ذيل تاريخ بغداد - ابن النجار البغدادي ج 1
ذيل تاريخ بغداد
ابن النجار البغدادي ج 1(1/)
ذيل تاريخ البغداد(1/1)
ذيل تاريخ بغداد تأليف الامام الحافظ محب الدين ابي عبد الله محمد بن محمود ابن الحسن بن هبة الله بن محاسن المعروف بابن النجار البغدادي المتوفى سنة 643 ه دراسة وتحقيق مصطفى عبد القادر عطا الجزء السادس عشر دار الكتب العلمية بيروت - لبنان(1/3)
جميع الحقوق محفوظة جميع حقوق الملكية الادبية والفنية محفوطة لدار الكتب العلمية بيروت - لبنان ويحظر طبع أو تصوير أو ترجمة أو اعادة تنضيد الكتاب كاملا أو مجزا أو تسجيله على اشرطة كاسيت أو ادخاله على الكمپيوتر أو برمجته على اسطوانات ضوئية الا بموافقة الناشر خطبها.
الطبعة الاولى
1417 ه - 1997 م دار الكتب العلمية بيروت - لبنان العنوان: رمل الظريف شارع البحتري بناية ملكارت تلفون وفاكس 364398 - 366135 - 602133 (961 1)..صندوق بريد: 8424 - 11 بيروت - لبنان(1/4)
بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة التحقيق الحمد لله رب العالمين الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله.
وصلى الله على خيرته المصطفى، المنتخب لرسالته، المفضل على جميع خلقه بفتح رحمته، وختم نبوته، واعم ما أرسل به مرسل قبله، المرفوع ذكره مع ذكره في الاولى، الشافع المشفع في الاخرى، أفضل خلقه نفسا، واجمعهم لكل خلق رضيه في دين ودنيا وخيرهم نسبا ودارا: محمد عبده ورسوله، وعلى سلم محمد وصحبه والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين.
وبعد: فان الحمد لله ان اعاننا على اخراج كتاب (تاريخ بغداد) للخطيب البغدادي في صورة أحسب ان تكون لائقة به وبأهميته التاريخية العظيمة.
ثم كانت الخطوة التالية هي اخراج الذيول التي ذيلت عليه، فقمنا بجمع شتاتها من هنا ومن هناك.
ولعل من أهم هذه الذيول هي (التاريخ المجدد لمدينة السلام واخبار فضائلها الاعلام ومن وردها من الاعلام).
لمحب الدين محمد بن محمود ابن النجار المتوفى سنة 643 ه.
وتأتي اهميته من انه قد جمع بين (ذيل تاريخ بغداد) لابي سعد عبد الكريم بن السمعاني المتوفى سنة 562 ه وبين (ذيل تاريخ بغداد) لابي عبد الله محمد بن سعيد ابن الدبيثي المتوفى سنة 637 ه.
فقد وضع ابن النجار على عاتقه اخراج تاريخ اوسع نطاقا من سابقيه، إذ حاول التعرف على أفاضل الناس ممن اشتهروا بالتحديث والدين كان من بينهم علماء وجهاء: حفاظ وقراء وواعظ وخطباء وشيوخ وائمة وامراء وخلفاء واصحاب المناصب ممن شهد لهم الخاصة والعامة بتبحرهم في العلم.(1/5)
وقد وصل الينا بعضه حيث تبدأ مخطوطة المكتبة الظاهرية بترجمته: عبد المغيث بن زهير.
ولقد اختلفت الاراء حول عدد مجلدات (تاريخ ابن النجار) فذكر الذهبي في تذكرة الحفاظ (4 / 212) وابن العماد في شذرات الذهب (5 / 226): انه خطط في ستة عشر جزءا.
وذكر السبكي في طبقات الشافعية (5 / 41) والصفدي في الوافي بالوفيات (5 / 10) والكتبي في فوات الوفيات (2 / 522) انه خطط في ثلاثين جزءا.
ومهما كانت اجزائه فان ما وصل الينا يدل على سعة علم المؤلف وتبحره.
وفيما يلي نتناول التعريف بابن النجار في عجالة سريعة.
الحافظ محب الدين ابن النجار: هو محب الدين أبو عبد الله محمد بن ابي الفضل محمود بن ابي محمد الحسن بن هبة الله بن محاسن بن هبة الله البغدادي المعروف بابن النجار.
ولد ليلة الثالث والعشرين من ذي القعدة سنة 578 ه ببغداد.
وكانت وفاته في الخامس من شعبان سنة 643 ه.
ودفن بمقابر الشهداء بباب حرب.
سمع الحديث في صغره من عمه ابي القاسم علي بن الحسن الحافظ بعد وفاة
والده.
وأخذ عن شيوخه في بغداد والذين وردت اسماؤهم في ثنايا الكتاب.
رحل الى بلاد الشام ومصر والحجاز واصبهان وخراسان ومرو ونيسابور.
وسمع الكثيرين من محدثي عصره على مدى فترة رحلاته التي دامت سبعا وعشرين سنة.
زار دمشق ثم حلب ومنها قصد اصبهان وبعدها رحل الى هراة ثم مرو، وبعد ذلك امضى زمنا في خراسان ومنها قصد مصر حيث نزل بالاسكندرية، ثم عاد الى بغداد وعزم على الاستقرار بها فبقي بها حتى وفاته في الخامس من شعبان سنة 643 ه.
والجدير بالذكر ان ابن النجار قد ذاعت شهرته في التحديث فقصده الكثيرون فأصبحت مشيخته تشمل ثلاثة آلاف شيخ وأربعمائة امرأة.
وخلال حياته أثرى المكتبة الاسلامية بالعديد من المصنفات والتي نذكر منها: 1 - التاريخ المجدد لمدينة السلام واخبار فضائلها.
2 - القمر المنير في المسند الكبير(1/6)
3 - المختلف والمؤتلف.
ذيل للكامل لابن ماكولا.
4 - كنز الامام في معرفة السنن والاحكام.
5 - المتفق والمفترق.
6 - نسب المحدثين الى الاباء والبلدان.
7 - العوالي.
8 - معجم الشيوخ.
9 - جنة الناظرين في معرفة التابعين.
10 - العقد الفائق في عيون اخبار الدنيا.
11 - الدرة الثمينة في اخبار المدينة.
12 - نزهة الورى في اخبار ام القرى.
13 - روضة الاولياء في مسجد ايليا.
14 - الازهار في انواع الاشعار.
15 - انواع الزهر في محاسن شعر شعراء العصر.
16 - سلوة الوحيد.
17 - غرر الفوائد.
18 - مناقب الامام الشافعي.
19 - الكمال في معرفة الرجال.
20 - نشوار المحاضرة.
21 - مجموع غرر الفوائد ومنثور درر القلائد.
22 - نزهة الطرف في اخبار اهل الظرف.
23 - اخبار المشتاق الى اخبار العشاق.
24 - الشافي في الطب.(1/7)
- قمنا بنسخ الكتاب وتخليصه من الاخطاء التي علقت به من مطبوعاته الوحيدة ثم راجعنا المتن على المصادر التي نقل عنها المؤلف والمصادر التي نقلت من المؤلف كلما امكن ذلك للوقوف على نص اكثر صحة.
- قمنا بمراجعة النص على مصورة مخطوطة المكتبة الظاهرية والتي جعلناها أصل، وأفدنا من المقارنات التي بالمطبوعة والتي ذكرت بهامشها مقارنات ببعض النسخ فأبقينا على المهم منها.
- رمزنا لمخطوطة الظاهرية ب (الاصل) وما أفدناه من المطبوعة فرمزنا لمخطوطة بودلين بجامعة اكسفورد بالرمز (ب) ولنسخة جامعة كمبردج (ج).
- خرجنا ما استطعنا من تراجم الكتاب على المصادر التي ترجمت للعلم.
- علقنا بعض التعليقات الهامة كلما أمكن.
- قدمنا للكتاب بمقدمة مختصرة للكتاب.
والله ارجو ان يجعله في صالح اعمالنا، والحمد لله رب العالمين.(1/8)
ذيل تاريخ البغداد(1/1)
ذيل تاريخ بغداد تأليف الامام الحافظ محب الدين ابي عبد الله محمد بن محمود ابن الحسن بن هبة الله بن محاسن المعروف بابن النجار البغدادي المتوفى سنة 643 ه دراسة وتحقيق مصطفى عبد القادر عطا الجزء السادس عشر دار الكتب العلمية بيروت - لبنان جميع الحقوق محفوظة جميع حقوق الملكية الادبية والفنية محفوطة لدار الكتب العلمية بيروت - لبنان ويحظر طبع أو تصوير أو ترجمة أو اعادة تنضيد الكتاب كاملا أو مجزا أو تسجيله على اشرطة
كاسيت أو ادخاله على الكمپيوتر أو برمجته على اسطوانات ضوئية الا بموافقة الناشر خطبها.
الطبعة الاولى 1417 ه - 1997 م دار الكتب العلمية بيروت - لبنان(1/2)
بسم الله الرحمن الرحيم وما توفيقي الا بالله عليه توكلت (1) ذكر الينا الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود بن الحسن بن هبة الله (بن محاسن) (2) ابن النجار البغدادي منها قال: 1 - عبد المغيث بن زهير (3) بن علوي، أبو العز بن ابي حرب (4): من اهل الحربية، سمع الحديث الكثير، وطلب بنفسه ببغداد، وقرأ على المشايخ، وحصل الاصول (5)، ولم يزل يفيد الناس الى حين وفاته، وكان متدينا (6) صالحا، صدوقا، أمينا، حسن الطريقة، جميل السيرة، حميد الاخلاق.
سمع ابا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وابا العز احمد بن عبيد الله بن كادش وابا غالب احمد وابا عبد الله يحيى ابني ابي علي ابن البناء وابا الحسين محمد بن محمد ابن الحسين بن الفراء وابوي بكر محمد بن الحسين المزرقي (7) ومحمد بن عبد الباقي الانصاري وابا القاسم هبة الله بن احمد بن عمر الحريري وابا القاسم اسماعيل بن احمد ابن عمر السمرقندي وابا منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد القزاز (8) وابا * هامش * (1) العبارة في الاصل، (ج) فقط.
(2) ما بين المعوقتين زيادة من تذكرة الحفاظ.
(3) في الاصل، (ب): (ابن زهير بن زهير).
(4) انظر: البداية والنهاية 12 / 328.
وشذرات الذهب 4 / 275.
والعبر 4 / 249.
والاعلام 4 / 300.
(5) (سمع الحديث الكثير، وطلب بنفسه ببغداد، وقرأ على المشايخ وحصل الاصول) ساقطة من (ج).
(6) في الاصل: (مستدينا).
(7) في (ب): (المررني) تصحيف.
(8) في الاصل: (الغر).
وفي (ب): (الفزاز).
وفي (ج): (الفراء) والتصحيح من تذكرة الحفاظ.
(*)(1/3)
الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام وأبا البركات (1) عبد الوهاب بن المبارك الانماطي وخلقا كثيرا غيرهم.
ولم يزل يسمع حتى سمع من اقرانه، وبورك له حتى حدث بجميع مروياته، وسمع منه الكبار، وحدثنا عنه (2) جماعة.
اخبرنا أبو الفتوح داود بن معمر بن عبد الواحد بن الفاخر القرشي باصبهان قال: أنبأنا عبد المغيث بن أبي حرب بن زهير الحربي بقراءتي عليه وانا اسمع في داره بالحربية من غربي بغداد في ذي القعدة سنة ثمان وخمسين وخمسمائة قال: أنبأنا أبو بكر بن الحسين الفرضي.
وأنبأنا أبو احمد عبد الوهاب بن علي الامين، أنبأنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد القزاز (3) قالا: أنبأنا أبو جعفر ابن المسلمة، أنبأنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنبأنا القاضي أبو عبيد علي (4) بن الحسين بن حرب، حدثنا أبو السكين البلدي، حدثني محمد بن سكين مؤذن بني شقرة (5)، حدثني عبد الله بن بكير
الغنوي (6) عن محمد بن سوقة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: تخلف قوم عن صلاة العشاء الاخرة فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما خلفكم ؟) قال: فسكتوا فأعاد عليهم، فقالوا: يا رسول الله ! وقع بيننا (7) لحاء (8) وكلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا صلاة لمن سمع النداء ولم يأته الا من علة) (9).
سمعت ابا عبد الله محمد بن سعيد الحافظ يقول: تسألت عبد المغيث بن زهير * هامش * (1) في الاصل، (ب) (وابي البركات).
(2) في (ب): (وحد عنه).
(3) في الاصل: (الفزاز) وفي (ب) بلا نقط.
(4) في (ج): (أبو عبيد بن علي) (5) في الاصل، (ج): (بني شفرة).
وفي (ب): (بني سفرة).
والتصحيح من الجرح والتعديل.
(6) في الاصل: (الغزى).
وفي (ب)، (ج): (العنزي)، والتصحيح من الجرح والتعديل.
(7) في (ب): (نسمع بيننا).
ومكانها بياض في الاصل.
(8) في (ب): (لحا) ومكانها بياض في الاصل.
(9) انظر الحديث في: سنن الدارقطني (1 / 420).
والاحاديث الضعيفة (183).
والتاريخ الكبير (1 / 111).
وكنز العمال (20363)، (20364).
(*)(1/4)
الحربي عن مولده، فقال: في سنة خمسمائة - ان شاء الله.
وتوفي يوم الاحد ثالث عشرى محرم سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة، وصلى عليه الخلق الكثير في اليوم المذكور بالحربية، ودفن بدكة (1) ابي عبد الله احمد بن حنبل مع الشيوخ الكبار.
2 - عبد المغيث بن عبد العزيز بن عبد المغيث بن احمد بن المغيث، أبو الحسن
التنوخي: من اهل الانبار، قدم بغداد وسمع بها القاضي ابا القاسم (2) علي بن المحسن التنوخي وغيره، ثم قدمها بعد خلو سنة (3) وحدث بها (4) في شهر ربيع الاول سنة ست وتسعين واربعمائة، فسمع منه أبو نصر محمود بن الفضل وابو طاهر السلفي الاصبهانيان وابو عبد الله البلخي وهزارست (5) بن عوض الهروي وابو الفضائل (6) ابن الخاضبة.
قرأت على المرتضى بن حاتم بمصر عن ابي طاهر احمد بن محمد السلفي قال: أنبأنا أبو الحسن عبد المغيث بن عبد العزيز التنوخي الانباري - قد م علينا بغداد - بقراءتي عليه، حدثنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي - املاءا، وأنبأنا أبو علي بن ابي القاسم بن ابي علي وابو حامد عبد الله بن ابي عبد الله الوكيل قالا: أنبأنا محمد بن عبد الباقي البزاز، أنبأنا الحسن بن علي الجوهري قالا: أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد ابن احمد بن كيسان النحوي، حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي، حدثنا عبد الواحد، حدثنا حماد بن سلمة، أنبأنا أبو قزعة الباهلي عن حكيم بن معاوية عن ابيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما من مولى يأتي مولى له فيسأله (7) من فضل ما عنده فينجهه الا جعل * هامش * (1) في الاصل، (ب) بدون نقط.
(2) في (ب): (أبو القاسم).
(3) في (ب): (بعد علو سنة).
(4) في الاصل: (وحدثه بها).
(5) في (ب) بلا نقط.
(6) في الاصل: (وهو الفضائل).
(7) في (ب): (مولى له فيسا من فضل).
(*)(1/5)
الله له شجاعا يوم القيامة ينهشه قبل القضاء) (1).
قال السلفي: عبد المغيث هذا كان من اعيان اهل بلده ومتميزهم موقرا بينهم لصلاحه وديانته (2)، ووفور عقله، وقد سمع ببغداد التنوخي وغيره.
3 - عبد الملك بن ابراهيم بن احمد، أبو الفضل (3) الفرضي المقرئ المعروف بالمقدسي (4).
من اهل همدان، سكن بغداد الى حين وفاته، وكان يتولى (5) بقطيعة الكرخ، وكان فقيها فاضلا على مذهب الشافعي، واماما في الفرائض والحساب وقسمة التركات، واليه مرجوع الناس في ذلك وعليه معتمدهم، وكان من الصلاح والعبادة والنسك والزهد والورع والعفة والنزاهة على طريقة اشتهر بها وعرفها الخاص والعام، وأرية على ان يلي قضاء القضاة فامتنع.
سمع بهمدان ابا نصر عبد الواحد بن هبيرة بن عبد الله العجلي، وابا الفضل (6) عبد الله بن عبدان الفقيه، وبامل طبرستان ابا محمد عبد الرحمن بن احمد الروياني (7) المفسر وابا محمد عبد الله بن جعفر الحنازيى (8) وابا سعيد (9) الحسن بن علي بن احمد ابن ابراهيم بن بحر السقطي، وبالبصرة ابا علي الحسن بن علي (10) بن محمد بن موسى الشاموخي، وحدث باليسير، روى عنه أبو القاسم بن السمرقندي، وعبد الوهاب الانماطي، وابو منصور بن الرزاز (11).
* هامش * (1) انظر الحديث في: مسند الامام احمد (5 / 3).
والمعجم الكبير للطبراني (19 / 4 25)، (427).
(2) في كل النسخ: (لصلاحه وديانه).
(3) في (ج): (بن الفضل).
(4) انظر: لسان الميزان 4 / 57.
(5) في الاصل: (وكان يقول).
وفي (ب): (وكان يتول).
(6) في (ب): (وابا الفضا).
(7) في الاصل، (ب) بلا نقط.
(8) في (ب): (الحناري).
(9) في كل النسخ: (وابا احمد) والتصحيح من الانساب للسمعاني.
(10) (الحسن بن عليى) سقط من (ج).
(11) في الاصل بلا نقط.
(*)(1/6)
اخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي الخياط، أنبأنا أبو منصور سعيد بن محمد ابن عمر الرزاز الفقيه (قال: حدثنا الامام - (1)) الزاهد أبو الفضل عبد الملك بن ابراهيم بن احمد المقدسي المعروف بالهمداني من لفظه في شهر رمضان من سنة ست وثمانين واربعمائة قال: حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي بن احمد بن ابراهيم بن بحر السقطي بتستر في صفر سنة ثلاث واربعمائة، حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن ادريس بن بحر بن سختويه املاء سنة خمس وسبعين وثلاثمائة (2) حدثنا أبو سعيد الحسن بن عثمان، حدثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن واقد، حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن اسلم عن ابيه عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس على اهل لا اله الا الله وحشة في قبورهم ولا في محشرهم ولا في منشرهم، وكاني بأهل لا اله الا الله وقد خرجوا من قبورهم ينفضون التراب عن رؤوسهم ويقولون: (الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن ان ربنا لغفور شكور) (3).
اخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت ابا سعد (عبد الكريم (4)) بن (محمد ابن منصور) (5) السمعاني يقول: سمعت ابا العباس الخضر بن مروان الفارقي يقول: سمعت ابا الحسن احمد بن عبد الله الابنوسي يقول: سمعت شيخي ابا الفضل الهمداني
يقول: خرجت من همدان ولم اخلف بها احدا أعرف بالفرائض بجلال قدرهم وغزارة علمهم، ثم (6) قال ابن الابنوسي: وكان الهمداني ينسب الى الاعتزال والنصر ة لرأيهم.
كتب الي أبو مسلم احمد بن شيرويه بن شهردار بن شيرويه بن شهر دار الديلمي قال: أنبأنا جدي أبو منصور شهردار (بن شيرويه) (7)، أنبأنا والدي في كتاب * هامش * (1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل، وأثبت من (ب) 7 (ج).
(2) (وثلاثمائة).
سقط من (ج).
(3) انظر الحديث في: كشف الخفا 2 / 240.
ومجمع الزوائد 10 / 82، 333.
واتحاف السادة المتقين 5 / 10.
(4) ما بين المعقوفتين زيادة من تذكرة الحفاظ.
(5) ما بين المعقوفتين زيادة من تذكرة الحفاظ.
(6) (ثم) ليس في (ج).
(7) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل، (ب).
(*)(1/7)
(طبقات الهمدانيين) له قال: عبد الملك بن ابراهيم بن احمد الفقيه الفرضي أبو الفضل المعروف بالمقدسي سكن بغداد، سمعت منه وكان اماما زاهدا.
قرأت في كتاب (الفنون) لابي الوفاء علي بن عقيل الفقيه بخطه قال (1): أبو الفضل الهمداني كان شيخا عالما في فنون اللغة والعربية والفرائض والحساب، واكبر (2) علمه الفقه، وكان على طريقة السلف، زاهدا ورعا، متدينا، وكان شافعيا.
اخبرنا جعفر بن علي الهمداني بالاسكندرية قال: أنبأنا أبو طاهر احمد بن محمد السلفي قال: سألت ابا غالب شجاع بن فارس الذهلي عن ابي الفضل الهمداني
فقال: امام، مدرس، عارف بالفقه والفرائض، وله تصنيف في الفرائض، كتب عنه الناس، وكان يذهب الى الاعتزال (3)، حضرته وعلقت عنه شيئا من الفقه.
ذكر أبو الحسن محمد بن عبد الملك بن ابراهيم الهمداني في تاريخه ان والده توفي في ثامن عشر شهر رمضان سنة تسع وثمانين واربعمائة، قال: وكان يدرس العلوم الشرعية والادبية، ومما انتشرت تصانيفه فيه تعلم الفرائض والحساب، ومن جملة ما كان على حفظه مجمل اللغة لابن فارس وغريب الحديث لابي عبيد، وتوفي وقد قارب الثمانين، ولم يكن يخبر بمولده، ولم نعرف انه اغتاب احدا قط أو ذكره بما يستحي منه، وكان الوزير أبو شجاع (4) لما نص على والدي في ان يلي (5) قضاء القضاة امتنع (6) من الدخول في ذلك، واعتذر بالعجز وعلو السن، وقال: لو كانت ولايتي متقدمة لاستعفيت منه (7) اليوم، وأنشد: إذا المرء اعيته (8) السيادة ناشئا فمطلبها كهلا عليه شديد * هامش * (1) (قال) تكررت في (ب).
(2) في (ب): (واكثر علمه الفقه).
(3) في (ب): (وكان يذهب الى اعتزال).
(4) في هامش (ب): (أبو شجاع محمد بن الحسين بن عبد الله).
(5) في (ج): (في ان تلي قضاء).
(6) في كل النسخ: (فامتنع).
(7) في (ج): (لا ستعفيت منها).
(8) في (ب): (إذا المرء عيقه).
(*)(1/8)
قرأت بخط ابي على احمد بن محمد البرداني قال: مات الشيخ أبو الفضل عبد الملك
ابن احمد المقدسي، المعروف بالهمداني الفقيه الشافعي في ليلة الاربعاء التاسع عشر من شهر رمضان من سنة تسع وثمانين واربعمائة، ودفن في مقبرة الشونيزي - رضي الله عنه وكرم وجهه، وكان زاهدا صالحا اماما في علم الفرائض والمواريث والفقه وخلاف الفقهاء.
4 - عبد الملك بن احمد بن الحسن بن جعفر بن رجاء، أبو طاهر السيوري: سمع القاضي ابا عبد الله الحسين بن علي بن بطحا وابا بكر احمد بن محمد بن الصقر المعروف بابن النمط الزاهد وأبا عبد الله احمد بن محمد بن كردي وابا عبد الله احمد بن عبد الله بن الحسين المحاملي وابا علي الحسن بن احمد بن عثمان الصيرفي وعبيد الله بن احمد بن عبد الاعلى الرقي الفقيه وابا عمرو عثمان بن محمد بن يوسف ابن دوست العلاف والقاضي ابا العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي وابا بكر (1) محمد بن عمر بن بكير النجار ومحمد بن عمر بن القاسم النرسي وابا طاهر عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب وابا محمد (2) الحسن بن محمد الخلال وعبد الملك بن عمر بن خلف الرزاز والقاضي ابا يعلى محمد بن الحسين بن الفراء، وأبا بكر محمد بن علي بن موسى الخياط المقرئ وغيرهم، وخرج له أبو الفضل احمد بن الحسن ابن خيرون فوائد عن شيوخه وحدث بها، فسمعها منه أبو بكر بن الخاضبة وعبد الجليل بن محمد الساوي، وروى عنه عبد الوهاب الانماطي وابو محمد عبد الله بن علي بن احمد المقرئ، وكان شيخا صالحا.
أخبرنا عبد الوهاب بن علي الامين قال: أنبأنا أبو محمد عبد الله بن علي بن محمد المقرئ، أنبأنا أبو طاهر عبد الملك بن احمد بن الحسن السيوري، أنبأنا أبو محمد الحسن ابن محمد (3) الخلال، حدثنا أبو القاسم عبد العزيز بن عبد الله الفقيه الداركي املاء من كتابه قال: حدثنا جدي أبو علي الحسن بن محمد الداركي، حدثنا محمد بن حميد * هامش *
(1) في كل النسخ: (وأبوى طالب) والتصحيح من تذكرة الحفاظ.
(2) في كل النسخ: (وابوى محمد).
والتصحيح من تذكرة الحفاظ.
(3) (الحسن بن محمد).
ساقطة من (ب).
(*)(1/9)
الرازي، حدثنا اسحاق بن سليمان أبو يحيى الرازي، حدثنا الجراح الكندي، عن علقمة بن مرثد، عن ابي عبد الرحمن السلمي، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه) (1).
قرأت في كتاب ابي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أبو طاهر عبد الملك بن احمد السيوري في يوم الخميس الخامس والعشرين من جمادى الاخرة سنة احدى وثمانين واربعمائة ودفن في مقبرة باب الدير.
5 - عبد الملك بن احمد بن الحسين بن عليى بن عثمان بن قريش، أبو سعد القزاز (2).
من النصرية من اولاد المحدثين، تقدم ذكر ابيه وجده، سمع الشريف ابا الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون وابا محمد عبد الله بن محمد الصريفيني وابا القاسم علي بن احمد بن البسري وغيرهم، وحدث باليسير، روى عنه جماعة.
أنبأنا ذاكر بن كامل بن ابي غالب الخفاف قال أنبأنا أبو سعد (3) عبد الملك بن احمد بن الحسين بن قريش بقراءة اخي ابي بكر المبارك عليه وانا اسمع، واخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن هبة الله البواب قال: أنبأنا أبو غالب احمد بن الحسن بن البناء وابو الحسن علي بن عبيد الله بن (نصر) (4) الزاغوني، وأنبأنا عمر بن محمد المؤدب، أنبأنا أبو الحسن بن الزاغوني، وأنبأنا عبد الوهاب بن علي الامين، أنبأنا عبد الرحمن ابن محمد أبو منصور القزاز، قالوا جميعا: أنبأنا عبد الصمد بن علي بن المأمون، أنبأنا أبو الحسن الحربي، حدثنا احمد بن الحسن، حدثنا محمد بن عباد المكي، حدثنا حاتم
ابن اسماعيل، عن عبد الرحمن، عن عطاء، عن جابر بن عبد الله، عن ابيه قال: قال * هامش * (1) انظر الحديث في: سنن الترمذي 8.
29.
وسنن ابن ماجة 211، 212.
ومسند احمد 1 / 57، 69.
ومصنف عبد الرزاق 5995.
(2) في الاصل، (ج) (بن السري) تحريف، والتصحيح من الانساب للسمعاني.
(3) في الاصل: (أبو سيد) تحريف.
(4) ما بين المعقوفتين زيادة من تذكرة الحفاظ.
(*)(1/10)
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أخاف هل المدينة اخافه الله) (1).
قرأت في كتاب ابي بكر المبارك بن كامل بن ابي غالب الخفاف بخطه قال: توفى أبو سعد عبد الملك بن احمد بن قريش في رجب سنة احدى وعشرين وخمسمائة، ودفن في (مقبرة) (2) باب حرب (3).
6 - عبد الملك بن احمد بن عبد الله بن احمد بن الشوكي، أبو الخطاب (4).
كان خطيبا بالمحول، سمع ابا القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن محمد الحرقي وابا عبد الله الحسين بن محمد بن جعفر الخالع، وحدث باليسير، روى عنه أبو الفضل محمد بن عبد الله بن المهتدي (5) (بالله) (6) الخطيب وابو القاسم بن السمرقندي.
حدثنا عبد العزيز بن محمود بن الاخضر من لفظه قال: أنبأنا (7) أبو القاسم اسماعيل ابن احمد بن عمر السمرقندي قراءة عليه قال: أنبأنا عبد الملك بن احمد بن عبد الله الخطيب، أنبأنا الحسين - وهو ابن محمد بن جعفر الخالع - أنبأنا محمد - وهو ابن عمران المرزباني - حدثنا أبو بكر محمد - وهو ابن الحسن بن دريد - حدثنا السكن بن سعيد، عن محمد بن عباد، عن ابن الكلبي قال: اوصى عمير بن حبيب الخطمي - وكانت له صحبة - ابنه فقال: (يا بني اياك ومجالسة السفهاء، فان مجالستهم داء، انه من
يحلم عن السفيه يسر بحلمه (8)، ومن يحبه يندم، ومن لم يفز بقليل ما يأتي به السفيه يفز (9) بكثيره، ومن يصبر على ما يكره يدرك ما يحب، وإذا أراد * هامش * (1) انظر الحديث في: مسند احمد (3 / 393)، (4 / 55).
ومعجم الطبراني الكبير (7 / 169)، (171).
وصحيح ابن حبان (1039).
والترغيب والترهيب (2 / 232).
(2) مابين المعقوفتين زيادة من معجم البلدان.
(3) في كل النسخ: (باب خرب) تحريف.
(4) انظر: الانساب، للسمعاني 5 / 26.
(5) (عبد الله بن المهتدي) سقطت من (ج).
(6) ما بين المعقوفتين زيادة من تذكرة الحفاظ، والانساب.
(7) في (ج): (أنبا) في كل المواضع.
(8) في (ج): (يسر بحمله).
(9) (ج): (ما يأتي به السفيه يفر بكثيره) في الموضعين.
(*)(1/11)
احد (1) ان يأمر بالمعروف أو ينهى عن المنكر فليوطن نفسه على الاذى (2) وليوقن بالثواب).
أنبأنا أبو القاسم الازجي، عن ابي بكر محمد بن علي بن ميمون المقرئ قال: أنبأنا أبو الفضل احمد بن الحسن بن (احمد بن) (3) خيرون العدل قال: مات أبو الخطاب عبد الملك بن الشوكي خطيب المحول في ليلة السبت ودفن يوم السبت سلخ شهر رمضان سنة ست وسبعين واربعمائة، وكان ستيرا (4)، ذكر غيره انه دفن بالمحول.
7 - عبد الملك بن احمد بن عصام، أبو نصر المقرئ: قرأ القرآن على ابي بكر احمد بن موسى بن (العباس بن) مجاهد (العطشي) (5)
وروى عنه، قرأ عليه أبو الحسن علي بن طلحة بن محمد البصري المالكي وابو الحسن احمد بن محمد العتيقي وابو بكر محمد بن محمد بن اسماعيل الطاهري، ورواه عنه، وذكر المالكي انه قرأ عليه في سنة تسع وستين وثلاثمائة في مشرعة الزوايا درب فياض.
8 - عبد الملك بن احمد بن علي بن فتحان (6) بن منصور الشهرزوري، أبو البركات بن ابي بكر بن ابي الحسن المقرئ (7): من ساكني درب نصير، وهو اخو ابي نصر الحسن الذي تقدم ذكره، سمع أباه والقاضي ابا العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي، وأبا طالب بن غيلان، وابا محمد الخلال، وابا الحسين احمد بن علي التوزي، وأبا القاسم عبيد الله بن عمر بن احمد بن شاهين، وابا الحسن علي بن احمد بن حامد البزاز، وابا علي الحسن بن علي * هامش * (1) زيد في النسخ كلها: (عمر).
(2) في النسخ كلها: (عن الاذى).
(3) ما بين المعقوفتين زيادة من تذكرة الحفاظ.
(4) في الاصل، (ب): (وكان سترا).
(5) ما بين المعقوفتين زيادة من تذكرة الحفاظ (3 / 820).
(6) في الاصل بلا نقط، وفي (ب): (فنحان).
(7) انظر: لسان الميزان (1 / 310).
(*)(1/12)
(ابن محمد) (1) بن المذهب، وأبا طاهر محمد بن علي بن العلاف، وابا الحسن علي ابن عمر القزويني، وابا الحسن عليى بن محمد بن فرح، وابا نصر احمد بن مسرور صاحب ابي الحسين بن سمعون الواعظ، وابا محمد الحسن بن علي الجوهري، وأبا
الحسن علي بن احمد الملطي وغيرهم.
وجميع فضائل العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه في جزء وحدث به، سمع منه أبو بكر محمد بن طرخان (2) بن بلتكين بن مبارز (3) التركي، وابو الحسن (4) مكي بن عبد السلام الرميلي، وابو نصر احمد بن عمر الغازي.
قرأت على ابي بكر محمد بن حامد الضرير باصبهان، عن ابي نصر احمد بن عمر الغازي قال: أنبأنا أبو البركات عبد الملك بن احمد بن علي الفامي ويعرف (بابن الشهرزوري) بقراءتي عليه.
وأنبأنا عبد الوهاب بن علي الامين قال: أنبأنا هبة الله بن محمد بن الحصين قالا: أنبأنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان، حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ابراهيم الشافعي، حدثنا احمد بن الحسين الصوفي أبو الحسن، حدثنا محمد بن حرب (5) النشائي، حدثنا اسحاق الازرق (6) حدثنا مسعر، عن حبيب بن ابي ثابت، عن طاووس، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خفت الصبح فأوتر بركعة) (7).
قرأت في كتاب ابي نصر الغازي بخطه قال: مولد ابي البركات بن الشهرزوري في * هامش * (1) ما بين المعقوفتين زيادة من لسان الميزان، وشذرات الذهب.
(2) في الاصل،، (ج): (بن طرحان).
(3) في الاصل: (بحكم) وفي (ب)، (ج): (لحكم) والتصحيح من العبر (4 / 30).
(4) هكذا في كل النسخ، وفي الشذرات، والانساب، والعبر (أبو القاسم) وفي التذكرة: (أبو العباس).
(5) في الاصل: (بن خرب) وفي (ب)، (ج): (بن خرب) والتصحيح من التذكرة، والتهذيب.
(6) في (ج): (الارزق) تصحيف.
(7) انظر الحديث في: سنن الترمذي (597).
وسنن النسائي (3 / 228)، وسنن ابن ماجة (1219)، ومسند احمد (2 / 30)، (33)، (40)، (49)، (66)، (71)، (77)، (7 9)، (81)، (83)، (119)، (133)، (134)، (141)، (148)، (153)، (4 / 167)، (387).
(*)(1/13)
سنة اربع واربعمائة، قرأت بخط ابي عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو البلخي قال: مات أبو البركات عبد الملك بن احمد بن الشهرزوري (1) المقرئ يوم الاربعاء، ودفن يوم الخميس الثالث والعشرين من شعبان سنة سبع وسبعين واربعمائة.
9 - عبد الملك بن ازاروه بن عبد الله، أبو (2) المظفر الشاعر: ذكره أبو الفتوح عبد السلام بن يوسف الدمشقي في كتاب (انموذج الاعيان) من جمعه، فقال: دين، اديب، شاعر، شافعي المذهب، بغدادي، توفي سنة اثنتين وعشرين أو اربع وعشرين وخمسمائة، ودفن بباب حرب (3)، فمن شعره: فاض دمعي حتى إذا نفد الدمع جرى القلب في مجاري الدموع لا تلمني فدمع عيني جرى شوقا وقلبي من خيفة (4) التوديع قال: ومنه: نظرت من قد صبغ (5) في لونه شمسا وبدل من غرته (6) فحار قلبي عند تشبيهه فلم اقسه بسوى صورته قال: ومنه: أشارت بألطاف لطاف وأومأت بأنملة من ماء قلبي خضابها وأرخت نقابا بين طرفي وجهها فخلت بأن الشمس تحت نقابها 10 - عبد الملك بن جعفر بن الحسين، أبو العباس (7): من اهل سامراء، حدث عن ابي علي الحسن بن عرفة العبدي بحديث منكر، رواه عنه علي بن عمرو بن سهل الحريري.
* هامش * (1) في كل النسخ: (الشهزوري) تصحيف.
(2) في (ج): (بن المظفر).
(3) في (ب): (حزب) وفي الاصل، (ج): (خرب).
(4) في (ج): (من حتفه) تصحيف.
(5) في الاصل: (قد ضنع) وفي (ب)، (ج) (صنع) وما أثبتناه اقرب للمعنى.
(6) بياض في الاصل مكان (بدل).
(7) انظر: لسان الميزان 4 / 85.
وميزان الاعتدال 2 / 652 (5192).
(*)(1/14)
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الامين، عن محمد بن عبد الباقي الشاهد قال: أنبأنا الحسن بن علي الجوهري اذنا، عن ابي بكر احمد بن ابراهيم (بن الحسين) (1) بن شاذان قال: حدثني أبو الحسن علي بن عمرو بن سهل الحريري قال: حدثني أبو العباس عبد الملك بن جعفر بن الحسين: لقيته بتكريت وهو منحدر من الثغر يريد العراق وانا مصعد أريد (2) الجزيرة وسألته عن مولده فذكر ان مولده لثلاث خلون من شهر ربيع الاخر من سنة احدى وعشرين ومائتين بسر من رأى.
قال: حدثنا أبو علي الحسن العبدي بسر من رأى قديما، حدثنا يزيد بن هارون الواسطي، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: أهدي الى النبي صلى الله عليه وسلم زبد وعسل، فجاء علي بن أبي طالب فجلس، فقدمه النبي صلى الله عليه وسلم إليه فقال: (كل يا سيدي) (3) - وذكر الحديث بتمامه.
11 - عبد الملك بن حبيب، أبو القاسم البزاز الحنبلي: من ساكني العراق سوق السلاح، حدث عن ابي بكر احمد بن ابراهيم بن شاذان، روى عنه أبو علي بن البناء في مشيخته.
أنبأنا أبو الفرج الحراني، عن يحيى بن عثمان بن الشؤا (4) قال: أنبأنا أبو علي
الحسن بن احمد بن البناء قراءة عليه قال: أنبأنا أبو القاسم عبد الملك بن حبيب البزاز جارنا بسوق السلاح، أنبأنا أبو بكر احمد بن ابراهيم بن شاذان، حدثنا جبير بن محمد الواسطي، حدثنا محمد بن صالح البغدادي بن ابي السري، حدثنا عمر بن عبد الواحد (5) حدثنا اسحاق بن عبد الله، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: (من صام رمضان وستة ايام من شوال كان كصيام السنة كلها، الحسنة بعشر أمثالها) (6).
* هامش * (1) ما بين المعقوفتين زيادة تذكرة الحفاظ 3 / 1017.
(2) في كل النسخ: (نريد الجزيرة).
(3) انظر الحديث في: تنزيه الشريعة (1 / 405).
(4) هكذا في الاصل، (ج) وفي (ب): (السؤا).
(5) في الاصل، (ب): (عبد الواحد) (6) انظر الحديث في: صحيح البخاري 822.
وفتح الباري (4 / 223).
(*)(1/15)
12 - عبد الملك بن الحسن بن محمد بن اسحاق بن الازهر بن عبد الله، أبو نعيم بن ابي محمد الازهري (1): من اهل اسفرايين، سمع خال والده ابا عوانة يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم بن يزيد الاسفراييني، وروى عنه كتاب (المسند) من جمعه، روى عنه أبو محمد عبد الحميد بن عبد الرحمن بن محمد بن احمد البحيري (2) وغيره، وقدم بغداد حاجا وحدث بها، روى عنه أبو عبد الله محمد بن احمد بن ابراهيم بن ماسك (3) الارجاني في معجم شيوخه.
قرأت في كتاب (المعجم) لابي عبد الله الارجاني قال: أنبأنا أبو نعيم عبد الملك بن
الحسن بن محمد الاسفراييني - قدم بغداد حاجا - وأخبرنا أبو بكر القاسم بن عبد الله ابن عمر بن احمد بن الصفار بقراءتي عليه بنيسابور قال: أنبأنا أبو الاسعد هبة الرحمن (4) بن عبد الواحد (5) بن عبد الكريم بن هوازن القشيري قراءة عليه، أنبأنا عبد الحميد بن عبد الرحمن البحيري (6)، أنبأنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الازهري، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن اسحاق الاسفراييني، حدثنا العباس بن محمد، حدثنا روح ابن عبادة، حدثنا سعيد بن ابي عروبة عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو اهدي الي ذراع لقبلت ولو دعيت إليه لاجبت) (7).
أنبأنا أبو احمد الامين عن السيد ابي الغنائم الحسني قال: أنبأنا أبو عبد الرحمن الشاذياخي قال: سمعت الحاكم (أبا) (8) عبد الله النيسابوري يقول: توفي أبو نعيم ابن ابي محمد الحسن بن محمد ابن اخت ابي عوانة الاسفراييني باسفرايين يوم الاثنين * هامش * (1) انظر: شذرات الذهب (3 / 159).
(2) في الاصل: (الحرى) ومطموس في باب (ب).
(3) في كل النسخ بلا نقط، والتصحيح من الانساب.
(4) في كل النسخ (عبد الرحمن) والتصحيح من كتب الرجال.
(5) في كل النسخ (عبد الواحد) والتصحيح من تذكرة الحفاظ 4 / 1309.
(6) في الاصل (البحري).
(7) انظر الحديث في صحيح البخاري (3 / 201)، (32).
وسنن الترمذيى (1338).
ومسند احمد (2 / 479)، (481)، (512).
وفتح الباري (5 / 199)، (9 / 246).
(8) ما بين المعقفوتين سقط من كل الاصول.
(*)(1/16)
الثامن عشر من شهر ربيع الاول سنة اربعمائة.
13 - عبد الملك بن الحسن (بن احمد) (1) بن خيرون بن ابراهيم الدباس، أبو القاسم المقرئ: من ساكني درب نصير، والد ابي منصور محمد، واخو ابي الفضل احمد المقدم ذكرهما، كان مقرئا، مجودا، حسن الصوت بالقرآن، وكان صالحا، متدينا، متعففا.
سمع ابا علي الحسن بن احمد بن شاذان وابا بكر احمد بن محمد بن غالب البرقاني وأوي القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي وعبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران، وحدث باليسير، روى عنه ابنه أبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون (2).
أنبأنا عبد الله بن احمد بن ابي المجد الحربي وعبد العزيز بن أزهر الوكيل قالا: أنبأنا عبد الوهاب (بن) (3) المبارك الانماطي قراءة عليه قال: أنبأنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران املاء، أنبأنا أبو الحسن احمد بن اسحاق بن نيخاب (4) الطيي، حدثنا الحسن بن علي بن زياد التستري (5)، حدثنا محمد بن يوسف الزبيدي، أنبأنا أبو قرة موسى بن طارق عن الثوري عن ابي عباد (6) عن سعيد بن ابي سعيد المقبري عن ابي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (انكم لا تسعون الناس بأموالكم ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق) (7).
اخبرناه عاليا أبو الفضل محمد بن ابي نصر بن غانم بن خالد بن عبد الواحد (8) * هامش * (1) ما بين المعقوفتين زيادة من تذكرة الحفاظ 4 / 1207.
(2) في كل النسخ: (أبو منصور محمد بن عبد الوهاب الانماطي، والتصحيح من تذكرة الحفاظ (4 / 1207).
(3) ما بين المعقوفتين سقط من كل النسخ، وهو زيادة من تذكرة الحفاظ (4 / 1282).
(4) في كل النسخ (بن تيجان) والتصحيح من تذكرة الحفاظ.
(5) في الاصل: (التشتري).
(6) في الاصل: (عن ابي عياذ) تحريف.
(7) انظر الحديث في: المستدرك (1 / 124).
وكشف الخفا (1 / 252).
والاحاديث الضعيفة (634).
وحلية الاولياء.
(1 / 25).
وتاريخ اصبهان (1 / 72).
وميزان الاعتدال (4353).
(8) في الاصل: بن عبد الواحد.
(*)(1/17)
التاجر باصبهان قال: أنبأنا جدي غانم قراءة عليه،، أنبأنا أبو الطيب عبد الرزاق بن عمر التاجر، أنبأنا أبو بكر محمد بن ابراهيم بن علي بن المقرئ، أنبأنا أبو سعيد المفضل ابن محمد (بن ابراهيم) (1) الجندي قال: ثنا أبو حمة (2) محمد بن يوسف الزبيدي فذكره.
أنبأنا أبو القاسم الازجي عن ابي بكر محمد بن علي بن ميمون قال: أنبأنا أبو الفضل احمد بن الحسن بن خيرون قراءة عليه قال: توفي أبو القاسم عبد الملك في ليلة السبت، ودفن يوم السبت الثامن والعشرين من ذي الحجة سنة ثمانين واربعمائة عن ثمانين سنة ودفن بباب حرب (3).
14 - عبد الملك بن الحسين بن احمد بن خيران، أبو نصر المقرئ الشافعي.
من اهل الحريم الطاهري (5)، كان شيخا صالحا، ملازما للصيام وتلاوة القرآن، سمع ابا بكر احمد بن عمر بن احمد بن الاسكاف العتابي وأبا الحسن محمد بن طلحة النعال، وحدث باليسير، روى عنه محمد بن احمد بن الحسن بن الطويل واحمد بن الحسين بن احمد القطان المقدسي.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الامين قال: أنبأنا أبو علي الحسن (6) بن احمد بن محبوب اذنا قال: أنبأنا أبو بكر احمد بن محمد بن الحسن بن الطويل الصياد، أنبأنا أبو نصر عبد الملك بن الحسين بن خيران، أنبأنا أبو بكر احمد بن عمر بن احمد والمعروف بان الاسكاف قراءة عليه وأنا اسمع في شهر ربيع الاول سنة خمس عشرة واربعمائة
بشارع العتابيين، قال: حدثنا عثمان بن احمد بن عبد الله الدقاق، حدثنا الحسن بن سلام السواق، حدثنا محمد بن مقاتل، حدثنا خالد بن عبد الرحمن المخزومي عن * هامش * (1) ما بين المعقوفتين زيادة من تذكرة الحفاظ 2 / 756.
(2) في الاصل: (أبو جمة) تصحيف.
(3) في كل النسخ: (بباب خرب).
(4) في (ج) (بن حيران).
(5) في كل النسخ: (الظاهري) تصحيف.
(6) في (ج): (الحسين).
(*)(1/18)
سفيان الثوري عن عاصم عن علي رضي الله عنه قال: عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (ما من مريض لم يحضر أجله تعوذ (1) بهذه الكلمات الا خفف الله عنه (بسم الله العظيم، أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم ان يشفيه) (2) سبع مرات.
أنبأنا أبو القاسم الازجي عن ابي بكر محمد بن علي بن ميمون الدباس قال: أنبأنا أبو الفضل احمد بن الحسن بن خيرون العدل (3) قراءة عليه قال: توفي أبو نصر عبد الملك بن خيران (4) في ليلة الخميس التاسع من جمادى الاولى سنة اثنتين وسبعين واربعمائة، ودفن يوم الخميس بباب حرب (5)، وكان من أهل القرآن والدين، قيل: انه كان يسرد الصوم، وانه كان يختم في كل يوم ختمة.
15 - عبد الملك بن الحسين بن علي بن الخليل، أبو عبد الله.
سمع ابا القاسم عبد الباقي بن محمد بن احمد الصحان، وحدث باليسير، روى عنه أبو القاسم بن السمرقندي.
كتب الى أبو الفتح الخطيب قال: أنبأنا أبو سعد بن السمعاني قراءة عليه، أنبأنا
اسماعيل بن احمد بن عمر الحافظ، أنبأنا عبد الملك بن الحسين الخليلي، أنبأنا عبد الباقي بن محمد بن احمد الطحان قراءة عليه وأنا اسمع، أنبأنا أبو علي محمد بن احمد بن الحسن الصواف، حدثنا (أبو جعفر) (6) محمد بن عثمان العبسي، حدثنا عمي القاسم، حدثنا المعلى بن عبد الرحمن بن عبد الحميد (7) بن جعفر عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني (8) عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يرى امرؤ من أخيه عورة فيسترها الا أدخله الله الجنة) (9).
* هامش * (1) في الاصل: (يعوذ).
(2) انظر الحديث في: كشف الخفا 1 / 137.
وكنز العمال 25965، 8، 284.
(3) في (ج): (المعدل).
(4) في (ج): (بن حيران).
(5) في كل النسخ (بباب خرب).
(6) ما بين المعقوفتين زيادة من تذكرة الحفاظ وغيره.
(7) في (ج): (المعلى بن عبد الرحمن بن عبد الحميد).
(8) في (ب): (مريد عن عبد الله البرني) تحريف.
وفي (ج) والاصل: (مرثد عن عبد الله البرني) تحريف.
وما أثبتناه من تذكرة الحفاظ وغيره.
(9) انظر الحديث في: المعجم الكبير للطبراني (17 / 288).
وكنز العمال (6397).
ومجمع الزوائد (6 / 446).(1/19)
قرأت في كتب ابي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أبو عبد الله عبد الملك بن علي بن الخليل في المحرم سنة احدى وتسعين واربعمائة.
16 - عبد الملك بن الحسين الوراق ذكر أبو طاهر احمد بن الحسن الكرخي في تاريخه - ونقلته من خطه - انه مات في
يوم الجمعة لعشر بقين من شهر رمضان سنة سبعين واربعمائة، ودفن من يومه بباب حرب (* 1.
17 - عبد الملك بن حميد، مولى حاتم بن النعمان الباهلي (2): من اهل حران، كان كاتبا متقدما، قلده المنصور كتابته ودواوينه، وكانت له عنده منزلة رفيعة، ولما بنى مدينة السلام قسمها ارباعا، فجعل الربع منها الى عبد الملك بن حميد الكاتب، ولعبد الملك قطيعة وربض يعرف به في الجانب الغربي، ولم يزل على حاله (3) الى ان لحقته علة من نقرس لحقه (4) فلزم منزله.
يحكى ان ابا دلامة لما أنسد المنصور أبياته التي يقول فيها: هبت تعاتبني من بعد رقدتها ام الدلامة لما هاجها الجزع (5) قالت تبغ لنا نخلا ومزدرعا كما لجيرتنا نخل ومزدرع خادع خليفتنا عنها بمسألة ان الخليفة للسؤال ينخدع * هامش * (1) وقع في كل النسخ: (بباب خرب).
(2) انظر: معجم البلدان 2 / 232.
(3) في (ب): (على نكاله) تحريف.
(4) في (ب): (من نقرس لحقة).
(5) في الاصول: (لما جاءها) والتصحيح من كتاب الوزراء، ص 96.
والبيت في الاغاني (10 / 237) مختلف عنه.
انظر الابيات في الاغاني 10 / 237، 238.
(*)(1/20)
فامر المنصور عبد الملك بن حميد ان يقطعه خمسمائة جريب عامرة (1) وخمسمائة جريب (2) غامرة (3)، فقال أبو دلامة: أما العامر (4) فقد عرفته فما الغامر ؟ قال: مالا يدركه الماء الا بمشقة، ولا يسقى الا بالمئونة والكلفة، فقال أبو دلامة: أشهد أمير
المؤمنين ومن حضر أني قد أقطعت عبد الملك بادية بني اسد كلها، (فضحك المنصور وقال: اجعلها يا عبد الملك عامرة كلها) (5)، فقال أو دلامة لابي جعفر: تأذن (6) لي في تقبيل يدك، فلم يفعل ومنعه، فقال: ما منعني (7) شيئا أقل ضررا على عيالي من هذا.
ذكر هذا كله محمد بن عبدوس الجهشياري في (كتاب الوزراء) من جمعه.
18 - عبد الملك بن رافع بن محمد الهروي الشيباني، أبو المعالي، القاضي: سمع ابا محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصريفيني، وحدث بيسير، سمع منه أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو البلخي وأبو بكر المبارك بن (كامل) (8) الخفاف وسعد الله بن محمد بن طاهر الدقاق.
وذكر ابن كامل فيما نقلته من خطه أنه مات ليلة الجمعة ثاني شهر ربيع الاول سنة ثلاث عشرة وخمسمائة.
19 - عبد الملك بن روح بن احمد بن محمد بن احمد بن صالح الحديثي (9)، أبو المعالي بن قاضي القضاة أبي طاهر (10): * هامش * (1) في كل النسخ: (غامرية).
والتصحيح من الاغاني.
(2) (جريب) سقطت من (ب).
(3) في كل النسخ: (غامر).
(4) في كل النسخ: (الغامر) والتصحيح من الاغاني.
(5) ما بين المعقوفتين زيادة من الاغاني وتاريخ بغداد.
(6) في (ب): (فأذن لي) وفي كتاب الوزراء: (أتأذن لي).
(7) في الاصل، (ج): (ما منعتني).
(8) ما بين المعقوفتين زيادة من تذكرة الحفاظ (4 / 1297).
(9) انظر: معجم البلدان (3 / 236).
(10) في كل النسخ هكذا، وفي معجم البلدان (أبي طالب).
(*)(1/21)
تقدم ذكر (1) والده، شهد عند أبيه في اليوم الثاني من ولايته لقضاء القضاة، وهو يوم السبت الثاني والعشرون (2) من ربيع الاخر من سنة ست وستين وخمسمائة، ثم استنابه والده على الحكم والقضاء لحريم (3) دار الخلافة، فبقى على ذلك مدة ولاية أبيه، وجرت اموره على السداد والاستقامة، وكان حسن الطريقة، جميل السيرة، مرضي الافعال، زاهدا، عابدا، عفيفا، نزها، ورعا، متدينا، تاركا للتكلف، متواضعا في جميع أحواله.
سمع الحديث من جده ابي نصر احمد، ومن ابي عبد الله محمد بن محمد بن احمد ابن السلال الوراق، وأبي القاسم علي بن عبد السيد بن محمد ابن الصباغ، وأبي بكر احمد بن علي بن عبد الواحد الدلال، وأبي الفضل محمد بن عمر بن يوسف الارموي، وأبي عبد الله محمد بن عبد الله بن نصر بن الزاغوني، وأبي منصور أبو شبكين (4) ابن عبد الله الرضواني، وابي الفضل محمد بن ناصر الحافظ وأبي الفتحر عبد الملك بن ابي القاسم بن أبي سهل الكروخي وغيرهم، انتقى (5) له الشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي جزء من مسموعاته، وأسمعه منه (6) ومعه صبيح الحبشي، وروى عنه شيخنا عبد الملك بن ابي محمد البرداني.
أخبرني أبو عبد الله محمد بن سعيد الحافظ قال: أنبأنا عبد الملك بن أبي محمد بن أبي الغنائم بن البرداني الصوفي، أنبأنا القاضي أبو المعالي عبد الملك بن روح بن الحديثي ببغداد، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد بن السلال، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سياوش.
وأنبأنا أبو كليد عبد الله بن مسلم بن ثابت البزاز، أنبأنا أبو المكارم احمد بن عبد
* هامش * (1) في كل النسخ: (تقدم ذكره) تحريف.
(2) هكذا فيى كل النسخ، ومقتضى السياق يجب ان يكون الثاني عشر، (راجع معجم البلدان) (3 / 236).
(3) في الاصل: (لجريم دار الخلافة) تصحيف.
(4) هكذا في جميع النسخ.
(5) في الاصل، (ج): (انتفا).
(6) في الاصل، (ب): (وسمعه منه).
(*)(1/22)
الباقي بن منازل الشيباني وابو يوسف بن المبارك بن كامل الخفاف، أنبأنا أبو محمد المبارك بن احمد بن بركة الكندي قالا: أنبأنا أبو الحسين عاصم (1) بن الحسن بن عاصم.
وأنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد الصوفي بهراة، أنبأنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ابن محمد الشحامي، أنبأنا أبو عمرو المسيب بن محمد الارغياني (2).
وأنبأنا أبو بكر احمد بن سعيد الصوفي بأصبهان، أنبأنا أبو بكر محمد بن احمد بن الباغبان (3)، أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن (اسحاق بن محمد بن يحيى) (4) ابن منده (5)، قال ابن سياوش وعاصم والمسيب وابن منده: أنبأنا أبو عمر عبد الواحد (ابن محمد) (6) بن عبد الله بن مهدي الفارسي، حدثنا الحسين بن اسماعيل المحاملي، حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه (7) حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا الثوري، حدثنا الاعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام أحب (8) الى الله فيهن العمل - أو قال: أفضل فيهن العمل - (من) (9) أيام العشر)، قيل: يا رسول الله ! ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال: (ولا الجهاد في سبيل الله
الله لا رجل خرج بماله ونفسه فلا يرجع من ذلك بشئ) (10).
سمعت أبا الحسن علي بن احمد بن محمد بن ملاعب القواس جارنا يقول: كان القاضي عبد الملك بن الحديثي يخرج من دار والده قاضي القضاة راكبا بالعمامة الكبيرة والقميص والطيلسان، والوكلاء والركابية بين يدي فرسه الى باب منزله، فإذا * هامش * (1) (عاصم بن) ساقطة من (ج)، وفي الاصل بياض مكان (عاصم).
(2) في كل النسخ (الارعياني) تصحيف.
(3) في الاصل: (الناغبان).
(4) ما بين المعقوفتين من تذكرة الحفاظ، ومكانه بياض في الاصل، (ج).
(5) في الاصل، (ج): (بن مسنده).
(6) ما بين المعقوفتين زيادة من تذكرة الحفاظ.
(7) في كل النسخ: (بن زنجري) تصحيف.
(8) في كل النسخ: (ما من أيام العمل أحب) وليست في البخاري.
(9) ما بين المعقوفتين زيادة من البخاري.
(10) انظر الحديث في: مسند احمد (2 / 161).
والمعجم الكبير للطبراني (2 / 13).
(*)(1/23)
نزل ودخل داره ذهبت الجماعة، وخرج هو من مزله ماشيا وعليه ثياب قصيرة مختصرة صغيرة الاكمام وعمامة لطيفة والمصلى على كتفه (1)، حتى يأتي مسجده بالسوق فيقف على بابه ويؤذن بالصلاة، ثم يدخل المسجد فيصلي التحية والسنة، ثم يخرج وقيم الصلاة ويصلي بالناس اماما، وكان يسحر الناس في ليالي شهر رمضان، وكانت له معرفة حسنة بالمواقيت.
بلغنا ان القاضي عبد الملك بن الحديثي خرج الى الحج في سنة تسع وستين
وخمسمائة فحج وعاد الى بغداد في سنة سبعين، ودخلها في صفر وقد توفي والده قاضي القضاة، (فعرض عليه منصب قضاء القضاة) (2) فلم يجب واعتذر، وتردد الكلام في ذلك أياما، ومرض وتوفي في يوم الاحد الرابع والعشرين من صفر (من سنة سبعين) (3) ودفن عند والده بحاج ظفر - رحمة الله عليهما.
20 - عبد الملك بن شجاع بن ابراهيم بن عبد العزيز بن المرزبان (4) البغوي، أبو محمد الشاهد المعروف بابن الخراساني: نسيب ابي القاسم البغوي المحدث، كان من الشهود ببغداد، ومن بيت (5) الحديث والرواية، ولم يبلغني له رواية، كان مولده في سنة احدى وستين ومائتين، وتوفي لية الجمعة لاحدى عشرة ليلة بقيت من شهر رجب سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
ذكره القاضي أبو العباس احمد بن بختيار بن الماندائي (6) الواسطي في كتاب (تاريخ القضاة والحكام) من جمعه.
* هامش * (1) في (ب): (على كيفية) تحريف.
(2) ما بين المعقوفتين زيادة في المطبوعة.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(4) في (ب): (بن المرزمان).
(5) في (ج): (ومن ثبت الحديث).
وفي (ب): (من بيت الحديث).
(6) في كل النسخ: (المانداي).
والتصحيح من (المشتبه) (2 / 624).
(*)(1/24)
21 - عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو عبد الرحمن الهاشمي (1): أخو عبد الله بن صالح الذي ذكره الخطيب في التاريخ، كان من رجالات قريش
وكفاتهم (2)، ولى المدينة والصوائف (3) في أيام الرشيد، ثم ولاه دمشق بعد السندي ابن شاهك، ثم حبسه حبسة لوثوبه (4) على الخلافة، ثم أطلقه الامين وولاه الشام والجزيرة، روى عنه ابيه وعمه سليمان بن علي ومالك بن أنس الفقيه، روى عنه ابنه علي وفليح بن سليمان وعبد الله بن عمرو الاسدي وعبد الملك بن قريب الاصمعي.
قال أبو بكر الصولي: كان عبد الملك أفصح الناس وأخطبهم، ولم يكن في دهره مثله في فصاحته وصيانته وجلالته، وله شعر ليس بالكثير، وأخبار حسان.
قرأت على المتوكلي عن محمد بن عبيد الله أن (5) علي بن احمد أخبره عن أبي احمد الفرضي عن الصولي قال: حدثنا الغلابي (6) حدثنا عبد الله بن الضحاك عن الهيثم بن عدي قال: لما ولى الرشيد عبد الملك بن صالح المدينة، فقيل ليحيى بن خالد: كيف ولاه (7) المدينة من بين عماله (8) ؟ قال: احب ان يباهي به (9) قريشا ويعلمهم (10) أن في بني العباس مثله.
* هامش * (1) انظر: النجوم الزاهرة (2 / 90)، (151).
وتاريخ ابن خلدون (3 / 236).
والكامل لابن الاثير (6 / 85).
وفوات الوفيات (2 / 27).
وزبدة الحلب (1 / 64).
ورغبة الامل (5 / 125).
والاعلام (4 / 304).
وفي كل النسخ زيادة نصها: (اخو عبد الله بن العباس بن عبد المطلب أبو عبد الرحمن الهاشمي).
سبق نظر.
(2) في كل النسخ: (حالات قريش وكفانهم وما أثبتناه من المطبوعة.
(3) في (ج): (الطوائف) تصحيف.
(4) في كل النسخ: (ثم حبسه حبسة وتوبه).
وما أثبتناه من المطبوعة.
(5) في (ج): (بن علي).
(6) في الاصل، (ب): (الغلاني) تصحيف.
(7) في (ب)، (ج): (كيف ولاة).
(8) في كل النسخ: (من بين أعماله) والتصحيح من الاعلام.
(9) في (ب)، (ج): (أن يتباهى به).
(10) في (ج): (وتعلمهم).
(*)(1/25)
قرأت على المتوكلي عن محمد بن عبيد الله قال: أنبأنا أبو نصر النديم قال: أنبأنا أبو عبد الله المرزباني (1) اذنا قال: أنبأنا هارون بن علي بن المنجم، أنبأنا عبيد الله بن احمد بن ابي طاهر، أنبأنا ابي قال: حدثني رجل من قريش قال: سمعت يزيد بن عقال قال: أراد عبد الملك بن صالح ان يغتال (2) ملك الروم الضواحي بمكيدة من مكائده، وكان من دهاة بني هاشم، فدخلت عليه وعنده رجال في صنيعته، فتشاوروا في ذلك، فأشاروا عليه أن يشرف بنفسه على الروم من الثغور ويمضي أمره وارادته، فقال: ان من (3) حزم الوالي الشهم أن لا يتبذل مهابة نفسه وجلالة قدره فيما ان استكفاه رجلا من صنيعته كفاه اياه، وقام به لما في ضبط صنيعته لما استكفاه وأسند إليه من رفيع الذكر وسناء الشرف، وما عليه في تقصيره ووهنه في ذلك من شين العيب وصغير الوهن، وانما اصطنعت الولاة الرجال ليصرفوا به مهجهم في الحروب ومهابة أنفسهم وجلالة أقدارهم عن التبذل لرغبتهم، وكذلك يجب على الوالي اللبيب الاريب (4) أن يتخير الرجال لصنيعته لان صنيعة الوالي جنته (5) في حربه ووجهه (6) في سلمه، وقد تعرف الرعية الوالي وقلة بصنيعته، ثم تمثل: وبعثت من ولد الاعز المعتب (7) صقرا يلوذ حمامة بالعوسج فإذا طبخت (8) بناره أنضجتها وإذا طبخت بغيرها لم ينضج وهو الهمام إذا أراد فريسة لم ينجها منه صريخ الهجهج وبه قال: أنبأنا عبيد الله بن احمد بن ابي طاهر، أنبأنا أبي قال: وحدثني يحيى بن
ابي نصر، حدثني ابراهيم بن السندي قال: أتيت عبد الملك مسلما، فشكى الي * هامش * (1) في الاصل، (ب): (الرزياني) وفي (ج): (الرزماني) تحريف.
والتصحيح من الانساب.
(2) في كل النسخ: (عبد الملك بن صالح بن بغتال).
(3) في (ب): (فقال: من حزم).
(4) في (ب): (الاريبان) تصحيف.
(5) في (ج): (سنة).
(6) في كل النسخ: (وجهة).
(7) في الاصل، (ب): (معتب).
(8) في الاصل: (فإذا طحنت).
(*)(1/26)
السندي في أمر بلغه عنه، فقلت: أصلح الله الامير، بلغك الكذب، قال: يا ابراهيم ! مثلي لا يتكلم في أمر بلغه حتى يحقه.
وبه قال: أنبأنا أبي قال: وحدثني عبد الرحمن بن عبد الله الجندي ان رجالا من جملة العرب ذكروا كبر عبد الملك بن صالح ودهاءه وجلالته وبلاغته عند اسحاق بن سليمان بن علي، فقال: ذلك (1) نجم رأى أنجما زهرا من أهل بيته، فجرى في مجاريها ليدركها، فلم يدركها واكتسى نورا من مجاريها، ثم تمثل بقول زهير: سعى بعدهم قوم لكي يدركوهم (2) فلم يفعلوا ولم يلاموا ولم يألوا قرأت على أبي الفرج (3) عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني عن ابي علي محمد ابن سعيد الكاتب قال: أنبأنا أبو علي الحسن بن احمد (بن ابراهيم) (4) بن شاذا ن قراءة عليه، حدثنا أبو سهل احمد بن محمد بن زياد القطان، حدثني حمزة بن نصير، حدثني أبو بكر القلوسي، حدثنا حماد بن اسحاق بن ابراهيم الموصلي عن أبيه عن
جده قال: كنت بين يدي هارون الرشيد والناس يعزونه في ابن له توفي في الليل ويهنئونه في الاخر ولد في تلك الليلة، فدخل عبد الملك بن صالح الهاشمي، فقال له الفضل بن الربيع، عز أمير المؤمنين في ابن له وهنئه بآخر ولد فيها، فقال عبد الملك بن صالح: يا أمير المؤمنين ! سرك الله فيما ساءك ولا ساءك فيما سرك ! وجعل هذه بهذه جزاء للشاكر وثوابا للصابر.
قرأت على عبد الرزاق بن عبد الوهاب عن احمد بن محمد الاصبهاني قال: أنبأنا أبو صادق المديني، أنبأنا أبو الحسن بن الطفال، أنبأنا الحسن بن رشيق، حدثنا يموت ابن المزرع، حدثنا خالي عمرو بن بحر الجاحظ قال: قال لي عبد الرحمن مؤدب عبد الملك (5) بن صالح قال: قال لي عبد الملك بعد أن خصني وصيرني وزيرا بدلا من * هامش * (1) (ذاك) ساقطة من (ج).
(2) في كل النسخ: (يدركونهم) والتصحيح من ديوان زهير ص 114.
(3) زاد في الاصل، (ب): (عند عبد المنعم).
(4) ما بين المعقوفتين زيادة من تذكرة الحفاظ.
(5) في كل النسخ: (عبد الرحمن مؤدب ملك عبد الملك.
(*)(1/27)
قمامة (1): (يا عبد الرحمن ! لا تنظرني في وجهي فأنا أعلم بنفسي منك، لوا تستقدمني (2) على ما يقبح (3)، ودع عنك كيف أصبح الامير وكيف أمسى الامير، واجعل مكان التقريظ في صواب الاستماع مني، واعلم ان صواب الاستماع أحسن من صواب القول، وإذا حدثتك حديثا (4) فلا يفوتنك منه شئ، وأرني فهمك في طرفك، اني اتخذتك (5) مؤدبا بعد ان كنت معلما، وجعلتك جليسا صعوبا بعد أن كنت مع الصبيان مباعدا، ومتى لم تعرف نقصان ما خرجت منه لم تعرف رجحان ما
صرت إليه).
اخبرنا أبو الكرم الهاشمي عن ابي بكر الحنبلي قال: أنبأنا علي بن أحمد اذنا عن الفرضي عن الصولي قال: حدثنا عون بن محمد الكندي، حدثنا احمد بن خالد القثمي عن جعفر بن محمد بن الحارث عن يزيد بن عقال قال: كان عبد الملك بن صالح واليا للرشيد على الشام فكان إذا وجه سرية الى ارض الروم أمر عليها أميرا شهما، وقال له: انك تضارب الله بخلقه، فكن بمنزلة التاجر الكيس ان وجد ربحا والا احتفظ برأس المال وكن من احتيالك على عدوك أشد حذرا من احتيال عدوك عليك.
وبه: عن الصولي قال وجدت بخط ابراهيم بن شاهين قال: حدثني أبو حاتم السجستاني قال: قيل لعبد الملك بن صالح: ان أخاك عبد الله يزعم انك حقود، فقال: إذا ما امرؤ لم يحقد الوتر لم يجد لديه لذي النعمى جزاء ولا شكرا وبه: عن الصولي قال حدثنا مسبح بن حاتم العيلي (6) حدثنا يعقوب بن جعفر قال: لما دخل الرشيد منبج (7) قال لعبد الملك: أهذا البلد منزلك، قال: هو لك، ولي * هامش * (1) في فوات الوفيات 2 / 29: (ثمامة).
(2) في (ب): (لا تستقدني) وفي (ج): (لا تستعدني).
(3) في (ب): (ما يفتح).
(4) (حديثا) ليست في (ج).
(5) في (ب): (واني اتخذك).
(6) هكذا في كل النسخ، ولم نجده.
(7) فيى (ج): (فتخ).
(*)(1/28)
بك، قال: كيف ثناؤك (1) به ؟ قال: دون منازل (2).
هلي، عذبة الماء، باردة الهواء، قليلة الادواء، قال: كيف ليلها ؟ قال: سحر كله، قال: صدقت، انها لطيبة، قال: بل طابت بك وبك كملت، وأين بها عن الطيب، وهي طينة حمراء وسنبلة صفراء وشجرة خضراء، فيا فيح بين قيصوم وشيح، فقال الرشيد لجعفر بن يحيى: هذا الكلام احسن من الدر المنظوم.
وبه: عن الصولي قال: حدثنا محمد بن الفضل، حدثنا عمر بن شبة (3) قال: دخل ابراهيم بن السندي على عبد الملك بن صالح يعوده وكان عبد الملك عدوا لابيه السندي، فقال له: قد عرفت ما بين الامير وبين أبي، ووالله ما نقص (4) ذلك ودي ولا أثنى (5) عنا نصيحتي، فقال عبد الملك: ان اساءة أبيك لا تفسد عندنا احسانك، كما ان احسانك لن يصلح عندنا افساد ابيك.
وبه عن الصولي قال: حدثنا محمد بن يزيد النحوي، حدثنا ابراهيم بن محمد بن اسماعيل قال: وجه عبد الملك بن صالح الى الرشيد فاكهة في أطباق الخيزران وكتب إليه: أسعد الله أمير المؤمنين وأسعد به دخلت بستانا لي أفادنيه (6) كرمك وعمرته لي نعمك، وقد أينعت (7) أشجاره وآتت ثماره، فوجهت الى أمير المؤمنين من كل شئ على الثقة والامكان، في أطباق القضبان، ليصل الي من بركة دعائه مثل ما وصل الي من كثرة عطائه، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين ! ما سمعت بأطباق القضبان، فقال له الرشيد: يا أبله ! انه كنى عن الخيزران، إذ كان اسما لامنا.
أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله الشيرازي بدمشق قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي قال: قرأت بخط ابي الحسين الرازي، أخبرني احمد بن * هامش * (1) في (ب): (تناوبك).
(2) في (ب): (منازلي).
(3) في الاصل: (عمر بن شيبة).
(4) في (ج): (ما ينقص).
(5) في (ب)، (ج): (ولا أنثنى).
(6) في الاصل: (أفادنيه).
(7) في الاصل: (وعمر لي نعمك وقد نبعث) وفي (ج) (عمر لي نعمتك وقد نبعث).
(*)(1/29)
عيسى، مساور بن شهاب قال: قال اسحاق بن سليمان: ان عبد الملك بن صالح (لما) (1) ودعه الرشيد في وجهة الى الشام، قال له الرشيد: ألك حاجة ؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين ! بيني وبينك بيت يزيد ابن الدثنية (2) حيث يقول: فكوني على الواشين لداء شغبة كما أن للواشي ألد شغوب قرأت على محمد بن عبد الواحد عن محمد بن عبيد الله قال: أنبأنا أبو القاسم بن البسري اذنا عن أبي احمد الفرضي عن الصولي قال: ثم ان الرشيد جعل ابنه القاسم في حجر عبد الملك بن صالح، فقال عبد الملك يحضه على أن يوليه العهد بعد أخويه الامين والمأمون وأن يجعله ثالثا لهما: يا أيها الملك الذي لو كان نجما (3) كان سعدا (4) للقاسم اعقد بيعة واقدح له في الملك زندا (5) الله فرد واحد فاجعل ولاة العهد فردا فجعله الرشيد ثالثا لهما.
أخبرنا عبد الوهاب بن علي الامين قال: أخبرتنا فاطمة بنت ابي حكيم الخبري قالت: أنبأنا أبو منصور علي بن الحسن بن الفضل الكاتب، حدثنا أبو عبد الله أحمد ابن محمد بن عبد الله بن خالد الكاتب، أنبأنا أبو محمد علي بن عبد الله بن العباس الجوهري، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن سعيد الدمشقي، حدثنا الزبير بن بكار قال: كان
عبد الملك بن صالح نسيج وحده أدبا ولسانا.
وخبرني بعض أصحابنا قال: قال رجل للرشيد وعبد الملك يسايره: يا أمير المؤمنين ! طأطئ من أشرافه (6) واشدد من شكائمه والا أفسد عليك أقرب الناس * هامش * (1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) لم أقف على اسمه في المصادر المتاحة.
(3) في الاصل: (لو كان لحما).
(4) في الاصل: (كان بعدا).
(5) في الاصل: (زبدا) وفي (ب): (زهدا).
(6) في كل النسخ: (من سرقة) والتصحيح من تاريخ الطبري 10 / 91.
(*)(1/30)
اليك بحلاوة منطقه، وزخرف مخرفته، فقال (الرشيد لعبد الملك) (1): ما يقول هذا ؟ قال: يا أمير المؤمنين ! مقال حاسد نعمة ودسيس منافق في تقدم (2) منزلة (3) وعلو مرتبة، قال: صدقت يا أبا عبد الرحمن ! انتقص القوم وفضلتهم (4)، (وتخلفوا وتقدمتهم، حتى) (5) برز شأوك وقصر عنه غيرك، ففي صدورهم جمرات التأسف، فقال عبد الملك: فلا أطفأها الله وأضرمها (6) عليهم بالمزيد من رأي أمير المؤمنين.
قال الزبير: ثم وشي به بعد ذلك، وتتابعت الاخبار فيه (بفساد نيته للرشيد) (7) وكثر حاسدوه، فدخل في بعض الايام وقد امتلأ قلب الرشيد عليه (غيظا) (8)، فرأى منه انقباضا وعبوسا، فقال الرشيد: أكفرا بالنعمة وغدرا بالامام ؟ فقال عبد الملك: قد بؤت إذا باعباء الندم واستحلال النقم، وما ذاك يا أمير المؤمنين الا بغي (9) حاسد نافس فيك وفي تقديم الولاية ومودة القرابة، يا أمير المؤمنين ! انك خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في امته وأمينه على عترته، لك عليها فرض الطاعة وأداء النصيحة، ولها
عليك العدل في حكمها والتثبت في حادثها، فقال له الرشيد: أتضع لي من لسانك وترفع علي من جنانك، بحيث يحفظ الله لي عليك ويأخذ لي به منك، هذا قمامة كاتبك يخبرني بفساد نيتك وسوء سريرتك، فاسمع كلام قمامة، (فقال عبد الملك) (10): فلعله أعطاك ما ليس في عقده، ولعله لا يقدر أن (11) يعضهني ولا يبهتني بما لم يعرفه مني ولم يصح له عني، فأمر باحضار قمامة فأحضر، فقال الرشيد: تكلم بما
__________
(1) ما بين المعقوفتين زيادة من المطبوعة.
(2) في (ب)، والاصل: (في تقديم).
(3) في (ب): (منزله).
(4) في (ب)، (ج): (وفضلهم).
(5) ما بين المعقوفتين زيادة من تاريخ الطبري.
(6) في كل النسخ: (أخربها) والتصحيح من تاريخ الطبري.
(7) ما بين المعقوفتين زيادة من فوات الوفيات.
(8) ما بين المعقوفتين زيادة من فوات الوفيات.
(9) في (ب): (بغي).
(10) ما بين المعقوفتين زيادة من تاريخ الطبري.
(11) في (ج) زيادة: (بهضمني ولا).
(*)(1/31)
تعلم (1) غير هائب ولا خائف، فقال: أقول انه عازم على الغدر بك يا أمير المؤمنين والخلاف عليك، فقال عبد الملك: وكيف لا يكذب علي من خلفي (من) (2) يبهتني في وجهي، فقال الرشيد: فهذا عبد الرحمن ابنك يقول بقول (3) كاتبك ويخبر عن سوء ضميرك وفساد نيتك، وأنت لو أردت ان تحتج بحجة لم تجد (4) أعدل من هذين، فبم تدفعهما عنك، قال: يا أمير المؤمنين ! عبد الرحمن بين مأمور أو عاق، فان
كان مأمورا فمعذور، وان كان عاقا فهو عدو (5) أخبر الله بعداوته وحذر منها، فقال جل ثناؤه في محكم كتابه (6): (ان من ازواجكم واولادكم عدوا لكم فاحذروهم) فنهض الرشيد وهو يقول: أما أمرك فقد وضح، ولكن لا أعجل حتى أعلم ما الذي يرضى الله فيك فانه الحكم بيني وبينك، فقال عبد الملك: رضيت بالله حكما وبأمير المؤمنين حاكما، فاني أعلم انه يؤثر كتاب الله جل ثناؤه على هواه وم ر الله على رضاه.
قال: فلما كان بعد ذلك جلس مجلسا آخر فسلم لما دخل، فلم يرد عليه (الرشيد) (7)، فقال عبد الملك: يا أمير المؤمنين ! ليس هذا أحتج فيه فلا أجاذب (8) منازعا وخصما، قال: ولم ؟ قال: لان أوله جرى على غير السنة، فأنا أخاف آخره، قال: وما ذاك ؟ قال: لم ترد علي السلام، فلم أنصف نصفة العوام، قال: السلام عليك اقتداء بالسنة وايثارا للعدل واستعمالا للتحية، ثم التفت نحو سليمان بن (أبي) (9) جعفر وهو يخاطب بكلامه عبد الملك فقال: * هامش * (1) في (ج) نكلم ما تعلم).
(2) ما بين المعقوفتين زيادة من الفوات.
(3) في باب: (يقول قول).
(4) في كل النسخ: (لم تجدل).
(5) في كل النسخ: (فهو عاق).
(6) (رسالته) وما أثبتناه من الفوات.
(7) ما بين المعقوفتين فتبين زيادة من فوات الوفيات.
(8) في كل النسخ: (فلا أحادث) والتصحيح من الطبري.
(9) ما بين المعقوفتين زيادة من تاريخ الطبري (10 / 90).
(*)(1/32)
أريد حباءه ويريد قتلي عذيرك (1) من خليلك من مراد أما والله لكأني أنظر الى شؤبوها قد همع، وعارضها قد لمع، وكأني بالوعيد قد أوري نارا تسطع، فأقلع عن براجم (2) بلا معاصم، ورؤس بن غلاصم، فمهلا مهلا، فبي (3) والله سهل لكم الوعر وصفا لكم الكدر، وألقت اليكم الامور أثناء (4) أزمتها، فنذار لكم نذار (5) قبل حلول داهية، خبوط (6) باليد لبوط بالرجل، فقال عبد الملك: قد أجملت يا أمير المؤمنين (أردت فذا) (7) أم قوما ؟ قال: بل فذا، قال: اتق الله يا أمير المؤمنين ! فيما ولاك، وفي رعيته التي استرعاك، ولا تجعل الكفر مكان (8) الشكر، ولا العقاب موضع الثواب، فقد والله نخلت لك النصيحة ومحضت (9) لك الطاعة، وشددت أواخي ملكك بأثقل (10) من ركني يلملم، وتركت عدوك سبيلا تتعاوره الاقدام (11) فالله الله ! في ذي رحمك أن تقطعه بعد أن بللته بظن، قال الله تعالى: (ان بعض الظن اثم) أو بغي باغ ينهش اللحم ويالغ الدم، فقد - والله - سهلت لك الوعور، وذللت لك الامور، وجمعت على طاعتك القلوب في الصدور، فكم ليل تام (12) فيك كابدته، ومقام لك ضيق (قمته) (13) كنت فيه كما قال أخو بني جعفر بن كلاب (يعني لبيدا) (14): * هامش * (1) في كل النسخ: (عذيري) والتصحيح من الكامل للمبرد.
(2) في الاصل: (فمن تزاحم) وفي (ب)، (ج): (فمن يزاحم).
(3) في كل النسخ: (في).
(4) في كل النسخ: (أبناء).
(5) في كل النسخ: (وتدار لكم تدار).
(6) في كل النسخ: (خيوط).
(7) ما بين المعقوفتين زيادة من المطبوعة.
(8) في الاصل: (بمكان الشكر).
(9) في كل النسخ: (مخضت).
(10) في الاصل، (ب): (ما نقل).
وفي (ج): (ما يقل).
(11) في كل النسخ: (بتعاور الاقدام) والتصحيح من العقد الفريد 2 / 23.
(12) في كل النسخ: (ليل نام).
(13) ما بين المعقوفتين زيادة من المراجع.
(14) ما بين المعقوفتين زيادة من الكامل لابن الاثير.
(*)(1/33)
ومقام ضيق فرجته ببناني (1) ولساني وجدل أو يقوم الفيل أو فياله زل عن (2) عن مثل مقامي وزحل قال: فو الله لحار - يعني الرشيد حين سمع كلامه، شكا وأقبل عليه بوجهه فقال: ما أظن الا أن الامر كما قلت يا أبا عبد الرحمن ! أنت رجل محسد (3) مكفر، وأمير المؤمنين يعلم أنك على سريرة صالحة غير مدخولة ولا خسيسة، ثم دعا عبد الملك بشربة ماء، فقال الرشيد: ما شرابك يا أبا عبد الرحمن ؟ قال: سحيق الطبرزد بماء الرمان، فقال: بخ بخ، عضوان لطيفان يذهبان الظمأ ويلذان المذاق، فقال عبد الملك: صفتك يا أمير المؤمنين لهم ألذ من (4) فعلهما.
كتب الى أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن الشافعي قال: قرئ على أبي الوفا حفاظ بن الحسن بن الحسين بن عبد العزيز بن احمد قال: أنبأنا عبد الوهاب الميداني، أنبأنا أبو سليمان بن زيد، أنبأنا عبد الله بن أحمد بن جعفر، أنبأنا محمد بن جرير الطبري قال: ذكر أحمد (بن ابراهيم) (5) بن اسماعيل أن (6) عبد الملك بن صالح كان له ابن يقال له عبد الرحمن كان من رجال الناس، وكان عبد الملك يكنى به،
وكان لابنه عبد الرحمن لسان على فأفأة (7) فيه فنصب (8) لابيه (9) عبد الملك وقمامة، فسعيا به الى الرشيد وقالا له انه يطلب الخلافة ويطمع فيها، فأخذه وحبسه عند الفضل بن الربيع، وقال الرشيد: أما والله لولا الابقاء (10) على بني هاشم لضربت عنقك.
فلم يزل محبوسا حتى توفي الرشيد، فأطلقه محمد، وعقد له محمد على * هامش * (1) في الاصل: (ج): (ساتى) تصحيف.
(2) في الاصل: (ومن) وفي (ب)، (ج): (وعن).
والتصحيح من المراجع.
(3) في (ب): (محسر).
(4) في كل النسخ: (الذين فعلهما).
(5) ما بين المعقوفتين زيادة من تاريخ الطبري (10 / 89).
(6) في كل النسخ: (بني اسماعيل بن عبد الملك).
(7) في كل النسخ: (فاقاه) والتصحيح من الطبري (10 / 89).
(8) في (ب)، (ج): (فيصيب).
(9) في (ج): (لابنه).
(10) في كل النسخ: (الاتقاء) والتصحيح من الطبري.
(*)(1/34)
الشام فكان مقيما بالرقة، وجعل لمحمد عهد الله وميثاقه لئن قتل (1) وهو حي لا يعطي المأمون طاعته ابدا، فمات قبل قتل محمد، فدفن في (دار من) (2) دور الامارة.
فلما خرج المأمون يريد الروم أرسل الى ابن له: حول أباك من داري، فنبشت عظامه وحول.
أخبرنا القاضي أبو نصر بن الشيرازي بدمشق قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: قرأت بخط أبي الحسن الرازي، أخبرني أحمد بن عيسى، حدثنا
مساور بن شهاب قال: قال اسحاق بن سليمان: وفي سنة سبع وسبعين ومائة عزل هارون الرشيد السندي بن شاهك عن دمشق واستعمل مكانه عبد الملك بن صالح، وفيها انقضى امر أبي الهيدام (3) وتوارى واستقام أمر دمشق، ثم دخلت سنة ثمان وسبعين ومائة وعلى كور دمشق عبد الملك بن صالح، قال: فبلغ هارون الرشيد أنه يريد الخروج عليه بدمشق، فعزله وأشخصه الى العراق، قال: وكتب الى هارون الرشيد قبل أن أشخصه: أخلاي لي شجو وليس لكم شجووكل امرئ من شجو صاحبه خلو من أي نواحي الارض أبغي وصالكم وأنتم أناس ما لمرضاتكم (4) نحو فلا حسن نأتي به تقبلونه ولا ان أسأنا كان عندكم عفو قال: فأوصلها إليه حسين الخادم، فقال هارون: والله لئن كان قالها فقد أحسن وان كان رواها فقد أحسن.
قرأت على محمد بن عبد الواحد عن ابي بكر الحنبلي قال: أنبأنا النديم عن المرزباني قال: أنبأنا هارون بن علي بن العجم، أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر، أنبأنا أبي قال: وحدثني رجل من الهاشميين أن عبد الملك بن صالح قدم مدينة السلام في خلافة الرشيد فرأى كثرة الناس بها فقال للسندي: يا أبا نصر ! اسجن مشايخك * هامش * (1) في الاصل: (مل) تصحيف.
(2) ما بين المعقوفتين زيادة من تاريخ الطبري.
(3) في كل النسخ: (الهندام) تصحيف.
(4) في الاصل، (ب): (فالمرضا بكم).
(*)(1/35)
والتف (1) مركبك، فو الله ما مررت في طريق من هذه المدينة الا ظننت أن الناس
نودي فيهم.
قرأت على المتوكلي عن (2) الحنبلي قال: أنبأنا البندار عن عبيد الله بن محمد عن الصولي قال: ومن شعر عبد الملك بن صالح لما حبسه الرشيد، ووجدته بخط عمر بن محمد بن عبد الملك الزيات: قل لامير المؤمنين الذي يشكره الصادر والوارد يا واحد الافلاك في فضله مالك مثلي في الورى واحد ان كان لي ذنب ولا ذنب لي حقا كما قد زعم الحاسد فلا يضق عفوك عني وقد فاز به المسلم والجاحد وبه: عن الصولي قال: حدثنا محمد بن الفضل قال: أنشدنا علي بن محمد المتوكلي لعبد الملك بن صالح: لئن ساءني حبسي لفقد أحبتي وأني فيهم لا أمر ولا أحلي (3) لقد سرني عزي لترك لقائهم وما أتشكى من حجابي ومن ذلي ذكر احمد بن طاهر ان الامين لما خرج عبد الملك بن صالح من الحبس عقد له على الشام، ودفع إليه قمامة وكان كاتبه فقتله في حمام، ودفع إليه ابنه عبد الرحمن فهشم وجهه بعمود.
أنبأنا ذاكر بن كامل بن أبي غالب الخفاف قال: كتب الى الشريف أبو القاسم علي بن ابراهيم الحسيني ان رشأ بن نظيف أخبره قال: أنبأنا أبو الفتح ابراهيم بن علي ابن ابراهيم، أنبأنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي قال: حدثني حسين بن فهم، حدثنا محمد بن أيوب المنشي عن أبيه قال: قال ابراهيم بن المهدي سمعت عبد الملك بن صالح بعد اخراج المخلوع له من حبس الرشيد وقد ذكر ظلم الرشيد اياه وحبسه له على * هامش * (1) في (ج): (اكنف).
(2) في الاصل، (ج): (بن الحنبلي).
(3) في الاصل: (أعلى).
(*)(1/36)
التهمة والحسد يقول: والله ان الملك لشئ ما نويته ولا تمنيته، ولا قصدت إليه ولا ابتغيته، ولو أردته لكان أسرع الي من السيل الى الحدور، ومن النار الى يابس العرفج، واني لمأخوذ بما لم أجن ومسئول عما لا أعرف، ولكنه حين رآني للملك قمنا (1) وللخلافة خطرا، ورأى لي يدا تنالها إذا مدت، وتبلغها إذا بسطت، ونفسا تكمل بخصالها وتستحقها بخلالها وان كنت لم أختر تلك الخصال، ولم اترشح لها في سر، ولا أشرت إليها في جهر، ورآها تحن الي حنين الواله، وتميل نحوي ميل الهلوك، وحاذر أن ترغب الي خير مرغوب، وتنزع الي خير منزوع، عاقبني عقاب من قد سهر في طلبها وسهر في التماسها، وتقدر لها بجهده وتهيأ لها بكل حيلته، فان كان حبسني على أني أصلح لها وتصلح (لي) (2)، وأليق بها وتليق بي، فليس ذلك بذنب فأتوب منه، ولا جرم فأرجع عنه، ولا تطاولت لها فأحط نفسي، ولا تصديتها فأحيد عنها، فان زعم أنه لا صرف لعقابه ولا نجاة من اغضابه الا بأن أخرج له من الحلم والعلم، وأتبرأ إليه من الحزم والعزم، فكما لا يستطيع المضياع أن يكون حافظا ولم يملك العاجز أن يكون حازما، كذلك العاقل لا يكون جاهلا ولا يكون الذكي بليدا، وسواء عاقبني على شرفي وجمالي أو على محبة الناس اياي، ولو أردتها لأعجلته عن التفكير وشغلته عن التدبير، ولما كان من الخطاب الا اليسير، ومن بذل الجهد الا القليل: غير أني والله - والله شهيدي - أرى السلامة من تبعاتها غنما، والخف من أوزارها حظا - والسلام على من اتبع الهدى.
قرأت على المتوكلي عن الحنبلي قال: أنبأنا البندار عن الفرضي عن الصولي قال: حدثنا الحسين بن الحسن الازدي، حدثنا أحمد بن خالد القثمي قال: قدم عبد الملك
ابن صالح الرقة بعد خروجه من الحبس وقد ولاه الامين الشام والجزيرة والعواصم فلقيه ولد ابنه فلم يرهم أدبا فقال: شوه لكم يا شر خلف من خير سلف ! ابتز (3) العز من أمية آباؤكم قهرا وقسرا فحصنوه وخلطوه ثم مضوا الى رحمة الله، وخلفوا * هامش * (1) في كل النسخ: (للملك يمنا) والتصحيح من تاريخ اليعقوبي (2 / 434).
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(3) في الاصل، (ج): (ابتنى).
(*)(1/37)
لكم أفرشة ممهدة وأهملتم وضيعتم اقبالا على الاشربة الخبيثة والملاهي الفاضحة، لله در أخي قلب حين يقول: إذا الحسب الرفيع تواكلته ولاة السوء أوشك أن يضيعا ورثنا المجد عن آباء صدق أسأنا في ديارهم الصنيعا وبه: عن الصولي قال: حدثنا الغلابي، حدثنا يعقوب بن جعفر قال: قضى المهدي دين عبد الملك بن صالح وجلس له مجلسا قضى فيه حوائجه، فلما خرج قال: ما أنا بشاعر، وان في قلبي لشيئا منه، ثم قال: يا أشرف الناس بيتا حين تنسبه وأعرق الناس في جود وفي كرم ما نازع البخل فيك الجود مذ خلقاولا ادعت (لا) نصيبا منك في نعم ولا يسمعك فيما ناب من حدث عن صوت ذي الحاجة المكروب من صمم إذا رآك حليف العدم بشره ضياء وجهك بالتشريد للعدم اخبرنا أبو نصر بن الشيرازي بدمشق قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي، أنبأنا أبو غالب محمد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السرافي، أنبأنا احمد بن اسحاق، حدثنا أحمد بن عمران، حدثنا موسى، حدثنا خليفة قال: وفيها - يعني سنة
ست وتسعين ومائة - مات عبد الملك بن صالح بن صالح بن علي بالرقة، وذكر أبو حسان الزيادي انه مات في جمادى الاخرة منها.
22 - عبد الملك بن عبد الله بن أحمد بن رضوان، أبو الحسين الكاتب: من أهل (باب) (1) المراتب، وهو أخو أبي نصر أحمد الذي تقدم ذكره، (عين) (2) في الكتابة في ديوان الانشاء في الثالث والعشرين من شهر ربيع الاول سنة تسع وتسعين وأربعمائة، وكان كاتبا حاذقا بليغا فاضلا، سمع الحديث من أبي محمد الحسن ابن علي الجوهري وغيره وحدث باليسير، روى عنه أبو المعمر الانصاري وأبو طاهر السلفي في معجميهما.
* هامش * (1) ما بين المعقوفتين زيادة من معجم البلدان (2 / 22).
(2) ما بين المعقوفتين زيادة من معجم البلدان (2 / 22).
(*)(1/38)
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن ابراهيم الفارسي بمصر قال: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قال: أنبأنا أبو الحسين عبد الملك بن عبد الله بن احمد بن رضوان بن محمد بن رضوان من رؤساء بغداد في داره بباب المراتب قال: أنبأنا أبو محمد الحسن ابن علي الجوهري وأنبأنا عبد الله بن احمد ولاحق بن ابي الفضل قالا: أنبأنا هبة الله ابن محمد الكاتب، أنبأنا الحسن بن علي الواعظ قالا: أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي، حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل، حدثنا أبي، حدثنا عبد الرحمن، حدثنا سفيان عن شعبة (1) عن منصور عن هلال عن وهب بن الاجدع عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تصلوا بعد العصر الا أن تصلوا والشمس مرتفعة) (2).
قرأت في كتاب ابي علي بن البناء بخطه قال: ولد أبو الحسين عبد الملك بن
رضوان في ليلة الاثنين الثاني عشر من رجب من سنة أربع وأربعين وأربعمائة.
أنبأنا ذاكر بن كامل عن أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي قال: مات أبو الحسين عبد الملك بن عبد الله بن أحمد بن رضوان كاتب الخليفة على ديوان الرسائل في يوم السبت تاسع شوال سنة ست وخمسمائة ودفن من الغد بمقبرة باب حرب (3).
23 - عبد الملك بن عبد الله بن الحسين بن أيوب، أبو منصور السيوري: أديب شاعر، ذكره السلفي في معجم شيوخه وقال: متأدب وله شعر جيد.
قرأت على ابي الحسن (بن) (4) المقدسي بمصر عن أبي طاهر السلفي ونقلته من خطه قال: سمعت أبا منصور عبد الملك بن عبد الله بن الحسين بن أيوب بن السيوري ببغداد يقول: سمعت أبا المعالي أحمد بن علي بن قدامة قاضي الانبار يقول: حضرت * هامش * (1) في كل النسخ: (وشعبة).
(2) انظر الحديث في: صحيح ابن خزيمة (1285).
والاحاديث الصحيحة (200)، (314).
(3) في كل النسخ: (باب خرب).
(4) ما بين المعقوفتين ساقط من الاصل.
(*)(1/39)
مجلس بعض (1) الامراء، فاحضرت الملاهي فامتنعت من الجلوس فألزمني الجلوس (2) فأنشدته بديها: قد شعب الا ذهب في ميدانه متعرما يمرح في عنانه ولست يا مولاي من فرسانه فنجني منه ومن طغيانه فضحك واطلق سراحي.
قرأت بخط عبد الوهاب بن المبارك الانماطي قال: توفي أبو منصور عبد الملك بن عبد الله بن الحسين بن أيوب في يوم الاحد ثامن ربيع الاخر سنة ثمان عشرة
وخمسمائة وصليت عله، ودفن من يومه بالشونيزية.
24 - عبد الملك بن عبد الله بن داود، أبو القاسم: من أهل المغرب، من مدينة تسمى حمزى، سمع ببغداد الشريف أبا نصر الزينبي وبالبصرة أبا علي (علي ((3) بن أحمد التستري، وبأصبهان أبا علي الحسن بن أحمد الحداد، واستوطن بغداد (4) الى حين وفاته وحدث بها، روى عنه (5) أبو المعمر الانصاري وأبو القاسم الدمشقي.
أخبرنا عمر بن عبد الرحمن الانصاري بدمشق قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي، أنبأنا عبد الملك بن داود أبو القاسم المغربي (6) الحمزي الفقيه بقراءتي عليه ببغداد، وأنبأنا عبد العزيز بن محمود بن الاخضر وأحمد بن البندنيجي ويوسف بن المبارك الشاهد والحسن بن محمد الهاشمي وعمر بن محمد بن أحمد المقرئ وعلي بن أبي الفرج بن أبي المعالي ومحمد بن محمد بن أبي حرب الكاتب وعبد الوهاب بن عبد الله الصولي وأبو سعد الازجي ببغداد، ونصر بن محمد بن علي * هامش * (1) زاد في كل النسخ (أحد).
(2) في (ب): (فألزمني الحضور).
(3) ما بين المعقوفتين زيادة من الانساب (4) في (ج): (واستوطن ببغداد).
(5) (روى عنه) سقط من (ج).
(6) في كل النسخ (المعرى) تحريف.
(*)(1/40)
الحافظ بمكة، وعبد الحق بن محمد الشاهد بدمشق، قالوا جميعا: أنبأنا محمد بن أحمد ابن عبد الكريم التميمي قال الحمزي والتميمي: أنبأنا أبو نصر محمد بن علي الزينبي،
أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر بن علي الوراق، حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا محمد بن زنبور المكي، حدثنا الفضل بن عياض، عن منصور، عن ابراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فزاد فيها أو نقص، فلما قضي الصلاة قالوا: يا رسول الله ! حدث في الصلاة حدث، قال: (وما ذاك ؟) قالوا: زدت أو نقصت، فثني رجله واستقبل القبلة وسجد سجدتين وهو جالس، ثم أقبل علينا بوجهه فقال: (انما أنا بشر أنسى كما تنسون، فذكروني، إذا (1) أحد منكم صلى صلاة فلم يدر أزاد أو نقص فليتحر من ذلك الصواب، ثم ليبن عليه ويسجد سجدتين).
(2) قرأت في كتاب ابي بكر بن كامل بن أبي غالب الخفاف بخطه قال: توفي أبو القاسم عبد الملك بن عبد الله المغربي الفقيه يوم الجمعة سابع ربيع الاخر سنة سبع وعشرين وخمسمائة.
25 - عبد الملك بن عبد الله بن أبي سهل بن أبي القاسم بن أبي منصور بن ماخ (3) أبو الفتح بن أبي القاسم الكروخي (4) البزار: من أهل هراة، سمع الكثير من أبي اسماعيل عبد الله بن محمد الانصاري وأبي عطاء عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الازدي وأبي عامر محمود بن القاسم الازدي وأبي المظفر عبيد الله بن علي بن ياسين الدهان وأبي نصر عبد العزيز بن محمد * هامش * (1) في كل النسخ: (انما أحدكم).
(2) انظر الحديث في: سنن أبي داود (1022).
وسنن النسائي (3 / 28)، (29)، (33).
وسنن ابن ماجة (1221).
ومسند أحمد (1 / 379)، (424)، (438)، (445)، (448).
والمعجم الكبير للطبراني (10 / 32)، (35).
وصحيح ابن خزيمة (1055)، (1059).
وسنن الدارقطني (1 / 376).
(3) في كل النسخ: (بني ماح).
(4) في كل النسخ: (الفروجي) تحريف، والتصحيح من تذكرة الحفاظ.
(*)(1/41)
الترياقي وأبي بكر احمد بن عبد الصمد الغورجي (1) وابي عبد الله محمد بن علي النميري وابي سعد حكيم بن احمد الاسفراييني وغيرهم: وقد م بغداد في ذي الحجة سنة تسع وخمسمائة وأقام بها مدة في تجارة، وحدث بها، سمع منه أبو الفضل بن ناصر، وروى لنا عنه أبو احمد الامين وابو محمد بن الاخضر وعبد الرزاق بن عبد القادر ويحيى بن المبارك بن الزبيدي المؤدب وغيرهم.
أخبرنا عبد الوهاب بن علي الامين وعبد العزيز بن محمود بن الاخضر قال: أنبأنا أبو الفتح عبد الملك بن أبيى القاسم بن أبي سهل الكروخي - قدم علينا بغداد - قراءة عليه ونحن نسمع، قال: أنبأنا القاضي أبو عمامر محمود بن القاسم الازدي وأبو نصر عبد العزيز بن محمد الترياقي وابو بكر احمد بن عبد الصمد الغورجي قالوا: أنبأنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي، أنبأنا أبو العباس محمد بن احمد المحبوبي (2)، أنبأنا أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي، حدثنا أبو كريب، حدثنا معاوية بن هشام، عن عمران بن أنس المكي، عن عطاء، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساويهم (3)) (4).
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال حدثنا أبو سعد بن السمعاني من لفظه قال: عبد الملك بن عبد الله بن ابي سهل الكروخي شيخ صالح دين خير حسن السيرة (5) صدوق ثقة.
سكن مطير اباد من أعمال الفرات والمحلة سنين بسبب دين له على بعض أهلها، وورد بغداد، وقرأت عليه (جامع الترمذي) وقرئ عليه عدة نوب، وكتب به نسخة بخطه وأوقفها، وما كان له أصل بمسموعاته.
وجدوا سماعه في اصول المؤتمن الساجي وأبي محمد السمرقندي وغيرهما من الرحالين، فقرئ عليه منها، ومرض في
أثناء قراءتي عليه، فنفذ له بعض من كان يحضر معنا سماع الكتاب شيئا من الذهب * هامش * (1) في (ج): (الفورجي).
(2) في الاصل: (المجلزي).
وفي (ب) المحموى).
(3) في (ب): (عن مشاربهم).
(4) انظر الحديث في: سنن أبي داود 4900.
وسنن الترمذي 1019.
وصحيح ابن حبان 1986.
وكشف الخفا 1 / 114.
(5) تكررت لفظة: (دين) في الاصل، (ب).
(*)(1/42)
فما قبل، وقال: بعد السبعين واقتراب الاجل آخذ على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا، ورد عليه من الاحتجاج إليه، وانتقل من بغداد في آخر عمره الى مكة، وبقي بها مجاورا الى ان توفي، وكان يكتب النسخ بالترمذي بالعراق ومنها كان يأكل، سألته عن مولده فقال: في ربيع الاول سنة اثنتين وستين بهراة، وكروخ بلدة على عشرة فراسخ من هراة.
قرأت على ابي الطاهر اسماعيل بن سليمان بدمشق، أنبأنا عبد الخالق بن لبيد قال: سألت عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي عن مولده فقال: في النصف من ربيع الاول سنة اثنتين وستين واربعمائة.
قرأت في كتاب ابي الفضل احمد بن صالح بن الشافع الجيلي بخطه قال قرأت في كتاب ابي محمد بن الطباخ المجاور بمكة يقول: توفي عبد الملك الكروخي في ليلة الاثنين (1) خنمس عشري ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة بمكة، وانه تولى غسله وتكفينه (2)، ودفنه يوم الاثنين.
26 - عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن
حيوية الجويني، أبو المعالي بن أبي محمد الفقيه الشافعي الملقب بامام الحرمين (3): من أهل نيسابور، امام الفقهاء شرقا وغربا، ومقدمهم عجما وعربا، من لم تر العيون مثله فضلا، ولم تسمع الاذان كسيرته نقلا، بلغ درجة الاجتهاد، وأجمع على فضله أعيان العباد، وأقر بتقدمه المخالف والموافق، وشهد بفضله الحسود والوامق، وسارت مصنفاته في البلاد مشحونة (4) بحسن البحث والتحقيق والتنقير والتعزير والتدقيق، لابسة من الفصاحة حلل الكمال، ومن البلاغة غرر الملاحة والجمال، تفقه على صباه على والده، وقرأ عليه جميع مصنفاته، وقرئ الادب حتى أحكمه.
وتوفي والده وله دون العشرين سنة من عمره فأقعد مكانه في التدريس، وهو يجد * هامش * (1) في الاصل: (في ليلة الاثنتين) وفي (ب) بدون نقط.
(2) في الاصل، (ب): (تدفينه).
(3) انظر: وفيات الاعيان 2 / 341.
وطبقات الشافعية للسبكي 3 / 249 - 282.
وشذرات الذهب 3 / 358 - 262.
والاعلام 4 / 306.
(4) في (ب): (محشوبة).(1/43)
ويجتهد في الاشتغال والتحصيل، وقرأ الاصول على ابي القاسم الاسكافي الاسفراييني، وسافر جائلا في بلاد خراسان، مستفيدا من كبار الفقهاء، ومناظرا لفحولهم حتى تهذبت طريقته، واشتهر فضله، وشهد له كبراؤها بفوز الفضل وكمال العقل، وحج وجاور بمكة أربع يدرس ويفتي ويتعبد، ثم عاد الى نيسابور وتولى التدريس بالمدرسة النظامية، وبقي ثلاثين سنة غير مزاحم ولا مدافع، مسلم له المحراب والمنبر والخطابة والتدريس ومجلس التذكير يوم الجمعة، وحضر درسه الاكابر، وكان يقعد كل يوم بين يديه ثلاثمائة فقيه، ودرس أكثر تلامذته في حياته.
وصنف كتبا كثيرة جليلة في المذهب والخلاف (كنهاية المطلب في دراية المذهب) المشتمل على أربعين مجلدة، وكتاب (الشامل) خمس مجلدات، وكتاب (الاساليب في الخلاف) مجلدان، و (التحفة)، و (الغنية) (1)، و (الارشاد)، و (البرهان في أصول الفقه)، وفي أصول الدين (2) (غياث الامم)، و (الرسالة (3) النظامية)، و (مدارك العقول)، و (مختصر التقريب)، و (الارشاد للباقلاني) مجلدة، وله خطب مجموعة.
وسمع الحديث في صباه من أبيه وأبي حسان محمد بن أحمد بن جعفر المزكي وأبي سعد عبد الرحمن بن حمدان النصروي وأبي الحسن علي بن محمد الطرازي وأبي عبد الله محمد بن ابراهيم بن يحيى المزكي وابي سعد عبد الرحمن بن الحسن بن عليك وأبي عبد الرحمن محمد بن عبد العزيز النيلي (4) وأبي سعد محمد بن علي بن محمد بن حبيب الصفار وأبي نصر منصور بن رامش وأبي سعد فضل الله بن أبي الخير الميهني، وسمع ببغداد أبا محمد الحسن بن علي الجوهري وحدث باليسير.
روى عنه أبو عبد الله الفراوي وزاهر بن طاهر الشحامي واسماعيل بن أبي صالح المؤذن وغيرهم.
قرأت على عبد الوهاب بن علي الامين، عن عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر ابن محمد بن يوسف قال: أنشدنا أبو الحسن العبدري قال أنشدني أبو المعالي الجويني لنفسه: * هامش * (1) في كل الاصول: (الغيبة) والتصحيح من وفيات الاعيان.
(2) في كل الاصول: (الضدين) تحريف.
(3) هكذا في كل النسخ، وفي الوفيات والاعلام (العقيدة).
(4) في الاصل، (ب): (النبلى).
(*)(1/44)
أخي لن تنال العلم الا بستة سأنبئك عن تفصيلها ببيان (1)
ذكاء وحرص وافتقار وغربة وتلقين أستاذ وطول زمان قرأت في كتاب (الفنون) لابي الوفاء علي بن عقيل الفقيه الحنبلي بخطه قال: قدم علينا أبو المعالي الجويني ببغداد أول ما دخل الغزالي (2)، فتكلم مع ابي اسحاق وابي نصر بن الصباغ وسمعت كلامه، وقال ابن عقيل أيضا: ونقلته من خطه.
قال الشيخ أبو القاسم الاسدي المعروف بابن برهان العكبري النحوي - وكان متفننا في العلوم علامة في النحو والنسب وفي علوم القرآن والاصول - عند عميد الملك وقد كان قابسه (3) الشيخ أبو المعالي الجويني وكان قد م علينا سنة تسع واربعين شابا، أشقر اللحية، فجرى منه مقاولة للشيخ الامام ابي القاسم في العباد: هل لهم أفعال ؟ فقال: ان وجدت في القرآن آية تقتضي (4) ذلك فالحجة لك، فقال الشيخ أبو القاسم: (ولهم اعمال من دون ذلك هم لها عاملون)، ومد صوته وجعل يقول: (هم لها عاملون) وأصرح (من) (5) هذه الاضافة لا يكون (كفارا حسدا من عند انفسهم) (لو استطعنا لخرجنا معكم) (يهلكون انفسهم) - (والله يعلم انهم لكاذبون) أي قد كانوا مستطيعين، فأخذ أبو المعالي يستروح بتأويلك كلام ابي الحسن الاشعري وأكله بالحجة، فبهت ابن الجويني، وكان ايضا في دولة عميد الملك نوع عصبية على الاشعرية وأصحاب الحديث فقبض أبا المعالي عن الانبساط والا فقد كان أحسن الناس لفظا وأقوالهم منة في النظر.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي، عن ابي القاسم بن السمرقندي قال: كتب الي أبو * هامش * (1) في الاصل: (وبيان).
(2) في (ج): (العز) وفي (ب): (الغز).
(3) في (ب): (قاسه).
(4) في (ج): (أنه مقتضى).
(5) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(6) في كل النسخ: (انك بارد) والانسب ما أثبتناه.
(7) في (ب): (وتناول).
(*)(1/45)
محمد عبد الله بن يوسف الجرجاني قال في كتاب (طبقات الفقهاء) من جمعه: أبو المعالي الجويني امام عصره، ونسيج وحده، ونادرة دهره، عديم المثل في حفظه وبيانه ولسانه، أخذ الفقه على والده، واليه الرحلة من خراسان والعراق والحجاز، جرى ذكره في مجلس قاضي القضاة أبي سعيد الطبري فقال بعض الحاضرين: فانه يلقب (بامام الحرمين) فقال قاضي القضاة: بل هو امام خراسان والعراق لفضله وتقدمه في أنواع العلوم.
أنبأنا القاضي أبو الفتح محمد بن احمد الواسطي قال: كتب الي أبو جعفر محمد بن الحسن الهمداني قال: سمعت الشيخ ابا اسحاق الفيروز آبادي يقول: تمتعوا بهذا الامام، فانه نزهة هذا الزمان - يعني أبا المعالي الجويني.
قال سمعت أبا اسحاق يقول لابي المعالي: يا مفيد (1) أهل المشرق والمغرب - لقد استفاد من علمه الاولون والاخرون، وسمعته يقول له: أنت اليوم امام الائمة.
قرأت على أبي الفتوح داود بن معمر الواعظ بأصبهان، عن أحمد بن الحسن بن يحيى الكاتب النيسابوري في مسألة اثبات الكلام فيه ونفي خلق القرآن، فقذف بالحق على باطله ودمغه دمغا ودحض شبهه دحضا، وتوضح كلامه في المسألة حتى اعترف المخالف والموافق له بالغلبة، فقال جدي الامام أبو القاسم القشيري: لو ادعى اما م الحرمين اليوم النبوة لاستغنى بكلامه هذا عن اظهار المعجزة.
وقرأت على ابي الفتوح عن احمد بن الحسن قال سمعت أبا نصر بن هارون يقول: حضرت مع شيخ الاسلام اسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني بعض المحافل فتكلم امام
الحرمين أبو المعالي في مسألة فأجاد الكلام كما يليق بمثله، فلما انصرفنا مع شيخ الاسلام سمعته يقول: صرف الله المكاره عن هذا الامام فهو اليوم قرة عين الاسلام والذاب عنه بحسن الكلام.
كتب الي أبو سعد عبد الله بن عمر بن احمد بن الصفار النيسابوري قال: أنبأنا أبو * هامش * (1) في الاصل، (ب): (ما مفيد)، وفي (ج): (أما مفيد) والتصحيح من الشذرات 3 / 360(1/46)
الحسن عبد الغافر بن اسماعيل الفارسي قراءة عليه في كتاب الذيل لتاريخ نيسابور من جمعه قال: أبو المعالي الجويني مولده ثامن عشر المحرم سنة سبع عشرة وأربعمائة، وتوفي ليلة الاربعاء الخامس والعشرين من ربيع الاخر سنة ثمان وسبعين وأربعمائة، وقام الصياح من كل جانب وجزع الفرق عليه جزعا لم يعهد مثله، وحمل بين الصلاتين من يوم الاربعاء الى ميدان الحسين، ولم تفتح الابواب في البلد ووضع المناديل عن الرؤس عاما بحى ما اجترأ أحد على ستر رأسه من الرؤس والكبار، وصلى عليه ابنه أبو القاسم بعد جهد جهيد حتى حمل الى داره من شدة الزحمة وقت التطفيل ودفن في داره، ثم نقل بعد سنين الى مقبرة الحسين بجنب والده، وكسر منبره في الجامع المنيعي، وقعد الناس للعزاء أياما (عزاء) (1) عاما، وأكثر الشعراء المراثي فيه، وكان الطلبة قريبا من أربعمائة نفر يطوفون في البلد نائحين عليه مكسرين المحابر والاقلام مبالغين في الصياح والجزع.
أخبرنا جعفر بن علي المقرئ بالاسكندرية قال: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قال أنشدنا حاجي قاضي ثغر خنان قال: أنشدني القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن علي الطبري المدرس بثغر جيزة (2) لنفسه يرثي أبا المعالي عبد الملك بن عبد الله الجويني وكان من نظرائه:
يا أيها الناعي بشمس المشرق بأبي المعالي نأور دين مشرق أنذر بني (3) الدنيا قيام قيامة فالشمس صار مغيبها في المشرق 27 - عبد الملك بن عبد الرحمن بن سعود بن سرور الملاح، أبو القاسم: من أهل قصر عيسى بالجانب الغربي، من اولاد المحدثين، تقدم ذكر والده، سمع أبا الحارث احمد بن سعيد بن الحسن العسكري وغيره، كتبت عنه وكان شيخا لا بأس به.
* هامش * (1) ما بين المعقوفتين زيادة من طبقات الشافعية 3 / 257.
(2) في (ب): (حبره) وفي (ج): (جنزه).
(3) في (ج): (انذرتني).
(*)(1/47)
أخبرنا عبد الملك بن عبد الرحمن بن سعود الملاح قال: أنبأنا أبو الحارث احمد بن سعيد العسكري قراءة عليه، أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون الكوفي، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي، أنبأنا أبو الطيب علي بن محمد ابن بنان، حدثنا أبو العباس احمد بن علي بن محمد الموهبي، حدثنا محمد بن عثمان بن سعيد أبو عمر الاموي، حدثنا محمد بن عمارة بن صبيح، حدثنا سهل بن عامر، حدثنا عمرو بن جميع البصري، عن عبد الله بن الحسن، عن أبيه، عن جده الحسن بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ان من سعادة الرجل زوجة صالحة ولدا برا وخلطاء صالحين ومعيشة في بلاده) (1).
توفي في المحرم سنة تسع وعشرين وستمائة، ودفن بباب حرب وقد قارب الثمانين.
28 - عبد الملك بن عبد الرحمن بن محمد بن احمد، أبو سعد (2) السرخسي الحنفي:
أظنه ولد ببغداد وكان والده مقيما بها، وولي قضاء البصرة وبها مات، سمع أبو سعد هذا ببغداد ابا الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار وابا الفتح منصور بن الحسين الاصبهاني الكاتب، وبنيسابور ابا الحسن علي بن محمد بن محمد الطرازي، وبالاهواز أبا الحسن علي بن محمد بن نصر الدينوري، وحدث ببغداد عن والده، روى عنه أبو الفضل بن خيرون وأبو طاهر بن سواد، وشهد عند قاضي القضاة أبي عبد الله بن ماكولا في يوم الخميس لسبع بقين من شهر ربيع الاخر سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة فقبل شهادته، وولي قضاء البصرة، ومضى إليها وحدث بها وبأصبهان.
أبنأنا القاضي أبو الحسن عبد الرحمن بن احمد بن محمد العمري ان أبا عبد الله الحسن بن محمد البلخي أخبره قال: أنبأنا أبو الفضل احمد بن الحسن بن خيرون قراءة عليه قال: قرأت على القاضي ابي سعد عبد الملك بن عبد الرحمن السرخسي وكتبت * هامش * (1) انظر الحديث في: كنز العمال 30778، 30779.
وتخريج الاحياء 2 / 214.
(2) انظر: (الجواهر المضية في طبقات الحنفية) لابي محمد عبد القادر القرشي الحنفي 1 / 330.
(*)(1/48)
من كتابه، أنبأنا ابي القاضي أبو بكر عبد الرحمن بن محمد قراءة عليه، حدثنا أبو احمد محمد بن عبد الله بن محمد وبنت الوزير ابي العباس الاسفراييني، حدثنا أبو علي الحسن بن علي الدمشقي، حدثنا أبو زفر عبد العزيز بن الحسن الطبري بآمل، حدثنا أبو بكر مكرم بن احمد بن مكرم (1) البغدادي، حدثنا محمد بن احمد بن سماعة (2)، حدثنا بشر بن الوليد القاضي، حدثنا أبو يوسف القاضي، حدثنا أبو حنيفة قال: ولدت سنة ثمانين وحججت مع ابي سنة ست وتسعين وأنا ابن ست عشرة سنة، فلما دخلت المسجد الحرام رأيت حلقة عظيمة فقلت لابي: حلقة من هذه ؟ قال:
حلقة عبد الله بن جزء الزبيدي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم فتقدمت فسمعته يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من تفقه في دين الله كفان الله همه ورزقه من حيث لا يحتسب) (3).
اخبرنا أبو بكر احمد بن محمد بن سعادة البردي - وكان من عباد الله الصالحين - قال: أنبأنا عبد المغيث بن محمد بن احمد بن المطهر العبدي قراءة عليه، أنبأنا قاضي القضاة أبو نصر عبد الملك بن عبد الرحمن بن محمد السرخسي البصري في ربيع الاول سنة تسع وستين وأربعمائة، حدثنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر، حدثنا الحسين ابن يحيى بن عياش (4)، حدثنا أبو الاشعث، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، حدثنا أيوب، عن هشام بن عروة، عن أبيه أن ابن الارقم (5) كان يؤذن لاصحابه ويؤمهم، فأقام ذات يوم ثم خرج الى المسجد فقال لاصحابه: لا تنتظروني وصلوا فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا وجد أحدكم الخلاء وقد أقيمت الصلاة فليبدأ بالخلاء) (6).
* هامش * (1) في (ج): (أبو أسعد) 0 (2) زاد في (ج): (بن أحمد مكرم) مكررة.
(3) في الاصل، (ب): (من سماعة).
(4) انظر الحديث في: تنزيه الشريعة 1 / 271.
وتذكرة الموضوعات 111.
واتحاف السادة المتقين 1 / 77.
(5) في (ج): (بن عباس) تصحيف.
(6) في كل النسخ: (عن ابن الارقم).
(*)(1/49)
أنبأنا أبو القاسم الازجي عن ابي بكر محمد بن علي بن ميمون الدباس قال: أنبأنا
أبو الفضل احمد بن الحسن بن خيرون العدل قال: بلغنا وفاة القاضي أبي سعد السرخسي بأصبهان في سنة سبعين وأربعمائة.
قرأت في كتاب ابي الحسن علي بن محمد بن علي بن الطراح بخطه قال: وفي شوال - يعني سنة سبعين واربعمائة - مات أبو سعد عبد الملك السرخسي.
29 - عبد الملك بن عبد الرزاق بن عبد الله بن علي بن اسحاق بن العباس بن ابي المحاسن بن ابي القاسم الطوسي.
من أهل نيسابور، تقدم ذكر جده عبد الله وكان أخا (1) الوزير نظام الملك، ورد عبد الملك بغداد غير مرة وروى بها شيئا، روى عنه أبو سعد بن السمعاني وقد روى لنا عنه أبو المظفر بن ابي سعد بن السمعاني بمرو في مشيخته.
كتب الي أبو الفتح اسماعيل بن محمد الخطيب قال: أنشدني أبو سعد بن السمعاني (2) قال: أنشدنا أبو المكارم عبد الملك بن عبد الرزاق النيسابوري املاء من حفظه ببغداد لبعضهم: سلام عليكم ها فؤادي لديكم ثوى لكم ثاو فثاو لديكم واني أشم المسك من مدرج الصبااذا ما الصبا مرت فهبت عليكم وبي مرض والنار ذا العذب أنني فياليت شعري هل سبيل اليكم اخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عبد الملك بن عبد الرزاق بن عبد الله بن علي بن اسحاق الطوسي أبو المكارم كان رجلا من الرجال، بذولا، سخي النفس، شهما، ورد بغداد وكتب بها وأقام مدة، ثم خرج الى الحجاز، سمع ببلده ابا الحسن علي بن احمد المديني وابا العباس الفضل بن عبد الواحد * هامش * (1) انظر الحديث في: سنن النسائي 2 / 111.
والسنن الكبرى للبيهقي 3 / 72.
وصحيح ابن حبان 194.
(2) في كل النسخ: (وكان أخ الوزير).
(*)(1/50)
ابن عبد الصمد (1) التاجر وأبا بكر الشيروي، كتبت عنه بمرو وبلخ، وسألت عن مولده فقال: في رجب سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة بنيسابور، وتوفي بطوس في ليلة الثلاثاء سادس عشري رجب سنة ست وأربعين وخمسمائة وحمل الى نيسابور ودفن بداره.
30 - عبد الملك بن عبد السميع بن علي بن عبد السميع الهاشمي: قرأت بخط ابي بكر المبارك بن كامل بن أبي الفوارس بن العمورة (2) بن جرير القيرواني مؤذني اخبركم (3) عبد الملك بن عبد السميع بن علي بن عبد السميع الهاشمي الشافعي قال: حدثني الشيخ أبو بكر المعروف بابن البنا الشافعي قال: حكى عن الشيخ الراهد ابي الحسين بن سمعون قال: حدثني (4) يونس بن الشبلي قال: حدثني ابي الشبلي قال: سمعت ابا القاسم الجنيد قال: ما استنفعت بشئ منفعتي بأبيات سمعتها، قلت له: يا أستاذ ! وما هذه الابيات ؟ قال: مررت بدرب القراطيس فسمعت جارية تغني من دار فنصت لها، فسمعتها تقول: إذا قلت: أهدي (5) الهجر لي حلل البلى تقولين: لولا الهجر لم يطب الحب وان قلت: هذا القلب أحرقه الهوى تقولي: بنيران الهوى شرف القلب وان قلت: ما أذنبت ؟ قلت مجيبة: حياتك ذهب (6) لا يقاس به ذنب فصعقت وصحت، فبينما أنا كذلك إذا بصاحب الدار قد خرج فقال: ما هذا يا سيدي ؟ فقلت له: مما سمعت، فقال: أشهد انها هبة مني لك (7)، فقلت: قد قبلتها * هامش * (1) في (ج): (عبد الصمد الواحد التاجر).
(2) في (ج): (المعمورة).
(3) هكذا في الاصل.
(4) (الشيخ أبو بكر المعروف بابن البنا...) (...بن سمعون قال حدثني) مكررة في كل النسخ.
(5) في كل النسخ: (أهدى).
(6) في الاص، (ب): (حبابك ذنبا).
(7) في (ج): (مني اليك).
(*)(1/51)
وهي حرة لوجه الله سبحانه، ثم دفعتها الى بعض أصحابنا بالرباط، فولدت له ولدا كبر ونشأ أحسن نشوء وحج على قدميه ثلاثين سنة على الوحدة.
أخبرنا بهذه الحكاية عاليا (1) أبو القاسم المؤدب اذنا عن ابي العز بن كادش قال: حدثنا أبو علي الحسن بن غالب بن المبارك قال: حدثنا الشيخ أبو الحسين بن سمعون فذكرها.
31 - عبد الملك بن عبد السلام بن الحسن بن زكاش الدامغاني، أبو محمد الفقيه الحنفي (2): من أهل باب الطاق.
كان من أعيان الفقهاء والشهود المعدلين بها ببغداد، شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم علي بن الحسين الزينبي في شهر ربيع الاخر سنة ثلاث عشرة وخمسمائة، فقبل شهادته وتولى التدريس بمدرسة سعادة، سمع الحديث من الشريف أبي نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي وأبي منصور عبد المحسن بن محمد بن علي الشيحي (3) ببغداد، وبالبصرة من القاضي أبي عمر محمد بن أحمد بن عمر النهاوندي، وحدث باليسير، روى عنه أبو القاسم الحافظ الدمشقي في معجم شيوخه.
أخبرنا عمر بن عبد الرحمن الانصاري بدمشق قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الحافظ قال: أنبأنا عبد الملك بن عبد السلام بن الحسين أبو محمد
الدامغاني الفقيه الحنفي بقراءتي عليه ببغداد، أنبأنا الشريف أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي وأنبأنا عبد الوهاب بن علي الامين قال: أنبأنا جدي أبو البركات اسماعيل ابن ابي سعد شيخ الشيوخ وعبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف قالا: أنبأنا أبو نصر الزينبي قال: قرئ على (4) أبي طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص وأنا حاضر قال: أنبأنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا خلف وهو ابن هشام، حدثنا أبو شهاب وهو عبدويه بن نافع الحفاظ عن حميد عن أنس أن اناسا من بني سلمة * هامش * (1) في الاصل: (غاليا).
(2) انظر: الجواهر المضية 1 / 331.
(2) في كل النسخ: (الشحى) تصحيف.
(4) في (ج): 0 قرئ على بن أبي طاهر).
(*)(1/52)
أرادوا ان يتحولوا الى قرب المسجد، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تعرى (1) المدينة فقال: (أما تحتسبون آثاركم) (2).
قرأت في كتاب ابي محمد يحيى بن علي بن الطراح بخطه قال: مات الشيخ عبد الملك الدامغاني في يوم الخميس ثامن شهر رمضان سنة سبع وعشرين وخمسمائة ودفن يوم الجمعة بمقبرة أبي حنيفة.
32 - عبد الملك بن عبد السلام بن عبد الملك بن عبد السلام بن الحسين بن محمد بن عبد الواحد، أبو محمد الطلحي التيمي المعروف بابن الصدر، ويعرف بابن الابيض أيضا: من ساكني دار القز، سمع ابا عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين بن (3) السراج وأبا غالب محمد بن محمد بن عبيد الله العطار وغيرهما، وحدث باليسير، سمع منه أبو
الرضا أحمد بن طارق بن سيار المزكى والقاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي، وذكر أنه كان صدوقا.
أنبأنا أحمد بن طارق قال: أنبأنا أبو محمد عبد الملك بن عبد السلام بن الصدر بقراءتي عليه، أنبأنا أبو غالب محمد بن محمد بن عبيد الله العطار وأنبأنا عبد الله بن عمر بن علي القزاز (4) بقراءتي عليه قال: أنبأنا محمد بن محمد أبو المعالي العطار، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين السراج قالا: أنبأنا أبو علي الحسن بن احمد بن شاذان، أنبأنا أبو عمرو (5) عثمان بن أحمد بن السماك (6) الدقاق، حدثنا أبو حصين محمد بن الحسين بن حبيب القاضي، حدثنا جندل (7)، حدثنا أبو الاحوص * هامش * (1) في (ب): (أن يعدى).
(2) انظر الحديث في: الدر المنثور 5 / 260.
(3) (بن الحسين) ساقطة من (ج).
(4) في (ب): (افراز) وفي (ج): (الفزاز).
(5) في كل النسخ: (أبو عمر والتصحيح من تذكرة الحفاظ 3 / 865.
(6) في كل النسخ (بن مد) تصحيف.
(7) في (ب): (ثنا جدل).
(*)(1/53)
عن عبد العزيز بن رفيع عن عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قتل صبرا كان كفارة لخطاياه) (1).
قرأت بخط القاضي ابي المحاسن القرشي قال: توفي عبد الملك بن الصدر في شهر رمضان من سنة ست وخمسين وأربعمائة، وذكر ابن شافع وفاته كذلك، وقال: ودفن بباب حرب (2).
33 - عبد الملك بن عبد العزيز بن هبة الله بن القاسم بن البندار أبو علي.
أخو عبد الرحيم وعبد الغني المقدم ذكرهما، وكان الاصغر منهما، وهم من أهل الحريم الطاهري (3) ومن أولاد المحدثين، سمع أبا المعالي محمد بن محمد بن النحاس (4) العطار وأبا علي احمد بن محمد بن الرحبي (5) وغيرهما، كتبت عنه شيئا يسيرا، وكان شيخا لا بأس به.
أخبرنا عبد الملك بن عبد العزيز بن هبة الله بن البندار قراءة عليه وأنا اسمع قال: أنبأنا أبو المعالي بن النحاس قراءة عليه عن ابي القاسم بن البسري وأنا اسمع قال: أنبأنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص قراءة عليه، حدثنا عبد الله وهو ابن محمد بن عبد العزيز، حدثنا محمد وهو ابن حميد الرازي (6)، حدثنا أبو داود عن رفعة عن سلمة بن وهرام عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (استعينوا بقيلولة النهار على قيام الليل، والسحور على صيام النهار) (7).
سألت عبد الملك عن مولده فقال: في سنة تسع وأربعين وخمسمائة بأردبيل، وبلغنا * هامش * (1) انظر الحديث في: كشف الخفا 2 / 258.
والدرر المنتشرة 138.
وكنز العمال 1268.
والاسرار المرفوعة 304.
(2) في كل النسخ: (بباب خرب).
(3) في (ب)، (ج): (الظاهري) تصحيف.
(4) في الاصل، (ب): (اللحاس) في كل المواضع والتصحيح من تذكرة الحفاظ 4 / 1319.
(5) في الاصل، (ب): (الرحبى).
(6) في (ب): (الدرى).
(7) انظر الحديث في: مصنف عبد الرزاق 7603.
وكشف الخفا 1 / 130.
وكنز العمال 21485.
والمعجم الكبير للطبراني 11 / 245.
(*)(1/54)
أنه توفي بأردبيل في سنة خمس عشرة وستمائة.
34 - عبد الملك بن عبد الواحد بن الحسن بن منازل الشيباني، أبو الفضل القزاز: أخو ابي غالب محمد المقدم ذكره، كان يسكن بدرب القصارين من نواحي باب الشام بالجانب الغربي، سمع أبوي الحسين أحمد بن محمد بن النقور ومبارك بن عبد الجبار بن احمد الصيرفي وغيرهما، وحدث باليسير، روى لنا عنه أبو عبد الله الحسين ابن سعيد بن الحسين بن شنيف الامين.
اخبرنا أبو عبد الله بن شنيف قال: أنبأنا أبو الفضل عبد الملك بن عبد الواحد القزاز قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد (بن أحمد) (1) بن النقور، أنبأنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، حدثنا عبد الله هو البغوي، حدثنا الحسن بن راشد بن عبد ربه الواسطي، أخبرني أبي راشد بن عبد ربه، حدثنا نافع سمعت ابن عمر يقول: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يارسول الله ! حدثني حديثا واجعله موجزا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (صل صلاة مودع كأنك تراه، فان كنت لا تراه فانه يراك، وايأس مما في أيدي الناس تعش غنيا، واياك وما تعتذر منه) (2).
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: توفي عبد الملك بن عبد الواحد القزاز في رجب سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.
35 - عبد الملك بن عبد الواحد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمويه بن مودود بن راشد، أبو بكر الحافظ: من أهل سمرقند، وأبوه كان من أهل بغداد، قدم بغداد وسمع أبا بكر محمد بن عبد الله الشافعي وأبا علي محمد بن أحمد بن الصواف وأمثالهما، ثم قدمها ثانيا حاجا وأدركه أجله بها منصرفه من الحج، ولم أدر روى بها شيئا أم لا.
* هامش * (1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) انظر الحديث في: اتحاف السادة المتقين 8 / 160، 10 / 251.
وكنز العمال 5253.
والاحاديث الصحيحة 1914.
(*)(1/55)
كتب الي أبو عبد الله محمد بن معمر الاصبهاني أن أبا نصر الحسن بن محمد اليونارتي أخبره قال: أنبأنا أبو محمد الحسن بن احمد السمرقندي فيما قرأت عليه بنيسابور أنبأنا أبو بشر عبد الله بن محمد الفقيه قال: أنبأنا أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الادريسي قال: عبد الملك بن عبد الواحد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمويه بن مودود أبو بكر السمرقنديى كان والده من بغداد، وجده علي بن موسى من موصل، ووالد جده موسى بن جعفر من فارس (1)، كان أبو بكر هذا فاضلا، حافظا، متقنا، ثقة، كتب الكثير، وجمع الشيوخ والابواب والمقلين، ودون الاقران (2)، كان من أفاضل أصحابنا الذين كتبوا معنا على مشايخنا بسمرقند، ورحل الى العراق وكتب بها عن ابي بكر الشافعي وأبي علي الصواف وأمثالهما، وكان قبل ذلك كتب عن مشايخنا بسمرقند مثل أبي جعفر محمد بن محمد البغدادي وأبي عمروا محمد بن اسحاق العصفري وعيسى بن موسى بن غودم الكشاني ومحمد بن الحسن ابن حمويه الاستراباذي، وذهب الى بخارى وكتب عن أبي بكر بن خنب (3)، وبكشانية عن علي بن محتاج، وكان حريصا على الجمع والكتابة، وكنا نؤمل ان يكون اماما، فخرج الى مكة ومات في المنصرف (4) سنة ست وسبعين وثلاثمائة في صفر ودفن ببغداد، كتبت عنه أحاديث يسيرة.
قرأت بخط والده عبد الواحد: ولد ابني أبو بكر بسمرقند يوم الاحد لاثنتي عشرة خلت من ربيع الاخر سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
36 - عبد الملك بن عبد الوهاب بن علي بن علي بن عبيد الله الامين، أبو المعالي: ابن شيخنا ابي احمد بن ابي منصور الصوفي، سمع أباه وجده لامه أبا القاسم عبد الرحيم بن اسماعيل شيخ الشيوخ وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وشهدة بنت * هامش * (1) في (ج): (جعفر بن فارس).
(2) في (ج): (ودون الاوزان).
(3) في (ب): (ابي بكر من خنب).
وفي (ج): (بن جنب).
(4) في كل النسخ: (في التصرف).
(*)(1/56)
احمد الاثري وتجنى بنت عبد الله الوهبانية وغيرهم، وحج وجاور بمكة سنين، وحدث بالمدينة وخرج الى مصر فتوفي بها شابا.
أخبرنا أبو المفاخر محمد بن علي بن الحسين (1) البيهقي امام الروضة النبوية بقراءتي عليه بالمدينة في دهليز داره قال: أنبأنا عبد الملك بن عبد الوهاب بن علي بن علي قراءة عليه بالمدينة قال: أنبأنا أبو القاسم عبد الرحيم قال: أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن محمد السمناني، حدثني محمد بن محمد بن زيد الحسيني، أنبأنا الحسن بن احمد الفارسي، حدثنا أبو عمرو بن السماك، حدثنا محمد بن الحسين الحنيني، حدثنا عامر بن الفضل، حدثنا جعفر الاحمر عن حميد الطويل عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال هؤلاء الكلمات يوم الجمعة سبع مرات فمات في ذلك اليوم دخل الجنة، من قال (اللهم أنت ربي لا اله الا أنت وانا عبدك وابن أمتك وفي قبضتك، ناصيتي بيدك، أمسيت على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء بنعمتك وأبوء بذنبي، فاغفر لي ذنوبي، انه لا يغفر الذنوب الا أنت) (2).
كان مورد عبد الملك في سنة ثمان وخمسين وخمسمائة، وذكر لي أخوه عبد الواحد أنه مات بمصر في أوائل (3) سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة.
37 - عبد الملك بن علي المكتفي بن أحمد المعتضد بالله بن محمد الموفق بالله بن جعفر المتوكل على الله بن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن المهدي (4) بن عبد الله (5) المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله (6) بن العباس بن عبد المطلب.
ذكر هلال بن الصابي انه توفي في شهر ربيع الاخر سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.
* هامش * (1) في (ج): (بن الحسن).
(2) انظر الحديث في: اتحاف السادة المتقين 3 / 237، 291.
(3) في الاصل: (في أول سنة ثلاث...).
(4) في (ب)، (ج): (بن المهتدى).
(5) (بن عبد الله) ليست في (ج).
(6) (بن عبد الله) ساقطة من (ج).
(*)(1/57)
38 - عبد الملك بن علي بن شابور بن الحسين، أبو نصر المقرئ (1): سمع أبا الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت القرشي وغيره، وسافر الى مصر واستوطنها وحدث بها، وكان عارفا بالقراءات ووجوهها، روى عنه أبو القاسم المسلم بن علي بن اسحاق بن الفرج المصري وأبو عبد الله محمد بن أحمد ابن ابراهيم الرازي.
كتب الي أبو القاسم عبد الرحمن (2) بن مكي بن حمزة الانصاري قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن احمد بن ابراهيم الرازي قال: أنبأنا أبو نصر عبد الملك بن علي بن شابور البغدادي المقرئ بمصر قال: أنبأنا أبو الحسن احمد بن محمد بن موسى المالكي
ببغداد وأنبأنا أبو علي ضياء بن احمد، أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد الله البزاز، أنبأنا والدي وأنبأنا مسعود بن عبد الله بن عبد الكريم الدقاق قال: أنبأنا اسماعيل بن احمد بن عمر السمرقندي وأنبأنا أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي قال: أنبأنا أبو منصور موهوب بن احمد بن محمد بن الجواليقي، أنبأنا علي بن أحمد بن البسري قالوا جميعا: أنبأنا أبو الحسن احمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت قراءة عليه قال: حدثنا ابراهيم بن عبد الصمد بن موسى الهاشمي، حدثني ابي عبد الصمد بن موسى، حدثنا النضر بن شميل ونحن مع المأمون بمرو سنة احدى وثمانين في رجب، أنبأنا ابن عون عن نافع عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صلاة الليل فقال: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشيت الصبح فصل ركعة توتر لك صلاتك) (3).
أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي قال: أنبأنا أبو القاسم بن السمرقندي قراءة عليه قال: كتب الي أبو اسحاق ابراهيم بن سعيد بن عبد الله الحبال المصري قال: سنة خمس وأربعين - يعني وأربعمائة، أبو نصر عبد الملك بن علي بن شابور المرئ البغدادي - يعني مات.
* هامش * (1) انظر: طبقات القراء، لابن الجوزي 1 / 469.
(2) بهامش (ب): (يعرف بابن موتا وابن علاس).
(3) الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
(*)(1/58)
39 - عبد الملك بن علي بن عبد الباقي بن علي، أبو منصور الخياط: من ساكني دار الخلافة، سمع جده لامه أبا الحسين أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف وأبا منصور محمد بن أحمد بن علي الخياط المقرئ وأبا الحسن بن محمد بن
علي بن العلاف وغيرهم وحدث باليسير، روى عنه أبو سعد بن السمعاني وأبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي بن السمين.
أنبأنا يوسف بن المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف قال: أنبأنا أبو منصور عبد الملك بن علي بن عبد الباقي الخياط بقراءتي عليه في جمادى الاخرة سنة أربع وثلاثين وخمسمائة قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن العلاف، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر الحمامي، حدثنا عثمان بن أحمد بن السماك، حدثنا أحمد بن عبد الجبا ر العطاردي، حدثنا يونس بن بكير، حدثنا ابن اسحاق، حدثني عبد الله بن أبي بكر عن عثمان بن أبي سليمان عن نافع عن جبير عن ابيه قال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقف على بعير له بعرفات من بين قومه حتى يدفع معهم توفيقا من الله له.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عبد الملك بن علي بن عبد الباقي الخياط شيخ صالح، مأمون، حسن السيرة، جميل الطريقة، كتبت عنه وسألته عن مولده فقال: في سنة ست وثمانين وأربعمائة.
40 - عبد الملك بن علي بن عبد الملك بن محمد بن يوسف، أبو الفضل بن أبي الحسن بن أبي منصور: من ساكني دار الخلافة، من أولاد الاكابر المحتشمين، طلب الحديث بنفسه، وأكثر من السماع، وحصل الاصول، وكتب بخطه، ولعله سمع جميع ما كان عند أبي الحسين بن الطيوري منه، وأكثر عن المتأخرين، سمع الشريفين أبا نصر محمد وأبا الفوارس طراد (1) ابني محمد بن علي الزينبي وأبا عبد الله مالك بن أحمد بن علي البانياسي وأبا الحسبن عاصم بن الحسن بن عاصم، وأبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز التميمي، وأبا الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر وأبا * هامش * (1) في كل النسخ: (طرد).
(*)(1/59)
عبد الله الحسين بن احمد بن محمد بن طلحة النعالي (1) وخلقا كثيرا من اصحاب أبي طالب بن غيلان وابي القاسم التنوخي وابي محمد الجوهري، وحدث باليسير، روى لنا عنه أبو السعود عبد الواحد بن محمد بن الداريج وابو الفرج عبد الرحمن بن محمد القصري وصالح بن محمد بن علي الازجي وعبد الرحمن بن دينار بن شبيب وعمر بن سعد الله الدلال وعبد المحسن بن أحمد البزاز وغيرهم.
أخبرنا أبو السعود عبد الواحد بن محمد بن الداريج قال: أنبأنا أبو الفضل عبد الملك بن علي بن يوسف، أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر بن علي الوراق، حدثنا أبو بكر بن ابي داود، حدثنا علي بن محمد أبي الخصيب (2)، حدثنا سفيان بن عيينة، حدثنا قاسم الرحال عن أنس بن مالك قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم خربا لبني النجار فقضى من حاجته فخرج مذعورا، قال: (لولا أن تدافنوا لسألت الله أن يسمعكم ما أسمعني من عذاب القبر) (3).
أخبرنا أبو جعفر صالح بن محمد بن علي الازجي قال: أنبأنا أبو الفضل عبد الملك ابن علي بن يوسف قال: أنبأنا طراد بن محمد بن علي الزينبي، أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن وصيف الصياد، حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي قال: حدثني أبو يعقوب اسحاق بن الشحام قال: قال مردك حكيم أهل فارس: لا ترضين من الصديق بكيف أنت ومرحبا بك حتى تبين ما لديه بحاجة ان لم تكن لك وإذا رأيت فعاله كمقاله فبه (4) تمسك قرأت في كتاب ابي محمد يحيى بن علي بن الطراح بخطه قال: مات أبو الفضل عبد الملك بن علي بن يوسف في يوم الاثنين ودفن يوم الثلاثاء الرابع من ذي الحجة * هامش *
(1) (النعالي) سقط من (ب).
(2) في الاصل، (ج): (ابي الخضيب).
(3) انظر الحديث في: مسند أحمد 3 / 114، 153.
وأمالي الشجري 2 / 303.
والاحاديث الصحيحة 158.
وتاريخ بغداد 2 / 92.
(4) في الاصل، (ب): (كمقالة فيه).
(*)(1/60)
سنة احدى وثلاثين وخمسمائة بقبر أحمد.
41 - عبد الملك بن علي بن محمد بن حمد بن ابراهيم، أبو المظفر البزاز: من أهل همذان، سمع الكثير بهمذان من أبي بكر احمد بن عمر بن محمد بن البيع وابي الحسن فيد بن عبد الرحمن بن شادي الشعراني وأبي محمد عبد الرحمن بن محمد (1) ابن الحسن الدوني وأبي الفضل أحمد بن عبد الرحمن المهلبي وأبي منصور محمد بن محمد بن حامد العدل وأبي القاسم نصر بن محمد بن علي بن زيرك المقرئ وابي بكر عبد الله بن الحسين بن احمد بن جعفر التوثي المزكي وابي شجاع شيرويه ابن شهردار الديلمي وابي العلاء محمد بن نصر بن احمد الحافظ وابي الفرج اسماعيل ابن محمد بن عثمان القومساني (2) وأبي منصور سعد بن علي العجلي وأبي جعفر محمد بن أبي علي الحافظ ومن جماعة غيرهم، وسمع من البصرة من القاضي ابي طاهر محمد بن محمد بن أحمد بن عمر النهاوندي وغيره وقدم بغداد بعد العشر وخمسمائة وسمع بها من ابي سعد أحمد (3) بن عبد الجبار الصيرفي وابي طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف وأبي المعالي احمد بن محمد بن علي بن البخاري وابي القاسم هبة الله ابن محمد بن الحصين وابي العز احمد بن عبيد الله بن كادش وابي غالب احمد بن الحسن بن البنا، واكثر عن اصحاب ابي الحسين بن النقور (4) وابي محمد الصريفيني وابي بكر الخطيب ومن دونهم، ولم يزل يسمع ويكتب بخطه ويحصل بحرص شديد
وهمة عالية وجد واجتهاد الى حين وفاته، وقد خرج لنفسه عدة اجزاء في فنون من فضائل الاعمال وغيرها، وحدث بها وبغيره من مسموعاته، وكان ينزل بالظفرية، وكان شيخا صدوقا من مسموعاته (حسن) (5) الطريقة متدينا، الا انه كان قليل البضاعة (6) من العلم، وفي خطه سقم كثير، سمع منه جماعة من الائمة، وروى لنا * هامش * (1) في كل النسخ: (بن حمد).
(2) في كل النسخ: (القوسباني).
(3) في (ب): (حمد).
(4) في كل النسخ: (ابن النقود) تصحيف.
(5) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(6) في الاصل: (البظاعة) وفي (ج): (الفظاعة).(1/61)
عنه عبد الرحمن بن خمارتاش الكاتب وعلي بن أبي بكر الحمامي وسعد بن علي اللبان وعلي بن معالي النجار ويوسف بن محمد بن علي بن قرطاس ومسعود بن عبد الله الخياط وفاخر بن ابي الفضل البزاز وأبو البدر بن دلف بن علي المحولي.
أخبرنا علي بن معالي بن منصور النجار قال: أنبأنا عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني، أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد (1) بن الحسن الدوني، أنبأنا أبو نصر احمد بن الحسين الكسار، أنبأنا أبو بكر احمد بن محمد بن اسحاق، حدثني احمد بن هشام البعلبكي، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الحراني الحضرمي، حدثنا يعقوب بن الجهم عن عمرو بن جرير عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا نام العبد على فراشه أو على مضجعه من الارض التي هو فيها فانقلب في ليلته على جنبه الايسر ثم يقول: أشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك
له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شئ قدير، يقول الله عز وجل لملائكته: انظروا الى عبدي لم ينسني في هذا الوقت، أشهدكم أني قد رحمته وقد غفرت له وعفوت عنه ورحمته) (2).
قرأت بخط علي بن عبد الملك الهمداني قال: مولدي في ذي الحجة من سنة سبعين وأربعمائة.
قرأت في كتاب الشريف ابي الحسن علي بن احمد الزيدي بخطه قال: توفي المهذب أبو المظفر عبد الملك بن علي الهمداني في ليلة الثلاثاء، ودفن ليلة الثلاثاء خامس عشري الاول من سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة، وصلى عليه محمود بن ماشاده بالتاجية، سمع بهمدان وبغداد وصنف كتبا كثيرة، وكان يصحف فيها لقلة معرفته بالاسانيد، ودفن بباب برز عند نخلة باقي، وكان جمعه قليلا جدا.
* هامش * (1) في النسخ كلها: (بن حمد).
(2) انظر الحديث في: كنز العمال 41315.
وعمل اليوم والليلة لابن السنى 751.
(*)(1/62)
42 - عبد الملك بن علي بن محمد بن علي بن ابراهيم الطبري، أبو المعالي بن الكيا أبي الحسن الهراسي: مدرس المدرسة النظامية، ولد ببغداد ونشأ بها، وسمع بها الحديث من أبي القاسم علي بن أحمد بن بيان الرزاز وأبي طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن محمد (1) بن يوسف وغيرهما، وحدث باليسير.
روى لنا عنه أبو محمد بن الاخضر وابن الغزال، ولم يكن له اشتغال بالعلم ولا سلك طريقة والده، بل خالط أصحاب الديوان وخدم في أشغالهم وعلت مرتبته، فرتب حاجبا بالباب النوبي وناظرا في المظالم في سنة خمسن وخمسمائة، فأقام نحوا من أربعين يوما ثم عزل.
أخبرني عبد الرحمن بن عمر الغزال قال: أنبأنا أبو المعالي عبد الملك ابن الكيا الهراسي بقراءتي عليه أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمد قراءة عليه وأنبأنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني قراءة عليه وأنا اسمع عن ابي طاهر عبد الرحمن بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف قالا: أنبأنا ابراهيم بن عمر البرمكي، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت الدقاق، حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن بدبنا (2) حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا حماد بن الوليد عن عبد الله بن عبد الرحمن وسفيان بن سعيد الثوري عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ان لكل شئ زكاة وزكاة الجسد الصيام) (3).
سمعت أبا الرضا المبارك بن سعد الله الدقاق (4) جارنا يقول: دخل ابن الكيا الهراسي يوما الى دار الخلافة فرأى فرس الامام المقتفي قريبا منها فرس ولي عهده المستنجد فقال: لا أحياني الله الى زمان أرى هذه الفرس مكان هذه الفرس، فأشار الى فرس ولي العهد وفرس والده - يشير الى الخلافة، فبلغت كلمته الى الامام * هامش * (1) (بن عبد القادر بن محمد) ساقطة من (ب).
(2) هكذا في النسخ.
(3) انظر الحديث في: العلل المتناهية 2 / 8، 49، 492.
وتاريخ جرجان 404.
وتاريخ بغداد 8 / 153.
والدر المنثور 1 / 181.
(4) في (ب): (بن الدقاق).(1/63)
المستنجد، فلما أفضت (1) إليه الخلافة أمر بالقبض عليه وأن يحبس بالمطمورة، فبقي بها مدة د خلافته، فلما مات المستنجد أطلق، فكانت مدة حبسه عشر سنين وثلاثة أشهر وأيام، ثم انه بعد ذلك بقليل توفي.
قرأت في كتاب أبي عبد الله محمد بن عثمان ابن العكبري الواعظ جارنا بخطه قال: توفي شيخنا ابن الهراسي في يوم الاربعاء، ثامن ربيع الاخر سنة سبع وستين وخمسمائة، ذكر غيره أنه دفن بالشونيزية.
43 - عبد الملك بن عيسى بن محمد بن محمد، أبو الفتح الاخباري: من أهل عكبرا، حدث عن أبي الفرج أحمد بن محمد بن اسحاق بن جوري وأبي عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة وأبي الحسين احمد بن علي بن يونس الكاتب وأبي بكر محمد بن أحمد بن اسحاق الصريفيني المعدل وأبي الحسن علي بن عبيد الله بن يعقوب بن نعمة الكاتب وأبي بكر أحمد بن عبد العزيز بن يحيى بن صبيح الصريفيني وأبي الحسن علي بن العباس بن عثمان المعدل وأبي جعفر محمد بن عبد الله بن عثمان البيع وأبي القاسم عبيد الله بن خلف بن مليح وأبي الحسين محمد بن المظفر بن موسى الحافظ وأبي الحسن علي بن محمد بن ينال البغدادي وأبي طالب عبد الواحد بن ابراهيم بن محمد المعدل وابي عبد الله الحسين بن احمد بن بكير الحافظ وابي الحسن احمد بن محمد بن هارون بن الصلت وابي القاسم عبد الله بن ابراهيم الفامي وأبي اسحاق ابراهيم بن جعفر بن عبد الله التستري، وذكر انه سمع من هؤلاء بعكبرا ونواحيها، وسمع بالموصل ابا الحسن محمد بن عبد الملك المعلثاي وابا عمرو عثمان بن محمد بن عمرو بن البزاز وابا الفوارس محمد بن احمد المقرئ، وحدث عن جميع هؤلاء في مجموعاته وتخريجاته، وعامة ما رواه غرائب ومناكير، روى عنه القاضي أبو المظفر هناد بن ابراهيم النسفي وابو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري وأبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي.
أنبأنا ذاكر بن كامل بن أبي غالب عن أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي قال: * هامش * (1) في الاصل، (ب): (افتضت).
(*)(1/64)
أنبأنا هناد بن ابراهيم النسفي، أنبأنا عبد الملك بن عيسى بن محمد العكبري بها، حدثنا أبو الطيب محمد بن أحمد بن خاقان بعكبرا، أنبأنا أبو بكر محمد بن أيوب بن المعافى الزاهد، حدثنا بشر بن موسى، حدثنا خلاد، حدثنا عبد العزيز، حدثني رجل من أهل مكة عن ابراهيم أن الحسن بن محمد بن الحنفية كان ينزل، إذا قدم حاجا أقام ثلاثا وقال: (ان الضيافة قد نجزت (1)، انما الضيافة ثلاثة أيام وما (2) بعد ذلك فهو صدقة، وانا أهل البيت لا تحل لنا الصدقة).
أنبأنا الاعز بن علي بن المظفر قال: أنبأنا أبو القاسم بن السمرقندي قراءة عليه، أنبأنا أبو منصور محمد بن محمد (3) بن أحمد العكبري قال: أنشدني أبو الفتح عبد الملك بن عيسى الوراق، أنشدني عقيل بن محمد التميمي الاحنف المنجم بعكبرا لنفسه: أقول للائمي سفها على أن تركت الراح عن كرم وفضل معاذ الله أسوتها (4) اعتمادا وقد حرمت على من كان قبلي أميت حصافتي بحياة جهلي وأصلح معدتي بفساد عقلي 44 - عبد الملك بن غنيمة بن عبد الملك الطحان (5): من أهل النصرية، روى عنه أبو البقاء هبة الله بن صدقة بن عصفور الازجي انشادا، وذكر انه توفي في سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة.
