أنبانا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحرانى عن يحيى بن عثمان بن الشواء، أنبانا أبو على الحسن بن أحمد بن البناء قراءة عليه، أنبانا أبو الحسن على بن الحسن بن أحمد المقرئ، أنبانا أبو القاسم الحسن بن الحسن، أنبانا أبو جعفر محمد بن على، أنبانا
أحمد بن حازم الغفاري، أنبانا يعلى بن عبيد، حدثنا الاعمش عن سالم عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استقيموا ولن واعلموا أن من أفضل أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن.
(1) كتب إلى أبو الفتوح العجلى أن أبا بكر أحمد بن على بن موسى المقرئ أخبره أنبانا أبو بكر محمد بن عبد الواحد بن سفيان الخباز قراءة عليه، أنبانا أبو الحسن على ابن الحسن بن أحمد المقرئ شيخ صالح ثقة، حدث عن أصحاب المحالى وغيره من شيوخ البغداديين، وكان يسكن في الرصافة، وكان منفقا على أهل العلم خاصة أصحاب الحديث.
سمعت أبا محمد بن الاخضر يقول: تزوج أبو الحسن على بن الحسن الضرير المقرئ بجارية محتشمة من جواري دار الخلافة وكانت راغبة فيه، فوهبت له تركة ملاء ذهبا فأنفقه كله في العلم وشراء الكتب النفيسة وتحصيل الاصول الحسنة، واستكتب كثيرا من الكتب والاجزاء بخط أبى الحسن الغزال، وكان يكتب خطا حسنا.
قرأت في كتاب أبى على بن البناء بخطه قال: أبو الحسن على بن الحسن بن أحمد المقرئ - يعنى مات - ليلة الخميس ودفن يوم الخمسى الثالث عشر من رجب سنة أربع وعشرين وأربعمائة، وحدث باليسير، وكان صالحا يكتب له الغزال، وسمعت معه كثيرا.
736 - على بن الحسن بن أحمد بن على، أبو الحسن الغزال: قدم بغداد في ذى القعدة سنة تسع وسبعين وأربعمائة، وحدث بها عن الفقيه أبى حميد محمد بن أحمد بن جعفر الحنظلي الحلمى وأبى طاهر محمد بن على الرزاز (2) سمع منه وكتب عنه أبو بكر ابن الخاضبة، وروى عنه أبو القاسم بن السمرقندى وأبو صالح عبد الصمد بن عبد الرحمن الحنوى.
__________
(1) انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 277.
278.
ومسند أحمد 5 / 277.
282.
(2) في (ج): الوزان.
(*)(3/172)
انبانا عمر بن ابى الحسن بن عبد السيد الصفار وابو عبد الله بن ابى بكر بن ابى القاسم بن الطويلة وابو الفتوح مسعود بن ابى القاسم بن عبد الكريم الدقاق قالوا: انبانا أبو القاسم اسماعيل بن احمد بن عمر السمرقندى قراءة عليه، انبانا أبو الحسن على بن الحسن بن احمد الغزال قدم علينا بغداد، حدثنا الامام أبو حميد محمد ابن احمد بن جعفر الحنظلي إملاء في مسجد الجامع بسمرقند يوم الجمعة بعد صلاته الثامن من ذى القعدة سنة خمس وثلاثين وأربعمائة، انبانا أبو القاسم الحسن بن احمد ابن على بن مهران الزوزنى، حدثنا أبو العباس احمد بن محمد بن عمر القيسرانى بالمصيصة، حدثنا أبو العباس عمر بن عصيم، حدثنا عثمان بن زيد أبو عثمان الحصمى عن الاوزاعي عن حسان بن عطية عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن تهلك الرعية وإن كانت ظالمة مسيئة إذا كانت الولاة هادية مهدية، وتهلك الرعية وإن كانت هادية مهدية إذا كانت الولاة ظالمة مسيئة.
(1) 737 - على بن الحسن بن احمد بن على بن الشهرزوري، أبو محمد والد ابى المظفر محمد المقدم ذكره، سمع الشريف ابا الغنائم عبد الصمد بن على بن المأمون وابا محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله (2) الصريفينى وحدث باليسير، سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل بن ابي غالب الخفاف.
انبانا يوسف بن المبارك بن كامل عن ابيه، انبانا أبو محمد على بن الحسن بن احمد ابن الشهزورى بقراءتي عليه وانبانا أبو القاسم بن جنابه البغوي، حدثنا على بن الجعد، انبانا شعبة عن سهيل عن ابيه عن ابى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا وضوء إلا من صوت أو ريح (3).
قرأت في كتاب ابى بكر بن كامل بخطه قال: مات أبو محمد بن الشهرزورى يوم
الاحد ثامن عشرى ربيع الاول سنة أربع عشرة وخمسمائة، قرأت عليه أحاديث عن الصريفينى.
__________
(1) انظر الحديث في: كنز العمال 14714.
والاحاديث الضعيفة 514.
(2) محمد بن عبد الله، ساقطة من (ج).
(3) انظر الحديث في: سنن الترمذي 74.
وسنن ابن ماجة 515.
516.
ومسند احمد 2 / 471.
وصحيح ابن خزيمة 27.
(*)(3/173)
738 - على بن الحسن بن احمد، أبو السن المقرئ: حدث بالداهرية (1) قرية على نهر عيسى - عن ابى الحسن بن العلاف، روى عنه أبو البركات الانصاري في مشيخته.
قرأت على يوسف بن جبريل القيسي بالقاهرة عن ابى البركات محمد بن على الانصاري انبانا أبو الحسن على بن الحسن بن احمد المقرئ يعنى بالداهرئ، انبانا أبو الحسن على بن محمد بن العلاف المقرئ، انبانا على بن عمر بن احمد المقرئ، حدثنا احمد بن محمد بن عبيد الله بن يوسف البخاري، حدثنا خلف بن محمد بن اسماعيل البخاري، حدثنا أبو زيد عمران بن موسى، حدثنا أبو يوسف عن ابان عن ابى نضزة عن جابر ابن عبد الله قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تجصص القبور وأن يجعل عليها من غير حفرتها.
739 - على بن الحسن بن احمد بن محمد بن حكينا، أبو الحسن بن ابى محمد (2) الشاعر: روى عن والده شيئا من شعره، وقد تقدم ذكر ابيه وجده.
قرأت في كتاب ابى نصر عبد السيد بن على بن عبد السيد بن محمد بن الصباغ الشاهد بخطه أنشدني أبو الحسن على بن ابى محمد بن حكينا ببغداد لوالده ابى محمد:
قد بان لى عذر الكرام قصدهم * عن أكثر الشعراء ليس بعار لم يسألوا بذال النوال وإنما * جمدى الندى ببرودة الاشعار 740 - على بن الحسن بن احمد بن عبد الله المؤدب، حدث عن ابى غالب احمد بن الحسن ابن البناء.
__________
(1) في (ج): بالقاهرة.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الاصول.
(*)(3/174)
741 - على بن الحسن بن احمد بن ابى منصور بن ابى العز الرسيدى، أبو الحسن بن ابى محمد البزاز: من ساكنى الظفرية، وله دكان بخان الصفة بسوق الثلاثاء يبيع فيه البز، سمع أبا محمد عبد الواحد بن الحسين البارزى (1) وأبا القاسم يحيى بن ثابت بن بندار البقال وغيرهما، كتبت عنه، وكان شيخا متميزا أديبا، له نظم ونثر، وعلت سنه قأضر ولزم منزله الى حين وفاته، وكان متدينا صالحا، ذكر لى ان جده ابا العز كان يتولى الحسبة في ايام هارون الرشيد فنسب إليه.
اخبرنا على بن الحسن بن احمد الرشيدى بقراءتي عليه، انبانا أبو محمد عبد الواحد ابن الحسين بن عبد الواحد البارزى انبانا أبو عبد الله الحسين بن احمد بن محمد بن طلحة النعالى، انبانا أبو الحسين على بن محمد بن عبد الله بن بشران، انبانا أبو على اسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا موسى بن الحسن القلى، حدثنا أبو المعتمر عن ليث عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعرضوا لله في إنائكم (2) فان لله عز وجل نفحات عسى يصبكم منها واحدة، لاتستقون بعدها (3).
توفي الرسيدى يوم الاربعاء لثمان عشرة خلت من شهر ربيع الاخر سنة اثنتين وثلاثين وستمائة بكرة، وصلينا عليه بمشهد على بن ابى طالب بباب أبرز قبل صلاة
العصر، ودفن قريبا من حامل الراية، وأظنه كان قد بلغ التسعين أو ناهزها.
742 - على بن الحين بن خلف بن سليمان بن الفضل، أبو القاسم، الفقيه الشافعي: من اهل عكبرا، حدث عن ابى احمد عبيد الله بن محمد بن احمد بن ابى مسلم الفرضى، روى عنه القاضى أبو المظفر هناد بن ابراهيم النسفي.
قرأت في كتاب ابى البركات بن السقطي بخطه وانبانا عنه ذاكر بن كامل، انبانا القاضى أبو المظفر هناد بن ابراهيم النسفى قراءة عليه، انبانا القاضى على بن الحسن ابن خلف، حدثنا عبيد الله بن محمد بن احمد الفرضى، حدثنا محمد بن يحيى الصولى،
__________
(1) في الاصل، (ج): البارومى.
وفي (ب): العارومى.
(2) في (ب)، (ج): أيامكم.
(3) انظر الحديث في: الكن للدولابي 2 / 120.
والدر المنثور 3 / 318، 4 / 25.
(*)(3/175)
حدثنا محمد بن القاسم أبو العيناء (1)، حدثنا محمد بن مسعر قال: كنا عند سفيان بن عيينة في الموسم وقد حج الرشيد، فخلى في داره يحدث خدم الرشيد ولم يدخل إليه غيرهم، فجاء ابن مناذر الشاعر فوقف على الباب وصاح: بعمرو وبالزهري والسلف الاولى * بهم تثبت رجلاك عند المقاوم حييب طوال الدهر يوما لحاتم * ويوما احفان ويوما لغانم وللحسن المحتاج يوما وربما * خصصت حينا دون تلك المواسم نظرت فطال الفكر منك فلم تكن * تدير رحى الا لاخذ الدراهم ثم مضى، فخرج سفيان وهو متكى على عصا، فقال: ابن الخبيث بن الخبيث ابن عدو الله، فمن رأى صاحب عيال فقد أفلح، حدثتني الصيادون أن أكثر ما يقع في شباكهم الطيور الزافة.
انبانا أبو محمد بن الاخضر عن ابى القاسم بن السمرقندى، انبانا القاضى أبو
المظفر هناد بن ابراهيم النسفى اذنا قال: سمعت ابا القاسم على بن الحسن بن خلف ابن سليمان الشافعي يقول: سمعت عبيد الله بن احمد الزاهد، واخبرتنا خديجة بنت ابى منصور موهوب بن احمد بن محمد بن الجواليقى بفراءتى عليها قالت: انبانا ابى انبانا أبو القاسم على بن احمد بن محمد بن البسرى، انبانا أبو احمد عبيد الله بن محمد ابن احمد الفرضى الزاهد قال: سمعت محمد بن يحيى النديم يقول: كنت أقرأ على ابى خليفة في منزله لهاشمي البصرة خصوصا كتاب طبقات الشعراء وغير ذلك، فواعدنا يوما وقال: لا تخلفوني قإنى أتخذ لكم خبيصة كاقية، فتأخرت لشغل عرض لى ثم جئت والهاشميون عندي (2) فلم يعرفونى الغلام وحجبني، فكتبت إليه: ابا خليفة تجفو من له ادب * وتؤثر الغر من أولاد عباس وانت راس الورى في كل مكرمه * وفي العلوم وما الاذناب كالراس ما كان قدر خبيص لو اذنت لنا * فيه ليختلط الاشراف بالناس فلما قرأ الرقعة صاح على الغلام ودخلت عليه، فلما رأني قال: أسأت الينا بتغيبك وظلمتنا في نعتك، وإنما عقد المجلس بك ونحن فيما فاتك بنا حزن ولا ذنب لنا فيه
__________
(1) في (ج): الغنائم.
(2) هكذا في الاصول.
(*)(3/176)
كما انشدني البورنى (1) لرجل طلق امرأته ثم ندم فتزوجت غيره فمات عنها حين دخل بها فخطبها وتزوجها فقال من أبيات: فعادت لنا كالشمس بعد طلامها (2) * على خير أحوال كأن لم تطلق ثم صاح: يا غلام أعد لنا طعامنا ! فأقمنا عنده يومنا.
743 - على بن الحسن بن سعيد، أبو الحسن المقرئ البغدادي: ذكره أبو بكر احمد بن الفضل الباي رقانى في كتاب طبقات القراء ئذكر أنه فرأ
القرآن على ابى عبد الرحمن عبد الله بن على وابى جعفر محمد بن محمد اللهبيين صاحبي ابى الحسن بن ابى برة قرأه عليه أبو حفص عمر بن ابراهيم بم احمد الكتاني.
744 - على بن الحسن بن ابى سفيان، أبو القاسم القصبانى: حدث عن محمد بن اسحاق بن ابراهيم المروزى المقرئ روى عنه احمد بن ابراهيم بن احمد التميمي.
اخبرنا أبو عبيد الله محمد بن محمد بن المقرئ الحافظ باصبهان، انبانا أبو المحاسن على بن عبد الصمد بن احمد بن مردويه أن ابا ثابت بحير بن منصور بن على الاسكاف اخبره انبانا أبو محمد جعفر بن محمد بن الحسين الابهري، حدثنا احمد بن ابراهيم بن احمد التميمي، حدثنا أبو القاسم على بن الحسن بن ابى سفيان القصبانى ببغداد، حدثنا محمد بن اسحاق بن ابراهيم المقرئ، حدثنا ابى اسحاق بن ابراهيم المروزى قال: كتب الى بشر صديق له من الكوفة: انى أشتهى أن أراك منذ أربعين سنة، فكتب إليه بثر: أما آن لك أن تترك الشهوات.
745 - على بن الحسن بن سلامة بن ساعد المنجى، أبو الحسن بن ابى على الحنفي.
تقدم ذكر والده، سمع أبا القاسم على بن أحمد بن محمد بن بيان الرزاز، وحدث باليسير، سمع منه القاضى أبو المحاسن عمر بن على بن الخضر القرشى، وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه.
__________
(1) هكذا في الاصول.
(2) في (ج): بعد طلاقها.
(*)(3/177)
ورأيته بخطه، سألته عن مولده، فقال: في شوال سنة اربع وخمسمائة، وتوفي ودفن يوم الثلاثاء ثالث عشر صفر سنة ثلاث وستين وخمسمائة - رحمه الله -.
746 - على بن الحسن بن صخر البغدادي: صنف كتاب " جواهر الالفاظ وذخائر الحفاظ " للوزير ابى محمد الحسن بن محمد المهلبى، روى فيه عن أبيه عن ثعلب وعن ابى احمد عبد العزيز بن يحيى عن العلائى وعن محمد بن سلام الجمحى واسحاق بن ابراهيم الموصلي وابى بكر محمد بن يحيى الصولى وابى الحسين بن كنك (1) الشاعر وغيرهم.
قرأت في كتاب " جواهر الالفاظ " لعلى بن الحسن بن صخر حدثنى الصولى قال: سمعت القاضى اسماعيل بن اسحاق يقول ذكر احمد بن المعدل يوما بعض...(2) قأنشد: لئن كانت الايام أعلت له يدا * يطول بها فط ظلمه ويجاب فما من يد إلا يد الله فوقها * ولا غالب إلا له الله غالب 747 - على بن الحسن بن الصفر بن احمد بن القاسم، أبو الحسن الذهلى الصائغ: سمع الكثير، وكتب بخطه من ابى على بن شاذان والقاضى ابى العلاء الواسطي وطبقتهما، وكان متأدبا فاضلا، روى شيئا يسيرا من نظمه وغيره، وأظنه مات شابا، وقد قدمنا ذكر والده، روى عنه أبو بكر الخطيب وابو المعالى الحسين وابو بكر محمد ابن عمر بن دوست النحوي.
اخبرنا عبد الوهاب بن على الامين وعبد الله بن مسلم بن ثابت البزاز قالا: انبانا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد الشيباني، انبانا أبو بكر بن على بن ثابت الخطيب، أنشدني على بن الحسن (3) بن الصقر أبو الحسن، أنشدنا على بن الفرج الفقيه الشافعي لنفسه:
__________
(1) في الاصل: كثال به.
(2) بياض في الاصول مكان النقط.
(3) في (ج): بن الحسين.
(*)(3/178)
أيا حبذا حر على نهر (1) دجلة * بإمعان تأسيس وحسن ورونق جمال وفخر للفراق ونزهة * وسلوة من أضناه فرط التشوق تراه إذا ما جئته متأملا * كمسطر عين خط في وسط مهرق أو العاج فيه الابنوس مرفق * مثال قبول تحتها أرض زئبق انبانا عبد الوهاب بن على الامين عن حمزة بن المظفر الحاجب، انبانا القاضى عزيزى بن عبد الملك الجيلى قراءة عليه، انشدنا أبو بكر محمد بن عمر بن دوست انشدني أبو الحسن على بن السن بن الصقر الذهلى لنفسه: ومهفهف حسن الدلا * ل يمين في قد القضيب حلو الشمائل فاتن * يهتز كالغصن الرطيب سارقته خوف الرقي * - ب لواحظ الطرف المريب أشكو إليه بالجفو * ن حرارة القلب الكئيب (2) إن العيون من الفتئ * ر عرفن أدواء القلوب انبانا يوسف بن المبارك بن كامل قال: كتب الى اسماعيل بن محمد بن الفضل أبو القاسم الحافظ الاصبهاني، انشدنا أبو المعالى محمد بن محمد بن زيد الحسينى إملاء انشدنا أبو الحسن على بن الحسن بن الصقر الذهلى لنفسه ببغداد: أكثر من الزاد والترحال قد قربا * إن التقى خير ما قدمته سببا واحذر فان إله الخلق مطلع * على العيوب فكن لله مرتقبا فرب ذنب صغير جر مهلكة * كالنار زادت بأدنى لفحة لهبا قرأت بخط ابى حفص عمر بن بندار الوراق الينورى انشدنا أبو الحسن على بن الحسن بن الصق لنفسه:
ما ضر مسقمى من آل مسعود * اذعانى الناس من قولى لها عودي فيفتية ما لهم ند إذا شهدوا * يعنون بالنشر عن بدو (3) وعن عود أيام كنت رخى البال مقتدرا * أخشى وأرجى لا يعاد وموعود
__________
(1) في (ب)، (ج): على متن.
(2) في (ب): كثيب.
(3) في (ب): عن به.
(*)(3/179)
إذ لا أخاف ملالامن منعمة * ولا أقول لايام الصبى عودي إن كنت شئت فحلفى والنهى نفع * والندب يزداد فضلا كلما عودي اخبرني عبد الوهاب بن على، انبانا أبو منصور القزاز (1)، انبانا أبو بكر الخطيب قال: كان عند ابى جعفر الطوابيقى عن ابى على احمد بن محمد بن جعفر الصولى حديث مسند عن الجاحط، فحضزت الاهوازي وقد سأله بعض أصحابنا بعد أن أراه: ذلك الحديث من الصولى ؟ فقال: نعم اقرأه على، فقرأته، ثم قال: اكتبه فكتبته له، وكنت قبل ذلك قد نظرت في كتب الاهوازي ولا أظن تركت عنده شيئا لم أطالعه ولم يكن الحديث في كتبه، وابن الصقر الذى ذكرت أن الحديث بخطه كان كذابا يسرق الاحاديث ويركبها ويضعها على الشيوخ، قد عثرت (2) له وغير واحد من أصحابنا على ذلك - والله اعلم.
748 - على بن الحسن بن طاؤس بن سكر بن عبد الله الدير عاقولي، أبو الحسن الواعظ المقرئ: سمع آباء القاسم عبد الملك بن محمد بن عيد الله بن بشران وعبيد الله بن احمد بن عثمان الازهري وعلى بن المحسن بن على التنوخى وابوى طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد (3) الزبيري ومحمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز والقاضى أبا عبد الله
الحسين بن على بن محمد الصميرى وابا الحسين محمد بن على الثوري وابا على الحسن بن على بن المذهب بن ثلوان وابا محمد الحسن بن على الجوهرى وابا عبد الله محمد بن الحسن الصوري، وسافر إلى الشام وسكن دمشق وسمع بها ابا عبد الله محمد ابن على بن سلوان وابا الحسين بن ابى نصر وابا الحسن على بن الحسين بن صدقة بن السراى وابا الحسين بن الترجمان وابا بكر الخطيب، وحدث هناك، روى عنه أبو الفرج إسحاق إبراهيم بن طاؤس بن بركات الخشوعي وغيرهم.
كتب إلى أبو طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعي، انبانا ابى قراءة عليه
__________
(1) في (ج): القرار.
(2) في الاصل: عبرت وفي (ب): عبر.
(3) في (ج): بن سعد.
(*)(3/180)
انبانا أبو الحسن على بن الحسن بن طاؤس بن سكر الواعظ البغدادي قراءة عليه بدمشق في شعبان سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، انبانا أبو القاسم عبد الملك بن محمد ابن عبد الله بن بشران ببغداد، حدثنا احمد بن سليمان النجاد قرئ عليه (1) قال يحيى بن جعفر وانا أسمع انبانا على بن عاصم عن بيان بن بشر عن قيس بن ابى حازم عن مرداس الاسلمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يذهب الصالحون أسلافا الاول فالاول حتى يبقى مثل حثالة أو جفالة التمر الشعير لا يبالى الله عنهم (2).
انبانا ذاكر بن كامل قال: كتب إلى غيث بن على الصوري قال: على بن الحسن ابن طاؤس البغدادي كان فكيها حسن المحادثة لا بأس به، وكان مسنا كبيرا، ذكر لى غير مرة أنه نسخ إحدى وثمانين أو ثلاثا وثمانين ختمة (3) ونحوا من ثلاثين ألف ورقة مثل سنن صحيح البخاري ومسلم وسنن ابى داود وغير ذلك، وتفسير النقاش، ومسند احمد بن حنبل، وتفسير مقاتل، وتاريخ الخطيب، ورأيته بدمشق يكتب تعليقة القاضى ابى الطيب، وكان يكتب في كل يوم إذا أملى عليه نحوا من أربع كراريس.
اخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله الشافعي بدمشق، انبانا أبو القاسم على بن الحسن عمى قال: قال لنا أبو محمد بن الاكفانى: سنة أربع وثمانين وأربعمائة، فيها توفي أبو الحسن على بن الحسن بن طاؤس المقرئ الديرعاقولى يوم الاحد التاسع عشر من شعبان بصور.
749 - على بن الحسن بن عبد الله، أبو العباس الكاتب، المعروف بمقلة: والد الوزير ابى على محمد وابى عبد الله الحسن الكاتب المشهور - وقد تقدم ذكرهما، كان يكتب خطا مليحا، وعليه كتب ولداه (4)، وولى عدة أعمال الديوان في أيام المقتدر بالله، وتفي يوم السبت لخمس خلون من ذى الحجة سنة تسع وثلاثمائة.
750 - على بن الحسن بن عبد الله بن إسماعيل بن عطاء النيسابوري، أبو
__________
(1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 8 / 114.
وفتح الباري 11 / 251.
(3) هكذا في الاصول.
(4) في (ب)، (ج): ولده.
(*)(3/181)
الحسن بن ابى سعد بن ابى القاسم، الفقيه الشافعي: من بيت قديم، كان منهم فقهاء ووعاظ، وأصلهم من نيسابور، قرأ الفقه على ابى طالب بن الحل ولازمه سنين حتى حصل طرفا صالحا من المذهب والخلاف، وصار معيدا بمدرسة، وكان فاضلا متدينا حسن الطرقة، سمع الحديث من ابى الوقت السجزى وابى الفتح بن البطي وغيرهما، كتبت عنه، وكان شيخا حسنا صدوقا.
اخبرنا أبو الحسن على بن الحسن بن عبيد الله (1) بن عطاء الفقيه بقراءتي عليه (2)، انبانا أبو الوقت عبد الاول بن عيسى بن شعيب السجزى قراءة عليه، انبانا
أبو عبد الله محمد بن الحسين بن العباس الفضلوى، انبانا أبو حامد احمد بن محمد بن البشرى، حدثنا أبو محمد المطلب بن يوسف بن الحجاج القهيدرى، حدثنا أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي، حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد البصري، حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن الحسن عن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين الجنة مل ء كف دم يهريقه كانما يذبح دجاجة كلما تعرض لباب من ابواب الجنة حال بينه وبينه، ومن استطاع منكم الا يجعل في يطنه إلا طيبا فليفعل (3)، فان أول ما ينتن من الانسان بطنه (4).
توفي أبو الحسن بن عطاء في ليلة الاثنين الثاني عشر من المحرم سنة خمس وستمائة، ودفن من الغد بباب أبرز قريبا من حامل الراية عند أهله، وذكر لنا أن مولده في سنة ست وثلاثين وخمسمائة.
751 - على بن الحسن بن عبيد الله بن سعيد، أبو الحسن القارى: صاحب ابن الاجرى الزاهد، حدث عن ابى حفص عمر بن احمد بن عثمان بن شاهين الواعظ، روى عنه الشريف أبو الفضل عمر بن عبد العزيز بن المهدى الخطيب في مشيخته وقال: جارنا رجل من اهل القرآن والخير، مات سنة ست عشرة وأربعمائة، ودفن بباب حرب.
__________
(1) في أول الترجمة: عبد الله.
(2) في (ب): على.
(3) ما بين المعقوفتين زيادة من صحيح البخاري.
(4) انظر الحديث في: الترغيب والترهيب 3 / 295.
وصحيح البخاري 9 / 80.
(*)(3/182)
752 - على بن الحسن بن على، أبو الحسن المصيصى: حدث ببغداد عن ابى محمد الهثيم بن خالد بن عبد الله البزاز، روى عنه أبو بكر
احمد بن عبد الرحمن الشيرازي الحافظ.
انبانا عبد الوهاب بن على عن ابى المظفر القشيرى، انبانا كتب الى احمد بن المأمون، انبانا أبو بكر احمد بن عبد الرحمن الشيرازي، انبانا أبو الحسن على بن الحسن بن على المصيصى ببغداد، حدثنا الهثيم بن خالد بن عبد الله أبو محمد البزاز المصيصى، حدثنا يحيى بن محمد بن سابق، حدثنا حسين الجعفي عن ابن عيينة، حدثنا هلال الوزان، حدثنا شيخنا القديم عبد الله بن حكيم قال: كان عمر رضى الله عنه يقول: إن أصدق القيل قيل الله عز وجل، وأحسن الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم: وشر الامور محدثاتها، وكل محدثة بدعة ضلالة.
753 - من ساكن باب الذهب، سمع ابا بكر احمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعى، روى عنه أبو الفضل بن المهدى في مشيخته، وذكر أنه أهل القرآن والادب والخطابة، رجل فاضل، وقال: سمعنا منه كتاب " دلائل النبوة " لابن قتيبة.
انبانا أبو طاهر العطار عن ابى على محمد بن ابى الفضل محمد بن عبد العزيز بن المهدى الخطيب، انبانا ابى قراءة عليه، انبانا أبو الحسن على بن الحسن بن على المقرئ الخطيب وانبانا عمر بن محمد بن معمر المؤدب، انبانا أبو غالب احمد بن الحسن بن احمد بن البناء، انبانا أبو محمد السن بن على الجوهرى قالا، حدثنا أبو بكر بن جعفر ابن حمدان، حدثنا بشر بن موسى الاسدي، حدثنا هوذة، حدثنا عوف عن خلاس ومحد عن ابى هريرة (1) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لاتسبوا الدهر فإن الله تعالى هو الدهر " (2).
انبانا العطار عن ابى على بن المهدى، انبانا والدى أن على بن الحسن الخطيب مات في ذى الحجة سنة إحدى عشرة وأربعمائة.
__________
(1) في الاصول: ومحد بن ابى هريرة.
(2) الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
(*)(3/183)
754 - على بن الحسن بن على بن الحسن بن ابراهيم بن ميمون السمسمى - ويقال: السمسمانى، أبو الحسن البهرى المؤدب: سمع الكثير من ابى على بن شاذان وطبقته وكتب بخطه، وكان أديبا شاعرا حسن الشعر، سمع منه أبو بكر الخطيب وابو الفضل بن خيرون وابن خاله أبو طاهر الكرخي، وروى عنه أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن احمد الصيرفي والسيد أبو الحسين يحيى بن الحسين العلوى السخرى وابو نصر الرسول.
انبانا عبد الوهاب بن على الامين قال: كتب الى أبو الفتوح احمد بن عبد الوهاب ابن الحسن الرازي انشدنا السيد أبو الحسين يحيى بن الحسين بن اسماعيل بن زيد بن جعفر العلوى إملاء انشدنا أبو الحسن على بن الحسن بن (1) على السمسمانى، انشدنا أبو الحسن على بن احمد بن الحسن النعيمي الحافظ لنفسه: شرفت همتي فلو عرفتني * الانجم الزاهرات سمت ترابى وأظلتنى الغمائم طرا غيره * من خصاصة أن يرابى اخبرنا أبو عبد الله محمد بن ابراهيم الفيروز آبادي بمصر، انبانا أبو طاهر احمد بن محمد الاصبهاني قال: قال انشدنا أبو نصر عبد الله بن عبد العزيز الرسولي، انشدني أبو الحسن على بن الحسن السمسمى البهرى لنفسه: دع مقلتي تبكى عليك بأربع * إن البكاء قلب الموجع ودع الدموع بكل جفن في الهوى * من غاب عنه حبيبه لم يهجع ولقد بكيت عليك حتى رق لى * من كان فيك يلومني وبكا معى انبانا عبد العزيز بن محمود الجنابذى والمبارك بن أنو شتكين النجمى واحمد بن محمد (2) الازجى قالوا: انبانا عبد الله بن منصور الشاهد، انبانا أبو الحسن المبارك بن عبد الجبار الصيرفي، انشدنا أبو الحسن السمسمانى في تركي كان
يهواه وكتب بها الى ابى الفضل الباقلانى:
__________
(1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل، (ب).
(2) في الاصل: عبد.
(*)(3/184)
إن كنت تصدق في ادعاء وداده * فافككه (1) من أسر الهوى أو فاده لا تمح بالهجران رسم محله * بصميم حبك في صميم فؤاده رفقا به فهو العروق إذا أتى * شيئا فلا يغررك ابن قباده لامته بالبحر قبل تمامه * فأعده بالاشغاف قبل معاده زوده من نظر فأقنع من ترى * من كان لحظ العين أكبر زاده لا أنت عند اليسر من زواره * يوما ولا في العسر من عواده إن الهوى ضد العقول لانه * يبغى جآذره على آساده وافي إلى عتابه عن نبوة * كانت بعادا مردفا ببعاده أفدى الكتاب بتاظرى فبياضه * ببياضه وسواده بسواده يا عذل المشتاق دعه وغيه * إن كنت لم تقدر على إسعاده أقصر أبا الفضل العتاب قإنما * يذكى العتاب النار مثل زناده ودع الملام لمغرم هجر الكرى * يوم الفراق وضل طرق رشاده تسعى صروف الدهر في إصلاحه * يوما وطول الهجر في إفساده وإذا جفاك الدهر وهو أبو الورى * يوما فلا تعتب على أولاده انبانا ذاكر بن كامل الحذاء عن ابى نصر محمد بن الفضل الاصبهاني، انشدنا أبو (2) الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي، انشدني أبو الحسن على بن الحسن بن على السمسمى لنفسه: أراكم بقلبي من بلاد بعيده * تراكم ترونى بالقلوب عن البعد
لساني وقلبي يحدثان عليكم * وعند كم روحي وذكر كم عندي ولست ألذ العيش إلا بقربكم * ولو كنت في الفردوس أو جنة الخلد انبانا أبو القاسم النعال عن هزارست (3) بن عوض الهروي، انشدنا أبو الحسن المبارك بن عبد الجبار بن احمد، انشدني أبو الحسن على بن الحسين بن على السمسمى لنفسه:
__________
(1) في الاصل، (ب): فافكه.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(3) في الاصل، (ج): بن هزارست.
(*)(3/185)
أفدى الذى أرمى بإصبعه * نحوى وقال البين قد عزما فأجبته لا كان ذا أبدا * فبكى وقال بذاك قد حكما كم قد نهيتك عن مخالطتي * فجئتني في ذاك متهما فعلمت أن الحق في يده * وقرعت سنى (1) بعده ندما قرأت في كتاب ابى الفضل احمد بن الحسن بن خيرون بخطه وانبانا عنه ابن سلامة الهيتى، انبانا محمد بن ناصر الحافظ قراءة عليه عن ابن خيرون قال: سنة ثمان وأربعين وأربعمائة - يعنى مات أبو الحسن على بن الحسن السمسمى المعلم في يوم الاربعاء سادس صفر، كان يقول الشعر، وكان قليل الدين، و (2) سمع حديثا كثيرا ولم يخرج عنه شئ وكان كثيرا ما ينكب الناس.
755 - على بن الحسن بن على بن الفضل، أبو منصور الكاتب، المعروف بابن صربعر (3): أخو ابى الحسن احمد الذى تقدم ذكره، كان من فحول الشعراء ذا جزالة وفصاحة مع رقة وسلاسة، وكانت له معرفة تامة بالادب، سمع أبا الحسين عليا وأبا
القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران وأبا عبد الله احمد بن محمد بن خالد الكاتب وأبا الحسن على بن عمر بن احمد الحمامي وغيرهم، روى عنه أبو سعد احمد بن محمد الزوزنى وابو الحسن على بن هبة الله بن عبد السلام الكاتب وفاطمة بنت ابى حكيم عبد الله بن ابراهيم الخيرى - روت عنه الاخبار الموفقيات للزبير بن بكار.
اخبرني شهاب الحاتمى بهراة قال: سمعت أبا سعيد بن السمعاني يقول: سمعت أبا الحسن بن عبد السلام يقول: كان نظام الملك يقول لابي منصور بن الفضل أنت ابن صردر لا ابن صربعر، قال ابن السمعاني: وقد هجاه الشريف أبو حفص بن البياضى ببيتين ظلمه وما أنصفه: لئن أبرز الناس قدما أباك * فسموه من شحه صربعرا
__________
(1) في (ج): منى.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(3) انظر: شذرات الذهب 3 / 322.
ووفيات الاعيان 1 / 259.
(*)(3/186)
فإنك تنثر ما صره * عقوفا له وتسميه شعرا واخبرني أبو عبد الوهاب بن على الامين، اخبرنا فاطمة بنت ابى حكيم عبد الله بن ابراهيم الخبرى قالت: انبانا أبو منصور على بن الحسن بن الفضل الكاتب، انبانا أبو عبد الله احمد بن محمد بن عبد الله بن خالد الكاتب، انبانا أبو محمد على بن عبد الله بن العباس بن المغيرة الجوهرى، انبانا أبو الحسن احمد بن سعيد ابن عبد الله الدمشقي، حدثنى الزبير بن بكار، حدثنى أبو ضمرة، حدثنى نوفل بن مسعود أنه سمع أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ثلاث من لقى الله وهن فيه حرم على النار وحرمت عليه: إيمان با لله ورسله، والثانية حب الله عز وجل، والثالثة أن توقد نار فيلقى فيها أحب إليه من أن يرجع الى الكفر (1).
وبالاسناد حدثنا الزبير، اخبرني سفيان بن عيينة قال: تبع محمد بن المنكدر جنازة رجل يقال له عمران بقره بسيفه، فعوتب في ذالك وقيل له: مثل ذلك لا يتبع جنازة مثل هذا، فقال: والله إنى لاستحيى من الله عز وجل أن يرانى أرى ورحمته قد عجزت عن أحد من خلقه.
اخبرني جعفر بن على بن هبة الله المقرئ بالاسكندرية، انبانا أبو طاهر احمد بن محمد السلفي انشدني القاضى أبو القاسم محمود بن يوسف البرزندى التفليسى، انشدنا أبو منصور على بن الحسن بن الفضل المعروف ابن صربعر الكاتب ببغداد لنفسه.
يا مانح العين عدمت الروا * من حوض هذا القلب كم تستقى من شيمه الماء انحدار فلم * ماء فؤادى أبدا يرتقى اخبرني شهاب بن محمود الحلبي بهراة، أنشدنا عبد الكريم بن محمد بن منصور المروزى، أنشدني أبو الحسن على بن هبة الله بن عبد السلام الكاتب، انشدنا أبو منصور على بن الحسن بن الفضل الكاتب لنفسه: صرعتهم عيون ذاك السيف * يا صاحبي وأين منى صحبى يوم أبدوا تلك الوجوه علمنا * إنما يشهر السلاح لحرب
__________
(1) انظر الحديث في: كنز العمال 43340.
(*)(3/187)
لحظات أسماؤهن استعارا * ت وما هن غير طعن وضرب إن أحب داعى الهوى غير راض * فالصد بالله اكرها بلبى هل أرى في السهاد مسحا بعينى * من أمرى في الرقا دليلا بقلبي أمل كاذب قطاف ثمار * من غصون ملتفة بالعصب كلما رنح النسيم فروع البان * هزت أعطافها بالعجب
إن روض الخدود ليس لرعى * وخمور الثغور ليس لشرب أرى ميتة تطيب بها النفس * وقبلا يلذ غير الحب لا يزل بى عن العقيق ففيه * وطرى إن قضيته أوحى نحبى أجمل أن لا أزور ديارا * يوم بانوا دفنت فيها لبى لا رعيت الغرام إن قلت * للصحبة حفى عنه وللعيش هبى وقفه بالركاب يجمع فيها * فرحة لى وراحة للركب في كناس الارطى سبهه * لقينا حماها العفاف من الحجب قبل ما استضحكت لنا ما طعمنا * إن قرى الذل في الزلال العذاب طلعت وجهه وقابلها البدر * فسوت ما بين شرق وغرب كل شئ حسبته من تحتها * سوى عدها الصبابة ذنبي واخبرني الحاتمى، أنشدنا ابن السمعاني، أنشدنا أبو الحسن بن عبد السلام، أنشدنا أبو منصور بن الفضل لنفسه: شدوا على ظهر الصبا رحلى * إن الشباب مطية الجهل إن أخرت نفسي الى أمد * دبرتها في الشيب بالعقل إن امغرب في مواطنه * من عاش في الدنيا بلا خل وإذا الفؤاد ثوى بلا وطر * فكأنه ربع بلا أهل من للظباء سواى يقنصها * إن أسكرتني خمرة العدل أو غلت في حوض الهوى أنفا * للقلب أن يبقى بلا شغلي وخدرت سلوانا فسمتهم * أن يحرموني لذة الوصل فضلت دموعي عن مدى حزنى * فنكيت منقتل الهوى قتلى ما من ذوى شجن يكتمه * إلا أقول متيم مثلى(3/188)
يخفى ولا يخفى على نظرى * علم الخضوع ومبسم الذل يا فاتكا أضراه أن له * قتل بلا قود ولا عقل لم لا تريق دما وصاحبه * لك جاعل في أوسع الحل بعد الغزلان الحدور لقد * كحلت مهاجرهن بالختل يرمين في ليل الشباب لكى * يخفى على مواقع النبل لو لم يرد بى السوء خالفها * ما ضم بين الحسن والبخل اقذف عدوك إن أردت به * دهبا من الاعين النجل يبلغن كل العنف في لطف * وسلن أقصى الجلد بالهزل هبهم لو وعدوني فطيفهم * من ذا الحسن على مطل قد كنت أنهكه معاقبه * لولا ادكارى حربه الرسل وعهودهم بالرمل قد نقضت * وكذاك ما بينى علي الرمل إذا أزمعوا صرما فلم عقدوا * يوم الكتيب بحبلهم حبلى لا توثق إلا سواء بينهم * إلا رشا الفاحم الرحل كيف الخلاص ومن قدودهم * وخدو دهم ونهودهم عقلي وإذا الهوى ربط النفوس فما * يغنيك حل يد ولا رجل صحبى الاولى أرخوا مطيهم * حتى أناخوها بذى الاثل من يطلع شرفا فيعلم لى * هل روح الرعيان بالابل أم قعقعت عمد الخيام أم * ارتفعت قناتهم على النزل أم غرد الحادى بقافية * منها غراب البين يستملى إنى أخادر من رحيلهم * ما خادرت أم من الثكل إن كان ذاك فصادفوا نقما * يعمى الدليل به عن السبل واخبرني الحاتمى أنشدنا ابن السمعاني، أنشدني أبو سعد احمد بن محمد الزوزنى،
أنشدني أبو منصور على بن الحسن بن الفضل لنفسه: ماذا يعيب رحال الحي في النادى * سوى جنوني على إدمائه الوادي نعم هي الزاد مشغوف به سعيت * والماء خامت عليه غلة الصادى يا صاحبي أبيوم الروع تنجدني * فكيف يوم النوى حرمت الحادى(3/189)
وما سلكت فجاج الارض مفترسا * حتى ضمنت ولو بالنفس إسعادى من أين يعلم أن البين وخزته * في الصدر أسلم منها ضربة الهادى لا در درك إن وريت عن خيرى * إذا سئلت وإذا شمت حسادي قل للمقيمين بالبطحاء إن لكم * بالرقمتين أسيرا ما له فادى يد العواذل تطويه وتنشره * شبه المريض طريح بين عواد ليت الملامة سدت كل سامعة * فلم تجد مسلكا أرجوزة الحادى فإن رويت أحاديث الذين نأوا * فعن نسيم الصبا والبرق إسنادى أكلف القلب أن يهوى وألزمه * صبرا وذلك جمع بين أضداد وأكتم لركب أوطاري وأسألهم * حاجات نفسي لقد أتعبت روادى هل مدلج عنده عن منكم خبر * وكيف يعلم حال الرائح الغادى قالوا تعرض لغزلان النقا بدلا * امقنعي شبه أجياد لاجياد إن الظباء التى هام الفؤاد بها * يرعين ما بين أحشاء وأكباد نزلن من أنفس العشاق من حرم * فليس يطمع فيها حبل صياد وأنشدنا الحاتمى، أنشدنا ابن السمعاني، أنشدنا أبو سعد الزوزنى، أنشدنا أبو منصور بن الفضل لنفسه: لو كنت أشفق من خصيب بنان * ما زرت حيكم بغير أمان ما صبوة دبت الى خديعة كالخمر تسرق يقظة النشوان
انظر فما غض الجفون بنافع * قلبا يرى ما لا ترى العينان ولذاك عنفني النصوص فلم أقل * إن الصبا شيطانه أغراني فعلمت أن الحب فيه غواية * مغتالة للشيب والشبان ما فوق أعجاز الركاب رسالة * تلهى ففيم مجيئة الركبان عذرا فلو علموا جواك لسالموا * غزلان وحره عن غصون البان قولا لكثبان العقيق تطاولي * دون الحمى امدادك بالطمحان ولتنفس الرجل زفرة مدنف * إن لم يغثه الدمع بالهملان عجل الفريق وكل طرف أثرهم * متعثر اللحظات بالاطعان وكأنما ردى يوم لقيتها * بالدمع قد نسجا من الاجفان(3/190)
كلف بجلدى الذى يستطيعه * هل في إلا قدرة الانسان ولئن صببت على الهوى بحشاشتى * فالحب شر متالف الحيوان يدرى الذى نصح الفؤاد بنيله * أن قد رمى كشحيه حين رماني لو لم تكن عفرت على أطلالهم * عينى لما سفحت بأحمر قانى متأولين على الجفون تحننا * فالدمع يمطرهم بذى ألوان ولو أنه ماء لقالوا دمعه * ريق الكمى ومناهل الاغصان ولنعم هينمة النسيم محدثا * عن طيب ذاك الجنب والاردان إن لم يكن سهل اللوى وحزونه * وطنى فإن أنيسه خلانى ولو أنهم جلوز وود بحلبه * كلغى وقلت الدار بالجيران علق يلاعب بى ورب لبانة * شامية شغفت فؤاد يمان هل يبلغني دراهم مذمومة * بالشوق موقرة من الاشجان فعسى أميل الى القاب مناجيا * بضمائر ثقلت على الكتمان
وأطارد المقل اللواتى بفتكها * تملى على مقاتل الفرسان متجاذبين من الحديث طرائفا * يصغى لطيب سماعها النضوان كرر لحاظك في الخدوج فبعدعا * هيهات أن يتجاوز الحيان من بعد ما أرغمت أنف رقيبهم * حتفا وحضت حمية الغيران وطرقت أرضهم وتحت سمائها * عدد النجوم أسنة الخراسان أرض جداولها السيوف وعشبها * نبع وما ذكروا من المران في معشق عشقوا الدخول وآثروا * شرب الدماء بها على الالبان قوم إذا خبأ الضيوف جفانهم * ردت عليهم ألسن النيران قرأت في كتاب ابى نصر هبة الله بن على بن المجلي بخطه قال: على بن الحسن بن على بن الفضل أبو منصور الكاتب شاعر مجود بديع محسن، جمع بين رقة المحدثين وقوة (1) المتقدمتين، ولم يك في المتأخرين أرق طبعا منه مع جزالة كلام وبلاغة معنى، وكان مدح أمير المؤمنين القائم بأمر الله ووزيريه أبا القاسم بن المسلمة وأبا نصر بن
__________
(1) في الاصل، (ج): قدره.
(*)(3/191)
جهير، ومدح ولده ابا منصور بن جهير وابا المعالى بن عبد الرحيم الوزير وغيرهم، وأكثر شعره مديح، وله مراث (1) يسيرة.
وحدث (2) عن بعض ادباء الرؤوساء أنه قال: ابن الفضل الكاتب أشعر من مهيار كتبت ديوان شهره جميعه ولم يقدر لى أن أسمع منه شيئا فأنشدنيه ناصر بن محمد بن على عنه، وكان قد قرأ القران بروايات، وله صوت حسن إذا تلاه، وكان قيما بالادب 03) غزير الفضل، وسمع ابا الحسين بن بشران وابا القاسم بن بشران وغيرهما روى عنه أبو عبد الله الصوري شيئا من شعره، وسمع هو والخطيب بقراءته على الشيوخ.
قرأت في كتاب ابى على بن البناء قال: وفي يوم الاربعاء لسبع بقين منه يعنى شهر ربيع الاول سنة خمس وستين وأربعمائة سمعت أن الفرس كبا بابن الفضل الكاتب الذى يسمع معنا الحديث ويلقب بابن صربعر فدقت عنقه، وكان قد ظلم أهل شهرابان وسعى بهم، وكان يقول الشعر وخلط في دينه.
قرأت في كتاب ابى الفضل احمد بن الحسن (4) بن خيرون بخطه وانبانا نصر الله بن سلامة الهيتى، انبانا محمد بن ناصر قراءة عليه عن ابن خيرون قال: سنة خمس وستين وأربعمائة أبو منصور على بن الحسن بن الفضل الكاتب سقط في بئر فهلك في صفر، وكان قد سمع الكثير من ابني بشران وغيرهما، وكان يحفظ القران وقال الشعر، ودكر ابن نصرون في رواية أخرى أنه بباب أبرز 756 - على بن الحسن بن على بن ابى الطيب، أبو الحسن الباخرزى الكاتب: من اهل باخرز ناحية من نواحى نيسابور، كان من أفراد عصره في الادب والبلاغة وحسن النظم والنثر، يبدأ (5) في صباه طرفا من الفقه على ابى محمد الجوينى، وسمع الحديث منه ومن ابى عثمان الصابونى وابى الفضل عبيد الله بن احمد المكيال (6)
__________
(1) في (ب): مرات.
(2) في (ج): حديث.
(3) في (ج): كثير الادب.
(4) في (ج): بن الحسين.
(5) هكذا في الاصول.
(6) في (ب): الكيالي.
(*)(3/192)
وابى عبيد الله محمد بن ابراهيم بن محمد بن يحيى المزكى، ثم استغل بالكتابة وخدم في ديوان الرسائل، وقدم بغداد في أيام الامام القائم بأمر الله - صلوات الله عليه وسلامة - ومدحه، واتصل بالوزير ابى نصر الكندرى وزير السلطان طغرلبك، وخدم
بالبصرة مدة وصنف كتابا سماه " دمية القصر " ذكر فيه شعراء عصره، وله ديوان شعر مشهور، روى ببغداد شيئا من شعره، روى عنه أبو شجاع فارس بن الحسين الذهلى اخبرني شهاب الحاتمى، حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: ولما ورد على بن الحسن الباخرزى بغداد مدح القائم بأمر الله بقصيديه التى صدرها ديواته وهي: عشنا الى أن رأينا في الهوى عجبا * كل الشهور وفي الامثال عش رجبا أليس من عجب ابى ضحى ارتحلوا * أوقدت من ماء دمعى في الحشالهبا وأن أجفان عينى أمطرت ورقا * وأن ساحة خدى أنبتت ذهبا وإن تلهب برق من جوانبهم * توقد الشوق في جنبى والتهبا فاستهجن البغداديون شعره وقالوا: فيه برودة العجم، وانتقل الى الكرخ وسكنها وخالط فضلاءها وسوقتها مدة، وتخلق بأخلاقهم، واقتبس من اصطلاحاتهم، ثم أنشأ قصيدته التى أولها: هبت نسيم صبا تكاد تقول * إنى إليك من الحبيب رسول سكرى تجشمت الربى لتزورني * من علتى وهبوبها معلول فاستحسنوا وقالوا: تغير شعره ورق طبعه.
ذكر أبو الحسن على بن ابى القاسم زيد البيهقى في كتاب " مشارب التجارب " في اخبار الوزير ابى نصر الكندرى قال: كان على بن الحسين الباخرزى شريكه (1) في مجلس الافادة من الموفق النيسابوري في سنة أربع وثلاثين وأربعمائة فهجاه على بن الحسن فقال مداعبا: أقبل من كندر (2) مسيخرة * للنحس في وجهه علامات وذكر أبياتا، فلما تمكن الكندرى في ايام السلي ان طغرلبك وصار وزيرا محكما
__________
(1) في النسخ: شكره.
(2) في الاصل، (ب): كيدر.
(*)(3/193)
ورد عليه على بن الحسن وهو ببغداد في صدر الوزارة في ديوان السطان، فلما رآه الوزير قال له: أنت صاحب " أقبل " ؟ فقال له: نعم، فقال الوزير: مرحبا وأهلا، قال: قد تفاءلت بقولك " أقبل " ثم خلع عليه قبل إنشاده وقال له: عد غدا وانشد ! فعاد في اليوم الثاني ونشد هذه القصيدة: أقوت معاهدهم بشط الوادي * فبقيت مقتولا وشط الوادي وسكرت من خمر الفراق ورقصت * عينى الدموع على غناء الحادي في ليلة من هجره شتوية * ممد.
دة مخضوبة بمداد عقمت بميلاد الصباح وإنها * في الامتداد كليلة الميلاد منها أيضا: غر الاعادي منه رونق بشره * وأفادهم بردا على الاكباد هيهات لا يخدعهم إيماضه * فالغيظ تحت تبسم الاساد فالبهو منه بالبهاء موشح * والسرح منه مورق الاعواد وإذا شياطين الضلال تمردوا * خلالهم قرناء في الاصفاد فلما فرغ من إنشاد هذه القصيدة أمر له بألف دينار مغربيه.
قرأت على محمد بن عبد الواحد الهاشمي عن محمد بن عبد الباقي، أنبانا أبو عبد الله محمد بن ابى نصر الحميدى إذنا أنشدني أبو شجاع فارس بن الحسين بن فارس الذهلي أنشدني أبو الحسن على بن ابى طالب الباخرزى لنفسه بمدينة السلام: القبر أخفى من سترة للبنات * ودفنها يروى من المكرمات أما رأيت الله سبحانه قد * وضع النعش بجنب النبات قرأت في كتاب ابى شجاع فارس بن الحسين الذهلى بخطه وأنبانيه عبد الوهاب الامين عن ابى القاسم بن ابى غالب عنه أنشدني الاستاذ الجليل أبو القاسم على بن
الحسن بن ابى الطيب الباخرزى: سلام على وكرى وإن طوى الحشا * على حسرات من فراخ بها رعب(3/194)
ووالهة غيرى إذا اشتكت النوى * سقى نرجساها الورد باللؤلؤ الرطب أ أذكر أيام الحمى لا وحقها * فلى إيناسى إن ذكر الحمى يصبى ألم ترنى ويترك بالشرق عزمه * رمتني كالسهم المريش إلى المغرب وطيرت نفسي فهى أسرى من القطا * وعهدي بها من قبل أرسى من القطب اخبرني الحاتمى بهراة قال: سمعت ابا سعد بن السمعاني يقول: قتل على بن الحسن الباخرزى في ذى القعدة سنة سبع وستين (1) وأربعمائة بباخرز ودفن بها وهو في أيام الكهولة، قتل في مجلس أنس على يد بعض المجاديل في الدولة النظامية وظل دمه هدرا.
757 - على بن الحسن بن على بن عبد الله العطار المؤدب المقرئ، أبو القاسم ابن على الخباز، المعروف بابن الاقرع: أخو الكاتبة فاطمة، سمع ابا الحسن محمد بن محمد بن محمد ب ابراهيم بن مخلد البزاز.
اخبرنا أبو على ضياء بن احمد بن ابى على، أنبانا محمد بن عبد الباقي البزاز، انبانا أبو القاسم على بن الحسن بن على العطار المقرئ و (2) انبانا أبو الفرج عبد المنعم ابن عبد الوهاب الحرانى قرأت عليه أنبانا أبو القاسم على بن احمد بن محمد الكاتب قال: أنبانا أبو الحسن (3) بن مخلد، انبانا أبو على الصفار، حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا جرير بن عبد الحميد عن عمارة بن القعقاع عن ابى زرعة عن ابى هريرة رضى الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الصدقة أفضل ؟ قال: " لتنبان أن تصدق وأنت صحيح شحيح، تأمل البقاء وتخاف الفقر ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا، ألا وقد كان لفلان (4) ".
أنبانا أبو القاسم الازجى عن أبى بكر محمد بن على بن ميمون المقرئ، أنبانا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون قال: توفي على أخو الكاتبة في ربيع الاول سنة سبعين وأربعمائة.
__________
(1) في الاصول: سبع وسبعين.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(3) في (ب)، الاصل: أبو الحسن.
(4) انظر الحديث في: مسند أحمد 2 / 250.
والسنن الكبرى للبيهقي 4 / 190.
(*)(3/195)
758 - على بن الحسن بن على، أبو الحسن الميانجي: قاضى همذان، كان مشهورا بالفضل والنبل، حسن المعرفة بالفقه والادب، قدم بغدا وتفقه على القاضى ابى الطيب البري، وسمع الحديث من ابى الحسن على بن عمر القزويني وابى الحسين احمد بن على التنورى وابى محمد الحسن بن محمد الخلال، وروى شيئا يسيرا، روى عنه أبو على بن جوانشير اليزدى (1).
اخبرنا عبد الوهاب بن على الامين، انبانا عبد الخالق بن احمد بن عبد القادر بن يوسف أن أبا على الحسن بن الحسين بن محمد بن جوانشير أخبره أنشدني أبو الحسن على بن الحسن الميانجي ببغدا لابي بكر العنبري: يا راقدا والدهر يقظان له * ما كل غاد للامور برائح ذى الدار ما خلقت لتبقى أهلها * فعلام يشمت فاطن بالنازح كل يصير الى مصير واحد * ويبيت بين جنادل وصفائح إن غر مغرور بيوم مسرة * فغدا يفادحه بخطب فادح ربحت تجارة من غدا مقتنعا * إن القناهة رأس مال صالح أنبانا ذاكر بن كامل عن محمد بن طاهر المقدسي قال: سمعت على بن بجير الحافظ
بهمدان يقول سمعت القاضى على بن الحسن الميانجى أجاز شهادة صوفي وغيره وقال: هو ومرفقيه شاهدان.
اخبرني شهاب الحاتمى بهراة قال: سمعت ابا سهد بن السمعاني يقول: قرأت بخط الامام ابى إسحاق الشيرازي في كتاب كتبه الى الميانجى القاضى: " كتابي - أطال الله بقاء سيدنا قاضى القضاة الاجل العالم الاوحد وأدام علوه ورفعته وتمكينه وبسطته وكبت أعداءه وحساده - من بغداد، ونعم الله متوالية وله الحمد، ومنذ مدة لم أقف على كتاب وأنا متوقع لما يرد من جهته لاسر به وأسكن إليه "، وكتب عنوانه: " شاكره والمفتخر به والداعى له ابراهيم بن على الفيروز آبادي ".
واخبرني الحاتمى قال: سمعت ابا سعد بن السمعاني يقول: قتل القاضى الميانجى في مسجده في صلاة الصبح في شوال سنة إحدى وسبعين وأربعمائة.
__________
(1) في النسخ: الزدى.(3/196)
759 - على بن الحسن بن على بن الحسك، أبو الحسن البروجردي: سمع ابا على بن الحسن بن احمد بن شاذان، وحدث باليسير، وتوفي يوم الجمعة الرابع والعشزين من شوال سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة، ودفن من يومه، ذكر هذا أبو غالب شجاع بن فارس الذهلى ونقلته من خطه.
760 - على بن الحسن بن على بن احمد بن دانج بن حمدان بن مؤمل بن زهير ابن نوفل بن حارثة الثعلبي، أبو الحسن الدولعى الواعظ: (1).
تفقه على ابى الخطاب الكوذانى، وكان عالما بالمواقيت، قد رصد النجوم وعاناها وعرف مطالعها ومغاربها، وله ذلك كتاب سماه " المرشد "، سمعه منه الحافظ أبو عامر محمد بن سعدون العبدرى وابنه أبو بكر عبد الله، ورأيت بخط ابى محمد بن الخشاب على وجه هذه الكتاب: " هذا أبو الحسن الدولعى صديقنا وقد أوقفته على
أشياء ووافق عليها "، وقد ضرب في حواشى الكتاب غير موضع بخطه.
قرأت في كتاب ابى بكر المبارك بن كامل بن ابى غالب الخفاف بخطه قال: مات على الدولعى ليلة الجمعة خامس شوال سنة ست وعشرين وخمسمائة، ودفن بباب حرب يوم الجمعة.
761 - على بن الحسن بن على، أبو الحسن المشرف: ذكره أبو بكر المبارك بن كامل الخفاف في معجم شيوخه، وروى عنه إنشادا.
762 - على بن الحسن بن على بن الاخرم، أبو الحسن الدلال: والد عبد الصمد الذى تقدم ذكره، سمع ابا عبد الله مالك بن احمد بن على البانياسي، وحدث باليسير، سمع منه أبو بجيح محمود بن ابى المرجا الطلحى الاصبهاني وابو بكر المبارك بن كامل الخفاف وأخرج عنه جديثا في معجم شيوخه.
قرأت على ابى عبد الله احمد بن محمد بن الحيرى بأصبهان عن ابى نجيح الطلحى، أنبانا على بن الحسن بن الاخرم الدلال أبو الحسن ببغدا، أنبانا أبو عبد الله بن احمد المالكى، انبانا احمد بن محمد بن بن الصلت، حديثا ابراهيم الهشمي، حدثنا أبو عبيد الله
__________
(1) انظر: شذرات الذهب 4 / 79.
(*)(3/197)
المخزومى، حدثنا عبد الله بن الوليد، حدثنا شفيان عن زبيد عن ابراهيم بن مسروق عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ليس من من ضرب الخدود وشق الحيوب ودعا بدعوى الجاهلية " (1).
اخبرناه عاليا أبو الغنائم محمد بن طالب بن زيد بن شهريار بأصبهان، أنبانا السيد أبو الرضا حيدر بن محمد بن الحسن العلوى الحسنى قرأءة عليه، أنبانا أبو عبد الله مالك بن احمد المالكى ببغداد.
763 - على بن الحسن بن على بن صدقة، أبو الحسن بن الوزير ابى على (2).
تقدم ذكر والده، كان يلقب بشرف الدولة، وكان ينوب عن والده في ديوان المجلس، وكان يكتب خطا مليحا على طريقة ابن البواب، وكان أديبا فاضلا، كتب بخطه كثيرا من كتب الادب ودواوين الشعر، وولى النظر بديوان واسط، وانحدر إليها فمرض بالعراق وأصعد الى واسط قأدركه أجله بها، سمع الحديث من ابى الحسن على ابن محمد بن على بن العلاف وابو القاسم على بن الحسين الربعي وعلى بن احمد ابن محمد بن بيان وغيرهم، وحدث باليسير، قرأ عليه عبد الخالث وهو (3) أسن منه وأقدم إسنادا، وروى عنه أبو سعد بن السمعاني.
اخبرني شهاب الحاتمى بهراة، حدثنا أبو سعد بن السمعاني من لفظه قال: على بن الحسن بن على بن صدقة الوزير شاب غزير الفضل وافر العقل، له معرفة تامة باللغة، حسن الخط مليحه، دين خير، مشغول بالعبادة والعزلة، سمع بقراءتي بمكة والمدينة وبغدا على المشايخ، كتب عنه وسألته عن مولده فقال: في المحرم سنة تسع وتسعين وأربعمائة.
انبانا عبد الكريم بن محمد بن احمد الاصبهاني عن ابى الفضل احمد بن صالح بن شافع الجيلى قال: توفي أبو الحسن على بن الحسن بن صدقة الوزير بواسطة ليلة الجمعة ثامن ذى القعدة سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة (4).
__________
(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 103، 104، 4 / 223.
وصحيح مسلم، كتاب الايمان باب 44.
(2) انظر: معجم الادباء 13 / 48 - 50.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(4) في (ب)، (ج): هذا آخر الحزء من نسخة أصل الاصل، بسم الله الرحمن الرحيم.
(*)(3/198)
764 - على بن الحسن بن على بن الشيخ، أبو الحسن بن ابى غالب البزاز:
حمو ابى الفضل محمد بن ناصر الحافظ، كان شيخا صالحا من أولاد المحدثين، تقدم ذككر والده، سمع اباه والشريف ابا العز محمد بن المختار بن المؤيد وابا الغنائم محمد بن على بن ميمون النرسى وابا غالب شجاع بن فارس الذهلى وغيرهم، وحدث باليسير، سمع منه الشريف، وابو الحسن على بن احمد الزيدى وابو الفضل احمد بن صالح بن شافع الجيلى وابو بكر محمد بن ابى غالب الباقدارى وشيخنا أبو بكر عبد الله بن مبادر البقابوسى الضرير.
انبانا أبو بكر البقابوسى، انبانا أبو الحسن على بن الحسن بن على بن الشيخ البزاز قراءة عليه وانبانا احمد بن احمد الشاهد بقراءتي عليه، أنبانا نصر الله بن عبد الرحمن الشيباني قراءة عليه قالا: انبانا الشريف أبو العز محمد بن المختار بن المؤيد قراءة عليه، حدثنا أبو الحسن على بن عمر القزويني إملاء، حدثنا محمد بن على بن سويد، حدثنا احمد بن محمد العسكري الطرسوسى، حدثنا الربيع بن سليمان، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا محمد بن الفضل عن على بن زيد قال: سمعت سعيد بن المسيب يحدث عن على رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أسبغ الوضوء في البرد الشديد كان له من الاجر كفلان ومن أسبغ الوضوء في الحر الشديد كان له الاجر كفل (1).
أنبانا عبد الكريم بن محمد الاصبهاني عن ابى الفضل احمد بن صالح بن شافع الجيلى قال: توفي على بن الحسن بن الشيخ جمو شيخنا ابن ناصر يوم الاثنين منتصف جمادى الاخرة سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة، وقرأت عليه وكان سماعه صحيحا.
765 - على بن الحسن بن على، أبو الحسن الزميلى (2).
من ساكنى رحبة جامع القصر، كان فقيها فاضلا، حافظا لمذهب الشافعي، حسن المعرفة، ويعرف الاصول معرفة تامة، وله تعليقة في الخلاف، ويعرف الاصول ويحفظ اللغة والنحو، ويكتب خطا مليحا على طريقة ابن البواب، وكان حسن الاخلاق متواضعا سخيا محبوبا الى الناس، قرأ الفقه على يوسف الدمشقي، والاصول على
__________
(1) انظر الحديث في: الترغيب 1 / 158.
ومجمع الزوائد 1 / 237.
والاحادى الضعيفة 839، 840.
(2) انظر: معجم المؤلفين 7 / 64.
(*)(3/199)
ابى الحسن بن الابنوسي، وسمع الحديث بنفسه من ابى الفضل محمد (1) بن عمر الارموى وابى الحسن محمد بن طراد الزينبي وابى القاسم على بن عبد السيد بن الصباغ وغيرهم، ورتب معيدا بالمدرسة النظامية ومتوليا لارقافها، وكان مرشحا للتدريس بها ولقضاء القضاة إلا أن أجله حال بينه وبين ذلك، وكانت فيه بلاغة، وله نظم ونشر حسن، حدث باليسير، سمع منه أبو بكر عبيد الله بن على التميمي ومعروف المقرئ.
أنشدنا معروف بن مسعود المقرئ من لفظه وحفظه، أنشدني أبو الحسن بن الزميلى لنفسه: وليس عجيبا أن تدانت منية * لحى ولكن العجيب بقاءه ومن جمع أضداد نظام وجوده * فأوجب شئ في الزمان فناءه فسبحان من لا يعتريه تغير * ومن بيديه نقضه وبناءه وأنشدنا معروف المقرئ أنشدني أبو الحسن بن الزميلى لنفسه وكتب بها الى الامير شليمان بن جاووش لما مرض وارتعشت يداه وتغير خطه - وكان يكتب خطا مليحا: طول سقمى والذى يعتادني * صيرا الرائق من خطى كذا كل شئ هدما سلمت منك * لي نفس ووقيت (2) الاذى انبانا الشريف أبو البركات الزيدى عن ابى الفرج صدقة بن الحسين بن الحداد الفقيه قال: مات ابن الزميلى يوم الجمعة العشرين من جمادى الاولى سنة تسع وستين وخمسمائة، ودفن بالوردية، وكان شابا حسنا، وفقيها حسنا، ويكتب خطا حسنا،
وكان يترشح لتدريس النظامية وللقضاء فما صح له أبدا (3) 766 - على بن الحسن بن على بن ابى الاسود، أبو الحسن، المعروف بابن النيل (4) البيع: من أهل باب الازج، كان عم شيخنا ابى المعالى هبة الله بن الحسين، سمع أبوي * (هامش * (1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) في (ب): وقت.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل، (ب).
(4) في الاصل، (ج): اليل.
(*)(3/200)
القاسم على بن الحسين الربعي وعلى بن احمد بن محمد بن بيان وغيرهما، وحدث باليسير، روى لنا عنه ابن الاخضر.
حدثنا أبو محمد بن الاخضر من لفظه، أبانا أبو الحسن على بن الحسن بن ابى الاسود المعروف بابن النيل البيع بقراءتي عليه من أصل سماعه، أنبانا أبو القاسم على ابن الحسين بن عبد الله الربعي، حدثنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن ابراهيم البزاز، أنبانا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير الخلدى، حدثنا أبو جعفر محمد ابن عبد الله بن سليمان، حدثنا أبو الاسباط يعقوب بن ابراهيم المعلم، حدثنا عبد الرحمن بن ابى حماد عن الحسن بن حي وعمار بن زريق عن ابى إسحاق عن سعيد ابن ابى كريب (1)، عن جابر رضى الله عنه قال: أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما توضأوا فلم يمس أعقابهم الماء (2)، فقال: ويل لللاعقاب من النار " (3) بلغني أن مولد على بن النيل في أحد الربيعين من سنة ثمان وثمانين وأربعمائة.
قرأت بخط القاضى ابى المحاسن عمر بن على القرشى قال: توفي على بن الحسن بن النيل يوم الجمعة في العشر الاول أو الثاني من ذى الحجة من سنة تسع وستين
وخمسمائة.
767 - على بن الحسن بن على بن المعمر بن باهوح، أبو منصور بن ابى سالم: تقدم ذكر والده، كان مع والده بمصر، ثم إنه تحنث وسكن باللاذقية من ساحل الشام، ذكر لي أبو عبد الله محمد بن سعيد الحافظ الواسطي أنه لقيه بمكة حاجا في الثامن عشر من ذى الحجة سنة أربع عشرة وستمائة، وأنه روى له شيئا من شعر أبيه أنشدني أبو عبد الله الواسطي، أنشدني أبو منصور علي بن الحسن بن على بمكة، أنشدني ابى لنفسه بديار مصر: دار الهوى بين الصراة وبابل * حياك مرتجز المرث الوايل لا بل سقيت رجوع حربك للاولى * كانوا حليا للزمان العاطل
__________
(1) في (ج): ابى كرب.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الاصول كلها.
(3) الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
(*)(3/201)
ليعود جوك في المنازل الس * - اوي ومنتجع الفطين الاهل وعلى الكثيب مجمر من نبهه * كالبدر من حسن وليس بآفل حجبوه بالبيض الفواصل ما دروا * من حسنة وسيوفهم كالفاصل رشأ كان لحافظه مطرودة * قدمت بها عرضا وجنبه باسل فكأن سحر بلاغة في لفظه * أخذ يعقدها نوافث نابل عوفيتموا ومن العجائب مغرم * يدعو غراما بالشفاء لقاتل سمعت ابا عبد الله الواسطي يقول: سألت ابا منصور بن ابى سالم عن مولده، فقال: ولدت ببغداد في يوم الاثنين ثانى عشرى شوال سنة ثلاث وستين وخمسمائة بباب الازج.
768 - على بن الحسن بن عنتر بن ثابت، أبو الحسن النحوي، المعروف بالشميم (1): من أهل الحلة السيفية كان أديبا فاضلا مبرزا في علم اللغة والنحو، وله مصنفات كثيرة في ذلك، وله إنشاد وخطب ومقامات ونظم ونثر كثير جيد، لكنه كان أحمق قليل الدين رقيعا، يستهزئ بالناس ولا يحترم أحدا، ولا يعتقد ان في الدنيا مثله وكان ولا يكون ابدا، قدم بغداد في صباه، وأقام بها مدة يقرأ الادب على ابى محمد بن الخشاب وغيره حتى برع في ذلك، ثم إنه سافر الى بلاد الجزيرة والشام، فورد حلب ودمشق وغيرها من البلاد ومدح الملوك، ثم انه دخل ديار بكر، وكان يتردد ما بينها وبين الموصل وما والاها من بلاد الجزيرة، ويقرأ الناس عليه ويستفيدون منه الى أن علت سنه وأدركه أحله بالموصل عن تسعين سنة أو ما قاربها، ويحكى عنه حكايات عجيبة في رقاعته وقلة ديانته وفساد عقيدته نعوذ بالله من ذلك.
سمعت القاضى اب القاسم عمر بن أحمد العقيلي بحلب يقول: سمعت محمد بن يوسف بن الخضر الحنفي يقول: كان الشميم النحوي يبقي أياما لا يأكل إلا التراب، فكل ما يلقيه من الرجيع يابسا قليل الرطوبة ليس بمنتن فيحطه في جيبه، فكل من دخل إليه يخرجه من جيبه ويشمه إياه ويقول: انظروا الى ما ألقيه وشموا رائحته فانني قد تجوهرت ! فلذلك دعى بالشميم.
__________
(1) انظر: وفيات الاعيان 3 / 26.
ومعجم الاباء 13 / 50.
والاعلام 5 / 83.
(*)(3/202)
انشدنا أبو محمد عبد الرحيم بن هاشم بن احمد الخي يب بحلب انشدني أبو الحسن على بن الحسن بن عنتر الحلى النحوي لنفسه.
كنت حرا فمذ تملكت رقي * باصطناع المعروف أصبحت عبدا إشهدت أنعمك على لك الاع * - ضاء منى فما أحاول جحدا (1)
وجدير بأن يحقق ظن * الجود فيه منللنوال تصدى (2) وانشدنا عبد الرحيم انشدنا على بن الحسن الحلى لنفسه: شد ما نابك الغرام على نا * ئل يا نور ناظري والجوى بى فأدل للحشى القريح (3) من الوج * - د الذى خامر الجوى بالجواب قال: وأنشدنا على بن الحسن الحلى لنفسه: كدت إذ حث بك البي * - مطايا الاين سوقا أصحب الحين حياتي * يا شقيق العين شوقا قال: وأنشدنا على بن الحسن الحلي لنفسه: يفدي بما أفدى الردى من مهجتي * سكن أجاب دعاء من..إذ دعا ألهاه عن مسراه ما ألقاه من * ولهي عليه فودان ما ودعا فمن ادعى أنى يطول لي البقا * ءإلى اللقاء فإن زورا ما ادعا قال: وأنشدنا على بن الحسن النحوي لنفسه: ليت من طول بالش * - ام نواه وثوى به جعل العود إلى الزو * راء من بعض ثوابه أترى يوطئنى الده * - ر ثرى مسك ترابه أو ترى ما نور عيني * موطئا لي وترى به أنشدنا عبد الرحيم بن هاشم بن أحمد الخطيب بحلب، أنشدنا على بن الحسن بن عنتر الحلى النحوي لنفسه:
__________
(1) في النسخ، حجرا.
(2) في النسخ: نصرا.
(3) في الاصل، (ب): للقروح.
(*)(3/203)
له العلم الاعلى الذي نشابه * يصاب من الامر الكلى والمفاصل لعاب الافاعي العاملات وأرى * الحنا اشتارته أيد عواسل إذا ما امتطى الخمس اللطاف وأفرعت * عليه شعاب الفكر وهى حواف وقد رفدته الخنصران وسدت * لثلاث نواحيه الثلاث الانامل رأيت جسيما خطبه وهو ناحل * ضني ويمينا جده وهو هازل قرأت في كتاب ابى على بن الحسن بن على بن عمار الموصلي بخطه قال: ثبت مصنفات (1) ابن الحسن بن عنتر بن ثابت الحلى له " منتزه القلوب في التصحيف "، " النكت المفحمات في شرح المقامات "، " أرى المشتار في القريض المختار "، " الحماسة الحلوية "، " برة التأميل في عيون المجالس والفصول "، مناح المنى في إيضاح الكني "، " نتائج الاخلاص في الخطب "، أنس الجليس في التجنيس "، " أنواع الرقاع في الاسجاع "، " المرازى في التعازي "، " خطب نسق حروف العجم "، " الاماني في التهانى "، " المفاتيح في الوعظ "، " معاياة العقل في معاناة النقل "، " الاشارات المعرية "، " المرتجلات في المسجلات "، " المخترع في شرح اللمع "، " المحتسب في شرح الخطب "، " المهتصر في شرح المختصر "، " التحميض في التغميض "، " بداية الفكر في بدائع النظم والنثر "، " خلق الادمي ولواحقه "، " الركوبات " - مجلدان، " رشائل لزوم ما لا يلزم في نسق حروف المعجم " كراسان، " المنائح في المدائح " مجلد، " نزهة الافراح في صفات الراح " أربع كراريس، " الموكبية " كراس، مجتنى ريحانة الهم في اشتقاق الحمد والذم "، " الخطب المستضيئة "، " حرز النافث من عبث العابث "، " الخطب الناصرية "، " حدث المشرب المنتاب "، " الباصى حلى الشباب "، " شعر الضبي "، " مجلد، " إلقام الالحام في تفسير الاحلام "، " كم صار أرباب الاقاليم والامصار في الطب "، " سمط الملك المفضل في مدح المليك الافضل "، " مناقب الحكم ومثالب الامم " مجلدان، " اللماسة في شرح الحماسة ".
سمعت محمد بن عبد الله بن المغربي بدمشق يقول: مات على بن الحسن بن عنتر النحوي المعروف بالشميم بالموصل في ليلة الثاني عشر من ربيع الاول (2) سنة إحدى وستمائة وحضرت جنازته.
__________
(1) انظر أسماء مصنفاته في هدية العارفين 1 إ 703 وفيها اختلاف عما هنا.
(2) في معجم الادباء: ربيع الاخر.
(*)(3/204)
769 - على بن الحسن بن القاسم بن عبد الله بن محمد بن الحسن بن المترفق، أبو الحسن الصوفي (1): نزل طرسوس وحدث بدمشق ومصر بحكايات المشايخ عن ابى الحسن على بن الحسن بن سلام الفارسى وابى الحسين احمد بن محمد المالكى وأبى عمرو بن علوان وابى العباس احمد بن محمد الدامغاني وابى الحسن على بن عبد الله الطرسوسى وابى عمر النجار والمحلي صاحبي ابى بكر الشبلى وابى الحسن العباد وابى على الحسن ابن عبد الله بن محمد الازهرى وابى بكر بن الخلدى وعلى بن مهدى وابى الفضل العباس ابن احمد الخواتيمى الطرسوسى وسليمان بن احمد بن ابى صلابة الرقي وسليمان بن احمد بن أيوب الطبراني وابى القاسم عبد الله بن محمد الموصلي الخطيب وابى بكر محمد بن احمد بن الحسن المصيصى الفراء وابى على بن محمد بن على الاسفرايينى وابى احمد عبد الله بن عدى الجرجاني وابى بكر احمد بن محمود المروزى القاضى، روى عنه من أهل دمشق أبو نصر بن الحبان وابو الحسن بن السمسار وعبد الوهاب الميداني وتمام الرازي وابو عبد الله محمد بن على بن ابى عقيل الصوري وابو الحسن محمد بن على بن محمد بن شجاع الربعي وابو على الاهوازي ورشأ بن نظيف وابو القاسم بن الحنائى.
ومن اهل مصر أبو القاسم هبة الله بن ابراهيم بن عمر الصواف الخولاني
وابو إسحاق ابراهيم بن سعيد الحبال قال: سمعت ابا الحسن على بن الحسن بن المترفق الصوفي البغدادي يقول: سمعت ابا الحسن على بن الحسن بن سلام الفارسى يقول: سمعت ابا العباس احمد بن محمد بن منصور الواعظ، سمعت النوري، سمعت الجنيد يقول: اشتغل الناس بالدنيا والعقبى ففاتهم من له الدنيا والعقبى.
حدثنا ابراهيم بن سعيد الحبال بقراءته علينا من لفظه قال: سمعت ابا الحسن على ابن الحسن بن المترفق الصوفي البغدادي سمعنا ابا الحسن (2) على بن (3) عبد الله بن الطرسوسي يقول: سمعت الثوري يقول وقد سئل عن الصوفي فقال: من صفا من
__________
(1) في النسخ: أبو محمد عبد الله.
(2) في النسخ: ابا الحسين.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الاصول.
(*)(3/205)
الكدر وامتلى من الكفر (1) وتخلى عن البشر واعتدال عنده الذهب والحجر.
أخبرنا حمزة بن على الحرانى ببغداد وزيد بن الحسين الكندى بدمشق قالا: أنبانا أبو الحسن محمد بن احمد العكبرى، أنبانا أبو بكر احمد بن على بن ثابت الخطيب، أنبانا احمد بن ابى جعفر القطيعى، حدثنا على بن الحسن بن المترفق الطرسوسى سمعت عبد الله بن عدى يقول: سمعت عصمة بن بحماك (2) يقول: سمعت ابا عمرو الطفيلي يقول: سمعت أستاذى يقول في قول الله عز وجل (ثم إن مرجعهم لالي الجحيم) قال: الاكل من الحاصل.
اخبرنا الحسن بن محمد الشافعي بدمشق، أنبانا عمى أبو القاسم على بن الحسن الحافظ أن على بن الحسن المترفق البغدادي ثم الطرسوسى توفي في شعبان سنة سبع وأربعمائة.
770 - على بن الحسن بن المبارك بن محمد بن الخل، أبو القاسم بن
ابى الحسين الشاعر (3): تقدم ذكر والده، كان يلقب فخر الزمان، مدح الامامين المستنجد با لله وابنه المستضئ يأمر الله، وكان أرق شعرا من أبيه.
كتب الى أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب الاصبهاني ونقلته من خطه قال: على بن ابى الحسين بن الخل شاب فيه أدب وظرف وذكاء وفطنة وكياسة وليلقة وتودد الى الناس، أنشدني لنفسه ببغداد سنة إحدى وستين: وجه الصبوح صبيح * من الهموم مريح ومبرك اللهو رحب * نصر الرياض فسيح والطل جاء يشير * والظل سار يسيح وللنسيم هبوب * على الرياض طريح وللسحابة جفن * من الدموع قريح والبلبل المتغني * فوق الغصون يصيح
__________
(1) في الاصل: الكفر.
(2) هكذا في الاصول.
(3) انظر: تلخيص مجمع الاداب 4 / 242.
(*)(3/206)
والورد في قضب الدو * ح كالنجوم يلوح نسيمه بغرام الص * - ب المشوق يبوح وظن ترك اصطباح * فيه جميلا قبيح قرأت في كتاب " مدائح الامام المستنجد با لله " لابي جعفر عبد الله بن محمد بن المهتدى بالله بخطه قصيدة أوردها لعلى بن الحسن بن الخل وهى: جود كفيك للاماني كافى * أن يرجي سح الحيا الو كاف
وأياديك لم يشمهن عاف * تركته بربع ظن عافي ومغانيك مغنيات إذا أم * - ت لنيل الاسعاد والاسعاف لم يزرها مشف من الفقر إلا * وحبته من النوال بشافي لك ورد صاف وربع مريع * وجناب رحب وظل واف ويد بجزل العطاء ارتباحا * غير منسوبة إلى إسراف دأبها الرزق للنتور وللضي * - ف بتبيين الصفاح أو بالصحاف وخلال وفضل قول على شه * - ب نجوم السما وموف وواف منذ سست الورى ورضيت ال * - ليالي آذنتهم صروفا بانصراف فغمام الاقبال غير جهام * وسوام الامال غير عجاف يا قليل الالاف في ضيقه ال * - مارق باسا وواهب الالاف بك عاد الزمان حيا وقد كا * ن رميما تسقى عليه السوافي أي حرب لم تقتحمها وقد * اظلم فيها ليل الوغى الرقاف وضياء الضباح يستره النق * - ع وتبديه لامعات الرهاف والعوالي موائل بأكف السو * س ميل الاغصان والاحقاف فوق طرف كالطرف كمرداس أط * - راف وسح القنا لهتك طراف كلما أخبات من اليقين صعيد * حسبته الانصار في تجفاف تبغي إذا أديرت كؤوس * فسكرن الفتى بغير سلاف بثياب رأس إذا وسمت شم * الرواسى بالطالسات الخفاف وسيوف لا يتبعن عمودا * غير هام الغطارف الاشعاف لامام الاسلام ذي البذل وال * إنعلم مولي الالاء والالطاف(3/207)
الحفي الوفي والواهب السا * كب رب الايلاف والاخلاف
والقري في قرى الفلاة إذا ما ال * - قرا بذى حدوب حصب الفيافي بلسان للنار لا يعرف النط * - ق سوى دعوة الاضياف والشطى والندب ورب المذاكي * والضبي للبيض والقنا للرعاف والرواق المضروب في كاهل المج * - د العلي الممتنع الاطراف ديم العز لا يزال على أط * - لاله من حجبة الاحلاف حدر خلق مثل السلاف * يلقيه غلاه عن ظاهر الاسلاف لهم هزة الرماح إذا ما ال * - روع شبت وعزة الاسياف يا مليكا فاقت سجاياه حد * الوصق إذا كان فائق الائصاف مدحي فيك ليس ترضى إذا ما * سرت سيرا إلا من الاحلاف واللهى تفتح اللها والعطايا * في متون الفلا مطايا القوافي فاحتسبها عذرا دقت معاني * - ها وجلت عن الوصف الوصاف وأق ما هبت النسيم فأضحت * قضب البان لدنة الاعطاف قرأت بخط على بن الحسن بن المبارك بن الخل قال: مولدي في العشرين من ذي القعدة سنة تسع وعشرين وخمسمائة.
771 - على بن الحسن بن محمد بن شاذان بن حرب بن مهران، أبو الحسن: حدث عن محمد بن غالب بن حرب، روى عنه ابن أخيه أبو بكر احمد بن ابراهيم ابن الحسن بن محمد بن شاذان في معجم شيوخه.
أنبانا عبد الوهاب بن على عن محمد (1) بن عبد الباقي أن الحسن بن على الجوهرى اخبره عن ابى بكر احمد بن ابراهيم بن الحسن بن شاذان، أنبانا عمى على ابن الحسن بن شاذان، حدثنا محمد بن غالب بن حرب، حدثنا قيس بن حفص الدارمي، حدثنا مسلمة بن علقمة، حدثنا داود بن ابى هند عن شهر بن حوشب عن الزبرقان عن النواس بن سمعان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الكذب يكتب على ابن آدم
إلا ثلاث: الرجل يكذب بين الرجلين ليصلح بينهما، والرجل يحدث امرأته ليرضيها
__________
(1) في (ج): بن على بن محمد.
(*)(3/208)
بذلك، والكذب في الحرب والحرب خدعة (1).
772 - على بن الحسن بن محمد بن عبد الله، أبو الحسن الصقلى القزويني: سمع بدمشق ابا غياث ياسين بن عبد الصمد بن عبد العزيز وابا يعقوب إسحاق بن يعقوب بن ايوب بن زياد الدارانى، وببغداد ابا بكر بن كامل القطيعي وابا حفص بن شاهين وابا الفتح القواس وابا الحسن احمد بن محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ وابا جعفر محمد بن الحسن بن على الاصم وابا الصيدا ناحية بن حبان بن بشر الصيداوي ئابا بكر احمد بن محمد بن هارون المقرئ الرازي، وبالكوفة ابا عبد الله محمد بن مطر ابن سند القرشى، وبواسط ابى بكر المارستانى ومحمد بن على الطبراني، وحدث بالبردان من اعمال بغداد.
وروى عنه عبد السلام بن زكريا البردانى.
أنبانا يوسف بن المبارك بن كامل بن ابى غالب الخفاف، انبانا أبو المكارم المبارك ابن على الهمداني قراءة عليه عن ابى الحسن محمد بن احمد بن البردانى، حدثنا القاضى أبو الحسين عبد السلام بن زكريا بن القاسم البردانى فراءة عليه في حامع البردان: حدثنا أبو الحسن على بن الحسن بن محمد بن عبد الله (2) الصيقلى بالبردان قال: سمعت ابا بكر محمد بن احمد العوفي، حدثنا عبد الصمد بن محمد قال: قيل لابي سعيد البلخي: لم كان (3) كلام السلف أنفع من كلام الخلف ؟ قال: لانه كان مرادهم من كلامهم ثلاثة أشياء: عز الاشياء، ونجاة النفوس، ورضى الرحمن، ومرادنا من كلامنا ثلاثة أشياء: عز النفوس، وطلب الحطام، وثناء الناس.
أنبانا احمد بن شهردار بن شهرويه بن شهردار الهمداني، أنيانا ابى، اخبرني هبة الله بن احمد الابر شهدى في كتابه، انبانا محمد بن عبد الله الابهري قال: سمعت عطية
الاندلسي وسألته عن الصيقلى: فقال: كان حافظا ولكنه كان يركب الاسناد يعضه على بعض.
سمعت ابا زيد الخليلي القزويني قال: مات الصيقلى يوم عرفة سنة ثلاث وأربعمائة، وولد سنة خمس وثلاثمائة.
__________
(1) انظر الحديث في: إتحاف السادة المتقين 10 / 73.
(2) في (ج): عبد السلام.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل، (ج).
(*)(3/209)
773 - على بن الحسن بن محمد، أبو الحسن الاهوازي المقرئ: صنف في القراءات مفردات، سمعها منه وكتبها عنه أبو الفتح عبد الواحد بن الحسين بن شيطا المقرئ ورأيتها بخطه.
774 - على بن الحسن بن محمد بن عثمان بن مليح، أبو المعالى البزاز: سمع الكثير من الشريقين ابى الحسين محمد بن على بن المهتدى با لله وابى الغنائم عبد الصمد بن على بن المأمون وابى جعفر محمد بن احمد بن المسلمة وابى محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصريفينى وابى الحسين احمد بن محمد بن احمد بن النقور وابى عبد الله الحسين بن منصور المخرمى وغيرهم، وحدث باليسير، روى عنه أبو المعمر الانصاري وابو بكر بن كامل.
أنبانا ذاكر بن كامل بن ابى غالب الخفاف، حدثنا اخى أبو بكر المبارك بن كامل من لفظه، أنبانا على بن مليح البزاز واخبرنا أبو المعالى محمد بن صافي النقاش بقراءتي عليه، أنبانا أبو بكر محمد بن الحسين المزرفي قراءة عليه قالا: حدثنا محمد بن على بن المهتدى، أنشدنا احمد بن محمد بن المكتفي، أنشدنا الصولي للمعتضد: يالا حظي بالفتور والدعج * وجد فهل لي لديك من فرج أشكو ليك الذى إمتين ال * وقاتلي بالدلال والغنج
حللت يالطرف والجمال من * الناس محل العيون والمهج قرأت بخط ابى الفضل بن شافع قال شيخنا أبو الفضل بن ناصر: على بن مليح البزاز سمعت منه أحاديث وبعد انصرافي الى خراسان كانت كتبه تصل الى وانفذ إليه جوابها.
كتب الى أبو محمد القاسم بن على بن الحسن بن هبة الله الشافعي قال: ولد ابى في المحرم سنة تسع وتسعين وأربعمائة، سمعت يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي بحلب يقول: سمعت ابا محمد القاسم بن على بن هبة الله الشافعي يقول: توفي والدى ليلة الاثنتين ثاني عشر رجب سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، ودفن بمقابر باب الصغير.(3/210)
775 - على بن الحسن بن يعقوب، أبو الحسن النهرواني المتعبد: ذكر الحافظ أبو القاسم ابن عساكر أنه سكن دمشق، وحدث عن ابى إسحاق ابراهيم بن حاتم بن مهدى البلوطي، روى عنه على بن محمد الحنائي.
776 - على بن الحسن، أبو الحسن (1) الكاتب، المعروف بابن الماشي ة (2): كان من مشايخ الكاتب وأعيانهم، وله صناعة في الخراج وتقدم في الحساب، وصنف في ذاك كتبا، وكان يتصرف في أعمال السلطان، ذكره أبو عبد الله المرزبانى وقال: رأيته شيخا كبيرا بعد العشر وثلاثمائة وجاوز التسعين وله شعر، وقد حكى عن الفضل بن مروان وزير المستنصر بن المتوكل، روى عنه على بن هشام الكاتب.
777 - على بن الحسن الطيالسي علان: ذكره القاضي أبو الوليد يوسف بن محمد بن الفرضى في كتاب " الالقاب " من جمعه، وذكر أنه بغدادي، يروى عن عباس بن حمد الدوزرى وصالح بن احمد بن حنبل روى عنه محمد بن عبد الملك بن أيمن (3) والقاسم بن أصبغ.
ثم قال: أنبانا احمد بن عبد الله بن عبد الرحيم، حدثنا محمد بن عبد الملك، حدثنا على بن الحسن الطيالسي علان ببغداد، حدثنا صالح بن احمد بن حنبل، حدثنى ابى قال: سمعت محمد بن ادريس الشافعي يقول: سمعت مالك بن أنس يقول: سمعت ابن عجلان يقول: إذا أعقل الناس العالم " لا أدرى " أصيب مقاله.
778 - على بن الحسن بن الزجاج، أبو الحسن الزاهد: من ساكني باب الطاق، ذكر طلحة الشاهد أنه مات في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة في جمادى الاخرة لعشر بقين منها.
779 - على بن الحسن الثقفي: حدث بأصبهان عن ابى جعفر محمد بن الحسن بن بدينا الموصلي، روى عنه أبو
__________
(1) في المراجح السابق: أبو الحسين.
(2) انظر هدية العارقين 1 / 680.
(3) في الاصل بياض مكان " أيمن ".
(*)(3/211)
عمر عبد الرحمن بن طلحة بن محمد الطلحي.
اخبرنا أبو عبد الله محمد بن الحسين بن طاهر النهرواني، أنبانا أبو سعد احمد بن محمد بن البغدادي، أنبانا الفضل بن عبد الواحد بن محمد بن النجاد، حدثنا أبو عمر عبد الرحمن بن طلحة بن محمد بن عيسى التيمي الطلحى إملاء، حدثنا على بن الحسن الثقفى البغدادي بأصبهان، حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسن الموصلي الدقاق، حدثنا أبو صالح محمد بن جعفر بن ابى الازهر، حدثنا فضيل بن عياض عن أشعث عن سوار عن الحسن عن عثمان بن ابى العاص قال: كان آخر ما عهد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قال لي: " صل بأصحابك صلاة أشفقهم فإن فيهم الكبير والضعيف وذا الحاجة " (1).
780 - على بن الحسن الصيرفي، أبو الحسن الزاهد:
سكن بيت المقدس، وصحب ابا الخير الاقطع وطوف الشام.
كتب الى أبو محمد القاسم بن على بن الحسن الشافعي أن ابا محمد هبة الله بن أحمد (2) بن طاوس أخبره، انبانا أبو الفرج سهل بن بشر الاسفرايينى قال: أملى على أبو المعالى المشرف بن المرجا المقدسي بصور حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن الشيرازي قال: أول من جالست أبو الحسن على بن احسن الصيرفي البغدادي، وكان رجلا زاهدا متعبدا، وكان يتكلم على الناس بعد صلاة العصر في مسجد بيت المقدس في محراب معاوية، فقال له بعض الشيوخ: يستند الشيخ ؟ فقال: ما حولت وجهي عن القبلة الا وقفت عينى على ما اكره، وما روى قط الا متوجها الى القبلة، قال: وقال لي والدى أبو على الحسن وكنت أراه كثير الخلطة به فسألته عن ملازمته إياه، فقال: يا بنى ! هذا صاحب ديوان، بالله يتغدى، وكان يسمي جهبذ الجهابذة، رمى بالدنيا ولبس جبة صوف وسلك الحجاز على الوحدة عزا الى طرابلس ورجع الى المقدس فرزقه الله لسانا في علم التوحيد يدق على مسامع من الناس، ولقد سمعته يقول: نزلت على ابى الخير النينائى فأقمت في ضيافته ثلاثة أيام ودعته وأردت الانصراف من عنده، فودعني ودفع فإذا فيه درهم وندمت على وزنى إياه.
وتوفي هذا الشيخ وهو في
__________
(1) انظر الحديث في: المعجم الكبير 9 / 47.
وكنز العمال 20451، 22861.
(2) في (ج): بن محمد.
(*)(3/212)
صلاة الوتر قرأ (قل هو الله أحد) فلما قال (ولم يكن له كفوا أحد) فاضت نفسه.
781 - على بن الحسن، أبو الحسن، البغدادي: حدث بدمشق إملاء في سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة عن ابي جعفر عبد الله بن ابراهيم الاصبهاني، المعروف بكيولا، روى عنه أبو الحسن على بن الخير بن محمد الحلبي إمام مسجد الخشابين بدمشق وبها سمع منه.
782 - على بن الحسن، أبو البركات العلوى الاقطسى، من اهل المدائن: أنبانا أبو القاسم الازجى عن ابى الرجاء احمد بن محمد بن الكسائي قال (1) كتب الى أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن احمد الشيرازي، أنشدني القاضى أبو الحسن على بن المفضل بن العباس المؤيدى الحنفي الطالقاني قاضى المدائن الزاهد مع الحاج من بغداد بالدامغان حفظا أنشدني أبو البركات على بن الحسن العلوى الاقطسى المدائني بالمدائن، أنشدنا الوزير أبو الوفا الشيرازي وزير ليحيى بن معز الدولة قال بلغني ابا عمرو بن العلاء أنشدني الوزير ليزيد بن الطثرية: ومن هانني في كل حال وهيئة * على كبدي كانت شفاء انامله فديت الذى لو مر برد بنانه * فلا هو يعطينى ولا أنا سائله 783 - على بن الحسن السامري: روى عنه أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه الشيرازي في " حكايات الصوفية " من جمعه.
اخبرنا سليمان وعلى ابنا محمد بن على الموصلي قالا: انبانا عمر بن احمد بن منصور النيسابوري قدم علينا، انبانا على بن عبد الله الحدى، حدثنا أبو عبد الله بن باكويه، اخبرني على بن الحسن السامري بها سمعت جعفر بن القاسم يمعت الجنيد بن محمد سمعت السقطى وهو ابن المفلس يقول: بدوت يوما من الايام وأنا حدث فطاب وقتي وجن على الليل وأنا بفناء جبل لا أنيس به، فناداني مناد من جوف الليل: لا
__________
(1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل، (ج) (*)(3/213)
تدور القلوب في الغيوب حتى تذوب النفوس من مخافة فوت المحبوب ! قال فتعجبت وقلت: جني يناديني أم إنسى ؟ قال: بل جنى مؤمن با الله جل وعلا ومعي أحدا في، قلت: فهل عندهم ما عندك ؟ قال: نعم وزيادة، قال: فناداني الثاني منهم: لا يذهب
من البدن الفترة إلا بدوام الغربة ! قال فقلت في نفسي: ما أبلغ كلامهم، فناداني الثالث منهم: من أنس به في الظلام لا يبقي له الاهتمام ! قال: فصعقت فما أفقت إلا برائحة الطيب وإذا برجسة على صدري فشممته فأفقت فقلت: وصية يرحمكم الله ! فقالوا جميعا: ابى الله أن يحيى إلا به قلوب المتقين، فمن طمع في غير ذلك فقد طمع في غير مطمع، ومن اتبع طبيبا مريضا دام عليه ! وودعوني ومضوا، وقد أتى على حين فلا أزال أرى بركة كلامهم موجودة في خاطري.
784 - على بن الحسن، أبو الحسن الكاتب العاقولي: روى عن ابيه وغيره، روى عنه أبو الحسن بن مقسم.
كتب الى احمد بن محمد الشاهد الاصبهاني أنبانا أبو على الحسن بن أحمد الحداد قراءة عليه وأنبانا أبو طالب الجوهرى بقراءتي عليه، أنبانا محمد بن عبد الباقي، انبانا حمد بن احمد الحداد قالا: أنبانا أبو نعيم احمد بن عبد الله الحافظ، أنبانا أبو الحسن (1) احمد بن محمد بن مقسم، حدثنا أبو الحسن العاقولي الكاتب، حدثنا عيسى صاحب الديوان، حدثنى بعض أصحاب جعفر قال: سئل جعفر بن محمد، لم حرم الله الربا ؟ قال: لئلا يتمانع الناس المعروف.
785 - على بن الحسن بن العلاف الواسي ى، أبو الحسن الشاهد (2): شهد عند القاضى ابى عبد الله الحسين بن هارون الضبى في يوم الاربعاء لليلة بقيت من شهر ربيع الاول سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة فقبل شهادته له، وتوفي يوم الاحد لتسع بقين من شهر ربيع الاخر سنة ثلاث وأربعمائة ببغداد عن ثلاث وسين سنة، ذكر ذلك هلال بن المحسن الكاتب ونقلته من خطه.
786 - على بن الحسن، أبو الحسن، المعروف بالدنف: كان شيخا ظريفا من أهل الادب، مات في الثاني من صفر سنة تسع عشرة وأربعمائة.
__________
(1) في الاصول: أبو الحسن.
(2) انظر: حلية الاولياء 3 / / 194 (*)(3/214)
787 - على بن الحسن، أبو طاهر، المعروف بابن الحمامي: كان أديبا فاضلا شاعرا مليح الشعر، وكان يخدم ملوك بنى نوبة ويترسل منهم الى الاطراف، روى عنه القاضى أبو تمام الواسطي وابو الحسن بن الصابى وابو الحسن بن نصر شيئا من شعره.
أنبانا أبو بكر الجيلي عن محمد بن ناصر، أنبانا أبو عبد الله الحميدى بقراءتي عليه أنشدنا القاضى أبو تمام على بن محمد بن الحسن الواسطي، أنشدنا أبو طاهر على بن الحسن بن الحمامي لنفسه: اصطلح الناس على البخل * ونافقوا في القول والفعل لو سئلوا الرد لنطنوا به * إذ سرعة الرد من البذل قرأت على محمد بن محمد بن الحسن عن محمد بن عبد الباقي أن محمد بن ابى نصر اخبره انبانا أبو الحسن محمد بن هلال بن المحسن بن الصابئ، حدثنى والدى، حدثنى أبو طاهر على بن الحسن الحمامي لما هرب أبو القاسم المغربي من مصر كتب الى الحاكم بالله: وأنت - وحسبي أنت - تعلم أن لي * لسانا أمام المجد يبنى ويهدم وليس حليما من يبأس يمينه * فيرضى ولكن من يعض فيحكم انبانا عبد الوهاب بن على الامين عن محمد بن عبد الباقي الانصاري قال: كتب الى أبو غالب محمد بن احمد بن بشران الواسطي، انبانا أبو الحسن، أنشدنا أبو الحسن محمد بن على بن نصر الكاتب، أنشدنا أبو طاهر على بن الحسن المعروف بابن الحمامى صديقنا لنفسه قوله (1): يا غادرا ضمن المودة والوفا * وأحل من بعد الضمان محلتي
أصببتني حتى عرفت صبابتي * وسررتني حتى بلوت سريرتي ثم انطويت على الجفاء ولو أرى * ما قد رأى لطويت عنك طويتي ومن العجائب والعجائب جمة * أني رأيت منيتي من منيتي
__________
(1) ما بين المعقوفتين ساقط من الاصل، (ب).
(*)(3/215)
حدثني أبو طاهر على بن الحسن بن الحمامي حديقنا قال لما ورد شهاب الدولة أبو كامل منصور بن الحسين الى بغداد سألته (1) حاجة جعلت ابا الفتح ابن النجار كاتبه سبيلها وكان لي صديقا فأبطأت عني قليلة فكتبت إليه أبياتا سألته عرضها عليه، أولها: يا دهر لو عدت إلى صلحي * ما كنت إلا قاسر القدح في كل يوم منك لي وقعة * مولة ترحب من جرحي فقال لي بعد خطوب خيرت (2) * مفتاح ما تبقى أبو الفتح فاقدح به زندك في كل ما * تروح منه لو رمى القدح إنك إن تاجرته مادحا * يضيق عنه سعة المدح وما الذي ينظم في مدح من * فزت بآمالك في الربح أما ترى الدهر وأحداثه * دائبة تعمل في ذبحي قل لشهاب الدولة المرتجي * واعدل إلى الجد عن المزح عندك هذا طارح نفسه * عليك فاعرف حرمة الطرح واهززه في سائر ما يقتضي * يهز منه عامل الرمح ما زلت أدعو الله في قربة * فحين وافاني بلا كرح حل ببغداد ولكنه * أبعد عني من فم الصلح وهى اكثر من هذا، ولكني اقتصرت منها على العرض، قال: فلما قرئت عليه قال: يا ابا الفتح هذه أبيات وقد حرك السلسلة بقوله: أبعد عني من فم الصلح، اقض
حاجته وعجلها ! ففعل أبو الفتح ذلك.
قرأت في كتاب " التاريخ " لهلال بن المحسن الكتاب بخطه قال: سنة تسع وعشرين وأربعمائة في يوم الاحد السادس عشر منه - يعني صفر - توفي أبو طاهر علي بن الحسن بن الحمامي استادار، ومولده في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.
788 - على بن الحسن، أبو بكر الكاتب، المعروف بالقهستاني (3): أصله من الرخج، كان كاتبا سديدا فاضلا أديبا شاعرا مجيدا بليغا، وكان يكتب
__________
(1) في (ج): سأله.
(2) في (ب)، (ج): حرب.
(3) انظر: معجم الادباء 13 / 21 - 31.
(*)(3/216)
لمحمد بن محمود بن سبكتكين في ايام أبيه لما قلده الخوزستان وكان يميل إلى الفلسفة ويي عن عليه في دينه بسببها وكان مزاحا لطيفا ظريفا، قدم بغداد ومدح بها الامامين القادر بالله وابنه القائم بأمر الله والوزيرين أبا طالب بن أيوب وأبا القاسم بن المسلمة، ثم خرج من بغداد قاصدا خراسان وتولي الاشراف على أعمالها في سنة خمس وثلاثين وأربعمائة.
قرأت في ديوان شعر ابى بكر القهستانى قصيدة مدح بها الامام القائم بأمر الله في محرم سنة أربع وعشرين وأربعمائة، وهى: على اجتماعنا بعد طول افتراق * يشفي غليلا من جوى واحتراق على وما يدرى امرؤ ماله * في الغيب من خط إليه يساق إن مع العسر يسرا وكم قد * فرج الله إذا الخطب ضاق رب اتفاق حسن للفتى * بذاك والدولة حسن اتفاق ان كان لم يبق السرور الذى با * ن فما الحزن الذى بان باق
لو لا التدانى لم يحس النوى * ولا استلذ الوصل لولا الفراق وإن شهى الوصل ما ناله * طالبه بعد حث اشتياق والبارد العذب حياة لمن * قاسى الصدى البرح وشرب الرعاق متى تباغي النفس منها دمى * طاب حين تقبيلها والعناق يا ما لاجفان نضت بيضها * عنها الليالي ما لهن انطباق ترقب وصل البيض إلى وهل * يحسن إلا القطع بيض رقاق من راق أم من الدم غير راق * وجدا على فقد الشباب المراق قدم يوم البين ما قد كبر * فوديه من صبغ القلوب الحداق في الله ما يسلى وفي عبده * سيد هذا الخلق بالاتفاق خليفة الله أبو جعفر وظل * - ه القائم ما قام ساق قام بامر الله وهو اذى * قامت به الارض وسبع طباق خبر عين الشمس فيه سنا * خبر عشقا دمعها في الملاق ويحل السحب ندى كفه * فدمعها من حزن غير راق رب على فاق المنى بعد ما * أزار منها الجهد مسح المآق(3/217)
فرع درى من قبل خلق الورى * وبعد أن يفنوا قدوة بواق لا كرم إلا له أو به كال * - بحر منه وإليه الشواق نور سواد القلب في حجبه * ورب ذى حجب كماء الصفاق اخلط بالعالم علما له مل * - كا كما الخضر حواه الني اق تلو رسول الله من إله إن * على الاعراف يحدى العتاق قبل ذكاء السن حاز المدى * كليلة الفطر هلال المحاق قد جمعت أشتات فخر له * ما ظطن بين اثنين منها ائتلاق
عم وما يشكر إنعامه * لانه تكليف ما لا يطاق ومدح الامام القائم قصيدة أخرى وأنشدها يوم الخميس ثالث المحرم سنة خمس وعشرين وأربعمائة في القصر الفاخر الصغير في الموكب الاشرف أولها: تذكر نجدا والحديث شجون * نجن اشتياقا والجنون فنون وأصبح في شغل من الوجد شاغل * جنون لعمري ذا العرام جنون وما خطرات الشوق إلا وساوس * تحركن قلبا هن فيه سكون هوى النفس فيها جوهر تستثيره * كأثر اليماني أخلصته قنون فبأتى على الاجسام أنفسها كما * تأكل من حد السيوف جفون وقد كان قبل البين جلدا فقد وهت * قواه وباتت في القناة وهون ويفيض مشيبا بالشباب وإنما ال * - مشيب فتور والشباب فتون وكان ولا الصخر الاصم صلابة * وكالصخر للنيران فيه كمون ليالى جنان بالصبى يستفزه * ونزها صباه شره ومجون يروق المهاه والاسد روق شبابه * وروضات جنات له وعيون يفارق شمس الشرق في بيت عقره * وللشهب من بعد إليه شقون ويسعى له ذو التاج من فوق عرشه * يراح وأقدام الملوك صفون تزف حواليه قلوب إذا بدا * وتتبعه حتى تغيب عيون يرى أن طرف العين حتى يوده * نوى قذف دون الحبيب سطون يظن به ما لا يظن لمثله * لضن به إن الضنين ظنون جموح إلى اللذات يستلب المدى * وأما على من لامه فحزون(3/218)
ألا إن ذاك العيش لا عيش مثله * وكل حياة دون ذاك منون وما الناس كل الناس إلا هم هم * فعادت سهول عندهم وحزون
أأنساهم أني إذا لمصيع * أأسلاهم أني إذا لخوون ومن عجب إن لم أمت من بعدهم * ولكن آجال الرجال حضون فان أك في قيد الحياة فانها * نفوس لها هذى الحسوم سحون يعز على البعد منهم وإنه * بقرب أمير المؤمنين يهون قرأت على ابى عبد الله الحنبلي بأصبهان عن ابى احمد الوراق أن عمه محمد بن عبد الواحد الدقاق أخبره أنشدني أبو عبد الله محمد بن الحسين الفارسى الواعظ، أنشدني أبو علي الجولقي، أنشدنا أبو بكر القهستاني لنفسه: لا يفطمنا فشديد بنا * فطامنا عن عرفك الجارى ما أول المنع كتابته إذا * ليس العمى المولود كالطارى اخبرنا جعفر بن على المقرئ بالاسكندرية، أنبانا أبو طاهر احمد بن محمد بن احمد الاصبهاني، أنشدني أبو طاهر إسماعيل بن عمر بن احمد القاضى بجرباذا قال أنشدنا أبو القاسم عابد بن محمد بن عبد الرحيم الثاني، أنشدنا أبو بكر على بن الحسن الكاتب القهستاني لنفسه: تعلم العلم فما إن على * صاحبه ضنك ولا أزل وإنما العلم لاربابه * ولاية ليس لها عزل قرأت في كتاب احمد بن الحسين بن المطهر الذبحانى بخطه وأنبانيه عنه أبو القاسم الازجي، أنشدنا أبو المعالي رجب بن قحطان الانصاري، أنشدني أبو الجوائز بن عبد الله الهاشمي الخطيب، أنشدني أبو بكر القهستاني لنفسه: إذا ضامني من لست أملك ضيمه * رقيت بألفاظ المدارة ايمه وراقبت ريح العزل في كل ساعة * تهب بواديه فتقشع غيمه 789 - على بن الحسن، أبو الحسن الكاتب: روى عن الملك العزيز ابى منصور خسرو فيروز بن الملك جلال الدولة ابى طاهر(3/219)
ابن بهاء الدولة بن عضد الدولة شيئا من شعره، روى عنه القاضى عزيزى بن عبد الملك الجيلي المعروف بشيدلة في مشيخته انبانا عبد الوهاب بن على عن ابى عبد الله حمزه بن المظفر الحاجب، أنبانا القاضى عزيزى بن عبد الله الجيلي قراءة عليه، أنشدنا الرئيس أبو الحسن على بن الحسن الكاتب بقرية لشبلي من نهر الملك، أنشدني الملك العزيز نصير أمير المؤمنين بن الملك جلال الدولة سلطان أمير المؤمنين لنفسه: أ عليل أنفاس النسيم ترفق * برسوم مسح والربى من خلق وإذا وثبت وسرت في عرصاتها * فاستثن جدتها التى لم تخلق على الزمان بعيد منيح كالذى * عاينت أو يبقى بقية ما بقى أرض إذا رق ولمستعين صحبتهم * رمنا بمنيح في الزمان الموبق باكرتهم والصبح يرفل في الدجى * وخنوف أقمصة الدجى لم تشقق والطير بين مصفق مستبشر * فرحا وبين مهوملم ينطق 790 - على بن الحسن، أبو منصور القرميسيني: علق الخلاف والمذهب عن القاضز ابى يعلى بن الفراء، وسمع منه الحديث، وزوج ابنته من ابى على بن البناء، فأولدها أبا نصر محمدا ابنه، وتوفي في رجب سنة ستين وأربعمائة، ودفن بمقبرة احمد وعمره ستة وثمانون سنة - ذكره أبو الحسين بن الفراء في الطبقات.
791 - على بن الحسن، أبو الحسن المزى: من اهل دمشق، قرأ القران على ابى الوحش سبيع بن قيراط صاحب ابى على الاهوازي وعلى غيره، وتفقه على ابى الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوى المصيصى، وقدم بغداد حاجا، وأقام أشهرا بالمدرسة النظامية، وروى شيئا يسيرا،
روى عنه ابن أخيه يوسف بن محمد بن مقلد الدمشقي إنشادا سمعه منه ببغداد.
792 - على بن الحسن الشانحانى: من اهل شيراز، كان أحد الشهود المعدلين بها، قدم بغداد طالبا للحج في شهر(3/220)
رمضان سنة تسع وخمسمائة، وروى بها عن الشريف ابى المختار احمد بن محمد بن على النوبندجانى العلوى شيئا من شعره، سمع منه أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد.
سمعت أبو المختار احمد بن محمد بن على النوبندجانى العلوى شيئا من شعره في العذار: اخضر بالرعب المنمنم خده * فالخد ورد بالبنفسج معلم يا عاشقين تمتعوا بعذاره * من قبل أن يأتي السواد الاعظم وبالاسناد: سمعت ابا المختار العلوى ينشد في عزاء عند قاضى القضاة الجواد عماد الدين طاهر بشيراز وقد توفي ليلا: على ثاضى القضاة نسيج وحده * سلام لا يزال حليف لحده سرى ليلا الى الرحمن شوقا * فسبحان الذى أسرى بعبده وسمعتها منه، منها: إن سنا أنسنا إن أنسنا * أنس نار أدمعت تعم دار أنسنا 793 - على بن الحسين بن احمد، أبو الحسن الشوبى: من اهل عكبرا، حدث عن ابي بكر احمد بن الحسين بن عبد العزيز العدل، روى عنه أبو منصور محمد بن محمد بن احمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبرى: 794 - على بن الحسين بن احمد بن عبد الله، أبو الحسن الناسخ، المعروف بالاعلم:
سمع ابا طالب محمد بن على بن الفتح العشارى والقاضي ابا المظفر هناد بن ابراهيم النسفي وغيرهما، وكتب كثيرا لنفسه وتوريقا للناس، ولم يبلغني أنه روى شيئا، قرأت بخي ابى على بن البناء قال: مات الاعلم الناسخ الحنبلي في الصفر من (1) سنة إحدى وستين وأربعمائة رحمه الله.
__________
(1) في (ب)، (ج): في النصف من شعبان.
(*)(3/221)
795 - على بن الحسين بن احمد بن ابراهيم بن جدا، أبو الحسن العكبرى: كان جيد الخط (1) مفيدا بخط ابى على بن البردانى، وكذا رأيته بخط ابى الفضل بن شافع وقال: كذا سمعته من أشياخنا ورأيته مضبوطا بخط أسلافنا، قرأ أبو الحسن الفقه على القاضي ابى يعلى بن الفراء، وسمع الحديث من ابى بكر احمد بن محمد بن غالب البرقانى وابى الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزاز وآباء القاسم عبد ارحمن بن عبيد الله الحرفي وعبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران وهبة الله بن الحسن بن منصور الطبري وابوى على الحسن بن شهاب العكبرى والحسن بن على المذهب وغيرهم، روى عنه أبو بكر محمد بن عبد الباقي البزاز وابو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد القزاز، وكان من شيوخ الحنابلة المشهورين بالديانة والعفة والنزاهة وكثرة العبادة، وكان فصيحا ذا لسن (2) في المجالس والمحافل بكلام مشهور ولفظ مذكور، وله تصنيف في الاصول.
اخبرنا أبو على ضياء بن احمد بن ابى على، انبانا محمد بن عبد الباقي البزاز، انبانا أبو الحسن على بن الحسين بن احمد بن جدا العكبرى قراءة عليه، انبانا أبو الحسن بن مخلد، حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو البخترى إملاء، حدثنا احمد بن إسحاق بن صالح الوزان، حدثنا عبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي أخو الامام ثقة، حدثنا يوسف بن محمد بن المنكدر عن ابيه عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا رأى
أحدكم بأخيه بلاء فليحمد الله عز وجل ولا يسمعه ذلك (3).
انبانا أبو القاسم الازجي عن ابى بكر محمد بن على بن ميمون الدباس، انبانا أبو الفضل احمد بن الحسن بن خيرون قال: توفي أبو الحسن على بن الحسين بن جدا العكبرى يوم الاحد السابع عشر من رمضان سنة ثمان وستين وأربعمائة، ودفن بباب حرب، وكان صالحا مستورا شديدا في السنة.
796 - على بن الحسين بن بكران، أبو الحسن الشاهد، المعروف بابن الطبيب:
__________
(1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) في (ب): ذا ليس.
(3) انظر الحديث في: كنز العمال 3510.
(*)(3/222)
كان من شهود القاضى ابى عبد الله الضبى، توفي في الخامس من ذى القعدة سنة سبع وتسعين وثلاثمائة، هكذا ذكره (1) هلال بن الصابئ ونقلته من خطه.
797 - على بن الحسين، أبو الحسن القطان: قرأت على ابى عبد الله الحنبلي بأصبهان عن الخضر بن الفضل بن عبد الواحد قال: كتب الى أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة الاسماعيلي، انبانا حمزة بن يوسف السهمى قراءة عليه، اخبرني أبو عبد الله الحسين بن بكر الوراق بالبصرة، حدثنا أبو الحسن على بن الحسين بن جعفر البغدادي القطان، حدثنا أبو عبيد الله بن الربيع الحيرى بمصر، حدثنا أبو لقمان، حدثنا أبو هاشم بن القاسم، حدثنا الثوري عن ابى إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن على رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتقوا غضب عمر فإن الله يغضب إذا غضب (2) 798 - على بن السين بن جعفر بن محمد بن سعيد، أبو الحسن القطان:
أظنه غير الاول، حدث عن ابى عبد الله محمد بن مخلد العطار الدوري، روى عنه القاضى أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي.
اخبرنا عبد الرحمن بن يوسف الكاتب، انبانا عبد الملك بن على الهمداني، انبانا أبو العلاء محمد بن نصر الحافظ وابو محمد عبد الغفار بن محمد بن عثمان القومساني قالا: انبانا أبو عبد الله الحسين بن احمد بن على الابهري الفقيه في ربيع الاخر سنة أربع وخمسين وأربعمائة، انبانا القاضى أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي بقراءتي عليه (3) بالبصرة، حدثنا أبو الحسن على بن الحسين بن جعفر بن محمد ابن سعيد القطان البغدادي، حدثنا محمد بن مخلد، حدثنا أبو بكر بن صدقة قال: سمعت محمد بن ابراهيم ابا بسطام السمين يقول سمعت ابى يقول: يمعت معروفا الكرخي يقول: من قال ثلاث مرات وكان في غم فرج الله غمه " اللهم احفظ أمة محمد اللهم ارحم أمة محمد اللهم عاف أمة محمد اللهم أصلح أمة محمد اللهم فرج عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
__________
(1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) انظر الحديث في: تاريخ بغداد 5 / 430.
وكنز العمال 32786.
ولسان الميزان 5 / 791.
(3) ما بين المعقوفتين في النص ساقط من الاصول.
(*)(3/223)
799 - على بن الحسين بن جلباب التنوخي، أبو القاسم الشاعر (1): من اهل معرة النعمان، هكذا رأيت اسمه ونسبه مقيدا بخط ابى محمد بن السمرقندى الحافظ، ذكر القاضى أبو القاسم التنوخي أنه مدح عضد الدولة ببغداد وأنشده وهو يسمع في يوم النيروز.
وذكر أبو منصور الثعالبي في كتاب " اليتيمة " عليا هذا في شعراء بغداد وقال: أحد أفراد شعراء الدهر في الشعر (2)، وذكر أنه مدح الامام القادر بالله والوزير ابا نصر
سابور بن أردشير، وأورد له من قصيدة مدح بها القادر بالله: وفي الدهر عن دهر بما هو واعد * فساخطه راض وشاكيه حامد وأدركت الرى الخلافة بعد ما * تجهمها عن مورد الحق ذائد رأت قادرا بالله لم يعد قدره * مدى العفو عما رام باغ وجامد رأينا به العباس معنى وصورة * فما عد عنا غائبا وهو شاهد تقبله فضلا أشاد بذكره * له قبله جد كريم ووالد كذاك الاصول الزاكيات ذواهب * الى ما رأتها بالزكاء المحاتد ومن يك لله المهيمن سعيه * ينل ساعيا في ظلمه وهو قاعد فلله ما تأتى والله ما ترى * وما أنت فيه صادر الامر وارد فملئت من رب السماء فوائدا * عدوك منها (3) قبل سيفك بائد فو الله ما ندرى أليث ضيارم * مغيث الاعادي أنت أم أنت عائد كذا الخلفاء الراشدون الاولى مضوا * وأنت عليهم بالبقية زائد فلا عولت إلا على مجدك العلى * ولا انتسبت إلا إليك المحامد 800 - على بن الحسين بن حسكويه، أبو الحسن البيع: حدث باليسير عن الوزير ابى نصر انوشروان بن خالد بن محمد التسوفي، سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل بن ابى غالب الخفاف، وهو والد ابى الفتح عبد الله الذى قدمنا ذكره.
__________
(1) انظر: يتيمة الدهر 2 / 270.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(3/224)
قرأت في كتاب " التاريخ " لابي شجاع محمد بن على بن الدهان بخطه قال: وفي
يوم الخميس ثالث عشر جمادى الاخرة سنة يت وأربعين وخمسمائة وصل أبو الحسن ابن حسكويه البيع من ناحية كبيرة ومات بالجانب الغربي.
801 - على بن الحسين بن الحسن بن احمد بن الحسين بن الحسن بن هندو، أبو الفرج الكاتب (1): من اهل الرى، كان أحد الكتاب في ديوان الانشاء للملك عضد الدولة، ثم كتب بجرجان بعد العشر والاربعمائة، وكان مشهورا بجودة العشر وكثرة الادب والفضل والبلاغة وحسن العبارة، روى عنه شيئا من شعره أبو نصر عبد الكريم بن محمد الشيرازي وابو سعد المظفر بن الحسن الهندانى وابو الحسن على بن عبد الملك الحفصي الاستراباذى.
قال أبو جعفر احمد بن محمد بن سهل الهروي: كان أبو الفرج بن هندو صاحب ابوة في بلده ولسلفه نباهة بالنيابة وخدمة السلطان، وكان متفلسفا، قرأ كتب الاوائل على العامري بنيسابور، ثم على ابى الخير بن الخمار، وورد بغداد في أيام ابى غلب ابن خلف الوزير ومدحه، واتفق اجتماعي معه وأنسى به، وكان يلبس الدراعة على رسم الكاتب، وأنشدني لنفسه: لا يؤيسنك من مجد تباعده * فإن للمجد تدريجا وترتيبا إن القناة التى شاهدت رفعتها * تنمى وتنبت أنبوبا فأنبوبا اخبرني بهذين البيتين يوسف بن احمد بن الحسين الدباس عن ابى على الحسن الهمداني قال: قرئ على والدى وأنا أسمع أنشدكم أبو الفرج بن هندو لنفسه - فذكرهما.
انبانا أبو القاسم الازجى عن ابى الرجا احمد بن محمد بن الكسائي قال: كتب الى أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن احمد بن هارون الشيرازي أنشدني الاستاذ أبو الفرج على بن الحسين بن هندو لنفسه بجرجان:
__________
(1) انظر: معجم الادباء 13 / 136.
(*)(3/225)
مات الكرام فماتت مني الهمم * وعدم مثلي دليل انهم عدموا آلمت إنسان عيني بل فجعت به * إن كنت أبصر إنسانا له كرم لهفي على نعم الدى ؟ بها نعم * دون الكرام وغنم جاره غنم قرأت على يوسف بن احمد الدباس عن ابى على الحسن بن المظفر بن الحسن الهمداني قرئ على والدى وأنا أسمع أنشد كم الاستاذ أبو الفرج على بن السين بن هندو لنفسه: أطال بين البلاد تجوالي * قصور مالي وطول آمالي إن رحت في بلدة غدوت الى * أخرى فما تستقر أجمالي كأننى فكرة الموسوس ما * تبقى بذى لحظة على حال أنبانا يحيى بن أسعد التاجر عن ابى محمد عبد الله بن احمد السمرقندى، أنشدني أبو الحسن على بن عبد الملك الحفصي الاسترابادي بها أنشدني أبو الفرج على بن الحسين بن هندو لنفسه: وقالوا يزيل الحسن شعر عذاره * فقيده شعر العذار وسلسلا أ خدك ما أرداد الا تذللا * إليك وما تزداد الا تدللا تصدق علينا في التفاريق رحمة * بوصلك يا من أوتي الحسن مجملا وفم نفتضح في حسن وجهك إننى * رأيت افتضاح العاشقين تجملا تسمى بحق جفن عينك انه * هو الجفن يحوى من لحاظك منصلا يطمع فيها القتل حتى لو أنها * رنت نحو صخر ولدت فيه مقتلا وبالاسناد أنشدنا أبو الفرج بن هندو لنفسه: ما للمعيل وللمعالي إنما * يسعى إليهن الوحيد الفارد
فالشمس بحباب السماء وحيدة * وابو البنات النعش فيها راد ؟ وأنشدنا ابن هندو لنفسه: جرى قلم القضاء بما يكون * فسيان التحرك والسكون جنون منك أن تسعى لرزق * ويرزق في غشاوته الجنين(3/226)
قرأت بخط ابى عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق الاصبهاني سمعت ابا الشرف (1) عماد بن ابى الفرج على بن الحسين بن هندو يقول: توفي والدى سنة ثلاث وعشرين واربعمائة باستراباذ وكان مولده بقم ونشأ بالرى.
802 - على بن الحسين بن الحسن، أبو القاسم العباسي: حدث عن ابى محمد الحسن بن محمد الخلال، سمع منه أبو نصر هبة الله بن على ابن المحلى بخطه.
أنبانا أبو الحسين عبد المتكبر بن الحسن بن عبد الودود الخطيب المعدل وابو القاسم على بن الحسين بن الحسن العباسيان قالا: أنبانا أبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن الحافظ، حدثنا احمد بن محمد بن عروة الكاتب، حدثنا عبيد الله بن عبد الصمد بن المهتدى بالله، حدثنا محمد بن هارون الشعيرى، حدثنا احمد بن ابراهيم الانصاري عن ابى يعقوب بن سليمان الهاشمي، حدثنى زينب بنت سليمان بن على سمعت المنصور يقول: حدثنى ابى عن جدى عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا سكن بنوك السواد ولبسوا السواد وكان سيعتهم اهل خراسان لم يزل هذا الامر فيهم حتى يدفعوه الى عيسى بن مريم.
اخبرناه ذاكر الحذاء عن ابى سعد بن الطيورى عن الحسن بن محمد بن الحسن الحافظ فذكره.
803 - على بن الحسين بن الحسن بن الدبيسر الاسكاف، أبو الحسن المقرئ
الحنفي: من ساكني المأمونية، سمع ابا عبد الله مالك بن احمد بن على البانياسي.
وابا الحسن على بن الحسين بن الحسن الاسكاف قراءة عليه، أنبانا أبو عبد الله البانياسي، انبانا أبو الحسن احمد بن محمد بن الصلت، حدثنا ابراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، حدثنا الحسن بن الحسن المروزى، حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، حدثنا شعبة عن ابى إسحاق عن وهب بن جابر قال: أتى رجل عبد الله بن عمرو بن العاص فقال: إنى أريد أن أقيم هذا الشهر هاهنا عند بيت المقدس، فقال: أتركت لاهلك ما
__________
(1) في (ج): أبا الفرج.
(*)(3/227)
يقوتهم ؟ قال: لا، قال: فارجع فاترك لهم ما يقوتهم، فإنى سمعت، رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كفى بالمرء إثمان أن يضيع من يقوت (1).
* * * آخر المجلد العاشر من هذه النسخة، وهو آخر المجلد العشرين من الاصل، ويتلوه في الذى يليه إن شاء الله تعالى على بن الحسين بن ابى الحمراء.
والحمد لله وحده وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم ولله الحمد والمنة وحسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير طالع هذه النسخة ونسخ عليها جميعها من أول لفظه الى آخر لفظه بعون مولاه المانح.
" محمد صادق بن السيد أمين المالح " الكاتب.
في المكتبة العمومية بدمشق رحمه الله والمسلمين.
17 شعبان سنة 1330 وقبلا سنة 1328 (2) آخر الجزء الثامن عشر
__________
(1) انظر الحديث في: مسند احمد 2 / 194.
وسنن ابى داود 1692.
ومسند احمد 2 / 160.
194، 195.
البانياسي، انبانا أبو الحسن احمد بن محمد بن الصلت، حدثنا ابراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، حدثنا الحسن بن الحسن المروزى، حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، حدثنا شعبة عن ابى إسحاق عن وهب بن جابر قال: أتى رجل عبد الله بن عمرو بن العاص فقال: إنى أريد أن أقيم هذا الشهر هاهنا عند بيت المقدس، فقال: أتركت لاهلك ما
__________
(1) في (ج): أبا الفرج.
(*)(3/228)
يقوتهم ؟ قال: لا، قال: فارجع فاترك لهم ما يقوتهم، فإنى سمعت، رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كفى بالمرء إثمان أن يضيع من يقوت (1).
* * * آخر المجلد العاشر من هذه النسخة، وهو آخر المجلد العشرين من الاصل، ويتلوه في الذى يليه إن شاء الله تعالى على بن الحسين بن ابى الحمراء.
والحمد لله وحده وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم ولله الحمد والمنة وحسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير طالع هذه النسخة ونسخ عليها جميعها من أول لفظه الى آخر لفظه بعون مولاه المانح.
" محمد صادق بن السيد أمين المالح " الكاتب.
في المكتبة العمومية بدمشق رحمه الله والمسلمين.
17 شعبان سنة 1330 وقبلا سنة 1328 (2) آخر الجزء الثامن عشر
__________
(1) انظر الحديث في: مسند احمد 2 / 194.
وسنن ابى داود 1692.
ومسند احمد 2 / 160.
194، 195.
(2) في (ب): بقلم الفقير الى ربه المانح محمد صادق فهمي ابن السيد أمين المالح المستقيم بالمكتبة العمومية الزاهرة لاجل النسخ خاصة غفر الله له ولوالديه ولمن دعا بخير إليهما وإاليه ولجمع عباد الله وكان الفراغ يوم الاربعاء سابع عشر شعبان سنة ألف وثلاثمائة وثلاثون هجرية (*).(3/228)
ذيل تاريخ بغداد - ابن النجار البغدادي ج 4
ذيل تاريخ بغداد
ابن النجار البغدادي ج 4(4/)
ذيل تاريخ بغداد تأليف الامام الحافظ محب الدين أبي عبد الله محمد بن محمود ابن الحسن بن هبة الله بن محاسن المعروف بابن النجار البغدادي المتوفى 643 ه دراسة وتحقيق مصطفى عبد القادر عطا الجزء التاسع عشر دار الكتب العلمية بيروت - لبنان(4/1)
الطبعة الاولى 1417 ه - 1997 م دار الكتاب العلمية بيروت - لبنان(4/2)
[ قال ] 1 رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن بني إسرائيل كانت تسوسهم الانبياء، كلما ذهب نبي خلفه نبي، وإنه [ ليس ] (2) بكائن بعدي نبي " قالوا: يارسول الله ! فما يكون ؟ قال: " يكون خلفاء ويكثرون " قالوا: يارسول الله فما نصنع ؟ قال: " أوفوا بيعة الاول فالاول، أدوا الذي عليكم، ويسألهم الله [ عن ] (3) الذي عليهم " (4).
804 - علي بن محمد بن علي بن محمد بن الحسن بن عبد الملك بن عبد الوهاب بن حمويه بن حيويه الدامغاني، أبو الحسن (5) قاضي القضاة ابن قاضي القضاة أبي عبد الله، تفقه على والده، وشهد عنده في الثامن من شهر رمضان سنة ست وستين وأربعمائة.
فقبل شهادته وقلده القضاء بباب الطاق وعمره ست عشرة (6) سنة، ولم يسمع أن قاضيا تولى القضاء أصغر منه سنا، ثم ولاه والده القضاء بربع باب الازج في محرم سنة أربع وسبعين وأربعمائة، ولم يزل على القضاء إلى [ أن ] (7) توفي (8) والده وولي الشامي قضاء القضاة وعزل نفسه عن القضاء، فبعث إليه الشامي يقول له: أنت على عدالتك وقضائك، فنفذ إليه يقول: أما الشهادة فإنها استشهدت، أما القضاء فقضى عليه، وانقطع عن الولاية، ولازم الاشتغال بالعلم إلى أن قلده الامام المستظهر بالله قضاء القضاة بعد موت الشامي في يوم الاحد ثاني عشري شعبان سنة وثمانين وأربعمائة، وبقي على قضاء القضاة
__________
(1) الاصل المخطوط ناقص من أوله، وهي النسخة الوحيدة، بمكتبة باريس.
وما بين المعقوفتين ليست في الاصل، وزيدت من المصادر.
(2) بياض في الاصل مكان " ليس " وزدناها من المصادر.
(3) مابين المعقوفتين زيادة من المصادر.
(4) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 297.
وسنن ابن ماحة 212.
(5) انظر ترجمته في: النجوم الزاهرة 5 / 219.
والجواهر المضية 1 / 373.
والعبر 4 / 30.
(6) في الاصل: " سنة عشر " (7) مابين المعقوفتين بياض في الاصل.
(8) في الاصل: " في " تصحيف.
(*)(4/3)
إلى آخر أيام (1) المستظهر بالله، فلما ولى ولده الامام المسترشد بالله الخلافة أقره على
ولايته إلى حين وفاته، ولا نعلم أن قاضيا ولي لاربعة خلفاء غيره وغير شريح القاضي، وناب في ديوان المجلس عن الوزارة في الايام المستظهرية والمسترشدية مرات، وجرت أموره في قضاياه وأحكامه على السداد والاستقامة.
وكان فقيها فاضلا، كثير المحفوظ، متدينا عفيفا نزها، ذا مروءة وصدقات وبر ومعروف، وكانت له معرفة حسنة بالشروط وكتبة السحلات، وهو الذي تولى البيعة للامام المسترشد بالله على الناس.
سمع الحديث من والده ومن القاضي أبي يعلى بن الفراء (2)، وأبي محمد الصريفيني وأبي الحسن بن النقور، وأحمد بن محمد بن السمناني، وأبي بكر الخطيب وغيرهم، وحدث باليسير، روى عنه: أبو المعمر الانصاري، وأبو طاهر السلفي.
أخبرني عبد الوهاب بن ظافر بن رواج بالاسكندرية، أنبانا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي، أنبانا قاضي القضاة أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن محمد بن الحسن الدامغاني الحنفي ببغداد في داره.
وأخبرنا أبو علي ضياء بن علي [ بن ] (3) أحمد بن أبي علي، والحسين بن سعيد أبو عبد الله الامين، وعبد الله بن دهبل بن علي قالوا: أنبانا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ابن محمد الشاهد.
وأخبرنا أبو الفتوح يوسف بن المبارك بن كامل الخفاف، أبنانا أبو سعد أحمد بن محمد بن علي الزوزني قالوا جميعا: أنبانا القاضي الاجل أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء الفقيه إملاء، أنبانا موسى ابن عبد الله السراج، حدثنا أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، حدثنا عبد الاعلى بن حماد النرسي، حدثنا حماد بن سلمة، عن قتادة، عن غيلان بن جرير، عن عبد الله بن معبد الزماني (4)، عن أبي قتادة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " صوم يوم عاشوراء
__________
(1) في الاصل: " إلى آخر الايام "
(2) في الاصل: " ابن الفراه " (3) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(4) في الاصل " الرماني " تصحيف.
(*)(4/4)
يكفر العام الذي قبله، وصوم يوم عرفة يكفر العام الذي قبله والذي بعده " (1).
