فَسَار بهم وَسَار أَبُو عبيد بِالنَّاسِ حَتَّى نزلُوا بِالْيمن وفيهَا مصلحَة الْأَعَاجِم فَاقْتَتلُوا بهَا قتالا شَدِيدا فانهزمت الْعَجم ثمَّ بعث أَبُو عُبَيْدَة بِمن مَعَه من الْمُسلمين فَالْتَقَيَا فَاقْتَتلُوا فَهزمَ الجالنوس وَأَصْحَابه وَدخل أَبُو عبيد باروسما حصنًا لَهُم وَنزل هُوَ وَأَصْحَابه فِيهِ(2/200)
ثمَّ بعث الْأَعَاجِم ذَا الْحَاجِب وَكَانَ رَئِيس الْأَعَاجِم رستم فَلَمَّا بلغ أَبَا عبيد مَسِيرهمْ إِلَيْهِ انحاز بِالنَّاسِ حَتَّى عبر الْفُرَات فَنزل فِي المروحة وَأَقْبَلت الْأَعَاجِم حَتَّى نزلت خلف الْفُرَات ثمَّ إِن أَبَا عبيد حلف ليقطعن إِلَيْهِم الْفُرَات فَنَاشَدَهُ سليط بْن قيس وَقَالَ أنْشدك اللَّه فِي الْمُسلمين فِي تدخلهم هَذَا الْمدْخل فَإِن الْعَرَب تَفِر وتكر فَاجْعَلْ للنَّاس مجالا فَأبى أَبُو عبيد وَقَالَ جبنت وَالله يَا سليط قَالَ وَالله مَا جبنت وَلَكِن قد أَشرت عَلَيْك بِالرَّأْيِ فَاصْنَعْ بِمَا بدا لَك فَعمد أَبُو عبيد إِلَى الجسر الَّذِي عقد لَهُ بن صلوبا فَعبر عَلَيْهِ الْمُسلمُونَ فَلَمَّا الْتَقَوْا شدّ عَلَيْهِم الْفِيل فَلَمَّا رأى أَبُو عبيد مَا يصنع الْفِيل قَالَ هَل لهَذِهِ الدَّابَّة من مقتل قَالُوا نعم إِذا قطع مشفرها مَاتَت فَشد على الْفِيل فَضرب مشفره فبرك عَلَيْهِ الْفِيل فَقتله وهرب الْمُسلمُونَ منهزمين فسبقهم عَبْد الله بن مرْثَد الْخَثْعَمِي إِلَى الجسر فَقَطعه فَقَالَ لَهُ النَّاس لم فعلت هَذَا قَالَ لتقاتلوا عَن أميركم وَلما قتل أَبُو عبيد أَخذ الرَّايَة الْمثنى بْن حَارِثَة فانحازوا وَرجعت الْفرس وَنزل المثتى بن حَارِثَة أَلَيْسَ وتفرق النَّاس وَلَحِقُوا بِالْمَدِينَةِ(2/201)
فَأول من قدم الْمَدِينَة بِخبْز النَّاس عَبْد اللَّه بْن حُصَيْن الخطمي فجزع الْمُسلمُونَ من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار بالفرار وَكَانَ عمر يَقُول لَا تجزعوا أَنا فِئَتكُمْ إِنَّمَا انحرتم إِلَيّ وَكَانَ مِمَّن قتل بالجسر أَبُو عبيد بْن مَسْعُود الثَّقَفِيّ وَابْنَة جبر بْن أبي عبيد وأسعد بْن سَلامَة وَسَلَمَة بْن أسلم بْن حريش والْحَارث بْن عدي بْن مَالك والْحَارث بْن مَسْعُود بْن عَبدة وَمُسلم بْن أسلم وَخُزَيْمَة بْن أَوْس وأنيس بْن أَوْس بْن عتِيك بْن عَامر وَعمر بْن أبي الْيُسْر وَسَلَمَة بن قيس وَزيد بن سراقَة بْن كَعْب وَالْمُنْذر بْن قيس وضمرة بْن غزيَّة بْن عَمْرو وَسَهل بْن عتِيك وثعلبة بْن عَمْرو بْن مُحصن وَحج بِالنَّاسِ عمر بْن الْخطاب السّنة الرَّابِعَة عشرَة فَلَمَّا دخلت السّنة الرَّابِعَة عشرَة سَار الْمُسلمُونَ إِلَى دمشق وخَالِد بْن الْوَلِيد على مُقَدّمَة النَّاس وَقد اجْتمعت الرّوم إِلَى رجل مِنْهُم يُقَال لَهُ باهان بِدِمَشْق فعزل عمر بْن الْخطاب خَالِد بْن الْوَلِيد وَأمر أَبَا عُبَيْدَة(2/202)
بْن الْجراح على جَمِيع النَّاس فاستحى أَبُو عُبَيْدَة أَن يقري خَالِدا الْكتاب وَقَالَ أَصْبِر حَتَّى يفتح اللَّه دمشق فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا وَانْهَزَمَ الرّوم وتحصنوا فرابطها الْمُسلمُونَ حَتَّى فتحت صلحا وأعطوا الْجِزْيَة وَكَانَ قد أَخذ الْأَبْوَاب عنْوَة وَجرى الصُّلْح على يَدي خَالِد وَكتب الْكتاب وَلحق باهان بهرقل وَكَانَ ذَلِك فِي رَجَب وَمُدَّة حصاره دمشق سِتَّة أشهر فَلَمَّا فرغ الْمُسلمُونَ من دمشق أَقرَأ أَبُو عُبَيْدَة خَالِدا الْكتاب فَانْصَرف خَالِد إِلَى الْمَدِينَة وَقد قيل إِن الصُّلْح جرى على يَد أبي عُبَيْدَة ثمَّ خرج عمر على النَّاس فَقَالَ إِنِّي وجدت من عبيد اللَّه ابْني ريح شراب وَإِنِّي سَائل عَنهُ فَإِن كَانَ مُسكرا جلدته قَالَ السَّائِب بْن يزِيد فشهدته بعد ذَلِك يحده وَكَانَ الَّذِي حَده عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد ثمَّ ضرب أَبَا محجن الثقفى وَرَبِيعَة بْن أُميَّة بْن خلف المَخْزُومِي وحدهم فِي الْخمر ثمَّ أَمر عدمر من كَانَ بالبلدان الَّتِي افتتحت أَن يصلوا فِيهَا التَّرَاوِيح فِي شهر رَمَضَان وَصلى بِالنَّاسِ بِالْمَدِينَةِ كَذَلِك ثمَّ قدم جرير بْن عَبْد اللَّه البَجلِيّ من الْيمن على عمر فِي ركب من(2/203)
بجيلة فَقَالَ لَهُم عمر إِنَّكُم قد علمْتُم مَا كَانَ من الْمُصِيبَة فِي إخْوَانكُمْ بالعراق فسيروا إِلَيْهِم وَأَنا أخرج لكم من كَانَ مِنْكُم فِي قبائل الْعَرَب قَالُوا نَفْعل يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَأخْرج إِلَيْهِم قيسا وَكِنْدَة وعرينة وَأمر عَلَيْهِم جرير بْن عَبْد اللَّه البَجلِيّ فَسَار بهم إِلَى الْكُوفَة فَلَمَّا بلغ قَرِيبا من الْمثنى بن حَارِثَة كتب لَهُ المثني أقبل إِلَيّ إِنَّمَا أَنْت لي مدد فَكتب إِلَيْهِ جرير إِنِّي لست فَاعِلا إِلَّا أَن يَأْمُرنِي بذلك أَمِير الْمُؤمنِينَ أَنْت أَمِير وَأَنا أَمِير ثمَّ سَار جرير نَحْو الجسر فَلَقِيَهُ مهْرَان بْن باذان عِنْد النخيلة فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا وَشد الْمُنْذر بْن حسان على مهْرَان فطعنه فَوَقع عَن دَابَّته واقتحم عَلَيْهِ جرير بْن عَبْد اللَّه فاحتز رَأسه فاشتركا جَمِيعًا فِي سلبه ثن إِن عمر بْن الْخطاب أَمر سعد بْن أبي وَقاص على الْعرَاق وَمَعَهُ سِتَّة آلَاف رجل وَكتب إِلَى المثني بْن حَارِثَة وَجَرِير بْن عَبْد اللَّه أَن اجْتمعَا إِلَى سعد فَسَار سعد بِالْمُسْلِمين وَسَار الْمُنْذر وَجَرِير إِلَيْهِ حَتَّى نزل سعد بشراف وشتا بهَا وَاجْتمعَ إِلَيْهِ النَّاس وَتزَوج سعد امْرَأَة المثني سلمي بنت حَفْصَة ثمَّ حج بِالنَّاسِ عمر بن الْخطاب(2/204)
فَلَمَّا دخلت السّنة الْخَامِسَة عشرَة كَانَ فِيهَا وقْعَة اليرموك وَذَلِكَ أَن الرّوم سَار بهم هِرقل حَتَّى نزل أنطاكية وَمَعَهُ من المستعربة لخم وجذام وبلقين وبلي وعاملة وغسان وَمن مَعَه من أهل أرمينية بشر كثير فَأَقَامَ بأنطاكية وَسَار أَبُو عُبَيْدَة بْن الْجراح فِي الْمُسلمين إِلَيْهِم فِي أَرْبَعَة وَعشْرين ألفا وَكَانَ الرّوم مائَة ألف فَالْتَقوا باليرموك فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا حَتَّى كَانَت نسَاء قُرَيْش يضربن باتلسيوف وَكَانَ أَبُو سُفْيَان بْن حَرْب تَحت راية ابْنه يزِيد فَجعل يُنَادي فِي المعركة يَا نصر اللَّه اقْترب حَتَّى أنزل اللَّه نَصره وَهزمَ الرّوم فَقتل من الرّوم وَمن مَعَه من أهل أرمينية والمستعربة سَبْعُونَ ألفا وَقتل اللَّه الصقلار وباهان رئيسين لَهُم ثمَّ بعث أَبُو عُبَيْدَة بْن الْجراح عِيَاض بْن غنم فِي طَلَبهمْ فسلك الأعماق حَتَّى بلغ ملطية فَصَالح أَهلهَا على الْجِزْيَة فَسمع هِرقل بذلك فَبعث إِلَى ملطية فساق من فِيهَا من الْمُقَاتلَة وَأمر بهَا فأحرقت(2/205)
وَكَانَ مِمَّن قتل باليرموك من الْمُسلمين عَمْرو بْن سعيد بْن الْعَاصِ وَأَبَان بْن سعيد بْن الْعَاصِ وَعبد اللَّه بْن سُفْيَان بْن عَبْد الْأسد وَسَعِيد بْن الْحَارِث بْن قيس وَلما حسر عَن سعد بْن أَبِي وَقاص الشتَاء سَار بِالْمُسْلِمين يُرِيد الْقَادِسِيَّة وَكتب إِلَى عمر بْن الْخطاب رَضِي اللَّه عَنهُ يستمده فَبعث إِلَيْهِ عمر الْمُغيرَة بْن شُعْبَة فِي أَرْبَعمِائَة رجل مدَدا لسعد من الْمَدِينَة وَكتب إِلَى أبي عُبَيْدَة بْن الْجراح أَن أمد سَعْدا بِأَلف رجل من عنْدك فَفعل أَبُو عُبَيْدَة ذَلِك وَأمر عَلَيْهِم عِيَاض بْن غنم الفِهري وَسمع بذلك رستم فَخرج بِنَفسِهِ مَعَ من عِنْده من الْأَعَاجِم يُرِيد سَعْدا وَحج عمر بِالنَّاسِ فَلَمَّا كَانَت السّنة السَّادِسَة عشرَة أَرَادَ عمر بن الْخطاب أَن يكْتب التأريخ فَاسْتَشَارَ أَصْحَاب النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُم من قَالَ من النُّبُوَّة وَمِنْهُم من قَالَ من الْهِجْرَة وَمِنْهُم من قَالَ من الْوَفَاة فَأَجْمعُوا على الْهِجْرَة وَكتب التَّارِيخ لسنة سِتّ عشرَة من الْهِجْرَة فَلَمَّا وصل إِلَى سعد بْن أبي وَقاص الْمُغيرَة بْن شُعْبَة سَار بِالْمُسْلِمين إِلَى رستم حَتَّى نزل قادس قَرْيَة إِلَى جنب العذيب وَأَقْبل(2/206)
رستم فِي سِتِّينَ ألفا من الجموع مِمَّن أحصى فِي ديوانه سوى التبع وَالرَّقِيق حَتَّى نزل الْقَادِسِيَّة وَبينهمْ وَبَين المسليمن جسر الْقَادِسِيَّة وَسعد فِي منزله وجع قد خرج بِهِ قرح شَدِيد فَبعث رستم إِلَى سعد أَن أبْعث إِلَى رجلا جلدا ُأكَلِّمهُ فَبعث إِلَيْهِ الْمُغيرَة بْن شُعْبَة فَفرق الْمُغيرَة رَأسه أَربع فرق ثمَّ عقص شعره وَلبس برديه وَاقْبَلْ حَتَّى انْتهى إِلَى رستم من وَرَاء الجسر مِمَّا يَلِي الْعرَاق والمسلمون من النَّاحِيَة الْأُخْرَى مِمَّا يَلِي الْحجاز فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ الْمُغيرَة قَالَ لَهُ رستم إِنَّكُم معشر الْعَرَب كُنْتُم أهل شقاء وَجهد وكنتم تأتوننا من بَين تَاجر وأجير ووافد فأكلتم من طعامنا وشربتم من شرابنا واستظللتم بظلالنا فذهبتم فدعوتم أصحابكم وجئتم تؤذوننا وَإِنَّمَا مثلكُمْ مثل رجل لَهُ حَائِط من عِنَب فَرَأى فِيهِ أثر ثَعْلَب فَقَالَ وَمَا بثعلب وَاحِد فَانْطَلق ذَلِك الثَّعْلَب حَتَّى دَعَا الثعالب كلهَا إِلَى ذَلِك الْحَائِط فَلَمَّا اجْتَمعْنَ فِيهِ جَاءَ صَاحب الْحَائِط فرآهن فسد الْحجر الَّذِي دخلن مِنْهُ ثمَّ قتلهن جَمِيعًا وَأَنا أعلم إِنَّمَا حملكم على هَذَا معشر الْعَرَب الْجهد الَّذِي أَصَابَكُم فَارْجِعُوا عَنَّا عامكم هَذَا فَإِنَّكُم شغلتمونا عَن عمَارَة بِلَادنَا وَنحن نوقر لكم ركائبكم قمحا وَتَمْرًا ونأمر لكم بكسوة فَارْجِعُوا عَنَّا فَقَالَ(2/207)
الْمُغيرَة بْن شُعْبَة لَا يذكر منا جهد إى وَقد كُنَّا فِي مثله أَو أَشد أفضلنا فِي أَنْفُسنَا عَيْشًا الَّذِي يقتل بن عَمه وَيَأْخُذ مَاله فيأكله نَأْكُل الْميتَة وَالدَّم وَالْعِظَام فَلم نزل على ذَلِك حَتَّى بعث اللَّه فِينَا نَبينَا وَأنزل عَلَيْهِ الْكتاب فَدَعَانَا إِلَى اللَّه وَإِلَى مَا بَعثه بِهِ فَصدقهُ بِهِ منا مُصدق وَكذبه بِهِ منا مكذب فقاتل من صدقه من كذبه حَتَّى دَخَلنَا فِي دينه منن بَين موقن ومقهور حَتَّى استبان لنا أَنه صَادِق وَأَنه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأمرنَا أَن نُقَاتِل من خَالَفنَا وَأخْبرنَا أَنه من قتل منا على ذَلِك فَلهُ الْجنَّة وَمن عَاشَ ملك وَظهر على من خَالفه وَنحن ندعوك إِلَى أَن تؤمن بِاللَّه وبرسوله وَتدْخل فِي ديننَا فَإِن فعلت كَانَت لَك بلادك وَلَا يدْخل عَلَيْك فِيهَا إِلَّا من أَحْبَبْت وَعَلَيْك الزَّكَاة وَالْخمس وَإِن أَبيت ذَلِك فالجزية وَإِن أَبيت ذَلِك قَاتَلْنَاك حَتَّى يحكم الله بَيْننَا وَبَيْنك قَالَ لَهُ رستم مَا كنت أَظن أَن أعيش حَتَّى أسمع هَذَا مِنْكُم معشر الْعَرَب لَا أَمْسَى غَدا حَتَّى أفرغ مِنْكُم وأقتلكم كلكُمْ ثمَّ أَمر بالمعبر أَن يسكر فَبَاتَ ليلته يسكر بالزرع والقصب وَالتُّرَاب حَتَّى أصبح وَقد تَركه جِسْرًا وعبأ سعد بْن أبي وَقاص الْجَيْش فَجعل خَالِد بْن عرفطة على جمَاعَة النَّاس وَجعل على الميمنة جرير بْن عبد الله البَجلِيّ(2/208)
وعَلى الميسرة قيس بْن مكشوح الْمرَادِي وزحف إِلَيْهِم رستم وزحف إِلَيْهِ الْمُسلمُونَ وَكَانَ سعد فِي الْحصن مَعَه أَبُو محجن الثَّقَفِيّ مَحْبُوس حَبسه سعد فِي شرب الْخمر فاقتتل الْمُسلمُونَ قتالا شَدِيدا والخيول تجول وَكَانَ مَعَ سعد أم وَلَده فَقَالَ لَهَا أَبُو محجن وَسعد فِي راس الْحصن ينظر إِلَى الْجَيْش كَيفَ يُقَاتلُون أطلقيني وَلَك عهد اللَّه وميثاقه لَئِن لم أقتل لأرجعن إِلَيْك حَتَّى تجعلي الْحَدِيد فِي رجْلي فأطلقته وَحَمَلته على فرس لسعد بلقاء وخلت سَبيله فَجعل أَبُو محجن يشد على الْعَدو ويكر وَسعد ينظر فَوق الْحصن يعرف فرسه وينكره وَكَانَ همرو بن معد يكرب مَعَ الْمُسلمين فَجعل يحرض على النَّاس الْقِتَال وَيَقُول يَا معشر الْمُسلمين كونُوا أسودًا إِن الْفَارِسِي تَيْس وَكَانَ فِي الأعلاج رجل لَا يكَاد يسْقط لَهُ نشابة فَقيل لعَمْرو بْن معد يكرب يَا أَبَا ثَوْر اتَّقِ ذَلِك الْفَارِسِي فَإِنَّهُ لَا تسْقط لَهُ نشابة فقصد نَحوه وجاءه الْفَارِسِي ورماه بنشابة فأصابت ترسه وَحمل عَلَيْهِ عَمْرو فاعتنقه وذبحه فاستلبه سِوَارَيْنِ من ذهب ومنطقة من ذهب ويلمقا من ديباج وَحمل رستم على الْمُسلمين فقصده هِلَال بن عَلْقَمَة التَّمِيمِي(2/209)
فَرَمَاهُ رستم بنشابة فَأصَاب قدمه فشكها إِلَى ركاب سَرْجه وَحمل عَلَيْهِ هِلَال بْن عَلْقَمَة فَضَربهُ فَقتله وأحتز رَأسه وَوَلَّتْ الْفرس وَاتَّبَعتهمْ الْمُسلمُونَ يَقْتُلُونَهُمْ فَلَمَّا رأى أَبُو محجن الْهَزِيمَة رَجَعَ إِلَى الْقصر وَأدْخل رجلَيْهِ فِي قَيده فَلَمَّا نزل سعد من رَأس الْحصن رأى فرسه قد عرفت فَعرف أَنَّهَا قد ركبت فَسَأَلَ أم وَلَده عَن ذَلِك فَأَخْبَرته خبر أبي محجن فخلى سَبيله ونهض سعد بِالْمُسْلِمين خَلفهم وانْتهى الْفرس إِلَى دير قُرَّة فَنزل عَلَيْهِم سعد بِالْمُسْلِمين ووافى عِيَاض بْن غنم فِي مدده من أهل الشَّام وهم ألف رجل فَأَسْهم لَهُ سعد ولأصحابه من الْمُسلمين مِمَّا أَصَابُوا بالقادسية وَكَانَ النَّاس قد أجبنوا سَعْدا وَقَالُوا أجبنت عَن محاربة الْأَعْدَاء فَاعْتَذر إِلَى النَّاس وأراهم مَا بِهِ من القروح فِي فَخذيهِ حَتَّى سكت النَّاس ثمَّ انهزم الْفرس من دير قُرَّة إِلَى الْمَدَائِن وحملوا مَا مَعَهم من الذَّهَب وَالْفِضَّة وَالْحَرِير والديباج وَالسِّلَاح وخلوا مَا سوى ذَلِك فَبعث سعد خَالِد بْن عرفطة فِي طَلَبهمْ مَعَه أَصْحَابه وأردفه بعياض بْن غنم فِي أَصْحَابه وَجعل على مُقَدّمَة النَّاس هَاشم بْن عتبَة بْن أبي وَقاص وعَلى ميمنتهم جرير بْن عَبْد اللَّه البَجلِيّ وعَلى ميسرتهم زهرَة بْن حوية التَّمِيمِي وتخلف عَنْهُم بِنَفسِهِ لما بِهِ من الوجع ثمَّ أَفَاق سعد من وَجَعه وبرىء وَاتبع النَّاس بِمن مَعَه من الْمُسلمين فأدركهم دون دجلة(2/210)
على بهرسير فطلبوا المخاضة فَلم يهتدوا لَهَا فَقَالَ علج من أهل الْمَدَائِن لسعد أَنا أدلكم على مخاضة تدركونهم قبل أَن يمنعوا السّير فَخرج بهم على مخاضة فَكَانَ أول من خَاضَ المخاضة هَاشم بْن عتبَة بْن أبي وَقاص فِي رجله فَلَمَّا جَازَ تبعه خيله ثمَّ أحاز عِيَاض بْن غنم بخيله ثمَّ تتَابع النَّاس فخاضوا حَتَّى جاوزوا وَيُقَال إِن تِلْكَ المخاضة لم تعرف إِلَى السَّاعَة فَبلغ الْمُسلمُونَ إِلَى ساباط طَوِيل مظلم وخشوا أَن يكون فِيهِ كمين لِلْعَدو فَأخذُوا يتجابنون فَكَانَ أول من دخله بجيشه هَاشم بْن عتبَة بْن أبي وَقاص فَلَمَّا جَازَ لَاحَ للنَّاس بِسَيْفِهِ فعرفوا أَنه لَيْسَ فِيهِ شَيْء يخافونه ثمَّ أجَاز خَالِد بْن عرفطة بخيله ثمَّ لحق سعد بِالنَّاسِ حَتَّى انْتَهوا إِلَى جَلُولَاء وَبهَا جمَاعَة من الْفرس وَكَانَت بهَا وقْعَة جَلُولَاء وَهزمَ اللَّه الْفرس وَأصَاب الْمُسلمُونَ بهَا من الْغَنَائِم أَكثر مِمَّا أَصَابُوا بالقادسية وَكتب سعد إِلَى عمر بْن الْخطاب يخبر بِفَتْح اللَّه على الْمُسلمين فَكتب إِلَيْهِ عمر أَن قف مَكَانك وَلَا تطلب غير ذَلِك فَكتب إِلَيْهِ سعد إِنَّمَا هِيَ سربة أدركناها وَالْأَرْض بَين أَيْدِينَا فَكتب إِلَيْهِ عمر أقِم(2/211)
مَكَانك وَلَا تتبعهم وَأعد للْمُسلمين دَار هِجْرَة ومنزل جِهَاد وَلَا تجْعَل بيني وَبَين الْمُسلمين بحرًا فَنزل سعد بالأنبار فاجتووها وأصابهم بهَا الْحمى فَكتب إِلَى عمر يُخبرهُ بذلك فَكتب إِلَى سعد أَنه لَا يصلح الْعَرَب إِلَّا حَيْثُ يصلح الْبَعِير وَالشَّاء فِي منابت العشب فَانْظُر فلاه إِلَى جنب بَحر فَأنْزل الْمُسلمين بهَا وَاجْعَلْهَا دَار هِجْرَة فَسَار سعد حَتَّى نزل بكويفه فَلم يُوَافق النَّاس الْكَوْن بهَا من كَثْرَة الذُّبَاب والحمى فَبعث سعد عُثْمَان بْن حنيف فارتاد لَهُم مَوضِع الْكُوفَة الْيَوْم فنزلها سعد بِالنَّاسِ وَخط مَسْجِدهَا وَاخْتَلَطَ فِيهَا للنَّاس الخطط وكوف الْكُوفَة وَاسْتعْمل سعد على الْمَدَائِن رجلا من كِنْدَة يُقَال لَهُ شُرَحْبِيل بْن السمط ثمَّ كتب عمر إِلَى سعد أَن ابْعَثْ إِلَى أَرض الْهِنْد يُرِيد الْبَصْرَة جندًا لينزلوها فَبعث إِلَيْهَا سعد عتبَة بْن غَزوَان فِي ثَمَانمِائَة رجل حَتَّى نزلها وَهُوَ الَّذِي بصر الْبَصْرَة وَاخْتَلَطَ الْمنَازل وَبنى مَسْجِد الْجَامِع بالقصب وَكَانَ فتح الْبَصْرَة صلحا وافتتح عتبَة بْن غَزوَان الأبلة والفرات(2/212)
وميسان وَمن سبى ميسَان وَالِد الْحسن وأرطبان جد بن عون ثمَّ خرج عتبَة حَاجا وَأمر الْمُغيرَة بْن شُعْبَة أَن يُصَلِّي بِالنَّاسِ إِلَى أَن يرجع فحج وَرجع فَمَاتَ فِي الطَّرِيق قبل أَن يصل إِلَى الْبَصْرَة فَأقر عمر الْمُغيرَة بْن شُعْبَة على الصَّلَاة وَولد عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي بكرَة بِالْبَصْرَةِ وَهُوَ أول مَوْلُود ولد بهَا وَخرج عمر بْن الْخطاب وَخلف عُثْمَان بْن عَفَّان على الْمَدِينَة فَلَمَّا قدم الشَّام نزل بالجابية فَقَامَ فِيهَا خَطِيبًا لَهُم ثمَّ أَرَادَ عمر الرُّجُوع إِلَى الْحجاز فَقَالَ لَهُ رجل من الْيَهُود يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَا ترجع إِلَى بلادك حَتَّى يفتح اللَّه عَلَيْك إيلياء فَبينا عمر كَذَلِك إِذْ نظر إِلَى كرْدُوس خيل مقبل فَلَمَّا دنوا من الْمُسلمين سلوا السيوف فَقَالَ عمر هم قوم يستأمنون فآمنهوهم فَأَقْبَلُوا وَإِذا هم أهل إيلياء فصثالحوه على الْجِزْيَة وفتحوها لَهُ وَكتب لَهُم عمر كتاب عهد بذلك ورجم بالجابية امْرَأَة أقرَّت على نَفسهَا بِالزِّنَا ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَة وَدون لَهُم الدِّيوَان وَغرب أَبَا محجن الثَّقَفِيّ إِلَى باضع وَتزَوج عمر صَفِيَّة بنت أبي عبيد على مهر أَرْبَعمِائَة(2/213)
دِرْهَم وَحج بِالنَّاسِ عمر اسْتخْلف على الْمَدِينَة زيد بْن ثَابت فَلَمَّا دخلت السّنة السَّابِعَة عشرَة كتب عمر إِلَى الْبلدَانِ بمواقيت الصَّلَاة وَوضع مَا بَين مَكَّة وَالْمَدينَة مياها للسابلة وَاتخذ دَارا بِالْمَدِينَةِ وَجَهل فِيهَا الدَّقِيق والسويق للمتقطع والضيف إِذا نزل وَولي عمر الْمُغيرَة على الْبَصْرَة فَسَار الْمُغيرَة إِلَى الأهواز فَصَالَحُوهُ على ألفي ألف دِرْهَم وَثَمَانمِائَة ألف دِرْهَم ثمَّ ارْتَدُّوا فغزاهم بعد ذَلِك أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ إِلَى أَن افتتحها يُقَال عنْوَة وَقد قيل صلحا وَبعث أَبُو عُبَيْدَة بْن الْجراح عَمْرو بْن الْعَاصِ غلى قنسرين فَصَالح أهل حلب ومنبج وأنطاكية وافتتح سَائِر أَرض قَيْصر عنْوَة وَيُقَال إِن فِي هَذِه السّنة افْتتح أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ الرهاء وسميساط صلحا ثمَّ أَرَادَ عمر الْخُرُوج إِلَى الشَّام فَخرج حَتَّى إِذا بلغ سرغ لقِيه أُمَرَاء الأجناد أَبُو عُبَيْدَة بْن الْجراح وَيزِيد بْن أبي سُفْيَان وشرحبيل بْن حَسَنَة وَأَخْبرُوهُ أَن الأَرْض وبية فَقَالَ عمر لِابْنِ عَبَّاس اجْمَعْ إِلَى الْمُهَاجِرين الْأَوَّلين فَجَمعهُمْ لَهُ واستشارهم فَاخْتَلَفُوا(2/214)
عَلَيْهِ فَمنهمْ الْقَائِل خرجت لوجه تُرِيدُ فِيهِ اللَّه وَالدَّار الْآخِرَة وَلَا نرى أَن نصدك عَنهُ وَمِنْهُم من يَقُول لَا نرى أَن تقدم عَلَيْهِ وَتقدم النَّاس فَلَمَّا اخْتلفُوا عَلَيْهِ قَالَ قومُوا عني ثمَّ جمع الْأَنْصَار واستشارهم فسلكوا طَرِيق الْمُهَاجِرين فَلَمَّا اخْتلفُوا عَلَيْهِ قَالَ قومُوا عني ثمَّ جمع مهاجرة الْفَتْح فاستشارهم فَلم يخْتَلف عَلَيْهِ مِنْهُم اثْنَان قَالُوا جَمِيعًا ارْجع بِالنَّاسِ فَإِنَّهُ بلَاء وفناء فَقَالَ عمر لِابْنِ عَبَّاس أخبر النَّاس أَن أَمِير الْمُؤمنِينَ يَقُول إِنِّي مصبح على ظهر فَأَصْبحُوا عَلَيْهِ فَأصْبح عمر على ظهر وَأصْبح النَّاس عَلَيْهِ فَقَالَ أَيهَا النَّاس إِنِّي رَاجع فَارْجِعُوا فَقَالَ لَهُ أَبُو عُبَيْدَة بْن الْجراح يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أفرارا من قدر اللَّه قَالَ نعم نفر من قدر اللَّه إِلَى قدر اللَّه لَو غَيْرك قَالَهَا يَا أَبَا عُبَيْدَة أَرَأَيْت لَو أَن رجلا هَبَط وَاديا لَهُ عَدو ثَان إِحْدَاهمَا خصبة وَالْأُخْرَى جدبة أَلَيْسَ يرْعَى من يرْعَى الجدبة بِقدر اللَّه ويرعى من يرْعَى الخصبة بِقدر اللَّه ثمَّ خلا بِهِ بِنَاحِيَة دون النَّاس فَبينا النَّاس على ذَلِك إِذْ لحقهم عَبْد الرَّحْمَن بن عَوْف وَكَانَ متحنفا وَلم يشْهد مَعَهم يومهم بالْأَمْس فَقَالَ مَا شَأْن النَّاس فَأخْبرهُ الْخَبَر فَقَالَ عِنْدِي من هَذَا علم فَقَالَ عمر مَا عنْدك فَقَالَ سَمِعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول إِذا سَمِعْتُمْ بهذاالوباء بِبَلَد فَلَا تقدمُوا عَلَيْهِ وَإِذا وَقع وَأَنْتُم بِهِ فَلَا تخْرجُوا فِرَارًا مِنْهُ لَا يخرجنكم إِلَّا ذَلِك فَقَالَ عمر فَللَّه الْحَمد فانصرفوا(2/215)
أَيهَا النَّاس فَانْصَرف بهم وَرجع أُمَرَاء الأجناد إِلَى أَعْمَالهم ثمَّ اعْتَمر عمر فِي رَجَب وَأمر بتوسيع الْمَسْجِد وتجديد أنصاب الْحرم وَتزَوج بِمَكَّة بنت حَفْص بْن الْمُغيرَة فَأخْبر أَنَّهَا عَاقِر فَطلقهَا قبل أَن يدْخل بهَا وَأقَام بِمَكَّة عشْرين لَيْلَة وَرجع إِلَى الْمَدِينَة وَبعث أَبُو عُبَيْدَة خَالِد بْن الْوَلِيد فغلب على أَرض الْبِقَاع فَصَالحه أهل بعلبك ثمَّ خرج أَبُو عُبَيْدَة يُرِيد حمص وَقدم خَالِدا أَمَامه فَقَاتلُوا قتالا شَدِيدا ثمَّ هزمت الرّوم حَتَّى دخلُوا مدينتهم فَحَاصَرَهُمْ الْمُسلمُونَ فَسَأَلُوهُ الصُّلْح عَن أَمْوَالهم وأنفسهم وكنائسهم فَصَالح الْمُسلمُونَ حمص على مائَة ألف دِينَار وَسبعين ألف دِينَار وَأخذ سَائِر مَدَائِن حمص عنْوَة وَبعد موت عتبَة بْن غَزوَان والى الْبَصْرَة أَمر عمر على الْبَصْرَة أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وَكَانَ الْمُغيرَة على الصَّلَاة بهَا فَشهد أَبُو بكرَة وشبل بْن معبد البَجلِيّ وَنَافِع بْن كلدة وَزِيَاد على الْمُغيرَة بِمَا شهدُوا فَبعث عمر إِلَى أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ أَن أشخص إِلَى الْمُغيرَة فَفعل ذَلِك أَبُو مُوسَى ثمَّ تزوج عمر أم كُلْثُوم بنت عَليّ بْن أبي طَالب وَهِي من فَاطِمَة وَدخل بهَا فِي شهر ذِي الْقعدَة ثمَّ حج واستخلف على الْمَدِينَة زيد بْن ثَابت(2/216)
فَلَمَّا دخلت السّنة الثَّامِنَة عشرَة أصَاب النَّاس مجاعَة شَدِيدَة فَاسْتَسْقَى لَهُم عمر وَأخذ يَد الْعَبَّاس وَقَالَ اللَّهُمَّ إِنَّا نستسقي بعم رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا زَالَ الْعَبَّاس قَائِما إِلَى جنبه وَعَيناهُ تهملان وَعمر يلح فِي الدُّعَاء حَتَّى سقوا فَسمى هَذِه السّنة سنة الرَّمَادَة وأجرى عمر الأقوات على الْمُسلمين وَكَانَ يرْزق الضُّعَفَاء الْقُوت ونهاى عَن الحكرة حَاطِبًا وَغَيره وَكَانَ طاعون عمواس فتفانى النَّاس فِيهِ فَكتب عمر إِلَى أبي عُبَيْدَة إِنَّك أنزلت النَّاس أَرضًا عميقة فارفعهم إِلَى أَرض مُرْتَفعَة فَسَار أَبُو عُبَيْدَة بِالنَّاسِ حَتَّى نزل بالجابية ثمَّ قَامَ أَبُو عُبَيْدَة خَطِيبًا فَقَالَ أَيهَا النَّاس إِن هَذَا الوجع رَحْمَة ربكُم ودعوة نَبِيكُم وَمَوْت الصَّالِحين قبلكُمْ وَإِن أَبَا عبيد يسْأَل اللَّه أَن يقسم لَهُ مِنْهُ حَظه فَمَاتَ من يَوْمه واستخلف على النَّاس معَاذ بْن جبل فَقَامَ معَاذ خَطِيبًا بعده فَقَالَ أَيهَا النَّاس إِن هَذَا(2/217)
الوجع رَحْمَة ربكُم ودعوة نَبِيكُم وَمَوْت الصَّالِحين قبلكُمْ إِن معَاذًا يسْأَل اللَّه أَن يقسم لَهُ حَظه ثمَّ لأهل بَيته فطعن ابْنه عَبْد الرَّحْمَن بْن معَاذ فَمَاتَ ثمَّ طعن معَاذ فِي رَاحَته فَكَانَ يقبل ظهر كَفه وَكَانَ يَقُول مَا أحب أَن لي بِمَا فِيك من الدُّنْيَا شَيْئا ثمَّ مَاتَ واستخلف على النَّاس عَمْرو بْن الْعَاصِ فَقَامَ فيهم خَطِيبًا فَقَالَ أَيهَا النَّاس إِن هَذَا الوجع إِذا وَقع يشتعل اشتعال النَّار فَارْتَفعُوا عَنهُ فِي الْجبَال فَمَاتَ فِي طاعون عمواس يزِيد بْن أبي سُفْيَان والْحَارث بْن هِشَام بْن الْمُغيرَة وَسُهيْل بْن عَمْرو وَعتبَة بْن سُهَيْل فَلَمَّا بلغ عمر بْن الْخطاب موت أبي عُبَيْدَة بْن الْجراح وَيزِيد بْن أبي سُفْيَان أَمر مُعَاوِيَة بْن أبي سُفْيَان على جند دمشق وخراجها وَأمر شُرَحْبِيل بْن حَسَنَة على جند الْأُرْدُن وخراجها وَغرب عمر بْن ربيعَة بْن أُميَّة إِلَى خَيْبَر وَلحق بِأَرْض الرّوم وَتَنصر فَلم يغرب عمر بعد ذَلِك فِي رجلا شَيْء من عمله وَلَا عَن عمر بَين رجل وَامْرَأَته وَرجع ساحرا بِالبَقِيعِ ثمَّ حج عمر بِالنَّاسِ فَلَمَّا قدم بِمَكَّة أخر الْمقَام مقَام إِبْرَاهِيم وَكَانَ مُلْصقًا بِالْبَيْتِ فِي مَوْضِعه الَّذِي هُوَ فِيهِ الْيَوْم وَرجع إِلَى الْمَدِينَة فَلَمَّا دخلت السّنة التَّاسِعَة عشرَة كتب عمر إِلَى سعد بْن أبي وَقاص أَن ابْعَثْ من عنْدك جندا إِلَى الجزيرة وَأمر عَلَيْهِم أحد الثَّلَاثَة خَالِد بْن عرفطة أَو هَاشم بْن عتبَة بْن أبي وَقاص أَو عِيَاض بْن غنم فَلَمَّا قَرَأَ سعد الْكتاب قَالَ لم يُؤَخر أَمِير الْمُؤمنِينَ عِيَاض بْن غنم آخر الثَّلَاثَة إِلَّا أَن لَهُ فِيهِ هوى فولاه جَيْشًا وَبعث مَعَه عمر بْن سعد وَعُثْمَان بْن أبي الْعَاصِ فَخرج عِيَاض بْن غنم إِلَى الجزيرة وَنزل بجنده(2/218)
على الرهاء وَصَالح أَهلهَا على الجزيرة وصالحت حران حِين صَالحه الرهاء وَوجه عِيَاض عمر بْن سعد إِلَى رَأس الْعين وَسَار بِنَفسِهِ فِي بَقِيَّة النَّاس إِلَى دَارا ونصيبين فَنزل عَلَيْهِمَا حَتَّى افتتحهما ثمَّ افْتتح الْموصل صَالحه عَلَيْهَا أَهلهَا وَزَاد عمر فِي مَسْجِد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَاد فِيهِ من نَاحيَة دَار مَرْوَان وَأدْخل فِيهِ دَار الْعَبَّاس وَسوى أعمدته وسقفه وَبعث سعد جرير بْن عَبْد اللَّه البَجلِيّ إِلَى حلوان فافتتحها عنْوَة وافتتح هَاشم بْن عتبَة ماسبذان عنْوَة وَفِي هَذِه السّنة فتح أَبُو مُوسَى جنديسابور والسوس صلحا ثمَّ أَمر عمر أَبَا مُوسَى بجرير بْن عَبْد اللَّه فافتتحوا رامهرمز صلحا ثمَّ سَار أَبُو مُوسَى إِلَى التستر حَتَّى فتحهَا وافتتح فَم وقاشان ثمَّ افْتتح مُعَاوِيَة بْن أبي سُفْيَان قيسارية والرملة وَمَا بَينهمَا فأقره عمر عَلَيْهِمَا وَحج بِالنَّاسِ عمر وَفِي هَذِه السّنة افتتحت تكريت فَلَمَّا دخلت سنة عشْرين رجفت الْمَدِينَة بالزلزلة وشكى أهل الْكُوفَة(2/219)
سَعْدا وَزَعَمُوا أَنه لَا يحسن يُصَلِّي فاستقدمه عمر وَسَأَلَهُ فَقَالَ إِنِّي أركن فِي الْأَوليين وأحذف فِي الآخرتين فَقَالَ كَذَاك الظَّن فِيك يَا أَبَا إِسْحَاق ثمَّ عزل عمر قدامَة بْن مَظْعُون عَن الْبَحْرين وَدخل أَبُو بحريّة الْكِنْدِيّ عَبْد اللَّه بْن قيس بِلَاد الرّوم وأغار وَهُوَ أول من دَخلهَا وافتتح مصر والإسكندرية عَمْرو بْن الْعَاصِ عنْوَة وَقد فتحت سنة إِحْدَى وَعشْرين وغنم بهَا غَنَائِم كَثِيرَة ثمَّ رَجَعَ فَلَمَّا بلغ بلهيب قَرْيَة من قرى الرِّيف أرسل صَاحب الْإسْكَنْدَريَّة إِلَى عَمْرو بْن الْعَاصِ أَنِّي قد كنت أخرج الْجِزْيَة إِلَى من هُوَ أبْغض غلى مِنْكُم فَارس وَالروم فَإِن أَحْبَبْت أَن أُعْطِيك الْجِزْيَة على أَن ترد عَليّ من السَّبي فعلت فَبعث إِلَيْهِ عَمْرو بْن الْعَاصِ إِن من ورائي أَمِيرا لَا أَسْتَطِيع أَن أنفذ أمرا دونه فَإِن شِئْت أَن أمسك عَنْك وَتمسك عني حَتَّى أكتب إِلَيْهِ بِالَّذِي عرضت عَليّ فعلت فَإِن قبل ذَلِك قبلته وَإِن أَمرنِي بِغَيْر ذَلِك مضيت لأَمره فَقَالَ نعم فَكتب عَمْرو إِلَى عمر فَكتب إِلَيْهِ عمر أما بعد فقد جَاءَنِي كتابك تذكر فِيهِ أَن صَاحب الْإسْكَنْدَريَّة عرض عَلَيْك الْجِزْيَة على أَن ترد عَلَيْهِ مَا أصبت من سبي أرضه ولعمرى(2/220)
لجزية قَائِمَة تكون لنا وَلمن بَعدنَا من الْمُسلمين أحب إِلَيّ من فيئ يقسم ثمَّ كَأَنَّهُ لم يكن فاعرض على صَاحب الْإسْكَنْدَريَّة أَن يعطيك الْجِزْيَة على أَن تخَيرُوا من فِي أَيْدِيكُم من سَبْيهمْ بَين الْإِسْلَام وَبَين دين قَومهمْ فَمن اخْتَار الْإِسْلَام فَهُوَ من الْمُسلمين لَهُ مَا لَهُم وَعَلِيهِ مَا عَلَيْهِم وَمن اخْتَار دين قومه وضع عَلَيْهِ من الْجِزْيَة مَا يوضع على أهل دينه وَأما من تفرق من سَبْيهمْ فَبلغ الْمَدِينَة وَمَكَّة واليمن فانا لَا نقدر على ردهم فَلَا نحب أَن نصالحهم على مَا لَا نفي بِهِ فَبعث عَمْرو بن الْعَاصِ غلى صَاحب الْإسْكَنْدَريَّة يُعلمهُ بِالَّذِي كتب أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ قد قبلت فَجمعُوا مَا بِأَيْدِيهِم من السَّبي وَاجْتمعت النَّصَارَى فَكَانُوا يخيرون الرجل بَين الْإِسْلَام والنصرانية فَإِن اخْتَار الْإِسْلَام كبر الْمُسلمُونَ وانحاز إِلَيْهِم وَإِن اخْتَار النَّصْرَانِيَّة نخرت النَّصَارَى ثمَّ حازوه إِلَيْهِم وَوَضَعُوا عَلَيْهِم الْجِزْيَة ثمَّ كتب عَمْرو بْن الْعَاصِ إِلَى عمر أما بعد يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فانا قَدرنَا على الْبَحْر وَإِن شِئْت أَن تركبه ركبت فَكتب إِلَيْهِ عمر أَن صف لي كَيفَ حَاله وَحَال من رَكبه فَكتب إِلَيْهِ عَمْرو بْن الْعَاصِ أَنه خلق شَدِيد يحل فِيهِ خلق ضَعِيف دود على عود إِن استمسك بِهِ فزع وَإِن خر غرق فَكتب إِلَى عَمْرو بْن الْعَاصِ مَا كَانَ اللَّه ليسألني عَن أَمْرِي مكن الْمُسلمين الَّذين حملتهم فِيهِ لَا حَاجَة لنا بِهِ(2/221)
وَتُوفِّي بِلَال بْن رَبَاح مُؤذن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِدِمَشْق وَدفن فِي الْمقْبرَة عِنْد بَاب الصَّغِير ثمَّ أخرج عمر يهود الْحجاز من نَجْرَان إِلَى الْكُوفَة وَقَالَ كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول لَئِن عِشْت لأخْرجَن الْيَهُود من جَزِيرَة الْعَرَب ثمَّ قَالَ لَهُم من كَانَ لَهُ مِنْكُم عهد من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فليأت بعهده حَتَّى ننفذه وَمن لم يكن لَهُ عهد فَإِنِّي أجليه لِأَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أقركم مَا أقركم اللَّه وَقد أذن اللَّه بإجلائكم إِلَّا أَن يَأْتِي رجل مِنْكُم بِعَهْد أَو بَيِّنَة من النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه أقره فأقره وَقد فَعلْتُمْ بمظهر بْن رَافع الْحَارِثِيّ مَا فَعلْتُمْ وَذَلِكَ أَن مظهر بْن رَافع خرج بأعلاج لَهُ من الشَّام حَتَّى إِذا كَانَ بِخَيْبَر دخل قوم من الْيَهُود وأعطوا غلمانه السِّلَاح وحرضوهم على قَتله فَقَتَلُوهُ فَأجلى عمر الْيَهُود من الْحجاز وَقسم خَيْبَر على ثَمَانِيَة عشر سَهْما ثمَّ بعث إِلَى فدك أَبَا حَبِيبَة الْحَارِثِيّ وَمضى إِلَى وَادي الْقرى وأنفذ ظعن خَيْبَر ووادي الْقرى على مَا كَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمَّاهَا إِلَّا أَنه فرقها وَصَارَت فِي أَيدي أَهلهَا تبَاع وتورث بَدَأَ بِأَزْوَاج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفرض لكل امْرَأَة مِنْهُنَّ(2/222)
اثْنَي عشر ألفا وَفرض لأهل بدر صبيهم وحليفهم ومولاهم خَمْسَة آلَاف خَمْسَة آلَاف وَفرض للْأَنْصَار صبيهم وحليفهم ومولاهم أَرْبَعَة آلَاف أَرْبَعَة آلَاف ثمَّ مَاتَ أسيد بْن حضير فِي شعْبَان وَدفن بِالبَقِيعِ وَمَات هِرقل ملك الرّوم وأقعد مَكَانَهُ قسطنطين ثمَّ أغارت الْحَبَشَة على أهل بلجة فأصابوهم وَقدم الصَّرِيخ على عمر فَبعث عَلْقَمَة بْن مجزر المدلجي فِي عشْرين مركبا إِلَى إِلَى الْحَبَشَة فَأَغَارُوا عَلَيْهِم وَلم يحمل بعْدهَا مُسلما فِي الْبَحْر ثمَّ عزل عمر أَبَا مُوسَى عَن الْبَصْرَة وولاها عُثْمَان بْن أبي الْعَاصِ وَأَمرهمَا أَن يطاوعا فَنزل عُثْمَان توج ومصرها وَبعث سوار بْن همام الْعَبْدي إِلَى سَابُور فَقتل بعقبة الطين ثمَّ مَاتَت زَيْنَب بنت جحش زَوْجَة رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَ عمر من يغسلهَا فَقَالَت أَزوَاج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحن نغسلهَا فغسلناها وَصلى عَلَيْهَا عمر وَكبر أَرْبعا فَلَمَّا أَتَى بسريرها أَمر عمر بِثَوْب فَمد على قبرها وَأمر أُسَامَة بْن زيد وَابْن أَخِيهَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن(2/223)
جحش وَمُحَمّد بْن طَلْحَة بْن عبيد اللَّه فَدَخَلُوا قبرها ولحدوا لَهَا وَقَامَ عمر على قبرها حَتَّى سوى عَلَيْهَا ورش على قبرها المَاء ثمَّ انْصَرف وَحج عمر بِالنَّاسِ فَلَمَّا دخلت السّنة الْحَادِيَة وَالْعشْرُونَ مَاتَ خَالِد بْن الْوَلِيد بحمص وَأوصى إِلَى عمر بْن الْخطاب ثمَّ كَانَ فتح نهاوند وأميرها النُّعْمَان بْن مقرن وَذَلِكَ أَن أهل الرّيّ وأصبهان وهمذان ونهاوند تعاقدوا وتعاهدوا وَقَالُوا أَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِي الْعَرَب الَّذِي أَقَامَ لَهَا دينهَا مَاتَ وَإِن ملكهم من بعده ملك يَسِيرا يَعْنِي أَبَا بكر ثمَّ هلك وَإِن عمر قد طَال ملكه ومكثه وَتَأَخر أمره حَتَّى جَيش إِلَيْكُم الجيوش فِي بِلَادكُمْ وَلَيْسَ بمنقطع عَنْكُم حجتي تسيروا إِلَيْهِم فِي بِلَادهمْ فتقتلوهم فَلَمَّا بلغ الْخَبَر أهل الْكُوفَة من الْمُسلمين كتبُوا إِلَى عمر فَلَمَّا أَخذ عمر الصَّحِيفَة مَشى بهَا إِلَى مِنْبَر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ باك وَجعل يُنَادي أَيْن الْمُسلمُونَ أَيْن الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَار من هَهُنَا من الْمُسلمين فَلم يزل يُنَادي حَتَّى امْتَلَأَ عَلَيْهِ الْمَسْجِد رجالاثم صعد الْمِنْبَر فَحَمدَ اللَّه وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ أما بعد أَيهَا النَّاس فَإِن الشَّيْطَان قد جمع لكم جموعا كَثِيرَة(2/224)
وَأَقْبل بهَا عَلَيْكُم أَلا وَإِن أهل الرّيّ وأصبهان وَأهل همذان وَأهل نهاوند أُمَم مُخْتَلفَة ألوانها وأديانها أَلا وَإِنَّهُم تعاقدوا وتعاهدوا على أَن يَسِيرُوا إِلَيْكُم فيقتلوكم أَلا وَإِن هَذَا يَوْم لَهُ مَا بعده من الْأَيَّام أَلا فأشيروا على برأيكم فَقَامَ طَلْحَة بْن عبيد اللَّه فَحَمدَ اللَّه وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ أما بعد يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فقد حنكتك البلايا وعجمتك التجارب وَقد ابْتليت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ واختبرت فَلم ينْكَشف شَيْء من عواقب قَضَاء اللَّه لَك إِلَّا عَن خِيَار وَأَنت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَيْمُون النقيبة مبارك الْأَمر فمرنا نطع وادعنا نجب واحملنا نركب فَأثْنى عمر على طَلْحَة خيرا ثمَّ جلس فَقَامَ عُثْمَان بْن عَفَّان فَحَمدَ اللَّه وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِنِّي أرى أَن تكْتب إِلَى أهل الشَّام فيسيرون إِلَيْك من شامهم وتكتب إِلَى أهل الْيمن فيسيرون من يمنهم وتسير أَنْت بِمن مَعَك من أهل هذَيْن الْحَرَمَيْنِ إِلَى هذَيْن المصرين فَإنَّك لَو فعلت ذَلِك كنت أَنْت الْأَعَز والأكبر وَإِن هَذَا يَوْم لَهُ مَا بعده من الْأَيَّام وَأثْنى عَلَيْهِ عمر فَجَلَسَ فَقَامَ عَليّ بْن أبي طَالب فَحَمدَ اللَّه وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ أما بعد يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَإنَّك إِن تكْتب إِلَى أهل الشَّام أَن يَسِيرُوا(2/225)
إِلَيْك من شامهم إِذا تسير الرّوم إِلَى ذَرَارِيهمْ فتسبيهم وَإِن تكْتب إِلَى أهل الْيمن أَن يَسِيرُوا إِلَيْك من يمنهم إِذا تسير الْحَبَشَة إِلَى ذَرَارِيهمْ فتسبيهم وَإِن سرت أَنْت بِمن مَعَك من أهل هذَيْن الْحَرَمَيْنِ إِلَى هذَيْن المصرين إِذا وَالله انتقضت عَلَيْك الأَرْض من أقطارها وأكنافها وَكَانَ وَالله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ من تخلف وَرَاءَك من العورات والعيالات أهم إِلَيْك مِمَّا بَين يَديك من الْعَجم ولالله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَو أَن الْعَجم نظرُوا إِلَيْك عيَانًا إِذا لقالوا هَذَا عمر هَذَا إريس الْعَرَب وَكَانَ وَالله أَشد لحربهم وجرأتهم عَلَيْك وَأما مَا كرهت من مسير هَؤُلَاءِ الْقَوْم فَإِن اللَّه أكره لمسيرهم مِنْك وهوأقدر على تَغْيِير مَا كره وَأما مَا ذكرت من كثرتهم فَإنَّا كُنَّا مَا نُقَاتِل مَعَ نَبينَا بِالْكَثْرَةِ وَلَكنَّا نُقَاتِل مَعَه بالنصرة من السَّمَاء وَأَنا أرى يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ رَأيا من تِلْقَاء نَفسِي رَأْيِي أَن تكْتب إِلَى أهل الْبَصْرَة فيفترقوا على ثَلَاث فرق فرقة تقيم فِي أهل عهودهم بِأَن لَا ينتقضوا عَلَيْهِم وَفرْقَة تقيم من ورائهم فِي ذَرَارِيهمْ وَفرْقَة تسير إِلَى إخْوَانهمْ بِالْكُوفَةِ مدَدا لَهُم فطبق عمر ثمَّ أهل مكبرا يَقُول اللَّه أكبر اللَّه أكبر هَذَا رأى هَذَا رأى كنت أحب أَن أتابع صدق بْن أبي طَالب لَو خرجت بنفسي لنقضت على(2/226)
الأَرْض من أقطارها وَلَو أَن الْعَجم نظرُوا إِلَيّ عيَانًا مَا رالوا عَن العرص حَتَّى يقتلوني أَو أقتلهم أشر على يَا عَليّ بْن أبي طَالب بِرَجُل أوليه هَذَا الْأَمر قَالَ مَالِي وَلَهُم هم أهل الْعرَاق وفدوا عَلَيْك ورأوك ورأيتهم وتوسمتهم وَأَنت أعلمنَا بهم قَالَ عمر إِن شَاءَ اللَّه لأولين الرَّايَة غَدا رجلا يكون لأوّل أسنة يلقاها وَهُوَ النُّعْمَان بْن مقرن الْمُزنِيّ ثمَّ دَعَا عمر السَّائِب بْن الْأَقْرَع الْكِنْدِيّ فَقَالَ يَا سائب أَنْت حفيظ على الْغَنَائِم بِأَن تقاسمها فَإِن اللَّه أغنم هَذَا الْجَيْش شَيْئا فَلَا تمنعوا أحدا حَقًا هُوَ لَهُ ثكلتك أمك يَا سائب وَإِن هَذَا الْجَيْش هلك فَاذْهَبْ عني فِي عرض الأَرْض فَلَا أنظر إِلَيْك بِوَاحِدَة فَإنَّك تجيئني بِذكر هَذَا الْجَيْش كلما رَأَيْتُك ثمَّ كتب إِلَى أهل الْكُوفَة سَلام عَلَيْكُم أما بعد فقدج اسْتعْملت عَلَيْكُم النُّعْمَان بْن مقرن الْمُزنِيّ فَإِن قتل النُّعْمَان فَعَلَيْكُم حُذَيْفَة بْن الْيَمَان الْعَبْسِي فَإِن قتل حُذَيْفَة فَعَلَيْكُم عَبْد اللَّه بْن قيس الْأَشْعَرِيّ أَبُو مُوسَى فَإِن قتل أَبُو مُوسَى فَعَلَيْكُم جرير بْن عَبْد اللَّه البَجلِيّ فَإِن قتل جرير فَعَلَيْكُم الْمُغيرَة بْن شُعْبَة الثَّقَفِيّ فَإِن قتل الْمُغيرَة فَعَلَيْكُم الْأَشْعَث بْن قيس الْكِنْدِيّ ثمَّ كتب عمر إِلَى النُّعْمَان بْن مقرن فَإِن فِي جندك رجلَيْنِ عَمْرو بْن معد يكرب المدحجي وطليحة بْن خويلد الْأَسدي فأحضرهما(2/227)
وشاورهما فِي الْحَرْب وَإِيَّاك أَن توليهما عملا فَإِن كل صانع أعلم بصناعته فَلَمَّا ورد عَلَيْهِ الْكتاب سَار بِالنَّاسِ فَالتقى الْمُسلمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ بنهاوند فَأقبل الْمُشْركُونَ يحْمُونَ أنفسهم وخيولهم ثَلَاثًا ثمَّ نَهَضَ إِلَيْهِم الْمُسلمُونَ يَوْم الْأَرْبَعَاء فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا حَتَّى كثرت الْقَتْلَى وفشت الجرخى والصرعى فِي الْفَرِيقَيْنِ جَمِيعًا ثمَّ حجز بَينهمَا اللَّيْل وَرجع الْفَرِيقَانِ إِلَى عسكريهما وَبَات الْمُسلمُونَ وَلَهُم أَنِين من الْجِرَاحَات يعصبون بالخرق ويبكون حول مصاحفهم وَبَات الْمُشْركُونَ فِي معازفهم وخمورهم ثمَّ غدوا يَوْم الْخَمِيس فاقتتل الْمُشْركُونَ وقاتلوا قتالا شَدِيدا حَتَّى كثرت الْقَتْلَى وفشت الْجَرْحى فِي الْفَرِيقَيْنِ جَمِيعًا ثمَّ حجز بَينهمَا اللَّيْل وَرجع الْفَرِيقَانِ إِلَى عسكريهما وَبَات الْمُسلمُونَ لَهُم أَنِين من الْجِرَاحَات يعصبون بالخرق ويبكون حول مصاحفهم وَبَات الْمُشْركُونَ فِي معازفهم وخمورهم ثمَّ غَدا النُّعْمَان بْن مقرن يَوْم الْجُمُعَة وَكَانَ رجلا قَصِيرا أَبيض على برذون أَبيض قد أعلم بالبياض فَجعل يَأْتِي راية راية يحرضهم على الْقِتَال(2/228)
وَيَقُول اللَّه اللَّه فِي الْإِسْلَام أَن تخذلوه فانكم بَاب بَين الْمُسلمين وَبَين الْمُشْركين فَإِن كسر هَذَا الْبَاب دخلُوا على الْمُسلمين يَا أَيهَا النَّاس إِنِّي هاز لكم الرَّايَة مرّة فليتعاهد الرجل الْخَيل فِي حزمها وأعنتها أَلا وَإِنِّي هاز لكم الثَّانِيَة فَلْينْظر كل رجل مِنْكُم إِلَّا موقف فرسه ومضرب رمحه وَوجه مقاتله أَلا وَإِنِّي هاز لكم الثَّالِثَة ومكبر فكبروا اللَّه واذكروه ومستنصر فاستنصروه أَلا فحامل فاحملوا فَقَالَ رجل قد سمعنَا مَقَالَتك وحفظنا وصيتك فَأخْبرنَا بِأَيّ النَّهَار يكون ذَلِك حَتَّى يَكُونُوا على آلَة وعدة قَالَ النُّعْمَان لَيْسَ بِمَعْنى أَن يكون ذَلِك من أول النَّهَار إِلَّا شَيْء شهدته من رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذا غزا فَلم يُقَاتل أول النَّهَار لم يعجل بِالْقِتَالِ حَتَّى تَزُول الشَّمْس وتهب الرِّيَاح ويطيب الْقِتَال وتحضر الصَّلَاة وَينزل النَّصْر من السَّمَاء مَعَ مَوَاقِيت الصَّلَاة فِي الأَرْض فَمَكثَ الْمُسلمُونَ ينظرُونَ إِلَى الرَّايَة ويراعونها حَتَّى إِذا زَالَت الشنس عَن كبد السَّمَاء هز النُّعْمَان الرَّايَة هزة فانتزعوا المخالي عَن الْخُيُول وقرطوها الأعنة وَأخذُوا أسيافهم بأيمانهم والأترسة بشمائلهم وَصلى كل رجل مِنْهُم رَكْعَتَيْنِ يُبَادر بهما ثمَّ هز النُّعْمَان الرَّايَة ثَانِيًا فَوضع كل رجل مِنْهُم رمحه بَين أُذُنِي فرسه ولزمت(2/229)
الرِّجَال مِنْهُم نحور الْخَيل وَجعل كل رجل يَقُول لصَاحبه أَي فلَان تَنَح عني لأوطئك بفرسي إِنِّي أرى وَجه مقاتلي إِنِّي غير رَاجع إِن شَاءَ اللَّه حَتَّى أقتل أَو يفتح اللَّه عَليّ ثمَّ هز الثَّالِثَة فَكبر فَجعل النَّاس يكبرُونَ الأول فَالْأول الْأَدْنَى فالأدنى وَقذف اللَّه الرعب فِي قُلُوب الْمُشْركين حَتَّى أَن أَرجُلهم كَانَت تخفق فِي الركب فَلم يسْتَطع مِنْهُم أحد أَن يُوتر قوسه ثمَّ ولوا مُدبرين وَحمل النُّعْمَان وَحمل النَّاس فَكَانَ النُّعْمَان أول قَتِيل قتل من الْمُسلمين جَاءَهُ سهم فَقتله فجَاء أَخُوهُ معقل بْن مقرن فَغطّى عَلَيْهِ بردا لَهُ ثمَّ أَخذ الرَّايَة وَإِنَّهَا لتنضح دَمًا من دِمَاء من قَتله بهَا النُّعْمَان قبل أَن يقتل فَهزمَ اللَّه الْمُشْركين وَفتح على الْمُسلمين وَبَايع النَّاس لِحُذَيْفَة بْن الْيَمَان فَجمع السَّائِب بْن الْأَقْرَع الْغَنَائِم كَأَنَّهَا الآكام فَجَاءَهُ دهقان من دهاقينهم فَقَالَ هَل لَك أَن تؤمنني على دمي وَدم أهل بَيْتِي وَدم كل ذِي رحم لي وأدلك على كنز عَظِيم قَالَ نعم قَالَ خُذُوا المكاتل والمعاول فامشوا فَمَشَوْا مَعَه حَتَّى انْتهى إِلَى مَكَان قَالَ احفروا فَحَفَرُوا فَإِذا هم بصخرة قَالَ اقلعوها فقلعوا فَإِذا هم بسفطين من فصوص يضيء ضوءها كَأَنَّهَا شهب تتلألأ فَأعْطى السَّائِب كل ذِي حق حَقه من الْغَنَائِم وَحمل السفطين(2/230)
حَتَّى قدم بهما على عمر فَلَمَّا نظر عمر إِلَى السَّائِب ولى باكيا ثمَّ أقبل يَقُول يَا سائب وَيحك مَا وَرَاءَك مَا فعلت مَا فعل الْمُسلمُونَ قَالَ السَّائِب خير يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ هزم اللَّه الْمُشْركين وَفتح للْمُسلمين قَالَ وَيحك يَا سائب وَالله مَا أَتَت لَيْلَة بعد لَيْلَة بَات فِيهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَيْنَا مَيتا مثل البارحة لَا وَالله مَا بت البارحة إِلَّا تَقْديرا فَمَا فعل النُّعْمَان بْن مقرن قَالَ اسْتشْهد يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَبكى عمر ثمَّ قَالَ يرحم اللَّه النُّعْمَان ثَلَاثًا ثمَّ قَالَ مَه قَالَ لَا وَالَّذِي أكرمك بالخلافة وساقها إِلَيْك مَا قتل بعد النُّعْمَان أحد نعرفه فَبكى عمر بكاء شَدِيدا ثمَّ قَالَ الضُّعَفَاء لَكِن اللَّه أكْرمهم بِالشَّهَادَةِ وساقها إِلَيْهِم أدفنتم إخْوَانكُمْ لَعَلَّكُمْ غلبتم على أَجْسَادهم وخليتم بَين لحومهم وَالْكلاب وَالسِّبَاع أخْشَى أَن يَكُونُوا أصيبوا بِأَرْض مضيعة قَالَ السَّائِب هون عَلَيْك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فقد أكْرمهم اللَّه بِالشَّهَادَةِ وساقها إِلَيْهِم ثمَّ قَالَ عمر أَعْطَيْت كل ذِي حق حَقه فَقَالَ نعم فنفض عمر رِدَاءَهُ ثمَّ ولى باكيا فَأخذ السَّائِب بِطرف رِدَائه ثمَّ قَالَ اجْلِسْ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَإِن لي إِلَيْك حَاجَة قَالَ وَمَا حَاجَتك ألم تُخبرنِي أَنَّك أَعْطَيْت كل ذِي حق حَقه قَالَ بلَى قَالَ فَمَا حَاجَتك إِلَى فأبدى لَهُ عَن السفطين فصوصهما كَأَنَّهَا شهب تتلألأ فَقَالَ عمر(2/231)
مَا هَذَا فَأخْبرهُ السَّائِب خبر الدهْقَان فَصَعدَ فِيهَا بَصَره وخفضه ثمَّ قَالَ ادْع لي عليا وَعبد الرَّحْمَن بْن عَوْف وَابْن مَسْعُود وَعبد اللَّه بْن الأرقم فَلَمَّا اجْتَمعُوا عِنْده قَالَ السَّائِب لم يكن لي هم إِلَّا أَن أنفلت من عمر فركبت رَاحِلَة لي وأتيت الْكُوفَة فوَاللَّه مَا جَفتْ بردعة رَاحِلَتي حَتَّى أَتَانِي كتاب عمر عزمت عَلَيْك إِن كنت قَاعِدا لَا قُمْت وَإِن كنت قَائِما لَا قعدت إِلَّا على راحلتك ثمَّ الْعجل الْعجل فَقلت للرسول هَل كَانَ فِي الْإِسْلَام حدث قَالَ لَا قلت فَمَا حَاجته إِلَى قَالَ لَا أَدْرِي فركبت رَاحِلَتي حَتَّى أتيت عمر فَلَمَّا نظر إِلَى أقبل على بدرته يضربني بهَا حَتَّى سبقته إِلَى غَيره وَهُوَ يَقُول مَا لي وَلَك يَا بن أم مليكَة أعن ديني تُفَارِقنِي أم النَّار توردني قلت دَعْنِي عَنْك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَا تقتلني غما قَالَ عمر فَإنَّك لما خرجت من عِنْدِي فأويت إِلَى فِرَاشِي جَاءَنِي مَلَائِكَة من عِنْد رَبِّي فِي جَوف اللَّيْل فرموني بسفطين هذَيْن فَإِذا حملتهما فَإِذا نَار توقد على جَنْبي فَجعلت أتأخر وَجعلُوا يدفعونني إِلَيْهِمَا حَتَّى تعاهدت رَبِّي فِي هَذَا إِن هُوَ تركني حَتَّى أصبح لأقسمن على من أَفَاء اللَّه عَلَيْهِ أخرج بهما من عِنْدِي لَا حَاجَة لي بهما بهما(2/232)
بعطية الْمُقَاتلَة والذرية فَإِن لم تصب إِلَّا عَطِيَّة أحد الْفَرِيقَيْنِ فبع ثمَّ اقسمهما على من أَفَاء اللَّه عَلَيْهِ وَالله لَئِن شكا الْمُسلمُونَ قبل أَن تقسم بَينهم لأجعلنك نكالا لمن بعْدك قَالَ السَّائِب فَخرجت بهما من عِنْده حَتَّى قدمت الْكُوفَة فأخرجتهما إِلَى الزحمة فأبديت عَنْهُمَا فلاح ضوءهما كَأَنَّهُمَا شهب تتلألأ فَجعل لَا يَأْتِي عَلَيْهِمَا قوم إِلَّا صفقوا تَعَجبا مِنْهُمَا حَتَّى أَتَانِي عَمْرو بْن حُرَيْث فَلَمَّا نظر إِلَيْهِمَا استامني بهما فَقلت بعطية الْمُقَاتلَة والذرية فَمَا كلمني حَتَّى صفق على يَدي وأوجبت لَهُ البع فَخرج بهما إِلَى الْحيرَة فَبَاعَ أَحدهمَا بعطية الْمُقَاتلَة والذرية واستفضل الآخر ربحا فَكَانَ أول شَيْء اعتقله بِالْكُوفَةِ مَالا ثمَّ سَار الْمُغيرَة بِالْمُسْلِمين إِلَى مَدِينَة أذربيجان فَصَالحه أَهلهَا على ثَمَانمِائَة ألف دِرْهَم فِي كل سنة ثمَّ غزا حُذَيْفَة بْن الْيَمَان الدينور فافتتحها عنْوَة وَكَانَت قبل ذَلِك(2/233)
فتحت لسعد فانتقضت ثمَّ غزا حُذَيْفَة مَاء سندان فافتتحها عنْوَة وَكَانَت قبل ذَلِك فتح لسعد فانتقضت ثمَّ غزا حُذَيْفَة همذان فافتتحها عنْوَة ثمَّ ولى عمر عمار بْن يَاسر الْكُوفَة على الصَّلَاة وَالْحَرب وَعبد اللَّه بْن مَسْعُود على بَيت المَال وَعُثْمَان بْن حنيف على مساحة الأَرْض فَشَكا أهل الْكُوفَة عمارا وَقَالُوا رجل لَا يعلم فاستعفى عمار ودعا عمر جُبَير بْن مطعم خَالِيا ليوليه الْكُوفَة وَقَالَ لَهُ لَا تذكره لأحد فَبلغ الْمُغيرَة بْن شُعْبَة أَن عمر قد خلا بجبير بْن مطعم فَرجع إِلَى امْرَأَته وَقَالَ لَهَا اذهبي إِلَى امْرَأَة جُبَير بْن مطعم فاعرضي عَلَيْهَا مَتَاع السّفر فأتتها فعرضت عَلَيْهَا فاستعجمت عَلَيْهَا ثمَّ قَالَت ائْتِينِي بِهِ فَلَمَّا استيقن الْمُغيرَة بذلك جَاءَ إِلَى عمر وَقَالَ بَارك اللَّه لَك فِيمَن وليت وَأخْبرهُ أَنه ولى جُبَير بْن مطعم فَقَالَ عمر لَا أدرى مَا أصنع فولى الْمُغيرَة بْن شُعْبَة الْكُوفَة فَلم يزل عَلَيْهَا إِلَى أَن مَاتَ عمر ثمَّ مضى عَمْرو بْن الْعَاصِ إِلَى برقة طرابلس فَفَتحهَا وَصَالح أهل برقة على اثنى عشر ألف دِينَار وَبعث عقبَة بْن نَافِع الفِهري فَافْتتحَ(2/234)
لعمر زويلة بِالصُّلْحِ وَكَانَ بَين برقة وزويلة صلح للْمُسلمين وَحج عمر بِالنَّاسِ واستخلف على الْمَدِينَة زيد بْن ثَابت فَلَمَّا دخلت السّنة الثَّانِيَة وَالْعِشْرين فتح الْمُغيرَة بْن شُعْبَة أذربيجان صلحا على ثَمَانمِائَة ألف دِرْهَم وَدخل مُعَاوِيَة أَرض الرّوم الصائفة فِي عشرَة آلَاف ثمَّ اعْتَمر عمر وسَاق مَعَه عشر بدنات ونحرها فِي منحر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ من الصَّحَابَة عبَادَة بْن الصَّامِت وَأَبُو ذَر وَأَبُو أَيُّوب وَشَدَّاد بْن أَوْس وَكَانَ نَافِع بْن عَبْد الْحَارِث عَامله على مَكَّة فَتَلقاهُ نَافِع فَقَالَ عمر من خلفت على أهل الْوَادي فَقَالَ بن رجل من الموَالِي قَالَ عمر أمولى أَيْضا قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِنَّه قارىء لِلْقُرْآنِ عَالم بالفرائض فَقَالَ عمر سَمِعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول إِن اللَّه عز وَجل يرفع بِهَذَا الْقُرْآن أَقْوَامًا وَيَضَع بِهِ آخَرين فَلَمَّا دخلت السّنة الثَّالِثَة وَالْعشْرُونَ فتح مُعَاوِيَة عسقلان صلحا وَقد قيل إِن الَّذِي فتح فِي هَذِه السّنة فتحهَا قرظة بن(2/235)
كَعْب الْأنْصَارِيّ لعمر وَلَا يَصح عِنْدِي ثمَّ كَانَ غَزْوَة أصطخر الأولى وَذَلِكَ أَن عُثْمَان بْن أبي الْعَاصِ أَقَامَ يتوج وَتُوفِّي قَتَادَة بْن النُّعْمَان الظفري فصلى عَلَيْهِ عمر وَنزل حفرته أَخُوهُ لأمه أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ وَمُحَمّد بْن مسلمة والْحَارث بْن خزمة ثمَّ حج بِالنَّاسِ عمر وَأذن لِأَزْوَاج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن يحججن مَعَه فَبينا هُوَ بِالْأَبْطح إِذْ أقبل رَاكب يسْأَل عَن عمر فَدلَّ عَلَيْهِ فَلَمَّا رَآهُ بَكَى وَجعل يَقُول ... جزى اللَّه خيرا من أَمِير وباركت ... يَد اللَّه فِي ذَاك الْأَدِيم الممزق ... ... قضيت أمورا ثمَّ غادرت بعْدهَا ... بوائج فِي أكمامها لم تفتق ... ... أبعد قَتِيل بِالْمَدِينَةِ أظلمت ... لَهُ الأَرْض تهتز العضاه بأسوق ... ... فَمن يسع أَو يركب جناحي نعَامَة ... ليدرك مَا قدمت بالْأَمْس يسْبق ... ... فَمَا كنت أخْشَى أَن تكون وَفَاته ... بكفي سبنتي أَزْرَق الْعين مطرق ...(2/236)
وَكَانَ جُبَير بْن مطعم يَقُول بَينا أَنا وَاقِف مَعَ عمر بِعَرَفَات إِذْ قَالَ رجل يَا خَليفَة اللَّه فَقَالَ رجل خَلْفي قطع اللَّه لحيتك وَالله لَا يقف أَمِير الْمُؤمنِينَ بعد هَذَا الْعَام أبدا قَالَ جُبَير فَالْتَفت فَإِذا هُوَ رجل من لَهب وَلَهَب بطن من الأزد وَبينا نَحن نرمى الْجمار وَإِذا رمى إِنْسَان فَأصَاب رَأس عمر فَشَجَّهُ فَقَالَ رجل خَلْفي قطع اللَّه لحيتك مَا أرى أَمِير الْمُؤمنِينَ إِلَّا سيقتل قَالَ جُبَير فَالْتَفت فَإِذا هُوَ ذَلِك اللهبي ثمَّ رَجَعَ عمر من مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة وَقَامَ فِي النَّاس فَقَالَ إِنِّي رَأَيْت كَأَن ديكا أَحْمَر نقرني نقرتين وَلَا أرَاهُ إِلَّا لحضور أجلى ثمَّ خرج يَوْمًا إِلَى السُّوق وَهُوَ متكئ على يَد عَبْد اللَّه بْن الزبير إِذْ لقِيه أَبُو لؤلؤة غُلَام الْمُغيرَة بْن شُعْبَة فَقَالَ لعمر أَلا تكلم مولَايَ أَن يضع عني من خراجي قَالَ وَكم خراجك قَالَ دِينَار قَالَ مَا أفعل إِنَّك لعامل وَإِن هَذَا لشَيْء يسير ثمَّ قَالَ لَهُ عمر أَلا تعْمل لي رحى قَالَ بلي فَلَمَّا ولى عمر قَالَ أَبُو لؤلؤة(2/237)
أعمل لَك رحى يتحدث بهَا من بَين الْمشرق وَالْمغْرب قَالَ بن الزبير فَوَقع فِي قلبِي قَوْله ذَلِك فَلَمَّا كَانَ وَقت النداء بِالْفَجْرِ خرج عمر إِلَى الصَّلَاة وَذَلِكَ يَوْم الْأَرْبَعَاء لأَرْبَع لَيَال بَقينَ من ذِي الْحجَّة واضطجع لَهُ أَبُو لؤلؤة فَقَامَ عمر فَجعل يَقُول بَين الصُّفُوف فاستووا اسْتَووا فَلَمَّا كبر طعنه أَبُو لؤلؤة ثَلَاث طعنات فِي وتينه فَقَالَ عمر قتلني الْخَبيث ثمَّ أَخذ بيد عَبْد الرَّحْمَن فقدمه فصلى عَبْد الرَّحْمَن بِالنَّاسِ الصُّبْح وَقَرَأَ انا اعطينك الْكَوْثَر وَإِذا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ ثمَّ دخل عَبْد الرَّحْمَن على عمر وَعِنْده على وَعُثْمَان وَسعد وَابْن عَبَّاس فَقَالَ يَا بن عَبَّاس من قتلني قَالَ أَبُو لؤلؤة قَالَ عمر الْحَمد لله الَّذِي لم يَجْعَل موتى بِرَجُل يدعى الْإِسْلَام ثمَّ سكت عمر كالمطرق فَقَالُوا أَلا ننبه للصَّلَاة فَقيل الصَّلَاة يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ نعم وَلَا حَظّ فِي الْإِسْلَام لمن ترك الصَّلَاة ثمَّ صلى وجرحه يثعب دَمًا ثمَّ أقبل على عَليّ فَقَالَ اتَّقِ اللَّه يَا عَليّ إِن وليت من أُمُور النَّاس شَيْئا فَلَا تحملن بني هَاشم على رِقَاب النَّاس وَأَنت يَا عُثْمَان إِن وليت من أُمُور النَّاس شَيْئا فَلَا تحملن بني أبي معيط على رِقَاب النَّاس وَأَنت يازبير وَيَا سعد إِن وليتما من أَمر النَّاس فَلَا تحملن أقاربكما على رِقَاب النَّاس ثمَّ قَالَ إِنِّي(2/238)
نظرت فِي أَمر النَّاس فَلم أر عِنْدهم شقاقا إِلَّا أَن يكون فِيكُم وَإِن الْأَمر إِلَى السِّتَّة نفر عُثْمَان وعَلى وَعبد الرَّحْمَن وَسعد وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر فتشاوروا ثَلَاثًا وَكَانَ طَلْحَة غَائِبا فِي مَال لَهُ فَقَالَ عمر إِنِّي مصرت لكم الْأَمْصَار ودونت لكم الدَّوَاوِين وَإِنِّي تركتكم على الْوَاضِحَة إِنَّمَا أَتَخَوَّف أحد رجلَيْنِ إِمَّا رجل يرى أَنه أَحَق بِالْملكِ من صَاحبه فيقاتله أَو رجل يتَأَوَّل الْقُرْآن فِي كتاب اللَّه الشَّيْخ وَالشَّيْخَة غذا زَنَيَا فَارْجُمُوهُمَا الْبَتَّةَ نكالا من اللَّه وَالله عَزِيز حَكِيم أَلا فَلَا تهلكوا عَن آيَة الرَّجْم فقد رجم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورجمنا مَعَه وَلَوْلَا أَن يَقُول النَّاس زَاد عمر فِي كتاب اللَّه لكتبتها بيَدي فقد قرأناها بِكِتَاب اللَّه ثمَّ دَعَا بِكِتَاب بِسم اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم من عَبْد اللَّه عمر أَمِير الْمُؤمنِينَ إِلَى الْخَلِيفَة من بعدِي سَلام عَلَيْك فَإِنِّي أَحْمد الله الذلا لَا إِلَه إِلَّا هُوَ أما بعد فَإِنِّي أوصيك بتقوى اللَّه وبالمهاجرين الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالهمْ الْآيَة فتعرف فضيلتهم وتقسم عَلَيْهِم فيئهم وأوصيك بالذين تبوؤا الدَّار والايمان الْآيَة فَهَؤُلَاءِ الْأَنْصَار تعرف فَضلهمْ وتقسم عَلَيْهِم فيئهم وَأُولَئِكَ الَّذِينَ جاءو مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لنا الْآيَة(2/239)
وَخرج أَبُو لؤلؤة على وَجه يُرِيد البقيع وَطعن فِي طَرِيقه اثنى عشر رجلا فَخرج خَلفه عبيد اللَّه بْن عمر فَرَأى أَبَا لؤلؤة والهرمزان وجفينة وَكَانَ نَصْرَانِيّا وَهُوَ يتناجون بِالبَقِيعِ فَسقط مِنْهُم خنجر لَهُ رأسان ونصابه فِي وَسطه فَقتل عبيد اللَّه أَبَا لؤلؤة والهرمزان وجفينة ثَلَاثَتهمْ فَجرى بَين سعد بْن أبي وَقاص وَبَين عبيد اللَّه فِي شَأْن جفينة ملاحاة وَكَذَلِكَ بَين عَليّ بْن أبي طَالب وَبَينه فِي شَأْن الهرمزان حَتَّى قَالَ عَليّ بْن أبي طَالب إِن وليت من هَذَا الْأَمر شَيْئا قتلت عبيد اللَّه بالهرمزان ثمَّ أرسل عمر إِلَى عَائِشَة يستأذنها فِي أَن يدْفن مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأبي بكر فَأَذنت لَهُ فَقَالَ عمر أَنا أخْشَى أَن يكون ذَلِك لمَكَان السُّلْطَان مني فَإِذا مت فاغسلوني فكفنوني ثمَّ قفوا بِي على بَيت عَائِشَة وَقُولُوا أيلج عمر فَإِن قَالَت نعم فأدخلوني وَإِن أَبَت فادفنوني بِالبَقِيعِ ثمَّ أرسل عمر فجيء بِلَبن فشربه فَخرج من جرحه فَعلم أَنه الْمَوْت فَقَالَ لعبد اللَّه بْن عمر انْظُر مَا على مكن الدَّين فاحسبه فَقَالَ سِتَّة وَثَمَانُونَ ألفا إِن وَفِي لَهَا مَال آل عمر فأدها عني من أَمْوَالهم(2/240)
وَإِلَّا فسل بني عدي بْن كَعْب فَإِن لم تف من أَمْوَالهم فسل قُريْشًا وَلَا تعدهم إِلَى غَيرهم وأدها عني فَتوفي عمر رَضِي الله عَنهُ وَله خَمْسَة وَسِتُّونَ سنة وَفعل بِهِ مَا أَمر فَأَذنت لَهُ عَائِشَة وَصلى عَلَيْهِ صُهَيْب وَدخل حفرته عُثْمَان بْن عَفَّان وَعبد اللَّه بْن عمر وَكَانَت الْخلَافَة عشر سِنِين وَسِتَّة أشهر وَأَرْبع لَيَال وَكَانَ لَهُ من الْعمَّال وَقت مَا توفّي على الْكُوفَة الْمُغيرَة بْن شُعْبَة وعَلى الْبَصْرَة أَبُو مُوسَى وعَلى حمص أَعمالهَا عُمَيْر بْن سعد الضمرِي وعَلى دمشق مُعَاوِيَة بْن أبي سُفْيَان وعَلى صنعاء يعلى بْن منية وعَلى الْجند عَبْد اللَّه بْن أبي ربيعَة وعَلى الطَّائِف سُفْيَان بْن عَبْد اللَّه الثَّقَفِيّ وعَلى مَكَّة نَافِع بْن عَبْد الْحَارِث وعَلى مصر عَمْرو بْن الْعَاصِ رَحِمهم اللَّه تَعَالَى أَجْمَعِينَ آمين اسْتِخْلَاف عُثْمَان بْن عَفَّان رضى اللع تَعَالَى عَنهُ وَهُوَ عُثْمَان بْن عَفَّان بْن أبي الْعَاصِ بْن أُميَّة بْن عَبْد شمس بْن عَبْد منَاف بْن قصي بْن كلاب بْن مرّة بْن كَعْب بْن لؤَي بْن غَالب بْن فهر بْن مَالك بْن النَّضر بْن كنَانَة بْن خُزَيْمَة بْن مدركة بن إلْيَاس بن(2/241)
مُضر بْن نزار بْن معد بْن عدنان وكنيته أَبُو عَمْرو وَقد قيل أَبُو عَبْد اللَّه وَيُقَال أَبُو ليلى وَأم عُثْمَان أروى بنت كريز بْن ربيعَة بْن حبيب بْن عَبْد شمس وَأمّهَا الْبَيْضَاء أم حَكِيم بنت عَبْد الْمطلب بْن هِشَام بْن عَبْد منَاف أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ بِالْبَصْرَةِ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ نَجِيحٍ الْمَدِينِيِّ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنا مَعْمَرٌ عَنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّ أُحُدًا ارْتَجَّ وَعَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اثْبُتْ أُحُدُ فَمَا عَلَيْكَ إِلا نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ قَالَ أَبُو حَاتِم لما دفن عمر رَضِي الله عَنهُ تعمد عُثْمَان بْن عَفَّان وَعلي بْن أبي طَالب وَطَلْحَة بْن عَبْد اللَّه وَالزُّبَيْر بْن الْعَوام وَعبد الرَّحْمَن وَسعد يتشاورون فَأَشَارَ عُثْمَان على عَبْد الرَّحْمَن بِالدُّخُولِ فِي الْأَمر فَأبى عَبْد الرَّحْمَن وَقَالَ لست بِالَّذِي أنافسكم على هَذَا الْأَمر وَإِن شِئْتُم(2/242)
اخْتَرْت لكم مِنْكُم وَاحِدًا فَجعلُوا ذَلِك إِلَى عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف فَلَمَّا ولى ذَلِك مَال النَّاس كلهم إِلَيْهِ وَتركُوا أُولَئِكَ الآخرين فَأخذ عَبْد الرَّحْمَن يتشاور فِي تِلْكَ اللَّيَالِي الثَّلَاث حَتَّى إِذا كَانَ من اللَّيْلَة الَّتِي بَايع عُثْمَان بْن عَفَّان من غدها جَاءَ إِلَى بَاب الْمسور بْن مخرمَة بعد هوى من اللَّيْل فَضرب الْبَاب وَقَالَ أَلا أَرَاك نَائِما وَالله مَا كحلت مُنْذُ اللَّيْلَة بِكَثِير نوم ادْع لي الزبير وسعدا فدعاهما فشاورهما ثمَّ أرْسلهُ إِلَى عُثْمَان بْن عَفَّان فَدَعَاهُ فناجاه حَتَّى فرقف بَينهمَا الْمُؤَذّن فَلَمَّا صلوا الصُّبْح اجْتَمعُوا وَأرْسل عَبْد الرَّحْمَن إِلَى من حضر من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار وأمراء الأجناد ثمَّ خطبهم فَحَمدَ اللَّه وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ أما بعد فَإِنِّي نظرت فِي أَحْوَال النَّاس وشاورتهم فَلم أجدهم يعدلُونَ بعثمان ثمَّ قَالَ يَا عُثْمَان نُبَايِعك على سنة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والخليفتين من بعده قَالَ نعم فَبَايعهُ عَبْد الرَّحْمَن وَبَايَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَار وأمراء الأجناد والمسلمون وَذَلِكَ لغرة الْمحرم وَبعد دفن عمر بِثَلَاثَة أَيَّام فِي هَذِه السّنة كَانَ فتح همذان ثَانِيًا وَكَانَت قد انتقضت على أميرها الْمُغيرَة بْن شُعْبَة على رَأس سِتَّة أشهر من مقتل عمر وَفِي هَذِه السّنة سَار إِلَيْهَا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ بِأَهْل الْبَصْرَة(2/243)
حَتَّى فتحهَا صلحا مَعَه الْبَراء بْن عَازِب وقرظة بْن كَعْب وَكَانَ عمر بْن الْخطاب قد قتل وَحُذَيْفَة قد افتتحها وجيشه كَانَ عَلَيْهَا ثمَّ انتقضوا حَتَّى غزاهم أَبُو مُوسَى وَخرج عُثْمَان بْن عَفَّان يَوْم الْفطر إِلَى الْمصلى يكبر ويجهر بِالتَّكْبِيرِ حَتَّى صلى الْعِيد وَانْصَرف وَبعث على الْحَج عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف فخطبهم عَبْد الرَّحْمَن قبل التَّرويَة بِيَوْم مَكَّة بعد الظّهْر فَلَمَّا زاغت الشَّمْس خرج إِلَى منى وَحج وَنَفر النَّفر الأول وَكَانَ قد سَاق مَعَه بدنات فنحرها فِي منحر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا دخلت السّنة الْخَامِسَة وَالْعشْرُونَ غزا مُعَاوِيَة أَرض الرّوم وَفتح الْحُصُون وَولد لَهُ ابْنه يزِيد بْن مُعَاوِيَة ثمَّ نقضت الْإسْكَنْدَريَّة الصُّلْح الَّذِي صَالحهمْ عَمْرو بْن الْعَاصِ عَلَيْهِ فغزاهم عَمْرو وظفر بهم وسباهم وَبعث السَّبي إِلَى الْمَدِينَة فردهم عُثْمَان إِلَى ذمتهم وَقَالَ إِنَّهُم كَانُوا صلحا والذرية لَا تنقض الصُّلْح وَإِنَّمَا تنقض الصُّلْح الْمُقَاتلَة وَنقض الْمُقَاتلَة الصُّلْح لَيْسَ يُوقع السَّبي على ذَرَارِيهمْ ثمَّ عزل عُثْمَان بْن عَفَّان عَمْرو بْن الْعَاصِ عَن الْإسْكَنْدَريَّة ومصر وولاهما عَبْد اللَّه بْن سعد بْن أبي سرح فَوجدَ عَمْرو من ذَلِك وَكَانَ بَدْء الشَّرّ بَينه وَبَين عُثْمَان عَزله عَن مصر والإسكندرية وَكَانَ عَمْرو قد بعث جَيْشه إِلَى الْمغرب فَأَصَابُوا غَنَائِم كَثِيرَة فَلَمَّا دخل عَبْد اللَّه بْن سعد مصر واليا بعث جرائد الْخَيل إِلَى الْمغرب وَاسْتَشَارَ عُثْمَان فِي إفريقية(2/244)
وعزل عُثْمَان سَعْدا عَن الْكُوفَة وَولي عَلَيْهَا الْوَلِيد بْن عقبَة بْن أبي معيط فَبعث الْوَلِيد سلمَان بْن ربيعَة الْبَاهِلِيّ فِي اثنى عشر ألفا إِلَى برذعة فافتتحها عنْوَة وَقتل وسبى وغزا البيلقان فَصَالَحُوهُ قبل أَن يَجِيء إِلَى برذعة وَبعث خيله إِلَى جرزان فَصَالَحُوهُ وَفِي هَذِه السّنة كَانَت غَزْوَة سَابُور الأولى ثمَّ حج عُثْمَان بِالنَّاسِ فَلَمَّا دخلت السّنة السَّادِسَة وَالْعشْرُونَ قدم مُعَاوِيَة الْمَدِينَة وافدا على عُثْمَان وَبعث عُثْمَان بْن عَفَّان عُثْمَان بْن أبي الْعَاصِ إِلَى فَارس فَفتح سَائِر الْجنُود وغزا عَبْد اللَّه بْن سعد بْن أبي سرح الإفريقية وَمَعَهُ العبادلة عَبْد اللَّه بْن عمر وَعبد اللَّه بْن الزبير وَعبد اللَّه بْن عَمْرو فلقي جرجير فِي مِائَتي ألف بِموضع يُقَال لَهُ سبيطلة على سبعين ميلًا من القيروان فَقتل جرجير وَسبوا وغنموا فَبلغ سهم الْفَارِس ثَلَاثَة آلَاف مِثْقَال ذهب وَسَهْم الراجل ألف مِثْقَال وَصَالَحَهُ أهل تِلْكَ المدن إِلَى قيروان على مائَة ألف رَطْل من ذهب وَاعْتمر عُثْمَان وَدخل مَكَّة لَيْلًا وَكَانَ بَين الصَّفَا والمروة وَحل(2/245)
قبل أَن يصبح ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَة وَأمر بتوسعة الْمَسْجِد الْحَرَام وتجديد أنصاب الْحرم وَتزَوج عُثْمَان بنت خَالِد بْن أسيد ثمَّ اعْتَمر عُثْمَان فِي رَجَب وَخرج مَعَه عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر وَالْحُسَيْن بْن عَليّ فَمَرض الْحُسَيْن بْن عَليّ فَأَقَامَ عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر عَلَيْهِ بالسقيا وَبعث إِلَى عَليّ يُخبرهُ بذلك فَخرج عَليّ فِي نفر من بني هَاشم إِلَى السقيا فَلَمَّا دَخلهَا دَعَا بِبدنِهِ فنحرها وَحلق رَأسه وَأقَام عَليّ الْحُسَيْن يمرضه فَلَمَّا فرغ عُثْمَان من عمرته كَلمُوهُ بِأَن يحول السَّاحِل إِلَى جدة وَكَانُوا قبل ذَلِك فِي الْجَاهِلِيَّة يرسون بالشعيبة وَقَالُوا جدة أقرب إِلَى مَكَّة وأوسع وَأقرب من كل نَاحيَة فَخرج عُثْمَان إِلَى جدة فرآها وَرَأى موضعهَا وَأمرهمْ أَن يجعلوها بمَكَان الشعيبة فحول السَّاحِل إِلَى جدة وَدخل الْبَحْر وَقَالَ إِنَّه مبارك وَقَالَ لمن مَعَه ادخُلُوا وَلَا يدخلهَا إِلَّا بمئزر ثمَّ خرج عُثْمَان من جدة على طَرِيق يُخرجهُ إِلَى عسفان ثمَّ مضى إِلَى الْجَار فَأَقَامَ بهَا يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ انْصَرف فَمر بعلي بْن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ فِي مُنْصَرفه وَهُوَ يمرض الْحُسَيْن مَعَ جمَاعَة من بني هَاشم فَقَالَ عُثْمَان قد أردْت الْمقَام عَلَيْهِ حَتَّى تقدم وَلَكِن الْحُسَيْن عزم عَليّ وَجعل يَقُول امْضِ لرهطك فَقَالَ عَليّ مَا كَانَ ذَلِك بِشَيْء يفوتك هَل كَانَت إِلَّا عمْرَة إِنَّمَا يخَاف الْإِنْسَان فَوت الْحَج فَأَما الْعمرَة فَلَا فَقَالَ عُثْمَان إِنِّي أَحْبَبْت أَن أدْرك عمْرَة(2/246)
فِي رَجَب فَقَالَ عَليّ بْن أبي طَالب مَا رَأَيْت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَمر فِي رَجَب قطّ وَمَا اعْتَمر عمراته الثَّلَاث إِلَّا فِي ذِي الْقعدَة ثمَّ رَجَعَ عُثْمَان إِلَى الْمَدِينَة ثمَّ مضى عَليّ مَعَ الْحُسَيْن إِلَى مَكَّة وافتتح عُثْمَان بْن أبي الْعَاصِ سَابُور الثَّانِيَة على ثَلَاثَة آلَاف ألف وثلاثمائة ألف صلحا وَدخل فِي صلحهم كازرون وَبعث عُثْمَان بْن أبي الْعَاصِ هرم بْن حَيَّان الْعَبْدي إِلَى قلعة بجرة على ذَلِك وَهِي يُقَال لَهَا قلعة الشُّيُوخ فافتتحها عنْوَة وسبى أَهلهَا وَحج بِالنَّاسِ عُثْمَان بْن عَفَّان فَلَمَّا دخلت السّنة السَّابِعَة وَالْعشْرُونَ اسْتَشَارَ عُثْمَان بْن عَفَّان أَصْحَاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إفريقية فأشاروا عَلَيْهِ بذلك وَكَانَ عُثْمَان يكره ذَلِك لِأَن عمر كَانَ يكرههُ وَيَقُول إِنَّهَا لَا تحمل واليًا مقتصدًا فَخرج عَبْد اللَّه بْن أبي سرح وجلب عُثْمَان إبِلا كَثِيرَة من الربذَة وسرف وَحمل عَلَيْهَا سِلَاحا كثيرا وَسَار الْمُسلمُونَ مَعهَا يلحقون بِعَبْد اللَّه بْن سعد بْن أبي سرح فَلَمَّا التقى الْمُسلمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ ألقِي اللَّه فِي قُلُوبهم الرعب وفض ذَلِك الْجمع حَتَّى طلبُوا الصُّلْح فَصَالحهُمْ عَبْد اللَّه بْن أبي سرح على ألفي ألف وَخَمْسمِائة ألف وَعشْرين ألفا فَلَمَّا كَانَ الْعِيد خطبهم عُثْمَان وَكَانَ صَادف الْعِيد يَوْم الْجُمُعَة فَقَالَ من كَانَ من أهل الْعَالِيَة وَأحب أَن يجْتَمع مَعنا فعل وَإِلَّا فليجلس(2/247)
فِي مَوْضِعه فَافْتتحَ عُثْمَان بْن أبي الْعَاصِ أرجان ودارابجرد وَصَالح أَهلهَا على ألفي ألف وَمِائَة فَلَمَّا دخلت السّنة الثَّامِنَة وَالْعشْرُونَ تزوج عُثْمَان نائلة بنت الفرافصة وَكَانَت على دين النَّصْرَانِيَّة فَلَمَّا دخلت عَلَيْهِ قَالَ لَهَا عُثْمَان إِنِّي شيخ كَبِير كَمَا تَرين قَالَت أَنا من نسَاء أحب الْأزْوَاج إلَيْهِنَّ الكهول قَالَ تقومين إِلَيّ أَو آتِيك قَالَت مَا جِئْت من سماوة كلب إِلَيْك إِلَّا وَأَنا أُرِيد الْقيام إِلَيْك وغزا مُعَاوِيَة الْبَحْر وَمَعَهُ عبَادَة بن الصَّامِت مَعَه امْرَأَته أم حرَام بنت ملْحَان الْأَنْصَارِيَّة فاتى قبرس فَتُوُفِّيَتْ أم حرَام بهَا وقبرها هُنَاكَ ثمَّ كَانَ فتح فَارس الأول على يَدي هِشَام بن عَامر وغزا مُعَاوِيَة قبرس فَلحقه عَبْد اللَّه بْن أبي سرح وَأهل مصر وغنموا غَنَائِم كَثِيرَة وغزا حبيب بْن مسلمة سورية من أَرض الرّوم ثمَّ كَانَت قبرس الْآخِرَة(2/248)
أميرها هِشَام بْن عَامر وَاعْتمر عُثْمَان فِي رَجَب وَمَعَهُ عَمْرو بْن الْعَاصِ فَأتى عُثْمَان بِلَحْم صيد فَأَمرهمْ بِأَكْلِهِ فَقَالَ لَهُ عَمْرو بْن الْعَاصِ لَا تَأْكُل وَلَا تَأْمُرنَا بِهِ فَقَالَ عُثْمَان لست آكل مِنْهُ شَيْئا لِأَنَّهُ صيد من أَجلي فَكَانَ بَين عُثْمَان وَعَمْرو كَلَام كَانَ ذَلِك أول ملاحاة كَانَت بَينهمَا وَفِي هَذِه السّنة بني عُثْمَان دَاره بالزوراء ثمَّ حج عُثْمَان بِالنَّاسِ فَلَمَّا دخلت السّنة التَّاسِعَة وَالْعشْرُونَ عزل عُثْمَان أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيّ عَن الْبَصْرَة وَكَانَ عَاملا عَلَيْهَا سبع سِنِين وعزل عُثْمَان بْن أَبى الْعَاصِ عَن فَارس وَولي ذَلِك كُله عَبْد اللَّه بْن عَامر بْن كريز وَهُوَ يَوْمئِذٍ بن خمس وَعشْرين سنة فَقدم الْبَصْرَة ثمَّ خرج عَبْد اللَّه بْن عَامر إِلَى فَارس على مقدمته عبيد اللَّه بْن معمر التَّيْمِيّ فَقتل عبيد اللَّه وَفتح إصطخر الثَّانِيَة عنْوَة فَقتل وسبى فَكَانَ ذَلِك اصطخر الْآخِرَة وَقد قيل فِي هَذِه السّنة فتح سَارِيَة بْن زنيم الدئلي أَصْبَهَان صلحا وعنوة بِأَهْل الْبَصْرَة بَعثه بْن عَامر وضاق مَسْجِد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على النَّاس فَكَلَّمُوا(2/249)
عُثْمَان فِي توسعته فَأمر بتوسعته فَكَانَ عُثْمَان يركب على رَاحِلَته وَيقوم على الْعمَّال وهم يعْملُونَ حَتَّى يَجِيء وَقت الصَّلَاة فَيتْرك وَيصلى بهم وَرُبمَا قَالَ فِي الْمَسْجِد ونام فِيهِ حَتَّى جعل أعمدته من حِجَارَة وفرش فِيهَا الرضراض وبناه بِالْحِجَارَةِ المنقوشة والساج وَجعل لَهُ سِتَّة أَبْوَاب ثمَّ نقضت حلوان الصُّلْح فافتتحها بْن عَامر عنْوَة ورجم عُثْمَان امْرَأَة من جُهَيْنَة أدخلت على زَوجهَا فَولدت فِي سِتَّة أشهر من يَوْم أدخلت عَلَيْهِ فَأمر بهَا عُثْمَان فرجمت فَدخل عَليّ على عُثْمَان فَقَالَ لَهُ إِن اللَّه يَقُول حمله وفصله ثلثون شهرا فَأرْسل عُثْمَان فِي طلبَهَا فوجدوها قد رجمت فاعترف الرجل بالغلام وَكَانَ من أشبه النَّاس بِهِ وَفِي السّنة الثَّلَاثِينَ زَاد عُثْمَان النداء الثَّانِي على الزَّوْرَاء حَيْثُ كثر النَّاس وانتقضت أذربيجان فَغَزَاهَا سعيد بْن الْعَاصِ فَفَتحهَا ثمَّ غزا جرجان فَفَتحهَا وَمَات الطُّفَيْل بْن الْحَارِث بْن الْمطلب بْن عَبْد منَاف وَسقط خَاتم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بِئْر أريس على ميلين من الْمَدِينَة وَكَانَت(2/250)