45 - عبد الملك بن أبي الفتح بن محاسن، أبو شجاع الدلال المعروف بابن البلاع: من أهل دار القز، سمع في صباه بافادة جده لامه شجاع بن أحمد بن شجاع * هامش * (1) في الاصل: (فجرت) تصحيف.
(2) في (ب)، (ج): (وأما بعد).
(3) (بن محمد) ساقطة من (ب) وفي (ج): (بن أحمد).
(4) هكذا في النسخ.
(5) انظر الحديث في: مسند أحمد 136 / 3، 171، 5 / 111، 6 / 495.
والمعجم الصغير للطبراني 1 / 77.
ومجمع الزوائد 2 / 199، 316.
(*)(1/65)
الدقاق من ابي بكر احمد بن علي بن عبد الواحد الدلال وابي المكارم المبارك بن محمد ابن السمذي وابي المظفر هبة الله بن احمد بن الشبلي وغيرهم، كتبت عنه وكان دلالا في الابريسم، لا بأس به.
أخبرنا عبد الملك بن أبي الفتح الدلال بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو المكارم المبارك ابن علي بن عبد العزيز بن السمذي قراءة عليه في محرم سنة سبع وثلاثين وخمسمائة قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصريفيني املاء قال: أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن اسحاق بن حبابة، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا علي بن الجعد، أنبأنا شعبة عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يتمن أحدكم الموت من ضر أصابه، فان كان لابد فاعلا فليقل: اللهم احيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي) (1).
توفي عبد الملك الدلال في ليلة السبت السابع من شعبان سنة ثمان عشرة وستمائة ودفن من الغد بباب حرب.
46 - عبد الملك بن ابي القاسم بن حسين بن محمد المؤذن، أبو علي المعروف بالقشوري (2).
من أهل دار القز، سمع من مؤدبه أبي غالب محمد بن محمد بن أسد العكبري وأبي بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البزاز (3)، كتبت عنه، وكان شيخا متيقظا، لا بأس
به، دلنا عليه شيخنا أبو الفتح البوراني.
أخبرنا عبد الملك بن أبي القاسم بن الحسين المؤذن بقراءتي عليه، أنبأنا أبو غالب محمد بن محمد بن اسد العكبري قراءة عليه سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة قال: أنبأنا أبو الفتح عبد الواحد بن علوان بن عقيل الشيباني، حدثنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن رامين الاستارباذي املاء، حدثنا أبو احمد بن عدي الحافظ الجرجاني، * هامش * (1) في (ج): (بالفسوري).
(2) (سمع من مؤدبه...) (...بن محمد البزاز) ساقطة من (ج).
(3) ما بين المعقوفتين زيادة من البخاري.
انظر الحديث في: مجمع الزوائد 7 / 297.
وتاريخ اصبهان 1 / 122.
(*)(1/66)
- اخبرني الحسن بن سفيان، حدثنا أبو كامل الفضيل بن الحسين، حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن الحسن عن جندب بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من استطاع منكم ان لا يحول بينه وبين الجنة مل ء كف من دم حرام يهرقه - كأنما يذبح دجاجة، كلما تعرض بباب من أبواب الجنة حال بينه وبينه - (فليفعل)، فمن استطاع منكم أن لا يجعل في بطنه الا طيبا (فليفعل)، ان أول ما ينتن من الانسان بطنه) (1).
سألت عبد الملك عن مولده فقال: في سنة الوفر وكانت سنة خمس عشرة وخمسمائة، وتوفي يوم السبت السابع عشر من صفر سنة ستمائة بالمارستان العضدي، دفن بمقبرته.
47 - عبد الملك بن المبارك بن عبد الملك بن الحسن، أبو منصور بن أبي علي المعرف بابن القاضي: من أهل الحريم الطاهري (2)، شهد عند القاضي ابي القاسم عبد الله بن الحسين
ابن أحمد الدامغاني في يوم السبت لثلاث خلون من شعبان سنة ثمان وثمانين وخمسمائة فقبل شهادته وولي القضاء بالحريم ومدينة المنصور وما يليها مدة، ثم عزل عن القضا ء وبقي على عدالته، وكان شيخا نبيلا متدينا، كثير الصدقة وفعل الخير، خاشعا غزير الدمعة، حسن الاخلاق حلو الالفاظ، حفظة للحكايات ذات سمت حسن ووقار وحشمة وهيبة، سمع الحديث من ابي منصور (3) عبد الرحمن بن محمد القزاز وأبي الدلال وبي العباس احمد بن ابي غالب بن الطلاية وأبي الفتح عبد الملك بن أبي القاسم بن أبي سهل الكروخي وأبي القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن بن البنا وغيرهم، كتبت عنه وكان صدوقا.
أخبرنا القاضي أبو منصور عبد الملك بن المبارك بن عبد الملك قراءة عليه، أنبأنا أبو * هامش * (1) في النسخ: (الظاهري).
(2) في الاصل: (محمد بن عبد الرحمن بن محمد).
(3) انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الفضائل 26.
ومسند أحمد 4 / 395.
والمستدرك 2 / 604.
(*)(1/67)
منصور عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد القزاز قراءة عليه قال: حدثنا القاضي أبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله قال: حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا علي بن الجعد، أخبرني حماد بن سلمة عن جعفر بن اياس عن نافع بن جبير عن أبيه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (أنا محمد وأحمد والمقفي والحاشر ونبي الرحمة ونبي الملحمة).
أخبرنا القاضي عبد الملك بن المبارك بقراءتي عليه قال: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد القزاز، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أنبأنا أبو القاسم رضوان بن
محمد بن الحسين الدينوري بها قال: أنشدني أبو حاتم محمد بن عبد الواحد بن محمد ابن زكريا الخزاعي قال: أنشدني أبو القاسم الحسين بن محمد بن القاسم العجلي الفارسي لنفسه: الضيف مرتحل والمال موروث وانما الناس في الدنيا احاديث ولا تغرنك الدنيا وكثرتها فانها بعد أيام مواريث وكل وارث مال عن أقاربه من نسل آدم يوما فهو موروث فاعمل لنفسك خيرا تلق نائله والخير والشر بعد الموت مبثوث سألت القاضي عبد الملك عن مولده فقال: في سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، وتوفي يوم الاثنين العشرين من ذي الحجة سنة تسع وستمائة ودفن بباب حرب.
48 - عبد الملك بن المبارك بن أبي الغنائم بن أبي ياسر عبد الله بن أبي الحسن محمد بن أحمد بن هارون البرداني، أبو عبد الله بن أبي محمد الصوفي: من أولاد المحدثين، كان يسكن (1) بدرب البصريين وأصله من الحريم، صحب الشيخ صدقة بن وزير الواعظ، وسمع معه الحديث من أبي الفتح بن البطي وغيره، وكان خصيصا لشيخنا أبي احمد بن سكينة، يلقن أولاده وأحفاده القرآن، وكان شيخا صالحا، حسن الطريقة، متدينا، طيب الاخلاق، لطيفا ظريفا (2)، مليح الوجه، كتبنا عنه.
* هامش * (1) في (ب): (كان سكن).
(2) تكررت العبارة في (ب) ابتداء من (أبي احمد بن سكينة) وتداخلت في بعض المواضع.(1/68)
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن البرداني قال: أنبأنا محمد بن عبد الباقي أبو الفتح قراءة عليه، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي الطريثيثي، أنبأنا أبو الحسن علي بن احمد
الحمامي، أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين (1) الاجري بمكة، أنبأنا أبو محمد الحسن بن علوية القطان، حدثنا خلف بن هشام البزاز، حدثنا خالد بن عبد الله الواسطي عن حميد الاعرج عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن وفينا العجمي والاعرابي، قال: فاستمع فقال: (اقرؤا ! فكل حسن، سيأتي قوم يقيمونه كما يقيمون القدح، يتعجلونه ولا يتأجلونه) (2).
توفي عبد الملك بن البرداني في يوم الاثنين الخامس والعشرين من شوال سنة اثنتي عشرة وستمائة، ودفن من الغد بمقبرة جامع المنصور، وقد جاوز السبعين.
49 - عبد الملك بن المبارك بن مسلم بن أبي الحسن بن قينا، أبو منصور.
ابن شيخنا أبي البركات بن أبي القاسم السقلاطوني: من أهل الحريم الطاهري وأولاد المحدثين، سمع أبا القاسم يحيى بن ثابت بن بندار البقال (...) (3)، كتبت عنه ولا بأس به.
أنبأنا عبد الملك بن المبارك بن قينا بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو القاسم يحيى بن ثابت، أنبأنا الحسين بن أحمد النعالي (4)، أنبأنا عبد الواحد بن محمد الفارسي، حدثنا الحسين بن اسماعيل المحاملي املاء، حدثنا محمد بن منصور الطوسي، حدثنا يعقوب بن ابراهيم بن سعد عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها (5) خرج بها معه).
سألت عبد الملك عن مولده فقال: يوم الاثنين غرة رمضان سنة سبع وخمسين وخمسمائة.
* هامش * (1) في (ب): (بن الحسن).
(2) انظر الحديث في: سنن أبي داود 830.
وسند أحمد 3 / 397.
وشرح السنة 3 / 88.
ومشكاة المصابيح 2206.
(3) بياض في الاصول.
(4) في (ب): (النعال).
(5) في الاصل: (سمهما) تصحيف.
(*)(1/69)
50 - عبد الملك بن محمد بن ابراهيم بن غريب الحال (1)، أبو علي من اولاد المحدثين، تقدم ذكر والده في اول الكتاب، لا أدري حدث بشئ أم لا.
ذكر شجاع الذهلي أنه مات في يوم الاحد تاسع عشر ذي الحجة سنة خمس وخمسمائة وأنه دفن في مقبرة باب حرب.
51 - عبد الملك بن محمد بن أحمد، أبو رجاء بن أبي نصر، الحاجب الصوفي: لا أدري هو بغدادي الاصل أو بغدادي المولد، سكن أصبهان وسمع بها أبا بكر محمد بن عبد الله بن ريذة (2) التاجر، روى عنه أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق وأبو القاسم الحسن بن محمد بن جعفر بن مهران.
قرأت على حامد بن محمد الاعرج بأصبهان عن ابي القاسم الحسن بن محمد بن جعفر قال: أبنأنا أبو رجاء عبد الملك بن أبي نصر محمد بن أحمد البغدادي الحاجب قراءة عليه، أنبأنا محمد بن عبد الله التاجر، أنبأنا أبو القاسم بن مطير، حدثنا محمد بن صالح بن الوليد النرسي، حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا محمد بن جهضم، حدثنا اسماعيل بن جعفر عن عمارة بن غزية (3) عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن قتادة بن النعمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أحب الله عبدا حماه الدنيا كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء) (4).
52 - عبد الملك بن محمد بن بندار بن الحسن بن محمد، أبو محمد الصوفي: من أهل بروجرد سافر الى اصبهان، وسمع بها من أبي موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى المديني الحافظ ومن غيره، ودخل بغداد وسافر الى بلاد الشام وديار مصر
وسمع بها من جماعة من الشيوخ، وكتب بخطه عدة أجزاء، وصحب الصوفية وقدم * هامش * (1) في (ج): (غريب الخال).
(2) في الاصل، (ب): (بن زبدة).
والتصحيح من العبر 3 / 193.
(3) في كل النسخ: (عن غزية) تصحيف.
(4) انظر الحديث في: سنن الترمذي 2036.
والمستدرك 4 / 309.
والمعجم الكبير للطبراني 4 / 298.(1/70)
بغداد وسكن برباط المرزبانية عند شيخنا عمر بن محمد السهروردي، وكان يصلي بالجماعة اماما في الصلوات، وكان حافظا لكتاب الله، حسن القراءة، طيب التلاوة، كثير الدرس، دائم الصوم والصلاة، متعبدا زاهدا، انتخبت من أصوله جزءا قرأته عليه بالرباط، وكان شابا، ثم انه سافر الى مكة وحج معنا في سنة سبع وستمائة، وأقام بمكة مجاورا، ثم عاد الى الشام فأقام بها الى حين وفاته.
أخبرني عبد الملك بن محمد بن بندار البروجردي (1) بقراءتي عليه بالرباط الناصري بالمرزبانية على شاطئ نهر عيسى قلت له: أخبرك أبو موسى محمد بن أبي بكر الحافظ عليه وأنت تسمع بأصبهان ؟ فأقر به، قال: أنبأنا أبو منصور محمد بن عبد الله بن مندويه، أنبأنا أبو نعيم، حدثنا أبو بكر بن خلاد، حدثنا الحارث بن أبي أسامة، حدثنا محمد بن سعد كاتب الواقدي، حدثنا أبو ضمرة، حدثنا يوسف بن أبي بردة (2) الانصاري عن جعفر بن عمرو بن امية الضمري عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما من معمر يعمر في الاسلام الا صرف الله تعالى عنه ثلاثة أنواع من البلاء: الجنون والجذام والبرص) (3).
توفي عبد الملك بدمشق في يوم الخميس السابع عشر من جمادى الاولى سنة أربع
عشرة وستمائة وقد قارب الستين.
53 - عبد الملك بن محمد بن الحسين بن محمد، أبو محمد البزوغاني: من أهل الحربية، سمع أبا الحسن علي بن عمر بن القزويني الزاهد، وحدث باليسيرة، روى عنه أبو المعمر الانصاري وأبو الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن أحمد بن يوسف.
أخبرنا عبد الرحمن بن علي الواعظ، أنبأنا أبو الحسين بن يوسف، أنبأنا أبو محمد عبد الملك بن محمد بن الحسين البزوغاني قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر بن * هامش * (1) في كل النسخ: (البروجردي) تصحيف.
(2) في كل النسخ: (بن أبي درة).
(3) انظر الحديث في: مسند أحمد 3 / 218.
وتنزيه الشريعة 1 / 206.
وتذكرة الموضوعات 124.
والفوائد المجموعة 481.
(*)(1/71)
محمد القزويني قال: قرأت على أبي الفتح يوسف بن عمر بن مسرور القواس قال: أنبأنا أبو الحسن المصري، أنبأنا عبد الله بن أبي مريم، حدثنا محمد بن يوسف الفريابي، حدثنا أبو بكر بن عياش عن ابي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل، فان جهل عليه فليقل: اني صائم) (1).
قرأت في كتاب ابي الفضل محمد بن محمد بن عطاف بخطه وأنبأنيه عنه ابنه سعيد قال: سألته - يعني عبد الملك البزوغاني - عن مولده فقال: في سنة ثلاثين، وسمعت الحديث ولي عشر سنين.
أنبأنا ذاكر بن كامل عن أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي قال: مات عبد الملك
ابن البزوغاني في يوم الاثنين الثاني والعشرين من المحرم سنة خمس وخمسمائة ودفن بباب حرب.
54 - عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي بن خشنام بن النعمان بن مخلد الفارسي، أبو علي: أخو أبي عمر عبد الواحد، سمع أبا علي اسماعيل بن محمد الصفار وأبا محمد جعفر ابن محمد بن نصير الخلدي وأبا بكر محمد بن الحسن النقاش وأبا عمرو عثمان بن أحمد بن يزيد الدقاق المعروف بابن السماك وغيرهم، وحدث ببغداد والري وقزوين وهمدان، وكان يسافر الى هناك في التجارة، روى عنه أبو محمد علي بن بشري الليثي السجزي في مشيخته وأبو سعد اسماعيل بن علي بن الحسين السمان الرازي في معجم شيوخه، وأبو يعلى الخليل بن عبد الله القزويني الحافظ.
أخبرني عبد القادر بن عبد الله الرهاوي فيما شافهني بحران وكتبه لي بخطه قال: أنبأنا أبو عروبة عبد الهادي بن أبي سعيد بن عبد الله بن عمر بن مأمون السجزي بها، أنبأنا جدي، أنبأنا أبو الحسن علي بن بشرى الليثي، أنبأنا أبو علي عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي بن خشنام الفارسي قراءة عليه ببغداد في الجانب * هامش * (1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 3 / 34.
وصحيح مسلم، كتاب الصيام 163.
(*)(1/72)
الغربي في جرب الزعفران، حدثنا أبو حفص عمر بن ابراهيم بن عبد الرحيم الساجي بالبصرة، حدثنا أبو بكر احمد بن محمد العطار الابلي، حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود عن سلام الطويل عن ابراهيم بن اسماعيل (1) بن مجمع عن ابي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (العنبر ليس بركاز، بل هو لمن وجده) (2).
أنبأنا أبو المكارم الاعز بن علي بن المظفر بن الطهيري قال: أنبأنا أبو القاسم بن
السمرقندي قراءة عليه، أنبأنا أبو القاسم بن السري قال: أنبأنا أبو علي عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن مهدي اجازة بخطه سنة تسعين وثلاثمائة، حدثنا جعفر الخلدي، حدثنا أحمد بن محمد - يعني ابن مسروق - قال: وسمعت سريا يقول: قال رجل لمحمد ابن واسع: اني احبك في الله، فقال محمد: اللهم اني اعوذ بك أن أحب فيك وأنت في مبغض.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الامين قال: كتب الي شهردار بن شيرويه بن شهردار أنباء الي قال: سمعت أبا الفتح اسماعيل بن عبد الجبار بن محمد القاضي بقزوين يقول: سمعت أبا يعلى الخليل بن عبد الله الحافظ يقول: سمعت أبا علي عبد الملك بن محمد ابن عبد الله (3) بن محمد بن مهدي البغدادي الشيخ الصالح بالري كتب الي.
أبو القاسم عبد السلام بن شعيب بن طاهر الهمداني قال: أنبأنا أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار، أنبأنا أبي قال: عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن مهدي الفارسي أبو علي البغدادي أخو أبي عمر نزيل قزوين، قدم حاجا سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، روى عن أبي بكر محمد بن الحسن النقاش وأبي عمرو عثمان بن أحمد الدقاق ومحمد بن العباس الوراق، روى عنه أبو طالب بن الصباح، وكان صدوقا.
قرأت في كتاب أبي طاهر أحمد بن الحسن الكرخي بخطه قال: مات أبو يعلى عبد الملك بن محمد بن مهدي البزاز في يوم الاحد السابع عشر من ذي القعدة سنة احدى وتسعين وثلاثمائة.
* هامش * (1) في النسخ: (عن اسماعيل).
(2) انظر الحديث في: الاحاديث الضعيفة 837.
وكنز العمال 10963.
(3) في كل النسخ زيادة نصها: (الحافظ يقول: سمعت أبا علي عبد الملك بن عبد الله).
(*)(1/73)
55 - عبد الملك بن محمد بن عبد الملك بن الزيات، أبو مروان الخرائطي: ذكر ثابت بن سنان أنه كان يتولى (1) الخرائط للمقتدر (2) وأنه توفي في جمادى الاولى سنة احدى عشرة وثلاثمائة وسنه سبع وثمانون سنة.
56 - عبد الملك بن محمد بن عبد الملك بن محمد السلمي، أبو محمد الطبري: حدث ببغداد عن والده أبي خلف محمد بن عبد الملك عن القاضي أبي عمر الهاشمي البصري، سمع منه كمار (3) ونصر ابنا ناصر بن نصر الحداديى المراغبان.
57 - عبد الملك بن محمد بن عبد الملك بن دوبل اليعقوبي، أبو الكرم بن أبي الغنائم بن أبي الفتح المؤدب: من ساكني درب البزازة (4) بالظفرية، كان شيخا صالحا يؤدب الصبيان، سمع أبوي الغنائم محمد بن محمد بن أحمد بن المهتدي بالله ومحمد بن علي بن ميمون القرشي وأبا عثمان اسماعيل بن محمد بن أحمد بن ملة الاصبهاني وأبا طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن يوسف وأبا عبد الله محمد بن عبد الباقي الدوري وغيرهم، وحدث باليسير، سمع منه أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع والقاضي أبو العباس أحمد بن بختيار بن علي بن الماندائي الواسطي وأبو محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب وحدثنا عنه ابن الاخضر.
حدثنا عبد العزيز عن أبي نصر بن الاخضر من لفظه غير مرة قال: أنبأنا عبد الملك ابن محمد أبو الكرم اليعقوبي، حدثنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون الكوفي الحافظ وأنبأنا ضياء بن أحمد بن أبي علي بن الخريف وعبد الله بن ذهيل بن علي قالا: أنبأنا محمد بن (5) عبد الباقي الشاهد قالا: حدثنا أبو محمد الحسن بن الحسن بن * هامش * (1) في الاصل: (مولى الخرائط).
(2) في الاصل: (للمعتمدز) وفي (ب): (للمعتمدز) وفي (ج): (للمعتمدر) تصحيف.
(3) هكذا بالاصول كلها.
(4) في الاصل زيادة: (بن علي).
(5) (بن علي بن محمد) ساقطة من (ج).
(*)(1/74)
على بن محمد (1) بن لؤلؤ، أنبأنا احمد بن جعفر بن حمدان، أنبأنا بشر بن موسى، حدثنا أبو نعيم، حدثنا الاعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله عز وجل: الصوم لي وأنا أجزي به، يدع شهوته من اجلي وشرابه من أجلي والصوم جنة، للصائم فرحتان: فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقي ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله عز وجل من ريح المسك) (2).
قرأت بخط أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الشاهد وأنبأنيه عنه ولده محمد قال: أنشدنا أبو الكرم بن دوبل: يا أهل ودي وما أهلا دعوتكم بالحق لكنها العادات والدرب أشبهتم الدهر في تلوين صبغته فكلكم حائل الالوان منقلب أنبأنا محمد بن أحمد بن صالح بن شافع عن أبيه قال: توفي أبو الكرم بن دوبل المقرئ في سنة خمسين وخمسمائة، وكان رجلا صالحا من خيار أصحابنا، تفقه على أبي الوفا بن عقيل، وسمع الحديث الكثير، وقرئ عليه اليسير، وكان مولده بعد السبعين وأربعمائة.
58 - عبد الملك بن محمد بن عمويه السهروردي: أخو عمر، وكان أصغر منه، وعم الشيخ ابي النجيب، ذكر يوسف بن محمد بن مقلد الدمشقي أنه رآه ببغداد، وكان صالحا زاهدا يتبرك بدعائه، وأنه عمر سبعا وسبعين سنة.
59 - عبد الملك بن محمد بن يوسف بن باتانة (3)، أبو الحسن المقرئ:
والد شيخنا أحمد الذي تقدم ذكره، من أهل الحريم الطاهري، قرأ القراءات بالروايات على جماعة من القراء، وسمع الحديث من أبي العز محمد بن المختار بن المؤيد * هامش * (1) انظر الحديث في: مجمع الزوائد 3 / 182.
والمعجم الكبير 10 / 120.
وحلية الاولياء 4 / 3499.
والكامل لابن عدي 1 / 395.
(2) في الاصل، (ج): (حامل الالوان).
(3) في (ب): (كان سكن).
(*)(1/75)
بالله ومن ابي بكر محمد بن عبد الباقي البزاز وابي البركات يحى بن عبد الرحمن بن حبيش (1) الفارقي وأبي منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون وغيرهم سمع منه أحمد وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشق البيع.
أنبأنا ابن مشق قال: أنبأنا أبو الحسن عبد الملك بن محمد بن يوسف بن باتانة (2) بالحريم، أنبأنا أبو العز محمد بن المختار قراءة عليه، حدثنا أبو محمد الجوهري املاء وأنبأنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو بكر احمد بن علي بن بدران الحلواني قراءة عليه في سنة ست وخمسمائة قال: أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو بكر احمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، حدثنا احمد بن علي الامام، حدثنا اسحاق بن سعيد بن الازكون الدمشقي، حدثنا سعيد بن بشر عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو انسان أو بهيمة الا كانت له صدقة) (3).
قرأت في كتاب ابي بكر محمد بن علي بن عمر الليثي المقرئ بخطه قال: أبو الحسن عبد الملك بن محمد بن يوسف المقرئ سمعت منه عن عمر بن ظفر وكان (من) (4) المتقنين والحفاظ المجودين والائمة المحققين، يعطي الحروف حقوقها في تلاوته
وحسن طريقته، قرأت عليه القرآن.
أنبأنا أبو بكر من مشق ونقلته من خطه قال: توفي عبد الملك بن باتانة في يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من ربيع الاول سنة سبع وستين وخمسمائة، ودفن يوم الاربعاء بباب حرب.
60 - عبد الملك بن محمد، أبو مروان (5) التميمي المعروف بأمير الكلام: كان موصوفا بالفضل والادب وجودة النظم والنثر، وأظنه كان من أهل الشام، * هامش * (1) تكررت العبارة في (ب) ابتداء من (أبي أحمد بن سكينة) وتداخلت في بعض المواضع.
(2) في (ب): (بن الحسن).
(3) انظر الحديث في: صحيح البخاري 3 / 135.
وصحيح مسلم، كتاب المساقاة 12.
وفتح الباري 5 / 3.
(4) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الاصول.
(5) في (ج): (بن مروان التميمي).(1/76)
دخل بغداد وروى بها شيئا من شعره، كتب عنه فارس بن الحسين أبو شجاع الذهلي والزويندار بن صيغون التركي.
قرأت بخط فارس الذهلي في مجموع له وأنبأنيه (1) أبو احمد الامين عن ابي القاسم ابن احمد عنه قال: أنشدني أمير الكلام لنفسه من قصيدة: يلومني الحساد فيك (2) وانني لدادهم وخصمهم الالوى فيا لفؤادي ما أشد صبابة ويا لعذولي ما أضل وما أغوى وللدهر من باغ تطاول بغيه وللبين من طاغ تمادت به الطغوى لعمري لقد خطت بقلبي يد النوى سطور اشتياق لا أطيق لها محوا
ولكن أبت الا عتزامي (3) وهمتي والا بلوغي في العلى الغاية القصوى قرأت على أبي العلاء أحمد بن شاكر التنوخي بالمعرة عن ابي محمد عبد الله بن محمد بن الخشاب ونقلته من خطه قال: أنشدني محمد بن محمد بن قزي الاسكافي قال: أنشدني الزوبندار بن صيغون التركي وكان - على طعنه في السن - متصابيا، قال: أنشدني أمير الكلام لنفسه: ارشفني من رضابه ضرب على حذار من الرقيب فمه وعاذل في هواه قلت له أكثرت يا عاذلي عليه فمه قال ابن الخشاب، ونقلته من خطه: كان شيخنا أبو محمد الحسن بن علي بن عمر الزنجاني القاضي مفتخرا بأنه لقي أمير الكلام، ويقول كثيرا إذا أنشدني شيئا لابي العلاء المعري: لقيت أبا العلاء بالمعرة، ولقيت بالشام أبا عمران الصقلي وأمير الكلام، وبمصر ابن مايشاد، وبالعراق أبا القاسم بن برهان وأبا الفتح بن شيطان وتلقنت عليه القرآن مع جماعة من الشيوخ، في هذا الطبقة كان يعدهم.
* هامش * (1) في (ج): (أنبأنا).
(2) في الاصل: (فبك).
(3) في الاصل، (ب): (وما غوى).
(*)(1/77)
61 - عبد الملك بن محمد الغزال: روى عن عاصم وابن حكينا شيئا من شعرهما، روى عنه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب في كتاب (سلوة الاحزان) من جمعه.
قرأت بخط المبارك بن كامل وأنبأنيه ابنه يوسف عنه قال: أنشدني عبد الملك بن محمد الغزال قال: أنشدنا عاصم بن الحسن لنفسه:
تبدل بعد قنديل بكأسي خليقا (1) من ثياب اللهو كاسي وعاد من التهجد في انعكاف على ناي وطنبور وكاسي فظل مجدلا يكبو اختبالا على ورد ونسرين وآس وغنى والمدامة في يديه تناساني ولست له بناس وبه: قال أنشدني ابن محمد الغزال قال: أنشدني ابن حكينا لنفسه: زادت لهجرانه الهموم وهو على ما جنى مقيم ظبي بألحاظه سقام أعدى فجسمي به سقيم ولائم لام في هواه وذاك منه جهل ولؤم فقلت دعني فلست أسلوحتى تداني لك النجوم 62 - عبد الملك بن مسعود بن علي بن الدينوري، أبو الفرج: أحد (2) الشهود المعدلين بمدينة السلام، وهو والد محمد واسماعيل اللذين تقدم ذكرهما، ذكره القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار بن الماندائي الواسطي في كتاب (الحكام) من جمعه، وذكر أنه شهد عند قاضي القضاة ابي الحسن علي بن محمد الدامغاني في رجب سنة خمس وتسعين وأربعمائة وزكاه أبو علي بن المهدي وأبو البركات بن حبيش.
63 - عبد الملك بن مظفر بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن غالب، أبو غالب: * هامش * (1) (ج): (بكاس خليعا).
(2) في (ب): (أحمد الشهود).
(*)(1/78)
من أهل الحربية، كان شيخا صالحا، حافظا لكتاب الله تعالى، متدينا، حسن
الطريقة، مليح الشيبة، على وجهه وضأ، طلب الحديث بنفسه، وسمع الكثير.
وكتب بخطه، وصحب الصالحين، سمع أبا العباس احمد بن ابي غالب بن الطلاية وابا القاسم سعيد بن احمد بن البناء وأبا المظفر هبة الله بن احمد بن الشبلي وأبا الوقت عبد الاول ابن عيسى السجزي، وأبا علي بن محمد بن عمر البزاز وأبا حفص عمر بن عبد الله ابن علي الحربي وجماعة سواهم، كتبت عنه، وكان صدوقا.
أخبرنا عبد الملك بن مظفر بن غالب قال: أنبأنا احمد بن ابي غالب الزاهد، أنبأنا عبد العزيز بن علي الانماطي، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، حدثنا يحيى بن صاعد، حدثنا مؤمل بن هشام، حدثنا اسماعيل بن ابراهيم، حدثنا معمر عن هشام بن عروة عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأن يأخذ أحدكم حبله - أو قال: أحبله - فيحتطب على ظهره خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه) (1).
سألت عبد الملك بن غالب عن مولده فقال: في سنة ثلاثين وخمسمائة، وتوفي يوم الاثنين الرابع عشر من شوال من سنة ستمائة ودفن بباب حرب.
64 - عبد الملك بن منصور، أبو الفتح الجيلي المعروف بشيذلة والقاضي عزيزي: قدم بغداد حاجا مرات، وروى بها شيئا عنه ولده.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن أبي عبد الله الحسين بن علي الانصاري قال: أنشدني القاضي أبو المعالي عزيزي بن عبد الملك شيذلة قال: أنشدني والدي ببغداد يوم خروجه الى الحجة الثانية قال: أنشدني جدي أبو حاتم محمد بن علي الشامي يوم ودعنه لخروجي الى طلب العلم: مددت الى التوديع كفا ضعيفة وأخرى على الرمضاء فوق فؤادي فلا كان هذا العهد آخر عهدنا ولا كان ذا التوديع آخر زادي * هامش *
(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 152، 3 / 75.
(*)(1/79)
65 - عبد الملك بن مواهب بن مسلم بن الربيع بن محمد بن الحسن السلمي، أبو محمد الكاغذي: من أهل البصرية، كان يعرف بالخضري لانه كان يزغم أنه يرى الخضر عليه السلام ويخاطبه، وكان شيخا صالحا ورعا متدينا منقطعا في منزله، كان يأكل من كسب يده وكان مستجاب الدعوة، سمع الحديث في صباه مع خاله سلمان بن مسلم الزاهد من أبي بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري، كتبت عنه.
أنبأنا عبد الملك بن مواهب السلمي - وكان من عباد الله الصالحين قال: أنبأنا محمد بن عبد الباقي الشاهد قال: أنبأنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، حدثنا (أبي) (1) احمد محمد (2) بن احمد بن الغطريف الجرجاني قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج، حدثنا أبو يحيى الضرير، حدثنا محمد بن كثير الكوفي، حدثنا اسماعيل بن مسلم عن ابن سيرين عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحج والعمرة فريضتان لا يضرك بأيهما بدأت) (3).
توفي عبد الملك الكاغذي في ليلة الثلاثاء لتسع خلون من شهر ربيع الاخر من سنة ستمائة، ودفن من الغد الى جانب عمه سلمان بباب حرب.
66 - عبد الملك بن أبي نصر بن عمر، أبو المعالي (4): من أهل جيلان، سكن بغداد وكان يأوى الخراب، وكان فقيها زاهدا، روى شيئا يسيرا.
روى عنه أبو سعد بن السمعاني وعبد الخالق بن أسد بن ثابت الدمشقي.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: أنشدني عبد الملك بن أبي نصر بن عمر الجيلي من لفظه: * هامش *
(1) ما بين المعقوفتين زيادة من العبر 3 / 5.
(2) في (ج): (أبي احمد بن محمد).
(3) انظر الحديث في: المستدرك 1 / 471.
والسنن الكبرى للبيهقي 4 / 350.
ونصب الراية 3 / 148.
(4) انظر: شذرات الذهب 4 / 140.
(*)(1/80)
كانت لقلبي أهواء مفرقة فاستجمعت مذ رأتك العين أهواي فصار يحسدني من كنت أحسده فصرت مولى الورى مذ صرت مولاي تركت للناس دناياهم ودينهم شغلا بحبك (1) ياديني ودنياي أخبرني اسماعيل بن سليمان العسكري بدمشق قال: أنبأنا عبد الخالق بن أسد بن ثابت الحنفي قال: سمعت عبد الملك بن أبي نصر بن عمر الجيلي أبا المعالي من أهل جيلان ببغداد يقول: سمعت امام الحرمين أبا مخلد الفزاري قال: كنت بمكة فرأيت شيخا من أهل العرب يطوف ويقول: تمتع بالرقاد على شمال فسوف يطول نومك باليمين وتمنع من يحبك من تلاق فأنت من الفراق على يقين قال: وسمعت عبد الملك أيضا يقول: أملى علي بعض أهل الري بها وكتب لي بخطه: يعد رفيع القوم من كان عاقلاوان لم يكن في قومه بحسيب إذا حل (2) أرضا عاش فيها بعقله وما عاقل في بلدة بغريب واخبرني الحاتمي قال: سمعت ابن السمعاني يقول: عبد الملك بن أبي نصر الجيلي يعرف بشيخ المشايخ فقيه صالح، عامل (3) بعلمه، كثير العبادة، ليس له مأوى يسكنه، يبيت أي موضع اتفق، تارك للتكلف، خشن العيش، حسن الطريقة، تفقه على أسعد
الميهني، وسمع القاضي أبا المحاسن عبد الواحد بن اسماعيل الروياني، علقت عنه مقطعات من الشعر، وكان يحفظ منها كثيرا، وكان يأوى المساجد في الخربات على شاطئ دجلة، توفي في احد الربيعين أو الجماديين من سنة خمس وأربعين وخمسمائة بفيد.
* هامش * (1) في (ب)، (ج): (شغلا لحبك).
(2) في الاصل: (إذا دخل).
(3) في (ج): (عالم بعلمه).
(*)(1/81)
67 - عبد الملك بن نصر الله بن جهيل، أبو الحسين الفقيه الشافعي: من اهل حلب، كان فقيها فاضلا، حسن المعرفة بمذهب الشافعي، وكان زاهدا ورعا عابدا متدينا ساكنا، كان يدرس بمدرسة الزجاجية (1) بحلب، قدم بغداد حاجا في شهر ربيع الاول من سنة تسع وثمانين وخمسمائة وحدث بها بأحاديث البينونية (2) لابي العباس السراج عن أبي بكر محمد بن علي بن ياسر الجياني، سمع منه وكتب عنه أبو عبد الله محمد بن أبي نصر بن جيل أمير الهمداني المقرئ نزيل بغداد، وقد سمع منه بمكة شيخنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل بن أبي الصيف اليمني نزيل مكة وروى عنه.
وبلغنا انه توفي بحلب في التاسع عشر من جمادى الاخرة سنة تسعين وخمسمائة.
68 - عبد الملك بن يزيد البغدادي: والد محمد بن عبد الملك الذي تقدم ذكره، وذكره أبو عبد الرحمن السلمي النيسابوري في ترجمة ولده محمد في كتاب (تاريخ الصوفية) من جمعه فقال: وأبوه عبد الملك بن يزيد من مشايخ الحديث، حدث عنه حفص بن غياث وغيره.
69 - عبد الملك بن يعيش بن عبد الله بن محمد بن علي، أبو القاسم السمسار (3) برحبة جامع القصر: سمع أبا غالب أحمد بن الحسن بن البناء وأبا القاسم اسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي وغيرهما، وحدث باليسير، سمع منه أحمد بن طارق أبو الرضا.
70 - عبد الملك بن يوسف بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي، أبو القاسم الوراق، المعروف بالدحالي (4): من أهل دار القز، سمع أبا العباس احمد بن الحسين بن قريش، وحدث باليسير، * هامش * (1) في الاصول: (الزجاجين).
(2) في (ج): (بأحاديث والده).
(3) في (ج): (السمار).
(4) في الاصل: (الدجالي).
(*)(1/82)
وكان شيخا صالحا، سمع منه الشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي، وأبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي وشيخنا أبو بكر محمد بن المبارك بن مشق البيع وأحمد ابن طارق بن سنان (1) الكركي، وروى عنه.
أنبأنا ابن مشق قال: أنبأنا عبد الملك بن يوسف الدحالي بقراءتي عليه أخبركم احمد بن الحسين بن قريش، أنبأنا أبو طالب محمد بن علي العشاري، أنبأنا عمر بن احمد بن شاهين، حدثنا احمد بن ابراهيم بن عبد الوهاب الشيباني بدمشق، حدثنا ابراهيم بن مرزوق عن يزيد بن مرثد (2) عن أبي رهم (3) قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا رجع أحدكم من سفره فليرجع الى أهله بهدية ولو لم (4) يجد الا أن يلقي في مخلاته حجرا أو حزمة حطب، فان ذلك مما يعجبهم) (5).
ذكر عبد الملك أن مولده في سنة تسع وثمانين وأربعمائة، وحدث في شهر ربيع الاول سنة أربع وستين وخمسمائة فيكون وفاته بعد هذا التاريخ.
71 - عبد المنان بن هارون الزرندي: حدث ببغداد عن أبي جزي نصر بن طريف الباهلي البصري، روى عنه عبد الله ابن محمد بن أيوب المخرمي (6).
أخبرنا محمد بن أبي السعادات قال: أنبأنا محمد بن عبد الباقي، أنبأنا أحمد بن علي، أنبأنا هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري، أنبأنا أحمد بن عمر بن محمد الاصبهاني، أنبأنا عبد الله بن محمد بن اسحاق المروزي، حدثنا عبد الله بن أيوب، حدثنا عبد المنان بن هارون الزرندي ببغداد، حدثنا نصر بن طريف عن قتادة عن أبي حسان * هامش * (1) في (ج): (بن سمان).
(2) في (ج): (بن مزيد).
(3) في (ج): أبي وهم).
(4) في (ج): (ولو من يجد).
(5) انظر الحديث في: الكنى للدولابي 1 / 28.
وكنز العمال 17508.
والمجروحين 1 / 259.
(6) في الاصل: (المخزمي).
(*)(1/83)
الاعرج عن ناجية بن كعب عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خلق (الله) (1) يحيى بن زكريا في بطن أمه مؤمنا، وخلق فرعون في بطن أمه كافرا) (2).
كتب الي أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن أحمد بن العطار الهمذاني قال: أنبأنا أبو المحاسن نصر بن المظفر البرمكي قراءة عليه، أنبأنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن اسحاق بن منده، أنبأنا أبي قال: عبد المنان بن هارون الزرندي حدث عن أبي جزي
نصر بن طريف روى عنه عبد الله بن أيوب المخرمي.
72 - عبد المنعم بن احمد بن ابراهيم بن عبد الواحد بن احمد بن محمد بن ابراهيم بن علي، أبو طاهر بن أبي الوفاء الصالحاني: من أهل اصبهان، من اولاد المحدثين، تقدم ذكر والده.
قدم بغداد وحدث بها عن ابي مطيع محمد بن عبد الواحد المصري، سمع منه أبو بكر بن كامل وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه، وكان صالحا حافظا للقرآن، حج ثلاثين حجة، وقد روى لنا عنه داود بن معمر بأصبهان.
قرأت في كتاب أبي بكر المبارك بن كامل بن ابي غالب الخفاف بخطه وأنبأنيه ابنه يوسف عنه قال: أنبأنا أبو طاهر عبد المنعم بن احمد بن ابراهيم الصالحاني ببغداد وأنبأنا القاضي أبو الفتوح احمد بن محفوظ بن مسعود بن محمد المديني قراءة عليه وأنا أسمع بمدينة جي قال: أنبأنا جدي مسعود بن محمد قراءة عليه قالا: أنبأنا محمد بن عبد الواحد المصري، حدثنا أبو بكر بن مردويه، حدثنا احمد بن ابراهيم بن الحسن القرشي الكوفي، حدثنا ابراهيم بن اسحاق بن ابي العنبس الزهري، حدثنا محمد بن كناسة عن اسماعيل بن ابي خالد عن ابي جحيفة (3) قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحسن بن علي يشبهه.
قرأت بخط ابي الفضل بن ناصر وأنبأنيه عنه عبد الوهاب الامين قال: سألت أبا * هامش * (1) ما بين المعقوفتين زيادة من المصادر.
(2) انظر الحديث في: المعجم الكبير للطبراني 10 / 276.
وتاريخ أصبهان 2 / 190.
ومجمع الزوائد 7 / 193.
(3) في الاصول: (أبى حجيفة) تصحيف.
(*)(1/84)
طاهر عبد المنعم بن ابي الوفاء عن مولده فقال: في سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة في ذي الحجة.
73 - عبد المنعم بن الحسين بن محمد البزاز: ذكره أبو البركات هبة الله بن المبارك بن السقطي في معجم شيوخه، وروى عنه حديثا سمعه منه عن أبي القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران سماعا.
74 - عبد المنعم بن سعد بن عبد الوهاب بن عبيد الله بن فارس بن ملاعب ابن الذماك (1)، أبو منصور الازدي المعروف بزاهد آمد (2): قدم بغداد في سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة وسمع بها الكثير من ابي القاسم علي ابن الحسين الربعي وابي الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي وأبي الحسن (علي) (3) ابن محمد بن العلاف وابي محمد جعفر بن محمد بن (4) السراج وأمثالهم، وحدث باليسير لنزول اسناده وتقدم وفاته، روى عنه أبو سعد ابن السمعاني وعبد الخالق بن اسد بن ثابت الدمشقي.
أخبرنا اسماعيل بن سليمان العسكري بدمشق قال: أنبأنا عبد الخالق بن أسد بن ثابت الحنفي قال: حدثني أبو منصور عبد المنعم بن سعد بن عبد الوهاب املاء ببغداد، أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسين الربعي، أنبأنا محمد بن محمد بن مخلد، حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا أبو محمد يوسف بن أبي يوسف الازدي، حدثنا محمد ابن أبي بكر، حدثنا زائدة عن ابي الزناد (5) عن زياد النميري عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل رجب قال: (اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان) (6).
* هامش * (1) في الاصل: (الزناك).
(2) في الاصل: (بالزهد آمد).
(3) ما بين المعقوفتين زيادة من العبر.
(4) في العبر 3 / 355: (بن أحمد بن حسين).
(5) في (ج): (عن أبى الزياد).
(6) انظر الحديث في: مسند احمد 1 / 259.
ومجمع الزوائد 2 / 165، 3 / 140.
وكشف الخفا 1 / 213.
(*)(1/85)
وأخبرنا اسماعيل قال: أنبأنا عبد الخالق قال: حدثنا أبو منصور عبد المنعم بن سعد الامدي ببغداد قال: رأيت في النوم بعد موت ابن جهير الوزير أبي القاسم علي كأني (1) نظمت بيتا في النوم وأنشدته، فانتبهت بحيث حفظت البيت: لال جهير في الانام صنائع هي الان في رأس الخلافة تاج قلا: فأضفت إليه في اليقظة أبياتا وهي: إذا ما رضوا فالبؤس أم عقيمة وان سخطوا فالباترات نتاج وان يمم العافون (2) سيب الفهم فما دون المنفسات رتاج بحورهم (3) من سلسبيل مطهر وبحر (4) سواهم علقم وأجاج أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعيد ابن السمعاني من لفظه قال: عبد المنعم بن سعد بن عبد الوهاب رجل صالح يبيع الكتب والدفاتر، سمع الكثير بنفسه من أصحاب ابي علي بن شاذان وأبي القاسم بن بشران، وله أنسة بالحديث من كثرة ما سمع ومعرفة بالادب.
كتبت عنه وقرأت بخط عبد المنعم بن سعد بن عبد الوهاب الامدي قال: اتفق ولادتي بثغر آمد ثالث عشر ذي الحجة من سنة ستين وأربعمائة.
قرأت بخط أبي الفضل مسعود بن علي بن النادر العدل قال: مات أبو منصور عبد المنعم الامدي في المحرم سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة ودفن بباب أبرز.
75 - عبد المنعم بن عبد الله بن أحمد بن السيبي، أبو سعد بن أبي محمد: من بيت الحديث والرواية، سمع عمه أبا عبد الله أحمد بن أحمد بن محمد بن علي ابن السيبي، وحدث باليسير، سمع منه أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن عمر * هامش * (1) في (ج): (كأني قد نظمت).
(2) في الاصل، (ب): (وان تمم العارفون).
(3) في كل النسخ: (نحورهم).
(4) في كل النسخ (ونحر).
(*)(1/86)
السمرقندي، قال: أنبأنا أبو سعد (1) عبد المنعم بن عبد الله بن أحمد بن السيبي بقراءتي عليه من أصل سماعه قلت له أخبركم أبو عبد الله أحمد بن محمد بن السيبي قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن احمد بن سفيان بن حماد القرشي بالكوفة، حدثنا عبد الله بن زيدان، حدثنا جعفر بن محمد بن الحسين، حدثنا يحيى بن يعلى عن الاعمش عن ابي اسحاق عن حارثة بن مضرب عن خباب قال: شكونا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم حر الرمضاء فلم يشكنا.
قرأت في كتاب أبي القاسم بن السمرقندي بخطه قال: توفي أبو سعد عبد المنعم بن عبد الله بن أحمد السيبي أخو القاضي ابي الحسن في ليلة الاحد ودفن يوم الاحد عاشر جمادى الاخرة سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة بقبر أحمد.
76 - عبد المنعم بن عبد الله بن محمد بن الفضل بن أحمد الصاعدي الفراوي، أبو المعالي بن ابي البركات بن ابي عبد الله (2): من أهل نيسابور من بيت مشهور بالعدالة والرواية والعلم والفضل، حدث هو وأبوه وجده وجد أبيه، وكلهم ثقات أعيان، سمع جده أبا عبد الله وأبا بكر عبد
الغفار بن محمد الشيروي وهو آخر من حدث عنه وأبا نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم القشيري وأبا الفضل العباس بن أبي العباس (أحمد) الشقاني وغيرهم، وقدم بغداد حاجا في سنة ثمان وخمسمائة وحدث بها، سمع منه شيوخنا أبو العباس بن البندنيجي الحافظ وأبو محمد بن الغزال الواعظ وأبو طالب الحقيقي والحافظ أبو بكر محمد بن موسى الحازمي وغيرهم، وكان من أعيان الشهود المزكين بنيسابور.
أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الواعظ ببغداد وأبو عبد الله محمد بن محمد بن أبي علي البوقاني بمصر قالا: أنبأنا عبد المنعم بن عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوي - قدم علينا بغداد - قال: أنبأنا أبو بكر الشيروي، أنبأنا أبو سعيد الصيرفي، حدثنا أبو العباس الاصم، حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، حدثنا سعيد بن بشير * هامش * (1) في (ج): (أبو سعيد).
(2) انظر: العبر في خبر من غبر 4 / 262.
(*)(1/87)
المصري، أنبأنا عبد الله بن حكيم الكناني - رجل من أهل اليمن من مواليهم - عن قيس بن كلاب الكلابي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على ظهر الثنية ينادي الناس ثلاثا: (يا أيها الناس ! ان الله قد حرم دماءكم وأموالكم وأولادكم كحرمة هذا اليوم من الشهر وكحرمة هذا الشهر (1) من السنة، اللهم ! هل بلغت ! اللهم هل بلغت !) (2).
سمعت أبا عبد الله محمد بن سعيد الحافظ يقول: سألت عبد المنعم بن الفراوي عن مولده فقال: ولدت في شهر ربيع الاول من سنة سبع وتسعين وأربعمائة.
أنبأنا أبو القاسم تميم بن أحمد بن البندنيجي ونقلته من خطه قال: مات أبو المعالي ابن الفراوي في شعبان سنة سبع وثمانين وخمسمائة.
77 - عبد المنعم بن عبد الرحيم بن اسماعيل بن أحمد بن محمد النيسابوري، أبو البركات بن أبي القاسم (3) بن أبي البركات بن أبي سعد الصوفي: من أولاد المشايخ، سمع في صباه من أبي زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي وحدث عنه بكتاب (صفة التصوف)، لابيه محمد بن طاهر بسماعه منه، قرأه عليه شيخنا أبو البركات سعيد بن هبة الله بن علي بن هبة الله بن الصباغ في صفر سنة أربع وتسعين وخمسمائة، وأظنه توفي في هذه السنة أو في التي بعدها وكان شابا، وكان حافظا لكتاب الله تعالى، كثير التلاوة له، وكانت فيه سلامة، رأيته كثيرا.
78 - عبد المنعم بن عبد العزيز بن أبي بكر بن عبد المؤمن، أبو الفضل القرشي العبدري المعروف بابن النطروني: من أهل الاسكندرية، قدم بغداد واستوطنها، ومدح بها الامام الناصر لدين الله بعدة قصائد (4)، وكان شاعرا مجيدا، مليح الشعر، فاضلا أديبا، فقيها مالكيا (5)، * هامش * (1) في الاصل، (ب): (وكحرمة بعد الشهر).
(2) انظر الحديث في: كنز العمال 12351، 12918.
وجمع الجوامع 2 / 591.
(3) في الاصل، (ب): (أبو البركات بن قاسم).
(4) في الاصل، (ب): (بعد قصائد) وفي (ج): (بعدد قصائد).
(5) في (ج): (مالكا).
(*)(1/88)
مليح الشيبة (1) حسن السمت (2)، رتب شيخا برباط العميد بالجانب الغربي وناظرا في أوقافه، ثم نفذ رسولا من الديوان الى يحيى بن عافية الميورقي (3) المقيم ببلاد المغرب، الداعي الى الدولة العباسية، فأقام هناك مدة طويلة وولده عبد العزيز ينوبه في الرباط، قدم بغداد وقد حصل له مال طائل، فرتب ناظرا في المارستان العضدي، فلم
يزل على ذلك الى حين وفاته، اجتمعت به مرة واحدة في مجلس شيخنا ابي أحمد ابن سكينة وقد جاء زائرا، وسمعت من لفظه شيئا من شعره ولم اجتمع به بعد ذلك.
أنشدني عبد العزيز بن عبد المنعم بن عبد العزيز بن النطروني من لفظه على باب منزله بالاسكندرية قال: أنشدني والدي لنفسه ببغداد: باتت تصد عن النوى وتقول كم تتغرب ان الحياة مع القناعة والمقام لاطيب فأجبتها يا هذه غيري بقولك يخلب ان الكريم مفارق أوطانه إذ تجدب والبدر حين يشينه نقصانه يتغيب لا يرتقي درج العلى من لا يجد ويتعب وأنشدني عبد العزيز بن عبد المنعم بن عبد العزيز العبدري بالاسكندرية قال: أنشدني والدي لنفسه ببغداد مادحا أمير المؤمنين الناصر لدين الله ويهنئه بسنة ثلاث وتسعين وخمسمائة: يا ساحر الطرف ليلي ماله سحروقد أضر بجفني بعدك السهر يكفيك مني اشارات بعين ضنى لم يبق مني (به) عين ولا أثر أعاذك الله من شر الهوى فلقد أذكى على كبدي نارا لها شرر غررت فيه بروحي بعد ما علمت أن السلامة من أسبابه غرر * هامش * (1) في الاصل، (ب): (والشبيه).
(2) في الاصل: (حسن الصمت).
(3) في كل النسخ: (غانية الميروقى).
(4) في (ج): (الاطيب).
(*)(1/89)
وكان عذبا عذابي في بدايته فصار في الصبر طعما دونه الصبر ولست أدري وقد مثلت شخصك في قلبي المشوق أشمس أنت أم قمر ما صور الله هذا الحسن في بشروكان يمكن أن لا تعبد الصور من لي برد غديات بذي سلم حيث النسيم عليل والثى عطر والنورك يضحك (في) وجه السحاب إذا أبدى عبوسا وأبكى جفنه المطر والورق يدرع الاوراق ان نظرت سهام قطر بذاك القطر ينحدر وللغصون مناجات إذا سمعت من النسيم أحاديثا لها خطر ما كنت أحسب ان العيش يخلف ما قد كان من صفوه فيما مضى كدر ولا تخيلت ان الساكنين ربى نجد بغيرهم من بعدنا الغير وفيت بالقول إذا وافيتهم نكثوا وصنت عهدي إذ غادرتهم غدروا ما حرموا غير وصلي في محرمهم وحال في صفر ما بيننا سفر واضز قلباه ان لم يدن لي وطن عما قليل وان لم يقض لي وطر لو كنت (يا رب) تدري ما صنعت بنالكنت في عاجل الاحوال تعتذر وأنت يا دهر لو أنصفت كنت على مقدار جهدي من الافات تقتصر قف حين أنت فاني بالامام ابي العباس ناصر دين الله أقتصر خير الخلائف من آل النبي X إذا وعدوا وأطيبهم ذكرا إذا ذكروا الواجب الامر في نص الكتاب على كل البرية ان غابوا وان حضروا والحائز الفخر ارثا كلما سردت حساب أحسابها عدنان أو مضر والواهب المال في أكياسه بدر أو الطاعن الخيل آلافا إذا بدروا والمرسل الجيش في أرض العدى لجباعر مر مالا يقي من بأسه وزر فوارسا من بني الاتراك ما تركوا أمرا على خطر في الملك مذ خطروا
من كل أغلب مجدول العزيمة لا يبقى إذا هاج في الهيجا ولا يذر في متن أدهم جون كله طرزاوظهر أشهب صاف كله غرر ان قابلوا فتنوا أو قاتلوا قتلوا أو أنشبوا ظفر في معرك ظفروا مؤيدين بنصر الله ان وردوا يوم الكريهة في درع وان صدروا(1/90)
أما لك الارض والاملاك قاطبة ملكا مؤيده التأييد والظفر يامن مقانبه الاولى ملائكة ومن مناقبه الايات والسور ان الزمان الذي اصبحت صاحبه قد مسني من يدي احداثه ضرر وان تقبضه قهرا وتبسطه أمرا وتزجره مهنا فيزدجر هذا دراك وقد ناديت من كثب بحيث يسمعني الانباء والسير وأنت أقرب من حبل الوريد الى الراجي وما أنت مما يدرك البصر فانظر الى أمير المؤمنين ففي فيها المآثر وازدانت بها العصر وأبشر فانك ركن الله أسكبه في أرضه ليرى اتقانه البشر توفي عبد المنعم بن النظروني في يوم الجمعة لاربع خلون من جمادى الاخرة سنة ثلاث وستمائة، ودفن من الغد بالشونيزية وقد قارب السبعين.
79 - عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة القشيري، أبو المظفر بن الاستاذ أبي القاسم الصوفي: من أهل نيسابور، سمع أباه وأبا سليمان سعيد بن محمد البحيري وأبا سعد محمد بن عبد الرحمن الكتجروذي وابا سعد احمد بن ابراهيم المقرئ وأبوي بكر احمد بن منصور بن خلف المغربي وأحمد بن الحسين بن علي البيهقي وأبا الوليد الحسن بن محمد الدربندي وغيرهم، وسافر بعد وفاة والده الى أخيه أبي نصر عبد الرحيم الى الحج فحج، وسمع ببغداد أبا الحسين أحمد بن محمد بن النقور وأبا منصور عبد الباقي
ابن محمد بن غالب العطار وأبا نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي وأبا القاسم عبد العزيز بن علي الانماطي وعلي بن أحمد بن (التستري (1)) ويوسف بن محمد المهرواني، وبمكة أبا علي الحسن بن عبد الرحمن الشافعي وأبا القاسم سعد بن علي الزنجاني، وبهمذان أبا الفتح عبدوس (بن عبد الله (2)) بن محمد بن عبدوس (3)، ثم انه عاد ثانيا الى بغداد وحج وأقام مدة وعاد الى نيسابور، ثم ورد بغداد ثالثا في سنة عشر * هامش * (1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل وأثبت من العبر 3 / 329.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الاصول وأثبت من العبر 3 / 329.
(3) (وبن محمد بن عبدوس) سقط من (ب).
(*)(1/91)
وخمسمائة وأقام بها مدة وحدث بها بالكثير، روى عنه من أهلها عبد الوهاب بن المبارك الانماطي وأبو الفتح محمد بن علي بن هبة الله بن عبد السلام وعمر بن ظفر المغازلي وأبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف وسعد الله بن محمد بن (علي بن) (1) طاهر الدقاق المقرئ، وعاد الى نيسابور وبقي بها أكثر من عشرين سنة يحدث.
روى لنا عنه من أهل نيسابور أبو الحسن المؤيد بن محمد بن علي الطوسي وزينب بنت عبد الرحمن (2) بن أحمد الشعري.
أخبرنا أبو البقاء خالد بن محمد الخفاف، أنبأنا عمر بن ظفر المغازلي، أنبأنا أبو المظفر بن عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري في جمادى الاولى سنة عشر وخمسمائة وأنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل البزاز بهراة قال: أنبأنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس الجرجاني قالا: أنبأنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي، أنبأنا أبو عمرو محمد بن احمد بن حمدان الحيري، حدثنا أبو يعلى
الموصلي، حدثنا هارون بن معروف، حدثنا عبد الله بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: ان أبا بكر الصديق قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله ! علمني دعاء أدعو به في صلاتي وفي بيتي، قال: (قل اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا أنت فاغفر (لي (3)) مغفرة من عندك وارحمني انك أنت الغفور الرحيم) (4).
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد (5) ابن السمعاني قال: عبد المنعم ابن عبد الكريم بن هوازن القشيري أبو المظفر آخر من بقي من أولاد أبيه، شيخ * هامش * (1) ما بين المعقوفتين سقط من (ب).
(2) في (ب): (زينب بن عبد الرحمن).
(3) ما بين المعقوفتين من طبقات القراء 1 / 302.
(4) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 211، 8 / 89، 9 / 144.
وصحيح مسلم 2078، وفتح الباري 2 / 317، 11 / 131، 13، 372.
(5) في (ب): (أبو سعيد).
(*)(1/92)
ظريف، مرضي السيرة، سليم الجانب، ومشتغل بما يهمه، نشأ طفلا في حجر أخيه أبي نصر، منظورا من والده بالاهتمام الشفقة، عقد له مجلس التذكير بالنوبة بمصر يوم السبت بمسجد عقيل، فأقام عليه مدة حياة والده، ثم خرج بعد وفاته في صحبة أخيه أبي نصر الى الحج فحج معه، ثم عاد قبله الى نيسابور في صحبة عبد الرزاق بن حسان المنيعي فأقام مدة، ثم خرج بعد ذلك ثانيا وحج وأقام مدة ببغداد وعاد الى نيسابور، وخرج الى كرمان وعاد الى نيسابور ولزم البيت، واشتغل بالعبادة وكتابة المصاحف وكتب والده، وكان لطيف المعاشرة، ظريف المحاورة، كريم الصحبة، بذولا
لما يملكه، خرج له أخوه أبو نصر فوائد في عشرة أجزاء عن أربعين شيخا، سمعت منه، وكان حسن الاصغاء الى من يقرأ عليه الحديث، وكان رفيقنا أبو القاسم الدمشقي يفضله على الامام محمد بن الفضل الفراوي في هذا المعنى، وما كانت له أصول، قرأنا عليه من نسخ غيره.
سألته عن مولده فقال: سنة خمس وأربعين وأربعمائة، وتوفي بين العيدين سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.
قرأت بخط عبد الوهاب الانماطي: ذكر أبو المظفر عبد المنعم القشيري أن مولده في صفر سنة خمس وأربعين وأربعمائة.
80 - عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد بن صدقة بن الخضر (1) بن كليب الحراني، أبو الفرج بن أبي الفتح التاجر (2).
من ساكني درب الاجر بخرابة بن حوذة، ولد ببغداد وبكربه (3) في سماع الحديث وعمره ست سنين، فأسمعه عمه أبو عبد الله محمد بن سعد من الشريف أبي طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي وأبي القاسم (4) علي بن أحمد بن محمد بن بيان وأبي * هامش * (1) انظر: وفيات الاعيان 2 / 394.
(2) في وفيات الاعيان: (بن الحصين).
(3) في (ج): (بكروبه).
(4) في الاصل: (الزينبي بن أبي القاسم).
(*)(1/93)
علي محمد بن سعيد بن نبهان وابي عثمان اسماعيل بن محمد بن احمد بن مسلمة الاصبهاني وابي الخير المبارك بن الحسين بن احمد الغسال المقرئ وابي منصور محمد ابن احمد بن طاهر بن حمد الخازن وابي بكر احمد بن علي بن بدران الحلواني وأبي
العلاء صاعد بن سيار بن محمد الاسحاقي الهروي، وكان آخر من حدث عن هؤلاء على وجه الارض، وكانت له اجازة من الشريف ابي العز محمد بن المختار بن المؤيد وابي الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي وابي الخطاب محمود (1) بن احمد الكلوذاني وابي البركات طلحة بن احمد بن بادي (2) العاقولي وأبي طاهر عبد الرحمن ابن احمد بن عبد القادر بن يوسف وابي العباس احمد بن الحسين بن قريش وابي عبد الله محمد بن عبد الباقي الدوري وعبد الوهاب بن احمد بن الصحناي وعبد الكريم ابن هبة الله بن النحوي واحمد بن عبد الباقي بن بشر العطار وعبد الله بن محمد بن جحشويه الاجري (3) وابي الفتح احمد بن احمد بن هبة الله العراقي وسعد الله بن علي بن الحسين بن أيوب البزاز وابي بكر محمد بن مكي بن دورست العلاف وابي المعالي هبة الله بن المبارك الدواني ويحيى بن عثمان بن الشواء وابي طاهر حمزة بن محمد الروذراوري وجماعة غيرهم وتفرد بالرواية عن هؤلاء ببغداد.
وسمع منه شيوخنا أبو الفرج بن الجوزي وابو محمد بن الاخضر وابو الفتوح بن الخضري وابو العباس بن البندنيجي وجماعة غيرهم، ألحق الصغار بالكبار، وصارت الرحلة إليه من جميع الاقطار، ومات خلق ممن سمع منه وهو حي، وكان بين سماعه وروايته احدى وتسعون سنة، ومتعه الله بسمعه وبصره وجوارحه وقوته وصحة ذهنه وكمال عقله وحسن صورته وحمرة وجهه كهيئة ألوان الشباب، وكان الغرباء والطلاب يترددون الى بابه كل يوم، فيجلس لهم بلا ضجر ولا ملل، وكتب أحاديث الحسن بن عرفة بخطه - وله سبع وتسعون سنة - خطا مليحا بلا ارتعاش يد، وحدث * هامش * (1) في كل النسخ: (وأبي الخطاب محفوظ).
في شذرات الذهب 4 / 34: (طلحة بن أحمد بن طلحة بن احمد بن الحسين بن سليمان).
(2) في (ج): (الاخرى).
(3) (عن سعد) ساقطة من (ج).
(*)(1/94)
به من لفظه في مجلس عام حضره خلق كثيرون في دار كثيرة، وحضرت ذلك اليوم في آخر المجلس، وسمعت بعضه من لفظه، وكنت قد سمعت منه قبل ذلك مرتين ولله الحمد، وكان رحمه الله من أعيان التجار ببغداد وأرباب الثروة الواسعة والتحمل الكثير، وكان قد سافر كثيرا في طلب الكسب برا وبحرا ورأى العجائب، ثم عاد في آخر عمره الى بغداد وافتقر وتضعضع ولزم منزله الى حين وفاته، واحتاج الى أن يأخذ من طلات الحديث والاغنياء ما يرفق به، وكان لا يروي أحاديث بن عرفة الا بدينار، وذلك من تحسين ولده له، سمعت منه الكثير وقرأت عليه كثيرا بالسمع والاجازة، وكنت كثير الملازمة له، وكان صدوقا أمينا، حسن الاخلاق، مليح المجالسة، دمثا، من محاسن الزمان وبقية الناس.
أخبرنا عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني قراءة عليه غيرة مرة قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الكاتب قراءة عليه في شهر ربيع الاخر من سنة ست وخمسمائة أنبأنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن ابراهيم بن مخلد البزاز، أنبأنا أبو علي اسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثني المبارك بن سعيد أخو سفيان الثوري عن موسى الجهني عن مصعب بن سعد عن سعد (1) بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيمنع أحدكم ان يكبر في دبر كل صلاة عشرا ويسبح عشرا ويحمد عشرا، فذاك في خمس صلوات خمسون ومائة باللسان وألف وخمسمائة في الميزان، وإذا آوى الى فراشه كبر أربعا وثلاثين وحمد الله ثلاثا وثلاثين وسبح ثلاثا وثلاثين، فتلك مائة باللسان وألف في الميزان، قال: ثم قال: فأيكم يعمل في يومهبن كليب وليلته ألفين وخمسمائة سيئة) (2).
أخبرنا أبو الفرج بن كلب قراءة عليه، أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن نبهان
الكاتب قراءة عليه في سنة تسع وخمسمائة أنبأ أبو علي الحسن بن احمد بن ابراهيم بن * هامش * (1) انظر الحديث في: الجامع الكبير 9135.
وكنز العمال 4956.
(2) انظر الحديث في: مسند أحمد 2 / 314، وسنن الترمذي 2875.
والسنن الكبرى للبيهقي 2 / 376.
(*)(1/95)
شاذان أنبأ أبو محمد دعلج بن احمد بن دعلج حدثنا علي بن عبد العزيز أنبأ أبو عبيد القاسم بن سلام حدثنا اسماعيل بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ على أبي فاتحة الكتاب فقال: (والذي نفسي بيده ! ما أنزل في التوراة ولا في الانجيل ولا في الفرقان ولا في أنبأنا أبو علي الحسن بن احمد بن ابراهيم بن شاذان، أنبأنا أبو محمد دعلج بن أحمد بن دعلج، حدثنا علي بن عبد العزيز، أنبأنا أبو عبيد القاسم بن سلام، حدثنا اسماعيل الانجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها، انها للسبع المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيت) (1).
أخبرنا عبد المنعم بن عبد الوهاب التاجر قال: أنبأنا أبو علي بن نبهان قراءة عليه، أنبأنا بشرى بن عبد الله الفاتني قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عبيد بن أحمد بن مخلد، حدثنا أبو العباس احمد بن مسروق، حدثنا محمد بن الحسين - يعني البرجلاني - حدثنا عبد الله بن صالح، حدثنا مبارك بن سعيد بن مسروق الثوري عن عبد الملك بن عمير قال: وجدت في حكمة أبي فارس: رأيت الكرماء والعقلاء يبتغون الى المعروف وصلة، ورأيت المودة بين الصالحين سريعا اتصالها، بطيئا انقطاعها، ككوز الذهب سريع الاعادة (2) إذا أصابه (3) ثلم أو كسر، ورأيت المودة بين الاشرار بطيئا اتصالها، سريعا انقطاعها، ككوز الفخار ان أصابه ثلم أو كسر فلا اعادة له، ورأيت الكريم يحفظ الكريم على اللقيا الواحدة ومعرفة اليوم، ورأيت اللئيم (4) لا ينفع عنده
معرفة الا عن رغبة أو رهبة، وقال الاول: أصل الكريم إذا أراد وصالنا وأصد عنه صدوده أحيانا فإذا استمر على الجفاء تركته ووجدت عنه مذهبا ومكانا لا في القطيعة مفشيا أسراره بل حافظ من ذاك ما (6) استرعانا ان اللئيم إذا تقطع (5) وصله من ذي المودة قال كان وكانا * هامش * (1) في الاصل: (الفضلاء).
(2) في الاصل: (الاصابة).
(3) في الاصل، (ب): (ان أصابه).
(4) في الاصل، (ب): (ورأيت اليتيم).
(5) في الاصل، (ب): (انقطع).
(6) في الاصل: (من ذلك ما) وفي (ب): (من ذلك استرعانا)(1/96)
حدثني ابراهيم بن علي الشاهد قال: سمعت الناس يحكون أن ابا الفرج بن كليب التاجر عمل دعوة ببعض بلاد خراسان في زمن الصيف وتكلف تكلفا كثيرا، وكان من جملته أنه حمل أحمالا من عمل مصر فيها شروب وتلثيمات، (و) (1) فرقها عى الحاضرين ليتحققوا بها، فلما انقضى المجلس وأعادوها فلم يقبلها وأقسم عليهم في قبولها، وانفصلوا بها، هناك لها قيمة كثيرة.
قال أنبأنا ابراهيم: فذكرت هذه الحكاية للشيخ ابي الفرج وسألته عن صحتها فرافع، فألححت عليه فقال: قد كان ذلك.
سمعت أبا الفرج بن كليب تحلى للجماعة يوما فقال: وصلني خبر مرة عن مملوك لي غرق (2) في البحر بما كان لي معه وكان مقداره ستة آلاف دينار أو أكثر فلم أتأثر
لذلك لسعة حالي، ولم يمت حتى طلب من الناس.
سألت عن مولده فقال: في صفر سنة خمسمائة، وتوفي صبيحة يوم الاثنين السابع والعشرين من شهر ربيع الاول سنة ست وتسعين وخمسمائة، وحضرت الصلاة عليه بالمدرسة النظامية، ودفن بباب حرب.
81 - عبد المنعم بن علي بن نصر بن منصور بن الصيقل، أبو محمد الفقيه الحنبلي (3): من أهل حران.
قدم بغداد في صباه سنة ثمان وسبعين وخمسمائة طالبا للعلم، فأقام بها مدة يتفقه على أبي الفتح بن المنى حتى حصل طرفا صالحا من المذهب والخلاف، وسمع الحديث من أبي الفتح بن شاتيل وأبي السعادات بن زريق وغيرهما ثم عاد الى * هامش * (1) ما بين المعقوفتين ساقطة من الاصل، (ب).
(2) في النسخ: (في عرق).
(3) انظر: مرآة الزمان 2 / 525.
وشذرات الذهب 5 / 3.
(*)(1/97)
حران، وقدمها (1) علينا في سنة ست وتسعين ومعه ولده، فكان يسمع معنا على مشايخنا، ويكتب ويحصل، ويناظر في مجالس الفقهاء وحلق المناظرين، ويدرس ويعلم الطلبة، واستوطن بغداد، وكان يسكن بدرب نصير، وسكن عندنا مدة بالظفرية، وعقد مجلس الوعظ بمسجد ابن الواسطي، ثم كثر الناس فانتقل الى المسجد الكبير بشارع الظفرية، ولما عاد الى درب نصير صار يجلس في مسجد ابن حمدي عند مشرعة الصباغين، وكان مليح الكلام في الوعظ رشيق الالفاظ حلو العبارة كتبنا عنه شيئا يسيرا وكان ثقة صدوقا متحريا حسن الطريقة، متدينا متورعا (2) نزها عفيفا عزيز النفس مع فقر شديد، وله مصنفات حسنة وشعر جيد وكلام في الوعظ بديع،
وكان حسن الاخلاق، لطيف الطبع، متواضعا، جميل الصحبة.
أخبرنا عبد المنعم بن علي الحراني ببغداد قال: أنبأنا عبيد الله بن عبد الله الدباس، أنبأنا علي بن محمد بن العلاف، أنبأنا علي بن أحمد بن عمر الحمامي، أنبأنا محمد بن عبد الله الشافعي (الدباس) (3) حدثنا اسحاق بن ابراهيم بن سنين، حدثنا عمران ابن أبي عمران الصوفي، حدثنا عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث عن أبي الشيخ (4) عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أتاني جبريل فقال: ان الله تعالى يقول لك: تدري كيف رفعت لك ذكرك ! إذا ذكرت ذكرت معي) (5).
توفي يوم الخميس سادس عشر ربيع الاول من سنة احدى وستمائة ونودي بالصلاة عليه في جميع البلد فاجتمع له الناس من الغد بجامع القصر وصلينا عليه وكان * هامش * (1) في الاصل: (وقدم بها).
(2) في (ب): (ورعا).
(3) ما بين المعقوفتين سقط في الاصل، (ب).
(4) انظر الحديث في: صحيح ابن حبان 1772.
وتفسير الطبري 30 / 151.
ومجمع الزوائد 8 / 254.
وتفسير ابن كثير 8 / 542.
(*)(1/98)
الجمع متوفرا، ثم صلى عليه نوبة ثانية بالمدرسة النظامية، ودفن بباب حرب، وأظنه قارب الخمسين أو بلغها رحمة الله عليه.
82 - عبد المنعم بن عمر بن عبد الله بن احمد بن خضر بن مالك بن حسان الغساني، أبو الفضل الجلياني الاندلسي (1): من أهل جليانة - قرية من قرى غرناطة من بلاد الاندلس - دخل الشام وسكنها
مدة، ثم قدم علينا بغداد حاجا في صفر سنة احدى وستمائة ونزل بالمدرسة النظامية، وكتبنا عنه كثيرا من نظمه، وكان أديبا فاضلا، له شعر جيد مليح المعاني، أكثره في الحكم والالهيات وآداب النفوس والرياضيات، وكان طبيبا حاذقا، وله رياضيات ومعرفة بعلوم الباطن، وكلام مليح على طريقة القوم، وكان مليح السمت، حسن الاخلاق، لطيفا.
أنشدنا عبد المنعم بن عمر الجلياني لنفسه ببغداد في المدرسة النظامية لنفسه: أقول لما رأيت الحب مدركه صعب وفي القلب أشواق تحركه يا ساكنين بأعلى الدار منزلة وقد توعر مرباه ومسلكه كيف السبيل لمثلي أن يزوركم وقد حللتم مكانا ليس أدركه نبهتم القلب كي يهوى فحين جلى لقاؤكم غبتم والوجد ينهكه فان ظهرتم فبرء القلب متجه أو ما احتجابكم عنه سيهلكه إذا بكى بدموع الهجر خلف جوى فليس غير ابتسام الوصل يضحكه لم تستجيزون التحاشي على شغفي بكم واخلاص حب ليت أشركه ان عاقني عن (2) دخولي داركم جسدي فها (3) أنا عند (4) باب الدار اتركه * هامش * (1) انظر: فقرات الوفيات 2 / 35.
ومجمع البلدان 3 / 130.
(2) في الاصل: (عافكم دخولي).
(3) في (ج): (فما أنا عبد).
(4) في كل النسخ: (عبد).
(*)(1/99)
وأنشدنا ايضا لنفسه: أحباؤنا تبتعدون وأرتجي دونكم والشوق يحرق أحشائي
دعوني إذا لم ترتضوني (1) مجالسا على بابكم أبكي وأندب أهوائي فان قيل من هذا فقولوا (2) خليعنا شمنا مجنوننا (3) فهي أسمائي وماذا عليكم ان رسمت بحبكم فيرجع عما ظنه بعض أعدائي إذا لم تروا ذينا سوى الهجر في الهوى وان كان في هجرانكم كل أدوائي فقد قنعت نفسي بأن تتيقنوا بأنكم كيف انقلبتم أحبائي وأنشدنا عبد المنعم بن عمر الجلياني لنفسه: قالوا نراك عن الاكابر تعرض وسواك زورا لهم يتعرض قلت الزيارة للزمان اضاعة وإذا مضى وقت فما يتعوض ان كان لي يوما إليهم حاجة فبقدر ما ضمن القضاء مقيض سألت عبد المنعم عن مولده فقال: في يوم الثلاثاء سابع المحرم سنة احدى وثلاثين وخمسمائة بالاندلس، وسألت ولده بدمشق عن وفاته فقال: توفي في الثاني والعشرين من ذي القعدة سنة اثنتين وستمائة بدمشق ودفن بباب الصغير.
83 - عبد المنعم بن عيسى بن الحسن بن المظفر المقرئ الانباري: حدث بالنعمانية عن ابي الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف، روى عنه القاضي أبو البركات محمد بن علي بن محمد الانصاري قاضي أسيوط في مشيخته.
84 - عبد المنعم بن محمد بن الحسين بن سليمان، أبو محمد بن أبي نصر الفقيه الحنبلي (4): من أهل باجسرا.
قدم بغداد في صباه واستوطنها، وقرأ بها الفقه على أبي الفتح بن * هامش * (1) في الاصل، (ب): (لم ترضوني).
(2) في الاصل، (ب): (فقوا).
(3) في (ج): (محبوبنا).
(4) انظر: شذرات الذهب 5 / 51.
(*)(1/100)
المنى ولازمه حتى برع فيه (1)، وقرأ الاصول والخلاف والجدل على محمد بن أبي على التوقاني الشافعي، وصحب شيخنا ابراهيم بن الصقال، وصار معيدا لمدرسة، ثم درس بمسجد ابن المنى بالمأمونية مدة، وكان يؤم الناس في الصلوات بمسجد الاجرة، وشهد عند قاضي القضاة أبي الفضائل القاسم بن يحيى بن الشهرزوري في شهر ربيع الاول سنة ست وتسعين وخمسمائة فقبل شهادته، وتولى الخزن بالديوان العزيز وكانت له حلقة بجامع القصر يتكلم فيها في مسائل الخلاف، ويحضر عنده الفقهاء، وكان فقيها فاضلا حافظا لكتاب الله وللمذهب، حسن الكلام في مسائل الخلاف، متدينا، حسن الطريقة، سمع الحديث من الكاتبة شهدة بنت احمد الابري وغيرها، وسمع معنا أخيرا من مشايخنا فأكثر، وكان حسن الاخلاق متوددا، حدث بيسير، ولم يتفق لي أن اكتب عنه شيئا، روى عنه أبو عبد الله محمد بن سعيد بن يحيى الدبيثي (2) الواسطي، وكان يذكر أن مولده سنة تسع وأربعين أو سنة خمسين وخمسمائة، وتوفي في يوم الاثنين الثامن عشر من (3) جمادى الاولى سنة اثنتي عشرة وستمائة، ودفن من الغد بباب حرب.
85 - عبد المنعم بن محمد بن طاهر بن سعيد بن فضل الله بن احمد بن محمد بن ابراهيم، أبو الفضائل بن أبي البركات بن أبي الفتح بن أبي طاهر بن (أبي) (4) سعيد بن أبي الخير الصوفي.
من أهل ميهنة، من اولاد المشايخ وأعيان الصوفية، ولم يكن في أولاد الشيخ أبي سعيد في وقته مثله، سمع الحديث بمرو من أبي الفتح عبيد الله بن محمد بن أردشير الهشامي وأبي بكر محمد بن منصور بن عبد الجبار السمعاني، وببنج ديه من أبي الحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد المروزي، وسمع أيضا من والده أبي البركات
ومن الامام ابي حامد الغزالي الفقيه، وقدم بغداد واستوطنها الى حين وفاته برباط ابن * هامش * (1) في كل النسخ: (حتى نزع فيه).
(2) في كل النسخ: (الزينبي) والتصحيح من شذرات الذهب 5 / 185.
(3) في الاصل: (الثامن عشرين).
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.(1/101)
المجلبان (1) المعروف بالبسطامي بالجانب الغربي شيخا للصوفية ومقدما على مشايخ وقته، وحدث ببغداد، سمع منه الشريف أبو الحسن علي بن احمد الزيدي وابراهيم بن محمود بن الشعار، وروى لنا عنه ولده أحمد، وكان شيخا صالحا نزها، عفيف النفس، مشتغلا بما يعنيه، كثير العبادة والتهجد، صائنا نفسه عن القاذورات، وكان يأوي في اكثر الاوقات الى مسجد الشونيزية ويخلو فيه نفسه.
أخبرنا احمد بن عبد المنعم بن محمد بن طاهر الميهني قال: أنبأنا والدي، أنبأنا عبيد الله بن محمد الهشامي قراءة عليه بمرو في جمادى الاولى سنة سبع وتسعين وأربعمائة قال: أنبأنا جدي أبو العباس أردشير بن محمد الهشامي، أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد ابن حليم - لام - المروزي، أنبأنا أبو الموجه محمد بن عمرو (2) الفزاري، أنبأنا سعيد العامري، حدثنا وهيب، حدثنا عبد الله بن طاوس سمعت عمرو بن شعيب يحدث عن أبيه عن جده: (ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى يوم خيبر عن لحوم الحمر الاهلية وعن الجلالة وعن ركوبها وعن لحومها، ونهى ان تنكح المرأة على عمتها أو على خالتها).
أنبأنا أبو البركات الزيدي عن أبي الفرج صدقة بن الحسين بن الحداد الفقيه قال: مات أبو الفضائل شيخ رباط البسطامي في يوم الجمعة ثالث عشري المحرم سنة خمس وستين وخمسمائة، وكان شيخا حسنا، له ثمانية وسبعون سنة وله سماع في الحديث،
ذكر غير صدقة أنه دفن بالشونيزية في صفة الجنيد مقابل قبره.
86 - عبد المنعم بن مقبل بن علي، أبو الفضل الفقيه الشافعي: من أهل واسط.
قدم بغداد وتفقه بها على يوسف الدمشقي وغيره، وكان يتكلم في مسائل الخلاف والمناظرات أيام الجمع، ذكر لي أبو الحسن بن القطيعي أنه قدم عليهم بغداد في سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة، وأنه كتب عنه.
أنشدني ابن القطيعي قال: أنشدني عبد المنعم بن مقبل الواسطي ببغداد قال: أنشدني الامير أحمد بن أبي الخير بالعراق لنفسه يرثي ولدا له مات بالحويزة: * هامش * (1) هكذا في كل النسخ.
(2) في الاصل: (بن عمر).(1/102)
خليلي ان آنستما البرق لامعا من الافق الشرقي حين يشام وهبت من الريح الحويزي نفحة مع الريح أو مه استقل غمام فلا تعذلاني ان بكيت وان جرى بعيني فؤادي أدمع ومرام فان بهاتيك الاماكن لي هوى يمزق عيني والعيون نيام 87 - عبد المنعم بن هبة الكريم (1) بن خلف بن المبارك بن المبارك بن البطر البيع، أبو الفضل بن أبي نصر بن أبي البركات المعروف بابن الحنبلي: من ساكني درب البصريين، وانتقل أخيرا الى الخاتونية، سمع أباه وأبا الفضل محمد ابن عمر (2) بن يوسف الارموي وأبا المعالي الفضل بن سهل الاسفرائيني وغيره، كتبت عنه وكان شيخا حسنا، نظيف الظاهر، لا بأس به.
أخبرنا عبد المنعم بن هبة الكريم بن الحنبلي بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الارموي، أنبأنا أبو الحسن احمد بن محمد بن النقور، أنبأنا
أبو الحسن علي بن عمر الحربي، حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن ربيعة عن يزيد بن أبي ادريس عن أبي امامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بقيام الليل فانه دأب الصالحين قبلكم، وهو تكفرة من السيئات مبرأة من الاثم) (3).
سألت ابن الحنبلي عن مولده فقال: في ربيع الاول سنة خمس وثلاثين وخمسمائة، وتوفي يوم السبت الرابع والعشرين من ذي القعدة من سنة ستمائة، ودفن بالجريدة من باب أبرز.
88 - عبد المنعم بن يحيى بن أحمد بن هبة الله البيع، أبو محمد: من أهل الازج.
وهو أخو أحمد وزيد اللذين تقدم ذكرهما، سمع أبا الفضل * هامش * (1) في كل النسخ: (بن عبد الكريم).
(2) في (ج): (بن عمير.
(3) انظر الحديث في: سنن الترمذي 3549.
والمستدرك 1 / 308.
والمعجم الكبير 6 / 31 7، 8 / 109.
وصحيح ابن خزيمة 135.
وأمالي الشجري 1 / 204، 216.
(*)(1/103)
محمد بن ناصر الحافظ وأبا الوقت عبد الاول بن عيسى بن شعيب السجزي وأبا المظفر هبة الله بن أحمد بن محمد بن الشبلي وأبا محمد محمد بن أحمد بن عبد الكريم المادح وغيرهم، وحدث باليسير، سمع منه رفيقنا أبو رشيد محمد بن أبي بكر بن أبي القاسم بن الغزال (1) الاصبهاني، ورأيته كثيرا ولم أسمع منه شيئا، ذكر لي شيخنا عبد الرزاق الجيلي أنه كان غير مرضي الطريقة، توفي يوم الاحد الثامن عشر من ذي القعدة من سنة ستمائة، ودفن من الغد بباب حرب.
89 - عبد المولى بن أبي تمام بن أبي منصور بن أبي عبد الله، أبو الفضل
الهاشمي، المعروف بابن باد: من أهل دار القز.
ذكر لنا أنه من ولد الامام الواثق بالله أمير المؤمنين، سمع أبا القاسم اسماعيل بن (أحمد بن) (2) عمر السمرقندي وأبا البركات المبارك (3) بن كامل ابن حبيش الدلال وغيرهما، كتبت عنه وكان شيخا حسنا لا بأس به، أضر في آخر عمره.
أخبرنا عبد المولى بن أبي تمام بقراءتي عليه قال: حدثنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد ابن عمر السمرقندي املاء في ذي الحجة سنة ست وعشرين وخمسمائة، قال: أنبأنا عبد الله بن محمد بن عبد الله الصريفيني الخطيب، أنبأنا عبيد الله وهو ابن محمد بن اسحاق بن سليمان بن مخلد بن حبابة وأبو جعفر عمر بن ابراهيم بن أحمد الكتاني قالا: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، حدثنا محمد بن حبيب، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم (4) عن أبيه عن سهل بن سعد قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل بابن له وغلام فقال: يارسول الله (5) ! اشهد بغلامي هذا لابني هذا، قال: (الكل ولدك جعلت مثل هذا ؟ - وقال الكتاني: مثله - قال: لا أشهد ولا على وعيد محترق (6).
* هامش * (1) في (ب): (الغزال) وفي الاصل: (النزال).
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(3) في (ج): (وأبا البركات بن المبارك).
(4) في كل النسخ: (أبي خازم) والتصحيح من التهذيب.
(5) في (ب): (فقال رسول الله).
(6) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 224.
وصحيح مسلم، كتاب الهبات 14.
(*)(1/104)
سألت الشريف عبد المولى عن مولده، قال: ولدت في السنة التي ولد فيها عمر بن طبرزد وأنا أخوه من الرضاع، وذكر لنا ابن طبرزد أنه ولد في سنة خمس عشرة وخمسمائة، توفي عبد المولى بن باد (1) ليلة الجمعة لسبع خلون من ذي الحجة سنة خمس وستمائة، ودفن من الغد بباب حرب.
90 - عبد المولى بن عبد الباقي بن تمام، أبو بكر الحمامي: من أهل باب الازج.
حدث باليسير عن أبي المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز الانصاري، سمع منه محمود بن لؤلؤ بن رجب القطاع الازجي في شهر ربيع الاخر سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة.
91 - عبد المؤمن بن عبد الغالب بن محمد بن طاهر بن خليفة بن محمد بن حمدان الشيباني، أبو الفضل الوراق (2): من أهل النصرية ثم انتقل الى الجانب الشرقي من بغداد، سمع أبا بكر محمد بن عبد الباقي البزاز وأبا الحسن علي بن عبيد الله بن الزاغوني وأبا القاسم اسماعيل بن أحمد ابن عمر السمرقندي وأبا الفضل محمد بن عمر الباغبان الاصبهاني وغيره، سمع منه أصحابنا.
وتوفي قبل طلبي للحديث.
حدثني أبو عبد الله محمد بن سعيد الحافظ من لفظه قال: أنبأنا أبو الفضل عبد المؤمن بن عبد الغالب الشيباني قراءة عليه وأنبأنا أبو الفرج بن الجوزي وأبو أحمد الامين وأبو الفتح محمد بن الاخضر وعبد الواحد بن سعدا الصفار ومحمد بن سعد الله الواعظ وسعيد بن محمد المؤدب والمبارك بن أبي القاسم البزاز وعبد الله بن مسلم الوكيل وأبا محمد عبد الله بن (أبي بكر بن) (3) المبارك بن الطويلة وبركات بن أبي غالب البناء والحسن بن أحمد الوراق والحسين بن أحمد بن الحسين الكرخي وأحمد بن علي بن أحمد الخياط واسماعيل بن أحمد بن ابراهيم الكاتب وأحمد بن فرنش بن * هامش *
(1) في المطبوعة والنسخ: (بن ناري).
(2) شذرات الذهب 4 / 307.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الاصول.(1/105)
بكتمر (1) التركي وعبد العزيز بن معالي بن الاجري ببغداد وأبو اليمن زيد بن الحسن الكندي بدمشق قالوا أبنائنا (..) (2) أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي البزاز قراءة عليه أنبأنا ابراهيم بن عمر البرمكي، أنبأنا عبد الله بن ابراهيم بن ماسي، أنبأنا ابراهيم بن عمر البرمكي البصري، حدثنا محمد بن عبد الله بن ابراهيم بن (ملحي) (3) الانصاري، حدثني حميد عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (انصر أخاك ظالما أو مظلوما).
قال: قلت: يارسول الله ! أنصره مظلوما فكيف أنصره ظالما ؟ قال: (تمنعه من الظلم، فذاك نصرك اياه) (4).
سمعت أبا الحسن بن القطيعي يقول: سألت عبد المؤمن الوراق عن مولده فقال: ولدت في سنة سبع عشرة وخمسمائة في شهر ربيع الاخر، سمعت محمد بن سعيد الحافظ يقول: توفي عبد المؤمن الوراق في يوم الاثنين ثامن ذي الحجة من سنة احدى وتسعين وخمسمائة، ذكر لنا غيره أنه دفن بباب حرب.
92 - عبد المؤمن بن محمد بن المبارك بن محمد بن محمد بن الخطيب، أبو الفضل: من أهل المدائن، تولى القضاء بها بعد أخيه عبد الحميد الذي تقدم ذكره، ولم يزل على ذلك الى حين وفاته، وكان شابا أديبا فاضلا متدينا.
أنشدني أبو عبد الله محمد بن سعيد الحافظ قال: أنشدني القاضي أبو الفضل عبد المؤمن بن محمد بن المبارك المدائني ببغداد لوالده: لو عشت ما عاش نوح كل جارحة مني بألف لسان تشكر النعما
* هامش * (1) في (ج): (بن قريش بن بكتمر).
وفي (ب): (قريش بن بكتر).
(2) ما بين المعقوفتين بياض بالاصول.
(3) ما بين المعقوفتين من (ب)، (ج) فقط.
(4) انظر الحديث في: صحيح البخاري 3 / 186، 9 / 28.
سنن الترمذي 2282.
ومسند أحمد 3 / 99، 201.
وفتح الباري 5 / 98، 8 / 649، 12 / 323.(1/106)
عجزت عن شكر ما أوليتني كرما والروض أعجز من أن يشكر الديما سمعت أبا عبد الله الحافظ يقول: توفي عبد المؤمن بن الخطيب بالمدائن في المحرم سنة ثمان وستمائة.
93 - عبد المؤمن بن محمد بن محمد بن أحمد بن مالك الاسكافي: من اسكاف بني الجنيد (1)، حدث عن أبيه أبي بكر محمد، روى عنه ابنه القاضي أبو اسحاق محمد بن عبد المؤمن.
94 - عبد المؤمن بن الهيثم البغدادي: كتب الي أبو طاهر (2) الدمشقي أن علي بن المشرق الانماطي أخبره كتابة قال: أنبأنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن اسماعيل الضراب بمصر، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن اسحاق الحلبي، حدثنا وهب بن عبد الله بن الفتح، حدثنا عبد المؤمن بن الهيثم البغدادي، حدثنا عبد الصمد، حدثنا أبو بكر السرخسي قال: قال أبو معاوية الاسود على سور طرطوس (3): من كانت الدنيا أكبر همه طال في القيامة همه (4)، ومن خاف الوعيد لها في الدنيا عما يريد، ومن خاف مما بين يديه ضاق ذرعا بما في يديه - وذكر كلاما طويلا الى آخر الموعظة.
95 - عبد المهيمن بن الحسين بن محمد بن القاسم بن عبد الجبار بن
عيسى (5)، أبو منصور بن أبي محمد الهاشمي الشروطي: سمع أبا علي الحسن بن أحمد بن شاذان، روى عنه عبد الوهاب بن المبارك الانماطي وأبو القاسم بن السمرقندي وعمر بن ظفر المغازلي وأبو الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد بن الشهرزوري.
* هامش * (1) في (ج): (حدثني الجنيد).
(2) في (ج): (كتب أبو طاهر).
(3) في (ب)، (ج): (طرطوس).
(4) في (ج): (غمه).
(5) في (ج): (بن أبي عيسى).
(*)(1/107)
أخبرنا عبد العزيز بن محمود الحافظ قال: أنبأنا أبو الكرم المبارك بن الحسن، أنبأنا الشريف أبو منصور عبد المهيمن بن الحسين بن محمد العباسي، أنبأنا أبو علي الحسن ابن أحمد بن ابراهيم بن شاذان، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن اسحاق بن ابراهيم الخراساني بانتقاء عمر البصري، حدثنا ابن أبي العوام، حدثنا عبد الله بن بكر، حدثنا حاتم بن أبي صغيرة عن النعمان بن سالم أن عمرو بن أوس أخبره أن أباه أوسا (1) أخبره قال: انا لقعود عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم في الصفة وهو يقص علينا ويذكرنا إذ أتاه رجل فساره، فقال: (اذهبوا فاقتلوه) (2)، فلما ولى الرجل دعاه رسول الله صلى الله عليه وآه فقال: (هل يشهد أن لا اله الا الله ؟ قال الرجل: نعم ! يا رسول الله، قال: (اذهبوا فخلوا سبيله، فانما أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا اله الا الله، فحرم علي دماؤهم وأموالهم الا بحقها، وحسابهم على الله عز وجل (3).
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: توفي عبد
المهيمن بن الحسين العباسي في حدود تسعين وأربعمائة.
96 - عبد المهيمن المدائني الاديب: أنبأنا عبد الوهاب بن علي بن حمزة بن المظفر الحاجب قال: أنشدنا عزيزي بن عبد الملك الجيلي القاضي قال: أنشدني قاضي القضاة أبي العباس أحمد بن محمد الروياني (4) أنشدني أبو يعلى الصوفي بن عبد المهيمن المدائني الاديب: قالت وقد راعها بيني أترتحل غدا فقلت غدا أو لا فبعد غد فأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت وردا وعضت على العناب بالبرد 97 - عبد الواحد بن ابراهيم بن الحسن بن نصر الله بن عبد الواحد بن أحمد ابن الحسين بن الحصين، أبو منصور المعروف بابن الفقيه: تقدم ذكر والده وجده، ذكر لي أن والده أقام بالموصل مدة فولد هناك، وسمع من * هامش * (1) في (ب)، (ج): (أرسا).
(2) في (ب): (فاقبلوه).
(3) الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
(4) في (ب)، (ج): (الردبالي).(1/108)
أبي الفضل بن الطوسي حضورا، واشتغل بالادب وقال الشعر الحسن، المليح المعاني، الجيد المباني، وكتب خطا مليحا، وقدم بغداد وسكن بالمحول، كتبت عنه شيئا من نظمه، ووجدنا سماعه في جزء من أبي الطوسي فقرأناه عليه، وذكر لنا أنه سمع منه، وكانت له اصول ضاعت، وكان غزير الفضل أديبا بليغا، ظريف النظم والنثر: أخبرنا عبد الواحد بن ابراهيم بن الحسن الكاتب بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر الطوسي الخطيب قراءة عليه بالموصل
وأنا حاضر مع والدي في المحرم سنة خمس وستين وخمسمائة قال: أنبأنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر قراءة عليه ببغداد أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد ابن رزقويه، أنبأنا اسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا محمد بن سنان القزاز، حدثنا أبو عامر العقدي، حدثنا محمد بن طلحة عن الحكم أبي عمرو عن ضرار بن عمرو عن أبي عبد الله الشامي عن تميم الداري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الجمعة واجبة الا على المرأة أو صبي أو عبد أو مسافر أو مريض) (1).
أنشدنا عبد الواحد بن ابراهيم بن الحسن بن الحصين لنفسه: نفسي الفداء لمن سميرى ذكره وحشاشتي في أسره ووثاقه رشأ لو أن البدر قابل وجهه في تمه أكساه ثوب محاقه بنا دلنا قده فكأنه غصن الاراك يميس في أوراقه فمعاطف الاغصان في أثوابه ومطالع الاقمار من أزياقه يبدو على وجناته لمحبه ما فاض يوم البين من آماقه في ريقه طعم السلاف ولونها في خده واللطف في أخلاقه غفل الرقيب فزارني فوشى به في ليل طرته سنا اشراقه حتى إذا ما الليل مد رواقه وقضى بجمع الشمل بعد فراقه هجم الصباح على الدجى بحسامه (2) فظننت أن الصبح من عشاقه * هامش * (1) انظر الحديث في: المعجم الكبير 2 / 39.
ومجمع الزوائد 2 / 170.
والتاريخ الكبير 2 / 337 وارواء الغليل 3 / 55.
(2) في (ب): (بلسامه).(1/109)
وأنشدنا عبد الواحد بن ابراهيم بن الحصين لنفسه:
ماهب من أرض العراق نسيم الا دعاني للغرام غريم فالام ويل تلوم جهلا بالهوى قصر فافراط (1) الملامة لوم أنى يحل العذل من سمعي وفي قلبي لتكرار الكلام كلوم يا أيها القمر الذي لم يخل من هواه من لاح عليه يلوم ان العذول على هواك أعده من حاسدي ولا أقول رحيم فالام أحمل ثقل هجرك والهوى والهجر حامل ثقله مرحوم والى متى أرعى النجوم تعللا حتى كأني للنجوم نديم ومن العجائب ان قلبي يشتكي شوقا اليك وأنت فيه مقيم توفي أبو منصور بن الحسين (2) في يوم السبت سلخ جمادى الاولى سنة ست وثلاثين وستمائة، ودفن من الغد بباب حرب، وكان مولده في سنة احدى وستين وخمسمائة بالموصل.
98 - عبد الواحد بن ابراهيم بن محمد، أبو طالب المعدل العكبري، يعرف بابن أبي سهل: حدث عن أبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ.
99 - عبد الواحد بن ابراهيم، أبو القاسم الخلال: من أهل النهروان.
حدث عن أبي عمرو عثمان بن أحمد بن السماك، روى عنه أبو ذر عبد بن أحمد الهروي في معجم شيوخه.
أنبأنا أحمد بن طارق قال: أنبأنا أحمد بن محمد الهاشمي، أنبأنا اسماعيل بن عبد العزيز العكي، أنبأنا هياج بن عبيد الحطيني، أنبأنا أبو ذر عبد بن أحمد بن محمد الهروي قال: أنبأنا عبد الواحد بن ابراهيم أبو القاسم الخلال - أرجو أن لا يكون به بأس - * هامش * (1) في الاصل: (فصر فافرط).
(2) (بن الحصين).(1/110)
النهرواني بها قرأت عليه من أصله حدثنا (أبو) عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق املاء حدثنا علي بن ابراهيم الواسطي، حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا زياد - يعني ابن أبي زياد الجصاص - حدثنا الحسين قال: قدم علينا عبد الرحمن بن سمرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عبد الرحمن بن سمرة ! لا تمنين الامارة ولا تسألها، فانك أن أعطيتها في غير أمنية ولا مسألة أعنت عليها، وإذا حلفت علي يمين فأت الذي هو خير، وتحلل يمينك) (1).
100 - عبد الواحد بن ابراهيم بن هبة الله، أبو حامد القاضي الجرباذقاني: قدم بغداد حاجا في شهر رمضان سنة ست وسبعين وأربعمائة، وحدث بها عن أبي القاسم واصل بن حمزة بن علي البخاري، سمع منه أبو الحسن (محمد) (2) بن مرزوق بن عبد الرزاق الزعفراني وأبو الحسن علي بن غنائم بن عمر المصري وأبو محمد عبد الغني بن نازل بن يحيى الالواحي بالمدرسة النظامية.
أنبأنا أبو القاسم الازجي عن أبي الحسن الزعفراني قال: أنبأنا القاضي أبو حامد عبد الواحد بن ابراهيم بن هبة الله الجرباذقاني قدم علينا بغداد حاجا أنبأنا أبو القاسم واصل بن حمزة بن علي البخاري قراءة عليه بجرباذقان في سلخ ذي القعدة سنة ثلاثين وأربعمائة أنبأنا أبو سهل عبد الحميد بن محمد بن داود ببخارا، أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمد بن يعقوب، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا دحيم، حدثنا المقرئ، حدثنا حيوة (3)، أخبرني بكر بن عمرو أنه سمع عبد الله بن هبيرة يقول انه سمع أبا تميم الجيشاني (4) يقول انه سمع عمر بن الخطاب يقول انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا) (5).
* هامش * (1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 8 / 159، 9 / 79.
وصحيح مسلم، كتاب الامارة 13.
وسنن أبي داود 2929.
ومسند أحمد 5 / 62.
وفتح الباري 11 / 517، 123، 124.
(2) ما بين المعقوفتين زيادة من العبر 4 / 41.
(3) في كل النسخ: (ثنا خيرة).
(4) في (ب)، (ج): (الحبشاى).
(5) انظر الحديث في: صحيح ابن حبان 2548.
وكشف الخفا 2 / 218.
والتوكل على الله لابن أبي الدنيا حديث رقم 5.
(*)(1/111)
101 - عبد الواحد بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن علي اللحياني الصفار المقرئ، أبو محمد: من أهل الجانب الغربي، سمع أبا الحسن علي بن ابراهيم بن عيسى الباقلاني وأبا بكر أحمد بن محمد بن سياوس الكازروني وغيرهما، وحدث باليسير، روى عنه محمد ابن ناصر وأبو المعمر الانصاري وهبة الله بن المكرم الصوفي وعلي بن أبي سعد الخباز (1).
كتب الي محمد بن معمر القرشي قال: أنبأنا أحمد بن محمد (2) بن هالة الرناني، أنبأنا أبو محمد عبد الواحد بن أحمد بن الحسن الصفار المقرئ المعروف بابن اللحياني ببغداد في الجانب الغربي، وأخبرنا ابن أحمد السقلاطوني ببغداد وأبو اليمن زيد بن الحسن الكندي بدمشق قالا: أنبأنا محمد بن عبد الباقي الشاهد قالا: أنبأنا أبو الحسن علي بن ابراهيم بن عيسى بن يحيى الباقلاني، حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي املاء، حدثنا الفضل بن صالح الهاشمي، حدثنا هدبة بن عبد الوهاب الكلبي، حدثنا زافر بن سليمان الكوفي، حدثنا محمد بن زياد عن محمد بن عجلان عن أبي
الزبير عن جابر بن عبد الله قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بجنازة رجل من أصحابه ليصلي عليه، فأبى أن يصلي عليه، قيل: يارسول ! ما تركت الصلاة على أحد من أمتك الا على هذا ؟ قال: (ان هذا كان يبغض عثمان فلم أصل عليه) (3).
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: سألت أبا المعمر عن عبد الواحد بن اللحياني، فقال: تغير في آخر عمره واختلط.
قرأت بخط محمد بن ناصر الحافظ قال: أخرج الينا أبو محمد عبد الواحد بن أحمد ابن الحسن بن أحمد الصفار المقرئ درجا (4) على ظهره بخط أبيه: جاء المولود المبارك * هامش * (1) في (ج): (أبو سعيد الخباز).
(2) في (ج): (بن أحمد).
(3) انظر الحديث في: سنن الترمذي 3709.
وتذكرة الموضوعات 194.
ولسان الميزان 4 / 944.
وتنزيه الشريعة 1 / 375.
واللالئ المصنوعة 1 / 163.
(4) في كل النسخ: (ورجا).
(*)(1/112)
أبو محمد عبد الواحد بن أحمد (1) الحسن المقرئ الصفار يوم الاحد نصف النهار من شهر ذي القعدة من سنة أربعين وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي بكر بن كامل الخفاف بخطه، قال: مات شيخنا عبد الواحد ابن اللحياني الصفار سنة خمس عشرة وخمسمائة.
102 - عبد الواحد بن أحمد بن الحسين بن الحصين الدسكري، أبو سعد الفقيه الشافعي (2): تفقه على أبي اسحاق الشيرازي، وشهد قاضي القضاة أبا عبد الله الدامغاني في الثاني والعشرين من رجب سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة فقبل شهادته وولى النظر في
المخزن المعمور فكان محمودا في ولايته، حسن السيرة في الرعية، ساعيا في مصالحهم، مفضلا على أهل العلم، داره مجمع لهم، مقبلا على من يرد من الغرباء منهم، حج فأنفق بالحرمين شيئا صالحا على المجاورين من الفقراء وأهل الحرمين، وحكي أن الحجاج عطشوا في تلك السنة في طريق مكة فسألوه أن يستسقي لهم، فتقدم وقال: اللهم انك تعلم أن هذا بدن لم يعصك قط في لذة، ثم استسقى فسقى الناس.
سمع الحديث من أبي علي الحسن بن علي بن محمد بن المذهب وأبي محمد الحسن بن علي الجوهري وأبي علي محمد بن الحسين الجازري وأبي الفضل عبد الكريم بن محمد بن سنبك وغيرهم، وحدث باليسير، روى عنه ابن السقطي.
قرأت على عائشة بنت أبي المظفر الواعظة عن أبي العلاء وجيه هبة الله بن المبارك السقطي قال: حدثنا والدي، حدثنا عبد الواحد بن أحمد بن الحصين، أنبأنا الحسن بن محمد البغدادي، حدثنا علي بن محمد بن أحمد، حدثنا عبد الله بن محمد بن ناجية، حدثنا عمرو بن علي، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان عن الاعمش ومنصور وواصل - واللفظ للاعمش - عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: * هامش * (1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل، (ب).
(2) انظر طبقات الشافعية للاسنوي 1 / 527.
وطبقات الشافعية للسبكي 3 / 283.
(*)(1/113)
(من أقال أخاه المؤمن عثرته في الدنيا أقال الله عثرته يوم القيامة) (1).
قال السقطي: عبد الواحد بن أحمد بن الحسين درس العلوم الشرعية والادبية وصار مفتيا مناظرا صدرا، وارتقت به درجة العلم الى أن نيل رتبة خطيرة في الدار العزيزة، وكان ظريفا متخلفا، ودودا فصيحا معربا، محققا في نظره، نبيلا يلبس الرداء، من بيت رئاسة معروفين.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: سألت عبد الوهاب الانماطي عن عبد الواحد بن الحصين الفقيه فأثنى عليه ثناء حسنا.
قرأت بخط أبي على أحمد بن محمد البرداني قال: مات أبو سعد عبد الواحد بن أحمد بن الحصين الدسكري وكان معدلا وكيل الخليفة في ليلة الثلاثاء العشرين من رجب من سنة ست وثمانين وأربعمائة، ودفن في داره بنهر المعلى عند الجامع، ثم أخرج فدفن في مقبرة باب حرب.
103 - عبد الواحد بن أحمد بن صالح، أبو العباس: أخبرني أبو المظفر بن السمعاني شفاها بمرو عن أبي جعفر حنبل بن علي بن الحسين البخاري قال: أنبأنا عبد الرحمن بن الحسين بن النيسابوري اجازة، أنبأنا أبو سعيد عثمان بن أبي عمر بن محمد بن أحمد بن سليمان البرقاني قراءة عليه أنبأنا أبي قال: أنشدني قال: أنشدني أبو عبد الله البغدادي الشاعر قال: أنشدني أبو العباس عبد الواحد بن أحمد بن صالح البغدادي الفامي: أيطمع أن يكون الشام داري ومن أهواه يسكن بالعراق أراح الله من سقم بموت فلا موت أمر من الفراق وبه: قال أنشدني أبو عبد الله البغدادي قال: أنشدني أبو العباس عبد الواحد بن أحمد بن صالح البغدادي الفامي: * هامش * (1) انظر الحديث في: المستدرك 2 / 45.
وسنن أبي داود، كتاب البيوع باب 54.
وسنن ابن ماجة 2199.
والسنن الكبرى للبيهقي 4 / 228، 6 / 27.
(*).(1/114)
كن حافظا ما عشت للعهد وان رمانا الدهر بالبعد فقد - ورب البيت - وكلتني ما عشت للرقة والجهد
عسى الذي يقضي الهوى في لهوى يضم شملا من ذوي الود فتنقضي (1) في ذاك أوطارنا من قبل أن نهدى الى اللحد 104 - عبد الواحد بن أحمد بن أبي طاهر، أبو الفتح الشاهد: من ساكني باب الشام، ذكره هلال بن المحسن الكاتب في تاريخه، ونقلته من خطه، وذكر أنه توفي يوم الخميس لثمان بقين من المحرم سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
105 - عبد الواحد بن أحمد بن عبد الله البغدادي: حدث عن أبي الحسن علي بن عبد الله بن جهضم الهمداني: كتب الي أبو عبد الله محمد بن معمر بن عبد الواحد الاصبهاني قال: أنبأنا عمي أبو الوفاء محمود بن عبد الواحد، أنبأنا (2) أبو عبد الله بن عبد الواحد الدقاق قال: سمعة محمد بن أحمد بن أبي علي لفظا قال: حدثنا محمد بن أحمد الواعظ، حدثنا عبد الواحد بن أحمد بن عبد الله البغدادي قال: سمعت علي بن عبد الله الصوفي يقول: سمعت محمد بن الحسن الموصلي يقول: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: سألت أبي: أي رجل كان الشافعي فاني أسمع كثرة ذكرك والدعاء له ؟ فقال: يا بني ! كان الشافعي للدنيا مثل الشمس، وللبدن مثل العافية، فهل لهذين من عوض أو منهما خلف.
106 - عبد الواحد بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف، أبو محمد بن أبي الحسين التاجر: أخو عبد الرحمن وعبد الله وعبد الخالق المقدم ذكرهم، أسمعه أبوه في صباه من الشريفين أبي نصر محمد وأبي الفوارس طراد ابني محمد بن علي الزينبي، وكان يسافر * هامش * (1) في (ج): (فينقض).
(2) في الاصل، (ب): (أبنا عمى).
(*)(1/115)
في طلب الكسب برا وبحرا ما بين العراق وخراسان والبصرة والحجاز واليمن ومصر، فسمع بأصبهان أبا سعد محمد بن محمد المطرز وأبا علي الحسن بن أحمد الحداد وأبا المحاسن عبد الواحد بن اسماعيل بن أحمد الروياني (1)، وبنيسابور أبا سعد علي بن عبد الله بن أبي صادق الحيري (2)، وببلخ أبا جعفر محمد بن الحسين (3) السمنجاني، وبالبصرة أبا تمام محمد بن ادريس بن خلف الفريابي وحدث باليسير، روى عنه أبو سعد بن السمعاني.
أنبأنا عبد السلام بن أحمد بن محمد الخطيب وعبد الله بن أحمد بن أبي المجد وأبو حامد طيب بن اسماعيل بن علي بن خليفة وعمر بن محمد بن معمر المؤدب قالوا جميعا أنبأنا أبو محمد عبد الواحد بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف قراءة عليه ونحن نسمع قال: أنبأنا أبي، أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله الحرفي (4) حدثنا أبو بكر احمد بن سليمان بن الحسن الفقيه املاء، حدثنا عبد الملك ابن محمد الرقاشي، حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا عبد الله بن عبد العزيز قال: سمعت ابن شهاب يحدث عن عطاء بن يزيد عن أبي أيوب الانصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما من مسلم يغرس غرسا الا كان له من الاجر بقدر ما خرج من ثمرة ذلك الغرس) (5).
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عبد الواحد ابن أحمد بن عبد القادر بن يوسف شيخ صالح دين، من بيت الحديث، سافر الكثير وطاف في الافاق، وسكن زبيد من أرض اليمن، وكان مترددا الى مكة ويرجع إليها، وافى بغداد سنة خمس وثلاثين وخمسمائة ورجع الى مكة واليمن، وقرأت عليه ببغداد ومكة والمدينة من أجزاء كانت معه، وسألته عن مولده فقال: في سابع عشر شعبان * هامش *
(1) في (ج): (الروماتى).
(2) في الاصل، (ب): (الجيرى) وفي (ج): (الحزبى).
والتصحيح من الاكمال 3 / 4 4.
(3) في الاصو: (أبا الحسين).
(4) في الاصل، (ب): (الحربى) وفي (ج): (الحزبى).
والتصحيح من العبر 3 / 15 2.
(5) انظر الحديث في: صحيح البخاري 3 / 135، وصحيح مسلم، كتاب المسافاة 12.
وفتح الباري 5 / 3.
(*)(1/116)
سنة سبعين وأربعمائة ببغداد، وغرق في بحر اليمن هو وابنه موسى سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.
107 - عبد الواحد بن أحمد بن عبد الواحد بن أبي طاهر الصيرفي أبو الحسن: من أهل البصرة، سمع أبا محمد الحسن بن علي الجوهري وحدث باليسير، سمع منه أبو نصر الاصبهاني وأبو القاسم عبد الله بن أحمد بن جحشويه الحربي، وروى عنه.
أنبأنا ذاكر بن كامل الحذاء عن أبي نصر محمود بن الفضل الاصبهاني قال: أنبأنا أبو الحسن عبد الواحد بن احمد بن عبد الواحد بن أبي طاهر الصيرفي قراءة عليه وأنبأنا أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي وعبد الله بن ذهيل بن علي قراءة عليهما قالا: أنبأنا محمد بن عبد الباقي الشاهد قالا: أنبأنا الحسن بن علي الجوهر ي، أنبأنا علي (1) بن محمد بن كيسان، حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي، حدثنا عمرو ابن مرزوق، أنبأنا شعبة عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (تسحروا فان (في (2) السحور بركة) (3).
108 - عبد الواحد بن أحمد بن علي الكروناني (4) العقيلي، أبو القاسم ابن أبي نصر الطحان: من ساكني السمعية بالمأمونية.
سمع أبا الكرم المبارك بن فاخر بن محمد بن يعقوب
النحوي وحدث باليسير، روى لنا عنه ابن الاخضر.
حدثنا عبد العزيز بن أبي نصر بن الاخضر من لفظه قال: أنبأنا أبو القاسم عبد الواحد بن أحمد بن علي، أنبأنا أبو الكرم المبارك بن فاخر بن محمد بن يعقوب النحوي وأنبأنا ضياء بن أحمد وعبد الله بن ذهيل قالا: أنبأنا محمد بن عبد الباقي البزاز * هامش * (1) في (ج): (الجوهري بن علي بن...).
(2) ما بين المعقوفتين زيادة من مصادر.
(3) انظر الحديث في: صحيح البخاري 3 / 38، 78.
وصحيح مسلم، كتاب الصيام 45.
وفتح الباري 4 / 139.
(4) في (ج): (الكردماني).
(*)(1/117)
قالا: حدثنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد اللؤلؤي (1) أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان، أنبأنا بشر بن موسى، حدثنا أبو نعيم، حدثنا الاعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: (الصوم لي وأنا أجزي (به) (2)، يدع شهوته من أجلي وشرابه من أجلي، والصوم جنة، وللصائم فرحتان: فرحة حين يفطر، وفرحة حين يلقي ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله عز وجل من ريح المسك) (3).
رأيت سماع القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي بخطه على عبد الواحد بن الكروناني في سنة ستين وخمسمائة، وقال: سألته عن مولده فقال: في الان ثمانون سنة.
109 - عبد الواحد بن أحمد بن عمر بن أحمد، أبو القاسم بن أبي العباس البرمكي:
ابن اخي ابراهيم بن عمر، من أهل النصرية (4).
سمع القاضي أبا المحاسن محمد بن أحمد بن القاسم الضبي وأبا الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس وغيرهما، وحدث باليسير، روى عنه أبو علي أحمد بن محمد البرداني.
أنبأنا أبو النجح اسماعيل بن محمد بن محمد بن الحسين الرزاز قال: أنبأنا أبي قراءة عليه أنبأنا أبو علي أحمد بن محمد بن أحمد البرداني قراءة عليه قال: قرئ على عبد الواحد بن أحمد بن عمر البرمكي وأنا اسمع أخبركم محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ قال: أنبأنا اسحاق بن محمد النعالي قال: ذكر عبد الله بن اسحاق المدائني قال: أنبأنا أبو الفضل الوراق عن ابراهيم بن أبي الفتح أن بشر بن الحارث أنشده: * هامش * (1) في الاصل، (ب): (اللواوي).
(2) ما بين المعقوفتين زيادة من المصادر.
(3) الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
(4) في الاصل، (ب): (أهل البصرية) في كل المواضع.
(*)(1/118)
اني أحيي عدوي عند رؤيته لادفع العشر عني بالتحيات وأحسن البشر للانسان أبغضه كأنه قد ملأ قلبي بحيات (1) الناس داء وداء الناس قربهم وفي الجفاء لهم قطع الاخوات فجامل الناس أحسن ما استطعت وكن أصم أبكم أعمى ذا تقيات.
قرأت في كتاب أبي علي بن البرداني بخطه قال: وفيها - يعني سنة ثمان وخمسين وأربعمائة - توفي أبو القاسم عبد الواحد بن أبي العباس أحمد بن عمر البرمكي، وكان رجلا صالحا، سمع القاضي أبا الحسين المحاملي وسمعت منه عن ابن أبي الفوارس،
وصلى عليه أبو الحسين عمه وحضرت الصلاة عليه ودفنه، ودفن بباب حرب في صدر والده، وسألته عن مولده فقال: في سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، وكان يسكن في النصرية درب الحار.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: توفي أبو القاسم عبد الواحد بن أبي العباس البرمكي في يوم الجمعة رابع عشر ذي الحجة من سنة تسع وخمسين وأربعمائة، ودفن من الغد الى جنب أبيه في مقبرة باب حرب.
110 - عبد الواحد بن أحمد بن عمر بن أبي الاشعث السمرقندي، أبو طاهر ابن أبي بكر: أخو عبد الله واسماعيل وقد تقدم ذكرهما.
ولد بدمشق، وسمع بها أبا الحسين محمد بن مكي بن عثمان الازدي وأبا الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد السلمي وغيرهما، وقدم بغداد مع اخوته وهو صبي، فسمع بها أبا محمد عبد الله بن محمد الصريفيني وأبا الحسين أحمد بن محمد بن النقور وغيرهما، وحدث باليسير، سمع منه أبو نصر المعمر بن محمد الانماطي.
قال: أنبأنا أبو طاهر عبد الواحد (بن أحمد حدثنا أحمد بن عبد الواحد) (2) بن محمد بن أبي الحديد السلمي، حدثنا جدي أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان، حدثنا * هامش * (1) في (ب)، (ج): (قلبي محيات).
(2) الزيادة من اسم الرجل في بداية الترجمة.
(*)(1/119)
أبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي، حدثنا أبو الفضل أحمد بن عصمة النيسابوري، حدثنا اسحاق بن راهويه، حدثنا أبو معاوية الضرير عن الاعمش عن أبي السفر واسمه سعيد بن يحمد عن عبد الله بن عمرو قال: مر علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نصلح خصا
لنا، فقال: (ما هذا ؟) قلت: خص وهي نحن نصلحه، فقال: (ما أرى الامر الا أعجل من ذلك) (1).
أنبأنا ذاكر بن كامل عن أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي قال: مات أبو طاهر عبد الواحد بن أحمد بن عمر السمرقندي في يوم الاثنين السابع عشر من صفر سنة خمس وخمسمائة، ودفن من الغد في مقابر الشهداء.
111 - عبد الواحد بن أحمد بن الفضل (2) بن عبد الملك، أبو محمد بن أبي الحسن بن أبي عبد الله الهاشمي: كان يتولى الخطابة بجامع براثا، وكان والده نقيبا على العباسيين، وحج بالناس من سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة الى سنة احدى وأربعين، وصلى بالناس بالحرمين، وخطب بجامع الرصافة ثمانيا وعشرين سنة، فلما توفي في محرم سنة خمسين وثلاثمائة قلد ولده (3) عبد الواحد الصلاة معه.
وذكر هلال بن الصابي (4) أن عبد الواحد هذا قلد نقابة العباسيين في محرم سنة ثلاث وستين وثلاثمائة بعد عزل القاضي أبي تمام الزينبي عنها، ثم قال: في شهر رمضان سنة أربع وستين قلد القاضي أبو تمام الزينبي نقابة العباسيين وصرف أبو محمد ابن عبد الملك الهاشمي عنها، وأقر على الصلاة في الجامع.
حدث عبد الواحد عن أبيه وعن أبي العباس بن عطاء الصوفي وعن محمد بن أحمد ابن يعقوب وعبد الله بن يحيى العثماني، روى عنه أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين * هامش * (1) انظر الحديث في: سنن أبي داود، كتاب الادب باب 170.
وسنن الترمذي 2335.
وسنن النسائي 2 / 57.
والترغيب والترهيب 4 / 244.
(2) في كل الاصول: (أحمد بن أبي الفضل).
(3) في الاصل: (قلدوا له) تحريف.
(4) في الاصل، (ب): (الصائمي).
(*)(1/120)
ابن موسى السلمي النيسابوري وأبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن هارون الشيرازي.
أخبرنا أبو الحسن المؤيد بن محمد بن علي الطوسي بنيسابور قال: أبنأنا أبو الاسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد القشيري قال: أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن، أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي، حدثني عبد الواحد بن احمد الهاشمي ببغداد، حدثنا أبو العباس احمد بن محمد بن سهل بن عطاء الأدمي، حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن زيد بن أسلم عن عطاء عن أبي واقد الليثي قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة والناس يجبون أسنمة الابل ويقطعون أليات الغنم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما قطع من البهيمة وهي حية فهو ميتة (1).
أنبأنا أبو القاسم الازجي عن عبيد الله بن عبد الملك السهروردي قال: كتب الي أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد الاردستاني قال: أنبأنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قال: سمعت عبد الواحد بن أحمد الهاشمي ببغداد يقول: سمعت محمد ابن أحمد بن يعقوب يقول: سمعت الغساني يقول: سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول: حدثنا رياح، حدثنا موسى بن الصباح قال: كان موسى بن عمران يخرج من طور سينا فربما ضاق غليه الامر في الطريق، فشق قميصه من شدة الشوق والعجلة التي تأخذه.
أخبرنا عمر بن محمد بن أميرك البستي بنيسابور قال: أنبأنا أبو الفتح مسعود بن محمد المروزي قدم علينا قال: سمعت أبا المظفر منصور بن محمد السمعاني املاء يقول: سمعت أبا المظفر (2) هناد بن ابراهيم النسفي يقول: سمعت أبا سعد عبد الكريم بن
محمد الشيرازي يقول: سمعت أبا القاسم عبد الواحد بن أحمد الهاشمي يقول: سمعت أبا الحسن والدي يقول: سمعت أبا بكر محمد بن داود يقول: من لم يشرب ماء الغربة، * هامش * (1) انظر الحديث في: سنن أبي داود، كتاب الصيد باب 3.
وسنن الترمذي 1480.
وسنن ابن ماجة 3216.
ومسند أحمد 5 / 218.
(2) (منصور بن محمد السمعاني املاء يقول: (سمعت أبا المظفر) ساقطة من (ج).
(*)(1/121)
ولم يضع رأسه على ساعد الكربة، لم يعرف حق الوطن والتربة، ولم يعرف حق ذي العلم والشيبة.
أنبأنا يحيى بن أسعد التاجر قال: قرئ على تغلب بن جعفر بن أحمد السراج عن أبي بكر محمد بن يحيى المزكي وأنا أسمع قال: أنبأنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قال: أنشدنا عبد الواحد بن أحمد الهاشمي: أنشدني عبد الله بن يحيى العثماني لابن دريد: لا تضجرنك ضجرة من سائل فلخير دهرك أن ترى مسئولا لا تخزين بالدفع وجه مؤمل فبقاء عزك أن ترى مأمولا قرأت في كتاب التاريخ (1) لهلال بن المحسن الكاتب بخطه قال: توفي أبو محمد عبد الواحد بن أحمد بن الفضل بن عبد الملك الهاشمي فجأة بعد أن خطب في يوم الجمعة وصلى بالناس، وكانت إليه الصلاة بالحضرة، وكانت وفاته ليلة السبت التاسع عشر من صفر سنة سبع وستين وثلاثمائة، وقلد أخوه أبو القاسم بعده.
112 - عبد الواحد بن أحمد بن محمد، أبو سهل الاسفر: من أهل نسف.
قدم بغداد وحدث بها عن أبي عبد الله بن أبي الفرج الفارسي وأبي القاسم زيد بن رفاعة بن عبد الله الهاشمي، روى عنه أبو نصر عبد الكريم بن
محمد بن أحمد الشيرازي.
أنبأنا ذاكر بن كامل قال: كتب الي عبد الغفار بن محمد الشيروي قال: أنبأنا أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد (2) الشيرازي بالدامغان، حدثني أبو سهل عبد الواحد بن أحمد النسفي ببغداد املاء، حدثنا أبو عبد الله بن أبي الفرج الفارسي بنسف، حدثنا أبو عبد الرحيم منصور بن محمد الفقيه الشيرازي، حدثنا أبو عصمة عامر بن هشام بن عبدان الارزكاني الشيرازي، حدثني محمد بن الحسن البكاري الشيرازي، حدثني عبد الله بن عبد الرحمن الانصاري قال: قال فضيل بن عياض: يا عبد الله ! من كف عن كشره فافعل به ما يسره.
* هامش * (1) في الاصل، (ب): (كتاب التاج).
(2) ابن أحمد (ليست في (ج).
(*)(1/122)
أنبأنا أبو القاسم الازجي قال: كتب الي أبو الرجا أحمد بن محمد بن الكسائي أن أبا نصر عبد الكريم بن محمد الشيرازي أخبره قال: حدثني أبو سهل عبد الواحد بن أحمد بن محمد النسفي املاء علي ببغداد في مسجد أبي القاسم بن الصيدلاني المقرئ، حدثنا أبو عبد الله بن أبيى الفرج الفارسي بنسف قدم علينا، حدثنا أبو عبد الرحيم منصور بن محمد الفقيه الشيرازي، حدثنا والدي، حدثني محمد بن الحسن البكائيى، حدثني عبد الله بن عبد الرحمن الانصاري قال: قال أبو علي فضيل بن عياض: لأن تطلب الدنيا بأقبح ما تطلب به الدنيا أحسن من أن تطلب الدنيا بأحسن ما تطلب به الاخرة.
وبه: قال وحدثني أبو سهل النسفي ببغداد، حدثنا أبو القاسم زيد بن رفاعة بن عبد الله الهاشمي الشيرازي بالري، أبنأنا محمد بن يحيى الصولي، حدثنا محمد بن يزيد
المبرد قال: قيل لابي شعيب العالم: ما لاهل المدينة حسان الاصوات ؟ فقال: هم مثل العيدان خلت (1) أجوافها فحسنت أصواتها.
113 - عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن عيسى بن شوال بن همام، أبو الفضل الزهيري: روى عن ابي بكر محمد بن عمر العنبري شيئا من شعره.
قرأت في كتاب علي بن الحسن بن الصقر الذهلي بخطه قال: أنشدني أبو الفضل عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن عيسى بن شوال بن همام الزهيري قال: أنشدنا أبو بكر محمد بن عمر العنبري لنفسه: يا قوم اني مذ عرفت الهوى غرقت في بحر بلا ساحل عيني لحيني نظرت نظرة رحت بها في شغل شاغل يظلمني والعدل من شأنه ما أوجع الظلم من العادل * هامش * (1) في (ج): (قد حلت).
(*)(1/123)
114 - عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الثقفي، أبو جعفر ابن أبي الحسين: (1) من أهل الكوفة، تقدم ذكر والده، قدم بغداد وشهد بها عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن محمد الدامغاني في ذي القعدة سنة ثلاث وخمسمائة، فقبل شهادته وتولى القضاء بالكوفة الى أن عزله قاضي القضاة علي بن الحسين الزينبي عن القضاء عن الشهادة في عاشر صفر سنة عشرين وخمسمائة، ثم أعيد الى قضاء الكوفة في جمادى الاخرة سنة اثنتين وعشرين، ثم ولاه الزينبي القضاء بباب الازج وطريق خراسان ومدينة المنصور في جمادى الاخرة سنة أربعين، ثم ولي قضاء بغداد في الثاني
والعشرين من ربيع الاول سنة خمس وخمسين للامام المستنجد بالله، فأقام قاضيا الى أن عزل علي بن أحمد الدامغاني عن قضاء القضاة، ثم قلد ما كان إليه من قضاء القضاة في الرابع عشر من جمادى الاخرة فأقام يسيرا وتوفي.
وكان محمود السيرة، حسن الطريقة، سديد الافعال مدينا، سمع الحديث بالكوفة من والده ومن أبي البقاء المعمر بن محمد بن علي الحبال وأبي الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي وغيرهم، وقدم بغداد في صباه وسمع بها أبا الخطاب نصر بن أحمد بن البطر وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي وأبا الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون وأبا عبد الله الحسين بن علي بن أحمد بن البسري وأبا بكر أحمد ابن المظفر بن سوسن التمار وأبا الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف وغيرهم، وحدث بالكثير، روى عنه أبو سعد بن السمعاني ومولاه مختص (2).
أخبرنا مختص بن عبد الله الحبشي مولى قاضي القضاة عبد الواحد بن أحمد بن الثقفي قال: أنبأنا مولائي قاضي القضاة عبد الواحد قراءة عليه أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد، أنبأنا عبد الواحد بن محمد الفارسي، حدثنا الحسين بن اسماعيل المحاملي، حدثنا أبو حاتم الرازي، حدثنا ابن أبي مريم، حدثنا محمد بن جعفر، حدثني حميد بن أبي جعفر عن حسن بن حسن عن علي بن أبي طالب عن أبيه أن رسول الله * هامش * (1) انظر: العبر في خبر من غبر 4 / 157.
(2) هكذا في الاصول.
(*)(1/124)
صلى الله عليه وسلم قال: (حيث ما كنتم فصلوا علي فان صلاتكم تبلغني) (1).
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني أبا سعد يقول: عبد الواحد بن أحمد الثقفي قاضي الكوفة، وسألته عن
مولده، فقال: في صفر سنة تسع وسبعين وأربعمائة بالكوفة.
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي قال: توفي قاضي القضاة أبو جعفر الثقفي في ليلة الجمعة سلخ ذي الحجة سنة خمس وخمسين وخمسمائة، ودفن من الغد، ذكر غيره أنه دفن بداره بدرب فيروز.
115 - عبد الواحد بن أحمد بن موسى بن البقال، أبو القاسم الازجي: حدث عن أبي القاسم عمر بن محمد بن ابراهيم بن سبنك القاضي، سمع منه وكتب عنه علي بن الحسن بن الصقر الذهلي في خامس رجب سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة.
116 - عبد الواحد بن بكري، أبو القاسم البزاز العاقولي: حدث عن أبي عبد الله أحمد بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي، سمع منه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب في ثالث عشري شهر رمضان سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
117 - عبد الواحد بن ثابت بن روح بن محمد بن عبد الواحد الرازي، أبو القاسم بن أبي الفتح بن أبي طاهر: من أهل أصبهان، سمع جده أبا طاهر والنقيب أبا الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي القادم عليهم وأبا مسعود سليمان بن ابراهيم الحافظ وأبا عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد الثقفي وغيرهم، قدم بغداد حاجا وحدث بها، روى عنه ابن السمعاني.
* هامش * (1) انظر الحديث في: مسند أحمد 2 / 367.
ومجمع الزوائد 10 / 162.
والمعجم الكبير للطبراني 3 / 84.
والترغيب والترهيب 2 / 498.
(*)(1/125)
أخبرني شهاب بن محمود الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد ابن السمعاني من لفظه قال: أنبأنا عبد الواحد بن ثابت الصوفي بقراءتي عليه ببغداد أنبأنا سليمان بن ابراهيم الحافظ، حدثنا أبو الفرج عثمان بن أحمد بن اسحاق البرجي، حدثنا أبو جعفر محمد بن عمر بن حفص، حدثنا أبو بكر اسحاق بن ابراهيم شاذان، حدثنا عمرو بن عون، أنبأنا عبد الله بن المبارك عن حيوة بن شريح عن بكر ابن عمرو عن عبد الله بن هبيرة (1) عن (أبي) (2) تميم الجيشاني (3) عن عمرو بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا) (4).
وأخبرني الحاتمي، حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عبد الواحد بن ثابت بن روح الرازاني (5) شيخ صالح من بيت الحديث والتصوف، ورد بغداد حاجا سنة أربع وثلاثين وخمسمائة، كتبت عنه ببغداد، وتوفي ليلة الثلاثاء سابع عشرين ذي الحجة سنة خمسين وخمسمائة بأصبهان.
118 - عبد الواحد بن جعفر المقتدر بالله بن أحمد المعتضد بالله بن محمد الموفق بالله بن جعفر المتوكل على الله بن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو علي: ذكر محمد بن أحمد بن مهدي الشاهد في تاريخه أنه مات بقصر الرصافة في سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وقد بلغ أربعا وثلاثين سنة، وقال القاضي أحمد بن كامل بن شجرة في تاريخه: في يوم الاربعاء لخمس خلون من شهر رمضان - يعني من سنة اثنتين وثلاثين - مات أبو علي عبد الواحد بن جعفر المقتدر، وكان مرضه فيما قيل من * هامش * (1) في كل النسخ: (عن أبي هريرة) والتصحيح من المصادر.
(2) بياض في الاصول مكان (أبى).
(3) في كل النسخ، (الحبشاني).
(4) الحديث سبق تخريجه قريبا فراجعه.
(5) هكذا في الاصول، وقد سبق أنه: (الرازي).
(*)(1/126)
الشراب، وكان مسرفا في شربه فعقر كبده، واستكمل أربعا وثلاثين سنة، وأمه أم ولد اسمها مصابيح.
119 - عبد الواحد بن الحسن بن ابراهيم، أبو الخطاب البقال: حدث عن أبي الحسين محمد بن أحمد بن سمعون الواعظ، سمع منه شجاع بن فارس أبو غالب الذهلي.
قرأت في كتاب أبي غالب الذهلي بخطه وأنبأنيه عنه أبو القاسم النعال قال: أنبأنا أبو الخطاب عبد الواحد بن الحسن بن ابراهيم البقال بقراءتي عليه وأنبأنا بقاء بن محمد الازجي وبدر التمام بنت الحسين الواعظة ببغداد وأبو اليمن زيد بن الحسن الكندي بدمشق قالوا: أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري، أنبأنا أبو طالب محمد بن علي العشاري قالا: حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد (1) بن اسماعيل سمعون الواعظ املاء، أنبأنا عمر بن الحسن بن علي بن مالك، أنبأنا المنذر بن محمد بن المنذر أبو القاسم، حدثني أبي، حدثني عمي الحسين بن سعيد بن أبي الجهم، حدثني أبي عن أبان بن تغلب، حدثني سليمان الاعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يؤتى بالموت يوم القيامة فيوقف بين الجنة والنار ويذرح، ويقال: يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت، ثم قرأ: (وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الامر) قال: ذبح الموت، (وهم في غفلة) قال: في الدنيا) (2).
120 - عبد الواحد بن الحسن بن زيد بن حنين، أبو محمد: قدم واسطا وحدث بها عن حامد بن محمد بن شعيب وأبي صالح عبد الوهاب بن عصام بن الحسين العكبري واسماعيل بن سعدان بن يزيد البزاز وأبي علي حمزة بن محمد الكاتب وأبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ومحمد بن يحيى بن أخي سعدان وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وأحمد بن محمد الشطوي و * هامش * (1) في كل النسخ: (الحسين أحمد بن محمد) والتصحيح من العبر.
(2) انظر الحديث في: مسند أحمد 2 / 26، 377، 513.
والمستدرك 1 / 83.
(*)(1/127)
أبي يعقوب اسحاق بن ابراهيم بن أبي حسان الانماطي وأبي جعفر أحمد بن يحيى الحلواني وأبي محمد الحسن بن محمد القطان ومحمد بن هارون بن مجمع وأبي عبد الله محمد بن بابشاذ البصري.
وروى عنه أبو عبد الله محمد بن علي بن مهدي وأبو الحسن علي بن محمد بن خزفة الصيدلاني الواسطيان.
أنبأنا أبو المظفر محمد بن علي الواعظ قال: أنبأنا أبو الفضل محمد بن الناصر بن محمد السلامي، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي، أنبأنا أبو غالب محمد ابن أحمد بن بشران، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي بن أحمد المعروف بابن مهدي املاء سنة ست وتسعين وثلاثمائة، حدثنا أبو محمد عبد الواحد بن الحسن بن حنين البغدادي بواسط قدم علينا قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن بابشاذ البصري، حدثنا سلمة بن شبيب الخراساني، حدثنا عبد الرزاق بن همام، حدثنا معمر عن الزهري عن أنس عن عائشة قال: كانت ليلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما ضمني واياه الفراش قلت: يارسول الله ! ألت أكرم نسائك عليك ؟ قال: (بلى يا عائشة ! أخبرني حبيبي جبريل عليه السلام عن الله عز وجل أن الله عز وجل لما خلق الارواح اختار
لي روح أبي بكر من بين الارواح وجعل طينتها من تراب الجنة وجعل ماءها من الحيوان وجعل له قصرا في الجنة بين ظاهره (1) من باطنه، وأنه ضمنت على الله كما ضمن لي نفسه أن لا يكون خليفتي على أمتي ولا مؤنسي في خلوتي ولا ضجيعي في حفرتي الا أباك) (2) - وذكر باقي الحديث بطوله.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الامين عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أنبأنا أبو البركات أحمد بن عثمان بن أحمد بن الحسين بن نفيسقدم علينا، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن خزفة، حدثنا أبو محمد عبد الواحد بن الحسن بن حبين (3) البغدادي، حدثنا حامد بن محمد بن شعيب، حدثنا شريح بن يونس، حدثنا مروان بن معاوية عن اسماعيل بن أبي خالد عن نفيع أبي داود عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وآله * هامش * (1) في الاصل، (ج): (ظاهر).
(2) انظر الحديث في: تاريخ بغداد 14 / 35.
(3) في (ب): (بن جبير).
(*)(1/128)
قال: ((ما) (1) من أحد يوم القيامة غنيا ولا فقيرا الا ود أنه كان أوتي من الدنيا قوتا) (2).
هكذا رأيته مقيدا بخط ابن السمرقندي، وبخط المؤتمن الساجي حنين بالنون مقيدا، وكانا ضابطين محققين وكأنه الصواب، ورأيت بخط الحميدي: عبد الواحد بن الحسن ابن عبد الرحمن بن حنين البغدادي النخعي.
121 - عبد الواحد بن الحسن بن عبد الله بن حمدون، أبو المهلب الداودي: حدث عن أبي بكر محمد بن داود بن علي الاصبهاني، روى عنه أبو يعلى محمد ابن جعفر الواسطي.
أنبأنا ذاكر بن كامل قال: كتب الي أبو بكر عبد الغفار بن محمد الشيرويي (3)، قال: أنبأنا أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد الشيرازي بالدامغان سنة سبع وأربعين وأربعمائة قال: حدثني أبو اسحاق ابراهيم بن السدي بن محمد المتكلم الشافعي الساري بسارية حدثنا أبو يعلى محمد بن علي بن جعفر المناظر الواسطي الداودي بجامع سارية قدم الينا حدثنا أبو المهلب عبد الواحد بن الحسن بن عبد الله بن حمدون البغدادي الداودي ببغداد حدثنا أبو بكر محمد بن داود الفقيه، حدثنا أبو عبيدة الكوفي، حدثنا أبو نعيم الكوفي، حدثنا طلحة، أخبرنيى ثابت البناني قال: سمعت أنسا يقول: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد غروب الشمس وقبل صلاة المغرب ليرانا نصلي فلا يأمرنا ولا ينه) (4).
122 - عبد الواحد بن الحسن بن محمد بن اسحاق بن ابراهيم بن مخلد بن جعفر الباقرحي، أبو الفتح، الفقيه الشافعي: من أولاد المحدثين، تقدم ذكر أبيه وجده، تفقه على الكيا (5) بن علي بن محمد * هامش * (1) ما بين المعقوفتين زيادة من مسند أحمد.
(2) انظر الحديث في: مسند أحمد 3 / 117.
واتحاف السادة المتقين 8 / 159.
وكشف الخفا 2 / 42.
(3) في كل النسخ: (الشيروي) والتصحيح من الانساب 8 / 233.
(4) الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
(5) في (ج): (الكائن) تحريف.
(*)(1/129)
الهراسي ببغداد وعلى أبي حامد الغزالي وأبي نصر القشيري بنيسابور، وسمع الحديث ببغداد من أبي عبد الله بن طلحة وأبي الحسين بن الطيوري وأبي بكر بن المروزي (1)
وأبي الحسن بن العلاف، وبنيسابور من أبي القاسم اسماعيل بن الحسن الفرائضي وأبي بكر عبد الغفار بن محمد الشيرويي وأبي الفضل العباس بن أبي العباس الشقاني وغيرهم.
وكان فقيها فاضلا، له يد في الادب والترسل، قدم بغداد في يوم الاربعاء السابع والعشرين من جمادى الاخرة سنة سبع عشرة وخمسمائة ومعه كتب من السلطان سنجر بن ملكشاه وابن أخيه محمود بن محمد الى الديوان بتسليم المدرسة النظامية إليه ليدرس بها.
فأجيب الى ذلك بعد أن نفد الفقهاء بها من ذلك واجتهدوا في منعه، فألزمهم الديوان بمتابعته، فدرس بها الى شعبان من السنة المذكورة، ثم وصل أسعد الميهني، حدث ابن الباقرحي ببغداد بيسير، سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل الخفاف، وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه، وروى عنه في كتاب (سلوة الاحزان) من جمعه.
قرأت في كتاب أبي بكر بن كامل بخطه وأنبأنيه ابنه يوسف عنه قال: أنشدنا عبد الواحد بن الحسن الفقيه، أنشدنا أبو الفضل العباس بن أبي العباس الشقاني، أنبأنا محمد بن عبد العزيز النيلي لنفسه: يسر الجهول ما يبقى به (2) ويجزع من يوم أفنى به وأبعد الزمان فقدانه إذا مر جاء بادنابه (3) وفي كل يوم له موتة بموت امرئ من أحبائه ومن وقى الموت في نفسه يصاب بموت أعزائه (4) فما لقي الله في أصله ولكن أمد بارزائه وبه: قال أنشدنا أبو الفضل الشقاني: قال: أنشدنا عبد الرحمن بن محمد الفارسي لنفسه: * هامش * (1) في الاصل: (المرز).
وفي (ب): (المرزز) تحريف.
(2) في (ج): (ما سقا به).
(3) في الاصل: (حاباذيه) وفي (ج): (حابادبائه) تصحيف.
(4) في (ج): (أعدائه).
(*)(1/130)
شوقي شديد واصطباري عنكم فوق الشديد وغير ما أستطيعه ما ان ترق لوامق لزم البكاحتى جرى بعد الدموع نجيعه وجفى الكرى أجفانه من أجله حرق الجوى وضلوعه وتصالحت وهواك ان هواك كدر عيشي فأضر بي والي ساء صنيعه وحملت من أعباء حبك سيدي مالا يخف على الورى مسموعه كم كنت أشكو ما ألاقي منكم وأذيع مكنون الحشا وأشيعه فإذا الحياء يكفني وأخاف أن يبدو وشيكا للجميع جميعه كتب الي أبو طالب عبد الرحمن بن محمد الهاشمي قال: سمعت ابراهيم بن علي بن ابراهيم بن الفراء يقول سمعت أبا الفتح عبد الواحد بن الحسن بن الباقرحي يقول: بت ليلة مفكرا في قلة حظي من الدنيا، فرأيت في النوم مغنيا يغني، فالتفت الي وقال: اسمع أي شيخ !: أقسمت بالبيت العتيق وركنه والطائفين ومنزل القرآن ما العيش في المال الكثير وجمعه بل في الكفاف وصحة الابدان أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عبد الواحد ابن محمد بن الحسن الباقرحي أبو الفتح، من أهل بغداد، وتغرب وجال في الافاق، سمع الحديث الكثير ببغداد وخراسان، وكان فقيها فاضلا مبرزا حسن الايراد، فصيح اللهجة، له الباع الطويل في الادب والترسل، والحظ الوافر من اللغة، خرج الى غزنة وأقام بها وتوفي بها سنة ثلاث (وخمسين) (1) وخمسمائة، وكان مولده سنة اثنتين
وثمانين وأربعمائة ببغداد.
123 - عبد الواحد بن أبي الحسن بن أبي نصر بن عبد الله الخباز: من ساكني سوق السلطان عامي، له طبع جيد في قول الشعر، مكثر منه.
أنشدني عبد الرحمن بن عمر بن الغزال الواعظ قال: أنشدني عبد الواحد الخباز لنفسه: * هامش * (1) ما بين المعقوفتين زيادة من طبقات السبكي 4 / 269.
(*)(1/131)
أي داع دعا بتفريق جمعي بين وادي مني والحلال جمع قف به صاحبي إذا رحل الوفد قبيل الضحى وسل عن سلع واسأل البان بالحمى عن أصيحابي وأهلي وعن مهاة الجرع فالسحاب العميم لم يهم في الربيع جهارا بأدمع مثل دمعي هب نشر النسيم فارتحت لما (1) ضاع رياه في فضاء الربع وتغنت حمائم الأيك فارتاع فؤادي لنوحها والسجع يا خليلي لا تعبدا كما الخير أجيبا السؤال من غير بيع واسألاني عن بان سلع فاني لم أجد بالعراق راق لسلع ما بدا بالغوير مبسم يرق لاح الا كان يقصد فجعي لا ولا رجع الحمام بأيك بت الا معيرة للسمع قسما بالسماء ذات النجوم الزهر تزهو والارض ذات الصدع ان قتلي بالبعد في أرض نجدكان حتما ظلما بغير الشرع طاف بي طائف من الطيف لما هم جفني بالنوم بعد القطع فتقلقلت إذ تذكرت ما كان وأمسيت بين ضر ونفع
124 - عبد الواحد بن الحسين بن ابراهيم بن المعيل، أبو القاسم الصوفي المعروف بالجنيد: سمع بعد علو سنه مع ابنته أمة الرحمن من أبي الحسين (2) وأبي القاسم ابني بشران وأبي الحسن بن الحمامي المقرئ، وكان يذكر أنه سمع من أبي حفص بن شاهين ذكر أبو الكرم بن فاخر النحوي أنه سمع معه من أبي الحسين بن بشران عدة كتب.
قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون بخطه وأنبأنيه نصر بن سلامة الهيتي قال: أنبأنا محمد بن ناصر قراءة عليه عن ابن خيرون قال: سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة - يعني مات أبو القاسم عبد الواحد بن الحسين الصوفي يعرف بالجنيد يوم الاثنين ودفن يوم الثلاثاء رابع جمادى الاولى، كان يحضر معنا عند ابني * هامش * (1) في (ب): (المضاع).
(2) (أمة الرحمن بن أبي الحسين) هكذا في كل النسخ.
(*)(1/132)
بشران، وسمعت أنه قرأ عليه قوم شيئا، وذكر ابن خيرون وفاته من (1) غير هذه الرواية وقال: كان يسمع من أبي القاسم بن بشران وقد قرئ عليه شئ من كتب الصوفية ليس فيه سماعه، وكان يذكر أنه سمع من ابن شاهين ولم يوجد له شئ.
125 - عبد الواحد بن الحسين بن عبد الواحد بن البارزي، أبو محمد بن البزاز: ابن خالة عبد الوهاب بن الصابوني، من ساكني الظفرية، وكان له دكان في خان الصفة بسوق الثلاثاء، سمع أبا عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي وأبا الخطاب نصر بن أحمد بن هبة الله بن البطر وأبا المعالي ثابت بن بندار بن ابراهيم البقال وأبا منصور محمد بن أحمد بن علي الخياط وأبا طاهر محمد بن أحمد بن قيداس
الخطاب وأبا الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي وغيرهم، وحدث بالكثير، روى لنا عنه أبو محمد بن الاخضر وأحمد وعبد الرحمن ابنا سلطان بن أحمد البزاز وعلي بن أبي محمد بن رشيد وغيرهم، وكان شيخا صالحا، متدينا، على طريقة السلف.
أخبرنا علي بن أبي محمد بن رشيد البزاز قال: أنبأنا عبد الواحد بن الحسين البزاز، أنبأنا الحسين بن أحمد النعالي، أنبأنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، أنبأنا اسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا ابراهيم بن هانئ، حدثنا محمد بن كثير عن الاوزاعي عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأن أقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة الغداة الى طلوع الشمس أحب الي مما طلعت عليه الشمس، ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة العصر الى مغيب الشمس أحب الي من أن أعتق ثمانية من ولد اسماعيل ودية كل واحد منهم اثنا عشر ألفا) (2).
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي قال: سألته - يعني عبد الواحد البارزي - عن مولده، فقال ما يدل على أنه سنة ثمانين وأربعمائة وما * هامش * (1) في الاصل، (ب): في غير).
(2) انظر الحديث في: سنن أبي داود 3667.
ومجمع الزوائد 10 / 105.
وحلية الاولياء 3 / 35.
(*)(1/133)
قاربها، وتوفي يوم الاحد خامس عشرين (1) شوال من سنة اثنتين وستين وخمسمائة، ذكر غيره أنه دفن بالشونيزية.
126 - عبد الواحد بن الحسين بن عمر بن جعفر، أبو القاسم المحول: من أهل عكبرا، حدث عن أبي بكر أحمد بن الحسين بن عبد العزيز (2) المعدل، روى عنه أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري،
وذكر أنه سمع منه في ذي القعدة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.
127 - عبد الواحد بن الحسين بن محمد الدباس، أبو تمام الفقيه الملقب بالبارد (3): والد أحمد الذي تقدم ذكره.
كان يقول الشعر اللطيف على طريقة البغداديين، وقد سمع الحديث من جده لامه أبي البركات محمد بن يحيى بن الوكيل، روى عنه ولده أحمد والشريف أبو علي الحسن بن جعفر بن عبد الصمد المتوكلي.
أنبأنا أبو القاسم الثعلبي عن أبي علي المتوكلي قال: حدثني أبو المظفر بن أبي تمام الدباس قال: لما احتجب جلال الدين بن صدقة عن الناس في بعض السنين خوفا على نفسه جاء والدي للخدمة فمنع، فكتب رقعة وسلمها الى بعض حجابه فأوصلها، وفيها مكتوب: وقالوا قد تحجب عنك مولى وصار له مكان مستخص فقلت سيفتح الابواب شعري ويدخلها لأن البرد لص وأنبأنا الثعلبي عن المتوكلي قال: لقيت أبا تمام الدباس في بعض الايام فسألته عن حاله وسلمت عليه، فرد علي السلام وتسارينا، فقلت له: أنشدني شيئا مما سمع به الخاطر من المديح في هذه الايام (4) ! فقال: ما أمدح اليوم أحدا، فقلت له: فمن * هامش * (1) في (ب): (خامش عشر).
(2) في الاصل، (ب): (بن الحسين من عبد العزيز).
(3) في (ج): (النادر).
(4) في الاصل: (في بدء الايام).
(*)(1/134)
الهجو ؟ فقال: ولا أهجو أحدا، فقلت له: ما السبب في ذلك ؟ فقال:
مات أبو حامد ومات جلال الدين فاستحضر الهجا والمديح كنت أهجو هذا وأمدح هذا وأنا اليوم خاطري مستريح قلنا: أراد (1) أبا حامد بن عمر البيع، وكان من ذوي الثروة (2) ببغداد، وجلال الدين هو أبو علي بن صدقة وزير المسترشد.
قرأت بخط واثق (3) بن عبد الملك الطبري قال: أنشدني أبو تمام عبد الواحد بن الحسين بن محمد الفقيه الدباس وكان قد كتب بها الى أمين الدولة عند عوده من الصيد: كان قلبي مذ غبتم علم الله في قفص ولو أني اصطحبتكم إذ برزتم الى القنص كنت أعدو إذا ونى الكلب في العدو أو نكص فبنفسي من الغزال ومن صيده غصص كل يوم يجري لناعند استباهه قفص فاجزلوا من حصتي ان تقاسمتم الحصص واعملوا أنما العطالا خلا منكم فرص كتب الي أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب ونقلته من خطه قال: أنشدني أبو المعالي الكتبي لأبي تمام ابن الدباس: اني رأيت الدهر في صرفه يمنح حظ العاقل الجاهلا فما أراني مائلا ثروة يحسبني عاقلا (عاقلا) (4) كتب الي أبو عبد الله الاصبهاني قال: أنشدت لابي تمام الدباس: * هامش * (1) في الاصل، (ج): (راد).
(2) في الاصل، (ب): (وكان من ذي الثروة).
(3) في (ج): (بخط أوثق).
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل، (ب).
(*)(1/135)
يا نرجسا أوراقه ورق نفق صفرة عينه عين ان كنت تبغي الماء من عطش أو قد وهتك بمسها عين فأقم بأجفاني إذا فيها من ماء وفيض دموعها عين 28 - عبد الواحد بن الحسين، أبو الخطاب الجمال القطيعي: حدث عن أبي الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، سمع منه أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الميداني النيسابوري.
قرأت في كتاب أبي الحسن علي بن محمد بن أحمد بن همدان الميداني بخطه وأنبأنا أبو عبد الوهاب الاديب عن ظهير بن زهير عنه قال: أنبأنا الشيخ الصالح أبو الخطاب عبد الواحد بن الحسين الجمال القطيعي بقراءتي عليه في سادس عشري شعبان سنة ثلاثين وأربعمائة قال: حدثنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل السكري، أنبأنا أبو الحسين عبد الصمد بن علي بن محمد بن مكرم، وحدثنا عبد العزيز بن محمود الحافظ لفظا قال: أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد، أنبأنا جعفر بن أحمد بن الحسين، أنبأنا الحسن بن أحمد بن ابراهيم البزاز، حدثنا جعفر بن محمد الخلدي، حدثنا الحارث بن محمد التميمي، حدثنا داود بن المحبر، حدثنا عباد عن أبي الزناد (1) عن الاعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أيها الناس ! اعقلوا عن ربكم وتراضوا بالعقل، تعرفوا ما أمرتم (2) به وما نهيتم عنه، اعلموا أنه مجدكم عند ربكم، واعلموا أن العاقل من أطاع الله عز وجل وان كان دميم المنظر، حقير الخطر، دني المنزلة، غث الهيئة، وأن الجاهل من عصى الله وان كان جميل المنظر، عظيم الخطر، شريف المنزلة، حسن الهيئة، فصيحا نطوقا، والقردة والخنزير أعقل عند الله
ممن عصاه، فلا تغتروا بتعظيم أهل الدنيا اياكم، فانهم غدا من الخاسرين) (3).