أنبأنا أبو الفرج ابن الجوزي قال: حدثني أبو البركات ابن الجلاء الامين قال: حضر أبو الحسن الدامغاني وجماعة أهل الموكب باب الحجرة فخرج الخادم فقال: انصرفوا إلا قاضي القضاة ! فلما انصرفوا فقال له: إن أمير المؤمنين بحيث (2) يسمع كلامك وهو يقول: أنحن نحكمك أم أنت تحكمنا ؟ قال: فكيف يقال لي هذا وأنا بحكم أمير المؤمنين، فقال: أليس يتقدم إليك بقبول قول شخص فلا تفعل ؟ قال: فبكى وقال: قل لامير المؤمنين: يا أمير المؤمنين ! إذا كان يوم القيامة جئ بديوان ديوان فسئلت عنه فإذا جئ بديوان القضاء كفاك أن تقول: وليته لذاك المدبر الدامغاني فتسلم أنت وأقع أنا، فبكى الخليفة وقال: افعل ما تريد.
أنبأنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن هبة الله النحوي، أنبأنا القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار الواسطي قال: حكى لي جماعة أن عاملا من عمال السلطان - يعني محمد بن ملك شاه وجب عليه حق فحبسه - يعني قاضي القضاة علي بن محمد الدامغاني، فنفذ السلطان بهروز لاجل الافراج عنه - وموضع بهروز من الدولة الموضع المشهور، فقال له: السلطان يقول لك: تفرج عن هذا العامل ! فقال له: من السلطان ؟ فقال له: محمد العجمي، فقال له: قل له غير أن السلطان محمدا العربي قال لي: لاتفرج عنه، فعاد بهروز وقد ضاق صدره من ذلك، فحكى للسطان ما قال له، فقال له: قل نقبل من السلطان محمد العربي.
أخبرني عبد الوهاب بن ظافر بالاسكندرية قال: سمعت أبا طاهر السلفي يقول:
سألته - يعني قاضي القضاة أبا الحسن عن مولده، فقال: مستهل رجب سنة تسع وأربعين يعني وأربعمائة.
قرأت بخط عبد الوهاب الانماطي قال: توفي قاضي القضاة أبو الحسن علي بن محمد الدامغاني في بكرة يوم الاحد رابع عشر المحرم سنة ثلاث عشرة وخمسمائة.
ذكر غيره أنه دفن في داره بنهر القلائين بعد أن صلى عليه ولده أبو عبد الله محمد وحضر أرباب الدولة والقضاة والشهود وأهل العلم وخدم الخليفة، وكانت الصلاة
__________
(1) انظر الحديث في: مسند أحمد 5 / 296، 297، 304.
(2) في الاصل: " بحث " (*)(4/5)
805 - علي بن محمد بن علي، أبو الحسن بن أبي زيد الفصيحي النحوي (1): من أهل إستراباذ، قرأ الادب على أبي بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد بن الحسن الجرجاني بن بنت الاسماعيلي (2) حتى يرع فيه، ولقب بالفصيحي لكثرة إعادته كتاب " الفصيح " لثعلب، قدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته، ودرس بها الادب بالمدرسة النظامية بعد أبي زكريا التبريزي، وسمع شيئا من الحديث من أبي الحسين عاصم من الحسن الشاعر، وأبي الحسن علي بن محمد بن محمد الخطيب الانباري، وروى " الجمل " لعبد القاهر و " المسحر " في النحو له، وغير ذلك من مصنفاته عنه.
روى عنه: الشريف أبو علي الحسن بن جعفر بن عبد الصمد المتوكلي، وأبو طاهر السلفي، ومنوجهر بن تركانشاه الكاتب.
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الصوفي بالقدس، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي، أنشدنا أبو الحسن الفصيحي ببغداد لبعض النحويين: النحو شؤم كله فاعلموا * يذهب بالخير من البيت خير من النحو وأصحابه * تريدة تعمل بالزيت
قال: وسمعت الفصيحي يقول: وقال له بعض الفقهاء: حفظت " الاصلاح " ونسيته، فقال: النسيان فعل ولكن فعل مدبر كما حكى عن بعضهم.
وسئل عن مسألة فقال: لاأدري، ولا أدري نصف العلم، فقال: نعم، هو النصف الاخر.
أنبأنا عيسى بن عبد العزيز اللخمي بالقاهرة، أنبأنا أبو طاهر السلفي، أنشدنا أبو الحسن الفصيحي ببغداد لابن نباتة: وأعيش بالبلد الذي لو أنه * دمع لما رويت به الاماق ويزيدني عدم الدراهم عفة * وعلى الدراهم تضرب الاعناق قرأت على عبد اللطيف بن عبد الوهاب المقرى، عن الشريف أبي علي الحسن بن جعفر المتوكلي قال: حدثني الشيخ الامام الفصيحي وقت قراءتي عليه ديوان أبي الطيب المتنبي وهو ابن عبدان السقا، قال: قدم بعض الاشراف من الكوفة فدخل إلى مجلس فيه المتنبي فنهض الناس كلهم له سوى المتنبي، فجعل كل واحد من الحاضرين
__________
(1) انظر ترجمته في: وفيات الاعيان 3 / 24.
ومعجم الادباء 15 / 66 - 75.
وبغية الوعاة 351 - 352 (2) في إنباه الرواة 2 / 188: " ابن أخت الشيخ أبي علي الفارسي ".
(*)(4/6)
يسأله عن الاحول بالكوفة وما تجدد هناك، فقال له المتنبي: يا شريف ! كيف خلفت الاسعار بالكوفة ؟ فقال:: كل رواية برطلين خبزا (1) - فأخجله.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الامين ونقلته من خطه قال: أنشدني منوجهر بن محمد ابن تركانشاه، أنشدنا أبو الحسن علي بن أبي زيد الفصيحي (2) أنشدنا أبو سعد بن هندو لجده: يتيه زماني أنني بعض أهله * وآنلف أن أعزى إليه لجهله وتعجبني أن أخرتني (3) صروفه * فتأخيرها الانسان برهان فضله
قرأت على أبي الحسن بن المقدسي بمصر، عن أبي طاهر السلفي قال: أبو الحسن الفصيحي كان علما في علم النحو يشار فيه إليه ويعول في قراءته عليه، وكان من تلامذه عبد القاهر الجرجاني، وقرأت أنا عليه في تواليف عبد القاهر غير كتاب وعلقت عنه أشياء كثيرة.
قرأت في كتاب أبي بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف بخطه قال: مات الفصيحي النحوي في يوم الاربعاء ثالث عشري ذي الحجة سنة ست عشرة وخمسمائة، ذكر غيره أنه دفن بالوردية.
806 - علي بن محمد بن علي القيار، أبو الحسن البزاز (4): سمع أبا الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف، وحدث باليسير، روى عنه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف في معجم شيوخه.
807 - علي بن محمد بن علي التميمي العنبري، أبو الحسن، المعروف والده بدواس القنا (5).
من أهل البصرة، قدم واسطا وسكنها إلى حين وفاته، وكان أديبا، فاضلا، تام المعرفة بالعربية، وشاعرا مجودا، قدم بغداد بعد التسعين وأربعمائة، ومدح بها سيف الدولة صدفة بن منصور بن يزيد الاسدي وغيره، وروى بها شيئا من شعره، وقرأ
__________
(1) في الاصل: " خبر ".
(2) في الاصل: " الصبيحي " تصحيف.
(3) في الاصل: " أن أخبرتني ".
(4) انظر ترجمته في: تكملة إكمال الاكمال ص 346.
(5) انظر: المستفاد ص 198.
(*)(4/7)
الادب على أبي زكريا التبريزي، كتب عنه ببغداد أبو الوفاء أحمد بن محمد بن الحصين
وغيره.
وقرأت بخط أبي الوفاء بن الحصين قال: أنشدني الاديب أبو الحسن علي بن محمد التميمي البصري لنفسه من قصيدة: قد صرف الدهر حالي بالصروف وما * أبقى وصير بوجودي إلى العدم فبت يعلقني ليلان ما انصرما * داج من الهم في داج من الظلم كتب إلي علي بن المفضل الحافظ: أن علي بن محمد بن دواس القنا البصري، [ أنشد ] (1) لفنسه من قصيدة يمدح بها الوزير علي بن طراد الزينبي: لو أنك الناجم من أمية (2) * مالج في طغيانها وليدها أنبأنا أبو البركات عمر بن أحمد بن محمد الحسيني، أنشدنا أبو جعفر هبة الله بن يحيى بن الحسن الواسطي قال: أنشدني علي بن محمد العنبري لنفسه: ومن يعتمد يوما على الله يكفه * مخافة ما في اليوم والامس والغد فلا ترج غير الله في كل حالة * معينا فما لا يصلح الله يفسد كتب إلي أبو جعفر المبارك بن المبارك المقرى الواسطي: أن أبا الكرم خميس بن علي الحوزي أخبره، أنشدنا أبو الحسن علي بن محمد الهاشمي البصري الشاهد المعروف والده بدواس القنا لنفسه من قصيدة: ساقوا الجمال وخلفوني إثرهم * متململا أدعوهم وأنادي يا راحلين عن العقيق وخاطري * لمطيهم هاد وقلبي حاد إن كان قد حكم الهوى أن ترقدوا * عما أجن وتذهبوا برقادي فترفقوا على أفوز بنظرة * تطفي غليلا دائم الايقاد أسكنتم جسمي الضنا وسلبتم * جفني الكرى وذهبتم برقادي (3) إن تتهموا فتهامة أكرم بها * لبني الهوى من منزل ومراد أو تنجدوا فالقلب منذ بلى بكم * وقف على الاتهام والانجاد
__________
(1) مابين المعقوفتين زيادة ليست في الاصل.
(2) في الاصل: " أمه " (3) في المستفاد: " بفؤادي " (*)(4/8)
فقلت هذه الابيات من حفظ خميس الحوزي، وكان لفظه " الهاشمي " في نسب الشاعر مكشوطة مصلحة بغير قلم خميس ومداده فكأنها كانت والله أعلم " التميمي " أو " العنبري " وقد غيرهما الشاعر بيده،، فإني رأيت أولاده ينسبون إلى هاشم - فالله أعلم.
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن سعيد الواسطي ونقلته من خطه، قال: سمعت الشريف محمد بن عبد السميع بن أبي تمام أبا الفتح العباسي الزاهد يقول: سمعت أبا الجوائز سعد بن عبد الكريم بن الحسن الغندجاني يقول: كنت جالسا في سوق البزازين بواسط وإذا قد دخل علينا الامين أبو الحسن علي (1) بن دواس القنا العنبري وهو يومئذ مريض مسلول، فاشترى ثوبا زنديجيا واستدعى خياطا وفصله دراعه وراينا (2)، فقلت له: علام عولت ؟ فقال: أنحدر البحرين وأمتدح أبا سنان ملك تلك البلاد، فقلت له: إنك مريض وهذا الوقت حار، فقال: تكتب ؟ نعم، فقال: اكتب ! وأملى علي فكتبت على ظهر الميزان لنفسه: دم الفضل مادام الزمان مساعدا * فما كل ما يأتي بما شئت آتيا ومن لم يجد بنيانه في شبابه * يجد كل ما يبنيه في الشيب واهيا وإن ثمار العود مادام أخضرا * يرجى ولا يرجى إذا صار ذاويا وليس على الانسان إنجاح سعيه * ولكن عليه أن يجيد المساعيا ثم خرج، فما خرجت الثياب من الخياط حتى مات رحمه الله.
سمعت أبا عبد الله محمد بن سعيد الحافظ الواسطي يقول: قال القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار بن الماندائي ومن خطه نقلت: توفي علي بن محمد بن دواس القنا ليلة
الجمعة سادس رجب سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة ودفن بداور دان.
808 - علي بن محمد بن علي بن [ محمد بن ] (3) موسى بن جعفر، أبو الحسن ابن أبي بكر الخياط المقرى: من أهل باب البصرة، من أولاد المحدثين، تقدم ذكر والده، سمع أبا القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري وغيره، وحدث باليسير، روى عنه أبو المعمر الانصاري، وأبو القاسم بن العساكر في معجميهما.
__________
(1) في الاصل: " أبو علي ".
(2) في الاصل الكلمة غير منقوطة.
(3) مابين المعقوفتين ليست في الاصل، إنما زدناه من الاسانيد التالية.
(*)(4/9)
أخبرنا عمر بن عبد الرحمن الانصاري بدمشق، أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله الشافعي، أنبأنا علي بن محمد بن علي بن محمد بن موسى بن جعفر أبو الحسن بن أبي بكر الخياط المقرى بقراءتي عليه ببغداد، وأنبأنا أبو القاسم فرج بن معالى القصباني، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي البزاز قالا: حدثنا أبو القاسم علي ابن أحمد بن محمد بن علي البسرى (1) إملاء أنبأنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي إملاء، حدثنا عبد الله [ ابن ] (2) أحمد بن محمد بن حنبل [ حدثني أبي ] (3) حدثنا يحيى بن [ سعيد ] (4)، عن شعبة، أخبرني أبو حمزة قال: سمعت ابن عباس يقول: قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأمرهم بالايمان بالله، قال: " أتدرون ما الايمان ؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: " شهادة أن لاإله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وأن تعطوا الخمس من المغنم " (5).
قرأت في كتاب أبي بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف بخطه قال: توفي
أبو الحسن علي بن أبي بكر محمد بن علي بن موسى الخياط في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة.
809 - علي بن محمد بن علي بن عمر المحليان، أبو الحسن: كان يسكن باب المراتب ثم انتقل إلى رحبة جامع القصر، وكان يتصرف في الاعمال الديوانية، سمع القاضي أبا يعلى بن الفراء، وحدث باليسير، روى عنه أبو المعمر (6) الانصاري وأبو القاسم بن عساكر في معجميهما.
قرأت في بيت أبي محمد بن الخشاب لمسموعاته بخطه قال: قرأت يوم السبت تاسع شهر ربيع الاول من سنة إحدى وثلاثين على الرئيس أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن عمر المحليان في منزله بين الدربين شرقي مدينة السلام مجلسا ثالثا من أمالي أبي يعلى بن الفراء سماعه من ابن الفراء، سألته عن مولده: فذكر أنه كان في الغرق
__________
(1) في الاصل: " النسوي " تصحيف.
(2) بياض في الاصل مكان " بن " (3) الزيادة من مسند أحمد.
(4) الزيادة من مسند أحمد.
(5) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 627.
ومسند أحمد 1 / 228.
(6) في الاصل: " أبو المعمر بن الانصاري " (*)(4/10)
نحو من سنة خمس (1) عشرة سنة، توفي رحمه الله في جمادى الاخرة من هذه السنة بباب المراتب.
قلت: كان الغرق في سنة ست وستين وأربعمائة.
810 - علي بن محمد بن علي، أبو الحسن بن أبي عثمان الهروي (2): طلب الحديث بنفسه، وكتب بخطه، وقرأ الادب، وحصل منه طرفا صالحا، وكان يؤدب أولاد الوزير أنو شروان بالحريم الطاهري.
سمع أبا عبد الله مالك بن أحمد بن علي بن [ إبراهيم بن الفراء ] (3) البانياسي، وأبا الغنائم محمد بن علي بن أبي عثمان الدقاق، وأبا الحسين أحمد بن عبد القادر بن محمد ابن يوسف، وأبا بكر أحمد بن علي بن الحسين بن الطريثيثي، وأبا عبد الله محمد ابن أبي نصر الحميدي، وحدث باليسير، روى عنه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف، وحدثنا عنه أبو محمد بن الاخضر.
حدثنا ابن الاخضر من لفظه وأصله بجامع القصر، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد ابن علي الهروي قراءة عليه وأنا أسمع مع والدي في السادس من جمادى الاولى سنة ثلاثين وخمسمائة قرى على أبي بكر أحمد بن الحسين بن زكريا الطريثيثي وأنا أسمع، أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطيري، أبنأنا محمد بن أحمد بن علي بن حامد، أنبأنا أحمد بن السري بن صالح، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا موسى بن عقبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الاحوص، عن عبد الله بن مسعود: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قا ل: " إنما هما اثنان: الكلام والهدي، فأحسن الكلام كلام الله، وأحسن الهدي هدي محمد، ألا وإياكم ومحدثات الامور ! فإن شر الامور محدثاتها، وأن كل محدثة بدعة، ألا لا يطول عليكم الامد فتقسو قلوبكم " (4).
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: توفي علي ابن محمد بن علي الهروي في شعبان سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة.
__________
(1) في الاصل: " خمسة " (2) انظر ترجمته في: بغية الوعاة ص 355.
وإنباه الرواة 2 / 311.
ومعجم الادباء 14 / 248.
(3) مابين المعقوفتين زيادة من الانساب 2 / 67.
(4) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 1081.
وصحيح مسلم 1 / 285.
وسنن ابن ماجة ص 6.
(*)(4/11)
811 - علي بن محمد بن علي بن محمد بن الحسين بن عبد الله بن السكن، أبو الحسن، المعروف بابن المعوج: من أهل باب المراتب، وهو أخو محمد بن محمد الذي قدم ذكره، سمع أبا القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الكاتب، وسافر إلى العراق وخراسان، وحدث بأصبهان، روى عنه أبو القاسم بن عساكر في معجم شيوخه.
أخبرنا عمر بن عبد الرحمن الانصاري بدمشق، أنبأنا أبو القاسم علي بن هبة الله الحافظ، أنبأنا علي بن محمد بن السكن أبو الحسن البغدادي المعروف بابن المعوج بأصبهان، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد الرزاز، وأخبرنا أبو الفرج عبد المنعم ابن عبد الوهاب الحراني قراءة عليه، أنبأنا أبو القاسم الرزاز، أنبأنا أبو الحسن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد البزاز، أبنأنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار، حدثنا أبو علي الحسن بن عرفة، حدثني معتمر بن سليمان التميمي قال: سمعت عاصما الاحول يقول: حدثني شرحبيل أنه سمع أبا سعيد وأبا هريرة وابن عمر رضي الله عنهم يحدثون: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " الذهب بالذهب وزنا بوزن مثلا بمثل من زاد أو ازداد فقد أربى " (1).
قال شرحبيل: إن لم أكن سمعته منهم أدخلني الله النار.
أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة، حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: علي بن محمد بن علي بن السكن أخو شيخنا أبي عبد الله محمد، سافر إلى بلاد خراسان وتغرب، وكان فيه فضل وتمييز وعزة نفس، لقيته بمرو، سمع بقراءتي صحيح البخاري.
وكان شابا، حسن الهيئة، مليح المنظر، ما اتفق أني سمعت منه شيئا.
وقال لي أخوه محمد سنة ثلاث أو أربع وثلاثين وخمسمائة.
احتسب صديقك عليا فإنه مات بالغربة.
812 - علي بن محمد بن علي بن محمد السمناني، أبو الفتح بن أبي جعفر،
المعروف بابن الحلواني (2): تقدم ذكر والده وجده، وهو من أولاد المحدثين، وكان يسكن بقراح ابن أبي الشحم، سمع أبا الحسن هبة الله بن عبد الرزاق الانصاري، وحدث باليسير، وكان به
__________
(1) انظر الحديث في صحيح مسلم 2 / 25.
ومسند أحمد 3 / 85.
(2) انظر ترجمته في: الانساب للسمعاني 7 / 239.
(*)(4/12)
صمم، روى عنه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف في معجم شيوخه (1).
813 - علي بن محمد بن علي بن أبي ذر محمد بن إبراهيم بن علي الصالحاني، أبو الحسن بن أبي بكر.
من أهل أصبهان، من أولاد المحدثين، وكانت الرحلة لابيه في حديث أبي الشيخ لانه آخر من رواه غالبا، وقد رواه عاليا، وقد روى لنا عنه بأصبهان، وأبو الحسن هذا قدم بغداد حاجا بعد العشرين وخمسمائة، وحدث بها عن جده لامه أبي بكر محمد ابن الحسن بن سليم، روى عنه أبو المعمر الانصاري وأبو القاسم بن عساكر في معجميهما.
أخبرنا عمر بن عبد الرحمن الانصاري بدمشق، أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله الحافظ، أنبأنا علي بن محمد بن علي بن أبي ذر محمد بن إبراهيم أبو الحسن بن أبي بكر الصالحاني الاصبهاني بقراءتي عليه ببغداد قدمها حاجا، أنبأنا القاضي أبو بكر محمد بن الحسن بن سليم.
وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله الصوفي بهمذان، أنبأنا أبو المحاسن نصنر بن المظفر البرمكي، وأنبأنا سليمان بن داود الواعظ، وعلي بن الحسين اليمني،
وأبو جعفر محمد بن محمد الشبري بأصبهان قالوا: أنبأنا أبو القاسم رجاء بن حامد المعداني قالا: أنبأنا أبو مسعود سليمان بن إبراهيم الواعظ قالا: حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر إملاء، حدثنا محمد بن يعقوب بن يوسف الاصم، حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق الصنعاني، حدثنا سعيد بن عامر، عن شعبة، عن عثمان بن غياث، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بعض الحوائط ومعه عود ينكت به بين الماء والطين، فجاء رجل فاستفتح فقال: " افتح له وبشره بالجنة ".
فإذا هو أبو بكر فبشرته بالجنة، ثم جاء رجل فاستفتح، فقال: " افتح له وبشره بالجنة "، ففتحت وإذا هو عمر فبشرته بالجنة، ثم جاء آخر فاستفتح، فقال: " افتح له وبشره بالجنة على بلوى تكون "، ففتحت له فإذا هو عثمان فبشرته بالجنة على بلوى تكون، فقال: " الله المستعان وعليه التكلان " (2).
__________
(1) انظر معجم البلدان 7 / 41.
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 91.
ومسند أحمد 4 / 406.
(*)(4/13)
814 - علي بن محمد بن علي البرداني، البقال، أبو الحسن (1): من أهل ا الحريم الطاهري، سمع أبا علي أحمد بن محمد بن أحمد بن البرداني، وقيل: إنه سمع من طرد ا لزينبي وأبي الخطاب بن البطر ولم يظهر لي شئ عنهما.
حدث باليسير، روى عنه أبو سعد بن السمعاني.
قرأت في كتاب عمر بن المبارك بن أحمد بن نهلان بخطه قال: وفي سنة سبع وثلاثين وخمسمائة توفي أبو الحسن علي بن البقال، ودفن بباب حرب.
815 - علي بن محمد بن علي بن الحسن بن أحمد بن محمد بن عمر بن الحسن ابن المسلمة، أبو الحسين بن أبي نصر بن رئيس الرؤساء أبي القاسم: من بيت الرئاسة والوزارة، تقدم ذكر والده، تولى الاستاذية بدار الخلافة في أيام
الامام المسترشد بالله وفي أيام ولده الراشد بالله، وسمع الحديث من أبو الحسن علي ابن محمد بن محمد بن الخطيب الانباري، وعلي بن محمد بن علي بن العلاف، وأبي الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر وغيرهم، وحدث باليسير، سمع منه: أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن يوسف وهو من أقرانه وأقدم أسنادا منه، وروى عنه: أبو سعد بن السمعاني، وعبد الخالق بن أسد بن ثابت الدمشقي في معجم شيوخه.
أخبرنا إسماعيل بن سليمان العسكري بدمشق، أنبأنا عبد الخالق بن أسد بن ثابت الحنفي، أنبأنا أبو الحسين علي بن محمد بن علي الملقب برئيس الرؤساء ببغداد، وأخبرنا أبو القاسم عبد الله بن علي بن النفيس الانباري قدم علينا، أنبأنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن الخلال قالا: أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب الانباري، أنبأنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن محمد بن الحسين، حدثنا أبو الحسين نعيم بن عبد الملك بن محمد بن عدي الاستراباذي إملاء، حدثنا أبو جعفر أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري، حدثنا سعيد، عن مبارك بن فضالة، عن كثير أبي محمد، عن البراء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " صاحب الدين مأسور في قبره يشكو إلى الله الوحدة " (2).
وأنبأنا إسماعيل، أنبأنا عبد الخالق بن أسد، [ وأنبأنا ] (3) شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت ابن السمعاني قال: سئل أبو الحسين علي بن محمد بن علي بن رئيس الرؤساء
__________
(1) انظر ترجمته في: الانساب للسمعاني 2 / 145.
(2) انظر الحديث في: الجامع الكبير للسيوطي 1 / 507.
والصغير له 2 / 47.
(3) مابين المعقوفتين ليست في الاصل.
(*)(4/14)
عن مولده، فقال ونحن نسمع: في النصف من شوال سنة سبعين وأربعمائة.
قرأت بخط أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي قال: توفي أبو الحسين علي ابن محمد بن علي بن رئيس الرؤساء في شعبان سنة أربعين وخمسمائة، وصلى عليه
بجامع القصر، وحضر أرباب الدولة: قاضي القضاة وابن ع مه أستاذ الدار أبو الفتوح وغيرهم، ودفن بتربتهم بباب أبرز عند الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، وبلغ من عمره السبعين، وكان من أهل السنة والاعتقاد الصالح.
816 - علي بن محمد بن علي بن القواس، أبو الفوارس المقرى، المعروف بابن القابلة.
كان شيخا صالحا متجردا من الدنيا، يسكن سقاية الرازي بجامع المنصور يخلو فيها بالعبادة.
سمع الشريف أبا علي محمد بن محمد بن عبد العزيز بن المهدي وغيره، وحدث باليسير، روى عنه: أبو الفتح المبارك بن أبي بكر بن أبي العز بن الديك المقرى.
قرأت بخط أبي بكر المبارك بن محمد بن سعد السقلاطوني: ويعرف بابن عين البقرة، وكان من طلبة الحديث، قال: حدثني أبو منصور عبد الملك بن أبي طاهر بن محمد النجار قال: فكرت في ليلة من الليالي في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " يقول الله عزوجل لعبده: هل واليت لي وليا ؟ هل عاديت لي عدوا ؟ " فقلت في نفسي: ترى هل من أوالي أو من أعادي ؟ قال: فبينا أنا نائم رأيت شخصا فقال لي: وال (1) أبا الفوارس ابن القابلة، وعاد من يقول: القرآن مخلوق أو محدث.
أنبأنا أبو علي الاصبهاني، عن أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الشاهد قال: مات أبو الفوارس بن القابلة في يوم الاثنين ثالث عشري جمادى الاخرة من سنة ثلاث وأربعين خمسمائة، وصلى عليه بجامع المنصور، ودفن بباب الجامع المذكور، وكان زاهد صالحا على طريقة حسنة.
817 - علي بن محمد بن علي، أبو الفرج بن أبي غالب، المعروف بابن البزاز: سمع النقيب أبا الفوارس طراد بن محمد بن علي بن الزينبي، وأبا عبد الله الحسين ابن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي، وأبا القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان
__________
(1) في الاصل: " قال أبا الفوارس " (*)(4/15)
الرزاز، وحدث باليسير، روى عنه: أبو سعد بن السمعاني، وسمع منه شيخانا: عبد الخالق بن عبد الوهاب الصابوني، ويوسف بن المبارك بن كامل الخفاف.
أنبأنا عبد الخالق بن عبد الوهاب، ويوسف بن المبارك قالا: أنبأنا أبو الفرج علي ابن أبي غالب بن البزاز قراءة عليه في ربيع الاول سنة ست وثلاثين وخمسمائة ونحن نسمع، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان الرزاز قراءة عليه، أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي، حدثنا أبو الطيب محمد بن أحمد بن موسى الاهوازي إملاء، أنبأنا بن الحباب الجمحي، عن هشام أبي المقدام، عن أبيه، عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " من أصابته مصيبة فقال إذا ذكرها * (إنا لله وإنا إليه راجعون) * جدد الله له من الاجر مثل ماكان له يوم أصابته " (1).
قرأت في كتاب سلمان بن مسعود حامد الشحام بخطه قال: مات أبو الفرج ابن البزاز ليلة الاحد ثاني عشر شعبان سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، ودفن في مقبرة الامام أحمد.
818 - علي بن محمد بن علي بن الكوفي، أبو سعد الوكيل، المعروف بابن القارى: من أهل باب الازج، كان وكيلا على أبواب القضاة، سمع: أبا عبد الله بن طلحة، والوزير أبا منصور محمد بن محمد بن محمد بن جهير، وحدث باليسير، سمع منه: أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب النحوي: وشيخنا أبو العباس أحمد بن أبي العز صالح بن طاهر المصري التواريخي في سنة ست وخمسين وخمسمائة.
أنبأنا أبو العباس المصري، أنبأنا أبو سعد علي بن محمد بن علي الكوفي الوكيل قراءة عليه باب الازج، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي
قراءة عليه في شهر ربيع الاخر سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة، أخبرنا أبو الحسين علي بان محمد بن بشران، حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا محمد بن عبيد الله، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من اشترى طعاما فلا بيعه حتى يستوفيه " (2).
__________
(1) انظر الحديث في: مسند أحمد 1 / 201 (2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 286.
وصحيح مسلم 2 / 5.
وسنن أبي داود 2 / 137.
(*)(4/16)
819 - علي بن محمد بن علي الدواني (1)، أبو طالب: ذكر القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي فيما رأيته بخطه أنه حدث بيسير عن أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأنه توفي في سنة ست وخمسين وخمسمائة بعد أن [...] (2) طلحة صاحب المخزون بشئ يسير.
820 - علي بن محمد بن علي بن أحمد بن أبي بكر بن أبي مسلم، أبو الحسن، المعروف بالدبيل (3): من أهل الكرخ، قدم بغداد حاجا في شوال سنة ثلاث وستين وخمسمائة، وحدث بها بيسير عن: أبي القاسم غانم بن عبد الواحد التاجر، وأبي القاسم إسماعيل بن محمد ابن الفضل الحافظ، وأبي منصور أحمد بن محمد بن ينال الصوفي الاصبهانيين، وأبي الحسن محمد بن عبد الملك بن محمد، وأبي نصر عبد الحكيم بن المظفر بن أحمد الاديب الكرخيين، وكان موصوفا بكثرة السماع والصيانة والديانة والصلاح، روى لنا عنه: أبو نصر عمر بن محمد بن أحمد الصوفي.
أخبرنا أبو نصر الصوفي، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد الكرخي قدم علينا بغداد بقراءتي عليه وكتبه لي بخطه، أنبأنا أبو نصر عبد الحكيم بن المظفر بن أحمد الاديب
قراءة عليه بالكرخ، أنبأنا سعد بن ناصر بن علي، أنبأنا حدي علي بن محمد بن علي الامام، [ أنبأنا ] (4) أبو أحمد محمد بن علي بن محمد الفقيه، أنبأنا عمير بن مرداس، حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثنا عبد الرحمن بن زيد، عن أبي حازم بن دينار، عن سهل بن سعد الساعدي: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " إن لهذا الخير خزائن وجعل لها مفاتيح ومغاليق، فطوبى لرجل جعله الله مفتاحا للخير مغلاقا للشر، وويل لمن جعله الله مغلاقا للخير مفتاحا للشر " (5).
توفي أبو الحسن الكرخي في (6) يوم العيد من سنة ثلاث وستين وخمسمائة.
821 - علي بن محمد بن علي بن الحسين الزيتوني، أبو الحسن الضرير المقرى
__________
(1) في الانساب: " الدواتي " (2) هكذا في الاصل، وسياق الكلام فيه نقص.
(3) في الاصل: " المعروف بالدنيل ".
(4) مابين المعقوفتين زيادة ليست في الاصل.
(5) انظر الحديث في: سنن ابن ماحة ص 21 (المقدمة).
(6) في الاصل: " يمن ".
(*)(4/17)
الفقيه الحنبلي، المعروف بالبراندسي (1): من أهل قرية براندس (2) على نهر عيسى فوق المحول، سكن باب البصرة، وقرأ القرآن وتفقه، وكان حسن التلاوة محققا، له معرفة بالقراءآت، وقد حصل طرفا صالحا من المذهب، وسمع الحديث بعد الاربعين من عمره من أبي القاسم بن الحصين وأبي غالب بن البناء وأبي القاسم بن السمرقندي، وأبي البركات الانماطي وغيرهم، روى لنا عنه غير واحد، وكان عبدا صالحا.
أخبرنا أبو الفتوح داود بن معمر بن عبد الواحد بن الفاخر القرشي بأصبهان، أنبأنا
الفقيه الزاهد أبو الحسن علي بن محمد بن علي البراندسي بقراءة والدي عليه ومن لفظه وأنا أسمع ببغداد في صفر سنة تسع وخمسين وخمسمائة قال (3): أنبأنا أبو القاسم هبة ال له بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين قراءة عليه، وأخبرنا أبو طاهر لاحق بن أبي الفضل الصوفي، أنبأنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا حسين وأحمد بن عبد الملك قالا: حدثنا عبيد الله (4) يعني ابن عمرو، عن (5) عبد الكريم، عن ابن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " يكون قوم في آخر الزمان يخضبون بهذا السواد كحواصل حمام لا يريحون رائحة الجنة " (6).
قرأت في كتاب معجم مشايخ أبي عبد الله محمد بن محمود الحراني بخطه قال: أنشدني شيخنا أبو الحسن البراندسي لغيره ولم يسمه: أما لو قصدت (7) الله في كل حاجة * بصدق يقين لم تفتك المطالب ولكنما أملت من ليس مثله * يؤمل فانسدت عليك المذاهب أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي ونقلته من خطه قال: ذكر من توفي في هذه السنة -
__________
(1) انظر ترجمته في: شذررات الذهب 4 / 286.
والتقييد لابن نقطة 2 / 208.
(2) في الاصل: " براندين " تصحيف.
(3) في الاصل: " قالا ".
(4) في الاصل: " عبد الملك " تصحيف، والتصحيح من المصادر.
(5) في الاصل: " يعني ابن عمر بن عبد الكريم " خطأ.
(6) انظر الحديث في: سنن أبي داود 2 / 226.
وسنن النسائي ص 758.
ومسند الامام أحمد 1 / 273.
(7) في الاصل: " تصدق ".
(*)(4/18)
يعني سنة ست وثمانين وخمسمائة - أبو الحسن علي بن محمد البراندسي قرأ القرآن
بالروايات، وسمع المسند والاحاديث الكثيرة، وسمع الفقه وعرف المذهب، وكان دينا صالحا كثير الذكر لله، حافظا للسانه ممتنعا من غيبة (1) مسلم، توفي ليلة الثلاثاء سادس عشر ربيع الاول، ودفن بقرب جامع المنصور، وقد بلغ من العمر مائة سنة.
أنبأنا أبو بكر محمد بن المبارك بن محمد بن مشق ونقلته من خطه، قال: توفي أبو الحسن علي بن محمد بن الزيتوني البراندسي بكرة الثلاثاء سابع عشر ربيع الاول سنة ست وثمانين وخمسمائة، ودفن بباب البصرة، ومولده سنة ثمانين وأربعمائة.
822 - علي بن محمد بن علي بن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن يعيش، أبو الحسن بن أبي عبد الله الكاتب، سبط قاضي القضاة أبي الحسن علي بن قاضي القضاة أبي عبد الله محمد بن علي الدامغاني (2): تقدم ذكر والده وجده آنفا، سمع في صباه من آباء القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وهبة الله بن عمر بن أحمد الحريري، وزاهر بن طاهر الشحامي، وأبي بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري، وأبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الانماطي، وغيرهم، كتبت عنه، وذكر لي أنه من ولد أبي ذر الغفاري، فإن نسبه إليه كان مكتوبا عنده خرقه بعض أهله، وكان شيخا حسن الاخلاق متواضعا، له أصول صحيحة، وسماعات بخط الحفاظ، وكان كاتبا باب طراد من دار الخلافة، ثم عزل عن ذلك، وكان يلعب بالحمام، وكان يسكن بالمأمونية مقابل الرباط.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن يعيش، أنبأنا أبو القاسم بن الحصين قراءة عليه، أنبأنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم البزاز، حدثنا أبو بكر الشافعي، حدثنا جعفر بن كزال (3)، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا عثمان بن مطر، عن ثابت البناني، عن أنس رضي الله عنه قال: مر علينا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونحن صبيان نلعب، فقال: " السلام عليكم يا صبيان " (4).
أخبرنا أبو الحسن الكاتب، أنبأنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي قدم علينا أبو
__________
(1) في الاصل: " عنه ".
(2) انظر ترجمته في: شذرات الذهب 4 / 336 و (3) في الاصل: " كرال ".
(4) انظر الحديث في: صحيح مسلم 2 / 299.
ومسند أحمد 3 / 174.
(*)(4/19)
عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري (1)، حدثنا [ أبو ] (2) عمرو محمد بن أحمد بن حمدان، أنبأنا محمد بن زنجويه بن الهيثم القشيري، حدثنا عبد العزيز [ بن ] (3) يحيى، حدثنا سليمان بن بلال، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن بيع الولاء وعن هبته (4).
أخبرنا علي بن محمد بن يعيش، أنبأنا أبو القاسم الشحامي، أنشدنا أسعد بن علي البارع الزوزني (5) لنفسه: إذا زدت (6) الصديق زرعت منا * وكم ود تولد من زيادة تدل على الوفاء وحسن عهد * لبنيان الصفاء به عمادة سألت أبا الحسن بن يعيش عن مولده فقال: يوم الاثنين مستهل شعبان سنة تسع عشرة وخمسمائة عند انفجار الصبح وذهاب النجوم.
وتوفي ليلة الاحد لاثنتي عشرة ليلة خلت من صفر من سنة ثمان وتسعين وخمسمائة، ودفن من الغد بمقابر قريش.
823 - علي بن محمد بن علي، أبو الحسن النيريزي (7) الخطيب: من أهل شيراز، وكان تولى الخطابة بها، سمع أبا المبارك عبد العزيز بن محمد (8) بن إبراهيم الادمي، وغيره، قدم بغداد حاجا في سنة أربع وخمسمائة وحدث بها باليسير، روى لنا عنه ابن القطيعي.
أنشدني أبو الحسن بن القطيعي قال: أنشدني علي بن محمد بن علي النيريزي (9)
لنفسه ببغداد: ألم بنا طيف يجل عن الوصيف * وفي طرفه خمر وخمر على الكف
__________
(1) في الاصل: " البحتري ".
(2) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(3) الزيادة ليست في الاصل، وزدناه من المصادر.
(4) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 1000.
وسنن أبي داود 2 / 49.
(5) في الاصل: " الروزني ".
(6) في الاصل: " إذا أردت ".
(7) في الاصل: " التبريزي " بالتاء، والصحيح: بالنون.
(8) في الاصل: " عبد العزيز عبد العزيز بن محمد ".
(9) في الاصل: " التبريزي ".
(*)(4/20)
فأسكر أصحابي بخمرة كفه * وأسكرني والله من خمرة الطرف ذكر ابن القطيعي أنه سأل النيريزي (1) عن مولده فقال: ولدت بنيريز في سنة ثمان عشرة وخمسمائة، ونشأت بشيراز.
سمعت أبا عبد الله محمد بن سعيد الحافظ يقول: توفي النيريزي (2) في سنة اثنتين وستمائة، وكان خطيب شيراز، وكان فاضلا، له معرفة بالادب والتفسير سمعنا منه بواسط.
824 - علي بن محمد بن علي بن المسلم بن محمد بن علي بن الفتح بن علي السلمي، أبو الحسن بن أبي بكر بن الفقيه أبي الحسن بن أبي الفضل، الفقيه الشافعي (3).
من أهل دمشق، كان يدرس بالمدرسة الامينية، وكان من أعيان الفقهاء، وجده
كان فقيه الشام ومحدثها، سمع في صباه أبا العشائر محمد بن خليل القيسي وأبا يعلى حمزة بن علي بن الحبوبي (4)، وأبا القاسم الحسين بن الحسن الاسدي، وسكر بنت سهل بن بشر الاسفرائيني، وغيرهم.
وأخرج من دمشق مزعجا منها فلجا إلى دار الخلافة مستشفعا إلى الديوان في عوده إلى دمشق، فقدم علينا بغداد في أوائل سنة إحدى وستمائة، وكتبنا عنه شيئا يسيرا، وكان حسن الاخلاق متواضعا.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي السلمي الفقيه قراءة عليه بالجانب الغربي من بغداد برباط الزوزني، أنبأنا أبو العشائر محمد بن خليل القيسي، وأبو يعلى حمزة ابن علي بن الحبوبي قراءة عليهما قالا: أنبأنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي المصيصي، أنبأنا عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، أنبأنا إبراهيم بن محمد ابن أحمد بن أبي ثابت، حدثنا أحمد بن بكر البالسي، حدثنا داود بن الحسن المديني، حدثنا المبارك بن فضالة، عن الحسن، عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول
__________
(1) في الاصل: " التبريزي ".
(2) في الاصل: " التبريزي ".
(3) انظر ترجمته في: طبقات السبكي 5 / 127.
والدارس 1 / 182.
(4) في الاصل بدون نقط في كل المواضع.
(*)(4/21)
الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " رأيتني على حوض فوردت (1) غنم سود وبيض، فأولت السود: العرب، والعفر: العجم، فجاء أبو بكر فأخذ الدلو فنزع ذنوبا أو ذنوبين (2) في نزعه ضعف - والله يغفر له، ثم جاء عمر فملا الحياض وأروى الوارد " (3).
بلغني أن مولد شيخنا أبي الحسن الفقيه كان في المحرم سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة بدمشق.
سمعت يوسف بن خليل الدمشقي بحلب يقول: توفي علي بن محمد بن علي بن المسلم السلمي بحمص في يوم السبت تاسع جمادى الاخرة سنة اثنتين وستمائة.
825 - علي بن محمد بن علي بن أحمد بن علي بن الخراز (4)، أبو الحسن: من أهل الحريم الطاهري، من أولاد المحدثين، تقدم ذكر أبيه وحده وجد أبيه، سمع: أبا العباس أحمد بن أبي غالب بن الطلاية، وأبا القاسم سعيد بن أحمد بن البناء، وأبا محمد المبارك بن أحمد بن بركة الكندي، وعم والده أبا علي أحمد بن أحمد بن الخراز (5)، وغيرهم، كتبت عنه، وكان شيخا صالحا متعبدا.
أخبرنا أبو الحسن بن الخراز، أنبأنا أحمد بن أبي غالب، أنبأنا عبد العزيز بن علي، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، حدثنا يحيى بن صاعد، حدثنا إسحاق بن شاهين، حدثنا خالد بن عبد الله، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مات محرم على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: " اغسلوه ولا تقربوه، شيئا كان يحرم عليه، وكفنوه في ثوبيه، فإنه يبعث يوم القيامة يلبي " (6).
خرج شيخنا أبو الحسن بن الخراز (7) مع قافلة الحاج إلى مكة للحج في سنة ثلاث وستمائة ففقد في ليلة الخميس مستهل ذي الحجة بالعسيلة، وكان مريضا، فحدثني عبد الوهاب بن العيني المقرى - وكان عديله - قال: لما عدنا قافلين من الحج اجتزت به وهو مستند إلى جبل وهو مشير بإصبعه كان يتشهد وهو ميت - رحمة الله عليه.
__________
(1) في الاصل: " فرددت ".
(2) في الاصل بدون نقط.
(3) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 1039.
ومسند أحمد 5 / 455.
(4) في الاصل: " الحرار ".
(5) في الاصل: " الحزاز ".
(6) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 249.
ومسند أحمد 1 / 333.
(7) في الاصل: " الجراز ".
(*)(4/22)
826 - علي بن محمد بن علي بن أبي بكر، أبو الحسن بن أبي بكر التاجر: من أهل جرجان، سافر الكثير، وطاف البلاد في طلب الكسب، ثم إنه قدم بغداد واستوطنها، وكان يسكن بدار الخلافة، وكان من أعيان التجار مكثرا من المال، سمع شيئا من الحديث من أبي الفضل أحمد بن سعيد الميهني، وأبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وغيرهما، وحدث ببغداد ودمشق، علقت عنه شيئا من الاناشيد ببغداد في مجلس شيخنا أبي أحمد بن سكينة، وكان شيخنا (1) متميزا، ذا فهم وفضل، وله معرفة بالاصول على مذهب الاشعري، وأنس وفصاحة، وكان حسن الخلق (2) والخلق، مليح الشيبة مهيبا وقورا.
أنشدنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي الجرجاني من حفظه، أنشدنا أبو الفتح محمد بن محمد بن الاديب لنفسه، من قصيدة يمدح بها أبا الفضل يحيى بن عبد الله بن جعفر صاحب المحزن (3): لكل زمان من أماثل أهله * برامكة بمناخهم (4) كل معشر أبو الفضل يحيى مثل يحيى بن خالد * ندى وأبوه جعفر مثل جعفر سألت أبا الحسن الجرجاني عن مولده فقال: ولدت بجرجان في سنة تسع وعشرين وخمسمائة.
وتوفي ليلة السبت السادس والعشرين من رجب سنة أربع وستمائة، وصلي عليه من الغد بالمدرسة النظامية ودفن بمقابر قريش.
827 - علي بن محمد بن علي بن سديد، أبو الحسين الطبيب: من أهل المدائن، كان أديبا فاضلا، يقول الشعر، وله معرفة بالطب، ويعالج الناس، وكان دمثا طيب الاخلاق، مطبوعا متواضعا، كان يقدم علينا بغداد كثيرا، وقد
علقت عنه شيئا من شعره بإفادة أبي عبد الله محمد بن سعيد الواسطي الحافظ برباط المأمونية، وبلغنا أنه توفي بالمدائن فجأة في العشر الاخر من شهر رمضان من سنة ست وستمائة، ولعله جاوز الستين.
__________
(1) في الاصل: " أبي أحمد بن سكينة، وكان شيخنا ".
(2) في الاصل: " الحلق ".
(3) هكذا في الاصل.
(4) في الاصل بدون نقط.
(*)(4/23)
828 - علي بن محمد بن علي، أبو الحسن البواب: كانت له معرفة حسنة بتعبير الرؤيا، وسمع الحديث من أبي محمد عبداله بن منصور بن الموصلي، وعبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف ومن أمثالهما، وحدث باليسير، رأيته كثيرا وسمعت كلامه في التعبير، ولم أكتب عنه شيئا، وكان حسن الاخلاق مليح الشيبة.
توفي فجأة في ليلة الخميس السابع والعشرين من جمادى الاخرة سنة سبع وستمائة، ودفن من الغد بباب حرب، وأظنه جاوز السبعين.
829 - علي بن محمد بن علي بن أبي سعد، أبو الحسن بن أبي البركات الحافظ (1): موصلي الاصل، من ساكني درب الفالوذج، وكان بزازا، وخياطا بخان الصفة (2) بسوق الثلاثاء، ثم كبر وعجز فلزم منزله، أسمعه أخوه الاكبر في صباه وعمر حتى انفرد بأكثر ما سمعه وبعامة شيوخه، سمع أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد بن السلال الوراق، والحسين بن علي بن أحمد الخياط، وأبا البركات عبد الوهاب بن المبارك الانماطي، وأبا البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرخي، وأبا منصور محمد
ابن عبد الملك بن الحسن بن خيرون، وأبا المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن البدن، وأبا القاسم علي بن عبد السيد بن محمد بن الصباغ (3)، وأبا البركات إسماعيل بن أبي سعد الصوفي، وأبا بكر محمد بن القاسم بن المظفر الشهرزوري، وأبا الفضل محمد بن عمر بن يوسف الارموي، وأبا حفص عمر بن أحمد بن منصور النيسابوري، وأبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن نبهان الغنوي (4) الرقي، وجماعة غيرهم، سمعت منه كثيرا، وكان شيخا ساذجا لا بأس به.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي الموصلي الخياط بقراءتي عليه، أنبأنا إسماعيل بن أحمد الصوفي، وعبد الخالق بن عبد الصمد أبو المعالي الصفار قراءة عليهما قالا: أنبأنا عبد العزيز بن علي الانماطي، أنبأنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن، حدثنا
__________
(1) انظر ترجمته في: التقييد 2 / 209.
(2) في الاصل: " بحان الصفة ".
(3) في الاصل بدون نقط.
(4) في الاصل: " شهاب العنوي ".
(*)(4/24)
عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا يحيى بن أيوب العابد، حدثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي (1) عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن المرء - أو الرجل - ليعمل علم أهل النار فيما يبدو للناس وإنه لمن أهل الجنة " (2).
كان مولد شيخنا أبي الحسن في سنة ثلاثين وخمسمائة، وتوفي يوم الاربعاء لست عشرة ليلة خلت من جمادى الاخرة من سنة أربع عشرة وستمائة، ودفن من الغد بالشونيزية عند أبيه.
830 - علي بن محمد بن علي بن محمد بن السقا، أبو الحسن بن أبي عبد الله المقرى:
من أهل الحريم الطاهري، تقدم ذكر والده، أسمعه والده الكثير في صباه من أبي علي أحمد بن أحمد بن علي الخراز، وأبي محمد المبارك بن أحمد بن بركة الكندي، وأبي القاسم سعيد بن أحمد بن البناء، وأبي الوقت عبد الاول بن عيسى السجزي، وغيرهم، وكان يسكن بحرنى (3) من أعمال دجيل، ويقدم علينا بغداد في كل سنة في رجب طالبا لرسوم له من الزكاة، كتبنا عنه، وكان شيخا صالحا حافظا لكتاب الله متيقظا صدوقا.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن السقا بقراءتي عليه، أنبأنا [ أبو ] (4) محمد المبارك بن أحمد بن بركة الكندي، وسعيد بن أحمد بن الحسن بن البناء قراءة عليهما قالا: أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الهاشمي، أنبأنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا محمد بن حبيب بن محمد الجارودي، حدثنا ابن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد قال: أتى رجل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بابن له وغلام له فقال: يارسول الله ! أشهد بغلامي هذا لابني هذا، قال: " لكل ولدك جعلت مثله ؟ " قال: لا، قال: " لاأشهد ولا على رغيف محترق " (5).
سألت أبا الحسن بن السقا عن مولده فقال: في يوم الجمعة السادس من ذي الحجة
__________
(1) في الاصل: " الحمي ".
(2) انظر الحديث في: صحيح مسلم 2 / 334.
(3) هكذا في الاصل.
(4) الزيادة ليست في الاصل.
(5) انظر الحديث في: الجامع الكبير 2 / 414.
(*)(4/25)
سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، وتوفي بحرني (1) في يوم الجمعة لخمس خلون من شهر رمضان سنة ثمان عشرة وستمائة ودفن هناك.
831 - علي بن محمد بن عمر بن الحشف المغازلي.
: كان من المعمرين، ذكر ابن بن أخيه أبو بكر المبارك بن كامل بن الحسين بن محمد الخفاف (2) أنه صحب الشيخ [ أبا ] (3) المعالي الصالح، ورأى أبا الحسن بن القزويني الزاهد، وسمع من طاهر بن الحسين القواس وغيره، وروى عنه في كتاب " سلوة الاحزان " من جمعه.
أنبأنا يوسف بن المبارك بن كامل، عن أبيه ونقلته من خطه، قال: أنشدني عم أبي علي بن محمد قال: أنشدني أبو المعالي الصالح: قد مضى ما مضى * عد إلى الوصل والوفا لاتلحني بالبكاء * على منزل عفا كل هذا سينقضي * كسراج إذا انطفا قرأت بخط أبي بكر بن كامل قال: مات عم والدي علي بن أبي طاهر في ذي الحجة سنة خمس وعشرين وخمسمائة، ودفناه بباب حرب بجنب [ أبي ] (4) معالي الصالح صاحبه، عمر مائة وعشرين سنة.
832 - علي بن محمد بن أبي عمرو البزاز، أبو الحسن بن أبي منصور الدباس، المعروف والده بابن الباقلاني (5): وكان خال أمه، يسكن درب نصير قديما، وكان شيخا صالحا من أهل السنة والصدق، صحب أبا الوفاء بن عقيل الفقيه، وغيره من شيوخ الحنابلة، ويتأدب بأخلاقهم، سمع: النقيب أبا الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي، وأبا محمد رز 4 الله بن عبد الوهاب التميمي، وأبا الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر، وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي، وأبا الحسن علي بن الحسين بن
__________
(1) هكذا في الاصل.
(2) في الاصل: " الحفاف ".
(3) مابين المعقوفتين ليست في الاصل.
(4) مابين المعقوفتين ليست في الاصل.
(5) انظر ترجمته في: تكملة إكمال الاكمال ص 346.
(*)(4/26)
أيوب البزاز، وغيرهم، روى عنه: شيخنا أبو الفرج بن الجوزي، أثنى عليه، وروى لنا عنه: يوسف بن المبارك بن كامل، وعبد الملك بن مظفر بن غالب الحربي.
أخبرني يوسف بن المبارك، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن أبي عمرو البزاز بقراءة والدي عليه، أنبأنا نصر بن أحمد، أنبأنا محمد بن أحمد بن رزقويه، حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا محمد بن سنان البصري، حدثنا يحيى بن كثير، حدثنا شعبة، عن أبي إسرائيل، عن جعدة: أن رجلا يعني جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجعل يسأله عن رؤيا - وكان سمينا - قال: فجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم يؤمى إليه ويقول: " لو كان هذا في غير هذا لكان خيرا لك ".
جعدة صحابي من ساكني البصرة، والراوي عنه مولاه أبو إسرائيل - ذكر ذلك ابن أبي حاتم.
قرأت بخط أبي محمد بن الخشاب النحوي، وأخبرنيه عنه ابن الجوزي قال: سألته - يعني أبا الحسن بن أبي عمرو (1) البزاز - عن مولده، فقال: في سنة سبعين وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي بخطه قال: توفي أبو الحسن علي بن محمد بن أبي عمرو (2) البزاز يوم الجمعة بعد صلاتها لست بقين من شوال سنة تسع وأربعين وخمسمائة، وصلى عليه يوم السبت بالنظامية ولده أبو جعفر، وحضره خلق من الناس، ثم حمل إلى باب حرب فدفن بها عند أهله، وكان سماعه صحيحا، وقع له بعض سماعاته، لانها كانت كثيرة في أصول الناس وأيديهم، فما وقع إليه حدث [ به ] (3)، وكان على السير القديم، والمذهب المستقيم، ومضى
مستورا حميدة طرائقه، حسنة أفعاله.
833 - علي بن محمد بن عمر بن بركة بن أبي الريان الوراق، أبو الحسن بن أبي بكر المؤدب: من أهل دار القز، تقدم ذكر والده، سمع أبا الفضل أحمد بن محمد بن شنيف، ودهبل (4)، ولاحق ابني علي بن منصور (5) بن كارة وغيرهم، كتبت عنه، وكان
__________
(1) في الاصل: " بن أبي عمر ".
(2) في الاصل: " بن أبي عمر ".
(3) مابين المعقوفتين بياض في الاصل.
(4) في الاصل: " دحبل " والتصحيح من المصادر.
(5) في الاصل: " بن منصور أبنا محمد بن كارة ".
(*)(4/27)
متيقظا نبيها حسن الاخلاق.
أخبرنا علي بن محمد بن عمر، أنبأنا دهبل، ولاحق ابنا علي بن منصور، أنبأنا محمد ابن سعيد الكاتب، أنبأنا أبو علي بن شاذان دعلج بن أحمد الشاهد، أنبأنا علي ابن عبد العزيز، حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام، حدثنا أبو النضر عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن الزهري عن أبي المسيب عن أبي هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " لا يموت لمؤمن ثلاثة أولاد لم تسمه النار إلا تحلة القسم " (1).
سألت أبا الحسن بن أبي الريان عم مولده فذكر أنه بعد الخمسين وخمسمائة.
وتوفي في الثالث عشر من ربيع الاخر سنة خمس وثلاثين وستمائة، ودفن بباب حرب.
834 - علي بن محمد بن عمير الكناني، أبو الحسن النحوي المقرى (2): صاحب أبي علي الفارسي، قرأ القرآن علي أبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم،
قرأه عليه أبو الحسن علي بن محمد بن فارس الخياط المقرى، وحدث بأمالي أبي العباس أحمد بن يحيى بن ثعلب، عن أبي بكر بن مقسم عنه، سمعها منه أبو غالب بن أحمد بن البلاج (3) وأبو الفتح بن المقدر الغدلي (4) في شهر ربيع الاول سنة ست عشرة وأربعمائة، وقد حدث أيضا عن القاضي أبي محمد الكسائي، ومحمد بن [ الفضل ] (5) المقلب بسندان، روى عنه: أبو منصور العكبري، ومحمد بن أحمد بن سيف المقرى.
أنبأنا سعيد بن محمد الفقيه، عن أحمد بن علي بن المجلي، حدثنا أبو منصور محمد ابن محمد بن عبد العزيز العكبري من لفظه، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن [ عمير ] (6) الكناني النحوي الربعي قدم علينا عكبرا من حفظه قال: حدثنا القاضي أبو محمد الكسائي بجرجرا (7) سنة اثنتين (8) وأربعين وثلاثمائة، حدثنا إبراهيم الصياد،
__________
(1) انظر الحديث في: مسند الامام أحمد 2 / 473.
(2) انظر ترجمته في: معجم الادباء 14 / 245.
وبغية الوعاة ص 352.
(3) في الاصل: " السلاح " والتصحيح من المصادر.
(4) هكذا في الاصل.
(5) مابين المعقوفتين من السند التالي.
(6) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(7) في الاصل بلا نقط.
(8) في الاصل: " اثنين ".(4/28)
حدثنا يزيد بن هارون، عن حميد، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " من صلى المغرب في جماعة ثم انتقل من غير أن يكلم أحدا، فأتى بركعتين يقرأ في الاولى بالحمد و * (قل يا أيها الكافرون) * وفي الثانية بالحمد و * (قل هو الله أحد) * خرج من ذنوبه كما تخرج الحية من سلخها " (1).
أنبأنا أبو بكر غياث بن الحسن بن سعيد بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن البناء، عن أبي الفتح بن المظفر بن الحسين بن علي المردوستى (2)، أنبأنا أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمير الكناني النحوي المقرى قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسن محمد بن الفضل الربعي الملقب بسندان في سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، قال أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة: قال الكسائي: التبن أعظم الاقداح لا يكاد يروي العشرين، ثم الصحن مقارب له، ثم العين يروي الثلاثة والاربعة، ثم القدح يروي رجلين، ثم العقب يروي الرجل.
قرأت بخط أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي، وأنبأنيه عنه أبو القاسم الحذاء قال: حدثني أبو سعد محمد بن أحمد بن سيف المقرى العكبري، حدثنا أبو الحسن علي ابن محمد بن عمير الكناني بعكبرا سنة سبع عشرة وأربعمائة قال: اجتزت ببغداد على تربة عليها - مكتوب باجر: مكحول - أبياتا: كنت العزيزة في قومي فما انتفعت * نفسي بعزتها لما أتى القدر لما أتاني الذي قد كنت أحذره * سلمت واستعجلني دمعتي درر فأخرجوني من الدنيا وزينتها * فكان ألين ما وسدته الحجر فسألت عنها فقيل: هذه تربة بنت موسى ذي الجود، وكان أبوها أميرا من أمراء الديلم ببغداد، ثم خرجت إلى الشام وعدت إلى الشام وعدت إلى الموضع للتذكر، فإذا بالتربة قد صارت مزرعة.
835 - علي بن محمد بن عيسى بن المؤمل، أبو الحسن الفقيه الشافعي، المعروف بابن كراز (3):
__________
(1) انظر الحديث في: الجامع الكبير للسيوطي 1 / 794.
(2) هكذا في الاصل.
(3) انظر ترجمته في: الانساب 11 / 59.
والمشتبه للذهبي ص 545.
(*)(4/29)
من أهل واسط، قدم بغداد شابا، وأقام بها مدة، فقرأ القرآن على الشريف عبد القاهر بن عبد السلام العباسي، [ و ] (1) على غيره، والفقه على إلكيا أبي الحسن الهراسي.
وصار يناظر ويتكلم في مسائل الخلاف.
سمع الحديث بواسط من أبي الفضل بن العجمي وأبي (2) غالب محمد بن حمد الخازن البغدادي، وبالبصرة من أبي عمر (3) محمد بن أحمد بن النهاوندي، وبمكة من أبي الفوارس طراد بن محمد الزينبي، وببغداد من أبي أحمد منصور بن بكر بن محمد بن علي بن جند (4) النيسابوري، وتولى القضاء بأدرايا، وبأكسايا، ونواحي الجبل، وكان يقدم بغداد كثيرا ويحدث بها، وبها مات.
أنبأنا يوسف بن المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن عيسى الواسطي بقراءة والدي عليه في جمادي الاولى سنة أربع وثلاثين وخمسمائة، وأخبرنا يعيش بن عبد الرحمن النحوي، وأحمد بن أبي عميد بحلب قالا: أنبأنا عبد الله بن أحمد الخطيب قالا: أنبأنا أبو أحمد منصور بن بكر بن محمد بن علي ابن جند، أنبأنا جدي، أنبأنا محمد بن يعقوب الاصم، أنبأنا محمد بن عبد الله بن الحكم، أنبأنا أبي، وشعيب بن الليث قالا: أنبأنا الليث، عن ابن النهاد، عن عمرو ابن أبي عمرو، عن المطلب بن عبد الله، عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة قائم الليل صائم النهار " (5).
قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي بخطه قال: توفي اين كراز الفقيه في محرم سنة خمس وأربعين وخمسمائة، ودفن بالشونيزية.
836 - علي بن محمد بن غالب، أبو فراس العامري، المعروف بمجد العرب: شاعر مجيد، حال مابين العراق والشام، ومدح الملوك والاكابر، ونشر فضله وظهر نبله.
أخبرنا الحسن بن محمد بن الحسن الشافعي بدمشق قال أخبرني عمي أبو القاسم
__________
(1) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) في الاصل: " وأبا غالب ".
(3) في الاصل: " من أبي عمر بن محمد ".
(4) في الاصل: " بن حبد ".
(5) انظر الحديث في: سنن أبي داود 2 / 313.
(*)(4/30)
علي بن القاسم [ بن ] (1) علي بن الحسن الحافظ قال: علي بن محمد بن غالب أبو فراس العامري المعروف بمجد العرب شاعر بغدادي، قدم دمشق وأتى ببغداد، وسمع منه بها شيئا من شعره صديقنا أبو الندى يعمر بن ألت شاور (2) المقرئ، وكان يذكره ويثني عليه، ويصفه بالبلاغة والكرم.
أخبرنا أبو البركات الامين بدمشق قال: أنبأنا عمي أبو القاسم الحافظ، أنشدنا أبو سعد ثابت بن جبير العليمي، أنشدنا مجد العرب أبو فراس علي بن محمد بن غالب العامري بهمذان لنفسه: أمتعب مارق من جسمه * بحمل السيوف ونقل الرماح علام تكلفت حملانها وبين * جفونك أمضى السلاح وأنشدنا لنفسه: كلفت به وقلت بياض وجه * فقيل أسأت فأكلف بالنهار فلما جف بالاصباح ليل * وعذر قام عذري العذار وأنشدنا أيضا لنفسه: تركتك للمغضين فيك على القذي * وأشفعت من لوم اللوائم فيك وإنى وإن قلبت قلبي على لظى * لارفع نفسي عن هوى بشريك
قرأت في كتاب " جريدة القصر " لابي عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب أقطاعا أوردها لمجد العرب أبي فراس العامري ونقلتها من خطه: لاتنكرن علي يا شمس الهدى * أني مررت عليك [ غير ] مسلم فالشمس لاتخفي ولكن ضؤها * مخف لها عن ناظر المتوسم وقوله: لا تحتجب عن قاصديك فدون ما * يرجون من جدواك (3) ألف حجاب وعلى محياك المشيم جهامة * تغشيك (4) عن باب وعن نواب
__________
(1) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) هكذا في الاصل.
(3) في الاصل: " حدواك ".
(4) في الاصل بلا نقط.
(*)(4/31)
وقوله: وفاتن الخلق ساحر الحلق * منطق حيث حل بالحدق خفت ظلالا عن ليل غرته * فبان لي وجهه عن الفلق بات صحفي وبت معتبقا * لطيف كشح شهى معتنق وقد خفينا عن الرقيب فما * نم بنا عن يسرة العنق وقوله: أزهر مثل البدر قد طاف موهنا * على بمثل الشمس من قرقف الخمر فوالله ما أدري وقد علني * أمن طرقه أم من مدامته سكرى وقوله: فارق نجد عوضا ممن يفارقه في الارض وانصبت تلاف الرفه في النصب (5) فالاسد لولا فراق الخيس ما فرست والسهم لولا فراق القوس لم تصب
كتب إلى أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب ونقلته من خطه قال: مجد العرب علي بن محمد بن غالب (1) العامري، شاعر مبرز محقق، وله خاطر معجز مفلق، هو الداهية الدهيا وأعجوبة الدنيا، وله المفره النفا (2) والغرة الزهراء والرتبة الشماء، يصب الشعر في قالب السحر، ويباهي الفضلاء بالنظم والنثر ويصوغه في أسلوب غريب، ومهده على قانون عجيب، له اليد البيضاء في استخراج جواهر الافكار من بحار الخواطر، والقدم الراسخة في إختراع معان هي على فلك الفضل بمنزلة النجوم الزواهر، كلماته متوافقة المعنى واللفظ، مستوفية من الحسن أكمل الحظ، قدم في سنة سبع وثلاثين وخمسمائة أصبهان، وكان مقيما بها إلى سنة ثمان وأربعين، وانهالت (3) التلامذة عليه، ومالت أعناق المستفيدين إليه، ومدح بقصائده الصدور، وشرح بفوائده الصدور وضاع (4) بها عرفه ولكن ضاع فيها عرفه فإنه غير محدود بفضله وكدى الزمان عذرا بمثله يوما في الجامع في بعض المجامع ضيق الصدر متورع الفكر، مطرقا رأسه مصعدا أنفاسه، فسألته عن حاله فأنشدني من مقاله:
__________
(1) في الاصل: " محمد بن طالب ".
(2) هكذا في الاصل.
(3) في الاصل: " اسالت ".
(4) في الاصل: " وصاع ".
(*)(4/32)
هجرت للعدم كل خدن * وصرت للانقباض خدنها فلا أعزي ولا أعزى * ولا أهني ولا أهنى وكان أملى ديوانه على الاخ فخر الدين القسام الذي هو باكورة العصر في النظم والنثر، فكتبه وجمعه ورتبه، وقصائده التي أنشأنها بالشام أجزل (1) وأحسن مما أنشأه العراق وقدما قيل: اللهى تفتح اللهى والبقاع تغير الطباع، وديوانه ضخم الحجم،
لكني اخترت منه قصائد، وإن كان الكل فرائد، ولما وصلت إلى الشام لقيته بالموصل وهو غير زيه وهو يلبس الاتراك، جليس الاملاك قريبا من صاحبها بعيدا من مذاهب النساك.
توفي بالموصل سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.
837 - علي بن محمد بن غليس، أبو الحسن الزاهد: من أهل اليمن، كان رجلا من الرجال طوف البلاد مابين الحجاز واليمن، وصحب الاولياء والصالحين، وكانت له مجاهدات ورياضيات شديدة، وقوة على الجوع والعطش والسهر، ومقاساة البراري والقفار والجبال، حتى ظهرت كراماته وأطلع الله عباده على أحواله، قدم علينا بغداد في سنة ست وتسعين وخمسمائة، ونزل على شيخنا [ أبي ] (2) أحمد بن سكينة، وكانت بينهما صحبة بمكة، وكان شيخنا كثير الاعظام له، فأقام مدة، وسمع بقراءتي شيئا من الحديث على شيخنا أبي أحمد، وقد سمع الناس منه كثيرا من كلامه وحكاياته ببغداد وغيرها، وكتبوا عنه، ولم يتفق لي أن أكتب عنه شيئا.
قرأت بخط عبد الحق بن عبد العي بن علي الانصاري قال: أملى علي الشيخ أبو الحسن علي بن محمد بن غليس في المسجد الاقصى قال: قال لي شيخي علي بن عبد الرحمن الحداد: من اعتقد أنه يصل إلى الله بلا عمل فهو متمن، ومن اعتقد أنه يصل بعمله فهو متعن، اعمل وانس، فلك من لا ينسى.
قال: وعلمني شيخي ابن عبد الرحمن الحداد هذا الدعاء " يامن أجله (3) عن تسميتي وندائي، أنت العالم بضري واشتكائي، وقفت على بابك بفقر فادح، وعمل غير صالح، ولم أجد رجلا يشفع،
__________
(1) في الاصل: " أحرل ".
(2) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(3) في الاصل: " أحله ".
(*)(4/33)
ولاحصنا يصون منك ويمنع، فاصنع بي ما يليق بكرمك أن تصنع يامن يصنع ولا يصنع ".
قال: وحفظت منه هذا الدعاء يعني الحداد: " يامن لوجهه عنت الوجوه، بيض وجهي بالنظر إليك، واملا قلبي من المحبة لك، وأجرني من زلة التوبيخ، فقد آن لي الحياء (1) منك وحان لي الرجوع من الاعراض عنك.
لولا حلمك لم يسعني عملي، ولولا عفوك لم يبسط فيما لديك أملي، فأسألك بك أن تغفر لي وتخير لي ما أخبره لنفسي (2)، وتفعل بي ما أنت أهله، ولا تفعل بي ما أنا أهله، إنك أهل التقوى وأهل المغفرة، اللهم صل على محمد وآله ".
حدثني عمر بن هبة الله العقيلي بحلب، حدثني عبد الرحيم بن علي بن شيت القرشي قال: بلغني عن ابن غليس أنه في مجيئه في طريق مكة لقي أسدا فأتى إليه، ومس بيديه على لحييه (3) وفتح فاه إلى أن سار الحاج فخلى عنه ولحق الحاج، فكنت أسأله من أصحابه عن الدعاء الذي دعا به هل سألوه ؟ فلم يخبرني أحد بشئ، فكنت أبدا كثير التطلع إلى ذلك ولم أحدا أسأله عن ذلك إلى أن استدعاني الصفي بن شكر إلى دمشق، وما شككت في أنه يضرب عنقي بقصده، فلقيت رجلا يقال له أفلاطون الطبيب، وكان يخدم ابن غليس ويتردد إليه، فقال: أنا والله سألته عن ذلك، فقال: كنت ليلة في الطريق نائما فرأيت أسدا قد جاء وثار في طريق الحاج فاختبط الناس ورجع أول الحاج إلى آخره لخوفهم فجاءني هاتف قال لي: " قل: يا كلب الله ! اتق الله في عباده واخضع لمن خضعت له السماوات والارض " وامش له فإنه لا يضرك ! ففعلت ذلك وقبضت على لحييه إلى أن مر الناس، قال: فلما انتبهت لم أحفل بالمنام لاني أرى في اليقظة أشياء فوق هذا، فبينا نحن سائرون في ذلك اليوم، وإذا بالحاج قد اختبط ورجع أوله إلى آخره وقالوا: هاهنا سبع ضاري، ولخوف الناس
منه، فأقبلت عليه وقلت له: " يا كلب الله اتق الله في عباد الله واخضع لمن خضعت له السماوات والارض " ثم جئت إليه ومسكت فكه الاعلى بيدي وفكه الاسفل بيدي الاخرى وقعدت، وقعد معي إلى الارض إلى أن مر الحاج، ثم قمت ووليت عنه
__________
(1) في الاصل: " الحياء ".
(2) في الاصل: " ويختر لي ما أختره لنفسي ".
(3) في الاصل: " لحيته ".
(*)(4/34)
وجعلت ألتفت إليه فأداه ملتفتا إلي كالتفاتي إليه، وأنا أقول له هذه الكلمات، فقال: إن شئت - فقلت في نفسي: ما يكون ابن شكر أعظم من أسد، وصليت الجمعة في جامع دمشق، فلما مر في الجامع قلت هذه الكلمات فلم يمكن الله ابن شكر مني.
رأيت بخط الشيخ علي بن غليس في أول كتاب كتبه إلى شيخه أبي أحمد بن سكينة: خادمه علي بن غليس الذي لا يسوى فليس.
وذكر محمد بن أبي البركات بن قرباص الحموي، وقد رأيته بحلب وكان من الصالحين.
قال: كان الشيخ علي بن غليس يكتب إلى والده: خادمه علي بن غليس الذي لا يسوى نصف فليس.
قال: وكتب إليه آخر كتاب كتبه علي بن غليس الذي ما يسوى ربع فليس، وقد نقصت القسمة لكبر السن والتقصير في الخدمة.
ذكر صديقنا الشريف أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز بن القاسم الادريسي: أن الفقيه إبراهيم بن عيسى الحسيني اليماني أنشده لابن غليس اليماني: ألا قل لمن يهوى سوانا * هواه حرام ولكن هوانا له الويل ومن كان يبغي (1) رضا غيرنا ألا * أخطى ولكن رضانا قف وخيم على بابنا * ترى الخير منا جهارا عيانا سألت أبا طالب محمد بن عبد الله بن صابر السلمي عن وفاة الشيخ أبي الحسن
ابن غليس، فقال: توفي بدمشق في الليلة السابعة عشر من شهر رمضان سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.
ذكر لنا غير أبي طالب أنه كان بمقبرة باب الصغير قريبا من أم الدرداء وكان قد قارب الستين - رحمه الله.
838 - علي بن محمد بن غنيمة بن علي بن عصفور، أبو محمد بن شيخنا أبي عبد الله: من أهل الحريم الطاهري، من أولاد المحدثين، تقدم ذكر والده، سمع: أبا شجاع أحمد، وأبا نصر يحيى بن موهوب بن المبارك بن السدنك، وأبا بكر المبارك بن المبارك ابن حكيم وغيرهم، كتبت عنه شيئا يسيرا، وكان شيخا لا بأس به (2).
__________
(1) في الاصل: " يبقي ".
(2) في الاصل: " لا بأس منه ".
(*)(4/35)
أخبرني أبو محمد بن عصفور، أنبأنا أحمد، ويحيى: ابنا موهوب، وأبو بكر بن الحكيم قراءة عليهم قالوا: أنبأنا أبو علي محمد بن محمد بن عبد العزيز الهاشمي، أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن محمد بن لؤلؤ، أنبأنا أبو الفضل محمد بن الحسن بن جعفر الكاتب، حدثنا أحمد بن محمد بن صيد، أنبأنا أبو صالح المروزي، حدثنا علي بن الحسن، حدثنا أبو حم زة، عن عاصم، عن رزين (1) عن عمرو بن أم مكتوم قال: جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت: يارسول الله ! إني رجل كبير ضرير شاسع الدار ولي قائد لا يلائمني، فهل تجد لي رخصة أن أصلي في بيتي ؟ قال: " تسمع النداء ؟ " قال: قلت: نعم، قال: " فما أجد لك رخصة " (2).
توفي أبو محمد بن عصوفر في سحرة يوم السبت التاسع عشر من صفر سنة ثلاثين وستمائة، ودفن بباب حرب، وقد نيف على السبعين.
839 - علي بن محمد بن الفرج، أبو الحسن الواعظ، المعروف بالغربلاني: سمع أبا حفص عمر بن أحمد بن شاهين، وحدث باليسير، روى عنه أبو علي الحسن بن أحمد بن البناء، ومحمد بن محمد بن عبد العزيز بن المهدي في مشيختهما.
قرئ على أبي طاهر المبارك بن المبارك بن هبة الله العطار، عن الشريف أبي علي ابن المهدي، وأنا أسمع، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن الفرج الواعظ صاحب ابن شاهين قراءة عليه في جامع الحربية، أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين، وأنبأنا يحيى بن محاسن الفقيه بقراءتي عليه، أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك الانماطي، أنبأنا أحمد بن محمد بن النقور، أنبأنا عيسى بن علي الوزير قالا: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا كامل بن طلحة، حدثنا أبو هشام القواد البصري قال: كنت أحمل المتاع من البصرة إلى الحسين بن علي عليهما السلام وكان يماكسني فيه فلعلي لاأقوام من عنده حتى يهب (3) عامته، فقلت: [ يا ابن ] (4) رسول الله أجيئك بالمتاع من (5) البصرة تماكسني فيه فلعلي لاأقوم حتى تهب عامته ؟ فقال: إن أبي حدثني يرفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: " المغبون لا محمود ولا مأجور ".
__________
(1) في الاصل: " عن رز ".
(2) انظر الحديث في: مسند أحمد 3 / 423.
(3) في الاصل بدون نقط.
(4) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(5) في الاصل: " بالمتاع إلى ".
(*)(4/36)
أنبأنا أبو القاسم الازجي، عن أ بي بكر محمد بن علي بن ميمون المقرئ، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون بقراءتي عليه قال: مات أبو الحسن علي بن محمد ابن الفرج يعرف بالغربلاني ليلة الجمعة ودفن يوم الجمعة الحادي عشر جمادى الاخرة
سنة إحدى وأربعمائة، وحدث بيسير عن ابن (1) شاهين، ولد سنة سبع وستين وثلاثمائة.
840 - علي بن محمد بن فورين، أبو الحسن: حكى عن إبراهيم الحربي، روى عنه أبو عبداللله بن بطة العكبري.
قرأت في كتاب ابن بطة قال: سمعت أبا الحسن علي بن محمد بن فورين، وأبا الفتح بن بنت أبي القاسم بن منيع يقولان: سمعنا أبا إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي يقول: الناس كلهم عندي عدول إلا من عدله القاضي.
841 - علي بن محمد بن فهد، أبو الحسن التهامي الشاعر (2): مولده ومنشؤه باليمن، وطرا إلى الشام، وسافر منها إلى العراق وإلى الجبل، ولقي الصاحب بن عباد، وانتحل مذهب الاعتزال وأقام ببغداد، وروى بها شيئا من شعره، ثم عاد إلى الشام وتنقل في بلادها، وتقلد الخطابة بالرملة، وتزوج بها، وكانت نفسه تحدثه بمعالي الامور ويحدثه إليها، وكان يكتم نسبه فيقول تارة إنه من الطالبيين، وتارة من أبي أمية، ولا يتظاهر بشئ من الامرين.
وذكر أبو الخطاب الجبلي (3) أنه كان أديبا فاضلا شاعرا متورعا ظلف النفس متدينا متقشفا، يطلب الشئ بوجهه ولا يريده إلا من حله وبلغ من تورعه أنه كان نسخ شعر البحتري، فلما بلغ إلى أبيات هجو امتنع من كتبها وقال: لاأسطر بخطي مثالب (4) الناس ومساويهم تحرجا (5) من ذلك.
أخبرني أحمد بن أبي بكر الحافظ، أنبأنا بن عبد الباقي قراءة عليه، عن أبي
__________
(1) في الاصل: " عن أبي شاهين ".
(2) انظر ترجمته في: شذرات الذهب 3 / 204، ووفيات الاعيان 3 / 60 - 62.
والمستفاد ص 199.
والنجوم الزاهرة 4 / 263.
والانساب 3 / 100.
وهدية العارفين 1 / 686.
والاعلام 5 / 145.
(3) في الاصل: " الحيلي ".
(4) في الاصل: " سالب ".
(5) في الاصل: " محرجا ".
(*)(4/37)
عبد الله الحميدي، أنشدنا أحمد بن إبراهيم بن محمد الكرجي أنشدنا أبو الحسن علي ابن محمد التهامي لنفسه ببغداد سنة خمس عشرة وأربعمائة من قصيدة يرثي ولدا له: حكم المنية في البرية جاري * أن تسترد فإنهن عوارى ما هذه بينا ترى الانسان فيها محبرا * الدنيا بدار قرار طبعت على كدر وأنت تريدها * حتى ترى حبرا من الاحبار (1) ومكلف الايام ضد طباعها * صفوا من الاقذار والاكدار وإذا رجوت المتسحيل فإنما * متطلب في الماء جذوة (2) نار العيش نوم والمنية يقظة * تبنى الرجاء على شفير هار والنفس إن رضيت بذلك أو أبت * والمرء بينهما خيال سار فاقضوا مأربكم عجيلا إنما * منقادة بأزمة المقدار وتراكضوا خيل الشباب وبادروا * أعمالكم سفرا من الاسفار فالدهر يخدع بالمنى ويعض إن * هنا ويهدم ما بني بنوار ليس الزمان وإن حرصت مساعدا * خلق الزمان عداوة الاحرار ومنها: ذهب التكرم والوفاء من الورى * وتصرما إلا من الاشعار وفشت خيانات الثقات وغدرهم * حتى اتهمنا رؤية الابصار ولربما اعترض الحليم بجاهل * لاخير في يمنى بغير يسار لله در النائبات فإنها صدأ * اللئام وصيقل الاحرار
ماكنت إلا زبرة فطبعتني * سيفا والحلق هدهن عذارى قرأت على الشريف عبد الواحد [ بن ] (3) محمد بن عبد الواحد بن أحمد الهاشمي، عن محمد بن عبد الباقي بن أحمد قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي إذنا، أنشدنا أحمد بن إبراهيم الكرجي، أنشد أبو الحسن التهامي لنفسه:
__________
(1) في الاصل: " خيرا من الاخبار ".
(2) في الاصل بدون نقط.
(3) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(4/38)
عبس من شعر في الرأس مبتسم * مايفر البيض في اللمم ظنت (1) مشيبته تبقى وما علمت * أن الشبيبة مرقاة إلى الهرم ما شاب غزمي ولاحزمي ولا خلقي * ولاوفائي ولاديني ولاكرمي وإنما اعتاص رأسي غير صبغته * والشيب في الرأس غير الشيب في الشيم بالنفس قائلة في يوم رحلتنا * هواك عندي فسر إن شئت أو أقم فبحت وحدا فلامتني فقلت لها * لا تعذليه فلم يلؤم ولم يلم لما صفا قلبه صفت سرائره * والسر في كل صاف غير مكتتم كيف المقام بأرض لا يخاف بها * لا يرجى شيئا رمحي ولاقلمي فقبلتني توديعا فقلت لها * كفى فليس ارتشاف الخمر من شيمي لو لم يكن خمرها ريقها لما انتظقت * بلؤلؤ من حباب الثغر منتظم ولو تيقنت غير الراح في فمها وزاد * ماكنت ممن يصد اللثم باللثم ريقها بردا يحدره * على حصنى برد من ثغرها الشيم إني لاطرف (2) طرفي عن محاسنه * تكرما وأكف الكف عن لمم ولا أهم ولي نفس تناوغني * استغفر الله إلا ساعة الحلم
لاأكفر الطيف نعمى أنشرت رمما * منا كما تفعل الارواح بالرمم والطيف أفضل قولا إن لذته * تخلو من الاثم والتنغيص والندم حاما حبا (3) فأغنتنا زيارته * عن اعتساف الفلا بالانيق الرسم وصل الخيال ووصل الجود إن وصلت * سيان ما أشبه الوجدان بالعدم والدهر كالطيف بؤساه وأنعمه * من غير قصد فلا تمدح ولا تلم لا تمدح الهر في بأساء يكشفها * فلو أردت دوام البؤس لم يدم خالف هواك فلولا أن أهوية * سخر لما اقتنص العقبان بالرخم ترجو الشفاء بجفنيها وسقمهما * وهل رأيت شفاء جاء من سقم وتدعى الصبا نجد فإن خطرت * كانت جوى لك دون الناس مضطرم وكيف تطفئ صبا نجد صبابته * والريح زائدة في كل مضطرم أصبوا وأصحوا ولم يكلم ببائقة * عرضي كما تكلم الاعراض بالكلم
__________
(1) في الاصل: " طبت ".
(2) في الاصل: " لاأطرق ".
(3) في الاصل: " حاب ".
(*)(4/39)
ولا أريد ثناء لا يصدقه فعلى * ولا أرتضى في التهم بالتهم لا تحسبي حسب الاباء مكرمة * فمن يقصر عن غايات مجدهم حسن الرجال بحسناهم وفخرهم * بطولهم في المعالي لا بطولهم ما غابني حاسدي إلا شرفت به * فحاسدي منعم في زى منتقم فالله يكلا حاسدي مانعمهم * عندي وإن وقعت من غير قصدهم ينبهون على فضلي إذا كتبت * صحيفتي في المعالي عنونت بهم قرأت على أبي الكرم العباسي، عن محمد بن عبد الباقي، أنبأنا محمد بن أبي نصر
الحميدي من كتابه، أنشدنا أحمد بن إبراهيم الكرجي، أنشدنا أبو الحسن التهامي لنفسه ببغداد: هل الوجد إلا أن تلوح خيامها بإهداء السلام ذمامها وقفت (1) بها أبكي وترزم أينقى * وتصهل أفراسي وتدعو حمامها ولو بكت الورق الحمائم شجوها * بعيني محا أطواقهن انسجامها وفي كبدي أستغفر الله غلة * إلى برد (2) يثنى عليه لثامها وبرد رضاب سلسل غير أنه * إذا شربته النفس زاد هيامها فيا عجبا من غلة كلما ارتوت * من السلسيل العذب زاد اضطرامها كأن بعيد النوم في رشفاتها * سلاف رحيق رق منها مدامها وتعبق رياها وأنفاسها معا * كنافجة قد فض عنها ختامها ولم أنسها يوم التقى در دمعها * ودر الثنايا فذها وتوامها (3) وقد بسمت عن ثغرها فكأنه * قلائد در في العقيق انتظامها وقد نثرت در الكلام بعتبها * ولذ بسمعي عتبها وملامها فلم أدر أي الدر أنفس قيمة * أأدمعها أم ثغرها أم كلامها وقد سفرت عن وجهها فكأنما * تحسر عن شمس النهار جهامها ومن حيثما دارت بطلعتها ترى * لاشراقها في الحسن نورا تمامها وألقت عصاها في رياض كأنما * يفض عن المسك الفتق ختامها وضاحكها نور الاقاحي فراقني * تبسمه رأد الضحى وابتسامها
__________
(1) في الاصل: " ووقفت ".
(2) في الاصل: " برد ".
(3) في الاصل: " قدها وثوامها ".
(*)(4/40)
نظرت ولي عينان عين ترقرقت * ففاضت وأخرى حار فيها جمامها فلم أر عينا غير سقم جفونها * وصحة أجفان الحسن سقامها خليلي هل يأتي مع الطرف نحوها * سلامي كما يأتي إلى سلامها ألمت بنا في ليلة مكفهرة * فما سفرت حتى تجلي ظلامها أتت موهنا والليل أسود فأحم وهل * طويل حكاه فرقها وقوامها نافعي أن يجمع الدار بيننا * بكل مقام وهي صعب مرامها أسيدتي رفقا بمهجة وامق * يعذبها بالبعد منك غرامها لك الخير جودي بالجمال فإنه * سحابة صيف ليس يرجى داومها وما الحسن إلا دولة فاصنعي بها * بداقبل أن يمضي ويعبر دامها أرى النفس تستحلى الهوى يوهو حتفها * بعيشك هل يحلو لنفس حمامها أخبر أبو الفتوح نصر بن محمد الحافظ بقراءتي عليه في يوم التروية بعرفة، أخبرنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان، أنشدنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب الانباري، أنشدنا أبو الحسن علي بن محمد التهامي وقد ورد علينا الانبار وجاءه قوال يعرف بابن المعلم فقال: إن رأى سيدنا أن يلقى علي من النظم الشريف ما ألحنه، فأنشد في التنقل: حازك البين حين أصبحت * بدار إن للبدر عذرا إرحلي إن أردت أو فأقيمي * أعظم الله للهوى في أجرا لا تقولي لقاؤنا بعد عشر * لست ممن يعيش بعدك عشرا سقفام الجفون أمرض قلبي * ليت أن الجفون تبرى فأبرا كتب إلى أبو اليمن الكندي: أن محمد بن عبد الباقي الفرضي أخبره عن أبي غالب محمد بن أحمد بن بشران الواسطي قال: أنشدني أبو الحسن علي بن محمد التهامي لنفسه:
لها ريقة أستغفر الله إنها * ألذ وأشهى في المذاق من الخمر وصارم طرف ما يفارق غمده * ولم أر سيفا قط في غمده يفري كتب أبو جعفر الواسطي: أن أبا الكرم خميس بن علي الجوزي أخبره قال: سمعت أبا الحسين بن النجم بن بيان الموصلي الشاعر يقول: بت مع أبي الحسن التهامي في(4/41)
خان بميافارقين فلسعته عقرب في بعض الليل فسكت إلى الغداة، فلما انتشر الناس صاح وتألم، فقلت: مالك ؟ فقال: لسعتني عقرب، قلت: متى ! قال: في الليل، قلت: فكيف سكت إلى الان ؟ [ فقال ] (1): احتملت لئلا ينزع الناس بي ويتنغضوا بنومهم.
ذكر أبو الخطاب الجبلي: أن التهامي أظهر الانتساب في ولد الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام وحصل في أحياء طي ودعا إلى نفسه، فأنفد الطاهر بن الحاكم صاحب [ مصر ] (2) إلى ابن عليا أمير طي، فقبض عليه وأنفده إلى مصر فحبس بها وقيل إنه قتل.
842 - علي بن محمد بن فهد العلاف، أبو الحسن (3): أخو أبي علي الحسن الذي تقدم ذكره، وكان أكبر من أبي علي بثلاث سنين، وهو حمو أبي علي البناء، سمع: أبا الفتح يوسف بن عمر القواس، وأبا حفص عمر ابن أحمد بن شاهين، وأبا الحسن أحمد بن محمد بن الصلت، وأبا عمر عبد الواحد ابن محمد بن مهدي، روى عنه: أبو علي بن البناء في مشيخته، وذكر أنه كان كثير السماع، من أهل السنة والصلاح.
أنبأنا أبو الفرج الحراني، عن يحيى بن عثمان الفقيه، أنبأنا أبو [ علي ] (4) الحسن بن أحمد بن البناء قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن فهد العلاف، أنبأنا يوسف بن عمر بن مسرور القواس الزاهد، حدثنا البغوي، حدثنا عقبة بن مكرم أبو عبد الملك البصري، حدثنا عبد الله بن عيسى، عن يونس، عن الحسن، عن أنس، عن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " الصدقة تطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء " (5).
843 - علي بن محمد بن القاسم، أبو البناء (6) الكلوذاني: روى عنه: أبو بكر بن كامل في معجم شيوخه، وذكر أنه سمع الحديث الكثير بنفسه وأنه كان يقول الشعر، وذكر أنه سمع منه في شوال سنة تسع عشرة وخمسمائة.
__________
(1) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) مابين المعقوفتين زيادة من المستفاد (3) انظر ترجمته في: تكملة الاكمال ص 208.
والعبر للذهبي 4 / 9.
(4) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(5) انظر الحديث في: سنن الترمذي 1 / 84.
(6) سيأتي في السند التالي أنه: " أبو الثناء ".
(*)(4/42)
قرأت على أبي محمد الامين قال: عن أبي بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف قال: أنشدني أبو الثناء بن محمد الكلوذاني لنفسه: قد خلت الدنيا من الناس * أين أولوا المعروف والناس لاأحد يرجى ولا يتقي * الحمد لله على الناس 844 - علي بن محمد بن مكرم بن أبي عبد الله بن محمد، أبو الحسن القواس، المعروف بالشكري: ذكر لي أن جده كان (1) من أهل سجستان ويقال: إنه السجزي، فأبدله العوام فقالوا: الشكري فعرف به، كان يتولى فئ البندق، وقرأ الادب على شيوخنا وقال الشعر، وسمع كثيرا من الحديث، وكتب الادب من شيوخنا كأبي الفرج بن كليب وأبوي القاسم ذاكر بن كامل وابن بوش وأمثالهما، وكتب بخطه كتبا، ثم إنه سافر إلى الشام وديار مصر وكان صديقنا، وكان حسن الاخلاق متوددا، وأقام هناك مدة
طويلة وجالس الادباء والفضلاء، وكان يتجر، ويروى هناك شيئا من مسموعاته، ورأيته بدمشق ومصر، وكان صديقنا وكان حسن الاخلاق متوددا محبا لاهل العلم وأهله، قدم بغداد في سنة خمس وعشرين وستمائة، وأقام بها إلى حين وفاته وحدث، وكتب الناس عنه، وعلقت عنه شيئا يسيرا ولم يكن به بأس.
أخبرني علي بن محمد القواس، أنبأنا علي بن يحيى بن علي الكاتب قال: كتب إلى أبو سعد محمد بن محمد المطرز، وأبو علي الحسن بن أحمد الحداد قالا: أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قراءة عليه، حدثنا محمد بن حميد، حدثنا حامد بن شعيب، حدثنا بشر بن الوليد، حدثنا عثمان بن مطر، عن معمر بن راشد، عن خلاد بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " ألا أخبركم بأبغضكم إلى الله "، قالوا: بلى يارسول الله ! قال: " أبغضكم إلى الله أبغضكم إلى الناس ".
سألت أبا الحسن القواس عن مولده فذكر أنه يكون تقديرا في سنة خمس وستين وخمسمائة ببغداد.
وتوفي في شهر رمضان من سنة اثنتين وثلاثين وستمائة.
845 - علي بن محمد بن الكيس، أبو القاسم:
__________
(1) في الاصل: " أن جده كان جده من...".
(*)(4/43)
روى عن: أبي بكر القطيعي حكاية رواها عنه رزق الله بن عبد الوهاب التميمي قرأت على أبي بكر الهاشمي عن محمد بن عبد الباقي: أن أبا محمد التميمي أخبره قال: سمعت الاستاذ أبا القاسم علي بن محمد بن الكيس يقول: [ سمعت ] (1) أبا بكر أحمد ابن جعفر بن مالك القطيعي في مسجده بعد عشاء المغرب بحضرة جدك أبي القاسم هبة الله بن سلامة المفسر يقول: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: كنت أصبو فأخذ أبي بيدي وعبر بي الجسر فمضى إلى جامع الرصافة، فلما انتهينا إلى جامع
الرصافة رأينا حبابا فيها السويق والسكر والماء المبرد بالثلج، وخدما في أيديهم الطاسات يقولون للناس: اشربوا على حب معاوية بن أبي سفيان ! قال: يا أبة من معاوية ؟ فقال: هؤلاء قوم بغضوا رجلا لم يكن لهم إلى الطعن عليه سبيل فأحبوا أعداءه.
قال الشيخ: أحفظ هذه الحكاية عن ابن مالك فهذه حكاية عجيبة ظريفة من قول أحمد رضي الله عنه.
846 - علي بن محمد بن المبارك، أبو الحسن البدري الحافظ: أنبأنا عبد الوهاب بن علي، عن محمد بن عبد الباقي: أن القاضي أبا المظفر هناد ابن إبراهيم النسفي أخبره، أنبأنا عبد الملك بن عيسى بن محمد الوراق بعكبرا، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن المبارك البدري الحافظ بعكبرا، أنبأنا الحافظ أبو القاسم الحسن بن محمد بن سلمة القادسي، أنبأنا أبو سعيد المفصل بن محمد الجندي، حدثنا عبد الله بن أبي غسان، ومسلمة بن شبيب قالا: حدثنا أبو الحسن الكوفي، حدثني محمد بن الجهم بن زياد، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " كان البيت قبل هبوط آدم ياقوته من يواقيت الجنة وكان لها بايان شرقي وغربي - وذكر حديثا طويلا " (2).
847 - علي بن محمد بن المبارك، أبو الحسن النهري: الفقيه الحنبلي، قرأ الفقه على القاضي أبي يعلى محمد بن الحسين بن الفراء حتى يرع في المذهب والخلاف، وكان قيما بالفرائض، ودرس في حياة شيخه وبعد وفاته، وكان حسن الكلام في المناظرة ظريفا من ملاح البغداديين، سمع الحديث من شيخه
__________
(1) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) انظر: تاريخ مكة للازرقي 1 / 8.
(*)(4/44)
أبي الفراء ومن أبي الفرج أحمد بن عثمان بن الفضل المخبري، وما أظنه روى شيئا من الحديث، كان مولده بالكرخ بدرب النهر فلهذا قيل له النهري.
أخبرني محمد بن يوسف، أنبأنا أبو العز الحنبلي، أنبأنا القاضي أبو الحسين محمد بن محمد بن الحسين بن الفراء قال: سمعت أبا الحسن النهري يقول: كنت في بعض الايام أمشي مع القاضي الامام والدك فالتفت فقال لي: لا تلتفت إذا مشيت فإنه ينسب فاعل ذلك إلى الحمق: قال: وقال لي والدك يوما آخر وأنا معه: إذا مشيت مع من تعظمه أين تمشي منه ؟ فقلت: لاأدري، فقال: عن يمينه تقيمه مقام الامام في الصلاة وتخلى له الجانب الايسر إذا أراد أن يستنثر أو يزيل أذى جعله في الجانب الايسر.
قرأت بخط أبي القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري قال: توفي أبو الحسن النهري عشية يوم الجمعة ودفن يوم السبت لاربع خلون من ذي القعدة من سنة تسع وثمانين وأربعمائة.
ورأيت وفاته بخط أبي بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري كذلك، وذكر أنه دفن في مقبرة الجامع بباب البصرة.
848 - علي بن محمد بن المبارك، أبو الحسن النجار: من أهل شارع دار الرقيق، سمع أبا الحسن علي بن طاهر بن الملقب الموصلي، وحدث باليسير، روى عنه أبو سعد بن السمعاني.
قرأت في كتاب عمر بن المبارك بن أحمد بن سهلان بخطه قال: مات أبو الحسن علي بن محمد بن المبارك النجار في شهر رمضان من سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة ودفن بباب حرب.
849 - علي بن محمد بن المبارك بن أحمد بن بكروس، أبو الحسن بن أبي بكر ابن أبي العز الحمامي (1): من ساكني درب القيار، وهو أخو أحمد الذي تقدم ذكره، وعلى الاصغر، قرأ الفقه على أبي بكر الدينوري، والفرائض والحساب على الحسين الشقاق، وسمع
الحديث بنفسه من الشريف أبي الغنائم محمد بن محمد بن أحمد بن المختدي بالله وأبوي القاسم هبة بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين، وهبة الله بن أحمد بن عمر الحريري، وأبي غالب أحمد بن الحسن بن البناء، وأخيه يحيى، وأبوي بكر محمد
__________
(1) انظر ترجمته في: تكملة الاكمال ص 209.
(*)(4/45)
ابن الحسين بن المزرفي (1)، ومحمد بن عبد الباقي البزاز وغيرهم.
ولم يزل يقرأ على المشايخ ويفيد حيرانه إلى آخره عمره.
حدث باليسير وكان صدوقا صالحا متدينا حسن الطريقة، حافظا لكتاب الله يفهم طرفا صالحا من الفقه.
أخبرنا عبيدالله بن أحمد الخياط جارنا، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن المبارك ابن بكروس قراءة عليه، أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين المزرفي قراءة عليه، وأنبأنا علي ابن محمد الخياط، أنبأنا محمد بن علي أبو غالب قالا: أنبأنا محمد بن أحمد بن المسلمة، حدثنا أبو محمد عبيد الله بن أحمد بن معروف إملاء، حدثنا جعفر بن محمد بن المغلس، حدثنا محمد بن زياد الزيادي، حدثنا عبد الوارث، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل الخلاء قال: " أعوذ بالله من الخبث والخبائث " (2).
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن الفرضي قال: سألته - يعني أبا الحسن بن بكروس - عن مولده، فقال: في رجب سنة أربع وخمسمائة.
أنبأنا أبو بكر بن مشق - ونقلته من خطه - قال: توفي أبو الحسن بن بكروس في ليلة الاثنين ثالث ذي الحجة سنة ست وسبعين (3) وخمسمائة ودفن من الغد بباب حرب، ومولدي في ثامن ذي الحجة سنة أربع وخمسمائة.
850 - علي بن محمد بن المحسن بن يحيى بن جعفر بن علي بن محمد بن علي ابن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو غالب
العلوي الحسيني، نقيب مشهد بات التبن: سمع القاضي أبا الحسين محمد بن علي بن المهتدي وغيره، وحدث باليسير، روى عنه: أبو القاسم المبارك بن محمد بن الحسين بن البزوري، وأبو طاهر السلفي، وكتب عنه: أبو عبد الله الحسين بن محمد البخلي، ونقلت نسبه بخطه.
أخبرنا عتيق بن الحسن الانصاري بالقاهرة، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي، أنبأنا أبو طالب علي بن محمد بن المحسن نقيب المشهد ببغداد، أنبأنا أبو الحسين محمد
__________
(1) في الاصل: " المزوقي ".
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 26.
(3) في الاصل: " سنة أربع وخمسمائة ".
(*)(4/46)
ابن علي بن المهتدي، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، حدثنا محمد بن هارون الحضرمي، حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثنا إسماعيل (1)، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي الخليل (2)، عن عبد الله بن الحارث، عن حكيم بن حزام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا رزقا بركة بيعهما وإن كذبا وكتما محق بركة بيعهما " (3).
وأنبأنا عتيق بن الحسن أن السلفي أخبره أنه سأل أبا طالب النقيب عن مولده فذكر أنه سنة ثلاث وأربعمائة، وأنه سمع ابن قشيش وآخرين.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات الشريف أبو طالب علي بن المحسن العلوي نقيب المشهد بمقابر قريش يوم الاربعاء تاسع عشر المحرم سنة خمسمائة وكان قد جاوز المائة سنة من عمره.
851 - علي بن م حمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن البيضاوي، أبو القاسم بن أبي الحسن بن أبي عبد الله الفقيه الشافعي:
سبط القاضي أبي الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، كان شابا فاضلا صالحا من الادب (4) الائمة والقضاة، سمع كثيرا من الحديث، ومات قيل والده، ذكر أبو الفضل ابن خيرون أنه مات في يوم الثلاثاء سادس عشري شهر رمضان سنة خمسين وخمسمائة، وكان شابا صالحا.
852 - علي بن محمد بن النعمان، المعروف بابن المعلم، أبو القاسم ابن أبي عبد الله المفيد: كان والده من شيوخ الشيعة ورؤسائهم، وله مصنفات على مذهب الامامية، حدث على هذا بشئ يسير فكان بلغنا بحمام (5).
أنبأنا أبو القاسم الازجي، عن أبي بكر محمد بن علي بن ميمون الدباس، حدثنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون قال: توفي أبو القاسم علي بن محمد بن محمد بن
__________
(1) في الاصل: " بن إسماعيل بن أبي عروبة عن أبي قتادة ".
(2) في الاصل: " الحليل ".
(3) انظر الحديث في: مسند أحمد 3 / 402.
(4) هكذا في الاصل.
(5) هكذا في الاصل.
(*)(4/47)
النعمان بن المعلم صاحب الحمام في يوم الاحد الثالث من جمادى الاخرة سنة إحدى وستين وأربعمائة، وقد سمع منه أحاديث يسيرة قوم.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أبو القاسم علي بن أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان المعروف بابن المعلم الحمامي في يوم الاحد ثالث جمادى الاخرة سنة إحدى وستين وأربعمائة، كان يذكر أنه سمع من أبي الفضل الشيباني ولم يصح عنه شئ.
853 - علي بن محمد بن محمد بن الحسن الديناري، أبو الحسن بن أبي الفتح النحوي (1): تقدم ذكر والده، كان على هذا ممن يشار إليه في النحو وعلم الادب، درس النحو ببغداد بعد وفاة أبي القاسم الرقي في السابع من شهر بيع الاخر سنة خمسين وأربعمائة، وروى عن والده، روى عنه أبو نصر بن المجلي.
أنبأنا ترك بن محمد الكاتب قال: قرئ على عبد الرحمن بن زيد بن الفضل عن أبي نصر هبة الله بن علي بن المجلي وأنا أسمع قال: أنشدني أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن الحسن بن الديناري النحوي، أنشدنا أبي، أنشدنا أبو الحسين اللغوي لنفسه: من كان في الدنيا له شارة * فنحن من نظارة الدنيا رمقها من كثب (2) حسرة * كأننا لفظ بلا معنى أنبأنا ذاكر بن كامل، عن أبي البركات بن السقطي قال: مات أبو الحسن بن الديناري (3) ببلد النيل في سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة.
ذكر غير ابن السقطي أن وفاته كانت في رجب من السنة.
وذكر محمد بن طاهر المقدسي: أنه مات في سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة.
854 - علي بن محمد بن محمد بن الحسين البسطامي، أبو الحسن (4): قرأ الفقه على القاضي أبي عبد الله الصميري، وحصل منه طرفا صالحا، وشهد
__________
(1) انظر ترجمته في: الانساب للمسعاني 5 / 453.
(2) في الاصل: " زمقها كسب ".
(3) في الاصل: " الانباري ".
(4) انظر ترجمته في: الجواهر المضية 1 / 374.
(*)(4/48)
عند قاضي القضاة ابن الدامغاني في يوم الثلاثاء لاربع بقين من شهر ربيع الاخر سنة ثمان وخمسين وأربعمائة فقبل شهادته، وتولى القضاء بباب الطاق، والنظر بالمارستان
العضدي، وروى عن خاله شيئا من شعره، وروى عنه أبو نصر هبة الله بن علي بن المجلي.
قرأت في كتاب أبي نصر بن المجلي وأنبأنيه عنه علي بن يوسف، عن عبد الرحمن بن زيد عنه، أنشدنا القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن الحسين البسطامي، أنشدنا خالي أبو يعلى الحسين بن عبد العزيز محمد الشالوشي يرد على من عاب عليه قوله في قصيدة ذكر فيها الضريحة ولم يقل الضريح بغيرها من قصيدة: هذا الفرزدق بحر الشعر ينعته * والبحر توجد أحيانا به الدرر رثى ابن ليلى بن مروان قال به * عبد العزيز الذي من نجله (1) عمر لله أرض أحنته ضريحتها * وكيف يدفن في الملحودة القمر قرأت في كتاب أبي علي بن البرداني بخطه قال: حدثني سلطان بن عيسى: أن مولد القاضي أبي الحسن علي بن محمد بن محمد بن الحسين البسطامي في سنة أربعمائة.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات القاضي أبو الحسن علي بن محمد البسطامي أحد الشهود المعدلين في يوم الخميس تاسع ربيع الاخر سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة، ودفن في مقبرة معروف الكرخي.
855 - علي بن محمد بن محمد بن الطيب بن أبي يعلى بن الجلابي (2)، أبو الحسن، المعروف بابن المغازلي: من أهل واسط، والد محمد الذي قدمنا ذكره، سمع كثيرا وكتب بخطه وحصل، وخرج التاريخ وجمع مجموعات، منها الذيل الذي ذيله على " تاريخ واسط " بحشل (3) ومشيخة (4) لنفسه، وكان كثير الغلط، قليل الحفظ والمعرفة، سمع أحمد بن المظفر بن أحمد العطار، وأبا الحسن علي بن عبد الصمد بن عبيد الله الهاشمي، وأبا بكر أحمد بن
__________
(1) في الاصل بدون نقط.
(2) في الاصل: " الحلاني ".
(3) في الاصل: " لحشل ".
(4) في الاصل بدون نقط.
(*)(4/49)
محمد بن أحمد الهاشمي الخطيبين، وأبا طالب محمد بن أحمد بن عثمان الصيرفي البغدادي، وعبد الكريم بن محمد بن عبد الرحمن الواسطي العدل بقراءة الحميدي عليه وأنا أسمع ببغداد.
وأنبأنا القاضي الفقيه أبو علي يحيى بن الربيع الواسطي، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن محمد بن الجلابي (1) قراءة عليه قال: أخبرني والدي، أنبأنا أحمد بن المظفر، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد الحافظ، حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، حدثنا مسدد، عن يحيى، عن حميد، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " دخلت الجنة فرأيت قصرا من ذهب فقلت: لمن هذا ؟ قيل: لشاب من قريش، فظننت أني أنا هو، قلت: من هذا ؟ قيل: عمر بن الخطاب " (2).
أخبرني عبد الرحيم بن يوسف الدمشقي بالقاهرة، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قال: سألت أبا الكرم خميس (3) بن علي الجوزي (4) عن أبي الحسن علي بن محمد بن الطيب المغازلي، فقال: كان مالكي المذهب، شهد عند أبي الفضل محمد بن إسماعيل، وكان عارفا بالفقه والشروط والسحلات، سمع الحديث الكثير عن عالم من الناس من أهل واسط وغيرهم، وجمع التاريخ المجدد التالي لتاريخ بحشل، وأصحاب شعبة، وأصحاب يزيد بن هارون، وأصحاب مالك، وكان مكثرا خطيبا على المنبر يخلف (5) صاحب الصلاة بواسط، وكان مطلعا على كل علم من علوم الشريعة، عرف ببغداد بعد الثمانين وأحدر إلى واسط فدفن بها، وكان يوما مشهودا.
ذكرا أبو نصر محمود بن الفضل الاصبهاني، ونقلته من خطه: أن أبا الحسن بن
المغازلي قدم بغداد فأقام بها أياما يسيرة، ثم نزل إلى دجلة بباب العزبة ليتوضأ فوقع في الماء، وأخرج من وقته ميتا، وحمل إلى واسط فدفن بها، وذلك يوم الاحد عاشر صفر سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة.
856 - علي بن محمد بن محمد بن محمد بن يحيى بن شعيب بن الحسن الشيباني، أبو الحسن بن أبي نصر بن أبي الطيب بن أبي بكر بن أبي القاسم
__________
(1) في الاصل: " الحلابي ".
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 1040.
ومسند أحمد 3 / 107.
(3) في الاصل: " أبا الكريم خميس ".
(4) في الاصل: " الجورى ".
(5) في الاصل: " محلف ".
(*)(4/50)
الخطيب، المعروف بابن الاخضر (1): من أهل الانبار، كان يتولى الخطابة بها، قدم بغداد في صباه وأقام بها مدة يتفقه على مذهب أبي حنيفة، وسمع بها الحديث من أبي أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد الفرضي، وأبي عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، وأبي الحسن محمد ابن أحمد بن رزق الله البزاز، وأبي الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، وأبي عبد الله الحسين بن عمر بن برهان الغزال، وأبي محمد الحسن بن الحسين بن محمد بن رامين الاستراباذي، وأبي عبد الله أحمد بن محمد بن دوست العلاف، وأبي بكر عبد القاهر بن محمد بن محمد بن عنترة الموصلي، ومحمد بن أحمد بن يوسف الصياد، وأحمد بن محمد بن غالب البرقاني، وأبي الحسن علي بن أحمد بن عمر الحمامي، وأبي القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي، وغيرهم، وحصل النسخ والاصول، وعمر [ عمرا ] (2) طويلا حتى حدث بجميع مروياته بالانبار وبغداد مرارا،
وسمع منه الحفاظ والكبار، وقصده الطلبة من البلدان ومضى على الاستقامة، روى عنه: من أهل الانبار ولده أبو بم (3) يحيى، وأبو الفتح محمد بن أحمد بن عمير الخلال، وخليفة بن محفوظ المؤدب، والقاضي محمد بن محمد بن الصفار، ومن أهل بغداد: أبو غالب بن البناء، وأبو القاسم بن السمرقندي، وعبد الوهاب الانماطي، وأبو منصور بن الجواليقي، وأبو الفضل بن ناصر، وأبو بكر بن الزاغوني، ومحمد بن مسعود بن السدنك، وأبو الفتح ابن البطي، وجماعة غيرهم.
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن أبي المجد الحربي، أنبأنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد بن البناء، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن محمد بن الخطيب الانباري المعروف بابن الاخضر، قدم علينا بغداد قراءة عليه، أنبأنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد الديباجي، أنبأنا إسماعيل الصفار، حدثنا أحمد يعني ابن منصور، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن ثابت، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لا يتمنى (4) أحدكم الموت لضر أصابه " (5).
__________
(1) انظر ترجمته في: الجواهر المضية 1 / 374.
(2) مابين المعقوفتين زيادة من الجواهر المضية.
(3) هكذا في الاصل.
(4) في الاصل: " لا ينمي ".
(5) انظر الحديث في: الجامع الكبير للسيوطي 1 / 920.
(*)(4/51)
أخبرنا محمد بن نصر أبو الفتوح الحافظ معرفة، أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي، أنشدنا الخطيب أبو الحسن علي بن محمد بن الانباري، لنفسه في المقتدى بأمر الله أمير المؤمنين: يا أيها المولى الاما * م ومن يناط به الامور يا واحدا في الكرما * ت فما يعاد له نظير
مثلي يعان على الزما * ن فما بقى مني يسير أخبرنا جعفر بن علي المقرئ بالاسكندرية، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قال: سألت أبا غالب شجاع بن فارس الذهلي، عن أبي الحسن علي بن الخطيب الانباري فقال: حدث عنه جماعة وكان صدوقا لا بأس به.
قرأت على أبي الحسن بن المقدسي بمصر، عن أبي طاهر السلفي قال: سألت أبا نصر المؤتمن بن أحمد الساجي الحافظ، عن علي بن محمد الخطيب الانباري فقال: كان يذهب مذهب الرأي ثقة فيما كان عنده، محبا للحديث والاسماع.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد من السمعاني يقول: سألت إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ، عن علي بن محمد الخطيب الانباري فقال: شيخ ثقة.
كتب إلى علي بن المفضل الحافظ: أن علي بن عتيق بن مؤمن أخبره، عن القاضي عياض بن موسى التجيي قال: سألت القاضي أبا علي الحسين بن محمد الصدفي المعروف بابن سكرة، عن علي بن محمد بن محمد بن الخطيب الانباري فقال: كان أقطع اليد حنفي المذهب، قديم السماع، ذكر لي أنه سأل وهو صبي في مجلس الشيخ أبي حامد الاسفراييني، عن مسألة الوضوء من مس الذكر وقال لي: رأيت جد جدي وأنا اليوم جد جد.
قرأت في كتاب أبي علي البرداني بخطه قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن محمد الخطيب الانباري، وكان أقطع من يده اليمنى، سمعت صالح بن علي بن النفيس ابن علي بن محمد بن محمد الخطيب الانباري العدل قدم علينا يقول: لما دخل البساسيري (1) الانبار أمر جدنا عليا، وكان الخطيب بها يومئذ أن يقطع الخطبة للامام
__________
(1) في الاصل: " القساسيري ".
(*)(4/52)
القائم بأمر الله، ويخطب للمستنصر صاحب مصر، فلما صعد المنير خطب للامام القائم، ولم يمتثل أمر البساسيري، فقبض عليه البساسيري، وأمر بقطع يده على المنبر فقطعت فنحن نعرف بيني الاقطع.
قرأت بخط أبي نعيم عبد الله بن الحسن بن أحمد الحداد الاصبهاني، وأنبأنيه عنه أبو عبد الله الفارقاني قال: سمعته يعني أبا الحسن علي بن محمد الخطيب الانباري يقول: ولدت في صفر سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة لاثنتي عشرة خلون منه في يوم الجمعة.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن الخطيب الانباري الاقطع ويعرف بابن الاخضر في العشر الاول من شوال سنة ست وثمانين وأربعمائة بالانبار ودفن بها، وهو آخر من حدث في الدنيا عن أبي أحمد الفرضي وبلغ من العمر خمسا وتسعين سنة.
857 - علي بن محمد بن محمد بن قنين العبدي، أبو الحسن الخراز: من أهل الكوفة، قدم بغداد في سنة ثمان وتسعين وأربعمائة، وحدث بها عن أبي طاهر محمد بن محمد بن الحسين بن الصباغ القرشي.
سمع منه أبو بكر محمد بن منصور السمعاني، وأبو طاهر محمد بن محمد السنجي (1) المروزيان، وقد حدث السنجي عنه.
قرأت بخط أبي طاهر السلفي، وأخبرنيه عنه أبو الحسن بن المقدسي بمصر، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن قنين العبدي بالكوفة كان شيخا كبير السن كثير البر وصولا للرحم، وكان زيدي المذهب عبدي النسب مثنيا (2) على الصحابة مع ميله إلى القرابة.
أخبرني الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: قرأت بخط والدي: قدم ابن قنين علينا بغداد وحدثنا وسألته عن مولده، فقال: سنة خمس وعشرين
وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو البلخي بخطه قال: مات
__________
(1) في الاصل: " السيخي ".
(2) في الاصل: " مثبنا ".
(*)(4/53)
ابن قنين الكوفي بالكوفة في ذي القعدة سنة إحدى وخمسمائة.
858 - علي بن محمد بن محمد بن جهير، أبو القاسم بن أبي نصر الوزير (1): كان يلقب بزعيم الرؤساء، وهو أخو الوزير عميد الدولة أبي منصور محمد، ولي النظر بديوان الزمام بعد وفاة أبي نصر محمد بن أحمد بن جميلة صاحب الديوان في جمادى الاولى سنة ستين وأربعمائة، فنظر فيه أربعة عشر سنة حتى عزله المقتدي بأمر الله بأبي الحسن علي بن الحسين بن المعوج، وخرج مع والده أبي نصر، ذكر شرف الدولة مسلم بن قريش فرد إليه حصار ميافارقين ومحاربة أهلها، فأخذ البلد ونظر بعد وفاة والده في الموصل وديار ربيعة، ثم ورد بغداد في وزارة أخيه أبي منصور محمد، فلما قبض على أخيه وعلى أخيه محمد الكافي أبي البركات جهيز تقدم المستظهر بالله بصيانته وأمره بملازمة منزله وهو يخاف ويحذر إلى أن هرب إلى عند سيف الدولة، وأقام عنده أحد عشر شهرا حتى استدعى المستظهر لوزارته في آخر شعبان سنة ست وتسعين وأربعمائة، وخلع عليه في يوم الخميس لثلاث خلون من شهر رمضان، فلم يزل وزيرا حتى عزل في يوم الاحد الرابع عشر من صفر سنة خمسمائة، فكانت مدة وزارته ثلاث سنين وخمسة أشهر وأيام ونقضت (2) داره ولم تحمد سيرته في ولايته، ونفذ سيف الدولة من أخذه، وعاده إلى الحلة فأقام عنده إلى أن قتل سيف الدولة، فنفذ السلطان محمد، فاستدعاه فوصل إلى بغداد في شهر رمضان سنة إحدى وخمسمائة، وقيل له: هذا ابن الحصين يكبك ويكب أهلك في النفس والمال والجاه
والحال، وقد أمكنك أن تقاتله على هذه الحال، فقال: معاذ ا لله أن أبسط في ذكره لساني أو أخط بما يسوؤه بناني ولابذلن له جهدي في إصلاح قلب السلطان، ولاحفظنه كما أحفظ أداني الاولاد والاخوان، وخرج من المعسكر، وعاد بعد سنة من خروجه وزيرا في يوم الفطر سنة اثنتين وخمسمائة، وخلع عليه يوم الاثنين لسبع خلون من شوال، ولم يزل على ولايته إلى حين وفاته، وكان قد تدرج في الولايات والمراتب خمسين سنة، وكان معروفا بالرزانة والحلم، موصوفا بجودة الرأي والتدبير، وحسن التأني (3) في الامور والصبر والسكينة.
وقد رأيت له سماعا من القاضي أبي المظفر منصور بن أحمد البسطامي ببلخ بقراءة
__________
(1) انظر ترجمته في: النجوم الزاهرة 5 / 186.
ومرآة الزمان 8 / 55.
(2) في الصال بدون نقط.
(3) في الاصل: " أنتاني ".
(*)(4/54)
أبي محمد بن السمرقندي في جمادى الاخرة سنة أحدى وثمانين وأربعمائة، فلعله كان هناك في رسالة من الديوان والله أعلم، وما علمت أنه حدث بشئ.
قرأت بخط أبي الحسن محمد بن عبد الملك الهمداني قال: الوزير مجد الدين أبو القاسم علي بن فخر الدولة أبي نصر محمد بن محمد بن جهير مولده بالموصل سنة سبع وثلاثين وأربعمائة.
قرأت بخط عبد الوهاب بن المبارك الانماطي قال: توفي الوزير أبو القاسم علي بن محمد بن محمد بن جهير في يوم الاثنين سادس عشري ربيع الاول من سنة ثمان وخمسمائة، ودفن في يومه في داره بباب العامة.
وذكر ابن الهمداني أنه نقل إلى تربة أخيه عميد الدولة، قال: ولم يخلف بعده من يجرى مجراه في علو سنة واشتهار اسمه.
859 - علي بن محمد بن محمد بن جهور، أبو الكرم: من أهل واسط، قدم بغداد في سنة سبع وتسعين وأربعمائة في رجب وفي سنة اثنتي عشرة وخمسمائة، وحدث بها في المرتين عن القاضي أبي تمام علي بن محمد بن الحسن العبدي، وأبي غالب محمد بن أحمد بن بشران، سمع منه أبو عبد الله الحسين ابن محمد ابن خسرو البلخي، والحسين بن محمد العربي وروى عنه.
قرأت على ابن الجوزي، عن العربي، أنبأنا أبو الكرم علي بن محمد بن محمد بن جهور الواسطي، قدم علينا بقراءة (1) البلخي عليه وأنا أسمع أنبأنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي، أنبأنا أبو الحسين علي بن محمد بن دينار، أنبأنا أبو بكر محمد ابن الحسن بن مقسم المقرئ، حدثنا يحيى بن عبد الباقي الثغري، حدثنا إدريس ابن سليمان الكاتب الرملي، حدثنا حمزة بن ربيعة، عن يحيى بن راشد، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رمضان فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم (2).
840 - علي بن محمد بن محمد بن الحارث القرشي: شاعر، مدح الامام المستظهر بالله، وبيض.
__________
(1) في الاصل: " بقراءتي ".
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 261.
(*)(4/55)
861 - علي بن محمد بن محمد بن قنين، أبو الحسن: شاب، قرأ القرآن بالروايات، وسمع الحديث الكثير من أبي الحسين بن الطيوري وأمثاله، ومات قبل أوان الرواية، ذكر لي شيخنا أبو محمد بن الاخضر أنه سمع محمد ابن ناصر الحافظ يذكر أن ابن قنين كان يسرق أصول ابن الطيوري منه، فلم ينفعه الله بالعلم.
قرأت بخط عبد الوهاب بن المبارك الانماطي قال: توفي أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن قنين ليلة الجمعة السادس عشر من شهر رمضان من سنة أربع عشرة وخمسمائة، وصلى عليه يوم الجمعة بجامع المنصور وحضرت ذلك، ودفن بمقبرة جامع المنصور، وكان مولده سنة تسع وسبعين وأربعمائة، وكان قد قرأ القرآن وسمع الحديث، وكان مجتهدا في ذلك مستهبا (1) له.
قرأت في كتاب التاريخ لابي الحسن علي بن عبيد الله بن الزاغوني قال: مات أبو الحسن علي بن قنين يوم الخميس خامس عشر رمضان سنة أربع عشرة وخمسمائة، ودفن بمقبرة جامع المنصور، وكان قد سمع الحديث الكثير، وقرأ القرآن وشيئا من العربية والفقه وهو شاب لم يحدث بكثير.
862 - علي بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن عامر الوكيل، أبو الحسن: والد محمد وأحمد المقدم ذكرهما، كان حاجب الحجاب في أيام المسترشد بالله (2).
سمع شيئا من الحديث من أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي، وحدث باليسير، سمع منه أبو بكر بن كامل بن أبي غالب، وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه، وبلغني أنه توفي يوم السبت لسبع خلون من شعبان سنة ثمان عشرة وخمسمائة.
863 - علي بن محمد بن محمد بن النقيب الشهرستاني، أبو الحسن: أخو محمد بن محمد الذي قدمنا ذكره، رتب نائبا في الحسبة ببغداد عن القاضي أبي العباس الكرخي في سنة سبع وثلاثين وخمسمائة، وكان مشددا على الناس في الحسبة، وكان أديبا يقول الشعر، كتب عنه أبو بكر بن كامل شيئا من شعره وأورده في معجم
__________
(1) هكذا في الاصل.
(2) في الاصل: " الايام المسترشد به ".
(*)(4/56)
قرأت على أبي محمد إسماعيل بن سعد الله الامين عن أبي بكر (1) المبارك [ بن ] (2) كامل بن غالب الخفاف قال: أنشدني القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن النقيب الشهرستاني لنفسه وكتب لي بخطه: خففي يانفس عني * ويك كم هذا التجني واتركي الجهل فقدته * وين منه كل فن ودعي الحرص مع الا * مال فيه والتمني وأيقظي من رقدة الغف * لة للشوب وحني عجبي والموت يأتي * بغتة إذ تطمأني كم تغريني فإني * خائف أن يدهمني راقبي الله وتحت ال * خوف منه فاستكني واذكري البعث إلي * هو اذكري ذاك فإني ليس لي إلا جواب * واحد إذ يسألني نفثي بالجود منه * فرجائي حسن ظني ويك يا نفسي أراني * قبل أن يكبر سني كنت ذا قلب خشوع * فيه لين وتثني وأرى الان معاصي * كأزالت ذاك عني يا أخي قل مثل قولي * بحنين وفقني ارحموا ذلي فإني * ضاع ذاك القلب مني 864 - علي بن محمد بن محمد بن ردعان، أبو الحسن الموصلي، سبط أبي منصور بن جهير: سمع شيئا من الحديث من أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي وغيره، ذكر أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع فيما نقلته من خطه: أنه توفي ليلة
السبت الحادي والعشرين من ذي الحجة سنة أربع وأربعين وخمسمائة، وصلى عليه بجامع القصر يوم السبت، ثم دفن في تربة جده لامه عميد الدولة أبي منصور بن جهير بقراح ابن رزين قال: وما أظنه حدث.
__________
(1) في الاصل: " غير أنى ذكر ".
(2) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(4/57)
865 - علي بن محمد بن محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن الفراء، أبو الفرج بن أبي حازم بن القاضي أبي يعلى الفقيه الحنبلي: من أهل باب الازج، تقدم ذكر والده، سمع أبا عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة، والحسين بن علي بن البسري، وأبا الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي وغيرهم، وسمع كثيرا من المتأخرين، وأسمع أولاده، وحصل الاجزاء والاصول، وشهد عند قاضي القضاة أبي القاسم الزينبي في شهر ربيع الاول سنة ثلاث عشرة وخمسمائة فقبل شهادته، وحدث باليسير، سمع منه جماعة.
أنبأنا أبو الحسين محمد بن بقا بن الحسن البرسفي (1) الضرير، أنبأنا أبو الفرج علي ابن محمد بن الفراء قراءة عليه في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين وخمسمائة، وأنبأنا أبو الكرم عبد السلام بن أحمد المقرئ، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن أبراهيم الدينوري، وأبو السعادات المبارك بن محمد بن أحمد بن كبة قالوا جميعا: أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد النعالي، أنبأنا عبد الواحد بن محمد أبو عمر، حدثنا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثنا إبراهيم بن هاني، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني معاوية، عن عبد الوهاب بن بخت (2)، عن أبي الزناد، عن الاعرج، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمثل ذلك يعني: من لقي أخاه فليسلم عليه إن حال بينهم شجرة أو حائط أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه " (3).
قرأت بخط أبي بكر محمد بن علي بن اللتي المقرئ قال: مولد القاضي أبي الفرج علي بن محمد بن الفراء (4) في شعبان سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة.
أنبأنا أبو علي الاصبهاني، عن أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع قال: توفي القاضي أبو الفرج بن الفراء في ليلة الاحد ثاني عشر رمضان سنة ست وأربعين وخمسمائة، ودفن بباب حرب، وكان متحريا ضابطا.
866 - علي بن محمد بن محمد بن هبة الله بن محمد بن علي بن المطلب، أبو
__________
(1) في الاصل بدون نقط.
(2) في الاصل: " محت ".
(3) انظر الحديث في: سنن أبي داود 2 / 360.
(4) في الاصل: " الفداء ".
(*)(4/58)
المكارم بن أبي جعفر بن أبي عبد الله بن الوزير أبي المعالي (1): تقدم ذكر والده وجده وجد جده في المحمدين، قرأ الادب حتى برع، وسمع الحديث من القاضي أبي الفضل محمد بن عمر بن يوسف الارموي وأبي الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف، وأبي المعالي أحمد بن علي بن علي بن السمين، وأبي المعمر الانصاري وغيرهم.
واقتنى كتبا ملاحا بخطوط العلماء، وصنف كتبا حسنة، منها كتاب " الافصاح في إختصار كتاب الاصلاح " لابن السكيت، رتبه على حروف المعجم، واختصر كتاب " الغريبين " للهروي، وسافر إلى الشام في سنة إحدى وستين وخمسمائة.
واتصل بخدمة الملوك، ونقلت به المناصب، وسافر إلى مصر وتولى النقابة لتقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب بن أخي الملك صلاح الدين، وهو صاحب حماة، وسمع بالاسكندرية من أبي طاهر السلفي وحدث بمصر بشئ يسير، سمع منه عبد الخالق بن زيدان، وأبو عبد الله محمد بن هبة الله بن علي الحموي
خطيب القاهرة، وكان قيما بالنحو واللغة، بليغا كاتبا سديدا مليخ الخط رئيسا نبيلا، عاد مع تقي الدين عمر إلى حماة فأقام بها إلى حين وفاته.
أنشدني عيسى بن عبد العزيز الاندلسي بالاسكندرية: تخل لحاجتي واشدد عراها * فقد أضحت بمنزلة الضياع إذا أرضعتها بلبان أخرى * أضرتها مشاركة الرضاع قرأت في كتاب أبي عبد الله محمد بن محمد بن الكاتب الاصبهاني بخطه هذه الابيات، وذكر أنها لابن المطلب في أول كتاب: يا عاريا من عار وكاسيا بالفخار * علام كتبك عنا مقطوعة الاخبار ألست من حر وجدي إليكم في أوار * ومن سحاب دموعي آثاركم في بحار ودي كما قد علمتم على بعاد للدار * محض صريح صحيح صاف من الاكدار 867 - علي بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن الانباري، أبو منصور بن أبي الفرج بن أبي عبد الله الكاتب: تقدم ذكر والده وجده في أول الكتاب، تولى على هذه الكتابة بديوان الانشاء في ذي القعدة سنة خمس وسبعين وخمسمائة، ولم يزل على ولايته إلى أن توفى في يوم
__________
(1) انظر ترجمته في: بغية الوعاة، ص 353.
(*)(4/59)
السبت الخامس عشر من جمادى الاخرة سنة ثمان وسبعين وخمسمائة وكان شابا.
868 - علي بن محمد بن محمد بن أفلح، أبو الحسن بن أبي البشائر بن أبي البركات: سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وحدث بيسير، سمع منه القاضي أبو المحاسن القرشي، وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه.
قرئ على أبي البركات بن أبي المحاسن القرشي، عن أبيه وأنا أسمع، أنبأنا أبو
الحسن علي بن أبي البشائر، وأنبأنا أبو طاهر لاحق بن أبي الفضل بن علي قراءة عليه قالا: أنبأنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر القطيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا أبو معاوية، حدثنا ابن أبي ليلى، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن علي رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ بنا القرآن ما لم يكن جنبا (1).
وأنبأنا أبو البركات، عن أبيه قال: سألت أبا الحسن بن أبي البشائر عن مولده فقال: في حادي (2) عشري رمضان من سنة ثمان عشرة وخمسمائة.
869 - علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمد بن محمد بن زاهر بن علي بن محمد بن السكون، أبو الحسن بن أبي طالب الكاتب (3): من أهل الحلة السيفية - هكذا رأيت نسبه بخط يده، قدم بغداد وأقام بها طالبا للعلم، فقرأ النحو على أبي محمد بن الخشاب، واللغة على أبي الحسن بن الصعار، وكان يحفظ اللغة حفظا جيدا، وقرأ الفقه على مذهب الشيعة حتى برع فيه وصار يدرسه، وكان كاتبا بليغا شاعرا مجيدا.
وذكر لي الحسن بن معالي الحلي النحوي أنه كان متدينا، كثير الصلاة بالليل، وفيه سخاء ومروءة، سافر إلى مدينة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأقام بها، وصار كاتبا لاميرها، ثم قدم الشام ومدح ملكها صلاح الدين يوسف بن أيوب، ذكره أبو عبد الله الكاتب في كتاب " الخريدة " وأورد له هذه الابيات من قصيدة
__________
(1) انظر الحديث في: مسند الامام أحمد 1 / 83.
(2) في الاصل: " في جمادى ".
(3) انظر ترجمته في: معجم الادباء 15 / 75.
وبغية الوعاة ص 352.
(*)(4/60)
خذا من لذيذ العيش مارق أو صفا * ونفسكما عن باعث الهم فاصرفا
ألم تعلما أن الهموم قواتل وأحجي * الورى (1) من كان للنفس منصفا خليلي إن العيش بيضاء طفلة * إذا رشف الظمآن ريقتها اشتفى من المشرقات الانسات كأنها * سقته نردى توسطت الجفا أتاه كأن البدر ألقى ضياءه * عليها وردتها الغزالة مطرفا إذا خطرت هزت من السمر عاملا * وإن نظرت سلت من البيض مرهفا وتفتر عن أحوى اللثاث لحاله * حصا بردا وأقحوانا مرقفا خليلي إني رضت دهري وراضني * وجريت أحوال الرجال مكشفا وكم قد سرحت النفس في شهواتها * وكنت لاخدان الصبابة مألفا وجررت ذيل اللهو في مسرح الصبا * ونازعت أرباب البطالة قرقفا معتقة شهباء عطرية الشذا * إذا شحها الساقي كأن بارق خفا وقد طال ما أنصبت راحلة الهوى * ليالي كان الدهر بالوصل معفا (2) وبت أعاطي الراح بيضاء خرعبا * مبتلة أوذا احورار منطفا أعن إذا عازلته رق لفظه * وأصحب أو جمشته لان معطفا كأن السلاف البابلي أعاره ال * رضاب وسحبان الفصاحة متحفا إذا وسنت أجفانه استيقظ الهوى * ونبه وجدا يوقظ الصب إن غفا بميل به راح الجمال فينثني * دلالا ويكسو البان قدا مهفهفا سقى الله أرض الجامعين وتربها * من الغيث هطال (3) العشيات أو طفا إذا اصطبحت فيه الرعود تضاحكت * عقائق أضحى برقها متكشفا وحنت به نيب القطار وأورمت * رواعنه حين ازلام وردفا وألقى على عام الرواتي بقاعة * وحللها الزهر النضير وألحفا محل به انصنى الزمان شبيبتي * وخط عذاري بالمشيب ونصفا فلما رأيت الامر قد جد جده * ونكر ما قد كان بالامس عرفا
__________
(1) في الاصل: " رضيت الورى ".
(2) هكذا في الاصل.
(3) في الاصل: " عطال ".
(*)(4/61)
ووجهت أمالي إلى وجه يوسف * قواصده حسبي اعتمادي يوسفا ذكر الشيخ بن علي بن الحلي الاديب: أن علي بن محمد بن السكون توفي في حدود سنة ست وستمائة وأنه كان نصيريا، وذكر لي ابن الحلي أنه مات وقد جاوز السبعين.
870 - علي بن محمد بن محمد بن علي الانصاري، أبو الحسن بن أبي بكر الرزاز: من أهل باب الازج، سمع الشريف أبا معمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز الانصاري، وأبا جعفر أحمد بن أحمد بن القاضي، وغيرهما، وحدث باليسير، سمع منه رفيقنا ابن النفيس بن منجب (1) الازجي وحدثني عنه بحديث واحد، ولقيت هذا الشيخ في يوم جمعة خارجا من الجامع ولم يكن معي شئ من مسموعاته، فأجاز لي الرواية عنه وكتب بخطه لي بذلك في أواخر سنة أربع وتسعين وخمسمائة، ولم يتفق لي به الاجتماع بعد ذلك، وكان شيخا صالحا ظاهر السكون على وجهه سيما الخير.