من أقل تِلْكَ الْآبَار مَاء فَطلب فَلم يُوجد إِلَى السَّاعَة وغزا بْن عَامر فِي هَذِه السّنة جور فافتتحها وَأصَاب بهَا غَنَائِم كَثِيرَة وافتتح الكاريان والفنسجان من دارابجرد وَلم يَكُونَا أدخلافى علم عُثْمَان بْن أبي الْعَاصِ ثمَّ افْتتح بْن عَامر أردشير خرة عنْوَة فَقتل وسبى وهرب يزدجرد فَاتبعهُ بْن عَامر مجاشع بْن مَسْعُود السّلمِيّ حَتَّى نزل على السيرجان وَبعث رَاشد بْن عَمْرو الجديدي فَفتح هُرْمُز وَوجه بْن عَامر زِيَاد بْن الرّبيع الْحَارِثِيّ إِلَى سجستان فَافْتتحَ زالق وناشروذ ثمَّ بعث زِيَاد بْن الرّبيع إِبْرَاهِيم بْن بسام مولى بني لَيْث حَتَّى حاصر مَدِينَة زرنج فَصَالَحُوهُ على ألف وصيف(2/251)
مَعَ كل وصيف جَام من ذهب وَمَات مَسْعُود بْن الرّبيع وَكَانَ من أهل بدر وَمَات الْحصين بْن الْحَارِث بْن الْمطلب بْن عَبْد منَاف أَخُو الطُّفَيْل بْن الْحَارِث ثمَّ حج عُثْمَان بِالنَّاسِ وَصلى بمنى أَرْبعا وَفِي السّنة الْحَادِيَة وَالثَّلَاثِينَ فتحت أرمينية الْآخِرَة وأميرها حبيب بْن مسلمة الفِهري وَذَلِكَ أَن عُثْمَان كتب إِلَى حبيب بْن مسلمة أَن سر من الشَّام فِي جَيش إِلَى أرمينية فَمضى حبيب بْن مسلمة من نَاحيَة درب الْحَدث فَافْتتحَ خلاط وسراج ووادي المطامير وَمَات أَبُو سُفْيَان بْن حَرْب وَهُوَ بن ثَمَان وَثَمَانِينَ سنة ثمَّ خرج بْن عَامر إِلَى خُرَاسَان وعَلى مقدمته الْأَحْنَف بْن قيس فلقي أهل هراة فَهَزَمَهُمْ وافتتح أبر شهر صلحا وَقد قيل عنْوَة ثمَّ افْتتح طوس وَمَا حولهَا ثمَّ صَالح أهل سرخس على مائَة ألف وَخمسين ألفا(2/252)
وَبعث أَبُو عَامر الْأسود بْن كُلْثُوم الْعَدْوى إِلَى بيهق فافتتحها وَقتل بهَا وَبعث أهل مرو يطْلبُونَ الصُّلْح فَصَالحهُمْ بْن عَامر على ألفي ألف ومائتي ألف وَكَانَ الَّذِي صَالحه ماهويه بْن أوزمهر مرزبان مرو ثمَّ بعث بْن عَامر الْأَحْنَف بْن قيس إِلَى مرو الروذ والفارياب والطالقان وافتتح طخارستان وَقتل مِنْهُم ثَلَاثَة عشر نفسا ثمَّ خرج الْأَحْنَف إِلَى بَلخ فَصَالَحُوهُ على أَرْبَعمِائَة ألف دِرْهَم ثمَّ أَتَى خوارزم فَلم يطقها فَرجع وَبعث بْن عَامر خُلَيْد بْن عَبْد اللَّه بْن زُهَيْر الْحَنَفِيّ إِلَى باذغيس وهراة فافتتحها ثمَّ ارْتَدُّوا بعد وغزا عَبْد اللَّه بْن سعد بْن أبي سرح أَرض الرّوم فِي نَاحيَة المصيصة وغنم ثمَّ رَجَعَ وَحج بِالنَّاسِ عُثْمَان وَفِي السّنة الثَّانِيَة وَالثَّلَاثِينَ مَاتَ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود بِالْمَدِينَةِ وَدفن بِالبَقِيعِ وَصلى عَلَيْهِ عُثْمَان بْن عَفَّان وَمَات عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف وَهُوَ بن خمس(2/253)
وَسبعين سنة وَمَات الْعَبَّاس بْن عبد الْمطلب وَهُوَ بن خمس وَثَمَانِينَ سنة لِأَن الْعَبَّاس ولد قبل الْفِيل بِثَلَاثَة سِنِين وَمَات عَبْد اللَّه بْن زيد بْن عَبْد ربه الَّذِي أرى النداء وَمَات أَبُو طَلْحَة الْأنْصَارِيّ زيد بْن سهل وغزا مُعَاوِيَة غَزْوَة مضيق الْقُسْطَنْطِينِيَّة وَمَعَهُ امْرَأَته عَاتِكَة بنت قرظة بْن عَبْد عَمْرو بْن نَوْفَل بْن عَبْد منَاف وَقد قيل إِن اسْمهَا فَاخِتَة وفيهَا غزا سعيد بْن الْعَاصِ طبرستان وَفِي السّنة الثَّالِثَة وَالثَّلَاثِينَ مَاتَ الْمِقْدَاد بْن عَمْرو بْن ثَعْلَبَة على ثَلَاثَة أَمْيَال من الْمَدِينَة وَحمل على أَعْنَاق الرِّجَال إِلَى الْمَدِينَة وَصلى عَلَيْهِ عُثْمَان بْن عَفَّان وَدفن بِالبَقِيعِ وغزا مُعَاوِيَة ملطية وقرطبة من أَرض الرّوم وَجمع قَارن جمعا كثيرا بباذغيس وهراة وَأَقْبل فِي أَرْبَعِينَ ألفا وَقَامَ(2/254)
بِأَمْر النَّاس عَبْد اللَّه بْن خازم السّلمِيّ فلقي قَارن وَهزمَ أَصْحَابه وَأَصَابُوا سبيا كثيرا ثمَّ بعث بْن عَامر عَبْد الرَّحْمَن بْن سَمُرَة بْن حبيب إِلَى سجستان فَصَالحه صَاحب زرنج فَأَقَامَ عَبْد الرَّحْمَن بهَا وتحرك أهل إفريقية فزحف إِلَيْهِم عَبْد اللَّه بْن سعد بْن أبي سرح فَكَانَت إفريقية الثَّانِيَة وغزا مُعَاوِيَة حصن الْمَرْأَة من بِلَاد الرّوم من نَاحيَة ملطية وَحج بِالنَّاسِ عُثْمَان وَفِي السّنة الرَّابِعَة وَالثَّلَاثِينَ مَاتَ مسطح بْن أَثَاثَة من أهل بدر وغزا عَبْد اللَّه بْن سعد بْن أبي صرح الصواري من أَرض مصر وَقَاتل مِنْهُم مقتلة عَظِيمَة وَذَلِكَ أَن الْمُسلمين وعدوهم جَمِيعًا كَانُوا فِي الْبَحْر فَالْتَقوا فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا من غير رمى بِالسَّهْمِ وَلَا طعن بِالرُّمْحِ إِنَّمَا كَانَ الضَّرْب بِالسَّيْفِ أَو الطعْن بالخنجر حَتَّى قتل من أَرض الرّوم خلق كثير وَهزمَ اللَّه الرّوم منكوبين وَانْصَرف الْمُسلمُونَ غَانِمِينَ وَمَات(2/255)
عبَادَة بن الصَّامِت بالرملة وهوالن اثْنَتَيْنِ وَسبعين سنة وَمَات عَاقل بْن البكير من بني سعد بْن اللَّيْث من أهل بدر وَمَات أَبُو عبس بْن جبر بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ من أهل بدر وَحج عُثْمَان بِالنَّاسِ وَفِي السّنة الْخَامِسَة وَالثَّلَاثِينَ خرج جمَاعَة من أهل مصر إِلَى عُثْمَان يَشكونَ بْن أبي سرح ويتكلمون مِنْهُ فَكتب إِلَيْهِ عُثْمَان كتابا وهدده فِيهِ فَأبى بن أبي السَّرْح أَن يقبل من عُثْمَان وَضرب بعض من أَتَاهُ من قبل عُثْمَان متظلما وَقتل رجلا من المتظلمة فَخرج من أهل مصر سَبْعمِائة رجل فيهم أَرْبَعَة من الرؤساء عَبْد الرَّحْمَن بْن عديس الْبلوى وَعَمْرو بْن الْحمق الْخُزَاعِيّ وكنانة بْن بشر بْن عتاب الْكِنْدِيّ وسودان بْن حمْرَان الْمرَادِي فَسَارُوا حَتَّى قدمُوا الْمَدِينَة ونزلوا مَسْجِد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَكوا إِلَى أَصْحَاب مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَوَاقِيت الصَّلَاة مَا صنع بهم بْن أبي سرح فَقَامَ طَلْحَة بْن عبيد اللَّه إِلَى عُثْمَان بْن عَفَّان وَكَلمه الْكَلَام الشَّديد وَأرْسلت إِلَيْهِ عَائِشَة قدم عَلَيْك أَصْحَاب مُحَمَّد وسألوك(2/256)
عزل هَذَا الرجل فأبيت ذَلِك بِوَاحِدَة وَهَذَا قد قتل مِنْهُم رجلا فأنصفهم من عاملك وَكَانَ عُثْمَان يحب قومه ثمَّ دخل عَلَيْهِ عَليّ بْن أبي طَالب فَقَالَ سألوك رجلا مَكَان رجل وَقد ادعوا قبله دَمًا فاعزله عَنْهُم واقض بَينهم فَإِن وَجب عَلَيْهِ حق فأنصفهم مِنْهُ فَقَالَ لَهُم عُثْمَان اخْتَارُوا رجلا أوليه عَلَيْكُم مَكَانَهُ فَأَشَارَ النَّاس عَلَيْهِ بِمُحَمد بْن أبي بكر فَقَالُوا لعُثْمَان اسْتعْمل علينا مُحَمَّد بْن أبي بكر فَكتب عَهده وولاه مصر فَخرج مُحَمَّد بْن أبي بكر واليا على مصر بعهده وَمَعَهُ عدَّة من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار ينظرُونَ فِيمَا بَين أهل مصر وَبَين بْن أبي سرح فَلَمَّا بلغُوا مسيرَة ثَلَاثَة لَيَال من الْمَدِينَة إِذا هم بِغُلَام أسود على بعير لَهُ يخبط الْبَعِير خبطا كَأَنَّهُ رجل يطْلب أَو يطْلب فَقَالُوا لَهُ مَا قصتك وَمَا شَأْنك كَأَنَّك هارب أَو طَالب قَالَ أَنا غُلَام أَمِير الْمُؤمنِينَ وجهني إِلَى عَامل مصر قَالُوا هَذَا عَامله مَعنا قَالَ لَيْسَ هَذَا أُرِيد وَمضى فَأخْبر مُحَمَّد بْن أبي بكر بأَمْره فَبعث فِي طلبه أَقْوَامًا فَردُّوهُ فَلَمَّا جاؤوا بِهِ قَالَ لَهُ مُحَمَّد غُلَام من أَنْت فَأقبل مرّة يَقُول أَنا غُلَام أَمِير الْمُؤمنِينَ وَمرَّة يَقُول أَنا غُلَام مَرْوَان فَعرفهُ رجل مِنْهُم أَنه لعُثْمَان فَقَالَ لَهُ مُحَمَّد بْن أبي بكر لمن أرْسلت قَالَ إِلَى عَامل مصر قَالَ بِمَاذَا قَالَ برسالة قَالَ أَمَعَك كتاب قَالَ(2/257)
لَا ففتشوه فَلم يَجدوا مَعَه كتابا وكتان مَعَه إداوة قد يَبِسَتْ وفيهَا شَيْء يتقلقل فحركوه ليخرج فَلم يخرج فشقوا الْإِدَاوَة فَإِذا فِيهَا كتاب من عُثْمَان إِلَى بْن أبي سرح فَجمع مُحَمَّد بْن أبي بكر من كَانَ مَعَه من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار وَغَيرهم ثمَّ فك الْكتاب بحضرتهم فَإِذا فِيهِ إِذا أَتَاك مُحَمَّد بْن أبي بكر وَفُلَان وَفُلَان فاحتل لقتلهم وأبطل كِتَابه وقر على عَمَلك واحبس من يَجِيء إِلَى يتظلم مِنْك حَتَّى يَأْتِيك رَأْيِي فِي ذَلِك إِن شَاءَ اللَّه فَلَمَّا قرؤوا الْكتاب فزعوا وأزمعوا وَرَجَعُوا إِلَى الْمَدِينَة وَختم مُحَمَّد بْن أبي بكر الْكتاب بخواتم جمَاعَة من الْمُهَاجِرين مَعَه وَدفع الْكتاب إِلَى رجل مِنْهُم وَانْصَرفُوا إِلَى الْمَدِينَة فَلَمَّا قدموها جمع مُحَمَّد بْن أبي بكر عليا وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر وسعدا وَكَانَ بهَا من أَصْحَاب رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ فك الْكتاب بحضرتهم عَلَيْهِ خَوَاتِم من مَعَه من الْمُهَاجِرين وَأخْبرهمْ بِقصَّة الْغُلَام فَلم يبْق أحد من الْمَدِينَة إِلَّا حنق على عُثْمَان وَقَامَ أَصْحَاب رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَحقُوا بمنازلهم مَا مِنْهُم أحد إِلَّا هُوَ مُغْتَم وَكَانَت هُذَيْل وَبَنُو زهرَة فِي قلوبها مَا فِيهَا على عُثْمَان لحَال بْن مَسْعُود وَكَانَت بَنو مَخْزُوم قد حنقت على عُثْمَان لحَال عمار بْن يَاسر وَكَانَت بَنو غفار وأحلافها(2/258)
وَمن غضب لأبي ذَر فِي قُلُوبهم مَا فِيهَا وأجلب عَلَيْهِ مُحَمَّد بْن أبي بكر من بني تيم وأعانه على ذَلِك طَلْحَة بْن عبيد اللَّه وَعَائِشَة فَلَمَّا رأى ذَلِك على وَصَحَّ عِنْده الْكتاب بعث إِلَى طَلْحَة وَالزُّبَيْر وَسعد وعمار وَنَفر من أَصْحَاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلهم بدريون ثمَّ جَاءَ مَعَهم حَتَّى دخل على عُثْمَان وَمَعَهُ الْكتاب والغلام وَالْبَعِير فَقَالَ لَهُ هَذَا الْغُلَام غلامك قَالَ نعم قَالَ وَالْبَعِير بعيرك قَالَ نعم قَالَ فَأَنت كتبت هَذَا الْكتاب قَالَ لَا وَحلف بِاللَّه أَنه مَا كتب هَذَا الْكتاب وَلَا أَمر بِهِ فَقَالَ لَهُ على فالخاتم خاتمك قَالَ نعم قَالَ على فَكيف يخرج غلامك على بعيرك بِكِتَاب عَلَيْهِ خاتمك لَا تعلم بِهِ فَحلف عُثْمَان بِاللَّه مَا كتبت هَذَا الْكتاب وَلَا أمرت بِهِ وَلَا وجهت هَذَا الْغُلَام قطّ إِلَى مصر وَأما الْخط فعرفوا أَنه خطّ مَرْوَان فَلَمَّا شكوا فِي أَمر عُثْمَان سَأَلُوهُ أَن يدْفع إِلَيْهِم مَرْوَان فَأبى وَكَانَ مَرْوَان عِنْده فِي الدَّار وَكَانَ خشِي عَلَيْهِ الْقَتْل فَخرج من عِنْده عَليّ وَأَصْحَاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلمُوا أَن عُثْمَان لَا يحلف بَاطِلا ثمَّ قَالُوا لَا نسكت إِلَّا أَن يدْفع إِلَيْنَا مَرْوَان حَتَّى نبحث ونتعرف مِنْهُ ذَلِك الْكتاب وَكَيف يُؤمر بقتل رجل من أَصْحَاب رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغَيْر حق فَإِن يَك عُثْمَان كتب ذَلِك عزلناه وَإِن يَك مَرْوَان كتبه على لِسَان عُثْمَان نَظرنَا(2/259)
مَا يكون فِي أَمر مَرْوَان ولزموا بُيُوتهم وَفَشَا الْخَبَر فِي الْمُسلمين من أَمر الْكتاب وفقد أَصْحَاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن عُثْمَان وَخرج من الْكُوفَة عدي بْن حَاتِم الطَّائِي وَالْأَشْتَر مَالك بْن الْحَارِث النَّخعِيّ فِي مِائَتي رجل وَخرج من الْبَصْرَة حَكِيم بْن جبلة الْعَبْدي فِي مائَة رجل حَتَّى قدمُوا الْمَدِينَة يُرِيدُونَ خلع عُثْمَان وحوصر عُثْمَان قبل هِلَال ذِي الْقعدَة بليلة وضيق عَلَيْهِ المصريون والبصريون وَأهل الْكُوفَة بِكُل حِيلَة وَلم يَدعُوهُ يخرج وَلَا يدْخل إِلَيْهِ أحد إِلَّا أَن يَأْتِيهِ الْمُؤَذّن فَيَقُول الصَّلَاة وَقد منعُوا الْمُؤَذّن أَن يَقُول يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَكَانَ إِذا جَاءَ وَقت الصَّلَاة بعث أَبَا هُرَيْرَةَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ وَرُبمَا أَمر بْن عَبَّاس بذلك فَصَعدَ يَوْمًا عُثْمَان على السَّطْح فَسمع بعض النَّاس يَقُول ابْتَغوا إِلَى قَتله سَبِيلا فَقَالَ وَالله مَا أحل اللَّه وَلَا رَسُوله قَتْلَى سَمِعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول لَا يحل دم امْرِئ مُسلم إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاث كفر بعد إِسْلَام أَو زنا بعد إِحْصَان أَو قتل نفس بِغَيْر نفس وَمَا فعلت من ذَلِك شَيْئا ثمَّ قَالَ لَا أخلف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أمته بإراقة محجمة دم حَتَّى أَلْقَاهُ يَا معشر أَصْحَاب رَسُول الله(2/260)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحبكم إِلَى من كف عَنَّا لِسَانه وسلاحه ثمَّ أشرف غليهم فَقَالَ أفيكم على قَالُوا لَا قَالَ أفيكم سعد قَالُوا لَا فَقَالَ أذكركم بِاللَّه هَل تعلمُونَ أَن رومة لم يكن يشرب مِنْهَا أحد إِلَّا بِشَيْء فاتبعتها من مَالِي وجعلتها للغني وَالْفَقِير وَابْن السَّبِيل فَقَالُوا نعم قَالَ فاسقوني مِنْهَا ثمَّ قَالَ أَلا أحد يبلغ عليا فيسقينا مَاء فَبَلع ذَلِك عليا فَبعث إِلَيْهِ بِثَلَاث قرب مَمْلُوءَة فَمَا كَادَت تصل إِلَيْهِ حَتَّى خرج فِي سَببهَا عدَّة من بني هَاشم وَبني أُميَّة حَتَّى وصل المَاء إِلَيْهِ ثمَّ قَالَ عُثْمَان وَالله لَو كنت فِي أقْصَى دَاري مَا طلبُوا غيرى وَلَو كنت أَدْنَاهُم مَا جازوني إِلَى غيرى سنجتمع نَحن وهم عِنْد اللَّه وسترون بعدِي أمورا تتمنون أَنِّي عِشْت فيهم ضعف أَمْرِي وَالله مَا أَرغب فِي إمارتهم وَلَوْلَا قَول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لي إِذا ألبسك اللَّه قَمِيصًا وأرادوك على خلعه فَلَا تخلعه لحبست فِي بَيْتِي وتركتكم وإمارتكم وَوَاللَّه لَو فعلت مَا تركوني وَإِنَّهُم قد خدعوا وغروا وَالله لَو أقتل لمت لقد كبر سني ورق عظمي وجاوزت أَسْنَان أهل بَيْتِي وهم على هَذَا لَا يُرِيدُونَ اللَّهُمَّ فشتت(2/261)
أَمرهم وَخَالف بَين كلمتهم وانتقم لي مِنْهُم واطلبهم لي طلبا حثيثا وَقد اسْتُجِيبَ دعاءه فِي كل ذَلِك ثمَّ أَمر عُثْمَان بْن عَفَّان عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس على الْحَج فحج بِالنَّاسِ فَأمره وَبعث إِلَى الأشتر فَدَعَاهُ فَقَالَ يَا أشتر مَا يُرِيد النَّاس قَالَ ثَلَاث لَيْسَ من إِحْدَاهُنَّ بُد إِمَّا أَن تخلع أَمرهم وَتقول هَذَا أَمركُم فَاخْتَارُوا لَهُ من شِئْتُم وَإِمَّا أَن تقص من نَفسك فَإِن أبيتهما فالقوم قاتلوك قَالَ عُثْمَان أما أَن أَخْلَع لَهُم أَمرهم فَمَا كنت لأخلع سربالا سربلنيه اللَّه وَالله لِأَن أقدم فَتضْرب عنقِي أحب إِلَيّ من أَن أَخْلَع أمة مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضهَا على بعض وَأما أَن أقص من نَفسِي فوَاللَّه لقد علمْتُم أَنِّي لم آتٍ شَيْئا يجب على الْقصاص فِيهِ وَأما أَن تقتلوني فوَاللَّه إِن تقتلوني لَا تتحابون بعدِي وَلَا تقتلون بعدِي عدوا جَمِيعًا ولتختلفن حَتَّى تصيروا هَكَذَا يقوم لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ الْآيَة ثمَّ أرسل إِلَى(2/262)
عَبْد اللَّه بْن سَلام فَجَاءَهُ فَقَالَ الْكَفّ الْكَفّ ثمَّ جَاءَهُ زيد بْن ثَابت فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ هَذِه الْأَنْصَار بِالْبَابِ فَقَالَ عُثْمَان إِن شاؤوا أَن يَكُونُوا أنصار اللَّه مِنْكُم وَإِلَّا فَلَا ثمَّ جَاءَهُ عَبْد اللَّه بْن الزبير فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ اخْرُج فَقَاتلهُمْ فَإِن مَعَك من قد نصر اللَّه بِأَقَلّ مِنْهُم فَلم يعرج على قَول بْن الزبير ثمَّ قَالَ ائْتُونِي بِرَجُل مِنْهُم أَقرَأ عَلَيْهِ كتاب اللَّه فَأتوهُ بصعصعة بْن صوحان وَكَانَ شَابًّا فَقَالَ مَا وجدْتُم أحدا تَأْتُونِي بِهِ غير هَذَا الشَّاب فَتكلم صعصعة بِكَلَام فَقَالَ عُثْمَان أذن للَّذين يقتلُون بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ على نَصرهم لقدير فَلَمَّا اشْتَدَّ بعثمان الْأَمر أصبح صَائِما يَوْم الْجُمُعَة وَقَالَ إِنِّي رَأَيْت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَام فَقَالَ لي يَا عُثْمَان إِنَّك تفطر عندنَا اللَّيْلَة ثمَّ قَالَ على لِلْحسنِ وَالْحُسَيْن اذْهَبَا بسيفكما حَتَّى تقفا على بَاب عُثْمَان وَلَا تدعا أحدا يصل إِلَيْهِ وَبعث الزبير ابْنه وَبعث طَلْحَة ابْنه وَبعث عدَّة من أَصْحَاب رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْنَاءَهُم يمْنَعُونَ النَّاس أَن يدخلُوا على عُثْمَان ورماه النَّاس بِالسِّهَامِ حَتَّى خضب الْحسن بالدماء وتخضب مُحَمَّد بن(2/263)
طَلْحَة وشج قنبر مولى على ثمَّ أَخذ مُحَمَّد بْن أبي بكر بيد جمَاعَة وتسور الْحَائِط من غير أَن يعلم بِهِ أحد من دَار رجل من الْأَنْصَار حَتَّى دخلُوا على عُثْمَان وَهُوَ قَاعد والمصحف فِي حجره وَمَعَهُ امْرَأَته وَالنَّاس فَوق السَّطْح لَا يعلم أحد بدخولهم فَقَالَ عُثْمَان لمُحَمد بْن أبي بكر وَالله لَو رآك أَبوك لساءه مَكَانك مني فَرجع مُحَمَّد وَتقدم إِلَيْهِ سودان بْن رُومَان الْمرَادِي وَمَعَهُ مشقص فوجأه حَتَّى قَتله وَهُوَ صَائِم ثمَّ خَرجُوا هاربين من حَيْثُ دخلُوا وَذَلِكَ يَوْم الْجُمُعَة لثمان عشرَة لَيْلَة مَضَت من ذِي الْحجَّة وَكَانَ تَمام حصاره خَمْسَة وَأَرْبَعين يَوْمًا وَكَانَت امْرَأَته تَقول إِن شِئْتُم قَتَلْتُمُوهُ وَإِن شِئْتُم تَرَكْتُمُوهُ فَإِنَّهُ كَانَ يخْتم الْقُرْآن كل لَيْلَة فِي رَكْعَة ثمَّ صعدت إِلَى النَّاس تخبرهم وهمر النَّاس عَلَيْهِ فَدَخَلُوا وَأول من دخل عَلَيْهِ الْحسن وَالْحُسَيْن فزعين وهما لَا يعلمَانِ بالكائنة وَكَانَا مشغولين على الْبَاب ينصرَانِهِ ويمنعان النَّاس عَنهُ فَلَمَّا دخلُوا وجدوا عُثْمَان مذبوحا فانكبوا عَلَيْهِ يَبْكُونَ وَدخل النَّاس فوجا فوجا(2/264)
وَبلغ الْخَبَر عَليّ بْن أبي طَالب وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر وسعدا فَخَرجُوا مذهلين كَادَت عُقُولهمْ تذْهب لعظم الْخَبَر الَّذِي أَتَاهُم حَتَّى دخلُوا على عُثْمَان فوجدوه مقتولا واسترجعوا وَقَالَ عَليّ لابْنَيْهِ كَيفَ قتل أَمِير الْمُؤمنِينَ وأنتما على الْبَاب قَالَا لم نعلم قَالَ فَرفع يَده وَلَطم الْحسن وَضرب صدر الْحُسَيْن وَشتم مُحَمَّد بْن طَلْحَة وَعبد اللَّه بْن الزبير ثمَّ خرج وَهُوَ غَضْبَان يسترجع فَلَقِيَهُ طَلْحَة بْن عبيد اللَّه فَقَالَ مَا لَك يَا أَبَا الْحُسَيْن فَقَالَ عَليّ يقتل أَمِير الْمُؤمنِينَ رجل من أَصْحَاب مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من غير أَن تقوم عَلَيْهِ بَيِّنَة وَلَا حجَّة فَقَالَ لَهُ طَلْحَة لَو دَفعه مَرْوَان إِلَيْهِم لم يقتلوه فَقَالَ على لَو خرج مَرْوَان إِلَيْكُم لقتلتموه قبل أَن يثبت عَلَيْهِ حُكُومَة ثمَّ أَتَى على منزله يسترجع فاشتغل النَّاس بَعضهم بِبَعْض وفزعوا وَلم يتوهموا بِأَن هَذِه الكائنة تكون ثمَّ حمل على سَرِيره بَين الْمغرب وَالْعشَاء وَصلى عَلَيْهِ جُبَير بْن مطعم ودلته فِي قَبره نائلة بنت الفرافصة وَأم الْبَنِينَ بنت عُيَيْنَة بن حصن بن بدر الْفَزارِيّ وَدفن لَيْلَة السبت لِاثْنَتَيْ عشرَة لَيْلَة بقيت من ذِي الْحجَّة وَكَانَت خِلَافَته اثْنَتَيْ عشرَة سنة إِلَّا اثنى عشر يَوْمًا وَقتل يَوْم قتل عُثْمَان من قُرَيْش عَبْد اللَّه بْن وهب بْن زَمعَة الْأَسدي وَعبد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الْعَوام والمغيرة بْن الْأَخْنَس بْن شريق الثَّقَفِيّ(2/265)
وَقتل مَعَهم غُلَام لعُثْمَان أسود أَرْبَعَة أنفس وَكَانَ عُمَّال عُثْمَان حِين قتل على الْبَصْرَة عَبْد اللَّه بْن عَامر بْن كريز وعَلى الْكُوفَة سعد بْن أبي وَقاص وعَلى الشَّام مُعَاوِيَة بْن أبي سُفْيَان وعَلى مصر مُحَمَّد بْن أبي حُذَيْفَة وعَلى مَكَّة عَبْد اللَّه بْن الْحَضْرَمِيّ وعَلى الطَّائِف الْقَاسِم بْن ربيعَة الثَّقَفِيّ وعَلى صنعاء يعلى بْن مُنَبّه وعَلى الْجند عَبْد اللَّه بْن أبي ربيعَة اسْتِخْلَاف عَليّ بْن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ بْن عَبْد الْمطلب بْن هَاشم بْن عَبْد منَاف بْن قصي بْن كلاب بْن مرّة بْن كَعْب بْن لؤَي بْن غَالب بْن فهر بْن مَالك بْن النَّضر بْن كنَانَة بْن خُزَيْمَة بْن مدركة بْن إلْيَاس بْن مُضر بْن نزار بْن معد بْن عدنان أَبُو الْحسن الْهَاشِمِي وَأمه فَاطِمَة بنت أَسد بْن هِشَام بْن عَبْد منَاف وهَاشِم أَخُو هِشَام وَمن زعم أَنه أَسد بْن هَاشم بْن عَبْد منَاف فقد وهم أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيل(2/266)
عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ قَالَ كَانَ عَلِيٌّ قَدْ تَخَلَّفَ عَنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خَيْبَرَ وَكَانَ بِهِ رَمَدٌ فَقَالَ أَنَا أَتَخَلَّفُ عَنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ فَلَحِقَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا كَانَ مَسَاءُ اللَّيْلَةِ الَّتِي فَتَحَهَا اللَّهُ فِي صَبَاحِهَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَأُعْطيَن الرَّايَةَ أَوْ لَيَأْخُذَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلٌ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَإِذَا نَحْنُ بِعَلِيٍّ وَمَا نَرْجُوهُ فَقَالُوا هَذَا عَلِيٌّ فَأعْطَاهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ أَبُو حَاتِم لما كَانَ من أَمر من عُثْمَان مَا كَانَ قعد عَليّ فِي بَيته وَأَتَاهُ النَّاس يهرعون إِلَيْهِ كلهم يَقُولُونَ أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ حَتَّى دخلُوا عَلَيْهِ دَاره وَقَالُوا نُبَايِعك فَإِنَّهُ لَا بُد من أَمِير وَأَنت أَحَق فَقَالَ عَليّ لَيْسَ ذَلِك إِلَيْكُم إِنَّمَا ذَلِك لأهل بدر فَمن رَضِي بِهِ أهل بدر فَهُوَ خَليفَة فَلم يبْق أحد من أهل بدر إِلَّا أَتَى عليا يطْلبُونَ الْبيعَة وَهُوَ يَأْبَى عَلَيْهِم فجَاء الأشتر مَالك بْن الْحَارِث النَّخعِيّ إِلَى عَليّ فَقَالَ لَهُ مَا يمنعك أَن تجيب هَؤُلَاءِ إِلَى الْبيعَة فَقَالَ لَا أفعل إِلَّا عَن ملإ وشورى وَجَاء أهل مصر فَقَالُوا ابْسُطْ يدك نُبَايِعك فوَاللَّه لقد قتل عُثْمَان وَكَانَ قَتله لله رضى فَقَالَ عَليّ كَذبْتُمْ وَالله مَا كَانَ قَتله لله رضى لقد قَتَلْتُمُوهُ بِلَا قَود وَلَا أحد وَلَا غَيره وهرب مَرْوَان(2/267)
فَطلب فَلم يقدر عَلَيْهِ فَلَمَّا رأى ذَلِك عَليّ مِنْهُم خرج إِلَى الْمَسْجِد وَصعد الْمِنْبَر وَحمد اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهله ثمَّ قَالَ يَا أَيهَا النَّاس رَضِيتُمْ مني أَن أكون عَلَيْكُم أَمِيرا فَكَانَ أول من صعد إِلَيْهِ الْمِنْبَر طَلْحَة فَبَايعهُ بِيَدِهِ وَكَانَ إِصْبَع طَلْحَة شلاء فَرَآهُ أَعْرَابِي يُبَايع فَقَالَ يَد شلاء وَأمر لَا يتم فتطير عَليّ مِنْهَا وَقَالَ مَا أخلفه أَن يكون كَذَلِك ثمَّ بَايعه الزبير وَسعد وَأَصْحَاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ بلغ عليا أَن سَعْدا وَابْن عمر وَمُحَمّد بْن مسلمة يذكرُونَ هَنَات فَقَامَ عَليّ خَطِيبًا فَحَمدَ اللَّه وَأثْنى عَلَيْهِ فَقَالَ أَيهَا النَّاس إِنَّكُم بايعتموني على مَا بايعتم عَلَيْهِ أَصْحَابِي فَإِذا بايعتموني فَلَا خِيَار لكم عَليّ وعَلى الإِمَام الاسْتقَامَة وعَلى الرّعية التَّسْلِيم وَهَذِه بيعَة عَامَّة فَمن ردهَا رغب عَن دين الْمُسلمين وَاتبع غير سبيلهم وَلم تكن بيعَته إيَّايَ فلتة وَلَيْسَ أَمْرِي وأمركم وَاحِدًا أُرِيد اللَّه وتريدونني لأنفسكم وأيم اللَّه لأنصحن الْخصم ولأنصفن الْمَظْلُوم وَقد أَكثر النَّاس فِي قتل عُثْمَان فَمنهمْ من قد زعم أَنه قتل ظَالِما وَمِنْهُم من قد زعم أَنه قتل مَظْلُوما وَكَانَ الْإِكْثَار فِي ذَلِك على طَلْحَة وَالزُّبَيْر قَالَت قُرَيْش أَيهَا الرّجلَانِ إنَّكُمَا قد وقعتما فِي ألسن النَّاس فِي أَمر عُثْمَان فِيمَا وقعتما فِيهِ فَقَامَ طَلْحَة فِي النَّاس فَحَمدَ اللَّه وَأثْنى عَلَيْهِ وَصلى على النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ قَالَ أَيهَا النَّاس مَا قُلْنَا(2/268)
فِي عُثْمَان أمس إِلَّا نقُول لكم فِيهِ الْيَوْم مثله أَنه خلف الدُّنْيَا بِالتَّوْبَةِ وَمَال عَلَيْهِ قوم فَقَتَلُوهُ وَأمره إِلَى اللَّه ثمَّ قَامَ الزبير فَحَمدَ اتلله وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ وَصلى على النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ قَالَ يَا أَيهَا النَّاس إِن اللَّه اخْتَار من كل شَيْء شَيْئا وَاخْتَارَ من النَّاس مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أرْسلهُ بِالْهدى وَدين الْحق لِيظْهرهُ على الدَّين كُله وَلَو كره الْمُشْركُونَ وَاخْتَارَ من الشُّهُور رَمَضَان وَأنزل فِيهِ الْقُرْآن وَفرض فِيهِ الصّيام وَاخْتَارَ من الْأَيَّام يَوْم الْجُمُعَة فَجعله عيدا لأهل الْإِسْلَام وَاخْتَارَ من الْبلدَانِ هذَيْن الْحَرَمَيْنِ مَكَّة وَالْمَدينَة فَجعل بِمَكَّة الْبَيْت الْحَرَام وَجعل بِالْمَدِينَةِ حرم رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجعل مَا بَين قَبره ومنبره رَوْضَة من رياض الْجنَّة وَاخْتَارَ من الشورى التَّسْلِيم كَمَا اخْتَار هَذِه الْأَشْيَاء فأذهبت الشورى بالهوى وَالتَّسْلِيم بِالشَّكِّ وَقد تشاورنا فرضينا عليا وَأما إِن قتل عُثْمَان فَأمره إِلَى اللَّه فَلَمَّا رأى عَليّ اخْتِلَاف النَّاس فِي قتل عُثْمَان صعد الْمِنْبَر فَحَمدَ اللَّه وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ أَيهَا النَّاس أَقبلُوا عَليّ بأسماعكم وأبصاركم إِن النَّاس بَين حق وباطل فلئن عي أَمر الْبَاطِل لقديما مَا فعل وَإِن يكن الْحق قد غَابَ فَلَعَلَّ وَإِنِّي أَخَاف أَن أكون أَنا وَأَنْتُم قد أَصْبَحْنَا فِي فتْنَة وَمَا علينا فِيهَا إِلَّا الِاجْتِهَاد النَّاس اثْنَان وَثَلَاثَة لَا سادس لَهُم ملك(2/269)
طَار بجناحيه أَو نَبِي أَخذ اللَّه بِيَدِهِ أَو عَامل مُجْتَهد أَو مُؤَمل يَرْجُو أَو مقصر فِي النَّار وَإِن اللَّه أدب هَذِه الْأمة بأدبين بِالسَّيْفِ وَالسَّوْط لَا هوادة عِنْد السُّلْطَان فيهمَا فاستتروا وَاسْتَغْفرُوا اللَّه فأصلحوا ذَات بَيْنكُم ثمَّ نزل وَعمد إِلَى بَيت المَال وَأخرج مَا فِيهِ وفرقه على الْمُسلمين ثمَّ بعث إِلَى سعد بْن أبي وَقاص وَعبد اللَّه بْن عمر وَمُحَمّد بْن مسلمة فَقَالَ لقد بَلغنِي عَنْكُم هَنَات فَقَالَ سعد صدقُوا لَا أُبَايِعك وَلَا أخرج مَعَك حَيْثُ تخرج حَتَّى تُعْطِينِي سَيْفا يعرف الْمُؤمن من الْكَافِر وَقَالَ لَهُ بْن عمر أنْشدك اللَّه وَالرحم أَن تحملنِي على مَا لَا أعرف وَالله لَا أبايع حَتَّى يجْتَمع الْمُسلمُونَ على من جمعهم اللَّه عَلَيْهِ وَقَالَ مُحَمَّد بْن مسلمة إِن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمرنِي إِذا اخْتلف أَصْحَابه أَلا أَدخل فِيمَا بَينهم وَأَن أضْرب بسيفي صَخْر أحد فَإِذا انْقَطع أقعد فِي بَيْتِي حَتَّى يأتيني يَد خاطئة أَو منية قاضية وَقد فعلت ذَلِك ثمَّ دَعَا عَليّ أُسَامَة بْن زيد وأراده على الْبيعَة فَقَالَ أُسَامَة أما الْبيعَة فإنني أُبَايِعك أَنْت أحب النَّاس إِلَيّ وآثرهم عِنْدِي وَأما الْقِتَال فانى عَاهَدت(2/270)
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن لَا أقَاتل رجلا يشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا اللَّه فَلَمَّا رَآهُمْ عَليّ مُخْتَلفين قَالَ أَخْرجُونِي من هَذِه الْبيعَة واختاروا لأنفسكم من أَحْبَبْتُم فَسَكَتُوا وَقَامُوا وَخَرجُوا فَدخل عَلَيْهِ الْمُغيرَة بْن شُعْبَة فَقَالَ يَا أَمِير المؤمين إِنِّي مشير عَلَيْك بخلال ثَلَاث فافعل أَيهَا شِئْت فَقَالَ مَا هِيَ يَا أَعور فَقَالَ إِنِّي أرى من النَّاس بعض التثاقل فِيك فَأرى أَن تَأتي بِحمْل ظهر فتركبه وتركض فِي الأَرْض هَارِبا من النَّاس فَإِنَّهُم إِذا رَأَوْا ذَلِك مِنْك ابتاعوا جمالا أظهر من جمالك وخيولا ثمَّ ركضوا فِي أثرك حَتَّى يدركوك حَيْثُ مَا كنت ويقلدوك هَذَا الْأَمر على اجْتِمَاع مِنْهُم شِئْت أَو أَبيت فَإِن لم تفعل هَذَا فَأقر مُعَاوِيَة على الشَّام كُله واكتب إِلَيْهِ كتابا بذلك تذكر فِيهِ من شرفه وَشرف آبَائِهِ وأعلمه أَنَّك سَتَكُون لَهُ خيرا من عمر وَعُثْمَان واردد عَمْرو بْن الْعَاصِ على مصر وَاذْكُر فِي كتابك شرفه وَقدمه فَإِنَّهُ رجل يَقع الذّكر مِنْهُ موقعا فَإِذا ثَبت الْأَمر أَذِنت لَهما حِينَئِذٍ فِي الْقدوم عَلَيْك تستخبرهما عَن الْبِلَاد وَالنَّاس ثمَّ تبْعَث بعاملين وتقرهما عنْدك فَإِن أَبيت فَاخْرُج من هَذِه الْبِلَاد فَإِنَّهَا لَيست بِبِلَاد كرَاع وَسلَاح فَقَالَ عَليّ أما مَا ذكرت من فراري من النَّاس فطيف أفر مِنْهُم وَقد بايعوني وَمَا أَمر مُعَاوِيَة وَعَمْرو بْن الْعَاصِ فَلَا يسألني اللَّه عَن إقرارهما سَاعَة وَاحِدَة فِي سلطاني وَمَا كنت متخذ المضلين عضدا وَأما خروجي من هَذِه الْبِلَاد إِلَى غَيرهَا فَإِنِّي نَاظر فِي ذَلِك فَخرج من عِنْده الْمُغيرَة ثمَّ عَاد وَهُوَ عازم على الْخُرُوج إِلَى الشَّام واللحوق بِمُعَاوِيَة فَقَالَ لَهُ(2/271)
يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَشرت عَلَيْك بالْأَمْس فِي رَأْيِي بِمُعَاوِيَة وَعَمْرو إِن الرَّأْي أَن تعاجلهم بالنزع فقد عرف السَّامع من غَيره وتستقبل أَمرك ثمَّ خرج من عِنْده فَلَقِيَهُ بن عَبَّاس خَارِجا وَهُوَ دَاخل فَلَمَّا انْتهى إِلَيْهِ قَالَ رَأَيْت الْمُغيرَة خَارِجا من عنْدك فيمَ جَاءَك قَالَ جَاءَنِي أمس بِرَأْي وَالْيَوْم برأى وَأخْبرهُ بالرأيين فَقَالَ بن عَبَّاس أما أمس فقد نصحك وَأما الْيَوْم فقد غشك قَالَ فَمَا الرَّأْي قَالَ بن عَبَّاس كَانَ الرَّأْي قبل الْيَوْم قَالَ على على ذَلِك قَالَ كَانَ الرَّأْي أَن تخرج إِلَى مَكَّة حَتَّى تدْخلهَا دَارا من دورها وتغلق عَلَيْك بابك فَإِن النَّاس لم يَكُونُوا ليدعوك وَإِن قُريْشًا كَانَت تضرب الصعب والذلول فِي طَلَبك لِأَنَّهَا لَا تَجِد غَيْرك فَأَما الْيَوْم فَإِن بني أُميَّة يستحسنون الطّلب بِدَم صَاحبهمْ ويشبهون على النَّاس بِأَن يلزموك شُعْبَة من أمره ويلطخونك من ذَلِك بِبَعْض اللطخ فهم على بالنهوض إِلَى الشَّام ليزور أَهلهَا وَينظر مَا رأى مُعَاوِيَة وَمَا هُوَ صانع فَجَاءَهُ أَبُو أَيُّوب الْأنْصَارِيّ فقا لَهُ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَو أَقمت بِهَذِهِ الْبِلَاد لِأَنَّهَا الدرْع الحصينة ومهاجرة للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبهَا قَبره ومنبره ومادة الْإِسْلَام(2/272)
فَإِن استقامت لَك الْعَرَب كنت فِيهَا كمن كَانَ وَإِن تشعب عَلَيْك قوم رميتهم بأعدائهم وَإِن ألجئت حِينَئِذٍ إِلَى الْمسير سرت وَقد أعذرت فَقَالَ عَليّ إِن الرِّجَال وَالْأَمْوَال بالعراق وَلنْ يصيبنا إِلَّا مَا كتب اللَّه لنا ثمَّ أَخذ بِمَا أَشَارَ عَلَيْهِ أَبُو أَيُّوب الْأنْصَارِيّ وعزم على الْمقَام بِالْمَدِينَةِ وَبعث الْعمَّال على الْأَمْصَار فَبعث عُثْمَان بْن حنيف على الْبَصْرَة أَمِيرا وَعمارَة بْن حسان بْن شهَاب على الْكُوفَة وَعبيد اللَّه بْن عَبَّاس على الْيمن وَقيس بْن سعد على مصر وَسَهل بْن حنيف على الشَّام فَأَما سهل بْن حنيف فَإِنَّهُ خرج حَتَّى إِذا كَانَ بتبوك لقِيه خيل من أهل الشَّام فَقَالُوا لَهُ من أَنْت قَالَ أَمِير قَالُوا على أَي شَيْء قَالَ على الشَّام قَالُوا إِن كَانَ عُثْمَان بَعثك فحي هلا بك وَإِن كَانَ بَعثك غَيره فَارْجِع قَالَ مَا سَمِعْتُمْ بِالَّذِي كَانَ قَالُوا بلَى وَلَكِن ارْجع إِلَى بلدك فَرجع إِلَى عَليّ وَإِذا الْقَوْم أَصْحَاب وَأما قيس بْن سعد فَإِنَّهُ انْتهى إِلَى أَيْلَة فَلَقِيَهُ طلائع فَقَالُوا لَهُ من أَنْت فَقَالَ أَنا من الْأَصْحَاب الَّذين قتلوا وشردوا من الْبِلَاد فَأَنا أطلب مَدِينَة آوي إِلَيْهَا فَقَالُوا من أَنْت قَالَ أَنا قيس بْن سعد بْن عبَادَة فَقَالُوا امْضِ بِنَا فَمضى قيس حَتَّى دخل مصر وَأظْهر لَهُم حَاله وَأخْبرهمْ أَنه ولي على مصر فافترق عَلَيْهِ أهل مصر فرقا فرقة(2/273)
دخلت فِي الْجَمَاعَة وبايعت وَفرْقَة أَمْسَكت واعتزلت وَفرْقَة قَالَت إِن قيد من قَتله عُثْمَان فَنحْن مَعَه وَإِلَّا فلافكتب قيس بْن سعد بِجَمِيعِ مَا رأى من أهل مصر إِلَى عَليّ وَأما عبيد اللَّه بْن عَبَّاس فَإِنَّهُ خرج مُنْطَلقًا إِلَى الْيمن لم يعانده أحد وَلم يصده عَنْهَا صَاد حَتَّى دَخلهَا فضبطها لعَلي وَأما عمَارَة بْن حسان بْن شهَاب فَإِنَّهُ أقبل عَامِدًا إِلَى الْكُوفَة حَتَّى إِذا كَانَ بزبالة لقِيه طليحة بْن خويلد الْأَسدي وَهُوَ خَارج إِلَى الْمَدِينَة يطْلب دم عُثْمَان فَقَالَ طليحة من أَنْت قَالَ أَنا عمَارَة بْن حسان بْن شهَاب قَالَ مَا جَاءَ بك قَالَ بعثت إِلَى الْكُوفَة أَمِيرا قَالَ وَمن بَعثك قَالَ أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ قَالَ الْحق بطيتك فَإِن الْقَوْم لَا يُرِيدُونَ بأميرهم أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ بَدَلا فَرجع عمَارَة إِلَى عَليّ وَأخْبرهُ الْخَبَر وَأقَام طليحة بزبالة وَأما عُثْمَان بْن حنيف فَإِنَّهُ مضى يُرِيد الْبَصْرَة وَعَلَيْهَا عَبْد اللَّه بْن عَامر بْن كريز وَبلغ أهل الْبَصْرَة قتل عُثْمَان فَقَامَ بْن عَامر فَصَعدَ الْمِنْبَر وخطب وَقَالَ إِن خليفتكم قتل مَظْلُوما وبيعته فِي أَعْنَاقكُم ونصرته مَيتا كنصرته حَيا وَالْيَوْم مَا كَانَ أمس وَقد بَايع النَّاس عليا وَنحن طالبون بِدَم عُثْمَان فأعدوا للحرب عدتهَا فَقَالَ لَهُ حَارِثَة بْن قدامَة يَا بن عَامر إِنَّك لم تملكنا عنْوَة وَقد قتل عُثْمَان بِحَضْرَة الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار وَبَايع النَّاس عليا فَإِن أقرك أطعناك وَإِن عزلك عصيناك فَقَالَ بن عَامر موعدك الصُّبْح فَلَمَّا أَمْسَى تهَيَّأ لِلْخُرُوجِ وهيأ مراكبه(2/274)
وَمَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَاتخذ اللَّيْل جملا يُرِيد الْمَدِينَة واستخلف عَبْد اللَّه بْن عَامر الْحَضْرَمِيّ على الْبَصْرَة فَأصْبح النَّاس يتشاورون فِي بن عَامر وأخبروا بِخُرُوجِهِ فَلَمَّا قدم بن عَامر الْمَدِينَة أَتَى طَلْحَة وَالزُّبَيْر فَقَالَا لَهُ لَا مرْحَبًا بك وَلَا أَهلا تركت الْعرَاق وَالْأَمْوَال وأتيت الْمَدِينَة خوفًا من عَليّ ووليتها غَيْرك واتخذت اللَّيْل جملا فَهَلا أَقمت حَتَّى يكون لَك بالعراق فِئَة قَالَ بْن عَامر فَأَما إِذا قلتما هَذَا فلكما عَليّ مائَة ألف سيف وَمَا أردتما من المَال ثمَّ أَتَت أم كُلْثُوم بنت عَليّ أَبَاهَا وَتَحْت عمر بْن الْخطاب فَقَالَت لَهُ إِن عَبْد اللَّه بْن عمر رجل صَالح وَأَنا أتكفل مَا يَجِيء مِنْهُ لَك فَلَمَّا كَانَ من قدوم بن عَامر الْمَدِينَة جَاءَ بن إِلَيْهَا فَقَالَ يَا أُمَّاهُ نك قد كفلت فِي وَأَنا أُرِيد الْخُرُوج إِلَى الْعمرَة السَّاعَة وَلست بداخل فِي شَيْء يكرههُ أَبوك غير أَنِّي مُمْسك حَتَّى يجْتَمع النَّاس فَإِن شِئْت فأذني وَإِن شِئْت فابعثيني إِلَى أَبِيك قَالَت لَا بل اذْهَبْ فِي حفظ الله وَتَحْت كنفه وَانْطَلق بن عمر مُعْتَمِرًا فَلَمَّا أصبح النَّاس أَتَوا عليا فَقَالُوا قد حدث البارحة حدث هُوَ أَشد من طَلْحَة وَالزُّبَيْر وَمُعَاوِيَة قَالَ عَليّ وَمَا ذَاك قَالُوا خرج بن عمر إِلَى الشَّام فَأتى على السُّوق وَجعل يعد طلابا ليرد بن عمر فَسمِعت(2/275)
أم كُلْثُوم بذلك فركبت بغلتها حَتَّى أَتَت أَبَاهَا فَقَالَت إِن الْأَمر على غير مَا بلغك وحدثته بِمَا ذكر لَهَا بْن عمر فطابت نفس عَليّ بذلك فَمَا انصرفوا من السُّوق حَتَّى جَاءَهُم بعض القدام من الْعمرَة وَأَخْبرُوهُ أَنهم رَأَوْا بن عمر وَآخر مَعَه على حِمَارَيْنِ محرمين بكساءين ثمَّ كتب عَليّ غلى مُعَاوِيَة يسم اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم من عَبْد اللَّه عَليّ أَمِير الْمُؤمنِينَ إِلَى مُعَاوِيَة بْن أبي سُفْيَان سَلام عَلَيْك فَإِنِّي أَحْمَد إِلَيْك اللَّه الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ أما بعد فَإِنَّهُ قد بلغك مَا كَانَ من مصاب عُثْمَان وَمَا اجْتمع النَّاس عَلَيْهِ من بيعتي فَادْخُلْ فِي السَّلَام كَمَا دخل النَّاس وَإِلَّا فَأذن بِحَرب كَمَا يُؤذن أهل الْفرْقَة وَالسَّلَام وَبعث كِتَابه مَعَ سُبْرَة الْجُهَنِيّ وَالربيع بْن سُبْرَة فَلَمَّا قدم سُبْرَة بِكِتَاب عَليّ وَدفعه إِلَى مُعَاوِيَة جعل يتَرَدَّد فِي الْجَواب مُدَّة فَلَمَّا طَال ذَلِك عَلَيْهِ دَعَا مُعَاوِيَة رجلا من عبس يدعى قبيصَة فَدفع إِلَيْهِ طومارا مَخْتُومًا عنوانه من مُعَاوِيَة بْن أبي سُفْيَان إِلَى عَليّ بْن أبي طَالب وَقَالَ لَهُ إِذا دخلت الْمَدِينَة فاقبض على أَسْفَل الطومار وأبرزه وأوصاه بِمَا يَقُول ويعثه مَعَ سُبْرَة رَسُول عَليّ فَقدما الْمَدِينَة فَرفع الْعَبْسِي الطومار كَمَا أَمر مُعَاوِيَة فَخرج النَّاس ينظرُونَ إِلَيْهِ وَعَلمُوا حِينَئِذٍ أَن مُعَاوِيَة معترض معاند فَلَمَّا دخلا على عَليّ دفع إِلَيْهِ الْعَبْسِي الطومار ففض عَن خَاتمه فَلم يجد فِي جَوْفه شَيْئا فَقَالَ لسبرة مَا وَرَاءَك قَالَ تركت قوما لَا يرضون إِلَّا بالقود وَقد تركت سِتِّينَ ألف شيخ يَبْكُونَ تَحت قَمِيص عُثْمَان(2/276)
فَقَالَ عَليّ أمني يطْلبُونَ دم عُثْمَان ثمَّ كتب إِلَى أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وَهُوَ على الْكُوفَة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ عَبْد اللَّه عَليّ أَمِير الْمُؤمنِينَ إِلَى عَبْد اللَّه بْن قيس الْأَشْعَرِيّ سَلام عَلَيْك فَإِنِّي أَحْمَد إِلَيْك اللَّه الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ أما بعد فَإِنَّهُ قد بلغك مَا كَانَ من مصاب عُثْمَان وَمَا اجْتمع النَّاس عَلَيْهِ من بيعتي فَادْخُلْ فِيمَا دخل فِيهِ النَّاس وَرغب أهل ملكك فِي السّمع وَالطَّاعَة واكتب إِلَيّ بِمَا كَانَ مِنْك وَمِنْهُم إِن شَاءَ اللَّه وَالسَّلَام عَلَيْك وَرَحْمَة اللَّه وَبَرَكَاته وَبعث الْكتاب مَعَ معبد الْأَسْلَمِيّ فَلَمَّا قدم معبد الْكُوفَة دَعَا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ النَّاس إِلَى طَاعَة عَليّ فَأَجَابُوهُ طائعين وَكتب إِلَى عَليّ بْن أبي طَالب بِسم اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم لعبد اللَّه عَليّ أَمِير الْمُؤمنِينَ من عَبْد اللَّه بْن قيس سَلام عَلَيْك فَإِنِّي أَحْمَد إِلَيْك اللَّه الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ أما بعد فقد قَرَأت كتابك ودعوت من قبلي الْمُسلمين فَسَمِعُوا وأطاعوا وَالسَّلَام عَلَيْك وَرَحْمَة اللَّه وَبَرَكَاته وَدفع كِتَابه إِلَى معبد وَكَانَت عَائِشَة خرجت معتمرة فَلَمَّا قَضَت عمرتها نزلت على بَاب الْمَسْجِد وَاجْتمعَ إِلَيْهَا النَّاس فَقَالَت أَيهَا النَّاس إِن الغوغاء من أهل الْأَمْصَار وَعبيد أهل الْمَدِينَة اجْتَمعُوا على هَذَا الرجل الْمَقْتُول بالْأَمْس ظلما وَاسْتَحَلُّوا الْبَلَد الْحَرَام وسفكوا الدَّم الْحَرَام فَقَالَ عَبْد اللَّه بْن عَامر هَا أَنا ذَا أول طَالب بدمه فَكَانَ أول من انتدب لذَلِك وَلما كثر الِاخْتِلَاف بِالْمَدِينَةِ اسْتَأْذن طَلْحَة وَالزُّبَيْر عليا فِي الْعمرَة(2/277)
فَقَالَ لَهما مَا الْعمرَة تريدان وَقد قلت لَكمَا قبل بيعتكما لي أيكما شَاءَ بايعته فأبيتما إِلَّا بيعتي وَقد أَذِنت لَكمَا فاذهبا راشدين فَخَرَجَا إِلَى مَكَّة وتبعهما عَبْد اللَّه بْن عَامر بْن كريز فَلَمَّا لحقهما قَالَ لَهما ارتحلا فقد بلغتما حاجتكما فَاجْتمعُوا مَعَ عَائِشَة بِمَكَّة وَبهَا جمَاعَة من بني أُميَّة ثمَّ جمع مُعَاوِيَة أهل الشَّام على محاربة عَليّ والطلب بالقود من الدَّم عُثْمَان واحتال فِي قيس بْن سعد بْن عبَادَة وَكَانَ واليا على مصر وَكتب إِلَى عَليّ كتابا يمرغ فِيهِ مُعَاوِيَة فَلَمَّا قَرَأَ عَليّ الْكتاب عزل قيسا وَولي عَلَيْهَا مُحَمَّد بْن أبي بكر وَخرج قسطنطين بْن هِرقل بالمراكب يُرِيد الْمُسلمين فَسلط اللَّه عَلَيْهِم ريحًا قاصفا فغرقهم وَنَجَا قسطنطين بْن هِرقل حَتَّى انْتهى إِلَى سقلية فصنعت الرّوم حَماما فَلَمَّا دَخَلُوهُ قَتَلُوهُ فِيهِ وَقَالُوا لَهُ قتلت رجالنا ثمَّ حج بِالنَّاسِ عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس أمره عَليّ على الْحَج فَلَمَّا انْصَرف أجمع طَلْحَة وَالزُّبَيْر على الْمسير بعائشة فَقَالَ طَلْحَة مَا لنا أَمر أبلغ فِي استمالة النَّاس إِلَيْنَا من شخوص بْن عمر مَعنا وَكَانَ من أمره فِي عُثْمَان وخلافه لَهُ على مَا يُعلمهُ من يُعلمهُ فَأَتَاهُ طَلْحَة(2/278)
فَقَالَ يَا أَبَا عَبْد الرَّحْمَن إِن عَائِشَة قصدت الْإِصْلَاح بَين النَّاس فاشخص مَعنا فَإِن لنا بك أُسْوَة فَقَالَ بْن عمر أتخدعونني لتخرجوني كَمَا تخرج الأرنب من جحرها إِن النَّاس إِنَّمَا يخدعون بالوصيف والوصيفة وَالدَّنَانِير وَالدَّرَاهِم وَلست من أُولَئِكَ قد تركت هَذَا الْأَمر عيَانًا وَأَنا أدعى إِلَيْهِ فِي عَافِيَة فَاطْلُبُوا لأمركم غيرى فَقَالَ طَلْحَة يُغني اللَّه عَنْك وَقدم يعلى بْن أُميَّة من الْيمن وَقد كَانَ عَاملا عَلَيْهَا بأربعمائة من الْإِبِل فَدَعَاهُمْ إِلَى الحملان فَقَالَ لَهُ الزبير دَعْنَا من إبلك هَذِه وَلَكِن أقرضنا من هَذَا المَال فَأعْطَاهُ سِتِّينَ ألف دِينَار وَأعْطى طَلْحَة أَرْبَعِينَ ألف دِينَار فتجهزوا وأعطوا من خف مَعَهم فَلَمَّا دخلت السّنة السَّادِسَة وَالثَّلَاثُونَ تشاوروا فِي مَسِيرهمْ فَقَالَ الزبير عَلَيْكُم بِالشَّام بهَا الْأَمْوَال وَالرِّجَال وَقَالَ بْن عَامر الْبَصْرَة فَإِن غلبتهم عَلَيْهَا فلكم الشَّام إِن مُعَاوِيَة قد سبقكم إِلَى الشَّام وَهُوَ بن عَم عُثْمَان وَإِن الْبَصْرَة لي بهَا صنائع ولأهلها فِي طَلْحَة هوى وَكَانَت عَائِشَة تَقول نقصد الْمَدِينَة فَقَالُوا لَهَا(2/279)
يَا أم الْمُؤمنِينَ دعِي الْمَدِينَة فَإِن من مَعَك لَا يقرنون لتِلْك الغوغاء واشخصي مَعنا إِلَى الْبَصْرَة فَإِن أصلح اللَّه هَذَا الْأَمر كَانَ الَّذِي نُرِيد وَإِلَّا فقد بلغنَا وَيقْضى اللَّه فِيهِ مَا أحب وكلموا حَفْصَة ابْنة عمر أَن تخرج مَعَهم فَقَالَت رَأْيِي تبع لرَأى عَائِشَة فَأَتَاهَا عَبْد اللَّه بْن عمر فناشدها اللَّه أَن تخرج فَقَعَدت وَبعث إِلَى عَائِشَة أَن أخي حَال بيني وَبَين الْخُرُوج فَقَالَت يغْفر اللَّه لِابْنِ عمر ثمَّ نَادَى منادى طَلْحَة وَالزُّبَيْر من كَانَ عِنْده مركب وجهاز وَإِلَّا فَهَذَا جهاز ومركب فحملوا على سِتّمائَة نَاقَة سوى من كَانَ لَهُ مركب وَكَانُوا نَحْو ألف نفس وتجهزوا بِالْمَالِ وشيعهم نسَاء النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ كُلهنَّ بِمَكَّة حاجات إِلَّا أم سَلمَة فَإِنَّهَا سَارَتْ إِلَى الْمَدِينَة فَلَمَّا بلغُوا ذَات عرق ودعت أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبكين وَبكى النَّاس فَمَا رَأَوْا بكاء أَكثر من ذَلِك الْيَوْم وسمى يَوْم النحيب وجعلن يدعونَ على قتلة عُثْمَان الَّذين سَفَكُوا فِي حرم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّم الْحَرَام ثمَّ انصرفن وَمَضَت عَائِشَة وَهِي تَقول اللَّهُمَّ إِنَّك تعلم أَنِّي لَا أُرِيد إِلَّا الْإِصْلَاح فَأصْلح بَينهم وَبعثت أم الْفضل حِين خرجت عَائِشَة وَمن مَعهَا من مَكَّة إِلَى عَليّ رجلا من جُهَيْنَة قَالَت اقْتُل فِي كل مرحلة بَعِيرًا وعَلى ثمنه(2/280)
وَهَذِه مائَة دِينَار وَكِسْوَة وكتبت مَعَه أما بعد فَإِن طَلْحَة وَالزُّبَيْر وَعَائِشَة خَرجُوا من مَكَّة يُرِيدُونَ الْبَصْرَة فَقدم الْمَدِينَة وَأعْطى عليا الْكتاب فدعى على مُحَمَّد بْن أبي بكر فَقَالَ لَهُ أَلا ترى إِلَى أختك خرجت مَعَ طَلْحَة وَالزُّبَيْر فَقَالَ مُحَمَّد بْن أبي بكر إِن اللَّه مَعَك وَلنْ يخذلك وَالنَّاس ناصروك ثمَّ قَامَ عَليّ فَحَمدَ اللَّه وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ يَا أَيهَا النَّاس تهيؤا لِلْخُرُوجِ إِلَى قتال أهل الْفرْقَة فَإِنِّي سَائِر إِن شَاءَ اللَّه إِن اللَّه بعث رَسُولا صَادِقا بِكِتَاب نَاطِق وَأمر وَاضح لَا يهْلك عَنهُ إِلَّا هَالك وَإِن فِي سُلْطَان اللَّه عصمَة أَمركُم فَأَعْطوهُ طاعتكم وَقد قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِن الْإِسْلَام ليأرز إِلَى الْمَدِينَة كَمَا تأرز الْحَيَّة إِلَى جحرها انهضوا إِلَى هَؤُلَاءِ الَّذين يُرِيدُونَ تَفْرِيق جماعتكم لَعَلَّ اللَّه يصلح بكم ذَات الْبَين وَبعث على الْحُسَيْن بْن عَليّ وعمار بْن يَاسر إِلَى الْكُوفَة لاستنفارهم فَلَمَّا قدمُوا الْكُوفَة قَامَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ فِي النَّاس وَكَانَ واليا عَلَيْهَا وَأخْبرهمْ بقدوم الْحسن واستنفاره إيَّاهُم إِلَى أَمِير الْمُؤمنِينَ(2/281)
على إصْلَاح الْبَين وَقدم زيد بْن صوحان من عِنْد عَائِشَة مَعَه كِتَابَانِ من عَائِشَة إِلَى أبي مُوسَى وَالِي الْكُوفَة وَإِذا فِي كل كتاب مِنْهُمَا بِسم اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم من عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ إِلَى عَبْد اللَّه بْن قيس الْأَشْعَرِيّ سَلام عَلَيْك فَإِنِّي أَحْمَد إِلَيْك اللَّه الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ أما بعد فَإِنَّهُ قد كَانَ من قتل عُثْمَان مَا قد علمت وَقد خرجت مصلحَة بَين النَّاس فَمر من قبلك بالقرار فِي مَنَازِلهمْ وَالرِّضَا بالعافية حَتَّى يَأْتِيهم مَا يحبونَ من صَلَاح أَمر الْمُسلمين فَإِن قتلة عُثْمَان فارقوا الْجَمَاعَة وَأَحلُّوا بِأَنْفسِهِم الْبَوَار فَلَمَّا قَرَأَ الْكِتَابَيْنِ وثب عمار بْن يَاسر فَقَالَ أمرت عَائِشَة بِأَمْر وأمرنا بِغَيْرِهِ أمرت أَن تقر فِي بَيتهَا وأمرنا أَن نُقَاتِل حَتَّى لَا تكون فتْنَة فَهُوَ ذَا تَأْمُرنَا بِمَا أمرت وَركبت مَا أمرنَا بِهِ ثمَّ قَالَ هَذَا بْن عَم رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم فاخرجوا إِلَيْهِ ثمَّ انْظُرُوا فِي الْحق وَمن الْحق مَعَه ثمَّ قَامَ الْحسن بْن عَليّ فَقَالَ يَا أَيهَا النَّاس أجِيبُوا دَعْوَة أميركم وسيروا إِلَى إخْوَانكُمْ لَعَلَّ اللَّه يصلح بَيْنكُم ثمَّ قَامَ هِنْد بْن عَمْرو البَجلِيّ فَقَالَ إِن أَمِير الْمُؤمنِينَ قد دَعَانَا وَأرْسل إِلَيْنَا ابْنة فاتبعوا قَوْله وانتهوا إِلَى أمره فَقَامَ حجر بْن عدي الْكِنْدِيّ فَقَالَ أَيهَا النَّاس أجِيبُوا أَمِير الْمُؤمنِينَ وانفروا خفافًا وثقالا بأموالكم وَأَنْفُسكُمْ ثمَّ قَالَ الْحسن(2/282)
أَيهَا النَّاس إِنِّي غاد فَمن شَاءَ مِنْكُم فَليخْرجْ معي على الظّهْر وَمن شَاءَ فَليخْرجْ فِي المَاء فَأَجَابُوهُ وَخرج مَعَه تِسْعَة آلَاف نفس بَعضهم على الْبر وَبَعْضهمْ على المَاء وَسَارُوا حَتَّى بلغُوا ذَا قار وَخرج عَليّ من الْمَدِينَة مَعَه سِتّمائَة رجل وَخلف على الْمَدِينَة سهل بْن حنيف فَالتقى هُوَ وَابْنه الْحسن مَعَ من خرج مَعَه من الْكُوفَة بِذِي قار فَخَرجُوا جَمِيعًا إِلَى الْبَصْرَة وَلم يدْخل على الْكُوفَة وَكتب إِلَى الْمَدِينَة إِلَى سهل بْن حنيف أَن يقدم عَلَيْهِ ويولي على الْمَدِينَة أَبَا حسن الْمَازِني والتقى مَعَ طَلْحَة وَالزُّبَيْر وَعَائِشَة بالجلحاء على فرسخين من الْبَصْرَة وَذَلِكَ لخمس خلون من جُمَادَى الْآخِرَة وَكَانَ على كثيرا مَا يَقُول يَا عجب كل الْعجب من جُمَادَى وَرَجَب فَكَانَ من أَمرهم مَا كَانَ وَقتل بن جرموز الزبير ثمَّ أَتَى عليا يُخبرهُ فَقَالَ عَليّ سَمِعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول قَاتل بن صَفِيَّة بالنَّار فَقَالَ بن جرموز إِن قتلنَا مَعكُمْ فَنحْن فِي النَّار وَإِن قاتلناكم فَنحْن فِي النَّار ثمَّ بعج بَطْنه بِسَيْفِهِ فَقتل نَفسه وَأما طَلْحَة فَرَمَاهُ مَرْوَان بْن الحكم بِسَهْم من وَرَائه فأثبته فِيهِ وَقَتله وَحمله إِلَى الْبَصْرَة فَمَاتَ بهَا(2/283)
فقبر طَلْحَة بِالْبَصْرَةِ وَقتل الزبير بوادى السبَاع وَكَانَ كعهب بْن سور قد علق الْمُصحف فِي عُنُقه ثمَّ يَأْتِي هَؤُلَاءِ فيذكرهم وَيَأْتِي هَؤُلَاءِ فيذكرهم حَتَّى قتل وَكَانَ عَليّ يُنَادي مناديه لَا تقتل مُدبرا وَلَا تذفف على جريح وَمن أغلق بَابه فَهُوَ آمن وَمن طرح السِّلَاح فَهُوَ آمن وَلم يقتل بعد آن وَاحِدًا فَلَمَّا اطْمَأَن النَّاس بعث عَليّ بعائشة مَعَ نسَاء من أهل الْعرَاق إِلَى الْمَدِينَة وَأقَام بِالْبَصْرَةِ خَمْسَة عشر يَوْمًا ثمَّ خرج إِلَى الْكُوفَة وَولي على الْبَصْرَة عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس وَولي الْوُلَاة فِي الْبلدَانِ وَكتب إِلَى المدن بالقرار وَالطَّاعَة ثمَّ إِن أَبَا مُسلم الْخَولَانِيّ قَالَ لمعاوية على مَا تقَاتل عليا وَهُوَ بْن عَم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَله من الْقدَم والسابقة مَا لَيْسَ لَك وَإِنَّمَا أَنْت رجل من الطُّلَقَاء فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَة أجل وَالله مَا نُقَاتِل عليا وَأَنا لست أدعى فِي الْإِسْلَام مثل الَّذِي لَهُ وَلَكِن أقاتله على دم أَمِير الْمُؤمنِينَ عُثْمَان بْن عَفَّان وَأَنا أطلبه بدمه فَقَالَ أَبُو مُسلم إِنِّي(2/284)
أستخرل لَك عَن ذَلِك فَركب رَاحِلَته وانتهي إِلَى الْكُوفَة ثمَّ نزل عَن رَاحِلَته وأتى عليا مَاشِيا وَالنَّاس عِنْده وَلَا يعرفهُ أحد فَقَالَ من قتل عُثْمَان فَقَالَ عَليّ اللَّه قتل عُثْمَان وَأما مَعَه فَخرج أَبُو مُسلم وَلم يتَكَلَّم وَمضى حَتَّى انْتهى إِلَى رَاحِلَته فركبها وَلحق بِالشَّام فانتهي إِلَى مُعَاوِيَة وَهُوَ يثقل فَقيل لَهُ هَذَا أَبُو مُسلم قد جَاءَ فعانقه مُعَاوِيَة وَسَأَلَهُ عَن سَفَره وَخَافَ أَن يكون قد جَاءَ بِشَيْء مِمَّا يكره فَقَالَ أَبُو مُسلم وَالله لتقاتلن عليا أَو لنقاتلنه فَإِنَّهُ قد أقرّ بقتل أَمِير الْمُؤمنِينَ عُثْمَان فَقَامَ مُعَاوِيَة فَرحا وَصعد الْمِنْبَر وَاجْتمعَ إِلَيْهِ النَّاس وَحمد اللَّه وأثني عَلَيْهِ وَقَامَ أَبُو مُسلم خَطِيبًا وحرض النَّاس على قتال عَليّ فصح خُرُوج أهل الشَّام قاطبة على عَليّ وطلبهم إِيَّاه بِدَم عُثْمَان ثمَّ إِن حجر بْن الأدبر قدم على عَليّ فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ الْجَمَاعَة وَالْعدَد وَالْمَال مَعَ الْأَشْعَث بْن قيس بآذربيجان فَابْعَثْ إِلَيْهِ فليقدم فَكتب إِلَيْهِ عَليّ بِسم اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم من عَبْد اللَّه عَليّ أَمِير الْمُؤمنِينَ إِلَى الْأَشْعَث بْن قيس أما بعد فَإِذا أَتَاك كتابي هَذَا فأقدم وأحمل مَا غللت من المَال فَكتب إِلَيْهِ الْأَشْعَث بْن قيس أما بعد فقد جَاءَنِي كتابك بِأَن أقدم عَلَيْك وأحمل مَا غللت من مَال الله(2/285)
فَمَا أَنْت وَذَاكَ وَالسَّلَام ثمَّ قَالَ الْأَشْعَث وَالله لأدعنه بِحَال مضيعة ولأفسدن عَلَيْهِ الْكُوفَة ثمَّ ارتحل من أذربيجان وَهُوَ يُرِيد مُعَاوِيَة وَبلغ ذَلِك عليا وشق عَلَيْهِ خُرُوجه إِلَى مُعَاوِيَة فَقَالَ حجر بْن الأدبر يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ ابعثني إِلَى الْأَشْعَث بن قيس فَأَنا أعرف بِهِ وأرفق وَإِن هُوَ خوشن لم يجب أحدا قَالَ لَهُ عَليّ سر إِلَيْهِ فَسَار حجر إِلَيْهِ فأدركه بشهرزور فَقَالَ لَهُ حجر يَا أَبَا مُحَمَّد أنْشدك اللَّه أَن تَأتي مُعَاوِيَة وَتَدَع بْن عَم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ الْأَشْعَث أوما سَمِعت كِتَابه إِلَيّ فَقَالَ حجر إِنَّك إِن أتيت مُعَاوِيَة أَقبلنَا جَمِيعًا إِلَى الشَّام وأنشدك اللَّه أَلا نظرت إِلَى أَيْتَام قَوْمك وأياماهم فانى لَا آمن أَن يفتضحوا غَدا قَالَ فَمَا تُرِيدُ يَا حجر قَالَ تنحدر معي إِلَى الْكُوفَة فَإنَّك شيخ الْعَرَب وسيدها والمطاع فِي قَوْمك وسيصير إِلَيْك الْأَمر فَلم يزل بِهِ حجر حَتَّى قَالَ ليصرفوا صُدُور الركائب إِلَى الْكُوفَة فَتقدم على عَليّ فسر عَليّ بمجيئه فَقَالَ مرْحَبًا وَأهلا بِأبي مُحَمَّد عَليّ عجلته فَقَالَ أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن هَذَا لَيْسَ بِيَوْم عتاب ثمَّ أَقَامَ مَعَ على بِالْكُوفَةِ وَحج بِالنَّاسِ عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس بِأَمْر عَليّ ولاه فَلَمَّا دخلت السّنة السَّابِعَة وَالثَّلَاثُونَ كتب مُعَاوِيَة إِلَى عَليّ بْن أَبى طَالب أما بعد فَإِن اللَّه اصطفي مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعِلْمِهِ وَجعله الْأمين على وحيه وَالرَّسُول إِلَى(2/286)
خلقه وَاخْتَارَ لَهُ من الْمُسلمين أعوانًا فَكَانُوا فِي مَنَازِلهمْ عِنْده على قدر فضائلهم فِي الْإِسْلَام كَانَ أفضلهم فِي الْإِسْلَام وأنصحهم لله وَلِرَسُولِهِ الْخَلِيفَة بعده وَخَلِيفَة خَلِيفَته الْمَظْلُوم الْمَقْتُول رَحمَه اللَّه عَلَيْهِم وَقد ذكر لي أَنَّك تَنْتفِي من دَمه فَإِن كنت صَادِقا فأمكنا مِمَّن قَتله حَتَّى نَقْتُلهُ بِهِ وَنحن أسْرع إِلَيْك إِجَابَة وأطوعهم طَاعَة وإى فَإِنَّهُ لَيْسَ لَك وَلَا لأحد من أَصْحَابك عندنَا إِلَّا السَّيْف وَالَّذِي لَا إِلَه غَيره لنطلبن قتلة عُثْمَان فِي الْجبَال والرمال حَتَّى يقتلهُمْ اللَّه أَو تلْحق أَرْوَاحنَا بعثمان وَالسَّلَام فَكتب إِلَيْهِ عَليّ بِسم اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم من عَبْد اللَّه عَليّ أَمِير الْمُؤمنِينَ إِلَى مُعَاوِيَة بْن أبي سُفْيَان أما بعد فَإِن أَخا خولان قدم عَليّ بِكِتَاب مِنْك يذكر فِيهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا أنعم اللَّه عَلَيْهِ من الْهدى وَالْحَمْد لله على ذَلِك وَأما مَا ذكرت من ذكر الْخُلَفَاء فلعمري إِن مقامهم فِي الْإِسْلَام كَانَ عَظِيما وَإِن الْمُصَاب بهم لجرح عَظِيم فِي الْإِسْلَام وَأما مَا ذكرت من قتلة عُثْمَان فَإِنِّي قد نظرت فِي هَذَا الْأَمر فَلم يسعني دفعهم إِلَيْك وَقد كَانَ أَبوك أَتَانِي حِين ولى النَّاس أَبَا بكر فَقَالَ لي يَا عَليّ أَنْت أَحَق النَّاس بِهَذَا الْأَمر بعد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهات يدك حَتَّى أُبَايِعك(2/287)
فَلم أفعل مَخَافَة الْفرْقَة فِي الْإِسْلَام فأبوك أعرف بحقي مِنْك فَإِن كنت تعرف من حَقي مَا كَانَ يعرفهُ أَبوك فقد قصدت رشدك وَإِن لم تفعل فسيغني اللَّه عَنْك وَالسَّلَام فَلَمَّا قَرَأَ مُعَاوِيَة الْكتاب تهَيَّأ هُوَ وَمن مَعَه على الْمسير إِلَى عَليّ ثمَّ سَار يُرِيد الْعرَاق وَسَار عَليّ من الْعرَاق وَصلى الظّهْر بَين القنطرة واالجسر رَكْعَتَيْنِ وَبعث على مقدمته شُرَيْح بْن هَانِئ وَزِيَاد بْن النَّضر بْن مَالك أَمر أَحدهمَا أَن يَأْخُذ على شط دجلة وَالْآخر على شط الْفُرَات مَعَهُمَا أَكثر من عشرَة آلَاف نفس واستخلف على الْكُوفَة أَبَا مَسْعُود الْأنْصَارِيّ ثمَّ أَخذ على طَرِيق الْفُرَات وَجعل يَقُول إِذا سمعتموني أَقُول قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ كَمَا أَقُول وَإِذا لم أقل قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّمَا الْحَرْب خدعة فَالتقى عَليّ وَأهل الشَّام بصفين لسبع بَقينَ من الْمحرم فَقَامَ عَليّ خَطِيبًا فِي النَّاس فَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي لَا يبرم مَا نقض وَإِن أبرم أمرا لم ينْقضه الناقضون مَعَ أَن الله وَله الْحَمد لَو شَاءَ لم يخْتَلف اثْنَان من خلقه وَلَا تنازعت الْأمة فِي شَيْء من أمره وَلَا جحد الْمَفْضُول ذَا الْفضل فَضله وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ وَقد ساقتنا وَهَؤُلَاء الْمَقَادِير حَتَّى جمعت بَيْننَا فِي هَذَا الْمَكَان فَنحْن من رَبنَا بمنظر ومستمع وَلَو(2/288)
شَاءَ اللَّه لجعل الانتقام وَكَانَ مِنْهُ التَّغْيِير حَتَّى يتَبَيَّن أهل الْبَاطِل وَيعلم أهل الْحق أَيْن مصيره وَلكنه جعل الدُّنْيَا دَار الْأَعْمَال وَجعل الْآخِرَة هِيَ دَار الْقَرار ليجزى الَّذين اساءوا الْآيَة أَلا إِنَّكُم تلقونَ عَدوكُمْ غَدا فأطيلوا اللَّيْلَة الْقيام وَأَكْثرُوا فِيهَا تِلَاوَة الْقُرْآن وَسَلُوهُ النَّصْر وَعَلَيْكُم بالجد والحزم وَكُونُوا صَادِقين ثمَّ قعد فَوَثَبَ النَّاس إِلَى سيوفهم يهيؤنها وَإِلَى رماحهم يثقفونها وَإِلَى نبالهم يريشونها ثمَّ جعل عَليّ مقدمته شُرَيْح بْن هَانِئ الْحَارِثِيّ وَالْأَشْتَر وعَلى الميمنة الْأَشْعَث بْن قيس وعَلى الميسرة عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس وعَلى الرجالة عَبْد اللَّه بن بديل بْن وَرْقَاء وعَلى السَّاقَة زِيَاد بن النَّضر وعَلى ميمنة الرجالة سُلَيْمَان بْن صرد الْخُزَاعِيّ ثمَّ قَامَ مُعَاوِيَة خَطِيبًا فِي أهل الشَّام وَاجْتمعَ النَّاس فَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي دنا فِي علوه وَعلا فِي دنوه وَظهر وبطن فارتفع فَوق كل منظر أَولا وآخرًا وظاهرًا وَبَاطنا يقْضِي فيفصل وَيقدر فَيغْفر وَيفْعل مَا يَشَاء وَإِذا أَرَادَ أمرا أَمْضَاهُ وَإِذا عزم على أَمر قَضَاهُ لَا يؤامر أحدا فِيمَا يملك وَلَا يسئل عَمَّا يفعل وهم يسئلون وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين على مَا أحببنا وكرهنا ثمَّ كَانَت من قَضَاء اللَّه أَن ساقتنا الْمَقَادِير إِلَى(2/289)
هَذِه الرقعة من الأَرْض ولقت بَيْننَا وَبَين أهل الْعرَاق فَنحْن من اللَّه بمنظر ومستمع وَقد قَالَ اللَّه وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا الْآيَة فانظروا يَا لأهل الشَّام فَإِنَّمَا تلقونَ غَدا الْعَدو فكونوا على إِحْدَى ثَلَاث خلال إِمَّا قوما تطلبون مَا عِنْد اللَّه بقتالكم قوما بغوا عَلَيْكُم وَإِمَّا قوما تكلبون بِدَم الْخَلِيفَة عُثْمَان فَإِنَّهُ خليفتكم وصهر نَبِيكُم وَإِمَّا قوما تدفعون عَن نِسَائِكُم وذراريكم وَعَلَيْكُم بتقوى اللَّه وَالصَّبْر الْجَمِيل نسْأَل اللَّه لنا وَلكم النَّصْر وَأَن يفرغ علينا وَعَلَيْكُم الصَّبْر وَأَن يفتح بَيْننَا وَبَين قَومنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ خير الفاتحين فَأَجَابَهُ أهل الشَّام طب نفسا نموت مَعَك ونحيى مَعَك ثمَّ جعل مُعَاوِيَة أَبَا الْأَعْوَر عَمْرو بْن سُفْيَان السّلمِيّ على مقدمته وحبِيب بْن مسلمة الفِهري على ميمنته وَبسر بْن أَرْطَأَة على ميسرته وَمُسلم بْن عقبَة على رجالة الْعَسْكَر فَلَمَّا كَانَ الْغَد اقْتَتَلُوا قتالا شَدِيدا فحجز بَينهم اللَّيْل حَتَّى قَاتلُوا ثَلَاثَة أَيَّام فَقتل من أَصْحَاب على بالمبارزة هَاشم بْن عتبَة بْن أبي وَقاص ة عمار بْن يَاسر وَعبد اللَّه بْن بديل بْن وَرْقَاء وعمار بْن حَنْظَلَة الْكِنْدِيّ وَبشر بْن زُهَيْر وَمَالك بن كَعْب العامري وطالب بن كُلْثُوم الْهَمدَانِي والمرتفع(2/290)
بْن وضاح الزبيدِيّ وَشُرَيْح بْن طَارق الْبكْرِيّ وَأسلم بْن يزِيد الْحَارِثِيّ والْحَارث بْن اللجاج الْحكمِي وعائذ بْن كريب الْهِلَالِي وواصل بْن ربيعَة الشَّيْبَانِيّ وعائذ بْن مَسْرُوق الْهَمدَانِي وَمُسلم بْن سعيد الْبَاهِلِيّ ومحارب بْن ضرار الْمرَادِي وَسليمَان بْن الْحَارِث الْجعْفِيّ وشرحبيل بْن يزِيد الْحَضْرَمِيّ وَقتل من أَصْحَاب مُعَاوِيَة فِي المبارزة شُرَحْبِيل بْن مَنْصُور وَعبد الرَّزَّاق بْن خَالِد الْعَبْسِي وَشُرَيْح بْن الْحَارِث الْكلابِي وَصَالح بن الْمُغيرَة الجُمَحِي وحريث بْن الصَّباح الْحِمْيَرِي والْحَارث بْن ودَاعَة الْحِمْيَرِي وروق بْن الْحَارِث العكي والمطاع بْن الْمطلب القيني وجلهمة بْن هِلَال الْكَلْبِيّ والوضاح بْن أَزْهَر السكْسكِي ووازع بْن سلامان الغساني وَالْمُهَاجِر بْن حَنْظَلَة الْجعْفِيّ وَعبد اللَّه بْن جرير العكي وَمَالك بْن وَدِيعَة الْقرشِي سوى من قتل من الْفَرِيقَيْنِ من غير برَاز وَلما قتل عمار أَتَى عَبْد اللَّه بْن عَمْرو مُعَاوِيَة فَقَالَ قتل عمار فَقَالَ عَمْرو بْن الْعَاصِ قتل عمار فَمَا سَمِعت رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول لعمَّار تقتلك الفئة الباغية فَقَالَ مُعَاوِيَة أَنَحْنُ قَتَلْنَاهُ إِنَّمَا قَتله أهل الْعرَاق جاؤوا بِهِ فطرحوه فِي سُيُوفنَا ورماحنا وَقد قيل إِنَّه قتل بصفين سَبْعُونَ ألفا من أهل الْعرَاق خَمْسَة وَعِشْرُونَ ألفا وَمن(2/291)
أهل الشَّام خَمْسَة وَأَرْبَعُونَ ألفا فَلَمَّا اشتدت الْبلَاء بالفريقين وَكثر بَينهم الْقَتْلَى قَالَ عَمْرو بْن الْعَاصِ لمعاوية إِن هَذَا الْأَمر لَا يزْدَاد إِلَّا شدَّة فَهَل لَك إِلَى أَمر لَا يزْدَاد الْقَوْم بِهِ إِلَّا فرقة إِن أعطونا اخْتلفُوا وَإِن منعونًا اخْتلفُوا فَقَالَ مُعَاوِيَة مَا هُوَ فَقَالَ الْمَصَاحِف نرفعها وندعوهم بِمَا فِيهَا فَإِنَّهُم لَا يُقَاتلُون إِلَّا على مَا قد علمت فَقَالَ مُعَاوِيَة افْعَل مَا رَأَيْت فَأمر بالمصاحف فَرفعت فِي الرماح ثمَّ جعلُوا ينادون ندعوكم إِلَى كتاب اللَّه وَالْحكم بِمَا فِيهِ فسر النَّاس بِهِ وكرهوا الْقِتَال وَأَجَابُوا إِلَى الصُّلْح وأنابوا إِلَى الْحُكُومَة وَقَالُوا لعَلي إِن الْقَوْم يدعونك إِلَى الْحق وَإِلَى كتاب الله فان كرهنا ذَلِك فَنحْن إِذا مثلهم فَقَالَ عَليّ وَيحكم مَا ذَلِك يُرِيدُونَ وَلَا يَفْعَلُونَ ثمَّ مَشى النَّاس بَعضهم إِلَى بعض وَأَجَابُوا الصُّلْح والحكومة وَتَفَرَّقُوا إِلَى دفن قتلاهم وَلم يجد عَليّ بدا من أَن يقبل الْحُكُومَة لما رأى من أَصْحَابه فَحكم أهل الشَّام عَمْرو بْن الْعَاصِ وَأَرَادَ عَليّ أَن يحكم بن عَبَّاس فَقَالَ الْأَشْعَث بْن قيس وَهُوَ يَوْمئِذٍ سيد النَّاس لَا يحكم فِي هَذَا الْأَمر رجلَانِ من قُرَيْش وَلَا افترق الْفَرِيقَانِ على هَذَا الْجمع على حُكُومَة بعد أَن كَانَ من الْقِتَال بَينهمَا مَا كَانَ إى وَأحد الْحكمَيْنِ منا وَتَبعهُ أهل الْيمن على ذَلِك ثمَّ قَالَ الْأَشْعَث لَا نرضى إِلَّا بِأبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وَكَتَبُوا بَينهم كتابي الصُّلْح(2/292)
بِسم اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم هَذَا مَا تقاضي عَلَيْهِ عَليّ بْن أبي طَالب وَمُعَاوِيَة بْن أبي سُفْيَان قَاضِي عَليّ على أهل الْعرَاق وَمن كَانَ مَعَه من شيعته من الْمُؤمنِينَ وقاضي مُعَاوِيَة على أهل الشَّام وَمن كَانَ مَعَه من شيعته من الْمُسلمين أَنا ننزل على حكم اللَّه وَكتابه فَمَا وجد الحكمان فِي كتاب الله فهما يتبعانه وَمَا لم يجدا فِي كتاب اللَّه فَالسنة العادلة تجمعهما وهما آمنان على أموالهما وأنفسهما وأهاليهما وَالْأمة أننصار لَهما على الَّذِي يقضيان عَلَيْهِ وعَلى الْمُؤمنِينَ وَالْمُسْلِمين والطائفتان كلتاهما عَلَيْهِمَا عهد اللَّه وميثاقه أَن يفيا بِمَا فِي هَذِه الصَّحِيفَة على أَن بَين الْمُسلمين الْأَمْن وَوضع السِّلَاح وعَلى عَبْد اللَّه بْن قيس وَعَمْرو بْن الْعَاصِ عهد اللَّه وميثاقه ليحكما بَين النَّاس بِمَا فِي هَذِه الصَّحِيفَة على أَن الْفَرِيقَيْنِ جَمِيعًا يرجعان سنة فَإِذا انْقَضتْ السّنة إِن أحبا أَن يردا ذَلِك ردا وَإِن أحبا زادا فيهمَا مَا شَاءَ اللَّه اللَّهُمَّ إِنَّا نستنصرك على من ترك مَا فِي هَذِه الصَّحِيفَة وَشهد على الصَّحِيفَة فريق عشرَة أنفس فَشهد من أَصْحَاب على(2/293)
الْأَشْعَث بْن قيس وَعبد اللَّه بْن عَبَّاس وَسَعِيد بْن قيس الْهَمدَانِي وَحجر بْن الأدبر الْكِنْدِيّ وَعبد اللَّه بْن الطُّفَيْل العامري وَعبد اللَّه بْن مَحل الْعجلِيّ ووقاء بْن سمي البَجلِيّ وَعقبَة بْن زيد الْأنْصَارِيّ وَيزِيد بْن حجية التَّيْمِيّ وَمَالك بْن أَوْس الرَّحبِي وَشهد من الشَّام أَبُو الْأَعْوَر السّلمِيّ وحبِيب بْن مسلمة الفِهري والمخارق بْن الْحَارِث الزبيدِيّ وعلقمة بْن يزِيد الْحَضْرَمِيّ وسبيع بْن يزِيد الْحَضْرَمِيّ وزمل بْن عَمْرو العذري وَيزِيد بن الْحر الْعَبْسِي وَحَمْزَة بن مَالك الْهَمدَانِي وَعبد الرَّحْمَن بن الخالد بْن الْوَلِيد وَعتبَة بْن أبي سُفْيَان وَكتب يَوْم الْأَرْبَعَاء سنة سبع وَثَلَاثِينَ فَانْصَرف على بِمن مَعَه من أهل الْعرَاق وَانْصَرف مُعَاوِيَة بِمن مَعَه إِلَى الشَّام فَقَالَ عَبْد اللَّه بْن وهب الحرمي وَكَانَ من أَصْحَاب عَليّ(2/294)
لَا حكم إِلَّا لله فَقَالَ على هَذِه كلمة حق أُرِيد بهَا بَاطِل فَلَمَّا دخل عَليّ الْكُوفَة خرج من كَانَ يَقُول لَا حكم إِلَّا لله ونزلوا بحروراء وهم قريب من اثْنَي عشر ألفا فسموا الحرورية ومناديهم يُنَادي أَمِير الْقِتَال شبث بْن ربعي التَّمِيمِي وَالْأَمر بعد الْفَتْح شُورَى والبيعة لله وَمَات خباب بْن الْأَرَت بِالْكُوفَةِ فَخرج عَليّ من صفّين وَولي على سهل بن حنيف فَارس فَأخْرجهُ أهل فَارس فَوجه زيادا فرضوا وصالحوه وأدوا إِلَيْهِ الْخراج ثمَّ إِن الْخَوَارِج اجْتمعت على وَيَد بْن حُصَيْن وَقَالُوا لَهُ أَنْت سيدنَا وَشَيخنَا وعامل عمر بْن الْخطاب على الْكُوفَة تول أمرنَا وجهروا بِهِ فَقَالَ مَا كنت لأفعلها فَلَمَّا أبي عَلَيْهِم ذَلِك ذَهَبُوا إِلَى يزِيد بْن عَاصِم الْمحَاربي فعرضوا عَلَيْهِ أَمرهم فَأبى عَلَيْهِم ذَلِك ثمَّ ذَهَبُوا إِلَى سعد بْن وَائِل التَّمِيمِي فَأبى عَلَيْهِم فَأتوا عَبْد اللَّه بْن وهب الرَّاسِبِي واجتمعوا عِنْده بِقرب النهروان وَخرج إِلَيْهِم عَليّ فِي جمعية فَلَمَّا أَتَاهُم حمد اللَّه وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ إِنَّكُم أَيهَا الْقَوْم قد علمْتُم وَعلم الله أَنى كنت(2/295)
للحكومة كَارِهًا حَتَّى أشرتم عَليّ بهَا وغلبتموني عَلَيْهَا وَالله بيني وَبَيْنكُم شَهِيد ثمَّ كتبنَا بَيْننَا وَبينهمْ كتابا وَأَنْتُم على ذَلِك من الشَّاهِدين فَقَالَت طَائِفَة من الْقَوْم صدقت وَرَجَعُوا إِلَى الْجَمَاعَة وَبقيت طَائِفَة مِنْهُم على قَوْلهم فَقَالَ عَليّ هَل انبئكم بالأخسرين أعمالا الَّذين ضل سَعْيهمْ فِي الحيوة الدُّنْيَا وهم يحسبون أَنهم يحسنون صنعا مِنْهُم أهل النهروان وَرب الْكَعْبَة ثمَّ انهم عبروا الجسر إِلَى عَليّ ليحاربوه فَلَمَّا عبروا الجسر نَادِي عَليّ فِي الْعَسْكَر استقبلوهم فاستقبلوهم والتقطوهم بِالرِّمَاحِ فَكَانَ مَعَ عَليّ جمعية يسيرَة إِنَّمَا جَاءَ على أَن يردهم بالْكلَام وَقد كَانَت الْخَوَارِج قَرِيبا من حمسة آلَاف فَلَمَّا فرغوا من قَتلهمْ قَالَ على اطْلُبُوا لي المخدع فكلبوه فَلم يجدوه فَقَالَ اطْلُبُوا المخدع فوَاللَّه مَا كذبت وَلَا كذبت ثمَّ دَعَا ببغلته الْبَيْضَاء فركبها وَجعل يقلب الْقَتْلَى حَتَّى أَتَى على فضاء من الأَرْض فَقَالَ قلبوا هَؤُلَاءِ فَإِذا هم بِرَجُل لَيْسَ لَهُ ساعد بَين جَنْبَيْهِ ثدي فِيهِ شَعرَات إِذا مدت امتدت وَإِذا تركت قلصت فَقَالَ عَليّ اللَّه أكبر سَمِعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَخْرُجُ قَوْمٌ فيهم رجل مخدع الْيَد وَلَوْلَا أَن تنكلوا عَن الْعَمَل لأنبأتكم بِمَا وعد الله(2/296)
الَّذين يقاتلونهم على لِسَان مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ حج بِالنَّاسِ عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس فَلَمَّا دخلت السّنة الثَّامِنَة وَالثَّلَاثُونَ اجْتَمعُوا لميعادهم مَعَ الْحكمَيْنِ بأذرح وَحضر فيهم من أهل الْمَدِينَة سعد بْن أبي وَقاص وَعبد اللَّه بْن الزبير وَابْن عمر وَلم يخرج على بِنَفسِهِ ووافي مُعَاوِيَة فِي أهل الشَّام وَكَانَ بَينه وَبَين أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ مَا كَانَ وافترق النَّاس وَرَجَعُوا إِلَى أوطانهم وَنَدم عَبْد اللَّه بْن عمر على حُضُوره أذرح فَأحْرم من بَيت الْمُقَدّس تِلْكَ السّنة وَرجع إِلَى مَكَّة وَاسْتَشَارَ مُعَاوِيَة أَصْحَابه فِي مُحَمَّد بْن أَبى بكر وَكَانَ واليًا على مصر فاجمعوا على الْمسير إِلَيْهِ فَخرج عَمْرو بْن الْعَاصِ فِي أَرْبَعَة آلَاف فيهم أَبُو الْأَعْوَر السّلمِيّ وَمُعَاوِيَة بْن حديج فَالْتَقوا بالمسناة وقاتلوا قتالا شَدِيدا وَقتل كنَانَة بْن بشر بْن عتاب التجِيبِي وَانْهَزَمَ مُحَمَّد بْن أبي بكر وَقَاتل حَتَّى قتل وَقد قيل إِنَّه أَدخل فِي جَوف حمَار ميت(2/297)
ثمَّ أحرق بالنَّار فَلَمَّا بلغ عليا سرُور مُعَاوِيَة بقتْله قَالَ لقد حزنا عَلَيْهِ بِقدر سرورهم بقتْله ثمَّ ولى عَليّ الأشتر على مصر وَمَات صُهَيْب بْن سِنَان فَلَمَّا بلغ مُعَاوِيَة خبر مسير الأشتر إِلَى مصر قَالَ إِنَّه ليأتى وَعَامة أهل مصر أهل الْيمن وَهُوَ يماني وَكتب إِلَى دهقان بالعريش إِن احتلت فِي الأشتر فلك عَليّ أَن أخرج خراجك عشْرين سنة فَقدم الأشتر على امْرَأَة من حمير يُقَال لَهَا ليلِي بنت النُّعْمَان فتلطف لَهُ الدهْقَان وَسَأَلَهُ أَي الشَّرَاب أحب إِلَيْك قَالَ الْعَسَل قَالَ عِنْدِي عسل من عسل برقة لم ير مثله ثمَّ قَدمته إِلَيْهِ فسقته مِنْهُ فَمَاتَ من سَاعَته فَبلغ ذَلِك مُعَاوِيَة فَقَالَ إِن لله جُنُودا فِي الْعَسَل وَمَات صَفْوَان بن بَيْضَاء فِي رَمَضَان وَكَانَ قد شهد بَدْرًا وَمَات سهل بْن حنيف بِالْكُوفَةِ وَصلى عَلَيْهِ وَحج بِالنَّاسِ قثم بْن الْعَبَّاس فَلَمَّا دخلت السّنة التَّاسِعَة وَالثَّلَاثُونَ اسْتعْمل عَليّ يزِيد بْن حجية التَّمِيمِي على الرّيّ ثمَّ كتب إِلَيْهِ بعد مُدَّة أَن أقدم فَقدم على عَليّ فَقَالَ لَهُ أَيْن مَا غللت من مَال اللَّه قَالَ مَا غللت فخفقه بِالدرةِ خفقات وحبسه فِي دَاره فَلَمَّا كَانَ فِي بعض اللَّيَالِي(2/298)