129 - عبد الواحد بن حمد (4) بن عبد الواحد بن محمود بن الصباغ، أبو الوفاء الشرابي: * هامش * (1) في (ج): (أبي الزياد).
(2) في (ج): (مائتمرتم).
(3) انظر الحديق في: اتحاف السادة المتقين 1 / 452.
والمطالب العالية 2748.
(4) في (ب): (بن أحمد).
(*)(1/136)
من أهل أصبهان، سمع الكثير من أبي طاهر أحمد بن محمود بن أحمد الثقفي وأبي القاسم ابراهيم بن منصور بن ابراهيم السلمي سبط بحرويه وأبي عثمان سعيد بن (محمد بن) (1) أحمد بن محمد العيار النيسابوري وأبي بكر محمد بن ابراهيم العطار وغيرهم، قدم بغداد في شوال سنة تسع وخمسمائة وحدث بها، سمع منه نسيبه أبو نصر محمود بن الفضل وهزار سب بن عوض الهروي وأبو الفضل ابراهيم بن أحمد بن عبد الله المخرمي وبلتكين بن أخبار التركي وابنه محمد بن أبو بكر المبارك بن كامل ابن أبي غالب الخفاف وأبو الحسن علي بن أبي سعد الخباز.
أنبأنا ذاكر بن كامل عن (2) هزار سب بن عوض الهروي قال: أنبأنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد الشرابي قدم علينا بقراءتي عليه وأنبأنا جعفر بن محمد بن أحمد بن حامد ويوسف بن معمر بن عبد الواحد بن الفاخر وأحمد بن سعيد بن أحمد الصباغ ومحمد بن محمد بن أبي سعيد المقرئ وأبو ذر محمد بن عبد الرزاق بن عبد الملك الخطيب ومحمد بن الحسين بن محمد (3) القطان بقراءتي عليهم بأصبهان قالوا جميعا: أنبأنا أبو بكر عتيق بن الحسين بن محمد الرويدشتي (4) قراءة عليه قالا: أنبأنا أبو
عثمان سعيد بن (محمد بن) أحمد بن محمد النيسابوري قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا الشيباني الجوزقي، أنبأنا أبو حاتم (5) مكي بن عبدان، حدثنا عبد الله بن هاشم، حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الاعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ان لله تسعة وتسعون اسما مائة الا واحدا من أحصاها دخل الجنة، وهو وتر يحب الوتر) (6).
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد (7) بن السمعاني من لفظه قال: * هامش * (1) ما بين المعقوفتين زيادة من العبر 3 / 226.
(2) في (ج): (بن).
(3) (الحسين بن محمد) ساقطة من (ب).
(4) في كل النسخ: (الزويد شتي) والتصحيح من الانساب.
(5) في الاصول: (أبو حامد).
(6) انظر الحديث في: (صحيح البخاري 3 / 259، 9 / 145.
وصحيح مسلم، كتاب الذكر والدعاء 6.
وسنن الترمذي 3506، 3507، 3508.
وفتح الباري 5 / 354، 13 / 377.
(7) في الاصل، (ب): (أبو سعيد).
(*)(1/137)
عبد الواحد بن حمد بن عبد الواحد الصباغ الشرابي، أبو الوفاء، من أهل أصبهان، شيخ مسن كبير صالح، من بيت الحديث، سمع الكثير ولكنه كان عسرا في الرواية، سئ الاخلاق، وكان يأخذ على الرواية شيئا ويبالغ في ذلك، قرأت عليه أجزاء بأصبهان بجهد جهيد، وكان محله الصدق غير أنه كان محتاجا مقلا، سألته عن مولده فقال: سنة ست وأربعين واربعمائة.
قرأت بخط أبي الفضل أحمد بن محمد بن الفضل الاصبهاني المعروف بجنك قال:
توفي أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد بن عبد الواحد (1) الصباغ في العشر الاول من جمادى الاولى سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.
130 - عبد الواحد بن رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث التميمي، أبو القاسم بن أبي محمد بن أبي الفرج، الفقيه الحنبلي: تقدم ذكر والده، قرأ القرآن وتفقه، وكان يعظ على المنابر، وبه ختم بيته (2) ولم يعقب، وكان...(3) من الديوان في الرسائل الى الاطراف في الايام المستظهرية، سمع الحديث من أبي طالب بن غيلان وأبي الحسين محمد بن أحمد بن الابنوسي وغيرهما، وحدث بأصبهان، روى عنه من أهلها أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق الحافظ.
أنبأنا عبد الرحمن (الريفي) (4) عن أبي المعمر الانصاري قال: أنشدنا أبو الخطاب الكلوذاني قال: أنشدني الشيخ الجليل أبو القاسم عبد الواحد بن رزق الله التميمي للواوا (الدمشقي) (5): فؤاد كما شاء الهوى يتحرق ودمع كما شاء الجوى يترقرق وما سورة الاجفان عن سنة الكرى ولكنها في حلية الدمع تطلق * هامش * (1) (ابن حمد عبد الواحد) ساقط من (ج).
(2) في (ج): (ختم صيته).
(3) مكان النقط بياض في الاصل، (ب) ومطموس في (ج).
(4) بياض في الاصل مكان ما بين المعقوفتين.
(5) ما بين المعقوفتين ساقط من الاصل، (ب).
(*)(1/138)
قرأت في كتاب أبي الحسن محمد بن عبد الملك الهمداني قال: عبد الواحد بن أبي
محمد التميمي كان أبدا يحكي أنه كان بدار ابن جودة فطلب بعض من حضر ماء ليشربه، فقام قاصدا للجب فأتى بجب عكبري (و -) قد ملئ بالماء وأترع، فتعجب من رآه من شدة قوته.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: سألت عبد الوهاب الانماطي عن عبد الواحد بن رزق الله التميمي، فقال: كان (ورعا) (1)، وكان يلبس الحرير.
أخبرني أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي بدمشق قال: أنبأنا أبو القاسم علي ابن الحسن بن هبة الله الشافعي قال: قرأت بخط أبي محمد بن صابر سألته - يعني عبد الواحد بن رزق الله - عن مولده، فقال: مولدي يوم الخميس سابع رجب من سنة سبع وثلاثين وأربعمائة ببغداد في الجانب الغربي.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أبو القاسم عبد الواحد بن أبي محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي في يوم الاحد، سابع عشر جمادى الاخرة سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة، ودفن من الغد في مقبرة باب حرب عند أخيه أبي الفضل.
131 - عبد الواحد بن رضوان بن عبد الواحد بن شنيف، أبو الفرج بن أبي محمد بن أبي الفرج الوراق: تقدم ذكر والده.
من أهل دار القز، سمع أبا الفتح مسعود بن محمد بن شنيف وأخاه أبا الفضل أحمد بن محمد ودهبل (2) ولاحق ابني علي بن منصور بن كاره، كتبت عنه، وكان حسن الاخلاق لا بأس به.
أخبرنا عبد الواحد بن رضوان بن عبد الواحد (3) بن شنيف الوراق بقراءتي عليه * هامش * (1) ما بين المعقوفتين بياض في الاصل، وفي (ب): (سكاعا).
(2) في (ج): (ذهيل).
(3) (ابن عبد الواحد) سقط من (ج).(1/139)
قال أنبأنا أبو الفتح مسعود بن محمد بن شنيف قراءة عليه وأنا حاضر في شعبان سنة احدى وخمسين وخمسمائة قال: أنبأنا أبو عبد الله الحسن بن محمد بن الحسين بن عبد الله السراج وأبو غالب محمد بن محمد بن عبيد الله العطار قراءة عليهما قالا: أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن ابراهيم البزاز، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير القرشي الكوفي، حدثنا ابراهيم بن اسحاق بن أبي العنبس القاضي، حدثنا جعفر بن عون عن يحيى بن سعيد عن محمد بن عبد الرحمن عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الركعتين قبل صلاة الفجر يخففهما حتى أقول: أقرأ فيهما بفاتحة الكتاب) (1).
كان مولد عبد الواحد في سنة تسع وأربعين وخمسمائة، وتوفي يوم الثلاثاء السادس والعشرين من جمادى الاخرة سنة احدى وثلاثين وخمسمائة ودفن يوم الاربعاء بباب حرب.
132 - عبد الواحد بن سعد بن يحيى بن معالي بن أحمد بن القاسم بن عبد الله الاصل البغدادي، المولد الدار، أبو الفتح بن أبي البركات الصفار المقرئ: من أهل نهر القلائين بالجانب الغربي، قرأ القرآن وطلب الحديث، فسمع الكثير وقرأ بنفسه (2) على الشيوخ وكتب بخطه، وقرأ الادب على أبي منصور بن الجواليقي وغيره، وصحب عبد الوهاب الانماطي وسمع منه الكثير، ومن أبي بكر محمد بن عبد الباقي البزاز وأبوي القاسم هبة الله بن أحمد الحريري واسماعيل بن أحمد بن السمرقندي وأبي الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام الكاتب وأبوي منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز وعبد الجبار بن أحمد بن توبة ومن جماعة غيرهم، كتبت عنه،
وكان صدوقا أمينا صالحا متدينا، حسن الطريقة، مرضي السيرة، لحقه صمم شديد في آخر عمره، وكان لا يسمع الا الصوت العالي، ثم أضر فكان لا يقدر على الكتابة.
أخبرنا عبد الواحد بن سعد الصفار قراءة عليه، أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد * هامش * (1) الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
(2) في (ج): (وطلب بنفسه).
(*)(1/140)
ابن عمر الحريري، أنبأنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري، أنبأنا عمر بن أحمد بن أحمد بن عثمان بن شاهين، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا محمد بن جعفر الوركاني، حدثنا ابراهيم بن سعد عن أبيه عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعى الى جنازة سأل عنها، فان أثني عليها خير صلى عليها، وان أثني عليها غير ذلك قال: (شأنكم واياكم واياها، ولم يصل عليها) (1).
سألت عبد الواحد الصفار عن مولده فقال: في شوال سنة ثمان عشرة وخمسمائة، سأله غيري فقال: في يوم الخميس ثاني شوال، وتوفي يوم الجمعة لاربع خلون من المحرم سنة ستمائة، ودفن من الغد بالشونيزية.
133 - عبد الواحد بن شنيف بن محمد بن عبد الواحد الديلمي، أبو الفرج الفقيه الحنبلي (2).
من أهل دار القز، وهو عم أحمد وسعيد اللذين تقدم ذكرهما، قرأ الفقه حتى حصل منه طرفا صالحا، وكان أمين الحكم بمحلته، وكان مشهورا بالديانة وحسن الطريقة، ولم يكن له رواية في الحديث.
أنبأنا أبو الفرج ابن الجوزي قال: حدثني أبو الحسن بن عربية قال: كان تحت يده - يعني عبد الواحد بن شنيف - مال لصبي وكان قد قبض المال، وللصبي فهم وفطنة
وكتب الصبي جملة التركة عدة وأثبت ما يأخذه من الشيخ، فلما مرض الشيخ أحضر الصبي وقال له: أي شئ لك عندي ؟ فقال: والله مالي عندك شئ، لأن تركتي وصلت الي بحساب محسوب ! فاخرج سبعين دينارا وقال: خذ هذه فهي لك، فاني كنت أشتري لك بشئ من مالك وأعود أبيعه فحصل لك هذا.
قرأت في كتاب أبي بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري بخطه قال: وفي ليلة السبت حادي عشري شعبان سنة ثمان وعشرين وخمسمائة توفي عبد الواحد بن شنيف، وصلى عليه عبد القادر الواعظ وصليت عليه مع الجماعة، ودفن في مقبرة باب حرب.
* هامش * (1) انظر الحديث في: مسند أحمد 5 / 300.
وصحيح ابن حبان 750، 750.
(2) انظر: شذرات الذهب 4 / 85.
ومرآة الزمان 8 / 150.
(*)(1/141)
134 - عبد الواحد بن عبد الله بن عبد الواحد بن أبي هاشم: صاحب الدولة، والد أبي عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد اللغوي، روى عن أبي عبد الله محمد بن زياد الاعرابي، روى ولده عن العطافي عنه في كتاب اليواقيت من املائه.
135 - عبد الواحد بن عبد الرحمن بن منصور بن أبي الفرج السيسني، أبو محمد بن أبي سالم الشاعر: من أهل مصر، قدم بغداد واستوطنها الى حين وفاته، وكان يسكن بالمدرسة النظامية، ومدح الامام الناصر لدين الله وكبراء دولته، وأثبت في شعر الديوان، فكان ينشد في الهناآت والتعازي، وكان أديبا فاضلا، جيد النظم، مليح القول، رشيق المعاني، حسن الاخلاق، متوددا، كتبنا عنه من شعره، وسمعته كثيرا ينشد في مجلس
الوزراء.
أنشدنا أبو محمد عبد الواحد بن أبي سالم المصري لنفسه يمدح الامام الناصر لدين الله صلوات الله عليه: جهول بسر الحب من ليس يعشق ويعزى به من مات في اللوم يفرق وكيف باثراء الكرى لمتيم وأجفانه من دمعه الدهر تنفق سقى الله عهد العامرية انه يقضي حميدا للصبا فيه رونق ليالي رياها سماك (1) معتق ورشف ثناياها شمول معتيق واذ لمحياها محاسن روضة فألحاظنا تسري إليها وتسرق تقي الله في قلبي اليك عليلة ومهجة نفس في هواك تخرق يبيت لأهوائي اليك تشوق (2) ويضحي لأشجاني اليك تسرق وما ملك الواشون مني غرة وان يمنوا فيك المقال ونمقوا * هامش * (1) في الاصل، (ب): (رباها سمال).
(2) في الاصل، (ب): (اليك شوق).
(*)(1/142)
علاقة حب ليس يخبو (1) زفيرها وعبرة دمع ماتني تترقرق أمنك سرى البرق الذي هب موهنا كقلب محب يستكين ويخفق سما أرجوانيا كأن وميضه شهاب بأذيال السماء معلق فلله ما أهدي سناه وما هدى الى ذي هوى بما يهيج ويقلق وبهماء يجفوها الأنيس فلا يرى على متنها الا سماء وسملق ترى الال ينزو من ضواها كأنه - على الاكممنها حين يلمع - يلمق هتفت (2) بها وهنا فتوا كأنما مخاميرهم من نشوة النوم أولق
فما زال عنها السير حتى تمايلت وحتى تشاكت (3) من أذى الأين أنيق الى ساحة قد حالف العز تربهاومن حرها عرف النبوة يعبق بحيث محيا الدين ابهج أبلج وحيث ملات الملك أفزع أفرق وحيث عراص الجود رطب هواؤها يرف بها غرب الاماني ويورق...(4) به الدين ينهي والمكارم تسرق الى الناصر الميمون أول قائم يهم بما يرضي الاله وينطق يتيه به تاج الخلافة بهجة (5) بعليائه إذ زين التاج مفرق نهوض بعب ء الدين والملك ثابت (6) عن الله للحق الجلي موفق سلمت أمير المؤمنين لأمة لصوب ندى كفيك تحيى وترزق بعثت لها ميت الرجا وهو داثر وأنجحت (7) سعي الظن والظن مخفق وأوليتها من يمن رأيك منهجا له منظر بادي الوشاية مؤنق تفئ ظلال العدل في أفنانه (8) ويأرج من رياه غرب ومشرق * هامش * (1) في الاصل، (ب): (بحو) (2) في (ب): (هتف).
(3) في الاصل: (تشالت) وفي (ب): (فسالت) وفي (ج): (وتسالت).
(4) بياض في كل النسخ مكان النقط.
(5) في الاصل، (ب): (مهجة).
(6) في (ب): (نائب).
(7) في الاصل، (ب): (ألحجت)، وفي (ج): (ط ألححت).
(8) في الاصل، (ب): (أمناته).
(*)(1/143)
تقبلت أفعال النبي وهديه وأنت به أولى وأحرى وأليق مضاهيه في سمت الهدى وابن عمه وحامل عب ء الدين عنه مشفق وجددت في الاسلام زهر مأثر على أهلها منه الجلال لمشرق ولاية عهد سربل الذين عزها فلا حظها طرق الزمان ويطرق تسامى بها ركن العلي فهو شامخ وشد بها عند الهدى فهو أوثق وعفيت سبل المنكرات فأصبحت كأن لم تكن من قبل ذلك تخلق وصيرت للمعروف في الناس دولة فألوية المعروف تعلو وتخفق جهاد الاعداء وجود لمعتف وجمع لعلياء وبر مفرق مساعيك يا ابن الاكرمين كأنها بدور تجلى أو شموس تألق سبقت بها شأو الخلائق كلهم وما زلت للعلياء تسعى وتسبق فلا زالت الايام منك بغبطة ولا زال منك الجد يسمو ويسمق ولا زالت الاعياد يبهر أهلها ضياء لها من نور وجهك يشرق تنال بها أقصى الاماني وتنتهي الى غاية من سعدها ليس يلحق سألت عبد الواحد بن أبي سالم عن مولده فقال: في سنة ست وثلاثين وخمسمائة بمصر، وتوفي يوم الاثنين لثمان خلون من المحرم سنة أربع عشرة وستمائة، ودفن بعد العصر من اليوم المذكور بمقبرة درب (1) الخبازين (2).
136 - روى عن أبي الحسن محمد بن عبيد الله السلامي الشاعر شيئا من شعره، روى عنه أبو نصر ابن الرسولي.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن ابراهيم الفيروز آبادي بمصر قال: أنبأنا أبو طاهر أحمد ابن محمد السلفي قال: أنشدنا أبو نصر عبيد الله بن عبد العزيز الرسولي قال: سمعت * هامش * (1) في (ج): (باب الخبازين).
(2) في (ج): (آخر الجزء السابع والاربعين بعد المائة من الاصل ويليه اسم: (عبد الواحد بن عبد السميع.
(*)(1/144)
أبا طاهر عبد الواحد بن عبد السميع البغدادي يقول: دخلت على السلامي الشاعر وهو مريض قد أنهكه المرض فتألمت له ولما كنت أحظى به من شعره وتغممت (1) له، فقال لي: اكتب هذين البيتين فلست تكتب عني شيئا بعدهما، والبيتان: حل الصباع عن (2) العناق يدي والازر قد خلطت به الحلل واخجلتي من الوشاة غدا أن أثرت بخدودنا القبل قال: فكتبتهما وخرجت، فلما بلغت باب الدرب الذي داره فيه صرخوا عليه.
137 - عبد الواحد بن عبد السلام بن سلطان بن بختيار، أبو الفضل البيع العطار (3): من أهل باب الازج، قرأ القرآن بالروايات على أبي محمد عبد الله بن علي بن أحمد سبط أبي منصور الخياط وعلى أبي الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد الشهرزوري، وسمع الحديث الكثير من أبي الحسن أحمد بن عبد الله بن الابنوسي وأبي منصور أنوشتكين (4) بن عبد الله الرضواني وأبوي الفضل محمد بن (5) عمر (6) ابن يوسف الارموي ومحمد بن ناصر بن محمد بن علي السلامي وأبي محمد عبد الله ابن علي بن أحمد المقرئ وأبي الكرم بن الشهرزوري وأبي بكر يحيى بن عبد الباقي الغزال ومن جماعة غيرهم.
وشهد عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن أحمد الدامغاني في يوم الاحد الثاني والعشرين من ذي القعدة من سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة فقبل شهادته، وقرأ عليه الناس القرآن بالروايات، فأكثروا وقصدوه من الاماكن لذلك، وحدث بالكثير، وكان صدوقا أمينا نزها عفيفا متدينا، حسن الطريقة، مرضي السيرة، سمعت منه كثيرا.
* هامش * (1) في الاصل: (تغمغمت).
(2) في (ب): (على العناق).
(3) انظر: شذرات الذهب 5 / 13.
وغاية النهاية 1 / 474.
(4) في الاصل، (ب): (أبو سكين) وفيى (ج): (أبو شنكين).
(5) (محمد بن) ساقطة من (ب).
(6) في كل النسخ (ناحر) والتصحيح من العبر 4 / 127.
(*)(1/145)
أخبرنا عبد الواحد بن عبد السلام بن سلطان الازجي قال: أنبأنا أبو الفضل محمد ابن عمر الارموي، حدثنا أبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي من لفظه قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد المالكي الفقيه، حدثنا علي بن الفضل بن ادريس السامري، حدثنا ابراهيم بن الهيثم البلدي، حدثنا محمد بن كثير، حدثنا الاوزاعي عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الاولين والاخرين الا النبيين والمرسلين) (1).
بلغني أن مولد عبد الواحد بن عبد السلام في محرم سنة احدى وعشرين وخمسمائة، وتوفي يوم الاحد لخمس خلون من شهر ربيع الاول سنة أربع وستمائة، وأخرج من الغد على رؤس الناس الى تخت (2) المنظرة بباب الازج فصلينا عليه هناك في خلق كثير، وحمل الى باب حرب، فدفن هناك.
138 - عبد الواحد بن عبد السلام الكاتب: أنبأنا ذاكر بن كامل عن هزار سب بن عوض قال: أنبأنا أبو غالب محمد بن الحسن الباقلاني قراءة عليه عن القاضي أبي العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي قال: أنبأنا أبو الحسن (3) محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان، حدثنا محمد بن جعفر بن علي
المقرئ، حدثنا عبد الواحد بن عبد السلام الكاتب البغدادي قال: كتب أبو علي محمد ابن مقلة وهو وزير في أيام المقتدر الى بعض اخوانه كتابا: يا سيد أخيه ! أطال الله بقاءك في عرض كل نعمة، نعم، والحيرة ممكنة، والرأي عازب، والمعين معذور، وأعظمها مرور الايام، وتقضي مدة العمر.
وانشد لنفسه: زمان يمر وعيش يفر ودهر يكر بما (4) لا يسر وحال تذوب وهم يثوب ودنيا تناديك أن ليس حر وأحسن ما استشعر العارفون عند الشدائد حلم وصبر * هامش * (1) انظر الحديث في: سنن الترمذي 3666.
وسنن ابن ماجة 95، 100، والمستدرك 1 / 120.
(2) في كل النسخ: (تحت).
(3) في كل النسخ: (أبو الحسين).
(4) في (ب): (مما لا يسر).
(*)(1/146)
ولله في كل ما نابني وأولى وأبلى ثناء وشكر 139 - عبد الواحد بن عبد العزيز بن علوان، أبو محمد السقلاطوني: من أهل الحربية.
سمع أبا المظفر (هبة الله) (1) بن أحمد بن محمد بن الشبلي وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وأبا جعفر أحمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف وغيرهم، كتبت عنه وكان شيخا لا بأس به.
أخبرنا عبد الواحد بن عبد العزيز بن علوان بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو المظفر هبة الله بن أحمد، أنبأنا محمد بن محمد الزينبي، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن، حدثنا عبد الله ابن محمد، حدثنا خلف بن هشام، حدثنا أبو شهاب عن حميد عن أنس قال: ما كنا نشاء أن نرى رسول الله صلى الله عليه وسلم (من الليل) (2) مصليا الا رأيناه، ولا نشاء أن نراه نائما
الا رأيناه.
توفي عبد الواحد في يوم الاحد، الثاني من ذي الحجة سنة احدى وعشرين وستمائة، ودفن بباب حرب.
140 - عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن القشيري، أبو سعيد بن الاستاذ أبي القاسم: من أهل نيسابور.
نشأ في العلم والعبادة، وأخذ من الادب بحظ وافر، ثم اقتبس من فوائد والده واقتدى بحركاته وسكناته، وحفظ كتاب الله تعالى، وكان يتلوه دائما، وصار في آخر عمره سيد عشيرته.
سمع الحديث من والده ومن أبي الحسن علي بن محمد الطرازي وأبي نصر منصور ابن الحسين المفسر وأبي ابراهيم اسماعيل بن ابراهيم النصر آباذي وأبي سعيد (3) عبد الرحمن بن حمدان النضروي وأبي حسان محمد بن أحمد بن جعفر المزكي وأبي عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه الشيرازي وأبي عبد الرحمن محمد بن عبد العزيز * هامش * (1) ما بين المعقوفتين زيادة من العبر 163.
(2) ما بين المعقوفتين زيادة من مسند أحمد.
(3) في كل النسخ: (أبي سعد) والتصحيح من العبر.
(*)(1/147)
النيلي وأبي عبد الله محمد بن ابراهيم بن يحيى المزكي وأبي نصر منصور بن رامش (1) وأبي عبد الرحمن الشاذياخي، وسمع بجوين أبا الفضل محمد بن محمد الحاتمي، وبطوس أبا علي محمد بن اسماعيل العراقي القاضي، وبالري أبا محمد عبد الوهاب بن عبد الصمد بن أسعد المزكي وأبا بكر أحمد بن محمد بن فوران النيسابوري وأبا الحسن علي بن محمد بن علي الصوفي، وقدم بغداد حاجا في شبابه وسمع بها من أبي الطيب
طاهر بن عبد الله الطبري وأبي بكر محمد بن عبد الملك بن بشران وأبي الحسن علي ابن محمد بن حبيب الماوردي وأبي الطيب عبد العزيز بن علي بن بشران وأبي محمد الحسن بن علي الجوهري وأبي طالب بن علي العشاري وأبي يعلى محمد بن الحسين بن الفراء، وسمع بهمدان أبا سعد محمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد (2) الهمداني، وأبا طالب علي بن ابراهيم بن جعفر بن الصباح وأبا القاسم يوسف بن محمد المهرواني، ثم قدم بغداد مرة ثانية في شوال سنة احدى وثمانين وأربعمائة وحدث بها، وحج وعاد ونزل برباط شيخ الشيوخ، وسمع منه الائمة والحفاظ، وروى عنه من أهل بغداد أبو السعود أحمد بن علي ابن المجلي وأبو القاسم ابن السمرقندي.
أنبأنا عمر بن محمد المؤدب (و) ابن عبد الله الدقاق قالا: أنبأنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن عمر قراءة عليه أنبأنا الاستاذ أبو سعيد عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن القشيري - قدم علينا بغداد حاجا سنة احدى وثمانين وأربعمائة - قال: أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد الماوردي، أنبأنا أبو سهل بشر بن أحمد المرجاني، حدثنا ابراهيم بن علي الذهلي، حدثنا يحيى بن يحيى، حدثنا المنكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل معروف صدقة، وان (من) (3) المعروف أن تلقي أخاك بوجه طلق) (4).
قرأت في كتاب (جواهر الكلام) لابي منصور أحمد بن محمد بن عبد الواحد بن * هامش * (1) فيى كل النسخ: (بن مراشق) تصحيف.
(2) في الاصل: (بن سعد).
(3) مابين المعقوفتين زيادة من مسند أحمد.
(4) انظر الحديث في: صحيح البخاري 8 / 13.
وصحيح مسلم، كتاب الزكاة باب 16.
(*)(1/148)
الصباغ بخطه وأنبأنيه عنه عبد الوهاب الامين عن علي بن أحمد الخياط عنه قال: أنشدنا الاستاذ أبو سعيد عبد الواحد بن الاستاذ أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري لنفسه: خليلي كفا عن عتابي فانني خلعت عذارا في الهوى وعناني تصاممت (1) عن كل الملام لانني شغلت بما قد نابني وعناني أنبأنا عبد الوهاب بن علي الامين قال: كتب الي أبو الحسن عبد الغافر بن اسماعيل الفارسي قال: أنشدنا أبو سعيد القشيري (2) لنفسه: لعمري لئن حل المشيب بمفرقي ورثت قوى جسمي ورق عظامي فان غرام العشق باق بحاله الى الحشر منه لا يكون فطامي أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: قرأت على أبي الحسن علي بن محمد بن جعفر الوراق قال: رأيت بخط أبي القاسم القشيري: ولد ابني أبو سعيد في صفر في سنة ثمان عشرة وأربعمائة.
كتب الي أبو سعد عبد الله بن عمر بن أحمد الصفار قال: سمعت أبا الحسن عبد الغافر (3) بن اسماعيل الفارسي يقول: توفي أبو سعيد القشيري في يوم الاحد حادي عشري في كل النسخ: (أبو اسماعيل التستري).
جمادي الاولى سنة أربع وتسعين (4) وأربعمائة (رحمه الله).
(5) 141 - عبد الواحد بن عبد الماجد بن عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن القشيري، أبو محمد بن أبي المحاسن بن أبي سعيد (6) بن الاستاذ أبي القاسم: من أهل نيسابور.
حفيد المذكور آنفا، وقد تقدم ذكر والده، قدم بغداد حاجا في سنة خمس وخمسين وخمسمائة، وحدث بها عن أبي بكر عبد الغفار بن محمد بن * هامش * (1) في كل النسخ: (فصاممت) والتصحيح من طبقات السيكي.
(2) في كل النسخ: (أبو اسماعيل) التستري.
(3) في (ب): (عبد الغفار).
(4) في كل النسخ: (وسبعين).
(5) ما بين المعقوفتين زيادة من (ج).
(6) في كل النسخ: (أبي سعد).
(*)(1/149)
الحسين الشيروي، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وشيخنا عمر بن محمد بن أحمد بن جابر المقرئ أبو نصر.
أخبرنا عمر بن محمد المقرئ قال: أنبأنا أبو محمد عبد الواحد بن عبد الماجد بن عبد الواحد القشيري قدم علينا بغداد حاجا قال: أنبأنا أبو بكر عبد الغفار بن محمد الشيروي قراءة عليه، أنبأنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، أنبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف الاصم، أنبأنا أبو يحيى زكريا بن يحيى بن أسد المروزي، حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو سمع نافع بن جبير يخبر عن أبي شريح الخزاعي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليحسن الى جاره، من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه، من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا أو ليسكت) (1).
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن القرشي قال: سألته - يعني عبد الواحد بن عبد الماجد - عن مولده فقال: سنة اثنتين وخمسمائة، ورأيت بخطه أيضا في معجم شيوخه: سنة احدى، وأحدهما خطأ.
قرأت بخط أبي المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى التغلبي الشاهد الدمشقي في معجم شيوخه قال: توفي أبو محمد عبد الواحد بن عبد الماجد القشيري في محرم سنة تسع وستين وخمسمائة بمدينة جي القديمة المعروفة بشهرستان، ودفن ظاهرها، وكنت إذ ذاك بأصبهان المحدثة.
142 - عبد الواحد بن عبد الملك بن محمد بن أبي سعد الفضلوسي، أبو نصر ابن أبي سعد الصوفي (2): من أهل الكرج.
كان من أعيان الصوفية ومن عباد الله الصالحين، طوف البلاد في السياحة وحج مرارا على التجريد وركب المشاق، وكانت له آيات وكرامات.
سمع * هامش * (1) انظر الحديث في: سنن الدارمي 2 / 98.
والسنن الكبرى للبيهقي 5 / 64.
ومجمع الزوائد 8 / 166.
وسنن ابن ماجة 3672.
(2) انظر: الانساب.
(*)(1/150)
الحديث بأصبهان من جعفر بن عبد الواحد الثقفي وسعيد بن أبي الرجاء (محمد) (1) الصيرفي، وببغداد من أبي القاسم بن الحصين ومحمد بن عبد الباقي الانصاري، وبالاسكندرية من أبي عبد الله محمد بن أحمد بن ابراهيم الرازي، وقدم بغداد حاجا عدة نوب وحدث بها، وكتب عنه المبارك بن كامل الخفاف، وسمع منه ببغداد القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وشيخنا عبد الرحمن بن أحمد بن أبي تمام الدباس وروى عنه.
أنشدني عبد الله بن أحمد بن محمد المقرئ قال: أنشدنا أبو نصر الكرجي ببغداد قال: أنشدنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري لبعضهم: فلقد سئمت مأربي فوجدت أكثرها خبيث الا الحديث فانه مثل اسمه أبدا حديث أخبرني أبو محمد (2) داود بن علي بن محمد بن هبة الله بن المسلمة قال: أنبأنا أبو الفرج المبارك بن عبد الله بن محمد بن النقور (3) قال: حكى لي شيخنا أبو نصر عبد الواحد بن عبد الملك بن محمد بن أبي سعد الصوفي الكرجي قال: حججت على
الانفراد وقصدت المدينة - صلوات الله على ساكنها - قبل الحج لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم والحج بعد ذلك، لأحظى بزيارة النبي صلى الله عليه وسلم فدخلت وزرت النبي صلى الله عليه وسلم وجلست عند الحجرة، بينما أنا جالس إذ دخل الشيخ أبو بكر الديار بكري ووقف بازاء وجه النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: السلام عليك يا رسول الله ! فسمعت صوتا من الحجرة: وعليك السلام يا أبا بكر، فقلت للشيخ أبي نصر الكرجي مستثبتا: يا سيدي ! سمعت النبي صلى الله عليه وسلم رد عليه ؟ فقال: سمعت من داخل الحجرة (وعليك السلام يا أبا بكر) وسمعه من حضر.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عبد الواحد ابن عبد الملك بن محمد الكرجي أبو نصر، شاب صالح متدين، حسن السيرة، خشن الطريقة، سافر الكثير، وصحب المشايخ الكبار، وقطع البراري على التجريد منفردا بلا * هامش * (1) ما بين المعقوفتين زيادة من العبر 4 / 87.
(2) في (ب)، (ج): (أبو أحمد).
(3) في (ج): (المفقورة).
(*)(1/151)
زاد وراحلة ورفيق، وكان يطوي الايام والليالي لا يأكل فيها ويديم السير، رأيته بالكرج وكتبت عنه جزءا انتخبته من أجزاء سمعها بالاسكندرية من أبي عبد الله الرازي وديار مصر، ورد علينا بغداد سنة ثلاث وثلاثين، وسمع بقراءتي من محمد بن عبد الباقي البزاز وأبي الحسن بن توبة وأبي منصور بن زريق، وانحدر الى واسط منفردا معا...(1) واجتمعت به بها (2) وخرج الى الحجاز بعد ما عندنا بواسط ببغداد كما جرت عادته من عدم الزاد واحتمال التعب والسير، وكنت ببغداد وقد صدر من الحجاز فاجتمعت به وحكى لي العجائب التي رآها والمشاق التي قاساها.
قرأت بخط أبي نصر الكرجي قال: مولدي في رجب سنة أربع وتسعين وأربعمائة،
وذكر ولده أنه مات بالكرج في يوم الاثنين لاحدى عشرة ليلة خلت من رجب سنة تسع وستين وخمسمائة، ودفن برباطه.
143 - عبد الواحد بن عبد الوهاب بن علي بن علي بن عبيد الله الامين، أبو الفتوح (3): ابن شيخنا أبي أحمد بن أبي منصور الصوفي المعروف بابن سكينة.
أسمعه والده فيى صباه من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وابي زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي وأبي بكر احمد بن المقرب الكرخي وغيرهم.
وقرأ القرآن وتفقه، وقرأ الادب وسافر، فأقام في الغربة نحوا من عشرين سنة يتردد ما بين الحجاز والشام ومصر والجزيرة وسميساط وغيرها ويخالط ملوكها، وتولى المشيخة برباط بيت المقدس ثم بخانكاه خاتون بظاهر دمشق، ثم عاد الى بغداد في سنة أربع وستمائة وتلقى من الديوان التعظيم والاحترام، وتولى المشيخة برباط جده شيخ الشيوخ ولقب بلقبه، ونفذ رسولا الى كيش (4) فأدركه أجله بها.
كتبنا عنه، وكان غزير الفضل، كامل العقل، رجلا من الرجال قد حنكته التجارب ومارس الامور، وصحب المشايخ الكبار * هامش * (1) هكذا في الاصل.
وفي (ج): (مغافلة) وفي (ب) بدون نقط.
(2) في (ج): (واجتمع به).
(3) انظر: النجوم الزاهرة 6 / 203.
(4) في الاصل، (ب): (كش) وفي (ج): (الكبش).
(*)(1/152)
والصالحين، وله النظم والنثر، ويحفظ من الحكايات والاناشيد شيئا كثيرا، وكان من ظراف الصوفية ومحاسن الناس، وألطفهم خلقا، وأرقهم طبعا، وأكثرهم تواضعا، وكان خطه في غاية الرداءة لا يمكن أن يقرأ.
أخبرنا عبد الواحد بن عبد الوهاب بن علي شيخ الشيوخ ووالده بقراءتي عليهما قالا: أنبأنا أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي، أنبأنا أبو الحسن مكي بن منصور بن علان الكرجي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، أنبأنا محمد بن يعقوب بن يوسف الاصم، أنبأنا الربيع بن سليمان الراوي، أنبأنا الشافعي، أنبأنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الاعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا ولغ الكلب في اناء أحدكم فليغسله سبع مرات) (1).
أنشدني أبو الفتوح عبد الواحد بن عبد الوهاب بن علي شيخ الشيوخ لنفسه: دع العذال ما شاءوا يقولوا فأين السمع مني والعذول أتوا بدقيق عذلهم ليمحو هوى جللا له خطر جليل وسمعي عنهم في كل شغل بوجد شرحه شرح يطول (2) تمكن في شغاف القلب حتى غدا ورسيسه فيه دخيل سألت عبد الواحد بن سكينة عن مولده، فقال: في ليلة الاثنين النصف من شهر رمضان سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة، وتوفي بكيش في ثاني شعبان سنة ثمان وستمائة - رحمه الله.
144 - عبد الواحد بن عثمان بن أحمد بن عثمان، أبو القاسم، المعروف بالعجان: خطيب جامع القفص.
كان من الصالحين، سمع أبوي الحسن علي بن عمر بن أحمد بن دخان وعلي بن أحمد بن عمر الحمامي وكتب بخطه، وكان يكتب خطا مطبوعا، وحدث باليسير، حدث عنه أبو علي البرداني.
* هامش * (1) انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الطهارة 93.
(2) في الاصل: (شرح طويل).
(*)(1/153)
أنبأنا القاضي عبد الرحمن بن أحمد بن محمد المعمري عن أبي عامر محمد بن سعدون العبدري (1) قال: أنبأنا أبو علي أحمد بن محمد بن البرداني، أنبأنا عبد الواحد ابن عثمان المقرئ خطيب جامع القفص ويعرف بالعجان - وكان شيخا صالحا قواما كثير الدرس - أنبأنا علي بن أحمد بن عمر الحمامي المقرئ، حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا الحسن بن سلام السواق، حدثنا أبو غسان مالك بن اسماعيل، حدثنا زهير، حدثنا سماك بن حرب، حدثنا معاوية بن قرة (2) عن أنس بن مالك أن نفرا من عرينة أتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلموا وبايعوه، وقد وقع بالمدينة الموم وهو البرسام فقالوا: هذا الوجع قد وقع يا رسول الله ! فلو أذنت لنا فخرجنا الى الابل فكنا فيها ! فقال: (نعم فاخرجوا فكونوا فيها !) فخرجوا فقتلوا أحد الراعيين وذهبوا بالابل، وجاء الاخر وقد جرح (3)، قال: فبلغوا حاجتهم وذهبوا بالابل، وعنده شباب من الانصار قريب (4) من عشرين، فأرسل إليهم وبعث معهم قائفا يقتص (أثرهم) (5)، فأتي بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم (6).
قرأت في كتاب أبي علي البرداني بخطه قال: سنة ثمان وخمسين وأربعمائة: فيها توفي أبو القاسم عبد الواحد بن عثمان العجان، الشيخ الصالح امام جامع القفص، ودفن بباب حرب، وكان قد زادت سنه على السبعين، وقد سمعت منه عن أبي الحسن الحمامي.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: توفي أبو القاسم عبد الواحد بن أحمد العجان امام جامع القفص في صفر سنة ثمان وخمسين وأربعمائة سمعت منه عن أبي الحسن الحمامي، ودفن في مقبرة باب حرب.
* هامش * (1) في (ج): (العبدوي).
(2) في كل النسخ: (معاوية عن قرة).
(3) في (ج): (وقد خرج).
(4) في (ج): (قربت).
(5) ما بين المعقوفتين زيادة من صحيح مسلم.
(6) انظر الحديث في: كنز العمال 11766.
(*)(1/154)
145 - عبد الواحد بن علوان بن عقيل بن قيس الشيباني، أبو الفتح بن أبي الحسن السقلاطوني (1).
من أهل النصرية، وهو أخو عبد الرحمن الذي تقدم ذكره.
سمع أبا عمرو عثمان ابن محمد بن (يوسف بن) (2) دوست العلاف وأبا نصر أحمد بن محمد بن حسنون النرسي وأبا القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي (3) وأبا محمد الحسن بن الحسين ابن رامين الاستراباذي، روى عنه محمد بن عبد الباقي بن محمد الانصاري وابنه عبد الباقي وأبو القاسم ابن السمرقندي وعبد الوهاب (ابن المبارك بن أحمد) (4) الانماطي وعبد الخالق بن أحمد بن يوسف وعمر بن ظفر المغازلي وأبو الكرم بن الشهرزوري وشهدة بنت أحمد الابري.
أخبرنا أبو علي ضياء بن أحمد قال: أنبأنا محمد بن عبد الباقي البزاز، أنبأنا أبو الفتح عبد الواحد بن علوان بن عقيل الشيباني قراءة عليه، أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي، حدثنا أبو بكر النجاد، حدثني محمد بن عبد الله بن سليمان، حدثنا شعيب بن سلمة الانصاري، حدثنا يحيى بن عبد الله بن أسيد بن عبد الله بن أنيس، حدثني عيسى بن سبرة عن أبيه عن جده أبي سبرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا لا صلاة الا بوضوء، ولا وضوء الا لمن يذكر اسم الله جل وعز، ألا لا يؤمن بالله من لا يؤمن بي، ولا يؤمن بي من لم يعرف حق الانصار) (5).
قرأت في كتاب عبد المحسن بن محمد الشيحي بخطه قال: سمعت عبد الواحد بن علوان بن عقيل الشيباني يقول: ولدت سنة ثلاث وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أبو الفتح عبد الواحد بن علوان بن عقيل بن قيس الشيباني في يوم الثلاثاء السادس والعشرين من * هامش * (1) انظر: المنتظم 9 / 106.
(2) ما بين المعقوفتين زيادة من العبر 3 / 166.
(3) في (ج): (الحرقي).
(4) ما بين المعقوفتين زيادة من العبر 4 / 104.
(5) نظر الحديث في: سنن الدارقطني 1 / 73.
ونصب الراية 1 / 5.
(*)(1/155)
رجب سنة احدى وتسعين وأربعمائة ودفن من يومه في مقبرة باب حرب.
146 - عبد الواحد بن علي بن سفيان، أبو العباس القصباني: حدث عن أبي أحمد بن زبورا، روى عنه أبو العباس بن تركان الهمداني.
قرأت على سفيان بن ابراهيم بن سفيان العبدي بأصبهان عن أبي طاهر محمد بن أبي نصر التاجر قال: كتب الي يوسف بن محمد بن يوسف الخطيب الهمذاني قال: أنبأنا أبو العباس أحمد بن ابراهيم بن تركان قال: سمعت أبا العباس عبد الواحد بن علي بن سفيان القصباني ببغداد يقول: حدثنا أبو أحمد بن زبورا، حدثنا ابن أبي الدنيا قال: قال محمد بن كناسة: لقد عشت في زمان وأدركت أقواما لو اختلفت الدنيا ما تحملت الا بهم، واني لفي زمان ما رأيت ناسكا عفيفا، ولا فاتكا ظريفا، ولا عاقلا حصيفا، ولا مجنونا طريفا (1)، ولا جليسا خفيفا، ولا من لا يسوى على الخبزة رغيفا.
قال: وسمعت أبا بكر بن أبي الدنيا يقول: قال محمد بن كناسة: ان الناس قد تحولوا خنازير فإذا وجدتم كلبا فتمسكوا به.
147 - عبد الواحد بن علي بن صالح بن عبيد الله بن محمد بن علي بن صالح ابن المنصور أبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو القاسم الهاشمي: روى عن أبي الحسن البكائي، روى عنه أبو الفضل محمد بن عبد العزيز بن المهدي في مشيخته.
أنبأنا أبو طاهر المبارك بن المبارك بن هبة الله العطار عن أبي علي محمد بن محمد ابن عبد العزيز بن المهدي قال: أنبأنا والدي قراءة عليه وأنا اسمع قال: أنشدنا الشريف أبو القاسم عبد الواحد بن علي صالح المنصوري الفقيه الشافعي - وكان تدرس على * هامش * (1) في كل النسخ: (ظريفا).
(*)(1/156)
الداركي - قال أنشدني أبو الحسن (1) البكائي الشافعي قال: أنشدنا محمد بن طريف أنشدنا الربيع بن سليمان قال: كنت مع الشافعي في بعض أسفاره فدخل الحمام، فتقدم المزين ليخدمه فاستدعاه بعض أرباب الدنيا فتركه ومضى الى ذلك الرجل، فلما خرج قال: اعط الحماميى باقي نفقتي، فقلت: نبقى بلا نفقة، وهذا لا يعرفك، قال: أعطه ! فأعطيته دنانير (2) لها قدر، فاعتذر المزين إليه وقبل يديه ورجليه، فقال الشافعي: علي ثياب لو تقاس جميعها بفلس لكان الفلس (منهن) (3) أكثرا وفيهن نفس لو تقاس ببعضها نفوس الورى كانت أجل وأخطرا وما ضر نصل السيف اخلاق غمده إذا كان عضبا حيث وجهته برا
أنبأنا أبو طاهر العطار عن أبي علي محمد بن محمد بن عبد العزيز قال: سمعت أبي يقول: مات أبو القاسم المنصوري في رمضان سنة خمس عشرة وأربعمائة.
148 - عبد الواحد بن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس الدينوري، أبو القاسم بن أبي الحسن: من أهل باب البصرة من أولاد المحدثين، حدث عن والده بيسير، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه، قرئ على أبي البركات عبد الرحيم بن القاضي أبي المحاسن القرشي عن والده وأنا أسمع قال: أنبأنا أبو (القاسم) عبد الواحد بن علي بن عبد الواحد الدينوري، أنبأنا أبي، وأنبأنا أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي (4) بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد الدينوري قراءة عليه في سنة عشرين وخمسمائة قال: أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن كيسان النحوي، أنبأنا القاضي أبو محمد يوسف بن يعقوب بن اسماعيل بن حماد بن زيد الليثي * هامش * (1) في النسخ: (أبو صالح).
(2) في (ب): (فأعطيته الدنانير).
(3) مابين المعقوفتين زيادة من الديوان.
(4) في الاصل: (الجوهري).
(*)(1/157)
أنه قال: قال أبو هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سبح ثلاثا وثلاثين، وكبر ثلاثا وثلاثين، وحمد ثلاثا وثلاثين، وقال (لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير) غفر الله له ذنوبه ولو كان أكثر من زبد البحر) (1).
قرأت بخط أبي المحاسن القرشي قال: توفي عبد الواحد بن علي الدينوري في ليلة
الجمعة ثامن عشر صفر سنة احدى وستين وخمسمائة.
بلغني أن مولده كان في سنة ست وخمسمائة.
149 - عبد الواحد بن علي بن عبد الواحد بن محمد بن علي بن الصباغ، أبو القاسم: من أهل الكرخ، أحد الشهود المعدلين ببغداد، من بيت القضاء والعدالة والعلم والرواية، شهد عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن أحمد الدامغاني في يوم الثلاثاء السابع عشر من شوال سنة سبع وأربعين وخمسمائة فقبل شهادته.
سمع الحديث في صباه من أبي القاسم سعيد بن أحمد بن البناء وأبي الوقت عبد الاول بن عيسى السجزي وأبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وغيرهم، كتبت عنه وكان سئ الطريقة غير محمود السيرة ولا مرضي الافعال في شهادته وأحواله - عفا الله عنا وعنه.
أخبرنا عبد الواحد بن علي بن الصباغ بقراءتي عليه قال: أنبأنا سعيد بن أحمد بن الحسن بن البناء قراءة عليه، أنبأنا عاصم بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد الواعظ، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبيد الحافظ، حدثنا أحمد بن حازم ومحمد ابن الحسين الحنيني قالا: حدثنا عمرو بن حماد، حدثنا حسين بن عيسى بن زيد عن أبيه عن علي بن عمرو بن صبيح الكندي عن الاخنف بن قيس عن أبي هريرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ما أقلت الغبراء ولا أظلت (2) الخضراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر) (3).
* هامش * (1) انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب المساجد 146.
ومسند أحمد 2 / 371.
(2) في النسخ: (أضلت).
(3) انظر الحديث في: سنن الترمذي 3801، 3802.
وسنن ابن ماجة 156.
ومسند أحمد 2 / 163.
ومصنف ابن أبي شيبة 14 / 124.
(*)(1/158)
ذكر موسى بن محمد بن التنوخي الانباري المؤدب ونقلته من خطه أن أبا القاسم (1) ابن الصباغ ولد في سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة - وكان مؤدبه وبقراءته سمع - وتوفي في ليلة السبت الثاني من المحرم سنة ثمان عشرة وستمائة، وصلي عليه بجامع المنصور، (و) دفن بباب حرب.
150 - عبد الواحد بن علي بن عمر بن فارس بن حمزة بن جعفر بن أحمد بن البختري، أبو القاسم بن أبي الحسن بن أبي حفص الكاتب.
سمع أبا الفضل أحمد بن الحسين بن الفضل بن دودان الهاشمي وأبا القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران وأبا الحسين محمد بن عبد الواحد بن رزمة (2) البزاز، روى عنه أبو القاسم بن السمرقندي.
أنبأنا القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد بن بختيار الواسطي قال: أنبأنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي قراءة عليه، أنبأنا أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن البختري، حدثنا أبو القاسم بن بشران املاء أنبأنا أبو محمد دعلج بن احمد بن دعلج (3)، حدثنا محمد بن العباس المؤدب، حدثنا شريح بن النعمان، حدثنا قزعة عن سيف بن سليمان عن عدي بن عدي عن مولى له عن جده قال: (سمعت) (4) رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ان الله عز وجل لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى تكون العامة تستطيع أن تغير على الخاصة، فإذا لم تغر العامة على الخاصة عذب الله العامة والخاصة) (6).
قرأت في كتاب أبي القاسم بن السمرقندي بخطه وأنبأنيه عنه عبد الوهاب الامين قال: سألت أبا القاسم عبد الواحد بن علي بن البختري عن مولده، فقال: يوم * هامش * (1) في النسخ: (أن ابن القاسم).
(2) في كل النسخ: (بن رزية).
(3) (ابن احمد بن دعلج) سقط من (ج).
(4) ما بين المعقوفتين زيادة من مسند أحمد (5) في الاصل: (لم تغر).
(6) انظر الحديث في: مسند أحمد 4 / 192.
والمعجم الكبير 17 / 138، 39.
وفتح الباري 13 / 4.
(*)(1/159)
الخميس لثمان بقين من شهر ربيع الاخر سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن عمر بن البختري في صفر سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة.
151 - عبد الواحد بن علي بن محمد بن الحسين، أبو الحسين الصيرفي: حدث بالبصرة عن أبي سعيد أحمد بن محمد بن زياد الاعرابي، روى عنه حمزة السهمي الجرجاني في معجم شيوخه.
قرأت على أبي عبد الله أحمد بن محمد الحنزي (1) بأصبهان عن أبي سعد بن أحمد ابن محمد بن أحمد الواعظ قال: كتب الي أبو هاشم محمد بن (2) الحسين الخفافي قال: حدثنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي املاء، حدثنا أبو الحسين عبد الواحد بن علي بن محمد بن الحسين الصيرفي بالبصرة، حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد، حدثنا العباس بن محمد، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا بقية، حدثني صدقة بن عبد الله ابن صهيب، حدثني المهاجر بن حبيب بن صهيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ان الله تبارك وتعالى يقول: اني لست على كل كلام الحليم أقبل، ولكن أقبل على همه (3) وهواه، (فان) (4) كان همه وهواه فيما يحب الله ويرضى جعلت صمته حمدا لله ووقارا وان لم يتكلم) (5).
152 - عبد الواحد بن علي بن محمد بن ثابت بن شعيب بن صالح، أبو طاهر
النجار المكفوف: من ساكني شارع دار الرقيق.
حدث عن أبي بكر محمد بن سليمان الباغندي وأبي محمد عبد الله بن اسحاق المدائني، روى عنه أبو الحسن محمد بن عبد الملك بن نعيم الاستراباذي والحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن البيع النيسابوري في معجم شيوخه.
* هامش * (1) في (ب): (الحمزي).
(2) في كل النسخ: (أبو الحسين).
(3) في (ج): (على نعمه).
(4) ما بين المعقوفتين ساقط من الاصول.
(5) انظر الحديث في: الجامع الكبير 5293.
(*)(1/160)
قرأت على أبي عبد الله بن الحنزي بأصبهان عن الخضر بن الفضل الصفار أن أبا عمرو عبد الوهاب بن محمد بن اسحاق بن منده أخبره عن الحاكم أبي عبد الله النيسابوري قال: حدثني أبو طاهر عبد الواحد بن علي بن محمد بن ثابت النجار ببغداد في شوال سنة احدى وأربعين وثلاثمائة وأنا سألته فقلت له: قد اشتكى ضرسي وأنا أريد الحج، فقال لي: اني أتيت عبد الله بن اسحاق المدائني وقد اشتكى ضرسي (1) فشكوت إليه فقال لي: اقرأ عليه القرآن وكل عليه الثمر (2)، فاني اشتكي ضرسي فأتيت أبا هشام الرفاعي فشكوت إليه فقال: اقرأ عليه القرآن وكل عليه الثمر، فانيى اشتكي ضرسي فأتيت أبا بكر بن عياش فشكوت إليه فقال لي: اقرأ عليه القرآن وكل عليه الثمر، ففعلته فبرئ، فجئت إليه فقلت له: عمن أحدث هذا ؟ فقال: اشتكي ضرسي فأتيت زر بن حبيش (فشكوت إليه فقال: اقرأ عليه القرآن، وكل عليه الثمر، ففعلته فبرئ، فأتيت زر بن حبيش) (3) فقلت: عمن أحدث هذا ؟ فقال:
اشتكي ضرسي فأتيت عبد الله بن مسعود فشكوت إليه، فقال لي: اقرأ عليه القرآن وكل عليه الثمر ففعلته فبرئ، فأتيت ابن مسعود فقلت له: عمن أحدث هذا ؟ فقال: اشتكي ضرسي فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فشكوت إليه، فقال لي: اقرأ عليه القرآن وكل عليه الثمر، ففعلت فبرئ.
أجاز لابن بكير في سنة ثمانين وثلاثمائة.
153 - عبد الواحد بن علي بن محمد الزارع، أبو جعفر الروياني (4): قدم بغداد وروى بها عن أبي حاتم الحسن بن محمد بن الحسين بن محمد الاهلمي كتابا صنفه في الاعتقاد، سمعه منه أبو الحسين بن الطيوري وطاهر بن أحمد النيسابوري وأبو طالب بن يوسف بباب المراتب في شهر رمضان سنة خمس وخمسين وأربعمائة، روى عنه ابن الطيوري وطاهر.
154 - عبد الواحد بن علي بن محمد بن فهد العلاف، أبو القاسم بن أبي الحسن (5): * هامش * (1) (وأنا أريد الحج...) حتى (...وقد اشتكى ضرسي) ساقط من (ج).
(2) في (ب): (الثمرة).
(3) مابين المعقوفتين زيادة ليست في الاصول.
(4) في (ب): (الروماني).
= = (*)(1/161)
من أهل نهر طابق.
سمع أبا الفرج بن فارس الغوري وأبا الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ - وهو آخر من حدث عنهما - وأبا الحسن علي بن محمد بن بشران وأبا الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد البزاز، وحدث بالكثير.
وكان صدوقا صالحا خيرا مأمونا، ذهبت كتبه حريقا ونهبا، وكانت سماعاته في اصول الناس، روى عنه أبو غالب بن البناء وأبو القاسم بن السمرقندي وعبد الوهاب الانماطي وعبد الخالق بن أحمد بن يوسف وأبو محمد عبد الله بن علي بن احمد المقرئ
وعمر بن ظفر المغازلي.
أخبرنا عبد الله بن احمد بن ابي المجد الحربي قال: أنبأنا أبو غالب (احمد) (1) بن الحسن بن احمد بن البناء، أنبأنا عبد الواحد بن علي العلاف، أنبأنا محمد بن احمد بن أبي الفوارس الحافظ، أنبأنا محمد بن عبد الله بن محمد الهروي، حدثنا علي بن محمد ابن عيسى هو الحيكاني (2)، حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع قال: أخبرني شعيب عن الزهري قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (بينما راع في غنمه عدا عليها الذئب فأخذ منها شاة، فطلبه الراعي فالتفت إليه الذئب فقال: من لها يوم السبع يوم ليس لها راع غيري ؟ وبينما رجل يسوق بقرة قد حمل عليها التفتت إليه فكلمته فقالت: اي لم أخلق لهذا ولكني خلقت للحرث)، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: (فاني أو من بذلك وأبو بكر وعمر) (3).
كتب الي علي بن المفضل الحافظ أن علي بن عتيق بن مؤمن أخبره عن القاضي عياض بن موسى اليحصبي، قال: سألت القاضي أبا علي الحسين بن محمد الصدفي المعروف بابن سكرة عن عبد الواحد بن فهد العلاف فقال: كان شيخا خيرا صالحا.
قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي قال: عبد الواحد بن علي بن * هامش * = = (5) انظر: العبر في خبر من غبر 3 / 312.
وتذكرة الحفاظ 3 / 1199.
(1) ما بين المعقوفتين زيادة من العبر 4 / 71.
(2) في (ب): (الحكامي).
(3) انظر الحديث في: صحيح البخاري 5 / 6، 15.
وصحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة 13.
وفتح الباري 7 / 18، 42.
(*)(1/162)
محمد بن فهد العلاف مولده قبل الاربعمائة بسنة (1) أو سنتين.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي (2) بخطه قال: مات أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن فهد العلاف يوم الجمعة السادس عشر من ذي القعدة سنة ست وثمانين وأربعمائة، ودفن في مقبرة باب حرب، وهو آخر من حدث عن أبي الفرج بن الغوري وأبي الفتح بن أبي الفوارس.
155 - عبد الواحد بن علي بن محمد بن حمويه الجويني، أبو سعد بن أبي الحسن ابن أبي عبد الله الصوفي النيسابوري: سمع ابا بكر وجيه بن طاهر الشحامي بنيسابور، وأبا الفضل أحمد بن سعد بن حمان (3) وأبا منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار بهمذان، وقدم بغداد في سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة في صباه، وسمع بها أبا الوقت عبد الاول بن عيسى بن شعيب السجزي، وعاد الى خراسان ثم قدم بغداد في سنة سبع وثمانين وخمسمائة فحج، وعاد في سنة ثمان ونزل برباط شيخ الشيوخ وحدث بأربعين حديثا ثمانية جمعها عن شيوخه المذكورين ها هنا وبغيرها، وكان شيخا حسنا من بيت التصوف وأولاد المشايخ، وقد تقدم ذكر جده في أول هذا الكتاب.
أخبرنا يوسف بن خليل الادمي بحلب قال: أنبأنا أبو سعد (4) عبد الواحد بن علي ابن محمد بن حمويه الجويني الصوفي النيسابوري قدم علينا بغداد بقراءتي عليه بها بمرو، أنبأنا أبو الاسعد (5) هبة الرحمن (بن عبد الواحد) بن عبد الكريم بن هوازن (6) القشيري قال: أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد الخفاف، أنبأنا أبو العباس محمد بن اسحاق السراج، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا الليث عن ابن شهاب عن ابن المسيب * هامش * (1) في (ج): (الاربعين بسنة).
وفي (ب): (الاربعمائة سنة).
(2) في (ب): (الدري).
(3) (ابن حمان) ساقطة من (ب).
(4) في (ب): (أبو سعيد).
(5) في (ب)، الاصل: (أبو الاسود).
(6) في (ب): (هوازم).
(*)(1/163)
وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة فان شدة الحر من فيح جهنم) (1).
قرأت بخط ابي سعد عبد الواحد بن علي الجويني قال: مولدي في سادس شهر الله رجب سنة تسع وعشرين وخمسمائة.
وبلغنا أنه خرج من بغداد قاصدا الشام فدخلها زائرا المشاهد بها، وعاد قاصدا نيسابور فأدركه أجله بالري في سنة ثمان وثمانين وخمسمائة.
156 - عبد الواحد بن عمر بن المظفر، أبو طاهر الملاح: روى عن أبي الحسين محمد بن أحمد بن سمعون الواعظ شيئا من كلامه، روى عنه أبو بكر الخطيب.
أخبرنا عبد الوهاب بن علي قال: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد الشيباني، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: حدثنا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن المظفر (2) الملاح قال: سمعت ابن سمعون يقول: رأيت المعاصي نذالة فتركتها مروءة فاستحالت ديانة.
157 - عبد الواحد بن أبي الفتح بن عبد الرحمن بن عصية، أبو محمد: من أهل الحربية وبيض (...) (3).
أنبأنا أحمد بن سليمان الحربي (4) ونقلته من خطه، قال: توفي عبد الواحد بن أبي الفتح ابن عصية يوم الثلاثاء سابع عشري (5) جمادى الاولى من سنة ست وثمانين وخمسمائة.
* هامش * (1) انظر الحديث في صحيح البخاري 1 / 142.
وصحيح مسلم، كتاب المساجد 18.
وفتح الباري: 2 / 18، 15.
(2) (عمر بن المظفر) ساقطة من (ب).
(3) مكان النقط بياض في كل الاصول.
(4) في الاصل، (ب): (سليمان الحربي).
(5) في (ب): (سابع عشر).
(*)(1/164)
158 - عبد الواحد بن الفضل المطيع لله بن جعفر المقتدر بالله بن أحمد المعتضد بالله بن محمد الموفق بالله بن جعفر المتوكل على الله بن محمد المعتصم بالله ابن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب.
ذكر عبد الوهاب الميداني أنه وافى دمشق في يوم الجمعة سلخ ربيع الاول سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة فأنزل دارا في لؤلؤة (1) خارج باب الجابية.
159 - عبد الواحد بن القاسم بن الفضل بن عبد الواحد بن أحمد بن يوسف الصيدلاني، أبو القاسم بن أبي المطهر.
من أهل أصبهان من اولاد المحدثين، قدم بغداد حاجا في صفر سنة سبع وخمسمائة وحدث بها عن أبي الفتح اسماعيل بن الفضل بن احمد السراج المعروف بابن الاخشيد وأبي بكر محمد بن علي بن (أبي) (2) ذر الصالحاني وابي الرجاء احمد بن محمد بن احمد الكسائي وابي الفرج (3) سعيد بن ابي الرجاء الصيرفي وابي عبد الله محمد بن ابي الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد بن ماهان وابي منصور عبد الله بن محمد ابن أحمد بن الكسائي المعدل، حدثني عنه عبد الرحمن بن عمر بن الغزال الواعظ،
وقد كتب الي بالاجازة من أصبهان بجميع مروياته.
أخبرني ابن الغزال قال: أنبأنا أبو القاسم عبد الواحد بن القاسم بن الفضل (الاصبهاني) (4) الصيدلاني قدم علينا بغداد حاجا قال: أنبأنا أبو الفتح اسماعيل بن الفضل بن احمد بن الاخشيد السراج قراءة عليه، أنبأنا أبو طاهر محمد بن احمد بن عبد الرحيم الكاتب وابو القاسم عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي علي قالا: أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن أحمد الصائغ، حدثنا أبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن * هامش * (1) في (ب): (لولوي).
(2) ما بين المعقوفتين زيادة من العبر 4 / 83.
(3) في الاصل: (أبي منصور).
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(1/165)
الفيريابي (1)، حدثنا قتيبة بن سعيد وعبد الاعلى بن حماد قالا: حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أذن الله لشئ ما أذن لنبي يتغني بالقرآن) (2).
أنبأنا عبد الوهاب بن بزغش المقرئ ونقلته من خطه قال: سألته - يعني عبد الواحد ابن القاسم الصيدلاني - عن مولده، فقال: ولدت سنة أربع عشرة وخمسمائة، وقال لغيره: في ذي الحجة.
قرأت بخط صديقنا أبي العلاء علي بن الحسن القزويني ثم الاصبهاني قال: توفي أبو القاسم بن ابي المطهر (3) الصيدلاني في يوم الاحد تاسع عشر جمادى الاولى سنة خمس وستمائة بأصبهان.
160 - عبد الواحد بن كرم بن بركة بن الحسين، البواب الفراش، المقرئ:
من أهل الرصافة.
كان فراشا بترب الخلفاء هناك، قرأ القرآن بالرويات على أبي حفص عمر بن ظفر المغازلي وروى عنه شيئا يسيرا، وكان شيخا صالحا، حسن التلاوة للقرآن، أقرأ القرآن (4) لجماعة، سمع منه رفيقانا (5) مبارك بن مسعود وعلي معالي الرصافيان.
وذكر لي مبارك أنه قرأ عليه القرآن.
قرأت بخط محمد بن كمار بن ناصر بن نصر الحداديى المراغي الواعظ قال: أنشدني الشيخ الامام أبو محمد عبد الواحد بن كرم بركة المقرئ المقيم بالترب الشريفة: لئن قنعت نفسي بأيسر بلغة من العيش يكفيني الى يوم تكفيني وان هي لم تقنع فتلك مصيبة أصبت بها في النفس والعقل والدين ذكر مبارك الرصافي أن عبد الواحد بن كرم ولد قبل العشرين وخمسمائة، وتوفي * هامش * (1) في (ب): (الغيريابي).
(2) انظر الحديث في صحيح البخاري 6 / 236، 9 / 173، 193.
وصحيح مسلم، كتاب المسافرين باب 34.
(3) في (ب)، (ج): (أبي المظفر).
(4) (اقرأ القرآن) ساقطة من (ج).
(5) في الاصل: (رفقانا) وفي (ج): (رفقابا) وفي (ب): (رفيقنا).
(*)(1/166)
سنة اثنتين أو ثلاث وتسعين وخمسمائة، وكان مسنا - (رحمه الله) (1).
161 - عبد الواحد بن المبارك بن أبي بكر بن أبي منصور المستعمل، أبو منصور ابن أبي محمد الخباز: من أهل الحريم الطاهري (2)، أخو ابي بكر محمد الذي تقدم ذكره.
سمع أبا علي احمد بن احمد بن الخراز وابا المعالي محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن اللحاس
العطار.
وغيرهما (3)، كتبت عنه، وكان شيخا لا بأس به.
أخبرنا عبد الواحد ومحمد ابنا المبارك بن أبي بكر (4) المستعمل بقراءتي عليهما قالا: أنبأنا أبو علي احمد بن احمد بن علي الخراز قراءة عليه، أبنأنا أبو الغنائم محمد ابن علي بن أبي عثمان، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى البيع، حدثنا أبو عبد الله الحسين بن اسماعيل المحاملي املاء، أنبأنا عمر بن محمد الاسدي، حدثنا أبي، حدثنا أبان البجلي عن ابي بكر بن حفص عن عائشة قالت: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم (رجل) (5) فقال: (أقبل) (6) في رمضان ؟ قال: (نعم)، ثم أتاه آخر فقال: أقبل في رمضان ؟ فقال: (لا) (7)، فقالت عائشة: يا رسول الله (8) أذنت لذاك ومنعت هذا ؟ قال: (ان الذي أذنت له شيخ كبير يملك اربه، والذي منعته رجل شاب لا يلمك اربه فلذلك منعته) (9).
سألت ابا منصور عبد الواحد بن المبارك عن مولده فقال: في سنة خمس أو ست وأربعين وخمسمائة.
وتوفي يوم الخميس الخامس من جمادى الاخرة سنة عشرين * هامش * (1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل، (ب).
(2) في (ب): (الطاهرين).
(3) في (ب): (وغيره).
(4) في النسخ: (أبي المبارك).
(5) ما بين المعقوفتين زيادة من المصادر.
(6) ما بين المعقوفتين زيادة من المصادر.
(7) (فقال: لا) ساقطة من (ج).
(8) (يارسول الله) ساقطة (ب).
(9) انظر الحديث في: كنز العمال 24407.
(*)(1/167)
وستمائة، ودفن من الغد بباب حرب.
162 - عبد الواحد بن محمد بن ابراهيم الباقرحي: أنبأنا ذاكر بن كامل عن أبي محمد عبد الله بن احمد السمرقندي قال: قرأت على أبي محمد عبد الله بن الحسن الكامخي الساوي نزيل الري بها قال: أنشدني ابراهيم بن مخلد بن جعفر الباقرحي ببغداد، أنشدني عبد الواحد بن محمد بن ابراهيم الباقرحي، أنشدني الميموني قال: أنشدنا المبرد: لا تبخلن بمعروف عرفت له وجها وبادر به في وقت عرفانه فربما انقبضت من بعد ما انبسطت كف و (قد) (1) أعوزتني (2) بعد امكانه 163 - عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن حفص (3) (4) بن منير، أبو محمد المنيري: من اهل جرجان.
سمع أبا بكر احمد بن ابراهيم الاسماعيلي وأبا احمد (5) عبد الله ابن عدي وأبا عمرو البحيري وغيرهم، روى عنه حمزة السهمي.
واجتاز بالنهروان وحدث بها.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي قال: كتب الي أبو منصور شهردار (6) بن شيرويه بن شهردار الديلمي قال: أنبأنا والدي، حدثنا أبو المعالي الحسن بن محمد بن شادي الاصم الاستراباذي، أنبأنا أبو محمد عبد الواحد بن عمر بن محمد بن جعفر بن منير المنيري بنهروان، حدثنا أبو الحسن محمد بن علي بن سهل الماسرجسي (7)، أنبأنا أحمد ابن محمد بن الشرقي الحافظ، أنبأنا أبو الازهر يزيد بن أبي حكيم قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم * هامش * (1) ما بين المعقوفتين ليست في الاصول.
(2) في (ب): (أعود لي).
(3) انظر: تاريخ جرجان، ص 270.
(4) في تاريخ جرجان: (بن جعفر).
(5) في (ب): (واحمد)، وفي (ج): (وابا حمد).
(6) في النسخ: (شهروان).
(7) (في الاصل)، (ب): (الماسوجسي).
(*)(1/168)
في النوم فقلت: يا رسول الله ! رجل من امتك يقال له سفيان الثوري ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا بأس به، فقلت: ذكرنا عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري أنك ليلة أسري بك رأيت ادريس في السماء الرابعة ؟ قال: نعم، قال: قلت: يارسول الله ! ان ناسا من أمتك يحدثون في السرى بالعجائب ؟ قال: ذلك متاع القصاص.
ذكر حمزة السهمي في (تاريخ جرجان) أن المنيري مات في شهر رمضان سنة عشرين وأربعمائة.
164 - عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن الحمامي، أبو القاسم المقرئ: من أهل شارع دار الرقيق.
سمع أبا الحسن أحمد بن علي بن الحسن بن الباذا وأبا عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد الغضائري (1) وأبا علي الحسن بن الحسين (2) ابن دوما النعالي وأبا الحسين محمد بن الحسين (بن محمد) (3) بن الفضل القطان وأبا محمد يحيى بن محمد بن عبد الله الارزني اللغوي وغيرهم.
وكان مقلا (4) من الحديث، صالحا، روى عنه أبو علي أحمد وأبو ياسر (5) عبد الله ابنا محمد بن أحمد البرداني.
أنبأنا شجاع بن سالم بن علي قال: أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن محبوب، أبنأنا أبو علي أحمد بن محمد بن أحمد البرداني (6) قال: قرأت على عبد الواحد بن محمد بن أحمد (7) الحمامي: أخبرك الحسين بن الحسن الغضائري (8)، وأنبأنا أبو علي
ابن أبي القاسم بن أبي علي قال: أنبأنا محمد بن عبد الباقي البزاز، أنبأنا أبو الفضل عباس بن أحمد بن محمد الهاشمي، أنبأنا الحسين بن الحسن الغضائري، أنبأنا محمد بن * هامش * (1) في النسخ: (الفضائري).
(2) في النسخ: (الحسين بن الحسن).
(3) ما بين المعقوفتين زيادة من العبر.
(4) في (ب): (مقالا).
(5) في (ج): (أبو محمد).
(6) في (ب): (البرزالي).
(7) في (ج) (احمد بن محمد).
(8) في الاصول: (الفضائري).
(*)(1/169)
يحيى الصولي، حدثنا هشام بن علي العطار، حدثنا عثمان بن طالوت، حدثنا العلاء ابن محمد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أكثروا ذكر هادم اللذات)، قالوا: يا رسول الله ! وما هادم اللذات ؟ قال: (الموت) (1).
أخبرنا الاسعد بن بقاء النجار قال: أنبأنا المبارك بن علي الصيرفي، أنبأنا أبو ياسر عبد الله بن محمد البرداني قال: أنشدنا أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن أحمد الحمامي قال: أنشدنا أبو محمد يحيى بن محمد بن عبد الله الارزني (2) اللغوي لنفسه: لعل فتى حرا يزور بنا القفصا فندرك من لذاتنا الغرض الاقصى فبستان نهر القفص أحسن منظرا عجائبه ليست تحد ولا تحصى إذا ما سرحت الطرف في جنباته رأيت عيانا للسرور به شخصا
ترى شجر النارنج يجلو عرائسا (و) قد جعلت حمر الثياب لها قمصا كأن نجوما بحن (3) في رونق الضحى ولم يبد نور الصبح في نورها نقصا سقى الله أرض القفص كل عشية من الغيث ما يروي الدساكر والقفصا فكم فئة (4) بيض كرام صحبتهم هناك فلم أنزل بهم منزلا نقصا مقيمين بحنا (5) اللهو غضا بحيث لا يخالف في نيل المراد ولا نقصا موافقة أسماؤهم لصفاتهم فلا حوشبا فيهم يعد ولا حفصا يدير بها سوداء تحسب لونها من الخبر أو قطعا من الليل منغصا الى النحل تنمى من دساكر واسط ولم تتربع لا دمشق ولا حمصا أخبرنا الاسعد بن بقاء الازجي قال: أنبأنا المبارك بن علي الصيرفي، أنبأنا أبو ياسر * هامش * (1) انظر الحديث في: كشف الخفا 1 / 188.
ومجمع الزوائد 10 / 380.
وتلخيص الحبير 2 / 101.
(2) في الاصل، (ب): (الارزي).
(3) في الاصل: (تجن).
(4) في الاصل: (فتنة).
(5) هكذا في النسخ.
(*)(1/170)
عبد الله بن محمد بن احمد البرداني قال: ذكر لنا عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن الحمامي المقرئ أن مولده في سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، ومات يوم الاربعاء سلخ ربيع الاخر سنة تسع وستين وأربعمائة، ودفن بمقبرة باب حرب.
وكان سماعه من ابن الباذا صحيحا.
165 - عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن الشواء، أبو القاسم الزاهد: سمع أبوي على الحسن بن شهاب العكبري بعكبرا والحسن بن الحسين بن العباس
ابن دوما النعالي ببغداد، وسكن بيت المقدس وحدث هناك، روى عنه الفقيه نصر بن ابراهيم ومكي بن عبد السلام المقدسيان وعمر بن عبد الكريم الدهستاني وأبو بكر يحيى بن ابراهيم بن عثمان بن عمر بن شبل الاسكندراني، وكان سماعه منه في جمادى الاولى سنة اثنتين وستين وأربعمائة.
كتب الي أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي قال: أنبأنا أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي المصيصي، حدثنا أبو الفتح نصر بن ابراهيم المقدسي قال: أنبأنا أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن أحمد البغدادي، أنبأنا أبو علي الحسن بن شهاب (1) بن الحسن العكبري، حدثنا أبو بكر احمد بن يوسف بن خلاد النصيبي، حدثنا الحارث بن محمد بن أبي اسامة، حدثنا سعيد بن عمار عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ستتبعون سنن من قبلكم باعا فباعا وذراعا فذراعا وشبرا فشبرا، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه) (2)، قالوا: يا رسول الله ! اليهود والنصارى ؟ قال: (فمن ؟) (3).
166 - عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن الحسن بن جودة، أبو نصر بن أبي عبد الله: من أهل باب المراتب، تقدم ذكر والده في أول الكتاب.
سمع الكثير بقراءة الخطيب * هامش * (1) في الاصول: (الحسن عن شهاب).
(2) في الاصول: (لدخلتم معهم).
(3) انظر الحديث في: السنة لابن أبي عاصم 1 / 36.
(*)(1/171)
من أبي محمد الحسن بن علي الجوهري وغيره وحدث بيسير، سمع منه أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو البلخي وأبو الفضل محمد بن محمد بن محمد بن عطاف
الموصلي.
أنبأنا ذاكر بن كامل عن أبي عبد الله البلخي وأبيى الفضل بن عطاف قالا: أنبأنا أبو نصر عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن الحسن بن جودة (1) قراءة عليه، أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري، وأنبأنا أبو طاهر لاحق بن أبي الفضل الصوفي قراءة عليه، أنبأنا هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الكاتب، أنبأنا الحسن بن علي الواعظ قالا: أنبأنا أبو بكر بن مالك، حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثنيى أبي، حدثنا حفص بن غياث عن هشام عن أبيه (عن) (2) الزبير بن العوام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأن يحمل الرجل حبلا فيحتطب (به) (3) ثم يجئ فيضعه في السوق فيبيعه فينفقه على نفسه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه) (4).
قرأت في كتاب هزار سب بن عوض الهروي بخطه قال: توفي أبو نصر ابن جودة في يوم السبت تاسع جمادى الاخرة سنة ثلاث وتسعين - يعني وأربعمائة، ودفن في تربة بالحربية مجاورة ابن القزويني.
167 - عبد الواحد بن محمد الموفق بالله بن جعفر المتوكل على الله بن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي ابن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب: ذكر أبو جعفر بن الطبري في تأريخه أنه قتل في خلافة ابن أخي المكتفي بالله علي ابن احمد المعتضد بالله في ليلة الاثنين لأربع عشرة بقيت من شهر رمضان سنة تسع وثمانين ومائتين، وكان مولده في صفر سنة احدى وسبعين ومائتين.
168 - عبد الواحد بن محمد بن الحسن الترمذي: * هامش * (1) في النسخ: (ابن حردة).
(2) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الاصول.
(3) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الاصول.
(4) انظر الحديث في: مسند أحمد 1 / 164، 167.
(*)(1/172)
سكن بغداد وحدث بها عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي الاحوص الكوفي وأبي الحسن علي بن حماد بن السكن البزاز، روى عنه أبو اسحاق المستملي البلخي.
قرأت على أم حبيبة أم سفيان الثوري بأصبهان عن أبي نصر محمد بن أبي رجاء الصائغ قال: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن اسحاق بن منده قراءة عليه، أنبأنا عبد الصمد بن محمد العاصمي ببلخ، أنبأنا أبو اسحاق ابراهيم بن أحمد بن داود المستملي، حدثنا عبد الواحد بن محمد بن الحسن الترمذي ببغداد املاء بقرب المطبق، حدثنا علي ابن حماد أبو الحسن، حدثنا علي بن عبد الله بن يحيى، حدثنا سفيان عن ابن شهاب الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بهذه الحبة السوداء فان فيها شفاء، كل داء الا السام)، والسام: الموت (1).
169 - عبد الواحد بن محمد بن الحسن البزاز الفقيه، (أبو القاسم) (2)، المعروف بابن الخياط: من أهل البصرة.
قدم بغداد وحدث بها عن أبي اسحاق ابراهيم بن طلحة بن ابراهيم بن غسان، سمع منه أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي وأبو بكر محمد ابن أحمد بن عبد الباقي المعروف بابن الخاضبة وأبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي وروى عنه.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أنبأنا أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن الحسن التمار المعروف بابن الخياط البصري قراءة عليه ببغداد بالمدرسة النظامية في سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة قال: أنبأنا أبو اسحاق ابراهيم بن طلحة بن ابراهيم بن محمد بن غسان بالبصرة في ذي القعدة سنة أربع وثلاثين
وأربعمائة، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن العباس بن الفضل الاسفاطي، حدثنا موسى بن سهل بن عبد الحميد الجوني، حدثنا محمد بن رمح، حدثنا الليث بن سعد عن أبي الزبير عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تأكلوا بالشمال، فان الشيطان يأكل بالشمال) (3) * هامش * (1) انظر الحديث في: مسند أحمد 2 / 510، 6 / 138.
(2) ما بين المعقوفتين من الاسناد التالي.
(3) انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الاشربة باب 13.
ومسند أحمد 3 / 334.
(*)(1/173)
قرأت في كتاب محمد بن عبد الرزاق البازكلي البصري بخطه قال: توفي (أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن) (1).
الحسن بن الخياط في بغداد يوم الاربعاء خامس جمادى الاخرة سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة، ودفن بباب أبرز.
170 - عبد الواحد بن محمد بن الحسن بن البني، أبو السعود (2): من أهل باب المراتب.
سمع أبا الحسن علي بن محمد بن محمد بن الخطيب الانباري وحدث باليسير، روى عنه أبو القاسم بن عساكر الدمشقي في معجم شيوخه.
أخبرنا عمر بن عبد الرحمن الانصاري بدمشق قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي قال: أنبأنا عبد الواحد بن محمد بن الحسن أبو السعود المعروف بابن البني بقراءتي عليه ببغداد، وأنبأنا عبد العزيز بن محمود الحافظ قال: أنبأنا محمد بن مسعود أبو الغنائم ومحمد بن عبيد الله أبو بكر ومحمد بن عبد الباقي أبو الفتح قالوا جميعا: أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن محمد (3) الخطيب الانباري قراءة عليه، أنبأنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار، حدثنا محمد بن سعيد الضرير، أنبأنا عبد الله بن نمير، أنبأنا
هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا الدهر فان الله (4) يقول: أنا الدهر (5)، لي الليل أجدده (6) وأبليه وأذهب بملوك وآتي بملوك) (7).
* هامش * (1) ما بين المعقوفتين زيادة من الاسناد السابق.
(2) انظر: تعليق الاكمال 1 / 478.
(3) (ابن محمد) سقط من (ب).
(4) في (ج): (فان الدهر).
(5) (أنا الدهر) سقط من (ب).
(6) في النسخ: (الليل أجده).
(7) انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الادب باب 1.
ومسند أحمد 2 / 395، 491، 496، 499.
(*)(1/174)
171 - عبد الواحد بن محمد بن عبد السميع بن اسحاق بن ابراهيم بن الواثق بالله، أبو الفضل الهاشمي المعروف بابن الطوابيقي (1): من أهل باب البصرة.
سمع أبا الحسن علي بن عبد الله بن ابراهيم العيسوي (2) وحدث باليسير، روى عنه أبو السعود أحمد بن علي بن المجلى وأبو بكر محمد بن الحسين المزرفي (3) وأبو القاسم بن السمرقندي وعبد الوهاب الانماطي.
أخبرنا عبد العزيز بن معالي الاشناني (4) قال: أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك الانماطي، أنبأنا الشريف أبو الفضل عبد الواحد بن محمد بن عبد السميع بن الواثق، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن ابراهيم الهاشمي، حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو، حدثنا أحمد بن الوليد الفحام، حدثنا حجاج بن محمد الاعور عن ابن جريج
قال: أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الضرب في الوجه.
قرأت بخط أبي بكر بن الخاضبة قال: سئل الشريف أبو الفضل يعني ابن الطوابيقي عن مولده، فقال: سنة تسعين - يعني وثلاثمائة - تقديرا.
أنبأنا أبو القاسم الازجي عن أبي بكر محمد بن علي بن ميمون الدباس قال: أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون المعدل (5) قال: توفي أبو الفضل عبد الواحد بن الطوابيقي في ليلة الاحد، ودفن يوم الاحد ثاني عشرى جمادى الاخرة سنة تسع وسبعين وأربعمائة، ذكر غيره أنه دفن بمقبرة جامع المنصور.
172 - عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس بن الحصين، أبو غالب بن أبي عبد الله الشيباني: من بيت رئاسة وتقدم، تقدم ذكر والده.
سمع الكثير مع أخويه أبي القاسم هبة الله * هامش * (1) انظر: المنتظم 9 / 32.
(2) في الاصل، (ج): (العبسوي) وفي (ب): (العبوسي) والتصحيح من العبر 3 / 119.
(3) في (ج): (المزرقي).
(4) في (ب): (الاشنان).
(5) في (ب): (المعدد).
(*)(1/175)
وابي الفرج الحصين من الامير أبي محمد الحسن بن عيسى بن المقتدر بالله وأبي طالب محمد بن محمد بن ابراهيم بن غيلان وأبي علي الحسن بن علي بن المذهب وأبي القاسم علي بن المحسن التنوخي وأبي محمد الحسن بن علي الجوهري.
ومات شابا، ما أظنه روى شيئا.
قرأت في كتاب أبي طاهر احمد بن الحسن الكرجي بخطه قال: مات أبو غالب عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين في يوم السبت سادس عشر رجب سنة سبع وعشرين وأربعمائة بعد أبيه بشهر واحد وأحد عشر يوما.
173 - عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد بن الحسن بن مبارك (1) الشيباني، أبو القاسم بن أبي غالب القزاز، المعروف بابن زريق: من أهل الحريم الطاهري.
وهو أخو عبد الرحمن الذي تقدم ذكره، وكان الاصغر، سمع أبا الحسين المبارك (2) بن الجبار بن أحمد الصيرفي وأبا بكر أحمد بن المظفر بن سوسن التامار وغيرهما، سمع منه أبو نجيح محمود بن أبي الرجاء الواعظ الاصبهاني وأبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف.
قرأت على أبي عبد الله محمد بن صالح النحوي بأصبهان عن أبي نجيح محمود بن أبي الرجاء الواعظ قال: أنبأنا أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد القزاز بقراءتي عليه ببغداد في جمادى الاخرة سنة خمس وعشرين وخمسمائة، وأنبأنا عبد العزيز بن معالي بن غنيمة قال: أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك الانماطي، قالا أنبأنا أبو بكر أحمد بن المظفر بن الحسن بن سوسن التمار، حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن محمد الحرفي املاء، حدثنا حمزة بن محمد (3) الدهقان، حدثنا محمد بن عيسى بن حبان، حدثنا شعيب بن حرب، حدثنا شعبة، حدثنا قتادة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يهرم ابن آدم وتبقى منه اثنتان: الحرص والامل) (4).
* هامش * (1) في النسخ: (بن منازل).
(2) في النسخ: (أبا الحسين بن المبارك).
(3) في (ج): (بن مخلد).
(4) انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الزكاة 115.
وسنن الترمذي 455، وسنن ابن ماجة
4234.(1/176)
174 - عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد بن الداريج، أبو السعود بن أبي طاهر المعروف بابن الطراح (1): من أهل القطيعة بباب الازج.
سمع في صباه أبا بكر محمد بن عبد الباقي البزاز وأبا البركات يحيى بن عبد الرحمن بن حبيش الفارقي وأبوي الفضل عبد الملك بن علي بن يوسف ومحمد بن ناصر الحافظ وغيرهم، كتبت عنه، وكان شيخا جليلا، حسن الاخلاق ساكنا، وكان يسكن بقرية تعرف بالفارسية من طريق خراسان، ويقدم علينا في أيام العيد فنسمع منه.
أخبرنا عبد الواحد بن محمد بن الداريج بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البزاز، أنبأنا الحسن بن علي الجوهري، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الوراق، أنبأنا محمد بن حمزة بن محمد بن عيسى الكاتب، حدثنا نعيم ابن حماد، حدثنا ادريس وعبد العزيز بن محمد عن سهيل (2) بن أبي صالح عن أبيه عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من كان منكم مصليا بعد الجمعة فليصل بعدها أربعا) (3).
سألت أبا السعود بن الداريج عن مولده فقال: في سنة عشرين وخمسمائة، وتوفي في الخامس من ذي الحجة سنة ثلاث وستمائة بالفارسية ودفن بها.
175 - عبد الواحد بن محمد بن عبيد الله بن عبيد الزجاج، أبو القاسم بن أبي بكر الخباز، المعروف بابن الاسلي: من أهل البصرة.
سمع أبا الحسن بن أحمد بن رزقويه وأبا الحسين علي ابن محمد بن بشران وأبا الحسن علي بن أحمد الحمامي وغيرهم (4)، روى عنه أبو القاسم بن السمرقندي.
* هامش * (1) انظر: هامش الاكمال 3 / 376.
(2) في (ج): (عن سهل).
(3) انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الجمعة 69.
وسنن أبي داود 1131.
(4) في (ب): (وغيره).
(*)(1/177)
أنبأنا أبو حامد عبد الله بن مسلم الوكيل والاعز بن علي بن المظفر قالا: أنبأنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي قراءة عليه، أنبأنا أبو القاسم عبد الواحد ابن محمد بن عبيد الله بن الاسلي، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر الحمامي، أنبأنا أبو جعفر عبد الله بن اسماعيل بن بريه الهاشمي، وأنبأنا أبو علي ضياء بن أحمد بن أبي علي، أنبأنا محمد بن عبد الباقي الشاهد، أنبأنا عاصم بن الحسن، أنبأنا علي بن محمد بن عبد الله، حدثنا الحسين بن صفوان قالا: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا سويد بن عبد العزيز عن ثابت بن عجلان قال: حدثني سليم أبو عامر قال: سمعت أبا هريرة وهو قائم عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل هذا اليوم وفي مثل هذا الشهر، فقال: (أحسنوا يا أيها الناس برب العالمين الظن، فان الرب عند ظن عبده به) (1).
قرأت في كتاب (التأريخ) لابي الفضل احمد بن صالح بن شافع الجيلي بخطه قال: أبو القاسم عبد الواحد بن الاسلي - يعني: توفي - يوم الاربعاء سابع شهر ربيع الاول سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة.
176 - عبد الواحد بن محمد بن عثمان، أبو الحسين (2)، المجاشي: سمع ابا القاسم اسماعيل بن الحسن بن عبد الله بن هشام الصرصري وأبا نصر أحمد ابن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي وغيرهما، روى عنه أبو علي أحمد بن محمد بن
أحمد البرداني وأبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي في معجم شيوخه.
أنبأنا محمد بن الحسين النهرواني قال: أنبأنا ابراهيم بن أحمد بن مالك العاقولي قراءة عليه، أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي النرسي، حدثنا أبو الحسين عبد الواحد بن محمد بن عثمان المجاشي، حدثنا اسماعيل بن الحسن الصرصري، حدثنا الحسين بن اسماعيل المحاملي، حدثنا أبو السائب، حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي الزناد (3) عن الاعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يضحك الله عز وجل الى رجلين أحدهما * هامش * (1) انظر الحديث في كنز العمال 5854.
(2) في (ب): (أبو الحسن).
(3) في (ج): (أبي الزياد).
(*)(1/178)
قتل الاخر، كلاهما دخل الجنة ! يقاتل هذا في سبيل الله فيستشهد، ثم يتوب الله على قاتله فيسلم فيقاتل في سبيل الله فيستشهد) (1).
قرأت بخط أبي الفضل احمد بن الحسين بن خيرون قال: توفي أبو الحسين عبد الواحد بن محمد بن عثمان المجاشي بأسفل من واسط في شهر رمضان سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة، سمعت منه.
177 - عبد الواحد بن محمد بن علي بن عبد الواحد بن جعفر بن الصباغ، أبو المظفر بن أبي غالب (2).
من ساكني دار الخلافة، تقدم ذكر والده.
قرأ القرآن على أبي الخير المبارك بن الحسين الغسال، وتفقه على الكيا أبي الحسن الهراسي، وسمع الحديث من أبي الشريف أبي الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي وأبي الحسن علي بن محمد بن محمد بن الخطيب الانباري وابي محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي وابي عبد الله الحسين
ابن احمد بن محمد بن طلحة النعالي وابي الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر وأبي الفضل حمد بن أحمد بن الحسن الحداد الاصبهاني وغيرهم.
وشهد عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن محمد الدامغاني في شوال سنة أربعين وخمسمائة، ثم عند قاضي القضاة أبي القاسم الزينبي فقبلاه، روى لنا عنه يوسف بن المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف.
أخبرنا يوسف بن المبارك بن كامل قال: أنبأنا أبو المظفر عبد الواحد بن محمد بن علي الصباغ بقراءتي عليه وأنا أسمع قال: أنبأنا أبو الفوارس طراد بن محمد الهاشمي، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عمر الغزال، أنبأنا اسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا عباس بن محمد، حدثنا محمد بن يوسف عن سفيان عن الاعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أهل الجنة لا يتغوطون، طعامهم جشاء (3) ورشح * هامش * (1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 4 / 29.
وصحيح مسلم، كتاب الامارة 128، 129.
(2) انظر: المنتظم 10 / 135.
(3) في النسخ: (حشاء).
(*)(1/179)
كالمسك، يلهمون الحمد والتسبيح كما يلهمون النفس) (1).
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عبد الواحد ابن محمد بن علي بن الصباغ أبو المظفر أحد الشهود من بيت العلم والعدالة، وكانوا يتكلمون فيه وينسبونه الى أشياء، والله يعفو له، كتبت عنه، وسألته عن مولده، فقال: في النصف من جمادى الاخرة سنة خمس وسبعين وأربعمائة بالكرخ.
أنبأنا عبد الكريم بن محمد الاصبهاني عن أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي قال: توفي أبو المظفر عبد الواحد بن محمد بن الصباغ في يوم الاربعاء الخامس
والعشرين من جمادى الاخرة سنة ثلاث واربعين وخمسمائة، وصلى عليه يوم الخميس بجامع القصر، وحمل الى باب حرب، وكان سماعه صحيحا الا أنه كان مخلطا (2) في نفسه.
178 - عبد الواحد بن محمد بن هبيرة، أبو الرضاء الدوري: أخو الوزير أبي المظفر يحيى.
ذكره شيخنا أبو بكر محمد بن المبارك بن محمد بن مشق في معجم شيوخه الذين أجازوا له، ولم يذكر له رواية.
179 - عبد الواحد بن محمد، أبو العباس البغدادي: كتب الي محمد بن معمر بن عبد الواحد الاصبهاني أن أبا بكر أحمد بن علي بن موسى المقرئ أخبره عن ابي مسلم عمر بن علي البخاري قال: حدثنا أبو نصر محمد ابن الحسن بن اسرافيل الشروطي بغزنة قال: أنشدني أبو العباس عبد الواحد بن محمد البغدادي بهمدان لبعضهم: الالف لا يصبر عن الفه مقدار رجع الطرف بالطرف وقد صبرنا عنكم ساعة فليس ذا فعل أولى الظرف * هامش * (1) انظر الحديث في: مسند أحمد 3 / 316.
وشرح السنة 15 / 212.
(2) في (ب): (مخلقا).
(*)(1/180)
180 - عبد الواحد بن محمود بن محمد بن علي بن سعترة، أبو الفتح البيع: من ساكني سوق العميد.
سمع بعد علو سنه من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وأبي زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي وأبي محمد عبد الله بن منصور بن هبة الله الموصلي وجماعة من هذه الطبقة، كتبنا عنه، وكان شيخا صالحا متدينا، ذا
فهم وتيقظ، أضر في آخر عمره.
أخبرنا عبد الواحد بن محمود البيع قال: أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد، أنبأنا مالك بن أحمد بن علي، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد القرشي، حدثنا ابراهيم بن عبد الصمد الهاشمي قال: حدثنا أبو مصعب عن مالك عن يحيى بن سعيد عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لولا أن أشق على أمتي لاحببت أن لا أتخلف خلف سرية تخرج في سبيل الله عز وجل، ولكن لا أجد ما أحملهم عليه، ولا يجدون ما يتحملون عليه ويشق عليهم أن يتخلفوا بعدي، (و) لوددت أني اقاتل في سبيل الله عز وجل فأقتل ثم أحيى ثم أقتل ثم أحيى ثم أقتل) (1).
أنشدني محمد بن سعيد الحافظ قال: أنشدنا أبو الفتح عبد الواحد بن محمود بن سعترة لنفسه: وأمر من موتي علي بعادكم وبعادكم عندي أشر وأوجع لا تشمتوا مني العدو بينكم عطفا على قلب يخاف ويطمع 181 - عبد الواحد بن مسعود بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس بن الحصين الشيباني، أبو غالب بن أبي منصور بن أبي غالب الكاتب: تقدم ذكر جده آنفا.
تولى النظر بواسط وأعمالها (2) في سنة سبعين وخمسمائة، ثم * هامش * (1) انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الامارة باب 28.
وشرح السنة 10 / 305.
(2) في (ب): (وأعماله).
(*)(1/181)
عزل عنها في آخرها، وخرج عن بغداد في سنة سبع وسبعين ودخل بلاد الشام وديار مصر وخدم الملوك هناك، ثم عاد الى حلب وصار كاتبا لملكها الظاهر بن صلاح
الدين واستوطنها الى حين وفاته.
وكان كاتبا، بليغا، مليح الخط، حسن المعرفة بأحوال التصوف، محمود السيرة.
سمع الحديث من والده ومن أبي الكرم بن الشهرزوري وابي الوقت الصوفي وابي الفتح محمد بن علي بن هبة الله بن عبد السلام وغيرهم، وحدث باليسير، سمع منه رفيقنا أبو محمد جعفر بن محمد العباسي بحلب، وحصل لنا منه الاجازة بجميع مروياته.
كتب الي أبو غالب عبد الواحد بن مسعود بن عبد الواحد بن الحصين قال: أنبأنا أبو الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد بن الشهرزوري قراءة عليه في شوال سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة وأنبأنا يحيى بن الحسين المقرئ ببغداد وزاهر بن رستم الاصبهاني وعبد المحسن بن عبد الله الخطيب بالموصل قالوا: أنبأنا أبو الكرم بن الشهرزوري قراءة عليه، أنبأنا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، أنبأنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد الفارسي، أنبأنا محمد بن مخلد الدوري، حدثنا محمد بن عثمان بن كرامة، حدثنا أبو أسامة عن هشام عن محمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا دعي أحدكم فليجب، فان كان صائما فليصل، وان كان مفطرا فلطعم) (1).
بلغنا أن أبا غالب بن الحصين مات بحلب في الحادي والعشرين من رمضان سنة سبع وتسعين وخمسمائة.
182 - عبد الواحد بن المطهر بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن الفضل ابن الربيع بن محمد بن بشر بن بشير (2) بن زياد بن عقفان بن سويد بن خالد بن اسامة بن العنبر بن يربوع (3)، أبو نصر (4) بن أبي الفضل البزاني (5): * هامش * (1) انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب النكاح 106، ومسند أحمد 2 / 507، 3 / 392.
(2) (ابن بشير) سقطت من (ج).
(3) في (ب): (أبوح).
(4) في الاكمال: (أبو مضر).
(5) انظر: الاكمال 1 / 537.
(*)(1/182)
من أهل اصبهان.
قدم بغداد عميدا على العراق من قبل السلطان ألب أرسلان في يوم السبت الخامس والعشرين من شهر رمضان سنة احدى وستين وأربعمائة، واستقبله قاضي القضاة والاعيان.
وكان والده قد روى الحديث عن أبي جعفر الابهري وأبيى عبد الله بن منده وأبي عمر بن عبد الوهاب.
ومات أبو نصر هذا قبل أبيه.
ذكر محمد بن هلال بن الصابئ أنه مات بالبصرة في يوم الجمعة السادس من جمادى الاولى سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة، وذكر أنه أمر أن يتصدق عنه بألفي دينار.
ولقد كان شخصا نفيسا، وجليلا رئيسا، وبارعا فاضلا، (و) جامعا للمحاسن كاملا.
183 - عبد الواحد بن مظفر بن أحمد البوراني: من أهل شارع دار الرقيق.
حدث باليسير عن أبي طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري، سمع منه عبد الله (1) بن محمد بن أحمد البرداني في شعبان سنة خمسمائة.
184 - عبد الواحد بن معالي بن غنيمة بن حسن بن منينا، أبو أحمد البقال: من أهل باب البصرة، وهو أخو عبد العزيز الذي تقدم ذكره، وكان الاصغر.
سمع أبا البدر ابراهيم بن محمد بن منصور الكرخي وغيره، كتبت عنه، وكان لا بأس به.
أخبرني عبد الواحد بن معالي البقال قال: أنبأنا ابراهيم بن البدر الكرخي قراءة عليه وأنا أسمع في شهر ربيع الاخر سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة قال: أنبأنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي، أنبأنا عبد الله بن عدي الجرجاني، أنبأنا علي بن سعيد بن بشير، حدثنا سهل بن زنجلة وابن حميد قالا: حدثنا الصباح بن محارب عن عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كذب علي
متعمدا ليضل به فليتبوأ مقعده من النار) (2) - تفرد به الصباح بن محارب.
توفي عبد الواحد بن منينا في ليلة الجمعة الثاني عشر من صفر من سنة احدى وستمائة ودفن من الغد.
* هامش * (1) في النسخ: (عبد الله بن عبد الله).
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 38.
وفتح الباري 1 / 200.
(*)(1/183)
185 - عبد الواحد بن نزار بن عبد الواحد بن الجمال، أبو نزار النساج (1): من أهل باب البصرة، وهو أخو شيخنا بركة بن نزار الذي تقدم ذكره.
سمع أبا الحسن علي بن محمد بن أبي عمر البزاز وأبا حفص عمر بن عبد الله بن علي الحربي وغيرهما، وكانت له اجازة من أبي محمد المبارك بن أحمد بن بركة الكندي، كتبنا عنه، وكان شيخا صالحا متيقظا، حسن الاخلاق، سكن في آخر عمره بالرباط المستنصري بدار الروم عند الرصافة.
أخبرنا بركة وعبد الواحد ابنا نزار بن عبد الواحد بن الجمال قراءة عليهما قالا: أنبأنا علي بن محمد بن أبي عمر البزاز وعمر بن عبد الله بن علي قراءة عليهما قالا أنبأنا أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي املاء، أنبأنا أحمد بن محمد بن حسنون النرسي، حدثنا محمد بن أحمد بن ابي العوام قال: سمعت أبا عبد الله احمد بن محمد بن حنبل يسأل أبا النضر هاشم بن القاسم عن هذا الحديث: سمعت هاشم بن القاسم يقول: حدثنا عبد العزيز بن النعمان القرشي، أنبأنا يزيد بن حيان عن عطاء عن ابي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يجتمع حب هؤلاء الاربعة الا في قلب مؤمن: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي - رضي الله عنهم) (2).
سألت عبد الواحد بن نزار عن مولده فقال: في شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين
وخمسمائة.
وتوفي ليلة الاربعاء لعشر خلون من شعبان سنة أربع وثلاثين وستمائة، ودفن من الغد بمقبرة باب حرب.
186 - عبد الواحد بن يوسف بن محمد بن ابراهيم بن الوليد، أبو الحسين المصري، يعرف بابن شيدانة: حدث عن محمد بن جعفر الفيريابي وأبي محمد الخراز وأبي بكر محمد بن الحسن * هامش * (1) انظر: هامش الاكمال 3 / 30.
(2) انظر الحديث في: المطالب العالية 4026، 4526.
وكشف الخفا 2 / 517.
وتاريخ بغداد 4 / 332.
وكنز العمال 33103.
(*)(1/184)
ابن مقسم العطار صاحبي ادريس بن عبد الكريم الحداد المقرئ وعن أبي الحر اللغوي المصري، روى عنه أبو احمد الحلاب النحوي الشيرازي نديم الملك صمصام الدولة بن عضد الدولة وابراهيم بن علي المؤدب، وله كتاب الموجز في القراءات، رواه عنه محمد ابن أحمد بن محمد اللالكي البصري.
أنبأنا أبو القاسم الازجي عن أبي الرجاء أحمد بن محمد بن الكسائي قال: كتب (1) الي أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن احمد الشيرازي قال: حدثنيى أبو اسحاق ابراهيم ابن علي بن اسحاق بن علي الحنيفي المؤدب الدامغاني بالدامغان قال: حدثني أبو الحسين عبد الواحد بن يوسف بن محمد بن الوليد المقرئ ببغداد بعد رجوعي من بيت الله الحرام، حدثنا محمد بن جعفر بن محمد بن المستفاض الفيريابي، حدثنا اسماعيل بن اسحاق القاضي قراءة عليه، حدثني عيسى بن مينا ويلقب بقالون قال: قرأت على نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني قال: ذكر أن الحسين بن علي بن أبي طالب
رضي الله عنهما كتب الى مؤدب ولده أن اكتب الي ببيت تجمع فيه حروف الهجاء، فكتب إليه: يا ابن الحسين بن علي بن له النهي والعلى والشرف سألتني جمع حروف الهجا في بيت شعر واحد مؤتلف فهاك (2) بيتا فيه كل الهجاغير معاد فيه شئ سلف قد غشني ذو عثرة لاحظ مصطخب ضج لسكت أزف (3) 187 - عبد الوارث بن عبد المجيد البغدادي: حدث عن (...) (4) روى عنه ابراهيم بن محمد بن يعقوب بن يوسف ابن عبد الله بن هامل الخوارزمي، وذكر أنه كتب عنه ببغداد.
188 - عبد الودود بن احمد بن الحسن بن عبد الودود بن المهتدي بالله، أبو الغنائم الهاشمي: * هامش * (1) في (ب)، (ج): (كتبت).
(2) في (ب) والاصل: (فهناك).
(3) في (ب): (أزفى).
(4) بياض في الاصول مكان النقط.
(*)(1/185)
من أهل البصرة، كان من الشهود المعدلين ببغداد، شهد عند قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني في الخامس والعشرين من شهر ربيع الاول سنة سبع وستين وأربعمائة فقيل شهادته.
سمع الحديث من القاضي أبي يعلى محمد بن الحسين بن الفراء وحديث باليسير، روى عنه أبو طاهر السلفي في معجم شيوخه.
كتب الي علي بن المفضل الحافظ قال: أنبأنا أبو طاهر احمد بن محمد السلفي قراءة
عليه، أنبأنا أبو الغنائم عبد الودود بن أحمد بن الحسن بن عبد الودود بن المهتدي بالله ببغداد بباب البصرة، وأنبأنا أبو محمد عبد الله بن ذهيل (1) بن علي وابو عبد الله الحسين بن سعيد الامين قراءة عليهما قالا: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري، قالا: حدثنا أبو يعلى محمد بن الحسين بن محمد بن الفراء القاضي املاء، حدثنا علي بن عمر بن محمد السكري، حدثنا احمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبد الاعلى الشامي عن معمر عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تفضل (2) صلاة الجمع عن صلاة الرجل وحده خمسا وعشرين درجة، قال: وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر) (3) قال أبو هريرة: اقرءوا ان شئتم: (وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا).
أنبأنا ذاكر بن كامل عن أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي قال: مات القاضي الشريف أبو الغنائم عبد الودود بن المهتدي بالله في يوم الخميس، ودفن يوم الجمعة الثاني من ذي القعدة سنة خمس وخمسمائة، ودفن في مقبرة جامع المنصور وراء القبلة عند أبيه وجده.
189 - عبد الودود بن (4) عبد الملك بن عيسى، أبو الحسن النحوي (5): * هامش * (1) في (ب): (زهيل).
(2) في (ب): (يفضل).
(3) انظر الحديث في: مسند أحمد 2 / 328، 454.
(4) في الاصل: (عبد الودود).
(5) انظر: بغية الوعاة، ص 318.
وانباه النحاة للقفطي 2 / 217.
(*)(1/186)
من أهل المغرب.
كان أديبت فاضلا شاعرا، قدم بغداد وأقام بها مدة، وقرئ عليه الادب، ذكره أبو طاهر أحمد بن محمد في معجم شيوخه.
قرأت على ابي الحسن المقدسي بمصر عن ابي طاهر السلفي قال: قرأت على أبي الحسن عبد الودود بن عبد الملك بن عيسى النحوي ببغداد (ياقوتة التصريف) للاستاذ ابي عبد الله محمد بن احمد الاردستاني قراءة دراية لا رواية، وكان متفننا في علوم شتى، وله شعر في غاية الجودة، ويحضر كثيرا عند شيخنا الكيا حتى خرج من بغداد الى الشام، وأصله من المغرب.
وقرأت على ابي الحسن عن السلفي قال: قرأت على ابي الحسن عبد الودود بن عبد الملك بن عيسى النحوي المغربي ببغداد (1) (ياقوتة التصريف) للاستاذ ابي عبد الله محمد بن احمد الاردستاني، ومن جملة ما أورده فيه قال: ليس في الكلام اسم على فعل - بضم الفاء وكسر العين - الا واحد الا (دئل) وهي دويبة، وبها سميت قبيلة أبي الاسود الدؤلي.
ذكر السلفي أن له قصيدة سائرة يهجو فيها بعض الرؤساء أولها: تسل فللأيام بشر وتعبيس وأيقن فلا النعمى تدوم ولا البؤس 190 - عبد الودود بن محمد بن المبارك بن علي بن المبارك، أبو المظفر (2) (بن) (3) أبي القاسم، الفقيه الشافعي، المعروف والده بالمجير البغدادي: وسيأتي ذكره في باب الميم من هذا الكتاب - ان شاء الله تعالى.
قرأ المذهب والاصول على والده حتى برع فيهما وقرأ الخلاف والجدل، وناظر الفقهاء، وتولى الاعادة بالمدرسة الثقتية بباب الازج بعد وفاة والده، ورتب على السبيل الذي أخرجه الامام الناصر لدين الله صلوات الله عليه للفقراء والمشاة بطريق مكة، فحمدت سيرته فيه، وشكره الخاص والعام، ثم ولى الوكالة للامام الناصر لدين الله في جميع * هامش *
(1) (المغربي ببغداد) ساقطة من (ب).
(2) انظر: الطبقات الكبرى للسبكي 5 / 133.
(3) (ابن) اقطة من الاصل.
(*)(1/187)
متصرفاته المالية في شوال سنة ست وستمائة وجرت أموره فيها على السداد.
وكانت له اجازة جماعة من الواسطيين كأبي طالب محمد (بن أحمد) (1) بن علي بن الكتاني وأبي جعفر هبة الله بن يحيى بن البوقي وأبي البقاء هبة الكريم بن الحسن بن الفرج بن حبانش المقرئ وأبي طالب سليمان بن محمد بن الحسن العكبري، أجازوا له في سنة تسع وستين وخمسمائة، وخرج له فوائد عن هؤلاء المذكورين في جزء صاحبنا عبد الغني بن مشرف الخالصي، وقرأه عليه فسمعه جماعة، وكان صديقنا، وقد سمع بقراءتنا شيئا على شيخنا أبي أحمد بن سكينة، وكان غزير الفضل، كامل العقل، ثخين الستر، متدينا، محبا لاهل الخير، كثير المعروف، دائم البشر (2)، حسن الاخلاق، متواضعا.
توفي فجأة في أول ليلة من شهر الله الاصم رجب من سنة ثمان عشرة وستمائة، وصلى عليه من الغد بجامع القصر، ودفن بالشهداء من باب حرب - رحمه الله ورضي عنه.
191 - عبد الوهاب بن أحمد بن ابراهيم بن جعفر بن محمد، أبو محمد المقرئ، المعروف بابن بكير العطار: من أهل سوق الثلاثاء.
سمع الكثير من أبي (الحسن) (3) أحمد بن محمد بن موسى ابن القاسم بن الصلت وابي الحسين احمد بن عبد الله بن الخضر السوسنجردي وأبي عبد الله احمد بن محمد بن عبد الله بن خالد الكاتب وابي الفتح محمد بن احمد بن ابي الفوارس وابي الحسن علي بن أحمد بن عمر الحمامي وأبي الحسين علي وأبي
القاسم عبد الملك ابني محمد بن عبد الله بن بشران، سمع منه عبد القادر بن أحمد بن السماك الواعظ وابنه محمد بن عبد القادر ومحمد بن المظفر بن بكران النحاس، وروى عنه أبو طاهر أحمد بن علي بن سوار المقرئ شيئا من تصانيفه في القراءات.
أنبأنا عبد الوهاب الامين عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أنبأنا أبو الحسين * هامش * (1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصول.
(2) في (ب): (دائم الستر).
(3) ما بين المعقوفتين زيادة من تذكرة الحفاظ 3 / 1049.
(*)(1/188)
محمد بن عبد القادر بن أحمد السماك اذنا قال: أنبأنا أبو محمد عبد الوهاب بن أحمد ابن بكير قراءة عليه في جمادى الاولى سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة، حدثنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ املاء قال: حدثنا أبو عبد الله بشر بن محمد المزني بهرا، حدثنا أبو الحسن عبد الله بن منيب الحارثي الانصاري عن أبيه عن عطاء بن يسار قال: حدثني جندب الغفاري أبو ذر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب، فقرأ هذه الاية: (اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أوتي ثلاثا فقد أوتي ما أوتي آل داود: خشية الله في السر والعلانية، والعدل في الغضب والرضا، والقصد في الفقر والغنا) (1).
ذكر أبو الفضل بن خيرون أن عبد الوهاب بن بكير المقرئ مات في يوم الاثنين ودفن يوم الثلاثاء السابع عشر من المحرم سنة أربع وأربعين وأربعمائة، وذكر أنه سمع الكثير من أبي الحسن بن الصلت ومن بعده، وحدث باليسير.
192 - عبد الوهاب بن أحمد بن عبد الوهاب بن جلبة الخزاز، أبو الفتح الحنبلي (2):
يقال: انه بغدادي، سكن حران وولي القضاء بها، وكان فقيها واعظا، سمع أبوي على الحسن بن أحمد بن ابراهيم بن شاذان والحسن بن شهاب بن الحسن العكبري وأبا بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب البرقاني، وأبا طالب العشاري والقاضي أبا يعلى بن الفراء وتفقه عليه، وولي القضاء بحران من قبله، حدث بحران، روى عنه أحمد ابن محمد بن حامد الحراني قاضي ماكسين ومكي بن عبد السلام المقدسي.
أخبرنا أبو الوفاء صديق بن يوسف الحنفي بمكة، وأبو النجم فرقد بن عبد الله بن ظافر الكناني وعبد الملك بن عبد الحق بن عبد الوهاب بن الحنبلي ومحمود بن موسك الكردي بدمشق، وأبو منصور محمد بن عقيل بن المسيب بن الصوفي بداريا، وأبو علي * هامش * (1) انظر الحديث في: كنز العمال 43367.
(2) انظر: شذرات الذهب 3 / 352.
والعبر 3 / 284.
(*)(1/189)
الحسن بن أحمد بن يوسف الاوفي ببيت المقدس، ويوسف بن محمود بن الحسين الساوي بالقاهرة، وابراهيم بن عبد الرحمن بن الحسين بن الحباب ومحمد بن يحيى بن أحمد الانصاري وعبد الخالق بن اسماعيل بن الحسن التنيسي وأبو عبد الله بن عبد الكريم بن سعيد بن كليب الحراني وعبد العزيز بن عبد المنعم بن ابراهيم بن البقاء بمصر، وعيسى بن عبد العزيز اللخمي وبشارة بن طلائع المكيني وعبد الله بن يوسف ابن عبد الرحمن القابسي ومحمد بن علي بن محفوظ الانصاري وصدقة بن عبد الله بن أبي بكر الاديب وعلي بن منصور بن محلوف العدل وسليمان بن الحسين بن سليمان البزاز وفاضل بن ناجي بن منصور المخيلي وابن عمه يوسف بن عبد المعطي بن منصور وعبد الحليم بن حاتم بن طرخان الهمداني وعبد الله بن يحيى الهروي بالاسكندرية، قالوا جميعا: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قراءة عليه قال: أنبأنا
أبو الفتح أحمد بن محمد بن حامد الاسدي الحراني بماكسين - وكان قد ولي قضاءها - قال: كتب الي أبو طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري من بغداد وحدثنا عنه عبد الوهاب بن أحمد بن جلبة القاضي بحران املاء، حدثنا أبو الحسين محمد بن عبد الله الدقاق، حدثنا الحسين بن صفوان البردعي، حدثنا عبد الله بن عبيد القرشي، حدثني محمد بن بشر، حدثنا عبد الرحمن بن جرير، حدثنا أبو حازم عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من اتقى الله تعالى كل لسانه ولم يشف غيظه) (1).
أنبأنا أبو شجاع محمد بن أبي محمد المقرئ وأبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قالا: أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن علي المقرئ قال: أنبأنا جدي أبو منصور محمد بن أحمد الخياط، أنبأنا القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء قال: أخرج الي أبو الفتح عبد الوهاب بن أحمد الحراني صاحبنا هذه الابيات قال: وجدتها في كتاب (المصباح) قال: أنشدني علي بن منصور: يا طالب العلم صارم كل بطال وكل غاو الى الاهواء ميال واعمل بعلمك (2) سرا أو علانية ينفعك يوما على حال من الحال * هامش * (1) انظر الحديث في اتحاف السادة المتقين 8 / 25.
وكنز العمال 5640.
وكشف الخفا 2 / 412.
(2) في (ج): (فعلمك).
(*)(1/190)
خذ ما أتاك (الى) (1) ما جاء من أثر شبها بشبه وأمثالا بأمثال ولا تميلن (2) يا هذا الى بدع يضل أصحابها بالقيل والقال الا فكن أثرا ما (3) خالصا فهماتعش حميدا ودع آراء ضلال أنبأنا أبو القاسم المؤدب عن أبي الحسين محمد بن القاضي أبي يعلى بن الفراء قال: عبد الوهاب بن أحمد بن جلبة قدم بغداد من حران قاصدا للوالد، فتفقه عليه وكتب
كثيرا من مصنفاته، وكان يلي (4) القضاء بحران من قبل الوالد، وكان مفتيا بحران وخطيبها وواعظها ومدرسها.
واختار الله له الشهادة على يدي ابن قريش (5) العقيلي في سنة ست وسبعين وأربعمائة عن اضطراب أهل خراسان على ابن قريش لما أظهر سب السلف بها (6).
193 - عبد الوهاب بن أحمد بن عبيد الله بن الصحناي (7)، أبو غالب المستعمل: من أهل باب البصرة، سمع أبا محمد الحسن بن محمد الخلال وأبا الحسن علي بن محمد بن قشيش وأبا القاسم عبد العزيز بن علي الازجي وأبا طالب محمد بن محمد بن ابراهيم بن غيلان البزاز وأبا محمد الحسن بن علي الجوهري وجده لامه أبا عبد الله محمد بن عبد الوهاب بن علي بن أحمد بن (أبي) (8) العلاء العطار، روى عنه عمر ابن ظفر المغازلي وأبو المعمر الانصاري وعبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف.
أخبرنا عبد العزيز بن محمود الحافظ قال: أنبأنا أبو الحسين عبد الحق بن عبد الخالق * هامش * (1) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الاصول.
(2) في الاصول: (لا تمثلن).
(3) في الاصل، (ج): (أثر ما).
(4) في (ب): (وكان يجري).
(5) في (ب): (مداء قريش).
(6) في (ج): (تم آخر الجزء السادس بعد الاربعين والمائة من الاصل، بسم الله الرحمن الرحيم).
(7) في (ب): (الصحاني).
(8) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(1/191)
ابن احمد بن عبد القادر، أنبأنا أبو غالب عبد الوهاب (1) بن أحمد بن عبيد الله، أنبأنا جدي أبو عبد الله محمد بن عبد الوهاب بن علي بن أحمد بن أبي العلاء العطار، وأنبأنا أبو طاهر لاحق بن أبي الفضل بن علي قراءة عليه، أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، أنبأنا أبو علي (2) الحسن بن علي بن المذهب، قالا أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا عبد العزيز بن محمد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ رفأ انسانا قال: (بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما على خير) (3).
قرأت بخط أبي منصور محمد بن ناصر اليزدي قال: سئل - يعني أبا غالب بن الصحناي - عن مولده، فقال: سنة عشرين وأربعمائة، ورأيت أبا القاسم بن بشران وما سمعت منه.
قرأت في كتاب أبي بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف بخطه قال: مات شيخنا عبد الوهاب بن الصحناي يوم الخميس سابع ذي الحجة سنة سبع وخمسمائة، ودفن يوم الجمعة بمقبرة باب حرب.
194 - عبد الوهاب بن أحمد بن محمد، أبو الخطاب، المعروف بابن العبادي الأخرم: ابن اخت الشيخ الاجل ابي منصور عبد الملك بن محمد بن يوسف.
سمع الحديث الكثير من أبي الحسين أحمد بن عبد الله بن الخضر السوسنجردي وأبي أحمد عبيد الله (بن محمد) (4) بن أحمد بن محمد الفرضي وأبي الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه البزار وأبي عبد الله أحمد بن يوسف بن دوست العلاف وأبي الحسين علي بن محمد ابن عبد الله بن بشران وغيرهم، وحدث باليسير.
* هامش *
(1) في (ب): (أبو غالب عن عبد الوهاب).
(2) في (ج): (أبو غالب).
(3) انظر الحديث في: سنن الترمذي 1091.
وسنن أبي داود 1320.
وسنن ابن ماجة 708.
ومسند أحمد 3 / 451.
وفتح الباري 9 / 222.
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل وزيد من العبر 3 / 94.
(*)(1/192)
أنبأنا أبو القاسم الازجي عن أبي بكر محمد بن علي بن ميمون الدباس قال: أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون الشاهد قال: توفي أبو الخطاب عبد الوهاب بن أحمد بن محمد بن العبادي الاخرم بن أخت الشيخ الامام الاجل في ليلة الثلاثاء، ودفن يوم الثلاثاء الثامن من ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
195 - عبد الوهاب بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر بن هشام الطوسي، أبو منصور بن أبي نصر: من أولاد المحدثين، تقدم ذكر والده واخوته محمد وعبد الله وعبد الرحمن وعبد القاهر، وكان أصغرهم، كان يسكن بدار الخلافة، سمع أبا محمد جعفر بن أحمد السراج.
روى لنا محمد بن ياقوت وعبد الكريم بن محمد بن أحمد قالا: أنبأنا عبد الوهاب بن أحمد بن محمد بن الطوسي، أنبأنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن الحسين السراج، أنبأنا الحسن (1) بن أحمد بن شاذان، أنبأنا عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق، حدثنا يحيى بن جعفر، أنبأنا عمرو بن عبد الغفار، حدثنا الاعمش وفطر عن اسماعيل بن رجاء عن أوس بن ضمعج عن أبي مسعود الانصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليؤم القوم أقرأهم لكتاب الله عز وجل، فان كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة، فان كانوا في العلم بالسنة سواء فأقدمهم هجرة، فان كانوا في الهجرة سواء
فأكبرهم سنا، ولا يؤم رجل في بيته ولا في سلطانه، ولا يجلس على تكرمته الا باذنه) (2).
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي بن الخضر القرشي قال: توفي عبد الوهاب بن أحمد بن محمد بن الطوسي في شوال سنة سبعين وخمسمائة.
196 - عبد الوهاب بن أحمد بن معاوية بن الحسن، أبو الفضل الانصاري الواعظ: * هامش * (1) في النسخ: (الحسين).
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 162، 163، 175، 208، 9 / 107 وصحيح مسلم، كتاب المساجد باب 53.
(*)(1/193)
من أهل البصرة.
قدم بغداد بعد الثلاثين وخمسمائة، وسمع بها كثيرا من شيوخ الوقت، وروى بها شيئا من الاناشيد، روى عنه أبو سعد بن السمعاني.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: أنشدنا أبو سعد بن السمعاني قال: أنشدني عبد الوهاب بن أحمد الانصاري ببغداد أنشدني والدي بالبصرة: لو كنت تعلم ما تثير بذكرهم لعلمت أنك فاضحي لا ناصحي هذا الهوى جعل الحشا وطأ له فأقام فيه فليس منه (1) ببارح النار تكمن في الزناد فلا ترى حتى يشرها منه كف القادح قال: وأنشدني عبد الوهاب ببغداد قال: أنشدني أبو روح مفرح بن عبد الله بالبصرة لنفسه: إذا اختلجت عيني رأت من تحبه فدام لعيني ما حييت اختلاجها وان جزعت نفس لتوديع الفها فان به يوم اللقاء ابتهاجها
قال: وأنشدني أبو روح لنفسه: وكنت إذا حدثت يوما بفرقة تغصصت بالماء الذي أنا شاربه فما بالني أقوى على البعد والنوى يحاربني وسواسه وأحاربه وأخبرنا الحاتمي قال: حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عبد الوهاب بن أحمد بن معاوية بن الحسن الانصاري أبو الفضل من أهل البصرة وكان يعظ بها، شيخ صالح، سريع الدمعة، رقيق القلب، حريص على سماع الحديث، صحبني مدة ببغداد، وانحدرنا الى البصرة، وسمع بقراءتي الكثير ببغداد وواسط والبصرة، علقت عنه مقطعات من الشعر ببغداد، وكان قدمها سنة ثلاث وثلاثين في وفد أهل البصرة مستغيثا من أميرها، ووردها نوبة أخرى سنة أربع وثلاثين، وكان يذكر لي أنه سمع بالبصرة من القاضي أبي عمر محمد بن أحمد بن عمر النهاوندي وما كان معه أصل، ولما وصلت الى سارية بازندران وجدت سماعه من أبي عمر في أصل السيد أبي جعفر بن أبي حرب المرعشي.
* هامش * (1) في الاصل، (ج): (فليس فيه).
(*)(1/194)
197 - عبد الوهاب بن أحمد الانباري: حكى عن أبي بكر الشبلي قوله، روى عنه أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه الشيرازي فذكر أنه سمع منه بالكوفة.
198 - عبد الوهاب بن أزهر بن عبد الوهاب بن أحمد بن حمزة بن ساكن السباك، أبو البركات بن أبي جعفر الوكيل (1).
أخو أحمد وعبد العزيز (2) المقدم ذكرهما وكان الاصغر.
كان من أهل نهر القلائين، انتقل الى الجانب الشرقي، وصحب (3) خاله أبا القاسم هبة الله بن محمد
ابن الغنم، وأخذ عنه صنعة الوكالة وكتابة الشروط والكتب الحكمية، وصارت له بذلك معرفة تامة، فلما توفي خاله رتب مكانه وكيلا لوكلاء الخلفاء، ثم عزل عن ذلك مدة، ثم تولى الاشراف على ديوان التركات مدة، ثم عزل ثم أخرج من بغداد منفيا الى واسط، واعتقل هناك مدة، ثم عاد الى وكالة وكلاء الخلافة على عادته الاولى، ولم يكن محمود السيرة ولا مرضي الافعال - عفا الله عنا وعنه.
أسمعه والده في صباه من أبي الفتح بن البطي وغيره، وكتبت عنه، وكان سماعه صحيحا، وكان حسن الاخلاق متوددا.
أخبرنا عبد الوهاب بن أزهر الوكيل قال: أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بقراءة أبي عليه وأنا اسمع قال: أنبأنا أبو عبد الله مالك بن أحمد بن علي المالكي، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم القرشي، حدثنا ابراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، حدثنا الحسين بن الحسن المروزي (4)، حدثنا مؤمل بن اسماعيل، حدثنا سفيان الثوري عن الاعمش عن ابراهيم التيمي عن أبيه عن أبي مسعود الانصاري قال: كنت أضرب مملوكا لي، فسمعت قائلا من خلفي: اعلم أبا مسعود ! * هامش * (1) انظر: هامش الاكمال 4 / 245، 5 / 30.
(2) في النسخ: (أحمد بن عبد العزيز).
(3) في الاصل، (ج): (صحبت).
(4) في (ب): (الميروزي).
(*)(1/195)
مرتين، فالتفت فإذا أنا بالنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (لله أقدر (عليك) (1) منك عليه) (2)، فقال أبو مسعود: فما ضربت مملوكا لي بعد.
سألت عبد الوهاب بن أزهر عن مولده فقال: في ليلة النصف من شعبان من سنة
ست وخمسين وخمسمائة.
وتوفي ليلة الاثنين والعشرين من شهر ربيع الاخر سنة تسع وعشرين وستمائة، ودفن من الغد بالشونيزية.
199 - عبد الوهاب بن اسماعيل بن عبد الوهاب العصفري، أبو الحسن الوكيل: سمع أبا محمد عبد الله بن محمد الصريفيني وحدث باليسير، وكان وكيلا على أبواب القضاة، روى عنه (أبو) (3) المعمر المبارك بن أحمد بن محمد الانصاري وشيخنا أبو القاسم يحيى بن أسعد ابن بوش.
أنبأنا ابن بوش (4) قال: أنبأنا أبو الحسن عبد الوهاب بن اسماعيل العصفري قراءة عليه في رجب سنة سبع عشرة وخمسمائة وأنبأنا أبو علي بن أبي القاسم وعمر بن محمد بن معمر قراءة عليهما قالا: أنبأنا محمد بن عبد الباقي الشاهد قالا: أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصريفيني قراءة عليه، حدثنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص املاء، حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا عبد الجبار بن العلاء، حدثنا سفيان عن مسعر عن ابراهيم السكسكي عن عبد الله بن أبي أوفى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ان خيار عباد الله الذين يراعون الشمس والقمر والاظلة لذكر الله عز وجل) (5).
قرأت بخط عبد الوهاب الانماطي قال: توفي أبو الحسن عبد الوهاب بن اسماعيل * هامش * (1) ما بينت المعقوفتين سقط من الاصول.
(2) انظر الحديث: صحيح مسلم، كتاب الايمان باب 8.
والسنن الكبرى للبيهقي 8 / 10.
(3) ما بين المعقوفتين زيادة من العبر 138.
(4) في (ب): (نوش) وفي (ج): (يوش).
(5) انظر الحديث في: السنن الكبرى للبيهقي 1 / 379.
والمستدرك 1 / 51.
ومجمع الزوائد
1 / 327.(1/196)
العصفري في ليلة الخميس رابع عشر جمادى الاولى من سنة تسع عشرة وخمسمائة، ودفن يوم الخميس بمقبرة معروف.
200 - عبد الوهاب بن أفلح الصوفي: ذكره عبد الواحد بن شاه الشيرازي في كتاب (تأريخ الصوفية) من جمعه، وذكر أنه كان من قدماء مشايخ بغداد، تأدب به أبو حمزة وكان له أحوال عالية.
كتب الي أبو المظفر بن السمعاني أنبأنا أبو نصر محمد بن منصور الحرضي، أنبأنا أبو بكر محمد بن يحيى المزكي (1)، أنبأنا محمد بن الحسين السلمي قال: سمعت عبد الله بن علي يقول: سمعت أحمد بن عطاء الروذباري (2) يقول: سمعت الحسين بن علي الدمشقي يقول عن أبي حمزة الصوفي يقول: نظر عبد الوهاب بن أفلح الى غلام أمرد مرة فرفع يديه يدعو وقال: هذا ذنب أنا تائب اليك منه، وراجع (3) اليك عنه ! فعد (4) علي بما لم أزل أعرفه منك قديما وحديثا وبه.
قال عبد الرحمن السلمي: عبد الوهاب بن أفلح المعروف بالصوفي كان من أستاذي (5) أبي حمزة وهو من قدماء المشايخ.
201 - عبد الوهاب بن بزغش بن عبد الله العيني، أبو الفتح بن أبي محمد المقرئ (6): ختن شيخنا أبي الفرج بن الجوزي.
قرأ القرآن بالروايات الكثيرة على سعد الله ابن نصر بن الدجاجي (7) وعلى عبد الوهاب بن محمد بن الصابوني وأبي الفضل أحمد بن محمد بن شنيف واسماعيل بن بركات الغساني وأبي الحسن علي بن عساكر * هامش * (1) في النسخ: (المزني).
(2) في النسخ: (الورد باري).
(3) في (ج): (أرجع).
(4) في الاصل، (ب): (بعد).
(5) في (ب): (أساتيذ).
(6) انظر: شذرات الذهب 5 / 15.
وغاية النهاية 1 / 478.
وهامش الاكمال 6 / 371.
(7) في (ب): (الدجاج).
(*)(1/197)
البطائحي وعلى جماعة غيرهم.
وتفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل، وقرأ الخلاف وسمع الحديث الكثير، وكتب بخطه وحصل الاصول.
وكان حسن المعرفة بالقراءات، مجودا مليح التلاوة، حسن الاداء، طيب النغمة، ضابطا، له معرفة بالوعظ، ويتكلم في تعازي الاكابر، ويحسن الكلام في مسائل الخلاف، وكان يصلي اماما بالمسجد الجديد بسوق الخبازين عند عقد الحديد.
سمع أبا الوقت عبد الاول بن عيسى السجزي وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وأبا زرعة طاهر بن محمد المقدسي وأبا القاسم يحيى بن ثابت بن بندار البقال وجماعة كثيرة من هذه الطبقة وممن بعدهم، وسمع معنا من شيوخنا (1) كثيرا، وكان صدوقا، حسن الطريقة، متدينا فقيرا (2) صبورا.
أخبرنا عبد الوهاب بن بزغش المقرئ بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو الوقت عبد الاول بن عيسى السجزي، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الفارسي، أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح الانصاري، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا أبو الجهم، حدثنا الليث بن سعد (3) عن نافع عن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (4): (لا يقيمن أحدكم الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه) (5).
سألت عبد الوهاب المقرئ عن مولده فقال: تقديرا سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
وتوفي ليلة الخميس لخمس خلون من ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وستماتة، ودفن من الغد بباب حرب.
وكان قد زمن وانقطع في بيته مدة.
202 - عبد الوهاب بن حمزة بن عمر، أبو سعد، الفقيه الحنبلي (6): صاحب أبي الخطاب الكلواذاني.
كان أحد الشهود المعدلين ببغداد، شهد عند * هامش * (1) في (ج): (من شيوخه).
(2) في الاصل، (ج): (فترا).
(3) في (ب): (بن سعيد).
(4) (أنه قال) ساقطة من (ب).
(5) انظر الحديث في: مسند أحمد 2 / 124.
وصحيح مسلم، كتاب السلام باب 11.
والادب المفردة 1140.
(6) انظر: شذرات الذهب 4 / 47.
والمنتظم 9 / 229.
(*)(1/198)
قاضي القضاة ابي الحسن علي بن محمد الدامغاني في رجب سنة تسع وخمسمائة فقبل شهادته.
وقرأ الفقه على أبي الخطاب الكلوذاني حتى برع فيه أفتى.
وكان جميل السيرة، مرضي الطريقة.
سمع الحديث من ابي محمد عبد الله بن محمد الصريفيني وأبي الحسين (1) أحمد بن محمد بن النقور وأبي القاسم علي بن أحمد بن محمد (2) بن البسري وأبي عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي وغيرهم.
وحدث بكتاب (الشهاب) للقضاعي عن الحميدي عنه وبيسير من مروياته، روى عنه أبو حكيم ابراهيم بن دينار النهرواني.
أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي قال: حدثنا ابراهيم بن دينار الفقيه قال: حدثني أبو سعد عبد الوهاب بن حمزة باسناد له عن أبي الحسن الابهري قال: بعثني بهاء الدولة
من الاهواز برسالة الى القادر لدين الله، فلما أذن له بالدخول عليه سمعته ينشد هذه الابيات لسابق البربري: سبق القضاء بما هو كائن والله ما هذا لرزقك ضامن تعني بما تكفي وتترك ما به يعني كأنك للحوادث آمن أو ما ترى الدنيا ومصرع أهلها فاعمل ليوم فراقها يا خائن واعلم بأنك لا أبا لك في الذي أصبحت تجمعه لغيرك خازن يا عامر الدنيا أتعمر منزلا لم يبلغ فيه مع المنية ساكن الموت شئ أنت تعلم أنه حق وأنت بذكره تتهاون ان المنية لا تؤامر من أتت في نفسه يوما ولا تستأذن (3) فقلت: الحمد لله الذي وفق أمير المؤمنين لانشاد هذه الابيات وتدبر معانيها والعمل بمضمونها، فقال: يا أبا الحسن ! بل لله المنة علينا إذ ألهمنا بذكره، ووفقنا لشكره (4)، ألم تسمع الى قول الحسن البصري وقد ذكر عنده أهل المعاصي فقال: * هامش * (1) في النسخ: (أبي الحسن).
(2) في (ج): (محمد بن أحمد).
(3) البيت بالكامل ساقط من (ب).
(4) في (ج)، والاصل: (ووفقناك كره) وفي (ب): (فوفقنا لشكره).
(*)(1/199)
هانوا على الله فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم.
قرأت في كتاب (التأريخ) لابي الحسن علي بن عبيد الله (1) بن الزاغوني بخطه قال: توفي أبو سعد بن حمزة صاحب أبي الخطاب في ليلة الثلاثاء ثالث شعبان من سنة خمس عشرة وخمسمائة ولم يرو شيئا الا اليسير.
ذكره غيره أنه دفن بباب حرب، وأن مولده في أحد الربيعين من سنة سبع وخمسين وأربعمائة (رحمه الله).
203 - عبد الوهاب بن رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث التميمي (2)، أبو الفضل بن أبي محمد بن أبي الفرج، الواعظ (3): أخو عبد الواحد الذي تقدم ذكره.
سمع أبا طالب محمد بن محمد بن ابراهيم بن غيلان البزاز وأبا الحسن محمد بن أحمد بن الابنوسي وغيرهما، وحدث باليسير، وكان واعظا متفننا، مليح الوعظ، جميل المحيا، حسن الصورة، ظريفا، سمع منه أبو محمد بن السمرقندي وأبو الفضل بن عطاف، وروى عنه عبد الوهاب الانماطي وابو عبد الله الدقاق الاصبهاني، وكان كتب عنه بأصبهان لما وردها رسولا من دار الخلافة الى بعض الملوك السلجوقية.
أخبرنا أبو الفتح داود بن معمر بن عبد الواحد الفاخر القرشي بأصبهان قال: أنشدنا والدي أنشدنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق، أنشدنا أبو الفضل عبد الوهاب بن رزق الله بن عبد الوهاب التميمي حفظا المطرز لنفسه: أين (4) المها والهوى العذري يا دارقد كان لي فيك أوطان وأوطار لولا دم في دموع العين ما نحلت ورددت سابق الاظعان ان ساروا وكاد من زفرات (5) الشوق لي نفس يشيع الركب لولا أنه سار * هامش * (1) في الاصل، (ب): (بن عبد الله).
(2) في (ب): (اليمنى).
(3) انظر: شذرات الذهب 3 / 398.
(4) في النسخ: (ان المها).
(5) في الاصل: (فحرات)، وفي (ب): (فرات).
(*)(1/200)
ذكر أبو علي احمد بن محمد بن البرداني ونقلته من خطه أن مولد عبد الوهاب بن أبي محمد التميمي في المحرم سنة أربع وثلاثين وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أبو الفضل عبد الوهاب بن أبي محمد رزق الله بن أبي (الفرج) (1) عبد الوهاب التميمي في يوم الاربعاء لليلتين بقيتا من جمادى الاخرة سنة احدى وتسعين وأربعمائة، ودفن من الغد في مقبرة باب حرب.
204 - عبد الوهاب بن رزق الله بن النفيس بن علي بن محمد بن محمد بن الخطيب، أبو محمد بن أبي سعد: من أهل الانبار، من بيت الرواية والعدالة، تقدم ذكر والده.
قدم بغداد وشهد بها عند قاضي القضاة روح بن أحمد بن الحديتي قبل ولايته لقاضي القضاة في يوم الجمعة لثلاث خلون من جمادى الاولى من سنة خمس وستين وخمسمائة، فقبل شهادته وولاه قضاء الانبار، فصار إليها.
وتوفي معتقلا بالديوان في ليلة الاحد الثالث والعشرين من شوال سنة خمس وخمسين وخمسمائة، وحمل الى الانبار فدفن بها.
205 - عبد الوهاب بن الصباح المدائني، أبو القاسم الكاتب: ذكره محمد بن داود بن الجراح الكاتب في كتاب (الورقة في أخبار شعراء المحدثين) من جمعه، وقال: له أشعار جياد.
أنشدني عبد الله بن محمد بن أبي محمد البرداني قال: أنشدني أخي الفضل لعبد الوهاب بن الصباح: * هامش * (1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصول (*).(1/201)
كانوا بعيدا فكنت آملهم حتى إذا ما تقربوا هجروا فالبعد منهم على رجائهم أروح من هجرهم إذا حضروا 206 - عبد الوهاب بن طالب بن أحمد بن يوسف بن عبد الله بن عنبسة بن كعب بن زيد بن تميم، أبو القاسم التميمي المقرئ الفقيه: من أهل باب الازج.
سافر الى الشام وسكن دمشق، وسمع بها الحديث، وكان يصلي اماما في مسجد درب الريحان، حدث بالاجازة عن الطناجيري، سمع منه أبو محمد عبد الرحمن وأبو القاسم عبد الله ابنا أحمد بن صابر.
أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي بدمشق قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي قال: أنبأنا أبو محمد بن صابر، أنبأنا أبو القاسم عبد الوهاب بن طالب بن أحمد بن يوسف التميمي المقرئ الفقيه سنة ست وثمانين وأربعمائة بدرب الريحان، أنبأنا أبو الفرج الحسين بن علي بن عبد الله الطناجيري اجازة، أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين، حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، أنبأنا محمد بن يحيى بن أبي حزم القطعي والفضل بن يعقوب الجزري قالا: حدثنا عبد الاعلى، حدثنا برد بن سنان عن عطاء بن أبي رباح وعمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله قال: أكل أبو بكر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم خبزا ولحما ثم صلى ولم يتوضأ.
وأخبرنا (1) أبو نصر قال: أنبأنا أبو القاسم قال: قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن علي بن قبيس: مات أبو القاسم عبد الوهاب بن غالب الازجي المقرئ الحنبلي ليلة الثلاثاء، ودفن يوم الثلاثاء الثامن عشر من جمادى الاخرة سنة سبع وثمانين وأربعمائة في مقبرة باب الصغير.
207 - عبد الوهاب بن عبد الله بن عبد العزيز بن الواثق بالله:
حدث عن أبي بكر محمد بن عبد الله بن ابراهيم الشافعي، سمع منه أبو الحسن * هامش * (1) (وأخبرنا) ساقطة من (ب).
(*)(1/202)
محمد بن أحمد بن طلحة وأحمد بن علي البانياسي المالكيان في صفر سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
208 - عبد الوهاب بن عبد الله بن عبد الوهاب بن أحمد بن حمزة السباك (1)، أبو البدر بن أبي المظفر الصفار، ابن أخي أزهر بن عبد الوهاب: سمع بافادة عمه من أبي الفتح بن البطي، وكان يسكن بنهر القلائين، كتبنا عنه ولم يكن به بأس.
أخبرنا أبو البدر عبد الوهاب بن عبد الله الصفار بقراءتي عليه قال: أنبأنا محمد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسين بن أيوب، أنبأنا الحسن بن أحمد بن شاذان، أنبأنا أحمد بن سليمان النجاد، حدثنا الحسن بن علي، حدثنا عمار بن زربي (2) المازني، حدثنا بشر ابن منصور عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (التقى آدم وموسى عليهما السلام، فقال له موسى: أنت آدم الذي خلقك الله بيده، وأسجد لك ملائكته، وأدخلك جنته، ثم أخرجتنا منها ؟ فقال له آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته، وقربك نجيا، وأنزل عليك التوراة، فأسألك بالذي أعطاك ذلك: بكم تجده كتب علي قبل أن أخلق ؟ قال: أجده كتب عليك في التوراة بألفي عام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فحج آدم موسى فحج آدم موسى فحج آدم موسى) (3).
توفي أبو البدر الصفار في يوم الاثنين لثلاث خلون من ذي الحجة سنة احدى وعشرين وستمائة وقد ناهز السبعين أو بلغها.
209 - عبد الوهاب بن عبد الله بن علي الكردلي، أبو القاسم البقال:
من أهل النصرية.
سمع أبا طالب محمد بن محمد بن ابراهيم بن غيلان فمن بعده، وحدث باليسير، روى عنه أبو البركات هبة الله بن المبارك بن موسى السقطي في معجم شيوخه.
* هامش * (1) في (ب): (الساني).
(2) في الاصل: (رزى) وفي (ب): (ررنى).
(3) انظر الحديث في: صحيح البخاري 6 / 120.
(*)(1/203)
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات عبد الوهاب ابن عبد الله الكردلي في آخر ذي الحجة لثلاث ليال بقين من سنة احدى وتسعين وأربعمائة.
210 - عبد الوهاب بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان: كان والده وزيرا للمقتدر وقد تقدم ذكره (1)، واستناب ابنه عبد الوهاب هذا في العرض على الخليفة والحضور في مكانه لما مرض في مستهل جمادى الاولى سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.
211 - عبد الوهاب بن عبد الله بن هبة الله بن عبد الله بن الحسن القصار، أبو الحسن بن أبي محمد الصوفي: من أهل باب الازج، كان يسكن برباط الكاتبة برحبة الجامع.
سمع أبا محمد محمد ابن أحمد بن عبد الكريم بن المادح وأبا المعالي عمر بن علي بن نصر الصيرفي وغيرهما، كتبت عنه، وكان شيخا صالحا، حسن الاخلاق، محبا للرواية، حسن الاستماع، أضر في آخر عمره.
أخبرنا عبد الوهاب بن عبد الله الصوفيى بقراءتي عليه قال: أنبأنا محمد بن أحمد بن
محمد بن عبد الكريم، أنبأنا محمد بن محمد بن علي الهاشمي، أنبأنا محمد بن عمر الوراق، حدثنا أبو محمد بن صاعد، حدثنا عبدة بن عبد الله الصفار، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا اسرائيل عن منصور قال: وحدثنا اسرائيل عن الاعمش ومنصور وحدثنا محمد بن عثمان بن كرامة وزهير بن محمد - واللفظ لابن كرامة - قالا: حدثنا محمد ابن عبيد الله بن موسى، حدثنا اسرائيل عن منصور عن ابراهيم عن علقمة عن قيس عن عبد الله بن مسعود قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة أو في غار - وقال يحيى بن آدم: في غار - فأنزلت عليه (والمرسلات عرفا) فانا لنتلقاها من فيه إذ خرجت علينا حية فابتدرناها فسبقتنا فدخلت جحرها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وقيت شركم ووقيتم شرها) (2).
* هامش * في الاصل: (وتقدم ذكر).
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 3 / 17، 4 / 157، 6 / 204، 205.
ومسند أحمد = =(1/204)
توفي عبد الوهاب الصوفي في يوم الثلاثاء السادس والعشرين من شهر رمضان سنة سبع عشرة وستمائة، ودفن من الغد بباب حرب، وكان مولده في سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة.
212 - عبد الوهاب بن عبد الباقي بن مدلل، أبو الفرج الغزال: سمع الشريف أبا الفوارس طراد بن محمد بن علي الهاشمي وأبوي طاهر احمد بن الحسن الكرجي واحمد بن علي بن سوار المقرئ وغيرهم، روى عنه ابن السمعاني.
كتب الي أبو الفتح الخطيب قال: أنبأنا أبو سعد بن السمعاني بقراءتي عليه قال: أبنأنا عبد الوهاب بن عبد الباقي الغزال بقراءتي عليه، وأنبأنا أبو الكرم عبد السلام بن احمد المقرئ قراءة عليه، أنبأنا الحسين بن ابراهيم الدينوري قالا: أنبأنا طراد بن محمد ابن علي الزينبي، أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن رزقويه البزار، أنبأنا محمد بن يحيى
ابن عمر بن علي بن حرب، حدثنا جدي علي بن حرب، حدثنا سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ان بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى تسمعوا كلام ابن أم مكتوم) (1).
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد (ابن) (2) السمعاني قال: عبد الوهاب بن عبد الباقي بن مدلل الغزال من أهل سوق الغزل، شيخ بهي المنظر حسن الشيبة، قرأت عليه وسألته عن مولده فقال: في محرم سنة تسع (و) سبعين وأربعمائة.
قرأت في كتاب (التأريخ) لابي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي بخطه قال: توفي شيخنا عبد الوهاب بن عبد الباقي بن مدلل الغزال ليلة الاربعاء سادس عشر رجب سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، وصلى عليه من الغد بالمدرسة النظامية، ودفن بمقبرة باب الدير، سمعنا منه، وكان شيخا خيرا مقلا وسماعه صحيح، وكان من أهل السنة.
* هامش * = = 1 / 422، 428.
وفتح الباري 4 / 35، 8 / 685.
(1) انظر الحديث في صحيح البخاري 1 / 160، 3 / 225، 9 / 108.
وصحيح مسلم، كتاب الصيام 36، 37، 38.
وفتح الباري 2 / 99، 104، 5 / 264.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الاصول.
(*)(1/205)
213 - عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن محمد بن الاخوة، أبو الحسن بن أبي القاسم الوكيل: من ساكني درب المطبخ، من أولاد المحدثين، تقدم ذكر أبيه وجده.
وكان يتوكل على أبواب القضاة، ثم ترك ذلك وحج وانقطع في منزله.
سمع أبا يعقوب يوسف بن عمر الحريري وأبا بكر محمد بن منصور بن ابراهيم المقرئ وأبا العباس احمد بن
بنيمان المستعمل وغيرهم، كتبت عنه، وكان شيخا صالحا، حسن الاخلاق.
أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الوكيل، أنبأنا أحمد بن بنيمان بن عمر، أنبأنا ثابت ابن بندار، أنبأنا أحمد بن علي التوزي، أنبأنا اسماعيل بن سعيد المعدل، حدثنا الحسين ابن القاسم أبو علي الكوكبي، حدثنا أبو سلمة الواسطي قال: قال اسحاق الازرق: كنا عند شريك بن عبد الله فجاءه ابن عمه أبو داود النخعي فجرى شئ من ذكر (1) علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال أبو داود: نعم الرجل علي، فقام إليه شريك فقال: المثل علي عليه السلام تقول هذا ؟ قال أبو داود: يا جاهل ! ان الله أثنى على نفسه فقال: (فقدرنا فنعم القادرون) وأثنى على عبده فقال (نعم العبد أنه أواب)، فقال شريك: (وكان الانسان أكثر شئ جدلا).
وبالاسناد قال: حدثنا أبو علي الكوكبي قال: حدثنا عسل، أنبأنا المازني قال: قال الاصمعي: بينما أطوف في طرقات البصرة وإذا أنا بكناس يكسح كنيفا وإذا هو يقول: واياك والسكنى بأرض مذلة تعد مسيئا فيه ان كنت محسنا فنفسك أكرمها وان ضاق مسكن عليك بها فاطلب لنفسك مسكنا قال الاصمعي: فوقفت عليه (2) وقلت: والله ما بقي من الهوان شئ الا وقد أهنتها به، فما الذي بلغت من كرامتها ؟ فقال لي: كنس ألف كنيف أيسر (علي) (3) * هامش * (1) في (ج): (من ذكره).
(2) (عليه) مكانها بياض في الاصول.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل، (ج).
(*)(1/206)
من القيام على باب سفلة (1) مثلك.
سألت عبد الوهاب بن الاخوة عن مولده فقال: في سنة ست وثلاثين وخمسمائة، وتوفي ليل الخميس السابع والعشرين من رجب سنة خمس وستمائة، وصلى عليه من الغد بالمدرسة النظامية، ودفن بباب حرب.
214 - عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن محمد، المعروف بابن الخيام كتب الي أبو اسماعيل عبد الرحيم بن محمد بن أحمد الاصبهاني قال: أنبأنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الرزاق الحسناباذي قراءة عليه، حدثنا مسعود بن ناصر السجزي، أنبأنا أبو محمد عبد الوهاب بن عبد الرحمن البغدادي - يعرف بابن الخيام (2) - في عدة كثيرة قالوا: أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد الزاهد، أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، حدثني أبو سعيد الاشج، حدثنا ابراهيم بن أعين العجلي (3) قال: رأيت سفيان - يعني الثوري - في المنام ولحيته حمراء، فقلت: يا أبا عبد الله ! فديتك ما صنعت ؟ قال: أنا مع السفرة، قلت: من السفرة ؟ قال: الكرام البررة.
215 - عبد الوهاب بن عبد الرحمن: حدث عن أبي الحسن أحمد بن ابراهيم بن أحمد بن علي بن أحمد بن فراس العبقسي (4) المكي، روى عنه عبد الله بن محمد الانصاري الهروي في المائة له، ان لم يكن الذي قبله فهو غيره.
أخبرنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل البزاز بهراة قال: أنبأنا جدي أبو نصر عبيد الله بن أبي عاصم الصوفي وأبو الفتح محمد بن اسماعيل الفامي وكرهزيار (5) بنت أبي طاهر مضر بن الياس التميمي قراءة عليهم قالوا: أنبأنا أبو * هامش * (1) في الاصل: (باب السفلة).
(2) في (ج): (بابن الخوام).
(3) في النسخ: (الحلي).
(4) في النسخ: (العنبسي) والتصحيح من العبر 3 / 89.
(5) في (ب): (كر حزمار).
(*)(1/207)
اسماعيل عبد الله بن محمد الانصاري قال: أنبأنا عبد الوهاب بن عبد الرحمن البغدادي، أنبأنا ابن فراس بمكة، حدثنا محمد بن ابراهيم الدبيلي، حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، حدثنا ابراهيم بن عيينة، حدثنا اسماعيل بن نافع المدني عن ثعلبة بن صالح عن سليمان ابن موسى عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا معاذ ! اذهب فأرحل راحلتك) (1) - وذكر الحديث بتمامه.
216 - عبد الوهاب بن عبد القادر بن أبي صالح الجيلي، أبو عبد الله بن أبي محمد، الفقيه الحنبلي (2): من أهل باب الازج.
قرأ الفقه على والده حتى برع (3) فيه، ودرس بمدرسة والده وهو حي نيابة عنه في مستهل سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، وقد نيف على العشرين من عمره، ثم بعد وفاته مشتغل بالتدريس، ولم يكن في أولاد أبيه أميز منه، وكان فقيها فاضلا، حسن الكلام في مسائل الخلاف، له لسان فصيح في الوعظ، وايراد مليح مع عذوبة ألفاظ وحدة خاطر، وكان ظريفا مليح النادرة، ذا مزاح ودعابة وكياسة (4)، وكانت له مروءة وسخاوة، وجعله الامام الناصر لدين الله على المظالم، فكان يوصل إليه حوائج الناس.