أخبر على بن محمد الانصاري مشافها وخطا، حدثنا أبو المعمر الانصاري من لفظه في سلخ ربيع الاول سنة إحدى وأربعين وخمسمائة، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي الطريثيثي، أنبأنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم البزاز، أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي (2)، حدثنا إدريس بن جعفر العطار، حدثنا أبو بدر شجاع بن وليد، حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن الله وملائكته يصلون على الصفوف الاول " (3).
توفى الانصاري هذا فيما يغلب على ظني في سنة خمس أوست وتسعين وخمسمائة، وقد جاوز السبعين.
871 - علي بن محمد بن مرعول الصيرفي، أبو الحسن البغدادي: كان يخلف قاضي القضاة أبا السائب على قضاء الشرقية، وخلف القاضي أبا القاسم علي بن محمد بن أبي الفهم التنوخي علي أعمال من نواحي واسط وكور
__________
(1) في الاصل: " منحب ".
(2) في الاصل: " الحطي ".
(3) انظر الحديث في: مسند أحمد 4 / 296.
(*)(4/62)
الاهواز، وكان من أعيان أصحاب أبي الحسن الكرخي، روى عنه: أبو الحسن محمد ابن محمد بن جعفر الانباري الشاهد حكاية أوردناها في ترجمته في المحمدين، ورأيت نسبه مقيدا بخط أبي بكر الخطيب.
872 - علي بن محمد بن المستنير النحوي البصري، المعروف والده بقطرب: روى عن والده شيئا من تصانيفه، كان يسكن بمصر، وقد روى عنه: أبو العباس المبرد، وكان أبوه بصريا يسكن بغداد.
أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي بدمشق، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن علي المقرئ، أنبأنا أبو الكرم المبارك بن فاخر بن يعقوب النحوي، أنبأنا أبو القاسم عبد الواحد بن برهان الاسدي، أنبأنا أبو أحمد عبد السلام بن الحسين البصري، وأبو الحسن علي بن عبيد الله السميني قالا: أنبأنا أبو الفتح عثمان بن حسين النحوي، أنبأنا أبو الحسن محمد بن علي بن وكيع، عن أبي الحسن أحمد بن سعيد بن عبد الله الدمشقي قال: حدثني أحمد بن صالح المصري وارق علي بن قطرب قال: قرأت على أبي علي بن المستنير قطرب من سورة النحل إلى آخر القرآن، وقرأت على علي بن
قطرب من البقرة إلى آخر النحل عن أبيه محمد بن المستنير بمصر في سنة تسع وأربعين ومائتين - يعني من كتابه في القراءات الشواذ.
أنبأنا ذاكر بن كامل بن أبي غالب، أنبأنا أبو سعد أحمد بن عبد الجبار الصيرفي قراءة عليه وأنا أسمع في سنة اثنتي عشرة وخمسمائة، عن القاضي أبي القاسم علي بن المحسن التنوخي، عن أ بي عبد الله محمد بن عمران المرزيابي، أنشدنا علي بن سليمان ابن الاخفش، أنشدنا محمد بن يزيد النحوي قال: أنشدني علي بن قطرب لابيه: أشتاق بالنظرة الاولى قرينتها * كأني لم أسلف فيها النظر وبه: عن المرزباني، أنبأنا محمد بن يحيى قال: وعد علي بن قطرب الحسين الجمل البصري بأضحية وأخلفه فقال: سألنا القطربي كبشا لنسك فوعدناه * فلم يعد ليالي النحر للحين انتظرناه فلا كبش ولاتيس ولاديك رأيناه * فلما أخلف الكبش الذي كنا وعدناه تللنا للجبين الشكر تلا فذبحناه(4/63)
873 - علي بن محمد بن المطلب، أبو القاسم الكاتب: أنبأنا أبو القاسم الازجي، أنبأنا الاخوان عبد الله، وإسماعيل، ابنا أحمد بن عمر السمرقندي إذنا، عن أبي الحسن محمد بن المحسن الكاتب قال: حدث أنه مرض أبو القاسم علي بن محمد بن المطلب مرضة أيس فيها من نفسه وكانت له حال جمعة ونعمة ضخمة، فأحضر جارا له وصديقا كوفيا يعرف بخواجا أبي عبد الله أخي الصاحب أبي الغنائم العارض، فقال له: اعلم أنني قد علمت وتحققت أن المنية قد قربت والحياة قد نفدت وأحب أن تحمل (1) تابوتي إلى مشهد أمير المؤمنين على ابن أبي طالب عليه السلام، فانظر ما ترى من المئونة لذاك لاعطيكه قبل وفاتي، فإن ابني لا يفعل ذاك معي ولا يخرج من يده حبة، فقال: يبقيك الله ويهب عافيتك ويزيل
السوء عنك، فقال: دع مثل هذا القول عنك، وخذ فيما قلت لك، فقال له: نحتاج إلى عشرين دينار، فقال له: كثير، ومازال يحاسبه ويناقشه إلى أن استقر الحال على اثنى عشر دينارا وأخذ الدواة، وكتب بها على بعض معامليه، وكتب بجنب اثنى عشر دينارا نقدا ليسقط (2) من كل دينار بذاك قيراطا، فتعجبت من شحه في ذلك الوقت وعلى ذلك الامر أشد العجب.
وتوفي فلم يمكني ولده من حمله والنفقة عليه وارتجع الدنانير مني ودفنه في مقبرة الشونيزية المسبلة.
قرأت في كتاب " التاريخ " لابي الحسين هلال بن الحسن الكاتب بخطه قال: سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة في يوم الخميس لاربع بقين من شوال توفي أبو القاسم علي ابن محمد بن المطلب الكاتب عن ستين سنة وبشهور قمرية.
874 - علي بن محمد بن المظفر، أبو الحسن، المعروف بالمطرز: صاحب أبي الحسن علي بن أحمد بن عمر الحمامي المقرئ، حدث عنه بيسير، سمع منه محمد بن بدر أبو غالب الهمداني بدار الخلافة في سنة خمسين وأربعمائة.
875 - علي بن محمد بن منصور الاسدي، أبو الحسن العمراني: من أولاد المعافى بن عمران، حكى عن أبيه وروى عن [ أبي بكر ] (3) محمد بن
__________
(1) في الاصل: " أن تحمل أن " (2) في الاصل: " ليستقط ".
(3) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(4/64)
ثابت الخجندي (1) الفقيه، روى عنه: أبو بكر بن كامل بن معجم شيوخه.
قرأت على إسماعيل بن سعد الله الامين، عن المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف قال: سمعت أبا الحسن علي بن محمد بن منصور العمراني يقول: سمعت والدي أبا بكر يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مسجده بآمد فقلت: يارسول الله ! روينا
عنك أنك قلت: " ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه "، فقال لي: نعم (2).
876 - علي بن محمد بن أبي منصور بن أبي الغنائم: صاحب الحاتم بن أبي غالب محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن علي بن الحسن ابن عيسى الرومي بن محمد الازرق بن عيسى الرومي النقيب بن محمد بن علي العريضي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو الغنائم العلوي العريضي، من أهل المدائن، هكذا رأيت نسبه بخط يده، كان شاعرا كثير القول عالما باللغة والغريب وهو الغالب على شعره، وهو قليل المعاني متكلف المباني، سكن بمشهد موسى بن جعفر رضي الله عنهما ببغداد مدة، وكان يتردد إلى الحلة والكوفة وواسط، وسمع الناس منه شيئا من شعره ولم اجتمع به.
أنشد أبو الحسن علي بن مقبل بن عبد الرحمن بن عبد الواحد العنبري قال: أنشدني أبو الغنائم علي بن محمد بن أبي منصور بن صاحب الحاتم لنفسه: هاجني الورق مطربات الغناء * فاعترتني نواعج البرحاء (3) وبدا الورق لامعا كالتماع ال * صارم المنتصي (4) فزاد عنائي وشجاني ادكار أوقات ل * ذاتي فأمسيت واجما ذا بكاء واكف المقلتين أبكى اشتيا * قا لزمان الاطراب والاهواء أذكر اللهو والتنغم بالعي * د الغواني فأرتدي بالشقاء لادكارى أيام أقتطف الل * ذات أسعى لها أجر ردائي فارحا أبلغ المراد وأختار ال * تذاذا بالغادة الحسناء
__________
(1) في الاصل: " الحنحدى ".
(2) انظر الحديث في: سنن أبي داود 2 / 354.
ومسند أحمد 2 / 85.
(3) في الاصل: " المضي ".
(4) في الاصل: " المعلين ".
(*)(4/65)
كان ذاك المراح والعود دا * ج حالك كالدخنة الظلماء وإذا الغصن ناضر ونضارى * وأمروا العنا يا صاح نائي فغدا الغصن ذا بلا ونضارى * راحلا والمشيب قاذى الضياء إذا بدا الشيب ذا سنا واشتعا * ل بعذارى فاطعنني بجفاء ويابني البيض الحسان واعرض * - ن حفافا غرف سحاب النساء صاح فات الصبي وتذكار ما * فاتك يهتاج راقد البرجاء فازجر النفس وادكر وأنب * وارجع واخلص مبادرا بارعواء ذكر لنا أنه توفي بالحلة في سنة ثمان وستمائة.
877 - علي بن محمد بن موسى بن صفوان، أبو القاسم: حدث بالانبار عن أحمد بن هيثم، روى عنه: أحمد بن محمد الطاهري.
قرأت على أبي العباس أحمد بن محمود الصالحاني بأصبهان عن فاطمة بنت محمد ابن أحمد البغدادي: أن أحمد بن الفضل الباطرقاني أخبرها (1)، أنبأنا أبو العباس أحمد ابن محمد النسوي بمكة، أنبأنا أبو الحسين إسماعيل بن عمر بن الحسن بن كامل، حدثنا إبراهيم بن أحمد بن المولد، حدثنا أحمد بن محمد الطاهري قال: قرأت على أبي القاسم علي بن محمد بن موسى بن صفوان بالانبار، أنبأنا أحمد بن هيثم () 2)، حدثنا عبيد الله ابن موسى بن مطر بن ميمون، عن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي بن أبي طالب: " أنا وأنت حجة الله تعالى على خلقه يوم القيامة " (3).
878 - علي بن محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات، أبو الحسن بن أبي جعفر الكاتب (4): من أهل همينبا (5) قرية بين بغداد وواسط، وذكر الصولي أنه من قرية يقال لها: بابلي قريبة من صرفين وأن جدهم ابتاع ضياعا من العاقول وانتقل إليها فنسبهم الناس
__________
(1) في الاصل: " أخبرهما ".
(2) في الاصل: " ميثم ".
(3) انظر الحديث في: كنز العمال 6 / 157.
(4) انظر ترجمته في: وفيات الاعلام 3 / 97.
والوزراء 8 / 8.
والاعلام 5 / 141.
(5) في الاصل: " هميلتا ".
(*)(4/66)
إليه، كان يتولى أمر الدواوين في أيام المكتفي، فلما أفضت الخلافة ألى أخيه المقتدر ووزيره العباس بقي ابن الفرات على ولايته، فلما وقعت فتنة عبد الله بن المعتز، وقتل الوزير العباس بن الحسن استدعى المتقدر بأبي الحسن بن الفرات وقلده الوزارة في يوم الاحد لسبع بقين من شهر ربيع الاول سنة ست وتسعين ومائتين وخلع عليه من الغد، وركب الناس جميعا بين يديه إلى داره.
قال الصولي: ودخل عليه علي بن يحيى المنجم فأنشده: أبا حسن لتهنئك الوزارة * فقد أبدلت ظلمتها إناره أشار لها سواك فلم ترده * وقد قصدت إليك بلا إشاره وما ظلمت بأن جائتك عفوا * لقد كانت عليك لها أماره فخذها شاكرا قوسا أعيدت * إلى الرامي وكانت مستعاره وما زالت تبغي مستقرا * فكنت لها وقد فلقت قراره تحرت لها برأيك في أمور * تحف لها فأربحت التجارة وأما الراكضون لها يحرق * فعاد الربح منهم للخساره وليس وزارة الخلفاء تهنأ * وليس خلافة الرحمن عاره فكن لهم من المكروه جارا * فليس يخاف من أصبحت جاره ولما أن ذكرت لنا علمنا * فإن الملك أصبح في خفاره
تجلت فتنة كنا أسفنا * بها والمسلمون على إماره وأعقبنا الاله رضي بسخط * وأبدلت الحلاوة بالمراره فقد أنزعت أيدينا نضارا * وقد أنزعت دنيانا نضاره لقد عين المبشر عين يرضى * بأن أعطيه مثلك يدى بشاره فأبقاك الاله لنا وأبقى * لنا النعمى ووقاك الحراره ثم إن المقتدر فوض إليه الامور كلها، واعتمد عليه وبسط يده ومكنه، فسار بالعدل والاحسان والعفو عن الجناة، وبذل المعروف وحسن الصنيعة وسلامة المحضر، وبسط الكرم والافضال، وكان موصوفا بسعة الصدر والسخاء.
قال الصولي: كان أجل الناس نفسا وكرما ووفاء، وكان أخوه أبو العباس أحمد أكبر منه سنا وأرفع طبقة في الاداب العلوم، وكان أبو الحسن يتقدم أخاه في الحساب والخراج، وله فيه مصنف، وكان له ثلاثة أولاد: أبو أحمد المحسن، وأبو(4/67)
الفضل، والحسين، وعزل عن الوزارة وقبض عليه في يوم الاربعاء لاربع خلون من ذي الحجة سنة تسع وتسعين ومائتين، فكانت مدة وزارته ثلاث سنين وثمانية أشهر وثمانية عشر يوما، ثم أعيد إلى الوزارة مرة ثانية في يوم الاثنين لثمان خلون من ذي الحجة سنة أربع وثلاثمائة بعد عزل علي بن عيسى بن الجراح، ثم عزل في يوم الاثنين لثلاث بقين من جمادى الاولى سنة ست وثلاثمائة، فكانت مدة وزارته الثانية سنة واحدة وخمسة أشهر وتسعة عشر يوما، وولي مكانه حامد بن العباس، ثم أعيد إلى الوزارة مرة ثالثة في يوم الخميس لسبع بقين من شهر ربيع الاول سنة إحدى عشرة وثلاثمائة وخلع عليه وعلى ابنه أبي أحمد المحسن وولاه أمر الدواوين فبسط يده، وصادر الناس، وعذبهم بأنواع العذاب حتى هلكوا، وجاهر الاكابر بالعداوة، ولم يزل هو وأبوه على أقبح سيرة حتى عزل أبوه من الوزارة في يوم الثلاثاء لسبع خلون من شهر ربيع
الاول سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة: فكانت مدة وزارته الثالثة عشرة أشهر وثمانية عشر يوما، ويقال: إن ابن الفرات وصل الشعراء في أيام وزارته الاخيرة بعشرين ألف درهم، وأنه أطلق لطلاب الحديث والاداب عشرين ألف درهم، وقال: لعل أحدهم يبخل على نفسه بدانق فضة ويصرفه في ثمن ورق وحبر وأنا أولى من عاونهم على أمرهم.
وقال أبو الحسن ثابت بن نبهان: أنا أذكر أنه كان كما يتقلد أبو الحسن بن الفرات الوزارة وقد زاد سعر الثلج (1) والشمع والقراطيس والحيس (2) زيادة مفرطة وافرة، وكان ذلك متعارفا عند التجار.
أنبأنا ذاكر بن كامل النعال قال: كتب إلى أبو بكر الشيروي أن أبا نصر الشيرازي أخبره، أنبأنا أبو القاسم موسى بن الحسن بن علي الساوي، أنبأنا محمد بن عمر الكاتب قال: حدثني جماعة من مشايخنا: أن صاحب الخيز (3) رفع إلى أبي الحسن علي بن محمد بن الفرات وهو وزير أن رجلا من أرباب الحوائج اشترى خبزا وجبنا أكله في الدهليز، فأقلقه ذلك، وأمر بنصب مطبخ لمن يحضر من أرباب الحوائج، فلم يزل (4) ذلك طول أيامه.
__________
(1) في الاصل: " بشعر البلح ".
(2) في الاصل: " الحنش ".
(3) في الاصل: " الخبر ".
(4) في الاصل: " فلم تزل ".
(*)(4/68)
قرأت على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان، عن أبي طاهر التاجر، أنبأنا أبو القاسم ابن منده إذنا عن أبي الحسن أحمد بن فارس بن زكريا اللغوي قال: حدثني أبو الحسين البصري قال: قال لي رجل: كنت أخدم علي بن الفرات وهو وزير فغضب عليه
السلطان ونفذ بحبسه قال: وكانت عندي خمسمائة دينار - فقلت لامرأتي - وكانت ذات عقل ورزانة: إني أريد أن أحمل هذه الدنانير إلى الوزير لعله يحتاج إليها في حبسه، قالت: ويحك إن ابن الفرات لا يحمل إليه خمسمائة دينار، فإنه يستحقرها وصاحبها، قال: فغضبت امرأتي وحملت الدنانير إليه خمسمائة دينار، فإنه يستحقرها وصاحبها، قال: فغضبت امرأتي وحملت الدنانير ولطفت لبواب السجن حتى أذن لي عليه، فلما رآني تعجب وقال: فلان ؟ فقلت: نعم، أيد الله سيدنا، قال: فما حاجتك ؟ فأخرجت الصرة وقلت: هذه خمسمائة دينار لعلها تصلح أن تبر بها بوابا، أومأ: كلا ! ثم قال: خذها تكون وديعة لي عندك، قال: فخجلت ورجعت إلى امرأتي وحدثتها، فقالت: قد كنت أشرت عليك ألا تفعل فأبيت، قال: ثم إن السلطان رضي عن الوزير وأفرج عنه بعد مديدة، وعاد إلى أفضل ماكان عليه فدخلت عليه، فلما بصرني طأطأ رأسه ولم ميلا مني عينه، فقلت: قد جاء ما قالته لي امرأتي وكنت أغدو إليه بعد وأروح، فلا يزداد إلا إعراضا عني حتى أنفقت تلك الدنانير وبقيت متعطلا أبيع ما في بيتي وثياب حالي، وبكرت إلى ابن الفرات يوما على مابي من انكسار وضعف حال ومنه، فدعاني وقال: وردت البصرة سفني من بلاد الهند، فانحدر إليها وفسرها وأقبض حق بيت المال، وما كان من رسم المستثنى ! فعدت إلى أهلي وقلت لها من تمام المحنة أنه كلفني سفرا وأنا لاأقدر على ما أنفقه، قال: فناولتني حمارا لها وقرطين، فبعت ذلك وجعلت ثمنه نفقتي وانحدرت وفسرت السفن، وقبضت حق بيت المال، وما كان من رسم الوزير فحملته إلى بغداد وعرفت الوزير، فقال: سلم بيت المال واقبض الرسم المثتنى لنا وكم هو ؟ قلت له: خمسة وعشرون ألف دينار، قال: أدها إلى منزلك ! فأخذت إلى منزلي وسهرت ليلي لحفظها على اهتمامي وطول نهاري بها، ومضى لهذا الحديث زمان ليس بالطويل وأبلغ ذلك إلي، وأبان الضر في وجهي، فدخلت إليه
يوما، فلما رآني قال: ادن مني مالي أراك متغير اللون سيئ الحال ؟ فحدثته بقصتي في إقلالي وإضافتي، فقال: ويحك وأنت ممن ينفق في مدة يسيرة خمسة وعشرين ألف دينار، قلت: أيد الله سيدنا الوزير من أين لي خمسة وعشرون ألف دينار ؟ قال: يا جاهل ! أما قلت لك احملها إلى منزلك أتراني لم أحد من أودعه مالي غيرك، ويحك(4/69)
أما رأيت إعراضي عنك حياء منك وتذكرت جميل صنعتك وأنا محبوس، وقلت: متى أقضي حق هذا فيما فعله، فعجل إلى منزلك واتسع في النفقة وأنا أنظر لك ما يغنيك ويغني عقبك إن شاء الله ! فعدت إلى منزلي عودة عبد من حضرة مولى كريم وذلك سبب غنائي.
أنبأنا عبد الوهاب الامين، عن محمد بن عبد الباقي الشاهد، أنبأنا أبو القاسم علي ابن المحسن بن علي التنوخي، عن أبيه قال: حدثني أبو الحسين علي بن هشام قال: حدثني أبو علي بن مقلة، وأبو عبد الله زنجي أنهم حضروا مجلس أبي الحسن بن الفرات في ثاني عيد الفطر سنة ست وتسعين وهي أول سني وزارته وأدخل إليه أبو أحمد عبيد الله بن عبد الله بن طاهر في نجفته وأجلس في مرتبته، فاستدعى ابن الفرات أحمد بن مروان وكيله فأسر إليه سرا، فبادر ودفع إلى حاجب أبي أحمد عشرة آلاف درهم فأعلمه الحاجب ذلك فشكره ونهض مبادرا مسرورا لعظم إصافته، فلما نهض أنشده لنفسه: أياديك عندي معظمات جلائل * طوال المدى شكري لهن قصير فإن كنت عن شكري عنيا فإنني * إلى شكر ما أوليتني لفقير أنبأنا محمد بن حامد الضرير، عن زاهر بن طاهر الشحامي قال: كتب إلي أبو القاسم بن أحمد: أن أبا أحمد المقرئ أخبره، عن أبي بكر الصولي قال: حدثني أحمد بن العباس النوفلي وكان جليسا لبني الفرات قال: سمعت الوزير قبل الوزارة يقول: ما
رأيت أحدا قط في داري وعلى بابي ليس لي عنده إحسان إلا كنت أشد إهتماما بإيصال (1) ذلك إليه منه بطلبه والاحتيال له.
قال الصولي: وحدثني أبو أمية العلائي قال: ما رأيته قط رد أحدا عن حاجة رد آيس حتى يخلط ذلك بأمل يعقله فيقول: تعاودني، أو يقول: أعوضك من هذا، أو يقول: نمهل قليلا - أو شبيه هذا.
قال الصولي: وسمعت أبا أحمد عبيد الله بن عبد الله بن طاهر يقول: حين ولي ابن الفرات الوزارة ما افتقرت الوزارة إلى أحد قط افتقارها إليه.
قال الصولي: خرجت يوما مع أبي العباس بن النوفلي من داره - يعني ابن الفرات -
__________
(1) في الاصل: " باتصال ".
(*)(4/70)
صلاة المغرب فخرج معنا فراشان بشمعتين، فلما جلسنا في الماء دفعا (1) الشمعتين إلى غلماننا فرددناهما فقالا: لا نأخذهما قد أمرنا أن ندفع بعد أصفرار الشمس إلى كل من خرج شمة، فقلنا: قد قبلناهما ووهبناهما لكما، فقالا: أتريدان أن نعاقب ونخرج من الدار ؟ فتركاهما ومضيا.
قال الصولي: وحدثني أبو الفضل بن الفرات قال: لما قبض على ابن الفرات بعد وزارته الاولى نظرنا فإذا هو يجري على خمسة آلاف من الناس أقل جاري أحدهم خمسة دراهم في الشهر ونصف قفيز دقيق إلى عشرة أقفزه ومائة دينار في كل شهر.
قال الصولي: وحدثني أحمد بن العباس النوفلي أنهم كانوا يجالسونه قبل الوزارة بتكاء لكل واحد، فلما ولي الوزارة وجلس معهم ليلة لم يجئ الفراشون بالتكاء، فغضب عليهم وقال: إنما رفعني الله لاضع من جلسائي، والله لاجالسوني إلا بتكائين، فكنا كذلك ليال حتى استعفينا، فقال لنا: والله ما أريد الدنيا إلا لخير أقدمه أو صديق أنفعه، وما أقول إني أحسنت إليكم بمقدار ما تستحقون وأنتم إخواني،
ولولا أن النزول عن الصدر سخف لا يصلح لمثل حالي لما أخذته عليكم ولساويتكم في المجلس.
قال الصولي: ومن فضائله أني لم أسمعه قط ولا غيري دعا أحدا من كتابه غير كنيته وكذلك سائر حجابه وأصحابه، وكذلك إذا ذكره وهو غائب، وربما قال: أين فلان ؟ فسبقه لسانه بتسميته رجع فكناه.
وقال الصولي: حدثني سوار بن أبي شراعة قال: سرت مع ابن الفرات قبل الوزارة في طريق إلى بعض إخوانه فلما أراد الرجوع قلت له: هاهنا طريق أقرب من ذلك، فقال: قد عرفته ولكني قد ألفت هذا الطريق فما أحب أن أسلك غيره لاني آلف كل شئ حتى الطريق.
قال الصولي: وكان اعتل في أيام وزارته علة صعبة، فكان إذا أفاق [ قال ] (2) ما غمي بعلتي بأشد من غمي بتأخر حوائج الناس وفيهم المضطر والمعتل ومن يريد سفرا، فضعوا الاعمال بين يدي، وكان كلما أفاق نظر في الشئ بعد الشئ منها وهو من الضعف لا يبين الكلام.
__________
(1) هكذا في الاصل، وفي كتاب الوزراء: " فلما نزلنا إلى التميرية " (2) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(4/71)
قال الصولي: ورأتيه حين ولي وزارته الاولى وقد مشى الناس بين يديه كما كانوا يمشون بين يدي العباس بن الحسن، فمنع من ذلك وغضب وقال: أنا لاأرضى لغلماني أن فعلوا هذا، أكلفه قوما أحرارا لا الاحسان سؤالي عندهم.
أنبأنا أبو القاسم الحذاء، عن أبي غالب الذهلي، أنبأنا هلال بن المحسن الكاتب قال: حدث أبو الحسين أحمد بن محمد بن الميمون قال: كنت بحضرة أبي الحسن بن الفرات في بعض العشايا فقط الفراش شمعة كانت بين يديه قطا استعجل فيه وسقط
منها شرار قرب منه وخاف الفراش ومضى مبادرا وتبعه خادم كان يرؤس (1) على حواشيه لينكر (2) عليه ويضربه، فصاح الوزير به وقال له: عد إلى مكانك أتراه البائس تعمدني بما فعل واعتقد أنه يحرقني ؟ وإنما اتفق على ما اتفق من سبيل الغلط.
أنبأنا أبو محمد بن الاخضر، عن أبي منصور المقرئ: أن الحسن بن علي الشاهد أخبره، حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون الضبي (3) إملاء قال: وجدت في كتاب والدي: حدثني الوزير أبو علي محمد بن علي عن الوزير أبي الحسن علي بن محمد بن الفرات قال: ولد لبعض الكتاب ولد فسماه عليا وكناه أبا حفص، قال: فقال له أخي أبو العباس: لم كنيته بأبي حفص ؟ قال: أردت أن أنغصه على الرافضة.
قرأت على أبي القاسم الحسين بن هبة الله الثعلبي بدمشق، عن أبي محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الطوسي قال: سمعت أبا محمد القاسم بن علي الحريري البصري ببغداد يقول: حكى أن بعض الادباء جوز بحضرة الوزير أبي الحسن بن الفرات أن مقام السين مقام الصاد في كل موضع، فقال له الوزير: أتقرأ جنات عدن يدخلونها ومن سلح ؟ فخجل الرجل وانقطع.
أنبأنا ذاكر بن كامل بن أبي غالب، عن شجاع بن فارس الذهلي، حدثنا أبو بكر الخطيب قال: حدثني أبو الحسين محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد الاهوازي، حدثنا الوليد بن معن الموصلي قال: حكى لنا إبراهيم بن يحيى، حدثني أبو علي بن مقلة أنه كان يوما بحضرة ابن الفرات قال: فوقع في يده فضة في جملة الفصص فتأملها طويلا، ثم رمى بها إلي ثم أمر أن يطلب صاحبها فلم يوجد، وإذا فيها:
__________
(1) في الاصل: " يروس ".
(2) في الاصل: " لينكد " تصحيف.
(3) في الاصل: " المضي " تحريف.
(*)(4/72)
لو كان ما أنتم فيه يدوم لكم * ظننت ما أنا فيه دائما أبدا فقد سكنت إلى أني وأنكم * سنستجد (1) خلاف الحالتين (2) غدا فقلت: أيها الوزير لو وجدت رافعها ماكنت تفعل به ؟ قال: كنت أحسن إليه.
قرأت في كتاب بعض الادباء بخطه قال: أنشدني أبو الحسين علي بن هشام الكاتب قال: أنشدني أبو عبد الله الزنجي الكاتب قال: أنشدني أبو الحسن بن الفرات لنفسه وعملهما وأنا حاضر وليس له شعر غيرهما فيما علمت: معذبتي (3) هل لي إلى الوصل حيلة * وهل لي إلى استعطاف قلبك من وجه فلا خير في الدنيا وأنت بخيلة * ولاخير في وصل (4) يكون على كره أنبأنا أبو القاسم الحذاء، عن أبي غالب الذهلي، أنبأنا هلال بن المحسن الكاتب في كتابه قال: لابي الحسن بن الفرات - وأورده في كتاب " الوزراء ": خليلي قد أمسيت حيران موجعا * وقد بان شرخ للشباب فودعا ولابد أن أعطي اللذاذة حقها * وإن شاب رأسي في الهوى وتصلعا إذا كنت للاعمال غير مضيع * فما حق نفسي أن أكون مضيعا أنبأنا أحمد بن سكينة، عن أبي بكر الانصاري، أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسن ابن علي التنوخي إذنا عن أبيه قال: حدثني أبو الحسين بن علي بن هشام بن عبد الله الكاتب قال: دخلت مع أبي على أبي الحسن على بن الفرات في وزارته الثالثة وقد غلب ابنه المحسن عليه في أكثر أموره، فقال له أبي (5): هو ذا يسرف أبو أحمد المحسن في مكاره الناس بغير فائدة، ويضرب من لو قيل له اكتب بغير ضرب لكتب، ثم يطلب فيوافق على أداء المال وقتا بعينه فيتأخر (6) إيراد الروزنة فيضرب القوم وقد أدى المال فيضرب الضرب ضياعا وقد أدى المال، فقال له أبو الحسن: يا أبا القاسم، لو لم يفعل أبو القاسم هذا بأعدائه ولمن أساء إليه لما كان من أولاد الاحرار ولكان
__________
(1) في الاصل بدون نقط.
(2) في الاصل: " الحاليين ".
(3) في الاصل: " معذبني ".
(4) في الاصل: " رحل ".
(5) في الاصل: " إني ".
(6) في الاصل: " فياخر ".
(*)(4/73)
ميتا، أنت تعلم (1) أني قد أحسنت إلى الناس دفعتين فما شكروني، ومشوا على دمي والله لاسيئن، فلما خرجنا من حضرته قال لي: إني سمعت بأعجب من هذا الكلام نحن لم ننجب من الاحسان دفعتين [ ما ] (2) ننجب من الاساءة، فما مضت إلا أيام يسيرة حتى قبض عليه وجرى ما جرى على أمره.
قال الصولي: لما ولي ابن الفرات الوزارة الثالثة خرج متغيظا على الناس لما كان فعله حامد بن العباس لما ولي الوزارة بابنه المحسن فأطلق يد ابنه على الناس، فقتل (3) حامد بن العباس بعد أن عذبه عذابا عظيما، وترك طلب المال وطلب الانفس، فأثار (4) العالم وكان مشؤما على أهله وماحيا (5) لمناقبهم، ولما أسرف في ضلاله ولعنته اعتل فأصبح الناس يرجفون به لما في نفوسهم، ثم خرج مثل الشيطان، فقلت في وقتي: يامن لسجنه عين منه تقرأ العيون * ومن إذا أسر يوما فكلنا محزون قالوا المحسن أوذي فقلت ذا لا يكون * إني اهتدت بالقوى إلى المنون المنون قال الصولي: وقبض المقتدر على ابن الفرات، وأفلت ابنه المحسن فاشتد السلطان وجميع الاولياء في طلبه إلى أن وجد وقد حلق لحيته وتشبه بالنساء ولبس خفا وإزارا وطولب هو وابنه بالاموال، وسلما إلى الوزير القاسم [ بن ] (6) عبيد الله بن محمد بن عبيد الله فعلما أنهما لا يفلتان، فما أذعنا بشئ واختالا ممن مضى إلى السلطان،
فتضمن عنهما أنهما إن أخرجا عن أيدي أعدائهما وأخذهما السلطان إلى داره حملا إليه مالا كثيرا، فهم السلطان بذلك، فاجتمع الرؤساء: مؤنس، ونصر الحاجب، وشفيع اللؤلؤي، ونازوك، وشفيع المقتدري، فتشاوروا وقالوا: إن تمكن من السلطان أهلك الجماعة، فأشار نصر الحاجب بأن يتقدم إلى الغلمان الحجرية أن يحملوا السلاح ويقولون (7) أترى مولانا يوليه وزارة رابعة، وأنهم لا يرضون بتلفه وتلف ابنه المحسن،
__________
(1) في الاصل: " أنت تعلم أنت تعلم ".
(2) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(3) في الاصل: " فقبل ".
(4) في الاصل: " فامار ".
(5) في الاصل: " ماحنا ".
(6) مما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(7) هكذا في الاصل.
(*)(4/74)
لما حملوا السلاح كتب شفيع اللؤلؤي بالخبر إلى الخليفة، وعظمه، وزعم أنه [ إن ] (1) لم يقتلا لفل على رؤساء الدولة وغيرهم، فهاب ذلك السلطان وخاف الحجرية خوفا شديدا إلا أنه لم يثق بهم، فتقدم إلى نازوك فقتلهما في الدار التي بشط المحرم التي كان ينزلها ابن الفرات لما ولي الوزارة، ووجه برأسيهما إلى المقتدر في سفط، وغرق جسديهما عند بن ظاهر، ففعل ذلك شفيع ابن المقتدري، فقلت في ذلك: ذلل الدهر عز (2) الفرات غدوا جميعا * قبل ما قد رأوه في الاموات فلعمري لراحة الموت خير * من صغار وذلة في الحيات لم يزالوا للملك أنجم عز * وضياء فأصبحت كاسفات قال: وقيل فيهم أيضا:
يا أيها اللحد الضنين بما له * يحمي بتعطيب قليل نواله أوما رأيت ابن الفرات وقد أتى * أدباره من بعد ما أقباله أيام تطرقه السعادة بالمنى * وينال ما يهواه من آماله فحل من النعمى وأصبح يشتكي * أقياده ألما إلى أغلاله وكذا الزمان بأهله متقلب * فاسمع بما أعطيت قبل زواله ذكر القاضي أبو القاسم التنوخي: أن القاضي أبا جعفر أحمد بن إسحاق بن البهلول الانباري التنوخي قال في ابن الفرات بعد عزله من وزارته الثالثة: قال لهذا الوزير قول محق * فيبثه النصح أيما (3) إبثات قد تقلدتها ثلاثا ثلاثا * وطلاق البتات (4) عند الثلاث قال: وكان الامر على ماقاله: فإن ابن الفرات لم يعد بعد الوزارة الثالثة إلى النظر.
وقيل في محبسه لما قبض على ابن الفرات استتر ولده المحسن أياما، ثم ظهر عليه فقبض عليه وعذب بأنواع العذاب وضربت عنقه في يوم الاثنين لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الاخر سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة، وأحضر رأسه فألقي بين يدي أبيه، فارتاع
__________
(1) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) في الاصل: " عن ".
(3) في الاصل: " إنما ".
(4) في الاصل: " الثبات ".
(*)(4/75)
لذلك، ثم ضرت عنقه واحتز رأساهما، فحملا إلى دار الخلافة وألقيت جثتاهما (1) إلى الماء، ثم ألقي بعد ذلك الرأسان في الفرات.
وكان لابي الحسن بن الفرات إحدى وسبعون سنة وشهور، لان الصولي ذكر أن مولده لسبع بقين من شهر ربيع الاخر سنة إحدى وأربعين ومائتين، وكان لابنه
المحسن ثلاث وثلاثون سنة.
879 - علي بن محمد بن موسى، أبو الحسن الصابوني المقرئ (2): أقر القرآن على أبي القاسم زيد بن علي الكوفي بحرف عاصم، ورواه عنه.
قرأ عليه أبو علي الحسن بن القاسم الواسطي غلام الهراس ببغداد في أصحاب الزبيب وروى عنه.
880 - علي بن محمد بن ميسرة، [ أبو ] (3) الحسن: حدث عن أبي يونس محمد بن أحمد، روى عنه أبو بكر بن [ أبي ] (4) دارم الكوفي في كتاب " المنافع " من جمعه.
أنبأنا أبو الفرج الحراني، عن أبي الغنائم محمد بن علي القرشي، أنبأنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي، أنبأنا الحسن بن حسين بن حبيش، وزيد بن محمد المؤدب قالا: أنبأنا أحمد بن محمد بن السري بن يحيى التميمي أبو بكر بن أبي دارم، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن ميسرة البغدادي، حدثنا محمد بن أحمد أبو يونس، حدثنا إبراهيم بن حمزة، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أخيه، عن جده، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " ثلاث مهلكات وثلاث منجيات، فأما المنجبات: فخشية الله تعالى في السر والعلانية والاقتصاد في الفقر والغنى، والحكم بالعدل في الغضب والرضا، والمهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه " (5).
__________
(1) في الاصل: " جثثيهما ".
() 2) انظر ترجمته في: طبقات القراء للجزري ص 576.
(3) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(4) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(5) انظر الحديث في: الجامع الصغير 1 / 119.
(*)(4/76)
881 - علي بن محمد بن نصر بن علي اللبان، أبو الحسن الدينوري (1): سكن غزته، وكان من الجوالين في طلب الحديث، سمع وكتب بخطه الكثير وجمع، وكانت له عناية بهذا الشأن، سمع بالدينور: أبا منصور محمد بن أحمد بن علي بن ميمونة المقرئ، وبأصبهان أبا نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، وأبا سعيد محمد بن علي ابن عمرو النقاش، وأبا بكر بن أبي علي الحافظ، ومحمد بن عبد الله الرباطي، وأبا الحسن بن هيلة (2) ومحمد بن محمد بن سليمان الواعظ، ومحمد بن عمر بن محمد الكوكبي، وبنيسابور: أبا عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي، وأبا بكر أحمد بن الحسن الحيري، وأبا سعيد محمد بن موسى الصيرفي، وأحمد بن علي بن منجويه الحافظ، ومنصور بن محمد بن أحمد المفسر، وعلي بن محمد الطرازي (3) وعبد الله بن عبد الرحمن الحرضي، وبأسفرائين: أبا الحسين علي بن محمد المقرئ، وبجرجان: أبا القاسم حمزة بن يوسف السهمي، وعبد الرحمن بن محمد بن الحسين الفارسي، وبتستر: محمد بن يعقوب الديباجي، وذا النون بن محمد الصائغ، وبالاهواز عبد الصمد بن أحمد الاهوازي، ومحمد بن الحسن الاصبهاني، وأحمد بن علي بن عبدوس، وأبا القاسم الحسين بن أحمد الكواز، وبالبصرة: القاضي أبا عمر القاسم بن عبد الواحد الهاشمي، وأحمد بن إسحاق بن خربان (4) النهاوندي، وأبا بكر محمد بن علي ابن نخبة الصيرفي، وعلي بن أحمد بن إبراهيم البزاز، وعلي بن الحسن النجاد، وعلي ابن حمزة المقرئ المواقيتي (5)، وأبا تمام الحسن بن محمد بن محمد الانصاري، ومحمد ابن أحمد بن داسة، وأبا محمد الحسن بن أحمد بن بشار السابوري، وعلي بن عمر الرقاص، وأبا يوسف رياح بن علي بن موسى القاضي، والقاضي أبا عمر محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن اشتافنا (6)، وبدير العاقول: المبارك بن محمد بن علي بن يوسف بن هزوما، وقدم بغداد بعد الاربعمائة وسمع بها: أبا الحسن أحمد بن محمد بن
موسى بن الصلت، وأبا عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي الفارسي، وأبا الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه، وأبا الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار،
__________
(1) انظر ترجمته في: كتاب التقييد لابن نقطة 2 / 208.
(2) في الاصل بدون نقط.
(3) في الاصل: " الطوازي ".
(4) في الاصل: " بن جريان ".
(5) هكذا في الاصل.
(6) هكذا في الاصل.
(*)(4/77)
وأبا عبد الله أحمد بن محمد بن يوسف بن دوست العلاف، وأبا الحسين علي بن محمد ابن عبد الله بن بشران، وجماعة غيرهم، وحدث باليسير، روى عنه: أبو بكر الخطيب.
أنبأنا أبو القاسم سعيد بن محمد المؤدب، عن أبي السعود أحمد بن علي بن المجلي (1)، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قراءة عليه قال: حدثني أبو الحسن علي بن محمد بن نصر الدينوري، حدثنا حمزة بن يوسف السهمي بجرجان، حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن محمد الاجري برباط دهستان - وكان ثقة - حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الخواص بركض آمد، حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، حدثني محمد بن إدريس الشافعي، حدثني مالك بن أنس الحجازي، عن ربيعة، عن أبي عبد الرحمن، عن نافع، عن ابن عمر قال: خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: " أيها الناس ! سلوا ربكم العفو والعافية ".
قال ابن عمر: قلت: يارسول الله زدني ! قال: " إن أعطيتهما فقد أفلحت " (2).
قرأت على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان، عن محمد وعلي ابني أحمد اللباد قالا:
أبنأنا أبو الحسين المبارك بن محمد بن عبيد الله بن السوادي في كتابه إلينا قال: سمعت أبا الحسن علي بن محمد بن نصر الدينوري اللبان بعكبرا لفظا يقول: سمعت الاستاذ أبا إسحاق محمد بن أحمد بن إبراهيم الواعظ يقول: سمعت أبا الحسين الخفاف يقول: سمعت أبا العباس السراج يقول: سمعت هارون بن عبد الله، سمعت هارون بن معروف يقول: من زعم أن القرآن مخلوق فكأنما عبد اللات والعزى، يا أبا موسى احك عني.
كتب إلى إسماعيل بن محمد الخطيب، أنبأنا أبو سعد بن السمعاني قال: قرأت بخط والدي قال سمعت الموفق به ع بد الكريم الهروي يقول: كان شيخنا أبو الحسن بن اللبان عنده " حلية الاولياء " سماعه من أبي نعيم فأتاه صوفي فسأله أن يقرأه فقال له الشيخ: إن في هذا الكتاب ذكر الممتحنين فإن أردت أن تقرأه فوطن نفسك على المحنة، فقال الصوفي: نعم، فابتدأ في قراءته وكان يقرأه أياما فاتفق أنه انتهى إلى موضع فيه ذكر أبي حنيفة وذمه، وكان في المجلس إنسان حنفي، فسمع ذلك وسعى بالشيخ
__________
(1) في الاصل: " المحلي ".
(2) انظر الحديث في: سنن الترمذي 2 / 199.
ومسند أحمد 3 / 127.
(*)(4/78)
إلى القاضي، ورفع الامر إلى السلطان، فأمر الشيخ أبا الحسن بلزوم بيته وأقفل باب المسجد، ومنع من التحديث، قال: وكان ذلك في آخر عمره، فنالته في ذلك بلية شديدة، وأخذ الصوفي وضرب ضربا عنيفا ونفي من البلدة، وصحت فراسة الشيخ في ذكر المحنة.
كتب إلى محمد ولامع ابنا أحمد بن نصر الصيدلاني: أن يحيى بن عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن منده أخبرهما: قال علي بن محمد بن نصر اللبان الدينوري رحل إلى خراسان والبصرة وواسط، مات بغزنة وكان مذكورا في حفاظ الحديث موصوفا
بالفهم.
كتب إلى عبد السلام بن طاهر بن شعيب الهمداني، أنبأنا أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلي، أنبأنا أبي قراءة عليه في كتاب " طبقات الهمدانيين ومن دخل همدان من الغرباء " قال: علي بن محمد بن نصر بن علي اللبان أبو الحسن الدينوري قدمها في رجب سنة سبع وعشرين وأربعمائة، روى عن: هلال الحفار وأبي عبد الله بن خربان وأبي القاسم السهمي، وأبي بكر الحيري، وأبي عمر بن مهدي، وأبي الحسن بن الصلت، والقاضي أبي عمر الهاشمي، حدثنا عنه: أبو العلاء محمد بن طاهر العابد، وأبو بكر أحمد بن عمر المعبر، وكان صدوقا يحسن (1) هذا الشأن، وعاجله الموت ولم يحمل (2) عنه إلا القليل.
قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون بخطه، وأنبأنا نصر الله بن سلامة الهيتي، أنبأنا محمد بن ناصر قراءة عليه، عن ابن خيرون قال: بلغنا وفاة أبي الحسن علي بن محمد بن نصر بن اللبان الدينوري بغزنة في أول هذه السنة - يعني سنة تسع وتستين وأربعمائة.
كان سمع في الدنيا كلها في كل بلد: بغداد وواسط والبصرة وبلاد خراسان، وطاف الدنيا وجمع الشئ الكثير، وحدث وهو ثقة.
882 - علي بن محمد بن الصواف، أبو الحسن: سمع الشريف أبا الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون، وحدث باليسير، وذكر أنه ولد بمصر، سمع منه السيد أبو المناقب محمد بن حمزة بن إسماعيل الحسيني (3)
__________
(1) في الاصل: " محسن ".
(2) في الاصل: " محمل ".
(3) في الاصل: " الحسني ".
(*)(4/79)
الهمداني في محرم سنة اثنتين وخمسمائة.
أنبأنا أبو القاسم المؤدب، عن أبي المناقب الحسيني (1)، أنبأنا علي بن محمد بن نصر الحسين بن علي بن أحمد الخياط قالا: أنبأنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر الدار قطني، حدثنا علي بن عبد الله بن مبشر بواسط، حدثنا محمد بن كثير بن بنت (2) بن هارون، حدثنا سرور بن المغيرة، عن سليمان التميمي، عن محمد بن المنكدر، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من كان له ثلاث بنات يعولهن ويرحمهن فله بهن الجنة " (3).
883 - علي بن محمد بن النعمان، أبو الحسن الانباري: روى عن والده أبي سعيد محمد بن النعمان، روى عنه: ابنه أبو جعفر محمد بن علي، وقد تقدم ذكر أبيه وابنه في أول الكتاب.
884 - علي بن محمد بن الوزير، أبو الحسن المستعمل: من أهل النصرية، سمع أبا محمد الحسن بن محمد الخلال، وحدث باليسير، روى عنه أبو البركات هبة الله بن المبارك السقطي في معجم شيوخه.
أنبأنا ذاكر بن كامل عن أبي نصر محمود بن الفضل الاصبهاني، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن الوزير المستعمل قراءة عليه، حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد الخلال إملاء، حدثنا محمد بن المظفر بن موسى الحافظ، حدثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الصلحي، حدثنا إبراهيم بن أبي حميد ا الحراني (4)، حدثنا عثمان بن عبد الرحمن، عن طلحة بن زيد، عن أبي الزبير المتكي، عن جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [ قال ] (5): " ولا تسلموا تسليم اليهود، فإن تسليمهم إشارة بالاكف والاصابع والحواجب " (6).
885 - علي بن محمد بن وهب، أبو الحسن التاجر، المعروف بابن الضييع:
__________
(1) في الاصل: " الحسين ".
(2) هكذا في الاصل.
(3) الحديث سبق تخريجه.
(4) في الاصل: " الجراني ".
(5) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(6) انظر الحديث في: سنن الترمذي 2 / 94.
(*)(4/80)
من أهل الحربية، وهو أخو شيخنا وهب، سمع مع أبيه من أبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الانماطي، وأظنه حدث بالموصل في جمادى الاخرة من سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة، فإني رأيت بخطه إجازة كتبها بالموصل في هذا التاريخ.
أنبأنا أحمد بن سلمان الحربي - ونقلته من خطه - قال: مات علي بن الضييع يوم الثلاثاء العشرين من شعبان من سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة.
886 - علي بن محمد بن هبة الله بن عبد الله بن علي بن عبد الصمد العباسي النسابة، يعرف بابن كلبون: من أهل الكرخ، تقدم ذكر والده، كان عارفا بالانساب، وله مصنفات في ذلك، وقد قرأت عليه في سنة ثمان وخمسين وخمسمائة.
وروى عن السيد النقي عبد الله بن أسامة بن أحمد بن الحسيني، وعلي بن علي بن نصر الكاتب البصري، قرأ عليه الشريف محمد بن أحمد بن محمد بن عمر العلوي الزيدي الحسيني.
887 - علي بن محمد بن يحيى، أبو الحسن الدريني، المعروف بثقة الدولة بن الانباري (1): كان من الاعيان الامالي، وكان خصيصا بالامام المقنفى (2) لامر الله، وكان فيه أدب، ويقول الشعر اللطيف، وبنى مدرسة لاصحاب الشافعي على شاطئ دجلة بباب الازج، وبنى إلى جانبها رباطا للصوفية، وأقف عليهما وقوفا حسنة، سمع الحديث من النقيب أبي الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي، وأبي عبد الله الحسين
ابن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي، وأبي الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله ابن البطر، روى لنا عنه أبو محمد بن الاخضر.
أخبرنا ابن الاخضر بقراءتي عليه، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن يحيى الدريني وزوجته شهدة بنت أحمد الابري قراءة عليهما قالا: أنبأنا النقيب طراد بن محمد الزينبي قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، حدثنا الحسين بن صفوان، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي، حدثني يعقوب بن
__________
(1) انظر ترجمته في: وفيات الاعيان 2 / 173.
والاعلام 5 / 150.
(2) في الاصل: " بالايام المتقي ".
(*)(4/81)
إسماعيل، أنبأنا حبان (1) بن موسى، أنبأنا عبد الله، أنبأنا حيوة (2) بن شريح، أخبرني أبو هاني الخولاني: أنه سمع عمرو بن مالك الجهني: أنه سمع فضالة بن عبيد يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " المجاهد من جاهد نفسه في الله تعالى ".
قرأت على أبي بكر عبد العزيز بن أحمد بن عمر العدل بالقاهرة، عن شهدة بنت أحمد بن عمر الابري قالت: أنشدنا الاجل ثقة الدولة أبو الحسن علي بن محمد الابري لنفسه: ألا هل لايام الصبا من يعيدها * فيطرب صب الغضا يستعيدها وهل عند باب اللوح من رمل حاجر * بميل إلى نوحي مع الورق عودها سقى الله أيامي بها كل مزنة * تصوب ثراها بالحيا ونجودها (3) ورد لنا لبنا بجرعاء مالك * فقد طال ما ابيضت من العيش سودها أرى الارض والاوطان فيها فسيحة * وما يستميل القلب إلا زودها وكيف يلذ العيش من غير أنه * إذا ازدراه طرف الرقيب بدودها غريم إذا ما حدث القلب سلوة * بناحلة لا يريدها (4)
وما العذل إلا جذوة بين أضلعي * فليت عذولي والرقيب وقودها وكيف فكاك القلب من يد ظبية * وقد أسرته مقلتاها وجيدها إذا غاب واشيها وأسعف وصلها * وألقت عصاها واستحال صدودها او مد بناني الشوق حتى أضمها * إلى ح صدري مانعتني نهودها أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة، حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: علي بن محمد بن يحيى الدريني كان يخدم أبا نصر أحمد بن الفرج الابري وزوجه بنت شهدة الكاتبة، ثم علت درجته وارتفعت منزلته إلى أن صار خصيصا بالمقتفى وكان يشاوره ويدينه كتب عنه، وكان متوددا متواضعا.
قرأت بخط يوسف بن محمد الدمشقي قال: علي بن محمد الدريني مولده سنة خمس
__________
(1) في الاصل: " حتان ".
(2) في الاصل: " خباه ".
(3) هكذا في الاصل.
(4) في الاصل: " حدوة ".
(*)(4/82)
وسبعين - يعني وأربعمائة.
أبنأنا أبو البركات الزيدي، عن أبي الفرج صدقة بن الحسين بن الحداد الفقيه قال: توفي ثقة الدولة بن الابري في يوم الثلاثاء سادس عشر شعبان سنة تسع وأربعين وخمسمائة، ودفن في داره برحبة الجامع، وكان خيرا كثير الصدقة، ثم نقل بعد موت زوجته شهدة فدفنا باب أبرز (1) قريبا من المدرسة التاجية في محرم سنة أربع وسبعين وخمسمائة.
888 - علي بن محمد بن يحيى بن عمر بن محمد بن عمر بن يحيى بن الحسين ابن أحمد بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب، أبو القاسم الزيدي الحسيني (2): من أهل الكوفة، شاعر مجيد، قدم بغداد ومدح الامام القتفي لامر الله والوزير ابن هبيرة.
قرأت في كتاب " خريدة القصر " لابي عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب الاصبهاني بخطه وأجحاز لي روايته عنه قال: أبو القاسم علي بن محمد بن يحيى الزيدي الكوفي شيخ طويل، شريف جليل، نبيه، كأن نظمه نسيم عليل، أبو نسيم وسلسبيل، أرق عبارة من غيره من أرقة السوق وأحسن حلية من جيد ورقاء حلاها الطوق، وفد الديوان العزيز في صفر سنة سبع وخمسين يخاطب على ملك له قد انتزع (3).
ورسم له قطع، وكنا نجتمع في دار الوزير ابن هبيرة كل ليلة ننتظر إذنه للخواص في اللقاء وجلوسه لاهل الفضل، وأما الرخا فاستأنس الشريف بمجاورتي استيناسي بمجاورته وأتحفني من رقيق عبارته بيتين له في عمي العزيز رحمه الله في تكيته وهما: بني حامد إن دهر أو اعتدى * عليكم فكم للدهر عندكم وتر أجرتم عليه من أخافت صرونه * فأصبح يستقصيكم وله العذر قال: ولم يزل الشريف لي جليسا، يهدي إلي من أعيان كلامه نفيسا، إلى أن يتحر توفيعا (4) لما توقعها، واستخلص بملكه واسترجعه، فركب إلى الكوفة مطى النوفة (5)،
__________
(1) في وفيات الاعيان: " بباب أيزر ".
(2) انظر: شذرات الذهب 3 / 251.
(3) في الاصل: " ابترع ".
(4) هكذا في الاصل.
(5) هكذا في الاصل.
(*)(4/83)
وعاد في سنة تسع وخمسين إلى الوزير متظلما شاكيا متألما، وأنشده وأنا حاضر قصيدة
مقتصدة في أسلوبها، مستجيرا به من الليالي وخطوبها، فيها بيتان جعلهما لتلك الكلمة مقطعا، ما ألطفهما معا، وهما: أجرني على الدهر فيما بقي * بقيت فما قد مضى قد مضى فلست أبالي بسخط الزمان * وأنت تراني بعين الرضا قال: ويبدد سلكه ولد بعد ملكه وسافر إلى مصر، كأنما ساقه القدر بها إلى القبر، لكنه عاش فيها مديدة في ظل الكرامة، وانتقل إلى دار الخلد والبقا، والسلامة.
أنبأنا أبو سعد الحسن بن محمد بن حمدون الكاتب ونقلته من خطه، قال لابي القاسم علي بن محمد بن يحيى العلولي الكوفي في معذر: خلعت في حبه عذارى * للبسه خلعة العذار كأنها إذا بدت عليه * خطة ليل على نهار قال: وله أيضا: لله معسول الثنايا وأصبح * مجدول (1) ما تحوى الغلايل أهيف ظلمت محياه اللحاظ بما جنت * فيه فالاولى أنه لا ينصف أنكرت قلبي حين أنكر وده * وعرفت في جنبيه (2) من لاأعرف 889 - علي بن محمد بن يحيى بن علي بن عبد العزيز بن علي بن الحسين، أبو الحسن بن أبي المعالي بن أبي الفضل بن أبي الحسن بن أبي محمد القرشي، المقلب بزكي الدين (3): من أهل دمشق، كان يتولى القضاء بها هو وأبوه وجده، وكان فقيها فاضلا أديبا عالما مليح الخط، موصوفا بحسن السيرة والعفة والنزاهة والصلاح والديانة، سمع الحديث بدمشق من أبي محمد هبة الله بن أحمد بن الانهاني، وعبد الكريم بن حمزة الحداد، وطاهر بن سهل الاسفراييني، وأبي الحسن علي بن الحسن بن الحسين، وعلي
__________
(1) في الاصل بدون نقط.
(2) في الاصل: " حببه ".
(3) انظر ترجمته في: العبر في خبر من غير 4 / 188.
وشذرات الذهب 4 / 213.
(*)(4/84)
ابن المسلم السلميين، وعلي بن أحمد بن قبيس الغساني، وأبي المعالي الحسين بن حمزة ابن الحسين الشعيري، وأبي القاسم يحيى بن بطريق بن بشرى الطرسوسي وغيرهم، واستعفى من القضاء وحج، وقد بغداد وأقام بها سنة وأشهرا يسمع بها الحديث من أصحاب طراد الزينبي، وأبي الخطاب بن البطر، وأبي عبد الله بن طلحة، وخرج له أبو إسحاق إبراهيم بن محمود بن الشعار فوائد عن شيوخه الدمشقيين، وحدث بها ببغداد قرأها عليه مخرجها، فسمعها أبو بكر الناقد، وأبو الفضل بن شافع، والشريف أبو الحسن الزيدي، والقاضي أبو المحاسن القرشي، والعدل أبو الفرج بن النقور، وشيخانا: أبو محمد بن الاخضر، وأبو الفتح ابن سعترة.
أخبرني أبو الفتح عبد الواحد بن محمود بن سعترة بقراءتي عليه، أنبأنا القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن يحيى القرشي، قدم علينا بغداد بقراءة ابن الشعار وانتقائه، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين السلمي الموازيني قراءة عليه وأنا أسمع، أنبأنا أبو الحسن محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر قراءة عليه، أنبأنا يوسف ابن القاسم الميانجي، أنبأنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي، حدثنا الحسين بن الاسود، حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا أبي ورقبة، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " انطلق ثلاثة يمشون فدخلوا في غار، فأرسل الله عزوجل عليه صخرة، فأطبقت الغار عليهم، فقال بعضهم لبعض: تعالوا فلينظر كل رجل منا أفضل عمل عمله فيما بينه وبين الله عزوجل فيذكره، ثم ليدعو الله عزوجل أن يفرج عنا مما نحن فيه، ونلقي هذه الصخرة ! فقال رجل: اللهم أنت تعلم أنه كانت لي ابنة عم فطلبت منها نفسها فقالت: والله لاأفعل أو تعطيني مائة دينار، فجمعتها حتى أتيتها
بها، فلما قعدت منها مقعد الرجل من المرأة أرعدت وبكت وقالت: يا عبد الله اتق الله، ولا تفتح هذا الخاتم إلا بحقه، قال: فقمت عنها وتركتها لها، فإن كنت تعلم أني تركتها يعني في مخافتك فأفرج عنا فرجة نرى منها السماء ! ففرج الله عنهم منها فرجة فنظروا السماء، وقال الثاني: اللهم إنه كان لي أبوان وكان لي ولد صغار، فكنت أرعى على أبوي، وكنت أجئ بالحلاب، فجئت فوجدت أبوي نائمين ووجدت الصبية يتضاغون من الجوع، فلم أزل بهم حتى ناموا ثم قمت بالحلاب عليهما حتى قاما وشربا، ثم انطلقت للصبية بفضله فسقيتهم، فإن كنت تعلم [ أني ] (1) إنما فعلت تلك من مخافتك فافرج عنا فرجة ! قال: ففرج الله تعالى عنهم
__________
(1) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(4/85)
فرجة، وقال الثالث: اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أجير فأعطيته أجره فغضب وذهب وتركه، فعملت له بأجره حتى صار له بقرا وغنما فأتاني يطلب أجره، فقلت: انطلق إلى تلك البقر ورعائها فخذها، قال: يا عبد الله اتق الله ولا تهزأ بي، قال: فقلت انطلق وخذها، قال: فانطلق فأخذها، فإن كنت تعلم أني إنما كنت فعلت ذلك من مخافتك فألقها عنا ! فألقاها الله عنهم فخرجوا يمشون " (1).
أخبرنا عبد الواحد بن محمود، أنبأنا القاضي أبو الحسن القرشي، أنبأنا محمد بن القاسم الشافعي، أنبأنا علي بن أحمد النيسابور قال: سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول: سمعت أبا القاسم النصرابادي يقول: سمعت علي بن أحمد بن رزين يقول كان يقال: الايام صحائف آجالكم فجلدوها أحسن أعمالكم.
أخبرنا أبو الفتح بن سعترة، أنبأنا علي بن محمد بن يحيى الدمشقي قال: قرأت على والدي قال: قرأت على عبد المحسن بن عثمان النفيسي، أنبأنا منصور بن النعمان بن منصور، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن جهضم، أنشدنا أبو القاسم منصور بن
أحمد لاحمد بن المعدل: ما ناصحتك خبايا الود من رجل * ما لم ينلك بمكروه من العذل مودتي لك أتى أن تسامحني * بأن أراك (2) على شئ من الزلل قرأت بخط القاطي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي قال: بلغني أن القاضي أبا الحسن علي بن محمد بن يحيى القرشي ولد بدمشق في سنة سبع وخمسمائة.
قرأت بخط الشريف أبي الحسن علي بن أحمد الزيدي قال: توفى القاضي زكي الدين أبو الحسن علي بن محمد بن يحيى القرضشي يوم الجمعة الثامن والعشرين من شوال سنة أربع وستين وخمسمائة، ودفن من يومه بمقبرة باب حرب بالقرب من قبر الامام أحمد بن حنبل، وصليت عليه بجامع القصر بعد الصلاة وتبعته إلى المدفن، سمعت منه عن شيوخ دمشق، وكان ذا وقار وهيئة وتدين وعلم مع نزاهة وحسن خلق وظلف نفس، استعفى عن القضاء بدمشق فأعفي ولم يعلم له أمر يغمض به فرحمه الله وألحقه بنبيه صلى الله عليه وآله وسلم، فلقد رزق الشهادة والسعادة وكان من أهل ذلك.
__________
(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 302، 303.
ومسند أحمد 2 / 116.
(2) في الاصل: " أداك ".
(*)(4/86)
890 - علي بن محمد بن يحيى بن هبيرة، أبو الحسن بن أبي عبد الله بن الوزير أبي المظفر: كان والده يلقب بعز الدين، وقد تقدم ذكره، سمع الحديث في صباه من أبي الفتح ابن البطي، وأبي محمد بن الرخلة وأمثالهما، وخرج عن بغداد قديما وسكن الشام مدة، وحدث بدمشق، سمع منه رفيقنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي، ولما دخلت دمشق في رحلتي الاولى، كان قد سافر إلى آمد فلم أصادفه، وذكر لي أنه كان عسرا في الرواية.
حدثني محمد بن عبد الواحد المقدسي من لفظه في منزله بحبل قاسيون ظاهر دمشق، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن يحيى بن هبيرة من لفظه، أنبأنا أبو محمد صالح بن المبارك بن الرخلة قراءة عليه ببغداد في ذي الحجة سنة سبع وستين وخمسمائة.
وأخبرنا أحمد بن أبي بكر الشاهد أبو عبد الله بن سعد الوراق، وعبد الله بن منصور العدل، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد النعالي، أنبأنا أبو عمر بن مهدي، حدثنا أبو عبد الله المحاملي، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن كثير الدورقي، حدثنا ابن علية، حدثنا معمر بن فراس، عن الشعبي، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " ثلاثة يؤتون أجورهم مرتين: رجل آمن بالكتاب الاول والكتاب الاخر، ورجل كانت له أمة فأدبها فأحسن تأديبها، ثم أعتقها فتزوجها، وعبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده " (1).
سألت أبا البركات [ بن ] (2) علي بن محمد بن هبيرة عن وفاة والده فقال: توفي بآمد في يوم الجمع ة ثامن جمادى الاولى سنة تسع وستمائة، وكان في عشر السنين.
891 - علي بن محمد بن يعقوب، أبو الحسن البغدادي: حدث عن الحارث بن محمد بن أبي أسامة وعبد الله بن أحمد بن حنبل.
كتب إلى عبد الرحمن بن علي الانصاي: أن أبا عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي أخبره، عن القاضي أبي الحسن علي بن عبيدالله بن محمد الكسائي الهمداني،
__________
(1) انظر الحديث في: سنن الدارمي ص 290.
(2) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(4/87)
أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن إسحاق، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن يعقوب البغدادي إملاء من حفظه قال: سمعت الحارث بن محمد بن أبي أسامة يقول:
سمعت علي بن عاصم سمعت عبد الرزاق، سمعت معمرا، سمعت الاعمش، سمعت أبا صالح يقول: رأيت في الطواف شيخا كبيرا على عنقه عجوز كبيرة، فقلت: ما هذه ؟ قال أمي أحج بها على كتفي، فقلت: سلها ما تذكر ؟ قال: يا أمه ! إن هذا الشيخ يسألك ما تذكرين، فقالت: يا بني رأيت عبد المطلب في هذا الطواف وهو يقول: مات الناس ذهب الناس.
حدثنا أبو الحسين، حدثنا علي بن محمد، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا أبي قال: سمعت محمد بن السماك يقول: دخلت على أمير المؤمنين الرشيد فقلت: يا أمير المؤمنين بلغني في بعض الخبر: أن رجلا أعطاه الله ثروة في ماله وجمالا في وجهه وشرفا في نسبه فواسى من ماله وعف في جماله وتواضع في شرفه كتب في ديوان الله تعالى من خاصته، فقال الرشيد: يا محمد هذا يصلح أن يكتب بالذهب.
892 - علي بن محمد بن يوسف بن إبراهيم، أبو الحسن الرفا القرقوبي السوسنجردي: سكن نيسابور وحدث بها عن أبي بكر أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي، وأبي بكر محمد بن علي بن رزق الخلال، روى عنه: أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن منده الاصبهاني، وأبو بكر إسماعيل بن علي الخطيب النيسابوري.
قرأت على محمد بن أبي سعيد الاديب بأصبهان، عن محمد بن أبي نصر التاجر: أن عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن منده أخبره، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن يوسف السوسنجردي البغدادي نزيل نيسابور، حدثنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي ببغداد سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، حدثنا الحارث بن أبي أسامة، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " المسلم من سلم الناس من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه " (1).
قال عبد الرحمن بن منده، أنبأنا علي بن محمد بن يوسف السوسنجردي قال:
__________
(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 6.
(*)(4/88)
ولدت سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، ومات في سلخ جمادى الاخرة، ودفن ليلة رجب سنة سبع عشرة وأربعمائة.
893 - علي بن محمد القادسي: حدث بعكبرا عن محمد بن حماد - أظنه الطهراني، روى عنه: أبو بكر أحمد بن الحسن بن هارون الاشعري.
أخبرتنا عين الشمس بنت أحمد بن محمود الثقفي بأصبهان، أنبأنا أبو بكر محمد بن علي بن أبي ذر الصالحاني قراءة عليه في سنة ست وعشرين وخمسمائة، أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم، أنبأنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن فورك القباب، حدثنا أبو بكر أحمد بن الحسن بن هارون بن سليمان الاشعري، حدثنا علي بن محمد القادسي سنة ست وخمسين ومائتين بعكبرا، حدثنا محمد بن حماد، عن مقاتل بن (1) سليمان، عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس في قوله عزوجل * (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) * [ سورة الاسراء، الاية 79 ] قال: إذا كان يوم القيامة ينادي مناد: أين حبيب الله ؟ فيتخطى صفوف الملائكة حتى يصير إلى العرش فيمد يده العزيز عز وجل حتى يجلسه معه على العرش حتى تمس ركبته ركبته.
894 - علي بن محمد، أبو الحسن النجيرمي: قرأت علي أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان، عن الخضر بن الفضل، أنبأنا أبو القاسم الفضل بن محمد البقال إذنا، عن أبي الحسين خدا دوست بن أصفهند الديلمي، أنبأنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن غزوال البخاري بهمدان قال: سمعت أبا الحسن علي ابن محمد النجيرمي ببغداد قال: سمعت صدقة بن علي الزاهد يقول: سمعت الحلاج
يقول: يا شاهدا غائبا في حال غيبته * إن غاب شخصك فالتذكار موجود والصبر عنك فمذموم عواقبه * والصبرفي سائر الاشياء محمود ومن دنا منك نال الخير أجمعه * ومن نأى عنك مكروب ومجهود 895 - علي بن محمد، أبو الحسين بن الزنجاني الصوفي: هكذا سماه عبد الواحد بن شاه الشيرازي في كتاب " تاريخ الصوفية " من جمعه،
__________
(1) في الاصل: " عن مقاتل بن سليمان ".
(*)(4/89)
صحب أبا القاسم الجنيد وأبا محمد الحريري، وأبا العباس بن عطاء، وكان له كلام مليح في التصوف.
قرأت على أبي عبد الله الواسطي، عن أبي المحاسن الانصاري قال: كتب إلي ظفر ابن الداعي العلوي: أن أبا عبد الرحمن البلخي أخبره قال: سمعت أبا بكر الرازي، سمعت أبا الحسين بن الزنجاني يقول: من كان رأس ماله التقوى كلت الالسن عن وصفه ربحه.
قال السلمي: سمعت محمد بن عبد الله، سمعت أبا الحسين بن الزنجاني يقول: أصل العبادة على ثلاثة أركان: العين، واللسان، والقلب، العين: بالعبرة (1)، واللسان: بالصدق، والقلب: بالتفكر.
كتب إلى أبو الفتوح العجلي: أن أبا طاهر الحسنابادي أخبره، أنبأنا أبو بكر الباطرقاني قراءة عليه، أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد النسوي قال: أبو الحسين بن الزنجاني من ظراف مشايخ بغداد من أصحاب جنيد والحريري وابن عطاء، يرجع إلى فهم ودراية، وله حظ في علوم القوم، وكان حسن السماع، مات ببغداد بعد العشرين والثلاثمائة.
أنبأنا أبو المظفر بن السمعاني، أنبأنا أبو نصر الحرضي قراءة عليه، أنبأنا أبو بكر المزكي، أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: أبو الحسين بن الزنجاني من ظراف مشايخهم حسن السماع، توفى بعد العشرين وثلاثمائة.
896 - علي بن محمد الفقيه، المعروف بالمسوحي: كان يخلف القضاة ببغداد، روى عنه: القاضي أبو علي التنوخي في " كتاب النشوار ".
أنبأنا عبد الوهاب بن علي بن محمد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي إذنا عن أبيه قال: حدثني علي بن محمد الفقيه المعروف بالمسوحي (2) أحد خلفاء القضاة ببغداد قال: حدثني أبو عبد الله الزعفراني الفقيه قال: كنت بحضرة أبي العباس ثعلب (3) يوما فسئل عن شئ فقال: لاأدري، فقيل له: أتقول لا * (هامش 9 * (1) في الاصل: " بالغيرة ".
(2) في الاصل: " بالتنوخي ".
(3) في الاصل: " بعلب " بدون نقط.
(*)(4/90)
أدري وإليك تضرب أكباد الابل وإليك الرحلة من كل بلد ؟ فقال للسائل: لو كان لامك بعدد مالا أدري بعر لاستغنيت (1).
897 - علي بن محمد التميمي، أبو الحسن الشاعر: ذكره محمد بن إسحاق النديم في كتاب " الفهرست "، ذكر أنه من أهل بغداد إمام بالموصل، وعمل شعره نحو خمسمائة ورقة.
898 - علي بن محمد، أبو الحسن السمرقندي: أخبرنا يوسف بن محمد الارغياني بنيسابور، أنبأنا أبو البركات عبد الله بن محمد الفراوي، أنبأنا الحاكم أحمد بن الحسين العمروي، أنبأنا أبو سعيد عبد الرحمن بن
حمدان النصروي، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد السمرقندي ببغداد، حدثنا الحسن بن علي العدوي، حدثنا خراش بن عبد الله، حدثني أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " الصوم جنة " (2).
899 - على بن محمد، أبو الحسين الجرجاني الفقيه: روى عنه: الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن البيع النيسابوري في " معجم شيوخه ".
قرأت علي أبي عبد الله الخيرى بأصبهان، عن الخضر بن الفضل، أنبأنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن منده إذنا، عن أبي عبد الله الحاكم قال: سمعت أبا الحسين علي بن محمد الفقيه الجرجاني ببغداد يقول: سمعت عمرو بن أحمد الفقيه [ يقول ] (3): كنت قاعدا بين يدي منصور بن إسماعيل الشافعي دخل عليه بعض أصحابه فقال: من هذا ؟ فقالوا: أبو علي الانطاكي، فأنشأ أبو منصور يقول: يا قمرا باهت على ال * دنيا به أنطاكيه أنت الذي أحبه * كما أحب العافية 900 - علي بن محمد، أبو السن العطاردي:
__________
(1) في الاصل بدون نقط.
(2) انظر الحديث في: مسند الامام أحمد 1 / 196.
(3) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(4/91)
من ساكني نهر الطابق (1)، شاعر مدح عضد الدولة القاضي القضاة أبا محمد بن معروف، وجماعة من الملوك والوزراء وطبقته نازلة في الشعر، وكان يتقدم على الشعراء، وذكر أبو عبد الله الخالع أنه كان ماجنا مزاحا يعاشر الاحداث (2) ويحضر مجلس قاضي المردان، ويعمل أشعار الهيف.
ومن شعره: انتظر إلى دجلة مستطرفا * سكونها والقمر الساري كأنها من فضة وسطها * ساقية من ذهب جاري وله في صفة الجسر: كأنما دجلة والجسر وما * مد من السفن له حتى وقف خيل على مرودها مربوطة * رافعة رؤسها من العلف 901 - علي بن محمد، أبو الحسن الصوفي: نزيل بيت المقدس، ذكره أبو العباس النسوي أنه بغدادي ينزل بيت المقدس، ويخدم الفقراء ويتعاهدهم إذا دخلوا عليه، وكان قد صحب أبا عمران الطبرستاني، وتأدب به وأخذ عنه طريقته، وبقى على خدم الفقراء خمسين سنة إلى أن توفي ببيت المقدس سنة أربع وسبعين وثلاثمائة، وقد رأيته وكان حسن الخدمة والافتقاد خدمني وأحسن إلي، وروى النسوي في تلميذه هارون بن محمد عنه حكايات.
902 - علي بن محمد المعنوي، أبو الحسن: أظنه من أهل حلب، كان صاحبا لابي بكر أحمد بن محمد الصنوبري، روى عنه شعره، روى عنه: أبو محمد الجوهري، أبو القاسم التنوخي.
أنبأنا أحمد بن يوسف القرميسيني، أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد، أخبرنا أبو الفضائل محمد بن أحمد بن عبد الباقي الموصلي، أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري قال: أنشدني أبو الحسن المعنوي الشيخ الاديب قال: أنشدني الصنوبري لنفسه:
__________
(1) في الاصل: " الطالق ".
(2) في الاصل بدون نقط.
(*)(4/92)
لا النوم أدري به ولا الارق * يدري من [ له ] (1) بهذين (2) رمق إن دموعي من طول ما استبقت * كلت فما تستطيع تستبق ولي مليك لم تبد صورته * مذ كان إلا ضلت له الحدق نويت تقبيل نار وجنته * وكدت أدنو منها فأحترق أنبأنا عبد الوهاب بن علي الامين، عن محمد بن عبد الباقي الشاهد، أنبأنا الخطيب، أنشدنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، أنشدنا أبو الحسن علي بن محمد المعنوي، أنشدنا أبو بكر الصنوبري لنفسه: لا واشتياقي واشتياقك * غب (3) انطلاقي وانطلاقك ما عانق الطرف الكرى * بعد انصرافي من عناقك لم لا العزاء على فراقي * مذ عزمت على فراقك فدع المقيم على اعتناقي * بالملام أو اعتناقك أنا واثق إن ليس تط * لقني الصبابة من وثاقك 903 - علي بن محمد، أبو الحسن الشمشاطي (4): مصنف " كتاب الانوار " و " كتاب الديارات "، كان شاعرا يمدح الملوك، أصله من الموصل، سكن بغداد ودخل واسط في سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، روى أبو غالب بن أحمد بن بشران الواسطي، عن أبي الحسن محمد بن محمد بن جمهور الشعباني عنه هذين الكتابين.
قرأت في كتاب " الفهرست " لمحمد بن إسحاق النديم بخطه قال: أبو الحسن علي ابن محمد العدوي أصله من شمشاط (5) - من بلاد أرمينية، كان يعلم أبا تغلب (6) بن ناصر الدولة وأخاه ثم نادمهما، وهو شاعر مصنف مؤلف، مليح الحفظ كثير الرواية،
__________
(1) مابين المعقوفتين سقط من الاصل (2) في الاصل: " بها دين ".
(3) في الاصل بدون نقط.
(4) انظر ترجمته في: الفهرست ص 220.
والاعلام 5 / 143.
(5) في الفهرست: " سميساط ".
(6) في الاصل: " ثعلب ".
(*)(4/93)
وفيه تزيد (1)، كذا كنت أعرفه قديما، وقد قيل إنه ترك كثيرا من أخلاقه عند علو سنه، ويحيى في عصرنا هذا، وله من الكتب: " كتاب الانوار " يجري مجرى الاوصاف والتشبيهات، عمله قديما ثم زاد فيه بعد ذلك " كتاب الديارات " كبير، و " كتاب أخبار أبي تمام "، و " المختار " من شعره، " كتاب القلم " (2)، وجود من تأليفه.
أنبأنا أبو القاسم المؤدب، عن يحيى بن الحسن بن البناء قال: كتب إلى أبو غالب ابن بشران، أنشدنا أبو الحسن علي بن منصور الحلبي الاخباري، حدثنا علي بن محمد العدوي الشمشاطي قال: أنشدني أبي، أنشدني علي بن العباس الرومي لنفسه: لولا فواكه أيلول إذا اجتمعت * من كل نوع ورق الجو والماء إذا لما حفلت (3) نفسي متى اشتملت * على قبابله (4) الحالين عذاء (5) ياحبذا ليل أيلول إذا بردت * فيه مضاجعنا والريح سحواء وحمش القر فيه الجلد فانتقلت * من الصجيعين أحشاء وأحشاء وأسفر القمر الساري فصفحته * ريا لها في صفاء الجو لالاء ياحبذا نفحة من ريحه سحرا * يأتيك فيها من الريحان أنباء قل فيه ماشب من دهر تعهده * في كل عام يد الله بيضاء 904 - علي بن محمد، أبو الحسن المقرئ، المعروف بقرابا: من ساكني باب الشام، حدث عن: أبي جعفر محمد بن عمرو (6) بن البختري الرزاز، روى عنه أبو الفضل محمد بن عبد العزيز بن المهدي الخطيب في مشيخته،
وذكر أنه توفى في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة ودفن بباب حرب.
905 - علي بن محمد، أبو الحسن المروزي: قدم بغداد حاجا وحدث بها في شعبان سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، سمع منه أبو البركات أحمد بن عبد الله بن طاوس المقرئ، وذكر أبو عثمان سعيد بن محمد النيسابوري العدل أنه كتب عن علي بن محمد المروزي هذا ببغداد.
__________
(1) في الاصل: " وفيه نريد ".
(2) في كتاب الفهرست: " كتاب المعلم ".
(3) في الاصل: " جعلت ".
(4) هكذا في الاصل.
(5) في الاصل: " غداء ".
(6) في الاصل: " بن عرور ".
(*)(4/94)
906 - علي بن محمد بن الكسائي، أبو الحسن المقرئ: ذكر أبو طاهر أحمد بن الحسن الكرخي ونقلته من خطه أنه مات في يوم الخميس ثاني ربيع الاخر سنة خمس وأربعمائة، ودفن بمقابر قريش، وكان شيخا صالحا، مولده سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة لا 907 - علي بن محمد بن الزنانيري (1)، أبو الحسن السابح الزاهد: صنف في السباحة كتابا نفيسا سماه " كتاب فنون الملاحة في أصناف السباحة " قرأه عليه أبو ياسر محمد بن عبيد الله بن كادش بباب الحرم الشريف في جمادي الاخرة سنة ثمانين وأربعمائة، وسمعه بقراءاته أبو عبد الله حمزة بن المظفر بن حمزة، ورواه عنه: أبو محمد بن الخشاب وكتبه بخطه، رأيت النسخة والكتاب حسن في فنه.
908 - علي بن محمد، أبو الحسن المطرز، المعروف بابن المزين:
سمع أبا ممد الحسن بن محمد الخلال، وأبا الحسن علي بن عمر القزويني، وأبا إسحاق البرمكي وغيرهم وحدث باليسير.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أبو الحسن علي بن محمد المطرز يعرف بابن المزين في يوم الاربعاء لليلتين بقيتا من المحرم سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة.
909 - علي بن محمد، أبو الحسن الدمشقي: حدث ببغداد عن أبي نصر أحمد بن عبيد الله الغازي الامدي، سمع منه: أحمد بن محمد بن الحسن الباجسرائي وغيره في رجب سنة ست وتسعين وأربعمائة - ذكر هكذا أبو القاسم بن عساكر في " تاريخ دمشق ".
910 - علي بن محمد، أبو الحسن الاسدي، قرأت في كتاب أبي الوفا أحمد بن محمد بن الحصين بخطه: أنشدنا الرئيس الاديب ذو البراعتين أبو الحسن علي بن محمد الاسدي لنفسه: يا فاضح الرطيب تنعما من رطبه * ومغير قلبي بالغرام تلهفا من هجره ألا عطفت على الغريب مسلما في حبه * نهب الفتى هبة الكرام تعطفا في وزره
__________
(1) هكذا في الاصل.
(*)(4/95)
911 - علي بن محمد بن الايسر، أبو الحسن العكبري: ذكره أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي في معجم شيوخه، وروى عنه حكاية، ذكر أنه سمعها منه ببغداد.
912 - علي بن محمد السنبسي: شاعر مدح الامام المستظهر بالله بقصيدة رأيتها بخطه - وأولها: نادى الرحيل منادي الحي فابتكروا * كادت لذاك حصاة القلب تنفطر
ثم استقلوا فلم أملك غداة نأوا * نطقا لديهم فكان المخبر النظر أبدى الذي كانت الاسرار تضمره * يوم الرحيل بدمع فيضه درر وأضحت الدار قفرى لاأنيس بها * كأنها صحف عادية نكر ما أن تحير (1) جوابا أن دعوت بها * وكيف ينطق رسم دارس دثر أبدت معالمها الايام واختلفت * فيها العواصف حتى ما بها أثر وكم عهدت بها والدار جامعة * حورا من الانس في ألحاظها حور إذا برزت رأيت الارض مشرقة * كأنما نثرت من فوقها درر تكنفن (2) حمصا به كالغصن ناعمة * ترنو بعيني ظبي في قلبه ذعر تصمي (3) القلوب بنيل في تقلبها * عن غير كف بقوس ماله وتر فالعين في خفة من حسن منظرها * والقلب يصلي بنار دونها سقر كأنها بين أبواب خصصن بها * بدر السماء حوتها لانجم الزهر في صورة الشمس يغشى الطرف نزها (4) * وحسنا عن صفات الحسن معتبر هي التي سلبت لبى بمبتسم * عذب المجاجة لاصاب ولاكدر غداة قالت لاتراب يلدن بها * هذا قتيل غرام ماله خطر تراه يستر ما يلقاه من ألم ومن تهتك فيها كيف يستتر قضت على قضاء لا انقضاء له * وليس ينفذ حتى تنفد العمر
__________
(1) في الاصل: " تخبر ".
(2) في الاصل بدون نقط.
(3) في الاصل: " انحاظها ".
(4) في الاصل:: " يربوا ".
(*)(4/96)
علت عنها على أني بها كلف * راجي الامام الذي ما مثله بشر
ملقى العفاة أبا العباس خير فتى * أصحى لدفع صروف الدهر يدخر من حروجه الطاهر المبعوث من مصن * زكت وطابت فطاب العود والثمر 913 - علي بن محمد، أبو الحسن المدائني: ذكره شيخنا أبو سعد الحسن بن محمد بن حمدون الكاتب في " كتاب تاريخ الخلفاء " من جمعه، وقال: صار إلى ديوان شعره بخطه فوجدته مدح ا الامامين المستظهر بالله والمسترشد بالله، وعامة أرباب دولتهما، وقد أكثر في مدحهما، ولم أرض شعره لعدم جبذه (1)، ولم أر إسقاط ذكره من هذا الكتاب لكونه اتسم (2) بمدحهما، قال يمدح الامام المستظهر بالله: ليل ذي الوجد أليل * والمصوبات أقبل ولذي الراح راحة * وهوى الغيد أميل والتصابي أشهى إلي * وأحلى وأقبل إن حيران عالج * حرموا ثم حللوا والخيام التي ثووا * وحشوها ورحلوا ليتني كنت عالما * أين أموا، وأقفلوا فصل القلب عنهم * من القلب يسأل ما بقي للوداد إلا * فؤاد معلل وتأمل فما شفا * ؤك إلا التأمل قد جهدنا وقصروا (3) * لو أسأنا لاجملوا ووصلنا فقاطعوا * لو قطعنا لاوصلوا فاقصد الماجد الاما * م تنل ما يؤمل فأياديه جمعة * وهي أهني وأجزل وعطاياه للعفا * ة من الودق أشمل
وسجاياه دأبه * ن الندى والتفضل مالنا من علا * ه إلا التقى والتطول
__________
(1) في الاصل بدون نقط.
(2) في الاصل: " اسم ".
(3) في الاصل: " قصر ".
(*)(4/97)
914 - علي بن محمد، أبو الحسن الانباري الولاقي (1): أحد الغرباء الذين كتب عنهم أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف شيئا من شعره [ و ] (2) شيئا من الاناشيد.
قرأت بخط أبي بكر بن كامل، وأنبأنيه ابنه يوسف عنه، أنشدنا أبو الحسن علي بن محمد اليناقي الولاقي قال: أنشدني السيد الامام زيد بن حمزة أو حمزة بن زيد البلخي نزيل سرخس لنفسه: لجبر الصبر في قلبي انكسار * عشية ودعوا وزمان ساروا بقيت (3) وأدمعي ومضوا وقلبي * فلا أدري أجاروا أم أجاروا وأنشدنا على البياري أيضا قال: أنشدني القاضي الامام أبو بكر محمد بن الحسين الارسابندي قال: كتب إلى القاضي أبو نصر أحمد بن عبد العزيز الروزني لنفسه: تناسيتم عهدي ولم أنس عهدكم * وأعرضتم عني وما كنت مذنبا هنيئا لكم بعدي السرور فإن لي * فؤادا (4) بنيران الفراق معذبا 915 - علي بن محمود بن الحسن بن هبة الله بن محاسن بن هبة الله النجار، أبو الحسن البزاز الامين أخي الابوي: قرأ الفرائض والحساب حتى برع (5) فيهما، وصار أعرف زمانه بقسمة التركات، وكان يعرف الجبر والمقابلة في الحساب، ويستخرج العويص (6) من المسائل من غير
أن يكتب بيده شيئا، وحضر يوما بمعي عند شيخنا أبي البقاء بن العكبري، وكان شيخ وقته في معرفة الفرائض والحساب، فسألته أن يسأله عن مسائل مشكلة من المناسخات، فسأله فكان يجيبه من غير توقف ولاطول فكرة، فعجب الشيخ من ذلك وقال: ما رأيت مثل هذا الرجل قط، وأمره أن يخط خطه في الفتاوى، فكان يفتي إلى حين وفاته، وكنت أقرأ عليه شيئا من خط أبي بكر الانصاري الحاسب المعروف * (هامش 9 * (1) في الاصل: " الولافى ".
(2) مابين المعقوفتين زيادة ليست في الاصل.
(3) في الاصل بدون نقط.
(4) في الاصل: " فؤاد ".
(5) في الاصل: " حتى نزع ".
(6) في الاصل بدون نقط.
(*)(4/98)
يقاضي المارستان من مشكلات المسائل في المسائل واستخراج الضمير ولا أقرأ عليه الجواب فكان يفتكر فيه قليلا ويجيبني بالجواب الذي كتبه القاضي بعينه، وكان يحفظ من الاناشيد والحكايات والاخبار وأيام الناس والتواريخ شيئا كثيرا، ولما توفى والدي سافر ألى الشام ودخل ديار مصر ورأى الناس وخالط الفضلاء وعاد إلى بغداد، وكان يجلس في دكان له بسوق الثلاثاء في خان الصة يبيع فيه البز، مضمى على ذلك أكثر عمره، وكان أمينا نزها عفيفا متورعا عن الشبهات متحريا في طلب الحلال، فاشتهر بذلك بين الناس.
فلما ولي أبي القاسم بن الدامغاني قضاء القضاة واتصلت له به معرفة، وعرف ما هو عليه من معرفة الفرائض ومعرفة قسم الامتعة، وما اشتهر عنه من حسن الطريقة والعفة والنزاهة ألزمه بأن ينظر في أموال الايتام، فأجاب إلى ذلك على أحسن طريقة
وأجمل سيرة شكره عليها الخاص والعام، وظهر من ورعه وتقشفه، ونزاهته ما اشتهر به، فلما عزل ابن الدامغاني قبض على أخي وهلك وعند الله يجتمع الخصوم.
وكان رحمه الله كثير الصوم والصلاة والذكر وقراءة القرآن، وله أوراد بالليل والنهار لا يخل بها، وكان كثير الصدقة دائم المعروف محتاطا في إخراج الزكاة مسارعا إلى قضاء حوائج الناس محبا لاهل الخير.
علقت عنه كثيرا من الحكايات والاناشيد والتواريخ، وكان هو الذي رباني، فإن والدي رحمه الله توفي ولي سبع سنين، وكان يحملني معه إلى الجامع في أيام الجمعة وأيام العيدين ويعلمني كيف أقول، وحججت مع والدتي ولي تسع سنين، فكان أخي يأخذني علي عنقه ويريني المناسك ويطوف بي المشاهد، وكان يؤدبني ويثقفني وينبهني على معالي الامور، جزاه الله عني خيرا فهو والدي وأخي، وكان رحمه الله قد جمع كتابا جليلا في الفرائض ذكر فيه كل فريضة تقع في الدنيا، وقسمها، وفقدته بعد موته، وذهب في جملة ما ذهب من ماله.
أنشدني أخي علي بن محمود الشهيد رحمه الله من لفظه وحفظه لبعضهم: يزداد بخلا ولؤما كلما كثرت * أمواله فهو لا ترجى مواهبه كالبحر كل مياه الارض قاطبة * تجرى إليه ويظمى فيه راكبه سألت أخي عن مولده فقال: في ليلة الجمعة لست خلون من المحرم سنة أربع(4/99)
وستين وخمسمائة، وقتل في ليلة الجمعة الرابع عشر من شهر رمضان منسنة إحدى عشرة وستمائة، وصلي عليه ليلة السبت بالمدرسة التاجية، ودفن عند والده بباب أبرز - رحمه الله عليه ورضوانه 916 - علي بن محمود بن عبد الله القطان، أبو الحسن السمسار: جاءنا بالظفرية، سمع أبا حفص عمر بن ظفر بن أحمد المغازلي المقرئ، كتبت عنه
شيئا يسيرا، وكان شيخا متيقظا فهما حسن الاخلاق لا بأس به.
أخبرنا علي بن محمود القطان، أنبأنا عمر بن ظفر المغازلي، أنبأنا الشريف أبو منصور عبد الميهمن بن محمد بن الحسين العباسي، أنبأنا الحسن بن أحمد البزاز، أنبأنا أبو سهل أحمد بن عبد الله بن زياد القطان، حدثنا أبو يحيى الناقد، حدثنا عثمان بن عبد الوهاب، حدثنا أبي، عن يونس وعنبسة، عن الحسن، عن عثمان بن أبي العاص قال: شكوت إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجعا أجده في جوفي فقال: " ضع يدك عليه وقل: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر هذا الوجه وشر ما أجده " سبع مرات، قال: ففعلته فذهب عني (1).
سألت أبا الحسن السمسار عن مولده فقال: في جمادى الاخرة أو رجب سنة أربع وثلاثين وخمسمائة، وتوفي في سحرة يوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر ربيع الاخر سنة خمس وستمائة وصلينا عليه من الغد بمشهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه بباب أبرز، ودفن بالمحمدية بين يدي تربة أبي سعد الصوفي.
917 - علي بن محمود بن أبي القاسم بن مقلد الغمري، أبو القاسم القصار (2): من ساكني قراح ابن أبي الشحم، سمع أبا السعادات نصر الله بن عبد الرحمن بن محمد القزاز (3)، كتبت عنه وهو شيخ لا بأس به.
أخبرنا علي بن محمود الغمري، أنبأنا نصر الله بن عبد الرحمن، أنبأنا علي بن الحسين الربعي، أنبأنا أبو الحسن بن مخلد، حدثنا أبو جعفر بن البحيري، حدثنا محمد * (هامش 9 * (1) انظر الحديث في: عمل اليوم والليلة ص 155.
(2) انظر ترجمته في: الانساب 10 / 74.
وهامش الاكمال 6 / 366.
(3) في الاصل: " القراز ".
(*)(4/100)
ابن أحمد بن أبي العوام الرياحي (1)، حدثنا سلمة بن سليمان، حدثنا خليد بن دعلج، عن كلاب بن أمية: أنه لقي عثمان بن أبي العاص قال: ما جاء بك ؟ قال: استعملت على عشور الابلة، قال: قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " إن الله يدنو من خلقه فيغفر لمن استغفر إلا البغي (2) بفرجها والعشار " (3).
سألت أبا القاسم الغمري، عن مولده، فذكر أنه تقريبا سنة ستين وخمسمائة، وتوفي في الحادي عشر من ذي الحجة من سنة أربعين وستمائة، ودفن من الغد بباب حرب.
918 - علي بن المختار بن الاشرف بن الوزير بن فخر الملك أبي غالب محمد ابن علي بن خلف أبو نصر: تقدم ذكره جده الوزير في أول هذا الكتاب، وأبو نصر هذا سمع شيئا من الحديث من أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف وحدث باليسير، سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف، وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه.
919 - علي بن المختار بن محمد، أبو الحسن الهرثاني (4): من أهل الهرث قرية بواسط، قدم بغداد وقرأ بها القرآن على أبي منصور محمد بن أحمد الخياط المقرئ، والكلام على مذهب الاشعري على أبي عبد الله القيرواني، وسمع الحديث من أبي محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، وحدث باليسير، روى عنه: أبو بكر بن كامل في معجم شيوخه، وروى عنه أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ مناما رآه، وأثنى عليه خيرا.
قرأت في معجم مشايخ أبي بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف بخطه وأنبأنيه ابنه يوسف عنه، أنشدنا أبو الحسن علي بن مختار بن محمد الهرثاني قال: أنشدني بعضهم لامير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
تغيرت المودة والاخاء * وقل الصدق وانقطع الرجاء
وأسلمني الزمان إلى أناس * كثيري الغدر ليس لهم وفاء
__________
(1) في الاصل: " الرياحي ".
(2) في الاصل: " البقي ".
(3) انظر الحديث في: مسند الامام أحمد 4 / 22.
(4) في الاصل: " الهرثاي ".
(*)(4/101)
يديمون المودة ما رأوني * ويبقى الود ما بقى اللقاء فإن غيبت عن أحد قلاني * وجازاني بما فيه اكتفاء سيغنيني الذي أغناه عني * فلا فقر يدوم ولا ثراء وكل شديدة نزلت بحي * سيأتي بعد شدتها رخاء وكل جراحة فلها دواء * وجرح الجهل ليس له دواء 920 - علي بن المديني الاصبهاني: روى عنه: أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الاسفرائيني الامام صاحب " المسند الصحيح الكبير ".
قرأت بخط أبي عمر محمد بن عبد الله بن معروف الاصبهاني، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن عمر بن أبان الطبري، حدثنا أبو عوانة الاسفرائيني، أنشدني علي بن المديني الاصبهاني ببغداد: لكل امرئ شكل من الناس مثله * وكل امرئ يهوى إلى من يشاكل 921 - علي بن المرتضى بن علي بن محمد بن الداعي زيد بن حمزة بن علي ابن عبيد الله بن الحسن بن علي بن محمد السيلقي (1) بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أبو الحسن بن أبي الحسن بن أبي ثعلب العلوي الحسني المعروف بالامير السيد.
ولد جده بنيسابور وكذلك والد المرتضى، ونشأ بأصبهان ثم قدم بغداد، وولد له علي هذا بها، وقرأ الفقه على مذهب أبي حنيفة حتى برع فيه وفي الخلاف، وقرأ الادب وحصل منه طرفا صالحا، وسمع الحديث، ثم ولي التدريس بجامع السلطان، وانتهت إليه رئاسة أصحاب الرأي، وكان عالما بالمذهب متدينا زاهدا في الرتب (2) والولايات المنيفة، كريم النفس، كانت داره مجمعا لاهل العلم والادب، وكان يكتب خطا مليحا، وله كتب كثيرة أصول بخطوط العلماء، سمع أبا سعد أحمد بن محمد بن البغدادي، وأبا الفضل محمد بن عمر بن يوسف الارموي، وأبا منصور محمد بن عبد
__________
(1) هكذا في الاصل.
(2) في الاصل: " الرب ".
(*)(4/102)
الملك بن خيرون، وموهوب بن أحمد بن الجواليقي، وأبا الحسن سعد الخير بن محمد ابن سهل، وأبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن نبهان الغنوي (1) الرقي، وأبا الفضل محمد بن ناصر وغيرهم، وحدث باليسير، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي، وعمر حتى أدركناه ولم يتفق لنا منه سماع.
قرأت في " الخزيدة " لابي عبد الله الكاتب بخطه للامير السيد علي بن المرتضي: صن حاضر الوقت عن تضييعه ثقة * أن لابقاء لمخلوق على الدوم وله أيضا: وهبك أنك باق بعده * أبدا ولا تجزع لات واغنم لنفسك حظها * في البين من قبل الفوات قرأت بخط القاضي أبي المحاسن القرشي قال: سألته - يعني الامير السيد علي بن المرتضى - عن مولده فقال: في ليلة الثلاثاء ثاني عشر ربيع الاخر سنة إحدى وعشرين وخمسمائة ببغداد رب الشاكرية، توفى الامير (2) السيد علي بن المرتضى في ليلة
الجمعة لثمان عشرة ليلة خلت من رجب سنة ثمان وثمانين وخمسمائة، ودفن من الغد بمقابر قريش 922 - علي بن مرشد بن علي بن المقلد بن نصر بن منفذ بن محمد بن منفذ ابن نصر بن هاشم، أبو الحسن بن أبي سلامة الكناني (3): من أهل شيزر (4)، قلعة بنواحي حلب، من أولاد أمرائها، كان أديبا فاضلا شاعرا متفننا، ورد بغداد حاجا بعد العشرين وخمسمائة، سمع بها الحديث، وروى شيئا من شعره، سمع منه أبو بكر بن كامل ويوسف بن محمد الدمشقي.
قرأت على أبي محمد الامين، عن أبي بكر المبارك الخفاف قال: أنشدني الامير (5) أبو الحسن علي بن مرشد الكناني، أنشدنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن عمر:
__________
(1) في الاصل: " العنوي ".
(2) في الاصل: " الامين ".
(3) انظر ترجمته في: الانساب 8 / 238.
(4) في الاصل: " شيرز ".
(5) في الاصل: " الامين ".
(*)(4/103)
أقمت فكنت في بصري مقيما * وغبت فكنت في ضمن الفؤاد وماشطت بنا دار ولكن * نقلت من السواد إلى السواد أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة، حدثنا أبو سعد بن السمعاني، أنشدنا يوسف بن محمد الدمشقي، أنشدنا علي بن مرشد لنفسه: ودعت صبري ودمعي يوم فرقتكم * وما علمت بأن الدمع يدخر وضل قلبي عن صدري فعدت بلا * قلب فيا ويح ما آتى وما أذر ولو علمت ذخرت الصبر منبعثا * أطفاء نار بقلبي منك تستعر أنشدنا الحاتمي، أنشدنا ابن السمعاني، أنشدنا يوسف الدمشقي قال: سمعت علي
ابن مرشد قال: سمعت دراجا يصيح بدرب حبيب فعملت فيه هذه الابيات - وأنشدنيها: يا طائرا لعبت (1) أيدي الفراق به * مثلي فأصبح ذا هم وذا حزن داني الاسى نازح الاحباب مغتربا * عن الاحبة مصفودا عن الوطن بلانديم ولاجار تسر به * ولا حميم ولادار ولاسكن لكن نطقت فزال الهم عنك ولي * هم يقلقل أحشاتي ويخرسني وكل من باح بالشكوى استراح ومن * أخفى الجوى بث عنه شاهد البدن أرقت عني بنوح لست أفهمه * معما بوجدي من وجد يورقني وما بكيت ولي دمع غواربه * إذا ارتمت منه لم تنسق السفن أخبرنا الحاتمي، أنشدنا السمعاني، أنشدنا يوسف الدمشقي قال: وأنشدني علي بن مرشد لنفسه وكتب بها إلى صديق له: ما فهمت مع متحدث شاغلا * إلا رأيتك خاطرا في خاطري فلو استطعت لزرت أرضك ماشيا * بسواد قلبي أو بأسود ناظري أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله الشافعي بدمشق، أنبأنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: علي بن مرشد بن علي الكناني كان أكبر إخواته، بلغني أنه ولد سنة سبع وثمانين وأربعمائة بشيزر (2)، سمع الحديث ببغداد
__________
(1) في الاصل: " العمت ".
(2) في الاصل: " بشيرر ".
(*)(4/104)
من أبي بكر محمد بن عبد الباقي، وأبي القاسم بن السمرقندي، وكتب الحديث بخط حسن، وكان فهما شاعرا.
ذكر لي أخوه الامير أبو عبد الله أنه استشهد بعسقلان سنة ست وأربعين وخمسمائة، ذكر الامير أبو المظفر أسامة بن مرشد الكناني أن أخاه
أبا الحسن عليا استشهد على غرة في شهر رمضان سنة خمس وأربعين وخمسمائة في حرب الافرنج.
وما كان له صبوة ولاميل إلى لهو وغواية، وكان منقطعا إلى الخير والعمل وتلاوة القرآن والنظر في العلوم الدينية مع ما سواها من العلوم.
923 - علي بن المسبح، أبو الحسن الحارزي، المعروف بالسديد: من أهل الحارزة من أعمال واسط، وكان من قضاتها، كان شاعرا حسن القول، قدم بغداد ومدح الوزيرين أبا علي بن صدقة وعلي بن طراد الزينبي، فمن قوله في ابن صدقة: مدحت الوزير بطياته * كأن المعاني فيها رياض فأنت بتوقيعهه ظافر * وعندي أنليس فيه اعتراض فلم يمتثل وحصلنا على * سواد الوجوه وضاع البياض وأورد له أبو المعالي الكتبي (1) في كتاب " زينة الدهر " قوله: ما أباديك من وراء حجاب * فأدم البعاد بالاقتراب أنت في ناظري في موضع الل * حد ومن منطقي مكان الصواب 924 - علي بن مرة، أبو القاسم البغدادي: شاعر، ذكره شيخنا أبو سعد الحسن بن محمد بن حمدون، وأورد له هذه الابيات ونقلتها من خطه: زعمت إنما هواي محال * أتراها ظنت نحولي انتحالا (2) ولقد زارني الخيال فما صا * دف مني الخيال إلا خيالا بت أرعى النجوم فيها وبا * تت من وراء السجوف تنعم (3) بالا وشكوت الهوى إليها وقالت * حضرى تنمق الاقوالا
__________
(1) في الاصل بدون نقط.
(2) في الاصل بدون نقط.
(3) في الاصل: " نعم ".
(*)(4/105)
925 - علي بن مسعود أحمد بن المقرئ، أبو القاسم بن أبي البركات الحاجب: من ساكني قراح ابن رزين، كان من الحجاب الكبار بالديوان، وكان شيخا بهيا مليح الهيئة جميلا، متدينا محبا لاهل الخير، سمع أحاديث الحسن بن عرفة بن أبي المعالي عبد الملك بن علي الهراسي ورواها عنه، سمع منه أبو عبد الله محمد بن سعيد الحافظ الواسطي، وقد سمعت منه في المفاوضة حكايات، ولم أكتب عنه شيئا من الحديث، وهو والد أحمد الذي قدمنا ذكره، توفي يوم الاثنين ثاني جمادى الاخرة سنة سبع عشرة وستمائة، ودفن من يومه بباب أبرز.
926 - علي بن مسعود بن الحسن بن محمد بن محمد بن أحمد بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الناصر للحق بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو الحسن بن أبي الغنائم العلوي، الفقيه الحنفي: من ساكني المختارة (1)، كان جارنا بدار الكتب بمشهد أبي حنيفة بباب الطاق، حدث بشئ يسير عن الحسن بن ناصر الكاغذي، سمع منه أبو المعالي مسعود بن عبد الرحمن بن أبي الحسن بن المحتسب الرصافي، وقد رأيته كثيرا ولم أكتب عنه شيئا، وكان شيخا صالحا مليح الوجه حسن المست، توفي في أواخر سنة ستمائة وقد قارب السبعين.
927 - علي بن مسعود بن علي بن طليب، أبو الحسن بن أبي السعادات: من أهل الحربية، سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وحدث باليسير، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي، وتوفي في يوم الخميس لسبع خلون من المحرم سنة ست وسبعين وخمسمائة، ودفن بمقبرة باب حرب.
928 - علي بن مسلم بن علي بن فننا (2)، أبو الحسن بن أبي القاسم بن أبي الحسن الضرير: من أهل الحريم الطاهري، وهو [ أخو ] (3) شيخنا أبي البركات المبارك، ومظفر ابني
__________
(1) في الاصل: " المحتارة ".
(2) هكذا في الاصل.
(3) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(4/106)
مسلم، وسيأتي ذكرهما إن شاء الله تعالى.
سمع أبا البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرجي، وأبا بكر أحمد بن علي بن عبد الواحد الدلال، وأبا الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل الانصاري، وأبا العباس أحمد بن أبي غالب بن الطلاية، وأبا محمد المبارك بن أحمد بن بركة الكندي وغيرهم، كان يتولى الخطابة بقرية تعرف (1) بالزهيرية من أعمال دجيل (2)، حدث باليسير، سمع منه عبد الرحمن بن عمر بن الغزال الواعظ بأوانا.
929 - علي بن المطهر بن مكي بن مقلاص، أبو الحسن الدينوري: تفقه على أبي حامد الغزالي، وسمع الحديث من النقيب أبي الفوارس طراد بن محمد ابن علي الزينبي، وأبي الخطاب نصر بن أحمد بن البطر ومنصور بن بحر بن حيد النيسابوري، وأبي علي محمد بن سعيد بن نبهان وغيرهم، حدث باليسير، روى عنه أبو القاسم بن عساكر وأبو سعد بن السمعاني.
أخبرنا عمر بن عبد الرحمن الانصاري بدمشق، أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الحافظ قال: أخبرني علي بن المطهر بن مقلاص أبو الحسن الدينوري إمام المدرسة النظامية للصلوات الجهرية بقراءتي عليه بها، أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد الكرخي، أنبأنا الحسن بن أبي بكر الفاري، أنبأنا مكرم بن أحمد بن محمد بن مكرم
أبو بكر البزاز، حدثنا أبو يعلى محمد بن شداد بن عيسى المسمعي، حدثنا عباد بن صهيب، حدثنا هشام وهو ابن عروة قال: أخبرني أبي [ قال ] (3): أخبرني أبو أيوب الانصاري بالروم في الغزوة التي غزاها (4) بها عن أبي [ بن ] (5) كعب رضي الله عنه: أنه سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أرأيت أحدنا يصيب المرأة فيكسل ولا ينزل ؟ قال: " ليغسل ما أصاب المرأة منه ثم يتوضأ ويغتسل " (6).
أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة، حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: علي بن المطهر بن مكي بن مقلاص الدينوري كان يسكن النظامية، وكان إمام الصلوات بها، وكان
__________
(1) في الاصل:، " نعرف ".
(2) في الاصل: " دحبل ".
(3) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(4) في الاصل: " التي غزاها في الروم ".
(5) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(6) انظر الحديث في: مسند الامام أحمد 5 / 114.
(*)(4/107)
فقيها صالحا، كتبت عنه، وكان يسمع بقراءتي من شيوخنا البغداديين، توفي ليلة الاحد سابع عشري رمضان سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة.
930 - علي بن المظفر بن بدر، أبو الحسن الشافعي الضرير، المعروف بابن الخلوقي (1): من أهل البندنيجين، سافر إلى البصرة، وسمع بها أبا النعمان عبد الاعلى بن أحمد ابن عبد الله بن مالك البحلي، وأبا عبد الله الحسين بن محمد بن بكر الوراق، وأبا الحسن علي بن يوسف القطان، وأبا الحسن علي بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله ابن بحر، وأبا الحسين طاهر بن أبوه (2)، ومضى إلى العسكر فقرأ على أبي أحمد العسكري، روى عنه أبو بكر الخطيب، ومحمد بن علي بن موسى الخياط، وأبو علي
الحسن بن أحمد بن البناء، وأبو نصر محمد بن عبد الله (3) بن ثابت البندنيجي.
أخبرنا عبد الوهاب بن علي الامين، أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد الشيباني، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، أنبأنا أبو الحسن علي بن المظفر بن بدر الفقيه بالبندنينجي بالبندنيجين، حدثنا أبو الحسن علي بن وصيف القطان بالبصرة، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، حدثنا عبد الله ابن موسى بن شيبة بالنهروان، حدثنا مصعب بن عبد الله النوفلي من آل نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، عن [ ابن ] (4) أبي ذئب، عن صالح مولى التوءمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إذا أراد الله أن يخلق خلقا للخلافة مسح على ناصيته بيمينه " (5).
أنبأنا عبد الرحمن الدقيقي، عن أبي المعمر الانصاري قال: قرأت على أبي زكريا يحيى بن علي الخطيب التبريزي وكتبت من خطه قال: حكى لنا الرئيس أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسن بن نصر الحلواني الشيباني قال: حدثني أبو الحسن علي بن المظفر بن بدر العلامة البندنيجي بها في سنة خمش وعشرين وأربعمائة قال: كنت أقرأ بالبصرة على الشيوخ في سنة سبعين وثلاثمائة، فلما دخلت سنة تسع وسبعين بلغني
__________
(1) في الاصل: " الحلوقي ".
(2) هكذا في الاصل.
(3) في الانساب: " هبة الله ".
(4) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(5) انظر الحديث في: الجامع الصغير 4 / 405.
(*)(4/108)
حياة أبي أحمد العسكري فقصدته وقرأت عليه، فوصل فخر الدولوة والصاحب بن عباد، قال: فبينا نحن جلوس نقرأ عليه إذ دخل إليه ركابي ومعه رقعة ففضها وقرأها
وكتب على ظهرها جوابها، فقلت له: أيها الشيخ، ما هذه الرقعة وما جوابها ؟ فقال: هذه الرقعة للصاحب، قلت: فأين كان الاصل وما كان في جوابه ؟ فقال: كتب إلي: ولما (1) أبيتم أن تزوروا وقلتم * ضعفنا (2) فما نقوى على الوخدان أتيناكم من بعد أرض نزوركم * فكم (3) منزل بكر لنا وعوان أناشدكم هل من قرى لتزيلكم * بطول [...] (4) لا يمل حفان أروم نهوضا ثم يثني عزيمتي * تعود أعضائي من الرجفان فضمنت ببيت ابن الشريد كأنما * تعمد تشبيهي به وعناني أهم بأمر الحرم لاأستطيعه * وقد قيل بين العبر والثروان ثم نهض فقال: لابد من الحمل على النفس، قال الصاحب: لا يقنعه هذا، وركب بغلة فلم يتمكن من الوصول إلى الصاحب لاشتيال الخيم، فصعد على بغلة ورفع صوته بقول أبي تمام: مالي أرى القبة الفتحاء (5) مقفلة * دوني (6) وقد طال ما استفتحت مقفلها كأنها جنة الفردوس معرضة * وليس لي عمل زاك فأدخلها قال: فناداه الصاحب: ادخلها أبا أحمد فلك السابقة الاولى ! فتبادر إليه أصحابه فحملوه حتى جلس بين يديه وسأله عن قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم " ما أحسن من محسن مسلم ولا كافر إلا جازاه الله " (7).
ويروى مسلما وكافرا، فقال أبو أحمد: الخبير صادفت، فقال الصاحب: يا أبا أحمد تغرب في كل شئ حتى بالمثل (8) الساير، فقال: نغالب عن السقوط بحضرة مولانا وإنما كلام العرب للعرب وعند استخبارهم على الخبير سقطت.
__________
(1) في الاصل: " وما ".
(2) في الاصل: " صعفنا ".
(3) في الاصل: " فكم من ".
(4) بياض في الاصل مكان النقط.
(5) في الاصل: " الفحا ".
(6) في الديوان: عنى ".
(7) انظر الجامع الكبير للسيوطي 1 / 690.
(8) في الاصل: " بالميل ".
(*)(4/109)
قرأت في مشيخة علي بن البناء بخطه أنبأنا أبو الحسن علي بن المظفر بن بدر الشافعي البندنيجي بها في المحرم سنة تسع وعشرين وأربعمائة.
931 - علي بن المظفر بن الحسن، أبو الحسن البغدادي: قرأت على أبي الفتوح داود بن معمر القرشي بأصبهان، عن فاطمة بنت محمد بن أحمد أبي سعد الواعظ: أن أبا بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني أخبرها قال: سمعت أبا الحسن علي بن المظفر بن الحسن البغدادي نزيل نيسابور - قدم علينا - يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المنام وكان متكئا على حصير بغدادي وكان في رحليه نعلان فخرج إحدى النعلين ووضعت رجلي فيها فقلت: يارسول الله ! أتعلم الكلام ؟ فقال: " لا، عليك بتعلم الفقه " - بهذا اللفظ.
932 - علي بن المظفر بن حمزة بن زيد بن حمزة بن محمد بن عبد الله بن محمد ابن الحسن بن الحسين الاصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو القاسم بن أبي يعلى بن أبي القاسم العلوي الحسيني (1): من أهل دبوسية - بلدة بين سمرقند وبخارا، هكذا رأيت اسم أبيه وجده بخط مرتين الدينوري، كان من أئمة الفقهاء على مذهب الشافعي، كامل المعرفة بالفقه والاصول، وله يد قوية في الادب وباع ممتد في المناظرة ومعرفة الخلاف، وكان موصوفا بالكرم والعفاف وحسن الخلق والخلق، سمع الحديث من أبي عمرو محمد بن عبد العزيز القنطري، وأبي سهل أحمد بن علي الابيوردي وأبي كامل أحمد بن محمد
النصيري، وأبي مسعود أحمد بن محمد البحلي، وعبد الكريم بن عبد الرحمن الكلاباذي، وأبي بكر المظفر بن أحمد البغوي، وأبي الحسن علي بن أحمد الاستراباذي، وغيرهم.
قدم بغداد في جمادى الاولى سنة تسع وسبعين وأربعمائة للتدريس بالمدرسة النظامية، فدرس بها يوم الاحد مستهل جمادى الاخرة من السنة ولم يزل على التدريس إلى حين وفاته، وحدث ببغداد وأملى مجالس، روى عنه: أبو البركات هبة الله بن المبارك بن السقطي، وأبو العز محمد بن الحسين بن بندار المقرئ، وعبد الوهاب بن المبارك بن الحسين الانماطي.
__________
(1) انظر ترجمته في: طبقات الشافعية للسبكي 4 / 6.
والانساب 5 / 308، 309.
والمنتظم لابن الجوزي، وفيات سنة 482 ه.
(*)(4/110)
أخبرنا عبد العزيز بن أزهر الوكيل، أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك الانماطي، أنبأنا الشريف أبو القاسم علي بن أبي يعلى الحسيني الدبوسي قراءة عليه ببغداد، أنبأنا الحاكم أبو الحسن علي بن أحمد الاستراباذي، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبدوس قراءة عليه، حدثنا أبو محمد عبد الله بن إدريس، حدثنا أبو نعيم الفقيه الاستراباذي، حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم، حدثنا حجاج عهن ابن جريح قال: أخبرني زياد بن سعد، عن ابن عجلان، عن سعيد (1) المقبري أن أبا شريح العدوي حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه، جائزته يومه وليلته الحديث (2).
أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة، أنشدنا عبد الكريم بن محمد بن منصور، أنشدنا عبد الرحمن بن الحسن بن علي الشرابي، أنشدنا أبو القاسم الدبوسي لنفسه: أقول بنصح يا ابن دنايك لاتنم * عن الخير مادامت فإنك عادم
وإن الذي لم يصنع العرف في غنى * إذا ما علاه الفقر لاشك نادم فقدم صنيعا عند يسرك واغتنم * فأنت عليه عند عسرك قادم أخبرني الحاتمي قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: سمعت من أثق به يقول: تكلم الدبوسي مع أبي المعالي الجويني بنيسابور في مسألة فآذاه (3) أصحاب أبي المعالي حتى خرجوا إلى المخاشنة (4) فاحتمل الدبوسي وما قابلهم بشئ، وخرج إلى أصبهان، فاتفق خروج أبي المعالي إليها على أثره في مهم يرفعه إلى نظام الملك فجرى بينهما مسألة بحضور الوزير، فظهر كلام الدبوسي عليه فقال له: أين كلابك الضارية (5).
أنبأنا أبو بكر البيع، عن وجيه بن هبة الله بن المبارك السقطي قال: سمعت أبي يقول: علي بن أبي يعلى أبو القاسم العلوي الحسيني يعرف بالدبوسي (6) إمام
__________
(1) في الاصل: " سعد المقبري ".
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 889.
(3) في الاصل: " نادوه ".
(4) في الاصل: " المحاشة ".
(5) في الاصل: " الغاربة ".
(6) في الاصل: " الدبوس ".
(*)(4/111)
الشافعية والقائم بالمدرسة النظامية ببغداد، كان متوحدا (1) منفردا، قرأ القرآن والحديث والفقه والاصول واللغة والعربية، وكان قطبا في الاجتهاد والفصاحة في الجدال والخصام، أقوم الناس بالمناظرة وتحقيق الدروس، وكان موفقا في فتواه، وقد شاهدت له مقامات في النظم، أبان عنها عن كفاية وفضل وافر جمل آل (2) أبي طالب، وقد روى أجزاء قربه (3) وسماعه فيها محقق، وكان صحيح المعتقد، حسن
الخلق والخلق، وقورا عفيفا فصيحا حجة نبيلا.
قرأت في كتاب " التاريخ " لابي البركات بن السقطي بخطه قال: توفي السيد الامام المرتضى أبو القاسم علي بن أبي يعلى الدبوسي في يوم الخميس العشرين من جمادى الاخرة سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة، وكان المشار إليه في المذهب والخلاف والقيام بالنظر ومعرفة الغريب واللغة، وإليه انتهت رئاسة الشافعية.
933 - علي بن المظفر بن الحنو (4) بن إبراهيم، أبو الحسن العقيلي: سمع القاضي أبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، وحدث عنه بأحاديث أبي أحمد ابن الغطريف، سمعها منه أبو المعالي عبد الملك بن علي بن محمد الطبري الهراسي، وأخوه أبو جعفر محمد، وأحمد بن محمد بن أحمد بن هالة (5) الرناني الاصبهاني في شهر رمضان سنة إحدى عشرة وخمسمائة.
934 - علي بن المظفر بن علي بن الحسن بن المسلمة (6)، أبو القاسم بن أبي الفتح: ابن رئيس الرؤساء أبي القاسم الوزير أخو أبي الحسن محمد الذي تقدم ذكره، كان أديبا فاضلا، له النظم والنثر، وله رسائل مدونة، ولم أعلم له رواية في الحديث.
قرأت في كتاب أبي علي بن البناء بخطه قال: ولد أبو القاسم علي بن المظفر بن رئيس الرؤساء في يوم الاحد ثالث شهر رمضان سنة خمس وخمسين وأربعمائة لا
__________
(1) في الاصل: " موحدا ".
(2) في الاصل: " حمل إلى ".
(3) هكذا في الاصل.
(4) في الاصل: " الحو ".
(5) هكذا في الاصل (6) قد سبق أنه: " بن المسلمة ".(4/112)
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أبو القاسم علي بن المظفر بن رئيس الرؤساء أبي القاسم علي بن الحسن بن أحمد في يوم الجمعة الخامس والعشرين من شعبان سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة، ودفن في مقبرة باب أبرز عند والده المظفر التربة التي فيها أبو إسحاق الشيرازي 935 - علي بن المظفر بن علي بن الحسين بن الظهيري (1)، أبو القاسم: من ساكني باب المراتب، كان والده يلقب الاعز، وكانوا حجابا، سمع أبا عبد الله هبة الله بن أحمد بن محمد الموصلي، وأبا القاسم محمد بن علي بن ميمون النرسي، وغيرهما، روى لنا عنه: ابن الاخضر، وابن الحصري.
أنبأنا أبو محمد بن الاخضر، أنبأنا أبو القاسم علي بن الاعز الظهيري، أنبأنا أبو عبد الله هبة الله بن أحمد بن محمد الموصلي، أنبأنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران، أنبأنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان، حدثنا عبد الكريم بن الهيثم، حدثنا أبو اليمان، أنبأنا شعيب، عن الزهري، عن جابر بن عبد الله الانصاري (2): أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقوم الجمعة إلى جذع منصوب في المسجد حتى إذا بدا له أن يتخذ المنبر شاور فيه ذوي الرأي من المسلمين، فرأوا [ أن ] () 3) يتخذه قاعدة (4) رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى يجلس على المنبر، فلما فقد ذاك الجذع حن حنينا، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من مجلسه حتى جاءه فنظر إليه ومسه، فهذا ثم لم نسمع له حنينا بعد ذلك اليوم (5).
سألت أبا الفتوح نصر بن محمد بن الحصري الحافظ بمكة عن أبي القاسم بن الظهيري، فقال: شيخ مهيب وقور، دائم الصمت، مليح الهيئة، كان يخرج في كل جمعة إلى الجامع من بعد صلاة الصبح، فخرج يوما من بيته بباب المراتب وكان صحيحا، فلما وصل إلى البستان قعد ليستريح وأسند ظهره إلى الحلبية فمات فجأة -
رحمه الله.
قرأت بخط أبي محمد بن الخشاب النحوي قال: سألته - يعني أبا القاسم الظهيري -
__________
(1) نظر: الانساب 9 / 137.
(2) في الاصل: " الافصان ".
(3) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(4) هكذا في الاصل.
(5) انظر الحديث في: مسند الامام أحمد 3 / 324.
وسنن الترمذي 2 / 203.
(*)(4/113)
عن مولده، فقال: في جمادى سنة إحدى وتسعين وأربعمائة، لم يحق في أي الجماديين، وهو خير لا بأس به.
قرأت بخط محمد بن عثمان بن العكبري الواعظ قال: سألته - يعني ابن الظهيري - عن مولده، فقال: سنة إحدى وتسعين وأربعمائة.
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي قال: توفي علي بن المظفر بن الظهيري يوم الجمعة عاشر جمادى الاخرة سنة إحدى وتسعين وخمسمائة، وكان ينزل بباب المراتب، وعادته البكور في أيام الجمع إلى جامع القصر، فأخبرت أنه بكر على عادته فجلس في بعض الطريق ومال ميتا.
936 - علي بن مظفر بن علي بن محمد بن أبي الحسن بن أبي القاسم بن لوهيان، أبو الحسن النجاد، المعروف بابن الحلو (1): من أهل باب الازج، سمع أبا الفتح ابن البطي، كتبت عنه، وكان شيخا صالحا متيقظا نبيها، له دكان في العطابين بباب الازج، وكان بوابا بدار الخلافة.
أخبرنا علي بن مظفر النجاد، أنبأنا محمد بن عبد الباقي أبو الفتح، أنبأنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنبأنا
عبد الله بن جعفر النحوي، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا علي بن عثمان النفيلي، حدثنا بسرة بن صفوان اللخمي، حدثنا العمري، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه " (2).
سألت ابن الحلو (3) عن مولده، فقال: في رجب سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة، وتوفي يوم الاربعاء السادس والعشرين من شهر رمضان سنة ثمان عشرة وستمائة، ودفن بباب حرب (4).
937 - علي بن مظفر بن علي بن نعيم، أبو الحسن التاجر، المعروف بابن الخبير: من ساكني البدرية، وهو أخو شيخنا يحيى وهو الاصغر، سمع أبا الفتح محمد بن
__________
(1) هكذا في الاصل.
(2) انظر الحديث في: سنن الترمذي 2 / 55.
(3) هكذا في الاصل.
(4) في الاصل: " بباب خرب ".
(*)(4/114)
عبد الباقي البطي، كتبت عنه بمكة، وكان قد تولى النظر بالمسجد الحرام ومصالح الكعبة الشريفة، وأقام بمكة إلى حين وفاته، وكان شيخا صالحا مرضي الطريقة متدينا.
أخبرنا علي بن مظفر بن علي التاجر البغدادي بمكة، أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد، أنبأنا أبو الحسن يمن بن عبد الله أمير الجيوش، حدثنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد الحافظ، أنبأنا محمد بن عبيد الله أبو الحسن، حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الجيلي، حدثنا علي بن قتيبة التميمي، حدثنا يحيى ابن سعيد القطان، عن ابن أبي ذئب، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن الله يتجلى للمؤمنين عامة ويتجلي
لابي بكر خاصة " (1).
سمعت يحيى بن مظفر بن علي بن الحسين يقول: ولد أخي علي في سنة ست وأربعين وخمسمائة، وبلغت أنه توفى بمكة في يوم الاربعاء لاربع خلون من صفر سنة ست وعشرين وستمائة، ودفن بالمعلى.
938 - علي بن مظفر بن علي بن نصر بن نصر بن علي بن يونس العكبري، أبو الحسن الكاتب: من ساكني درب البصريين، من أولاد المحدثين، ويتصرف في أعمال الديوان، سمع شيئا من الحديث من جاره أبي محمد عبد الرحمن بن يحيى الزهري، كتبت عنه، وكان شيخا ساكنا حسن الطريقة متدينا (2)، لديه فهم وفضل.
أخبرنا علي بن مظفر بن علي بن العكبري، أنبأنا عبد الرحمن بن يحيى الزهري، أنبأنا أبو الحسن هبة الله بن عبد الرزاق بن محمد بن عبد الله الانصاري، أنبأنا أبو الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز بن الحارث التميمي إملاء، حدثنا عبد الله بن إسحاق الخراساني، حدثنا عبد الله بن أحمد الدورقي، حدثنا خلف بن موسى، حدثنا أبي، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بعض أصحابه فرأى ثلاثة نفر يمرون، فجاء أحدهمه فجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأما الثاني فمر قليلا ثم جلس، وأما الثالث فمر على وجهه، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " ألا أنبئكم عن هؤلاء الثلاثة ؟ أما هذا الذي جلس إلينا فإنه تاب فتاب الله عليه، وأما الذي مضى قليلا فإنه استحيى
__________
(1) انظر الحديث في: كنز العمال 6 / 141.
(2) في الاصل: " شيخ ساكن حسن الطريقة متدين ".
(*)(4/115)
فاستحيى الله منه، وأما الذي مضى على وجهه فإنه استغنى فاستغنى الله عنه " (1).
سألت ابن العكبري عن مولده فقال: في ذي القعدة من سنة أربع وخمسين
وخمسمائة.
939 - علي بن المظفر، المعروف بعليك الصغير: وذكره القاضي أبو الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف بن الفرضي الازدي في كتاب " الالقاب " من جمعه وقال: أنبأنا المعاندي، حدثنا محمد بن محمد أبو بكر المعيطي، حدثنا علي بن المظفر البغدادي عليك الصغير، حدثنا حميد بن الربيع، حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبا بكر وعمر يمشون أمام الجنازة (2).
940 - علي بن المظفر، غلام أبي بكر الشبلي الزاهد: حدثنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر المري الدمشقي قال: حدثني عبد الرحمن بن عمر الشبلي قال: سمعت علي بن المظفر البغدادي غلام الشبلي قال: رأيت الشبلي يتواجد ويصيح وينشد في وجوده: إن الطبيب بدائه ودوائه * لايستطيع دفاع مقدور أتى مات المداوى والمداوي والذي * جلب الدواء وباعه ومن اشترى 941 - علي بن معالى بن أبي عبد الله بن غانم المقرئ، أبو الحسن: من أهل الرصافة، طلب الحديث بنفسه.
فسمع الكثير، وحصل النسخ والاصول بهمة وافرة واجتهاد، وحفظ القران وجود قراءته، وسمع معنا كثيرا، واصطحبنا في الطلب، وهو حسن الصحبة مرضي الطريقة متدين متعفف، سمع من شيوخنا أبوي الفرج بن كليب وابن الجوزي، وأبوي القاسم ذاكر بن كامل ويحيى بن بوش، وجماعة من أصحاب أبي القاسم بن الحصين، وأبي غالب بن البناء، وأبي العز بن كادش، وأبي بكر بن عبد الباقي، وبالغ في الطلب حتى سمع من أصحاب ابن البطي، وشهدة الكاتبة، وحدث، وسمع منه جماعة من أصحاب الحديث وقد سمعنا منه وهو
__________
(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 16.
(2) انظر الحديث في: سنن الترمذي 1 / 120.
(*)(4/116)
942 - علي بن أبي المعالي بن أبي الكرم بن البوري: أخو محمد الذي تقدم ذكره وهو الاصغر، من أهل باب الازج، ولي في الايام الناصرية الشرطية ببغداد مدة، ثم ولى ديوانا من دواوين السواد فظلم الناس وسفك الدماء وانتهك المحارم، فلما توفى الامام الناصر قصده الناس في داره وأرادوا قتله فهرب إلى دار الخلافة، فاختفى فيها، ونهبت داره وألقى فيها النار، ثم إن الامام المستنصر بالله قده النظر في المظالم، ورتبه حاجبا بالباب النوبي في يوم الثلاثاء العشرين من شوال سنة تسع وعشرين وستمائة، وعزل في السادس والعشرين من شهر رمضان سنة ثلاث وثلاثين وستمائة، وذكر لي أن له معرفة بالادب ويقول الشعر.
توفي ليلة الاربعاء لتسع خلون من ذي القعدة ثمان وثلاثين وستمائة، وصلي عليه من الغد بالنظامية ودفن من الغد.
943 - علي بن معالي (1) بن منصور، أبو الحسن النجار: جارنا بالظفرية، سمع شيئا من الحديث من أبي الفضل عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني، كتبت عنه.
أخبرنا علي بن معالي النجار، أنبأنا عبد الملك الهمداني، أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد الدوني، أنبأنا أبو نصر أحمد بن الحسين الكسار، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد السني، أنبأنا أبو عبد الرحمن بن أحمد بن شعيب النسائي، أنبأنا قتيبة بن سعيد، حدثنا بكر بن مضر، عن ابن الهاد، عن عبد الله بن خباب، عن أبي سعيد الخدري: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها فإنها هي من الله فليحمد الله عليها وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك بما يكره فإنها من الشيطان فليستعذ بالله من شرها
ولا يذكرها لاحد فإنها لا تضره " (2).
توفي علي بن معالي في رجب سنة ثمان عشرة وستمائة، وقد قارب الثمانين.
944 - علي بن معلى بن أحمد، أبو الحسن النساج: من أهل باب البصرة، سمع أبا القاسم الحريري، وحدث باليسير، سمع منه شيخنا أبو بكر محمد بن المبارك بن البيع.
__________
(1) في الاصل: " بن معاد ".
(2) انظر الحديث في: سنن الدارمي ص 273.
(*)(4/117)
أنبأنا ابن مشق، أنبأنا علي بن معلى النساج، وأنبأنا عمر بن محمد المؤدب بقراءتي عليه قالا: أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن جعفر، أنبأنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنبأنا أبو القاسم يعقوب بن أحمد بن بوانه بحمص، حدثنا محمد بن خالد بن خلي (1)، حدثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة، عن أبيه، عن الزهري قال: أخبرني سحيم (2) مولى بني زهرة، وكان يصحب أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " تغزو هذا البيت جيش فيخسف بهم في البيداء " (3).
أنبأنا ابن مشق ونقلته من خطه قال: مات على بن معلى (4) النساج في ليلة الخميس تاسع عشرين جمادى الاولى سنة خمس وسبعين وخمسمائة.
945 - علي بن المعمر بن أبي القاسم، أبو الحسن المقرئ: من أهل واسط، قرأ القرآن على أبي الفضل بن بسام، وأبي بكر عبد الله بن منصور الباقلاني، وأبي علي الحسن بن أحمد بن محمد الجوهري ولازمه وقرأ عليه طرفا صالحا من الادب، وسمع الحديث من القاضي أبي طالب محمد بن علي الكتاني، وأبي القاسم علي بن محمد بن ماكن النحوي، وأبي جعفر إقبال بن المبارك بن
العكبري، وغيرهم، وقدم بغداد في صباه وقرأ بها الادب على أبي الحسن بن العصار، وأبي البركات الانباري، وسمع الحديث من الكاتبة شهدة بنت الابري، ثم قدمها بعد ذلك واستوطنها، وروى بها شيئا يسيرا، ورأيته كثيرا، وكان كاتبا في وقف المارستان، وكان فاضلا حسن التلاوة للقرآن مجودا عارفا بالادب، له شعر حسن، وكان متدينا صالحا حسن الطريقة طيب الاخلاق ساكنا.
أنشدني أبو عبد الله محمد بن سعيد الواسطي، أنشدنا علي بن المعمر الواسطي لنفسه ببغداد: يانهر عيسى إلى عيسى نسبت وما * نسبت إلا بتحقيق وإيضاح فإنه بك إحياء القلوب كما * عيسى المسيح به إحياء أرواح (5)
__________
(1) في الاصل: " بن علي ".
(2) في الاصل: " أخبرني شحم ".
(3) انظر الحديث في: صحيح مسلم 2 / 388.
(4) في الاصل: " معالي ".
(5) انظر: معجم البلدان 8 / 343.
(*)(4/118)
توفى علي بن المعمر في يوم السبت الثاني من شهر رمضان من سنة تسع وستمائة بالمارستان العضدي، ودفن بمقبرة معروف الكرخي، وكان قد جاوز الخمسين.
946 - علي بن المعمر بن محمد بن المعمر العلوي الحسيني، أبو الحسن، نقيب الطالبيين، كان يلقب بالطاهر: وهو والد (1) النقيب أبي عبد الله أحمد الذي تقدم ذكره - وسيأتي ذكر والده المعمر في باب الميم إن شاء ا لله، ونسبه سمتوفى هناك.
ولي علي هذا النقابة على الطالبيين ببغداد بعد وفاة أخيه أبي الفتوح حيدرة بن
المعمر سنة اثنتين وخمسمائة، ثم عزل في محرم سنة سبع عشرة وخمسمائة، فلما خرج الامام المسترشد بالله إلى العراق في سنة تسع وعشرين وخمسمائة خرج على هذا معه، فلما انهزم العسكر وأسر المسترشد حصل النقيب في قبضة الاعاجم فبقي عندهم مدة محبوسا ثم أطلقوه وهو مريض مدنف، فمات بعد خروجه، وكان قد سمع الحديث من أبي الحسين بن الطيوري، وأبي علي بن نبهان وغيرهما، وما أظنه روى شيئا.
قرأت في كتاب بعض الفضلاء بخطه: مولد النقيب الطاهر أبي الحسن علي بن المعمر في شوال سنة سبعين وأربعمائة.