قرب يزِيد البواب وَمَا حلّه وَلحق بالرقة وَأقَام بهَا حَتَّى أَتَاهُ إِذن مُعَاوِيَة فَلَمَّا بلغ عليا لُحُوقه مُعَاوِيَة قَالَ اللَّهُمَّ إِن يزِيد أذهب بِمَال الْمُسلمين وَلحق بالقوم الظَّالِمين اللَّهُمَّ فاكفنا مكره وكيده ثمَّ وَجه مُعَاوِيَة خيلا فيهم الضَّحَّاك بْن قيس الفِهري وسُفْيَان بْن عَوْف الدابري فَأَغَارَ سُفْيَان على الأنبار وفيهَا مسلحة لعَلي فَلَمَّا بلغ عليا خُرُوجهمْ خرج من بَيته وَالنَّاس فِي الْمَسْجِد فَلَمَّا رَأَوْهُ صاحوا قَالَ اسْكُتُوا اسْكُتُوا فَلَمَّا سكتوا قَالَ شاهدت الْوُجُوه شاهدت الْوُجُوه إِن قلت نعم قُلْتُمْ لَا وَإِن قلت لَا قُلْتُمْ نعم إِن استنفرتكم فِي الْحر قُلْتُمْ الْحر شَدِيد فَإِذا جَاءَ الشتَاء نفرنًا وَإِذا جَاءَ الشتَاء واستنفرتكم قُلْتُمْ الْبرد شَدِيد وَإِذا كَانَ الصَّيف نفرنًا إِن عَدوكُمْ يجد من الهناء مَا تَجِدُونَ وَلَكِن لَا أرى لمن لَا يطاع وددت أَن لي بجماعتكم ألف فَارس ثمَّ بعث مُعَاوِيَة بسر بْن أَرْطَاة أحد بني عَامر بن لؤَي فِي جَيش من أهل الشَّام إِلَى الْمَدِينَة وَعَلَيْهَا أَبُو أَيُّوب الْأنْصَارِيّ فهرب مِنْهُ(2/299)
أَبُو أَيُّوب وَلحق عليا بِالْكُوفَةِ وَلم يقاتله أحد بِالْمَدِينَةِ حَتَّى دَخلهَا فَصَعدَ مِنْبَر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجعل يُنَادي يَا أهل الْمَدِينَة وَالله لَوْلَا مَا عهد إِلَى أَمِير الْمُؤمنِينَ مُعَاوِيَة مَا تركت فِيهَا محتلمًا إِلَّا قتلته فَبَايع أهل الْمَدِينَة مُعَاوِيَة وَأرْسل إِلَى بني سَلمَة مَا لكم عِنْدِي أَمَان حَتَّى تَأْتُونِي بجابر بْن عَبْد الله فَدخل جَابر بْن عَبْد اللَّه على أم سَلمَة وَقَالَ يَا أُمَّاهُ إِنِّي خشيت على دمي وَهَذِه بيعَة ضَلَالَة فَقَالَت أرى أَن تبَايع فَخرج جَابر بْن عَبْد اللَّه فَبَايع بسر بْن أَرْطَاة لمعاوية كَارِهًا ثمَّ خرج بسر حَتَّى أَتَى مَكَّة فخافه أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وَكَانَ وَالِي مَكَّة لعَلي وَتَنَحَّى عَن مَكَّة حَتَّى دَخلهَا ثمَّ مضى إِلَى الْيمن وَعَلَيْهَا عبيد اللَّه بْن عَبَّاس بن عبد الْمطلب عَامل عللا فَلَمَّا سمع بِهِ عبيد اللَّه هرب واستخلف على الْيمن عَبْد اللَّه بْن عَبْد المدان وَكَانَت ابْنَته تَحت عبيد اللَّه بْن عَبَّاس فَلَمَّا قدم بسر الْيمن قتل عَبْد اللَّه بْن عَبْد المدان وَأخذ ابْنَيْنِ لِعبيد اللَّه بْن عَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب من أحسن الصّبيان صغيرين كَأَنَّهُمَا درتان فَفعل بهما مَا فعل فَلَمَّا حضر الْمَوْسِم بعث عَليّ على الْحَج عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس وَبعث(2/300)
مُعَاوِيَة يزِيد بْن شَجَرَة الرهاوي فاجتمعا بِمَكَّة وتنازعا وأبى كل وَاحِد مِنْهُمَا أَن يسلم لصَاحبه إِقَامَة الْحَج فَاجْتمع النَّاس على شيبَة بْن عُثْمَان بْن أبي طَلْحَة فحج بِالنَّاسِ شيبَة بن عُثْمَان فَلَمَّا دخلت السّنة الْأَرْبَعُونَ وَبلغ الْخَبَر عليا بِمَا فعل بسر بْن أَرْطَاة بالسمن وَمَا كَانَ من أَمر بني عبيد اللَّه بْن عَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب خطبهم وَقَالَ لقد خفت أَن يظْهر مولى الْقَوْم عَلَيْكُم وَمَا يظهرون عَلَيْكُم بِأَن يَكُونُوا بِالْحَقِّ أولى مِنْكُم وَلَكِن بصلحهم فِي بِلَادهمْ وفسادكم فِي بِلَادكُمْ واجتماعهم على باطلهم وتفرقكم عَن حقكم وأدائهم الْأَمَانَة وخيانتكم وَالله وَالله لَو اسْتعْملت فلَانا لخان وغدر ثَلَاثًا وَلَو بَعثه مُعَاوِيَة لم يخنه وَلَا غدره اللَّهُمَّ قد مللتهم وملوني وسئمتهم وسئمونى وكرهتهم وكرهونى فَأرْخى مِنْهُم وأرحهم مني وأبدلني بِمن هُوَ خير لي مِنْهُم وأبدلهم بِمن هُوَ شَرّ لَهُم منى(2/301)
ثمَّ كَانَ قتل عَليّ بْن أبي طَالب وَكَانَ السَّبَب فِي ذَلِك أَن عَبْد الرَّحْمَن بْن ملجم الْمرَادِي أبصرلا امْرَأَة من بني تيم الربَاب يُقَال لَهَا قطام وَكَانَت من أجمل أهل زمانها وَكَانَت ترى رَأْي الْخَوَارِج فولع بهَا فَقَالَت لَا أَتزوّج بك إى على ثَلَاثَة آلَاف وَقتل عَليّ لن أبي طَالب فَقَالَ لَهَا لَك ذَلِك فَتَزَوجهَا وَبنى بهَا فَقَالَت لَهُ يَا هَذَا قد عرفت الشَّرْط فَخرج عَبْد الرَّحْمَن بْن ملجم وَمَعَهُ سيف مسلول حَتَّى أَتَى مَسْجِد الْكُوفَة وَخرج عَليّ من دَاره وأتى الْمَسْجِد وَهُوَ يَقُول أَيهَا النَّاس الصَّلَاة الصَّلَاة أَيهَا النَّاس الصَّلَاة الصَّلَاة وَكَانَت تِلْكَ لَيْلَة الْجُمُعَة لسبع عشرَة خلت من رَمَضَان فصادفه عبد الرَّحْمَن بن ملجم من خَلفه ثمَّ ضربه بِالسَّيْفِ ضَرْبَة من قرنه إِلَى جَبهته وَأصَاب السَّيْف الْحَائِط فثلم فِيهِ ثمَّ ألْقى السَّيْف من يَده وَأَقْبل النَّاس عَلَيْهِ فَجعل بن ملجم يَقُول للنَّاس إيَّاكُمْ وَالسيف فَإِنَّهُ مَسْمُوم وَقد سمه شهرا فَأَخَذُوهُ وَرجع عَليّ بْن أبي طَالب إِلَى دَاره ثمَّ أَدخل عَلَيْهِ عَبْد الرَّحْمَن بْن ملجم فَقَالَت لَهُ أم كُلْثُوم بنت عَليّ يَا عَدو اللَّه قتلت أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ لم أقتل إِلَّا أَبَاك فَقَالَت إِنِّي لأرجو أَن لَا يكون على أَمِير الْمُؤمنِينَ من بَأْس فَقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن ملجم فَلم تبكين إِذا فوَاللَّه سممته شهرا فَإِن أخلفني أبعده الله وأسحقه فَقَالَ على(2/302)
احْبِسُوهُ وأطيبوا طَعَامه وألينوا فرَاشه فَإِن أعش فعفو أَو قصاص وَإِن أمت فألحقوه بِي أخاصمه عِنْد رب الْعَالمين فَمَاتَ عَليّ بْن أبي طَالب غَدَاة يَوْم الْجُمُعَة فَأخذ عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر وَالْحسن بْن عَليّ وَمُحَمّد بن الْحَنَفِيَّة عبداالرحمن بْن ملجم فَقطعُوا يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ فَلم يجزع وَلم يتَكَلَّم ثمَّ كحلوا عَيْنَيْهِ بملمول محمى ثمَّ قطعُوا لِسَانه وأحرقوه بالنَّار وَكَانَ لعَلي يَوْم مَاتَ اثْنَتَانِ وَسِتُّونَ سنة وَكَانَت خِلَافَته خمس سِنِين وَثَلَاثَة أشهر وَاخْتلفُوا فِي مَوضِع قَبره وَلم يَصح عِنْدِي شَيْء من ذَلِك فاذكره وَقد قيل إِنَّه دفن بِالْكُوفَةِ فِي قصر الْإِمَارَة عِنْد مَسْجِد الْجَمَاعَة وَهُوَ بن ثَلَاث وَسِتِّينَ ثمَّ قَامَ الْحسن بعد دفن أَبِيه خَطِيبًا فِي النَّاس فَحَمدَ اللَّه وَأثْنى عَلَيْهِ(2/303)
ثمَّ قَالَ وَالله لقد مَاتَ فِيكُم رجل مَا سبقه الْأَولونَ وَلَا يُدْرِكهُ الْآخرُونَ لقد كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم ليَبْعَثهُ بِالْبَعْثِ وَيُعْطِيه الرَّايَة فَمَا يرجع حَتَّى يفتح الله عَلَيْهِ يُقَاتل جِبْرَائِيل عَن يَمِينه وَمِيكَائِيل عَن يسَاره وَلَا ترك بَيْضَاء وَلَا صفراء إِلَّا سَبْعمِائة دِرْهَم فضلت من عطائه أَرَادَ أَن يبْتَاع بهَا خَادِمًا وَكَانَ لعَلي بْن أبي طَالب خَمْسَة وَعِشْرُونَ ولدا من الْوَلَد الْحسن وَالْحُسَيْن ومحسن وَأم كُلْثُوم الْكُبْرَى وَزَيْنَب الْكُبْرَى وَهَؤُلَاء الْخَمْسَة من فَاطِمَة بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ لَهُ من غَيرهَا مُحَمَّد بْن عَليّ وَعبيد اللَّه وَعمر وَأَبُو بكر وَيحيى وجعفر وَالْعَبَّاس وَعبد اللَّه ورقية ورملة وَأم الْحسن وَأم كُلْثُوم الصُّغْرَى وَزَيْنَب الصُّغْرَى وجمانة ومَيْمُونَة وَخَدِيجَة وَفَاطِمَة وَأم الْكِرَام وَأم سَلمَة رَضِي اللَّه عَنْهُم أَجْمَعِينَ
(ذكر الْبَيَان بَان من ذَكَرْنَاهُمْ كَانُوا خلفاء وَمن بعدهمْ كَانُوا ملوكا)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى بِالْمَوْصِلِ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ الْجَوْهَرِيُّ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ عَنْ سَفِينَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول الْخِلافَةُ بَعْدِي ثَلاثُونَ سَنَةً ثُمَّ يكون ملكا قَالَ(2/304)
أَمْسِكْ خِلافَةَ أَبِي بَكْرٍ سَنَتَيْنِ وَعُمَرَ عَشْرًا وَعُثْمَانَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَعَلِيٍّ سِتًّا قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ فَقُلْتُ لِحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ سَفِينَةُ الْقَائِلُ أَمْسِكْ قَالَ نَعَمْ قَالَ أَبُو حَاتِم ولى أهل الْكُوفَة بعد عَليّ بْن أبي طَالب الْحسن بْن عَليّ وَلما اتَّصل الْخَبَر بِمُعَاوِيَة ولى أهل الشَّام مُعَاوِيَة بْن أبي سُفْيَان وَاسم أبي سُفْيَان صَخْر بْن حَرْب بْن أُميَّة بْن عَبْد شمس بْن عَبْد منَاف وَأم مُعَاوِيَة هِنْد بنت عتبَة بْن ربيعَة بْن عَبْد شمس فَكَانَ مُعَاوِيَة نَافِذ الْأُمُور بِالشَّام والأردن وفلسطين ومصر وَكَانَ الْحسن بْن عَليّ يمشى الْأُمُور بالعراق إِلَى أَن دخلت سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين فاحتال مُعَاوِيَة فِي الْحسن بْن عَليّ وتلطف لَهُ وخوفه هراقه دِمَاء الْمُسلمين وهتك حرمهم وَذَهَاب أَمْوَالهم إِن لم يسلم الْأَمر لمعاوية فَاخْتَارَ الْحسن مَا عِنْد اللَّه على مَا فِي الدُّنْيَا وَسلم الْأَمر إِلَى مُعَاوِيَة يَوْم الْإِثْنَيْنِ لخمس لَيَال بَقينَ من ربيع الأول سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين واستوى الْأَمر لمعاوية حِينَئِذٍ وَسميت هَذِه السّنة سنة الْجَمَاعَة وَبَقِي مُعَاوِيَة فِي إمارته تِلْكَ إِلَى أَن مَاتَ يَوْم الْخَمِيس لثمان بَقينَ من رَجَب سنة سِتِّينَ وَقد قيل إِن مُعَاوِيَة مَاتَ(2/305)
لِلنِّصْفِ من رَجَب من هَذِه السّنة وَكَانَ لَهُ يَوْم توفّي ثَمَان وَسَبْعُونَ سنة وَصلى عَلَيْهِ بْن قيس الفِهري وَقد قيل إِن يزِيد بْن مُعَاوِيَة هُوَ الَّذِي صلى عَلَيْهِ وَكَانَت مُدَّة مُعَاوِيَة تسع عشرَة سنة وَثَلَاثَة أشهر واثنتين وَعشْرين لَيْلَة وَكَانَ مُعَاوِيَة يخضب بِالْحِنَّاءِ والكتم وَكَانَ نقش خَاتمه لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه العلى الْعَظِيم وقبره بِدِمَشْق خَارج بَاب الصَّغِير فِي الْمقْبرَة محوط عَلَيْهِ قد زرته مرَارًا عِنْد قصري رمادة أبي الدَّرْدَاء يزِيد بْن مُعَاوِيَة أَبُو خَالِد ثمَّ تولى يزِيد بْن مُعَاوِيَة بْن أبي سُفْيَان يَوْم الْخَمِيس من شهر رَجَب فِي الْيَوْم الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَبوهُ وكنية يزِيد أَبُو خَالِد وَكَانَ ليزِيد بْن مُعَاوِيَة يَوْم ولي أَربع وَثَلَاثُونَ وَشهر كَانَت أمه مَيْسُونُ بنت بَحْدَل بْن الأنيف بْن ولجة بْن قنافة الْكَلْبِيّ وَكَانَ نقش خَاتمه آمَنت بِاللَّه مخلصا وَلما بَايع أهل الشَّام يزِيد بْن مُعَاوِيَة واتصل الْخَبَر بالحسين بْن عَليّ جمع شيعته واستشارهم وَقَالُوا إِن الْحسن لما سلم الْأَمر لمعاوية(2/306)
سكت وَسكت مُعَاوِيَة فَالْآن قد مضى مُعَاوِيَة ونحب أَن نُبَايِعك فَبَايَعته الشِّيعَة ووردت على الْحُسَيْن كتب أهل الْكُوفَة من الشِّيعَة يستقدمونه إِيَّاهَا فأنفذ الْحُسَيْن بْن عَليّ مُسلم بْن عقيل إِلَى الْكُوفَة لأجل الْبيعَة على أَهلهَا فَخرج مُسلم بْن عقيل من الْمَدِينَة مَعَه قيس بْن مسْهر الصَّيْدَاوِيُّ يُريدَان الْكُوفَة ونالهما فِي الطَّرِيق تَعب شَدِيد وَجهد جهيد لِأَنَّهُمَا أخذا دَلِيلا تنكب بهما الجادة فكاد مُسلم بْن عقيل إِن يَمُوت عطشا إِلَى أَن سلمه اللَّه وَدخل الْكُوفَة فَلَمَّا نزلها دخل دَار الْمُخْتَار بْن أبي عبيد وَاخْتلفت إِلَيْهِ الشِّيعَة يبايعونه أَرْسَالًا ووالى الْكُوفَة يَوْمئِذٍ النُّعْمَان بْن بشير ولاه يزِيد بتن مُعَاوِيَة الْكُوفَة ثمَّ تحول مُسلم بْن عقيل من دَار الْمُخْتَار إِلَى دَار هَانِئ بْن عُرْوَة وَجعل النَّاس يبايعونه فِي دَار هَانِئ حَتَّى بَايع ثَمَانِيَة عشر ألف رجل من الشِّيعَة فَلَمَّا اتَّصل الْخَبَر بِيَزِيد بْن مُعَاوِيَة أَن مُسلما يَأْخُذ الْبيعَة بِالْكُوفَةِ للحسين بْن عَليّ كتب يزِيد بْن مُعَاوِيَة إِلَى عبيد اللَّه بْن زِيَاد وَهُوَ إِذْ ذَلِك بِالْبَصْرَةِ وَأمره بقتل مُسلم بْن عقيل أَو بَعثه إِلَيْهِ فَدخل عبيد اللَّه بْن زِيَاد الْكُوفَة حَتَّى نزل الْقصر وَاجْتمعَ إِلَيْهِ أَصْحَابه وَأخْبر عبيد اللَّه بْن زِيَاد أَن مُسلم بْن عقيل فِي دَار هَانِئ بْن عُرْوَة فَدَعَا هانئا وَسَأَلَهُ فَأقر بِهِ فهشم عبيد اللَّه وَجه هَانِئ بقضيب كَانَ فِي يَده حَتَّى تَركه وَبِه رَمق(2/307)
ثمَّ ركب مُسلم بْن عقيل فِي ثَلَاثَة آلَاف فَارس يُرِيد عبيد اللَّه بْن زِيَاد فَلَمَّا قرب من قصر عبيد اللَّه نظر فَإِذا مَعَه مِقْدَار ثَلَاثمِائَة فَارس فَوقف يلْتَفت يمنة ويسرة فَإِذا أَصْحَابه يتخلفون عَنهُ حَتَّى بَقِي مَعَه عشرَة أنفس فَقَالَ يَا سُبْحَانَ اللَّه غرنا هَؤُلَاءِ بكتبهم ثمَّ أسلمونا إِلَى أَعْدَائِنَا هَكَذَا فولى رَاجعا فَلَمَّا بلغ طرف الزقاق الْتفت فَلم ير خَلفه أحدا وَعبيد اللَّه بْن زِيَاد فِي الْقصر متحصن يدبر فِي أَمر مُسلم بْن عقيل فَمضى مُسلم بْن عقيل على وَجهه وَحده فَرَأى امْرَأَة على بَاب دارها فاستسقاها مَاء وسألها مبيتا فأجابته إِلَى مَا سَأَلَ وَبَات عِنْدهَا وَكَانَت للْمَرْأَة بْن فَذهب الابْن وَأعلم عبيد اللَّه بْن زِيَاد أَن مُسلما فِي دَار والدته فأنفذ عبيد اللَّه بْن زِيَاد إِلَى دَار الْمَرْأَة مُحَمَّد بْن الْأَشْعَث بْن قيس فِي سِتِّينَ رجلا من قيس فَجَاءُوا حَتَّى أحاطوا بِالدَّار فَجعل مُسلم يحاربهم عَن نَفسه حَتَّى كل ومل فآمنوه فَأَخَذُوهُ وأدخلوه على عبيد اللَّه فأصعد الْقصر وَهُوَ يقْرَأ ويسبح وَيكبر وَيَقُول اللَّهُمَّ احكم بَيْننَا وَبَين قوم غزونا وكذبونا ثمَّ خذلونا حَتَّى دفعنَا إِلَى مَا دفعنَا إِلَيْهِ ثمَّ أَمر عبيد اللَّه بِضَرْب رَقَبَة مُسلم بْن عقيل فَضرب رَقَبَة مُسلم بْن عقيل بكير بْن حمْرَان الأحمري على طرف الْجِدَار فَسَقَطت جثته ثمَّ أتبع رَأسه جسده ثمَّ أَمر عبيد الله(2/308)
بِإِخْرَاج هَانِئ بْن عُرْوَة إِلَى السُّوق وَأمر بِضَرْب رقبته فِي السُّوق ثمَّ بعث عبيد اللَّه بْن زِيَاد برأسي مُسلم بْن عقيل بن أَبى طَالب وهانى بْن عُرْوَة مَعَ هَانِئ بْن أبي حَيَّة الوداعي وَالزُّبَيْر بْن الأروح التَّمِيمِي إِلَى يزِيد بْن مُعَاوِيَة فَلَمَّا بلغ الْحُسَيْن بْن عَليّ الْخَبَر بمصاب النَّاس بِمُسلم بْن عقيل خرج بِنَفسِهِ يُرِيد الْكُوفَة وَأخرج عبيد اللَّه بْن زِيَاد عمر بْن سعد إِلَيْهِ فقاتله بكربلاء قتالا شَدِيدا حَتَّى قتل عطشانا وَذَلِكَ يَوْمًا عَاشُورَاء يَوْم الْأَرْبَعَاء سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَقد قيل إِن ذَلِك الْيَوْم كَانَ يَوْم السبت وَالَّذِي قتل الْحُسَيْن بْن عَليّ هُوَ سِنَان بْن أنس النَّخعِيّ وَقتل مَعَه من أهل بَيته فِي ذَلِك الْيَوْم الْعَبَّاس بْن عَليّ بْن أبي طَالب وجعفر بْن عَليّ بْن أبي طَالب وَعبد اللَّه بْن عَليّ بْن أبي طَالب الْأَكْبَر وَعبد اللَّه بْن الْحسن بْن عَليّ بْن أبي طَالب وَالقَاسِم بْن الْحسن بْن عَليّ بْن أبي طَالب وَعون بْن عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن أبي طَالب وَمُحَمّد بْن عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن أبي طَالب وَعبد اللَّه بْن عقيل بْن أبي طَالب وَمُحَمّد بْن أبي سعيد بْن عقيل بْن أبي طَالب واستصغر عَليّ بْن الْحُسَيْن بْن عَليّ فَلم يقتل(2/309)
انفلت فِي ذَلِك الْيَوْم من الْقَتْل لصغره وَهُوَ وَالِد مُحَمَّد بْن عَليّ الباقر واستصغر فِي ذَلِك الْيَوْم أَيْضا عَمْرو بْن الْحسن بْن عَليّ بْن أبي طَالب فَلَنْ يقتل لصغره وجرح فِي ذَلِك الْيَوْم الْحسن بْن الْحسن بْن عَليّ بْن أبي طَالب جِرَاحَة شَدِيدَة حَتَّى حسبوه قَتِيلا ثمَّ عَاشَ بعد ذَلِك وَقتل فِي ذَلِك الْيَوْم سُلَيْمَان مولى الْحسن بْن عَليّ بْن أبي طَالب ومنجح مولى الْحُسَيْن بْن عَليّ بْن أبي طَالب وَقتل فِي ذَلِك الْيَوْم الْخلق من أَوْلَاد الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار وَقبض على عَبْد اللَّه بْن بقطر رَضِيع الْحُسَيْن بْن عَليّ بْن أبي طَالب فِي ذَلِك الْيَوْم وَقيل حمل إِلَى الْكُوفَة ثمَّ رمى بِهِ من فَوق الْقصر أَو قيد فَانْكَسَرت رجله فَقَامَ إِلَيْهِ رجل من أهل الْكُوفَة وَضرب عُنُقه وَكَانَت أم الْحُسَيْن بْن عَليّ بْن أبي طَالب فَاطِمَة الزهراء بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأم الْعَبَّاس بْن عَليّ بْن أبي طَالب أم الْبَنِينَ بنت حزَام بْن خَالِد بْن ربيعَة وَالْعَبَّاس يُقَال لَهُ السقاء لِأَن الْحُسَيْن طلب المَاء فِي عطشه وَهُوَ يُقَاتل فَخرج الْعَبَّاس وَأَخُوهُ واحتال حمل إداوة مَاء وَدفعهَا إِلَى الْحُسَيْن فَلَمَّا أَرَادَ الْحُسَيْن أَن يشرب من تِلْكَ الْإِدَاوَة جَاءَ سهم فَدخل حلقه فحال بَينه وَبَين مَا أَرَادَ من الشّرْب فاحترشته السيوف حَتَّى قتل فَسُمي الْعَبَّاس بْن عَليّ السقاء لهَذَا السَّبَب وَكَانَت(2/310)
وَالِدَة جَعْفَر بْن عَليّ بْن أبي طَالب وَعبد اللَّه بْن عَليّ بْن أبي طَالب الْأَكْبَر ليلى بنت أبي مرّة بْن عُرْوَة بْن مَسْعُود بنت معتب وَكَانَ أم عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب الربَاب بنت الْقَاسِم بْن أَوْس بْن عدي بْن أَوْس بْن جَابر بْن كَعْب وَكَانَت أم الْقَاسِم بْن الْحسن بْن عَليّ بْن أبي طَالب أم ولد وَكَانَت أم عون بْن عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن أبي طَالب جمانة بنت الْمسيب بْن نجبة بْن ربيعَة وَكَانَت أم مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن عقيل بْن أبي طَالب أم ولد وَكَانَت أم عَبْد اللَّه بْن مُسلم بْن عقيل بْن أبي طَالب رقية بنت عَليّ بْن أبي طَالب وَكَانَت أم الْحسن بْن الْحسن بْن عَليّ بْن أبي طَالب خَوْلَة بنت مَنْظُور بْن زيان الْفَزارِيّ وَكَانَت أم عَمْرو بْن الْحسن بْن عَليّ بْن أبي طَالب أم ولد وَقد قيل إِن أَبَا بكر بْن عَليّ بْن أبي طَالب قتل فِي ذَلِك الْيَوْم وَأمه ليلى بنت مَسْعُود بْن خَالِد بْن مَالك بْن ربعي وَالَّذِي تولى فِي ذَلِك الْيَوْم حز رَأس الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب شمر بْن ذِي الجوشن(2/311)
ثمَّ أنفذ عبيد اللَّه بْن زِيَاد رَأس الْحُسَيْن بْن عَليّ إِلَى الشَّام مَعَ أُسَارَى النِّسَاء وَالصبيان من أهل بَيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أقتاب مكشفات الْوُجُوه والشعور فَكَانُوا إِذا نزلُوا منزلا أخرجُوا الرَّأْس من الصندوق وجعلوه فِي رمح وحرسوه إِلَى وَقت الرحيل ثمَّ أُعِيد الرَّأْس إِلَى الصندوق ورحلوا فبيناهم كَذَلِك إِذْ نزلُوا بعض الْمنَازل وَإِذا فِيهِ دير رَاهِب فأخرجوا الرَّأْس على عَادَتهم وجعلوه فِي الرمْح وأسندوا الرمْح إِلَى الدَّيْر فَرَأى الديراني بِاللَّيْلِ نورا ساطعا من ديره إِلَى السَّمَاء فَأَشْرَف على الْقَوْم وَقَالَ لَهُم من أَنْتُم قَالُوا نَحن أهل الشَّام قَالَ وَهَذَا رَأس من هُوَ قَالُوا رَأس الْحُسَيْن بْن عَليّ قَالَ بئس الْقَوْم أَنْتُم وَالله لَو كَانَ لعيسى ولد لَأَدْخَلْنَاهُ أحداقنا ثمَّ قَالَ يَا قوم عِنْدِي عشرَة آلَاف دِينَار ورثتها من أبي وَأبي من أَبِيه فَهَل لكم أَن تعطوني هَذَا الرَّأْس ليَكُون عِنْدِي اللَّيْلَة وأعطيكم هَذِه الْعشْرَة آلَاف دِينَار قَالُوا بلي فأحدر إِلَيْهِم الدَّنَانِير فجاؤوا بالنقاد ووزنت الدَّنَانِير ونقدت ثمَّ جعلت فِي جراب وَختم عَلَيْهِ ثمَّ أَدخل الصندوق وشالوا إِلَيْهِ الرَّأْس فَغسله الديراني وَوَضعه على فَخذه وَجعل يبكى اللَّيْل كُله عَلَيْهِ فَلَمَّا أَن أَسْفر عَلَيْهِ الصُّبْح قَالَ يَا رَأس لَا أملك إِلَّا نَفسِي وَأَنا أشهد أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَن جدك رَسُول الله(2/312)
فَأسلم النَّصْرَانِي وَصَارَ مولى للحسين ثمَّ أحدر الرَّأْس إِلَيْهِم فأعادوه إِلَى الصندوق ورحلوا فَلَمَّا قربوا مكن دمشق قَالُوا نحب أَن نقسم تِلْكَ الدَّنَانِير لِأَن يزِيد إِن رَآهَا أَخذهَا منا ففتحوا الصندوق وأخرجوا الجرب بختمه وفتحوه فَإِذا الدَّنَانِير كلهَا قد تحولت خزفا وَإِذا على جَانب من الْجَانِبَيْنِ من السِّكَّة مَكْتُوب وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ وعَلى الْجَانِب الآخر سَيعْلَمُ الَّذين ظلمُوا الا مُنْقَلب يَنْقَلِبُون قَالُوا قد افتضحنا وَالله ثمَّ رَمَوْهَا فِي بردى نهر لَهُم فَمنهمْ من تَابَ من ذَلِك الْفِعْل لما رأى وَمِنْهُم من بَقِي على إصراره وَكَانَ رَئِيس من بَقِي على ذَلِك الْإِصْرَار سِنَان بْن أنس النَّخعِيّ ثمَّ أركب الْأُسَارَى من أهل بَيت رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من النِّسَاء وَالصبيان أقتابا يابسة مكشفات الشُّعُور وأدخلوا دمشق كَذَلِك فَلَمَّا وضع الرَّأْس بَين يَدي يزِيد بْن مُعَاوِيَة جعل ينقر ثنيته بقضيب كَانَ فِي يَده وَيَقُول مَا أحسن ثناياه قد ذكرت كَيْفيَّة هَذِه الْقِصَّة وباليتها فِي أَيَّام بني أُميَّة وَبني الْعَبَّاس فِي كتاب الْخُلَفَاء فأغنى عَن إِعَادَة مثلهَا فِي هَذَا الْكتاب لاقتصارنا على ذكر الْخُلَفَاء الرَّاشِدين مِنْهُم فِي أول هَذَا الْكتاب وَقد بعث يزِيد بْن مُعَاوِيَة مُسلم بْن عقبَة الْمُزنِيّ إِلَى الْمَدِينَة لست(2/313)
لَيَال بَقينَ من ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَسِتِّينَ فَقتل مُسلم بْن عقبَة بِالْمَدِينَةِ خلقا من أَوْلَاد الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار واستباح الْمَدِينَة ثَلَاثَة أَيَّام نهبا وقتلا فسميت هَذِه الْوَقْعَة وقْعَة الْحرَّة وَتُوفِّي يزِيد بْن مُعَاوِيَة بحوارين قَرْيَة من قرى دمشق لأَرْبَع عشرَة لَيْلَة خلت من شهر ربيع الأول سننة أَربع وَسِتِّينَ وَهُوَ يَوْمئِذٍ بْن ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَقد قيل إِن يزِيد بْن مُعَاوِيَة سكر لَيْلَة وَقَامَ يرقص فَسقط على رَأسه وتناثر دماغه فَمَاتَ وَصلى عَلَيْهِ ابْنه مُعَاوِيَة بْن يزِيد وَكَانَ نقش خَاتم يزِيد آمَنت بِاللَّه مخلصا وقبره بِدِمَشْق مُعَاوِيَة بْن يزِيد أَبُو ليلى وَولي مُعَاوِيَة بْن يزِيد بْن مُعَاوِيَة يَوْم النّصْف من شهر ربيع الأول سنة أَربع وَسِتِّينَ وَأمه أم خَالِد بنت أبي هَاشم بْن عتبَة بْن ربيعَة بْن عَبْد شمس وَكَانَ لَهُ يَوْم ولي إِحْدَى وَعِشْرُونَ سنة وَقد قيل لَا بل سبع عشرَة سنة وَكَانَ من خير أهل بَيته فَلَمَّا حَضرته الْوَفَاة قَالُوا لَهُ بَايع لرجل بعْدك واعهد إِلَيْهِ قَالَ مَا أصبت من دنياكم شَيْئا فأتقلد مأثمها وَمَات مُعَاوِيَة بْن يزِيد الْيَوْم الْخَامِس وَالْعِشْرين من شهر ربيع الآخر(2/314)
سنة أَربع وَسِتِّينَ وَكَانَت إمارته أَرْبَعِينَ لَيْلَة وَصلى عَلَيْهِ عُثْمَان بْن عَنْبَسَة بْن أبي سُفْيَان وَكَانَ نقش خَاتمه يَا اللَّه نستعين مُعَاوِيَة وقبره بِدِمَشْق مَرْوَان بْن الحكم وَولي مَرْوَان بْن الحكم بْن أبي الْعَاصِ بْن أُميَّة بْن عَبْد شمس بَايعه أهل الشَّام بالجابية وَأمه آمِنَة بنت عَلْقَمَة بْن صَفْوَان بْن أُميَّة بْن مخدش الكعبي وَلما وصل الْخَبَر بِمَوْت مُعَاوِيَة الْحجاز بَايعُوا عَبْد اللَّه بْن الزبير بْن الْعَوام وكنية بْن الزبير أَبُو خبيب وَبَايع لَهُ أهل الْعرَاق وَأهل الْحجاز وَأم عَبْد اللَّه بْن الزبير أَسمَاء بنت أبي بكر فَكَانَ يخْطب لِابْنِ الزبير بالحجاز وَالْعراق ويخطب بِالشَّام إِلَى الْمغرب لمروان بْن الحكم إِلَى أَن مَاتَ مَرْوَان بْن الحكم فِي شهر رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ بِدِمَشْق وَقد قيل إِن مَرْوَان مَاتَ بَين دمشق وفلسطين وَكَانَ لَهُ يَوْم مَاتَ ثَلَاث وَسِتُّونَ سنة وَكَانَت ولَايَته عشرَة أشهر إِلَّا ثَلَاث ليل وَصلى عَلَيْهِ ابْنه عَبْد الْملك بْن مَرْوَان قد عهد إِلَيْهِ فِي حَيَاته وَكَانَ نقش خَاتم مَرْوَان آمَنت بالعزيز الْحَكِيم وَقد قيل إِن نقش خَاتم مَرْوَان كَانَ الْعِزَّة لله(2/315)
عَبْد الْملك بْن مَرْوَان أَبُو الْوَلِيد ثمَّ بَايع أهل الشَّام عَبْد الْملك بْن مَرْوَان بْن الحكم وَكَانَ يكنى أَبَا الذبان لبخر كَانَ فِي فَمه وَذَلِكَ فِي الْيَوْم الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَبوهُ وَأم عَبْد الْملك بْن مَرْوَان عَائِشَة بنت مُعَاوِيَة بْن الْمُغيرَة بْن أبي الْعَاصِ بْن أُميَّة وأنفذ عَبْد اللَّه بْن الزبير أَخَاهُ مُصعب بْن الزبير إِلَى عَبْد الْملك بْن مَرْوَان مُحَاربًا لَهُ وَسَار عَبْد الْملك إِلَى الْعرَاق يُرِيد مصعبا فَالْتَقوا بدير الجاثليق وَكَانَ بَينهمَا وقعات إِلَى أَن كَانَت الْهَزِيمَة على أَصْحَاب مُصعب وَقتل مُصعب بْن الزبير ثمَّ رَجَعَ عَبْد الْملك إِلَى دمشق وَجمع النَّاس واستشارهم فِي أَمر عَبْد اللَّه بْن الزبير وَقَالَ من لَهُ فَقَامَ الْحجَّاج بْن يُوسُف فَقَالَ أَنا وَكَانَ أَصْغَر الْقَوْم وَأَقلهمْ نباهة فَقَالَ لَهُ عَبْد الْملك وَمَا يدْريك فَقَالَ لَهُ إِنِّي رَأَيْت فِي الْمَنَام أَنِّي خلعت ثَوْبه فَقَالَ أَنْت لَهُ فَأخْرجهُ فِي جمَاعَة من أهل الْأُرْدُن وَالشَّام لمحاربة بْن الزبير فَوَافى الْحجَّاج مَكَّة وحاصر الْحرم وَنصب المنجنيق على الْكَعْبَة أَيَّامًا إِلَى أَن ظفر بِعَبْد اللَّه بْن الزبير فَقتله وَذَلِكَ يَوْم الثُّلَاثَاء لثلاث عشرَة لَيْلَة بقيت من جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسبعين وصلبه على جذع مُنَكسًا وَاسْتقر الْأَمر حِينَئِذٍ لعبد الْملك بْن مَرْوَان وَمَات(2/316)
عَبْد الْملك بْن مَرْوَان بِدِمَشْق لأَرْبَع لَيَال خلون من شَوَّال سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَكَانَت أم عَبْد الْملك بْن مَرْوَان عَائِشَة بنت مُعَاوِيَة بْن الْمُغيرَة بْن أبي الْعَاصِ بْن أُميَّة وَصلى عَلَيْهِ ابْنه الْوَلِيد وَكَانَ لَهُ يَوْم توفّي اثْنَتَانِ وَسِتُّونَ سنة وَكَانَ نقش خَاتمه آمَنت بِاللَّه وليد بْن عَبْد الْملك أَبُو الْعَبَّاس وَبَايع النَّاس الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك فِي الْيَوْم الَّذِي توفّي أَبوهُ بِدِمَشْق وَأم الْوَلِيد بنت عَبْد الْملك ليلى بنت الْعَبَّاس بْن الْحُسَيْن بْن الْحَارِث بْن زُهَيْر وَتُوفِّي الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك بِدِمَشْق لِلنِّصْفِ من جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَتِسْعين بِموضع يُقَال لَهُ دير مَرْوَان وَكَانَ لَهُ يَوْم مَاتَ تسع وَأَرْبَعُونَ سنة وَكَانَ نقش خَاتمه يَا وليد مَاتَ وَصلى عَلَيْهِ سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك وَحمل من دير مَرْوَان على أَعْنَاق الرِّجَال إِلَى دمشق وَدفن فِي بَاب الصَّغِير وَفِي ولَايَة الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك مَاتَ الْحجَّاج بْن يُوسُف فِي شهر رَمَضَان سنة خمس وَتِسْعين وَهُوَ بن ثَلَاث وَخمسين سنة وَهُوَ الْحجَّاج بْن يُوسُف بْن الحكم بْن أبي عقيل بْن عَامر بْن مَسْعُود بْن معتب بْن مَالك بْن كَعْب بْن عَمْرو بْن سعد بْن عَوْف بْن ثَقِيف بن مُنَبّه(2/317)
بْن بكر بْن هوَازن بْن مَنْصُور بْن عِكْرِمَة بْن خصفة بْن قيس عيلان سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك أَبُو أَيُّوب وَولي سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك فِي الْيَوْم الَّذِي مَاتَ فِيهِ وليد بْن عَبْد الْملك وَأمه ليلى بنت الْعَبَّاس بْن الْحُسَيْن وكنية سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك أَبُو أَيُّوب مَاتَ سُلَيْمَان بِموضع يُقَال لَهُ دابق يَوْم الْجُمُعَة لعشر لَيَال خلون من صفر وَقد قيل لعشر بَقينَ من صفر سنة تسع وَتِسْعين وَكَانَ لَهُ يَوْم توفّي خَمْسَة وَأَرْبَعُونَ سنة وَكَانَ نقش خَاتمه أومن بِاللَّه عمر بْن عَبْد الْعَزِيز أَبُو حَفْص واستخلف عمر بْن عَبْد الْعَزِيز بْن مَرْوَان بْن الحكم أَبُو حَفْص بدير سمْعَان فِي الْيَوْم الَّذِي توفّي فِيهِ سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك وَأم عمر بْن عَبْد الْعَزِيز أم عَاصِم بنت عَاصِم بْن عمر بْن الْخطاب وَاسْمهَا ليلى فَلَمَّا ولى عمر جمع وكلاءه ونساءه وجواريه فطلقهن وأعتقهن وَأمر بثيابه فبيعت كلهَا وَتصدق بأثمانها وَلزِمَ طَريقَة الْخُلَفَاء الرَّاشِدين المهديين الَّذين هُوَ من جُمْلَتهمْ لَا تَأْخُذهُ فِي اللَّه لومة لائم وَتُوفِّي عمر بن عبد الْعَزِيز(2/318)
بدير سمْعَان يَوْم الْجُمُعَة لخمس لَيَال بَقينَ من رَجَب سنة إِحْدَى وَمِائَة وَكَانَ لَهُ يَوْم مَاتَ إِحْدَى وَأَرْبَعُونَ سنة وَكَانَت خِلَافَته سنتَيْن وَخَمْسَة أشهر وَخمْس لَيَال وَصلى عَلَيْهِ مسلمة بْن عَبْد الْملك وَقيل صلى عَلَيْهِ عَبْد الْعَزِيز بْن عمر بْن عَبْد الْعَزِيز وَكَانَ نقش خَاتم عمر بْن عَبْد الْعَزِيز بِاللَّه مخلصا يزِيد بْن عَبْد الْملك أَبُو خَالِد وَولي أهل الشَّام يزِيد بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان بعد دفن عمر بْن عَبْد الْعَزِيز وكنية يزِيد بْن عَبْد الْملك أَبُو خَالِد وَأمه عَاتِكَة بنت يزِيد بْن مُعَاوِيَة بْن أبي سُفْيَان توفّي يزِيد بْن عَبْد الْملك بحوران من أَرض دمشق يَوْم الْجُمُعَة أَو الْخَمِيس لخمس لَيَال بَقينَ من شعْبَان سنة خمس وَمِائَة وَكَانَ لَهُ يَوْم توفّي تسع وَعِشْرُونَ سنة وَكَانَت ولَايَته أَربع سِنِين وشهرا لِأَنَّهُ مَاتَ بسواد الْأُرْدُن وَصلى عَلَيْهِ ابْنه الْوَلِيد بْن يزِيد بْن عَبْد الْملك وَكَانَ نقش خَاتم بْن عَبْد الْملك رب قنى الْحساب(2/319)
هِشَام بْن عَبْد الْملك أَبُو الْوَلِيد وَولي هِشَام بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان فِي الْيَوْم الَّذِي توفّي فِيهِ أَخُوهُ وَأمه عَائِشَة بنت هِشَام بْن الْوَلِيد بْن الْمُغيرَة المَخْزُومِي وَمَات هِشَام بْن عَبْد الْملك بالرصافة من أَرض قنسرين يَوْم الْأَرْبَعَاء لست لَيَال خلون من شهر ربيع الآخر سنة خمس وَعشْرين وَمِائَة وَكَانَ لَهُ يَوْم توفّي سِتّ وحمسون سنة وَكَانَت ولَايَته تسع عشرَة سنة وَسِتَّة أشهر وَإِحْدَى عشرَة لَيْلَة وَصلى عَلَيْهِ الْوَلِيد بْن يزِيد بْن عَبْد الْملك وَكَانَ نقش خَاتم هِشَام بْن عَبْد الْملك للْحكم الْحَكِيم وَكَانَ هِشَام أَحول الْوَلِيد بْن يزِيد بْن عَبْد الْملك أَبُو الْعَبَّاس وَولي الْوَلِيد بْن يزِيد بْن عَبْد الْملك بعد دفن هِشَام بْن عَبْد الْملك وَأمه أم مُحَمَّد وَاسْمهَا عَائِشَة بنت مُحَمَّد بْن يُوسُف الثَّقَفِيّ أَخُو الْحجَّاج بْن يُوسُف وكنية الْوَلِيد بْن يزِيد أَبُو الْعَبَّاس وَقتل الْوَلِيد بْن يزِيد بْن عَبْد الْملك يَوْم الْخَمِيس لليلتين بَقِيَتَا من جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَة قَتله يزِيد النَّاقِص بالبخراء من أَرض دمشق وَكَانَت(2/320)
ولَايَته سنة وَثَلَاثَة أشهر واثنين وَعشْرين يَوْمًا يزِيد بْن الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك أَبُو خَالِد وَولي يزِيد بْن الْوَلِيد بعد قتل الْوَلِيد بْن يزِيد بْن عَبْد الْملك وَأمه هِنْد بنت عَبْد الْعَزِيز بْن مَرْوَان وَمَات يزِيد بْن الْوَلِيد لعشر بَقينَ من ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَة وَكَانَت ولَايَته خَمْسَة أشهر وَقد قيل خَمْسَة أشهر وليلتين وَصلى عَلَيْهِ أَخُوهُ إِبْرَاهِيم بْن الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك وَكَانَ يُقَال لَهُ يزِيد النَّاقِص وَإِنَّمَا سمي بذلك لِأَنَّهُ نقص عَطاء الْجند عَمَّا زَاده الْوَلِيد فَسُمي بذلك النَّاقِص إِبْرَاهِيم بْن الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك أَبُو إِسْحَاق وَولي إِبْرَاهِيم بْن الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان فِي الْيَوْم الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَخُوهُ وَكَانَت أمه أم ولد وَكَانَ يلقب بصلبان باسم مَجْنُون(2/321)
وَكَانَ عِنْدهم بِدِمَشْق وَبَقِي فِي الْعَمَل ثَلَاثَة أشهر ثمَّ قدم مَرْوَان بْن مُحَمَّد دمشق وراوده على أَن يخلع نَفسه بعد أَن قَاتله مَرْوَان فَسُمي المخلوع وَبَقِي بعد ذَلِك مُدَّة إِلَى أَن مَاتَ بِدِمَشْق وَقد قيل إِن مَرْوَان بْن مُحَمَّد هُوَ الَّذِي قَتله وصلبه وَكَانَ الْيَوْم الَّذِي خلع فِيهِ إِبْرَاهِيم بْن الْوَلِيد يَوْم الْإِثْنَيْنِ لأَرْبَع عشرَة لَيْلَة خلت من شهر صفر سنة سبع وَعشْرين وَمِائَة مَرْوَان بْن مُحَمَّد بْن مَرْوَان بْن الحكم أَبُو عَبْد الْملك وَولي مَرْوَان بْن مُحَمَّد فِي الْيَوْم الَّذِي خلع فِيهِ إِبْرَاهِيم بْن الْوَلِيد نَفسه وَذَلِكَ يَوْم الْإِثْنَيْنِ وَكَانَ يُقَال لَهُ مَرْوَان الْحمار وَإِنَّمَا عرف بالحمار لقلَّة عقله وَأمه أم ولد جَارِيَة كردية كَانَ يُقَال لَهَا لبَابَة وَظهر أَبُو مُسلم واسْمه عَبْد الرَّحْمَن بْن مُسلم أحد بني جندع بْن لَيْث بْن بكر بْن عَبْد منَاف بخراسان يَوْم الْخَمِيس لعشر بَقينَ من رَمَضَان سنة تسع وَعشْرين وَمِائَة فأظهر الدعْوَة للرضا من آل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ دخل مرو وفض الجموع الَّتِي كَانَت بهَا مَعَ نصر بْن سيار وهرب نصر بْن سيار بْن أبي مُسلم يُرِيد الْعرَاق فَمَاتَ(2/322)
بساوة وَخرج أَبُو مُسلم من مرو إِلَى نيسابور ثن قصد الرّيّ ثمَّ خرج مها إِلَى الْكُوفَة فَدَخلَهَا وأنفذ عَبْد اللَّه بْن عَليّ بْن الْعَبَّاس وَأهل بَيته وهم بِالْمَدِينَةِ فاستقدمهم الْكُوفَة وأنفذ عَبْد اللَّه بْن عَليّ مَعَ جَيش جرار إِلَى دمشق يُرِيد مَرْوَان بْن مُحَمَّد فأنفذ عَبْد اللَّه بْن عَليّ على مقدمته صَالح بْن عَليّ فَجعل صَالح بْن عَليّ على مقدمته أَبَا عون عَبْد الْملك بْن يزِيد فواقع بْن عون مَرْوَان بْن مُحَمَّد بِموضع يُقَال لَهُ أَبُو صير من رستاق يدعى من صَعِيد مصر لِأَنَّهُ هرب إِلَى الصَّعِيد فتل مَرْوَان الْحمار عَامر بْن إِسْمَاعِيل الْمروزِي وَذَلِكَ يَوْم الْخَمِيس لست لَيَال بَقينَ من ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَقد قيل إِن مَرْوَان بْن مُحَمَّد قتل فِي بعض نواحي دمشق وَانْقَضَت مُدَّة ملك بني أُميَّة على رَأسه السفاح أَبُو الْعَبَّاس وَولي أَبُو مُسلم أَبَا الْعَبَّاس واسْمه عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَليّ بْن عَبْد اللَّه بْن الْعَبَّاس وَذَلِكَ يَوْم الْجُمُعَة لثلاث عشرَة لَيْلَة خلت من شهر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَأمه رائطة بنت عبيد اللَّه بْن عبد الله(2/323)
بْن عَبْد المدان الْحَارِثِيّ وَهُوَ أول عباسي تولى الْخلَافَة وتحول أَبُو الْعَبَّاس من الْحيرَة إِلَى الأنبار وَبنى مدينتها لِلنِّصْفِ من ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَتُوفِّي أَبُو الْعَبَّاس يَوْم الْأَحَد بالأنبار لَيْلَة عشر خلت من ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَصلى عَلَيْهِ عِيسَى بْن عَليّ بْن عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس وَكَانَت ولَايَته أَربع سِنِين وَثَمَانِية أشهر وَكَانَ مولده بِالشَّام بالحميمة وَكَانَ نقش خَاتم أبي الْعَبَّاس اللَّه ثِقَة عَبْد اللَّه وَبِه يُؤمن الْمَنْصُور أَبُو جَعْفَر أَخُوهُ وَولي أَبُو جَعْفَر الْمَنْصُور واسْمه عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَليّ بْن عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس فِي الْيَوْم الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَخُوهُ وَأمه أم ولد اسْمهَا سَلامَة وَتُوفِّي أَبُو جَعْفَر بِالْأَبْطح بِمَكَّة لتسْع خلون من ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَخمسين وَمِائَة وَدفن ببئر مَيْمُون وَصلى عَلَيْهِ إِبْرَاهِيم بْن يحيى بْن مُحَمَّد بْن عَليّ وَقد قيل لَا بل صلى عَلَيْهِ عِيسَى بْن مُحَمَّد بْن على والمنصور(2/324)
هُوَ قَاتل أبي مُسلم وَكَانَ أَبُو مُسلم مولده بكرخ أَصْبَهَان واسْمه عَبْد الرَّحْمَن بْن مُسلم قَتله الْمَنْصُور فِي آخر شعْبَان سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وطواه فِي بِسَاط لِأَنَّهُ ترك الرَّأْي بِالرَّأْيِ وَكَانَ للمنصور يَوْم ولي ثَلَاث وَسِتُّونَ سنة وَكَانَت ولَايَته اثْنَتَيْنِ وَعشْرين سنة غير يَوْم وَكَانَ نقش خَاتم الْمَنْصُور اللَّه ثِقَة عَبْد اللَّه الْمهْدي بْن الْمَنْصُور أَبُو عَبْد اللَّه وَولي مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَليّ بْن عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس فِي الْيَوْم الَّذِي توفّي فِيهِ أَبوهُ وَأمه أم مُوسَى بنت مَنْصُور بْن عَبْد اللَّه بْن سهم بْن يزِيد الْحِمْيَرِي وَمَات الْمهْدي بِمَا سبذان بقرية يُقَال لَهَا السوَاد وَذَلِكَ فِي الْمحرم لَيْلَة الْخَمِيس لثمان بَقينَ مِنْهُ سنة تسع وَسِتِّينَ وَمِائَة وَكَانَ لَهُ يَوْم توفّي ثَلَاث وَأَرْبَعُونَ سنة وَكَانَت ولَايَته عشر سِنِين وشهرا وَأَرْبع عشرَة لَيْلَة وَصلى عَلَيْهِ ابْنه هَارُون وَقد كَانَ نقش خَاتمه أستقدر(2/325)
اللَّه تَعَالَى الْهَادِي بْن مهدى أَبُو مُحَمَّد وَولي مُوسَى بْن مُحَمَّد بْن أبي جَعْفَر الْمَنْصُور فِي الْيَوْم الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَبوهُ وَكَانَ مُوسَى يَوْمئِذٍ بجرجان وَأمه الخيزران أم ولد بُويِعَ بِبَغْدَاد وأنفذت الْبيعَة إِلَيْهِ وَهُوَ بجرجان ثمَّ قدم الْهَادِي بِبَغْدَاد وَتُوفِّي مُوسَى الْهَادِي يَوْم الْجُمُعَة بِموضع يُقَال لَهُ عِيسَى أباذ من سَواد الْعرَاق وَذَلِكَ يَوْم الْجُمُعَة لأَرْبَع عشرَة لَيْلَة مَضَت من شهر ربيع الأول سنة سبعين وَمِائَة وَكَانَ لَهُ يَوْم توفّي خمس وَعِشْرُونَ سنة وَكَانَت ولَايَته أَرْبَعَة عشر شهرا إِلَّا سِتّ لَيَال وَصلى عَلَيْهِ أَخُوهُ هَارُون الرشيد بْن الْهَادِي وَكَانَ نقش خَاتم الْهَادِي اللَّه رَبِّي الرشيد بْن الْمهْدي أَبُو جَعْفَر وَولي هَارُون بْن مُحَمَّد بْن أبي جَعْفَر الْمَنْصُور فِي الْيَوْم الَّذِي توفّي فِيهِ أَخُوهُ مُوسَى وكنية هَارُون أَبُو جَعْفَر وَأمه أم ولد وَتُوفِّي هَارُون الرشيد بطوس بِموضع يُقَال لَهُ سناباذ بِخَارِج النوقان وَكَانَ قد خرج من جرجان إِلَيْهَا(2/326)
وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَمِائَة وَكَانَ مولده بِمَدِينَة السَّلَام وَكَانَ نقش خَاتم هَارُون بِاللَّه ثقتي وَرَأَيْت قبر هَارُون الرشيد تَحت قبر عَليّ بْن مُوسَى الرِّضَا بَينهمَا مِقْدَار ذراعين فِي رأى الْعين عَليّ فِي الْقبْلَة وَهَارُون فِي الْمشرق مِمَّا يَلِيهِ وَكَانَ لهارون يَوْم توفّي تسع وَأَرْبَعُونَ سنة وَكَانَت ولَايَته ثَلَاثًا وَعشْرين سنة وشهرين وَسَبْعَة عشر يَوْمًا الْأمين بْن الرشيد أَبُو عَبْد اللَّه وَولي مُحَمَّد بْن هَارُون وَأمه زبيدة وَهِي أم جَعْفَر بنت جَعْفَر بْن أبي جَعْفَر الْمَنْصُور وَمُحَمّد يَوْمئِذٍ بِبَغْدَاد فَوَقَعت الْبيعَة عَلَيْهِ بطوس وَهُوَ غَائِب بِبَغْدَاد ثمَّ أَخذ بيعَة النَّاس لِابْنِهِ مُحَمَّد بعده ثمَّ أَخذ بيعَة النَّاس لِابْنِهِ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد فَلَمَّا مَاتَ هَارُون وَولي مُحَمَّد جعل عَبْد اللَّه بْن هَارُون الْمَأْمُون ينفذ الْأَعْمَال بطوس وخراسان بعد موت أَبِيه وأنفذ طَاهِر بْن الْحُسَيْن الْأَعْوَر لمحاربة أَخِيه بِبَغْدَاد فَوَافى طَاهِر بِبَغْدَاد وحاصر(2/327)
الْأمين بهَا وقاتله إِلَى أَن قَتله وأنفذ رَأسه إِلَى الْمَأْمُون وَكَانَ ذَلِك يَوْم الْأَحَد لسبع بَقينَ من الْمحرم سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَة وَكَانَ نقش خَاتم الْأمين قاصده لَا يخيب الْمَأْمُون بْن الرشيد أَبُو الْعَبَّاس وَولي عَبْد اللَّه بْن هَارُون الْمَأْمُون أَخُو مُحَمَّد بِبَغْدَاد فِي الْيَوْم الَّذِي قتل فِيهِ أَخُوهُ وَبَايَعَهُ النَّاس بيعَة الْعَامَّة وَكَانَت أمه أم ولد اسْمهَا مراجل توفّي الْمَأْمُون بالبذندون خَارج طرسوس على طَرِيق الرّوم فِي شهر رَجَب لإحدى عشرَة لَيْلَة خلت مِنْهُ سنة ثَمَان عشرَة وَمِائَتَيْنِ وَحمل إِلَى طرسوس وَصلى عَلَيْهِ أَخُوهُ أَبُو إِسْحَاق المعتصم وَدفن بطرسوس وَكَانَ لَهُ يَوْم مَاتَ ثَمَان وَأَرْبَعُونَ سنة وَثَلَاثَة أشهر وَكَانَت ولَايَته عشْرين سنة وَسِتَّة أشهر وَسِتَّة عشر يَوْمًا وَكَانَ مولده بِمَدِينَة السَّلَام وَكَانَ نقش خَاتمه اللَّه ثِقَة عَبْد اللَّه وَبِه يُؤمن المعتصم بْن الرشيد أَبُو إِسْحَاق وَولي مُحَمَّد بْن هَارُون أَبُو إِسْحَاق المعتصم أَخُو الْمَأْمُون بعد دفن أَخِيه(2/328)
بطرسوس وَأمه أم ولد اسْمهَا ماردة فَأخذ المعتصم فِي إِجْبَار مَا لَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَضرب أَحْمَد بْن حَنْبَل بالسياط وَقتل أَحْمَد بْن نصر الْخُزَاعِيّ حَتَّى بَقِي النَّاس فِي تِلْكَ الْفِتْنَة إِلَى أَن مَاتَ المعتصم بسر من رأى من أَرض القاطول لَيْلَة الْخَمِيس لثمان عشرَة خلت من شهر ربيع الأول سنة سبع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وَقد قيل لثمان بَقينَ من شهر ربيع الأول وَصلى عَلَيْهِ ابْنه الواثق وَكَانَ لَهُ يَوْم توفّي سبع وَأَرْبَعُونَ سنة وَثَلَاثَة عشر يَوْمًا وَكَانَت ولَايَته ثَمَان سِنِين وَثَمَانِية أشهر وَكَانَ نقش خَاتمه الْحَمد لله الَّذِي لَيْسَ كمثله شَيْء الواثق بْن المعتصم أَبُو جَعْفَر وَولي هَارُون وَأَبوهُ أَبُو إِسْحَاق المعتصم بْن الرشيد بعد دفن أَبِيه وَأمه أم ولد تدعى قَرَاطِيس وَكَانَ للواثق يَوْم ولي سِتَّة وَعِشْرُونَ سنة وشهران وَثَمَانِية أَيَّام وَتُوفِّي الواثق يَوْم الْأَرْبَعَاء لست بَقينَ من ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَكَانَت ولَايَته خمس سِنِين(2/329)
وَسِتَّة أشهر وَثَلَاثَة عشر يَوْمًا وَصلى عَلَيْهِ أَخُوهُ جَعْفَر المتَوَكل وَكَانَ مولد الواثق بِمَدِينَة السَّلَام وَنقش خَاتمه اللَّه ثِقَة الواثق المتَوَكل بْن المعتصم أَبُو الْفضل وَولي جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن هَارُون بعد دفن أَخِيه الواثق بْن المعتصم وَأم المتَوَكل أم ولد اسْمهَا شُجَاع وَكَانَ لَهُ يَوْم ولي ثَمَان وَعِشْرُونَ سنة فأظهر المتَوَكل محبَّة السّنة والميل إِلَيْهَا وَأنكر مَا كَانَ يَفْعَله أَبوهُ وَأَخُوهُ فِي هَذَا الشَّأْن وَرفع من شَأْن أهل الْعلم ومرهم على أَحْمَد بْن نصر فمالت قُلُوب الْعَوام إِلَيْهِ وَقتل المتَوَكل يَوْم الْأَرْبَعَاء لخمس خلون أَو لسبع خلون من شهر شَوَّال سنة سبع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ قَتله ابْنه الْمُنْتَصر وَهُوَ الَّذِي صلى عَلَيْهِ وَكَانَ نقش خَاتم المتَوَكل لَا إِلَه إِلَّا اللَّه المتَوَكل على اللَّه وَكَانَت ولَايَته خمس عشرَة سنة وشهرين الْمُنْتَصر بْن المتَوَكل أَبُو جَعْفَر وَولي مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن هَارُون الْمُنْتَصر بْن المتَوَكل بْن المعتصم بْن الرشيد فِي الْيَوْم الَّذِي قتل فِيهِ أَبوهُ وَبَايَعَهُ أَخَوَاهُ المعتز والمؤيد وَكَانَت أم الْمُنْتَصر أم ولد يُقَال لَهَا حبشية وَمَات الْمُنْتَصر بْن المتَوَكل(2/330)
يَوْم الْإِثْنَيْنِ لأَرْبَع خلون من شهر ربيع الأول سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَصلى عَلَيْهِ المستعين بْن المعتصم عَمه وَكَانَ نقش خَاتم الْمُنْتَصر مُحَمَّد بِاللَّه ينتصر المستعين بْن المعتصم أَبُو عَبْد اللَّه وَولي أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن هَارُون وَهُوَ أَخُو جَعْفَر المتَوَكل وَعم الْمُنْتَصر بْن المتَوَكل وَأم المستعين اسْمهَا مُخَارق أم ولد وبويع فِي الْيَوْم الَّذِي توفّي فِيهِ الْمُنْتَصر فَلَمَّا دخلت سنة إِحْدَى وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَقع بَين المعتز والمستعين الْفِتَن الْكَثِيرَة والمناوشات الشَّدِيدَة إِلَى أَن خلع المستعين نَفسه فِي آخر سنة إِحْدَى وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَذَلِكَ يَوْم الْأَرْبَعَاء لِلنِّصْفِ من الْمحرم وَكَانَ نقش خَاتم المستعين أَحْمَد بْن مُحَمَّد المعتز بْن المتَوَكل أَبُو عَبْد اللَّه وَبَايع النَّاس بعد خلع المستعين نَفسه الزبير بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن هَارُون وَهُوَ المعتز بْن المتَوَكل أمه أم الْوَلَد اسْمهَا قبيحة وَقتل المعتز فِي شهر رَجَب سنة خمس وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ نقش خَاتمه المعتز بِاللَّه(2/331)
المهتدى بْن الواثق أَبُو عَبْد اللَّه وَولي مُحَمَّد بْن هَارُون بْن مُحَمَّد بْن هَارُون وَهُوَ المهتدى بْن الواثق بْن المعتصم بْن الرشيد بسر من رأى ليومين بقيا من رَجَب سنة خمس وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَغلب عَلَيْهِ الأتراك إِلَى أَن قَتَلُوهُ لثلاث عشرَة بقيت من رَجَب سنة سِتّ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَكَانَت أمه أم ولد وَنقش خَاتم المهتدى مُحَمَّد أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمُعْتَمد بْن المتَوَكل أَبُو الْعَبَّاس وَولي أَحْمَد بْن جَعْفَر وَهُوَ الْمُعْتَمد بْن المتَوَكل بْن المعتصم بْن الرشيد فِي الْيَوْم الَّذِي قتل فِيهِ المهتدى وَأمه أم ولد اسْمهَا فتيَان فَجعل الْمُعْتَمد أَخَاهُ أَبَا أَحْمَد الْمُوفق ولى عَهده يَوْم الْجُمُعَة لِاثْنَتَيْ عشرَة خلت من ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ فَجعل الْمُوفق يبعد ويحجب النَّاس عَن الْمُعْتَمد واعتل أَنه مزحور وَكَانَ للمتوكل ثَلَاثَة بَنِينَ أكبرهم مُحَمَّد بْن جَعْفَر وَهُوَ الْمُنْتَصر والأوسط مِنْهُم أَحْمَد بْن جَعْفَر وَهُوَ الْمُعْتَمد والأصغر طَلْحَة بْن جَعْفَر وَهُوَ الْمُوفق أَبُو أَحْمد وَتوفى(2/332)
أَبُو أَحْمَد الْمُوفق من عِلّة صعبة كَانَت بِهِ يَوْم الْخَمِيس لثمان خلون من صفر سنة ثَمَان وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي الْمُعْتَمد لإحدى عشرَة لَيْلَة بقيت من رَجَب سنة تسع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ لَهُ يَوْم توفّي سِتُّونَ سنة المعتضد بْن الْمُوفق بْن المتَوَكل أَبُو الْعَبَّاس وَولي أَحْمَد بْن طَلْحَة بْن جَعْفَر وَهُوَ بن أبي أَحْمَد الْمُوفق فِي الْيَوْم الَّذِي توفّي فِيهِ الْمُعْتَمد وَكَانَت أمه أم ولد وَتُوفِّي المعتضد بِبَغْدَاد لَيْلَة الْإِثْنَيْنِ لثمان بَقينَ من شهر ربيع الآخر سنة تسع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَقد قيل إِن المعتضد توفّي يَوْم الْأَرْبَعَاء لخمس خلون من جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَقد قيل غسله أَبُو عمر مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن يَعْقُوب وَصلى عَلَيْهِ أَبُو يُوسُف وَكَانَ لَهُ يَوْم توفّي سِتّ وَأَرْبَعُونَ سنة وَكَانَ نقش خَاتمه المعتز بِاللَّه المكتفي بْن المعتضد أَبُو مُحَمَّد وَولي عَليّ بْن أَحْمَد بْن طَلْحَة بْن جَعْفَر بعد دفن أَبِيه أمه أم ولد جَارِيَة(2/333)
تركية وَتُوفِّي المكتفي لَيْلَة الْأَحَد لثلاث عشرَة لَيْلَة خلت من ذِي الْقعدَة سنة خمس وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ وغسله أَبُو عمر وهوالذى صلى عَلَيْهِ وَكَانَ للمكتفي يَوْم توفّي إِحْدَى وَثَلَاثُونَ سنة المقتدر بْن المعتضد بْن الْمُوفق بْن المتَوَكل أَبُو الْفضل وَولي جَعْفَر أَخُو المكتفي فِي الْيَوْم الَّذِي توفّي فِيهِ أَخُوهُ المكتفي وَأم المقتدر أم ولد يُقَال لَهَا شغب وَكَانَ مولد المقتدر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَبَايع الْخَاص لعبد اللَّه بْن المعتز فِي شهر ربيع الأول سنة سِتّ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ وَبَقِي مَعَ المقتدر الحجرية وَجَمَاعَة من الحشم وعوام النَّاس فَركب الْحُسَيْن بْن حمدَان فِي جمَاعَة مَعَه من الْأَعْرَاب وَجَاء إِلَى بَاب المقتدر ثمَّ ذهب قَاصِدا دَار بْن المعتز فحارب أَصْحَاب بْن المعتز وَقتل ظَاهرا مكشوفا وَالْعَبَّاس بْن الْحسن بْن أَيُّوب وَكَانَ كَاتب بْن المعتز وظفر بأصحاب بْن المعتز فَهَزَمَهُمْ وَقبض على عَبْد اللَّه بْن المعتز وَقَتله واستوى أَمر المقتدر وهدأت أُمُور النَّاس وَصَارَ النَّاس كَأَنَّهُمْ نيام لَا يحسبون بفتنة وعمرت والدته الْحَرَمَيْنِ وأنفقت عَلَيْهِمَا فِي كل سنة أَمْوَالًا خطيرة وَكَذَلِكَ عمرت بَيت الْمُقَدّس وَكَانَت تنْفق عَلَيْهَا وعَلى الثغور فِي كل سنة أَمْوَالًا خطيرة وارتفع(2/334)
أهل الْعلم فِي كل بلد من الدُّنْيَا وَرَأَيْت بَغْدَاد فِي تِلْكَ الْأَيَّام أطيب مَا كَانَت وأجلها وأعمرها ثمَّ أناءت أُمُور المقتدر عَلَيْهِ سنة سِتّ عشرَة وثلاثمائة وَاتفقَ النَّاس على خلعه فخلعوه وأقعدوا أَخَاهُ القاهر مَكَانَهُ بعد أَن خلع المقتدر نَفسه فَبَقيَ القاهر ثَلَاثَة أَيَّام كَذَلِك ثمَّ خلع القاهر نَفسه وَبَايع النَّاس المقتدر ثَانِيًا وَعمل المقتدر إِلَى آخر سنة عشْرين وثلاثمائة ثمَّ اضْطربَ الْجَيْش وهيجهم مؤنس على المقتدر فَركب المقتدر بِنَفسِهِ ليسكن الْقَوْم وَعَلِيهِ بردة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبينا هُوَ وَاقِف وَمَعَهُ الْخلق من الْجند إِذْ جَاءَهُ رجل بربري لَا يعرف من هُوَ فتوهموا أَنه يُرِيد أَن يسلم عَلَيْهِ فَلَمَّا دنا مِنْهُ رَمَاه بحربته فَقتله وَذَلِكَ يَوْم الثُّلَاثَاء لثلاث بَقينَ من شَوَّال سنة عشْرين وثلاثمائة القاهر بْن المعتضد أَبُو الْعَبَّاس وَولي مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن طَلْحَة بْن جَعْفَر وَهُوَ أَخ المقتدر والمكتفي فِي الْيَوْم الَّذِي قتل فِيهِ أَخُوهُ المقتدر وَبَقِي فِي الْولَايَة سنة وَسِتَّة أشهر ثمَّ كحل وخلع وَتُوفِّي القاهر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وثلاثمائة(2/335)
الراضي بْن المقتدر أَبُو الْعَبَّاس وَولي مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن طَلْحَة بْن جَعْفَر وَهُوَ الراضي بْن المقتدر بْن المعتضد بْن الْمُوفق بْن المتَوَكل بْن المعتصم بْن الرشيد بْن الْمهْدي بْن الْمَنْصُور بْن مُحَمَّد بْن عَليّ بْن عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب وَمَات الراضي فِي أول سنة سبع وَعشْرين وثلاثمائة المتقي بْن المقتدر وَولي إِبْرَاهِيم بْن جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن طَلْحَة بْن جَعْفَر فِي أول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة وَتُوفِّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة الْمُطِيع بْن المقتدر وَولي الْفضل بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن طَلْحَة بن جَعْفَر وَهُوَ بن المقتدر بعد دفن المستكفي هُوَ بَاقٍ لَا أدرى مَا اللَّه صانع بِهِ إِلَّا أَنه خَليفَة يَمُوت أَو يقتل لَا محَالة لِأَن لَهُ أُسْوَة بِمن فقدهم وَالله أعلم(2/336)
(ذكر الْخُلَفَاء الرَّاشِدين والملوك الراغبين)
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ الأَزْدِيُّ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ثَنَا الأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَكُونُ بَعْدِي خُلَفَاءُ يَعْمَلُونَ بِمَا يَعْلَمُونَ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ثُمَّ يَكُونُ بَعْدَهُمْ خُلَفَاءُ يَعْمَلُونَ بِمَا لَا يَعْلَمُونَ وَيَفْعَلُونَ مَا لَا يُؤْمَرُونَ فَمَنْ أنكر عَلَيْهِم فقد بَرِيء وَلَكِنْ مَنْ رَغِبَ وَتَابَعَ قَالَ أَبُو حَاتِم قد ذكرنَا جمل مَا يحْتَاج إِلَيْهِ من الْحَوَادِث الَّتِي كَانَت فِي أَيَّام الْخُلَفَاء الْأَرْبَعَة الرَّاشِدين المهديين وأومأنا إِلَى ذكر من كَانَ بعدهمْ من بني أُميَّة وَبني الْعَبَّاس وأغضينا عَن ذكر مَا لَو لم يذكر من أخبارهم لم يلْتَفت النَّاظر فِي كتَابنَا هَذَا عَلَيْهِ لإمعاننا فِي ذكرهَا فِي كتاب الْخُلَفَاء من بني أُميَّة وَبني الْعَبَّاس من كتبنَا وَإِنَّا سنذكر بعد هَذَا أَصْحَاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كتاب وَاحِدًا وَاحِدًا بأنسابهم وقبائلهم وَمَا يعرف من أنسابهم وأوقاتهم كَيْلا يتَعَذَّر على سالك سَبِيل الْعلم الْوَقْف على أنبائهم إِن أَرَادَ اللَّه ذَلِك وَشاء نسْأَل اللَّه العون على منا يقربنا إِلَيْهِ ويزلفنا لَدَيْهِ إِنَّه جواد كريم رؤف رَحِيم أول كتاب الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم أَجْمَعِينَ بِسم اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم الْحَمد لله رب الْعَالمين وَالصَّلَاة على مُحَمَّد(2/337)
خَاتم النَّبِيين وعَلى آله وأزواجه وَذريته وَأَصْحَابه أَجْمَعِينَ قَالَ أَبُو حَاتِم مُحَمَّد بْن حبَان بْن أَحْمد التَّمِيمِي رَضِي الله عَنهُ أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى ثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ قَالا ثَنَا أبَوُ عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى عَنْ عِمْرَانَ بن حضين قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرُ أُمَّتِي الْقَرْنُ الَّذِي بُعِثْتُ فِيهِمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ قَالَ أَبُو حَاتِم مُحَمَّد بْن حبَان بْن أَحْمَد التَّمِيمِي خير هَذِه الْأمة أَصْحَاب رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذين صحبوه ونصروه وبذلوا لَهُ أنفسهم وَأَمْوَالهمْ ابْتِغَاء مرضاة اللَّه من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار وَمن آمن بِهِ وَصدقه من غَيرهم فَمنهمْ الْعشْرَة الَّذين شهد لَهُم النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجنَّةِ أَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان وعَلى وَقد ذَكَرْنَاهُمْ بأيامهم وَمَا يجب من الْوُقُوف على أخبارهم فِيمَا قبل فِي أَجزَاء أفردتها فِي أخبارهم وَمَا كَانَ فِي مددهم من الْفتُوح وَطَلْحَة بْن عبيد اللَّه بْن عُثْمَان بْن عَمْرو بْن كَعْب بْن سعد بن تيم(2/338)
بْن مرّة بْن كَعْب بْن لؤَي بْن غَالب بْن فهر بْن مَالك بْن النَّضر وَهُوَ قرشي وكنيته أَبُو مُحَمَّد وَكَانَ يُقَال لَهُ الْفَيَّاض لِكَثْرَة بذله الْأَمْوَال لحق النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ببدر بعد فَرَاغه من بدر بَعثه النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حوراء ليتجسس أَخْبَار العير فَضرب لَهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسهمه وأجره قَتله المروان بْن الحكم بِسَهْم رَمَاه وَمَات سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ يَوْم الْجمل لعشر لَيَال خلون من جُمَادَى الأولى وَهُوَ بن أَربع وَسِتِّينَ سنة وَقد قيل فِي شهر رَجَب وقبره بِالْبَصْرَةِ مَشْهُور يزار وَأم طَلْحَة الصعبة بنت عَبْد اللَّه بْن عماد بْن مَالك بْن حَضرمَوْت وَالزُّبَيْر بْن الْعَوام بْن خويلد بْن أَسد بْن عَبْد الْعُزَّى بْن قصي بْن كلاب بْن مرّة بْن كَعْب بْن لؤَي بْن غَالب بْن فهر بْن مَالك بْن النَّضر وَهُوَ قرشي وكنيته أَبُو عَبْد اللَّه كَانَ من حوارى رَسُول الله(2/339)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأم الزبير صَفِيَّة بنت عَبْد الْمطلب بْن هَاشم وَأمّهَا هَالة بنت وهيب بْن عَبْد منَاف بْن زهرَة شهد بَدْرًا وَهُوَ بن تسع وَعشْرين سنة وَقتل فِي شهر رَجَب سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ قَتله عَمْرو بْن جرموز وَكَانَ لَهُ يَوْم مَاتَ أَربع وَسِتُّونَ سنة وَأوصى إِلَى ابْنه عَبْد اللَّه صَبِيحَة يَوْم الْجمل فَقَالَ يَا بني مَا من عُضْو مني إِلَّا وَقد جرح مَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى انْتهى ذَلِك إِلَى فرجى فَقتل من آخر يَوْمه وقبره بوادي السبَاع من أَرض بني تَمِيم مَشْهُور يعرف وللزبير عشرَة من الْبَنِينَ وابنتان عَبْد اللَّه وَعَاصِم وَعُرْوَة وَالْمُنْذر وَمصْعَب وَحَمْزَة وخَالِد وَعَمْرو وَعبيدَة وجعفر والابنتان رَملَة وَخَدِيجَة وَسعد بْن أبي وَقاص وَهُوَ سعد بْن مَالك بْن وهيب وَيُقَال أهيب بْن عَبْد منَاف بْن زهرَة بْن كلاب بْن مرّة بْن كَعْب بْن لؤَي بْن غَالب بْن فهر بْن مَالك بْن النَّضر وكنيته أَبُو إِسْحَاق(2/340)
وَأمه حمْنَة بنت سُفْيَان بْن أُميَّة بْن عَبْد شمس بْن عَبْد منَاف مَاتَ فِي قصره بالعقيق وَحمل على أَعْنَاق الرِّجَال إِلَى الْمَدِينَة عشرَة أَمْيَال سنة خمس وَخمسين وَقد قيل سنة ثَمَان وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ مَرْوَان بْن الحكم وَكَانَ واليها فِي أَمارَة مُعَاوِيَة وَله يَوْم مَاتَ أَربع وَسَبْعُونَ سنة وَكَانَ قد أسلم وَهُوَ بن تسع عشرَة سنة وَحمل من أَوْلَاد سعد الْعلم عمر وَمُحَمّد وعامر ومُوسَى وَمصْعَب وَعَائِشَة وَسَعِيد بْن زيد بْن عَمْرو بْن نفَيْل بْن عَبْد الْعُزَّى بْن رَبَاح بْن عَبْد اللَّه بْن قرط بْن رزاح بْن عدي بْن كَعْب بْن لؤَي بْن غَالب بْن فهر بْن مَالك بْن النَّضر كنيته أَبُو الْأَعْوَر قدم من الْحَوْرَاء مَعَ طَلْحَة بَعْدَمَا انْصَرف النَّبِي(2/341)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بدر فَضرب لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسهمه وأجره مَاتَ سنة إِحْدَى وَخمسين وَهُوَ بن بضع وَسبعين سنة وَدفن بِالْمَدِينَةِ وَدخل قَبره سعد بْن أبي وَقاص وَابْن عمر أمه فَاطِمَة بنت بعجة بْن أُميَّة بْن خويلد بْن خَالِد لن خُزَاعَة وَعبد الرَّحْمَن بْن عَوْف بْن عَبْد عَوْف بْن عَبْد بْن الْحَارِث بْن زهرَة بْن كلاب بْن مرّة بْن كَعْب بْن لؤَي بْن غَالب بْن فهر بْن مَالك بْن النَّضر كنيته أَبُو مُحَمَّد وَكَانَ اسْمه فِي الْجَاهِلِيَّة عَبْد عَمْرو فَسَماهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبد الرَّحْمَن وَأمه الشِّفَاء بنت عَوْف بْن عَبْد بْن الْحَارِث بْن زهرَة بْن كلاب من الْمُهَاجِرَات مَاتَ لست بَقينَ من خلَافَة عُثْمَان وَهُوَ بن خمس وَسبعين سنة وَدفن بِالبَقِيعِ ولعَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف عشرَة بَنِينَ مُحَمَّد وَإِبْرَاهِيم وَحميد وَزيد وَأَبُو سَلمَة وَمصْعَب وَسُهيْل وَعُثْمَان وَعمر والمسور سوى الْبَنَات اللائي كن لَهُ(2/342)
وعامر بْن عَبْد اللَّه بْن الْجراح بْن هِلَال بْن أهيب بْن ضبة بْن الْحَارِث بْن فهر بْن مَالك بْن النَّضر كنيته أَبُو عُبَيْدَة وَتُوفِّي فِي طاعون عمواس بِالشَّام سنة ثَمَان عشرَة فِي خلَافَة عمر وَهُوَ بن ثَمَان وَخمسين سنة وَكَانَ قد شهد بَدْرًا وَهُوَ بن إِحْدَى وَأَرْبَعين سنة وَهُوَ من جلة الصَّحَابَة وَأمه بنت عَبْد الْعُزَّى بْن شَقِيق بْن سلامان من بنى فهر(2/343)
قَالَ أَبُو حَاتِم رَضِي اللَّه عَنهُ ثمَّ إِنَّا ذاكرون أسماء الصَّحَابَة ونقصد مِنْهُم من روى عَنهُ الْأَخْبَار لِأَنَّهُ أدعى إِلَى الْعلم وَأنْشط للفهم فَأَما من لم يرو عَنهُ الْأَخْبَار وَقد ذكر بالأفعال والْآثَار فقد تقدم ذكرنَا لَهُم قبل ونقصد فِي ذكر هَؤُلَاءِ إِلَى المعجم فِي أسمائهم ليَكُون أسهل عِنْد البغية لمن أَرَادَهُ إِن شَاءَ الله قَضَاء ذَلِك وشاءه
(بَاب الْألف)
قَالَ أَبُو حَاتِم فَمِمَّنْ روى عَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَحبه مِمَّن ابْتَدَأَ اسْمه على الْألف
1 - أسعد بْن زُرَارَة بْن عدس بْن عبيد بْن ثَعْلَبَة بْن غنم بن مَالك(3/1)
بْن النجار أَبُو أُمَامَة من السِّتَّة الرَّهْط الَّذين اسْتَجَابُوا لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِين دعاهم إِلَى الْإِسْلَام وَشهد العقبتين وَكَانَ نَقِيبًا وَكَانَ أول من جمع بِالْمَدِينَةِ على عهد رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِين دعاهم إِلَى الْإِسْلَام وَشهد العقبتين وَكَانَ نَقِيبًا وَكَانَ أول من جمع بِالْمَدِينَةِ على عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
2 - أُسَامَة بْن زيد بْن حَارِثَة بْن شرَاحِيل بْن كَعْب بْن عَبْد الْعُزَّى بْن يزِيد بْن امْرِئ الْقَيْس بْن النُّعْمَان بْن عَامر بْن عَبْد ود بْن كنَانَة بْن عَوْف بْن زيد اللات بْن رفيدة بْن ثَوْر بْن كلب بْن وبرة بْن ثَعْلَب بْن حلوان بْن عمرَان بْن الحاف بْن قضاعة مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كنيته أَبُو زيد وَقد قيل أَبُو مُحَمَّد وَيُقَال أَبُو زيد توفّي بعد أَن قتل عُثْمَان بْن عَفَّان وَنقش خَاتمه حب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبض رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ بن عشْرين سنة وَكَانَ قد نزل وَادي الْقرى وَأمه أم أَيمن اسْمهَا بركَة مولاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
3 - أُسَامَة بْن شريك الثَّعْلَبِيّ العامري أحد بنى ثَعْلَبَة بن سعد(3/2)
سكن الْكُوفَة روى عَنهُ أهل الْكُوفَة وَأمه من الْخيرَات
4 - أُسَامَة بْن عُمَيْر الْهُذلِيّ وَالِد أبي الْمليح بْن أُسَامَة بْن عُمَيْر سكن الْبَصْرَة روى عَنهُ ابْنه أَبُو الْمليح واسْمه عَامر بْن أُسَامَة
5 - أُسَامَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ قِهْطِمٍ أَبُو الْعُشَرَاءِ الدَّارِمِيُّ وَيُقَالُ اسْمُهُ عُطَارِدُ بْنُ بَرْزٍ وَيُقَالُ يَسَارُ بْنُ بَلْزٍ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ وَهُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ وَعَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ وَحَوْثَرَةُ بْنُ أَشْرَسَ قَالُوا أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي الْعُشَرَاءِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أما تَكُونُ الذَّكَاةُ إِلا فِي اللَّبَّةِ أَوِ الْحَلْقِ قَالَ لَوْ طَعَنْتَ فِي فَخذهَا لَا جَزَاء عَنْكَ
6 - أُسَامَة بْن أخدري وَفد إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسلما
7 - أنس بْن النَّضر بْن ضَمْضَم بْن زيد بْن حرَام بْن جُنْدُب بْن عَامر(3/3)
بْن غنم بْن عدي بْن عَمْرو بْن زيد مَنَاة النجاري عَم أنس بْن مَالك مِمَّن شهد أحدا تقدم ذكره
8 - أنس بْن مَالك بْن النَّضر بْن ضَمْضَم بْن زيد بْن حرَام بْن جُنْدُب بْن عَامر بْن غنم بْن عدي بْن عَمْرو بْن زيد مَنَاة بْن عدي بْن عَمْرو بْن مَالك بْن النجار الخزرجي النجاري وَإِنَّمَا سمى النجار لِأَنَّهُ قتل رجلا بفاس كنيته أَبُو حَمْزَة خَادِم الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدم رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة وَهُوَ بن عشر سِنِين وَتُوفِّي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بن عشْرين سنة وانتقل إِلَى الْبَصْرَة وَتُوفِّي بهَا سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَقيل سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَكَانَ يصفر لحيته بالورس أمه أم سليم بنت ملْحَان بْن خَالِد بْن زيد بْن حرَام بْن جُنْدُب
9 - أنس بْن معَاذ بْن أنس بْن قيس بْن عبيد بْن زيد بْن مُعَاوِيَة بْن عَمْرو بْن مَالك بْن النجار بْن ثَعْلَبَة بْن عَمْرو بْن الْخَزْرَج من بنى جديلة(3/4)
10 - أنس بْن مَالك الكعبي الْقشيرِي من بني عَبْد اللَّه بْن كَعْب كنيته أَبُو أُميَّة وَقد قيل أَبُو مية سكن الْبَصْرَة روى عَنهُ البصريون سمع من النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثا وَاحِدًا فِي الصَّوْم
11 - أبي بْن كَعْب بْن قيس بْن عبيد بْن زيد بْن مُعَاوِيَة بْن عَمْرو بْن مَالك بْن النجار وجديلة أمه كنيته أَبُو الْمُنْذر وَكَانَ لَهَا بْن يُقَال لَهُ الطُّفَيْل وَكَانَ عمر بْن الْخطاب يكنيه بِأبي الطُّفَيْل مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين فِي خلَافَة عمر وَقد قيل إِنَّه بَقِي إِلَى خلَافَة عُثْمَان وَكَانَ يكْتب لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَحْي فِي حَيَاته وَمن أَوْلَاده الطُّفَيْل بْن أبي وَمُحَمّد بْن أبي حمل مِنْهُمَا الْعلم
12 - أبي بْن ثَابت بْن الْمُنْذر بْن حرَام بْن عَمْرو بْن زيد مَنَاة بْن عدي بْن عَمْرو بْن مَالك بْن النجار أَخُو أَوْس بْن ثَابت وَحسان بْن ثَابت كنيته أَبُو شيخ(3/5)
13 - أبي بْن مَالك بْن عَمْرو بْن ربيعَة بْن عَبْد اللَّه بْن كَعْب بْن ربيعَة بْن عَامر بن صعصة الْقشيرِي أَبُو مَالك روى عَنهُ البصريون يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
14 - أُبَيُّ بْنُ عُمَارَةَ الأَنْصَارِيُّ صَلَّى مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِبْلَتَيْنِ إِلا أَنِّي لَسْتُ أَعْتَمِدُ على إِسْنَادِ خَبَرِهِ وَهُوَ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَزِينٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ فطن عَنْ عُبَادَةَ عَنْ أُبَيِّ بْنِ عُمَارَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي بَيْتِهِ قَالَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ يَوْمًا قَالَ وَيَوْمَيْنِ قُلْتُ وَيَوْمَيْنِ قَالَ وَثَلاثَةً قُلْتُ وَثَلاثَةً قَالَ نَعَمْ وَمَا بَدَا لَكَ
15 - أسيد بْن حضير بْن سماك بْن عتِيك بْن رَافع بْن امْرِئ الْقَيْس بْن زيد بْن عَبْد الْأَشْهَل الأشْهَلِي عداده فِي أهل الْمَدِينَة(3/6)
كنيته أَبُو يحيى وَقيل أَبُو عتِيك وَيُقَال أَبُو حُصَيْن من الْأَنْصَار مَاتَ فِي خلَافَة عمر سنة عشْرين وَكَانَ نَقِيبًا قد شهد الْعقبَة وَصلى عَلَيْهِ عمر بْن الْخطاب رَضِي اللَّه عَنهُ وَدفن بِالبَقِيعِ
16 - أسيد بْن ظهير بْن رَافع بْن عدي بْن زيد بْن جشم من بني حَارِثَة بْن الْحَارِث بْن الْخَزْرَج الْأنْصَارِيّ عَم رَافع بْن خديج كنيته أَبُو ثَابت
17 - أنيس بْن مرْثَد بْن أبي مرْثَد الغنوي وَاسم أبي مرْثَد كناز بْن الْحصين بْن يَرْبُوع بْن طريف بْن خَرشَة بْن عبيد بْن سعد بْن عَوْف حَلِيف حَمْزَة بْن عَبْد الْمطلب كَانَ مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بحنين مَاتَ فِي شهر ربيع الأول سنة عشْرين وَكَانَت كنيته أَبَا يزِيد وَكَانَ عين النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأوطاس فِي غَزْوَة حنين
18 - أنيس بْن الضَّحَّاك قَالَ لَهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اغْدُ على امْرَأَة(3/7)
هَذَا فَإِن اعْترفت فارجمها
19 - أنيس بْن قَتَادَة بْن ربيعَة بْن خَالِد بْن الْحَارِث بْن عبيد بْن زيد بْن مَالك من بني عبيد بْن زيد بْن مَالك بْن عَوْف أَنْصَارِي مِمَّن شهد بَدْرًا
20 - أنيس بْن جُنَادَة الْغِفَارِيّ أَخُو أبي ذَر وَفد إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَخِيه
21 - الْأسود بْن سريع من بني مرّة بْن عبيد السَّعْدِيّ التَّمِيمِي كنيته أَبُو عبد الله وسريع هُوَ بن حمير بْن عبَادَة بْن النزال بْن مرّة عداده فِي الْبَصرِيين وَكَانَ شَاعِرًا وَهُوَ أول من قصّ فِي مَسْجِد الْجَامِع بِالْبَصْرَةِ والأحنف بْن قيس بْن عَمه وَمَات الْأسود بْن سريع بعد يَوْم الْجمل سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَقد قيل إِنَّه بَقِي إِلَى بعد الْأَرْبَعين وَالَّذِي حكم بِهِ عَليّ بْن الْمَدِينِيّ أَنه قتل يَوْم الْجمل وَكَانَ ينفى أَن يكون الْحسن سمع مِنْهُ
22 - الْأسود بْن أَصْرَم الْمحَاربي عداده فِي أهل الشَّام ورأيته فيهم(3/8)
قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أوصى قَالَ املك يدك
23 - الْأسود بْن ثَعْلَبَة الْيَرْبُوعي يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
24 - الْأسود بْن خلف بْن عَبْد يَغُوث الْقرشِي الْمَكِّيّ رأى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَايع النَّاس يَوْم الْفَتْح روى عَنهُ ابْنه مُحَمَّد بْن الْأسود
25 - الْأسود بْن خلف الْخُزَاعِيّ يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة وَفِي إِسْنَاده بعض النّظر
26 - أَوْس بْن عَوْف بْن جَابر بْن سُفْيَان بْن عَبْد ياليل بْن سَالم بْن مَالك بْن حطيط بْن جشم بْن ثَقِيف كَانَ فِي الْوَفْد الَّذين قدمُوا على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمه فَاطِمَة بنت عَمْرو بْن مرداس بْن عَمْرو بْن ربيعَة بْن عَبْد ياليل
27 - أَوْس بْن ثَابت بْن الْمُنْذر بْن حرَام بْن عَمْرو بْن زيد مَنَاة بن عدى(3/9)
بْن عَمْرو بْن مَالك بْن النجار وهم بَنو مغالة أبوهم عدي بْن عَمْرو بْن مَالك بْن النجار ومغالة أمّهم شهد الْعقبَة وبدرا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ أَخُو حسان بْن ثَابت وَأَبُو شَدَّاد بْن أَوْس مَاتَ أَوْس بْن ثَابت سنة خمس وَثَلَاثِينَ فِي خلَافَة عُثْمَان بْن عَفَّان رَضِي الله عَنهُ
28 - أَوْس بْن حُذَيْفَة بْن أَوْس يُقَال إِنَّه بن أبي عَمْرو بْن وهب بْن عَمْرو بْن عَامر بْن يسَار بْن مَالك بْن حطيط بْن جشم بْن ثَقِيف الثَّقَفِيّ وَالِد عَمْرو بْن أَوْس يُقَال إِنَّه أَوْس بْن أبي أَوْس وَيُقَال أَوْس بْن أَوْس وَفد إِلَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَفد ثَقِيف عداده فِي أهل الطَّائِف وَأم أَوْس عَاتِكَة بنت أنس بْن أبي سعيد
29 - أَوْس بْن شُرَحْبِيل أحد بني الْمجمع لَهُ صُحْبَة حَدِيثه عِنْد أهل الشَّام
30 - أَوْس بْن الصَّامِت بْن قيس بْن أَصْرَم بْن فهر بْن ثَعْلَبَة بْن غنم بْن عَوْف بْن عَمْرو بْن عَوْف بْن الْخَزْرَج أَخُو عبَادَة بن الصَّامِت مِمَّن(3/10)