أسمعه والده في صباه الحديث من أبي غالب أحمد بن الحسن بن البناء وأبي منصور عبد الرحمن بن محمد (بن) (5) عبد الواحد القزاز وأبي الحسن محمد بن أحمد بن ابراهيم الصائغ وأبي الفضل محمد بن عمر الارموي وغيرهم، سمع منه أصحابنا، ورأيته غير مرة، ولم يتفق لي أن أسمع منه شيئا.
أخبرني عبد الرحمن بن عمر (6) الواعظ قال: أنبأنا عبد الوهاب بن عبد القادر
الجيلي قال: أنبأنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن احمد بن البناء، أنبأنا أبو الحسين محمد ابن أحمد بن النرسي، أنبأنا علي بن عمر الحربي قال: قرئ على حامد بن محمد بن * هامش * (1) الحديث سبق تخريجه.
(2) انظر: شذرات الذهب 4 / 314.
ومرآة الزمان 8 / 454.
(3) في الاصل: (حتى نزع).
(4) في (ب)، (ج): (وكناسة).
(5) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(6) (بن عمر) ساقطة من (ج).
(*)(1/208)
شعيب البلخي، حدثنا شريح بن يونس، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا الاوزاعي، حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن حسين، حدثني سعيد بن المسيب عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل الذي يتصدق ويرجع في صدقته مثل الكلب يقئ فيأكل قيئه) (1) سألت أبا بكر عبد الرزاق بن عبد القادر الجيلي عن مولد أخيه عبد الوهاب، فقال: في ثاني شعبان سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة.
قلت: وتوفي ليلة الاربعاء الخامس والعشرين من شوال سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة، وصل عليه من الغد بمدرسة والده وحضر خلق كثير، ودفن بمقبرة الحلبة عند عبد الدائم.
217 - عبد الوهاب بن عبد الكريم الطائع لله بن الفضل المطيع لله بن جعفر المقتدر بالله بن أحمد المعتضد بالله بن محمد الموفق بالله بن جعفر المتوكل بن محمد المعتصم بن هارون الرشيد بن محمد الهروي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي
ابن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو الفتح بن أبي بكر (2): ذكر هلال بن المحسن الكاتب ونقلته من خطه أنه توفي في ليلة الاربعاء الثامن عشر من شهر ربيع الاخر سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، ودفن في التربة التي بناها الطائع بالرصافة.
218 - عبد الوهاب بن عبد الواحد بن محمد بن علي بن أحمد، أبو القاسم بن أبي الفرج الانصاري، الواعظ (3): من أهل دمشق، أصله شيرازي، كان شيخ الحنابلة بدمشق، وله قبول بالبلد.
قدم بغداد في سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة رسولا من بوري بن طغتكين صاحب دمشق الى الامام المسترشد بالله أمير المؤمنين يستنجده على الفرنج، وحضر ببغداد مجالس * هامش * (1) انظر الحديث في: سنن النسائي 6 / 266.
وسنن ابن ماجة 2391.
ومسند أحمد 1 / 349.
(2) انظر: المنتظم 7 / 139.
(3) انظر: مرآة الزمان 8 / 169.
والعبر 4 / 100.
والذيل على طبقات الحنابلة 1 / 237.
(*)(1/209)
النظر وتكلم مع الفقهاء في الخلافيات، وحدث عن والده بحديث منكر، سمعه منه أبو بكر بن كامل.
أنبأنا يوسف بن المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف عن أبيه قال: أنبأنا عبد الوهاب بن ابي الفرج عبد الواحد بن محمد بن علي الشيرازي الحنبلي بقراءتي عليه في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة قال: سمعت والدي يقول: حدثنا أبو العباس أحمد بن قبيس المالكي، أنبأنا علي بن أبي الحسن الصوفي، حدثنيى أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ، حدثني هنبل بن محمد السليخي، حدثني أبو بكر رؤبة بن عياش (1)، حدثني أبي عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي حكيم الشامي
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيركم من حفظ كتاب الله فعمل به وعلمه الناس، وهو كلام الله منزل غير مخلوق، منه بدأ واليه يعود، فمن قال مخلوق فهو كافر) (2).
قرأت في كتبا الحافظ أبي القاسم عن ابن الحسن الدمشقي بخطه قال: عبد الوهاب بن عبد الواحد بن محمد الحنبليى الواعظ مات ليلة الاحد السابع عشر من صفر سنة ست وثلاثين وخمسمائة، ودفن يوم الاحد في مقبرة أبيه بباب الصغير وشهدت الصلاة عليه.
129 - عبد الوهاب بن عبيد الله، أبو القاسم البغدادي: قرأت على محمد بن أحمد الازجي عن أبي طالب محمد بن علي الشاهد قال: أنبأنا عبد المحسن بن محمد بن علي التاجر قال: أنبأنا أبو العيش محمد بن علي بن أبي العيش بطرابلس قال: أنبأنا حمزة بن عبد الله، حدثنا أبو القاسم عبد الوهاب بن عبيد الله البغدادي، حدثنا أبو الطيب عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون المقرئ قال: دخلت يوما من الايام على الحسين بن خالويه بجلب بكرة، فقال لي: كنت البارحة عند سيف الدولة وعنده ابن بنت حامد وكان من كبار المعتزلة - أعاذنا الله مما هم عليه، فقال لي: يا ابن خالويه ! ناظره في القرآن ! فأخذ يحتج علي أنه مخلوق، وأخذت أنا أحتج * هامش * (1) في (ج): (رؤبة عن عباش).
(2) الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
(*)(1/210)
عليه أنه كلام الله غير مخلوق، من القرآن ومن حديث رسول الله ولغة العرب، الى أن أدحضت حجته واستظهرت عليه وانصرفت الى منزلي، وقد ذهب من الليل نحو الثلث فنمت، فإذا أنا بقائل يقول لي: لم لم تحتج بأول القصص ؟ قال: فقلت: وأيش في أول القصص ؟ قال: قال الله تبارك وتعالى: (طسم تلك آيات الكتاب المبين نتلوا
عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق) والتلاوة لا تكون خلقا ولا تكون الا بالكلام، قال أبو الطيب عبد المنعم: قلت له حدثني بهذه الرؤيا (1): هذا وحي من الله عز وجل.
وكان حمزة بن عبد الله قد لقي ابن خالويه غير أنه لم يسمع الرؤيا منه.
220 - عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب الهاشمي الكوفي: قرأت في كتاب أبي بكر محمد بن علي بن عبد الملك بن شبانة الدينوري نزيل بغداد بخطه قال: سمعت الشريف عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب الكوفي الهاشمي بمدينة السلام في نهر المعلي في يوم الاثنين التاسع من ذي القعدة سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة يقول: أعجب ما رأيت ببيت الله الحرام فرسا كان لرجل علوي حسني، فكان في كل يوم جمعة لا ينضبط بأخيته حتى يجئ ويطوف بالبيت سبعا ويسعى بين الصفا والمروة سبعا، فقلت له: أنت رأيته أو حدثت ؟ قال: أنا رأيته في حياة الامير أبي الفتوح.
221 - عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب بن أحمد بن محمد السكري البزاز، المعروف بابن اللوح: كان يسكن قريبا من باب النوبي.
سمع أبا أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد بن الفرضي وأبا الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار وغيرهما، روى عنه أبو القاسم بن السمرقندي.
أخبرنا الشريف عبد المولى بن أبي تمام الهاشمي بقراءتي عليه قال: حدثنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي املاء، حدثنا عبد الوهاب بن علي بن السكري، أنبأنا هلال بن محمد بن جعفر الحفار، أنبأنا الحسين بن يحيى بن عياش * هامش * (1) في (ج): (الرواية).
(*)(1/211)
القطان، حدثنا أبو الاشعث (1) أحمد بن المقدام، حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله أن رجلا أتى المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صليت يا فلان ؟) قال: لا، قال: (قم فاركع) (2).
قرأت بخط أبيى عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي قال: أخبرني - يعني عبد الوهاب بن علي السكري - أن مولده عشية عرفة من سنة احدى وسبعين وأربعمائة، ودفن في مقبرة باب حرب.
222 - عبد الوهاب بن علي بن علي بن عبيد الله، أبو أحمد بن أبي منصور الامين، المعروف بابن سكينة (3).
شيخ وقته في علو الاسناد والمعرفة، والانفاق والزهد والعبادة، وحسن السمت، وموافقة السنة وسلوك طريق السلف الصالح.
بكر به والده فأسمعه في صباه من الحافظ أبي الفضل بن ناصر وقرأ به من أبوي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وزاهر بن طاهر الشحامي وأبي (عبد الله) (4) محمد بن حمويه الجويني وأخيه عبد الصمد وأبي غالب محمد بن الحسن الماوردي، ثم صحب أبا سعد بن السمعاني وأبا القاسم ابن عساكر الحافظ الدمشقي وسمع بهما الكثير من أبي بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري ومن والده أبي منصور علي ومن جده لامه أبي البركات اسماعيل بن أحمد النيسابوري وأبي القاسم اسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي وأبي الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام وأبي سعد أحمد بن محمد الزوزني وأبي الفتح عبد الله بن محمد بن البيضاوي وأبي محمد يحيى بن علي بن محمد بن الطراح وأبي الحسن محمد ابن أحمد بن توبة وأبي منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون وأبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الانماطي وبدر بن عبد الله الشيحي (5) * هامش * (1) في (ب): (أبو الاشعب).
(2) انظر الحديث في: السنن الكبرى للبيهقي 3 / 221.
والمعجم الكبير للطبراني 7 / 194.
(3) انظر: النجوم الزاهرة 6 / 201.
وشذرات الذهب 5 / 25.
(4) ما بين المعقوفتين زيادة من العبر 4 / 83.
(5) في (ج): (السنجي).
(*)(1/212)
وأبي منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد القزاز وأبي البدر ابراهيم بن محمد ابن منصور الكرخي وأبي عبد الله الحسين وأبي محمد عبد الله ابني علي بن أحمد الخياط وأبي بكر أحمد بن علي بن عبد الواحد الدلال وأبي المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن علي بن البدن الصفار وأبي الحسن محمد بن أحمد بن الراهيم الصائغ وأبي الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي والوزير أبي القاسم علي بن طراد الزينبي وأخيه نقيب النقباء أبي الحسن محمد وأبي بكر محمد بن حمد بن خلف البندنيجي وأخيه عمر بن حمد (1) وفاطمة بنت أبي حكيم الخبري، وجماعة غيرهم.
وقرأ بنفسه كثيرا على أبي الفضل بن ناصر ولازمه مدة طويلة، قرأ فيها كتبا كثيرة وأجزاء كثيرة، وعلى أحمد بن أبي غالب بن الطلاية وأبي الفرج بن أحمد بن يوسف وأبي القاسم نصر بن نصر بن علي العكبري وأبي الفضل أحمد بن طاهر بن سعيد الميهني والقاضي أبي الفضل محمد بن عمر الارموي وأبي المظفر سعيد بن سهل الفلكي وابي الفضل محمد بن يحيى بن بذال وأبي الحسن بن أحمد بن محمويه اليزدي وأبي العباس أحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي المكي وأبي المظفر هبة الله بن الشبلي وأبي السعود المبارك بن خيرون بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون، وخلق كثير غيرهم.
وكتب بخطه كثيرا من الحديث وغيره في صباه وبعد علو سنه، وحصل الاصول والنسخ الملاح بالخطوط الحسنة، وسمع بالكوفة من الشريف أبي البركات عمر بن
ابراهيم العلوي وأبي الحسن محمد بن محمد بن غبرة (2) الحارثي.
وقرأ القرآن بالروايات والطرق على أبي محمد عبد الله بن علي سبط أبي منصور الخياط وعلى الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمذاني وأبي الحسن علي بن أحمد بن محمويه (3) اليزدي وغيرهم.
وقرأ المذهب والخلاف على أبي منصور سعيد بن محمد بن الرزاز وغيره.
وقرأ * هامش * (1) في النسخ: (بن أحمد) وفي الانساب: (بن محمد).
(2) في الاصل: (بن عنزة) وفي (ج): (بن عيزه) وفي (ب) بلا نقط.
(3) في النسخ: (بن محمود).
(*)(1/213)
الادب على أبي محمد بن الخشاب، وصحب جده أبا البركات اسماعيل شيخ الشيوخ فانتفع بصحبته، ولبس منه الخرقة، وتخلق بأخلاقه وتأدب بآدابه، وأخذ علم الحديث ومعرفته من ابن ناصر، وكان كثيرا يحكي عنه من الفوائد الحسنة والنكت الغريبة والمعاني الدقيقة، ومد الله له في العمر حتى حدث بجميع مروياته مرارا، وقصده طلاب العلم من سائر الاقطار، وكانت أوقاته محفوظة، وكلماته معدودة، فلا تمضي له ساعة الا في قراءة القرآن والذكر والتهجد وقراءة الناس، وكان يمنع الناس من التحديث منه أن يقام له، (و) (2) إذا حضر غيره أيضا فلا يقام (3) له، وكان كثير الحج والعمرة والمجاورة بمكة، وكان دائما على سجادته على طهارة مستقبل القبلة، يقرأ القرآن ليلا ونهارا، والمصحف في يده ينظر فيه، وإذا غلبه النوم نام على سجادته، وما استيقظ الا جدد وضوءا، ولا يخرج من منزله الا لحضور صلاة (4) الجمعة أو العيد أو جنازة أو زيارة صالح حي أو ميت أو حضور مجلس ذكر، ولم يكن يحضر دور أبناء الدنيا ولا أرباب المناصب في هناء ولا عزاء، وكان مديما للصيام في أكثر أوقاته مع
علو سنه، وكان يستعمل السنة في جميع أحواله: في مدخله ومخرجه وملبسه ومأكله ومشربه، ويحب الصالحين، ويقتفي بسيرة السلف عقدا وفعلا، ويعظم العلماء، ويستفيد من الكبير والصغير ويتواضع لجميع الناس وفي سائر أحواله، وكان دائما يقول: نسأل الله (أن) (5) يميتنا مسلمين ! وإذا دعا له أحد بطول البقاء قال: أسأل الله الوفاة على الاسلام، ويبكي.
وكان ظاهر الخشوع عند الذكر، غزير الدمعة عند قراءة القرآن والحديث وأخبار الصالحين.
وكان إذا أكثر من البكاء يعتذر الى الحاضرين ويقول: قد كبر سني ورق عظمي فلا أملك دمعتي - نفيا لاظهار الخشوع وخوفا من الرياء وسترا لحاله، وكان الله * هامش * (1) في (ج): (قرأ).
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الاصول.
(3) من هنا حتى ننبه عليه ساقط من (ج).
(4) في الاصل، (ب): (الصلاة).
(5) مابين المعقوفتين ليست في الاصول.
(*)(1/214)
سبحانه قد ألبسه رداء جميلا من البهاء وحسن الخلقة وقبول الصورة ونور الطاعة وجلالة العبادة، فكانت له في القلوب منزلة عظيمة، يحبه الكبير والصغير والرجال والنساء، وكان الرجل إذا رآه انتفع برؤيته قبل سماع كلامه، فإذا تكلم كان البهاء والنور على ألفاظه، وتقبلها الاسماع والقلوب، ولا يشبع جليسه من مجالسته، ولقد طفت شرقا وغربا، ورأيت الائمة والعلماء والزهاد، فما رأيت أكمل منه ولا أكثر عبادة ولا أحسن سمتا، صحبته قريبا من عشرين سنة ليلا ونهارا، وتأدبت به وخدمته، وقرأت عليه القرآن بجميع مروياته وقراءاته، وسمعت منه أكثر مروياته، وقرأت عليه
الكتب المطولات، واستفدت منه كثيرا، وكان ثقة صدوقا حجة (1) نبيلا، ركنا من أركان الدين، وعلما من أعلام المسلمين.
سمع منه الشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي (2) والقاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي والحافظ أبو بكر محمد بن موسى الحازمي وخلق من الائمة الكبار ورووا عنه وهو حجة.
أخبرنا شيخنا السعيد أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي بن عبيد الله (3) قراءة عليه وأنا أسمع قال: أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين بقراءة شيخنا أبي الفضل بن ناصر عليه وأنا أسمع في جمادى الاخرة سنة خمس وعشرين وخمسمائة، أنبأنا أبو طالب محمد بن محمد بن ابراهيم بن غيلان البزاز قراءة عليه في سنة سبع وثلاثين وأربعمائة، حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ابراهيم الشافعي، حدثنا أبو بكر أحمد بن عبيد الله النرسي، أنبأنا روح بن عبادة، حدثنا عثمان بن غياث، حدثنا أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يمر الناس على جسر جهنم، وعليه حسك وكلاليب وخطاطيف تخطف الناس يمينا وشمالا وبجنبتيه ملائكة يقولون: اللهم سلم سلم، فمن الناس من يمر مثل البرق، ومنهم من يمر مثل الريح، ومنهم من يمر مثل الفرس المجري، ومنهم من يسعى سعيا، ومنهم من يحبو حبوا، ومنهم من يزحف زحفا، فأما أهل النار الذين هم أهلها فلا يموتون ولا يحيون، * هامش * (1) الى هنا ينتهي السقط من (ج).
(2) في (ب): (الزندي).
(3) في النسخ: (بن عبد الله).
(*)(1/215)
وأما أناس فيؤخذون بذنوب وخطايا، قال: فيحترقون فيكونون فحما ثم يؤذن في الشفاعة فيؤخذون ضبارات ضبارات فيقذفون على نهر من أنهار الجنة فينبتون كما
تنبت الحبة في حميل السيل)، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما رأيتم الصبغاء شجرة تنبت في الفيافي (1)، فيكون آخر من يخرج من النار رجل يكون على شفتها فيقول: يا رب ! اصرف وجهي عنها، فيقول الله عز وجل: عهدك وذمتك لا تسألني غيرها، قال: ثم يرى أخرى أحسن منها فيقول: يا رب ! حولني الى هذه آكل من ثمرها وأكون في ظلها، ثم يرى سواد الناس ويسمع كلامهم فيقول: يا رب ! أدخلني الجنة ! قال أبو نضرة: فاختلف أبو سعيد ورجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فيدخل الجنة فيعطي الدنيا ومثلها معها، وقال الاخر: يدخل الجنة فيعطى الجنة وعشر أمثالها) (2).
أخبرنا عبد الوهاب بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي النيسابوري قدم علينا في شوال سنة خمس وعشرين وخمسمائة قال: أنبأنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان، أنبأنا أبو يعلى الموصلي، حدثنا خلف بن هشام وعبد الواحد بن غياث ومحمد بن عبيد بن حساب (3) قالوا: أنبأنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو انسان أو بهيمة الا كان له صدقة) (4).
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن أبي منصور الامين بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قراءة عليه، أنبأنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان، أنبأنا أبو اسحاق ابراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، أنبأنا السراج، حدثنا قتيبة، حدثنا سعيد، حدثنا بكر بن نصر عن عمرو بن الحارث قال: بلغني أن رجلا كتب الى * هامش * (1) في كنز العمال: (الغثاء).
(2) انظر الحديث في: مسند أحمد 3 / 26.
واتحاف السادة المتقين 10 / 482.
(3) في الاصل: (بن خشاب) وفي (ج): (بن حسان).
(4) انظر الحديث في: صحيح البخاري 3 / 135.
وصحيح مسلم، كتاب المساقاة 12.
وفتح
الباري 5 / 3.
(*)(1/216)
ابن عمر يسأله عن العلم فكتب إليه أن العلم كبير يا ابن أخ، ولكن ان استطعت أن تلقى الله عز وجل خفيف الظهر من دماء المسلمين كاف اللسان عن أعراضهم خامص البطن من أموالهم لازما لجماعتهم فافعل.
أخبرنا (1) عبد الوهاب الامين بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الانصاري قال: أنشدنا أبو القاسم علي بن عبد الرحمن بن الحسن بن عليك قدم علينا قال: أنشدنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين بن موسى السلمي، أنشدني نصر بن أبي نصر البستي لعلي بن محمد بن بسام: أقصرت عن طلب البطالة والصبا لما علاني للمشيب قناع لله أيام الشباب ولهوه لو أن أيام الشباب تباع فدع الصبا يا قلب واسل عن الهوى ما فيك بعد مشيبك استمتاع وانظر الى الدنيا بعين مودع فلقد دنا سفر وحان وداع والحادثات موكلات بالفتي والمرأ بعد الحادثات سماع وسمعت أبا محمد بن الاخضر الحافظ غير مرة يقول: لم يبق ممن طلب الحديث، وعني به غير عبد الوهاب بن سكينة.
وسمعت عبد الرزاق بن عبد القادر الجيلي يقول: رأيت عبد الوهاب بن سكينة يجئ الى ابن ناصر ليقرأ عليه، وكان من ظراف طلبة (2) الحديث، وسمعت ابن الاخضر يقول: كان شيخنا ابن ناصر يجلس في داره على سرير لطيف، فكل من حضر عنده يجلس تحت سريره كابن شافع والباقداري وأمثالهم، وما رأيته أجلس معه أحدا على سريره الا عبد الوهاب بن سكينة.
ورأيت بخط الشيخ أبي محمد عبد الله بن علي بن أحمد المقرئ شيخ العراق على الكتب والمفردات التي قرأها عليه شيخنا عبد الوهاب: قرأ علي سيدنا ضياء الدين أبو أحمد عبد الوهاب، وكان
شيخنا لما قرأ عليه قارب العشرين من عمره - رحمة الله عليهما.
أنبأنا القاضي الفقيه يحيى بن القاسم التكريتي مدرس المدرسة النظامية قال في ذكر * هامش * (1) في (ج) زيادة: (شهاب الحاتمي بهراة).
(2) في (ب): (طلب).
(*)(1/217)
مشايخه: أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي المعروف بابن سكينة كان رجلا عالما عاملا بمذهب الشافعي، كثير المباحثة في مسائله، دائم التكرار لكتاب التنبيه في الفقه حافظا له، كثير الاشتغال بكتاب المهذب والوسيط في الفقه، لا يضيع من وقته شيئا، وكنا إذا دخلنا عليه يقول: لا تزيدوا (1) على (سلام عليكم) مسألة، لكثرة حرصه على المباحثة في المسائل وتقرير احكامها.
سمعت عبد الكريم بن المفضل اليزدي بأصبهان وكان ينوب في التدريس بالمدرسة النظامية بها عن ابن الخجندي.
وحج في تلك السنة شيخ الشيوخ صدر الدين عبد الرحيم من بغداد، فلما دخلنا المدينة اجتمعنا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل مستفتيا الى صدر الدين بن الخجندي فكتب فيها، ثم التفت (الرجل) (2) الي (وقال) (3): قد سهى صدر الدين في الفتيا فكتبها على غير الصواب، فنبهه على ذلك حتى يصلحها، ثم ناولنيها فإذا هي كما قال، فقمت الى صدر الدين وذكرت ذلك له، فقال لي: ومن هذا الرجل ؟ فقلت: لا أعرفه، فسأل عنه شيخ الشيوخ (فقال): ابن أختي عبد الوهاب وهو فقيه محدث، فقام إليه صدر الدين واعتذر إليه.
سألت شيخنا عبد الوهاب بن علي عن مولده فقال: في ليل الجمعة رابع شعبان سنة تسع عشرة وخمسمائة، وتوفي سحرة يوم الاثنين التاسع عشر من شهر ربيع الاخر من سنة سبع وستمائة، وصلى عليه بجامع القصر وبعدة أمكنة بالجانب الغربي،
ودفن عند جده شيخ الشيوخ مقابل جامع المنصور، وكان يوما مشهودا.
223 - عبد الوهاب بن علي بن محمد بن حبيب الماوردي، أبو الفائز (4): ابن أقضى القضاة أبي الحسن.
من أهل البصرة، سمع بها أبا الحسن علي بن القاسم ابن الحسن النجاد، وقدم بغداد مع والده واستوطنها، وشهد بها عند قاضي القضاة أبي عبد الله بن ماكولا في يوم الخميس لست خلون من شعبان سنة ثلاثين وأربعمائة * هامش * (1) في (ب): (لا ترتدوا).
(2) ما بين المعقوفتين ليست في الاصول.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الاصول.
(4) انظر: المنتظم 8 / 143.
(*)(1/218)
فقبل شهادته، وأدركه أجله شابا قبل والده.
قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون بخطه، وأنبأنا نصر الله بن سلامة الهيتي قال: أنبأنا محمد بن ناصر قراءة عليه عن ابن خيرون قال: سنة احدى وأربعين وأربعمائة أبو الفائز عبد الوهاب بن علي بن محمد بن حبيب الماوردي الشاهد يوم الاربعاء عاشر المحرم - يعني مات.
قرأت في كتاب عبد الرزاق بن أحمد بن البقال بخطه قال: أنشدني أبو علي الحسن ابن علي المصري المؤدب يرثي عبد الوهاب بن علي البصري الماوردي: هل عاقل يرجو دوام بقاء بعد الذين مضوا من القرباء أم هل يؤمل صفو عيش بعدهم أنى لهم من بعدهم بصفاء أين الذين مضوا من الاباء ثم الذين مضوا من الابناء أو ليس فيهم عبرة لألي النهى والاعتبار شعار أهل الرأي
كم قد أباد الدهر من متجبر ملك الملوك وزاد في العلواء وبنى القصور وجد في بنيانها حتى تناهت فوق كل بناء واغتر بالجيش الكثير عديده من كل حادثة وكل قضاء لم تغن عنه جيوشه وبناؤه شيئا لدفع الصولة الصماء فاحتل بعد العز في دار البلى في جيرة الاموات لا الاحياء دع ذكر تشبيب بمن حل الثرى وحواه لحد ضيق الارجاء وارث المنغص بالحياة وطيبها ما آن أن يقضي له بفناء (من أعجلته وفاته وشبابه ما آن أن يقضي له بفناء) (1) أعني فنا القاضي الاجل المكنى بالفائز المدعو في الاسماء اني رزئت فتى المكارم والعلى والجود والافضال والاعطاء وأصبت بالطود المنيع المرتقى مأوى لمن يخشى من الاعداء غوث العناة يغيثهم بنواله كرما لدى البأساء والضراء * هامش * (1) البيت ساقط من الاصل.
(*)(1/219)
لو عشت ما قد عاش نوح بعده أرجو له مثلا من النظراء ما أن وجدت ولا رأيت مثاله في صورة وملاحة وبهاء 224 - عبد الوهاب بن عمرو (1) بن سعيد، أبو أيوب النزلي المحرر (2): من أهل عكبرا.
حدث عن شريح بن يونس وعبد الله بن عبد الرحمن وأبي همام الوليد بن شجاع وأبي بكر محمد بن محمد السقطي وأبي موسى هارون بن عبد الله الحمال (3) ويعقوب بن ابراهيم الدورقي وعلي بن هشام الرقي والحسين بن الاسود العجلي، روى عنه أبو طالب عبد الله بن محمد بن شهاب وعمر بن محمد بن رجاء
العكبريان وأبو منصور محمد بن سعيد بن محمد الباوردي بمصر، وذكر أنه كتب عنه بعكبرا.
أنبأنا الاعز بن علي بن المظفر قال: أنبأنا أبو القاسم بن السمرقندي قراءة عليه قال: قرئ على أبي القاسم بن البسري عن أبي عبد الله بن بطة وأنا أسمع قال: حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن رجاء، حدثنا عبد الوهاب بن عمرو، حدثنا أبو موسى هارون بن عبد الله، حدثنا أبو النضر، حدثنا بكر بن حبيش عن ليث بن أبي سليم عن زيد بن أرطأة عن أبي أمامة (4) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما تقرب العبد بشئ أفضل من شئ خرج منه وهو القرآن) (5).
حدثنا عبد العزيز بن محمود الحافظ من لفظه قال: أنبأنا أبو القاسم سعيد بن أحمد ابن الحسن الفقيه، وأنبأنا عمر بن أحمد بن محمد العلوي وأحمد بن محمد الخازن وعبد الحق بن محمد الشاهد قالوا: أنبأنا محمد بن أحمد التيمي، قالا: أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، أنبأنا أبو سهل محمود بن عمر العكبري، حدثنا * هامش * (1) في الاصل، (ج): (بن عمر).
(2) في (ب): (المحور).
(3) في (ج): (الجمال).
(4) في (ج): (أبي أسامة).
(5) انظر الحديث في: سنن الترمذي 2911.
ومسند أحمد 5 / 268.
والترغيب والترهيب 2 / 350.
(*)(1/220)
عبد الوهاب بن عمرو العكبري، حدثني أبو بكر أحمد بن محمد السقطي، حدثني عمر ابن محمد النسائي، حدثنا العباس بن محمد بن عبد الرحمن الانصاري عن أبيه قال: قال
علي بن ظبيان: خرجت يوما بالكوفة لبعض حوائجي راجلا (1) حتى كنت (2) في سكة من سكك همدان فإذا أنا بعليان المجنون، وكان معتوها ذاهب العقل حتى يكلم، وكان في يده قصبة فارسي من القناة في رأسها كبة قطن قد لف عليها خرقة، وإذا هو يشد على الصبيان إذا أخرجوه، فإذا أدركهم قال: يا علي ! اتق القصاص، فيرجع ويجلس ويلقي القصبة بين يديه حتى يأخذ الطريق، قال: فتهيأت أن أمر به، فنظر الي فقال لي: يا علي ! مر ! لست لهؤلاء ! فلما حادثته سمعته يقول: من نوقش الحساب دخل الجنة، فقلت: من نوقش الحساب عذب، فقال: كلا ! ربنا أكرم من ذاك، إذا قدر عفا.
أخبرنا أبو سعد الازجي (3) قال: أنبأنا أبو المعالي العطار قراءة عليه عن أبي القاسم البندار قال: كتب الي أبو عبد الله بن بطة قال: حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن رجاء قال: حدثنا أبو أيوب عبد الوهاب بن عمرو النزلي، حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثني سلمة بن بكر المقدسي (4) قال: كان رجاء ابن حيوة الكندي جالسا في مسجد دمشق إذ قرأ رجل (قد أفلح المؤمنون) الى قوله (أولئك هم الوارثون) فقال رجل من القوم: أترون رجلا يعمل بهذه الكلمات كلها ؟ فقال رجل: لا، فقال آخر: ولا أمير المؤمنين ؟ فقال آخر: وما يدخل الوليد في حديثنا ؟ فقال رجاء: اني أظن أن هذا الكلام سيكسبكم شرا، ان سئلتم فاكتموا، وان استحلفتم فاحلفوا ! فبينا هم كذلك إذ جاءت الاشراط فأخذوا رجاء وأصحابه فأدخلوا على الوليد رجاء الله ليفترش ذراعك الوصيد ورجل يتلو آيات من كتاب الله عز وجل، فقال رجل: أترون رجلا يعمل بهذه الايات، فقال آخر: لا، فقال آخر: ولا الوليد أمير المؤمنين، وما بقي من العدل فاعمل به.
قال رجاء: فما سمعت * هامش * (1) في (ج)، (ب): (راحلا).
(2) في (ب): (كتب).
(3) في (ج): (الحلازجي).
(4) في (ب): (القدسي).
(*)(1/221)
ولعل أصحابي سمعوا شيئا لم أسمعه، فأدخلوا جميعا فسئلوا وكتموا فاستحلفوا فحلفوا، فقال: الله أكبر علي ! فكان الساعي بعد ذلك إذا رأى رجاء قال: الله يا رجاء انك ليستسقى بك المطر ! تكتم شهادة ؟ فيقول له رجاء: يا فاسق ! لمائة سوء عن (1) ظهرك أحب الي من أن يعطب عدة من المسلمين بلا ذنب.
225 - عبد الوهاب بن عيسى بن عبد الرحمن بن عيسى بن ماهان الفارسي، أبو العلاء البغدادي (2): سمع أبا عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق وأبا علي اسماعيل بن محمد بن اسماعيل الصفار وأبا الحسين عبد الباقي بن قانع القاضي وأبا بكر أحمد بن سليمان بن أيوب العباداني وأبا سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان وأبا علي أحمد ابن الفضل بن العباس بن خزيمة بن مكرم بن أحمد القاضي.
ثم رحل فسمع بدمشق بافادة أبي هاشم (3) عبد الجبار بن عبد الصمد بن اسماعيل ابن السلمي، وببيروت أبا عمران موسى بن عبد الرحمن بن موسى المقرئ وبأنطاكية أبا بكر محمد بن عبد الله بن بكار، وببيت المقدس أبا طالب محمد بن زكريا بن يحيى ابن يعقوب بن بشر بن أعين المقدسي وأبا الفوارس أحمد بن محمد بن الحسين بن السندي (4) الصابوني وأبا محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن ناصح الدمشقي وأبا محمد بن سعيد بن أحمد بن جعفر الفهري وأبا العباس أحمد بن الحسن بن اسحاق ابن عتبة الرازي وأبا عبد الله محمد بن ادريس بن عبد الله بن اسحاق الدلال وأم محمد فاطمة بنت الحسين بن الحسن بن الريان وبتنيس أبا بكر محمد بن علي
النقاش، وبالبصرة أبا علي محمد بن يوسف بن أحمد بن المعتمر البيع وأحمد بن محمد ابن سليمان المسالكي، (و) بنيسابور أبا حامد أحمد بن الحسن المقرئ وعلي بن بندار الصيرفي وأبا أحمد الجلودي.
* هامش * (1) في الاصل: (سول عن) وفي (ج): (سواء من) وفي (ب): (سوابه).
(2) انظر: العبر في خبر من غبر 2 / 256.
(3) في النسخ: (هشام) والتصحيح من العبر 333.
(4) في النسخ: (السرى).
(*)(1/222)
وقدم أصبهان في شهر رمضان سنة خمس وثمانين وثلاثمائة وحدث بها عن شيوخ بغداد ومصر والاهواز ونيسابور والشام، روى عنه من أهلها المطهر بن محمد بن علي ابن محمد بن أحمد بن بحير وأبوي بكر محمد بن علي الحافظ وعلي بن القاسم الخياط المقرئ.
وروى عنه أيضا علي بن بشرى السجزي في مشيخته.
وسكن مصر الى حين وفاته وحدث بها بكتاب الصحيح لمسلم بن الحجاج النيسابوري عن أبي بكر أحمد بن محمد بن يحيى الاشقر الفقيه الشافعي عن أبي محمد أحمد بن علي بن الحسن القلانسي عن مسلم سوى ثلاثة أجزاء من آخره، فانه رواها عن أبي أحمد الجلودي عن ابراهيم بن سفيان عن مسلم، سمعه منه جماعة ورووه عنه، فمنهم محمد بن يحيى بن الحذاء ويحيى بن محمد بن يوسف الاشعري وأبو القاسم أحمد ابن فتح المعافري يعرف بابن الرسان.
كتب الى أبو المكارم أحمد بن محمد بن محمد بن نعمان المعدل الاصبهاني أن أبا عدنان محمد بن أحمد بن المطهر بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن بحير أخبره قال: أنبأنا جدي المطهر قراءة عليه في شعبان سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة قال: أنبأنا
أبو العلاء عبد الوهاب بن عيسى بن عبد الرحمن بن عيسى بن ماهان الفارسي البغدادي قراءة من لفظه في شهر شعبان سنة خمس وثمانين وثلاثمائة قال: حدثنا القاضي أبو الحسين عبد الباقي بن قانع، حدثنا ابراهيم بن الهيثم البلدي، حدثنا آدم بن أبي اياس العسقلاني، حدثنا ابن أبي ذئب عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ان الصائم إذا لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله عز وجل حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) (1).
أنبأنا أبو الخطاب الكلبي قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن خليل المصري، أنبأنا أبو علي الحسين بن محمد بن أحمد الغساني قال: سمعت أبا عمر محمد ابن محمد بن يحيى يقول: سمعت أبي يقول: أخبرني ثقات (من) (2) أهل مصر أن أبا الحسن علي بن عمر الدارقطني كتب الى أهل مصر من بغداد أن اكتبوا عن * هامش * (1) انظر الحديث في: كنز العمال 23865.
والجامع الكبير 5654.
(2) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(1/223)
(أبي) (1) العلاء بن ماهان كتاب مسلم بن الحجاج الصحيح، ووصف أبا العلاء بالثقة والتمييز.
أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي قال: قرئ على أبي القاسم بن السمرقندي عن أبي اسحاق ابراهيم بن سعيد الحبال وأنا أسمع قال: سنة سبع وثمانين - يعني: وثلاثمائة - ابن العلاء بن ماهان البغدادي - يعني: مات.
226 - عبد الوهاب بن الفضل المطيع لله بن جعفر المقتدر بالله بن أحمد المعتضد بالله، أبو عبد، أخو الامام الطائع: توفي ليلة الجمعة مستهل شهر رمضان سنة سبعين وثلاثمائة ودفن بالرصافة عند قبر
أبيه، ذكر ذلك هلال بن المحسن الكاتب ونقلته من خطه.
227 - عبد الوهاب بن القاسم بن علي الشعراني، روى عن أبي الحسين بن الطيوري شيئا يسيرا، كتب عنه أبو بكر بن كامل الخفاف.
قرأت في كتاب المبارك بن كامل بخطه وأنبأنيه ابنه يوسف عنه قال أنشدني عبد الوهاب بن القاسم بن علي الشعراني قال: أنشدني أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي: ذهب الناس فاستقلوا وصرنا خلفا في أراذل نسناس في أناس نعدهم في عديد فإذا فتشوا فليسوا بناس أجملوا في الحشوم طولا وعرضاوهم في القياس دون الحساس وذا جئت أبتغي النيل منهم ابتدوني في قتل السواس بياس وبكوا لي حتى وددت بأني تفلت عند ذاك رأس برأس 228 - عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد بن الحسن بن بندار، أبو البركات الانماطي (2): * هامش * (1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) انظر: الذيل على طبقات الحنابلة 1 / 240.
والعبر في خبر من غبر 4 / 104.(1/224)
من أهل نهر القلائين (1).
سمع وقرأ وكتب الكثير، وحصل العالي والنازل، ولم يزل يسمع ويفيد الناس الى آخر عمره، وحدث بأكثر مروياته، وكتب عنه الكبار ورووا عنه.
وكان موصوفا بالحفظ والمعرفة، وحسن الطريقة والديانة، والعفة والنزاهة، والثقة والصدق والامانة.
سمع أبا محمد عبد الله بن محمد الصريفيني وأبا الحسين أحمد بن محمد بن النقور (2) وأبا نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي وأبوي القاسم عبد العزيز بن علي الانماطي وعلي بن أحمد بن محمد بن البسري وأبا الغنائم محمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان الدقاق وأخاه أبا محمد أحمد وأبا الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي وأبا الحسين عاصم بن الحسن العاصمي وأبا الخطاب نصر بن أحمد بن البطر وأبوي عبد الله مالك بن أحمد البانياسي والحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي وخلقا كثيرا غيرهم.
وقرأ على أبي الحسين بن الطيوري جميع ما عنده.
روى لنا عنه أبو الفرج بن الجوزيى وأبو أحمد بن سكينة وأبو محمد بن الاخضر وعبد الواحد بن سعد الصفار وعبد الرحمن بن محمد بن يعيش الكاتب ومحمد بن هبة الله بن كامل الوكيل وعبد العزيز وأحمد ابنا أزهر بن عبد الوهاب السباك وأبو الفتوح مسعود بن عبد الله ابن عبد الكريم الدقاق ويحيى بن محاسن الفقيه ويحيى بن مبارك بن محمد بن يحيى بن الزبيدي وأحمد بن هبة الله بن العلاء الزاهد ويوسف بن المبارك بن كامل الخفاف وأحمد بن يحيى بن بركة البزار وعبد العزيز بن معالي بن منينا وهبة الله بن الحسين بن أفبل (3) وأبو الفتح وهب بن محمد بن وهب الحري وخليفة بن أبي بكر بن أحمد أبو نصر السقاء وعبد الرحمن بن أحمد بن هدبة الوراق وغيرهم.
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الامين قال: أنبأنا أبو البركات عبد الوهاب ابن المبارك الانماطي ووالدي قالا: أنبأنا عبد الله بن محمد الصريفيني، أنبأنا عبيد الله * هامش * (1) في (ب): (القلايين).
(2) في (ب): (السور).
(3) هكذا في الاصول.
(*)(1/225)
ابن حبابة (1)، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا علي بن الجعد، أنبأنا جعفر عن ابراهيم الهجري قال: رأيت ابن أبي أوفى - وكان من أصحاب الشجرة - وماتت ابنة له فتبعها على بغل (2) خلفها فجعل النساء يرثين فقال: لا ترثين فان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الترثي، ولتفض احداكن من عبرتها ما شاءت، ثم كبر عليها أربعا وقام بعد ذلك قدر ما بين التكبيرتين يدعو وقال: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصنع على الجنائز هكذا.
أخبرنا أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن يعيش بقراءتي عليه قال: أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك الانماطي، أنبأنا أبو محمد الصريفيني، أنبأنا أبو القاسم بن حبابة، حدثنا البغوي، حدثنا علي بن الجعد، أنبأنا شعبة عن عمرو بن دينار قال: سمعت جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا جاء أحدكم والامام يخطب أو قد خرج فليصل ركعتين) (3).
أخبرنا أبو أحمد بن سكينة بقراءتي عليه قال: أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك الانماطي، أنبأنا عبد الله بن محمد الخطيب، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، أنبأنا أحمد بن سليمان الطوسي، حدثنا الزبير بن بكار، حدثني يونس بن عبد الله عن مالك ابن أنس قال: كان رجل له زوجة وكان لها محبا، وكانت قد أعطيت شدة وكانت له (4) قاهرة فضربته يوما، فجعل يبكي وجعلت تغيظ عليه وتقول له: أتبكي ؟ فيقول لها: نعم ! والله، أبكي على رغم أنفك.
أخبرنا أحمد بن يحيى البزار قال: أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك الانماطي، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن البسري، أنبأنا عبيد الله بن محمد بن أحمد أبو أحمد قراءة عليه وأنا أسمع قال: حدثنا أبو بكر الصولي املاء (5) قال: سمعت عبد الله بن المعتز وذكر يوما اخوانه فقال: أنا فيهم كما قال أبو تمام:
* هامش * (1) (عبيد الله عن حبابة).
(2) في النسخ: (على فعل *).
(3) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 71.
وصحيح مسلم، كتاب الجمعة 59.
(4) في (ب): (كانت لها).
(5) في (ب)، (ج): (ليلا).
(*)(1/226)
ذو الود مني وذو القربى (1) بمنزلة واخوتي أسوة عندي واخواني عصابة جاورت (2) آدابهم أدبي (3) فم وان فرقوا في الارض جيراني أرواحنا في مكان واحد وغدت أبداننا لشام أو خراسان ورب نائي المغاني روحة أبدالصيق روحي ودان ليس بالداني قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع بخطه قال: قال شيخنا ابن ناصر فيما قرأت بخطه: كان عبد الوهاب الانماطي بقية الشيوخ، سمع الكثير وحدث، وكان يفهم وكان صحيح السماع بعد مضي مستورا ولم يتزوج قط.
أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عبد الوهاب ابن المبارك الانماطي حافظ متقن، كثير السماع واسع الرواية، دائم البشر (4) سريع الدمعة عند الذكر، حسن المعاشرة، مليح المحاورة، جمع الفوائد، وخرج التخاريج (5)، صاحب اصول حسنة ما بقي من العالي والنازل جزء الا قرأه وحصل نسخته اما بخطه أو خط غيره، ونسخ الكتب الكبار بخطه، مثل الطبقات وتأريخ الخطيب، وكان متفرغا مستعدا للتحديث، اما أن يقرأ عليه أو ينسخ شيئا، وكان لا يجوز الاجازة على الاجازة، وجمع فيه شيئا، قرأت عليه الكثير.
أخبرنا اسماعيل بن سليمان العسكري بدمشق قال: أنبأنا أبو محمد عبد الخالق بن أسد بن ثابت الحنفي قال: سألت عبد الوهاب بن المبارك الانماطي عن مولده فقال: في يوم الجمعة الثاني من رجب سنة اثنتين وستين وأربعمائة، وتوفي يوم الخميس الثاني والعشرين من المحرم سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة، ودفن من الغد في مقابر الشونيزي.
229 - عبد الوهاب بن محمد المنتصر بالله بن جعفر المتوكل على الله بن محمد المعتصم بالله بن الرشيد هارون بن محمد المهدي بن المنصور عبد الله بن محمد ابن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب: * هامش * (1) في النسخ: (القرى).
(2) في النسخ: (حاورت).
(3) في النسخ: (أوفى).
(4) في (ب): (دائم الشر).
(5) في (ج): (وخرج البخاري).
(*)(1/227)
ذكره عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر وأنه قدم سر من رأى من مدينة السلام في أول سنة سبع وخمسين ومائتين (1) ووصل الى عمه المعتمد على الله أحمد بن المتوكل، وخلع عليه خمس خلع وحمل على فرس بسرجه (2) ولجامه.
230 - عبد الوهاب بن محمد بن الحسن بن هانئ، أبو محمد البزاز: حدث عن أحمد بن الحسن بن دبيس المقرئ، روى عنه أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس وأبو سعد (3) المالييني: أخبرنا اسماعيل بن علي العطار قال: أنبأنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البناء، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شاذة (4)، حدثنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني
قال: أنبأنا أبو محمد عبد الوهاب بن محمد بن الحسن بن هانئ البزاز ببغداد قال: حدثني أحمد بن الحسن بن دبيس المقرئ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن يحيى الكسائي، حدثني خلف بن هشام المقرئ، حدثنا معروف الكرخي، حدثنا بكر بن خنيس، حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قال عند منامه: اللهم ! لا تؤمنا مكرك، ولا تنسنا ذكرك، ولا تهتك عنا سترك، ولا تجعلنا من الغافلين، اللهم ابعثنا في أحب (الساعات) (5) اليك حتى نذكرك فتذكرنا، ونسألك فتعطينا، وندعوك فتستجيب لنا، ونستغفرك فتغفر لنا، الا بعث الله إليه (6) ملكا في أحب الساعات إليه فيوقظه (7)، فان قام والا صعد الملك فعبد (8) الله في السماء، ثم يعرج إليه ملك آخر فيوقظه، فان قام والا صعد الملك (فقام) (9) مع صاحبه، ويعرج إليه ملك أخر فيوقظه، فان قام والا صعد الملك فقام مع صاحبه، فان قام بعد ذلك ودعا * هامش * (1) في الاصل، (ب): (وثمانين) وفي (ج): (وثمانمائة).
(2) في النسخ: (شيوخه).
(3) في النسخ: (أبو سعيد).
(4) هكذا في الاصول.
(5) ما بين المعقوفتين سقط من الاصول.
(6) في النسخ: (اليك).
(7) في (ج): (فنوقظه).
(8) في الاصل، (ب): (فيعبد).
(9) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(1/228)
استجيب له، وان لم يقم كتب الله له ثواب أولئك من الملائكة) (1).
231 - عبد الوهاب بن محمد بن الحسين بن الصابوني، أبو الفتح الخفاف، المقرئ المالكي (2): من ساكني الجعفرية.
وله (3) دكان بدرب الدواب يبيع فيه خفاف النساء، أصله من قرية يقال لها المالكية على الفرات واليها ينسب، وهو حنبلي المذهب.
قرأ القرآن بالروايات الكثيرة على أبي بكر أحمد بن علي (4) بن بدران (5) الحلواني (6) وأبي العز محمد بن الحسين القلانسي وعلى غيرهما، قرأ عليه جماعة من شيوخنا، وسمع الحديث من أبي الخطاب نصر بن أحمد بن البطر وأبي عبد الله الحسين ابن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي وأبي المعالى ثابت بن بندار بن ابراهيم البقال وأبي طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن قيداس الحطاب (7) وأبي سعد محمد بن عبد الملك بن عبد القاهر الاسدي وأبي الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي وأبي القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الرزاز وأبي علي محمد بن سعيد بن نبهان الكاتب، ومن خلق كثير غيرهم.
ولم يزل يسمع الى حين وفاته، وحصل الاصول، وحدث بالكثير، روى لنا عنه سبطه عمر بن كرم الدينوري وأبو محمد عبد العزيز بن محمود (8) بن الاخضر البزاز، وكان قيما بمعرفة القراءات وطرق الروايات، تقيا، صدوقا، صالحا، حسن الطريقة.
حدثنا ابن الاخضر من لفظه قال: أنبأنا أبو الفتح عبد الوهاب بن محمد بن الحسين * هامش * (1) انظر الحديث في: اتحاف السادة المتقين 5 / 76.
وكنز العمال 41326.
(2) انظر: طبقات القراء 1 / 481.
والعبر في خبر من غبر 4 / 160.
(3) في الاصل: (ولد).
(4) في (ج): (محمد).
(5) في النسخ: (بن حمدان) والتصحيح من المراجع.
(6) في (ب): (الحلوداني).
(7) (قيداس الحطاب) في النسخ: (قنداس الخطاب) والتصحيح من العبر 3 / 352.
(8) في (ب): (بن محمد).
(*)(1/229)
المالكي (أنبأنا) (1) أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله، حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله، أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن زياد، حدثنا اسحاق بن ابراهيم بن محمد المقرئ، حدثنا مكي بن ابراهيم أبو السكن البلخي، حدثنا هشام ابن حبان عن الحسن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بني الاسلام على خمس: شهادة ألا اله الا الله وأن محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت) (2).
أنبأنا شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عبد الوهاب ابن محمد بن الحسين الصابوني شيخ صالح صدوق حسن السيرة، قيم بكتاب الله، يأكل من كد يده، كتبت عنه، وسألته عن مولده فقال: في شوال سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة.
أخبرنا اسماعيل بن سليمان العسكري بدمشق قال: أنبأنا عبد الخالق بن أسد بن ثابت الحنفي قال: سألت عبد الوهاب بن محمد الصابوني عن مولده، فقال: في شوال سنة احدى وثمانين وأربعمائة.
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي (3) قال: توفي عبد الوهاب ابن محمد الصابوني في ليلة السبت العشرين من صفر سنة ست وخمسين وخمسمائة (4)، وذكر غيره أنه دفن بباب حرب.
232 - عبد الوهاب بن محمد بن عبد الغني الطبري، أبو جعفر المقرئ: من ساكني درب فراشا، كان من قراء (5) الموكب الخلافية ومتقدما على
المؤذنين (6) بدار الخلافة.
سمع الحديث بعد علو سنه من أبي المظفر عبد الله بن محمد * هامش * (1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 9.
وصحيح مسلم، كتاب الايمان 20، 21.
(3) في (ب): (القسري).
(4) (وخمسمائة) سقط من (ج).
(5) في (ب): (وراء).
(6) في (ب): (المأذونين).
(*)(1/230)
الشبلي وأبي محمد محمد بن (أحمد بن) (1) عبد الكريم التميمي وأبي الكرم المبارك (2) بن الحسن بن الشهرزوري وأبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وأبي سعيد عبد اللطيف بن أحمد بن محمد بن البغدادي ومن جماعة غيرهم، وحدث باليسير، كتبنا عنه، وكان شيخا صالحا، حافظا لكتاب الله، حسن التلاوة له، أضر في آخر عمره.
أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الطبري قال: أنبأنا محمد بن أحمد (3) بن عبد الكريم التميمي، أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، أنبأنا محمد بن عمر بن علي الوراق، أنبأنا أبو بكر محمد بن السري التمار، حدثنا اسحاق بن ابراهيم بن سعيد المعروف بابن سنين (4)، حدثنا عبد الرحمن بن رافع أبو زياد المعروف بدرخت (5)، حدثنا علي بن ثابت الجزري عن الوازع بن نافع (6) عن أبي سلمة عن اسامة بن زيد (7) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) (8) وذلك أنه بعث رجلا في حاجة فكذب عليه فوجدوه ميتا لم تقبله الارض.
سمعت عبد الغني بن سعيد بن محمد الطبري يقول: مولد عمي عبد الوهاب في سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، وتوفي عبد الوهاب المقرئ في ليلة السبت ثالث عشر شوال
سنة ثلاث وستمائة، وصلى عليه من الغد في النظامية، ودفن بباب حرب.
232 - عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الواحد بن محمد الفامي الفارسي، أبو محمد، الفقيه الشافعي (9): من أهل شيراز.
قدم بغداد في تاسع شهر ربيع الاخر سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة * هامش * (1) ما بين المعقوفتين ساقطة من العبر 4 / 161.
(2) في النسخ: (أبي الكريم المبارك).
(3) في (ج): (محمد).
(4) في (ج): (بابن ستين).
(5) هكذا في النسخ.
(6) في النسخ: (عن الوازع عن نافع).
(7) في النسخ: (بن زياد).
(8) الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
(9) انظر: شذرات الذهب 3 / 413.
وطبقات الشافعين لابن قاضي شهبة، رقم 233.
والمنتظم 9 / 152.
(*)(1/231)
للتدريس بالمدرسة النظامية، وكان مدرسها يومئذ الحسين بن محمد الطبري، فبقي كل واحد منهما يدرس يوما مناوبة، فلم يزالا على ذلك الى أن عزلا في جمادى الاولى سنة أربع وثمانين، أملى الحديث بجامع القصر.
وحدث عن أبوي بكر (1) أحمد بن الحسن بن الليث الحافظ ومحمد بن أحمد بن عبدان بن عبدك الحبال وأبي الحسين عبد الواحد بن يوسف القزاز وأبي القاسم علي ابن بندار بن ابراهيم الحنفي وأبي زرعة أحمد بن يحيى الخطيب وأبي طاهر عبد الواحد
ابن أحمد الفرضي وأبي محمد الحسن بن محمد بن عثمان بن كرابه وأبي الحسن محمد ابن يحيى المحتسب الشيرازيين، روى عنه من البغداديين عبد الوهاب بن المبارك الانماطي وأبو الفضل بن ناصر.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله الضرير النحوي بقراءتي عليه قال: حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ املاء قال: حدثني القاضي الامام جمال الاسلام أبو محمد عبد الوهاب بن محمد الشيرازي الشافعي ويعرف بالفامي - قدم علينا مدينة السلام - املاء في جامع دار الخليفة وكان أنفذ به نظام الملك مدرسا بالمدرسة النظامية قال: أنبأنا أبو الحسين عبد الواحد بن يوسف القزاز، أنبأنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن بيان الحافظ، حدثنا أبو علي محمد بن سعيد الرقي بالكوفة، حدثنا محمد بن الجنيد، حدثنا الوليد بن القاسم الهمداني، حدثنا يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: نزل بنبي الله صلى الله عليه وسلم ضيف فأرسل الى نسائه: (هل عندكن من شئ فقد نزل بي ضيف ؟) فأرسلن: لا والذي بعثك بالحق الا الماء ! إذ دخل رجل من الانصار فقال: (يا فلان ! هل عندك الليلة من شئ فقد نزل بي ضيف، تذهب بضيفي هذه الليلة ؟) قال: نعم يا رسول الله ! فذهب به الى أهله، قال: لامرأته: هل من شئ ؟ قالت: نعم خبرة لنا، قال: قربيها وكأنك تصلحين المصباح فأطفئيه، ففعلت فجعل يقرب يده كأنه يأكل مع ضيفه فخلى بينه وبين الخبزة حتى أكلها وبات عنده، فلما أصبح غدا ضيفه لحاجته وغدا الانصاري الى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (ما صنعت الليلة بضيفك ؟) وظن أنه شكاه وحدثه بالذي صنع، فقال * هامش * (1) في (ب): (أبي بكر).
(*)(1/232)
النبي صلى الله عليه وسلم: (لقد عجب الله عز وجل بصنيعك الى ضيفك - أو ضحك بصنيعك
إليه) (1).
كتب الي علي بن الفضل الحافظ بن علي بن عتيق الانصاري أخبره عن القاضي عياض بن موسى التجيي قال: سمعت القاضي أبا علي حسين بن محمد الصدفي المعروف بابن سكرة يقول: عبد الوهاب بن محمد الشيرازي الفامي القاضي (2) أبو محمد جليل من أئمة العلماء الشافعية وكبارهم، دخل بغداد أيام كوني بها، وأنهض الى التدريس في المدرسة النظامية، وتلقاه أهل بغداد وخرجوا إليه كافة من العلماء وأهل الدولة وغيرهم، وحضر أرباب الدولة من القضاة وحجاب الخليفة أول يوم درس وقرئ منشوره وكان يوما مشهودا، سمعت عليه كثيرا.
وسمعته يقول: صنفت سبعين تأليفا في ثمانين عشر عاما، وسمعته يقول: لي كتاب في تفسير القرآن ضمنته مائة ألف بيت شاهدا، وكان يملي (3) يوم الجمعة في جامع القصر، ومستمليه أبو ياسر بن كادش وأخر، وحفظ عليه تصحيف شنيع (4)، ثم أجلب عليه وطولب، ورمى بالاعتزال حتى فر بنفسه.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: سمعت أبا العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ يقول: سمعت أبا العباس أحمد بن ثابت الطرقي الحافظ يقول: سمعت غير واحد من أهل أصبهان ممن أثق به أن عبد الوهاب الشيرازي أملى عليهم ببغداد يوما حديث أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم: (صلاة في أثر صلاة كتاب في عليين) (5)، فصحف وقال: كنار في غلس، وكان الامام محمد بن ثابت الخجندي حاضرا فقال له - أو قيل له: ما معنى كنار في غلس ؟ فقال: النار في الغلس تكون أضوأ، قال الطرقي: وسأله بعض أصدقائي عن جامع أبي عيسى الترمذي وقال * هامش * (1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 158.
وفتح الباري 4 / 141.
(2) في النسخ: (أبو محمد خليل).
(3) في النسخ: (وكان على).
(4) في النسخ: (شفيع).
(5) انظر الحديث في: سنن أبي داود 1288.
ومسند أحمد 5 / 263.
(*)(1/233)
له: هل لك به سماع ؟ فقال: ما الجامع ومن أبو عيسى ؟ ما سمعت بهذا الكتاب، ثم رأيته بعد ذلك يعده في مسموعاته.
وذكر يوما أنه سمع صحيح البخاري، فقلت له: هل معك أصل سماعك ؟ فقال: لماذا ؟ فقلت: لنسمع (1) منك، فقال: وما ببغداد صحيح البخاري ؟ في النسخ كثرة (2)، اقرؤا من بعضها.
قال الطرقي: ولما أراد الفامي أن يملي في جامع القصر فقلت له: لو استعنت ببعض حفاظ البلد فانتقى الاحاديث ورتبها على ما جرت به عاداتهم ؟ فقال: انما يفعل ذلك من قلت (3) معرفته بالحديث، وأما أنا فحفظي يغنيني (4)، ولم أحتج الى أحد (5) فيما يعنيني، وكان هذا أول يوم قدم وما كنت بلوته، فأملى اليوم الثاني وامتحنت بالاستملاء - أعوذ بالله من البلاء، فأول ما (6) حدث رأيته يسقط من الاسناد رجلا ويزيد فيه رجلا، ويبدل رجلا برجل، ويجعل الرجل الواحد رجلين والرجلين رجلا واحدا، ورأيت نصحه أعجز عن ذلك، وسأفصل ما أجملته: أما اسقاط رجل ففي غير موضع منها أنه ذكر الحسن بن سفيان عن يزيد بن زريع، فأمسك أهل المجلس أقلامهم ورفعوا الى رؤسهم، فمنهم المنكر بصريح لسانه، ومنهم المشير بحاجبه وبنانه، فقلت لهم: سقط أحد رجلين، ولا يزيد بين الحسن بن سفيان ويزيد اما محمد بن المنهال أو أمية بن بسطام، فقال المملي (7): اكتبوا كما في أصلي، وأما زيادة رجل فانه أورد اسنادا وكان في الكتاب (أنبأنا سهل بن بحر أنا سألته) فصحفه وقال (أنبأنا سهل بن بحر أنبأنا ساليه) وأما تبديل رجل برجل فأكثر من أن يلحقه الاحصاء كتبديل عمر بعمرو وجميل (8) بجميل وحبان بحبان وأشباه ذلك، وأما جعله الرجل
الواحد رجلين فانه رأى في كتاب سعيد بن عمرو الاشعثي وهو شيخ مسلم بن * هامش * (1) في (ب): (له سمع).
(2) في (ج): (كثيرة).
(3) في (ب): (من قلب).
(4) في (ب): (اعتنى) وفي (ج): يعتنبنى).
(4) في (ج): (ولم احتج على أحد).
(6) في النسخ: (مات).
(7) في (ج): (المهلبي).
(8) في (ج): (وجميل).
(*)(1/234)
الحجاج القشيري فقال هو: أنبأنا سعيد بن عمرو الاشعثي قالا: أنبأنا فلان بن فلان، فقلت: انما هو سعيد بن عمرو الاشعثي ؟ قال: لا ! ليس كما تقول، قلت: فمن الاشعثي ؟ قال: فضول منك، وأما جعله الرجلين رجلا واحدا فاني رأيت بآخره مجلسا كتبه عنه بعض البغداديين المشهورين يحفظ الحديث فقرأته، وإذا فيه (حدثنا ورقاء بن قيس بن الربيع) فأنكرت عليه وقلت: يا انسان: تكتب مثل هذه الاخبار وتقضي عن موضع الانكار ! وليس هذا مما يخفي على من شم رائحة الحديث، ألست تعلم أنه ورقاء بن عمر اليشكري وعن قيس بن الربيع ؟ فقال: بلى ! ولكنه شديد الكلام حديد اللسان، واني قد رددت عليه في مواضع فأغلظ علي في القول فآليت (1) أن لا أرد عليه.
قال الطرقي: وأما تصاحيفه في المتون فقد شذ عني الاكثر، ومن ذلك أنه قال في أول حديث أملاه قال حميل (2) بن بصرة: لقيت أبا هريرة وهو يجئ من الطود، فقيل
له: انما هو الطور، قال: بل هو الطود، قال الله تعالى (فكان كل فرق كالطود العظيم)، وأما ما أخذ عليه في علم اللغة والنحو والعروض والشعر فمنها أني كنت أقرأ عليه تصنيفا له في معجزات الانبياء (و) كرامات الاولياء فذكر في معجزة نبينا صلى الله عليه وسلم كلامه في الخشف (3) والضب والناقة، فقيل له: ما الخشف ؟ فقال: طائر، وقال يوما في بعض ما جرى معه: الدلو يذكر، فقلت: انما يستدل على التأنيث والتذكير بالجمع والتصغير، وتصغير الدلو دلية، فقال: تصغير الرجل أيضا رجيلة، فيجب أن يكون الرجل مؤنثا، فكأنما ألقمني حجرا مثلثا، وقال في بعض مناظراته مع ابن قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغانيى: الفعل لا يوصف، فقال الشيخ أبو الفضل الهمداني: يقول الله تعالى (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا) بما انتصب صالحا ؟ قال: انتصب على الحال، وأنشد بيتا فأسقط منه كلمة تحتوي على وتد مجموع وسبب خفيف وذاك جزء خماسي على وزن فعولن، فقلت: البيت مكسور، فقال - * هامش * (1) في (ب): (فأكتب).
(2) في (ج): (جميل).
(3) في الاصل: (الخشب).
(*)(1/235)
كأني لم أعرف الاوزان والنحو والعروض - كذا كذا بحرا منها الطويل ومنها البسيط ومنها الممدود، فأخذني الضحك وقمت عنه.
قال ابن السمعاني: والحافظ الطرقي كتب رسالة في جزء ضخم الى نظام الملك يذكر فيها أحوال عبد الوهاب الفامي: وذكر من هذا الجنس فيها جملة، اقتصرت منه على هذا القدر، ولولا أنه حافظ كبير رحل وجمع وشرط في هذه الرسالة أنه لا يزيد شيئا بل ينقص مما سمع ما أوردت هذا القدر.
كتب الي أبو جعفر محمد وأبو بكر لامع ابنا أحمد بن نصر الصيدلاني أن يحيى بن عبد الوهاب بن محمد بن اسحاق بن منده أخبرهما قال: عبد الوهاب بن محمد الفامي أحفظ من رأيناه لمذهب الشافعي، صنف كتاب (تأريخ الفقهاء) وكتب فيه: مات جدي أبو الفرج عبد الوهاب سنة أربع عشرة وأربعمائة وفيها ولدت، ذكر أبو نصر الحسن بن محمد اليونارتي الاصبهاني في معجم شيوخه ونقلته من خطه أن عبد الوهاب بن محمد الفامي بشيراز في السابع والعشرين من رمضان سنة خمسمائة.
234 - عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الله بن السيبي، أبو الفرج بن أبي عبد الله: من أهل دار الخلافة، من بيت رئاسة وولاية، تقدم ذكر والده وولده في المحمدين.
سمع أبا الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن توبة، وحدث باليسير، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وابنه عبد الله في العاشر من شهر ربيع الاول سنة أربع وسبعين وخمسمائة.
أخبرنا عبد الله بن عمر القرشي قال: أنبأنا أبو الفرج عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب السيبي بقراءة والدي عليه، وأنبأنا عبد الله بن مسلم بن ثابت البزاز بقراءتي عليه، قالا أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن (محمد بن) (1) عبد الجبار بن توبة قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور، أنبأنا أبو القاسم * هامش * (1) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الاصول.
(*)(1/236)
عبيد الله بن محمد بن اسحاق بن حبابة، أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا طالوت هو ابن عباد، حدثنا فضال بن جبر (1)، حدثنا أبو أمامة الباهلي قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب العبد لا يحبه الا لله عز وجل، وأن يكره أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار) (2).
ذكر لي أبو الحسن بن القطيعي أن عبد الوهاب بن محمد بن السيبي ولد سنة ثمان عشرة وخمسمائة، ذكر أبو بكر المارستاني ونقلته من خطه أن أبا الفرج عبد الوهاب ابن محمد بن عبد الوهاب بن السيبي مات في بكرة يوم الثلاثاء خامس ذي القعدة سنة خمس وسبعين وخمسمائة، ودفن من يومه بتربة لهم، وكان قد نظر في نهر الملك مدة.
235 - عبد الوهاب بن محمد بن عمر بن محمد بن رامين، أبو أحمد، الفقيه الشافعي (3): (سمع) (4) أبا الحسن علي بن عمر الدارقطني، وسكن البصرة وحدث بها، روى عنه أبو مسعود سليمان بن ابراهيم الاصبهاني في معجم شيوخه.
أخبرنا أحمد بن الحسن البغدادي قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام، أنبأنا أبو اسحاق ابراهيم بن علي الشيرازي قال: ومنهم شيخنا أبو احمد عبد الوهاب بن محمد بن عمر بن رامين البغدادي درس على الداركي وعلى أبي الحسن بن خيران، وسكن البصرة وحدث بها (5)، وكان فقيها اصوليا، له مصنفات حسنة في الاصول.
* هامش * (1) في النسخ: (جبير).
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 10، 12، 9 / 25.
وصحيح مسلم، كتاب الايمان 68.
(3) انظر: طبقات الشافعية للسبكي 3 / 285.
وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1 / 215.
(4) ما بين المعقوفتين ساقطة من النسخ.
(5) في (ج): (ودرس بها).
(*)(1/237)
بلغني أنه توفي ليلة الجمعة لسبع خلون من شهر رمضان سنة ثلاثين وأربعمائة، ودفن في ناحيد قبر طلحة.
236 - عبد الوهاب بن محمد بن الفضل بن علويه بن مصعب، أبو الفضل الاصبهاني: قدم بغداد في شوال سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة وحدث بها عن أبي بكر بن ريذة (1)، سمع منه أبو نصر المعمر بن محمد بن الحسين البيع.
قرأت بخط أبي نصر البيع وأنبأنيه عنه أبو القاسم الازجي قال: أنبأنا القاضي الامام أبو الفضل عبد الوهاب بن محمد بن الفضل بن مصعب الاصبهاني قدم علينا وكتب أبو عبد الله محمد بن أبي زيد بن أحمد الاصبهاني قال: أنبأنا أبو طاهر اسحاق بن أحمد بن جعفر الواشتيناني (2)، قالا أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة، حدثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، حدثنا أحمد بن محمد بن أبي موسى الانطاكي، حدثنا عبد الرحمن بن سهم الانطاكي، حدثنا عيسى بن يونس عن معاوية ابن يحيى ومالك بن أنس عن الزهري عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ان لكل دين خلقا وخلق الاسلام الحياء) (3).
كتب الى أبو القاسم عبد السلام بن شعيب بن طاهر الهمداني قال: أنبأنا أبو منصور شهر دار بن شيرويه بن شهر دار الديلمي، أنبأنا أبي قال: أنبأنا عبد الوهاب ابن محمد بن الفضل بن علويه بن مصعب الاصبهاني أبو الفضل قدم علينا في ربيع الاخر سنة تسع وسبعين وأربعمائة.
روى عن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن ومحمد بن عبد الله بن زياد وأحمد بن جعفر الفقيه وأحمد بن محمد
الثقفي، سمع منه أصحابنا وكان صدوقا.
قرأت بخط الحافظ أبي موسى محمد بن أبي بكر المدينيى قال: سمعت القاضي * هامش * (1) في (ج): (زائدة).
(2) في (ج): (الورستيناني).
(3) انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 4181.
والمعجم الكبير 1 / 12.
والترغيب والترهيب 3 / 339.
(*)(1/238)
عبد الواحد ودلجه يقول: قدم عبد الوهاب بن مصعب والد القاضي الخطير بغداد فروى كتاب المعجم للطبراني عن ابن ماشاذه ولا أدركه، وانما أدرك أحمد الباطرقاني ونحوه، ثم علم به فهرب من بغداد، وكان أيضا يأخذ من الباطرقاني أجزاءه ويسمع منه بخطه، فعلم به الباطرقاني وأخرجه من (1) داره في حكاية طويلة.
237 - عبد الوهاب بن محمد بن ياسين، أبو محمد الشاهد: كان من المعدلين بمدينة السلام، ذكر هلال بن المحسن الكاتب ونقلته من خطه أنه مات في يوم السبت التاسع عشر من شوال سنة خمس وثمانين وثلاثمائة - (رحمه الله تعالى).
238 - عبد الوهاب بن محمود بن الحسن بن علي بن محمد الجوهري، المعروف بابن الاهوازي: من ساكني درب القتار.
سمع شيئا يسيرا من أبي بكر بن المقرب، كتبنا عنه وكان شيخا (2) لا بأس به.
أخبرنا عبد الوهاب بن محمود بن الاهوازي قال: أنبأنا أبو بكر أحمد بن المقرب بن الحسين الكرخي قراءة عليه، أنبأنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن ابراهيم البقال، أنبأنا
أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد الحراني، أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمد ان ابن مالك القطيعي، حدثنا أبو مسلم ابراهيم بن عبد الله الكشي (3)، حدثنا حجاج ابن منهال قال: حدثنا حماد بن سلمة عن سهيل عن ثابت عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحترق ثيابه حتى يخلص إليه خير له من أن يجلس على قبر) (4).
توفي ابن الاهوازي في ليلة الاثنين لتسع خلون من جمادى الاولى سنة اثنتين وثلاثين * هامش * (1) في النسخ: (وأخرجه في داره).
(2) في (ب): (وكان شيخنا).
(3) في الاصل: (الكنى) وفي (ج): (الكبسى).
(4) انظر الحديث في: مسند أحمد 2 / 389.
وصحيح مسلم، كتاب الجنائز باب 33.
(*)(1/239)
وستمائة، وصلى عليه من الغد بالمدرسة النظامية، ودفن بباب حرب وقد قارب الثمانين (رحمه الله).
239 - عبد الوهاب بن المظفر بن أحمد بن المعمر بن جعفر، أبو الغنائم: من ساكني دار الخلافة، سمع بعد علو سنه شيئا يسيرا من أبي المظفر هبة الله بن عبد الله بن أحمد بن عمر السمرقندي، كتبنا عنه، وكان شيخا لا بأس به، أضر في آخر عمره.
أخبرنا عبد الوهاب بن المظفر بن جعفر بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو المظفر هبة الله ابن عبد الله بن أحمد قراءة عليه، أنبأنا أبو زكريا يحيى بن علي التبريزي وأبو محمد جعفر بن أحمد السراج قالا: أنبأنا أبو الحسين محمد بن محمد بن المظفر السراج، حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، حدثنا ابراهيم بن شريك، حدثنا شهاب بن عباد،
حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن يوسف بن ماهك عن حكيم بن حزام قال: نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أبيع ما ليس عندي.
سألت أبا الغنائم بن جعفر عن مولده فقال: في الرابع عشر من شوال من سنة ثمان وعشرين وخمسمائة.
وتوفي يوم الخميس لاربع خلون من شهر ربيع الاول سنة خمس عشرة وستمائة، ودفن بالوردية (رحمه الله).
240 - عبد الوهاب بن منصور، أبو محمد الزجاج المفيد: سمع أبا محمد بن علي الجوهري والقاضي أبا يعلى محمد بن الحسين بن الفراء وغيرهما، وحدث باليسير، سمع منه أبو نصر هبة الله بن علي بن محمد بن المحلي.
قال أبو علي بن البناء في تأريخه: سنة ثلاث وستين وأربعمائة في يوم الاثنين النصف من جمادى الاخرة مات الزجاج من أصحابنا بباب البصرة ودفن بباب حرب.
241 - عبد الوهاب بن ناصر بن عمر الاقفالي البصري: أنشدني أبو القاسم (1) علي بن عبد الرحمن بن علي بن الجوزي الواعظ قال: * هامش * (1) في شذرات الذهب: (أبو الحسن).
(*)(1/240)
أنشدني عبد الوهاب بن ناصر بن عمر الاقفالي البصري لنفسه في غلام حائك: قد قلت للحائك الرخيم وفي بنانه طاقة تخلصها هل لك في رد مهجة لفتى ليس له طاقة تخلصها (1) 242 - عبد الوهاب بن أبي النجم بن علي، أبو علي الضرير المقرئ: أظنه من أهل باب الازج.
كتبت عنه اجازة في شعبان سنة تسع وثمانين وخمسمائة، ولا أدري حدث بشئ أم لا.
243 - عبد الوهاب بن أبي نصر بن أبي الفضائل، أبو الفضل الشواء: روى عنه أبو بكر بن كامل شيئا من شعره في معجم شيوخه.
قرأت على اسماعيل بن سعد الله الامين عن أبي بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف قال: أنشدني عبد الوهاب بن أبي نصر بن أبي الفضل الشواء لنفسه: امح بالتوبة ذنبا قد سلف واسكب الدمع على الخد الترف وأطل (2) بالحزن ويحك واشتك (3) فعسى ترحم ذلك والاسف 244 - عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن علي بن الحسن بن يحيى بن السيبي، أبو الفرج (4): جد المذكور آنفا.
شهد عند قاضي القضاة أبي عبد الله محمد بن علي الدامغاني في يوم السبت الثاني من ربيع الاخر سنة خمس وستين وأربعمائة فقبل شهادته، وولي القضاء بالحرم الشريف بعد وفاة والده في المحرم سنة ثمان وسبعين، ثم أضيف إليه قضاء باب الازج في سنة أربع وتسعين بعد وفاة القاضي عزيزي.
سمع شيئا من * هامش * (1) سقط البيتان من (ج).
(2) في الاصل، (ب): (أطبل).
(3) في النسخ: (اشتكى).
(4) انظر: مرآة الزمان 8 / 37.
والمنتظم 9 / 167.
(*)(1/241)
الحديث من أبي الصريفيني وحدث باليسير، روى عنه أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي.
أنبأنا القاضي الاجل شرف القضاة أبو الفرج عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الله ابن السيبي بقراءتي عليه في داره وأنبأنا عبد الوهاب بن علي بن علي بن عبيد الله،
أبنأنا والدي قالا: أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصريفيني، أنبأنا عبيد الله بن محمد بن اسحاق بن حبابة، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا علي ابن الجعد، أنبأنا زهير عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا عدوى ولا طيرة ولا غول) (1).
قرأت على المرتضى بن حاتم بمصر عن أبي طاهر السلفي قال: القاضي أبو الفرج عبد الوهاب بن هبة الله بن السيبي كان جليل (2) القدر، يقضي في الجانب الغربي (3) في الحرم ودار الخلافة مشتغلا بنفسه كما يقضي ابن الدامغاني في الجانب الغربي، وكان معلم الخليفة، سني المذهب، شافعيا.
أخبرنا عيسى بن عبد العزيز والحسن بن أحمد قالا: أنبأنا أبو طاهر السلفي قال: أنبأنا القاضي عبد الوهاب بن هبة الله (4) بن السيبي وسألته عن مولده فقال: سنة سبع عشرة - يعني: وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات القاضي أبو الفرج عبد الوهاب بن هبة الله بن السيبي مؤدب ولد الخليفة في يوم السبت ثالث المحرم سنة أربع وخمسمائة عند عوده من الحج قبل وصوله الى المدينة بيوم واحد، وحمل الى المدينة ودفن بها بالبقيع وصلى عليه بها.
245 - عبد الوهاب بن هبة (الله) (5) بن عبد الرزاق، أبو القاسم الانصاري، ويقال: أبو الفضل: * هامش * (1) انظر الحديث في: صحيح مسلم 1745.
ومسند أحمد 2 / 382.
(2) في (ج): (خليل).
(3) (الجانب الغربي) ساقطة من (ج).
(4) في (ج): (عبد الله).
(5) ما بين المعقوفتين سقط من الاصول.
(*)(1/242)
الانصاري، ويقال: أبو الفضل: سمع القاضي أبا يعلى محمد بن الحسين بن الفراء وحدث باليسير، سمع منه أبو نصر الاصبهاني وأبو عبد الله البلخي وهزار سب الهروي وأبو القاسم بن السمين.
أنبأنا ذاكر بن كامل عن أبي نصر (1) الاصبهاني والبلخي وهزار سب وابن السمين قالوا: أنبأنا أبو القاسم عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الرزاق الانصاري، وقرأت على أبي القاسم سعيد بن محمد بن محمد الموصلي عن أبي العز أحمد بن عبيد الله بن كادش، قالا أنبأنا القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء قراءة عليه، أنبأنا أبو القاسم اسماعيل بن سعيد بن سويد، أنبأنا أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي، حدثنا أبو غالب علي بن أحمد بن بنت معاوية عن عمرو، حدثني جدي معاوية بن عمرو عن زائدة (2) عن الليث عن مجاهد عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سألت ربي عز وجل أن لا يسمع حبيبا يدعو على حبيبه) (3).
حدث الانصاري في شوال سنة ثمان وتسعين وأربعمائة، فتكون وفاته بعد هذا التأريخ.
246 - عبد الوهاب بن هبة الله بن أبي ياسر عبد الوهاب بن أبي الحسن علي ابن الحسن بن بنال بن أبي حبة، أبو ياسر الدقاق (4): من أهل البصرة.
سمع الكثير من آباء القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وزاهر بن طاهر الشحامي وهبة الله بن أحمد بن عمر الحريري واسماعيل بن (5) أحمد ابن عمر السمرقندي وأبوي بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري ومحمد بن الحسين المزرفي وأبي غالب أحمد وأبي عبد الله يحيى ابني الحسن بن أحمد بن البناء وأبي السعود أحمد بن علي بن المجلي وأبي الحسين محمد بن محمد بن الحسين بن الفراء
* هامش * (1) في النسخ: (ذاكر بن كامل بن أبي نصر).
(2) في (ب): (وعن الزوائد).
(3) انظر الحديث في: اللالئ المصنوعة 2 / 186.
(4) انظر: النجوم الزاهرة 6 / 119.
والعبر 4 / 266.
وهامش الاكمال 2 / 322.
(5) في (ج): (اسماعيل بن محمد).
(*)(1/243)
وجماعة غيرهم، وحدث بالكثير، وسمع منه أصحابنا، وتوفي قبل طلبي للحديث، وكان شيخا لا بأس به، فقيرا صبورا على فقره، خرج من بغداد على عزم التوجه الى الشام لرواية الحديث هناك وطلبا للرزق، فوصل الى حران وحدث بها وأدركه أجله هناك.
أخبرنا علي بن الانحت (1) الحنبلي، أنبأنا عبد الوهاب بن هبة الله بن أبي حبة، وأنبأنا عبد الله بن أحمد بن أبي المجد الحربي قراءة عليه، قالا أنبأنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر القطيعي، حدثنا عبد الله (بن) (2) أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا يزيد، أنبأنا محمد بن اسحاق عن نافع عن ابن عمر عن عمر بن الخطاب قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: يا رسول الله: أحدنا إذا أراد (أن ينام) (3) وهو جنب كيف يصنع قبل أن يغتسل ؟ قال: (يتوضأ وضوءه للصلاة ثم ينام) (4).
قرأت بخط عبد الوهاب بن هبة الله بن أبي حبة قال: مولدي في رجب سنة ست عشرة وخمسمائة.
سمعت يوسف بن خليل الادمي بحلب يقول: توفي أبو ياسر عبد الوهاب بن هبة الله بن أبي حبة البغدادي بحران في يوم الاثنين الحادي والعشرين من شهر ربيع الاول سنة ثمان وثمانين وخمسمائة.
247 - عبد الوهاب بن هبة الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي، أبو الفضل بن أبي القاسم بن أبي الحسين بن أبي نصر التاجر: من أولاد المحدثين.
سافر في طلب الكسب الى خراسان ودخل ما وراء النهر، وروى بسمرقند المقامات الخمسين (5) لابي محمد الحريري عنه، سمعها منه أبو سعد ابن السمعاني وابنه أبو المظفر، وكان يذكر أنه سمع الحديث من والده ومن أخيه * هامش * (1) هكذا في الاصول.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الاصول.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الاصول.
(4) انظر الحديث في: مسند أحمد 1 / 441.
والمعجم الكبير للطبري 17 / 105.
(5) في النسخ: (المقامات الحسين).
(*)(1/244)
أبي نصر أحمد بن هبة الله واستاذه أبي بكر أحمد بن علي بن بدران الحلواني وأبي الحسن علي بن محمد بن العلاف، وأنه سمع المقامات من الحريري بقراءة أبي الفضل ابن ناصر بباب المراتب، ولم يكن معه شئ من الحديث فيحدث به.
أنشدنا أبو المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد بن السمعاني من لفظه وأصله بمرو قال: أنشدنا أبو الفضل عبد الوهاب بن هبة الله بن النرسي البغدادي بسمرقند قال: أنشدنا أبو محمد القاسم بن علي الحريري لنفسه: إذا ما حويت جني نخلة فلا تقربنها الى قابل واما سقطت (1) على بيدرفحوصل من السنبل (2) الحاصل ولا تلبثن إذا ما لقطت فتنشب في كفة الحابل ولا توغلن إذا ما سبحت فان السلامة في الساحل
وخاطب بهات وجاوب بسوف وبع آجلا منك بالعاجل ولا تكثرن على صاحب فما مل قط سوى الواصل أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عبد الوهاب ابن هبة الله بن محمد بن أحمد بن النرسي من أهل بغداد، تاجر، كثير الخير والصدقة والبر، مواظب على الجمعة والجماعات، سكن خراسان مدة، وأقام ببلخ، وسمع المقامات من الحريري، سمعتها منه مع ولدي أبي المظفر بسمرقند.
وسألته عن مولده فقال: بباب المراتب في سابع عشر ربيع الاول سنة ست وتسعين وأربعمائة، وقال لي: أصلنا من فارس من نرس، قرية بفارس، سمع شيخنا أبو المظفر بن السمعاني المقامات من ابن النرسي في سنة تسع وأربعين أو ست وخمسين وخمسمائة بسمرقند، وأظنه توفي هناك والله أعلم.
* هامش * (1) في النسخ: (وإذا اسقطت).
(2) في النسخ: (البيدر).
(*)(1/245)
248 - عبد الوهاب بن يعمر بن الحسن بن المظفر (أبو طالب) (1) بن أبي المعمر، الكتاب: من أهل تبريز.
كان أبوه وجده وزيرين، وله النظم والنثر الجيد، قدم بغداد وروى بها شيئا من نظمه، كتب عنه كمار بن ناصر الحماوي المراغي.
قرأت في كتاب كمار بخطه قال: أنشدني الاستاذ أبو طالب عبد الوهاب بن يعمر ابن الحسن بن المظفر لنفسه بمدينة السلام: ان الفراق مهيج الأشواق مر المذاق مغرب العشاق يدع الجواد على الجواد بمهجة وقوائم في القيد والاطلاق
هذي تقيم خلال أطباق اللظى أبدا وتسرى تلك في الطباق لو كان ما بي بالعناق لقيدت عن سيرها في ساكنات عراق لكنها جهلت نوى فرمت (2) بها وجرت بعين تقلقل (3) المشتاق لا عار فالاعناق يلفتها النوى فتلفت الاعناق في الاعناق بخل السحاب بمائه من بعد ما جاد الجفون بدمعها المهراق فترى النواصي في العناق كأنها سطر به بلالئ الاحداق تسقى الحدائق والرياض عن الحيا بسقيطها وصبيب محص عناقي ما للفراق يذيب جسمي بعد ما أوهى قوى صبري وشد وثاقي هلا تحيى بالوصال مجاريا صنع الوصال وقد أتى بفراق فالشمس من فرق الفراق بسيره تصل الغروب بآية الاشواق قرأت في كتاب (زينة الدهر) لأبي المعالي سعد بن علي الوراق قال: الاستاذ أبو طالب عبد الوهاب بن يعمر له: نجوم ليلي في ليل الشباب بدت فبصرت عين قلبي منهج الدين * هامش * (1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) في (ج)، (ب): فدفت).
(3) في (ج): (مقلقل).
(*)(1/246)
فصرت راجمة شيطان معصيتي ان النجوم رجوم للشياطين أنبأنا أبو المظفر محمد بن علي الواعظ قال: سمعت أبا زكريا يحيى بن ابراهيم بن أحمد السلماسي الواعظ يقول وقد ذكر تبريز ومن كان بها من العلماء، فقال وكان حضره الزاوية (1) بها مقصد (2) العلماء ومجمع الفضلاء والادباء، فمن جمعتهم الوزير
ابن الوزير أبو المعمر يعمر بن الحسن بن المظفر، له ديوان الشعر والرسالة، وكان حسن الخط والبلاغة، فصيح العلم والعبارة، موصوفا بحسن الاشارة، فمن قلائد نظمه قوله: تبارك خالق هذا القمر وسبحان من يهواه أمر سترت غرامي به فانجلى وغيضت دمعي له فانهمر وقامرته قلبي المبتلى فما زال يلعب حتى قمر فهجرانه لي ووجدي به على ألسن الناس صار سمر وكان أبوه وجده من أرباب المناصب الشريفة، وأصحاب المناقب اللطيفة والفضائل الكثيرة، وابنه الاستاذ أبو طالب وحيد عصره وفريد دهره، ومن أجمع عندنا أولوا الالباب (3) والاحساب أنه الوزير بن الوزير بن الوزير، يسفر نسق الحساب، وله ديوان شعر ورسالة تسمى (سكينة الوقار) وأخرى تسمى (سطور الطور) وأخرى (الوافية النافية).
249 - عبد الوهاب بن يوسف بن هبة الله، أبو الفائز الضرير المقرئ المعروف بابن سمابه (4).
من أهل المحول.
قرأ القرآن بالروايات على أبي الفتح عبد الوهاب بن محمد بن الحسين (بن) (5) الصابوني، قرأ عليه أحمد بن محمد بن حرب قاضي المحول.
* هامش * (1) في النسخ: (الزواوية).
(2) في الاصل: (يقصد) وفي (ب): (معضد).
(3) في (ج): (أولو الاسباب).
(4) هكذا في الاصول.
(5) ما بين المعقوفتين سقط من الاصول.
(*)(1/247)
250 - عبد الوهاب بن يوسف، أبو الحسن: حدث عن عبد الله بن الحسن الانطاكي، روى عنه عبد الرحمن بن حمدان النيسابوري.
قرأت على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان عن علي ومحمد ابني محمد بن أبي الحسن اللباد قالا: كتب الينا أبو بكر أحمد بن سهل السراج، أنبأنا عبد الرحمن بن حمدان، أنبأنا عبد الوهاب بن يوسف ببغداد، أنبأنا عبد الله بن الحسن الانطاكي بحلب، حدثنا أحمد بن عبد الله الكندي بمصر، حدثنا وثيمة بن موسى، حدثنا بقية عن الاوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في جنازة سعد بن معاذ: (اهتز لها عرش الرحمن) (1).
251 - عبد الوهاب: خال محمد بن الفرخان السامري.
حكى عن الجنيد بن محمد الصوفي حكايات.
أخبرنا سليمان وعلي ابنا محمد بن علي البغدادي قالا: أنبأنا عمر بن أحمد بن منصور النيسابوري، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن أبي صادق الحيري، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه الشيرازي قال: سمعت محمد بن الفرخان يقول: سمعت خالي عبد الوهاب يقول: كنت جالسا عند الجنيد وكان أيام الموسم، وعليه من أصحاب الموقعات (2) خلق كثير عجم ومولدون، فجاء رجل وسلم عليه وقال: هذا خمسمائة دينار تفرقه على أصحابك.
وتركها بين يديه، فقال له الجنيد: لك غير هذا ؟ قال: نعم ! عندي دنانير كثيرة، قال: وتحتاج الى زيادة ؟ قال: نعم، قال: فخذها فانك أحوج إليها منا (3).
فلم يقبل.
* هامش * (1) انظر الحديث في: صحيح مسلم 123، 125.
ومسند أحمد 3 / 234، 296، 349.
(2) في الاصل: (المرقعات).
(3) في (ج): (فالك احرج إليها ميتا).
(*)(1/248)
252 - عبد الوهاب الحنفي الدمشقي: روى ببغداد شيئا من شعر أبي الحسين أحمد بن مفلح بن منير الاطرابلسي ويحيى ابن سلامة الحصكفي الخطيب بميافارقين عنهما.
كتب (1) الى أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب الاصبهاني ونقلته من خطه قال: أنشدنا الفقيه عبد الوهاب الدمشقي الحنفي في جمادى الاولى سنة خمسين وخمسمائة قال: أنشدني أبو الحسين بن منير لنفسه: أنكرت مقلته سفك دمي وعلا وجنته فاعترفت لا تخالوا خاله في وجهه قطرة من صنع جفن نطفت تلك من نار فؤادي جذوة فيه ساخت وانطفت ثم طفت قال: وأنشدني ابن منير لنفسه أيضا: ويلي من المعرض الغضبان (2) إذ نقل الواشي إليه حديثا كله زور مقصر الصدع مسبول ذوائبه لي منه وجدان ممدود ومقصور سلمت فازور يلوي قوس حاجبه كأنني كأس خمر وهو مخمور 253 - عبد الهادي بن عبد الخالق بن عبد الواسع بن عبد الهادي بن عبد الله بن محمد الانصاري، أبو عروبة (3) الهروي، الواعظ الخطيب: تقدم ذكر والده.
قدم بغداد في شوال سنة سبع وستين وخمسمائة وحدث بها عن أبي الفتح الحنفي وأبي بكر الازدي (4) وأبي عاصم العمري، وتوجه الى الحج فأدركه أجله فمات فيما بين بغداد والكوفة، ثم حملت جثته الى هراة فدفن بها.
* هامش *
(1) في (ج): (كتبت).
(2) في (ب): (الفرمصان) وفي (ج): (المعضبان).
(3) في (ج): (عبدويه) وفي (ب): (عدوبه).
(4) في (ج): (الكردي).
(*)(1/249)
254 - عبد الهادي بن علي بن محمد بن (أحمد بن) (1) الحسين بن علي بن جعفر، أبو الخير الواعظ: من أهل همدان.
سمع أبا العلاء أحمد بن نصر الحافظ المعروف بالاعمش وأبا شجاع شيرويه بن شهر دار الديلمي، ورحل الى أصبهان فسمعبها أبا علي الحسن بن أحمد الحداد وأبا الحسن علي بن هاشم بن طاهر بن علي بن طباطبا العلوي، وقدم بغداد حاجا في صفر سنة أربع وثلاثين وخمسمائة (فسمع) (2) بها من أبي بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري وأبي القاسم بن المسرقندي وعبد الوهاب ابن المبارك الانماطي وحدث باليسير، سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف، وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه.
قرأت في كتاب (المعجم) لأبي بكر بن كامل بخطه وأنبأنيه يوسف عنه قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن هاشم بن طاهر بن علي بن طباطبا العلوي كتابة وحدثنا عنه عبد الهادي بن علي الهمداني قال: أنبأنا أبو بكر بن ريذة (3) وأنبأنا عبد الرحيم بن محمد بن أحمد الاصبهاني في كتابه الي قال: أنبأنا أبو نهشل عبد الصمد بن أحمد العنبري (4)، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن الحسين بن فاذشاه قالا: أنبأنا سليمان ابن أحمد الطبراني، أنبأنا أحمد بن سعيد الرازي، حدثنا علي بن محمد الطنافسي، حدثنا منصور بن زاذان العطار، حدثنا أبو حمزة الثمالي عن عكرمة عن ابن عباس قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الخيف، فحمد الله وذكره بما هو أهله ثم قال:
(من كانت الاخرة همه جمع الله له شمله، وجعل غناه بين عينيه وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه فرق الله شمله، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا الا ما كتب له) (5).
* هامش * (1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الاصول.
(3) في الاصل، (ب): (زبده) وفي (ج): (زيده).
(4) في (ج): (لهيزى) وفي (ب): (الصرى).
(5) انظر الحديث في: سنن الترمذي 2465.
والمعجم الكبير 11 / 266.
والترغيب والترهيب 4 / 121.
(*)(1/250)
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عبد الوهاب ابن علي بن محمد الهمداني واعظ فاضل، حسن السيرة، مشتغل بما يعنيه من العبادة ووعظ الناس، كتبت عنه بهمدان، وسألته عن مولده فقال: في صفر سنة احدى وتسعين وأربعمائة بهمدان.
كتب الي أبو الغنائم شيرويه بن شهر دار الديلمي قال: توفي عبد الهادي بن علي الهمداني في سنة خمس وخمسين وخمسمائة بهمدان.
255 - عبد الهادي بن محمد بن عبد الله بن عمر بن مأمون، أبو عروبة بن أبي سعيد الصولي: من أهل سجستان، كان شيخ الصوفية بها وامام الجامع بها.
سمع جده أبا محمد عبد الله وغيره وحدث بالكثير، قدم بغداد حاجا في سنة احدى وعشرين وخمسمائة وسمع بها من أبي القاسم بن الحصين ومحمد بن عبد الباقي الانصاري وغيرهما،
وحدث باليسير، سمع منه الحافظ أبو الفضل بن ناصر وغيره.
قرأت بخط يوسف بن أحمد الشيرازي الحافظ قال: شيخنا الامام عبد الهادي (1) كان للمذهب ركنا وثيقا، ولطائفة أصحاب الحديث في زمانه (2) حصنا منيعا، وفي علم التذكير وكثرة المستعمين بلا ثاني مع سائر ما فيه من المعاني، وفي التصلب في الدين، والمرد على المبتدعين، خلفا لجده وخاله، ومقتديا بهما في سائر أفعاله وأقواله، وأما أوراد طاعاته، ووظائف عباداته، فكانت تستغرق ليله ونهاره، وحضره وأسفار ه، ومناقبه لا تنتهي حتى ينتهي عنها.
وقد سمع منه الائمة الحفاظ حين توجه الى الحج في سنة احدى وعشرين كأبي مسعود كوتاه وأبي العلاء العطار وعبد الهادي الهمداني وأبي الفضل بن ناصر ببغداد، وعاد من الحج سنة اثنتين وعشرين، فسمع بغداد وهمدان وأصبهان الكثير.
كتب الي عبد القادر بن عبد الله الرهاوي الحافظ قال: شيخنا أبو عروبة * هامش * (1) في (ب): (عبد الوهاب).
(2) في (ج): (زماننا).
(*)(1/251)
عبد الهادي بن أبي سعيد بن عبد الله بن عمر بن مأمون السجستاني الزاهد سمع الحديث من جده عبد الله سنة خمس وثمانين، وسافر الى الحج وسمع مسند أحمد (من) (1) ابن الحصين وسمع من غيره، وبلغني أنه لما حج قرأ عليه شيخنا الحافظ - يعني أبا العلاء الهمداني - وابن ناصر مسلسلات أبي حاتم بن حبان، وكان زاهدا، ورعا، متواضعا، كثير النوافل، سريع الدمعة، حسن الاخلاق، عاش تسعا وثمانين سنة ما عرفت له زلة، وكان منتشر الذكر في البلاد القاصية بحسن السيرة، وكان له رباط ينزل فيه كل من أراد من القادمين الى سجستان من العلماء والصوفية، وكان قد
وقف عليه وعلى طائفته نصف قرية، وكان لا يتناول من ذلك شيئا بل يجعله في بقية الرباط ويتعيش بقليلة يسيرة، ومات يوم مات (عن) (2) دين - هذا مع سعة حاله - بسجستان.
وبلغنا موته بهراة بعد مفارقتي له بقليل، وكان له ابن يقال له عبد المعز، سمع من أبيه (و) من أبي نصر هبة الله بن عبد الجبار بن الفاخر وكان أعلم من أبيه وقريبا منه في السيرة والعقل والوقار والحرمة عند الناس، لم يعش بعد أبيه طائلا.
ذكر الحافظ يوسف بن أحمد الشيرازي أن أبا عروبة عبد الهادي توفي بسجستان في سنة اثنتين وستين وخمسمائة (رحمه الله).
256 - عبدك الصوفي: من قدماء المشايخ البغداديين قبل السري وبشر بن الحارث، ذكره أبو عبد الرحمن في (تأريخ الصوفية) من جمعه.
كتب الي أبو المظفر بن السمعاني قال: أنبأنا أبو نصر محمد بن منصور الحرضي، أنبأنا أبو بكر محمد بن يحيى المزكي، أنبأنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسن بن موسى السلمي قال: سمعت عبد الله بن علي يقول: سمعت محمد بن علي بن مأمون يقول: سمعت أبا علي الروذباري (يقول) (3) سمعت أحمد بن ابراهيم الحرقي يقول: قال لي * هامش * (1) ما بين المعقوفتين ليست في الاصول.
(2) ما بين المعقوفتين ليست في الاصول.
(3) ما بين المعقوفتين ليست في الاصول.
(*)(1/252)
اسحاق بن داود: أول من سمي ببغداد (صوفي) عبدك الصوفي، وكان من أورع المشايخ وأهيبهم.
وبه: قال: سمعت عبد الله بن علي الطوسي سمعت محمد بن علي بن مأمون الكرخي سمعت أبا علي الروذباري سمعت أحمد بن ابراهيم الحرقي يقول: قال لي اسحاق بن داود: دفعت الى عبدك الصوفي - وهو أول من قيل له ببغداد: صوفي - رمانة، فأكلها بقشرها فقلت: قشرها ! قال: لا ! أخاف أن ألقي قشرها فيلتقطه هؤلاء اللاقطون للدباغين فيدبغ به خفاف هؤلاء الجند والظلمة.
وكان عبدك من أصحاب معافى بن عمران، وكان حارث المحاسبي لا يرى به أحدا.
257 - عبدوس بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عبدوس بن أحمد بن عبد الله بن عبدوس العبدوسي، أبو الفتح بن أبي محمد بن أبي جعفر الروذباري (1).
من أهل همدان، وكان رئيسها.
سمع أباه وعم أبيه أبا الحسن علي بن عبد الله وأبا طاهر الحسين بن علي بن سلمة المعدل وأبا بكر محمد بن أحمد بن حمدويه الطوسي وأبا منصور محمد بن عيسى المحتسب وأبا العلاء رافع بن محمد القاضي وأبا الفضل عبد الله بن عبدان وأبا عبد الله بن عيسى الفقيه وأبا بكر عبد الله بن علي بن حمويه وأبا عبد الله بن الحسين بن أحمد الثري وأبا محمد جعفر بن محمد بن الحسين الدينوري وأبا الحسين محمد بن ابراهيم بن حامد وأخاه أبا القاسم علي وحمد ابن سهل المؤدب وحميد بن المأمون، وسمع بالدينور أبا نصر أحمد بن الحسين الكسار وأبا عبد الله الحسين بن محمد بن فتحويه الثقفي وأبا الفتح منصور بن ربيعة القرشي الخطيب، وبالري أبا مسعود أحمد بن محمد بن عبد الله البجلي وأبا سعد اسماعيل بن علي السمان، وبنيسابور أبا نصر منصور بن رامش وأبا عثمان سعيد بن محمد النجيرمي (2) وأبا بكر الحسن بن محمد الفارسي وأبا الحسن أحمد بن علي قاضي * هامش * (1) انظر: العبر 3 / 329.
(2) في الاصل، (ب): (البحتري).
(*)(1/253)
الحرمين وأبا بكر محمد بن الفضل بن محمد اللباد وأبا الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي وأبا عثمان اسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني وأبا حفص عمر بن أحمد بن مسرور وأبا بكر أحمد بن الحسين البيهقي، وكانت له اجازة من أبي بكر أحمد بن علي بن لال وأبي الحسن علي بن عبد الله بن جهضم الصوفي الهمدانيين وأبي عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي بنيسابور، وقدم بغداد في شعبان سنة ست وستين وأربعمائة وحدث بها، فروى عنه أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي وأبو القاسم بن السمرقندي.
أخبرنا سليمان بن محمد بن علي الصوفي، أنبأنا اسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي، أنبأنا عبدوس بن عبد الله الهمداني، أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن حمدويه الطوسي، حدثنا محمد بن يعقوب (1) الاصم، حدثنا أبو عتبة، حدثنا خالد بن حميد، حدثني عمر بن سعيد اللخمي عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي رهم (2) الساعدي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من عقر بهيمة ذهب ربع أجره، ومن حرق نخلا ذهب ربع أجره (3)، ومن غش شريكا ذهب ربع أجره، ومن عصى امامه ذهب أجره كله) (4).
أخبرني ذاكر بن كامل اجازة عن أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي قال: لما دخلت همدان بعد رجوعي من الري، بأولادي وكنت أسمع أن (سنن النسائي) يرويه عبدوس، قال: فقصدته وأخرج الي الكتاب والسماع فيه، يلحق بخطه سماعا طريا، فامتنعت من القراءة، وبعد مدة خرجت بابني أبي زرعة الى الدون الى عبد الرحمن بن محمد (5) فقرأت له الكتاب عليه.
قرأت بخط أبي محمد عبد الله بن أحمد السمرقندي وأنبأنيه عنه أبو القاسم الازجي
* هامش * (1) في النسخ: (العقرب).
(2) في (ب): (نهم).
(3) (من حرق نخلا ذهب ربع أجره) سقط من (ج).
(4) انظر الحديث في: مسند أحمد 3 / 191، 300، 302، 4 / 385.
وسنن الدارمي 2 / 201.
(5) في النسخ: (حمد).
(*)(1/254)
قال: سألته - يعني عبدوس بن عبد الله الهمداني - عن مولده، فقال: ولدت في سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.
وقرأت بخط أبي البركات بن السقطي قال: عرفني عبدوس الهمداني أن مولده في سنة خمس وتسعين في شهر ربيع الاول بهمدان.
كتب الي عبد السلام بن شعيب الهمداني قال: أنبأنا أبو منصور شهر دار بن شيرويه بن شهر دار الديلمي قال: أنبأنا والدي قال: عبدوس بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عبدوس أبو الفتح، سمعت منه، وكان صدوقا متقنا فاضلا، ذا حشمة ونعمة وصيت، من بيت الرئاسة، حسن الحظ، حلو المنطق، ذا مكارم، وكف بصره وصمت أذناه في آخر عمره، وسمع القدماء منه، أصح الى سنة ست وثمانين.
سألته عن مولده فقال: ولدت في سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.
ومات يوم الاربعاء الثاني عشر من جمادى الاخرة سنة تسعين وأربعمائة، وتوليت غسله، وصلى عليه ابنه أبو عبد الله الحسين، ودفن في خانخاهية بروذبار.
258 - عبدوس الحربي: روى عن أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل، ذكره أبو بكر الخلال.
أنبأنا عبد الوهاب الامين عن محمد بن عبد الباقي عن ابراهيم (1) بن عمر البرمكي
أخبره عن عبد العزيز بن جعفر قال: سمعت أبا بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال يقول: كان ببغداد في الحربية رجل جليل القدر كبير جدا.
أخبرني أبو العباس المزني وأومى الى دار بحذل ء داره قال: كان في هذه الدار رجل يقال له عبدوس الحربي (2)، كان عنده نحو من عشرة آلاف مسألة لم يحدث بها، ومات قديما فلم يقع لي منها عنه الا مسائل يسيرة، وبعلو حدثني بها عمر بن علي الصابوني، ومنها ما حدثني محمد بن * هامش * (1) في النسخ: (ابن ابراهيم).
(2) في الاصل: (المزني).
(*)(1/255)
أبي هارون عن حمدان بن علي عن عبدوس (1) هذا.
وهي مسائل لم تقع الى غيره من أصحاب أبي عبد الله، كل شئ وقع الي منها بعلو ونزول ليس الا عنده.
259 - عبدون الكاتب: روى عنه ولده حكاية، وكان من المعمرين.
أنبأنا أبو الفرج ابن الجوزي قال: أنبأنا أبو القاسم بن السمرقندي قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون الضبي املاء قال: وجدت في كتاب والدي: حدثني أبو عبد الله محمد بن عمرو الكاتب، قال أبو عبد الله: وعاش عبدون زيادة على مائة سنة وابنه شيخا كبيرا يحمل على ظهر غلام الى ديوان بادوريا وكان كاتبا حاذقا في أول خلافة المعتضد، قال: اجتزت (2) - وأنا غلام حدث - بباب الرصافة فإذا رجل شاب حسن الوجه، عليه قميص دبيقي ورداء يثرب ونعل حذو، جالس في دكان صيرفي، فمر به رجل (3) تحته برذون كميت، سرجه (4) بغري (5) وعنانه نسع، فوثب إليه ذلك الفتي فقال له: يا حكيم هذا الاقليم ! أفرغ في هذا الاذان ما يفرح به هذه القلوب: ولم يدر ما بي، فاندفع
يوقع على قربوس سرجه ويقول: أحمد قال لي ولم يدر مابي أتحب الغداة عتبة حقا فتنفست ثم قلت نعم حبا جرى في العروق عرقا فعرقا لم تجسين يا عتيبة قلبي لوجدت الفؤاد قرحا تفقا قد (6) لعمري مل الطبيب ومل الأهل مني أداوي وأوراقي (7) * هامش * (1) في النسخ: (ابن عبدوس).
(2) في الاصل، (ب): (اخترت).
(3) في (ج): زيادة: (صيرفي).
(4) في النسخ: (سرح).
(5) هكذا في النسخ، وفي (ج): (يغلي).
(6) في (ب): (قل لعمري).
(7) في النسخ: (أدواى فارقي).
(*)(1/256)
ليتني مت فاسترحت فاني أبدا ماحييت منكم ملقى قال: فقال: يا أبا المهنأ ! رققت حتى لو شئت أن أحسرك لحسرتك، ثم انصرف الى موضعه فسألت عنه فقيل لي: هذا أبو نؤاس، والراكب مخارق المغني.
260 - روى (1) عن أحمد بن سعدان الكوفي عن أبي تراب النخشبي (2)، روى عنه بندار ابن الحسين.
* هامش * (1) في النسخ: (أروى).
(2) في (ج): (اليخشبي) وفي (ب): (الحشي).
(*)
أحمد قال لي ولم يدر مابي أتحب الغداة عتبة حقا فتنفست ثم قلت نعم حبا جرى في العروق عرقا فعرقا لم تجسين يا عتيبة قلبي لوجدت الفؤاد قرحا تفقا قد (6) لعمري مل الطبيب ومل الأهل مني أداوي وأوراقي (7) * هامش * (1) في النسخ: (ابن عبدوس).
(2) في الاصل، (ب): (اخترت).
(3) في (ج): زيادة: (صيرفي).
(4) في النسخ: (سرح).
(5) هكذا في النسخ، وفي (ج): (يغلي).
(6) في (ب): (قل لعمري).
(7) في النسخ: (أدواى فارقي).
(*)(1/257)
ليتني مت فاسترحت فاني أبدا ماحييت منكم ملقى قال: فقال: يا أبا المهنأ ! رققت حتى لو شئت أن أحسرك لحسرتك، ثم انصرف الى موضعه فسألت عنه فقيل لي: هذا أبو نؤاس، والراكب مخارق المغني.
260 - روى (1) عن أحمد بن سعدان الكوفي عن أبي تراب النخشبي (2)، روى عنه بندار ابن الحسين.
* هامش * (1) في النسخ: (أروى).
(2) في (ج): (اليخشبي) وفي (ب): (الحشي).
(*) أخر الجزء السادس عشر.(1/257)
ذيل تاريخ بغداد - ابن النجار البغدادي ج 2
ذيل تاريخ بغداد
ابن النجار البغدادي ج 2(2/)
ذيل تاريخ بغداد تأليف الإمام الحافظ محب الدين أبي عبد الله محمد بن محمود ابن المحسن بن هبة الله بن محاسن المعروف بابن النجار البغدادي المتوفي 643 ه ج دراسة وتحقيق مصطفى عبد القادر عطا الجزء السابع عشر دار الكتب العلمية بيروت - لبنان(2/1)
جميع الحقوق محفوظة جميع حقوق الملكية الادبية والفنية محفوظة لدار الكتب العلمية بيروت - لبنان ويحظر طبع أو تصوير أو ترجمة أو إعادة تنضيد الكتاب كاملا أو مجزأ أو تسجيله على أشرطة كاسيت أو إدخاله على الكمبيوتر أو برمجته على اسطوانات ضوئية إلا بموافقة الناشر خطيا.
الطبعة الاولى 1417 ه - 1997 م دار الكتب العلمية
بيروت - لبنان العنوان: رمل الظريف، شارع البحتري، بناية ملكارت تلفون وفاكس: 364398 - 366135 - 602133 (961 1)..صندوق بريد: 9424 - 11 بيروت - لبنان(2/2)
بسم الله الرحمن الرحيم 261 - عبيد الله بن إبراهيم بن إدريس الإسكافي: من إسكاف بني الجنيد، من نواحي النهروان، حدث عن أبي العباس محمد بن يونس بن موسى الكديمي، روى عنه القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا النهرواني في كتاب " الجليس والأنيس " من جمعه.
أنبأنا يحيى بن أسعد التاجر قال: أنبأنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن محمد بن كادش العكبري قراءة عليه، أنبأنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري، أنبأنا المعافى بن زكريا، حدثنا عبيد الله بن إبراهيم بن إدريس الإسكافي، حدثنا محمد بن يونس، حدثنا أبو داود (1)، حدثنا الأعمش عن مجاهد قال: نوح (2) بالأسد فضربه برجله فخمشه الأسد، فبات ساهرا، فشكى ذلك نوح إلى الله تعالى، فأوحى الله تعالى إليه: " أني لا أحب الظلم ".
262 - عبيد الله بن إبراهيم بن عبد المؤمن الإسكافي (3): عبيد الله (ه) العتبي.
كتب إلى أبو محمد الأمين عن أبي المعالي الفضل بن سهل الإسفرائيني قال: أنبأنا أبي، أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد المفيد الجرجرائي، حدثنا محمد بن أحمد - يعني وزير المقتدر - حدثنا عمي عبيد الله بن إبراهيم بن عبد المؤمن، حدثنا العتبي قال: قال عبد الرحمن بن خالد بن يزيد بن معاوية لصديق له: يا أخي ! أترضى الحال التي أنت
عليها ؟ قال: لا والله ! قال: أفاجمعت على التحول عنها إلى غيرها ؟ قال: لا والله !
__________
(1) في النسخ " حدثنا ابن داود " والتصحيح من العبر 2 / 78.
(2) هكذا مكرره بالأصول.
(3) انظر: الوافى بالوفيات 2 / 41.
(4) في (ب)، (ج): " عمه الوزير ".
(5) في النسخ: " بن عبد الله ".
(*)(2/3)
قال: فهل تأمن أن يدر كك الموت عليها ؟ قال: لا والله ! قال: فهل من دار غير هذه تقول: إن لم أعمل في هذه عملت في تلك ؟ قال: لا والله ! قال: فهل رأيت عاقلا رضي لنفسه بهذا.
263 - عبيد الله بن إبراهيم بن علي بن القبار، أبو القاسم الشاهد: من أهل الجانب الشرقي، كان من شهود القاضي بكر محمد بن عبد الله بن صبر، توفي ليلة الأحد لأربع بقين من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعمائة، وذكر هذا هلال بن المحسن الكاتب في تاريخه، ونقلته من خطه.
264 - عبيد الله بن إبراهيم بن مهدي، أبو القاسم المقرى (1): حدث بالرملة وصور سنه ثمان وتسعين ومائتين عن إبراهيم بن أحمد بن مروان وأحمد بن عبد الجبار العطاردي والفضل بن يعقوب الرخامي ومحمد بن علي الرافقي (2) وهارون بن موسى شريك المقرى وحفص بن عمرو الربالي (3) وعلي بن داود القنطري (4) ومحمد بن عبيد الله بن المنادي ومحمد بن حسان الأزرق وعلي بن إشكاب وعنبس الدوري وز كريا بن يحيى وجماعة سواهم.
روى عنه أبو جعفر أحمد ابن محمد بن إسماعيل النحاس المصري، ثم إنه سكن مصر إلى حين وفاته.
أخبرنا عبد الوهاب بن علي (5) الأمين قال: أنبأنا محمد بن ناصر قراءة عليه قال:
كتب إلى القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن (6) الحسين الخلعي قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سعيد الحوفي (7)، أنبأنا أبو بكر محمد بن علي الأدفوي (8)، حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل النحاس، حدثنا عبيد الله بن إبراهيم البغدادي بالرملة، حدثنا حفص بن عمر بن الصباح (9) الرقي أبو عمرو، حدثنا أبو نعيم، حدثنا شريك عن عطاء عن أبي الضحى عن ابن عباس في قوله تعالى:
__________
(1) انظر: طبقات القراء، ص 484.
(2) في (ب): " الرافعى ".
(3) في النسخ: " الزبانى " والتصحيح من الأنساب 6 / 71.
(4) في الأصل: " القنطوى ".
(5) في (ج): " بن عبد الأمين ".
(6) " بن الحسن " ساقطة من (ج).
(7) في الأصل، (ب): " الحرقى " وفى (ج): " الحزلى ".
(8) في النسخ: " الأدنوى " والتصحيح من العبر 3 / 41.
(9) في (ج): " الصباغ ".
(*)(2/4)
(الم) قال: أنا الله أعلم، (الر) أنا الله أرى، (المص) أنا الله أفضل، وبه قال: أنبأنا أبو جعفر النحاس، حدثنا عبيد الله بن إبراهيم المقرئ البغدادي بالرملة، حدثنا عباس الدوري، حدثنا عبيد الله بن موسى، أنبأنا أبو جعفر الرازي عن الربيع عن أبي العالية عن أبي بن كعب في هذه الآية: * (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم) * إلى قوله: * (المبطلون) * قال: جمعهم جميعا فجعلهم أرواحا (1) ثم صورهم ثم استنطقهم (2) فقال: * (ألست بربكم قالوا بلى شهدنا) * إنك ربنا وإهنا لا رب لنا غيرك ولا إله لنا غيرك قال: فأرسل إليكم رسلي وأنزل عليكم كتبي فلا
تكذبون رسلي وصدقوا وعيدي، فإني سأنتقم ممن يشرك بي ولم يؤمن بي، فأخذ عهدهم وميثاقهم.
قرأت على أبي عبيد الله (3) أحمد بن محمد الجيزي (4) بأصبهان عن أبي بكر محمد بن أحمد الباغبان قال: أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن منده، أنبأنا أبي، أنبأنا أبو سعيد عبد الله الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفي بمصر قال: عبيد الله (5) بن إبراهيم بن المهدي يكنى أبا القاسم، قدم من بغداد إلى مصر، أراه بصريا، وحدث بمصر وتوفي بها في شوال سنة سبع وثلاثمائة.
265 - عبيد الله بن إبراهيم، أبو القاسم السوسي الصوفي، المعروف بالسراج: كان ينزل في مسجد الشونيزية صاحب أحوال حكايات.
أخبرنا سليمان بن علي، أنبأنا محمد بن علي البغدادي، أنبأنا عمر بن أحمد بن منصور النيسابوري، أنبأنا علي بن عبد الله بن باكويه الشير ازي قال: سمعت أبا القاسم السراج في مسجد الشونيزية [ قال ] سمعت أبا بكر (6) بن إسماعيل المخرمي يقول: الأرواح جبلت من الأفراح والأجساد من الأكماد، والذي يروحك من
__________
(1) في النسخ: " أزواجا ".
(2) في (ب): " استطلقهم " وفى (ج): " استطلهم ".
(3) في (ج): " أبي عبد الله ".
(4) في الأصل: " الحيزى ".
(5) في النسخ: " عبد الله ".
(6) في (ج): " أبا خر ".
(*)(2/5)
الأشياء فهو مزاح روحك، والذي يكمدك فهو حسن نفسك.
قرأت على أبي بكر محمد بن الأستاذ أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري أخبره قال: سمعت أبا عثمان سعيد بن محمد العدل يقول: سمعت أبا القاسم السراج الزاهد ببغداد لفظا بالشونيزية يقول: خرج أبو بكر الشبلي يوم عيد فرأى اجتماع الناس وتحية بعضهم لبعض للعيد فصاح وشق ثيابه وقال: تزين الناس يوم العيد للعيد * وقد لبست ثياب الرزق والسود فأصبح الناس مسرورا بعيدهم * ورحت فيه إلى ترح وثفريد والناس في فرح والقلب في ترح * شتان (1) بيني وبين الناس في العيد كتب إلي أبو المظفر بن السمعاني قال: أنبأنا أبو نصر محمد بن منصور (2) الحرضي فقرأه عليه، أنبأنا أبو بكر محمد بن يحيى المزكي، أنبأنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسن السلمي قال: عبيد الله بن إبراهيم أبو القاسم السوسي المعروف بالسراج مقيم ببغداد نازل في مسجد الشونيزية وإليه يجمع الفقراء والغرباء ببغداد من أحسن المشايخ تعهدا للفقراء وتفقدا لأحوالهم يرجع إلى أخلاق طاهرة (3) وفتوة كاملة.
266 - عبيد الله بن إبراهيم أبو القاسم البرمكي: حكى عن أبي بكر النسفي، روى عنه أبو سعيد (4) الماليني.
أنبأنا ذاكر بن كامل بن أبي غالب قال: كتب إلي أبو الطيب حبيب بن محمد بن أحمد بن محمد الطهراني، أنبأنا أبي، أنبأنا أبو سعيد أحمد بن محمد الماليني قال: سمعت أبا القاسم عبيد الله بن إبراهيم البرمكي ببغداد يقول: سمعت أبا بكر الشبلي وقد سئل عن قوله عز وجل: * (وكتبنا له في الألواح من كل شئ) * لم يكن في الألواح ما كان عند الخضر من العلم حتى أحوجه إلى أن (5) يمر إلى الخضر، فقال: نعم، كان العلم الذي أعطى الخضر كان في الألواح ولكن الله أمر موسى أن يأخذ الألواح بقوة
__________
(1) في (ج): " سيان ".
(2) في (ج): " بن منظور ".
(3) في (ج): " أخلاق ظاهرة ".
(4) في كل المواضع في الأصل، (ب): " أبو سعد ".
(5) في (ج): " يمد ".
(*)(2/6)
فلما أخذها وغضب (1) ألقاها فانكسر، فلما انكسر حول الله علم الخصوص منها وأعطاه الخضر، وأحوج موسى أن يطلب من عند الخضر.
267 - عبيد الله بن أحمد بن الحسن، أبو القاسم اليزدي: قدم بغداد، وسمع الكثير من أبي الحسن بن أحمد بن شاذان وأبي الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار وأبي الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه وأبي الحسين علي وأبي القاسم (2) عبد الملك ابني محمد بن عبد الله بن بشران وأبي محمد الحسن بن علي الجوهري وأمثالهم.
وكتب بخطه كثيرا وحدث باليسير، وتفقه على أبي حامد الإسفراييني، وكان صائما زاهدا.
ذكر أبو الفضل بن خيرون أنه توفي ليلة الجمعة السابع من ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين وأربعمائة، وأنه حدث.
268 - عبيد الله بن أحمد بن الحسين بن السمسار بن عمر الداودي القاضي: من تلاميذ أبي بكر محمد بن داود الأصبهاني، وروى عنه وعن ابنه داود أيضا وعن أبي جعفر محمد بن جرير (3) الطبري وإسماعيل بن إسحاق القاضي، روى عنه القاضي أبو علي المحسن بن علي التنرخي في " كتاب نشوار (4) المحاضرة " من جمعه، وأبو الحسن علي بن نصر بن الصباغ الكاتب البغدادي نزيل مصر، وكان من خواص أصحابه وذكر أنه قرأ عليه مصنفات أبي بكر بن داود بأسرها و " كتاب الموضح " لأبي الحسن المغلس، وأنه كان إماما كبيرا.
قرأت على أبي القاسم سعيد بن محمد المؤدب عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي بن
محمد المعدل قال: كتب إلي القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي وحدثني عنه عبد المحسن بن محمد بن علي التاجر قال: حدثني أبو الحسن علي بن نصر ابن الصباغ البغدادي قال: حدثنا القاضي أبو عمر عبيد الله بن أحمد السمسار أن
__________
(1) في الأصل، (ب): " عصمت " وفى (ج): " عصيت ".
(2) في (ج): " وأبى القاسم بن يحى عبد الملك ".
(3) في الأصل، (ج): " عزيز " وفى (ب): " عزيزى ".
(4) في الأصل: " بسوار " وفى (ج): " سورا ".
(*)(2/7)
حدثا (1) كان يعرف بابن سمنون الصوفي نشأ مع أبي بكر يعني ابن داود في كتاب واحد وكانا لا يفترقان، وإذا عمل أبو بكر كتابا في الأدب ناقضه وعمل في معناه، وأن أبا بكر نقش على فص خاتمه سطرين، الأول منهما * (وما وجدنا لأكثر هم من عهد) * والآخر: * (فلا تذهب نفسك عليهم حسرات) * فكان إذا رأى إنسانا (2) ينظر إلى حدث رمى إليه بخاتمه وقال: اقر ما عليه فينتهي عن ذلك، فقال لا بن سمنون (3): إن بدران يناقضني في هذا، فقال نعم، ولما كان من الغد جاءه بخاتم على فصه [ سطران ] (4) والأول منهما: * (وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون) * والثاني * (ولنصبرن على ما آذيتمونا) *.
قال: وحدثنا القاضي أبو عمر (5) أن أبا بكر يعني ابن داود كان يجعل طريقه إلى الجامع من سكة الربيع وكانت امرأة تقف خلف بابها وتفتح منه بقدر ما تنظر إليه، فلما كان بعد مدة جذبت طيلساني وكنت أمشي خلفه فقالت: يا هذا ! إني أشتهي أن استفتي صاحبك في مسألة وأستحي أن أخاطبه على الطريق فاعمل (6) على أن يدخل إلى مسجد مقابل باب دارها لنساله فيه، وذفعت إلي دملج، وقالت: خذ هذا بارك الله فيه ! فرددته إليها (7) وقلت: أنا في غنى عنه ولكني أتلطفه في ذلك عند
انصر افتا من الجامع، فلما قربنا من ذلك المسجد عرفته أن البول قد أتلفني وسألته أن ندخل المسجد إلى أن أقضي حاجتي ففعل، ودخلت عليه وعدت فإذا هي تشكو إليه وتقول: والله ! إني لأحبك وإني لأشتهي أن انظر إليك فقال: ألك زوج ؟ قالت: نعم، فاطرق ثم أنشا يقول: أما الحرام فلست أركب محرما * ووصال مثلك في الحلال شديد إن امرءا أمسيت ملك يمينه * يقضي عليك بحكمه لسعيد وترك الاجتياز بتلك السكة إلى أن مات.
__________
(1) في (ج): " حديثا ".
(2) في الأصل، (ب): " أبياتا ".
(3) في الأصل: " لا بن سمعون ".
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(5) في الأصل، (ج): " أبو عمرو ".
(6) في (ج): " عمل ".
(7) في (ب): " عليها ".
(*)(2/8)
قال: وحدثنا القاضي أبو عمر أنه حضر مجلس أبي جعفر محمد بن جرير الطبري فسأله عن مسألة من الفقه واتصل الكلام فيها - وكان من رجال التأليف ولم يكن من رجال النظر - فلما ضاق عليه الكلام قال لي: ألست ابن جارنا أحمد السمسار ؟ قلت: بلى، قال: فأنا أعرف دينه فكيف اعترف بك ؟ فقلت: لأنه شاهد من شهر به (1) ما لم يجده جرير فيك، فوجم (2) ساعة ثم قال: نحن استدعينا المكروه لأنفسنا وأسألك ألا تجئ إلي دفعة أخرى.
قال: وسمعت علي بن نصر بن الصباح يقول: كان القاضي أبو عمر ابن السمسار
لا يأكل السمك إلا دفعة واحدة عند وقت العنب، وهو أسمن ما يكون ببغداد فيشتري له منه شئ كثير، ويستدعي جماعة من القضاة والشهود ووجوه الأشراف والتجار لأكله ويعقد قبل فالوذج محكم وتشوى فراخ كثيرة، فيقدم طبق فالوذج فيأخذ كل واحد منها فرخا، ثم يرفع ويقدم أنواع السمك فيأكل الناس إلى أن يستكفون، ثم تعاد الفراخ إليهم ثم الفالوذج فيأتون على آخره، فإذا رفع الطعام قال لأصحابه: أبشروا بالسلامة من ضرره فقد حصل بين الصفاقين.
وبه: قال وقال لنا أبو الحسن بن الصباح: وشاهدت لهذا القاضي أبي عمر عجبا وهو أنه كان كثير الخدمة للملوك والرؤساء، مغرما (3) بقضاء حقوق الناس موقوفا بالسلامة، فصاحبته بضعة عشر يوما حتى يغص المسجد بهم وينقطع الطريق لازدحام دوابهم، فلما مات لم يخلف ولدا ولا ذا قرابة يعزى به، ولم يحضر جنازته إلا تلاميذه ومن كان يقرأ عليه، وكان نيفا وعشرين رجلا ولم يشهده أحد من تلك الجماعات ولا صلى عليه، وكان هذا من أعجب ما شاهدت.
__________
(1) في الأصل، (ج): " شبهي ".
(2) في الأصل، (ب): " فرجهم ".
(3) في (ج): " معزيا " وفى الأصل: " معربما ".
(*)(2/9)
قرأت في كتاب " التاريخ " لهلال بن المحسن الكاتب بخطه قال: وفي يوم الثلاثاء الثالث عشر من رجب سنة إحدى وستين وثلاثمائة توفي أبو عمر عبيد الله بن الحسين المعروف بابن السمسار القاضي الشاهد فجاة، وكان يتولى سوق الرقيق.
269 - عبيد الله بن أحمد بن خرداذبه، أبو القاسم الكاتب (1): كان (2) جده خرداذبه مجوسيا فأسلم على يد البرامكة، وتولى عبيد الله (3) هذا البريد والخبر (4) بنواحي الجبل، ونادم المعتمد (5) وخص به، وكان راوية للأخبار
والآداب روى عنه أبو علي الكوكبي وأبو عبد الله الحكيمي ومحمد بن عبد الملك التاريخي، وله مصنفات، منها كتاب " المسالك والممالك " وكتاب " الندماء والجلساء " وكتاب " اللهو والملاهي " وكتاب " الطبخ " وكتاب " الشراب ".
قرأت في كتاب أحمد بن أبي طالب الكاتب بخطه قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي قال: أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن خرداذبه قال: حدثني أبي قال: كان كسرى ابرويز قال له منجموه: إنك تقتل، فقال لأقتلن الذي يقتلني فأمر بسم يخلط له في أدوية ثم كتب عليه: دواء للجماع مجرب، من أخذ منه وزن كذا جامع كذا وكذا مرة - وصيره في خزانة الطب، فلما قتله ابنه شيرويه وفتش خزائنه مر به فقال في نفسه: بهذا الدواء كان يقوى على شيرين فأخذ منه فمات، فقتله أبوه وهو ميت.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين بن محمد بن عبد الباقي الشاهد أن الحسن بن علي الجوهري أخبره قال: أنبأنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه قراءة عليه عن أبي بكر محمد بن خلف بن المرزبان قال: أنشدت لا بن خرداذبه: في مثل وجهك يحسن الشعر * ويكون فيه لذي الهوى عذر ما إن نظرت إلى محاسنه * إلا يداخلني له كبر تتزين الدنيا بطلعته * ويكون بدرا حين لا بدر
__________
(1) انظر: معجم المؤلفين 6 / 236.
والأعلام 4 / 343.
(2) " أبو القاسم الكاتب كان جده فرداذبه ساقطة من (ج).
(3) في النسخ: " عبد الله ".
(4) في (ب): " الخيل ".
(5) في النسخ: " المعضد ".
(*)(2/10)
270 - عبيد الله بن أحمد بن رزق الله بن محمد بن أبي عمر البزاز، أبو الفرج، الو كيل:
من أولاد المحدثين، تقدم ذكر أبيه، سمع أبا الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف وحدث باليسير، سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف في سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.
271 - عبيد الله بن أحمد بن سهل، أبو القاسم السامري: حدث عن أبي الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني.
أنبأنا أبو القاسم الأزجي بن أحمد بن محمد بن الكسائي الشاهد قال: كتب إلي أبو نصر عبد الكريم بن محمد الشيرازي قال: أنبأنا أبو الحسين أحمد بن إبراهيم بن محمد البغدادي المعروف بالخازن، أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن سهل السامري قراءة عليه فأقر به سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد (1) بن محمد بن عقيبة الشيباني، حدثنا خضر بن أبان القرشي، حدثنا أبو هدبة إبراهيم بن هدبة (2)، حدثنا أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله سلم: " إن الرحم ليتعلق بالعرش يوم القيامة فيقول: يا رب ! اقطع من قطعني وصل من وصلني " (3).
272 - عبيد الله بن أحمد بن سلامة بن مخلد الكرخي، أبو محمد أبن القاضي أبي العباس المعروف بالرطبي: أخو عبد الله المقدم ذكره، سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحسين وأبا بكر محمد بن الحسين المرزقي وأبا القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمر قندي، وحدث باليسير، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وذكره في معجم شيوخه.
وذكر لي أبو الحسن بن القطيعي أن مولده في رجب سنة عشر وخمسمائة، وأنه توفي في المحرم سنة خمس وسبعين وخمسمائة ودفن بباب حرب.
273 - عبيد الله بن أحمد بن العباس بن عاصم أبو أحمد:
__________
ذكره أبو عثمان سعيد بن محمد المعدل النيسابوري في جملة شيوخه الذين كتب (1) في النسخ: " بن أحمد ".
(2) في النسخ: " ابن هبة ".
(3) انظر الحديث في: مسند أحمد 2 / 163، 193.
وفتح الباري 10 / 423.
ومجمع الزوائد 8 / 150.
(*)(2/11)
عنهم بمدينة السلام.
274 - عبيد الله بن أحمد بن عبد الله بن العباس، أبو القاسم الدمشقي: سمع ياسين بن يوسف المقرئ بالمصيصة، وأبا بكر محمد بن عبد الرحمن بن يزيد الإمام بحلب، وأيا عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ببغداد، وحدث عنهم ببغداد، روى عنه أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي الحافظ وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني في معجم شيوخه، وذكر أنه سمع منه ببغداد في جامع المدينة.
كتب إلي أحمد بن صالح الهروي قال: أنبأنا محمد بن بنمان (1) بن يوسف الأديب، أنبأنا أبو بكر أحمد بن عمر البيع، أنبأنا أبو غانم حميد بن المأمون بن حميد، حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي الحافظ، أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن العباس الدمشقي ببغداد، حدثنا الحسين بن إسماعيل، حدثنا عمر بن التل (2)، حدثنا أبي، حدثنا سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " نعم الإدام الخل " (3) 275 - عبيد الله بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد، أبو الطيب الذهبي: من أهل عكبرا، حدث عن أبي جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب الطائي وأبي طالب عبد الله بن محمد بن شهاب العكبري، روى عنه الحسين بن أحمد ابن بكير أبو عبد الله الحافظ وعلي بن بشرى الليشي السجزي (4) في معجم شيوخه.
كتب إلي عبد القادر بن عبد الله الرهاوي قال: أنبأنا أبو عروبة عبد الهادي بن محمد بن عبد الله بن عمر بن مأمون السجستاني بها قال: أنبأنا جدي، أنبأنا
أبو الحسن علي بن بشرى الليشي، حدثنا أبو الطيب عبيد الله بن أحمد بن عبد الرحمن العكبري بها.
حدثنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب (5) الطائي، حدثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن ربعي عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
__________
(1) هكذا في النسخ.
(2) انظر الحديث في: سنن أبي داود 3820.
وسنن الترمذي 1839، 1840، 1842.
وسنن النسائي، كتاب الإيمان باب 21.
ومسند أحمد 3 / 301، 304.
(4) في الأصل: " السحري ".
(5) في (ج) زيادة: " حدثنا على بن حرب ".
(*)(2/12)
" اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر رضي الله عنهما " (1).
أخبرنا عبد العزيز بن محمود الحافظ ويوسف بن كامل بن المبارك (2) الحذاء، قالا: أنبأنا يحيى بن علي بن الطراح وأنبأنا عمر بن معمر المؤدب، أنبأنا محمد بن عبد الله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله قال: أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير قال: حدثنا عبيد الله (3) بن أحمد بن عبد الرحمن الذهبي (4) أبو الطيب وعبيد الله بن يحيى بن زكريا بن يريد بن أبي عمرو الدقيقي قالا: حدثنا أبو طالب عبد الله بن محمد بن الحسن بن شهاب العكبري، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن غياث الهروي الخراساني، حدثنا أحمد بن عامر بن سليمان الطائي، حدثنا علي بن موسى الرضا، حدثني أبي موسى، حدثني أبي جعفر، حدثني أبي محمد، حدثني أبي علي، حدثني أبي الحسين، حدثني علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إذا سميتم الولد محمدا فأكرموه وأوسعوا له في المجلس ولا تقبحوا له وجها " (5).
276 - عبيد الله (6) بن أحمد بن عبيد الله بن محمد بن أحمد، أبو القاسم ابن
الشمعي: سمع الكثير من أبو ي القاسم عيسى بن علي الوزير وموسى بن محمد بن جعفر بن محمد بن عروة وأبي علي الحسن بن أحمد بن شاذان وأبي أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي وأبي عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله بن خالد الكاتب وأبي الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران وأمثالهم، وكتب بخطه كثيرا، وكان يكتب خطا حسنا، وكان يتولى العيار (7) بدار الضرب، حدث باليسير،
__________
(1) انظر الحديث في: سنن الترمذي 3662، 3805.
وسنن ابن ماحة 97.
ومسند أحمد 5 / 382، 385، 399، 401، 402.
وكشف الخفا.
(2) في (ب): " يوسف بن المبارك بن كامل ".
(3) في النسخ: " عبد الله ".
(4) في (ج): " المذهبي ".
(5) انظر الحديث في: اللآلئ المصنوعة 1 / 54.
وكشف الخفا 1 / 94.
ومجمع الزوائد 8 / 48.
وكنز العمال 45197، 45220.
وتذكرة الموضوعات 88.
(6) في (ج): " عبد الله ".
(7) في النسخ: " العباز ".
(*)(2/13)
روى عنه أبو مسعود سليمان بن إبراهيم الأصبهاني في معجم شيوخه.
قرأت على أبي العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن نصر الصيد لا ني بأصبهان عن أبي بكر المبارك بن عبد العزيز بن محمد الشيرازي قال: حدثنا أبو مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ من لفظه وأصله قال: حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عبيد الله الحافظ الشمعي الزهراني (1) فيما قرأت عليه في مسجد أبي علي بن شاذان في الرحلة الأولى قال: حدثنا أبو القاسم موسى بن محمد بن جعفر بن محمد بن عروة، حدثنا
أبو علي الحسن الطيب بن حمزة البلخي، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا الربيع بن بدر عن أبيه عن جده أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " اثنان وما فوقهما جماعة " (2).
قرأت في كتاب علي بن الحسن بن الصقر الذهلي بخطه قال: أنشدنا أبو القاسم بن الشمعي قال: أنشدنا أبو نصر عبد العزيز بن عمر بن نباتة لنفسه في المصلوب: على الجذع موف لا يزال كأنه * صليب دعا قومه إليه فأقبلوا فقام بمأدبهم وقد مد باعه * يقول لهم عرض أم الطول أطول قرأت في كتاب أبي عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي بخطه قال: توفي أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن الشمعي ليلة الإثنين الرابع من شوال سنة إحدى وعشرين وأربعمائة، ومولده بمدينة السلام في ليلة الإثنين الرابع عشر من رجب سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة (3).
قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون الشاهد بخطه وأنبأنا نصر الله بن سلامة الهنى (4) قرئ على محمد بن ناصر وأنا أسمع عن أبي الفضل بن خيرون قال: سنة إحدى وعشرين وأربعمائة أبو القاسم عبيد الله بن الشمعي في شوال - يعني مات - كتب الكثير وسمع الكثير، سمع عيسى بن علي الوزير ومن بعده، وكان حسن الطريقة ثقة.
__________
(1) في (ب): " الزهراني " وفى (ج): " الزهراني السمعاني ".
(2) انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 972.
والسنن الكبرى للبيهقي 3 / 69.
وكشف الخفا 1 / 47.
(3) في (ج): " وأربعمائة ".
(4) في الأصل زيادة: " على ".
(*)(2/14)
277 - عبيد الله بن أحمد علي بن علي بن السمين، أبو جعفر ابن أبي
المعالي (1): من أهل الجانب الغربي، من أولاد المحدثين، تقدم ذكر والده، سمع الكثير من أبوي القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري وعبد الله بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف وأبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وأبي منصور عبد الرحمن بن محمد ابن عبد الواحد القزاز وأبي الحسن محمد بن طراد الزينبي وعلي بن هبة الله بن عبد السلام وعلي بن هبة الله بن راهوايه وأبي الفضل محمد بن عمر الأرموي وأبي الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف وأبي المعالي أحمد بن محمد بن المذاري وأبي الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي وأبي العباس أحمد بن أبي غالب بن الطلابة وأبي بكر محمد بن عبيد الله بن الزاغوني وأبي القاسم سعيد بن أحمد بن البناء وجماعة غيرهم، وكتب بخطه كثيرا لنفسه وللناس، وخرج التخاريج وحدث الكثير، ولم يكن له كثير معرفة، وتوفي قبل طلبي للحديث.
أخبرني عبد القادر بن عبيد الله الهاشمي قال: أنبأنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي بن السمين وأنبأنا أبو عبد الله الحسين بن سعيد الأمين قالا: أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت الدقاق، أنبأنا إسماعيل ابن موسى بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد الذارع، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا أنس بن سيرين قال: سألت عمر عن الر كعتين قبل الغداة أطيل فيهما القراءة ؟ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي من الليل مثنى مثنى ويوتر بر كعة، قال قلت: لست عن هذا أسألك، قال: إنك لضخم (2) ألا تدعني أستقري لك الحديث، كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي من الليل مثنى مثنى ويوتر بركعة ويصلي ركعتين الغداة وكأن الأذان بأذنيه (3)، قال حماد: يعني سرعته.
سمعت أبا الحسن بن القطيعي يقول عبيد الله بن أبي المعالي بن السمين كتبت (4)
__________
(1) انظر: شذرات الذهب 4 / 293.
(2) في الأصل: " لصخر ".
(3) في الأصل: " بأذنه ".
(4) في (ج): " كتبت ".
(*)(2/15)
عنه، وكان ثقة صدوقا من أهل التقشف والصلاح والنسك، كتب الكثير وأكل من كسب يده، مولده سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة.
سمعت أبا عبد الله محمد بن النفيس بن منجب الأزجي يقول: توفي أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي بن السمين من أهل قطفتا في العشر الأخير من شهر رمضان سنة ثمان وثمانين وخمسمائة بالموصل ودفن بتل تربة، أخبرني بذلك بعض أصحابنا قال: حضرت جنازته، سمعت منه وكان صالحا ثقة دينا.
278 - عبيد الله بن أحمد بن القاسم بن جناح، أبو محمد الكو في، ويقال: الواسطي: حدث ببغداد عن محمد بن هبة الله بن زيدان بن يزيد البجلي وعلي بن العباس المقانعي وأبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ، روى عنه أبو عبد الله [ أحمد بن محمد بن علي بن الآبنوسي ] (1) ومحمد بن علي بن عمرو النقاش الأصبهاني في معجميهما، وذكرا أنهما سمعا منه ببغداد وسميا عبيد الله، وقد ذكره الخطيب في " التاريخ " فيمن اسمه [ عبد الله ] (2)، والصحيح ما ذكرناه.
قرأت في كتاب " معجم شيوخ أبي سعيد النقاش " بخطه قال: أنبأنا القاضي عبيد الله بن أحمد بن جناح الكوفي ببغداد قال: حدثنا علي بن العباس البجلي، حدثنا المقدم بن عبد الله، حدثنا عمي القاسم بن يحيى عن أبي حمزة عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: " خيرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم يكن طلاقا ".
أخبرناه أبو عبد الله محمد بن أبي سعيد بقراءتي عليه بأصبهان عن أبي طاهر محمد ابن أبي نصر التاجر أن أبا القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن منده أخبره قال: أنبأنا أبو سعيد النقاش قراءة عليه في معجمه - فذكره.
قرأت في كتاب أبي عبد الله أحمد بن محمد بن علي بن الآبنوسي بخطه قال: حدثنا أبو محمد عبيد الله بن أحمد بن القاسم بن جناح الواسطي المعدل قراءة عليه من أصل كتابه في شعبان سنة خمس وخمسين وثلاثمائة قال: قرأت على أبي العباس أحمد بن
__________
(1) ما بين المعقوفتين ليست في الأصول.
(2) ما بين المعقوفتين من تاريخ بغداد 9 / 393.
(*)(2/16)
محمد بن سعيد الكوفي من كتابه فأقر به بالكوفة قرأت في كتاب " التاريخ " لأبي طاهر أحمد بن الحسن الكرخي قال: مات أبو محمد بن جناح وكان يخلف قاضي القضاة ابن معروف بالجانب الغربي على الفرضي في جمادى الآخرة سنة ست وستين وثلاثمائة.
279 - عبيد الله بن أحمد بن محمد بن عبيد الله بن الحسين بن الحسن بن خسرو فيروز بن المهروان (1)، أبو القاسم الكلوذاني (2): من نسل أردشير بن بابك، هكذا رأيت نسبه بخط محمد بن إسحاق النديم في كتاب الفهرست من جمعه، تولى ديوان السواد، ولما عزل المقتدر وزيره أبا العباس الخصيي (3) عن الوزارة أحضر أبا القاسم هذا في يوم الخميس لإحدى عشرة خلت من ذي القعدة سنة أربع عشرة وثلاثمائة، وعرفه أنه قد قلد أبا الحسن علي بن عيسى ابن الجراح الوزارة وهو بالشام واليا عليها وقد استخلفه إلى أن يقدم، وتقدم إليه بالنيابة عنه وأمر سلامة الطولوني بالنفوذ في البرية إلى دمشق وإحضار علي بن عيسى منها، فوصل إلى بغداد يوم الثلاثاء لخمس خلون من صفر سنة خمس عشرة وثلاثمائة،
ثم إن المقتدر قلد عبيد الله الكلوذاني الوزارة في يوم السبت لخمس بقين من رجب سنة تسع عشرة وثلاثمائة، وجعل علي بن عيسى بن الجراح مشرفا عليه ومجتمعا معه على تدبير الأمر، ثم عزل في شهر رمضان من السنة، فكان مدة نظره شهرين وثلاثة أيام، وكان عارفا بالأعمال ثقة ما تعلق عليه بشئ.
وذكر الصولي أنه لم يزل ممدحا موصوفا بالحمد على نفسه في مودته وكرمه، وجرت أموره على أجمل أمر، وذكر النديم أنه له مصنفا في الخراج نسختين الأولى عملها سنة ست وعشرين، والأخرى سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.
وذكر هلال بن الصابئ في " كتاب الوزراء " من جمعه ونقلته من خطه أن الكلوذاني ولد في ليلة السبت لإحدى عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى سنة ثمان وستين ومائتين، وتوفي يوم الإثنين لإحدى عشرة من شهر ربيع الآخر سنة أربعين
__________
(1) في الأصل: " أربى من المهران ".
(2) انظر الفهرست، ص 188.
(3) في الأصل: " الخضيبى " وفى (ب)، (ج): " المصينى ".
(*)(2/17)
280 - عبيد الله بن أحمد بن محمد بن عمران، أبو القاسم البندار: حدث عن أبي بكر محمد بن محمد بن معاذ بن مأمون المعروف بابن شاذان، روى عنه أبو طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري وذكر أنه سمع منه في منزله بدار البطيخ.
281 - عبيد الله بن أحمد بن محمد بن علي بن البخاري، أبو القاسم، ويقال له: أبو الفرج بن أبي المعالي: من ساكني درب نصير، من أولاد المحدثين، تقدم ذكر والده سمع أبا محمد عبد الله ابن محمد بن عبد الله الصريفيني، وحدث باليسير، وكانت سيرته غير مرضية.
روى عنه شيخنا أبو القاسم بن بوش (1) أنبأنا ابن بوش قال: أنبأنا أبو الفرج عبيد الله بن أحمد بن محمد بن البخاري قراءة عليه في رجب سنة عشرة وخمسمائة وأنبأنا أبو علي ضياء بن أحمد بن أبي علي وعمر بن محمد بن معمر المؤدب قالا: أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن محمد الشاهد قال: أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصريفيني، حدثنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص إملاء، حدثنا البغوي، حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا أبو أحمد الزبيري، حدثنا سفيان عن علي بن بذيمة عن ابن جبير عن بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " كل مسكر حرام " (2).
قرأت في كتاب أبي بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف بخطه قال: توفي أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن البخاري يوم السبت، ودفن من الغد تاسع عشرى شعبان سنة خمس وعشرين وخمسمائة.
282 - عبيد الله بن أحمد بن نصر، أبو الحسن الحنبلي الفامي المعروف بالحناي: من أهل عكبرا، حدث عن أبي محمد خلف بن عمرو (3) بن عبد الرحمن البزاز
__________
(1) في (ج): " يونس " في (ب): " نوش ".
(2) انظر الحديث في صحيح البخاري 5 / 205، 8 / 36.
وصحيح مسلم، كتاب الأشربة باب 6.
وفتح الباري 8 / 62، 10 / 34، 42، 45، 24، 13 / 162.
(3) في (ج): " عبد ".
(*)(2/18)
العكبري وعبد الوهاب بن أبي عصمة ومحمد بن صالح بن ذريح وعبد الله بن الوليد ابن جرير والعباس بن يوسف الشكلي وأبي بكر بن أبي داود وعمر بن الحسن القاضي الحبي وأبي القاسم البغوي وأحمد بن محمد بن عمرو الأطروشي، روى عنه أبو الحسن علي بن محمد بن ينال البغدادي.
283 - عبيد الله بن أحمد بن هبة الله بن الحسين بن عبد القادر بن الحسين بن
عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن المنصور بالله، أبو الفضل بن أبي العباس بن أبي القاسم الخطب: أخو عبد الله بن أحمد الذي قدمنا ذكره، قرأ القرآن بالروايات على أبي الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد بن الشهرزوري وعلى أبي المعالي أحمد بن علي بن السمين، وسمع الحديث منهما ومن أبي منصور موهوب بن أحمد بن الجواليقي وأبي الفضل محمد بن ناصر الحافظ وأبي عبد الله محمد بن أحمد بن الطر ائقي وأبي العباس أحمد بن أبي غالب بن الطلاية وأبي البر كات إسماعيل بن أحمد بن محمد النيسابوري وأبي الفرج عبد الخالق بن أحمد بن يوسف وأبي الحسن سعد الخيربن محمد بن سهل الأنصاري وأبي بكر محمد بن عبيد الله بن نصر بن الزاغوني وغيرهم.
وشهد عند قاضي القضاة أبي طالب روح بن أحمد الحديثي في يوم الأحد لثلاث عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة ست وستين خمسمائة فقبل شهادته، وعزله عن الشهادة قبل موته بسنين عديدة، وكان يتولى الخطابة بجامع السلطان مدة، ثم خطب بجامع القصر مناوبة مع ابن المهتدي، كتبنا عنه، وكان شيخا فاضلا متدينا، حسن الأخلاق، جميل السيرة، مليح الإيراد للخطبة، جيد القراءة، صحيح الأداء، صدوقا أمينا إلا أنه كان عسرا في الرواية جدا.
أخيرنا أبو الفضل عبيد الله [ بن ] (1) أحمد بن هبة الله الخطيب قال: أنبأنا أبو منصور موهوب بن أحمد بن الجواليقي، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن البسري (2)، أنبأنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد الفرضي، حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثنا محمد بن عمرو بن جنان، حدثنا بقية، حدثنا
__________
(1) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصول.
(2) في (ج): " البسيرى ".
(*)(2/19)
الفرج بن فضالة، حدثنا سليمان بن سليمان عن يحيى بن حامد عن المقداد بن الأسود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " لقلب ابن آدم أسرع انقلابا من القدر إذا استجمعت غليانا " (1).
توفي عبيد الله بن أحمد بن المنصوري الخطيب في يوم الأربعاء السابع عشر من رجب سنة اثنتي عشرة وستمائة، وصلى عليه من الغد بجامع السلطان ودفن بباب حرب، وقد بلغ خمسا وثمانين سنة أو أكثر.
284 - عبيد الله بن أحمد بن يعقوب بن نصر بن طالب، يعرف بابن أبي زيد: كان أديبا راوية للأخبار والأشعار، حدث ببغداد بكتاب الخط والقلم (2) من جمعه.
[ و ] روى فيه عن محمد بن أحمد المعطي وإسحاق بن موسى الرملي وإسماعيل بن إبراهيم بن خلاد وأبي عبد الرحمن محمد بن أحمد بن الحبيب بن بديل الضرير الكوفي ومفضل بن عبد العزيز الكاتب وأحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله مولى عمر بن الخطاب ومحمد بن عمر الغالبي والحسين بن علي بن مصعب بن بدر أبي الأشنان وسهل بن أحمد بن عثمان بن مخلد الأسلمي وأبي زرعة أحمد بن موسى المكي ومحمد ابن حنيفة بن ماهان وجبير بن محمد السمسار وأبي بكر بن أبي داود السجستاني ومحمد بن محمد بن يحيى (3) بن سليم المصيصي والحسن بن محمد بن عبدان الشمشاطي ويوسف بن يعقوب القاضي ومحمد بن خلف المرزبان، سمع منه أبو الفوارس القاسم بن محمد بن جعفر المزني في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.
وحدث أيضا عن أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب وأبي بكر محمد بن داود الأصبهاني وأبي العباس أحمد بن عبيد الله بن عمار ويوسف بن موسى المروروذي ويموت بن المزرع وابنه مهلهل بن يموت وأبي عثمان الناجم وسهل بن أبي سهل الواسطي وسوار بن أبي شراعة وعلي بن بسام الشاعر، روى عنه أبو محمد هارون بن
__________
انظر الحديث في: مسند أحمد 6 / 4.
والمستدرك 2 / 289.
ومجمع الزوائد 7 / 211.
والسنة لابن أبى عاصم 1 / 102.
وتاريخ بغداد 3 / 129.
(2) في الأصل: " والعلم ".
(3) بن يحيى " سقط من (ب).
(*)(2/20)
موسى العكبري وأبو بكر محمد بن زهير بن أخطل بن زهير وأبو الحسين علي بن عبد الرحيم بن دينار الواسطي وعبد الصمد بن محمد بن خنبش الخولاني وأبو الحسن أحمد ابن محمد بن عمران الجندي، وكان من شيوخ الشيعة.
أنبأنا يوسف بن المبارك بن كامل الحذاء قال: أنبأنا عمر بن ظفر المغازلي، أنبأنا جعفر بن أحمد السراج، أنبأنا أبو العباس أحمد بن علي النسفي (1) بمكة، أنبأنا أبو بكر محمد بن زهير بن أخطل بن زهير، حدثنا أبو طالب عبيد الله بن أحمد بن يعقوب الأنباري، يوسف بن موسى المروروذي قراءة عليه أن أزهر بن زفر بن صدقة المصري حدثهم قال: أنبأنا أبو غيلان محمد بن الحسن، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن خفتان، حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن بيان بن بشر عن قيس عن أبي حازم عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في سعد: " اللهم ! سدد سهمه وأجب دعوته وحببه " (2).
أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي قال: أنبأنا محمد بن نصر، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي، أنبأنا أبو غالب محمد بن أحمد بن بشران الواسطي، أنبأنا أبو الحسين بن دينار، أنبأنا أبو طالب عبيد الله بن أحمد الأنباري، حدثنا يموت بن المزرع بن يموت عن المبرد قال: حدثني أحمد بن المعدل البصري قال: كنت جالسا عند عند الملك بن عبد العزيز الماجشون فجاءه بعض جلسائه فقال: يا أبا مروان ! أعجوبة، قال: وماهي ؟ قال: خرجت إلى حائطي بالغابة فلما أن صحرت وبعدت
عن البيوت بيوت المدينة تعرض إلي رجل فقال اخلع ثيابك ! قلت: وما يدعوني إلى خلع ثيابي ؟ قال: أنا أولى بها منك، قلت: ومن أين ؟ قال: لأني أخوك وأنا عريان وأنت مكس، قلت: فالمؤاساة، قال: كلا قد لبستها برهة وأنا أريد أن ألبسها كما لبستها، قلت: فتعريني وتبدي وتبدي عورتي، قال: لا بأس بذلك، قد روينا (3) عن مالك أنه قال: لا بأس للرجل أن يغتسل عريانا، قلت: فيلقاني - يعني الناس - فيرون عورتي، قال: لو كان الناس يلقونك في هذه الطريق ما عرضت لك فيها، قال: فقلت: أراك
__________
(1) في (ب): " الفسفى ".
(2 انظر الحديث في شرح السنة 14 / 125.
واتحاف السادة المتقين 10 / 117.