ذكر أبو الفضل بن صالح بن شافع في تاريخه ونقلته من خطه أن النقيب علي ابن المعمر كان محبوسا بقلعة يقال لها: ماسر جهان، فأطلق يوم الجمعة تاسع عشري محرم سنة ثلاثين وخمسمائة وكان مريضا، فتوفي عصر هذا اليوم خارج القلعة.
947 - علي بن المعمر: قرأت بخط ولده (2) أبي القاسم نصر بن علي بن المعمر المعروف سبط طالب بيع الخاتم (3) قال أخبرني أبي بقراءتي عليه فأقر به، أنبأنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله السكري المعدل قراءة عليه وأنا أسمع، أخبرنا أبو حامد عبد الله بن مسلم بن ثابت بن ثابت الوكيل، أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد الشيباني، أنبأنا أبو بكر محمد بن هبه الله بن الحسين الطيوري، أنبأنا أبو الحسين السكري، أنبأنا أبو علي
__________
(1) في الاصل: " والده ".
(2) في الاصل: " والده ".
(3) في الاصل: " الحاتم ".
(*)(4/119)
الحسين بن صفوان البردعي، أنشدنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد، أنشدني محمود الوراق:
يا ناظرا يرنو (1) بعيني راقد * ومشاهدا للامر (2) غير مشاهد منيت نفسك ضلة وأنختها * طرق الرجاء وهن غير قواصد تصل الذنوب إلى الذنوب وترتجى * درك الجنان بها وفوز العائد ونسيت أن الله أخرج آدما * منها إلى الدنيا بذنب واحد من ساكني سيراف، قدم بغداد في شوال سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة طالبا للحج، واستجاز (3) منه أبو عامر العبدري، وأجاز له، وشاهدت خطه بالاجازة، وسافر إلى مكة فحج وعاد إلى بغداد فتوفي بها في خان الدرجة عند رباط أبي سعد الصوفي في يوم الجمعة تاسع عشري صفر سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة - هكذا رأيته بخط العبدري، وقد حدث أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن الاسدي الجوهري البروجردي، عن علي بن المفرج هذا في معجم شيوخه بحديث رواه عن أبي الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي (4) البوسنجي (5).
949 - علي بن مقدحة، أبو الحسن المقرئ: من أهل دار القز، ذكره أبو الفضل محمد بن عبد العزيز بن المهدي الخطيب في مشيخته وقال: كان زاهدا، قرأت عليه القرآن، وكان يصوم دائما، وله غنيمات يقتات (6) منها، وكانت حاله صالحة، خرج يوما وقد تحرج ظهره، فقيل له في ذلك، [ فقال ] (7): حملت اللبن من باب الدار إلى الدار، فقيل: لو استدعيت دور جاري تحمله ! فبكا ثم قال: لي نفس لو جوزتها على الحسك لكان ذلك قليلا لها - أنبأنا بهذا الكلام أبو طاهر العطار إذنا عن أبي علي محمد بن محمد بن عبد العزيز بن المهدي قال: سمعت أبي يقوله.
__________
(1) في الاصل: " يدنوا ".
(2) في الاصل: " للامير ".
(3) في الاصل: " استجار ".
(4) في الاصل: " الراودي ".
(5) في الانساب: " الفوشنجي ".
(6) في الاصل: " نعات ".
(7) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(4/120)
950 - علي بن المقرب بن المنصور بن المقرب بن الحسن بن عزيز بن ضبار (1) ابن عبد الله بن علي بن محمد بن إبراهيم بن محمد، أبو عبد الله الربعي البحراي ن العيوني (2): من أهل العيون أرض بالبحرين، قدم علينا بغداد وذكر لنا أنه من ربيعة الفرس، وأقام عندنا سنة عشر وسنة أربع عشرة أو بعضها، وسمعنا منه كثيرا من شعره، وكان عربيا جيد الشعر مليح المعاني فصيح العبارة من فحول الشعراء.
أنشدنا علي بن المقرب البحراني لنفسه من قصيدة بالمدرسة النظامية ببغداد: ألا رحلت نعم وأقفر نعمان * فتح باسمها إن عز صبر وسلوان شريكته مرية حل أهلها * بحيث تلاقي بطن مر ومروان وعهدي بها إذ ذاك والشمل جامع * وصفو التداني لم يكدره صفوان ونحن جميعا صالحون وحالنا * ونسوء العدى والكل في اللهو خذلان فكم يوم لهو قد شهدت وليلة * وليس علينا للعواذل سلطان نروح ونغدو ولا نرى الغدر شيمة * ولا بيننا في الوصل مطل وليان ومندية تبها على وقد رأت * بياضا برأسي قد بدا منه ريعان فقلت لها لا يا ابنة القوم إنني * أعز إذا ذلت كهول وشبان وإني لمن قوم أباة أعزة * مصاليت ما خافوا قديما ولا خانوا إلى النسب الوضاح قد علمت به * معد إذا عد الفخار وعدنان
وأنشدنا علي بن المقرب لنفسه من قصيدة: سائل ديار الحي من ماوان * ما أحدثت فيها [ يد ] الحدثان وأطل وقوفك يا أخي بدمنة * قد طال في أطلالها أدماني كانت جنانا كالجنان فأصبحت * للوحش موحشة وللجنان لما وقفت العيس في عرصاتها * ذهب العزاء وأقبلت أجفاني وذكرت أياما خلون وأعصرا * ذكرى لهن لسلوتي إنساني وكواعبا بذوي العقول لواعبا * بيض الخدود نواعم الابدان من كل خرعبة تريك إذا بدت * بدر الدجنة فوق غصن البان
__________
(1) في الاصل: " صبار ".
(2) انظر ترجمته في: الاعلام 5 / 175.
ومعجم البلدان 6 / 259.
(*)(4/121)
وإذا تراءت للحليم رأيته * في فتنة من طرفها الفتان لم أنس يوم البين موقفنا وقد * حمى الفراق وفاضت العينان وتتابعت زفرات وجد لم تزل * منها القلوب كثيرة الخفقان بانوا وكنت أعدهم لي جنة * فبقيت بعدهم بغير جنان قرن الاسى بجوانحي لما بدت * أظعانهم كالنخل من قرآن أقوت مغانيهم وكانت حقبة * مأوى الحسان وملعب الفتيان ومناخ ممتاح النوال وعصمة * للمستجير وملجأ للجان ومحل كل معظم ومحال ك * - ل مطيهم ومجر كل سنان بالبيض بيض الهند يحمي بيضه * يوم الوغى وذوابل المران وبكل أشوس باسل ذي نجدة * سمح الخلائق غير ماخوان يوم النزال تخاله في بأسه * ملك الملوك وآفة الشجعان
سألت علي بن المقرب عن مولده فقال: في سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة بالاحساء من أرض البحرين، وبلغنا أنه توفى بالبحرين في المحرم سنة إحدى وثلاثين وستمائة.
951 - علي بن مقلد بن عبد الله بن كرامة بن عبد الله بن المعار، أبو الحسن البواب، المعروف بالاطهري (1): كان صاحبا للاطهر أبي محمد الحسن بن المرتضى علي بن الحسين الموسوي، كان بوابا لباب المراتب، وكان موصوفا بالخيرة والامانة، وكان ولده مقلد الحاجب شيخ بغداد، سمع الحديث مع الاظهر من أبوي الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه، ومحمد بن محمد بن مخلد، وأبي الحسين بن بشران، وأبي عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله بن خالد الكاتب، ومحمد بن محمد بن أحمد بن الروزبهان، والحسين بن الحسن، روى عنه: أبو البركات بن السقطي وأبو القاسم بن السمرقندي، وأبو الحسن بن عبد السلام.
أنبأنا أبو الحسن عبد اللطيف بن أسماعيل بن أبي سعد الصوفي، وأبو علي الحسن
__________
(1) انظر ترجمته في: الانساب للسمعاني 1 / 303.
(*)(4/122)
ابن عبد الرحمن الفارسي قالا: أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسن علي بن المقلد قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، وأنبأنا عبد الواحد بن عبد السلام العدل، ومحمد بن الحسين النهرواني قراءة قالا: أنبأنا أبو علي أحمد بن أحمد بن علي بن الخزاز (1)، أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن الحبان، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد بن السماك، حدثنا الحسن ابن عبد الوهاب، حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه، حدثنا الجارود، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: " أترعون من ذكر الفاجر ! اذكروه بما فيه تعرفه الناس ".
قرأت بخط أبي البرداني قال: سألته - يعني علي بن مقلد البواب - عن مولده فقال:
في المحرم سنة أربعمائة.
وتوفي ليلة الاثنين الثالث والعشرين من شهر ربيع الاخر سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة، ودفن في مقبرة الفيل بباب الازج.
952 - علي بن مقلد، أبو الحسن النديم: كان من مشايخ المغنين وأعيانهم، له معرفة بالغناء الالحان، وله كتاب مصنف في الاغاني، وكان أديبا فاضلا يقول الشعر، وقد نادم المستظهر والمسترشد، وكان من محاسن الناس.
أنبأنا يوسف بن المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف (2) عن أبيه، أنشدنا محمد ابن عبد الباقي بن أحمد بن بشر المقرئ قال: أنشدنا أبو الحسن بن المقلد هذين البيتين: ونبئت ليلي أرسلت بشفاعة * إلى فهلا نفس ليلي شفيعها أأكرم من ليلى علي فيبتغي * به الجاه أم كنت امرءآ لاأطيعها قال: فحضر أبو عبد الله بن عطية الضرير فأجازها وأنشدني إياها لنفسه: صغت أذني دهري إليها فأذنت * بهجر فليت الاذن صم سميعها وهامت بها عيني غراما فما الذي * به أنقع التبريح لولا دموعها
__________
(1) في الاصل: " الخرار ".
(2) في الاصل: " الحفاف ".
(*)(4/123)
قرأت بخط يوسف بن محمد بن مقلد المدشقي قال: وأخبرنيه عنه الحسين بن هبة الله التغلبي بقراءتي عليه بدمشق قال: أنشدني الشيخ الصالح المقرئ أبو الفرج هبة الله بن علي بن الفرج البغدادي قال: أنشدني علي بن مقلد لنفسه: يامليح الشمائل * ما قضيت الغلائل لك في اللحظ أسهم * قد أصابت مقائلي
أنت عن كل ماتسر * به النفس شاغلي لو (1) يذوق الذي أذو * ق من الوجد عاذلي لبكا من صبابتي * ورئي من بلابلي ذكر أبو المعالي محمد بن الحسن بن حمدون: أن أبا الحسن بن مقلد مات في سنة سبع عشرة وخمسمائة.
953 - علي بن مكارم بن عبد العزيز، أبو الحسن الصوفي: كان يتولى المشيخة برباط ابن المطلب، وكان شيخا صالحا حافظا لكتاب الله، كان يحج في كل سنة عن الامام المستضئ بأمر الله، ثم إنه رتب إماما بالمقام بمكة في سنة ثلاث عشرة وستمائة وأقام بها إلى حين وفاته، وقد حدث ببغداد بالاجازة عن الامام الناصر لدين الله، وسمع منه جماعة.
بلغنا أنه توفى بمكة في السادس من صفر سنة ثلاث وعشرين وستمائة ودفن بالمعلى، وقد قارب الثمانين، وكان صديقنا رحمه الله.
954 - علي بن المكرم بن هبة الله بن المكرم، أبو الحسن الصوفي: من أولاد المشايخ والمحدثين، حدث هو وأبوه، وجده، سمع في صباه من أبي الفتح عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل الدباس وغيره، وكان يكتب خطا حسنا، وقد حدث باليسير، وسافر إلى نصيبين فأدركه أجله بها في أوائل شهر رمضان سنة عشرين وستمائة ودفن هناك، وما أظنه بلغ الخمسين.
955 - علي بن مكي بن علي بن ورخز، أبو الحسن الفقيه الحنبلي: قرأ الفقه عليه القاضي أبي يعلى محمد بن أبي حازم بن الفراء، وعلى أبي الفتح ابن
__________
(1) في الاصل: " لم يذوق ".
(*)(4/124)
المنى حتى برع فيه وأفتى وناظر، وكان موصوفا بالزهد، توفى في الحادي والعشرين
من صفر سنة ثمان وثمانين وخمسمائة، ودفن بباب حرب.
956 - علي بن مكي بن محمد بن هبيرة الدوري، أبو الحسن بن أبي جعفر ابن أخي الوزير أبي المظفر يحيى: كان أديبا فاضلا بليغا مليح النظم والنثر، له رسالة في الصيد والقنص مليحة، رواها لنا عنه عبدب الرحمن بن عمر بن الغزال الواعظ.
أنشدنا عبد الرحمن بن عمر، أنشدنا علي بن مكي بن هبيرة لنفسه: هذا الربيع يسدى من زخارفه * وشيا يكاد على الالحاظ يلتهب كأنها هي (1) أيام الوزير غدت * محليات بما يعطي وما يهب أنشدنا ابن الغزال، علي بن مكي بن هبيرة لنفسه: نسج الربيع لربعها ديباجة * من جوهر الانوار بالانواء بكت السماء بها رذاذ (2) دموعها * فغدت تبسم عن نجوم سماء أنشدنا عبد الرحمن بن عبدب عمر الواعظ، أنشدنا علي بن مكي بن هبيرة لنفسه: ما تريد الحمام في كل واد * من عميد صب بغير عميد كلما أخمدت له نار شوق هيجتها بالبكاء والتغريد أنشدنا عبد الرحمن الواعظ، أنشدنا علي بن مكي بن هبيرة لنفسه في صفة عدو فهدين للصيد: يتعاوران من الغبار (3) ملاءة * بيضاء محدثة هما نسجاها تطوى إذا وطيا مكانا جاسئا * وإذا السنابك أسهلت نشراها 957 - علي بن مكي، أبو الحسن الحلاوي: سمع أبوي محمد عبد الله بن محمد الصريفيني، وعبد الله بن عطاء الابراهيمي، وحدث باليسير، سمع منه: أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف، وشيخنا
__________
(1) في الاصل: " كأنها هو ".
(2) في الاصل: " رداد ".
(3) في الاصل: " العار ".
(*)(4/125)
أبو القاسم يحيى بن سعد بن بوش التاجر.
أنبأنا أبو القاسم بن بوش، أنبأنا أبو الحسن علي بن مكي الحلاوي بقراءة خالي عليه وأنا أسمع في شهر رمضان سنة ست عشرة وخمسمائة، أنبأنا [ أبو ] (1) محمد عبد الله بن عطاء الابراهيمي الهروي قدم علينا، أنبأنا أبو الحسن عبد الوهاب بن إبراهيم بن أحمد بن البيع الرازي (2) بالري، حدثنا محمد بن أحمد الرازي الحافظ، أنبأنا أبو العباس إبراهيم بن حمد السرخسي بمرو، أنبأنا محمد بن إدريس، حدثنا طاهر ابن أبي أحمد الزبيري، عن أبي بكر بن عياش، عن موسى بن عبيدة (3) عن أخيه عبد الله ابن عبيدة، عن ابنة سعد، عن أبيها قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن بني إسرائيل اختلفوا في بضع وأربعين فرقة ولن تدهب الايام والليالي حتى تفترق أمتي على مثلها كل فرقة منها في النار إلا الجماعة " (4).
958 - علي بن منصور بن طالب، أبو الحسن الحلبي، الملقب دوخلة (5): أديب فاضل شاعر، راوية للاخبار والاداب، يعلم أولاد الاكابر، قدم بغداد، وصحب أبا علي الفارسي النحوي، وأقام مدة وروى بها شيئا، روى عنه من أهلها أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي.
قرأت على أبي الكرم الهاشمي، عن محمد بن عبد الباقي، حدثنا أبو محمد التميمي إذنا، أنشدنا أبو الحسن الحلبي المؤدب وذكر أنه مؤدب الوزير المقرئ، أنشد الوزير المغربي لنفسه: قطعت الشام في شهري ربيع * إلى مصر وعدت إلى العراق فقال لي الحبيب وقد رآني * سبوقا (6) للمضمرة العتاق
سريت على البراق فقلت كلا * ولكني سريت على اشتياق (7) قرأت في كتاب " الشعراء وأخبارهم " للوزير أبي سعيد محمد بن الحسين بن عبد
__________
(1) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) في الاصل: " الرزاري ".
(3) في الاصل: " عبدة ".
(4) انظر الحديث في: الجامع الكبير للسيوطي 1 / 134.
(5) انظر ترجمته في: معجم الادباء 15 / 83.
(6) في الاصل: " سوفا ".
(7) في الاصل: " استياق ".
(*)(4/126)
الرحيم قال: أبو الحسن علي بن منصور بن طالب الحلي يلقب دوخلة، شيخ من أهل الادب، شاهدناه ببغداد راوية للاخبار وحافظا لقطعة كبيرة من اللغة والاشعار، وقئوما بالنحو، وكان ممن خدم أبا علي الفارسي في داره وهو صبي، ثم لازمه وقرأ عليه على زعمه جميع كتبه وسماعاته، وكانت معيشته التعليم بالشام ومصر، وكان يحكى أ نه كان مؤدبا لابي القاسم المغربي الذي ورد بغداد، وله في هجو كثير، وكان يذمه، ويعدد معايبه، وشعره يجري مجرى شعر المعلمين، قليل الحلاوة، خاليا من الطلاوة، وكان آخر عهدي به بتكريت في سنة إحدى وعشرين وأربعمائة، فإنا كنا مقيمين بها واحتاز بنا، وأقام عندنا مدة، ثم توجه إلى الموصل، وبلغني وفاته من بعد وكان يذكر مولده بحلب سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، ولم يتزوج ولا أعقب، فمهما أنشدنيه لنفسه في الشمعة: لقد أشبهتني شمعة في صبابتي * وفي طول ما القى وما أتوقع نحول وحرق في فناء ووحدة * وتسهيد عين واصفرار وأدمع
959 - علي بن منصور بن عبد الملك بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن زهير ابن أسد بن عبد الله بن حجر التميمي القزويني، أبو الحسن بن أبي نصر المؤدب، المعروف بالقراء: من ساكني درب حبيب، وهو والد [ أبي ] (1) منصور محمد الذي تقدم ذكره، ولد ببغداد ونشأ بها، وسمع الحديث والفقه وناظر.
وكان يؤدب الصبيان، وكان أبوه ممن طاف ورحل في طلب الحديث، وسمع وكتب وجمع، وما حدث إلا باليسير، سمع على هذا أباه، وأبا بكر أحمد بن محمد بن طالب البرقاني، وأبا القاسم هبة الله بن الحسن ابن منصور الطبري اللالكائي وأبا علي الحسن بن محمد بن إبراهيم بن شاذان البزاز، روى عنه: ابنه أبو منصور محمد، وأبو القاسم بن السمرقندي، وأبو الكرم بن الشهرزورى.
أنبأنا أحمد بن طارق، أنبأنا أبو الكرم المبارك بن الحسن [ بن ] (2) أحمد بن الشهرزوري قراءة عليه، حدثنا أبو الحسن علي بن منصور بن عبد الملك بن إبراهيم القزويني مؤدبي، حدثنا أبي، حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي الزيات البغدادي
__________
(1) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(4/127)
بها، حدثنا أبو يعلى الابلي، حدثنا محمد بن الوليد القرشي الثقفي، عن أيوب، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: " مامن أيام أحب إلى الله تعالى فيهن العمل الصالح من هذه الايام " - يعني عشر ذي الحجة، قالوا: يارسول الله ! ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال: " ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بماله ونفسه فلم يرجع إلى ذلك بشئ " (1).
قرأت بخط محمد بن ناصر اليزدي، قال لي أبو منصور محمد بن علي بن منصور بن
القراء: القراء لقبه لجدنا لكثرة قراءته، فقلت له: هو لفظ موضوع للجمع، فقال: يا مغفورا له ! أليس يقول رجل هذا للمبالغة.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أبو الحسن علي بن منصور بن القراء القزويني المؤدب في شهر ربيع الاخر سنة إحدى وثمانين وأربعمائة.
960 - علي بن منصور بن عبيد الله بن علي بن عبد الله الخطيبي، أبو الحسن ابن أبي جعفر اللغوي (2): أصبهاني الاصل، قرأ اللغة على أبي الحسن بن العصار، وأبي البركات الانباري، وغيرهما، وكان يحفظ " المجمل " لفارس طاهرا قرأه على ابن العصار في مدة يسيرة من حفظه، وكان ينقل اللغة نقلا صحيحا، وتفرد بمعرفتها في وقته، ومات ولم يخلف مثله، وكان قد سمع الحديث من عمه أبي حنيفة محمد بن عبد الله الخطيبي الاصبهاني لما قدم بغداد حاجا، وامتنع من الرواية فلم يحدث، وكان يسكن بالمدرسة النظامية، وكان سيئ الطريقة متهاونا بأمور الدين، عليه ظلمة، وله شعر لا بأس به.
أنشدني علي بن الحسين بن علي السعدي بسنجار قال: أنشدني أبو الحسن علي ابن منصور اللغوي لنفسه: فؤاد معنى بالعييون الفواتر * وصبوة باد مغرم بالحواضر سميران ذادا عن جفون متيم * كراه وباتا عنده شر سامر
__________
(1) انظر الحديث في: سنن الترمذي 1 / 94.
(2) انظر ترجمته في: معجم الادباء 15 / 81 - 83.
وإنباه الرواة 2 / 321.
وبغية الوعاة ص 356.
(*)(4/128)
وأنشدني علي بن الحسين قال: أنشدني ابن منصور لنفسه:
لمن غزال بأعلى رامة سنحا * فعاود القلب سكر منه صحا مقسم بين أضداد فطرته * جنح وغرته في الجنح ضوء ضحا (1) سألت علي بن منصور اللغوي عن مولده فقال: في صفر سنة سبع أو تسع وأربعين وخمسمائة ببغداد - الشك منه.
وتوفي ليلة الاثنين السابع والعشرين من ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين وستمائة، ودفن من الغد بالوردية.
961 - علي بن أبي منصور بن علي بن أبي الفضل بن معالي الجزري (2) النجاد، أبو الحسن المقرئ المعروف بابن نحلة - وهو لقب لابيه أبي منصور.
وكان يسكن بالظقرية، سمع أبا القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي، وأبا الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف، وغيرهما، وسافر إلى ديار مصر، وسمع بها من أبي عبد الله الكيذاني ديوان شعره، وعاد إلى بغداد، وحدث باليسير، روى لنا عبد الرحمن بن عمر بن الغزال الواعظ، وسألته عنه فقال: كان شيخا حسنا طيب التلاوة للقرآن.
أخبرنا ابن الغزال، أنبأنا أبو الحسن علي بن أبي منصور ابن نحلة بقراءتي عليه، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي قراءة عليه، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي بن سكينة، وأنبأنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الامين، أنبأنا أبو المعالي أحمد ابن محمد بن المذاري، أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن البناء قالا: أنبأنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران، حدثنا الحسين بن صفوان، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد، حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا وكيع، وعبد الله بن نمير، عن الربيع بن سعد الجعفي، عن عبد الرحمن بن سابط، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " حدثوا عن بني إسرائيل فإن فيهم الاعاجيب، ثم أنشأ يحدث قال: خرجت رفقة يسيرون في الارض فمروا بمقبرة فقال بعضهم لبعض: لو صلينا ركعتين ثم دعونا الله
عزوجل لعله يخرج لنا بعض أهل هذه المقبرة فيخبرنا عن الموت، قال: فصلوا ركعتين.
__________
(1) في الاصل: " ضو صحا ".
(2) في الاصل: " الحرري ".
(*)(4/129)
ثم دعوا فإذا هو برجل خلاسي قد خرج من قبر ينفض رأسه وبين عينيه أثر السجود فقال: يا هؤلاء ما أدرتم إلى هذا لقد مت منذ مائة سنة فما سكنت عني حرارة الموت إلى ساعتي هذه فاعوا الله أن يعيدني كما كنت " (1).
962 - علي بن منصور بن كوسا الخياط، أبو الحسن الضرير: سمع أبا الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي، وحدث باليسير، سمع منه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب النحوي في سنة إحدى وأربعين وخمسمائة، وقرأت بخطه قال: سألته عن مولده، فقال: بعد العشرين بسنة واحدة، فيكون سنة سبع وستين وأربعمائة.
963 3 - علي بن منصور بن محمد بن يوسف بن سوار الضرير: روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم المستملي البلخي في معجم شيوخه.
أخبرنا محمد بن أبي السعادات قال: كتب إلى القاسم بن الفضل بن الحسن بن أحمد السمرقندي أخبره (2)، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن العباس البلخي، أنبأنا إبراهيم بن أحمد المستملي، حدثنا علي بن منصور بن يوسف بن سوار الضرير ببغداد في مسجد ابن عيسى، حدثنا أبو القاسم المؤذي العسكري، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: قال لي سفيان: كنا عند رابعة (3) فعذلها جماعة منا، فقالت لنا: ويحكم كمن تعذلون أني لاؤمل من الله آمالا لو وضعت على الجبال (4) ما حملتها ولكني كيف بحسرة السباق.
964 - علي بن منصور بن مظفر الجوهري، أبو الحسن، المعروف بابن الزاهدة: من أهل باب الازج، سمع أبا الوقت عبد الاول بن عيسى السجزي، وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وغيرهما، كتبت عنه، وكان حسن الاخلاق مرضي الطريقة متواضعا متوددا.
__________
(1) انظر الحديث في: الجامع الكبير للسيوطي 1 / 500.
(2) هكذا في الاصل.
(3) في الاصل: " ربعة ".
(4) في الاصل: " الحبال ".
(*)(4/130)
أخبرنا علي بن منصور الجوهري، أنبأنا أبو الوقت عبد الاول بن عيسى، أخبرتنا ببيي بنت عبد الصمد، أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد الانصاري، أنبأنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا مصعب بن عبد الله، حدثني مالك، عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دخل الكعبة هو وأسامة بن زيد وبلال وعثمان بن طلحة الحجبي (1) فأغلقها عليهم ومكث فيها، قال عبد الله بن عمر فسألت بلالا حين خرج: ماذا صنع رسول الله عليه وآله ؟ فقال: جعل عمودا عن يساره وعمودا عن يمينه وثلاثة أعمدة وراءه - وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة - ثم صلى (2).
توفي علي بن منصور الجوهري في ليلة الاثنين لثلاث خلون من ذي الحجة سنة ثمان وستمائة، ودفن من الغد بالوردية، وقد قارب السبعين.
965 - علي بن منصور بن هبة الله بن إبراهيم بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو الحسن: كان أديبا فاضلا ينادم الخلفاء، روى عن أبي الحسن أحمد بن جعفر المعروف
بجحظة (3) شيئا من شعره، روى عنه: القاضي أبو علي المحسن بن علي التنوخي في " نشوار المحاضرة " وروى عنه ولده أيضا أبو القاسم علي بن أبي علي التنوخي.
قرأت على محمد بن أحمد الحنبلي، عن أبي الحسين بن أبي الفرج الاصبهاني، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن علي بن سوار إذنا، أنشدنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، أنشدني علي بن منصور بن هبة بن أبراهيم بن المهدي قال: أنشدني جحظة (4) لنفسه: يا راقدا ونسيم [ الورد ] (5) منتبه * في رقة القفص والاوتار تصطخب أفديه من زائر تحيى النفوس به يزور في العام شهرا ثم يحتجب أنبأنا أبو القاسم الحذاء، عن أبي غالب أحمد بن عبيدالله المعين، أنبأنا أبو القاسم على المعين، أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، أنشدنا علي بن منصور بن هبة
__________
(1) في الاصل: " الحخي ".
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 57، 419، 2 / 614.
(3) في الاصل: " بجحطة ".
(4) في الاصل: " ححطة ".
(5) مابين المعقوفتين زيادة من معجم الادباء 2 / 268.
(*)(4/131)
الله بن إبراهيم بن المهدي قال: أنشدني جحظة لنفسه: يا راقدا والصباح قد أفدا * أما ترى الورد كيف قد وردا لم تبق في الارض زهرة طلعت * إلا وقد أظهرت له حسدا قال: وأنشدنا أيضا جحظة: الورد أحسن منظرا * فتمتعوا [...] (1) منه فإذا انقضت أيامه * بدت الخدود تنوب عنه
قرأت في كتاب " التاريخ " لابي الحسين هلال بن المحسن الكاتب، وأنبأنيه ذاكر الحذاء، عن شجاع الذهلي عنه قال: وفي ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة توفي أبو الحسن علي بن منصور بن هبة الله بن إبراهيم بن المهدي، وكان ينادم الخلفاء والملوك ويغني بالطنبور، وهو من أصحاب القعدد بينه وبين المهدي ثلاثة آباء في قعدد المنتصر.
966 - علي بن منصور الانباري: حدث عن عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي، والشرقي (2) بن القطامي، روى عنه: بشر بن حجر السامي البصري.
أنبأنا يحيى بن أسعد، أنبأنا أحمد بن عبيد الله بن كادش أبو العز قراءة علليه، أنبأنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري (3) حدثنا القاضي أبو الفرج المعافا بن زكريا النهرواني، حدثنا عبد الباقي بن قانع، حدثنا محمد بن زكريا الغلابي (4)، حدثنا بشر ابن حجر السامي، حدثنا علي بن منصور الانباري، عن عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي، عن محمد بن كعب القرظي قال: بينما عمر بن الخطاب رضي الله عنه جالس ومعه أصحابه إذ مر رجل فسلم عليه فقال رجل من القوم: يا أمير المؤمنين أتعرف هذا المسلم ؟ قال: هذا سواد بن قارب الذي أتاه رئيه من الجن بظهور رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فدعا عمر الرجل فقال: أنت سواد بن قارب ؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين قال: أنت على ماكنت عليه من كهانتك ؟ قال: فغضب الرجل غضبا شديدا ثم قال: يا
__________
(1) مكان النقط بياض في الاصل.
(2) في الاصل: " السرفي ".
(3) في الاصل: " الحاررى ".
(4) في الاصل: " العلابي ".
(*)(4/132)
أنت على ماكنت عليه من كهانتك ؟ قال: فغضب الرجل غضبا شديدا ثم قال: يا أمير المؤمنين: ما استقبلني بهذا منذ أسلمت أحد غيرك، فقال له عمر: ماكنا عليه من الشرك أعظم مما كنت عليه من كهانتك فأخبرني بإتيانك رئيك (1) بظهور رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ! قال: نعم يا أمير المؤمنين بينا أنا نائم ذات ليلة بين النائم واليقظان إذ أتاني رئيى فضربني برجله ثم قال: قم يا سواد بن قارب فافهم واعقل قد بعث رسول من لؤي ابن غالب يدعو إلى الله عزوجل وإلى عبادته، ثم أنشأ الجني يقول: عجبت للجن وأخبارها * وشدها العيس بأكوارها تهوي إلى مكة تبغي الهدى * ما مؤمن الجن ككفارها فارحل إلى الصفوة من هاشم * من روابيها وأحجارها فقلت: دعني أنام فإني [ أمسيت ] ناعسا، فلما كان في الليلة الثانية أتاني فضربني برجله وقال: قم يا سواد بن قارب فافهم واعقل إن كنت تعقل إنه قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى الله عزوجل وإلى عبادته، ثم أنشأ الجني يقول: عجبت للجن وتطلابها * وشدها العيس بأقتابها تهوي إلى مكة تبغي الهدى * صادق الجن ككذابها فارحل إلى الصفوة من هاشم * ليس قدمامها كأذنابها فقلت: دعني أنام فأني أمسيت ناعسا، فلما كانت الليلة الثالثة أتاني فضربني برجله وقال: قم يا سواد بن قارب فافهم واعقل إن كنت تعقل قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى الله تعالى وإلى عبادته، ثم أنشأ الجني يقول: عجبت للجن وتجساسها * وشدها العيس بأحلاسها تهوي إلى مكة تبغي الهدى * ماخير الجن كأنجاسها فارحل إلى الصفوة من هاشم * واسم بعينيك إلى رأسها فلما أصبحت شددت على راحلتي رحلها وصرت إلى مكة، فقيل لي: قد صار إلى
المدينة، فأتيت المدينة فصرت إلى المسجد فعلقت ناقتي، فإذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في جماعة من أصحابه، فلما نظر إلي قام: هات يا سواد بن قارب ! فقلت: أتاني رئيي بعد هدء ورقدة * ولم يك فيما بلوت بكاذب
__________
(1) في الاصل: " ربك ".
(*)(4/133)
فشمرت من ذيلي الازار ووسطت * بي الذعلب الوجناء بين السباسب وأشهد أن الله لا شئ غيره * وأنك مأمون على كل غائب وأنك أدنى المرسلين وسيلة * إلى الله يا ابن الاكرمين الاطائب فمرنا بما يأتيك ياخير من مشى * وإن كان فيما جاء شيب الذوائب وكن لي شفيعا يوم لاذو شفاعة * سواك بمغن عن سواد بن قارب قال: ففرح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه فرحا شديدا، فقام إليه عمر فالتزمه وقبل بين عينيه وقال: لقد كنت أحب أن أسمع هذا الخبر منك فأخبرني هل يأتيك رئيك اليوم ؟ قال: أنا منذ قرأت كتاب الله فلا، ونعم العوض كتاب الله من الجن.
967 - علي بن منصور، أبو الحسن القابسي: أديب شاعر، مدح الوزير أبا منصور بن جعير وغيره، كتب عنه أبو عبد الله البخلي شيئا من شعره.
أنبأنا القاضي أبو الحسن أحمد بن محمد بن العمري، عن أبي عبد الله الحسين بن محمد البلخي، أنشدنا أبو الحسن علي بن منصور القابسي لنفسه: نارا جنى القلب من نارنجة (1) بدلت * ممن غدا مالكا للسمع والبصر حلو الشمائل مثل الغصن تجذبه * يد الشمال مع الاصال والبكر كأنما خده لون الشمول إذا * راحت براحة ريمه ريم في نفر فقلت لما تبدت في أنامله * تزهو مهاوبة تزهى على البشر
تأملوا صنع باريه وباريها * شمس النهار بدت في راحة القمر 968 - علي بن منيع بن علوان:، من أهل الانبار، سمع أبا الحسن علي بن محمد الخطيب، وحدث باليسير، سمع منه يوسف بن محمد بن مقلد الدمشقي بالانبار في المحرم سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.
969 - علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو الحسن، الملقب بالرضا (2):
__________
(1) من أول البيت إلى هنا بدون نقط في الاصل.
(2) انظر ترجمته في: الاعالم 5 / 178.
وشذرات الذهب 2 / 6.
وتاريخ اليعقوبي 2 / 453.
والبداية والنهاية 10 / 250.
(*)(4/134)
وأمه أم ولد نوبية، وإسمها مسكينة، ولد بمدينة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في سنة ثمان وأربعين ومائة ونشأ بها، وسمع الحديث من والده وعمومته إسماعيل، وعبد الله، وإسحاق، وعلي بني جعفر، وعبد الرحمن بن أبي الموالي القرشي، وغيرهم من أهل الحجاز، وكان من العلم والدين بمكان، كان يفتي في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو ابن نيف وعشرين سنة، استدعاه أمير المؤمنين المأمون إلى خراسان وجعله ولي عهده فلم تطل أيامه حتى أدركه أجله، وكان قد حدث بخراسان وغيرها من البلاد، روى عنه عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهروي، وأحمد بن عامر بن سليمان الطائي، وعبد الله بن العباس القزويني، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن حنبل، والمعلى بن منصور الرازي، وآدم بن أبي إياس العسقلاني، ومحمد بن رافع التستري، وخالد بن أحمد الذهلي، ونصر بن علي الجهضمي، وأبو أحمد داود بن سليمان بن يوسف بن عبد الله الغازي، وغيرهم.
أخبرني أبو عبد الله محمد بن أبي سعيد الحنبلي بقراءتي عليه بأصبهان، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين الحمامي، أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي
العطار الحافظ، حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن هارون بن محمد الواسطي بها، حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد، أنبأنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل، حدثني أبي، أنبأنا علي بن موسى الرضا، حدثني أبي موسى، عن آبائه، عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " مامن قوم كانت لهم مشورة فحضر معهم من اسمه أحمد أو محمد فشاوره إلا خير لهم ".
وقد وقع لنا حديث علي بن موسى الرضا أعلى من هذا الاسناد برجل في نسخة رواها داود بن سليمان الغازي، أخبرتنا رقية بنت معمر بن عبد الواحد بن الفاخر قراءتي عليها بأصبهان (1) قالت: أخبرتنا فاطمة بنت محمد بن أحمد البغدادي، أنبأنا أبو عثمان سعيد بن أحمد النيسابوري، أنبأنا علي بن الحسين بن بندار بن المثنى العنبري، أنبأنا أبو الحسن علي بن مهروية القزويني، حدثنا أبو أحمد داود بن سليمان ابن يوسف بن عبد الله الغازي، قال: حدثني علي بن موسى الرضا قال: حدثني أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد، عن أبيه علي بن الحسين بن علي عن أبيه، عن [ علي بن ] (2) أبي طالب رضصي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " يقول الله تبارك وتعالى: يا ابن آدم ما أنصفتني أتحبب إليك بالنعم وتنقمت إلي
__________
(1) في الاصل: " عليهما بأصبهاني ".
(2) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(4/135)
بالمعاصي خيري عليك منزل (1) وشرك إلي صاعد (2) ولا يزال ملك كريم يأتيني عنك كل يوم وليلة بعمل قبيح، يا ابن آدم لو سمعت وصفك من غيرك وأنت لا تدري من الموصوف لسارعت إلى مقته ".
قرأت على أبي عبد الله الواسطي، عن أبي المحاسن الجوهري قال: كتب إلي ظفر ابن الداعي العلوي: أن أبا عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي أخبره قال: سمعت
محمد بن محمد بن أحمد الحربي يقول: سمعت الصولي، حدثنا القاسم بن إسماعيل قال: سمعت إبراهيم بن العباس الصولي، حدثنا علي بن موسى الرضا، عن أبيه أنه قال: إذا أقبلت الدنيا على إنسان أعطته محاسن غيره، وإذا أدبرت عنه سلبت عنه محاسن نفسه.
قرأت على أبي غانم محمد بن الحسين بن زينة بأصبهان، عن القاسم بن الفضل بن عبد الواحد: أن أحمد بن عبد الرحمن الهمداني أخبره، أنبأنا أبو الربيع الاستراباذي، أنبأنا أبو بكر اليشكري، حدثني علي بن محمد مولى بني هاشم، حدثني الحسن بن محمد بن يونس قال: سمعت علي بن موسى الرضا يقول: لاتغتر بكرامة الامير إذا غشك الوزير.
أخبرنا أبو الفتوح داود بن معمر القرشي بأصبهان، أنبأنا أبو ا الحسن بن أبي القاسم ابن أحمد الثقفي، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد الحافظ قال: أخبرني حاتم بن أبي سعد الحلواني، أنبأنا إسماعيل بن إبراهيم الواعظ، حدثنا أبو سعيد محمد بن الفضل المعلم قال: سمعت الفضل بن فضالة النسوي يقول: قال يحيى بن أكثم: كنت يوما عند المأمون أمير المؤمنين وعنده علي بن موسى الرضا، فدخل الفضل بن سهل ذو الرئاستين فقال للمأمون: قد وليت ثغر الفلاني فلانا التركي، فسكت المأمون، فقال علي بن موسى: ما جعل الله لامام المسلمين وخليفة رب العلمين والقائم بأمور الدين أن يولي شيئا من ثغور المسلمين أحدا من سبي ذلك الثغر، لان الانفس تحن إلى أوطانا وتشفق على أجناسها وتحب مصالحها، وإن كانت مخالفة لاديانها، فقال المأمون: اكتبوا هذا الكلام بماء الذهب.
قرأت على أبي أحمد عبد الوهاب بن علي الامين، عن أبي منصور عبد الرحمن ابن محمد بن عبد الواحد الشيباني، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور،
__________
(1) في الاصل: " منزول ".
(2) في الاصل: " ساعد ".
(*)(4/136)
محمد بن عبد الواحد الشيباني، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور، حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون الضبي إملاء قال: وحدث في كتاب والدي قال: حدثني أبو القاسم عبد الله بن أحمد الطائي، حدثني أبي قال: لما دخل على المأمون رجل نصراني قد وجد مع امرأة هاشمية، فلما أدخل عليه أسلم فغاظ المأمون ذلك غيظا شديدا فاستفتى الفقهاء فكل قال: هدر إسلامه ما فعله، فقال رجل: يا أمير المؤمنين اكتب إلى علي بن موسى في هذا، قال: فكتب إليه فوافاه علي ابن موسى فقال: يا أمير المؤمنين، اضرب عنقه، فإنه إنما أسلم مخافة من السيف، فقال الفقهاء: من أين لك هذا ؟ قال: فقرأ علي بن موسى * (فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين * فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنت الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون) * [ غافر: 84، 85 ].
أخبرنا القاضي عبد المجير (1) بن محمد بن عشاير الشافعي بحلب، أنبأنا عبد الله ابن أحمد الطوسي، أنبأنا علي بن عبد الرحمن بن الجراح، حدثنا عبد الملك بن محمد ابن عبد الله بن بشران إملاء قال: وجدت في كتاب والدي قال: حدثني أحمد بن محمد ابن موسى، حدثنا إبراهيم بن محمد الاهوازي، حدثني محمد بن أحمد بن الحسن، حدثني أبو الحسين بن أبي مسعود الشعراني، عن أبي الحسين كاتب الفياض (2)، عن أبيه قال: حضرنا مجلس الرضا فشكى رجل أخاه فأنشأ الرضا يقول: اعذر أخاك على ذنوبه * واستر وغط على عيوبه واصبر على بهت السفيه * وللزمان على خطوبه ودع الجواب تفضلا * وكل الظلوم إلى حسيبه أخبرنا ضياء بن أحمد، أنبأنا محد بن عبد الباقي الشاهد، أنبأنا القاضي هناد بن محمد بن علي بن الامام، أنشدني محمد بن أحمد بن أبي الثلج الكاتب، أنشدني
النوفلي لعلي بن موسى الرضا: رأيت الشيب مكروها وفيه * وقار لا يليق به الذنوب إذا ركب أخو مشيب * فما أحد يقول متى يتوب
__________
(1) في الاصل: " المحبر ".
(2) في الاصل: " القاض ".
(3) في الاصل: " المخرومي ".
(*)(4/137)
لئن كان الشباب لي حبيبا * فإن الشيب أيضا لي حبيب سأصحبه بتقوى الله حتى * يفرق بيننا الاجل القريب أنبأنا أبو أحمد الصوفي قال: كتب إلى أبو الغنائم العلوي، أنبأنا أبو عبد الرحمن الشاذياخي قراءة عليه، حدثنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ قال: حدثني الزبير بن عبد الله بن موسى البغدادي، حدثنا محمد بن يحيى الصولي، حدثنا أحمد بن يحيى بإسناد ذكره عن الشعبي أنه قال: أفخر بيت قيل في الاسلام قول الانصار يوم بدر: وينير بدر إذ نرد وجوهم * جبريل تحت لوائنا ومحمد قال الصولي: أقول: أفخر من هذا قول الحسن بن هانئ في علي بن موسى الرضا: قيل لي أنت واحد الناس في * كل كلام من المقام بديه لك في جوهر الكلام بديع * يثمر الدر في يدى مجتيه فعلى ما تركت مدح ابن موسى * كان جبريل خادما لابيه أنبأنا عبد الوهاب بن علي الامين قال: كتب إلى أبو الغنائم هبة الله بن حمزة العلوي، أنبأنا أبو عبد الرحمن الشاذياخي قراءة عليه، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري، أنبأنا أبو علي الحسين بن محمد بن سورة الصغاني بمرو،
حدثنا أحمد بن محمد بن عمرو الفقيه، حدثنا خالد بن أحمد بن خالد الذهلي، حدثنا أبي قال: صليت خلف علي بن موسى الرضا بنيسابور، فجهر " بسم الله الرحمن الرحيم " في كل سورة ويذكر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يجهر " بسم الله الرحمن الرحيم ".
أخبرنا الحاكم أبو عبد الله، حدثنا أبو أحمد إسحاق بن محمد بن علي بن خالد الهاشمي بالكوفة، حدثنا القاسم بن أحمد العلوي الحسيني، حدثني أبو الصلت عبد السلام بن صالح، حدثني علي بن موسى الرضا قال: من قال القرآن مخلوق فهو كافر.
حدثنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا الحسن عبد الله بن محمد بن علي بن الحسين بن جعفر بن موسى بن جعفر بمدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الروضة يقول: سمعت أبي يذكر عن آبائه: أن علي بن موسى كان يقعد في الروضة وهو شاب ملتحف بمطرف خز (1) فتسأله الناس ومشايخ العلماء في المسجد فسئل عن القدر فقال: قال الله عزوجل: * (إن المجرمين في ضلال وسعر * يوم يسحبون في النار على وجوههم
__________
(1) في الاصل: " حز ".
(*)(4/138)
الله عزوجل: * (إن المجرمين في ضلال وسعر * يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر * إنا كل شئ خلقناه بقدر) * [ القمر: 47، 48 ] [ قال علي ] (1) الرضا: كان أبي يذكر عن آبائه: أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يقول: الله تعالى خلق كل شئ بقدر حتى العجز والكيس، وإليه [...] (2) وبه الحول والقوة (3).
حدثنا الحاكم أبو عبد الله قال: أخبرني أبو تراب أحمد بن محمد بن الحسين بن مهدي المذكر بالنوقان (4)، حدثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل البغدادي، حدثنا مذكور ابن سليمان قال: سمعت أبا الصلت عبد السلام بن صالح الهروي يقول: حججت مع علي بن موسى الرضا فسمعته يقول يدعو بالموقف بهذا الدعاء: اللهم كما سترت علي ما أعلم فاغفر لي ما تعلم، وكما وسعني علمك فليسعني عفوك، وكما ابتدأتني
بالاحسان فأتم نعمتك بالغفران، وكما اكرمتني بمعرفتك فاستعفها، فمغفرتك وكما عرفتني وحدانيتك فألزمني طواعيتك، وكما عصمتني مما لم أكن أعتصم منه إلا بعصمتك فاغفر لي مالو شئت لعصمتني منه يا جواد يا كريم يا ذا الجلال والاكرام.
أخبرنا يوسف بن المبارك بن كامل الخفاف قراءة عليه قال: قرئ على أبي منصور محمد بن عبد ال الملك بن الحسن بن خيرون، عن أبي محمد الحسن بن علي الجوهري وأنا أسمع، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر الدار قطني إذنا، أنبأنا أبو حاتم محمد بن حبان البستي في كتابه قال: علي بن موسى الرضا يروي عن أبيه العجائب، روى عنه أبو الصلت وغيره، كأنه كان يهم ويخطئ.
أنبأنا أبو محمد بن الاخضر ونقلته من خطه، أنبأنا يحيى بن ثابت بن بندار فيما قرأته عليه عن أبيه، حدثنا أبو ثعلب عبد الوهاب بن علي بن الحسن الملحمي، أنبأنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا الجريري، حدثنا أبو السائب عتبة بن عبيد الله، حدثنا عبد الله بن محمد الجمال (5) الزوزني قال: كنت وعلي بن موسى بن نوبا القمي وفد أهل الري فلما بلغنا نيسابور قلت لعلي بن موسى القمي: هل لك في زيارة قبر الرضا بطوس ؟ فقال: خرجنا إلى هذا الملك ونخاف أن يتصل به عدو لنا إلى
__________
(1) مابين المعقوفتين مطموس بالاصل.
(2) بياض في الاصل مكان النقط.
(3) انظر: الدر المنثور للسيوطي 6 / 138.
(4) مطموس بالاصل.
(5) في الاصل: " الحمال ".(4/139)
يتحدث أهل الري أني خرجت من عندهم مرجئا وأرجع إليهم رافضيا، فقلت: فتنتظرني في مكانك ؟ فقال: أفعل، وخرجت فأتيت القبر عند غروب الشمس
وأزمعت المبيت على القبر، فسألت امرأة حضرت من بعض سدنة القبر: هل من جدير بالليل ؟ فقالت: لا، فاستدعيت منها سراجا وأمرتها بإغلاق الباب ونويت أن أختم القرآن على القبر، فلما كان في بعض الليل سمعت قراءة فبدرت أنها قد أذنت لغيري، فأتيت الباب فوجدته مغلقا فانطفأ السراج، فبقيت أسمع الصوت، فوجدته من القبر وهو يقرأ سورة مريم فقرأ * (يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا) * [ مريم: 85 - 86 ]، وما كنت سمعت هذه القراءة، فلما قدمت الري بدأت بأبي القاسم بن العباس بن الفضل بن شاذان فسألته هل قرأ أحد بذلك ؟ فقال: نعم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأخرج له قراءته صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا هو قرأ به عليه السلام.
ذر محمد بن جرير الطبري في تاريخه: أن عيسى بن محمد بن أبي خالد بينما هو فيه من عرض أصحابه منصرفه من معسكره إلى بغداد ورد عليه كتاب من الحسن بن سهل يعلمه فيه: أن أمير المؤمنين المأمون قد جعل علي بن موسى بن جعفر ولي عهده من بعده، وذلك أنه نظر (1) في بني العباس وبني علي فلم يجد أحدا هو أفضل ولا أورع ولا أعلم منه، وأنه سماه الرضا من آل محمد وأمره [ بطرح ] (2) لبس السواد ولبس ثياب الخضرة - وذلك يوم الثلاثاء لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة إحدى ومائتين ويأمره أن يأمر [ من ] (3) قبله من أصحابه والجند والقواد وبني هاشم بالبيعة له وأن يأخذهم بلبس الخضرة في أقبيتهم وقلانسهم وأعلامهم، ويأخذ أهل بغداد جميعا بذلك، فلما أتي عيسى الكتاب دعا أهل بغداد على ذلك على أن يعجل لهم رزق شهر والباقي إذا أدركت الغلة، فقال بعضهم: لانبايع، ولانلبس الخضرة ولا تخرج هذا الامر من ولد العباس، وإنما هذا دسيس من قبل الفضل بن سهل، فمكثوا بذلك أياما، وغضب ولد العباس من ذلك واجتمع بعضهم وتكلموا فيه وقالوا: ونولى بعضنا وتخلع المأمون، وكان المتكلم في هذا والمختلف فيه والمتقلد له إبراهيم ومنصور ابنا المهدي (4).
__________
(1) في الاصل: " وذلك تظهر ".
(2) مابين المعقوفتين سقط من الاصل وزيد من التاريخ.
(3) مابين المعقوفتين سقط من الاصل وزيد من التاريخ.
(4) انظر: تاريخ الطبري 10 / 243.
(*)(4/140)
وفي هذه السنة بايع أهل بغداد إبراهيم بن المهدي بالخلافة وخلعوا المأمون.
قلت: ولم يثبت عندي دخول علي بن موسى إلى بغداد لان أحمد بن أبي طاهر قال في كتاب بغداد: إن المأمون كتب إلى علي بن موسى مع رجاء بن أبي الضحاك فقدم به على طريق البصرة ثم خرج من البصرة فأخذ على الاهواز ثم أخذ على جبال أصبهان ومضى إلى خراسان.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي قال: كتب إلى أبو الغنائم حمزة (1) بن هبة الله بن محمد العلوي، أنبأنا الحاكم بن عبد الرحمن الشاذياخي قراءة عليه، أنبأنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال: علي بن موسى بن جعفر الرضا ورد نيسابور سنة مائتين، بعث أمير المؤمنين المأمون رجاء بن [ أبي ] (2) الضحاك لاشخاصه من المدينة إلى البصرة، ثم أمر بحمله منها إلى الاهواز ثم إلى فارس، ثم إلى نيسابور على طريق بست، وأمره أن لايسك به طريق الجبال، فلما وافى الرضا نيسابور وأقام بها مدة والمأمون بمرو إلى أن أمر بإخراجه إليه، ثم كان بعد ذلك ماكان، فعلى هذا أن يدخل بغداد (3).
وإنما ذكرناه في هذا الكتاب لحكاية أخبرناها القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد الواسطي، أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد الشيباني، حدثنا عبد الله ابن محمد بن عجلان اليماني العابد بالدالية قال: سمعت ابن علي بن موسى (4) الرضا
بسر من رأى يقول: الغوغاء قتلة الانبياء (5) والعامة اسم مشتق (6) من العمى ما رضي الله لهم أن شبههم بالانعام حتى قال (بل هم أضل).
وفي هذه الحكاية نظر من وجوه أحدها أن اليماني مجهول لايعرف، والراوي عنه فهو أبو الفضل الشيباني وهو ذاهب الحديث مشهور بالكذب والوضع، ويبعد أن يروي عن واحد عن علي بن موسى الرضا - فالله أعلم.
__________
(1) سيأتي أنه: " هبة الله بن حمزة ".
(2) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(3) هناك سقط من العبارة.
(4) في الاصل: " ابن عبد الله بن موسى ".
(5) في الاصل: " فبله الانبياء ".
(6) في الاصل: " مشق ".
(*)(4/141)
وقوله " بسامراء " وإنما بنيت بعد علي بن موسى بزمان لان عليا مات سنة ثلاث ومائتين وبنى المعتصم سامراء سنة إحدى وعشرين ومائتين، فإن المعتصم كان قد جددها، وقد كانت قبل ذلك مدينة قديمة، ويكون الرضا قد اجتاز بها قبل طلب المأمون له، وأظنه بعيدا والذي يغلب على ظني أن الذي سمع منه اليماني بسامراء هو محمد بن علي بن موسى الملقب بالجواد، فإنه كان بسامراء، ومات ببغداد ودفن بمقابر قريش - فالله أعلم.
والذي دعانا إلى ذكر علي بن موسى في هذا الكتاب مع ضعف هذه الحكاية الخوف من أن يراها بعض العلماء فيقول هذا الرضا قد دخل سامراء ولم يذكره الخطيب ولامن ذيل عليه، ويظن أننا جهلنا هذه الحكاية ولم تمر بنا فأوردناها وبينا عليها وأزلنا ظن من توهم أنها لم تبلغنا.
قال ابن جرير في تاريخه: فلما دخلت سنة ثلاث ومائتين شخص المأمون إلى طوس، وأقام بها عند قبر أبيه أياما، ثم إن علي بن موسى أكل عنبا فأثر منه فمات فجأة في آخر صفر، فدفن عند قبر الرشيد، وصلى عليه المأمون، ودخل عليه بموته غم كثير.
أنبأنا عبد الوهاب الامين قال: كتب إلى هبة الله بن حمزة العلوي، أنبأنا أبو عبد الرحمن الشاذياخي قراءة عليه قال: سمعت أبا عبد الله الحاكم يقول: استشهد علي بن موسى الرضا بسناباذ من طوس لتسع بقين من شهر رمضان ليلة الجمعة من سنة ثلاث ومائتين وهو ابن تسع وأربعين سنة وستة أشهر منها مع أبيه موسى تسعا وعشرين سنة وشهرين وبعد أبيه عشرين وسنة وأربعة أشهر، وذكر غير ابن جرير أن الرضا خلف من الولد محمدا والحسن وجعفرا وإبراهيم والحسين وعائشة لا 970 - علي بن موسى بن حمزة البزيغي (1): حدث ببغداد عن إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي، روى عنه [ أبو ] (2) حاتم محمد بن حبان بن أحمد التميمي البستي في " كتاب الضعفاء " من جمعه.
أخبرنا يوسف بن المبارك بن كامل الشافعي، أنبأنا أبو منصور محمد بن عبد الملك
__________
(1) في الاصل: " الربعي ".
(2) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(4/142)
ابن الحسن بن خيرون قراءة عليه، عن أبي محمد الحسن بن علي الجوهري: أن أبا الحسن علي بن عمر الدار قطني أخبره قال: كتب إلى أبو حاتم محمد بن حبان البستي، أنبأنا علي بن موسى بن حمزة البزيغي ببغداد، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي، حدثنا حجاج بن محمد، عن ابن جريج، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من شرب مسكرا نجس ونجست صلاته أربعين صباحا، فإن مات
فيهن مات كافرا، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد كان حقا على الله عزوجل أن يسقيه من طينة الخبال "، قيل: يارسول الله ! وما طينه الخبال ؟ قال: " ماء يسيل من صديد أهل النار ".
971 - علي بن موسى بن محمد السكري، أبو سعد: من أهل نيسابور، كان من وجوه الفقهاء، وحفاظ الحديث، سمع الكثير من أصحاب الاصم، وجمع وخرج وانتخب على المشايخ وكتب كثيرا، سمع جده الامام أبا القاسم هبة الله بن عمر بن محمد السكري المزكي، وأبا بكر أحمد بن الحسن الحيري، وأبا سعيد محمد بن موسى الصيرفي، وأبا عبد الله محمد بن إبراهيم بن محمد ابن يحيى المزكي، وأبا علي الحسين بن محمد بن الحسين بن محمد السختياني، وأبا إبراهيم إسماعيل النصراباذي، وأبا بكر محمد بن إبراهيم بن أحمد الفارسي، وأبا نصر محمد بن محمد بن عبد الله بن زكريا الجوزقي، وأبا سعد عبد الرحمن بن حمدان النضروي، وعبد الرحمن بن الحسن بن عليك، وعبد الرحمن بن الحسن بن علي الحافظ، وأبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد الارموي، وأبا القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج، وأبا حسان محمد بن أحمد بن جعفر المزكي، وأبا عبد الرحمن محمد بن عبد العزيز، وأبا الحسن علي بن إسحاق بن محمد بن الحسين الحيري، وأبا الحسن عبد الملك بن الحسين بن خزيمة، وأبا بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن الحارث الاصبهاني، وأبا عبد الله أحمد بن علي بن سعدويه النسوي، وأبا بكر أحمد بن علي ابن منجويه الحافظ، وأبا محمد عبد الملك بن محمد بن علي الكرابيسي، وأبا الفضل علي بن الحسين الفلكي الحافظ، وأبا الخير عبد الغافر بن محمد الفارسي، وأبا حفص عمر بن أحمد بن مسرور، وأبا عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري، وأبا سعد محمد بن عبد الرحمن الجنزروذي، وخلقا كثيرا غيرهم، قدم بغداد طالبا للحج في سنة أربع وستين وأربعمائة، وحدث بها.
سمع منه أبو عبد الله محمد بن أبي نصر(4/143)
الحميدي، وأبو بكر محمد بن أحمد بن الخاضبة، وأبو غالب شجاع بن فارس الذهلي.
وروى عنه: أبو البركات ابن السقطي، وأحمد بن الحسن بن طاهر الفتح.
وحج وعاد فأدركه أجله بنواحي البصرة.
أنبأنا يوسف بن المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف قال: حدثنا والدي من لفظه أنبأنا أحمد بن الحسن بن طاهر الفتح، أنبأنا علي بن محمد السكري قدم علينا حاجا في شهر رمضان سنة أربع وستين وأربعمائة، ومات في حجته، حدثنا أحمد بن محمد بن أحمد بن الحارث، حدثنا أبو محمد بن حيان، حدثنا أحمد بن محمد أبو العباس الجمال (1)، حدثنا إسماعيل بن يزيد، حدثنا إبراهيم بن الاشعث، حدثنا عبد الرحيم بن زيد العمي، حدثني أبي عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول صبيحة الفطر: " أن مناديا ينادي: اغدوا إلى باب رب كريم جزيل العطاء، والملائكة يقولون: " إن الله تبارك وتعالى أمركم بصيام هذا الشهر فصمتم وأطعتموه (2) فيما أمركم فهلموا إلى جوائزكم، فإذا فرغوا من صلاتهم نادى مناد: أن ارجعوا إلى منازلكمن فقد غفرت لكم " (3).
أنبأنا محمد بن المبارك البيع، عن وجيه بن هبة الله بن المبارك السقطي قال: حدثنا أبي في كتاب " معجم شيوخه " قال: علي بن موسى بن محمد أبو سعد الحافظ النيسابوري، قدم علينا حاجا، وكان حفظة لاخبار الرواة ومتون الاحاديث، له تاريخ وتراجم ومسانيد ومعاجم وكلام على الحديث مفيد، وقد خرج على الصحيحين كتابا وجموعه تدل على فضل وافر، وكان مكثرا فاضلا نبيلا حجة معربا فصيحا، أدرك الحفاظ بخراسان، ذكر محمد بن باشاد البصري أنه سأل علي بن موسى السكري عن مولده فقال: في يوم الجمعة الحادي عشر من شوال سنة تسع وأربعمائة.
قرأت في كتاب ناصر بن محمد بن علي بخطه قال: أخبرت أن شيخنا علي بن
موسى السكري النيسابوري مات بعد رجوعه من الحج بين (4) المدينة والبصرة بالرمل في صفر سنة خمس وستين وأربعمائة لا 972 - علي بن موسى الحداد:
__________
(1) في الاصل: " الحمال ".
(2) في الاصل: " أصعمتموه ".
(3) انظر الحديث في: كنز العمال 4 / 301.
(4) في الاصل: " من ".
(*)(4/144)
روى عن أبي عبد الله أحمد بن حنبل ومحمد بن قدامة الجوهري.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن محمد بن الباقي الانصاري: أن إبراهيم بن عمر البرمكي أخبره عن عبد العزيز بن جعفر بن أحمد الفقيه، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد ابن هارون الخلال قال: أخبرني الحسن بن أحمد الوراق قال: حدثني علي بن موسى الحداد وكان صدوقا، وكان ابن حماد المقرئ يرشد إليه فأخبرني قال: كنت مع أحمد ابن حنبل ومحمد بن قدامة الجوهري في جنازة، فلما دفن الميت أجلس رجل ضرير يقرأ عند القبر، فقال له أحمد: يا هذا إن القراءة عند القبر بدعة، فلما خرجنا من المقابر قال محمد بن قدامة لاحمد بن حنبل: يا أبا عبد الله ما تقول في مبشر الحلبي ؟ قال: ثقة قال: كتبت عنه شيئا ؟ قال: نعم، قال: فأخبرني مبشر عن عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج عن أبيه أنه أوصى إذا دفن أن يقرأ عند رأسه بفاتحة البقرة وخاتمتها وقال: سمعت ابن عمر يوصي بذلك، فقال له أحمد: فارجع فقل للرجل يقرأ.
973 - علي بن موهوب بن جامع بن عبدون، أبو الحسن البناء: عم شيخنا محمد بن عبد الله بن البناء الصوفي الذي تقدم ذكره، سمع أبا البركات يحيى بن عبد الرحمن بن خنفش الفارقي، وحدث باليسير، سمع منه شيخنا عبد
الوهاب بن بزغش المقرئ، وكتب عنه في سنة أربع وسبعين وخمسمائة.
974 - علي بن مهدي، أبو الحسن (1) الاصبهاني، المعروف بالكسروي (2): كان أديبا فاضلا شاعرا رواية للاخبار، وكان عارفا بكتاب " العين " للخليل خاصة، كان يؤدب هارون بن علي بن يحيى بن المنجم واتصل بعد ذلك ببدر المعتضدي، وله مصنفات، يروي عن أبيه عن الجاحظ و " ديك الجن " الشاعر واسمه عبد السلام بن رغبان الحمصي، روى عنه علي بن يحيى بن المنجم، وأبو علي الكوكبي.
قرأت على أبي القاسم سعيد بن محمد الموصلي، عن أبي العز أحمد بن عبيد الله العكبري، أنبأنا القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء قراءة عليه، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد الشاهد، حدثنا أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي، حدثني
__________
(1) في الاصل: " أبو الحسين ".
(2) في الاصل: " بالكرولي ".
(*)(4/145)
علي بن مهدي الكسروي (1)، حدثني أبي، عن سلمة بن هرمزذان قال سمعت (2) ابن المقفع كاتب الحكماء يقول: ليس للعاقل أن يجيب عما يسئل عنه غيره.
وبالاسناد قال: وأنبأنا علي بن مهدي الكسروي (3)، حدثني أبي قال: كانت الروم تقول: نحن لانملك من يحتاج أن نشاوره، قالت الفرس: نحن لانملك من يستغنى عن المشورة.
قال قال علي بن مهدي: مر طبيب بأبي الواسع (4) المازني، فشكى إليه ريحا في بطنه فقال له خذ الصعتر (5)، فقال: يا غلام دواة وقرطاس، قال: قلت ماذا ؟ أصلحك الله، قال: كف صعتر ومكوك شعير، قال: لم تذكر الشعير أولا ؟ قال: ولا علمت أنك حمار أيضا إلى الساعة.
أنبأنا ذاكر بن كامل الحذاء، عن ثعلب بن جعفر السراج، أن أبا محمد الجوهري أخبره، عن المعافي بن زكريا النهرواني، حدثنا أبو علي الكوكبي، حدثنا أبو الحسن علي بن مهدي الكسروي (6)، عن أبيه قال: قال حكيم الفرس لابنه: يا بني ! إذا طلبك صاحب أشقر فعليك بالجرن، فإن الاشقر دقيق الحافر، وإن طلبك صاحب أدهم فعليك بالوحل فإن الادهم ردئ القوائم، وإن طلبك صاحب كميت فعليك بالجدد، وحقيق ألا ينجو.
قال: وحدثني علي بن مهدي، عن أبيه قال: كانوا يقولون: اعتفر من الدابة كل شئ إلا البلادة والغلظ، فإن راكبهما مركوب.
قال: حدثني علي بن مهدي، عن أبيه قال: قال بعض الحكماء لرابض له: ما تقول في هذا البرذون ؟ قال: من أفره الدواب إلا أنه يجذب لجامه، فقال: لاخير فيه إنما أركب لاودع بدني وما أبالي أيدي أعيت أم رجلي.
قرأت على أبي الكرم العباسي، عن أبي بكر الحنبلي، أنبأنا أبو منصور النديم، إذنا، عن أبي عبيد الله المرزباني قال: حدثني يحيى بن الحسين، عن علي بن مهدي
__________
(1) في الاصل: " الكردي ".
(2) في الاصل: " قال: قال ابن المقفع ".
(3) في الاصل: " الكرولي ".
(4) في الاصل: " من طبيب يأتي ".
(5) في الاصل: " الصغير " في الموضعين.
(6) في الاصل: " الكرولي ".
(*)(4/146)
الكسروي، عن الجاحظ قال: قال لي ثمامة: كنت في مجلس المأمون إذ دخل أبو العتاهية فأنشد شعرا استحسنه المأمون، ثم قال بعقب شعره: يعرض لي يا أمير المؤمنين
ما في الارض قوم أشقى من القدرية ولا أضعف حجة، فقال له المأمون: أنت رجل شاعر وأنت بالشعر أبصر منك بالكلام، فقال: لو جمع أمير المؤمنين بيني وبين واحد منهم لعرف موضعي، فقال له المأمون: فهذا ثمامة فناظرة ! فنظر إلي أبو العتاهية وتبسم كالمستهزئ فاغتظت عليه، فقال: يا أمير المؤمنين ! أقطعه في أول كلمة، قال: شأنك ! فنظر يده فحركها ثم قال: من حرك يدي ؟ قلت: من أمه فاعلة، فقال: زنا بي (1) أمير المؤمنين، قلت: ناقضت ياماص بظر أمه، فضحك المأمون ضحكا ما رأيته ضحك مثله قط، فقلت له: ويلك إن كان المحرك ليدك غيرك فلم أزنك وإن كنت أنت المحرك لها فأنت على قولي، فأفحم، فلما كان بعد أيام لقيني فقال: يا أبا معن ! ما كانت لك في الحجة مندوحة عن السفه، فقلت له: إن خبر الكلام ما جمع الحجة والانتقام.
قرأت على محمد بن عبد الواحد بن أحمد، عن محمد بن عبيد الله بن نصر، أنبأنا محمد بن محمد بن أحمد الشاهد إذنا، عن محمد بن عمران بن موسى قال: حدثني عبد الله بن يحيى العسكري، أخبرني أحمد بن سعيد الدمشقي قال: كتب عبد الله بن المعتز إلى علي بن مهدي: أبا حسن أنت ابن مهدي فارس * فرفقا بنا لست ابن مهدي هاشم وأنت أخ في يوم لهو ولذة * ولست أخا عند الامور العظائم أجابه علي: أيا سيدي [ إن ] (2) ابن مهدي فارس * فداء ومن يهوى لمهدي بن هاشم بلوت أخا في كل أمر تحبه * ولم تبله عند الامور العظائم وإنك لو نبهته لملمة * لانساك صولات الاسود الضراغم أنبأنا أبو القاسم المؤدب، عن أبي غالب محمد بن الحسن الماوردي، أنبأنا القاضي أبو العباس أحمد بن محمد الجرجاني، أنشدنا الرئيس ماسرجس بن عيسى النصراني
بالبصرة، أنشدني الكسروي الشاعر لنفسه:
__________
(1) في الاصل: " ربالي ".
(2) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(4/147)
قم سل قلبي بالمدام * ففيه هم قد أمضه أو ما ترى بدر السماء * كأنه تعويذ فضة فإذا المحاق أذابه * فكأنه آثار عضه قرأت في كتاب " الورقة " لابي عبد الله محمد بن داود بن الجراح قال: علي بن مهدي الكسروي أبو الحسن الاديب مجيد راوية شاعر من قوله: ولما أبى أن يستقيم وصلته * على حالتيه مكرها غير طائع حذارا عليه أن يميل بوده * فأبلى بقلب ليس عنه بنازع فأصبح كالظمآن بهريق ماءه * لضوء سراب في المهامة لامع فلا الماء أبقى للحياة ولا أتى * على منهل يجدى عليه بنافع ذكر عبد الله بن أحمد بن أبي طاهر: أن علي بن مهدي الكسروي توفي في خلافة المعتضد.
975 - علي بن ميمون بن محمد الدباس، أبو الحسن الوزان: والد أبي بكر محمد الذي قدمنا ذكره، سمع أبا عمرو عثمان بن محمد بن يوسف ابن دوست العلاف، وحدث باليسير، سمع منه ابنه محمد والحسين بن إبراهيم الدينوري وأبو البركات محمد بن سعد الغسال، وروى عنه ثابت بن منصور الكيلي، وأبو بكر الاشقر الاصبهاني.
كتب إلى أبو زرعة عبيد الله بن أبي بكر محمد بن أبي نصر اللفتواني، أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عمر الاشقر فراءة عليه وأنا حاضر في شهر رمضان سنة ثمان
وعشرين وخمسمائة، أنبأنا [ أبو ] (1) الحسن علي بن ميمون بن محمد الدباس قراءة عليه ببغداد بدار الخلافة المحروسة في ذي القعدة سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة قال: قرئ على أبي محمد عبد الله بن إسحاق الخراساني وأنا أسمع، حدثنا أحمد بن الخليل (2) بن ثابت البرجلاني (3)، حدثنا محمد بن عمر الواقدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن مسلم الزهري، عن أبيه، عن حنظلة بن علي الاسلمي، عن رافع بن خديج قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " أحصوا عدة شعبان لرمضان ولا تقدموا الشهر بصوم، فإذا رأيتموه
__________
(1) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) في الاصل: " الجليل ".
(3) في الاصل: " المبرحلاني ".
(*)(4/148)
فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين يوما ثم أفطروا، فإن الشهر هكذا وهكذا " - وخنس (1) إبهامه (2).
قرأت بخط أبي الوفاء أحمد بن محمد بن الحصين قال: سألته - يعني أبا الحسن بن ميمون الدباس - عن مولده، فقال: في سنة تسع وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي قال: مات أبو الحسن علي بن ميمون الوزان في يوم الاحد ثامن عشر المحرم سنة ثمان وثمانين وأربعمائة.
976 - علي بن ثابت بن طالب، أبو الحسن الواعظ، المعروف بابن الطالباني: من ساكني باب الازج، تفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل، وسمع الحديث من أبي المعالي صالح بن المبارك بن الرخلة (3)، وأبي الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف، وشهدة بنت أحمد الابري، وسافر إلى الموصل، وسمع بها: أبا الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد الطوسي، وغيره، ودخل الشام وحدث بها وبلاد الجزيرة، وأقام بها متنقلا فيها إلى أن سكن برأس العين إلى حين وفاته، لم يتفق لي
لقاؤه وقد أجاز لي جميع مروياته على يد بعض رفقائنا.
أخبرنا علي بن ثابت في كتابه إلي، وصفية بنت إبراهيم بن محمود الحراني بقراءتي عليها قالا: أنبأنا صالح بن المبارك قراءة عليه، أنبأنا الحسين بن أحمد النعالي، أخبرنا عبد الواحد بن محمد بن مهدي، حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا وكيع، حدثنا إسرائيل، عن سماك بن حرب، عن مصعب بن سعد، عن أبيه قال: أصبت سيفا يوم بدر فأعجبني فقلت: يارسول الله هبه لي ! فأنزل الله عز وجل * (يسئلونك عن الانفال قل الانفال لله والرسول) * [ الانفال: 1 ] (4).
بلغنا أن علي بن الطالباني مات برأس العين في شعبان سنة ثمان عشرة وستمائة.
977 - علي بن ناصر بن علي، أبو الحسن الدهستاني: ذكره أبو طاهر السلفي في " معجم شيوخه " وقال: كان من الكتاب المتعلقين
__________
(1) في الاصل: " وحبس ".
(2) انظر الحديث في: سنن أبي داود 1 / 324، 325.
(3) في الاصل: " الرحلة ".
(4) انظر الخبر في: الدر المنثور للسيوطي 3 / 158.
(*)(4/149)
بالوزراء والعمداء القدماء، وكانت له مروءة ظاهرة وأخلاق طاهرة، وختم له بخير في آخر عمره، وانقطع في الرباط، وصحبة المتصوفة والمواظبة على الصلوات الخمس في أوقاتها، وذكر لي أن مولده بجرجان سنة أربعين وأربعمائة وأنه نشأ بدهستان.
قرأت على أبي الحسن بن المقدسي بمصر، عن أبي طاهر السلفي ونقلته من خطه قال: سمعت علي بن ناصر بن علي الدهستاني ببغداد يقول: كنت كثير الاختلاف إلى أبي بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن النحوي بجرجان ولم أر أورع ولا أقنع منه، فدخل لص منزله وهو في الصلاة فأخذ ما وجد وهو ينظر ولا يقطع صلاته - رحمه الله.
978 - علي بن ناصر بن محمد بن الحسن بن أحمد بن القاسم بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب، أبو الفضل العلوي المحمدي، نقيب مشهد باب التبن: هكذا رأيت نسبه بخط محمد بن علي بن فولاد الطبري، وهكذا ذكره السلفي في " معجم شيوخه "، كان يسكن بالكرخ، وله معرفة بالانساب، سمع أبا محمد الحسن بن علي الجوهري، وحدث باليسير، روى عنه أبو المعمر الانصاري، وأبو طالب بن خضير، وأبو طاهر السلفي.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الفيروز آبادي بمصر، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن السلفي، أنبأنا أبو الفضل علي بن الناصر بن محمد بن الحسن المحمدي ببغداد، أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري، حدثنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه الخزاز (1)، حدثنا دعلج بن أحمد بن دعلج السجزي، حدثنا موسى بن هارون، حدثنا بندار، حدثنا سلم بن قتيبة، حدثنا يونس بن أبي إسحاق، عن الشعبي، عن عروة بن المغيرة ابن (2) شعبة عن أبيه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بعض أسفاره فدعا بوضوء فتوضأ، فغسل وجهه فذهب يغسل يديه فضاق كم الجبة، فأخرج يديه من تحت الجبة فغسل يديه وتوضأ، فأهويت بيدي إلى الخفين فقال: يا مغيرة أثر الخفين مقرهما، فقال المغيرة: اشهد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بذلك، وقال عروة: أشهد على المغيرة بذلك، وقال الشعبي: اشهد على عروة بذلك، وقال يونس: أشهد على الشعبي بذلك، وقال سلم قلت ليونس: أشهد عليك بذلك ؟ قال: نعم، قال بندار: اشهدوا علي بذلك ؟ قال:
__________
(1) في الاصل: " الجزار ".
(2) في الاصل: " عن عروة بن المغيرة عن شعبة ".
(*)(4/150)
نعم، قال موسى: أشهدوا علي بذلك، وقال لنا دعلج: واشهدوا علي بذلك، وقال لنا
الشريف المحمدي أشهدوا علي بذلك، وقال لنا الفيروز آبادي اشهدوا علي بذلك.
قرأت بخط محمد بن ناصر اليزدي قال: سألت المحمدي فقال: ولدت سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
قرأت بخط أبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الانماطي قال: توفى الشريف أبو الفضل المحمدي في يوم الخميس ثالث شوال سنة خمس عشرة وخمسمائة ودفن يوم الجمعة بمقابر قريش - بعد أن صلى عليه - باب دار الطاهر بنهر البزازين (1) وحضرت ذلك ومضيت معه إلى قبره.
979 - علي بن ناصر بن مكي، أبو الحسن المدائني: من ساكني باب الازج، وهو أخو نصر بن ناصر، وكان الاكبر، كان أديبا فاضلا شاعرا، سافر إلى الموصل، ومضى (2) إلى مكة، ودخل ديار مصر، وكان يمدح الناس ويجتدى (3).
ذكر لي أبو الحسن بن القطيعي أنه لقيه بالموصل في سنة أربع وتسعين وخمسمائة.
أنشدني أبو الحسن [ بن ] (4) القطيعي قال: أنشدني علي بن ناصر المدائني لنفسه بالموصل: أعهد الهوى إني لذكراك واصل * وطيف الكرى إني لمسراك راقب وعهد التداني هل إلى أربع الحمى * معاد وهل يقضي بهن المآرب فمنذ سرى الركب العراقي لم يزل * تسامر قلبي بالكباء النواعب ومذ حبس الحادي المطي عن النقا * وحبت إلى الوفد القلاص النجائب أراق دمي للبين دمع أرقته * غداة اعتنقنا للفراق الحبائب وأصمي فؤادي سهم لحظ رمت به * وقد ودعتني بالسلام الحواجب بنفسي فتاة أيقظ الصبح طرفها * وقد كحلته بالظلام الغياهب
__________
(1) في الاصل بدون نقط
(2) في الاصل: " ومكي ".
(3) في الاصل: " يحدى ".
(4) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(4/151)
وقامت لفرط الدك مريبه * وقد ذعرتها بالرغاء الركائب رنت فرنا الحجازي كل وهبت * له ماها الصبا والحبائب وماست فماس البان زهوا فغردت * شجو فغناها الحمام المجاوب وسايلت الاتراب ولهى ورددت * تنفسها حتى اهتززن الترائب وقالت وقد هاج الهوى ماتخبه * وقد رمقتها بالملام العوائب أذاك الفتى المرى عفر شمله * واعفينه شط المزار النوائب فقلن لها بل فوض البين ربعه * وسرت به تلو الركاب الحقائب وأقفر منه الواديان وأوحشت * بمسراه من بطن العقيق الجوائب فأقطر منها الطرف دمعا كأنه * لالئ فضتها الاكف الخواضب وكلل منها المقلتين فحدقت * كما حدقت بالفرقدين الكواكب وترجسها فرط التألف والاسى * وورد خديها الحياء المغالب 980 - علي بن ناعم بن سهل بن عبد الله المقرئ المستعمل، أبو الحسن البزاز الحنبلي: من أهل باب الطاق، سمع أبا الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز بن الحارث التميمي، وأبا الفرج أحمد بن محمد بن المسلمة، وأبا الفتح (1) محمد بن أحمد بن أبي الفوارس، وأبا الحسين علي، وأبا القاسم عبد الملك ابني (2) محمد بن عبد الله بن بشران، وأبا الحسن علي بن أحمد بن عمر الحمامي، وغيرهم، روى عنه: محمد بن عبد الباقي الانصاري، وإسماعيل بن أحمد بن السمرقندي، وعلي بن هبة الله بن عبد
السلام، وكان شيخا صالحا ورعا متدينا.
أخبرنا أبو علي ضياء بن أحمد بن أبي علي السقلاطوني، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري، أنبأنا أبو الحسن علي بن ناعم بن علي بن سهل، حدثنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران إملاء، أنبأنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله ابن زياد، حدثنا محمد بن بشر المرثدي، حدثنا خالد بن خداش، حدثنا زائدة، عن أبي الزناد، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعظم كبيرنا " (3).
__________
(1) في الاصل: " بن المسلمة بن أبا الفتح ".
(2) في الاصل: " بن محمد ".
(3) انظر الحديث في: الجامع للسيوطي 2 / 118.
(*)(4/152)
قرأت بخط أبي علي محمد البرداني قال: مات أبو الحسن علي بن ناعم المقرئ في الرابع عشر من رجب سنة سبعين وأربعمائة، ودفن يوم الخامس عشر بباب حرب، سمعت منه شيئا يسيرا.
981 - علي بن نجاح بن مسعود بن عبد الله، أبو الحسن اليوسفي: أخو أبي شجاع محمد، وأبي البركات يحيى، سمع أبا العز أحمد بن عبيد الله بن كادش، وحدث باليسير، ذكر تميم بن أ حمد بن البندنيجي، ونقلته من خطه أنه مات ليلة الجمعة الثالث والعشرين من شهر جمادى الاخر من سنة سبع وسبعين وخمسمائة.
982 - علي بن نجيح الباهلي: حدث عن: يحيى بن الفضل الخرقي صاحب القراءة، روى عنه: محمد بن محمد بن الازهر الجوزجاني.
أخبرنا محمد بن علي أبو الفرج، أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمد الاصبهاني، أنبأنا أبو
عمرو بن منده، وأبو سهل بن ولكيز، وأخبرنا محمد بن محمد بن الزازاني بأصبهان، أنبأنا أبو طاهر بن أبي نصر التاجر، ويوسف بن أحمد بن ماهان قالا: أنبأنا أبو منصور شجاع، وأبو زيد أحمد إبنا علي بن شجاع المصقلي، وأخبرنا أحمد بن سعيد الخرقي بأصبهان، أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد، الباغبان، أنبأنا أبو عمرو بن منده قالوا جميعا: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده الحافظ، أنبأنا محمد بن محمد بن الاهر الجوزجاني، حدثنا علي بن نجيح الباهلي ببغداد، حدثنا يحيى بن الفضل الخرقي، حدثنا أبو عامر ا لعقدي، حدثنا الاسود بن شيبان، عن أبي نوفل بن أبي عقرب: أن هيفاء أرادت أن تدعى أبا بكرة فقال: أنا مروح مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
983 - علي بن نصر بن أحمد بن الحسين بن هارون بن مالك، أبو الحسن، الفقيه المالكي: والد القاضي عبد الوهاب، وأبي الحسن محمد، من أهل الجانب الشرقي، كان من أعيان الشهود المعدلين ببغداد.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الامين، عن محمد بن عبد الباقي الانصاري قال: كتب ألي أبو غالب محمد بن أحمد بن بشران الواسطي قال: حدثني أبو الحسن علي بن محمد ابن نصر الكاتب قال: كنت عند قاضي القضاة أبي عبد الله الحسين بن ماكوله يوما(4/153)
فحدثه أبو بكر محمد القاضي المعروف بابن الاخضر وهو جالس إلى جانبي قال: حدثني الشيخ أبو الحسن علي بن نصر الفقيه المالكي وكان ناهيك عدالة وثقة وضرب بيده على فخذي وقال: والده قال: زوجت أيام عضد الدولة ببعض غلمانه الاتراك من صبية في جوارنا، وكان لها ولوالدتها أنس بدارنا وكانت من الموصوفات بالستر والعفاف، ومضى على ذلك سنتان، وحضر لي الغلام التركي وقال: يا سيدي هذه المرأة التي قد زوجتني بها قد ولدت لي إبنا، وما أشكو شيئا من أمرها ولا أنكره غير
أنها ما أرتني ولدي منذ ولدته، وكلما طالبتها به دافعتني عنه، وأريد أن تستدعيها (1) تخاطيها على هذا، قال: فاستدعيت والدتها فحضرت، وخاطبتها من وراء الستر على ماقاله، فأسرت إلي وقالت: يا سيدي صدق فيما حكاه، وإنما دفعناه عن هذا لانا قد بلينا ببلية قبيحة، وذاك أن زوجته ولدت منه ولدا أبلق من رأسه إلى سرته أبيض وبقيته إلى قدمه أسود في لون الحبش، قال: وسمع التركي قولها أبلق فصاح " راست كفت (2) " ثم قال بالعربية: ابني ابني، وهكذا كان جدي بالترك وقد رضيت، ففرحت المرأة بقوله وانصرفت وأظهرت له الولد.
ومثل هذه الحكاية حدثنا شيخنا أبو بكر عبد الرزاق بن عبد القادر الجيلي وناهيك به ثقة وبنلا قال: كان عندنا بباب الازج قوم قد زوجوا ابنة لهم بمملوك تركي من مماليك الخليفة، وكان موصوفا بالغلظة والشدة، فحملت منه، فلما كان وقت الولادة أنت بغلام أسود وكان التركي أبيض، وكذلك زوجته، فخافوا منه فأهلكوا الغلام ودفنوه، وأعلموا أباه أنها أتت بولد ميت ودفنوه، ثم إنا حملت مرة ثانية وأتت بغلام أسو أيضا ففعلوا به كما فعلوا بأخيه، ثم حملت مرة ثالثة وأتت به على الصفة، ثم فعل به كما فعل بأخويه، فلما حملت مرة رابعة ودنى () 3) وقت وضعها قعد التركي عندها وقال: لابد من أن أنظر إلى ما تأتي به وإن كان ميتا، فأتت بغلام على الصفة الاولى إخوته، فلما رآه التركي بكا وقال: مرحبا بأبي إن أبي كان أسود مثل لونه وقبله وفرح به، وزال ماكان عند أمه وأهلها من الخوف وندموا على ما فعلوه في حق الثلاثة الماضين وكتموا ذلك عن أبيهم.
وقد وقع مثل هاتين الحكايتين في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأخرجه البخاري في " الصحيح ".
__________
(1) في الاصل: " تستديعها ".
(2) كلمة فارسية معناها: " قالت صحيحا ".
(3) في الاصل: " ودنت ".
(*)(4/154)
وهو ما: أنبأنا المؤيد بن محمد بن علي أبو الحسن بنيسابور، أنبأنا أبو المعالي الفارسي، أنبأنا سعيد بن أحمد بن عثمان، أنبأنا أبو علي الشنوي، وأنبأنا المؤيد، أنبأنا عبد الوهاب بن شاه الشاذياخي، ووجيه بن طاهر أبو بكر الشحامي قالا: أنبأنا أبو سهل الحفصي، أنبأنا أبو الهيثم محمد بن مكي الكشميهني، وأخبرنا أبو روح عبد المعز ابن محمد الصوفي بهراة، أخبرنا خلف بن عطاء الماوردي، أخبرنا أبو عمر عبد الواحد ابن أحمد المليحي، أخبرنا أبو حامد النعيمي، وأنبأنا أبو محمد بن الاخضر وغيره ببغداد، والسيد أبو بكر محمد بن إسماعيل العلوي بهراة قالوا: أنبأنا عبد الاول ابن عيسى، أنبأنا أبو الحسن الداودي، أنبأنا أبو محمد السرخسي قالوا جميعا: حدثنا محمد ابن يوسف الفربري، حدثنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، حدثنا يحيى بن قزعة، حدثنا مالك عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة: أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يارسول الله ! ولد لي غلام أسود، فقال: " هل لك من إبل ؟ " قال: نعم، قال: " ما ألوانهاه ؟ " قال: حمر، قال: " هل فيها من أرق ؟ " قال: نعم، قال: فأنى ذلك ؟ قال: لعل نزعة (1) عرق، قال: " فلعل ابنك هذا نزعة " (2).
ذكر هلال بن المحسن الكاتب ونقلته من خطه: أن علي بن نصر الفقيه المالكي مات في يوم السبت الثاني من شهر رمضان سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.
984 - علي بن أبي نصنر بن الحبيق، أبو الحسن: من أهل الحربية، سمع أبا العباس أحمد بن أبي غالب بن الطلاية الزاهد، وحدث باليسير، كتبنا عنه، وكان شيخا صالحا حسن الاخلاق ساكنا.
أخبرنا علي بن أبي نصر بن أحمد قراءة عليه، أنبأنا أحمد بن أبي غالب الزاهد، أنبأنا عبد العزيز بن علي الانماطي، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، حدثنا يحيى
ابن محمد بن صاعد، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي بالبصرة، حدثنا أمية بن خالد، حدثنا شعبة، عن بسطام بن مسلم، عن عبد الله بن خليفة العنبري، عن عائذ بن (3) عمرو المزني، أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأعطاه، فلما وضع رجله على أسكفة الباب قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لو تعلمون ما في المسألة مامشى أحد إلى أحد يسأله شيئا " (4).
__________
(1) في الاصل: " قال لعلي نزعة ".
(2) انظر الحديث في: " صحيح البخاري 2 / 799.
(3) في الاصل: " عائذ أبي عمرو ".
(4) انظر الحديث في: سنن النسائي 413.
(*)(4/155)
توفي علي بن أبي نصر الحربي (1) في شوال سنة أربع وستمائة، وفدن بباب حرب وقد جاوز السبعين.
985 - علي بن أبي نصر بن الحسن، أبو الحسن الفتوتي: من أهل باب البصرة، سمع أبا الحسن علي بن أحمد بن الدهان المرتب، وحدث باليسير، سمع منه الشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي، وشيخنا عمر بن أحمد ابن بكرون الشاهد.
986 - علي بن نصر بن حمزة بن علي بن النضر بن عبيد الله التيمي، أبو الفرج بن أبي طالب بن أبي القنابل المارستاني: والد عبيد الله الذي قدمنا ذكره، هكذا رأيت نسبه بخط ولده، وقد روى عنه حديثا زعم أنه سمعه من أبي بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري، ورأيت عامة مشايخنا يبطلون ذلك من سماعه ونسبه ويذكرون أنه ابنه اختلق له نسبا وسماعا ولم يكن له معرفة بشئ من ذلك، وكان عاميا يخدم المرضي في المارستان.
ذكر عبيد الله بن علي
ونقلته من خطه أنه أباه مات في ليلة الاثنين مستهل شهر رمضان سنة ست وسبعين وخمسمائة، ودفن من الغد بباب [...] (2).
987 - علي بن نصر بن سعد بن محمد، أبو تراب الكاتب: والد ع لي بن علي الذي تقدم ذكره، ولد بعكبرا ونشأ بها، ودخل بغداد في صباه وقرأ الادب على أبي القاسم بن برهان النحوي، ثم انحدر إلى البصرة وصار كاتبا لنقيب الطالبيين بها، وأقام هناك مدة، ثم عاد إلى بغداد في سنة تسعين وأربعمائة ونزل بالكرخ، وولي الكتابة لنقيب الطالبيين إلى حين وفاته، وكان كاتبا حاذقا أديبا شاعرا، روى عنه ولده شيئا من شعره.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة، أنشدنا أبو سعد ابن السمعاني قال: أنشدني علي بن سعد الكاتب قال: أنشد أبي لنفسه: حالي بحمد الله حال جيد * لكنه من كل حظ عاطل ما قلت للايام قول معاتب * والرزق يدفع راحتي ويماطل
__________
(1) في الاصل: " الحرفي ".
(2) بياض من الاصل مكان النقط.
(*)(4/156)
إلا وقالت لي مقالة واعظ * الرزق مقسوم وحرصك باطل أخبرني الحاتمي قال: سمعت أبا سعد ابن السمعاني يقول: سمعت علي بن علي يقول: سألت علي بن نصر (1) بن سعد الكاتب عن مولده، فقال: في محرم سنة ثمان وعشرين وأربعمائة وتوفى في العشرين من جمادى الاخرة سنة ثمان عشرة وخمسمائة، ودفن بمشهد باب التبن.
988 - علي بن نصر بن محمد، أبو الحسن (2) البغدادي: روى عن طاهر بن الحسن الحكاية، وكان يقول الشعر، روى عنه عبد الرحمن بن
محمد بن أحمد بن فضالة.
أنبأنا أبو القاسم المؤدب، عن أبي القاسم بن الحصين قال: كتب إلى القاضي أبو عبد الله القضاعي، حدثنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله الحافظ إملاء، أنبأنا أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن فضالة النيسابوري بالري قال: سمعت أبا الحسين علي بن نصر بن محمد البغدادي بهمذان يقول: سمعت طاهر بن الحسن يقول: سمعت أبا الحبش الوراق يقول: قيل لرابعة العدوية: هل رقى (3) لك إلى الله عزوجل عمل بلا رياء ؟ قالت: لا، ثم قالت: بلى علمي بتقصيري يرقى إلى الله عز وجل بلا رياء.
أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمود الواعظ شفاها بهمدان: أن محمد بن ثابت أخبره، عن أبي ثابت بحير (4) بن منصور، أنبأنا أبو محمد جعفر بن محمد بن الحسين الابهري قال: أنشدني عبد الرحمن بن محمد النيسابوري بهمدان قال: أنشدني أبو الحسين علي ابن نصر البغدادي لنفسه: لم أنله قبلته بالاماني * في منامي سرا من الهجران واصل الحب بيننا بعد يأ * س فاجتمعنا ونحن مفترقان 989 - علي بن نصر بن منصور بن الحسين بن العطار الحراني، أبو الحسن التاجر:
__________
(1) في الاصل: " على بن علي ".
(2) سيأتي أنه: " أبو الحسين " في السند التالي.
(3) في الاصل: " هل وقي ".
(4) في الاصل بدون نقط.
(*)(4/157)
من ساكني المقيدية، وهو أخو عثمان المقدم ذكره، ولد ببغداد ونشأ بها، وكان
يسافر في طلب الكسب إلى الشام وديار مصر، وكان والده من أعيان التجار ووجوههم، سمع الحديث في صباه من أبي القاسم نصر بن نصر بن علي العكبري، وأبي الوقت عبد الاول بن عيسى بن شعيب السجزي، وأبي المظفر هبة الله بن أحمد ابن الشبلي، وجماعة غيرهم، كتبنا عنه، وكان صحيح السماع.
أخبرنا علي بن نصر بن العطار، أنبأنا أبو القاسم نصر بن نصر بن علي العكبري الواعظ قراءة عليه، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري، وأنبأنا أبو المظفر هبة الله بن أحمد بن محمد بن الشبلي قراءة عليه، أنبأن الشريف أبو نصر محمد ابن محمد بن علي الزينبي قالا: أنبأنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا عبيد الله بن يوسف الجبيري بالبصرة قال: سمعت محمد بن كثير السلمي قال: سألت يونس بن عبيد عن رجل دخل عليه سارق مجرد ليس في يده سلاح فلقط من السطح أثوابا فثار به صاحب السطح فضربه بعصا فقتله، فأراد القاتل الكفارة صوم شهرين، أو عتق رقبة، أو يتصدق بصدقة ؟ فقال يونس: ما أرى له أن يتصدق بصدقة لقتله تلك النفس ولا يصوم يوما بقلته تلك النفس، حدثني محمد بن سيرين، عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " الدار حرم فمن دخل عليك حرمك فاقتله " (1).
توفي علي بن العطار في ليلة الخميس ثالث عشر المحرم سنة أربع وستمائة، ودفن من الغد بباب حرب، وقد بلغ الستين أو جاوزها.
990 - علي بن نصر هارون، أبو الحسن الواعظ: من أهل الحلة السيفية، سكن بغداد وصحب الشيخ صدقة بن أحمد بن وزير الواعظ الواسطي، وسمع معه الحديث من الشريف أبي المظفر محمد بن أحمد بن عبد العزيز الهاشمي، وأبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي، وأبي القاسم محمود بن عبد الكريم بن علي بن فورجه الاصبهاني وغيرهم، وقرأ القرآن بالروايات وجوده، وقرأ
الادب على أبي محمد بن الخشاب وأبي البركات، وأبي الحسن بن القصار حتى أتفنه، وتكلم بالوعظ على المنابر، وكان فاضلا، حفظة، حسن الاخلاق، كتبنا عنه، وكان يتشيع.
__________
(1) انظر الحديث في: مسند الامام أحمد 5 / 326.
(*)(4/158)
أخبرنا علي بن نصر بن هارون الحلي، أنبأنا أبو المظفر محمد بن أحمد الهاشمي، أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر الوراق، حدثنا أبو بكر بن أبي داود، حدثنا محمد بن مصفا، عن، بقية بن الولية، حدثنا الزبيدي، عن الزهري، عن عروة (1) عن عائشة رضي الله عنهاه: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " يبعث الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا ".
فقالت عائشة: يارسول الله وكيف بالعورات ؟ قال: * (لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه) * (2).
توفي علي بن نصر بن هارون في ليلة الاثنين الحادي عشر من شوال سنة خمس عشرة وستمائة، وحمل من الغد إلى الكوفة فدفن بمشهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقد قارب الثمانين.
991 - علي بن نصر، أبو الحسن الشوكي: حدث عن: سليم بن منصور بن عمار الواعظ، روى عنه: أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الانباري.
أنبأنا عبد الوهاب الامين، عن محمد بن عبد الباقي الشاهد: أن الحسن بن علي الجوهري أخبره، أنبأنا أبو عمر محمد بن العباس بن حبويه قراءة عليه، حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الانباري، حدثنا أبو الحسن علي بن نصر الشوكي في مجلس الكريمي، حدثنا سليم بن منصور بن عمار، حدثنا أبي، عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل (3) قال: لما قتل الحسين بن علي عليهما السلام وحملوا رأسه جلسوا يشربون ويحيي
بعضهم بعضا بالرأس، فخرجت يد فكتبت بقلم حديد بدم على الحائط: أترجو أمة قتلت حسينا * شفاعة جده يوم الحساب ؟ فتركوا الرأس وهربوا.
992 - علي بن أبي نصر بن الهيتي، أبو الحسن الزاهد: كان يسكن بزريران (4) قرية مغربية من بغداد عند المدائن، وله بها رباط يقيم به، وعنده جماعة من الفقراء والمقطعين إلى الله عزوجل، وكان يتكلم على الحاضر،
__________
(1) في الاصل: " عروبة ".
(2) انظر الحديث في: " سنن الترمذي 2 / 168.
(3) في الاصل بدون نقط.
وهو: حي بن هانئ البصري.
(4) في الاصل: " بزربدان ".
(*)(4/159)
ويذكر له كرامات، وكان له قبول عظيم من العوام، ويقال إنه عاش حتى ناهز مائة سنة من عمره، وذكر أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي في تاريخه: أن علي ابن الحسن الزاهد مات في يوم الجمعة الرابع عشر من جمادى الاولى سنة أربع وستين وخمسمائة، ودفن يوم السبت بزريران على حادة الحاج (1)، قال: كان شيخا صالحا.
993 - علي بن النفيس بن نورندار بن الحسام، أبو الحسن: من أولاد الاتراك البغدادية، كان من حجاب الديوان العزيز، حفظ القرآن في صباه، وتفقه على مذهب أحمد بن حنبل، وصحب مكي بن أبي القاسم بن الغراد (2)، وسمع بافادته من أبي الوقت عبد الاول بن عيسى السجزي، وأبي محمد محمد بن عبد الكريم بن المادح، وأبي القاسم محمود بن عبد الكريم بن علي بن فورجه الاصبهاني ومن جماعة غيرهم، كتبنا عنه، وكان متدينا صالحا منقطعا عن الناس، كثير العبادة، حسن الصمت.
أخبرنا علي بن النفيس بن نورندار قراءة عليه، أنبأنا عبد الاول بن عيسى
السجزي، أنبأنا أبو عدنان القاسم بن علي بن محمد القرشي، أنبأنا أبو بشر الحسن ابن محمد بن أحمد بن محمد بن عمر القهندزي (3)، أخبرنا محمد بن جعفر، حدثنا محمد ابن أحمد بن أبي العوام، حدثنا أبي، حدثنا داود بن عطاء المديني، حدثني [ عمر ] (4) بن صهبان، حدثني صفوان بن سليم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " كل عين باكية [ يوم القيامة ] (5) إلا عين غضت عن محارم الله وعين سهرت (6) في سبيل الله، وعين خرج منها مثل رأس الذباب من خشية الله " (7).
سئل أبو الحسن بن نورندار عن مولده فقال: في سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة.
وتوفي ليلة الجمعة السابع والعشرين من ذي القعدة من سنة ثلاث وعشرين
__________
(1) في الاصل: " حاده الحاح ".
(2) في الاصل: " الغراه ".
(3) في الاصل بدون نقط (4) مابين المعقوفتين مطموس بالاصل.
(5) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(6) في الاصل: " شهدت ".
(7) انظر الحديث في: " الجامع الصغير للسيوطي 2 / 80.
(*)(4/160)
وستمائة، ودفن من الغد بباب حرب.
994 - علي بن النفيس بن خميس، المعروف بالسديد: من أهل النيل، كان أحد الشهود المعدلين بها، وكان أديبا فاضلا، يحفظ كتاب " الايضاح " و " التكملة " لابي علي الفارسي، وكتب كثيرا بخطه، وله النثر الحسن والنظم الجيد.
أنشدني القاضي أبو علي الحسن بن إسماعيل القليوبي بحلب، أنشدنا السديد علي ابن النفيس بن خميس النيلي لنفسه من قصيدة: ما يستفيق القلب من أطراقه * ولا يمل الطرف من تسكابه أو تكتسى غصون بأنات الحمى * ويعجب الرائد من أعشابه وغنت الربيع في ربوعه * وتبدل الضبا من ضبابه وترجع الورق على أفنانه * سواجعا كيدا على غرابه هدية والروض فيه مؤنق * ونوره يثنى على سحابه وللضباء الادم في أرجائه * مسارح اللهو وفي رحابه وسرتي مغرمة بشادن * بدر الدجى في الحسن من حجابه يكاد غصن البان يذوى خجلا * إذا بدا يميس في أثوابه راقت معانيه ودق سحرة * وصارت الالباب من ألبابه ولو تمر نملة بجسمه * أثرت النملة في إهابة أرتشف (1) الخمرة من ريقته * طورا وأجني الشهد من رضابه حتى تبدى صرف ساعات الردى * وننسكب المقدور عن صوابه هذا شراك للوصال (2) شاردا * ومنزلا يلوى على عتابته 995 - علي بن نمران، أبو الحسن الخواص: حدث عن أبي بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي (3)، روى عنه: أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو النقاش الاصبهاني في معجم شيوخه.
قرأت على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان عن أبي طاهر التاجر: أن عبد الرحمن ابن
__________
(1) في الاصل: " ارتشفت ".
(2) في الاصل: " الوصال ".
(3) في الاصل: " الباغيدي ".
(*)(4/161)
محمد بن إسحاق بن منده أخبرنا، أنبأنا أبو سعيد النقاش قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسين علي بن نمران الخواص ببغداد، حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الواسطي، حدثنا محمد ين يزيد الاسفاطي، حدثنا أبو بكر بن شيبة الجذامي، حدثنا ابن أبي فديك، حدثني موسى بن يعقوب الزمعي، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، حدثني عمي موسى بن عقبة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: حدثني الحسن بن علي بن أبي طالب قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " أن أقول في دعاء الوتر بعد القراءة وقبل الركعة: اللهم اهدني فيمن هديت وتولني (1) فيمن توليت وقني شر ما قضيت " (2).
996 - علي بن نوح العسكري: حدث ببغداد عن عثمان بن خرزاذ الانطاكي، روى عنه: أبو محمد عبد الله بن محمد بن أحمد بن الفرج الحافظ.
قرأت على محمد بن محمد بن صالح الاديب بأصبهان، عن محمد بن عبد الخالق الجوهري قال: كتب إلى عمر بن عبد الكريم الدهستاني، أنبأنا أبو زيد أحمد بن الخليل بن عبد الله بن أحمد القزويني بها، أنبأنا أبي، حدثني أبو محمد عبد الله بن محمد بن أحمد بن الفرج الحافظ وأنا سألته، أنبأنا علي بن نوح العسكري ببغداد، حدثنا عثمان بن خرزاذ الانطاكي، حدثنا أحمد بن محمد بن جعفر الدستكويا، حدثنا جعفر بن سليمان، عن مالك بن دينار، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " ما طال عمر ملك إلا سمه أهله ".
997 - علي وصيف (3) الكاتب، المعروف بخشكنانجه.
ذكره محمد بن إسحاق النديم في كتاب " الفهرست " وذكر أنه بغدادي أقام بالرقة مدة، ثم انتقل إلى الموصل، وتوفى بها وأنه كان من البلغاء، وله عدة كتب منها
" الايضاح " في الجراح ورسومه ".
998 - علي بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد ابن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، كان يلقب بالمؤتمن:
__________
(1) في الاصل: " وتولى ".
(2) انظر الحديث في: " السنن الكبرى للبيهقي 2 / 494.
(3) في الاصل: " فصيف ".
(*)(4/162)
وأمه أمة العزيز أم ولد موسى الهادي، حج بالناس في سنة أربع وتسعين ومائة، ذكر ذلك محمد بن جرير الطبري في تاريخه.
وروى الصولي: أن علي بن الرشيد مات في سنة أربع عشرة ومائتين.
999 - علي بن هارون الواثق بالله بن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد ابن محمد المهدي بن المنصور: ذكره محمد بن جرير الطبري وقال: توجه من بغداد إلى سامراء في فتنة المستعين قاصدا المعتز مع أخيه محمد الذي لقب بالمهدي.
1000 - علي بن هارون بن محمد بن هارون بن أحمد بن هارون، أبو الحسن المغار: من ساكني درب المجوس من نواحي قطعنا، سمع أبا طالب عمر بن إبراهيم الزهري، وأبا محمد الحسن بن محمد الخلال.
وحدث باليسير، روى عنه عمر بن ظفر المغازلي، وأبو المعمر الانصاري، وأبو طاهر السلفي.
كتب إلى علي بن المفضل الحافظ، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسن علي بن هارون المغار ببغداد، أنبأنا أبو طالب عمر بن إبراهيم ابن حمامة الزهري، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسى المبتوتي،
حدثنا أبو علي الحسين بن الكميت بن بهلول الموصلي، حدثنا صبيح (1) بن دينار، حدثنا عفيف بن سالم، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أسهم يوم بدر للفارس سهمين وللراجل سهما (2).
1001 - علي بن هارون، أبو الحسن الصوفي، النساج: روى عنه: أبو سعد الماليني شيئا من كلامه.
كتب إلي أبو عبد الله محمد بن أبي يزيد بن حمد الكراني: أن أبا الطيب حبيب ابن محمد بن أحمد بن محمد الظهراني أخبره قال: أنبأنا أبي، أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني قال: سمعت أبا الحسن علي بن هارون الصوفي النساج ببغداد يقول: العبد إذا كان بعين المشاهدة فإنه يحس بما يرد عليه.
__________
(1) في الاصل: " ثنا صبح ".
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 401.
(*)(4/163)
1002 - علي بن هبة الله بن أحمد التراسي، أبو الحسن الخطيب: من أهل مراغة، قدم بغداد حاجا، وحدث بها عن: أبي الحسن أحمد بن الحسين ابن علي التراسي القاضي، روى عنه: كمار بن ناصر الحدادي في مشيخته.
أنبأنا محمد بن هبة الله بن كامل الوكيل، حدثنا أبو بكر محمد بن كمار بن ناصر ابن نصر الحدادي المراغي من لفظه، حدثنا والدي، أنبأنا أبو الحسن علي بن هبة الله ابن أحمد الخطيب قدم علينا بغداد حاجا، حدثنا أحمد بن الحسين بن علي، حدثنا أبو عبد الله أحمد بن طاهر بن النجم الميانجي، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد الثقفي، حدثنا محمد بن علي بن الحسن قال: سمعت أبي يقول: أنبأنا ابن حمزة، عن الاجلح: أن البراء بن عازب حدثه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " أيما مؤمن لقي مؤمنا فصافحه لم يفترقا حتى يغفر لهما " (1).
1003 - علي بن هبة الله بن أحمد بن يحيى بن رزين، أبو القاسم المقرئ: من ساكني الصاغة من دار الخلافة، مجاور الديوان، وكان يصلي بالمسجد الذي هناك إماما، قرأ القرآن بالروايات، وسمع الحديث من أبي الوقت الصوفي، وأبي الفتح ابن البطي، وكان من القراء المجودين موصوفا بحسن القراءة، وجودة الاداء، وطيب النغمة، وكان يصلي إماما بالوزير أبي المظفر بن هبيرة، ثم بأستاد الدار أبي الفرج بن المسلمة، وأدركه أجله شابا في يوم السبت الثامن والشعرين من شهر رمضان سنة ثلاث وستين وخمسمائة، ودفن بالجانب الغربي، وهو والد شيخنا أحمد المقدم ذكره.
1004 - علي بن هبة الله بن جامع بن شهادة، أبو الفتح: قرأت على شهاب الحاتمي بهراة، عن أبي سعد ابن السمعاني قال: قرأت بخط أبي محمد عبد الخالق بن ثابت بن أسد الدمشقي قال: أنشدني أبو الفتح علي بن هبة الله ابن شهادة لنفسه ببغداد: أعذر فروحي لما عتت قلت لها * إليك عني وفي آثاره روحي فكيف يقدر أن يسعى إليك فتى * يرجو لقاك بجثمان بلا روح 1005 - علي بن هبة الله بن الحسن بن إبراهيم التنوخي، أبو الحسن بن أبي علي المؤدب:
__________
(1) انظر الحديث في: سنن الترمذي 2 / 97.
(*)(4/164)
سمع أبا الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف [...] (1): ذكر أبو الفضل بن شافع أنه توفي غرقا يوم ا لخميس ثامن عشري المحرم سنة أربع عشرة وخمسمائة ودفن بمقبرة معروف.
1006 - علي بن هبة الله بن الحسين بن المأمون، أبو الحسن، المعروف بابن الزوال:
والد القاضي أبي العباس أحمد الذي قدمنا ذكره، كان يتولى النظر في ديوان الزمام في أيام المسترشد بالله إلى أن صرف عنه في يوم الثلاثاء تاسع جمادى الاولى سنة خمس عشرة وخمسمائة.
1007 - علي بن هبة الله بن عبد الرازق، أبو الحسن الانصاري: من أولاد المحدثين، سمع القاضي أبا يعلى محمد بن الحسين بن الفراء، وحدث باليسير، سمع منه أبو الوفاء أحمد بن محمد بن الحصين، وقد أخرج عنه أبو بكر بن كامل في معجمه إسنادا (2).
1008 - علي بن هبة الله بن عبد السلام بن عبد الوهاب بن عبد الله بن يحيى، أبو الحسن البركات (3): من ساكني القرية من دار الخلافة، سمع الكثير في صباه من أبي محمد عبد الله بن محمد الصريفيني، وأبي الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور، وأبي القاسم علي ابن أحمد بن البسري، وأبي نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، وأبي منصور محمد ابن محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري، وأبي بكر محمد بن هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري، وأبي إسحاق إبراهيم بن علي الفيروز آبادي، سمع من جماعة من المتأخرين، وكتب أكثر مسموعاته بخطه، وكان يكتب خطا حسنا، وأصوله حسنة، فطاف وحدث بجميع مسموعاته مرارا وبورك له، وانتشرت عنه الرواية، وروى عنه جماعة من الحفاظ والكبار وتوفوا قبله، روى لنا عنه: أبو أحمد ابن سكينة، وأبو محمد بن الاخضر، وأبو المعالي محمد بن صافي النقاش، وأبو العباس أحمد
__________
(1) مكان النقط بياض في الاصل بقدر نصف سطر.
(2) في الاصل: " إنسادا ".
(3) انظر ترجمته في: العبر للذهبي 4 / 108.
(*)(4/165)
ابن الحسن العاقولي، وأبو حامد عبد الله بن مسلم بن النحاس، وأبو محمد المبارك بن المبارك بن الحسن بن الحسين بن سكينة البيع، ويوسف بن المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف، وأبو القاسم سعيد بن محمد بن عطاف الموصلي، وعبد الرحمن بن أحمد البيع، وأبو محمد ضياء بن أحمد بن يوسف الحربيان، ويوسف بن محمد بن محمد ابن عمر الارموي ببغداد، ويحيى بن ياقوت الفراش بمكة، وأبو اليمن الكندي بدمشق، وكان من أعيان الكاتب بالديوان، وولي ديوان واسط والنظر به في الايام المسترشدية بعد العشرين وخمسمائة، وأقام بواسط مدة، وحدث بها بكثير من مسموعاته، وروى عنه جماعة من أهلها، وهو آخر من حدث بأحاديث علي بن الجعد رواية البغوي عن الصريفيني كاملة، وكان ثقة صدوقا نبيلا.
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الامين بقراءتي عليه، أنبأنا أبو الحسن علي ابن هبة الله بن عبد السلام قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور، حدثنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى بن داود بن عيسى بن داود بن الجراح إملاء، حدثنا عبد الله هو البغوي، حدثنا كامل بن طلحة الجحدري، حدثنا مالك ابن أنس، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم من طعامه وشرابه ونومه، فإذا قضى أحدكم سفره فليرجع إلى أهله " (1).
أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الاخضر: وأبو المعالي محمد بن صالح النقاش ببغداد، ويحيى بن ياقوت الفراش بمكة قالوا: أخبرنا أبو الحسن علي بن هبة الله ابن عبد السلام الكاتب، وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي قراءة عليهما قالا: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور، أنبأنا أبو القاسم عبيد الله ابن محمد بن إسحاق بن حبابة، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا هدبة بن خالد القيسي، حدثنا همام، عن قتادة، عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " لكل نبي
دعوة دعا بها فاستجب له، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لامتي يوم القيامة " (2).
أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي بقراءتي عليه في منزله بدمشق، أنبأنا أبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام قراءة عليه ببغداد، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن
__________
(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 242.
(2) انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 329.
(*)(4/166)
محمد بن أحمد بن النقور، أنبأنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى بن داود بن الجراح، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا أبو بكر بن أبي شبية، حدثنا ابن فضيل، عن حصين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " عرضت على الامم فجعل النبي والنبيان يمر معهم الرهط والنبي ليس معه أحد حتى رفع لي سواد عظيم فقلت: هذه أمتي، فقيل لي: بل هذا موسى عليه السلام وقومه، ثم قيل لي: انظر إلى الافق ! فنظرت فإذا سواد قد ملا الافق، ثم قيل لي: انظر من هاهنا وهاهنا في آفاق السماء ! قال: فإذا السواد قد ملاها، فقيل لي: هذه أمتك، ويدخل الجنة سواهم سبعون ألفا بغير حساب، ثم دخل ولم يتبين منهم، قال: فأفاض (1) القوم فقالوا: نحن الذين آمنا بالله واتبعنا الرسول فنحن هم وأولادنا الذين ولدوا على الاسلام، فأما نحن ولدنا في الجاهلية، قال: فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون " فقال عكاشة ابن محصن: أنا منهم [ يا ] (2) رسول الله ؟ فقال: " نعم "، فقال رجل منهم آخر: أنا منهم يارسول الله ؟ فقال: " سبقك بها عكاشة " (3).
أخبرنا أبو العباس أحمد بن الحسن بن أبي البقاء العاقولي، أنبأنا أبو الحسن علي ابن هبة الله بن عبد السلام، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون الضبي إملاء، حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد المالكي القاضي،
حدثنا أبي، حدثنا يوسف بن موسى قال: قال ابن حبيق (4) قال رجل لابن المبارك: أوصني ! قال: اعرف قدرك.
أخبرنا أبو محمد المبارك بن المبارك بن الحسن بن الحسين بن سكينة الانماطي، وأبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن سكينة الصوفي قالا: أنبأنا أبو الحسن علي بن هبة الله ابن عبد السلام، أنبأنا أحمد بن محمد بن النقور، حدثنا القاضي أبو عبد الله الضبي إملاء، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي الهجيمي، حدثنا الغساني أبو بكر، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: قرأت على حائط في دار بشر بن الحارث رضي الله عنه:
__________
(1) في الاصل: " فاض ".
(2) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(3) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 968.
(4) في الاصل بدون نقط.
(*)(4/167)
سائل خرابا عن رباع كنده * أين الجماعات وأين العده بادوا وخلوا دورهم منهده * لم يبق منهم كاتب بمده متى إلى الله تكون الرده أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة، حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: علي بن هبة الله ابن عبد السلام الكاتب أبو الحسن شيخ كبير من بيت الرئاسة والتقدم، واسع الرواية، صاحب أصول حسنة مليحة، سمع الحديث بنفسه وأكثر منه، ونقل بخطه وجمع، وكان له خط مليح واسع، مقروء على طريقة كتاب العراق، وأكثر سماعاته بقراءة ابن الخاضبة، قرأت عليه الكثير وكتب عنه، سألته عن مولده فقال: سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
قرأت بخط أبي الحجاج يوسف بن محمد بن مقلد الدمشقي قال: توفي أبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام يوم الثلاثاء سادس رجب سنة تسع وثلاثين وخمسمائة، وصلى عليه ابنه في جامع القصر يوم الاربعاء ودفن بمقابر الشهداء، وكان مولده في شعبان سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
1009 - علي بن هبة الله بن العلاء بن منصور بن الوليد، أبو الحسن بن أبي المعالي المخزومي، المعروف بابن الزاهد: كان يلقب بالقوام، وكان من الاعيان، ثم تولى النظر بالمناثر (1) مدة، ثم جعل مشرفا على ابن يونس الوكيل بباب الحجرة، تولى الوكالة للامير أبي نصر محمد بن الامام الناصر لدين الله مدة ثم عزل، سمع الحديث في صباه من أبي الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم الصائغ، وأبي الوقت عبد الاول بن عيسى بن السجزي، وحدث باليسير، رأيته كثيرا ولم يقدر لي أن أكتب عنه شيئا، وكان شيخا مهيبا مليح الهيئة جميلا.
ذكر لي أبو الحسن بن القطيعي: أنه أخرج عن البصرة منفيا عن بغداد في سنة ثمان وتسعين وخمسمائة فجس هناك إلى أن بلغنا وفاته في شهر بيع الاول سنة تسع وتسعين، قلت: ولعله قارب السبعين من عمره - والله أعلم.
__________
(1) في الاصل: " المياثر ".
(*)(4/168)
1010 - علي بن هبة الله بن علي بن جعفر بن علكان بن محمد بن دلف بن أبي دلف القاسم بن عيسى بن إدريس بن معقل بن عمرو بن شخى بن معاوية بن خزاعي بن عبد العزيز بن دلف بن جشم بن قيس بن سعد بن عجل بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن واسط بن هيت بن أفصى بن دعمى بن جديلة ابن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، أبو نصر بن أبي القاسم، المعروف
بابن ماكولا (1): أصله من جرباذقان، وكان والده من وزراء الامام القائم بأمر الله، وعمه قاضي القضاة، وأحب هو العلم منذ صباه، وطلب الحديث، وكان يحضر المشايخ إلى منزله، ويسمع منه ويكتب بخطه ويحصل، ثم أنه سافر في طلب الحديث إلى الشام وإلى الثغور والسواحل وديار مصر وبلاد الجزيرة والعراق والجبال وخراسان، وما وراء النهر وما وراء ذلك من البلاد، وحصل طرفا صالحا من علم الحديث، وقرأ الادب وبرع فيه، وله النثر الحسن الجيد، والمصنفات الملاح، ونفذه (2) الامام المقتدي بأمر الله رسولا إلى سمرقند، وبخارا لاخذ البيعة له على ملكهما طغاخ الخان، وعاد إلى بغداد، سمع ببغداد أبا طالب بن غيلان، وبشرى بن عبد الله الفاتني، وأبا القاسم عبيد الله بن عمر بن أحمد بن شاهين، وأبا منصور محمد بن محمد بن السواق، وأبا الحسن أحمد بن محمد العتيقي، وأبا محمد الحسن بن علي الجوهري، وأبا الحسن محمد ابن عبد العزيز التككي، وأبا بكر محمد بن عبد الملك بن بشران، والقاضي أبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، وأبا القاسم عمر بن الحسين الخفاف، وجماعة أمثالهم، وبدمشق أبا الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، وأبا محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني، وأبا القاسم الحنائي، وبمصر الشريف أبا إبراهيم أحمد بن القاسم بن الميمون الحسيني، والقاضي أبا عبد الله محمد بن سلامة القضاعي، وخلقا كثيرا غيرهم، سمع منه أبو محمد عبد العزيز الكتاني، وروى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو عبد الله الحميدي، وأبو محمد الحسن بن أحمد الحافظ السمرقندي، والفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي، وعمر بن عبد الكريم الدهستاني، وأبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بنان الرزاز، وأبو عبد الله بن عبد الواحد الدقاق الاصبهاني، وأبو شجاع شيرويه بن شهر دار البطي، وأبو علي محمد بن محمد المهدي، وأبو
__________
(1) انظر ترجمته في: الاعلام 5 / 183.
وفوات الوفيات 2 / 185.
ومعجم الادباء 15 / 102.
(2) في الاصل: " ففده ".
(*)(4/169)
غالب شجاع بن فارس الذهلي، وأبو بكر محمد بن طرخان بن بلتكين ابن يحكم التركي، وأبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام الكاتب، وأبو القاسم إسماعيل ابن أحمد بن عمر السمرقندي.
قرأت على أبي محمد بن الاخضر عن أبي القاسم بن السمرقندي، أنبأنا الامير الحافظ أبو نصر علي بن هبة الله بن علي بن جعفر قراءة عليه وأنا أسمع في السابع من شوال سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة، أنبأنا المظفر بن الحسن بن لال، حدثنا أحمد ابن عبد الرحمن الشيرازي الحافظ قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسين محمد بن علي بن الشاه، حدثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم البغدادي بأنطاكية، حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن بحير الحميري، حدثنا خالد بن نجيح، حدثنا سفيان الثوري، عن ابن جريج، عن فافاه، عن الاعمش، عن مجاهد، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " لاتسبوا الاموات فإنهم قد أفضوا ما قدموا " (1).
كتب إلي أبو عبد الله محمد بن معمر القرشي: أن أبا نصر الحسن بن محمد اليورنارتي أخبره، أنشدنا قاضي القضاة أبو محمد سليمان بن الحسين بن علي، أنشدنا الاديب أبو سعد الحسين بن محمد بن علي، [ أنشدنا ] (2) الامير أبو نصر علي بن هبة الله ابن ماكولا الحافظ البغدادي في رئيس الرؤساء أبي الكفاة معمر بن علي، وكان كاتب فاوود (3): شكرت حظي حشمتها في زيارتي * لمجدك فيها ثم لي بعده الفخر لانك وفيت التحرم للندى * وقمت بأهل الفضل إذ قعد الدهر فحسبك إذ أخجلتني متفضلا * فلا تولني بدا فلم يبق لي شكر قلت: فأجابه رئيس الرؤساء:
مشيت إلى البحر الذي عب موجه * ولم يك للبحر الذي زرته قعر فلما التقينا كدت أغرق هيبة * ولاغرو أن يرتاع من ضمه البحر ونلت المنى من طلعة قمرية * فمرت بها الاقبال فارتفع القدر فمن قر عينا بالذي قد لقيته * فأصغر من يعنو لخدمته الدهر
__________
(1) انظر الحديث في: مسند الامام أحمد 6 / 180.
(2) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(3) هكذا في الاصل (*)(4/170)
أنبأنا أبو الفرج ابن الجوزي، أنشدنا محمد بن ناصر الحافظ، أنشدنا أبو عبد الله الحميدي، أنشدنا الامير أبو نصر علي بن هبة الله لنفسه: ماذا على من قد أعلى بهجره * ولو كان عللني ببرد (1) رضابه شبهته صنما وأفرط حسنه * من بعد ذاك فما أقيس رضا به قرأت على عبد العزيز بن أحمد الشاهد بالقاهرة، عن محمد بن عبد الباقي بن أحمد، أنبأنا أبو عبد الله الحميدي، أنشدني الامير أبو نصر علي بن هبة الله بن جعفر لنفسه: ألا ليت شعري هل يعود الذي مضى * فيرجع بالذكرى الحديث المناهيا وهيهات يا بعد الذي قد طلبته * ففي غابر الايام كان المنى هيا (2) أنبأنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني، عن أبي علي محمد بن محمد ابن عبد العزيز بن المهدي الخطيب، وأبي القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الكاتب قالا: أنشدنا أبو نصر بن ماكولا لنفسه: أميمة ما زال سكر الهوى * يغطي عيوبك عن ناظري إلى أن كشفت قناع الحيا * وأبديت لي صفحة العاذر
وجئت فعلمت قلبي السلو * وما دار هجرك في خاطري كلانا تبدل بعد الصدود * فلا ربحت صفقة الخاسر أنبأنا ذاكر بن كامل الخفاف، عن أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي ونقلته من خطه، أنشدنا أبو نصر علي بن هبة الله بن جعفر لنفسه: ولما تفارقنا تباكت قلوبنا * فممسك دمع عند ذاك كساكبه فيا نفسي الحرى البسي ثوب حسرة * فراق الذي تهوينه قد كساك به قال: وأنشدنا أبو نصر لنفسه أيضا: وهيج أشواقي وما كنت ساليا * يبرين برق من ذرى الغو أومضا ذكرت به عيش التصابي وطيه * ولست بناسيه وإن عاد أومضا أنبأنا أبو القاسم الجذاء، عن أبي بكر محمد بن طرخان بن بلتكين بن يحكم قال: أنشدني الامير أبو نصر بن ماكولا لنفسه:
__________
(1) في الاصل: " سرد ".
(2) انظر: معجم الادباء 15 / 104.
(*)(4/171)
أقول لقلبي قد سلا كل واجد * ونفض أثواب الهوى عن مناكبه وحبك ما يزداد إلا تجددا * فياليت شعري ذا الهوى من مناك به قرأت على بعد الوهاب بن علي الامين، عن أبي الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام الكاتب قال: أنشدني الحافظ أبو نصر علي بن هبة الله بن ماكولا لنفسه: قوض خيامك عن دار أهنت بها * وجانب الذل إن الذل يجتنب وارحل إذا كانت الاوطان مضيعة * فالمندل الرطب في أوطانه حطب قرأت بخط أبي عبد الله الحسين بن محمد البخلي، وأنبأنيه عند عبد الرحمن بن أحمد القاضي قال: حدثني أبو المعالي هبة الله بن المبارك بن الدواتي قال: اجتمعت مع الامير
أبي نصر بن ماكولا فقال لي: خذ جزئين من الحديث، واجعل متن الحديث الذي في هذا الحديث الذي في الاسناد الذي في هذا الجزء من أوله إلى آخره وأرني حتى أرده إلى حالته الاولى من أوله إلى آخره.
أخبرني عبد الرحمن بن أحمد الحاكم، عن أبي عامر العبدري قال: سمعت أبا عبد الله الحميدي يقول: كان الامير ابن ماكولا إذا سألناه عن شئ كأنه على طرف لسانه، ولو عاش لجاء منه شئ، وما سألنا الخطيب عن شئ قط فأجابنا عنه من حفظه، إنما يحيل على كتبه.
أنبأنا ذاكر بن كامل، عن محمد بن طاهر المقدسي قال: سمعت أبا إسحاق الحبال يمدح أبا نصربن ماكولا ويثني عليه ويقول: دخل مصر في زي الكتبة فلم نرفع به رأسا، فلما عرفناه كان من العلماء بهذا الشأن.
كتب إلى أبو القاسم عبد السلام بن طاهر بن شعيب الهمداني أبو منصور شهردار ابن شيرويه بن شهردار الديلمي، أنبأنا أبي قال: علي بن جعفر العجلي: أبو نصر البغدادي يعرف بابن ماكولا قدم علينا رسولا مرارا سمعت منه، وكان حافظا متقنا، أحد من عني بهذا الشأن، وما كان في زمانه بعد، أبي بكر بن ثابت الخطيب أحد أفضل منه، وحضر مجلسه الكبار من شيوخنا، سمعنا منه، سألناه عن مولده فقال: ولدت بعكبرا في شعبان سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة.
أخبرنا جعفر بن علي المقرئ بالاسكندرية، أنبأنا أبو طاهر السلفي قال: سألت أبا غالب شجاع بن فارس الذهلي عن أبي نصر بن ماكولا فقال: كان حافظا فهما ثقة،(4/172)
صنف كتبا في علم الحديث وغيره، وسمعت منه شيئا من تصنيفه.
كتب إلي أبو سعد الخليل بن بدر بن ثابت الراراني: سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق الحافظ يقول: رأيت من الحفاظ المبرزين في العلم والحفظ الامير أبا
نصر علي بن هبة الله بن جعفر الحافظ ابن ماكولا، صادفته بالري في سنة ست وستين وأربعمائة في مسجد برأس روده وعلقت عنه أحاديث، وله كتاب كبير مصنف في " المؤتلف والمختلف " طالعت بعضه واستفدت منه.
قرأت على أبي الحسن بن المقدسي بمصر، عن أبي طاهر السلفي قال: سألت أبا نصر المؤتمن بن أحمد الساجي عن أبي نصر بن ماكولا فقال: كان له فهم وحسن معرفة بالحديث مع وساطة البيت، لم يلزم طريقة أهل العلم فلم ينتفع بنفسه.
أنبأنا ذاكر بن كامل الخفاف، عن محمد بن طرخان قال: ولد أبو نصر بن ماكولا بعكبرا في الخامس عشر من شعبان سنة إحدى وعشرين وأربعمائة.
قرأت على أبي محمد بن الاخضر، عن أبي الفضل بن ناصر قال: كان أبو نصر ابن ماكولا قد سافر نحو كرمان وكان معه مماليكه الاتراك فغدروا به وقتلوه وأخذوا الموجود من ماله - رحمه الله، وذلك في سنة خمس وسبعين وأربعمائة لا 1011 - علي بن هبة الله بن علي بن عمر الدينوري، أبو الحسن بن أبي محمد: من أهل باب المراتب، من بيت مشهور بالرئاسة والثروة والحشمة، سمع الشريف أبا نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي وغيره، وحدث باليسير، سمع منه أبو الفضل المبارك بن سعد الله بن بركة الدباس، وأبو الفضل أحمد بن سالم بن خميس البناء الانباري.
قرأت بخط أبي بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف قال: مات أبو الحسن علي بن هبة الله بن عمر في ربيع الاول سنة ثمان عشرة وخمسمائة لا 1012 - علي بن هبة الله بن إبراهيم بن القاسم بن زهمويه، أبو الحسن الكاتب (1): من أهل باب الازج، سمع الشريف أبا ناصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، وأبا
__________
(1) انظر ترجمته في: هامش تكملة الاكمال ص 96.
والانساب 6 / 353.
(*)(4/173)
الحسين عاصم بن الحسن بن عاصم، وأبا جعفر محمد بن أحمد بن أبي حامد البخاري قاضي حلب، وأبا الخطاب نصر بن أحمد بن البطر، وأبا بكر أحمد بن علي ابن الحسين بن زكريا الطريثيثي، روى عنه أبو سعد بن السمعاني.
كتب إلي أبو مسلم هشام بن عبد الرحيم بن أحمد بن الاخوة، أنبأنا أبو الحسن علي بن هبة الله بن الحسن بن علي بن زهموية بقراءة أبي عليه ببغداد، وأنبأنا أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن المظفر بن السبط الهمداني بقراءتي عليه، أنبأنا أبي قالا: أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي قراءة عليه، أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر ابن علي الوراق، حدثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الاشعث السجستاني، حدثنا عيسى بن حماد أبو موسى التجيي، حدثنا الليث بن سعد، عن هشام بن عروة، أن أبا حميد صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حدثه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استعمل ابن اللتبية الاسدي على بني سليم، وأنه جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما حاسبه قال: هذا مالكم وهذه هدية أهديت إلى، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " هلا جلست في بيت أمك أو أبيك فلتأتك هديتك إن كنت صادقا ! " ثم قام فخطبنا فحمد الله ثم قال: " أما بعد ! استعمل رجالا منكم على أعمال مما والانا الله، فيأتي أحدكم فيقول: هذا مالكم وهذه هدية أهديت لي، فهلا جلس في بيت أبيه وبيت أمه فتأتيه هديته ! فلا والذي نفسي بيده لا تأخذن منهاه شيئا بغير حقه إلا جئتم به يوم القيامة، ولاعرفن ما جاء الله رجل عمل بعيرا له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر " ثم رفع يديه حتى إني لانظر إلى بياض إبطيه ثم قال: " ألا هل بلغت، ألا هل أبصرت عيناي وسمعت أذناي " (1).
أنبأنا عبد الكريم بن محمد بن أحمد، عن أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي قال: علي بن هبة الله بن زهمويه كان صحيح السماع متثبتا ضابطا.
أخبرني إسماعيل بن سليمان العسكري، أنبأنا أبو محمد عبد الخالق بن أسد بن
ثابت الحنفي قال: سألت علي بن هبة الله بن زهموية عن مولده فقال: يوم الاثنين ثاني المحرم سنة ستين وأربعمائة.
قرأت بخط أبي الحسن علي بن يحيى بن الطراح قال: مات ابن زهموية في ليلة الجمعة سابع ذي القعدة سنة ست وأربعين وخمسمائة ودفن بمقبرة أحمد.
__________
(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 353.
وصحيح مسلم 2 / 123.
ومسند أحمد 5 / 423.
(*)(4/174)
1013 - علي بن هبة الله بن علي بن عبد الملك بن محمد بن يوسف، أبو الحسن الصوفي: من ساكني القرية بدار الخلافة المعظمة، من بيت قديم مشهور بالتقدم والدين والفضل، وقد تقدم ذكر جده، سمع أبا عبد الله الحسين بن علي بن أحمد بن البسري، وأبا المعالي ثابت بن بندار البقال، وأبا الفوارس عمر بن المبارك بن الخرقي، وأبا الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي، وأبا سعد محمد بن عبد الملك الاسدي، وأبا الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف، وأبا (1) محمد جعفر ابن أحمد ابن الحسين السراج وغيرهم.
روى لنا عنه: عبد الوهاب بن علي الامين بقراءتي عليه، أنبأنا أبو الحسن علي ابن هبة الله بن علي بن عبد الملك بن يوسف الصوفي قراءة عليه، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر السلماسي، أنبأنا الوليد بن بكر العمري، حدثنا منصور بن عبد الله أبو علي، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن مسدد ابن مسرهد الاسدي، حدثني أبي، حدثني مسدد بن مسرهد، حدثنا عيسى بن يونس، عن هاشم بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقبل الهدية ويثبت عليها (2).
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: سألت علي ابن هبة الله بن علي بن عبد الملك بن يوسف عن مولده فقال: بعد التسعين وأربعمائة.
قرأت بخط الشريف أبي الحسن علي بن أحمد الزيدي قال: توفي شيخنا أبو الحسن علي بن هبة الله بن يوسف ليلة الخميس ثالث عشر ربيع الاول من سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة بباب أبرز وحضرت الصلاة عليه.
1014 - علي بن هبة الله بن علي بن سهلان، أبو الحسن البيع: من ساكني دار الخلافة، كان ذا مال وضياع ونعمة وافرة، سمع أبا بكر محمد بن الحسين بن علي المزرقي، وأبا نصر غالب بن أحمد بن محمد الادمي القاري، وأبا طاهر
__________
(1) في الاصل: " أنبأ ".
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 352.