شهد بَدْرًا مَاتَ فِي خلَافَة عُثْمَان بْن عَفَّان وَله خمس وَثَمَانُونَ سنة وَهُوَ زوج خُوَيْلَة بنت ثَعْلَبَة المجادلة الَّتِي أنزل اللَّه فِيهَا وَفِي زَوجهَا مَا أنزل
31 - أَوْس بْن حُذَيْفَة وَفد إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسلما وَلَيْسَ هُوَ بالثقفي
32 - أَوْس بْن ربيعَة بْن معتب من الْوَفْد القادمين على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمه هِنْد بنت سُبْرَة بْن ثمالة
33 - أَوْس بْن خولى بْن عَبْد اللَّه بْن الْحَارِث بْن عبيد بْن مَالك بْن سَالم بْن غنم بْن عَوْف بْن الْخَزْرَج الْأنْصَارِيّ أَبُو ليلى لَهُ صُحْبَة مِمَّن شهد بَدْرًا وَحضر غسل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ عَليّ بْن أبي طَالب وَالْفضل بْن عَبَّاس وَقثم وشقران مَاتَ قبل حصر عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ
34 - أَوْس بْن الْحدثَان أَبُو مَالك بْن أَوْس وَيُقَال إِن لَهُ صُحْبَة(3/11)
35 - أَبُو كَبْشَة مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْمه أَوْس وَقد قيل إِن اسْمه سَلمَة وَالصَّحِيح أَوْس وَقد قيل إِن اسْمه سليم مَاتَ يَوْم اسْتخْلف عمر بْن الْخطاب
36 - إِيَاس بْن عَبْد اللَّه بْن أبي ذُبَاب الدوسي عداده فِي أهل مَكَّة يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
37 - إِيَاس بْن عَبْد الْمُزنِيّ لَهُ صُحْبَة عداده فِي أهل مَكَّة روى عَنهُ أَهلهَا
38 - إِيَاس بْن البكير بْن عَبْد ياليل بْن ناشب بْن عنزة بْن سعد بْن لَيْث بْن عَبْد مَنَاة حَلِيف لبني عدي لَهُ صُحْبَة وَهُوَ أَخ عَاقل بْن البكير
39 - إِيَاس بْن معَاذ الأشْهَلِي الأوسي لَهُ صُحْبَة يروي عَنهُ مَحْمُود بن لبيد(3/12)
40 - إِيَاس بْن عَبْد اللَّه أَبُو عَبْد الرَّحْمَن الفِهري لَهُ صُحْبَة
41 - أبان بن سعيد بن الْعَاصِ بْن أُميَّة بْن عَبْد شمس بْن عَبْد منَاف الْأمَوِي لَهُ صُحْبَة قتل يَوْم أجنادين على عهد عمر لليلتين بَقِيَتَا من جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث عشرَة أمه هِنْد بنت الْمُغيرَة بْن عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن مَخْزُوم
42 - الْأَشْعَث بْن قيس بْن معدى كرب الْكِنْدِيّ من بني مُعَاوِيَة بْن ثَوْر بْن مرتع بْن عفير بْن عدي بْن الْحَارِث بْن مرّة بْن أدد الْكِنْدِيّ وَهُوَ الْأَشْعَث بْن قيس بْن معدى كرب بْن مُعَاوِيَة بْن جبلة بْن عدي بْن ربيعَة بْن مُعَاوِيَة بْن الْحَارِث بْن مُعَاوِيَة بْن ثَوْر بْن مرتع وَهُوَ كِنْدَة بْن عفير بْن عدي بْن الْحَارِث بْن مرّة بْن أدد الْكِنْدِيّ سكن الْكُوفَة وَشهد مَعَ على صفّين وَكَانَ سيد قومه كنيته أَبُو مُحَمَّد مَاتَ قبل الْحسن بْن عَليّ بعد قتل عَليّ بْن أبي طَالب بِأَرْبَعِينَ لَيْلَة وكفنه الْحسن(3/13)
بِيَدِهِ وَكَانَ لَهُ يَوْم مَاتَ ثَلَاث وَسِتِّينَ سنة وَكَانَت ابْنَته تَحت الْحسن بْن عَليّ بْن أبي طَالب وَإِنَّمَا سمى الْأَشْعَث لشعوثة رَأسه وَكَانَ اسْمه معدى كرب فَسُمي الْأَشْعَث وَغلب عَلَيْهِ هَذَا الِاسْم حَتَّى عرف بِهِ
43 - الأرقم بْن أبي الأرقم بْن أَسد بْن عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن مَخْزُوم بْن يقظة بْن مرّة بْن كَعْب المَخْزُومِي وَاسم أبي الأرقم عَبْد منَاف عداده فِي أهل الْحجاز وجده أَسد يكنى أَبَا جُنْدُب والأرقم هُوَ الَّذِي كَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مستخفيا فِي دَاره عِنْد الصَّفَا حِين دخل عَلَيْهِ عمر بْن الْخطاب وَأسلم مَاتَ يَوْم مَاتَ أَبُو بكر الصّديق كَانَ كنيته أَبُو عَبْد اللَّه وَقد قيل إِنَّه بَقِي إِلَى زمَان مُعَاوِيَة
44 - أقرم الْخُزَاعِيّ يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
45 - أَبيض بْن حمال المأربي ومأرب نَاحيَة بِالْيمن استقطع النَّبِي(3/14)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْملح الَّذِي بمأرب فأقطعه إِيَّاه
46 - أَفْلح بْن أبي القعيس لَهُ صُحْبَة وَكَانَ يسْتَأْذن على عَائِشَة
47 - أسيرة بْن عَمْرو أَبُو سليط البُخَارِيّ وَالِد عَبْد اللَّه بْن أبي سليط لَهُ صُحْبَة
48 - الْأَغَر الْمُزنِيّ لَهُ صُحْبَة روى عَنهُ أَبُو بردة فِي الاسْتِغْفَار وَيُقَال الْأَغَر الْجُهَنِيّ عداده فِي أهل الْكُوفَة
49 - أُميَّة بْن مخشى الْخُزَاعِيّ الْأَزْدِيّ لَهُ صُحْبَة حَدِيثه عِنْد الْمثنى بْن عَبْد الرَّحْمَن الْخُزَاعِيّ
50 - أَسد بْن سعية أسلم مَعَ عَبْد اللَّه بْن سَلام
51 - أَنْجَشَة مولى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّه عَلَيْهِ وَسلم(3/15)
يمازحه وَيَقُول لَهُ رويدا سوقك بِالْقَوَارِيرِ
52 - أَبُو الْجَعْد الضمرِي اسْمه الأدرع روى عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّغْلِيظ على تَارِك الْجُمُعَة ثَلَاثًا بَعثه النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لتجييش قومه لغزوة الْفَتْح
53 - إساف بْن أَنْمَار السّلمِيّ لَهُ صُحْبَة
54 - أثبج الْعَبْدي قدم على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسلما ومستمديا
55 - أَبُو رَافع مولى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْمه أسلم كَانَ قبطيا عداده فِي أهل الْمَدِينَة شهد مَعَ على الْجمل وصفين وَقد قيل إِن اسْمه إِبْرَاهِيم وَيُقَال يسَار وَبَعْضهمْ قَالَ هُرْمُز وَالصَّحِيح أسلم(3/16)
روى عَنهُ وَلَده وَمَات فِي خلَافَة عَليّ بْن أبي طَالب وَيُقَال إِنَّه بشر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِسْلَام الْعَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب فَأعْتقهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
56 - أهبان بْن أَوْس الْأَسْلَمِيّ كنيته أَبُو عقبَة عداده فِي أهل الْكُوفَة وَيُقَال إِنَّه كَانَ فِي غنمه فَأَتَاهُ الذِّئْب فَكَلمهُ فَأتى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأسلم مَاتَ بِالْكُوفَةِ فِي ولَايَة الْمُغيرَة بْن شُعْبَة حَيْثُ كَانَ عَلَيْهَا لمعاوية
57 - أهبان بْن صيفى أَبُو أسلم الْغِفَارِيّ لَهُ صُحْبَة سكن الْبَصْرَة وراوده عَليّ على الْخُرُوج مَعَه فَأخذ سَيْفا من خشب وَقَالَ إِن شِئْت خرجت مَعَك بِهَذَا فَإِنِّي سَمِعت خليلي وَابْن عمك يَقُول إِذا كَانَ قتال بَين فئتين من الْمُسلمين فَاتخذ سَيْفا من خشب
58 - أَسمَاء بْن حَارِثَة الْأَسْلَمِيّ أَبُو هِنْد بَعثه النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن قل لقَوْمك فليصوموا هَذَا الْيَوْم يَعْنِي يَوْم عَاشُورَاء فَإِن وَجَدتهمْ قد طعموا فليتموا آخر يومهم وَقد قيل أَسمَاء بن خَارِجَة وَالْأول(3/17)
أصح مَاتَ سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَهُوَ بْن ثَمَانِينَ سنة
59 - أَسمَاء بْن مَالك العكلي لَهُ صُحْبَة روى عَنهُ البصريون
60 - أَسد بْن كرز جد خَالِد بْن عَبْد اللَّه الْقَسرِي وَهُوَ والى الْعرَاق لَهُ صُحْبَة
61 - أسلم بْن عبيد لما أسلم أسلمت الْيَهُود بِإِسْلَامِهِ
62 - الْأَقْرَع بْن حَابِس التَّمِيمِي أبْصر النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقبل الْحسن بْن عَليّ فَقَالَ إِن لي عشرَة من الْوَلَد مَا قبلت أحدا مِنْهُم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من لَا يرحم لَا يرحم روى عَنهُ أَبُو هُرَيْرَةَ
63 - أسمر بْن مُضرس رَوَت عَنهُ ابْنَته نميلَة بنت أسمر وَيُقَال لَهَا عقيلة(3/18)
64 - أَحْمَر بْن جُزْء السدُوسِي الربعِي سكن الْبَصْرَة وَقد قيل إِنَّه أَحْمَر بْن مُعَاوِيَة روى عَنهُ الْحسن وَغَيره
65 - إِيمَاء بْن رخصَة الْغِفَارِيّ أَبُو الْخفاف لَهُ صُحْبَة وَهُوَ إِيمَاء بْن رخصَة بْن خزمة بْن خلاف بْن حَارِثَة بْن غفار بْن مليل بْن ضَمرَة أسلم زمن الْحُدَيْبِيَة وَكَانَ يسكن غيقة بَين الْفَرْع والسقيا وَابْنه خفاف بْن إِيمَاء يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
66 - أنيف بْن صلَة الجذامي من بني الضبيب سكن الرملة أَخُو حَيَّان بْن صلَة لَهُ صُحْبَة سكن الرملة وَمَات بِبَيْت جبرين من كور فلسطين
67 - أَبُو عسيب مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْمه أَحْمَر
68 - أذينة بْن سَلمَة أَبُو عَبْد الرَّحْمَن لَهُ صُحْبَة(3/19)
69 - أسعد أَبُو أُمَامَة بْن سهل بْن حنيف بْن واهب الْأنْصَارِيّ سَمَّاهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسعد وَلم يسمع من النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئا مَاتَ سنة مائَة وَقيل أَكثر رِوَايَته عَن أَصْحَاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأمه بنت أبي أُمَامَة أسعد بْن زُرَارَة بْن عدس
70 - الأسلع السَّعْدِيّ رجل من بني الْأَعْرَج بْن كَعْب يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة وَلَكِن فِي إِسْنَاد خَبره الرّبيع بْن بدر وَهُوَ ضَعِيف
71 - إِبْرَاهِيم بْن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وَسَماهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحنكه بتمرة ودعا لَهُ بِالْبركَةِ وَلم يسمع من النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئا وَإِنَّمَا ذَكرْنَاهُ لِأَن لَهُ من النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقيا وَهُوَ من التَّابِعين روى عَنهُ الْكُوفِيُّونَ الشّعبِيّ وَالْحكم بْن عتيبة(3/20)
72 - الأكثم بْن الجون الْخُزَاعِيّ لَهُ صُحْبَة حَدِيثه عِنْد أهل الْمَدِينَة كنيته أَبُو معبد
73 - الْأَعْشَى الْمَازِني يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى ثَنَا الْمُقَدِّمِيُّ ثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ الْبَرَاءُ قَالَ حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ طَيْسَلَةَ ثَنَا مَعْنُ بْنُ ثَعْلَبَةَ الْمَازِنِيُّ حَدَّثَنِي الأَعْشَى الْمَازِنِيُّ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْشَدْتُهُ ... يَا مَالِكَ النَّاسِ وَدَيَّانَ الْعَرَبْ ... إِنِّي لَقِيتُ ذِرْبَةً مِنَ الذِّرَبْ ... ... غَدَوْتُ أَبْغِيهَا الطَّعَامَ فِي رَجَبْ ... فَخَلَفَتْنِي فِي نِزَاعٍ وَهَرَبْ ... ... أَخْلَفَتِ الْوَعْدَ وَلَطَّتْ بِالذَّنَبْ ... وَهُنَّ شَرٌّ غَالِبٍ لمن غلب(3/21)
.. قَالَ فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَمَثَّلُهَا وَيَقُولُ وَهُنَّ شَرٌّ غَالِبٍ لِمَنْ غَلَبْ وَهُوَ من بنى مَازِن بن عَمْرو
74 - الأخرم وَالِد عَبْد اللَّه بْن الأخرم عداده فِي أهل الْكُوفَة لَهُ صُحْبَة
75 - الأقعس بْن سَلمَة عداده فِي أهل الْيَمَامَة لَهُ صُحْبَة(3/22)
وَمِمَّنْ روى عَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من النِّسَاء من ابْتَدَأَ اسْمهَا على الْألف
76 - أَسمَاء بنت سَلامَة التميمة امْرَأَة عَيَّاش بْن أبي ربيعَة المَخْزُومِي من مهاجرات الْحَبَشَة
77 - أَسمَاء بنت أبي بكر الصّديق وَهِي الَّتِي يُقَال لَهَا ذَات النطاقين حَيْثُ زودت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأباها حَيْثُ أَرَادَا الْغَار فَلم تَجِد مَا توكى بِهِ الجراب فَقطعت نطاقها وَقد قيل ذوابتها وأوكت بهَا الجراب فسميت ذَات النطاقين وَهِي وَالِدَة عَبْد اللَّه بْن الزبير مَاتَت بعد أَن قتل ابْنهَا
78 - أَسمَاء بنت يزِيد بْن السكن بْن قيس بْن زعوراء لَهَا صُحْبَة(3/23)
79 - أَسمَاء بنت عُمَيْس الخثعمية امْرَأَة أبي بكر الصّديق وَكَانَت قبل ذَلِك تَحت جَعْفَر بْن أبي طَالب
80 - أَسمَاء بنت المجلل امْرَأَة حَاطِب بْن الْحَارِث الجُمَحِي أسلمت قَدِيما فِي أول الْإِسْلَام
81 - أَسمَاء بنت مخرمَة جدة عَبْد اللَّه بْن عَيَّاش بْن أبي ربيعَة المَخْزُومِي
82 - أَسمَاء بنت زيد بْن الْخطاب بْن نفَيْل ابْنة أخي عمر بْن الْخطاب
83 - أَسمَاء بنت يزِيد الأشعرية لَهَا صُحْبَة
84 - أنيسَة بنت خبيب بْن يسَاف بْن عتبَة بْن عَمْرو بْن خديج الْأَنْصَارِيَّة(3/24)
وَيُقَال أساف لَهَا صُحْبَة وَهِي عمَّة خبيب بْن عَبْد الرَّحْمَن
85 - أم خَالِد بنت خَالِد بْن سعيد بْن الْعَاصِ بْن أُميَّة بْن عَبْد شمس الْأمَوِي امْرَأَة الزبير بْن الْعَوام اسْمهَا أمة لَهَا صُحْبَة
86 - أُمَيْمَة بنت رقيقَة ورقيقة هِيَ أُخْت خَدِيجَة بنت خويلد بْن أَسد بْن عَبْد الْعُزَّى وَأَبُو أُمَيْمَة عَبْد اللَّه بْن نجاد بْن عُمَيْر بْن الْحَارِث بْن حَارِثَة بْن سعد بْن تيم بْن مرّة
87 - أُمَيْمَة بنت سُفْيَان بْن وهب من بني الْحَارِث بْن عَبْد مَنَاة بْن كنَانَة لَهَا صُحْبَة
88 - أُمَيْمَة مولاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
89 - أُمَيْمَة بنت قيس الغفارية لَهَا صُحْبَة مِمَّن بَايَعت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
90 - أروى بنت كريز بْن ربيعَة بْن حبيب بْن عَبْد شمس أمهَا أم حَكِيم بنت عَبْد الْمطلب وهى من الْمُهَاجِرَات(3/25)
(بَاب الْبَاء)
قَالَ أَبُو حَاتِم وَمِمَّنْ روى عَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أَصْحَابه مِمَّن ابْتَدَأَ اسْمه على الْبَاء
91 - الْبَراء بْن معْرور بْن صَخْر بْن خنساء الْأنْصَارِيّ أَبُو أنس أول من بَايع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي العقبتين وَكَانَ نقيب بني سَلمَة من الاثْنَي عشر وَكَانَ يُصَلِّي إِلَى الْكَعْبَة حَيْثُ كَانَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّة
92 - الْبَراء بْن عَازِب بْن الْحَارِث بْن عدي بْن جشم الْحَارِثِيّ الْأنْصَارِيّ سكن الْكُوفَة كنيته أَبُو عمَارَة وَيُقَال أَبُو عَمْرو واستصغره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم بدر فَرده وَكَانَ هُوَ وَابْن عمر لِدَة مَاتَ فِي ولَايَة مُصعب بْن الزبير على الْعرَاق سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين
93 - الْبَراء بْن مَالك بْن النَّضر بْن ضَمْضَم بْن زيد بن حرَام النجاري(3/26)
أَخُو أنس بْن مَالك قَالَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رب أَشْعَث رب أَشْعَث أغبر ذُو طمرين لَا يؤبه لَهُ لَو أقسم على اللَّه لَأَبَره مِنْهُم الْبَراء بْن مَالك قتل بالسوس وَذَلِكَ أَن الْبَراء لَقِي زحفا من الْمُشْركين وَقد أوجع الْمُشْركين فِي الْمُسلمين فَقَالُوا يَا برَاء إِن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَو أَقْسَمت على اللَّه لأبرك فأقسم على رَبك قَالَ أَقْسَمت عَلَيْك يَا رب لما منحتنا أكتافهم فمنحوا أكتافهم ثمَّ الْتَقَوْا على قنطرة السوس فأوجعوا فِي الْمُسلمين فَقَالُوا أقسم على رَبك يَا برَاء فَقَالَ أَقْسَمت عَلَيْك يَا رب لما منحتنا أكتافهم وألحقني بِنَبِي مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمنحوا أكتافهم وَقتل الْبَراء شَهِيدا فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين
94 - الْبَراء بْن حزم مِمَّن أَخذ مِنْهُم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّدقَات(3/27)
95 - بِلَال بْن رَبَاح مُؤذن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعْتقهُ أَبُو بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ وَكَانَ ترب أبي بكر وَكَانَ لَهُ وَلَاؤُه وكنيته أَبُو عَمْرو وَيُقَال أَبُو عَبْد اللَّه وَيُقَال أَبُو عَبْد الْكَرِيم أمه حمامة قَالَ لأبي بكر بعد موت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِن كنت أعتقتني لله فَدَعْنِي أذهب حَيْثُ شِئْت وَإِن كنت أعتقتني لنَفسك فأمسكني قَالَ أَبُو بكر اذْهَبْ حَيْثُ شِئْت فَذهب إِلَى الشَّام مؤثرا للْجِهَاد على الْأَذَان إِلَى أَن مَاتَ سنة عشْرين وَيُقَال إِن قَبره بِدِمَشْق وَسمعت أهل فلسطين يَقُولُونَ إِن قَبره بعمواس وَقد قيل إِن قَبره بداريا وَامْرَأَة بِلَال هِنْد الخولانية وَكَانَ لِبلَال يَوْم مَاتَ بضع وَسِتُّونَ سنة
96 - بِلَال بْن الْحَارِث الْمُزنِيّ مزينة مُضر أَبُو عبد الرَّحْمَن(3/28)
سَأَلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن فسخ الْحَج ألنا خَاصَّة أم للنَّاس عَامَّة فَقَالَ هُوَ لنا خَاصَّة مَاتَ سنة سِتِّينَ وَهُوَ بن ثَمَانِينَ سنة وَكَانَ يَبِيع الأذخر وَابْنه حسان بْن بِلَال أول من أظهر الإرجاء بِالْبَصْرَةِ
97 - بُرَيْدَة بْن الْحصيب بْن عَبْد اللَّه بْن الْحَارِث بْن الْأَعْرَج بْن سعد بْن رزاح بْن عدي بْن سهم بْن مَازِن بْن الْحَارِث بْن سلامان بْن أسلم بْن أفصى بْن حَارِثَة بْن عَمْرو بْن عَامر الْأَسْلَمِيّ من الْمُهَاجِرين كنيته أَبُو عَبْد اللَّه لحق النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل قدومه الْمَدِينَة فَقَالَ يَا رَسُول اللَّه لَا تدخل الْمَدِينَة إِلَّا ومعك لِوَاء ثمَّ حل عمَامَته وشدها فِي رمح وَمَشى بَين يَدي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم قدم الْمَدِينَة وَيُقَال كنيته أَبُو سهل وَقد قيل أَبُو ساسان انْتقل إِلَى الْبَصْرَة فَأَقَامَ بهَا زَمَانا ثمَّ خرج إِلَى سجستان ثمَّ خرج مِنْهَا إِلَى مرو فِي إِمَارَة يزِيد بْن مُعَاوِيَة فَمَاتَ بهَا(3/29)
98 - بشر بْن الْبَراء بْن معْرور بْن صَخْر بْن خنساء بْن سِنَان بْن عبيد بَدْرِي مَاتَ بِخَيْبَر من أَكلَة أكلهَا مَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الشَّاة الَّتِي سم فِيهَا للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ الْجَعْد سيد بني سَلمَة
99 - بشر بْن سحيم الْغِفَارِيّ سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول أَيَّام التَّشْرِيق لَا يدْخل الْجنَّة إِلَّا نفس مسلمة وَإِن هَذِه الْأَيَّام أَيَّام أكل وَشرب وَقد قيل إِنَّه من خُزَاعَة كَانَ ينزل كرَاع الغميم
100 - بشر بْن مُعَاوِيَة بْن ثَوْر البكائي لَهُ صُحْبَة عداده فِي أهل الْحجاز وَفد هُوَ وَأَبوهُ على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم(3/30)
101 - بشر بْن عقربة الْجُهَنِيّ كنيته أَبُو الْيَمَان اسْتشْهد أَبوهُ فِي بعض الْغَزَوَات فَمر بِهِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يبكى فَقَالَ لَهُ أما ترْضى أَن أكون أَنا أَبوك وَعَائِشَة أمك انْتقل إِلَى فلسطين وسكنها سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول من قَامَ يخْطب لَا يلْتَمس فِيهَا إِلَّا رِيَاء وَسُمْعَة وَقفه اللَّه يَوْم الْقِيَامَة موقف رِيَاء وَسُمْعَة مَاتَ بشر بْن عقربة بقرية يُقَال لَهَا خسية من كور فلسطين وَمن زعم أَنه بشير بْن عقربة فقد وهم
102 - بشر الغنوي أَبُو عبيد اللَّه سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي فتح الْقُسْطَنْطِينِيَّة حَدِيثه عِنْد ابْنه عبيد اللَّه بْن بشر
103 - بشر بْن عَطِيَّة يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة يروي عَنهُ مَكْحُول وَلَكِنِّي لست أعْتَمد على إِسْنَاد خَبره
104 - بشر بْن مَسْعُود يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة وفى إِسْنَاده نظر(3/31)
105 - بشر بْن عَاصِم يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
106 - أَبُو لبَابَة بْن عَبْد الْمُنْذر اسْمه بشير بْن عَبْد الْمُنْذر بْن الزبير بْن زيد بْن أُميَّة بْن زيد بْن مَالك بْن عَوْف بْن عَمْرو بْن عَوْف اسْتَخْلَفَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الْمَدِينَة حَيْثُ خرج إِلَى بدر وَضرب لَهُ بسهمه وأجره وهم ثَلَاث أخوة مُبشر وَرِفَاعَة وَأَبُو لبَابَة وَمَات أَبُو لبَابَة بْن عَبْد الْمُنْذر فِي خلَافَة عَليّ بْن أبي طَالب وَله عقب وَقد قيل إِن اسْم أبي لبَابَة رِفَاعَة بْن الْمُنْذر وَالْأول أصح وَأم أبي لبَابَة نسيبة بنت زيد بْن ضبيعة بْن زيد بْن مَالك بْن عَوْف بْن عَمْرو بْن عَوْف بْن مَالك بْن أَوْس لَهُ صُحْبَة(3/32)
107 - بشير بْن سعد بْن ثَعْلَبَة بْن جلاس بْن زيد بْن مَالك بْن ثَعْلَبَة بْن كَعْب بْن الْخَزْرَج بْن الْحَارِث بْن الْخَزْرَج بَدْرِي وَهُوَ وَالِد النُّعْمَان بْن بشير قتل بِعَين التَّمْر بِالشَّام وَكَانَ مَعَ خَالِد بْن الْوَلِيد بعد انْصِرَافه من الْيَمَامَة وَأمه أنيسَة بنت خَليفَة بْن عدي بْن عَمْرو بْن امْرِئ الْقَيْس
108 - بشير بْن معبد بْن الخصاصية السدُوسِي سدوس شَيبَان من بكر بْن وَائِل من الْمُهَاجِرين والخصاصية أمه كَانَ اسْمه زحم بْن معبد فَسَماهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشيرا وَهُوَ بشير بْن معبد بْن شرَاحِيل بْن سبيع بْن سدوس بْن الخصاصية
109 - بشير بْن فديك أَبُو صَالح جَاءَ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُول اللَّه إِنَّهُم يَزْعمُونَ أَن من لم يُهَاجر هلك فَقَالَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقِم الصَّلَاة وصم شهر رَمَضَان وَحج الْبَيْت وَأقر الضَّيْف(3/33)
واسكن أَي أَرض قَوْمك شِئْت حَدِيثه عِنْد وَلَده
110 - بشير الْأَسْلَمِيّ لَهُ صُحْبَة عداده فِي أهل الْكُوفَة حَدِيثه عِنْد ابْنه بشر بْن بشير
111 - بشير بْن معبد الْأَسْلَمِيّ لَهُ صُحْبَة
112 - بديل بْن وَرْقَاء الْخُزَاعِيّ من بني عدي بْن خُزَاعَة أمره النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن يحبس السبايا وَالْأَمْوَال بالجعرانة حَتَّى يقدم عَلَيْهِ من مَكَّة فحبسها عَلَيْهِ وَكَانَ سيد قومه
113 - بديل بْن كُلْثُوم الْخُزَاعِيّ الَّذِي يُقَال لَهُ قَابل خُزَاعَة وَفد إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنشده قصيدة لَهُ صُحْبَة
114 - بر بْن بر بْن عَبْد اللَّه بْن رزبن بْن عميت بْن ربيعَة(3/34)
بْن ذِرَاع بْن عدي بْن الدَّار بن الهانىء أَبُو هِنْد الدَّارِيّ أَخُو تَمِيم بْن أَوْس الدَّارِيّ لأمه سكن فلسطين وَمَات بِبَيْت جبرين من كور فلسطين حَدِيثه عِنْد أَوْلَاده وَهُوَ أَخُو الطّيب بْن بر الَّذِي سَمَّاهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّه وَقد قيل إِن اسْم أبي هِنْد برير بْن عَبْد اللَّه الصَّحِيح بر بْن بر
115 - بسر بْن جحاش الْقرشِي سكن الشَّام وَحَدِيثه عِنْد أهل الشَّام
116 - بسر بْن أبي بسر الْمَازِني وَالِد عَبْد اللَّه بْن بسر لَهُ صُحْبَة أكل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دَاره فَلَمَّا فرغ قَالَ اللَّهُمَّ اغْفِر لَهُم(3/35)
وارحمهم وَبَارك لَهُم وارزقهم
117 - بسر بْن أبي أَرْطَاة الْقرشِي أَبُو عبد الرَّحْمَن وَمن قَالَ بن أَرْطَاة فقد وهم سكن الشَّام وَكَانَ يَلِي لمعاوية الْأَعْمَال مَاتَ فِي إِمَارَة عَبْد الْملك بْن مَرْوَان وَاسم أبي أَرْطَاة عُمَيْر بْن عمرَان بْن نزار بْن معيص بْن عَامر بْن لؤَي وَكَانَ إِذا دَعَا رُبمَا اسْتُجِيبَ لَهُ ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْخَلِيلِ الطَّائِيُّ بِحِمْصٍ مِنْ أَصْلِ كِنَانَةَ قَالَ ثَنَا نَصْرُ بْنُ خُزَيْمَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ مَحْفُوظِ بْنِ عَلْقَمَةَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ ثَنَا أَبِي عَنْ نَصْرُ بْنُ عَلْقَمَةَ عَنْ أَخِيهِ مَحْفُوظِ بْنِ عَلْقَمَةَ عَنِ بن عَائِذٍ قَالَ ثَنَا أَبُو رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيُّ أَنَّ بُسْرَ بْنَ أَبِي أَرْطَاة كَانَ يَدْعُو كلما انخل اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَعِينُكَ عَلَى أَمْرِنَا كُلِّهِ بِأَحْسَنِ عَوْنِكَ وَنَسْأَلُكَ خَيْرَ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ فَقَالَ لَهُ عُبَيْدَةُ الْمُلَيْكِيُّ أَمِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعْتَ هَذَا قَالَ بُسْرٌ نَعَمْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم يَدْعُو بهَا
118 - بكر بْن أُميَّة الضمرِي أَخُو عَمْرو بْن أُميَّة لَهُ صُحْبَة حَدِيثه عِنْد بن أَخِيه الْفضل بْن عَمْرو بْن أُميَّة(3/36)
119 - بكر بْن مُبشر بْن جبر الْأنْصَارِيّ عداده فِي أهل الْمَدِينَة لَهُ صُحْبَة
120 - البداح بْن عدي الْأنْصَارِيّ يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة وَفِي الْقلب مِنْهُ لِكَثْرَة الِاخْتِلَاف فِي إِسْنَاده
121 - بجير أَبُو مَالك الْخُزَاعِيّ يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
122 - بصرة بْن أبي بصرة الْغِفَارِيّ يُقَال لَهُ صُحْبَة
123 - بيحرة بْن عَامر وَفد إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمِمَّنْ روى عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من النِّسَاء مِمَّن ابْتِدَاء أسمائها على الْبَاء
124 - بسرة بنت صَفْوَان بْن نَوْفَل بْن خويلد بْن أَسد بْن عَبْد الْعُزَّى من الْمُهَاجِرَات خَدِيجَة امْرَأَة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمَّة أَبِيهَا(3/37)
125 - بَيْضَاء إِحْدَى نسَاء بني الْحَارِث بْن فهر وَالِدَة سُهَيْل وَصَفوَان لَهَا صُحْبَة
126 - بقيرة امْرَأَة الْقَعْقَاع بْن أبي حَدْرَد لَهَا صُحْبَة
127 - بروع بنت واشق قضى فِيهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضِيَّة وَهِي أشجعية
128 - بَرِيرَة مولاة عَائِشَة كاتبتها عَائِشَة رَضِي اللَّه عَنْهَا واعتقت وَكَانَ زَوجهَا عبدا فَخَيرهَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
129 - بَرزَة بنت مَسْعُود بْن عَمْرو بْن عُمَيْر بْن عَوْف بْن ثَقِيف لَهَا صُحْبَة
130 - بركَة بنت يسَار هَاجَرت مَعَ زَوجهَا قيس بْن عَبْد اللَّه الْأَسدي إِلَى أَرض الْحَبَشَة(3/38)
131 - بهية مولاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم
132 - وأم أَيمن مولاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْمهَا بركَة هِيَ أم أُسَامَة بْن زيد بْن حَارِثَة مَاتَت فِي خلَافَة عُثْمَان
133 - برة بنت أبي تجراة مولاة لبني عَبْد الدَّار هَاجَرت إِلَى أَرض الْحَبَشَة
134 - بهية الفزارية لَهَا صُحْبَة
(بَاب التَّاء)
قَالَ أَبُو حَاتِم رَضِي الله عَنهُ وَمِمَّنْ روى عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَحبه مِمَّن ابْتِدَاء اسْمه على التَّاء
135 - تَمِيم الدَّارِيّ وَهُوَ تَمِيم بْن أَوْس بْن خَارِجَة بْن سَواد بْن جذيمة بْن دراع بْن عدي بْن الدَّار بْن هَانِئ بْن حبيب بْن نمارة بْن لخم بن(3/39)
عدي بْن عَمْرو بْن سبأ بْن يعرب بْن يشحب بْن قحطان بْن عُمَيْر بْن أرفخشد بْن سَام بْن نوح كنيته أَبُو رقية وَكَانَ يخْتم الْقُرْآن فِي رَكْعَة وَرُبمَا ردد الْآيَة الْوَاحِدَة اللَّيْل كُله إِلَى الصَّباح وَكَانَ يشترى الرِّدَاء بِأَلف ليصلى فِيهِ صَلَاة اللَّيْل سكن الشَّام وَبهَا مَاتَ وقبره بِبَيْت جبرين من بِلَاد فلسطين وَكَانَ أَبُو هِنْد الدَّارِيّ أَخُوهُ لأمه حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنِ بن سِيرِين أَن تَمِيم الدَّارِيَّ قَرَأَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ فِي رَكْعَةٍ أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى بْنُ الْجَعْدِ قَالَ ثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَن تَمِيم الدَّارِيَّ اشْتَرَى رِدَاءً بِأَلْفِ دِرْهَمٍ لِيُصَلِّيَ فَكَانَ يَلْبَسُهُ وَيَخْرُجُ إِلَى الصَّلاةِ
136 - تَمِيم بْن أَسد أَبُو رِفَاعَة الْعَدْوى وَيُقَال أسيد عداده فِي الْبَصرِيين(3/40)
وَحَدِيثه عِنْدهم قَالَ انْتَهَيْت إِلَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يخْطب فعلمني مِمَّا علمه اللَّه
137 - تَمِيم بْن عَبْد عَمْرو الْمَازِني أَبُو الْحسن ولاه عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ على الْمَدِينَة حَيْثُ خرج إِلَيْهِ سهل بْن حنيف وَهُوَ يُرِيد الْبَصْرَة
138 - تَمِيم بْن زيد الْمَازِني أَبُو عباد الْأنْصَارِيّ من بني النجار لَهُ صُحْبَة وَحَدِيثه عِنْد وَلَده
139 - تَمِيم بْن حجر بْن أَوْس الْأَسْلَمِيّ لَهُ صُحْبَة كَانَ ينزل بقحدوات نَاحيَة العرج
140 - تَمِيم بْن حجر بْن أَوْس الْأَسْلَمِيّ لَهُ صُحْبَة(3/41)
141 - التيهَان وَالِد أبي الْهَيْثَم بْن التيهَان أَبُو مَالك كَانَ مَعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْبَر
142 - التلب بْن ثَعْلَبَة الْعَنْبَري التَّمِيمِي عداده فِي أهل الْبَصْرَة حَدِيثه عِنْد ابْنه هلقام بْن التلب وَمِمَّنْ روى عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من النِّسَاء مِمَّن ابْتَدَأَ اسْمهَا على التَّاء
143 - تملك امْرَأَة من أهل مَكَّة نظرت إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من غرفَة لَهَا بَين الصَّفَا والمروة وَهُوَ يَقُول إِن اللَّه كتب عَلَيْكُم السَّعْي فَاسْعَوْا حَدِيثهَا عِنْد صَفِيَّة بنت شيبَة
144 - التَّوْأَمَة بنت أُميَّة بْن خلف بْن وهب بْن حذافة بْن جمح الجُمَحِي لَهَا صُحْبَة وَهِي الَّتِي نسب صَالح مولى التَّوْأَمَة إِلَيْهَا(3/42)
(بَاب الثَّاء)
وَمِمَّنْ روى عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَحبه أم رَآهُ مِمَّن ابْتَدَأَ اسْمه على الثَّاء
145 - ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ الشَّمَّاسِ الأَنْصَارِيُّ مِنْ بَنِي سَالِمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ كُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَقَدْ قِيلَ أَبُو مُحَمَّدٍ كَانَ خَطِيبَ الأَنْصَارِ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِعْمَ الرَّجُلُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ الشَّمَّاسِ قُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ قَدْ أَمَّرَهُ على الأَنْصَارِ فِي ذَلِكَ الْجَيْشِ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَهُوَ الَّذِي دَخَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَهُوَ عَلِيلٌ فَقَالَ أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ عَنْ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ الشَّمَّاسِ مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِيِّ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ الشَّمَّاسِ عَن أَبِيه عَن جده
146 - ثَابت بْن وَدِيعَة بْن جذام الْأنْصَارِيّ من بني حَارِثَة وَهُوَ ثَابت بْن يزِيد بْن وَدِيعَة نسب إِلَى جده كنيته أَبُو سعد كَانَ مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم الله(3/43)
عَلَيْهِ وَسلم بِخَيْبَر حَيْثُ حرم لُحُوم الْحمر الْأَهْلِيَّة سكن الْكُوفَة وَحَدِيثه عِنْد أَهلهَا
147 - ثَابت بْن الضَّحَّاك بْن خَليفَة بْن ثَعْلَبَة بْن عدي بْن كَعْب بْن عَبْد الْأَشْهَل بْن جشم بْن حَارِثَة بْن الْحَارِث بْن الْخَزْرَج الخزرجي الْأنْصَارِيّ من أَصْحَاب الشَّجَرَة كنيته أَبُو زيد أَخُو أبي جبيرَة بْن الضَّحَّاك سكن الْبَصْرَة وَحَدِيثه عِنْد أَهلهَا مَاتَ سنة خمس وَأَرْبَعين قبض النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ بن ثَمَان سِنِين وَأمه أَسمَاء من ولد حَارِثَة بْن الْحَارِث بْن الْخَزْرَج
148 - ثَابت بْن أقرم بْن ثَعْلَبَة بْن عدي بْن ثَعْلَبَة بْن الْجَعْد بْن عجلَان قَتله طليحة فِي عهد أبي بكر رَضِي الله عَنهُ(3/44)
149 - ثَابت بْن خَالِد بْن النُّعْمَان بْن خنساء بْن عسيرة بْن عَبْد عَوْف بْن غنم من بني النجار بَدْرِي
150 - ثَابت بْن قيس بْن زيد بْن النُّعْمَان الخزرجي أَبُو زيد الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة مَاتَ فِي أول خلَافَة عُثْمَان بْن عَفَّان وَلَيْسَ هَذَا بِالَّذِي جمع الْقُرْآن على عهد رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِك اسْمه قيس بْن السكن وَالِد بشير بْن ثَابت
151 - ثَابت بْن هزال بْن عَمْرو بن فربوس بْن لوذان بْن سَالم من بني عَوْف بْن الْخَزْرَج بَدْرِي
152 - ثَابت بْن الصَّامِت الأشْهَلِي أَبُو عَبْد الرَّحْمَن يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة وَلَكِن فِي إِسْنَاده بْن أبي حَبِيبَة الأشْهَلِي
153 - ثَابت بْن رفيع الْأنْصَارِيّ كَانَ يُؤمر على السَّرَايَا سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْغلُول سكن مصر حَدِيثه عِنْد أَهلهَا(3/45)
وَالله اعْلَم
154 - ثَعْلَبَة بْن عَمْرو بْن مُحصن بْن عَمْرو بْن عتِيك بْن عَمْرو بْن عَامر وَهُوَ مبذول شهد بَدْرًا مَعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
155 - ثَعْلَبَة بْن حَاطِب بْن عَمْرو بْن عبيد بْن عَمْرو بْن زيد بْن أُميَّة بَدْرِي أَخُو الْحَارِث بْن حَاطِب مَاتَ فِي خلَافَة عُثْمَان بْن عَفَّان
156 - ثَعْلَبَة بْن زَهْدَم الْحَنْظَلِي الْيَرْبُوعي من تَمِيم قدم على النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وافدا وَهُوَ الَّذِي كَانَ مَعَ سعيد بْن الْعَاصِ بطبرستان حَيْثُ سَأَلَهُمْ عَن صَلَاة الْخَوْف سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول ابدأ بِمن تعول أمك وأباك وأختك وأخاك
157 - ثَعْلَبَةُ بْنُ الْحَكَمِ اللَّيْثِيُّ أسره أَصْحَاب رَسُول الله(3/46)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ غُلامٌ شَابٌّ شَهِدَ خَيْبَرَ وَسَكَنَ الْكُوفَةَ يَرْوِي عَنْهُ سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ ثَنَا قُتَيْبَةُ ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ انْتَهَبُوا يَوْمَ خَيْبَرَ غَنَمًا فَنَصَبُوا الْقُدُورَ فَأَمَرَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُكْفِئَتْ ثُمَّ قَالَ إِنَّ النُّهْبَى لَا تَصْلُحُ
158 - ثَعْلَبَة بْن سُهَيْل أَبُو أُمَامَة الْحَارِثِيّ الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة
159 - ثَعْلَبَة بْن سعية أسلم مَعَ عَبْد اللَّه بْن سَلام أَخُو أَسد بْن سعية
160 - ثَعْلَبَة بْن عَبْد الرَّحْمَن الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة مَاتَ خوفًا من اللَّه عز وَجل فِي حَيَاة رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم(3/47)
161 - أَبُو عمْرَة وَالِد عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي عمْرَة غزا مَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَر اسْمه ثَعْلَبَة بْن عَمْرو بْن مُحصن وَقد قيل اسْمه بشير بْن عَمْرو بْن مُحصن وَيُقَال عَمْرو بْن مُحصن أعْطى عليا يَوْم الْجمل مائَة ألف دِرْهَم أَعَانَهُ بهَا قتل يَوْم صفّين
162 - ثَوْبَان بْن بجدد أَبُو عَبْد اللَّه الْهَاشِمِي مولى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سكن الشَّام مَاتَ سنة أَربع وَخمسين فِي ولَايَة مُعَاوِيَة وَكَانَ يسكن حمص
163 - ثُمَامَة بْن عدي الْقرشِي لَهُ صُحْبَة كَانَ عَامل عُثْمَان على صنعاء دمشق يروي عَنهُ أَبُو الْأَشْعَث الصَّنْعَانِيّ
164 - ثُمَامَة بْن بجاد رجل من عَبْد الْقَيْس لَهُ صُحْبَة حَدِيثه عِنْد الْعيزَار(3/48)
بْن حُرَيْث
165 - ثَوْر السّلمِيّ جد مَعْنُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ الأَخْنَسِ أَبُو أُمَامَة قَالَ خَاصَمت إِلَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأفلجني
(بَاب الْجِيم)
قَالَ أَبُو حَاتِم رَضِي الله عَنهُ وَمِمَّنْ يروي عَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّن ابْتَدَأَ اسْمه على الْجِيم
166 - جَعْفَر بْن أبي طَالب بْن عَبْد الْمطلب بْن هَاشم بْن عَبْد منَاف أَبُو عَبْد اللَّه الْهَاشِمِي أَخُو عَليّ بْن أبي طَالب هَاجر إِلَى الْحَبَشَة وَإِلَى الْمَدِينَة جَمِيعًا وَقتل يَوْم مُؤْتَة سنة ثَمَان من الْهِجْرَة فِي زمَان رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نزل عَن فرس لَهُ شقراء فعقرها ثمَّ تقدم فقاتل حَتَّى قتل فَلَمَّا جَاءَ نعيه رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وثب فَقَالَ اصنعوا لآل جَعْفَر طَعَاما فقد أَتَاهُم مَا يشغلهم
167 - جَعْفَر بْن أبي سُفْيَان بْن الْحَارِث بْن عَبْد الْمطلب أسلم مَعَ أَبِيه(3/49)
وَشهد حنينا وَأمه جمانة بنت أبي طَالب بْن عَبْد الْمطلب مَاتَ بِدِمَشْق سنة خمسين
168 - جُبَير بْن مطعم بْن عدي بْن نَوْفَل بْن عَبْد منَاف بْن قصي بْن كلاب بْن مرّة بْن كَعْب بْن لؤَي بْن غَالب الْقرشِي وَالِد مُحَمَّد وَنَافِع كنيته أَبُو سعيد وَقد قيل أَبُو مُحَمَّد وَقيل أَبُو عدي مَاتَ سنة تسع وَخمسين وَقد قيل إِنَّه مَاتَ مَعَ رَافع بْن خديج فِي يَوْم وَاحِد وَكَانَ إِسْلَامه يَوْم الْفَتْح وَأمه أم جميل من ولد عَبْد اللَّه بْن أبي قيس بْن عَبْد ود
169 - جُبَير بْن نَوْفَل يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة لِأَن فِي إِسْنَاد جُبَير(3/50)
لَيْث بْن أبي سليم
170 - جُبَير بْن حباب بْن الْمُنْذر يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة وَفِي إِسْنَاده نظر
171 - جَابر بْن عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن حرَام بْن ثَعْلَبَة بْن حرَام بْن كَعْب بْن غنم بْن كَعْب بْن سَلمَة من بني جشم بْن الْخَزْرَج الْأنْصَارِيّ شهد الْعقبَة مَعَ أَبِيه كنيته أَبُو عَبْد اللَّه اسْتغْفر لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَة الْبَعِير خمْسا وَعشْرين مرّة وَشهد مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسع عشرَة غزَاة مَاتَ سنة ثَمَان أَو تسع وَسبعين بعد أَن عمى وَكَانَ يخضب بالحمرة وَكَانَ لَهُ يَوْم مَاتَ أَربع وَسَبْعُونَ سنة وَصلى عَلَيْهِ أبان بْن عُثْمَان بْن عَفَّان وَهُوَ والى(3/51)
الْمَدِينَة يَوْمئِذٍ
172 - جَابر بْن عَبْد اللَّه بْن رِئَاب بْن النُّعْمَان كَانَ من أَصْحَاب الْعقبَة الأولى وَهُوَ مِمَّن نزل فِيهِ الْقُرْآن
173 - جَابر بْن سَمُرَة بْن جُنَادَة بْن جُنْدُب بْن حُجَيْر بْن رِئَاب بْن حبيب بْن سوَادَة بْن عَامر بْن صعصعة السوَائِي من سواءة حَلِيف بني زهرَة كنيته أَبُو عَبْد اللَّه وَقد قيل أَبُو خَالِد أمه خالدة بنت أبي وَقاص أُخْت سعيد بْن أبي وَقاص سكن الْكُوفَة وَتُوفِّي بهَا سنة أَربع وَسبعين فِي ولَايَة بشر بْن مَرْوَان على الْعرَاق وَصلى عَلَيْهِ عَمْرو بْن حُرَيْث حَدِيثه عِنْد أهل الْكُوفَة ولأبيه سَمُرَة بْن جُنَادَة صُحْبَة
174 - جَابر بْن عتِيك بْن النُّعْمَان بْن عَمْرو بْن عتِيك الأشْهَلِي المعاوى(3/52)
الْأنْصَارِيّ الْمدنِي لَهُ صُحْبَة كنيته أَبُو عَبْد اللَّه وَقد قيل أَبُو عَبْد الْملك روى عَنهُ ابْنه أَبُو سُفْيَان بْن جَابر
175 - جَابر بْن أُسَامَة الْجُهَنِيّ خطّ لَهُم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسْجِدا
176 - جَابر بْن طَارق الأحمسي كَانَ يخضب بالحمرة سكن الْكُوفَة حَدِيثه عِنْد أَهلهَا
177 - جَابر بْن عَبْد اللَّه الْعَبْدي وَفد إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من عَبْد الْقَيْس
178 - جَابر بْن عُمَيْر الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة فِيمَا يُقَال
179 - جَابر بْن عَوْف وَالِد حَكِيم بن جاب الأحمسي عداده فِي(3/53)
أهل الْكُوفَة لَهُ صُحْبَة
180 - جَابر بْن سليم أَبُو جرى الهُجَيْمِي عداده فِي أهل الْبَصْرَة وَقد قيل إِن اسْم أبي جرى سليم بْن جَابر وَالصَّحِيح جَابر بْن سليم
181 - جرير بْن عَبْد اللَّه البَجلِيّ أَبُو عَمْرو وَفد على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة عشر فِي شهر رَمَضَان فَلَمَّا دنا من الْمَدِينَة أَنَاخَ رَاحِلَته وَحل عيبته وَلبس حلته فَأقبل وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخْطب وَقد قَالَ لَهُم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يطلع عَلَيْكُم رجل من الْيمن بِهِ مسحة ملك وَيُقَال إِن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ألْقى إِلَيْهِ رِدَاءَهُ وَقَالَ إِذا أَتَاكُم كريم قوم فأكرموه وَقد قيل كنيته(3/54)
أَبُو عَبْد اللَّه مَا حجبه النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مذ أسلم وَلَا رَآهُ إِلَّا تَبَسم فِي وَجهه سكن الْكُوفَة فَلَمَّا وَقعت الْفِتَن خرج من الْكُوفَة هُوَ وعدى بْن حَاتِم وحَنْظَلَة الْكَاتِب وَقَالُوا لَا نُقِيم ببلدة يشْتم فِيهَا عُثْمَان فَخَرجُوا إِلَى قرقيسيا وسكنوها فَكَانَ جرير يخضب رَأسه ولحيته وَمَات جرير سنة إِحْدَى وَخمسين وَهُوَ جرير بْن عَبْد اللَّه بْن جَابر بْن مَالك بْن نضر بْن ثَعْلَبَة بْن جشم بْن عَوْف بْن خُزَيْمَة بْن حَرْب بْن عَليّ بْن مَالك بْن سعد بْن مَالك بْن قيس وَكَانَ مَوته بالسراة فِي ولَايَة الضَّحَّاك بْن قيس الْكُوفَة وَكَانَت ولَايَة الضَّحَّاك بْن قيس الْكُوفَة سنتَيْن وَنصفا
182 - أَبُو ذَر جُنْدُب بْن جُنَادَة بْن سُفْيَان بْن عبيد بن حرَام بن(3/55)
غفار بْن مليل بْن ضَمرَة بْن بكر بْن عَبْد منَاف بْن كنَانَة بْن خُزَيْمَة الْغِفَارِيّ هَاجر إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ أول من حييّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَحِيَّة الْإِسْلَام وَمن قَالَ إِن اسْم أَبِيه برير أَو السكن فقد وهم مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ فِي خلَافَة عُثْمَان بْن عَفَّان وَلَا عقب لَهُ كَانَ سيره إِلَى الربذَة ولموته قصَّة طَوِيلَة وقبره بالربذة
183 - جُنْدُب بْن عَبْد اللَّه بْن سُفْيَان البَجلِيّ أَبُو عَبْد اللَّه العلقي وعلق من بجيلة وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ جُنْدُب الْخَيْر نزل الْكُوفَة ثمَّ تحول مِنْهَا إِلَى الْبَصْرَة فَحَدِيثه عِنْد أهل المصرين جَمِيعًا وَقد قيل إِنَّه جُنْدُب بْن خَالِد بْن سُفْيَان وَالْأول(3/56)
أصح وَمن قَالَ جُنْدُب بْن سُفْيَان فقد نسبه إِلَى جده
184 - جُنْدُب بْن مكيث الْجُهَنِيّ أحد بني كَعْب بْن عَوْف كَانَ مَعَ غَالب بْن عَبْد اللَّه اللَّيْثِيّ فِي سَرِيَّة وَهُوَ أَخُو رَافع بْن مكيث
185 - جُنْدُب بْن كَعْب الْأَزْدِيّ لَهُ صُحْبَة
186 - جبلة بْن حَارِثَة بْن شرَاحِيل بْن عَبْد الْعُزَّى بْن زيد بْن امْرِئ الْقَيْس بْن عَامر بْن النُّعْمَان بْن عَامر بْن عَبْد ود بْن عَوْف بْن كنَانَة بْن بكر بْن عَوْف بْن عذرة بْن زيد اللات بْن رفيدة عَم أُسَامَة بْن زيد بْن حَارِثَة من كلب من الْيمن سكن(3/57)
الْكُوفَة حَدِيثه عِنْد أَهلهَا روى عَنهُ أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ وَغَيره حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أَبِي عَمْرٍو حَدَّثَنَا عَنْ جَبَلَةَ بْنِ حَارِثَةَ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرْسِلْ مَعِي أَخِي زَيْدًا قَالَ هُوَ ذَا هُوَ إِنْ ذَهَبَ مَعَكَ لَمْ أَمْنَعْهُ فَقَالَ زَيْدٌ لَا وَاللَّهِ لَا أَخْتَارُ عَلَيْكَ أَحَدًا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ جَبَلَةُ فَكَانَ رَأْيُ زَيْدٍ أصوب من رَأْيِي
187 - جبلة بْن عَمْرو الْأنْصَارِيّ أَخُو أبي مَسْعُود الْأنْصَارِيّ كَانَ مَعَ على بصفين سكن مصر وَحَدِيثه عِنْد أَهلهَا
188 - جبلة بْن الْأَزْرَق الْحِمصِي رأى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي إِلَى جَانب الْجِدَار ظهرا أَو عصرا
189 - جبلة بْن ثَعْلَبَة من بني بياضة بَدْرِي(3/58)
190 - الْجَارُود بْن الْمُعَلَّى الْعَبْدي من عَبْد الْقَيْس قدم من الْبَحْرين وافدا على النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ سيد عَبْد الْقَيْس وَقد قيل إِنَّه الْجَارُود بْن الْعَلَاء وَالْأول أصح والجارود لقب واسْمه بشر بْن عَمْرو بْن حَنش بْن الْمُعَلَّى بْن حَارِثَة بْن مُعَاوِيَة بْن ثَعْلَبَة بْن حذيمة بْن عَوْف بْن بكر بْن عَوْف لَهُ صُحْبَة(3/59)
191 - جَارِيَة بْن قدامَة السَّعْدِيّ التَّمِيمِي عَم الْأَحْنَف بْن قيس عداده فِي أهل الْبَصْرَة لَهُ صُحْبَة وَهُوَ جَارِيَة بْن قدامَة بْن مَالك بْن زُهَيْر بْن حصن بْن رَبَاح بْن سعد بْن بجير بْن ربيعَة بْن كَعْب بْن سعد بْن زيد مَنَاة بْن تَمِيم كنيته أَبُو أَيُّوب مَاتَ فِي ولَايَة يزِيد بْن مُعَاوِيَة
192 - جَارِيَة بْن مجمع بْن جَارِيَة الْأنْصَارِيّ قَرَأَ الْقُرْآن على عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا سُورَة أَو سورتين
193 - جَارِيَة بْن ظفر لَهُ صُحْبَة روى عَنهُ ابْنه نمران بْن جَارِيَة
194 - جُنَادَة بْن مَالك الْأَزْدِيّ أَبُو عبيد اللَّه دخل على النَّبِي(3/60)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّه عَلَيْهِ وَسلم تَاسِع تِسْعَة روى عَنهُ ابْنه عبيد اللَّه بْن جُنَادَة سكن مصر
195 - جُنَادَة
196 - جَهْجَاه بْن سعيد الْغِفَارِيّ يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة وَلَكِن فِي إِسْنَاد خَبره رجل ضَعِيف يُقَال لَهُ مُوسَى بْن عُبَيْدَة الربذي وَكَانَ جَهْجَاه من فُقَرَاء الْمُهَاجِرين وَهُوَ الَّذِي أكل عِنْد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ كَافِر فَأكْثر ثمَّ أسلم فَأكل فَقَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُؤمن يَأْكُل فِي معي وَاحِد وَالْكَافِر يَأْكُل فِي سَبْعَة أمعاء(3/61)
197 - جرهد بْن خويلد بْن بجرة بْن عَبْد ياليل بْن زرْعَة بْن رزاح بْن عدي بْن سهم الْأَسْلَمِيّ قَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غط فخذك فَإِنَّهَا عَورَة عداده فِي أهل الْبَصْرَة روى عَنهُ بْن ابْنه زرْعَة بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن جرهد مَاتَ بِالْمَدِينَةِ فِي ولَايَة مُعَاوِيَة بْن أبي سُفْيَان
198 - جعيل الْأَشْجَعِيّ غزا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أخريات النَّاس عداده فِي أهل الْبَصْرَة روى عَنهُ سَالم بْن أبي الْجَعْد
199 - جرموز القريعي الضبعِي الهُجَيْمِي لَهُ صُحْبَة حَدِيثه عِنْد عبيد اللَّه بْن أبي هَوْذَة(3/62)
200 - جاهمة بْن الْعَبَّاس بْن مرداس يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
201 - جرهم بْن ناشم أَبُو ثَعْلَبَة الْخُشَنِي وَيُقَال اسْمه جرثوم بْن ناشب وَقيل جرثوم بْن عَمْرو وَيُقَال أَيْضا لاسر بْن حرَام وَقيل إِن اسْمه جرثومة وَيُقَال جرثم بْن ياسم وَقيل لاش بْن حمير وَيُقَال أَيْضا لاس بْن جاهم سكن الشَّام وَهُوَ من فضاعة مَاتَ أَبُو ثَعْلَبَة سنة خمس وَسبعين
202 - جبر بْن عتِيك بْن عبيد بْن الْحَارِث بْن قيس بْن الْحَارِث بْن هيشة بْن الْحَارِث بْن أُميَّة بْن مُعَاوِيَة من بني مُعَاوِيَة بْن مَالك بْن عَوْف بْن عَمْرو بْن عَوْف بْن مَالك بْن الْأَوْس بَدْرِي كنيته أَبُو عَبْد اللَّه مَاتَ سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَله إِحْدَى وَسَبْعُونَ سنة
203 - جبر بْن أنس من بني زُرَيْق بَدْرِي لَيْسَ لَهُ كثير حَدِيث(3/63)
204 - جَبَّار بْن صَخْر بْن أُميَّة بْن خناس بْن سِنَان بْن عبيد من بني عدي بْن غنم بْن كَعْب بْن سَلمَة بَدْرِي صلى مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأقامه عَن يَمِينه مَاتَ فِي خلَافَة عُثْمَان بْن عَفَّان وَقد شهد بَدْرًا كنيته أَبُو عَبْد اللَّه
205 - جندرة بْن حبشية بْن نفير أَبُو قرصافة الْكِنَانِي من بني عَمْرو بْن الْحَارِث بْن مَالك بْن كنَانَة سكن الشَّام وَمَات بهَا وقبره بسناجية بِقرب من عسقلان
206 - الْجد بْن قيس الْأنْصَارِيّ سيد بني سَلمَة قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من سيدكم يَا بني سَلمَة قَالُوا الْجد بْن قيس إِلَّا أَنا نبخله فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بل سيدكم عَمْرو بْن الجموح(3/64)
207 - جُنَادَة بْن جَراد أحد بني عيلان بْن جُنَادَة وَقد قيل بْن جَراد وَفد إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
208 - جُنَادَة بْن مَالك الْأَزْدِيّ وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ صُحْبَة سكن مصر وَحَدِيثه عِنْد أَهلهَا
209 - جهم الْبلوى وَفد إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِخَيْبَر
210 - جحش الْجُهَنِيّ وَالِد عَبْد اللَّه بْن جحش لَهُ صُحْبَة
211 - جودان يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة روى عَنهُ الْعَبَّاس بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مينا(3/65)
وَمِمَّنْ روى عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من النِّسَاء من اسْمهَا على الْجِيم
212 - جوَيْرِية بنت الْحَارِث بن أبي ضرار بْن حبيب بْن عَائِذ بْن مَالك بْن جديمة بْن سعد بْن عَمْرو الْمُصْطَلِقِيَّة وَسعد هُوَ المصطلق وَهِي زَوْجَة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ وَكَانَت من سبي الْمُريْسِيع وَهُوَ مَوضِع من أَرض خُزَاعَة أعْتقهَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واستنكحها وَجعل صَدَاقهَا كل سبي من قَومهَا مَاتَت سنة سِتّ وَخمسين فِي ولَايَة مُعَاوِيَة وَصلى عَلَيْهَا مَرْوَان
213 - جوَيْرِية بنت أبي جهل بْن هِشَام أسلمت وَحسن إسْلَامهَا سَمِعت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول خير النَّاس قَرْني
214 - جميلَة امْرَأَة ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ الشَّمَّاسِ(3/66)
215 - جميلَة بنت ثَابت بن أبي الْأَفْلَح تزوج بهَا عمر بْن الْخطاب عَمها عَاصِم بْن أبي الْأَفْلَح
216 - جدامة بنت وهب الأَسدِية من بني هِلَال
217 - جذامة بنت جندل من بني غنم من الْمُهَاجِرَات
218 - جَمْرَة بنت عَبْد اللَّه الْيَرْبُوعي لَهَا صُحْبَة
219 - جهدمة امْرَأَة بشير بْن الخصاصية يُقَال إِن لَهَا صُحْبَة
(بَاب الْحَاء)
قَالَ أَبُو حَاتِم وَمِمَّنْ روى عَن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّن ابتدا اسْمه على الْحَاء
220 - الْحسن بْن عَليّ بْن أبي طَالب بْن عَبْد الْمطلب بْن هَاشم(3/67)
بْن فَاطِمَة الزهراء كَانَ أشبه النَّاس برَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كنيته أَبُو مُحَمَّد سم حَتَّى نزل كبده وَأوصى إِلَى أَخِيه الْحُسَيْن إِذا أَنا مت فاحفر لي مَعَ أبي وَإِلَّا فَفِي بَيت على وَفَاطِمَة وَإِلَّا فَفِي البقيع وَلَا ترفعن فِي ذَلِك صَوتا فَمَاتَ فِي شهر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَخمسين بعد مَا مضى من إِمَارَة مُعَاوِيَة عشر سِنِين وَهُوَ بن تسع وَأَرْبَعين سنة وَصلى عَلَيْهِ سعيد بْن الْعَاصِ قدمه الْحُسَيْن وَقَالَ تقدم فلولا انها سنة مَا قدمتك ثمَّ أَمر الْحُسَيْن أَن يحْفر لَهُ فِي بَيت على وَفَاطِمَة فَبلغ ذَلِك بني أُميَّة فَأَقْبَلُوا وَعَلَيْهِم السِّلَاح وَقَالُوا وَالله لَا نتَّخذ الْقُبُور مَسَاجِد فَنَادَى الْحُسَيْن فِي بني هَاشم فَأَقْبَلُوا بِالسِّلَاحِ ثمَّ ذكر الْحُسَيْن قَول أَخِيه لَا ترفعن فِي ذَلِك صَوتا فحفر لَهُ بِالبَقِيعِ وَدفن هُنَاكَ عَلَيْهِ السَّلَام فِي أحسن مقَام
221 - الْحُسَيْن بْن عَليّ بْن أبي طَالب بْن عَبْد الْمطلب بْن هَاشم بْن فَاطِمَة الزهراء كنيته أَبُو عَبْد اللَّه وَكَانَ بَينه وَبَين الْحسن طهر وَاحِد كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول اللَّهُمَّ إِنِّي أحبهما فأحبهما(3/68)
قتل يَوْم عَاشُورَاء بكربلاء يَوْم السبت وَهُوَ عطشان سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَحمل رَأسه إِلَى الشَّام وَكَانَ لَهُ يَوْم قتل ثَمَان وَخَمْسُونَ سنة وَقد قيل سِتّ وَخَمْسُونَ وَالَّذِي قَتله يَوْمئِذٍ سِنَان بْن أنس النَّخعِيّ وَكَانَ الْحُسَيْن بْن عَليّ يخضب بِالسَّوَادِ وَاخْتلف فِي مَوضِع رَأسه فَمنهمْ من زعم أَن رَأسه على رَأس عَمُود فِي مَسْجِد جَامع دمشق عَن يَمِين الْقبْلَة وَقد رَأَيْت ذَلِك العمود وَمِنْهُم من زعم أَن رَأسه فِي البرج الثَّالِث من السُّور على بَاب الفراديس بِدِمَشْق وَمِنْهُم من زعم أَن رَأسه بِقَبْر مُعَاوِيَة وَذَلِكَ أَن يزِيد دفن رَأسه فِي قبر أَبِيه وَقَالَ أحصنه بعد الْمَمَات فَأَما جثته فبكربلاء وَفِي قَتله أَخْبَار كَثِيرَة تنكبنا ذكرهَا لِأَن شرطنا فِي هَذَا الْكتاب الِاخْتِصَار وَلُزُوم الِاقْتِصَار وَالله أعلم
222 - حَمْزَة بْن عَبْد الْمطلب بْن هَاشم عَم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كنيته أَبُو يعلى قَتله وَحشِي بْن حَرْب مولى جُبَير بْن مطعم يَوْم أحد(3/69)
فِي شهر شَوَّال سنة ثَلَاث تقدم ذكر كَيفَ قتل يَوْم أحد وَكَانَ أكبر من النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسنتَيْنِ وَأمه حَمْزَة هَالة بنت وهيب بْن عَبْد منَاف بْن زهرَة
223 - حَمْزَة بْن عَمْرو الْأَسْلَمِيّ من أهل الْمَدِينَة كنيته أَبُو صَالح وَقد قيل أَبُو مُحَمَّد سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن الصَّوْم فِي السّفر مَاتَ سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ فِي ولَايَة يزِيد بن مُعَاوِيَة وَهُوَ بن إِحْدَى وَسبعين سنة وَهُوَ حَمْزَة بْن عَمْرو بْن عُوَيْمِر بْن الْحَارِث بْن سلامان
224 - حَكِيم بْن حزَام بْن خويلد بْن أَسد بْن عَبْد الْعُزَّى بْن قصي بْن كلاب بْن مرّة بْن كَعْب بْن لؤَي بْن غَالب بْن فهر بْن مَالك بْن النَّضر بْن كنَانَة أمه حكيمة بنت زُهَيْر بْن الْحَارِث بْن أَسد كنيته أَبُو خَالِد الْأَسدي الْقرشِي عداده فِي أهل الْحجاز عَاشَ فِي الْجَاهِلِيَّة سِتِّينَ سنة وفى الْإِسْلَام(3/70)
سِتِّينَ سنة وَمَات سنة خمسين وَقيل سنة سِتِّينَ وَهُوَ بن عشْرين وَمِائَة سنة وَقد قيل مَاتَ سنة أَربع وَخمسين وَهُوَ الصَّحِيح وَكَانَ مولده قبل الْفِيل بِثَلَاث عشرَة سنة دخلت أمه الْكَعْبَة فمخضت فِيهِ فَولدت حَكِيم بْن حزَام فِي جَوف الْكَعْبَة وَله أَوْلَاد ثَلَاثَة هِشَام وخَالِد وَعبد اللَّه بَنو حَكِيم
225 - حَكِيم بْن مُعَاوِيَة النميري لَهُ صُحْبَة سكن الشَّام حَدِيثه عِنْد أَهلهَا
226 - حسان بْن ثَابت بْن الْمُنْذر بْن حرَام بْن عَمْرو بْن زيد مَنَاة بْن عدي بْن عَمْرو بْن مَالك بْن النجار بْن ثَعْلَبَة بْن عَمْرو بْن الْخَزْرَج بْن حَارِثَة بْن ثَعْلَبَة بْن عَمْرو بْن عَامر مَاء السَّمَاء بْن حَارِثَة بْن الغطريف بْن امْرِئ الْقَيْس بْن ثَعْلَبَة بْن مَازِن بْن الأزد بْن الغوت بْن نبت بْن مَالك بْن زيد بْن كهلان بْن سبأ بن يشجب بن يعرب(3/71)
بْن قحطان من الْقَوْم الَّذين يُقَال لَهُم بَنو مغالة وهم بَنو عدي بْن عَمْرو بْن مَالك بْن النجار ومغالة أمّهم كنيته أَبُو الْوَلِيد قَالَ لَهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اهجهم وَجِبْرِيل مَعَك وَهُوَ بن مائَة وَأَرْبع سِنِين وَقد قيل لكل وَاحِد مِنْهُم عشرُون وَمِائَة سنة
227 - حسان بْن أبي جَابر السّلمِيّ لَهُ صُحْبَة إِلَّا أَن فِي إِسْنَاد خَبره نظر
228 - الْحَارِث بْن عَوْف أَبُو وَاقد اللَّيْثِيّ شهد بَدْرًا عداده فِي أهل الْمَدِينَة وَقد قيل الْحَارِث بْن مَالك وَيُقَال اسْمه العوف بْن الْحَارِث وَالْأول أصح مَاتَ سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَهُوَ بن سبعين سنة لَهُ صُحْبَة
229 - الْحَارِث بْن هِشَام بْن الْمُغيرَة بْن عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن مَخْزُوم بْن يقظة بْن مرّة بْن كَعْب بْن لؤَي بْن غَالب المَخْزُومِي الْقرشِي أَخُو أبي جهل(3/72)
بْن هِشَام كنيته أَبُو عَبْد الرَّحْمَن عداده فِي أهل الْحجاز أسلم يَوْم فتح مَكَّة وَكَانَ من الْمُؤَلّفَة قُلُوبهم ثمَّ حسن إِسْلَامه وانتقل إِلَى الشَّام وسكنها غازيا ومرابطا وَمَات فِي طاعون عمواس سنة ثَمَان عشرَة وَأمه أَسمَاء بنت سَلامَة بْن مخربة
230 - الْحَارِث بْن مَالك بْن برصاء الْأنْصَارِيّ سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول من أَخذ شَيْئا من مَال أَخِيه بِيَمِين فاجرة فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار
231 - الْحَارِث بْن ربعي بْن رَافع بْن الْحَارِث بْن عُمَيْر بْن الْجد بْن عجلَان كنيته أَبُو قَتَادَة وَقد قيل إِنَّه الْحَارِث بن ربعي بن بلدمة بن خناس بْن سِنَان بْن عبيد بْن عدي بْن غنم بْن كَعْب بْن سَلمَة بْن سعد بن(3/73)
عَليّ بْن أَسد بْن ساردة بْن تزيد بْن جشم بْن الْخَزْرَج أَبُو قَتَادَة الْأنْصَارِيّ السّلمِيّ وَقد قيل إِن اسْم أبي قَتَادَة النُّعْمَان بْن ربعي وَيُقَال أَيْضا عَمْرو بْن ربعي مَاتَ بِالْمَدِينَةِ سنة أَربع وَخمسين وَهُوَ بن سبعين سنة وَقد قيل إِنَّه مَاتَ فِي خلَافَة عَليّ بْن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ وَهُوَ الَّذِي صلى عَلَيْهِ وَكبر عَلَيْهِ سبعا
232 - الْحَارِث بْن الصمَّة بْن عَمْرو بْن عتِيك بْن النُّعْمَان بْن عَمْرو بْن مبذول وَالِد أَبى جهيم الْأنْصَارِيّ بن أُخْت أبي بْن كَعْب لَهُ صُحْبَة خرج إِلَى بدر وَكسر بِالرَّوْحَاءِ فَضرب لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسهمه شهد أحدا وَقتل يَوْم بِئْر مَعُونَة شَهِيدا(3/74)
233 - الْحَارِث بْن عَمْرو السَّهْمِي الْبَاهِلِيّ شهد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حجَّة الْوَدَاع عداده فِي أهل الْبَصْرَة حَدِيثه عِنْد أَهلهَا
234 - الْحَارِث بْن عَمْرو الطَّائِي لَهُ صُحْبَة حَدِيثه عِنْد أهل الشَّام مَاتَ غازيا بأرمينية وَكَانَ أَمِير الْجَيْش يَوْمئِذٍ
235 - الْحَارِث بْن زِيَاد الْأنْصَارِيّ السَّاعِدِيّ أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الخَنْدَق وَهُوَ يُبَايع النَّاس على الْهِجْرَة حَدِيثه عِنْد حَمْزَة بْن أبي أسيد
236 - الْحَارِث بْن حسان بْن كلدة الْبكْرِيّ الذهلي قدم الْمَدِينَة وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخْطب النَّاس على الْمِنْبَر وَإِذا رايات تخفق فَقَالَ مَا هَذَا قَالُوا عَمْرو بْن الْعَاصِ قدم من جَيش ذَات السلَاسِل روى عَنهُ أَبُو وَائِل والكوفيون
237 - أَبُو مَالك الْأَشْعَرِيّ اسْمه الْحَارِث بن مَالك الْأَشْعَرِيّ سكن(3/75)
الشَّام حَدِيثه عِنْد أبي سَلام وَأهل الشَّام وَقد قيل إِن اسْم أبي مَالك الْأَشْعَرِيّ كَعْب بْن عَاصِم
238 - الْحَارِث بْن ضرار الْخُزَاعِيّ المصطلقي سكن الْكُوفَة حَدِيثه عِنْد أَهلهَا
239 - الْحَارِث بْن أقيش الْأنْصَارِيّ وَيُقَال وقيش بِالْوَاو سكن الْبَصْرَة وَحَدِيثه عِنْد أَهلهَا
240 - الْحَارِث بْن أَوْس لَهُ صُحْبَة وَهُوَ من ثَقِيف
241 - الْحَارِث بْن عَبْد شمس الْخَثْعَمِي لَهُ صُحْبَة
242 - الْحَارِث بْن عَوْف من بني مرّة كَانَ من رُؤَسَاء الْمُشْركين يَوْم الْأَحْزَاب ثمَّ أسلم وَحسن إِسْلَامه وَله عقب
243 - الْحَارِث بْن خُزَيْمَة بْن عدي الخزرجي يكنى أَبَا بشر مَاتَ بِالْمَدِينَةِ سنة أَرْبَعِينَ وَهُوَ بن سبع وَسِتِّينَ سنة(3/76)
244 - الْحَارِث بْن الْحَارِث الغامدي الْأَزْدِيّ عداده فِي أهل الشَّام وَحَدِيثه عِنْد أَهلهَا وَقد قيل العائذي
245 - الْحَارِث بْن حسل بْن مُسلم لَهُ صُحْبَة عداده فِي أهل الشَّام
246 - الْحَارِث بْن قيس بْن عميرَة الْأَسدي جد الْحَارِث بْن قيس عداده فِي أهل الْكُوفَة
247 - الْحَارِث بْن مُعَاوِيَة السكونِي حَلِيف بني هَاشم لَهُ صُحْبَة مَاتَ بِالْكُوفَةِ وَصلى عَلَيْهِ الْحسن بْن عَليّ أَيَّام صَالح مُعَاوِيَة على مَا صَالحه عَلَيْهِ
248 - الْحَارِث بْن غزيَّة الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة
249 - الْحَارِث بْن حَاطِب بْن الْحَارِث بْن معمر بْن حبيب بْن وهب بْن حذافة بْن جمح الجُمَحِي الْقرشِي ولد بِأَرْض الْحَبَشَة وَكَانَ واليا على(3/77)
مَكَّة وهم ثَلَاثَة أخوة الْحَارِث وَمُحَمّد وَسَعِيد لِلْحَارِثِ وَمُحَمّد صُحْبَة وَأما سعيد فَلَا صُحْبَة لَهُ وَأم الْحَارِث أم جميل بنت المجلل وَكَانَت من الْمُهَاجِرَات إِلَى أَرض الْحَبَشَة
250 - الْحَارِث بْن مُسلم الْقرشِي أَبُو الْمُغيرَة المَخْزُومِي عداده فِي أهل الْحجاز
251 - الْحَارِث بْن شُرَيْح بْن ربيعَة بْن عَامر وَفد على النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بني نمير لَهُ صُحْبَة
252 - الْحَارِث بْن عَبْد اللَّه بْن أَوْس الثَّقَفِيّ عداده فِي أهل الطَّائِف
253 - الْحَارِث بْن نَوْفَل بْن الْحَارِث بْن عَبْد الْمطلب الْقرشِي وَالِد عَبْد اللَّه بْن الْحَارِث ولاه النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعض أَعمال مَكَّة وَأمه ضريبة(3/78)
بنت سعيد بْن عَبْد اللَّه بْن نَافِع بْن القسب انْتقل إِلَى الْبَصْرَة وَمَات بهَا فِي آخر خلَافَة عُثْمَان وَمن زعم أَن اسْم أبي بردة بْن نيار الْحَارِث بْن عَمْرو فقد وهم اسْمه هَانِئ بْن نيار
254 - حَارِثَة بْن النُّعْمَان بْن نقع بْن زيد بْن عبيد بْن ثَعْلَبَة بْن غنم بْن مَالك الْأنْصَارِيّ كنيته أَبُو عَبْد اللَّه قتل يَوْم بدر قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأمه إِنَّهَا جنان كَثِيرَة وَإِن حَارِثَة لفي الفردوس الْأَعْلَى
255 - حَارِثَة بْن وهب الْخُزَاعِيّ أَخُو عبيد اللَّه بْن عمر بْن الْخطاب لأمه لَهُ صُحْبَة سكن الْكُوفَة(3/79)
256 - حَارِثَة بْن سراقَة الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة
257 - حُذَيْفَة بْن الْيَمَان الْعَبْسِي وَاسم الْيَمَان حسيل بْن جَابر بْن ربيعَة بْن عبس حَلِيف بني عَبْد الْأَشْهَل كنيته أَبُو عَبْد اللَّه هَاجر إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّن شهد أحدا وَأمه الربَاب بنت كَعْب بْن عدي بْن كَعْب بْن عَبْد الْأَشْهَل وَيُقَال إِن كنيته أَبُو سريحَة مَاتَ بعد قتل عُثْمَان بْن عَفَّان بِأَرْبَعِينَ لَيْلَة سكن الْكُوفَة وَكَانَ فص خَاتمه يافوتة اسمانجونية فِيهَا كوكبان متقابلان بَينهمَا مَكْتُوب(3/80)
الْحَمد لله كَذَا قَالَه جرير عَن الْأَعْمَش عَن مُوسَى بْن عَبْد اللَّه بْن يزِيد عَن أم سَلمَة بنت حُذَيْفَة
258 - حُذَيْفَة بْن أسيد أَبُو سريحَة الْغِفَارِيّ سكن الْكُوفَة روى عَنهُ أَهلهَا مَاتَ بأرمينية سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين
259 - حبيب بْن مسلمة بْن مَالك بْن وهب بْن ثَعْلَبَة بْن وَاثِلَة بْن عَمْرو بْن شَيبَان بْن محَارب بْن فهر بْن مَالك الفِهري سكن الشَّام مَاتَ بأرمينية وَقد قيل بِالشَّام سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَصلى عَلَيْهِ مَرْوَان بْن الحكم وكنيته أَبُو عَبْد الرَّحْمَن
260 - حبيب بْن حماز وَقد قيل حماز وَيُقَال حماز بْن عَامر بن(3/81)
عَبْد قيس أَبُو رمثة التَّمِيمِي الْبلوى وَقد قيل إِن اسْم أبي رمثة رِفَاعَة بْن يثربي وَالْأول أصح سكن الرملة وَمَات بهَا
261 - حبيب بْن وهب أَبُو جُمُعَة الْقَارِي الْأنْصَارِيّ تغدى مَعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعهما أَبُو عُبَيْدَة بْن الْجراح وَقد قيل إِن اسْم أبي جُمُعَة حبيب بْن سِبَاع وَيُقَال اسْمه جُنَيْد
262 - حبيب بْن عَمْرو السلاماني من قضاعة لَهُ صُحْبَة كَانَ ينزل الجفار أَرض عذرة وبلى من الْبَادِيَة
263 - حبيب السّلمِيّ وَالِد أبي عَبْد الرَّحْمَن السّلمِيّ لَهُ صُحْبَة(3/82)
264 - حَاطِب بْن أبي بلتعة بْن أرب بْن جزيلة بْن لخم بْن عدي بْن الْحَارِث الْحِجَازِي وَهُوَ وَالِد عَبْد الرَّحْمَن بْن حَاطِب حَلِيف لبني أَسد بْن عَبْد الْعُزَّى مَاتَ سنة ثَلَاثِينَ فِي خلَافَة عُثْمَان وَصلى عَلَيْهِ عُثْمَان بْن عَفَّان رَضِي اللَّه عَنهُ وكنيته أَبُو مُحَمَّد وَكَانَ لَهُ يَوْم مَاتَ خمس وَسِتُّونَ سنة
265 - حَاطِب بْن عَمْرو بْن عَبْد شمس بْن عَبْد ود بْن نصر بْن مَالك بْن حسل لَهُ صُحْبَة أمه أَسمَاء بنت الْحَارِث بن نَوْفَل(3/83)
266 - حكم بْن عَمْرو الْغِفَارِيّ الْأَقْرَع انْتقل إِلَى الْبَصْرَة ثمَّ خرج إِلَى خُرَاسَان غازيا لَهُ قصَّة طَوِيلَة لَيْسَ هَذَا موضعهَا إِلَّا أَن فلَانا أَمر بِهِ فقيد حَتَّى مَاتَ سنة خمسين وَقد قيل سنة خمس وَأَرْبَعين وقبره بِجنب قبر بُرَيْدَة الْأَسْلَمِيّ بالحصين وَدفن بقبره بمرو وَهُوَ الحكم بْن عَمْرو بْن مجدع بْن حذيم بْن الْحَارِث بْن ثَعْلَبَة بْن مليل وَأمه أَسمَاء بنت مَالك بْن الأسل بْن عَبْد اللَّه وَكَانَت بنت الحكم بْن عَمْرو تَحت قثم بْن الْعَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب
267 - الحكم بْن أبي الْعَاصِ بْن أُميَّة الْقرشِي لَهُ صُحْبَة وَهُوَ وَالِد مَرْوَان بن الحكم(3/84)
268 - الحكم بْن سعيد بْن الْعَاصِ بْن أُميَّة بْن عَبْد شمس بْن عَبْد منَاف أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ مَا اسْمك قَالَ الحكم قَالَ أَنْت عَبْد اللَّه عداده فِي أهل مَكَّة حَدِيثه عِنْد سعيد بْن عَمْرو بْن الْعَاصِ
269 - الحكم بْن حزن الكلفي وكلفة من تَمِيم أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَابِع سَبْعَة أَو تَاسِع تِسْعَة
270 - الحكم بْن سُفْيَان بْن عُثْمَان بْن عَامر بْن معتب الثَّقَفِيّ من أهل الْحجاز يروي عَنهُ مُجَاهِد وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ سُفْيَان بْن الحكم يخطىء الروَاة فِي اسْمه وَاسم أَبِيه وَأم الحكم عَائِشَة بنت أبي عقيل بْن مَسْعُود بْن عَامر بْن معتب
271 - الحكم بْن الْحَارِث السّلمِيّ لَهُ صُحْبَة عداده فِي أهل الْبَصْرَة
272 - الحكم بْن عَمْرو بْن وهب بْن معتب كَانَ من الْوَفْد الَّذين وفدوا على رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاتَ فِي خلَافَة عمر بْن الْخطاب وَأمه ثقفية
273 - الحكم بْن عُمَيْر يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة(3/85)
274 - الحكم بْن أَيُّوب السّلمِيّ لَهُ صُحْبَة ثَنَا عَمْرو بْن مُحَمَّد الْهَمدَانِي قَالَ ثَنَا مُحَمَّد بْن أشكيب قَالَ ثَنَا إِسْحَاق بْن إِدْرِيس قَالَ حَدثنَا عَمْرو بن كهمس بْن الْحسن قَالَ ثَنَا عَطِيَّة الدُّعَاء قَالَ سَمِعت الحكم بْن أَيُّوب قَالَ كنت مَعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مُقَدّمَة النَّاس إِذْ خلأت نَاقَتي فَمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنا أضربها فَقَالَ مَه وزجرها فتقدمت الركاب
275 - الْحجَّاج بْن علاط بْن خَالِد بْن ثوبرة بْن هِلَال بْن عبيد بْن ظفر بْن سعد بْن عَمْرو بْن امْرِئ الْقَيْس بْن سليم بْن مَنْصُور بْن عِكْرِمَة بْن خصفة بْن قيس غيلَان السّلمِيّ من أهل الْحجاز روى عَنهُ أنس بْن مَالك مَاتَ فِي أول خلَافَة عمر بْن الْخطاب وَكَانَ يسكن الْمَدِينَة وَبنى بهَا مَسْجِدا فِي بني أُميَّة وَنسب إِلَيْهِ(3/86)
276 - الْحجَّاج بْن عَمْرو بْن غزيَّة الْأنْصَارِيّ عداده فِي أهل الْمَدِينَة
277 - الْحجَّاج بْن مَالك الْأَسْلَمِيّ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا يذهب عني مذمة الرَّضَاع وَهُوَ وَالِد الْحجَّاج بْن الْحجَّاج الْأَسْلَمِيّ وَمن زعم أَن للحجاج بْن الْحجَّاج الْأَسْلَمِيّ صُحْبَة فقد وهم إِنَّمَا سمع الْحجَّاج بْن الْحجَّاج خَبره عَن أَبِيه فِي الرَّضَاع
278 - الْحجَّاج بْن عَامر الثمالِي سكن الشَّام حَدِيثه عِنْد أَهلهَا وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ حجاج بْن عَبْد اللَّه الثمالِي
279 - الْحجَّاج بْن عَبْد اللَّه الثمالِي يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة سكن الشَّام(3/87)
280 - حُصَيْن بْن الْحَارِث بْن الْمطلب بْن عَبْد منَاف شهد بَدْرًا مَاتَ سنة ثَلَاثِينَ وَهُوَ أَخُو الطُّفَيْل بْن الْحَارِث بْن الْمطلب شهد بَدْرًا وَقد قيل إنَّهُمَا مَاتَا جَمِيعًا سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ مَاتَ الطُّفَيْل ثمَّ مَاتَ حُصَيْن بعده بأشهر وأخوهما عُبَيْدَة بْن الْحَارِث بْن الْمطلب قتل يَوْم بدر وَهُوَ بن ثَلَاث وَسِتِّينَ سنة
281 - حُصَيْن بْن عَوْف الْخَثْعَمِي لَهُ صُحْبَة
282 - حُصَيْن بْن أَوْس النَّهْشَلِي وَالِد زِيَاد النَّهْشَلِي قدم بِإِبِل لَهُ إِلَى أَرض الْمَدِينَة ليبيعها على عهد النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمسح النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجهه وَرَأسه ودعا لَهُ
283 - حُصَيْن بْن عبيد الْخُزَاعِيّ وَالِد عمرَان بْن حُصَيْن لَهُ صُحْبَة
284 - حُصَيْن بْن ربيعَة الأحمسي أَبُو أَرْطَاة لَهُ صُحْبَة(3/88)
285 - حُصَيْن بْن وحوح يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
286 - حُصَيْن هَذَا هُوَ حُصَيْن بْن مشمت بْن شَدَّاد بْن زُهَيْر بْن النمر بْن حمان الْحمانِي التَّمِيمِي وَابْنه عَاصِم أَيْضا لَهُ صُحْبَة كَانَ مَعَ أَبِيه حِين وفوده وَفد إِلَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصدق إِلَيْهِ مَاله روى عَنهُ ابْنه عَاصِم بْن حُصَيْن من حَدِيث أَوْلَاده
287 - حَبَّة بْن بعكك بْن الْحَارِث بْن عميلة بْن السباق بْن عَبْد الدَّار بْن قصي بْن كلاب بْن مرّة بْن كَعْب بْن لؤَي بْن غَالب كنيته أَبُو السنابل وَبهَا يعرف وَقد قيل إِنَّه من بني عَامر بْن لؤَي بْن غَالب(3/89)
288 - حَبَّة بْن خَالِد الْخُزَاعِيّ أَخُو سَوَاء بْن خَالِد أَتَيَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يعالج بِنَاء حَائِط لَهُ فأعاناه سكن الْكُوفَة وروى عَنهُ سَلام أَبُو شُرَحْبِيل
289 - الْحباب بْن الْمُنْذر بْن الجموح بْن زيد بْن حرَام بْن كَعْب بْن غنم بْن كَعْب بْن سَلمَة أَبُو عَمْرو الْمدنِي الْأنْصَارِيّ من بني جشم بْن الْخَزْرَج وَقد قيل كنيته أَبُو عمر شهد بَدْرًا وَهُوَ بن ثَلَاث وَثَلَاثِينَ سنة وَهُوَ الَّذِي قَالَ يَوْم السَّقِيفَة أَنا جديلها المحكك وعذيقها المرجب مَاتَ فِي خلَافَة عمر بن الْخطاب
290 - حرَام بن ملْحَان أَخُو أم سليم بنت ملْحَان وَاسم ملْحَان مَالك بْن خَالِد بْن زيد بْن حرَام بْن جُنْدُب بن عَامر بن عدى(3/90)