والمستدرك 3 / 500.
ومصنف عبد الرازق 20423.
(3) في النسخ: " رأينا ".
(*)(2/21)
طريقا فدعني حتى أمضي إلى حائطي وأنزع هذه الثياب فأوجه بها إليك، قال: كلا، أردت أن توجه إلي أربعة من عبيدك فيقيموا (1) علي ويحملوني إلى السلطان فيحبسني ويمزق جلدي ويطرح في رجلي القيد، قلت: كلا، أحلف أيمانا أفي لك بما وعدتك ولا أسوءك، قال: لا إنا روينا عن مالك أنه قال: لا تلزم الأيمان التي يحلف بها اللصوص، قلت: فأحلف ألا أحتال في أيماني هذه، قال: هذه يمين مر كبة على أيمان اللصوص، قلت: فدع المناظرة بيننا، فو الله لأوجهن لك بهذه الثياب طيبة بها نفسي، فأطرق ثم رفع رأسه وقال: تدري فيما فكرت ؟ قلت: لا، قال: تصفحت أمر اللصوص من عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإلى وقتنا هذا فلم أجد لصا أجذ بنسيئه، وأكره أن ابتدع في الإسلام بدعة يكون علي وزرها ووزر من عمل بها بعدي إلى يوم القيامة، اخلع ثيابك، قال: فخلعتها ودفعتها إليه - فأخذها وانصرف.
وبه: قال أنشدنا أبو غالب بن بشران قال: أنشدنا ابن دينار قال: أنشدنا
أبو طالب الأنباري، أنشدنا الناجم يعني أبا عثمان، أنشدنا ابن الرومي لنفسه: إذا ما مدحت الباخلين فانما * تذكرهم ما في سواهم من الفضل وتهدي لهم غما طويلا وحسرة * فإن منعوا منك النوال فبالعدل أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن أبي عبد الله محمد بن محمد الوراق قال: أنبأنا أبو علي محمد بن وشاح الزينبي، أنبأنا عبد الصمد بن أحمد الخولابي، أنشدني أبو طالب عبيد الله بن أحمد بن يعقوب الأنباري، أنبأنا ثعلب أبو العباس أحمد بن يحيى الشيباني: متى تؤنس العنان الطلال دمنة * بنعف اللوى يرفض (2) دمعها رفضا ألا ربما تقضي بما يعجب الفتى * ويا ربما تقضي بغير (3) الذي ترضا إذا فرقت بين الخليلين نية * فإن لتفريق الهوى وجعا مضا فما بال ديني أن يحل عليكم * أرى الناس يقضون الديون ولا اقضا لقد كان ذاك الدين نقدا وبعضه * بقرض فما أديت نقدا ولا قرضا
__________
(1) في الأصل، (ب): " فيقثموا ".
(2) في الأصل، (ب): " يرقص ".
(3) في (ج) في (ج): " لغير " وفى الأصل، (ب): " بعير ".
(*)(2/22)
ولكن ما كان الذي كان بيننا * أماني ما لاقت سماء ولا ارضا فإن كنت تنوين القضاء لديننا * لعجلت لي بعضا وأخرت لي بعضا وبه: قال أنشدنا أبو طالب الأنباري قال: أنشدنا سهل بن أبي سهل الواسطي، أنشدنا أبو حاتم الواسطي السجستاني لنفسه: أنشدنا أبو حاتم الواسطي السجستاني لنفسه جراك عفوي على الذنوب فقد * أمنت عند الذنوب إعراضي أشد يوما أكونه غضبا علي * مك في سفك مهجتي ماضي
أنت أمير علي محتكم حك * مك في سفك مهجتي ماضي والمرء لا يرتجي النجاح يو * ما إذا كان خصمه القاضي أنبأنا أبو أحمد الصو في عن [ أبي ] (1) بكر الأنصاري قال: كتب إلى أبو غالب بن بشران قال: أنشدنا ابن دينار، أنشدنا أبو طالب عبيد الله بن أحمد بن يعقوب الأنباري، أنشدنا أبو العباس بن عمار، أنشدنا محمود الوراق لنفسه: يا عامر الدنيا على شيبه * فيك أعاجيب لمن يعجب ما عذر من يعمر بنيانه * وجسمه مستهدم يخرب ابن على نفسك بيتا ولا * تلعب فإن الشيب لا يلعب أنبأنا زاهر بن رستم الأصبهاني عن أبي عبد الله محمد بن محمد الوراق قال: أنبأنا علي بن وشاح، أنشدنا عبد الصمد بن أحمد بن خنبش الخولاني، أنشدني أبو طالب عبيد الله بن أحمد الأنباري، أنشدني مهلهل بن يموت بن المزارع لنفسه: (2) جلت محاسنه عن كل تشبيه * وجل عن واصف في الناس يحكيه انظر إلى حسنه واستغن عن صفتي (5) * سبحان خالقه سبحان باريه النرجس الغض والورد الجني له * والأقحوان النضير النضر في فيه دعا بألحاظه قلبي إلى عطبي (6) * فجاءة مسرعا طوعا يفديه
__________
(1) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصول.
(2) تكرر النص السابق وسند هذا النص في (ج).
(5) في الأصل: " مغتى " (6) في الأصل: " عطر " (*)(2/23)
مثل الفراشة تأتي أن ترى لهبا * إلى السراج فتلقي نفسها فيه أنبأنا أبو محمد بن الأخضر عن أبي القاسم بن السمر قندي قال: كتب إلي
أبو غالب بن بشران قال: أنشدنا أبو الحسين دينار، أنشدنا أبو طالب عبيد الله بن أحمد بن الأنباري يعرف بابن أبي يزيد، أنشدنا علي بن بسام لنفسه: سنصبر إن جفوت وكم صبرنا * لمثلك من أمير أو وزير وجزناهم فلما أخلفونا (1) * أذالت منهم عقب الدهور ولمالم ننل منهم سرورا * رأينا فيهم كل السرور وأبنا بالسلامة وهي حظ * وآبوا بالمحابس (2) والقبور أخيرني عبد الوهاب بن علي الأمين قال: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد الشيباني قال: أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: حدثني الأزهري قال: أنشدنا محمد بن جعفر الهاشمي قال: أنشدنا عبيد الله بن أحمد الأنباري قال: أنشدني محمد بن داود الأصبهاني لنفسه: وإني لأدري إن في الصبر راخة * ولكن إنفاقي على الصبر من عمري فلا تطف نار الشوق بالشوق طالبا * سلوا فإن الجمر يسعر بالجمر قرأت في كتاب " فهرست العلماء " لمحمد بن إسحاق النديم بخطه قال: مات أبو طالب عبيد الله بن أحمد يعقوب الأنباري وكان مقيما بواسط، وقيل إنه من الشيعة البابوشية قال (3) لي أبو القاسم بوباش بن الحسن: إن له مائة وأربعين كتابا ورسالة، من ذلك كتاب " البيان عن حقيقة الإنسان " كتاب " الشافي في علم الدين " كتاب " الإمامة ".
285 - عبيد الله أحمد، أبو القاسم الحنبلي: من أهل دير العاقول، روى عن أبي الحسن عقيل بن محمد الأحنف العكبري شيئا من شعره، روى عنه ولده أبو بكر محمد.
__________
(1) في (ب): " خلقونا ".
(2) في (ب): " بالمحاسن ".
(3) في النسخ: " اليابوسية ".
(*)(2/24)
كتب إلي أبو الفتوح أسعد بن أبي الفضائل العجلي أن أبا بكر أحمد بن موسى المقرئ أخبره عن مسعود (1) بن ناصر السجزي قال: أنشدنا أبو بكر محمد بن عبيد الله الحنبلي بدير عاقول قال: أنشدني والدي أبو القاسم عبيد الله بن أحمد قال: أنشدني الأحنف العكبري لنفسه: يغدو الفقير وكل شئ ضده * والأرض تغلق دونه أبوابها حتى الكلاب إذا رأت ذا برة * أصغت إليه (2) وحركت أذنابها وإذا رأت يوما فقيرا مقبلا * هرت (3) عليه وكشرت أنيابها وبالإسناد المذكور قال: أنشدني والدي قال: أنشدني الأحنف العكبري لنفسه: بادر إلى كل معروف هممت به * فيس في كل (4) وقت يمكن الكرم كم مانع نفسه إمضاء مكرمة * عند التمكن حتى عاقه العدم ليس لندامة في إمضاء مكرمة * بل في التخلف عنها يحدث الندم 286 - عبيد الله بن أحمد الإسكافي، أبو القاسم الكاتب: روى عن الشريف أبي الحسن محمد بن علي بن عمر العلوي حكاية عجيبة رواها عنه القاضي أبو [ علي ] (5) المحسن بن علي بن محمد التنوخي في كتاب " نشوار (6) المحاضرة " من جمعه.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن محمد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إذنا عن أبيه قال: حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد الإسكافي الكاتب قال سمعت الشريف محمد بن عمر العلوي الكوفي يقول إنه لما بني داره وكان فيها حائط عظيم العلو فبينما البناء قائم على أعلاه لإصلاحه حتى سقط الرجل إلى الأرض فارتفع الضجيج استعظاما للحال لأن العادة لم تجر بسلامة من
__________
(1) في الأصل: " محمود ".
(2) في (ج): " ذلت إليه " وفى (ب): " ذلته لديه ".
(3) في (ب): " تهرت ".
(4) في الأصل: " فليس فليس كل " وفى (ب): " فليس لى كل ".
(5) ما بين المعقوفتين زيادة من معجم المؤلفين ".
(6) في (ج): " بشوار " وفى الأصل: " لشوار ".
(*)(2/25)
يسقط (1) من ذلك الحائط فقام الرجل سالما لا فلتة به وأراد العود إلى الحائط ليتم البناء فقال له أبو الحسن بن عمر: قد شاع سقوطك من أعلى هذا الحائط وأهلك لا يصدقون بسلامتك ولست أحب أن يردوا إلى بابي صوارخ فامض إليهم يشاهدوا سلامتك وعد إلى شغلك ! فمضى مسرعا فعثر بعتبة الباب التي للدار فسقط ميتا.
287 - عبيد الله بن أحمد، أبو القاسم الخوارزمي: حدث الحافظ أبو إبراهيم الخليل بن عبد الجبار القرائي القزويني قال: حدثنا الشيخ الزاهد أبو القاسم عبيد الله بن أحمد الخوارزمي في مدرسة الشيخ أبي إسحاق الشيرازي ببغداد قال: حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين حديثا (2) سنورده إن شاء الله تعالى في باب العين في ترجمة علي بن أحمد بن عثمان بن شاهين.
288 - عبيد الله بن إسحاق بن الحسن بن المنذر، أبو محمد: من أهل دير العاقول، حدث عن أبي خبيب (3) العباس بن أحمد بن محمد بن عيسى البرتي (4) وأبي جعفر محمد بن الحسن بن بدينا الموصلي وشعيب بن محمد الذارع وغيرهم، روى عنه أبو سعيد النقاش الأصبهاني في معجم شيوخه وأبي بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ الأصبهاني وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه.
قرأت على أبي محمد سفيان العيدي وحامد بن محمد الأعرج بأصبهان عن أبي طاهر بن أبي نصر التاجر أن عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن منده أخبره قال:
أنبأنا أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو (5) النقاش قراءة عليه قال: أنبأنا أبو محمد عبيد الله بن إسحاق بن المنذر الدير العاقولي بها، حدثنا أبو خبيب العباس بن أحمد بن عيسى البرتي، حدثنا يحيى بن المغيرة المخزومي عن أبيه عن عثمان بن عبد الرحمن عن ابن شهاب عن عائذ الله عن عبد الله بن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلام: " أنزل (1) في (ج): " من سقط ".
(2) في (ب): " حدثنا ".
(3) في النسخ: " حبيب ".
(4) في النسخ: " البسرتى ".
(5) في (ب): " عمر ".
(*)(2/26)
الله تبارك وتعالى بعض كتبه (1) وأو حى إلى بعض أنبيانه: قل للذين يتفقهون لغير الدين ويتعلمون لغير العمل ويطلبون الدنيا لعمل الآخرة ويلبسون لباس مسوك الكباش وقلوبهم قلوب الذئاب ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر، إياي ينحدعون أو بي يستهزءون، في حلفت لأتيحن لهم فتنة تذر الحليم فيهم حيران " (2).
289 - عبيد الله بن إسحاق بن سلام المكاربي، أبو العباس الأخباري: ذكره محمد بن داود بن الجراح في كتاب " الورقة في أخبار شعراء المحدثين " من جمعه فقال: صاحب الكتب شاعر مجيد، توفي في سنة إحدى وسبعين ومائتين، وكان حسن العلم بالفقه والغريب والآثار والشعر صدوقا ودفن شعره لما مات لئلا يوصل إليه، وكان قال في المتو كل قصيدة يهجوه بها، فبلغ خبرها المتو كل فأمر بقتله فعوجل المتوكل بالحادث عليه وأفلت.
وله القصيدة المشهورة يرثي أبا الحسين يحيى بن عمر الطالبي أنشدنيها محمد بن الأزهر وعرضتها عليه:
الاقل لنصل السيف هل أنت نادب * هماما تنكبه (3) القنا والقنا والقواضب وفيها يقول: فان تك بابن المصطفى فترسد * يعقر خيل حوله ونجائب فقيرك أجرى أن يعقر حوله * رجال المعالي والنساء الكواعب بني هاشم قد جرب الناس وقعكم * وهل حازم من لم تعظه (4) التجارب وإن حمل الدهر الرزايا نفو سكم * فلستم (5) قروم الحادثات المصاعب
__________
(1) في الأصل، (ج): " كتابه " (2) انظر الحديث في: كنز العمال 29054.
(3) في (ج): " تبكيه " (4) في الأصل: تقظه " (5) في الأصل، (ب): " قلتم " (*)(2/27)
قرأت في كتاب " مقاتل الطالبين " لأحمد بن عبيد الله بن محمد بن عمار قال: أنشدني عبيد الله بن إسحاق بن سلام الكتبي وكان معدنا من معادن الأدب، وسمعت محمد بن الجهم صاحب الفراء يقول: ما أعلم أحدا ببغداد أعلم بالشعر منه، وروى عنه قصيدته التي رثي بها يحيى بن عمر العلوي.
قرأت في كتاب " التاريخ " لأبي طاهر الكرخي بخطه قال: مات عبيد الله بن إسحاق بن سلام الأخباري (1) في ذي الحجة سنة سبعين ومائتين.
290 - عبيد الله بن إسحاق، أبو الحسن الأنباري: روى عن أبي عبد الله أحمد بن محمد بن غالب بن خالد بن مرداس الباهلي المعروف بغلام خليل شيئا من مصنفاته.
291 - عبيد الله بن أبي البركات بن عبد الله، أبو محمد الرفا:
حدث باليسير عن أبي الحسين علي بن أحمد بن بكار المقرئ، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي، سمعت أبا الحسن بن القطيعي يقول: مات عبيد الله ابن أبي البر كات الرفا يوم الجمعة لأربع بقين من ربيع الآخر سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.
292 - عبيد الله بن جعفر الأكبر بن المنصور أبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب: أمه أم ولد، ذكره أبو هاشم الخزاعي وذكر أن له عقبا، وذكر الصولي أنه مات في سنة أربع وسيتن ومائة.
293 - عبيد الله بن جعفر، أبو الحسين الحريري: حدث عن سهل بن أبي سهل الواسطي، روى عنه أبو عبد الله محمد بن عبد الله ابن البيع النيسابوري في كتاب " علامات أهل الحقائق " من جمعه.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي قال: كتب إلى عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي أن أبا بكر أحمد بن علي الشيرازي أخبره قراءة عليه أنبأنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن
__________
(1) في (ج): " الحجازى ".
(*)(2/28)
عبد الله النيسابوري، أنبأنا أبو الحسين عبيد الله بن جعفر الحريري ببغداد، حدثنا سهل بن أبي سهل الواسطي، حدثنا أبو موسى قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ما هو عندي إلا عبث كما يعبث الإنسان بالكلاب والحمام والشئ - يعني الحديث.
294 - عبيد الله بن الحسن بن إبراهيم بن الحسن بن محمد، أبو القاسم التميمي: حدث بالأهواز عن أبي الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، روى عنه أبو نصر عبد الكريم بن أحمد بن عبد الله بن زكريا الفقير الأصبهاني.
قرأت على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان عن أبي موسى محمد بن أبي بكر المديني قال: أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن فضلويه الجمال إذنا قال: أنبأنا أبو نصر عبد الكريم بن أحمد بن عبد الله بن زكريا الفقير الأصبهاني قال: أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن الحسن بن إبراهيم بن الحسن بن محمد التميمي البغدادي بقراءتي عليه بالأهواز وأنبأنا عبد العزيز بن محمود الحافظ وعبد الواحد بن عبد السلام ومحمد بن الحسين بن مكي النهرواني قالوا: أنبأنا أبو علي أحمد بن أحمد بن علي بن الخزاز، أنبأنا أبو الحسن محمد بن محمد بن أحمد بن الحيان قالا: أنبأنا أبو الحسين علي ابن محمد بن بشران قراءة عليه، أنبأنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد اللواعظ، حدثنا محمد بن خضر المروزي، حدثنا محمد بن مسلم عن خالد بن يوسف، حدثنا عبد الرحمن بن خالد، أخبرني أبو بريدة عن أبي الأسود الديلي (2) عن معاذ بن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من علق في مسجد قنديلا صلى عليه سبعون ألف مللك حتى ينطفئ ذلك القنديل " (3) 295 - عبيد الله بن الحسن بن عبيد بن عمرو بن خالد بن الرفيل، أبو أحمد الشاهد المعروف بابن المسلمه: * (هامس) * (1) في (ب): " بن يعقوب ".
(2) في الأصل: " الديلمى ".
(3) انظر الحديث في الفوائد المجموعة 26.
وتنزيه الشريعة 2 / 135.
وكشف الخفا 2 / 365.
وتذكرة الموضوعات 37.
والدر 3 /، 217 واتحاف السادة المتقين 3 / 31.
(*)(2/29)
والد محمد بن عبيد الله الذي قدمنا ذكره، كان من المعدلين بمدرسة السلام، ذكر أبو طاهر الكرخي ونقلته من خطه أنه مات في سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.
296 - عبيد الله بن الحسن علي بن الحسن بن الدوامي، أبو الفرج بن أبي علي الكاتب:
تقدم ذكر والده، سمع الكثير من والده أبي علي الحسن ومن أبي منصور بن عبد الملك بن خيرون وأبي عبد الله الحسين وأبي محمد عبد الله ابني علي بن أحمد بن الخياط وأبي عبد الله محمد بن محمد بن أحمد بن السلال وأبي سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن البغدادي وأبي القاسم علي بن عبد السيد بن محمد بن الصباغ وأبي الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي وغيرهم، وحدث باليسير.
سألته الإجازة بجميع مروياته فشافهني بها وكتب خطه لي بذلك فلم يتفق لي السماع منه، وكان شيخا نبيلا حسن الأخلاق جليلا، قد خالط العلماء وجالس الأدباء وولى النظر في ديوان التر كات الحشرية مدة فحمدت سيرته وشكره الناس.
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن أحمد المقرئ قراءة عليه، أنبأنا أيو منصور محمد بن محمد بن أحمد العكبري، أنبأنا أبو الطيب محمد بن أحمد بن خلف بن خاقان، أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد، حدثنا محمد بن حماد البغدادي المعروف بابن الخشن، حدثنا القاسم بن عبيد الله الهمداني، حدثنا الهيثم بن عدي عن مجالد عن الشعبي قال: قال علي رضي الله عنه: إني لأستحيي من الله أن يكون ذنب أعظم من عفوي أو جهل أعظم من حلمي أو عورة [ لا ] (1) يواريها ستري أو خلة لا يسدها جودي.
سألت أبا الفرج بن الدوامي عن مولده فقال: في الحرم سنة إحدى وعشرين وخمسمائة، وتوفي يوم الخميس العاشر من جمادى الآخرة سنة خمس وتسعين وخمسمائة، وصلى عليه من الغد بالمدرسة النظامية، ودفن بباب حرب.
__________
(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
، (ب).
(*)(2/30)
297 - عبيد الله بن الحسن بن عياش إبراهيم بن أيوب الجوهري (1): كان من الشيعة، ويسكن في القطيعة.
روى عنه ابن ابنه أحمد بن محمد، وقد تقدم ذكره.
أنبأنا القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد بن بختيار (2) الواسطي قال: كتب إلى أبو جعفر محمد بن الحسن الهمداني قال: أنبأنا السيد أبو عبد الله الحسين بن زيد الحسيني بجرجان، حدثني أبو عبد الله محمد بن وهبان البصري، حدثنا أحمد بن محمد ابن عبيد الله الجوهري ببغداد سنة ستين وثلاثمائة قال: حدثنا جدي عبيد الله بن الحسن عن محمد بن عبد الجبار قال: حدثني جعفر بن محمد الكوفي عن رجل من أصحابنا (3) عن أبي عبد الله الصادق قال: لما انتهى رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الركن الغربي فجازه فقال له الركن: يا رسول الله ! ألست قعيدا من قواعد بيت ربك فما لي لا أستلم ؟ فدنا رسول الله صلى الله عليه وآله منه فقال: " اسكن عليك السلام غير مهجور ".
298 - عبيد الله بن الحسين بن علويه البزاز: ذكر أبو محمد هارون بن موسى العكبري أنه بغدادي وأنه سمع منه في سنة خمس عشرة وثلاثمائة عن الحسن بن علي بن سهل العاقولي، وروى عنه حديثا في مشيخته.
299 - عبيد الله بن الحسين بن محمد بن خلف العكبري: حدث عن أبي عبد الله عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان بن بطه.
روى عنه القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي في كتاب " سوق أصحاب الحديث " من لفظه.
أنبأنا ذاكر بن كامل بن أبي غالب عن أبي البركات بن السقطي قال: أنبأنا أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي قراءة عليه قال: سمعت عبيد الله بن الحسين بن محمد بن خلف العكبري يقول: سمعت عبيد الله بن محمد بن محمد يقول: سمعت أحمد ابن سهل النحوي يقول: اجتاز الأعمش وأصحابه على رجل شيخ طاعن في السن
__________
(1) انظر: لسان الميزان 4 / 98.
(2) في (ج) في (ج): " بن مختار ".
(3) في (ب): " أصحابه ".
(*)(2/31)
حسن المنظر مليح الجملة وافي الحرمة، فقال لأصحابه: من هذا الشيخ شيئا من الحديث، فجلسوا بين يديه وقالوا له: الشيخ - حفظه الله - تملي علينا شيئا من الحديث ؟ فقال له: ما عنيت به في عمري، قالوا: فشئ من الفرائض ؟ قال: ولا عنيت به أيضا، قالوا فشئ من الفقه ؟ قال: ولا عنيت به أيضا، قالوا: فشئ من اللغة ؟ قال: ولا عنيت به أيضا، قالوا: فشئ من أخبار الخلفاء والملوك، قال: ولا عنيت به، قالوا: فحد (1) علينا جزءا من القرآن ؟ قال: ولا عنيت به، قال: فجاء وإلى الأعمش فأخبروه بحال الشيخ، فقال لهم: ارجعوا إليه واصفعوه خمسة وخمسين صفعة فقيل له: أي حساب خمسة وخمسين ؟ قال: عشرين لكتاب الله عزوجل وعشرين لسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وعشرة لسائر العلوم وخمسة أشفي بها صدري من شيخ مثل هذا ما تعلم في طول عمره شيئا.
300 - عبيد الله بن حمزة بن إسماعيل بن حمزة بن حمزة بن أبي جعفر المخدر (2) - واسمه محمد - بن أبي علي أحمد بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى ابن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو القاسم الموسوي العلوي: من أهل هراة، سمع القاضي أبا عامر محمود بن القاسم الأزدي وأبا سهل نجيب بن ميمون بن سهل الواسطي، وقدم بغداد حاجا وحدث بها، روى عنه أبو بكر المبارك ابن كامل بن أبي غالب الخفاف حديثا في معجم شيوخه.
قرأت في كتاب المبارك بن كامل بن أبي غالب بخطه وأنبأنيه ابنه يوسف عنه قال: أنبأنا عبيد الله وعلي ابنا حمزة بن إسماعيل الموسوي أنبأنا نجيب بن ميمون بن سهل أنبأنا منصور بن عبد الله الخالدي، أنبأنا عثمان بن أحمد بن يزيد الدقاق، حدثنا محمد ابن عبيد الله بن أبي داود المخرمي، حدثنا شبابة بن سوار عن محمد بن المنكدر عن [ جابر ] (3) بن عبد الله (3) عن أبي بكر الصديق عن بلال قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
__________
(1) في (ب): " فخد ".
(2) في الأصل: " المحدر " وفى (ب): " المحد ".
(3) ما بين المعقوفتين بياض في الأصل.
(4) في النسخ: " عبيد الله ".
(*)(2/32)
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد ابن السمعاني قال: عبيد الله بن حمزة بن إسماعيل الموسوي علوي زاهد ورع متعبد بالغ في العبادة رضي الوجه قليل الكلام كثير الخير مشتغل بما يعنيه، ورد بغداد حاجا وحدث بها، كتب عنه أبو بكر ابن كامل، كتبت عنه بهراة.
وسألته عن مولده فقال: في رمضان سنة ست وستين وأربعمائة.
وأخبرني الحاتمي قال: سمعت ابن السمعاني يقول: كتب إلى أبى الفتح محمد بن عبد الرحمن الفامي أن السيد أبا القاسم توفي يوم الجمعة رابع عشرى ذي القعدة سنة خمسين وخمسمائة ودفن بباب خشك.
301 - عبيد الله بن حمزة بن طلحة بن علي الرازي، أبو نصر بن أبي الفتوح: تقدم ذكر والده، كان من الأعيان، ولى حجبة باب المراتب في أيام الإمام المستضئ بأمر الله إلى أن توفي في ليلة الثلاثاء الثاني والعشرين من شهر رمضان سنة خمس وسبعين وخمسمائة، ودفن بتربتهم بالحربية وقد جاوز الأربعين.
302 - عبيد الله خالد بن الحسن، أبو القاسم الضرير: روى كتاب " معاني القرآن " لأبي إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج عنه، رواه عنه أبو محمد عبد الله بن محمد بن قاسم القلعي المغربي، وذكر أنه قرأه عليه ببغداد في جامع المنصور في سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.
303 - عبيد الله بن خلف بن علي بن الحسن بن مليح، أبو القاسم الشروطي:
من أهل عكبرا، كان يتولى الكتابة لقضاتها، حدث عن أبوي بكر محمد بن الحسن ابن دريد الأزدي ومحمد بن إبراهيم الهمداني القاضي ومحمد بن حمدان السلماني (1)، روى عنه أبو الفتح عبد الملك بن عيسى الأنصاري العكبري وأبو الحسين محمد بن عمربن علويه القطان وأبو الفضل أحمد بن أبي عمران الهروي.
__________
(1) في الأصل، (ب): " الشيلمانى " وفى (ب): " السليمانى ".
(*)(2/33)
قرأت على محمد بن عبد الواحد الهاشمي عن محمد بن عبد الله بن نصر أن أبا منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز الشاهد أخبره قال: أنبأنا أبو الحسين محمد بن عمر بن علويه (1) القطان قراءة عليه، أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن خلف بن علي بن الحسن بن مزيد منصور، حدثنا عمر بن شبة، حدثنا أبو حذيفة، حدثنا سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي رضي الله عنه أنه كان إذا نظر إلى الهلال قال: اللهم ! إني أسألك خير هذا الشهر وفتحه ونصره وبر كته ورزقه ونوره وظهوره وهداه، وأعوذ بك من شره وشر ما فيه وشر ما بعده.
أنبأنا أبو محمد بن الأخضر قال: أنبأنا المبارك بن علي الصيرفي بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن بكر بن محمد بن حيد (2) النيسابوري، أنبأنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي الأزجي، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن أبي عمران الهروي بمكة، حدثنا عبيد الله بن خلف العكبري بها، حدثنا محمد بن حمدان السلماني، حدثنا السري بن إسحاق بن بن إبراهيم الحنظلي، حدثنا عبد السلام بن صالح، حدثنا يوسف بن عطية، حدثنا قتادة عن الحسن عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن ما وقرفي القلب وصدقه العمل (3)، العلم علم باللسان وعلم في القلب، فأما علم القلب فالعلم النافع وعلم اللسان حجة الله على بني آدم " (4) 304 - عبيد الله بن سعد الله بن إبراهيم بن دبوس، أبو غالب البيع:
من أهل قطيعة العجم بباب الأزج، هكذا رأيت اسمه بخط يده في إجازة كتبها، وهو أخو شيخنا عبد الرحمن الذي تقدم ذكره وكان الأكبر، سمع أبا عبد الله محمد ابن أحمد بن الحسن بن الطرائفي وأبا الفضلل محمد بن ناصر الحافظ وغيرهما، وحدث باليسير، سمع منه أصحابنا ولم يتفق لنا لقاؤه.
أخبرني أبو الحسن ابن القطيعي أنه مات في ليلة الثلاثاء العشرين من المحرم سنة
__________
(1) في الأصل، (ج): " علود ".
(2) في (ج): " بن حيدر ".
(3) في النسخ: " وصدقه العقل ".
(4) انظر الحديث في: الكامل لا بن عدى 6 / 2290.
(*)(2/34)
أربع وتسعين وخمسمائة، ودفن من الغد بباب حرب.
305 - عبيد الله بن سعيد بن الحسن بن علي بن عبيد الله الخوزي (1)، وكيل الوزير أبي المظفر بن هبيرة، سمع أبا سعد محمد بن عبد الكريم بن خشيش الكاتب وأبا القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الرزاز وأبا سعد أحمد بن محمد بن شاكر، روى لنا عنه ابن الأخضر.
حدثنا أبو محمد ابن الأخضر من لفظه قال: أنبأنا أبو منصور عبيد الله بن سعيد بن الخوزي الوكيل، أنبأنا أبو سعد محمد بن عبد الكريم بن محمد بن خشيش وأنبأنا أبو الفرج بن المنعم بن عبد الوهاب الحراني قراءة عليه غير مرة قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان قراءة عليه قالا: أنبأنا أبو الحسن بن مخلد، أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثني الوليد بن الفضل العنزي، حدثني إسماعيل بن عبيد (2) العجلي عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم النخعي عن علقمة
ابن قيس عن عمار بن ياسر قال كقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " يا عمار ! أتاني جبريل آنفا فقلت: يا جبريل ! حدثني بفضائل عمر بن الخطاب في السماء، فقال لي جبريل: لو حدثتك بفضائل عمر بن الخطاب في السماء، مثل ما لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما ما نفذت فضائل عمر، وإن عمر لحسنة من حسنات أبي بكر " (3).
سمعت ابن القطيعي يقول: مات عبيد الله بن سعيد بن الخوزي في يوم السبت لخمس عشرة مضت من ذي الحجة سنة اثنتين وستين وخمسمائة.
306 - عبيد الله بن سليمان بن وهب بن سعيد، أبو القاسم الكاتب (4): تقدم ذكر والده، ولى الوزارة للمعتضد بالله، وهو ولي عمه المعتمد على الله في أواخر صفر سنة ثمان وسبعين ومائتين واستولى على جميع أموره، وكان يكفيه ويجلسه
__________
(1) في (ج): " الجوزى ".
(2) في (ب): " عبيد الله (3) انظر الحديث في: مجمع الزوائد 9 / 68.
والفوائد المجموعة 400.
والكامل لابن عدى 7 / 2541.
(4) انظر: فوات الوفيات 2 / 58.
(*)(2/35)
بين يديه، توفي المعتمد وولى المعتضد الخلافة أقر عبيد الله على وزارته إلى حين وفاته.
قال أبو العباس أحمد بن محمد بن موسى بن الفرات الكاتب: كان عبيد الله نسيج (1) وحده وواحد دهره سياسة وتدبيرا وضبطا لأمور المملكة.
أنبأنا أبو القاسم الحذاء عن أبي سعد بن الطيوري قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إذنا عن أبيه قال: حدثني عبد الله بن عمر الحارثي قال: حدثني أبي وكان يخدم في دار الموفق [ و ] المعتضد بعده أن المعتضد أراد أن يشهد على
نفسه العدول في كتاب صدره هذا، فأشهد على نفسه الشهود شهدوا جميعا أن أمير المؤمنين عبد الله أبا العباس المعتضد بالله أشهدهم على نفسه في صحة منه وجواز أمر، وعرضت النسخة على عبيد الله بن سليمان فضرب عليها وقال: هذا لا يحسن كتبه عن الخليفة، اكتبوا: في سلامة من جسمه وإصابة من رأيه.
قال: وأنبأنا التنوخي عن أبيه قال: حدثني الحسين بن عياش قال: حدثني شيخ من شيوخنا - ذكره وقد غاب عني اسمه - قال: حدثني أبو عبد الله ابن أبي عون قال: استقر عندي عبيد الله بن سليمان فدخلت عليه يوما في حجرة كنت أفردته فيها من داري، فقام إلى فقلت له ممازحا كما جرى على لساني: يا سيدي ! إخبأ لي هذا القيام إلى وقت انتفع به، قال: فلما كان بعد مدة انتقل من عندي، فما مضت الأيام يسيرة حتى ولى الوزارة فقال لي أهلي: لو قصدته، وكان حالي إذ ذاك صغيرة، فقت لهم: لا أفعل وأنا في ستر وقصدي له الآن كأنه اقتضاء لثمن معروف أستد عيه (2) لنفسي، ما أرضى لنفسي بهذا، ولو كان لي عنده خير لابتدأني، وبت ليلتي مفكرا وكان يوم الخلع، فلما كان في السحر جاءني فراشه برقعة بخطه يعاتبني على ما جرى عنه ويستدعيني، فصرت إليه وإذا هو جالس والخلق عنده، فلما صرت مع دسته (3) قام لي قائما وعانقني وقال لي: أرى هذا وقتا ينتفع فيه بقيامي لك وجلس وأجلسني معه على طرف الدست.
فقبلت يده وهنأته ودعوت له، ومضيت ساعة فإذا قد
__________
(1) في الأصل: " نسيح " وفى (ب)، (ج): " فسيح ".
(2) في النسخ: " اسندنبه ".
(3) في (ب): " سمه ".
(*)(2/36)
استدعاه المعتضد فقام وأمرني ألا أبرح فجلست وامتدت العيون إلي وخوطبت في الوقت بأجل خطاب وعوظمت، ثم عاد عبيد الله ضاحكا وأخذ بيدي إلى دار الخوة وقال: ويحك إن الخليفة استدعاني بسببك وذلك أنه كوتب بخبرنا وخبر قيامي لك في
مجلس الوزارة، فلما استدعاني الآن بدأ ينكر علي وقال: تبذل مجلس الوزارة بالقيام لتاجر، ولو كان هذا لصاحب طرف كان محظورا أو ولي عهد كان كثيرا، واحذر تتجاوز ذلك، فقلت: يا أمير المؤمنين ! لم يذهب على حق المجلس وتوفية الرتبة حقها، ولكن لي عذر، فإن رأى أمير المؤمنين أن يسمعه ثم ينفذ (1) حكمه في، أخبرته بخبرته بخبري معك واستتاري عندك، فقال: أما الآن فقد عذرتك ولكن لا تعاود، فانصرفت، ثم قال لي عبيد الله: يا أبا عبد الله ! إني قد شهرتك إن لم يكن معك مائة ألف دينار معدة للنكبة هلكت، فيجب أن تحصلها لك لهذه (2) الحال فقط، ثم يحصل لك نعمة بعدها تسعك وعقبك، فقلت: أنا عبد الوزير وخادمه ومؤمله، فقال: هاتوا (3) فلانا الكاتب ! فجاء فقال: أحضر التاجر الساعة نسعر مائة ألف كر من غلات السلطان بالسواد [ عليهم ] (4) ما تساوي وعرفني، فخرج وعاد بعد ساعة وقال: قد قررت (5) ذلك معهم، فقال له: بع على أبي عبد الله هذه المائة الألف الكر ينقصان دينار واحد مما قررت به السعر مع التجار وبعه له عليهم بالسعر المقرر معهم وطالبهم أن يعجلوا له فضل ما بين السعرين اليوم وأجرهم بالثمن إلى أن يستلموا الغلات واكتب إلى النواحي بتقبيضهم إياها، قال ففعل ذلك وقمت من المجلس وقد وصل إلى مائة ألف دينار في بعض يوم وما عملت شيئا، ثم قال لي: اجعل هذه أصلا لنعمتك ومعدة لنكبة ولا يسألنك أحد من الخلق شيئا إلا أخذت رقعته ووافقته على أجرة ذلك وخاطبني (6)، قال: كنت أعرض عليه في كل يوم ما يصل إلي بما فيه ألوف دنانير وأتوسط الأمور الكبار وأداخل في المكاسب الجليلة حتى بلغت النعمة إلى هذا الحد، وكنت ربما عرضت عليه رقعة فيقول: كم ضمن لك عليها، فأقول: كذا
__________
(1) في (ب): " تنفذ " وفى الأصل، (ج): " ينفد ".
(2) في (ج): " هذه ".
(3) في النسخ: " هاتم ".
(4) ما بين المعقوفتين زيادة من فوات الوفيات.
(5) في الأصل: " قرردت ".
(6) في (ب): " خاطبتني " وفى (ج): " خاصبتنى ".
(*)(2/37)
وكذا، فيقول: هذا غلط هذا يساوي كذا وكذا، ارفجع فاستزد، فأقول: إني أستحيي فيقول: عرفهم أني لا أقضي لك ذلك إلا بهذا القدر وأني رسمت لك هذا المال، قال: فأرجع فأستزيد ما يقوله لي فأزاد.
قال: وأنبأنا التنوخي عن أبيه قال: حدثني أبي قال: سمعت القاضي أبا عمر يقول: عرض إسماعيل القاضي وأنا معه على عبيد الله بن سليمان رقاعا في حوائج الناس، فوقع فيها فعرض أخرى فخشي أن يكون قد ثقل عليه فقال له: إن جاز (1) أن يتطول الوزير أعزه الله بهذا التوقيع (2) فوقع وعرض أخرى وقال: إن أمكن الوزير أن يجيب إلى هذا فوقع، ثم عرض أخرى وقال: إن سهل على الوزير أن يوقع فوقع، وعرض أخرى وقال شيئا من هذا الجنس، فقال له عبيد الله: يا أبا إسحاق ! كم تقول إن أمكن وإن جاز وإن سهل، من قال لك إنه يجلس هذا المجلس ثم يتعذر عليه فعل شئ على وجه الأمور فقد كذبك (3) هات رقاعك كلها في موضع واحد، قال فاخرجها إسماعيل من كمه وطرحها لحضرته (4) فوقع فيها فكانت مع ما وقع فيه قبل الكلام وبعده نحو ستين رقعة.
قرأت في كتاب " أخبار الوزراء " لمحمد بن عبدوس الجهشياري قال: كان عبيد الله ابن سليمان يرعى يسير الحرمة ويحافظ على قليل الخدمة، وكان ممن خدمه في نكبته رجل يعرف بيعقوب الصائغ وكان عاميا ساقطا وكان يحتمل سقوطه ونقصه وتحركه ويرفع منه حتى قلده الحسبة بالخضرة وكان لها إذ ذاك مقدار، فلما عزم عبيد الله على الشخوص إلى الجبل جلس يوما للنظر فيما يحمل معه من خزانته (5) ومن يشخص معه لخدمته، ويعقوب الصائغ حاضر للخاصية (6) التي كانت له به، فأمر ما
يحمل معه، فلما انتهى إلى فصل منه قال له يعقوب بغباوته: ويحمل كفن وحنوط، فتطير عبيد الله وقطب وأعرض عنه ثم أخذ يأمر وينهي، فلما انتهى إلى فصل من كلامه أعاد يعقوب الصائغ القول فقال: يحمل كفن وحنوط، فأعرض عبيد الله
__________
(1) في النسخ: " إن جاد ".
(2) في الأصل، (ج): " بهذا الوقيع ".
(3) في الأصل، (ب): " كذلك ".
(4) في (ج)، (ب): " فخضرته ".
(5) في (ج): " من خزائنه ".
(6) في (ج): " للخاضبه ".
(*)(2/38)
ضجرا ثم عاد فأمر ونهى فلما أمسك قال له الصائغ ثالثة، كفن وحنوط، فأظهر عبيد الله الضجر ثم قال له: يا هذا أتخاف على مثلي إن مات أن يصلب أو يطرح على قارعة الطريق بغير كفن، إن تعذر الكفن كفنوني في ثيابي.
وقال الجهشياري: حكى محمد بن أحمد بن أبي البغل قال: كنت مع عبيد الله بن سليمان وقد ركب بنهاوند ليروض جسمه فخرج إلى الصحراء فسار فيها ثم انصرف راجعا وكان رجع من أبوابها وكان له حاجب يقال خفيف، كان غليظا غبيا، فقال له: تستأذننا في الطريق ندخل من حيث خرجنا، فقال له عبيد الله: أما أنا فلا.
أنبأنا ذاكر بن كامل الحذاء عن أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي أن أبا الحسن هلال بن المسن الكاتب بخطه قال: حدثني أبو إسحاق قال: حدثني أبو أحمد عبيد الله ابن طاهر قال: كان أبو القاسم عبيد الله بن سليمان بن وهب وأبوه صديقين لي فلما أفضت وزارة المعتضد بالله إلى عبيد الله خدمه الناس فلحقني في بعض أيام (1) قصدي له حجاب قليل فكتبت إليه: آن بلغت الذي كنا نؤمله * واستحكمت يعني وارتاح ألافي
أنكرت منك أمورا كنت أعهدها * من حسن بدؤ وإكرام وألطاف واستصعب الإذن إلا أن تعرفه * أولا فمطرح في مدرج الشافي ولست بالباب إن عزت (2) مداخله * ولج آذنه يوما بوقاف فإني الضيم أني لا ألايمه * وانني خلف من خير أسلاف لو لا يد سبقت لي منك صالحة * الفيتني في محل القاطع الجافي لكنني رهن معروف سبقت به * حتى أجازيك الحسنى بأضعاف فلما كان من غد جاءني معتذرا.
أنبأنا أبو القاسم الحذاء عن أبي غالب الذهلي قال: أنبأنا هلال بن المحسن إذنا قال: أنشدني والدي علي بن المحسن إذنا، أنشدني أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن زنجي الكاتب قال: أنشدني الوزير أبو علي الحسين بن القاسم بن عبيد الله قال: أنشدني الوزير أبو الحسين القاسم بن عبيد الله قال: أنشدني الوزير أبو القاسم
__________
(1) في (ج): " بعض الأيام ".
(2) في (ج): " عدت ".
(*)(2/39)
عبيد الله بن سليمان لنفسه: كفاية (1) الله خير من توقينا * وعادة الله في الماضين تكفينا كاد الأعادي فلا والله ما تركوا * قولا وفعلا وتلقينا وتهجينا ولم نزد (2) نحن في سرولا علن * شيئا على قولنا يا ربنا اكفينا فكان ذاك (3) ورد الله حاسدنا * بغيظه لم ينل تقديره فينا ذكر الصولي أن مولد عبيد الله بن سليمان بن وهب سنة ست وعشرين ومائتين.
قرأت في كتاب " التاريخ " لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري قال: وفيها يعني سنة ثمان وثمانين ومائتين في يوم الثلاثاء لأربع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر توفي عبيد الله بن سليمان الوزير ودفن في داره وصلى عليه ابنه أبو الحسين، فكانت مدة
تقلده الوزارة للمعتضد عشر سنين وشهرين وعشرة أيام.
حدثنا عبد الرحمن بن عمر الواعظ قال: أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ قراءة عليه عن ابن نصر المؤتمن بن أحمد الساجي قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي العميري قراءة عليه عن إسحاق بن إبراهيم القراب قال: سمعت أبا الفضل بن أبي عمران الصوفي يقول: سمعت محمد بن موسى، سمعت محمد بن محمد بن عثمان دخل عبد الله بن المعتز على القاسم بن عبيد الله وقد أصيب بأبيه فأنشأ يقول: إني معزيك لا أني على ثقة * من الخلود ولكن سنة الدين فما المعزى بباق بعد صاحبه * ولا المعزى وإن عاشا إلى حين فلما درج في أكفانه فأنشأ يقول: قد استوى الناس ومات الكمال * وقال صرف الدهر: أين الرجال هذا أبو القاسم في قبره * قوموا انظروا كيف تزول الجبال فلما حملته الرجال على أعناقها أنشأ يقول:
__________
(1) في (ج): " كناية ".
(2) في (ج)، (ب): " نرد ".
(3) في الأصل، (ب): " ذلك ".
(*)(2/40)
وما كان ريح المسك ريح حنوطه * ولكنه هذا الثناء المخلف وليس صرير النعش ما تسمعونه * ولكنه أصلاب قوم تقصف فلما وضع فتقدم للصلاة عليه أنشأ يقول: قضوا ما قضوا من أمرهم ثم قدموا * إماما لهم والنعش بين يديه فصلوا عليه خاشعين كأنهم * وقوف خضوع للسلام عليه 307 - عبيد الله بن سلامة بن عبيد الله بن مخلد بن إبراهيم بن مخلد،
أبو محمد الكرخي المعروف بابن الرطبي (1): أخو أحمد الذي قدمنا ذكره، كان من أعيان الفقهاء على مذهب الشافعي، وولي القضاء على شهر اباذ والبندنيجين وجبل: كتب إلي علي بن الفضل الحافظ أن علي بن عتيق بن مؤمن أخبره عن القاضي عياض بن موسى اليحصبي قال: سمعت القاضي أبا محمد عبيد الله بن سلامة البجلي المعروف بابن الرطبي ببغداد وصحبته، وكان جليلا من أصحاب أبي إسحاق الشيرازي، وولى القضاء ببعض السواء وهو أكبر بني الرطبي، قرأت في كتاب التاريخ لأبي الحسن محمد بن عبد الملك الهمداني قال: وفي هذا الشهر - يعني ذي القعدة من سنة ثمان وثمانين وأربعمائة - توفي أبو محمد بن الرطبي في بعض (2) طريق الخراسان، وكان شافعي المذهب ولم أر أكثر تنفلا وصلاة وتطوعا منه.
308 - عبيد الله سيف بن محمد بن جعفر بن إبراهيم بن عبيد الله بن سليمان: روى عنه ابن أخيه عمر بن محمد بن سيف البغدادي نزيل البصرة.
أنبأنا أبو القاسم الأزجي قال: أنبأنا إسماعيل بن أبي صالح المؤذن قذم علينا، أنبأتا أبي قال: أنشدني أبو الحسين محمد بن عبد الواحد، أنشدنا عمر بن محمد بن سيف، أنشدنا عمي عبيد الله لمحمود الوراق:
__________
(1) انظر: طبقات الشافعية للإسنوى 1 / 586.
(2) في (ب)، (ج): " ببغص ".
(*)(2/41)
يا عائب الفقراء لا تزدجر * عيب الغنى أكثر لو تعتبر من شرف الفقر ومن فضله * على الغني إن صح منك النظر إنك لتعصي لتنال الغنى * وأنت لا تعصي لكي تفتقر 309 - عبيد الله بن شعيب بن الحسن العكبري: حدث عن محمد بن صالح بن ذريح، سمع منه عمر بن إبراهيم بن عبد الله
العكبري.
310 - عبيد الله بن العباس بن أحمد بن الفرات، أبو القاسم بن أبي الخطاب: حدث عن أبي عبد الله محمد بن العباس بن محمد بن أبي محمد اليزيدي، سمع منه أخواه أبو الحسن محمد وأبو الحسين ابنا اليباس وعبيد الله بن أحمد النحوي المعروف بجخجخ في ذي القعدة سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة.
311 - عبيد الله بن العباس بن محمد بن عبيد الله بن محمد بن أبي حمزة الحنبلي، أبو القاسم، ويقال: أبو العباس الزيات البغدادي ثم الغمري: والغمر فوهة السماوة، وأظنه سكنها، قرأ القرآن بالروايات على أبي (1) عمر الدوري، وروى عنه قراءة أبي عمر وطريق أبي الصقر عن أبي الزعراء، روى عنه أبو علي الحسن بن القاسم الواسطي، وذكر أنه قرأ عليه بالغمر، وروى عنه أيضا أبو الحسن رشا بن نظيف الدمشقي.
312 - عبيد الله بن العباس، أبو محمد البغدادي: حدث بدمشق عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، روى عنه أبو الحسن محمد ابن بكار بن يزيد السكسكي.
كتب إلى أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي قال: قرئ على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان بن عبد العزيز بن أحمد الكناني وأنا أسمع قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي الربعي، أنبأنا عبد الوهاب بن الحسن
__________
(1) في الأصل: " عن أبى عمر ".
(*)(2/42)
الميداني، أنبأنا أبو الحسن محمد بن بكار بن يزيد السكسكي، حدثنا أبو محمد عبيد الله بن العباس البغدادي بدمشق، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن، حدثنا عثمان ابن فائد، حدثنا الوضين بن عطاء عن راشد بن سعد عن عبادة (1) بن الصامت قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وعليه قطيفة رومية قد عقدها على عنقه ثم صلى بنا إماما
عليه غيرها.
313 - عبيد الله بن عبد الله بن الحسن، أبو عمرو الشيباني: من أهل الأنبار، حدث عن أبي القاسم علي بن محمد بن كادش النخعي، روى عنه أبو القاسم الحسين بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أبي الخطاب.
أخبرنا عبد العزيز بن محمود الحافظ ويوسف بن المبارك بن كامل الحذاء قالا: أنبأنا يحيى بن علي بن محمد بن الطراح وأنبأنا عمر بن محمد المؤدب، أنبأنا أبو بكر محمد ابن عبد الباقي الشاهد ويحيى بن علي بن محمد بن الطراح قالا: أنيأنا أبو الحسن محمد ابن أحمد الهاشمي، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير الحافظ قال: حدثني أبو القاسم الحسين بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل بن محمد ابن أبان بن أبي الحطاب لفظا قال: حدثنا أبو عمرو عبيد الله بن عبد الله بن الحسن الشاهد الأنباري بالأنبار، حدثنا علي بن محمد النخعي أبو القاسم، حدثنا أحمد بن منصور الزيادي: حدثنا عبد الله بن داهر الرازي، حدثنا عمرو بن جميع عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " إذا سميتموه محمدا فعظموه ووقروه وبجلوه ولا تذلوه ولا تحقروه ولا تجبهوه تعظيما لمحمد " صلى الله عليه وآله (2).
314 - عبيد الله بن عبد الله بن روح بن أبي سعد بن أحمد بن علي الدهان، أبو نصر بن أبي عاصم بن أبي الفضل الصوفي: من أهل هراة، كان شيخا صالحا متعبدا من أعيان مشايخ الصوفية، صحب عبد الله بن محمد الأنصاري وسمع منه الحديث ومن أبي عبد الله محمد بن أبي عبد العزيز الفارسي وأبي عاصم الفضيل بن [ أبي ] (3) يحيى الفضيلي وأبي محمد عبد الله
__________
(1) في الأصل، (ب): " راشد بن سعد بن عبادة ".
(2) انظر الحديث في: اللآلئ المصنوعة 1 / 53.
وتذكرة الموضوعات 88.
وكشف الخفا 1 / 94.
(3) بين المعقوفتين ساقطة من الأصل، (ج).
(*)(2/43)
ابن أبي بكر السقطي وأبي عطاء عبد الأعلى بن عبد الواحد بن محمد المليحي وغيرهم، وطلب بنفسه وكتب بخطه، قدم بغداد حاجا في سنة سبع عشرة وخمسمائه وحدث بها، سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل الخفاف وشيخنا أبو القاسم بن بوش ورويا عنه، ثم قدمها مرة أخرى في سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة وحدث بها أيضا، سمع منه شيخنا أبو الفرج بن الجوزي، وقد روى لنا [ عنه ] (1) سبطه أبو روح عبد المعز (2) بن محمد الصوفي بهراة.
أنبأنا ابن بوش قال: أنبأنا أبو نصر عبيد الله بن عاصم الهروي قراءة عليه سنة سبع عشرة وخمسمائة قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الفارسي، أنبأنا أبو روح ابن أحمد بن أبي شريح الأنصاري وأنبأنا أبو الفرج المبارك بن أحمد بن إسماعيل البزاز قال: أنبأنا يحيى بن علي بن الطراح وأنبأنا أبو الفتوح داود بن معمر القرشي بأصبهان قال: أنبأنا أبو المحاسن نصربن المظفر [ عن ] (3) المبارك قالا: أنبأنا أبو الحسين أحمد ابن محمد بن النقور أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن إسحاق البزاز قالا: أنبأنا أبو القاسم البغوي، حدثنا مصعب بن عبد الله، حدثني مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله: أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان إذا وقف على الصفا يكبر ثلاثا ويقول: " لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير " (4)، يصنع ذلك ثلاث مرات، ويدعو ويصنع على المروة مثل ذلك.
ذكر أبو سعد ابن السمعاني في معجم شيوخه أن أبا نصر الصوفي ولد في سنة أربع وأربعين وأربعمائة، وتوفي سنة تسع وثلاثين وخمسمائة بهراة.
315 - عبيد الله بن عبد الله بن عبيد الله بن توبة أبو محمد الخياط: من أهل عكبرا، سكن بغداد وروى بها شيئا من شعر أبي الحسن عقيل بن محمد الأحنف العكبري عنه، روى عنه أبو بكر الخطيب.
أخبرنا عبد الوهاب بن علي الأمين وعبد الله بن مسلم البزاز قالا: أنبأنا عبد
__________
(1) ما بين المعقوفتين ساقطة من الأصل، (ب).
(2) في الأصل: " عبد العز ".
(3) ما بين المعقو فتين سقط من الأصل.
(4) الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
(*)(2/44)
الرحمن بن محمد بن عبد الواحد الشيباني، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أنشدني أبو محمد عبيد الله بن عبد الله بن توبة العكبري قال: أنشدنا أبو الحسن عقيل بن محمد الأحنف العكبري لنفسه: وهينا من زمان ليس فيه * سوى متشامت أو مستريب وحاسد نعمة وصديق وقت * إذا ما غبت ذمك في المغيب فمن أولاك ودا من صديق * ومن ذي قربة أو من غريب فحب خديعة لمكان رفق * متى ما زال ذمك من قريب فحب خديعة لمكان رفق * متى ما زال ذمك من قريب أخبرنا عبد الرحمن بن عبد المجيد الفقيه المالكي بالإسكندرية قال: أنبأنا طاهر بن أحمد بن محمد الأصبهاني، حدثنا أبو منصور محمد بن أحمد بن النقور قال: أنشدني أبو بكر الخطيب قال: أنشدني أبو محمد عبيد الله بن عبد الله بن توبة العكبري قال: أنشدني (1) أبو الحسن عقيل بن محمد الأحنف العكبري لنفسه: إذا كان العدو يريد غيظي * ويلقاني العدو بكل سوء ويوسعني الصديق الغيظ مزحا * تباعافي الرواح وفي الغدو ويجتمعان في غيظي جميعا * فما فضل الصديق على العدو قال: وأنشدنا الأحنف لنفسه:
أقلل من الخطة للناس * وعارض الأطماع باليأس وأقنع إذا لم يكن حظ ثمل * بل اللهي من أسفل الكأس وأحذر بني آدم وأنس إلى * من شئت من وحش ونسناس ولا تمار أبدا جاهلا * محضا ولو كنت ابن عباس لا يترك الإنسان أخلاقه * طوعا ولو شد بإمراس ولا تعب ما عشت خلقا وقل * حسنا على رفق وإيناس وجملة الأمر ورأس الحجى * في الصمت أو قول بقسطاس وكلما أوتيت من نعمة * فغطها عن أعين الناس
__________
(1) " أبو بكر الخطيب قال أنشدني أبو محمد عبيد الله بن عبد الله بن توبة العكبرى قال أنشدني " ساقطة من (ب).
(*)(2/45)
قرأت في كتاب " التاريخ " لأبي علي ابن البناء قال: سنة إحدى وستين وأربعمائة في يوم الثلاثاء السابع عشر من المحرم مات ابن توبة العكبري والحنبلي صاحب الخط والأدب وأخرج يوم الأربعاء.
316 - عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن نجا بن شاتيل (1)، أبو الفتح بن أبي محمد الدباس (2): من أهل باب المراتب، تقدم ذكر والده، سمع أبا عبد الله الحسين بن علي بن أحمد ابن محمد بن البسري وأبا غالب محمد بن الحسن بن أحمد البقال وأبا بكر أحمد بن المظفر بن سوسن التمار وأبا الحسن علي بن محمد بن علي العلاف - وانفرد بالرواية عنهم، وسمع أباه أبا محمد عبد الله وأبا سعد بن عبد الكريم بن حشيش وأبوي القاسم علي بن الحسن الربعي وعلي بن أحمد بن محمد بن بيان وأبا علي محمد بن سعيد بن نبهان وأبا الغنائم محمد بن علي بن ميمون بن النرسي وأبا عبد الله محمد بن
عبد الباقي الدوري وغيرهم، ووجد سماعه على جزء فيه حديث الإفك وغيره منقولا بخط أبي بكر بن كامل بن أبي الخطاب بن البطر (3) سنة تسعين وأربعمائة فسمعه عليه (4)، فإن كان صحيحا فتأريخ سماعه سهو وإلا فهو باطل على قول من سأله عن مولده على ما ذكره بعض أصحاب الحديث في سنة تسع وثمانين فقد كان له في وقت سماعه سنتان أو دونها فيكون حضورا وينبغي أن يبين مع أن أكثر أصحاب الحديث أبطلوا سماعه من ابن البطر ولم يسمعوا منه - والله أعلم بالصواب.
حدث بالكثير وسمع من الحفاظ والكبار، وروى عنه أبو سعد ابن السمعاني وغيره من المتقدمين، وقد أدر كت أيامه وروى لي عنه جماعة من شيوخنا ورفقائنا.
حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك بن الأخضر من لفظه قال: أنبأنا أبو الفتح عبيد الله بن عبد الله الدباس بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو عبد الله الحسين ابن علي البسري قراءة عليه في جمادى الأولى سنة خمس وتسعين وأربعمائة قال: أنبأنا
__________
(1) 316 في الأصول: " بن شامل ".
(2) انظر: تذكرة الحفاظ 4 / 1336.
والعبر 4 / 244.
وشذرات الذهب 4 / 272.
(3) في (ج): " النظر ".
(4) بياض في الأصل.
(*)(2/46)
أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري قال: قرئ على أبي علي إسماعيل ابن محمد الصفار وأنا أسمع، حدثنا سعدان بن نصر، حدثنا سلام بن سالم عن علي بن عروة الدمشقي عن محمد بن المنكدر عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: " من قاد أعمى أربعين ذراعا وجبت له الجنة " (1).
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي قال: سألت أبا الفتح بن شاتيل عن مولده فقال: في ذي الحجة سنة إحدى وتسعين وأربعمائة.
سمعت أبا الحسن بن القطيعي يقول: سألت أبا الفتح بن شاتيل عن مولده فقال: في ذي الحجة سنة إحدى وبسعين وأربعمائة، وتوفي يوم الخميس العشرين من رجب سنة إحدى وثمانين وخمسمائة، ودفن من الغد بباب حرب.
317 - عبيد الله بن عبد الله المأمون بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله [ بن ] (2) المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو القاسم: أخو عبد الله المقدم ذكره، حكى عن والده، روى عنه محمد بن موسى البربري.
أنبأنا يحيى بن أسعد التاجر قال: أنبأنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش قراءة عليه، أنبأنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري (3) قال: حدثنا أبو الفرج المعافى عن زكريا النهرواني، حدثنا محمد بن يحيى الصولي، حدثني محمد بن موسى (4)، حدثنا عبيد الله بن المأمون قال: غضب المأمون على أمي أم عيسى فقصدني لذلك حتى كاد يتلفني، فقلت له يوما: يا أمير المؤمنين ! إن كنت غضبان على ابنة عمك فعاقبها بغير فإني منك قبلها ولك دونها، فالحمد الله الذي أظهر هذا لي منك وبين لي هذا الفضل فيك، لا ترى والله بعد يومك هذا مني سوء ولا ترى إلا ما تحب، فكان ذلك سبب رضاه عن أمي.
__________
(1) انظر الحديث في: المعجم الكبير للطبراني 12 / 353.
والآلئ المصنوعة 2 / 47.
والموضوعات 2 / 172، 186.
ومجمع الزوائد 3 / 138.
وتنزيه الشريعة 2 / 138.
وكشف الخفا 2 / 371.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب).
(3) في (ج): " الحازرى " وفى الأصل، (ب): " الحارزى ".
(4) في الأصل، (ب): " بن عيسى ".
(*)(2/47)
أنبأنا ذاكر بن كامل الحذاء عن أبي سعد أحمد بن عبد الجبار الصيرفي أن
أبا الحسين أحمد بن علي التوزي أخبره قال: حدثنا أبو عبيد الله المرزباني، أخبرني الصولي، حدثني محمد بن موسى أبو موسى، حدثنا عبيد الله بن المأمون وأبو القاسم أخوه وأمهما أم عيسى بنت موسى الهادي عن أبيهما المأمون قال وقد أقبلت جارية بيدها قدح من ذهب فيه شراب: ذهب في ذهب يسعى به غصن لجين * قمر يحمل شمسا مرحبا بالنيرين فهي له قرة عين من يدي قرة عين * آلف يحمل ألفا حفظا من ألفين لا جرى بيني وبينكما طائر بين 318 - عبيد الله بن عبد الله بن يعقوب بن داود بن طهمان: شاعر متقدم في الأدب والرواية ويقول الشعر، وهو أخو محمد بن عبد الله الذي قدمنا ذكره.
ذكره محمد بن داود بن الجراح في كتاب " الورقة " في أخبار شعراء المحدثين وقال: أنشد له أبو هيفان: سأصبر حرا لم يضق عنه صبره * وإن كان قد ضاقت عليه مذاهبه كأن الغمام الغر (1) يخلف حالها * وإن الحسام العضب (2) تنبو مضاربه 319 - عبيد الله بن عبد الله، الملقب جزاعة: بغدادي نزل شيرز، ذكره أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الحافظ الشيرازي في كتاب " الألقاب " من جمعه، ولم يزد على هذا.
320 - عبيد الله بن عبد الله الحمال البغدادي الصوفي: لقي الشبلي وكان يحكي عنه، وأقام بمكة سنين يخدم الشيوخ، وكان قد أسن، وكان كثير الطواف والمجاهدة، ومات بمكة في سنة سبعين وثلاثمائة، ذكر ذلك أبو العباس أحمد بن محمد بن زكريا النسوي في كتاب " تاريخ الصوفية ".
__________
(1) في النسخ: " الحر ".
(2) في (ج): " القضب " وفى (ب): " الغضب ".
(*)(2/48)
321 - عبيد الله بن عبد الجبار، أبو عمر البغدادي: قال: كنا عند هارون الرشيد، روى [ لنا ] (1) عنه أبو العباس بن محمد بن أسامة العلوي.
322 - عبيد الله بن عبد الرحمن الخزاعي: حدث عن أبي بكر إسماعيل بن الفضل بن موسى البخي نزيل بغداد، روى عنه أبو الشيخ الأصبهاني في معجم شيوخه.
أخبرنا محمد بن محمد بن غانم أبو عبيد الله الحافظ بأصبهان قال: أنبأنا عبد الصمد ابن أبي الرجاء، أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو أحمد محمد بن علي المكفوف، حدثنا أبو الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن الخزاعي البغدادي، حدثني إسماعيل بن الفضل البلخي، حدثنا محمد بن عباد (2) بن موسى، حدثنا هشيم عن ابن شبرمة عن الشعبي عن جابر بن عبد الله: " أن النبي صلى الله عليه وآله رجم يهوديا ويهودية ".
323 - عبيد الله بن عبد الرزاق بن إسماعيل، أبو القاسم الصيرفي: سمع أبا الحسين عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله الأصبهاني المقرئ نزيل بغداد، روى عنه أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي.
أنبأنا أبو محمد بن الأخضر عن محمد بن ناصر وأبي منصور بن موهوب بن أحمد ابن الجواليقي قالا: أنبأنا أبو الحسين (3) المبارك بن عبد الجبار الصيرفي [ قال: أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن عبد الرزاق الصيرفي ] (4) قراءة عليه في ذي القعدة سنة خمس وثلاثين وأربعمائة قال: أنبأنا أبو الحسين عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله الأصبهاني قراءة عليه، حدثنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكيم المديني بمدينة أصبهان، حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس بن المنذر الرازي، حدثنا شريح بن
__________
(1) ما بين المعقوفتين ساقطة من الأصل، (ب).
(2) في (ب): " عياد ".
(3) في (ج): " أبو الحسين بن المبارك ".
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(*)(2/49)
النعمان أبو الحسين صاحب اللؤلؤ، حدثنا إسماعيل بن أبي حزم القطعي عن أبي عمران الجوني عن جندب بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ " (1).
وبه: قال حدثنا أبو حاتم، حدثنا الربيع بن روح الحمصي الحضرمي أبو روح (2)، حدثنا محمد بن حرب، حدثنا أبو سلمة سليمان بن سليم عن أبي حصين الكوفي عن أبي صالح مولى أم هانئ قال: سمعت عبد الله بن عباس يقول: القرأن على أربعة وجوه، فوجه حلال وحرام ولا يسع (3) أحدا جهله، ووجه عربي تعرفه العرب، ووجه تأويل تعلمه العلماء، ووجه تأويل لا يعلمه إلا الله، من استحل فيه علما فقد كذب.
324 - عبيد الله بن عبد العزيز بن العباس بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر ابن عبيد الله بن محمد بن مروان، يعرف بابن رزق، أبو القاسم البغدادي: حدث بمصر عن أبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، روى عنه أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين السمان الزاري في معجم شيوخه.
325 - عبيد الله بن عبد العزيز بن المؤمل، أبو نصر الرسولي: كان أديبا راوية للحكايات والأشعار، سمع أبا الحسين أحمد بن عمر بن روح النهرواني وأبا الحسن علي بن محمود الزوزني وأبا القاسم علي بن الحسين الموسوي المعروف بالمرتضي والشريف أبا يعلى مسعود بن المحسن بن البياضي وأبا علي محمد بن
الحسين بن الشبل (4) وأبا الحسين محمد بن محمد بن أحمد النصروي وأبا الجوائز الحسن ابن علي بن بادي (5) الواسطي واصبهدوست بن با منصور الديلمي وأبا الحسن علي ابن طاهر الجبار وأبا نصر منصور بن محمد النيري (6) الواسطي وأبا الحسن محمد بن
__________
(1) انظر الحديث في: سنن الترمذي 2950، 2951.
ومسند أحمد 1 / 233.
والمعجم الكبير 2 / 175.
وشرح السنة 1 / 258، 259.
(2) " الحمصى الحضرمي أبو روح " ساقطة من (ب).
(3) في النسخ: " يشبع ".
(4) في (ب): " الشبلى ".
(5) في النسخ: " بن بارى ".
(6) في (ج): " التسترى ".
(*)(2/50)
جعفر الجهري وأبا الحسين محمد بن المظفر بن نحرير وأبا القاسم عبد الواحد بن محمد المطرز وجماعة غيرهم من الشعراء ببغداد، وسافر إلى الموصل وسمع بها من أبي الفضل محمد بن محمد الموصلي وغيره، ودخل ديار بكر فسمع بميافارقين من العابد أبي الرضا الفضل بن منصور الظريف الفارقي وأبي الفتح محمد بن الحسين بن وحشي الموصلي النحوي، روى عنه عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف وأبو الفضل عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن الإخوة وأبو المظفر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب الدباس وأبو طاهر أحمد بن محمد السلفي وأبو الفضل منوجهر بن محمد بن تر كاشا الكاتب.
قرأت على أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن أحمد الفيروز ابادي في معبده بقرافة مصر قلت له أخبر كم أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قراءة عليه بالإسكندرية فأقر به، قال أنشدنا أبو نصر عبيد الله بن عبد العزيز بن المؤمل الرسولي ببغداد من أصله
قال: أنشدني أبو الحسين أحمد بن عمر بن روح النهرواني قال: أنشدنا القاضي أبو الفرج (1) المعافى بن زكريا الجريري لنفسه: عز الفتى في حسن صبره * وهوانه في بث سره كتمانه لشئوونه خ * ير (2) له من ريب دهره ذو الحزم من أغضى ورا * فق رفقة في كل أمره ومحا كثير الذنب عن * ذي وده بلطيف عذره كم بين طي الثوب في * طول البقاء وبين نشره ويرى مدى الصغر الفتى * في زهوه (3) وعظيم كبره ولما تواضع سيد * إلا لفرط علو قدره وبه: قال أنشدنا الرسولي قال: أنشدني أبو الحسن علي بن طاهر الجبار لنفسه: أعرضت حين أبصرت شعرات * في عذارى كأنهن الثغام قلت هذا تبسم الدهر قالت * قد سعى في خدودك الابتسام
__________
(1) في الأصل، (ج): " المفرج ".
(2) في (ج)، (ب): " حرز ".
(3) في الأصل، (ب): " في رهوه ".
(*)(2/51)
قال: وأنشدنا الرسولي قال: أنشدني النصروي لنفسه: تقول وراعها شيب (1) براسي * إلا غيرت شيبك بالخضاب فقلت لها: وما يغني ويجدي * على وقد مضى زمن التصابي وهب (2) رد الشباب على من لي * بإخوان الشباب مع الشباب أخبرنا أبو عبد الله الفارسي بمصر قال: أنبأنا أبو طاهر الأصبهاني قال: أنشدني أبو نصر الرسولي ببغداد قال: أنشدني القائد أبو الرضا الفضلي بن منصور الفارقي
بميافارقين لنفسه في غلام تركي وقد رآه (3) وعليه سلاح: لما رأيتك طالعا * البدر ويعجب من نمامك والشمس تخفي شخصها * أو ظن ذلك لا حتشامك ورأيت طرفك في القلو * ب أشد وثقا من حسامك وسهامه (4) في أنفس الع * شاق أقضى من سهامك أيقنت أني هالك * إن لم أقل أنافي ذمامك فلعل طيفك في الكرى * يسخو بضمك والتزامك هيهات هذا باطل * النوم أقعد من مرامك فامنن علي بوقفة * أجد السلامة في سلامك وبه: قال أنشدني أبو الرضا لنفسه وكتب بها إلى صديق له يستزيده: نحن وبدر التم في مجلس * والبدر ناهيك به حسنا والراح من راحته يجتلي * والورد من وجنته يجنى وإن تثاقلت كتبناك في * جملة من يطغى إذا استغنى
__________
(1) في (ب): " مشيب ".
(2) في (ج): " هل ".
(3) في (ج): " زاره ".
(4) في (ج): " شهامة ".
(*)(2/52)
أبا السري تكنى ولابد أن * يصدر هذا الاسم عن معنا قال: وأنشدنا الرسولي قال أنشدنا أبو الحسن الجهري لنفسه: نبه نداماك واحثث القدحا * إن صاح السرور قد وضحا وأجل علينا الكؤوس مترعة * فكل قلب وناظر فرحا ولا تدع سكرة تفوت فما * صح سرور لمن يقال صحا
قال: وأنشدني الرسولي قال: أنشدنا أبو القاسم المطرز لنفسه: يا نعم ما اشتقت الليالي فيك من * سهري ولا ملتنى الأسقام فتعود عاطفة علي برأفة * لا أنت تنصفه ولا الأيام قالوا فزعت إلى الدموع من الأسى * صدق الوشاة فهل علي ملام جهد المجد إذا تطاول ليله * عين تفيض ولوعة وغرام قال: وأنشدني الرسولي قال: أنشدنا المرتضي أبو القاسم علي بن الحسين بن موسى الموسوي لنفسه: أمر على الأحداث في كل ليلة * وقلبي بمن فيها رهين معلق وأقرئهم مني السلام وبيننا * رتاج ومسدول من الترب مطبق ولو أنني أنصفت من في ترابها * لما رحت عنه مطلقا وهو موثق وإن له مني قليلا جوانح (1) * خفقن وعين بالدموع ترقرق أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: عبيد الله ابن عبد العزيز الرسولي أبو نصر ما كان بمرضي السيرة، وكان جماعة من مشايخي يسيئون الثناء عليه منهم أبو الفضل بن ناصر.
قرأت بخط ضياء بن محمد بن عبد الملك الهمداني قال: مات أبو نصر الرسولي يوم السبت ثامن ذي القعدة سنة تسع وخمسمائة، ومولده سنة عشرين يعني وأربعمائة.
326 - عبيد الله بن عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة بن
__________
في (ب)، (ج): " حوائج ".
(*)(2/53)
منصور القشيري، أبو الفتح بن أبي القاسم الصوفي (1): من أهل نيسابور، وكان فاضلا كثير العبادة، له مصنفات في علم الطريقة، وسكن إسفرايين إلى حين وفاته، سمع الحديث من والده ومن أبي الحسن عبد الغافر بن محمد
الفارسي وأبي حفص عمر بن محمد بن سرور وأبي عثمان سعيد بن محمد البحتري (2) وأبي سعد محمد بن عبد الرحمن الحرزوذي (3) وأبي الوليد الحسن بن محمد الدينوري، وروى عنه أهل بلده، وقدم بغداد حاجا سنة ثمانين وأربعمائة، وحدث بها عن والده بكتاب " منثور الخطاب في مشهور الأموات " من جمعه، سمعه أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد المقرئ المعروف بتاج القراء وأبو العباس أحمد بن موسى الأشنهي الفقيه وجماعة، ذكر صالح بن أبي صالح أحمد بن عبد الملك بن علي المؤذن النيسابوري عبيد الله بن القشيري (4) هذا في تاريخه فقال: خامس الإخوة وأحسنهم خلقا وأظرفهم شمائل وأكثرهم مخالطة مع الصوفية والترسم برسمهم والتحقق في صفاتهم والتخلق بأخلاقهم تحقيقا لا ترسما ومجازا.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد ابن السمعاني يقول: عبيد الله ابن عبد الكريم هوازن القشيري سألت ولده أبا المعالي عبد الكريم عن وفاته فقال: في رجب (5) وعشرين وخمسمائة بإسفرايين، وقال غيره: في رمضان.
327 - عبيد الله بن عبد الملك بن أحمد بن علي بن الشهرزوري، أبو غالب ابن أبي البر كات: كان أمين الحكم بنهر معلى (6).
سمع أبا علي الحسن بن علي بن المذهب وأبا محمد الحسن بن علي الجوهري وغيرهما، وكانت له إجازة من أبي منصور محمد ابن محمد بن عثمان بن السواق والفقيه أبي الفتح سليم بن أيوب الرازي نزيل صور وعبد العزيز بن بندار الشيرازي نزيل مكة، روى عنه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي
__________
(1) انظر: الأنساب للسمعاني 1 / 427.
(2) في (ج): " النحرى ".
(3) في الأصل، (ب): " الحررودى ".
(4) في (ب)، (ج): " التسترى
(5) هكذا في الأصول (6) في النسخ: " بنهر يعلى " (*)(2/54)
غالب الخفات وأبو نصر هبة الله بن المكرم الصوفي وشيخنا أبو القاسم يحيى بن أسعد ابن بوش (1).
أنبانا ابن بوش قال: أبو غالب الشهرزوري قراءة عليه، أنبانا عمر بن محمد المؤدب، أنبانا أبو غالب أحمد بن الحسن بن النباء قال: أنبانا أبو محمد الجواهري، أنبانا أبو بكر القطيعي، حدثنا بشر بن موسى، حدثنا هوذة بن خليفة، حدثنا داود بن عبد الرحمن العطار عن عمرو بن دينار عن أبي المنهال عن إياس بن عبد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " نهى عن بيع فضل الماء ".
قرأت بخط أبي عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو البلخى قال: مات أبو غالب ابن الشهرزوري يوم الحمعة سادس عشرى جماد الأولى سنة ثمان عشرة وخمسائة، وكان مولده سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.
أخبرني ابن المذهب وغيره قرأت بخط أبي الفضل محمد بن ناصر الحافظ قال: توفي أبو غالب عبيد الله بن عبد الملك بن أحمد البقال الشهرزوري في يوم الجمعة السادس والعشرين من حماد الأولى من سنة ثمان عشرة وخمسائة، صلى عليه في يوم الجمعة قبل الصلاة وحمل إلى مقبرة باب حرب فدفن هناك على أبيه، وكان قد سمع من أبي علي بن المذهب وأبي علي محمد الجواهري وغيرهما، ولم يكن من أهل هذا الشان، وكان شيخا فيه سلامة وسماعه صحيح، وأخبرت أن مولده سنة أربع وثلاثين وأربعمائة.
328 - عبيد الله بن عبد الواحد بن محمد، أبو ياسر (2) الزعفراني:
سكن صور وسمع بها أبا الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان الغزال، وحدث باليسير، سمع منه أبو الفرج غيث بن علي الصوري قرات بخط غيث الصوري أنبانيه ذاكر الحذاء قال: أنبانا أبو عبيد الله بن عبد الواحد بن محمد الزعفراني البغدادي، أنبانا أبو الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان الغزال بصور، وأنبانا عبد الوهاب بن على الأمين، أنبانا عبد الوهاب * هامش (1) في (ب): " بن نوش ".
(2) في (ب): " بن ياسر " (*).(2/55)
ابن المبارك { بن } (1) الأنماطي وأنبانا سعيد بن محمد المؤدب، أنبانا إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي وعلي بن هبة الله بن عبد السلام قالوا: أنبانا أبو محمد عبد الله بن محمد الصريفيني قالا: أنبانا أبو بكر محمد بن الحسن بن عبدان الصيرفي، حدثنا عبد الله هو ابن سليمان بن الأشعث، حدثنا عبد الرحمن بن الحسين الحنفي، حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، حيوة (2) عن أبي صخر قال: حدثني مكحول قال: سمعت أبا هند الداري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " من قام مقام (3) رياء وسمعة رائى الله تعالى به يوم القيامة ".
(4) 329 - عبيد الله بن عثمان بن محمد، أبو الحسن البزاز، المعروف بابن الحلبي: بغدادي، سكن دمشق وكان ينزل بباب الجابية، حدث عن أبي سعيد الحسن بن على بن زكريا بن صالح العدوي وأبي بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي وأبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي وأبي بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني وأبي الفضل صالح بن الأصبغ بن عامر بن مالك بن خليد بن عمرو
التنوخي المنجي وعبد الله بن إسحاق المدئني وأبي محمد يحيى بن محمد بن صاعد، روي عنه أبو بكر محمد بن عبد الله المقرئ وأبو القاسم تمام بن محمد الرازي.
أنبانا ذاكر بن كامل الحذاء قال: كتب إلى أبو محمد عبد الله بن أحمد السمرقندي وهبة الله بن أحمد بن الأكفاني قالا: أنبانا أبو بكر عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنبانا أبو بكر محمد بن عبد الله المقرئ، حدثنا عبيد الله بن عثمان بن محمد ابزاز بباب الجابية في قيسارية الجعفري، الحسن بن على العدوي، حدثنا محمد بن الحارث مولى بني هاشم سنة اثنتين وعشرين ومائتين بعبادان، حدثنا أبو وهب الحكم بن سنان عن محمد بن سيرين عن أخيه أنس بن سيرين عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " لبيك حقاحقا تعبدا ورقا " (5) (*) هامش (1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ج).
(2) في النسخ: " بن حرة ".
(3) في الأصل (ب): " بقيام " (4) انظر الحديث في: المعجم الكبير 18 / 56.
ومسند أحمد 5 / 270.
وسنن الدارمي 2 / 309.
ومجمع الزوائد 10 / 223.
(5) انظر الحديث في مجمع الزوائد 3 / 223.
وتاريخ بغداد 14 / 215، 216.
(*)(2/56)
330 - عبيد الله بن عثمان بن محمد بن يوسف بن محمد بن دوست العلاف، أبو منصور بن أبي عمرو بن أبي بكر، المعروف بابن الشوكي: من ساكني النصرية من أولاد المحدثين، سمع أبا عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد الغضائري (1) وأبا القاسم عبيد الله بن منصور بن على المقرئ الحربي وغيرهما، روى عنه أبو القاسم بن السمرقندي وعبد الوهاب الأنماطي وعمر بن أبي البركات بن الشريك، أخبرنا عبد العزيز بن محمود الحافظ قال: أنبأنا عمر بن أبي البركات بن،
أبي طاهر بن الشريك، أنبأنا أبو منصور عبيد الله بن عثمان (2) بن محمد العلاف، أنبانا أبو عبد الله الحسين بن الحسن الغضائري قال: حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي، حدثنا عبد الملك بن محمد أبو قلابة، حدثنا عفان بن مسلم، أنبانا شعبة، أنبأنا الحكم قال: سمعت ابن أبي ليلي أن علي بن أبي طالب حدث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جاءه سبي من جهينة فأتته فاطمة عليها السلام تسأله خادما لما تلقى يدها من الرحا، فلم توافقه فأخبرت عائشة لما جاءت له، فلما جاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبرته بمجئ فاطمة وما قالت لها، فجاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبنا لنقوم فقال: " مكانكما ! " فقد بيننا حتى وحدت برد قدمه على صدري ثم قال: " ألا أخبر كما بخير مما سألتما، إذا أخذتما مضاجعكما فسبحا الله ثلاثا وثلاثين وكبراه ثلاثا وثلاثين (3) وأحمداه أربعا وثلاثين، فإنه خير لكما من خادم " (4).
قرأت بخط أبي القاسم ابن السمرقندي وأنبانا عنه أبو القاسم الأزجي قال: سألت أبا منصور بن العلاف عن مولده، فقال: في السادس من رجب سنة ثلاث وتسعين (5).
وثلاثمائة ببغداد.
قرأت بخط أبي على أحمد بن محمد البرداني قال: توفي أبو منصور عبيد الله بن عثمان بن محمد بن يوسف بن دوست العلاف في ليلة الثلاثاء الرابع عشر من شعبان * هامش (1) في النسخ: " الغضائري " في كل المواضع.
(2) في (ب): " أبي عثمان " (3) " وكبراه ثلاثا وثلاثين " ساقطة من (ج).
(4) انظر الحديث في: مجمع الزوائد 10 / 100.
وكنز العمال 41309 والترغيب والترهيب 4 / 452.
(5) في (ج): " وسبعين " (*).(2/57)
من سند سبع وسبعين وأربعمائة، ودفن يوم الثلاثاء في مقبرة باب حرب عند أبيه، وكان عنده عن أبي عبد الله الغضائري عن الصولي مجلسان وعن غيره.
وسألته عن مولده فقال: في سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.
331 عبيد الله بن عثمان بن على بن الحسين بن شاذان، أبو القاسم: حدث عن أحمد بن الوليد الفحام وإبراهيم بن إسحاق الحربي وأبي العباس محمد ابن يونس بن موسى الكديمي وعبد الله بن أحمد بن حنبل والحارث بن أبي أسامة وسهل بن علي الدوري، روي عنه أبو بكر أحمد بن إبراهيم ابن الحسن بن شاذان في معجم شيوخه.
أنبأنا عبد الوهاب بن على عن محمد بن عبد الباقي بن الحسن بنر علي الجواهري أخبره عن أبي بكر بن شاذان قال: حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن { عثمان } (1) علي بن الحسين بن شاذان، حدثنا سهل بن علي الدوري، حدثنا عمر بن شبة عن الأصمعي قال: محمد بن خالد البرمكي: إذا يقرأ (2) الشريف كانت همته التواضع، وإذا يقرأ الدني (3) كانت همته التوثب علي الناس.
332 - عبيد الله بن علي بن الحسين بن محمد الروذراوري، أبو منصور بن أبي جعفر بن الوزير الربيب أبي منصور بن الوزير أبي شجاع: من ساكني درب المراتب، وقد تقدم ذكر جده وجد أبيه في هذا الكتاب، ولد أبو منصور هذا بأصبهان وقدم بغداد صغيرا ونشأ بها، سمع شيئا من الحديث بالاتفاق من أبي محمد عبد الله بن نجم اليزدي القادم علينا بغداد، كتبنا عنه، وكان حسن الأخلاق مرضي الطريقة، وكان أحنف الرجلين.
أخبرنا أبو منصور عبيد الله بن على بن الحسين الوزير قال: أنبانا أبو محمد عبد الله بن نجم بن محمد اليزدي قدم علينا، أنبانا أبو العلاء غياث بن أحمد بن محمد
ابن (4) غياث، أنبانا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة، حدثنا سليمان بن أحمد * هامش (1) مابين المعقوفتين سقط من الأصل (2) هكذا في الأصول.
(3) في (ج): " الذي ".
(4) في (ب): " محمد بن أحمد " (*).(2/58)
الطبراني، حدثنا أحمد بن عبد القاهر بن الخيبري (1)، حدثنا بن عثمان، حدثنا صدقة بن عبد الله، حدثني الوضين (2) بن عطاء بن محفوظ بن علقمة عن عبد الرحمن ابن عائذ (3) الأزدي عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله وآله وسلم قال: " وأشرف الهجرة أن تهجر السيئات، وأشرف الجهاد أن تقتل وتقر فرسك ".
سألت أبا منصور عن مولده فقال: في رجب سنة خمس وخمسين وخمسائة بأصبهان، توفي ببغداد يوم الأحد الثالث عشر من جمادى الأولى سنة وثلاثين وستمائة.
333 - عبيد الله بن علي بن عبد الجبار بن المتهدي بالله: روي عنه أبو البركات هبة الله بن المبارك السقطي حديثا في معجم شيوخه، وذكر أنه سمعه من عبد الودود بن عبد المتكبر بن المتهدي بالله.
334 - عبيد الله بن علي بن عبيد الله الخطيبي، أبو إسماعيل بن أبي الحسن الفقيه الحنفي، الملقب بقاضي القضاة بن قاضي القضاة (4): من بيت القضاء والرئاسة والخطابة والتقدم، قدم بغداد في شهر ربيع الآخر من سنة إحدى وخمسائة وحدث بها بكتاب " الأربعين " لابن المقرئ عن أبي الطيب
عبد الرزاق بن عمر بن موسى بن سمه التاجر، سمعه منه أبو منصور محمود بن الفضل الأصبهاني وأبو الفضل عبد الملك بن علي بن عبد الملك بن يوسف وهزارست بن عوض (5) الهروي وأبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو البلخي.
حدثنا ذاكر الحذاء عن أبي منصور الأصبهاني وأبي الفضل عبد الملك وهزارست الهروي وأبي عبد الله البلخي قالوا: أنبأنا أبو إسماعيل عبيد الله بن علي الخيبي قدم * هامش (1) في (ب): " الحيبري ".
(2) في (ب): " اليوصين ".
(3) في (ب): " عن عائد ".
(4) انظر: الجواهر المضية، 338.
(5) في (ج): " عن عوض الهروي " (*).(2/59)
علينا بغداد { و } (1) أنبأنا محمد بن طالب بن زيد بن شهريار ومحمد بن أبي نصر بن غانم التاجر وابن عمه محمد بن أبي طاهر بقراءتي عليهم بأصبهان قالوا: أنبأنا أبو القاسم غاغم بن غانم بن خالد بن عبد الواحد التاجر قراءة عليه قالا: أنبأنا أبو الطيب عبد الرازق بن موسى التاجر قراءة عليه أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن على المقرئ، أنبأنا أبو يعلي الموصلي وعبد الله بن محمد بن عبد العزيز قالا: حدثنا علي بن الجعد، أنبأنا شعبة وهشام وحماد بن سلمة عن عبد العزيز (2) بن صهيب عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل قال: " اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث " (3) قرأت بخط أبي بكر محمد بن أبي نصر اللفتواني قال: قتل قاضي القضاة أبو إسماعيل عبيد الله بن علي بن عبيد الله الخطبيي بهمدان يوم الجمعة ثالث صفر
سنة اثنتين وخمسمائة قتله ملحد من اللمحدين.
وسمعت أبا نصر اليونارتي (4) يقول سألته عن مولده فقال: ولدت في صفر سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة.
335 - عبيد الله بن علي بن عبيد الله بن شاشير المخرمي، أبو القاسم الحنبلي: كان يصلي إماما في مسجد بدرب فراشا، وكان شيخا صالحا، سمع أبا القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري وأبي الغنائم محمد بن علي بن أبي عثمان وأبا عبد الله مالك بن أحمد بن علي البانياسي وأبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي وغيرهم.
وحدث باليسير، روي عنه شيخنا أبو القاسم بن بوش (5).
أنبأنا ابن بوش قال: أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن علي بن شاشير قراءة عليه وأنبأنا أبو المسعود عبد الواحد بن محمد بن الداريخ (6) قراءة عليه، أنبأنا أبو الفضل عبد الملك بن علي بن عبد الملك بن يوسف قراءة عليه قالا: أنبانا أبو عبد الله مالك هامش (1) مابين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) في النسخ: بن عبد العزيز ".
(3) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 48، 8 / 88.
وفتح الباري 1 / 142، 11 / 129.
(4) في (ب): " اليوناني ".
(5) في الأصل، (ب): " بن نوش " في كل المواضع.
(6) في الأصل، (ج): الدارح " وفي (ب) بدون نقط (*).(2/60)
ابن أحمد البانياسي قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن موسى القرشي، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، حدثنا عبيد بن أسباط، حدثنا أبي علي عن
الأعمش عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن عبيد الله بن مغفل قال: إني ممن رفع أغصان الشجرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يخطب فقال: " لولا أن الكلاب أمة من الأمم الأمرت بقتلها ولكن اقتلوا منها كل أسود بهيم، وأيما أهل بيت يرتبطون كلبا إلا نقض من أورهم كل يوم قيراط إلا كلب صيد أو كلب حرث أو كلب غنم " (1) قرأت في كتاب أبي محمد يحيى بن علي بن الطراح بخطه قال: مات أبو القاسم بن شاشير في يوم السبت سابع عشرى رجب سنة سبع وعشرين وخمسمائة، وصلى عليه بجامع الخليفة وجامع النصور، ودفن بقير أحمد.
336 - عبيد الله بن على بن عمربن حقي (2)، أبو القاسم: من أهل عكبرا، حدث { عن } (3) أبي بكر أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري.
أخبرنا عبد العزير بن محمود الحافظ وعبد القادر بن خلف المؤذن قالا: قرئ على محمد بن عبيد الله بن نصر عن أبي منصور العكبري ونحن نسمع قال: أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن علي بن عمر، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن عبد العزيز المعدل، حدثنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن أبي الرجال، حدثنا أبو يعقوب الخطابي بالبصرة قال: كنا بين يدي المهدي فقال: حدثني أبي عن أبيه عن جده عن آبائه قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفد من العجم قد حلقوا لحاهم وحفوا شواربهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " خالفوا عليهم، فخفوا الشوراب وأعفوا اللحى " (4)، قال: والحف أن يؤخذ على طرة الشفة.
337 - عبيد الله بن علي بن المبارك بن الحسين بن عبد الوهاب بن نغوبا، أبو * هامش (1) انظر الحديث في: سنن أبي داود 2849.
وسنن النسائي 7 / 185.
وسنن ابن ماجة 3205.
ومسند أحمد 5 / 56، 57.
وكشف الخفا 2 / 232.
(2) الأصل: " هي ".
(3) مابين المعقوفتين سقط من النسخ.
(4) انظر الحديث في صحيح البخاري 7 / 206.
وصحيح مسلم، كتاب الطارة باب 16 (*).(2/61)
المعالي بن أبي الحسن بن أبي السعادات: من أهل واسط من أولاد المحدثين، سمع أباه وأبا محمد أحمد بن عبيد الله بن الآمدي المقرئ وأبا الفضل (1) محمد بن محمد بن أبي زنبقة ت (2) صالح بن سعد الله بن سعد الله بن الجوابي العلوي، وقدم بغداد مع والده وهو صبيي فسمع بها أبا المظفر هبة الله بن أحمد بن محمد بن الشبلي وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وأبا عبد الله أحمد بن علي بن المعمر الحسيني وأبار العباس أحمد بن المبارك بن الرقعاني (3) ثم قدم بغداد بعد علو سنة مرات وسمع بها من جماعة من المتأخرين وسكنها في أخر عمره إلى حين وفاته، وحدث بها وكتبنا عنه، وكان شيخا حسنا لا بأس به.
أخبرنا أبو العالي عبيد الله بن علي بن المبارك بن نغوبا قراءة عليه بجامع القصر من شرقي بغداد قال: أنبأنا أبو المظفر هبة الله بن أحمد بن محمد بن الشبلي، أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الهاشمي، أنبأنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، حدثنا عبد الله (4) هو البغوي، حدثنا عبد الجبار بنر عاصم، حدثني هاني ابن عبد الرحمن بن أبي عبلة عن جبير بن نفيرر عن سلمة بن نفيل الكندي (5) وكان قومه (6) بعثوه وافد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: بينا أنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تمس (7) ركبتي ركبته مستقبل الشام بوجهه مول إلى اليمن ظهره إذا أتاه رجل فقال: يارسول الله ! أذال الناس الخيل ووضعوا السلاح وزعموا أن الحرب قد وضعت أوزارها،
فقال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " بل كذبوا بل الآن جاء القتال، لا تزال فقة من أمتي يقاتلون عن أمر الله عزوجل يزيغ (8) الله بهم قلوب أقوام وينصرهم عليهم حتى تقوم الساعة أو حتى يأتي أمر الله، الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وهو هامش (1) في النسخ: " المفضل ".
(2) في النسخ: " رينقة ".
(3) في (ج): " المرقعاني ".
(4) في (ب): " عبيد الله ".
(5) في الإصابة والتهذيب: " السكوني ".
(6) في النسخ: " وكان يومه ".
(7) في الأصل، (ب): " تمشي ".
(8) في النسخ: " يرفع الله لهم " (*).(2/62)
يوحى إلي أني مقبوض غير ملبث وأنكم متبعي أفنادا { يضرب بعضكم رقاب بعض - (1) } وعقردار (2) المؤمنين بالشام 2 (3).
سألت أبا المعالي بن نغوبا عن مولده فقال: في إحدى الجماديين من سنة إحدى وأربعين وخمسمائة بواسط، وتوفي ببغداد في ليلة الجمعة العشرين من جمادى الأولى سنة اثتين وعشرين وستمائة ودفن من الغد بالوردية.
338 - عبيد الله بن علي بن محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن الفراء، أبو القاسم بن أبي الفرج بن أبي حازم بن أبي يعلى الحنبلي (4): من أهل باب الأزج، أسمعه والده الكثير في صباه من أبوي منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد (5) الواحد القزاز (6) ومحمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون
وأبي المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن البدن وأبي سعد أحمد بن محمد بن علي الزوزني وأبي البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرخي وأبي عبد الله محمد بن محمد ابن أحمد بن السلال (7) الوراق وآباء الحسن علي بن هبة الله بن الآبنوسي وأبي الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأموي وأبي محمد عبد الله بن علي بن أحمد بن المقرئ، وسمع هو بنفسه من أبي الفضل بن ناصر وأبي بكر بن الزغوغاني وسعيد بن أحمد بن البناء، وأكثر عن أصحاب عاصم وابن أبي عثمان وابن البطر وابن طلحة وطراد الزينبي، وبالغ في الطلب حتى سمع من جماعة من المتأخرين.
وكتب بخطه وحصل الأصول الحسان، وكانت داره مجمعا الأهل العلم يحضر بها المشايخ ويقرأ عليهم، ويحضر الناس منزله للسماع.
وكان ينفق عليهم بسخاء نفس وجود بموجوده وكان لطيفا حسن الأخلاق ذا مروءة وصدر واسع شهد عند قاضي هامش (1) مابين المعقوفتين زيادة من المصادر، وليست في النسخ.
(2) في النسخ: " وعقوداو ".
(3) انظر الحديث في: سنن النسائي 6 / 214.
وصحيح ابن حبان 1617.
وطبقات ابن سعد 7 / 143.
وكنز العمال 11345، 11349 (4) انظر: لسان الميزان 4 / 109.
(5) في الأصل: " عبد الرحمن ".
(6) في (ج): " الفرار ".
(7) في (ج): " السلام " (*).(2/63)
القضاة أبي الحسن علي بن أحمد الدامغاني في ولايته الأولي في يوم الأربعاء التاسع من شهر ربيع الأول من سنة خمس وخميمئة فقبل شهادته، ولم يزل يشهد عند القضاة
إلى أن طرت عنه أشياء لا تليق بأهل الدين في شهادته، فعزل عن الشهادة قبل موته بقليل، حدث باليسير، سمع منه الشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي وشيخنا أبو محمد بن الأخضر وروي لنا عنه، وكان بصفة كثيرا، بالسخاء وسعة النفس والبذل والعطاء وحسن الخلق ولطف المعاشرة أخبرنا ابن الأخضر قال: أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن علي بن محمد بن الفراء وأنبأنا أبو أحمد عبد الوهاب بن على الأمين وسليمان بن محمد بن علي الموصلي وسعيد بن المبارك بن النحاس وعبد المجيد بن الحسن بن النهاوندي قراءة عليهم قالوا جميعا أنبأنا إبراهيم بن محمد بن منصور الكرجي، أنبأنا أحمد البغوي، حدثنا داود بن رشيد، حدثنا بقية عن معاوية بن سعيد التجيي (1) قال: أبا قبيل (2) يقول: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من مات ليلة الجمعة أو يوم الجمعة وقي فتنة القبر " (3) قرأت بخط القاضي أبي الفرح علي بن محمد بن الفراء قال: مولد ابني أبي القاسم عبيد الله ليلة الإثنين رابع عشر ذي الحجة سنة سبع وعشرين وخمسمائة، سمعت أبا الحسن بن القطيعي يقول: أصاب القاضي أبا القاسم بن الفراء الفالج ليلة السبت ثالث ذي الحجة وتوفي عاشر ذي الحجة سنة ثمانين وخمسمائة، ودفن من الغد بباب حرب، وكان عارفا بالشهادة والقضاء مهيب المجلس عدلا من رواية ضعيفا في شهادته.
339 - عبيد الله بن علي بن محمد بن أبي عمر البزاز، أبو جعفر بن أبي الحسن الدباس المعروف بابن الباقلا: من أولاد المحدثين كان يسكن بخرابة الهراس، ذكر لي والده أبو الحسن على أنه قرأ القرآن بالروايات على أبي محمد عبد الله بن علي بن أحمد سبط أبي منصور الخياط، * هامش
(1) في النسخ: " النجيبى ".
(2) في النسخ: " أبا عقيل ".
(3) انظر الحديث في: كشف الخفا 2 / 318.
ومصنف عبد الرزاق 5595.
(*)(2/64)
كانت له سماعات مع أبي الفتح بن شاتيل من أبي بكر أحمد بن علي بن بدران الحلواني في ذي القعدة سنة ثلاث وخمسمائة وما أظنه روى شيئا.
ذكر لي ولده أبو الحسن أنه توفي في التاسع والعشرين من شعبان سنة إحدى وثمانين وخمسمائة ودفن بباب حرب.
340 - عبيد الله بن علي بن المعمر بن محمد بن المعمر بن أحمد بن محمد بن محمد بن عبيد الله بن علي بن عبيد الله (1) بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب أبو الحسين بن أبي الحسن بن أبي الغنائم العلوي الحسيني: أخو أبي عبد الله أحمد الذي قدمنا ذكره وكان الاسن (و) (2) كان أبوهما وجدهما نقيبي (3) الطالبين ببغداد وسيأتي ذكرهما إن شاء الله.
كان أبو الحسين هذا شادنا (4) حسن الطريقة، أدركه أجله شابا وقد روى عنه ابن السمعاني أناشيد علقها عنه وكان أسن منه.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: أنشدنا أبو سعد ابن السمعاني قال: أنشدني أبو الحسين عبيد الله بن علي بن المعمر لابي تمام: ألا يا خليلي اللذين كلاهما * ملبيك عند النائبات نجيب أعينا على ظني جعلت نصيبه * وما لي فيه ما حييت نصيب بلغني أن أبا الحسين بن النقيب أبي الحسن ولد في شعبان سنة تسع وخمسمائة أخبرني الحاتمي قال: أنبأنا ابن السمعاني قال: عبيد الله بن علي بن المعمر كان حسن الاخلاق والصحبة متوددا لطيفا متواضعا سمع بقراءتي الحديث علقت عنه أبياتا من
الشعر.
مات يوم الاثنين تاسع صفر سنة أربع وأربعين وخمسمائة ودفن بمقابر قريش.
341 - عبيد الله بن علي بن نصر بن حمرة (5) بن علي بن عبيد الله أبو بكر
__________
(1) في (ج): (عبد الله).
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل (ب).
(3) في النسخ: (يفتني) وعلى هامش (ب)، (نقيب).
(4) في (ج): (شاديا).
(5) في النسخ: (بن حمزة) في كل المواضع.
خطأ.
(*)(2/65)
ابن أبي الفرج التيمي المعروف بابن المارستانية (1).
هكذا كان يذكر نسبه ويوصله إلى أبي بكر الصديق.
ورأيت المشايخ الثقات من أصحاب الحديث وغيرهم ينكرون نسبه هذا ويقولون: (إن) (2) أباه وأمه كانا يخدمان المرضى بالمارستان البتشي (3) في أسفل البلد وكان أبوه مشهورا بفريج - تصغير أبي الفرج - عاميا لا يفهم شيئا وأنه سئل عن نسبه فلم يعرفه وأنكر ذلك ثم إنه ادعى لامه نسبا إلى قحطان وادعى لابيه سماعا من أبي بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري وسمعته منه وكذلك ادعى لنفسه سماعا من أبي الفضل محمد بن عمر الارموي وكل ذلك باطل وكان قد طلب العلم في صباه فقرأ الادب وتفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل وسمع كثيرا من الحديث من أبي المظفر بن الشبلي وأبي الفتح بن البطي ويحيى بن ثابت بن بندار وأمثالهم وقرأ كثيرا على المتأخرين وعلى مشايخنا.
وكتب بخطه.
وحصل الاصول ولم يقنع بذلك حتى ادعى السماع عمن لم يدركه وألحق طباقا (4) على الكتب بخطوط مجهولة تشهد بكذبه وتزويره (5) وجمع (6)
مجموعات في فنون من التواريخ وأخبار الناس.
من نظر فيها ظهر له من كذبه وقبحه (7) وتهوره ما كان مخفيا عنه وبان له تركيبه الاسناد على الحكايات والاشعار والاخبار وتزويق الكلام فيخفى بينه الكذب والاخلاق ويأبى الله سبحانه إلا إظهار ما أخفاه نعوذ بالله من تسويل الشيطان.
وكان قد قرأ كثيرا من علم الطب والمنطق والفلسفة وكانت بينه وبين عبيدالله ابن يونس صداقة ومصاحبة فلما أفضت إليه الوزارة اختص به وقوى جاهه وبني دارا بدرب الشاكرية وسماها دار العلم وجعل فيها خزانة كتب وأوقفها على طلاب العلم وكانت له حلقة بجامع القصر يقرأ فيها الحديث يوم الجمعة ويحضر عنده الناس
__________
(1) انظر الاعلام 4 / 351.
وشذرات الذهب 4 / 339.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل (ج).
(3) في (ب): (النتشمي).
(4) في (ب): (طببا).
(5) في ب: (تزوره).
(6) في (ب): (جميع).
(7) في النسخ: (قحه).
(*)(2/66)
فيسمعون منه ورتب ناظرا في أوقاف المارستاني العضدي فلم تحمد (1) سيرته فقبض عليه وسجن في المارستان مدة مع المجانين مسلسلا وبيعت دار العلم بما فيها من الكتب مع سائر أمواله وقبضت وبقي معتقلا مدة ثم أطلق فصار يطبب الناس ويدور على المرضى في منازلهم وصادف قبولا في ذلك فأثرى وعاد إلى حالة حسنة وحصل كتاب كثيرة ثم إنه ندب للتوجه في رسالة من الديوان فخلع عليه خلعة سوداء قميص وعمامة وطرحة وأعطى سيفا وأركب مركبا جميلا وتوجه إلى تفليس في
صفر سنة تسع وتسعين إلى الامير أبي بكر المذكر بن البهلوان زعيم تلك البلاد فأدركه أجله هناك.
وكان أديبا فاضلا فصيحا مليح العبارة بليغا حسن التصنيف وقد حدث بكثير مما اختلقه وعن جماعة لم يلقهم سمع منه الغرباء ومن لا يعرف طريقة الحديث ورأيته كثيرا ولم أكتب عنه شيئا.
وقد نقلت في هذا الكتاب من خطه وقوله وروايته أشياء العهدة عليه في صحتها فإني لا أطمئن إلى صحتها ولا أشهد بحقيقة بطلانها - والله أعلم بالصحيح.
قرأت على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان عن معمر بن عبد الواحد بن الفاخر القرشي ونقلته من خطه قال: أنشدني أبو بكر عبيد الله بن علي بن نصر بن حمرة التيمي لنفسه: أفردتني بالهموم * ذات ذل ونعيم أودعت قلبي سقاما * (و) (2) الحشا نار الجحيم ليس لي شغل سواها * من خليل وحميم هي داء للمعافي * ودواء للسقيم شغلت قلبي بأمر * مقعد فيها مقيم سمعت أبا الحسين (3) بن القطيعي يقول: سمعت أبا الفرج بن الجوزي يقول: قال لي أبو بكر ابن المارستانية: مولدي في سنة إحدى وأربعين وخمسمائة.
__________
(1) في (ب): (فلم نجد).
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل (ب).
(3) في (ج): (الحسن).
(*)(2/67)
بلغنا أنه توفي في موضع (بجرخ بند) (1) وكان راجعا من تفليس قاصدا للامير
أبي بكر في ليلة الاحد غرة ذي الحجة سنة تسع وتسعين وخمسمائة ودفن في ذلك الموضع - رحمه الله.
342 - عبيد الله بن علي بن نصر بن عقيل بن أحمد بن علي العبدي المعروف بابن الغبران ويلقب بالصارم: أخو الحسن بن علي الملقب بالهمام من أهل الحلة السفينة سكن الشام وكان يمدح ملوكها وأعيانها ويقال: إنه كان يسرق شعر أخيه الحسن ويدعيه ويمدح به الناس رأيت له قصيدة يمدح بها الملك المنصور محمد بن تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب أولها: كم برسم لعلع من البدور الطلع * يمنعن أقمار السماء في الدجى عن مطلع يراغم وراتع أكرم بها من * كل رداح كالقضيب سهلة المقنع تعصمي لقلوب بسهام من حلال البرقع * صحيحة لا نايلي عن قلبي المصدع وأحر قلبي لبرود ريقها الممنع * وآه من ذكر لئيلات الحمى والاجرع لهفي على تفريق طيب شملي المجتمع * وما خلا بذلك المصطاف والمرتبع واستبدلت بعد الانيس بالغراب الابقع * وبالقيان أنة الفرعل والسمعمع تعد بعد أهلها من الديار البلقع * كم لي على رسومها من وقفة المعجع وزفرة تذكى لهيب النار بين أضلعي * أندب ماضي زمن بربعها لم يرجع وأستهل في ذرى تلك الرسوم أدمعي * ولم أجد للقذل في سلوهم سمعا يعي ومن مديحها: الملك المنصور والطول الجزيل الرفع * وطرد ناس وحجى بالخطب لم تزعزع جامع فضل تسوى غلاه لم يجمع * بالبأس والنوال والاحسان والتورع ذو مقول بخرس كل مفصح ومصقع * كهف العفاة ملجأ الخائف والمنقطع يردي الكماة بالمراضي والرماح الشرع * سل عنه في يوم النزال بالقنا المزعزع
هل غيره كان المجيب في الوغا إذا دعي
__________
(1) في النسخ: (بحرخ نبذ).
(*)(2/68)
بلغني أنه توفي بحلب في سنة ست أو سبع وستمائة.
343 - عبيد الله بن علي بن أبي الوفا بن عزيز بن علي بن عزيز بن الحسين أبو بكر بن أبي الحسن الدباس: من أهل باب الازج سمع أبوي الفضل محمد بن عمر بن يوسف الارموي ومحمد ابن ناصر الحافظ وغيرهما كتبت عنه وكان شيخا متيقظا حسن الاخلاق.
أخبرنا أبو بكر عبيد الله بن علي الدباس فيما قرئ عليه قال: أنبأنا أبو الفضل محمد بن عمر الارموي قال: حدثنا الوزير نظام الملك أبو علي الحسن بن علي بن إسحاق إملاء بمدرسته ببغداد قال: أنبأنا محمد بن أحمد أبو بكر بأصبهان حدثنا محمد ابن أحمد حدثنا محمد بن عياش الجصاص حدثنا أبو هاشم بن أبي خداش حدثنا المعافى عن عبد الاعلى بن أبي المساور قال: قدم عدي (1) بن حاتم الكوفة فأتيته في أناس من رفقائهم (2) وأنا شاب قلنا: حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نعم قال: قلت: يارسول الله ! ما الاسلام ؟ قال: (شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وتؤمن بالاقدار خيرها وشرها) سألته عن مولده فقال: في سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة وتوفي في سنة اثنتين وستمائة ودفن بمقبرة معروف الكرخي.
344 - عبيد الله بن علي الطحان: حكى عن أبي محمد الخلدي روى عنه أبو علي بن المبارك في مشيخته.
أنبأنا أبو القاسم سعيد بن محمد المؤدب عن أبي غالب أحمد وأبي عبد الله يحيى ابني أبي علي الحسن بن أحمد بن البنا قالا: أنبأنا أبو علي الحسن بن غالب بن المبارك
المقرئ قال: أنبأنا عبيد الله بن علي الطحان قال: أنبأنا أبو محمد جعفر بن نصير الخلدي قال: سافرت عشرين سنة فكتبت كثيرا وقمت أطلب العراق فجئت إلى نيل مصر فلم أجد معبرا فأرشدوني إلى مكان ضيق فإذا جبلان فجئت أعبر فزلقت فوقعت الكتب في الماء فرأيتها تمر على رأس الماء فقلت: وابعد سفراه ! فسمعت
__________
(1) في النسخ: (على بن حاتم) تحريف.
(2) في (ب): (فقابهم).
(*)(2/69)
هاتفا يقول أسمع صوته ولا أراه: يا جعفر ! لا تكن من أصحاب الورق وكن من أصحاب الخرق.
قال: ففهمت كل ما كان قد مر مني.
345 - عبيد الله بن عمر بن عبيد الله بن عمر بن علي بن البقال المقرئ أبو الكرم: من أهل باب الازج من أولاد المحدثين سمع الامير أبا محمد الحسن بن عيسى بن المقتدر بالله وأبا طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز وأبا طاهر محمد بن علي بن العلاف وأبوي القاسم (1) (روى عنه) أبو بكر عبد الله بن عمر بن أحمد ابن النقور.
حدثنا عبد العزيز بن محمود الحافظ قال: حدثنا أبو بكر عبد الله (2) بن محمد بن أحمد بن النقور أنبأنا أبو الكرم عبيد الله بن عمر بن عبد الله المعروف بابن البقال: أنبأنا أبو طاهر محمد بن علي بن العلاف المقرئ أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان أنبأنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد حدثني أبي أبو عبد الله أحمد بن محمد ابن حنبل حدثنا وكيع حدثنا الاعمش عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش عن علي رضي الله عنه قال: عهد إلى النبي صلى الله عليه وسلم: (انه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق) (3).
قرأت بخط أبي عامر العبدري وأنبأنيه عنه أبو الحسن الحاكم قال: سألته يعني أبا الكرم عبيد الله بن عمر (بن) (4) البقال - عن مولده فقال: في السادس والعشرين من شوال سنة ست وعشرين وأربعمائة وتوفي ليلة الاحد رابع عشر ذي القعدة سنة ثلاث وخمسمائة.
346 - عبيد الله بن الفضل بن إبراهيم أبو الحسين القصيري: من أهل القصير بلدة على الفرات (5) من نواحي هيت والانبار روى عنه
__________
(1) هكذا في النسخ.
(2) في الاصل: (عبيد الله).
(3) انظر الحديث في: مسند أحمد 1 / 95 والاحاديث الصحيحة 1720 وتاريخ بغداد 14 / 426.
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل).
(5) في الاصل (ب): (القراءات).
(*)(2/70)
أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي الجرجاني في معجم شيوخه.
قرأت على أبي عبد الله أحمد بن محمد بن الجيزي بأصبهان عن أبي سعد أحمد بن محمد بن أحمد الواعظ قال: كتب إلى أبو هشام محمد بن الحسين الخفافي حدثنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي إملاء قال: أنبأنا القاضي أبو الحسين عبيد الله بن الفضل بن إبراهيم القصيري بها وهي بلدة على الفرات حدثنا محمد بن عبد الله البغدادي حدثنا عيسى بن عبد الله الطيالسي حدثنا محمد بن سعد الاصبهاني حدثنا عمرو بن ثابت عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال: قلت له: أكنت تجالس النبي صلى الله عليه وسلم ؟ (قال: نعم) (1) وكان صلى الله عليه وسلم طويل الصمت قليل الضحك.
347 - عبيد الله بن الفضل بن محمد بن جعفر الانباري:
حدث عن إسماعيل بن مسرور روى عنه محمد بن جعفر غندر أبو الطيب البغدادي.
348 - عبيد الله بن القاسم الواسطي أبو القاسم الصوفي: روى عنه حمزة بن يوسف السهمي في معجم شيوخه.
قرأت على أبي عبد الله النحوي عن أبي سعد الواعظ قال: كتب إلي أبو هاشم الخفافي قال: حدثنا أبو القاسم السهمي إملاء قال: سمعت أبا القاسم عبيد الله (2) بن القاسم الواسطي الصوفي ببغداد يقول: سمعت أبا شعيب صالح بن العباس بن حويرة يقول: سمعت ذا النون المصري يقول: اللهم ! اجعلني لك كما تحب وإن كنت فيما يورث سخطك أسعى وأدب ولم أقم لك طرفة عين كما تحب ياخير واهب ! اجعلني لك تقيا مراقبا ولا تجعل الهوى لي غالبا.
349 - عبيد الله بن المبارك بن إبراهيم بن مختار بن ثعلب أبو القاسم بن شيخنا أبي محمد الدقاق المعروف بابن السيبي (3):
__________
(1) ما بين المعقوفتين زيادة من مسند أحمد 5 / 86.
(2) في (ب): (عبد الله).
(3) انظر: لسان الميزان 4 / 111.
(*)(2/71)
من أهل باب الازج سمع الحديث الكثير بنفسه وقرأ على المشايخ في صباه إلى أن شاخ وحصل الاصول الكثيرة وكتب بخطه واستكتب بخط غيره وبالغ في ذلك واجتهد من غير فهم ولا معرفة وكان خطه في غاية الرداءة ثم إنه فتر وتزهد في ذلك وباع أصوله واشتغل بما لا يليق بأهل الدين ثم رجع في آخر عمره وعلو سنه إلى سماع الحديث وسلوك طريق الستر (1) وبذل شيئا من المال حتى شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عبد الله (2) بن الحسين الدامغاني في شهر ربيع الاول سنة إحدى
عشرة وستمائة فقبل شهادته وكان سيئ الطريقة في شهادته يشهد بالزور بحطام يسير يتناوله ولم يكن محمود الطريقة في الحديث ولا مأمونا - عفا الله عنا وعنه.
سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وأبا الحسن عبد الحق بن عبد الباقي (3) ابن يوسف وأبا عبد الله بن منصور بن هبة الله بن منصور الموصلي وأبا أحمد الاسعد ابن يلدرك الجبريلي وشهدة ينت أحمد الابري وجماعة غيرهم من أصحاب ابن بيان وابن نبهان وابن النرسي وابن يوسف وأكثر عن أصحاب ابن الحصين وابني البنا وابن كادش والانصاري وسمع معنا من جماعة من الشيوخ كتبت عنه شيئا يسيرا.
أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن المبارك ابن السيبي بقراءتي عليه في منزلنا قال: أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد حدثنا أبو محمد الحسن بن عبد الملك بن محمد ابن يوسف إملاء قال: قرأت على أبي محمد الحسن بن محمد الخلال قلت له: حدثكم أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين إملاء حدثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الاشعث السجستاني حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب حدثني عمي عبد الله بن وهب عن ابن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (السلطان ظل الله في الارض يأوى إليه الضعيف وبه ينتصر المظلوم ومن أكرم سلطان الله عزوجل في الدنيا أكرمه الله يوم القيامة) (4) سألت أبا القاسم ابن السيبي عن مولده فقال: في جمادي الاولى سنة خمسين
__________
(1) في الاصل، (ب): (طريق السير).
(2) في (ج): (عبيد الله).
(3) في (ب)، (ج): (عبد الخالق).
(4) انظر الحديث في: الترغيب والترهيب 3 / 169.
ومجمع الزوائد 4 / 96.
والاحاديث االضعيفة 604، 475.
(*)(2/72)
وخمسمائة.
وتوفي في ليلة الجمعة الرابع والعشرين من رجب سنة تسع عشرة وستمائة وصلى عليه من الغد بجامع القصر ودفن بباب حرب.
350 - عبيد الله بن المبارك بن أحمد بن أحمد بن علي البغدادي أبو محمد بن أبي المظفر البقال المؤدب ويعرف بالمجة: من أهل باب المراتب وسيأتي ذكر أبيه في باب الميم إن شاء الله تعالى ذكر لي أنه سمع شيئا من أبي الفتح بن شاتيل وهو كبير وحدث عن والده وروى لنا عن عمه أبي الحسن علي بن أحمد شيئا من شعره وعن ابن شاتيل بالاجازة وهو متأدب لا بأس به أضر في آخر عمره.
قرئ على عبيد الله بن المبارك بن أحمد المؤدب وأنا أسمع عن أبي الفتح عبيد الله ابن عبد الله الدباس قال: أنبأنا الحسين بن علي بن أحمد البندار قال: أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان أنبأنا أبو أحمد حمزة بن محمد بن العباس الدهقان حدثنا أحمد بن الوليد حدثنا أبو أحمد هو الزبير حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الرؤيا الصالحة جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة) (1).
سألته عن مولده فقال: في ليلة السبت منتصف صفر من سنة سبع وخمسين وخمسمائة بباب المراتب.
وتوفي يوم السبت لست خلون من شهر ربيع الاول من سنة تسع وثلاثين وستمائة ودفن بمقبرة الحلال بباب الازج.
351 - عبيد الله بن المبارك بن الحسن بن علي بن طراد (2) الباماوردي: أبو القاسم بن أبي النجم الفرضي المعروف بابن القابلة: من أهل القطيعة بباب الازج وهو أخو عبد الرحيم الذي تقدم ذكره وكان
الاكبر سمع أبا القاسم يحيى بن ثابت بن بندار البقال وغيره.
__________
(1) انظر الحديث في: الاحاديث الصحيحة 1869.
(2) في الاصل: (بن طرد).
(*)(2/73)
وحدث باليسير كتبت عنه وكان شيخا صالحا يتكلم على الفقراء بكلام أهل الحقيقة ويقصده الناس لذلك.
أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن أبي النجم الفرضي بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو القاسم يحيى بن ثابت بن بندار البقال أنبأنا أبي أنبأنا أبو الحسن الصوفي الصغير حدثنا عبد الله بن مطيع حدثنا خالد بن عبد الله عن ابن أبي ليلى عن عطية عن أبي سعيد قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن أفضل أهل الدرجات العلى ليراهم من أسفل منهم كما ترون الكوكب الدري في أفق السماء وأن أبا بكر وعمر منهم وأنعما) (1) توفي يوم الجمعة لاحدى عشرة ليلة خلت من شعبان سنة خمس وعشرة وستمائة بيعقوبا وقد بلغ السبعين أو جاوزها.
352 - عبيد الله بن محمد بن إبراهيم بن شاذة الفارسي: حدث عن أبي بكر أحمد بن سلمان بن الحسن النجاد بحديث منكر كأنه مركب على إسناد صحيح.
حدث أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن محمد الكازروني قال: سمعت أبا سعد سعيد بن محمد بن جعفر المعدل بنيسابور قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن جعفر النسوي إملاء حدثنا خالي عبيدالله بن محمد بن إبراهيم بن شاذة الفارسي ببغداد قال: قرئ على أحمد بن سلمان (2) النجاد وأنا حاضر أسمع حدثكم عبد الله ابن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا روح بن عبادة حدثنا عون حدثنا حيان بن العلاء عن قطن بن قبيصة عن قبيصة بن المخارق عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أجود خراسان
نيسابور) (3).
353 - عبيد الله بن محمد بن إبراهيم أبو الحسين: أنبأنا أبو القاسم الازجي عن أبي الرجاء أحمد بن محمد (بن) (4) الكسائي قال: كتب إلى أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد الشيرازي قال: حدثنا أبو سعد أحمد
__________
(1) انظر الحديث في: سنن الترمذي 2 / 206.
(2) في (ج): (بن سليمان).
(3) انظر الحديث في: لسان الميزان 4 / 232.
وتنزيه الشريعة 2 / 64.
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(2/74)
ابن محمد الماليني قال: حدثنا أبو الحسين عبيد الله بن محمد بن إبراهيم ببغداد حدثنا أبو عيسى عبيد الله بن الفضل بن هلال حدثنا الحسن بن علي بن الحسن بن الحسين السامري حدثنا إسحاق بن إبراهيم الموصلي عن إبراهيم بن سعد الزهري قال: قال لي الرشيد أمير المؤمنين من بالمدينة ممن يحرم الغنا ؟ فقلت: من قنعه الله بحزبه فقال: بلغني أن مالك بن أنس يحرمه قلت: ولمالك بن أنس يا أمير المؤمنين أن يحلل أو يحرم ؟ والله ! ما كان هذا لابن عمك النبي صلى الله عليه وسلم وهو أكرم الخلق على الله عز وجل إلا على وحي من ربه تعالى فمن جعل هذا لمالك بن أنس ؟ وسماعي من أبي (1) أنه سمع مالك ابن أنس في عرس حنظلة الغسيل يتغنى: سليمي أزمعت بينا * فأين يقولها (2) أينا قال: فتبسم الرشيد:.
354 - عبيد الله بن محمد بن إبراهيم بن سعدويه أبو الفضل بن أبي سهل: من أهل أصبهان تقدم ذكر والده سمع الكثير من أبي الفضل المطهر بن عبد الواحد البزاني وأبي منصور محمد بن أحمد بن علي بن سكرويه وأبي عيسى
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن زيادة وأبي بكر محمد بن أحمد بن الحسن بن ماجه وأبي الخير محمد بن أحمد بن محمد بن هارون بن رزا (3) إمام جامع أصبهان وأبي مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ وجماعة غيرهم.
قدم بغداد مع والده حاجا وحدث بها سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه.
قرأت في كتاب (المعجم) لابي بكر بن كامل بخطه وأنبأنيه عنه ابنه يوسف قال: أنبأنا أبو الفضل عبيد الله بن محمد بن إبراهيم بن سعدويه قراءة عليه ببغداد وأنبأنا أبو الفرج محمد بن علي الحراني قال: أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمد البغدادي قدم علينا قالا: أنبأنا محمد بن أحمد بن علي بن سكرويه أنبأنا إبراهيم بن عبد الله بن حوشيد قوله (4) أنبأنا أحمد بن محمد بن سليمان المخرمي (5) حدثنا الزبير بن بكار حدثنا
__________
(1) في النسخ: (لبيته).
(2) في تاريخ بغداد: (لقاؤها).
(3) هكذا في النسخ.
(4) هكذا في النسخ.
(5) في (ب): (المحرمي).
(*)(2/75)
أبو ضمرة عن عبيد الله بن يرفا عن عبد الرحمن بن فروخ (1) عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فذل بها لسانه واطمأن بها قلبه لم تطعمه النار) (2).
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: أنبأنا أبو سعد بن السمعاني قال: عبيد الله بن محمد بن إبراهيم بن سعدويه شيخ عالم فاضل صالح متميز من أهل العلم والدين والخير ومن بيت الحديث والعدالة والتزكية مليح الشبيه بهي المنظر سمعت منه
الكثير وكانت له أصول حسنة بخطوط قديمة وكان تقيا ثبتا سديدا متفننا.
توفي في ذي الحجة سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة.
355 - عبيد الله بن محمد بن أحمد بن جعفر أبو القاسم السقطي.
سمع الكثير من أبي جعفر محمد بن عمرو بن البحتري وأبي علي إسماعيل بن محمد الصفار وأبوي بكر أحمد بن سلمان بن الحسن النجاد ومحمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي وأبي سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان وأبي محمد جعفر بن محمد (3) بن نصير الخلدي وأبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ وأبي العباس عبد الله بن عبد الرحمن بن حماد العسكري وأبي بكر أحمد بن جعفر بن سلم (4) الختلي وأبي محمد عبد الخالق بن الحسن السقطي وأبي عمرو عثمان بن أحمد (ابن) (5) السماك وأبي بكر أحمد بن السندي ابن الحداد وأبي الحسن علي بن محمد بن يوسف السقطي وأبي جعفر محمد بن يحيى بن علي بن عمر (6) بن حرب الطائي وأبوي إسحاق إبراهيم بن أحمد التوزي وإبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي النيسابوري وأبي القاسم عبد الصمد بن علي الطستي وأبي بحر (7) محمد بن الحسن بن كوثر البربهاري وأبي جعفر محمد بن أبي الحسن اليقطيني وأبي الحسين عبد الله بن إبراهيم الزينبي
__________
(1) في النسخ: (فروح).
(2) الحديث سبق تخريجه راجع الفهرس.
(3) (جعفر محمد) سقط من (ب).
(4) في (ج): (سالم).
(5) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل (ج).
(6) في (ب): (عمر بن علي).
(7) في الاصل: (أبي بكر).
(*)(2/76)
وأبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي وأبي عمر محمد بن العباس بن حيويه الخزاز وأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني وجماعة غير عم.
وسافر إلى مكة وحاور بها إلى آخر عمره وسمع بها أبا سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن الاعرابي وأبا بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الآجري خرج له الحافظ أبو الفتح بن أبي الفوارس فوائد في مائة جزء ثم انتخب منها عشرة أجزاء وكان من الصالحين حدث بالكثير روى عنه أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي الجرجاني وأبو الحسن علي بن بشرى الليثي السجزي في معجميهما وأبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الاصبهاني وأبو سعد المظفر بن الحسن السبط الهمذاني وأبو ذر عبد بن أحمد الهروي وأبو الفضل عبد الصمد بن جعفر بن محمد البغدادي وأبو علي الحسن بن عبد الرحمن الشافعي المكي وأبو القاسم عبد العزيز بن على الازجي وأبو الوفا إسماعيل بن عبد العزيز العكي.
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن المظفر بن الحسن بن السبط قال: أنبأنا أبي أنبأنا أبي (1) حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن أحمد بن جعفر السقطي ببغداد أنبأنا أحمد بن محمد بن زياد حدثنا أحمد بن عبد الجبار حدثنا أبو بكر بن عياش بن الاعمش عن أبي سفيان عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل القلب كمثل ريشة بأرض فلاة تقلبها الرياح) (2).
حدثنا عبد العزيز بن محمود الحافظ قال: أنبأنا الشريف أبو العباس أحمد بن محمد ابن عبد العزيز المكي: أنبأنا أبو علي الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد الشافعي أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن أحمد بن جعفر بن السقطي وأنبأنا أبو الفرج الحراني أنبأنا أبو القاسم بن بيان أنبأنا أبو الحسن بن مخلد قالا: أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا علي بن ثابت الجزري (3) عن بكير بن سمسار مولى عامر بن سعد قال: سمعت عامر بن سعد يقول قال سعد:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: (ثلاثا لا يكون لي واحدة منهم أحب أبي من حمر النعم)
__________
(1) (أنبا أبى أنبا أبى (سقط من (ب).
(2) انظر الحديث في (السنة لابن أبي عاصم 1 / 103.
وتفسير القرطبي 1 / 188.
(3) في الاصل (ب): (الخزري).
(*)(2/77)
نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي فأدخل (1) عليا وفاطمة وابنيها تحت ثوبه ثم قال: (اللهم هؤلاء أهلي وأهل بيتي وقال له حين خلفه في غزاة غزاها فقال علي: يارسول الله ! خلفتني مع النساء والصبيان ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة) وقوله يوم خيبر: (لاعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه) فتطاول المهاجرون لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليراهم فقال: (أين علي ؟) فقالوا: هو رمد قال: (ادعوه !) فدعوه فبصق في عينيه ففتح الله على يديه) (2).
أنبأنا ذاكر بن كامل الحذاء عن أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي قال: سمعت الامام أبا القاسم سعد بن علي الزنجاني بمكة وما رأيت مثله يقول: كان أبو القاسم عبيد الله بن محمد السقطي البغدادي ببغداد يدعو الله تعالى أن يرزقه الحج والاقامة بمكة أربعين سنة (3) فحج وأقام بمكة مجاورا أربعين سنة فلما تمت الاربعون رأى رؤيا كان قائلا يقول: يا أبا القاسم طلبت أربعة وقد أعطيناك أربعين لان الحسنة بعشر أمثالها.
ومات في تلك السنة بلغنا أن السقطي مات بمكة سنة ست وأربعمائة.
356 - عبيد الله بن محمد بن أحمد بن الحسين بن علي بن موسى أبو الحسن ابن أبي عبد الله بن أبي بكر البيهقي (4): كان جده من أئمة الحديث وله المصنفات الكثيرة فيه وأبو الحسن هذا مما كان
يعرف شيئا من العلم سمع من جده كثيرا من مصنفاته وسمع أيضا من أبي سعد أحمد ابن إبراهيم المقرئ وأبي يعلى إسحاق بن عبد الرحمن الصابوني وغيرهما وقدم بغداد حاجا وحدث بها روى عنه ابن ناصر وأبو المعمر الانصاري وسمع منه شيخنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن الماندائي الواسطي ببغداد (كتاب الاسماء والصفات) من جمع جده وكان سماعه منه ورواه شيخنا عنه ببغداد غيرة مرة وسمعت منه قطعة منه
__________
(1) في الاصل: (فأدخلت) (2) انظر الحديث في: سنن الترمذي 2 / 214.
(3) هكذا في الاصل.
(4) انظر: لسان الميزان 4 / 116.
والعبر 4 / 54.
(*)(2/78)
وناولني باقيه.
أخبرنا القاضي أبو الفتح الواسطي قراءة عليه أنبأنا أبو الحسن عبيد الله بن محمد ابن أحمد بن الحسين البيهقي قراءة عليه ببغداد في سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة قال: أنبأنا جدي أبو بكر أحمد بن الحسين قراءة عليه في سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة قال: أنبأنا أبو طاهر الفقيه أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان حدثنا أحمد بن يوسف السلمي حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يمين الله ملآى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والارض (فإنه) (1) لم ينقص (ما) (2) في يمينه قال: وعرشه على الماء وبيده الاخرى القبض يرفع ويخفض) (3).
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: عبيد الله ابن محمد بن أحمد البيهقي ورد بغداد وحدث بها بعدة من تصانيف جده عنه سمع منه جماعة وكره (4) آخرون السماع منه لقلة معرفته بالحديث روى لنا عنه أبو
القاسم الدمشقي وسألته عنه فقال: ما كان يعرف شيئا وكان يتغالى بكتب الاجازة وكان يقول: ما أجيز إلا بطسوج (5) قال: وسمع (6) لنفسه في جزء عن جده تسميعا طريا وكان سماعه في غير ذلك صحيحا عن جده.
قرأت بخط أبي الفضل محمد بن ناصر الحافظ قال: ومرض هذا الشيخ يعني أبا الحسن بن عبيد الله بن محمد بن أحمد البيهقي عن مولده فقال: في سنة تسع وأربعين وأربعمائة.
قرأت بخط أبي الفضل محمد بن ناصر الحافظ قال: ومرض هذا الشيخ يعني أبا الحسن بن البيهقي ثلاثة عشر يوما وتوفي ليلة الاربعاء الثالث من جمادي الاولى سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة وصلى عليه في يوم الاربعاء في الجامع وحمل فدفن في
__________
(1) ما بين المعقوفتين زيادة من (ب) (ج).
(2) ما بين المعقوفتين زيادة من (ج).
(3) انظر الحديث في: صحيح مسلم كتاب الزكاة 36 ومسند أحمد 2 / 242.
وسنن الترمذي 3045.
وسنن ابن ماجة 197.
(4) في النسخ: (كثيرة).
(5) في (ج): (لطسبرح) وفي الاصل: لطرح).
(6) في (ج): (سمعت).
(*)(2/79)
مقبرة الوردية وكان ابن بضع وسبعين سنة لان (1) تاريخ سماعه في سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
357 - عبيد الله بن محمد المنتصر بن محمد المتوكل على الله بن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب (2):
ذكره أبو بكر الصولي فيمن خلفه المنتصر من الاولاد ولا أدري إلى أين انتهت حاله.
358 - عبيد الله بن محمد بن جرو الاسدي أبو القاسم النحوي (3): من أهل الموصل سكن بغداد وسمع بها من أبي عبيد الله محمد بن عمران المرزباني وقرأ الادب على أبي سعيد السيرافي وأبي علي الفارسي وأبي الحسن الرماني وأبي بكر بن الجراح وغيرهم وكان حسن الحظ صحيح النقل جيد الضبط وله مصنفات في علوم القرآن والعروض والقوافي وكان معتزليا سمع منه ولده أبو الفتح أحمد.
قرأت في كتاب التاريخ لهلال بن المحسن الصابي بخطه قال: في يوم الثلاثاء لاربع بقين من رجب سنة سبع وثمانين وثلاثمائة توفي أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن جرو الاسدي.
359 - عبيد الله بن محمد بن الحسين بن محمد بن خلف الفراء أبو القاسم ابن القاضي أبي يعلى (4) الفقيه الحنبلي (5): أخو أبي الحسين وأبي حازم محمد ومحمد ابني أبي يعلى المتقدم ذكرهما كان الاكبر من أولاد أبيه قرأ القرآن بالروايات على أبي بكر محمد بن علي بن موسى الخياط وأبي علي الحسن بن أحمد (6) بن البنا وأبي الخطاب أحمد بن علي الصوفي
__________
(1) في النسخ: (لابن).
(2) انظر: النجوم الزاهرة 2 / 101 93.
(3) انظر: لسان الميزان 4 / 115.
والاعلام 4 / 354 وبغية الوعاة ص 320 (4) في (ج): (ابن يعلى).
(5) انظر: شذرات الذهب 3 / 334.
(6) في (ج): (محمد).
(*)(2/80)
وأحمد بن الحسن (بن) اللحياني وغيرهم وقرأ الفقه على والده مدة حياته ثم بعده على الشريف أبي جعفر بن أبي موسى وعلق عنهما مسائل الخلاف وسافر إلى آمد وقرأ بها على أبي الحسن البغدادي تلميذ والده قطعة صالحة من المذهب والخلاف وسمع الحديث الكثير ببغداد وسافر في طلبه إلى الكوفة والبصرة وواسط والموصل والجزيرة وآمد وصحب أبا بكر الخطيب وأبا عبد الله الصوري ونقل عنهما معرفة الحديث وتحقيق أسماء الرواة وأنسابهم وكتب بخطه كثيرا من الحديث والفقهيات ومصنفات الخطيب وكان يكتب خطا حسنا صحيحا ويحضر مجالس النظر في الجمع وغيرهما ويتكلم مع شيوخ عصره في مسائل الخلاف.
وكان شابا عفيفا نزها متدينا فاضلا عالما كان والده يأتم به في صلاة التراويح إلى حين وفاته سمع أباه وأبا محمد الجوهري وأبوي الحسين بن المهتدي وابن الآبنوسي وأبا الغنائم بن المأمون وأبا جعفر بن المسلمة وأبا علي بن وشاح وأبا محمد الصريفيني وأبا الحسين بن النقور وجده لامه جابر بن ياسين الحنائي وجماعة غيرهم وحدث باليسير لامه مات شابا طريا لم يبلغ الثلاثين روى عنه أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي وعمر بن عبد الكريم بن سعدويه الدهستاني.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي بن محمد بن ناصر الحافظ أخبره قال: أنبأنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قراءة عليه قال: حدثنا القاضي أبو القاسم عبيد الله بن القاضي الامام أبي يعلى محمد بن الحسين بن الفراء قال: أنبأنا القاضي أبو محمد همام ابن الحسن الايلي حدثنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين بن قسانية الخطيب حدثنا أبو عبد الله الحسين بن بكر الوراق حدثنا أبو الطيب محمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: لما انطلق أبي إلى المحنة خشى أن يجئ إليه إسحاق بن راهويه فرحل أبي إليه يعني ابن حنبل - فلما بلغ أبي إلى الري دخل إلى المسجد
فجاءه مطر كأفواه القرب فلما كان العتمة قالوا له: أخرج من المسجد فأنا نريد أن نغلقه فقال لهم: هذا مسجد الله وأنا عبد الله فقيل له: بعد كرى الصناع ما أعطيناهم أيما أحب إليك تخرج أو نجر برجلك قال: فقلت: سلاما فخرجت من المسجد والمطر والرعد والبرق فلا أدري أين أضع رحلي ولا أين أتوجه فإذا رجل قد خرج من داره فقال لي: يا هذا إلى أين تمر في هذا الوقت ؟ فقلت: لا أدري أين أمر(2/81)
فقال لي: ادخل ! فأدخلني دارا ونزع ثيابي وأعطوني ثيابا جافة وتطهرت للصلاة فدخلت إلى بيت فيه كانون فحم وكبود ومائدة منصوبة قيل لي: كل ! فأكلت معهم فقال لي: من أين أنت ؟ قلت: أنا من بغداد فقال لي: تعرف رجلا يقال له أحمد بن حنبل ؟ فقلت: أنا أحمد بن حنبل فقال لي: وأنا إسحاق بن راهويه.
أنبأنا القاضي أبو القاسم سعيد (1) بن محمد الموصلي عن القاضي أبي الحسين محمد ابن محمد بن الحسين بن الفراء قال: أنشدني أخي أبو القاسم عبيد الله لبعضهم (قوله) (2): وليس خليلي بالملول (3) ولا الذي * إذا غبت عنه باعني بخليل ولكن خليلي من يدوم وصاله * ويحفظ سري عند كل دخيل قرأت بخط أبي علي بن البناء قال: ولد أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن الحسين ابن الفراء في ليلة الاحد لثمان خلون من شعبان سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
قرأت في كتاب القاضي أبي الحسين بن الفراء بخطه قال: وكانت وفاة الاخ عبيد الله في (4) مضيه إلى مكة بموضع يعرف بمعدن البقرة في أواخر ذي القعدة من سنة تسع وستين وأربعمائة وله ست وعشرون سنة وثلاثة أشهر ونيف وعشرون يوما.
360 - عبيد الله بن محمد بن خلف بن سهل أبو القاسم البزاز:
حدث عن موسى بن الحسن الكوفي وأبي محمد عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني روى عنه أبو القاسم هبة الله بن إبراهيم بن عمر بن الحسن الصواف البصري.
قرأت على محمد بن عبد الواحد عن أبي بكر الحنبلي قال: أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر الانباري إذنا قال: أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن خلف ابن سهل البغدادي البزاز حدثنا موسى بن الحسن الكوفي حدثنا خشيش بن أصرم
__________
(1) في (ج): (سعد).
(2) (ج) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل (ب).
(3) في (ب): (بالملوك).
(4) في (ج): (بن).
(*)(2/82)
حدثنا عبد الرزاق حدثنا داود بن قيس عن عبد الله بن عطاء قال: سمعت ابني جابر يحدثان عن أبيهما جابر قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم جالس مع أصحابه إذ شق قميصه حتى خرج منه فقيل له: (إني واعدتهم أن يقلدوا هدي اليوم فنسيت) (1).
وبه قال: أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن إبراهيم بن عمر بمصر قال: حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن خلف البغدادي حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني قال: قال لي أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي: لا يقبل الوديعة إلا خائن أو طامع.
361 - عبيد الله بن محمد بن خلف أبو القاسم البني القاضي: روى عن والده حكاية رواها عنه أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي وقد تقدم ذكر والده.
قرأت على أبي أحمد عبد الوهاب بن علي الامين عن محمد بن عبد الباقي البزاز
وإسماعيل بن أحمد السمرقندي أن القاضي أبا المظفر هناد بن إبراهيم النسفي أخبرهما قال: أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن خلف البني القاضي قال: حدثنا أبي حدثنا الحسين بن صافي القاضي حدثني أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن أحمد الكاتب البني قال: كان لي صديق من أهل زاذان عظيم النعمة والضيعة فحدثني قال: تزوجت في شبابي امرأة ببغداد من آل وهب ضخمة النعمة حسنة الخلق والادب والمروة ذات جوار مغنيات فأحببتها حبا مبرحا وتمكن لها في قلبي أمر عظيم وكان عيشي بها طيبا مدة طويلة ثم جرى بيني وبينها بعض ما يجري بين الناس فغضبت علي وهجرتني وغلقت باب حجرتها من الدار دوني ومنعتني الدخول إليها وراسلتني أن أطلقها فرضيتها بكل ما يمكنني فلم ترض وتوسطت بيننا أهل أنسها فلم تنجع ولحقني من الغم والكرب والقلق والجزع ما كاد (2) أن يذهب عقلي وهي مقيمة على حالها فجئت إلى باب حجرتها وجلست عنده مفترشا للتراب ووضعت خدي على العتبة أبكي وانتحب وأتلافاها وأسألها الرضا وأقول كما يجوز أن يقال في مثل هذا وهي لا تكلمني ولا تفتح لي الباب ولا تراسلني بشئ ثم جاء الليل فتوسدت
__________
(1) انظر الحديث في: كنز العمال 12885.
(2) في (ج): (ما كان).
(*)(2/83)
العتبة إلى أن أصبحت وأقمت على ذلك ثلاثة أيام بلياليها وهي مقيمة على الهجر لي فأيست منها وعذلت نفسي ووبختها ومضيت إلى الحمام وكان في داري فأمطت من جسدي الوسخ الذي قد لحقني وخرجت فجلست لاغير ثيابي وأبتخر وإذا بزوجتي قد خرجت إلي وجواريها معها مع بعضهن طبق فيه أوساط وسبوسج وبزناورد وما أشبه ذلك فحين رأيتها استطرت فرحا وقمت إليها فانكببت على يديها ورجليها فقلت: ما هذا ياستي ؟ فقالت: تعال حتى نأكل ونشرب ودع السؤال وجلست
وقدم الطبق فأكلنا جميعها وجئ بالشراب واندفع الجواري في الغناء وقد كان عقلي يزول فرحا وسرورا فلما توسطنا أمرنا قلت لها: يا سيدتي ! إنك قد هجرتني بغير ذنب كبير أوجب مما بلغته من الهجران وترضيتك بكل ما في القدرة فما رضيت ثم تفضلت ابتداء بالرجوع إلى وصالي بما لم تبلغه آمالي فعرفيني ما سبب هذا ؟ فقالت: قد كان الامر في سبب الهجر ضعيفا كما قلت ولكن تداخلني في التجني ما تداخل المجنون ثم استمر بي اللجاج وأراني الشيطان الصواب فيما فعلته فأقمت على ما رأيته فلما كان الساعة أخذت دفترا (فلما كان) (1) بين (2) يدي فصفحته فوقعت عيني منه على قول الشاعر: الدهر أقصر مدة * من أن تلحق (3) بالعتاب أو أن تكدر ما صفا * منه بهم واجتناب فتعمني أوقاته * فتمرها مر السحاب فعلمت أنا عظة (و) (4) أن سبيلي أن لا أسخط الله تعالى بإسخاط زوجي ولا أستعمل اللجاج فجئتك أترضاك وأرضيك فانكببت على يديها ورجليها وصفا ما بيننا أحسن صفاء.
362 - عبيد الله بن محمد بن طلحة بن الحسن أبو محمد الدامغاني (5): ابن أخت قاضي القضاة أبي عبد الله محمد بن علي الدامغاني شهد عند خاله في
__________
(1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) في (ج): (من يدي).
(3) في (ج): (يمحق).
(4) ما بين المعقوفتين سقط من (ب) الاصل.
(5) انظر: الجواهر المضية 340.
(*)(2/84)
يوم الثلاثاء السادس والعشرين من ربيع الآخر سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة فقبل شهادته ثم ولاه القضاء بربع الكرخ في يوم الثلاثاء التاسع عشر من رجب سنة سبعين وأربعمائة...(1) قاضي القضاة أبي بكر الشامي عن الحكم ومنع الشهود من حضور مجلسه (أذن لابي محمد) (2) بالنظر في الحكم في السابع عشر من المحرم سنة إحدى وثمانين وأمر الشهود بحضور مجلسه والشهادة عنده وعليه فيما يثبته ويسجله وكان صالحا ورعا عفيفا سمع أبا القاسم علي بن المحسن التنوخي وأبا محمد الحسن بن علي الجوهري وأبا الفتح عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن المحاملي (3) وأبا نصر بن أحمد ابن الحسين بن علي السكري وغيرهم روى عنه عبد الوهاب الانماطي وعمر بن ظفر المغازلي وأبو المعمر الانصاري وأبو طاهر السلفي.
أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن المفضل المقدسي بالاسكندرية قال: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي أنبأنا أبو محمد عبيد الله بن محمد بن طلحة بن الحسن الدامغاني ببغداد أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي وأنبأنا أبو علي ضياء (4) بن أحمد وعبد الله بن مسلم بن ثابت البزاز قالا: أنبأنا محمد بن عبد الباقي البزاز أنبأنا الحسن بن علي الجوهري قالا: أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن كيسان النحوي أنبأنا يوسف بن يعقوب القاضي حدثنا عبد الواحد بن غياث حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه أن حكيم بن حزام قال: يا رسول الله ! إني أعتقت (في الجاهلية) (5) مائة رقبة وحملت على مائة بعير وفي الاسلام مثل ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أسلمت على ما سلف من خير) (6).
قرأت على المرتضى بن حاتم بمصر عن أبي طاهر السلفي قال: ذكر لي عبيد الله ابن محمد الدامغاني أن مولده بالدامغان سنة ثلاث وعشرين على ما ذكره له خاله أبو عبد الله الدامغاني.
قأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات القاضي
__________
(1) بياض بالاصول مكان النقط.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(3) في (ب) زيادة: (وأبا نصر بن أحمد بن المحاملي) (4) في (ب): (أبو ضياء).
(5) ما بين المعقوفتين زيادة من صحيح البخاري.
(6) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 3 141 / 8 197 107 / 7.
(*)(2/85)
أبو محمد عبيد الله بن محمد بن طلحة الدامغاني في ليلة الاثنين السابع والعشرين من صفر سنة اثنتين وخمسمائة ودفن من الغد في مقبرة الخيزران عند قبر أبي حنيفة.
363 - عبيد الله بن محمد بن عبد الله بن هبة الله بن المظفر بن علي بن الحسن بن المسلمة أبو الفضل بن الوزير أبي الفرج المعروف بابن رئيس الرؤساء (1): تقدم ذكر والده كان يلقب بكمال الدين وكان والده يتولى أستاذية دار الخلافة فلما ولى الوزارة في شهر ربيع الاول سنة ست وستين وخمسمائة ولي ولده هذا أستاذية دار الخلافة وكانت فيه شدة وصرامة (2) وغلظة وجفاء وشدة بطش وقسوة وجبرية وسوء سيرة ولم يكن في بيته أسوأ طريقة منه ورأيت الناس وكافة مجتمعين على ذمه وقد سمع الحديث في صباه من جماعة ومات شابا لم يرو شيئا وكان أديبا يقول الشعر الحسن.
كتب (3) إلي أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب الاصبهاني ونقلته من كتابه (4) قال: عبيد الله بن محمد بن عبد الله ابن رئيس الرؤساء الملقب بكمال الدين أستاذ الدار العزيزية شهم مهيب وله فهم مصيب وهو غضنفر بني المظفر وصيل أبي الرفيل وله شعر مروق ومفرق فمن ذلك قوله في بعض المماليك المستنجدية كان
مليحا: وأهيف معسول الفكاهة والملهى (5) * مليح التثني والشمائل والقد (6) به ري عيني وهو ظام إلى دمي * وخدي له ورد ومن خده وردي وله يمدح المستنجد: رب الزمان أجل قدرا * أن يهنئ بالزمان لكنها العادات في * رفع المدائح والتهاني
__________
(1) انظر: الاعلام 4 / 355.
(2) في (ب) (ج): (حرابة).
(3) في (ب) (ج): (كتبت).
(4) (من كتابه) قط من (ب).
وفي (ج): (بخطه).
(5) في (ج): (اللهى).
(6) في (ب) (ج): (القر).
(*)(2/86)
انت الذي أثنت على * عليائه السبع المثاني ملك يدين لامره * الثقلان من إنس وجان يلقي الندى والعفو عف * - وا عنده جان وجاني أضحى بسيرته الانام * (من) الحوادث في أمان أفنى بذابله ذبا * ئله الاعادي والاماني لا زلت محفوظ العدا * سام الدعائم والمباني خذلان مخضر الثرى * والعود مجمر السنان (1) ما افتر في وجه الربيع * الطلق ثغر الاقحوان واستخدمت عين القوا * في منك أبكار المعاني (2)
وعزل عبيد الله عن أستاذية دار الخلافة ووالده وزير في عاشر شوال سنة سبع وستين وخمسمائة لما اشتهر عنه من سوء السيرة في أذى الناس واهتضامهم ومات في محرم سنة ست وسبعين وخمسمائة ولم يبلغ الخمسين.
364 - عبيد الله بن محمد بن عبد الجليل بن محمد بن الحسن الساوي أبو محمد بن أبي الفتح بن أبي سعد القاضي (3): شهد هو وأبوه وجده وقد تقدم ذكرهما شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم علي بن الحسين الزينبي في يوم الاربعاء لخمس خلون من ذي الحجة سنة إحدى وأربعين وخمسمائة فقبل شهادته واستنابه قاضي القضاة أبو الحسن علي بن أحمد الدامغاني في الحكم والقضاء بدار الخلافة في سنة ثمانين وأذن للشهود بالشهادة عنده وعليه فيما يسجله فكان على القضاء إلى أن مات قاضي القضاة في آخر ذي القعدة سنة ثلاث وثمانين فلما ولى ابن أخيه أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن أحمد الدامغاني القضاء ببغداد في سنة ست وثمانين استناب القاضي عبيد الله بن الساوي مدة ولايته إلى أن عزل في رجب سنة أربع وتسعين فلزم ابن الساوي منزله وعجز عن الحركة والنهوض وصار حليف الفراش إلى حين وفاته.
__________
(1) هكذا في النسخ.
(2) في (ب): (المعالي).
(3) انظر: الجواهر المضية ص 341.
(*)(2/87)
وكان شيخ القضاء والشهود في وقته وآخر من بقي من شهود الزينبي وكان فقيها فاضلا على مذهب أبي حنيفة عارفا بالاحكام والقضايا ورعا متدينا عفيفا نزها عليه مهابة ووقار وله جلالة في النفوس ومكانة وعلى وجهه أنوار الطاعة وهيبة الدين وكان يقيم جاه الشرع ويستوي عنده القوي والضعيف والشريف
والدني في مجلس الحكم وإذا وجب حق على فقير وسأل صاحب الحق حبسه أدى عنه من ماله مع قلة ذات يده بقي نيفا وخمسين سنة يشهد ويقضي بين الناس على أحسن طريقة وأجمل سيرة بشكره الخاص والعام سمع الحديث من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحسين وأبي الحسين محمد بن محمد بن الحسين بن الفراء وأبي القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري وأبي نصر أحمد بن محمد بن عبد الملك الاسدي وأبي محمد يحيى بن علي بن الطراح وأبي الفتح مفلح بن أحمد الدومي وأبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الانماطي وغيرهم.
حدث بكتاب (السنن) لابي داود السجستاني وكتاب (النسب) للزبير بن بكار عن أبي الحسين بن الفراء وبغير ذلك من الاجزاء كتبت عنه وكان ثقة نبيلا لم أر مثله في معناه.
أخبرنا القاضي أبو محمد عبيد الله بن محمد بن عبد الجليل الساوي بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحسين قراءة عليه في رجب سنة إحدى وعشرين وخمسمائة أنبأنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري قال: حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف بجرجان قال: أنبأنا أبو خليفة حدثنا عبد الرحمن ابن سلام حدثنا إبراهيم بن طهمان عن أبي إسحاق عن أنس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أكثروا الصلاد علي فانه من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا) (1).
أخبرنا القاضي أبو محمد بن الساوي قراءة عليه أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد ابن عمر الحريري قراءة عليه أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي أنبأنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه حدثنا أبو محمد عبد الله بن إسحاق المدايني حدثنا أبو بكر بن أبي النضر حدثنا شبابة حدثنا حدثني أبو العطوف قال: سمعت الزهري يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان: (هل قلت في أبي بكر قيلا) ؟ قال: نعم
__________
(1) الحديث سبق تخريجه راجع الفهرس.
(*)(2/88)
قال: (قل وأنا أسمع) قال: وثاني اثنين في الغار المنيف وقد * طاف العدو به إذ يصعد الجبلا وكان ردف رسول الله قد علموا * من البرية لم يعدل به رجلا فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه وقال: (صدقت يا حسان ! هو كما قلت) (1).
سمعت من أثق به يحكي (2) أن شيخنا القاضي أبا محمد بن الساوي قصده رجل تاجر بعد صلاة المغرب في منزله وذكر أن له غريما في الحبس وأنه قد أذن في إطلاقه لانه متوجه إلى السفر في سحرة تلك الليلة فلم يقدر القاضي في تلك الساعة على أحد من الغلمان بباب الحكم لينفذه إلى الحبس وكان يومئذ شيخا كبيرا ضعيفا فقال للتاجر: خذ بيدي حتى نصل إلى الحبس فاتكي على يد الرجل حتى أتى الحبس فأخرج المحبوس وقال: ما (3) كان الله ليراني وقد حبسته هذه الليلة عن مصالحه وقد أفرج عنه خصمه ثم عاد إلى منزله - رحمة الله عليه.
سألت القاضي أبا محمد بن الساوي عن مولده (فقال) (4): في المحرم سنة اثنتي عشرة وخمسمائة.
ورأيت بخط أبي سعد بن حمدون قال: سألت ابن الساوي عن مولده فقال: في محرم سنة ثلاث عشرة - فالله أعلم بالصحيح وتوفي يوم الاحد التاسع من المحرم سنة ست وسبعين وخمسمائة ودفن بالشونيزية عند أهله وكان آخر من بقي من بيته ولم يعقب.