ومسند الامام أحمد 1 / 295، 6 / 90.
(*)(4/175)
الخباز الدينوري الشاعر، وحدث باليسير، سمع منه أبو محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشاب، والقاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي.
أخبرني أبو الحسن محمد بن المحسن بن هبة الله بن محمد الواعظ لفظا وإذنا، أنشدنا أبو الحسن علي بن هبة الله بن علي بن سهلان، أنشدنا الخباز الدينوري الكرخي لنفسه: ومشمر الاذيال في ممروحه * متوج تاجا من العقيان بالحاشرية ظل يهتف سحره * ويصيح من طرب إلى الندمان هبوا إلى شرب الصبوح فإنها * لصبوحكم لا للصلاة أذان طلعت كئووس الراح في أيديهم * مثل النجوم وغبن في الابدان يا طيب لذة هذه دنياكم * لو أنها بقيت على الانسان
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي قال: سألته - يعني أبا الحسن ابن سهلان - عن مولده، فقال: في رجب سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، وتوفي ودفن يوم الجمعة رابع عشري ذي الحجة سنة إحدى وستين وخمسمائة.
وذكر أبو الفضل بن شافع وفاته كذلك ثم قال: ودفن بمقابر قريش.
وأخبرني أبو المحاسن الدمشقي أنه قرأ عليه شيئا وما كان لذاك أهلا سامحنا الله وإياه - هكذا رأيته بخطه.
1015 - علي بن هبة الله بن أبي عيسى، أبو الحسن: من أهل شهرابان، من بيت مشهور بالفضل والرئاسة والقضاء والعدالة، حدث بشئ يسير عن أبي أحمد معمر بن عبد الواحد بن الفاخر الاصبهاني، سمع منه شيخنا القاضي الفقيه عبد الكريم بن المبارك بن محمد بن البلدي الحنفي وأولاده بجامع شهرابان في مستهل جمادى الاولى سنة سبع وستين وخمسمائة، وكتب عنه بخطه.
1016 - علي بن هبة الله بن علي بن حمزة الحسيني، أبو القاسم بن أبي السعادات، المعروف بابن الشجري: من أهل الكرخ، كان والده من أعيان النحاة ببغداد، وسيأتي ذكره إن شاء الله، وأبو القاسم هذا سمع مع والده الخطب النبهانية من إبراهيم بن محمد بن نبهان الغنوي الرقي في سنة سبع وعشرين وخمسمائة، وقد سمع من والده أيضا، ورأيت خطه في(4/176)
إجازة، كتبها في العشرين من المحرم سنة سبع وستين وخمسمائة.
1017 - علي بن هبة الله بن علي بن خلدون، أبو المعالي، المعروف بالبصري الواعظ: ذكر أنه ولد ببغداد بدرب السلسلة، وحمله أبوه إلى الكوفة فنشأ بها، فلما كبر سافر إلى مكة وخرج منها إلى مصر فأقام بها قليلا، ثم قدم دمشق بعد العشر
وخمسمائة واستوطنها إلى حين وفاته، وكان أهل دمشق يقولون قد جاء الواعظ البصري، فغلب عليه ذلك واشتهر به، سمع بدمشق أبا الحسن الموازيني، وأبا طاهر بن الحنائي، وأبا محمد بن الاكفاني، وأبوي الحسن (1) علي بن المسلم بن قبيس، وعلي ابن المسلم السلمي، وأبا الفتح نصر الله بن محمد المصيصي وغيرهم، وذكر أنه سمع بالبصرة المقامات من مؤلفها أبي محمد الحريري، روى عنه: أبو محمد القاسم بن علي ابن الحسن بن هبة الله الشافعي، وأبو المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصري.
كتب إلى أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن الشافعين، أنبأنا أبو المعالي علي بن هبة الله بن خلدون البغدادي الواعظ، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين السلمي، أنبأنا أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن بن عثمان التميمي، حدثنا أبو بكر يوسف بن القاسم القاضي، أنبأنا أبو العباس محمد بن شادل الهاشمي النيسابوري بها، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أنبأنا عبد العزيز بن محمد، عن زيد بن أسلم، عن زيد بن خالد الجهني، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " من صلى ركعتين لم يسه فيهما غفر الله له ما تقدم من ذنبه " (2).
قرأت في كتاب أبي المواهب بن صصرى بخطه قال: سألته - يعني أبا المعالي بن خلدون - عن مولده فقال: في سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة، وتوفي عشية الاثنين ودفن صبيحتها الثالث عشر من ربيع الاخر سنة خمس وسبعين بمقبرة باب الفراديس ومتع بسمعه وبصره إلى أن مات.
1018 - علي بن هبة الله بن علي بن علي بن هبة الله بن علي بن زهمويه، أبو الفتح:
__________
(1) في الاصل: " أبوى الحسن بن قبيس وعلي بن...".
(2) انظر الحديث في: مسند الامام أحمد 4 / 117.
(*)(4/177)
وقد تقدم ذكر جده وجد أبيه آنفا، شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عبد الله ابن الحسين الدامغاني في رابع المحرم سنة أربع وستمائة فقبل شهادته، وتولى الاشراف بديوان الجوالي، وخدم في عدة أعمال إلى حين وفاته، علقت عنه شيئا من شعره ولم أجد له سماعا في شئ من الحديث، وكان حسن الاخلاق متواضعا، ذكر أن مولده في سنة خمس وخمسين وخمسمائة، وتوفي ليلة السبت الثامن عشر من المحرم سنة تسع وعشرين وستمائة، ودفن من الغد بباب حرب.
1019 9 - علي بن هبة الله بن محمد بن علي بن المطلب، أبو المكارم بن الوزير أبي المعالي بن أبي سعد، الملقب بعز الدولة (1): أخو زعيم الدولة أبي عبد الله محمد، وفخر الدولة أبي علي الحسن - وقد تقدم ذكرهما، تولى أستاذية دار الخلافة المعظمة في أيام الامام المسترشد بالله في رجب سنة تسع عشرة وخمسمائة، واستنيب في ديوان الزمامي في ذي القعدة من السنة المذكورة لاصلاح السواد والعمارات، سمع شيئا من الحديث من أبي المعالي ثابت بن بندار البقال، وما أظنه روى شيئا، بلغني أن مولده كان في جمادى (2) من سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة.
وقرأت في كتاب " التاريخ " لابي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي بخطه قال: توفي أبو المكارم بن المطلب في يوم الجمعة التاسع من رجب من سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة.
1020 - علي بن هبة الله بن محمد بن الحسن بن الصاحب، أبو القاسم: ولي حاجبا في الباب النوبي وناظرا في المظالم في سنة خمس وخمسمائة إلى أن توفي في عشية الاحد سلخ جمادى الاولى سنة أربع وستين وخمسمائة، ودفن بمقابر قريش، وكانت سيرته جميلة، وله معروف وصدقة، ذكر هذا صدقة ابن الحدا في تاريخه.
1021 - علي بن هبة الله بن محمد بن علي بن البخاري، أبو الحسن بن أبي البركات (3):
والد قاضي القضاة أبي طالب علي الذي قدمنا ذكره، كان فقيها فاضلا حسن
__________
(1) انظر ترجمته في: تلخيص مجمع الاداب 4 / 1 / 268.
(2) هكذا في الاصل.
(3) انظر ترجمته في: مرآة الزمان 8 / 281.
(*)(4/178)
المناظرة، قرأ الفقه على أسعد الميهني وأبي منصور ابن الرزاز، وسمع الحديث من والده ومن أبي القاسم علي بن أحمد بن بيان، وأبي علي محمد بن سعيد بن نبهان وغيرهم، وشهد عند قاضي القضاة أبي القاسم علي بن الحسين الزينبي في يوم الثلاثاء ثالث عشر شهر رمضان سنة تسع عشرة وخمسمائة فقبل شهادته، وخرج عن بغداد قبل موته بسنين، ودخل الشام فأقام بها مدة، ثم توجه إلى بلاد الروم، وتولى القضاء هناك بمدينة قونية (1) ولم يزل بها إلى أن توفي، ولم يكن محمود السيرة، وما أظنه روى شيئا من الحديث.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الامين - ونقلته من خطه قال: أنشدني أبو الحسن علي ابن هبة الله بن البخاري العدل، أنشدني أبو الفتوح أحمد بن محمد الغزالي لبعضهم: أظلت علينا منك يوما سحابة * أضاءت لنا برقا وأبطى رشاشها فلا غيمها يجلو فناس طامع * ولا غيثها يأتي فيروى عطاشها أنبأنا عبد الوهاب الامين ونقلته من خطه قال: أنشدني أبو الحسن علي بن هبة الله بن محمد بن البخاري: سقى ليلة بالابرقين وهجعة * ندى الابل من وادي الاراك سكوب ليالي تدعوني العواذل في الهوى * فأعصي ويدعوني الهوى فأجيب قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي قال: مولد علي بن هبة الله ابن البخاري في سنة سبع وتسعين وأربعمائة، أجاز لي.
أنبأنا أبو البركات اليزيدي، عن أبي الفرج صدقة بن الحسين بن الحداد الفقيه قال: سنة خمس وسبعين وخمسمائة في هذه الايام - يعني أوسط المحرم - وصلت الاخبار بموت أبي الحسن بن البخاري، توفي في شعبان سنة خمس وستين وخمسمائة - والله أعلم بالصواب.
1022 - علي بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن محمد ابن أبي منصور بن علي بن عبد السميع بن محمد بن عبد الواحد بن عيسى بن محمد بن موسى بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن محمد بن علي بن عبد الله ابن العباس بن عبد المطلب، أبو تمام بن أبي الفخار بن أبي منصور:
__________
(1) في الاصل: " قوينة ".
(*)(4/179)
من أهل باب البصرة، وسكن في آخر عمره بالكرخ، كان يتولى الخطابة بجامع ابن المطلب، وشهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عبد الله بن الحسين الدامغاني في يوم الاربعاء لخمس خلون من المحرم سنة أربع وستمائة فقبل شهادته.
وخدم في عدة أعمال للديوان، سمع الحديث في صباه بإفادة خاله أبي القاسم بن الرويح بن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي، وأبي زرعة طاهر بن محمد المقدسي، وأبي بكر أحمد ابن المقرب الكرخي، وأبي الحسن سعد الله بن نصر بن الدجاجي، وغيرهم، كتبنا عنه، وهو حسن الطريقة، محمود السيرة، متدين، ذو أخلاق جميلة وتواضع.
أخبرنا أبو تمام علي بن هبة الله بن محمد الخطيب بقراءتي عليه، أنبأنا أبو بكر أحمد ابن المقرب الكرخي قراءة عليه، أنبأنا النقيب أو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي قراءة عليه، أنبأنا أبو نصر أحمد بن محمد بن حسنون النرسي، حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البحتري إملاء، حدثنا العباس بن محمد، حدثنا محاضر، عن الاعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " احتجت الجنة
والنار فقالت الجنة: في ضعفة الناس ومساكنهم، وقالت النار: في الجبارون والمتكبرون، فقضى بينهما: أنت رحمتي أرحم بها من أشاء، وأنت عذابي أعذب بك من أشاء وكلتاكما على مملؤها ".
سألت أبا تمام الخطيب عن مولده فقال: ولدت يوم الجمعة مستهل المحرم سنة إحدى وخمسين وخمسمائة، وتوفي ليلة الثلاثاء لليلتين خلتا من جمادى الاخرة من سنة أحدى وأربعين وستمائة، ودفن من الغد بمقبرة جامع المنصور.
1023 - علي بن هبة الله بن مخروطة الكاتب: من أهل باب الازج، كان يتصرف في الاعمال الديوانية، وفيه أدب ويقول الشعر، روى عنه أبو الحسن القطيعي (1) شيئا من شعره.
1024 - علي بن هبة الله بن مسعود البزاز، أبو الحسن بن أبي طاهر، المعروف بالمغفل: من أهل باب البصرة، طلب الحديث بنفسه، وسمع الكثير، وكتب بخطه كثيرا من الاجزاء والكتب الكبار، وقرأ كثيرا على الشيوخ، وسمع الناس بقراءته، واشتمل على
__________
(1) في الاصل: " القيطعي ".
(*)(4/180)
أبي القاسم بن السمرقندي بجامع المنصور، سمع الشريفين أبا علي محمد بن محمد بن عبد العزيز بن المهدي، وأبا الغنائم محمد بن محمد بن أحمد بن المهتدي، وأبا طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف، وأبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبا غالب أحمد، وأبا عبد الله يحيى ابني الحسن بن أحمد بن البناء، وأبوى بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري، ومحمد بن الحسين المزرفي، وأبا العز أحمد بن عبيد الله بن كادش، وأبا عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب الدباس المعروف بالبارع وخلقا كثيرا من أصحاب أبي الحسين بن النقور، وأبي محمد الصريفيني، وأبي القاسم بن البسري،
وأبي نصر الزينبي، وأبي بكر الخطيب، ومات شابا لم يبلغ أوان الرواية، كتب عنه شيخه أبو بكر الانصاري حديثا، وأخرجه فيما كان يجمعه من مسانيد الخلفاء.
قرأت في كتاب أبي بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري بخطه وأنبأنيه عنه جماعة قال: حدثني أبو الحسن علي بن هبة الله بن مسعود البزاز، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن الحسين البزاز بباب البصرة، وأخبرتنا خديجة بنت أبي منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقي بقراءتي عليها قالت: أنبأنا أبي قراءة عليه قالا: أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن علي بن البسري البندار، حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي، حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى بن عبد الله الصولي إملاء، حدثنا الحسين بن فهم، حدثنا يحيى بن أكثم، حدثنا أمير المؤمنين المأمون، حدثنا هشيم، عن أبي الجهم، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلى النار " (1).
قلت: كان في أبي الحسن غفلة وسلامة مع فضله وصدقه وصلاحه وديانته، ويحكى عنه في ذلك حكايات منها ما حدثني أبو العباس أحمد بن أحمد بن البندنيجي الشاهد قال: سمعت أبا محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب النحوي يقول: رئي أبو الحسن المغفل يوما ماشيا في السوق ويداه قد بسطهما كأنه يحمل شيئا، فقيل له: ما هذا ؟ فقال: إن أمي قد طلبت مني أن أشتري لها إجانة على هذا القدر وأنا أمضي لاشتريها لها.
وحدثني ابن البندنيجي قال: رئى أبو الحسن يوما وبيده كوز فيه دهن للسراج وهو يقطر من أسفله شيئا بعد شئ فقيل له: يا شيخ أبا الحسن إن هذا الكوز الذي
__________
(1) انظر الحديث في: الجامع الصغير للسيوطي 1 / 57.
(*)(4/181)
معك هو ذا يقط منه الدهن، فلعله مكسور ! قال: فقلب الكوز وتأمل أسفله لينظر
فيه شئ أم لا، فانصب الدهن على ثيابه وعلى الارض وضحك الناس منه.
وحدثني عبد الرحمن بن عمر بن الغزال الواعظ قال: سمعت بعض المشايخ يحكى أن أبا الحسن المغفل كان يوما يمشي على شاطئ دجلة، فرأى شيئا طافيا على وجه الماء، فخلع ثيابه ونزل في الماء وسبح إلى أن لقي ذلك الطافي، إذا هو يقطينة مكسورة فعاد سريعا ولبس ثيابه وقال: ظننته هاونا أنتفع به فوجدته يقطينة مكسورة - فضحك من سمعه من قوله.
وذكر لي جماعة من أهل العلم: أن أبا الحسن المغفل كان قد قرأ كتاب " إصلاح المنطق " لابن السكيت على البارع ابن الدباس، وكان سماعه من ابن المسلمة عدة مرار، كان كلما قرأني بالكتاب نسخة مليحة أو صحيحة يقول: هذه لم أقرأ منها، فيعود فيقرأه مرة أخرى.
قرأت في كتاب أبي محمد يحيى بن علي بن طراح بخطه قال: مات الشيخ أبو الحسن علي المغفل من أصحاب الحديث في يوم الاحد سلخ ذي الحجة سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة، ودفن يوم الاربعاء مستهل المحرم سنة اثنتين وثلاثين، وهكذا رأيت وفاته بخط أبي بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري.
1025 - علي بن هذاب العلثي، المعروف بالمهذب: أديب، روى ببغداد شيئا من الاناشيد، كتب عنه: أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب الاصبهاني في سنة ستين وخمسمائة.
كتب إلى أبو عبد الله الاصبهاني ونقلته من خطه قال: أنشدني المهذب علي (1) بن هذاب العلثي ببغداد قال: أنشدني أبو الحسين بن منير الطرابلسي يعني لنفسه: انحلا فصد عن الحميم وما احتلا * ورأى الحمام نفعه فتوشلا ماكان واديه بأول مرتع * دعوت طلاوته طلاه فأجفلا وإذا الكريم رأى الخمول نزيله * في منزل فالحزم أن يترحلا
ساهمت عيسك مر عيشك قاعدا * أفلا فليت بهن ناصية الفلا لاترض من دنياك ما أدناك من * دنس وكن طبفا جلا ثم انجلا
__________
(1) في الاصل: " المهذب بن علي ".
(*)(4/182)
فارق ترق كالسيف سل فبان في * متنيه ما أخفى القراب وأخملا وصل الهجير بهجر قوم كلما * أمطرتهم عسلا جنوا لك حنظلا وأنشدني علي المهذب ببغداد لابي الحسن علي بن مسهر الموصلي من قصيدة طويلة: على الموارد بين السمر والحدق * فردفان المنايا مورد الابق وأطيب العيش ما تجنيه من تعب * وأعذب الشرب مايصفو من الريق يادار درتك أخلاف الغمام على * مر النسيم بحارى العرب منبعق وإن عدتك عوادي المزن فانتحفي * ماروض الارض من أجفان ذي عرق 1026 - علي بن هشام بن عبد الله بن أبي قيراط، أبو الحسين الكاتب: حدث عن أبي الحسين عبد الواحد بن محمد الخصيبي، وإبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي المعروف بنفطويه، وأبوي عبد الله زنجي الكاتب، والباقطائي، وأبي الحسن المظفر بن يحيى الشرابي، روى عنه: القاضي أبو علي المحسن بن علي التنوخي، وكان كاتبا أديبا شاعرا.
أنبأنا أبو المظفر محمد بن علي الواعظ، أنبأنا أبو عبد الله الحسين علي الكوفي قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي، أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي قال: حدثني أبي قال: حدثني أبو الحسين علي بن هشام بن عبد الله بن أبي قيراط الكاتب البغدادي قال: سمعت أبا عبد الله الباقطائي الكاتب يقول: سمعت أبا القاسم عبيد الله بن سليمان يحدث في وزارته قال: قال لي
أبي: أصبحت يوما وأنا في حبس محمد بن عبد الملك الزيات في خلافة الواثق آنس ما كنت من الفرح وأشده محنة وغما حتى وردت على رقعة أخي الحسن بن وهب وفيها: خطب أبا أيوب جل محله * فإذا جزعت من الخطوب فمن لها إن الذي عقد الذي انعقدت * عقد المكاره فيك يحسن حلها فاصبر فإن الله يعقب فرجه * ولعلها أن تنجلي ولعلها وعسى تكون قريبة من حيث لا * ترجو ويمحو عن حدك ذلها.
قال: فتفاءلت بذلك وقويت نفسي فكتبت إليه:(4/183)
صبرتني ووعظتني فأنا لها * وستنجلي بل لاأقول لعلها ويحلها من كان صاحب عقدها * ثقة به إذ كان يملك حلها قال: فلم أصل العتمة من ذلك اليوم حتى أطلقت فصليتها في داري.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن محمد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، عن أبيه قال: أنشدني أبو الحسين علي بن هشام لنفسه: ضنى جسمي أبا حسن ودمعي * شهيدا لي بما تخفى الضلوع فشاهد صحة البلوى سقامي * وشاهد صحة الشكوى الدموع قال: وأنشدني علي بن هشام أبو الحسين لنفسه: أيا بديعا بلا شبيه * وياحقيقا بكل تيه يامن جفاني فما أراه * هب لي رقادا أراك فيه قرأت في كتاب " التاريخ " لابي الحسين هلال بن المحسن الكاتب بخطه قال: في يوم الاثنين لاربع بقين من صفر سنة تسع وستين وثلاثمائة توفي أبو الحسين علي بن هشام، وكان مولده ببغداد في يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من المحرم سنة
أحدى وتسعين ومائتين.
1027 - علي بن هشام الرقي: حدث عن أبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل النفيلي الحراني، وأبي مروان هشام بن خالد الازرق القرشي، روى عنه أبو جابر إبراهيم بن عبد العزيز الموصلي، ومات ببغداد.
أنبأنا ذاكر بن كامل قال: كتب إلى أبو محمد بن الاكفاني: أن علي بن الحسين الثعلبي أخبره، أنبأنا تمام بن محمد الرازي، حدثنا أبو الحسن علي بن الحسين (1) بن علان الحافظ الحراني في " تاريخ الجزيرة " (2) من جمعه قال: علي بن هاشم الرقي كان فاضلا زاهدا، مات ببغداد سنة تسعين ومائتين.
1028 - علي بن هشام البنوي: شاعر بغدادي وهو القائل:
__________
(1) في الاصل: " بن الحسن ".
(2) في الاصل: " تاريخ الجروين ".
(*)(4/184)
يا موقد النار يذكيها ويخمدها * قر الشتاء بأرواح وأمطار قم فاصطل النار من قلبي مضرمة * بالشوق تغن بها يا موقد النار 1029 - علي بن هلال بن خميس الفاخراني، أبو الحسن الضرير: من أهل الفاخرانية، قرية من أعمال واسط.
قدم بغداد واستوطنها، وقرأ القرآن وتفقه على مذهب أحمد بن حنبل، وسمع الحديث من أبي الحسين بن يوسف، وشهدة الكاتبة، وخديجة بنت النهرواني، وأمثالهم، وكان فقيها فاضلا متدينا حسن الطريقة، وقد سمعت منه الحديث ولا أعرفه.
قرأت بخط أبي القاسم عبيد الله بن المبارك بن الشيبي قال: أنشدني أبو الحسن
علي بن هلال بن خميس الفاخراني الواسطي: صبغت دواتك من يوميك فاشتبهت * على الانام ببلور ومرجان فيوم سلمك مبيض بصفو يدي * ويم [ حربك ] (1) قال بالدم القاني توفي الفاخراني يوم الخميس الحادي والعشرين من ذي الحجة من سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة، ودفن بباب حرب.
ذكر عبد المنعم بن أبي نصر الباجسرائي الفقيه أنه رأى الفاخراني في المنام بعد موته فقال له: ما فعل الله بك ؟ قال: احترمني كما يحترم الفقهاء، وأذن لي أن آكل وأشرب، ولا أبول ولا أتغوط.
1030 - علي بن هلال بن البواب، أبو الحسن الكاتب، مولى معاوية بن أبي سفيان (2): صحب أبا الحسين بن سمعون الواعظ، وقرأ الادب على أبي الفتح بن جني، وسمع من أبي عبيد الله المرزباني وغيره، وكانت عنده معرفة بتعبير الرؤيا، وكان يقص على الناس بجامع المنصور، وكان له نظم ونثر حسن، وإليه انتهت الرئاسة في حسن الخط وجودة الكتابة، واتخذ لنفسه [ طريقة ] (3) اقتدى الناس به فيها وشبهوا بخطه، ونال من رفيع الذكر وسمو المرتبة في الخط ما لم ينله أحد من أبناء جنسه، ورزق من حلاوة الخط وعبرته وعلا قيمته وتهافت الناس عليه ما لم يرزقه من كان قبله من الكتاب.
__________
(1) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) انظر ترجمته في معجم الادباء 15 / 120.
والعبر 3 / 113.
(3) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(4/185)
أنبأنا أبو أحمد الامين، عن أبي الفضل الفارسي: أن أبا علي الحسن بن أحمد البناء أخبره ونقلته من خط أبي علي قال: حكى لي أبو طاهر بن الغفاري، أن أبا الحسن بن البواب أخبره أن ابن نبهان استدعاه فأبى المضى إليه وتكرر ذلك، قال: فمضيت إلى أبي الحسن القزويني وقلت: ما ينطقه الله به أفعله، قال: فلما دخلت إليه قال لي: يا
أبا الحسن ما أخبرك عنا ؟ فاعتذرت إليه ثم قال: قد رأيت مناما فقلت مذهبي تفسير المنامات من القرآن فقال: رضيت، ثم قال: كأن الشمس والقمر قد اجتمعا وسقطا في حجري، قال: وعنده فرح بذلك كيف يجتمع له الملك والوزارة وهو لا يدري ما تأويله، فقلت: قال الله تعالى * (وجمع الشمس والقمر * يقول الانسان يومئذ أين المفر * كلا لاوزر) * وذكرت هذه ثلاثا، قال: فنهض ودخل حجرة النساء ونهضت ومضيت إلى منزلي، فلما كان بعد ثلاثة أيام انحدر (1) ألى واسط على أقبح حال وكان قتله هناك.
أنبأنا أبو منصور بن أبي القاسم البزار، عن محمد بن أبي طاهر الشاهد قال: كتب إلى أبو غالب محمد بن أحمد بن بشران الواسطي قال: حدثني أبو الحسن محمد بن علي ابن نصر الكاتب قال: حدثني أبو الحسن علي بن هلال المعروف بابن البواب قال: كنت أتصرف في خزانة الكتب لبهاء الدولة بشيراز على اختياري وأراعيها له وأمرها مردود إلي، قال: فرأيت يوما في جملة أجزاء منبوذة جزءا مجلدا بأسود قدر السكري، ففتحته فإذا هو جزء من ثلاثين جزءا من القرآن بخط أبي علي بن مقلة، فأعجبني وأفردته وجعلت وكدي التفتيش على مثله، فلم أزل أظفر بجزء بعد جزء مختلط في الكتب إلى أن اجتمع تسعة وعشرون جزءا وبقي جزء واحد، واستغرقت تفتيش الخزانة في مدة طويلة فلم أظفر به، فعلمت أن المصحف ناقص فأفردته ودخلت إلى بها الدولة وقلت: يا مولانا ! هاهنا رجل يسأل حاجة لاكلفة فيها، وهي مخاطبة أبي علي الموفق على معونته في منازعة بينه وبين خصم له، ومعه هدية ظريفة تصلح لمولانا، قال: أي شئ هي ؟ قل: مصحف بخط أبي علي بن مقلة، فقال: هاته وأنا أتقدم بما تريد، فأحضرت الاجزاء فأخذ منها واحدا فقال: أذكر وكان في الخزانة ما يشبه هذا وقد ذهب عني، قلت: هذا مصحفك وقصصت عليه القصة في طلبي له حتى جمعته، وقلت: هكذا يطرح يصحف بخط أبي علي ينقص جزء، فقال لي: فتممه
لي، قلت: السمع والطاعة ولكن على شريطة لاتبصر الجزء الناقص منا ولا تعرفه
__________
(1) في الاصل: " أيام أحذر ".
(*)(4/186)
وعلى أن تعطيني خلعة ومائة دينار ! قال: أفعل، وأخذت المصحف من بين يديه وانصرفت إلى داري ودخلت الخزانة أقلب الكاغذ العتيق وما يشابه كاغذ المصحف، وكان فيها من أنواع الكاغذ السمرقندي والصيني والعتيق كل ظريف عجيب، فأخذت من الكاغد ما وافقني وكتبت الجزء وأذهبته وعتقت ذهبه وقلعت جلدا (1)، من جزء [ من ] (2) الاجزاء فجلدته به، وجلدت الذي قلعت منه الجلد وعتقته، ونسي بهاء الدولة المصحف ومضي على ذلك نحو سنة، فلما كان ذات يوم جرى ذكر أبي علي بن مقلة فقال لي: ما كتبت ذلك ؟ قلت: بلي، قال: فأعطيته ! فأحضرته المصحف كاملا، فلم [ يزل ] (3) يقلبه جزءا جزءا وهو لا يقف على الجزء الذي يخطي، ثم قال لي: أيما هو الجزء الذي بخطك ؟ قلت: لما لك تعرفه فيغتر في عينك هذا مصحف كامل بخط أبي علي بن مقلة ونكتم سرنا، قال: أفعل، وتركه في ربعة عند رأسه ولم يعده إلى الخزانة، أقمت مطالبا بالخلعة والدنانير، وهو يمطلني ويعدني، فلما كان يوما قلت: يا مولانا في الخزانة بياض صيني وعتيق مقطوع وصحيح، فتعطيني المقطوع منه كله دون الصحيح بالخلعة والدنانير، قال: مر [ و ] خذه ! فمضيت وأخذت جميع ماكان فيها من ذلك النوع فكتبت فيه سنين.
قرأت في كتاب بعض الفضلاء قال: ومن شعر علي بن هلال بن البواب الكاتب ماقاله في ضمن رسالة وهو: فلو أني أهديت ما هو فرض * للرئيس الاجل من أمثالي لنظمت النجوم عقدا إذا رصع * غيري جواهرا بلالي ثم أهديتها إلى وأقرر * ت بعجزي في القول والافعال
غير أني رأيت قدرك يعلو * عن نظير ومشبه ومثال فتفاءلت في الهدية بالاقلام * علما مني بصدق الفال فاعتقدها مفاتح الشرق والغر * ب سريعا والسهل والاجبال فهي تستن إن جرين على القر * طاس بين الارزاق والاجال فاختبرها موقعا برسوم ال * بر والمكرمات والافضال واحظ بالمهرجان وابل جديد * الدهر في نعمة بغير زوال
__________
(1) في الاصل: " جزءا ".
(2) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(3) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(4/187)
وابن المجد صاعد الجد عزا * والرئيس الاجل نعم المعالي في سرورو وغبطة تدع ال * حاسد منها مقطع الاوصال عضدتها السعود واستوطن ال * افبال فيها وسألمتها الليالي أيها الماجد الكريم الذي يب * دأ بالعارفات قبل السؤال إن آلاءك الجزيلة عندي * شرعت لي طريقة في المقال أمتني لديك من هجنة ال * رد وفرط الاضجار والاملال وحقوق العبيد فرض على ال * سادة في كل موسم للمعالي وحياة الثناء تبقى على الده * ر إذا ما أنقضت حياة المال (1) أنبأنا أبو القاسم المؤدب، عن أبي السعود أحمد بن علي المحلي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: وعلي بن أبو الحسن بن البواب صاحب الخط المستحسن المذكور رأيته، وكان رجلا دينا، لاأعلمه روى شيئا من الحديث، وقد قال أبو العلاء أحمد بن عبيد الله بن سليمان المعرى في قصيدة له:
ولاح هلال مثل نون أجادها * بماء النضار الكاتب ابن هلال قرأت في كتاب أن أبا الحسن البتي الكاتب كان مزاحا وأنه اجتاز على باب الوزير فخر الملك أبي غالب محمد بن خلف، وعلي بن هلال جالس على بابه ينتظر الاذن، فقال له البتي: جلوس الاستئذان على العتب رعاية للنسب، فغضب ابن البواب وقال: لو أن إلى أمر ما مكنتك من دخول هذه الدار، فقال البتي: لا يترك الاستاذ صنعة الوالد بحال.
قرأت في كتاب المتعنسس الاديب بخطه قال: لمحمد بن الليث الزجاج الموصلي يهجو ابن البواب صاحب الخط، وكان إذ ذاك منقطعا إلى الشريف الرضي وملازما له: هب لنا الموسوي بابن هلال * وانع من شئت من ذوي الاحوال ذاك عين الهدى وأنت عمى * الاعين والنقص مولع بالكمال قال وله فيه: أيهذا الشريف حاشاك حاشاك * نرى في فنائك ابن هلال
__________
(1) على هامش الاصل مانصه: " هذه الابيات لمحمد بن منظور تلميذ ابن البواب ورأيتها بخطه في رسالة، وكان خطه يشبه خط ابن البواب ".
(*)(4/188)
هو نحس النحوس في سادة العز * وسعد السعود في الانذال انظر اللام من هلال تجدها * فيه مشكولة بلا إشكال أنبأنا ذاكر بن كامل الخفاف، عن أبي نصر محمد بن الفضل الاصبهاني، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون قراءة عليه قال: سنة ثلاث عشرة وأربعمائة أبو الحسن علي بن هلال (1) بن البواب صاحب الخط يوم السبت ثاني جمادى الاولى - يعني مات، قال: وكان من أهل السنة.
قرأت في كتاب " التاريخ " لابي الحسن محمد بن عبد الملك بن الهمداني قال: ودخلت سنة ثلاث عشرة وأربعمائة في جمادى الاوللى توفي أبو الحسن ابن البواب صاحب الخط السن، ودفن في جوار أحمد، وكان يقص بجامع المدينة، وجعله فخر الملك أحد ندمائه لما دخل إلى بغداد، ورثاه المرتضى بقوله: رديت يا ابن هلال والردى عرض * لم يحم منه على سخط له البشر ماضر فقدك والايام شاهدة * بأن فضلك فيها الانجم الزهر أغنيت في الارض والاقوام كلهم * من المحاسن ما لم يغنه المطر فللقلوب التي أبهجتها حزن * وللعيون التي أقررتها سهر وما لعيش وقد ودعته أرج * ولا لليل وقد فارقته سحر ومالنا بعد أن أضحت مطالعنا * مسلوبة منك أوضاح ولاغرر 1031 - علي بن الهيثم الكاتب الانباري، المعروف بجونقا (2): كان من جملة الكتاب في ديوان المأمون ومن كان بعده من الخلفاء، وكان أديبا فاضلا كثير التقعير في كلامه مستعملا للعويص من اللغة في مجاوراته.
قرأت في كتاب " معجم الشعراء " لمحمد بن عمران المرزباني قال: علي بن الهيثم اللثعلبي كتاب الفضل بن الربيع كان لسنا فصبحا شاعرا، عاتبه الفضل يوما على تأخره عنه وزاد عليه فقال: وجدني الفضل رخيصا جدا * فعقني وازور عني صدا وظن والظنون قتد تعدا * أني لاأصيب منه بدا أعد منه ألف يد عدا
__________
(1) في الاصل: " بن هليل ".
(2) انظر ترجمته في: معجم الادباء 15 / 134.
(*)(4/189)
قال: وانصرف فلم يعمل للسلطان عملا.
1032 - علي بن ياسر بن علي بن طلحة بن ياسر، أبو الحسن الصوفي الخياط: روى عنه: أبو بكر بن كامل بن أبي غالب في معجم شيوخه، وفي مجموعاته أناشيد له ولغيره.
أنبأنا أبو القاسم ذاكر بن كامل بن أبي غالب الخفاف قال: أنشدنا أخي أبو بكر المبارك بن كامل قال: أنشدني علي بن ياسر الصوفي لعمرو بن عامر الرقاشي: تذكرت إخوانا تبدد شملهم * وكانوا هم إلفى وخالصتي دهرا فمن نازح شطت به غربة النوى * ومن هالك أودى وأبقى له ذكرا قال: وأنشدني علي بن ياسر الصوفي لغيره: لولا تذكر أيامي بذي سلم * وعند رامة أوطاري وأوطاني لما قدحت بنار الشوق في كبدي * ولابللت بماء الدمع أجفاني وأنشدني علي بن ياسر لاخر: وإني ملجلوب لي الشوق كلما * تنفس شاك أو تألم ذو وجد ولولا تداوى القلب من ألم الهوى * بذكر تلاقينان قضيت من الوجد قرأت في كتاب " سلوة الاحزان " لابي بكر بن كامل بخطه وأنبأنيه عنه ابنه يوسف قال: أنشدني علي بن ياسر الصوفي لنفسه: أخذوه مني فعيل اصطباري * قمر الليل أو كشمس النهار وجنة الحبيب وردة في يميني * جعلت وجنتي كلون النهار 1033 - علي بن ياقوت بن عبد الله، أبو الحسن، مولى عنبر بن عبداللله الصوري: ولد بالدمشق ونشأ ببغداد، وسمع بها الكثير وكتب بخطه، سمع أبا منصور محمد بن
أحمد بن علي الخياط المقرئ، وأبا الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف، وأبا القاسم علي بن أحمد بن بكرون، و [ روى عنه ] (1): أبو القاسم أحمد بن ترمش الخياط.
__________
(1) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(4/190)
أنبأنا أحمد بن ترمش، أنبأنا علي بن ياقوت أبو الحسن الدقاق قراءة عليه، أنبأنا أبو منصور محمد بن أحمد بن علي الخياط، وأنبأنا أبو علي الحسن بن المبارك بن الحسن الواعظ، أنبأنا جياش بن عبد الله العفاني، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد العلاف قالا: أنبأنا عبد الملك بن بشران، أنبأنا دعلج بن أحمد، حدثنا ابن خزيمة، حدثنا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل، حدثنا محمد بن جهضم، حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن عمارة بن غزية، عن عاصم بن عمر، عن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن قتادة بن النعمان: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن الله إذا أحب عبدا أحماه الدنيا كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء " (1).
1034 - علي بن ياقوت بن عبد الله، أبو الحسن التيماري: كتب عنه الشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي إنشادا سمعه من لفظه.
1035 - علي بن يحيى بن أحمد، أبو الحسن الحوى: قدم بغداد وحدث بها عن أبي مسلم محمد بن أحمد بن الحسين الاصبهاني المقرئ، روى عنه: أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن محمد النهاوندي في فوائده.
كتب إلى أبو جعفر، وأبو بكر محمد ولامع ابنا أحمد بن نصر الصيدلاني: أن يحيى ابن عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن منده أخبرهما، أنبأنا أبو بكر محمد بن لامع النهاوندي المعروف بمدوس المقرئ قراءة عليه بهمدان في شعبان سنة تسع وخمسين وأربعمائة، أنبأنا أبو الحسن علي بن يحيى بن أحمد الحوى قدم علينا بغداد، حدثنا أبو
مسلم محمد بن أحمد بن الحسين الاصبهاني المقرئ، حدثنا عمر بن سليمان أبو حفص، حدثنا عبد الله بن محمد بن حبان، حدثنا أبو بكر بن أبي عاصم، حدثنا عمرو بن عثمان، حدثنا الوليد بن مسلم، عن عثمان بن أبي العاتكة، عن علي بن يزيد عن القاسم، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " العالم والمتعلم شريكان في الاجر، ولاخير في سائر الناس " (2).
1036 - علي بن يحيى بن أحمد، أبو القاسم الصوفي، المعروف بسبط حامد البناء:
__________
(1) انظر الحديث في: سنن الترمذي 2 / 24.
(2) انظر الحديث في: الجا مع الصغير 2 / 58.
(*)(4/191)
من أهل دار القز، وسكن في آخر عمره بيات المراتب، سمع أبا الفتح عبد الملك بن أبي القاسم بن أبي سهل الكروخي، وأبا الوقت السجزي، وذكر لنا أنه سمع من أبي بكر محمد بن عبد الاقي الانصاري، وقرأ عليه رفيقنا جعفر بن محمد العباسي شيئا من أمالي الجوهري - وكان علية طبقة على الانصاري فيها - وأبو القاسم بن حامد بن البناء، وذكر الشيخ أن حامدا جده وأنه كان يعرف به ولا يعرف بأبيه، وكان سماعه في سنة خمس وعشرين وخمسمائة، وتوافقنا عن سماعه منه وكان سماعه صحيحا في شئ من سماع الترمذي من الكروخي، ولم يتفق اي أن أسمع منه شيئا، وقد اجتمعت به مرارا وطلبت منه الا جازة بجميع مروياته فأجاز لي وكتب خطه بذلك، وكان شيخا حسنا يفهم طرفا من العلم وفيه تميز وطريقته حميدة، وأظنه عاش حتى جاوز الثمانين.
أخبرني أبو القاسم علي بن يحيى بن أحمد سبط حامد البناء إحازة، وأبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الاخضر بقراءتي عليه قالا: أنبأنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي
القاسم الكروخي قراءة عليه في سنة خمس وثلاثين وخمسمائة، أنبانا القاضي أبو عامر محمود بن عبد الصمد الغور جي قالوا: أنبأنا عبد الجبار بن محمد الجراحي، حدثنا محمد ابن أحمد أبو العباس المحبوبي، حدثنا أبو عيسى الترمذي، حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا أبو قتيبة، عن عبد الله بن المثنى، عن ثمامة، عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى اله عليه وسلم يعيد الكلمة ثلاثا لتعقل عنه.
أنشدني أبو عبد الله بن سعيد الحافظ قال: أنشدني أبو القاسم علي بن يحيى بن أحمد الصوفي المعروق بسبط حامد البناء من حفظه: ذهب الناس...*...(2) كل الا القليل كلاب أن [ من ] (1) لم يكن على الناس ذئبا * أكلته في ذا الزمان الذئاب غير أن الوجوه فط صور الناس * وأبدانهم عليها ثياب ليس تلقى ألا كذوبا بخيلا * بين عينيه للاناس كتاب توفى أبو القاسم الصوفي سنة ثمان وتسعين وخمسمائة، ودفن عند عقد ابن عرب
__________
(1) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) بياض في الاصل مكان النقط.(4/192)
في مقبرة هناك قريبا من باب المراتب.
1037 - علي بن يحيى بن الحسن بن بركة التاجر، أبو الحسن ابن أخت شيخنا أبي الفرج بن الجوزي سمع بإفادة خاله من أبوي الفضل محمد بن عمر الارموي ومحمد بن ناصر الحافظ، وكانت له إجازة من أبي محمد بن عبد الباقي الانصاري، كتب عنه.
أخيرنا علي بن يحيى التاجر، أنبأنا أبو الفضل الشريف أبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله من لفظه، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد الله الصرصري قراءة عليه، حدثنا الحسين بن إسماعيل، حدثنا يعقوب الدورقي، حدثنا
يحيى بن سعيد، عن أبيه، عن أبي، عن عبد الله بن وديعة، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من اغتسل يوم الجمعة فأحسن غسله أو تطهر فأحسن طهره ومس ما كتب الله له من طيب أهله أو من دهن أهله ولبس من أحسن ثيابه ثم أتى المسجد فلم يلغ ولم يفرق بين اثنين غفر الله له ما بينه وبين الجمة الاخرى " (1).
قرأت بخط شيخنا أبي الفرج بن الجوزي قال: ولد ابن أختي أبو الحسن في ثاني ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين - يعني وخمسمائة، قلت: وتوفي ليلة الاثنين الثامن عشر من شهر رمضان من سنة تسع وتسمائة، ودفن من الغد بباب حرب.
1038 - علي بن يحيى بن خالد بن برمك، أخو جعفر بن يحيى البرمكي: روى عن أبيه، روى عنه ابن ابنه [ علي بن ] (2) محمد بن علي.
أنبأنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب التاجر، عن أبي العلاء صاعد بن سيار الاسحاقي، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي العمري، أنبأنا أبو منصور طاهر بن العباس بن منصور بن عمار المروزي بمكة، أنبأنا أبو القاسم أبراهيم بن محمد بن علي الحفاظ - قال: حدثني أحمد بن علي النديم ببغداد، حدثنا علي بن محمد بن علي البرمكي قال: سمعت جدي علي بن يحيى بن خالد البرمكي سمعت يحيى بن خالد البرمكي يقول لكاتبه وقد رآه يدرج كتابه في بسم الله الرحمن الرحيم جود
__________
(1) انظر الحديث في: الجامع الكبير للسيوطي 1 / 752 (2) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.(4/193)
جود اسم الله تعالى ! فان أبا عبد الله مالك بن أنس الفقه كتب إلى كتابا قال فيه: ورد على كتابك فرأيتك قد استخفف باسم ربك وكتبته غير مبين من غيره وقد سمعت نافعا مولى ابن عمر يقول: سمعت ابن عمر يقول: كان عثمان بن عفان يكتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فرآه يخفف خطه ولا يبين حروفه، فقال له: يا عثمان: أنما عميت أو خففت من الحروف فلا تعم ولا تخفف اسم ربك فإني ضامن لمن بينه وجوده
وعظمه قصرا في الجنة.
قال السلامي: وهذا حديث منكر.
1039 - علي بن يحيى بن عبد الرحمن بن الصائغ، أبو الحسن: من أهل باجسري، وهو أخو عبد الجبار بن يحيى (1) الذي تقدم ذكره، كان شيخا صالحا مجاورا بالمسجد الجامع بباجسري منعكفا على العبادة، وحدث بالاجازة عن أبي بكر المزرفي، روى لنا عنه عبد الرحمن بن عمر بن الغزل حديثا أوردناه في ترجمة أخيه.
1040 - علي بن يحيى بن عبد الكريم بن الفقيه، أبو الحسن: من أهل البندنيجين، سكن بغداد مدة وسمع بها كتاب " الصحيح " للبخاري من أبي الوقت الصوفي، وعلت سنه ولم يرو شيئا فيما أعلم، وكان متزهدا متنسكا متغطا في منزله لا يخرج منه ولا يراه أحد، ويبقى أياما لا كل الطعام، اتهم أن بعض الامراء أودع عنده مالا فقبض عليه وحمل إلى البندنيجين وعوقب وأخذ المال منه، وبقي محبوسا هناك مدة طويلة إلى أن توفي في محبسه في يوم الثلاثاء السادس والعشرين من شهر ربيع الاول من سنة ثلاث وستمائة، وقد نيف على الستين.
1061 - علي بن يحيى بن علي بن عبد الله بن الطراح، أبو الحسن بن أبي محمد بن أبي الحسن المدبر: من أولاد المحدثين، حدث هو وأبوه وجده، وقد قدمنا ذكره، طلب الحديث بنفسه، وسمع الكثير من والده ومن آباء القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وهبة الله بن أحمد بن عمر الحريري، وهبة الله بن عبد الواحد بن أحمد الواسطي، وإسماعيل ابن أحمد بن السمرقندي، وأبي غالب أحمد، وأبي عبد الله يحيى ابني الحسن بن أحمد
__________
(1) في الاصل: " عبد الجبار بن عبد الجبار ".(4/194)
ابن البناء وأبي بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري، وأبي البركات يحيى بن عبد
الرحمن بن حبيش الفارقي ومن جماعة من أصحاب أبي الحسين بن النقور، وأبي القاسم بن البسري، وأبى نصر الزينبي، وأبي بكر الخطيب، وبالغ في الطلب حتى سمع من أصحاب عاصم بن الحسن، وطراد الزينبي، وأبي الخطاب بن البطر، وأبي عبد الله ابن طلحة، وحصل الاصول الحسنة، وكتب بخطه كثيرا، وكان صدوقا، ولم يكن يعرف شيئا من علم الحديث، وحدث بالكثير، روى عنه شيخنا أبو الفرج بن الجوزي في كتاب " المسلسلات " من جمعه، روى لنا عنه أبو عبد الله محمد بن سعيد الحافظ، وأبو المعالي محمد بن أحمد بن صالح بن شافع.
أخيرني أبو عبد الله الحافظ، أنبأنا علي بن يحيى بن الطراح بقراءتي عليه، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي، وأخيرنا أبو القاسم فرج بن معالى القصباني قراءة عليه، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري قالا: أنبأنا علي بن أحمد بن محمد بن البندار، أنبأنا عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم، حدثنا أبو بكر يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول الازرق الكاتب إملاء، حدثنا جدي، حدثنا شبابة، عن إبراهيم بن عثمان، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي في شهر رمضان عشرين ركعة ويوتر بثلاث.
سمعت أبا عبد الله محمد بن سعيد الحافظ يقول: سألت أبا الحسن ابن الطراح عن مولده فقال: في ثاني صفر سنة إحدى وخمسمائة، وتوفي ليلة الاثنين خامس عشر شهر رمضان من سنة أربع ووثمانين وخمسمائة، ودفن بالشونيزية، ورأيت بخط أبي الحسن بن الطراح: مولدي سنة اثنتين وخمسمائة - والله أعلم.
1042 - علي بن يحيى بن علي بن علي بن إسماعيل، أبو المكارم الكاتب، المعروف بالزينب: من أولاد الكتبة وأرباب الولايات، أحدث له إجازة وهو طفل من مشايخ أصبهان أبي سعد محمد بن أبي عبد الله محمد بن محمد المطرز، وأبي منصور محمد بن عبد الله
ابن عبد الواحد بن مندويه الشروطي، وأبي سعد محمد بن علي السفرنج، وتفرد بالاجازة عنهم، وعن أبي علي الحداد، وغانم بن محمد البرجي، واقرئ على كثيرا بالاجازة عن هؤلاء، ولم يكن الحديث من شأنه، ذكر لي عنه أنه أول ما ظهرت له الاجازة، وقصده أصحاب الحديث السماع منه أنكر ذلك وقال: ما سمعت شيئا من(4/195)
الحديث قط، فقيل له: هذه إجازة أخذها لك بعض جيرانك، فقال: ما رأيت أحدا أكثر فضولا من أخذها وما دعاه إلى هذا.
أخبرني أبو الفتوح نصر بن محمد بن الحصري الحافظ بقراءتي عليه بمكة قال: قرأت على أچبي المكارم علي بن يحيى بن علي بن إسماعيل الكاتب، أخبرك أبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد الله البرجي إجازة، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن ماشاذه، أنبأنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، حدثنا الحضرمي، حدثنا عبد الحميد بن صالح، أنبأنا أبو بكر بن عياش، عن حميد، عن أنس قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمحذمين.
فقال: ماكان هؤلاء يسألون الله العافية.
سألت شيخنا أبو الفتوح عن أبي المكارم فقال: كان جليلا لا بأس به، بلغني أن أبا المكارم بن إسماعيل ولد في سنة خمسمائة، وتوفي يوم السبت لثلاث خلون من ذي الحجة من سنة تسعين وخمسمائة، ودفن بمقابر قريش.
1043 - علي بن يحيى بن عيسى بن الحسن بن إدريس، أبو الحسن: من أهل الانبار، سكن بغداد، وكان ينزل بباب البصرة، وهو أخو أبي بكر، وعثمان اللذين تقدم ذكرهما، سمع بالانبار أبا نصر يحيى بن علي بن محمد الخطيب، وببغداد أبا زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي، والوزير أبا المظفر يحيى بن محمد ابن هبيرة، وأبا محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب، كتبت عنه، وكان شيخا صالحا حسن الاخلاق مليح السمت صدوقا.
أخبرنا علي بن يحيى بن عيسى الانباري بقراءتي عليه، أنبأنا أبو نصر يحيى بن علي ابن محمد بن محمد الخطيب قراءة عليه، أنبأنا أبي، أنبأنا أبو عمر عبد الواحد بن عبد الله الفارسي، حدثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار إملاء، حدثنا حميد بن الربيع، حدثنا أبو علقمة الفروي، حدثنا هشام بن عروة، عن يسرة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من مس فرجه فليتوضأ " (1).
سألت ابن إدريس عن مولده بالانبار في رجب سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، وتوفي في شهر رمضان سنة خمس عشرة وستمائة.
__________
(1) انظر الحديث في: سنن الترمذي 1 / 12.
(*)(4/196)
1044 - علي بن يحيى بن محمد بن إبراهيم بن سعيد، أبو الحسن الشقاق المقرئ: جارنا بالظفرية، سمع شيئا من الحديث من أبي الفتح عبيد الله بن عبد الله الدباس وهو كبير، كتبت عنه شيئا يسيرا، وكان شيخا صالحا حسن الطريقة متدينا حافظا لكتاب الله عزوجل كثير التلاوة، وكان يشق الخشب ويأكل من كسب يده، وكان والده يعرف بالمهلكان.
أخبرني علي بن يحيى الشقاق بقراءتي عليه على باب منزلنا، أنبأنا عبيد الله بن عبد الله الدباس، أنبأنا الحسين بن علي البندار، أنبأنا عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري، أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا أحمد بن منصور الهادي، حدثنا عبد الرزاق بن همام، أنبأنا معمر، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ويل للعقب من النار " (1).
توفي علي الشقاق في جمادى الاخرة أو رجب من سنة عشر وستمائة فجأة، وله سبعون سنة.
1045 - علي بن يحيى بن مكي بن رجاء، أبو محمد البغدادي المعدل: ذكره أبو القاسم يحيى بن علي بن الطحان في كتاب " تاريخ الغرباء القادمين مصر " من جمعه، وقال: حدثت عنه بحكايات.
1046 - علي بن يحيى بن نجا الاسكاف، أبو الحسن القارئ: روى عن أبي علي الحسن بن غالب بن المبارك المقرئ حكايات رواها عنه أبو نصر هبة الله بن علي بن المحلي.
1047 - علي بن يحيى بن نزار بن سعيد المنبجي، أبو القاسم بن أبي الفضل التاجر: ولد ببغداد ونشأ بها، وسمع الحديث من أبي الوقت الصوفي، وحدث بالاسكندرية، سمع منه الوحيد عبد العزيز بن عيسى اللخمي وابنه عيسى، وكان أديبا يقول الشعر.
__________
(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 14،، 28.
(*)(4/197)
أخبرني عيسى بن عبد العزيز اللخمي بالاسكندرية، أنبأنا أبو القاسم علي بن يحيى ابن نزار المنبجي قدم علينا بالاسكندرية بقراءة أبي عليه وأنا أسمع في سنة أربع وسبعين وخمسمائة، أنبأنا أبو الوقت عبد الاول بن عيسى بن شعيب السجزي ببغداد، وأنبأنا أبو محمد بن الاخضر، ويحيى بن المظفر السلامي والشرفاء عمر بن أحمد الزيدي، والفضل بن أحمد بن مسعود الهاشمي ومحمد بن عبد الله بن أجمد الرشيدي وعبد الله ابن هبة الله بن الخص وسعيد بن المبارك الحمامي، وعلي بن المبارك بن صوفي الصوفي، وأسعد بن علي بن علي بن صعلوك، والاسعد بن أحمد أبو البركات الكاتب، وعمر بن محمد بن ثابت الوراق، وعبد الله وإبراهيم ابنا أبي نزار البزاز، ومسمار بن عمر المقرئ، وأسعد بن هبة الله بن وهبان، وأحمد بن الحسين بن عبد
الله بن النرسي، ويحيى بن عبد الملك الطبري، ومحمد بن أحمد بن عمر الازجي، وعلي بن محمد القلانسي ببغداد ومحمد بن عبد الرحمن المؤدب بأصبهان وأبو بكر محمد بن إسماعيل الموسوي، وأبو روح عبد المعز بن محمد الصوفي بهراة قالوا جميعا: أنبأنا أبو الوقت قراءة، أنبأنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر، أنبأنا أبو محمد ابن عبد الله بن أحمد بن حمويه، أبنأنا محمد بن يوسف، حدثنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، حدثنا مكي بن إبراهيم، حدثنا يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الاكوع قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أتى بجنازة فقالوا: صل عليها، فقال: " عليه دين ؟ " فقالوا: لا، قال: " فهل ترك شيئا ؟ " قالوا: لا، قال: فصلى عليه، ثم أتى بجنازة أخرى فقالوا: يارسول الله صل عليها، فقال: " هل عليه دين ؟ " قيل: نعم، قال: " فهل ترك شيئا ؟ " قالوا: ثلاثة دنانير، فصلى عليها، ثم أتى بالثالثة فقالوا: صل عليها يا رسول الله ! قال: " هل ترك شيئا ؟ " قالوا: لا، قال: " فهل عليه دين ؟ " قالوا: ثلاثة دنانير، قال: " صلوا على صاحبكم "، قال أبو قتادة: صل عليه يارسول الله وعلى دينه ! فصلى عليها (1).
ذكر شيخنا أبو الحسن محمد بن علي بن إبراهيم الكاتب في مجموعه أنبأنا علي (2) ابن يحيى بن نزار ونقلتها من خطه وهي: سئمت تكاليف الحياة لاني * من الدهر في عيش مرير مذاقه أقاسي ملمات اغتراب ووجده * وفرقة من يعلو على فراقه
__________
(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 305.
(2) في الاصل: " يعلى ".
(*)(4/198)
وشوقا لنزعات الضنا في مفاصلي * وأهون ما لاقيت فيه اشتياقه 1048 - علي بن يحيى المدائني، ابن أخي شعيب بن حرب، روى عنه أبو
العباس بن مسروق في كتاب " الانبساط " من جمعه.
أنبأنا أبو القاسم بن أبي علي بن أبي سعد السبط، عن أبيه قال: أنبأنا أبي قراءة عليه، أنبأنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد الفرضي، أنبأنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي قال: حدثني علي بن يحيى ابن أخي شعيب بن حرب قال: سمعت ابن أخي عمير الكاتب وهو خلف الجنازة يقول: واعماه صنو أباه، أقول كما قالت العرب: واظهراه، وأقول: كما قالت العجم: وايستاه، وأقول كما قالت النبط: واهصاه.
1049 - علي بن يحيى، أبو الحسن المثنى: ذكر أبو عبد الله الخالع أنه من أهل بغداد من الجانب الغربي، وأنه مدح عضد الدولة بفارس ومدينة السلام منتحلا، وكنا نعمل له الاشعار فيمدح الناس بها ويأخذ الجوائز عليها، وكان ماجنا مزاحا يتطايب ويتبادر، وسافر إلى ابن عباد وهو بأصبهان فأنشده قصيدة كانت معه وعرفه من بعد أنه ينتحل وسأله أن يعمل له ما يلقى به من في تلك البلاد ممن يجوز مديحه، ففعل ابن عباد ذلك ونفق عليه به، وكان يستطيبه ويعجبه خفة روحه، وكان فيه خبث وذكاء وجلادة، ولم يكن له معيشة غير الاجتداء بالشعر.
وذكر الوزير أبو سعد محمد بن الحسين بن عبد الرحيم في كتاب " أخبار شعراء المحدثين " من جمعه فقال: وجدت في مدائح ابن معروف قصيدته منسوبة إليه في غاية البرد والصوف لم يتخلص منها شئ أختاره، أولها، عاد الزمان بمن أهواه فانسعا * قاضي القضاة تهن العز والخلعا يقول فيها: عف السريرة مأمون الجريدة مشهور * البصيرة للاحسان مضطلعا(4/199)
ضاق المديح علينا في سواء كما * وجدت قولي في علياه متسعا قال أسو سعد الوزير: وما رأيت أطرف مما اتفق في البيت من قوله: فاتسعا قاضي القضاة، فإن كان هذا شعره فلقد كان يصيب في الانتحال وإن كان انتحله فلقد أساء إلى نفسه حيث لم يستعمل قول الفرزدق لجرير: قالا إذا عزمت على ادعاه * جعلت أباك بليل هاشميا وحيث أراد أن يدعى وينتحل فليته عول على ما في مثله جمال لمن انتحله.
1051 - علي بن يعقوب بن محمد، أبو الحسن الصوفي البغدادي: غلام ابن العجمية.
ذكره أبو سعد إسماعيل بن علي السمان الرازي في معجم شيوخه، روى عنه حديثا سمعه منه بصور عن أبي بكر محمد بن خميس الصوفي.
1052 - علي بن يعلى بن عوض بن محمد بن حمزة بن جعفر بن كفل بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب العلوي العمري، أبو القاسم الواعظ: من أهل هراة، كان مشاهير خراسان في الوعظ والتذكير والعبادة حلو الاشارة، جال في بلاد خراسان، وظهر له القبول التام من الناس وأحبته القلوب وقدم بغداد ونزل برباط شيخ الشيوخ وصادف من القبول ما لم يكن في حسابه، وأحبه الخاص والعام، وكان يظهر السنن ويقول: أنا علوي بلخي ما أنا علوي كرخي، وجلس ببغداد عدة مجالس في عدة مواضع، وكان يحضر مجلسه خلق يجوز الاحصاء، سمع الحديث بهراة من أبي عبد الله محمد بن علي العمري، وأبي عطاء عبد الاعلى بن عبد الواحد المليحي، والنجيب بن ميمون الواسطي، وبنيسابور من أبي علي نصر الله ابن عثمان الخشنامي، وإسماعيل بن عبد الغافر الفارسي، وإسماعيل بن عمرو البحيري، وأبي بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين الشيروي، وغيرهم ببغداد، فروى عنه من أهلها أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ وأبو المعمر الانصاري وشيخنا أبو الفرج ابن
الجوزي.
أنبأنا ابن الجوزي ونقلته من خطه، أنبأنا أبو القاسم علي بن يعلى بن عوض العمري العلوي الهروي بقراءة شيخنا ابن ناصر عليه في يوم الاربعاء السابع عشر من شهر ربيع الاول من سنة عشرين وخمسمائة أنه في الرباط الذي عند باب السور في(4/200)
الحلبة، أنبأنا أبو أحمد عبد الحميد بن عبد الواحد بن محمد بن أجمد المحمودي، أنبأنا أبو الحسن محمد بن عبد الرحمن بن محمد الدباس، أنبأنا علي بن محمد بن عيسى، أنبأنا أبو اليمان، أخبرني شعيب، عن الزهري قال: أخبرني عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: أعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعشاء حتى ناداه عمر " نام النساء والصبيان " فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " ما ينتظرها أحد من أهل الارض غيركم ولا يصلي يومئذ إلا بالمدينة ".
قرأت في كتاب أبي الفضل بن ناصر بخطه، وأنبأنيه عنه ابن الاخضر قال: حدثني الامام أبو المعالي محمد بن عبد الواسع بن عبد الرحمن الديلكي - بلد من أعمال هراة - أن السيد أبا القاسم بن يعلى بن عوض الواعظ العلوي الذي قدم علينا بغداد توفى بمرو الروذ في سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: توفي السيد أبو القاسم علي بن يعلى العلوي بمرو الروذ في سنة سبع وعشرين وخمسمائة.
1053 - علي بن يعيش بن سعد بن الحسن بن القواريري، أبو الحسن بن أبي محمد: من أهل باب البصرة، سمع في صباه بإفادة والده من أبي القاسم بن الحصين وأبي السعود بن المحلي، وأبي الفضل محمد بن الحسين الاسكاف وغيرهم، ثم طلب هو بنفسه وقرأ على المشايخ، وسمع الكثير من أبوي الفضل الارموي، وابن ناصر، وأبي
الفتح الكروخي وسعد الخير بن محمد الانصاري، ومن خلق كثير، وكتب بخطه كثيرا وصحب الشيخ عبد القادر الجيلي - رضي الله عنه، وكان شابا صالحا متدينا أديبا فاضلا حسن الخط، حدث بيسير، ورحل في طلب الحديث إلى خراسان فأدركه أجله.
أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن وهب البزاز، أنبأنا أبو الحسن علي بن يعيش بن القواريري، أنبأنا أبو الفضل محمد بن الحسين بن محمد الاسكاف، أنبأنا أبو بكر محمد ابن علي بن محمد بن موسى الخياط، حدثنا أبو الحسن بن رزقويه، حدثنا أبو عمرو ابن السماك، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الجبلي، حدثنا الحسن بن أخي عيسى بن أخي معروف قال: سمعت عمي معروفا يقول: إذا آوى الرجل إلى فراشه فقال: " اللهم لا تنسنا ذكرك ولا تؤمنا مكرك ولا تهتك عنا سترك ولا تجعلنا مع الغافلين، ونبهني(4/201)
لاحب الساعات إليك أسألك فتعطيني واستغفرك فتغفر لي وأدعوك فتستجيب لي " أتاه ملك فأيقظه، فإن قام فسبيل ذلك وإلا عرج الملك يصلي، ويكتب ذلك لقائل الكلام.
ذكر أبو محمد بان سويدة التكريتي: أن علي بن يعيش رحل إلى هراة يسمع من أبي الوقت فأدركه أجله بهمدان في سنة خمسين وخمسمائة.
أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي ونقلته من خطه قال: توفى صديقنا أبو الحسن بن القواريري فبلغنا خبر موته في شوال سنة سبع وأربعين.
1054 - علي بن يقطين بن موسى، أبو الحسن مولى بني أسد: ولد بالكوفة في سنة أربع وعشرين ومائة، وكان أبوه من وجوه دعاة الامامية، فطلبه مروان بن محمد فهرب واستتر وهربت به أمه وبأخيه عبيد بن يقطين - وكان ولد بعد علي بسنتين - إلى المدينة، وكانت له وصلة بعيال جعفر بن محمد الصادق
فأتت منزله بابنيها فاستدني جعفر عليا وأقعده على حجره ومسح على رأسه فلما ظهر بنو العباس ظهر يقطين، وعادت أم علي بعلي وعبيد، فلم يزل يقطين في خدمة أبي العباس وأبي الجعفر، ومع ذلك يرى رأى ابن أبي طالب ويقول بإمامتهم وكذلك ولده وكان يحمل الاموال إلى جعفر الصادق والالطاف، ثم [ وصل ] (1) خبره إلى المنصور والمهدي فلم يكيداه، ولما نقل المهدي إلى الرصافة صبر في حجر يقطين فنشأ المهدي وعلي بن يقطين كأنهما أخوان، فلما أفضت الخلافة إلى المهدي استوزر علي ابن يقطين وقدمه وجعله على ديوان الزمام وديوان البسر والخاتم، فلم يزل في يده حتى توفى المهدي وأفضى الامر إلى الهادي فأقره على وزارته ولم يشرك معه أحدا من أمره إلى أن توفى الهادي، وصار الامر إلى الرشيد فأقره شهرا ثم صرفه بيحيى بن خالد البرمكي.
أنبأنا ذاكر بن كامل، ويحيى بن أسعد قالا: أنبأنا محمد بن عبد الجبار الصيرفي إذنا، عن أبي عبد الله محمد بن علي الصوري، أنبأنا أحمد بن محمد بن أحمد، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن عدي، حدثنا علي بن سعيد بن بشير، حدثنا إبراهيم بن الجنيد، حدثني علي بن الحسن بن موسى، عن أبي عدنان بن صالح الناجي، عن علي بن يقطين قال:
__________
(1) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(4/202)
أخبرنا لمع المهدي يوما إذ قال: أصبحت جائعا فأتى بخبز ولحم مبرد فأكل، ثم قال: إني داخل هذا البهو وأنام فلا تنبهوني حتى أكون أنا الذي أنتبه قال: فدخل فنام ونمنا، قال علي بن يقطين: فو الله ماانتهنا إلا بندائه، قال: رأيتم ما رأيت ؟ قلنا: ما رأينا شيئا، قال: رأيت شيخا قائما على باب البهو لو كان في كذا وكذا لعرفته وهو يقول: كأني بهذا القصر [ قد ] (1) باد أهله * وأوحش منه ركنه ومنازله
وصار عميد القصر من بعد بهجة * ومال إلى قبر عليه جنادله ولم يبق إلا ذكره وحديثه * تنادي بليل معولات حلائله قال: فما أتت عليه إلا عشرة أيام حتى مات.
حدث محمد بن عبدب الغفار أبو عبيد الله عمن أسنده إليه من وجوه الكتاب قال: قال موسى أمير المؤمنين لعلي بن يقطين وهارون يراه: إن أبي كان يسر إليك أشياء يسترها عمن دونك فحدثني بها ! فماطله على بذلك حتى أحفظه موسى، فقال له: لتخبرني بما أسألك عنه وإلا فما لك ذمة، فقال له علي: أفعل ذاك يا أمير المؤمنين، إنا عبيد نحمل على السر يا أمير المؤمنين ولكن تؤخرني يومي، قال: فإني قد أخرتك، فلما كان من غدا غدا علي في ثياب جدد وجد منها رائحة أنكرها موسى فقال: ما هذا ؟ قال: يا أمير المؤمنين إنا عبيد نحمل على السر، فإذا أفشيناه عمن يمضي لم يسكن إلينا من بقي، وقد حملتني على أن أحدثك، بما رأيت بذل دمي دونه، فإن أعفيتني من ذلك وإلا فأنا بين يديك، قال له موسى: فإنك لباذل دمك دون أن تخبرني بما سألتك عنه، قال: أجل يا أمير المؤمنين، قال: فإني قد أعفيتك من ذلك.
حدث محمد بن عمر الجرجاني، عن الفضل بن دكين قال: قال علي بن يقطين: ما سقط غبار موكبي على لحية رجل إلا أوجبت حقه.
روى أبو محلم قال: كان الرقاشي، وأبو العتاهية متصلين بعلي بن يقطين فتوفى بعض أهل علي فوافاه المعزون وتأخر الرقاشي أياما، ثم أتاه معزيا فقال علي: التعزية بعد ثلاثة تجدد للمصيبة، والتهنئة بعد ثلاث استخفاف بالمودة، فقال أبو العتاهية: يارقاشي تعلم واعترف بالحق تسلم * إن ذكراك التعازي بعد طول العهد مغرم قرأت في كتاب " التاريخ " لابي عبد الله محمد بن أحمد بن مهدي الشاهد بخطه
__________
(1) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(4/203)
قال: سنة اثنتين وثمانين ومائة فيها مات علي بن يقطين بن موسى الكوفي مولى بني
أسد ويكنى أبا الحسن ببغداد، وهو ابن سبع وخمسين سنة، وأبوه يومئذ حي.
قرأت في كتاب محمد بن إسحاق النديم بخطه قال: توفي علي بن يقطين بمدينة السلام سنة اثنتين وثمانين ومائة وسنه سبع وخمسون سنة، وصلى عليه ولي العهد محمد بن الرشيد، وتوفي أبوه بعده في سنة خمس وثمانين ومائة، ولعلي بن يقطين كتاب ما سأل عنه الصادق من أمور الملاحم، وكتاب مناظرته للشاك بحضرة جعفر.
1055 - علي بن يلدرك بن أرسلان التركي، أبو الثناء بن أبي منصور الكاتب (1): من ساكني دار الخلافة المعظمة، كان شاعرا لطيف الشعر ومترسلا مليح النثر، روى عنه [ أبو ] (2) الوفاء بن عقيل الفقيه في كتاب " الفنون " من جمعه وأبو الفضل بن ناصر.
وأنبأنا أبو القاسم الازجي عن أبي الوفاء علي بن عقيل الفقيه قال: حدثني الرئيس أبو الثناء بن يلدرك وهو ممن خبر به بالصدق أنه كان في سوق [ نهر ] (3) المعلى وبين يديه رجل على رأسه قفص زجاج وذلك الرجل مضطرب المشي فظهر منه عدم المعرفة بالحمل، فما زلت أترقب منه سقطة لما رأيت من اضطراب مشيه، فما لبث أن زلق زلقة طاح منها القفص فتكسر جميع ماكان فيه، فبهت الرجل ثم أخذ عند (4) الافاقة من البكاء يقول: هذا والله ! جميع بضاعتي، والله ! لقد أصابني بمكة مصيبة عظيمة توفى على هذه مادخل قلبي مثل هذه، واجتمع حوله جماعة يرثون له ويبكون عليه، فقالوا: ما الذي أصابك بمكة ؟ فقال: دخلت قبة زمزم وتجردت لاغتسال وكان في يدي دملج فيه ثمانون مثقالا فخلفته واغتسلت وأنسيته وخرجت، فقال رجل من الجماعة: هذا دملجت، له معي سنين، فدهش الناس من إسراع جبر مصيبته.
أنشدنا الزنبيل الاديب علي بن أبي منصور ويلدرك الكاتب رفيقنا في سماع الفقه عند أبي الوفاء بن عقيل في مجلسه من لفظه وحفظه قال: أنشدني بعض من أثق إليه
للاحنف العكبري:
__________
(1) انظر ترجمته في: مرآة الزمان 8 / 99.
والمستفاد للدمياطي ص 204.
والمنتظم.
(2) مابين المعقوفتين زياة من المصادر.
(3) مابين المعقوفتين زياة من المصادر.
(4) في الاصل: " عنه ".
(*)(4/204)
من أراد الملك والرحة من هم طويل * فليكن فردا من الناس ويرضى بالقليل ويرى أن قليلا نافعا غير قليل * ويرى بالحزم أن الحزم في ترك الفضول ويداوى [...] (1) بالوحدة بالصبر الجميل * لا يمارى أحدا ما عاش في قال وقيل يلزم الصمت فإن الصمت تهذيب العقول * يذر الكبر لاهليه ويرضى بالخمول أي عيش لامرى يصبح في حال ذليل * بين قصد من عدو ومداراة جهول واعتلال من صديق وتحن من ملول * واحتراس من عدو السوء أو عذل عذول ومماشاة بغيض ومقاساة ثقيل * إن من معرفة الناس على كل سبيل وتمام الامر لايعرف سمحا من بخيل * فإذا أكمل هذا كان في ملك جليل قرأت على أبي الفتوح داود بن معمر القرشي بأصبهان، عن أبي الفضل بن ناصر، وأخبرنا شهاب الحاتمي بهراة، أنشدنا أبو سعد بن السمعاني، أنشدنا أبو الفضل بن ناصر، أنشدنا أبو الثناء بن يلدرك صديقنا لنفسه: ومدله علق الغرام يقلبه * فمواقد النيران من نيرانه إن جن ليل جن لاعج حبه * أو مد سبل كان من أجفانه عذب العذاب من الهوى بمذاقه * وحلا مرير الجور من سلطانه يرتاح ماحدر الرياح لثامه * أو ناح قمري على أغصانه مالج عاذله على بعذله * إلا ولج عليه في عصيانه
بغداد موطنه ولكن الهوى * نجد وأين هواه من أوطانه لو كان قيس العامري بعصره * دعى الخلى من الهوى لعنانه أنبأنا أبو بكر الجبلي، عن محمد بن ناصر قال: أنشدني الرئيس أبو الثناء علي بن يلدرك بن أرسلان الكاتب صديقنا لنفسه من قصيدة: رقت حواشي الحب بعدك رقة * غارت لها ببلادنا الصهباء وحفت علينا بعد ذاك خشونة * فكأنها التفريق والقرباء وأنشدنا أبو الثناء بن يلدرك لنفسه: وبتنا نسقاها بكف مهفهف * كخديه بل خدي كالورد والورس فأفواهنا عرت لها وأكفنا * مشارقها والفجر من بيعة القس أذاعتها الندمان خلف بروقنا * بخديه ما يحكى به شقق الشمس
__________
(1) مكان النقط بياض في الاصل (*)(4/205)
قرأت في كتاب أبي الوفاء أحمد بن محمد بن الحصين بخطه قال: أنشدنا أبو الثناء علي بن يلدرك بن أرسلان لنفسه: يا ناظرا من سحر بابل * ومذيب جسمي بالبلابل صلني فقد هجر الرقاد * وملني عذال العواذل لا تأس صل إن الوصال * كمثل هذا الهجر قاتل بمضيق معترك الاساور * والدمالج والخلاخل وتخال بلبه الضفاير * بين ألوان العلائل ويلطف تنفيذ الرستائل * أثر ألطاف الوسائل أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي قال: توفي علي بن يلدرك الكاتب في صفر سنة خمس عشرة وخمسمائة ودفن بباب حرب.
1056 - علي بن يوسف بن الحسن بن علي المحولي، أبو الحسن: أخو أبي علي الحسن الذي تقدم ذكره، وعلي هو الاكبر، قرأ الادب وسمع الكثير من أبي محمد المقرئ سبقط الشيخ أبي منصور الخياط، والقاضي أبي الفضل الارموي، وأبي سعد بن البغدادي، وجماعة من هذه الطبقة، وقرأ بنفسه وكتب بخطه وكان فاضلا، وما أظنه روى شيئا، وكان يتولى سوق الحطب.
توفي سنة ثمانين وخمسمائة، ولعله جاوز الستين.
1057 - علي بن يوسف بن سعد بن علي الخطيري الكتبي: تقدم ذكر جده، اشتغل بتجويد الخط منذ صباه، وكتب على خطوط الكتاب حتى بلغ الغاية في حسن الخط وتجويد الكتابة، وخط كثيرا من جوامع القرآن ودواوين الشعر، وكتب عليه خلق كثير، وصار أكتب أهل زمانه، ورتب خازنا بدار الكتب بالمدرسة الشريفة المستنصرية، وهو حسن الاخلاق، لطيف الطبع، متودد حسن العشرة متواضع، علقت عنه شيئا من شعر جده.
أنشدني علي بن يوسف الكاتب لجده أبي المعالي الكتبي: لاغرو أن أثرى الجهول على * نقص وأعدم كل ذي فهم إن اليد اليسرى وتفضلها * اليمنى تفوز بمعلم الكم وأنشدني أيضا لجده:(4/206)
وقالوا لم بكيت دما ودمعا * وقد أولاك بعد العسر يسرا فقلت بفرحتي برضاه عني * نثرت عليه ياقوتا ودرا 1058 - علي بن يوسف بن عبد الله بن بندار الدمشقي، أبو الحسن بن أبي المحاسن: كان والده مدرسا بالمدرسة ببغداد، وسيأتي ذكره إن شاء الله، ولد على هذا
ببغداد ونشأ بها وتفقه على والده، وسمع مسند أبي عبد الله الشافعي من أبي زرعة طاهر بن محمد القاسم، ثم أنه سافر إلى الشام وهو شاب وتوجه إلى ديار مصر واستوطنها إلى حين وفاته، وولى بها قضاء القضاة مرتين ثم عزل، وكان شيخا وكانت بضاعته في العلم مزجاة لقيته بمصر، وقرأت عليه مسند الشافعي عند قبره بالقرافة، وكان صدوقا جليلا.
أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن يوسف الدمشقي بقراءتي عليه عند قبر الشافعي بمصر قلت له: أخبرك أبو زرعة طاهر بن محمد المقدسي قراءة عليه وأنت تسمع ببغداد ؟ فأقر به أنبأنا أبو الحسن مكي بن منصور بن علان الكرخي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، أنبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف الاصم، أنبأنا الربيع بن سليمان، أنبأنا الشافعي، أنبأنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قا ل: " من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حرمها في الاخرة " (1).
سألت القاضي علي بن يوسف عن مولده فقال: ولدت ببغداد في درب السلسلة في رجب سنة خمسين وخمسمائة * وخرجت من بغداد في سنة سبع وسبعين.
وتوفي يوم الاحد الثالث عشر من جمادى الاخر سنة اثنتين وعشرين وستمائة في داره بالقاهرة، ودفن من الغد بالقرافة، وكنت هناك فلم يتفق لي الصلاة عليه.
1059 - علي بن يوسف بن علي الصيرف، أبو الحسن الحنبلي: ذكر أبو الحسن محمد بن العباس بن الفرات أنه توفى في يوم الثلاثاء لليلتين بقيتا من شهر رمضان سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة، قال: ومولده سنة ثمانين ومائتين.
سمعت منه مصنفات أبي بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال وغير ذلك، ولم يسمع منه إلا نفر يسير.
__________
(1) انظر الحديث في: مسند الامام أحمد 2 / 98.
(*)(4/207)
1060 - علي بن يوسف بن أبي الكرم بن أبي الحسن الحمامي، أبو القاسم: جارنا بالظفرية، سمع بإفادة خاله أبي الكرم بن صبوحا من أبي الوقت عبد الاول ابن عيسى السجزي، والوزير أبي المظفر يحيى بن محمد بن هبيرة، وأبي بكر أحمد بن المقرب الكرخي، وغيرهم، كتبت عنه وكان حسن الطريقة، طيب الاخلاق، له معرفة ونباهة.
أخبرنا علي بن يوسف أبي القاسم، أنبأنا عبد الاول بن عيسى أبو الوقت، أنبأنا محمد بن عبد العزيز الفارسي أبو عبد الله، أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح الانصاري، حدثني يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا إسحاق بن شاهين أبو بشر الواسطي، حدثنا عبد الحكيم بن منصور الخزاعي، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " صلاة الرجل في الجميع تفضل على صلاته وحده بخمس وعشرين صلاة " (1).
سألت أبا القاسم بن الحمامي عن مولده فقال: في يوم الاثنين ثالث شوال سنة ثمان وأربعين وخمسمائة.
وتوفي في يوم الاربعاء السادس والشعرين من رجب سنة إحدى وعشرين وستمائة، ودفن بالحديد بباب أبرز.
1061 - علي بن يوسف بن محمد بن حبيش الرباحي، أبو القاسم المقرئ: نزل البصرة، وحدث بها عن: أبي محمد يحيى بن محمد بن صاعد، والقاضي أبي عمر محمد بن يوسف بن يعقوب الازدي، روى عنه: أبو ذر عبد (2) بن أحمد الهروي في معجم شيوخه.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي، عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: كتب إلى هياج ابن عبيد الحطيني الزاهد [ أنبأنا ] (3) أبو ذر عبد بن أحمد الهروي في معجم شيوخه قراءة عليه، أنبأنا علي بن يوسف بن محمد بن حبيش الرباحي أبو القاسم المقرئ البغدادي
نزيل البصرة بها أرجو أن ليس به بأس، قرأت عليه، حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا محمد بن يحيى بن عبد الكريم الازدي، حدثنا عبد الله بن داود، حدثنا محمد بن
__________
(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 89.
ومسند الامام أحمد 1 / 376 (2) في الاصل: " عبد الواحد ".
(3) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(4/208)
علي السلمي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي: " أنت مني بمنزلة هارون بن موسى " (1).
1062 - علي بن يوسف بن نصر بن أحمد، أبو الحسن: سكن تنيس، من ديار مصر، وحدث بها هو وأخوه عبد الله بن يوسف، وقد ذكره الخطيب في " التاريخ " كتب إلي أبو عبد الله محمد بن حمد الارباحي: أن أبا الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء أخبره، أنبأنا أبو القاسم خلف بن أحمد بن الفضل الحوفي قراءة عليه، حدثنا الشيخان أبو محمد عبد الله، وأبو الحسن علي ابنا يوسف بن نصر بن أحمد البغدادي بتنيس قراءة عليهما قالا: حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن الحسن النقاش، حدثنا أبو العلاء محمد بن أحمد بن جعفر الكوفي، حدثنا علي ابن الجعد، حدثنا سعيد، عن قتادة قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لما أراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يكتب إلى الروم قال: " إنهم لايقرءون كتابا إلا أن يكون مختوما " قال: فاتخذ خاتما من فضة فكأني أنظر إلى بياضه في يده، ونقش فيه " محمد رسول الله " (2).
1063 - علي بن يوسف بن يعقوب، أبو القاسم الكناني الواسطي: شهد ببغداد عنه أبي محمد بن الاكفاني القاضي في يوم السبت لليلتين بقيتا من شهر ربيع الاول في سنة اربعمائة فقيل شهادته، ذكره هلال بن الصابي، ونقلته من
خطه.
1064 - علي بن يوسف، أبو الحسن، المعروف بابن البقال (3): ذكره الوزير أبو سعد محمد بن الحسين بن عبد الرحيم في كتاب " أخبار الشعراء " من جماعة، وقال: شاعر مجود، قال لي أبو عبد الله الخالع: هذا الرجل من أهل بغداد، وكان ممن نادم المهلبي ونفق عليه، وكانت محاضرة حسنة، وبضاعة في الادب صالحة، وطبقة في الشعر جيدة، يذهب مذهب الباقي في التطبيق والتجنيس وطلب الصنعة، وكان منظره مستكرها، ومخبره بكثرة نوادره متسطابا مستقبلا، وكان حسن اليسار، جميل الزي، يلبس الدراعة، وخلف لما توفى ما يزيد عن مائة ألف درهم، وكانت
__________
(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 3 / 180.
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 873.
ومسند الامام أحمد 2 / 18.
(3) انظر ترجمته في: معجم الادباء 15 / 229.
(*)(4/209)
وفاته في أيام شرف الدولة، ومنزله في سكة العجم من الزبيدية من الجانب الربي من مدينة السلام، وكان بخيلا جشعا.
أنشدني الخالع له يعاتب بعض أصدقائه: وإني في استعطاف رأي محمد * علي ومدي نحو معروفه يدي لكا لمبتغى - من بعد تسعين حجة * تقمصها - رجع الشباب المجدد سأشكو اعتداء منك لولاه مادرت * صروف الليالي في الهوى كيف تعتدى فلله قلبي حين أدعو إلى الهوى * وأعلم حقا أنه غير مهتدى قال: وأنشدني له أيضا: ولما وقفنا للوداع ودوننا * عيون ترامي بالظنون ضميرها أماطت عن الشمس المنيرة برقعا * فغيبنا عن أعين الناس نورها
قال: وأنشدني له: يا خائبا متخيبا * ألزمتني ذنبا بذنبك شتان بين صنيع قلبي * في الهوى وصنيع قلبك قال: وأنشدني له أبو الحسن البتي: يا طرفها هب لطرفي لذة الوسن * واستبق مالا يفل الثوب عن بدني حاشاك في من الشكوى وإن ذهبت * عيني من الدمع أو قلبي من الحزن ولا أقول وإن أتلفتني أسفا * ياليت ماكان من حبيك لم يكن وحدثني أبو طالب الحاتمي قال: كان ابن البقال يترفع من الاختلاط بالشعراء ويتكبر، وكان الرؤساء يكرمونه ويقومون له إذا دخل عليهم، وكان ابن العميد يقدمه على الناس كلهم ويعظمه، وأحضره المهلبي فأنشده، فحضر المتنبي قصيدة، قال: فحدثني ابن الامام الهاشمي قال قال لي المتنبي: لما رأيت ببغداد من يجوز أن يقع هذا الاسم ألا ابن البقال.
وحدثني الاستاذ أبو الحسن بن محفوظ وقد جرى ذكر ابن البقال فقال: كان أقل ما في أبي الحسن الشعر فغلب عليه وعرف به، فإنه كان يضطلع بعلوم كثيرة من جملتها الكلام وكان قويا فيه مقدما في المعرفة وكان يقول: بتكافؤ الادلة وهو بئس المذهب.
1065 - علي بن يوسف، أبو الحسن ابن الذهبية الزاهد:(4/210)
هكذا سماه، ونسبه أبو الحسين محمد بن أبي يعلي بن الفراء في كتاب " الطبقات " ونقلته من خطه.
أنبأنا أبو القاسم المؤدب، عن أبي غالب أحمد بن أبي علي بن البناء، أنبأنا والدي قراءة عليه في كتاب " طبقات الفقهاء " من جمعه قال: أبو الحسن ابن الذهبية الزاهد الحنبلي فشاهدته، وكان ورعا يخضب بالخناء.
توفي يوم الجمعة لست بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة.
1066 - علي بن يونس بن أحمد بن عبيد الله بن هبة الله بن أبي القاسم: من أهل باب الازج، وهو أخو الوزير عبد الله بن يونس الذي تقدم ذكره، وكان الاصغر، سمع مع أخيه من أبي محمد صالح بن المبارك بن الرخلة الكرخي وغيره، كتبت عنه شيئا يسيرا، وكان متدينا كثير العبادة صالحا جميل الطريقة.
أخبرني علي بن يونس بقراءتي عليه في مسجد بانس، أنبأنا صالح بن المبارك الكرخي، أنبأنا الحسين بن أحمد النعالي، أنبأنا عبد الواحد بن محمد الفارسي، حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثنا إبراهيم بن هانئ، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث (1)، حدثني إبراهيم بن نشيط، حدثني كعب بن علقمة قال: سمعت أبا الهيثم يذكر عن مولى لعقبة بن عامر قال: قلت لعقبة: إن لنا جيرنا يشربون الخمر، قال: دعهم ثم جاءه الثانية ف قال: ألا ندعو عليهم الشرط، فقال له عقبة: ويحك عدهم، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " من رأى عورة فسترها كان كمن استحيى موءودة من قبرها " (2).
توفي علي بن يونس يوم الاثنين الرابع والشعرين من ذي الحجة من سنة أربع وعشرين وستمائة، ودفن بباب حرب وقد نيف على الستين.
1067 - علي بن يونس بن السكن الصفار: حدث عن: سليمان بن بويه النهرواني عن سلام بن سليمان المدائني، روى عنه أبو سعد أحمد بن محمد بن أبي عثمان النيسابوري.
أنبأنا أبو بكر الجيلي، عن أبي الفضل الفارسي قال: كتب إلى أبو عبيد علي بن
__________
(1) في الاصل: " الكب ".
(2) انظر الحديث في: مسند أحمد 4 / 147، 158..(*)(4/211)
مالك البخاري، حدثنا أبو شعيب صالح بن محمد الحجازي، حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن أبي عثمان النيسابوري بأنطاكية، حدثنا علي يونس بن السكن الصفار ببغداد، حدثنا سليمان بن بويه، حدثنا سلام، حدثنا عمر بن عبد الرحمن بن يزيد، عن محمد بن واسع، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " اجعلوا أئمتكم خياركم فإنهم وفدكم فيما بينكم وبين ربكم عزوجل " (1).
1068 - علي بن الجرجرائي الزاهد: أستاذ بشر الحافي، سكن جبل لبنان بالشام، ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في " تاريخ الصوفية ".
أنبأنا أبو المظفر بن السمعاني، أنبأنا أبو نصر محمد بن منصور الحرضي قراءة عليه، أنبأنا أبو بكر محمد بن يحيى المزكي، أنبأنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قال: سمعت عبد الواحد بن علي يقول: سمعت القاسم بن القاسم يقول: بلغني أن بشر الحافي لقي عليا الجرجرائي بجبل لبنان على عين ماه قال: فلما أبصرني قال: نذنب متى لقيت اليوم إنسيا، فعدوت خلفه وقلت: أوصني ! فالتفت إلي فقال: أمستوص أنت، عانق الفقر، وعاشر الصبر، وعاد الهوى، وخالف الشهوات، واجعل بيتك أحلى من لحدك يوم تنقل إليه على هذا طاف المسير إلى الله.
كتب إلى أبو المكارم أحمد بن محمد بن محمد الشاهد الاصبهاني، أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحداد قراءة عليه، أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبيد الله الحافظ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري ببغداد قال: سمعت أبا حامد أحمد بن محمد بن حمدان النيسابوري يقول: سمعت إسماعيل الشامي يقول: سمعت سريا السقطي يقول: خرجت من بغداد أريد الرباط إلى عبادان لاصوم بها رجبا وشعبان ورمضان، فاتفق لي في طريقي على الجرجرائي وكان من الزهاد الكبار فدنا وقت إفطاري وكان معي ملح مدقوق وأقراص، فقلت: هلم رحمك [ الله ] (2) ! فقال: ملحك مدقوق ومعك
ألوان الطعام لن تفلح ولن تدخل بستان المحبين، فنظرت إلى مزود كان معه فيه سويق الشعير يسف فيه، فقلت: ما دعاك إلى هذا ؟ فقال: إني حسبت مابين المضغ إلى الاستفاف سبعين تسبيحة، فما مضغت الخبز منذ أربعين سنة، فلما دخلنا عبادان
__________
(1) انظر الحديث في الجامع الصغير 1 / 8.
(2) مابين المعقوفتين سقط من الاصل وزيد من الحلية 10 / 110.
(*)(4/212)
قلت: موعظة أحفظها عنك ! قال: نعم إن شاء الله، احفظ عني خمس خصال إنك إن حفظتها لا تبالي ما أضعت بعدها، قلت: [ نعم، قال ] (1) عانق الفقر وتوسد الصبر وعاد الشهوات وخالف الهوى وافزع إلى الله في جميع إمورك، قلت: فإذا كنت كذلك ؟ قال: يهب الله لك خمسا: الزهد ومع الزهد القنوع ومع القنوع الرضا ومع الرضا المعرفة ومع المعرفة الشوق، ثم يهب لك خمسا: السباق والبدار والتخفف وحسن البشارة وحسن المنقلب إلى الله، أولئك أحباء الله، قلت: فأين ترى لي أن أسكن ؟ قال: ارحل نحو نكام، قلت: شئ أعيش به ؟ قال: فمقت في وجهي فقال: تفر إلى الله بذنبك وتستبطئه في رزقك، فلا والله ما أدري دخل البحر أم لا.
1069 - علي المسوحي الصوفي: ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في كتاب " تاريخ الصوفية " من جمعه، وذكر أنه بغدادي من أستاذي الجنيد، كان الجنيد يثنى عليه.
1070 - علي، أبو الحسن الصنيبي: أحد شيخ الصوفية، صاحب أسفار كثيرة على التجريد وقطع البادية، ذكره أبو العباس النسوي في " تاريخ الصوفية " من جمعه.
كتب إلى أبو الفتوح العجلي: أن أبا طاهر الحسنابادي أخبره، أنبأنا أبو بكر أحمد ابن الفضل الباطرقاني قراءة عليه، أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد بن زكريا النسوي
بمكة قال: سمعت أبا عثمان مسعود بن صدقة النصيي يقول: سمعت أبا بكر المصري يقول: قلت: لابي الحسن النصيي: دخلت بغداد ؟ نعم، قلت: كيف رأيت البغداديين ؟ فقال: رأيت النساء تنطق بغرائب العلوم، قال: فلما وقعت بيني وبينهم المؤانسد، فقال لي أبو القاسم جنيد: لو جلست الساعة عن السفر فإنك قد ضعفت عنه، فقلت: يا أبا القاسم ما اختلف الفقهاء في الماء الجاري دائما وإنما اختلفوا في الماء الواقف، فقال: يا أبا الحسن إذا كنت واقفا فكن بحرا لا يغيرك شئ.
1071 - علي الهاشمي الواسطي الاعرج: كان من أعيان الصوفية، مات ببغداد في سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، حدث عنه أبو عبد الله بن باكويه.
__________
(1) مابين المعقوفتين زيد من الحلية 10 / 111.
(*)(4/213)
قرأت على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان عن أبي جعفر محمد بن الحسن الصيدلاني قال: كتب إلى عبد الله بن محمد الانصاري قال: سمعت أبا عبد الله بن باكويه الصوفي يقول: كنا في دعوة ببغداد فيها على الاعرج الهاشمي فأخذ القوال يقول: يا مظهر الشوق باللسان * ليس لدعواك من بيان لو كان ما تدعيه * لم تذق الغمض أوتراني فقال علي فرقص على رجلين صحيحين ثم جلس أعرج.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي قال: كتب إلى أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي، أنبأنا أبو عمرو عثمان بن محمد المحمي، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله ابن باكويه الشيرازي قال: رأيت عليا الاعرج الهاشمي الواسطي ببغداد سنة خمس وسبعين وثلاثمائة في دار مكي القزويني، وكان في المجلس حدود من ستين رجلا
والقوال يقول: يا مدعى الشوق باللسان * ما لدعواك من بيان إن كلام ما تدعيه حقا * لم تطعم الغمض أوتراني فقام ومشى عرجته وشهق شهقة خر مغشيا عليه، ودفنوه بعد ثلاثة أيام.
1072 - علي بن الطستاني الانباري: شاعر حسن الشعر، سافر إلى الموصل واستوطنها، ودخل ديار بكر، وروى عنه أبو الفضل محمد بن محمد بن عيشون المنجم شيئا من شعره.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الامين، عن محمد بن ظفر المغازلي، أنشدنا أبو الفضل ابن عيشون قال: أنشدني علي بن الطستاني لنفسه ونحن نتراءى الهلال ليلة عيد الفطر: لو تراني في ليلة العيد والنا * س لابصرت أعجب الاشياء كل عين ترنو إلى مغرب الشم * س وعينى ترنو إلى البطحاء مقلتي تطلب الهلال على الا - ض وهم يطلبونه في السماء قرأت بخط أبي الوفاء أحمد بن محمد بن الحصين، أنشدنا أبو الفضل محمد بن محمد ابن عيشون قال: أنشدني علي بن الطستاني الانباري لنفسه:(4/214)
وفاتر الطرف في ألحاظه مرض * بها من السقم ما عندي من السقم تدمى بإيماء ألحاظي وما ألمت * وبين جنبي منها غاية الالم أسكنته (1) حيث لا يدري الوشاة به * فما أمنت عليه القذف بالتهم بححنا (2) في السويداء غير أن له * محجة بين صدري وإختلاف فمي وأنشدني علي بن الطستاني لنفسه: لارأت عيني إن كان رأت * صورة أحسن من صورته
وهو يصطاد الكرى عن جفنه * قاعدا أذهب من رقدته شيم الليل فأبدى وجهه * فأضاء الافق من بهجته وانجلى عنه الدجى محتشما * فارتقى يعرج في وفرته قرأت بخط أبي الوفاء بن الحصين قال: قال أبو الفضل محمد بن محمد بن عيشون: توفي علي بن الطستاني الشاعر الانباري سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
1073 - علي المدبر الزاهد (3): كان يسكن بدار بطيخ بالجانب الغربي، له مسجد هناك معروف به اليوم، وكان بيته إلى جانبه، كان من عباد الله الصالحين المنقطعين إلى العبادة والاشتغال بالله عز وجل مشهورا بذلك.
ذكر شيخنا أبو الفرج بن الجوزي أنه مات في شهر ربيع الاخر من سنة خمس عشرة وخمسمائة، ودفن في بيته إلى جانب، وكان يوما مشهورا.
1074 - على البديهي الضرير، المعروف ببختر: من ساكني أوانا، ذكره أبو عبد الله الكاتب الاصبهاني.
أنبأني الكاتب أبو عبد الله ونقلته من خطه، قال: أنشدني أبو هاشم عمرو لعلي ابن المأمون قال: كتب إلى علي البديهي: يا موحشي وخياله عندي * لاذقت ما القى من البعد فارقت شخصك والفراق له * وقع كوقع الصارم الهندي
__________
(1) في الاصل: " أسكه ".
(2) هكذا في الاصل.
(3) انظر ترجمته في: المنتظم 9 / 230.
(*)(4/215)
1075 - علي، أبو الحسن الموصلي، الملقب بالنجم:
ذكره العماد أبو عبد الله الكاتب الاصبهاني في " كتاب الخزيدة " وقال: كان فقيها معنا بالنظامية ببغداد، مات بها، وله نظم حسن وشعر رائق.
كتب إلي أبو عبد الله الاصبهاني ونقلته من خطه قال: أنشدني أبو المعالي التبي قال: أنشدني النجم الموصلي لفنسه مما يكتب على كمران أمرد: لما استدرت بحضره * حزت الكمال بأسره أضحى أسيري شادن * كل الورى في أسره وأنشدني لنفسه: سموه باسم جند * وفعله فعل جندي وقال أبو المعالي الكتبي في كتاب " ملح الملح " من جمعه النجم أبو الحسن الفقيه على الموصلي وأنشدنيه: سموه باسم جنيد * وفعله فعل جندي 1076 - عمار بن أحمد بن عمار العلوي الحسيني: من أهل الكوفة: تقدم ذكر والده ونسبه، قدم بغداد في سنة تسع وخمسين وخمسمائة، وروى بها شيئا من شعر أبيه، سمعه منه كتبه عنه أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الاصبهاني.
كتب ألي أبو عبد الله الاصبهاني ونقلته من خطه، أنشدنا عمار بن أحمد بن عمار قال: أنشدني أبي لنفسه في التجنيس: قالوا ترى قوية مصفرة * ومادروا ما بك على قوته قد كنت لنا بالامس درة * فصرت فينا اليوم ياقوته أنت حياة القلب بل قوته * فيكف يسلو عنك ياقوته وأنشدني أبي لنفسه: لئن بسط الزمان يدي كريم * فصبرا للذي فعل الزمان
فكم في الارض من عبد هجين * يقبل كفه حر هجان وقد يعلو على الرأس الزباني * كما يعلو على النار الدخان(4/216)
وأنشدني أبي لنفسه: لئن غدوت مقيما في ربوعكم * وقد دعتني ربوع المجد والشرف فالماء في حجر والتبر في ثوب * والبدر في سدف والدر في صدف وأنشدني أبي لنفسه: ولقد نظرت إلى الزمان بمقلة * نظري إلى أهل الزمان فذاتها وعجبت من أكل الحوادث للورى * وهم بنو الدنيا وهن بناتها نيشوا جسومهم بلحم أخيهم * منذ الرمال غداتها أخواتها 1077 - عمار بن أحمد بن محمد، أبو مسعر الوراق: حدث عن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل، روى عنه أبو محمد عبد الله بن جعفر الخياري المقرئ النيسابوري.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الامين، عن أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن عبد الله الساوي في كتابه، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن جعفر الخياري قال: سمعت أبا مسعر البغدادي يقول: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: الابدال خير الناس وهم الذين يطلبون الحديث ويتبعون السنة.
1078 - عمار بن محمد بن الحسن بن قطاع الكناني، أبو البقاء التاجر: من أهل حران، سكن بغداد، وكان من أعيان التجار، صاحب ثروة واسعة موصوفا بالامانة والعدالة، سمع شيئا من الحديث من أبي الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام، وحدث باليسير، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وابنه
عبد الله، وشيخنا أبو الفتوح نصر بن محمد الحصري الحافظ، وأبو الحسن علي بن المبارك بن الوارث، وروى لنا عنه.
أخبرني أبو الحسن بن الوارث، أنبأنا عمار بن محمد التاجر قراءة عليه، وأنبأنا عبد الوهاب ن علي الامين بقراءتي عليه قالا: أنبأنا أبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور، حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن شمعون، حدثنا أبو بكر عبد الله بن أبي داود، حدثنا يحيى ابن حكيم، والحسن بن محمد الزعفراني قالا: حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد،(4/217)
حدثنا بعد الوهاب بن مجاهد قال: سمعت مجاهدا يحدث عن معاوية بن أبي سفيان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لا تستعجلن إ لى شئ ترى أنك إذا استعجلت إليه أنك مدركه، وإن كان الله عزوجل لم يقدر ذلك، ولا تسأخرن عن أمر ترى أنك إن استأخرت عنه أنه مدفوع عنك، وإن كان الله عزوجل قد قدره عليك " (1).
ذكر القاضي أبو المحاسن القرشي أنه سأل عمارا عن مولده فقال: سنة تسع وخمسمائة.
قرأت في كتاب أبي الحسن علي بن يحيى بن الطراح بخطه قال: مات عمار الحراني ليلة الاحد ثالث عشر محرم سنة أربع وسبعين وخمسمائة.
1079 - عمارة بن محمد بن عمارة، أبو الدلف الباجسرائي: أخو أبي البدر سعد المقدم ذكره، سمع أبا سعد أحمد بن محمد بن شاكر، وحدث باليسير، سمع منه الشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي، وأبو بكر محمد بن أبي غالب الباقداري، والقاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وشيخنا أبو الفتوح نصر ابن محمد بن علي الحصري الحافظ.
أنبأنا أبو الفتوح ابن الحصري، أنبأنا أبو الدلف عمارة بن محمد بن عمارة
الباجسرائي قراءة عليه، أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمد بن شاكر قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر بن القزويني الزاهد، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن عثمان الصفار، حدثنا أبو محمد عبد الله بن سليمان بن عيسى الفامي، حدثنا إبراهيم بن هانئ، حدثنا عبيد الله بن موسى، أنبأنا الاوزاعي، عن قرة، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله أقطع " (2).
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن القرشي قال: توفي عمارة بن محمد الباجسرائي في يوم الاحد خامس عشري رجب سنة ثمان وخمسين وخمسمائة.
1080 - عمارة بن هارون بن محمد بن الحسن بن إسحاق بن عمارة بن حمزة، مولى بني هاشم:
__________
(1) انظر الحديث في: الجامع الكبير 1 / 898.
(2) انظر الحديث في: سنن ابن ماجه ص 137.
والجامع الصغير 1 / 78.
(*)(4/218)
أحد قراء القرآن، قرأ على محد بن أحمد بن واصل، وقرأ ابن واصل على محمد بن سعدان النحوي، قرأ عليه ولده حمزة بن عمارة، وروى عمارة، وروى القراءات، وقد ذر الخطيب ولده حمزة في " تاريخ بغداد ".
1081 - عمران بن أحمد بن عمران، أبو همام الطبري: قدم بغداد وحدث بها عن أبيه، حمزة بن يوسف السهمي الجرجاني في معجم شيوخه.
قرأت على أبي عبد الله أحمد بن محمد بن الحيري بأصبهان إملاء، حدثنا أبو همام عمران بن أحمد بن عمران الطبري قدم بغداد، حدثنا أبي أحمد بن عمران، حدثنا إبراهيم بن زهير الحلواني، حدثنا مكي بن إبراهيم، عن هشام بن حسان، عن الحسن،
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " بنى الاسلام على خمس: شهادة أن لاإله إلا الله وأن محمد رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا " (1).
1082 - عمران بن عامر، أبو عيسى الضبي الطبري: ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في كتاب " تاريخ الصوفية " من جمعه ونقلته من خطه، وذكر أنه بغدادي، كان يجتمع مع أبي أحمد القلانسي، ورويم في مسجد أبي الفتح الجمال ببغداد.
1083 - عمران بن محمد، أبو عاصم الانصاري، يعرف بالمسجدي والعسكري: سكن سامراء، سمع أبا عثمان محمد بن بكر البرساني، وأبا العباس وهب بن جرير ابن حازم الازدي، روى عنه: أبو العباس محمد بن إسحاق السراج، وأبو عبد الله بن المسيب الارغياني، ذكره الحاكم أبو أحمد النيسابوري في كتاب " الكنى ".
قرأت على الحو بنت عبد الرحمن النيسابور، عن أبي المظفر عبد المنعم بن أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري، أنبأنا أبي، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد الخفاف، حدثنا أبو العباس محمد بن إسحاق السراج، حدثنا أبو عاصم عمران بن محمد العسكري، حدثنا أبو بكر الحنفي، حدثنا كثير بن زيد، عن مسلم بن أبي مريم،
__________
(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 6.
ومسند أحمد 2 / 26.
(*)(4/219)
عن نافع قال: كان ابن عمر إذا صلى وضع يديه على ركتبه وقال: بإصبعه السبابة يمدها يشير بها ولا يحركها وقال: [ قال ] رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " هي مذعرة الشيطان " (1).
1084 - عمران بن منصور بن عمران بن ربيعة الباقلاني، أبو نعيم المقرئ: من أهل واسط، وهو أخو أبي بكر عبد الله الذي قدمنا ذكره، سمع بإفادة أخيه
من أبي الكرم نصر الله بن محمد بن محمد بن مخلد الازدي، وأبي عبد الله محمد بن علي بن الجلابي، وأبي الجوائز سعد بن عبد الكريم بن الحسن الغندجاني، وأبي منصور عبد الملك بن محمد بن خالويه الطيي، وأبي الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام الكاتب وغيرهم، وأخذ له أخوه إجازة من أبي القاسم بن الحصين وأبي غالب ابن البناء، وأبي بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري، وقدم بغداد مرات وروى بها شيئا يسيرا، ولم يتفق لي لقاؤه ولي منه إجازة كتبها إلي من واسط.
أنشدني عبد الله من محمد بن سعيد الحافظ قال: أنشدني أبو نعيم عمران بن منصور الباقلاني ببغدادي على شاطئ دجلة قال: أنشدني أبو الفرج العلاء بن علي بن السوادي الواسطي لنفسه: أدور مع الزمان كما يدور * وأصبر والشجاع هو الصبور وألقاه بصدر ذي اتساع * إذا جرحت بلقياه الصدور وأبصر ما يحدده بعيني * وما عندي سوى صدق الامير سمعت أبا عبد الله الحافظ يقول: سألت أبا نعيم بن الباقلاني، عن مولده، فقال: في شعبان سنة عشرين وخمسمائة، ثم سأله غيري فقال: في سنة أحدى وعشرين.
وتوفي بواسط في سنة إحدى وستمائة فيما بلغنا.
1085 - عمران بن موسى بن إبراهيم البغدادي: ذكره أبو إحساق المستملي البلخي في كتاب " طبقات البلخيين " من جمعه، وروى عنه أن إبراهيم بن الهيثم الكندي نزيل بغداد.
قرأت على ست الشرف بنت شعبان بن إبراهيم بن عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن منده بأصبهان، عن أبي نصر محمد بن أبي الرجاء الصائغ، أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن منده قراءة عليه، أنبأنا أبو الفضل عبد الصمد بن
__________
(1) انظر الحديث في: كنز العمال 7 / 339.
(*)(4/220)
محمد العاصمي ببلخ، أنبأنا أبو إسحاق بن محمد بن إبراهيم المستملي، حدثنا عمران بن موسى بن إبراهيم البغدادي الخير الفاضل، حدثنا إبراهيم بن الهيثم بن المهلب البلدي سنة ثمان وسبعين ومائتين، حدثنا موسى بن داود الضبي، حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن عمرو، عن أبي عبد الرحمن الحبلى، عن المستورد بن شداد قال: رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدلك أصابع رجليه بخنصره إذا توضأ " (1).
1086 - عمران بن موسى بن سعيد، أبو علي المرزباني: والد أبي عبيد الله محمد بن عمران صاحب التصانيف، كان صاحب أمير خراسان بحضرة المعتضد والمكتفي والمقتدر، ومات في ذي الحجة سنة سبع وثلاثمائة، وخلفه ابنه أبو الحسن وهو الاكبر، وله أيضا أبو محمد الحسن، وأبو إسحاق إبراهيم، ذكر هذا أبو طاهر بن الحسن الكرخي في تاريخه ونقلته من خطه.
1087 - عمران بن موسى، أبو حمزة البغدادي: حدث بالمصيصة عن خلف بن تميم، روى عنه أبو عبد الله محمد بن موسى بن أبي موسى النهرتيري.
أنبأنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني عن أبي العلاء صاعد بن سيار الهروي، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي العميري: أن أبا عثمان سعيد بن العباس القرشي أخبرهم، أنبأنا أبو الفضل العباس بن محمد سنة تسع وستين وثلاثمائة، أنبأنا أبو الفضل محمد بن أبي جعفر المنذري، حدثنا أبو عبداللله محمد بن موسى بن أبي موسى النهرتيري قال: حدثني أبو حمزة عمران بن موسى البغدادي بالمصيصة قال: سمعت خلف بن تميم يقول: كثيرا ماكنت أسمع سفيان الثوري يقول: سلمت ولم تسلم ثمانين حجة * كفى بك سوءا أن تعيش مسلما 1088 - عمران بن هارون الصوفي:
حدث عن أبي خالد سليمان بن حبان الاحمر الكوفي، روى عنه إسحاق بن إبراهيم بن سنين الختلي، وذكره أبو العباس أحمد بن محمد بن زكريا النسوي في " تاريخ الصوفية " من جمعه وذكر أنه بغدادي من شيوخ العراق، وقال: ذكر محمد بن أحمد أبو الفتح البغدادي، حدثنا محمد بن إبراهيم السراج، حدثنا إسحاق بن إبراهيم
__________
(1) انظر الحديث في: السنن الكبرى للبيهقي 1 / 76.
(*)(4/221)
ابن سنين، حدثنا عمران بن هارون الصوفي، حدثنا أبو خالد الاحمر، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله: " إن الله عزوجل ليعمر بالقوم الديار ويكثر لهم الاموال وما نظر إليهم قال بصلتهم أرحامهم " (1).
1089 - عمران الواسطي الصفار: كتب إلى أن أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب الاصبهاني ونقلته من خطه: قال: ذكر صديقنا عمران الواسطي الصفار ببغداد سنة إحدى وستين قال: دخلت على ابن حيدر الشاعر في أيام المسترشد وأنا صغير وعنده جماعة يعودونه في مرضه الذي مات فيه وهو ينشد فحفظته من بعض الحاضرين: خليلي هذا آخر العهد منكم * ومني فعل من موعد نستجده لان أخاكم حل في دار غربة * يطول بها عن هذه الدار عهده فلا تعجبوا إذ خف للبين رحله * وقد ج د في أثر الاحبة جده على أن في الدارين تلك وهذه * له صاحب يهوى وألف يوده وقد أزمع المسكين عنكم ترحلا * فهل فيكم من صادق يسترده
__________
(1) انظر الحديث في: الجامع الكبير للسيوطي 1 / 177.
(*) آخر الجرء التاسع عشر.(4/222)
ذيل تاريخ بغداد - ابن النجار البغدادي ج 5
ذيل تاريخ بغداد
ابن النجار البغدادي ج 5(5/)
ذيل تاريخ بغداد تأليف الامام الحافظ محب الدين أبي عبد الله محمد بن محمود ابن الحسن بن هبة الله بن محاسن المعروف بابن النجار البغدادي المتوفى 643 ه دراسة وتحقيق مصطففى عبد القادر عطا الجزء العشرون دار الكتب العلمية بيروت - لبنان(5/1)
بسم الله الرحمن الرحيم 1090 - عمر بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن عطية بن زياد بن يزيد، أبو حفص الاسدي، المعروف بابن الحداد: سكن تنيس وحدث بها عن أحمد بن موسى البغدادي وأبى جعفر أحمد بن إسماعيل بن عاصم وأبى بكر بن جعفر بن سهل الخرائطي ومحمد بن عبد الرحمن ابن أسد وسليمان بن عبيد الله بن أبى أيوب وعمه العباس بن أحمد بن أحمد بن عطية، روى عنه أبو الحسين أحمد وأبو الفضل جعفر ابنا عبد الرحمن بن أحمد بن حمدون وأبو زرعة أحمد بن الحسين الرازي وأبو بكر عبد الله بن أحمد بن محمد بن روزبه الفارسى الهمذانى، وكان سماعه من عمه العباس ببغداد وهو أخو أحمد وإسحاق ابني أحمد بن محمد بن عطية الحداد اللذين ذكرهما الخطيب في التأريخ.
أنبأنا عبد الوهاب بن على عن أبى القاسم بن السمرقندى قال كتب إلى موسى قال كتب إلى أبو على زيد بن أحمد بن أبى حيو ة الحسن بن أحمد بن العباس التميمي التنيس حدثنا أبو الحسين أحمد وأبو الفضل جعفر ابنا عبد الرحمن بن حمدون بتنيس (1) قالا حدثنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن الحداد البغدادي حدثنا سليمان بن عبيد الله ابن أبى أيوب حدثنا محمد بن سليمان بن داود المنقرى حدثنا محفوظ بن أبى توبة حدثنا خليد التهامى عن الزبير بن عيسى وهو أبو الحميدى حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله عنها قالت قلت: " يارسول الله، متى لا يؤمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر ؟ ".
قال: " إذا كان البخل في خياركم والعلم في إراذلكم والادهان في كباركم والملك في صغاركم ".
(2) أنبأنا أبو القاسم الازجى عن أبى سعد بن المعمر بن محمد بن الحسين الانماط قال: كتب إلى أبو القاسم نصر بن أبى نصر محمد بن على بن زيرك الهمداني أنبأ أبو بكر عبد الله بن أحمد بن روزبه الهمذانى أنبأ أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد بن محمد
__________
(1) في الاصل: " بنسير " (2) انظر الحديث في: كنز العمال 2 / 142.
(*)(5/3)
ابن عطية البغدادي المعروف بابن الحداد بتنيس قال حدثنى أبو جعفر أحمد بن إسماعيل ابن عاصم بمصر حدثنا محمد بن جعفر قال أنشدني أبو الفوارس صاحب يعقوب بن السكيت: قد كنت ابكى على من مات من سلفى * وأهل ودى جميع غير أشتات فاليوم إذ فرقت بينى وبينهم * نومى بكيت على أهل المودات ما بقوى أمرؤ أصحت مدامعه * مقومة بين أحياء وأموات 1091 - عمر بن إبراهيم بن حبيش بن دينار، أبو حفص:
حدث عن وجوهده في كتاب أبيه كتب عنه [ أبو ] الحسين [ أحمد ] (1) بن عبد الله ابن الخضر السوسنجردى.
قرأت في كتاب أبى الحسين بن السوسنجردى بخطه وقراءته على أبى الحسن الازجى عن المبارك بن الحسن عن محمد بن على المقرئ عنه قال: دفع إلينا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن حبيش بن دينار من أصول أبيه التى سمعها من الشيوخ فكتبنا منها أشياء.
وقال لنا في ذلك وكتب في كتاب أبى بخط يده سمعت سماك الجصاص قال سمعت أبا شعيب صالح الجمال بن أخى معروف الكرخي يقول سألت أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل عن ترك المسكر، فقال: لترك المسكر أفضل من مائة حجة بعد حجة الاسلام، ولترك المسكر خير من رجل يكون له مال من المشرق ألى المغرب يصدق به.
1092 - عمر بن إبراهيم بن الحسن بن إسحاق، أبو القاسم البرازى: كان من الشهود المعدلين ببغداد، شهد عند القاضى أبى عبد الله الحسين بن هارون الضبى من الرابع في جمادى الاولى سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.
وتوفى يوم الاربعاء لليلة خلت من ذى الحجة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، ذكر ذلك هلال بن المحسن الكاتب ونقلته من خطه.
1093 - عمر بن إبراهيم بن الحسين بن عيسى، أبو القاسم الطيبى.
من ساكنى باب الازج، قرأ الفقه على أبى الخطاب محفوظ بن أحمد الكلوذانى
__________
(1) مابين المعقوفتين ساقط من الاصل.
(*)(5/4)
وعلق عنه مسائل الخلاف، وسمع الحديث من أبى الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون وأبى الحسن على بن الحسين بن أيوب وأبى عبد الله بن طلحة وأبى الخطاب بن البطر وأبى بكر الطريثيثى وأبى عبد الله بن البسرى وأبى الحسين ابن الطيورى
ببغداد، وبالكوفة من أبى منصور ابن مخالد وأبى الغنائم ابن النرس وغيرهما وبنيسابور من أبى القاسم السيبى وغيره، وكتب الكتب الكبار، وحدث باليسير، سمع منه أبو الحسن على بن أبى سعد الخباز وابن أخيه وكيع بن إبراهيم.
أنبأ أبو القاسم تميم بن أحمد بن البندنيجى ونقلته من خطه قال: مات أبو القاسم عمر بن إبراهيم الطيبى في ليلة السبت حادى عشر ربيع الاخر سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة، ودفن بباب حرب، وكان مولده في سنة تسع وسبعين وأربعمائة.
1094 - عمر بن إبراهيم بن حمزة، أبو حفص المقرئ.
أمام جامع عكبرا، حدث عن أبى عيسى يحسيى بن محمد بن سهل بن عبداللله الخطيب، روى عنه أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبرى.
1095 - عمر بن إبراهيم بن رزق الله المحزمى.
حدث عن العباس بن محمد الدوري، روى عنه محمد بن الهيثم وقال: جارنا.
1096 - عمر بن إبراهيم بن شريك بن سهل بن حازم، أبو حفص الاسكافي، المعروف بعقعق (1): من إسكاف بنى الجنيد (2) بلد عند النهروان، حدث عن أبى جعفر محمد بن الحسن ابن بدينا، روى عنه عبد الملك بن بكران المقرئ.
أنبأنا أبو القاسم الازجى عن أبى الرجاء أحمد بن محمد بن الكسائي قال كتب إلى أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد الشيرازي أنبأ أبو الفرج عبد الملك بن بكران ابن عبد الله المقيس المقرئ المعروف بالقطان النهرواني بها حدثنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن شريك بن سهل ابن حازم الاسكافي بها يعرف بعقعق حدثنى أبو جعفر محمد بن الحسن بن هارون بن بدينا قال: كنا جلوسا يوما فمر بنا أبو الفيض ذو النون
__________
(1) انظر ترجمته في: مجمع الاداب في معجم الالقاب لابن القوطى 4 / 1 / 558 (الهامش).
(2) في الاصل: " من اسكاف ابن الجنيد ".
(*)(5/5)
ابن إبراهيم المصرى فقام إليه بعض أصحابنا فقال: يا أبا الفيض ادع الله تعالى لنا فقال: هنأكم الله عطاءه ولاكشف عنا وعنكم غطاءه - والسلام.
1097 - عمر بن إبراهيم بن عبد الله، أبو حفص، المعروف بابن المسلم (1): من أهل عكبرا، صحب عمر بن بدر المغازلى وعبد العزيز غلام الخلال وإبراهيم بن شاتلا (2) وأبا عبد الله بن بطر، وصنف مصنفات كثيرة يقال: إنها تقارب مصنفات أبى بكر عبد العزيز غلام الخلال، وله أخبار في المذهب، وقد سمع ببغداد والبصرة والكوفة، حدث عن إسحاق بن أحمد الكاذى وأبى على بن الصواف وأبى عمرو بن السماك وأبى بكر النجاد ودعلج بن أحمد السجتانى وأبى بكر بن أبى دازم الكوفى والحسن بن على بن مليح وأحمد بن جعفر بن مالك القطيعى وأبى محمد بن ماسى وعمر بن أحمد بن شهاب وحبيب بن الحسن القزاز وأكثر الرواية عن ابن بطة، روى عنه الحسن بن شهاب العكبرى وأبو الحسن على بن بشرى الليثى السجزى في مشيخته.
أخبرني عبد القادر بن عبد الله الرهاوى مشافهة وخطا بحران أنبأ أبو عروبة عبد الهادى بن أبى سعيد بن عمر بن مأمون السجزى بها أنبأ جدى أنبأ أبو الحسن على ابن بشرى الليثى قال سمعت أبا حفص عمر بن إبراهيم بن عبد الله العكبرى بها يقول سمعت عبد الخالق بن أبى روبة المعدل يقول سمعت على بن الحسن المقرئ الناقد يقول سمعت أبا بكر بن أبى خيثمة يقول سمعت الزبير بن بكار يقول: كنت أؤدب المعتز وكان في حجري فدخل على يوما فعثر بنعله فدميت إصبعه، فقال لى: لو وطئت على جمرة ما بلغت منى ما بلغت منى هذه العثرة، ثم أنشأ يقول: يموت الفتى من عثرة بلسانه * لويس يموت المرء من عثرة الرجل
وعثرته من فيه يرمى برأسه * وعثرته بالرجل ترمى على مهل أخبرنا عبد الوهاب بن على الامين أنبأ عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد الشيباني أنبأ أحمد بن على بن ثابت الخطيب أنبأ الحسن بن شهاب العكبرى إجازة حدثنى عمر بن إبراهيم بن المسلم حدثنا أبو حفص عمر بن شهامت قال سمعت على ابن الحسن الرستمى يقول: دخل ابن الطباع من سامرا إلى بغداد فنزل في البغويين
__________
(1) انظر ترجمته في: الاعلام للزركلي 5 / 194.
(2) في الاصل: " بن ساملا ".
(*)(5/6)
فاجتمع أصحاب الحديث فسمع محمد بن عبد الله بن طاهر الضوضاء من كلام أصحاب الحديث، قفال لحاجبه: ماهذا ؟ فقال: ابن الطباع قد قدم من سر من رأى وهذا كلام أصحاب الحديث، فقال: وقد قدم ؟ قال: نعم، فكتب إليه برقعة يسأله أن يصير إليه ليحدث فتيانه، فكتب جواب رقعته: " بسم الله الرحمن الرحيم، أكرمك الله كرامة تكون لك في الدنيا عزا وفى الاخرة من النار حرزا، قرأت رقعتك ولم أتخلف عنك صيانة، وأنما تخلفت عنك ديانة، والعلم يؤتى ولا يأتي ".
فقال: صدق.
فصار إليه محمد بن عبد الله وبنوه، وكان نازلا في غرفة فصعد إليه فحدثه عامة الليل، وقال محمد بن عبد الله - يعنى لحاجبه (1): سله ما يريد ؟ فكلمه الحاجب بالفارسية - وكان ابن الطباع يحسن بالفارسية - فقال له: قل له يبعث لنا شيئا نتغطى به في البرد.
فبعث إليه بمطرف [ خز ] (2) يساوى خمسمائة دينار، فاحتاج ابن الطباع إلى بيعه فباعه بخمسة وخمسين دينارا، وقال: لو صبرت عليه حتى يجئ طالبه لاخذت لك خمسمائة دينار.
قلت: ابن الطباع هذا هو محمد بن يوسف بن عيسى بن الطباع وكان من الثقات، وهو ابن أخى إسحاق بن عيسى الطباع.
أنبأ عبد الله بن محمد بن عبد القاهر الحربى قال سمعت أبا الحسين محمد بن محمد الحسين بن الفراء قال: نقلت من خط على ابن أخى نصر قا: وجدت على ظهر كتاب " محاسبة النفس والجوارح " تصنيف أبى حفص العكبرى بخط ابنه الحسين بن عمر يقول: مات والدى أبو حفص عمر بن المسلم يوم الخميس ضحوة لثمان خلون من جمادى الاخر سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
1098 - عمر بن إبراهيم بن عثمان التركستاني، أبو حفص الواعظ الصوفى: من أهل واسط، وبيته بيت وعظ وتصوف، قدم بغداد غير مرة وأقام بها، وسمع الحديث من أبى الثناء محمد بن الزيتوني وأبى الخير أحمد بن إسماعيل القزويني والكاتبة شهدة بنت أحمد الابرى، وسمع بواسط عبد الرحمن بن الدجاجى المقرئ وأبا طالب محمد بن على بن الكتاني وأبا العباس بن مخلد الازدي وغيرهم، وعقد مجلس الوعظ الغربي عند تربة الجهة أم الخليفة وحضرة خلق عظيم، ثم رتب شيخا للصوفية برباط
__________
(1) في الاصل: " لحاجته ".
(2) مابين المعقوفتين سقط من الاصل وزيد من تاريخ بغداد.
(*)(5/7)
الزوزنى (1) مقابل جامع المنصور وكان قد سافر الكثير إلى الحجاز والجزيرة وديار بكر، ثم أنه نفذ في رسالة من الديوان إلى خراسان، فتكلم بكلام استوحش بسببه من العود إلى بغداد فبقى يتردد في البلاد هناك مابين هراة وغزنة وعاد إلى بلاد فارس فأدركه أجله بها، وكان قد حدث ببغداد.
في مجالس وعظة بأحاديث وفى غيرها من البلاد، ولم يكن ثقة ولا مأمونا ولا مرضى الطريقة ولا محمودا بالافعال، كثير التخليط في جميع أحواله وأفعاله وأقواله - سامحنا الله وإياه، وقد رأيته ببغداد وحضرت مجلس وعظه، وكان شابا ضخما.
بلغنا أنه توفى بشيرازى في شهر ربيع الاخر من سنة اثنتين وستمائة، وما أظنه بلغ
الخمسين من عمره.
1099 - عمر بن إبراهيم عمر بن حبيب، أبو حفص العدوى: من أهل البصرة، وكان جده قاضيا بها، ذكر عبيد الله بن أحمد بن أبى طاهر أنه كان كثير الشعر جيده، وكان بسامرا يمدح ويهجو، وله في أبى يعلى كاتب عبيد الله بن يحيى بن خاقان الوزير: نعمة الله لاتعاب وربم * - ما استقبحت على أقوام لا يليق الغنى بوجه أبى * يعلى ولانور بهجة الاسلام وسخ الثوب والملابس والبر * ذون والوجه والقفا والغلام ومحال مرورة ليحيل * سفله حجام ينتمى إلى 1100 - عمر بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد بن على بن الحسين بن على بن حمزة بن يحيى بن الحسين بن ذى الدمعة بن زيد الشهيد بن على بن الحسين ابن على بن أبى طالب، أبو البركات الحسنى الزيدى النحوي (2): من أهل الكوفة، رأيت نسبه بخطه، سمع الكثير من أبى الفرج محمد بن أحمد بن محمد بن علان الخازى وأبى الحسن بن الحسن بن المنثور وأبى محمد يحيى بن محمد بن الحسن الاقساسى وأبى عبد الله محمد بن الحسن الانماطى وأبى على الحسن ابن على بن عبد الله بن مخالد وأبى البقاء المعمر بن محمد البقال، وقدم بغداد وسمع
__________
(1) في الاصل: " الروزنى ".
(2) انظر ترجمته في: لسان الميزان 4 / 280 - 282.
والانساب 2 / 366.
(*)(5/8)
بها أبا الحسين بن النقور وأبا القاسم بن البسرى وأبا بكر الخطيب وأبا الحسين عاصم ابن الحسن وأبا يوسف عبد السلام بن محمد القزويني، وسافر إلى الشام مع والده، وسكن دمشق مدة، أنبأ محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن الحسين النيسابوري وقرأ
النحو على أبى القاسم زيد بن على الفارسى النحوي، وروى عنه الايضاح لابي على الفارسى، وقدم بغداد ثانيا في أواخر ذى القعدة سنة أربع وخمسمائة وحدث بها، سمع منه أبو الفضل عبد الملك بن على بن يوسف ومحمد بن ناصر وأبو نصر الاصبهاني وهزار سب الهروي، وثم إنه عاد إلى الكوفة وحدث بها، يقرأ النحو ويروى الحديث على أحسن طريقة إلى حين وفاته، روى لنا عنه شيخنا أبو أحمد بن سكينة وكان سمع منه بالكوفة.
أنبأنا ذاكربن كامل الحذاء عن عبد الملك بن على بن يوسف ومحمد بن ناصر وأبو نصر الاصبهاني وهزار سب بن عوض قالوا أنبأ الشريف أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمد الزيدى العلوى الكوفى قراءة عليه ببغداد في الرابع والعشرين من ذى القعدة سنة قراءة عليه أنبأ جدى أبو محمد عبد الله بن مخالد حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ املاء حدثنا عبد الله بن كادش أحمد بن نوح البلخى حدثنا أبى حدثنا عيسى بن فرقد حدثنى حكيم بن جبير عن سعيد عن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ": " لا تتخذوا شيئا فيه الروح غرضا " (1).
قرأت في كتاب معجم شيوخ الحافظ أبى طاهر أحمد بن محمد السلفي الاصبهاني بخطه وأخبرنيه عنه أبو الحسن بن المقدس بمصر قال أخبرني أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمد بن حمرة العلوى الزيدى بالكوفة وذكر حديثا ثم قال: الشريف عمر هذا أديب نحوى، وفى المذهب زيدي، وكان يفتى بالكوفة على مذهبه، وسمع معنا على جماعة من شيوخنا الكوفيين، وكان من عقلاء الرجال، حسن الرأى في الصحابة مثنيا عليهم متبرئا ممن تبرأ منهم.
أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله الشافعي بدمشق أنبأ عمى أبو القاسم على بن الحسن الحافظ قال: عمر بن إبراهيم بن محمد أبو البركات الزيدى الكوفى كتبت عنه بالكوفة، وهو أورع علوى لقيته، ولم أسمع منه في مذهبه
شيئا، وقرأت عليه حديثا فيه ذكر بعض السلف فترحم عليه.
__________
(1) انظر الحديث في: الجامع الكبير للسيوطي 2 / 445.
(*)(5/9)
وحدثني صاحبي أبو على بن الوزير أنه سأل عن مذهبه في الفتوى وكان مفتى الكوفة، فقال: نفتى بمذهب أبى حنيفة ظاهرا وبمذهب زيد تدينا.
أخبرنا شهاب الحاتمى بهراة حدثنا أبو سعد بن السمعاني من لفظه قال: عمر بن إبراهيم بن محمد أبو البركات من أهل الكوفة يسكن بمحلة يقال لها السبيع ويصلى بالناس في مسجد أبى إسحاق السبيعى، شيخ كبير فاضل، له معرفة بالفقه والحديث والتفسير واللغة والنحو والادب، وله التصانيف الحسنة السايرة في النحو.
وهو خشن العيش صابر على الفقر والقلة قانع باليسير، سمعته يقول: أنا زيدي المذهب [ و ] لكنى أفتى على مذهب السلطان - يعنى أبا حنيفة - رحمه الله.
كتبت عنه الكثير، وهو شيخ متيقظ حسن الاصغاء سليم الحواس، كان يكتب خطا مليحا سريعا على كبر السن، وكنت ملازمه مدة مقامي بالكوفة في الكرات الخمس، ومع طول صحبتي وملازمتي إياه ما سمعت منه شيئا في الاعتقاد أنكرت عليه، غير أنى يوما [ كنت ] (1) قاعدا على باب داره وأخرج لى شدة كبيرة من مسموعاته وكنت أفتقد فيها حديث الكوفيين، فرأيت فيها حديث الكوفيين، فرأيت فيها جزءا مترجما بتصحيح الاذان " بحى على خير العمل " فأخذت لاطالعه واعلم من صنفه فأخذه من يدى وقال: لا يصلح لك، له طالب غيرك، ثم قال: " ينبغى للعالم أن يكون عنده كل شئ فإن لكك نوع وجنس طالبا.
قرأت على أبى الفتوح القرشى بأصبهان عن أبى الفضل بن ناصر قال سمعت أبا الغنائم بن النرسى يقول عمر الكوفى جارودي المذهب لا يرى الغسل من الجنابة.
أخبرنا الحاتمى بهراة قال سمعت أبا سعد السمعاني يقول: سمعت يوسف بن محمد بن مقلد يقول: كنت أقرأ على الشريف عمر جزاءا فمر بى حديثا فيه ذكر عائشة
فقلت: رضى الله عنها، فقال لى الشريف: تدعو لعدوة على - أو: تترضى على عدوة على ؟ فقلت: كلا وحاشا ما كانت عدوة على.
أخبرنا أبو البركات الامين بدمشق قال أنبأ عمى قال حكى لى أبو طالب ذلك منه وقال: إن الائمة على غير ذلك، فقال له: إن أهل الحق يعرفون بالحق ولا يعرف الحق بأهله.
وأخبرني أبو البركات أنبأ عمى قالت سأله: أبا البركات الزيدى عن مولده، فقال: في سنة أثنتين وأربعين وأربعمائة بالكوفة.
أخبرنا إسماعيل ابن سليمان العسكري
__________
(1) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(5/10)
بدمشق أنبأ عبد الخالق بن أسد بن ثابت الحنفي قال: سألت الشريف أبا البركات عمر بن إبراهيم بالكوفة عن مولده، فقال: في شوال سنة إحدى وأربعين وأربعمائة.
أخبرنا الحاتمى بهراة قال سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: سألت الشريف أبا البركات الكوفى عن مولده، فقال: سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة بالكوفي.
وتوفى يوم الجمعة سابع شعبان تسع وثلاثين وخمسمائة، ودفن يوم السبت في المسبلة المعروفة بالعلويين، وصلى عليه كل من كان بالكوفة وقدروا ثلاثين ألفا.
1101 - عمر بن إبراهيم بن موسى الباقدارى الاكار: من ساكن الحربية، سمع أبا حفص عمر بن عبد الله بن على الحربى، وحدث باليسير، سمع منه أحمد بن سلمان الحربى وغيره.
أخبرنا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد المقرئ أنبأ عمر بن إبراهيم الباقدارى قراءة عليه أنبأ عمر بن عبد الله قراءة عليه سنة تسع وأربعين أنبأ أبو طاهر الكرخي وأنبأ أبو عبد الله الحسين بن سعيد الامين قراءة عليه أنبأ القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندى أنبأ أبو على الحسن بن أحمد بن البناء قالا أنبأ أبو القاسم عبد الملك بن
محمد بن عبد الله الواعظ أنبأ أبو بكر الاجرى حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد العطشى حدثنا أبو حمزة أنس بن خالد الانصاري حدثنا محمد بن جامع أنبأ عبد العزيز بن عبد الصمد عن أبان عن أبى عياش عن أنس بن مالك قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ناقته الجدعاء فقال في خطبته: " طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس وأنفق من مال أكتسبه من غير معصية، وطوبى لمن عمل بعلم ورحم أهل الذل والمسكنة وخالط أهل الفقه والحكمة، وطوبى لمن صلحت سريرته وحسنت علانيته " (1).
أنبأنا أحمد بن سلمان الحربى ونقلته من خطه قال: مات عمر بن إبراهيم الباقدارى ليلة الاحد سابع رجب سنة ست وتسعين وخمسمائة.
1102 - عمر بن أحمد بن إبراهيم، أبو حفص الحدا: حدث عن والده، روى عنه أبو الحسين بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل المحاملى في معجم شيوخه.
__________
(1) انظر الحديث في: الجامع الكبير 1 / 567.
والجامع الصغير 2 / 47.
(*)(5/11)
1103 - عمر بن أحمد بنأبى الاصابع، أبو حفص.