بْن النجار اسْتشْهد يَوْم بِئْر مَعُونَة
291 - حويصة بْن مَسْعُود بْن كَعْب بْن عَامر بْن عدي بْن مجدعة أَخُو محيصة بْن مَسْعُود وَلَهُمَا صُحْبَة
292 - حَفْص بْن الْمُغيرَة المَخْزُومِي أَبُو عَمْرو لَهُ صُحْبَة
293 - حَيَّان بْن مِلَّة الجذامي من بني الضبيب أَخُو أنيف بْن مِلَّة لَهُ صُحْبَة مَاتَ بِبَيْت جبرين من كور فلسطين
294 - حَرْمَلَة بْن عَبْد اللَّه عداده فِي الْبَصرِيين روى عَنهُ ابْنه ضرغامة بْن عليبة بْن حَرْمَلَة
295 - حَرْمَلَة بْن عَمْرو الْأَسْلَمِيّ لَهُ صُحْبَة(3/91)
296 - حَرْمَلَة بْن إِيَاس الْعَنْبَري التَّمِيمِي لَهُ صُحْبَة عداده فِي أهل الْبَصْرَة
297 - حَنْظَلَة بْن الرّبيع بْن صيفى الْكَاتِب الأسيدي التَّمِيمِي كَانَ يكْتب للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْتقل إِلَى الْكُوفَة وسكنها ثمَّ خرج مِنْهَا إِلَى قرقيسياء وسكنها وَقَالَ لَا أقيم ببلدة يشْتم فِيهَا عُثْمَان مَاتَ فِي أَيَّام مُعَاوِيَة وَلَا عقب لَهُ وَهُوَ بن أخي أَكْثَم بْن صَيْفِي حَكِيم الْعَرَب وَكَانَ أَكْثَم أدْرك مبعث النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلم يسلم وَكَانَ يوصى قومه وَيَأْمُرهُمْ بِالْإِسْلَامِ وَمَات بالبادية وَهُوَ بن مائَة سنة وَتِسْعين سنة
298 - حَنْظَلَة بْن حنيفَة بْن حذيم عداده فِي أهل الْبَصْرَة وَكَانَ(3/92)
من الْوَفْد أَتَى بِهِ أَبوهُ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأخذ بِيَدِهِ وَمسح بِرَأْسِهِ وَقَالَ بَارك اللَّه فِيك حَدِيثه عِنْد ابْنه الذَّيَّال بْن حَنْظَلَة
299 - حَنْظَلَة الْأنْصَارِيّ من أهل قبَاء وَكَانَ إمَامهمْ بهَا يروي عَنهُ جبلة بْن سحيم
300 - حنين غُلَام كَانَ للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْدمه فشكوه فوهبه النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَمِّهِ الْعَبَّاس فَأعْتقهُ الْعَبَّاس فَلهُ ولاءه
301 - حَيّ اللَّيْثِيّ لَهُ صُحْبَة يروي عَنهُ أَبُو تَمِيم الجيشاني
302 - حميل بْن بصرة أَبُو بصرة الْغِفَارِيّ وَالِد بصرة بْن أبي بصرة(3/93)
سكن مصر وَمن قَالَ إِن اسْم أبي بصرة جميل فقد وهم
303 - حمل بْن مَالك بْن النَّابِغَة الْهُذلِيّ سَأَلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن امرأتيه حَيْثُ ضربت إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى بمسطح سكن فِي آخر عمره الْبَصْرَة وَله دَار بهَا فِي هُذَيْل
304 - حُجَيْر بْن أبي إهَاب بْن عُزَيْر بْن قيس بْن ربيعَة بْن زيد بْن عَبْد اللَّه بْن دارم حَلِيف بني نَوْفَل لَهُ صُحْبَة
305 - حزم بْن أبي كَعْب الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة
306 - حَابِس بْن سعد الطَّائِي عداده فِي أهل الشَّام روى عَنهُ عَبْد الله بن غابر(3/94)
307 - حَابِس التَّمِيمِي وَالِد حَيَّة بْن حَابِس لَهُ صُحْبَة حَدِيثه عِنْد ابْنه
308 - حَابِس بْن ربيعَة الْيَمَانِيّ لَهُ صُحْبَة
309 - حَازِم بْن حَرْمَلَة الْغِفَارِيّ من أهل الْمَدِينَة لَهُ صُحْبَة
310 - حزابة بْن نعيم بْن عَمْرو بْن مَالك بْن الضبيب لَهُ صُحْبَة
311 - حزن بْن أبي وهب بْن عَمْرو بْن عَائِذ بْن عمرَان بْن مَخْزُوم المَخْزُومِي الْقرشِي جد سعيد بْن الْمسيب قَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا اسْمك قَالَ حزن قَالَ أَنْت سهل قَالَ لَا أغير اسْما سمانيه أبي فَكَانَ سعيد بْن الْمسيب يَقُول فَمَا زَالَت تِلْكَ الحزونة فِينَا بعد وَأم حزن فَاخِتَة بنت عَامر بْن قرط قتل حزن يَوْم الْيَمَامَة
312 - حذيم بْن عَمْرو السَّعْدِيّ شهد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حجَّة الْوَدَاع
313 - حسل أَبُو حُذَيْفَة بْن عتبَة بْن ربيعَة بْن عَبْد شمس بْن عَبْد منَاف شهد بَدْرًا وَقَاتل أَبَاهُ فِي ذَلِك الْيَوْم وَقتل يَوْم الْيَمَامَة فِي عهد أَبى بكر(3/95)
وَهُوَ بن ثَلَاث وَخمسين سنة وَهُوَ خَال مُعَاوِيَة بْن أبي سُفْيَان وَقد قيل إِن اسْم أبي حُذَيْفَة هشيم وَالْأول أصح وَكَانَ من مهاجرة الْحَبَشَة وَولد لَهُ بهَا مُحَمَّد بْن أبي حُذَيْفَة
314 - حوط بْن عَبْد الْعُزَّى لَهُ صُحْبَة
315 - حبشِي بْن جُنَادَة بْن نصر بْن أُسَامَة بْن الْحَارِث بْن معيط بْن عَمْرو بْن جندل بْن مرّة بْن سلول بْن صعصعة السَّلُولي لَهُ صُحْبَة سكن الْكُوفَة وروى عَنهُ أَبُو إِسْحَاق السبيعِي
316 - حويطب بْن عَبْد الْعُزَّى من بني عَامر بْن لؤَي بْن غَالب الْقرشِي من مسلمة الْفَتْح سنه سنّ حَكِيم بْن حزَام عَاشَ فِي الْجَاهِلِيَّة سِتِّينَ سنة وَفِي الْإِسْلَام سِتِّينَ سنة وَكَانَت كنيته أَبَا مُحَمَّد مَاتَ بِالْمَدِينَةِ سنة أَربع وَخمسين فِي ولَايَة مُعَاوِيَة أمه زَيْنَب بنت عَلْقَمَة بْن غَزوَان بْن يَرْبُوع بن الْحَارِث بن منقذ(3/96)
317 - حُبَيْش بْن خَالِد لَهُ صُحْبَة قتل يَوْم فتح مَكَّة روى عَنهُ ابْنه هِشَام بْن حُبَيْش حَدِيث أم معبد الْخُزَاعِيَّة وَقد قيل إِنَّه خُنَيْس بْن خَالِد الْأَشْعَرِيّ الْخُزَاعِيّ
318 - حنْطَب المَخْزُومِي جد الْمطلب بْن عَبْد اللَّه بْن حنْطَب لَهُ صُحْبَة
319 - حممة الْعَبْدي يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة غزا أصفهان وَبهَا مَاتَ وهرم بْن حبَان الْعَبْدي تِلْمِيذه
320 - حَيَّان بْن الأبجر الْكِنَانِي لَهُ صُحْبَة
321 - حَيَّان بْن بح يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة حَدِيثه عِنْد أهل مصر
322 - حُرَيْث بْن عَمْرو بْن عُثْمَان المَخْزُومِي لَهُ صُحْبَة وَهُوَ وَالِد(3/97)
عَمْرو بْن حُرَيْث
323 - حُرَيْث بْن غَانِم الشَّيْبَانِيّ لَهُ صُحْبَة
324 - حمْرَان بْن جَابر عداده فِي أهل الْيَمَامَة لَهُ صُحْبَة
325 - حسيل بْن خَارِجَة الْأَشْجَعِيّ يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
326 - حنيفَة أَبُو حذيم يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة وَمِمَّنْ روى عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من النِّسَاء مِمَّن ابْتَدَأَ اسْمهَا على الْحَاء
327 - حَفْصَة بنت عمر بْن الْخطاب زَوْجَة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسلمت بِمَكَّة وَهِي أم الْمُؤمنِينَ تقدم ذكرهَا أمهَا زَيْنَب بنت مَظْعُون مَاتَت حَفْصَة بِالْمَدِينَةِ فِي خلَافَة عُثْمَان بن عَفَّان فِيمَا قيل(3/98)
328 - حمْنَة بنت جحش بْن رِئَاب الْأَسدي كنيتها أم حَبِيبَة سَأَلت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن الِاسْتِحَاضَة وَهُوَ جحش بْن رِئَاب بْن يعمر بْن صبرَة بْن مرّة بْن عبير بْن غنم بْن دودان بْن أَسد بْن خُزَيْمَة أمهَا أُمَيْمَة بنت عَبْد الْمطلب
329 - حَسَنَة وَالِدَة شُرَحْبِيل بْن حَسَنَة من مهاجرات الْحَبَشَة وَكَانَت حَسَنَة مولاة معمر بْن حبيب بْن وهب بْن حذافة بْن جمح
330 - حَوَّاء بنت زيد بْن السكن بْن كرز بْن زعوراء(3/99)
331 - حَبِيبَة بنت خَارِجَة بْن زيد بْن أبي زُهَيْر الخزرجي امْرَأَة أبي بكر الصّديق رَضِي اللَّه عَنْهُمَا
332 - الحولاء بنت تويت بْن حبيب بْن أَسد بْن عَبْد الْعُزَّى لَهَا صُحْبَة
333 - حَبِيبَة بنت أبي تجراة لَهَا صُحْبَة
334 - حَبِيبَة امْرَأَة ثَابت بْن قيس بْن الشماس قَالَت لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا أَنا وَلَا ثَابت رَوَت عَنْهَا عمْرَة بنت عَبْد الرَّحْمَن
335 - حقة بنت عَمْرو صلت الْقبْلَتَيْنِ مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(بَاب الْخَاء)
قَالَ أَبُو حَاتِم رَضِي الله عَنهُ وَمِمَّنْ روى عَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّن لَهُ صُحْبَة مِمَّن ابْتَدَأَ اسْمه على الْخَاء
336 - خَالِد بْن أسيد بْن أبي الْعيص بْن أُميَّة بْن عَبْد شمس بْن عَبْد منَاف أَخُو عتاب بْن أسيد لِأَبَوَيْهِ توفّي بِمَكَّة يَوْم الْفَتْح قدم رَسُول الله(3/100)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّة وَقد مَاتَ خَالِد بْن أسيد وَكَانَ ذَا بَأْس شَدِيد وَله عقب أمهما زَيْنَب بنت أبي عَمْرو بْن أُميَّة
337 - خَالِد بْن الْوَلِيد بْن الْمُغيرَة بْن عَبْد اللَّه بْن عمر بْن مَخْزُوم بْن يقظة بْن مرّة بْن كَعْب بْن لؤَي بْن غَالب الْقرشِي كنيته أَبُو سُلَيْمَان من الْمُهَاجِرين سَمَّاهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيف اللَّه مَاتَ فِي عهد عمر بحمص سنة إِحْدَى وَعشْرين وَأوصى إِلَى عمر وَكَانَ إِسْلَامه سنة ثَمَان من الْهِجْرَة وَكَانَ فِي أَيَّام بدر وَأحد وَالْخَنْدَق مَعَ الْمُشْركين ثمَّ هداه اللَّه بعد حَدثنَا أَبُو يعلى ثَنَا سُرَيج بْن يُونُس ثَنَا أبن أبي زَائِدَة عَن إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قيس قَالَ قَالَ خَالِد بْن الْوَلِيد مَا لَيْلَة تهدى(3/101)
إِلَى فِيهَا عروس أَنا لَهَا محب أَو أبشر فِيهَا بِغُلَام أحب إِلَيّ من لَيْلَة شَدِيدَة الجليد فِي سَرِيَّة من الْمُهَاجِرين أصبح بهم الْعَدو وَأم خَالِد بْن الْوَلِيد لبَابَة الصُّغْرَى بنت الْحَارِث بْن حزن بْن بجير بن الهزم
338 - خَالِد بْن زيد بْن كُلَيْب بْن ثَعْلَبَة بْن عَبْد عَوْف بْن غنم بْن مَالك بْن النجار من بني عَمْرو بْن الْخَزْرَج أَبُو أَيُّوب الْأنْصَارِيّ نزل عَلَيْهِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ قدم الْمَدِينَة مَاتَ فِي زمن مُعَاوِيَة بِأَرْض الرّوم سنة ثِنْتَيْنِ وَخمسين فَقَالَ لَهُم إِذا أَنا مت فقدموني فِي بِلَاد الْعَدو مَا اسْتَطَعْتُم ثمَّ ادفنوني فَمَاتَ وَكَانَ الْمُسلمُونَ على حِصَار الْقُسْطَنْطِينِيَّة فقدموه حَتَّى دفن فِي جَانب حَائِط الْقُسْطَنْطِينِيَّة(3/102)
وَأمه هِنْد بنت سعيد بْن قيس بْن عَمْرو بْن امْرِئ الْقَيْس بْن مَالك بْن ثَعْلَبَة
339 - خَالِد بْن سعيد بْن الْعَاصِ بْن أُميَّة بْن عَبْد شمس بْن عَبْد منَاف الْأمَوِي الْقرشِي كنيته أَبُو سعيد ولاه أَبُو بكر الشَّام قتل يَوْم أجنادين وَقيل إِنَّه قتل بمرج الصفر فِي الْمحرم سنة أَربع عشرَة وَاسْتَعْملهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على صدقَات بني زبيد وَقد قيل إِنَّه أسلم قبل أبي بكر الصّديق لرؤيا رَآهَا فِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأمه أم خَالِد بنت حباب الثقفية من خُزَيْمَة
340 - خَالِد بْن الْعَاصِ بْن هِشَام بْن الْمُغيرَة أسلم يَوْم فتح مَكَّة أمه(3/103)
عَاتِكَة بنت الْوَلِيد بْن الْمُغيرَة وخَالِد هَذَا هُوَ وَالِد عِكْرِمَة الشَّاعِر
341 - خَالِد بْن عرفطة بْن أَبْرَهَة بْن سِنَان بْن صيفى بْن الهائلة بْن عَبْد اللَّه من قضاعة حَلِيف بني زهرَة سكن الْكُوفَة لَهُ صُحْبَة
342 - خَالِد بْن رَبَاح أَخُو بِلَال بْن رَبَاح لَهُ صُحْبَة
343 - خَالِد بْن عَبْد الْعُزَّى بْن سَلامَة أَبُو خناس الحبتري الكعبي لَهُ صُحْبَة أكل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دَاره وَقَالَ اللَّهُمَّ بَارك لَهُ ولابنه خناس
344 - خَالِد الْخُزَاعِيّ الْأَزْدِيّ من أَصْحَاب الشَّجَرَة سكن الْكُوفَة روى عَنهُ ابْنه نَافِع بن خَالِد(3/104)
345 - خَالِد بْن جيل العدواني رأى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقْرَأ وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ الْآيَة
346 - خَالِد بْن أبي جيل الثَّقَفِيّ لَهُ صُحْبَة حَدِيثه عِنْد أهل الْبَصْرَة
347 - خَالِد بْن عَبْد اللَّه الْعَدْوى وَفد إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
348 - خَالِد بْن عدي الْجُهَنِيّ لَهُ صُحْبَة حَدِيثه من بلغه عَن أَخِيه مَعْرُوف من غير مَسْأَلَة وَلَا إشراف نفس فليقبله رَوَاهُ عَنهُ بسر بْن سعيد
349 - خَالِد بْن قيس بْن مَالك بْن عجلَان بْن عَامر بْن بياضة شهد بيعَة(3/105)
الْعقبَة وَكَانَ مِمَّن شهد بَدْرًا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصدق الْقِتَال
350 - خَيْثَمَة بْن الْحَارِث بْن مَالك بْن كَعْب بْن النحاط بْن كَعْب بْن حَارِثَة بْن غنم وَالِد سعد بْن خَيْثَمَة اسْتشْهد يَوْم أحد
351 - خباب بْن الْأَرَت من بني سعد بْن زيد مَنَاة حَلِيف بني زهرَة كنيته أَبُو يحيى وَقد قيل أَبُو عَبْد اللَّه مولى ثَابت بْن الْأَرَت بْن أم أَنْمَار الْخُزَاعِيَّة مَاتَ بِالْكُوفَةِ منصرف على من صفّين سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَهُوَ بن خمسين سنة وَصلى عَلَيْهِ عَليّ بن أَبى طَالب(3/106)
وَقد قيل إِنَّه مَاتَ سنة تسع عشرَة بِالْمَدِينَةِ وَصلى عَلَيْهِ عمر بْن الْخطاب وَالْأول أصح وَهُوَ أول من قَبره عَليّ بِالْكُوفَةِ بعد مُنْصَرفه من صفّين
352 - خرَاش بْن الصمَّة بْن عَمْرو بْن الجموح بْن زيد بْن حرَام بْن كَعْب بْن غنم بْن كَعْب بْن سَلمَة بَدْرِي
353 - خرَاش بْن أبي سَلامَة السّلمِيّ لَهُ صُحْبَة
354 - خرَاش بْن أُميَّة بْن ربيعَة جَاءَ وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَدِينَة مَاتَ فِي آخر ولَايَة مُعَاوِيَة
355 - خُزَيْمَة بْن ثَابت بْن الْفَاكِه بْن ثَعْلَبَة بْن سَاعِدَة بْن عَامر الْأنْصَارِيّ(3/107)
من بني خطمة من الْأَوْس كنيته أَبُو عمَارَة وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ ذُو الشَّهَادَتَيْنِ قتل يَوْم صفّين
356 - خُزَيْمَة بْن جزى الْأَسدي حَدِيثه عِنْد أهل الْبَصْرَة روى عَنهُ حبَان بْن جزى أَخُوهُ وَحَدِيثه قَالَ قلت يَا رَسُول اللَّه مَا تَقول فِي الضَّب قَالَ لَا آكله وَلَا أحرمهُ
357 - خُزَيْمَة بْن معمر الخطمي مدنِي حَدِيثه عِنْد أهل الْمَدِينَة
358 - خبيب بْن يسَاف بْن عنبة بْن عَمْرو بْن خديج بْن عَامر بْن جشم أحد بني الْحَارِث بْن الْخَزْرَج بَدْرِي وَيُقَال لَهُ خبيب بْن إساف كَانَ عَامل عمر روى عَنهُ ابْنه عَبْد الرَّحْمَن بْن خبيب وَالِد خبيب بن عبد الرَّحْمَن(3/108)
الْأنْصَارِيّ الَّذِي روى عَنهُ عبيد اللَّه بْن عمر وَمَالك مَاتَ فِي خلَافَة عُثْمَان بْن عَفَّان رَضِي الله عَنهُ
359 - خبيب بْن عدي الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة
360 - خفاف بْن إِيمَاء بْن رحضة الْغِفَارِيّ يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة وَهُوَ وَالِد الْحَارِث ومخلد ابْني خفاف
361 - خفاف بْن عُمَيْر بْن الْحَارِث بْن الشريد السّلمِيّ لَهُ صُحْبَة وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ خفاف بْن ندبة وَكَانَت ندبة أمه
362 - خَوات بْن جُبَير بْن النُّعْمَان الْأنْصَارِيّ الْمدنِي شهد بَدْرًا كنيته أَبُو عَبْد اللَّه وَقد قيل أَبُو صَالح من بني ثَعْلَبَة بْن عَمْرو بْن عَوْف مَاتَ سنة أَرْبَعِينَ وَهُوَ بن أَربع وَسبعين سنة وَله عقب وَهُوَ خَوات(3/109)
بْن جُبَير بْن النُّعْمَان بْن أُميَّة بْن البرك امْرِئ الْقَيْس بْن ثَعْلَبَة بْن عَمْرو بْن عَوْف بْن مَالك بْن الْأَوْس الأوسي
363 - خويلد بْن عَمْرو أَبُو شُرَيْح الكعبي عداده فِي أهل الْحجاز روى عَنهُ أَبُو سعيد المَقْبُري وسُفْيَان بْن أبي العوجاء مَاتَ بِالْمَدِينَةِ سنة ثَمَان وَسِتِّينَ
364 - خويلد بْن بجير من بني عريج بْن بكر بْن عَبْد مَنَاة بْن كنَانَة وكنيته أَبُو عقرب لَهُ صُحْبَة وَالِد أبي عَمْرو بن أَبى عقرب(3/110)
365 - خَارِجَة بْن حذافة الْعَدْوى من ولد عدي بْن كَعْب سكن مصر يروي عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْوتر إِسْنَاد خَبره مظلم لَا يعرف سَماع بَعضهم من بعض وَقد قيل من ولد عدي بْن سعد قتل بِمصْر سنة أَرْبَعِينَ وَهُوَ خَارِجَة بْن حذافة بْن غَانِم بْن عَامر وَأمه فَاطِمَة بنت عَمْرو بْن بجرة
366 - خَارِجَة بْن جبلة سكن الْكُوفَة حَدِيثه عِنْد أَهلهَا
367 - خَارِجَة بْن زيد بْن أبي زُهَيْر بْن مَالك بْن امْرِئ الْقَيْس بْن مَالك بْن ثَعْلَبَة بْن كَعْب بْن الْخَزْرَج بَدْرِي قتل يَوْم أحد شَهِيدا
368 - خَلاد بْن السَّائِب الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة
369 - خَلاد بْن رَافع بْن مَالك بْن العجلان بْن عَمْرو بْن عَامر بْن زُرَيْق(3/111)
الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة وَهُوَ أَخُو رِفَاعَة بْن رَافع جَمِيعًا بدريان شَهدا بَدْرًا مَعَ أَبِيهِمَا
370 - خَلاد بْن سُوَيْد بْن ثَعْلَبَة بْن عَمْرو بن حَارِثَة بن امرىء الْقَيْس من بني كَعْب بْن الْخَزْرَج بْن الْحَارِث بْن الْخَزْرَج وَالِد السَّائِب بْن خَلاد بَدْرِي
371 - خشخاش بْن حباب الْعَنْبَري التَّمِيمِي قَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنك هَذَا قَالَ نعم قَالَ لَا يجني عَلَيْك وَلَا تجني عَلَيْهِ وَقد قيل(3/112)
الخشخاش بْن خلف ومعاذ بْن معَاذ الْعَنْبَري من وَلَده
372 - خريم بْن أَوْس بْن حَارِثَة بْن لَام الطَّائِي كنيته أَبُو لحاء لَهُ صُحْبَة حَدِيثه عِنْد حميد بْن منْهب
373 - خِدَاش بْن أبي سَلامَة السّلمِيّ لَهُ صُحْبَة إِن لم يكن خرَاش فَهُوَ آخر
374 - خَرشَة بْن الْحَارِث لَهُ صُحْبَة
375 - خريم بْن فاتك الْأَسدي بَدْرِي كنيته أَبُو يحيى وَالِد أَيمن بْن خريم قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِعْمَ الرَّجُلُ خريم بْن فاتك لَوْلَا طول جمته وإسبال إزَاره فَبلغ ذَلِك خريما فَقطع جمته إِلَى أُذُنَيْهِ(3/113)
وَرفع إزَاره إِلَى نصف سَاقيه سكن الْكُوفَة
376 - خذام بْن خَالِد الْأنْصَارِيّ وَالِد خنساء بنت خذام كنيته أَبُو وَدِيعَة لَهُ صُحْبَة
377 - الْخِرْبَاق صلى مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ سَهَا وَهُوَ غير ذِي الْيَدَيْنِ وَمِمَّنْ روى عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من النِّسَاء مِمَّن ابْتَدَأَ اسْمهَا على حرف الْخَاء
378 - خَدِيجَة بنت خويلد بْن أَسد بْن عَبْد الْعُزَّى زَوْجَة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توفيت بِمَكَّة قبل الْهِجْرَة تقدم ذكرنَا لَهَا مَاتَت بعد أبي طَالب بِثَلَاثَة أَيَّام وَأَوْلَاد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا كلهم إِلَّا إِبْرَاهِيم فَإِنَّهُ من مَارِيَة الْقبْطِيَّة
379 - خَدِيجَة بنت الْحصين بْن الْحَارِث بْن الْمطلب بْن عَبْد منَاف من الْمُهَاجِرَات(3/114)
380 - خَوْلَة بنت حَكِيم بْن أُميَّة بْن حَارِثَة بْن الأوقص بْن مرّة بْن هِلَال بْن فالج بْن ذكْوَان السّلمِيّ من الْمُهَاجِرَات
381 - خَوْلَة بنت قيس بْن قهد بْن قيس بْن ثَعْلَبَة الْأنْصَارِيّ امْرَأَة حَمْزَة بْن عَبْد الْمطلب
382 - خَوْلَة بنت الصَّامِت بْن أَصْرَم بْن فهر من بني عَمْرو بْن عَوْف
383 - خَوْلَة أم صبية الجهنية بنت قيس وَلَيْسَت بِامْرَأَة حَمْزَة بن عبد الْمطلب(3/115)
384 - خَوْلَة بنت ثامر الْأَنْصَارِيَّة يُقَال إِن لَهَا صُحْبَة
385 - خالدة بنت الْأسود بْن عَبْد يَغُوث بْن وهب بْن عَبْد منَاف بْن زهرَة من الْمُهَاجِرَات
386 - خيرة بنت أبي حَدْرَد الْأَسْلَمِيّ لَهَا صُحْبَة وَهِي أم الدَّرْدَاء الْكُبْرَى وَقيل إِن اسْمهَا كَرِيمَة
387 - خَوْلَة بنت مَالك بْن ثَعْلَبَة بْن أَصْرَم بْن فهر كَانَت تَحت أَوْس بْن الصَّامِت أخي عبَادَة بْن الصَّامِت وَهِي المجادلة وَيُقَال لَهَا خُوَيْلَة روى عَنْهَا يُوسُف بْن عَبْد اللَّه بْن سَلام
388 - خنساء بنت خذام بْن خَالِد الْأَنْصَارِيَّة لَهَا صُحْبَة(3/116)
389 - خَوْلَة بنت الْيَمَان أُخْت حُذَيْفَة بْن الْيَمَان لَهَا صُحْبَة روى عَنْهَا أَبُو سَلمَة
390 - الخرقاء هِيَ السَّوْدَاء الَّتِي كَانَت تميط الْأَذَى عَن مَسْجِد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا مَاتَت جَاءَ فصلى على قبرها
391 - خليدة بنت قيس الأشجعية لَهَا صُحْبَة
(بَاب الدَّال)
قَالَ أَبُو حَاتِم وَمِمَّنْ روى عَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أَصْحَابه مِمَّن ابْتَدَأَ اسْمه على الدَّال
392 - دحْيَة بْن خَليفَة بْن فَرْوَة بْن فضَالة بْن زيد بْن امْرِئ الْقَيْس بْن الْخَزْرَج بْن عَامر بْن بكر بْن عَامر بْن عَوْف بْن بكر بْن عَوْف بْن عذرة بْن زيد اللات بْن رفيدة الْكَلْبِيّ كَانَ يشبه بِجِبْرِيل(3/117)
عَلَيْهِ السَّلَام بَعثه النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولا إِلَى قَيْصر سكن مصر فَمَاتَ فِي ولَايَة مُعَاوِيَة بْن أبي سُفْيَان
393 - دَيْلَم بْن هوشع الْحِمْيَرِي لَهُ صُحْبَة وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ فَيْرُوز الديلمي روى عَنهُ ابْنه عَبْد اللَّه الديلمي وَأهل مصر مَاتَ بِمصْر
394 - دُكَيْن بْن سعيد الْخَثْعَمِي الْمُزنِيّ قدم على النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وافدا سكن الْكُوفَة
395 - دَغْفَل بْن حَنْظَلَة النسابة أدْرك النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يروي عَنهُ الْحسن وَلم يُدْرِكهُ
396 - درة بنت أبي لَهب لَهَا صُحْبَة وَأمّهَا أم جميل بنت حَرْب بْن أُميَّة وَاسْمهَا فَاخِتَة وَهِي الَّتِي انْزِلْ الله فِيهَا حمالَة الْحَطب(3/118)
(بَاب الذَّال)
قَالَ أَبُو حَاتِم وَمِمَّنْ روى عَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّن ابْتَدَأَ اسْمه على الذَّال
397 - ذكْوَان بْن عَبْد قيس بْن خلدَة بْن مخلد بْن عَامر بْن زُرَيْق مِمَّن شهد العقبتين وَكَانَ يُقَال إِنَّه من الْمُهَاجِرين وَمن الْأَنْصَار جَمِيعًا وَذَلِكَ أَنه خرج إِلَى مَكَّة من الْمَدِينَة مُهَاجرا وَأقَام بهَا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَن قدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَة فَقَدمهَا مَعَه وَمِمَّنْ شهد بَدْرًا وَقتل يَوْم أحد شَهِيدا
398 - ذُو مخمر الحبشي بن أخي النَّجَاشِيّ لَهُ صُحْبَة روى عَنهُ أهل الشَّام جُبَير بْن نفير وَغَيره
399 - ذُو الْأَصَابِع لَهُ صُحْبَة روى عَنهُ أهل الشَّام عداده فِي أهل بَيت الْمُقَدّس وقبره بهَا
400 - ذُو الزَّوَائِد لَهُ صُحْبَة حَدِيثه عِنْد سليم بْن مطير من أهل وَادي الْقرى(3/119)
401 - ذُو اللِّحْيَة الْكلابِي لَهُ صُحْبَة حَدِيثه عِنْد أهل الشَّام
402 - ذواليدين صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ سَهَا وَقد يُقَال لَهُ أَيْضا ذُو الشمالين بْن عَبْد عَمْرو بْن نَضْلَة الْخُزَاعِيّ
403 - ذُو الجوشن الْكلابِي الضبابِي كنيته أَبُو شمر اسْمه شُرَحْبِيل بْن الْأَعْوَر وَإِنَّمَا سمى ذُو الجوشن لِأَن صَدره كَانَ ناتئا والذوون من أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِه السِّتَّة
404 - ذُؤَيْب بْن حلحلة الْخُزَاعِيّ الْأَزْدِيّ وَالِد قبيصَة بْن ذُؤَيْب لَهُ صُحْبَة بعث مَعَه النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْهَدْي وَأمره إِن مَا عطب مِنْهَا(3/120)
وخشي أَن يَمُوت أَن ينحره وَقد قيل إِنَّه ذُؤَيْب بْن حبيب من بني مَالك بْن أفصى كَانَ يسكن قديد
405 - ذُؤَيْب بْن شعثم الْعَنْبَري لَهُ صُحْبَة
406 - ذكْوَان مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(بَاب الرَّاء)
قَالَ أَبُو حَاتِم رَضِي اللَّه عَنهُ وَمِمَّنْ روى عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّن ابْتَدَأَ اسْمه على الرَّاء
407 - رَافع بْن خديج بْن رَافع بْن عدي بْن زيد بْن جشم الْأنْصَارِيّ الْحَارِثِيّ من بني حَارِثَة بْن الْحَارِث بْن الْخَزْرَج كنيته أَبُو عَبْد اللَّه وَيُقَال أَبُو خديج مَاتَ بِالْمَدِينَةِ سنة ثَلَاث وَسبعين وَقد قيل سنة أَربع وَسبعين
408 - رَافع بْن سِنَان الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة(3/121)
409 - رَافع بْن الْمُعَلَّى بْن لوذان بْن حَارِثَة بْن عدي بْن زيد بْن ثَعْلَبَة بْن زيد مَنَاة بْن حبيب بْن عَبْد حَارِثَة الزرقي أَبُو سعيد الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ أَبُو سعيد بْن الْمُعَلَّى مَاتَ سنة أَربع وَسبعين
410 - رَافع بْن عَمْرو الْمُزنِيّ رأى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخْطب فِي حجَّة الْوَدَاع على بغلة شهباء سكن الْبَصْرَة
411 - رَافع بْن مكيث الْجُهَنِيّ لَهُ صُحْبَة كنيته أَبُو زرْعَة وَهُوَ أحد(3/122)
الْأَرْبَع الَّذين كَانُوا يحملون لِوَاء جُهَيْنَة يَوْم الْفَتْح
412 - رَافع بْن عَمْرو الْغِفَارِيّ أَخُو الحكم بْن عَمْرو وَيُقَال إِن لَهُ صُحْبَة عداده فِي أهل الْبَصْرَة حَدثنَا أَبُو يعلى قَالَ ثَنَا شَيبَان بن فروخ قَالَ ثَنَا سُلَيْمَان بْن الْمُغيرَة قَالَ ثَنَا حميد بْن هِلَال عَن عَبْد اللَّه بْن الصَّامِت عَن أبي ذَر قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِن بعدِي من أمتِي أَو سَيكون بعدِي من أمتى قوم يقرؤون الْقُرْآن لَا يُجَاوز حَلاقِيمَهُمْ يخرجُون من الدَّين كَمَا يخرج السهْم من الرَّمية وَلَا يعودون فِيهِ هم شَرّ الْخلق والخليقة قَالَ بن الصَّامِت فَلَقِيت رَافع بْن عَمْرو الْغِفَارِيّ أَخا الحكم بْن عَمْرو قلت مَا حَدِيث سمعته من أبي ذَر فَحَدَّثته الحَدِيث فَقَالَ وَأَنا سمعته من رَسُول اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
413 - رَافع بْن مَالك بْن العجلان بْن عَمْرو بْن عَامر بْن زُرَيْق أَبُو مَالك لَهُ صُحْبَة مِمَّن شهد العقبتين وَكَانَ نَقِيبًا قتل يَوْم أحد شَهِيدا وابناه رِفَاعَة وخَالِد بدريان وَمن زعم أَن لرافع بْن عَمْرو الطَّائِي السنبسى صُحْبَة فقد وهم(3/123)
414 - رَافع بْن عُمَيْر يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة روى عَنهُ أَبُو الزَّاهِرِيَّة حدير بْن كريب حَدثنَا بن قُتَيْبَة بعسقلان قَالَ ثَنَا مُحَمَّد بْن أَيُّوب بْن سُوَيْد الْحِمْيَرِي قَالَ ثَنَا أبي قَالَ ثَنَا إِبْرَاهِيم بْن أبي عبلة عَن أبي الزَّاهِرِيَّة عَن رَافع بْن عُمَيْر قَالَ سَمِعت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول قَالَ اللَّه لداود يَا دَاوُد بن لي فِي الأَرْض بَيْتا فَبنى دَاوُد لنَفسِهِ بَيْتا قبل الْبَيْت الَّذِي أَمر بِهِ فَأوحى اللَّه إِلَيْهِ يَا دَاوُد بنيت بَيْتك قبل بَيْتِي قَالَ أَي رب هَكَذَا قلت فِيمَا قضيت من ملك اسْتَأْثر
415 - رِفَاعَة بْن عَبْد الْمُنْذر بْن الزبير بْن زيد بن أُميَّة بن زيد(3/124)
بْن مَالك بْن عَوْف بْن عَمْرو بْن عَوْف الْأنْصَارِيّ أَخُو أبي لبَابَة الْمدنِي شهد بَدْرًا هُوَ وأخواه مُبشر وَأَبُو لبَابَة
416 - رِفَاعَة بْن عرابة بْن عَرَادَة الْجُهَنِيّ من أهل الْحجاز وَمن قَالَ رِفَاعَة بْن عَرَادَة فقد نسبه إِلَى جده
417 - رِفَاعَة بْن رَافع بْن مَالك بْن العجلان بْن عَمْرو بْن عَامر بْن زُرَيْق الْأنْصَارِيّ الزرقي شهد بَدْرًا وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ بْن عفراء مَاتَ فِي أول ولَايَة مُعَاوِيَة بْن أبي سُفْيَان كنيته أَبُو معَاذ
418 - رِفَاعَة بْن سموأل طلق امْرَأَته تَمِيمَة بنت وهب وَسَأَلَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تحل لَك حَتَّى تذوق الْعسيلَة روى عَنهُ الزبير بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الزبير
419 - رِفَاعَة بْن قرظة الْقرظِيّ الْأنْصَارِيّ نزل فيهم وَلَقَد وصلنا لَهُم القَوْل لَعَلَّهُم يتذكرون الْآيَة(3/125)
420 - رِفَاعَة بْن يثربي التَّيْمِيّ أَبُو رمثة من تيم الربَاب أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ ابْنه وَقيل إِن اسْم أبي رمثة حبيب بْن حَيَّان وَيُقَال إِن أَبَا رمثة هُوَ الخشخاش الْعَنْبَري
421 - رقاد بْن ربيعَة الْعقيلِيّ لَهُ صُحْبَة
422 - رويفع بْن ثَابت الْأنْصَارِيّ سكن مصر حَدِيثه عِنْد أهل مصر(3/126)
423 - رشيد بْن مَالك التَّمِيمِي أَبُو عميرَة جد مَعْرُوف بْن وَاصل سكن الْكُوفَة سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول إِنَّا آل مُحَمَّد لَا نَأْكُل الصَّدَقَة حَدِيثه عِنْد أهل الْكُوفَة
424 - رَاشد بْن حَفْص السّلمِيّ أَبُو أثيلة من أهل الْحجاز وَكَانَ اسْمه فِي الْجَاهِلِيَّة ظَالِما فَسَماهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ راشدا
425 - رَبَاح بْن الرّبيع الأسيدي التَّمِيمِي أَخُو حَنْظَلَة الْكَاتِب أمره النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ يلْحق خَالِدا ويأمره أَن لَا يقتلن ذُرِّيَّة وَلَا عسيفا روى عَنهُ بن ابْنه المرقع بْن صيفى وَمن زعم أَنه ريَاح بْن الرّبيع فقد وهم(3/127)
426 - رَبَاح مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ صُحْبَة
427 - ربيعَة بْن الْحَارِث بْن عَبْد الْمطلب لَهُ صُحْبَة وَهُوَ أَخُو أبي سُفْيَان بْن الْحَارِث وَكَانَ ربيعَة أسن من الْعَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب وَقد قيل إِن كنيته أَبُو أروى مَاتَ سنة ثَلَاث وَعشْرين بعد أَخِيه أبي سُفْيَان بِسنتَيْنِ وَله دَار بِالْمَدِينَةِ فِي بني جديلة
428 - ربيعَة بْن كَعْب الْأَسْلَمِيّ أَبُو فراس عداده فِي أهل الْحجاز وَكَانَ من أهل الصّفة كَانَ ينزل على بريد من الْمَدِينَة مَاتَ ليَالِي الْحرَّة
429 - ربيعَة بْن أُميَّة بْن خلف الجُمَحِي الْقرشِي
430 - ربيعَة بْن عباد الدئلي من أهل الْحجاز لَهُ صُحْبَة وَمن زعم(3/128)
أَنه ربيعَة بْن عباد فقد وهم
431 - ربيعَة بْن يزِيد السّلمِيّ يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
432 - ربيعَة بْن عَبْد اللَّه بْن الهدير الْمدنِي التَّيْمِيّ لَهُ صُحْبَة
433 - ربيعَة بْن عَامر سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول أَلظُّوا بيا ذَا الْجلَال وَالْإِكْرَام
434 - ربيعَة بْن السكن الْخَثْعَمِي أَبُو رويحة سكن فلسطين وَمَات بِبَيْت جبرين لَهُ صُحْبَة(3/129)
435 - ربيعَة بْن عَمْرو الجرشِي سكن الشَّام حَدِيثه عِنْد أَهلهَا
436 - ركين بْن سعيد الْخَثْعَمِي يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة وَإِنَّمَا هُوَ دُكَيْن وَقد تقدم فِي بَاب الدَّال
437 - ركَانَة بْن عَبْد يزِيد بْن هَاشم بْن الْمطلب بْن عَبْد منَاف بْن قصي بْن كلاب بْن مرّة وَيُقَال إِنَّه صارع النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي إِسْنَاد خَبره نظر مَاتَ ركَانَة فِي أول ولَايَة مُعَاوِيَة بْن أبي سُفْيَان وَأم ركَانَة العجلة بنت عجلَان بْن التباع بْن عَبْد ياليل بْن ناشب بْن غيرَة
438 - رزين بْن أنس يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
439 - ركب الْمصْرِيّ يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة إِلَّا أَن إِسْنَاده لَيْسَ مِمَّا يعْتَمد عَلَيْهِ وَهُوَ من حَدِيث أهل الشَّام(3/130)
440 - الرّبيع الْجرْمِي وَالِد سوَادَة بْن الرّبيع لَهُ صُحْبَة
441 - رعية السحيمي لَهُ صُحْبَة روى عَنهُ أَبُو إِسْحَاق السبيعِي وَمِمَّنْ روى عَن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من النِّسَاء مِمَّن ابْتَدَأَ اسْمهَا على الرَّاء
442 - رَملَة بنت شيبَة بْن ربيعَة بْن عَبْد شمس لَهَا صُحْبَة
443 - أم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان بْن حَرْب بْن أُميَّة بْن عَبْد شمس بْن عَبْد منَاف زَوْجَة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم الْمُؤمنِينَ اسْمهَا رَملَة تقدم ذكرنَا لَهَا مَاتَت سنة ثِنْتَيْنِ وَأَرْبَعين وَأم حَبِيبَة أمهَا صَفِيَّة بنت أَبى الْعَاصِ بن أُميَّة(3/131)
444 - رَملَة بنت أبي عَوْف بْن صبيرة امْرَأَة الْمطلب بْن أَزْهَر بْن عَبْد عَوْف لَهَا صُحْبَة
445 - أم حرَام بنت ملْحَان مَالك بْن خَالِد بْن زيد بْن حرَام بْن جُنْدُب اسْمهَا الرميصاء
446 - الرّبيع بنت معوذ بْن عفراء لَهَا صُحْبَة وعفراء أم معوذ وَأَبوهُ الْحَارِث بن رِفَاعَة بن الْحَارِث بن سَواد بن مَالك بن غنم
447 - الرّبيع بنت النَّضر الْأَنْصَارِيَّة لَهَا صُحْبَة
448 - ريطة بنت مُنَبّه بن الْحجَّاج بن عَامر بن حُذَيْفَة بن سعد بن سهم(3/132)
أم عَبْد اللَّه بْن عَمْرو لَهَا صُحْبَة
449 - ريطة بنت سُفْيَان لَهَا صُحْبَة وَقد قيل إِنَّهَا امْرَأَة بْن مَسْعُود وَمَا أرَاهُ بِمَحْفُوظ
450 - ريطة بنت عَبْد اللَّه الثَّقَفِيّ امْرَأَة بْن مَسْعُود لَهَا صُحْبَة روى هِشَام بْن عُرْوَة عَن عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه الثَّقَفِيّ عَن أُخْته ريطة بنت عَبْد اللَّه
451 - ريطة بنت الْحَارِث بْن جبلة هَاجَرت مَعَ زَوجهَا الْحَارِث بْن خَالِد بْن جمح إِلَى أَرض الْحَبَشَة
452 - رزينة أم عليلة لَهَا صُحْبَة(3/133)
453 - رقيقَة بنت أبي صيفى بْن هَاشم بْن عَبْد منَاف يُقَال إِن لَهَا صُحْبَة
454 - رميثة لَهَا صُحْبَة وَهِي جدة عَاصِم بْن عمر بْن قَتَادَة الظفري
455 - رَجَاء امْرَأَة روى عَنْهَا بن سِيرِين رَأَتْ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(بَاب الزَّاي)
قَالَ أَبُو حَاتِم رَضِي الله عَنهُ وَمِمَّنْ روى عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّن ابْتَدَأَ اسْمهَا على الزَّاي
456 - زيد بْن حَارِثَة بْن شرَاحِيل بْن كَعْب بْن عَبْد الْعُزَّى بْن يزِيد بْن امْرِئ الْقَيْس بْن عَامر بْن النُّعْمَان بْن عَامر بْن عَبْد ود بْن عَوْف بْن كنَانَة بْن بكر بْن عَوْف بْن عذرة بن زيد اللات(3/134)
بْن رفيدة بْن ثَوْر بْن كلب من الْيمن قتل فِي عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ بْن عمر يَقُول مَا كُنَّا نَدْعُوهُ إِلَّا زيد بْن مُحَمَّد حَتَّى نزلت ادعوهُمْ لِآبَائِهِمْ توفّي ابْنه أُسَامَة بْن زيد فِي عقب خلَافَة عُثْمَان بعد مَا قتل عُثْمَان بن عَفَّان وَهُوَ بن خمس وَخمسين سنة وكنيته أَبُو أُسَامَة
457 - زيد بْن ثَابت بْن الضَّحَّاك بْن زيد بْن لوذان بْن عَمْرو بْن عَبْد بْن عَوْف بْن غنم بْن مَالك بْن النجار بْن عَمْرو بْن الْخَزْرَج أَخُو يزِيد بْن ثَابت كنيته أَبُو سعيد وَقد قيل أَبُو عَبْد اللَّه وَقد قيل أَبُو عَبْد الرَّحْمَن وَقيل أَيْضا أَبُو خَارِجَة مَاتَ سنة إِحْدَى وَخمسين فِي ولَايَة(3/135)
مُعَاوِيَة وَقد قيل إِنَّه مَاتَ سنة خمس وَأَرْبَعين وَصلى عَلَيْهِ مَرْوَان وَقتل لزيد بْن ثَابت يَوْم الْحرَّة سَبْعَة من أَوْلَاده لصلبه وَله بِالْمَدِينَةِ عقب وَهُوَ أَخُو يزِيد بْن ثَابت قدم رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَة وَزيد لَهُ حِينَئِذٍ إِحْدَى عشرَة سنة
458 - زيد بْن الْخطاب بْن نفَيْل بْن عَبْد الْعُزَّى بْن ريَاح بْن عَبْد اللَّه بْن قرط بْن رزاح بْن عدي بْن كَعْب بْن لؤَي بْن غَالب أَخُو عمر بْن الْخطاب كنيته أَبُو عَبْد الرَّحْمَن قتل يَوْم الْيَمَامَة فِي عهد أبي بكر الصّديق قَتله أَبُو مَرْيَم الْحَنَفِيّ فِي الحديقة فَقدم ذكرهَا لَهُ فَكَانَ عمر بْن الْخطاب بعد ذَلِك إِذا رأى أَبَا مَرْيَم الْحَنَفِيّ يَقُول لَهُ وَيحك لقد قتلت لي أَخا مَا هبت الصِّبَا إِلَّا ذكرته وَأم زيد بْن الْخطاب أَسمَاء بنت وهب بْن حبيب بْن الْحَارِث الْأَسدي أَسد بْن خُزَيْمَة(3/136)
459 - زيد بْن سهل بْن الْأسود بْن حرَام بْن عَمْرو بْن زيد مَنَاة بْن عدي بْن عَمْرو بْن مَالك بْن النجار أَبُو طَلْحَة الْأنْصَارِيّ زوج أم أنس بْن مَالك شهد بَدْرًا مَاتَ سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَصلى عَلَيْهِ عُثْمَان وَكَانَ لَهُ يَوْم مَاتَ سَبْعُونَ سنة وَكَانَ فَارس رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقد قتل يَوْم حنين عشْرين رجلا بِيَدِهِ وَهُوَ الْقَائِل أَنا أَبُو طَلْحَة واسمي زيد وكل يَوْم فِي سلاحي صيد
460 - زيد بْن خَارِجَة بْن زيد بْن أبي زُهَيْر بْن مَالك بْن امْرِئ الْقَيْس بْن مَالك الْأَغَر بْن ثَعْلَبَة بْن كَعْب بن الْخَزْرَج من بنى(3/137)
الْحَارِث بْن الْخَزْرَج الْأنْصَارِيّ شهد بَدْرًا توفّي فِي زمن عُثْمَان وَهُوَ الَّذِي يُقَال إِنَّه تكلم بعد الْمَوْت وَأَبوهُ شهد أحدا وَأمه هزيلة بنت عتبَة بْن عَمْرو بْن خديج بْن عَامر بْن جشم بْن الْحَارِث بْن الْخَزْرَج
461 - زيد بْن ثَعْلَبَة بْن عَبْد ربه بْن زيد بْن الْحَارِث بْن الْخَزْرَج وَالِد عَبْد اللَّه بْن زيد الَّذِي أرى النداء فِي الْمَنَام لَهُ صُحْبَة
462 - زيد بْن النُّعْمَان أَبُو عَيَّاش الزرقي شهد النَّبِي(3/138)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي صَلَاة الْخَوْف وَيُقَال اسْمه زيد بْن الصَّامِت وَقد قيل عبيد بْن مُعَاوِيَة بْن الصَّامِت وَقَالَ بَعضهم عتِيك بْن معَاذ بْن الصَّامِت وَهُوَ من بني زُرَيْق كَانَ فَارس رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
463 - زيد بْن خَالِد الْجُهَنِيّ كنيته أَبُو عَبْد الرَّحْمَن وَيُقَال أَبُو طَلْحَة مَاتَ بِالْمَدِينَةِ سنة ثَمَان وَسبعين وَقد قيل ثَمَان وَسِتِّينَ بِالْكُوفَةِ وَكَانَ لَهُ يَوْم مَاتَ خمس وَثَمَانُونَ سنة
464 - زيد بْن أَرقم من بني الْحَارِث بْن الْخَزْرَج الْأنْصَارِيّ كنيته أَبُو عَمْرو وَيُقَال أَبُو سعيد وَقيل أَبُو عَامر وَقَالَ بَعضهم أَبُو أنيسَة سكن الْكُوفَة مَاتَ سنة خمس وَسِتِّينَ وَقد قيل سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَهُوَ زيد بْن أَرقم بْن زيد بن قيس بن النُّعْمَان(3/139)
بْن مَالك بْن ثَعْلَبَة بْن كَعْب بْن الْخَزْرَج بْن الْحَارِث بْن الْخَزْرَج
465 - زيد بْن مريع الْأنْصَارِيّ الْحَارِثِيّ لَهُ صُحْبَة
466 - زيد مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جد بِلَال بْن يسَار بْن زيد لَهُ صُحْبَة
467 - زيد بْن الدثنة لَهُ صُحْبَة
468 - زيد بْن جَارِيَة بْن عَامر الْعمريّ الأوسي أَخُو مجمع بْن جَارِيَة من بني عَمْرو بْن عَوْف كَانَ مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْبَر
469 - زيد بْن أبي أوفى شهد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يواخي بَين أَصْحَابه وَهُوَ أَخُو عَبْد اللَّه بْن أبي أوفى الْأَسْلَمِيّ(3/140)
470 - زيد بْن كَعْب السّلمِيّ الْبَهْزِي روى عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحمار العقير
471 - زيد بْن عَبْد اللَّه سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن الرّقية من الْحَيَّة فَأذن لَهُ فِيهَا
472 - زيد بْن مهلهل الطَّائِي لَهُ صُحْبَة
473 - زِيَاد بْن الْحَارِث الصدائي والصداء من الْيمن بَايع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا أَن عَبْد الرَّحْمَن بْن زِيَاد الإفْرِيقِي فِي إِسْنَاد خَبره
474 - زِيَاد بْن لبيد بْن ثَعْلَبَة بْن سِنَان بْن عَامر بْن عدي بْن أُميَّة بْن بياضة الْأنْصَارِيّ البياضي شهد بَدْرًا والعقبة كنيته أَبُو عَبْد اللَّه من فُقَهَاء الصَّحَابَة مِمَّن سكن الشَّام(3/141)
475 - زِيَاد بْن الغرد يُقَال لَهُ صُحْبَة وَيُقَال بْن قرد
476 - الزبْرِقَان بْن بدر بْن امْرِئ الْقَيْس بْن خلف بْن بَهْدَلَة بْن عَوْف بْن كَعْب بْن سعد وَقد قيل إِن اسْمه كَانَ الْحصين وسمى الزبْرِقَان لجماله وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد اسْتَعْملهُ على الصَّدقَات فَتوفي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذهب الزبْرِقَان بالصدقات إِلَى أبي بكر وَكَانَت سَبْعمِائة بعير مَاتَ فِي الْبَادِيَة ولد بهَا عقب كثير وَكَانَ شَاعِرًا
477 - زَاهِر بْن حرَام الْأَشْجَعِيّ بَدْرِي وَيُقَال لَهُ حزَام كَانَ يهدى(3/142)
إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول إِن لكل حَاضر بادية وَإِن بادية آل مُحَمَّد زَاهِر بْن حرَام
478 - زَاهِر بْن الْأسود الْأَسْلَمِيّ وَالِد مجزأَة بْن زَاهِر كَانَ مِمَّن بَايع تَحت الشَّجَرَة سكن الْكُوفَة
479 - زارع بْن عَامر الْعَبْدي من عَبْد الْقَيْس جَاءَ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وافدا كنيته أَبُو الْوَازِع
480 - زُهَيْر بْن عُثْمَان الثَّقَفِيّ لَهُ صُحْبَة حَدِيثه عِنْد أهل الْبَصْرَة
481 - زُهَيْر بْن أُميَّة لَهُ صُحْبَة
482 - زُرَارَة بْن عَمْرو النَّخعِيّ وَفد إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
483 - زنباع الجذامي وَالِد روح بْن زنباع قدم على النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم الله عَلَيْهِ(3/143)
وَسلم بِغُلَام لَهُ فَأعْتقهُ
484 - زبيب بْن ثَعْلَبَة الْعَنْبَري التَّمِيمِي لَهُ صُحْبَة حَدِيثه عِنْد وَلَده وَمِمَّنْ روى عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من النِّسَاء مِمَّن ابْتَدَأَ اسْمهَا على الزَّاي
485 - زَيْنَب بنت جحش بْن رِئَاب بْن يعمر بْن صبرَة بْن مرّة بْن كَبِير بْن غنم بْن دودان بْن أَسد بْن خُزَيْمَة الْأَسدي حَلِيف بني عَبْد شمس زَوْجَة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأم الْمُؤمنِينَ تقدم ذكرهَا مَاتَت سنة عشْرين بِالْمَدِينَةِ وَصلى عَلَيْهَا عمر بْن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ وَهِي أول نسَاء رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفَاة بعده وَأمّهَا أُمَيْمَة بنت(3/144)
عَبْد الْمطلب وَزَيْنَب بنت جحش وَهِي أول من حملت ونعشت من النِّسَاء فِي هَذِه الْأمة وفيهَا نزل وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ الْآيَة
486 - زَيْنَب بنت عُثْمَان بْن مَظْعُون بْن حبيب بْن وهب بْن حذافة بْن جمح لَهَا صُحْبَة
487 - زَيْنَب بنت خُزَيْمَة الْهِلَالِيَّة من بني عَبْد منَاف بْن هِلَال بْن عَامر بْن صعصعة زَوْجَة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ يُقَال لَهَا أم الْمَسَاكِين توفيت فِي حَيَاة رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
488 - زَيْنَب بنت أبي سَلمَة بْن عَبْد الْأسد المَخْزُومِي وَكَانَ اسْمهَا برة فسماها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَب
489 - زَيْنَب الثقفية بنت أبي مُعَاوِيَة امْرَأَة عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود سكنت الْكُوفَة مَعَ زَوجهَا(3/145)
490 - زَيْنَب بنت قيس بْن مخرمَة المطلبية صلت الْقبْلَتَيْنِ مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِي أُخْت عَبْد اللَّه وَمُحَمّد ابْني قيس بْن مخرمَة
(بَاب السِّين)
قَالَ أَبُو حَاتِم رَضِي الله عَنهُ وَمِمَّنْ روى عَن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّن ابْتَدَأَ اسْمه على السِّين
491 - سعد بْن معَاذ بْن النُّعْمَان بْن امْرِئ الْقَيْس بْن زيد بْن عَبْد الْأَشْهَل بْن جشم بْن الْحَارِث بْن الْخَزْرَج بْن عَمْرو بْن مَالك بْن أَوْس بْن حَارِثَة بْن ثَعْلَبَة بْن مَازِن بْن الْأسد بْن الْغَوْث بَدْرِي كنيته أَبُو عَمْرو الأوسي الْأنْصَارِيّ مَاتَ بِالْمَدِينَةِ فِي عهد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم بعد(3/146)
قُرَيْظَة وَهُوَ الَّذِي قَالَ لَهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اهتز عرش الرَّحْمَن لمَوْت سعد بْن معَاذ
492 - سعد بْن الرّبيع بْن عَمْرو بْن أبي زُهَيْر بْن مَالك بْن امْرِئ الْقَيْس بْن مَالك بْن ثَعْلَبَة بْن كَعْب بْن الْخَزْرَج بْن الْحَارِث بْن الْخَزْرَج الْأنْصَارِيّ الْحَارِثِيّ شهد الْعقبَة وبدرا وَقتل يَوْم أحد شَهِيدا
493 - سعد بْن عبيد بْن النُّعْمَان بْن قيس بْن عَمْرو بْن زيد بْن أُميَّة بْن زيد بْن مَالك بْن عَوْف بن عَمْرو بن عَوْف القارىء الْأنْصَارِيّ أَبُو زيد الَّذِي جمع الْقُرْآن على عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ وَالِد عُمَيْر بْن سعد والى عمر بْن الْخطاب قتل يَوْم الْقَادِسِيَّة سنة سِتّ عشرَة تقدم ذكرنَا لَهُ وَكَانَ لَهُ يَوْم قتل أَربع وَسِتُّونَ سنة(3/147)
494 - سعد بْن خَيْثَمَة بْن الْحَارِث بْن مَالك بْن كَعْب بْن النحاط بْن كَعْب بْن حَارِثَة بْن غنم بْن السّلم بْن امْرِئ الْقَيْس بْن مَالك بْن الْأَوْس من بني عَمْرو بْن عَوْف وَكَانَ نَقِيبًا كنيته أَبُو خَيْثَمَة قتل ببدر شَهِيدا
495 - سعد بْن عبَادَة بْن دليم بْن حَارِثَة بْن أبي خُزَيْمَة بْن ثَعْلَبَة بن طريف(3/148)
بْن الْخَزْرَج بْن سَاعِدَة بْن كَعْب بْن الْخَزْرَج الْأنْصَارِيّ كنيته أَبُو ثَابت وَقد قيل أَبُو قيس وَيُقَال أَبُو لبَابَة شهد بَدْرًا والعقبة وَكَانَ نَقِيبًا وَمَات لِسنتَيْنِ وَنصف من خلَافَة عمر سنة خمس عشرَة بالحوران من أَرض الشَّام وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ سيد الْخَزْرَج وَأمه عمْرَة بنت مَسْعُود بْن قيس بْن عَمْرو بْن زيد مَنَاة بْن عدي بْن عَمْرو بْن مَالك بْن النجار
496 - سعد بْن أبي رَافع أَتَاهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعودهُ
497 - سعد بْن زيد بْن سعد الأشْهَلِي أهْدى إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيْفا من نَجْرَان
498 - سعد بْن عمَارَة أَبُو سعيد الزرقي الْأنْصَارِيّ وَقيل إِن اسْم أبي سعيد عمَارَة بْن سعد وَالْأول أصح وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ أَبُو سعيد الْخَيْر(3/149)
499 - سعد بْن الأخرم الطَّائِي وَالِد الْمُغيرَة بْن سعد بْن الأخرم سكن الْكُوفَة حَدِيثه عِنْد ابْنه
500 - سعد بْن مَالك بْن سِنَان بْن عبيد بْن ثَعْلَبَة الْأنْصَارِيّ أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ مَاتَ بعد الْحرَّة سنة أَربع وَسِتِّينَ وخدرة من الْيمن وَأمه بنت(3/150)
أبي سليط بْن عَمْرو بْن قيس بْن مَالك بْن عدي بْن عَامر بْن غنم بْن عدي بْن النجار
501 - سعد بْن عُثْمَان بْن خلدَة بْن مخلد بْن عَامر بْن زُرَيْق الْأنْصَارِيّ الزرقي أَبُو عبَادَة بَدْرِي
502 - سعد بْن ضميرَة وَيُقَال أبي ضميرَة لَهُ صُحْبَة
503 - سعد بْن خَوْلَة زوج سبيعة الأسْلَمِيَّة توفّي فِي حَيَاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حجَّة الْوَدَاع وَكَانَ مِمَّن شهد بَدْرًا وَهُوَ مولى حَاطِب بْن عَمْرو بْن عَبْد شمس بْن عَبْد ود(3/151)
504 - سعد بْن الأطول بْن عَبْد اللَّه بْن خَالِد بْن واهب بْن غياث بْن عَبْد بْن شقرة بْن عدي بْن عَوْف بْن غطفان بْن قيس بْن جُهَيْنَة بْن زيد بْن لَيْث بْن سود بْن أسلم بْن الحاف بْن قضاعة الْجُهَنِيّ لَهُ صُحْبَة روى عَنهُ أَبُو نَضرة كنيته أَبُو قضاعة مَاتَ بعد خُرُوج عبيد اللَّه بْن زِيَاد من الْبَصْرَة أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى ثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ نَا عَبْدُ الْمَلِكِ أَبُو جَعْفَرٍ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ سَعْدِ بْنِ الأَطْوَلِ أَنَّ رَجُلا مَاتَ وَترك ثَلَاثمِائَة دِرْهَمٍ وَعِيَالا فَأَرَدْتُ أَنْ أُنْفِقَهَا عَلَى عِيَالِهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أَخَاكَ مَحْبُوسٌ بِدَيْنِهِ فَاقْضِ عَنْهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ قَضَيْتُ عَنْهُ إِلا امْرَأَةً ادَّعَتْ دِينَارَيْنِ وَلَيْسَتْ لَهَا بَيْنَةٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطِهَا(3/152)
فَإِنَّهَا صَادِقَةٌ
505 - سعد بْن تَمِيم السكونِي الْأَشْعَرِيّ وَالِد بِلَال بْن سعد العابد يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
506 - سعد بْن عَائِذ الْقرظ الْأنْصَارِيّ مولى عمار بْن يَاسر كَانَ يُؤذن فِي عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقباء وَكَذَلِكَ فِي أَيَّام أبي بكر فَلَمَّا ولى عمر أنزل سعد الْمَدِينَة وَأمره أَن يُؤذن فِي مَسْجِد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَولده يُؤذنُونَ فِي مَسْجِد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَوْم
507 - سعد وَالِد الْحَارِث بْن سعد لَهُ صُحْبَة كنيته أَبُو مطرف
508 - سعد بْن أبي ذئاب من أهل الْحجاز لَهُ صُحْبَة وَفد إِلَى(3/153)
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأسلم
509 - سعد بْن المدحاس من أهل الشَّام ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْخَلِيلِ بِحِمْصٍ قَالَ ثَنَا نَصْرُ بْنُ خُزَيْمَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ مَحْفُوظِ بْنِ عَلْقَمَةَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ ثَنَا أَبِي عَنْ نَصْرُ بْنُ عَلْقَمَةَ عَنْ أَخِيهِ مَحْفُوظِ بْنِ عَلْقَمَة عَن بن عَابِدٍ قَالَ سَعْدُ بْنُ الْمِدْحَاسِ قَالَ لَمَّا غَزَوْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُوُفِّيَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ وَرَجُلٌ مِنَ الأَعْرَابِ فَعَزَلُوا الأَعْرَابِيَّ وَقَدَّمُوا الأَنْصَارِيَّ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ فَقَالَ مَا شَأْنُكُمْ عَزَلْتُمْ هَذَا قَالُوا إِنَّهُ أَعْرَابِيٌّ نُبَادِرُ بِهِ فَنُصَلِّي عَلَيْهِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَمْ يُسْلِمِ الأَعْرَابِيُّ قَالُوا بَلَى قَالَ أَلَمْ يَخْرُجْ لِنَصْرِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ قَالُوا بَلَى قَالَ فَإِنِّي أُقْسِمُ لَيَسْتَغْنِيَنَّ الآنَ مِنَ الْجُبَّةِ
510 - سعد مولى أبي بكر يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة روى عَنهُ الْحسن حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ثَنَا أَبُو دَاوُدَ ثَنَا أَبُو عَامِرٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ سَعْدٍ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لأَبِي بَكْرٍ وَكَانَ سَعْدٌ مَمْلُوكًا لَهُ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ خدمته اعْتِقْ سَعْدا(3/154)
فَقَالَ أَبُو بكر يَا رَسُول اللَّهِ مَا لَنَا غَيْرُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْتِقْ سَعْدًا أَتَتْكَ الرِّجَالُ أَتَتْكَ الرِّجَالُ
511 - سعد مولى حَاطِب بْن أبي بلتعة لَهُ صُحْبَة
512 - سعيد بْن عَامر بْن خذيم الجُمَحِي من بني جمح بْن عَمْرو بْن هصيص بْن كَعْب كَانَ عَامل عمر وَمَات بحمص فِي عَهده وَأمه أروى بنت أبي معيط بْن أبي عَمْرو بْن أُميَّة بْن عَبْد شمس بْن عَبْد منَاف
513 - سعيد بْن يَرْبُوع بْن عنكثة بْن عَامر بْن مَخْزُوم المَخْزُومِي وَكَانَ اسْمه صرما فَسَماهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سعيدا كنيته أَبُو هود كَانَ فِيمَن أَعْطَاهُم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الْمُؤَلّفَة يَوْم حنين مَاتَ سنة أَربع وَخمسين وَله عشرُون وَمِائَة سنة وَأمه(3/155)
هِنْد بنت سعيد بْن ربَاب من سهم
514 - سعيد بْن سعد بْن عبَادَة الخزرجي الْأنْصَارِيّ
515 - سعيد بْن حيدة وَالِد كندير بْن سعيد حج فِي الْجَاهِلِيَّة وَرَأى عَبْد الْمطلب تقدم ذكره
516 - سعيد بْن حُرَيْث المَخْزُومِي أَخُو عَمْرو بْن حُرَيْث بْن عَمْرو بْن عُثْمَان بْن عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن مَخْزُوم لَهُ صُحْبَة عداده فِي أهل الْكُوفَة قتل بن خطل سعيد بْن حُرَيْث وَأَبُو بَرزَة
517 - سعيد بْن سعيد بْن الْعَاصِ بْن أُميَّة بْن عَبْد شمس بن(3/156)
عَبْد منَاف وَهُوَ أَخُو خَالِد بْن سعيد بْن الْعَاصِ الْأَكْبَر الَّذِي زوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان
518 - سعيد بْن أبي رَاشد لَهُ صُحْبَة
519 - سعيد بْن الْمُنْذر بْن مُحَمَّد بْن عقبَة بْن أحيحة بْن الجلاح وَأَبوهُ شهد بَدْرًا وَكَانَ أحيحة أول من بني الآكام وَهُوَ الَّذِي قَاتل تبعا
520 - سلمَان الْفَارِسِي أَبُو عَبْد اللَّه أَصله من قَرْيَة بأصبهان وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ سلمَان الْخَيْر وَمن زعم أَنَّهُمَا اثْنَان فقد وهم سكن الْكُوفَة مَاتَ فِي خلَافَة على رَضِي الله عَنهُ بِالْمَدَائِنِ سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ(3/157)
بعد الْجمل ذكرنَا ابْتِدَاء إِسْلَامه فِي أول الْكتاب
521 - سلمَان بْن عَامر الضَّبِّيّ لَهُ صُحْبَة سكن الْبَصْرَة حَدِيثه عِنْد أَهلهَا
522 - سَالم بْن عُمَيْر بْن ثَابت بْن كلفة بْن ثَعْلَبَة بْن عَمْرو بْن عَوْف بَدْرِي مَاتَ فِي أَيَّام مُعَاوِيَة
523 - سَالم بْن عبيد الْأَشْجَعِيّ وَكَانَ من أَصْحَاب الصّفة سكن الْكُوفَة
524 - سَالم بْن معقل مولى أبي حُذَيْفَة بْن عتبَة بْن ربيعَة بْن عَبْد شمس يعرف بِهِ وَهُوَ مولى امْرَأَة من الْأَنْصَار يُقَال لَهَا ليلى بنت يعار وَقد قيل إِن اسْم مولاته ثبيته بنت يعار امْرَأَة أَبى حُذَيْفَة بن(3/158)
عتبَة كنيته أَبُو عَبْد اللَّه قتل يَوْم الْيَمَامَة فِي عهد أبي بكر سنة ثِنْتَيْ عشرَة
525 - سَالم بْن حَرْمَلَة الْعَدْوى أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وافدا فَدَعَا لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
526 - سليم بْن قيس بْن قهد بْن قيس بْن ثَعْلَبَة بْن عبيد بْن ثَعْلَبَة بْن غنم عَم يحيى بْن سعيد الْأنْصَارِيّ وقهد لقبه واسْمه خَالِد وَذكر هُوَ فِي مَوضِع آخر أَن اسْم قهد عَمْرو
527 - سليم بْن جَابر الهُجَيْمِي لَهُ صُحْبَة وَقد قيل جَابر بْن سليم عداده فِي أهل الْبَصْرَة
528 - سليم أَبُو كَبْشَة مولى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم كَانَ(3/159)
من مولدِي مَكَّة ابتاعه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأعْتقهُ وَتُوفِّي فِي أول يَوْم اسْتخْلف فِيهِ عمر بْن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ
529 - سُلَيْمَان بْن صرد الْخُزَاعِيّ أَبُو مطرف أَتَاهُم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقَامَ عِنْدهم ثَلَاثًا وَقتل مَعَ الْمُخْتَار بْن أبي عبيد بِعَين الوردة فِي رَمَضَان سنة سبع وَسِتِّينَ وَكَانَ مَعَ الْحُسَيْن بْن عَليّ رَضِي الله عَنْهُمَا فَلَمَّا قتل الْحُسَيْن انْفَرد من عسكره تِسْعَة آلَاف نفس فيهم(3/160)
سُلَيْمَان بْن صرد وَقَالُوا نَحن التوابون قَتلهمْ كلهم عبيد اللَّه بْن زِيَاد وَكَانَ فيهم الْمُخْتَار بْن أبي عبيد
530 - سُلَيْمَان بْن أبي حثْمَة الْعَدْوى أَبُو عَوْف لَهُ صُحْبَة وَهُوَ سُلَيْمَان بْن أبي حثْمَة بْن حُذَيْفَة بْن غَانِم بْن عَامر بْن عَبْد اللَّه بْن عبيد بْن عويج بْن عدي بْن كَعْب وَأمه الشِّفَاء بنت عَبْد اللَّه بْن عبد شمس(3/161)
بْن خلف بْن صداد بْن عَبْد اللَّه بْن قرط بْن رزاح بْن عدي بْن كَعْب كَانَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ التَّرَاوِيح أَيَّام عمر بْن الْخطاب رَضِي اللَّه عَنهُ
531 - سُلَيْمَان بْن عَمْرو الزرقي لَهُ صُحْبَة
532 - سُلَيْمَان الجرشِي حَدِيثه عِنْد أهل الشَّام
533 - سلمى بْن حَنْظَلَة من أهل الْيَمَامَة لَهُ صُحْبَة
534 - سَلمَة بْن الْأَكْوَع بْن عَبْد اللَّه بْن قُشَيْر بْن خُزَيْمَة(3/162)
بْن مَالك بْن سلامان بْن أسلم من خُزَاعَة الْأَسْلَمِيّ أَبُو عَامر وَيُقَال أَبُو إِيَاس وَقد قيل أَبُو مُسلم وَيُقَال لَهُ سَلمَة بْن عَمْرو بْن الْأَكْوَع وَكَانَ من أَشد النَّاس وأشجعهم رَاجِلا تقدم ذكرنَا لَهُ مَاتَ سنة أَربع وَسبعين وَهُوَ بن ثَمَانِينَ سنة والأكوع لقب واسْمه سِنَان
535 - سَلمَة بْن سَلامَة بْن وقش بْن زغبة بْن زعوراء بْن عَبْد الْأَشْهَل بْن جشم بْن الْحَارِث بْن الْخَزْرَج الأشْهَلِي الْأنْصَارِيّ شهد بَدْرًا والعقبة كنيته أَبُو عَوْف مَاتَ سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَقد قيل إِنَّه مَاتَ سنة خمس وَأَرْبَعين فِي ولَايَة مُعَاوِيَة وَهُوَ أَخُو أبي نائلة سلكان بْن سَلامَة وَكَانَ لَهُ يَوْم مَاتَ سَبْعُونَ سنة وَأمه سلمى بنت سَلمَة بْن خَالِد بن عدى(3/163)
536 - سَلمَة بْن سَلام الأشْهَلِي الْأنْصَارِيّ حَدِيثه عِنْد أهل مصر
537 - سَلمَة بْن هِشَام بْن الْمُغيرَة من بني مَخْزُوم بْن يقظة بْن مرّة ويقظة أَخُو تيم وكلاب وَكَانَ سَلمَة مِمَّن دَعَا لَهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالنجاة قتل بمرج الصفر فِي الْمحرم سنة أَربع عشرَة وَأمه ضَبَابَة بنت عَامر بْن قرط بْن سَلمَة بْن قُشَيْر
538 - سَلمَة بْن المحبق الْهُذلِيّ وَاسم المحبق صَخْر بن عبيد بن(3/164)
الْحَارِث بْن حُصَيْن بْن الْحَارِث بْن عَبْد الْعُزَّى بْن الدابغة بْن لحيان بْن هُذَيْل بْن مدركة بْن إلْيَاس بْن مُضر بْن نزار وَهُوَ سَلمَة بْن ربيعَة بْن المحبق نسب إِلَى جده حَدِيثه عِنْد أهل الْبَصْرَة
539 - سَلمَة بْن يزِيد بْن مشجعَة بْن الْمجمع بْن مَالك بْن كَعْب بْن سعد بْن عَوْف بْن حَرِيم بْن جعفى بْن سعد الْعَشِيرَة بْن مذْحج الْجعْفِيّ لَهُ صُحْبَة
540 - سَلمَة بْن قيس الْأَشْجَعِيّ لَهُ صُحْبَة سكن الشَّام كُوفِي روى عَنهُ هِلَال بْن يسَاف الْأَشْجَعِيّ
541 - سَلمَة بْن صَخْر بْن سلمَان بْن الصمَّة بْن حَارِثَة بن الْحَارِث بن(3/165)
زيد مَنَاة بْن حبيب بْن عَبْد حَارِثَة بْن مَالك بْن غضب بْن جشم الْأنْصَارِيّ البياضي الَّذِي وَقع على امْرَأَته فِي شهر رَمَضَان فَقَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْتِقْ رَقَبَة فَقَالَ مَا أملك إِلَّا رقبتي هَذِه قَالَ فَصم شَهْرَيْن مُتَتَابعين قَالَ وَهل دخل على مَا دخل إِلَّا فِي الصَّوْم قَالَ فأطعم سِتِّينَ مِسْكينا من حَدِيث مُحَمَّد بْن إِسْحَاق عَن مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن عَطاء عَن سُلَيْمَان بْن يسَار عَن سَلمَة بْن صَخْر البياضي
542 - سَلمَة بْن أُميَّة التَّمِيمِي أَخُو يعلى بْن أُميَّة لَهُ صُحْبَة عداده فِي أهل مَكَّة وهم حلفاء بني عَبْد شمس
543 - سَلمَة بْن نعيم بْن مَسْعُود الْأَشْجَعِيّ سكن الْكُوفَة حَدِيثه عِنْد أَهلهَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من لَقِي اللَّه لَا يُشْرك بِاللَّه شَيْئا دخل الْجنَّة رَوَاهُ سَالم بْن أبي الْجَعْد(3/166)
544 - سَلمَة بْن نفَيْل السكونِي الْكِنْدِيّ التراغمي سكن الشَّام حَدِيثه عِنْد أَهلهَا
545 - سَلمَة بْن يزِيد الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة
546 - سَلمَة بْن أسلم بْن حريش بْن عدي بْن مجدعة بْن حَارِثَة بْن الْحَارِث حَلِيف لبني عَبْد الْأَشْهَل كنيته أَبُو سعد قتل يَوْم جسر بْن عبيد سنة أَربع عشرَة وَهُوَ بن ثَلَاث وَعشْرين سنة(3/167)
547 - سَلامَة بْن قَيْصر الْحَضْرَمِيّ سكن مصر حَدِيثه عِنْد أَهلهَا مَاتَ بِبَيْت الْمُقَدّس وقبره بهَا وَله بكور فلسطين عقب
548 - سَلامَة أَبُو حَدْرَد الْأَسْلَمِيّ
549 - السكين الضمرِي لَهُ صُحْبَة
550 - سهل بْن سعد بْن مَالك بْن خَالِد بْن ثَعْلَبَة بْن حَارِثَة بْن عَمْرو بْن الْخَزْرَج بْن سَاعِدَة السَّاعِدِيّ من بني سَاعِدَة بْن كَعْب بْن الْخَزْرَج كنيته أَبُو الْعَبَّاس مَاتَ سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَقد قيل سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ كَانَ اسْمه حزنا فَسَماهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سهلا وَهُوَ آخر من مَاتَ من الصَّحَابَة بِالْمَدِينَةِ(3/168)
551 - سهل بْن أبي حثْمَة الْحَارِثِيّ الْأنْصَارِيّ وكنيته أَبُو يحيى وَيُقَال أَبُو مُحَمَّد وَهُوَ سهل بْن أبي حثْمَة بْن سَاعِدَة بْن عَامر بْن عدي بْن مجدعة بْن حَارِثَة بْن الْحَارِث بْن الْخَزْرَج وَأمه أم الرّبيع بنت سَالم بْن عدي بْن مجدعة كَانَ بْن ثَمَان سِنِين لما قبض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
552 - سهل بْن حنيف بْن واهب بْن العكيم بْن ثَعْلَبَة بْن الْحَارِث بْن مجدعة(3/169)
بْن عَمْرو بْن حَنش بْن عَوْف بْن عَمْرو بْن عَوْف بْن مَالك بْن أَوْس بَدْرِي سكن الْكُوفَة مَاتَ بعد صفّين سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بِالْكُوفَةِ وَصلى عَلَيْهِ عَليّ بْن أبي طَالب وَكبر عَلَيْهِ أَرْبعا وَقد قيل سِتا وَكَانَت كنية سهل أَبُو سعيد وَله عقب بِالْمَدِينَةِ
553 - سهل بْن الحنظلية والحنظلية أم جده وَاسم أَبِيه عقيب الْأنْصَارِيّ التَّمِيمِي سكن الشَّام
554 - سهل بن مَالك الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة
555 - سهل بن وهب بْن ربيعَة بْن هِلَال بن مَالك بن ضبة بن(3/170)
الْحَارِث بن فهر الْقرشِي يُقَال لَهُ بن الْبَيْضَاء والبيضاء أمه مَاتَ فِي عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصلى عَلَيْهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِد
556 - سُهَيْل بْن عَمْرو بْن عَبْد شمس بْن عَبْد ود بْن نصر بْن مَالك بْن حسل بْن عَامر بْن لؤَي الْقرشِي أَبُو يزِيد وَالِد أبي جندل بْن سُهَيْل من أهل مَكَّة انْتقل إِلَى الْمَدِينَة وَأمه حبى بنت قيس بْن ضبيس بْن ثَعْلَبَة بْن حَيَّان بْن غنم بْن مليح بْن عَمْرو بْن خُزَاعَة وَهُوَ من قُرَيْش خرج مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حنين وَهُوَ مُشْرك وَأسلم بالجعرانة وَكَانَ من الْمُؤَلّفَة قُلُوبهم ثمَّ حسن إِسْلَامه وَخرج إِلَى الشَّام فِي خلَافَة عمر غازيا وَمَات بهَا فِي طاعون عمواس سنة ثَمَان عشرَة
557 - السَّائِب بْن يزِيد بْن أُخْت نمر الْكِنْدِيّ وَيُقَال إِنَّه هذلى(3/171)
وَحج بِهِ مَعَ النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ بن سبع سِنِين وَمَات سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَهُوَ بن سبع وَثَمَانِينَ سنة وَهُوَ السَّائِب بْن يزِيد بْن عَبْد اللَّه بْن سعيد بْن ثُمَامَة بْن الْأسود بْن عَبْد اللَّه وَقد كَانَ على السُّوق أَيَّام عمر بْن الْخطاب رَضِي اللَّه عَنهُ
558 - السَّائِب بْن عُثْمَان بْن مَظْعُون الجُمَحِي لَهُ صُحْبَة أمه خَوْلَة بنت حَكِيم بْن أُميَّة بْن حَارِثَة بْن الأوقص أَصَابَهُ سهم بِالْيَمَامَةِ فَمَاتَ سنة ثِنْتَيْ عشرَة وَهُوَ بن بضع وَثَلَاثِينَ سنة
559 - السَّائِب بْن أبي ودَاعَة بْن صبرَة بْن سعيد بْن سعد بْن سهم الْقرشِي السَّهْمِي أَخُو الْمطلب بْن أَبى ودَاعَة لَهُ صُحْبَة(3/172)
560 - السَّائِب بْن خَلاد وَالِد خَلاد بْن السَّائِب لَهُ صُحْبَة وَهُوَ السَّائِب بْن خَلاد بْن سُوَيْد بْن ثَعْلَبَة بْن عَمْرو بْن حَارِثَة بْن امْرِئ الْقَيْس بْن مَالك بْن ثَعْلَبَة بْن كَعْب بْن الْخَزْرَج بْن الْحَارِث بْن الْخَزْرَج أَبُو سهلة
561 - السَّائِب بْن عَبْد اللَّه بْن أبي السَّائِب بْن عَائِذ بْن عَبْد اللَّه بْن عمر بْن مَخْزُوم الْقرشِي
562 - السَّائِب بْن الْأَقْرَع الثَّقَفِيّ مسح النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأسه(3/173)
563 - سَمُرَة بْن جُنْدُب الْفَزارِيّ من بني ذبيان بْن بغيض بْن ريث بْن غطفان بْن سعد بْن قيس عيلان بْن مُضر كنيته أَبُو سعيد وَقيل أَبُو سُلَيْمَان كَانَ زِيَاد يَسْتَعْمِلهُ سِتَّة أشهر على الْبَصْرَة وَسِتَّة أشهر على الْكُوفَة وَمَات آخر تسع وَخمسين وَأول سنة سِتِّينَ بعد أبي هُرَيْرَةَ وَكَانَ أخول حليفا للْأَنْصَار
564 - سَمُرَة بْن مغير بْن لوذان بْن ربيعَة بْن عريج بْن سعد بْن جمح الجُمَحِي أَبُو مَحْذُورَة الْمُؤَذّن مَاتَ بعد أبي هُرَيْرَةَ وَقيل مَاتَ سَمُرَة مَا بَين سنة ثَمَان وَخمسين إِلَى السِّتين وَقد قيل اسْمه سُبْرَة بْن معِين وَقيل اسْمه أَوْس بْن معير وَيُقَال معير بن محيريز(3/174)
عداده فِي أهل مَكَّة ولاه رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَذَان بِمَكَّة يَوْم الْفَتْح فالأذان بِمَكَّة فِي وَلَده إِلَى الْيَوْم
565 - سَمُرَة بْن جُنَادَة بْن جُنْدُب بْن حُجَيْر السوَائِي حَلِيف بني زهرَة وَالِد جَابر بْن سَمُرَة لَهُ صُحْبَة وَمَات بِالْكُوفَةِ فِي ولَايَة عَبْد الْملك بْن مَرْوَان وَهُوَ سَمُرَة بْن جُنَادَة بْن جُنْدُب بْن حُجَيْر بْن رياب بْن حبيب بْن سواءة بْن عَامر بْن صعصعة
566 - سُبْرَة بْن فاتك الْأَسدي حَدِيثه عِنْد أهل الشَّام وَهُوَ أَخُو(3/175)
خريم بْن فاتك الْأَسدي
567 - سُبْرَة بْن معبد الْجُهَنِيّ وَالِد الرّبيع بْن سُبْرَة كنيته أَبُو ثرية
568 - سُبْرَة بْن عَوْسَجَة أَبُو الرّبيع لَهُ صُحْبَة كَانَ ينزل دَار الْمَرْوَة مَاتَ فِي ولَايَة مُعَاوِيَة بْن أبي سُفْيَان
569 - سُبْرَة بْن عَمْرو بْن سليط الْأنْصَارِيّ
570 - سُبْرَة بن أَبى الْفَاكِه وَيُقَال بن الْفَاكِه يروي عَنهُ سَالم بْن أبي الْجَعْد
571 - سُوَيْد بْن النُّعْمَان الْأنْصَارِيّ
572 - سُوَيْد بْن مقرن الْمُزنِيّ أَبُو عدي أَخُو النُّعْمَان بْن مقرن سكن الْكُوفَة(3/176)
573 - سُوَيْد بْن زيد الجذامي من بني الضبيب لَهُ صُحْبَة مَاتَ بِبَيْت جبرين من كور فلسطين
574 - سُوَيْد بْن حَنْظَلَة الْجعْفِيّ أَبُو جدة إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الْأَعْلَى لَهُ صُحْبَة
575 - سُوَيْد بْن قيس الذهلي جلب هُوَ ومخرمة الْعَبْدي بزا من هجر فَأتيَا مَكَّة
576 - سُوَيْد بْن قيس أَبُو مرحب لَهُ صُحْبَة
577 - سبيع بْن قيس بْن عيشة بْن أُميَّة بْن مَالك بْن عامرة من بلحارث بْن الْخَزْرَج بَدْرِي أَخُو عباد بن قيس(3/177)
578 - سُوَيْد الْجُهَنِيّ وَالِد عقبَة بْن سُوَيْد لَهُ صُحْبَة
579 - سلكان بْن سَلامَة بْن وقش بْن زغبة بْن زعوراء بْن عَبْد الْأَشْهَل أَبُو نائلة شهد بَدْرًا
580 - سِنَان بْن أبي سِنَان بْن مُحصن بْن حرثان بْن قيس الدؤَلِي الْأَسدي مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَكَانَ بَينه وَبَين أَبِيه عشرُون سنة وَمَات أَبوهُ أَبُو سِنَان الْأَسدي وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على قُرَيْظَة
581 - سِنَان بْن عَبْد اللَّه الْجُهَنِيّ لَهُ صُحْبَة
582 - سِنَان بْن سنة الْأَسْلَمِيّ لَهُ صُحْبَة يُقَال إِنَّه توفّي سنة ثَلَاثِينَ فِي خلَافَة عُثْمَان
583 - سِنَان بْن سَلمَة بْن المحبق الْهُذلِيّ ولد يَوْم حنين سَمَّاهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّه عَلَيْهِ وَسلم سِنَانًا كنيته أَبُو عَبْد الرَّحْمَن عداده فِي أهل الْبَصْرَة مَاتَ فِي آخر ولَايَة الْحجَّاج بْن يُوسُف الثَّقَفِيّ أَحَادِيث قَتَادَة عَنهُ مُرْسلَة
584 - سِنِين بْن وَاقد أَبُو جميلَة الظفري كَانَ مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَام الْفَتْح
585 - سليك الْغَطَفَانِي دخل الْمَسْجِد وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخْطب وَأمره أَن يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ
586 - سَواد بْن غزيَّة بْن أهيب لَهُ صُحْبَة
587 - سَواد بْن قَارب الْأَزْدِيّ لَهُ قصَّة طَوِيلَة لَيْسَ هَذَا موضعهَا
588 - سَواد بْن الرّبيع الْجرْمِي أَمر لَهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذود(3/178)
عداده فِي أهل الْبَصْرَة وَيُقَال سوَادَة بْن الرّبيع
589 - سماك بْن خَرشَة أَبُو دُجَانَة الْأنْصَارِيّ من بني ثَعْلَبَة بْن الْخَزْرَج من بني سَاعِدَة تقدم ذكرنَا لَهُ اسْتشْهد يَوْم الْيَمَامَة وَقد شرك فِي قتل مُسَيْلمَة ذَلِك الْيَوْم وَلأبي دُجَانَة عقب بِالْمَدِينَةِ وَالْعراق مَعًا
590 - سماك بْن سعد بْن ثَعْلَبَة بْن خلاس بْن زيد بْن مَالك بَدْرِي أَخُو بشير بْن سعد وَهُوَ عَم النُّعْمَان بْن بشير بْن سعد
591 - سراقَة بْن مَالك بْن جعْشم الْكِنَانِي مدلجيكنيته أَبُو سُفْيَان عداده فِي أهل مَكَّة وَهُوَ سراقَة بْن مَالك بْن جعْشم بْن مَالك بْن عَمْرو بْن تيم بْن مُدْلِج بْن مرّة بْن عَبْد مَنَاة بْن كنَانَة شهد حنينا مَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ يسكن قديدا
592 - سفينة أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَقَدْ قِيلَ أَبُو البخترى مولى أم سَلمَة(3/180)
زَوْجَة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ صُحْبَة حَدِيثه عِنْد سعيد بْن جمْهَان كَانَ يسكن بطن نَخْلَة وَقد قيل إِن اسْمه رَبَاح مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
593 - سليط بْن قيس بْن عَمْرو بْن عبيد بْن مَالك بْن عدي بْن عَامر بْن غنم بْن عدي بْن النجار شهد بَدْرًا وَاسْتشْهدَ يَوْم الجسر مَعَ أبي عبيد بْن مَسْعُود الثَّقَفِيّ فِي خلَافَة عمر بْن الْخطاب سنة أَربع عشرَة
594 - سليط بْن عَمْرو العامري لَهُ صُحْبَة
595 - سِبَاع بْن عرفطة الْغِفَارِيّ ولاه النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَة حَيْثُ خرج إِلَى خَيْبَر
596 - سَوَاء بْن خَالِد أَخُو حَبَّة بْن خَالِد لَهُ صُحْبَة(3/181)
597 - سَوَاء بْن الْحَارِث الْمحَاربي لَهُ صُحْبَة
598 - سراج بْن مجاعَة الْحَنَفِيّ من أهل الْيَمَامَة لَهُ صُحْبَة
599 - سعر بْن شُعْبَة أَبُو جَابر الدؤَلِي قَالَ أَتَى مُصدقا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنا فِي بعض هَذِه الشعاب
600 - سُفْيَان بْن أبي زُهَيْر النمري الْأَزْدِيّ الشنوئي من أَزْد شنُوءَة من الْيمن وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ بن الْفَرد يروي عَنهُ السَّائِب بْن يزِيد بْن أُخْت نمر
601 - سُفْيَان بْن عَبْد اللَّه بْن أبي ربيعَة الثَّقَفِيّ عداده فِي أهل الطَّائِف
602 - سُفْيَان بْن قيس بْن أبان أَخُو وهب بْن قيس لَهُ صُحْبَة(3/182)
603 - سُفْيَان بْن أَسد الْحَضْرَمِيّ وَيُقَال أسيد لَهُ صُحْبَة
604 - سُفْيَان بْن وهب الْخَولَانِيّ سكن مصر لَهُ صُحْبَة
605 - سرق بْن أَسد كَانَ اسْمه الْحباب سكن مصر لَهُ صَحبه
606 - سَخْبَرَة الْأَزْدِيّ وَالِد عَبْد اللَّه بْن سَخْبَرَة يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة وَمِمَّنْ روى عَن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من النِّسَاء مِمَّن ابْتَدَأَ اسْمهَا على السِّين