365 - عبيد الله بن محمد بن عبد الرحمن الخراساني (5): حدث عن أبي إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي روى عنه الحاكم أبو عبد الله النيسابوري في كتاب (المستدرك الصحيح) على البخاري ومسلم أو أحدهما بما لم
__________
(1) انظر الحديث في: المستدرك 3 / 78 77 وطبقات ابن سعد 3 / 1 / 123.
وكنز العمال 35673.
(2) في (ب) (ج): (فحكى).
(3) في الاصل: (مما).
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(5) انظر الخبر: الجامع الصغير 2 / 147.
(*)(2/89)
يخرجاه.
أخبرنا أبو بكر القاسم بن عبد الله بن عمر بن أحمد بن منصور الصفار بنيسابور قال: أنبأنا جدى أنبأنا أحمد بن علي بن عبد الله الشيرازي قال: أنبأنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن البيع قال: حدثنا عبيد الله بن محمد بن عبد الرحمن الخراساني: من سره أن يستجاب له عند الكرب والشدائد فليكثر الدعاء في الرخاء قال الحاكم: هذا حديث صحيح الاسناد فقد احتج البخاري بأبي صالح وأبو عامر الالهاني - ظنه الهوزني وهو صدوق.
366 - عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز الطرائفي أبو غالب البزاز المعروف بابن الدهان: من أهل النصرية سمع أبا طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان وأبا محمد الحسن بن علي الجوهري وحدث باليسير روى عنه أبو البركات بن السقطي وأبو طاهر (1) السلفي.
كتب إلي علي بن المفضل (2) الحافظ قال: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قراءة عليه قال: أنبأنا أبو غالب عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز الطرائفي ببغداد بالنصرية وأنبأنا عبد الله بن ذهيل بن علي وعبد الله بن مسلم بن ثابت قالا: أنبأنا
أبو بكر محمد بن عبد الباقي الشاهد قالا: حدثنا أبو محمد الحسن بن (علي الجوهري أنبأنا أبو علي بن بشر بن) (3) موسى الاسدي حدثنا هوذة بن خليفة حدثنا عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا استيقظ أحدكم من نومه فأراد الطهور فلا يضعن يده في الاناء حتى يغسلها فإنه لا يدري أين باتت يده) (4).
__________
(1) (أبو طاهر) ساقطة من (ج).
(2) في (ب): (بن الفضل).
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(4) انظر الحديث في: صحيح مسلم كتاب الطهارة 87 وصحيح البخاري 1 / 52 وفتح الباري 1 / 263.
(*)(2/90)
أخبرني جعفر بن علي بن هبة الله المقرئ بالاسكندرية قال: أنبأنا أبو طاهر السلفي قال: سألت أبا غالب شجاع بن فارس الذهلي عن عبيد الله بن محمد بن الدهان الطرائفي فقال: سمع معنا الحديث من شيوخنا الذين أدركناهم وكان لا بأس به.
قرأت بخط أبي نصر بن الحسن بن محمد اليونارتي وأنبأنيه عنه محمد بن معمر القرشي قال: سألت الشيخ يعني أبا غالب عبيد الله بن محمد الطرائفي عن مولده فقال: ولدت سنة عشر وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أبو غالب عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز الطرائفي ويعرف بابن الدهان البزاز في يوم الثلاثاء عاشر صفر سنة ثمان وتسعين وأربعمائة ودفن في هذا اليوم بمقبرة باب حرب.
367 - عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز بن عبيد الله أبو حازم ابن أبي بكر المقرئ:
من أهل دار القز سمع أبا المعالي ثابت بن بندار البقال وأبا الغنائم محمد بن عبد الواحد بن محمد الازرق وأبا علي محمد بن محمد بن عبد العزيز بن المهدي الخطيب وأبا غالب شجاع بن فارس الذهلي وحدث باليسير سمع منه شيخنا أبو علي الحسن بن عبد الرحمن الفارسي وأخوه أبو بكر أحمد ومحمد بن الحسين بن القاسم التكريتي.
أنبأنا الحسن بن عبد الرحمن الفارسي قال: أنبأنا عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز أبو حازم المقرئ قراءة عليه أنبأنا أبو الغنائم محمد بن عبد الواحد بن محمد الازرق قراءة عليه في صفر سنة ثمان وتسعين وأربعمائة أنبأنا عبد العزيز بن علي الازجي أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد حدثنا أبو علي الحسن بن علي بن شبيب المعمري حدثنا الاشج عبد الله بن سعيد حدثنا ابن فضيل حدثنا عثمان بن حكيم قال: سمعت محمد بن كعب يقول: سمعت معاوية يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(2/91)
إذا انصرف من الصلاة: (اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد) (1).
أنبأنا محمد بن أحمد بن صالح بن شافع الجيلي عن أبيه قال: توفي عبيد الله بن محمد ابن عبد العزيز (2) بن عبيد الله أبو حازم المقرئ من ساكني دار القز يوم الثلاثاء ثامن عشر من شعبان (3) سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة ودفن بمقبرة باب حرب سمع أبا المعالي ثابتا.
368 - عبيد الله بن محمد بن عبد اللطيف بن محمد بن ثابت الخجندي أبو إبراهيم: من أهل أصبهان أخو عبد اللطيف (4) المتقدم ذكره كان فقيها فاضلا وأديبا كاملا وسمع الحديث الكثير وطلب بنفسه وكتب بخطه وقدم بغداد حاجا ثلاث
مرات: الاولى سنة اثنتين وستين والثانية سنة ست وستين والثالثة سنة ثلاث وثمانين وحدث في هذه بيسير ذكر أبو بكر عبيد الله بن علي التيمي أنه سمع منه.
قرأت في كتاب أبي بكر التيمي بخطه قال: أنشدني أبو إبراهيم عبيد الله بن محمد الخجندي رفيقنا قال: أنشدني أبو الفتح محمد بن علي النظيري لنفسه ولقد أحسن: يامن يحاول في الانشاء غايته * قف حيث أنت فإن السبق فيه ليه الدال والذال في التقطيع واحدة * والدال أربعة والذال سبعمايه أنشدني أبو المفاخر بن محمود الخطاط الاصبهاني بأصبهان قال: أنشدنا عبيد الله ابن محمد بن عبد اللطيف الخجندي لنفسه في أبي موسى الحافظ لما دفن زوجته وعاد
__________
(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 8 214 / 157.
وصحيح مسلم كتاب المساجد 138 137.
(2) في النسخ: (عبد الله بن محمد).
(3) في (ج): (الثلاثاء من عشر شعبان) وفي (ب): (الثلاثاء ثامن عشر شعبان).
(4) في الاصل: (عبد المطلب).
(*)(2/92)
مرتجلا: إمام غدا فردا فعاد مفردا * عن الاهل في خفض الزمان ورفعه أحب الاله الوتر وهو حبيبه * فصيره وترا شفيعا لشفعه سمعت أبا غانم المهذب بن الحسين بن محمد بن زينة بأصبهان يقول: توفي عبيد الله ابن الخجندي في جمادي الاولى سنة أربع وثمانين وخمسمائة.
369 - عبيد الله بن محمد بن عبد الملك الزيات (1): كان والده وزيرا للمعتصم وقد ذكر الخطيب أخويه عمر وهارون ابني محمد بن عبد الملك في التاريخ كان عبيد الله هذا أديبا فاضلا له نظم حسن.
أخبرنا عبد العزيز بن محمود الحافظ قال: أنبأنا الحسين بن علي الكوفي أنبأنا المبارك بن عبد الجبار بن أحمد أنبأنا أبو طاهر محمد بن علي البيع أنبأنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر أنبأنا أبو الفرج علي بن الحسين الاصبهاني قال: جنى الخادم غلام سليمان بن وهب كان من أحسن الناس وجها وغناء وفيه يقول عبيد الله بن محمد ابن عبد الملك الزيات: غناؤك (يا) جني وانكاس بكرة * يشبان (بي) (2) نار الهوى تتوقد على كبدي من حب من صار حبه * مكان دمي بين الحشا يتردد قالوا إلى كم يمنح الود مخلفا * فقلت كفاني منه قول وموعد 370 - عبيد الله بن محمد بن عبيد بن عبد مسيح: أبو عمر العطار: حدث عن أبي بكر القاسم بن إبراهيم الصفار القنطري وأبي محمد المنتصر بن تميم ابن المنتصر وأبي بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني وأبي إسحاق إبراهيم بن موسى الحوزي وأبي العباس أحمد بن علي الابار روى عنه أبو عبد الله عبيد الله بن
__________
(1) في (ب) (ج): (بن الزيات).
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(2/93)
محمد بن محمد بن حمدان بن بطة العكبري.
أخبرنا عمر بن محمد بن عمر القطان بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن عبيد الله بن نصر بن الزغواني البسري قراءة عليه كتب إلى أبو عبد الله بن بطة قال: حدثني أبو عمر عبيد الله بن محمد بن مسيح العطار حدثنا أحمد بن علي الابار حدثنا عبيد الله (1) بن محمد العيشي حدثنا حماد بن سلمة أنبأنا ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم: (بينما هو يلعب مع الصبيان إذ أتاه آت فصرعه فشق عن بطنه (2) فاستخرج قلبه ثم استخرج منه علقة فقال: هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في
طست بماء زمزم ثم لامه ورده مكانه) قال أنس: فجاء الصبيان يسعون إلى أمه يعني ظئره (3) فقالوا: إن محمدا قد قتل ! فاستقبلته فإذا هو منقطع اللون قال أنس: ولقد كنا نرى أثر المخيط في صدره (4).
وبه قال: حدثني أبو (عمر) (5) عبيد الله بن محمد بن مسيح العطار قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن موسى الحوزي قال ابن (6) بطة وأخبرني أبو بكر محمد بن الحسين حدثنا أبو محمد عبد الله بن صالح البخاري حدثنا أبو علي بن الصواف حدثنا أبو أحمد هارون ويوسف بن هارون قالوا: أنبأنا محمد بن أبي عمر العدي حدثني عمر بن خالد حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الجيلي عن عبد الله بن الفرات عن عثمان بن الضحاك عن ابن عباس أن قريشا كانت نورا بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق آدم عليه السلام بألفي عام يسبح ذلك النور ويسبح الملائكة بتسبيحه فلما خلق الله آدم ألقى ذلك النور في صلبه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فأهبطني الله إلى الارض في ظهر آدم في صلب آدم وجعلني في صلب نوح في السفينة وقذف بي في النار في صلب إبراهيم ثم لم يزل ينقلني من الاصلاب الكريمة إلى الارحام
__________
(1) في الاصل (ب): (العشى) وفي (ج): (العبسي).
(2) في (ج): (في بطنه).
(3) في النسخ: (يعني طيره).
(4) انظر الحديث في: مسند أحمد 3 / 149.
(5) ما بين المعقوفتين سقط من الاصول.
(6) في (ب): (به بطه).
(*)(2/94)
الطاهرة حتى أخرجني بين أبوي لم يلتقيا على سفاح) (1).
371 - عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن توبة المذهب أبو القاسم الاديب:
شاعر روى عنه أبو الحسن بن عبد السلام وأبو القاسم بن السمرقندي.
قرأت على أبي القاسم الصوفي عن مسعود بن علي بن النادر قال: أنشدنا أبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام الكاتب قال: أنشدنا أبو القاسم (2) بن توبة لنفسه: وكميد شقه الكمد * بان عنه الصبر والجلد ساهر في الليل دمعته * فوق صحن الخد تطرد قد خلا ممن يؤانسه * فهو فرد ما له أحد أنبأنا عبد الوهاب بن علي الامين عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أنشدنا الفاضل الاديب أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن توبة لنفسه: ما زلت أبذل نفسي في مودته * وكلما ازددت حبا زادني ضجرا حتى إذا استأنست عيني برؤيته * ورمت (3) أشكو إليه صده نفرا تركته واتخذت الصبر مدرعا * فما أبالي أعاد الوصل أم هجرا فعاد يطلب حبا كان يعهده * عندي فلم ير في قلبي له أثر 372 - عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن الحسين بن أحمد بن جعفر الايدي أبو بكر بن أبي البنا بن أبي بكر بن أبي عبد الله المعروف بابن الاغلاقي: من أهل واسط من بيت مشهور بالصلاح والديانة والرواية سمع القاضي أبا علي
__________
(1) انظر الحديث في: السيرة الحلبية 1 / 38.
(2) في الاصل (ج): (ابن القاسم).
(3) في الاصل (ب): (ودمت).
(*)(2/95)
الحسن بن أحمد (بن إبراهيم) (1) بن برهون الفارقي وأبا الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام الكاتب وغيرهما.
ذكر لي أبو عبد الله محمد بن سعيد الحافظ الواسطي أنه قدم بغداد وحدث بيسير وأنه كان بالجب ؟ بالحمام وأنه توفي بواسط في سنة خمس وسبعين وخمسمائة وقد قارب الثمانين.
373 - عبيد الله بن محمد بن محمد بن عبيد الله بن الحسين بن أحمد بن جعفر أبو سعد بن أبي الفضل بن أبي الحسن بن أبي الحسين الكاتب المعروف بابن حاجب النعمان: وكان من الاعيان الاماثل ! تقدم ذكر والده وقد سماه أبو علي بن البرداني محمدا وقد ذكرناه في المحمدين وسماه جماعة عدة غير عبيد الله روى عن أبيه وعن جده بالاجازة روى عنه أبو نصر هبة الله بن علي بن المجلي (2) والقاضي أبو منصور أحمد ابن محمد بن محمد بن الصباغ وعبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد القزاز وأبو بكر أحمد بن علي بن عبد الواحد الدلال.
أنبأنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الامين عن أبي الحسن علي بن أحمد الخياط قال: أنبأنا القاضي أبو منصور أحمد بن محمد بن محمد بن الصباغ إذنا قال: سمعت الرئيس أبا سعد بن حاجب النعمان يقول: سمعت أبي أبا الفضل يقول: سمعت أبي أبا الحسن يقول: كان أبو عمر الزاهد صديق أبي فمرض مرضة تأخر فيها عنه لاجل الجيش ثم لم يحمل حتى ركب إليه ومعه الجيش فدخل عليه قال أبو الحسن وأنا معه أصبو وكان أبو عمر علي سرير سعف وبين يديه لبن مطروح من حضر جلس عليه فأخذ (بيد) (3) والدي وأجلسه معه على السرير فأخذ والدي يعتذر إليه في التأخر فقال له أبو عمر: الصديق لا يحاسب والعدو لا يحتسب ثم أعاد وأخذ يعتذر
__________
(1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) في (ب): (المحلي).
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(2/96)
إليه فقال: قلة الصبر مع الود في الضمير خير من الحضور مع الغل في الصدور فقال لي والدي: يا أبا الحسن احفظ هذه هذه ثانية قال أبو بكر: كان محمد بن عمر يصلني في كل سنة فأنفذ يحملني إلى الكوفة فلم أقدر فقطع عني صلته فقلت: والله ما أبالي أنا منقطع إلى من إذا غضب رزق.
أنبأنا يوسف بن المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف قال: أنبأنا أبو جعفر يحيى ابن أحمد المأمون قال: أنشدنا أبو نصر هبة الله بن علي بن المجلي قال: أنشدنا أبو سعد عبيد الله بن محمد بن علي بن عبد العزيز بن إبراهيم (1) بن حاجب النعمان قال: أنشدنا أبي للخليل: لو كان عحبك مثل عقلك لم يكن * بك وزن خردلة من الاعجاب أو كان عقلك مثل عجبك لم يكن * أحد يقوتك من ذوي الالباب قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أبو سعد عبيد الله بن محمد بن علي بن عبد العزيز بن حاجب النعمان في يوم الخميس ثاني المحرم سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة ودفن في مقبرة باب حرب.
374 - عبيد الله بن محمد بن علي بن عبد الرحمن بن أحمد بن طاهر بن داذا ابن علك أبو علي بن أبي منصور بن أبي الحسين (2) البغدادي: سمع أبا الحسن عبيد الله بن محمد بن أحمد البيهقي وحدث باليسير سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وذكره في معجم شيوخه وذكر أن مولده في محرم سنة ست عشرة وخمسمائة وتوفي لتسع خلون من ذي الحجة سنة خمس وستين وخمسمائة ودفن بمقابر قريش.
375 - عبيد الله بن محمد بن عمار (3):
__________
(1) هكذا في النسخ وفي بداية الترجمة: (محمد بن عبيد الله بن الحسين بن أحمد بن جعفر).
(2) في (ب): (الحسن).
(3) انظر: لسان الميزان 1 / 219.
والاعلام 1 / 160.
(*)(2/97)
روى عنه ابنه أبو العباس أحمد المعروف بحمار العزيز في مصنفاته.
376 - عبيد الله بن محمد بن منصور أبو القاسم المتوثي الحنفي: حدث عن أبي الحسن أحمد بن القاسم بن وهب بن جامع العطار روى عنه أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد الشيرازي في فوائده.
أنبأنا أبو القاسم الازجي عن أبي الرجاء أحمد بن محمد الكسائي (قال أنبأنا أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد الشيرازي) (1) قال: كتب إلي أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن منصور (2) المتوثي الحنفي البغدادي إملاء علي بمدينة السلام في داره بجانب الغربي قال أملأ علي أبو الحسن أحمد بن القاسم بن وهب بن جامع العطار البغدادي حدثني أبي وحدثنا عبد العزيز بن محمود الحافظ من لفظه قال: أنبأنا محمد بن عبد الباقي أبو الفتح أنبأنا جعفر بن أحمد السراج أنبأنا الحسن بن أحمد البزاز أنبأنا جعفر بن محمد الخلدي قالا: حدثنا الحارث بن أبي أسامة عن داود بن المجبر عن نصر بن طريف عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قوام المرء عقله ولا دين لمن لا عقل له) (3).
377 - عبيد الله بن محمد بن نعيم أبو محمد القحطاني الكاتب: حدث عن أبي يعلى زكريا بن يحيى بن خلاد بن المنقري وحماد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلي وأحمد بن أبي طاهر الكاتب ومحمد بن الجهم السمري وأبي العباس محمد بن يونس الكديمي وأبي العيناء محمد بن القاسم بن خلاد والحارث بن محمد بن أبي أسامة وخالد بن يزيد الكاتب روى عنه أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري.
__________
(1) ما بين المعقوفتين: ليست في الاصول وهي إضافة في المطبوعة.
(2) في النسخ: (أبو نصر).
(3) انظر الحديث في الاحاديث الضعيفة 370 والمطالب العالية 2747.
والكامل لابن عدي 3 / 967.
(*)(2/98)
أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن البسري قراءة عليه عن أبي عبد الله بن بطة قال: حدثنا أبو محمد عبيد الله بن محمد بن نعيم القحطاني الكاتب حدثنا أبو يعلي زكريا بن يحيى بن خلاد المنقري حدثنا الاصمعي حدثنا حماد بن زيد قال: سمعت يونس بن عبيد (1) يقول: يوشك لعينك أن ترى ما لم تر ويوشك لاذنك أن تسمع ما لم تسمع ولا تخرج من طبقة إلا دخلت فيما هو دونها حتى يكون آخر ذلك الجواز على الصراط.
قرأت على محمد بن أحمد بن عمر (2) الازجي عن محمد بن عبيد الله بن نصر عن علي بن أحمد البندار قال: كتب إلي أبو عبد الله بن بطة قال: حدثنا أبو محمد عبيد الله بن محمد بن نعيم القحطاني الكاتب حدثنا حماد بن إسحاق بن إبراهيم حدثني أبي قال: حدثنا عمر بن أبي ربيعة يطوف بالبيت إذ رأى امرأة من أهل البصرة أعجبته فكلمها فلم تلتفت إليه فلما كان في الليلة الثالثة جعل يتبعها حتى كلمها فقالت: إليك عني أيها الرجل فإنك في موضع عظيم الحرمة فألح عليها حتى شغلها عن الطواف فانصرفت فأتت محرما لها فقالت له: تعال معي أرني المناسك فإني لا أعرفها فأقبلت وهو معها وعمر جالس في طريقها فلما رآه عمر عدل عنها وتولى (3) فتمثلت المرأة: تعدو السباع على من لا كلاب له * وتتقي صولة المستوسد الحامي قال إسحاق فحدثني السندي بن شاهك قال حدثت (4) أمير المؤمنين المنصور بهذا
الحديث فقال: وددت أنه لم تبق فتاة من قريش في خدرها إلا سمعت هذا الحديث.
__________
(1) في (ب): (عبيد الله).
(2) ابتداء من هنا حتى تشير مرة أخرى ساقط من (ج).
(3) في (ب): (ولى).
(4) في (ب): (حدث).
(*)(2/99)
قرأت على محمد بن عبد الواحد الهاشمي عن أبي بكر الحنبلي قال: أنبأنا أبو القاسم البندار إذنا عن أبي عبد الله بن بطة قال: حدثنا أبو محمد عبيد الله بن نعيم الكاتب حدثنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا المدائني قال: كتب زياد بن عبيد الله الحارثي إلى أبي جعفر المنصور يسأله الزيادة في عطائه وأرزاقه وأبلغ في كتابه فوقع (1) المنصور فيه أن الغنى والبلاغة إذا اجتمعا في رجل أبطراه وأمير المؤمنين مشفق عليك فاكتف بالبلاغة.
وبالاسناد قال: أنشدنا أبو محمد بن نعيم قال: أنشدني خالد بن الكاتب لنفسه: كيف يخفى تحول من هو يطفي * هل ترى لي إلا لسانا وطرفا إن عيني ردت فؤادي بنار * شوق أطفي وحرها ليس يطفا (2) كيف أهدي والنفس تزداد ضعفا * كل يوم والحب يزداد ضعفا فسقى الله كأس كل سرور * من سقاني كأس المنية صرفا 378 - عبيد الله بن محمد المهتدي بالله بن هارون الواثق (3) بالله بن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن محمد المهتدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب أبو جعفر: ذكر (لي) (4) الصولي أنه كان أكبر أولاد أبيه وأنه ولد في سنة إحدى وأربعين ومائتين وكان الناس يركبون إليه وذكر أن المهتدي خلف سبعة عشر ذكرا وست
بنات قلت: وكان فاضلا عالما روى عنه أبو محمد التيمي.
أنبأنا الحسن بن محمد الكاتب عن أحمد بن أبي منصور الفقيه قال: أنبأنا جعفر بن أحمد الاديب إذنا عن أبي نصر عبيد الله بن سعيد بن حاتم الوائلي السجستاني قال: أنبأنا أبو الحسن بن فراش حدثنا أبو محمد إبراهيم بن محمد التيمي قال: سمعت أبا جعفر بن المهتدي بالله يقول: في جماعة كنت فيهم حاضرا ذكروا أنهم من حذاق المعتزلة فقال لهم أبو جعفر بن المهتدي: طلب فاطمة والعباس مورثهما من رسول
__________
(1) في الاصل: (لوقع).
(2) إلى هنا الساقط من (ج).
(3) في (ب): (الواثقي).
(4) ما بين المعقوفتين ساقط من الاصل (ج).
(*)(2/100)
الله صلى الله عليه وسلم ومنع أبي بكر لهما لا يخلو منع أبي بكر حقا يجب لهما أو يكونا طلبا ما لا يجب لهما فليس يخلو أن يكون مع أحدهما فاستجابوا له قال أبو محمد التيمي: ورأيتهم كانوا يحبون مناظرته على ذلك فقال لهم أبو جعفر بن المهتدي: الحق معهما فقالوا: كيف ذا ؟ قال: ذا لا يشك أنهم علموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (نحن معاشر الانبياء لا نورث ما تركناه فهو صدقة فتأولت (1) فاطمة والعباس أن ذلك في الكراع والسلاح وآلة الجهاد دون المال فهما طالبان لحق بتأويل تأولاه ومنعهما أبو بكر أن المراد من قول النبي صلى الله عليه وسلم من جميع ما يملكه (2) من كراع وسلاح قال: ولم يجز لابي بكر بعد أن سمع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم أن يعطيهما (3) من ذلك شيئا ومنع بحق وكان طلب فاطمة والعباس بحق.
379 - عبيد الله بن محمد العنبري البغدادي: ذكره أبو العرب أحمد بن محمد التيمي القيرواني في كتاب (تاريخ قيروان) من
جمعه وقال: قدم علينا وله رجال منهم وكيع ويزيد بن هارون وغيرهما حدثنا عنه أحمد بن يزيد.
وقد روى عنه أيضا داود بن يحيى ومات عبيد الله بن محمد سنة ست وثلباثين ومائتين وكذلك قال لي أحمد بن يزيد.
380 - عبيد الله بن محمد أبو محمد الصوفي (4): سكن صور عند أبي عبد الله الروذباري وحدث عن أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الانماطي وأبي الحسن علي بن أحمد بن هارون بن الخليل الطبري روى عنه أبو العباس أحمد بن محمد بن زكريا النسوي.
كتب لنا (5) أبو الفتوح العجلي أن أبا طاهر عبد الكريم بن عبد الرزاق الحسنابادي أخبره قال: أنبأنا أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني قال: أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد بن هارون بن الخليل الطبري بأنطاكية قال: حدثنا أبو عبد الرحمن
__________
(1) في الاصل (ج): (فناولت).
(2) في النسخ: (ما لا يملكه).
(3) في (ب): (أن يعطيها).
(4) في (ج): (الصافي).
(5) في (ج): (كتب إلى).
(*)(2/101)
عبد العزيز بن محمد الهلالي المقرئ بالبصرة حدثنا عون بن عمارة العبدي حدثنا أبو بكر الهذلي عن الحسن عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما تصدق المرء بصدقة مثل علم ينشر (1)) (2).
قال أنبأنا أبو العباس النسوي قراءة عليه في كتاب (تاريخ الصوفية) كان ساكن صور عند أبي عبد الله الروذباري ورأيت أبا عبد الله مكرما له وقد لقي شيوخ الصوفية وصحبهم وكان يتعاهد الفقراء بحيث ما كان ويخدمهم ثم انتقل إلى
أطرابلس بعد موت أبي عبد الله ولقيته بها بآخره ومات بها قرب الثمانين وثلاثمائة.
381 - عبيد الله بن محمد أبو الحسين القصباني النحاس البغدادي: روى عن أبي إسحاق المعروف ببطيطة البغدادي حكاية سنوردها في الكنى في آخر الكتاب إن شاء الله تعالى في (أبي إسحاق) رواها عنه أبو بكر عبد الله بن أحمد ابن محمد بن أحمد بن روزنه الفارسي وذكر أنه سمع منه بفسطاط مصر.
382 - عبيد الله بن مسعود بن عبد العزيز الرازي أبو البقاء بن أبي ثابت القاضي: بغدادي المولد من ساكني رحبة جامع القصر وهو أخو عبد الله المتقدم ذكره سمع القاضي أبا الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله وأبا محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصريفيني وغيرهما وحدث باليسير روى عنه أبو معمر الانصاري وشيخنا أبو القاسم بن موسى.
أنبأنا بن بوش (3) قال: أنبأنا أبو البقاء عبيد الله بن مسعود الرازي قراءة عليه في محرم سنة سبع عشرة وخمسمائة وأنبأنا أبو علي ضيلي (4) بن أبي القاسم بن أبي علي وعمر بن محمد بن محمد بن معمر المؤدب قالا: أنبأنا محمد بن عبد الباقي الشاهد قالا:
__________
(1) في النسخ: (ينشروبه).
(2) وانظر الحديث في: المعجم الكبير 7 / 280.
ومجمع الزوائد 1 / 166 والترغيب والترهيب 1 / 119.
(3) في (ب): (أبو نوش) في كل المواضع (4) في الاصل: (ضلى).
(*)(2/102)
أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد الصريفيني حدثنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص إملاء حدثنا البغوي حدثنا يحيى بن عبد الحميد حدثنا عبد العزيز بن محمد
الرزاز (1) وروى عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد بن أبي وقاص في الجنة وسعيد بن زيد في الجنة وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة - رضي الله عنهم أجمعين) (2).
أنبأنا ابن بوش قال: قال لنا أبو البقاء بن الرازي: مولدي في سنة أربع وخمسين وأربعمائة.
قرأت بخط عبد الرحيم بن هبة الله بن المعراض الحراني قال: سألت أبا البقاء عبيد الله بن مسعود الرازي عن مولده فقال: في أول رجب سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي محمد عبد الله بن محمد بن الخشاب بخطه قال: توفي أبو البقاء عبيد الله بن أبي ثابت الرازي في يوم الخميس رابع جمادي الاولى من سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة ودفن ليلة الجمعة بباب أبرز سمعت منه.
383 - عبيد الله بن مسعود بن عبيد الله بن الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي أبو القاسم بن أبي شجاع بن الوزير أبي بكر بن الوزير نظام الملك ابن علي: سمع أبا نصر أحمد بن عبد الله بن رضوان وأبا العز أحمد بن عبيد الله بن كادش وغيرهما وحدث باليسير سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي بن الخضر القرشي وذكر أنه سأله عن مولده فقال: في يوم الجمعة خامس ربيع الاول سنة خمس وخمسمائة.
__________
(1) في (ج): (الروزار).
(2) انظر الحديث في: سنن أبي داود 4650 وسنن الترمذي 3747 وسنن ابن ماجة 133.
ومسند أحمد 1 / 193 188 187.
(*)(2/103)
384 - عبيد الله بن المظفر بن عبد الله بن محمد أبو الحكم الباهلي الحكيم (1): من أهل الاندلس ذكر الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي الدمشقي أنه ولد بالمرية سنة ست وثمانين وأربعمائة وحج سنة ست عشرة وخمسمائة ومضى إلى العراق وقرأوا عليه وخدم السلطان محمود بن ملكشاه سنة إحدى وخمسمائة وأنشأ له في معسكره في المجون توفي بدمشق ليلة الاربعاء رابع ذي القعدة سنة تسع وأربعين وخمسمائة وكان قدم دمشق سنة ثلاثين وخمسمائة.
هذا آخر كلام الحافظ أبي القاسم رحمه الله وقد ذكرناه فيمن اسمه (عبيد الله) على ما ذكره أبو شجاع بن الدهان في تأريخه والقلب إلى قول الحافظ أبي القاسم أسكن - والله أعلم بالصواب.
قرأت في كتاب أبي الخطاب عمر بن محمد بن عبد الله العليمي الدمشقي بخطه وأنبأنيه عنه علي بن المفضل الحافظ قال: أنشدني أبو الحكم عبيد الله بن المظفر بن عبد الله الباهلي الاندلسي المدني المتطيب لنفسه بدمشق: محاسن العالم قد جمعت * في حسنه المستكمل البارع وليس لله بمستنكر * أن يجمع العالم في الجامع 385 - عبيد الله بن المظفر بن علي بن الحسن بن المسلمة أبو الفضل بن أبي الفتح بن الوزير رئيس الرؤساء أبي القاسم: حدث بالوحادة (2) في كتاب نسيبة أبي علي محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن المسلمة سمع منه أبو الفضائل عبد الله بن محمد بن أحمد بن الخاضبة وذكر أبو المعالي محمد بن الحسن بن حمدون الكاتب في كتاب (التذكرة) من جمعه أنه توفي
في سنة ست وعشرين وخمسمائة وأنه كان أديبا فاضلا.
386 - عبيد الله بن أبي المعمر بن المبارك بن ثابت أبو الفتوح الوراق المعروف بالمستملي:
__________
(1) انظر: شذرات الذهب 4 / 153.
(2) في (ب): (الوحادة).
(*)(2/104)
كان يستملي على الامير أبي نصور العبادي وصحب الامير أبا نصر محمد بن علي بن أحمد (1) بن نظام الملك وتفقه عليه بمدرسة جده وكان يدرس بها وسمع منه من أبي الوقت عبد الاول بن عيسى السجزي في كتاب (الجامع الصحيح) للبخاري ومسند عبد بن حميد وكتب بخطه كثيرا من الكتب توريقا للناس وكان حسن الخط أديبا فاضلا متدينا حسن الطريقة وأقام في آخر عمره بمسجد عند الطيوريين ينسخ فيه طول النهار كتبنا عنه وكان صدوقا.
أخبرنا عبيد الله بن أبي المعمر المستملي بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو الوقت عبد الاول بن عيسى بن شعيب السجزي قراءة عليه أنبأنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي أنبأنا إبراهيم بن حزيم الشاشي حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبد الرحيم بن هارون الواسطي الغساني حدثنا قائد (2) بن عبد الرحمن عن عبد الله بن أبي أوفى قال: والله إنا لجلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه أعرابي فقال: يارسول الله ! أهلكني الشبق والجوع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الشبق والجوع ؟) قال: هو ذاك قال: (فاذهب فأي امرأة (3) تلقاها ليس لها زوج فهي امرأتك) قال الاعرابي: فدخلت نخل بني النجار فإذا جارية (4) تحترف (5) في زبيل فقلت لها: يا ذات الزبيل هل لك زوج ؟ قالت: لا قلت: انزلي فقد زوجنيك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فنزلت فانطلقت معها إلى
منزلها فقالت لابيها: إن هذا الاعرابي أتانا وأنا أحترف (6) في الزبيل فسألني: هل لك زوج ؟ فقلت: لا فقال انزلي فقد زوجنيك رسول الله صلى الله عليه وسلم: فخرج أبو الجارية إلى الاعرابي فقال له الاعرابي (7): ما ذات الزبيل منك ؟ قال: ابنتي قال: فهل لها زوج ؟ قال: لا قال: فقد زوجنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقت الجارية وأبو الجارية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال له رسول الله: (هل لها زوج ؟) قال: لا قال: (اذهب فأحسن
__________
(1) في (ج): (على بن محمد).
(2) في الاصل (ج): (وليد).
(3) في الاصل (ب): (مرة).
(4) في (ج): (بحارية).
(5) في النسخ: (تخترف).
(6) في النسخ: (اخترق).
(7) (فقال له الاعرابي) سقط من (ج).
(*)(2/105)
جهازها ثم ابعث بها إليه !) فانطلق أبو الجارية فجهز ابنته وأحسن القيام عليها ثم بعث معها بتمر ولبن فجاءت به إلى بيت الاعرابي وانصرف الاعرابي إلى بيته فرأى جارية مصنعة (1) ورأى تمرا ولبنا فقام إلى الصلاة فلما طلع الفجر غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وغدا أبو الجارية إلى ابنته فقالت: والله ! ما قربنا ولا قرب تمرنا ولا لبننا قال: فانطلق أبو الجارية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فدعا الاعرابي فقال: (يا أعرابي ! ما منعك من أن تكون ألممت بأهلك ؟) قال: يارسول الله ! انصرفت من عندك ودخلت المنزل فإذا جارية مصنعة ورأيت تمرا ولبنا فكان يجب لله أن أحيي ليلتي إلى الصبح.
(قال): (يا أعرابي اذهب فألم بأهلك).
توفي أبو الفتوح المستملي في ليلة الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من صفر سنة
تسع وتسعين وخمسمائة وقد جاوز السبعين.
387 - عبيد الله بن ملد بن المبارك بن الحسين أبو طالب بن أبي المكارم الهاشمي المعروف بابن الغسال (2) ويدعى بالاكمل: ولي النظر بديوان الرمام في رجب سنة تسعين وخمسمائة وقلده الامام الناصر لدين الله النقابة للهاشميين في سلخ شعبان سنة اثنتين وتسعين وعزله في سنة ست وتسعين.
ثم رد إليه النظر في أعمال العراق فانحدر إلى هناك فأقام مدة ثم عزل فلزم المقام بواسط فأقام بها إلى أن أدركه أجله في يوم الاحد الثالث والعشرين من شوال سنة ست وتسعين وخمسمائة بالمارستان بواسط ودفن بمقبرة قبلة المصلي هناك وكان شابا حسنا وقد كتبنا عن والده وعاش بعده مدة وأضر وسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى.
388 - عبيد الله بن نصر (3) بن عبيد الله بن سهل بن السري الزغواني أبو محمد: والد علي ومحمد كان شيخا صالحا حافظا لكتاب الله سمع الشريفين أبا الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله وأبا الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون وأبا جعفر
__________
(1) في (ج): (مصبغة).
(2) في النسخ: (بابن الستال).
(3) في الاصل (ب): (محمد) وفي (ج): (محمد نصر).
(*)(2/106)
محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن المسلمة وأبا محمد عبد الله بن محمد الصريفيني وأبا القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري وغيرهم.
روى عنه أبو المعمر الانصاري وشيخنا زاكر بن كامل.
أنبأنا أبو القاسم ذاكر بن كامل الحذاء قال: أنبأنا أبو محمد عبيد الله بن نصر بن
الزاغوني قراءة عليه في محرم سنة ثلاث عشرة وخمسمائة وأنبأنا عبد العزيز بن محمود ابن الاخضر وعمر بن محمد بن معمر المؤدب ويوسف بن المبارك بن كامل الخفاف قراءة عليهم قالوا: أنبأنا أبو محمد يحيى بن علي بن الطراح قراءة عليه قالا: أنبأنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون قراءة عليه حدثنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني قال: قرئ علي أبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز وأنا أسمع حدثكم يحيى بن أيوب حدثنا إسماعيل بن جعفر أنبأنا عمرو بن أبي عمرو عن سعيد ابن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بعثت من خير قرون بني آدم قرنا فقرنا حتى بعثت من القرن الذي كنت منه) (1).
قرأت في كتاب (التاريخ) لابي الحسن علي بن عبيد الله بن نصر بن الزاغوني الفقيه بخطه قال: وفي يوم الاحد ثامن صفر سنة أربع عشرة وخمسمائة توفي الوالد أبو محمد عبيد الله أبي نصر بن الزاغوني وصلينا عليه بجامع القصر في جماعة كثيرة ذكره غيره أنه دفن بباب حرب وقد جاوز الثمانين.
389 - عبيد الله بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن حمزة القزويني أبو الوفاء الحنفي الواعظ (2): من أهل أصبهان كان يعرف شفرود (3) وهو أخو شيخنا رزق الله الذي تقدم ذكره كان من أعيان أهل بلده فضلا وعلما وأدبا وكان يعظ على الكرسي بكلام مليح وله النظم والنثر الحسن وكان فصيحا بليغا ظريفا لطيفا ذكر لي ولده أبو عبد الله الحسين أنه دخل بغداد حاجا عدة مرار وأنه أقام ببغداد سنة وعقد بها
__________
(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 4 / 259 229.
ومسند أحمد 2 / 373.
(2) انظر الجواهر المضية 1 / 341.
(3) في الجواهر: (بأبي سقرة).
(*)(2/107)
مجلس الوعظ بالمدرسة التاجية.
أنشدني أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله بن هبة الله القزويني بأصبهان أنشد والدي ببغداد على المنبر في اللمدرسة التاجية مرتجلا لنفسه وقد دنت الشمس للغروب وكان ساعته قد شرع في ذكر مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لا تعجلي يا شمس حتى ننتهي * فضلا لمدح المرتضي ولنجله (1) يثني عنانك إن غربت ثناؤه * أنسيت يومك إذ (2) رددت لاجله إن كان للمولى وقوفك فليكن * هذا الوقوف لخيله (3) ولرجله ذكر لي أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله أن والده توفي بشيراز في النصف من شعبان سنة خمس وثمانين وخمسمائة وأن مولده كان تقديرا سنة أربع وثلاثين وخمسمائة.
390 - عبيد الله بن هبة الله بن الاصباغي أبو غالب الكاتب الملقب بتاج الرؤساء: ناب في ديوان الزمام بعد عزل أبي علي بن صدقة إلى النظر بديوان الزمام في سنة اثنتين وخمسمائة وجعل أبو غالب مشرفا عليه وكان أديبا فاضلا شاعرا مليح الشعر ظريفا سمع من أبي منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري وغيره روى عنه أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش وأبو الفضل محمد بن محمد بن محمد (4) بن عطاف الموصلي وأبو الحسن سعد الله بن محمد بن (علي) (5) بن طاهر الدقاق.
أنبأنا أبو القاسم سعيد بن محمد بن عطاف عن أبيه قال: حدثنا تاج الرؤساء أبو غالب بن الاصباغي قال: حدثني الرئيس أبو طاهر بن الشاطر أنه حضر عند الرئيس أبي القاسم بن علي بن الجراح وقد حضر عنده جماعة من الصبية ليسمعوا
__________
(1) في النسخ: (لنحله) و (2) في الجواهر: (يوما قد).
(3) في الاصول، (الوقت بخيله).
(4) (بن محمد) ساقطة من (ب).
(5) ما بين المعقوفتين بياض بالاصل (ج).
(*)(2/108)
حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فحضرت عنده امرأة من دار الطائع والتمست منه حاجة فعدل عنها إلى إتمام الحديث فشق عليها وقالت: بم أنت مشغول ؟ فقال: بنقل فضائل رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخراب إلى العامر.
أنبأنا أبو القاسم المؤدب عن أبي العز أحمد بن عبيد الله بن كادش العكبري قال: أنشدنا أبو غالب عبيد الله بن هبة الله الكاتب لنفسه: عقرتهم معقورة لو سالمت * شرابها ما سميت بعقار وكيف طوائلها القديمة إذ غدت * صرعى تداس بأرجل العصار (1) لانت لهم حتى انتشوا فتمكنت * منهم فصاحت فيهم الآثار سجدوا لكأسات العقار كأنهم * صور المجوس إلى بيوت النار وأماتهم (2) طرب الاغاني ميتة * أخذوا لها الانوار بالاوتار قرأت على أبي العلاء أحمد بن شاكر الكاتب بمعرة النعمان عن أبي عبد الله محمد ابن عبد الله بن العباس بن عبد الحميد الحراني (3) قال لتاج الرؤساء أبي غالب بن الاصباغي: هربت (4) من لا ألام فيه ولا * أنسب في حبه إلى الغلط لانني ما وضعت قط يدي * مذ كنت طفلا إلا على النقط (5) 391 - عبيد الله بن يحيى بن خاقان أبو الحسن أبو الوزير (6): ذكر عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر أن اسم خاقان النضر بن موسى بن مسلم بن صبيح ومسلم يكنى أبا الضحى الراوي عن ابن عباس وغيره وإنما لقب بخاقان لانه
__________
(1) في (ب): (العضار).
(2) في (ج): (أمامهم).
(3) في النسخ: (الحرامي).
(4) هكذا في الاصول.
(5) في (ج): (آخر الجزء الثاني بعد الخمسين والمائة من الاصل وأول الجزء 153: عبيد الله بن يحيى).
(6) انطر: شذرات الذهب 2 / 147 والعبر 2 / 26 والاعلام 4 / 355.
وكتاب الوزراء للجهشياري ص 254.
(*)(2/109)
كان معحبا بالغلمان الاتراك فقال: بعض أهل خراسان وقد رآه راكبا: أما أنت (1) خاقان ملك الترك فبقيت عليه.
قرأت على محمد بن عبد الواحد عن محمد بن عبيد الله أن علي بن أحمد أخبره عن عبيد الله بن محمد قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي إذنا قال: حدثنا محمد بن سعيد قال: سمعت محمد بن صالح النطاح يقول آل (2) خاقان نافله إلى خراسان بن المدار ؟ وإلى البصرة ينسبون وهم موالي للازد لقوم منهم يقال لهم بنو واشح بن عمرو ابن مالك بن فهم بن تميم بن دوس.
وبه: عن الصولي قال حدثنا الحسين بن علي الكاتب قال: لما نكب المتوكل محمد ابن الفضل الجرجاني قال: قد مللت عرض المشايخ علي فاطلبوا لي حدثا من أولاد الكتاب وبقي شهرين بلا وزير وأصحاب الدواوين يعرضون عليه أعمالهم فاختاروا له ثلاثة من أولاد الكتاب وقالوا: يختار منهم من أراد فكان أول من اختاروا له أبا الفضل إسحاق بن إبراهيم بن العباس الصولي الكاتب واختاروا له أبا الفرج محمد بن نجاح بن سلمة وأبا الحسن عبيد الله بن يحيى بن خاقان فأما
إسحاق بن إبراهيم فان أباه استعفى له وحلف أنه لا يصلح لهذا الامر وكان أكتب الناس وإذكاهم وأحسنهم وجها فأشفق عليه فأعفاه المتوكل وأما أبو الفرج محمد بن نجاح بن سلمة فإن المتوكل رآه فاستثقله وقال: أريد من يخف على قلبي فوصف له الفضل بن مروان عبيد الله بن يحيى وزاد في فضله وفرضه وكان يوقع بين يديه فأمر بإحضاره فأحضر الدار فلما خاطبه أعجبه حركته وحلاوته وكان قدم شفاعة إلى الفتح بن خاقان فقال الفتح للمتوكل: إن رأى أمير المؤمنين أن يأمره بأن يكتب بين يديه فقال له: اجلس واكتب ! فجلس وكتب خطا حسنا فاستحسن المتوكل خطه فقال له الفتح: الذي كتب أحسن من خطه قال: وما هو ؟ قال: كتب (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) وقد تعالمت (3) ببركته لبركة (4) ما كتب فولاه العرض
__________
(1) في (ب): (إنما أنت).
(2) في الاصل (ج): (إن).
(3) في الاصل: (تعالت).
(4) في (ج): (لتركه).
(*)(2/110)
فبقي سنة يؤرخ الكتب عنه وعن وصيف التركي مولى أمير المؤمنين فلما مضت سنة خص عبيد الله بالمتوكل فطرح اسم وصيف ونفذت الكتب باسم عبيد الله وحده.
قال الصولي: وكان عبيد الله بن يحيى جوادا كريما سمح الاخلاق ممدحا.
حدثنا أبو العينا قال: لما دخلت على المتوكل قال لي: ما تقول لي في عبيد الله بن يحيى ؟ قلت: نعم العبد لله ولك منقسم بين طاعته وخدمتك يؤثر رضاك على كل فائدة وما عاد بصلاح رعيتك على كل لذة.
قرأت في كتاب (الوزارء) (1) لمحمد بن عبدوس الجهشياري قال: سمعت أبا الحسن علي بن عيسى بن داود بن الجراح يقول: وقد جرى ذكر عبيد الله بن
يحيى لم يكن له من الصناعة حظ إلا أنه أيد بأعوان وكفاة من كتاب الزمان وكان واسع الحياء (2) حسن المداراة.
أنبأنا يحيى بن أسعد التاجر قال: أنبأنا أبو العز أحمد بن عبيد الله العكبري قراءة عليه أنبأنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري (3) حدثنا القاضي أبو الفرج المعافى ابن زكريا النهرواني حدثنا محمد بن علي بن محمد بن الجهم أبو طالب الكاتب حدثني أبو العباس محمد بن عبد الله بن طاهر حدثني أبي عن أحمد بن إسرائيل قال: خرجت يوما إلى عبيد الله بن يحيى بن خاقان فلما صرت في صحن الدار رأيته مضطجعا على مصلاه موليا ظهره باب مجلسه فهممت بالرجوع فقال لي الحاجب: ادخل فإنه منتبه فلما سمع حسي جلس فقلت: حسبتك نائما فقال: لا ولكنني كنت مفكرا قلت: فيما ذا - أعزك الله تعالى ؟ قال: فكرت في أمر الدنيا وصلاحها في هذا الوقت واستوائها ودرور الاموال وأمن السبل وعز الخلافة فعلمت أنها أمكر وأنكد وأغدر من أن يدوم صفاؤها لاحد قال: فدعوت له وانصرفت فما مضت أربعون ليلة منذ ذلك اليوم حتى قتل المتوكل ونزل به من النفي ما نزل.
قال الصولي: نزل جماعة من أعداء عبيد الله يحرضون المنتصر على قتله ويعرفونه
__________
(1) انظر كتاب الوزراء: ص 254.
(2) في (ب) (ج): (الحيلة).
(3) في الاصل: (الحازري) وفي (ب): (الحارزى) وفي (ج): (الحارابي).
(*)(2/111)
ميله إلى المعتز حتى هم بذلك وأحمد بن الخصيب (1) يروعه عنه حتى نفاه وأبعده إشفاقا على نفسه إلى أقريطش.
قرأت في كتاب أبي الفتح عبيد الله بن أحمد النحوي المعروف بجخجخ بخطه قال: أخبرني أبو الحسين عبد الواحد بن أحمد بن الخصيب قال: حدثني أبو أحمد
عبد الرحمن بن محمد بن يزداد الكاتب قال: كنت في دار عبيد الله بن يحيى بن خاقان انتظر إذنه ونحن جماعة قبل الحادث عليه بأيام يسيرة فوقعت عيني على كتاب وسادة في الموضع الذي كنا فيه فإذا هو: إني أقول لكم يا أيها البشر * إن الميتة لا تبقي ولا تذر ما لي أراكم كأن الدهر أمنكم * من أن يحل بكم أو يحدث الغبر وانصرفنا: فما كانت الايام (إلا) قلائل حتى حدث من أمره ما حدث.
وبالاسناد الاول إلى الصولي قال: سمعت ولي (2) المعتمد الخلافة وتم أمر البيعة له سموا للوزارة سليمان بن وهب والحسن بن مخلد وجمع الكتاب فقال الحسن: هذا عبيد الله بن يحيى ببغداد قد رأس الجماعة واصطنعهم وهو لجميع الموالي كالوالد كل يطيعه وأمره في مناصحة المتوكل والميل إلى ولده طاهر وما أحسنه بحيث إلا بعد كل عظيم فصدقه الكتاب والقواد وقالوا مثل قوله وكان أول من استصوب هذا الامر سليمان بن وهب فقال المعتمد وأبو عيسى بن المتوكل: ما لنا حط في غيره فأنفذوا جماعة إلى بغداد وكتب أبو عيسى بخطه كتابا جميلا يستحثه إلى سرعة النهوض إلى سر من رأى ليشاوره أمير المؤمنين في أشياء يحتاج عليها ولطف له وخاف أن يذكر له الوزارة واستتر (3) لما كان يعلم من زهده (4) فيها واقتصاره وأمنه على نفسه وتقدم على الرسل أن يستروا (5) أمرهم حتى تقع (6) أعينهم عليه ففعلوا ذلك ودفعوا الكتاب إليه فكرهه وشخص معهم غير نشيط لذلك فأدخل على
__________
(1) في (ب): (الخطيب) في كل المواضع.
(2) في (ج): (تولى).
(3) في (ج): (سيسنتر) و (ب): (فيستر).
(4) في (ج): (عن هذه) وفي (ب): (من الاوده).
(5) في (ج): (أن ستر).
(6) في (ب): (يقع).
(*)(2/112)
المعتمد فأمر أن يخلع عليه للوزارة فخرج من بين يديه فامتنع من ذلك أشد الامتناع وقال: إن تركت ببغداد وسر من رأى وإلا صرت إلى بعض الثغور ؟ فخلا به أبو عيسى ابن المتوكل وأعلمه أنه لا تجوز له مخالفة أمير المؤمنين ووجه الحسن إلى أبي عيسى أن رأى الامير أن يعلمه أنه متى ولي هذا الامر تضمنت له القيام بأمر الملك وإعطاء الموالي والتكفل بجميع النفقات فلان قليلا وأمر أن (1) يدخل الحسن بن مخلد إليه يجئ به فضمن له ما راسله به شفاها وخلع عليه يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان يعني من سنة ست وخمسين ومائتين فولى الامر بعفاف وسعة نفس وحسن تدبير وإظهار مروءة أدته إلى أن مات وعليه ستمائة ألف دينار لغرماء قد ربحوا عليه أضعافها مع كثرة ضياعه ووفور ارتفاعها ووجده الناس قد وقزته السن وأدبته النكبة فزاد عفافه وتوقيه.
وبه: عن الصولي قال: حدثني الحسين بن علي قال: سمعت سليمان بن وهب غير مرة يقول: ما رأيت أجل نفسا من عبيد الله بن يحيى ولا أتم نزاهة ولا أكمل جلالة ولا أحق رئاسة كأنه والله خلق لما هو فيه.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن محمد (2) بن سعيد بن محمد الشافعي قال: أنبأنا عبد المحسن بن محمد التاجر أنبأنا أبو الحسن وأبو الحسين أحمد وعلي أنبأنا محمد وأبو قدومة الصيدلاني بمصر قالا: أنبأنا القاضي أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن الدينوري أخبرني أبو بكر عبد الله بن عيسى حدثني أبو علي أحمد بن إسماعيل الكاتب قال: كنت في موكب عبيد الله بن يحيى بن خاقان فأخذ رجل بلحام دابته وقال له: يا زنديق ! فقال: كذبت ما عبدت إلا الله عزوجل فقال له: يا فاسق ! فقال له: كذبت ما أنا بفاسق فقال: يا كذاب ! فقال: صدقت نبلى بأنكاد مثلكم
فتضطرونا إلى أن نكذب لكم خل اللجام ثم أمر أن لا يتبعه أحد من حاشيته فتعجب من حلمه.
أنبأنا يوسف بن المبارك الشافعي عن محمد بن أبي طاهر الكاتب (3) أن علي بن
__________
(1) في (ب) (ج): (وأمر بأن).
(2) في (ب): (على بن محمد).
(3) في (ب): (الحاسب).
(*)(2/113)
المحسن بن علي التنوخي أخبره عن أبيه قال: حدثني أبو الحسين علي بن هشام بن أبي قيراط حدثني أبو الحسن بن بسطام المعروف بالفتى حدثني أبي قال: كنت واقفا على باب عبيد الله بن يحيى بن خاقان أنتظر الاذن وكان محتجبا فأقبل أبو غانم سعيد ابن حميد الكاتب وكان خاصا به فحجب (1) فخجل لما رآني قد عرفت ذلك ثم أخذ دواة وكتب لنفسه وأنشدنيه وهو على ظهر دابته رقعة ترجمها باسمه وليس فيها إلا هذه الابيات: حجبت وقد كنت لا أحجب * وأبعدت عنك فما أقرب وما لي ذنب سوى أنني * إذا أنا أغضبت (2) لا أغضب وأن ليس دونك لي مطلب * ولا دون بابك لي مرغب فليتك تبقى سليم المكان * وتأذن إن شئت أو تحجب قال: فلما وصلت الرقعة إليه أذن له وحلف على حاجبه أنه إن حجبه ليلا أو نهارا صرفه.
قرأت في كتاب (الوزراء) للجهشياري قال: حدثني نصر بن الفتح حدثني الحسن ابن موسى كاتب مسرور البلخي قال: سايرت عبيد الله بن يحيى وهو يريد دار المعتمد فوقف له بشيخ فتظلم إليه فقال له: يا هذا ! منا أحوجك إلى اعتراضي في
الطريق وأنا أقعد للمظالم في كل جمعة يوما ووقف عليه ونظر في أمره قال: وكان يقف على المرأة والصبي ويلطف مخاطبة من يكلمه.
أنبأنا ذاكر بن كامل أن أبا سعد (3) بن الطيوري أخبره عن علي بن المحسن بن على التنوخي عن أبيه قال: حدثني أبو الفرج علي بن الحسين الاصبهاني حدثني الحسن بن علي حدثني ابن مهرويه حدثني أبو الشبل عصم بن وهب البرجمي قال: حضرت مجلس عبيد الله بن يحيى بن خاقان وكان إلي محسنا وعلي مفضلا فجرى ذكر البرامكة فوصفهم الناس بالجود والكرم وقالوا في كرمهم وجوائزهم وأكثروا
__________
(1) في (ب): (لحجب).
(2) في الاصل (ج): (اعضب) في الاصل (ج): (اعضب).
(3) في (ج): (أبو سعيد).
(*)(2/114)
فقمت وقلت: رأيت عبيد الله أفضل سؤددا * وأحزم من فضل بن يحيى بن خالد أولئك جادوا والزمان مساعد * وقد جاد ذا والدهر غير مساعد قرأت على أبي القاسم سعيد بن محمد المؤدب عن أبي بكر محمد بن الحسين المزرقي عن محمد بن أحمد بن محمد الشاهد أخبره عن أبي القاسم إسماعيل بن سعيد المعدل أنبأنا أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي قال: أنبأنا محرز الكاتب قال: اعتل عبيد الله بن يحيى بن خاقان فأمر المتوكل الفتح أن يعوده فأتاه فقال: أمير المؤمنين يسألك عن علتك فقال عبيد الله: عليل من مكانين * من الاسقام والدين وفي هذين لي شغل * وحسبي شغل هذين فأمر المتوكل له بألف ألف درهم.
قرأت على المتوكل عن الحنبلي قال: أنبأنا البندار عن الفرضي أن الصولي أخبره قال: حدثني عون بن محمد ومحمد بن داود ومحمد بن الفضل أن عبيد الله (1) بن يحيى دخل إلى الميدان في داره يوم الجمعة لعشر خلون من ذي القعدة سنة ثلاث وستين ومائتين يضرب بالصوالجة فصدمه على ثلاث ساعات من النهار خادمه رشيق فسقط عن دابته وبادره غلمانه فحملوه فما نطق بحرف حتى مات بعد ثلاث ساعات من صدمته والناس في صلاة الجمعة (2).
392 - عبيد الله بن يحيى بن الوليد بن عبادة البحتري أبو أحمد:
__________
(1) في (ج): (ابن عبيد الله).
(2) (في (ج) ما نصه: (انتهى المجلد العاشر من ذيل تاريخ بغداد وأخبار فضلاتها الاعلام ومن وردها من علماء الانام) تأبيف الشيخ الامام الحافظ محب الدين محمد بن محمود بن محاسن البغدادي المعروف بابن النجار رحمه الله آمين.
وكان الفراغ منه يوم الخميس الواقع في سبعة عشر ربيع الثاني ألف وثلاثمائة وثلاثين بقلم الفقير إلى ربه المائح محمد صادق بن السيد أمين المالح المقيم المستقيم بالمكتبة العمومية الظاهرية بدمشق رحمة الله عليه وعلى والديه وعلى من دعاههما بخير ولجميع عباد الله.
تم الجزء الاول ويليه الجزء الثاني من المجلد العاشر من (ذيل تاريخ بغداد) أوله: (عبيد الله بن يحيى بن الوليد بن عبادة).
تم النصف الثاني من المجلد العاشر من ذيل تاريخ بغداد تأليف الشيخ الامام الحافظ محب الدين محمد بن محمود بن محاسن البغدادي المعرف بابن النجار رحمه الله آمين صادق.
(*)(2/115)
من أهل منبج الشاعر قدم بغداد وروى بها شيئا من شعر جده قرأ عليه أبو عثمان الناجم.
قرأت في كتاب إسماعيل بن علي بن الحسين السمان (1) الرازي بخطه وأنبأنيه محمد ولامع أنبأنا أحمد بن نصر الصيدلاني عن أبي علي الحداد عنه قال: حدثنا أبو الحسين
أحمد بن يحيى بن سهل بن السري الطائي المنبجي من لفظه قا: حدثنا أستاذنا أبو العباس أحمد بن فارس الاديب المنبجي قال: حدثني أبو أحمد عبيد الله بن يحيى بن الوليد البحتري قال: لقيني أبو عثمان الناجم صاحب ابن الرومي وأنا ببغداد فقرأ علي قصائد من شعر جدي وحدثني قال: قال لي ابن الرومي يوما: ويحك ألا أعجبك وأطرفك من هذا الفلك المبارك ؟ قلت: وما هو لا تأخذ معي في كفرياتك فقال: ولو كفرت لم أكن ملوما من ذلك إنا جماعة من الشعراء أنا (2) نتردد إلى باب الوزير صاعد بن مخلد منذ خمسة أشهر لم يؤذن لواحد منا فلما كان في (3) هذا اليوم وافى البحتري إلى باب صاعد فلما أشرف رفعت له الستور ودخل من وقته فأنشده شعرا وخرج وبين يديه خمس بدر فليت شعري ما الذي أنشده أتراه جاءه بما لم ينزل إلا عليه بالله لما صرت إليه وجئتني بالقصيدة لننظر فيها فمضيت إلى جدك فسألته عنها فقال: هي في ذلك اللوح لم أبيضها فإن شئت أن تكتبها فافعل ! فكتبها ودفعتها إلى ابن الرومي وهي القصيدة التي أولها (4): سواي مرجي سلوة أو مريدها * إذا وقدات الحب حب خمودها فنظر فيها فلما وصل إلى هذا الموضع: مقيم بأكناف المصلي تصيدني * لاهل المصلي ظبية ما أصيدها نرغب عن صبغ المجاسد قدها * ليحلو واستغنى عن الحلي جيدها حرك رأسه تعجبا فلما وصل إلى قوله في المدح:
__________
(1) في (ج): (السماك) وفي (ب): (السمال).
(2) في (ب): (لنا).
(3) في (ج): (كان لي).
(4) تم تصحيح الابيات من الديوان للبحري 1 / 293.
(*)(2/116)
لقد وفق الله الموفق للتي * تباعد عن غي الملك رشيدها رأى صاعدا أهلا لاشرف (1) رتبة * فشق على ساري النجوم صعودها قال: والله لو أعطاه عليه مائة بدرة لكان له باخسا فرجعت إلى البحتري فعرفته بما قال ابن الرومي فقال: إني أظن أن أبا الحسن هذا في وقته مضيفا وليس بيني وبينه فرق في حال ! فدفع إلي مائة دينار وقال لي: ادفعها إليه فلما أوصلتها إليه (1) أسهب في اثناء عليه وعمل من وقته أبياتا في صاعد يقول فيها: وإنك إذا تصغي إلى شعر شاعر * فإنك مثل البحتري لماجد 393 - عبيد الله بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن جميل أبو أحمد (3): من أهل أصبهان.
ذكره أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ في تاريخ أصبهان من جمعه.
وقال: لقيته ببغداد ثم رجع إلى أصبهان وتوفي بها يوم الاربعاء سلخ شعبان سنة ست وثمانين وثلاثمائة سمع الكثير من أصول جده (4) وروى عن الحسن بن عثمان النسوي بعض كتب يعقوب بن سفيان.
394 - عبيد الله بن يونس بن أحمد بن عبيد الله بن هبة الله أبو المظفر (5): من أهل باب الازج قرأ القرآن والفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل على أبي حكيم إبراهيم بن دينار النهرواني ثم قرأ الاصول والكلام عهلى أبي الفرج صدقة بن الحسين ابن الحداد وسمع الحديث من الشريف أبي العباس أحمد بن محمد ابن عبد العزيز العباسي وأبي الوقت عبد الاول بن عيسى السجزي وأبي القاسم نصر ابن نصر بن علي العكبري وأبي بكر محمد بن عبيد الله بن نصر بن الزغواني وأبي منصور مسعود بن عبد الواحد بن الحصين وأبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وجماعة دونهم.
ثم سافر إلى همدان فقرأ القرآن على الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد بن العطار
__________
(1) في (ج): (أهل الاشرف).
(2) في النسخ: (إليها).
(3) انظر العبر 3 / 33.
(4) (ج): (سمع الوصول من حده والكثير منه).
(5) انظر: لسان الميزان 4 / 117.
والاعلام 4 / 355.
(*)(2/117)
وسمع منه الحديث ثم عاد إلى بغداد وشهد عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن أحمد الدامغاني في ولايته الثانية في يوم الاربعاء حادي عشر ذي القعدة من سنة خمس وسبعين وخمسمائة ثم رتب وكيلا للجهة أم الامام الناصر لدين الله بعد وفاة والده وكان وكيلها.
ثم ترقت به الحال فرتب ناظرا في ديوان الزمام في رجب سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة ولم تزل السعادة (1) له شاملة إلى أن ولى الوزارة وخلع عليه في يوم الجمعة الثاني والعشرين من شوال من سنة ثلاث وثمانين.
ثم نفذ مع العسكر المنصور إلى همذان لمناجزة طغرل بن أرسلان بن طغرل بن محمد السلجوقي الخارج هناك المتسمي بالسلطان فتوجه في غرة (2) صفر سنة أربع وثمانين فلما تلاقي الجمعان انكسر الوزير وقلت جموعه وأخذ أسيرا (3) وحمل إلى همذان ثم منها إلى آذربيجان.
ثم أطلق فتوجه إلى الموصل (4) ثم جاء إلى بغداد فدخلها مستترا في شهر رمضان من سنة أربع وثمانين المذكورة وبقي في بيته لا يظهر مدة ثم إنه رتب ناظرا في المخزن المعمور وأعماله مدة ثم نقل إلى أستاذية دار الخلافة في سنة سبع وثمانين وردت أمور الديوان إليه فصار كالنائب في الوزارة يصدر الامور وينفذها والناس سامعون له مطيعون إلى أن رتب ابن القصاب وزيرا في شهر رمضان من سنة تسعين فعزل ابن يونس عن ولايته وقبض عليه واعتقل بدار ابن القصاب فبقي بها معتقلا إلى
أن توفي ابن القصاب في سنة اثنتين وتسعين فنقل ابن يونس من داره إلى دار الخلافة فحبس في بواطنها وكان آخر العهد به.
وكان ذكيا حسن الفهم غزير الفضل له يد حسنة في علم الاصول ثم يعرف الكلام معرفة جيدة.
وقد صنف كتابا في الاصول ومقالات الناس فكان يقرأ عليه في داره ويحضر (الفقراء) (5) والفقهاء والعلماء لسماعه وكانت له معرفة حسنة
__________
(1) في الاصل: (الشهادة).
(2) في (ج): (عشرة).
(3) في الاصل: (يسيرا).
(4) في النسخ: (المتوصل).
(5) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل (ج).
(*)(2/118)
بالفرائض والحساب وقد حدث بشئ يسير سمع منه عبد العزيز بن دلف وأبو الحسن بن القطيعي ولم تكن سيرته محمودة في ولايته كلها ولا طريقته مرضية.
أخبرنا أبو الخير داود بن بندار بن إبراهيم الفقيه الشافعي قال: أنبأنا الوزير أبو المظفر عبيد الله بن يونس قراءة عليه وحدثنا عبد العزيز بن محمود الحافظ من لفظه وأصله قالا: أنبأنا الشريف أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي قراءة عليه أنبأنا أبو علي الحسن بن عبد الرحمن الشافعي حدثنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم العبقسي أنبأنا أبو الفضل العباس بن محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني حدثنا أبو عمير حدثنا ضمرة عن الشيباني عن عمرو بن عبيد الحضرمي عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى استقبل بي الشام واستدبر بي اليمن ثم قال لي: يا محمد ! جعلت لك ما تجاهك غنيمة ورزقا وما خلف ظهرك مددا ولا يزال الله تعالى يريد الاسلام وأهله وينقص من الشرك وأهله حتى يسير الراكب
بين النطفتين لا يخشى إلا جور وليبلغن (1) هذا الدين ما بلغ الليل) (2).
ذكر بعض المؤرخين أن ابن يونس مات في يوم الثلاثاء سابع عشر صفر سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة في محبسه بدار الخلافة فدفن فيه وهو السرداب - والله أعلم.
395 - عبيد الله بن أحمد بن مخلد بن أبان الدقاق المعروف بالعسكري: سمع عيسى بن أبي حرب الصفار وأبا بكر محمد بن أحمد (3) بن يعقوب بن شيبة وغيرهما وكتب بخطه روى ابن ابنه أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبيد عن وجوده في كتابه وذكر أن جده عبيدا سافر إلى سر من رأى فلما عاد إلى بغداد سمى العسكري.
أخبرني أبو الفتوح نصر بن محمد بن علي الحافظ بمكة قال: أنبأنا أحمد بن المبارك ابن سعد أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا علي بن محمد السمسار أنبأنا الحسين بن محمد العسكري قال: وجدت في كتاب بخط جدي عبيد بن أحمد بن مخلد الدقاق قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: رأيت في كتاب جدي بخطه
__________
(1) في (ج): (وليعلمن).
(2) انظر الحديث في: المعجم 8 / 171.
ومجمع الزوائد 10 / 60.
والاحاديث الصحيح 35.
(3) في الاصل: (بن حمد).
(*)(2/119)
سمع عبيد الله بن محمد بن حفص العيشي (1) يقول: سمعت أبي يقول: لما قبض ولد العباس خزائن بني أمية وجدوا سقطا مختوما ففتحوه فإذا فيه رق مكتوب عليه: (شفاء بإذن الله) قال: ففتح فإذا هو: (بسم الله وبالله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم أسكن أيها الوجع سكنت بالذي له ما سكن (2) في الليل والنهار وهو السميع العليم بسم الله وبالله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اسكن أيها الوجع بالذي يمسك السماء أن تقع على الارض إلا بإذنه إن الله بالناس لرءوف
رحيم بسم الله وبالله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اسكن أيها الوجع الذي بالذي إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور بسم الله وبالله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اسكن أيها الوجع سكنت بالذي يمسك السموات والارض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا).
قال عبيد الله قال لي: فما احتجت بعده إلى (3) علاج ولا دواء قال جدي قال عبيد الله: قال لنا أبي: إن بني أمية أصابوه في نقل الحسين عليه السلام.
396 - عبيد بن جناد مولى بني جعفر بن كلاب: ولد بالرقة وتحول إلى حلب وولاه المأمون قضاءها فحدث عن عطاء بن مسلم الخفاف وعبيد الله بن عمرو الرقي وعبد الله (9 4 بن المبارك المروزي وسفيان بن عيينة وغيرهم يروي عنه أحمد بن أبي الحواري وأبو زرعة الرازي وقدم بغداد وحدث بها روي عنه أبو جعفر أحمد بن بن يحيى الحلواني وأبو زيد (5) عمر بن شبة (6) النميري.
أخبرنا محمود بن محمد بن عبد الواسع السقطي بهراة قال: أنبأنا عبد الواسع بن الموفق بن أميرك الصواف قال: أنبأنا عبد الله بن محمد الانصاري أنبأنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى بنيسابور أنبأنا أبو عمر عبد الملك بن
__________
(1) في الاصل (ب): (العشى) وفي (ج): (العبسى).
(2) في النسخ: (سكن له ما).
(3) في (ج): (بعد لي).
(4) في (ج): (عبيد الله).
(5) في (ب): (أبو يزيد).
(6) في (ج): (بن شيبة).
(*)(2/120)
الحسن بن يوسف السقطي ببغداد حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني حدثنا عبيد بن جناد الحلبي حدثنا عبيد الله بن عمرو عن أيوب عن يحيى عن أبي سلمة (1) عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يتقدم قبل الشهر بصيام يوم أو يومين إلا يكون رجلا كان له صيام فأتى عليه (2).
أنبأنا عبد الوهاب الامين عن محمد بن عبد الباقي أن أبا محمد الجوهري أخبره عن أبي عمر بن حيويه قال: أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبيد الله بن محمد بن عمار قال: حدثنا أبو زيد عمر بن شبة النميري قال: حدثني عبيد بن جناد الحلبي قال: سمعت سفيان بن عيينة وسألوه أن يحدث فقال: والله ما أراكم للحديث موضعا ولا أراني من أن يؤخذ عني أهلا وما مثلي ومثلكم إلا ما قال الله افتضحوا فاصطلحوا.
وبه قال: حدثنا عبيد بن جناد الحلبي الكلابي قال: قال لي المأمون ما مهنتك ؟ قلت: قلاء وما قلوت شيئا قط وكان لي غلمان قلاءون فقال: وهل تضع المهنة أحدا فولاني القضاء.
أخبرنا محمود بن أحمد القطان بأصبهان قال: قرئ على أبي الفرج مسعود بن الحسن الثقفي عن عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن منده وأنا أسمع قال: كتب إلى أحمد بن عبد الله الاصبهاني أنبأنا عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي قال: عبيد بن جناد الحلبي روى عن عطاء بن مسلم وابن المبارك روى عنه أحمد بن أبي الحواري وأبو زرعة سئل أبي عنه فقال: صدوق لم أكتب عنه.
قرأت بخط أبي نصر المؤتمن بن أحمد الساجي قال: عبيد بن جناد الحلبي قدم بغداد فحدث مجلسين ثم فقد.
397 - عبيد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي أبو محمد الكوفي: أخو أبي الطيب أحمد بن الحسين المتنبي الشاعر كان ضريرا قدم بغداد وروى بها شيئا.
أنبأنا أبو القاسم الازجي عن أبي الرجا أحمد بن محمد الكسائي قال: كتب إلي أبو
__________
(1) في النسخ: (ابن أبي سلمة).
(2) انظر الخبر في: سنن الدارمي 1 / 213.
(*)(2/121)
نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن هارون الشيرازي قال: أنشدنا أبو عبد الله الحسن بن محمد بن الحسن الطيب الشافعي قال: أنشدني أبو محمد عبيد بن الحسين الكوفي أخو أبي الطيب المتنبي ببغداد وكان مكفوف البصر من ظهر قلبه للقائل: هل حبيب يزيل عنا هموما * وإليه في كل أمر نميل فدعاوى الهوى تخف علينا * وخلاف الهوى علينا ثقيل 398 - عبيد بن الصباح بن أبي شريح، أبو محمد النهشلي المقرئ البغدادي (1): قرأ بحرف أبي عمرو بن العلاء على أبي عمر حفص بن عمر بن سليمان بن المغيرة الاسدي البزاز قرأ عليه أبو العباس أحمد بن سهل بن العيزران الاشناني (2) نقلت هذا من خط ناصر بن محمد بن علي المقرئ: 399 - عبيد بن محمد بن إبراهيم الانماطي المعروف والده بمربع: كان من حفاظ الحديث من أصحاب يحيى بن معين - وقد ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في التاريخ وعبيد هذا حدث بيسير عن عبيد الله بن عمر بن ميسرة القواريري ولم تنشر (3) عنه رواية.
أخبرنا يوسف بن المبارك بن كامل بن أبي غالب قال: أنبأنا تركانشاه بن محمد بن تركانشاه أنبأنا أبي أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن علي السمسار أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن جولة الابهري حدثنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكيم حدثني أبو أحمد عبد الله بن محمد السامري حدثني أبو أيوب الطيالسي
ببغداد حدثني عبيد بن مربع حدثنا القواريري عن علي بن الفضيل بن عياض قال: سأله رجل وقد كف بصره: كيف وجدت ذهاب بصرك ؟ قال: أصبت فيه راحتين عصمهما عن محارم اللله ولا أنظر إلى ثقيل (4).
400 - عبيد بن محمد بن عبيد بن محمد بن محمد بن مهدي بن سعيد - ويقال:
__________
(1) انظر: طبقات القراء للجزري 496 495 وميزان الاعتدال 4 / 119.
(2) في (ب) (ج): (الاشباني).
(3) في (ب) (ج): (لم ينتشر).
(4) في (ج): أي مثلك).
(*)(2/122)
سلمة - بن عاصم بن عبيد الله أبو العلاء بن أبي الفضل بن أبي محمد القشيري التاجر: من أهل نيسابور من بيت العدالة والرواية سمع أبا سعيد (1) عبد الرحمن بن حمدان النضروي وأبا منصور عبد القاهر بن طاهر وأبا حسان محمد بن أحمد ابن جعفر المزكي وأبا عبد الله محمد بن إبراهيم بن يحيى المزكي وأبا حفص عمر بن أحمد بن مسرور وغيرهم وسافر وهو شاب إلى بلاد المغرب في تجارة وأقام بها مدة حتى حصلت له نعمة وافرة وعاد إلى نيسابور وانزوي في بيته وكان قليل المخالطة للناس ورد بغداد حاجا مع أخيه الفضل وحدثا بها روى عنهما من أهلها أبو الفتح محمد بن علي بن هبة الله بن عبد السلام.
أنبأنا أحمد بن طارق بن سنان قال: حدثنا أبو الفتح محمد بن علي بن هبة الله بن عبد السلام من لفظه قال: أنبأنا أبو العلاء عبيد والفضل (2) ابنا محمد بن عبيد النيسابوري بمدينة السلام في صفر سنة سبع وثمانين وأربعمائة قالا: أنبأنا أبو سعيد (3) عبد الرحمن بن حمدان بن محمد النضروي قراءة عليه في شعبان سنة ثمان وعشرين
وأربعمائة وأنبأنا أبو الحسن المؤيد بن محمد بن علي الطوسي والحرة زينب بنت عبد الرحمن بن أحمد الشعري بنيسابور قالا: أخبرتنا فاطمة بنت علي بن الحسن البغدادي أنبأنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي قالا: أنبأنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن عقيل عن الزهري عن سالم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (المسلم أخ المسلم لا يظلمه ولات يشتمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة) (4).
قرأت في كتاب أبي نصر الحسن بن محمد اليونارتي بخطه وأنبأنيه عنه محمد بن معمر الاصبهاني قال: سألت أبا العلاء عبيد بن محمد بن عبيد عن مولده فقال: سنة
__________
(1) في الاصل (ب): (أبا سعد).
(2) في الاصول: (أبو الفضل).
(3) في الاصل: (أبو سعد).
(4) انظر الحديث في: صحيح البخاري 3 / 9 168 / 28.
وصحيح مسلم كتاب البر والصلة 58 32 ومسند أحمد 2 / 5 491 311 277 / 379 71 25 24.
(*)(2/123)
سبع عشرة وأربعمائة وغاب عن نيسابور نيفا وعشرين سنة ثم رجع إليها بآخره.
ذكر أبو الحسين (1) عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي عبيد بن محمد ابن عبيد في كتاب (ذيل تاريخ نيسابور) من جمعه وأثنى عليه ثناء حسنا ووصفه بالصدق والعدالة والامانة وصحة السماع وأنه كان مشتغلا بنفسه وبالعبادة والانفاق على الفقراء وزمن مدة في بيته وظهر ثقل في أذنه وتصدق في آخر عمره بصدقات كثيرة وتوفي في يوم الاربعاء ثامن عشر شعبان سنة اثنتي عشرة وخمسمائة بنيسابور.
401 - عبيد بن النضر البغدادي: حكى عن عبد الرزاق بن همام الصنعاني روى عنه أبو أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي.
كتب إلي أبو زرعة عبيد الله بن محمد اللفتواني قال: أنبأنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي أنبأنا أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني حدثنا عبد الله بن محمد بن أحمد الابهري حدثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم حدثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم (عن) (2) عبيد بن النضر البغدادي قال: سمعت عبد الرزاق يقول: رأيت ابن جريج يصلي كأنه كعب أخذ ذلك عن عطاء وأخذ ذلك عطاء عن ابن الزبير وأخذه ابن الزبير عن أبي بكر وأخذه أبو بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
402 - عبيدة بن أشعب (3) الطامع ويقال: عبيدة (4).
(و) (5) كان خصيصا بإبراهيم بن المهدي وكان مطبوعا لطيفا كأبيه.
أنبأنا أبو القاسم سعيد بن محمد الموصلي قال: أنبأنا محمد بن عبد الباقي الانصاري إذنا عن الحسن بن علي الجوهري قال: أنبأنا أبو عمر محمد بن العباس الخزاز من كتابه وخطه قال: أنبأنا عمر بن سعد قال: حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سليمان ابن أبي شيخ قال: حدثني يحيى بن خالد بن طلحة قال: كنت عند إبراهيم بن شكلة
__________
(1) في الاصول: (أبو الحسن).
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(3) في النسخ: (أشعت).
(4) انظر: لسان الميزان 4 / 125.
(5) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(2/124)
وعنده ابن أشعب بطيلسان كردي قد قطع وخيط فأخذه بيده فنظر إليه فقال: فيه
ثقل ثم أمر برفعه ثم أقبل على ابن أشعب فقال: حدثنا عن طمع أبيك فقال: وما تصنع بطمع أبي أحدثك عن طمعي والله ! ها هو إلا أن قلت في الطيلسان ثقل طمعت فيه وقال: ردوا الطيلسان ! فدفعه إليه.
كتب إلي أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن الشافعي قال: قرئ على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين بن عبد الغفور بن أحمد الكناني (1) وأنا أسمع قال: أنبأنا عبد الوهاب الميداني أنبأنا أبو سليمان بن زبر أنبأنا عبد الله بن أحمد بن جعفر أنبأنا محمد بن جرير قال: قال الاصمعي: قال جعفر بن سليمان: قال أشعب لابنه عبيدة: إني أراني سأخرجك من منزلي وأنتفي منك قال: لم يا أبت قال: إني أكسب خلق الله لرغيف وأنت أخي قد بلغت هذا السن وأنت في عيالي ما تكسب شيئا.
قال: بلى والله ! إني لاكسب ولكني مثل الموزة (2) لا تحمل حتى تموت أمها.
403 - عتاب بن ورقاء الشيباني (3): قرأت على أبي أحمد عبد الوهاب بن علي الامين عن إبراهيم بن محمد الغنوي الرقي قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي قال: أخبرني أحمد بن عمر العذري حدثنا محمد بن عبد الواحد الزبيري حدثنا أبو سعيد السيرافي حدثنا أبو إسحاق الزجاج حدثنا المبرد قال: لما وصل المأمون إلى بغداد قال ليحيى بن أكثم: وددت لو أني وجدت رجلا مثل الاصمعي ممن يعرف أخبار العرب وأيامها وأشعارها فيصحبني كما صحب الاصمعي الرشيد فقال له يحيى: هاهنا شيخ يعرف هذه الاخبار يقال له عتاب بن ورقاء من بني شيبان قال: فابعث لنا فيه ! فحضر فقال له يحيى: إن أمير المؤمنين يرغب في حضورك مجلسه ومحادثته فقال: أنا شيخ كبير ولا طاقة لي لانه ذهب مني الاطيبان فقال له المأمون: لابد من ذلك فقال له الشيخ: فاسمع ما حضرني فقال: أبعد ستين أصبو * والشيب للمرء حرب
__________
(1) في (ج): (الكتاني) وفي (ب): (الكتابي).
(2) هكذا في الاصول.
(3) انظر: معجم الادباء 12 / 79.
(*)(2/125)
شيب وسن وإثم * أمر لعمرك صعب يابن الامام فهلا * أيام عودي رطب وإذ شفا الغواني * مني حديث وقرب وإذا مشيبي (1) قليل * ومنهل العيش عذب فالآن لما رآني * عواذلي ما أحبوا آليت أشرب راحا * ما حج لله ركب فقال المأمون: ينبغي أن يكتب بالذهب وأعفى الشيخ وأمر له بجائزة.
404 - عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود الهذلي أبو العميس (2): من أهل الكوفة روى عن الشعبي وأبي إسحاق الهمداني وعمرو بن مرة والقاسم ابن عبد الرحمن وعلي بن الاقمر وإياس بن سلمة بن الاكوع وعون بن أبي جحيفة روى عنه سفيان بن عيينة ومحمد بن إسحاق وشعبة وحفص بن غياث ووكيع بن الجراح وأبو نعيم الفضل بن دكين ذكر أبو محمد بن قتيبة أنه مات ببغداد.
أخبرنا محمود بن أحمد القطان بأصبهان أنبأنا مسعود عن الحسن الثقفي قراءة عليه عن عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن منده قال: كتب إلى أبو علي حمد بن عبد الله بن محمد قال: أنبأنا عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي قال: أنبأنا علي بن أبي طاهر فيما كتب إلي قال حدثنا أبو بكر الاثرم قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل سئل عن أبي العميس فقال: ثقة.
405 - عتبة بن عبد الملك بن عاصم بن الوليد بن عتبة بن عبد المهيمن بن المغيرة بن محمد بن عبد الرحمن بن أبان بن عبد الرحمن بن عثمان بن أبان (3) بن عثمان بن عفان أبو الوليد العثماني المغربي (4).
من أهل الاندلس كان من أعيان القراء المشاهير سمع من والده بالاندلس في سنة
__________
(1) في الاصل: (مشيني) وفي (ب): (مشببي).
(2) انظر: تهذيب التهذيب 7 / 97.
(3) (بن عبد الرحمن بن عثمان بن أبان) ساقط من (ج).
(4) انظر طبقات القراء للجزري 1 / 499.
(*)(2/126)
خمس وسبعين وثلاثمائة وسافر إلى ديار مصر فقرأ القرآن بالفسطاط على أبي أحمد عبد الله بن الحسين بن حسنون البغدادي وأبي حفص عمر بن محمد بن عراك بن محمد بن عراك الحضرمي وأبي بكر محمد بن أحمد الادفوي وقدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته وقرأ بها القرآن وحدث بها عن والده وأبي الطيب عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون المقرئ قرأ عليه القرآن بالروايات أبو طاهر أحمد بن علي بن سوار المقرئ وروى عنه (1) وروى عنه أيضا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون وأبو بكر أحمد بن الحسين القطان المقدسي وأحمد بن علي الطريثيثي وأبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي.
أخبرنا ياقوت بن عبد الله الرومي الحمامي قال: حدثنا محمد بن ناصر الحافظ من لفظه قال: أنبأنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي قراءة عليه حدثنا أبو الوليد عتبة بن عبد الملك العثماني (2) أنبأنا أبي أنبأنا أبو العباس أحمد بن يحيى اللبناني بتنيس أنبأنا يحيى بن بكير عن مالك بن أنس عن أبي الزناد عن الاعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا استيقظ إحدكم من نومه فلا يدخل يده في إنائه حتى يغسلها ثلاثا فان أحدكم لا يدري أين باتت يده) (3).
قرأت على أبي القاسم سعيد بن محمد بن عطاف المؤدب عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري أن أبا بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب أخبره قال: أنشدني أبو الوليد عتبة بن عبد الملك العثماني القرشي لعبد المحسن الصوري: إذا ما رأيت بالسوق ظبيا * حسن المقلتين والطرف رائي قلت سرا من حيث لا يعلم الناس * لنفسي هذا الفتى من ورائي أنبأنا أبو القاسم الازجي عن أبي بكر محمد بن علي بن ميمون الدباس قال: أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون الشاهد قال: مات أبو الوليد عتبة بن عبد الملك العثماني المقرئ ليلة الاثنين ودفن يوم الاثنين التاسع من رجب سنة خمس وأربعين وأربعمائة وكان رجلا صالحا حدث عن ابن غلبون المصري سمعت منه.
__________
(1) (وروى عنه) ساقطة من (ج).
(2) من هنا حتى (العثماني) في سند الرواية التالية ساقط من (ج).
(3) الحديث سبق تخريجه راجع الفهرس.
(*)(2/127)
406 - عتيق بن عبد الله البكري أبو بكر الواعظ (1).
من ولد محمد بن أبي بكر الصديق رضى الله عنه من أهل المغرب كان مليح الوعظ فاضلا عارفا بالكلام على مذهب أبي الحسن الاشعري هاجر إلى نظام الملك الوزير فنفق عليه لانبساطه وخف على قلبه وصادف منه قبولا كثيرا فنفذ به إلى بغداد وأجرى له الجراية (2) الوافرة فقدم بغداد في سنة خمس وسبعين وأربعمائة وعقد مجلس الوعظ بالمدرسة النظامية وبجامع المنصور وذكر معائب الجنابلة ولقب بعلم السنة من جهة الديوان العزيز وأعطى دنانيرا وثيابا وكان قد قصد في بعض الايام دار قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني بنهر القلائين (3) فتعرض بأصحابه قوم من الحنابلة فكبست دور بني الفرا وأخذت كتبهم ووجد فيها كتاب الصفات فكان
يقرئ بين يدي البكري وهو جالس على الكرسي ويشنع به (4) عليهم وكان عميد البلد يومئذ أبا الفتح بن أبي الليث فخرج البكري إلى العسكر شاكيا منه فلما عاد مرض في طريقه ودخل بغداد فمات.
أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي ونقلته من خطه قال: سمعت عبد الوهاب يعني الانماطي يقول جاء البكري وقد كتب له نظام الملك أن يجلس في كل جامع ببغداد فجلس فيها كلها إلا جامع المنصور فلما هم بالجلوس قال نقيب النقباء وقد تقدم إليه بذلك: قفوا لي حتى أنقل أهلي من باب البصرة قيل: كيف ؟ قال: لاني أعلم أن المكان ينتهب ويجري مقتله - ونحو ذلك قيل: لابد أن تدبر هذا فقال: مروا كل أمير ببغداد معه تركي أن يبعثه إلي قال: فانتفى الاتراك وأغلق باب جامع المنصور إلا الباب الذي يلي باب البصرة وحده وترك على كل باب مع غلقه تركيين يحفظونه وقال: لا يخرج أحد منكم يا أهل البصرة ! أعيرونا الجامع نكفر فيه ساعة ومن خرج فعلت (5) به وصنعت وكان الخطيب يذكر في خطبته شاة أم معبد في أكثر أوقاته فقال له النقيب: عجل الخطبة لا تذبح الشاة اليوم فلما فرغوا من الصلاة وقد أخرج
__________
(1) انظر: شذرات الذهب 3 / 353.
والعبر في خبر من غبر 3 / 284.
(2) في (ب): (الجرائد).
(3) في (ب): (الغلايين).
(4) في الاصل (ب): (ويشفع).
(5) في (ب) (ج): (فقلت).
(*)(2/128)
الكرسي إلى الصحن الذي يلي القبلة صعد البكري والاتراك معهم القسي والنبل كأنهم يريدون القتال ولم يكن الجمع إلا قليلا فتكلم ومدح أحمد وقال: وما كفر ولكن الشياطين كفروا فجاءت حصاة وأخرى فأحس بذلك النقيب فلما خرجوا
أخذ القوام وقال: ويلكم أفعل ما أفعل ويجري ما يجري قد جاءت ثلاث حصيات من أين هذا ؟ فقالوا: لا ندري فعاقب بعضهم فقالوا: والله فلان - وفلان عدوا عشرة أو نحوهم منهم من يقرب إلى النقيب من الهاشميين واختفوا في السطح وفعلوا هذا فأخذهم فعاقبهم.
قرأت في كتاب (التاريخ) لابي طاهر أحمد بن الحسن الكرخي بخطه قال: مات + بو بكر عتيق بن عبد الله البكري الاشعري الواعظ في ليلة الثلاثاء ودفن يوم الثلاثاء لعشر خلون من جمادي الاولى سنة ست وسبعين وأربعمائة عند قبر أبي الحسن الاشعري بمشرعة الرواية.
407 - عتيق بن عبد العزيز بن علي بن صيلا أبو بكر الخباز: من أهل الحربية والد شيخنا عبد الرحمن وأخيه عبد العزيز المقام ذكرهما روى لنا عنه أبو محمد بن الاخضر وعبد الرزاق بن عبد القادر الجيلي وأحمد بن البندنيجي وقد سماه أبو الحسن علي بن محمد الشهرستاني النيسابوري لما سمع عليه محمدا وذكره ابن السمعاني في المحمدين.
أخبرنا أحمد بن أحمد بن البندنيجي قال: أنبأنا أبو بكر عتيق بن عبد العزيز بن صيلا قراءة عليه أنبأنا أبو الفتح عبد الواحد بن علوان الشيباني قراءة عليه أنبأنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن يوسف بن دوست العلاف حدثنا أبو بكر أحمد بن سليمان النجاد حدثنا يعقوب بن يوسف المطوعي حدثنا عبيد الله بن عمر حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان أخبرني أشعث بن أبي الشعثاء عن عبد الله بن عمير أخي عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن مسعود قال: إذا عمل (1) الخطيئة (2) في الارض كان من شهدها وكرهها (3) كمن غاب عنها ومن غاب عنها ورضيها كان كمن
__________
(1) في المصادر: (إذا عملت).
(2) في الاصول: (الخطبة) تحريف.
(3) في المصادر: (فكرهما).
(*)(2/129)
شهدها.
قرأت بخط أبي العباس أحمد بن عمر بن لبيدة المقرئ سئل الشيخ - يعني أبا بكر ابن صيلا - عن مولده فقال: مولدي ليلة دخول ابن آبق إلى بغداد وقال الشيخ أبو الفضل - يعني ابن شافع ودخوله في سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.
408 - عتيق بن عبد الكريم كراز أبو بكر: ذكره شيخنا أبو بكر محمد بن المبارك بن مشق البيع في معجم شيوخه وذكر أنه أجاز له.
409 - عتيق بن عبد الواحد أبو بكر الصوفي: من أهل المغرب قدم بغداد وحدث بها عن أبي ذر عبد بن أحمد بن الهروي وأبي الفضل بن الجوهري الواعظ روى عنه أبو البركات ابن السقطي في معجم شيوخه وقال: كان من شيوخ الصوفية وظرافهم أربى على الثمانين سنة.
قرأت على عائشة بنت محمد بن علي الواعظة (1) عن أبي العلاء وجيه بن هبة الله ابن المبارك السقطي قال: حدثنا أبي حدثنا عتيق بن عبد الواحد الصوفي حدثني أبو ذر عبد بن أحمد الهروي بمكة حدثنا ثابت بن عبد الله أبو عمرو القزاز حدثنا أحمد ابن سلمان الفقيه حدثنا الحسن بن علي حدثنا محمد بن مرزوق حدثنا مؤمل حدثنا سفيان عن شعبة عن طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء ابن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف) (2).
قرأت على أبي محمد سفيان بن إبراهيم بن سفيان العبدي وحامد بن محمد الاعرج عن القاسم بن الفضل بن عبد الواحد قال: كتب إلي أبو الفتح نصر بن الحسن
الشاشي قال: أنشدنا أبو بكر عتيق بن عبد الواحد الصوفي المقرئ ببغداد قال: أنشدنا أبو الفضل الجوهري الواعظ بمصر على الكرسي:
__________
(1) في (ب): (الواعظ).
(2) (انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 995.
ومسند أحمد 6 / 160 89 67 وصحيح ابن خزيمة 1550، 1556.
(*)(2/130)
أقبل جيش الهجر في موكب * بين يديه علم يخفق وانهزم الوصل إلى عسكر * عليه سور وله خندق وصار قلبي في حصار الهوى * كأنما النار له تحرق فحسب قلبي من تباريحه * أني أسير والهوى مطلق 410 - عتيق بن علي بن الحسن الصنهاجي أبو بكر الحميدي (1): من أهل الاندلس قدم بغداد بعد الثمانين وخمسمائة وأقام بها مدة للتفقه على أبي القاسم بن فضلان (و) (2) سمع الحديث من أبي السعادات بن زريق وأمثاله وجمع مقامة وصف بغداد وقدومه إليها وسمعها منه جماعة وعاد إلى بلاده.
ذكر لي بركات بن ظافر الصبان بمصر أن عتيقا الحميدي بفتح الحاء نسبة إلى بعض أجداده وأنه أندلسي قدم عليهم مصر مرتين: الاولى متوجها إلى الشام والعراق والثانية عائدا إلى بلاده وذكر أنه كان أديبا فاضلا له ديوان شعر في مجلدة وصنف كتابا في الحلي والشيات (3) وما يليق بالملوك من الآلات صنعه لبعض ملوك المغرب وذكر أنه تولى القضاء بالمعدن (4) وتوفي هناك.
411 - عتيق بن عمران بن محمد بن عبد الله الربعي أبو بكر (5): من أهل سبتة بلدة بالمغرب على ساحل البحر المسمى بالزقاق (6) وعليه عبر بنو أمية قديما إلى المغرب والمتون حديثا صحب عتيق هذا ملكهم يوسف بن تاشفين
الملقب بأمير المسلمين وكان يدعو إلى بني العباس وولاه قضاء شبتة وكان فقيها محققا على مذهب مالك وله في كل علم قدم قدم بغداد وأقام بها سنين يتفقه ويقرأ الادب وسمع بها الحديث من أبي الحسين بن الطيوري وأبي عبد الله الحميدي وانحدر إلى البصرة وسمع بها من أبي يعلى أحمد بن محمد المالكي وأبي القاسم عبد
__________
(1) انظر: الاعلام للزركلي 4 / 362.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(3) في الاصول: (الشات).
(4) في المستفاد: (تولى القضاء بالغرب).
(5) انظر الانساب للسمعاني 7 / 52.
(6) في الاصول: (بالرقاق).
(*)(2/131)
الملك بن علي بن خلف بن شعبة الانصاري وحدث ببغداد بيسير عن الحسن بن محمد بن عمران الاشبيلي سمع منه أبو البركات هبة الله بن المبارك السقطي وروى عنه في معجم شيوخه وذكر: كان ورعا ذا أمانة.
أخبرنا القاضي أبو نصر الشيرازي بدمشق قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله الشافعي قال: بلغنا أن عتيق بن عمران قتله أمير الجيوش وكان طلب بدله بعد مرجعه من بغداد فردته الريح إلى إسكندرية فحمل إليه فقتله وذلك في سنة أربع وثمانين وأربعمائة وسبب قتله أنه وجد معه كتب من المقتدي بأمر الله إلى أمير المغرب.
412 - عتيق بن محمد بن (1) عبد الله بن علي بن إبراهيم بن عبيد: (سكن بغداد) (2) وسمع بها أبا نصر الزينبي وحدث بها روى عنه أبو الفضل محمد بن علي بن منصور الغازي ذكر ذلك أبو سعد بن السمعاني.
413 - عتيق بن محمد بن عبد الله بن علي بن إبراهيم بن عبيد الله بن الحاكم التميمي أبو القاسم الصقلي (3): سكن بغداد وكان من عباد الله الصالحين معرضا عن الدنيا راغبا في الآخرة مقبلا على العبادة والزهد وكان الناس يتبركون به سمع من أبي بكر محمد بن علي ابن الحسن بن البر التميمي القروي.
قرأت بخط أبي بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف يقول: سمعت عبد الخالق بن يوسف يقول: سمعت (4) أبا القاسم بن الحكم الصقلي ينشد لابي عبد الله ابن طوبى الصقلي الكاتب: ليس التصوف لبس الصوف ترقعه * ولا بكاؤك إن غنى المغنونا ولا صراخ ولا رقص ولا طرب * ولا ارتعاش كأن قد صرت مجنونا
__________
(1) في الاصل (ب): (بن عبد الله).
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(3) انظر: الانساب للسمعاني 8 / 321.
(4) (عبد الخالق بن يوسف يقول سمعت) مكررة في (ب).
(*)(2/132)
بل التصوف أن تصفو بلا كدر * وتتبع الحق والقرآن والدينا وأن ترى خاشعا لله ذا وجل * طوال دهرك ما قد عشت مجنونا أخبرنا بهذه الابيات أبو محمد إسماعيل بن سعد الله الامين إذنا عن عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف قال: سمعت أبا القاسم بن الحاكم ينشد فذكرها.
ذكر أبو بكر بن كامل أنه مات في شوال سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة ودفن بالوردية ونقلته من خطه.
414 - عتيق بن منصور أبو بكر الضرير:
قرأت في كتاب علي بن أبي الحسن بن الصقر الذهلي بخطه قال: حدثنا أبو بكر عتيق بن منصور الضرير الهروي قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن عمر بن يزيد بن سعيد الهمداني بها حدثنا أبو علي الطوسي - فذكر حديثا.
415 - عثمان بن إبراهيم بن فارس بن مقلد الشيبي الدقاق أبو عمرو: من أهل باب الازج وهو أخو إسماعيل الذي قدمنا ذكره سمع الكثير من أبوي الفضل محمد بن عمر بن يوسف الارموي ومحمد بن ناصر الحافظ وأبي بكر محمد بن عبيد الله بن الزاغوني وغيرهم وخرج من بغداد وسكن الموصل وحدث بها كتبت عنه وكان شيخا حسنا متيقظا فهما صالحا أضر في آخر عمره.
أخبرنا أبو عمرو عثمان بن إبراهيم (بن) (1) الشيبي بقراءتي عليه بالموصل قال: أنبأنا أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الارموي أنبأنا أبو الحسن جابر بن ياسين ابن الحسن بن محمويه الحنائي قال: أنبأنا عمر بن إبراهيم بن أحمد الكتاني قال: حدثنا عبد الله هو البغوي (2) حدثنا حاجب بن الوليد أبو أحمد الاعور حدثنا الوليد (3) ابن محمد الموقري عن الزهري عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل المريض إذا برئ وصح من مرضه كمثل البردة (4) تقع في الماء في صفائها ولونها) (5).
__________
(1) ما بين المعقوفتين ساقط من الاصل (ج).
(2) في (ج): (البغدادي).
(3) في الاصل: (عن الوليد) وفي (ج): (بن الوليد).
(4) في الاصول: (البودة) تحريف.
(5) انظر الحديث في (مجمع الزوائد 2 / 303 واتحاف السادة المتقين 9 / 526.
وتنزيه الشريعة 2 / 352.
والموضوعات 3 / 201.
(*)(2/133)
بلغنا أن عثمان توفى بالموصل في يوم السبت الحادي عشر من جمادي الاولى سنة
عشر وستمائة وأظنه بلغ الثمانين.
416 - عثمان (1) بن أحمد بن أيوب أبو عبد الله البغدادي: أنبأنا ذاكر بن كامل عن تغلب بن جعفر السراج قال: كتب إلي علي بن الحسين ابن محمد بن الحداد التنيسي أنبأنا جدي أبو العباس محمد بن إبراهيم حدثنا أبو عبد الله عثمان بن أحمد بن أيوب البغدادي حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر الامام حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل حدثنا سفيان بن عيينة قال: قلت لسهيل بن أبي صالح أن عمرو بن دينار حدثنا (عن) (2) القعقاع عن أبيك عن عطاء بن يزيد الليثي حديثا (3) فحدثنا به أنت عن أبيك ! قال فقال سهيل: سمعته من الذي سمعه أبي منه حدثني عطاء بن يزيد عن تميم الداري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة الدين النصيحة) قيل، لمن يارسول الله ؟ قال: (لائمة المسلمين وعامتهم) (4).
417 - عثمان بن أحمد بن عبيد الله بن دحروج أبو عمرو القزاز: من أهل النصرية أخو محمد الذي قدمنا ذكره سمع أبا الحسين أحمد بن محمد بن النقور وأبا محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصريفيني وغيرهما روى عنه أبو المعمر الانصاري وأبو القاسم الدمشقي.
أخبرنا عمر بن عبد الرحمن الانصاري بدمشق قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي قال: حدثنا عثمان بن أحمد بن عبيد الله بن دحروج أبو عمرو القزاز بقراءتي عليه بالنصرية بالجانب الغربي عن مدينة السلام وأنبأنا عبد الوهاب بن علي الامين أنبأنا الحسين بن علي بن أحمد الخياط قالا: حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور قراءة عليه قال: حدثنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى
__________
(1) في الاصول: (عتيق).
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الاصول.
(3) في (ب): (حدثنا).
(4) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 22 وصحيح مسلم كتاب الايمان باب 23.
وفتح الباري 1 / 138 137.
(*)(2/134)
ابن داود بن الجراح حدثنا (1) أبو (2) القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي إملاء حدثنا محمود بن عون عن شريك عن أبي إسحاق عن البراء قال: ما رأيت أحدا فط حلة حمراء أجمل من رسول الله صلى الله عليه وسلم مترجلا وكان له شعر قريبا من أذنيه - أو قال: منكبيه.
قرأت في كتاب القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي البزاز الانصاري بخطه قال: مات عثمان بن أحمد بن دحروج مسندي في ليلة الثلاثاء حادي عشر شهر رمضان سنة تسع وعشرين وخمسمائة وصليت عليه يوم الثلاثاء ودفن في مقبرة باب حرب 418 - عثمان بن أحمد بن عثمان بن الحسين أبو عمرو البغدادي: قدم أصبهان في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة وحدث بها عن أبي بكر أحمد بن سلمان بن الحسن النجاد ومحمد بن الحسن بن زياد النقاش ومحمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي وأبي عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد وأبي محمد جعفر بن محمد بن نصير الخلدي روى عنه أبو بكر محمد بن علي الجوزداني المقرئ وأبو الحسين محمد ابن أحمد بن موسى بن مردويه.
كتب إلى أبو جعفر محمد وأبو بكر لامع ابنا أحمد بن محمد الصيدلاني أن يحيى بن عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن منده أخبرهما عن أبي بكر محمد بن علي الجوزداني المقرئ قال: أنبأنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عثمان بن الحسين بن الحسن البغدادي قدم (علينا) (3) أصبهان حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن النقاش المقرئ حدثنا أبو عبد الله محمد بن خالد الذهلي حدثنا سرهب بن داهر الراسبي حدثنا سعيد بن هبيرة العامري حدثنا حماد بن سلمة عن (4) عطاء بن السائب عن
أبيه عن عبد الله بن عمرو قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فسمع غرابا يقول: قاق قاق فقال: (ما تدرون ما يقول ؟ قلنا: الله ورسوله أعلم قال: (فإنه يقول: في الكتاب الاول مكتوب: صدق أبو بكر الصديق وفي الكتاب الثاني: صدق عمر وفي
__________
(1) في الاصل (ج): (أبو عبد الله).
(2) في الاصول: (بن).
(3) ما بين المعقوفتين سقط من (ب).
(4) في (ج): (بن عطاء...).
(*)(2/135)
الكتاب الثالث: صدق عثمان ذو النورين وفي الكتاب الرابع صدق علي الهاشمي) قلنا: يارسول الله ! غراب يتكلم ؟ فقال: (خلوا عنه فإنه يحكي عن ربه عزوجل.
هذا الحديث (1) منكر (و) في إسناده غير واحد من المجهولين والنقاش مشهور برواية الغرائب والمنكرات.
419 - عثمان بن أحمد بن محمد أبو الموفق الخليلي: من أهل بلخ قدم بغداد حاجا في صفر سنة ست وعشرين وخمسمائة وحدث بها عن أبي بكر محمد بن عبد الملك بن علي الماسكاني والقاضي أبي سعيد الخليل بن أحمد السجزي وأبي بكر محمد بن أحمد بن علي القزاز وأبي المظفر منصور بن أحمد البسطامي روى عنه أبو بكر بن كامل.
أنبأنا يوسف بن المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف قال: حدثني والدي من لفظه وكتابه قال: أنبأنا عثمان بن أحمد الخليلي قدم علينا بغداد قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن علي القزاز أنبأنا أبو الحسن أحمد بن الحسن بن خلف أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إسماعيل الصائغ أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم المستملي حدثنا أبو عبد الله محمد بن عقيل الفقيه حدثنا سليمان بن الربيع
النهدي الكوفي حدثنا همام بن مسلم حدثنا مقاتل بن حيان عن الضحاك بن مزاحم عن عبد الله بن عباس (2) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ولى من أمور المسلمين شيئا فحسنت سيرته (3) رزق الهيبة في قلوبهم (4) وإذا بسط يده لهم (5) بالمعروف رزق المحبة منهم وإذا وفر عليهم أموالهم وفر الله عليه ماله وإذا أنصف الضعيف من القوي قوى الله سلطانه وإذا عدل (6) فبهم مد في عمره) (7).
أنبأنا محمد بن محمود المعدل عن أبي سعد بن السمعاني قال عثمان بن أحمد بن
__________
(1) في (ب): (هذا حديث).
(2) في (ج): (عياش).
(3) في (ج): (سريرته).
(4) في (ج): (من قلوبهم).
(5) في (ب): بسط لهم يده).
(6) في (ج): (عدلت).
(7) انظر الحديث في: كنز العمال 14740 14645 14631.
(*)(2/136)
محمد الخليلي الخلمي أبو عمرو إمام فاضل فقيه مناظر ولى الخطابة ببلخ وصار شيخ الاسلام بها تفقه على الامام أبي بكر محمد بن أحمد بن علي القزاز وسمع منه الحديث ومن القاضي الخليل بن أحمد السجزي وأبي بكر الماسكاني الخطيب كتب إلى الاجازة في ذي القعدة سنة تسع وعشرين وخمسمائة.
420 - عثمان بن أحمد بن محمد بن يحيى بن أبي ياسر المقرئ أبو عمرو الصوفي المعروف بابن البوقي (1): من أهل الحريم الظاهري سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وأبا بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري وأبا منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز وأبا الفتح
مفلح بن أحمد الدومي وغيرهم وصحب أبا النجيب السهروردي وسرد الصوم سنين كثيرة وحدث بالكثير سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وإخرج عنه حديثا في معجم شيوخه وأثنى عليه.
قرئ على أبي البركات عبد الرحيم بن عمر بن علي القرشي عن أبيه وأنا أسمع قال: أنبأنا عثمان بن أحمد بن محمد المقرئ الصوفي بزيران وأنبأنا أبو حامد عبد الله ابن مسلم بن ثابت البزاز بقراءتي عليه قالا: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي قراءة عليه أنبأنا الحسن بن علي الجوهري أنبأنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن السخير (2) حدثنا أبو عمر عثمان بن جعفر حدثني محمد بن عبد الوهاب أبو قرصافة بعسقلان حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا شعبة عن موسى (3) بن عقبة عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي هريرة (4) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من باع سلعة لم يكن قبض من ثمنها شيئا فهي له فإن كان قد قبض منها شيئا فهو أسوة الغرماء) (5).
قرأت بخط أبي المحاسن القرشي وأخبرنيه ابنه عبد الرحيم عنه قال: توفي عثمان بن أحمد بن البوقي وكان يوم الاربعاء ثامن عشرين من جمادي الآخرة من سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.
__________
(1) في الاصل (ب): (التوفي).
(2) في الاصل (ب): (السخير) وفي (ج): (السجز).
(3) في الاصول: (عن موسى عن بن عقبة).
(4) (في الاصول: (بن أبي هريرة).
(5) انظر الحديث في كنز العمال 10473.
(*)(2/137)
1421 - عثمان بن إدريس بن عبد الرحمن الكتامي أبو عمرو الصوفي المواقيتي (1):
من أهل المغرب قدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته وكانت له معرفة تامة بعلم النجوم والهيئة وعمل الاصطرلاب وآلات الفلك من الرخامات وموازين الشمس ومعرفة أوقات الليل والنهار وله في ذلك مصنفات حسنة قرأ عليه جماعة من أهل بغداد وانتفعوا به وتوفي في جمادي الآخرة سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.
422 - عثمان بن أبي بكر بن محمد أبو بكر القلعي: من أهل المغرب ذكره أبو المعالي سعد بن علي الحظيري الكتبي في كتاب (زينة الدهر) من جمعه وقال: أنشدني لنفسه ببغداد: قم هاتها في كف أحور أو طفا * راحا أرق من النسيم وألطفا يسعى بها حيث الدلال كأنما * يحيكه خد للنديم وأرشفا فكأنها في الكأس دابة (2) عسجد * وحبابها در عليه قد طفا فانهض إلى بيت الكروم فإنها * نجم بشيطان الهموم تكلفا فالروض يعبق من ريح مسكه * والجو يدفق من غمام قرقفا والسحب تلعب بالبروق كأنها * قار على عجل يقلب مصحفا قد قلدت بالنور أجياد الربى (3) * خليا وألبست الحمائل مطرفا فكأنها جود بن فياض الذي * أضحى يجدد في المكارم ما عفا وأورد (4) له أيضا: كأن رياض ساحته سماء * وناجم زهرها زهر النجوم نزلنا من رباة فوق هام * معممة من البيت العميم
__________
(1) انظر: معجم المؤلفين 6 / 251.
(2) في الاصل (ج): (كانت).
(3) في (ج): (الذى).
(4) في (ج): (ورد).
(*)(2/138)
تعطرنا الرياح به كأنا * نسوم المسك من كف النسيم 423 - عثمان بن حاتم بن المنتاب التغلبي أبو عمرو النسابة: أملي أنساب مضر بن نزار بجامع المنصور في سنة خمس وثمانين وثلاثمائة وحدث بكتاب (النسب) لابي العباس محمد بن يزيد المبرد عن أبي الفضل الخطاب بن مخلد بن أحمد بن الخطاب بن حماد الكلبي النسابة قال: قرأته عليه بميافارقين في سنة أربعين وثلاثمائة وقال قرأته على المبرد وقرئ عليه دفعات وأنا أسمع قرأه على أبي عمر علي ابن إبراهيم المالكي في يوم عاشوراء من سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة في مسجده وقال: كان يرد على من حفظه.
أنبأنا ذاكر بن كامل الحذاء عن أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي قال: أنشدنا أبو علي بن وشاح أنشدنا أبو عمرو عثمان بن حاتم التغلبي (1) النسابة أنشدني المفجع السامي لنفسه: رأيت قوما عليهم سمة الخير * يحمل البكاء (2) مستكمله (3) معتزلي الناس في مساجدهم * سألت عنهم فقيل متكله الحال والوقت والحقيقة والبر * هان والفلس عندهم مسله (4) فلم أزل تابعا لهم زمنا * حتى تبينت (5) أنهم أكله 424 - عثمان بن الحسن بن عثمان بن أحمد بن الحسين بن سليمان بن عبد الرحمن المعروف بابن الخصيب أبو عمرو البغدادي: ذكره أبو محمد بن خزرج وقال: قدم علينا إشبيلية في سنة عشرة وأربعمائة فقرأنا عليه وكان يروي عن أبي طاهر المقرئ البغدادي قراءة عليه بالقراءات السبع وروى عن جلة البغداديين وغيرهم وكان مجودا للتلاوة محسنا عالما بمعاني القرآن
__________
(1) في (ب): (التعلبي).
(2) في الاصل: (الركاب).
(3) في (ج): (مستملة) وفي الاصل: (بتكمل).
(4) في (ب) (ج): (سلمة).
(5) في (ب): (تبثنت).
(*)(2/139)
وكان كبير السن جدا قلت: وقد ذكر الخطيب جده عثمان في التاريخ (1).
425 - عثمان بن الحسن بن عرفة بن يزيد أبو سعيد (2) بن أبي علي العبدي: حدث عن أبيه.
كتب إلى أبو الفتوح أسعد بن أبي الفضائل العجلي أن أبا العباس أحمد بن ثابت الطرقي أخبره قال: أنبأنا أبو منصور محمد بن أحمد بن شكرويه أنبأنا أبو بكر أحمد ابن موسى بن مردويه حدثنا عبد الله بن خالد بن محمد بن رستم حدثنا أبو سعيد عثمان بن الحسن بن عرفة حدثني أبي حدثنا أبو عبيدة الحداد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني لاستغفر الله وأتوب إليه كل يوم مائة مرة) (3).
426 - عثمان بن الحسين بن محمد بن الحكيم أبو عمرو بن أبي عبد الله: من أهل الحريم الظاهري أخو محمد الذي تقدم ذكره سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وأبا الفضل محمد بن أحمد الدلال وأبا البركات عبد اوهاب بن المبارك الانماطي كتبت عنه وكان شيخا صالحا خدم المرضى بالمارستان العضدي وكان قد سمع منه قبلنا القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه.
أخبرنا عثمان بن الحسين بن الحكيم قراءة عليه قال: أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن
محمد بن الحصين قراءة عليه أنبأنا أبو الطيب طاهر بن عبد الله الشافعي حدثنا أبو أحمد الغطريفي حدثنا عمر بن محمد الكاغذي حدثنا أبو عبيدة ابن أبي السفر حدثنا عبد الله بن محمد بن سالم حدثنا الحسين بن زيد عن عمرو بن علي عن جعفر ابن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن علي رضي الله عنهم أجمعين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لفاطمة عليها السلام: (إن الله يغضب لغضبك ويرضى
__________
(1) انظر: تاريخ بغداد الجزء الحادي عشر.
(2) في (ب): (أبو سعد).
(3) انظر الحديث في: مسند أحمد 5 / 394.
(*)(2/140)
لرضاك) (1).
ذكر القاضي أبو المحاسن القرشي أنه سأل عثمان بن الحسين بن الحكيم عن مولده فذكر ما يدل أنه في سنة خمس عشرة (وخمسمائة) (2) وتوفي عثمان بن الحكيم في ذي القعدة سنة ست وتسعين وخمسمائة.
427 - عثمان بن خمارتاش بن عبد الله أبو القاسم: من أهل هيت كان أديبا فاضلا مليح الشعر لطيف (3) الطبع كيسا طيب المعاشرة (4) ظريفا كان يقدم بغداد أحيانا وينزل بالمدرسة النظامية اجتمعت به كثيرا وأنشدني شيئا من شعره ولم أحفظ عنه شيئا وكان متهاونا بالامور الدينية عفا الله عنا وعنه.
أنشدني أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد المجيد قال: أنشدني عثمان ابن خمارتاش الهيتي لنفسه ببغداد: شيئان لم يبلغهما واصف * فيما مضى بالنظم والنثر مدح ابنة العنقود في كأسها * وذم أفعال بني الدهر
أنشدني القاضي أبو الفتوح بن جدا الهيتي قال: أنشدني ابن خمارتاش لنفسه: المال أفضل ما ادخرت فلا تكن * في مرية ما عشت من (5) تفضيله ما صنف الناس العلوم بأسرها * إلا بحيلته على تحصيله وأنشدني ابن جدا قال: أنشدنا ابن خمارتاش لنفسه لما تزوج: كان رأي أن لا يكون الذي * كان فياليتني تركت برائي لا يزال الانسان يخدمه السعد * إلى أن يقول بيت (6) أحمائي
__________
(1) انظر الحديث في: المستدرك 3 / 153.
ومجمع الزوائد 9 / 203.
والمعجم الكبير 1 / 66.
(2) ما بين المعقوفتين بياض في الاصول.
(3) في (ج): (كصيف).
() 4) في (ج): (طيب المعاشرة أديبا).
(5) في الاصل: (من شاغل).
(6) في (ب): (يقول بيت في أحمائي).
(*)(2/141)
توفى عمان بن خمارتاش بالرقة في رجب سنة تسع عشرة وستمائة وقد جاوز الخمسين.
428 - عثمان بن سعادة بن غنيمة المعاز أبو عمرو اللبان: كان له دكان عند عقد الحديد قريبا من البدرية سمع الحديث من أبي الفضل بن ناصر وأبي الوقت الصوفي وحدث باليسير روى لنا عنه عبد الله بن أحمد الخباز في مشيخته.
أخبرنا عبد الله الخباز أنبأنا عثمان بن سعادة اللبان وأنبأنا يوسف القطان وأحمد ابن علي بن الحسين الواعظ قالوا: أنبأنا محمد بن ناصر قراءة عليه أنبأنا أبو القاسم ابن البسري حدثنا محمد بن عبد الرحمن المخلص حدثنا عبد الله بن محمد البغوي
حدثنا عبد الجبار حدثنا مبشر بن إسماعيل الحلبي عن تمام بن نجيح عن الحسن عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من حافظين يرفعان إلى الله ما حفظا يرى الله في أول الصحيفة خيرا وفي آخرها خيرا إلا قال الله لملائكته: أشهدكم أنى قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة) (1).
ذكر لنا عبد الله الخباز: أن (2) عثمان بن سعادة مات في سنة ست وثمانين وخمسمائة ودفن بمقبرة أحمد.
429 - عثمان بن أبي سعد بن عبد الوهاب أبو عمرو الخباز: من أهل باب الازج حدث عن أبي القاسم سعيد بن أحمد بن البناء بيسير روى لنا عنه عبد الله بن أحمد في مشيخته.
أخبرنا عبد الله الخباز أنبأنا عثمان بن أبي سعد بن عبد الوهاب الخباز (و) أنبأنا القاضي أبو العباس أحمد بن محمد بن الفراء قالا: أنبأنا سعيد بن أحمد بن البناء قراءة عليه أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن البسري أنبأنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص حدثنا يحيى بن محمد حدثنا القاسم بن محمد المروزي حدثنا محمد بن مقاتل حدثنا معاذ بن خالد حدثنا عبد الله بن مسلم عن سفيان مولى سعد بن أبي
__________
(1) انظر الحديث في: مجمع الزوائد 10 / 208.
وسنن الترمذي 981.
(2) في (ج): (عبد الله بن الخباز بن عثمان).
(*)(2/142)
وقاص عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة) (1).
430 - عثمان بن سعيد بن أحمد بن نوح الفيريابي (2): حدث ببغداد عن محمد بن تميم السعدي بحديث منكر.
قرأت على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان عن أبي المحاسن محمد بن عبد الخالق
الجوهري قال: كتب إلى ظفر بن الداعي العلوي أن أبا الحسن محمد بن القاسم الفارسي أخبره قا: حدثنا أحمد بن يعقوب القرشي حدثنا عثمان بن سعيد بن أحمد ابن نوح الفيريابي ببغداد حدثنا محمد بن تميم السعدي عن عثمان بن عبد الله القرشي (3) عن غنيم بن سالم عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لي حرفتين اثنتين من أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني ألا وهما الفقر والجهاد) (4).
431 - عثمان بن سليمان بن أحمد المطرز الفقير: صحب في صباه عبد الغني بن يقظة وسلك طريق الفقر والتجريد من أسباب الدنيا وسمع الحديث من أبي المظفر بن محمد بن عبد الخالق النجار معبر الرؤيا ومن عمر بن أبي بكر بن الثبان (5) ومن شيوخنا أبي الفرج بن كليب وأبي القاسم بن بوش وذاكر بن كامل وأمثالهم وكان يلازم حلقة شيخنا ابن الاخضر في كل جمعة وسكن برباط (6) ابن رئيس الرؤساء بالقصر من دار الخلافة مدة طويلة من أجمل طريقة وأحسن قاعدة وكان الناس يعتقدون فيه ويتبركون به وكان صبيح الوجه ساكنا حسن الاخلاق متواضعا ولما اشتهر وشاخ (7) وصار له أتباع ومريدون سكن بالحريم الظاهري في زاوية اتخذها لنفسه وانضاف إليه جماعة من الاتباع والفقراء
__________
(1) انظر الحديث في: مسند أحمد 2 / 332.
وكشف الخفا 1 / 369.
(2) انظر: لسان الميزان 4 / 142.
(3) في هامش (ب): (عثمان القرشي هو الاموي متهم بوضع الحديث).
(4) انظر الحديث في: تذكرة الموضوعات 178 121.
وتنزيه الشريعة 2 / 182.
(5) في (ب) (ج): (التبان).
(6) في (ج): (وسكن رباط).
(7) في الاصل (ب): (وساح).
(*)(2/143)
وقصده أبناء الدنيا وخدم دار الخلافة بالصدقات والعطايا فقبلها وفرقها على أصحابه وكثر أتباعه وقاصدوه وعمر موضعا كبيرا أضافه إلى زاويته واستغنى جماعة من أصحابه حتى صاروا ينفذون التجارات والبضائع إلى البلاد طلبا للكسب ومع هذا فيعطيهم من الصدقات التي تأتيه ولم يدخر هو لنفسه شيئا وكان مديما للصلاة والصيام يلبس الخشن والوسخ وما أظنه تزوج قط ولا اجتمع بامرأة وكان باذلا للطعام لاكثر من يقصده ويخص أبناء الدنيا باللطيف والفقراء بما دونه وحدث بشئ يسير من الحديث سمع منه أحاد الطلبة.
وتوفي يوم الثلاثاء السادس والعشرين من جمادي الاولى من سنة ست وثلاثين وستمائة وصلى عليه من الغد بباب الحريم وحضره خلق كثير ودفن بالشهداء من باب حرب وكان قد ناطح السبعين.
432 - عثمان بن سليمان بن عمرو البغدادي: ابن أخت علي بن داود القنطري قدم دمشق وسمع بها أحمد بن صاعد الصوري الزاهد حكى عنه أبو شيبة داود بن إبراهيم بن رزوبه الفارسي البصري هكذا ذكره أبو القاسم علي بن الحسين بن هبة الله الشافعي في تاريخ دمشق من جمعه ونقلته من خطه.
433 - عثمان بن أبي صالح أبو عمرو: قرأت على أبي عبد الله الجنبلي عن أبي طاهر محمد بن أبي نصر التاجر أن عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن منده أخبره عن أبي سعيد النقاش قال: سمعت نصر بن أبي نصر الطوسي العطار يقول: يا قارع الابواب ترجو الغنى * ليس الذي استرزقت بالرازق سألت من يعجز عن نفسه * فارجع إلى ما في يد الخالق
434 - عثمان بن عبد الله بن مسلم أبو عمرو البغدادي: حدث بحديث منكر غريب الاسناد على أبي علي بن أبي داود الانباري.
أنبأنا ذاكر بن كامل بن أبي غالب الخفاف أن أبا البركات هبة الله بن المبارك بن موسى أخبره قال: حدثني هبة الله بن عبد الله أخبرني عمي أحمد بن محمد السيبي(2/144)
أنبأنا أبو زيد الحسين بن عامر حدثنا أبو عمرو عثمان بن عبد الله بن مسلم البغدادي حدثنا أبو علي بن أبي داود الانباري حدثنا يعيش بن أبي الجهم حدثنا داود بن سليمان الحديثي عن الزهري عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا بدا شيب الرجل في عارضيه فذلك من همه وإذا بدا في متقدمه فذلك من كرمه وإذا بدا في قفاه فذلك من لومه وإذا بدا في شاربه فذلك من قشفه).
435 - عثمان بن عبد الله بن عفان أبو عمرو الغسولي: من أهل جرجرايا حدث عن موسى بن عبد الرحمن القلا وأبي الحسن محمد بن أيوب روى عنه أبو الطيب العباس بن أحمد بن محمد بن إسماعيل الشافعي الهاشمي.
كتب إلى أبو القاسم عبد الرحمن بن مكي بن حمزة الانصاري قال أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي قراءة عليه أنبأنا محمد بن الحسين بن البسري المقرئ بمصر أنبأنا أبو الطيب العباس بن أحمد بن إسماعيل الهاشمي حدثنا عثمان بن عبد الله بن عفان الجرجرائي المعروف بالغسولي بأنطاكية حدثنا موسى بن عبد الرحمن القلا حدثنا معمر بن سليمان الرقي النخعي عن الحجاج بن أرطأة عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا نكاح إلا بولي والسلطان ولي من لا ولي له) (1).
436 - عثمان بن عبد الله بن محمد الجوهري: من أهل نيسابور سكن بغداد إلى حين وفاته وروى بها شيئا ذكره أبو طاهر
السلفي في معجم شيوخه وذكر أنه كان ظاهر الصلاح كبير السن ذكر أنه حضر مجلس القاضي أبي بكر الحيري في صغره بنيسابور ثم لما كبر صحب أبا عثمان الصابوني وأبا سعيد بن أبي الخير وأبا القاسم القشيري وغيرهم من شيوخ خراسان وصحب بالشام سليم بن أيوب الرازي وبمصر أبا عبد الله القضاعي وجاور بمكة سنين.
قرأت على أبي الحسن بن المقدسي بمصر عن أبي طاهر السلفي قال: سمعت أبا عمرو عثمان بن عبد الله الجوهري النيسابوري ببغداد يقول: سمعت أبا الفتح سليم بن
__________
(1) انظر الحديث في: مسند أحمد 1 / 250.
(*)(2/145)
أيوب الرازي الفقيه بثغر صور وسئل عمن له مال (1) وافر لا يعرف كميته (2) كيف يخرج الزكاة ؟ فتوقف ساعة ثم قال: يخرجها على ظنه ثم لا يرد سائلا يقصده بوجه.
قال السلفي: سألته عن مولده: سنة خمس وتسعين وأربعمائة أو قبلها بقليل أو بعدها ؟ فقال: قد جاوزت التسعين.
437 - عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان أبو عمرو البغدادي: قدم واسطا وروى بها حكاية عجيبة رواها عنه أبو بكر محمد بن أحمد بن موسى البابسيري.
حدثني أبو عبد الله محمد بن سعيد الحافظ الواسطي من لفظه وأصله قال: أنبأنا أبو العباس هبة الله بن نصر الله بن محمد بن مخلد الازدي الشاهد قال: حدثنا أبو السعادات المبارك بن إبراهيم بن المبارك الخطيب إملاء قال: أنبأنا أبو البركات إبراهيم ابن محمد بن خلف السقطي حدثنا الحسين بن أحمد بن علي بن التباني (3) حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد البابسيري حدثنا أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان
البغدادي بواسط أخبرني أبو بكر محمد بن يزيد في درب بقيع قال: سمعت الفراء محمد بن الجراح يقول: بينما أنا ذات ليلة أسير على شاطئ بحر قلزم (إذا) (4) استقبلني رجل كأن رأسه فرد رحا فسلمت عليه فرد علي السلام ثم قلت له: من أنت رحمك الله ؟ فقال: إنا إلياس أخو الخضر ألا أحدثكم عجبا ؟ قال قلت: حدثني قال فقال: لي إنه إذا كان يوم القيامة ينزع الله أفئدة أهل الكبائر من أهل التوحيد لئلا يجدوا لم العذاب ثم شخص من بين عيني (5) فلم أره.
438 - عثمان بن عبد الملك بن عثمان اللخمي أبو عمرو الصفار الواعظ: أخو عبد الرحمن الذي تقدم ذكره سمع أبوي الحسن علي بن محمد بن العلاف
__________
(1) في (ب) (ج): (عمن له قال).
(2) في (ب): (كيميته).
(3) في (ج): (النسباني).
(4) (ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(5) في (ج): (مرتين عنى).
(*)(2/146)
وعلي بن أحمد بن فتحان الشهرزوري وأبا القاسم علي بن أحمد بن بيان وأبا علي محمد بن سعيد بن نبهان وأبوي طالب الحسين بن محمد الزينبي وعبد القادر بن محمد ابن يوسف وأبا الخطاب محفوظ بن أحمد الكلوذاني روى لنا عنه أبو محمد بن الاخضر وغيره.
حدثنا ابن الاخضر من لفظة قال: أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن وأبو عمرو عثمان ابنا عبد الملك بن عثمان اللخمي وأنبأنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني قراءة عليه قالوا: أنبأنا أبو القاسم بن بيان قراءة عليه أنبأنا أبو الحسن محمد بن مخلد أنبأنا إسماعيل الصفار حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا خلف عن حميد (1) الاعرج عن
عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يوم كلم الله موسى عليه السلام كانت عليه جبة صوف وسراويل صوف وكساء صوف وكماة صوف ونعلاه من جلد حمار غير ذكي) (2).
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي قال: توفي عثمان بن عبد الملك اللخمي في الثلاث من سنة إحدى وسبعين وخمسمائة بالبمارستان.
439 - عثمان بن علي بن أحمد بن محمد أبو عبد الله بن أبي نصر المؤدب المقرئ المعروف بابن الصالح: من أهل باب المراتب كان يؤدب الصبيان ويصلي بالناس إماما في مسجد النارنج على باب محلة المراتب وكان شيخا صالحا دينا خيرا سمع أبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز التميمي وأبا الحسن علي بن الحسين بن أيوب البزاز وأبا الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر وأبا القاسم الفضل بن أبي حرب الجرجاني وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد النعالي وأبا سعد هبة الله بن علي الكواز المقرئ وغيرهم سمع منه أبو محمد بن الخشاب النحوي وروى عنه أبو سعد ابن السمعاني وأثنيا عليه ثناء صالحا وروى عنه أبو البركات سعيد بن هبة الله بن علي بن الصباغ.
أخبرنا أبو البركات بن الصباغ قال: أنبأنا أبو عبد الله عثمان بن علي بن الصالح
__________
(1) في الاصل (ب): (عن عبد الاعرج).
(2) انظر الحديث في: المستدرك 1 / 28.
والالئ المصنوعة 1 / 85.
(*)(2/147)
مؤدبي قراءة عليه وأنا حاضر قال: أنبأنا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي قراءة عليه أنبأنا االحسن بن أحمد أنبأنا عثمان بن أحمد حدثنا عبد الرحمن بن منصور حدثنا يحيى بن سعيد القطان حدثنا ابن جريج أخبرني عطاء عن جابر عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أكل من هذه الشجرة الثوم ثم قال بعد: الثوم والبصل والكراث فلا يقربنا في مسجدنا فان الملائكة تتأذى مما يتأذى عنه الانسان) (1).
قرأت بخط أبي الحسين عبد الرحمن بن الحسين بن عبدان الدمشقي: أبو عبد الله عثمان بن أبي نصر بن أحمد البغدادي المعروف بابن الصالح (ولد) (2) سنة ست وستين وأربعمائة ببغداد قلت: وقرأ عليه أبو محمد بن الخشاب في تواريخ آخرها شعبان سنة أربع وأربعين وخمسمائة.
440 - عثمان بن علي بن عبد الله الوقاياتي المقرئ أبو القاسم أخو فاطمة بنت الوقاياتي: سمع الكثير من النقيب أبي الفوارس طراد بن محمد بن علي الزيبني وأبي الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر وأبوي عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي والحسين بن علي بن أحمد (3) بن البسري وأمثالهم وكتب بخطه كثيرا وحصل النسخ والاصول وحدث باليسير لانه مات شابا وكان من أهل القرآن والستر والديانة والصيانة.
قرأت على أبي البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله الشافعي بدمشق عن أبي البركات الخضر بن شبل الحارثي وأبي الحسن علي بن مهدي بن الفرج الهلالي قالا: أنبأنا أبو القاسم عثمان بن علي بن عبد الله بن الوقاياتي البغدادي قدم علينا دمشق قراءة عليه في سنة ثلاث وخمسمائة وأنبأنا عبد الوهاب بن علي الامين ويوسف بن المبارك بن كامل الشافعي قالا: أنبأنا أبو المحاسن أحمد بن محمد بن الدباس قالا: أنبأنا أبو الخطاب نصر بن أحمد قراءة عليه أنبأنا عبد الله (4) بن عبيد الله
__________
(1) انظر الحديث في: سنن الترمذي 1806.
وسنن النسائي 2 / 43.
والمعجم الصغير 2 / 35.
وصحيح ابن خزيمة 1665.
وفتح الباري 9 / 575.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(3) في الاصل: (أحمد بن علي).
(4) في (ج): (عبيد الله).
(*)(2/148)
(ابن) (1) البيع حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي حدثنا محمد بن عمرو الباهلي حدثنا أبو عامر حدثنا محمد بن طلحة عن الاعمش عن أبي وائل عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تلبسوا الحرير والا الديباج ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة هو لهم في الدنيا ولكم في الآخرة) (2).
أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله الشافعي قال: سئل أبو القاسم الوقاياتي عن مولده فقال: سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة ببغداد في الجانب الشرقي قرأت في كتاب التاريخ لابي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي بخطه قال: توفي أبو القاسم عثمان بن علي بن عبد الله الوقاياتي (3) في ليلة الخميس الرابع والعشرين من محرم سنة خمس عشرة وخمسمائة وصلى عليه في جماعة القصر ودفن في دار له بدرب الدير.
441 - عثمان بن علي بن المعمر بن أبي عمامة أبو المعالي البقال (4).
أخو أبي سعد المعمر بن علي الواعظ سمع شيئا من الحديث من أبي طالب (5) بن غيلان وأبي الفتح عمر بن عبد الملك الرزاز وقرأ الادب على عبد الواحد بن علي بن برهان الاسدي وأبي محمد الحسن بن محمد الدهان وغيرهما وحدث باليسير وكان عسرا في الرواية غير مرضي السيرة يخل (6) بالصلوات ويرتكب المحظورات روى عنه أبو المعمر الانصاري وأبو الفضل بن الاخوة وأبو طاهر السلفي.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن سعيد الخرقي بأصبهان قال: أنبأنا عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن الاخوة البغدادي أنبأنا أبو المعالي عثمان بن علي بن أبي عمامة بالرصافة وأنبأنا عبد الوهاب بن علي الامين أنبأنا هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الكاتب
قالا: أنبأنا أبو طالب محمد بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن
__________
(1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 7 / 146 99 وصحيح مسلم كتاب اللباس باب 2.
(3) في الاصول: (بن الوقاياتي).
(4) انظر: لسان الميزان 4 / 148.
(5) في الاصول: (أبي غالب).
(6) في (ج): (نجل).
(*)(2/149)
عبدويه (1) حدثنا عبد الله بن روح المدائني حدثنا شبابة بن سوار حدثنا أبو الزبير عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة رضى الله عنها قالت: أهللت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعمرة في حجة (الوداع) (2).
قرأت على أبي الفتوح داود بن معمر الواعظ بأصبهان عن أبي القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي قال: أنشدنا عثمان بن علي بن أبي عمامة لنفسه: أيا جمال الدولة المرتجى * لكل خير كم أناديكما ما لي على أني أخفي الذي * يأتي وبالخير أياديكا اجلس في الحمام من شقوتي * أغسل أثوابي المراويكا والديك في دارك ذو بسطة * يروح عنها ويغاديكا محتكرا بلفظ ما عاينت * عيناه أو مر بناويكا فكلم البواب في الاذن لي * مقربا أو كشكش الديكا وعش كما يوثر (3) في نعمة * يكبت بالذل أعاديكا قال: هذه الابيات في عفيف القائمي وأراد (4) بالديك أخاه أبا سعد الواعظ فإنه كان يلقب بالديك.
قرأت في كتاب لابي المعالي بن أبي عمامة من لفظه: أرى شعرة بيضاء في الخد نابته * لها لوعة في صفحة الصدر ثابته ومن شومها أني إذا ردت نتفها * نتفت سواها وهي تضحك شامته قرأت على مرتضى بن حاتم بن نصر عن أبي طاهر السلفي قال: أبو المعالي عثمان ابن علي بن المعمر الفامي (5) الاديب قرأ اللغة على ابن برهان وأبي محمد الدهان وغيرهما غزير الفضل وله الشعر الحسن إلا أن في عقله تخللا وهو حسن الطريقة.
أخبرني شهاب الحاتمي قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول سمعت عبد
__________
(1) في (ب): (عبد ربه).
(2) ما بين المعقوفتين ساقط من الاصول.
(3) في الاصل (ج): (لوثر).
(4) في (ب): (و...د).
(5) في أول الترجمة: (البقال).
(*)(2/150)
الوهاب الانماطي يقول: رأينا جمعة من الجمع أبا المعالي بن أبي عمامة في جامع المنصور وكان معنا جزء من حديث أبي بكر الشافعي فأردنا أن نقرأه عليه فمضينا إليه وسألناه أن يقعد لنا فأبى فألححنا عليه قال: فرفع صوته عند سقاية الراضي قال: الناس شهدوا أني كذاب ثم قال: لا يحل لكم أن تسمعوا من الكذاب قوموا ! قال عبد الوهاب: ثم سمعنا بعد ذلك أحاديث بجهد قال: وكان شاعرا هجاء خبيث اللسان.
قرأت بخط أبي بكر محمد بن علي بن فولاذ الطيري قال: ولد - يعني عثمان بن أبي عمامة - سنة ست وعشرين - يعني وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف بخطه قال: مات
عثمان بن أبي عمامة في ربيع الاول (1) سنة سبع عشرة وخمسمائة حدثنا (2) عن ابن غيلان وأبي الفتح الرزاز.
442 - عثمان بن علي بن منصور بن أبي طالب بن محمد بن الحبال أبو عمرو المقرئ: من أهل بغداد سكن رأس العين وتولى الخطابة بها لقيته برأس العين في رحلتي الاولى إلى الشام في شهر ربيع الآخر سنة تسع وستمائة وسألته أن أسمع منه شيئا من الحديث فذكر لي أنه سمع كثيرا ببغداد مع أبي الفضل بن شافع على المشايخ ومنه أيضا ولم يكن بيده شئ من الاصول فسألته أن ينشدني شيئا فأنشدني بيتين لم أكتب عنه سواهما وكان شيخا حسنا كيسا متواضعا.
أنشدني عثمان بن علي بن منصور الخطيب برأس العين قال: أنشدني محمد بن أبي المعالي الصوفي لبعضهم: هي المقادير تجري (3) في أعنتها * فاصبر فليس لها صبر على حال يوما تريك وضيع القدر مرتفعا * إلى السماء ويوما تخفض العالي (4)
__________
(1) في (ج): (في ربيع الثاني).
(2) في الاصول: (حديثا).
(3) في (ب): (خرى).
(4) في الاصل (ج) بياض بقدر سطرين وفي الاصل بالهامش: (كذا في الاصل).
(*)(2/151)
443 - عثمان بن عمر بن عبد الرحمن بن الربيع أبو عمرو الفقيه الشافعي المعروف بابن أخي النجاد: ذكره الحافظ أبو القاسم بن عساكر في تاريخ دمشق وذكر أنه بغدادي حدث عن أحمد بن عيسى الوشاء ومحمد بن أحمد بن عمارة وأبي الطيب أحمد بن إبراهيم بن
عبادل وعبد الله بن الحسين بن جمعة وأبي عبد الله محمد بن يوسف بن بشر الهروي وأبي الحسن إسماعيل بن محمد بن سنان الشيرازي وإحمد بن عمير بن حوصا ومحمد ابن جعفر الخرائطي ومحمد بن إسحاق بن فروخ وعلي بن جعفر بن مسافر ومحمد بن أحمد بن محمد بن بكر البالسي روى عنه أبو سعد أحمد بن محمد الماليني وعبد الرحمن ابن عمر بن نصر وأبو الحسن مكي بن محمد بن الغمر (1) وأبو القاسم تمام بن محمد الرازي وعبد الغني بن سعيد الحافظ المصري.
أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله الشيرازي بدمشق قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الحافظ أنبأنا أبو العباس أحمد بن الفضل بن أحمد الخياط أنبأنا أبو بكر بن الفضل الباطرقاني حدثني أحمد بن محمد بن عبد الله حدثني أبو عمرو عثمان بن عمر بن عبد الرحمن الشافعي المعروف بابن أخي النجاد بدمشق حدثني أحمد بن عيسى الوشا حدثني مؤمل بن إهاب حدثني عبد الرزاق حدثني معمر حدثني هشام بن عروة حدثني أبي حدثتني عائشة رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (النظر إلى وجه علي عبادة) (2).
444 - عثمان بن عمرو الدباغ (3): قرأت على أبي بكر محمد بن حامد الضرير بأصبهان عن أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي قال: أنبأنا عمر بن أحمد بن عمر بن مسرور إذنا قال: أنبأنا أبو بكر الطرازي يعني محمد بن محمد بن عثمان البغدادي حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي بن زكريا النصري حدثنا عثمان بن عمرو الدباغ البغدادي بعبادان حدثنا محمد بن
__________
(1) في الاصول: (المعمر).
(2) انظر الحديث في: المستدرك 3 / 141.
والمعجم الكبير 10 / 18 93 / 110.
ومجمع الزوائد 9 / 119.
(3 انظر: ميزان الاعتدال 2 / 168.
ولسان الميزان 4 / 149.
(*)(2/152)
علاثة القاضي حدثنا الاوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أبا هريرة زر غبا تزدد حبا) (1).
445 - عثمان بن عيسى بن أحمد الضرير: حدث بالبردان عن علي بن محمد بن نصير الرحال عن الحسن بن عرفة بمنام رواه عنه أبو الحسن علي بن الحسن بن محمد الصيقلي.
446 - عثمان بن عيسى بن الحسن أبو عمرو البرداني يعرف بالكيس.
أظنه هو الاول.
كتب إلي أبو جعفر المبارك بن المبارك المقرئ الواسطي أن أبا الكرم خميس بن علي الجوزي أخبره قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن الطيب أنبأنا أبو الحسن أحمد ابن المظفر بن أحمد العطار حدثنا أبو الحسن أحمد بن سهلان بن جابر بباب المراتب سنة تسع وسبعين وثلاثمائة حدثنا أبو عمرو عثمان بن عيسى بن حسن البرداني المعروف بالكيس حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الله الشيباني حدثنا محمد بن الصباح ابن إسماعيلل بن زكريا عن محمد بن عون الخراساني عن عبد الله بن العباس قال: قال رسول الله صى الله عليه وسلم: (إن لحوضي أربعة أركان: الاول في يد أبي بكر والثاني في يد عمر والثالث في يد عثمان والرابع في يد علي فمن أحب أبا بكر وأبغض عمر ما يسقيه أبو بكر ومن أحب عمر وأبغض أبا بكر لم يسقه عمر ومن أحب عثمان وأبغض عليا لم يسقه عثمان) (2) وذكر باقي الحديث 447 - عثمان بن أبي الفرج بن الحسين أبو عمرو النهرببي (3) الزاهد المعروف بابن الاطروش: من ساكني قطيعة العجم بباب الازج كان من الزهاد الصالحين المنقطعين إلى طاعة الله سبحانه وتعالى وعبادته والخلوة عن الناس وقد سمع الحديث من أبي القاسم
__________
(1) انظر الحديث: المستدرك 3 / 4 347 / 330 وفتح الباري 10 / 498 والدرر المنثرة 91.
وكشف الخفا 1 / 528.
(2) انظر الحديث في: تنزيه الشريعة 1 / 406.
(3) في الاصل: (النهرسى) وفي (ج): (البهرسي) (*)(2/153)
ابن الحصين وأبي غالب بن البنا ومن غيرهما وما أظنه روى شيئا توفي يوم الاثنين لتسع خلون من (شهر) (1) ربيع الآخر من سنة ثلاث وستين وخمسمائة ودفن بباب حرب (2).
448 - عثمان بن القاسم بن محمد أبو عمرو المقرئ: حكى عن الشبلي روى عنه أبو سعد الماليني.
كتب إلي أبو المكارم أحمد بن محمد بن محمد الشاهد الاصبهاني أن أبا عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين الدوغي أخبره قال: أنبأنا أبو منصور الحسن بن محمد بن أحمد الواعظ قراءة عليه أنبأنا أبو سعد (3) أحمد بن محمد الماليني قال: سمعت أبا عمرو (4) عثمان بن القاسم بن محمد البغدادي المقرئ بمصر يقول: رأيت أبا بكر الشبلي يحمل لي المارستان فما بلغ إلى أصحابه الرياحين قال: والله لا برحت حتى يجعلوا لي إكليلا وسوارين فأنشأ يقول: سل جزعي مذ صددت عن حالي * هل خطر الصبر على بالي لا غير الله سوء فعلك بي * إن كنت أرضيت فيك عذالي ولا ملكت البكاء عليك ولا * حمدت عقبي السلو من سالي 449 - عثمان بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن رستم أبو عمرو بن أبي عبيد الله المادرائي (5): تقدم ذكر والده في أول الكتاب سمع أباه وأبا إسحاق إبراهيم بن شريك الكوفي
وأبا شعيب عبد الله بن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني وأبا العباس محمد بن يونس الكديمي وأبا محمد يحيى بن محمد بن صاعد وأبا حامد محمد بن هارون
__________
(1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) في (ج): (آخر الجزء الثالث والخمسين بعد المائة من الاصل ويليه: عثمان بن القاسم بسم الله الرحمن الرحيم).
(3) في الاصول: (يوسف).
(4) في الاصول: (أبا القاسم).
(5) في الاصل: (الماوراى) خطأ.
(*)(2/154)
الحضرمي وعبد الغافر بن سلامة الحمصي وأبا بكر محمد بن علي الحفار ببغداد وبمكة أبا الفضل جعفر بن محمد السوسي وأبا جعفر محمد بن خالد (1) بن يزيد البردعي وأبا محمد إسحاق بن أحمد الخزاعي وأبا جعفر أحمد بن زيد (2) بن هارون القزاز وبشيراز محمد بن داود الجوزي وبدمشق أبا محمد (3) جعفر بن أحمد بن عاصم الانصاري وبعسقلان أبا العباس محمد بن الحسن بن قتيبة وبيت المقدس أبا محمد عبد الله بن محمد بن مسلم الخطيب وسكن مصر وحدث بها بالكثير روى عنه أبو عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف الفراء وأبو الحسن أحمد بن محمد بن القاسم بن مرزوق الانماطي وأبو إسحاق إبراهيم بن علي بن عبد الله الصيرفي الغازي (4) وأبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن النحاس وأبو محمد الحسن بن إسماعيل الضراب المصريون ومحمد بن عبد الله بن محمد بن حماد قاضي الموصل وأبو بكر عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن روزبه الفارسي.
أخبرنا يحيى بن عقيل بن شريف المصري بالمدينة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحمد ابن عماد الحراني بالاسكندرية قالا: أنبأنا أبو محمد عبد الله بن رفاعة بن غدير
السعدي حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الخلعي أنبأنا (أبو) (5) عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف الفراء حدثنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن إبراهيم المادرائي إملاء حدثنا أبو شعيب الحراني عبد الله بن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب حدثنا هاشم بن خالد حدثنا الحسن بن يحيى عن الاوزاعي قال (حدثني) (6) يحيى ابن أبي كثير حدثني أبو قلابة حدثني أبو أسماء الرحبي حدثني ثوبان قال: خرجت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثمان عشرة خلت من شهر رمضان فلما كنا بالبقيع نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رحل يحتجم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفطر الحاجم والمحجوم) (7).
__________
(1) (بن خالد) ساقطة من (ب) (2) (بن زيد) سلقطة من (ب).
(3) في الاصل: (أبا محمد بن جعفر).
(4) في (ب): (الفاربي).
(5) ما بين المعقوفتين ساقط من الاصول.
(6) ما بين المعقوفتين ساقط من الاصل (ب) (7) انظر الحديث في: سنن أبي داود 2371 2370 2369 2367.
وسنن الترمذي 774.
وسنن ابن ماجة 1681 1680 1679.
ومسند أحمد 2 / 3 365 364 / 480 474.
4 / 123.
(*)(2/155)
أخبرنا أحمد وعبد الرحمن ابنا سلطان بن أحمد البزاز قالا: أنبأنا عبد الواحد بن الحسين البزاز أنبأنا المبارك بن عبد الجبار بن أحمد أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي ابن عبد الله الصوري قال: أنشدنا القاضي أبو بكر محمد بن عبيد الله بن إسحاق بن الحسين بن إبراهيم بن جابر التنيسي أنشدنا أبو عمرو عثمان بن إبراهيم المادرائي أنشدنا نصر بن أحمد الحروري لنفسه:
شكوت جلوس إنسان ثقيل * لجار لي من هو أثقل فكنت كمن شكا الطاعون يوما * فزاد وضع الطاعون دمل قرأت في كتاب أن أبا عمرو عثمان بن محمد بن أحمد بن الاطروشي المادرائي توفي في أوائل سنة إحدى وستين وثلاثمائة.
450 - عثمان بن محمد بن أحمد بن عمرو الشامي: حدث ببغداد بحديث منكر عن أبي القاسم عبد الواحد بن محمد بن أحمد (1) بن معاذ التميمي المروروذي سمعه منه أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الدقاق الاصبهاني في مسجد عتاب.
451 - عثمان بن محمد بن أحمد بن محمد بن بقاقا أبو عمرو النجار: من ساكني الميدان بنواحي باب الازج سمع أبا الخطاب محفوظ بن أحمد الكلوذاني وأبا طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن يوسف وغيرهما وحدث باليسير وأضر في آخر عمره روى لنا عنه أبو محمد بن الاخضر وأحمد بن أحمد بن البندنيجي.
أخبرنا ابن البندنيجي قال: أنبأنا عثمان بن محمد بن أحمد بن بقاقا النجار قراءة عليه أنبأنا أبو الخطاب محفوظ بن أحمد الكلوذاني وأنبأنا أبو طاهر المبارك بن المبارك ابن هبة الله العطار بقراءتي عليه أنبأنا أبو الغنائم محمد بن محمد بن أحمد بن المهتدي بالله قراءة عليه وأنبأنا أبو القاسم هبة الله أبو الحسن المظفر السبط الهمداني بقراءتي
__________
(1) (بن أحمد) سقط من (ج).
(*)(2/156)
عليه أنبأنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش العكبري قراءة عليه قالوا جميعا: أنبأنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري قراءة عليه أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد ابن عثمان بن شاهين حدثنا محمد بن صالح بن زغيل التمار بالبصرة حدثنا طالوت
ابن عباد حدثنا فضال (1) بن جبير قال: سمعت أبا أمامة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تعجبوا بعمل عامل حتى تنظروا بم (2) يختم له) (3).
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي قال: ذكر لي الشريف أبو الحسن الزيدي أن عثمان بن بقاقا توفي ودفن يوم الجمعة ثامن عشر محرم سنة خمس وستين وخمسمائة.
452 - عثمان بن محمد (4) بن أحمد بن الفرج الدقاق أبو عبد الله بن أبي منصور المعروف بابن العنشنيقي (5): من أهل باب الازج من أولاد المحدثين تقدم ذكر أبيه سمع أباه وشهدة بنت أحمد الكاتبة وغيرهما كتبت عنه ولم يكن به بأس.
أخبرني عثمان بن محمد (6) بن أحمد بن الفرج الدقاق بقراءتي عليه قال: أخبرتنا شهدة بنت أحمد بن الفرج قراءة عليها أنبأنا الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة أنبأنا عبد الواحد بن محمد الفارسي حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاء حدثنا أحمد بن إسماعيل المدني حدثني مالك عن ابن شهاب عن علي بن الحسين عن عمرو ابن عثمان بن عفان عن أسامة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يرث المسلم الكافر) (7).
سألت عثمان بن محمد بن أحمد عن مولده فقال: في شوال سنة اثنتين وستين
__________
(1) في الاصل (ب): (نصال).
(2) في الاصول: (ثم يختم له).
(3) انظر الحديث في: مسند أحمد 3 / 120.
والاحاديث الصحيحة 1334.
(4) في (ب): (بن حمد).
(5) في (ج): (العفشنيفي).
(6) في (ج): (بن أحمد).
(7) انظر الحديث في: صحيح البخاري 8 / 194.
وصحيح مسلم كتاب الفرائض 1.
وفتح الباري 12 / 53 50.
ومسند أحمد 5 / 209 208 200.
(*)(2/157)
وخمسمائة وتوفي يوم الخميس سادس المحرم سنة ثمان وعشرين وستمائة.
453 - عثمان بن محمد بن إسحاق أبو عمرو الثمار المالكي: حدث عن أبي بكر عبد الله (1) بن أبي داود (بن) (2) سليمان بن الاشعث السجستاني روى عنه أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو النقاش الاصبهاني في معجم شيوخه.
قرأت على أبي عبد الله الجنبلي بأصبهان عن أبي طاهر محمد بن أبي نصر التاجر أن عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن منده أخبره قال: أنبأنا أبو سعيد محمد بن علي ابن عمرو النقاش أنبأنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن إسحاق (3) الثمار المالكي ببغداد حدثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان حدثنا عباد بن يعقوب حدثنا حسين بن زيد (4) بن علي عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر عن أبيه عن علي رضي الله عنه قال: أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (إذا مت فاغسلني من (ماء) (5) بئر غرس بسبع قرب).
454 - عثمان بن محمد بن ثابت بن عمرو: أنبأنا سليمان وعلي ابنا محمد بن علي قالا: أنبأنا عبد الملك بن علي الهمداني أنبأنا أبو العلاء أحمد بن نصر بن أحمد أنبأنا أبو مسلم عبد الرحمن بن غزو (6) بن محمد العطار قال: حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن أحمد بن علي الا تروي التستري بنهاوند وقال حدثني أبو عمرو عثمان بن محمد بن ثابت البغدادي حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن صفرة حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم حدثنا يحيى بن عيينة حدثنا حميد عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تتوضؤا في الكنيف الذي تبولون
__________
(1) في (ب): (عبيد الله).