من أهل الحربية، كان بوابا برباط ابن رئيس الرؤسا بدار الخلاقة، وكان شيخا صالحا، كثر التهجد، سرد الصوم سنين كثيرة، سمع أبا العباس أحمد بن الحسين بن قريش، وحدث باليسير، سمع منه القاضى أبو المحاسن عمر بن على القرشى وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه.
أنبأ أبو بكر طاهر بن أحمد بن أبى بكر الازجى أنبأ عمر بن أحمد بن أبى الاصابع الحربى قراءة عليه أنبأ الحسن بن على الجوهرى أنبأ أحمد بن جعفر القطيعى حدثنا بشر ابن موسى حدثنا هوذة بن خليفة حدثنا عوف عن محمد عن أبى هريرة قال نهى
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
قرأت بخط القاضى أبى المحاسن القرشى قال: توفى عمر بن أبى الاصابع في يوم الاحد سلخ ذى الحجة سنة ستين وخمسمائة، ودفن من الغد يوم الاثنين مستهل المحرم سنة أحدى وستين بمقبرة باب حرب، وكان قد جاوز الثمانين.
قال لى شيخنا أبو الرشيد الخفيفى قال: لنا هذا الشيخ قبل مرضه مرض الموت: أريد أن أعبر إلى زيارة قبر أحمد وأسأل الله أن يغفر لى ويقبضني ففعل ذلك وعاد فبعد أيام مرض ومات - رحمه الله.
1104 - عمر بن أحمد بن الحسن بن على بن عمر بن الهيثم بن بكرون النهروان: من بيت قضاة وعدالة ورواية مفصل، كان يسكن بدرب السلسة، وصلى إماما في الصلوات الخمس بالمدرسة النظامية، وتولى الخزن بالديوان، وكان قد شهد عند قاضى القضاة أبى الحسن على بن أحمد الدامغاني في ولايته الثانية في يوم الاثنين الخامس والعشرين من رجب سنة إحدى وسبعين وخمسمائة فقبل شهادته.
قرأ القرآن بالروايات الكثيرة عن أبى الكرم المبارك بن الحسن الشهرزورى وأبى الحسن على بن أحمد اليزدى وخلق كثير غيرهم، وكتب بخطه كثيرا، وطلب الحديث بنفسه فسمع الكثير من القاضى محمد بن عمر بن يوسف الامورى وأبى بكر محمد بن عبيد الله بن نصر بن الزاغونى وجماعة غيرهما، وكتب بخطه كثيرا وحصل الاصول، وقرأ بنفسه على المشايخ، كتبت عنه، وكان ثقة ثبتا ورعا متنزها عفيفا صالحا متدينا(5/12)
مليح السمت جميل السيرة نبيلا، وكان قد سمع منه قبلنا رفقاؤه الشريف أبو الحسن على بن أحمد الزيدى وإبراهيم بن محمود بن الشعار، وصبيح النصرى وأبو المحاسن بن عبد الملك بن على الهمذانى وكان أسن منه وأقدم إسنادا.
أخبرنا عمر بن أحمد بن الحسن بن بكرون الشاهد بقراءتي عليه أنبأ أبو الفضل محمد بن عمر الارموى حدثنا أبو الغنائم عبد الصمد بن على بن المأمون أنبأ أبو الحسن على بن عمر الدار قطني حدثنا القاضى أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب الازدي إملاء حدثنا الحسن بن أبى الربيع حدثنا عبد الرازق بن همام أنبأ معمر بن راشد عن همام ابن منبه قال هذا ما حدثناه أبو هريرة - رضى الله عنه - عن محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " إياكم والظن، إياكم والظن، إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تناجشوا ولا تفاسدوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عبادا الله إخوانا " (1).
قرأت في كتاب العدل لابي المعالى أحمد بن عمر بن بكرون قال: شاهدت بخط جدى قال: رزقت ولدى أبا حفص عمر ضحوة نهار يوم الثلاثاء ثالث عشرين شهر رمضان من سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة.
توفى شيخنا عمربن أحمد بن بكرون في صبيحة يوم الاثنين العاشر من رجب من سنة سبع وتسعين وخمسمائة، وحضرت الصلاة عليه بالمدرسة النظامية وكان الجمع متوافرا، ودفن، بمقابر الشهداء من باب حرب.
1105 - عمر بن أحمد بن الحسين، أبو حفص الضرير: من أهل الحربية، سمع أبا الحسين أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف، وحدث باليسير سمع منه عبد المغيث بن زهير الحربى وجماعة من شيوخنا، وروى عنه يعقوب وعبد المحسن ابنا يوسف بن عمر الحربى.
أنبأ عبد المجيب بن أبى القاسم بن زهير وأبو البركات ناصر بن جامع بن بختيار وعمر بن أبى بكر بن الدردانه قالوا أنبأ الشيخان الصالحان يوسف بن عمر بن الحسين النساج وعمر بن أحمد بن الحسين الضرير المقرئ قراءة عليهما في جامع الحربية في مستهل ربيع الاخر سنة أربعين وخمسمائة قالا: أنبأ أبو الحسين أحمد بن عبد القادر بن
__________
(1) انظر الحدث في: صحيح البخاري 2 / 896.
ومسند أحمد 2 / 312.
(*)(5/13)
محمد بن يوسف قراءة عليه في ثانى ربيع الاول سنة أربع وثمانين وأربعمائة أخبرنا أبو على الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان أنبأ أبو الحسن على بن محمد بن الزبير القرشى الكوفى ببغداد أنبأ أبو الحسن على بن الحسن بن فضال الكوفى بالكوفة حدثنا الحسين بن نصر بن مزاحم العطار حدثنى أبى حدثنا تليد بن سليمان عن أبى الجحاف عن عطية العوقى عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إنى مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن (1) تضلوا كتاب الله عزوجل وأهل بيتى " (2).
1106 - عمر بن أحمد بن الحسين بن أحمد الوراق، أبو حفص المقرئ الصوفى: من أهل همدان، قدم بغداد في صباه وسمع بها أبا غالب محمد بن الحسن أحمد الباقلانى وأبا الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفى وأبا الحسن بن العلاف، وسمع بأصبهان أبا الفتح أحمد بن محمد الحداد وأبا على الحسن بن أحمد الحداد وأبا القاسم غانم البرجى وأبا المعالى حماد بن منصور بن المظفر بن أبى الاسود، وبزنجان أبا بكر أحمد بن محمد بن زنجويه، وبدمشق أبا الوحش سبيع بن المسلم بن قيراط، وقرأ عليه القرآن، وقدم بغداد في ذى القعدة سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة وحدث بها، روى عنه شيخنا أبو الفرج بن الجوزى.
أنبأ ابن الجوزى أبو الحفص عمر بن أحمد بن الحسين الوراق الهمذانى بقراءتي عليه أنبأ أبو غالب محمد بن الحسن الباقلانى أنبأ القاضى أبو العلاء محمد بن على بن يعقوب الواسطي أنبأ أبو نصر أحمد بن محمد بن الحسن النيازكى أنبأ أبو الخير أحمد ابن محمد الكرماني حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبد حدثنا الوليد بن العيزار قال سمعت أبا عمرو الشيباني يقول حدثنا صاحب هذه الدار - وأومى بيده إلى دار عبد الله قال: سألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم أي العمل أحب إلى الله عز وجل ؟ قال: " الصلاة على وقتها "، قلت ثم أي ؟ قال: " بر الوالدين "، قلت:، ثم أي ؟
قال: " ثم الجهاد في سبيل الله عزوجل " (3).
أخبرنا الحسن بن محمد بن الحسن الشافعي بدمشق قال سمعت عمى أبا القاسم على بن القاسم الحافظ يقول: عمر بن أحمد بن الحسين بن أحمد أبو حفص الهمذانى * (هامش 9 * (1) في الاصل: " تمسكوا بها لم تضلوا ".
(2) انظر الحديث في: " الجامع الكبير " 1 / 307.
(3) الحديث في: صحيح البخاري 1 / 76.
(*)(5/14)
الصوافى الوراق كتبت عنه بهمذان.
وكان شيخا صالحا.
يوم في بعض المساجد.
ذكر شيخنا ابن الجوزى أنه ولد في سنة إحدى وسبعين وأربعمائة.
أخبرني أبو الحسن بن القطيعى قال سمعت أحمد بن الحافظ أبى العلاء الهمذانى يقول: توفى عمر بن أحمد بن الحسين الوراق يوم الاربعاء، ودفن يوم الخميس تاسع جمادى الاخرة سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة وكنت فيمن صلى عليه.
1107 - عمر بن أحمد بن شجاع، أبو حفص البغدادي: حدث عن والده بحديث، تقدم ذكرنا له في ترجم ة أبيه في الاحمديين.
1108 - عمر بن أحمد بن عبد الملك بن أبى على الدقاق، أبو حفص بن أبى بكر، المعروف بابن صفية: من أهل باب الازج، سمع أبا الفضل محمد بن عمر بن يوسف الارموى وأبا القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن بن البناء وأبا الحسن على بن عبد العزيز السماك، كتبت عنه، وكان دلالا في الدقيق والحبوب، صحيح السماع لا بأس به.
أخبرنا عمر بن أحمد بن صفة بقراءتي عليه أنبأ أبو الفضل محمد بن عمر الارموى أنبأ أبو الحسن جابر بن ياسين العطار أنبأ عمر بن إبراهيم بن أحمد الكتاني حدثنا عبد الله بن محمد البغوي حدثنا محمد بن جعفر الوركانى حدثنا أيوب بن جابر عن سماك
ابن حرب عن النعمان بن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " اتقوا النار ولو بشق تمرة " (1).
بلغنا أن عمر بن صفية توفى بالموصل في سنة اثنتين وستمائة.
1109 - عمر بن أحمد بن عبيد الله دحروج، أبو حفص القزاز: من أهل الحريم الطاهري، وهو أخو أبى بكر محمد وعثمان - وقد تقدم ذكرهما، سمع أبا محمد عبد الله بن محمد الصريفينى وأبا الحسين أحمد بن محمد بن النقور وأبا القاسم على أحمد بن محمد وأبا القاسم على بن اليسرى، روى عنه شيخانا عمر ابن محمد بن معمر بن طبرزد المؤدب وأبو حامد عبد الله بن مسلم بن ثابت بن النحاس البزار.
__________
(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 890.
ومسند أحمد 1 1 / 388.
(*)(5/15)
أنبأ أبو حامد بن النحاس أنبأ عمر بن أحمد بن عبيد الله القزاز قراءة عليه في صفر سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة وأنبأ أبو على ضياء بن أحمد بن أبى على وعمر بن محمد المؤدب قراءة عليه قالا أنبأ محمد بن عبد الباقي البرازى قراءة عليه وأنبأ أبو بكر محمد ابن المبارك بن محمد البيع وزوجه فرحة بنت عبد الجبار قالا أنبأ أحمد بن على بن عبد الواحد الدلال وأنبأ أبو اليمن زيد بن الحسن الكندى بدمشق أنبأ أبو الفتح عبد الله ابن محمد البيضاوى ببغداد وأنبأ أبو المعالى محمد بن وهب الدمشقي قدم علينا بغداد وأبو العباس الخضر بن كامل بقراءتي عليه بدمشق قالا أنبأ ياقوت البخاري قالوا جميعا أنبأ أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد الصيرفينى قراءة عليه أنبأ أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن إملاء حدثنا أبو عمر محمد بن يوسف إملاء حدثنا عثمان بن هشام بن الفضل بن دلهم حدثنا أبو قطن عمرو بن الهيثم حدثنا عبد العزيز ابن أبى سلمة عن قدامة بن موسى عن أبى صالح السمان عن أبى هريرة رضى الله
عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمرى وأصلح لي دنياي التى فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر " (1) أخبرني شهاب الحاتمى بهراة حدثنا أبو سعد بن السمعاني من لفظه قال: عمر بن أحمد بن دحروج شيخ صالح، كتبت عنه، وتوفى في شعبان سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة، ودفن بباب حرب.
1110 - عمر بن أحمد بن على بن إبراهيم بن عيسى بن جرير بن موسى، أبو حفص البغدادي (2): حدث بها عن أبى العباس محمد بن يونس بن موسى القرشى وأبى محمد الحارث ابن محمد بن أبى أسامة التميمي والقاضى أبى محمد يوسف بن يعقوب بن إسماعيل الازدي وأبى بكر أحمد بن عبد الله الخلال وأبى جعفر بن جرير الطبري وأبى بكر جعفر بن محمد الفهرياني روى عنه أبو الحسن على بن يحيى بن جعفر بن عبد كويه وأبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن عبد الرحمن الصيرفى الحسنابادى وأبو نعيم أحمد بن عبد الله بن إسحاق الحافظ وأخوه عبد الرازق الاصبهانيون، وكان ضعيفا، عامة حديثه مناكير وغرائب.
__________
(1) انظر الحديث في: صحيح مسلم 2 / 349.
(2) انظر ترجمته في: لسان الميزان 4 / 283.
(*)(5/16)
كتب إلى أبو جعفر محمد بن أبو بكر لامع ابنا أحمد بن نصر الصيدلانى أن أبا على الحسن بن أحمد الحداد أخبرهما عن أبى نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ونقلته من خطه من معجم شيوخه حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن على بن إبراهيم بن عيسى ابن جرير البغدادي بالبصرة وكان ضعيفا.
وأنبأ محمد ولامع كتابة عن أبى على الحداد بن طلحة بن عبد الرازق بن عبد الله الاصبهاني أخبره أنبأ أبى قراءة عليه في معجم شيوخه حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد ابن على بن إسحاق بن إبراهيم بن عيس بن جبير البغداى بالبصرة سنة ست وخمسين حدثنا محمد بن يونس الكديمى حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل حدثنا إسرائيل عن أبى إسحاق عن هبيرة عن على رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " يا على إن الله أمرنى أن أتخذ أبا بكر والدا، وعمر مشيرا، وعثمان سيدا، وأنت يا على ظهرا، ثم أخذ الله ميثاقكم في أم الكتاب: لا يحبكم إلا مؤمن تقى ولا يبغضكم إلا فاجر شقى، أنتم خلفاء أمتى وعقد ذمتي وولاة الامر بعدى، وأنتم حجتى غدا بين يدى الله على أمتى " (1).
أنبأنا محمد بن عبد الملك الواعظ حدثنا عبد الجليل بن محمد الحافظ إملاء حدثنا أبو مطيع محمد بن عبد الواعظ الاديب أنبأ أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن عبد الرحمن الصيرفى الحسناباذى الشيخ الزاهد حدثنا عمر بن أحمد بن إبراهيم البغدادي بالابلة حدثنا أبو محمد الحارث بن أبى أسامة حدثنا عبد الوهاب بن عطاء أنبأ سعيد ابن أبى عروبة عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " استرشدوا العاقل ترشدوا ولا تعصوه قتندموا " (2).
وهذا الحديث رواته كلهم ثقات والحمل فيه على عمر بن أحمد البغدادي فإنه منكر المتن.
1111 - عمر بن أحمد بن علي، أبو المفاخر الانصاري: قاضى الحويزة من أعمال خوزستان، كان يافعة زمانه وفريد عصره وأوانه، وله الشعر الحسن المليح والمعاني المطبوعة، وله شعر كثير والغالب عليه الهجو والخلاعة والمجون، قدم بغداد ومدح بها الوزير أبا القاسم على بن طراد الزينى.
__________
(1) انظر الحديث في: كنز العمال 6 / 160.
(2) انظر الحديث في: لسان الميزان 4 / 283.
(*)(5/17)
كتب إلى أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب الاصبهاني ونقلته من خطه قال أنشدني أبو نصر بن حامد شيخ الركبة قال أنشدني أبو المفاخر عمر بن أحمد الانصاري لنفسه في الوزير بن طراد الزينى من قصيدة مدحه بها ببغداد: وذمر من الانصار ليس يعوق * إذا نام من ايجاد حرب يضيرها دعوت قلبى والرماح شواهر * فحطمها والخيل تدمى نحورها ثمة فروته من دواته حرب (1) * حماه إاذا وافى النسيل يديرها أشاد المعالى بالعوالى ومن يرد * جسام المعالى فالنفوس تهورها يثيب دمى القوم فيها معزل * ولا يركب الاخطار إلا خطيرها أحدك يا أيام ليلى بذى البقا * عوائد لكن نفسه وغرورها ويا حجة تأتى على حميدة * إذا انتظمت فيها يسوء شهورها سلوا الليلة الليلاء عنى فانني * ليست دجاها والمنايا ضميرها وخاض غمار الموت في متمطر * ولا ينثل الارضين إلا خبيرها كأنى منه في شغاف عماية * بحيث بنى سفانها ودثورها فشبعنى قلب على الهم أصمع * ونفس بناها عن عماها خبيرها ورواية عتل تعسف بعد ما * شكى الاين حايها وحار نصيرها إلى شرف الدين استقلت مطالبي * ولامنية إلا إلى مصيرها دعاه أمير المؤمنين إلى التى * يناط يتأييد السماء أمورها فقالم بها لا ضالعا تحت عبها * ولاواكد أعيت عليه شعورها يكفل بالارزاق حتى إذا غداد تتبعه من كل أرض نشورها غدون خماصا والطفرى بسحتها * وعدن بطانا داميات طفورها
ولما أثار الكفر نقعا توهمت * أهيل الفلا أن قد أ حم ظهورها فقاتلهم بالله والدين فاثبتوا * عزيز تولى المسلمين ظهورها لفازت [...] (2) السبق في كل حلبة * جيوش أمير المؤمنين أميرها لقد هز عطفيها الخلاف بهجة * لدن هو وإليها وأنت وزيرها تناوعتما سمعت العلى وفزعتما * ثنايا إلى ساقى الحجيج جدورها وأيدتما قرباكما بقرائن * [ من ] (3) المجد لا يخشى انتكاثا مريرها
__________
(1) هكذا في الاصل.
(2) بياض في الاصل.
(3) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(5/18)
وأوليتما أمنية المرء بسطة * إذا زيد عن ورد الامانى سميرها فأصبحت الدنيا تلفص جورها * وقد سهلت للمجدلين وعورها فلا بن طراد في الخطوب ثراعها * كما لامير المؤمنين سريرها وكم مادح زجى إليك قصائدا * مجادلة أعجازها وصدورها ترد القوافى لو تكون نواطقا * فتشكوك ما قد سامها تنحيرها أجل ترد الطير المياه شوارعا * وليس سواء بومها وصقورها كتب إلى أبو عبد الله الاصبهاني ونقلته من خطة قال: هجا عمر بن أحمد بن على الانصاري الامير بدر بن معقل الاسدي فقبض عليه وعلى ولده وغرقهما بعد سنة خمس وأربعين وخمسمائة.
1112 - عمر بن أحمد بن على الكبشى، أبو حفص الملقب بالخرقى: من أهل الحربية، سمع [ أبا ] (1) القاسم عبيد الله بن أحمد بن عبد القادر بن محمد ابن يوسف، وحدث باليسير، سمع منه شيخنا أحمد بن سامان الحربى ورفيقنا مبارك
ابن مسعود الرصافي، وروى لنا عنه حديثا واحدا.
سمعت أبا عبد الله محمد بن النفيس بن منجب الشاهد يقول: توفى عمر بن أحمد ابن على الكبشى في يوم الخميس سادس عشر جمادى الاولى سنة تسع وثمانين وخمسمائة، ودفن عشية بباب حرب.
1113 - عمر بن أحمد بن عمر بن روش بن عمر، أبو حفص بن أبى العباس الخطيبى الواعظ (2): من أهل زنجان، وكان من أئمة الفقهاء على مذهب الشافعي، قرأ المذهب على القاضى أبى بكر بن إسحاق بن عثمان بن عزيز الزوزنى صاحب أبى إسحاق الشيرازي وعلى أبى عبد الله الحسين بن هبة الله بن أحمد الفلاكى، قدم بغداد حاجا في شهر ربيع الاول سنة إحدى وستين وخمسمائة، وحدث بها بكتاب الاسماء والصفات لابي بكر أحمد بن الحسين بن على البيهقى عن حافده أبى الحسن عبيد الله ابن محمد عن جده، سمعه منه شيخنا حمزة بن محمد بن القيظى (3) الحرانى وابن أخيه عبد اللطيف بن محمد وغيرهما.
__________
(1) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) انظر ترجمته في: طبقات الشافعية للاسنوى 1 / 489.
(3) في الاصل: " القيطى ".
(*)(5/19)
أخبرني عبد اللطيف بن محمد بن على الحرانى أنبأ أبو حفص عمر بن أحمد بن عمر الخطيبى الزنجانى قدم علينا قراءة عليه وأنبأ القاضى أبو الفتح محمد بن أحمد بن بختيار الواسطي قدم علينا قالا أنبأ أبو الحسن عبيد الله بن ممد بن أحمد بن الحسين البيهقى أنبأ جدى أنبأ أحمد بن عبد الله الحافظ حدثنا على بن عيسى الحيرى حدثنا مسدد بن قطن حدثنا عثمان بن أبى شيبة حدثنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن
إسماعيل بن أمية عم أبى الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لما أصيب أخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجوف طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأوى إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش، لما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقليهم قالوا: من يبلغ إخواننا عنا أنا أحياء في الجنة نرزق لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا في الحرب ؟ فقال الله عزوجل: أنا أبلغهم عنكم، فأنزل الله عزوجل * (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون * فرحين) * - الايات (1).
أنبأنا القاضى أبو زكريا يحيى بن القاسم بن المفرح التكريتي المدرس بالنظامية ببغداد قال: عمر بن أحمد بن روشن الخطيبى (2) الزنجاتى الفقيه الواعظ قدم بغداد وحدث بها، وكان فقيها محققا فاضلا في علم المذهب والخلاف والاصول، فصيح اللسان مليح المناظر متأيدا في كلامه يكاد يعده سامعه عدا، نزل بدار الكتب العتيقة بالمدرسة النظامية، ووعظ بالنظامية مرارا، وحضر بحلقة النظامية بجامع القصر واستدل في مسألة تعليق الطلاق بالملك فاعترض عليه الشيخ يوسف الدمشقي المدرس بالنظامية.
قرأت بخط القاضى أبو المحاسن عمر بن على القرشى قال: شاهدت بخطه - يعنى عمر بن أحمد الخطيبى الزنجانى - أنه ولد في ذى الحجة إحدى وتسعين وأربعمائة.
1114 - عمر بن أحمد بن عمر بن سالم، أبو حفص بن أبى بكر المقرئ، المعروف بابن الدردانه (3):
__________
(1) انظر الحديث في: سنن أبى داود 1 / 348.
(2) في الاصل: " الخطمى ".
(3) انظر ترجمته في: لسان الميزان 4 / 285.
(*)(5/20)
من أهل الحربية، قرأ القرآن بالروايات على جماعة، وسمع الحديث من يوسف من عمر الحربى وأبى الفتح بن البطى وغيرهما، كتبت عنه، وكان شيخا صالحا حسن الطريقة متدينا، يقرأ الناس عليه القرآن، وقد ختم عليه خلق كثيرا كتاب الله عز وجل.
أخبرنا عمر بن أحمد المقرئ الحربى قراءة عليه أنبأ يوسف بن عمر بن الحسين الزاهد قراءة عليه أنبأ أبو الحسين أحمد بن عبد العلاء ومحمد بن يوسف أنبأ أبى أنبأ عبيد الله بن محمد بن إسحاق حدثنا عبد الله بن محمد البغوي حدثنا أبو الربيع الزاهرانى حدثنا جعفر بن مالك بن دينار قال سألت عكرمة: ها يذكر الله ا لرجل في نفسه وعلى حاجته ؟ قال: بقلبه أما بلسانه فلا.
توفثى عمر بن أحمد [ ابن ] (1) الدردانه في شهر رمضان سنة إحدى وستمائة ودفن بباب حرب وقد جاوز السعبين.
1115 - عمر بن أحمد بن [...(2)...] عبد الرحمن المخلص حدثنا عبد الله بن محمد البغوي حدثنا سويد حدثنا فرج بن فضالة عن لقمان بن عامر بن أبى إمامة قال: حججت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حجة الوداع فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: " ألا لعلكم لا تروني بعد عامى هذا " - ثلاث مرات، فقام إليه رجل طوال أشعت كأنه من أزد شنوءة فقال: يارسول الله فما الذى نفعل ؟ قال: " اعبدوا ربكم وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وحجوا بيت ربكم وأدوا زكاتكم طيبة بها أنفسكم تدخلوا جنة ربكم عزوجل (3) ".
سألت الشريف أبا البركات الزيدى عن مولده فقال: في صفر سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
وتوفى يوم الاثنين العشرين من جمادى الاولى سنة عشر وستمائة فجأة بعد أن صلى بالناس إماما صلاة العصر ودخل منزله فلحقه ألم بفؤاده فمات في وقته، وصلى
عليه من الغد بالمدرسة النظامية ودفن بمقابر قريش.
__________
(1) مابين المعقوفتين من الاصل.
(2) بياض في الاصل.
(3) انظر الحديث في: كنز العمال 3 / 62.
(*)(5/21)
1116 - عمر بن أحمد بن منصور بن محمد بن القاسم بن حبيب بن عبدوس الصفار، أبو حفص بن أبى نصر بن أبى سعد بن أبى بكر، الفقيه الشافعي: من أهل نيسابور، كان ختن أبى نصر بن القشيرى، وكان إماما كبيرا فقيها فاضلا مفتيا مناظرا مبرزا، سمع الحديث الكثير بافادة جده لامه إسماعيل بن عبد الغافر بن يوسف المراغى وأبى بكر الفارسى بن أبى المظفر بن عمر بن الانصاري وأبى بكر أحمد بن على بن خلف الشيرازي وأبى الحسن على بن أحمد المدينى وأبى تراب عبد الباقي بن يوسف المراغى وأبى بكر محمد بن سهل السراج وأبى سهل عبد الملك بن عبد الله الدشتى وأبى سعيد عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن القشيرى وأبى سعيد إسماعيل بن عمرو البحيرى وأبى سعد على بن أبى صادق الحيرى وأبى نصر عبد الله بن الحسين بن محمد بن هارون وغيرهم، وقدم بغداد حاجا في سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة، وحدث بها بكتاب التيسير في التفسير لابي نصر القشيرى وحكايات الصوفية لابن باكويه وغير ذلك من الاجزاء، وألقى بها الدرس في المذهب والاصول، سمع منه يوسف بن محمد بن مقلد الدمشقي وأبو الفضل أحمد بن صالح ابن شافع الجيلى، وروى لنا عنه من أهل بغداد سليمان وعلى ابنا محمد بن على الموصلي، وكان ثقة ثبتا صدوقا.
أخبرنا على بن محمد بن على الموصلي - وكان ثقة - أنبأ أبو حفص عمر بن أحمد ابن منصور الصفار قدم علينا بغداد حاجا في شهر ربيع الاول من ستة ثلاث وأربعين
وخمسمائة أنبأ أبو سهل عبد الملك بن عبد الله بن محمد الدشتى أنبأ الاستاذ أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي (1) أنبأ أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن هلال حدثنا يحيى بن الربيع المكى حدثنا سفيان بن عيينة حدثنى العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبنى صلى الله عليه وآله وسلم قال: " قال عزوجل: قسمت الصلاة بينى وبين عبدى فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال: فحمدني عبدى، وإذا قال: الرحمن الرحيم، قال: فحمدني عبدى أو أثنى على عبدى، وإذا قال: مالك يوم الدين، قال: فوض إلى عبدى، وإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال: هذه بينى وبين عبدى ولعبدي ما سأل، وإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، آمين، قال: هذه لك " (2).
__________
(1) " بن محمش الزيادي، مكانها مطموس في الاصل.
(2) انظر الحديث في: صحيح مسلم 1 / 170.
(*)(5/22)
أخبرنا أبو الحسن بن الموصلي أنبأ عمر بن أحمد بن الصفار أنبأ أبو سهل الدشتى أنبأ أبو عبد الله بن باكويه أنبأ أحمد بن محمد بن حمدون أنبأ أبو بكر بن دريد [ أنبأ ] أبو حاتم السجزى عن أبى زيد عن هشام بن حسان قال كان الحسن يقول: لاتأت أحدا إلا رجلا ترجو نواله أو تخاف يده أو تستفيد من علمه أو ترجو بركة دعائه.
وأخبرنا على بن محمد أنبأ عمر بن الصفار حدثنا أبو الحسن على بن أحمد بن محمد المدينى إملاء قال سمعت الحاكم أبا بكر محمد بن إبراهيم المشاط يقول سمعت محمد بن أبى إسماعيل العلوى يقول سمعت جعفر بن نصير الخلدى يقول: لطف الجاهل يعقبك الغرور وتوبيخ العالم يعقبك () 1) السرر.
وأخبرنا على بن الموصلي أنشدنا عمر بن الصفار [ أنشدنا ] أبو نصر عبد الله بن الحسين بن محمد بن هارون أنشدنا أبو سعد بن دوست أنشدنا أبو بكر ا الطرازى
انشدنا محمد بن الحسن محمد بن دريد لنفسه: ودعته حين لا يودعه * روحي ولكنها تسير معه ثم افترقنا وفى القلوب له * ضيق مكان وفى الدموع سعه وأخبرنا ابن المصلى أنبأ ابن الصفار أنشدنا أبو سعيد عبد الواحد بن عبد الكريم القشيرى أنشدنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكرماني أنشدنا أبو الفتح البستى لنفسه: إذا لم يكن للمرء نفس كريمة * تهش إذا أوحت إليه النصائح فلا مطمع في رشده وصلاحه * وإن صاح يوما بالنصائح ناصح أخبرني شهاب الحاتمى بهراة حدثنا أبو سعد بن السمعاني من لفظه قال: عمر بن أحمد بن منصور الصفار إمام فاضل بارع مبرز، من بيت العلم والحديث يفتى ويناظر، وكان مكثرا من الحديث، وكتبت عنه بنيسابور وسألته عن مولده، فقال: في ذى القعدة سنة سبع وسبعين وأربعمائة، وتوفى بنيسابور يوم عيد الاضحى سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة.
1117 - عمر بن أحمد بن هلال بن الحسن بن رزق الله، أبو القاسم الدقاق: حدث عن أبى بكر بن أحمد بن يعقوب بن ستيتة البزار، روى عنه الحاكم
__________
(1) في الاصل: " لعقبك ".
(*)(5/23)
أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن البيع النيسابوري في معجم شيوخه.
قرأت على أبى عبد الله أحمد بن محمد بن الحيرى عن الخضر بن الفضل بن عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن منده أخبره عن الحاكم أبى عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري قال حدثنى أبو القاسم عمر بن أحمد بن هلال بن رزق الله الدقاق ببغداد حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن ستيتة البزار حدثنا جدى حدثنا سعيد بن
عامر حدثنا حبيب بن الشهيد عن بكر بن عبد الله المزني عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أهل بهما جميعا.
1118 - عمر بن أحمد بن الهيثم بن سام، أبو بكر القاضى: روى عن أبى بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابى كتابي في " الاسماء والكنى "، يكتب عنه القاضى أبو عمرو عثمان بن عبد الله بن إبراهيم العجلى الكرخي ثم الطرسوسى بطرسوس، وروى عنه بكفر طاب في سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة، وروى أيضا عن القاسم بن موسى بن خاقان، روى عنه أبو عمران الحسين الموصلي (1).
قرأت على أبى غانم المهذب بن الحسين بن محمد بن الحسين بن زيبة الاصبهاني بفيروزان عن عم والده أبى عاصم أحمد بن الحسين أنبأ حمد بن الفضل الخواص إذنا حدثنا أحمد بن أبى القاسم الهمداني حدثنا أحمد بن أبى عمران حدثنى أبو عمران الحسين بن عمران الموصلي أنبأ عمر بن أحمد بن الهيثم البغدادي حدثنا القاسم بن موسى بن خاقان عن محمد بن قاسم الاسدي عن سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " النظر إلى وجه على بن أبى طالب عبادة " (2).
1119 - عمر بن أحمد بن يحيى بن عبد الصمد، أبو القاسم البقال.
المعروف بابن الرويح، والد أبى بكر أحمد الذى ذكره الخطيب في التاريخ: حدث عن أبى عبد الله الحين بن محمد بن عقير الانصاري وأبى القاسم عبد الله ابن محمد البغوي ويحيى بن محمد بن صاعد وأبى حامد محمد بن هارون الحضرمي وأبى أحمد عبد الواحد بن المهتدى بالله وأبى على إسماعيل بن العباس الوراق، روى عنه القاضى أبو الحسن بن إسماعيل بن سينك وقد ذكره عبد الرازق بن عبد الله بن
__________
(1) في الاصل: " أبو عمران الحسين أنبأ أحمد بن الفضل الموصلي ".
(2) انظر الحديث في: الجامع الكبير لسيوطي 1 / 452.
(*)(5/24)
أحمد بن إسحاق الاصبهاني أخو أبى نعيم الحافظ في معجم شيوخه، وذكر أنه سمع منه ببغداد بباب الطاق ولم يخرج عنه شيئا.
أنبأنا عبد الوهاب الامين عن أبى الفضل الفارسى أنبأ أبو نصر على بن هبة الله ابن على الجرباذقانى (1) أنبأ القاضى أبو الحسن بن إسماعيل بن سنبك قال قرئ على أبى القاسم عمر بن أحمد بن يحيى بن عبد الصمد بن الرويح البقال وأنا أسمع حدثك أبو عبد الله بن عفير حدثنى شعيب بن سلمة بن محمود بن الاشعث حدثنا إبراهيم بن صرمة الانصاري حدثنا يحيى بن سعيد الانصاري حدثنا أبو بكر بن المنكدر عن عطاء بن يسار عن السائب بن خلاد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " من أخاف أهل المدينة أخافة الله وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين " (2).
1120 - عمر بن أحمد بن يوسف بن محمد بن العقيس، أبو القاسم: من أهل باب البصرة، هكذا رأيت نسبه بخطه بفتح العين وكسر القاف وأخره سين مهملة، سمع كثيرا من أبى السعود أحمد بن على بن المجلى وكتب بخطة، وكان يكتب خطا حسنا.
وأظنه توفى شابا ولم يحدث.
قرأت في كتاب عمر بن المبارك بن سهلان بخطه قال: مات أبو القاسم عمر بن أحمد بن العقيس في ذى الحجة سنة تسع وثلاثين وخمسمائة ودفن بمقبرة الجامع.
1121 - عمر بن أحمد، المعروف بالطيار: حكى بسر من رأى عن أبيه، روى عنه أبو الطيب أحمد بن محمد بن إسماعيل البغدادي.
قرأت أبى على إسماعيل بن عبيد الله المقرئ ببارجان عن أبى القاسم إسماعيل ابن محمد بن الفضل الحافظ أنبأ عبد الصمد بن أحمد بن أبى جابر قدم علينا أنبأ أبو عبد الرحمن البحترى أنبأ أبو أحمد القاسم ابن محمد القنطرى حدثنا عمر بن أحمد المعروف بالطيار بسر من رأى حدثنى أبى قال: اجتمع أهل بغداد إلى المعتصم
واستأذنوا عليه فأذن لخمسة منهم فتقدم شيخ طويل اللحية فقال له الحاجب: تكلم وأوجز ! قال: قل لامير المؤمنين انتقل عنا فإنا لانساكنك ولا نرضى بجوارك، فقال
__________
(1) في الاصل: " الجردنانى ".
(2) انظر الحديث في: الجامع الصغير 2 / 137.
(*)(5/25)
المعتصم: وإلا فأيش ؟ فقال له الحاجب: وإلا فأيش ؟ فقال: نقاتلك، فقال له: قل له: بم تقاتلون ؟ قال: بالسابات في السحر سهام الليل، فبكى المعتصم وقال لى: لا طاقة بسهام الليل، وارتحل من بغداد، فسار إحدى وعشرين فرسخنا وابتنى سر من رأى إلى أن مات بها.
1122 - عمر بن أحمد الخزاز السامري: قرأت على أبى محمد بن منده بأصبهان عن محمد بن أحمد السكرى بن القاسم بن الفضل الثقفى اخبره أنبأ أبو أحمد عبد الله بن عمر بن عبد العزيز الكرخي قال حدثنى أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن عمر الطهراني حدثنا الخزاز السامري حدثنا أحمد بن الحسن الواسطي حدثنا أحمد بن الحسن الوسطي حدثنا أحمد بن غالب غلام الخليل حدثنا هدبة بن خالد عن حماد بن سلمة في قول الله عزوجل لما قال للسماوات والارض * (ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين) *.
أجابت أرض أصبهان فأصبهان فم الدنيا ولسانها (1).
1123 - عمر بن أحمد، أبو القاسم الحربى: حدث بنيسابور عن إسحاق بن إبرايم بن يونس المنجنيقى وأحمد بن الفضل الربعي المعروف بسندانة وأبى أحمد عبد الله بن عدى وأبى بكر أحمد بن إسماعيل الاسماعيلي الجرجانيين، روى عنه أبو الحسن على بن محمد الطرازى وأبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمى النيسابوري.
قرأت على حامد بن محمد الصباغ بأصبهان عن عبد الجليل بن محمد الحافظ أنبأ أبو القاسم لاحق بن محمد التميمي إذنا عن أبى الحسن على بن محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان الطرازى حدثنا أبو القاسم عمر بن أحمد البغدادي الحربى الحافظ بنيسابور سنة خمس وستين وثلاثمائة حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس المنجنيقى حدثنا عناد بن السرى حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال حدثنى يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة رضى الله عنها قالت: كان نعيم رجلا نماما فدعاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إن اليهود بعثت إلى إن كان يرضيك أن تأخذ رجالا رهنا من قريش وغطفان من أشرفهم فندفعهم إليك فتقتلهم فخرج من عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأتاهم
__________
(1) على الهامش مانصه: " آخر الجزء، وهو آخر المجلد الثاني والعشرين من الاصل، ونتلوه في الذى بعده إن شاء الله تعالى ".
(*)(5/26)
وأخبرهم بذلك فلما ولى نعيم (1) قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " أن الحرب خدعة " (2).
كتب إلى أبو جعفر وأبو بكر محمد ولامع ابنا أحمد بن نصر الصيدلانى أن أبا على الحسن الحداد أخبرهما عن أبى الوفاء مهدى بن طراز الواعظ حدثنا أبو عبد الرحمن السلمى أنبأ أبو القاسم عمر بن أحمد الحربى حدثنا أحمد بن الفضل الربعي حدثنا أحمد بن يحيى ثعلب حدثنا الزبير أن بعض أهل منبج (3) قال: نزل الحكم بين أظهرنا وكنا فقراء فاستغنينا كلنا، قيل: وكيف ذلك ؟ قال: علمنا مكارم الاخلاق فجاد غنينا على فقيرنا فاستغنينا.
قرأت على عبد اللطيف بن محمد الجوهرى عن طاهر بن محمد بن طاهر قال كتب إلى أبو بكر أحمد بن على بن خلف النيسابوري حدثنا [ أبو ] (4) عبد الرحمن السلمى إملاء قال سمعت عمر بن أحمد الحربى يقول سمعت أحمد بن الفضل الربعي حدثنا محمد بن يزيد حدثنا عمرو بن بحر البصري قال: استعار منى شيخ من أهل العلم كتابا
فيه مآثر غطفان فحبسه مدة ثم رده وقال لى: يا ابن أخى ذهبت المكارم الامن الكتب.
أنبأنا ذاكر بن كامل ويحيى بن أسعد وجماعة وقالوا: كتب إلينا أبو على الحداد أن أبا الوقت البغدادي أخبره أنشدنا أبو عبد الرحمن السلمى أنشدنا عمر بن أحمد الحربى أنشدنا أحمد بن عبد الله الهاشمي لنفسه: حربكم (5) في كل حال فكنتم * لراجى نداكم عاضا غير ماطر سواء على الغادى إليكم لفاقة * إذا زاركم [ أو ] (6) زار أهل المقابر قرأت على أبى عبد الله الحنبلى بأصبهان عن أبى المحاسن الجوهرى قال: كتب إلى ظفر بن الداعي العلوى أن أبا عبد الرحمن السلمى أخبره قال أنشدني عمر بن أحمد الحربى قال أنشدني أبو الحسن بن سكرة الهاشمي لنفسه: في وجه إنسانة كلفت بها * أربعة ما اجتمعن في أحد
__________
(1) في الاصل: " نعيمان ".
(2) انظر الحديث في: كنز العمال 5 / 283.
(3) في الاصل: " منبح ".
(4) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(5) هكذا في الاصل.
(6) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(5/27)
الخد ورد والصدغ غالية * والريق خمر والثغر من برد في كل جزء لجسمها بدع * تودع قلبى بدائع الكمد 1124 - عمر بن أحمد العطار: والد محمد بن العنبري الشاعر - وقد ذكره الخطيب في " التاريخ، حكى عن
جعفر بن محمد بن نصر بن الخلدى حكاية رواها عنه ولده.
قرأت على يوسف بن أحمد بن الحسين الدباس عن أبى على الحسن بن المظفر بن الحسن بن السبط الهمداني أنبأ والدى قال: وجدى أبو بكر محمد بن عمر بن أحمد العطار المعروف بالعنبرى ببغداد على الشط قال حدثنى أبو جعفر الخلدى قال: حججت سنة من السنين صحبني بعض الصوفية، وكان ممن يشار إليه بالعلم والمعرفة فأضافنا الطريق إلى جبل وكنا جماعة فاستسقيناه ماء ولم يكن بالقرب ماء فأخذ ركوة وأمى بها إلى الجبل فسمعت خرير الماء بأذنى حتى امتلات الركوة فسقى الجماعة وكانت عينى إلى الموضع فلا أرى الماء أثر ولاسقاء في الجبل، قال المظفر ابن السبط قال لنا الشيخ قال لنا والدى: فسألت جعفر عن هذا فقال: كرامة الله لاوليائه.
1125 - عمر بن أحمد، أبو القاسم البلخى الشاهد، يعرف بابن الخرقى: ذكر هلال بن المحسن الكاتب في تاريخه ونقلته من خطه أنه توفى في ليلة السبت السادس من شوال سنة ثمانين وثلاثمائة.
1126 - عمر بن أحمد، أبو القاسم الغراد: قرأت على أبى الحسن بن المقدسي بمصر عن أبى طاهر السلفي أنبأ أبو على أحمد ابن محمد بن أحمد البردانى فيما قرأت عليه قال سمعت أبى أبا الحسن يقول: توفى أبو القاسم عمر بن أحمد الغراد المعروف بابن الابرار الشيخ الصالح يوم الاثنين ثامن عشر جمادى الاولى سنة خمس وعشرين وأربعمائة، ودفن بباب حرب.
1127 - عمر بن أحمد بن الكواز الزاهد: من ساكنى الجعفرية، كان من عباد الله الصالحين، بأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وله أصحاب وأتباع يوافقونه على ذلك.(5/28)
حدثنى أبو الرضا المبارك بن سعد الله الواسطي جارنا غير مرة قال: كان ابن الكواز واصحابه لا يمكنون أحدا يعير عليهم معه خمر أو نبيذ إلا أراقوه، وكان ذلك في أراقوه، وكان ذلك في أيام السلطان مسعود والاعجام وأتباعهم والعسكرية وغلمانهم حينئذ كثيرون ببغداد، واشتد إنكار ابن الكواز عليهم وكثر حتى رفعوا ذلك إلى السلطان، فاتفق في بعض الايام التى كان السلطان في مجلس له مشرف على دجلة وقد عبى له فيه الفواكه والرياحين وقرابات الخمر والمغانى وهو مشغول بشأنه فاجتازت سفينة في الشط فيها ابن الكواز وأصحابه قد رجعوا من زيارة قبرذ أحمد بن حنبل، فقال بعض من كان في مجلس السلطان: هذا ابن الكواز الذى يؤذينا، فأمر السلطان بإحضاره فجئ به سريعا إلى بين يديه فقال له: يا شيخ ما تظهر قوتك ولانكارك إلا على غلام عاجز أوخربنده ما معه قيمة شئ تافه حقير إن كنت تريد أن تعمل شيئا له قيمة وقدر فأظهر قوتك علينا واراق ما في مجلسنا ومجالس أكابر من يخدمنا، وإلا مافى فعلك معنى، فقال: يا سلطان أنا أنكر على هؤلاء لانهم على قدري، وأما الجبال * (ينسفها ربى نسفا * فيذرها قاعا صفصفا * ولا ترى فيها عوجا ولاأمتا) * فبكى السلطان وقال: قد أذنت لك في صب ماها هنا، فأراقة كله في دجلة، وانفصل ذلك المجلس وتفرق من كان فيه: وخرج ابن الكواز إلى أصحابه جدلا.
قرأت في كتاب أبى الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلى بخطة قال: توفى عمر ابن الكواز المنكر يوم الاثنين سلخ جمادى الاخرة سنة ثلاث واربعين وخمسمائة.
وصلى عليه يوم الثلاثاء مستهل رجب، ذكر غيره أنه دفن بباب حرب.
1128 - عمر بن أبى الازهر بن عامر، أبو حفص الحبار: من أهل باب الازج، سمع بإفادة مؤدبه خلف بن فضلان عن أبى طالب المبارك بن على ابن محمد بن حضير، كتبت عنه شيئا يسيرا، وكان شيخا متيقظا لا بأس
به، مولده بعد الثلاثين وخمسمائة.
أخبرنا عمر بن أبى الازهر الحبار بقراءتي عليه أنبأ أبو طالب المبارك بن على بن محمد بن حضير الصيبرفى من لفظه سنة ثلاث واربعين وخسممائة حدثنا أبو الحسن على بن محمد بن على بن العلاف أنبأ أبو الحسن على بن أحمد بن عمر المقرئ حدثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان حدثنا يحيى بن جعفر بن الزبرقان(5/29)
حدثنا زيد ابن الحباب حدثنا كامل أبو العلاء عن حبيب بن أبى ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في سجوده: " اللهم اغفر لى وارحمني وارزقني واجيرني وارفعني " (1).
توفى عمر بن أبى الازهر في العشر الاخر من صفر سنة ثمان عشرة وستمائة، ودفن بمقبرة الحلال بباب الازج.
1129 - عمر بن أسعد بن بارستكين التركي البغدادي، الفقيه الشافعي: صاحب أبى بكر محمد الشاشى، روى عن الشاشى معتقده في التوحيد.
سمعه منه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبى غالب الخفاف في ذى القعدة سنة سبع عشرة وخمسمائة.
1130 - عمر بن إسماعيل، أبو حفص الصفار: ذكره أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان في معجم شيوخه، وذكر أنه سمع منه ببغداد.
1132 - عمر بن أعز بن عمر بن محمد بن عموديه السهروردى، أبو حفص ابن أبى الحارث الصوفى: أخو شيخنا أبى عبد الله بن أعز الذى تقدم ذكره، سمع أبا الوقت عبد الاول ابن عيسى بن شعيب السجزى وغيره.
كتبت عنه، وكان شيخا لا بأس به، أحد
الصوفية برباط سعادة.
أخبرنا عمر بن أعز بن عمر السهروردى بقراءتي عليه أنبأ عبد الاول بن عيس أنبأ أبو الحسن الداودى أنبأ عبد الله بن أحمد السرخسى حدثنا محمد بن يوسف الفربرى حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري حدثنا آدم حدثنا شعبة قال سمعت أبا عثمان النهدي عن أسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " ما تركت بعدى فتنة أضر على الرجال من النساء " (2).
__________
(1) الحديث في: سنن الترمذي 1 / 38.
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 763.
(*)(5/30)
سألت شيخنا أبا عبد الله محمد بن أعز السهروردى عن مولد أخيه عمر فقال: في رجب سنة اثنتين واربعين وخمسمائة.
وتوفى يوم الاربعاء الثالث من شهر ربيع الاول سنة أربع وعشرين وستمائة، ودفن بالسهلية عند جامع السلطان.
1133 - عمر بن بدر بن عبد الله أبو حفص المغازلى: أحد الفقهاء على مذهب أبى عبد الله أحمد بن حنبل، وله تصانيف في المذهب واختيارات، سمع أبا الحسن على بن محمد بن بشار الزاهد وأبا حفص عمر بن بكار العاقلانى وأبا الفضل جعفر بن محمد الصندلى روى عنه إبراهيم بن أحمد بن عمر بن شاقلا (1)، وعمر بن أحمد البرمكى وعمر بن إبراهيم بن عبد الله بن المسلم العكبرى.
حدثنا أبو حفص عمر بن بدر المغازلى حدثنا أبو الفضل جعفر بن محمد الصندلى أخبرني أبو عمر خطاب بن بشر الوراق قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يذاكر أبا عثمان أبا أمه فقال: يرحم أبا عبد الله ما أصلى صلاة إلا دعوت فيها لخمسة هو أحدهم وما يتقدمه منهم أحد، قال خطاب: وجعلت أسأل أحمد بن حنبل ويجيبني ويلتفت إلى ابن الشافعي فيقول: هذا مما علمنا أبو عبد الله رحمه الله، يعنى الشافعي.
1134 - عمر بن بزيع الكاتب: كان يخلف الربيع بن يونس في وزارته للهادي، فلما مات الربيع بقى عمر هذا في نيابة الوزارة إلى أن مات الهادى، ذكر هذا الصاحب إسماعيل بن عباد في كتاب " الوزارء " من جمعه.
1135 - عمر بن أبى بكر بن عمر، أبو خفص الحكاك الجوهرى: جارنا بالظفرية، كانت له معرفة بالجواهر والخرز والاحجار، وكان سافر بها إلى البلاد في طلب الكسب، اتفق أنه صاحب قاضى القضاة محمد بن جعفر العباسي وقد نفذ رسولا إلى نيسابور، وسمع بقراءته على أبى المعالى عبد المنعم بن عبد الله بن محمد ابن الفضل الفراوى، كتبت عنه شيئا يسيرا، وكان شيخا نظيفا ساكنا قليل المخالطة للناس.
أخبرنا عمر بن أبى بكر الحكاك بقرائتي عليه في منزله أنبأ أبو المعالى عبد المنعم بن عبد الله بن محمد بن الفضل بن أحمد الفراوى قراءة عليه بنيسابور في ذى القعدة سنة
__________
(1) في الاصل: " ساملا " خطأ.
(*)(5/31)
خمس وسبعين وخمسمائة أنبأ جدى أبو عبد الله محمد بن الفضل أنبأ محمد بن أحمد ابن أحمد بن مسرور الزاهد حدثنا بشر بن أحمد الاسفرائينى حدثنا داود بن الحسين البيهقى حدثنا عبد العزيز بن منيب المروزى حدثنا إسحاق بن عبد الله بن كيسان أبو بشر حدثنى أبى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ارتقى المنبر فأمن ثلاثا ثم: " أتدرون ماذا أمنت ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: " جاءني جبريل فأخبرني أنه من ذكرت عنده فلم يصل عليك دخل النار، أبعده الله وأسخطه فقلت: آمين، ومن أدرك والديه أو أحدهما فلم يبرهما فدخل النار، أبعده الله وأسحقه فقلت: آمين، ومن أدرك شهر رمضان فلم يغفر له دخل النار، أبعده الله وأسحقه
فقلت: آمين " (1).
توفى عمر الحكاك بحلب في يوم الخميس التاسع والعشرين من ذى القعدة من سنة ستمائة، ودفن هناك، وقد جاوز السبعين.
1136 - عمر بن أبى بكر بن عمر بن الصياد، أبو محمد: من أهل الحربية، سمع أبا جعفر أحمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف وغيره، كتبت عنه، وكان شيخا صالحا.
أخبرنا عمر بن أبى بكر بن عمر الصياد أنبأ أحمد بن عبد الله بن أحمد قراءة عليه أنبا المبارك بن عبد الجبار بن أحمد أنبأ عمر بن الحسين الخفاف حدثنا عمر بن محمد ابن على الزيات حدثنا عبد الله بن ناجية حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع حدثنى أبى حدثنا زياد بن خثيمة عن محمد بن حجادة عن الحسن عن جندب رضى الله عنه قال: ألا إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " ألا لا يحولن بين أحدكم وبين الجنة وهو يرى بابها مل ء كف من دم امرئ مسلم أصابه بغير حله " (2).
توفى عمر بن الصياد في سلخ سفر سنة تسع وعشرين وستمائة، ودفن بباب حرب، ولعله قارب السبعين.
1137 - عمر بن بكر بن محمد بن أبى سهل، أبو حفص بن أبى على بن أبى بكر السبعى (3):
__________
(1) انظر الحديث في: مسند أحمد 2 / 354.
(2) انظر الحديثفى: صحيح البخاري 2 / 1059.
(3) انظر ترجمته في: الانساب للسمعاني 7 / 63.
(*)(5/32)
نيسابورى الاصل - وقد تقدم ذكر والده، سمع أباه محمد بن يحيى، وحدث باليسير، روى عنه أبو بكر بن كامل، قرأت في كتاب أبى بكر المبارك بن كامل عن
أبى غالب الخفاف بخطة وأنبأنيه عنه ابنه يوسف أنبأ أبو حفص عمر بن بكر بن أبى بكر السبعى وأنبأ عبد الوهاب بن على أنبأ أبى قالا أنبأ أبو محمد الصريفينى أنبأ أبو القاسم بن حبانة (1) حدثنا البغوي حدثنا على بن الجعد أنبأ شعبة وقيس بن حبيب عن أبى ثابت عن ميمون بن أبى شبيب عن المغيرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " من حدث بحديث ويرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين ".
قرأت بخط أبى بكر بن كامل قال: مات عمر السبعى في العشر الاول من رمضان سنة سبع عشرة وخمسمائة.
1138 - عمر بن أبى بكر بن الواسطانى، أبو حفص: من أهل باب الازج سمع أبا غالب أحمد بن الحسن بن أحمد البناء.
وحدث باليسير، روى لنا عنه أبو بكر عبد الله بن أحمد الحبار في مشيخته.
أخبرنا عبد الله الحبار حدثنا عمر بن أبى [ بكر ] (2) بن الوسطانى قراءة عليه أنبا أبو غالب بن البناء أنبأ الحسن بن على الجوهرى حدثنا أبو على الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسى حدثنا أبو الحسن بن الحسين بن معدان حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن راهويه الحنظلي بنيسابور حدثنا عيسى بن يونس حدثنا عبد الله بن عمرو بن علقمة المالكى عن أبى خيثمة عن ابن أبى مليكة عن عائشة رضى الله عنها قالت: جاء بى جبريل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في خرقة حرير أحمر فقال: " هذه زوجتك في الدنيا والاخرة " (3).
1139 - عمر بن أبى بكر الصوفى البغدادي: صحب أبا الخير أحمد بن إسماعيل القزويني وتفقه عليه، ثم صحب [ أبا ] (4) العلاء على بن محمد النيسابوري صهر العبادي، وسلك طريق الصوفية، وسكن برباط الارجوانية بدرب راجى مدة، ثم خرج من بغداد مع عبد الحميد بن عبد اللطيف بن
__________
(1) هكذا في الاصل.
(2) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(3) انظر الحديث في: كنز العمال 6 / 225.
(4) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(5/33)
أبى النجيب السهروردى إلى الشام فأقام بها مدة، ومات عبد الحميد بحلب ووصل والده إلى الشام، فلما فتح صلاح الدين يوسف بن أيوب مدينة عكا جعل فيها عبد اللطيف بن أبى النجيب قاضيا وخطيبا فاستخلف فيها على ذلك إلى أن عاد الافرنج فأخذوها من يد المسلمين، وأسر عمر مدة فييد الافرنج ثم أخذ منه صالح وألحق وعاد إلى بلاد الاسلام فرتب ناظرا في أحوال المسجد الاقصى وعمارته ومصالحه، فلم تحمد سيرته فعزل عن ذلك، وسكن خانقاه الصوفية ببيت المقدس إلى أن أدركه أجله في ذى القعدة من سنة سبع وستمائة، ودفن هناك، وذكر أنه خلف من الورق أربعين ألف درهم.
1140 - عمر بن بندار بن إبراهيم بن على بن الحسن بن إبراهيم بن أحمد بن هبة الله بن موسى العجلى الدينورى، أبو حفص الوراق: ذكر أنه سمع من زيد بن رفاعة ومن أبى عبد الله بن فنجويه بالدينور.
وله منهما إجازة بجميع حديثهما، وإن مولده في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، فأول سماعه في سنة إحدى وثمانين بنهر بغداد، وكتب عنه على بن الحسن بن الصقر الذهلى بخطة قال أنشدني أبو حفص عمر بن بندار بن إبراهيم الدينورى لبعضهم: يا ذا الذى سره في الناس إعلان * أخف الكلام فللحيطان آذان واحفظ لسانك تأمن شر نهشته * أن اللسان على الانسان ثعبان 1141 - عمر بن بنيمان بن عمر بن نصر بن أحمد بن بنيمان الهمداني المستعمل، أبو المعالى: من أهل الحريم الطاهري، وقد تقدم ذكر أخبه أحمد.
أصلهما من همدان، سمع أبا
عبد الله الحسين بن على بن أحمد بن اليسرى وأبا غالب محمد بن الحسن البقال وأبا بكر أحمد بن على الطريثيثى وأبا المعالى ثابت بن بندار البقال وأبا الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفى وأبا على أحمد بن محمد بن البردانى وأبا العز محمد بن المختار بن المعيذ بالله وجماعة غيرهم، وحدث بالكثير وكان صدوقا صالحا متدينا، روى لنا عنه أبو محمد بن الاخضر وفضائل ابن أبى نصر بن أبى العز بن العليق وجماعة غيرهم.
أخبرنا ابن الاخضر وفضائل بن أبى نصر قالا أنبأ أبو المعالى عمر بن بنيمان بن(5/34)
عمر قراءة عليه أنبأ أبو عبد الله الحسين بن على بن أحمد أنبأ عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكرى أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا سعدان بن نصر حدثنا شعبان عن منصور بن صفية عن أمه عن عائشة رضى الله عنها أن امرأة سألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن غسلها من الحيض فقال: " خذى قرصة من المسك فتطهري بها "، قالت: كيف أتطهر بها ؟ قال: " تطهري بها " قالت: كيف أتطهر بها ؟ قال: " سبحان الله تطهري بها "، قالت عائشة: فاجتذبتها إلى فقلت: تتبعين بها آثار الدم (1) قرأت بخط عمر بن بنيمان قال: مولدي في سنة أربع وثمانين وأربعمائة: قرأت بخط القاضى أبى المحاسن عمر بن على القرشى قال: مات عمر بن بنيمان المستعمل في يوم الجمعة ثامن رجب سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة، ذكر غيره أنه دفن بباب حرب يوم السبت.
1142 - عمر بن تميم، أبو حفص الدير عاقولي الصوفى: ذكره عبد الواحد بن شاه الشيرازي في كتاب " تاريخ الصوفية " ونقلته من خطه: عمر بن تميم أبو حفص الدير عاقولي من متأخري مشايخهم.
1143 - عمر بن ثابت بن إبراهيم بن عمر بن عبد الله، أبو القاسم الضرير
النحوي.
المعروف بالثمانينى (2): قرأ النحو على أبى الفتح عثمان بن جنى حتى برع وشرح " كتاب اللمع " وكذا " التصريف (3) الملوكى " اللذين لابن جنى، وكان متصدرا لتدريس النحو وأقرا الناس، وروى " اللمع " و " التصريف " عن ابن جنى، روى عنه الشريف يحيى بن طباطبا وإسماعيل بن الموصيل الاسكافي وأبو سعد محمد بن عقيل بن عبد الواحد الكاتب الدسكرى.
أخبرنا عبد الرحيم بن يوسف الدمشقي بالقاهرة أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي أخبرني أبو سعد محمد بن عقيل بن عبد الواحد الكاتب الدسكرى ببغداد قال أنشدني أبو القاسم عمر بن ثابت الثمانينى النحوي صاحب الشرح لسيدك الشاعر الواسطي.
__________
(1) انظر الحديث في: صحيح مسلم 1 / 150.
(2) انظر ترجمته في: هدية العارفين 1 / 781.
(3) في الاصل: " الشريف ".
(*)(5/35)
إذا ما قطعتم ليلكم بمدامكم * وأفنيتم أيامكم بمنام فمن ذا الذى يرجوكم لملمة * ومن ذا الذى يغشاكم السلام كأنكم لم تسمعوا قول حاتم * ولم تملكوا نفسا كنفس عصام ولم تعلموا أن اللسان موكل * بمدح كرام أو بذم لئام أنشدنا أبو القاسم الثمانينى اللغوى لابن الرومي (1): إذا جئت مشتاقا إليك ورفعت * جوفك فانظرني بما أنا خارج نسيان بيت العنكبوت و - جوسق * على الشط ما لم يقض فيه الحوائج قرأت في كتاب " التاريخ " لابي الحسن محمد بن عبد الملك بن الهمداني قال:
ودخلت سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة في ذى القعدة توفى أبو القاسم عمر بن ثابت الثمانينى الضرير النحوي، وهو الذى شرح اللمع، وقال لى: إنى كنت أتردد إلى مسجده بدرب القرشيين بالكرخ وأسمع تدريسه فقال في بعض الايام وقد عرف حفظى المجل اللغة: لا تقرأ شيئا من النحو ؟ فقلت: لانك تأخذ من أصحابك الاجرة يدى عن ذلك قاصرة، قال: فما عليك اقرأ على النحو وأقرأ عليك اللغة، ففعل وفعلت، وقرأت عليه " شرح اللمع " وقرأ على " المجمل " لابن فارس.
قرأت في كتاب " التاريخ " لهلال بن المحسن الكاتب بخطة قال: وفى يوم الاحد مستهل ذى العقدة يعنى من سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة توفى أبو القاسم عمر بن ثابت المعروف بالثمانينى الضرير النحوي.
1144 - عمر بن ثابت بن على الصياد، أبو القاسم بن أبى منصور، المعروف بابن الشمحل: من ساكنى المأمونية، وكان يتولى بعض الاعمال الديوانية وعلت مرتبته وارتفع شأنه وصار له قرب من الدولة واختصاص، فبنى مدرسة للمتفقهة من أصحاب أحمد ابن حنبل، ودرس بها أبو حكيم النهرواني وبعده ابن الجوزى، وجعلت فيها خزانة كتب نفيسة، ثم إنه قبض عليه وسجن إلى أن هلك، ولم يثبت فقيه تلك البقعة فبيعت وصارت دار لبعض الامراء وأخذت الكتب التى كانت فيها، وكان عمر هذا قد سمع كثيرا من الحديث من أبى الحسن على بن محمد بن على بن العلاف وأبى منصور محمد بن أحمد بن على الخياط المقرئ وأبى القاسم على بن محمد بن بيان وأبى على
__________
(1) على هامش الاصل: " قال ابن خلكان: هذا البيتان للبحتري وهما في ديوانه ".
(*)(5/36)
محمد بن سعيد بن نبهان وغيرهم، وحدث باليسير، سمع منه القاضى أبو المحاسن عمر ابن على القرشى وأحمد بن طارق الكركي.
قرأت في كتاب شيخنا أبى الحسن محمد بن على بن إبراهيم الكاتب بخطة قال قال لى الرئيس أبو المكارم بن الامدي يهجو عمر بن ثابت بن إسماعيل: لست أهجوك يا خبيث بشئ * غير قولى هذا الفتى ابن الشمحل اسم سوء حذف ثلاث حروف * منه أولى فقفعلى شر أصل ورفيع من يرتجى منك خيرا * تبتدئ به وأنت ابن محل ذكر عمر بن ثابت أن مولده في شهر ربيع الاخر سنة ثمان وثمانين وأربعمائة.
قرأت بخط القاضى أبى المحاسن القرشى قال: توفى عمر بن الشمحل في يوم الاحد ثانى عشر ذى الحجة من سنة إحدى وستين وخمسمائة، وقال أبو الفضل أحمد ابن صالح بن شافع في تاريخه: وفى ليلة الاثنين تاسع عشر ذى الحجة سنة إحدى وستين خمسمائة.
أخرج أبو القاسم عمر بن ثابت بن على الصياد المعروف والده بالشمحل الثاني المنصوص من محبسه ميتا وحمل إلى مقبرة باب حزب فدفن هناك، وهذا المسكين كان قد سمع الحديث ثم إنه عاض في أعمال السلطان وعاث في عوضه أقبح عوث، وبنى مدرسة بدرب الشوك بشارع المأمونية حسنة وأودعها كتبا حسنة، فلم يزل فساد التدبير ممن سكنها سوء التوفيق المعروفين من حلاله حتى طرق عليه بذلك فساء في تعطيلها وتبطيلها وسد بابها ونقل ما فيها من الكتب وأخرج الذى كان فيها على أقبح وجه.
1145 - عمر بن ثواب بن محمد بن ثابت بن ثوبان المسروقى: من أهل الانباء، حدث عن على بقن موسى، روى عنه أحمد بن يعقوب الفرنجلى الانباري.
قرأت على أبى محمد بن منده بأصبهان عن أبى أحمد الوراق انبا محمد بن عبد الواحد الحافظ إذنا أنبا أبو نصر عبد الكريم بن محمد الشافعي أخبرني أبو على الحسن
ابن عبيد الله الاصطخرى أنبأ أبو بكر محمد بن عمر بن موسى الانباري أنبأ أبو بكر أحمد بن يعقوب الفرنجلى حدثنا المروقى هو أبو بكر عمر بن ثواب بن محمد بن ثابت(5/37)
ابن ثوبان الانباري حدثنا على بن موسى حدثنا بقية بن الوليد عن محمد بن زياد عن أبى أمامة الباهلى قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن الله وعدني أن يدخل الجنة من أمتى سبعين ألفا بلا حساب ولاعذاب مع كل ألف سبعين ألفا وثلاث حثيات من حثيات ربى عزوجل " (1).
1146 - عمر بن جميل بن الجلال.
أو حفص العتكى: من أهل البصرة، قدم بغداد وحدث بها عن العباس بن القرج الرياشى، روى عنه أبو بكر محمد بن سعيد الشاشى الفقيه.
كتب إلى أبو جعفر، وأبو بكر محمد ولامع ابنا أحمد بن نصر الصيدلانى أن يحيى بن عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن منده أخبرهما أنبا أبو الحسن أحمد بن عبد الرحمن الذكوانى حدثنا أبو الربيع محمد بن أحمد الاستراباذى أنبا أحمد بن محمد أبى طلحة أنبأ أبو بكر محمد بن سعيد الشاشى الفقيه أن أبا حفص عمر بن جميل بن الجلال العتكى البصري ببغداد حدثهم حدثنا العباس بن الفرج الرياشى عن الاصمعي عن أبى عمرو بن العلاء عن الاحنف بن قيس قال سمعت كلام أبى بكر وعمر والخلفاء هلم جرا (2) فما سمعت كلاما أفخر ولا أحكم من كلام عائشة رضى الله عنها.
1147 - عمر بن حسان بن الحسين، أبو القاسم الشاهد: قلده الامام المطيع لله النظر في المساجد الجامعة مدينة السلام، وكتب له عهد في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، روى عنه القاضى أبو على المحسن بن محمد التنوخى حكايات في أصول المحاضرة من جمعه.
أنبأنا عبد الوهاب بن على عن محمد بن عبد الباقي أنبأ على بن المحسن بن على التنوخى إذنا عن أبيه أبو القاسم عمر بن حسان بن الحسين الشاهد البغدادي وقد تولى القضات بغير (3) مصر من قبل قاضى القضاة وهو مشهور المحل، قال: كنت عند سلامة أخى بحج الطولونى وأنا شاب وفى مجلسه جماعة يذمون البخل، وكان سلامة ينسب إلى البخل وما كان بخيلا إنما كان محصلا لحاله، فلما انصرفوا قال: يا أبا
__________
(1) انظر الحديث في: سنن ابن ماجه ص 327.
(2) في الاصل: " جدا " تصحيف.
(3) هكذا في الاصل.
(*)(5/38)
القاسم لا تسمع هذا الكلام ولا تعول عليه فتهلك، واعلم أن البخل خير من مسألة البخيل.
قال: وكنت عنده في آخر كونه ببغداد وقبل دخول الديلم إياها وبحضرته قوم يطعنون على الشهود ويعيبونهم فقال له سلامة: ما رأيت أعجب من أمركم، من فيكم يطمئن إلى أن يشترى من ابنه أو أخيه ضيعة بعشرة آلاف دينار ولا يشهد عليه العدول ؟ فقالوا: ما فينا أحد بهذه الصورة، فقال: أفتستظهرون بأنفسكم وأعقابكم في هذا القدر الكبير من المال، وما هو أكبر منه إلا بالشهادة وتعاطون بحظوظهم في جلد يساوى دانق فضة من ذلك المال العظيم حتى تأخذون الصك بدلا من المال فتجعلونه تحت رءوسكم لشدة حفظه، قالوا: نعم، قال: فمن كان هذا حكمه عندكم لم تطعنوا فيه.
قرأت في كتاب " التاريخ " لهلال بن المحسن الكاتب بخطه قال: وقى يوم السبت الرابع عشر من ذى الحجدة يعنى من سنة ثمان وستين وثلاثمائة توفى أبو القاسم عمر ابن حسان القاضى الشاهد.
1148 - عمر بن الحسن بن أحمد بن الباسيسى، أبو القاسم: من أهل الغراف، وكان من الشهود المعدلين بها، وكان المظفر بن حماد بن أبى الخير ملك البطيخة يثق إليه ويعتمد في أشغاله عليه، وكان أديبا فاضلا، له النثر والنظم، قدم بغداد في سنة أحدى وستين وخمسمائة، روى بها شيئا من شعره.
كتب إلى أبوه عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب ونقلته من خطة قال: أنشدني عمر بن الحسن بن الباسيسى لنفسه ببغداد من من قصيدة: إن داءاتى في أرض بغداد قد * أشفيت فيها لم ألق من يشفينى فلو أنى نحو عالج أويبرين * وافى معالج أويبرين وأنشدني لنفسه في اللغز بالجلالة: ماذات رأسين أنثى * بغير رأس صغيره رشيقة قد براها * الباري فجاءت قصيرة تلازم الخدر * ألا وفى وجيه للعشيرة فتنثني بعد أسر * على الثنايا مغيرة(5/39)
ما لامست كف بخل * إلا وردت كسيره فاكشف غطاءها فليست * على الذكى عسيرة قرأت بخط أبى عبد الله الكاتب الاصبهاني قال: نكب عمر بن الحسن بن الباسيسى في آخر أيام المقتفى وبقى مكسور إلى أيام الوزير ابن البلدى فاختلق له جرما حبسه به إلى أن مات في حبسه غما في سنة اثنتين أو ثلاث وستين وخمسمائة.
قرأت بخط أبى الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلى قال: وفى ربيع الاول سنة ثلاث وستين وخمسمائة أخرج العدل عمر بن الباسيسى من حبسه ميتا فغسل في السقاية ودفن.
1149 - عمر بن الحسن بن عبد العزيز، أبو حفص الهاشمي: كان والده يتولى الصلاة بجامع الرصافة، وحج عمر هذا بالناس نيابة عن أبيه في سنة ست عشرة وسنة سبع عشرة وثلاثمائة.
وقد ذكر الخطيب أباه في التاريخ.
قرأت في كتاب " التاريخ " لابي عبد الله محمد بن أحمد بن مهدى الشاهد بخطه قال: سنة ست وأربعين وثلاثمائة مات أبو حفص عمر بن الحسن بن عبد العزيز الهاشمي.
1150 عمر بن حسن بن على بن محمد بن فرح - بسكون الراء وبالحاء المهملة - بن خلف بن قرمين بن ملال بن مزلال بن أحمد بن بدر بن دحية بن خليفة الكلبى، أبو الخطاب: من أهل ميورقة، من بلاد الاندلس، هكذا أملى علينا نسبه وذكر لنا أنه يسمى عبد الله أيضا، وأن أمه أمة الرحمن بنت أبى عبد الله أبى البسام موسى بن عبد الله ابن الحسين بن جعفر بن علي بن محمد بن على بن موسى بن جعفر بن محمد بن على ابن الحسين بن على بن أبى طالب - فلهذا كان يكتب بخطه ذو النسبين بين دحية والحسين.
قدم علينا بغداد مرات، وأملى علينا من حفظه شيئا، وكتبنا عنه.
وذكر أنه سمع ببغداد من أبى الفرج بن الجوزى، وسافر إلى العراق فسمع بأصبهان من أبى جعفر الصيدلانى معجم الطبراني ومن غيره، ودخل خراسان فسمع بنيسابور من أبى سعد بن الصفار ومنصور بن الفراوى وعبد الرحيم الشعرى ومن شيخنا المؤيد الطوسى، وسمع بمرو أيضا، وحصل الكتب والاصول، وسمع بواسط من شيخنا أبى(5/40)
الفتح بن الماندائى، وذكر أنه سمع كتاب الصلة لتاريخ الاندلس من أبى القاسم بن بشكوال وإنه سمع من جماعة من أهل الاندلس غير أنى رأيت الناس مجمعين على كذبه وضعفه أادعائه لقاء من لم يلقه وسماع ما لم يسمعه، وكانت أمارات ذلك لائحة
على كلامه وفى حركاته.
وكان القلب يأبى سماع كلامه ويشهد ببطلان قوله، وكان يحكى من أحواله ويحرف في كلامه بما يظهر به كذبه.
دخل ديار مصر وسكن القاهرة * وصادف قبولا من السلطان الملك الكامل محمد بن الملك العادل أبى بكر بن أيوب وأقبل عليه أقبالا عظيما، وكان يعظمه ويحترمه ويعتقد فيه ويتبرك به، وسمعت من يذكر أنه كان يسوى له المدارس حين يقوم، وكان صديقنا إبراهيم السنهوري المحدث صاحب الرحلة إلى البلاد قد دخل إلى بلاد الاندلس وذكر لمشايخها وعلمائها أن ابن دحية يدعى أنه قرأ على جماعة من شيوخ الاندلس القدماء، فأنكروا ذلك وأبطلوه وقالوا: لم يلق هؤلاء ولا أدركهم، وإنما اشتغل بالطلب أخيرا، وليس نسبه بصحيح فيما بقوله ودحية لم يعقب، فكتب الستهورى عصرا وأخذ خطوطهم فيه بذلك وقدم به ديار مصر، فعلم ابن دحية بذلك فاشتكى إلى السلطان منه.
وقال: هذا يأخذ عرضى ويؤذيني، فأمر السلطان بالقبض عليه، وضرب وأشهر على حمار وأخرج من ديار مصر، وأخذ ابن دحية المحضر وخرقه، ولم يزل على قرب من السلطان إلى حين وفاته، وبنى (1) له دار للحديث كان يحدث بها، ولما أن دخلت إلى ديار مصر في رحلتي إليها فطلبني السلطان فحضرت عنده وكان يسألنى عن أشياء من علم الحديث وأيام الناس، وأمرني بملازمة القلعة فكنت أحضر فيها كل يوم، وكان ابن دحية يحضر (2) في كل جمعة ويصلى عند السلطان، ويقرأ عليه شيئا من مجموعاته في مجلس السلطان وكنت حاضرا ولم يدر بينى وبينه كلمة واحدة ولا اجتمعت به في موضع آخر إلى أن خرجت من ديار مصر، وكان حافظا ماهرا في علم الحديث عارفا بفتونه حسن الكلام فيه فصيح العبارة تام المعرفة بالنحو واللغة، وله كتب نفيسة، وكان ظاهري المذهب، كثير الوقيعة في أثمة الجمهور وفى السلف من العلماء، خبيث اللسان أحمق، شديد الكبر، قليل النظر في الامور الدينية، متهاونا في دينه.
حدثنى على بن الحسن أبو العلاء الاصبهاني صديقنا بها وناهيك به جگلالة وتبلا،
__________
(1) في الاصل: " وبقى ".
(2) في الاصل: " حضر " بالباء.
(*)(5/41)
قال: لما قدم ابن دحية علينا أصبهان نزل على والذى في الخانكاه التى له فكان يكرمه ويجله، وكان صبيا يومئذ، فدخل على والدى يوما ومعه سجادة فقبلها ووضعها بين يدبه وقال له: هذه قد صليت عليها كذا وكذا ألف ركعة وختمت عليها القرآن في جوف الكعبة مرات، قال: فأخذها والدى وقبلها ووضعها على رأسه وقبلها منه مبتهجا بها، فلما كان من آخر النهار حضر عندنا رجل من أهل أصبهان، وذكر حالا اقتضت أنه قال: كان اليوم هذا الفقيه المغربي الذى عندكم عندنا في السوق واشترى سجادة حسنة بكذا وكذا، فأمر والدى بإحضار تلك السجادة، فلما رآها الرجل قال: إى والله هذه هي فسكت والدى ولم يقل شيئا، وسقط ابن دحية من عينه.
وحدثني بعض المصريين بمصر قال قال لى الحافظ على بن المفضل المقدس الفقيه المالكى - وكان من أثمة الدين قال: كنا يوما بحضرة السلطان في مجلس علم وهناك ابن دحية، فسألني السلطان عن (1) حديث فذكرته له، قفال لى: من رواه ؟ فلم يحضر لى إسناده في الحال وانفصلنا، فاجتمع بى ابن دحية في الطريق وقال لى: يا فقيه لى سألك السلطان عن إسناد ذاك الحديث لم لم تذكر له أي إسناد شئت فانه ومن حضر مجلسه لا يعلمون هل هو صحيح أم لا كنت قد ربحت قولك لاأعلم، وعظمت في عينيه وأعين الحاضرين، قال: فعلمت أنه متهاون بأمور الدين جرئ على الكذب.
أنشدني أبو المحاسن محمد بن نصر بن مكارم الانصاري المعروف بابن عنين لنفسه بدمشق يهجو ابن دحية:
دحية لم يعقب فلم يعتزى * إيه بالبهتان وإلافك صح عند الناس شئ سوى * ما أنك من كلب بلاشك أنشدني أبو الخطاب عمر بن حفص بن على بن أبى البسام الحسينى قال أنشدني أبى لنفسه: عاذلي لا تفتديني * أن صرت في منزل هجين فليس قبح المكان ما * يقدح في منصبى وديني الشمس علوية ولكن * تغرب في حماة وطين بلغنا أن أبا الخطاب دحية توفى بالقاهرة في ليلة الثلاثاء الرابع عشر من شهر ربيع
__________
(1) في الاصل: " من حديث ".
(*)(5/42)
الاول من سنة ثلاث وثلاثين وستمائة وقد نيف على الثمانين، وكان يخضب بالسواد.
1151 - عمر بن أبى الحسن بن فارس، أبو حفص الطينى (1): من أهل الحريم الطاهري، سمع أبا بكر أحمد بن على بن عبد الواحد الدلال وأبا المظفر هبة الله بن أحمد بن محمد الشبلى وغيرهما، وحدث باليسير، سمع منه أصحابنا ولم يتفق لنا لقاؤه.
حدثنى أحمد بن محمد بن طلحة الشاهد أنبأ عمر بن أبى المحاسن بن فارس الطينى وأنبأ محمد بن المبارك البيع وزوجة فرحة بنت عبد الجبار وعمر بن محمد المؤدب قراءة عليهم قالوا جميعا أنبأ أبو بكر أحمد بن على بن عبد الواحد الدلال قراءة عليه أنبأ أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصريفينى حدثنا أبو طاهر بن عبد الرحمن المخلص إملاء حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد صاعد حدثنا محمد بن زنبور حدثنا الحارث بن عميرة عن حميد عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " تصدقوا فإن الصدقة فكاككم من النار " (2).
أنبأنا أحمد بن سليمان الحربى ونقلته من خطه قال: مات عمر بن أبى الحسن الطينى ليلة الاحد خامس عشرى رجب من سنة خمس وتسعين وخمسمائة، ودفن من يومه بمقبرة الامام أحمد.
1152 - عمر بن الحسن بن المبارك بن سعد الله بن البواب، أبو حفص بن أبى على الامين: من أهل الحريم الطاهري، وكان أمين القاضى به، سمع النقيب أبا عبد الله أحمد بن عبد الله بن المعمر الحسينى وأبا الحسين (3) عبد الحق بن عبد الخالق بن أحمد بن يوسف، كتبت عنه، وكان حسن الاخلاق كيسا متواضعا متوددا.
أخبرنا عمر بن الحسن الامين أنبأ النقيب أبو عبد الله الحسينى وأبو الحسين بن يوسف قراءة عليهما قالا أنبأ المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفى أنبأ أبو على الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان أنبأ عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا عبد الرحمن
__________
(1) انظر: المشتبه للذهبي ص 423.
(2) انظر الحديث في: الجامع الصغير 1 / 113.
(3) في الاصل: " أبا الحسن " والتصحيح من العبر 4 / 224.
(*)(5/43)
ابن محمد بن منصور حدثنا معاذ بن هشام حدثنى أبى عن قتادة عن أبى المليح أن (1) عبيد الله بن زياد عاد معقل بن يسار في مرضه فقال له معقل: إنى أحدثك بحديث لولا أنى في الموت لم أحدثك به، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " مامن أمير يلى أمر المسلمين ثم لا يجهد لهم وينصح إلا لم يدخل معهم الجنة " (2).
توفى عمر بن البواب يوم الجمعة السابع عشر من شعبان سنة سبع عشرة وستمائة، ودفن من الغد بباب حرب وقد قارب الستين أو لحقها.
1153 - عمر بن حسن بن معاوية، أبو حفص الحلاج:
من أهل الحربية، سمع أبا الحسين محمد بن محمد بن الحسين بن الفراء، وحدث باليسير.
سمع منه شيخانا أحمد بن سليمان وعبد الملك بن مظفر بن غالب الحربيان.
أنبأ أحمد بن سليمان ونقلته من خطه قال: عمر بن حسن بن.
معاوية الحلاج يعنى مات يوم الخميس ثامن رجب سنة ثمانين وخمسمائة.
1154 - عمر بن الحسن بن الوليد بن الحسن، أبو القاسم الواسطي الصفار: ابن أخت سعيد بن مكى النيلى الشاعر، نزيل بغداد، روى عن خاله شيئا من شعره.
كتب إلى أبو عبد الله محمد بن محمد بنم حامد الاصبهاني الكاتب ونقلته من خطه قال أنشدني عمر الواسطي الصفار ببغداد أنشدنا خالي سعيد بن النيلى لنفسه من كلمة له: ما بال معاني اللوى شخصك الهلال * قد طال وقوفي بها وبثى قد طال.
الدمع دثور ودميتاه قفار * والدمع عند بعد الاوانس يطال عقبه دبور وشمال وجنوب * مع مرملت مرحى الغزالي محلال 1155 - عمر بن الحسن، أبو حفص الصيرفى: حدث بالنعمانية عن أبى على الحسن بن عرفة بن يزيد العبدى، روى عنه أبو بكر ابن المقرئ الاصبهاني في معجم شيوخه.
__________
(1) في الاصل: " أبى المليح بن عبيد الله ".
(2) انظر الحديث في: صحيح مسلم 2 / 122.
(*)(5/44)
كتب إلى أبو مسلم هشام بن عبد الرحيم الاصبهاني أنبأ سعيد بن أبى الرجاء الصيرفى قراءة عليه أنبأ أحمد بن محمود الثقفى ومنصور بن الحسين قالا أنبأ أبو بكر محمد بن إبراهيم بن على بن المقرئ حدثنا أبو حفص عمر بن الحسن الصيرفى بمدينة
النعمانية بانتخاب إبراهيم بن منده حدثنا ابن عرفة حدثنا هشيم بن إسماعيل بن أبى خالد عن أبى إسحاق السيعى عن الاسود عن عائشة رضى الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينام وهو جنب لا يمس ماء (1).
1156 - عمر بن الحسن المناطقى: حدث عن أبى محمد جعفر بن محمد بن نصير الخلدى، روى عنه أبو الحسن محمد ابن على بن محمد بن صخر الازدي في مشيخته.
أنبأنا ذاكر بن كامل بن أبى غالب عن أبى جعفر محمد بن على الطبري أنبأ أبو خلف عبد الرحيم بن محمد بن أبى خلف الطبري أنبأ القاضى أبو الحسن محمد بن على بن صخر الازدي بمكة حدثنا عمر بن الحسن البغدادي المناطقى ببغداد حدثنا جعفر بن محمد الخلدى حدثنا الحارث بن أبى أسامة حدثنا داود حدثنا عباد عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضى الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " كم من عاقل عقل عن أمر الله وهو حقير عند الناس دميم المنظر ينجو غدا، وكم من ظريف اللسان جميل المنظر عند الناس يهلك غدا في القيامة " (2).
حدثناه عاليا أبو محمد بن الاخضر من لفظه حدثنا محمد بن عبد الباقي أنبأ جعفر ابن أحمد السراج أنبأ الحسن بن أحمد البزار حدثنا جعفر الخلدى فذكره.
1157 - عمر بن الحسين بن عمر بن الحسين النحوي، أبو حفص بن أبى العز: من أهل الحربية، هكذا رأيت نسبة بخط أحمد بن سليمان الحربى، وقد تقدم ذكر والده، سألته عن نسبته إلى البحري فقال: كان والدى تاجرا يسافر ويطول فيه أسفاره فلقب بالبحرى، سمع أبا الوقت عبد الاول بن عيسى السجزى وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي ابن البطى وأبا العباس أحمد بن على الشيرجى وأبا بكر أحمد بن
__________
(1) انظر الحديث في: سنن الترمذي 1 / 17.
ومسند أحمد 6 / 146.
(2) انظر الحدث في: الجامع الصغير 2 / 82.
(*)(5/45)
عبد الله بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف وكمال بنت عبد الله بن أحمد بن عمر السمرقندى وغيرهم، كتبت عنه وكان فهما إلا أنه كان عسرا في الرواية على حمق منه وجهل.
أخبرنا عمر بن الحسين البحري أخبرتنا كمال بنت عبد الله بن أحمد أنبأ الحسين ابن أحمد الفعالى أنبأ عبد الواحد بن محمد الفارسى حدثنا الحسين ابن إسماعيل المحاملى حدثنا القاسم بن محمد المروزى حدثنا عبدان عن أبى حمزة عن مطرف عن أبى إسحاق عن البراء قال: " كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا سجد جافى بعضديه عن إبطيه ".
توفى عمر بن البحري (1) في يوم الاحد مستهل ذى القعدة سنة خمس عشرة وستمائة ودفن بباب حرب.
1158 - عمر بن أبى الحسين بن أبى الفتح، أبو حفص الاشترى المقرئ: حدث ببغداد عن أبى مقاتل ماور بن فركونه الازدي وأبى جعفر محمد بن حامد ابن محمد بن عبد الواحد القومسانى الاعلى الاعلمي.
أخبرني محمد بن سعيد الواسطي قال قرأت على أبى سعد عبد الغفار ابن محمد بن عبد الواحد القومسانى بالموصل أخبركم أبو حفص عمر بن ابى الحسين بن أبى الفتح الاشترى المقرئ من لفظه أول يوم من ذى الحجة سنة وخمسمائة ببغداد فأقر بذلك أنبأ أبو مقاتل مساور بن فركونه اليزدى (2) أنبأ أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي المعروف بالفراء وأنبأ أبو روح عبد المعز بن محمد الصوفى بهراة أنبأ أبو الفضل محمد ابن إسماعيل الفضيلى قالا أنبأ أحمد بن أبى نصر الكوفانى أنبأ عبد الرحمن بن يحيى القاضى بمكة حدثنا أبو خالد يزيد بن محمد بن عماد العقيلى حدثنا حجاج الانماطى حدثنا حماد بن سلمة حدثنا سهل بن أبى صالح عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " الايمان بضع وسبعون بابا أعلاها شهادة أن لاإله إلا الله وأدناها إماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان " (3).
1159 - عمر بن الحسين بن يحيى بن أبى الفضل بن يحيى بن المعوج القزاز: من أهل الحريم الطاهري، وسكن في آخر عمره بباب البصرة، سمع أبا منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز وأبا البدر إبراهيم بن محمد الكرخي وأبا بكر أحمد بن
__________
(1) في الاصل: " البحيرى ".
(2) سبق أنه: " الازري ".
(3) انظر الحديث في: سنن داود 2 / 295.
وسنن ابن ماجة 7.
(*)(5/46)
على بن عبد الواحد الدلال وأبا العباس أحمد بن أبى غالب بن الطلاية وغيرهم، كتبت عنه وكان شيخا لا بأس به اضطر في آخر عمره، وهو آخر من حدث عن القزاز ببغداد.
أخبرنا عمر بن الحسين بن المعوج بقراءتي عليه أنبأ أبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز قراءة عليه أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور حدثنا القاضى أبو عبد الله الحسين بن هارون الضبى إملاء حدثنا الحسين بن عباش المنوفى بالبصرة حدثنا الحسن بن محمد هو الزعفراني حدثنا يزيد بن هارون حدثنا حماد بن سلمة عن على بن زيد عن أبى عثمان قال: كنا مع سلمان تحت شجرة فأخذ غصنا [ منها (1) ] فنقضه (2) في ظل شجرة فأخذ غصنا منها فنفضه فتساقط ورقة فقال: ألا تسألونى عما صنعت ؟ فقلنا.
أخبرنا ] (3) يارسول الله قال: إن العبد المسلم إذا قام إلى الصلاة تحاتت عنه خطاياه كما تحات ورق هذا الشجرة (4).
سألت عمر بن المعوج عن مولده فقال: قبل نهب الحريم بسنة فيكون سنة تسع وعشرين وخمسمائة، وتوفى الاثنين لسبع خلون من ذى الحجة سنة اثنى عشرة
وستمائة بالمارستان العضدي، ودفن بمقبرته.
1160 - عمب بن الحسين بن مشق: من ساكني شارع العتابين بالجانب الغربي، سمع أبا الحسن محمد بن أحمد بن رزقوبه وأبا الحسين على بن محمد بن بشران، وحدث باليسر، مات في يوم السبت الرابع والعشرين من الحجة سنة سبعين وأربعمائة، ودفن بباب حرب.
1161 - عمر بن الحسين الخطاط (5): كان كاتبا جليلا يكتب الناس عليه، وحكى شيخنا أبو اليمن الكندى أنه يبعث آلة الكتابة التى خلفها من الدوى والسكاكين وغير ذلك بتسعمائة دينار أميرية ولابن الفضل الشاعر فيه وقد ظلمه:
__________
(1) مابين المعقوفتين من المسند.
(2) في الاصل: " فقبضه ".
(3) مابين المعقوفتين من المسند.
(4) انظر الحديث في: مسند الامام أحمد 5 / 438.
(5) انظر ترجمته في: معجم الادباء 16 / / 59.
(*)(5/47)
عميرة الخطاط عجوبة * لكل من يدرى ولا يدرى لا يحسن الخط ولا يحفظ ال * - قرآن وهو الكاتب المقرى أنبأنا أبو أحمد عبد الوهاب بن على الامين ونقله من خطة قال أنشدني عمر بن الحسين الخطاط: إذا شمت نفسي ياسبه (1) هجركم * أسى عواشى الموت مما أسومها وكيف يروم الصبر عنها وحبها * مقيم بالواد الحشا لا يرميها ذكرتك حيث استأنس الوحش والتفت * وكان من الافاق شتى وسومها
أنبأنا أبو البركات الزيدى عن صدقة بن الحسين الحداد الفقيه قال: سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة في حادى عشر جمادى الاخرة، مات عمر الخطاط، ودفن في داره بدرب الدواب: 1162 - عمر بن حفص بن عمر البغدادي: حدث بدمشق عن عثمان بن أبى شيبة، روى عنه أبو على الفراوى.
أنبأنا داود بن سليمان الاصبهاني قال كتب إلى أبو محمد هبة الله بن أحمد بن الاكفانى أنبأنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنبأنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن أبى عمرو المنينى قال قرئ على أبى على محمد بن محمد بن عبد الحميد بن أدم الفراوى حدثنا عمر بن حفص بن عمر البغدادي حدثنا عثمان بن أبى شيبة حدثنا عبد الله بن إدريس عن الاجلح بن عبد الله الكندى عن الشعبى عن زر بن حبيش قال قال أبى بن كعب: قد علمتم ليلة القدر هي ليلة سبع وعشرين هي الليلة التى أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " تطلع الشمس في صبيحتها بيضاء ترقرق ليس لهها شعاع " (2).
1163 - عمر بن حفص، الملقب بالجعد: حكى عن أبى عاصم الضحاك بن مخلد النبيل.
قرأت على أبى القاسم على بن عبد الرحمن عن أبى المعالى العطار أنبأ على بن أحمد بن محمد إذنا عن محمد جعفر النجار الكوفى أنبأ أبو العباس هو الهمذانى حدثنا ابن المضاة حدثنا أبو بكر حدثنى الجعد واسمه عمر بن حفص البغدادي قال: كان أبو
__________
(1) هكذا في الاصل.
(2) انظر الحديث في: مسند الامام أحمد 5 / 130، 131.
(*)(5/48)
عاصم يوما في مجلسه وعنده أصحاب الحديث فمر به مخنث فسلم ثم وقف، فقال له أبو عاصم: مر يا ملعون، فقال: أسألك عن مسألة، قال فقالوا له: يسألك أصلحك
الله عن شئ من أمر دينه فلعلها تكون توبته، قال: وكان أنف أبى عاصم كبيرا فقال له: سل فقال له: حين كنت صغيرا كانت أمك تسعطك بالطنجير، فقال: مر لعنك الله ؟ وضحك وضحك أصحاب الحديث، فقال: أنتم عملتم بى هذا.
1164 - عمر بن حفص، أبو حفص: بغدادي، قدم مصر وحدث بها.
ذكره أبو سعيد بن يونس في تاريخ الغرباء وقال: سمعت منه بالعسكر سنة ست وتسعين ومائتين، قلت: إن لم يكن الاول حدث بدمشق فهو غيره.
1165 - عمر بن حماد البغدادي: حدث محمد بن أبى على الخلادى (1) قال أنشدني محمد بن أحمد بن إسماعيل المصيصى قال أنشدني عمر بن حماد (2) البغدادي: هموم رجال في أمور كثيرة * وهمى من الدنيا صديق مساعد يكون روح بين جسمين قسما * فجسماهما جسمان والروح واحد 1166 - عمر بن [ حمدين ] (3) خلف بن أبى المنى البندنيجى، أبو حفص: أخو محمد الذى تقدم ذكره، وهو الاصغر، سمع أبوى القاسم عبد الله بن الحسن ابن محمد الخلال وعلى بن أحمد بن محمد بن البسرى وغيرهما، روى لنا عنه عبد الوهاب بن على الامين ويوسف بن المبارك بن كامل الخفاف وأخته لامعة بنت المبارك، وكان شيخا صالحا كبير السن حلا من الحديث متقطعا في مسجد بالريحانيين عند عقد الجديد.
أخبرنا عبد الوهاب الامين أنبأ عمر بن حمد (4) البندنيجى قراءة عليه أنبأ أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن محمد الخلال قراءة عليه أنبأ أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن على الصيدلانى حدثنا محمد بن محمد بن صاعد إملاء حدثنا عمرو بن على
__________
(1) في الاصل: " الحلادى ".
(2) في الاصل: " بغداد ".
(3) مابين المعقوفتين من الانساب (4) في الاصل: " ابن أحمد ".
(*)(5/49)
حدثنا أبو معاوية الضرير حدثنا هلال بن ميمنون الفلسطيني عن عطاء بن يزيد الليثى عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من خرج مجاهدا فمات كتب له أجره ألى يوم القيامة، ومن خرج حاجا فمات كتب له أجره إلى يوم القيامة، ومن خرج معتمرا فمات كتب له أجره إلى يوم القيامة " (1).
أنبأنا أحمد بن طارق قال: توفى عمر بن حمد البندنيجى في شهور سنة ثمان وأربعين وخمسمائة.
1167 - عمر بن حمزة الوزان، أبو عاصم: أمام الجامع بعكبرا، حدث عن أبى عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبرى، روى عنه القاضى أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفى.
أنبأنا ذاكر بن كامل الخفاف عن أبى ياسر عبد الله بن أحمد البردانى أنبأ أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفى أنبأ أبو حفص عمر بن حمزة الامام في جامع عكبرا أنبأ عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان حدثنا عمر بن أحمد بن شهاب الحاتمى حدثنا محمد بن أيوب بن حبيب الرقى بمصر حدثنا موسى بن سعيد بطروس حدثنا أحمد بن عبد الملك حدثنا قتادة بن الفضل عن أبيه عن عم أبيه هشام بن قتادة عن قتادة بن عياش الجرشى قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لا يزال العبد في فسحة من دينه ما لم يشرب الخمر، فإذا شربها خرق الله عليه ستره، وكان للشيطان قلبه وسمعه وبصره ويده ورجله فيسوقه إلى كل شر ويصرفه عن كل خير " (2).
قرأت على أبى القاسم سعيد بن محمد المؤدب عن أبى غالب أحمد بن الحسن بن البنان أنبأ القاضى أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفى قراءة عليه قال أنشدني أبو حفص عمر بن حمزة الامام بعكبرا أنشدني الاحنف بن محمد: يسر بالبدر رب الدار يعجبه * والساكن البايس المحروم مكرب هذا يسر وهذا عنده كرب * والمستحق عليه الحق مغلوب 1168 - عمر بن خلف بن إساحق، أبو حفص الباقلانى المؤذن:
__________
(1) انظر الحديث في: الجامع الكبير 2 / 775.
وكنز العمال 2 / 259.
(2) انظر الحديث في: الجامع الكبير.
(*)(5/50)
من أهل جرجرايا من نواحى النهروان، حدث عن أبى محمد القاسم بن عطاء بن حاتم الكسائي القاضى، روى عنه أبو سعد محمد بن عبد الله بن عمز البزاز الجابى.
أخبرني أبو جعفر محمد وأبو بكر لامع ابنا أحمد بن نصر الصيدلانى في كتابهما إلى أن أبا على (1) الحسن بن أحمد الحداد أخبرهما عن أبى سعد إسماعيل بن على بن الحسين السمان الرازي أنبأ أبو فحص عمر بن خلف بن أسحاق الباقلانى الجرجرائى بها بقراءتي عليه حدثنا أبو محمد القاسم بن عطاء بن حاتم الكسائي القاضى الجرجرائى حدثنا محمد بن يونس بن موسى الكديمى حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا مسعود بن قبان حدثنا أبو عون عن أبى صالح الحنفي عن على بن أبى طالب رضى الله عنه " قال لى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولابي بكر يوم بدر " عن يمين أحدكم جبرئيل والان أخر ميكائيل وأسرافيل ملك عظيم يشهد القتال ويكون في الصف " (2).
1169 - عمر بن داود، أبو محمد الراسبى: بغدادي، كان يكون بالرملة، كان من جلة الصوفية في عداد أحمد بن عطاء الرزبارى، سمع أبا بكر محمد بن على بن الحسن العطوفى، حكى عنه بكير بن محمد المنذرى الطرسوسى حكايات.
1170 - عمر بن رفيل الجرجرائى السايح: ذكره أبو عبد الرحمن السلمى في تاريخ الصوفية، وقال له آيات وكرامات كتب إلى محمد ولامع أبن الصيدلانى أن أبا على الحداد أخبرهما عن على بن شجاع المصقلى الصوفى قال سمعت أبا الحسن على بن محمد بن جعفر الشامي يقول سمعت جهما الرقى الصوفى يقول سمعت عمر بن رفيل الجرجرائى، وكان من السياح، وسكن جبل لكام وأقام به مع الابدال سنين كثيرة، قال: تهت في جبل لبنان أياما فأصابني عطش عظيم فوقعت إلى كهف فرأيت الزنانير، فقلت: يجب أن يكون هاهنا ماء وكنت طول تياهتى أشتهى رمانه، فدخلت الغار فإذا برجل عليل مطروح مبتلى قد اجتمع عليه الزنابير فيقطعون لحمه ويحملونه، قال: فعظم ذلك على وتحيرت في أمرى، قال: فخطر بقلبي أن لو سأل الله عزوجل العافية رفع عنه هذا، فقال لى: يا عمر اشتغل بشهوة الرمان فليس ذا من عملك، قال: فخرجت من عنده وندمت أنى
__________
في الاصل: " أباحى ".
(2) انظر الحديث في: كنز العمال 6 / 141.
(*)(5/51)
لم أسأله الدعاء فجهدت جهدي فلم أهتد إلى الغار.
كتب إلى أحمد بن محمد أبو المكارم الاصبهاني أنبأ أبو على الحداد أنبأ أبو نعيم قال أخبرت عن عمر بن رفيل وقد لاقيته يجرجرايا قال سمعت أبا القاسم الهاشمي يقول سمعت سمنون يقول: كنت ببيت المقدس في برد [ شديد وعلى جبة وكساء وأخذ ] البرد والثلج يسقط فرأيت شابا عليه خرقتان في صحراء يمشى، فقلت: يا حبيبى لو سترت ببعض هذه (1) ] الاروقة فتكنك فقال لى: يا أخي سمنون ويحسن ظنى أننى في فنائه * وهل أحد في كنه بحد القرا كتب إلى محمد بن معمر القرشى أنبأ أبو محمد الطامه أنبأ أحمد بن عبد الغفار بن
أشته أنبأ أبو سعيد النقاش قال: عمر بن رافيل الجرجرائى قد رأيته وسمعت كلامه وكان يحكى عنه عجائب مثل ما يحكى عن الابرار رحمه الله.
كتب إلى أبو المكارم الاصبهاني أنبأ أبو على الحداد أنبأ أبو نعيم قال: حضرت عمر بن رفيل الشيخ الامين يجرجرايا سمعت منه وحدثني عنه أبو الحسن على بن عبد الله الهمذانى بمكة.
1171 - عمر بن زيد، مولى فزارة: حدث عن موسى بن أيوب النفيسى، روى عنه أبو بكر أحمد بن الحسن بن هارون بن سليمان الصباحي.
أخبرنا الخصر بن معمر بن عبد الواحد القرشى بأصبهان أنبأ الخضر بن الفضل بن عبد الواحد قراءة عليه قال كتب إلى أبو القاسم إسماعيل بن مسعده الاسماعيلي أنبأ حمزة بن يوسف السهمى أنبأ الحسين بن الحسن الكندى حدثنا أبو بكر أحمد بن الحسن بن هارون بن سليمان الاشعري الصباحي حدثنا عمر بن زيد مولى فزارة بغدادي حدثنا موسى بن أيوب حدثنا عبد الملك بن مهران عن عبد الوارث عن هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله عنها: نها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يقص الرؤيا على النساء.
1172 - عمر بن سعادة المقرئ النعال: كان من أصحاب أبى الحسن على بن عبيد الله بن الزاغونى، وروى عنه كتاب
__________
(1) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(5/52)
الخرقى (1) في الفقه على مذهب أحمد بن حنبل، رواه عنه عثمان بن مقبل الياسري الواعظ، وذكر لنا أنه كان شيخا صالحا.
1173 - عمر بن سعد الله بن إبراهيم بن دبوس البيع، أبو على:
من أهل القطيعة بباب الازج.
وهو أخو عبد الله وعبد الرحمن بالمقدم ذكرهما، سمع أبا القاسم يحيى بن ثابت بن بندار البقال، وحدث باليسير ولم ألقه.
حدثنى محمد بن عبد الواحد أبو عبد الله بن المقدسي من لفظه بدمشق أنبأ أبو على عمر بن سعد الله بن إبراهيم بن دبوس البيع بقراءتي عليه ببغداد أنبأ [ أبو ] القاسم يحيى بن ثابت بن بندار قراءة عليه أنبأ أبى أنبأ أبو منصور محمد بن السواق أنبأ أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعى حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري حدثنا مسدد حدثنا بشرين المفضل حدثنا عبد الله بن إسحاق عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لا يقولن أحدكم عبدى فكلكم عبيد، وكل نساءكم إماء، ليقل غلامي وجاريتي وفتاتي وفتاتي " (2).
1174 - عمر بن سعد الله بن عبد، أبو حفص الدلال، المعروف بابن الحنبلى: من ساكنى البصيلة بباب الازج، سمع أبا الفضل عبد الملك بن على بن عبد الملك ابن محمد بن يوسف، كتبت عنه، وكان شيخا لا بأس به.
أخبرنا عمر بن سعد الله بن الحنبلى قراءة عليه أنبأ أبو الفضل عبد الملك بن على ابن يوسف قراءة عليه أنبأ أبو الحسن محمد بن إسحاق الباقرحى حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد الواعظ حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملى حدثنا موسى بن خاقان حدثنا إسحاق يعنى الازرق حدثنا عبيد الله عن نافع عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " مثل المنافق مثل الشاة العائرة تعير إلى هذا مرة وإلى هذا مرة ولا تدري أهذه تتبع أم هذه " (3).
أخبرني أبو الحسن بن القطيعى أن عمر بن الحنبلى مات في منتصف رجب سنة إحدى وستمائة ودفن بباب حرب.
قلت: وكان مولده بعد العشرين وخمسمائة.
__________
(1) في الاصل: " الحرقى ".
(2) انظر الحديث في: الجامع الكبير 1 / 937 (3) انظر الحديث في: صحيح مسلم 2 / 370.
(*)(5/53)
1175 - عمر بن سليمان بن داود، أبو حفص العطار: من أهل جرجرايا، حدث عن خاله على بن زكريا، روى عنه أبو بكر المفيد.
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن المظفر بن السط الهمذانى بقراءتي عليه قال قرئ على أبى نصر أحمد بن عبد الله بن رضوان وأنا اسمع عن أبى القاسم عبد العزيز بن على الازجى أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن المفيد بجرجريا حدثنا (1) عمر بن سليمان بن داود العطار الجرجرائى السنى حدثنا خالي على بن زكريا حدثنا العباس ابن الوليد النرسى حدثنا محمد بن بحر حدثنا عثمان بن عطاء الخراساني عن ابيه عن معاذ بن جبل رضى الله عنه قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كلمات أقولهن مع آي من القرآن ما على الارض مسلم يدعو بهن وهو مهموم مكروب أو عليه دين الافرج الله همه وكشف عنه وقضى دينه، احتسبت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما فقال: " ما منعك من الصلاة معى ؟ " فقلت: يارسول الله التاجر - وسماه اليهودي، ونسيه محمد بن الحسن ابن الحسن، قال أبو الفضل ثناه غيره قابل: فحبس أو نسيه به - قال: كان على بابي يرصدني وأشفقت إن أنا خرجت أن يحبسنى عنك، فقال: " أتحب أن يقضي الله عنك " قال قلت: نعم، قال: * (قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير) * رحمان الدنيا والاخرة ورحيمهما تعطى منهما وتمنع من تشاء اقض عنى دينى "، فلو كان عليك مل ء الارض ذهبا لاداه الله عنك " (2).
1176 - عمر بن سليمان، أبو حفص.
أبو حفص، شرابي عبد الله بن المعتز، روى عن بن (3) المعتز شيئا من كلامه،
روى عنه القاضى أبو الحسن على بن الحسين الانطاكي.
حدث أبو القاسم عبد الكريم بن محمد بن أبى منصور الرماني الدامغاني أنبأ أبو سعد محمد بن الحسين الحرمى بهراة قال سمعت أبا حفص عمر بن أحمد بن عيسى بن كامل يقول سمعت القاضى أبا الحسن على بن الحسين الانطاكي يقول سمعت عمر بن سليمان الشرابى يقول سمعت أبا العباس عبد الله بن المعتز يقول نعمة الجاهل كروضة على مزيلة.
__________
(1) في الاصل: " حدثنا الحد بن عمر بن سليمان..".
(2) انظر الحديث في: الدر المنثور للسيوطي 2 / 14، 15.
(3) في الاصل: " روى عن أبى المعتز ".
(*)(5/54)
1177 - عمر بن صالح البغدادي.
ذكره أبو بكر بن هارون الحلال، في جملة، أصحاب أبى عبد الله أحمد بن حنبل، وقال: أخبرني أن أحمد بن حنبل قال: يأتي على المؤمن زمان إن استطاع أن يكون خلسا فليفعل قلت: ما الحلس ؟ قال قطعة مسح في البيت ملقى.
1178 - عمر بن ظفر بن أحمد الشيباني المغازلى، أبو حفص المقرئ (1): من ساكنى دار الخلافة، قرأ القرآن بالروايات الكثيرة على المشايخ، وسمع الحديث الكثير وأكثر عن المتأخرين (2)، وكتب بخطه كثيرا، وحدث بأكثر مسموعاته، سمع أبا عبد الله مالك بن أحمد بن على البانياسي وأبا الفوارس طراد بن محمد بن على الزينبي وأبا الخطاب نصر بن أحمد بن البطر وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالى وخلقا كثيرا من أصحاب ابن غيلان والجوهري والتنوخى وأمثالهم وممن دونهم، روى لنا عنه أبو الفرذج بن الجوزى أبو أحمد بن سكينة ويوسف بن المبارك بن كامل الخفاف أبو محمد خلف بن أبى الحسن الامين ويوسف بن محمد الخيمى وعللا بن
محمود القطان وأبو البقاء بن الصفة الخفاف وغيرهم.
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن على أنبأ عمر بن ظفر المغازلى أنبأ نصر بن أحمد ابن عبد الله أنبأ أبو الحسن محمد بن محمد بن رزقويه أنبأ جعفر بن محمد الخلدى حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق الطوسى أنبأ أبو يعقوب إسمايعل بن أبى كثير النسوي القاضى أنبأ عمر بن عبد الرحمن الصنعائى حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن عجلان عن سعيد عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " ثلاث كلهن حق: ليس عبد يظلم مظلمة فيغض عنها إلا أعز الله بها نصره، وليس عبد يفتح على نفسه باب مسألة بيتغى بها كثرة ألا زاده الله قلة، وليس أحد يفتح على نفسه باب عطية يبتغى بها وجه الله إلا زاده الله بها كثرة " (3).
أخبرنا شهاب الحاتمى بهراة حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عمر بن ظفر بن المغازلى شيخ صالح حسن اللسيرة صحب الاكابر وخدمهم قيم بكتاب الله ختم عليه خلق كثير القرآن، وهو دائم التلاوة حلس مجلسه، سمع الكثير بنفسه ونسخ بخطه
__________
(1) انظر ترجمته في: طبقات القراء لابن الجزرى 1 / 593.
(2) في الاصل: " المفاخرين ".
(3) انظر الحديث في: الجامع الصغير للسيوطي 1 / 118.
(*)(5/55)
كتبت عنه الكثير، وأظهر أبو بكر المبارك بن كامل الخفاف في الجزء السادس من انتقاء أبى الفوارس على المخلص سماعه على ورقة عتيقة من أبى القاسم بن البسرى فشنع أبو القاسم بن السمرقندى عليه وقال: ما سمع عمر من ابن اليسرى شيئا، وذكر أنه رأى الطبقة التى أثبت اسم عمر معهم وشاهدها في نسخة أخرى وما كان اسم عمر معهم - والله أعلم وكان سن عمر يحتمل السماع من ابن البسرى.
وما سمعت منه عنه شيئا، سألته عن مولده فقال: في شعبان سنة إحدى وستين وأربعمائة.
قرأت في كتاب التاريخ لابي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلى بخطه قال: توفى عمر بن ظفر المغازلى المقرئ يوم الاثنين حادى يعشر شعبان من سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة، ودفن في مقبرة باب أبرز، وكان رجلا صالحا فاضلا عالما.
من أهل القرآن والحديث قرأ على جماعة من المشايخ وأقرأ القرآن والحديث، وسمع الكثير والكتب الكبار من جماعة من المتأخرين ومن أدركه من المتقدمين إلا أنه سمع شيئا كثيرا مفرطا جاوز الحد من المتأخرين وكانت سنه تحتمل أن يسمع من جماعة من متقدمي المحدثين، غير أنه معظم سماعاته بعد الكبر فلاجل هذا لم يوجد له من السماعات المتقدمة شئ، وكتب بخطه كثيرا، سألته عن مولده فلم يحققه وقال: إنه في سنة إحدى وستين وأربعمائة تقريبا سمعت عليه.
1179 - عمر بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن سبعون القيرواني، أبو حفص بن أبى محمد: من ساكنى قراح ابن أبى الشحم، من أولاد المحدثين، تقدم ذكر والده وجده وجد أبيه، سمع أبا البدر بن إبراهيم بن محمد بن منصور الكرخي وأبا (1) محمد يحيى بن الطراح وأبا بكر محمد بن عبيد الله بن الزاغونى وغيرهم، وحدث باليسر، وتوفى قبل طلبى للحديث، سمع منه أصحابنا.
أخبرني عبد الله بن أحمد الخباز المقرئ أنبأ عمر بن أحمد القيرواني قراءة عليه أنبأ أبو محمد يحيى بن على بن الطراح وأنبأ عبد الوهاب بن على أنبأ عبد الوهاب بن المبارك الانماط وأنبأ سعيد بن محمد أبو القاسم المؤدب أنبأ أبو القاسم إسماعيل بن السمرقندى وأبو الحسن على بن هبة الله بن عبد السلام قالوا جميعا أنبأ أبو محمد عبد
__________
(1) في الاصل: " أنبأ محمد ".
(*)(5/56)
الله بن محمد [ بن ] (1) عبد الله بن محمد الصريفينى - زاد ابن السمرقندى: وأبو
الحسين أحمد بن محمد بن النقور - قالا أنبأ أبو بكر محمد بن الحسن بن عبدان الصيرفى حدثنا أبو القاسم البغوي إملاء حدثنا على بن الجعد أنبأ شعبة عن منصور عن ربعى عن أبى مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن آخر ما أدرك الناس من كلام النبوة الاولى إذا لم تستحى فاصنع ما شئت " (2).
بلغني أن مولد عمر بن أبى محمد بن سبعون في سنة ست وعشرين وخمسمائة.
وتوفى يوم الثلاثاء خلون من شعبان سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة.
1180 - عمر بن عبد الله بن حفص بن نزار، أبو حفص الضرير، المقرئ الملقب بالنقش.
من ساكنى درب الشوك بالمأمونية، سمع الجانب الصحيح للبخاري من أبى الوقت عبد الاول بن عيسى السجزى وحدث.
ولم ألقه، وكان سماعه صحيحا، ولى منه إجازة.
توفى يوم الجمعة تاسع عشر جمادى الاولى سنة تسع عشرة وستمائة، ودفن بباب حرب، ولعله جاوز التسعين.
1181 - عمر بن عبد الله بن أبى السعادات.
أبو القاسم بن أبى بر الدباس: أخو محمد وعلى اللذين تقدم ذكرهما وكان الاسن، وكان حنبليا ثم انتقل إلى مذهب الشافعي، وقرأ الكلام على مذهب الاشعري، وسكن المدرسة النظامية وقرأ النحو واللغة حتى برع فيهما، وسمع الحديث الكثير وقرأ بنفسه على الشيوخ وكتب بخطه، وسمعنا بقراءته كثيرا، سمع من أبى الفتح بن شانيل وأبى السعادات بن زريق وشيخنا أبى الفرج بن كليب، وكتب كثيرا من كتب اللغة والنحو والاصول والكلام، وانتخب كثيرا وعلق بخطه، وكان ذكيا ألمعيا ذا قريحة حسنة وفكرة صحيحة وإدراك، وكان من أظرف الشباب وأجملهم، وأحسنهم زيا ولباسا، وألطفهم خلقا وعشرة، وكان يتولى الاشراف على دار الكتب النظامية بالمدرسة، أدركه أجله
شابا، وكان من أحب الناس إلى، وبيني وبينه صحبة في طلب الحديث ومودة، توفى
__________
(1) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) انظر الحديث في: مسند الامام أحمد 4 / 131، 132.
(*)(5/57)
ليلة الاثنين لثمان خلون من جمادى الاخرة من سنة إحدى وستمائة، وحضرت الصلاة عليه من الغد بالمدرسة النظامية وشيعته إلى باب حرب فدفن هناك.
وكنت سمعته يقول: مولدي سنة خمس وستين وخمسمائة، ورأيته في المنام بعد موته بخمسة عشر يوما وعليه ثياب جميلة وهو فرحان، فقلت له: ما فعل الله بك.
فقال: الان خرجت من الحبس.
1182 - عمر بن سهيل، أبو حفص الحنبلى الصيدلانى البغدادي: ذكره أبو القاسم يحيى بن على الطحان الحضرمي في كتاب تاريخ الغرباء القادمين مصر " من جمعة وقال: روى عن الفيريابى وغيره، حدثنى عنه أبى.
1183 - عمر بن عبد الله بن على بن محمد بن أبى طاهر، أبو حفص المقرئ (1): من أهل الحربية، قرأ القرآن: بحرف الكسائي على ثابت بن بندار البقال، وقرأ على غيره، وسمع الكثير من أبى الخطاب نصر بن أحمد بن البطر وأبى عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة والنقيب أبى الفوارس طراد بن محمد الزينبي وأبى بكر محمد ابن على الطريثيثى وعبد الواحد بن علوان بن عقيل الشيباني وجماعة غيرهم، وأقرأ الناس القرآن.
وحدث بالكثير، وكان صدوقا صالحا محبا لرواية الحديث وإفادة الناس، روى لنا عنه أبو محمد بن الاخضر وأبو على بن الخريف وبركة وعبد الواحد ابنا نزار [ ابن عبد الواحد بن ] () 2) الجمال وعبد الله بن عثمان بن محمد بن الحسن البيع وعلى ابن عبد الرازق ابن على بن الجوزى وغيرهم.
أخبرنا على بن عبد الرازق بن على بن الجوزى أنبأ عمر بن عبد الله بن على الحربى حدثنا أبو الفوارس طراد بن محمد بن على الزينبي إملاء أنبأ أبو الحسن محمد ابن أحمد رزقويه أنبأ محمد بن ييحيى ابن عمر بن على بن حرب حدثنا جدى على ابن حرب حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن أبى حميد الساعدي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم استعمل رجلا من الازد يقال له ابن اللتبية على الصدقة فلما قدم قال: هذا لكم وهذا لى، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: " ما بال من
__________
(1) انظر ترجمته في: طبقات القراء للجزري 593.
(2) مابين المعقوفتين زيادة من ذيل التاريخ 1 / 305.
(*)(5/58)
نستعمله على بعض العمل من أعمالنا يجئ فيقول هذا لكم وهذا أهدى لي، ألا جلس (1) في بيت أبيه أوبيت أمه فينتظر أيهدى له شئ أم ؟ والذى نفسي بيده لا يأتي أحد منكم بشئ إلا جاء به يوم القيامة على عنقه إن كان بعيرا له رغاء وإن كانت بقرة لها خوار أو شاة تيعر، ثم رفع يديه، فقال ثلاثا: اللهم هل بلغت " (2).
قرأت بخط عمر بن عبد الله الحربى قال: مولدي في سنة سبعين واربعمائة.
قرأت بخط أبى محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب قال: ناولنى الشيخ الصالح عمر بن عبد الله الحربى وكان مريضا يومئذ وهو يوم الاثنين رابع عشرين ربيع الاول من سنة اثنين وخمسين وخمسمائة، ثم بلغني أنه توفى بعد ذلك بيومين، ودفن في قبر أحمد.
1184 - عمر بن عبد الله بن عمر الحربى، أبو القاسم الشاعر الوراق: سكن جرجان، وحدث بها وبأصبهان عن أبى القاسم عبد الله بن محمد بن اليسع الانطاكي وأبى جعفر محمد بن عمرو بن البحترى الرازاز.
كتبت عنه بأصبهان أحمد ابن محمد بن جعفر البردى، وقال: أملى علينا من حفظه في الجامع في ربيع الاول سنة ثمان وستين وثلاثمائة، وروى عنه أبو على الحسين بن على بن محمد البرذعى
الهمداني في " معجم شيوخه ".
كتب إلى أبى الفتوح العجلى: أن أبا طاهر عبد الكريم بن عبد الرازق الحسناباذى أخبره عن أبى الحسين عبد الله بن محمد بن عبد الملك الفارسى أنبأ أبو على الحسين ابن على البرذعى إذنا أنبأ أبو القاسم عمر بن عبد الله الحربى على باب الشيخ أبى بكر الاسماعيلي بجرجان أنبأ أبو القاسم عبد الله بن محمد بن اليسع الانطاكي أنبأ أحمد ابن عبد الرحمن بن السدى الحافظ بأنطاكية حدثنا إسحاق بن إبراهيم الغربي حدثنا ابن أبى السرى حدثنا عبد الرازق عن الثوري عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " الاذنان من الرأس " (3).
أخبرنا البردى قال عمر بن عبد الله بن عمر الحربى: كتبت عنه في باب الشيخ أبى بكر إسماعيلى سنة سبعين ولم يكن ممن يعتمد على أصوله ولا روايته، مات في طريق الحج إلا إحدى وسبعين يعنى وثلاثمائة.
__________
(1) في الاصل: " ألا أجلس ".
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 353.
(3) انظر الحديث في: سنن أبى داود 1 / 19.(5/59)
1185 - عمر بن عبد الله بن عمر بن أحمد بن الحسين، أبو حفص الاهيلمى الطبري: قدم بغداد بعد الستين وأربعمائة، وسمع بها الكثير من مشايخ ذلك الوقت، وكان قد حج مع أبيه وهو صغير، سمع بمكة من القاضى أبى الحسن محمد بن على بن سجز الاردى وأبى نصر عبيد الله بن سعيد الوائلي السجزى ودخل الشام وديار مصر، فسمع هناك من جماعة، وحدث ببغداد باليسير.
كتب عنه عبد الله بن عبد الملك القابض الاصبهاني ببغداد وقال: كان طلق الوجه
حسن الخلق، وكان أبوه قضى أهليم وعمه خطيبها، توفى ببغداد في رجب سنة ثلاث وستين وأربعمائة.
1186 - عمر بن عبد الله بن محمد بن الحسن بن على بن إبراهيم بن طويلة، أبو البركات بن أبى القاسم، المعروف بابن الاخرس: من أهل دار القز، وهو عم شيخنا عبد الله بن المبارك بن عبد الله، وقد تقدم ذكره، سمع الشريف أبا العز محمد بن المختار بن المؤيد بالله وأبا غالب شجاع بن فارس الذهلى وغيرهما، وحدث باليسير، سمع منه أبو الرضا أحمد بن طارق بن سنان الكرخي والقاضى أبى المحاسن عمر بن على بن الخضر القرشى، وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه.
أنبأ أحمد بن طارق ونقلته من خطه أنبأ أبو البركات عمر بن عبد الله بن محمد ابن الحسن بن الطويلة بقراءتي عليه أنبأ الشريف أبو العز محمد بن المختار بن المؤيد بالله الهاشمي حدثنا أبو الحسن على بن محمد بن الحسن الحربى إملاء حدثنا عمر بن محمد الزيات حدثنا محمد بن صالح بن ذريح حدثنا محمد بن أبى سمينة حدثنا عمر بن الحسن الراسبى حدثنا أبو عوانة عن أبى بشر عن سعيد بن جبير عن عائشة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " أنا سيد ولد آدم وعلى سيد العرب " (1).
1187 - عمر بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن مكابر السقلاطونى، أبو حفص ابن أبى السعادات: كان وكيلا على أبواب القضاء، سمع أبا القاسم عبد الله بن محمد بن الحصين وأبا
__________
(1) انظر الحديث في: الجامع الصغير للسيوطي 1 / 93.
(*)(5/60)
غالب أحمد بن الحسن بن البناء وأبا بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري وعبد الوهاب ابن المبارك الانماطى وغيرهم وحدث باليسير، سمع منه القاضى أبو المحاسن عمر بن
على القرشى، وعمر حتى ادركناه ولم يقضى لنا منه سماع، سمع منه أصحابنا.
وتوفى قبل طلبننا للحديث، بلغني أن مولده كان في سنة ثمان عشرة وخمسمائة تقريبا.
أنبأنا أحمد بن سليمان الحربى ونقلته قال: توفى عمر بن أبى السعادات بن مكابر في يوم الاربعاء حادى عشر شهر رمضان من سنة إحدى وتسعين وخمسمائة، ذكر غيره أنه دفن بباب حرب.
1188 - عمر بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الصائغ، أبو حفص بن أبى السعادات بن أبى الحسن بن أبى الحسين، المعروف بابن صرما: من أولاد المحدثين، تقدم ذكر أبيه وجده، سمع أبا الفضل محمد بن ناصر الحافظ وأبا الحسن سعد الخبر بن محمد الانصاري، كتبت عنه، وكان شيخا صالحا، له دكان قريب من باب النوى يعمل فيه المداسات.
أخبرنا عمر بن عبد الله بن محمد بن أحمد الاسكاف بقراءتي عليه في دكانه حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ إملاء أنبأ أبو القاسم على بن أحمد بن محمد بن البسرى قراءة عليه أنبأ أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص حدثنا البغوي إملاء حدثنا أبو الربيع الرهرانى حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن بن عمر عن بلال رضى الله عنهما: " أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى بين العمودين ملقى وجهه في جوف الكعبة ".
توفى عمربن صرما في يوم الاثنين العشرين من ذى القعدة سنة تسع عشرة وستمائة * ودفن من الغد بباب حرب، وقد ناطح الثمانين: 1189 - عمر بن عبد الله، أبو حفص الجلا المخرمى: حكى عن بشر بن الحارث الحافى شيئا من كلامه، روى عنه العباس بن عبد الله الرازي، ويقال البغدادي.
أخبرنا أبو بكر عبد الرازق بن عبد القادر الجيلى أنبأ عبد الاول بن عيسى السجزى أنبأ أبو عطاء عبد الاعلى بن عبد الواحد بن أحمد المليحى أنبأ أبو محمد
إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن المقرئ أنبأ أبو منصور محمد بن سمعان(5/61)
المذكر حدثنى أبو الفضل العباس بن عبد الله البغدادي حدثنا أبو حفص عمر بن عبد الله الجلا قال سمعت بشر بن الحارث يقول: ليس الزهد أن تزهد في كل شئ سوى الله عزوجل.
أخبرنا سليمان وعلى ابنا محمد بن على الموصولى قالا أنبأ عمربن أحمد الصفار أنبأ على بن أبى صادق الحيرى أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه الشيرازي حدثنا أبو النجم المذكر البردعى حدثنا محبوب بن محمد بن حمدويه البردعى حدثنا العباس بن عبد الله الرازي حدثنا عمر بن عبد الله المخرمى قال سمعت بشر بن الحارث الحافى يقول: بلغني أنه ما اغرورقت عين بمائها إلا حرم الله سائر جسدها على النار، فان فاضت على وجهه " لم يرهق وجهه قتر ولاذلة ".
وما من عمل إلا وله وزن وثواب إلا الدمعة فانها تطفئ بحار النيران، ولو أن عينا بكت من خشية الله في أمة من الامم لرحم الله تلك الامة ببكائه.
1190 - عمر بن عبد الله أبو سعيد القرشى: ذكره أبو عبد الرحمن السلمى النيسابوري في كتاب تاريخ الصوفية من جمعة ونقلته من خطه، فقال: من مشايخ البغداديين له كلام يدق في علوم القوم حتى أنه قال: قيمة كل عالم همه.
1191 - عمر بن عبد الله الاجرسى: من أهل باب الازج، ذكر لى أبو الحسن بن القطيعى أنه روى شيئا يسيرا، وتوفى في المحرم سنة سبع وثمانين وخمسمائة.
1192 - عمر بن عبد الباقي بن على بن المفرج، أبو حفص الواسطي المقرئ المعروف بابن التبان:
أخو محمد الذى قدمنا ذكره، سمع أبا الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله، وحدث باليسير، روى عنه أبو المبارك بن كامل بن أبى غالب الخفاف في معجم شيوخه.
قرأت في كتاب أبى الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلى بخطة قال: توفى عمر ابن عبد الباقي بن التبان أبو حفص المقرئ في شهر ربيع الاول أو الثاني سنة خمسين وخمسمائة في السواد، سمع وحدث ببغداد، وكان من قراء القرآن المجودين والحفاظ المتقنين والدارسين والمداومين والامرين بالمعروف والنامين عن المنكر من أصحاب الوالد.(5/62)
1193 - عمر بن عبد الرحمن بن عبد الواحد بن منصور بن جعفر بن علاقة ابن حمد بن مغيث بن محرز بن محمر (1) بن الحارث بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان، أبو القاسم بن أبى طاهر الذهلى الشيباني.
كان أديبا فاضلا، قرأ على أبى الحسن على بن فضال المجاشعى، وروى عن سليمان بن أحمد السرقسطى وغيره شيئا من الادب والاناشيد، كتبت عنه أبو عامر العبدرى وأبو طاهر السلفي وأبو الحسن بن الخل الفقيه.
قرأت بخط أبى ظاهر السلفي وأخبرنيه عنه أبو الحسن بن المقدسي بمصر قال أنشدني أبو القاسم عمر بن عبد الرحمن بن عبد الواحد الشيباني الاديب ببغداد أنشدني أبو الحسن على بن فضال المجاشعى النحوي لنفسه: إن تلقك الغربة في بلدة * بجمهوا فيك على بغضهم فدارهم مادمت في دارهم * وأرضهم مادمت في أرضهم قرأت بخط ابى الحسن بن المبارك بن محمد الخل الفقيه وأخبرينه عنه أبو الكرم الهاشمي أنشدنا الرئيس أبو القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الواحد الشيباني وكتب بها إلى بعض أصدقائه معتذرا إليه من أمر طرقه:
يا سيدي دعوة مستمسك * بودك الاقدم والاحدث بى حرقة فاعلم وكن عاذرا * لوهى بالاجبال لم تمكث طاعة شيطان على خبثه * ومن يطع شيطانه يخبث يقبح بالشيخ التصابى وقد * جاء نذير الموت والمبعث لكن هو المقدر لانعدل * عنه ومن يقصده لا يلبث 1194 - عمر بن عبد الرحمن بن محمد بن عمر بن الحسن، أبو حفص: من أهل أسد اباذ - قرية من همدان، سمع بأسداباذ القاضى أبا الحسن على بن الحسن بن بكر المحكمى، وبالرى أبا بكر إسماعيل بن على بن أحمد الخطيب النيسابوري والقاضى أبا بكر محمد بن عبد الله بن الحسين الحنفي النيسابوري، وبهمدان أبا بكر أحمد بن عمر بن أحمد البزاز وعبد الواحد بن على الهمداني وأبا الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني وأبا الفضل أحمد بن عيسى بن عباد
__________
(1) هكذا في الاصل.
(*)(5/63)
الدينورى والقاضى أبا على الحسن بن عبد الله بن الحسين بن ياسين وأبا العباس أحمد ابن محمد بن أحمد الموساباذى وأبا الفتح المظفر بن الحسن بن عثمان بن مموس وأبا الحسن مكى بن منصور بن علان الكرخي، وقدم بغداد وسمع بها أبا القاسم عبد العزيز بن على الانماطى وأبا طاهر محمد بن أحمد بن أبى الصقر الانباري وأبا طاهر أحمد بن الحسن الكرخي وأبا عبد الله محمد بن أبى نصر الحميدى وجماعة غيرهم، وعاد إلى بلاده، وقدم بغداد ثانيا وحدث بها في محرم سنة سبع وتسعين وأربعمائة بكتاب " تاريخ اسداباذ " من جمعة، سمع منه أبو عامر العبدرى وخرج له فوائد من شيوخه وقرأها عليه أيضا ببغداد.
أنبأنا القاضى أبو الحسن بن أحمد بن محمد العمرى عن ابى عامر محمد بن سعدون
ابن مرجا العبدرى أنبأ أبو حفص عمر بن عبد الرحمن الاسد اباذى ببغداد أنبأ أبو المعالى الحسن بن محمد بن شادى أنبأ أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن المعتز حدثنا أبو بكر عبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم بن المعتز حدثنا أبو بكر عبد الرحمن بن أحمد ابن سعيد المروزى حدثنا عبد الله محمود حدثنا عبد الوارث بن عبد الله بن مسلم بن خالد الزنجي عن العلاء عن عبد الرحمن عن أبيه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " كرم المرء تقواه ومروءته عقله وحسه خلقه " (1).
قرأت في كتاب عمر بن عبد الرحمن بن محمد بن عمر الاسد اباذى بخطه قال عمر ابن عبد الرحمن بن محمد في صديق: هددني بالهجر معشوق * أهيف مثل الغصن ممشوق وقد درى أنى من حبه * بنار أشواقي محروق لاشك أنى ميت في الهوى * إن صح للهجران تصديق ومن شعره أيضا: شربنا الكأس في زمن الربيع * على ساق يسقينا بديع الكأس في نور المسقى * ضياء الصبح في نور الشموع قرأت في كتاب عبد الرحيم بن هبة آلله بن المعراض الحرانى بخطه قال: سألت الامام أبا حفص عمر بن عبد الرحمن بن محمد بن عمر الاسد اباذى عن مودلده، فقال: ولدت سنة ست وخمسين وأربعمائة، وسمعت الحديث سنة أربع وستين، وأمكلى
__________
(1) انظر الحديث في: الجامع الصغير للسيوطي 2 / 77.
(*)(5/64)
علينا ثلاثة أحاديث عن شيخ له وذلك بأسداباذ في جمادى الاولى سنة خمس وعشرين وخمسمائة.
وكتب إلى أبو الفتوح الخطيب أنبأ أبو سعد بن السمعاني بقراءتي عليه قال: عمر
ابن محمد بن عبد الرحمن بن محمد الاسد اباذى، روى عنه ولده أبو الفتح ذو النون، وتوفى فيهما بين سنة ثمان وعشرين وخمسمائة إلى صفر سنة أحدى وثلاثين.
1195 - عمر بن عبد الرحمن البغدادي: حدث عن أبى الحسن على بن عبد الله بن جهنم الهمداني الصوفى، روى عنه أبو الحسن على بن محمود الزوزنى الصفوفى.
قرأت على أبى الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحرانى عن أبى الغنائم محمد بن على بن ميمون النرسى أنبأ أبو الحسن على بن محمود بن إبراهيم الزوزونى الصوفى قراءة عليه عليه حدثنا عمر بن عبد الرحمن البغدادي حدثنا على بن عبد الله الهمذانى قال كتب الحسين بن منصور إلى أحمد بن عطاء: أطال الله لى حياتك، وأعدمني وفاتك.
على أحسن ما جرى به قدره أو نطق به خبر، معما أن لك في قلبى من بواهم أسرار محبتك وأفانين ذخائر مودتك مالا يترجمه كتاب ولا يحصيه حساب ولا يفنيه عتاب، وفى ذلك أقوال: كتبت ولم أكتب إليك وإنما * كتبت إلى روحي بغير كتاب وذاك لان الروح لافرق بينها * وبين محبيها بفصل خطاب فكل كتاب صادر منك وارد * إليك بلا رد الجواب جوابي 1196 - عمر بن عبد السلام، أبو حفص الصوفى البغدادي، يعرف بابن أبى مسلم صاحب التميمي: ذكره أبو على الحسن بن أحمد بن البناء في " كتاب طبقات الفقهاء " من جمعة - نقله من خطه - وذكر أنه كان مفتيا، وأنه توفى في سنة ست وعشرين وأربعمائة.