607 - سَوْدَة بنت زَمعَة بْن قيس بْن عَبْد شمس بْن عَبْد ود بْن نصر بْن مَالك بْن حسل بْن عَامر بْن لؤَي زَوْجَة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأم الْمُؤمنِينَ تقدم ذكرنَا لَهَا وَأمّهَا الشموس بنت قيس بْن عَمْرو الْأَنْصَارِيَّة وَمن زعم أَن هَذِه أُخْت عَبْد اللَّه بْن زَمعَة فقد وهم وَسَوْدَة هِيَ أول امْرَأَة تزوج بهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد موت خَدِيجَة بنت خويلد وَمَاتَتْ سَوْدَة سنة خمس وَخمسين(3/183)
608 - سلمى أم رَافع مولاة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَة أبي رَافع وَقد قيل إِنَّهَا مولاة صَفِيَّة بنت عَبْد الْمطلب
609 - سلمى بنت قيس كنيتها أم الْمُنْذر الْأَنْصَارِيَّة أحد نسَاء بني عدي بْن النجار صلت إِلَى الْقبْلَتَيْنِ مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
610 - سَلامَة بنت معقل القيسية لَهَا صُحْبَة من عدوان
611 - سَلامَة بنت الْحر الفزارية أُخْت خَرشَة لَهَا صُحْبَة
612 - سميَّة مولاة أبي حُذَيْفَة بْن الْمُغيرَة بْن عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن مَخْزُوم أم عمار بْن يَاسر
613 - سهلة بنت عَاصِم بْن عدي الْأَنْصَارِيَّة لَهَا صُحْبَة
614 - سهلة بنت سُهَيْل بْن عَمْرو لَهَا صُحْبَة من مهاجرات الْحَبَشَة هَاجَرت مَعَ زَوجهَا أبي حُذَيْفَة بْن عتبَة بن ربيعَة(3/184)
615 - سرى بنت نَبهَان بْن عَمْرو الغنوية لَهَا صُحْبَة
616 - سبيعة بنت الْحَارِث الأسْلَمِيَّة امْرَأَة سعد بْن خَوْلَة
617 - سِيرِين أم عَبْد الرَّحْمَن بْن حسان بْن ثَابت
618 - سمراء بنت نهيك لَهَا صُحْبَة
619 - سراء بنت سِنَان الغنوية لَهَا صُحْبَة
620 - السَّوْدَاء بنت عَاصِم لَهَا صُحْبَة
(بَاب الشين)
قَالَ أَبُو حَاتِم وَمِمَّنْ روى عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّن ابْتَدَأَ اسْمه على الشين
621 - شَدَّاد بْن أَوْس بْن ثَابت بْن الْمُنْذر بْن حرَام بْن عَمْرو بْن زيد مَنَاة بْن عدي بْن عَمْرو بْن مَالك بْن النجار النجاري الخزرجي كنيته أَبُو يعلى بن أخي حسان بْن ثَابت سكن الشَّام وَمَات بِبَيْت الْمُقَدّس سنة ثَمَان وَخمسين فِي ولَايَة مُعَاوِيَة بن أَبى سُفْيَان(3/185)
وقبره بهَا
622 - شَدَّاد بْن أسيد السّلمِيّ عَاده رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثه عِنْد ابْنه عَامر بْن شَدَّاد
623 - شَدَّاد بْن الْهَادِي بْن عَبْد اللَّه بْن جَابر بْن بشر من بني عَامر بْن لَيْث اللَّيْثِيّ وَالِد عَبْد اللَّه بْن شَدَّاد يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة وَله دَار بِالْمَدِينَةِ
624 - شَدَّاد بْن شُرَحْبِيل الْأنْصَارِيّ سكن الشَّام لَهُ صُحْبَة حَدِيثه عِنْد عَيَّاش بْن يُونُس
625 - شيبَة بْن عُثْمَان بْن أبي طَلْحَة بْن عَبْد الْعُزَّى بْن عُثْمَان بْن عَبْد الدَّار بْن أقْصَى الحجى الْقرشِي الْمَكِّيّ كنيته أَبُو عُثْمَان مَاتَ سنة تسع وَخمسين
626 - شُرَحْبِيل بن حَسَنَة وهى أمه وَهُوَ بْن عَبْد اللَّه بْن المطاع بن عَمْرو(3/186)
الْكِنْدِيّ أحد بني الْغَوْث بْن مر أَخُو تَمِيم بْن مر حَلِيف بني زهرَة وشرحبيل هُوَ أَخُو عَبْد الرَّحْمَن بْن حَسَنَة وحسنة مولاة لمعمر بْن حبيب بْن وهب بْن حذافة بْن جمح من الْيمن هَاجَرت مَعَ زَوجهَا إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَزوجهَا سُفْيَان بْن مَاتَ شُرَحْبِيل سنة ثَمَان عشرَة فِي طاعون عمواس فِي خلَافَة عمر وَهُوَ بن سبع وَسِتِّينَ سنة وَكَانَ من أُمَرَاء الأجناد وكنيته أَبُو عَبْد اللَّه من مهاجرة الْحَبَشَة وَالله أعلم
627 - شُرَحْبِيل بْن السمط الْكِنْدِيّ كَانَ عَاملا على حمص وَمَات بهَا وَصلى عَلَيْهِ حبيب بْن سَلمَة
628 - شُرَحْبِيل بْن غيلَان بْن سَلمَة بْن معتب بْن مَالك بْن كَعْب الثَّقَفِيّ كَانَ مِمَّن وَفد إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاتَ سنة سِتِّينَ وَأمه رائطة بنت وهب بن معتب(3/187)
629 - شُرَحْبِيل بْن الْأَعْوَر بْن عَمْرو بْن مُعَاوِيَة وَهُوَ الضباب بْن كلاب يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
630 - شُرَحْبِيل بْن أَوْس الْكِنْدِيّ سكن الشَّام حَدِيثه عِنْد أَهلهَا
631 - شُرَحْبِيل أَبُو عَبْد الرَّحْمَن الْجعْفِيّ يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
632 - الشريد بْن سُوَيْد الثَّقَفِيّ كنيته أَبُو عَمْرو عداده فِي أهل الطَّائِف وَهُوَ وَالِد عَمْرو بْن الشريد يُقَال إِنَّه من حَضرمَوْت وَيُقَال أَيْضا إِنَّه من هَمدَان حَلِيف لثقيف
633 - شبْل بْن خُلَيْد الْمُزنِيّ لَهُ صُحْبَة وَمن قَالَ شبْل بْن حَامِد فقد وهم
634 - شَيبَان أَبُو يحيى الْأنْصَارِيّ جد أبي هُبَيْرَة يحيى بْن عباد لَهُ صُحْبَة سكن الْكُوفَة
635 - شريك بْن طَارق الْحَنْظَلِي التَّمِيمِي لَهُ صُحْبَة حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْقَزَّازُ بِالْبَصْرَةِ نَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ عَنْ شَرِيكِ بْنِ طَارِقٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله(3/188)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يُدْخِلُهُ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ قَالُوا وَلا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَلا أَنَا إِلا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ
636 - شريك بْن سَحْمَاء الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة
637 - شَمْعُون الْكِنَانِي أَبُو رَيْحَانَة وَقد قيل اسْمه عَبْد اللَّه بْن النَّضر وَالْأول أصح سكن مصر وَمَات بِبَيْت الْمُقَدّس وَله بهَا عقب
638 - شقران مولى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لعبد الرَّحْمَن بْن عَوْف فَاشْتَرَاهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ اسْمه صَالح وَكَانَ يَقُول أَنا وضعت القطيفة تَحت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقَبْر
639 - شُرَيْح الَّذِي روى عَنهُ عَمْرو بْن دِينَار وَأَبُو الزبير كل شَيْء فِي الْبَحْر مَذْبُوح قَوْله لَهُ صُحْبَة(3/189)
640 - شُجَاع بْن وهب بْن ربيعَة بْن أَسد بْن صُهَيْب بْن مَالك بْن كثير بْن غنم أَبُو وهب الْأَسدي بَدْرِي
641 - شكل بْن حميد الْعَبْسِي وَالِد شُتَيْر بْن شكل لَهُ صُحْبَة سكن الْكُوفَة
642 - شريط بْن أنس الْأَشْجَعِيّ يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
643 - شرَاحِيل بْن غيلَان بْن سَلمَة الثَّقَفِيّ
644 - شهَاب الْجرْمِي أَبُو كُلَيْب جد عَاصِم بْن كُلَيْب لَهُ صُحْبَة
(النِّسَاء)
645 - الشموس بنت النُّعْمَان بْن عَامر بْن مجمع الأوسي لَهَا صُحْبَة قَالَت رَأَيْت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِين قدم الْمَدِينَة وَأسسَ هَذَا الْمَسْجِد وَهُوَ يَأْخُذ الْحجر فيأتيه الرجل فَيَقُول أَي رَسُول اللَّه بِأبي وَأمي أَعْطِنِي أكفك فَيَقُول لَا خُذ حجرا مثله
(بَاب الصَّاد)
قَالَ أَبُو حَاتِم وَمِمَّنْ روى عَن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّن ابْتَدَأَ اسْمه(3/190)
على الصَّاد
646 - صَفْوَان بْن أُميَّة بْن خلف بْن وهب بْن حذافة بْن جمح بْن عَمْرو بْن هصيص بْن كَعْب بْن لؤَي الجُمَحِي الْقرشِي أَبُو وهب وَقد قيل أَبُو أُميَّة عداده فِي أهل مَكَّة مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين فِي ولَايَة مُعَاوِيَة وَأمه صَفِيَّة بنت معمر بْن حبيب بْن وهب بْن حذافة بْن جمح
647 - صَفْوَان بْن مخرمَة الزهرى لَهُ صُحْبَة
648 - صَفْوَان بن بَيْضَاء وَهِي أمه وَأَبوهُ وهب بْن ربيعَة بْن هِلَال بْن أهيب بْن ضبة كنيته أَبُو عَمْرو مَاتَ سنة ثَلَاثِينَ
649 - صَفْوَان بْن عَسَّال الْمرَادِي سكن الْكُوفَة حَدِيثه عِنْد أَهلهَا(3/191)
650 - صَفْوَان بْن الْمُعَطل بْن ربيعَة بْن خزاعي بْن محَارب بْن مرّة بْن فالج بْن ذكْوَان بْن ثَعْلَبَة السّلمِيّ أَبُو عَمْرو الذكواني قتل سنة تسع عشرَة غازيا على عهد عمر بْن الْخطاب وَهُوَ الَّذِي رميت بِهِ عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ رَضِي اللَّه عَنْهَا وَكَانَ على ساقة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَة الْمُريْسِيع
651 - صَفْوَان بْن عَبْد الرَّحْمَن الْقرشِي وَالِد عَبْد الرَّحْمَن بْن صَفْوَان لَهُ صُحْبَة أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايعهُ حَدِيثه عِنْد وَلَده وَقد قيل إِنَّه صَفْوَان بْن قدامَة وَهُوَ أشهر(3/192)
652 - صَفْوَان بْن عبيد لَهُ صُحْبَة
653 - صَخْر بْن حَرْب بْن أُميَّة بْن عَبْد شمس بْن عَبْد منَاف أَبُو سُفْيَان الْأمَوِي الْقرشِي وَالِد مُعَاوِيَة بْن أبي سُفْيَان مَاتَ سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ فِي خلَافَة عُثْمَان بْن عَفَّان وَهُوَ بن ثَمَان وَثَمَانِينَ سنة وَأم أبي سُفْيَان صَفِيَّة بنت حزن بْن بجير بْن الهزم بْن رويبة بْن عَبْد اللَّه بْن هِلَال
654 - صَخْر بْن وَدِيعَة الغامدي الْأَزْدِيّ وَيُقَال بن ودَاعَة حَدِيثه عِنْد عمَارَة بْن حَدِيد
655 - صَخْر بْن الْعيلَة بْن عَبْد اللَّه بْن ربيعَة الأحمسي أَبُو حَازِم لَهُ صُحْبَة
656 - صُهَيْب بْن سِنَان بْن مَالك بْن عَبْد عَمْرو بْن عقيل بْن عَامر بْن جندلة بْن خُزَيْمَة بْن كَعْب بْن سعد بْن أسلم بْن أَوْس مَنَاة بْن النمر بْن قاسط بْن هنب بْن أفصى بْن دعمى بْن جديلة بْن أَسد بْن ربيعَة بن(3/193)
نزار بْن معد بْن عدنان كنيته أَبُو يحيى مولى عَبْد اللَّه بْن جدعَان التَّيْمِيّ وَقد قيل حَلِيف بْن جدعَان من سبى الْموصل أَصله من الجزيرة أمه سلمى بنت قعيد مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ فِي خلَافَة عَليّ بْن أبي طَالب وَدفن بِالبَقِيعِ وَكَانَ لَهُ يَوْم مَاتَ سَبْعُونَ سنة وَمن أَوْلَاده حَمْزَة وَعباد
657 - صعصعة بْن نَاجِية التَّمِيمِي الْمُجَاشِعِي عَم الفرزدق وَيُقَال هُوَ جده قدم على النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقد سكن الْبَصْرَة سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول احفظ مَا بَين لحييك ورجليك روى عَنهُ عقال بْن صعصعة بْن نَاجِية
658 - صلَة بْن الْحَارِث الْغِفَارِيّ لَهُ صُحْبَة
659 - صحار بْن صَخْر الْعَبْدي وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ صحار بن عَبَّاس(3/194)
سكن الْبَصْرَة وَمَات بهَا لَهُ صُحْبَة كنيته أَبُو عَبْد الرَّحْمَن
660 - الصدى بْن عجلَان بْن وهب بْن عَمْرو بْن عَامر بْن رَبَاح بْن الْحَارِث بْن سهم بْن عَمْرو بْن ثَعْلَبَة بْن قيس عيلان أَبُو أُمَامَة الْبَاهِلِيّ مَاتَ سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَهُوَ بن إِحْدَى وَتِسْعين سنة وَكَانَ يصفر لحيته وَكَانَ أَبُو أُمَامَة مَعَ على بصفين
661 - الصعب بْن جثامة بْن قيس بْن ربيعَة بْن عَبْد اللَّه بْن يعمر بْن عَوْف بْن كَعْب بْن عَامر بْن اللَّيْث بْن بكر اللَّيْثِيّ هَاجر إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعداده فِي أهل الطَّائِف مَاتَ فِي آخر خلَافَة عمر وَكَانَ ينزل ودان(3/195)
662 - صرد بْن عَبْد اللَّه الجرشِي لَهُ صُحْبَة
663 - الصنابح بْن الأعسر الأحمسي لَهُ صُحْبَة سكن الْكُوفَة سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول إِنِّي مُكَاثِر بكم الْأُمَم فَلَا تقتلن بعدِي روى عَنهُ قيس بْن أبي حَازِم
664 - صبيح أَبُو عَبْد اللَّه جد مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن يسَار أَبُو أمه يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
665 - الصلصال بْن الدلهمس بْن حمل بْن جندلة بْن بجيلة بْن منقذ بْن المحتجب بْن الْأَغَر بْن الغضنفر بْن تيم بْن ربيعَة بْن نزار بْن معد لَهُ صُحْبَة حَدِيثه عِنْد ابْنه الضَّوْء بن الصلصال(3/196)
وَمِمَّنْ روى عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من النِّسَاء من أسمائها على الصَّاد الْمُهْملَة
666 - صَفِيَّة بنت حييّ بْن أَخطب النضيري زَوْجَة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأم الْمُؤمنِينَ أعْتقهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجعل عتقهَا صَدَاقهَا تقدم ذكرهَا مَاتَت فِي إِمَارَة مُعَاوِيَة بْن أبي سُفْيَان وَقد قيل إِن صَفِيَّة مَاتَت سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ فِي خلَافَة عَليّ
667 - صَفِيَّة بنت عَبْد الْمطلب بْن هَاشم بْن عَبْد منَاف عمَّة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمهَا هَالة بنت وهيب بْن عَبْد منَاف بْن زهرَة وَهِي وَالِدَة الزبير بْن الْعَوام مَاتَت فِي خلَافَة عمر بْن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ ودفنت بِالبَقِيعِ وَفِي رِوَايَة فِي دَار الْمُغيرَة
668 - صَفِيَّة بنت شيبَة سَمِعت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورأته طَاف عَام الْفَتْح على بعير حَدِيثهَا عِنْد عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن أبي ثَوْر
669 - الصماء بنت بسر الْمَازِني أُخْت عَبْد اللَّه بن بسر كَانَ اسْمهَا(3/197)
بهية فسموها الصماء
670 - الصميتة الليثية سَمِعت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول من اسْتَطَاعَ مِنْكُم أَن يَمُوت بِالْمَدِينَةِ فَلْيفْعَل فَإِنَّهُ من مَاتَ بهَا كنت لَهُ شَفِيعًا أَو شَهِيدا رَوَاهُ عَنْهَا عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن عتبَة
(بَاب الضَّاد)
قَالَ أَبُو حَاتِم وَمِمَّنْ روى عَن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّن ابْتَدَأَ اسْمه على الضَّاد
671 - الضَّحَّاك بْن عَبْد عَمْرو بْن مَسْعُود بْن كَعْب بْن عَبْد الْأَشْهَل بْن حَارِثَة بْن دِينَار بْن النجار شهد بَدْرًا
672 - الضَّحَّاك بْن سُفْيَان الْكلابِي كَانَ ينزل الْبَادِيَة لَهُ صُحْبَة وَهُوَ الضَّحَّاك بْن سُفْيَان بْن عَوْف بْن كَعْب بْن أبي بكر بْن كلاب بْن ربيعَة بْن عَامر بْن صعصعة كَانَ ينزل الضرية من نجد(3/198)
673 - الضَّحَّاك بْن قيس بْن خَالِد بْن وهب بْن ثَعْلَبَة بْن وائلة بْن عَمْرو بْن شَيبَان بْن محَارب بْن فهر بْن مَالك أَبُو أنيس الفِهري أَخُو فَاطِمَة بنت قيس الْقرشِي قتل بمرج راهط بِالشَّام بعد موت يزِيد بْن مُعَاوِيَة سنة خمس وَسِتِّينَ
674 - الضَّحَّاك بْن أبي جبيرَة الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة
675 - ضميرَة بْن أبي ضميرَة الضمرِي اللَّيْثِيّ جد حُسَيْن بْن عَبْد اللَّه بْن ضميرَة من أهل الْمَدِينَة لَهُ صُحْبَة
676 - ضَمرَة بْن سعد السّلمِيّ شهد مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم حنينا(3/199)
677 - ضَمرَة بْن ثَعْلَبَة دَعَا لَهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثه عِنْد أهل الشَّام
678 - ضرار بْن الْخطاب بْن مرداس بْن كَبِير بْن عَمْرو بْن حبيب بْن عَمْرو بْن شَيبَان بْن محَارب بْن فهر أَبُو عَبْد الرَّحْمَن الفِهري لَهُ صُحْبَة قَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دع دَاعِي اللَّبن وَكَانَ ضرار فَارس قُرَيْش وشاعرها وَأمه هِنْد بنت مَالك بْن حجوان بْن عَمْرو
679 - ضرار بْن الْأَزْوَر الْأَسدي سكن الْكُوفَة لَهُ صُحْبَة حَدِيثه عِنْد أَهلهَا
680 - ضمام بْن ثَعْلَبَة السَّعْدِيّ أحد بني سعد بن بكر وَفد(3/200)
إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تقدم ذكره
681 - ضماد الْأَزْدِيّ من أَزْد شنُوءَة كَانَ صديقا للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجَاهِلِيَّة وَمِمَّنْ روى عَن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من النِّسَاء مِمَّن ابْتَدَأَ اسْمهَا على الضَّاد
682 - ضباعة بنت الزبير بْن عَبْد الْمطلب بنت عَم رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمرهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن تشْتَرط فِي إحرامها وَأمّهَا عَاتِكَة بنت أبي وهب بْن عَمْرو بْن عَائِذ بْن عمرَان بْن مَخْزُوم
(بَاب الطَّاء)
قَالَ أَبُو حَاتِم وَمِمَّنْ روى عَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّن ابْتَدَأَ اسْمه على الطَّاء
683 - طَارق بْن شهَاب الْأَسْلَمِيّ البَجلِيّ الأحمسي رأى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغزا فِي خلَافَة أبي بكر الصّديق كنيته أَبُو عَبْد اللَّه مَاتَ سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ
684 - طَارق بْن سُوَيْد الْحَضْرَمِيّ الْجعْفِيّ لَهُ صُحْبَة حَدِيثه عِنْد الْكُوفِيّين(3/201)
وَهُوَ الَّذِي يروي عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ طَارِقًا سَأَلَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَنَتَدَاوَى بِالْخَمْرِ فَقَالَ إِنَّهَا دَاءٌ وَلَيْسَتْ بِدَوَاءٍ وَنهى عَنْهَا
685 - طَارق بْن عَبْد اللَّه الْمحَاربي رأى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سوق ذِي الْمجَاز وَأَبُو لَهب يتبعهُ يرميه بِالْحِجَارَةِ سكن الْكُوفَة حَدِيثه عِنْد جَامع بْن شَدَّاد
686 - طَارق بْن شمر الْجعْفِيّ لَهُ صُحْبَة
687 - طَارق بْن الأشيم وَالِد أبي مَالك الْأَشْجَعِيّ سكن الْكُوفَة
688 - الطُّفَيْل بْن الْحَارِث بْن الْمطلب بْن عَبْد منَاف بْن قصي بْن كلاب بْن مرّة بْن كَعْب بْن لؤَي بْن غَالب أمه سخيلة بنت خزاعى بن الْحُوَيْرِث(3/202)
بْن حبيب بْن مَالك بْن الْحَارِث بْن حطيط بْن جشم بْن قسى وَهُوَ ثَقِيف بْن مُنَبّه بْن بكر بْن هوَازن مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَهُوَ بن سبعين سنة وَقد قيل إِنَّه مَاتَ هُوَ وَأَخُوهُ حُصَيْن بْن الْحَارِث بْن الْمطلب سنة ثَلَاثِينَ
689 - الطُّفَيْل بْن سَخْبَرَة الْأَزْدِيّ لَهُ صُحْبَة
690 - الطُّفَيْل بْن عَمْرو بْن طريف بْن الْعَاصِ بْن ثَعْلَبَة بْن سليم بْن فهم بْن غنم بْن دوس بْن عدثان بْن عَبْد اللَّه أسلم بِمَكَّة وَقدم على رَسُول الله(3/203)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عمْرَة الْقَضَاء قتل يَوْم اليرموك بِالشَّام فِي عهد عمر بْن الْخطاب
691 - طَلْحَة بْن عَمْرو النصرى سكن الْبَصْرَة حَدِيثه عِنْد أَهلهَا وَهُوَ من أَصْحَاب الصّفة
692 - طَلْحَة بْن عَبْد اللَّه اللَّيْثِيّ يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
693 - طَلْحَة بْن مَالك السّلمِيّ عداده فِي أهل الْبَصْرَة لَهُ صُحْبَة
694 - طَلْحَة السّلمِيّ وَالِد عقيل بْن طَلْحَة سكن الشَّام حَدِيثه عِنْد أَهلهَا
695 - الطّيب بْن بر بْن عَبْد اللَّه بْن رزين بْن عميت بْن ربيعَة بْن دراع بْن عدي بْن الدَّار بْن هَانِئ أَخُو أبي هِنْد الدَّارِيّ سَمَّاهُ النَّبِي(3/204)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبد اللَّه حَدِيثه عِنْد وَلَده
696 - طليب بْن عُمَيْر بْن وهب بْن كَبِير بْن عَبْد بْن قصي كنيته أَبُو عدي لَهُ صُحْبَة أمه أروى بنت عَبْد الْمطلب بْن هَاشم قتل بأجنادين سنة ثَلَاث عشرَة وَهُوَ بن خمس وَثَلَاثِينَ سنة
697 - طلق بْن عَليّ السحيمي أَبُو على اليمامي وَفد إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ طلق بْن عَليّ بْن الْمُنْذر بْن قيس بْن عَمْرو بْن عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن عَبْد الْعُزَّى بْن سحيم بْن مرّة بْن الدؤل بْن حنيفَة بْن لجيم بْن صَعب بْن عَليّ بْن بكر بْن وَائِل
698 - طهفة بْن قيس الْغِفَارِيّ لَهُ صُحْبَة وَيُقَال طخفة روى عَنهُ ابْنه(3/205)
يعِيش بْن طهفة
699 - طهْمَان مولى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم
(بَاب الظَّاء)
700 - ظهير بْن رَافع بْن عدي بْن زيد بْن جشم الْأنْصَارِيّ من بني حَارِثَة بْن الْحَارِث بْن الْخَزْرَج عَم رَافع بْن خديج لَهُ صُحْبَة ثَنَا عَمْرُو بْن مُحَمَّد الْهَمدَانِي قَالَ ثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ قَالَ ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ قَالَ ثَنَا أَبُو النَّجَاشِيِّ قَالَ سَمِعْتُ رَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَمِّهِ ظُهَيْرِ بْنِ رَافِعٍ قَالَ نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَمْرٍ كَانَ بِنَا رَافِقًا فَقُلْتُ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ حَقٌّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا تَصْنَعُونَ بِمَحَاقِلِكُمْ قُلْنَا نُؤَاجِرُهَا عَلَى الرُّبُعِ أَوْ عَلَى الأَوْسُقِ مِنَ التِّينِ وَالشَّعِيرِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلا تَفْعَلُوا ازْرَعُوهَا أَوْ أَزْرِعُوهَا
(بَاب الْعين)
قَالَ أَبُو حَاتِم وَمِمَّنْ روى عَن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم مِمَّن لَهُ صُحْبَة(3/206)
ورؤية وابتدأ اسْمه على الْعين
701 - عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن أبي طَالب بْن عَبْد الْمطلب بْن هَاشم بْن عَبْد منَاف بْن قصي بْن كلاب بْن مرّة بْن كَعْب بْن لؤَي بْن غَالب بْن فهر بْن مَالك كنيته أَبُو جَعْفَر كَانَ يصفر لحيته وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ قطب السخاء مَاتَ سنة ثَمَانِينَ سنة سيل الجحاف الَّذِي ذهب بالحاج من مَكَّة وَكَانَت أَسمَاء بنت عُمَيْس بْن كَعْب بْن ربيعَة الْخَثْعَمِي وَلدته بِأَرْض الْحَبَشَة وَكَانَ يَوْم توفّي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بْن عشر سنة وَإِنَّمَا سميت تِلْكَ السّنة سيل الجحاف لِأَن فِي تِلْكَ السّنة أغار الجحاف على بني ثَعْلَب فَقيل سيل الجحاف
702 - عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب بْن هَاشم بْن عَبْد منَاف كنيته أَبُو الْعَبَّاس توفّي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ بن أَربع عشرَة سنة ولد قبل هِجْرَة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَرْبَع سِنِين قَالَ لَهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ علمه الْحِكْمَة مَاتَ سنة ثَمَان وَسِتِّينَ بِالطَّائِف وَقيل(3/207)
سنة سبعين وَصلى عَلَيْهِ مُحَمَّد بْن الْحَنَفِيَّة وَكبر عَلَيْهِ أَرْبعا فَلَمَّا أدنى من الحفرة رمى طَائِر أَبيض حَتَّى دخل فِي أَكْفَانه ثمَّ لم ير خَارِجا وَدفن بعد أَن ذهب بَصَره وقبره بِالطَّائِف مَشْهُور يزار وَأم بْن عَبَّاس أم الْفضل بنت الْحَارِث
703 - عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود بْن الْحَارِث بْن شمخ بْن مَخْزُوم بْن صاهلة بْن الْحَارِث بْن تَمِيم بْن سعد بْن هُذَيْل حَلِيف بني زهرَة وَقيل إِنَّه عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود بْن غافل بْن حبيب بْن شمخ بْن فار بْن مَخْزُوم بْن صاهلة بْن الْحَارِث بْن سعد بْن هُذَيْل بْن مدركة بْن إلْيَاس بْن مُضر بْن نزار بْن معد بْن عدنان كنيته أَبُو عَبْد الرَّحْمَن سكن الْكُوفَة وَمَات بِالْمَدِينَةِ سنة ثِنْتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَأوصى أَن يدْفن بِجنب قبر عُثْمَان بْن مَظْعُون فَدفن بِالبَقِيعِ وَكَانَ لَهُ يَوْم مَاتَ نَيف وَسِتُّونَ سنة وَصلى(3/208)
عَلَيْهِ الزبير بْن الْعَوام وَكَانَت أمه أم عَبْد بنت عَبْد ود بْن سَوَاء بْن قريم بْن صاهلة بْن كَاهِل بْن الْحَارِث بْن تَمِيم بْن سعد بْن هُذَيْل وَأمّهَا هِنْد بنت عَبْد بْن الْحَارِث بْن زهرَة
704 - عَبْد اللَّه بْن عمر بْن الْخطاب بْن نفَيْل بْن عَبْد الْعُزَّى بْن ريَاح بْن عَبْد اللَّه بْن قرط بْن رزاح بْن عدي بْن كَعْب بْن لؤَي بْن غَالب الْعَدْوى كنيته أَبُو عَبْد الرَّحْمَن عرض على رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم يَوْم أحد وَهُوَ بن أَربع عشرَة سنة فَلم يجزه وَلم يره بلغ وَعرض عَلَيْهِ يَوْم الخَنْدَق وَهُوَ بن خمس عشرَة فَأَجَازَهُ وَكَانَ يَوْم سنة خمس فَكَانَ(3/209)
مولد بْن عمر قبل الْوَحْي بِسنة اعتزل فِي الْفِتَن عَن النَّاس مَاتَ سنة ثَلَاث وَسبعين بِمَكَّة وَهُوَ بن سبع وَثَمَانِينَ سنة وَكَانَ بْن عمر يصفر لحيته وَدفن بفخ وَمن أَوْلَاده عَبْد اللَّه وَعبيد اللَّه وَسَالم وَعَاصِم وَحَمْزَة وبلال وواقد سوى الْبَنَات وَأم عَبْد اللَّه بْن عمر زَيْنَب بنت مَظْعُون بْن حبيب بْن وهب بْن حذافة بْن جمح
705 - عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن عُثْمَان بْن عَامر بْن عَمْرو بْن كَعْب بْن سعد بْن تَمِيم بْن مرّة بْن كَعْب بْن لؤَي بْن غَالب بْن أبي بكر الصّديق كَانَ يخْتَلف إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِيهِ ليَالِي الْغَار تقدم ذكرنَا لَهُ مَاتَ قبل أبي بكر الصّديق
706 - عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن الْعَاصِ بْن وَائِل بْن هَاشم بْن سعيد بْن سهم(3/210)
بْن عَمْرو بْن هصيص بْن كَعْب بْن لؤَي بْن غَالب كنيته أَبُو مُحَمَّد وَقد قيل أَبُو نصر كَانَ بَينه وَبَين أَبِيه ثَلَاث عشرَة سنة وَكَانَ قد أسلم قبل أَبِيه وَشهد مَعَ أَبِيه صفّين وَكَانَ يسكن مَكَّة ثمَّ خرج إِلَى الشَّام وَأقَام بهَا وَمَات بِمصْر وَيُقَال إِنَّه مَاتَ بعجلان قَرْيَة من قرى الشَّام بِالْقربِ من غَزَّة من بِلَاد فلسطين ليَالِي الْحرَّة فِي ولَايَة يزِيد بْن مُعَاوِيَة وَكَانَت الْحرَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَكَانَ لَهُ يَوْم مَاتَ ثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ سنة وَقد قيل سنة خمس وَسِتِّينَ وَمِنْهُم من يزْعم أَنه مَاتَ سنة تسع وَسِتِّينَ وَالْأول أصح وَكَانَت تَحْتَهُ عمْرَة بنت عبيد اللَّه بْن عَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب وَمِنْهَا ولد مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَمْرو وَالِد شُعَيْب جد عَمْرو بْن شُعَيْب الْمُحدث وَأم عَبْد اللَّه بْن عَمْرو ريطة بنت مُنَبّه بن الْحجَّاج بن عَامر بن حُذَيْفَة بن سعد بن سهم(3/211)
707 - عَبْد اللَّه بْن الزبير بْن الْعَوام بْن خويلد بْن أَسد بْن عَبْد الْعُزَّى بْن قصي بْن كلاب بْن مرّة بْن كَعْب بْن لؤَي بْن غَالب كنيته أَبُو بكر وَيُقَال أَبُو خبيب أمه أَسمَاء بنت أبي بكر الصّديق حملت بِهِ بِمَكَّة وَخرجت مهاجرة إِلَى الْمَدِينَة وَهِي حَامِل بِعَبْد اللَّه بْن الزبير فَلَمَّا دخلت الْمَدِينَة نزلت قبَاء فولدته وَأَتَتْ بِهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوَضَعته فِي حجره فَدَعَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتمرة فمضغها وحنكه بهَا فَكَانَ أول شَيْء دخل جَوْفه ريق رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ دَعَا لَهُ وبرك عَلَيْهِ وَهُوَ أول مَوْلُود ولد فِي الْإِسْلَام من الْمُهَاجِرين الْمَدِينَة قَتله الْحجَّاج بْن يُوسُف يَوْم الثُّلَاثَاء لسبع عشرَة لَيْلَة خلت من شهر جُمَادَى الْآخِرَة فِي الْمَسْجِد سنة ثِنْتَيْنِ وَسبعين وَقد قيل أول سنة ثَلَاثَة وَسبعين ثمَّ صلبه على جذع مُنَكسًا فَمر عَبْد اللَّه بْن عمر بْن الْخطاب عَلَيْهِ وَهُوَ على خَشَبَة فَوقف وَبكى وَقَالَ يَرْحَمك اللَّه يَا أَبَا خبيب مَا علمتك إِلَّا صواما قواما وَإِن قوما أَنْت شرهم لخيار قد ذكرت(3/212)
قصَّة قَتله فِي كتاب الْخُلَفَاء فِي ولَايَة عَبْد الْملك بْن مَرْوَان
708 - عَبْد اللَّه بْن عَبْد الْأسد بْن هِلَال بْن عَبْد اللَّه بْن عمر بْن مَخْزُوم بْن يقظة بْن مرّة أَبُو سَلمَة الْقرشِي وَالِد عمر بْن أبي سَلمَة شهد بَدْرًا مَاتَ فِي زمن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
709 - عَبْد اللَّه بْن سعد بْن أبي سرح بْن الْحَارِث بْن حبيب بْن جذيمة بْن نصر بْن مَالك بْن حسل بْن عَامر بْن لؤَي بْن غَالب مَاتَ سنة تسع وَخمسين(3/213)
وَهُوَ فِي الصَّلَاة بالرملة فَارًّا من الْفِتْنَة وَكَانَ قد تحول إِلَى الشَّام بعد قتل عُثْمَان وَقد قيل إِنَّه الَّذِي كَانَ يكْتب لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيملي عَلَيْهِ عَزِيزٌ حَكِيمٌ فَيكْتب غَفُور رَحِيم وَكَانَ وَالِي عُثْمَان على مصر وَكَانَ أَبوهُ سعد بْن أبي سرح من الْمُنَافِقين الْكِبَار وَهُوَ أَخُو عُثْمَان من الرضَاعَة
710 - عَبْد اللَّه بْن أم مَكْتُوم الْأَعْمَى الْقرشِي وَهُوَ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن شُرَيْح بْن قيس بْن زَائِدَة بْن الْأَصَم من بني عَامر بْن لؤَي بْن غَالب قدم الْمَدِينَة بعد بدر بِيَسِير فَنزل دَار مخرمَة بْن نَوْفَل وَمن قَالَ هُوَ عَبْد اللَّه بْن زَائِدَة فقد نسبه إِلَى جد جده زَائِدَة وَكَانَ اسْمه الْحصين فَسَماهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّه وَمِنْهُم من زعم أَن اسْم بْن أم مَكْتُوم عَمْرو وَأم مَكْتُوم هِيَ أمه وَاسْمهَا عَاتِكَة من بني مَخْزُوم قدم الْمَدِينَة مُهَاجرا بعد بدر بِسنتَيْنِ فَذهب بَصَره وَكَانَ النَّبِي(3/214)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستخلفه على الْمَدِينَة ليصلى بِالنَّاسِ فِي عَامَّة غَزَوَاته وَشهد الْقَادِسِيَّة وَمَعَهُ راية سَوْدَاء وَعَلِيهِ درع ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَة وَمَات بهَا فِي خلَافَة عمر بْن الْخطاب
711 - عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن أبي أُميَّة بْن الْمُغيرَة المَخْزُومِي الْقرشِي قبض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بن ثَمَان سِنِين أمه بنت طَارق بْن عَبْد اللَّه بْن عَامر
712 - عَبْد اللَّه بْن عدي بْن الْحَمْرَاء أَبُو عَمْرو الْقرشِي الثَّقَفِيّ حَلِيف بني زهرَة
713 - عَبْد اللَّه بْن السَّائِب بْن أبي السَّائِب بْن عَائِذ بْن عَبْد اللَّه بن عمر بن مَخْزُوم القارىء كنيته أَبُو عَبْد الرَّحْمَن عداده فِي أهل مَكَّة(3/215)
مَاتَ فِي زمن عَبْد اللَّه بْن الزبير وَكَانَ من أحسن النَّاس قِرَاءَة أمه رَملَة بنت عُرْوَة بْن ربيعَة بْن مَالك بْن ريَاح وَاسم أبي السَّائِب جده الصيفي
714 - عَبْد اللَّه بْن حذافة بْن قيس بْن عدي بْن سعد بْن سهم بْن عَمْرو بْن هصيص بْن كَعْب بْن لؤَي بْن غَالب كنيته أَبُو حذافة السَّهْمِي مَاتَ فِي خلَافَة عُثْمَان وَهُوَ الَّذِي أمره رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن يُنَادي أَيَّام منى أَيَّام أكل وَشرب وَأمه كنانية بنت حرثان من بني الْحَارِث بْن عَبْد مَنَاة كَانَت الرّوم قد أسرته فَكتب عمر بْن الْخطاب إِلَى صَاحب الرّوم فخلى عَنهُ
715 - عَبْد اللَّه بْن مَالك بْن بُحَيْنَة الْأَسدي وبحينة أمه بنت الْحَارِث بْن الْمطلب بْن عَبْد منَاف اسْمهَا عَبدة وَهُوَ عَبْد اللَّه بْن مَالك بْن القشب من أَزْد شنُوءَة وَيُقَال أَسد شنُوءَة فَإِذا كَانَت بِالْألف وَاللَّام(3/216)
كتب الْأَسدي وَإِذا كتب بِالْألف دون اللَّام كتب أزدي كنيته أَبُو مُحَمَّد حَلِيف بني عَبْد الْمطلب مَاتَ فِي آخر ولَايَة مُعَاوِيَة
716 - عَبْد اللَّه بْن زَمعَة بْن الْأسود بْن الْمطلب بْن أَسد بْن عَبْد الْعُزَّى بْن قصي الْقرشِي وَكَانَ زَمعَة أحد المطعمين يَوْم بدر مَعَ الْمُشْركين وَقتل يَوْمئِذٍ كَافِرًا وَأم عَبْد اللَّه بْن زَمعَة قريبَة الْكُبْرَى بنت أبي أُميَّة الْمُغيرَة بْن عَبْد اللَّه بْن عمر بْن مَخْزُوم وَكَانَ أَبُو أُميَّة يلقب بزاد الرَّاكِب وَقتل عَبْد اللَّه بْن زَمعَة يَوْم الْحرَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَكَانَ قد قبض النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بن خمس عشرَة سنة
717 - عَبْد اللَّه بْن أبي ربيعَة المَخْزُومِي بْن الْمُغيرَة بْن عَبْد اللَّه بْن عمر بْن مَخْزُوم أَخُو عَيَّاش بْن أبي ربيعَة المَخْزُومِي مكي كنيته أَبُو عَبْد الرَّحْمَن سقط عَن رَاحِلَته بِقرب مَكَّة فَمَاتَ وَأمه أَسمَاء بنت مخرمَة وَهُوَ أَخُو الْحَارِث بْن هِشَام بْن الْمُغيرَة لأمه(3/217)
718 - عَبْد اللَّه بْن عَيَّاش بْن أبي ربيعَة بْن الْمُغيرَة بْن عَبْد اللَّه بْن عمر بْن مَخْزُوم ولد بِأَرْض الْحَبَشَة أمه أَسمَاء بنت سَلامَة بْن مخرمَة بْن جندل
719 - عَبْد اللَّه بْن الأرقم بْن عَبْد يَغُوث بْن وهب بْن عَبْد منَاف بْن زهرَة بْن كلاب بْن مرّة بْن كَعْب بْن لؤَي بْن غَالب الزُّهْرِيّ الْقرشِي أمه عَاتِكَة بنت عَوْف بْن عَبْد عَوْف بْن عَبْد بْن الْحَارِث بْن زهرَة مَاتَ بِمَكَّة يَوْم جَاءَهُم نعى يزِيد بْن مُعَاوِيَة وَذَلِكَ فِي شهر ربيع الأول سنة أَربع وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ عَبْد اللَّه بْن الزبير وَدفن بالحجون وَله يَوْم مَاتَ اثْنَان وَسِتُّونَ سنة(3/218)
720 - عَبْد اللَّه بْن حنْطَب المَخْزُومِي وَالِد الْمطلب بْن عَبْد اللَّه بْن حنْطَب
721 - عَبْد اللَّه بْن مُطِيع بْن الْأسود بْن الْمطلب بْن أَسد الْقرشِي لَهُ صُحْبَة ولد فِي حَيَاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَات فِي فتْنَة بْن الزبير
722 - عَبْد اللَّه بْن عَامر بْن ربيعَة الْعَدْوى الْعَنزي حَلِيف لبني عدي وعنزة حَيّ من الْيمن أَتَاهُم رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيتهمْ وَهُوَ غُلَام كنيته أَبُو مُحَمَّد وَعَامة رِوَايَته عَن أَصْحَاب رَسُول الله(3/219)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمه أم عَبْد اللَّه بنت أبي حثْمَة بْن غَانِم بْن عَامر بْن عَبْد اللَّه بْن عبيد بْن عويج مَاتَ سنة تسع وَثَمَانِينَ وَقد قيل سنة خمس وَثَمَانِينَ وَهُوَ عَبْد اللَّه بْن عَامر بْن ربيعَة بْن عَامر بْن حجر بْن سلامان بْن مَالك بْن ربيعَة بْن رفيدة بْن عنز بْن وَائِل حَلِيف بني عدي
723 - عَبْد اللَّه بْن جُبَير بْن النُّعْمَان بْن أُميَّة بْن البرك وَاسم البرك امْرُؤ الْقَيْس بْن ثَعْلَبَة بْن عَمْرو بْن عَوْف شهد بَدْرًا والعقبة وَكَانَ أَمِير الرُّمَاة يَوْم أحد وَقتل فِي ذَلِك الْيَوْم شَهِيدا(3/220)
724 - عَبْد اللَّه بْن رَوَاحَة بْن ثَعْلَبَة بْن امْرِئ الْقَيْس بْن عَمْرو بْن امْرِئ الْقَيْس بْن مَالك بْن ثَعْلَبَة بْن كَعْب بْن الْخَزْرَج بْن الْحَارِث بْن الْخَزْرَج شهد بَدْرًا قتل يَوْم مُؤْتَة على عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ أَمِيرا لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الْجَيْش
725 - عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن حرَام بْن ثَعْلَبَة بْن حرَام بْن كَعْب بْن غنم بْن كَعْب بْن سَلمَة من بني جشم بْن الْخَزْرَج وَالِد جَابر بْن عَبْد اللَّه من أَصْحَاب الْعقبَة اسْتشْهد فِي عهد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم أحد وَدفن هُوَ وَعَمْرو بْن جموح فِي قبر وَاحِد وَكَانَا متصافيين وَكَانَ يُسمى قبرهما قبر الْأَخَوَيْنِ
726 - عَبْد اللَّه بْن قيس بْن سليم بْن حضار بْن حَرْب بْن عَامر بْن العنز بْن بكر بْن عَامر بْن عذر بْن وَائِل بْن نَاجِية بْن(3/221)
الْجمَاهِر بْن أشعر بْن أدد الْأَشْعَرِيّ أَبُو مُوسَى قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقد أُوتى أَبُو مُوسَى مِزْمَارًا من مَزَامِير آل دَاوُد ولى الْكُوفَة مرّة وَالْبَصْرَة مرّة وَمَات سنة أَربع وَأَرْبَعين وَهُوَ بن نَيف وَسِتِّينَ سنة وَقد قيل إِنَّه مَاتَ سنة خمسين وَيُقَال أَيْضا سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وهم أخوة أَربع أَبُو مُوسَى وَأَبُو عَامر وَأَبُو بردة وَأَبُو رهم بَنو قيس أَسْلمُوا كلهم فِي مَوضِع وَاحِد
727 - عَبْد اللَّه بْن أبي أوفى الْأَسْلَمِيّ وَاسم أبي أوفى عَلْقَمَة وكنيته أَبُو إِبْرَاهِيم وَقد قيل أَبُو مُعَاوِيَة صلى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِم قَالَ اللَّهُمَّ صل على آل أبي أوفى مَاتَ بعد مَا عمى بِالْكُوفَةِ سنة سبع وَثَمَانِينَ وَكَانَ يخضب بِالْحِنَّاءِ وَهُوَ آخر من مَاتَ بِالْكُوفَةِ من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقد قيل إِن أَبَا أوفى بْن خَالِد بْن الْحَارِث بْن أبي أسيد بْن رِفَاعَة بْن ثَعْلَبَة بْن هوَازن بْن أسلم بْن أفصى بْن حَارِثَة(3/222)
728 - عَبْد اللَّه بْن زيد بْن ثَعْلَبَة بْن عَبْد ربه بْن زيد بْن الْحَارِث بْن الْخَزْرَج من بلحارث بْن الْخَزْرَج صَاحب الْأَذَان كنيته أَبُو مُحَمَّد شهد بَدْرًا والعقبة مَاتَ سنة ثِنْتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَهُوَ بن أَربع وَسِتِّينَ سنة وَصلى عَلَيْهِ عُثْمَان بْن عَفَّان رَضِي اللَّه عَنْهُم أَجْمَعِينَ
729 - عَبْد اللَّه بْن زيد بْن عَاصِم بْن كَعْب النجاري الْمَازِني الَّذِي(3/223)
روى عَنهُ عباد بْن تَمِيم وَأمه أم عمَارَة بنت كَعْب بْن عَمْرو بْن عَوْف وَأم عمَارَة هَذِه قَتلهَا مُسَيْلمَة من بني مَازِن بْن النجار صَاحب الْوضُوء قتل يَوْم الْحرَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَهُوَ بن ثَلَاث وَسبعين فِي ذِي الْحجَّة وَذَلِكَ أَن يزِيد بْن مُعَاوِيَة بعث جَيْشه يُرِيد الْمَدِينَة وَعَلَيْهِم صَخْر بن(3/224)
أبي الجهم فَتوفي صَخْر قبل مسير الْجَيْش إِلَيْهَا فَاسْتعْمل يزِيد عَلَيْهِم بعده مُسلم بْن عقبَة المري فَسَار بهم حَتَّى نزل الْمَدِينَة فَقَاتلهُمْ حَتَّى هَزَمَهُمْ وأباحهم ثَلَاثَة أَيَّام وَكَانَ ذَلِك فِي آخر ذِي الْحجَّة لليال بَقينَ مِنْهُ سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ فَسمى هَذِه الْوَقْعَة وقْعَة الْحرَّة
730 - عَبْد اللَّه بْن يزِيد بْن زيد بْن حُصَيْن بْن عَمْرو بْن الْحَارِث بْن خطمة وَاسم خطمة عَبْد اللَّه بْن جشم بْن مَالك بْن أَوْس بْن حَارِثَة بْن ثَعْلَبَة بْن عَمْرو بْن عَامر الخطمي الْأنْصَارِيّ جد عدي بْن ثَابت كنيته أَبُو مُوسَى شهد بيعَة الرضْوَان سكن الْكُوفَة وَمَات وَهُوَ أميرها أَيَّام بْن الزبير وَكَانَ الشّعبِيّ كَاتبه(3/225)
731 - عَبْد اللَّه بْن حَنْظَلَة بْن الراهب أبي عَامر وَاسم أبي عَامر عَبْد عَمْرو بْن صيفى بْن زيد بْن أُميَّة بْن ضبيعة بْن زيد الْأنْصَارِيّ غسيل الْمَلَائِكَة ولته الْأَوْس أمرهَا يَوْم الْحرَّة وَقتل فِي ذَلِك الْيَوْم وكنيته أَبُو عَبْد الرَّحْمَن وَأَبُو عَامر كَانَ يُسمى الراهب قتل يَوْم الْحرَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَأمه جميلَة بنت عَبْد اللَّه بْن أبي بْن سلول قبض النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بن سبع سِنِين
732 - عَبْد اللَّه بْن عتِيك بْن النُّعْمَان بْن عَمْرو بن عتِيك الأوسي الْأنْصَارِيّ(3/226)
من بني مَالك بْن مُعَاوِيَة بْن عَوْف عداده فِي أهل الْمَدِينَة وَهُوَ أَخُو جَابر بْن عتِيك حَدِيثه عِنْد مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن الْحَارِث عَن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عتِيك عَن أَبِيه قَالَ سَمِعت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول من خرج من بَيته مُجَاهدًا فِي سَبِيل اللَّه فَخر عَن دَابَّته فقد وَقع أجره على اللَّه
733 - عَبْد اللَّه بْن كَعْب بْن عَمْرو بْن عَوْف بْن مبذول بْن عَمْرو بْن غنم(3/227)
بْن مَازِن بْن النجار أَبُو الْحَارِث أمه الربَاب بنت حنيف بْن حبيب من بني بياضة كَانَ على خمس النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم بدر مَاتَ بِالْمَدِينَةِ سنة ثَلَاثِينَ وَصلى عَلَيْهِ عُثْمَان بْن عَفَّان
734 - عَبْد اللَّه بْن سَلام بْن الْحَارِث الخزرجي من بني قينقاع كَانَ اسْمه الْحصين فَسَماهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّه وكنيته أَبُو يُوسُف وَكَانَ حبرًا قبل أَن يسلم مَاتَ سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فِي ولَايَة مُعَاوِيَة بْن أبي سُفْيَان وَكَانَ من بني إِسْرَائِيل من ولد يُوسُف بْن يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم خَلِيل الرَّحْمَن عَلَيْهِم السَّلَام(3/228)
735 - عَبْد اللَّه بْن سعد بْن خَيْثَمَة الأوسي الْأنْصَارِيّ من بني عَمْرو بْن عَوْف كنيته أَبُو خَيْثَمَة شهد بَدْرًا والعقبة
736 - عَبْد اللَّه بْن مسْعدَة بْن مَسْعُود بْن قيس الْفَزارِيّ صَاحب الجيوش
737 - عَبْد اللَّه بْن سعد عَم حرَام بْن حَكِيم الْأَزْدِيّ لَهُ صُحْبَة
738 - عَبْد اللَّه بْن ثَعْلَبَة بْن خزمة بْن أَصْرَم بْن عَمْرو بْن عمَارَة بْن مَالك بْن عَمْرو بْن بثيرة بَدْرِي(3/229)
739 - عَبْد اللَّه بْن مَالك الأوسي لَهُ صُحْبَة يروي عَنهُ شبْل بْن خُلَيْد الْمُزنِيّ
740 - عَبْد اللَّه بْن سرجس الْمُزنِيّ لَهُ صُحْبَة سكن الْبَصْرَة حَدِيثه عِنْد أَهلهَا ثَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ ثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ قَالَ رَأَيْت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَكَلْتُ مَعَهُ خُبْزًا وَلَحْمًا أَوْ قَالَ ثَرِيدًا فَقُلْتُ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ وَلَكَ قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ أسْتَغْفَرَ لَك رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ نَعَمْ وَلَكَ ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ وَاسْتَغْفِرْ لذنبك وَلِلْمُؤْمنِينَ وَالْمُؤْمِنَات قَالَ ثُمَّ دُرْتُ حَتَّى صِرْتُ خَلْفَهُ فَرَأَيْتُ خَاتَمَ النُّبُوةِ عِنْدَ نُقْضِ كَتِفَيْهِ الْيُسْرَى جُمْعٌ عَلَيْهِ خيلان(3/230)
741 - عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي حَبِيبَة بْن الأزعر بْن زيد بْن العطاف الْأنْصَارِيّ رأى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي نَعْلَيْه
742 - عَبْد اللَّه بْن أبي حَدْرَد الْأَسْلَمِيّ وَاسم أبي حَدْرَد سَلامَة وَيُقَال عَبْد كنية عَبْد اللَّه أَبُو مُحَمَّد مَاتَ سنة إِحْدَى وَسبعين وَهُوَ بن إِحْدَى وَثَمَانِينَ سنة
743 - عَبْد اللَّه بْن ربيعَة السّلمِيّ لَهُ صُحْبَة روى عَنهُ أهل الْكُوفَة
744 - عَبْد اللَّه بْن صَفْوَان بْن أُميَّة لَهُ صُحْبَة كنيته أَبُو صَفْوَان أمه بَرزَة بنت مَسْعُود بْن عَمْرو بْن عُمَيْر بْن عَوْف
745 - عَبْد اللَّه بْن مَظْعُون الجُمَحِي أَخُو قدامَة بْن مَظْعُون كنيته(3/231)
أَبُو مُحَمَّد أمه سخيلة بنت عَنْبَس بْن وهبان بْن حذافة بْن جمح مَاتَ سنة ثَلَاثِينَ وَهُوَ بن سِتِّينَ سنة
746 - عَبْد اللَّه بْن خبيب الْجُهَنِيّ لَهُ صُحْبَة
747 - عَبْد اللَّه بْن جَابر البياضي عداده فِي أهل الْمَدِينَة لَهُ صُحْبَة
748 - عَبْد اللَّه بْن سراقَة لَهُ صُحْبَة
749 - عَبْد اللَّه بْن عَبْد نهم وَيعرف ب ذِي البجادين لَهُ صُحْبَة مَاتَ فِي عهد رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تقدم ذكره
750 - عَبْد اللَّه بْن بسر السّلمِيّ كنيته أَبُو صَفْوَان الْمَازِني وَقيل أَبُو بسر من بني مَازِن بْن النجار ثمَّ من بني عَوْف بْن مبذول بن عَمْرو(3/232)
بْن غنم بْن مَازِن مَاتَ وَهُوَ يتَوَضَّأ فَجْأَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ بِالشَّام وَهُوَ آخر من مَاتَ بهَا من أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ أثر السُّجُود فِي جَبهته بَينا وَكَانَ يصفر لحيته
751 - عَبْد اللَّه بْن الطُّفَيْل بْن سَخْبَرَة الْأَزْدِيّ
752 - عَبْد اللَّه بْن أم حرَام امْرَأَة عبَادَة بْن الصَّامِت وَهُوَ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن قيس بْن زيد بْن سَواد الْأنْصَارِيّ كنيته أَبُو أبي سكن بَيت الْمُقَدّس روى عَنهُ إِبْرَاهِيم بْن أبي عبلة
753 - عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن لويم الْمُزنِيّ سكن الْكُوفَة حَدِيثه عِنْد أَهلهَا
754 - عَبْد اللَّه بْن أنيس بْن أسعد بْن حرَام بْن حبيب بن مَالك(3/233)
بْن غنم بْن كَعْب الْجُهَنِيّ الْأنْصَارِيّ حَلِيف بني دِينَار بْن النجار أَبُو يحيى وَقد قيل أَبُو فَاطِمَة حَدِيثه عِنْد أهل الشَّام ومصر مَاتَ بِالْمَدِينَةِ فِي ولَايَة مُعَاوِيَة بْن أبي سُفْيَان وَهُوَ صَاحب الْمحْضر وَكَانَ منزله على بريد من الْمَدِينَة بِموضع يعرف بأعراف
755 - عَبْد اللَّه بْن سُوَيْد الْحَارِثِيّ لَهُ صُحْبَة
756 - عَبْد اللَّه بْن سابط الجُمَحِي الْمَكِّيّ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن لَهُ صُحْبَة(3/234)
757 - عَبْد اللَّه بْن عدي الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة روى عَنهُ عبيد اللَّه بْن عدي بْن الْخِيَار
758 - عَبْد اللَّه بْن زمل الْجُهَنِيّ يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة غير أَنى لَا أعْتَمد على إِسْنَاد خَبره
759 - أَبُو عمْرَة عَبْد اللَّه بْن مُحصن بْن الْحَارِث بْن عَمْرو بن عبيد(3/235)
بْن عَمْرو بْن مبذول لَهُ صُحْبَة قتل بصفين وَلَا عقب لَهُ
760 - عَبْد اللَّه بْن مخرمَة بْن عَبْد الْعُزَّى بْن أبي قيس بْن عَبْد ود بْن نصر كنيته أَبُو مُحَمَّد أمه ابْنة صَفْوَان بْن أُميَّة قتل بِالْيَمَامَةِ سنة اثْنَتَيْ عشرَة فِي خلَافَة أبي بكر الصّديق
761 - عَبْد اللَّه بْن مُغفل الْمُزنِيّ لَهُ صُحْبَة نزل الْبَصْرَة وَهُوَ الْمُغَفَّل بْن عَبْد نهم بْن عفيف بْن أسحم كنيته أَبُو زِيَاد وَقد قيل أَبُو عَبْد الرَّحْمَن وَيُقَال أَبُو سعيد من مزينة مُضر مَاتَ سنة تسع وَخمسين فِي ولَايَة عبيد اللَّه بْن زِيَاد وَأمر أَن لَا يُصَلِّي عَلَيْهِ بْن زِيَاد وَأمر أَن يُصَلِّي عَلَيْهِ أَبُو بَرزَة الْأَسْلَمِيّ وَيُقَال مَاتَ سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ أَبُو بَرزَة الْأَسْلَمِيّ وَقد قيل عَائِذ بْن عَمْرو وَهُوَ الَّذِي صلى عَلَيْهِ(3/236)
762 - عَبْد اللَّه بْن جحش بْن رِئَاب بْن يعمر بْن صبرَة بْن مرّة بْن كَبِير بْن غنم بْن دودان بْن أَسد بْن خُزَيْمَة الْأَسدي لَهُ صُحْبَة أَخُو أبي أَحْمَد بْن جحش أمهما أُمَيْمَة بنت عَبْد الْمطلب
763 - عَبْد اللَّه بْن سُبْرَة الْقرشِي لَهُ صُحْبَة
764 - عَبْد اللَّه بْن عتبَة الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة
765 - عَبْد اللَّه بْن الْجد بْن قيس الْأنْصَارِيّ السّلمِيّ
766 - عَبْد اللَّه بْن مُعَاوِيَة الغاضرى لَهُ صُحْبَة(3/237)
767 - عَبْد اللَّه بْن سُفْيَان الْأَزْدِيّ لَهُ صُحْبَة
768 - عَبْد اللَّه بْن اللتبية الْأَزْدِيّ عَامل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الصَّدقَات
769 - عَبْد اللَّه بْن الشخير بْن عَوْف بْن كَعْب بْن وقدان بْن الْحَرِيش بْن كَعْب بْن ربيعَة العامري الْحَرَشِي وَالِد مطرف بْن عَبْد اللَّه بْن الشخير لَهُ صُحْبَة سكن الْبَصْرَة وَحَدِيثه عِنْد أَهلهَا
770 - عَبْد اللَّه بْن مخمر يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة عداده فِي أهل الشَّام يروي عَنهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي عَوْف الجرشِي
771 - عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن هِلَال الْمُزنِيّ وَالِد بكر وعلقمة سكن الْبَصْرَة(3/238)
772 - أَبُو خَيْثَمَة اسْمه عَبْد اللَّه بْن خَيْثَمَة بْن ثَعْلَبَة بْن العجلان الْعجْلَاني مَاتَ فِي ولَايَة يزِيد بْن مُعَاوِيَة كَانَ مَعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَة تَبُوك
773 - عَبْد اللَّه بْن الْحَارِث بْن جُزْء الزبيدِيّ بن أخي محمية بْن جُزْء الزبيدِيّ سكن مصر حَدِيثه عِنْد أَهلهَا
774 - عَبْد اللَّه بْن بدر الْجُهَنِيّ لَهُ صُحْبَة حَدِيثه عِنْد ابْنه بعجة بْن عَبْد اللَّه كَانَ يحمل لِوَاء جُهَيْنَة يَوْم الْفَتْح وَكَانَ ينزل الْبَادِيَة بالقبلية من جبال جُهَيْنَة مَاتَ فِي ولَايَة مُعَاوِيَة بْن أبي سُفْيَان
775 - عَبْد اللَّه بْن هِلَال الْمُزنِيّ لَهُ صُحْبَة
776 - عَبْد اللَّه بْن أبي الحمساء لَهُ صُحْبَة عداده فِي أهل الْبَصْرَة(3/239)
777 - عَبْد اللَّه بْن طخفة الْغِفَارِيّ لَهُ صُحْبَة وَيُقَال عَبْد اللَّه بْن طغفة وَيُقَال عَبْد اللَّه بْن طهفة
778 - عَبْد اللَّه بْن أبي الجدعاء لَهُ صُحْبَة
779 - عَبْد اللَّه بْن حبشِي الْخَثْعَمِي عداده فِي أهل مَكَّة
780 - عَبْد اللَّه بْن مَالك الأوسي الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة
781 - عَبْد اللَّه بْن مَالك أَبُو كَاهِل لَهُ صُحْبَة روى عَنهُ أهل الْكُوفَة
782 - عَبْد اللَّه بْن هِلَال الثَّقَفِيّ لَهُ صُحْبَة
783 - عَبْد اللَّه بْن قَارب الثَّقَفِيّ لَهُ صُحْبَة
784 - عَبْد اللَّه بْن السَّعْدِيّ بْن وقدان بْن عَبْد شمس بْن عَبْد ود من بني مَالك بْن حسل ثمَّ من بني عَامر بْن لؤَي قدم على النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم الله(3/240)
عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة وافدا أمه ابْنة الْحجَّاج بْن عَامر بْن سعد بْن سهم مَاتَ فِي خلَافَة عمر بْن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ
785 - عَبْد اللَّه بْن هِلَال الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة
786 - عَبْد اللَّه بْن سُبْرَة أَبُو مُسلم حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ ثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُسَيْبٍ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبْرَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ أَنْهَاكُمْ عَنْ ثَلاثٍ عَنْ قِيلَ وَقَالَ وَكَثْرَةِ السُّؤَالِ وَإِضَاعَةِ الْمَالِ
787 - عَبْد اللَّه بْن عَوْسَجَة البَجلِيّ بَعثه النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى بني حَارِثَة بْن عَمْرو بْن قريط يَدعُوهُم إِلَى اللَّه وَإِلَى الْإِسْلَام(3/241)
فَأخذُوا الصَّحِيفَة وغسلوها ورقعوا بهَا أَسْفَل دلوهم وأبوا أَن يجيبوا فَقَالَ لَهُم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَهُم أذهب اللَّه عُقُولهمْ فهم إِلَى الْيَوْم أهل سفه وطيش وتخليط فِي الْكَلَام
788 - عَبْد اللَّه بْن أقرم الْخُزَاعِيّ لَهُ صُحْبَة كَانَ ينزل القاع من نمرة
789 - عَبْد اللَّه بْن جُبَير بْن النُّعْمَان الْأنْصَارِيّ من ثَعْلَبَة بْن عَمْرو بْن عَوْف أَخُو خَوات بْن جُبَير لَهُ صُحْبَة
790 - عَبْد اللَّه بْن أسعد بْن زُرَارَة الْأنْصَارِيّ وَكَانَ أَبوهُ سيدا
791 - عَبْد اللَّه بْن ثَابت الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة يروي عَنهُ الشّعبِيّ
792 - عَبْد اللَّه بْن المنتفق العامري لَهُ صُحْبَة(3/242)
793 - عَبْد اللَّه بْن حِوَالَة الْأَزْدِيّ سكن الشَّام وَمِنْهُم من يَقُول عَبْد اللَّه بْن حِوَالَة الأردني وَمن قَالَ ذَلِك فقد نسبه إِلَى الْأُرْدُن مَدِينَة بِالشَّام وَكَانَ يسكنهَا روى عَنهُ أهل الشَّام مَاتَ بْن حِوَالَة سنة ثَمَان وَخمسين فِي ولَايَة مُعَاوِيَة وَهُوَ بن اثْنَتَيْنِ وَسبعين سنة كنيته أَبُو مُحَمَّد وَقد قيل أَبُو حِوَالَة
794 - عَبْد اللَّه بْن قرط الثمالِي سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول أفضل الْأَيَّام عِنْد اللَّه يَوْم النَّحْر وَيَوْم القر
795 - عَبْد اللَّه بْن أبي طَلْحَة زيد بْن سهل بْن الْأسود بْن حرَام بْن عَمْرو بْن زيد مَنَاة بْن عدي بْن عَمْرو بْن مَالك بْن النجار الْأنْصَارِيّ أَتَى بِهِ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحنكه بتمرة ودعا لَهُ ولأبيه(3/243)
وَأمه فِي غابر ليلهما بعد موت أَخِيه عُمَيْر
796 - عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الْأنْصَارِيّ الأشْهَلِي
797 - عَبْد اللَّه بْن جَراد الْعقيلِيّ يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة روى عَنهُ يعلى بْن الْأَشْدَق مَاتَ سنة أَربع وَسِتِّينَ وَمِائَة وَلَيْسَت صحبته عِنْدِي بصحيحة
798 - عَبْد اللَّه بْن قراد الْحَارِثِيّ يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
799 - عَبْد اللَّه بْن نيار الْأَسْلَمِيّ الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة
800 - عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن أبي بْن مَالك بْن الْحَارِث بْن عبيد بْن مَالك بْن سَالم بْن غنم بْن عَوْف بْن الْخَزْرَج الَّذِي يُقَال لَهُ بن أَبى بن سلول(3/244)
هِيَ أم أبي شهد بَدْرًا كَانَ اسْمه الْحباب فَسَماهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبد اللَّه وَقَالَ الْحباب شَيْطَان قتل يَوْم الْيَمَامَة شَهِيدا
801 - عَبْد اللَّه بْن عَبْد المدان بْن الديَّان بْن قطن بْن زِيَاد بْن الْحَارِث بْن مَالك بْن ربيعَة بْن كَعْب بْن الْحَارِث بْن كَعْب لَهُ صُحْبَة
802 - عَبْد اللَّه بْن أبي سليط الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة فِيمَا يَزْعمُونَ(3/245)
803 - عَبْد اللَّه بْن هِشَام لَهُ صُحْبَة
804 - عَبْد اللَّه بْن سيلان لَهُ صُحْبَة
805 - عَبْد اللَّه بْن عَبْد جَاءَت بْن أمه وبأخيه عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد إِلَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمسح رؤوسهما ودعا لَهما النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
806 - عَبْد اللَّه بْن ثَعْلَبَة بْن صعير العذري حَلِيف بني زهرَة كنيته أَبُو مُحَمَّد مسح النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأسه وَوَجهه يَوْم الْفَتْح فَكَانَ أعلم النَّاس بالأنساب مَاتَ سنة تسع وَثَمَانِينَ وَهُوَ بن ثَلَاث وَثَمَانُونَ سنة وهم حلفاء بنى زهرَة(3/246)
807 - عَبْد اللَّه بْن سيدان السّلمِيّ نزل الربذَة يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
808 - عَبْد اللَّه الْخَولَانِيّ وَالِد أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ من الْيمن يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة روى عَنهُ أَبُو إِدْرِيس ابْنه
809 - عَبْد اللَّه بْن عكيم الْجُهَنِيّ أَبُو معبد أدْرك النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلم يسمع مِنْهُ شَيْئا كتب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جُهَيْنَة قبل مَوته بشهران لَا تنتفعوا من الْميتَة بإهاب وَلَا عصب أنفذ إِلَيْهِ الْحجَّاج فِي عِلّة فَقَامَ عَبْد اللَّه بْن عكيم فَتَوَضَّأ وَصلى رَكْعَتَيْنِ ثمَّ قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّك تعلم أَنِّي لم أزن وَلم أسرق قطّ وَلم آكل مَال يَتِيم قطّ وَلم أقذف مُحصنَة قطّ فَإِن كنت صَادِقا فادرأ عني شَره فَأَتَاهُ نائله وَلم يتَعَرَّض بِشَيْء يكرههُ(3/247)
810 - عبيد اللَّه بْن عَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب بْن هَاشم بْن عَبْد منَاف الْهَاشِمِي لَهُ صُحْبَة أَخُو عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس مَاتَ عبيد اللَّه بِالْمَدِينَةِ سنة ثَمَان وَخمسين فِي ولَايَة مُعَاوِيَة
811 - عبيد اللَّه بْن سُهَيْل بْن عَمْرو بْن عَبْد شمس بْن عَبْد ود لَهُ صُحْبَة كَانَ مَعَ أَبِيه يَوْم بدر ثمَّ انحاز رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِك الْيَوْم وَهُوَ من الْبَدْرِيِّينَ قتل بِالْيَمَامَةِ يَوْم جواثى أمه فَاخِتَة بنت عَامر بْن نَوْفَل بْن عَبْد منَاف بْن قصي بْن كلاب
812 - عبيد اللَّه بْن مُحصن الْأنْصَارِيّ أَبُو سَلمَة لَهُ صُحْبَة
813 - عبيد اللَّه بْن عدي بْن الْخِيَار ولد فِي زمَان رَسُول اللَّهِ(3/248)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
814 - عبد الرَّحْمَن بْن أبي بكر الصّديق التَّيْمِيّ الْقرشِي كنيته أَبُو مُحَمَّد وَقد قيل أَبُو عَبْد اللَّه أمه وَأم عَائِشَة أم رُومَان بنت عَامر بْن عُوَيْمِر مَاتَ بِالْحَبَشَةِ سنة ثَمَان وَخمسين قبل عَائِشَة وَقد قيل سنة ثَلَاث وَخمسين وَكَانَ يخضب بِالْحِنَّاءِ والكتم
815 - عَبْد الرَّحْمَن بْن سَمُرَة بْن حبيب بْن عَبْد شمس بْن عَبْد منَاف الْقرشِي كنيته أَبُو سعيد مَاتَ بِالْكُوفَةِ سنة خمسين وَصلى عَلَيْهِ زِيَاد وَكَانَ اسْمه عَبْد كلال فِي الْجَاهِلِيَّة فَسَماهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد الرَّحْمَن
816 - عَبْد الرَّحْمَن بْن سعد بْن الْمُنْذر أَبُو حميد السَّاعِدِيّ من بني سَاعِدَة بْن كَعْب بْن الْخَزْرَج وَقد قيل إِن اسْمه الْمُنْذر
817 - عَبْد الرَّحْمَن بْن زيد بْن الْخطاب بْن نفَيْل بْن عَبْد الْعُزَّى بْن ريَاح بن(3/249)
عَبْد اللَّه بْن قرط بْن رزاح بْن عدي بْن كَعْب بن أخي عمر بْن الْخطاب ولد سنة هَاجر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَة وَتوفى أَيَّام الزبير وَهُوَ بن سِتّ وَسِتِّينَ سنة وَأمه لبَابَة بنت أبي لبَابَة الْأنْصَارِيّ بْن عبد الْمُنْذر بن لزبير
818 - عَبْد الرَّحْمَن بْن يعمر الدئلي من أهل مَكَّة شهد حجَّة النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سكن الْكُوفَة حَدِيثه عِنْد بكير بْن عَطاء يُقَال إِنَّه مَاتَ بخراسان
819 - عَبْد الرَّحْمَن بْن خَالِد بْن الْوَلِيد بْن الْمُغيرَة بْن عَبْد اللَّه بْن عمر بْن مَخْزُوم بْن يقظة بْن مرّة بْن كَعْب بْن لؤَي بْن غَالب لَهُ صُحْبَة مَاتَ بحمص سنة سِتّ وَأَرْبَعين قبل سعيد بن الْعَاصِ(3/250)
820 - عَبْد الرَّحْمَن بْن شبْل الْأنْصَارِيّ من بني حَارِثَة سكن الشَّام
821 - عَبْد الرَّحْمَن بْن كَعْب بْن عَمْرو بْن عَوْف بْن مبذول بْن عَمْرو بْن غنم بْن مَازِن بْن النجار أَبُو ليلى الْمَازِني الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة مَاتَ فِي آخر خلَافَة عمر بْن الْخطاب وَلَيْسَ هَذَا بِأبي ليلى الَّذِي ذَكرْنَاهُ قبل
822 - عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي قراد لَهُ صُحْبَة
823 - عَبْد الرَّحْمَن بْن صَفْوَان بْن أُميَّة بْن خلف لَهُ صُحْبَة أمه أُمَيْمَة أُخْت أم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان بْن حَرْب
824 - عَبْد الرَّحْمَن بْن قَتَادَة السّلمِيّ الْأنْصَارِيّ سكن الشَّام حَدِيثه عِنْد رَاشد بن سعد(3/251)
825 - عَبْد الرَّحْمَن بْن عُثْمَان بْن عبيد اللَّه بْن عُثْمَان بْن عَمْرو بْن كَعْب بْن سعد بْن تيم بْن مرّة بْن أخي طَلْحَة بْن عبيد اللَّه لَهُ صُحْبَة قتل مَعَ بْن الزبير فِي يَوْم وَاحِد حَدِيثه عِنْد أهل الْمَدِينَة
826 - عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي عميرَة الْمُزنِيّ سكن الشَّام حَدِيثه عِنْد أَهلهَا
827 - عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي سُبْرَة يزِيد الْجعْفِيّ وَهُوَ وَالِد خَيْثَمَة بْن عَبْد الرَّحْمَن أَتَى مَعَ أَبِيه النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ روى عَنهُ الشّعبِيّ
828 - عَبْد الرَّحْمَن بْن معَاذ التَّيْمِيّ يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
829 - عَبْد الرَّحْمَن بْن مُطِيع بْن الْأسود بْن الْمطلب بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى الْقرشِي أَخُو عَبْد اللَّه بْن مُطِيع لَهُ صُحْبَة كنيته أَبُو عَبْد اللَّه أمه أم كُلْثُوم(3/252)
بنت مُعَاوِيَة بْن عُرْوَة
830 - عَبْد الرَّحْمَن بْن عَلْقَمَة الثَّقَفِيّ يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
831 - عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحَارِث بْن هِشَام المَخْزُومِي وَالِد أبي بكر بْن عَبْد الرَّحْمَن ولد فِي زمن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلم يسمع مِنْهُ شَيْئا كنيته أَبُو مُحَمَّد أمه فَاطِمَة بنت الْوَلِيد بْن الْمُغيرَة وَكَانَ فِي حجر عمر بْن الْخطاب مَاتَ فِي ولَايَة مُعَاوِيَة بْن أبي سُفْيَان
832 - عَبْد الرَّحْمَن بْن صَفْوَان الْقرشِي لَهُ صُحْبَة
833 - عَبْد الرَّحْمَن بْن خباب السّلمِيّ لَهُ صُحْبَة(3/253)
834 - عَبْد الرَّحْمَن بْن قرط كَانَ من أَصْحَاب الصّفة
835 - عَبْد الرَّحْمَن بْن المرقع لَهُ صُحْبَة
836 - عَبْد الرَّحْمَن أَبُو عقيل بْن عَبْد اللَّه بْن ثَعْلَبَة بْن بيحان بْن عَامر بْن الْحَارِث بْن مَالك بْن عَامر بْن أنيف بْن جشم حَلِيف لبني جحجبا بْن كلفة كَانَ اسْمه عَبْد الْعُزَّى فَسَماهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد الرَّحْمَن قتل يَوْم الْيَمَامَة سنة اثْنَتَيْ عشرَة
837 - عَبْد الرَّحْمَن بْن جبر بْن عَمْرو بْن زيد بْن جشم بْن حَارِثَة بْن الْحَارِث بْن الْخَزْرَج الْأنْصَارِيّ شهد بَدْرًا كنيته أَبُو عبس(3/254)
مَاتَ سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَله سَبْعُونَ سنة وَدفن بِالبَقِيعِ وَصلى عَلَيْهِ عُثْمَان بْن عَفَّان وَدخل حفرته أَبُو بردة بْن نيار وَسَلَمَة بْن سَلامَة بْن وقش كَانَ اسْمه معبدًا فَسَماهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبد الرَّحْمَن وَكَانَ يخضب بِالْحِنَّاءِ وَله عقب كثير وَأمه ليلى بنت رَافع بْن عَمْرو بْن عدي بْن مجدعة
838 - عَبْد الرَّحْمَن بْن عائش الْحَضْرَمِيّ لَهُ صُحْبَة
839 - عَبْد الرَّحْمَن الخطمي وَالِد مُوسَى بْن عَبْد الرَّحْمَن لَهُ صُحْبَة حَدِيثه عِنْد أهل الْمَدِينَة
840 - عَبْد الرَّحْمَن بْن عدس الْبلوى لَهُ صُحْبَة عداده فِي أهل مصر(3/255)
وَقد قيل عديس
841 - عَبْد الرَّحْمَن بْن خنبش التَّمِيمِي لَهُ صُحْبَة حَدِيثه عِنْد أبي التياح وَيُقَال بن خُنَيْس
842 - عَبْد الرَّحْمَن بْن الْفَاكِه لَهُ صُحْبَة
843 - عَبْد الرَّحْمَن بْن سهل بْن زيد الْأنْصَارِيّ من بني حَارِثَة لَهُ صُحْبَة
844 - عَبْد الرَّحْمَن بْن حَسَنَة الْجُهَنِيّ المري حَلِيف بني زهرَة حدث عَنهُ(3/256)
أهل الْكُوفَة بْن وهب وَغَيره
845 - عَبْد الرَّحْمَن بْن معَاذ لَهُ صُحْبَة
846 - عَبْد الرَّحْمَن بْن بجيد بْن وهب بْن قيظى أحد بني حَارِثَة يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
847 - عَبْد الرَّحْمَن بْن أَشْيَم الْأَنمَارِي لَهُ رُؤْيَة
848 - عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي عقيل بْن مَسْعُود بْن عَامر بْن معتب بْن مَالك بْن كَعْب بْن عَمْرو بْن سعد بْن عَوْف بْن ثَقِيف لَهُ صُحْبَة عداده فِي أهل الْكُوفَة وَكَانَ قد أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وافدا(3/257)
849 - عَبْد الرَّحْمَن بْن سنة الْأَسْلَمِيّ لَهُ رُؤْيَة
850 - عَبْد الرَّحْمَن بْن الْأسود بْن عَبْد يَغُوث الزُّهْرِيّ يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة وَكَانَ أَبوهُ من الْمُسْتَهْزِئِينَ برَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
851 - عبد الرَّحْمَن بْن أَزْهَر بْن عَبْد عَوْف بْن عَبْد بْن الْحَارِث بْن زهرَة بْن عَم عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف كنيته أَبُو جُبَير مَاتَ(3/258)
قبل الْحرَّة بأشهر كَانَت وقْعَة الْحرَّة يَوْم الْأَرْبَعَاء لليلتين بَقِيَتَا من ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ
852 - عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي سُبْرَة الْجعْفِيّ وَاسم أبي سُبْرَة يزِيد بْن مَالك وَهُوَ وَالِد خَيْثَمَة بْن عَبْد الرَّحْمَن يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة كَانَ اسْمه عَزِيزًا فَسَماهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد الرَّحْمَن مَاتَ ابْنه خَيْثَمَة قبل أبي وَائِل
853 - عقيل بْن أبي طَالب بْن عَبْد الْمطلب الْهَاشِمِي أَخُو على كنيته أَبُو يزِيد مَاتَ أَبُو طَالب فَلم يَرِثهُ على وَلَا جَعْفَر وَورثه عقيل وطالب لِأَنَّهُمَا لم يَكُونَا مُسلمين أم عقيل وعَلى فَاطِمَة بنت أَسد بْن هَاشم مَاتَ فِي ولَايَة مُعَاوِيَة(3/259)
854 - عُثْمَان بْن مَظْعُون بْن حبيب بْن وهب بْن حذافة بْن جمح بْن عَمْرو بْن هصيص بْن كَعْب أَخُو قدامَة بْن مَظْعُون الْقرشِي كنيته أَبُو السَّائِب مَاتَ بِالْمَدِينَةِ قبل وَفَاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَبله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد الْمَوْت
855 - عُثْمَان بْن عَامر بْن عَمْرو بْن كَعْب بْن سعد بْن تيم بْن مرّة كنيته أَبُو قُحَافَة وَالِد أبي بكر الصّديق أمه قيلة من بني عدي مَاتَ بعد أبي بكر سنة أَربع عشرَة وَهُوَ بن سبع وَتِسْعين سنة وَكَانَ قد أَخذ السُّدس من مِيرَاث ابْنه
856 - عُثْمَان بْن طَلْحَة بْن أبي طَلْحَة بْن عَبْد الْعُزَّى بْن عُثْمَان بْن عَبْد الدَّار بْن قصي بْن كلاب بْن مرّة الحَجبي الْقرشِي مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين فِي ولَايَة مُعَاوِيَة أمه سَلامَة بنت سعد بْن شَهِيد بْن قيس بْن عَمْرو بْن زيد بْن أُميَّة كَانَ قد رَجَعَ إِلَى مَكَّة بعد أَن قبض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّه عَلَيْهِ وَسلم وسكنها إِلَى أَن مَاتَ بهَا(3/260)
857 - عُثْمَان بْن عَبْد الرَّحْمَن التَّيْمِيّ الْقرشِي لَهُ صُحْبَة
858 - عُثْمَان بْن سعيد بْن أَحْمَر الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة
859 - عُثْمَان بْن حنيف بْن واهب بْن عكيم بْن ثَعْلَبَة بْن الْحَارِث بْن مجدعة بْن عَمْرو الْأنْصَارِيّ أَخُو سهل بْن حنيف وَعباد بْن حنيف كَانَ عَامل عمر على الْعرَاق وَهُوَ عَم أبي أُمَامَة بْن سهل بْن حنيف الْمدنِي بَقِي إِلَى زمن مُعَاوِيَة بْن أبي سُفْيَان كنيته أَبُو عَبْد اللَّه
860 - عُثْمَان بْن أبي الْعَاصِ الثَّقَفِيّ سكن الْبَصْرَة يروي عَنهُ الْحسن وَكَانَ عَامل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الطَّائِف فَلم يزل عُثْمَان على الطَّائِف أَيَّام النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَيَّام أبي بكر وصدرا من أَيَّام عمر وَمَات عُثْمَان بْن أبي الْعَاصِ فِي ولَايَة مُعَاوِيَة وَله عقب 1 ذأشراف النَّاس بِالْبَصْرَةِ وَهُوَ عُثْمَان بْن أبي الْعَاصِ بْن بشر بْن(3/261)
عَبْد دهمان بْن عَبْد اللَّه بْن همام بْن أبان بْن سيار بْن مَالك بْن حطيط بْن جشم بْن ثَقِيف انْتقل فِي آخر عمره إِلَى الْبَصْرَة وَبهَا مَاتَ أمه فَاطِمَة بنت عَبْد اللَّه بْن ربيعَة بْن الْحَارِث بْن مَالك بْن حطيط بْن جشم بْن ثَقِيف
861 - عَليّ بْن شَيبَان الْحَنَفِيّ قدم على النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفْدًا من أهل الْيَمَامَة من بني سحيم
862 - عَليّ بْن طلق الْحَنَفِيّ لَهُ صُحْبَة حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى الْمَوْصِلِيُّ قَالَ ثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ ثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ عِيسَى بْنِ حِطَّانَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ سَلامٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ طَلْقٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا فَسَا أحدكُم فِي الصَّلَاة فلينصرف(3/262)
ثُمَّ لِيَتَوَضَّأْ وَلْيُعِدْ صَلاتَهُ وَلا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَدْبَارِهِنَّ
863 - عَليّ بْن الحكم السّلمِيّ اندقت رجله فَأتى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمسح على رجله فَصحت
864 - عمر بْن أبي سَلمَة بْن عَبْد الْأسد بْن هِلَال بْن عَبْد اللَّه بْن عمر بْن مَخْزُوم المَخْزُومِي ربيب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولد بِأَرْض الْحَبَشَة توفّي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بن تسع سِنِين وَهُوَ الَّذِي قَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ادن يَا بني كل بيمينك وكل مِمَّا يليك توفّي بِالْمَدِينَةِ فِي إِمَارَة عَبْد الْملك بْن مَرْوَان وكنيته أَبُو حَفْص وَأمه أم سَلمَة بنت أبي أُميَّة زَاد الرَّاكِب(3/263)
865 - عمر بْن سعد أَبُو كَبْشَة الْأَنمَارِي من أهل الشَّام لَهُ صُحْبَة روى عَنهُ أهل الشَّام وَابْنه عَبْد اللَّه بْن أبي كَبْشَة وَقد قيل إِن اسْم أبي كَبْشَة عَمْرو بْن سعيد
866 - عمر بْن عَوْف النَّخعِيّ لَهُ صُحْبَة سكن الشَّام حَدِيثه عِنْد مَالك بْن يخَامر السكْسكِي روى عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قَالَ الْهِجْرَة هجرتان إِحْدَاهمَا أَن تهجر السَّيِّئَات وَالْأُخْرَى أَن تهَاجر إِلَى اللَّه وَرَسُوله وَلنْ تَنْقَطِع الْهِجْرَة مَا تقبلت التَّوْبَة(3/264)
867 - عمر الْخَثْعَمِي سكن الشَّام حَدِيثه عِنْد جُبَير بْن نفير
868 - عَمْرو بْن الْعَاصِ بْن وَائِل بْن هَاشم بْن سعيد بْن سهم بْن عَمْرو بْن هصيص بْن كَعْب السَّهْمِي ولاه النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَيش ذَات السلَاسِل كنيته أَبُو مُحَمَّد وَيُقَال أَبُو عَبْد اللَّه عداده فِي أهل مَكَّة وَكَانَ من دهاة قُرَيْش مَاتَ بِمصْر وَكَانَ واليا عَلَيْهَا لَيْلَة الْفطر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فِي ولَايَة مُعَاوِيَة وَصلى عَلَيْهِ ابْنه عَبْد اللَّه بْن عَمْرو(3/265)