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(3) (بن منده أخبره قال أنبأ أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو النقاش أنبأ أبو عمرو عثمان بن محمد بن إسحاق) سقط من (ج).
(4) في (ج): (يزيد).
(5) ما بين المعقوفتين سقط من الاصول.
(6) في (ج): (عزو).
(*)(2/158)
فيه فإن وضوء المؤمن يوزن مع حسناته) (1).
455 - عثمان بن محمد بن جعفر أبو عبد الله بن أبي بكر الادمي القارئ الشاهد: ذكر أبو طاهر أحمد بن الحسن الكرخي في تاريخه ونقلته من خطه أنه فقد في الرابع عشر من جمادي الاولى سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة ثم أخذ يوم الجمعة الثامن عشر منه بالصراة أو ميتا بسراويله وأخرج ودفن وقيل: إن السوداء غلبت عليه.
456 - عثمان بن محمد بن جعفر أبو القاسم السواق: حدث عن أبي بكر محمد بن جعفر المطيري: روى عنه القاضي أبو الوليد عبد الله بن الوليد بن محمد بن يوسف الازدي المعروف بابن الفرضي في كتاب (الالقاب) من جمعه فقال: أنبأنا أبو القاسم عثمان ابن محمد بن جعفر السواق البغدادي حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر المطيري حدثنا داود بن سليمان الدقاق يعرف ببنان حدثنا عبد الله بن رجاء الفداتي عن يحيى بن أبي سليمان قال: عبد الله بن رجاء لقيناه ببغداد قال الشيخ - وهو مدني - قال: حدثنا عطاء (2) بن أبي رباح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأنبأنا عبد الوهاب بن علي الامين وعبد الله بن مسلم بن ثابت الوكيل قالا: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد الشيباني قال: أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أخبرني الحسن بن علي بن محمد المقرئ حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف أنبأنا محمد بن جعفر المطيري حدثنا بنان بن سليمان الدقاق حدثنا عبد الله ابن رجاء عن يحيى بن أبي سليمان لقيناه ببغداد قال: حدثنا عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا أبا هريرة ! أين كنت أمس ؟ قال: زرت أناسا من أهلي قال: (زر غبا تزدد حبا) (3).
457 - عثمان بن محمد بن الحسن بن داود أبو القاسم الوراق السامري:
__________
(1) انظر الحديث في: تنزيه الشريعة 2 / 74.
والفوائد المجموعة 13.
وكشف الخفا 2 / 486.
والاسرار المرفوعة 381.
والاحاديث الضعيفة 818.
(2) في الاصول: (عطاف) في كل المواضع.
(3) الحديث سبق تخريجه راجع الفهرس.
(*)(2/159)
سمع أبا إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي وأبا بكر محمد بن إبراهيم بن نيروز الانماطي ومحمد بن جعفر بن مخارق وجعفر بن مرشد البزاز ومنصور بن جمهور بن عون بن سيرين روى عنه الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن البيع النيسابوري وأبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي الجرجاني في معجميهما وأبو سعد أحمد بن محمد الماليني وأبو جعفر محمد بن جعفر بن محمد بن علان وأبو الحسن علي بن أحمد ابن عمر (1) الحمامي المقرئ.
أخبرنا أبو منصور سعيد بن الحسين الكرخي قال: أنبأنا أبو محمد المبارك بن أحمد الكندي أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر الحمامي حدثنا أبو القاسم عثمان بن الحسن الوراق السامري حدثنا إبراهيم بن عبد
الصمد بن موسى الهاشمي حدثني أبي حدثتنا زينب (بنت) (2) سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس قالت: حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أكل مما يسقط من الخوان (3) نفى عنه الفقر ونفى عنه الحمق) (4).
أنبأنا ذاكر بن كامل الخفاف عن أبي سعد أحمد بن عبد الجبار الصيرفي قال: أنبأنا أبو جعفر (5) محمد بن جعفر بن محمد بن عثمان (1) بقراءتي عليه أنبأنا أبو القاسم عثمان بن محمد بن الحسن بن داود الوراق بسر من رأى قراءة عليه وأنا أسمع حدثنا أبو القاسم جعفر بن مرشد البزاز حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا يعقوب بن الوليد الازدي عن يحيى بن سعيد الانصاري عن سعيد بن المسيب قال: وضع عمر بن الخطاب للناس ثماني عشرة كلمة حكم كلها قال: ما عاقبت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يجيئك (7) منه ما يغلبك ولا تظنن بكلمة خرجت من مسلم شرا وأنت تجد لها في الخير حملا ومن كتم سره
__________
(1) في الاصول: (عمر بن أحمد).
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل (ب).
(3) في (ب): (الحواز).
(4) انظر الحديث في: كنز العمال 40821.
(5) في الاصول: (جعفر بن).
(6) هكذا في الاصول وقد سبق أنه: (بن علان).
(7) في الاصول: (يحبك).
(*)(2/160)
كانت الخيرة بيده ومن عرض نفسه (1) للتهمة (2) فلا يلومن من أساء به الظن وعليك بإخوان الصدق تعش في أكنافهم فإنهم زينة في الرخاء وعدة في البلاء ولا تهاونوا بالحلف بالله عزوجل فيهينكم الله ولا تسأل عما لم يكن فإن (3) فيما قد
كان شغلا عما لم يكن ولا تعرض بما لا يعنيك وعليك (4) بالصدق (و) (5) إن قتلك الصدق ولا تطلب حاجتك إلى من لا يحب تجاحها (6) لك واعتزل عدوك واحذر صديقك إلا الامين ولا أمين إلا من خشى الله ولا تصحب الفجار فتعلم من فجورهم وذل عند الطاعة واستعصم (7) عند العصية وتخشع عند القبور واستشر في أمرك الذين يخشون الله فإن الله تعالى يقول: (إنما يخشى الله من عباده العلماء).
458 - عثمان بن محمد بن الحسن أبو عمرو (8) الدقاق المعرف بابن قديرة: من أهل باب البصرة والد شيخنا عبد الله الذي تقدم ذكره سمع أبا البدر إبراهيم ابن محمد بن منصور الكرخي مع ولد وحدث باليسير سمع منه شيخنا أبو بكر محمد ابن المبارك بن محمد بن مشق (9) البيع وغيره.
أخبرني خطاب بن أبي بكر بن خطاب الفارسي قال: أنبأنا عثمان بن محمد بن الحسن الدقاق أنبأنا أبو البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرخي أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب وأنبأنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الامين بقراءتي عليه أنبأنا أبو غالب محمد بن الحسن الماوردي قراءة عليه أنبأنا أبو علي علي بن أحمد التستري قالا: أنبأنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي حدثنا أبو علي محمد بن عمرو اللؤلؤي حدثنا أبو داود السجستاني حدثنا محمد بن منصور حدثنا
__________
(1) في (ب) (ج): (عرض بنفسه).
(2) في (ب): (ولمهه).
(3) في الاصول: (كان).
(4) في الاصل: (إليك).
(5) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(6) في (ج): (لحالها).
(7) في الاصول: (استعص).
(8) في الاصل: (أبو عمر).
(9) في (ج): (مشتق).
(*)(2/161)
يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدثني أبان بن صالح عن الحكم بن عتيبة (1) عن عبد الرحمن بن (2) أبي ليلى عن كعب بن (3) عجرة قال: أصابني هوام في رأسي وأنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية حتى تخوفت على بصري فأنزل الله في: (فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك) - الآية فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: (أحلق رأسك وصم ثاثة أيام أو أطعم ستة مساكين فرقا من زبيب أو انسك بشاة) فحلقت رأسي ثم نسكت (4).
أنبأنا أبو بكر بن مشق ونقلته من خطه قال: مات عثمان بن محمد بن الحسن الدقاق في يوم الثلاثاء خامس المحرم سنة ست وثمانين وخمسمائة وكان مولده في سنة ست وخمسمائة.
459 - عثمان بن محمد بن الحسين بن نصير المدني أبو عمرو السقلاطوني: من أهل دار القز سمع الشريف أبا نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي وأبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي وأبا المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم البقال وأبا الفضل محمد بن أحمد بن محمد العاقولي وغيرهم وحدث باليسير روى عنه أبو المعمر الانصاري وشيخنا عمر بن محمد بن طبرزد وكان شيخا صالحا متدينا.
أنبأنا عمر بن محمد المؤدب قال: أنبأنا عثمان بن محمد بن الحسين بن نصير المدني (5) قراءة عليه وأنبأنا زيد بن ثابت الوراق بقراءتي عليه حدثنا علي بن المبارك الجصاص قالا: أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا الحسن بن أحمد البزاز حدثنا القاضي أبو
بكر أحمد بن كامل حدثنا أحمد بن محمد بن غالب حدثنا دينار عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا إله إلا الله كلمة عظيمة كريمة على الله تعالى من قالها مخلصا استوجب الجنة ومن قالها كاذبا عصمت ماله ودمه وكان مصيره إلى النار) (6).
__________
(1) في الاصول: (عن عيينة).
(2) في الاصول: (عن).
(3) في الاصول: (عن أخيه عن).
(4) انظر الحديث في: المعجم الكبير 19 / 121 109.
(5) في الاصل (ج): (نصر المدني) ووفى (ب): (نصر الدين).
(6) انظر الحديث في: كنز العمال 227.
وأمالي الشجري 1 / 25.
(*)(2/162)
قرأت في كتاب أبي الحسن علي بن هبة الله بن مسعود البزاز بخطه قال: سألته - يعني عثمان بن نصير عن مولده فقال: في النصف من رجب سنة ثمان وخمسين وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري بخطه قال: توفي جارنا عثمان بن نصير المقرئ ليلة الاثنين خامس عشري المحرم سنة ثلاثين وخمسمائة وصليت عليه وحمل إلى مقبرة باب حرب فدفن فيها.
460 - عثمان بن محمد بن سعيد أبو القاسم السلمي المغني المعروف بابن الاصفر: غلام الشريف أبي الحسن إبراهيم بن عبد السلام البصري الهاشمي روى عنه القاضي أبو علي التنوخي حكايات من كتاب (نشوار المحاضرة) من جمعه.
أنبأنا عبد الواحد بن علي الامين عن محمد بن عبد الباقي الانصاري قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن القاضي أبي علي المحسن بن علي بن محمد التنوخي إذنا عن أبيه قال:
حدثني عثمان بن محمد بن سعيد السلمي البغدادي المغني ويعرف بأبي القاسم ابن الاصفر غلام ابن عبد السلام الهاشمي قا: حدثني بلطون (1) بن منجوا أحد قواد الحجويه (2) قال: حدثني غلام ابن المسروق (3) العدل البغدادي قال: كان مولاي مكرما لي فاشترى جارية وزوجنيها فأحببتها حبا شديدا وبغضتني بغضا شديدا وكانت تنافرني دائما واحتملتها إلى أن أضجرتني يوما فقلت لها: أنت طالق ثلاثا بتاتا لا خاطبتني بشئ إلا خاطبتك بمثله فقد (4) أفسدك احتمالي لك فقالت لي في الحال: أنت طالق ثلاثا بتاتا قال: فأبلست ولم أدر ما أجيبها خوفا أن أقول لها مثل ما قالت فتطلق فسكت في الحال وخرجت إلى مولاي فقلت له ما جرى فقال: قد طلقت منك وأنا أزوجك غيرها فطلقها طلاقا صحيحا فقلت: يا مولاي إن تم على طلاقها قتلت نفسي غما لها فالله الله في فقال لي: فامض فاستفت الفقهاء قال:
__________
(1) هكذا في الاصل (ج): (لمطلون).
(2) هكذا في الاصول.
(3) في (ج): (المزوق).
(4) في (ج): (بعد).
(*)(2/163)
فطفت على جماعة فأفتوني بأنها لابد أن تطلق وأن علي أن أجيبها مثل ما قالت فتصير بذلك طالقا مني قال: فأرشدت إلى أبي جعفر الطبري وأخبرته بما جرى فقال لي: أمض ولا تعاود الايمان وأقم على زوجتك بعد أن تقول لها أنت طالق ثلاثا بتاتا إن أنا طلقتك فتكون قد خاطبتها بمثل ما خاطبتك به فوفيت يمينك ولم تطلقها.
461 - عثمان بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن المغيرة بن عمرو بن عثمان ابن عفان: روى عن عبد الله بن نافع الصائغ رسالة (1) مالك بن أنس رواها عنه ابنه عبيد
الله وقد ذكره الخطيب في التاريخ.
462 - عثمان بن محمد بن الفضل بن معصوم الرصافي: حدث عن محمد بن يزيد (2) الآملي روى عنه أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس في أماليه.
أنبأنا أبو منصور بن أبي القاسم البزاز أن محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد الله البزاز أخبره عن أبيه قال: حدثنا أبو الفتح بن أبي الفوارس إملاء حدثنا عثمان بن محمد بن الفضل بن معصوم الرصافي في مسجد جامع الرصافة حدثنا محمد بن يزيد الآملي حدثنا محمد بن إسماعيل الفزاري حدثنا محمد بن كثير العبدي أنبأنا سليمان ابن كثير عن الفرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد إن يبعث رجلا في حاجة قد أهمته وأبو بكر عن يمينه وعمر عن يساره فقال له علي: ما منعك (3) من هذين ؟ قال: (كيف أبعث هذين وهما من الدين بمنزلة السمع والبصر من الرأس) (4).
463 - عثمان بن محمد أبو عبد الله الحواجبي الصوفي: ذكره أبو العباس أحمد بن محمد بن زكريا النسوي الصوفي في كتاب (تاريخ الصوفية) من جمعه وذكر أنه بغدادي من ظراف الصوفية طيب القلب سافر الكثير
__________
(1) في الاصل (ج): (وسأله).
(2) في الاصل (ج): (زيد).
(3) في (ب): (ما يمنعك).
(4) انظر الحديث في: مجمع الزوائد 9 / 52 وكنز العمال 36123 32672.
(*)(2/164)
ولقي الشيوخ وكان قد صحب أبا العباس بن عطاء قال: وسكن مكة ورأيته بها في آخر عمره وكان قد أقعد وضعف بصره وكان يقعد بباب إبراهيم في المسجد
الحرام ولم أسمع منه شيئا حدثنا عنه أبو جعفر إسماعيل الموسوي بمكة قال: سمعت داهر بن داهر (بن) (1) (وراق أبو خليفة يقول (2) - فذكر حكاية.
كتب إلي أبو المظفر بن السمعاني قال: أنبأنا أبو نصر الحرضي أنبأنا أبو بكر المزكي أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: أبو عبد الله الحواجبي بغدادي كان عالما بعلوم القوم وكان أبو علي الروذباري يميل إليه في حداثته مات بمكة وذكر أبو العباس النسوي أنه مات بمكة بعد السبعين والثلاثمائة.
464 - عثمان بن محمد أبو عمرو (3) الرفاء القطيعي: من أهل شارع العتابيين بالجانب الغربي حدث عن أبي القاسم البغوي روى عنه أبو سعيد الاصبهاني في معجم شيوخه.
قرأت على أبي محمد سفيان بن إبراهيم العبدي وحامد بن محمد الاعرج بأصبهان عن أبي طاهر محمد بن أبي نصر التاجر أن أبا القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق ابن منده أخبره قال: أنبأنا أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو النقاش قراءة عليه قال: أنبأنا أبو عمرو عثمان بن محمد الرفاء القطيعي ببغداد حدثنا أبو القاسم المنيعي حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا سفيان عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال: أبصر (4) النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يعاتب أخاه في الحياء فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (دعه فإن الحياء من الايمان) (5) أخبرنا عاليا عبد الوهاب بن علي الامين قال: أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك الانماطي أنبأنا محمد بن محمد بن علي الهاشمي أنبأنا محمد بن عمر الوراق حدثنا المنيعي فذكره.
قرأت في كتاب (معجم شيوخ أبي نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ الاصبهاني بخطه
__________
(1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) في الاصل (ج) (قال لي أبو خليفة) زيادة على ما في (ب).
(3) في الاصول: (أبو عمر).
(4) في (ج): (أنصر).
(5) انظر الحديث في: صحيح مسلم كتاب الايمان 59 / وفتح الباري 10 / 522 338.
(*)(2/165)
قال: حدثنا أبو عمرو عثمان بن محمد الرفاء ببغداد بشارع العتابيين وما كتبت عنه غيره قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز حدثنا أحمد بن حنبل فذكره.
465 - عثمان بن المظفر بن محمد أبو عمرو المعروف بابن البازيار: من أهل الحريم الظاهري شيخ مسن سمع بعد علو سنه من أبي الفتح بن عبد الباقي بن البطي وأبي محمد لاحق بن علي بن منصور بن كارة وغيرهما وأضر في آخر عمره كتبنا عنه شيئا يسيرا وكان لا بأس به.
أخبرنا عثمان بن مظفر بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو محمد بن كاره أنبأنا محمد بن سعيد الكرخي أنبأنا أبو علي بن شاذان أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا (أحمد ابن) (1) حنبل حدثنا الحسين بن محمد حدثنا أيوب بن جابر عن سماك عن جابر بن عبد الله قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بنا المكتوبة صلاة لا يطيل فيها ولا يخفف وسطا من ذلك وكان يؤخر العتمة) (2).
توفي عثمان بن البازيار في سنة ست عشرة وستمائة وقد جاوز الثمانين.
466 - عثمان بن مقبل بن قاسم بن علي أبو عمرو الواعظ الحنبلي (3): من أهل ياسرية قرية قريبة من بغداد على نهر عيسى قدم بغداد في صباه وقرأ المذهب والخلاف حتى حصل منهما طرفا صالحا وطلب الحديث وسمع الكثير وكتب وحصل وكان يسكن بالمأمونية يدرس ويفتي ويعقد مجلس الوعظ سمع أبا الحسين بن يوسف وأبا محمد بن الخشاب وأبا الفتح بن شاتيل وأبا السعادات بن زريق والكاتبة شهدة وجماعة غيرهم وجمع لنفسه معجما في مجلدة وحدث ولم يكن له معرفة بالحديث والاسناد وقد صنف كتبا في التفسير والوعظ والفقه والتواريخ وفيها غلط
كثير لقلة معرفته بالنقل (4) لانه كان صحفيا ينقل من الكتب ولم يأخذه من الشيوخ وكان خطه في غاية الرداءة كتبت عنه وكان متدينا صالحا حسن الطريقة لازما لبيته قليل المخالطة للناس.
__________
(1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) انظر الخبر في: مسند الامام أحمد 5 / 89.
(3) انظر: شذرات الذهب 5 / 69.
ومعجم البلدان 8 / 491.
(4) في (ج): (معرفته النقل).
(*)(2/166)
أخبرني عثمان بن مقبل الياسري بقراءتي عليه قال: أخبرتنا شهدة بنت أحمد بن الفرج الكاتبة أنبأنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن البطر أنبأنا عبد الله بن عبيد الله حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي حدثنا يعقوب الدورقي حدثنا علي بن ثابت عن الحسن بن دينار عن الاسود بن عبد الرحمن عن هصان بن كاهن عن أبي موسى الاشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما أكل يتيم مع قوم في صحفتهم - أو قصعة - فيقرب صحفتهم الشيطان) (1).
ذكر لنا عثمان الياسري أن مولده تقريرا في سنة خمسين وخمسمائة وتوفي يوم الخميس الحادي والعشرين من ذي الحجة من سنة (ست) (2) عشرة وستمائة وصلى عليه بكرة الجمعة (3) بجامع القصر ودفن بباب حرب.
467 - عثمان بن نصر الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد بن الحسن ابن منازل (4) القزاز الشيباني أبو عمرو بن أبي السعادات بن أبي منصور بن أبي غالب المعروف بابن زريق: من ساكني خرابة الهراس من أولاد المحدثين حدث هو وأبوه وجده وجد أبيه ذكر لنا أنه سمع من جده ولم نظفر (5) له عنه بشئ بل وجدنا سماعه من والده
فكتبنا عنه شيئا يسيرا وكان شيخا صالحا حسن الاخلاق لا بأس به.
أخبرنا عثمان بن نصر الله بن عبد الرحمن القزاز أنبأنا أبي أنبأنا أبو سعد محمد ابن عبد الكريم بن حشيش أنبأنا الحسن بن أحمد بن شاذان أنبأنا أبو بكر محمد بن جعفر الادمي حدثنا عبد الله بن الحسن الهاشمي حدثنا عبد الله بن بكر السهمي حدثنا هشام بن أبي عبد الله عن يحيى بن أبي كثير عن أبي جعفر أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا بقي ثلث الليل ينزل الله إلى سماء الدنيا فيقول: من ذا الذي يدعوني أستجيب له من ذا الذي يستغفرني أغفر له من ذا الذي يستكشفني الضر أكشفه عنه من ذا الذي يسترزقني أرزقه - حتى ينفجر الفجر) (6).
__________
(1) انظر الحديث في: كنز العمال 6083.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(3) في الاصول: (بكرة الجامع).
(4) في تاج العروس ك (بن مبارك).
(5) في (ج): (لم يظفر).
(6) انظر الحديث في: مسند أحمد 2 / 258.
ومجمع الزوائد 10 / 154.
(*)(2/167)
سألت عثمان عن مولده فقال: في سلخ ذي الحجة سنة ثمان وعشرين وخمسمائة وتوفي في النصف من شهر رمضان سنة أربع عشرة وستمائة ودفن بباب حرب.
468 - عثمان بن نصر بن منصور بن العطار الحراني أبو عمرو (1) التاجر: كان من وجوه الناس وذوي الثروة الواسعة والمكانة والجاه عند الاكابر سمع الحديث الكثير من أبي الوجوه الصوفي ونصر بن نصر بن العكبري وأبي المظفر بن الشبلي وأبي الفتح بن البطي ومن خلق كثير غيرهم وحدث باليسير سمع منه ولده
عبد الله إبراهيم بن علي بن بكروس ومحمد بن النفيس بن منجب (2) الرزاز ورأيته كثيرا ولم يتفق لي أن أكتب عنه شيئا.
توفي سحرة يوم الجمعة السابع عشر من ذي القعدة من سنة خمس وتسعين وخمسمائة وصلى عليه من الغد بجامع القصر ودفن بباب حرب وقد جاوز الخمسين.
469 - عثمان بن أبي نصر بن منصور الوتار أبو الفرج المسعودي الواعظ الفقيه الحنبلي: من أهل المسعودة تفقه على أبي الفتح بن المنى وكان يتكلم في مسائل الخلاف ويناظر الفقهاء ويعقد مجلس الوعظ وسمع الحديث من الكاتبة شهدة بنت أحمد الآبري ومن خديجة بنت أحمد بن الحسن النهرواني ومن جماعة من المتأخرين وشهد عند قاضي القضاة أبي صالح الجيلي في السادس عشرة من ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين وستمائة فقبل شهادته ثم إنه منع من الشهادة على الناس في رجب سنة خمس وعشرين وأذن له في الشهادة على القضاءة في السجلات كتبنا عنه وكان كيسا حسن الاخلاق متوددا.
أخبرنا عثمان بن أبي نصر المسعودي قال: أخبرتنا خديجة بنت أحمد أنبأنا الحسين
__________
(1) في (ج): (أو عمر) (2) في الاصل: (من منجب).
(*)(2/168)
ابن أحمد بن محمد بن طلحة أنبأنا علي بن محمد بن عبد الله أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا عباس بن محمد الدوري حدثنا أبو نعيم حدثنا إسرائيل حدثني ثوير ابن أبي فاختة قال: سمعت أنس بن مالك يقول: نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الزبيب والتمر أن يخلطا.
توفي المسعودي في يوم الاربعاء السابع والعشرين من جمادي الاولى سنة ست وثلاثين وستمائة وصلى عليه من الغد بالمدرسة النظامية ودفن بباب حرب وقد قارب السبعين.
470 عثمان بن يحيى بن عيسى بن الحسن بن إدريس: من أهل الانبار أخو محمد الذي قدمنا ذكره سمع ببغداد أبا زرعة طاهر بن محمد ابن طاهر المقدسي ولا أدري حدث بشئ أم لا كان مولده بالانبار في سنة ثمان عشرة وخمسمائة تقديرا وتوفي ببغداد في سنة سبع وتسعين وخمسمائة ودفن بمقبرة جامع المنصور.
471 - عثمان بن يوسف بن أيوب الكاشغري الاصل البغدادي المولد والدار أبو عمرو (1): من ساكني سوق العميد وكان والده يعرف بابن زريق من أهل كاشغر سكن بغداد وكان يخدم في أصطبل الامام المستظهر بالله وولد عثمان هذا ببغداد ونشأ بها وتفقه على مذهب أبي حنيفة وسمع الحديث مع أولاده ببغداد من أبي الفتح بن (2) البطي وأبي بكر بن النقور وأبي المعالي بن حنيفة وأبي طالب بن خضير (3) وأمثالهم وبواسط من أبي جعفر هبة الله بن يحيى بن الحسن بن البوقي سمع منه عبد الغني بن عبد الواحد الحافظ وأبو عمر محمد بن أحمد بن قدامة وأخوه عبد الله المقدسيون في شوال سنة خمس وستين وخمسمائة وسمع بدمشق من أبي القاسم علي ابن الحسن بن هبة الله الشافعي وغيره.
__________
(1) انظر الجواهر المضية 1 / 346.
وفي (ج): (أبو علي عمرو).
(2) (الفتح بن) ساقطة من (ج).
(3) في (ب): (حضر).
(*)(2/169)
سألت إبراهيم بن عثمان الكاشغري عن وفاة والده فقال: مات بواسط بالسنة التي ولى فيها أردن واسطا وقد جاوز الستين وذلك في سنة ست أو سبع وستين.
472 - عثمان الفوطي: ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في (تاريخ الصوفية) من جمعه وقال: بغدادي (من) (1) متأخري لأصحاب الشبلي ومن في عصره ولم يزد على هذا نقلته من أصله وخطه.
473 - عدنان بن محمد بن الحسين بن موسى بن أحمد الموسوي (2): وكان والده أبو الحسن يلقب بالرضى صاحب الشعر المليح وجده أبو أحمد قد تقدم ذكره في هذا الكتاب وعدنان هذا قلد النقابة على الطالبيين وأمر الحج والحرمين بعد وفاة عمه المرتضى أبي القاسم علي في يوم الاثنين النصف من جمادي الآخرة سنة ست وثلاثين وأربعمائة وخلع عليه السواد والطيلسان وكتب له العهد بالتقليد.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الامين عن حمزة بن المظفر بن حمزة (3) الحاجب قال: أنبأنا القاضي عزيزي بن عبد الملك الجيلي قراءة عليه قال: أنشدني ذو الحسبين أبو أحمد عدنان لابيه الرضي أبي الحسن محمد بن أحمد الموسوي: حيرني روض على خده * ويلي من ذاك وويلي عليه قد شهد القلب على طيه * من قبل أن يسمع من رائديه أي جنى (4) يقطف من حسنه * وكل ما فيه حبيب إليه نرجسي عينه (5) أم وردتي * خديه (6) أم ريحانتي عارضيه ذكر هلال بن المحسن الكاتب ونقلته من خطه أن أبا أحمد عدنان بن الرضي أبي
__________
(1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) انظر: الاعلام 5 / 7 والكامل 9 / 222.
(3) في (ب): (عن حمزة).
(4) في الاصل: (إلى حتى) وفي (ب): (أي حتى).
(5) في (ج): (عيناه).
(6) في الاصل (ب): (خدته).
(*)(2/170)
الحسن الموسوي ولد في يوم الجمعة السادس من رجب سنة أربعمائة وقال أبو الفضل ابن الحسن بن خيرون: مات الطاهر أبو أحمد عدنان بن الرضي نقيب العلوية ظهر يوم الاثنين ودفن يوم الثلاثاء لعشر بقين من ذي الحجة سنة تسع وأربعين وأربعمائة في داره بالبركة وصلى عليه نقيب الهاشميين أبو علي بن الافضل بن (أبي) (1) تمام الهاشمي وذكر أبو الحسن بن الهمداني أن بناته لم يتزوجن قط وأنهن في الدار التي دفن فيها ونقلته إلى مشهد الحسين بن علي بن أبي طالب إلى عند أهله.
474 - عدنان بن محمد بن عدنان بن محمد بن علي أبو هاشم الزينبي: من أهل شارع دار الرقيق (2) وهو أخو عبد الرحمن الذي قدمنا ذكره سمع الكثير بإفادة والده من أبي القاسم علي بن الحسين الربعي وأبي سعد محمد بن عبد الكريم بن خشيش وأبي العز محمد بن المختار بن المؤيد وأبي علي محمد بن محمد بن عبد العزيز (3) بن المهدي وأبي غالب شجاع بن فارس الذهلي وغيرهم روى عنه أبو سعد بن السمعاني وروى لنا عنه ابن الاخضر.
أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الاخضر قال: أنبأنا أبو القاسم عدنان بن محمد بن عدنان الزينبي قراءة عليه أنبأنا علي بن الحسين بن عبد الله حدثنا الحسن ابن محمد الخلال إملاء حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان إملاء حدثنا علي بن الحسن ابن سليمان القطيعي حدثنا أبو همام حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن عبد ربه (4) بن سعيد عن أبي الزبير عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (تداووا
فإذا أصيب الدواء برأ بإذن الله عزوجل).
أنبأنا أبو بكر محمد بن المبارك بن المشق البيع ونقلته من خطه قال: توفي أبو هاشم عدنان بن محمد بن عدنان الزينبي يوم السبت سادس عشرى جمادي الآخرة سنة ست وخمسين وخمسمائة ومولده ليلة الثلاثاء ثالث عشرى ذي الحجة سنة ست وتسعين وأربعمائة.
__________
(1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) في الاصل (ج): (الرفق).
(3) في الاصل (ج): (محمد بن محمد بن عبد العزيز).
(4) في (ج): (بن الحارث بن عبد ربه).
(*)(2/171)
475 - عرس بن محمد بن عرس أبو طاهر: كان يتولى العيار في دار الضرب روى عن أبي محمد طلحة بن عبيد الله العوني شيئا من شعره كتب عنه علي بن الحسن بن الصقر الذهلي.
وذكر هلال بن المحسن الكاتب في تأريخه ونقلته من خطه أنه توفي في يوم الخميس الرابع من صفر سنة خمس عشرة وأربعمائة.
476 - عرفة بن علي بن الحسن بن علي بن الحسين بن أحمد بن محمد بن عيسى المعروف ببصلا بن محمد بن حمدويه بن دينار بن شيلة بن تدهرمز بن أه بن أوه بن أشك بن شكرك بن زاذان بن رخ بن نبغان - وهو الذي أحدث البندنيجين - ابن زاذان فروخ الاكبر وزير الحجاج بن يوسف أخو يزدجر (1) - آخر ملوك الفرس - بن هرمز بن كسرى أنوشروان ملك الفرس صاحب الايوان بالمداين (2).
أبو المكارم الزاهد الصوفي: من أهل البندنيجين هكذا أملي على نسبه من حفظه قدم بغداد ونشأ بها
وصحب أبا النجيب السهروردي وتفقه عليه وحفظ القرآن وسمع معه الحديث من جماعة (3) ثم اشتغل بالخلوة والعبادة والمجاهدة والرياضة الشديدة وترك أكل الخبز وكل مطعوم سوى اللبن الحليب وكان يديم الصيام ويفطر عليه بقي على ذلك ولم يزل عليه إلى حين وفاته سمع القاضي أبا الفضل محمد بن عمر بن يوسف الارموي وأبا صابر عبد الصبور بن عبد السلام الهروي وأبا الفتح بن البطي والقاضي أبا عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن البيضاوي وأبا بكر أحمد بن المقرب الصوفي وأبا القاسم يحيى بن ثابت بندار البقال وغيرهم كتبنا عنه.
أخبرنا أبو المكارم عرفة بن علي بن الحسن الصوفي قال: أنبأنا أبو الفضل محمد بن عمر الارموي أنبأنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون أنبأنا أبو الحسن علي ابن عمر الدارقطني حدثنا أبو بكر بن أبي داود حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا محمد ابن حمير حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة عن الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي
__________
(1) في الاصل: (يراد) وفي (ب): (يزداخر).
(2) في (ب): (بلد ابن).
(3) في الاصل: (مع جماعة).
(*)(2/172)
الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الغداة فيشهدها معه نساء المؤمنين متلفعات ثم يرجعن وما يعرفن.
توفي رحمه الله في سحرة يوم الاثنين لتسع خلون من شهر ربيع الاول سنة اثنتين وستمائة ونودي بالصلاة عليه فاجتمع الناس بالمدرسة النظامية وجئ بتابوته مشدودا بالحبال وحوله خلق من العوام يتبركون فيه ويلقون عليه عمائمهم وميازرهم وحمله الناس على رؤسهم وتقدم الصلاة عليه شيخنا عمر بن محمد السهروردي ودفن بالشونيزية وكان يوما مشهودا ويقال إنه عاش سبعا وسبعين سنة.
477 - عرفة بن علي بن أبي الفضل أبو المعالي المقرئ الزاهد المعروف بابن البقلي (1): من ساكني درب الشوك بالمأمونية كان شيخا صالحا زاهدا كثير الاقراء للناس منقطعا في مسجده تلقن عليه خلق كتاب الله سبحانه سمع أبا نصر الحسن بن محمد ابن إبراهيم اليونارتي الاصبهاني وأبا الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد بن الشهرزوري (2) وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وغيرهم وحدث باليسير وتوفي قبل طلبي للحديث.
أخبرنا (3) أبو عبد الله محمد بن مقبل الفقيه قال: أنبأنا أبو المعالي عرفة بن علي بن أبي الفضل بن البقلي أنبأنا أبو نصر الحسن بن محمد اليونارتي قدم علينا وأنبأنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني قراءة عليه أنبأنا أبو العلاء صاعد بن سيار الهروي قدم علينا قالا: أنبأنا أبو المظفر عبد الله بن عطاء البغاورداني أنبأنا أبو محمد الجراحي حدثنا أبو العباس المحبوبي (4) حدثنا أبو عيسى الترمذي حدثنا قتيبة حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن حميد بن عبد الرحمن الحميري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضل الصيام بعد شهر الصيام شهر الله المحرم
__________
(1) في (ج): (الباقلي).
(2) في الاصل (ج): (السهروردي).
(3) في (ب) (ج): (أخبرني).
(4) في الاصل (ب): (المحولي).
(*)(2/173)
وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل) (1).
ذكر أن أبا المعالي بن البقلي ولد في ذي الحجة سنة تسع وتسعين وأربعمائة أنبأنا أبو بكر محمد بن المبارك بن مشق البيع ونقلته من خطه قال: مات أبو المعالي بن
البقلي في ليلة الاثنين ثامن ذي القعدة من سنة ثمان وثمانين وخمسمائة ودفن بباب حرب ببركة (2) بشر الحافي.
478 - عرفة بن نجيب أبو البركات النحوي البلطي: قرأت بخط بعض العلماء قال: أنشدني أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن منصور السلمي بدمشق قال: أنشدني أبو البركات عرفة بن نجيب النحوي البلطي ببغداد قال: نظم بعض الفضلاء خبر النبي صلى الله عليه وسلم: (عمر الانسان لا قيمة له) في بيتين: بقية العمر عندي ما لها ثمن * وإن عدا خير محبوب من الثمن يستدرك المرء فيه ما أفات ويح * يى ما أمات ويمحو السيئ بالحسن 479 - عزان بن عبد الله بن عزان أبو مرة البغدادي: ذكره أبو القاسم هبة الله بن (عبد) (3) الوارث بن علي الشيرازي في كتاب تاريخ شيراز من جمعه ونقلته من خطه قال: دخل شيراز في سنة نيف وثمانين ومائتين وحدث بها روى عنه من أهل شيراز محمد بن جعفر التمار وغير واحد ويقال إن المأمون أمير المؤمنين ركب إليه ببغداد وسمع منه.
480 - عزيز بن الربيع بن عزيز بن أحمد بن محمد بن أحمد بن (محمد بن) (4) جعفر بن أحمد بن معبد بن زيد بن مسروق بن معبد بن عامر بن ربيعة بن الفضل ابن حبيب بن نعيم بن نصر بن ثعلبة بن عامر بن ملكان بن ثور بن عبد مناة بن أد ابن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان أبو القاسم بن أبي الوليد ابن أبي القاسم المقرئ:
__________
(1) انظر الحديث في: صحيح مسلم كتاب الصيام 203 202.
وسنن أبي داود 2429.
وسنن النسائي 3 / 207.
وسنن الترمذي 438 74.
(2) في (ج): (سكة بشراي في).
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل (ب).
(*)(2/174)
من أهل أصبهان من أولاد المحدثين سمع الكثير في صباه وطلب بنفسه وكتب بخطه وحصل ومات قبل أوان الرواية سمع أبا علي الحسن بن أحمد الحداد وأبا منصور محمود بن إسماعيل الصيرفي وأبا نهشل عبد الصمد بن أحمد بن الفضل العنبري وأبا طاهر عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن الهيثم الصباغ والسيد أبا الفضل حمزة ومحمد بن طاهر بن طباطبا المقرئ وأبا الفتح إسماعيل بن الفضل بن أحمد السراج وأبا بكر محمد بن علي بن أبي ذر الصالحاني وأبا بكر محمد بن عبد الواحد بن محمد الطرسوسي وأبا الفضل جعفر بن عبد الواحد بن محمد بن محمود الثقفي وأبا عبد الله الحسين بن عبد الملك بن الحسين الخلال وأبا الفرج سعيد بن أبي الصيرفي وأبا الفتح سهل بن ناصر بن الحسن بن محمد بن رويزاذ وأبا نصر أحمد بن عمر بن محمد الغازي وأبا الرجاء أحمد بن محمد بن عبد العزيز القارئ وفاطمة بنت عبد الله بن أحمد الجوزدانية وجحشة بنت علي بن أبي ذر الصالحاني وخلقا كثيرا غيرهم.
قدم بغداد حاجا في شوال سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة وحدث بها بجزء خرجه له أبو الخير (1) عبد الرحيم بن أبي الفضل بن موسى الحافظ عن شيوخه سمعه منه عبد المغيث بن زهير الحربي وأبو الحسن علي بن عساكر البطائحي وأبو الفضل أحمد ابن صالح بن شافع الجيلي وإبراهيم بن محمود بن السعار وأبو الحسن علي بن أحمد الزيدي والقاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وأبو العباس أحمد بن عمر بن لبيدة ومعمر بن عبد الواحد بن الفاخر الاصبهاني وابنه داود ويحيى.
أخبرنا داود بن معمر بن عبد الواحد بن الفاخر بقراءتي عليه بأصبهان قال: أنبأنا أبو القاسم عزيز بن الربيع بن عزيز بن أحمد المقرئ قراءة عليه ببغداد في جامع المنصور أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن الحسن المقرئ قراءة عليه (حدثنا) (2)
أحمد بن عبد الله الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا إسحاق الديري عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نمت فرأيتني في الجنة فسمعت صوت قارئ فقلت: من هذا ؟ فقالوا (3): حارثة بن النعمان
__________
(1) في الاصل (ج): (الحمير).
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(3) في (ج): (قالوا).
(*)(2/175)
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كذلك البر كذلك البر وكان أبر الناس بأمه) (1).
ذكر عزيز أن مولده بأصبهان في صفر سنة تسع وخمسمائة وذكر الحافظ معمر أنه مات في ليلة الجمعة ثالث عشري ربيع الآخر من سنة أربع وخمسين وخمسمائة حين رجع من الحج.
481 - عزيزي بن عبد الملك بن منصور أبو المعالي الواعظ المعروف بشيذلة (2): من أهل جيلان سمع بها الاستاذ أبا عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني النيسابوري وأبا سعد إسماعيل بن علي بن الحسن بن المثنى التميمي قدما عليهم حاجين وبامل طبرستان أبا حاتم محمود بن الحسين القزويني وأبا عبد الله محمد بن علي الدامغاني وقدم بغداد قبل الاربعين وأربعمائة وسمع بها الامير أبا محمد الحسن ابن عيسى بن المقتدر بالله وأبا طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز (3) وأبا محمد الحسن بن محمد الخلال وأبا منصور محمد بن محمد بن عثمان بن السواق وأبا القاسم عبيد الله بن عثمان بن شاهين وأبا إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي وأبا الحسن علي بن عمر القزويني وأبوي الحسن أحمد بن محمد العتيقي وعلي ابن أحمد الفالي وأبا محمد الحسن بن علي الجوهري وأبا طالب محمد بن علي
العشاري (4) وأبا عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري والقاضي أبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري وأبا القاسم منصور بن عمر بن علي الكرخي وأبا الحسين محمد بن أحمد بن النرسي وجماعة غيرهم.
وجمع لنفسه مشيخة وصنف كتبا كثيرة في الوعظ والتذكير وغير ذلك وكان فقيها فاضلا حسن المعرفة بمذهب الشافعي ويعرف الاصول على مذهب الاشعري ويعقد مجلس الوعظ وكان فصيحا حلو الكلام كثير المحفوظ ظريفا مليح النوادر حدث بمشيخته وغيرها من مصنفاته روى عنه أبو الحسن محمد بن المبارك بن الخل
__________
(1) انظر الحديث في: مسند أحمد 6 / 167 151 المستدرك 4 / 151.
(2) في الاصول: (بشيدلة).
(3) في الاصل: (عبدان الخراز).
(4) في الاصول: (العشاي).
(*)(2/176)
الفقيه والحسين بن علي بن سلمان الانصاري وشهدة بنت أحمد بن أبي الفرج الابري شهد عند قاضي القضاة أبي بكر محمد بن المظفر الشامي في الثاني عشر من شهر ربيع الآخر من سنة ست وثمانين وأربعمائة فقبل شهادته وقلده القضاء بربع باب الازج في ذي القعدة من السنة.
أخبرنا عبد العزيز بن دلف (1) المقرئ قال: أخبرتنا شهدة بنت أحمد بن أبي الفرج أنبأنا القاضي أبو المعالي عزيزي بن عبد الملك شيذلة قراءة عليه أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد الخلال الحافظ حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي حدثنا علي بن طيفور النسوي حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن ابن عجلان عن سعيد - يعني المقبري - عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إياكم والظلم فإن الظلم ظلمات (2) يوم القيامة وإياكم والشح فإنه دعا من
قبلكم فسفكوا دماءهم ودعاهم فقطعوا أرحامهم ودعاهم فاستحلوا محارم الله عز وجل وإياكم والفحش فإن الله عز وجل لا يجب الفاحش المتفحش) (3).
قرأت على عبد الوهاب بن علي الامين عن الحسين بن علي الانصاري قال: أنشدني القاضي عزيزي بن عبد الملك (قال) أنشدني ابن الحصين لنفسه: ولما اعتنقنا للوداع وقلبها * وقلبي بفيضان الصبابة والوجدا بكت لؤلؤا رطبا ففاضت مدامعي * عقيقا فصار الكل في نحرها عقدا أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: سمعت الوزير علي بن طراد يقول: ضاع حمار لواحد سوادي بباب الازج فكان يطلبه ويفتش عليه فقال له القاضي عزيزي: خذ المقود وشده في رقبة من شئت (4) من أهل المحلة فإنهم مثل ما تطلبه.
قرأت في كتاب مشيخة القاضي أبي علي الحسين بن محمد الصوفي المعروف بابن سكرة قال: عزيزي بن عبد الملك شيذلة شيخ الوعاظ في قضايات الازج ببغداد بعد
__________
(1) في الاصل: (بن دان).
(2) (ب): (الظلمات).
(3) انظر الحديث في: مسند أحمد 2 / 3 431 195 191 106 / 323 والمستدرك 1 / 11.
(4) في الاصل (ب): (في ست).
(*)(2/177)
موت القاضي أبي علي يعقوب الحنبلي وكان متزهدا متقللا من الدنيا شافعي المذهب ولم يكن يدري ما الحديث.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات القاضي أبو المعالي عزيزي بن عبد الملك في يوم الجمعة سابع عشر صفر سنة أربع وتسعين وأربعمائة ودفن من الغد في مقبرة باب أبرز.
قلت: وقد زرت قبره غير مرة وهو مقابل تربة أبي إسحاق الشيرازي وكانت عليه بلاطة فذهبت وقد خرب في هذه الايام ودثر.
482 - عسكر بن أسامة بن جامع بن مسلم أبو عبد الرحمن العدوي (1): من أهل نصيبين إمام مسجد كندة بها قدم بغداد في صباه وتفقه بها على مذهب الشافعي وأقام بها مدة يسمع الحديث من أبي القاسم بن الحصين وأبي العز بن كادش وأبي بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري وأبي القاسم بن السمرقندي وجماعة من أصحاب ابن النقور والصريفيني وأبي نصر الزينبي وأبي القاسم بن السري وأبي بكر الخطيب وحدث بيسير سمع منه ابن السمعاني.
وسألت عنه شيخنا عبد الوهاب الامين فأثنى عيه كثيرا وقال: كان ناسكا صالحا ساكنا قليل المخالطة للناس سمع معنا كثيرا قلت: ثم إنه عاد إلى نصيبين وأقام بها يفتي ويدرس ويحدث وكان عالما زاهدا ورعا ثقة فاضلا له مروءة وفيه عصبية وخدمة للغرباء الواردين إليه.
أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد بن السمعاني من لفظه قال: أنبأنا عسكر بن أسامة النصيبيي ببغداد وأنبأنا عبد الوهاب الامين قراءة عليه قالا: أنبأنا أبو القاسم بن الحصين: أنبأنا أبو طالب بن غيلان أنبأنا أبو بكر الشافعي حدثني محمد ابن غالب حدثني عبد الصمد حدثنا أبو جعفر الرازي عن محمد بن المنكدر عن أبي موسى الكندي عن أبي هريرة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول (2): (اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين).
__________
(1) انظر طبقات الشافعية للسبكي 4 / 271.
(2) في (ج): (من قول).
(*)(2/178)
وأخبرني الحاتمي قال: حدثنا ابن السمعاني قال عسكر بن أسامة بن جامع العدوي
شاب عالم فاضل صالح دين كثير الصلاة والذكر قيم بكتاب الله دائم التلاوة سمع بقراءتي وكان ورد بغداد قبلي ومدة مقامه (1) وكان مشتغلا بما يعنيه من القراءة والنسخ والتحصيل وكان حريصا على طلب العلم وكنت أراقبه مدة صحبتنا فوجدته حسن الصحبة مأمونا صدوقا متمسكا بالسنة والاثر كتب عني وكتبت (2) عنه بمكة وبغداد وسألته عن مولده فقال: سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة بنصيبين.
قرأت في كتاب أبي الحسين أحمد بن حمزة السلمي الدمشقي بخطه قال: سألته - يعني عسكر بن إسامة - عن مولده فقال: سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة وبلغني أن عسكر مات بنصيبين في سنة ستين وخمسمائة.
483 - عسكر بن القاسم بن محمد المخرمي: من أهل باب الازج (كان) (3) صاحبا للقاضي أبي سعد المبارك بن علي المخرمي ووكيلا بين يديه ولم يكن فقيها وهو جد عبد اللطيف بن يعمر المؤدب الذي تقدم ذكره.
أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي ونقلته من خطه قال: أنشدنا محمد بن ناصر الحافظ قال: أنشدني عسكر صاحب القاضي أبي سعد المخرمي الفقيه قال: كنت أسمعه - يعني القاضي أبا سعد - إذا حصل له كتاب أنشد: كم من كتاب تعبت في طلبه * وكنت من أفرح الخلائق به حتى إذا مت وانقضى عمري * صار لغيري وعد في كتبه 484 - العسنق الضبي الشاعر: ذكره محمد بن داود بن الجراح في كتاب (الورقة) في أخبار شعراء المحدثين فقال: بغدادي من أصحاب (أبي) (4) يونس وكان في عصره وله أشعار جياد (5) ومن
__________
(1) هكذا في الاصل.
(2) (وكتبت) ساقطة من (ج).
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(5) في (ب): (جيده).
(*)(2/179)
قوله: أيا من لا يثيب على الوصال * ويامن لا يجيب على السؤال ويامن قوله (لي) حين أشكو * إليه مت بدائك لا أبالي ألست ترى الذي ألقى فترثى * لطول صبابتي ولسوء حالي وقد أبدت لك العينان أني * على طول اعتلالك غير قالي ولست وإن بدأت بقطع حبلي * على حال لوصلكم بسال تعالى الله ما أسلاك عني * كذلك كل طلق القلب خال 485 - عصام بن حفص بن سوار أبو هاشم: سكن بلخ وحدث بها عن محمد بن زياد الجزري وأبي داود سليمان بن عمرو الحنفي الكوفي روى عنه بكر بن محمد بن بكر بن عطاء والحسن بن العلاء بن القاسم ويحيى بن الحسن البلخيون.
أخبرنا عبد العزيز بن محمود الحافظ ببغداد وداود بن معمر الواعظ بأصبهان قالا: أنبأنا حاتم بن شافع الجبلي أنبأنا جعفر بن يحيى المكي أنبأنا أبو نصر عبيد الله بن سعيد بن حاتم الوايلي السجستاني أنبأنا أبو محمد يحيى بن سعيد بن محمد القطان الصوفي بهراة حدثنا محمد بن علي الجباخاني أنبأنا الحسن بن العلاء بن القاسم حدثنا أبو هاشم عصام بن حفص البغدادي حدثنا محمد بن زياد عن ميمون بن مهران عن حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أكتبوا العلم قبل ذهاب العلماء وإنما ذهاب العلم موت العلماء) (1).
قرأت على ست الشرف بنت سفيان بن إبراهيم بن عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن مندة قراءة بأصبهان عن أبي نصر محمد بن أبي رجاء الصائغ قا: أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن مندة قراءة عليه أنبأنا أبو الفضل عبد الصمد بن محمد العاصمي ببلخ أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي البلخي حدثنا الحسن بن بكر حدثني أبي حدثنا عصام بن حفص بن سوار البغدادي ببلخ عن أبي داود عن عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن الزبير عن عمر بن الخطاب
__________
(1) انظر الحديث في: كنز العلماء 28733.
(*)(2/180)
رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أشفق من سيئته ورجا حسنته فهو مؤمن) (1).
كتب إلى أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن أحمد بن العطار الهمداني قال: أنبأنا أبو المحاسن نصر بن المظفر البرمكي أنبأنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن مندة أنبأنا أبي قال: عصام بن حفص حدث عن سليمان بن عمرو عداده في أهل بلخ روى عنه يحيى بن الحسن البلخي.
486 - عصام بن طليق الطفاوي (2): من أهل البصرة سمع الحسن بن أبي الحسن البصري وشعيب بن العلاء وسليمان ابن مهران الاعمش روى عنه طالوت بن عباد والاسود بن عامر وسعد بن عبد ابن الحميد جعفر وانتقل من البصرة إلى بغداد وسكنها وحدث بها روى عنه من أهلها محمد بن بكار بن الريان وغيره وكان ضعيفا في الرواية.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن محمد بن عبد الباقي أن أبا إسحاق البرمكي أخبره عن أبي الفتح (3) محمد بن الحسين الازدي أنبأنا أبو يعلى أحمد بن علي حدثنا محمد ابن بكار بن الريان حدثنا عصام بن طليق البصري حدثنا شعيب بن العلاء قال:
سمعت أبا هريرة يقول: اعلموا ايها الناس ! إن أكثر الناس ذنوبا يوم القيامة أكثرهم كلاما فيما لا يعنيه هكذا رواه مرسلا وقد رفعه أبو هريرة.
أخبرناه أبو شجاع محمد بن أبي محمد المقرئ إذنا قال: أنبأنا أبو البركات الانماطي قراءة عليه قال أنبأنا قاضي القضاة أبو بكر محمد بن المظفر الشامي أنبأنا أحمد بن محمد العتيقي أنبأنا يوسف بن أحمد بن الرحيل بمكة حدثنا أبو جعفر بن عمر أنبأنا ابن موسى العقيلي حدثنا محمد بن العباس المؤدب حدثنا سعد بن عبد الحميد بن جعفر حدثنا عصام بن طليق عن شعيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أكثر الناس ذنوبا يوم القيامة أكثرهم كلاما فيما لا يعنيه) (4).
__________
(1) انظر الحديث في: كنز العمال 802 801 (2) انظر: تهذيب التهذيب 7 / 195.
(3) في (ج): (الشيخ).
(4) انظر الحديث في: العلل المتناهية 2 / 216.
والترغيب والترهيب 3 / 54 ز.
والعلل المتناهية 2 / 216.
(*)(2/181)
أخبرنا محمد بن أبي سعيد الاديب بأصبهان أنبأنا ذاكر بن أحمد بن عمر أبو بكر أنبأنا أبو عبد الله القاسم بن الفضل الثقفي أنبأنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسن البلخي (1) بنيسابور أنبأنا محمد بن يعقوب بن يوسف الاصم قال: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: عصام بن طليق ليس بشئ.
أخبرنا أبو سعد محمود بن أحمد القطان بأصبهان قال: أنبأنا أبو الفرج الثقفي قراءة عليه عن أبي عمرو بن أبي عبد الله بن منده قال: كتب إلى أبو علي أحمد بن عبد الله قال: أنبأنا عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي قال: سئل أبو زرعة عن عصام بن طليق فقال: ضعيف الحديث.
أخبرنا يوسف بن المبارك الشافعي أنبأنا محمد بن عبد الملك المقرئ قراءة عليه عن أبي محمد الجوهري عن أبي الحسن الدارقطني قال: كتب إلى أبو حاتم محمد بن حبان ابن أحمد البستي قال: عصام بن طليق شيخ يروي عن الحسن روى عنه البصريون وأهل بغداد انتقل من البصرة إلى بغداد وسكنها وكان ممن يأتي بالمعضلات عن أقوام ثبات.
487 - عصام الحربي الزاهد: أخبرنا أبو طاهر المبارك بن المبارك بن هبة الله العطار قراءة عليه أنبأنا أبو الغنائم محمد بن محمد بن أحمد بن المهتدي بالله قراءة عليه أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر ابن أحمد البرمكي أنبأنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري قال: حدثنا أبو عيسى حمزة بن الحسين السمسار قال: أخبرني أحمد بن جعفر عن عصام الحربي قال: رأيت في المنام كأني قد دخلت في درب هشام فلقيني بشر بن الحارث فقلت: من أين يا أبا نصر (2) ؟ فقال: من عليين قلت: ما فعل أحمد بن حنبل ؟ قال: تركت (الساعة) (3) أحمد بن حنبل وعبد الوهاب الوراق بين يدي الله عزوجل يأكلان ويشربان ويتنعمان قلت: فأنت ؟ قال: علم الله تبارك وتعالى قلة رغبتي في
__________
(1) في (ب) (ج): (السلمي).
(2) (يا أبا نصر) ساقطة من (ب).
(3) ما بين المعقوفتين ساقطة من الاصول.
(*)(2/182)
الطعام فأباحني النظر إليه.
قرأت على محمد بن حامد المقرئ بأصبهان عن زاهر بن طاهر الشحامي أن أبا القاسم القشيري أخبره قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحافظ حدثني أبو زرعة الرازي حدثنا حمزة بن الحسين السمسار حدثنا أحمد بن جعفر عن عصام الحربي
وكان مستجاب الدعوة فذكر الحكاية وقد ذكر الخطيب وقد ذكر هذه الحكاية في ترجمة عبد الوهاب بن الحكم الوراق ورواها عن الخلال عن ابن شاهين عن حمزة السمسار وسماه عاصما والصحيح عصام.
488 - عصم بن وهب أبو الشبل البرجمي الشاعر (1): كان من البراجم مولده بالكوفة ونشأ وتأدب بالبصرة وقدم سر من رأى أيام المتوكل ومدحه واستوطن سامرا وكان صاحب نادرة كثير الغزل باحثا يفق على المتوكل وخدمه وخص به وأثرى وأفاد نعمة طائلة روى عنه ميمون بن هارون الكاتب.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن محمد بن عبد الباقي قال: أنبأنا علي بن المحسن بن علي التنوخي عن أبيه أن أبا الفرج علي بن الحسين الاصبهاني أخبره قال: ذكر لي عمي عن محمد بن المرزبان بن الفيروزان عن أبيه قال: لما مدح أبو الشبل المتوكل بقوله: أقبلي فالخير مقبل * واتركي قول المعلل وثقي بالنجح إذ أب * - صرت وجه المتوكل ملك ينصف با * طالتي فيك ويعدل فهو الغاية والمأ * مول يرجوه المؤمل أمر له بألف درهم لكل بيت وكانت ثلاثية بيتا فانصرف بثلاثين ألف درهم (2).
489 - عصمة بن المفضل الاواني: أنبأنا ابن الجوزي عن أبي المفضل المهندس قال: أنبأنا أبو محمد عبد الملك بن محمد
__________
(1) انظر الاعلام 5 / 27 ز ومعجم الشعراء 275.
(2) في الاصل: (دراهم).
(*)(2/183)
ابن الحسين البزوغاني إذنا قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن محمد بن فارس الكاغذي الشيرازي قراءة عليه أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن علي الرشيفي أنبأنا اقاضي أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي قال: أنشدني الصعبي (1) أنشدني عصمة بن المفضل (2) الاواني قال: أنشدني داود بن جهور (3) المساهيرواني (4) لنفسه: يغرون بالدنيا وهم يرضعونها * وقد آذنتهم بالغرور وبالغدر ألا رب محسود على نعمة الغنى * ولم أر محسودا على نعمة الفقر 490 - عطاء بن أبي سعد بن عطاء بن أبي عياض الثعلبي الفقاعي أبو محمد الصوف (5): من أهل هراة كان من خواص أصحاب عبد الله الانصاري ومجدا في خدمته سمع منه الحديث وسمع بنيسابور أبوي الحسن أحمد بن محمد الشجاعي وعلي بن أحمد المديني وأبا علي نصر الله بن أحمد الخشنامي وفاطمة بنت أبي علي الدقاق وبالري أبا ثابت فاهودار بن أبي الفوارس بن أبي الحسن الرازي وقدم بغداد وسمع بها الشريف أبا نصر محمد بن محمد (6) بن علي الزينبي وأبا القاسم علي بن أحمد بن البسري وأبا الفوارس طراد بن محمد الزينبي وأبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي وأبا يوسف عبد السلام بن يوسف القزويني وأبا القاسم عبد الواحد بن علي ابن فهد العلاف وأبا الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون وأبا طاهر أحمد بن الحسن الباقلاني وأبا الخطاب نصر بن أحمد بن البطر وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد ابن طلحة النعالي وأبا الفضل عبد الله بن محمد بن زكريا وأبا تمام هبة (الله) (7) بن محمد بن علي الهاشمي وأبا عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي وأبا بكر أحمد بن علي ابن الحسين الطريثيثي وأبا القاسم عبد الله بن عبد الصمد بن علي بن المأمون قدمها
__________
(1) في (ج): (القصيي).
(2) في الاصول: (الفضل).
(3) في (ب): (بن جمهور).
(4) في (ب) (ج): (الساهيرواني).
(5) انظر: الانساب للسمعاني 10 / 235.
(6) في (ب) (ج): (بن أبي محمد).
(7) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(2/184)
ثانيا وحدث بها سمع منه أبو نصر محمود بن الفضل الاصبهاني.
قرأت بخط أبي نصر الاصبهاني وأنبأنيه عنه ذاكر الحذاء قال: أنبأنا أبو محمد عطاء ابن أبي سعد الهروي بقراءتي عليه ببغداد في ربيع الاول سنة سبع وثمانين وأربعمائة وأنبأنا أبو حامد عبد الله بن مسلم بن ثابت البزاز قال: أنبأنا أبو المظفر محمد بن أحمد الهاشمي وأحمد بن عبد الباقي أبو المكارم قالوا جميعا أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي أنبأنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس حدثنا عبد الله ابن محمد بن عبد العزيز حدثنا محمد بن جعفر الوركاني حدثنا أيوب بن جابر عن سماك بن حرب عن النعمان بن بشير (1) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اتقوا النار ولو بشق تمرة) (2).
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: عطاء بن أبي سعد الفقاعي الصوفي سمعت أن مولده في سنة أربع وأربعين وأربعمائة وتوفي تقديرا سنة خمس وثلاثين وخمسمائة.
491 - عطاء بن (عبد) المنعم بن عبد الله بن محمد الخاني أبو الغنائم ابن أبي الفتح: من أهل أصبهان قدم بغداد طالبا للحج في شوال سنة ستين وخمسمائة وحدث
بها عن أبي القاسم بن أبي نصر البرجي روى لنا عنه أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري.
أخبرنا ابن الحصري بمكة قال: أنبأنا أبو الغنائم عطاء بن (أبي الفتوح) (4) عبد المنعم بن عبد الله بن محمد الخاني الاصبهاني قدم علينا بغداد حاجا قال: أنبأنا أبو القاسم غانم بن أبي نصر البرجي قراءة عليه أنبأنا أبو علي بن شاذان إجازة أنبأنا أبو محمد الخراساني حدثنا الحسن بن مكرم حدثنا روح بن عبادة عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس عن أبي طلحة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا ظهر عى قوم
__________
(1) في (ب): (بنى بشر).
(2) الحديث سبق تخريجه راجع الفهرس.
(3) ما بين المعقوفتين سقط الاصول.
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الاصول.
(*)(2/185)
أقام بالعرصة ثلاثا).
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي قال: سألته - يعني عطاء بن عبد المنعم - عن مولده فقال: في سنة ست وخمسمائة بأصبهان كان عطاء هذا حيا في سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة.
492 - عطاف بن محمد بن علي بن أحمد الآلسي (1) أبو سعيد الشاعر المعروف بالمؤيد (2): ولد بآلس (3) قرية بقرب الحديثة ونشأ بدجيل ودخل بغداد وصار جاويشا في أيام الامام المسترشد بالله وقد هجاه ابن المفضل الشاعر بأبيات منها: يختال في السيف المحلي والقنا * كطفان يخطر في سماط مطهر كطفان: اسم مسخرة كان ببغداد.
ثم إن المؤيد عانى نظم الشعر فأكثر منه حتى عرف به ومدح وهجا وكان قد لجأ إلى خدمة السلطان مسعود بن محمد بن ملكشاه وتفسح في ذكر الامام المقتفي وأصحابه بما لا ينبغي فقبض عليه وسجن.
قرأت في كتاب (خريدة القصر) لابي عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب الاصبهاني بخطه وأجاز لي روايته عنه قال: المؤيد بن محمد الآلسي (4) بغدادي الدار ترفع ذكره وأثرت حاله ونفق شعره وكان له قبول حسن واقتنى أملاكا وعقارا وكثر رياشه وحسن معاشه ثم عثر به الدهر عثرة ضعف منها انتعاشه وبقي في حبس المقتفي أكثر من عشر سنين إلى أن أخرج في زمان المستنجد سنة خمس وخمسين عند توليه من الحبس ولقيته حينئذ وقد غشي بصره من ظلمة المطمورة اتي كان فيها محبوسا وكان زيه زي الاجناد سافر إلى الموصل وتوفي بعد ذك بثلاث سنين وله شعر حسن غزل وأسلوب مطرب ونظم معجب وقد يقع له من المعاني المبكرة ما يندر فمن ذلك ما أنشدني له شمس الدولة علي ابن أخي الوزير عون الدين بن هبيرة
__________
(1) في الاصول: (الآنسى).
(2) انظر: الاعلام 5 / 31.
(3) في (ج): (بالسن).
(4) في الاصول: (الآنسى).
(*)(2/186)
في صفة القلم: ومثقف يغني ويفنى دائما * في طورتي الميعاد والايعاد وهبت له الآجام حين نشا بها * كرم السيول وهيبة الآساد قال: وله هذه الابيات السائرة التي يغني بها: لعتبة من قلبي طريف وتالد * وعتبة لي حتى الممات حبيب
وعتبة أقصى منيتي وأعز من * علي وأشهى من إليه أتوب غلامية الاعطاف تهتز للصبا * كما اهتز في ريح الشمال قضيب تعلقتها طفلا صغيرا وناشئا * كبيرا وها رأسي بها سيشيب وصيرتها ديني ودنياي لا أرى * سوى حبها إني إذا لمصيب وقد أخلقت أيدي الحوادث جدتي * وثوب الهوى ضافي الدروع قشيب سقى عهدها صوب العهاد بجوده * ملث كتيار الفرات سكوب وليلتنا والغرب ملق جرانه * وعود الهوى داني القطوف رطيب ونحن كأمثال الثريا يضمنا * رداء على ضيق المكان رحيب وبت أدير الكأس حتى لثغرها * شبيهان طعم في المدام وطيب إلى أن تقضي الليل وامتد فجره * وعاود قلبي للفراق وجيب فياليت دهري كان ليلا جميعه * وإن لم يكن لي فيه منك نصيب أحبك حتى يبعث الله خلقه * ولي منك في يوم الحساب حسيب وألهج بالتذكار باسمك دائما * وإني إذا سميت لي لطروب فلو كان ذنبي إن أديم لودكم * حياتي بذكراكم فلست أتوب إذا حضرت هاجت وساوس مهجتي * وتزداد بي الاشواق حين تغيب فواأسفا لا في الدنو ولا النوى * أي عيشتي يا عتب منك يطيب لقلبي من حبك نار وجنة * ولي منك داء قاتل وطبيب فأنت التي لولاك ما بت ساهرا * ولا عاودتني زفرة ونحيب قرأت على (أبي) عبد الله محمد بن سعيد الحافظ عن أبي المحاسن عمر بن علي القرشي قال: أنشدني محمد بن المؤيد الآلسي الشاعر قال: أنشدني أبي لنفسه من(2/187)
قصيدة:
بعد الاحبة ميتة العشاق * سيان بعث للفتى وتلاقي نفسي فداء مضربين وحسنهم * والشوق يزدحمان في الاسواق رحلوا فأفنيت الدموع تحرقا * من بعدهم وعجبت إذ أنا باقي وعلمت أن العود يقطر ماؤه * عند الوقود لفرقة الاوراق لا ينكر البلوى سواد مفارقي * فالحرق يحكم صنعة الحراق أنا شبت حتى ناظر وسواده * ومعصفرات نجيعة المهراق أنشدني أبو الحسن علي بن عبيد الله القاضي من لفظه للمؤيد الآلسي: لنا صديق يغر الاصدقاء ولا * نراه مذ كان في وداود له صدقا كأنه البحر طول الدهر تركبه * وليس تأمن فيه الخوف والغرقا قرأت بخط أبي شجاع محمد بن علي بن شعيب بن الدهان في تاريخ جمعه قال: توفي ثالث عشري رمضان من سنة سبع وخمسين وخمسمائة مات المؤيد الآلسي الشاعر بالموصل قال: وكان قبل موت المقتفي بسنة عرض المؤيد قصة فبرز عليها (يفرج عنه) كان هذا ضاحي نهار فأفرج عنه ومضى إلى بيته فاجتمع بزوجته وبرز (بعد) (1) العصر توقيع الخليفة ينكر الافراج عنه وتقدم بالقبض على صاحب الخبر فإنه هو الذي عرض القصة وأعيد بعد العصر إلى الحبس فبعد موت الخليفة أفرج عن المؤيد وقد جاءه ولد ونشأ هذا الولد وقال شعرا جيدا وكان العلوق به في الساعة التي خرج فيها من الحبس.
ذكر محمد بن المؤيد الآلسي أن أباه ولد في سنة أربع وتسعين وأربعمائة بآلوس.
493 - عطية بن علي بن عطية بن علي بن الحسن بن يوسف القرشي (2) الطبني القيرواني أبو الفضل المعروف بابن الاذخان.
من أهل المغرب جاور مع أبيه بمكة سنين فسمع الحديث من أبي معشر عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمد الطبري ثم قدم بغداد مع والده واستوطنها وكان
__________
(1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصول.
(2) في الاصل: (المقزتي) وفي (ج): المقرئ).
(*)(2/188)
ينزل بباب المراتب وسمع بها من أبي محمد جعفر بن أحمد بن الحسين السراج وغيره وشهد مع أبيه عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن محمد الدامغاني في رجب سنة أربع وسبعين وأربعمائة وكان أديبا يقول الشعر روي عنه أبو طاهر السلفي في مشيخته.
أخبرنا عيسى بن عبد العزيز الاندلسي قدم علينا القاهرة قال: أنبأنا أبو طاهر أحمد ابن محمد السلفي قال: أخبرني أبو الفضل عطية بن علي بن عطية بن علي بن الحسن ابن لاذخان الطبني القدسي ببغداد قال: أنبأنا أبو معشر عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمد الطبري المقرئ بمكة حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد الرازي حدثنا محمد بن سليمان الصنعاني حدثنا جدي يحيى بن عبد الله بن كليب حدثنا أحمد بن يوسف الحذافي القاضي قال: قلنا لعبد الرزاق بن همام: أدركت همام بن منبه ؟ قال: نعم أدركته شيخا فانيا فسمعته يقول: حدثني أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (زر غبا تزدد حبا) (1).
قال الحذافي: قال ابن أبي الدغيس الدناري سمع عبد الرزاق هذا الحديث من همان ابن منبه وهو ابن ثمان سنين.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: أنشدنا أبو سعد بن السمعاني قال: أنشدنا أبو الحسين عبيد الله بن علي بن المعمر الحسيني أنشدني أبو الفضل بن لاذخان لنفسه (2): قالوا التحي وانكسفت شمسه * وما دروا عذر عذاريه مرآة خديه جلاها الصبي * فبان فيها فئ صدغيه
قرأت في كتاب أبي الوفاء أحمد بن محمد بن الحصين الكاتب بخطه قال: أنشدنا العدل أبو الفضل عطية بن علي بن لاذخان للنفسه: أشافيك أطلال عفت ورسوم * ونوى على غدر الزمان سليم تباكت بها الانواء واستضحك النوى * فأصبح فيها شقوة ونعيم
__________
(1) الحديث سبق تخريجه راجع الفهرس.
(2) في (ج) زيادة: (أنشدنا بقوله).
(*)(2/189)
وقفنا بربع العامرية موهنا * وقد فاح نوار ورق نسيم فلله دمع شتت البين شمله * وقلب أسير للغرام غريم ولما التقينا للوداع وسلمت * بدور لها سجف القباب غيوم وفيهن شكوى اللحظ مخطوفة الحشا * يكاد بأن ينقد حين تقوم بكيت دما ثم انثنيت ومهجتي * بها من فراق الظاعنين كلوم لحى الله قلبا لا يزال معذبا * تحكم فيه الحب وهو ظلوم وليس عجيبا سقم جسمي وإنما * عجبت (نفسي) (1) كيف تقيم (2) قال: وأنشدني لنفسه: يامن تبرقع بالجمال * فغض من بدر التمام يامن أباح لمهجتي * بصدوده نار الغرام رفقا بقلب متيم * أوردته حوض الحمام ألحاظ أبناء الملو * ك أشد من وقع السهام كتب إلى حماد بن هبة الله الحراني وأحمد بن طارق الكركي وعلي بن المفضل المقدسي قالوا: سمعنا أبا طاهر أحمد بن محمد السلفي يقول: سمعت العدل أبا الفضل عطية بن علي بن عطية (3) بن لاذخان الطبني المقدسي يقول: رأيت في المنام منشدا في
محراب جامع المنصور ينشد أبياتا من الشعر لم أسمعها قط والناس يبكون فحفظتها عنه وهي: يانفس يانفس يا حيفي وموبقتي * قطعت عمري بتعليل وتسويف ما آن أن ترعوي ما آن أن تقفي * لا ترجعي لا بتحذير وتخويف غدا ترى قلقي غدا ترى ندمي * غدا ترى طول تخجيلي وتعنيفي أخبرنا الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عطية بن علي بن عطية القرشي يعرف بابن لاذخان مغربي الاصل انتقل إلى بغداد وسكنها وكان أحد الشهود المعدلين ظريفا كيسا فاضلا رقيق الطبع حسن الشعر رأيته ببغداد وما
__________
(1) بياض في الاصل (ب).
(2) هكذا في الاصول.
(3) (بن عطية) ساقطة من (ج).
(*)(2/190)
سمعت منه حدثني عنه علي بن محمد بن جعفر الشهرستاني ومضى في رسالة من الديوان إلى سمرقند إلى الخاقان محمد بن (سليمان) (1).
قرأت بخط المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف قال: توفي أبو الفضل (يوم) (2) السبت غرة صفر سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة ودفن يوم الاحد بباب حرب.
494 - عطية بن محمد بن صبر أبو عبد الله: كان من الادباء الفضلاء.
قال عبد الوهاب بن علي عن محمد بن عبد الباقي الشاهد قال: كتب إلي أبو غالب محمد بن أحمد بن (بشر) (3) الواسطي قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن علي بن نصر الكاتب قال: حدثني أبو عبد الله عطية بن صبر القاضي: كنت بأنطاكية فنزلت خانا ما رأيت مثله حسنا فلما احتجت إلى بيت الماء دخلت موضعا لم أر أحسن منه
مطبقا مؤزرا بالبلاط الشامي ألوانا وفيه شئ كثير من الاترج والمركب وغير ذلك قال: فجلست أقضي (4) الحاجة وسهوت أفكر في حسن الموضع ونظافته وإذا على الحائط مقابلتي (5) سطران مكتوبان بلا زورد فقرأتهما وهما: يا جالسا متفكرا * لمن الولاية بالعراق ارجم فديتك واقفا * قد لف ساقا فوق ساق قال: فضحكت وأسرعت في الخروج وإذا (6) في الدهليز رجل واقف (7) وهو يدلك ساقيه بعضها ببعض فقلت: ادخل فقد قرأت البيتين وقبلت الوصية.
وبه قال: سمعت أبا الحسن محمد بن علي بن نصر الكاتب يقول كتب إلي أبو عبد الله بن صبر القاضي صديقنا رحمه الله في كتاب وقد أفصلت أسفاري من البصرة وواسط والاهواز مترددا عن السلطان في رسائل:
__________
(1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل (ب).
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل (ب).
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(4) في (ب) (ج): (أيضا).
(5) في (ج): (مقابلي).
(6) في (ج): (وأنا).
(7) في (ج): (رأيت رجلا واقفا).
(*)(2/191)
أصبو إليك مع البعاد صبابة * أصلي بها كلهيب حر النار وإذا تباعدت الديار فإنني * أرضى وأقنع منك بالاخبار وإذا الديار دنت بعدت فكيف لي * بدنو قلبك مع دنو الدار أنبأنا ذاكر بن كامل عن أبي غالب الذهلي قال: أنشدنا أبو القاسم عبد الله بن
محمد بن الحسين بن داود النحوي بخال أمه عطية بن محمد بن صبر: اقنع ودادك ممن أنت عاشقه * واعتز بالصبر إن أولاك هجرانا واستشعر الناس ممن عز مطلبه * فكل شئ إذ أهونته هانا 495 - عفان بن غالب بن أيوب بن خلف أبو محمد الازدي: من أهل سبتة من بلاد المغرب قدم بغداد طالبا للعلم وسمع بها الحديث من جماعة وكتب عنه في المذاكرة شيخه أبو بكر محمد بن بلتكين بن يحكم التركي ورفيقه أبو طاهر السلفي.
أخبرنا علي بن إسماعيل بن إبراهيم بن النحوي وعبد الغفار بن شجاع المحلي بالقاهرة قالا: أنبأنا أبو طاهر أحمد (بن محمد) (1) السلفي يقول: سمعت عثمان بن غالب الازدي المغربي ببغداد يقول عندنا بالمغرب ربما وجد (الكتاب بالعلو) (2) عند رجل إلا أنه لا يكون عالما بما يرويه أو غير ثقة فيتركونه ويقرؤنه (بالنزول) (3) على فقيه ثقة ويعتدون به أخذ هذا المذهب خلفنا عن سلفنا علماء الغرب.
أنبأنا ذاكر بن كامل الحذاء عن أبي بكر محمد بن بلتكين بن يحكم قال: قال لي: أبو محمد عفان بن غالب بن أيوب بن خلف الازدي السبتي من أعرف الناس بالتواريخ وجمع من كتب التواريخ ما لم يجمعه أحد وكان لا يعير كتابا ويكتب على كتبه (هذين البيتين) (4).
إني حلفت يمينا غير كاذبة * ألا أعير كتابي الدهر إنسانا
__________
(1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل (ب).
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل (ب).
(3) ما بين المعقوفتين من الاصل (ب) (4) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل (ب).
(*)(2/192)
إلا براهن وايمان مغلظلة * كيلا يضيع كتابي اينما كانا قرأت على المرتضي بن حاتم بمصر عن ابي طاهر السلفي ونقلته من خطه قال: سمعت ابا محمد عفان بن غالب الازدي المغربي ببغداد وكان يسمع معنا، كان له انس بالكلام وكان الغالب عليه، وسمع بقراءتي على جماعة من شيوخ بغداد، ثم رأيته بالاسكندرية وسمع علي شيئا يسيرا، وعلقت عنه فوائد، وتوفي بسواكن وهو راجع من اليمن الى ديار مصر في اوائل شهور سنة خمس وعشرين وخمسمائة (رحمه الله).
496 - عفيف بن عبد الله الحبشي الخادم، أبو الفضائل القائمي: كان من خواص خدم الامام القائم بامر الله وكان جوادا يقظا (1)، تام المروءة، ظريفا لطيفا، محبا للحديث ولطلبته، وكانت داره مجمعا لأهل الفضل، سمع الكثير من ابي محمد عبد الله بن محمد (2) الصريفيني وابي الحسين احمد بن محمد بن احمد بن النقور وامثالهما ببغداد، وسمع بالكوفة من ابي محمد يحيى بن محمد بن الاقساسي وغيره، وحصل النسخ بالخطوط الملاح، وكان فاضلا وجيها مقدما عزيز المكانة، ارسله الامام المقتدي بأمر الله مع الشيخ ابي اسحاق الشيرازي في رسالة الى خراسان، وحدث بنيسابور وببغداد ايضا سمع منه ببغداد أبو بكر ابن الخاضبة وابو سعد بن ابي عمامة الواعظ وابو المبارك بن الحسين الغسال، وروى عنه أبو القاسم بن السمرقندي.
انبأنا أبو الفرج الحراني عن ابي الخير الغسال قال انبأنا الاجل جمال الدولة أبو الفضل عفيف بن عبد الله القائمي قراءة عليه في شعبان سنة تسع وستين واربعمائة، وانبانا عبد الوهاب بن علي الامين واحمد بن محمد بن البخيل وفرحة بنت قرطاس الطفري قراءة عليهم قالوا: انبأنا أبو القاسم اسماعيل بن احمد بن عمر السمرقندي قراءة عليه، انبأنا القاضي أبو عبد الله بن عبد الله بن الحسين الجعفي، حدثنا علي بن محمد بن هارون الجهري، حدثنا هارون بن اسحاق الهمداني، حدثنا سفيان
يعني ابن عيينة عن الزهري عن ابي سلمة عن ابي هريرة عن النبي (ص) قال: " إذا * (هامش *) (1) في (ج): " بالعطاء " وفي (ب): " عطا ".
(2) " عبد الله بن محمد " ساقطة من (ب).
(*)(2/193)
استيقظ احدكم من نومه فلا يغمس يده في وضوئه حتى يغسلها ثلاثا " (1).
انبأنا عبد الوهاب الامين عن ابي السعادات محمد بن احمد بن مكي النديم قال: كنت صبيا...مغنية (2) تعرف باختيار بنت القاضي، فمرضت والدتي فدخلت عليها اعودها وهي بدار بالمقتدنه (3)، فسألتها عن حوائجها فقالت لي: اريد كذا وكذا يا ولدي ما بقي في قلبي حسرة الا كيف تخرج جنازتي من بيت دور الكراء بعد ان كان لنا الاملاك العزيزة القيمة، فقلت لها: انت تعلمين اني لا املك الا ستة عشر دينارا وهي معك، فهل تعلمين انه يحصل لنا لها عشر دينار ؟ وخرجت من عندها بضيق الصدر واجتمعت باختيار ابنة القاضي واخبرتها بحالي، فقالت لي: غدا تحضر عند عفيف وسوف اسألك عن موجب انقباضك فأخبرني بالقصة وهو يسمع، فقلت: نعم، فلما حضرنا عنده رأينا انبساطه قال: يا ابا السعادات مالك لا تنبسط على عادتك ؟ فقصصت عليها القصة وقلت: هل سمع قط مريضة تشهت عوض التمر هندي والأجاص دارا ؟ فضحك عفيف وسكت، ونفصلنا آخر وقت ولم ار لما قلت اثرا (4)، فلما كان ثاني ذلك اليوم استحضرنا، فقال: يا ابا السعادات اعد علي حديث امك، فأعدته عليه وقلت له: قلت لها لا املك الا ستة عشر دينارا في خريقة زرقاء معك، فضحك وقال لفراش: امض الى امه وقل يها بهذه العلامة اعطيني الخرقة الزرقاء التي فيها الذهب، فمضى الفراش واتى بالخرقة فحلها بين يديه وكانت عادته ان لا يمس بيده ذهبا، وكان يسمى القراضة الحيات، فقلبها بمروحة في يده واعطى اختيار بعضها، وسلم الى الفراش الباقي وقال: ابتع لنا به بقلا وريحانا، ثم امر بمد
الطبق فأكل الحاضرون ولم آكل، فقال: مالك لا تؤكل الجماعة ؟ فقلت: قد اخذتم مالي وذخيرتي وتقولون: كل، والله ! ما اقدر على الاكل ولا على الشرب، فجعل يضحك ويقول: بالله عليك كل، وانا امتنع عليه، فلما طال امتناعي ضرب بيده الى ورائه مسنده واخرج كتابا ورماه الي فوقفت عليه، وإذا فيه: هذا ما اشتري أبو السعادات بن مكي بن فلانة بنت فلان جميع الدار الفلانية بثلاثمائة دينار، وقد (5)
__________
(1) الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
(2) هكذا في الاصول.
(3) هكذا في الاصول.
(4) في (ج): " امرا ".
(5) في (ب): " وقال ".
(*)(2/194)
اشهد فيه الشهود، وهي الدار التي بها والدتي فطرت بجناح السرور، فمن اعجب العجب اننا فارقناه اول الليل وباكرناه فكيف تهيأ ذلك في هذه المدة اليسيرة، وكان هذا منه في حقي وانا صبي لم اتعرف الى الناس ولا اتصلت بخدمة الملوك.
قرأت في كتابي ابي الحسن محمد بن عبد الملك الهمداني قال: سمعت ان باغي المغنية جلست بين اثنين ببعضهما عفيف ثم قالت لي: يا سيدي اي شئ تحب ان اغني لك ؟ فقال: غني: ايا جبلي نعمان بالله خليا * نسيم الصبا يخلص الي نسيمها قال ابن المهذاني: وفي النصف من ذي القعدة سنة وثمانين واربعمائة توفي أبو الفضائل عفيف القائمي ودفن بالرصافة في الترب، وكان يرجع الى فتوة ومروة ومعروف ظاهر وذكاء، وكان ملولا حتى قال ابن البياضي فيه: فإن تك مثل ما زعموا ملولا * لمن يهوي سريع الانتقال
صبرت على ملالك بزعم * وقلت عسى يمل من الملال (1) 497 - عفيف بن المبارك بن الحسين بن محمود الخياط، أبو محمد الوراق: من اهل الازج، وهو صهر الشيخ عبد القادر الجيلي وخال اولاده، وكان شيخا صالحا يورق للناس بالاجرة، وكان خطه حسنا سمع الحديث من ابي القاسم هبة الله ابن محمد بن الحصين وابي غالب احمد وابي عبد الله يحيى ابني الحسن بن احمد البناء وابي بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري وابي منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد القزاز وابي نصر الحسن بن محمد بن ابراهيم اليونارتي (2) وغيرهم.
حدث باليسير، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي، فاخرج عنه حديثا في معجم شيوخه.
اخبرنا أبو الحسن بن القطيعي قال: انبأنا عفيف بن المبارك بقراءتي عليه انبانا اسماعيل بن علي القطان بقراءتي عليه قالا: انبأنا أبو غالب احمد الحسن بن احمد ابن النباء قراءة عليه، انبأنا ابي، أبو الحسين بن بشران ابنأنا الحسين بن صفوان،
__________
(1) في (ج): " التلال ".
(2) في الاصل: " اليورنارتي ".
(*)(2/195)
حدثنا ابن ابي الدنيا، حدثني أبو سلمة يحيى بن المغيرة المخزومي، حدثنا ابن ابي فديك عن الضحاك بن عثمان عن هشام بن عروة عن ابيه عن عائشة رضي الله عنها عن النبي (ص) قال: " ان الشيطان يأتي احدكم فيقول: من خلقك: الله، فيقول: من خلق الله ؟ فإذا وجد احدكم ذلك فليقل: آمنت بالله ورسله ! فإن ذلك يذهب عنه " (1).
قرأت بخط عفيف قال: لم اتحقق مولدي الا ان غلبة ظني انه سنة اثنتي عشرة وخمسمائة.
قرأت بخط القاضي ابي المحاسن القرشي قال: توفي عفيف الوراق في يوم الاثنين ثامن عشرى شعبان سنة خمس وسبعين وخمسمائة، ذكرى غيره انه دفن بباب حرب.
498 - عقبة بن موسى البغدادي: حدث عن ابي عبد الله بن الفضل بن عطية المروزي، روي عنه ابنه موسى.
اخبرنا يوسف بن المبارك بن كامل بن ابي غالب قال: انبانا أبو منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون قراءة عليه عن ابي محمد الحسن بن علي الجوهري قال: انبانا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني اذنا قال: كتب الي يوم حاتم محمد بن حبان بن احمد البستي قال: حدثنا الحسن بن محمد بن احمد نعم الصالح، حدثنا محمد ابن الوليد البسري (2)، حدثنا موسى بن عقبة بن موسى البغدادي، حدثنا ابي، حدثنا محمد بن الفضل بن عطية عن زياد بن علاقة عن عطية بن مالك قال: مررت برسول الله (ص) وقد اسس مسجد قباء وليس معه الا هؤلاء النفر الثلاثة أبو بكر وعمر وعثمان، فقلت: يارسول الله ! انك قد اسست هذا المسجد وليس معك الا هؤلاء النفر الثلاثة أبو بكر وعمر وعثمان، فقال: " ان هؤلاء اولياء الخلافة بعدي " (3).
وبه عن ابي حاتم بن حبان قال: سمعت الحنبلي يقول: سمعت احمد بن زهير يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: الفضل بن عطية الخراساني ثقة، وهو والد محمد بن الفضل، ولم يكن محمد ثقة، كان كذابا.
__________
(1) انظر الحديث في: احمد 2 / 331.
ومجمع الزوائد 1 / 43.
(2) في (ب): " السرى ".
(3) انظر الحديث في كنز العمال 33066، 36711.
(*)(2/196)
449 - عقيل بن الحسين بن جعفر بن احمد بن جعفر بن محمد اسماعيل بن الهمذاني: من اهل البندنيجين، كان اديبا فاضلا، شاعرا ذا، حسن المعرفة بالعروض والقوافي،
قدم بغداد وحدث بها بشئ عن ابن الخلوفي الخطيب عن المفيد باحاديث الاشج، روى عنه البركات بن السقطي في معجم شيوخه.
اخبرنا شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت ابا سعد بن السمعاني يقول: سمعت ابا البدر محمد بن علي بن حمد بن الهمذاني الضرير بقرميسين يقول: سمعت والدي يقول: سمعت عم والدي عقيل بن الحسين يقول: رأيت قس بن ساعدة في النوم على نهر بالبندنيجين وهو على جمل اورق كما يحكي يعظ الناس، فتقدمت إليه واخذت بزمام الجمل وقلت: يا قس سل ربك ان يغفر لي، فقال: انا فقير الى ما سألت فاعمل لما املت، وباري القسم ان المنهج للفم، توبوا الى خير متاب، تدخلوا الجنة بغير حساب.
500 - عقيل بن طاهر بن علي بن طاهر بن علي بن يحيى بن طاهر بن محمد ابن عبد الرحمن بن نباتة الخطيب: من اهل ميافرقين، قدم بغداد، وروي بها شيئا من خطب جده الاعلى عبد الرحيم عن جد ابيه ابي سالم طاهر بن علي بن يحيى عن جده يحيى، سمع منه أبو بكر محمد بن احمد بن ابي علي السيدي في سنة ست وسبعين وخمسمائة (1).
501 - عقيل بن علي بن عقيل بن محمد بن عقيل، أبو الحسين بن ابي الوفاء الفقيه الحنبلي (2): من ساكني الظفرية، تفقه على والده، وتكلم في مجلس المناظرة وقرأ الادب، وقال الشعر الحسن، وكتب خطا مليحا، وسمع الحديث من ابوي الحسن هبة الله بن عبد الرزاق الانصاري وعلي بن الحسن بن ايوب البزاز وغيرهما وشهد عند قاضي القضاة ابي الحسن علي بن محمد بن الدامغاني في يوم السبت الخامس والعشرين من شوال سنة اربع وخمسمائة فقبل شهادته، وتوفي شابا في حياة والده لم يبلغ الثلاثين،
__________
(1) في (ج): " اخر الجزء الرابع بعد الخمسين والمائة من الاصل، بسم الله الرحمن الرحيم ".
(2) انظر: شذرات الذهب 4 / 39.
(*)(2/197)
وكثر المتفجعون عليه وصبر والده صبرا ولم يغير هيئته وصلى عليه بجنان ثابت وتكلم في الفقه.
انبأنا أبو القاسم الازجي عن ابي الوفاء بن عقيل قال: ثكلت (1) ولدين نجيبين احدهما حفظ القرآن وتفقه، ومات دون البلوغ - يشير الى (ولده) (2) ابي منصور، والآخر مات وقد حفظ كتاب الله وخط خطا حسنا - يشار إليه، فتفقه وناظر في الاصول والفروع، وشهد بمجلس الحكم وحضر المواكب وجمع اخلاقا حسنة ودماثة وادبا وقال شعرا جيدا، فتعزيت بقصة عمرو بن عبد ود العامري الذي قتله علي رضي الله عنه فقالت امه ترثيه: لو كان قاتل عمرو غير قاتله * مازلت ابكي عليه دائم الابد لكن قاتله من لا يقاد به * من كان يدعى ابوه بيضة البلد فقلت: سبحان الله ! كذبت وبيت الله لو كنت صادقا * لما سبقتني بالعزاء النساء كذبت وبيت الله لو كنت عاشقا * لما سبقتني بالبكاء الحمائم وكذلك ام عمرو كان يسليها ويعزيها جلالة القاتل والافتخار بأنن (3) ابنها مقتوله فهلا نظرت الى قاتل ولدي وهو الابدي الحكيم المالك للأعيان المربي بأنواع الدلال، فهان القتل والمقتول بجلالة القاتل، وقتله احياء في المعنى إذ كان اماتهما على احسن خاتمة، الاول لم يجر عليه القلم، والاخر وفقه للخير وختم له بلوائح وشواهد دلت على الخير، وسألني رجل فقال: هل للطف بي علاقة ؟ فقلت: اخبرك بها عن ذوق كانت عادتي التنعم ففقدت ولدي فتبدلت خشن العيش ونفسي راضية.
قرأت في كتاب " الفنون " لابي الوفاء بن عقيل بخطه قال: ولولدي عقيل كرم الله
وجهه في إمامنا المستظهر بالله امير المؤمنين: شاقه والشوق من غيره * طلل عاف سوى اثره
__________
(1) في (ج)، (ب): " تكلمت ".
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(3) في الاصول " أبان ".
(*)(2/198)
مقفر الا معالمه * واكف بالودق من مطره فانثنى والدمع منهمل * كانسلال السلك عن درره طاويا كشحا على تعب * مشحنات لسن من وطره رحلة الاحباب عن وطن * وحلول الشيب في شعره شيم للدهر سالفة * مستبينات لمختبره وقبول الدر مبسمها * ابلج يفتر عن خصره رووه جيدا ناعمة * تستزيد الطرف من نظره هز عطفيها الشباب كما * ماس غص البان في شجره ورثت من مقلتي رشا * نفثات السحر من نظره ذات فرع فوق ملتمع * كدجا ابدى سنا قمره وبنان زانه نزف * ذاذه التسليم عن خفره خصرها يشكو روادفها * كاشتكاء الصب من سهره نصبت عيني لها غرضا * فهو مصمتي بمعتوره وزهت تيها كان لها * نسبا يزهو بمفتخره أو أناخت في فناء ملك * دنت الاخطار عن خطره ذلك المستظهر الندب الذي * ورث العلياء عن مضره
فسقى للدين مجتهدا * دائبا ينضني مطي فكره ثم للمجد الصميم فقد ذل * ما يرقاه من وعره عم بالافضال نائلة * فستقام الجود من صغره فأبية العيس بعملها * كل عاف ظل في سفره ناويا لا يطبيه كرى * آملا جذواه في صدره فاز إذ اضحى يعقوته (1) * نازلا يحتال في اثره سحب الاحسان تمطره * غدقا ينصاع في درره يابن من حث الاله على * ودهم في الغر من سوره بك وجه الدهر مبتسم * مخفيا عنا شبار عبره كل يوم انت فيه لنا * عند سعد لاح في غرره
__________
(1) هكذا في الاصول.
(*)(2/199)
والتهاني انت منشؤها * كيف يهدي الروض من زهره فابق لآمال بربعها * شجرا نعماؤك من ثمره ما حدا حاد بمعلمه * وشدا القمري في سحره انبانا محمد بن احمد بن صالح بن شافع الجيلي عن ابيه ونقلته من خط ابيه قال: قال لي والدي: دخلت علي ابي الوفاء بن عقيل وهو عند ولده بعد ما مات وقبل الشروع في غسله وهو بمروحة فكأني لم ادر على أي شئ احمل ذلك منه وما اقدمت على خطابه في مثل تلك الحال، فابتدأني وقال لي: يا فلان ما هو الا كما وقع لك، ولكن هي جثة كريمة علي وان عدم جوهرها، فما دامت مائلة بين يدي فلا يطلب قلبي الا بتعاهدها بما اقدر عليه من ذب الاذى عنها، وإذا غابت عني فهي في استرعاء من هو خير لهامني، قال وقال لي والدي: كان ابن عقيل يقول: لولا ان
القلوب توقن باجتماع ثان لتفطرت المرائر لفراق المحبوبين، قال: وكان يقول: سبحان من يقبل اولادنا ونحبه.
انبأنا احمد بن (1) طارق قال سمعت: احمد بن ابي نصر بن القناص يقول: سمعت والدي يقول: غسلت ابن عقيل، فلما فرغت من غسله قلت لوالده: ان شئت ان تودعه ! فجاء إليه وهو ملفوف في اكفانه لا يبين منه الا وجهه فأكب عليه وقبله وقال له: يا بني استودعتك الله الذي لا يضيع ودائعه، الرب خير لك من الاب ! ثم مضى.
انبأنا أبو الفرج ابن الجوزي قال: ولد عقيل بن علي بن عقيل في ليلة الحادي والعشرين من شهر رمضان من سنة احدى وثمانين واربعمائة، وتوفي يوم الثلاثاء منتصف المحرم سنة عشر وخمسمائة، ودفن في داره بالظفرية، ثم لما توفي ابوه اخرج معه فدفنا بباب حرب في دكة الامام احمد بن حنبل رضي الله عنه.
502 - عقيل بن محمد بن يحيى بن مواهب بن اسرائيل البرداني، أبو الفتوح أبو ابي الفتح، الخيار (2): من اولاد المحدثين، تقدم ذكر والده، كان يسكن بقراح ظفر ثم انتقل الى الكرخ،
__________
(1) " احمد بن " ساقط من (ب).
(2) في الاصل (ج): " الخباز ".
(*)(2/200)
اسمعه والده من ابي الفتح بن شاتيل وابي السعادات بن زريق وخمار تاش الدوشابي، وسمع من ابيه ايضا، فكتب عنه ولا بأس به.
اخبرنا عقيل بن محمد بن يحيى البرداني قال: انبأنا حمارش بن عبد الله الدوشابي، ابنأنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف، ابنأنا أبو الحسن علي بن احمد بن عمر الحمامي، حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا أبو ايوب احمد بن بشر
الطيالسي، حدثنا عثمان بن ابي شيبة، حدثنا عبد الله بن ادريس عن محمد بن اسحاق عن اسماعيل بن امية عن ابي الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله (ص): لما اصيب اخوانكم باحد جعل الله ارواحهم في اجواف طير خضر، ترد انهار الجنة، وتأكل ثمارها، وتأوى الى قناديل نم ذهب معلقة في ظل العرش، فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم قالوا: من يبلغ اخواننا عنا: انا ابلغهم عنكم، فأنزل الله عزوجل: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون) (1).
503 - عقيل، أبو طالب المقرى: من اصحاب ابي بكر بن مجاهد، قرأ عليه أبو الحسن (علي) (2) بن عمر الحمامي، هكذا ذكره أبو علي بن البناء ولم ينسبه، ونقلته من خطه.
504 - علوان بن علي بن مطارد، الاسدي، الضرير المقرئ (3): شاعر، حسن الشعر، سمع منه سلمان بن مسعود الشحام وابو بكر المبارك بن كامل بن ابي غالب الخفاف.
قرات على عبد الرحمن بن عمر الواعظ عن ابي محمد بن سلمان بن مسعود الشحام قال: انشدنا علوان بن علي بن مطارد الاسدي الضرير المقرئ لنفسه يمدح ابن
__________
(1) انظر الحديث في: سنن ابي داود 2520.
ومند احمد 1 / 266.
والسنن الكبرى للبيهقي 9 / 163.
والمستدرك 2 / 88، 297.
ودلائل النبوة 3 / 304.
والمصنف لابن ابي شيبة 5 / 394.
(2) ما بين المعوفتين سقط من الاصل.
(3) انظر: فوات الوفيات 2 / 79.
والاعلام 5 / 51.
(*)(2/201)
الخرزي صاحب المخزن:
اوجهك ام شمس النهار ام البدر * وثغرك ام در وريقك ام خمر وقدك ام غصن ترنحه الصبا * وغنج اراه حشو جفنيك ام سحر تبدي لنا والليل ملق جرانه * فعاد نهارا قبل ان يطلع الفجر كفاك قطوف الدل سيف لحاظها * تريق دم العشاق ديدنها الهجر اعاذلني ما اقتل الحب للفتى * إذا كان من يهواه شيمته الغدر ويا معشر العشاق ما اعجب الهوى * يرى مره عذبا واعذبه مر ولم انس حالي يوم زمت ركابهم * اقام بجسمي الضر وارتحل الصبر وسارت بهم كوم المطي فغادروا * مشوقا يداه من لقائهم صفر فما للنوى لا الف الله شملها * وما لغراب البين لا ضمه وكر وليل كيوم الحشر معتكر الدجى * طويل المدى لا يستبين له فجر ظللت به اذري الدموع مسهدا * تبرح بي وجد وبين الحشا له جمر اراعي نجوما ليس يلفي زوالها * ولا مؤنس الا التسهد والفكر ارى اسهم الايام تقصد مقتلي كأن صروف الدهر عندي لها وتر الا ايها الدهر المكدر عيشي * رويدك مثلي لا يروعه ذعر اتحسب ان القي لغدرك ضارعا * فاني وفخر الدين لي في الورى ذخر اعز الورى جارا وابذلهم قرى واسفرهم وجها إذا قصد البر اليك جمال الملك زمت ايانقي يراها السري والبيد والمهمه الفقر قرأت في كتاب شيخنا ابي الحسن محمد بن علي بن ابراهيم الكاتب لعلوان بن علي الضرير في غلام اسود: سواد عيني فدى اسود * في داخل القلب له نقطه البدر ما استكمل في حسنه حتى اكتسى من لونه خطه
مخطط بالحسن لكنما * قلبي من الخطة في خطه سمع سلمان الشحام من علوان في شهر رمضان سنة ثمان وعشرين خمسمائة.(2/202)
505 - علوي بن عبد الله بن عبيد، الشاعر المعروف بالباز الاشهب (1): من اهل الحلة السيفية، كان شاعرا محسنا من ارباب المعاني، متفننان في علم الادب، مليح الايراد للشعر، قدم بغداد مدح بها قاضي القضاة ابن الشهرزوري وغيره، وروى بها شيئا من شعره.
انشدني أبو الحسن (بن) (2) القطيعي قال: انشدنا علوي بن عبد الحلي لنفسه ببغداد: سل البانة الغناء هل مطر الحمى * وهل آن للورقاء ان تترنما وهل عذبات وهل عذبات الرند نبهها الصبا * لذكر الصبا قدما فقد كن نوما وان تكن الايام قصت جناحها * فقد طالما مدت بنانا ومعصما بكتها الغوادي رحمة فتنفست واعطت رياض الحزن سرا مكتما وشقت ثيابا كن سترا لأمرها * فلما رآها الاقحوان تبسما خليلي هل من سامع ما اقوله * فقد منع الجهال ان اتكلما عرفت المعالي قبل تعرف نفسها * وما سفرت وجها ولا ثغرت فما واوردتها ماء البلاغة منطقا * فصارت بجيد الدهر عقدا منظما وكانت تناجيني بألسن حالها * فأدرك سر الوحي منها توهما فما لليالي لا تقر بأني * خلعت لها منها بدورا وانجما ورب جهول قال لو كان صادقا * لامكنت الايام ان يتقدما ولم يدر ابي لو شاء حويتها * ولكن صرفت النفس عنها تكرما ابى الله ان القي بخيلا بمدحه * وقد جعل الشكوى الى المدح سلما
إذا المرء لم يحكم على النفس قادرا * يمت غير مأجور ويحيى مذمما فقد كنت لا ابغي سوى العز مطمعا * ولا ارتضي ماء ولو بلغ الظما وكنت متى مثلت للنفس حاجة * ارى وجه اعراضي ولو كنت اينما واحسب ان الشيب غير حالتي * ويصير جل الغانيات محرما رعى الله اياما عرفت بها الهوى * عشية غازلت الغزال المنعما
__________
(1) انظر: فوات الوفيات 2 / 80.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل، (ج).
(*)(2/203)
عشية باب الدهر طوع مطالبي * وايامه تجلو علي التكرما فان سلبت ما البست من محاسن * واصبح ديناري من الحظ درهما فقد ضمنت ابكار فكري ردها * إذا قابلت قاضي القضاة المعظما فتى عطر الدنيا بانفاس عدله * وخط على وجه المحامد ميسما بنى كأبيه بيت دين محمد * علوا ولولا رأيه لتهدما رآه امير المومنين مسددا * فسد به ممن نمى وتغير ما أمولاي قال الدهر صم ان رأيته * فصمت واضحى الدهر والناس صوما اخبرني ابن القطيعي ان علوي بن عبيد الشاعر مات ببغداد في يوم الاحد لسبع خلون من ذي القعدة سنة ست وتسعين وخمسمائة، دفن بمقابر قريش.
506 - علوي بن يعقوب بن حبارة بن سعنين، الجمال أبو الخير، ويقال: أبو الحسن، ويعرف بابن ابي علوان الاسكاف (1).
كان شيخا متفقها متصوفا، سمع ابا الغنائم محمد بن ميمون النرسي وابا طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف وابا العز احمد بن عبيد الله بن كادش وابا السعادات احمد ابن احمد المتوكلي وابا الحسن علي بن عبيد الله بن الزاغواني وغيرهم، وحدث(2/204)
عشية باب الدهر طوع مطالبي * وايامه تجلو علي التكرما فان سلبت ما البست من محاسن * واصبح ديناري من الحظ درهما فقد ضمنت ابكار فكري ردها * إذا قابلت قاضي القضاة المعظما فتى عطر الدنيا بانفاس عدله * وخط على وجه المحامد ميسما بنى كأبيه بيت دين محمد * علوا ولولا رأيه لتهدما رآه امير المومنين مسددا * فسد به ممن نمى وتغير ما أمولاي قال الدهر صم ان رأيته * فصمت واضحى الدهر والناس صوما اخبرني ابن القطيعي ان علوي بن عبيد الشاعر مات ببغداد في يوم الاحد لسبع خلون من ذي القعدة سنة ست وتسعين وخمسمائة، دفن بمقابر قريش.
506 - علوي بن يعقوب بن حبارة بن سعنين، الجمال أبو الخير، ويقال: أبو الحسن، ويعرف بابن ابي علوان الاسكاف (1).
كان شيخا متفقها متصوفا، سمع ابا الغنائم محمد بن ميمون النرسي وابا طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف وابا العز احمد بن عبيد الله بن كادش وابا السعادات احمد ابن احمد المتوكلي وابا الحسن علي بن عبيد الله بن الزاغواني وغيرهم، وحدث باليسير، سمع منه الشريف أبو الحسن علي بن احمد الزيدي وابو الفضل احمد بن صالح ابن شافع وابو بكر محمد بن ابي غالب الباقداري وابراهيم بن محمود بن الشعار والقاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وشيخنا عمر بن احمد بن بكرون الشاهد.
انبأنا ابن بكرون قال انبانا علوى بن يعقوب بن حبارة بقراءتي عليه انبانا ابن يوسف وابنانا أبو على ضياء بن احمد بن علي بن عبد الله بن مسلم بن ثابت ويوسف بن المبارك بن كامل قالوا انبانا محمد.
__________
(1) انظر: شذرات الذهب 4 / 175.
(*)(2/204)
ذيل تاريخ بغداد - ابن النجار البغدادي ج 3
ذيل تاريخ بغداد
ابن النجار البغدادي ج 3(3/)
ذيل تاريخ بغداد تأليف الامام الحافظ محب الدين ابي عبد الله محمد بن محمود ابن الحسن بن هبة الله بن محاسن المعروف بابن النجار البغدادي المتوفي 643 ه دراسة وتحقيق مصطفى عبد القادر عطا الجزء الثامن عشر(3/1)
بسم الله الرحمن الرحيم 507 - علي بن ابراهيم بن احمد بن نصر بن حمدان، أبو الحسن بن ابي اسحاق الفقيه الحنبلي، المعروف بابن شاقلاء: روى عن والده وعن الوزير ابي الحسن علي بن عيسى بن الجراح، وروي عنه القاضي أبو الحسن أبو الحسن علي بن عبيد الله الكشاني.
انبأنا يوسف بن المبارك بن كامل الشافعي عن الفضل بن سهل بن بشر الاسفرائيني قال: انبأنا والدي قراءة عليه، انبأنا القاضي أبو الحسن علي بن عبيد الله الكشاني (1) الهمداني بمصر قال: انشدنا أبو الحسن علي بن ابراهيم بن شاقلاء قال: انشدني لابي بكر محمد بن داود الفقيه: وما السر في صدري بثاو بقبره * لاني ارى المقبور ينتظر النشرا ولكنني انساه حتى كأنني * لما كان منه لم احط ساعة خبرا
فلو كان كتم السر بيني وبينه * عن السر والاحشاء لم اعلم السرا قال: وانشدنا أبو الحسن علي بن ابراهيم بن شاقلاء قال: انشدنا علي بن عيسى الوزير ببغداد لبعضهم: ان التشاغل بالدفاتر والمحا * بر والكتابة والدراسة اصل التعبد والتزهد * والرئاسة والسياسة 508 - علي بن ابراهيم بن احمد بن ابراهيم بن حسان أبو الحسن البزاز (2): كان من اعيان التجار ووجوه البزازين ببغداد وتولى النظر بدار الاستعمال بدار الخلافة، سمع شيئا من الحديث من ابي عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل الدباس وغيره، وحدث باليسير، سمع منه بعض الطلبة، وذكر ان مولده في اول سنة تسع وخمسين وخمسمائة، وتوفي ليلة الاربعاء السابع والعشرين من شعبان سنة سبع وعشرين وستمائة ودفن نم الغد بباب حرب، وقد ذكر والده.
509 - علي بن ابراهيم بن الياس البخاري، أبو الحسن:
__________
(1) في النسخ: " الكساي ".
(2) في الاصل (ج): " البزار ".
(*)(3/3)
من اهل حلب، ذكر ان جده الياس من بخارا وقدم حلب واستوطنها، سمع ابراهيم بحلب من ابي بكر محمد بن عبد الرحمن بن يزيد امام جامعها ومن محمد بن بركة برداعس (1)، وبحمص من الحسن بن محمد بن العباس بن التمش السكوني امام جامعها ومن محمد بن عبد الله الطائي الحمصي، وقدم بغداد وحدث بها عن هؤلاء المشايخ وعن ابي القاسم جعفر بن محمد بن الحسين بن عبد العزيز الجروي، سمع منه وكتب عنه علي بن ابراهيم بن احمد البيضاوي الوراق.
510 - علي بن ابراهيم بن بحر، أبو الحسن المعروف، بابن عصمة:
ذكره أبو الحسن محد بن العباس بن الفرات في كتاب وفيات الشيوخ الذين سمع منهم، وذكر انه توفي في شهر رمضان سنة ثلاث واربعين وثلاثمائة وقال: سمعنا منه كلام الشاذكوني، وكان يسكن درب الرمانة بباب خراسان.
511 - علي بن ابراهيم بن تريك بن عبد المحسن بن تريك البيع، أبو القاسم: من ساكني درب ثمل بباب الازج، من اولاد المحدثين تقدم ذكر ابيه، سمع من عمه عبد المحسن بن تريك وحدث باليسير، ولم يتفق لي ان اكتب عنه شيئا، وقد اجاز لي مروياته في ليلة الاثنين سلخ ذي القعدة سنة عشرين وستمائة، دفن من الغد بمقبرة الفيل بباب الازج، وذكر ان مولده في سنة خمس وخمسمائة.
512 - علي بن ابراهيم بن الحسين البغدادي: انبانا عبد الوهاب الامين بن الحسين بن نصر القاضي الموصلي كتب إليه انبانا أبو الفضل محمد بن احمد بن طوق، ابنانا أبو الحسن احمد بن الفتح بن عبد الله بن فرغان الموصلي، حدثنا محمد بن الحسين بن احمد الازدي، حدثنا علي بن ابراهيم بن الحسن البغدادي حدثنا أبو لبيد السرخسي، حدثنا محمد بن عبد الله الطوسي، حدثنا سفيان الثوري عن ابي بكر عن انس بن مالك قال: قال رسول الله (ص) " من جمع الله له اربع خصال جمع الله له خير الدنيا والاخرة " قيل: ماهي يارسول الله ؟ قال: " قلبا شاكرا ولسانا ذاكرا ودارا قصدا وزوجة صالحة " (2).
513 - علي بن ابراهيم بن حكيم أبو الحسن الرواق:
__________
(1) هكذا في الاصول.
(2) انظر الحديث في: كنز العمال: 30811، 43477.
(*)(3/4)
حدث عن ابوي القاسم اسماعيل بن سعيد بن اسماعيل بن سويد المعدل وعيسى بن علي بن عيسى (1) بن الجراح الوزير، ورى عنه أبو مسعود سليمان بن ابراهيم
الاصبهاني في معجم شيوخه، وسمع منه أبو الحسن علي بن الحسن الصقر الذهلي في سنة عشرين واربعمائة.
قرات علي ابي العباس احمد بن محمد الصيدلاني باصبهان عن ابي المبارك عبد العزيز بن محمد بن منصور المقري قال: انبانا أبو مسعود سليمان بن ابراهيم الوراق من لفظه وكتابه قال: حدثنا أبو الحسن علي بن ابراهيم بن حكم الوراق وانبانا أبو بكر عبد الرزاق بن عبد القادر الجيلي، ابنانا أبو الحسن محمد بن احمد بن محمد الصائغ وانبانا يحيى بن طاهر الواعظ وعبد الرحمن بن احمد الصوفي قالا: انبانا أبو القاسم هبة الله بن الحسين الحاسب وانبانا أبو عبد الله محمد بن احمد بن هبة الله الروذباري وعبد الهادي بن احمد بن علي الخطيبي (2) واحمد بن شيرويه بن شهر دار الديلمي بهمذان وعبد الله بن المبارك بن احمد بن الحسين المقرئ ببغداد قالوا: انبانا أبو المحاسن نصر بن المظفر البرمكي واخبرتنا فرحة بنت قرطاش الصوفية قالت انبانا أبو القاسم اسماعيل بن احمد بن عمر السمرقندي قالوا جميعا: انبانا أبو الحسين احمد ابن محمد بن النقور (3) قالا: حدثنا عيسى بن علي بن عيسى املاء، حدثنا أبو القاسم عبد الله (بن) (4) محمد بن عبد العزيز، حدثنا يحيى بن عبد الحميد، حدثنا ابن المبارك وابو خلف الاحمر قالا: حدثنا يحيى بن سعيد عن محمد بن ابراهيم عن علقمة ابن وقاص عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله (ص): " الاعمال بالنيات " (5).
514 - علي بن ابراهيم بن خالد بن يزيد البغدادي: حدث عن الحسين بن عبد الجبار بن يزيد الجصاص، روى عنه الحسين بن مهران ابن الوليد الاصبهاني.
__________
(1) في (ب): " على عيسى ".
(2) في النسخ: " الحطى ".
(3) في الاصل: " بن البقور ".
(4) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(5) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 2، 8 / 157، 9، / 29.
وصحيح مسلم، كتاب الامارة 155.
وفتح الباري 11 / 527.
(*)(3/5)
انبانا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني عن ابي الغنائم محمد بن علي ابن ميمون النرسي قال: انبانا أبو احمد ابراهيم بن محمد بن يزيد السعدي القرشي، انبانا أبو القاسم علي بن الحسين العزومي، حدثنا أبو العباس احمد بن علي بن محمد ابن احمد الهمذاني المرهبي (1)، حدثنا الحسين بن مهران بن الوليد الاصبهاني، حدثنا علي بن ابراهيم يعني ابن خالد بن يزيد البغدادي، حدثنا الحسين بن عبد الجبار بن يزيد يعني الجصاص، حدثنا مسلم بن عبدويه الطالقاني، حدثنا سفيان الثوري عن ابي محمد عن ابي الزبير عن جابر ان النبي (ص) قال: " بعثت بالحنيفية السمحة، من رغب عن سنتي فليس مني (2).
515 - علي بن ابراهيم بن عبد الله، الملقب علان: حدث عن يعقوب بن صالح الاصطخري، روي عنه عبد الله بن محمود المروزي، ذكره أبو بكر الشيرازي في " كتاب الالقاب ".
كتب الى احمد بن صالح الهروي قال: انبانا محمد بن يوسف الاديب انبانا احمد ابن عمر البيع، انبانا حميد بن المأمون، انبانا أبو بكر احمد بن عبد الرحمن الشيرازي انبانا علي بن الحسين بن علي بن منصور البيع المروزي بمرو، حدثنا عبد الله بن محمود، حدثنا علي بن ابراهيم بن عبد الله البغدادي هو علان، حدثنا يعقوب بن صالح وكان من اصطخر، حدثنا المعافى بن عمران عن (3) المبارك بن فضالة عن الحسن بن ضبة بن محصن عن ام سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله (ص):
" نعم الرجل انا لشرار امتي "، فقال له رجل من مزينة: يارسول الله ! انت لشرارهم فكيف انت لخيارهم ؟ قال: " خيار امتي يدخلون الجنة باعمالهم وشرار امتي ينتظرون شفاعتي، الا انها مباحة يوم القيامة لجميع (4) امتي الا رجل ينتقص اصحابي " (5).
516 - على بن ابراهيم بن عبد الله بن خلف بن وهب بن احمد، أبو الحسن القرشي المخزومي، المعروف بابن البوشي:
__________
(1) في الاصل (ب): " المزهي ".
(2) انظر الحديث في: مسند احمد 5 / 266.
(3) في (ج): " المعافي بن عمران بن المبارك ".
(4) في (ب)، والاصل: بجميع ".
(5) انظر الحديث في: المعجم الكبير / 115 8.
ومجمع الزوائد 10 / 377.
وخلية الاولياء 10 / وكنز العمال 39111، 3918، 39755.
(*)(3/6)
من اهل مصر، قدم علينا بغداد شابا طالبا للعلم ونزل بالمدرسة النظامية متفقها، وكان يحضر عند شيخنا ابي احمد بن سكينة فسمع منه الحديث، علقت احاديث يسيرة سمعها من (ابي) (1) القاسم البوصيري ولنا من البوصيري اجازة، وكان صالحا دينا حسن الطريقة، ولما دخلت مصر في سنة احدى وعشرين وستمائة صادفته هناك شيخا مهيبا يشهد عند الحكام فيقبلون شهادته.
اخبرني أبو الحسن علي بن ابراهيم بن البوشي بقراءتي عليه بالمدرسة النظامية في سنة احدى وستمائة قال: انبانا أبو القاسم هبة الله بن علي بن مسعود (2) البوصيري قراءة عليه وانا اسمع قال: انبانا أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني قال: كتب الى القاضي أبو الحسن محمد بن علي بن محمد بن صخر الازدي من مكة سنة خمس وثلاثين واربعمائة، حدثنا أبو زيد عمرو بن احمد، حدثنا مالك عن سمى عن ابي
صالح عن ابي هريرة قال: قال رسول الله (ص): " من قال في كل يوم سبحان الله وبحمده مائة مرة غفرت ذنوبه وان كانت مثل زبد البحر " (3).
توفي يوم الاثنين الحادي والعشرين من جماد ي الاخر سنة سبع وثلاثين وستمائة.
517 - علي بن ابراهيم بن عبد الكريم بن الانباري، أبو الحسن بن ابي الفضل بن ابي محمد الكاتب: من اهل واسط من بين مشهور بالكتابة والتقدم، ولى الاشراف بديوان واسط ثم النظر به وباعمال واسط، قدم بغداد واستوطنها، وولى النظر بالعقار المحروس مدة، ثم ترقت درجته فتولى الاشراف بديوان الزمام مدة، ثم ولى النظر به في جمادي الاولى سنة ثمان عشرة وستمائة الى ان توفي يوم الاثنين الخامس والعشرين من شوال سنة احدى وثلاثين وستمائة، وصلى عليه اخر النهار بجامع القصر وحضر جنازته الصدور والاكابر، وحمل الى مشهد علي بن ابن طالب رضي الله عنه بالكوفة فدفن هناك وقد قارب السبعين.
__________
(1) ما بين المعقوفقين سقط من الاصل.
(2) في الاصل، (ج): " بن سعود ".
(3) الحديث الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
(*)(3/7)
518 - علي بن ابراهيم بن عمر بن محمد الناتلي الحلبي، أبو الحسن التاجر: سكن بغداد في درب القيار، وكان من اعيان التجار، وقد سافر (1) الى الشام وديار مصر وخراسان، وكان بخان الخليفة يبيع فيه البز.
سمع الحديث بنيسابور من ابي المظفر موسى بن عمران الانصاري وابي بكر محمد ابن احمد بن علي بن خلف الشيرازي وابي الفضل محمد عبيد الله الصرام وابي بكر محمد بن اسماعيل التفليسي وغيرهم، وحدث باليسير، وكانت له اصول، وفيه
فهم ويقظة، سمع منه محمد بن ناصر الحافظ وروى عنه أبو محمد عبد الله بن احمد ابن الخشاب وابو بكر المبارك بن كامل بن ابي غالب الخفاف وشيخنا أبو القاسم بن بوش.
انبانا ابن بوش قال: انبانا أبو الحسن علي بن ابراهيم بن عمر الناتلي قراءة عليه في رجب سنة ست عشرة وخمسمائة، انبانا أبو بكر محمد بن اسماعيل التفليسي وحدثنا أبو محمد عبد العزيز بن محمود البزاز، انبانا صدقة بن محمد بن الحسين، انبانا الفضل ابن احمد الجرجاني وانبانا أبو الحسن المؤيد (2) بن محمد بن علي الطوسي نيسابور، انبانا أبو البركات عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوي، اخبرانا أبو العباس الفضل بن عبد الواحد بن عبد الصمد وابو بكر احمد بن سهل السراج وانبانا أبو عبد الله محمد ابن عثمان بن داود الدربندي بقراءتي عليه عند عليه عند تربة ابراهيم الخليل صلوات الله عليه بالارض المقدسة وعبد الوهاب بن ظافر بن علي بن رواح بالاسكندرية قالا: انبانا احمد بن محمد بن احمد الاصبهاني، انبانا أبو الحسن مكي بن منصور بن علان الكرجي قالوا جميعا: انبانا أبو بكر احمد بن الحسن الحيري (3) حدثنا حاجب بن احمد الطوسي، حدثنا عبد الرحيم بن منيب، انبانا النضر بن شميل عن خلاس (4) بن عمرو عن ابي هريرة ان رسول الله (ص) قال: " انبانا رجل شاب ممن كان قبلكم يمشي في حلة مختالا فخورا إذ ابتلعته الارض فهو يتجلجل فيها الى يوم القيامة (5).
قرات بخط ابي الفضل بن ناصر وانبأنيه عنه ابن الاخضر عنه ابن الاخضر قال: سألته - يعني الناتلي
__________
(1) في الاصل، (ج): " وقد سامر ".
(2) في الاصل، (ج): " وليد ".
(3) في (ب): " الحبري ".
(4) في الاصل: " حلاس ".
(5) انظر الحديث في: مسند احمد 2 / 492.
(*)(3/8)
- عن مولده، فقال: في يوم الثلاثاء ثامن عشر جمادي الاخرة سنة تسع واربعين واربعمائة بحلب.
قرأت بخط ابي عبد الله الحسين بن محمد البلخي قال: مات أبو الحسن علي بن علي بن ابراهيم بن عمر (1) الناتلي في شهر ربيع الاخر سنة تسع عشرة وخمسمائة، قرأت عليه شيئا من حديث نيسابور.
519 - علي بن ابراهيم بن محمد بن الحسن الحداد: نزل البصرة وحدث بها عن ابي القاسم عبد الله بن محمد البغوي وابي الحسن احمد ابن عمير بن جوصا الدمشقي، روى عنه أبو ذر عبد بن احمد الهروي في معجم شيوخه.
انبانا أبو القاسم الازجي عن ابي محمد وابي القاسم ابني السمرقندي قالا: كتب الينا هياج بن عبيد الحطيني قال: انبانا أبو ذر عبد بن احمد الهروي قال: انبانا علي بن ابراهيم بن محمد الحداد أبو الحسن البغدادي نزيل البصرة بالبصرة لا باس به، قرأت عليه على باب داره في بني حمزة يعرف بابن نسيم واخبرنا عبد الوهاب بن علي بن علي بن عبد الله قال: انبانا والدي، انبانا عبد الله بن محمد الصريفيني، انبانا عبيد الله بن محمد بن اسحاق بن حبابة (2) قالا: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا علي بن الجعد، حدثنا بحر بن كثير السقا عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص): " إذا لم يجد المحرم الازار فليلبس سراويل وإذا لم يجد النعلين فليلبس الخفين " (3).
520 - علي بن ابراهيم بن محمد بن علي، أبو الحسن الخرار: من اهل الحربية، حدث عن ابي بكر محمد بن عبد الله الشافعي بحديث واحد لم يكن عنده سواه، رواه عنه أبو طالب العشاري.
__________
(1) في النسخ: " أبو محمد الحسن بن ".
(2) في (ب): " بن حياته ".
(3) انظر الحديث في: مسند احمد 2 / 3.
وشنن النسائي 5 / 135.
(*)(3/9)
انبانا الحسن بن محمد الشافعي عن احمد بن محمد الاصبهاني قال: انبانا أبو علي احمد بن محمد البرداني قراءة عليه، قال: انبانا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح، حدثنا أبو الحسن علي بن ابراهيم الحربي المعروف بابن الحرار في الرحربية املاء من حفظه ولم يكن عنده غير هذا الحديث، قال: حدثنا أبو بكر الشافعي، حدثنا اسحاق الحربي، حدثنا أبو نعيم عن مطر عن ابي الطفيل قال: خطب علي بن ابي طالب رضي الله عنه برحبة مالك بن طوق فقال: معاشر الناس ! اشهد الله كل امرئ سمع رسول الله (ص) ما فعل في غدير خم الا قام فشهد، فقال: اثنا عشر من اهل بدر من نقباء الانصار، فقالوا: خطبنا رسول الله (ص) ثم قال: " الست اولى بكم ن انفسكم ؟ " قالوا: بلى يارسول الله ! قال: " فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " (1).
521 - علي بن ابراهيم بن محمد أبو القاسم الكاتب: من ساكني درب القيار، وهو والد شيخنا ابي الحسن الذي تقدم ذكره، سمع ابا البقاء احمد بن محمد بن احمد المؤدب وحدث باليسير، سمع منه ولده أبو الحسن محمد وكان من جلة الكتاب المختصين بخدمة الديوان.
انبانا أبو الحسن محمد بن علي بن ابراهيم الكاتب قال: انبانا والدي بقراءتي عليه انبانا أبو البقاء احمد بن محمد المؤدب، انبانا أبو بكر محمد بن علي الخياط، انبانا أبو عبد الله احمد بن محمد العلاف، حدثني جعفر بن محمد الخلدي قال: قال ابراهيم الخواص قال سفيان الثوري: اعقل الناس رجل اذنب ذنبا فنصب ذلك الذنب بين عينيه وبكى عليه حتى اورده الجنة، واحمق الناس رجل اعجب بعمله فنصبه بين عينيه حتى اورده النار.
سمعت اسماعيل بن احمد بن ابراهيم الكاتب يقول: ولد عمي أبو القاسم علي بن
ابراهيم في سنة ثمان وسبعين واربعمائة، وتوفي في النصف من شعبان سنة سبع واربعين وخمسمائة ودفن بباب ابرز.
522 - علي بن ابراهيم بن نجا بن غنائم الانصاري، أبو الحسن الواعظ
__________
انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 116.
ومسند احمد 1 / 119، 4 / 327، 5 / 347 / والمعجم الكبير 5 / 220.
ومجمع الزوائد 9 / 105، 107.
(*)(3/10)
الحنبلي: سبط ابي الفرج عبد الواحد بن الفرج الحنبلي، من اهل دمشق، سمع بها خاله ابا البركات عبد الوهاب بن عبد الواحد بن الفرج بن محمد بن علي الشيرازي الحنبلي وابا الحسن علي بن احمد بن منصور بن قيس الغساني: وقدم بغداد شابا في سنة اربعين وخمسمائة، وسمع بها ابا بكر احمد بن علي بن عبد الواحد الدلال وابا الفرج عبد الخالق بن احمد بن يوسف وابا سعد احمد بن محمد ابن ابي سعد البغدادي وابا صابر عبد الصبور بن عبد السلام الهروي، وابا منصور موهوب بن احمد بن الجواليقي وابا الفضل محمد بن ناصر الحافظ وابا القاسم عبد الله ابن الحسن بن قشامي وابا الحسن عبد الله بن الابنوسي وابا بكر محمد بن منصور القصري ومحمد بن عبيد الله بن الزغواني وابا الفتح عبد الملك بن ابي القاسم الكروخي وابا المعالي صالح بن شافع الجيلي وابا زيد جعفر بن عبد الرزاق الحموي وابا الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل الانصاري، وصاهره على بنته فاطمة، وعقد مجلس الوعظ ببغداد غير مرة.
ثم عاد الى دمشق، ثم قدم بغداد مرة ثانية رسولا من نور الدين محمود زنكي ملك الشام في سنة اربع وستين وخمسمائة، وروى بها شيئا يسيرا، سمع منه أبو الفضل احمد ابن صالح بن شافع وابو احمد العباس بن عبد الوهاب السري (1) والقاضي أبو القاسم عبيد الله بن علي بن محمد بن الفراء وشيخنا أبو المظفر محمد بن علي الدوري.
ثم انه عاد الى الشام وسكن مصر الى حين وفاته.
وكان فاضلا، مليح الوعظ، لطيف الطبع، حلو الايراد كثير المعاني، متدينا، حسن الطريقة، جميل السيرة، ذا منزلة رفيعة، ومكانة عند السلاطين والاكابر، وقبول كبير عند العوام، عاش عيشا طيبا متلذذا بالمحبات من الطعم والمشرب والملبس والمنكح، كتب الينا بالاجازة بجميع مروياته، وكان صدوقا.
انبانا محمد بن علي الدوري قال: انبانا أبو الحسن علي بن ابراهيم بن نجا الواعظ الانصاري: قدم علينا بغداد رسولا في ذي القعدة سنة اربع وستين وخمسمائة قال:
__________
(1) في (ب)، (ج): " البصري ".
(*)(3/11)
انبانا أبو الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل الانصاري قراءة عليه واخبرنا عبد اللطيف بن محمد الجوهري قال: انبانا طاهر بن محمد المقدسي قالا: انبانا عبد الرحمن ابن حمد الدوني، انبانا أبو نصر احمد بن الحسين الكسار، انبانا أبو بكر احمد بن محمد ابن اسحاق السني، انبانا أبو عبد الرحمن احمد بن شعيب النسائي، انبانا احمد بن المثنى، حدثنا معاذ بن هشام، حدثني ابي قتادة عن النضر بن انس عن بشير بن نهيك عن ابي هريرة عن النبي (ص) قال: " ن اطلع في بيت قوم، بغير اذنهم ففقأوا عينه فلا دية له ولا قصاص " (1).
(و) وانشدني (2) أبو العباس احمد بن احمد بن البندنيجي قال: انشدنا أبو الحسن علي بن ابراهيم بن نجا الدمشقي ببغداد قال: انشدنا الصالح بن رزيك لنفسه: مشيبك قد قضا صبغ الشباب * وحل النار في وكر الغراب تنام ومقلة الحدثان يقظي * وما نأت النوائب عنك ناب وكيف بقاء عمرك وهو كنز * وقد انفقت منه بلا حساب سمعت يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي بحلب يقول: سالت ابا الحسن علي
بن ابراهيم بن نجا الانصاري الواعظ عن مولده، فقال: في سنة ثمان وخمسمائة وتوفي يوم الاربعاء ثامن شهر رمضان سنة تسع وتسعين وخمسمائة (3) بالقاهرة.
523 - علي بن ابراهيم بن نصر بن ابراهيم بن الحسن، أبو الحسن المؤدب: من اهل واسط قدم بغداد في صباه واستوطنها الى حين وفاته، وكان بقراح ابن ابي الشحم ويؤدب الصبيان طلب الحديث بنفسه وكتب بخطه وحدث بالكثير.
سمع ابا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وابا نصر احمد بن عبد الله بن رضوان وابا غالب احمد وابا عبد الله يحيى ابني الحسن بن احمد بن البناء وابا بكر محمد بن الحسين المزرقي وغيرهم، روى لنا عنه أبو الفتوح نصر بن محمد بن الحصري الحافظ.
__________
(1) انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الادب 43.
ومسند احمد 2 / 385.
وفتح الباري 12 / 244.
(2) في الاصل، (ب): " انشدني ".
(3) في الاصل، (ج): " وخمسين ".
(*)(3/12)
اخبرنا ابن الحصري بمكة، انبانا أبو الحسن علي بن ابراهيم بن نصر الواسطي قراءة عليه قال: انبانا أبو غالب احمد بن الحسن بن النباء قراءة عليه عن ابي الفضل عبيد الله بن احمد بن علي الكوفي قال: انبانا أبو حفص عمر بن ابراهيم الكتاني (1)، انبانا البغوي، حدثنا عثمان بن ابي شيبة، حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: شهدت النبي (ص) يخطب يقول: " انكم ملاقو الله تعالى يوم القيامة حفاة عراة غرلا " (2).
قرأت بخط القاضي ابي المحاسن القرشي قال: سألته - يعني ابا الحسن علي بن ابراهيم الواسطي - عن مولده، فقال في جمادي الاخرة سنة سبع وثمانين واربعمائة
بواسط، قال ودخلت بغداد في سنة احدى وخمسمائة.
524 - علي بن ابراهيم بن هارون بن ميمون بن صالح الرازي، أبو الحسن المالكي، المعروف بابي حنيفة: حدث عن القاضي (3) أبو الفرج المعافى بن زكريا النهرواني وابي طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص وابي الحسن علي بن عمر الحربي السكري وابي القاسم عبد الله ابن محمد بن الثلاج وابي العباس الوليد بن بكر الاندلسي وابي عبيد الله محمد بن عمران المرزباني وابي محمد عبد الله بن ابراهيم الاكفاني وابي اسحاق ابراهيم بن محمد الطبري وابي القاسم عيسى بن علي بن عيسى بن الجراح الوزير وابى الحسين محمد بن احمد بن سمعون الواعظ وابي الفرج الببغاء وابي علي الحسن بن محمد بن القاسم المخزومي وابي الفضل شراعة بن الفضل بن القاسم الكاتب البريدي، روى عنه أبو مسعود سليمان بن ابراهيم الحافظ الاصبهاني في معجم شيوخه وابي علي الحسن (بن) (4) احمد بن البناء في مشيخته وابو الفضل محمد بن احمد بن محمد المحالي.
__________
(1) في النسخ: " الكناني ".
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 8 / 136.
وصحيح مسلم، كتاب الجنة 57.
وفتح الباري 11 / 377، 383.
(3) في الاصل، (ج): " من القاضي ".
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل، (ج).
(*)(3/13)
قرات علي ابي محمد سفيان بن ابراهيم بن سفيان العبدي، وحامد بن محمد الاعرج باصبهان عن (1) ابي القاسم محمد بن عبد الكريم التاجر، انبانا أبو مسعود سليمان ابن ابراهيم الحافظ قراءة عليه، حدثنا أبو الحسن علي بن ابراهيم بن هارون بن ميمون
ابن صالح المالكي ببغداد فيما قرات عليه، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الله (2) بن الثلاج، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حدثنا احمد بن حنبل، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا سعيد بن ابي بردة عن ابيه عن جده قال: بعث رسول الله (ص) ابا موسى ومعاذ بن جبل الى اليمن، فقال لهما: " يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا " (3).
انبانا أبو القاسم هبة الله بن ابي علي بن السبط عن ابي العز احمد بن عبد الله بن كادش انبانا أبو علي الحسن بن احمد بن البناء بقراءتي عليه قال: سمعت ابا الحسن علي بن ابراهيم المالكي يقول: سمعت شيخنا ابا الحسين بن سمعون وابا اسحاق الطبري يقولان سمعنا جعفر بن محمد الخلدي يقول: كان لي خاتم وقد ورثته عن ابي، فعبرت دجلة فمددت يدي لاغرف من الماء، فسقط الفص فغمني، فذكرت حديثا روى عن رسول الله (ص) انه من قرأ هذه الاية على شئ ضاع منه رده الله عليه، فقرأتها ويدي في الماء، فإذا الفص بين اصابعي والاية (ربنا انك جامع الناس ليوم لا ريب فيه ان الله لا يخلف الميعاد) " اللهم يا جامع الناس (ليوم) (4) لا ريب فيه انك لا تخلف الميعاد، اجمع بيني وبين خاتمي انك على كل شئ قدير " (5).
انبانا ابن السبط عن (ابن) (6) كادش، انبانا أبو علي بن البناء، انشدنا أبو الحسن علي بن ابراهيم المالكي، انشدنا أبو الفرج عبد الواحد بن نصر البناء لفنسه: يا من رضيت من الخلق الكثير به * انت القريب على بعد من الدار
__________
(1) في الاصل، (ج): " من ابي القاسم ".
(2) " بن محمد بن عبد الله ".
ساقطة من (ج).
(3) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 27، / 8 / 36.
وصحيح مسلم، كتاب الجهاد 6، 8.
وفتح الباري 1 / 163.
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(5) انظر الحديث في: الدر المنقور 2 / 9.
(6) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(3/14)
اعملت فيك المنى حلا ومرتحلا * متى رددت المنى انضاء اسفار انبانا سعيد بن محمد المؤدب عن ابي غالب احمد وابي عبد الله بن ابي علي الحسن بن احمد بن عبد الله بن البناء قالا: انشدنا والدنا أبو الحسن علي بن ابراهيم المالكي، انشدنا ابن سويد الشاهد، وقد ذكر بين يديه الجهال وما لهم من النوال فقال: إذا كان الزمان زمان حمق فإن العقل حرمان وشوم فكن حمقا مع الحمقى فاني * ارى الدنيا بدولتهم تدوم قرات في كتاب ابي علي بن الحسن بن الصقر الذهلي بخطه انشدنا أبو الحسن علي بن ابراهيم المالكي، انشدنا المعافى بن زكريا، انشدنا الصولي، انشدنا المكتفي بالله لنفسه: بلغ النفس ما اشتهت * لتراها قد اشتقت انما النفس ساعة * انت فيها وما اتت (1) كل من يعذل المحب * إذا ما هذا سكت قال: وانشدنا المالكي، انشدنا أبو اسحاق الطبري، انشدنا ابن التكك (2) النحوي لنفسه: لنا صديق اخفى مودته * ضنا (3) على وده اشفاقا كان صديقا فصار معرفة * وكان حرا فصار حراقا قرأت بخط علي بن الحسن بن الصقر الذهلي، انشدنا أبو الحسن علي بن ابراهيم ابن هارون المالكي لنفسه: يامن يخيب (4) املا * ويمن بزرا (5) اناله
__________
(1) في الاصل، (ب): " وما انت).
(2) هكذا في الاصول.
(3) في (ج): " حسنا ".
(4) في (ج): " حيث ".
(5) هكذا في الاصول.
(*)(3/15)
فبحسب ذي الفقر * الممص وذي الغنى اني اناله قرات في كتاب مشيخة ابي علي بن البناء بخطه قال: أبو الحسن علي بن ابراهيم ابن هارون المالكي جارنا بسوق الثلاج من اهل النحو واللغة، ويقول الشعر، وسمع الحديث الكثير، وكان فيه دعابة وميل الى اللهو كثير النادرة، مات في سنة تسع وعشرين واربعمائة.
قرات في كتاب ابي الفضل احمد بن الحسن بن خيرون بخطه وانبانا نصر الله بن سلامة الهيتي، انبانا محمد بن ناصر الحافظ قراءة عليه عن ابن خيرون قال: سنة تسع وعشرين واربعمائة أبو الحسن علي بن هارون (1) ويعرف بابي حنيفة المالكي في جمادي الاخرة - يعني مات، حدث بيسير.
525 - علي بن ابراهيم: حدث عن ابي يحيى زكريا بن يحيى بن اسد المرزوي.
روي عنه أبو العباس احمد ابن محمد بن ابي غسان الدقيقي.
اخبرنا عبد الوهاب بن علي الامين، انبانا محمد بن ناصر الحافظ، انبانا جعفر بن يحيى المالكي، انبانا أبو الحسن محمد بن علي بن صخر (2) الازدي، حدثنا أبو العباس احمد بن محمد (3) بن ابي غسان الدقيقي املاء، حدثنا أبو بكر علي بن ابراهيم البغدادي، حدثنا زكريا بن يحيى بن اسد، حدثنا معروف الكرخي عن بكر بن خنيس
قال: ان في جهنم لواديا تستغيث منه في كل يوم اربعين أو سبعين مرة، (و) في ذلك الوادي (جب) (4) تستغيث جهنم والوادي من ذلك الجب من ذلك الحية كذا وكذا مرة، هي الى فسقة حملة القران اسرع منها الى عبدة الاوثان، فينادون، ما بالنا غدى بنا قبل عبدة الاوثان ! فينادون: ليس من علم كمن لم يعلم.
526 - علي بن ابراهيم البغدادي:
__________
(1) " انبأ بن ناحر..." "...علي بن هارون ".
(2) في (ب): " بن جنجر ".
(3) في النسخ: " محمد بن ابي احمد ".
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(3/16)
حدث عن ابي بكر محمد بن احمد بن اوج البزاز، روى عنه أبو عبد الله الحسين ابن علي بن جعفر الاصبهاني.
انبانا ذاكر بن كامل الحذاء عن ابي سعد بن الطيوري ان ابا محمد الحسن بن محمد الخلال اخبره، حدثنا أبو عبد الله الحسين بن عطاء بن جعفر الاصبهاني قدم علينا حاجا، حدثنا علي بن ابراهيم البغدادي بالري، حدثنا محمد بن احمد بن روح (1)، حدثنا ابن شيرويه قال: قال رجل عن سفيان بن عيينة: ثلاثة كذبوا ما كانوا يعبدون، قال عيسى عليه السلام: انا عبد الله، قالت النصارى: لا بل انت ابن الله، وقال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه، خير هذه الامة بعد نبيها أبو بكر وعمر، قالت الروافض: لا هو خير، وقال الله تعالى (وكلم الله موسى تكليما)، قال الجهمية: ان الله لا يتكلم ! فقال سفيان بن عيينة: اكتبوا.
527 - علي بن ابراهيم الوكيل: حدث عن احمد بن الحسين (بن) (2) الجنيد السابوري (3)، روى عنه يوسف ابن
عمر القواس في فوائده.
انبانا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب عن الشريف ابي العز محمد بن المختار ابن المؤيد الهاشمي، انبانا أبو الحسن علي بن عمر القزويني الزاهد، انبانا أبو الفتح يوسف بن عمر بن مسرور القواس، حدثنا علي بن ابراهيم - كان يتوكل لرجل من الحجرية - املاء من لفظه، انبانا احمد بن الحسين يعني (ابن) (4) الجنيد السابوري، حدثنا أبو حاتم - يعني - الرازي، حدثنا احمد بن ابي الحواري، حدثنا محمد بن بكر قال: قال أبو عبد الله (5) النباجي (6): من وثق بالله عزوجل فقد احرز قوته.
528 - علي بن ابراهيم العكبري:
__________
(1) في النسخ هكذا، وقد سبق " اوج ".
(2) ما بين المعقوفتين ليست في الاصول.
(3) في (ب)، (ج): النيسابوري ".
(4) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الاصول.
(5) في (ج): " أبو عبد ".
(6) في الاصل: " النباحي " وفي (ج): " التناخي ".
(*)(3/17)
حكى عن ابي القاسم الجنيد (1) بن محمد الصوفي.
روى عنه أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه الشيرازي.
اخبرنا سليمان وعلي ابنا محمد بن علي البغدادي قالا: انبانا عمر بن احمد بن منصور النيسابوري قدم علينا، انبانا علي بن عبد الله بن ابي صادق الجيري، حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبيد الله بن باكويه الشيرازي قال: سمعت علي بن ابراهيم العكبري قال: سمعت الجنيد وقد سئل عن حقيقة الخوف فقال: توقع العقوبة مع مجاري الانفاس.
529 - علي بن احمد بن ابراهيم، أبو الحسن الخراز: من ساكني درب الزعفراني بالكرخ، كان من الشهود المعدلين بمدينة السلام، ثم قلد قضاء السوس واقام هناك الى حين وفاته، ذكر طلحة بن محمد بن جعفر الشاهد انه توفي بالسوس بذي الحجة سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.
530 - علي بن احمد بن ابراهيم، أبو القاسم القراري (2): من اهل قصر ابن هبيرة، حدث عن عبد الله بن زيد بن جعفر بن عبد الله (3) بن محمد بن علي بن ابي طالب، سمع منه أبو سعيد محمد بن علي النقاش وابو نعيم احمد ابن عبد الله الاصبهانيان بالقصر، واخرجنا عنه حديثا في معجميهما.
قرات على سفيان بن ابراهيم العبدي وحامد بن محمد (بن منده) (4) الاعرج بأصبهان عن ابي طاهر محمد بن ابي نصر التاجر ان ابا القاسم عبد الرحمن بن محمد ابن اسحاق بن منده اخبره: انبانا أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو النقاش قراءة عليه في معجم شيوخه وانا اسمع انبانا أبو القاسم علي بن احمد بن ابراهيم القراري بقصر ابن هبيرة حدثني عبد الله بن زيد بن جعفر بن عبد الله بن محمد بن علي بن ابي طالب عن جده جعفر عن ابي هدية (5) عن انس بن مالك عن النبي (ص) قال: " بين
__________
(1) في الاصل: " الخزاز ".
(2) في (ج): " الفزاري ".
(3) في (ب): " عبد الله ".
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل، (ج).
(5) في (ب)، (ج): " ابى صدقة ".
(*)(3/18)
العبد والجنة سبع عقاب اهونها الموت ".
قال انس قلت: يارسول الله ! فما اصبعها، قال: " الوقوف بين يدي الله عزوجل إذا تعلق المظلومون بالظالمين " (1).
531 - علي بن احمد بن ابراهيم بن علي، أبو الحسن الهاشمي المعروف بابن العطار: من اهل واسط، شاعر حسن القول، سكن بغداد الى حين وفاته، وكان من شعراء الديوان، فمن شعره قوله: اتراه بعد قطيعة يتعطف * بدر يميل به قوام اهيف انت البري من الاساءة كلها لا * يا عاذلي وانا المحب المدنف تلحني في حبه فتكلفي (2) * طبع وصبري عن هواه تكلف كيف اصطباري عنه والقلب الذي * هو عدتي...(3) لا يتألف دقت معاني العشق عن افهامهم * واستعذبوا فيه الملام واسرفوا (4) جهلوا الذي القاه من حمل الهوى * فيه ولذة عشقه لم يعرفوا بلغني ان مولده في سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة بواسط، وتوفي ببغداد في يوم الاربعاء عاشر ربيع الاخر سنة تسع وعشرين وستمائة ودفن من الغد بمقابر قريش.
532 - علي بن احمد بن احمد بن علي البزاز، أبو الحسن بن ابي القاسم بن ابي السعادات، المعروف بقبلة الادب: سبط ابي العز احمد بن عبيد الله بن كادش، من اهل باب المراتب، كان اديبا فاضلا شاعرا سريع البديهة كثير الهجو، سمع جده ابا العز، وحدث عنه باليسير، سمع منه أبو المواهب بن صصرى الدمشقي وروى عن في معجم شيوخه.
اخبرنا أبو المرجي سالم بن الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى التغلبي (5) الشاهد بدمشق، حدثنا والدي من لفظه، انبانا أبو الحسن علي بن احمد بن احمد
__________
(1) انظر الحديث في: تنزيه الشريعة 2 / 375.
وتذكرة الموضوعات 214.
(2) في الاصل، (ب): " فتمنتمي ".
(3) بياض في النسخ مكان النقط.
(5) في النسخ: " الثعلبي ".
(*)(3/19)
السلامي بها بالجانب الشرقي، انبانا خالي أبو العز احمد بن عبيد الله (1) بن كادش، انبانا أبو غالب محمد بن علي بن الفتح العشاري اذنا، انبانا علي بن الحسن بن سكينة الانماطي، حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن مهدي الناقد، حدثنا علي بن احمد بن ابي قيس، حدثنا ابن ابي الدنيا حدثنا ابراهيم بن المنذر الحزامي (2)، حدثني موسى ابن ابراهيم بن بشير الانصاري، حدثنا طلحة بن خراش عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله (ص): " افضل الدعاء لا اله الا الله، وافضل الذكر الحمد لله " (3).
كذا كان في اصل ابن صصري " خالي أبو العز " والذي رايته بخط ابي محمد بن الخشاب في اصل سماعه من ابن كادش " سبط الشيخ ابي العز بن كادش " وهو الصحيح.
وانشدنا أبو محمد عبيد الله بن المبارك بن احمد قال: انشدني عمي أبو الحسن علي ابن احمد بن احمد لنفسه: يا زمانا خلا من الناس واستأ * صل بالقاح شافة الاحرار ليتني مت إذا حللت بواديك * فقد عيل من اذاك اصطباري حسبي الله لا سواه فما ابعد * خيرا يرجى من الاشرار انشدني أبو محمد الحسن بن ابي الفتح بن ابي النجم بن (4) وزير الواسطي قال: انشد قبلة الادب قول ابي نواس: رشا لو لا ملاحته * خلت الدنيا من الفتن ما (5) بدا الا استرق له * حسنه عبدا لا ثمن وقيل له آخر فقال في الحال مرتجلا: وجنتاه في احمرارها * حكت وردا على غصن انا ميت في محبته * غير ان الروح في بدني
__________
(1) في (ج): " عبد الله ".
(2) في النسخ: " الحرامي ".
(3) انظر الحديث في: اتحاف السادة 9 / 49.
وكنز العمال 3835.
والشكر 50.
(4) في الاصل: " ابى الضم من ".
(5) في الاصل: " مد ".
(*)(3/20)
ذكر لي ابن اخيه عبيد الله بن المبارك انه مات في سنة سبعين وخمسمائة.
533 - علي بن احمد بن احمد الخشاب، أبو الحسن: اخو ابي محمد عبد الله النحوي الذي قدمنا ذكره، حدث باليسير عن ابي بكر محمد بن الحسين المزرفي (1)، سمع منه أبو عبد الله محمد بن عثمان بن عبد الله العكبري الواعظ واخرج عنه (2) حديثا في معجم شيوخه وذكر لنا انه كان خشابا، له دكان بالريان من ناحية باب الازج، يبيع فيه الخشب، ولم يكن يعرف شيئا من العلم، وانه توفي بعد اخيه بسنين كثيرة.
534 - علي بن احمد بن اسحاق بن ابراهيم، أبو الحسن البغدادي: حدث عن ابي علي الحسن بن جرير الصوري وابي يزيد يوسف بن زيد القراطيسي وابي الفضل عبد الله بن محمد بن نصير (3) البزاز الرملي وعبد الله بن محمد بن سعيد بن ابي مريم الجمحي ومحمد بن عمرو بن خالد ومحمد بن ابراهيم بن حماد وابي حارثة احمد بن ابي عمر بن يحيى بن يحيى الغساني وابي عبد الله عمرو (4) ابن احمد بن عمرو بن السراج وابي عمرو مقدام بن داود بن عيسى بن تليد (5) الرعيني وغيرهم، روى عنه أبو عبد الله محمد بن اسحاق بن منده الاصبهاني وابو عبد الله محمد بن عبد الوهاب الدمياطي وابو الحسن (6) احمد بن محمد بن عبد الوهاب ومتين بن احمد بن احمد بن متين وعبد الرحمن بن عمر بن النحاس والقاضي
أبو الحسن علي بن محمد بن اسحاق بن يزيد الاصطخري الحلبي.
اخبرنا أبو القاسم القصباني، انبانا محمد بن عبد الباقي المعدل، انبانا ابراهيم بن سعيد الجمال بمصر، انبأنا متين بن احمد انبأنا متين بن احمد، انبأنا أبو الحسن علي بن احمد بن اسحاق البغدادي، حدثنا أبو عبد الله عمرو بن السراج، حدثنا عبد الغفار بن داود، انبأنا
__________
(1) في الاصل: " المراقى " وفي (ج): " اطررقي ".
(2) في (ج): " واخرج منه ".
(3) في (ج): " نصرى ".
(4) في (ب): " عمر ".
(5) في النسخ: " يحيى بن عبد ".
(6) في النسخ: " اسد أبو الحسن ".
(*)(3/21)
ابي، حدثنا سفيان بن عيينة عن سمي مولى ابي بكر عن ابي صالح عن ابي هريرة قال: قال رسول الله (ص): " الدين النصيحة " قيل: لمن يارسول الله ؟ قال: " لله ولرسول الله ولكتابه ولائمة المؤمنين وعامتهم " (1).
اخبرنا أبو الحسين يحيى بن عقيل بن شريف بن رفاعة السعدي بمدينة (2) النبي (ص) وابو عبد الله محمد بن عماد الحراني بالاسكندرية قالا: انبأنا أبو محمد عبد الله بن رفاعة بن غدير السعدي، انبانا القاضي أبو الحسن علي بن الحسين الخلعي، حدثنا أبو العباس متين بن احمد بن الحسن بن علي بن متين (3) الشاهد، حدثنا أبو الحسن علي ابن احمد بن اسحاق البغدادي، حدثنا أبو عمرو مقدام بن داود بن عيسى بن تليد الرعيني املاء في رجب سنة ست وسبعين ومائتين، حدثنا اسد بن موسى، حدثنا شعبة عن ابي حمزة قال: سمعت زهدم بمن مضرب قال: سمعت عمران بن حصين يقول: قال رسول الله (ص): " خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ".
فقال عمران بن حصين: لا ادري اذكر النبي (ص) بعد قرنه قرنين أو ثلاثة، ثم
قال: " ان بعدكم قرنا يخونون ولا يؤتمنون، ويشهدون ولا يستشهدون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن " (4).
اخبرنا أبو الفتوح داود بن معمر الواعظ باصبهان، انبانا اسماعيل بن علي الصوفي، انبانا أبو بكر محمد بن احمد بن اسيد، حدثنا أبو عبد الله محمد بن اسحاق الصوري، حدثنا عثمان بن سعيد الصيداوي، حدثنا سلميان بن صالح عن عبد الرحمن بن ثابت عن (5) ثوبان (6) عن الحجاج بن دينار عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: بلغني عن النبي (ص) حديث في القصاص، وكان صاحب الحديث بمصر، فاشتريت بعيرا (7) وشددت عليه رحلا (8) وسرت حتى وردت مصر، فقصدت الى باب
__________
(1) انظر الحديث في: " صحيح البخاري 1 / 22.
وصحيح مسلم، كتاب الايمان باب 23.
وفتح الباري 1 / 137، 138.
(2) في (ج): " بمدينة السلام مدينة النبي " (ص).
(3) هكذا في الاصل، (ب)، وغير موجودة في (ج).
(4) انظر الحديث في: صحيح البخاري 3 / 224، 8 / 113، 176.
وصحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة 214.
وفتح الباري 5 / 258، 224، 580.
(5) في (ب)، و (ج): " بن ".
(6) في (ج): " يونان ".
(7) في الاصل: " بغيرها ".
(8) في (ب)، (ج): " رجلا ".
(*)(3/22)
الرجل الذي بلغني عنه الحديث وقرعت الباب، فخرج الى مملوك له فنظر في وجهي ولم يكلمني ودخل على سيده فقال: اعرابي بالباب، فقال له: سله من انت، فقلت: جابر بن عبد الله الانصاري، فخرج الى مولاه فاعتنق احدنا صاحبه فقال: يا جابر بن
عبد الله ! لما جئت ؟ فقلت: لحديث (1) بلغني عن النبي (ص) في القصاص ولا اظن احدا ممن مضى وممن بقي باحفظ له منك، قال: نعم يا جابر ! سمعت رسول الله (ص) يقول: " ان الله عزوجل يبعثكم يوم القيامة من قبوركم حفاة عراة غرلا بهما ثم ينادي بصوت رفيع غير فظيع يسمع به من بعد كمن قرب فيقول: انا الديان، لا مظالم اليوم، انا وعزتي وجلالي لا يجاوزني اليوم ظلم ظالم، وهو لطمة كف بكف أو يد بيد " (2).
قال منير بن احمد: انبانا علي بن احمد بن اسحاق البغدادي قراءة عليه في صفر سنة اربعين وثلاثمائة، حدثنا أبو مسهر احمد بن مروان الرملي بالرملة.