1197 - عمر بن عبد السميع، أبو حفص: ذكر طلحة الشاهد أنه توفى سنة أربع وأربعين وثلاثمائة، وقال: كانت عنده حكايات عن ابن فهم.(5/65)
1198 - عمر بن عبد العزيز بن أحمد بن مسعود بن سعدان الناقد، أبو الفضل الامين، المعروف بابن الحصاص: من أولاد المحدثين، تقدم ذكر والده وجده، اسمعه والده في صباه من تجنى الوهبانية وغيرها، كتبت عنه وهو أمين القاضى ونعم الرجل هو.
أخبرنا عمر بن عبد العزيز الامين أخبرتنا تجنى الوهبانية أنبأ طراد بن محمد الزينى أنبأ هلال بن محمد الحفار حدثنا الحسين بن يحيى بن عباس حدثنا أبو الاشعث حدثنا عبد الاعلى بن عبد الاعلى عن برد عن سليمان بن موسى عن شر حبيل بن السمط أنه كان نازلا على حصن من حصون فارس مرابطا قد أصابهم خصاصة فمر بهم سلمان الفارسى فقال: ألا أحدثكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكون عونا لكم على منزلكم هذا ؟ قالوا: يا عبد الله بلى حدثنا، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " رباط يوم في سبيل الله عزوجل خير من صيام شهر وقيامه، ومن مات مرابطا في سبيل الله كان له أجر مجاهد إلى يوم القيامة " (1).
سألت عمر بن عبد العزيز عن مولده فقال: في شهر رمضان سنة سبع وستين وخمسمائة، وتوفى ليلة الخميس لعشر خلون من شوال من سنة أربعين وستمائة، ودفن من الغد بباب حرب.
1199 - عمر بن عبد العزيز بن أسناس، أبو القاسم الشاهد: شهد عند القاضى أبى محمد العماني في شهر ربيع الاخر سنة ست وسبعين وثلاثمائة فقبل شهادته، وتوفى يوم الاحد لثلاث بقين من شهر ربيع الاخر سنة أربعمائة [ قال (2) ] وكان مولدي في المحرم سنة ست وعشرين وثلاثمائة وذكر هذا هلال بن الصائى ونقلته من خطه.
1200 - عمر بن عبد العزيز بن محمد بن عيسى، أبو حفص الخردلى (3):
من أهل الحربية، سمع أبا القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن بن البناء وغيره.
وحدث باليسير، سمع منه أصحابنا ولم يتفق لنا لقاؤه.
__________
(1) انظر الحديث في: الجامع الصغير للسوطى 2 / 18.
(2) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(3) في الاصل: " الحردلى ".
(*)(5/66)
حدثنى أحمد بن محمد بن طلحة الشاهد أنبأ عمر بن عبد العزيز الخردلى، وأنبأ أبو محمد بن الاخضر قالا أنبأ سعيد بن أحمد بن البناء قراءة عليه أنبأ محمد بن محمد بن على الزينبي أنبأ محمد بن عبد الرحمن المخلص حدثنا يحيى بن صاعد حدثنا محمد بن هارون حدثنا بكار بن محمد حدثنا عبد الله بن عوف عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " الولد للفراش وللعاهر الحجر " (1).
وفى عمر الخردلى بالمارستان العضدي في يوم الخميس خامس عشرى شهر رمضان سنة سبع وتسعين وخمسمائة، ودفن بمقبرة المارستان.
1201 - عمر بن عبد العزيز، مولى بنى العباس، أبو حفص الشطرنجى (2): كان أبوه من موالى المنصور، وكان أعجميا ونشأ عمره في دار ومع أولاد مواليه وكان كأحدهم وتأدب، وكان لاعبا بالشطرنج مشغوفا بها فلقب بالشطرنجى لغلبتها عليه.
فلما مات المهدى انقطع إلى عليه وخرج منها لما زوجت وعادت إلى القصر، وكان يقول لها الاشعار فيما زيده من الامور بينها وبين إخواتها وبنى أخيها من الخلفاء فينتحل بعض ذلك ويترك بعضه.
أنبأنا عبد الله بن الحسن الكندى عن محمد بن أبى طاهر بن على بن المحسن بن على أخبره عن أبيه عن أبى الفرج على بن الحسين الاصبهاني حدثنى الحسن بن على الخفاف حدثنى أحمد بن الطيب السرخسى حدثنى الكندى عن محمد بن الجهم
البرمكى قال: رأيت أنا حفص الشطرنجى الشاعر فرأيت منه إنسانا يهليك حضوره عن كل غائب، وتسليك مجالسته عن كل هموم المصائب، قربه عرس، وحديثه أنس، جده لعب ولعبه جددين ماجن، إن لبسته على ظاهره لبسته موموقا لا تمله، وإن تتبعته اتنظر خبرته، وقعت على مروة لاتطور الفواحش بخناها، وما علمته أقل ما فيه الشعر، وهو الذى يقول: تحبب فإن الحب داعية الحب * وكم من بعيد الدار مستوجب القرب إذا لم يكن في الحب عتب ولارضى * فأين حلاوات الرسائل والكتب تفكر فان حدثت أن أخا هوى * [ غدا ] (3) سالما فارج النجاة من الحب
__________
(1) انظر الحديث في: (2) انظر ترجمته في: الاعلام 5 / 259.
(3) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(5/67)
وأطيب ايام الهوى يومك الذى * تروع بالتحريش فيه والعتب وبالاسناد عن أبى الفرج الاصبهاني قال أخبرني جعفر بن قدامة حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه قال: كان أبو حفص الشطرنجى ينادم أبا عيسى بن الرشيدى ويقول له الشعر فينتحله، ويفعل مثل ذلك بأخيه صالح وأخته، وكذلك بعلية عمتهم، وكان بنو الرشيد جميعا يزورونه ويأنسون به، فمرض فعادوه جميعا سوى أبى عيسى، فكتب إليه: إخاء أبى عيسى إخاء ابن ضده * وودى له ود ابن ام ووالد ألم يأته أن التأدب نسبة * تلاصق أهواه الرجال الاباعد فما ناله مستعذبا من جفائنا * موارد لم يعذب لنا من موارد سلام هي الدنيا قروض وإن * أخوك مديم الوصل عند الشدائد
وبه عن الاصبهاني قال حدثنى جعفر بن الحسين حدثنى محمد بن هارون قال حدثت عن أبى حفص الشطرنجى قال قال لى الرشيد يوما: يا حبيبى لقد أحسنت ما شئت في بيتين قلتهما، قلت ماهما يا سيدي ؟ فمن شرفهما استحسانك، فقال قولك: لم ألق ذا شجن ينوح بحبه * إلا حسبتك ذلك المحبوبا حذرا عليك وإنني بك وائق * ألا ينال سواى منك نصيبا فقال: يا أمير المؤمنين ليسا لى، هما للعباس بن الاحنف، فقال: صدقك والله أجب إلى، ولك والله أحسن منهما حيث تقول: إذا سرها أمر وفيه مساءتى * قضيت لها فيما تريد على نفسي ومامر يوم ارتجى فيه راحة * فأذكره إلا بكيت على أمسى قرأت على حامد بن محمد الاعرج بأصبهان عن أبى طاهر محمد بن أبى نصر التاجر قال كتب إلى محمد بن أحمد أبو جعفر الشاهد أن أبا عبيد الله المرزبانى أخبره قال أنشدني على بن هارون عن أبيه لابي جعفر الشطرنجى: وقد حسدوني قرب دارى منكم * وكم من قريب الدار وهو بعد دخولك من باب الهوى إن أردته * يسير ولكن الخروج شديد وبه عن المرزبانى قال أخبرني أحمد بن محمد الجوهرى عن أحمد بن عبيد الله قال قال أبو حفص الشطرنجى:(5/68)
مناى لا تحسبي ذل الهوى صفة * تفديك نفسي بل ذل الهوى شرف لاخير في الحب إلا فوق عاتبه * حتى يقول أناس إن ذا شرف قد مكث الناس حسنا ليس بينهم * ود فيردعه التسليم واللطف لا تعسا لمعشوقة في الحب منصفه * وللحب الذى إن ضيم يتنصف
أنبأنا عبد الوهاب بن على عن زاهر بن طاهر النيسابوري قال كتب إلى على بن أحمد أن عبيد الله أخبره عن محمد بن يحيى الصولى قال حدثنى الحسين بن يحيى حدثنى عبد الله بن العباس بن الفضل بن الربيع قال: دخلت على أبى حفص الشطرنجى شاعر علية بنت المهدى أعوده في علته التى مات فيها قال فجلست عنده فأنشدني لنفسه: نعى لك ظل الشباب المشيب * ونادتك باسم سواك الخطوب فكن مستعدا لداء الفنا * فان الذى هو آت قريب ألسنا نرى شهوات النفو * س تفتى ويبقى عليها الذنوب وقبلك داوى المريمض الطبيب * فعاش المريض ومات الطبيب يخاف على نفسه من يتوب * فكيف ترى حال من لا يتوب 1202 - عمر بن عبد الكريم بن أبى غالب.
أبو حفص الحمامى: من أهل الحربية، سمع أبا القاسم عبد الله بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف وحدث باليسير، سمع منه أصحابنا ولم يتفق لى لقاؤه، وقد أجاز لى جميع مسموعاته، وكان قد لحقه صمم في آخر عمره، وتوفى في يوم الاربعاء الخامس والعشرين من شعبان من سنة سبع وتسعين وخمسمائة، ودفن بباب حرب.
1203 - عمر بن عبد الملك بن الحسن بنم يوسف بن السقطى: روى عنه القاضى أبو على التنوخى في " كتاب الفرج بعد الشدة " حكاية، وقد ذكر الخطيب أباه عبد الملك في التاريخ.
أنبأنا أحمد بن يحيى الخازن أنبأ الحسين بن على الكوفى أنبأ المبارك ابن عبد الجبار الصيرفى أنبأ أبو القاسم على بن المحسن بن على التنوخى أنبأ أبى قال حدثنى عمر بن عبد الملك بن الحسن بن يوسف السقطى - وكان يخلفني على القضاء بحران ونواح(5/69)
من ديار، مصر، ثم خلفنى على قطعة من سقى الفرات، وكان أبوه من قدماء الشهود ببغداد - قال حدثنى أبو الخطاب محمد بن أحمد بن زكريا الانصاري الشاهد بالبصرة - وأنا قد رأيته كبيرا وكان لى صديقا وما اتفق أن اسمع هذه الحكاية منه - قال: غلست يوما أريد مسجد الزياديين بشارع المريد لوعد كان على فيه وكانت الريح قوية بين يدى بآذرع رجل يمشى، فلما بلغنا دار رباح قلعت الريح سترة آجر وجص على رأس الحائط فرمت بها عليه، فلم أشك في هلاكه وارتفعت غبرة عظيمة أفزعتني فرجعت، فلما سكنت الغبرة عدت اسلك الطريق حتى دست بعض السترة الساقطة ولم أر الرجل ولا أثره، فعجبت ويممت طريقي حتى دخلت مسجد الزياديين فرأيت أهل المسجد مجتمعين فحدثتهم بما رأيت في طريقي متوجعا للرجل وشاكر الله على سلامتي، فقال رجل منهم: أنا يا أبا الخطاب الرجل الذى وقعت على السترة وذاك أنى قصدت هذا المسجد لمثل ما وعدت له، فلما سقطت السترة لم أحس لها بضرب لحقني ووجدت نفس سالما فحمدت الله وتحيرت فوقفت حتى انجلت الغبرة.
فتأملت الصورة فإذا في السترة موضع باب كبير، وقد اتفق إن وقع على رأس وسائر جسدي في موضع الباب فخرجت منه وسقط باقى السترة لم أحس لها بضرر لحقني، فتخطيت على المنهدم وسبقتك إلى هاهنا.
1204 - عمر بن عبد الملك بن عمر بن خلف بن عبد العزيز الرزاز، أبو القاسم الشاهد: من ساكنى باب الشعير، كان فقيها فاضلا على مذهب الشافعي، وشهد عند قاضى القضاة أبى عبد الله الدامغاني في التاسع من شهر ربيع الاول سنة ثمان وأربعين وأربعمائة فقبل شهادته.
سمع الحديث من أبوى الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه ومحمد بن محمد بن مخلد وابني على الحسن بن أحمد بن شاذان وآباه القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرقى وعبد الملك بن محمد بن بشران وعبيد الله بن أحمد
الصيرفى وأبى بكر أحمد بن محمد غالب البرقانى وغيرهم، روى عنه أبو القاسم بن السمرقندى.
أخبرنا أبو القاسم موسى بن سعيد بن هبة الله العباسي أنبأ أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندى أنبأ أبو القاسم عمر بن عبد الملك بن عمر الرزاز أنبأ أبو(5/70)
الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن رزقويه أنبأ أبو بكر أحمد بن سليمان (1) النجاد حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد القرشى حدثنى عبد الرحمن بن صالح الازدي حدثنا عمر (2) بن هاشم الجنبى عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " عليكم باصطناع المعروف فإنه يمنع مصارع السوء، وعليكم بصدقة السر فانها تطفئ غضب الله عزوجل " (3).
أنبأ أبو القاسم الازجى عن أبى بكر محمد بن على بن ميمون الدباس أنبأ أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون قال: توفى أبو القاسم عمر بن عبد الملك بن عمر الرزاز العدل في ليلة السبت ودفن يوم السبت الخامس من رجب سنة إحدى وسبعين وأربعمائة، وكان رجلا فاضا فقيها على مذهب الشافعي، وحدث عن ابن رزقويه وابن مخلد (4)، والبرقاني.
والحرفي وغيرهم، وكان ثقة زاهدا، وابتلى بمرض أقعد منه وبقى سنين مقعدا، مولده سنة ست وأربعمائة.
قرأت بخط أبى على البردانى وفاته كذلك، وذكر أنه دفن في مقابر الشهداء بباب حرب عند أبيه.
1205 - عمر بن عبد الملك، أبو النضير الشاعر، مولى بنى جمح: من أهل البصرة.
وذكر أن اسمه الفضل كان شاعرا صالح المذهب انقطع إلى البرامكة، وله مدائح فيهم كثيرة فاعنوه إلى أن مات، ولما هلك البرامكة عاد إلى البصرة فصار يغنى على جوار له.
أنبأ أبو القاسم الحذاء عن أبى سعد بن الطيورى أنبأ أبو القاسم بن أبى على التنوخى إذنا عن أبيه أن أبا الفرج على بن الحسين الاصبهاني أخبره قال أخبرني محمد ابن مزيد بن أبى الازهر حدثنا حماد بن إسحاق قال سمعت أبى يقول: لو قيل لى من أظرف من رأيت قط أو عاشرته ؟ لقلت: أبو النضير.
وبه عن الاصبهاني قال أخبرني عيس بن الحسن الوراق حدثنا الفضل بن محمد اليزيدى حدثنا إسحاق قال: ولد للفضل بن يحيى مولد فدخل إليه [ أبو ] (5) النضير
__________
(1) في الاصل: " سلمان ".
(2) في الاصل: " عمر ".
(3) انظر الحديث في: الجامع الصغير 2 / 55.
(4) في الاصل زيادة: " وابن رزقوية ".
(5) مابين المعقوفتين من الاصل.
(*)(5/71)
ولم يكن عرف الخبر فيعد له تهنئة، فلما مثل بين يديه رأى الناس يهنئونه نثرا ونظما قال ارتجالا: ويفرح بالمولود من آل برمسك * بغاة الندى والسيف والرمح ذو النصل " وتبسط الامال فيه لفظه " ثم ارتج عليه فلم يدر ما يقول، فقال له الفضل بن يحيى " فيه لفظه " " ولاسيما إن كان من ولد الفضل " فاستحسن الناس بديهة الفضل في هذا، وأمر لابي النضير بصلة.
وبه عن الاصبهاني قال: أخبرني حبيب بن نصر حدثنا هرون بن محمد بن عبد الملك حدثنى بعض الموالى: حضرت الفضل بن يحيى وقد قال لابي النضير يا أبا النضير أنت القائل فينا:
إذا كنت من بغداد في رأس فرسخ * وجدت نيسم الجود من آل برمك لقد ضيقت علينا جدا، قال فلاجل ذلك أيها الامير ضاقت على صلتك وضاقت عنى مكافأتك، وأنا الذى أقول: تشاغل الناس ببنيانهم * والفضل في بنى العلى جاهد كل ذوى الرأى وأهل النهى * للفضل في تدبيره حامد وعلى ذلك مما قلت البيت الاول كما بلغ الامير وإنما قلت: إذا كنت من بغداد في مقطع الثرى * وجدت نسيم الجواد من آل برمك فقال له الفضل: إنما أخرت ذلك لامازحك، وأمر له بثلاثة آلاف درهم.
وبه عن الاصبهاني قال حدثنى عمر حدثنا أبو العيناه قال: حدثت عن أبى النضير قال: دخلت على الفضل بن الربيع فقال: هل أحدثت بعدى شيئا ؟ قلت: نعم، قال: وما هو ؟ أبياتا في امرأة تزوجتها وطلقتها لغير علة ألا تفضى لها وإنها لبيضاء بضة كأنها سبيكة فضة، فقال لى: وما قلت فيها ؟ فقلت قلت: رحلت أنيسة بالطلاق * فأرحت من غل الوثاق رحلت فلم تألم لها * نفس ولم تدمع مآقى أولم تبن بطلاقها * لابنت نفسي بالاباق(5/72)
وشفاء مالا تشتهي * - ه النفس تعجيل الفراق فقال: يا غلام الدواة والقرطاس فأتى بهما، وأمرني نكتب له الابيات، ثم قلت له: أنت والله تبغض بنت أبى العباس الطوسى، فقال: اسكت آخزاك الله، ثم ما لبث أن طلقها.
1206 - عمر بن عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد بن صدقة بن الخضر بن كليب الحرانى، أبو حفص:
ابن شيخنا أبى الفرج التاجر، وقد تقدم ذكره، حكى عنه والده حكاية كتبها عنه إبراهيم بن على بن بكروس الشاهد، وتوفى شابا قبل والده بزمان.
أنبأ أبو الفرج بن كليب قال حدثنى ولدى أبو حفص عمر قال كنت بأرض أقصره، وكان معنا جماعة في الطريق فقال أحدهم: انزلوا بنا لافرجكم اليوم فانزلنا وهناك شجرة عليها ورق أخضر وزهر أصفر فأخذ الرجل يصفق بيديه وأنشا يقول: يا نازلا بالبلد البلقيع * وياديار الظاعنين اسمعي * ماهى باطلالى ولكنها * رسوم أحبابى فنوحى معى قال: فلم تزل يكررها حتى ترنحت الشجرة ثم ألقت زهرها الاصفر جميعه ثم ألف ورقها جميعه، ولم يزل على ذلك كلما أنشد الابيات ترنحت وألقت ما عليها من الاوراق والازهار إلى أن لم يبق عليها شئ.
قال شيخنا أبو الفرج: فحكيت ذلك لصهري على ابنتى قايماز بن عبد الله المعروف بالمصلح المقتفرى فقال: شاهدت رجلا كرديا لنا بنهر مالك أو دجيل من أعمال العراق - الشك من الشيخ، وأنه نزل ببعض أرضها وهناك شجيرة عليها الازهار والاوراق وأنه أخذ ينشد هذين البيتين المقدمين وانها ترنحت ثم ألقت أوراقها وأزهارها كالحكاية الاولى.
1207 - عمر بن عبد الواحد بن سعيد، أبو القاسم المقرئ اليعقوبي: سمع أبا القاسم على بن أحمد بن محمد بن بيان، وحدث عنه ببلاد كرمان، سمع منه يوسف بن أحمد بن إبراهيم الشيرازي.
وروى عنه في كتاب الاربعين من جمعه.
أخبرني أبو القاسم الصوفى جارنا أنبأ يوسف بن أحمد الشيرازي أنبأ أبو القاسم عمر بن عبد الواحد بن سعيد اليعقوبي المقرئ بنرماسير أنبأ على بن أبى طالب(5/73)
العمرى وأنبأ أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحرانى قراءة عليه غير مرة أنبأ أبو القاسم على بن أبى طالب أحمد بن محمد بن بيان العمرى قراءة عليه أنبأ أبو الحسن
محمد بن محمد مخلد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا أبو يزيد خالد بن حيان الرقى عن فرات بن سلمان وعيسى بن كثير كلاهما عن أبى رضاء عن عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة عن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله الانصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من بلغه عن الله عزوجل شئ فيه فضيلة فآخذ به إيمانا به ورجاء ثوابه آتاه الله ذلك وإن لم يكن كذلك (1).
1208 - عمر بن عبد الواحد بن منصور، أبو حفص السعدى: من ساكنى دار القز، سمع أبا العباس أحمد بن الحسين بن قريش وحدت عنه بكتاب العرش لابن أبى شيبة، سمعه منه عمر بن محمد بن أحمد بن عمر التكريتي الصوفى وشيخنا عمر بن محمد بن طبرزد المؤدب في جمادى الاخرة سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة.
أنبأنا ابن طبرزد أنبأ عمر بن عبد الواحد السعدى قراءة عليه أنبأ أحمد بن الحسين ابن قريش قراءة عليه وأخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن الظفر الهمذانى أنبأ أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش أنبأ أبو طالب محمد بن على العشارى أنبأ أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبى الفوارس أنبأ أبو على محمد بن أحمد بن الحسن الصواف أنبأ أبو جعفر بن محمد بن عثمان بن محمد بن أبى شيبة حدثنا الحسن بن على حدثنا الهيثم بن الاشعث السلمى حدثنا أبو حنيفة اليماني الانصاري عن عمير بن عبد الملك قال خطبنا على بن أبى طالب رضى الله عنه على منبر الكوفة فقال: كنت إذا سكت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ابتدأنى، وإن سألته عنه الخبر أنبأني، وإن حدثنى عن ربه قال قال الرب جل وعز: وارتفاعي فوق عرشى، مامن أهل قرية ولامن أهل بيت كانوا على ما كرهت من معصيتى ثم تحولوا عناه إلى ما أحببت من طاعتي إلا تحولت لهم عما يكرهون من عذابي إلى ما يحبون من رحمتى (2).
__________
(1) انظر الحديث في: الجامع الكبير للسيوطي 1 / 760.
(2) انظر الرواية في: سنن الترمذي 2 / 214.
(*)(5/74)
1209 - عمر بن عبدون بن القاسم بن محمد بن داود بن عبد الغفار، أبو القاسم التأني: حكى عن أبى بكر بن مجاهد المقرئ حكاية رواها عنه أبو القاسم عبد الواحد بن على بن فهد العلاف وأبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي وأبو الخطاب على ابن عبد الرحمن بن الجراح وأبو الحسن على بن محمد بن العلاف وأبو على الحسن بن أحمد بن البناء.
وكان ينزك في درب الديوان بالرصافة في جواز أبى القاسم بن بشران، وسمعت منه هذه الحكاية في سنة ثمان عشرة واربعمائة لست خلون من شهر ربيع الاول، وكان له مائة وسنتان من عمره.
1210 - عمر بن عبدون الانباري: حدث بحكاية عن الحسن المسوحى رواها عنه أحمد بن محمد الحربى.
أخبرنا أبو الفتح داود بن معمر بن عبد الواحد بن الفاخر أنبا أبى عن عمه محمد ابن عبد الواحد الدقاق أنبأ أبو محمد بن أبى مطر في كتابه إلى أن جده على ابن عبد الله بن أبى مطر أخبرهم حدثنا عمر بن محمد الفياض حدثنا أحمد بن محمد الحربى حدثنا عمر بن عبدون الانباري حدثنا حسن المسوحى سمعت بشرا يقول أتيت منزل المعافا بن عمران فقرعت الباب فقالت ابنته: من هذا ؟ قال قلت: أنا بشر، قالت: ومن بشر ؟ قال: فجاء على لساني أن قلت " الحافى " فقالت: يابشر لو اشتريت فعلا بدانقين ذهب ذا الاسم.
1211 - عمر بن عبدويه، أبو حفص البغدادي: حدث عن أبى العباس أحمد بن على بن خلف المؤدب وإبراهيم بن الهيثم البلدى، روى عنه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم البخلى.
أنبأ عبد القادر بن خلف المؤدب أنبأ محمد بن عبيد الله بن نصر أنبأ أبو طاهر محمد ابن أحمد أبى الصقر الانباري أنبا القاضى أبو القاسم حسن بن أحمد الانباري حدثنا أبو عبد الله بن أحمد البلخى بمكة حدثنا أبو حفص عمر بن عبدويه البغدادي(5/75)
حدثنا أبو العباس أحمد بن على بن خلف حدثنا موسى بن إبراهيم الانصاري حدثنان أبو معاوية الضرير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله عنها قالت: قلت: يارسول الله ما معنى رمضان ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " يا حميراء لا تقولي رمضان فأنه اسم من اسماء الله تعالى، ولكن قولى شهر رمضان، يعنى رمضان أرمض فيه ذنوب عباده فغفرها " قالت عائشة فقلنا: يارسول الله شوال ؟ فقالت: " شالت لهم ذنوبهم فذهبت ".
1212 - عمر بن عبيد الله بن عمر بن على بن البقال أبو الفض المقرئ (1): من أهل باب الازج، قرأ القرآن على أبى الحسن على بن أحمد بن عمر الحمامى، وسمع الحديث بإفادة والده بعد الاربعمائة من أبى أحمد عبيد الله بن محمد أحمد بن أبى مسلم الفرضى وبكر بن شاذان الواعظ وأبى محمد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى البيع وأبى الفتح محمد بن أحمد بن أبى الفوارس الحافظ وغيرهم، روى عنه أبو بكر الانصاري وأبو القاسم بن السمرقندى وأبو الحسن بن عبد السلام وأبو سعد الزوزنى وأبو بكر محمد بن القاسم بن الشهر زورى وفاطمة بنت أبى حكيم الخبرى وكان عبدا صالحا كثير التلاوة للقرآن يختم كل يوم ختمه، وإن بقى منها شئ ختمه ليلا، وقد ختم خلقا كتاب الله عزوجل.
أخبرنا أبو على ضياء بن أحمد بن أبى على أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البزاز أنبأ أبو الفضل عمر بن عبيد الله بن عمر بن البقال المقرئ قراءة عليه حدثنا أبو الفتح بن أبى الفوارس إملاء حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر حدثنا محمد
ابن نصير حدثنا إسماعيل بن عمرو حدثنا ناصح بن عبد الرحمن أبو عبد الله التميمي عن سماك عن جابر بن سمرة رضى الله عنه قال: كان شاب يخدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " سلنى حاجة " قال: " ادع الله بالجن " فتنفس النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " نعم، ولكن أعنى بالسجود ".
قرأت في كتاب الشريف محمد بن الحسين بن محمد بن برغوث الهاشمي بخطه قال:
__________
(1) انظر ترجمته في: المنتظم لابن الجوزى 8 / 322.
(*)(5/76)
سألت أبا الفضل بن البقال عن مولده، فذكر أنه في صفر سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.
قرأت بخط أبى على أحمد بن محمد البردانى قال: توفى أبو الفضل عمر بن عبيد المقرئ المعروف بابن البقال في ليلة الثلاثاء الخامس عشر من ذى الحجة سنة إحدى وسبعين وأربعمائة، ودفن بباب حرب يوم الثلاثاء عند أبيه وقد سمعت منه.
وبلغني أنه سقط من السطح انفلق رأسه فمات.
وكان ثقة.
1213 - عمر بن عثمان بن الحسين المامى، أبو حفص المقرئ: من أهل باب الازج، قرأ القرآن بالروايات على أبى حفص عمر بن ظفر الغازلى، وسمع الحديث بعد علو سنه على أبى طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف، وحدث باليسير، وعاش حتى ناهز المائة، وكان شيخا صالحا.
1214 - عمر بن عثمان بن عمر، أبو حفص الحلاج: من أهل باب البصرة، سمع أبا القاسم مقبل بن أحمد بن بكرة بن الصدر وغيره، وحدث باليسير، سمع منه رفيقانا أبو المعالى محمد بن أحمد بن صالح بن شافع وعلى ابن معالى الرصافي، وكان شيخا صالحا كثير العبادة قليل المخالطة للناس دائم الصمت.
أخبرني على بن معالى أنبأ عمر بن عثمان الحلاج [ و ] أنبأ مسعود بن عبد الله الدقاق قالا أنبأ مقبل بن أحمد بن بركة قراءة عليه في رجب سنة خمسين وخمسمائة أنبأ محمد بن عبد الكريم بن محمد الكاتب أنبأ أبو على الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان أنبأ أبو عمرو عثمان أحمد بن عبد الله الدقاق حدثنا حنبل بن إسحاق حدثنا قبيصة بن عقبة حدثنا سفيان عن جرير بن حازم عن أبى نصر العدوى عن أبى الدهماء العدوى عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من سمع منكم بالدجال فليفر منه يأتيه الرجل يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يرى معه من الشبهات " (1).
__________
(1) انظر الحديث في: الجامع الكبير لسيوطي 1 / 786.
(*)(5/77)
ذكر لى على بن معالى أن عمر بن عثمان الحلاج توفى في ليلة السبت الثالث عشر من صفر سنة أربع وستمائة، ودفن من الغد بباب حرب وكان شيخا صالحا.
1215 - عمر بن على بن إبراهيم، أبو حفص، المعروف بابن بعيجة: من ساكنى المأمونية - وهو أخو أبى البركات المبارك بن على، سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وحدث باليسير، سمع منه القاضى أبو المحاسن عمر بن على القرشى وذكره في معجم يوخه وذكر أنه كان صالحا.
وأن مولده في سند اثنتى عشرة وخمسمائة، وأنه توفى يوم الخميس الحادى والعشرين من شوال سنة خمس وسبعين وخمسمائة دفن بباب حرب.
1216 - عمر بن على بن أحمد الزنجانى، أبو حفص، الفقيه الشافعي (1): قدم بغداد وقرأ الفقه على القاضى أبى الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، وقرأ الكلام على أبى جعفر أحمد بن محمد السمنانى، وسمع منها الحديث وسافر إلى الشام، وسمع بدمشق أبا نصر محمد بن أحمد بن طلاب، وكان فاضلا صنف كتابا سماه " المعتمد "، وحدث بدمشق وصور وعاد إلى بغداد وحدث بها، واستوطنها إلى
حين وفاته.
ذكر أبو الفضل بن خيرون أنه توفى في ليلة الثلاثاء ودفن يوم الثلاثاء من جمادى الاولى سنة تسع وخمسين وأربعمائة إلى جنب أبى العباس بن سيرج باب درب مقبرة قريبا من الشونيزية.
1217 - عمر بن على بن أحمد بن الليث، أبو مسلم الليثى: من أهل بخارى، له الرحلة الواسعة في طلب الحديث، سمع الكثير، وكتب جملة صالحة بخطه وخرج التخاريج وجمع الجموع، سمع ببخار أبا سهل عبد الكريم بن عبد الرحمن الكلاباذى وأبا الحسن على بن أحمد بن حساج التميمي وأبا بكر محمد بن محمد بن أحمد بن حاضر الهراس وأبا يعقوب يوسف بن منصور الحافظ السيارى
__________
(1) انظر ترجمته في: الانساب 6 / 326.
والاكمال 4 / 229.
وطبقات الشافعية للاسنوى ص 616.
(*)(5/78)
الصفار وأبا القاسم عبد الملك بن على إمام ببخارى وعمر بن منصور بن على السمسار وعبد الملك بن محمد الكرابيسى والحسين بن على البخاري المعروف بالعافية وأبا الفتح عبد الملك بن عبد الرحمن البخاري، وبسمرقند أبا الطيب المطهر بن محمد الخاقانى البغوي وأبا سعد محمد بن جعفر المطيبى، وبكش أبا محمد عبد العزيز بن أحمد الحلواني، وببلخ أبا الفضل أحمد بن محمد بن عبد الله الكرابيسى الخطيب وأبا عمر محمد بن أحمد المستملى وأبا الفضل محمد بن محمد بن أحمد البلخى ومحمد بن أبى جعفر الحلمى وعلى بن أحمد بن عبد الرحمن الامين البلخى، وبغزنة أبا منصور المظفر بن الحسين بن إبراهيم المحدث الغزنوى وأبا الحسن على بن محمد بن نصر بن اللبان الدينورى وأبا عثمان سعيد بن أحمد بن محمد العيار الصوفى وعبد الحميد بن أحمد الهاشمي، وبهراة أبا أحمد القاسم بن أبى عثمان القرشى والحسن بن
على بن أبى طالب الاديب وعبد الوهاب بن محمد الخطابى وعطاء بن أحمد الهروي والفضل بن أي الفضل الجارودي، وببوشنج أبا سعد منصور بن العباس التميمي ومحمد بن عبد الحميد البوشنجى، وبمرو أبا عمرو محمد بن عبد العزيز القنطرى وعبد السلام بن عبد الصمد البزاز وأبا غانم أحمد بن على الكراعى، وبنيسابور أبا عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابونى وأبا حفص عمر بن أحمد بن مسرور وأبا الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسى وأبا عامر الحسن بن محمد النسوي وأبا بكر محمد بن عبد العزيز الحافظ الحيرى وأبا سعيد عبد الرحمن بن محمد العارض وأبا عثمان سعيد ابن أبى عمرو البحيرى وعبد الرحمن بن إسحاق المؤدب وعبيد الله بن محمد بن إسحاق بن منده الاصبهاني وأبا بكر أحمد بن الحسين البيهقى، وبأصبهان أبا القاسم عبد الرحمن وأبا عمرو عبد الوهاب بن محمد.
ابن إسحاق بن منده أبا بكر محمد بن أحمد بن أسد المدينى وأبا طاهر أحمد بن محمد بن عمر النقاش وأبا الفوارس أحمد بن الفضل بن أحمد العنبري وأبا المظفر محمود ابن جعفر الكوسج وعائشة بنت الحسن الوركانية، وبهمذان أبا بكر أحمد بن محمد.
الهروي وأبا الفضل محمد بن عثمان القومسانى وأبا القاسم يوسف بن محمد بن يوسف الخطيب، وقدم بغداد سنة ستين وأربعمائة، وسمع بها من الشريفين أبى الحسين أبى الحسين محمدن بن على بن المهتدى أبى الغنائم عبد الصمد على بن المأمون وأبى الغنائم محمد بن على الدجاجى وأبى الحسين أحمد بن محمد بن النقور وعبد(5/79)
الوهاب بن عثمان المخبزى وجماعة من هذه الطبقة وحدث ببغداد، فسمح منه أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطيورى وأبو بكر بن الخاضبة وأبو طاهر أحمد بن الحسن الكرجى وأبو محمد عبد الله بن سمعون القيرواني، وروى عنه من البغداديين أبو نصر هبة الله بن على بن المجلى وأبو غالب أحمد بن الحسن بن البناء.
أخبرنا عمر بن محمد بن معمر المؤدب أنبأنا أبو غالب بن البناء أنبأنا أبو مسلم عمر بن على الليثى البخاري قدم علينا طالبا للعلم في شهر ربيع الاول سنة ستين وأربعمائة وأخبرنا أبو الحسين المؤيد بن محمد بن على الطوسى بقراءتي عليه بنيسابور أنبأ أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الفراوى قالا أنبأنا عبد الغافر بن محمد الفارسى أنبأنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن عمرويه الجلودى حدثنا أبو إسحاق إبراهيم ابن محمد شعبان حدثنا أبو الحسين مسلم بن الحجاج حدثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأنا أبو اليمان أنبأنا شعيب عن الزهري أخبرني أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يدعو في الصلاة: " اللهم إنى أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من المأثم والمغرم "، قالت: فقال له قائل: ما أكثر ما نستعيذ من المغرم يارسول الله قال: " إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف " (1).
قرأت على أبى الحسن بن المقدسي بمصر عن أبى طاهر السلفي قال: سألت أبا نصر المؤتمن بن أحمد الساجى عن أبى مسلم الليثى، قال: حسين المعرفة شديد العناية بالصحيح.
أخبرنا جعفر بن على المقرئ بالاسكندرية أنبأنا أبو طاهر السلفي قال: سألت أبا الكريم خميس بن على الحوزى عن أبى مسلم الليثى البخاري، فقال: قدم علينا واسطا في سنة تسع وخمسين، وقال: كتبت وكتب لى عشر رواحل، وسألت عنه أبا بكر الدقاق بن الخاضبة ببغداد فأثنى عليه قال: كان له أنس بالصحيح، وانحدر من عندنا إلى البصرة وتوجه منها إلى الاهواز فبلغنا وفاته.
__________
(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 322، 2 / 942.
(*)(5/80)
كتب إلى أبو جعفر وأبو بكر محمد ولامع ابنا أحمد بن نصر الصيدلانى أن يحيى ابن عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن منده أخبرهما قال: عمر بن على الليثى البخاري أبو مسلم أحمد بن يدعى الحفظ والاتفاق والمعرفة إلا أنه [ كان ] (1) يدلس
وكان متعصبا لاهل البدع، أحول شره وقاح: كلما هاجت ريح قام معها، [ و ] (2) صنف مسند الصحيحين.
كتب إلى أبو سعد الخليل بن بدر بن ثابت الرارانى قال: سمعت أبا عبد الله محمد ابن عبد الواحد الدقاق الحافظ [ يقول: الحفاظ ] (3) الذين شاهدتهم: أبو مسلم من على البخاري يعرف بالليثى، ورد علينا أصبهان وكان من أحفظ من رأيت للكتابين (4)، جمع بين الصحيحين في أربعين مشرسة كل واحدة منها قريبة من مجلد.
كتب إلى أبو القاسم عبد السلام بن طاهر بن شعيب الهمداني أنبأنا أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلى أنبأنا أبى قال: عمر بن على الليثى أبو مسلم البخاري قدم علينا في شهر رمضان سنة ستين وأربعمائة، لم يقض لى منه السماع، وكان يحفظ ويدلس، حدثنى عنه أبو القاسم بن النضر (5)، وروى عنه جماعة من أصحابنا، مات بخورستان سنة ست وستين وأربعمائة.
قرأت في كتاب محمد بن عبد الرزاق البازكلى البصري بخطه قال: توفى شيخنا أبو مسلم البخاري بالاهواز بعد خروجه من الرحلة الثانية إلينا، وذلك في المحرم من صفر من سنة ست وستين وأربعمائة.
أنبأنا أبو القاسم الازجى عن أبى بكر محمد بن على بن ميمون الدباس، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون أن أبا مسلم الليثى مات بالاهواز، مات في سنة ثمان وستين وأربعمائة، قال: وكان أنيسا بالحديث سمعت منه وسمع منى وكان فيه (6) تمايل عن أهل العلم وعجب بنفسه.
1218 - عمر بن على بن إدريس، أبو عبد الله:
__________
(1) مابين المعقوفتين زيد من تذكرة الحفاظ.
(2) مابين المعقوفتين زيد من تذكرة الحفاظ.
(3) مابين المعقوفتين زيد من تذكرة الحفاظ.
(4) في الاصل: " للعباس ".
(5) في الاصل: " البصري ".
(6) في الاصل: " منه ".
(*)(5/81)
حدث عن أبى الحسن محمد بن الوليد بن أبان العقيلى المقرئ، روى عنه أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الادريسي.
أخبرني الاعز بن محمد الاسكاف أنبأنا أبو جعفر أحمد ابن عبد الله بن عبد القادر بن محمد بن يوسف أنبأنا أبو القاسم على بن الحسين الربعي إذنا عن أبى القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفى أنبأنا أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الادريسي حدثنا أبو عبد الله عمر بن على بن إدريس ببغداد حدثنا محمد بن الوليد العقيلى حدثنا نعيم بن حماد قال سمعت ابن المبارك يقول: سخاء النفس عما في ايدى الناس أفضل من سخاء النفس بالبذل، ومروة القناعة بالرضا أفضل من مروة البذل.
قال نعيم: وأنشأ ابن المبارك: ماذاق طعم الغنى من لا قنوع له * وإن ترى قنعا ما عاش مفتقرا فالعرف ما يأته تحمد عواقبه * ما ضاع عرف وإن أوليته حجرا 1219 - عمر بن على بن بقاء بن النموذج، أبو حفص البقال: من أهل الحريم الطاهري، سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد الحصين وغيره، وحدث باليسير، سمع منه القاضى أبو المحاسن عمر بن على القرشى وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه، وعمر حتى ادركناه وكتبنا عنه، وكان شيخنا صالحا فقيرا صبورا ممتعا بإحدى عينيه.
أخبرنا عمر بن على بن النموذج بقراءتي عليه أنبأ أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين أنبأ الحسين بن على بن الحصين أنبأ الحسن بن على بن المذهب أنبأ أحمد بن جعفر القطيعى حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنى أبى حدثنا يحيى بن سعيد عن
عبد الملك عن عطاء عن زيد بن خالد الجهنى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا ".
سألت ابن النموذج عن مولده فقال: كان لى في الوفر ثلاث سنين إلا ثلاث شهور - فيكون مولده تقديرا في سنة أربع عشرة أو أول سنة خمس عشرة وخمسمائة.
وذكر القاضى القرشى أنه سأله عن مولده فذكر ما يدل أنه في سنة اثنتى عشرة - والله أعلم.
وتوفى ليلة الجمعة لاثنتى عشرة ليلة خلت من المحرم سنة ثمان وتسعين وخمسمائة، ودفن من الغد بباب حرب.
1220 - عمر بن أبى على بن أبى بكر، أبو حفص: من أهل الحربية، حدث عن أبى القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري، روى عنه سلمان الحربى.(5/82)
1221 - عمر بن على بن جعفر، أبو حفص الرزاز: جار ابن شاقلا، روى عن أبى جعفر بن المولى، كتب عنه أبو إسحاق بن شاقلا.
أنبأنا أبو شجاع المقرئ وأبو اليمن الكندى قالا أنبأ أبو محمد عبد الله بن على المقرئ أنبأ جدى أبو منصور الخياط أنبأ القاضى أبو يعلى بن الفراء قال: نقلت من خط أبى إسحاق بن شاقلا قال أخبرني أبو حفص عمر بن على بن جعفر الرزاز قال سمعت أبا جعفر محمد بن المولى يقول سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: كان في دهليزنا دكان إذا جاء إنسان يريد أن يخلو معه أجلسه على الدكان، وإذا لم يرد أن يخلو معه أخذ بعضادتى الباب وكلمه، فلما كان ذات يوم جاءنا إنسان فقال لى قل له: أبو إبراهيم السائح فجلسنا على الدكان، فقال لى أبى: سلم عليه فإنه من كبار المسلمين - أو من خيار المسلمين، فسلمت عليه، فقال [ له ] (1) أبى: حدثنى يا أبا إبراهيم فقال له أبو إبراهيم: خرجت إلى الموضع الفلاني بقرب الدير الفلاني فأصابتني
علة فمنعتني من الحركة، فقلت في نفسي: لو كنت بقرب الدير لعل من فيه من الرهبان يداونى، فإذا أنا بسبع عظيم يقصد نحوى حتى جاءني، فاحتملني على ظهره حملا رفيقا حتى القاني عند الدير، فنظر الرهبان إلى حالى مع السبع، فأسلموا كلههم وهم أربعمائة راهب.
1222 - عمر بن على بن الخضر بن عبد الله بن على، أبو المحاسن بن أبى الحسن بن أبى البكرات بن أبى محمد بن أبى الحسن القرشى (2): من أهل دمشق، كان من حفاظ الحديث المكثرين من قراءت ه وسماعه وكتابته وتحصيله، سمع بالشام وبلاد الجزيرة ثم دخل بغداد وأقام بها يسمع ويقرأ ويكتب ويحصل الاصول إلى حين وفاته، وشهد عند قاضى القضاة أبى طالب روح بن أحمد الحديثى في يوم السبت الثاني والعشرين من شهر ربيع الاخر من سنة ست وستين وخمسمائة فقبل شهادته وولاه القضاء بحريم دار الخلافة، ثم القضاء بربع سوق الثلاثاء وجرت أحكامه على السداد وقانون السلف من التسوية بين (3) الخصوم
__________
(1) مابين المعقوفتين زيد من صفحة الصفوة 2 / 232.
(2) انظر الترجمة في: تذكرة الحفاظ 1365.
والعبر في خبر من غير 4 / 224.
(3) في الاصل: " من الخصوم ".
أنبأنا أبو القاسم الازجى عن أبى بكر محمد بن على بن ميمون الدباس.
(*)(5/83)
إقامة جاه الشرع والحكم على الخاص والعام من غير محاباة لقوى على ضعيف ولا غنى على فقير، ثم نفذ رسولا من دار الخلافة إلى نور الدين محمود بن زنكى إلى دمشق في سنة سبع وستين وخمسمائة فأقام بدمشق وحدث بها ثم عاد إلى بغداد، وسمع بدمشق أبا محمد هبة الله بن أحمد بن عبد الله بن طاوس وأبا الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوى المصيصى وأبا الدر ياقوت بن عبد الله البخاري وأبا القاسم الحسين بن الحسن بن العجمي، وبحران أبا الفضل حامد بن محمود بن أبى الحجر
الزاهد الاسدي وأبا العشائر محمد بن خليل بن فارس القيسي وأبا القاسم نصر بن أحمد السوسى وأبا الفتوح ناصر بن عبد الرحمن بن محمد بن النجار وأبوى يعلى حمزة ابن على بن الحبوبى وحمزة بن أحمد بن فارس بن كروس، وجماعة غيرهم، وبحلب أبا طالب عبد الرحمن بن الحسن بن العجمي، وبالموصل أبا الفضل عبد الله بن أحمد بن الطوسى، وببغداد الشريف أبا المظفر محمد بن أحمد بن عبد العزيز الهاشمي وأبا الوقت عبد الاول بن عيسى بن شعيب السجزى وأبا المظفر هبة الله بن أح مد (1) بن الشبلى، وأبا محمد محمد بن أحمد بن عبد الكريم التميمي، وخلقا كثيرا من أصحاب طراد الزينبي وعاصم بن الحسن وأبى الخطاب بن البطر، وأبى [ بكر ] (2) بن نبهان وأبى الغنائم بن النرسى وأبى طالب بن يوسف وابن الطيورى وبالغ في الطلب حتى سمع من أصحاب أبى القاسم بن الحصين وأبى غالب بن البناء وأبى العز بن كادش وأبى بكر بن عبد الباقي وأمثالهم، ولم يزل يسمع حتى سمع من أصحاب ابن السمرقندى وابن عبد السلام وابن الطراح والارموى، وكتب عن أقرانه وأمثاله وعمن هو دونه، ولم ير في المتأخرين أكثر سماعا منه ولا كتابة ولا تحصيلا، ومع هذا فإنه حدث باليسير.
وتوفى قبل أوان الرواية، وكان قد جمع لنفسه معجما لشيوخه الذين كتب عنهم، وأظنهم بلغوا ثمانمائة أو أكثر ولم يحدث به، وكان ثقة صدوقا متدينا عفيفا نزها، روى عنه شيخه معمر بن عبد الواحد الاصبهاني حديثا في معجم شيوخه، وقد روى لنا عنه عمر بن محمد بن أحمد بن جابر.
أخبرنا عمر بن محمد أبو نصر أنبأ أبو المحاسن عمر بن على القرشى بانتقاء إبراهيم
__________
(1) في الاصل: " ابن محمد ".
(2) مابين المعقوفتين زيادة من العبر 4 / 302.
(*)(5/84)
ابن محمود بن الشعار وقراءة ته عليه وأنا أسمع أنبأ أبو القاسم الحسين بن الحسن الاسدي وأبو العشائر محمد بن خليل القيسي وأخبرنا القاضى أبو القاسم عبد الصمد ابن محمد الانصاري بقراءتي عليه بدمشق أنبا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن عبد الله ابن طاؤس قالوا جميعا أنبأ أبو القاسم على بن محمد المصيصى أنبأ عبد الرحمن بن عثمان بن أبى نصر أنبأ خثيمة بن سليمان حدثنا إبراهيم بن عبد الله العبسى أنبأ وكيع بن الجراح عن الاعمش عن أبى صالح عن أبى سعيد الخدرى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لاتسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولانصيفه " (1).
أنشدنا عمر بن محمد بن أحمد الصوفى قال: أنشدنا القاضى أبو المحاسن عمر بن على بن الخضر القرشى لنفسه: إذا ما نصحت المرء في الامر مرة * ولم يرتدع عنه فثن وثلث فان فاء نحو الحق فاترك عتابه * وإلا فعج عن نصحه لا تلبث فما تركه...(2) صعفا إلا سفاهة * وماذا الذى يغنيك عن نصح أخوث حدثنى أبو محمد بن الاسعد بن الكواز الدقيقي جارنا قال: كان لى دين على شيخ من أهل العلم والوعظ يعرف بجرادة فطالبته، فماطلني لعسرته، فأحضرته مجلس القاضى الدمشقي، فلما مثلنا بين يديه سلم عليه الشيخ جرادة - وكان القاضى يعرفه، فقام له قائما وأجلسه إلى جانبه وسأله: ألك حاجة ؟ فقال: له إننى قد أحضرت مع خصيم لى، له على دين إلى مجلسك، فقال له: وأين خصمك ؟ فأشار إلى وكنت شابا، فالتفت القاضى سريعا وقد تغير وجهه، وأمرني بالجلوس إلى جانب خصمى، واعتذر إلى طويلا من وقوفي وخصمي جالس حتى استحييت وخجلت، ثم تصالحنا سمعت أبا بكر عبد الله بن عمر على القرشى يقول: ولد والدى بدمشق في ليلة السبت الثالث والعشرين ومن شعبان سنة ست وعشرين وخمسمائة، وقدم بغداد يوم
الاربعاء الثالث عشر من جمادى الاولى سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة.
وتوفى رحمه الله في يوم الاحد سادس ذى الحجة من سنة خمس وسبعين
__________
(1) انظر الحديث في: سنن الترمذي 2 / 226.
(2) بياض في الاصل مكان النقط.
(*)(5/85)
وخمسمائة، ودفن بكرة يوم الاثنين في مقبرة الشونيزية في دكة رويم رحمه الله.
1223 - عمر بن على بن خليفة بن طيب، أبو حفص العطار المقرئ: من أهل الحربية، سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وأبا الحسين محمد ابن أبى يعلى بن الفراء وأبا بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري وأبا الحسن على بن عبيد الله بن الزاغونى وأبوى بكر محمد بن الحسين المزرقى ومحمد بن منصور القصرى وغيرهم، وحدث باليسير، روى لنا عنه.
أخبرني محمد بن عمر بن على بن خليفة العطار أنبأ والدى أنبا أبو الحسين محمد ابن محمد بن الحسين بن الفراء وأبو بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري وأنبأ أبو على ضياء بن أحمد والحسين بن سعيد الامين قالا أنبأ محمد بن عبد الباقي الانصاري قالا حدثنا القاضى أبو يعلى بن الفراء ابن الفراء إملاء أنبأ على بن عمر الحربى حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفى حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبى شيبة حدثنا محمد لبن فضيل عنر يحيى بن سعيد عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " (1) سمعت محمد بن عمر بن على بن خليفة يقول: ولد والدى في سنة خمسمائة وتوفى في سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة، ودفن بباب حرب.
وذكر شيخنا أحمد بن سليمان الحربى ونقله من خطه أن وفاته كانت صفر من السنة المذكورة.
1224 - عمر بن على بن عبد السيد بن عبد الكريم، أبو حفص بن أبى الحسن وهبة الله بن أحمد بن الحريري وإسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندى وأبا بكر محمد عبد الباقي البزاز: كتبت عنه وكان شيخا صالحا.
أخبرنا عمر بن على بن عبد السيد الصفار بقراءتي عليه أنبأ أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندى أنبا أبو إسحاق إبراهيم ابن على الفيروز آبادي حدثنا أبو الفرج محمد بن عبيد الله الخرجوشى قال: سمعت أبا بكر بن إبراهيم الجرجاني الفقيه يقول:
__________
(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 255.
(*)(5/86)
سمعت أبا طالب أحمد نصر الحافظ يقول: سمعت أبا هاشم المقرئ يقول: سمعت أبا سعيد القطيعى يقول سمعت المزني يقول من استغضب فلم يغضب فهو حمار، ومن استرضى فلم يرض فهو شيطان.
أخبرني عمر الصفار أنبا أبو القاسم بن السمرقندى أنبا أبو إسحاق الشيرازي أنشدنا القاضى أبو الطيب الطبري أنشدنا المعافى بن زكريا القاضى: أيا مولاى صرت قذى بعينى * وسترا بين عينى والمنام وكنت من الحوادث لى عياذا * فصرت بين عينى في نظام وكنت من المصائب لى عزاء * فصرت من المصيبات العظام توفى عمر الصفار في يوم السبت ثانى جمادى الاخرة من سنة أربع وتسعين وخمسمائة، ودفن بمقبرة جامع المنصورة عند رباط الزوزنى، وكان مولده في سنة خمس عشرة وخمسمائة.
1225 - عمر بن على بن على بن بهليقا، أبو حفص الدقاق: والد أحمد الذى تقدم ذكره، من أهل الجانب الغربي، كان شيخا صالحا متدينا
راغبا في فعل الخير ذا نعمة ويسار، وهو الذى بنى المسجد الجامع العقبة، وكان مسجدا صغيرا، فاشترى ما حوله ووسعه وأحسن بناءه، ويصلى فيه الجمعة في يومنا هذا.
توفى يوم الاثنين الثامن عشر من ذى القعدة من سنة ستين وخمسمائة، ودفن جوار الجامع الذى بناه.
1226 - عمر بن على بن عمر البناء، أبو حفص بن لبى الحسن الواعظ: من أهل الحربية، تفقه في صباه على أبى الحسن الزاغوانى، وقرأ الادب على أبى السعادات بن السيجزى واشتغل بالوعظ وسمع الحديث من أبى القاسم بن الحصين وأبى الحسين محمد بن أبى يعلى بن الفراء، كتبت عنه، وكان صدوقا فاضلا حسن الطريقة متدينا حسن الاخلاق، فكان الناس ويقول الشعر.
أخبرنا عمر بن على الواعظ قراءة عليه أنبأ أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قراءة عليه أنبأ أبو على الحسن بن على التميمي أنبأ أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان(5/87)
ابن مالك القطيعنى حدثنا عبد الله [ بن ] (1) أحمد بن حنبل حدثنى أبى قال قرأت على يحيى بن سعيد [ عن ] (2).
عثمان بن غياث قال حدثنى عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر وحميد بن عبد الرحمن الحميرى قالا لقينا عبد الله بن عمر فذكرنا وما يقولون فيه، فقال: إذا رجعتم إليهم فقولوا: إن ابن عمر منكم برئ وأنتم منه براء - ثلاث مرار، ثم قال: أخبرني عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنهم هم جلوس أو قعود عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاءه رجل يمشى حسن الوجه حسن الشعر، عليه ثياب بياض، فنظر القوم بعضهم إلى بعض ما نعرف هذا وما هذا بصاحب سفر ثم قال: [ يا ] (3) رسول الله ! آتيك ! قال: [ نعم ] (4) فجاء فوضع ركبتيه عند ركبتيه ويديه على فخديه فقال: ما الاسلام ؟ فقال: " شهادة
أن لاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتى الزكاة، وتصوم شهر رمضان، وتحج البيت " قال: فما الايمان ؟ قال: " أن تؤمن بالله وملائكته والجنة والنار والبعث بعد الموت والقدر كله "، قال: فما الاحسان ؟ قال: أن تعمل [ لله - ] (5) كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ".
قال: فمتى الساعة ؟ قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل " قال: فما أشرطها ؟ قال: " إذا العراة الحفاة العالة رعاء الشاء تطاولوا في البنان وولدت الاماء أربابهن " قال: ثم.
قال: على الرجل ! فطلبه فلم يروا شيئا، فمكث يومين أو ثلاثة ثم قال: يا ابن الخطاب ! أتدرى من السائل عن كذا وكذا ؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: ذاك جبريل جاءكم يعلمكم دينكم، قال: وسأله رجل جهينة أو مزينة فقال: يارسول الله ! فيما نعمل أفى شئ قد خلا أوفى شئ يستأنف ؟ قال: " أهل الجنة يسيرون لعمل [ أهل ] (6) الجنة وأهل النار ييسرون لعمل أهل النار " (7).
أنشدني محمد بن سعيد الحافظ قال أنشدني عمر بن على الواعظ لنفسه: إن المنايا لم تبق من أحد * وليس يبقى حى سوى الصمد
__________
(1) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(3) مابين المعقوفتين زيادة من المصادر.
(4) مابين المعقوفتين زيادة من المصادر (5) مابين المعقوفتين زيادة من المصادر.
(6) مابين المعقوفتين زيادة من المصادر.
(7) انظر الحديث في: مسند أحمد 1 / 27.
(*)(5/88)
فعد جيراننا الذين مضوا * وعن قريب تصير في العدد
إناء إلى الله راجعون إلى * أرأف من والد على ولد توفى عمر الواعظ ليلة الخميس لست عشرة ليلة خلت من شوال من سنة سبع وتسعين وخمسمائة، ودفن من الغد بباب حرب، وكان مولده في صفر سنة أربع عشرة وخمسمائة.
1227 - عمر بن على بن محمد بن على بن الاسكاف، أبو حفص، المعروف بابن كدايا: من أهل الحربية، سمع أبا القاسم عبد الله بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف، كتبت عنه، وكان شيخا لا بأس به ويعمل اللبن ويأكل من كديده.
أخبرنا عمر بن محمد بن الاسكاف أنبأ أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عبد القادر أنبأ أحمد بن محمد بن النقور أنبأ محمد بن عبد الرحمن المخلص أنبأ رضوان بن أحمد الصيدلانى أنبأ أحمد بن عبدب الجبار العطاردي حدثنا يونس بن بكير عن مطر بن ميمون المحاربي عن أنس بن مالك قال سمعته قال: آخى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين المسلمين، وقال لعلى: أنت أخى وأنا أخوك، وآخى بين أبى بكر وعمر، وآخى المسلمين جميعا.
توفى عمر ابن الاسكاف في يوم الاثنين لثلاث خلون من شهر ربيع الاخر من سنة ستمائة، ودفن بباب حرب وكان فقيرا شديد الفقر مدقعا جميع عمره، ومات ابن عم له موسر قبل موته بأيام وليس له وارث سواه، فحضر نواب أصحاب التركات وختموا على ماله وقالوا لعمر: اذهب واكتب محضرا بصحة نسبتك إليه لنسلم إليك المال، فأخذ محضرا وكتب له فيه جماعة بصحة النسبة بينهما ابنا عم، فجاءه مرض ومات ولم يقدر له أن يشرب من تركة ابن عمه ماء أو يسلمها أصحاب التركات، ولم يعرض المحضر على التركات.
1228 - عمر بن على بن نصر الصيرفى، أبو المعالى أبى الحسن الخفاف:
سمع النقيب أبا الفوارس طراد بن محمد بن على الزينبي وأبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالى، روى لنا عنه عبد الوهاب بن عبد الله الصوفى وإسماعيل بن على بن فاتكين الجوهرى.(5/89)
أخبرنا عبد الوهاب بن عبد الله وإسماعيل بن على بن فاتكين قالا أنبأ أبو المعالى عمر بن على الصوفى أنبأ أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي أنبأ أبو الحسين أحمد بن محمد الواعظ حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملى أنبأ زياد بن أيوب حدثنا محمد يعنى ابن يزيد أنبأ عاصم بن محمد بن أ بيه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " ولا يزال هذا الامر في قريش ما بقى من الناس اثنان " (1).
قرأت بخط القاضى أبى المحاسن عمر بن على القرشى قال: توفى عمر بن على بن الصيرفى في يوم الاثنين سادس ربيع الاول من سنة تسع وخمسين وخمسمائة.
1229 - عمر بن عيسى بن أبى الحسن البزورى، أبو حفص، من أهل باب البصرة، وهو أخو عبد الرحمن الواعظ الذى تقدم ذكره، سمع أبا المعالى بن محمد بن اللحاس وأبا العباس أحمد بن بنيمان بن عمر البقال وأبا محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب وغيرهم، كتبت عنه، وكان شيخا صالحا حسن السمت.
أخبرنا عمر بن عيسى البزورى أنبأ محمد بن محمد أبو المعالى العطار أن على بن أحمد بن البسرى أخبره عن أبى عبد الله بن بطة حدثنا أحمد بن محمد بن أبى دارم الكوفى أخبرني الحسين بن محمد بن يزيد حدثنا جعفر بن محمد عن شيخ له عن محمد ابن كثير عن معمر الزهري عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " سلموا على اليهود والنصارى ولا تسلموا على شارب خمر، فإن سلم عليكم فلا تردوا عليه ".
توفى عمر بن عيسى البزورى في ليلة الاحد لثمان خلون من شعبان سنة ثمان عشرة وستمائة، ودفن من الغد بمقبرة جامع المنصور وقد جاوز السبعين.
1230 - عمر بن أبى غالب بن بقبرة، أبو الكرم البقال: من أهل العتابين، سمع أبا المعالى ثابت بن بندار البقال وحدث باليسير، روى عنه أبو سعد بن السمعاني وذكر أنه كان شيخا صالحا وكان ممتعا بإحدى عينيه ثم أضر في آخر عمره.
وتوفى يوم الجمعة الحادى والعشرين من شوال سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، ودفن بباب خرب.
* (همش) * (1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 157.
(*)(5/90)
1231 - عمر بن غالب، أبو حفص: من أصحاب الحديث، ذكره عبد الباقثى بن قانع توفى سنة ثلاثين وثلاثمائة، وقال: كتبت عنه أحاديث ولم يحدث الناس، مات في المحرم.
1232 - عمر بن غانم بن على بن الحسين بن التبان، أبو حفص بن أبى بكر المقرئ: من ساكنى البستان الصغير بشارع المأمونية، وله مسجد مقابل البستان يؤم الناس فيه، هكذا سمى والده غانما القاضى أبو المحاسن القرشى، ورأيته بخطه في معجم شيوخه والمشهور كنيته، سمع الكثير من أبوى القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين (1) وزاهر بن طاهر الشحامى وأبى غالب أحمد وأبى عبد الله يحيى ابني أبى على بن البناء وأبوى بكر محمد بن الحسين المزرفى ومحمد بن عبد الباقي الانصاري وغيرهم، وكتب بخطه وجمع مشيخة لنفسه، وكان خطه رديا، ولم يكن له معرفة بالحديث، وكان شيخا صالحا مقبلا على شأنه.
روى لنا عنه أبو الفتوح نصر بن أبى الفرج بن على الحصرى الحافظ وسألته عنه فقال: شيخ صالح دين مشتغل بالله.
أخبرني ابن الحصرى بمكة أنبأ أبو حفص عمر بن أبى بكر بن على التبان بقراءتي عليه أنبأ أبو عبد الله يحيى بن الحسن بن أحمد بن البناء قراءة عليه أنبأ أبو الحسن على ابن أحمد الملطى أنبأ أبو عبد الله أحمد بن محمد بن دوست أنبأ أبو على الحسين بن صفوان وأخبرنا سفيان ومحمود إبنا إبراهيم بن سفيان بن منده بقراءتي عليهما بآصبهان قالا أنبأ أبو الخير محمد بن أحمد بن الباغبان أنبأ أبو عمرو (2) عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن منده أنبأ [ أبو ] الحسين محمد بن يوسف المدينى أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمر اللنبانى قال حدثنا أبو بكر بن أبى الدنيا حدثنا عبد الله بن خيران أنبأ المسعودي عن محمد بن عبد الرحمن عن عيسى بن طلحة عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " لا يلج النار من بكى خشية الله [ عزوجل ] حتى يعود اللبن في الضرع ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في منخزى عبد أبدا " (3).
__________
(1) في الاصل: " ابن الحسين ".
(2) في الاصل: " أبو عمر ".
(3) انظر الحديث في: مسند أحمد 2 / 255.
وسنن الترمذي 2 / 55.
(*)(5/91)
سمعت أبا الحسن بن القطيعى يقول: سألت ععمر بن التبان عن مولده فقال: في مستهل رجب سنة سبع وخمسمائة، وتوفى يوم الثلاثاء لعشر خلون من جماد الاولى سنة اثنين وتمانين وخمسمائة، ودفن بباب حرب.
1233 - عمر بن فارس بن أبى نصر بن الاضباعى، أبو حفص: من أهل البصرة، سمع أبا غالب أحمد بن البناء وأبوى القاسم هبة الله بن الحصين وإسماعيل بن أحمد ابن السمرقندى وجماعة غيرهم، صحب شيخنا أبا بكر ابن مشق، وسمع معه شيئا كثيرا من المتأخرين وحدث باليسير، سمع منه القاضى أبو المحاسن عمر
ابن على القرشى وابنه عبد الله وأبو بكر ابن مشق.
أخبرنا أبو بكر عبد الله بن عمر القرشى أنبأ عمر بن فارس بن الاضباعى بقراءة أبى عليه أنبأ أبو غالب أحمد بن الحسن بن البناء قراءة عليه أنبأ أبو محمد على الجوهرى وأنبأ عبد الله بن أحمد ربى ولاحق بن أبى الفضل الصوفى قراءة عليهما قالا أنبأ أبو القاسم عبد الله بن محمد بن الحصين أنبأ أبو على الحسن بن على المذهب قالا حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعى حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنى أبو بكر ابن أبى شيبة حدثنا أبو بكر ابن عياش عن أبى أسحاق عن أبى هبيرة عن على رضى الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل عليه العشر أيقط أهله ورفع المئزر، قيل لابي بكر: ما رفع المئزر ؟ قال: اعتزال النساء (1).
أنبأنا أبو بكر ابن مشق قال: توفى رفيقنا عمر بن الاضباعى بباب حرب.
1234 - عمر بن أبى الفتح بن أحمد الضرير، والمعروف بالعشرة.
ومن أهل الحربية، سمع أبا القاسم سعيد بن أحمد بن البناء وغيره، وحدث باليسير سمع منه شيخنا أحمد بن سليمان الحربى في سنة اثنين وتسعين وخمسمائة.
أخبرني عبد الرحمن بن أبى الفتح بن بركة بن الدخنى بالحربية أنبأ عمر بن أبى الفتح بن أحمد الضرير قراءة عليه أنبأ سعيد بن أحمد بن البناء وأخبرنا أبو على ضياء ابن أحمد بن أبى على قراءة عليه أنبأ محمد أبو نصر محمد بن على الزينبي أبنأ محمد بن عمر الكاغذى حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا محمد ابن يزيد أبو هشام الرفاعي حدثنا حفص بن غياث عن مسعر عن منصور
__________
(1) انظر الحديث في: مسند الامام أحمد 1 / 132.
(*)(5/92)
عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " إذا شك أحدكم في صلاته فليتحرر وليسجد سجدتين " (1).
1235 - عمر بن أبى الفتح بن محمد بن غيلان النعال، أبو حفص: طلب الحديث بنفسه، وسمع الكثير من أبى الفتح عبيد الله بن شاتيل وأبى نصر الله بن عبد الرحمن ابن زريق، وسمع معنا من أبى الفرج ابن كليب وأبوى القاسم ذاكر بن كامل ويحيى بن بوش ومن جماعة غيرهم، وكانت له همة في طلب الحديث مع عدم فهم ومعرفة، كان يحفظ القرآن ويسكن في جورانا بالظفرية، وقد حدث بيسير، وسمع منه جماعه وعلقت عنه حديثا أو حدثيين.
أخبرني عمر بن أبى الفتح النعال أنبأ يوسف بن الحسن المقرئ أنبا يلتكين بن أخيار البرمكى أنبأ أبو القاسم حمد بن عبد الواحد الرويانى أنبأ أبو الفضل محمد بن على السهلكى أنبأ أحمد بن الحسن الحيرى ومحمد بن موسى قالا حدثنا أبو العباس الاصم محمد بن يعقوب حدثنا بن إسحاق الصفار حدثنا قبيصة سفيان عن أبى حمزة عن الحسن عن أبى سعيد الخدرى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " لتاجر الصدوق الامين مع النبيين والصديقين والشهداء ".
توفى عمر بن أبى الفتح النعال ليلة السبت لثمان مضين من شهر ربيع الاول من سنة تسع وعشرين وستمائة.
ودفن من الغد بباب حرب، ولعله بلغ الستين.
1236 - عمر بن الفتح البغدادي: حدث عن أبى عبد الله الحسين بن محمد بن عفير الانصاري وأبى الحسن بن المغلس البزاز وأحمد بن محمد الاصبهاني، روى عنه عمر بن على العتكى.
كتب إلى أبو طاهر السلفي أن على بن المشرف الانماطى أخبره في كتابه أنبأ أبو الحسين محمد بن حمود بن عمر الصواف بمصر أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد الخطيب الواسطي أنبأ أبو حفص عمر بن على بن الحسن العتكى حدثنى عمر بن الفتح البغدادي حدثنا أبو عبد الله ابن عفير الانصاري أنشدني بعض أصحابنا لابي العتاهية:
لكل صباح موجع وحزين * وألف من الالاف سوف يبين
__________
(1) انظر الحديث في: مسند الامام أحمد 1 / 379.
(*)(5/93)
كفى حزنا إن القرين مباين * فليس بباق للقرين قرين 1237 - عمر بن فضالة البغدادي: حكى عن أبى عبد الله أحمد بن حنبل، روى عنه إسحاق بن إبراهيم بن يونس المنحنيقى البغدادي.
أنبأ أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحرانى عن أبى العلاء صاعد بن سيار الهروي انبأ أبو عاصم الفضيل أنبأ أبو على الحسن بن محمد بن الحسن الوراق انبأ أبو الفضل يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه الحافظ حدثنا محمد بن المندر حدثنى إسحاق ابن إبراهيم بن يونس البغدادي بمصر حدثنا عمر بن فضالة البغدادي عن أحمد ابن حنبل قا: الجهمية والواقعة واللفيظية عندي سواء.
1238 - عمر بن أبى القاسم بندار محمد بن عبد الرحيم، أبو حفص: من أهل تبريز قدم بغداد وتقفه بالمدرسة النظامية مدة، وصحب الصوفية، ثم سافر إلى الحجاز واليمن ومصر وعاد إلى بغداد وقد أثرت حاله فسكن بدرب السلسلة، ورتب حاجبا بالمخزن، ونفذ رسولا إلى كبش وغيرها من البلاد مرات، فحمدت أفعاله، ورتب حاجب الحجاب في سنة إحدى وستمائة، ودفن من الغد عند جامع السلطان، ولعله بلغ السبعين، وكان شيخا ظريفا حسن الاخلاق، مقبول الصورة، بلغني أنه سمع بتبريز كتاب شرح السنة للبغوي من أبى منصور حفدة عنه وكان بيده خط حفدة له بسماعه منه ولم يرو شيئا.
توفى يوم الاثنين مستهل ذى الحجة سنة خمس عشرة وستمائة، ودفن من الغد عند جامع السلطان.
1239 - عمر بن القاسم بن سليمان بن عبد الكريم، أبو القاسم الذهلى: حدث عن أبى حميد سهل بن أحمد بن الفضل المعروف بالمكي، روى عنه الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله ابن البيع النيسابوري في معجم شيوخه.
قرأت على أبى عبد الله بن محمد بن الخنزى بأصبهان عن الخضر بن الفضل ابن عبد الرحمن أنبأ عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن منده إذنا عن الحاكم أبى عبد الله النيسابوري أخبرني أبو القاسم عمر بن القاسم بن سليمان بن عبد الكريم الذهلى ببغداد حدثنا أبو حميد سهل بن أحمد المكى حدثنا أبو بكر عبد الله بن حبيب(5/94)
حدثنا أبو بشر الصغانى حدثنا على بن الحسن الرزاى حدثنا الصباح بن محارب بعن أبى حنيفة أنه قال ذات يوم: الا تعجبون مررت بمسعر فسمعته يحدث قتادة عن أنس: " أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أعتق صفية وجعل عتقها صداقها " (1).
1240 - عمر بن قيس أبو الحسن المقرى: قرأ القرآن على أبى مزاحم موسى بن عبيد الخاقانى وروى عنه قرأ عليه أبو القاسم على بن محمد بن عمير الكنانى المقرئ بالجانب الشرقي من مدينة السلام، وروى عنه.
1241 1 - عمر بن كرم بن أبى الحسن بن عمر الدينورى، أبو حفص بن أبى المجد الحمامى: سبط عبد الوهاب بن محمد الصابونى المقرئ، من ساكنى الجعفرية، سمع أبا القاسم نصر بن نصر بن على العكبرى وأبا الوقت عبد الاول بن عيسى السجزى وجده لامه أبا الفتح عبد الوهاب بن محمد بن الحسين الصابون، كتبت عنه، وكان شيخا صالحا ورعا متدينا متعبدا متعففا.
أخبرنا عمر بن كرم الحمامى بقراءتي عليه أنبأ أبو القاسم نصر بن نصر بن على العكبرى قراءة عليه أنبأ أبو القاسم على بن أحمد بن محمد بن البسرى أنبأ أبو طاهر
محمد بن عبد الرحمن المخلص حدثنا يحيى بن صاعد الربيع بن سليمان حدثنا أيوب بن سويد الرملي حدثنى أمية بن يزيد عن أبى مصبح الحمصى عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " رأس الدين النصيحة " قلنا يارسول الله لمن ؟ قال " " لله عزوجل ولدينه ولكتابه ولائمة المسلمين وللمسلمين عامة " (2).
سألت عمر بن كرم عن مولده فقال في ليلة [...] (3) سبع وعشرين وستمائة، ودفن من الغد بمقبرة باب الجعفرية.
1242 - عمر بن المبارك بن أحمد بن سهلان، أبو حفص بن أبى بكر: من أهل شارع دار الرقيق، سمع الكثير وكتب بخطه وطلب بنفسه، سمع الشريف أبا على محمد بن محمد بن عبد العزيز بن المهدى وأبا القاسم هبة الله بن محمد بن
__________
(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 761.
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 13.
(3) بياض في الاصل مكان النقط.
(*)(5/95)
الحصين وأبا غالب أحمد بن الحسن بن البناء وأبا العز أحمد بن عبيد الله بن كادش وأبا جعفر محمد بن عبد الباقي البزاز، وخلقا كثيرا غيرهم، وحدث باليسير.
روى عنه أبو سعد ابن السمعاني، وروى لنا عنه الاعزين كرم بن محمد بن على الحربى.
أخبرني الاعزين على أنبأ عمر بنب المبارك بن سهلان وأنبأ بقاء بن عمر الازجى وتمام بنت الحسين الواعظة ببغداد وأبو اليمين زيد بن الحسن الكندى بدمشق قالوا جميعا أنبأ أبو القاسم هبة الله بن أحمد الحريري أنبأ أبو طالب محمد بن على الحربى حدثنا أبو الحسين بن سمعون الواعظ إملاء حدثنا عبد الله بن سليمان بن الاشعث السجستاني إملاء حدثنا الربيع سليمان المرادى حدثنا عبد الله بن وهب قال سمعت الليث يقول حدثنى سهل بن معاذ الجهنى عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:
" اركبوا هذه الدواب سالمة ولا تتخذوها كراسي " (1).
أخبرني شهاب الحاتمى بهراة قال سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول عمر بن المبارك بن أحمد بن سهلان النعماني كتبت عنه، وكان صالحا صدوقا خيرا، سألته عن مولده فقال في صفر سنة خمسمائة.
قرأت بخط القاضى أبى المحاسن عمر بن على القرشى قال: عمر بن المبارك بن أحمد بن سهلان أبو حفص النعال كتبت عنه، وكان صدوقا.
سمعت أبا الحسن بن القطيعى يقول: مات عمر بن سهلان يوم الاربعاء لاربع خلون من ذى القعدة سنة خمس وسبعين وخمسمائة، ودفن بباب حرب.
1243 - عمر بن المبارك بن الحسين بن إسماعيل بن الحصرى، أبو حفص ابن أبى البركات: من ساكنى درب القيار وهو أخو أبى بكر محمد بن المبارك الذى تقدم ذكره، سمع الكثير من أبى بكر محمد بن الحسين بن على بن الحاجى وحدث باليسير، روى لنا عنه عبد الرحمن بن عمر بن الغزال الواعظ.
أخبرنا ابن الغزال أنبأ عمر بن المبارك ابن الحصرى، أبو حفص ابن أبى البركات: من ساكنى درب القيار وهو أخو أبى بكر محمد بن المبارك الذى تقدم ذكر، سمع الكثير من أبى بكر محمد بن الحسين بن على بن الحاجى وحدث باليسير، روى لنا عنه عبد الرحمن بن عمر بن الغزال الواعظ.
أخبرنا ابن الغزال أنبأ عمر بن المبارك ابن الحصرى بقراءتي عليه أنبأ أبو بكر محمد ابن الحسين بن على بن الحاجى قراءة عليه أنبأ أبو بكر محمد بن على بن محمد الخياط أنبأ أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يوسف بن دوست العلاف أنبأ الحسين بن صفوان
__________
(1) انظر الحديث في: مسند الامام 3 / 439.
(*)(5/96)
وأنبأ عبد الوهاب ابن على الامين ببغداد ومحمد بن محمد بن بدر بن ثابت الرازانى بأصبهان قالا أنبأ أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي أنبا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن منده أنبأ [ أبو ] (1) الحسن محمد بن يوسف المدينى أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد اللنبانى (2) قالا حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد (3) القرشى حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامى حدثنا عبد الله بن موسى المدنى عن أسامة بن زيد عن حفص بن عبيد الله بن أنس عن جده أنس بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " رب أشعث أغير ذى طمرين مصفح عن أبواب الناس لو أقسم على الله لابره " (4).
أنبأ القاضى أبو العباس أحمد بن محمد بن الفراء ونقلته من خطه قال مات بن الحصرى في منتصف شهر رمضان من سنة اثنين وثمانين ودفن إلى جنب أخيه أبى بكر بمقبرة الزرادين.
1244 - عمر بن المبارك بن عمر بن عثمان الحرقى، أبو الفوارس بن أبى الحسن البيع: ولى الحسبة ببغداد بعد وفاة أخيه ابن المبارك في سنة أربع وتسعين وأربعمائة، وعزل عنها في رجب سنة خمس وتسعين، وسمع الحديث من أبى القاسم عبد الملك ابن محمد بن عبد الله بن بشران، وحدث باليسير.
روى عنه عبد الوهاب الانماطى وعلى بن هبة الله بن عبد السلام وابنه محمد بن على، وعمر بن ظفر المغازلى وأبو المعمر الانصاري وأبو المعالى ابن حنيفة.
أخبرنا أبو محمد بن الاخضر أنبأ أبو المعالى أحمد بن عبد الغنى بن محمد بن حنيفة الباجسرائى أنبأ أبو الفوارس عمر بن المبارك بن عمر الحرقى المحتسب قراءة أنبأ أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران إملاء حدثنا أبو أحمد حمزة بن محمد ابن العباس بن الفضل بن الحارث حدثنا محمد بن عيسى حدثنا على بن عاصم حدثنا
أبو على الرضى عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " أنه لا ينبغى لامرئ يشهد مقاما فيه حق إلا تكلم فإنه لن يقدم أجله ولن يحرم رزقا هو له ".
__________
(1) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) في الاصل: " اللبانى ".
(3) في الاصل: " عبد القرشى ".
(4) انظر الحديث في: كشف الخفا 1 / 512.
(*)(5/97)
أخبرنا شهاب الحاتمى بهراة قال سمعت أبا سعد ابن السمعاني يقول سألت عبد الوهاب بن الانماطى عن أبى الفوارس بن الحرقى: فأثنى عنه وقال كان كيسا حرا ولكن ماكان يفهم شيئا، قال: وسألت أبا الفضل بن ناصر عنه فأحسن الثناء عليه، وقال: هو خير من أخيه القاضى أبى جعفر.
كتب إلى على بن المفضل الحافظ أن على بن عتيق بن موسى أخبره عن القاضى عياض بن موسى اليحصبى (1).
يا ويح قلبى لا يزال يروعه * ممن يعز عليه وشك فراق تنقاذف البلدان في فكأن * وليت أمر مساحة الافاق ذكر بعض العلماء أن أبا الحسن النوقانى (2) حج مع أبيه، فلما نزل بغداد اشتريا بطيخة، فقال أبو الحسن لغلام يقال: أعطني سكينا أقطع بها هذا البطيخ، فقال الغلام مجيبا: ليس له عندنا آلة القطع، فمكث هناك وصحب هذا.
ذكر إسحاق بن إبراهيم القراب الهروي أن أبا الحسن بن أبى عمر النوقانى السجزى الاديب الشاعر توفى في ذى الحجة سنة إحدى عشرة وأربعمائة بقرية من قرى اسفرار.
ذكر العميد عبد الغفار بن فاخر السبتى الكاكتب أن أبا الحسن عمر بن أبى عمر النوقانى عاد من قراة إلى سجستان، فلما توسط الطريق بلغ إلى موضع يقال
له إسفرار وهى بلاد عدة فاجتاز بمقبرة في بعض تلك البلاد، يقال لها " دراوزن " فاستظل الموضع، وقال: من أراد أن يموت فليمت هاهنا، فلم يسر خطوات حتى خرج من بعض أطراف تلك القبور شئ من الوحش، إما أرنب أو ثعلب أو ما جرى مجراهما فنقر الحمار التى كان تحته فقفز.
فوقع من فوقه، فاندقت عنقه ودفن في الموضع كما أحب.
ولم يمض على قوله ساعاتان حتى حصل تحت التراب، وكان شيخا كبيرا، كنت أخضر مجلسه وأسمع منه الاحاديث.
1245 - عمر بن محمد بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن على بن لقمان النسفى، أبو حفص الفقيه الحنفي (3): من أهل سمرقند، كان فقيها فاضلا مفسرا محدثا أديبا متفننا، وقد صنف كتبا في
__________
(1) هنا سقوط في الاصل، راجع النجوم الزاهرة 5 / 193.
(2) من هنا حتى نهاية الترجمة يخص الترجمة: عمر بن أبى عمر النوقانى.
(3) انظر ترجمته في: المضية 1 / 394.
(*)(5/98)
التفسير والحديث والشروط، ونظم " الجامع الصغير لمحمد بن الحسن، وكتاب " القند في تاريخ سمرقند " ولعله صنف مائة مصنف، قدم بغداد حاجا في سنة سبع وخمسمائة، وسمع من أبى القاسم ابن بيان وغيره وحدث بكتاب " تطويل الاسفار لتحصيل الاخبار " من جمعه وتأليفه.
روى فيه عن عامة مشائخه وهم: أبو محمد إسماعيل بن محمد النوحى وأبو على الحسن [ بن عبد الملك ] (1) الما تريدي وأبو محمد عبد الله بن أحمد القنطرى.
روى عنه أبو عبداللله النوربشتى بن عبد الملك القاضى وأبو طاهر المهدى بن محمد المهدى بن إسحاق العلوى وأبو محمد عبد الله بن على بن عيسى النسفى وأبو القاسم محمد بن محمد بن الحسين النسفى وأبو عبد الله الحسين ابن أبى عبد الرحمن الكاشغرى، وأبو بكر محمد بن الحسن بن منصور النسفى وأبو نصر
أحمد بن عبد الرحمن الريغدمونى وأبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندى وأبو حفص عمر بن [ أحمد بن ] (2) محمد الديزكى، وأبو الحسن على بن الحسن الماتريدى.
قرأت على أبى عبد الله الحنبلى بأصبهان عن أبى مسعود عبد الجليل بن محمد الحافظ أنبأ الفقيه الزاهد أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن محمد النوربشتى بها بقراءتي عليه حدثنا الامام أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النفسي لفظا ببغداد في مدرسة الامير خمارتكين بن عبد الله قال حدثنى السيد أبو طاهر المهدى بن محمد بن المهدى ابن إسحاق بن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعد بن محمد بن على بن أبى طالب أنبأ أبو طاهر محمد بن على الاسماعيلي أنبأ جدى الامام أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل حدثنا أبو مطيع مكحول بن الفضل النسفى حدثنا القاسم بن عباد حدثنا يحيى الحمانى عن حماد بن زيد عن أبى هارون العبدى عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إنه سيأتيك أقوام من أقطار الارض يسألونكم الحديث فحدثوهم " قال: فكان أبو سعيد إذا رآنا قال: مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (3).
أنشدنا شهب الحاتمى بهراة أنشدنا عبد الكريم بن محمد أبو سعد أنشدنا أبو الليث أحمد بن عمر بن محمد النسفى أنشدنا والدى لنفسه: تزور المشاهد مستشفعا * بحرمة من دفنوهم هناك فكن أنت آخذا أوصافهم * تزورك حيا وميتا لذاك
__________
(1) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(3) انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 22.
(*)(5/99)
أخبرني الحاتمى بهراة قال سمعت أبا سعد بن السمعاين يقول: توفى عمر النسفى بسمرقند في الثالث عشر من جمادى الاولى سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.
وكانت ولادته في سنه إحدى أو اثنين وستين أربعمائة 1246 - عمر بن محمد بن أحمد بن بقاقا، أبو نصر (1) النجار: من أهل باب الازج، وهو أخو عثمان الذى يقدم ذكره وذكر والده، كان هو وأبوه [ وأخوه ] (2) من أصحاب أبى النيجب السهروردى وربى أبو نصر هذا في الخير والصلاح وقراءة القرآن وسماع الحديث والاشتغال وصحبة الصالحين من صغره إلى شيخوخته، قرأ القرآن على والده، وتفقه على أبى النجيب، وسمع أبا الوقت عبد الاول بن عيسى السجزى، وأبا محمد محمد بن أحمد بن عبد الكريم المادح، وأبا المظفر هبة الله بن أحمد بن محمد بن الشبلى، وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطى، وأبا القاسم هبة الله بن الحسن بن هلال الدقاق وأبا عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن البيضاوى وخلقا كثيرا غيرهم، كتبت عنه.
وكان ثقة صدوقا ورعا متدينا مليح الخلق والخلق، حسن الصمت، جميل الهيئة والسيرة محمود الافعال.
أخبرنا عمر بن محمد أبو نصر الصوفى أنبأ عبد الاول بن عيسى السجزى أنبأ أبو عاصم الفضيل بن يحيى بن الفضيل أنبأ عبد الرحمن بن أحمد الانصاري حدثنا يحيى ابن محمد حدثنا محمد بن ميمون الخياط حدثنا إسماعيل بن داود (3) المخراقى حدثنا الدراوردى عن الوليد بن مسافع عن أيوب عن عتبة عن عروة عن عائشة رضى الله عنها قالت: " لما جاء معى عبد الله بن أبى بكر اجتمع إلى أبى بكر أناس من المهاجرين والانصار وجعل نسوة يبكين فخرج إليهم أبو بكر فقال: إنى اعتذر إليكم مما يفعلن هؤلاء إن حديث عهد الجاهلية وإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " إن الميت ينضح عليه الحميم ببكاء أهله عليه " (4) سألت أبا نصر الصوفى عن مولده فقال: في يوم الاثنين الثامن عشر من ربيع الاول سنة خمس وأربعين وخمسمائة، وتوفى يوم الخميس التاسع والعشرين من صفر
__________
(1) في الاصل: " أبو حفص ".
(2) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(3) في الاصل: " دؤاد بن إسماعيل ".
خطأ.
(4) انظر الحديث في: الجامع الكبير للسيوطي 1 / 412.(5/100)
سنة ست عشرة وستمائة، ودفن من الغد بالعطافية.
1247 - عمر بن محمد بن برهان بن الحسن، أبو حفص الشافعي: حدث عن أبى عبد الله محمد بن مخلد الدوري العطار، روى عنه حمزة بن يوسف السهمى الجرجاني في معجم شيوخه.
قرأت على أبى عبد الله أحمد بن محمد بن الخيرى بأصبهان عن أبى سعد أحمد بن البغدادي كتب إلى أبو هاشم محمد بن الحسين الخفافى حدثنا أبو القاسم حمزة بن يوسف إملاء حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن برهان الحسن الشافعي ببغداد أنبأ أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار حدثنا على بن حرب الطائى حدثنا القاسم بن يزيد الجرمى (1) حدثنا سفيان الثوري عن جيب بن الشهيد عن أبى مجلز (2) قال خرج معاوية فقام إليه رجل فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [ يقول ]: " من سره أن يمثل الرجال له قياما فليتبوأ مقعده من النار " (3).
1248 - عمر بن محمد بن برهويه الاجمى: من أهل الاجمة من نواحى عكبرا، حدث عن محمد بن يحيى بن عيسى، روى عنه ولده أحمد بن عمر.
أخبرنا أبو على ضياء بن أحمد بن أبى على وعمر بن محمد بن عمر المؤدب قالا أنبأ أبو بكر محمد بن [ عبد ] (4) الباقي الشاهد أنبأ القاضى أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفى أنبأ أحمد بن عمر بن برهويه حدثنا أبى عمر بن محمد حدثنا محمد بن يحيى بن
عيسى حدثنا محمد بن الوليد البغدادي حدثنا الحسن بن خالد المكى حدثنا عبد العزيز ابن أبى رواد عن نافع بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من نظر إلى صاحب بدعة بغضا له في الله ملا الله قلبه أمنا وإيمانا، ومن أهان صاحب بدعة أمنة الله يوم الفزع الاكبر، ومن استخف بصاحب بدعة رفع الله له في الجنة مائة درجة، ومن لقيه بالبشرى أو بما يسره فقد استخف بما أنزل الله على محمد ".
1249 - عمر بن محمد بن جعفر بن محمد، أبو حفص الداودى الطيفورى:
__________
(1) في الاصل: " الحرقى ".
(2) في الاصل: " أبى مخلد ".
(3) انظر الحديث في: مسند الامام أحمد 4 / 93 (4) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(5/101)
من ساكنى المحول، حدث عن أبى الحسن على بن محمد بن محمد بن عقبة الشيباني، روى عنه أبو الخطاب الحسين حيدرة الداودى.
أنبأ أبو القاسم الازجى عن أبى الرجاء أحمد بن محمد بن الكسائي قال كتب أبو نصر عبد الكريم بن محمد الشيرازي قال أخبرني القاضى أبو الخطاب الحسين بن حيدرة بن محمد الداودى ببغداد قال حدثنى أبو حفص عمر بن محمد بن جعفر بن محمد الداودى الطيفورى ببغداد في داره بالمحول حدثنا أبو الحسن على بن محمد بن محمد بن عقبة الشيباني الكوفى حدثنا الخضر بن أبان القرى حدثنا إبراهيم بن هدبة أبو هدبه حدثنا أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لاصلاة في الحمام ولا يسلم على بادى العورة في الحمام " (1).
1250 - عمر بن أبى الجيش أبو محمد الصوفى: من أهل أسد آباد مدينة قريبة من همذان، قدم بغداد غير مرة حاجا، آخرها في
سنة ست وتسعين وخمسمائة، ونزل برباط المأمونية مديدة، وكان يسمع معنا الحديث بالرباط، وحدث ببغداد عن أبى الوقت عبد الاول بن عيسى السجزى وأبى على الموسياباذى وأبى المعالى محمد بن عثمان المؤدب وأبى العلاء الحسن بن أحمد العطار الحافظ وغيرهم، كتبت عنه شيئا يسيرا، وكان شيخا صالحا من ظراف الصوفية ومحاسنهم، وكانت معه كتب حصلها في أسفاره وقرأها على المشايخ.
أخبرني عمر بن محمد بن أبى الجيش الاسد ابادى بقراءتي عليه برباط المأمونية أنبأ عبد الاول بن عيسى قراءة عليه بهمذان أنبأ أبو الحسن الداودى أنبأ أبو محمد السرخسى أنبأ محمد بن يوسف الفربرى حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري حدثنى محمد بن عبيد حدثنا عيسى بن يونس عن عمر بن سعيد (2) قال أخبرني ابن أبى مليكة أن أبا عمرو ذكوان [ مولى عائشة ] أخبره عن عائشة أنها كانت تقول: [ كان ] بين يدى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند موته ركوة أو علبة فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه ويقول.
" لاأله إلا الله إن للموت سكرات " ثم نصب يده فجعل يقول " في الرفيق الاعلى " حتى قبضض ومالت يده (3).
__________
(1) انظر الحديث في: مسند الفردوس للديلمي.
(2) في الاصل: " محمد بن سعيد ".
(3) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 964.
(*)(5/102)
بلغنا أن عمر الاسد ابادى مات بأسداباد في سنة سبع وتسعين وخمسمائة، وقد جاوز التسعين.
1251 - عمر بن محمد بن الحسن بن أحمد، أبو حفص البيع: سمع بمصر عبد العزيز بن قيس بن حفص البصري، وبتنيس أبا القاسم جعفر بن
محمد بن الحسن بن عبد العزيز الجروى - وحدث عنهما بتنيس، روى عنه حمزة بن يوسف السهمى في يوم الجمعة.
قرأت على أبى عبد الله أحمد بن محمد بن الخيرى بأصبهان عن أبى سعد أحمد بن محمد البغدادي قال كتب إلى أبو هاشم محمد بن الحسين الخفافى حدثنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمى إملاء أنبأ أبو حفص عمر بن محمد بن الحسن بن أحمد البغدادي بتنيس حدثنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن الحسن بن عبد العزيز الجروى.
حدثنا أبو الاشعث حدثنا حزم بن أبى حزم حدثنا ميمون بن سياه عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من أحب أن يمد له عمره ويزاد في رزقه فليبر والديه وليصل رحمه " (1).
1252 - عمر بن محمد الحسن الغزنوى المقرئ: قرأ القرآن بحرف نافع رواية قالون على أبى محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي عن أبى الحسن الحمامى عن أبى بكر النقاش، قرأة عليه أبو النقاش [ بن ] أبى نصر بن عبد السلام بن كرار السقلاطونى بالحريم الطاهري في ذى الحجة سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة.
1253 - عمر بن محمد بن الحسن بن عبد الله القطان، أبو حفص، المعروف بحريرة (2): من ساكنى قراح ابن أبى الشحم من أولاد التجار والمياسير، افتقر وساءت حاله، وكان يبيع الكندر في الدروب، سمع الحديث في صباه من أبى القاسم بن الحصين وأبى الحسن بن الزاغونى وأبى غالب الماوردى وغيرهم، كتبت عنه وكان متيقظا لا بأس به.
__________
(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 885.
وصحيح مسلم 2 / 315.
(2) انظر ترجمته في: المعبر 4 / 314.
(*)(5/103)
أخبرني عمر بن محمد بن الحسن القطان بقراءتي عليه في منزلنا حدثنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين إملاء أنبأ أبو على الحسن بن على بن محمد الواعظ أنبأ أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعى حدثنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل حدثنى أبى حدثنا أبو معاوية حدثنا الاعمش عن إبراهيم عن الاسود عن عائشة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لا يصيب المؤمن شوكة فما فوقها إلا رفعه الله عز وجل بها درجة وحط عنه بها خطيئة ".
سألت عمر بن محمد القطان عن مولده فقال: في سنة ثلاث عشرة وخمسمائة، وتوفى ليلة الاحد السابع والعشرين من جمادى الاولى من سنة ستمائة، ودفن من الغد بباب المختارة.
1254 - [...] (1) أبو بكر النحوي: حدث عن عبد الله بن أبى يحيى أحمد بن أبى سوه المكى وأبى العباس محمد بن يونس الكديمى وغيرهما، روى عنه أبو بكر عبد الله بن محمد بن الحنائى.
أنبأنا داود بن سليمان الطوسى قال كتب إلى هبة الله بن أحمد أبو محمد بن الاكفانى أنبأ أبو الفتح عبد الصمد حدثنا أبو هريرة قال أتينا أنسا بالطف فقال لنا: ما جاء بكم ؟ قلنا: بلغنا مرضك فأجببنا، فقال: بخ بخ - ربحتم ربحتم، أما إنى لاحدثنكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " إذا كان يوم القيامة خرج مناد من تحت العرش فنادى يا أهل التوحيد إن الله قد عفا عنكم، فليعف بعضكم عن بعض وعلى ثوابكم ".
1255 - [ عمر بن محمد بن روزبه ] (2)، أبو حفص القلانسى.
من أهل همذان، قدم بغداد حاجا في سنة ثمانين وخمسمائة، وحدث بها عن أبى الفضل محمد بن عثمان بن يوسف المؤدب، روى لنا عنه عبد الله بن أحمد الخباز في
مشيخته.
أخبرني عبد الله الخباز أنبأ عمر بن محمد بن روزبه الهمذانى قدم عليه حاجا أنبأ أبو الفضل محمد بن بنيمان بن يوسف أنبأ أبو ثابت سحير بن منصور أنبأ أبو محمد
__________
(1) بياض في الاصل بعد ذلك بمقدار نصف سطر.
(2) بياض في الاصل مكان ما بين النعقوفتين.
(*)(5/104)
جعفر بن الحسين الابهري حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أبى حماد الفقيه المالكى وأبو الحسن على بن محمد بن أحمد بن صالح المقرئ قالا حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الواحد ابن زياد بن عامر السمرقندى حدثنا عصام بن يوسف حدثنا عبد الواحد بن زياد عن أبى مالك الاشجعى عن أبى حازم عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن الله تبارك وتعالى جعل لكل كشئ آفة تفسده، وأعظم الافات [ آفة ] تصيب أمتى حبهم الدنيا، وجمعهم الدينار والدرهم، يا أبا هريرة لاخير في كثير من جمعها إلا من سلطه الله عليها في الحق " (1).
1256 - عمر بن محمد بن شجاع بن ثابت السماك، أبو القاسم الوارق: من ساكنى دار الخلافة، سمع كتاب الجامع الصحيح لابي عبد الله البخاري من أبى الوقت عبد الاول بن عيسى السجزى، كتبت عنه وكان شيخا صالحا حسن الطريقة ساكنا يورق للناس بالاخرة ويأكل من كسب يده.
توفى في العشر الاوسط من ذى الحجة سنة ست وستمائة ودفن بباب حرب، ولعله جاوز السبعين.
1257 - عمر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن نصر - بفتح النون والصاد المهملة، أبو شجاع بن أبى الحسن بن أبى محمد البسطامى: من أهل بلخ، كان إماما في التفسير والحديث والفقه والنظر والادب، سمع يبلغ
أباه وأبا القاسم الخليلى وأبا إسحاق إبراهيم بن أبى نصر التاجر الاصبهاني وطاهر بن المحتسب القاضى وأستاذه أبا جعفر السمنجانى وعليه تفقه وعبد الله بن طاهر التميمي وأخاه عبد القاهر بن طاهر وإسماعيل بن أحمد البيهقى، وبنيسابور أبا سعبد بن أبى صادق وإسماعيل ابن الحسين الفرائضى وأبا بكر الشيرودى وإسماعيل بن عبد الغافر وظريف بن محمد الحيرى ومحمد بن عبد الحميد البيوردى، وبمرو أبا بكر محمد بن منصور السمعاني وعبد الرحمن بن عبد الرحيم الفامى ومحمد بن محمد الماهانى ومحمد ابن أبى جعفر الكنبى الاصم والموفق بن عبد الكريم الهروي وعبد الله بن أحمد النيسابوى، وبسمرقند على بن أحمد بن الحسن الفارسى الصوفى وخلقا كثيرا سوى هؤلاء، وقدم بغداد حاجا بعد علو سنه وسمع بها من محمد بن عبد الباقي الانصاري
__________
(1) انظر الحديث في: الجامع الكبير للسيوطي 1 / 651.
(*)(5/105)
وأبى القاسم بن السمرقندى وجماعة غيرهما، وحدث بكتاب " شمائل النبي " صلى الله عليه وآله وسلم للترمذي وبكتاب " غريب الحديث " لابن قتيبة، سمع منه شيخ الشيوخ وأبو البركات إسماعيل بن أبى سعد الصوفى وأبو الفضل بن ناصر وعبد الخالق بن أحمد بن يوسف وسعد الخير بن محمد بن سهل الانصاري، وروى لنا عنه جماعة ببغداد وحلب ومرو.
أخبرنا عبد الوهاب بن على الامين وعبد الرحمن بن محمد بن هبة الله البصري وابن إبراهيم بن أحمد الحداد قراءة عليهم قالوا أنبأ أبو شجاع عمر بن محمد بن عبد الله البسطامى قدم علينا - قال عبد الرحمن: بغداد في شهر رمضان سنة تسع وعشرين وخمسمائة ومحمد بن عبد الوهاب (1) حاجا في ربيع الاول سنة ثلاثين أنبأ أبو القاسم أحمد بن محمد بن محمد الخليلى أنبأ الشاشى حدثنا أبو عيسى بن عيسى الترمذي حدثنا محمد ابن حميد الرازي حدثنا أبو داود الطيالسي عن عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اكتحلوا بالاثمد فإنه يجلو البصر
وينبت الشعر، وزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت له مكحلة يكتحل منها كل ليلة ثلاثا في هذه.
وثلاثا في هذه.
أبرنى محمد بن محمود العدل بهراة قال أنشدنا عمر بن محمد بن عبد الله البسطامى لنفسه: أودعكم سادتي من هراة * وأودعكم قلب مولاكم فإن سرت مرتحلا عنكم * فقلبي مقيم بمغناكم فللعين نور من أبشاركم * وللروح روح بمعناكم وليس لروحي مستروح * على البعد إلا برؤياكم وما في طريقي من راحة * توقعتها غير ذكراكم رعيتم حقوق نزولي بكم * وودى فالله يرعاكم فلا تنسوا العهد يا سادتي فما أنا والله أنساكم أنبأنا عمر بن أحمد بن بكرون المشاهد أنبأ أبو الحسن على بن أحمد بن الحسين بن محمويه اليزدى الفقيه حدثنا الامام أبو شجاع عمر بن محمد بن عبد الله بن نصر البسطامى ثم البلخى - وأقل ما رأيت في مشايخ أصحابنا مثله عقلا وعلما ولطفا رأيته ببغداد - أخبرنا شهاب الحاتمى بهراة حدثنا أبو سعد بن السمعاني من لفظه قال: عمر بن محمد بن عبد الله البسطامى أبو شجاع إمام مسجد راعوم مجموع
__________
(1) هكذا في الاصل، والسند به سقط كما هو واضح.
(*)(5/106)
حسن وجملة مليحة مفت مناظر محدث مفسر واعظ أديب حاسب شاعر، وكان مع هذه الفضائل حسن السيرة جميل الامر مليح الاخلاق مأمون الصحبة نظيف الظاهر والباطن لطيف العشرة، أقام ببغداد مدة يسمع الحديث ويحصل الاصول والنسخ شراء ونسخا، وحدث ببغداد ووعظ فأحسن، وكان فصيحا مجيدا، ومجلس وعظه
كثيرا النكت والفوائد، وقدم علينا مرو في محرم سنة أربعين وخمسمائة لتحديد العهد وخرجنا صحبة واحدة إلى هراة، ورأيت منه في حفظ دقائق الصحبة وحسن المعاشرة ورعاية الجوانب وقلة المخالفة ما تحيرت منه، وحدث بهراة واملى سنة مجالس، وكان على كبر السن حريصا على طلب الحديث والعلم ومقتبسا من كل احد، ومتثبتا لكل ما سمعه من الطرق بخطه، كتبت عنه الكثير وكتب عنى الكثير، سألته عن مولده فقال: في ذى الحجة سنة خمس وسبعين وأربعمائة ببلخ.
بلغنا أن ابن شجاع البسطامى توفى ببلخ في شهر ربيع الاخر من سنة اثنين وسبعين وخمسمائة.
1258 - عمر بن عبد الله بن الخضر بن مسافر بن رسلان بن معمر، أبو الخطاب العليمى، ويعرف بابن حوائج كاش (1): من أهل دمشق، كان أحد التجار، سافر مابين الشام وديار مصر وبلاد الجزيرة والعراقين وخراسان وما وراء النهر وخوارزم، وكان يطلب الحديث ويسمع من المشايخ في كل بلد يدخله ويكتب الاجزاء بخطه حتى حصل من ذلك شيئا كثيرا، سمع بدمشق الفقيه أبا القاسم نصر الله بن محمد بن عبد القوى المصيصى وأبا القاسم نصر اللله بن أحمد بن مقاتل السوسى وأبا الفتوح ناصر بن عبد الرحمن النحار وأبا القاسم الحسين بن الحسن بن البن الاسدي وأبا أحمد عبد السلام بن الحسن بن على ابن زرعة الصوري وأبا العشائر محمد بن الخليل بن فارس القيسي وأبا محمد عبد الرحمن بن على بن إبراهيم الداراتى وجماعة غيرهم، وبمصر الشريف أبا الفتوح ناصر ابن الحسن بن إسماعيل الحسينى وأبا محمد عبد الله بن رفاعة بن غدير السعدى، وبالاسكندرية أبا طاهر أحمد بن محمد السلفي، وبحلب أبا الحسن على بن عبد الله بن أبى جرادة العقيلى، وبالموصل أبا عبد الله الحسين بن نصر بن خميس الجهنى وأبا القاسم عبد الرحمن وأبا الفضل عبد الله ابني أحمد بن محمد بن الطوسى، وبزنجان أبا
__________
(1) انظر ترجمته في: هامش التكملة ص 178.
(*)(5/107)
منصور عبد الكريم بن محمد بن حامد الطوسى، وبهمذان أبا المحاسن نصر بن المظفر البرمكى.
وبالرى أبا سعيد (1) عبد الرحمن بن عبد الله الحصيرى وأبا حفص عمر بن على بن الحسن البلخى وأبا الفتح نصر بن مهدى بن نصر بن مهدى [ بن ] الحسين المزكى (2)، وبالدامغان أبا القاسم عبد الكريم بن محمد بن [ أبى ] (3) منصور الرماني.
وبنيسابور أبا الاسعد هبة الرحمن (4) بن عبد الواحد بن عبد الكريم القشيرى وأبا البركات عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوى وأبا عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن العصايدى وأبا عامر سعد بن على بن أبى سعد الصوفى وأبا الرضا العلاء بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد الرحمن الصابونى وأبا نصر محمد بن منصور الحرضى وأبا حفص عمر بن أحمد بن منصور الصفار وأبا بكر سعيد بن على بن مسعود الشجاعى وأبا الفتوح عبد الله بن على بن سهل بن العباس الخركوشى (5) وأبا عبد الرحمن أحمد ابن الحسن بن أحمد الكاتب وأبا العباس أحمد بن أبى الفضل العباس بن محمد الشقانى وأبا منصور عبد الخالق بن زاهر بن طاهر الشحامى واخته سعيدة، وبهراة أبا الوقت عبد الاول بن عيسى السجزى وأبا القاسم الجنيد بن محمد بن على المدائني وأبا الفتح عبد السلام بن أحمد بن إسماعيل المقرئ والسيد أبا الحسن محمد بن إسماعيل الحسنى العلوى وأبا الفتح سالم بن عبد الله بن عمر العمرى وأبا النضر عبد الرحمن بن عبد الجبار الفامى، وببغشور عبد الله بن عمر المتولي، وبسرخس أبا على الحسنين محمود السرمرد وأبا الفتوح محمد بن شهرزار بن محمد الفقيهى، وبمرو أبا طاهر محمد ابن محمد بن عبد الله السنجى وأبا سهل النعمان بن محمد بن النعمان الباجخوشتى وأبا طاهر سعيد بن محمد بن طاهر بن سعد الميهنى وأبا سعيد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني، وببخارا [...] وبسمرقند [...] (6) وبخوازرم أبا عمرو
عثمان بن محمد بن على بن أحمد الفراتي من ولد محمد بن فرات بن غالب الخوارزمي وأبا المظفر سعيد بن سهل بن محمد الفلكي ومحمود بن محمد بن عباس العباسي وخلقا كثيرا غير هؤلاء، ثم قدم بغداد في سنة تسع وخمسين وخمسمائة وسمع بها أبا الفتح
__________
(1) في الاصل: " أبا سعد ".
(2) في الاصل: " بن مهدى الحسين ".
(3) في الاصل: " محمد بن منصور ".
(4) في الاصل: " أبا الاسعد عبد الرحمن ".
(5) في الاصل: " الحرفوشى ".
(6) بياض في الاصل مكان النقط.
(*)(5/108)
محمد بن عبد الباقي بن البطى وأبا القاسم هبة الله بن الحسن بن هلال الدقاق وأبا عبد الله محمد بن عبد الله بن الحرانى الشاهد وأبا بكر أحمد بن المقرب الكرخي وأبا القاسم يحيى بن ثابت بن بندار وخلقا كثيرا من هذه الطبقة، ثم قدمها ثانيا في سنة ثمان وستين وسمع بها من النقيب أبى عبد الله أحمد بن على بن المعمر الحسينى [ وأبى الحسين ] (1) عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف وشهدة بنت الابرى وجماعة من أصحاب أبى القاسم بن بيان وأبى على بن نبهان وأبى الغنائم بن النرسى وأبى طالب ابن يوسف، وكتب بخطه الكثير، وبالغ في الطلب حتى سمع من أقرانه وأمثاله ممن دونه، وكان يكتب حسنا، وله فهم ومعرفة، وكان صدوقا محمود السيرة مرضى الطريقة، حدث باليسير ببغداد ودمشق.
سمع منه ببغداد الشريف أبو الحسن على بن أحمد الزيدى وصبيح النصرى وشيخنا أبو محمد بن الاخضر وروى لنا عنه، وسألته عنه فأثنى عليه، وقد سمع منه أبو سعد بن السمعاني بمرو، وأخرج عنه في معجم شيوخه وأثنى عليه.
أخبرنا عبد العزيز بن أبى نصر بن الاخضر حدثنا رفيقنا الحافظ أبو الخطاب عمر ابن محمد بن عبد الله العليمى من لفظه وكتبه لى بخطه أنبأ عبد الله بن محمد البغوي ببعشور وأخبرنا عبد الوهاب بن على الامين حدثنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني من لفظه وأخبرنا أبو الوفاء عبد العزيز بن محمد عبد الكريم العدل بنيسابور أنبأ جدى عبد الكريم بن محمد بن الشريك وأنبا أبو الفتوح نصر بن عبد الجامع بن عبد الرحمن الفامى بهراة حدثنا جدى عبد الرحمن بن عبد الجبار وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الجوينى بها والرئيس أبو سعيد عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم بن الوزان بالرى قالا أنبأ أبو المعالى عبد المنعم بن عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوى قالوا جميعا أنبأ أبو بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين الجنابذى بنيسابور حدثنا أبو سعيد محمد بن موسى الفضل حدثنا أبو العباس الاصم حدثنا محمد ابن هشام مروان بن معوية حدثنا حميد قال أنس: لما نزلت هذه الاية (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) قال أبو طلحة: يارسول الله حائطي بكذا وكذا هو الله عزوجل ولو استطعت أن أسره لم أعلنه فقال: " اجعله في فقراء أهلك وقرابتك " (2).
__________
(1) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 654.
(*)(5/109)
أنبأنا أبو العشائر محمد بن على الشاهد أنشدنا أبو الخطاب عمر بن محمد بن عبد الله بن الخضر العليمى من لفظه ببغداد قال أنشدني القاضى أبو تمام عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز بن إلياس التميمي البالسى إملاء من حفظه ببالس قال أنشدني الفقيه معدان بن كثير بن الحسن الكلابي لنفسه: لعمرك ما أرى بالناس داؤا * اضر من الاضاعة للحقوق وقد ذهب الورى قرنا فقرنا * على نهج القطيعة والعقوق
وقالوا مالميت من صديق * فقلت وهل لحى من صديق وأنبأنا أبو العشائر أنشدنا أبو الخطاب أنشدنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن ثابت بن الفرج الكيرانى المصرى بها لنفسه: ومجلول منى خضاب مشيبة * فعساه في أهل الشيبة يحصل قلت اكسه بسواد حظى مرة * ولك الضمان بأنه لا ينصل سألت أبا البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله الشافعي بدمشق عن وفاة عمر بن محمد العليمى فقال: توفى بدمشق في شوال سنة أربع وسبعين وخمسمائة، ودفن بجبل قاسيون، قال: وسمعته يقول: مولدي في سنة عشرين وخمسمائة بدمشق، وكان فاضلا صدوقا حسن الاخلاق طيب المعاشرة، سمعت عبد العزيز بن عبد الملك الدمشقي ببغداد يقول سمعت أبا الفضل عبد الله بن محمد بن عبد الله العليمى يقول: لما كان أخى ببغداد يسمع الحديث عاهد الشريف أبا الحسن الزيدى وصبيحا النصرى أنه يوقف كتبه وأجزاءه ويرسلهما إليهما لتكون في خزانتيهما ببغداد، فلما مرض الموت أوصى إلى بذلك، فلما توفى أنفذتها إلى بغداد إلى مسجد الشريف الزيدى.
قلت: وصلت إلى بغداد بعد وفاة الزيدى فتسلمها صبيح وهى الان في خزانة الزيدى - رحمه الله عليهم جميعا.
1259 - عمر بن محمد بن عبد الله بنعلى بن حولوا، أبو حفص بن أبى منصور بن أبى القاسم الخياط: من ساكنى قراح بن رزين، من أولاد المحدثين - تقدم ذكر والده سمع الكثير من أبى الفتح بن شاتيل وبى السعادات بن زريق وطلب بنفسه وكتب بخطه، وسمع معنا(5/110)
كثيرا من شيوخنا المتقدمين، وكان حسن الطريقة ساكنا طيب الاخلاق متوددا، كتبت عنه شيئا يسيرا ولا بأس به.
أخبرني عمر بن أبى منصور بن حولوا أنبأ عبيد الله بن عبد الله أبو الفتح أنبأ على
ابن الحسين الربعي أنبأ أبو الحسن بن مخلد حدثنا عمر بن على بن الحسن القاضى أنبأ محمد بن عبدك القزاز حدثنا عباد بن صهيب حدثنا شعبة قال سمعت محمد بن زياد عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لا يشكر الله عزوجل لا يشكر الناس (1).
أنشدني عمر بن محمد بن عبد الله الخياط من لفظه لبعضهم: احسنت ظنى بأهل ودى * فحسن ظنى بهم دهانى لا تأمن الناس بعد هذه * ما الخوف إلا من الامان سألت يحيى بن محمد بن عبد الله بن حولوا عن مولده فقال: سنة الغرق، وأخى عمر أصغر منى بسنة فيكون مولده سنة ست وخمسين وخمسمائة، وتوفى يوم السبت لست خلون من شهر ربيع الاول من سنة خمس عشرة وستمائة.
1260 - عمر بن محمد بن عبد الله بن [ محمد بن عبد الله بن ] (2) عمويه السهروردى، أبو عبد الله الصوفى ابن أخى الشيخ أبى النجيب: تقدم ذكر والده، كان شيخ وقته في علم الحقيقة وطريق التصوف، وإليه انتهت الرئاسة في تربية المريدين، ودعاء الخلق إلى الله عزوجل وسلوك طريق العبادة والزهد في الدنيا، ولد بسهرورد وقدم بغداد في صباه، وسمع وصحب عمه وغيره من المشايخ، وسلك طريق الرياضات والمجاهدات، وقرأ الفقه والخلاف والعربية، وسمع الحديث من المشايخ، وحصل من العلم مالابد منه، ثم انقطع عن الناس، ولازم الخلوة، واشتغل بإدامة الصيام والقيام والذكر وتلاوة القرآن إلى أن خطر له عند علو سنه أن يظهر للناس ويتكلم عليهم، فعقد مجلس الوعظ بمدرسة عمه على شاطئ دجلة وكان يتكلم على الناس بكلام مفيد من غير تزويق ولا تنميق، وحضر عنده خلق
__________
(1) انظر الحديث في: سنن أبى داود 2 / 314.
ومسند أحمد 2 / 258، 295، 303، 388، 461، 492، وسنن الترمذي 2 / 17.
(2) انظر ترجمته في: الاعلام 2 / 314.
وطبقات الشافعية للسبكي 5 / 143.
ووفيات الاعيان 3 / 119.
والتقييد لابن نقطة 2 / 182.
(*)(5/111)
كثير وظهر له قبول عظيم من الخاص والعام واشتهر اسمه، وقصده المريدون من سائر الاقطار، وظهرت بركة أنفاسه على خلق كثير من العصاة فتابوا وانابوا إلى الله عز وجل وحسنت طرائقه، ووصل به خلق عظيم إلى الله عزوجل، وصار له أصحاب واتباع كالنحوم يعرفون أينما كانوا، ثم أنه نفذ رسولا إلى الشام من الديوان العزيز مرات، وإلى العراق إلى خوارزم شاه، ورأى من الجاه والحرمة عند ملوك الاطراف ما لم يره أحد من أبناء جنسه، ثم أنه رتب شيخا بالرباط الناصري بالمرزبانية ورباط الزوزنى ورباط البسطامى ورباط المأمونية، وجلس للوعظ مدة بباب بدر، ثم أنه أضر في آخر عمره وأقعد، فكان لا يقدر على القيام، ومع ذلك فما أخل بالاوراد من النوافل وتلاوة القرآن ودوام الذكر وحضور المسجد الجامع يوم الجمعة في محفة والمضى إلى الحج في المحفة إلى أن دخل في عشر المائة وعجز وضعف فانقطع في منزله إلى حين وفاته، وكان تام المروة كبير النفس، ليس للمال عنده قدر ولو حصل له ألوف كثيرة من المال فأنفقها ولم يدخر منها شيئا، ومات ولم يخلف كفنا ولا أشياء من أسباب الدنيا، وكان مليح الخلق، متواضعا، كامل الاوصاف الجملة والاخلاق الشريفة، سمع الحديث من عمه أبى النجيب ومن أبى المظفر هبة الله [ بن ] أحمد بن محمد بن الشبلى وأبى الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطى وأبى زرعة طاهر بن محمد ابن طاهر المقدسي وأبى بكر سلامة بن أحمد بن الصدر وغيرهم، كتبت عنه وقرأت عليه كثيرا وصحبته مدة، وكان صدوقا نبيلا، صنف كتابا في التصوف سماه " معاني المعاني " شرح فيه أحوال القوم وآدابهم مليحا في معناه حدث به مرارا، وأملى في آخر عمره كتابا في " الفلاسفة ".
أخبرنا عمر بن محمد السهروردى بقراءتي عليه أنبأ أبو المظفر هبة الله بن أحمد بن محمد بن الشبلى قراءة عليه أنبأ أبو نصر محمد بن محمد بن على الزينبي أنبأ أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص حدثنا يحيى بن صاعد حدثنا الربيع بن سليمان المرادى بمصر حدثنا بشر بن بكر التنيسى (1) عن الاوزاعي عن عطاء بن أبى رباح عن عبيد ابن عمير عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم [...] (2).
1261 - [...] (3) قال: توفى عمر بن محمد بن عمر بن
__________
(1) في الاصل: " أبى بكر النفيسى ".
(2) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(3) إلى هنا ساقط من الاصول وتداخلت الترجمة في الترجمة التالية: عمر بن محمد بن عمر.
(*)(5/112)
درهم في ليلة الجمعة ودفن يوم الجمعة التاسع والعشرين من ربيع الاخر سنة خمس وستين وأربعمائة، ذكر أن مولده سنة ثمانين وثلاثمائة.
قرأت بخط أبى الفضل ابن خيرون وفاته كذلك، ثم قال حدث عن أبى الحسين ابن بشران وكان ثقة.
قرأت بخط أبى على أحمد بن محمد البردانى كما ذكر بن خيرون وقال: وصلى عليه في جامع المنصور ودفن بمقبرة باب حرب، وقد سمعنا منه كتاب " ذم الدنيا لابن أبى الدنيا " عن أبى الحسين بن بشران، وكان شيخا سريا.
1262 - عمر بن محمد بن عمر، أبو حفص المطرز: من أهل أصبهان، قدم بغداد في سنة أربع عشرة وخمسمائة، وحدث بها عن أبى القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن منده، روى عنه أبو بكر المبارك بن كامل ابن أبى غالب الخفاف في معجم شيوخه.
أنبأنا أبو الفتوح داود بن عبد الواحد الاصبهاني عن أبيه قال: عمر بن أحمد المطرز توفى سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة، وحج حجات، ودخل بغداد غير مرة، وسمع أبا
عمرو بن منده وغيره.
1263 - عمر بن محمد بن عمر، أبو القاسم العبسى، الخطيب الدسكرى: من أهل دسكرة بنهر الملك، شاعر أديب، كتب عنه عمر بن محمد العليمى الدمشقي شيئا من شعره وذكره في معجم شيوخه.
1264 - عمر بن محمد عمر بن محمد بن أحمد الانصاري، أبو محمد العقيلى الحنفي: من أهل بخارى، كان فقيها عالما زاهدا، قدم بغداد حاجا في سنة ثمان وستين وخمسمائة فحج وعاد، وحدث ببغداد بكتاب تنبيه الغافلين لابي الليث السمرقندى، رواه عن أبى بكر بن محمد الحدادى وأبى حفص عمر بن محمد العوفى، سمعه منه شيخنا أبو الكرم المظفر بن المبارك بن البغدادي المدرس الحنفي وغيره، وعاد إلى بخارى ثم قدم بغداد حاجا مرة ثانية في شهر ربيع الاول من سنة تسع وثمانين وخمسمائة، وحدث بها عن أبى نصر أحمد بن محمد النسفى وأبى حفص عمر بن محمد بن عبد(5/113)
الحميد العوفى، وأبى القاسم محمود بن الحسن الطبري المعدل وأبى بكر محمد بن إبراهيم الفضلى وأبى المفاخر عمر بن عبد العزيز بن مازة وأبى بكر محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله الجيراجى وأبى نصر أحمد بن الحسن الدروازخكى وأبى بكر محمد ابن أحمد بن الحسين الرزماناخى وأبى بكر محمد بن على بن محمد بن على بن سعيد المطهرى وأبى بكر محمد بن أحمد بن أبى أحمد السمرقندى وأبى حفص عمر بن محمد بن عمر الخوشنامى (1) وخلق كثير غيرهم.
روى لنا عنه عبد الرحمن بن عمر بن الغزال الواعظ.
أخبرنا ابن الغزال أنبأ أبو حفص عمر بن محمد بن عمر الانصاري العقيلى (2) قدم علينا بغداد حاجا أنبأ المعدل أبو القاسم محمود بن الحسن الطبري أنبأ أبو الخطاب محمد ابن إبراهيم بن على الطبري أنبأ أبو سهل أحمد بن محمد بن على الابيوردى أنبأ أبو
الحسن أحمد بن محمد بن سليمان حدثنا أبو محمد دعلج بن أحمد بن دعلج حدثنا أبو عمرو أحمد بن نصر الخفاف حدثنا عمرو بن على حدثنا يحيى بن سعيد عن أبيه عن عبد الله بن وديعة عن أبى ذر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من اغتسل يوم الجمعة فأحسن الغسل أو توضأ فأحسن الوضوء ولبس أحسن ثيابه ومس ماكتب الله له من كسب أهله ثم أتى المسجد فلم يلغ ولم يفرق بين اثنين غفر الله له ما بينه وبين الجمعة [ الاخرى ] " (3) ذكر صديقنا أبو المحامد محمود بن أحمد بن الصابونى البخاري أن العقيلى مات ببخارى في شهر ربيع الاول سنة ست وتسعين وستمائة ودفن بمقبرة كلاباذ.
1265 - عمر بن محمد بن عمر بن يوسف المزارع، أبو حفص بن أبى المجد: من أهل باب البصرة - تقدم ذكر والده، سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطى وغيره، كتبت عنه، وكان محضرا على باب القاضى بالجانب الغربي.
أخبرني عمر بن المزارع أنبأ محمد بن عبد الباقي أنبأ على بن محمد الخطيب أنبأ عبد الواحد بن محمد حدثنا محمد بن مخلد حدثنا طاهر بن خالد بن نزار حدثنى أبى عن إبراهيم بن طهمان قال حدثنى الحجاج عن قتادة عن خلاس بن عمرو عن أبى
__________
(1) في الاصل: " الخوشاى ".
(2) في الاصل: " العاقلي ".
(3) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(5/114)
رفع عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قام ليلة القدر إيمانا وإحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه " (1).
توفى عمر ليلة الاثنين رابع عشرى رجب سنة ثلاث عشرة وستمائة، ودفن من الغد بمقبرة باب البصرة.
1266 - عمر بن محمد بن عمر بن بركة بن سلامة بن أحمد بن أبى القاسم عبد الله بن أبى الريان، أبو حفص بن أبى بكر الكاغذى: من أهل دار القز، تقدم ذكر والده، سمع أبا الوقت عبد الاول بن عيسى السجزى وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطى وغيرها، وكتبت عنه، وكان شيخا صالحا متيقظا (2) حسن الاخلاق لا بأس به.
أخبرنا عمر بن محمد (3) الكاغدى بقراءتي عليه أنبأ عبد الاول بن عيسى أنبأ محمد ابن عبد العزيز الفارسى أنبأ عبد الرحمن بن أحمد الانصاري حدثنا أبو الجهم العلاء بن موسى حدثنا ليث بن سعد عن نافع عن عبد الله بن عمر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مستقبل المشرق يقول: " ألا إن الفتنة هاهنا - مرتين - من حيث يطلع قرن الشيطان " (4).
سألت عمر بن محمد الكاغذى عن مولده فقال: في شهر ربيع الاخر من سنة سبع وأربعون وخمسمائة.
وتوفى ليلة الخميس العشرين من ذى الحجة سنة إحدى وعشرين وستمائة، ودفن من الغد بباب حرب.
1267 - عمر بن محمد بن عمر، أبو حفص الفقيه الحنفي (5): من أهل فرغانة، تفقه ببلاده ودخل بغداد، وهو شاب وصحب شيخنا عمر بن السهروردى مدة ثم أنه سافر إلى بلاد البطيحة وصاهر ابن الرافعى، وأقام هناك مدة، ثم عاد إلى بغداد، وسافر إلى بلاد الشام والجزيرة، وسكن سنجار مدة ثم أنه عاد إلى بغداد وأقام بها، وعرض عليه التدريس بالمدرسة التشبية فلم يجب، ثم ولى التدريس
__________
(1) انظر الحديث في: سنن النسائي ص 354.
(2) في الاصل: " متنقظا ".
(3) في الاصل: " محمد بن عمر ".
(4) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 1050.
(5) انظر ترجمته في: الجواهر المضية 1 / 396.
وإنباه الرواة 2 / 331.
وبغية الوعاة 364.
(*)(5/115)
بالمدرسة الشريفة المستنصرية لما فتحت في رجب سنة إحدى وثلاثين وستمائة، وكان إماما في الفقه والاصول والخلاف وعلم الكلام وأقاويل الفلاسفة وعلم العربية، ويكتب خطا مليحا، وله نظم ونثر بليغ، وقدمه في الزهد والرياضات والمجاهدات والحقيقة والطريقة ثابتة متمكنة، وكان كثير العبادة دائم الخلوة مجردا من أسباب الدنيا مع ما خصه الله به من حسن الخلق والتواضع وشرف النفس ولطف الطبع، وسمع بقراءت ى معظم صحيح البخاري على ابن القطيعى، ولم يتفق لى أن أكتب عنه شيئا من نظمه، ولم يكن له رواية في الحديث.
أنشدني بن محمد (1) الفرغانى ببغداد لنفسه: يامن أضاء له شموس مناقبه * ينهون من آدابه وفضائله لاتكسفن ضياءها بمعاتب * من زور قول تفتريه وباطله والصدق أحلى حلية يحلى بها * كم بين خالي الجيد فيه وعاطله واعلم بأن القول عند أولى * بيان قيمته وقيمة قائله النهى والنصح فرض قوله وقبوله * طوبى لقائله المحق وقابله توفى الفرغانى ليلة الاحد لعشر خلون من رجب من سنة اثنتين وثلاثين وستمائة.
وحضرت الصلاة عليه من الغد بجامع القصر، وحضر الاعيان وخلق كثير، ودفن بمقبرة الخيزران، وأظنه قارب السبعين من عمره - رحمة الله عليه.
1268 - عمر بن محمد بن عمويه، أبو حفص السهروردى الصوفى (2): عم الشيخ أبى النجيب السهروردى، قدم بغداد واستوطنها، وتفقه على أبى القاسم الدوسى وعلبى أبى حامد الغزالي.
وسمع الحديث من الشريف أبى الفوارس طراد بن محمد بن على الزيبثى وأبى الحسين عاصم بن الحسن العاصمى وأبى محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي وأبى بكر أحمد بن على الطريثيثى وغيرهم روى لنا
عنه حافده محمد بن أعز بن عمر، وكان شيخا برباط سعادة على شاطئ دجلة، صنف تاريخا على السنين سماه " المجاهدي " خدم به مجاهد الدين [...] (3) ببغداد، ذكر فيه ابتداء الدنيا إلى سنة أربع وعشرين وخمسمائة.
__________
(1) في الاصل: " على بن محمد ".
(2) انظر ترجمته في: المنتظم لابن الجوزى 10 / 75.
(3) بياض في الاصل مكان النقط.
(*)(5/116)
أخبرنا محمد بن أعز بن عمر بن يحيى بن عمويه السهروردى أنبأ جدى قراءة عليه أنبأ طراد بن محمد الزينبي أنبأ على بن عبد الله بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا أحمد بن منصور الرمادي حدثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضى الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من المأثم والمغرم، فقالت عائشة: يارسول الله ما أكثر ما تتعوذ من المغرم ؟ قال: " إنه من غرم وعد فأخلف وحدث فكذب " (1).
أخبرنا شهاب الحاتمى بهراة قال سمعت أبا سعيد بن السمعاني يقول ولد عمر بن محمد بن عمويه السهروردى سنة خمس وخمسين وأربعمائة، وتوفى في ] (2) ليلة الاربعاء ثامن ربيع الاول سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة، وصلى عليه برباطه على دجلة رباط سعادة ودفن صف رويهم.
1269 - عمر بن محمد بن عيسى بن أحمد بن العويس النيار: والد شيخنا مسمار، من أهل باب الازج، سمع الكثير من أبى الفضل محمد بن ناصر الحافظ وحدث باليسير، سمع يونس سبط ابن مداح، ودلني عليه شيخنا عبد الرزاق بن عبد القادر الجيلى لاسمع منه في سنة خمس وتسعين وخمسمائة، فلم يتفق لى لقاؤه، وتوفى في هذه السنة.
1270 - عمر بن محمد بن محمد الدبرانى، أبو الحسن البندار: من أهل عكبرا، حدث عن أبى بكر أحمد بن الحسين بن عبد العزيز المعدل، روى عنه أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبرى، وذكر أنه سمع منه في ذى الحجة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.
1271 - عمر بن محمد بن محمد بن على الزينبي، أبو على بن أبى تمام: تقدم ذكر والده، ولى النقابة على الهاشميين والصلاة والخطبة في المساجد الجامعة، ولقب بالرضا ذى الفخرين، وسلم إليه العهد بذلك، وخلع عليه في يوم الخميس الثاني من جمادى الاخرة سنة ست وأربعين وأربعمائة ببيت النوبة، وزين له جميع البلد، وركب في الاسواق ونثر عليه الدنانير والدراهم، وتملك في ذى القعدة سنة
__________
(1) انظر الحديث في: سنن النسائي 805.
(2) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(5/117)
خمسين وخمسمائة، وكان قد ركب مع رئيس الرؤساء والهاشميين والخدم ومن انضم إليهم من الاعاجم، وخرجوا إلى باب الحلية لقتال البساسيرى فاستحرهم ثم انعطف عليهم فانهزموا وهلك منهم خلق كثير - ذكر ذلك أبو الحسن الهمداني صاحب التاريخ.
1272 - عمر بن محمد بن محمد بن عبد الله بن القاضى، أبو حفص: سمع النقيب أبا الفوارس طراد بن محمد بن على الزينبي وأبا عبد الله مالك بن أحمد ابن على البانياسي وأبا القاسم عبد الواحد بن على بن فهد العلاف وغيرهم، وحدث باليسير، سمع منه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب النحوي بالمدرسة النظامية في رجب سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
وقرأت بخطه وأخبرنيه عنه على بن عبد الرحمن بن على قال: عمر بن محمد بن
محمد بن القاضى يكنى أبا حفص لا بأس به.
سمعت منه بقراءتي وسألته عن مولده، فقال: في سنة تسع وستين وأربعمائة.
1273 - عمر بن محمد بن معمر بن أحمد بن يحيى بن حسان أبو حفص ابن أبى بكر المؤدب، المعروف بابن طبرزد (1): من أهل دار القز، سمع الكثير بإفاده أخيه أبى البقاء محمد بن محمد [ و ] من آباء القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وهبة الله بن أحمد بن عمر الحريري وهبة الله بن أحمد الواسطي وأبى غالب أحمد بن الحسن بن البناء وأبى المواهب أحمد بن محمد بن ملوك الوارق وأبى بكر محمد بن عبد الباقي البزاز وأبى على بن عبيد الله بن الزاغونى وأبى بكر محمد بن عمر بن أحمد بن دحروج وأبى الحسن على وأبى الفضل عبد الملك ابني عبد الواحد بن محمد بن الحسن القزاز وأبى منصور عبد الرحمن بن محمد ابن عبد الواحد القزاز وأبى القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندى وأبى محمد يحيى بن على بن الصولى وأبى البركات عبد الوهاب بن المبارك الانماطى وأبى الحسن على بن هبة الله بن عبد السلام وأبى القاسم على بن طراد الزينبي وخلق كثير غير هؤلاء، وانفرد بالرواية عن جماعة من شيوخه وبقطعة من مروياته، وحدث بالكثير وانتشرت عنه الرواية، وقصده الناس لعلو إسناده، وهو آخر من حدث في الدنيا عن
__________
(1) انظر ترجمته في: المستفاد ص 210.
(*)(5/118)
أبى الحصين وابن البناء وابن ملوك والواسطى وابن الزاغونى وابن دحروج وعلى ابن طراد وغيرهم.
وطلب من الشام للسماع عليه فتوحه إلى هناك، وحدث باربل والموصل وحلب وحران، وأقام بدمشق مدة طويلة، وروى أكثر مسموعاته، وحصل مالاحسنا، وعاد إلى بغداد وأقام بها مدة يحدث إلى أن أدركه أجله، سمعت منه الكثير، وكان يعرف شيوخه ويذكر مسموعاته.
وكانت أصول سماعاته بيده،
وأكثرها بخط أخيه.
وكان يكتب حسنا، ويؤدب الصبيان ولم يكن يفهم شيئا من العلم، وكان متهاونا بأمور الدين، رأيته غير مرة يبول من قيام، فإذا فرغ من إراقة بوله أرسل ثوبه وقعد من غير استنحاء بماء ولاحجر، وكنا نسمع منه يوما أجمع، فنصلى ولا يصلى معنا، ولا يقوم لصلاة، وكان يطلب الاجر على رواية الحديث إلى غير ذلك من سوء طريقته، وحلف ما جمع من الحطام لم يخرج عنه حقا لله عزوجل.
أخبرنا عمر بن المؤدب بقراءتي عليه أنبأ أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قراءة عليه أنبأ أبو القاسم على بن المحسن التنوخى أنبأ أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان أنبأ أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله قال حدثنى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما أسكر كثيره فقليله حرام " (1).
أخبرنا عمر بن طبرزد بقراءتي عليه أنبأ أبو غالب أحمد بن الحسن بن البناء قراءة عليه أنبا أبو محمد بن على الجوهرى أنبأ أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعى حدثنا بشر ابن موى الاسدي حدثنا هوذة بن خليفة حدثنا عوف عن زرارة بن أوفى عن عبد الله بن سلام قال: لما ورد رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة قال فجئت في الناس انظر فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكان أول شئ سمعته يتكلم به أن قال: " يا أيها الناس افشوا السلام واعموا الطعام وصلوا الارحام وصلوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام " (2).