ثمَّ صلى بِالنَّاسِ صَلَاة الْعِيد وَكَانَ أَبوهُ الْعَاصِ من الْمُسْتَهْزِئِينَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيه نزلت إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الابتر حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَبُو عَاصِمٍ عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ قَالَ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَن بن شِمَاسَةَ قَالَ حَضَرْنَا عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَهُوَ فِي سِيَاقَةِ الْمَوْتِ يَبْكِي طَوِيلا وَوَجْهُهُ إِلَى الْجِدَارِ فَجَعَلَ ابْنُهُ يَقُولُ مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَتَاهُ قَالَ أَمَا بَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَذَا أَمَا بَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَذَا قَالَ فَأَقْبَلَ بِوَجْهِهِ فَقَالَ إِنَّ أَفْضَلَ مَا تُعِدُّ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي عَلَى أَطْبَاقٍ ثَلاثٍ رَأَيْتُنِي وَمَا أَحَدٌ أَبْغَضَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِّي وَلا أَحَدٌ أَحَبَّ أَنْ أَكُونَ قَدِ اسْتَمْكَنْتُ مِنْهُ فَقَتَلْتُهُ فَلَوْ مِتُّ عَلَى تِلْكَ لَكُنْتُ فِي النَّارِ فَلَمَّا جَعَلَ اللَّهُ الإِسْلامَ فِي قَلْبِي أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْطِنِي يَمِينَكَ لأُبَايِعَكَ فَأَعْطَانِي يَدَهُ فَقَبَضْتُ يَدِي فَقَالَ مَا لَكَ يَا عَمْرُو قَالَ قُلْتُ أَنْ أَشْتَرِطَ عَلَيْكَ قَالَ تَشْتَرِطُ مَاذَا أَنْ يُغْفَرَ لَكَ قُلْتُ أَنْ يُغْفَرَ لِي قَالَ أَمَا عَلِمْتَ يَا عَمْرُو أَنَّ الإِسْلامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهَا قَالَ فَبَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا كَانَ أحد(3/266)
أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا أَعْظَمَ فِي عَيْنِي مِنْهُ وَكُنْتُ لَا أَمْلأُ عَيْنِي مِنْهُ إِعْظَامًا لَهُ فَلَوْ مِتُّ عَلَى ذَلِكَ لَوَجَدْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ثُمَّ وُلِّيتُ أَشْيَاءَ لَا أَدْرِي مَا حَالِي فِيهَا فَإِذَا أَنَا مِتُّ فَلا تَتْبَعْنِي نَائِحَةٌ وَلا نَارٌ وَإِذَا دَفَنْتُمُونِي فَسُنُّوا عَلَيَّ التُّرَابَ شَيْئًا ثُمَّ أَقِيمُوا عِنْدَ قَبْرِي قَدْرَ مَا يُنْحَرُ جَزُورٌ وَيُقْسَمُ لَحْمُهَا أُسَرُّ بِكُمْ وَمَا أَدْرِي مَاذَا أُرَاجِعُ بِهِ رسل رَبِّي
869 - عَمْرو بْن معَاذ بْن النُّعْمَان الْأنْصَارِيّ شهد بَدْرًا
870 - عَمْرو بْن حزم بْن زيد بْن لوذان بْن عَمْرو بْن عَبْد عَوْف بْن غنم الْأنْصَارِيّ شهد الخَنْدَق وَهُوَ بن خمس عشرَة سنة وَهُوَ أول مشْهد شهده هُوَ وَزيد بْن ثَابت وَمَات عَمْرو بْن حزم سنة إِحْدَى وَخمسين فِي إِمَارَة مُعَاوِيَة وَكَانَ كنيته أَبُو الضَّحَّاك اسْتعْمل رَسُول الله(3/267)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمْرو بْن حزم على نَجْرَان وَهُوَ بن سبع عشر سنة
871 - عَمْرو بْن كَعْب الْهَمدَانِي جد طَلْحَة بْن مصرف لَهُ صُحْبَة
872 - عَمْرو بْن سعيد بْن الْعَاصِ بْن أُميَّة بْن عَبْد شمس بْن عَبْد منَاف أَخُو خَالِد بْن سعيد وَأَبَان بْن سعيد هَؤُلَاءِ من السوابق فِي الْإِسْلَام وَقتل عَمْرو بْن سعيد فِي أجنادين وكنيته أَبُو أُميَّة وَكَانَ قد أسلم بعد أَخِيه خَالِد بِسنتَيْنِ وَأمه صَفِيَّة بنت الْمُغيرَة بْن عَبْد اللَّه بْن عمر بْن مَخْزُوم(3/268)
873 - عَمْرو بْن تغلب من النمر بْن قاسط أَو من بكر بْن وَائِل خرج إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُهَاجرا سكن الْبَصْرَة يروي عَنهُ الْحسن قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي أُعْطِي الرَّجُلَ وَأَدَعُ الرَّجُلَ وَالَّذِي أَدَعُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الَّذِي أُعْطِي أُعْطِي أَقْوَامًا لِمَا فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْجَزَعِ وَالْهَلَعِ وَأَكِلُ أَقْوَامًا إِلَى مَا جَعَلَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْغِنَى وَالْخَيْرِ مِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ قَالَهُ جَرِيرُ بن حَازِم عَن الْحسن بن عَمْرو بن تغلب
874 - عَمْرو بْن عبسة أَبُو نجيح السّلمِيّ جَاءَ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أول الْإِسْلَام فَأسلم وَاسْتَأْذَنَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمكْث مَعَه أَو اللحوق بقَوْمه فَأذن لَهُ بِالرُّجُوعِ إِلَى قومه فَخرج ثمَّ أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل فتح مَكَّة فسكن الشَّام وَبهَا مَاتَ يُقَال إِنَّه رَابِع الْإِسْلَام وَقدم على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد الْحُدَيْبِيَة(3/269)
وَكَانَ يسكن ضَيْعَة من أَرض بني سليم وَهُوَ عَمْرو بْن عبسة بْن خَالِد بْن حُذَيْفَة بْن عَمْرو بْن خلف بْن مَازِن بْن مَالك
875 - عَمْرو بْن عقبَة بْن نيار الْأنْصَارِيّ شهد بَدْرًا كنيته أَبُو سعيد
876 - عَمْرو بْن مَالك الرُّؤَاسِي لَهُ صُحْبَة قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِن الرب ليترضى فيرضى فارض عني قَالَ فَرضِي عني
877 - عَمْرو بْن أبي عَمْرو بْن زُهَيْر بْن أبي شَدَّاد بْن ربيعَة بْن هِلَال الفِهري من بني ضبة بْن الْحَارِث بْن فهر كنيته أَبُو شَدَّاد مَاتَ سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ مِمَّن شهد بَدْرًا مَاتَ وَهُوَ بن اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ سنة
878 - عَمْرو بْن خَارِجَة حَلِيف لأبي سُفْيَان بْن حَرْب بَعثه أَبُو سُفْيَان(3/270)
رَسُولا إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثه لَا وَصِيَّة لوَارث وَهُوَ عَمْرو بْن خَارِجَة بْن المنتفق الْأَسدي
879 - عَمْرو بْن غزيَّة بْن عَمْرو النجاري الْمَازِني من بني مَازِن بْن النجار من بني خنساء بْن مبذول بْن عَمْرو بْن غنم بْن مَازِن بَدْرِي كنيته أَبُو حَبَّة
880 - عَمْرو بْن عَوْف بْن زيد بْن ملحة الْمُزنِيّ حَلِيف بني عَامر بْن لؤَي جد كثير بْن عَبْد اللَّه الْمُزنِيّ مَاتَ فِي ولَايَة مُعَاوِيَة
881 - عَمْرو بْن سعد أَبُو سعد الْخَيْر لَهُ صُحْبَة وَقد قيل اسْمه(3/271)
عَامر بْن سعد بْن مَسْعُود
882 - عَمْرو بْن أُميَّة الضمرِي عداده فِي أهل الْحجاز لَهُ صُحْبَة وَهُوَ عَمْرو بْن أُميَّة بْن خويلد بْن عَبْد اللَّه بْن إِيَاس بْن نَاشِرَة بْن كَعْب بْن جدي بْن ضَمرَة بْن بكر بْن عَبْد مَنَاة مَاتَ فِي ولَايَة مُعَاوِيَة
883 - عَمْرو بْن حُرَيْث بْن عَمْرو بْن عُثْمَان بْن عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن مَخْزُوم أَبُو سعيد المَخْزُومِي الْقرشِي ولد يَوْم بدر وَهُوَ أَخُو سعيد بْن حُرَيْث سكن الْكُوفَة وَمَات بِمَكَّة سنة خمس وَثَمَانِينَ وَكَانَت تَحْتَهُ ابْنة جرير بْن عَبْد اللَّه البَجلِيّ
884 - عَمْرو بْن ثَعْلَبَة الْجُهَنِيّ لَهُ صُحْبَة
885 - عَمْرو بْن شَاس الْأَسْلَمِيّ عداده فِي أهل الْحجاز لَهُ صُحْبَة(3/272)
سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ آذَى عَلِيًّا فقد آذانى من حَدِيث بن إِسْحَاقَ عَنْ أَبَانِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مَعْقِلِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَيَّارٍ عَنْ خَالِهِ عَمْرِو بْنِ شَاس
886 - عَمْرو بْن الْحَارِث بْن أبي ضرار الْخُزَاعِيّ أَخُو جوَيْرِية ابْنة الْحَارِث زَوْجَة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ صُحْبَة سكن الْكُوفَة
887 - عَمْرو بْن عَبْد عَمْرو بْن نَضْلَة بْن عَمْرو بْن غبشان ذُو الشمالين(3/273)
الْخُزَاعِيّ حَلِيف بني زهرَة
888 - عَمْرو بْن سراقَة بْن الْمُعْتَمِر بْن أنس بْن أذاة بْن ريَاح بْن عَبْد اللَّه بْن قرط بْن رزاح بْن عدي بْن كَعْب لَهُ صُحْبَة
889 - عَمْرو بْن مرّة بْن عبس الْجُهَنِيّ الْأَزْدِيّ كنيته أَبُو مَرْيَم لَهُ صُحْبَة أسلم قبل بدر لم يشهدها مَاتَ فِي ولَايَة مُعَاوِيَة وَهُوَ عَمْرو بْن مرّة بْن عبس بْن مَالك بْن الْحَارِث بْن مَازِن بْن سعد بْن مَالك بْن رِفَاعَة بْن نصر بْن مَالك
890 - عَمْرو بْن الفغواء الْخُزَاعِيّ أَخُو عَلْقَمَة يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة(3/274)
891 - عَمْرو بْن يثربي الضمرِي الْحِجَازِي لَهُ صُحْبَة سمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول لَا يحل لأحد من مَال أَخِيه إِلَّا مَا طابت بِهِ نَفسه
892 - عَمْرو بْن أَخطب من بني الْحَارِث بْن الْخَزْرَج أَبُو زيد الْأنْصَارِيّ سكن الْبَصْرَة حَدِيثه عِنْد علْبَاء بْن أَحْمَر وَأبي نهيك الْأَزْدِيّ
893 - عَمْرو بْن سعد أَبُو كَبْشَة الْأَنمَارِي لَهُ صُحْبَة حَدِيثه عِنْد وَلَده وَعند أهل الشَّام
894 - عَمْرو بْن الْحمق الْخُزَاعِيّ عداده فِي أهل الْكُوفَة وَكَانَ من أَصْحَاب عَليّ بْن أبي طَالب وَلما قتل على هرب إِلَى الْموصل وَدخل غارا فنهشته حَيَّة فَقتلته وَبعث إِلَى الْغَار فِي طلبه فوجدوه مَيتا فَأخذ عَامل الْموصل رَأسه وَحمله إِلَى زِيَاد فَبعث زِيَاد بِرَأْسِهِ إِلَى مُعَاوِيَة وَرَأسه أول رَأس حمل فِي الْإِسْلَام من بلد إِلَى بلد وَهُوَ عَمْرو بْن الْحمق بْن الكاهن بْن حبيب بْن عَمْرو بْن الْقَيْن بْن رزاح بْن عَمْرو بْن سعد بْن(3/275)
كَعْب بْن عَمْرو بْن ربيعَة بْن حَارِثَة وَهُوَ من خُزَاعَة
895 - عَمْرو بْن سُفْيَان الثَّقَفِيّ كَانَ مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بحنين
896 - عَمْرو بْن الجموح الْأنْصَارِيّ أَبُو معَاذ لَهُ صُحْبَة
897 - عَمْرو الْعجْلَاني أَبُو عَبْد الرَّحْمَن سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنْهِي أَن يسْتَقْبل شَيْء من الْقبْلَة فِي الْغَائِط وَالْبَوْل حَدِيثه عِنْد ابْنه عَبْد الرَّحْمَن بن عَمْرو(3/276)
898 - عَمْرو بْن بِلَال الْمُزنِيّ لَهُ صُحْبَة
899 - عَمْرو بْن عَبْد اللَّه الْحَضْرَمِيّ لَهُ صُحْبَة
900 - عَمْرو بْن أَوْس الثَّقَفِيّ لَهُ صُحْبَة
901 - أَبُو فَاطِمَة اسْمه عَمْرو الْإِيَادِي يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة غزا الْمشرق وَالْمغْرب رَأَوْهُ غازيا بِذِي الطوازى من نَاحيَة الْمغرب وَقد اسودت جَبهته وَركبَتَاهُ من كَثْرَة السُّجُود ورأوه بالترمذ غازيا يؤم النَّاس فَقَرَأَ سُورَة الحاقة فِي صَلَاة الْغَدَاة فَمَا أتمهَا شهرا كَانَ إِذا بلغ إِلَى قَوْله تَعَالَى خُذُوهُ فَغُلُّوهُ غشي عَلَيْهِ(3/277)
902 - عَمْرو بْن الْأَحْوَص الْأَزْدِيّ لَهُ صُحْبَة وَهُوَ وَالِد سُلَيْمَان بْن عَمْرو بْن الْأَحْوَص
903 - عَمْرو بْن عَبْد اللَّه الْبكالِي لَهُ صُحْبَة
904 - عَمْرو بْن معدى كرب بْن عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن عصم بْن عَمْرو بْن زبيد الزبيدِيّ أَبُو ثَوْر يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة قَالَ علمنَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن يَقُول لبيْك اللَّهُمَّ لبيْك لبيْك لَا شريك لَك لبيْك إِن الْحَمد وَالنعْمَة لَك وَالْملك لَا شريك لَك رَوَاهُ عَنهُ شُرَحْبِيل بْن الْقَعْقَاع
905 - عَمْرو بْن سَلمَة أَبُو يزِيد الْجرْمِي لَهُ صُحْبَة روى عَنهُ أهل الْبَصْرَة مَاتَ سنة خمس وَثَمَانِينَ(3/278)
906 - عقبَة بْن عَمْرو بْن ثَعْلَبَة بْن أسيرة بْن عسيرة بْن عَطِيَّة بْن جدارة بْن عَوْف بْن الْحَارِث بْن الْخَزْرَج شهد الْعقبَة وَلم يشْهد بَدْرًا وَكَانَ وَالِي عَليّ على الْكُوفَة مَاتَ أَيَّام عَليّ وَهُوَ أَبُو مَسْعُود الْأنْصَارِيّ
907 - عقبَة بْن الْحَارِث بْن عَامر بْن نَوْفَل بْن عَبْد منَاف وَكَانَ أَبوهُ أحد المطعمين يَوْم بدر مَعَ الْمُشْركين عداده فِي أهل مَكَّة كنيته أَبُو سروعة الْقرشِي أمه بنت عِيَاض بْن رَافع وَقد قيل إِن أَبَا سروعة أَخُوهُ(3/279)
908 - عقبَة بْن عُثْمَان بْن خلدَة بْن مخلد بْن عَامر بْن زُرَيْق أَخُو سعيد بْن عُثْمَان لَهما صُحْبَة
909 - عقبَة بْن عَامر بْن عبس أَبُو أَسد الْجُهَنِيّ كَانَ واليا بِمصْر وَكَانَ من الرُّمَاة وَقد قيل كنيته أَبُو عَامر وَيُقَال أَبُو حَمَّاد وَقيل أَبُو سعاد وَيُقَال أَبُو عَمْرو مَاتَ عقبَة بْن عَامر سنة ثَمَان وَخمسين فِي ولَايَة مُعَاوِيَة وَكَانَ يصْبغ بِالسَّوَادِ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِي عُشَانَةَ الْمَعَافِرِيِّ قَالَ رَأَيْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ وَيَقُولُ نُسَوِّدُ أَعْلاهَا وتأبى أُصُولهَا
910 - عقبَة بْن وهب بْن ربيعَة بْن أَسد بْن صُهَيْب بْن مَالك بْن كَبِير بْن غنم لَهُ صُحْبَة(3/280)
911 - عقبَة مولى جبر بْن عتِيك الْأنْصَارِيّ شهد أحدا مَعَ مَوْلَاهُ جبر بْن عتِيك
912 - عبيد بْن مُعَاوِيَة بْن الصَّامِت بْن زيد بْن خلدَة بْن عَامر بْن زُرَيْق كنيته أَبُو عَيَّاش الزرقي الْأنْصَارِيّ من بني زُرَيْق بْن عَامر بْن عَبْد حَارِثَة لَهُ صُحْبَة مَاتَ فِي ولَايَة مُعَاوِيَة وَأمه خَوْلَة بنت زيد بْن النُّعْمَان بْن خلدَة بْن عَامر بْن زُرَيْق
913 - عبيد بْن التيهَان أَخُو أبي الْهَيْثَم حَلِيف بلي شهد بَدْرًا وَقد قيل عتِيك بن التيهَان(3/281)
914 - عبيد بْن وهب أَبُو عَامر الْأَشْعَرِيّ عَم أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ سكن الْيمن لَهُ صُحْبَة قتل يَوْم حنين فِي حَيَاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
915 - عبيد بْن عَمْرو أَبُو مَالك الْأَشْعَرِيّ لَهُ صُحْبَة(3/282)
916 - عبيد بْن ربيعَة بْن قيس بْن عَبْد شمس بْن عَبْد ود لَهُ صُحْبَة
917 - عبيد بْن حُذَيْفَة بْن غَانِم بْن عَامر بْن عَبْد اللَّه بْن عبيد بْن عويج بْن عدي بْن كَعْب كنيته أَبُو الجهم أمه يسيرَة بنت عَبْد اللَّه بْن أذاة بْن ريَاح مَاتَ بِالْمَدِينَةِ فِي آخر ولَايَة مُعَاوِيَة
918 - عبيد بْن عَازِب أَخُو الْبَراء بْن عَازِب لَهُ صُحْبَة وَيُقَال إِنَّه جد عدي بْن ثَابت الَّذِي روى عَن أَبِيه عَن جده فِي الْمُسْتَحَاضَة(3/283)
919 - عبيد بْن خَالِد الْبَهْزِي السّلمِيّ قَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَو رفعت الْإِزَار كَانَ أتقى وَأبقى
920 - عبيد مولى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ صُحْبَة
921 - عبيد بْن عَمْرو الْكلابِي رأى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسبغ الْوضُوء
922 - عبيد بْن قيس أَبُو الْورْد الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة وَقد قيل إِن اسْم أبي الْورْد ثَابت بْن كَامِل
923 - عبيد بْن خشخاش الْعَنْبَري لَهُ صُحْبَة
924 - أَبُو هُرَيْرَةَ الدوسي ودوس قَبيلَة من الْيمن اخْتلفُوا فِي اسْمه فَمنهمْ من قَالَ عَبْد شمس وَمِنْهُم من قَالَ عَبْد عَمْرو وَمِنْهُم من قَالَ(3/284)
سكين بْن عَمْرو وَمِنْهُم من قَالَ عُمَيْر بْن عَامر بْن عَبْد ود وَقد قيل إِن اسْمه عَبْد عَمْرو بْن عَبْد غنم وَمِنْهُم من قَالَ كَانَ اسْمه عَبْد نهم فَسَماهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّه وَهَذَا أشبه مَاتَ سنة سبع أَو ثَمَان وَخمسين وَكَانَ قد دَعَا اللَّهُمَّ لَا يدركني سنة سِتِّينَ وَأكْثر مَا كَانَ ينزل دَار الْخَلِيفَة
925 - عُوَيْمِر بْن عَامر بْن زيد بْن قيس بْن أُميَّة بْن عَامر بْن عدي بْن كَعْب بْن الْخَزْرَج بْن الْحَارِث بْن الْخَزْرَج بْن حَارِثَة أَبُو الدَّرْدَاء الْأنْصَارِيّ وَقد قيل إِن اسْمه عَامر وعويمر تصغيره انْتقل إِلَى الشَّام وَمَات بهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ فِي خلَافَة عُثْمَان وقبره بِدِمَشْق مَشْهُور يزار قد زرته فِي مَقْبرَة بَاب الصَّغِير وَله بِالشَّام عقب وَأم أبي الدَّرْدَاء اسْمهَا محبَّة(3/285)
بنت وَاقد بْن عَمْرو بْن الأطنابة بْن عَامر بْن زيد مَنَاة بْن مَالك بْن ثَعْلَبَة بْن كَعْب بْن الْخَزْرَج وَقد كَانَ عمر بْن الْخطاب ولى أَبَا الدَّرْدَاء قَضَاء دمشق وَكَانَ القَاضِي حِينَئِذٍ يكون خَليفَة الْأَمِير إِذا غَابَ ولاه مُعَاوِيَة بِأَمْر عمر بْن الْخطاب
926 - عُوَيْمِر بْن أَبيض الْعجْلَاني الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة
927 - عُوَيْمِر بْن أشقر الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة حَدِيثه عِنْد عباد بْن تَمِيم
928 - عُوَيْمِر بْن الْحَارِث الَّذِي يُقَال لَهُ الْعجْلَاني الَّذِي لَاعن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَينه وَبَين امْرَأَته
929 - عَاصِم بْن عدي بْن الْجد بْن عجلَان الأوسي أَبُو أبي البداح بن(3/286)
عَاصِم شهد بَدْرًا روى عَنهُ أَبُو البداح ابْنه مَاتَ عَاصِم بْن عدي فِي ولَايَة مُعَاوِيَة وَهُوَ بن مائَة سنة وَخمْس عشرَة سنة وَكَانَ قد رده رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بدر إِلَى مَسْجِد الضرار وَضرب لَهُ بسهمه وأجره كنيته أَبُو عَبْد اللَّه
930 - عَاصِم بْن سُفْيَان الثَّقَفِيّ لَهُ صُحْبَة
931 - عَاصِم بْن ثَابت بْن أبي الأقلح الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة سكن الْبَصْرَة مِمَّن شهد بَدْرًا وَاسم أبي الأقلح قيس بْن عصمَة بْن النُّعْمَان بْن مَالك بْن أُميَّة بْن ضبيعة بْن زيد اسْتشْهد يَوْم الرجيح مَعَ خبيب بْن عدي وَأَصْحَابه فِي السّريَّة الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا مرْثَد بْن أبي مرْثَد
932 - عمرَان بْن الْحصين بْن عبيد بْن خلف بْن عَبْد نهم بْن سَالم بْن غاضرة الْخُزَاعِيّ أَبُو نجيد الْأَزْدِيّ لَهُ صُحْبَة سكن الْبَصْرَة(3/287)
حَدِيثه عِنْد أَهلهَا مَاتَ بِالْبَصْرَةِ سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين فِي ولَايَة مُعَاوِيَة
933 - الْعَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب أَبُو الْفضل الْهَاشِمِي عَم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولد قبل الْفِيل بِثَلَاث سِنِين وَمَات سنة ثِنْتَيْنِ وَثَلَاثِينَ فِي خلَافَة عُثْمَان بْن عَفَّان وَهُوَ بن ثَمَان وَثَمَانِينَ سنة فصلى عَلَيْهِ عُثْمَان بْن عَفَّان وَأمه نتيلة بنت جناب بْن كُلَيْب بْن النمر بْن قاسط
934 - الْعَبَّاس بْن مرداس أَبُو الْهَيْثَم السّلمِيّ من بني الْحَارِث بْن بهثة لَهُ صُحْبَة وَهُوَ الْعَبَّاس بْن مرداس بْن أبي عَامر بْن حَارِثَة بْن عَبْد بْن عبس بْن رِفَاعَة وَابْنه جاهمة بْن الْعَبَّاس يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
935 - الْعَبَّاس بْن عبَادَة بْن نَضْلَة بْن مَالك بْن العجلان شهد العقبتين(3/288)
مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّن خرج إِلَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّة وَأقَام بهَا إِلَى أَن قدم الْمَدِينَة فَكَانَ يُقَال لَهُ مُهَاجِرِي أَنْصَارِي قتل يَوْم أحد شَهِيدا
936 - الْعَبَّاس بْن معدي كرب الزبيدِيّ لَهُ صُحْبَة
937 - الْعَلَاء بْن عَبْد اللَّه بْن عماد الْحَضْرَمِيّ من الصدف من حَضرمَوْت عَامل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الْبَحْرين مَاتَ بهَا فِي خلَافَة عمر سنة إِحْدَى وَعشْرين وَكَانَ حليفا للحرب بْن أُميَّة وَأَخُوهُ مَيْمُون الْحَضْرَمِيّ صَاحب بِئْر مَيْمُون وَكَانَ قد حفرهَا فِي الْجَاهِلِيَّة وَكَانَ الْعَلَاء الْحَضْرَمِيّ مستجاب الدعْوَة كَانَ دعاءه الَّذِي يَدْعُو بِهِ يَا عَليّ يَا حَكِيم يَا عَليّ يَا عَظِيم(3/289)
938 - الْعَلَاء بْن سبع لَهُ صُحْبَة وَمن زعم أَن الْعَلَاء بْن خباب لَهُ صُحْبَة فقد وهم سمع الْعَلَاء خَبره عَن رجل عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
939 - عَامر بْن ربيعَة بْن مَالك بْن ربيعَة بْن عَامر بْن حُجَيْر بْن سلامان بْن مَالك بْن ربيعَة بْن رفيدة بْن عنز بْن وَائِل بْن قاسط بْن هنب بْن أقْصَى بْن دعمى بْن جديلة بْن أَسد بْن ربيعَة بْن نزار حَلِيف عمر بْن الْخطاب وَيُقَال بل حَلِيف مُطِيع بْن الْأسود بْن الْمطلب ومطيع كَانَ حليفا لبني عدي كنيته أَبُو عَبْد اللَّه وعنز بْن وَائِل هُوَ أَخُو بكر وتغلب مَاتَ عَامر بْن ربيعَة قبل قتل عُثْمَان سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَكَانَ قد أَمر بنيه فَلم يشْعر النَّاس إِلَّا وجنازته قد أخرجت عَلَيْهِم(3/290)
940 - عَامر بْن وَاثِلَة أَبُو الطُّفَيْل الْمَكِّيّ أدْرك ثَمَان سِنِين من حَيَاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَات بِمَكَّة سنة سبع وَمِائَة وَهُوَ آخر من مَاتَ من أَصْحَاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّة وَهُوَ من بني كنَانَة
941 - عَامر بْن حُذَيْفَة الْقرشِي أَبُو الجهم الْعَدْوى لَهُ صُحْبَة وَقد قيل إِن اسْم أبي جهم عبيد بْن حُذَيْفَة بْن غَانِم
942 - عَامر بْن عَمْرو الْمُزنِيّ لَهُ صُحْبَة
943 - عَامر بْن أبي عَامر الْأَشْعَرِيّ سكن الشَّام لَهُ صُحْبَة مَاتَ بالأردن فِي ولَايَة عَبْد الْملك بْن مَرْوَان
944 - عَامر بْن سَاعِدَة بْن عَامر بْن عدي بْن مجدعة بن حَارِثَة بن(3/291)
الْحَارِث بْن الْخَزْرَج أَبُو حثْمَة كَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْعَثهُ خارصا إِلَى خَيْبَر وَله بِخَيْبَر سهم عَظِيم توفّي فِي آخر ولَايَة مُعَاوِيَة وَهُوَ وَالِد سهل بْن أبي حثْمَة الْحَارِثِيّ
945 - عَامر بْن فهَيْرَة مولى أبي بكر الصّديق كَانَ مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأبي بكر حَيْثُ هَاجر إِلَى الْمَدِينَة
946 - عَامر بْن عَبْد عَمْرو بْن غزيَّة بْن عَمْرو أَبُو حَبَّة الْمَازِني شهد(3/292)
بَدْرًا من بني مَازِن بْن النجار
947 - عَامر بْن شهر الْهَمدَانِي الناعظى سكن الْكُوفَة روى عَنهُ الشّعبِيّ
948 - عَامر بْن بكير اللَّيْثِيّ حَلِيف بني عدي لَهُ صُحْبَة
949 - عَامر بْن مَالك الكعبي لَهُ صُحْبَة
950 - عَامر بْن مَسْعُود بْن ربيعَة بْن عَمْرو بْن سعد بْن حِوَالَة بْن غَالب بْن محلم بن عَائِدَة بن اثبع بْن الْهون بْن خُزَيْمَة لَهُ صُحْبَة(3/293)
951 - عَامر بْن سعد بْن عَمْرو بْن ثقف بْن مَالك بْن مبذول شهد بَدْرًا
952 - عمَارَة بْن حزم بْن زيد بْن لوذان بْن عَمْرو بْن عَبْد عَوْف بْن غنم بْن مَالك بْن النجار الْأنْصَارِيّ النجاري شهد بَدْرًا وَقتل يَوْم الْيَمَامَة فِي عهد أبي بكر وَلم يعقب
953 - عمَارَة بْن رويبة الثَّقَفِيّ لَهُ صُحْبَة سكن الْكُوفَة حَدِيثه عِنْد أَهلهَا وَابْنه أَبُو بكر بْن عمَارَة وَقد سمع مِنْهُ حُصَيْن بْن عَبْد الرَّحْمَن حَدِيث الْإِشَارَة فِي الدُّعَاء حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ رُوَيْبَةَ أَنَّهُ رأى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو وَيُشِيرُ بِأُصْبُعِهِ السَّبَابَةِ
954 - عمَارَة بْن أبي حسن الْأنْصَارِيّ شهد بَدْرًا وَهُوَ جد عَمْرو بْن يحيى الْأنْصَارِيّ
955 - عمَارَة بْن أَوْس لَهُ صُحْبَة غير أَنِّي لست بالمعتمد على إِسْنَاد خَبره(3/294)
956 - عمَارَة بْن عبيد شيخ كَبِير كَانَ دَاوُد بْن أبي هِنْد يزْعم أَن لَهُ صُحْبَة
957 - عمَارَة بْن عَامر بْن المشنج بْن الْأَعْوَر الْقشيرِي لَهُ صُحْبَة
958 - عمَارَة بْن زعكرة قَالَ إِن لَهُ صُحْبَة وَفِي الْقلب مِنْهُ شَيْء وَمن زعم أَن لعمارة بْن شبيب السبأى صُحْبَة فقد وهم سمع عمَارَة خَبره فِي التهليل عَن رجل من الْأَنْصَار عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
959 - عمَارَة بْن معَاذ بْن زُرَارَة الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة أَبُو نملة الظفري(3/295)
960 - عتبَة بْن غَزوَان بْن جَابر بْن وهب بْن نسيب بْن مَالك بْن الْحَارِث بْن مَازِن بْن مَنْصُور بْن عِكْرِمَة بْن خصفة السّلمِيّ من مَازِن أخي سليم حَلِيف بني نَوْفَل بْن عَبْد منَاف بْن قصي كنيته أَبُو عَبْد اللَّه كَانَ عَامل عمر على الْبَصْرَة وَهُوَ الَّذِي بصر الْبَصْرَة وَبنى مَسْجِدهَا مَاتَ فِي خلَافَة عمر سنة سبع عشرَة فِي طَرِيق مَكَّة بِموضع يُقَال لَهُ مَعْدن بني سليم وَكَانَ لَهُ يَوْم مَاتَ سبع وَخَمْسُونَ سنة وَكَانَ من رُمَاة الصَّحَابَة
961 - عتبَة بْن مَسْعُود أَخُو عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود لَهُ صُحْبَة مَاتَ فِي خلَافَة(3/296)
عمر قبل بْن مَسْعُود أمهما أم عَبْد بنت هِنْد بنت عَبْد بْن الْحَارِث بْن زهرَة بْن كلاب
962 - عتبَة بْن فرقد السّلمِيّ لَهُ صُحْبَة
963 - عتبَة بْن عَبْد أَبُو الْوَلِيد سكن الشَّام وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ عتبَة بْن عَبْد اللَّه مَاتَ سنة سبع وَثَمَانِينَ كَانَ اسْمه عتلة بْن عَبْد فَسَماهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عتبَة بْن عَبْد ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْخَلِيلِ الطَّائِيُّ بِحِمْصٍ قَالَ ثَنَا نَصْرُ بْنُ خُزَيْمَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ مَحْفُوظِ بْنِ عَلْقَمَةَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ ثَنَا أَبِي عَنْ نَصْرُ بْنُ عَلْقَمَةَ عَنْ أَخِيهِ مَحْفُوظِ بْنِ عَلْقَمَة عَن بن عَابِدٍ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ قَالَ قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَمْ يُقَسِّمِ اللَّهُ الْخَلْقَ فَقَالَ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ فَفِيمَ الْعَمَلُ فَقَالَ إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَعْمَلُونَ كَمَا كُتِبَ لَهُمْ وَإِنَّ أَهْلَ النَّارِ يَعْمَلُونَ كَمَا كُتِبَ لَهُمْ(3/297)
964 - عتبَة بْن أسيد بْن جَارِيَة الثَّقَفِيّ أَبُو بَصِير لَهُ صُحْبَة
965 - عتبَة بْن سَالم بْن حَرْمَلَة الْعَدْوى لَهُ صُحْبَة
966 - عتبَة بْن يزِيد السّلمِيّ لَهُ صُحْبَة
967 - عتبَة بْن الندر سكن الشَّام حَدِيثه عِنْد أَهلهَا مَاتَ فِي زمَان عَبْد الْملك
968 - عُمَيْر بْن الْحَارِث بْن لبدة بْن ثَعْلَبَة بْن الْحَارِث بْن حرَام شهد بَدْرًا
969 - عُمَيْر بْن أبي وَقاص الزُّهْرِيّ أَخُو سعد لَهُ صُحْبَة تقدم ذكره(3/298)
970 - عُمَيْر بْن الْحمام بْن الجموح الْأنْصَارِيّ قتل يَوْم بدر تقدم ذكره
971 - عُمَيْر بْن حبيب بْن خماشة الخطمي الْأنْصَارِيّ جد أبي جَعْفَر الخطمي من أَصْحَاب الشَّجَرَة عداده فِي أهل الْمَدِينَة
972 - عُمَيْر بْن عقبَة بْن نيار الْأنْصَارِيّ شهد بَدْرًا
973 - عُمَيْر بْن فَرْوَة الْكِنْدِيّ جد عدي بْن عدي لَهُ صُحْبَة
974 - عُمَيْر بْن عَامر بْن مَالك بْن خنساء أَبُو دَاوُد الْمَازِني لَهُ صُحْبَة
975 - عُمَيْر بْن جَابر بْن أَشْرَس بْن غاضرة الْكِنْدِيّ لَهُ صُحْبَة
976 - عُمَيْر مولى أبي اللَّحْم وآبي اللَّحْم هُوَ الْحُوَيْرِث بن عبد(3/299)
وَكَانَ عُمَيْر ينزل مرج الصَّفْرَاء على ثَلَاثَة أَمْيَال من الْمَدِينَة عداده فِي أهل الْحجاز لَهُ صُحْبَة وَكَانَ مِمَّن شهد حنينا شهد خَيْبَر وَإِنَّمَا قيل أبي اللَّحْم لِأَنَّهُ أبي أَن يَأْكُل مَا ذبح على النصب فِي الْجَاهِلِيَّة
977 - عُمَيْر بْن عَمْرو بْن عُمَيْر الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة
978 - عُمَيْر بْن قَتَادَة اللَّيْثِيّ عداده فِي أهل مَكَّة جد عَبْد اللَّه بْن عبيد بْن عُمَيْر لَهُ صُحْبَة
979 - عُمَيْر بْن سعد بْن عبيد بْن النُّعْمَان بْن قيس بْن عَمْرو بْن زيد بْن أُميَّة بْن زيد بْن مَالك بْن عَوْف والى عمر بْن الْخطاب على حمص يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي سِنَانٍ عَنْ أَبِي طَلْحَةَ الْخَوْلانِيِّ قَالَ أَتَيْتُ عُمَيْرَ بْنَ سَعْدٍ فِي نَفَرٍ مِنْ فِلَسْطِينَ وَكَانَ يُقَالُ لَهُ نَسِيجُ وَحْدِهِ فَقَعَدْنَا عَلَى دُكَّانٍ عَظِيمٍ لَهُ فِي دَارِهِ فَقَالَ لِغُلامِهِ يَا غُلامُ أَوْرِدِ الْخَيْلَ قَالَ وَفِي الطِّرَازِ تَوْرٌ مِنْ حِجَارَةٍ قَالَ فَأَوْرِدْهَا فَقَالَ أَيْنَ فُلانَةُ قَالَ هِيَ جِرْبَةٌ قَالَ أَوْرِدْهَا فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ(3/300)
وَلا هَامَةَ أَلَمْ تَرَ إِلَى الْبَعِيرِ يَكُونُ فِي الصَّحْرَاءِ ثُمَّ يُصْبِحُ فِي كِرْكِرَتِهِ أَوْ فِي مَرَاقِهِ نُكْتَةً لَمْ يَكُنْ قَبْلُ فَمَنْ أَعْدَى الأَوَّلَ
980 - عُمَيْر بْن عَامر بْن خنساء من بني خنساء بْن مبذول بْن عَمْرو بْن غنم بْن مَازِن بْن النجار بَدْرِي
981 - عُمَيْر بْن عَبْد عَمْرو من خُزَاعَة كنيته أَبُو مُحَمَّد الَّذِي يُقَال لَهُ ذُو الْيَدَيْنِ وَإِنَّمَا قيل لَهُ ذَلِك لِأَنَّهُ كَانَ يعْمل بيدَيْهِ جَمِيعًا وَيُقَال لَهُ أَيْضا ذُو الشمالين وَلَيْسَ هَذَا بِذِي الشمالين الَّذِي اسْتشْهد يَوْم بدر
982 - عُمَيْر بْن عَوْف مولى سُهَيْل بْن عَمْرو كنيته أَبُو عَمْرو من مولدِي مَكَّة مَاتَ فِي خلَافَة عمر بْن الْخطاب وَصلى عَلَيْهِ عمر بْن الْخطاب رَضِي اللَّه عَنهُ
983 - عُمَيْر بْن سَلمَة الضمرِي الْبَهْزِي لَهُ صُحْبَة
984 - عمار بْن يَاسر بْن عَامر بْن مَالك بْن كنَانَة بْن مَالك بْن قيس(3/301)
بْن الْحصين بْن الوذيم بْن ثَعْلَبَة بْن عَوْف بْن حَارِثَة بْن عَامر بْن يام بْن عنس بْن مَالك بْن أدد بْن زيد بْن يشجب حَلِيف بني مَخْزُوم كنيته أَبُو الْيَقظَان قتل بصفين مَعَ عَليّ بْن أَبى طَالب وَهُوَ بن ثَلَاث وَتِسْعين سنة دفن هُنَاكَ وَكَانَ صفّين سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَكَانَ قد قطعت أُذُنه يَوْم الْيَمَامَة
985 - عمار بْن معَاذ بْن زُرَارَة أَبُو نملة من بني ظفر من الْأَنْصَار مَاتَ فِي ولَايَة عَبْد الْملك بْن مَرْوَان
986 - عبَادَة بْن الصَّامِت بْن قيس بْن أَصْرَم بْن فهر بْن ثَعْلَبَة بْن غنم بْن عَوْف بْن عَمْرو بْن عَوْف بْن الْخَزْرَج أَخُو أَوْس بْن الصَّامِت مِمَّن شهد الْعقبَة من القواقل وَإِنَّهُم سمو القواقل لأَنهم كَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّة إِذا نزل بهم الضَّيْف قَالُوا لَهُ قوقل حَيْثُ شِئْت يُرِيدُونَ اذْهَبْ حَيْثُ(3/302)
شِئْت وَقل مَا شِئْت فَإِن لَك الْأمان لِأَنَّك فِي ذِمَّتِي كنية عبَادَة أَبُو الْوَلِيد سكن الشَّام وَمَات بالرملة وَدفن بِبَيْت الْمُقَدّس سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَهُوَ بن اثْنَتَيْنِ وَسبعين سنة فِي خلَافَة عُثْمَان بْن عَفَّان وَكَانَ على الْقَضَاء بهَا وَهُوَ أول من ولى الْقَضَاء بفلسطين وَكَانَ أمه قُرَّة الْعين بنت عبَادَة بْن نَضْلَة بْن مَالك بْن العجلان وَهِي أُخْت عَبَّاس بْن عبَادَة بْن نَضْلَة
987 - عبَادَة بْن قرص اللَّيْثِيّ سكن الْبَصْرَة يروي عَنهُ حميد بْن هِلَال وَكَانَ أَيُّوب يَقُول عبَادَة بْن قرط وَالصَّحِيح بالصَّاد قتل بِالْبَصْرَةِ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين فِي وقْعَة بن عَامر بْن سهم بْن غَالب الهُجَيْمِي(3/303)
988 - عبَادَة الزرقي لَهُ صُحْبَة قَالَ سَمِعت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مَا بَيْنَ لابَتَيْهَا كَمَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ عَنْ يَعْلَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَادَةَ الزرقي عَن أَبِيه
989 - عتاب بْن أسيد بْن أبي الْعيص بْن أُميَّة بْن عَبْد شمس بْن عَبْد منَاف الْقرشِي كنيته أَبُو مُحَمَّد وَقد قيل أَبُو عَبْد الرَّحْمَن ولاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّة وَهُوَ بن ثَمَانِي عشرَة سنة حِين خرج إِلَى حنين وَتُوفِّي يَوْم توفّي أَبُو بكر الصّديق وَلم يعلم أَحدهمَا بِمَوْت الآخر لِأَن هَذَا مَاتَ بِمَكَّة وَذَلِكَ بِالْمَدِينَةِ وَأم عتاب زَيْنَب بنت أبي عَمْرو بْن أُميَّة بْن عَبْد شمس بْن عَبْد منَاف
990 - عتاب بْن شمير الضَّبِّيّ لَهُ صُحْبَة(3/304)
991 - عَبْد ياليل بْن عَمْرو بْن عُمَيْر بْن عَوْف بْن عقدَة بْن غيرَة بْن عَبدة بْن عَوْف بْن ثَقِيف لَهُ صُحْبَة كَانَ من الْوَفْد الَّذين قدمُوا على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمه خالدة بنت سَلمَة
992 - عَبْد عَوْف بْن الْحَارِث البَجلِيّ أَبُو حَازِم وَالِد قيس بْن أبي حَازِم لَهُ صُحْبَة عداده فِي الْكُوفِيّين روى عَنهُ ابْنه قيس بْن أبي حَازِم
993 - عَبْد بْن زَمعَة بْن الْأسود لَهُ صُحْبَة
994 - عَبْد بْن جحش أَبُو أَحْمَد بْن رِئَاب بْن يعمر بْن صبرَة بْن مرّة بن(3/305)
كَبِير بْن غنم بْن دودان بْن أَسد بْن خُزَيْمَة لَهُ صُحْبَة مَاتَ فِي خلَافَة عمر بْن الْخطاب رَضِي اللَّه عَنهُ
995 - عباد بْن بشر بْن وقش بْن زغبة بْن زعوراء بْن عَبْد الْأَشْهَل كنيته أَبُو بشر وَقد قيل أَبُو الرّبيع شهد بَدْرًا وَاسْتشْهدَ يَوْم الْيَمَامَة فِي عهد أبي بكر
996 - عباد بْن عَبْد عَمْرو الْأَزْدِيّ السّلمِيّ لَهُ صُحْبَة روى عَنهُ البصريون معارك بْن بشر بْن عباد وَغَيره
997 - عباد بْن قيس بْن عَابس بْن أُميَّة بْن مَالك بْن عَامر بْن عدي بْن كَعْب بْن الْخَزْرَج بَدْرِي أَخُو سُوَيْد بن قيس(3/306)
998 - عباد الْعَبْدي وَالِد ثَعْلَبَة بْن عباد يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
999 - عَطِيَّة بْن عُرْوَة بْن سعد بْن بكر السَّعْدِيّ جد عُرْوَة بْن مُحَمَّد بْن عَطِيَّة وَقد قيل إِن عَطِيَّة بْن عَمْرو بْن سعد وَالْأول أصح
1000 - عَطِيَّة بْن سُفْيَان بْن عَبْد اللَّه الثَّقَفِيّ لَهُ صُحْبَة
1001 - عَطِيَّة بْن بسر الْمَازِني لَهُ صُحْبَة(3/307)
1002 - عَطِيَّة الْقرظِيّ سكن الْكُوفَة روى عَنهُ عَبْد الْملك بْن عُمَيْر كَانَ فِيمَن حكم فيهم سعد بْن معَاذ
1003 - عِيَاض بْن حمَار بْن أبي حمَار بْن نَاجِية بْن عقال بْن مُحَمَّد بْن سُفْيَان بْن مجاشع بْن دارم الْمُجَاشِعِي الدَّارمِيّ لَهُ صُحْبَة سكن الْبَصْرَة حَدِيثه عِنْد أَهلهَا وَكَانَ حليفا لأبي سُفْيَان بْن حَرْب
1004 - عِيَاض بْن زُهَيْر بْن أبي شَدَّاد بْن ربيعَة بْن هِلَال بْن ضبة بْن الْحَارِث بْن فهر بَدْرِي مَاتَ فِي خلَافَة عُثْمَان بْن عَفَّان كنيته أَبُو سعد
1005 - عِيَاض بْن غنم بْن زُهَيْر بْن أبي شَدَّاد بْن ربيعَة بن هِلَال(3/308)
بْن مَالك بْن أهيب بْن ضبة بْن الْحَارِث بْن فهر الفِهري الْقرشِي لَهُ صُحْبَة كَانَ عَامل عمر بْن الْخطاب على الشَّام مَاتَ فِي زمن عمر وَهُوَ الَّذِي فتح الجزيرة وَله فتوح كَثِيرَة بالجزيرة وَالشَّام حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْخَلِيلِ الطَّائِيُّ بِحِمْصٍ مِنْ كِتَابِهِ قَالَ ثَنَا نَصْرُ بْنُ خُزَيْمَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ مَحْفُوظِ بْنِ عَلْقَمَةَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ ثَنَا أَبِي عَنْ نَصْرُ بْنُ عَلْقَمَةَ عَنْ أَخِيهِ مَحْفُوظِ بْنِ عَلْقَمَة عَن بن عَابِدٍ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ جَبَلَةَ الْفَزَارِيِّ عَنْ عِيَاضِ بْنِ غَنْمٍ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الأُخْرَى إِذَا صَلَّى
1006 - عِيَاض بْن عَمْرو الْأَشْجَعِيّ لَهُ صُحْبَة
1007 - عَيَّاش بْن أبي ربيعَة المَخْزُومِي وَاسم أبي ربيعَة عَمْرو بْن الْمُغيرَة بْن عَبْد اللَّه بْن عمر بْن مَخْزُوم من مهاجرة الْحَبَشَة كنية عَيَّاش أَبُو عَبْد اللَّه قتل بِالشَّام يَوْم اليرموك فِي عهد عمر وَأمه أَسمَاء بنت سَلامَة بن مخربة(3/309)
بْن جندل بْن تَمِيم
1008 - عَبْد الْمطلب بْن ربيعَة بْن الْحَارِث بْن عَبْد الْمطلب الْهَاشِمِي لَهُ صُحْبَة أمه أم الحكم بنت الزبير بْن عَبْد الْمطلب مَاتَ بِدِمَشْق فِي ولَايَة يزِيد بْن مُعَاوِيَة
1009 - عَاقل بْن البكير بْن عَبْد ياليل بْن ناشب بْن غيرَة بْن سعد بْن لَيْث بْن بكر بْن عَبْد مَنَاة حَلِيف لبني عدي مَاتَ سنة أَربع وَثَلَاثِينَ تقدم ذكره
1010 - عِكْرِمَة بْن أبي جهل أسلم يَوْم الْفَتْح وَاسم أبي جهل عَمْرو بْن هِشَام بْن الْمُغيرَة بْن عَبْد اللَّه بْن عمر بْن مَخْزُوم المَخْزُومِي الْقرشِي قتل يَوْم أجنادين فِي عهد عمر وَهُوَ بن ثِنْتَيْنِ وَسِتِّينَ سنة وَقد قيل إِن عِكْرِمَة بْن أبي جهل قتل يَوْم اليرموك فِي خلَافَة أبي بكر وَلَا عقب لَهُ وَأمه أم خَالِد بنت مجَالد الْهِلَالِيَّة(3/310)
1011 - عفيف الْكِنْدِيّ وَالِد إِيَاس الْكِنْدِيّ بْن عفيف لَهُ صُحْبَة
1012 - عرابة بْن أَوْس الأوسي لَهُ صُحْبَة
1013 - العداء بْن خَالِد بْن هَوْذَة بْن خَالِد بْن ربيعَة بْن عَمْرو بْن عَامر بْن ربيعَة بْن عَامر بْن صعصعة العامري بْن قيس عيلان لَهُ صُحْبَة
1014 - عَازِب بْن الْحَارِث أَبُو الْبَراء بْن عَازِب لَهُ صُحْبَة
1015 - الْعرس بْن عميرَة الْكِنْدِيّ الأرقمي لَهُ صُحْبَة(3/311)
1016 - عُيَيْنَة بن حصن بن حُذَيْفَة بْن بدر كنيته أَبُو مَالك الْفَزارِيّ وَقد قيل كنيته أَبُو عَبْد اللَّه كَانَت مِنْهُ هنة فِي أَيَّام أبي بكر ثمَّ اصلحها اللَّه وَمَات فِي آخر خلَافَة عُثْمَان وَله عقب كثير وَكَانَ ينزل الحمات مَوضِع فِي الْبَادِيَة وَهِي أَرض عذرة وبلى
1017 - عُبَيْدَة بْن الْحَارِث بْن الْمطلب بْن عَبْد منَاف أَخُو الطُّفَيْل وَالْحصين أمّهم سخيلة بنت خزاعي بْن الْحُوَيْرِث بْن الْحَارِث وكنية عُبَيْدَة أَبُو الْحَارِث وَكَانَ أسن من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حمل عُبَيْدَة على شيبَة بْن ربيعَة يَوْم بدر وَطعن كل وَاحِد مِنْهُمَا صَاحبه فَقتل عُبَيْدَة شيبَة وَقطع شيبَة رجل عُبَيْدَة فَحمل عُبَيْدَة إِلَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم الله(3/312)
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعاش حَتَّى رَحل رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمُسْلِمين من بدر إِلَى الْمَدِينَة فَلَمَّا بلغ الصَّفْرَاء توفّي عُبَيْدَة بالصفراء وَهُوَ بن ثَلَاث وَسِتِّينَ سنة
1018 - عَائِذ بْن عَمْرو الْمُزنِيّ من مزينة مُضر من أَصْحَاب الشَّجَرَة يُقَال لَهُ الْأَشَج الْعَبْدي مَاتَ فِي إِمَارَة يزِيد بْن مُعَاوِيَة بِالْبَصْرَةِ وَصلى عَلَيْهِ أَبُو بَرزَة وداره بِالْبَصْرَةِ بَاقِيَة إِلَى الْيَوْم فِي مزينة
1019 - عَطاء الْقرشِي جد يحيى بْن عبيد بْن عَطاء يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
1020 - عُرْوَة بْن مُضرس بْن أَوْس بْن حَارِثَة بْن لَام الطَّائِي سكن الْكُوفَة حَدِيثه عِنْد الشّعبِيّ
1021 - عُرْوَة بْن مَسْعُود الثَّقَفِيّ أَبُو مَسْعُود لَهُ صُحْبَة(3/313)
1022 - عُرْوَة بْن مَالك بْن شَدَّاد بْن خُزَيْمَة بْن دراع بْن عدي بْن الدَّار بْن هَانِئ سَمَّاهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد الرَّحْمَن
1023 - عُرْوَة بْن مَالك الْأَسْلَمِيّ لَهُ صُحْبَة
1024 - عُرْوَة بْن الْجَعْد بْن أبي الْجَعْد الْبَارِقي وبارق جبل ينزله الأزد سكن الْكُوفَة لَهُ صُحْبَة وَحَدِيثه عِنْد أَهلهَا
1025 - عُرْوَة الْفُقيْمِي أَبُو غاضرة بْن عُرْوَة يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
1026 - علاثة بْن صحار البرجمي السليطي لَهُ صُحْبَة حَدِيثه عِنْد الْحسن(3/314)
1027 - عَلْقَمَة بْن الفغواء الْخُزَاعِيّ الْأَزْدِيّ لَهُ صُحْبَة
1028 - عَلْقَمَة بْن الْحُوَيْرِث الْغِفَارِيّ يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
1029 - عَلْقَمَة بْن رمثة الْبلوى لَهُ صُحْبَة
1030 - عَلْقَمَة بْن علاثة الْجَعْفَرِي لَهُ صُحْبَة اسْتَعْملهُ عمر بْن الْخطاب على حوران فَمَاتَ بهَا
1031 - عَلْقَمَة بْن نَضْلَة يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة(3/315)
1032 - علاثة بْن صحار البرجمي من بني سليط وسليط من تيم لَهُ صُحْبَة يروي الْحسن عَنهُ وَيَقُول حَدثنِي رجل من بني سليط
1033 - عويم بْن سَاعِدَة بْن صلعجة الْأنْصَارِيّ شهد بَدْرًا وَهُوَ من بني أُميَّة بْن زيد بْن مَالك بْن عَوْف بْن عَمْرو بْن عَوْف كنيته أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مَاتَ فِي خلَافَة عمر بن الْخطاب وَهُوَ بن خمس وَسِتِّينَ سنة
1034 - عدي بْن أبي الزغباء وَاسم أبي الزغباء سِنَان بْن سبيع بْن ثَعْلَبَة بْن ربيعَة بْن زهرَة بْن بذيل بْن سعد بْن عدي بْن كَاهِل بْن نصر بْن مَالك بْن غطفان بْن قيس بْن جُهَيْنَة بَدْرِي
1035 - عدي بْن حَاتِم بْن عَبْد اللَّه بْن سعد بْن حشرج بْن امْرِئ الْقَيْس(3/316)
بْن عدي بْن ربيعَة بْن جَرْوَل بْن ثعل بْن عَمْرو بن الْغَوْث بن طىء الطَّائِي كنيته أَبُو طريف مَاتَ سنة سِتّ وَسِتِّينَ بعد أَن قتل الْمُخْتَار بْن أبي عبيد بالجازر بِثَلَاثَة أَيَّام وَلَا عقب لَهُ وَكَانَ مَعَ على يَوْم الْجمل وَقد قيل إِن لَهُ عقبا ينزلون نهر كربلا
1036 - عدي بْن عميرَة الْكِنْدِيّ لَهُ صُحْبَة وَهُوَ عدي بْن عميرَة بْن فَرْوَة بْن زُرَارَة بْن الأرقم بْن النُّعْمَان بْن عَمْرو بْن وهب بْن ربيعَة بْن مُعَاوِيَة بْن الْحَارِث بْن مُعَاوِيَة بْن ثَوْر بْن مرتع وَهُوَ كِنْدَة وَأمه كَبْشَة بنت القشيع بْن يزِيد بْن الأرقم تحول إِلَى الجزيرة وَبهَا مَاتَ(3/317)
1037 - عدي بْن بداء لَهُ صُحْبَة
1038 - عتْبَان بْن مَالك بْن عَمْرو بْن عجلَان بْن زيد بْن غنم بْن سَالم بْن عَوْف بْن عَمْرو بْن عَوْف بْن الْخَزْرَج شهد بَدْرًا جَاءَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَيته فصلى فِيهِ بَقِي إِلَى أَيَّام يزِيد بْن مُعَاوِيَة
1039 - عَرَفَة بْن الْحَارِث الْكِنْدِيّ لَهُ صُحْبَة ثَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الْوَكِيعُ قَالَ ثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ ثَنَا بن الْمُبَارَكِ عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ كَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ أَنَّ عَرَفَةَ بْنَ الْحَارِثِ الْكِنْدِيَّ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى رَجُلٍ كَانَ يَلْبِسُ كُلَّ يَوْمٍ ثَوْبًا أَوْ قَالَ حُلَّةٌ لَا تشبه أُخْرَى فِي السّنة ثَلَاثمِائَة وَسِتِّينَ ثَوْبًا وَكَانَ لَهُ عَهْدٌ فَدَعَاهُ عَرَفَةُ إِلَى الإِسْلامِ فَغَضِبَ فَسَبَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَتَلَهُ عَرَفَةُ فَقَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ إِنَّهُمْ إِنَّمَا يَطْمَئِنُّونَ إِلَيْنَا لِلْعَهْدِ فَقَالَ مَا عاهدناهم على أَن(3/318)
يُؤْذُونَا فِي اللَّهِ وَفِي رَسُولِهِ قَالَ وَقَالَ عَرَفَةُ لِعَمْرٍو إِنَّكَ إِذَا جَلَسْتَ مَعَنَا اتَّكَأْتَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا فَلا تَفْعَلْ فَإِنَّكَ إِنْ عُدْتَ كَتَبْتُ إِلَى عُمَرَ فَعَادَ عَمْرٌو فَكَتَبَ فَجَاءَ كِتَابُ عُمَرَ إِلَى عَمْرٍو أَنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ إِذَا جَلَسْتَ مَعَ أَصْحَابِكَ اتَّكَأْتَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ كَمَا تَفْعَلُ الْعَجَمُ فَلا تَفْعَلِ اجْلِسْ مَعَهُمْ مَا جَلَسْتَ فَإِذَا دَخَلْتَ بَيْتَكَ فَافْعَلْ مَا بَدَا لَكَ فَقَالَ عَمْرٌو لِعَرَفَةَ ثَنَيْتَ عَلَى عِنْدَ عُمَرَ فَقَالَ مَا عَهِدْتَنِي كَذَا قَالَ فَكَانَ عَمْرٌو بَعْدَ ذَلِكَ يُرِيدُ أَن يتكىء فَيَذْكُرُ فَيَجْلِسُ وَيَقُولُ اللَّهُ بَيْنِي وَبَيْنَ عَرَفَةَ قَالَ وَخَرَجُوا ذَاتَ يَوْم يَوْم ضباب فَقدم فَرَسُ عَرَفَةَ فَرَسَ عَمْرٍو فَقَالَ عَمْرٌو مَا أَنَا مِنْ عَرَفَةَ بِدَابَّةٍ فَقِيلَ لِعَرَفَةَ إِنَّ الأَمِيرَ قَالَ كَذَا وَكَذَا فَقَالَ إِنِّي لَمْ أُبْصِرْهُ مِنَ الْغُبَارِ قَالُوا فَاعْتَذَرْ إِلَيْهِ فَقَالَ لَا نُعَوِّدُهُمْ هَذَا قَالَ فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى أَتَاهُ فَقَالَ إِنِّي لَمْ أُبْصِرْكَ مِنَ الْغُبَارِ فَقَالَ غَفُرًا لَوْ شِئْتَ أَمْسَكْتَ فَرَسَكَ فَقَالَ وَاللَّهِ لَوَدَدْتُ أَنَّهُ رَمَى بِكَ فِي أَقْصَى حَجَرٍ بِالْمَرْجِ أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ بِالضَّبَابِ وَأَنِّي لَمْ أُبْصِرْكَ وَتَقول اللَّهُمَّ غَفُرًا فَقَالَ عَمْرٌو يَا أَبَا الْحَارِثِ قَدْ رَأَيْتُكَ مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا عَلَى فَرَسٍ ذَلُولٍ أَفَلا نَحْمِلُكَ عَلَى فَرَسٍ فَقَالَ وَمَا عَهْدِي بِكَ يَا عَمْرُو تُحْمَلُ عَلَى الْخَيْلِ فَمَنْ أَيْنَ هَذَا
1040 - عَوْف بْن مَالك الْأَشْجَعِيّ كنيته أَبُو عَبْد الرَّحْمَن وَيُقَال أَبُو حَمَّاد(3/319)
سكن الشَّام مَاتَ سنة ثَلَاث وَسبعين فِي أول ولَايَة عَبْد الْملك وَقد قيل كنيته أَبُو عَمْرو
1041 - عَوْف أَخُو معَاذ ومعود بَنو الْحَارِث بْن رِفَاعَة بْن الْحَارِث بن سَواد بن مَالك بْن النجار شهد بَدْرًا أمّهم عفراء
1042 - عِصَام النميري لَهُ صُحْبَة
1043 - عرْفجَة بْن شُرَيْح الْأَشْجَعِيّ لَهُ صُحْبَة روى عَنهُ زِيَاد بْن علاقَة وَقد قيل عرْفجَة بْن ضريح وَيُقَال عرْفجَة بْن شرَاحِيل وَالْأول أصح سكن الْبَصْرَة
1044 - عرْفجَة بْن أسعد بْن كرب بْن صَفْوَان بْن حباب بْن شَجَرَة بْن عُطَارِد بْن عَوْف بْن كَعْب بْن سعد جد عَبْد الرَّحْمَن بْن طرفَة أُصِيب أَنفه(3/320)
يَوْم الْكلاب فِي الْجَاهِلِيَّة فَاتخذ أنفًا من ورق فانتن عَلَيْهِ فَأمره النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن يتَّخذ أنفًا من ذهب عداده فِي أهل الْبَصْرَة
1045 - عرْفجَة بْن أبي يزِيد يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
1046 - الْعِرْبَاض بْن سَارِيَة الْفَزارِيّ السّلمِيّ كَانَ من البكائين سكن الشَّام روى عَنهُ أَهلهَا وكنية الْعِرْبَاض أَبُو الْحَارِث مَاتَ سنة خمس وَسبعين
1047 - عثامة بْن قيس البَجلِيّ يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
1048 - عَنْبَسَة بْن ربيعَة الْجُهَنِيّ يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
1049 - عكاشة بْن مُحصن بْن حرثان بْن قيس بْن مرّة بْن كَبِير بْن غنم بْن دودان بْن أَسد بْن خُزَيْمَة الْأَسدي كنيته أَبُو مُحصن أَخُو أم قيس بنت مُحصن قتل فِي عهد أبي بكر يَوْم الْيَمَامَة قَتله طليحة بْن خويلد الْأَسدي(3/321)
1050 - عباد بْن شُرَحْبِيل الغبري من يشْكر يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
1051 - عكراش بْن ذُؤَيْب بْن حرقوص بْن جعدة بْن عَمْرو بْن النزال بْن مرّة بْن عبيد التَّمِيمِي لَهُ صُحْبَة غير أَنِّي لست بالمعتمد على إِسْنَاد خَبره وَهُوَ أحد بني مرّة بْن عبيد من بني سعد بْن زيد مَنَاة بْن تَمِيم
1052 - عَرْزَب الْكِنْدِيّ يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
1053 - عَابس الْغِفَارِيّ يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
1054 - عفير قَالَ سَمِعت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول الود يتوارث إِسْنَاد خَبره لَيْسَ بِشَيْء
1055 - عريب أَبُو عَمْرو بْن عريب يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة(3/322)
وَمِمَّنْ روى عَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من النِّسَاء من ابْتَدَأَ اسْمهَا على الْعين
1056 - عَائِشَة بنت أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنْهُمَا زَوْجَة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأم الْمُؤمنِينَ الصديقة بنت الصّديق حَبِيبَة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المبرأة من فَوق سبع سماوات كنيتها أم عَبْد اللَّه مَاتَت سنة سبع وَخمسين فِي ولَايَة مُعَاوِيَة وَكَانَت بنت ثَمَان عشرَة حِين قبض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جنته وَأم عَائِشَة أم رُومَان بنت عَامر بْن عُوَيْمِر بْن عَبْد شمس
1057 - عَائِشَة بنت قدامَة بْن مَظْعُون الجُمَحِي رَأَتْ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقبل عَمها عُثْمَان بْن مَظْعُون الجُمَحِي وَهُوَ ميت إِن حفظ رؤيتها النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْخَبَر فَإِن صَحَّ ذَلِك فلهَا صُحْبَة وَإِن لم يَصح ذَلِك فسأذكرها فِي كتاب التَّابِعين(3/323)
1058 - عمْرَة بنت رَوَاحَة بْن ثَعْلَبَة بْن امْرِئ الْقَيْس أُخْت عَبْد اللَّه بْن رَوَاحَة
1059 - عمْرَة بنت الْحَارِث بْن أبي ضرار الْخُزَاعِيّ لَهَا صُحْبَة
1060 - عمْرَة بنت يسَار بْن أزيهر لَهَا صُحْبَة
1061 - عمْرَة بنت حزَام الْأَنْصَارِيَّة لَهَا صُحْبَة
1062 - عَبدة بنت عَبْد ود بْن سَوَاء بْن قريم بْن صاهلة بْن كَاهِل بْن الْحَارِث بْن تَمِيم بْن سعد بْن هُذَيْل أم عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود لَهَا صُحْبَة
1063 - عزة بنت خابل الْكَعْبِيَّة لَهَا صُحْبَة
1064 - عَاتِكَة بنت زيد بْن عَمْرو بْن نفَيْل أُخْت سعيد بْن زيد لَهَا صُحْبَة(3/324)
1065 - عَاتِكَة بنت عَوْف بْن عَبْد عَوْف بْن عَبْد بْن الْحَارِث بْن زهرَة لَهَا صُحْبَة
1066 - أم حَكِيم بنت الزبير بْن عَبْد الْمطلب اسْمهَا عَاتِكَة أمهَا بنت وهب بْن عَمْرو بْن عَائِذ بْن عمرَان بْن مَخْزُوم
1067 - أم معبد الْخُزَاعِيَّة الَّتِي نزل عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْمهَا عَاتِكَة بنت خَالِد بن خليف وَيُقَال بنت خَالِد بْن خلف بْن منقذ بْن ربيعَة بْن أَصْرَم بْن ضبيس الْكَعْبِيَّة من خُزَاعَة وَالله أعلم(3/325)
(بَاب الْغَيْن)
قَالَ أَبُو حَاتِم وَمِمَّنْ روى عَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّن ابْتَدَأَ اسْمه على الْغَيْن
1068 - غُضَيْف بْن الْحَارِث الْيَمَانِيّ أَبُو أَسمَاء السكونِي الْأَزْدِيّ من أهل الْيمن رأى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاضِعا يَده الْيُمْنَى على الْيُسْرَى فِي الصَّلَاة سكن الشَّام حَدِيثه عِنْد أَهلهَا وَمن قَالَ إِنَّه الْحَارِث بْن غُضَيْف فقد وهم مَاتَ فِي أَيَّام مَرْوَان بْن الحكم فِي فتنته
1069 - غرفَة بْن الْحَارِث الْكِنْدِيّ لَهُ صُحْبَة(3/326)
1070 - غَنَّام بْن أَوْس بْن عَمْرو بْن مَالك بْن بياضة بَدْرِي وَهُوَ وَالِد عَبْد اللَّه بْن غَنَّام
1071 - غَالب بْن أبجر بْن ديخ وَيُقَال غَالب بْن ديخ الْمُزنِيّ سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول إِن قيسا أَسد اللَّه فِي الأَرْض عداده فِي أهل الْكُوفَة
1072 - غَالب بْن عَبْد اللَّه بْن فضَالة اللَّيْثِيّ بَعثه النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الْفَتْح ليسهل لَهُ الطَّرِيق وَهُوَ أحد بني لَيْث بْن بكر بْن عَبْد مَنَاة ولاه زِيَاد بعض خُرَاسَان زمن مُعَاوِيَة بْن أبي سُفْيَان
1073 - غزيَّة بْن الْحَارِث الْأنْصَارِيّ الْمَازِني عداده فِي أهل الْحجاز لَهُ(3/327)
صُحْبَة حَدِيثه عِنْد عَبْد اللَّه بْن رَافع مولى أم سَلمَة
1074 - غرفَة بْن الْحَارِث الْكِنْدِيّ لَهُ صُحْبَة دَعَا لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الَّذِي قَاتل مَعَ عِكْرِمَة بْن أبي جهل بِالْيمن أَيَّام الرِّدَّة سكن مصر روى عَنهُ كَعْب بْن عَلْقَمَة
1075 - غيلَان بْن سَلمَة بْن معتب بْن مَالك بْن كَعْب بْن عَمْرو بْن سعد بْن عَوْف بْن ثَقِيف الثَّقَفِيّ أسلم يَوْم الْفَتْح وَتَحْته عشر نسْوَة فَأمره النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن يخْتَار مِنْهُنَّ أَرْبعا مَاتَ غيلَان بْن سَلمَة فِي آخر ولَايَة عمر بْن الْخطاب وَأمه من بني جشم
1076 - غَسَّان الْعَبْدي أَبُو يحيى وَفد إِلَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عَبْد الْقَيْس أمه أم شريك بنت جَابر بْن وهب بْن حَكِيم من بني منقذ بن عبد(3/328)
بْن معيص بْن عَامر بْن لؤَي اسْمهَا غزيَّة وهبت نَفسهَا للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلم يدْخل بهَا وَكَانَت قبل ذَلِك تَحت أبي العكر روى عَنْهَا سعيد بْن الْمسيب حَدِيث الوزغ بَاب الْفَاء قَالَ أَبُو حَاتِم وَمِمَّنْ روى عَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّن ابْتَدَأَ اسْمه على الْفَاء
1077 - الْفضل بْن عَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب بْن هَاشم بْن عَبْد منَاف بْن عَم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ رديفه فِي حجَّته قتل يَوْم اليرموك(3/329)
بِالشَّام فِي عهد عمر بْن الْخطاب وَهُوَ بن ثِنْتَيْنِ وَعشْرين سنة وَكَانَ كنيته أَبَا مُحَمَّد وَكَانَ فِي جَيش خَالِد بْن الْوَلِيد
1078 - فضَالة بْن عبيد بْن ناقد الْأنْصَارِيّ من بني عَمْرو بْن عَوْف سكن مصر وَحَدِيثه عِنْد أهل الشَّام ومصر كَانَ على قَضَاء دمشق بعد أبي الدَّرْدَاء مَاتَ فِي ولَايَة مُعَاوِيَة وَكَانَ مُعَاوِيَة فِيمَن حمل بسريره
1079 - فضَالة بْن عَبْد اللَّه اللَّيْثِيّ شيخ جاهلي قديم علمه النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْإِسْلَام فَقَالَ لَهُ مَا يشغلك فَلَا تدع العصرين صَلَاة قبل طُلُوع الشَّمْس وَصَلَاة قبل غُرُوبهَا
1080 - فَرْوَة بْن نَوْفَل الْأَشْجَعِيّ يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة ثَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غَيَّاثٍ قَالَ ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَقَالَ لي رَسُول الله(3/330)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا جَاءَ بِكَ قُلْتُ جِئْتُ لِتُعَلِّمَنِي كَلِمَاتٍ إِذَا أَخَذْتُ مَضْجَعِي قَالَ اقْرَأ قل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ قَالَ أَبُو حَاتِم الْقلب يمِيل إِلَى أَن هَذِه اللَّفْظَة لَيست بمحفوظة من ذكر صُحْبَة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّا نذكرهُ فِي كتاب التَّابِعين أَيْضا لِأَن ذَلِك الْموضع بِهِ أشبه وَعبد الْعَزِيز بْن مُسلم الْقَسْمَلِي رُبمَا أوهم فأفحش
1081 - فَرْوَة بْن مسيك الغطيفي أَبُو سُبْرَة الْمرَادِي أَصله من الْيمن سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن سبأ عداده فِي الْكُوفِيّين وَهُوَ فَرْوَة بْن مسيك بْن الْحَارِث بْن سَلمَة بْن الْحَارِث بْن الدريد بْن مَالك بْن طريف(3/331)
بْن مُنَبّه بْن غطيف بْن عَبْد اللَّه بْن نَاجِية بْن مُرَاد الْمرَادِي
1082 - فَرْوَة بْن عَمْرو بْن ودقة بْن عبيد بْن عَامر بْن أُميَّة بْن بياضة الْأنْصَارِيّ شهد بَدْرًا والعقبة
1083 - فَيْرُوز الديلمي أَبُو عَبْد الرَّحْمَن الْيَمَانِيّ قَاتل الْأسود بْن كَعْب الْعَنسِي الْكذَّاب سكن مصر مَاتَ بِبَيْت الْمُقَدّس فِي خلَافَة عُثْمَان بْن عَفَّان وَكَانَ من أَبنَاء فَارس الَّذين بَعثهمْ كسْرَى إِلَى الْيمن
1084 - فراس بْن عَمْرو الْكِنَانِي لَهُ صُحْبَة
1085 - الفراسي قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِن كنت لَا بُد سَائِلًا فاسئل الصَّالِحين عداده فِي أهل مصر(3/332)
1086 - الْفَاكِه بْن عَمْرو الدَّارِيّ بْن عَم تَمِيم الدَّارِيّ لَهُ صُحْبَة سكن بَيت جبرين من بِلَاد فلسطين وَبهَا مَاتَ
1087 - الْفَاكِه بْن سعد جد عَبْد الرَّحْمَن بْن عقبَة يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
1088 - فرات بْن حَيَّان بْن ثَعْلَبَة بْن عَبْد الْعُزَّى بْن حبيب بْن حَيَّة بْن ربيعَة بْن ذهل بْن ربيعَة بْن عجل الْعجلِيّ من بكر بْن وَائِل بْن ربيعَة حَلِيف أبي سُفْيَان بْن حَرْب قَال النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِن مِنْكُم رجَالًا أكلهم إِلَى إِيمَانهم مِنْهُم فرات بْن حَيَّان وَكَانَ من أهْدى النَّاس بالطرق
1089 - الفلتان بْن عَاصِم خَال كُلَيْب لَهُ صُحْبَة عداده فِي الْكُوفِيّين(3/333)
1090 - فديك أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّهُم يَزْعمُونَ أَن من لم يُهَاجر هلك قَالَ يَا فديك أقِم الصَّلَاة وَآت الزَّكَاة واهجر السوء واسكن أَي أَرض قَوْمك شِئْت تكن مُهَاجرا حَدِيثه عِنْد وَلَده
1091 - فجيع بْن عَبْد اللَّه بْن جندح بْن الْبكاء العامري وَاسم الْبكاء ربيعَة بْن عَامر بْن ربيعَة بن عَامر بن صعصة لَهُ صُحْبَة وَيُقَال إِن فِي أَصْحَاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرقد وَلَيْسَ بِشَيْء وَمِمَّنْ روى عَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من النِّسَاء من ابْتَدَأَ اسْمهَا على الْفَاء
1092 - فَاطِمَة بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمهَا خَدِيجَة بنت خويلد بْن أَسد تقدم ذكرنَا لَهَا توفيت بعد أَبِيهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسِتَّة أشهر وَصلى عَلَيْهَا على وَلم يُؤذن بهَا أحدا ودفنها لَيْلًا وهى بنت إِحْدَى(3/334)
وَعشْرين سنة
1093 - فَاطِمَة بنت صَفْوَان بْن أُميَّة هَاجَرت مَعَ زَوجهَا عَمْرو بْن سعيد بْن الْعَاصِ إِلَى أَرض الْحَبَشَة
1094 - فَاطِمَة بنت عتبَة بْن ربيعَة بْن عَبْد شمس لَهَا صُحْبَة بَايَعت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أَن لَا يَزْنِين وَلَا يَسْرِقن فَوضعت يَدهَا على رَأسهَا حَيَاء
1095 - فَاطِمَة بنت عَلْقَمَة بْن عَبْد اللَّه بْن أبي قيس بْن عَبْد ود بْن نصر بْن مَالك بْن حسل من مهاجرات الْحَبَشَة
1096 - فَاطِمَة بنت الْخطاب بْن نفَيْل بْن عَبْد الْعُزَّى أُخْت عمر بْن الْخطاب وَهِي امْرَأَة سعيد بْن زيد بْن عَمْرو بْن نفَيْل أسلمت قبل عمر تقدم ذكرهَا
1097 - فَاطِمَة بنت أبي حُبَيْش بْن الْمطلب بْن أَسد بن عبد الْعُزَّى سَأَلت(3/335)
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن الِاسْتِحَاضَة
1098 - فَاطِمَة بنت أَسد بْن هَاشم بْن عَبْد منَاف لَهَا صُحْبَة وَهِي أم عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ
1099 - فَاطِمَة بنت قيس بْن خَالِد بْن وهب بْن ثَعْلَبَة بْن وَائِل بْن عَمْرو بْن شَيبَان بْن محَارب بْن فهر الفهرية أُخْت الضَّحَّاك بْن قيس قَالَ لَهَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّه لَا سُكْنى لَك وَلَا نَفَقَة
1100 - فَاطِمَة بنت الْيَمَان الْعَبْسِي أُخْت حُذَيْفَة بْن الْيَمَان لَهَا صُحْبَة
1101 - فَاطِمَة بنت عَمْرو بْن حزم لَهَا صُحْبَة
1102 - أم جميل بنت المجلل بْن عَبْد بْن أبي قيس اسْمهَا فَاطِمَة وَلها صُحْبَة وَهِي أم مُحَمَّد بن حَاطِب(3/336)
1103 - فَاطِمَة أم هَانِئ بنت أبي طَالب أُخْت عَليّ بْن أبي طَالب
1104 - فريعة بنت مَالك بْن سِنَان بْن عبيد بْن ثَعْلَبَة بْن الأبجر وَهُوَ خدرة بْن عَوْف بْن الْحَارِث بْن الْخَزْرَج أُخْت أبي سعيد الْخُدْرِيّ لَهَا صُحْبَة روى عَنْهَا سعد بْن إِسْحَاق بْن كَعْب بْن عجْرَة
1105 - فكيهة بنت يسَار هَاجَرت مَعَ زَوجهَا خطاب بْن الْحَارِث إِلَى أَرض الْحَبَشَة
1106 - الفريعة بنت وهب الزهرية رَفعهَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ وَقَالَ من أَرَادَ أَن ينظر إِلَى خَالَة رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلْينْظر إِلَى هَذِه
(بَاب الْقَاف)
قَالَ أَبُو حَاتِم مِمَّن روى عَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّن ابْتَدَأَ اسْمهَا على الْقَاف
1107 - قثم بْن الْعَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب بْن هَاشم بْن عَبْد منَاف بْن عَم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج مَعَ سعيد بْن عُثْمَان بْن عَفَّان فِي زمن مُعَاوِيَة فِي فتح مَا وَرَاء النَّهر وَاسْتشْهدَ بسمرقند فِيمَا يُقَال(3/337)
1108 - قيس بْن مخرمَة بْن الْمطلب بْن عَبْد منَاف الْقرشِي جد الْمطلب بْن عَبْد اللَّه بْن قيس ولد هُوَ وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ
1109 - قيس بْن السكن بْن قيس بْن زعوراء بْن حرَام بْن جُنْدُب يكنى أَبَا زيد بَدْرِي وَهُوَ الَّذِي جمع الْقُرْآن على عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ الْبَغْدَادِيُّ بِالرَّمْلَةِ قَالَ ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى الْهَاشِمِيُّ قَالَ ثَنَا الأَنْصَارِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ثُمَامَة قَالَ قلت لأنس أَبُو زيد الَّذِي جمع الْقُرْآن عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْشِ اسْمُهُ فَقَالَ قَيْسُ بْنُ السَّكَنِ رَجُلٌ مِنَّا مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَقِبٌ نَحْنُ وَرِثْنَاهُ
1110 - قيس بْن عَاصِم بْن سِنَان بْن خَالِد بْن منقر بْن عبيد بْن الْحَارِث بْن عَمْرو بْن كَعْب بْن سعد بْن زيد مَنَاة بْن تَمِيم بْن مر بْن أد بْن طابخة بْن إلْيَاس بْن مُضر الْمنْقري كنيته أَبُو على أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا رَآهُ النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ هَذَا سيد أهل الْوَبر وَله ثَلَاث وَثَلَاثُونَ ولدا(3/338)
1111 - قيس بْن سعد بْن عبَادَة بْن دليم بْن حَارِثَة بْن أبي خُزَيْمَة بْن ثَعْلَبَة بْن طريف بْن الْخَزْرَج الخزرجي كنيته أَبُو الْقَاسِم وَقد قيل أَبُو عَبْد الْملك خدم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عشر سِنِين من وَقت قدومه الْمَدِينَة إِلَى أَن قبض كَانَ على مُقَدّمَة على يَوْم صفّين ثمَّ هرب من مُعَاوِيَة سنة ثَمَان وَخمسين وَسكن تفليس سنة خمس وَثَمَانِينَ فِي ولَايَة عَبْد الْملك بْن مَرْوَان وَقد قيل مَاتَ فِي آخر ولَايَة مُعَاوِيَة بْن أبي سُفْيَان
1112 - قيس بْن قهد الْأنْصَارِيّ جد يحيى بْن سعيد وَسعد بْن سعيد وَعبد ربه بْن سعيد لَهُ صُحْبَة وقهد لقب اسْمه عَمْرو(3/339)
1113 - قيس بْن صرمة الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة
1114 - قيس بْن سلع الْأنْصَارِيّ دَعَا لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عداده فِي أهل الْبَصْرَة
1115 - أَبُو صرمة اسْمه قيس بْن مَالك بْن أبي قيس بْن مَالك بْن عدي بْن عَامر بْن غنم بْن عدي بْن النجار لَهُ صُحْبَة
1116 - أَبُو بشير الْمَازِني اسْمه قيس بْن عبيد من بني مَازِن بْن النجار لَهُ(3/340)
صُحْبَة مَاتَ بعد الْحرَّة
1117 - قيس بْن السَّائِب بْن عُوَيْمِر بْن عَائِذ بْن عمرَان بْن مَخْزُوم لَهُ صُحْبَة أمه رائطة بنت وهب بْن عَمْرو بْن عَائِذ بْن عمرَان بْن مَخْزُوم
1118 - قيس الجذامي لَهُ صُحْبَة سكن الشَّام روى عَنهُ أَهلهَا
1119 - قيس بْن الْحَارِث الْأَسدي لَهُ صُحْبَة
1120 - قيس أَبُو غنيم بْن قيس لَهُ صُحْبَة عداده فِي أهل الْبَصْرَة روى عَنهُ ابْنه
1121 - قيس بْن الْحصين بْن يزِيد بْن شَدَّاد بْن مذْحج لَهُ صُحْبَة
1122 - قيس بْن الخشخاش الْعَنْبَري يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة(3/341)
1123 - قيس بْن أبي صعصعة وَاسم أبي صعصعة عَمْرو بْن زيد بْن عَوْف بْن مبذول بْن عَمْرو بْن غنم بْن مَازِن بْن النجار شهد الْعقبَة وَكَانَ على ساقة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ خرج إِلَى بدر
1124 - قيس بْن الضَّحَّاك بْن خَليفَة بْن ثَعْلَبَة أَبُو جبيرَة الْأنْصَارِيّ
1125 - قيس بْن عَائِذ الأحمسي أَبُو كَاهِل كَانَ إِمَامًا للحي عداده فِي أهل الْكُوفَة شهد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخْطب على نَاقَته
1126 - قيس بْن أبي غرزة الْغِفَارِيّ الْجُهَنِيّ خرج عَلَيْهِم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِن بيعكم فِيهِ اللَّغْو وَالْحلف فشوبوه بِالصَّدَقَةِ سكن الْكُوفَة(3/342)
1127 - قيس بْن النُّعْمَان السكونِي الْعَبْدي أهْدى إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
1128 - قيس بْن طخفة الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة وَيُقَال بن طغفة حَدِيثه عِنْد ابْنه
1129 - قدامَة بْن مَظْعُون بْن حبيب بْن وهب بْن حذافة بْن جمح بْن عَمْرو بْن هصيص بْن كَعْب بْن لؤَي الجُمَحِي الْقرشِي أَخُو عُثْمَان بْن مَظْعُون تقدم ذكره مَاتَ سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ فِي خلَافَة على وَقد قيل إِنَّه مَاتَ سنة سِتّ وَخمسين كنيته أَبُو عَمْرو وَأمه غزيَّة بنت الْحُوَيْرِث بْن عَنْبَس بْن وهبان بْن وهب بْن حذافة بْن جمح
1130 - قدامَة بْن عَبْد اللَّه الْبكْرِيّ لَهُ صُحْبَة عداده فِي أهل مَكَّة(3/343)
1131 - قدامَة بْن عَبْد اللَّه بْن عمار الْكلابِي لَهُ صُحْبَة رأى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على نَاقَة صهباء يَرْمِي الْجَمْرَة لَا ضرب وَلَا طرد وَلَا إِلَيْك إِلَيْك
1132 - قَتَادَة بْن النُّعْمَان بْن زيد بْن عَامر بْن سَواد بْن كَعْب بْن الْخَزْرَج أَخُو أبي سعيد الْخُدْرِيّ لأمه وَهُوَ الظفري الْأنْصَارِيّ وظفر هُوَ كَعْب بْن الْخَزْرَج كنيته أَبُو عَبْد اللَّه وَقد قيل أَبُو عَمْرو سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول إِذا أحب اللَّه عبدا حماه الدُّنْيَا شهد بَدْرًا وَأُصِيب عينه يَوْم أحد حَتَّى وَقعت على وجنته وَمَات سنة ثَلَاث وَعشْرين وَهُوَ بن خمس وَسِتِّينَ سنة وَصلى عَلَيْهِ عمر بْن الْخطاب وَمن زعم أَنَّهُمَا اثْنَان فقد وهم فَنزل قَبره أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ وَمُحَمّد بْن مسلمة والْحَارث بْن حزمة وَأمه بنت أبي سليط بْن عَمْرو بن قيس(3/344)
1133 - قَتَادَة بْن ملْحَان الْقَيْسِي لَهُ صُحْبَة حَدِيثه عِنْد ابْنه عَبْد الْملك بْن قَتَادَة
1134 - قَتَادَة بْن ربعي لَهُ صُحْبَة كَانَ عَامل عَليّ على مَكَّة
1135 - قَتَادَة وَالِد هِشَام بْن قَتَادَة عقد لَهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِوَاء وَأخذ بِيَدِهِ وودعه حَدِيثه عِنْد أهل بَيته عِنْد الرهاويين
1136 - قبيصَة بْن الْمخَارِق الْهِلَالِي البَجلِيّ من قيس عيلان لَهُ صُحْبَة سكن الْبَصْرَة روى عَنهُ أَهلهَا وَأَبُو عُثْمَان النَّهْدِيّ
1137 - قبيصَة بْن برمة الْأَسدي يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة وَقد قيل بن ثرمة
1138 - قبيصَة بْن وَقاص السّلمِيّ سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم يَقُول يكون(3/345)
عَلَيْكُم أُمَرَاء يؤخرون الصَّلَاة فصلوا مَا صلوا بكم إِلَى الْقبْلَة عداده فِي أهل الْبَصْرَة
1139 - قُرَّة بْن إِيَاس بْن رِئَاب الْمُزنِيّ وَالِد مُعَاوِيَة بْن قُرَّة وَقد قيل قُرَّة بْن الْأَغَر الْمُزنِيّ لَهُ صُحْبَة سكن الْبَصْرَة مَاتَ سنة أَربع وَسِتِّينَ وَهُوَ قُرَّة بْن إِيَاس بْن هِلَال بْن رِئَاب بْن عبيد بْن سَواد بْن سَارِيَة بْن ذبيان بْن ثَعْلَبَة بْن سليم بْن أَوْس بْن مزينة
1140 - قُرَّة بْن دعموص النميري أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ وَعَمه فَسَأَلَاهُ عَن الدِّيَة فَقَالَ مائَة من الْإِبِل عداده فِي الْبَصرِيين
1141 - قُرَّة بْن هُبَيْرَة الْقشيرِي العامري لَهُ صُحْبَة(3/346)
1142 - قُطْبَة بْن عَامر بْن حَدِيدَة بْن عَمْرو بْن سَواد بْن غنم بْن كَعْب بْن سَلمَة كنيته أَبُو زيد بَدْرِي مَاتَ فِي خلَافَة عُثْمَان
1143 - قُطْبَة بْن مَالك الثَّعْلَبِيّ من بني ثَعْلَبَة بْن يَرْبُوع التَّمِيمِي عَم زِيَاد بْن علاقَة سكن الْكُوفَة
1144 - قُطْبَة بْن قَتَادَة السدُوسِي أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايعهُ
1145 - قرظة بْن كَعْب بْن ثَعْلَبَة بْن عَمْرو بْن كَعْب بْن مَالك بن(3/347)
ثَعْلَبَة بْن كَعْب بْن الْخَزْرَج بْن الْحَارِث بْن الْخَزْرَج الْأنْصَارِيّ الخزرجي لَهُ صُحْبَة سكن الْكُوفَة كنيته أَبُو عَمْرو حَدِيثه عِنْد الشّعبِيّ مَاتَ فِي خلَافَة عَليّ بْن أبي طَالب
1146 - قهيد بْن مطرف الْغِفَارِيّ يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
1147 - قريط بْن أبي رمثة كَانَ مِمَّن هَاجر مَعَ أَبِيه إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا ابْنك قَالَ نعم قَالَ أما أَنه لَا يجني عَلَيْك وَلَا تجني عَلَيْهِ لَهُ من النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُؤْيَة فَخرج بِهِ أَبوهُ إِلَى الْبَحْرين مَعَ الْعَلَاء بْن الْحَضْرَمِيّ فِي حَيَاة النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقريط هَذَا هُوَ الَّذِي فتح الأيلة على عهد عمر بْن الْخطاب ثمَّ غزا خُرَاسَان مَعَ الْأَحْنَف بْن قيس وَنزل مرو وَبهَا عقبه
1148 - قباث بْن أَشْيَم اللَّيْثِيّ الْيَعْمرِي لَهُ صُحْبَة وَهُوَ من بني كنَانَة حَدِيثه عِنْد أهل الشَّام(3/348)
1149 - قَارب بْن عَبْد اللَّه بْن الْأسود الثَّقَفِيّ عداده فِي أهل الطَّائِف حَدِيثه عِنْد وَلَده وَهُوَ قَارب بْن عَبْد اللَّه بْن الْأسود بْن مَسْعُود بْن معتب وَأمه رَملَة بنت الْحَارِث بْن عَوْف بْن وهب بْن عمر بْن يَرْبُوع بْن ناضرة بْن غاضرة بْن حطيط بْن جشم بْن ثَقِيف
1150 - الْقَعْقَاع بْن أبي حَدْرَد الْأَسْلَمِيّ عداده فِي أهل مَكَّة يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
1151 - الْقَعْقَاع بْن معبد يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة وَمن النِّسَاء على حرف الْقَاف
1152 - قتيلة بنت صَيْفِي الجهنية جدة أبي فَرْوَة الْجُهَنِيّ سكنت الْكُوفَة
1153 - قيلة بنت مخرمَة بْن قرط لَهَا قصَّة طَوِيلَة مَشْهُورَة(3/349)
1154 - قيلة أم بني أَنْمَار لَهَا صُحْبَة
1155 - قريبَة بنت أبي قُحَافَة أُخْت أبي بكر الصّديق لَهَا صُحْبَة أمهَا هِنْد بنت نقيد بْن بجير
1156 - قتيلة بنت عَمْرو بْن هِلَال الكنانية لَهَا صُحْبَة
(بَاب الْكَاف)
قَالَ أَبُو حَاتِم وَمِمَّنْ روى عَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّن ابْتَدَأَ اسْمه على الْكَاف
1157 - كَعْب بْن مَالك بْن أبي كَعْب بْن الْقَيْن بْن كَعْب بْن سَواد بْن غنم بْن كَعْب بْن سَلمَة بْن سعد بْن عَليّ بْن أَسد بْن ساردة بْن تزيد بْن الجشم بْن الْخَزْرَج الْأنْصَارِيّ السّلمِيّ الْمدنِي شهد الْعقبَة من الثَّلَاثَة الَّذين تخلفوا تقدم ذكره توفّي أَيَّام قتل عَليّ بْن أبي طَالب كنيته(3/350)