أخبرنا عمر بن محمد بن معمر أنبأ أبو غالب ابن البناء [ أنبأ ] (3) أبو محمد الجوهرى أنبأ أبو عمر محمد ابن العباس بن حيويه حدثنا محمد بن القاسم حدثنا عبد الله بن أبى سعد حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم المؤدب حدثنى محمد بن عثمان ابن
__________
(1) انظر الحديث في: مسند أحمد 2 / 179.
(2) انظر الحديث في: مسند أحمد 5 / 451.
(3) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(5/119)
ماله (1) حدثنا عبد الوهاب بن عطاء حدثنى أبان بن تغلب قال: كان عابد من عباد البصرة قال لنا: أتيت البادية فإذا أنا بأعرابية وهى توصى ابنا لها وهى تقول: يا بنى أوصيك بالله يوفقك، وإياك والنمائم فإنها تزرع الضغائن في صدور الرجال وتفرق بين المحبين، وإياك والعيوب فخليق أن تتخذ غرضها فإن الغرض إذا اعتورته السهام ثلمته وهى ما اشتد منه، وإياك والنمائم فإنها تزرع الضغائن في صدور الرجال وتفرق بين المحبين، وإياك والعيوب فخليق أن تتخذ غرضا فإن الغرض إذا اعتورته السهام ثلمته وهى ما اشتد منه، وإياك أن تجود بدينك وتبخل بمالك، فحرى أن تجود بمالك وتبخل بدينك، وإذا هززت فهز كريما فإنه يلين بمهرتك، ولا تهز اللئيم فإنه صخرة لن يتفجر ماؤها، يا بنى مثل لنفسك مثالا، فما استحسنته لغيرك فاعمل به وما استقبحته لغيرك فاجتنبه، فإن المرء لا يرى عيب نفسه، وإياك من كانت مودته بسره، وخالف ذلك فعله، فإن صديقه منه في مثل حال الريح في تصرفها، قال: ثم أمسكت عنه ساعة، قال فقلت: يا أعرابية زيديه قالت: وأعجبك كلام العرب ؟ قال قلت: نعم، قالت: يا بنى اتق البخل فإنه أقبح ما تعامل به الاخوان، فإن ترك مكافأة الاخوان من التطفيف، ومن جمع الحلم والسخاء فقد استحاد الخلة، ثم قالت: ألا أنشدك أبياتا قالها المقنع الكندى ؟ قال قلت: بلى، قالت: قال: زمان خلا ود المقنع أنه * يؤدب ولم يعط المقنع ماودا فإن الذى بينى وبين بنى أبى * وبين بنى عمى لمختلف جدا إذا أكلوا لحمى وفرت لحومهم * وإن هدموا ركني بنيت لهم مجدا لهم حل مالى إن روانى ذا أغنى * وإن قل مالى لم أكلفهم رفدا يلوموني في الدين قومي وإنما * تدانيت في أشياء تكسبهم حمدا
أخاف عليهم خشية أن يعيروا * ببخل إذا شدوا على اصرر العقدا قال عبد الوهاب: وبيت آخر لم أحفظ أوله وحفظت آخره: وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا قال أبو محمد الجوهرى: وأنا أحفظ أوله وهو: ولا أحمل [ الحقد ] (2).
القديم عليهم * وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا سألت عمر بن طبرزد عن مولده، فقال: في سنة ست عشرة وخمسمائة، توفى في يوم الثلاثاء لتسع خلون من رجب من سنة سبع وستمائة، ودفن من الغد بباب حرب.
__________
(1) هكذا في الاصل.
(2) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(5/120)
سمعت القاضى الفقيه أبا القاسم عمر بن أحمد بن هبة الله بن أبى جرادة بحلب يقول سمعت عبد العزيز بن الحسين بن هلالة الاندلسي يقول: وغالب ظنى أننى سمعته من بن هلالة بخراسان قال: رأيت عمر بن طبرزد فيما يرى النائم بعد موته وعليه ثوب أزرق، فقلت له: سألتك بالله ما لقيت بعد موتك ؟ فقال لى: إنه في بيت من نار داخل بيت من نار داخل بيت من نار، فقلت له: ولم ؟ قال: لاخذ الذهب على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
1274 - عمر بن محمد بن نظيف، أبو القاسم القاضى، المعروف بالحرقى: من أهل شيراز، كان فقيها على مذهب داود، ويروى عن أبى إسحاق إبراهيم بن على الهجيمى البصري وأبى عبد الله محمد بن يوسف العتايدى الشيرازي الحافظ، روى عنه أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز القصار الشيرازي وذكره في كتاب طبقات الشيرازيين من جمعه، وقال: كان قاضيا ببغداد سنين، يناظر على مذهب داود، وفيه
أنه مات بشيراز في جمادى الاخرة سنة ثلاث عشرة وأربعمائة.
1275 - عمر بن محمد بن هارون، أبو حفص المقرئ: من أهل واسط، صحب الشيخ الصالح الزاهد صدقة بن الحسين بن وزير الواسطي، وقدم في صحبته إلى بغداد واستوطنها إلى حين وفاته، وسمع بها الحديث من أبى الوقت عبد الاول بن عيسى بن شعيب السجزى وأبى الحسن على بن المبارك ابن الحسين بن نغويا الواسطي وغيرهما، كتبت عنه، وكان شيخا صالحا حسن الاخلاق مرضى السيرة، مقرئا مجودا ختم عليه خلق كتاب الله، وكان يصلى بالناس إماما بمسجد ابن الشاشى الكبير بالطيوريين ويقرئ فيه القرآن.
أخبرنا عمر بن محمد بن هارون المقرئ أنبأ عبد الاول بن عيسى السجزى أنبأ محمد بن عبد العزيز الفارسى أنبأ عبد الرحمن بن أحمد الانصاري، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي حدثنا العلاء بن موسى حدثنا ليث بن سعد عن نافع عن عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الخيل [ معقود ] في نواصبها الخير إلى يوم القيامة " (1).
توفى عمر بن محمد بن هارون في يوم الجمعة الاربع خلون من شهر رمضان سنة عشر وستمائة، وصلى عليه من الغد بالمدرسة النظامية، وكان الجمع متوافر، ودفن بالشونيزية، ولعله بلغ الثمانين أو قاربها.
__________
(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 399.
(*)(5/121)
1276 - عمر بن محمد بن يحيى بن على بن مسلم الزبيدى، أبو حفص بن أبى عبد الله: تقدم ذكر والده، سافر عن بغداد إلى بلاد الجزيرة، وسكن برأس العين، وكان يذكر أنه سمع من أبى بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري وعبد الوهاب بن المبارك الانماطى وأبى الوقت الصوفى وأبى العباس أحمد بن محمد العباسي، وإن مولده في يوم
الجمعة غرة صفر سنة إحدى وعشرين وخمسمائة، وحدث هناك بشئ، سمع منه الرجالة والمجتازون، وأخذت لنا منه إجازة، وبلغنا أنه توفى برأس العين في شهر ربيع الاول سنة ثلاث وستمائة.
1277 - عمر بن محمد بن الوكيل، أبو حفص الفقيه: عن أبى بكر أحمد بن عبيد الله بن إدريس النرسى، روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدى الجرجاني في معجم شيوخه.
أنبأ عبد الوهاب بن على الامين عن أبى القاسم بن السمرقندى أنبأ أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة الاسماعيلي قدم علينا أنبأ أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمى أنبأ أبو احمد عبد الله بن عدى الحافظ قال سمعت أبا حفص عمر بن محمد [ بن ] (1) الوكيل الفقيه ببغداد يقول حدثنا أحمد بن عبيد الله النرسى حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن إبراهيم بن طهمان عن يحيى بن أبى كثير عن ضمضم بن جوس عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الاسودين في الصلاة: الحية والعقرب (2).
1278 - عمر بن محمد، أبو على العلوى الكوفى، المعروف بالنهر سابسى: ولد ببغداد وأصله من الكوفة، أو هو كوفى، سكن بغداد، وكان شاعرا كاتبا بليغا، ذكره أبو الحسن محمد بن عبد الملك بن إبراهيم الهمذانى صاحب التأريخ، وأورد له هذه الابيات ونقلتها من خطه: إن لم تكن لدواعي الحب عاطفة * ترد فضلك عن ظلم وعدوان فابغ الثواب الذى تحظى بأجله * عند المعاد وتجزاه بإحسان لاتغمس اليد في ظلم معه * فصاحب الوتر عنه غير وسنان
__________
(1) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) انظر الحديث في: مسند أحمد 2 / 233.
(*)(5/122)
وعد إلى رأفة أنت الحقيق بها * ينسى الاوائل منك الحاضر الدانى وذكر أنه توفى في سنة تسع وأربعين وأرعمائة.
1279 - عمر بن محمد، أبو القاسم النعماني الاديب: روى عن أبى طاهر أحمد بن محمد الشيرازي عن عبد السلام بن الحسين البصري، روى عنه أبو بكر أحمد بن على بن عبدان الحلواني، وقد مدح الشيخ أبا إسحاق الشيرازي الفقيه بقصيدة سمعها منه، وكتبها عنه أبو نصر المعمر بن محمد بن الحسين البيع.
قرأت بخط المعمر بن محمد وأنبأنيه عنه أبو القاسم الازجى قال أنشدني الاديب أبو القاسم عمر بن محمد النعماني لنفسه بمدح أبا إسحاق الشيرازي: رعى الله جيرانا نأت دراهم عنا * وما حفظوا عهدا وخانوا وماخنا تجنوا بلا ذنب فصدوا تجرما * فقد علموا ان الفؤاد بهم يضنا وضنوا علينا بالوصال ملالة * ونحن بحبات القلوب لهم جدنا فياليتهم قبل القطيعة أجملوا * ولم يأخذوا القلب المعنى بهم رهنا أرى كل ذى وجد يحول الذى به * ووجدى مقيم لا يحول ولايفنا نأوا فنائى عنى السرور بينهم * فما القلب مذ بانوا إلى غيرهم حنا وذكر القصيدة بطولها.
1280 - عمر بن محمود بن الصباح، أبو القاسم البزاز: حدث عن أبى الحسن على بن الحسن بن سليمان القافلانى القطيعى، روى عنه أبو عبد الله ابن بطة العكبرى.
أخبرنا أبو سعد الازجى قال قرئ على أبى المعالى العطار وأنا أسمع عن أبى القاسم البندار قال كتب إلى أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن حمدان العكبرى حدثنا أبو القاسم عمر بن محمود بن الصباح البزاز حدثنا على بن الحسن بن سليمان حدثنا محمد ابن معاوية الزيادي حدثنا شعيب بن بيان حدثنا عمران (1) القطان عن قتادة عن أبى
الطفيل عن حذيفة بن أسيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من آذى المسلمين في طرقاتهم وجبت عليه لعنتهم (2).
__________
(1) في الاصل: " عمر بن القطان ".
(2) انظر الحديث في: الجامع الكبير 1 / 764.
(*)(5/123)
1281 - عمر بن محمود بن أبى على بن موسى الفارقى، أبو حفص الهمداني: حدث هو وأبوه ببغداد عن أبى المحاسن عبد الرزاق بن محمد بن أبى نصر الطبسى وهو حى بخراسان، روى عنهما المبارك بن كامل بن أبى غالب الخفاف، وتاريخ سماعه منهما في سنة ست وثلاثين وخمسمائة.
1282 - عمر بن محمود بن محمد القاضى: روى عن أبى سعيد مسعود بن ناصر السجزى حكاية رواها عنه أبو منصور المقرب بن الحسين بن الحسن النساج.
1283 - عمر بن محمود أبو حفص العكبرى: حدث عن أبى بكر الاجرى، روى عنه أبو الحسن نصر بن عبد العزيز الشيرازي المقرئ نزيل مصر، ذكر أنه سمع منه بعكبرا.
1284 - عمر بن مسعود بن أبى العز الفراش، أبو القاسم البزاز: كان من أعيان أصحاب الشيخ عبد القادر الجيلى، صحبه مدة طويلة وتفقه عليه، وسمع منه الحديث من جماعة وتخلق بأخلاقه وتأدب بآدابه وسلك طريقته، وكان له كان بخان الصفة بسوق العليا يبيع فيه البز ويطلب الكسب الحلال، ثم أنه ترك ذلك وانقطع إلى زاوية له إلى جانب مسجد بالجانب الغربي قريبا من جامع العقبة، وانضاف إليه جماعة من الاصحاب والاتباع، فاشتهر اسمه وشاع ذكره وقصده الناس لزيارته والتبرك به وكثر الفقراء حوله، وصار الناس يقصدونه بالنذور والصدقات
والهبات والفتوحات، وينفق ذلك على من عنده، وتاب عليه خلق كثير من مماليك الخليفة الترك الخواص، ولبسوا منه الخرقة وصلحت طرائقهم وانتفعوا بصحبته.
منهم جماعة إلى مقامات الزهاد والعباد، وكان - رحمه [ الله ] - كثيرا العبادة والمجاهدة سليم الباطن والظاهر، وله كلام حسن على طريقة القوم وعلى وجهه أنوار الطاعة، وكان نظيفا طيب الريح، إذا تكلم في المحبة خرج النور من بين ثناياه واشتدت حمرة وجنتيه، وإذا تكلم في الخوف طار لبه وتغير لونه وخنقته العبرة.
سمع الحديث من أبى القاسم سعيد بن أحمد بن النباء وأبى الفضل محمد بن ناصر الحافظ وأبى الوقت عبد الاول بن عيسى السجزى وغيرهم.
كتبت عنه وحضرت عنده غير مرة وسمعت كلامه، وكان حسن السمت مليح الخلق والخلق.(5/124)
أخبرنا عمر بن مسعود البزاز الزاهد بقراءتي عليه أنبأ عبد الاول بن عيسى أنبأ محمد بن عبد العزيز الفارسى أنبأ عبد الرحمن بن أحمد الانصاري أنبأ عبد الله بن محمد البغوي حدثنا العلاء بن موسى حدثنا الليث بن سعد عن نافع بن عمر أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أيما مملوك بين شركاء فأعتق أحدهم نصيبه فإنه يقوم في مال الذى أعتق قيمة عدل معتق إن بلغ ذلك ماله " (1).
أنشدنا عمر بن مسعود البزاز الزاهد من لفظه وحفظه في مسجده بالجانب الغربي: إلهى لك الحمد الذى أنت أهله * على نعم ماكنت قط لها أهلا إذا زدت تقصيرا تزدنى تفضلا * كأنى بالتقصير استوجب الفضلا توفى شيخنا عمر البزاز في يوم السبت الرابع عشر من شهر رمضان سنة ثمان وستمائة بزاوية بالجانب الغربي، وكان مولده في سنة اثنتين أو ثلاث وثلاثين وخمسمائة.
1285 - عمر بن مسعود أبى الفضل بن العجمي، أبو حفص: من أهل البصرة، سمع أبا المعالى ثابت بن بندار البقال، وحدث باليسير.
روى عنه أبو القاسم الدمشقي في معجم شيوخه.
أخبرنا عمر بن عبد الرحمن الانصاري بدمشق أنبأنا على بن الحسن بن هبة الله أبو القاسم الحافظ أنبأنا عمر بن مسعود أبى الفضل أبو حفص بقراءتي عليه ببغداد أنبأ أبو المعالى ثابت بن بندار بن إبراهيم البقال أبو طالب محمد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير وأبو على الحسن بن الحسين بن دوما قالا أنبأ عبد الله بن إبراهيم ابن أيوب البزاز حدثنا أبو محمد بن يعقوب الازدي حدثنا محمد بن أبى بكر حدثنا جعفر بن سليمان عن أبى طارق عن الحسن عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من يأخذ هؤلاء الكلمات فيعمل بهن أو يعلمهن من يعمل بهن ".
قال أبو هريرة: قلت: أنا [ يارسول الله قال: ] (2) فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدى فعقد فيهما خمسا: " اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله تبارك وتعالى [ لك ] (3) تكن أغنى الناس،
__________
(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 339، 340.
ومسند أحمد 1 / 56.
(2) مابين المعقوفتين من الاصل وزدناه من المصادر.
(3) مابين المعقوفتين سقط من الاصل وزدناه من المصادر.
(*)(5/125)
وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا، و [ حب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما، ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب " (1).
1286 - عمر بن مطرف، أبو الوزير الكاتب: من أهل مرو، كان من عبد القيس، كتب للمنصور والمهدى، وتقلد ديوان المشرق للمهدى والهادي والرشيد، وحدث عن المهدى، روى عنه مسلمة بن الصلت الشيباني، وقد ذكره الخطيب في التاريخ في الكنى ولم يسمه، فأعدنا ذكره لما وقع علينا اسمه.
أخبرنا أبو منصور سعيد بن الحسين الكرخي أنبأنا أبو محمد المبارك بن أحمد بركة الكندى أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن على الهاشمي أنبأ على بن أحمد بن عمر المقرئ أنبأ أبو محمد الحسن بن بدر اللالى حدثنا محمد بن القاسم حدثنا محمد بن هارون الهاشمي حدثنا محمد بن واصل المقرئ أبو عبد الله أحمد بن صالح حدثنا مسلمة ابن الصلت الشيباني حدثنا أبو الوزير الكاتب حدثنى المهدى عن أبيه عن محمد بن على عن أبيه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أعان أخاه المضطر ثبت الله عزوجل قدميه يوم تزول الجبال " (2) قرأت في كتاب الفهرست لمحمد بن إسحاق النديم بخطه قال: أبو الوزير الكاتب عمر بن مطرف توفى أيام الرشيد فخزن عليه ولما صلى عليه قال: رحمك الله [ فوالله ] ما عرض لك أمران: أحدهما لله، والاخر لك إلا اخترت الذى هو الله على ما هو لك.
وكان ثقة مقدما في صناعته بليغا، رواية من الكتب: " الكتاب منازل العرب وحدودها "، وله رسائل مدونة.
1287 - عمر بن أبى المعالى الكيمانى الزاهد: من ساكنى القطيعة بباب الازج، قرأ شيئا من الفقه على مذهب أبى عبد الله بن حنبل على أبى حكيم النهرواني، وصحب الشيخ عبد القادر الجيلى، وكان شيخا صالحا منقطعا عن الناس مشتغلا بما يعنيه، وكانت له حلقة بجامع القصر بعد الصلاة يجتمع حوله الناس، ويتكلم عليهم بكلام مفيد، وكان له قبول من الناس، وله أصحاب واتباع وقد رأيته بالجامع مرات.
__________
(1) انظر الحديث في: مسند الامام أمد 2 / 310.
(2) انظر الحديث في الجامع الكبير للسيوطي 1 / 749.
(*)(5/126)
توفى يوم الجمعة التاسع عشر من صفر سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة، ودفن
بمقبرة التل بالقطيعة من باب الازج في قبة هناك - أمرت ببنائها أم الخليفة الامام الناصر لدين الله رحمة الله عليها - وقد جاوز السبعين من عمره.
1288 - عمر بن مكى الخوزى (1) الفقيه الشافعي: سكن المدرسة النظامية ببغداد.
ودرس بها المذهب والاصول والخلاف والجدل وعلم الكلام حتى برع في ذلك وصار من الائمة الكبار، وكان يتأله ويتعبد، ويسلك طريق الزهد والرياضة والمجاهدة والخلوة ودوام الصيام والصلاة، وكان زاهدا في المناصب والتقدم مع اشتهار اسمه وعلمه وعلو مكانته عند الناس محبا للحمول متواضعا في ملبسه وهيئته، ثم أنه مضى إلى مكة وحج وأقام بها مجاورا على أحسن طريقة وأجمل سيرة إلى أن توفى بها في صفر سنة سبع وعشرين وستمائة، وأظنه جاوز الستين - رحمه الله.
1289 - عمر بن منصور بن محمد الجواربى البغدادي، أبو القاسم الدلال: ذكره أبو القاسم يحيى بن على بن الطحان الحضرمي في تاريخ الغرباء القادمين من جمعه قال سمعنا منه عن البغوي وغيره.
1290 - عمر بن منصور البغدادي: حدث عن أبى بكر محمد بن القاسم بن بشار الانباري وأبى الحسن على بن سليمان الاخفش، روى عنه أبو جعفر الجرجاني المعروف بمحك.
كتب إلى عبد الرحمن بن مكى الانصاري أن أبا عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي أخبره عن أبى الحسن على بن عبيد الله بن محمد الكسائي أنشدنا أبو جعفر الجرجاني أنشدنا عمر بن منصور البغدادي أنشدنا الاخفش للعطوى: لا تبك أثر مول عنك منحرف * تحت السماء وفوق الارض أبدال الناس أكثر ممن لا ترى خلفا * ممن زوى وجهه عن وجهك المال ما أقبح الود يدنيه ويبعده * بين الخليلين إكثار وإقلال
1291 - عمر بن موسى، أبو حفص الكاراتى:
__________
(1) بياض في الاصل مكان " الخوزى ".
(*)(5/127)
عن أبى جعفر محمد بن الحسن بن هارون بن يدينا، روى عنه أبو سعيد النقاش الاصبهاني.
كتب إلى أبو عبد الله محمد بن معمر بن عبد الواحد القرشى أنبأ أبو محمد عبد الله بن على الطامدى قراءة عليه أنبأ أحمد بن عبد الغفار بن أشته أنبأ أبو سعيد بن على بن عمرو النقاش أنبأ أبو حفص عمر بن موسى بن عيسى الكاراتى البغدادي حدثنا محمد بن [ الحسن بن ] (1) هارون بن بدينا حدثنا محمد بن زنبور حدثنا فضيل بن عياض عن الاعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " انظروا إلى من [ هو ] (2) أسفل منكم ولا تنظروا إلى من [ هو ] فوقكم " (3).
1292 - عمر بن ناصر بن منصور الانباري: أنشد أبو الحسن على بن أبى الحارث بركة بن على بن السنى الامين قال أنشدني شيخنا عمر بن ناصر بن منصور الانباري لنفسه: تقتضينى بقربك النفس شوقا * كلما هزت الصبا والجنوب لست أنفك من غرام يعانى * أو يعاد وذاك شئ يذيب فتعطف على بالوصل يوما * تحظ بالعيش وهو غض رطيب أو فأرسل إلى منك كتابا * ترجمانا عن الضمير ينوب 1293 - عمر بن نجم التمار - أو البزاز، أبو حفص: روى عنه أبو بكر بن كامل الخفاف في معجمه حديثا عن أبى الخطاب بن البطر.
1294 - عمر بن نصر الكاتب: روى عن على بن الحسين بن عبد الاعلى الاسكافي روى عن أبى الفرج على بن
الحسين الاصبهاني عن عمه عنه وقال: كان عمر شيخا من شيوخ الكتاب بسر من رأى، وكان جارنا في درب نوفل وقد رأيته عند عمى مرارا إلا أنى لم أكن أطلب شيئا من هذا الجنس فلم اكتب عنه شيئا، وكان عمى يحدثنى عنه بالظريف [...] (4).
__________
(1) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) " هو " ساقطة من الاصل في الموضعين.
(3) انظر الحديث في: سنن الترمذي 2 / 74، ومسند أحمد 2 / 254.
(4) بياض في الاصل مكان النقط.
(*)(5/128)
1295 - عمر بن وفاء بن يوسف بن غنيمة بن جندل، أبو الوفاء: من أهل الحربية، سمع الحديث من أبى عبد الله الحلاوى وأمثاله، وأهله كلهم محدثون، علقت عنه شيئا يسيرا، وهو شيخ لا بأس به.
أخبرنا أبو الوفاء عمر بن وفاء بن يوسف الحربى أنبأ أبو عبد الله محمد بن المبارك ابن الحسين بن طالب الحلاوى قراءة عليه عن أبى الفضل محمد بن عبد السلام الانصاري أنبأ الحسن بن أحمد بن إبراهيم البزاز أنبأ ابن كامل القاضى حدثنا يحيى بن منصور الهروي أبو سعد حدثنا عبد الله بن جعفر البرمكى حدثنا معن عن مالك عن ربيعة ابن أبى الحباب.
عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما يزال البلاء بالمؤمن في ولده وحامته حتى يلقى الله تبارك وتعالى وما عليه خطيئة " (1).
توفى يوم الاربعاء سابع عشرى المحرم سنة تسع وثلاثين وستمائة، ودفن بباب حرب.
1296 - عمر بن وهب، أبو حفص المقرئ:
من ساكنى نهر طابق، ذكر هلال بن المحسن الكاتب - ونقلته من خطه - أنه توفى يوم الخميس لتسع بقين من ربيع الاخر سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة، وذكر أنه كان شيخا صالحا، وقال أبو الفتح محمد بن أحمد أبى الفوارس الحافظ: أبو حفص عمر بن وهب المقرئ الشيخ الصالح بنهر طابق توفى يوم الخميس لسبع [ بقين ] (2) من شهر ربيع الاخر سنة إحدى وتسعين ولم أسمع منه، وأظنه قد حدث.
1297 - عمر بن هارون بن الاشرس المقرئ: حدث عن أبى الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت الدارى، روى عنه أبو عبد الله الحسين بن غالب بن على الانصاري.
قرأت بخط عبد الله بن عبد الملك بن أحمد بن الفائض الاصبهاني أنبأ أبو عبد الله الحسين بن غالب بن على بن غالب الانصاري قدم علينا أنبأ عمر بن هارون بن
__________
(1) انظر الحديث في: سنن الترمذي 2 / 63.
(2) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(5/129)
الاشرس المقرئ ببغداد أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد [ بن موسى ] (1) بن القاسم الدارى حدثنا يوسف بن يعقوب حدثنا حميد بن الربيع حدثنا حفص بن غياث عن الحجاج بن ارطاة عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ساجدا على جبهته وأنفه ".
1298 - عمر بن هارون بن جعفر المقتدر بالله بن أحمد المعتضد بالله بن محمد الموفق بالله بن جعفر المتوكل على الله بن المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن محمد المهدى بن عبد الله المنصور بن محمد بن على بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب: ذكر هلال بن المحسن الكاتب - ونقلته من خطه - أنه مات في سنة أربع وتسعين
وثلاثمائة في ذى الحجة، قال: وصلى عليه أبو محمد الحسن بن عيسى بن المقتدر بالله.
1299 - عمر بن هبة الله بن عبد الله بن بقاقا، أبو حفص النجار: من أهل باب الازج، سمع أبا القاسم هبة الله بن الحصين وحدث باليسير، روى عنه أبو الفتح محمد بن محمود بن إسحاق بن الحرانى الشاهد في معجم شيوخه.
أخبرني يوسف بن خليل الدمشقي بحلب أنبأ أبو حفص عمر بن هبة الله بن أبى نصر النجار المعروف بابن بقاقا البغدادي الازجى قراءة عليه وأنا أسمع بباب الازج قبل له أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأخبرنا أبو طاهر لاحق بن أبى الفضل بن على الصوفى قراءة عليه أنبأ أبو القاسم بن الحصين قراءة عليه أنبأ أبو على ابن المذهب أنبأ أبو بكر القطيعى حدثنا عبد الله بن أحمد حدثنى أبى حدثنا جرير عن قابوس عن أبيه عن ابن عباس قال: آخر شدة يقلها المؤمن الموت، وقوله: (تكون السماء كالمهل) قال: " كدوي الزيت "، وفى قوله: (آناء الليل) قال: جوف الليل، وقال: " هل تدرون ما ذهاب العلم ؟ قال: هو ذهاب العلماء من الارض " (2).
بلغني أن عمر بن هبة الله بن بقاقا النجار مات في المحرم أو صفر سنة تسعين وخمسمائة.
__________
(1) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 25.
(*)(5/130)
1300 - عمر بن هدية بن سلامة بن جعفر بن مرهج بن جعفر الصواف المقرئ، أبو حفص: من أهل باب الازج، وسكن بآخره بالمأمونية، وكان ينسج أكسية الصوف، ثم صار سمسارا بين يدى البزازين بخان الخليفة ينادى على السلع، وصحب أبا الخطاب محفوظ بن أحمد الكلوذانى وتفقه عليه وعلق عنه مسائل الخلاف في صباه ثم ترك
ذلك، ولم يكن يفهم شيئا.
سمع أبا القاسم على بن أحمد بن بيان وأبا على محمد بن سعيد بن نبهان وأبا الخطاب الكلوذانى وأبا بكر محمد بن الحسين المزرفى وغيرهم.
روى لنا ابن الاخضر وأحمد بن البندنيجى الشاهد.
أخبرنا أبو محمد بن الا حضر أنبأ أبو حفص عمر بن هدية بن سلامة بن جعفر الصواف أنبأ أبو على محمد بن سعيد بن إبراهيم الكاتب أنبأ أبو على الحسن بن أحمد ابن إبراهيم بن شاذان أنبأ عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا عبد الملك بن محمد حدثنى أبى حدثنى سعيد بن سماك بن حرب حدثنى أبى قال لاأعلمه إلا عن جابر بن سمرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة المغرب ليلة الجمعة (قل يأيها الكافرون) و (قل هو الله أحد) وكان يقرأ في عشاء الاخرة ليلة الجمعة [ سورة الجمعة ] والمنافقين (1).
قرأت بخط القاضى أبى المحاسن عمر بن على القرشى قال: سألته - يعنى عمر بن هدية - عن مولده، فقال: في ربيع الاول سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة.
قرأت بخط صديقنا أبى عبد الله محمد بن عثمان بن العكبرى الواعظ قال: توفى شيخنا عمر بن هدية في ليلة الخميس تاسع عشرى ربيع الاخر سنة إحدى وسبعين وخمسمائة.
1301 - عمر بن يحيى بن سعيد بن المدحم، أبو حفص: شهد عند والده أقضى القضاة يحيى بن سعيد في السابع عشر من شعبان سنة إحدى وخمسمائة فقبل شهادته، وكان شابا سريا يكتب خطا مليحا.
1302 - عمر بن يحيى بن عيسى بن الحسن (2) بن إدريس، أبو حفص:
__________
(1) انظر الحديث في: الدرر المنثور 6 / 215.
(2) في الاصل: " الحسين ".
(*)(5/131)
من أهل الانبار، وهو أخو محمد وعثمان وعلى الذين (1) تقدم ذكرهم، ذكره شيخنا أبو بكر محمد بن المبارك بن مشق البيع في معجم شيوخه، وذكر أنه أجاز له ولم يخرج عنه شيئا، وذكر لي ولده عبد الله بن عمر أن أباه توفى بالانبار في يوم الاثنين ثامن عشر جمادى الاخرة سنة اثنتين وستمائة، وكان مولده تقديرا في سنة خمس وعشرين وخمسمائة.
1303 - عمر بن يوسف بن الحسن، أبو حفص السلماسى (2): حدث ببغداد عن أحمد بن محمد بن عمر، روى عنه أبو البركات بن السقطى في معجم شيوخه.
قرأت على عائشة بنت محمد بن على الواعظة عن أبى العلاء وجيه بن هبة الله بن المبارك السقطى حدثنا أبى عمر بن يوسف بن الحسن السلماسى ببغداد [ أنبأ ] (3) أحمد ابن محمد بن عمر أنبأ أبو مسعود أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد العزيز البجلى حدثنا بكر بن أحمد الهروي حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا أحمد حدثنا الدبرى عن عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " بنى الاسلام على خمس: التواضع عند الدولة، والمغفرة عند القدرة، والسخاء مع القلة، والعطية بغير منة، والنصيحة للعامة " (4).
هذا حديث منكر مركب على إسناد حديث صحيح، وقد طلبته في نسخة همام التى رواها الطبراني عن الدبرى فلم أجده، وفى إسناد هذا الحديث غير واحد من المجهولين.
1304 - عمر بن يوسف بن عبد الله بن بندار الدمشقي، أبو حفص بن أبى المحاسن، الفقيه الشافعي: أخو شيخنا على بن يوسف الذى تقدم ذكره وكان الاكبر، ولد ببغداد ونشأ بها، وتفقه على والده ودرس بالمدرسة الاساندية بين الدريين في سنة إحدى وسبعين
وخمسمائة، ثم أنه سافر إلى ديار مصر واستوطنها إلى حين وفاته، سمع ببغداد مسند
__________
(1) في الاصل " الذى ".
(2) انظر ترجمته في: الانساب للسمعاني 7 / 173.
(3) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(4) انظر الحديث في: لسان الميزان 4 / 341.
(*)(5/132)
الشافعي من أبى زرعة المقدسي وحدث به بمصر.
أخبرنا عبد الوهاب بن عتيق الانصاري بالقاهرة أنبأ أبو حفص عمر بن يوسف بن عبد الله بن بندار الدمشقي قراءة عليه بالقرافة، وأخبرنا القاضى أبو الحسن على بن يوسف بن عبد الله الدمشقي بقراءتي عليه بالقرافة عند قبر الشافعي أنبأ أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي قراءة عليه ببغداد أنبأ أبو الحسن مكى بن منصور بن علان الكرخي أنبأ أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشى حدثنا أبو العباس الاصم حدثنا الربيع بن سليمان بن سالم القداح عن ابن أبى ذئب عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف بالبيت على راحلته يستلم الركن بمحجنه (1).
سألت شيخنا القاضى أبا الحسن على بن يوسف الدمشقي عن مولد أخيه فقال: ولد ببغداد في جمادى سنة سبع وأربعين وخمسمائة، وتوفى بمصر في سنة ستمائة.
1305 - عمر بن يوسف بن محمد بن بيروز بن عبد الجبار، أبو حفص المقرئ (2): من ساكنى خزانة عزير، كان ختن محمود بن نصر بن الشعار الحرانى على ابنته، قرأ القرآن بالروايات الكثيرة على أبى الحسن على بن عساكر البطائحى وعلى غيره.
وسمع الحديث الكثير من أبى الفتح محمد بن عبد الباقي ابن البطى و [ أبى ] (3) القاسم
يحيى بن ثابت بن بندار وأبى بكر أحمد بن المقرب الكرخي ومن خلق كثير.
ورتب إماما في المسجد الذى بنته أم الخليفة الامام الناصر لدين الله بالجطانوتين (4) على شاطئ دجلة، كان يحج في كل سنة عن الامام المستضئ بأمر الله، كتبت عنه، وكان مقرئا مجودا فاضلا دينا صالحا صدوقا سليم الباطن والظاهر مشتغلا بنفسه حسن الاخلاق متواضعا متوددا.
أخبرنا عمر بن يوسف بن محمد لا مقرئ بقراءتي أنبأ محمد بن عبد الباقي بن أحمد أنبأ مالك بن أحمد بن على أنبأ أحمد بن محمد أبو الحسن حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد
__________
(1) انظر الحديث في: مسند الامام أحمد 1 / 237.
(2) انظر ترجمته في: طبقات القراء لابن الجزرى ص 599.
(3) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(4) هكذا في الاصل.
(*)(5/133)
الهاشمي حدثنا عبيد بن اسباط حدثنا أبى حدثنا عبد الملك بن عمير عن وراد عن المغيرة بن شعبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر الصلاة: لاإله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير، اللهم لامانع لما أعطيت، ولا معطى لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد " (1).
سألت عمر بن يوسف عن مولده فقال: في سنة إحدى [ وأربعين وخمسمائة، [ وتوفى ] في جمادى الاولى سنة إحدى ] (2) عشرة وستمائة، وصلى عليه من الغد بالمدرسة النظامية، ودفن بمقبرة باب الدبر.
1306 - عمر بن يونس بن عيسى بن أحمد بن الوزان، أبو حفص الخباز، المعروف، بابن الحارس: جازنا بالظفرية، أخذ له الشريف أبو الحسن الزيدى إجازة من أبى الفتح بن البطى
وأمثاله، قرأت عليه شيئا يسيرا.
أخبرني عمر بن يونس الخباز بقراءتي عليه في منزلنا عن أبى الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد أنبأ أبو الفضل أحمد بن الحسن الشاهد أنبأ الحسن بن أحمد البزاز أنبأ القاضى أبو نصر أحمد بن نصر بن محمد بن أشكاب البخاري حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد القمى الانصاري من ولد معاذ بن جبل حدثنا عبد الرحيم بن حبيب حدثنا إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمى حدثنا سفيان الثوري عن مجالد عن الشعبى عن الاسود عن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من انتقل ليتعلم علما غفر له قبل أن يخطو " (3).
توفى بن الوزان بواسط بعد سنة عشرين وستمائة، وقيل: سنة ست وعشرين، وقد ناهز السبعين.
1307 - عمر الملقب كسرى.
ذكر القاضى أبو الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف بن الفرضى الازردى في كتاب الالقاب من جمعه وقال: ذكره أبو العقيلى وقال: هو مدائنى، روى عنه ابن علية.
__________
(1) انظر الحديث في: سنن الترمذي 1 / 39.
(2) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(3) انظر الحديث في: الجامع الكبير للسيوطي 1 / 757.
(*)(5/134)
أنبأنا الخليل بن بدر أنبأ أبو على الحداد أخبرني أبو نعيم أحمد بن عبد الله أنبأ أبو القاسم الطبراني حدثنا جعفر الفريابى حدثنا إبراهيم بن عبد الله حدثنا إسماعيل بن علية حدثنا عمر كسرى عن سعيد بن أبى بردة عن أبيه عن أبى موسى قال: نزل من السماء أمانان: أما أحدهما فقد مضى " وهو رسول الله " صلى الله عليه وسلم، وأما الاخر فهو
الاستغفار (1).
قال الطبراني: لم يسند عمر كسرى حيثا غير هذا، ولا رواه إلا ابن علية.
أنبأنا ذاكر بن كامل قال كتب إلى أبو القاسم على بن إبراهيم النسيب [ حدثنا ] (2) عبد العزيز بن أحمد الكتاني حدثنا تمام بن محمد الرازي حدثنى أبى حدثنا عدنان بن أحمد بن طولون حدثنا محمد بن موسى النوري حدثنا سليمان بن أبى شيخ حدثنى الحكم عن عوانة قال: كان بالكوفة رجل من أهل البصرة يقال له " عمر كسرى " وكان مولى لبنى سليم، وكان يتعاطى أمر الفرس وأمر كسرى فسمى لذلك " عمر كسرى "، قال سليمان بن أبى شيخ وحدثني صلة بن سليمان قال: كان عمر كسرى هذا بالاهواز عند عامل عليها يقال له سعيد بن عبد الله الكوفى، فجعل عمر يحدث عن كسرى وعن نسائه فقال العامل: فكم أمهات المؤمنين اللاتى قبض النبي صلى الله عليه وسلم عنهن ؟ قال: لاأدرى، قال: أنت رجل من من المسلمين تعرف نساء كسرى ولا تعرف نساء النبي صلى الله عليه وسلم، لا والله لا تخرج من الحبس حتى تأتى بسماتهن وأنسابهن ومعرفتهن، قال: فحبسه حتى نظم ذلك.
1308 - عمر النجار الزاهد: حكم عن أبى العباس أحمد بن عطاء الصوفى، وله كلام حسن على طريقة القوم، روى عنه الحسن بن جهضم الكوفى وعبد الملك بن حبان.
أخبرني إبراهيم بن عثمان أنبأ عبد الله بن محمد بن أحمد أنبأ المبارك بن عبد الجبار أنبأ عبد العزيز بن على حدثنا على بن جهضم قال سمعت عمر النجار يقول: سئل ابن عطاء عن الدنيا، فقال: حرص المال وراحة النفس وفقر القلب، فمن رفع الحرص عن المال، والراحة عن النفس، وخوف الفقر عن القلب وسلم نفسه لله عزوجل فقد ترك الدنيا.
__________
(1) انظر الحديث في: مسند أحمد 4 / 393.
، 403.
(2) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(5/135)
أنبأنا محفوظ بن مسعود البيع أنبأ أبو المعالى الوثابى أنبأ مسعود الحافظ حدثنا أبو سعد المالينى قال سمعت أبا إسحاق عبد الملك بن حبان يقول سمعت أبا حفص عمر النجار البغدادي يقول وقد سألته عن معنى قوله عزوجل (ورفعنا لك ذكرك) قال معناه: أنه رفعناك أن تذكر غيرنا.
1309 - عمر البناء المزوق: بغدادي سكن مكة، روى عن أبى بكر الشبلى شيئا من كلامه، روى أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهاني.
كتب إلى أبو المكارم أحمد بن محمد بن محمد الشاهد أنبأ الحسن بن أحمد أبو على الحداد قراءة عليه أنبأ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال سمعت عمر البناء المزوق البغدادي بمكة يقول سمعت أبا بكر الشبلى يقول: ليس من احتجب بالخلق عن الحق كمن احتجب بالحق عن الخلق، وليس من جذبته أنوار قدسه إلى أنسه كمن جذبته أنوار رحمته إلى مغفرته.
أخبرنا عبد الوهاب بن على وعبد الله بن مسلم بن ثابت قالا أنبأ عبد الرحمن بن محمد الشيباني أنبأ أبو بكر أحمد بن على بن ثابت الخطيب أنبأ أبو نعيم الحافظ قال: سمعت عمر البناء البغدادي بمكة يحكى قال: لما كانت غلام الخليل ونسبت الصوفية إلى الزندقة أمر الخليفة بالقبض عليهم، فأخذ في جملة من أخذ النوري في جماعة، فأدخلوا على الخليفة فأمر بضرب أعناقهم، فتقدم النوري مبتدرا إلى السياف ليضرب عنقه، فقال له السياف: ما دعاك إلى الابتدار إلى القتل من بين أصحابك ؟ فقال: آثرت حياتهم على حياتي هذه اللحظة، فتوقف السياف عن قتله، ورفع أمرهم إلى الخليفة، فرد أمرهم إلى قاضى القضاة - وكان يلى القضاء يومئذ إسماعيل بن
إسحاق، فتقدم إليه النوري فسأله عن مسائل في العبادات من الطهارة والصلاة فأجابه ثم قال له: وبعد هذا لله عباد يسمعون بالله وينطقون بالله ويصدرون بالله ويوردون بالله ويأكلون بالله ويلبسون بالله، فلما سمع إسماعيل كلامه بكى بكاء طويلا، دخل على الخليفة فقال: إن كان هؤلاء القوم زنارقة فليبس في الارض موحد، فأمر بتخليتهم، وسأله السلطان يومئذ: من أين تأكلون ؟ فقال: لسنا نعرف الاسباب التى يستجلب بها الرزق نحن مدبرون.(5/136)
1310 - عمر الحمال، أبو حفص الصوفى البغدادي: ذكره أبو عبد الرحمن [ محمد ] (1) بن السلمى النيسابوري في كتاب " تاريخ الصوفية " من جمعه - ونقلته من خطه - وقال كان يقال له " نشو الوقت " أي لم يكن له أستاذ، سئل عن التصوف، فقال: مؤانسة القلوب بمحبوبهم.
1311 - عمرو بن أحمد بن محمد بن عمرويه البغدادي: حدث عن أبى عبد الله أحمد بن الحسن البغدادي، روى عنه يحيى بن القاسم بن يحيى.
كتب إلى محمد بن معمر الاصبهاني أن الحسين بن عبد الملك الحلال أخبره أنبأ أبو بكر محمد بن إبراهيم بن على العطار حدثنا أبو عبد الله محمد بن الحسين بن عبد الله المعدل بأيذج أنبأ أبو عبد الله محمد بن منصور بن عبد الله بن جيكان قدم أيذج من تستر أنبأ يحيى بن القاسم بن يحيى حدثنى عمرو بن أحمد بن محمد ابن عمرويه البغدادي حدثنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن البغدادي حدثنى أبو يعقوب يوسف بن الحسن حدثنى أبو يعقوب البلدى قال: قدم إبراهيم بن أدهم: الكوفة فقال لعبد الله ابن بكر: ادخل الكوفة وادخل إلى سفيان الثوري وقل له: إن أخاك إبراهيم يقرئك السلام ويقول: تعالى إلى فحدثني بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فمضيت إلى
سفيان فقلت له: إن أخاك إبراهيم يقرئك السلام ويقول لك " حدثنى بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لى: حبا وكرامة، فاستدعى بطيلسان مرقع وخفين مرقق وجاء إليه وسلم عليه وجلس فحدثه بحديث عن ابن عيينة عن الزهري عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان يوم القيامة وجمع الله الاولين والاخرين في صعيد واحد فيقول للعلماء: أنتم بغيتى من خلقي، ما أودعتكم علمي إلا لخير أردته بكم انطلقوا إلى الجنة " قال: ثم إن سفيان ابتدأ يحدث حديثا آخر فقال له إبراهيم: حسب ما أظن أن إبراهيم عمل بهذا الحديث حتى مات، فقال سفيان: إن الملوك طلبوا الراحة إلا هم في تعب سقطوا، وما راحة إلا ما نحن فيه.
1312 - عمرو بن إسماعيل الفارسى: حدث عن إبراهيم بن حبيب الفقيه، روى عنه عبد الله بن حامد الاصبهاني.
__________
(1) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(5/137)
أنبأنا أبو القاسم الازجى أبو القاسم الازجى عن أبى الرجاء أحمد بن محمد بن الكسائي قال: كتب إلى أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن هارون الشيرازي أنبأ أحمد بن محمد بن أحمد البسطامى حدثنا عبد الله بن حامد الاصبهاني حدثنا عمرو بن إسماعيل الفارسى ببغاد حدثنا إبراهيم بن حبيب الفقيه حدثنا موسى بن أبى حبيب الطائفي عن الحكم بن عمير وكان بدريا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يجهر في الصلاة " بسم الله الرحمن الرحيم " في صلاة الليل وصلاة الغداة وصلاة الجمعة (1).
1313 - عمرو بن سعيد النجار الصوفى: ذكره أبو عبد الرحمن السلمى في تاريخ الصوفية، وذكر أنه بغدادي، صحب الشبلى وحكى عنه الكثير.
1314 - عمرو بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن يعقوب، أبو الفضل النسوي: قدم بغداد حاجا، وحدث بها عن أبى العباس محمد بن يعقوب بن يوسف الاصم ومحمد بن الحسين الجرجاني وأحمد بن محمد بن محمود النسوي، روى عنه أبو سعد إسماعيل بن على السمان الرازي.
أنبأنا عمر بن محمد بن معمر المؤدب أنبأ أبو غالب بن الحسن بن البناء قراءة عليه أنبأ أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر الخطيب السمنجانى أبو سعد إسماعيل بن على بن الحسين السمان الرازي أنبأ أبو الفضل عمرو بن عبد الله بن أحمد النسوي قدم علينا بغداد بقراءتي عليه حدثنا محمد بن يعقوب بن يوسف الاصم حدثنا أحمد بن يونس الضبى البغدادي بأصبهان حدثنا معاوية بن يحيى حدثنا الاوزاعي عن حسان بن عطية عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اتقوا [ الحجر ] الحرام في البنيان فإنه أساس الخراب " (2).
1315 - عمرو بن عبد الله البغدادي [...] (3): 1316 - [...] (4) فارتد الامر فأضرب بيدى فأصيب أدناهما منى.
قال:
__________
(1) انظر الحديث في: لسان الميزاب 6 / 115.
(2) انظر الحديث في: مسند الفردوسي للديلمي.
(3) سقط من الاصل مكان النقط.
(4) استمر السقط حتى الصفحة التالية فدخلت في ترجمة أخرى.
(*)(5/138)
فضحك سعد وقال للمرأة: قد قال ما سمعت فلا تبيتن جاريتك معكما في البيت.
ذكر لنا أبو القاسم بن معالى أنه ولد بعد ذهاب العلاء فيكون في سنة ست أو سبع عشرة وخمسمائة، ووجد ميتا في يوم السبت العشرين من شهر ربيع الاخر في منزله ولم يعلم متى مات، وقيل: إن له أياما ميتا فدفن بمقبرة باب الشام وذلك في
سنة ستمائة.
1317 - فرسان بن لبيد بن هوال العائشى، أبو على (1): من أهل الحلة السيفية، كانت له معرفة تامة بالادب، ويقول الشعر الحسن، قدم بغداد غير مرة وكتب الناس عنه من شعره.
1318 - الفصيح بن على بن عبد السلام بن عطاء بن إبراهيم بن محمد العجلى: من أهل سوار من أعمال الحلة، كان يذكر أنه من أولاد أبى دلف العجلى أمير الكرج، كان أديبا فاضلا يقول الشعر، سكن بغداد بالجانب الغربي وروى شيئا، ولم يتفق لى لقاؤه.
أنشدني أبو الحسن بن القطيعى قال أنشدني الفصيح بن على بن عبد السلام لنفسه ببغداد: هذى الديار وهذا الضال والسلم * وحيث كانت قباب الحى والخيم يا صاحبي قفانى في منازلهم * نبكى الديار التى كنا بهم وهم وأى عذر لقلب لا يحركه * طيب الاسى ولديغ ليس ينسجم ليت الاحبة إن حد النياق بهم * بما المحبون فيهم بعدهم علموا بانوا فكم دمعة في أثر عيسهم * سحت وكم لوعة في الدار تضطرم نلوم صرف النوى فيما بنا صنعت * واللوم أولى به الوخاذة السلم لم تخل لولا المطايا وهى آهلة * دار ولاشت شمل وهو ملتثم أخبرني ابن القطيعى قال: سألت الفصيح عن مولده فقال: ولدت في سنة خمس وخمسين وخمسمائة، وذكر لغيره: أنه ولد في شوال من السنة، وتوفى ببغداد في الثامن والعشرين من ذى القعدة سنة تسع عشرة وستمائة.
__________
(1) انظر ترجمته في: إنباه الرواة 3 / 9.
(*)(5/139)
1319 - فضالة بن توبة بن العلاء أبو محمد الحورانى الدمشقي: قدم بغداد وأقام بها متفقها، وسمع بها الحديث من أبى القاسم نصر بن نصر بن ابن على العكبرى وأبى الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن [ محمد بن ] (1) يوسف وأبى الوقت عبد الاول بن عيسى السجزى وأبى زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي وغيرهم، وحدث باليسير، روى عنه إلياس بن جامع الاربلي حديثا في كتاب الاربعين له، ذكر أنه سمعه منه ببغداد.
1320 - فضايل بن جوهر بن على بن ملاحظ الدلال، أبو المعالى الحرار.
من أهل الحريم الطاهري - هكذا أورده أبو طاهر السلفي في معجمه، وقال شجاع الذهلى: أبو الفضايل محمد بن جوهر، وقال الحسين بن خسرو البلخى: فضايل ابن جوهر بن بقية الشبال أبو محمد، وكذا قال عمر بن محمد النسفى، وقال أبو الفضل بن عطاف: أبو الفضايل محمد بن عبد الله بن تركان الشبال الدلال، سمع أبا إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكى وأبا الحسن على بن عمر القزويني وأبا غالب محمد على العشارى وأبا محمد الحسن بن على الجوهرى، روى عنه أبو المعمر الانصاري وأبو طاهر السلفي وعمر بن ظفر المغازلى، وسمع منه أبو عبد الله البلخى وأبو الفضل ابن عطاف الموصلي.
قرأت على أبى عبد الله البلخى قال قرأت على أبى محمد فضايل بن جوهر بن بقية الشبال فأقر به حدثكم أبو محمد الحسن بن على الجوهرى إملاء، وأخبرنا أبو على ضياء بن أحمد بن أبى على وعبد الله بن دهبل بن على بن كارة قراءة عليهما، قالا أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البزاز حدثنا الجوهرى إملاء أنبأ أبو حفص عمر بن على الناقد حدثنا عاصم بن زكريا حدثنا أبو كريب حدثنا أبو بكر بن عياش عن الاعمش عن أبى (2) صالح عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: " إذا كان أول
ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، ثم فتحت أبواب الجنان فلم يغلق منها باب، وينادى: يا باغى الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عنقاء من النار، وذلك في كل ليلة (3).
__________
(1) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) في الاصل: " عن ابن صالح ".
(3) انظر الحديث في: سنن الترمذي 1 / 86، وسنن ابن ماجة 119.
(*)(5/140)
قرأت في كتاب أبى المعمر الانصاري بخطه قال: مات فضايل بن جوهر الدلال وهو حرار في يوم الثلاثاء ببلخ صفر سنة إحدى عشرة وخمسمائة.
1321 - فضايل بن أبى عبد الله الحسين بن أبى الحسن على المستعمل: من أهل باب البصرة، سمع أبا السعود أحمد بن على بن المحلى، وحدث باليسير، سمع منه شيخنا أبو بكر محمد بن المبارك بن مشق البيع وغيره.
أنبأنا ابن مشق وأبو الحسن على بن أحمد بن الحسن المؤدب قالا أنبأ الشيخ الصالح فضايل بن أبى عبد الله ابن أبى الحسن المستعمل قراءة عليه بجامع المنصور أنبأ أبو السعود أحمد بن على بن المحلى قراءة عليه في سلخ صفر سنة سبع عشرة وخمسمائة، وأخبرنا عبد الرحمن بن أبى البركات بن على بن المشرف بقراءتي عليه أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البزاز قراءة عليه قالا أنبأ أبو الغنائم محمد بن على بن الدجاجى أنبأ أبو القاسم إسماعيل بن [ سعيد بن ] (1) سويد أنبأ أبو على الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبى حدثنا على بن ذكوان حدثنا الثوري عن محمد بن المستورد الجمحى عن أبيه قال: أتى الحجاج بن يوسف بسارق فقال له: فيم أخذت ؟ قال: في سرقة، قال: يجب عليك في مثلها القطع ؟ قال: نعم قال: لقد كنت غبيا أن يأتيك الحكم فيبطل عليك عضوا من أعضائك قال: إذا قل ذات اليد سخت النفس بالمتالف، قال الحجاج: صدقت، والله لو كان حسن اعتذار حدا كنت له موضعا له، يا غلام سيف صارم ورجل
فاقطع ! فقطع يده.
أنبأنا ابن مشق ونقلته من خطه قال: مات فضايل بن أبى عبد الله المستعل في أول شهر ربيع الاخر سنة تسع وستين وخمسمائة.
1322 - فضايل بن أبى الفضايل بن بطيطة، أبو محمد الصوفى: من ساكنى التونة، كان شيخا صالحا زاهدا فقيرا صابرا، روى عنه أبو بكر المبارك ابن كامل بن أبى غالب الخفاف في معجم شيوخه إنشادا.
قرأت بخط ابن كامل وأنبأنيه عنه ابنه يوسف أنشدنا فضايل بن أبى الفضايل الصوفى: شكونا إلى أحبابنا طول ليلنا * فقالوا لنا ما أقصر الليل عندنا
__________
(1) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(5/141)
وذلك لان النوم يغشى عيونهم * سراعا ولا يغشى لنا النوم أعينا 1323 - فضايل بن أبى نصر بن أبى العز بن العليق، أبو محمد: من أهل باب البصرة، سمع أبا المعالى عمر بن بنيمان المستعمل، كتبنا عنه، وكان شيخا صالحا وهو والد شيخنا أعز الذى تقدم ذكره.
أخبرنا فضايل بن أبى نصر بقراءتي عليه أنبأ أبو المعالى عمر بن بنيمان بن عمر قراءة عليه أنبأ أبو عبد الله الحسين بن على بن أحمد بن البندار أنبأ أبو محمد عبد الله ابن يحيى بن عبد الجبار السكرى أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا سعدان بن نصر حدثنا عمر ابن محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى حدثنا عبد الملك بن عمير عن قزعة عن أبى سعيد الخدرى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لاتشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام وإلى مسجدي وإلى بيت المقدس، ولا صيام في يومين: يوم الاضحى ويوم الفطر، ولا صلاة في ساعتين: بعد صلاة الغداة إلى طلوع الشمس
وبعد صلاة العصر إلى غروب الشمس، ولا تسافر امرأة [ مسيرة ] يومين إلا مع زوج أو ذى محرم (1).
توفى فضايل بن أبى نصر يوم عيد الاضحى من سنة ثلاث عشرة وستمائة، ودفن من الغد بباب حرب وقد جاوز الثمانين.
1324 - الفضل بن أحمد المعتمد على الله بن جعفر المتوكل على الله بن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن محمد المهدى بن عبد الله المنصور بن محمد بن على بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب: ذكر عبد الله بن أحمد بن أبى طاهر أنه مات في سنة ثمان وخمسين ومائتين يوم الخميس النصف من شعبان.
1325 - الفضل بن أحمد بن الحسن بن خيرون، أبو محمد بن أبى الفضل: تقدم ذكر والده، أسمعه والده الكثير في صباه من أبى محمد عبد الله بن محمد الصريفينى وأبى الحسين أحمد بن محمد بن النقور وأبى نصر محمد بن محمد بن على الزينبي وأبى القاسم على بن أحمد بن محمد بن اليسرى وأبى عبد الله أحمد بن سلمان الواسطي وجماعة غيرهم، ثم سمع هو بنفسه من جماعة دون هؤلاء، وكتب بخطه
__________
(1) انظر الحديث في: سنن الترمذي 1 / 44، ومسند الامام أحمد 3 / 34، 51.
(*)(5/142)
الكثير، وشهد عند قاضى القضاة أبى الحسن على بن محمد الدامغاني في رجب سنة خمس وتسعين وأربعمائة فقبل شهادته، وترك الاشتغال بالحديث وانقطع إلى خدمة زبحان التحمى (1) خادم الامام المستظهر بالله، وصار كاتبا له، حدث باليسير، سمع منه أبو منصور محمد بن ناصر البردى، وأبو المناقب محمد بن حمزة الحسنى وأبو بكر محمد ابن أحمد بن الحسن الجوهرى البروجردي وروى عنه في معجم شيوخه.
أنبأنا أبو القاسم المؤدب عن أبى المناقب الحسنى أنبأ أبو محمد الفضل بن أحمد بن
الحسن بن خيرون بقراءتي عليه ببغداد أنبأ أحمد بن محمد بن النقور أنبأ أبو طاهر المخلص حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري حدثنا محمد بن يحيى بن فارس حدثنا الحسين بن محمد حدثنا شريك عن منصور عن أبى حازم عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم اغفر للحاج ولمن استغفر للحاج " (2).
قرأت في كتاب أبى الفضل ابن خيرون بخطه وأنبأني نصر الله الهيتى أنبأ محمد بن ناصر قراءة عليه عن ابن خيرون: سنة اثنتين وستين وأربعمائة ولد ابني أبو محمد الفضل ضحى نهار يوم الاربعاء رابع عشر ذى الحجة.
قرأت في كتاب أبى بكر المبارك بن كامل بن أبى غالب الخفاف بخطه قال: مات أبو [ محمد ] (3) الفضل بن أحمد بن خيرون ليلة السبت سابع شهر رمضان سنة ثلاث عشرة وخمسمائة، ذكر غيره: أنه دفن بباب البصرة.
1326 - الفضل أبو منصور الامام المسترشد بالله أمير المؤمنين بن أحمد المستظهر بالله بن [ عبد الله ] المقتدى بأمر الله بن محمد بن عبد الله القائم بأمر الله ابن أحمد القادر بالله بن إسحاق بن جعفر المقتدر بالله بن أحمد المعتضد بالله بن محمد الموفق بالله بن جعفر المتوكل على الله بن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن محمد المهدى بن عبد الله المنصور بن محمد بن على بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب (4): بويع بالخلافة في ليلة الخميس الرابع والعشرين من شهر ربيع الاخر سنة اثنتى
__________
(1) هكذا في الاصل.
(2) انظر الحديث في: المستدرك 1 / 441.
(3) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(4) انظر ترجمته في: سير النبلاء 19 / 561، 568.
وطبقات الشافعية للسبكي 4 / 291.
ومرآة الزمان 8 / 156.
وفوات الوفيات 2 / 248.
(*)(5/143)
عشرة وخمسمائة، فأول من بايعه إخوته: أبو عبد الله محمد وأبو طالب العباس وأبو إسحاق وأبو نصر محمد وأبو القاسم إسماعيل وأبو الفضل عيسى، ثم تلاهم عمومته: أبو جعفر موسى وأبو إسحاق وأبو أحمد وأبو على أولاد المقتدى، وهذا أعجب مما أورده أبو بكر الصولى في كتاب الاوراق على سبيل العجب منه أن المتوكل بايعه سبعة من أولاد الخلفاء - وهم: محمد بن الواثق وأحمد بن المعتصم وموسى بن المأمون وعبد الله الامين وأبو أحمد بن الرشيد والعباس بن الهادى والمنصور بن المهدى ثم أن المسترشد جلس بكرة الخميس جلوسا عاما ودخل الناس لمبايعته، وكان المتولي لاخذ البيعة قاضى القضاة أبا الحسن على بن محمد الدامغاني، فأول من بايع [ أبو ] (1) القاسم على بن الحسين الزينبي، ثم أرباب الدولة، ثم أسعد الميهنى مدرس النظامية، ثم القاضى أبو العباس أحمد بن سلامة الكرخي، ثم سائر الناس إلى وقت الظهر، ثم أخرجت جنازة المستظهر فصلى عليها المسترشد إماما وكبر أربعا، ودفن في حجرة من الدار المستظهرية، وجلس للعزاء له أياما، وكان الامام المسترشد وقعت المبايعة له من سبع وعشرين سنة لان مولده في يوم الاربعاء ثامن عشر شعبان سنة ست وثمانين وأربعمائة على ما ذكر أبو الحسن بن الهمذانى وأبو الفضل بن ناصر، وخطب له أبوه ولاية العهد، ونقش اسمه على السكة في شهر ربيع الاول سنة ثمان وثمانين، وذكر قثم بن طلحة الزينبي وجماعة - ونقلته من خطخ - أن المسترشد (2) كان يتنسك في أول زمنه، ويلبس الصوف وينفرد في بيت للعبادة وختم القرآن وتفقه، وكان مليح الحظ لم يكن في الخلفاء قبله من كتب أحسن منه، وكان يستدرك على كتابه، ويصلح أغاليط في كتبهم، وكان ابن الانباري يقول: أنا وراق الانشاء ومالك الامر، يتولى ذلك بنفسه الشريفة.
قلت: وكان الامام المسترشد ذا شهامة وهيبة، وشجاعة وإقدام في الامور، ولم نزل أيامه مكدرة بكثرة التشويش من المخالفين، وكان يخرج بنفسه لدفع ذلك
ومباشرته إلى أن خرج الخرجة الاخيرة إلى العراق فكسر وأسر، ورزقه الله الشهادة على يد الملاحدة، وكان قد سمع الحديث مع إخوته من أبى القاسم على بن أحمد بن بيان الرزاز ومن مؤدبه أبى البركات أحمد بن عبد الوهاب بن هبة الله بن السيبى وحدث، روى عنه وزيره على بن طراد الزينبي وأبو الفتوح حمزة بن على بن طلحة
__________
(1) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) في الاصل: " المرشد ".
(*)(5/144)
الرازي وأبو على إسماعيل بن طاهر بن الملقب وغيرهم، وكان له نثر ونظم مليح مع ما خصه الله به من نيل الرأى وحسن التدبير.
أخبرنا عبد الوهاب بن على بن عبد الله قراءة عليه حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ابن عمر السمرقندى قراءة عليه قال: قرأت على السيد الاجل الرضاء نقيب النقباء سيف الدين خالصة الخلافة أمير المؤمنين أدام الله أيامه وأعانه على ما استرعاه وأيده بنصره وجنده وبلغه نهاية أمله في ولى عهده وجميع ولده بمنه وكرمه وأنت تسمع في يوم الاحد عاشر المحرم سنة سبع عشرة وخمسمائة في عوده من قتال المارقين مظفرا منصورا، قيل له أخبركم على بن أحمد بن محمد الرزاز (1) أنبأ محمد بن محمد البزاز حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا عبيس بن مرحوم بن عبد العزيز العطار حدثنا عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم [ قال ]: " أحبوا قريشا فإنه من أحبهم أحبه الله عزوجل " (2).
أخبرناه عاليا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحرانى قراءة عليه أنبأ على بن أحمد بن محمد الرزاز قراءة عليه في سنة ست وخمسمائة فذكره أنشدنا أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن المظفر بن السبط الهمذانى من حفظه وذكر أنها للامام المسترشد
بالله قالها لما كسر وأشير عليه بالهزيمة: قالوا تقيم وقد أحا * طربك العدو ولا تفر فأجبتهم: المرء ما * لم يتعظ بالوعظ غر لانلت خيرا ماحييت * ولاعدانى الدهر شر إن كنت أعلم أن غير * الله ينفع أو يضر قرأت في كتاب " وشاح دمية القصر " لابي الحسن على بن أبى الهيثم زيد بن محمد البيهقى: قال الامام المسترشد بالله أبو منصور بن المستظهر أنشدني أبو المعالى ابن صاعد خطيب نيسابور له: أقول لشرخ الشباب اصطبر * فولى ورد فقضاء الوطر فقلت: قتعت بهذا المشيب * وإن زال غيم فهذا مطر
__________
(1) في الاصل: " البزاز ".
(2) انظر حديث في: في الجامع الصغير للسيوطي 9.
(*)(5/145)
فقال المشيب: أيبقى الغبار * على جتمرة ذاب منها الحجر قرأت في كتاب الخريدة لابي عبد الله الاصبهاني الكاتب بخطه للامام المسترشد بالله: أنا الاشقر الموعود بى في الملاحم * ومن يملك الدنيا بغير مزاحم ستبلغ أرض الروم خيلى وتنتضى * بأقصى بلاد الصين بيض صوارمي قرأت بخط قثم بن طلحة الزينبي قيل: إنه لما استؤسر المسترشد أنشد: ولاعجبا للاسد إن ظفرت بها * كلاب الاعادي من فصيح وأعجم فحربة وحشى سقت حمزة الردى * وموت على من حسام ابن ملجم قرأت على محمد بن أحمد بن عمر عن أبى صالح سعد الله بن نجا بن الوادي - ونقلته من خطه - قال حكى لى صديقى منصور بن إبراهيم بن صاحب القاضى أبى
سعد المحرمى: أنه لما عاد الشاعر المعروف بالحيص بيص إلى بغداد وكان قد هجا الخليفة المسترشد بالله طالبا لذمامه وأنشده من شعره فيه: ثنيت ركابي عن دبيس ابن مزيد * مناسمها مما تغذ دوامى فرارا من اللوم المظاهر بالخنا * وسواء ارتحال بعد سوء مقام ليخضب ربعى بعد طول محيله * بأبيض وضاح الجبين إمام فان يشتمل طول العميم برأفة * بلفظ أمان أو بعقد ذمام فان القوافى بالثناء فصيحة * تناضل عن أنسابكم وتحامى قال: فخرج لفظ الخليفة نثرا لانظما: سرعة العفو عن كبائر الجرم استحقار بالمعفو عنه.
أنبأ أبو الفرج بن الجوزى - ونقلته من خطه - قال: أنشدني بعضهم قال: أنشد المسترشد بالله لما خرج إلى قتال الاعاجم: لاكلفن العيس دامية الا * خفاف من بلد إلى بلد إما يقال مضى فأحرزها * أو لا يقال مضى ولم يعد قرأت في كتاب أبى بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري بخطه وأنبأنيه عنه أبو محمد الكندى قال: حكى أن الوزير على بن طراد أشار على أمير المؤمنين أن ينزل في منزل اختاره، وقال: أن ذلك أصون للحريم الشريف، فقال أمير المؤمنين: كف يا(5/146)
على، والله لاضربن بسيفي حتى يكل ساعدى، ولالقين الشمس بوجهي حتى يشحب لوني وأنشد: وإذا لم يكن من الموت بد * فمن العجز أن تكون جبانا قرأت على أبى البركات الحسن بن محمد بن الحسن الامين بدمشق عن أبى المظفر محمد بن محمد بن قزمى الاسكافي على أيام الوزير على بن طراد الزينبي قال: لما كنا
مع الامام المسترشد يعنى بالعسكر بباب همذان، كان معنا إنسان يعرف بفارس الاسلام، وكان يقرب من خدمة الخليفة قال: فجاء ليلة من الليالى قبل طلوع الفجر، فدخل على الوزير فسلم عليه قال: ما جاء بك في هذا الوقت ؟ قال: منام أريته الساعة، وهو كأن خمسة نفر قد توجهوا للصلاة وواحد يؤمهم فجئت وصليت معهم ثم قلت لواحد منهم: من هذا الذى يصلى بنا ؟ فقال: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: ومن أنت ؟ فقال: أنا على بن أبى طالب وهؤلاء أصحابه، فقمت وقلت يده المباركة وقلت: يارسول الله ما تقول في هذا الجيش - وعنيت عسكر الخليفة ؟ فقال: هذا جيش مكسور مقهور، وأريد أن تطالع الخليفة بهذا المنام، فقال الوزير: يا فارس الاسلام أنا أشرت على الخليفة أن لا يخرج من بغداد، فقال لى: يا على أنت عاجز، ارجع إلى بيتك، أقول له هذه الرؤيا فربما تطير بها، ثم يقول: قد جاءني بترهات قال أفلا أنهى ذلك إليه ؟ قال: بلى تقول لابن طلحة صاحب المخزن فذاك منبسط وينهى مثل هذا، قال: فخرج من عند الوزير ثم دخل إلى صاحب المخزن فأورد عليه الرؤيا فقال له: ما اشتهى [ أن ] أنهى إليه ما يتطير به، قال: فيجوز أننى اذكر هذا، قال: اكتب إليه وأعرضها وأخل موضع مقهور، قال: فكتبتها وجئت إلى باب السرادق فوجدت الخادم مرتجا في الدهليذ، ورأيت الخليفة وقد صلى الفجر والمصحف على فخذه وهو يقرأ، ومقابله ابن سكينة إمامه والشمعة بنيهما، فدخل فسلم الرقعة إليه وأنا انظره، فقرأها ثم رفع رأسه إلى الخادم، ثم عاد فقرأها، ثم نظر إليه ثم قرأها ثالثا، ثم قال: من كتب هذه الرقعة ؟ فقال: فارس الاسلام، قال: وأين هو ؟ قال: بباب السرادق، فقال: أحضره، فجاء فقبض على يدى فبقيت أرعد خيفة من تطيره، فدخلت وقبلت الارض، فقال: وعليكم السلام، ثم قرأ الرقعة ثلاث مرات أخرى وهو ينظر إلى، ثم قال: من كتب هذه ؟ فقلت: أنا يا أمير المؤمنين، فقال:(5/147)
ويلك لم أخليت (1) موضع الكلمة الاخرى ؟ فقلت: هو ما رأيت يا أمير المؤمنين، فقال: ويلك هذا المنام أريته أنا في هذه الساعة فقلت: يا مولانا لا يكون أصدق من رؤياك، ترجع من حيث شئنا، فقال: ويلك ونكذب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ لا والله ما يبقى لنا رجعة ويقضى الله ما يشاء فلما كان اليوم الثاني أو الثالث وقع المصاف وتم ماتم، [ و ] كسر وأسر وقتل - رضى الله عنه.
قرأت على محمد بن محمود المعدل بهراة عن عبد الكريم بن محمد بن منصور المروزى قال سمعت أبا الحسن على بن الحسن بن على بن عبد العزيز الشهابي بمرو يقول مسعود بن عبد الله البدارى بهمذان يقول: اتفق أن المسترشد بالله رأى فيما يرى النائم في الاسبوع الذى استشهد فيه: كأن على يديه حمامة مطوقة، فأتاه آت وقال له: خلاصك في هذا [ الطير ] (2)، فلما أصبح حكى لابن سكينة الامام ما رأى في منامه، فقال: ما أولته يا أمير المؤمنين ؟ قال: أولته بيت أبى تمام حيث يقول: هن الحمام فان كسرت عيافة * جاء الحمام فانهن حمام وخلاصي حمامى، وليت من يأتيني فيخلصني مما أنا فيه من الذل والحبس فقتل بعد المنام بأيام.
أنبأنا نصر الله بن سلامة الهيتى قال: سمعت أبا الفضل محمد بن ناصر الحافظ يقول: خرج المسترشد في سنة تسع وعشرين وخمسمائة إلى همذان للاصلاح بين السلاطين السلجوقية واختلاف الاجناد، وكان معه جمع كثير من الاتراك (3)، فغدر به أكثرهم ولحقوا بالسلطان مسعود بن محمد بن ملكشاه، ثم التقى الجمعان فلم يلبثوا إلا قليلا واتهزموا عن المسترشد بالله مع السلطان مسعود إلى النصف من ذى القعدة من السنة، وحمل معهم إلى مراغة من بلاد آذربيجان ثم إن الباطنية ألفوا عليه جماعة من الملاحدة، وقد أنزل ناحية من العسكر، فدخلوا عليه في يوم الخميس السادس عشر من ذى القعدة وفتكوا به، وجماعة معه كانوا على باب خركاهه وقتلوا
[ جميعا ] (4) وحمل [ هو ] (5) إلى مراغة فدفن هناك، ووصل الخبر إلينا في يوم الجمعة
__________
(1) في الاصل: " أخللت ".
(2) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(3) في الاصل: " الاندال ".
(4) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(5) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(5/148)
الرابع والعشرين من ذى القعدة، وأظهر يوم السبت الخير وشاع بين الناس وقعدوا للعزاء، وكثر النوح والبكاء ببغداد عليه وعلى الذين قتلوا معه من أصحابه رحمه الله.
قرأت في كتاب " التاريخ " لصدقة بن الحسين بن الحداد الفقيه بخطه قال: كان الامام - يعنى المسترشد - قد صلى الظهر وهو يقرأ في المصحف، وهو صائم يوم الخميس سادس عشرى ذى القعدة، دخل عليه من شرح الخيمة جماعة من الباطنية بأيدهم السكاكين، فتعلقوا به وقتلوه ضربا بالسكاكين، فوقعت الصيحة، فقتل عليه جماعة من أصحابه، منهم: أبو عبد الله ابن سكينة وابن الخزرى، وخرجوا منهزمين.
فأخذوا عن آخرهم فقتلوا، ثم أضرموا فيهم النار، فبقيت يد أحدهم لم تحترق وهى خارجة من النار مضمومة، كلما ألقوا النار عليها وهى لا تحترق، ففتحوا [ يده ] (1) فإذا فيها شعرات من كريمته صلوات الله عليه، فأخذها السلطان مسعود وجعلها في تعويذ ذهب، ثم إن السلطان جلس في العزاء، وخرج الخادم ومعه المصحف، وعليه الدم إلى السلطان، وخراج أهل المراغة وعلى وجوههم المسوح، وعلى وجوههم الرماد الصغار والكبار وهم يستغيثون، ودفنوه عندهم في مدرسة أحمد، وبقى العزاء في مراغة فرضى الله عنه حيا وميتا، فإنه عاش سعيدا ومات شهيدا، وكانت مدة خلافته ثمان عشرة سنة وستة أشهر.
أنبأنا النقيب قثم بن طلحة أبو القاسم الزينبي - ونقلته من خطه - قال: كان
المسترشد أشقر أعطر أشهل خفيف العارضين، وكان له من الذكور: أبو جعفر منصور الراشد [ بالله ] وأبو العباس أحمد وأبو القاسم عبد الله وإسحاق توفى حياته، وابنتان، ووزراءه: ربيب الدولة محمد بن الحسين نيابة عن أبيه وأبو على ابن صدقة وعلى بن طراد وأنو شروان بن خالد، وقضاته: أبو الحسن على بن محمد الدامغاني وعلى بن الحسين الزينبي، وحجابه: ابن المعوج وابن السقلام وابن الصاحبى.
1327 - الفضل بن أحمد بن محمد بن عيسى الجرجاني، أبو القاسم بن أبى حرب الزجاجي التاجر (2).
من أهل نيسابور، سمع الكثير من أبى عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمى وأبى بكر أحمد بن الحسن الحيرى وأبى سعيد محمد بن موسى الصيرفى والحاكم أبى الحسن
__________
(1) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) انظر ترجمته في: التقييد 2 / 219.
(*)(5/149)
على بن محمد بن على بن السقاء المهرجانى وأبى الحسن على بن محمد بن محمد الطرازى وأبى يعلى حمزة بن عبد العزيز المهلبى وأبى زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد المزكى وأبى القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن السراج وأبى إسحاق إبراهيم بن محمد الاسفرايينى وأبى إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم النصر اباذى وأبى عثمان سعيد بن العباس القرشى وأبى سعيد (2) عبد الرحمن بن حمدان النصروى وأبى سعد عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن عبد الله الاسماعيلي وأبوى عبد الله الحسين بن أحمد بن سلمة الميافارقينى والحسين بن محمد بن الحسين بن [ عبد الله بن ] فنجويه الثقفى وغيرهم، وحدث بالكثير بخراسان والعراق ومكة، وكتب عنه الحافظ، وكان صدوقا أمينا صالحا عفيفا مشغولا بالتجارة والكسب، قدم بغداد حاجا في شوال سنة ثمان وأربعمائة، وحدث بالكثير بها، سمع منه أبو بكر ابن الخاضبة، وروى عنه أبو
القاسم بن السمرقندى وعبد الوهاب الانماطى وعبد الصمد الحربى وصدقة بن محمد ابن السياف ونصر بن نصر بن العكبرى وغيرهم.
أخبرنا أبو الفتوح مسعود بن عبد الله بن عبد الكريم الدقاق أنبأ أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندى أنبأ أبو القاسم الفضل بن أحمد بن محمد بن عيسى الجرجاني قدم علينا أنبأ أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين بن موسى السلمى حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الاصم حدثنا يحيى بن أبى طالب حدثنا زيد بن الحباب أنبأ موسى ابن عبدة عن زيد بن أسلم عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم [ قال ]: " بيننا وبينكم خلال، من كن فيه فليس فيه شئ من الكبر: اعتقال الشاة، وركوب الحمار، ولبس الصوف، ومجالسة فقراء المؤمنين، وأكل أحدكم مع عياله ".
كتب إلى عبد السلام بن طاهر الهمذانى أنبأ شهر دار بن شيرويه بن شهر دار الديلمى أنبأ أبى قال: الفضل بن أحمد الجرجاني أبو القاسم النيسابوري يعرف بالزجاجي، قدم علينا من الحج، سمعت وكان سهلا طلقا صدوقا.
كتب إلى أبو الفتوح العجلى أن أبا نعيم عبد الله بن حرب [ قال ] سمعت بعض جيرانه بنيسابور يقول: ما ترك أحدا في جواره منذ ثلاثين سنة أن ينام من قراءته وبكائه.
كتب إلى محمد ولامع ابنا أحمد بن نصر الصيدلانى أن يحيى بن عبد الوهاب بن
__________
(1) في الاصل: " أبى السعود ".
(*)(5/150)
محمد بن إسحاق بن منده أخيرهما قال: الفضل بن أبى حرب الجرجاني قدم أصبهان للتجارة وكان والله بخير الرجال.
قرأت في كتاب أبى جعفر محمد بن أبى على الحافظ الهمذانى وأنبأنيه عنه القاضى أبو الفتح الواسطي قال في مشيخته: ومنهم الشيخ الجليل العالم أبو القاسم الفضل بن
أحمد بن محمد الجرجاني التاجر الصدوق روى عن جماعة من الائمة والشيوخ والسادة من أهل نيسابور والواردين في عصره، صاحب سماع كثير ومسانيد جياد، وكان أجود الناس كفا في مواساة الفقراء وكان والده يضرب به المثل بنيسابور ويقال: أبو حرب الجرجاني حاتم وقته في السخاوة - قال لى أبو صالح المؤذن ذلك: وهو جرجاني الاصل نيسابورى المولد والمنشأ والدار.
قرأت بخط أبى القاسم بن السمرقندى وأنبأنيه عنه زاهر الاصبهاني قال: سألت أبا القاسم الفضل بن أبى حرب الجرجاني عن مولده، فقال: في العاشر من شهر رمضان سنة خمس وأربعمائة بنيسابور.
كتب إلى أبو سعد عبد الله بن عمر بن الصفار أنبأ أبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسى أن الفضل بن أبى حرب الجرجاني توفى في ثالث عشر رمضان سنة ثمان وثمانين وأربعمائة ودفن بمقبرة الحسين.
1328 - الفضل بن أحمد بن الوزير، أبو العباس المقرئ (1): قرأ على أبى عبد الله محمد بن إسحاق المسيبى المدينى، قرأ عليه بكار بن أحمد بن بكار المقرئ ببغداد، ذكره أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقانى في طبقات القراء من جمعه، وقال: شيخ كان يقرئ ببغداد.
1329 - الفضل بن بنان البغدادي: حدث عن أبى العتاهية الشاعر، روى عنه أحمد بن السكن الرازي أخبرنا أبو على ضياء بن أحمد بن أبى على أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأ القاضى أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفى قال سمعت أبا عبد الله بن أحمد بن سليمان الحافظ ببخارى يقول سمعت أبا الحسن عبد الله بن موسى بن الحسين الجوهرى يقول سمعت بركة بن المبارك يقول سمعت أحمد بن السكن الرازي يقول سمعت الفضل بن
__________
(1) انظر ترجمته في: غاية النهاية لابن الجزرى / 58.
(*)(5/151)
بنان البغدادي يقول سمعت أبا العتاهية الشاعر يقول سمعت الاعمش يقول سمعت أبا وائل يقول سمعت عبد الله بن مسعود يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " الرزق يأتي العبد على أي سيرة سار، لا تقوى متق يزائده ولافجور فاجر يناقصه ".
1330 - الفضل بن ثابت بن محمد الكرجى النحوي، المعروف بابن المنجم: رأيت له كتابا سماه " السامى في شرح اللمع " في النحو لابن حتى بخط يده وتصنيفه.
1331 - الفضل بن جعفر بن يونس النخعي، أبو على الشاعر، المعروف بالبصير (1): من أهل الكوفة، سكن بغداد، وكان قدم " سر من أي " في أول خلافة المعتصم ومدحه ومدح جماعة من أصحابه وقواده، ومدح المتوكل والفتح بن خاقان.
ذكر المرزبانى: أنه كان أديبا ظريفا بليغا مترسلا، وكان يتشيع تشيعا، فيه بعض الغلو، وله في ذلك أشعار، وكان أعمى، وإنما لقب بالبصير لانه كان يجتمع مع إخوانه على النبيذ، فيقوم من صدر المجلس يريد البول فيتخطى الزجاج وكل مافى المجلس من آلة ويعود إلى مكانه ولم يؤخذ بيده، وهو القائل: لئن كان يهدينى الغلام لو جهتى * ويقتاد بى في السير إذ أنا راكب فقد يستضئ القوم بى في أمورهم * ويخبو ضياء العين والرأى ثاقب أنبأنا أبو الفرج الحرانى عن يحيى بن عثمان الفقيه أنبأ أبو جعفر بن المسلمة قراءة عليه عن أبى عبيد الله المرزبانى قال حدثنى على بن هارون بن على عن أبيه عن أحمد ابن أبى طاهر قال: أبو على البصير اسمه الفضل بن جعفر بن يونس (2)، من أهل الكوفة، وكان ضريرا.
أخبرنا أبو حامد عبد الله بن مسلم بن ثابت البزاز أنبأ إسماعيل بن أحمد بن السمرقندى أنبأ أحمد بن محمد بن النقود حدثنا القاضى أبو عبد الله الحسين بن
هارون الضبى إملاء قال وجدت في كتاب والدى هارون بن محمد بن هارون بخطه
__________
(1) انظر ترجمته في: الاعلام 5 / 351.
وسمط اللالى، 276.
ومعجم الشعراء 314 ولسان الميزان 4 / 438.
(2) في الاصل: " بن يوسف ".
(*)(5/152)
حدثنى أبو بكر محمد بن خلف وكيع قال أنشدني محمد بن الحسن الزرقى قال أنشدني أبو على الفضل بن جعفر المعروف بالبصير وكان ضريرا: قلت لاهلي وراموا أن أميرهم * بماء وجهى فلم أفعل ولم أكد لا يستوى أن تهينوني وأكرمكم * ولا يقوم على تقويمكم أودى فطيبوا عن رقيق العيش أنفسكم * ولا تمدوا إلى أيدى اللئام يدى تبلغوا وادفعوا الحاجات ما اندفعت * ولا يكن همكم في يومكم لغد لرب مدخر ما ليس آكله * ومستعد ليوم ليس في العدد ورب مجتهد ما ليس بالغه * وبالغ ما تمنى غير مجتهد أنبأنا أبو الفرج الحرائى عن يحيى بن عثمان الفقيه أنبأ أبو جعفر بن المسلمة عن محمد بن عمران بن موسى المرزبانى أخبرني على بن أبى عبد الله الفارسى عن أبى الفضل أحمد بن أبى طاهر قال: كتب الفضل بن جعفر إلى الفتح بن خاقان في يوم مهرجان: بكر الناس بالهدايا على أقدارهم * في صبيحة المهرجان بين طرف يفوت في حربة الطرف * يخل بالخيل يوم الرهان ورقيق من أعبد وإماء * بين بكر عزيزة وعوان من ربات وما عليهن لوم * بصحيح العقول والاديان يتبسمن عن أقاح وينظرن * ظرن بأمثال أعين الغزلان
ومن الجوهر المغالى به المبتاع * منه بأوقع الاثمان ونفيس الثياب والغطر يتلوها * صحاف اللحين والعقيان وتحيرت للامير الذى يبقى * على النائبات والحدثان جوهرا نافقا بكل مكان * وعلى كل حالة وزمان لا تحط الايام منه ولا * يترهب فيه خيالة الحران وله عن المرزبانى أخبرني على بن هارون عن أحمد بن يحيى قال: من مختار شعر البصير قوله يمدح إسحاق بن سعد: ما عليها أحد أقصده * كل من أبلوه استبعده خول المال أناس كلهم * ما لعبد له يعبده والذى تسمو به همته * للعلى فالدهر لا يسعده(5/153)
غير إسحاق بن سعد إنه * علقت عنه لساني يده إن إسحاق بن سعد رجل * يحسن اليوم ويرجى غده فلو بلوناه على علائه * فخبرنا منه ما يخمده فاعتقدناه أخا ننهصه * في الملمات فما نعقده واعترفنا بتالذى أودعنا * وعدو العرف من يجحده وحدثني على بن هارون قال أخبرني أبى قال: من بارع شعر أبى على البصير قوله: فلا تعتذر بالشغل عنا فانما * تناط بك الحاجات ما تصل الشغل وقوله في كتاب له إلى ابن المدبر: لا امتحن الله بك كريما فنسئ به، ولا امتحنك بلئيم فيسئ بك.
وقال أخبرني على بن هارون أخبرني أحمد بن يحيى قال: من مختار شعر البصير
قوله: أخذت عن الايام ما ليس مخطئا * به الحزم إن أخطأت إلا على عمد وجريت حتى ما تلم ملمة * وإن عظمت إلا لها عدة عندي تأملت من قبلى نفسي وعنت * إلى الحال منى بعدهم حال من بعدى فلم أر كالمعروف أبقى ذخيرة * تسر ولا ادعى إلى الاجر والحمد دعينى أكن للمال ربا فانني * رأيت بخيل المال للقوم كالعبد يقيه بعرض معرض وبصفحه * مسلمة ملساء كالحجر الصلد قرأت على أبى بكر عبد القادر بن أبى القاسم المقرئ عن يحيى بن ثابت بن بندار أنبأ أبى قراءة عليه أنبأ محمد بن عبد الواحد أبو الحسين البزاز أنبأ أبو القاسم عمر بن محمد بن سيف أنشدنا أبو عبد الله محمد بن العباس اليزيدى لابي على البصير: في كل يوم لى ببابك وقفة * أطوى إليه سائر الابواب فإذا حضرت وغبت عنك فانه * ذنب عقوبته على البواب قرأت في كتاب المقعنس (1) الاديب بخطه قال أنشدني أبو الخطاب الجيلى لابي على البصير:
__________
(1) هكذا في الاصل.
(*)(5/154)
إن أرم شامخا من العز أدركه * بذرع رحب وباع طويل وإذا نابنى من الامر مكروه * تلقيته بصبر جميل ماذممت المقام في بلد يوما * فعاتيته بغير الرحيل قرأت في كتاب لابي على البصير في أحمد بن أبى دؤاد: يا أحمد بن أبى دؤاد دعوة * يقوى بها المتهضم المستضعف كم من يدلك قد نسيت مكانها * وعوارف لك عند من لايعرف
نفسي فداؤك للزمان وربيه * وصروف دهر لم تزل بك تصرف أنبأنا أبو الفرج الحرانى عن يحيى بن عثمان الحنبلى أنبأ أبو جعفر بن المسلمة قراءة عليه عن أبى عبيد الله المرزبانى حدثنى على بن هارون أخبرني أبى وعمى أبو أحمد يحيى بن على: أن أبا على البصير تغير عقله قبل موته بمديدة يسيرة من سوداء عرضت له، ولم تزل به إلى أن مات، وكان ربما ثاب إليه عقله في بعض الاوقات، وفى ذلك يقول أحمد بن أبى طاهر: خبا مصباح عقل أبى على * وكانت تستضئ به العقول إذا الانسان مات الفهم منه * فان الموت بالباقي كفيل وبه أخبرني على بن هارون عن أحمد بن يحيى قال وجدت بخط ابن أبى طاهر: أن أبا على توفى بسر من رأى في سنة الفتنة.
قال أحمد بن يحيى: وهذا عندي غلط، وقد زعم جماعة: أنه توفى بعد الصلح، وله مدح في المعتز يدل على ذلك وهو قوله: آب أمر الاسلام خير مآبه * وغدا الملك ثابتا في نصابه وقد تقدم له خبر مع عبيد الله بن يحيى في أيام تقلده وزارة المعتمد على بقائه إلى أول أيامه.
1332 - الفضل بن جعفر بن محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات، أبو الفتح الكاتب، المعروف بابن خنزابه (1): وهى أمه وكانت جارية رومية، كان كاتبا مجودا، ودينا متألها، مؤثرا للخير، محبا لاهله، قلده الامام المقتدر بالله الوزارة في يوم الاثنين لليلتين بقيتا من شهر ربيع الاخر من سنة عشرين وثلاثمائة إلى أن قتل المقتدر، وولى القاهر بالله الخلافة فولاه
__________
(1) انظر ترجمته في: الاعلام 5 / 351.
وسير النبلاء 14 / 479.
125 والكامل 8 /.
والعبر 2 / 208.
(*)(5/155)
الدواوين، فلما خلع القاهر وولى الراضي بالله الخلافة ولاه الشام فتوجه إليها، ثم إن الراضي بالله قلده الوزارة في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وهو مقيم بحلب، وعقد له الامر فيها يوم الاحد لثلاث عشرة ليلة خلت من شعبان وكوتب بالمصير إلى الحضرة، فوصل إلى بغداد يوم الخميس لست خلون من شوال، فأقام ببغداد مدة فرأى اضطراب الامور بالحضرة واستيلاء الامير أبى بكر محمد بن رائق عليها فأطمع ابن رائق في أن يحمل إليه الاموال من مصر والشام، وشخص إلى هناك في الثالث عشر من شهر ربيع الاول سنة ست وعشرين، واستخلف أبا بكر عبد الله بن على النفرى بالحضرة [ وسار ] (1) فأدركه أجله بغزة - ويقال: بالرملة - في يوم الاحد لثمان خلون من جمادى الاولى سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، وسنه سبع وأربعون سنة، لان مولده على ما ذكره أبو عبد الله محمد بن أحمد بن مهدى في تاريخه في ليلة السبت لست ليال بقين من شعبان سنة تسع وسبعين ومائتين، فكانت مدة وقوع اسم الوزارة عليه سنة واحدة وثمانية أشهر وخمسة وعشرين يوما.
1333 - الفضل بن جعفر الحربى: روى عنه أبو الحسن عبد الله بن موسى السلامى.
قرأت على أبى بكر محمد بن حامد الضرير المقرئ بأصبهان عن أبى القاسم زاهر ابن طاهر الشحامى قال: كتب أبى أبو عمر عبد الواحد بن أحمد المليحى أنبأ أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمى أنبأ عبد الله بن موسى البغدادي بمرو قال سمعت الفضل بن جعفر المروى بها قال سمعت أبا المنذر هشام بن منذر الموصلي يقول كتب أبو دلف إلى عبد الله بن طاهر في يوم نيروز مع هدية أنفذها إليه كتابا يعتذر من الهدية ويقللها ويقول فيه: جعلت هديتي لك حفظ ودى * لحب الازدياد من الصديق
فلا شئ يساوى كل شئ * من الدنيا سوى حفظ الحقوق فأجابه عبد الله بن طاهر: بعثت إليك من قبلى رسولا * يناجى ود قلبك من بعيد ولا والله ما فيه لحفظ * سوى حفظى لودك من مزيد
__________
(1) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(5/156)
1334 - الفضل بن الحسن بن إسماعيل الطبري، أبو منصور الصوفى: من ساكنى رباط شيخ الشيوخ، حدث عن أبى بكر محمد بن على بن ياسر الانصاري الجيانى، روى لنا عنه عبد الرحمن بن إبراهيم المقدسي في مشيخته، وذكر لنا أنه سمع منه في سنة خمس وسبعين وخمسمائة وأثنى عليه.
أخبرني عبد الرحمن بن إبراهيم بدمشق أنبأ أبو منصور الفضل بن الحسن بن إسماعيل الطبري الصوفى ببغداد أنبأ أبو بكر محمد بن على بن ياسر الانصاري أنبأ أبو سعد هبة الله بن القاسم (1) بن عطاء المهرانى أنبأ أبو بكر أحمد بن الحسين (2) البيهقى أنبأ أبو سعد أحمد بن محمد بن الخليل الصوفى أنبأ أبو أحمد عبد الله بن عدى الحافظ حدثنا قسطنطين بن عبد الله الرومي حدثنا الحسن بن عرفة حدثنى الحسن بن قتيبة المدائني حدثنا مستلم بن سعيد الثقفى عن الحجاج بن الاسود عن ثابت البنانى عن أنس ابن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الانبياء أحياء في قبورهم يصلون " قال البيهقى - هذا حديث صحيح.
1335 - الفضل بن الحسن بن بركة أبو المكارم: من أهل الحلة، ذكره أبو الفتوح عبد السلام بن يوسف الدمشقي في كتاب " أنموذج الاعيان ".
قرأت على أبى البركات القرشى عن أبى الفتوح الدمشقي قال: أبو المكارم الفضل ابن الحسن بن بركة الحلى لقيته بالحلة السيفية وكان موسوما عندهم بالمروءة ولكن
الزمان أخنى عليك، ووصلت حرفة الادب إليه، فاستنشدته فأنشدني أبياتا كتبها على ظهر مجلد استعاره من أبى طالب يحيى بن زيادة وكان كلاهما متغفلين في شهر رمضان سنة خمس وستين وخمسمائة: هذا الكتاب لسيد الكتاب * والمستقل لسائر الاداب والمعتلى ذروات كل فضيلة * غراء تخبر عن كريم نصاب عزل العلى لما تقمص بردها * بوكى الرحال وناقص الاحساب لاتيئسن جمال دين محمد * من فرحة تأتى بغير حساب
__________
(1) في الاصل: " أبى القاسم ".
(2) في الاصل: " الحسن ".
(*)(5/157)
واصبر على البأساء صبر أخى حجى * تسمو عن الاشكال والاضراب إن كان حجتك الاسار بكلمة * خفيت على الابصار والالباب فالصون للعضب المهند كافل * لمضائه في مأزق وضراب 1336 - الفضل بن أبى الحسن بن أبى القاسم بن أبى على بن أبى زيد المأمون، أبو زيد التاجر: من أهل آمل طبرستان، قدم بغداد مرات وحدث بها، سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبى غالب الخفاف، وأخرج عنه حديثا في معجم ابن كامل بخطه، وأنبأنيه ابنه يوسف عنه أنبأ أبو زيد الفضل بن أبى الحسن بن أبى القاسم الطبراني قدم علينا حاجا أنبأ محمد بن الحسن المروزى أبو بكر أنبأ أبو بكر محمد بن منصور بن [ محمد ابن ] عبد الجبار السمعاني أنبأ أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن أحمد بن إسحاق وأبو عبد الرحمن بن أحمد بن الشاه وأبو سهل زيد بن محمد بن بريدة الاسلمي قالوا أنبأ أبو إبراهيم إسماعيل بن ينال المروزى أنبأ أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب التاجر
حدثنا أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي حدثنا أحمد بن منيع حدثنا مروان بن معاوية عن عمر بن يوسف قال: قيل لابن سيرين: أي الرؤيا أحب إليك ؟ قال: أن يرى الرجل ربه في المنام (1).
كتب إلى أبو الفتح الخطيب أنبأ أبو سعد بن السمعاني بقراءتي عليه قال: الفضل ابن أبى الحسن بن أبى القاسم المأمونى كان أحد التجار المعروفين، وكان مكرما لاهل العلم منفقا عليهم متقربا إليهم، وكان حريصا على طلب الحديث مكثرا منه، حصل الاصول واستنسخها وأنفق المال في جمعها، ورد بغداد غير مرة، وحج سبعا وعشرين حجة، وخرج في الثامنة والعشرين فمات فيها في الطريق بجلولاء، سمع بآمل أبا المحاسن الرويانى، وبمرو أبا منصور محمد بن على بن محمود الكراعى، وبنيسابور أبا بكر الشيروى، وبأصبهان أبا على الحداد، وببغداد أبا سعد الطيورى، وبالكوفة أبا البركات عمر بن إبراهيم العلوى، وبمكة أحمد بن أبى الحسن بن خويشاوند الطوسى، حدثنى عنه أبو الحسن على بن محمد بن جعفر الكاتب، وتوفى في شوال سنة ثلاثين وخمسمائة بجلولاء.
1337 - الفضل بن رافع الثعلبي:
__________
(1) انظر الخبر في: حلية الاولياء 2 / 276.
(*)(5/158)
حدث عن أبى عثمان سعيد بن أحمد بن محمد النيسابوري المعروف بالعيار.
سمع منه أبو بكر محمد بن على بن ميمون الدباس ومموس بن الحين الدربندى في جامع القصر في شهر ربيع الاول سنة ثمانين وأربعمائة.
1338 - الفضل بن زكريا الجرجرائى: حدث بأنطاكية عن أحمد بن جبير بن محمد الانطاكي، روى عنه أبو بكر محمد بن الحسن المقرئ النقاش.
1339 - الفضل بن سهل بن بشر بن [ أحمد بن (1) ] سعيد الاسفرائينى، أبو
المعالى بن أبى الفرج، الواعظ، كان يعرف بالاثير الحلبي: ولد بديار مصر، ونشأ ببيت المقدس، وقدم دمشق مع والده، [ وكان ] (2) محدثا مشهورا، فأسمعه والده بدمشق من أبى القاسم على بن محمد بن على المصيصى وأبى سعيد الطريثيثى وأبى الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي وغيرهم، وسمع من والده كثيرا، وأخذ له أبوه إجازة من أبى بكر الخطيب البغدادي بجميع مروياته ومصنفاته، وسافر إلى حلب وأقام يعقد مجلس الوعظ مدة، ثم أرسله صاحبها إلى بغداد رسولا، فأقام بها واستوطنها إلى حين وفاته، وحدث بها بكثير من مسموعاته ويكتب أبى بكر الخطيب، روى لنا عنه عبد المنعم بن هبة الكريم بن خلف بن الحنبلى وعبد الرحيم بن المبارك الباماوردى.
أخبرنا أبو الفضل عبد المنعم بن هبة الكريم بن خلف بن الحنبلى بقراءتي عليه أنبأ أبو المعالى الفضل بن سهل الاسفرائينى قراءة عليه أنبأ أبو القاسم على بن محمد بن على المصيصى أنبأ أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبى نصر أنبأ أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن أبى ثابت حدثنا إسحاق بن خالد حدثنا عبد العزيز بن عبد الرحيم حدثنا خصيف عن سالم عن ابن عمر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كبر للصلاة حاذى بإبهاميه قريبا من شحمة أذنيه (3).
أنبأنا يوسف بن المبارك بن كامل الخفاف أنشدنا الاثير أبو المعالى الفضل بن سهل ابن بشر الاسفرائينى لنفسه:
__________
(1) انظر ترجمته في: معجم المؤلفين 8 / 86.
وميزان الاعتدال 2 / 297.
ولسان الميزان 4 / 442.
(2) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(3) انظر الحديث في: سنن أبى داود 1 / 112.
وسنن النسائي 147.
(*)(5/159)
يا صاحب المرآة يامن قاده * إلى لقائي قدر نافذ
أريتني وجهى بمن وما * يسوى الذى انظر ما تأحذ قرأت على أبى العلاء أحمد بن شاكر التنوخى بالمعرة عن أبى عبد الله محمد بن عبد الله بن العباسي بن عبد الحميد الحرانى الشاهد قال أنشدني الاثير الفضل بن سهل الحلبي لنفسه في رجل هاشمى يدعى نظم الشعر وليس من أهله: وقالوا دعى قلت لابل مهذب * شريف فقالوا إن أقمت دليله فقلت لهم أقوى دليلى أقيمه * على ذاك أن الشعر لا ينبغى له قرأت على عبد اللطيف بن عبد الوهاب المقرئ عن الشريف أبى على الحسن بن جعفر المتوكل حدثنى الفضل بن سهل: قال حضرت في مجلس فيه الاستاذ أبو الحسن ابن المقلد لمعرفة صاحب المجلس فأحضر الطعام فأكلنا.
وحضر مجلس الشرب فنهضت أمضى، فقال لى صاحب الدار والجماعة: اجلس واسمع الاستاذ أبا الحسن بن مقلد فجلست، فأخذوا في المفاكهة والمذاكرة، ثم غنى ابن مقلد فسارت الدار بالجماعة، ثم عرض على الشرب فاعتذرت بأنه شئ ما استعملته قط، فأعفيت من ذلك، ثم إنى سكرت من ريح المجلس وطيبه فقلت: سكرت من ريح ما شربتم * والراح محمودة الفعال فيالها سكرة حلالا * كأنها دورة الخيال أخبرنا شهاب الحاتمى بهراة حدثنا أبو سعد بن السمعاني من لفظه قال: الفضل بن سهل الاسفرائينى سافر بنفسه إلى العراق وخراسان وكان يتجر ويقول الشعر.
كتبت عنه ببغداد، وسمعت جماعة يتهمونه بالكذب في الاحاديث التى يذكرها والمحاورات، سمعت شيخ الشيوخ إسماعيل بن أبى سعد يقول: كان عندي أبو محمد ابن بنت أبى منصور الخياط فدخل الاثير الحلبي فأثنى على الشيخ أبى محمد ثناء حسنا، وقال لى أحد فضائله إن بعض التجار المعروفين حمل إليه مبلغا من المال والثياب لحكم الهدية على يدى فما قبل منه ورده على، فبعد أن قام قال لى أبو محمد: والله ما أهدى أحد إلى شيئا وهذا الذى تقوله مالى عنه خبر وأشكر الله تعالى كيفما قال إن لفلان عندي
وديعة.
قرأت بخط القاضى أبى المحاسن عمر بن على القرشى قال: رأيت قطعة [ كبيرة ] (1)
__________
(1) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(5/160)
من سماعاته - يعنى الفضل بن سهل - كالشمس في الوضوح بخطوط المعروفين الثقات من أهل دمشق كإبني صابر وغيرهما كثير، ورأيت " خصائص على عليه السلام " جمع أبى عبد الرحمن، وكان ملكا للاثير، وفيه طبقة فيها اسمه واسم ابنه أبى المجد عبد القاهر، وهى مفسودة تشهد على نفسها بالتزوير، وقد حدث به للاثير عن أبيه وقد قرأه عليه ابن شافع فأريته لابن شافع وسألته عن الطبقة، فقال: سماع مزور، فقلت له: وكيف قرأته عليه ؟ فقال: لعله من طبقة أخرى في الجزء، وأخذه وفتشه فلم ير فيه شيئا، وقد حدث به ابنه أبو المجد عن جده بذلك التسميع المفسود، ثم رأيت له بعد ذلك أجزاء وسماعه فيها مفسود، وقد حدث بها، وفى بعضها قد سمع لنفسه مع أبيه وسمع لجماعة منهم: الفقيه نصر المقدسي وذكر تاريخا، قد مات قبله الفقيه نصر بمدة.
أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن الشافعي بدمشق أنبأ عمى أبو القاسم على بن الحسن الحافظ قال: الفضل بن سهل أبو المعالى الاسفرائينى ولد بتنيس، ونشأ بدمشق، وسمع بها الحديث وبصور، وكان له خط حسن، واستجاز له أبوه من أبى بكر الخطيب، سمعت منه حديثا واحدا، ذكر أبوه أنه ولد بتنيس ليلة الثلاثاء السادس عشر من شعبان سنة إحدى وستين وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبى الفضل أحمد بن صالح الجيلى بخط قال: توفى شيخنا الفضل ابن سهل الاسفرائينى سحرة يوم الاربعاء ثانى رجب سنة ثمان وأربعين وخمسمائة فجأة من غير مرض [ ببغداد ] (1)، وصلى عليه يوم الاربعاء بالناحية، ودفن بباب أبرز،
قرأت عليه وكان شيخا فاضلا، قرأ شيئا من الفقه، وسمع الحديث واشتغل بشئ من الادب وقال الشعر ووعظ ثم انخرط في سلك الكتاب وأرباب الدول، وبقى معهم برهة من عمره، وكان عسرا في التحديث - [ قاله ابن شافع ] (2).
1340 - الفضل بن العباس بن عبد الله المأمون بن هارون الرشيد بن محمد المهدى بن عبد الله المنصور بن محمد بن على بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب: حكى عن المعتز والمنتصر ابني المتوكل، روى عنه أحمد بن محمد بن إسحاق وأبو العباس بن الفرات.
__________
(1) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(5/161)
أنبأنا أحمد بن صالح الهروي أنبأ محمد بن يوسف أبو الفضل الاديب قراءة عليه أنبأ أحمد بن عمر البيع أنبأ حميد بن مأمون الاديب أنبأ أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي أنبأ أبو الحسن محمد بن محمد بن إسحاق الحربى حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولى حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق حدثنا الفضل بن العباس بن المأمون قال: كنت مع المعتز في الصيد فانقطعنا عن الموكب هو وأنا ويونس بن بغا ونظرنا إلى دير فيه ديرانى يعرفني وأعرفه، ظريف مليح، فشكى المعتز العطش، فقلت: هاهنا ديرانى ظريف مليح، فقال: مر بنا، فجئنا فخرج إلينا وأخرج لنا ماء باردا، وسألني عن المعتز ويونس، فقلت: فتيان من أبناء الجند، فقال لى: تأكلون شيئا ؟ قلنا: نعم، فأخرج لنا ألطف شئ في الدنيا.
وأكلنا أطيب أكل، وجاءنا بأطيب أشنان وأحسن آلة، فاستظرفه المعتز وقال لى: قل له بينك وبينه: من تحب أن يكون معك من هذين لا يفارقك ؟ فقلت له، فقال: كلاهما وتمرا، فضحك المعتز حتى مال على الحائط، فقلت
للديراني: لابد من أن تختار، فقال: الاختيار والله في هذا دمار، ما خلق الله عقلا يميز بين هذين، ولحقنا الموكب، فارتاع الديرانى، فقال له المعتز: بحياتي لا تنقطع عما كنا فيه، وفرحنا ساعة، ثم أمر له بخمسمائة ألف درهم.
فقال: لا والله لاقبلتها إلا على شريطة، قال: ماهى ؟ قال يجيب أمير المؤمنين دعوتي مع من أراد، قال: ذلك لك، فوعدنا ليوم فجئناه، فأنفق علينا المال كله فوصله المعتز بمثله وانصرفنا.
أنبأنا ذاكر بن كامل عن أبى غالب الذهلى أن أبا يعلى محمد بن الحسين بن الفراء أخبره أنبأ أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبى الفوارس الحافظ أنبأ أبو على مخلد بن جعفر الدقاق حدثنا أبو بكر محمد بن خلف وكيع القاضى حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد ابن موسى بن الفرات الكاتب قال حدثنى الفضل بن العباس بن المأمون قال: قال لى المنتصر: أبشرك رأيت البارحة في منامي، كأنى صعدت إلى درجة فبلغت نصفها وإذا قائل يقول: استكمل خمسا وعشرين سنة، فأنا أملك خمسا وعشرين، قال: فمات بعد ثالثة، فنظرت فإذا سنه خمس وعشرون سنة.
ذكر الصولى: أن العباس بن المأمون مات في سنة ثلاث وسبعين ومائتين في جمادى الاولى.
1341 - الفضل بن العباس بن عبد الحميد الطوسى، أبو نصر: روى عن أبيه عن جده وعن وجوده في كتاب جده عبد الحميد الطوسى حدثنى(5/162)
عبد الله بن محمد القداحى الانصاري.
روى عنه أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله الزهري.
أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر المقرئ أنبأ الحسين بن على الكوفى أنبأ المبارك بن عبد الجبار الصيرفى أنبأ أبو الحسن محمد بن عبد الواحد الحريري أنبأ أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله الزهري حدثنى أبو نصر الفضل بن العباس بن عبد
الحميد الطوسى قال: وجدت في كتاب جدى حدثنا أبو يحيى محمد ابن كناسة حدثنا جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران في قوله عزوجل.
(فان تنازعتم في شئ فردوده إلى الله والرسول) قال: فالرد إلى الله إلى كتابه، والرد إلى الرسول إذا قبض إلى سنته.
حدثنى أبو نصر الطوسى أخبرني أبى عن أبيه قال: الذى اجتمع لنا عليه أن عمر ابن الخطاب رضى الله عنه حيث افتتح السواد وأراد أن يضع عليه الخراج سأل أي شئ كانت الفرس تعاملهم في أرضيهم ؟ فقيل له: على الجريب قفيز ودرهم.
فأمر به عمر، فعمل به، ومما يصدق هذا أن زهير بن أبى سلمى قال في الجاهلية: فتغلل لكم ما لم تغل لاهلها * قرى بالعراق من قفيز ودرهم 1342 - الفضل بن عبد الله بن الربيع، صاحب السبقولى: حدث عن أبى حفص عمر بن أحمد بن شاهين، روى عنه أبو على بن البناء في مشيخته حديثا وقال: جارنا بدرب الغابات.
أنبأنا أبو الفرج الحرانى عن يحيى بن عثمان بن الشواء، أنبأ أبو على الحسن بن أحمد بن البناء أنبأ الفضل بن عبد الله بن الربيع.
وأنبأ عبد المنعم بن عبد الوهاب التاجر قراءة عليه أنبأ أبو بكر أحمد بن على بن بدران الحلواني قراءة عليه وأنبأ أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن المظفر بن السبط بقراءتي عليه أنبأ أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش قراءة عليه قالا أنبأ أبو طالب محمد بن على بن الفتح العشارى، قالا أنبأ عمر بن أحمد بن شاهين حدثنا البغوي حدثنا أبو عمران موسى بن إبراهيم حدثنا اين لهيعة عن أبى قبيل عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دخل رجلان الجنة صلاتهما واحدة وجهادهما واصطناعهما للخير واحد، وفضل أحدهما(5/163)
على صاحبه بحسن خلقه بدرجة كما بين المشرق والمغرب " (1).
1343 - الفضل بن عبد الرحمن بن جعفر الشيرازي، أبو أحمد الكاتب: من أهل شيراز، قدم بغداد، وكان يكتب بين يدى الوزير أبى على بن مقلة وله به اختصاص، وتنقلت به الاحوال حتى استكتبه المستكفى بالله مدة قبل خلافته وبعدها، ثم كتب للمطيع مدة، ثم عزله عن الكتابة، فلحق عضد الدولة بشيراز فأقام عنده إلى حين وفاته، وكان كاتبا شديدا يكتب خطا مليحا شبيها بخط أبى على بن مقلة، وله ترسل وشعر مليح، وقد روى عنه أبو محمد يحيى بن محمد بن سليمان بن فهد الازدي حكايات.
أنبأ أبو القاسم الازجى عن أبى سعد بن الطيورى أنبأنا أبو القاسم التنوخى إذنا عن أبيه أبى على قال: أخرج إلى أبو الفتح أحمد بن على بن هارون بن المنجم رقعة بخط أبى أحمد الفضل بن عبد الرحمن بن جعفر الشيرازي الذى أعرفه وأخبرني أنه كتب بها إلى أبى الحسن بن طرخان فقرأها فإذا فيها كلام لم يستحق مثله أن يصنع في شعرين له أثبتهما بخطه في آخر الرقعة صنيعين: الاول: يا سفرة أسفرت عن كل محبوب * ففرحت كربة عن قلب مكروب أديت إلى حنينا كنت أكتمه * وجدى فصاحبت منه خير مصحوب وظللت في ظل عيش مونق رغد * على بالراح والكأسات والكوب ناهيك من ثوب نسك قد لبست ومن * ذيل إلى اللهو واللذات مسحوب ومن حبيب أطعت الحب فيه * أصح لعذل ولم أحفل لتأنيب ولمومن منى فيه قد بلغت غايتها عفوا وظن جميل غير مكذوب ومن زمان بقربى منه قد عمرت * أيامه بتمام الحسن والطيب والثانى: أهلا وسهلا بالحبيب الذى * يصفيني الوداد وأصفيه محاسن الناس التى فرقت * فيهم غدت مجموعة فيه
قد فضح البدر باشراقه * والغصن غصنا بتنبيه وجل في سائر أوصافه * عن كل ممتثل وتشبيه
__________
(1) انظر الحديث في: كنز العمال 2 / 5.
(*)(5/164)
أفديه أحميه وقلت له * من عنده أفديه أحميه قرأت في كتاب الوزاراء لهلال بن المحسن الكاتب قال: الفضل بن عبد الرحمن الشيرازي كان ظريفا نظيفا أديبا ظاهر المروءة كبير التحمل، له ترسل وشعر مطبوع، فمن شعره: أروع حين يأتيني رسول * وأكمد حين لا يأتي الرسول أؤملكم وقد أيقنت أنى * إلى تكذيب أمالى أؤول قال: وكان قد أنفذ إلى أبى الحسن على بن هارون يدعوه فتوارى عن رسله وكتب أبو أحمد إليه: تأخرت عمن أنت غاية همه * وأقوى دواعى أنسه وسروره اخفيت عن رسلي مكانك جاهدا * وكيف يطيق البدر إخفاء نوره ذكر ثابت بن سنان في تأريخه: أن الفضل بن عبد الرحمن الشيرازي مات في يوم الخميس لسبع بقين من المحرم سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة بشيراز.
1344 - الفضل بن عبد الرحمن، أبو العباس البغدادي: حدث بالرملة عن عفان بن مسلم الصفار، روى عنه أبو بشر الدولابي.
أنبأنا أبو بكر الجيلى عن الفضل الفارسى أن محمد بن أحمد الانباري أخبره أنبأ أبو القاسم هبة الله بن إبراهيم الصواف أنبأ أبو بكر أحمد بن محمد المهندس حدثنا أبو بشر الدولابى حدثنى أبو العباس الفضل بن عبد الرحمن البغدادي بالرملة حدثنا عفان حدثنا حماد ابن سلمة عن يعلى بن عطاء عن بجير أبى عبيد [ بن سالم (1) ] عن سرح
اليرموكي قال: أحد في الكتاب أو في هذه الامة اثنى عشر ربيا بينهم أحدهم، فإذا وفت العدة طغوا وبغوا وكان بأسهم بينهم.
1345 - الفضل بن عبد العيز بن محمد بن الحسين بن [ محمد بن ] الفضل بن يعقوب بن يوسف بن سالم المتوثى القطان، أبو عبد الله بن أبى القاسم بن أبى الحسين.
من ساكنى دار القطن.
من أولاد المحدثين، سمع أبا عبد الله أحمد بن محمد بن على ابن كردى وأبا طالب محمد بن محمد بن غيلان البزاز، روى عنه ولده أبو القاسم هبة
__________
(1) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(5/165)
الله الشاعر وأبو القاسم بن السمرقندى وعبد الوهاب الانماطى ومحمد بن ناصر.
أنبأنا أبو المعالى نصر الله بن سلامة الهيتى أنبأ محمد بن ناصر الحافظ قراءة عليه أنبأ أبو عبد الله الفضل بن عبد العزيز بن محمد بن الحسين بن [ محمد بن (1) ] الفضل القطان قراءة عليه، وأنبأ عبد الوهاب بن على الامين أنبأ هبة الله بن محمد بن الحصين، قالا أنبأ أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان حدثنا أبو بكر الشافعي حدثنا إبراهيم بن عبد الله البصري حدثنا الانصاري حدثنى سليمان التيمى أن أبا عثمان النهدي حدثهم عن أسامة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " قمت على باب الجنة فإذا عامة من دخلها المساكين [ وأصحاب الجد محبوسون غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار ]، وقمت على باب النار فإذا عامة من يدخلها النساء (2) ".
قرأت بخط أبى طاهر السلفي وأخبرنيه عنه أبو الحسن بن المقدسي بمصر قال: الفضل بن عبد العزيز القطان سألته عن مولده فقال: سنة ثمان عشرة وأربعمائة ليلة الجمعة الرابع عشر من رجب.
قرأت في كتاب أبى غالب شجاع بن فارس الذهلى بخطة قال: مات أبو عبد الله الفضل بن عبد العزيز بن محمد بن الحسين [ بن محمد ] بن الفضل القطان في يوم الاربعاء، ودفن من الغد وهو يوم الخميس لست بقين من ربيع الاخر سنة ثمان وتسعين وأربعمائة في مقبرة معروف الكرخي.
1346 - الفضل بن عبد الواحد بن عبد المحسن بن أبى الوقار الانصاري، أبو طالب النحوي: من أهل دمشق، سكن بغداد، وسمع بها أبا الوفاء على بن عقيل بن على الجيلى وأبا القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين (3) سمع منه أبو الفضل بن صالح بن شافع والقاضى أبو المحاسن عمر بن على القرشى وشيخنا أبو بكر محمد بن المبارك بن مشق البيع في ذى الحجة سنة إحدى.
ستين وخمسمائة.
أنبأنا أبو طالب الفضل بن عبد الواحد بن عبد المحسن بن أبى الوقار الانصاري الدمشقي قراءة عليه قيل له أخبركم أبو القاسم بن الحصين، وأنبأ عبد الوهاب على أنبأ
__________
(1) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 969.
ومسند الامام أحمد 5 / 205.
(3) في الاصل: " بن الحسين ".
(*)(5/166)
ابن الحصين أنبا أبو طالب بن غيلان حدثنا أبو بكر الشافعي حدثنا محمد بن يونس بن موسى حدثنا عاصم بن على حدثنا أيوب عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلى: أنت منى كمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لانبى بعدى.
ذكر أبو المحاسن القرشى: أن مولد ابن أبى الوقار في سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة.
1347 - [ الفضل بن عبيد الله بن محمد بن الفضل، أبو القاسم الحلاوى ] (1).
قرأت بخط أبى نصر الاصبهاني وأنبأنيه عنه ذاكر الحذاء أنبأ أبو القاسم الفضل بن عبيد الله بن محمد بن الفضل الحلاوى ببغداد أنبأ جدى الحافظ أبو الفضل محمد بن عبيد الله بن أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن يوسف بن زياد بن ناجية بن كثير بن قعنب بن غياث بن فهر بن مالك بن حنظلة الاكرمين أنبأ أبو عبد الله البيع إجازة قال سمعت أبا نصر أحمد بن محمد الوراق يقول سمعت أبا حامد أحمد بن حمدون يقول سمعت مسلم بن الحجاج وجاء إلى محمد بن إسماعيل البخاري فقيل بين عينيه وقال: دعني أقبل رجليك يا أستاذ الاستاذين وسيد المحدثين ويا طيب المحدثين في علله حدثك محمد بن سلام أنبأ مخلد بن يزيد الحرانى أنبأ ابن جريح حدثنى موسى بن عقبة عن سهيل بن أبى صالح عن أبيه عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في كفارة المجلس أن يقول إذا قام من مجلسه: " سبحانك اللهم ربنا وبحمدك " ؟ فقال محمد بن إسماعيل: هذا حديث مليح ولا أعلم بهذا الاسناد في الدنيا حديثا غير هذا إلا أنه معلول.
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا سهيل عن عون بن عبد الله [ ابن عتبة ] قوله، قال محمد بن إسماعيل: هذا أولى، ولا يذكر لموسى بن عقبة مسندا عن سهيل، وهو سهيل بن ذكوان، وهم إخوة سهيل وعباد وصالح بنو أبى صالح، وهم من أهل المدينة.
1348 - الفضل بن عكرمة بن طارق، أبو العباس السرخسى: ذكره أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن داود المستملى البلخى في كتاب " تأريخ بلخ " من جمعه وقال: نشأ ببغداد وقدم بلخ، وحدث بها عن أبيه عكرمة وعن إسحاق
__________
(1) مابين المعقوفتين أضيف من الاسانيد داخل الترجمة.
(*)(5/167)
ابن إبراهيم بن راهويه، روى عنه محمد بن محمد بن الصديق وجعفر بن محمد المحوفى
ومحمد بن عقيل وغيرهم، قلت: وكان أبوه عكرمة بن طارق قاضيا ببغداد في زمن المأمون، وأظن الفضل ولد ببغداد - والله اعلم.
أخبرنا مسرف بن على الضرير أنبأ عبد الاول بن عيسى الهروي أنبأ أبو صاعد يعلى بن هبة الله الفضيلى أنبأ عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الانصاري أنبأ أبو عبد الله محمد بن عقيل بن الازهرى بن عقيل الفقيه البلخى حدثنا الفضل بن عكرمة حدثنا الحكم بن موسى عن الوليد بن مسلم عن صفوان بن عمرو قال سمعت أيفع بن عبد الكلاعى على منبر حمص يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ وآله ] وسلم: " إذا دخل أهل الجنة الجنة [ وأهل النار النار ] (1) قال الله عزوجل: يا أهل الجنة كم لبثتم في الارض عدد سنين ؟ قالوا: لثنا يوما أو بعض يوم قال: نعم ما اتجرتم في يوم أو بعض يوم [ رحمتى و ] (2) رضواني وجنتي امكثوا فيها خالدين مخلدين " (3).
قرأت على ست الشرف بنت شعبان العبدى بأصبهان عن أبى نصر الصائغ أنبأ عبد الرحمن بن أبى عبد الله بن منده أنبأ عبد الصمد بن محمد العاصمى ببلخ أنبأ أبو إسحاق المستملى قال سمعت محمد بن عقيل يقول سمعت الفضل بن عكرمة يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق فمن قال مخلوق فهو كافر.
قرأت في كتاب " تأريخ بلخ " لابي عبد الله محمد بن عقيل الوراق البلخى قال: الفضل بن عكرمة بن طارق السرخسي نشأ ببغداد وقدم بلخ وحدث بها.
نزل سكة عمارة بناحية عسقلان في جمادى الاولى سنة أربع وخمسين ومائتين.
1349 - الفضل بن على المكتفى بالله بن أحمد المعتضد بالله بن أبى أحمد طلحة الموفق بالله بن جعفر المتوكل على الله بن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن محمد المهدى بن عبد الله المنصور بن محمد بن على بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب.
ذكره عبيد الله بن أحمد بن أبى طاهر فيمن خلفه من الذكور.
__________
(1) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(3) انظر الحديث في: الدر المنثور 5 / 17.
(*)(5/168)
1350 - الفضل بن على بن غالب بن طاهر، أبو منصور التاجر (1): سافر وتغرب في طلب الكسب، ودخل العراق وخراسان وبلاد ما وراء النهر، وسمع بأصبهان من أبى عبد الله الرستمى، وحدث بسمرقند، روى لنا عنه أبو بكر عبد الله بن على الفرغانى خطيب سمرقند: أخبرنا أبو بكر الفرغانى قدم علينا حاجا أنبأ الشيخ الزكي العالم أبو منصور الفضل بن على بن غالب البغدادي التاجر أنبأ أبو عبد الله الحسن بن العباس بن على الرستمى بأصبهان أنبأ أبو الحسن المكى بن منصور، وأخبرنا عبد الوهاب بن على ببغداد حدثنا عبد الكريم بن محمد بن منصور المروزى قدم علينا، وأخبرنا أبو العباس أحمد ابن عبد الواحد الفقيه بحمص أنبأ عبد المنعم بن عبد الله النيسابوري، وأخبرنا أبو الوفاء عبد العزيز بن محمد بن عبد الكريم بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد العدل بنيسابور أنبأ جدى عبد الكريم وأنبأ أبو الفتوح نصر بن عبد الجامع بن عبد الرحمن ابن عبد الجبار الفامى بهراة أنبأ جدى عبد الرحمن قالوا جميعا أنبأ عبد الغفار بن محمد ابن الحسين قالا أنبأ القاضى أبو بكر أحمد بن الحسن الحيرى حدثنا أبو العباس محمد ابن يعقوب الاصم حدثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى المروزى ببغداد حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن أنس بن مالك قال: قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يارسول الله متى الساعة ؟ قال: " وما أعددت لها ؟ فلم يذكر كثيرا إلا أنه يحب الله ورسوله، قال: فأنت مع من أحببت " (2).
أنشدنا أبو بكر الفرغانى من لفظه وكتابه قال: أنشدنا الفضل [ بن على ] بن غالب بن طاهر، أبو منصور البغدادي:
رويت وما رويت الرواية * وكيف وما انتهيت إلى النهية وللاعمار غايات تناهت * وإن طالت وما للعلم غاية 1351 - الفضل بن عمار بن فياض الشيباني، أبو الكرم الضرير: ذكره أبو سعد بن السمعاني وقال: شاب، له معرفة باللغة والادب، أظنه من بعض سواد بغداد، رأيته بالمسجد الذى على باب دار شيخنا أبى الفتح بن البطى بالصاغة من دار الخليفة، وكتبت عنه من دار الخليفة، وكتبت عنه من شعره.
__________
(1) في الاصل: " أبو الفضل بن غالب بن أبو منصور ".
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 911.
ومسند الامام أحمد 3 / 111.
(*)(5/169)
أخبرنا شهاب الحاتمى بهراة قال أنشدنا أبو سعد بن السمعاني [ قال ] أنشدنا الفضل بن عمار لنفسه: امن شجن عيناك جادت شؤونها * نجيعا وما ضنت بذاك جفونها نأت بنت عوف بن الحطيم غدية * إلى الحرة الرجلاء تحدى ظعونها فان تك هند حلت الدمت فالغضا * فلسنا وإن شط المزار نخونها 1352 - الفضل بن عمر بن أبى منصور الحلواني، أبو المعالى المقرئ: من أهل باب الازج، قرأ القرآن بالروايات الكثيرة على أبى محمد عبد الله بن على سبط أبى منصور الخياط، وسمع الحديث الكثير من أبى الفضل محمد بن يوسف الارموى ومحمد بن ناصر وسعد الخير الانصاري وجماعة من أصحاب أبى نصر وطراد ابني الزينبي وابن بطر وابن طلحة، وكتب بخطه، وأقرأ الناس القرآن، وما أظنه روى شيئا من الحديث.
قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي بخطه قال: توفى أبو المعالي الفضل بن عمر بن أبى منصور الحلواني المقرئ صاحب
شيخنا أبى محمد المقرئ يوم الخميس حادي عشر شعبان سنة إحدى وأربعين وخمسمائة، وصلى عليه بالجامع القصر الشريف وبمدرسة عبد القادر بباب الازج، ودفن بمقبرة باب حرب، كان رفيقنا في سماع الحديث وقراءة القرآن، كان مقرئا حافظا موجودا، قد قرأ القرآن وأقرأه وختم خلقا كثيرا، وسمع الحديث الكثير، وكان متعففا متقللا.
1353 - الفضل بن عمر بن منصور بن على بن الرائض، أبو منصور الكاتب (1): من ساكنى الشمعية، قرأ القرآن بالروايات على أبى الحسن على بن عساكر البطائحى، وسمع الحديث من أبى الاسعد بن يلدرك الجبريلى وخديجة بنت أحمد بن الحسن النهرواني ومن جماعة، وكان يكتب خطا مليحا على طريقة ابن البواب، وكان كهلا حسنا متدينا ساكنا طيب الاخلاق مرضى السيرة محمود الافعال كيسا متواضعا، سمع معنا الحديث من جماعة وكان صديقنا، وحدث بشئ يسير، ولم يتفق لى أن أكتب عنه شيئا، سمع منه رفيقنا على بن معالى الرصافي.
__________
(1) انظر ترجمته في: طبقات القراء 2 / 10.
(*)(5/170)
أخبرنا على بن معالى أنبأ الفضل بن عمر بن الرائض أخبرنا خديجة بنت أحمد بن عبد الرحمن بن عبيد حدثنا أحمد بن سلمان النحاد حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا نعيم حدثنا ابن المبارك أنبأ عبيد الله بن موهب عن مالك ابن محمد بن حارثة الانصاري عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أنعش حقا بلسانه جرى له أجره حتى يأتي يوم القيامة فيوفيه ثوابه " (1).
بلغني أن مولد ابن الرائض في سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة، وتوفى ليلة الاحد الثامن والعشرين من جمادى الاخرة من سنة تسع وستمائة، وحضرت الصلاة عليه من
الغد برباط المأمونية، ودفن بباب حرب.
1354 - الفضل بن عيسى بن داود بن الجراح، أبو العباس، أخو الوزير على ابن عيسى.
ذكر ثابت بن سنان أنه توفي في يوم الاحد لاحدى عشرة بقيت من جمادى الاولى سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
1355 - الفضل بن الفرج بن أبي روح، أبو العباس: دخل شيراز وحدث بها وبالبصرة عن أبى عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن أبان الجعفي المعروف بمشكدانه وعن محمد بن حميد والربيع بن ثعلب وغيرهم، روى عنه أبو جعفر محمد بن محمد البزاز المقرئ وبندار بن يعقوب المالكى وعبد الواحد بن خلف الطويل، ذكره أبو عبد الله القصار في " تأريخ بغداد " من جمعه.
كتب إلى أبو الفتوح العجلى أن حامد بن محمد بن حامد الحداد أخبره أنبأ عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن منده قراءة عليه أنبأ محمد بن عبد العزيز القصار أنبأ أبو عبد الله محمد بن عمر بن فارس التاجر حدثنا أبو العباس عبد الله بن محمد بن سليمان عن أبى أيوب الافريقى عن صفوان بن سعيد عن سليم عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ستأتي أقوام يصلون بكم الصلاة فإن تموا فلكم [ و ] لهم، وإن نقصوا فعليهم ولكم ".
1356 - الفضل بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن إسماعيل.
أبو محمد الزيادي (2):
__________
(1) انظر الحديث في: مسند الامام أحمد 3 / 266.
(2) انظر ترجمته في: الانساب 6 / 361.
وطبقات السبكى 4 / 294.
(*)(5/171)
من أهل سرخس، قدم بغداد حاجا مرتين: الاولى في سنة خمس وخمسمائة
وحدث بها عن والده.
سمع منه وكتب عنه أبو أحمد معمر بن عبد الواحد بن الفاخر الاصبهاني.
قرأت على أبى القاسم محمود بن محمد الحداد بأصبهان عن معمر بن عبد الواحد أنبأ أبو محمد الفضل بن محمد بن إبراهيم الزيادي من لفظه ببغداد في مدرسة سعادة قال حدثنى والدى أبو الفضل محمد بن إبراهيم قال حدثنى الشيخ الزكي محمد بن جابارة المزكى بهمذان حدثنا السالار أبو المظفر المعروف بسالار الحاج حدثنا الشيخ المعمر الاشج قال حدثنى على بن أبى طالب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قرأ سورة " قل هو الله أد " مرة فكأنما قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها مرتين فكأنما قرأ ثلثى القرآن، ومن قرأها ثلاثا فكأنما قرأ القرآن كله " (1).
أخبرنا شهاب الحاتمى بهراة أنبا أبو سعد بن السمعاني من لفظه قال: الفضل بن محمد بن إبراهيم الزيادي من أهل سرخس، ولى القضاء بها [ مدة ] ثم صرف عنها، وكان فقيها فاضلا حسن السيرة كثير العبادة متزاهدا، يظهر النقشف وترك التكلف، حسن الاخلاق متوددا، حضرت مجلس إملائه بسرخس وكتبت عنه، سمع أبا منصور [ محمد ] بن عبد الملك المظفرى وأبا ذر عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الاديب.
سألته عن مولده فقال: في رابع رجب سنة خمس وخمسمائة، ودفن بمدرسته.
1357 - الفضل بن محمد بن أحمد بن سعيد الحداد، أبو سعد البيع: من أهل أصبهان، وهو أخو أبى الفتح أحمد الذى قدمنا ذكره، سمع أبا عبد الله الحسين بن إبراهيم الجمال، وأبا بكر محمد بن عبد الله بن صالح الصوفى وعبد الواحد ابن محمد بن أحمد الباطرقانى وأبا الفضل هارون بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن هارون وأبا الحسن على بن الحسن بن جعفر بن عبد الكريم إمام جامع أصبهان وأبا بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن المزكى وجماعة غيرهم، وسمع بالرى أبا محمد عبد الملك بن محمد بن أحمد بن يوسف الفقاعى، وقدم بغداد حاجا في سنة تسع وسبعين
هارون وأبا الحسن على بن الحسن بن جعفر بن عبد الكريم إمام جامع أصبهان وأبا بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن المزكى وجماعة غيرهم، وسمع بالرى أبا محمد عبد الملك بن محمد بن أحمد بن يوسف الفقاعى، وقدم بغداد حاجا في سنة تسع وسبعين وأربعمائة وحدث بها، روى عنه من أهلها عبد الوهاب بن المبارك الانماطى.
أخبرنا محمد بن محمود العدل بهراة حدثنا عبد الكريم بن محمد المروزى من لفظه
__________
(1) انظر الحديث في: الجامع الكبير 1 / 8212.
وكنز العمال 1 / 148.
(*)(5/172)
أنبأ عبد الوهاب الحافظ أنبأ الفضل بن محمد الحداد قدم علينا بغداد حاجا أنبأ أبو عبد الله الجمال حدثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس حدثنا أبو جعفر محمد بن صحر الطهراني حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ حدثنا شعبة عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة أنها قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد النوم جمع يديه فينفث فيهما، ثم يقرأ: قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق.
وقل أعوذ برب الناس.
ثم يمسح بهما وجهه ورأسه وسائر جسده (1) ".
قرأت بخط أبى بكر محمد بن أبى نصر اللفتوانى قال: - توفى - يعنى الفضل بن محمد بن أحمد الحداد - يوم السبت السابع والعشرين في ذى القعدة سنة تسعين - يعنى وأربعمائة، وصلى عليه ابنه محمد.
آخر المجلد الثالث والعشرين من الاصل من التاريخ المجدد لمدينة السلام.
وهو آخر المجلد الحادى عشر من هذه النسخة، نتلوه في أول المجلد الرابع والعشرين من الاصل أول الجزء " الفضل بن محمد بن عبد العطار " ووافق الفراغ منه في سلخ جمادى الاخر من سنة ثمان وأربعين وسبعمائة.
وأحسن الله عاقبتها على يد العبد الفقير إلى الله تعالى على بن عبد الله بن مسعود السعودي المؤدب - عفا الله عنهم بمنه وكرمه، غفر الله لمن طالع فيه ودعا بالرحمة والمغفرة ولجميع المسلمين - والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، وهو حسبى ونعم آخر الجزء العشرون.(5/173)