أَبُو عَبْد اللَّه قد قيل إِنَّه مَاتَ سنة خمسين وَكَانَ لَهُ يَوْم مَاتَ سبع وَسِتُّونَ سنة
1158 - كَعْب بْن زيد بْن قيس بْن مَالك بْن كَعْب بْن حَارِثَة بْن أَرقم الْأنْصَارِيّ من دِينَار بْن النجار كنيته أَبُو عَامر شهد بَدْرًا
1159 - كَعْب بْن عجْرَة بْن عَمْرو بْن أُميَّة بْن عتبَة بْن الْحَارِث بْن عَمْرو بْن تَمِيم حَلِيف للقواقلة السالمين الْأنْصَارِيّ من بني دِينَار بن النجار(3/351)
كنيته أَبُو مُحَمَّد مَاتَ سنة ثِنْتَيْنِ وَخمسين وَله خمس وَسَبْعُونَ سنة
1160 - كَعْب بْن عَمْرو أَبُو شُرَيْح الْخُزَاعِيّ مَاتَ سنة ثَمَان وَسِتِّينَ
1161 - كَعْب بْن عَاصِم الْأَشْعَرِيّ أَبُو مَالك سكن الشَّام وَقد قيل إِن اسْم أبي مَالك الْأَشْعَرِيّ الْحَارِث بْن مَالك حَدِيثه عِنْد أهل الشَّام
1162 - كَعْب بْن عَمْرو بْن عباد بْن عَمْرو بْن سَواد بْن غنم بْن عَمْرو بْن كَعْب بْن سَلمَة أَبُو الْيُسْر الْأنْصَارِيّ شهد بَدْرًا وَهُوَ بن عشْرين سنة مَاتَ سنة خمس وَخمسين فِي ولَايَة مُعَاوِيَة وَهُوَ آخر من مَاتَ(3/352)
من أهل بدر وَله عقب بِالْمَدِينَةِ
1163 - كَعْب بْن عَامر السَّعْدِيّ السَّاعِدِيّ لَهُ صُحْبَة
1164 - كَعْب بْن عَمْرو الْهَمدَانِي لَهُ صُحْبَة وَهُوَ جد طَلْحَة بْن مصرف الْأَيَامَى
1165 - كَعْب بْن عِيَاض الْأَشْعَرِيّ سمع النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول لكل أمة فتْنَة وفتنة أمتِي المَال سكن الشَّام
1166 - كَعْب بْن جماز بْن ثَعْلَبَة من بني غَسَّان ثمَّ من بني جمالة بَدْرِي
1167 - كَعْب بْن مرّة السّلمِيّ الْبَهْزِي سكن الشَّام لَهُ صُحْبَة مَاتَ سنة سبع وَخمسين وَكَانَ من سليم(3/353)
1168 - كناز بْن الْحصين بْن يَرْبُوع بْن طريف بْن خَرشَة بْن عبيد بْن سعد بْن عَوْف بْن كَعْب بْن جلان بْن غنم بْن أعصر بْن سعد بْن قيس عيلان حَلِيف حَمْزَة بْن عَبْد الْمطلب كنيته أَبُو مرْثَد الغنوي قتل بأجنادين فِي عهد أَبى بكر وَهُوَ بن سِتّ وَسِتِّينَ سنة
1169 - كُلْثُوم بْن الْحصين بْن خلف بْن معيص بْن غفار بْن مليل بْن ضَمرَة بْن بكر بْن عَبْد مَنَاة بْن كنَانَة أَبُو رهم الْغِفَارِيّ السمعى لَهُ(3/354)
صُحْبَة مِمَّن شهد أحدا وَكَانَ لَهُ منزل فِي بني غفار وَكَانَ أَكثر سكناهُ الصَّفْرَاء وغيقة وَهِي أَرض كنَانَة
1170 - كردم بْن سُفْيَان الثَّقَفِيّ لَهُ صُحْبَة حَدِيثه عِنْد بنته مَيْمُونَة عداده فِي أهل مَكَّة وَقيل كردمة
1171 - كردم بْن أبي السَّائِب الْأنْصَارِيّ يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
1172 - كرز بْن عَلْقَمَة الْخُزَاعِيّ لَهُ صُحْبَة حَدِيثه عِنْد عُرْوَة بْن الزبير بْن الْعَوام وَهُوَ كرز بْن عَلْقَمَة بْن هِلَال بْن جريبة وَأمه برة بنت سعد بن(3/355)
مخلد كَانَ ينزل عسفان
1173 - كلدة بن حَنْبَل الأسلمى وَيُقَال بن خطل بَعثه صَفْوَان بْن أُميَّة إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَبن عداده فِي أهل مَكَّة
1174 - كيسَان مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
1175 - كيسَان وَالِد نَافِع سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينزل عِيسَى بْن مَرْيَم بشرقي دمشق سكن الشَّام
1176 - كهمس الْهِلَالِي قَالَ لَهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صم شهر الصَّبْر وَمن كل شهر ثَلَاثَة أَيَّام سكن الْبَصْرَة وَحَدِيثه عِنْد مُعَاوِيَة بْن قُرَّة
1177 - كُلَيْب بْن شهَاب الْجرْمِي وَالِد عَاصِم بْن كُلَيْب يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة(3/356)
1178 - كُلَيْب بْن حزم يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
1179 - كريب بْن أَبْرَهَة الأصبحي يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة وَمن النِّسَاء على حرف الْكَاف
1180 - كَبْشَة جدة عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي عمْرَة لَهَا صُحْبَة
1181 - كَبْشَة بنت كَعْب بْن مَالك كَانَت تَحت أبي قَتَادَة الْأنْصَارِيّ لَهَا صُحْبَة
1182 - كَبْشَة بنت عَبْد عَمْرو بْن عبيد بْن قميئة بْن عَامر بْن حَارِثَة امْرَأَة أبي حميد السَّاعِدِيّ لَهَا صُحْبَة(3/357)
1183 - كَرِيمَة بنت كُلْثُوم الحميرية لَهَا صُحْبَة
1184 - أم الدَّرْدَاء اسْمهَا كَرِيمَة ابْنة أبي حَدْرَد الْأَسْلَمِيّ وَاسم أبي حَدْرَد سَلامَة يُقَال إِن لَهَا صُحْبَة وَهِي الْكُبْرَى لَيست بِامْرَأَة أبي الدَّرْدَاء الصُّغْرَى روى عَنْهَا أهل الشَّام وَقيل إِن اسْمهَا خيرة
1185 - كعيبة بنت سعد الليثية كَانَت لَهَا خيمة تداوى جرحى فِي غزوات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(بَاب اللَّام)
قَالَ أَبُو حَاتِم مِمَّن روى عَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّن ابْتَدَأَ اسْمه على اللَّام
1186 - لَقِيط بْن الرّبيع بْن عَبْد الْعُزَّى بْن عبد شمس أَبُو الْعَاصِ(3/358)
ختن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ابْنَته زَيْنَب مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة ثِنْتَيْ عشرَة فِي عهد أبي بكر وَكَانَ يُسمى جرو الْبَطْحَاء أسلم قبل الْحُدَيْبِيَة بِخَمْسَة أشهر وَأمه هَالة بنت خويلد بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى
1187 - لَقِيط بْن عَامر بْن صبرَة بْن المنتفق بْن عَامر بْن عقيل بْن كَعْب بْن ربيعَة أَبُو رزين الْعقيلِيّ وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ وَافد بني المنتفق وَمن قَالَ لَقِيط بْن صبرَة فقد نسبه إِلَى جده عداده فِي أهل الطَّائِف(3/359)
1188 - لبيد بْن ربيعَة بْن عَامر بْن مَالك بْن جَعْفَر بْن كلاب الشَّاعِر أسلم وَرجع إِلَى قومه وَلم يقل بعد الْإِسْلَام شعرًا ثمَّ قدم الْكُوفَة وَأقَام بهَا إِلَى أَن مَاتَ بهَا
1189 - اللَّجْلَاج العامري مولى لبني زهرَة لَهُ صُحْبَة سكن الشَّام حَدِيثه عِنْد ابنيه الْعَلَاء بْن اللَّجْلَاج وخَالِد بْن اللَّجْلَاج وَمَات اللَّجْلَاج وَهُوَ بن مائَة وَعشْرين سنة وَكَانَ يَقُول مَا مَلَأت بَطْني من طَعَام مُنْذُ أسلمت مَعَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم(3/360)
1190 - لبّى بْن لبا يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة روى عَنهُ جَارِيَة بْن هرم الْفُقيْمِي وَمِمَّنْ روى عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من النِّسَاء من ابْتَدَأَ اسْمهَا على اللَّام
1191 - لبَابَة بنت الْحَارِث بْن حزن الْهِلَالِيَّة أم عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس وَأم الْفضل مَاتَت قبل الْعَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب فِي خلَافَة عُثْمَان وَصلى عَلَيْهَا عُثْمَان بْن عَفَّان
1192 - ليلى بنت قانف الثقفية لَهَا صُحْبَة وقانف هُوَ قانف بْن الْحُوَيْرِث بْن الْحَارِث بْن خَيْثَمَة بْن الْحَارِث بْن مَالك بْن حطيط بْن جشم بْن ثَقِيف
1193 - ليلى الغفارية كَانَت تغزو مَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
1194 - الشِّفَاء بنت عَبْد اللَّه بْن عَبْد شمس بْن خلف بْن ضرار بْن عَبْد اللَّه بْن قرط بْن رزاح بْن عدى اسْمهَا ليلى(3/361)
1195 - الشِّفَاء أم عَبْد اللَّه بنت أبي حثْمَة بْن حُذَيْفَة بْن غَانِم بْن عَامر بْن عَبْد اللَّه بْن عبيد بْن عويج بْن عدي بْن كَعْب اسْمهَا ليلى هَاجَرت هِيَ وَزوجهَا مَعَ عُثْمَان بْن مَظْعُون إِلَى أَرض الْحَبَشَة
(بَاب الْمِيم)
قَالَ أَبُو حَاتِم وَمِمَّنْ روى عَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّن ابْتَدَأَ اسْمه على الْمِيم
1196 - مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن أبي طَالب بْن عَبْد الْمطلب بْن هَاشم
1197 - مُحَمَّد بْن مسلمة بْن سَلمَة بْن حريش بْن خَالِد بْن عدي بْن مجدعة بْن حَارِثَة بْن الْحَارِث بْن الْخَزْرَج بْن عَمْرو بْن مَالك بْن أَوْس الْحَارِثِيّ الْأنْصَارِيّ قَاتل كَعْب بْن الْأَشْرَف شهد بَدْرًا ثمَّ ضرب فسطاطه بالربذة وَاعْتَزل الْفِتَن إِلَى أَن مَاتَ سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فِي شهر صفر(3/362)
فِي ولَايَة مُعَاوِيَة بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ بن سبع وَسبعين سنة وَصلى عَلَيْهِ مَرْوَان بْن الحكم وَدفن بِالبَقِيعِ وَكَانَ أصلع طوَالًا وَكَانَ كنيته أَبُو عَبْد اللَّه وَقد قيل أَبُو عَبْد الرَّحْمَن وَله عشرَة من الْبَنِينَ وست من الْبَنَات وَأمه خليدة وَهِي أم سهل بنت عبيد بْن وهب بْن لوذان بْن عَبْد ود
1198 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن جحش بْن رِئَاب بْن يعمر بْن صبرَة بْن مرّة بْن كَبِير بْن غنم بْن دودان بْن أَسد بْن خُزَيْمَة الْأَسدي هَاجر هُوَ وَأَبوهُ وَعَمه أَبُو أَحْمَد بْن جحش قتل أَبوهُ يَوْم أحد وهم حلفاء بني عَبْد شمس بْن عَبْد منَاف سمع النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول غط فخذك فَإِن الْفَخْذ عَورَة وكنيته أَبُو عَبْد اللَّه وَأمه فَاطِمَة بنت أبي حُبَيْش بْن الْمطلب بْن أَسد بْن عبد الْعُزَّى(3/363)
1199 - مُحَمَّد بْن طَلْحَة بْن عبيد اللَّه التَّيْمِيّ الْقرشِي سَمَّاهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَمَّدًا وَكَانَ يكنى أَبَا الْقَاسِم أمه حمْنَة بنت جحش بْن رِئَاب بْن يعمر بْن صبرَة بْن مرّة بْن كَبِير بْن غنم بْن دودان بْن أَسد بْن خُزَيْمَة وَكَانَ مُحَمَّد يُسمى السَّجَّاد قتل يَوْم الْجمل
1200 - مُحَمَّد بْن صَفْوَان الْأنْصَارِيّ اصطاد أرنبين فَلم يجد شفرة فذبحهما بمروة فَسَأَلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأمره بأكلها
1201 - مُحَمَّد بْن ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ الشَّمَّاسِ حنكه النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتمرة وَسَماهُ مُحَمَّدًا
1202 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن سَلام بْن الْحَارِث الخزرجي الْأنْصَارِيّ يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة عداده فِي أهل الْمَدِينَة(3/364)
1203 - مُحَمَّد بْن حَاطِب بْن الْحَارِث بْن معمر بْن حبيب بْن وهب بْن حذافة بْن جمح الْقرشِي كنيته أَبُو إِبْرَاهِيم خرج أَبوهُ حَاطِب إِلَى النَّجَاشِيّ مَعَ جَعْفَر بْن أبي طَالب فولد لَهُ مُحَمَّد بْن حَاطِب فِي السَّفِينَة سكن الْكُوفَة حَدِيثه عِنْد سماك بْن حَرْب وَأمه أم جميل بنت المجلل بْن عَبْد بْن أبي قيس بْن عَبْد ود من مهاجرات الْحَبَشَة مَاتَ مُحَمَّد بْن حَاطِب فِي ولَايَة عَبْد الْملك بْن مَرْوَان
1204 - مُحَمَّد بْن صَيْفِي بْن أُميَّة بْن عَابِد بْن عَبْد اللَّه الْأنْصَارِيّ أرْسلهُ(3/365)
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أهل الْعرُوض يَأْمُرهُم بِصَوْم يَوْم عَاشُورَاء عداده فِي أهل الْكُوفَة كنيته أَبُو مرحب
1205 - مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي بكر الصّديق الَّذِي يُقَال لَهُ أَبُو عَتيق لَهُ من النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُؤْيَة وَهَؤُلَاء الْأَرْبَعَة فِي نسق وَاحِد لَهُم من النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُؤْيَة أَبُو قُحَافَة وَابْنه أَبُو بكر وَابْنه عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي بكر وَابْنه أَبُو عَتيق مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن وَلَيْسَ هَذَا لأحد من هَذِه الْأمة غَيرهم
1206 - مُحَمَّد بْن أنس الظفري قدم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَة وَهُوَ بن أسبوعين فَمسح رَأسه وَحج بِهِ فِي حجَّة الْوَدَاع وَهُوَ بن عشر سِنِين
1207 - مُحَمَّد بْن أبي سَلمَة وَاسم أبي سَلمَة عَبْد اللَّه بْن عَبْد الْأسد المَخْزُومِي أَخُو عمر بْن أبي سَلمَة يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
1208 - مُحَمَّد بْن أبي حُذَيْفَة بْن عتبَة بْن ربيعَة يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة(3/366)
كَانَ عَامل عُثْمَان بْن عَفَّان على مصر
1209 - مُحَمَّد بْن جَارِيَة الْأنْصَارِيّ يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
1210 - مُحَمَّد بْن قيس أَبُو رهم أَخُو أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ لَهُ صُحْبَة
1211 - مُحَمَّد بْن أبي عميرَة لَهُ صُحْبَة سكن الشَّام حَدِيثه عِنْد أَهلهَا
1212 - مُحَمَّد بْن فضَالة الْأنْصَارِيّ الظفري أَبُو مُحَمَّد دَعَا لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبركَةِ وَمسح رَأسه وَكَانَ قد حج بِهِ عَام حجَّة الْوَدَاع وَهُوَ بن عشر سِنِين(3/367)
1213 - مُحَمَّد بْن أبي بكر الصّديق ولد بِالشَّجَرَةِ وَهِي الْبَيْدَاء مَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمه أَسمَاء بنت عُمَيْس الخثعمية وَذَلِكَ فِي حجَّة الْوَدَاع فولي على مُحَمَّد بْن أبي بكر مصر وَصَارَ إِلَيْهِ عَمْرو بْن الْعَاصِ فَاقْتَتلُوا فَانْهَزَمَ مُحَمَّد بْن أبي بكر فَدخل خربة فِيهَا حمَار ميت فَدخل جَوْفه فَأحرق فِي جَوف الْحمار وَقد قيل إِنَّه قتل بالمعركة قَتله مُعَاوِيَة بْن خديج وَالْأول أصح وَقد قيل إِنَّه قَتله عَمْرو بْن الْعَاصِ بعد أَن أسره وَيُقَال إِن كنيته أَبُو الْقَاسِم
1214 - مُصعب بْن عُمَيْر بْن هَاشم بْن عَبْد منَاف بْن عَبْد الدَّار بْن قصي بْن كلاب بْن مرّة مِمَّن اسْتشْهد أحدا بَعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد بيعَة الْعقبَة الأولى إِلَى الْمَدِينَة وَأمره أَن يُقْرِئهُمْ الْقُرْآن وَيُعلمهُم الْإِسْلَام ويفقههم فِي الدَّين فَأسلم أهل الْمَدِينَة على يَده قبل قدوم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاهَا تقدم ذكره
1215 - معَاذ بْن جبل بْن عَمْرو بْن أَوْس بْن عَائِذ بْن عدي بْن كَعْب(3/368)
بْن عَمْرو بْن أُدي بن سعد بْن عَليّ بْن أَسد بْن ساردة بْن تزيد بْن جشم بْن الْخَزْرَج شهد بَدْرًا وَهُوَ بن عشْرين سنة وَشهد قبلهَا العقبتين كنيته أَبُو عَبْد الرَّحْمَن الْأنْصَارِيّ انْتقل إِلَى الشَّام وَمَات فِي طاعون عمواس بالأردن سنة ثَمَان عشرَة فِي خلَافَة عمر وَله إِحْدَى وَثَلَاثُونَ سنة وَقد قيل إِنَّه حِين مَاتَ كَانَ لَهُ ثَلَاث وَثَلَاثُونَ سنة وَمِنْهُم من قَالَ ثَمَان وَعِشْرُونَ سنة حَدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ ثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك بْن زَنْجوَيْه ثَنَا بن أبي مَرْيَم ثَنَا يحيى بْن أَيُّوب عَن بن غزيَّة عَن يحيى بْن سعيد قَالَ توفّي معَاذ بْن جبل وَهُوَ بن ثَمَان وَعشْرين سنة
1216 - معَاذ بْن عَمْرو بْن الجموح بْن زيد بْن حرَام ومعوذ بْن عَمْرو بْن الجموح أَخُوهُ شَهدا بَدْرًا قطعت يَد معَاذ بْن عَمْرو بْن الجموح يَوْم بدر فَبَقيت معلقَة بجلدة فقاتل عَامَّة يَوْمه وَإنَّهُ يسحب يَده فَلَمَّا آذته تمطى بهَا فطرحها ثمَّ بَقِي كَذَلِك إِلَى أَن مَاتَ فِي خلَافَة عُثْمَان بن عَفَّان(3/369)
1217 - معَاذ ومعوذ ابْنا الْحَارِث بْن رِفَاعَة بْن الْحَارِث بْن سَواد بْن مَالك بْن غنم شَهدا بَدْرًا قتل معَاذ بْن الْحَارِث بِالْحرَّةِ سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وهما ابْنا عفراء وعفراء أمهما وَقد قيل إِن معَاذ بْن الْحَارِث بْن عفراء قتل مَعَ عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ
1218 - معَاذ بْن عَبْد الرَّحْمَن التَّيْمِيّ الْقرشِي يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
1219 - معَاذ بْن أنس الْجُهَنِيّ لَهُ صُحْبَة حَدِيثه عِنْد ابْنه سهل بْن معَاذ مَاتَ بعسفان وَبهَا قَبره(3/370)
1220 - الْمِقْدَاد بْن عَمْرو بْن ثَعْلَبَة بْن مَالك بْن ربيعَة بْن ثُمَامَة بْن مطرود بْن عَمْرو بْن سعد بْن دهير بْن لؤَي بْن ثَعْلَبَة بْن مَالك بْن الشريد بْن أبي أَهْون بْن فاس بْن دريم بْن الْقَيْن بْن أهود بْن بهراء بْن عَمْرو بْن الحاف بْن قضاعة الْكِنْدِيّ أَبُو معبد البهراني وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ الْمِقْدَاد بْن الْأسود كَانَ فِي حجر الْأسود بْن عَبْد يَغُوث فنسب إِلَيْهِ وَكَانَ عَمْرو أَبُو الْمِقْدَاد حَالف كِنْدَة فَلذَلِك قيل الْمِقْدَاد بْن عَمْرو الْكِنْدِيّ أوصى إِلَى الزبير بْن الْعَوام وَمَات بالجرف سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَحمل على رِقَاب الرِّجَال إِلَى الْمَدِينَة وَصلى عَلَيْهِ عُثْمَان بْن عَفَّان وَكَانَ لَهُ يَوْم مَاتَ نَحْو من سبعين سنة(3/371)
وَكَانَ فَارس رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم بدر
1221 - الْمُغيرَة بْن شُعْبَة بْن أبي عَامر بْن مَسْعُود بْن معتب بْن مَالك بْن كَعْب بْن عَمْرو بْن سعد بْن عَوْف بْن ثَقِيف من قيس عيلان الثَّقَفِيّ كنيته أَبُو عَبْد اللَّه وَيُقَال أَبُو عِيسَى من دهاة الْعَرَب أُصِيب عينه يَوْم اليرموك وَهُوَ أول من سلم عَلَيْهِ بالإمرة مَاتَ سنة خمسين فِي الطَّاعُون فِي الْكُوفَة فِي شعْبَان وَهُوَ والى على الْكُوفَة وَهُوَ بن سبعين سنة وَيُقَال إِنَّه أحصن ثَمَانِينَ امْرَأَة وَأم الْمُغيرَة بْن شُعْبَة أم عَبْد اللَّه بْن هوَازن
1222 - أَبُو سُفْيَان بْن الْحَارِث اسْمه الْمُغيرَة بْن الْحَارِث بْن عَبْد الْمطلب لَهُ صُحْبَة توفّي سنة عشْرين وَصلى عَلَيْهِ عمر بن الْخطاب وَكَانَ شَاعِرًا(3/372)
يهجو رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ أسلم يَوْم الْفَتْح وَحسن إِسْلَامه وَكَانَ يَوْم حنين أَخذ بلجام رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ كَانَ من أَمر النَّاس مَا كَانَ وَأم أبي سُفْيَان بْن الْحَارِث عزيزة بنت قيس بْن طريف بْن عَبْد الْعُزَّى بْن عميرَة بْن وَدِيعَة بْن الْحَارِث بْن فهر
1223 - مُعَاوِيَة بْن أبي سُفْيَان بْن حَرْب أَبُو عَبْد الرَّحْمَن الْقرشِي الْأمَوِي وَاسم أبي سُفْيَان بْن حَرْب صَخْر بْن حَرْب بْن أُميَّة بْن عَبْد شمس بْن عَبْد منَاف مَاتَ يَوْم الْخَمِيس لِلنِّصْفِ من رَجَب سنة سِتِّينَ وَهُوَ بْن ثَمَان وَسبعين سنة وَصلى عَلَيْهِ الضَّحَّاك بْن قيس وَقدم بِمَوْتِهِ الْمَدِينَة فِي شعْبَان فَكَانَت ولَايَته تسع عشرَة سنة وَثَلَاثَة أشهر واثنتين وَعشْرين لَيْلَة وَأمه هِنْد بنت عتبَة بْن ربيعَة
1224 - مُعَاوِيَة بْن الحكم السّلمِيّ الْحِجَازِي لَهُ صُحْبَة من قيس عيلان بْن مُضر وَهُوَ مُعَاوِيَة بْن الحكم بْن مَالك بْن خَالِد بْن صَخْر بْن الشريد(3/373)
كَانَ يسكن بِلَاد بني سليم
1225 - مُعَاوِيَة بْن حديج الْخَولَانِيّ الْكِنْدِيّ سكن مصر لَهُ صُحْبَة
1226 - مُعَاوِيَة بْن حيدة الْقشيرِي جد بهز بْن حَكِيم سكن الْبَصْرَة حَدِيثه عِنْد ابْنه حَكِيم وَهُوَ مُعَاوِيَة بْن حيدة بْن مُعَاوِيَة بْن قُشَيْر بْن كَعْب بْن ربيعَة من بني عَامر بْن صعصعة من هوَازن
1227 - مُعَاوِيَة بْن جاهمة السّلمِيّ لَهُ صُحْبَة
1228 - مُعَاوِيَة بْن عِيَاض الْكِنْدِيّ يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
1229 - مَالك بْن الْحُوَيْرِث أَبُو سُلَيْمَان اللَّيْثِيّ سكن الْبَصْرَة(3/374)
1230 - مَالك بْن عَبْد اللَّه الأوسي لَهُ صُحْبَة سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول الوليدة إِذا زنت فاجلدوها
1231 - مَالك بْن عميرَة أَبُو صَفْوَان لَهُ صُحْبَة وَهُوَ السّلمِيّ
1232 - مَالك بْن ربيعَة بْن الْبدن أَبُو أسيد السَّاعِدِيّ الْأنْصَارِيّ من بني سَاعِدَة بْن كَعْب بْن الْخَزْرَج وَأمه بنت الْحَارِث بْن جميل من بني سَاعِدَة شهد بَدْرًا مَاتَ سنة ثَلَاثِينَ وَالْبدن هُوَ عَامر بْن عَوْف بن حَارِثَة(3/375)
بْن عَمْرو بْن الْخَزْرَج بْن سَاعِدَة وَمن زعم أَنه الْبَدِيِّ بِالْيَاءِ فقد وهم وَكَانَ لأبي أسيد يَوْم مَاتَ ثَمَان وَسَبْعُونَ سنة وَله عقب بِالْمَدِينَةِ
1233 - أَبُو الْهَيْثَم بْن التيهَان اسْمه مَالك بْن التيهَان بْن مَالك بْن عتِيك بْن عَمْرو من بني عَبْد الْأَشْهَل بْن جشم بْن الْحَارِث بْن الْخَزْرَج بْن عَمْرو بْن مَالك بْن الْأَوْس بَدْرِي مَاتَ سنة عشْرين فِي خلَافَة عمر بْن الْخطاب وَهُوَ أحد النُّقَبَاء
1234 - مَالك بْن نَضْلَة الْجُشَمِي وَالِد أبي الْأَحْوَص سكن الْكُوفَة قَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا أنعم اللَّه على عَبْد نعْمَة أحب أَن(3/376)
يرى أثر نعْمَته عَلَيْهِ وَهُوَ مَالك بْن نَضْلَة بْن خديج بْن حبيب بْن حَدِيد بْن غنم بْن كَعْب بْن عصمَة بْن جشم بْن مُعَاوِيَة بْن بكر بْن هوَازن
1235 - مَالك بْن صعصعة بْن مَازِن بْن النجار ثمَّ من بني عَوْف بْن مبذول بْن عَمْرو بْن غنم بْن مَازِن سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يذكر الْمِعْرَاج
1236 - مَالك بْن عبَادَة أَبُو مُوسَى الغافقي لَهُ صُحْبَة سكن مصر
1237 - مَالك بْن عَبْد اللَّه الْخُزَاعِيّ لَهُ صُحْبَة حَدِيثه عِنْد أهل الْكُوفَة
1238 - مَالك بْن عَمْرو أَبُو حَبَّة الرواسِي لَهُ صُحْبَة(3/377)
1239 - مَالك بْن قيس أَبُو صرمة الْأنْصَارِيّ الْمَازِني لَهُ صُحْبَة وَقد قيل إِن اسْم أبي صرمة قيس بْن مَالك وَالْأول أصح
1240 - مَالك بْن ربيعَة السَّلُولي أَبُو مَرْيَم وَالِد يزِيد بْن أبي مَرْيَم سكن الْبَصْرَة وَله صُحْبَة
1241 - مَالك بْن هُبَيْرَة السكونِي سكن الشَّام حَدِيثه عِنْد أَهلهَا وَأهل مصر مَاتَ بِبَيْت رَأس قَرْيَة من قرى الشَّام
1242 - مَالك بْن عَوْف بْن عَمْرو بْن عَوْف بْن مَالك بْن الْأَوْس الْأَشْجَعِيّ بَعثه النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى نَجْرَان وَكَانَ رَئِيس الْمُشْركين يَوْم حنين(3/378)
ثمَّ أسلم وَحسن إِسْلَامه وَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مائَة بعير وَاسْتَعْملهُ على قومه
1243 - مَالك بْن عَبْد اللَّه الْخَثْعَمِي لَهُ صُحْبَة سكن الشَّام حَدِيثه عِنْد أَهلهَا
1244 - مَالك بْن أَحْمَر الجذامي سكن الشَّام حَدِيثه عِنْد أَهلهَا
1245 - مَالك بْن أخيمر اليمامي سكن الشَّام لَهُ صُحْبَة وَمن قَالَ مَالك بْن أخامر فقد وهم
1246 - مَالك بْن مَسْعُود بْن الْبدن من أهل بدر وَلَا أحفظ لَهُ حَدِيثا مرويا(3/379)
1247 - مَالك بْن مرضحة الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة
1248 - مَالك بْن أَزْهَر لَهُ صُحْبَة
1249 - مَالك بْن الخشخاش الْعَنْبَري لَهُ صُحْبَة
1250 - مَالك بْن نميلَة لَهُ صُحْبَة
1251 - مَالك بْن سِنَان بْن عبيد بْن ثَعْلَبَة بْن عبيد بْن الأبجر بْن عَوْف بْن الْحَارِث بْن الْخَزْرَج أَبُو أبي سعيد الْخُدْرِيّ اسْتشْهد يَوْم أحد وَلم يشْهد بَدْرًا
1252 - مُبشر بْن عَبْد الْمُنْذر بْن زبير بْن زيد بْن أُميَّة بْن زيد(3/380)
أَخُو أبي لبَابَة بْن عَبْد الْمُنْذر مِمَّن شهد بَدْرًا
1253 - مُسلم بْن الْحَارِث التَّمِيمِي أَبُو الْحَارِث لَهُ صُحْبَة حَدِيثه عِنْد ابْنه الْحَارِث بْن مُسلم
1254 - مُسلم أَبُو الغادية الْجُهَنِيّ لَهُ صُحْبَة
1255 - مُسلم بْن عَمْرو بْن أبي عقرب وَاسم أبي عقرب خويلد بْن خَالِد لَهُ صُحْبَة
1256 - مُسْلِمٌ وَالِدُ رَائِطَةَ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا اسْمك قَالَ غُرَابٌ قَالَ بَلْ أَنْتَ مُسْلِمٌ
1257 - مُسلم وَالِد عَوْسَجَة لَهُ صُحْبَة
1258 - مُسلم الْقرشِي وَالِد عبيد اللَّه بْن مُسلم لَهُ صُحْبَة(3/381)
1259 - مُسلم بْن عَبْد الرَّحْمَن سمع النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول مَا طهر اللَّه كفا فِيهِ خَاتم من حَدِيد حَدِيثه عِنْد شميسة بنت نَبهَان وَمَا أرَاهُ بِمَحْفُوظ
1260 - معتب بْن عَوْف بْن الْحَمْرَاء حَلِيف بني مَخْزُوم يكنى أَبَا عَوْف من خُزَاعَة لَهُ صُحْبَة مَاتَ سنة سبع وَخمسين وَهُوَ بْن ثَمَان وَسبعين سنة
1261 - مَيْمُون بْن سنباذ يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
1262 - مدرك بْن عَوْف الأحمسي لَهُ صُحْبَة
1263 - مدلوك أَبُو سُفْيَان سكن الشَّام لَهُ صُحْبَة(3/382)
1264 - مسطح بْن أَثَاثَة بْن عباد بْن الْمطلب بْن عَبْد منَاف كنيته أَبُو عبَادَة وَقد قيل أَبُو عباد شهد بَدْرًا توفّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَهُوَ بن سِتّ وَخمسين سنة وَقد قيل إِن مسطح لقب وَكَانَ اسْمه عَوْف وَلَيْسَ ذَلِك بِمَشْهُور أَنه قَالَه بْن إِسْحَاق وَحده وَأمه بنت أبي رهم بْن الْمطلب بْن عَبْد منَاف
1265 - مدلوك أَبُو سُفْيَان أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأسلم فَدَعَا لَهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمسح بِرَأْسِهِ فَكَانَ رَأس أبي سُفْيَان مَا مسته يَد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسود وسائره أَبيض
1266 - مهَاجر بْن قنفذ بْن عُمَيْر بْن جدعَان بْن عَمْرو بْن كَعْب بْن سعد(3/383)
بْن تيم بْن مرّة التَّيْمِيّ الْقرشِي لَهُ صُحْبَة أمه سلومة بنت الْحَارِث بْن مسور بْن ربيعَة
1267 - أَبُو حميد السَّاعِدِيّ اسْمه الْمُنْذر بْن سعد بْن الْمُنْذر الْأَنمَارِي من بني دِينَار بْن النجار وَيُقَال إِن اسْم أبي حميد عَبْد الرَّحْمَن بْن سعد وَالْأول أصح
1268 - مجاعَة بْن مرَارَة الْحَنَفِيّ استقطع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم فأقطعه(3/384)
الْقُوَّة وعراقة من العرانة جبل بِنَاحِيَة الْيمن حَدِيثه عِنْد هِشَام بْن إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ وَأَوْلَاده وَهُوَ مجاعَة بْن مرَارَة بْن سلمى بْن زيد بْن عبيد بْن ثَعْلَبَة بْن يَرْبُوع بْن ثَعْلَبَة بْن الدؤل بْن حنيفَة
1269 - مجمع بْن جَارِيَة بْن النُّعْمَان بْن قيس بْن عَمْرو بْن زيد بْن أُميَّة بْن زيد الْأنْصَارِيّ من بني عَمْرو بْن عَوْف مَاتَ فِي ولَايَة مُعَاوِيَة(3/385)
وَهُوَ أَخُو يزِيد بْن جَارِيَة
1270 - مجمع بْن يزِيد بْن جَارِيَة لَهُ صُحْبَة
1271 - الْمُنْذر بْن عَمْرو بْن خُنَيْس بْن حَارِثَة بْن لوذان بْن عَبْد ود بْن زيد بْن ثَعْلَبَة بْن الْخَزْرَج شهد الْعقبَة وبدرا وأحدا وَقتل يَوْم بِئْر مَعُونَة وَكَانَ أَمِير رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تِلْكَ السّريَّة
1272 - الْمُنْذر بْن الأجدع الْهَمدَانِي لَهُ صُحْبَة
1273 - الْمُنْذر بْن عَائِذ الْأَشَج يُقَال أشج عَبْد الْقَيْس هُوَ الْعَبْدي لَهُ صُحْبَة وَهُوَ أول من أسلم من ربيعَة وَقَالَ لَهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِن فِيك لخصلتين يحبهما اللَّه وَرَسُوله الْحلم وَالْحيَاء(3/386)
1274 - الْمُنْذر بْن مُحَمَّد بْن عقبَة بْن أحيحة بْن الجلاح من بني جحجبى بْن كلفة بْن عَوْف بْن عَمْرو بْن عَوْف شهد بَدْرًا
1275 - الْمُنْذر بْن الْحَارِث بْن عَمْرو بْن زِيَاد الَّذِي يُقَال لَهُ أشج العصري قَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِن فِيك لخصلتين يحبهما اللَّه وَرَسُوله الْحلم والأناة
1276 - معمر بْن أبي سرح بْن ربيعَة بْن هِلَال بْن أهيب بْن ضبة مَاتَ سنة ثَلَاثِينَ أمه الْبَيْضَاء بنت جحدم بْن عَمْرو(3/387)
1277 - معمر بْن عَبْد اللَّه بْن نَافِع بْن نَضْلَة بْن عَوْف بْن عبيد بْن عويج بْن عدي بْن كَعْب الْعَدوي سمع النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول لَا يحتكر إِلَّا خاطئ وَهُوَ معمر بْن أبي معمر الْمَازِني وَكَانَ يرجل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حجَّة الْوَدَاع
1278 - مخرقة الْعَبْدي جلب بزا من هجر لَهُ صُحْبَة
1279 - ميسرَة الْفجْر لَهُ صُحْبَة عداده فِي أهل الْبَصْرَة حَدِيثه عِنْد(3/388)
عَبْد اللَّه بْن شَقِيق الْعقيلِيّ
1280 - الْمثنى بْن حَارِثَة الشَّيْبَانِيّ لَهُ صُحْبَة قتل سنة أَربع عشرَة فِي خلَافَة عمر بْن الْخطاب تقدم ذكره
1281 - مَرْوَان بْن قيس السّلمِيّ يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
1282 - معبد بْن خَالِد الْجُهَنِيّ لَهُ صُحْبَة مَاتَ سنة ثِنْتَيْنِ وَسبعين وَهُوَ بن ثَمَانِينَ سنة وَأكْثر مقَامه كَانَ بالبادية فِي أَرض جُهَيْنَة
1283 - معبد بْن مَسْعُود السّلمِيّ الْبَهْزِي لَهُ صُحْبَة عداده فِي أهل الْبَصْرَة
1284 - معبد بْن هَوْذَة الْأنْصَارِيّ يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة(3/389)
1285 - الْمُطِيع بْن الْأسود بْن الْمطلب بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى لَهُ صُحْبَة وَكَانَ اسْمه الْعَاصِ فَسَماهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُطيعًا وَيُقَال مُطِيع بْن الْأسود بْن حَارِثَة بْن نَضْلَة بْن عَوْف بْن عبيد بْن عويج بْن عدي أَبُو عَبْد اللَّه أمه العجماء بنت عَامر بْن الْفضل الْحَارِثِيّ توفّي فِي خلَافَة عُثْمَان بْن عَفَّان
1286 - مَرْزُوق الصيقل يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة(3/390)
1287 - مطر بْن عكامس السّلمِيّ لَهُ صُحْبَة حَدِيثه عِنْد أبي إِسْحَاق السبيعِي سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول إِذا أَرَادَ اللَّه قبض عَبْد بِأَرْض جعل لَهُ إِلَيْهَا حَاجَة
1288 - مطر بْن الزَّارِع الْعَبْدي لَهُ صُحْبَة
1289 - المجذر بْن زِيَاد بْن عَمْرو بْن زمزمة بْن عَمْرو بْن عمَارَة بْن مَالك بْن عَمْرو بْن بثيرة لَهُ صُحْبَة وَلست أحفظ لَهُ خَبرا مرويا
1290 - مسلمة بْن مخلد الزرقي الْأنْصَارِيّ ولد فِي السّنة الأولى من الْهِجْرَة وَمَات بِمصْر فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَكَانَ واليها عَلَيْهَا وَهُوَ مسلمة بْن مخلد بْن الصَّامِت بْن نيار بْن لوذان بْن عَبْد ود بْن زيد(3/391)
بْن ثَعْلَبَة بْن الْخَزْرَج بْن سَاعِدَة بْن كَعْب بْن الْخَزْرَج
1291 - مكرز بْن حَفْص بْن الأخيف بْن عَلْقَمَة بْن عَبْد بْن الْحَارِث بْن منقذ لَهُ صُحْبَة
1292 - مخول بْن يزِيد السّلمِيّ الْبَهْزِي لَهُ صُحْبَة
1293 - معقل بْن يسَار الْمُزنِيّ من مزينة مُضر أَبُو عَليّ وَيُقَال أَبُو يسَار وَقد قيل أَبُو عَبْد اللَّه كَانَ من أَصْحَاب الشَّجَرَة سكن الْبَصْرَة مَاتَ فِي ولَايَة عبيد اللَّه بْن زِيَاد فِي آخر سني مُعَاوِيَة وَإِلَيْهِ نسب النَّهر المعقلي ونهر معقل بِالْبَصْرَةِ(3/392)
1294 - معقل بْن سِنَان بْن مظهر بْن عركي بْن فتيَان الْأَشْجَعِيّ كنيته أَبُو مُحَمَّد وَيُقَال أَبُو عَبْد الرَّحْمَن وَيُقَال أَبُو يزِيد شهد فتح مَكَّة مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّه عَلَيْهِ سلم وَقد قيل أَبُو سِنَان سكن الْكُوفَة وَقتل يَوْم الْحرَّة صبرا تولى قَتله يَوْمئِذٍ نَوْفَل بْن مساحق فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ يَوْم الْأَرْبَعَاء لثلاث بَقينَ من ذِي الْحجَّة وَكَثِيرًا مَا كَانَ يستنقص يزِيد بْن مُعَاوِيَة فَلذَلِك قتل
1295 - معقل بْن مقرن الْمُزنِيّ أَبُو عمْرَة أَخُو النُّعْمَان بْن مقرن لَهُ صُحْبَة
1296 - معقل بْن أبي معقل الْأَسدي وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ معقل بْن الْهَيْثَم لَهُ صُحْبَة لَهُ حلف فِي قُرَيْش مَاتَ فِي ولَايَة مُعَاوِيَة(3/393)
1297 - مخرمَة بْن نَوْفَل بْن أهيب بْن عَبْد منَاف كنيته أَبُو صَفْوَان وَيُقَال أَبُو الْمسور مَاتَ فِي سنة أَربع وَخمسين وَله مائَة وَخمْس عشرَة سنة أمه رقية بنت أبي صَيْفِي بْن هَاشم بْن عَبْد منَاف
1298 - الْمسور بْن مخرمَة بْن نَوْفَل بْن أهيب بْن عَبْد منَاف بْن زهرَة بْن كلاب بْن مرّة بْن كَعْب بْن لؤَي بْن غَالب بن أُخْت عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف كنيته أَبُو عَبْد الرَّحْمَن كَانَ مولده بِمَكَّة لِسنتَيْنِ بعد الْهِجْرَة وَقدم بِهِ الْمَدِينَة فِي النّصْف من ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان عَام الْفَتْح وَهُوَ بن سِتّ سِنِين أَصَابَهُ حجر المنجنيق بِمَكَّة وَهُوَ يُصَلِّي فِي الْحجر فَمَكثَ وَمَات سنة أَربع وَسبعين وَقد قيل سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَهُوَ بن سبعين سنة وَقد قيل أقل من هَذَا وَكَانَ مَعَ بْن الزبير حَيْثُ(3/394)
أَصَابَهُ حجر المنجنيق بِمَكَّة
1299 - الْمسور بْن يزِيد الْمَالِكِي الْأَسدي لَهُ صُحْبَة حَدِيثه عِنْد يحيى بْن كثير الْكَاهِلِي
1300 - الْمِقْدَام بْن معدي كرب الْكِنْدِيّ أَبُو كَرِيمَة سكن الشَّام مَاتَ سنة سبع وَثَمَانِينَ وَهُوَ بن إِحْدَى وَتِسْعين سنة وَكَانَ يصفر لحيته وَقد قيل إِن كنيته أَبُو يحيى
1301 - مَسْعُود بْن الرّبيع الْقَارِي من أهل بدر مَاتَ سنة ثَلَاثِينَ(3/395)
فِي خلَافَة عُثْمَان
1302 - مَسْعُود بْن سعد بْن قيس بْن خلدَة من بني خلدَة بْن عَامر بْن زُرَيْق بَدْرِي
1303 - مَسْعُود بْن الْأسود بْن حَارِثَة بْن نَضْلَة بْن عَوْف بْن عبيد بْن عويج بْن عدي بْن كَعْب لَهُ صُحْبَة سكن مصر
1304 - مَسْعُود بْن خلدَة بْن عَامر بْن مخلد من بني زُرَيْق بَدْرِي حَدِيثه عِنْد ابْنه عَامر بْن مَسْعُود
1305 - مَسْعُود بْن هنيدة الْأَسْلَمِيّ لَهُ صُحْبَة
1306 - مَسْعُود بْن زيد بْن سبيع أَبُو مُحَمَّد النجاري سكن الشَّام وَهُوَ(3/396)
الَّذِي كَانَ يَقُول الْوتر حق فَقَالَ عبَادَة كذب أَبُو مُحَمَّد يُرِيد بقوله كذب وَأَخْطَأ وَمن زعم أَن اسْمه أَحْمَر فقد وهم
1307 - مَحْمُود بْن لبيد بْن رَافع بْن امْرِئ الْقَيْس بْن زيد الأشْهَلِي الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة مَاتَ سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأكْثر مَا يروي سَمعه من أَصْحَاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمه بنت مُحَمَّد بْن مسلمة الْأنْصَارِيّ
1308 - مَحْمُود بْن الرّبيع الخزرجي كنيته أَبُو مُحَمَّد وَقد قيل أَبُو نعيم وَأمه جميلَة بنت أبي صعصعة وَهُوَ مَحْمُود بْن الرّبيع بْن سراقَة بْن عَمْرو بْن زيد بْن عَبدة بْن عَامر بْن عدي بن كَعْب عقل(3/397)
مجة مجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجهه وَهُوَ بن خمس سِنِين مَاتَ سنة تسع وَتِسْعين وَهُوَ بن أَربع وَتِسْعين سنة وَأكْثر مَا يروي سَمعه من أَصْحَاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
1309 - أَبُو حُذَيْفَة بْن عتبَة بْن ربيعَة بْن عَبْد شمس بْن عَبْد منَاف اسْمه مهشم وَقد قيل حسل أمه فَاطِمَة بنت صَفْوَان بْن أُميَّة من ولد مَالك بْن كنَانَة صَاحب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قتل يَوْم الْيَمَامَة سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَهُوَ بن ثَلَاث وَخمسين سنة وَقد ذَكرْنَاهُ فِي بَاب الْحَاء
1310 - مرداس بْن مَالك الْأَسْلَمِيّ مِمَّن بَايع تَحت الشَّجَرَة سكن الْكُوفَة روى عَنهُ قيس بْن أبي حَازِم
1311 - مرداس بْن عُرْوَة الثَّقَفِيّ لَهُ صُحْبَة
1312 - مرّة بْن عَمْرو الفِهري وَيُقَال الجُمَحِي أحد بني الْحَارِث بْن فهر وَهُوَ أَبُو أم سعيد بن مرّة الفِهري(3/398)
1313 - مرّة بْن كَعْب الْبَهْزِي سكن الشَّام لَهُ صُحْبَة مَاتَ سنة سبع وَخمسين وَكَانَ على الْأُرْدُن
1314 - مُحرز بْن زُهَيْر يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
1315 - محجن الدئلي وَالِد بسر بْن محجن لَهُ صُحْبَة وَمن قَالَ بشر فقد أَخطَأ
1316 - محجن بْن الأدرع الْأَسْلَمِيّ لَهُ صُحْبَة قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ارموا وَأَنا مَعَ بْن الأدرع مَاتَ فِي خلَافَة مُعَاوِيَة
1317 - محرش الكعبي لَهُ صُحْبَة
1318 - مرْثَد بْن أبي مرْثَد الغنوي حَلِيف حَمْزَة بْن عَبْد الْمطلب وَاسم(3/399)
أبي مرْثَد كناز بْن الْحصين
1319 - مرْثَد بْن ودَاعَة أَبُو قتيلة الْحِمْيَرِي المعني يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة سكن الشَّام روى عَنهُ خَالِد أَبُو معدان
1320 - مجاشع بْن مَسْعُود بْن ثَعْلَبَة بْن وهب بْن عَائِذ بْن ربيعَة بْن يَرْبُوع بْن سماك بْن عَوْف بْن امْرِئ الْقَيْس بْن بهثة بْن سليم السّلمِيّ لَهُ صُحْبَة قتل يَوْم الْجمل قَالَ قُلْنَا نُبَايِعك على الْهِجْرَة قَالَ مَضَت الْهِجْرَة لأَهْلهَا قلت على مَا تبايعنا قَالَ على الْإِسْلَام
1321 - الْمطلب بْن أبي ودَاعَة بْن صبيرة بْن سعيد بْن سعد بْن سهم بْن عَمْرو بْن هصيص بْن كَعْب بْن لؤَي السَّهْمِي الْقرشِي رأى النَّبِي(3/400)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي حَاشِيَة المطاف وَالنَّاس يَمرونَ بَين يَدَيْهِ وَهُوَ أَخُو السَّائِب بْن أبي ودَاعَة بْن صبيرة وَأم الْمطلب أروى بنت الْحَارِث بْن عَبْد الْمطلب
1322 - الْمطلب بْن حنْطَب بْن الْحَارِث بْن عبيد بْن عمر بْن مَخْزُوم أسر يَوْم بدر وَمن عَلَيْهِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغَيْر فدَاء
1323 - مجدي الضمرِي يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
1324 - منيب الْأَزْدِيّ أَبُو مَالك لَهُ صُحْبَة حَدِيثه عِنْد ابْنه مدرك بْن منيب
1325 - مخول الْبَهْزِي أَبُو الْقَاسِم السّلمِيّ لَهُ صُحْبَة روى عَنهُ ابْنه الْقَاسِم بْن مخول
1326 - منقذ بْن عَمْرو الْأنْصَارِيّ الْمَازِني لَهُ صُحْبَة يُقَال إِنَّه عَاشَ ثَلَاثِينَ وَمِائَة سنة
1327 - مَعْنُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ الأَخْنَسِ السّلمِيّ لَهُ صُحْبَة حَدَّثَنِي الْجَنَدِيُّ ثَنَا قُتَيْبَة(3/401)
بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي الْجُوَيْرِيَةِ عَنْ مَعْنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَأَبِي وَجَدِّي وَخَاصَمْتُ إِلَيْهِ فَأَفْلَجَنِي وَخَطَبَ عَلَيَّ فَأَنْكَحَنِي عِدَادُهُ فِي أَهْلِ الْكُوفَةِ وَهُوَ مَعْنُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ الأَخْنَسِ بْنِ حبيب بن جرو بْنِ زِعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ خفاف بن امْرِئ الْقَيْس
1328 - معن بن عدي بْن الْجد أَخُو عَاصِم بْن عدي بْن الْجد بْن عجلَان بن(3/402)
حَارِثَة بْن ضبيعة بْن حرَام بْن جعل بْن عَمْرو بْن جشم بْن وَدم بْن ذيبان بْن هميم بْن ذهل بْن هني بْن بلي بْن عَمْرو بْن الحاف بْن قضاعة رده رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الروحاء وَضرب لَهُ بسهمه وأجره عَن بدر قتل يَوْم الْيَمَامَة فِي عهد أبي بكر وَكَانَ قد شهد الْعقبَة
1329 - الْمُسْتَوْرد بْن شَدَّاد الفِهري الْقرشِي من بني الْحَارِث بْن فهر سكن مصر وَهُوَ الْمُسْتَوْرد بْن شَدَّاد بْن عَمْرو بْن حسل وَأمه دعد بنت جَابر بْن حسل
1330 - مهْرَان مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ سفينة(3/403)
1331 - محمية بْن جُزْء الزبيدِيّ يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة وَهُوَ حَلِيف بني جمح
1332 - مَاعِز سَأَلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَي الْأَعْمَال أفضل قَالَ إِيمَان بِاللَّه عز وَجل روى عَنهُ البصريون
1333 - مَاعِز بْن مَالك المرجوم لَهُ صُحْبَة وَلَيْسَت لَهُ رِوَايَة قَالَ فِيهِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد رجمه رَأَيْته يتخضخض فِي أَنهَار الْجنَّة
1334 - معيقيب بْن أبي فَاطِمَة الدوسي حَلِيف لبني عَبْد شمس بْن عَبْد منَاف بَدْرِي مَاتَ سنة أَرْبَعِينَ بعد عَليّ بْن أبي طَالب وَقد قيل إِنَّه مَاتَ فِي خلَافَة عُثْمَان وَكَانَ مِمَّن هَاجر إِلَى أَرض الْحَبَشَة وَكَانَ على خَاتم رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وولاه عمر بْن الْخطاب على بَيت المَال
1335 - محيصة بْن مَسْعُود الْحَارِثِيّ الْأنْصَارِيّ الْمدنِي لَهُ صُحْبَة(3/404)
1336 - مُطِيع بْن الْأسود بْن حَارِثَة بْن نَضْلَة بْن عَوْف بْن عبيد بْن عويج بْن عدي بْن كَعْب سَمَّاهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُطيعًا وَكَانَ اسْمه الْعَاصِ الْقرشِي أَبُو عَبْد اللَّه أمه العجماء بنت عَامر الْحَارِثِيّ مَاتَ فِي خلَافَة عُثْمَان
1337 - مجَالد بْن مَسْعُود أَخُو مجاشع بْن مَسْعُود لَهما صُحْبَة تقدم ذكرنَا لَهما
1338 - مدلاج بْن عَمْرو السّلمِيّ حَلِيف بني عَبْد شمس لَهُ صُحْبَة مَاتَ سنة خمسين
1339 - مكنف بن زيدالخيل وَكَانَ أكبر ولد أَبِيه وَبِه كَانَ يكنى أسلم وَحسن إِسْلَامه وَشهد قتال أهل الرِّدَّة مَعَ خَالِد بْن الْوَلِيد
1340 - مخنف بْن سليم الْأَزْدِيّ الغامدي روى عَن النَّبِي(3/405)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأُضْحِية عداده فِي أهل الْبَصْرَة وَهُوَ مخنف بْن سليم بْن الْحَارِث بْن عَوْف بْن ثَعْلَبَة بْن عَامر بْن ذهل بْن مَازِن بْن ذبيان بْن ثَعْلَبَة بْن الدؤل بْن سعد مَنَاة
1341 - مشمرج جد عَليّ بْن حجر السَّعْدِيّ لَهُ صُحْبَة وَهُوَ عَليّ بْن حجر بْن سعد بْن إِيَاس بْن مقَاتل بْن المشمرج
1342 - منهال بْن ملْحَان الْقَيْسِي لَهُ صُحْبَة حَدِيثه عِنْد ابْنه عَبْد الْملك بن الْمنْهَال(3/406)
1343 - مزيدة العصري أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقبل يَده حَدِيثه عِنْد هود بْن عَبْد اللَّه بْن سعد الْعَبْدي
1344 - مَازِن بْن الغضوبة يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة لَهُ قصَّة طَوِيلَة ذَكرنَاهَا فِي غير مَوضِع من كتَابنَا وَهُوَ جد عَليّ بْن حَرْب الْموصِلِي
1345 - مرحب وَقد قيل أَبُو مرحب قَالَ كَأَنِّي أنظر فِي قبر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَة أحدهم عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف يروي عَنهُ الشّعبِيّ وَمِمَّنْ روى عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من النِّسَاء مِمَّن ابْتَدَأَ اسْمهَا على الْمِيم
1346 - مَيْمُونَة زَوْجَة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم الْمُؤمنِينَ وَهِي بنت(3/407)
الْحَارِث بْن حزن بْن بجير بْن الهزم بْن رويبة بْن عَبْد اللَّه بْن هِلَال بْن عَامر بْن صعصعة بْن بكر بْن هوَازن بْن مَنْصُور بْن عِكْرِمَة بْن خصفة بْن قيس عيلان تقدم ذكرنَا لَهَا وَهِي أُخْت أم الْفضل امْرَأَة الْعَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب أم عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس مَاتَت سنة إِحْدَى وَخمسين فِي ولَايَة مُعَاوِيَة
1347 - مَيْمُونَة بنت سعد مولاة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهَا صُحْبَة
1348 - مَيْمُونَة بنت كردم الثقفية من أهل مَكَّة لَهَا صُحْبَة قَالَتْ حَجَّ بِي أَبِي فِي الْعَامِ الَّذِي حَجَّ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَت فرأيته(3/408)
وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ وَمَعَهُ بُرْدَةٌ وَاسِعَةُ الطَّرَفَيْنِ وَهُوَ يَقُولُ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى عَنْ يَزِيدَ بْنِ مِقْسَمِ بْنِ ضبة عَنْهَا
(بَاب النُّون)
قَالَ أَبُو حَاتِم وَمِمَّنْ روى عَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّن ابْتَدَأَ اسْمه على النُّون
1349 - النُّعْمَان بْن مقرن بْن عَائِذ بْن ميجا الْمُزنِيّ سكن الْكُوفَة ولاه عمر الْجَيْش وَقتل بنهاوند تقدم ذكرنَا لَهُ سنة إِحْدَى وَعشْرين وَكَانَ أَمِير الْجَيْش يَوْمئِذٍ وَكَانَ نقش خَاتمه إبل باسط إِحْدَى يَدَيْهِ قَابض الْأُخْرَى
1350 - النُّعْمَان بْن بشير بْن سعد بْن ثَعْلَبَة بْن جلاس الْأنْصَارِيّ أَبُو عَبْد اللَّه نزل الْكُوفَة وَكَانَ يَليهَا لمعاوية ثمَّ ولي قَضَاء دمشق وَقتل بحمص قَتله خَالِد بْن خلي الكلَاعِي بعد وقْعَة المرج براهط وَكَانَ عَاملا لِابْنِ الزبير(3/409)
على حمص وَكَانَت أمه عمْرَة بنت رَوَاحَة أُخْت عَبْد اللَّه بْن رَوَاحَة وَهُوَ أول مَوْلُود ولد من الْأَنْصَار بِالْمَدِينَةِ
1351 - النُّعْمَان بْن عجلَان الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة
1352 - النُّعْمَان بْن عَبْد عَمْرو بْن مَسْعُود بْن عَبْد الْأَشْهَل بْن حَارِثَة بْن دِينَار بْن النجار شهد بَدْرًا وَقتل يَوْم أحد
1353 - النُّعْمَان بْن قوقل الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة
1354 - النُّعْمَان بْن رازية لَهُ صُحْبَة سكن الشَّام حَدِيثه عِنْد أَهلهَا(3/410)
1355 - النواس بْن سمْعَان الْكلابِي لَهُ صُحْبَة سكن الشَّام روى عَنهُ أَبُو إِدْرِيس الْخَولَانِيّ وَأهل الشَّام
1356 - نفيع بْن مسروح بْن كلدة بْن عَمْرو بْن أبي علاج بْن أبي سَلمَة بْن عَبْد الْعُزَّى أَبُو بكرَة الثَّقَفِيّ وَقد قيل نفيع بْن الْحَارِث بْن كلدة مَاتَ سنة تسع وَخمسين وَقد قيل سنة ثَلَاث وَخمسين وَأمر أَن يُصَلِّي عَلَيْهِ أَبُو بَرزَة الْأَسْلَمِيّ فصلى عَلَيْهِ أَبُو بَرزَة وَزِيَاد حَيّ وَكَانَا متواخيين وَكَانَ لَهُ يَوْم مَاتَ ثَلَاث وَسِتُّونَ سنة وَكَانَ قد أسلم(3/411)
وَهُوَ بن ثَمَانِيَة عشر سنة وَكَانَ لَهُ أَرْبَعُونَ ولدا أعقب مِنْهُم سَبْعَة عَبْد اللَّه وَعبيد اللَّه وَعبد الرَّحْمَن وَعبد الْعَزِيز وَمُسلم ورواد أَوْلَاد أبي بكرَة
1357 - نَافِع بْن عتبَة بْن أبي وَقاص الزُّهْرِيّ الْقرشِي بن أخي سعد بْن أبي وَقاص حَدِيثه عِنْد جَابر بْن سَمُرَة قتل بصفين
1358 - نَافِع بْن عَبْد الْحَارِث بْن حبالة بْن عُمَيْر بْن الْحَارِث بْن عَبْد عَمْرو بْن عَمْرو بْن ملكان بْن أفصى بْن حَارِثَة وحارثة هُوَ خُزَاعَة الْخُزَاعِيّ(3/412)
من أهل مَكَّة أَحْسبهُ وَالِد خَالِد بْن نَافِع كَانَ عَامل عمر على مَكَّة لَهُ صُحْبَة
1359 - نَافِع بْن عجير بْن عَبْد يزِيد لَهُ صُحْبَة
1360 - نَافِع مولى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول لَا يدْخل الْجنَّة مستكبر
1361 - نعيم بْن همار الْغَطَفَانِي سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم يَقُول بن آدم صل أَربع رَكْعَات أول النَّهَار أكفك آخِره سكن الشَّام وَقد قيل إِنَّه نعيم بْن هَبَّار وَيُقَال نعيم بْن خمار وَقَالَ بَعضهم نعيم بْن حمَار وَقد قيل نعيم بْن هدار وَالصَّحِيح نعيم بن همار(3/413)
1362 - نعيم بْن عَبْد اللَّه النحام بْن أسيد بْن عَبْد عَوْف بْن عبيد بْن عويج بْن عدي بْن كَعْب الْعَدوي الْقرشِي أَخُو معمر بْن عَبْد اللَّه قتل يَوْم أجنادين فِي خلَافَة عمر سنة خمس عشرَة وَكَانَ قد أسلم قبل عمر وَهَاجَر أَيَّام الْحُدَيْبِيَة وَأمه بنت أبي حَرْب بْن عَبْد شمس بْن خلف بْن ضرار الْعَدوي
1363 - نعيم بْن هزال الْأَسْلَمِيّ لَهُ صُحْبَة وَهُوَ من بني مَالك بْن أفصى(3/414)
1364 - نعيم بْن أَوْس الرهاوي يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
1365 - نعيم بْن مَسْعُود بْن عَامر بْن أنيف بْن ثَعْلَبَة بْن قنفذ بْن حلاوة الْأَشْجَعِيّ لَهُ صُحْبَة كَانَ فِي حجر عمر بْن الْخطاب وَهُوَ الَّذِي حرك النَّاس يَوْم الخَنْدَق مَاتَ فِي خلَافَة عُثْمَان بْن عَفَّان
1366 - نفير بْن مَالك الْحَضْرَمِيّ وَالِد جُبَير بْن نفير لَهُ صُحْبَة سكن الشَّام
1367 - نَاجِية بْن جُنْدُب الْأَسْلَمِيّ صَاحب بدن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم الله(3/415)
عَلَيْهِ وَسلم من بني أسلم كَانَ ينزل فِي بني سَلمَة مَاتَ بِالْمَدِينَةِ فِي ولَايَة مُعَاوِيَة بْن أبي سُفْيَان
1368 - نفير بْن مُجيب يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
1369 - نَوْفَل بْن عَبْد اللَّه بْن ثَعْلَبَة بْن نَضْلَة بْن مَالك بْن العجلان شهد بَدْرًا وَقتل يَوْم أحد شَهِيدا
1370 - نَوْفَل بْن الْحَارِث بْن عَبْد الْمطلب لَهُ صُحْبَة مَاتَ لِسنتَيْنِ خلتا من خلَافَة عمر كنيته أَبُو الْحَارِث وَله بِالْمَدِينَةِ دَار فِي سوقها
1371 - نَوْفَل بْن فَرْوَة الْأَشْجَعِيّ وَالِد فَرْوَة بْن نَوْفَل عداده فِي أهل الْكُوفَة
1372 - نَوْفَل بْن مُعَاوِيَة بْن عُرْوَة بْن عَمْرو الدؤَلِي لَهُ صُحْبَة عداده فِي(3/416)
أهل الْحجاز والدؤل غير الديل مَاتَ بِالْمَدِينَةِ فِي زمن يزِيد بْن مُعَاوِيَة وَكَانَ عَاشَ فِي الْجَاهِلِيَّة سِتِّينَ وَفِي الْإِسْلَام سِتِّينَ سنة
1373 - نَوْفَل بْن مساحق بْن عَبْد اللَّه بْن مخرمَة أحد بنى مَالك بن حسل(3/417)
ثمَّ أحد بني عَامر بْن لؤَي كنيته أَبُو سعيد مَاتَ فِي أول إِمَارَة عَبْد الْملك بْن مَرْوَان
1374 - النُّعْمَان بْن عَمْرو بْن رِفَاعَة بْن الْحَارِث بْن سَواد بْن مَالك بْن غنم بْن مَالك بْن النجار مَاتَ فِي ولَايَة مُعَاوِيَة
1375 - النزال بْن سُبْرَة الْهِلَالِي العامري بْن قيس عيلان لَهُ صُحْبَة
1376 - نبيط بْن شريط بْن أنس الْأَشْجَعِيّ وَالِد سَلمَة بْن نبيط رأى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخْطب بِعَرَفَة سكن الْكُوفَة
1377 - نمير بْن خَرشَة بْن ربيعَة بْن الْحَارِث بْن حبيب بْن الْحَارِث بْن مَالك بْن حطيط بْن جشم بْن ثَقِيف الثَّقَفِيّ وَفد إِلَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأدركه بِالْجُحْفَةِ وَأسلم مَعَ من كَانَ مَعَه من الْوَفْد الَّذين قدمُوا على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمه آمِنَة بنت جَابر بْن جُنْدُب بْن(3/418)
حَارِث بْن مَالك بْن حطيط بْن جشم بْن ثَقِيف
1378 - نَضْلَة بْن عبيد بْن الْحَارِث بْن حمال بْن الرّبيع بْن دعبل بْن أنس بْن خُزَيْمَة بْن مَالك بْن سلامان بْن أسلم بْن أفصى بْن حَارِثَة أَبُو بَرزَة الْأَسْلَمِيّ سكن الْبَصْرَة حَدِيثه عِنْد أَهلهَا مَاتَ فِي إِمَارَة يزِيد بْن مُعَاوِيَة بعد الْحرَّة فِي الْمَفَازَة بَين سجستان وهراة كَذَلِك قَالَه حَمَّاد بْن سَلمَة عَن قَتَادَة وَقد قيل إِنَّه بَقِي إِلَى ولَايَة عَبْد الْملك بْن مَرْوَان وَمَات بمرو بقرية تدعى برسانجزد وَمِنْهُم من زعم(3/419)
أَنه مَاتَ بِالْبَصْرَةِ وَالَّذِي رَوَاهُ قَتَادَة أشبه
1379 - نَضْلَة بْن نهصل الحرمازي وَله صُحْبَة
1380 - نَضْلَة بْن عَمْرو بْن أهبان بْن حلان بْن خفاف بْن حبيب بْن غفار بْن مليل الْغِفَارِيّ أَبُو معن سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول الْمُؤمن يَأْكُل فِي معاء وَاحِد وَهُوَ جد مُحَمَّد بْن معن الْغِفَارِيّ وَكَانَ يسكن الطلوب بَين الْفَرْع والسقيا وَهِي على تِسْعَة أَمْيَال من السقيا(3/420)
1381 - نمير الْخُزَاعِيّ أَبُو مَالك لَهُ صُحْبَة روى عَنهُ ابْنه مَالك بْن نمير حَدِيثه عِنْد الْكُوفِيّين
1382 - نُبَيْشَة بْن عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن عتاب بْن الْحَارِث بْن الْحصين الْهُذلِيّ الَّذِي يُقَال لَهُ نُبَيْشَة الْخَيْر لَهُ صُحْبَة سكن الْبَصْرَة وَهُوَ بن عَم سَلمَة بن المحبق(3/421)
1383 - النواس بْن سمْعَان الْكلابِي لَهُ صُحْبَة روى عَنهُ أَبُو إِدْرِيس الْخَولَانِيّ وَأهل الشَّام
1384 - نهيك بْن صريم السكونِي لَهُ صُحْبَة
1385 - نيار بْن مكرم الْأَسْلَمِيّ لَهُ صُحْبَة حَدِيثه عِنْد أهل الْمَدِينَة
1386 - نصر بْن دهر الْأَسْلَمِيّ وَالِد أبي الْهَيْثَم لَهُ صُحْبَة عداده فِي أهل الْحجاز
1387 - نقادة بْن مَالك الْأَسْلَمِيّ بَعثه النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رجل يستمنحه نَاقَة عداده فِي أهل الْبَصْرَة(3/422)
1388 - النمر بْن تولب الشَّاعِر قدم الْبَصْرَة روى عَنهُ أَهلهَا
1389 - النَّابِغَة الْجَعْدِي أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأنشده أبياتا وَمِمَّنْ روى عَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من النِّسَاء مِمَّن ابْتَدَأَ اسْمهَا على حرف النُّون
1390 - نعمى بنت جَعْفَر بْن أبي طَالب بْن عَبْد الْمطلب بْن هَاشم لَهَا صُحْبَة
1391 - أم عَطِيَّة الْأَنْصَارِيَّة دخلت الْبَصْرَة اسْمهَا نسيبة بنت كَعْب المازنية وَهِي أم عمَارَة وَهِي وَالِدَة عَبْد اللَّه بْن زيد بْن عَاصِم الْمَازِني روى عَنهُ بن سِيرِين وَأهل الْبَصْرَة
1392 - نويلة بنت أسلم بْن عمَارَة بْن سلمَان الحارثية من بني دِينَار بْن(3/423)
النجار لَهَا صُحْبَة
1393 - نقيرة امْرَأَة الْقَعْقَاع بْن أبي حَدْرَد لَهَا صُحْبَة
1394 - نسيكة أم عَمْرو بْن جلاس لَهَا صُحْبَة
1395 - نفيسة بنت أُميَّة بْن أبي عُبَيْدَة من بني مَالك بْن زيد مَنَاة
(بَاب الْوَاو)
قَالَ أَبُو حَاتِم وَمِمَّنْ روى عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّن ابْتَدَأَ اسْمه على الْوَاو
1396 - وَائِل بْن حجر بْن سعد بْن مَسْرُوق بْن وَائِل بْن ضمعج بْن وَائِل بْن ربيعَة الْحَضْرَمِيّ الْكِنْدِيّ كَانَ ملكا عَظِيما بحضرموت بلغه ظُهُور(3/424)
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَترك ملكه ونهض إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسلما فبشر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقدومه النَّاس قبل أَن يقدم بِثَلَاثَة أَيَّام فَلَمَّا قدم قرب مَجْلِسه وَأَدْنَاهُ ثمَّ قَالَ هَذَا وَائِل بْن حجر أَتَاكُم من أَرض بعيدَة من حَضرمَوْت طَائِعا غير مكره رَاغِبًا فِي اللَّه وَفِي رَسُوله وَفِي دينه بَقِيَّة أَبنَاء الْمُلُوك اللَّهُمَّ بَارك فِي وَائِل وَفِي وَلَده ثمَّ أقطعه أَرضًا وَبعث مَعَه مُعَاوِيَة بْن أبي سُفْيَان يُسَلِّمهَا لَهُ وَكتب لَهُ كتابا وَلأَهل بَيته بِمَا لَهُ ولقومه فَخرج وَائِل بْن حجر وَمُعَاوِيَة فِي الهاجرة مُعَاوِيَة يمشي وَهُوَ على رَاحِلَته فاشتدت الرمضاء فأوجعته فَقَالَ اردفني فَقَالَ مَا بِي ضن عَن هَذِه النَّاقة وَلَكِن لست مِمَّن يرادف الْمُلُوك قَالَ فألق إِلَى حذاءك أتوقى بِهِ قَالَ لست أضن بالحلتين وَلَكِن لست مِمَّن يلبس لِبَاس الْمُلُوك وَلَكِن انتعل ظلّ النَّاقة وَكفى لَك بهَا شرفا فَلَمَّا ولى مُعَاوِيَة قَصده وَائِل فَتَلقاهُ مُعَاوِيَة وَأَقْعَدَهُ على سَرِيره مَكَانَهُ وَذكر الحَدِيث فَقَالَ وَائِل وددت أَنِّي حَملته ذَلِك الْيَوْم بَين يَدي مَاتَ وَائِل بْن حجر فِي إِمَارَة مُعَاوِيَة بْن أبي سُفْيَان وَذَلِكَ يَوْم الْجُمُعَة لسبع عشرَة لَيْلَة مَضَت من ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَأَرْبَعين وَدفن فِي الحضارمة وكنيته أَبُو هنيدة(3/425)
1397 - وَاثِلَة بْن الْأَسْقَع بْن كَعْب بْن عَامر بْن لَيْث بْن بكر اللَّيْثِيّ كنيته أَبُو الْأَسْقَع وَقد قيل أَبُو قرصافة توفّي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَهُوَ بن مائَة وَخمْس سِنِين سكن الشَّام وَحَدِيثه عِنْد أَهلهَا وَقد قيل مَاتَ سنة خمس وَثَمَانِينَ
1398 - وهب بْن سعد بْن أبي سرح بْن الْحَارِث بْن حبيب بْن جذيمة بْن نصر بْن مَالك بْن حسل بْن عَامر بْن لؤَي أَخُو عَبْد اللَّه بْن سعد بْن أبي سرح شهد بَدْرًا وَلَا أحفظ لَهُ خَبرا مرويا
1399 - وهب بْن خنيش الطَّائِي لَهُ صُحْبَة حَدِيثه عِنْد الشّعبِيّ
1400 - وهب بْن زَمعَة بْن الْأسود الْقرشِي(3/426)
1401 - وهب بْن حُذَيْفَة الْمُزنِيّ جد عَمْرو بْن يحيى الْمَازِني لَهُ صُحْبَة سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول كل إِنْسَان أَحَق بمجلسه
1402 - وهب بْن قيس بْن أبان الثَّقَفِيّ الطَّائِي وَفد إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما أسلمت ثَقِيف
1403 - وهب بْن عَبْد اللَّه بْن قَارب بْن الْأسود بْن مَسْعُود بْن معتب بْن مَالك بْن كَعْب بْن عَمْرو بْن سعد بْن عَوْف لَهُ صُحْبَة(3/427)
أمه أم زرع بنت وهب بْن الْأسود بْن مَسْعُود بْن معتب
1404 - وهب بْن عَبْد اللَّه بْن جُنَادَة بْن حجر بْن رِئَاب بْن حبيب بْن سواءة وَقد قيل إِن أَبَا جُحَيْفَة من ولد حرثان بْن سواءة العامري سكن الْكُوفَة حَدِيثه عِنْد أَهلهَا مَاتَ سنة أَربع وَسبعين فِي ولَايَة بشر بْن مَرْوَان على الْعرَاق
1405 - وهب بْن مُحصن بْن حرثان الْأَسدي لَهُ صُحْبَة(3/428)
1406 - وبر بْن مشهر الْحَنَفِيّ لَهُ صُحْبَة عداده فِي أهل الْيَمَامَة كَانَ من أَصْحَاب مُسَيْلمَة أرْسلهُ مُسَيْلمَة إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأسلم
1407 - وبر بْن يحنس الْكَلْبِيّ يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
1408 - وَدِيعَة بْن عَمْرو يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
1409 - الْوَلِيد بْن عقبَة بْن أبي معيط بْن أبي عَمْرو بْن أُميَّة بْن عَبْد شمس بْن عَبْد منَاف أَبُو وهب الْقرشِي وَالِي الْكُوفَة أَتَى بِهِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الْفَتْح وَهُوَ مُطيب بالخلوق فَلم يمسح رَأسه وَكَانَ يمسح رُؤُوس الصّبيان إِذا أَتَى بهم إِلَيْهِ وَهُوَ أَخُو عُثْمَان بْن عَفَّان لأمه(3/429)
وكنيته أَبُو وهب اعتزل عليا وَمُعَاوِيَة وَخرج إِلَى نَاحيَة الرقة وسكنها إِلَى أَن مَاتَ
1410 - الْوَلِيد بْن الْوَلِيد بْن الْمُغيرَة لَهُ صُحْبَة أمه عَاتِكَة بنت حَرْمَلَة بْن الْوَلِيد البَجلِيّ وَكَانَ مِمَّن دَعَا لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالنجاة
1411 - وَحشِي بْن حَرْب الحبشي مولى جُبَير بْن مطعم الْقرشِي قَاتل حَمْزَة ومسيلمة سكن الشَّام حَدِيثه عِنْد أَوْلَاده كنيته أَبُو دسمة(3/430)
1412 - وابصة بْن معبد بْن الْحَارِث بْن مَالك بْن الْحَارِث بْن قيس بْن كَعْب بْن سعد بْن الْحَارِث بْن ثَعْلَبَة بْن دودان بْن أَسد بْن خُزَيْمَة وَأمه من ولد كَعْب بْن سعد بْن الْحَارِث
1413 - وَاقد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد منَاف الْيَرْبُوعي لَهُ صُحْبَة
(بَاب الْهَاء)
قَالَ أَبُو حَاتِم وَمِمَّنْ روى عَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّن ابْتَدَأَ اسْمه على الْهَاء
1414 - هَانِئ بْن نيار بْن عقبَة بْن عبيد بْن عَمْرو بن كلاب حَلِيف(3/431)
لبني مجدعة وَيُقَال حَلِيف لبني حَارِثَة بْن الْحَارِث بْن الْخَزْرَج كنيته أَبُو بردة الْأَسْلَمِيّ شهد بَدْرًا وَهُوَ خَال الْبَراء بْن عَازِب مَاتَ سنة خمس وَأَرْبَعين
1415 - هَانِئ أَبُو مَالك قدم على النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الْيمن فَأسلم ودعا لَهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمسح رَأسه ثمَّ خرج إِلَى الشَّام مَعَ يزِيد بْن أبي سُفْيَان فنزلها إِلَى أَن مَاتَ بِدِمَشْق سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَهُوَ جد خَالِد بْن يزِيد بْن أبي مَالك
1416 - هَانِئ بْن يزِيد الْحَارِثِيّ وَالِد شُرَيْح بْن هَانِئ قَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَل لَك من ولد قَالَ نعم شُرَيْح وَعبد اللَّه وَمُسلم قَالَ فَمن أكبرهم قَالَ شُرَيْح قَالَ أَنْت أَبُو شُرَيْح
1417 - هِشَام بْن عَامر الْأنْصَارِيّ بْن عَم أنس بْن مَالك(3/432)
وَالِد سعد بْن هِشَام قتل يَوْم أحد شَهِيدا وَسعد بْن هِشَام بْن عَامر سكن الْبَصْرَة
1418 - هِشَام بْن حُبَيْش الْخُزَاعِيّ لَهُ صُحْبَة
1419 - هِشَام بْن الْعَاصِ بْن وَائِل بْن هَاشم بْن سعيد بْن سهم السَّهْمِي أَخُو عَمْرو بْن الْعَاصِ قَالَ النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم ابْنا(3/433)
الْعَاصِ مُؤْمِنَانِ هِشَام وَعَمْرو قتل هِشَام بْن الْعَاصِ بأجنادين وَكَانَ من مهاجرة الْحَبَشَة وَأمه أم حَرْمَلَة بنت هِشَام بْن الْمُغيرَة بْن عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن مَخْزُوم وَهُوَ أَصْغَر سنا من أَخِيه عَمْرو بْن الْعَاصِ
1420 - هِشَامُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ حِزَامِ بْن خويلد بْن أَسد بْن عَبْد الْعُزَّى بْن قصي الْقرشِي لَهُ صُحْبَة حَدِيثه عِنْد أهل الْمَدِينَةِ وَالشَّامِ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول إِن اللَّهَ يُعَذِّبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا هَكَذَا قَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ وَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ عَنْ أَبِي يَحْيَى عَنْ خَالِدِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ وَحَدِيثُ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ أَشْبَهُ أُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ الْعَوَّامِ بْنِ خويلد
1421 - هِشَام بْن عتبَة بْن زَمعَة الْقرشِي لَهُ صُحْبَة
1422 - هبيب بْن مُغفل الطفَاوِي لَهُ صُحْبَة عداده فِي أهل مصر(3/434)
1423 - هِلَال بْن الْمُعَلَّى بْن لوذان بْن حَارِثَة بْن زيد بْن ثَعْلَبَة بْن عدي بْن مَالك بْن زيد مَنَاة بْن حبيب بْن عَبْد حَارِثَة بَدْرِي اسْتشْهد يَوْم بدر
1424 - هِلَال بْن أُميَّة بْن وَاقِف بْن امْرِئ الْقَيْس بْن مَالك بْن الْأَوْس الْأنْصَارِيّ الوَاقِفِي بَدْرِي
1425 - هِلَال بْن الْحَارِث أَبُو الْحَمْرَاء خَادِم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سكن حمص وَقد قيل هَانِئ بْن الْحَارِث سَمِعت مَكْحُولًا يَقُول(3/435)
سَمِعت يحيى بْن عَبْد اللَّه الْبَيْرُوتِي يَقُول سَمِعت جَعْفَر بْن أبان يَقُول سَمِعت يحيى بْن معِين يَقُول أَبُو الْحَمْرَاء صَاحب رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْمه هِلَال بْن الْحَارِث
1426 - هِنْد بْن أَسمَاء بْن حَارِثَة بْن هِنْد الْأَسْلَمِيّ بَعثه النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قومه يَوْم عَاشُورَاء فَقَالَ مرهم أَن يَصُومُوا هَذَا الْيَوْم حَدِيثه عِنْد ابْنه حبيب بْن هِنْد
1427 - هِنْد بْن هِنْد بْن أبي هَالة التَّمِيمِي يُقَال إِن(3/436)
لَهُ صُحْبَة
1428 - هَاشم بْن عتبَة بن أَبى وَقاص بن أخي سعد لَهُ صُحْبَة قتل يَوْم صفّين تقدم ذكره وَمن زعم أَنه هِشَام بْن عتبَة فقد وهم
1429 - الهرماس بْن زِيَاد الْبَاهِلِيّ من قيس عيلان عداده فِي أهل الْيَمَامَة رأى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخْطب على نَاقَته العضباء يَوْم الْأَضْحَى والعضباء الَّتِي يقطع من أذنها النّصْف فَأكْثر والقصوى الَّتِي يقطع من أذنها الرّبع ثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ ثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ ثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ وَذُكِرَ عَنِ الْهِرْمَاسِ بْنِ زِيَادٍ الْبَاهِلِيِّ قَالَ أَبْصَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنِّي مُرْدِفِي وَرَاءَ أَبِي عَلَى جَمَلٍ وَأَنَا صَبِيٌّ صَغِيرٌ فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ النَّاسَ عَلَى نَاقَتِهِ العْضَبَاءِ بمنى
1430 - الهرماس بْن حبيب الْعَنْبَري لَهُ صُحْبَة
1431 - هَالة بْن أبي هَالة التَّمِيمِي بْن خَدِيجَة امْرَأَة رَسُول اللَّهِ(3/437)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ صُحْبَة
1432 - هنيدة بْن مُغفل الْغِفَارِيّ لَهُ صُحْبَة سكن مصر أَحْسبهُ الَّذِي يُقَال لَهُ هبيب
1433 - هنيدة بْن خَالِد الْخُزَاعِيّ لَهُ صُحْبَة
1434 - هِنْد بْن حَارِثَة الْأَسْلَمِيّ لَهُ صُحْبَة أَخُو أَسمَاء بْن حَارِثَة مَاتَ فِي ولَايَة مُعَاوِيَة
1435 - هزال الْأَسْلَمِيّ أَبُو نعيم بْن هزال لَهُ صُحْبَة
1436 - هِلَال الْأَسْلَمِيّ أَبُو أم بِلَال بنت هِلَال الأسْلَمِيَّة
1437 - هداج أَبُو عَبْد اللَّه أدْرك الْجَاهِلِيَّة يرْوى عَنهُ ابْنه(3/438)
وَمِمَّنْ روى عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من النِّسَاء مِمَّن ابْتَدَأَ اسْمهَا على الْهَاء
1438 - هِنْد أم سَلمَة زوج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأم الْمُؤمنِينَ اسْمهَا هِنْد بنت أبي أُميَّة بْن الْمُغيرَة بْن عَبْد اللَّه بْن عمر بْن مَخْزُوم تقدم ذكرنَا لَهَا وَاسم أبي أُميَّة سُهَيْل مَاتَت بعد الْحُسَيْن بْن عَليّ بْن أبي طَالب فِي آخر سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ حِين جاءها نعيه
1439 - هِنْد بنت أبي سُفْيَان بْن حَرْب بْن أُميَّة لَهَا صُحْبَة أمهَا صَفِيَّة بنت أبي عَمْرو بْن أُميَّة
1440 - هِنْد بنت أَثَاثَة بْن عباد بْن الْمطلب بْن عَبْد منَاف أُخْت مسطح من الْمُهَاجِرَات
1441 - هِنْد بنت عتبَة بْن ربيعَة بْن عَبْد شمس امْرَأَة أبي سُفْيَان بْن حَرْب أم مُعَاوِيَة أمهَا صَفِيَّة بنت أُميَّة بْن حَارِثَة بْن الأوقص بْن مرّة بْن هِلَال بْن فالج بْن ذكْوَان(3/439)
1442 - أم هَانِئ بنت أبي طَالب بْن عَبْد الْمطلب بْن هَاشم أُخْت عَليّ اسْمهَا هِنْد وَيُقَال فَاخِتَة وَقد قيل عَاتِكَة
1443 - همينة بنت خَالِد بْن أسعد بْن عَامر بْن بياضة امْرَأَة خَالِد بْن سعيد بْن الْعَاصِ إسْلَامهَا قديم
(بَاب الْيَاء)
قَالَ أَبُو حَاتِم وَمِمَّنْ روى عَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّن ابْتَدَأَ اسْمه على الْيَاء
1444 - يعلى بْن مرّة الثَّقَفِيّ العامري جد عمر بْن عَبْد اللَّه بْن يعلى بْن مرّة كنيته أَبُو المرازم سكن الْكُوفَة وَمن قَالَ إِنَّه يعلى بْن سيابة فقد وهم(3/440)
1445 - يعلى بْن أُميَّة بْن أبي عُبَيْدَة بْن همام بْن الْحَارِث بْن زيد بْن مَالك بْن حَنْظَلَة الثَّقَفِيّ حَلِيف لبني نَوْفَل بْن عَبْد منَاف وَقد قيل لبني عَبْد شمس عداده فِي أهل مَكَّة وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ يعلى بْن منية أُميَّة أَبوهُ ومنية أمه ومنية هِيَ بنت غَزوَان بْن جَابر بْن نسيب بْن وهب الْحَارِثِيّ امْرَأَة من بني تَمِيم مولاة لقريش
1446 - يعلى بْن سيابة يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
1447 - يزِيد بْن ثَابت بْن الضَّحَّاك بْن زيد بْن لوذان بْن عَمْرو الْأنْصَارِيّ من بني مَالك بْن النجار أَخُو زيد بْن ثَابت قتل يَوْم الْيَمَامَة سنة ثِنْتَيْ عشرَة فِي خلَافَة أبي بكر الصّديق وَقد قيل إِنَّه مَاتَ فِي طريقها وَكَانَ(3/441)
أكبر من زيد بْن ثَابت
1448 - يزِيد بْن ثَابت الْأنْصَارِيّ من بني دِينَار بْن النجار أَخُو خُزَيْمَة بْن ثَابت
1449 - يزِيد بْن عَبْد اللَّه بْن الْجراح أَخُو أبي عُبَيْدَة بْن الْجراح لَهُ صُحْبَة
1450 - يزِيد بْن الْأسود الْخُزَاعِيّ العامري السوَائِي وَالِد جَابر بْن يزِيد بْن الْأسود لَهُ صُحْبَة عداده فِي أهل مَكَّة
1451 - يزِيد بْن الْحَارِث بْن قيس بْن مَالك بْن أَحْمَر وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ يزِيد بْن قسحم اسْتشْهد ببدر ألْقى التميرات من يَده وَقَاتل حَتَّى قتل
1452 - يزِيد بْن نعَامَة الضَّبِّيّ لَهُ صُحْبَة
1453 - يزِيد بْن مَالك أَبُو سُبْرَة الْجعْفِيّ لَهُ صُحْبَة(3/442)
1454 - يزِيد بْن أَسد بْن كرز البَجلِيّ الْقَسرِي جد خَالِد بْن عَبْد اللَّه الْقَسرِي وَالِي الْعرَاق قَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا يزِيد بْن أَسد أحب للنَّاس مَا تحب لنَفسك صَحَابِيّ سكن الشَّام لَا يعرف لَهُ إِلَّا هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد
1455 - يزِيد بْن مُعَاوِيَة البكائي لَهُ صُحْبَة
1456 - يزِيد بْن شَيبَان لَهُ صُحْبَة
1457 - يزِيد بْن مريع الْأنْصَارِيّ من بني دِينَار بْن النجار لَهُ صُحْبَة
1458 - يزِيد بْن السكن الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة
1459 - يزِيد بْن خَارِجَة الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة
1460 - يزِيد بْن أبي سُفْيَان بْن حَرْب أَخُو مُعَاوِيَة وَكَانَ من أُمَرَاء الأجناد بِالشَّام بعد أبي عُبَيْدَة بْن الْجراح وَكَانَ أَبوهُ تَحت رايته بِالشَّام(3/443)
كنيته أَبُو خَالِد أمه زَيْنَب بنت نَوْفَل بْن خلف من بني كنَانَة مَاتَ فِي طاعون عمواس فِي الشَّام سنة ثَمَان عشرَة وَكَانَ من أُمَرَاء الأجناد أَيَّام أبي بكر فَلَمَّا مَاتَ ولى عمر بْن الْخطاب أَخَاهُ مُعَاوِيَة مَكَانَهُ
1461 - يزِيد بْن سيف بْن حَارِثَة الْيَرْبُوعي لَهُ صُحْبَة
1462 - يزِيد بْن عَامر السوَائِي أَبُو حاجر كَانَ مَعَ الْمُشْركين يَوْم حنين ثمَّ أسلم(3/444)
1463 - يزِيد بْن الْأَخْنَس السّلمِيّ لَهُ صُحْبَة روى عَنهُ أَبُو أُمَامَة الْبَاهِلِيّ
1464 - يزِيد بْن سعيد بْن ثُمَامَة الْكِنْدِيّ لَهُ صُحْبَة
1465 - يزِيد بْن رُقَيْش يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة
1466 - يزِيد بْن شَجَرَة الرهاوي يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة قتل غازيا سنة خمس وَخمسين
1467 - يزِيد بْن سَلمَة الْجعْفِيّ لَهُ صُحْبَة
1468 - يزِيد بْن ثَعْلَبَة الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة
1469 - يَزِيدُ بْنُ عِتْرٍ النُّمَيْرِيُّ وَفد إِلَى النَّبِي(3/445)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقد قَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ نِمْرَانَ قَالَ رَأَيْتُ رَجُلا بِتَبُوكَ مُقْعَدًا قَالَ مَرَرْتُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي فَقَالَ اللَّهُمَّ اقْطَعْ أَثَرَهُ فَمَا مَشَيْتُ عَلَيْهِمَا بَعْدُ يُقَالُ إِنَّ اسْمَ الْمُقْعَدِ هَذَا يَزِيدُ بن بهْرَام
1470 - هلب وَالِد قبيصَة بْن هلب اسْمه يزِيد بْن قنافة الطَّائِي لَهُ صُحْبَة
1471 - يُوسُف بْن عَبْد اللَّه بْن سَلام قَالَ رَأَيْت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخذ كسرة من خبز شعير فَوضع عَلَيْهَا تَمْرَة وَقَالَ هَذِه إدام هَذِه إِلَّا أَنِّي لست بالمعتمد على إِسْنَاد خبر يُوسُف وَمَات يُوسُف بْن عَبْد اللَّه بْن سَلام فِي خلَافَة عمر بْن عَبْد الْعَزِيز كنيته أَبُو يَعْقُوب
1472 - يحيى بْن عُمَيْر بْن الْحَارِث بْن لبدة بْن ثَعْلَبَة بْن الْحَارِث بن حرَام(3/446)