535 - علي بن احمد بن اسحاق، أبو الحسن العلوي العمري: ولاه الطائع لله النقابة على الطالبين ببغداد وواسط بعد القبض على ابي احمد الحسين بن موسى الموسوي النقيب وعلى ابي عبد الله احمد، وذلك في صفر سنة تسع وستين وثلاثمائة.
انبانا أبو القاسم الازجي عن ابي الرجاء احمد بن محمد بن الكسائي قال: كتب الى أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن احمد بن هارون الشيرازي قال: انشدني أبو حنيفة النعمان بن عبد الله بن محمد بن احمد الاستراباذي بالدامغان لعبد الله بن علي الدمياتي (3) يمدح به السيد الشريف ابا الحسن علي بن احمد بن اسحاق العلوي النقيب العمري بمدينة السلام: أأهنيك بعيد * ام اهني العيد بك أأقول الغيث من كفك * ام سقياه بك يا حسيبا يا نسيبا * عرف الاحسان بك
__________
(1) في (ج): " بحديث ".
(2) انظر الحديث في: اتحاف السادة المتقين 10 / 479.
(3) هكذا في الاصول.
(*)(3/23)
انت سؤلي بعد ربي * وهو سر الخلق بك طال امري جل عسري * انما التيسير بك وبقيت (1) الدهر نعطي * سؤله الامل بك وابو الفضل فيعلوا * كلما يرجوه بك ذميما (2) في ظل عيش * دائر الافلاك بك فترى فيه سرورا * ويرى ذلك بك 536 - علي بن احمد بن اسد الاديب: انبأنا عبد الوهاب بن علي الامين قال: كتب الى السيد أبو الغنائم حمزة بن هبة الله محمد بن الحسين العلوي، انبأنا أبو عبد الرحمن الشادياخي (3) قراءة عليه قال: سمعت الحاكم ابا عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ يقول: سمعت علي بن احمد ابن اسد الاديب البغدادي يقول: حدثني واحد من مشايخنا بالعراق يسندونه الى عبد الله بن طاهر انه (4) كتب من خراسان الى امير المؤمنين المأمون: بسم الله الرحمن الرحيم: بعدت داري عن (5) ظل امير المؤمنين، وان كنت كيف تصرفت بي الامور لا ثقتنا الا به، وقد اسند الى حضرة امير المؤمنين شوقي لاتشرف (6) لخدمته واتجمل بمجلسه واتزين لخطابه، والقح عقلي بحسن آدابه، ولا شئ آثر عندي من قربه، وان كنت في سعة عيش وهبه الله لي به، فان راى امير المؤمنين ان يأذن لي في ورود حضرته لأجدد عهد المنعم علي، وأتهنأ بنعمة اسداها الى فعل محسنا انا شاء الله.
فلما قرا امير المؤمنين كتابه وقع فيه " قربك يا ابا العباس ! الى حبيب وانت مني حيث كنت على قريب، وانما بعدت دارك نظرا لك وسموا بك ورغبة فيك، فاتبع
قول الشاعر:
__________
(1) في (ب): " وتقيت ".
(2) هكذا في الاصول.
(3) في (ب)، (ج): " والشادباجي ".
(4) في الاصل: " وبه كتب ".
(5) في (ج): " من ظل.
(6) في الاصل، (ب): " لا يشرق " وفي (ج): " لا يسرق ".
(*)(3/24)
رأيت دنو الدار ليس بنافع * إذا كان ما بين القلوب بعيد 537 - علي بن احمد بن الاسكندر، أبو نصر العلوي الحسيني: من اهل المدائن، ذكره أبو سعد بن السمعاني في المذيل، وروى عنه.
اخبرنا شهاب الحاتمي بهراة انشدنا أبو سعد السمعاني، انشدني علي بن احمد ابن الاسكندر، العلوي الحسيني ولم يسم قائلا: قد كنت عدتي التي اسطو بها * ويدي إذا اشتد الزمان وساعدي فرميت منك بغير ما املته * والمرء اشرف بالزلال البارد (1) واخبرني الحاتمي قال: سمعت ابن السمعاني يقول: علي بن احمد بن الاسكندر العلوي الحسيني أبو نصر من اهل المدائن علوي مسن جاوز التسعين سنة، وهو شديد القوة، جمهوري الصوت، حريص على طلب الدنيا والجمع، دخال على السلاطين والوزراء ومنازل الامراء، وهو غال في التشيع، جرت بيني وبينه قصة علقت بيتين من الشعر.
538 - علي بن احمد بن اسماعيل بن ابي (2) علي النوبختي (3)، أبو الحسن الكاتب: من بيت مشهور بالفضل، تقدم ذكر جده، روى عنه أبو اسحاق ابراهيم بن هلال
الصابئ.
انبانا ذاكر بن كامل عن ابي غالب الذهلي، انبانا أبو الحسين (4) هلال بن المحسن ابن ابراهيم الصابئ اذنا قال: انشدني أبو اسحاق جدي انشدني أبو الحسن (5) علي ابن احمد بن اسماعيل النوبختي لجده ابي سهل اسماعيل بن يحيى:
__________
(1) علي هامش (ب): " هذان بيتان لابن ابي فراس بن حمدان ".
(2) ف (ب)، (ج): " اسماعيل بن علي ".
(3) في النسخ: " النويحتي " في كل المواضع.
(4) في (ب): " أبو الحسن ".
(5) " جدي انشدني أبو الحسن " ساقطة من (ج).
(*)(3/25)
هجوت عمرا ولم اجعله لي غرضا * لكن انوف (1) شعري كيف موقعه كما نحرت ماضي الشعر من علي * بعض الكلاب ليدري كيف مقطعه ذكر أبو طاهر احمد بن الحسن الكرخي في تاريخه ونقلته من خطه ان علي بن احمد النوبختي الكاتب مات ليلة الاحد التاسع من جمادى الآخرة ينة احدى وخمسين وثلاثمائة.
539 - علي بن احمد بن ركة بن عناق، أبو الحسن المقرئ: من اهل باب البصرة، سمع ابا الفضل محمد بن عبد الله بن احمد بن المهتدي بالله وابا السعود احمد بن علي بن المجلي وابا البركات عبد الوهاب بن المبارك الانماطي وغيرهم، وكان احد القراء المجودين، ومن اهل الصلاح والدين، حدث باليسير، سمع منه شيخنا أبو بكر محمد بن المبارك بن محمد بن مشق البيع وابو المعالي محمد بن احمد ابن صالح بن شافع وروى عنه، وسألته عنه فأثنى عليه (2) ثناء حسنا، وقال: قرات عليه القران.
انبانا ابن مشق ونقلته من خطه قال: توفي أبو الحسن بن عناق في يوم الاثنين تاسع عشر ربيع الاخر سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة، ودفن بمقبرة جامع المنصور.
540 - علي بن احمد بن عثمان بن عمر المستعمل، أبو الحسن البقال: من اهل الحريم الطاهري، من اولاد المحدثين، تقدم ذكر والده، سمع اباه وحدث عنه باليسير، سمع منه أبو المعالي محمد بن احمد بن شافع وعلي بن معالي الرصافي، وذكر لنا انهما سمعا منه في ثالث شعبان سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة.
اخبرني علي بن معالي الرصافي، انبانا أبو الحسن علي بن احمد بن عثمان (3) قراءة عليه، انبانا والدي في ذي القعدة سنة اربع وثلاثين وخمسمائة، انبانا ثابت بن بندار، انبانا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان البندار (4)، انبانا أبو محمد عبد الله بن ابراهيم بن ايوب بن ماسي البزاز، حدثنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن ابي شيبة،
__________
(1) في (ب): " ليوسف ".
(2) في النسخ: " فأثنى عنه ".
(3) في (ب): " سمان ".
(4) " انبأ أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان البندار " ساقطة من (ج).
(*)(3/26)
حدثنا عبد الحميد بن صالح، حدثنا حبان عن طلحة عن عطاء عن ابي هريرة عن النبي (ص) قال: " إذا رددت السائل ثلاثا فلا يرجع فلا عليك (1) ان تزبره " (2).
541 - علي بن بهشاد الصوفي: فارس الاصل، نزل بغداد وصحب الجنيد، هكذا ذكره أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي النيسابوري في " تاريخ الصوفية " من جمعه ونقلته من خطه.
542 - علي بن ثابت بن جعفر بن محمد (3) الخلودي، المعروف بابن الماوردية: من سوق الدابة، حدث عن ابي الحسن علي بن محمد بن احمد بن كيسان وعمر
ابن محمد الزيات (4)، روى عنه أبو علي بن البناء في مشيخته وسماه علي بن احمد، وروى عنه أبو الحسن محمد بن احمد البرداني فسماه احمد بن علي، وقد تقدم ذكره في الاحمدين.
ذكر علي والمبارك ابنا محمد بن علي بن عبد الله الهمذاني ان ابا علي الحسن بن احمد بن النباء اخبرهما قراءة عليه، انبانا أبو بكر علي بن احمد بن ثابت بن جعفر الخلودي قراءة عليه في سنه سبع عشرة وربعمائة واخبرنا أبو علي بن ابي القاسم بن ابي علي وابو حامد عبد الله بن مسلم بن ثابت بقراءتي عليهما قالا: انبانا محمد بن عبد الباقي الانصاري انبانا الحسن بن علي الجوهري قالا: انبانا أبو الحسن علي بن محمد بن احمد بن كيسان النحوي، حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي، حدثنا سليمان بن حرب (5) وعبد الواحد بن غياث قالا: حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن انس ان النبي (ص): كان يمر بالثمرة فما يمنعه ان يأخذها الا ان يخاف ان تكون صدقة (6).
543 - علي بن احمد بن حاتم بن برهان، أبو الحسن:
__________
(1) في النسخ: " عليل ".
(2) انظر الحديث في: تنزية الشريعة 2 / 231.
والآلئ المصنوعة 2 / 39.
ومجمع الزوائد 3 / 99 والفوائد المجموعة 62.
(3) " بن محمد " ساقطة من (ب)، (ج).
(4) في (ب): " الرباب ".
(5) في (ج): " بن خرب " وفي (ب): وخرب ".
(6) انظر الخبر في: صحيح البخاري 1 / 328.
(*)(3/27)
من اهل الدينور، سافر الكثير، وسمع على كبر سنة من ابي بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين الشيروي وابي عبد الله محمد بن الفضل بن احمد الصاعدي
الفراوي بنيسابور، وابي الحسن علي بن احمد بن الاسلامي ببلخ، ونزل بغداد واستوطنها، وكان يسكن بالمدرسة النظامية ويخدم بيت العدل عبد الملك الدينوري، حدث باليسير، روى عنه أبو سعد بن السمعاني.
اخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت ابا سعد بن السمعاني يقول: علي بن احمد الدينوري قرات عليه وسألته عن مولده، فقال: بالدينور سنة سبع وسبعين واربعمائة.
544 - علي بن احمد بن الحسن الصواف: حدث عن جعفر بن محمد بن الحسن الفيريابي (1)، روى عنه أبو عبد الله الحسن ابن علي بن جعفر الاصبهاني وذكر انه سمع منه بغداد.
545 - علي بن احمد الحسن بن محمد بن القاسم بن محمد بن عبد الله، أبو الحسن الشعيري: سمع ابا القاسم عبيد الله بن محمد بن علي المقرئ الصيدلاني وابا احمد عبيد الله ابن محمد بن احمد بن ابي مسلم الفرضي وابا الحسن احمد بن محمد بن الصلت وابا محمد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى البيع وابا بكر عبد القاهر بن محمد بن محمد بن مسعود عسيرة الموصلي وابا اسحاق ابراهيم بن مخلد بن جعفر الباقر حي (2) وابا الفتح هلال بن محمد (3) بن جعفر الحفار وابا الحسن علي بن احمد (4) بن عمر الحمامي وابا الحسن محمد بن احمد بن رزقويه وابا عبد الله احمد بن محمد بن خالد الكاتب وابا الفضل محمد بن محمد الرشيدي وابا الحسن علي بن احمد بن محمد بن داود الرزاز وابا الحسن محمد بن الحسن بن ابي علي الاصبهاني والعباس بن عمر
__________
(1) في (ج): " الفرناني ".
(2) في (ج): " المافرحي ".
(3) " وابا الفتح هلال بن محمد " مكررة في (ج).
(4) في النسخ: " بن محمد ".
(*)(3/28)
الكلوذاني وابا الحسن علي بن (1) عبد العزيز بن حاجب النعمان وابا علي الحسن بن احمد بن شاذان وغيرهم.
حدث ببغداد بيسير، ثم سافر الى ديار مصر وحدث هناك، روى عنه أبو بكر محمد بن عبد الواحد الخباز الاصبهاني وابو طاهر احمد بن محمد (2) بن ابي الصقر الانباري وابو القاسم خلف بن احمد بن الفضل الحرفي وابو محمد عبد الله بن الحسن ابن طلحة بن ابراهيم بن يحيى البصري المعروف بابن النحاس التنيسي (3) وذكر انه سمع منه بتنيس في شوال سنة ست وعشرين واربعمائة.
كتب الى أبو الفتوح اسعد بن محمد العجلي ان ابا بكر احمد بن علي بن موسى المقرئ اخبره: انبانا أبو بكر محمد بن عبد الواحد بن الحسن بن القاسم بن سفيان الخباز المقرئ بقراءتي عليه، انبانا أبو الحسن علي بن احمد بن الحسن قراءة عليه في مجلس ابي علي بن شاذان وانا اسمع، انبانا أبو احمد عبيد الله بن محمد الفرضي، حدثنا ابن عقدة، حدثنا احمد بن يحيى الصوفي، حدثنا محمد بن بشر (4) حدثنيه هشام بن عروة عن ابيه عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله (ص): " ان الله لا ينزع العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم يقبض العلماء حتى لم يبق عالم، اتخذ الناس رؤسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا واضلوا " (5).
قرأت في كتاب ابي محمد عبد الله بن الحسن بن طلحة بن النحاس التنيسي بخطه وانبانا به محمد بن حمد عن (6) علي بن عمر الفراء، انبانا أبو الحسن علي بن احمد بن الحسن الشعيري البغداي بتنيس قال: انشدنا العباس بن عمر الصولي، انشدنا الراضي لنفسه: اسفري العيون ياضرة الشمس * فاني اصونها عن ضباب قد سقاك الغياث مني فرفقا * بما (7) بقي في موضع العتاب (8)
__________
(1) في النسخ: " ابا الحسن علي بن احمد بن عبد العزيز ".
(2) في (ب)، (ج): " محمد بن احمد ".
(3) في (ب): " النفيسي ".
(4) في (ب): " بعشر ".
(5) انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب العلم 14.
وصحيح البخاري 9 / 123.
وفتح الباري 13 / 282.
(6) في (ب): " حمد بن علي ".
(7) في (ج): " ما بقى ".
(8) في الاصل، (ب): " القاب ".
(*)(3/29)
انت مآبي فكيف اكتم ما بي * ما (1) عذابي وارحتي من عذابي 546 - علي بن احمد بن الحسن الطرائفي، أبو الحسن: اخو ابي عبد الله محمد وابي محمد الحسن المقدم ذكرهما، من ساكني باب المراتب، سمع ابا منصور محمد بن محمد بن احمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري وغيره، وحدث باليسير، وتوفي في حدود سنة ثلاثين وخمسمائة على ما ذكره ابن السمعاني.
547 - علي بن احمد بن الحسن بن عبد الباقي الموحد، أبو الحسن الوكيل، المعروف بابن البقشلام: من اهل دار الخلافة، كان من الاعيان، وله معروف كثير، سمع الشرفاء ابا الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله وابا الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون وابا الحسن محمد بن احمد بن محمد بن المسلمة والقاضي (2) ابا يعلي محمد بن الحسين بن محمد ابن الفراء وابا الفرج احمد بن عثمان بن الفضل بن جعفر المحبري وابا الحسين احمد بن
محمد بن احمد بن النقور وابا محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصريفيني وابا علي محمد بن وشاح الزينبي وابا القاسم علي بن احمد بن محمد بن البسري وابا بكر احمد ابن محمد بن سياوس (3) الكازروني (4) وابا القاسم يوسف بن محمد بن احمد المهرواني وابا المظفر هناد بن ابراهيم بن ابراهيم النسفي وابا عبد الله محمد بن احمد ابن شادة وابا القاسم عبد الله بن الحسن بن محمد الخلال، روى عنه أبو معمر الانصاري وغيره من الفقهاء، وروى لنا عنه أبو الفتوح بن الجوزي وعبد الله بن صافي الحارثي.
انبانا عبد الله بن صافي، انبانا أبو الحسن علي بن احمد بن الموحد، حدثنا القاضي أبو يعلي محمد بن الحسين بن الفراء املاء، حدثنا جدي أبو القاسم عبيد الله بن عثمان
__________
(1) في (ج): " فما عذابي ".
(2) في النسخ: " وانبأ القاضي ".
(3) في النسخ: " ساوس ".
(4) في (ب): " الكارزوني ".
(*)(3/30)
ابن يحيى بن حنيفة، حدثنا أبو علي اسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا أبو قلابة (1) عبد الملك بن محمد، حدثنا أبو نعيم والقعبي قالا: حدثنا سلمة بن وردان (2) قال: سمعت انس بن مالك يقول: قال رسول الله (ص) ذات يوم: " من اصبح اليوم منكم صائما ؟ " قال أبو بكر: انا، قال: " من عاد منكم اليوم مريضا ؟ " قال أبو بكر: انا، قال: " من شيع اليوم منكم جنازة ؟ " قال أبو بكر: انا، قال: " وجبت لك الجنة " (3).
اخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت ابا سعد بن السمعاني يقول: سمعت ابا بكر المفيد يقول: انما قيل له ابن البقشلام (4) يعني علي بن احمد الموحد لان اباه أو جده مضى الى قرية يقال لها شلام وبات بها وكانت كثيرة البق، فكان يقول طول
الليل: بق شلام، وبعد ان رجع الى بغداد فكان يحكي ذلك ويذكره كثيرا فبقي عليه هذا الاسم.
اخبرني الحاتمي سمعت ابا سعد بن السمعاني يقول: سالت ابا القاسم الدمشقي الحافظ عن علي بن احمد الموحد فاثني عليه وقال: كن ثقة، له معروف كثير.
قرات بخط ابي الفضل محمد بن محمد بن محمد بن عطاف الموصلي وانبأنيه ابنه سعيد عنه قال: سألته - يعني - ابا الحسن الموحد عن مولده، فقال: اخبرتني والدتي انه كان في شعبان سنة ثلاث واربعين وربعمائة.
قرات بخط ابي عبد الله الحسين بن محمد البلخي وانبانيه عنه ذاكر الحذاء قال: سألت ابا الحسن الموحد عن مولده فقال: في رجب سنة ثلاث واربعين ورابعمائة.
قرات في كتاب ابي الفضل محمد بن ناصر الحافظ قال: توفي أبو الحسن علي بن احمد الموحد المعروف بابن البقشلام الموحد (5) في ليلة السبت الخامس والعشرين من شهر رمضان من سنة ثلاثين وخمسمائة، ودفن يوم السبت في الموضع الذي بناه لنفسه في المسجد الذي على باب الظريفة عند الجصاصين، وكان مولده في سنة اربعين
__________
(1) في النسخ: " فلا بد ".
(2) في النسخ: " وركان ".
(3) انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الزكاة 87، وفضائل الصحابة 12.
ومسند احمد 3 / 118.
(4) في السنخ: " من البقشلام ".
(5) في السنخ: " بابن البقشلان المحلد ".
(*)(3/31)
واربعمائة، وكان وكيلا في دار الخليفة في ايام المسترشد ولم يخلف وارثا (1).
548 - علي بن احمد بن الحسن بن علي بن اسحاق الطوسي، أبو الحسن بن الوزير نظام الملك ابي علي: تقدم ذكر والده وجده، سمع ابا القاسم علي بن احمد بن محمد بن بيان وغيره، وحدث باليسير، سمع منه أبو محمد عبد الله بن احمد بن الخشاب في عاشر صفر سنة خمس واربعين وخمسمائة.
قرات على عائشة بنت محمد بن علي الدوري عن ابي محمد بن الخشاب قرات على الصاحب ابي الحسن علي بن احمد بن نظام الملك ابي علي الحسن بن اسحاق اخبركم أبو القاسم بن بنان قراءة عليه في ذي القعدة سنة ثمان وخمسمائة، انبانا أبو الحسن بشرى بن عبد الله القاضي، انبانا القاضي أبو القاسم عمر بن محمد بن ابراهيم ابن مسك، حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي بن راشد العدوي، حدثنا جبارة بن المغلس، حدثنا كثير بن سليمان عن انس قال: قال رسول الله (ص): " من احب ان يكثر خير بيته فليتوضأ قبل الطعام وبعده " (2).
549 - علي بن احمد بن ابي الحسن، أبو الحسن المؤدب المقرئ: من اهل باب البصرة، كان يؤم هناك في مسجد ويقرئ الناس القران، وكان شيخا صالحا دينا حسن الطريقة، ختم عليه خلق كتاب الله، سمع الحديث من ابي الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وابي المعالي احمد بن علي بن المهتدي (3) وغيرهما وحدث باليسير، سمع منه جماعة من المتصوفة برباط الزوزني ورايته فيه، وكان يتولى خزانة الكتب به، وكان مليح الوجه عليه الواح الصلاح لائحة، وسألته ان يجيز لي الرواية عنه فأجاز لي وكتب بخطه بذلك، ولم اجتمع به بعد ذلك، وسالت عنه ابا المعالي بن شافع فقال: هو استاذي عليه تلقيت القران، واثنى عليه كثيرا، ووصفه بالديانة والتقوى.
__________
(1) في (ب)، (ج): " لم يحالف وارثا ".
(2) انظر الحديث في: اتحاف السادة المتقين 5 / 212، 217.
وكنز العمال 40795.
والكامل
لابن عربي 6 / 2084.
(3) في (ج): " المهندس ".
(*)(3/32)
اخبرنا علي بن احمد بن ابي الحسن المؤدب اجازة وعبد الوهاب بن علي بن الامين وابن اخيه عبد السلام بن عبد الرحمن وعبد الرزاق بن عبد القادر الحنبلي (1) وزوجه تاج النساء بنت فضائل التكريتي وابو بكر محمد بن المبارك بن مشق واخته عفيفة وقريش بن السبيع (2) العلوي وعمر بن محمد بن عبد الله السهرودي وابو تمام علي ابن هبة الله بن العباس (3) وابو القاسم تميم بن احمد بن البندنيجي وابو العشائر (4) محمد بن علي بن البلولي (5) وابو جعفر عبد الوهاب بن محمد بن عبد الغني الطبري وعبد الباقي بن عبد الجبار الهروي وابو الفتوح غالب بن احمد بن المقرئ واحمد بن سليمان (6) بن احمد الحربي ويحيى ين سلمان الصواف والنفيس بن ابي الكرم السراج وابو سعد الحسن بن احمد (7) بن الحسن بن حمدون ومحمد بن عبد الله بن محمد القرشي ويحيى بن محمد بن الحسين الغزال وعلي بن محمد بن جعفر البصري ومحمد ابن ابراهيم بن معالي الغزالي وابو القاسم انس بن عبد العزيز المغازلي وابو نصر محمد ابن محمد بن محمد بن عمر بن وافي وابو القاسم عبد الله بن احمد الخياط ومعروف بن مسعود بن علي المقرئ وعبد الوهاب بن ازهر والوكيل والانجب بن ابي السعادات الحمامي وابو الفتوح محمد بن علي التاجر وابو البقاء احمد بن علي بن كردي الشاهد ويحيى بن ابراهيم بن احمد البزاز وعبد اللطيف بن محمد الجوهري وعبد الواحد بن محمود البيع ومحمود بن مسعود المكبر وعبد القادر بن خلف المؤدب وعمر بن محمد اليزيدي وابنة اخيه الكليلية (8) بنت محمد واسماعيل بن المبارك بن محمد بن سكينة واخته محبوبة وعبد الكريم بن محمد بن احمد الحاجبة واحمد بن علي ابن رزين وعبد الله بن عمر بن علي الدمشقي وعمر بن يوسف بن محمد المقرئ وزوجه رحمة بنت
محمود بن الشعار وابو غالب بن ابي سعد بن غالب الحربي ورشيد ابن عبد الله الحبشي وصفية بنت عبد الجبار بن هبة الله بن البندار سماعا ببغداد والشريف يونس
__________
(1) في الاصل، (ج): " الحل ".
(2) في الاصل، (ب): " بن اسيع ".
(3) في (ب)، (ج): " العباسي ".
(4) في الاصل: " أبو العشير ".
(5) في النسخ: " السلولى ".
(6) في الاصل، (ج): " بن سلمان ".
(7) في (ج): " الحسن بن الحسن ".
(8) في (ج): " الكلم...".
(*)(3/33)
ابن يحيى الهاشمي وابو الفتوح نصر بن محمد بن الحصري بمكة وعبد الله بن احمد بن محمد بن قدامة الفقيه وعبد اللطيف بن يوسف النحوي الدمشقي بدمشق وابراهيم بن عثمان الزركشي بحلب ومحمد بن الخضر الخطيب بحران قالوا جميعا: انبانا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن احمد بن سليمان قراءة علينا (1)، انبانا أبو عبد الله مالك بن احمد بن علي المالكي، انبانا أبو الحسن احمد بن موسى القرشي، حدثنا ابراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، حدثنا أبو سعيد الاشج، حدثنا أبو خالد عن زيد بن سنان عن ابي عطاء عن عطاء بن ابي رباح عن ابي سعيد قال: احبوا المساكين، فاني سمعت رسول الله (ص) يقول في دعائه: " اللهم احيني مسكينا وامتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين " (2).
لقيت (3) هذا الشيخ واستجزته في جمادي الاخر سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة، ولعله مات في تلك السنة أو في التي بعدها - والله اعلم.
550 - علي بن احمد بن ابي الحسن بن ملاعب، أبو الحسن القواس: من المأمونية، وسكن في جوارنا بالظفرية، وكان له دكان يعمل فيه قسي البندق، وكان ذكيا فهما، له معرفة بالنجوم وعلم الهيئة وعمل الفلك، وكان قد خالط العلماء وجالس الفضلاء وتحفظ كثيرا من الحكايات والاناشيد.
ذكر لنا انه حضر في صباه عن الحافظ ابي الفضل بن ناصر في حلقته بجامع القصر وسمع منه شيئا من الحديث، وقال: احقه (4) جيدا، وكان يطرح على عمامته طرحة، ووجدنا سماعه في كتاب " حل الاشكال في الرقوم والاشكال " لصدقة بن الحسين بن الحداد الفقيه الحنبلي منه، فقرانا عليه وكتبت عنه كثيرا من الحكايات والاشعار، وكان حسن الاخلاق، لطيف الطبع، متوددا متواضعا.
انشدني أبو الحسن عل بن احمد بن ملاعب القواس من لفظه وحفظه:
__________
(1) في (ب): " قراءة عليه ".
(2) انظر الحديث في: سنن الترمذي 2352.
وسنن ابن ماجة 4126.
والمستدرك 4 / 322.
وفتح الباري 274 / 11.
(3) في (ج): " ولقنت ".
(4) هكذا في الاصول.
(*)(3/34)
الدهر يوماه بؤساه وانعمه * من غير (1) قصد لا تحمدولا تلم لا تحمد الدهر في سراء يصنعها * فلو اردت دوام البؤس لم يدم سالت ابا الحسن بن ملاعب عن مولده، فقال: في يوم الاثنين حادي عشر المحرم سنة اربع وثلاثين وخمسمائة، توفي ليلة الاربعاء الثامن والعشرين من صفر سنة احدى وستمائة ودفن ن الغد بمشهد الندور (2).
551 - علي بن احمد الناصر لدين الله بن الحسن المستضئ بالله ين يوسف
المستنجد بالله بن القتفي لامر الله محمد بن المستظهر بالله احمد بن القتدي بامر الله، يكنى ابا الحسن، كان يلقب بالملك العظيم: وكان اصغر من اخيه الامام الظاهر بامر الله بسنين، كان شابا ظريفا لطيفا سمحا جوادا كثير الصدقة والمعروف، يكتب خطا ملحيا، رأيت بخطه مصحفا جامعا للقران، قد وقفه بمشهد موسى بن جعفر بمقابر قريش، اقطعه والده الاقطاعات الكثيرة، واشترى له المماليك الترك، واذن له في الركوب بالشحم والخدم على عادته إذا ركب، فامتدت الاعين إليه وتعلقت الامال له، فاستلبته يد المنون في عنفوان شبابه وكان حسنه وعلو شانه فتوفي عن مرض ايام قلائل في ضحوة يوم الجمعة (3) العشرين من ذي القعدة من سنة اثنتي عشرة وستمائة، وحضر ارباب الدولة والعلماء بدار الخلافة للصلاة عليه، فصلى عليه هناك، وحمل الى تربة الجهة ام والدة فدفن الى جانبها، وكان يوما مشهودا.
552 - علي بن احمد بن الحسين بن احمد بن الحسين بن محمويه، أبو الحسن المقرئ الفقيه الشافعي: من اهل يزد (4)، سمع الحديث من ابي علي الحسين بن الحسن بن محمد بن جواشير (5) وابي المكارم محمد بن علي بن الحسن المقرئ وابي عبد الله محمد بن
__________
(1) في (ج): " من غير ".
(2) في (ج): " الندر ".
(3) في (ج) والاصل: " الاثنين ".
(4) في الاصل: " مزد "، وفي (ب)، (ج): " مرو ".
(5) في الاصل،: " حواشير ".
(*)(3/35)
الحسين بن الحسن بن ملوك الصود في وابى العلاء غياث بن ابى مضر الاصبهاني وابى
بكر محمد بن محمود الثقفي، وسافر الى اصبهان وقرأ بها القرآن على ابى الفتح أحمد ابن محمد بن احمد الحداد وابى سعد محمد بن محمد المطرز، وسمع الحديث منهما ومن ابى على الحسن بن احمد بن الحداد واحمد بن محمد بن احمد بن موسى بن مردويه، وتوجه الى همدان فسمع بها من ناصر بن مهدى المشطي، وبالون من عبد الرحمن ابن حمد الدوني (1) وورد بغداد في جمادى الاولى سنة خمسمائة، وسمع بها ابا الحسين بن المبارك بن عيد الجبار الصيرقي وابا سعد محمد بن عبد الكريم بن خشيش وابا الحسن بن علي بن محمد بن العلاف وابا بكر احمد بن المظفر بن سوسن التمار وابوى القاسم علي بن الحسين الربعي وعلى بن احمد بن بيان (2) وابا على محمد بن سعيد بن نهبان وابا على الحسن بن محمد التككي وغيرهم، وتفقه على ابى بكر الشاسي، ثم سافر الى واسي وتفقه بها علي قاضيها ابى علي الفارقي، وسمع بها الحديث وبالبصرة والكوفة والحجاز، وعاد الى بغداد واستوطنها الى حين وفاته.
وكان يسكن بقراح ظفر، وصنف كثيرا من الكتب في الفقه والحديث والزهد، وحدث بها وبكتاب " السنن " للنسائي عن الدوني وبأكثر مروياته.
وكان من أعيان الفقهاء ومشهوري الزهاد والعباد واهل الورع والاجتهاد، روى لنا عنه أبو احمد بن سكينة وابو محمد بن الاخضر.
اخبرنا أبو احمد عبد الوهاب بن على، انبانا أبو الحسن على بن احمد بن الحسين اليزدى بقراءتي عليه، انبانا أبو سعد محمد بن عبد الكريم بن خشيش، انبانا أبو علي الحسن بن احمد بن شاذان البزاز، حدثنا شجاع بن احمد الصوفي، حدثنا محمد بن يوسف الكديمي، حدثنا أبو بكر الحنفي عن غالب بن عبيد الله عن مجاهد عن ابن عمر رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما من شئ أحب الى الله من ادخال السرور على أخيك المسلم " (3).
اخبرني شهاب الحاتمي بهراة، حدثنا أبو سعد بن السمعاني من لفظه قال: علي بن
__________
(1) في النسخ: الدون.
(2) في النسخ: بن بنان.
(3) انظر الحديث: كنز العمال 61417.
(*)(3/36)
احمد بن الحسين اليزدي بغدادي، فقيه فاضل زاهد، حسن السيرة جميل الطريقة عزيز النفس، سخي الطبع بما يملكه، قانع بما هو فيه، كثير الصوم والعبادة، صنف تصانيف في الفقه وأورد فيها احاديث مسندة عن شيوخه، كتب الى (1) أجزاء بخطه، وسمعت منه وسمع مني، وكان حسن الاخلاق دائم البشر متواضعا كثير المحفوظ، وكان له عمامة وقميص بينه وبين اخيه، إذا خرج ذاك قهد هذا في البيت، وإذا خرج ذاك احتاج هذا الى ان يقعده، سمعته يقول: وقد دخلت عليه مع علي بن الحسين الغزنوي الواعظ مسلما داره فوجدناه عريانا متزرا بمئزر، فاعتذر من العرى وقال: نحن إذا غسلنا نكون كما قال القاضي أبو الطيب (2) الطبري: قوم إذا غسلوا ثياب جمالهم * لبسوا البيوت الى فراغ الغاسل سألت عن مولده، فقال: في سنة ثلاث أو اربع وسبعين واربعمائة بيزد - الشك منه.
سمعت ابا يعلى حمزة بن علي الحرانى المقرئ يقول: كان شيخنا أبو الحسن علي ابن احمد اليزدى يقول: إذا انا (3) مت فلا تدفنوني الا بعد ثلاث، فإني أخاف أن يكون في سكتة (4)، قال: وكان حثيثا صاحب بلغم، وكان يصوم رجبا من كل سنة، فلما رجعت عنه، إذا انا مت فادفنوني في الحال، فإني قد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم وهو يقول: يا علي صم رجبا وافطر (5) عندنا ! قال: فمات ليلة رجب - رحمه الله عليه.
قرأت في كتاب ابى الفضل احمد بن صالح بن شافع الجيلي بخي ه قال: توفي شيخنا أبو الحسن على بن احمد بن محمويه اليزدي يوم الاحد التاسع والعشرين من جمادي
الاخرة سنة إحدى وخمسين وخمسمائة وصلى عليه يوم الاثنتين، ودفن مقابل جامع المنصور، وكان من مشايخنا النبل الثقات الائمة، وجمع وصنف، وكان حسن
__________
(1) في (ب): كتب لي.
(2) في (ج): العيب.
(3) في الاصل، (ب): أنا ذا.
(4) في الاصل، (ب): شكية.
(5) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في النسخ.
(*)(3/37)
الاستخراج، أديبا فقيها عالما، زاهدا، كريما سخي النفس، متواضعا عاملا بعلمه (1)، وقد زادت مصنفلته على خمسين مصنفا في انواع العلوم، وانتفع به جماعة، وسمعت منه كثيرا، وكان سماعه صحيحا (2) لا 553 - على بن احمد بن الحسين بن عنقود، أبو الحسن بن ابى المعالي البزاز: سبط ابى احمد بن علي بن بدران الحلواني، من ساكنى درب بهرور، وكان من وجوه البزازين، وله ثروة واسعة، وكان متدينا حسن الطريقة، وسمع شيئا من الحديث من ابى الحسين محمد بن محمد بن الحسين بن الفراء وابى القاسم اسماعيل بن احمد بن عمر السمرقندى، وحدث باليسير، روى لنا عنه عبد الرحمن بن عمر بن الغزال الواعظ.
اخبرني ابن الغزال، انبانا أبو الحسن علي بن احمد بن الحسين بن عنقود البزاز قراءة عليه، انبانا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء قراءة عليه، انبانا والدى، انبانا أبو القاسم موسى بن عيسى السراج، حديثا عبد الله بن احمد البصري، حدثنا حماد ابن الحسن، حدثنا حجاج، انبانا ورقاء عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن البركة تنزل في ذروة الطعام فكلوا من
حافتيه (3).
انبانا أبو البركات اليزيدى عن صدقة بن الحسين بن الحداد الفقيه قال: مات أبو الحسن بن عنقود البزاز يوم الاربعاء سادس عشرى شعبان سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، وكان رجلا حسنا ذا كياسة ومروءة، ودفن بالشونيزى.
554 - على بن احمد بن الحسين بن عبد الله بن ايوب، أبو الحسن بن ابى طاهر الكاتب.
من اهل الكرخ، قد انتقل الى الجانب الشرقي، فكان يسكن بدرب فراشا، وقد تقدم ذكر ابيه واخيه الحسين بن احمد وكان الاكبر، سمع ابا بكر محمد بن عبد الباقي
__________
(1) في (ج): بعلمه.
(2) في (ج): آخر الجزء.
(3) انظر الحديث في: المستدرك 4 / 116.
ومسند احمد 1 / 345.
364.
وكنز العمال 40754.
(*)(3/38)
الانصاري وابا منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز (1) وابا عبد الله محمد بن محمد بن احمد بن الشلال الوراق وغيرهم، كتب عنه، وكان حسن الاخلاق يكتب على المدبغة، وكان يتشيع.
اخبرنا الحسين وعلى ابنا احمد بن الحسين بن ايوب قراءة عليهما وانا اسمع قالا (2) انبانا أبو بكر محمد بن عبد الباقي البزاز الانصاري قراءة عليه، انبانا القاضى أبو الطيب طاهر بن عبد الله، حدثنا أبو عبد الله احمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفى حدثنا عيسى بن مسلم الاحمر، حدثنا محمد بن معاوية عن يحيى بن سابق عن زيد بن أسلم عن ابيه عن ابن عمر رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا علي ! أنت في الجنة، يا علي أنت في الجنة، يا علي ! أنت في الجنة (3).
اخبرنا أبو الحسن بن ايوب عن مولده، قال: في صفر سنة ثلاث وعشرين
وخمسمائة، وتوفي ليلة الاحد سلخ شهر ربيع الاول سنة ستمائة ودفن من الغد بباب أبرز.
555 - على بن احمد بن دوست، أبو الحسن البغدادي: حدث عن والده بحديث تقدم في ترجمته في الاحمدين، رواه عنه أبو علي منصور ابن عبد الله بن خالد الذهلي الهروي في فوائده.
روى عن ابى بكر بن الحسن بن دريد الازدي.
انبانا أبو القاسم الازجى عن ابى الرجا احمد بن محمد بن الكناني (4) قال: كتب الى أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن احمد الشيرازي أنشدني أبو على الحسن بن على ابن احمد بن محمد بن بندار البندارى بآمل طبرستان أنشدني الفقيه أبو الحسن على بن احمد بن راشد بن محمد بن عبد الواحد بن البلورى ببغداد أنشدنا أبو بكر بن دريد:
__________
(1) في النسخ: الفرار (2) في النسخ: قال.
(3) انظر الحديث في: كنز العمال 36360.
(4) في (ب)، (ج): الكسائي.(3/39)
صدغ كقادمة الخطاب (1) منعطف * في وجنة يجبني من صحتها الورد لو ذاب من تطرحه لرقته * لذاب من لحظ عبق ذاك الخد 557 - على بن احمد بن رستم المادرائى الكاتب: سكن مصر، وكان علي ديوان الخراج لحمارويه بن احمد بن طولون، روى عن الامير تكين مولي المعتضد حديثا تقدم في ذكر ترجمته.
558 - على بن احمد بن سعدويه، أبو الحسن الجوهرى: كان من المعدلين يمدينة السلام، ذكر طلهة بن محمد الشاهد أنه مات في سنة ثمان
وأربعين وثلاثمائة، وكان شهما في الشهادة.
559 - على بن احمد بن سعيد البادورى (2)، أبو الحسن: حدث عن احمد بن محمد بن مقاتل عن ذي النون الكصرى بخطه، روى (3) عنه على بن عبد الله بن جهضم وذكر انه كتب عنه ببادوريا (4) من قرى بغداد.
اخبرنا ابراهيم بن عثمان بن يوسف، انبانا محمد بن عبد الباقي، انبانا احمد بن عبد القادر بن محمد، انبانا عبد العزيز بن على الخياط، حدثنا على بن عبد الله بن جهضم الهمداني، حدثنا علي بن احمد بن سعيد البادورى، حدثنى احمد بن محمد بن مقاتل عن ذي النون بن ابراهيم قال: خرجت في سفر فبينا انا اسير في مدنه وقد اعتكر الليل وتغشت ظلمة الافق وسكنت حركات البشر إذا انا بشخص مار بين يدى، فلحقته فإذا رجل كهل حسن المرجى، طيب الريح، فصيح اللسان، عذب البيان، عليه بزة حسنة، فسلمت عليه، فرد على السلام، فقت: يا شيخ، ما الذي دعاك الى الوحدة والانفراد في هذا المكان القليل (5) الداين البعيد من الناس ؟ فقال: طلب الظفر بمن يملك رزق البشر، وهو على كل شئ مقتدر، قلت: فعلي ما أنت مقيم يومك هذا ؟ فقال: قد كادت عيني أن ترى أعلام المستأنسين، وروحي ان تشرب يكئوس المحبين،
__________
(1) في (ج): الخفاش.
(2) في النسخ: البادروى.
(3) في الاصل: رواها.
(4) في الاصل، (ب): بما دورى.
(5) في الاصل، (ب) العليل.
(*)(3/40)
وقلبي ان يخامره قلق المشتاقين، فقلت له (1): ما الذى قي ع بك عن الوصول الى ما هناك ؟ فقال: يا ذا النون هدانا دائم القلق، أسرح إليه في الراحة واسأله بلوغ
الامنية، وهو العليم بما تصلح () به النفوس، قلت له: أفتجد على قليل من الخلوة سدة، فقال: ما أظن أحدا عرف ربه...(3) يحتاج مع انسه الى رؤية الاهلين ولا من انقطع إليه بكله الى احدا من المخلوقين، قلت: هل من وصية وعطة ؟ فقال: تفرطت رحمك الله، فقال: مبادرتك إليه إذا دعاك وترك التخلف عنه إذا ناداك ودوام الاقبال عليه مع كثرة المبادرة إليه بخلع الراحة من نفسك، وخذف كل ما دعاك الى ما يبعدك منه ويحول بينك وبين الظفر بالمراد، حتى لا يفقدك من عند نفعك ولا يجدك عند مضارك قلت: زدني ! قال: إياك تترك حالة احالة حتى تنفذ ما انت عليه من مرادك فان للعدو هاهنا مجالا، قلت: زدني ! قال: تعلم تملقه فان لتملقه غدا فرحة تسوجب جميع الاحزان وتظفرهم بدار الكرامة والاماني، قلت: زدني ! فقال: حسبك يا ذا النون ان عملت بما اخبرتك.
560 - على بن احمد بن سعيد بن سهل، أبو الحسن الصفار الغازى، المعروف بابن عفان: حدث عن ابى الهيثم عمرو بن إسحاق بن ابراهيم بن موسى بن عيسى الكوفي وابي على الحسن بن احمد بن الحسن الخواص المصيصي وابى الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة الاطرابلسى، روى عنه عبد الوهاب بن جعفر الميداني.
اخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله الشافعي بدمشق، انبانا (4) أبو القاسم على بن الحسن، حدثنا أبو الحسن على بن المسلم الفقيه، حدثنا عبد العزيز بن محمد، انبانا عبد الوهاب بن جعفر، حدثنا على بن احمد بن سعيد بن سهل البغدادي المعروف بابن عفان الغازى، حدثنا أبو القاسم عمر (5) بن إسحاق بن ابراهيم بن موسى بن عيسى الكوفي، حدثنا عبدان بحلب، حدثنا عمر بن سعيد،
__________
(1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) في (ج): يصلح.
(3) بياض في النسخ مكان النقط.
(4) في (ب)، (ج): انبأ عمر أبو القاسم.
(5) سبق أنه " أبو الهيثم عمرو ".
(*)(3/41)
بغداد لابن النجار حدثنا احمد بن دهقان وكان يسكن الحدث، حدثنا خلف بن تميم قال: دخلنا على ابى هرمز فقال: دخلنا علي أنس بن مالك نعوده فقال: صافحت بكفي هذه كف رسول الله صلى الله عليه وسلم فما مسست خزا ولا حريرا ألين من كفه صلى الله عليه وسلم، قال أبو هرمز: فقلنا لانس بن مالك: فصافحنا بالكف التى صافحت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ! قال: صافحنا، قال خلف بن تميم: فقلنا لابي هرمز: فصافحنا بالكف التي صافحت بها انس بن مالك ! قال: فصافحنا.
قال احمد بن دهقان: فقلنا لخلف بن تميم فصافحنا بالكف التى صافحت بها ابا هرمز ! قصافحنا، قال عمر بن سعيد فقلنا لاحمد بن دهقان: فصافحنا بالكف التي صافحت بها خلف بن تميم ! فصافحنا، قال عبدان فقلنا لعمر ابن سعيد: فصافحنا بالكف التي صافحت بها احمد بن دهقان ! فصافحنا، قال عمر ابن اسحاق قلت لابي القاسم عبدان بن حمد بن عبدان: فصافحنا بالكف التي صافحت بها عمر بن سعيد (1) ! فصافحني بيده وقال: سلام عليكم ! قال أبو الحين على بن احمد فقلت لابي القاسم عمر: فصافحني بالكف التي صافحت بها عبدان ! فصافحني، قال عبد الوهاب فقلت لعلي: فصافحني بالكف التى صافحت بها عمر ! فصافحني، قال عبد العزيز فقلنا لعبد الوهاب: فصافحنا بالكف التى صافحت بها عليا ! فصافحني، قال الفقيه وقلت لعبد العزيز فقلت لعبد العزيز: فصافحني بالكف التي صافحت بها عبد الوهاب فصافحني، قال أبو القاسم على بن الحسن قلت للفقيه: فصافحني بالكف التي صافحت بها عبد العزيز ! فصافحنا، قال شيخنا أبو البركات قلت لعمي:
فصافحني بالكف التي صافحت بها عمك ! فصافحني.
قرأت بخط ي اهر بن احمد النيسابوري قرأنا بخط ابن حطان الصوفي قال: قرأت علي ابى الحسن علي بن احمد بن سعيد بن الصفار الغازى (3) في مسجد ابى طاهر حدثكم أبو على الحسن بن احمد بن الحسن الخواص المصيصي قدم دمشق وانبانا داود ابن سليمان بن احمد أبو الفتح قال: كتب الى أبو محمد (4) هبة الله بن احمد بن
__________
(1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) في النسخ: ابى بكر.
(3) في النسخ: بغدادي.
(4) في (ج): أبو الفتح.
(*)(3/42)
الاكفاني، انبانا أبو الحسن على بن الحسين بن احمد بن صصرى، انبانا تمام بن محمد الرازي، حدثنا أبو على الحسن بن احمد الخواص، حدثنا أبو عبد الله محمد بن عمر الغلفي (1) بجامع طهوري، حدثنا أبو الحسن على بن عبد الله الهاشمي الرقي بالرملة قال: دخلت في بلاد الهند الى بعض قراها، فرأيت شجر ورد أسود ينفتح (2) عن وردة كبيرة طيبة الرائحة سوداء عليها مكتوب كما يدور بخط أبيض: " لا اله الا الله محمد رسول الله، أبو بكر الصديق، عمر الفاروق " فشككت في ذلك وقلت: انه عمل معمول، فعمدت الى جنيدة لم تفتح ففتحتها فكان فيها وردء سوداء فيها مكتوب بخط أبيض كما رأيت في سائر الورق، في البلد منه سئ كثير عظيم، وأهل تلك القرية يعبدون الحجارة لا يعرفون الله عز وجل.
561 - على بن احمد بن سعيد بن الدباس (3)، أبو الحسن (4) المقرئ: من اهل واسط، قرأ القرآن بالروايات علي ابى محمد عبد الرحمن بن الحسين بن الزجاجي وابى الفتح المبارك بن احمد بن زريق الحداد وابى الكرام محفوظ بن عبد
الباقي بن الناريج (5) الواسطيين، وسافر الى همدان فقرأ على الحافظ ابى العلاء الحسن بن احمد بن العطار، ودخل بغداد وذكر انه قرأ بها على ابي بكر المبارك بن الحسن بن احمد الشهرزورى.
ابى الفتح عبد الوهاب بن محمد بن الحسين بن الصابوني الخفاف وابى الحسن على بن احمد بن الحسين بن محمود اليزدي وابى القاسم يوسف بن المبارك بن سعيد الخياط، وقرأ بالموصل على ابى بكر يحيى بن سعدون القرطبي، وسمع الحديث بواسط من ابى الفضل (6) محمد بن محمد بن ابى ربيعة الشاهد وابى يعلى الخطيب وابى محمد الزجاجي وابى الحسن على بن المبارك بن نعوبا وغيرهم، وشهد عند ابى محمد الحسن بن احمد بن الدامغاني قاضي واسط في شعبان سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة فقبل شهادته، ثم انه قدم (7) علينا بغداد بعد
__________
(1) في (ب): العلى.
(2) في (ج): مفتح.
(3) انظر طبقات القراء، للجزري، ص 518.
(4) في الاصل: أبو بكر.
(5) في النسخ: التاريخ.
(6) في الاصل، - ج): ابى المفضل.
(7) في النسخ: ثم انه دفن.
(*)(3/43)
علو سنة، وأقام بها الى حين وفاته، ورتب بالمسجد الحديد (1) عند سوق العيد لاقراء الناس وأجرى له على ذلك جراية، وقرأ عليه الناس وأكثر وحدث، وكتبت (2) عنه شيئا يسيرا، وكان عالما بالقراءت ووجوهها وعللها قيما يحفظ أسانيدها وطرقها، وله معرفة جيدة بالنحو، وكان حسن الاخلاق طيب الملقى متواضعا متوددا، لطيف الطبع اخبرني أبو الحسن على بن احمد بن سعيد بن الدباس المقرئ بقراءتي عليه بغداد،
انبانا أبو الفضل محمد بن محمد بن عبد الكريم بن ابى ربيعة العدل، انبانا أبو الفضل محمد بن محمد السوادي، انبانا أبو علي احمد بن محمد بن غيلان المقرئ، انبانا أبو الطيب عبد الغفار بن عبيد الله (3) بن السرى الحضيني (4)، انبانا القاضي أبو اسحاق ابراهيم بن حميد التميمي، حدثنا سهل بن محمد عن بشر بن المفضل عن حميد الطويل عن انس بن مالك عن ابى بن (5) كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: " جاءني جبريل وميكائيل، فجلس جبريل عن يميني وميكائيل عن شمالي، فقال لي جبريل: لقرأ القرآن على حرف، فقال لي ميكائيل: استزده ! فقلت، زدني فقال، اقرأ على حرفين، فقال ميكائيل: استزده، فقلت: زدني، فقال على ثلاثة أحرف - حتى بلغ سبعة أحرف، وقال كلها شاف كاف " (6).
أنشدني على بن احمد بن الدباس لنفسه: لهفي على عمرى لقد أفنيته * في كل ما أرضي ويسخط مالكي ويلي (7) إذا عنت الوجوه لربها * ودعيت مغلولا بوجه حالك ورقيب (8) اعمالي ينادي شامتا * يا عبد سوء أنت أول هالك لم يبق من بعد الغواية منزل * الا الجحيم وسوء صحبة مالك
__________
(1) في (ب): الجديد.
(2) في (ج): وكتب.
(3) في الاصل، (ج): عبد الله.
(4) في (ب): الخضيني.
(5) ما بين المعقوفتين ليست في الاصول.
(6) انظر الحديث في: كنزل العمال 1 / 165.
(7) في (ب)، (ج): ويل.
(8) في الاصل، (ب): ورقيت.
(*)(3/44)
ذكر لي أبو عبد الله بن سعيد الحافظ الواسطي ان ابا الحسن بن الدباس حدث بكتاب الحجة لابي علي الفارسي عن القاضي ابى غالب بن الكناني سماعا عن ابى الفضل بن خيرون إجازة، وما علمنا لابن الكناني إجازة من ابن خيرون ولا روى عنه شيئا، ولم يشاهد ابن الدباس عند ابن الكناني (1) قط، ولا ذكر لنا احد ممن كان يلازمه كثيرا انه رآه عنده قط ولا سمع منه، وذكر لنا من شاهد معه خطا يشبه (2) خط ابن الشهزورى بالقراءات عليه وليس بخطه، وانه لم يصح انه قرأ عليه والله اعلم.
سألت ابن الدباس عن مولده، فقال: في اواخر سنة وعشرين وخمسمائة بواسط، قال: وأول دخولي الى بغداد (3) كان في سنة تسع وأربعين وخمسمائة، وتوفي في ليلة البست السابع والعشرين من رجب سنة سبع وستمائة، وصلى عليه من الغد بجامع السلي ان ودفن بباب الجامع عند قبر الشيخ ابى موسى الزاهد.
562 - على بن احمد بن سلام البغدادي: روى عن الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن البيع النيسابوري في كتاب " علامات اهل الحقائق " من جمعه.
اخبرنا اسماعيل بن عثمان العلوى بنيسابور، انبانا أبو الاسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم المقبرئ، اخبرتنا فاطمة بنت علي الدقاق، انبانا أبو عبد الله بن البيع، اخبرني على بن احمد بن سلام البغدادي قال: ذكر أبو عبيد بن حربويه (4) القاضي منصور بن اسماعيل الفقيه فقال: ذاك الاعمي، فأنشد منصور يقول: ليس العمي أن لا ترى بل العمى * أن لا ترى مميزا من الصواب والخطا 563 - على بن احمد بن سلامة بن سالم بن شاغل بن عازل بن حمود بن زيد ابن محمد بن زياد الاخرس بن بشر بن عمرو بن كعب بن عدى بن على بن عامر
__________
(1) في (ب)، (ج): الكتاني.
(2) في (ج): كشبه.
(3) في الاصل: بعدا.
(4) في الاصل، (ب): خرنوبه.
(*)(3/45)
ابن رفاعة بن كعب بن موهدة بن عدي بن غنم بن ربيعة بن رشدان بن قيس بن جهينة، أبو الحسن الجهني المنجم: هكذا رأيت نسبه بخط فارس بن الحسين الذهلي، روى عن ابى الحسن على بن طاهر الخباز وابي بكر محمد بن عمر العنبري الشاعر سيئا (1) من شعرهما، روى عنه أبو غالب شجاع بن فارس الذهلي وابو نصر هبة الله بن على بن المحلي.
كتب الى أبو الحسن علي بن فاضل الصوري أنشدنا أبو طاهر احمد بن محمد الاصبهاني، أنشدنا أبو غالب شجاع بن فارس الذهلي، أنشدنا أبو الحسن علي بن احمد بن سلامة بن سالم الحكيم الجهني لصاحب ابى القاسم اسماعيل بن عباد بن العباس قوله (2): أيها الجالس المفكر في الامر * المعنى به اعتناء المجوس بارك يوم الاربعاء عن الس * - ير يروم المسير يوم الخميس لا تعاد الايام وامض إذا * شئت فإن السعود مثل النحوس هل رأيت النجوم أغنت عن ال * - مأمون في عز ملكه المأسوس خلفوه بعرصتي ي رسوس * مثل ما خلفوا أباه بطوس انبانا أبو القاسم الكاتب المؤدب عن ابى السعود احمد بن علي بن المحلي، أنشدني أخي أبو نصر هبة الله بن علي، أنشدني علي بن احمد بن سلامة الجهني لبعضهم: أحببته وكتمته * فخفي عليه مكان حبي
حتى إذا عثر الزما * ن وما درى بالحب حبي وتغيرت حالاته * وابى التفت عنه قلبي ذكر الفراق بمجلس * كنا به فقضيت نحبي فكأن حبي حين مت * أعيد حبا بين صحبي 564 - على بن احمد بن شاكر، أبو الحسن الحافظ: حكى عن ابى بكر الشبلي الصوفي، روى عنه أبو عبد الله محمد بن احمد بن
__________
(1) في (ج): الشاعر بن السنا " وفي (ب): الشاعر بن شبا.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل، (ب).
(*)(3/46)
اسماعيل الوراق.
حدث أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر المزني بدمشق، انبانا أبو الحسن على بن عبد القادر الصوفي الطرسوسي، حدثنا أبو عبد الله محمد بن احمد بن اسماعيل الوراق بأردبيل، حدثنا على بن احمد بن محمد بن شاكر البغدادي الحافظ قال: سمعت الشبلي وسئل عن الخوف، فقال: الخوف شرارة محبة الله عز وجل يطرحها في قلب المريد تصفية (1) من سواه لا يسكنه غيره.
حدثنا على بن احمد بن شاكر البغدادي قال: سمعت الشبلي يوما ينشد: قالوا تسمى من هويت فقلت لا * قالوا فمت كمدا فقلت أموت قالوا فترضى أن تموت بغضة * وتسر من تهوى فقلت رضيت 565 - على بن احمد بن الصباح، أبو الحسن البغدادي: روى عن احمد بن ميثم بن (2) ابى نعيم الفضل بن دكين الطلحي الكوفي، روى عنه محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الحاظ.
انبانا عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني عن ابى الغنائدم محمد بن على بن ميمون
النرسى، انبانا محمد بن على (3) بن عبد الرحمن العلوي، انبانا على بن الحسين بن محمد المقرئ، حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الحافظ، حدثنا على بن احمد بن صعدان (4) المعدل بالانبار، حدثني احمد بن ميثم بن ابى نعيم الطلحي قال: قدمت مع جدى ابى نعيم بغداد فنزل الرملة (5) واجتمع أصحاب الحديث إليه فلما اراد ان يحدثهم قام إليه رجل طينته من اهل خراسان فقال: يا ابا نعمي أشيع (6)، فكره الشيخ مقالته وصرف ذات اليمين وقال متمثلا:
__________
(1) في (ج): بصفته.
(2) في (ج): عن ابى نعيم.
(3) " ميمون الزسى انبانا محمد بن علي " سقط من (ج).
(4) هكذا في النسخ، وقد سبق في اول الترجمة.
انه " الصباح ".
(5) في الاصل، (ب): الرملية.
(6) في (ب): شبع.
(*)(3/47)
وما زال بى حبك (1) حتى كأنني * لرجع جواب السائلي عنك أعجم لا سلم عن قول الوشاة وتسلمي * سلمت وهل حبى على الناس يسلم قال: ففطن الرجل لمراده فقال له سائلا ثانية وثالثة (2)، فقال الشيخ: يا هذا كيف بلينا بك وأى ريح هبت الى بك ؟ سمعت الحسن بن صالح بن حيى يقول: سمعت جعفر بن محمد يقول: حب علي عبادة وأفضل العبادة ما كتمت.
566 - على بن احمد بن ي اهر بن حمد (3) الخازن، أبو القاسم: أخو ابي غالب محمد وابي منصور محمد اللذين تقدم ذكرهما، من اهل الكرخ، سمع ابوى محمد الحسن بن محمد الخلال والحسن بن علي الجوهرى وابا القاسم على ابن المحسن بن علي التنوخي وغيرهم، روى عنه أبو المعمر الانصاري، وكان شيعيا.
كتب الى أبو عبد الله محمد بن امعمر القرشي انبانا أبو بكر محمد بن احمد بن محمد بن كامل الواعظ بقراءتي عليه بمكة وانا اسمع، انبانا أبو القاسم علي بن احمد بن طاهر بن حمد الخازني واخبرنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب التاجر قراءة عليه، انبانا علي بن احمد بن طاهر بن حمد إجازة في سنة ست خمسمائة، حدثنا الحسن بن علي أبو محمد إملاء، انبانا أبو بكر القطيعي، حدثنا بشر بن موسى، حدثنا هوذة بن خليفة، حدثنا عوف عن سعيد بن ابى الحسن قال: كنت عند ابن عباس إذ أتاه رجل فقال: إني إنسان إنما معيشتي من صنعة يدي وإني أصنع هذه التصاوير، قال: فقال ابن عباس: لا أحدثك الا ما سنعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من صور صورة فان الله يعذبه يوم القيامة حتى ينفع فيها، وليس بنافخ فيها ابدا (4) قال: فربا لها الرجل ربوة (5) شديدة واصغر وجهه، ثم قال: ويحك ان ابيت الا ان تصنع (6) فعليك بهذا الشجر وكل شئ ليس فيه روح.
567 - على بن احمد بن طريف بن حمدان البغدادي:
__________
(1) في الاصل، (ب): حبيك وفي (ج): حبيبك.
(2) في الاصل و (ب) بدون نقط.
(3) في الاصول: بن احمد والصحيح من اللسان.
(4) انظر الحديث في: مسند احمد 1 إ 308.
(5) في الاصل: رهوة.
(6) في (ج): اتيت الا ان يصنع.
(*)(3/48)
انبانا ذاكر بن كامل عن احمد بن عبد الجبار بن احمد ان ابا محمد الحسن بن محمد الخلال اخبره حدثنا أبو بكر محمد بن اسحاق بن محمد بن اسحاق بن عيسى بن طارق القطيعي، حدثنا منصور بن عبد الله الهروي انشدني علي بن احمد بن طريف
ابن حمدان البغدادي قوله (1).
تورد (2) الخد من توريد خديك * حتى استظلت على قلبي بعينيك يا فاتن الطرف سحار المقلته * هاروت كامي من بين جفنيك فلو مسست حصاه انبتت ورقا * ولو هتفت بميت قال لبيك ما كنت احسب ان الشمس من بشر * حتى تراءت لنا من بين ثوبيك ان البنفسج والنسرين قد حلفا * ان لا يزولان من توريد خديك 568 - على بن احمد بن العباس بن ابى طاهر، أبو الحارث بن ابى الرضا الهاشمي، المعروف بابن الرجا: من اهل باب البصرة، تقدم ذكر والده، كان يتولى الخطابة بجامع الرصافة، وكان شيخا مسنا، سمع وهو كبير من ابى الوقت عبد الاول بن عيسى السجزى وغيره، و ما (3) أطنه روى شيئا، توفي سنة ثلاث أو اربع وتسعين وخمسمائة.
569 - على بن احمد بن عبد الله الخرزى، أبو الحسن الصوفي: من اهل البصرة، حدث ببغداد عن ابى الحسن احمد بن محمد بن سالم وابى بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، روى عنه أبو جعفر بن محمد (4) بن الحسين الابهري الصوفي.
انبانا أبو الحسن مسعود بن ابى منصور الاصبهاني ان ابا مسلم عبد الرحمن بن محمد المؤدب اخبره انبانا أبو طالب على بن الحسين بن الحسن الحسني الهمداني إملاء، حدثنا جعفر بن محمد بن الحسين الزاهد الصوفي، انبانا على بن احمد بن عبد الله الخرزى البصري ببغداد، حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم،
__________
(1) ما بين امعقوفتين سقط الاصل، (ج).
(2) في الاصل، (ج): بورد.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل، (ج).
(4) سيأتي انه: جعفر بن محمد.
(*)(3/49)
حدثنا عبد الله بن موسى، حدثنا مبارك بن حسان عن عطاء عن ابن عباس قال قيل: يا رسول الله ! أي جلسائنا خير ؟ قال: من تذكر كم رؤيته، وراد في عملكم منطقه، وذكر كم الاخرة عمله (1).
570 على بن احمد بن عبد الله بن محمد بن ابى سنان، أبو الحسن التميمي السناني: سمع بتنيس من ديار مصر المفيد...(2) عبد الله الحسين بن عتيق بن الحسين بن احمد بن عبيد الله المعروف بابن الرواس وحدث عنه بالدامغان، روى عنه أبو نصر عبد الكريم بن محمد الشيرازي في كتابه و انبانا أبو الحسن (3) على بن احمد بن عبد الله بن محمد بن ابى سنان السناني التميمي البغدادي بالدامغان في قدومه، حدثنا عبد الله (4) الحسين بن عتيق بن الحسين ابن احمد بن عبيد الله المعروف بابن الرواس التنيسي، انبانا أبو الحسين عبد الكريم بن احمد بن ابى جدارنا (5) قرأت عليه من اصل كتابه فقلت له اخبركم احمد ابن عبد الوارث بن جرير العسال (6) في مسجده بخولان في صفر سنة عشرة وثلاثمائة فأقر به حدثنا محمد بن رمح التجيى، انبانا الليث بن سعد عن ابى بكر بن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب وابى سلمة (7) بن عبد الرحمن عن ابى هريرة ان رسل الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا اشتد الحر فأبردوا عن لصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم (8).
571 - على بن احمد بن عبد الله، أبو القاسم الخطيب: من اهل الحظيرة، وكان يتولى الخطابة بها، حدث عن ابى الغنائم محمد بن يوسف ابن اسحاق بن البهلول الانباري وابى بكر احمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري
__________
(1) انظر الحديث: كنزل العمال 26585.
(2) بياض في الاصل مكان النقط.
(3) في النسخ: أبو الحسين.
(4) هكذا في النسخ.
(5) هكذا في الاصل، (ب).
وفي (ج): حديثا.
(6) في النسخ: حريز الغسال.
(7) في النسخ: عن ابى سلمة.
(8) انظر الحديث في: سنن الترمذي 1 / 23.
(*)(3/50)
وعيسى بن على بن عيسى، روى عنه القاضى أبو المظفر هناد بن ابراهيم النسفي وابو منصور محمد بن احمد بن محمد بن الحسين بن عبد العزيز الهكبري قرأت على عبد الوهاب بن على الامين عن محمد بن عبد الباقي البزاز وإسماعيل بن احمد السمرقندى، انبانا هناد بن ابراهيم النسفى إذنا، انبانا أبو القاسم علي بن احمد ابن عبد الله الخطيب الحظيرى، حدثنا أبو الغنائم (1) محمد بن يوسف بن اسحاق بن البهلول بالانبار، حدثنا محمد بن احمد بن يعقوب بن سيبة، حدثنا صالح بن احمد بن حنبل، حدثني ابى، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا بكار سمعت وهب بن منبه يقول: ان الرب تبارك وتعالى قال في بعض ما يقول لبني اسرائيل: انى إذا أطلعت رضيت وإذا رضيت باركت وإذا باركت فليس لبركتي نهاية، وإذا عصيت (2) غضبت وإذا غضبت لعنت وإذا لعنت فان لعنتي تبلغ السابع من الولد.
اخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندى بدمشق، انبانا الاخوان الحسين وعبد الله ابنا على بن احمد الخياط، انبانا أبو منصور محمد بن محمد بن احمد بن الحسين بن عيد العزيز العكبرى، حدثنى عمي أبو الحسن عبد الواحد وعلي بن احمد الخطيب قالا: حدثنا أبو بكر احمد بن الحسين بن عبد العزيز وهو على المدينة في خلافة الوليد فقال
لي: يا مولي ابن عباس اني حلفت بيمين ان لا افعل كذا وكذا حيث انقضى (3) الحين (4) الذي أبر فيه يميني، قال قلت: من الحين حين لا يدرك ومن الحين حين يدرك، فأما الحين الذى لا يدرك فهو قول الله تبارك وتعالي (هل اتي على الانسان حين من الدهر) وما تدرى كم اتي حين خلقه الله، وأما الحين الذي يدرك (5) فقول الله عز وجل (تؤتي أكلها كل حين) وهي من صرام النخل الى صرام قابل، فقال: ما أحسن ما قلت.
572 - على بن احمد بن عبد الله بن الخضر بن مسرور، أبو الحسن بن ابى
__________
(1) في النسخ: أبو غانم.
(2) في النسخ: غضبت.
(3) في النسخ: أقمنى.
(4) في (ج): الحسين.
(5) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل، (ج).
(*)(3/51)
الحسين، المعروف بابن السوسنجردي: من أولاد المحدثين، تقدم ذكر جده، وذكر الخطيب اباه، سمع ابا بكر احمد بن جعفر بن مالك القطيعي وابا عمر محمد (1) بن العباس بن حيويه الخزاز (2) وابا بكر احمد بن يعقوب بن بندار الفارسى وغيرهم، وحدث باليسير، روى عنه أبو الحسن محمد بن عبد العزيز بن المهدى الخطيب في مشيخته والقاضى أبو الحسين محمد ابن علي بن المهتدى بالله.
كتابة قال: سمعت ابا الحسن علي (3) ابن ابى الحسين احمد بن عبيد الله بن الخضر بن مسرور السوسنجردى يقول: خرجت ليلة من الليالي الكرخ أبصر المساجد في شهر رمضان فرأيت الشيخ ابا احمد ابن ابي مسلم الفرضى يصلي في مسجده خلفه، ثلاثة أنفس وعنده قنديلين من (4)
زجاج، ففكرت في نفسي وقلت: هذا الرجل مع جلالته ومحله ليس عنده أكثر من ثلاثة أنفس، وانصرفت وأنا أفكر في ذلك، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي: يا أبا الحسن قلت في نفسك ان ابا احمد يصلي خلفه ثلاثة أنفس وعنده قنديلين فقلت: نعم يا رسول الله ! فقال: أما أنه يصلي خلفه سبعون صفا من الملائكة، وعقد بيده.
أنبانا أبو طاهر المبارك بن ابى المعالي العطار عن ابى علي محمد بن محمد بن عبد العزيز بن مهدي، أنبانا ابي، أنبانا أبو الحسن علي بن احمد بن (5) عبد الله بن الخضر السوسنجردى الشافعي (6)، ومات في طزيق مكة بعد أنصرافه من الحج بالقرعا، سنة ثلاث عشرة وأربعمائة هو وولده أبو محمد عطشا.
__________
(1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) في النسخ: الحرار.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(4) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في النسخ.
(5) في النسخ: محمد بن محمد بن.
(6) في الاصل، (ب): المالكي.
(*)(3/52)
قرأت في كتاب ابي على البرداني بخطه حدثني ابى وغيره من شيوخنا ان ابا الحسن علي بن احمد بن اسوسنجردي خرج مع ابنه (1) ابي احمد الحسن الى مكة وانهما هلكا جميعا بعقبة واقصة في صفر من سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، قال: وهى السنة المعروفة بسنة القرعل ء سدت عليهم الابار العرب وعطلت القلب، فعاد الحجاج (2) الى الصيف (3) وليس لهم ماء فهلكوا بعقبة واقصة.
قرأت بخي ابي الحسين بن السوسنجردى مولده - يعني ولده (4) عليا - يوم الخميس لخمس بقين من شعبان سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.
573 - على بن احمد بن عبد الله بن البطر (5)، أبو الحسن الدقاق، المعروف بابن الحنبلي، ويكنى ابا طاهر أيضا، ويسمى المبارك: سمع ابا الحسن محمد بن احمد بن رزقويه وابا الحسين على بن محمد بن عبد الله بن بشران وابا على الحسن بن شاذان وغيرهم، روى عنه هبة الله بن امبارك السقطي وابو بكر احمد بن علي بن عبد الواحد الدلال وعبد الوهاب بن المبارك الانماطي، وهو اخو ابي الفضل محمد وابي الخطاب نصر.
انبانا أبو علي الحسن بن عبد الرحمن الفارسي، انبانا عبد الوهاب الانماي ى قراءة عليه، انبانا أبو الحسن على بن احمد بن البطر قراءة عليه، انبانا أبو الحسن على بن محمد بن بد الله بن بشران في ذى الحجة سنة اثنتى عشرة وأربعمائة، حدثنا احمد بن سلمان الفقه إملاء حدثنا عبد الله بن احمد الدورقي، حدثنا حفص بن عمر، حدثنا زياد بن الربيع اليحمدى عن هشام الدستوائي عن يحيى بن ابى كثير عن ابى سلمة عن ابى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذ أحدكم فليأخذ بيمينه، وإذا أعطى فليعط بيمينه، وإذا اكل فليأكل بيمينه، وإذا شرب فليشرب بيمينه فإن الشيي ان يشرب بشماله ويعطى ويأكل بشماله (6).
__________
(1) في النسخ: مع أبيه.
(2) في الاصل، (ب): الحاج.
(3) في (ب): في الصيف.
(4) في (ج): يعني مولد ولده.
(5) في النسخ: بن البطة.
(6) انظر الحديث في: كنز العمال 41656.
(*)(3/53)
قرأت بخط عبد الواحد الانماطي عن ظهر الجزء الخامس من حديث سعدان بن
نصر فيه بسماعة من ابى الحسن على بن احمد بن البطر ما هذا صورته: أما الذى قرأ عليه هذا الجزء من أولاد ابن البطر فإني رأيت جماعة كثيرة من الناس يدعونه (1) بأبي طاهر، ورأيت في شئ من كتب عقاره اسمه مكتوبا: المبارك ويعرف بالحنبلي (2) الدقاق، وكنت سألت إجازة ابا الخطاب فقال: ما اعرف أنه كان لنا أخ غير ابي الفضل وهذا، ورأيت بعد ذلك في مسند الحارث بن ابي أسامة سماعا من ابن دوما بخط الخطيب مع جماعة والمبارك بن احمد بن ابطر مع أخيه محمد، وذكر الشيخ أبو الفضل أنه يعرفه، ورأيت على جزء مسموع عدة دفعات من ابى الحسن على بن امد بن البطر، وعلى جميع الطباق التى عليه ضرب وطمس، وتحتها بخط ابي القاسم ابن السمرقندى ضرب على هذه السماعات، لان على بن البطر بان أنه توفي في صغره وأن هذا الذي قرئ عليه الظاهر والباطن أنه جواد كريم.
قرأت بخط شجاع بن فارس الذهلي قال: مات أبو الحسن علي بن احمد بن عبد الله بن البطر الدقاق يعرف بابن الحنبلي في يوم الاربعاء سادس عشر صفر سنة أربع وثمانين وأربعمائة.
574 - على بن احمد بن عبد الله بن ابي ركريا (4)، أبو الحسن النجاد: سمع ابا طالب بن غيلان وابا اسحاق ابراهيم وابا الحسن علي ابني عمر بن احمد البرمكي وابا محمد الحسن بن على الجوهرى وابا احمد عبد الوهاب بن محمد بن موسى الغندجاني وابا الحسن احمد بن محمد بن احمد بن عبدوس الزعفراني والقاضي ابا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري وغيرهم، روى عنه عمر بن ظفر المغازلي وابو المعمر الانصاري وابو طاهر السلفي.
قرأت على ابى الحسن بن المقدسي بمصر عن ابى طاهر احمد بن محمد السلفي،
__________
(1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) في (ج): الجيلي.
(3) هكذا في الاصول.
(4) في النسخ: بن ابى زكرى " في كل المواضع.
(*)(3/54)
انبانا أبو الحسن على بن احمد بن عبد الله بن ابى زكريا النجاد بقراءتي عليه ببغداد ئاخبرنا أبو احمد عبد الوهاب بن على الامين، انبانا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قالا: انبانا أبو طالب محمد بن محمد بن ابراهيم بن غبان البزاز، انبانا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ابراهيم الشافعي، حدثنا محمد بن غالب بن جعفر (1)، حدثنى عبد الصمد بن النعمان، حدثنا مسلم عن العلاء عن ابيه عن ابي هريرة رصي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا مات الانسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو عمل صالح ينتفع به أو ولد يدعو له (2).
قال السلفي: سألته عن مولده، فقال: سنة خمس عشرة يعني وأربعمائة.
قرأت في كتاب ابي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أبو الحسن على بن احمد بن النجاد في يوم الاثنين ثالث شعبان سنة اربع وتسعين (3) واربعمائة، ودفن في مقابر الشهداء.
575 - على بن احمد بن عبد الله السروي (4) المطوعي، أبو الحسن بن ابى منصور الصوفي: من اهل طبرستان، سافر الكثير الى خراسان والعراق والشام وصحب المشايخ، ثم انه استوطن بغداد الى حين وفاته، كان ينزل برباي ابي سعد الصوفي، سمع ببغداد الشريف ابا نصر محمد بن محمد بن على الزينبي وابا جعفر محمد بن احمد بن المسلمة وابا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، سمع منه أبو طاهر السلفي وابو الفضل ابن عي اف وابو بكر بن كامل، وحدث بكتاب الرسالة لابي القاسم القشيري عنه، رواها عنه على بن محمد بن الحسن بن عقيل الساوي، ورأيت أصل المطوعي بالرسالة
وقد كتبها ببغداد بعد الثمانين ئاربعمائة وعلى وجهها خط عبد الواحد بن عبد الكريم العنبري قد أجازها له عن والده، وقد سمعها من المطوعي جماعة ولم يثبتوا إسناده.
انبانا يحيى بنطاهر الواعظ، انبانا على بن محمد بن الحسن بن عقيل الساوي
__________
(1) في (ج): بن جعفرن.
(2) انظر الحدى في، صحيح مسلم، كتاب الوصية 14.
وسنن الترمذي ومسند احمد 2 / 372.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل، (ج).
(4) في (ب): السوق.
(*)(3/55)
بقراءتي عليه، انبانا أبو الحسن على بن ابى منصور بن عبد الله (1) المطوعي، انبانا أبو القاسم القشيرى، انبانا أبو النجيب اسماعيل بن عثمان القرئ بنيسابور، انبانا أبو الاسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن القشيرى، انبانا جدى، اخبرتنا الحرة زينب بنت عبد الرحمن بن احمد السعدي (2) بنيسابور، انبانا عبد الوهاب بن شاه الشاذياخي (3)، انبانا أبو القاسم القشيرى، انبانا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك، انبانا احمد بن محمود بن خرزاد، حدثنا سعيد بن عبد الله، حدثنا احمد بن زكريا، حدثنا ابي قال: سمعت أنس بن مالك يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: التائب من الذنب كمن لا ذنب له: وإذا احب الله عبدا لم يضره ذنب، ثم تلا (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) قيل: يا رسول الله ! ما علامة التوبة ؟ قال: الندامة (4).
قرأت بخط ابي طاهر السلفي واخبرنيه مرتضى بن حاتم بقراءتي عليه بمصر قال: سألت ابا الحسن على الطبري السروى ببغداد عن مولده، فقال: ولدت سنة اربع وعشرين واربعمائة بسارية، واقتيت بابي نعيم (5) القزويني بآمل وكان من مريدي ابي العباس القصاب الاملي، ورأيت المفرج المعروف بأخي الزنجاني بزنجان، وابا
القاسم القشيرى بنيسابور، وابا القاسم الكركاني (6) وابا على الفارمذى وابا بكر الصرام ثلاثتهم بطوس والحسن السمناني بها، وابا حفص الابهري بالرملة، وابا بكر الطوسى بالقدس وآخرين، وكان من أعيان الصوفية زاهدا محترما بينهم وعلقت عنه فوائد عن شيوخه.
قرأت في معجم شيوخ ابى الفضل محمد بن محمد بن محمد بن العطاف الموصلي بحطه قال، قرأت على الشيخ الزاهد المبرهن (7) ابي الحسن على بن ابى منصور بن عبد الله السروي الطبري الصوفي برباط ابى ببغداد.
__________
(1) في النسخ: بن عبد المطوعي.
(2) في الاصل: السعرى.
(3) في النسخ: بن ابى الشاذياخي.
(4) انظر الحديث في: ينن ابن ماجة 4250.
وكشف الخفا 1 / 351.
(5) في (ب): وأقتديت بإراهيم.
(6) في (ج): الكرخاني.
(7) في الاصل: الميرهس وفي (ج): المرهر.
(*)(3/56)
قرأت في كتاب ابى بكر المبارك بن كامل بن ابى غالب الخفاف بخطه قال: مات شيخنا أبو الحسن على بن احمد الطبري المطوعي يوم الثلاثاء ثالث جمادى الاولي سنة إحدى عشرة وخمسمائة.
576 - على بن احمد بن عبد الله الاندلسي المالكي: قدم بغداد في سنة ست وثلاثين وخمسمائة، وحدث بمنام رآه، سمعه منه محمد بن ناصر الحافظ وابو الكرام محمد بن هبة الملاح وابنه عبد الرحمن، وكتبه عنه ابن ناصر الحافظ بخطه ورواه عنه.
577 - على بن احمد بن المستظهر بالله بن عبد الله المقتدى بأمر الله بن محمد ابن عبد الله القائم بأمر الله بن احمد القادر بالله بن إسحاق بن المقتدر بالله جعفر ابن احمد المعتضد باللله بن طلحة الموفق بالله (1) بن جعفر المتوكل على الله بن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن على بن عبد الله بن (2) العباس بن عبد المطلب، يكنى ابا القاسم: تقدم ذكر ابيه وجده وجد ابيه، وهو أخو الامام المقتفي لامر الله، ذكر أبو الفضل ابن صالح بن شافع انه توفي ليلة الجمعة ثامن عشر جمادى الاولي من سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة، قال: وصلينا عليه بوم الجمعة بباب الفردوس، وأمنا في الصلاة وزير الوقت أبو المظفر بن هبيرة، ثم حمل الى الرصافة فدفن بالترب، وجلس للغراء له ببيت الامام المقتفي بنهو ضهم، وكان كبيرا (3) عند أخيه فتأثر به.
واخبرني الشيخ علي بن عساكر البي ائحي أستاذه انه كان ذا دين وأدب وتمييز وتسنن، وأن مولده سنة إحدى وخمسمائة.
578 - على بن احمد بن عبد العزيز ين الحسن النهاوندي:
__________
(1) في النسخ: أحمد المعتقد بالله بن أحمد.
(2) في النسخ: على بن عبد الله بن.
مكررة.
(3) في (ب): كبيرا.
(*)(3/57)
حدث ببغداد عن القاضى ابى عبد الله الحسين بن اسماعيل المحاملي، روى عنه الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الشيخ النيسابوري في معجم شيوخه.
قرأت على ابي عبد الله أحمد بن احمد الجيري بأصبهان عن الخضر بن الفضل العطار، أنبانا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن منذه إذنا عن الحاكم ابي عبد الله النيسابوري قال: سمعت ابا الحسن على بن احمد بن عبد العزيز ببغداد يقول: سمعت
ابا عبد الله الحسين ين اسماعيل القاضي يقول: سمعت البحتري يقول أنشدني إبراهيم ابن شكلة لنفسه: خلتها في المعصفرات القواني * وردة في شقائق النعمان أنت تفاحتي وفيك مع التف * - اح رمانتان مع غصن بان لا أرى في سواك ما فيك من طي * - ب ومن نضرة ومن ريحان 579 - على بن احمد بن عبد العزيز بن على، أبو الحسن الانصاري، يعرف بابن ظنير - بضم الظاء المعجمة بعدها نون مشددة مفتوحة وياء معجمة باثنتين من (1) تحتها ساكنة وراء: هكذا رأيته مقيدا (2) بخط ناصر بن محمد، هو من أهل ميورقة (3) من بلاد الاندلس، سمع ابا عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري وأبا محمد غانم بن وليد المخزومي وابا الحسنعلى بن عبد الغني القيرواني الضرير وجماعة غيرهم.
وقدم دمشق وسمع بها ابا محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني وابا نصر الحسين بن أحمد بن محمد بن طلاب وابا الحسن على بن الحسن بن أحمد بن صصري (4)، وبصور ابا نصر أحمد بن محمد بن سعد الطريثيثي وابا بكر احمد بن علي بن ثابت بن أحمد الخطيب، وسافر الى الحجاز فحج.
وقدم بغداد طالبا للحديث سنة أربع وستين وأربعمائة فأقام بها مدة يسمع من
__________
(1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل، (ج).
(2) في الاصل، (ج): مفتدا.
(3) في النسخ: ميروقة.
(4) منصور بن زيدت في (ج).
(*)(3/58)
شيوخ الوقت وحدث باليسير، سمع منه أبو عبد الله الحميدى وابو القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي وابو البركات بن السقطي وروى عنه في معجم شيوخه حديثا، وكان عالما بالحديث والادب، وقد روى عنه شيخنا عبد العزيز الكتاني (1) وابو بكر الخطيب (2)، وروى عنه أبو محمد بن الاكفاني وذكر أنه ثقة.
أنبانا أبو المظفر الواعظ عن ابي العلاء وجيه بن هبة الله بن المبارك بن موسى السقطي، حدثنا والدي، أنبانا الشيخ الجليل أبو الحسن على بن أحمد بن عبد العزيز الانصاري بقراءتي عليه قلت له: حدتكم أبو محمد عبد العزيز بن امد الكتاني (3) بدمشق وأخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الانصاري بدمشق، أنبانا عبد الكريم بن حمزة الحداد، أنبانا عبد العزيز الكتاني، حدثنا أبو القاسم تمام بن محمد ابن عبد الله الرازي، أنبانا أبو الحسن احمد بن سليمان بن أيوب بن حزم لم وابو إسحاق بن ابراهيم بن محمد بن صالح بن سنان وجعفر بن محمد بن عديس قالوا: حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو، حدثنا سليمان بن داود بن على الهاشمي، حدثنا ابراهيم بن سعيد، حدثنا صالح بن كيسان عن الزهري عن محمد عن الى سفيان عن يوسف بن الحكم عن محمد بن سعد عن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يرد هوان قريش أهانه الله.
قرأت في كتاب ابي القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي وأنبانا به عنه محمد بن جعفر بن العباسي قال: أنشدنا أبو الحسن على بن احمد بن عبد العزيز الانصاري لعبد المحسن الصوري: وليلة أفردتني بالسهاد فلم * أكن بما أفردتني فيه أفردها نام الخليون من حولي (5) فقلت لهم * ما كل عين يسهدها أنبانا ذاكر بن كامل الخفاف قال: كتب لي أبو الفرج غيث بن علي الصوري
__________
(1) في الاصل، (ج): الكناني.
(2) في (ج): وابا الوقت أبو بكر الخطيب.
(3) في الاصل، (ب): الكناني.
(4) انظر الحديث في: سنن الترمذي 3905.
ومسند أحمد 1 / 171، 176، 183.
والمستدرك 4 / 74.
(5) في الاصل، (ب): حبولي.
(*)(3/59)
قال: أنشدني الشريف أبو الحسن على بن حمزة الجعفري قال: أنشدني أبو الحسن على بن احمد الاندلسي: وسائلة لتعلم كيف حالي * فقلت لها بحال لا تسر دفعت إلى زمان ليس فيه * إذا فتشت عن أهليه حر أخبرنا عبد الرحيم بن يوسف الدمشقي بالقاهرة، أنبانا أبو طاهر احمد بن محمد السلفي قال: سألت ابا الكرام خميس بن على الجوزى الحافظ عن ابي الحسن على بن أحمد الانصاري الاندلسي النحوي، فقال: قدم علينا وكان فاضلا في النحو متقدما في العربية، وكان يتتبع أسماء (1) من يحضر السماع فيكتبها عن آخرها ولا يخل بأحد فقيل له في ذلك، فقال: هذا عاجل ثوابه وإلا فمن أين لنا بطول القمر حتى نرويه، وانحدر من عندنا الى البصرة فسمع بها من أصحاب ابي عمرو، وخرج إلى مكة فمات في طريقها، وكانت له معرفة بالحديث حسنة، وكان على وجهه أثر العبادة.
أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله الشافعي بدمشق، أنبانا عمي أبو القاسم على بن الحسن، حدثني أبو غالب الماوردي قال: قدم علينا أبو الحسن على بن احمد بن عبد العزيز الانصاري البصرة في سنة تسع وستين وأربعمائة فسمع من ابي علي التستري كتاب السنن وأقام عنده (2) نحوا من سنتين، وحضر يوما عند ابي القاسم إبراهيم بن محمد المناديلي، وكان ذا معرفة بالنحو والقراءات
وقرأ عليه جزءا من الحديث وجلس بين يديه وعليه ثياب خليعة، فلما فرغ من قراءة الجزء أجلسه الى جنبه، فلما مضى قلت له في ذلك وفي إجلاسه إياه الى جنبه، فقال: قد قرأ الجزء من اوله الى آخره وما لحن فيه، وهذا يدل علي فضل كبير، ثم ان ابا الحسن خرج بعد ذلك الى عمان والتقيت به بمكة في سنة ثلاث وسبعين، وأخبرني أنه لما وصل الى عمان ركب في البحر الى بلاد الزرنج، وكان معه من العلوم أشياء فما نفق عندهم إلا النحو وقال: لو أردت أن أكسب منهم آلافا لامكن ذلك، وقد حصل لي نحو من ألف دينار وتأسفوا على خروجي من عندهم، ثم إنه عاد الى البصرة على
__________
(1) في الاصل، (ب): " اكسما " وفي (ج): " أكمما ".
(2) في (ب): عنه نحوا.
(*)(3/60)
أنه (1) يقيم بها، وصل الى باب (2) البصرة وقع عن الجمل فمات، وذلك ينة أربع وسبعين.
قرأت في كتاب محمد بن عبد الرزاق الباز كلي بخطه قال: توفي أبو الحسن على بن احمد بن عبد الغزيز الانصاري المغربي منصرفه من الحج بطريق البصرة على مسيرة ثلاثة أيام عنها بكاظمة (3) أو غيرها في صفر سنة خمس وسبعين وأربعمائة.
580 - على بن احمد بن عبد الغفار بن محمد بن محمد بن جعفر بن غالب بن احمد بن قريش بن حرير بن عبد الله البجلي، أبو القاسم بن ابي العباس بن ابي الفتح المقري المعروف بابن نظيف الصيدلاني: وكان جده لامه، هكذا رأيت نسبه بخطه ابي عامر العبدري، وذكر أنه كان شيخا متيقظا، يفهم ما يقرأ عليه، سمع القاضي ابا العلاء محمد بن علي الواسطي وابا طالب عمر بن ابراهيم الزهري، وحدث باليسير، روى عنه أبو البركات بن السقطي في معجم شيوخه وعبد الخالق بن عبد الصمد بن البلدان (4) وعبد الوهاب الانماطي وعمر
ابن عبد الله الحربي وابو المعمر الانصاري واحمد بن المقرب الكرخي.
أنبانا عبد المجيب بن ابي القاسم بن زهير وعبد الرحمن بن احمد الحربيان قالا: أنبانا عمر بن عبد الله بن علي الحربى قراءة عليه، أنبانا أبو القاسم على بن احمد بن نظيف البجلي قراءة عليه، أنبانا القاضي أبو العلاء محمد بن على بن يعقوب الواسطي، حدثنا أبو الطيب محمد بن الحسن بن النحاس، حدثنا عبد الله بن زيدان، حدثنا يعقوب بن عامر بن أسد الفلسطيني حدثني أبو عمير من ولد أنس بن مالك بصري، حدثنا سليمان الشاذكوني عن عيسى بن يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ربي صبيا حتى يقول، لا إله إلا الله لم يعذبه الله (5).
__________
(1) في (ب): على أن يقيم بها.
(2) باب ساقطة من (ب).
(3) في النسخ: بكاظمة.
(4) في الاصل، (ب): بن البدر.
وفي (ج): بن الدر " والتصحيح من العبر 4 / 103.
(5) انظر الحديث في: الموضوعات 2 / 178.
واللائي المصنوعة 2 / 48.
وامعجم الصغير 1 / 252.
ومجمع الزوائد 8 / 159.
وتنزية الشريعة 2 / 138.
(*)(3/61)
قرأت في كتاب ابي عبد الله الحسين بن محمد البلخي، وأنبانا عنه عبد الرحمن بن احمد الحاكم قال: سألته - يعني ابن نطيف - عن مولده، فقال: في شوال سنة عشرين وأربعمائة.
قرأت في كتاب ابي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أبو القاسم على بن احمد بن عبد الغفار البجلي المقرئ ابن أخت نطيف في يوم الخميس ثالث عشر شعبان سنة أربع وتسعين وأربعمائة، ودفن في مقبرة الشونيزى.
581 - على بن احمد بن عبد الملك، أبو القاسم الاسكافي: حدث عن ابي الكرم المبارك بن فاخر النحوي، سمع منه أبو محمد الخشاب النحوي في سنة سبع وأربعين وخمسمائة.
582 - على بن احمد بن عبيد الله بن ابى الفتح المعبر، أبو الحسن بن ابي غالب: من ساكني خزانة ابن خردة، من أولاد المحدثين، تقدم ذكر والده، سمع القاضي ابا الحسن محمد بن علي بن المهتدي باللله وابا جعفر محمد بن احمد بن المسلمة وابا محمد عبد الله بن محمد الصريفيني وابا الحسين احمد بن محمد بنالنقور (1) وابا القاسم عبد العزيز بن علي الانماطي وعبد الله بن الحسن بن محمد الخلال وعلي بن احمد بن البسرى وابا بكر احمد بن علي بن ثابت الخطيب وغيرهم، وحدث باليسير، روى عنه أبو المعمر الانصاري وابو طاهر السلفي وأحمد بن محمد الرياني الاصبهانيان.
كتب الي أبو زرعة عبيد الله بن محمد بن ابي نصر اللفتواني، أنبانا احمد بن محمد ابن هالة الكاتب الرناني (2)، أنبانا أبو الحسن علي بن احمد بن عبيد الله بن ابي الفتح المعبر ببغداد وأنبانا عبد العزيز بن محمود الحافظ وابو الحسن محمد بن على بن ابراهيم الكاتب وابن عمه إسماعيل بن احمد قالوا: أنبانا اسماعيل بن احمد بن السمرقندي قال: أنبانا أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن محمد الخلال، أنبانا أبو حفص عمر بن ابراهيم الكناني، حدثنا عبد الله هو البغوي، حدثنا داود بن رشيد عن يحيى بن زكريا عن ابي
__________
(1) في النسخ: بن البقور.
(2) في النسخ: بن الزياتي.
(*)(3/62)
حازم عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " القدرية مجوس هذه الامة، إن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم " (1).
قرأت بخط ابي طاهر السلفي وقرأته علي ابي الحسن بن المقدسي عنه قال: سألته -
يعني على بن احمد المعبر - عن مولده، فقال: سنة ست وخمسين وأربعمائة في صفر.
قرأت بخط عبد الوهاب الانماطي قال: توفي أبو الحسن علي بن احمد المعبر في يوم الاحد سابع عشر ربيع الاول من سنة ثمان وعشرة وخمسمائة، ودفن في يومه عند قبر أبيه بمقبرة معروف الكرخي.
583 - على بن احمد بن عبيد الله بن بكار الواسطي، أبو الحسين المقري الوقاياتي: سمع ابا عبد الله مالك بن احمد بن علي البانباسي وابا بكر احمد بن علي الطريثيثي وجماعة من المتأخرين، وحدث باليسير.
أنبانا أبو حامد عبد الله بن مسلم بن ثابت البزاز، أنبانا أبو الحسين على بن احمد ابن عبيد الله بن بكار الوقاياتي قراءة عليه، أنبانا أبو عبد الله مالك بن احمد البانياسي قراءة عليه، حدثنا أبو الحسين على بن محمد بن عبد الله بن بشران إملاء، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا محمد بن علي، حدثنا أبو أسامة (2)، حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إني أعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت علي غضبي " قالت قلت: من أين تعلم ذاك يا رسول الله ؟ قال: إذا كنت عني راضية قلت: لا ورب محمد، وإذا كنت علي غضبي قالت: لا ورب إبراهيم " (3) أخرجه البخاري في صحيحه.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت ابا سعد بن السمعاني يقول: قال لي عمر البسطامي: إن ابا الحسين بن بكار كان يلحق اسمه في الاجزاء بخطه بين (4) الاسطر،
__________
(1) انظر الحديث في: سنن ابي داود 4691.
وكشف الخفا 1 إ 534، 2 / 137 والعلل المنتاهية 1 / 146.
ومجمع الزوائد 7 / 205.
(2) في (ب): أبو شامة.
وفي الاصل، (ج): أبو سامة.
(3) الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
(4) في النسخ: بخط من.
(*)(3/63)
قال: ورأيت ذلك في عدة من أجزائه، قال: وأراني أبو بكر بن كامل في ذلك في غير موضع.
قرأت بخط عبد الرحيم بن هبة الله بن المعراش الحراني: قال سألت ابا الحسين على ابن احمد بن عبيد الله بن بكار المقرئ عن مولده، فقال: في سنة أربعين وأربعمائة.
أنبانا أبو البركات الزيدى عن ابي الفرج صدقة بن الحسين بن الحداد الفقيه قال: سنة اثنتين وثلاثين وخمسماءة مات أبو الحسين الوقاياتي المقرئ في يوم السبت ثامن جمادي الاولي ودفن في قبر احمد.
584 - على بن احمد بن عثمان بن شاهين: أخو عمر بن احمد الواعظ، روى عنه أخوه.
أنبانا عبد الوهاب بن علي الامين عن محمد بن عبد الباقي البزاز، أنبانا القاضي أبو الحسن (1) محمد بن علي بن المهتدي بالله إذنا عن عمر بن احمد بن عثمان بن شاهين، حدثنا اخي أبو الحسن على بن احمد بن شاهين، حدثنا أبو حفص عمر بن احمد بن القاسم، حدثنا محمد بن ابراهيم، حدثنا عبد الوهاب، حدثنا المعافي بن عثمان عن ابي سعيد عن ابي سلمة عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال عند فراغه من الوضوء: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من (2) المتطهرين، فتحت (3) له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء " (4).
585 - على بن احمد بن ابي العز، أبو الحسن الصوفي التاجر، المعروف بابن الشباك: من ساكني درب نصير، صحب الصوفية، وكان حافظا لكتاب الله كثير التلاوة له، وصار تاجرا، سافر الي الشام وديار في طلب الكسب وأثرى وكثر ماله، وعليه
لباس الصوفية، سمع شيئا من الحديث من ابي الفتح عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل، كتبت عنه شيئا يسيرا.
__________
(1) في الاصل، (ج): أبو الحسين.
(2) ما بين المعقوفتين ليست في الاصول، وأضيفت من سنن الترمذي.
(3) في (ج): فيجب.
(4) انظر الحديث في: سنن الترمذي 1 / 9.
وصحيح مسلم 1 / 122.
(*)(3/64)
قرأت على ابي الحسن بن الشباك أخبرك عبيد الله بن عبد الله قراءة عليه فأقر به أنبانا على بن محمد بن العلاف، حدثنا أبو الحسن على بن عمر بن احمد الحمامي، أنبانا دعلج، أنبانا محمد بن علي بن زيد، حدثنا سعد بن منصور، حدثنا أحمد بن نجدة الهروي، حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا عبد الرحمن بن ابي ليلي عن كعب بن عجرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا يخيب قائلهن أو فاعلهن: ثلاث وثلاثون تسبيحة دبر الصلاة وثلاث وثلاثون تحميدة وأربع وثلاثون تكبيرة (1).
توفي أبو الحسن بن الشباك في سنة ست عشرة وستمائة وقد ناهز السبعين.
586 - على بن احمد بن عقيل، أبو الحسن: حدث عن (2) ابي القاسم إسماعيل بن احمد بن عمر بن (3) إسماعيل بن احمد بن عمر السمرقندي.
روى عنه أبو الحسين احمد بن حمزة بن الموازيني الدمشقي في مشيخته.
أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله الشيرازي وابنه احمد بقراءتي عليهما بدمشق قالا: أنبانا أبو الحسين احمد بن حمزة (4) بن على السلمي، أنبانا الشيخ الامام العالم أبو الحسن على بن احمد بن عقيل البغدادي بقراءتي عليه ببغداد قلت له أخبركم أبو القاسم بن احمد بن عمر فأقر به، أنبانا احمد بن محمد بن احمد وأنبانا أبو جعفر
النفيس بن هبة الله الحديثي، أنبانا أبو عبد الله محمد بن احمد الرزاق (5)، أنبانا أبو الحسن جابر بن ياسين الحنائي، أنبانا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد، حدثنا أبو محمد روح بن زياد بن فروة البلدي، حدثنا أبو شهاب الخياط عن ليث بن ابي سليم عن ابي فزارة عن يزيد بن الاصم عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ثلاث من لم يكن فيه فأن الله (6) عز وجل يغفر لمن
__________
(1) انظر الحديث في: صحيح مسلم 1 / 219.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(4) في الاصل: بن عمر.
(5) هكذا في الاصول.
(6) في الاصل، (ج): فإن.
وفي (ب): فإنه.
(*)(3/65)
يشاء: من مات لا يشرك بالله شيئا، ومن لم يكن ساحرا يتبع السحرة، ومن لم يحقد (1) على أخيه (2).
587 - على بن احمد بن علي بن الحكم، أبو الحسن الحامدي - بالحاء المهملة: حدث عن ابي بكر عبد الله بن ابي داود السجستاني واحمد بن محمد بن بشار المعروف بابن ابي الفجور (3) ويوسف بن يعقوب المقرئ وسعيد بن عبد الله المهراني ومحمد بن الحسين الاشناني الكوفي ويعقوب بن يوسف الطحان، روى عنه أبو بكر محمد بن علي بن احمد الاشناني المديني المعدل.
كتب الي أبو زرعة عبيد الله بن محمد بن ابي نصر اللفتواني، حدثنا سعيد بن ابي الرجاء الصيرفي قراءة عليه، أنبانا احمد بن الفضل الباطرقاني، أنبانا محمد بن علي بن احمد المعدل، أنبانا أبو الحسن علي بن احمد بن علي بن الحكم الحامدي ببغداد، أنبانا
عبد الله بن سليمان بن الاشعث، حدثنا (4) المسيب بن واضح وأيوب بن محمد الوزان قالا: حدثنا مروان بن معاوية عن الحسن بن عمرو عن معاوية بن إسحاق عن جليس له بالطائف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله عز وجل لما ذرأ لجهنم من ذرأ كان ولد الزنا من ذرألجهنم (5).
588 - على بن احمد بن علي بن محمد بن علي، أبو محمد المادرائي: من بيت مشهور بالكتابة والفضل وارئاسة والتقدم، سكن مصر وحدث بها.
كتب إلى عبد الرحمن بن مكي الانصاري أن ابا عبد الله محمد بن ابراهيم الرازي أخبره عن القاضي ابي الحسن علي بن عبيد الله بن محمد الهمداني، حدثنا عمر بن عبيد الله بن مهران البصري، حدثنا العباس بن الفرج الرياشي، حدثنا الاصمعي عن ابي
__________
(1) في الاصول: لم يحتقد.
(2) انظر الحديث في: مجمع الزوائد 8 / 24.
والمعجم الكبير 12 / 244.
والترغيب والترهيب 3 / 461.
(3) في الاصل: العجور.
(4) في (ب): ابن المسيب.
(5) انظر الحديث في: الجامع الكبير 4948.
وتفسير الطبري 9 / 90.
والدر المنثور 3 / 147.
(*)(3/66)
عمرو بن العلاء قال: قيل للاحنف بن قيس: ما ألذ المجالس ؟ قال (1): ما سافر فيه البصر وأبدع فيه البدن وكثرت فيه الفائدة وعدم فيه الثقيل.
قرأت في كتاب " أخبار المادرايين " لابي محمد الحسن بن ابراهيم بن زولاق الفقيه البصري قال: على بن احمد بن على بن احمد بن محمد بن على أبو محمد كان سريا، له أملاك (2) حسنة ورثها عن أبيه، كتب الحديث عن...(3)، مولده سنة أربع وتسعين ومائتين، وتوفي سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة.
589 - على بن احمد بن على بن عيسى الانصاري: حدث عن ابي الحسن احمد بن سعيد الدمشقي نزيل بغداد، روى عنه أبو احمد عبد الله بن عبد الوهاب بن ابراهيم الانماطي الضبي الاصبهاني.
كتب الى أبو جعفر محمد وابو بكر لامع ابنا احمد بن نصير الصيدلاني ان ابا علي الحسن بن علي بن احمد الحداد أخبرهما عن احمد بن جعفر بن محمد الفقيه أنبانا أبو احمد هبد الله بن عبد الوهاب قراءة عليه، حدثنا على بن احمد بن علي بن عيسى الانصاري ببغداد، حدثنا احمد بن سعيد الدمشقي، حدثنا حفص بن عمر، حدثنا ابراهيم بن عبد الله بن الزبير عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الاقتصاد في النفقة نصف المعيشة، والتودد الي الناس نصف العقل، وحسن السؤال نصف العلم ".
590 - على بن احمد بن علي بن محمد بن الازرق السوسي، أبو الحسن: والد ابي سعد احمد المقدم ذكره، سمع بواسط ابا الفرج احمد بن علي بن جعفر الخيوطي وابا علي اسماعيل بن وهبان بن ابراهيم الخلال الصلحي الضرير وابا الحسن على بن عبد الله بن عمر بن شوذب والحسن بن احمد الثمار المؤذن مؤذن أمير المؤمنين المطيع لله، وبالدينور ابا بكر محمد بن ظهير البزاز، وحدث عنهم ببغداد،
__________
(1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصول.
(2) في النسخ: أملال.
(3) بياض في الاصول مكان النقط.
(*)(3/67)
روى عنه ابنه احمد وابو الحسن هبة الله بن القاضي ابي الحسين محمد بن علي بن المهتدي وابو يوسف يعقوب بن سليمان بن داود الاسفرائيني خازن دار العلم وابو علي ابن البناء في مشيخته.
أنبانا أبو القاسم المؤدب عن ابي غالب احمد بن الحسن بن احمد بن البناء، أنبانا والدي قراءة عليه، أنبانا أبو الحسن علي بن احمد السوسي (1) المعروف بابن الازرق، حدثنا أبو الفرج احمد بن علي بن جعفر المعروف بابن الخيوطي، حدثنا أبو حفص عمر بن عيسى الاصبهاني، حدثنا محمد بن النعمان عن عبد السلام، حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان الثوري عن منصور بن المعتمر عن طاؤس عن ابن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال ابي: أتدري لم سمى أبو بكر الصديق عتيقا ؟ قال قلت: لعتق وجهه أو لعتق (2) نسبه، فقال: ليس كما تظن، كانت أمه في الجاهلية إذا ولد لها الولد لم يعش لها، فلما ولدت ابا بكر جاءت به الى الكعبة وقالت: يا الهي العتيق يا لا إله إلا أنت هبه لي من الموت، قال: فخرج كف من ذهب لا معصم لها وإذا بقائل يقول: يا أمة الله علي التحقيق * فزت بحمل الولد العتيق يعرف بالتورات بالصديق قد وهبه الله لك من الموت، وجعله وزيز خير أهل الارض، فلن يفترقا حيين ولن يفترقا ميتين ولن يفترقا غدا عند الله تعالي.
591 - علي بن احمد بن علي بن محمد بن بكر بن عبد الله بن الحسن السراج، المعروف بابن الملطي: سمع ابا الحسن احمد بن محمد بن الصلت، المجبر ومحمد بن احمد بن زرقوية وعلي ابن عمر بن دخان وابا عمر عبد الله بن مهدوي الفارسي والقاضى ابا محمد عبد الله ابن محمد بن الاكفاني وغيرهم.
روى عنه أبو علي الحسن بن احمد بن البناء.
وأنبانا أبو غالب احمد بن الحسن بن البناء أنبانا والدي (3) أنبانا أبو الحسن علي
__________
(1) في النسخ: السوس.
(2) في النسخ: لم لعتق.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(3/68)
ابن احمد بن علي بن محمد بن بكر الملطي قراءة عليه، أنبانا أبو الحسن احمد بن محمد ابن الصلت المجبر، أنبانا أبو اسحاق (1) ابراهيم بن عبد الصمد بن موسى الهاشمي، حدثنا أبو مصعب عن مالك عن عمرو مولي المطلب عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلع له أحد فقال: " هذا جبل يحبنا ونحبه، اللهم إن إبراهيم حرم مكة وإني أحرم ما بين لابتيها " (2).
ذكر أبو البركات بن السقطي ابا الحسن بن الملطي في معجم شيوخه وقال: من قدماء شيوخنا وكبارهم، وقد سمعنا منه شفاء الصدور، وكان حسن السمت صالحا صدوقا، روى عنه حديثا.
قرأت بخط ابي الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: سألت ابا الحسن علي ابن احمد بن علي بن محمد بن بكر الملطي عن مولده، فقال: في سنة ثلاث وثمانين، وقال: أول ما سمعت الحديث في سنة سبع وتسعين.
قرأت بخط ابي عبد الله محمد بن ابي نصر الحميدي، أنبانا - يعني ابا الحسن الملطي - أن مولده ليلة الاثنين النصف من جمادى الاولى سنة ثلاث وثمانين - يعني وثلاثمائة.
قرأت في كتاب ابى الفضل احمد بن الحسن بن خيرون الشاهد بخطه وأنبانا نصر الله بن سلامة الهيبي، أنبانا محمد بن ناصر الحافظ قراءة عليه عن خيرون قال: سنة اثنتين وستين وأربعمائة - يعني مات أبو الحسن على بن احمد بن علي الملطي السراج، تردى من سطح ليلة الثلاثاء، ودفن يوم الثلاثاء النصف من جمادى الاولي، ولد سنة اثنتين وثلاثمائة، ثقة.
592 - على بن احمد بن علي بن يحيى، أبو الحسن بن ابي بكر البيع، المعروف بابن حنى - بكسر الحاء والنون: هكذا رأيته مقيدا بخط الحميدي، من أهل شارع دار الرقيق، سمع ابا الحسن محمد ابن احمد بن رزقويه البزاز وحدث باليسير، روى عنه أبو البركات هبة الله بن المبارك
ابن موسى السقطي في معجم شيوخه، وسمع منه أبو عبد الله الحميدى وابو غالب
__________
(1) في النسخ: أبو احمد بن.
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 155، 4 / 42، 177، 5 / 132، 7 / 99، 8 / 97، 9 / 129.
وصحيح مسلم، كتاب الحج 462.
وفتح الباري 7 / 377، 9 / 554، 13 / 309.
(*)(3/69)
شجاع بن فارس الذهلي.
أنبانا أبو المظفر الواعظ عن ابي العلاء وجيه بن هبة الله بن المبارك السقطي، حدثنا ابي، أنبانا ذاكر بن كامل عن ابي البركات بن السقطي وابي غالب الذهلي قالا: أنبانا أبو الحسن علي بن احمد بن علي بن حني البيع قراءة علي ه، حدثنا أبو الحسن بن رزقويه إملاء، أنبانا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا عباس بن عبد الله الترقفي، حدثنا محمد بن يوسف عن سفيان - يعني الثوري - عن ابن سفيان عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الناس تبع لقريش في الخير والشر " (1).
قرأت بخط ابي عبد الله الحميدي قال: سألته - يعني ابا الحسن بن يحيى - عن مولده، فقال: في ذي الحجة لست ليال بقين منه سنة ست وثمانين يعني وثلاثمائة.
أنبانا ذاكر بن كامل بن ابي غالب الذهلي قال: توفي أبو الحسن على بن احمد بن حني في يوم الاربعاء العشرين من شهر رمضان سنة ثمان وستين وأربعمائة، ودفن بباب حرب.
593 - على بن احمد بن علي بن احمد بن العباس، أبو القاسم الاسدي النحاسي: تقدم ذكر والده، سمع ابوى على الحسن بناحمد بن شاذان والحسن بن الحسين ابن دوما والقاضي ابا العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي وابا محمد الحسن بن عيسى بن المقتدر بالله وابوى القاسم عبيد الله بن احمد بن عثمان الازهري وعلي بن
المحسن التنوخي وابا الحسن علي بن عمر القزويني الزاهد وابوى عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري والحسين بن محمد بن طباطبا العلوي وغيرهم، وكان راوية للحكايات والاداب والاشعار، روى عنه أبو على احمد بن محمد البرداني وابو نصر هبة الله بن على المجلي وابو محمد بن السمرقندي.
أنبانا أبو القاسم الازجي عن ابي محمد بن السمرقندي قال: قرأت على ابي القاسم علي بن احمد بن علي الاسدي المعروف بابن الكوفي ببغداد قلت له أبو علي الحسن ابن احمد بن ابراهيم بن الحسن بن شاذان قراءة عليه وأنت تسمع فأقر به، وحدثنا
__________
(1) انظر الحديث في: صحيح مسلم 1451.
ومسند احمد 2 / 243، 3 / 331، 379، 381.
(*)(3/70)
عبد العزيز بن محمود الحافظ من لفظه، أنبانا احمد بن عبد الغني التاجر الى أنبانا محمد ابن الحسن أبو غالب، أنبانا أبو علي بن شاذان، أنبانا أبو عبد الله محمد بن عبد الله ابن عمرويه الصفار، حدثنا أبو بكر محمد بن اسحاق الصاغاني، حدثنا حسن بن موسى يعني الاشيب (1)، حدثنا شيبان عن يحيى بن ابي كثير عن نافع عن ابن عمر رضى الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من ترك العصر حتى يفوته فكأنما وتر أهله وماله، يعني غلب على أهله وماله " (2).
أنبانا أبو القاسم سعيد بن محمد الهمداني عن ابي احمد بن علي بن المجلي، حدثني أخي أبو نصر هبة الله بن علي من لفظه، حدثني علي بن احمد بن علي الاسدي علي سبيل المذاكرة قال: كتب الى أبو الفضل محمد بن عبد العزيز بن العباس المهدي المعدل رقعة يهنئني فيها بالعيد، وكتب في أثنائها: قال شيخنا أبو الحسن بن سمعون المواصلة بالغيوب والمواددة بالقلوب خير من كتاب مكتوب ولقاء مشوب.
أنبانا أبو القاسم الهمداني عن ابي السعود بن المجلي (3)، أنبانا أخي أبو نصر هبة الله قراءة عليه قال: أنشدني علي بن احمد الاسدي، أنشدنا أبو عبد الله الصوري،
أنشدنا عبد المحسن الصوري لنفسه: وتريك نفسك في معاندة الورى * رشدا ولست إذا فعلت براشد شغلتك (4) عن أفعالهم * هلا اقتصرت على عدو واحد قرأت بخط ابي علي البرداني قال: توفي أبو القاسم علي بن احمد الاسدي المعروف بابن الكوفي في ليلة السبت ثاني عشر رجب سنة تسع وسبعين (5) وأربعمائة، ودفن يوم السبت بمقبرة الشونيزى في الدكة عند القوم (6)، وسألته عن مولده فقال: في ليلة النصف من شهر رمضان من سنة ست عشرة وأربعمائة، سمعت منه عن ابي علي بن شاذان، وكان يسمع معنا الحديث الى وفاته.
__________
(1) في (ب): الاشهب.
وفي ج): الاساليب.
(2) انظر الحديث في: مسند احمد 2 / 75.
(3) في الاصل، (ب): المحلي.
(4) في الاصل، (ب): سعللك.
(5) في الاصل، (ب): أربعين.
(6) هكذا في الاصول.
(*)(3/71)
594 - علي بن احمد بن علي، أبو القاسم الكرماني: قاضي النيل - مدينة بين الحلة والتهانية علي الفرات - وهو أخو عبد الجبار الذي تقدم ذكره، ذكره أبو طاهر السلفي في معجم شيوخه، وخرج عنه إسنادا.
قرأت على المرتضى بن حاتم بمصر عن ابي ي اهر احمد بن محمد السلفي قال: أنشدنا أبو القاسم علي بن احمد بن علي الكرماني بالنيل أنشدنا أبو عبد الله الوائلي العماني لنفسه من قصيدة: من حروف بالجزع (1) من ذى طلوع (2) * فالي الخرج فاللوى فالسفوح
أرسم من ديار سعاد قس * - م الدهر بين وطر (3) وريح دغدغتها هرج الرياح ومحى * إنها واد فات كل ركوح (4) وقف الركب في عراض معا * نيها على كل أريحي طليح قد عهدنا بها زمان التصابي * مثقلات الارداف هيف الكشوح يتهادين كالفظي في دهاس * الرمل هو ما في ناعم الا ضريح دون أن حط رحلها إذا أنيخت (5) * بفناء الملك الاجل النجيح ذكر السلفي أنه توفي سنة ثمان أو تسع وتسعين وأربعمائة.
595 - علي بن احمد بن علي بن احمد بن عبد الغفار بن الاخوة البيع، أبو الحسن بن ابي طاهر: من أهل الحريم الطاهري، طلب الحديث بنفسه فسمع الكثير، وكتب بخطه وحصل الاصول، وكان يكتب خطا حسنا، وله فضل ومعرفة، سمع الشريفين ابا الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله وابا الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون وابا جعفر محمد بن احمد بن المسلمة وابا بكر بن محمد بن حمدويه البزاز وابا الحسن حامد بن ياسين العطار وابا القاسم علي بن احمد بن البسرى وابا بكر احمد بن علي
__________
(1) في النسخ: بالجرع.
(2) في (ب): طلوخ.
(3) في الاصل، (ب): اسحب وفي (ج): ابيحت.
(4) في (ج): قطر.
(5) في النسخ: ذكوح.
(*)(3/72)
ابن ثابت الخطيب وابا القاسم يوسف بن محمد المهرواني وابا الغنائم عبد السلام بن احمد الانصاري وابا الحسن محمد بن احمد بن البناء وجماد وغيرهم، خرج له الحافظ
أبو علي احمد بن محمد البرداني فوائد وحدث بها، سمع منه أبو عامر بن سعدون العبدري وابو الفضل محمد بن ناصر الحافظان وابو منصور موهوب بن احمد بن الجواليقي وابو المعمر المبارك بن احمد الانصاري.
أخبرنا أبو محمد بن الاخضر بقراءتي عليه، أنبانا محمد بن ناصر قراءة عليه قرأت على ابي الحسن على بن احمد بن علي بن عبد الغفار بن الاخوة البيع من أصله فأقر به قلت له أخبر كم أبو بكر احمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ قراءة عليه، أنبانا أبو الحسين محمد بن الحسن بن احمد بن ابي علي الاهوازي بقراءتي عليه، حدثنا محمد بن احمد بن اسحاق الشاهد بالاهواز، حدثنا احمد بن محمد القرشي، حدثنا عطية بن بقية، حدثنا ابي، حدثنا ابراهيم بن أدهم، حدثنا أبو اسحاق الهمداني عن عمارة بن غزية عن ابيه عن ابي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الفتنة تجئ فتنسف الناس أو العباد فينجو العالم منها بعلمه " (1).
قرأت بخط ابي طاهر السلفي وقرأته على ابي الحسن بن المقدسي بمصر عنه قال: أبو الحسن على بن احمد بن الاخوة كان من أهل النيل ثقة صدوقا.
قرأت بخط ابي علي بن البرداني قال: قال لي أبو طاهر احمد بن علي بن عبد الغفار بن الاخوة: مولد ابني ابي الحسن علي في سنة إحدى وخمسين وأربعمائة.
قرأت في كتاب ابي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أبو الحسن على بن احمد بن الاخوة البيع في يوم الثلاثاء مستهل جمادى الاخرة سنة اثنتين وخمسمائة، ودفن في مقبرة باب حرب.
596 - على بن احمد بن علي بن فتحان بن منصور، أبو الحسن الشهرزورى: سمع ابا القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران وابا على الحسن بن على ابن محمد بن المذهب وغيرهما، روى عنه محمد بن ناصر الحافظ وابو المعمر الانصاري وابو طاهر السلفي.
__________
(1) انظر الحديث في: كنز العمال 28928.
والجامع الكبير 5765.
(*)(3/73)
أخبرنا أبو الفضل جعفر بن علي بن يحيى الهمداني بالاسكندرية، أنبانا أبو طاهر احمد بن محمد السلفي، أنبانا أبو الحسن علي بن احمد بن علي بن فتحان الشهرزوري بقراءتي علي ه ببغداد، أنبانا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل إملاء، أنبانا أبو محمد دعلج بن محمد بن دعلج، أنبانا احمد بن الحسن بن عبد الجبار، حدثنا عبد الله بن عمر، حدثنا المحارمي، حدثنا عطاء بن السائب عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالي: الكبرياء ردائي والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدا منهما ألقيته في جهنم (1).
أخبرنا جعفر الهمداني، أنبانا السلفي قال: سألت على بن احمد بن الشهرزورى عن مولده، فقال: مولدي سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة.
قرأت بخط ابي عامر العبدري: توفي أبو الحسن الشهرزوري يوم الثلاثاء ثالث جمادي الاولى سنة ثمان وخمسمائة ودفن يوم الاربعاء، ذكر ابن كامل أنه دفن بباب حرب.
597 - علي بن احمد بن علي الداري النسوي، أبو الحسن العميد: قدم بغداد حاجا في سنة ثمان وخمسمائة، وحدث بها عن ابى عمرو عبد الوهاب ابن محمد بن احمد بن اسحاق بن مندهوابي المظفر محمد بن جعفر الكوسج الاصبهانيين، روى عنه أبو المعالي عبد الملك بن علي الطبري.
أنبانا أبو الحسن علي بن احمد بن علي الداري النسوي قدم علينا بغداد حاجا في جمادى الاولى سنة ثمان وخمسمائة وأخبرنا أبو محمد اسماعيل بن احمد بن ابراهيم الكاتب، أنبانا أبو سعد احمد بن محمد بن الحسن البغدادي قالا: أنبانا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد (2) بن اسحاق بن منده قراءة عليه، أنبانا والدي عن علي بن احمد (3) وحمد بن داود وابراهيم قالوا: حدثنا مسدد بن قطن (4) بن ابراهيم، حدثنا
احمد بن ابراهيم الدورقي، حدثنا يحيى بن المبارك السلمي، حدثنا الحسن المرهي عن طالوت عن ابراهيم بن أدهم عن هشام بن حسان عن يزيد الرقاشي عن بعض عمات
__________
(1) انظر الحديث في: مسند احمد 2 / 442.
والمستدرك 1 / 16، 601.
(2) في (ج): بن احمد.
(3) في (ج)، (ب): عيسى.
(4) في (ب): وطز.
(*)(3/74)
رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: شهيد البر يغفر له كل ذنب إلا الدين والامانة، وشهيد البحر يغفر له كل ذنب والدين والامانة (1).
598 - على بن احمد بن علي، أبو الحسن الرحبي: حدث عن ابى المعمر المبارك بن احمد الانصاري وأنبأنيه عنه عبد الرحمن بن سعد الله الدقيقي، أنشدنا أبو الحسن على بن احمد بن علي بن احمد بن علي الرحبي، أنشدنا أبو محمد القطيعي: الحمد لله الذي لم يزل * يوسعني فضلا وأعصيه عددت تقصيري وإحسانه * فكان شيئا لست أحصيه 599 - على بن احمد بن علي بن عبد الله بن منصور الزجاجي الطبري، أبو الحسن بن ابي بكر الضرير الفقيه: من ساكني الرصافة، قدم والده من طبرستان في حداثته الى بغداد واستوطنها الى حين وفاته، وكلن من أصحاب ابي حامد الاسفرائين، سمع أبو الحسن ابا طالب محمد ابن محمد بن ابراهيم بن غيلان (2) وابا منصور محمد بن محمد بن عثمان السواق وابا الحسين احمد بن علي بن التوزى (3) وغيرهم، روى عنه محمد بن ناصر وابو المعمر الانصاري وابو طاهر السلفي، وكان شيخا صالحا متدينا.
أخبرنا عيسى بن عبد العزيز اللخمي قدم علينا القاهرة وأنبانا أبو طاهر احمد بن محمد السلفي، أنبانا أبو الحسن على بن احمد بن علي بن احمد بن علي بن عبد الله بن منصور الطبري الزجاجي الضرير ببغداد وأخبرنا عبد الوهاب بن علي الامين، حدثنا هبة الله بن محمد الكاتب، أنبانا أبو طالب محمد بن محمد بن ابراهيم بن غيلان البزاز، أنبانا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ابراهيم الشافعي، حدثنا الحارث بن محمد بن ابي أسامة
__________
(1) انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 2788.
والمعجم الكبير للطبراني 8 / 201.
وكنز العمال 11112.
(2) في (ج): بن علان.
(3) في (ج): الثوري.
(*)(3/75)
التميمي، حدثنا أبو جابر محمد بن عبد الملك الازدي بمكة، حدثنا عمران بن حدير (1) عن عبد الله بن شفيق قال: جاء رجل الى ابن عباس فقال: الصلاة، فسكت، ثم قال: الصلاة، فسكت، ثم قال الصلاة، فقال: لا ام لك، تعلمنا بالصلاة، وقد كنا نجمع بين الصلاتين علي عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر.
قرأت بخط ابي الوفاء احمد بن محمد بن الحصين الكاتب قال: سألته - يعني ابا الحسن الزجاجي - عن مولده، فقال: في سنة وعشرين وأربعمائة، قرأت بخط هزارست بن عوض الهروي قال: سئل الشيخ - يعني ابا الحسن الطبري - عن مولده، فقال: سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.
قرأت في كتاب ابي بكر المبارك بن كامل الخفاف بخطه قال: مات أبو الحسن الزجاجي الطبري يوم الاحد ودفن يوم الاثنين ثاني عشر شوال سنة اثنتي عشرة وخمسمائة بالخيزرانية، رأيته قريبا من الشبلي رحمه الله.
600 - على بن احمد بن علي بن عبد الله (2)، أبو غالب:
من أهل سميرم (3)، ناحية من نواحي أصبهان، كان وزيرا للسلطان محمود بن محمد بن ملكشاه، وكان كبير القدر رفيع المنزلة، بني مدرسة بأصبهان وجعل فيها خزانة كتب نفيسة بخطوط منسوبة، وكان يقدم بغداد كثيرا وسكنها مدة وحكم بها، وابتنى بها دارا علي دجلة، وكان ظالما سيئ السيرة.
يحكي عنه أنه كان يقول: قد استحييت من كثرة التعدي على الناس وظلمي من لا ناصر له.
ولما عزم على الخروج من بغداد واللحوق بالمعسكر أخذ الطالع لوقت خروجه وركب في مركب (4) عظيم بالتجمل والزيتة الكاملة، بين يديه الجانارية والمطرقون بالسيوف والجراب والديابيس، واجتاز في سوق المدرسة المنشئة (5)، فلما وصل الى مضيق هناك خرج أصحابه كلهم بين يدى دابته وبقي مفردا لضيق الموضع،
__________
(1) في الاصل: عن حدير.
(2) انظر: مرآة الزمان 8 / 107.
(3) في الاصل، (ب): سميرة.
(4) في (ب)، (ج): في موكب.
(5) في (ج): التبشية.
(*)(3/76)
فوثب عليه رجل من دكة هناك فضربه بسكين فوقعت في بغلته (1)، وهرب الضارب نحو دجلة فتبعه الغلمان كلهم ومعهم السلاح وخلا منهم المكان، فظهر رجل آخر كان متواريا فضربه بسكين في خاصرته ثم جذبه عن البغلة الى الارض وجرحه عدة جرحات، فعاد أصحاب الوزير فوثب عليهم اثنان لم يريا قبل ذلك، فحملا عليهم مع الذي جرحه، فانهزم ذلك الجمع الذي كانوا مع الوزير ولم يبق معه من يرد عنه ولا يخلصه، فوثب عن ضعف وقلة حركة وأراد الارتقاء الى غرفة هناك ليختفي بها، فعاد إليه الذي جرحه وجر برجله وأنزله وجعل يضربه بالسكين في مقاتاه والوزير يستغيث
إليه ويستعطفه وقال: أنا شيخ، فلم يقلع عن ذبحه، وجعل يكبر بأعلي صوته: أنا مسلم أنا موحد، وحملت جثة الوزير على بارية أخذت من الطريق الى دار أخيه النصير، وقتل الاربعة الذين تولوا قتله، وكانت امرأة الوزير قد خرجت قبل ركوبه الى المخيم في زينة فاخرة ومعها الجنائب (2) والخدم والغلمان والجواري، فلم تستقر في مخيمها حتى جاءها الخبر بقتل الوزير فرجعت مع الجوارى وهن (3) حواف حواسر عليهن المسوح بعد الموشى المذهب.
كما قال أبو العتاهية فيما أنبانا سليمان بن محمد بن علي، أنبانا اسماعيل بن احمد السمرندي، أنبانا احمد بن محمد البزاز، حدثنا الحسين الضبي إملاء قال: وجدت في كتاب والدي قال عبد الله بن اسماعيل صاحب المراكب: لما صرنا الى ماسبذان مع المهدي دنوت الى عنانه فأمسكته عليه وما به علة، فو الله ما أصبح إلا ميتا، فرأيت حسنه وقد رجعت وعلي (4) قبتها المسوح، فقال أبو العتاهية في ذلك: رحن في الوشي فأصبح * - ن عليهن المسوح كل نطاح في الام * - ر له يوم ني وح لست بالباقي ولو ع * - مرت ما عمر نوح فعلى نفسك مح إن * كنت لابد تنوح ذكر أبو الحسن على بن عبيد الله بن الراغوني في تاريخه ونقلته من خطه أن الوزير
__________
(1) في (ج): بقلته.
(2) في (ب): الجناب.
(3) في (ب): من حواق.
(4) في (ج): زيادة: عليه و.
(*)(3/77)
أبا طالب السميرمي قتل في يوم الثلاثاء سلخ صفر سنة ست عشرة وخمسمائة.
601 - على بن احمد بن علي بن بدران بن علي الحلواني، أبو الحسن بن ابي بكر: من أهل باب المراتب من أولاد المحدثين، تقدم ذكر والده، سمع القاضي ابا الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله وابا جعفر محمد بن احمد بن المسلمة وابا الحسين احمد ابن محمد بن النقور وابا الحسن (1) محمد بن محمد بن عبد الله البيضاوي وغيرهم، وحدث باليسير، روى عنه أبو المعمر الانصاري وابو طاهر السلفي، وكان صالحا خيرا، يكتب خطا مليحا علي طريقة الكتاب.
كتب الى علي بن المفضل الحافظ أنبانا أبو طاهر احمد بن محمد السلفي، قراءة عليه، أنبانا أبو الحسن علي بن احمد الحلواني أنبانا أبو الحسن محمد بن عبد الله (2) بن البيضاوي أنبانا أبو الحسن احمد بن محمد بن عمران الجندي، حدثنا احمد بن هاشم الطريقي، حدثنا عبيد بن كثير، حدثنا اسماعيل بن أمية، حدثنا عثمان بن مطر عن عبد الغفور عن ابي هاشم عن زاذان عن علي رضي الله - أو قال: سمع (3) رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا طلق ألبتة فغضب وقال: " تتخذون دين الله - أو قال: يتخذون الله تعالي - هزوا ولعبا، من طلق ألبتة ألزمناه ثلاثا لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره " (4).
قرأت بخط محمد بن علي بن فولاد الطبري قال: ولد علي بن احمد بن بدران سنة ست وخمسين وأربعمائة.
قرأت بخط ابي عامر محمد بن سعدون العبدري قال: توفي أبو الحسن على بن ابي بكر الحلواني في ليلة الاثنين ودفن يوم الاثنين ثالث عشرى ربيع الاخر سنة ثمان عشرة وخمسمائة بقبر احمد عند أبيه.
602 - على بن احمد بن علي بن احمد بن الخراز، أبو الحسن: من أهل الحريم الطاهري، وهو أخو (5) ابي علي احمد بن احمد المقدم ذكره
__________
(1) في النسخ: ابا الحسين.
(2) في الاصل: عبيد الله.
وما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(4) انظر الحديث في: كنز العمال 2855.
وتفسير القرطبى 3 / 156.
(5) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل (*).(3/78)
وكان الاكبر، سمع الشريف ابا نصر محمد بن محمد بن علي بن الزينبي وابا الغنائم محمد بن علي بن ابي عثمان الدقاق وغيرهما، وحدث باليسير، وكان شيخا صالحا، روى عنه أبو المعمر الانصاري.
أبانا عمر بن علي بن محمد بن النموذج البقال، أبنانا أبو الحسن علي بن احمد بن علي بن الخراز قراءة عليه في صفر سنة ثلاثين وخمسمائة، أخبرنا أبو البركات بن ابي بكر بن محمد الخياط قراءة عليه، أنبانا أبو علي احمد بن احمد بن علي الخراز فراءة عليه قالا: أنبانا أبو الغنائم محمد بن علي بن الحسن بن ابي عثمان الدقاق قراءة عليه، أنبانا أبو محمد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى بن البيع، حدثنا أبو عبد الله الحسين بن اسماعيل المحاملي، حدثنا احمد بن منصور، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا يزيد بن زريع عن يحيى بن ابي اسحاق عن أنس بن مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رجع فكان بظهر المدينة قال: " أئيبون تائبون لربنا حامدون " (1).
أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت ابا سعد بن السمعاني يقول: توفي أبو الحسن علي بن احمد بن علي الخراز أخو شيخنا احمد في سنة حدود سنة ثلاثين وخمسمائة.
603 - على بن احمد بن علي بن ابي الحسين، أبو الحسن المقرئ: من أهل أصبهان، ذكر أبو بكر عبيد الله بن علي التميمي المارستاني أنه قدم عليهم بغداد حاجا في شهر ربيع الاول سنة تسع وخمسين وخمسمائة، وأنه حدثهم عن ابي بكر محمد بن عبد الله بن الحسين بن الحارث، وأنه سمع منه بقراءة القاضي
ابي المحاسن عمر بن علي القرشي وروى عنه.
604 - على بن احمد بن علي بن احمد البابرايا (2).
والد عبد الرحمن الواعظ المقدم ذكره، ذكر لي ولده عبد الرحمن أنه حدثه عن أبيه احمد وعن ابي بكر محمد بن الحسين المزرقي، وأنه سمع منه وأنه قرأ القرآن بالروايات علي ابي محمد عبد الله بن علي بن احمد سبط ابي منصور الخياط، وذكر لي أنه توفي
__________
(1) انظر الحديث في: عمل اليوم والليلة 525.
والمعجم الكبير 12 / 369.
ومصنف عبد الرزاق 9240.
(2) انظر: شذرات الذهب 5 / 119.
(*)(3/79)
سنة خمس وسبعين وخمسمائة.
605 - على بن احمد بن علي، أبو الحسن بن ابي حرب المظفري: كان أبوه يخدم المظفر بن رئيس الرؤساء بن المسلمة فنسب إليه، وكان على هذا يسكن خرابة ابن خردة ويخدم صاحب المخزن ابن جعفر، سمع ابا الحسن علي بن احمد بن فتحان الشهرزوري وحدث باليسير، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر عن علي القرشي وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه.
606 - على بن احمد بن علي بن محمد بن عبد الملك الدامغاني، أبو الحسن ابن القاضي ابي الحسين بن قاضي القضاة ابي عبد الله (1): ولي القضاء بربع الكرخ بعد وفاة والده في يوم الاحد منتصف جمادي الاولى سنة أربعين وخمسمائة، ولم يزل علي ذلك الى أن توفي قاضي القضاة أبو القاسم على بن الحسين الزينبي في عيد يوم الاضحى من سنة ثلاث وأربعين، فولي أبو الحسن هذا أيضا - قاضي القضاة في يوم الاثنين منتصف ذي الحجة من سنة ثلاث وأربعين، وخلع عليه بالديوان وشافهه بالولاية نقيب النقباء محمد بن علي الزينبي، وكان يومئذ
نائبا في الوزارة للامام المقتفي لامر الله، وقرئ عهده بجوامع بغداد وعمره إذا ذاك ثلاثون سنة، فلم يزل علي قضاء القضاة الى ان توفي الامام المقتفي لامر الله رضى الله عنه، وولى الخلافة بعد ولده المستنجد بالله فأقره علي القضاة ثم عزله في الثلاثاء (2) الرابع عشر من جمادى الاخرة من سنة خمس وخمسين وخمسمائة.
فكانت مدة ولايته إحدى عشرة سنة وستة أشهر فلزم منزله بنهر القلائين بالجانب الغربي منعكفا علي الاشتغال بالعلم، وكان يقول: أنا علي ولايتي ما عزلت وكل القضاء ببغداد نوابي، لان القاضي إذا لم يظهر فسقه لا يجوز (3) عزله، فبقي علي ذلك مدة ولاية الامام المستنجد بالله وقطعة من ولاية المستضئ بأمر الله بن الامام المستنجد بالله، ثم أعاده الى قضاء القضاة بولاية جديدة وخلع عليه في يوم الاحد ثلاث عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الاول من سنة سبعين وخمسمائة، فبقى علي
__________
(1) انظر العبر 4 / 249.
والجواهر المضية 1 / 350.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل، (ج).
(3) في (ب): لم يجز.
(*)(3/80)
قضاء القضاة الى ان توفي الامام المستضئ بأمر الله، وولى الخلافة ولده الامام الناصر لدين الله فأقره على ولايته الى حين وفاته، وكان سيخا مهيبا وقورا جليلا فاضلا عالما (1) بخبر يسير صامتا، كامل العقل، عفيفا نزها، جميل السيرة محمود الفعال، حسن المعرفة بالقضايا والاحكام.
سمع الحديث من آباء القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين وهبة الله بن عبد الله بن احمد الواسطي وهبة الله بن احمد بن عمر الحريري وابي الحسين محمد بن القاضي ابي يعلى بن الفراء وابي البركات عبد الوهاب بن المبارك الانماطي وغيرهم.
وحدث ياليسير، وقد أدركت أيامه، حدثني عنه احمد بن البندنيجي وابو
الحسن بن...حدثني أبو العباس احمد بن احمد بن البندنيجي من لفظه وكتابه أنبانا قاضي القضاة أبو الحسن علي بن احمد الدامغاني بقراءتي عليه، أنبانا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ابن احمد الواسطي قراءة عليه وأنبانا أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي الواعظ قراءة، أنبانا المشايخ الخمسة: أبو بكر محمد بن الحسين المزرفي وابو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب الدباس وابو الحسن على بن احمد بن الحسن الموحد وابو سعد احمد بن محمد بن علي الزوزني وابو النجم بدر بن عبد الله الشيخي (2) قراءة عليهم قالوا جميعا أنبانا أبو جعفر محمد بن احمد بن محمد بن المسلمة قراءة عليه، أنبانا أبو الفضل عبيد الله (3) بن عبد الرحمن الزهري، انبانا أبو بكر جعفر بن محمد ابن الحسن الفريابي (4)، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا اسماعيل بن جعفر عن ابي سهيل مالك بن نافع بن ابي عامر عن ابيه عن ابي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان " (5).
أنشدني أبو الحسن على بن المبارك بن فائق الوكيل، أنشدنا قاضي القضاة أبو
__________
(1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصول.
(2) في النسخ: الشجني.
(3) في الاصل، (ج): عبد الله.
(4) في النسخ: الحسين الغرياني.
(5) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 15، 3 / 236، 8 / 30.
وصحيح مسلم كتاب الايمان 107، 109، 110.
ومسند احمد 2 / 357.
(*)(3/81)
الحسن على بن احمد بن الدامغاني، أنشدنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي، أنشدنا أبو طاهر محمد بن علي بن احمد الاديب لنفسه وذكر أنه كتب بها جوابا عن رقعة:
وقعت على الدر الذي رق حسنه * وأوفت معانيه على اللؤلؤ الرطب تلقيته بالرشف ثم ضممته * الى كما ضمت حبيبا يد أضب ونزهت طرفي في رياض أنيقة * معادنها الالباب لا صفحة الترب له زهر لو يستطاع لحسنه * لصيغ (1) أكاليلا علي فمم (2) الشرب بلغني عن جماعة من اهل العلم ان بعض الاكابر حكى انه حضر لعيادة قاضي القضاة ابي القاسم الزينبي في مرضه الذي مات فيه، فحضر القاضي أبو الحسن علي ابن احمد بن الدامغاني لعيادته أيضا، فلما انصرف أتبعه الزينبي نظره حتى غاب عنه ثم قال: يوشك ان يكون هذا قاضي القضاة بعدي، فكان الامر كما قال، وذلك لما كان يظهر من ابن الدامغاني من حسن السمت والوقار وما يأخذ به نفسه من النزاهة والعفة والديانة، وكان سنه في ذلك الوقت ثلاثون سنة.
قرأت بخط القاضي ابي المحاسن عمر بن علي القرشي قال سمعته - يعني قاضي القضاة ابا الحسن بن الدامغاني - يقول: وادت في سنة ثلاث عشرة وخمسمائة، وذكر غيره أن مولده كان في ذي الحجة من السنة، وأنه توفي عشية السبت الثامن والعشرين من ذى القعدة من سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة، وصلى عليه يوم الاحد بجامع القصر، وحضر خلق كثير، وحمل الى مقبرة الشونيزية فدفن عند جده لامه ابي الفتح ابن الساوي.
607 - على بن احمد بن علي احمد بن هبة الله بن محمد بن علي بن محمد ابن عبيد الله بن عبد الصمد بن المهتدى بالله أبو الحسن بن ابي تمام (3).
من أهل البصرة، تقدم ذكر والده، كان يتولى الخطابة بجامع الحربية ويصلي بالناس إماما في الصلاوات الخمس بجامع المنصور، توفي في صفر سنة خمس وتسعين وخمسمائة، ودفن بمقبرة جامع المنصور.
__________
(1) في (ج): لصينعي.
(2) هكذا في الاصول.
(3) بن ابي تمام ساقطة من (ج) (*)(3/82)
608 - علي بن احمد بن علي بن هبل البيع، أبو الحسن بن ابي العباس بن ابي الحسن الطبيب (1): من اهل باب الازج، قرأ الادب على الشريف ابا السعادات بن الشجري (2)، وسمع الحديث من ابي القاسم بن السمرقندي وابي الفضل محمد بن احمد بن مالك العاقولي (3)، وقرأ علم الطب حتى برع (4) فيه، وخرج من بغداد ودخل بلاد الروم وصار طبيب السلطان هناك وكثر ماله وارتفع، ثم إنه سكن خلاط مدة ثم إنه عاد الى الموصل واستوطنها الى حين وفاته، وأضر في آخر عمره ثم زمن فلم يقدر على الحركة، فكان الناس يقصدونه في منزله ويشتكون إليه أمراضهم ويقرؤن عليه علم الطب، وله مصنفات في الطب حسنة، دحلت عليه داره بالموصل وقرأت عليه جزءا كان سمعه من ابن السمرقندي، وكانت له معرفة بالادب حسنة واليد الطولي في علم الطبيعيات، وكان دينا حسن الطريقة، مليح الشيبة عليه وقار، وله هيبة، إلا أنه كان عسرا في الرواية لا يفهم شيئا من الحديث.
أخبرنا أبو الحسن علي بن احمد بن علي بن هبل الطبيب بقراءتي علي ه في منزله بالموصل، أنبانا أبو القاسم اسماعيل بن احمد بن عمر السمرقندي قراءة عليه وأنا أسمع ببغداد في شهر ربيع الاخر من سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن احمد الكتاني (5)، أنبانا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن ابي ابي نصر وابو القاسم تمام بن محمد الرازي والقاضي أبو نصر محمد بن هارون الغساني (6) وابو القاسم عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن بن علي بن ابي العقب، حدثنا أبو زرعد عبد الرحمن بن عمرو النصري (7)، حدثنا الوليد بن النضر المسعودي، حدثنا مسرة بن معبد (8) اللخمي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن ابي هريرة عن النبي
__________
(1) انظر: إنباه الرواة للقفطى 2 / 231.
وشذرات الذهب 5 / 42.
(2) في النسخ: السجزى.
(3) في الاصل: على العاقولي.
(4) في الاصل، (ب): نزع.
(5) في النسخ: الكناني.
(6) في النسخ: النسائي.
(7) في التهذيب، والعبر: البعرى.
(8) في الاصل، (ج): سعيد (*).(3/83)
صلى الله عليه وسلم قال: " اقتلوا الحيات، وعليكم بذي الطفيتين والابتر فإنهما يلتمسان البصر ويسقطان الحبل " (1).
سألت ابا الحسن بن هبل عن مولده، فقال: في الثالث والعشرين من ذى القعدة من سنة خمس عشرة وخمسمائة بدرب ثمل بباب الازج، وتوفي بالموصل في يوم الثلاثاء لاثنتي عشرة ليلة خلت من المحرم سنة عشر وستمائة ودفن بمقبرة المعافي بن عمران.
609 - على بن احمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن احمد بن حيدرة بن القاسم بن الحارث بن عبد الله المعروف ببنه بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، أبو الحسن: هكذا ذكر نسبه بخط يده، وكان يعرف بالعنبري وبابن دواس الفتا، وهو أخو محمد بن الحمد الذي تقدم ذكره، من أهل واسط، قدم بغداد غير مرة ثم استوطنها وكانت وفاته بها، وكان شاعرا حسن الشعر أديبا فاضلا، وكانت له معرفة بالنجوم وعمل التقاويم، كتب عنه أصحابنا شيئا من شعره، ولم يتفق لي لقاءه، وقد أجاز لي
جميع ما سمعه وما نظمه.
أنشدني أبو القاسم موهوب بن سعد (2) رفيقنا أنشدنا أبو الحسن علي بن احمد ابن علي الواسطي لنفسه ببغداد وذكر أنه كتب بها الى بعضهم يسأله قضاء شغل له (3): يا راعي المجد راعني كرما * ولا تدع من رعيته هملا جد بافتراحي فقد ألفت نعم * حبا وأنكرت من زمانك لا وأنشدني أبو القاسم موهوب، أنشدنا علي بن احمد بن علي العنبري لنفسه: إني أعالج أقواما إذا اختبروا * كانو ثياب جمال تحتها صور مقدمين فلا أصل ولا حسب * ولا نسيم ولا طل ولا ثغر (4)
__________
(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 4 / 154.
وصحيح مسلم، كتاب السلام 128، 129.
(2) في (ب): بن سعيد.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل، (ب).
(4) في (ج): ولاثمر.
(*)(3/84)
هم الصدور ولكن لا قلوب لها * يا ليت مذ نظروا ما (1) كان لي نضر من كل صدور ما لاقاه مادحه * كانت مواهبه التقطيب (2) والضجر سمعت ابا عبد الله محمد بن سعيد الحافظ الواسطي يقول: ذكر لي علي بن احمد ابن دواس الفتا أنه ولد في ذي القعدة من سنة أربع وأربعين وخمسمائة، وذكر هو بخطه عن مولده في يوم الاربعاء السابع والعشرين من ذي القعدة بواسط، توفي ببغداد في شهر ربيع الاخر من سنة اثنتي عشرة وستمائة.
610 - على بن احمد بن علي بن محمد بن الحسين بن بطوشا، أبو الحسن: من أهل باب الازج، ظهر سماعه في جزء من ابي الفضل محمد بن ناصر الحافظ،
وكتب علينا من بغداد في رحلتي الى خراسان، فسمع منه أصحابنا، وتوفي قبل عودتي الى بغداد في شوال أو ذي القعدة من سنة اثنتي عشرة وستمائة، وكان يذكر أن مولده في يوم الثلاثاء رابع ربيع الاخر من سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.
611 - على بن احمد بن عمران، أبو الحسن الشاهد، المعروف بابن العاجز: من ساكني باب الطاق، ذكر أبو طاهر احمد بن الحسن الكرجي في تاريخه ونقلته من خطه أنه في يوم الجمعة الثالث والعشرين من شهر ربيع الاول من سنة أربع وستين وثلاثمائة.
612 - على بن احمد بن عمر بن احمد بن عيسى بن الخل، أبو الحسن بن ابي عمر الابزاري (3): من أهل الكرخ، من أولاد المحدثين، تقدم ذكر والده، سمع ابا عبد الله احمد بن عبد الله المحاملي وابا القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران وغيرهما، روي عنه عبد الوهاب بن المبارك الانماطي وابو الفتح المظفر بن علي بن جهير الوزير وابو القاسم يحيى بن ثابت بن بندار وابو علي احمد بن محمد بن الرحبي.
أخبرنا أبو الحسن واثلة بن بقا بن ابي نصر الملاح، أنبانا أبو علي احمد بن محمد بن
__________
(1) في الاصل، (ب): مدو نظر وما.
(2) في (ب): التقطير.
(3) في (ج): " الايزاري ".
وفي الاصل، الانزارى.
(*)(3/85)
الرحبي، أنبانا أبو الحسن علي بن الخل قراءة عليه، أنبانا أبو عبد الله احمد بن عبد الله ابن الحسين بن اسماعيل المحاملي، أبانا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ابراهيم الشافعي، حدثنا موسى بن سهل، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا فائد بن عبد الرحمن عن عبد الله بن ابي أوفي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا يلي مسلم يتيما
فيحسن ولايته ويضع يده على رأسه الا رفعه الله بكل شعرة درجة، وكتب له بكل شعرة حسنة، ومحا عنه بكل شعرة سيئة (1).
أخبرنا أبو الفضل جعفر بن علي الهمداني بالاسكندرية قال: سمعت ابا طاهر احمد ابن محمد السلفي يقول: أبو الحسن بن الخل قرأنا (2) عليه وعن ابي عبد الله بن المحاملي وابي القاسم بن بشران وكان سماعه صحيحا.
كتب الى أبو عبد الله محمد بن المعمر الانصاري ان ابا نصر الحسن بن محمد بن ابراهيم اليونارتي أخبره قال: سمعت ابا الحسن بن الخل الكرخي يقول: ولدت سنة ثمان عشرة وأربعمائة.
قرأت في كتاب ابي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أبو الحسن على بن ابي عمر بن الخل البزاز في يوم الثلاثاء العشرين من جمادي الاخر سنة ست وتسعين وأربعمائة.
613 - على بن احمد بن عمر بن الحسين بن خلف القطيعي، أبو القاسم الصفار: من أهل القطيعة بباب الازج، وهو أخو ابي الحسن الذي تقدم ذكره، سمع في صباه من ابي بكر محمد بن عبيد الله بن الزاغوني وابي جعفر احمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي وابي القاسم سعيد بن احمد (3) بن البناء وابي الوقت عبد الاول بن عيسى بن شعيب السجزي وابي القاسم هبة الله بن الفضل الشاهد وغيرهم، كتبت عنه، وكان شيخا لا بأس به.
أخبرنا أبو القاسم علي بن احمد بن عمر القطيعي، أنبانا محمد بن عبيد الله، أنبانا
__________
(1) انظر الحديث في: كنز العمال 6030.
ومجمع الزوائد 8 / 161.
(2) في (ب): قراءة.
(3) في (ج): بن احمد بن المبارك بن البناء (*)(3/86)
محمد بن محمد بن على الهاشمي، أنبانا أبو طاهر محمد بن عبد الله المخلص، حدثنا عبد الله محمد البغوي، حدثنا عبد الجبار بن عاصم، حدثني عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم الجدرى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن أخي صرعه البعير فوقص فمات (1) وهو محرم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اغسله بماء وسدر ولا تحنطه فإنه يبعث يوم القيامة محرما (2).
أخبرني أبو الحسن بن القطيعي أن أخاه عليا ولد يوم الجمعة لخمس بقين من جمادي الاولى سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة، وتوفي ليلة الجمعة رابع جمادي الاولي سنة ثمان وستمائة ودفن بمقبرة الفيل بباب الازج.
614 - على بن احمد بن عيسى، أبو الحسن البيهقي (3): قدم بغداد طالبا للحج وحدث بها عن ابي احمد محمد بن ابي عبد الله بن ابي الذهلي، روى عنه أبو الحسين احمد بن محمد بن احمد (4) السماني (5).
أنبانا أبو الفرج داود ويوسف ابنا احمد بن الحسين الدباس أن الشريف ابا السعادات احمد بن احمد المتوكلي أخبرهما: أخبرنا أبو الحسين احمد بن محمد بن احمد ابن ابي الحسين الاعين السماني، أنبانا أبو الحسن علي بن احمد بن عيسى البيهقي قراءة عليه وأنا أسمع قدم علينا بغداد يريد الحج، حدثنا أبو احمد محمد بن عبد الله بن خالد بن احمد الذهلي، حدثنا أبو اسحاق ابراهيم بن محمد بن عروبة بن عبد الرحمن المروزي، حدثنا أبو العباس احمد بن الصلت بن المفلس الحمامي، حدثنا بشر بن الوليد القاضي، حدثنا أبو يوسف يعقوب بن ابراهيم القاضي، حدثنا أبو حنيفة النعمان بن ثابت قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب العلم فريضة على كل مسلم (6).
__________
(1) ما بين المعقوفتين زيادة من مسند احمد 1 / 220.
(2) انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الحج 14، 93، 49، 96، 99.
وفتح الباري 4 / 64.
(3) في الاصل: " الهفتى " وفي (ج): السماني.
(4) بن احمد.
ساقطة من 0 ج).
(5) في الاصل، (ب): السماني (6) انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 224.
والمعجم الكبير 10 / 240 والصغير 1 / 6.
ومجمع الزوائد 1 / 119، 120.
وكشف الخفا 2 / 56، 466، 584.
(*)(3/87)
615 - على بن احمد بن الفرج بن ابراهيم البزاز، أبو الحسن الفقيه الحنبلي، المعروف بابن أخي نصر: من أهل عكبرا، سمع ابا علي الحسن بن شهاب، وقدم بغداد وسمع بها ابا علي الحسن بن احمد بن شاذان، ثم قدمها بعد علو سنة وحدث بها، سمع منه وكتب عنه أبو عبد الله محمد بن ابي نصر الحميدي، وروى عنه أبو القاسم بن السمرقندي وابو البركات هبة الله بن المبارك السقطي في معجم شيوخه وذكر أنه كان شيخ أهل العلم بعكبرا في القرآن والحديث والفقه والفرائض وأنهكتب تاكثير، وكان مفتيا مدرسا ورعا ثقة حجة.
أنبانا الاغز بن علي بن الظهري (1)، أنبانا أبو القاسم اسماعيل بن احمد بن عمر السمرقندي قراءة عليه، أنبانا الفقيه أبو الحسن علي بن احمد بن الفرج الحنبلي العكبري قدم علينا بغداد في شعبان سنة ثمان وستين وأربعمائة، أنبانا أبو علي الحسن ابن شهاب بن الحسن بن علي بن شهاب، حدثنا أبو بكر احمد بن يوسف بن خلاد النفيسي، حدثنا ايو محمد المصري، حدثنا محمد بن جعفر بن ابي كثير، حدثني ابراهيم ابن عقبة عن كريب نولي ابن عباس عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتما من ذهب في يد رجل فنزعه وطرحه وقال: " يعمد (4)
أحدكم الى جمرة من نار فيجعلها في يده "، فقيل للرجل بعد ما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ خاتمك فانتفع به، فقال: لا والله لا آخذه أبدا وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم) (5).
أنبانا عبد الوهاب بن علي عن ابي القاسم بن السمرقندي أنشد أبو الحسن (6) علي بن أحمد بن الفرج العكبري لنفسه: أعجب محتكر الدنيا وبانيها * وعن قليل على كره تخليها
__________
(1) في (ب)، (ج): الظهيرى.
(2) في (ب): عبيد الله.
(3) ما بين المعقوفتين زيادة من تهذيب التهذيب.
(4) في (ب): تعمد، و (ج): قعمد.
(5) انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب اللباس 52.
(6) في (ج): أبو الحسن محمد بن علي.
(*)(3/88)
دار عواقب مفروحاتها حزن * إذا أغارت أساءت في تقاضيها وكل حي حمام الموت يدركه * ففيم تخدعنا آمالنا فيها يا من يسر بأيام تسير به * الى الفناء وأيام تقضيها قف في منازل أهل العز معتبرا * وانظر الى أي شئ صار أهلوها صاروا الى حدث قفر محاسنهم * على الثرى وذوي الدود يعلوها قرأت بخط القاضي ابي علي يعقوب بن ابراهيم بن سطور الحنبلي قال: توفي أبو الحسن علي بن احمد المعروف بابن أخي نصر الفقيه الحنبلي العكبري يوم الاثنين الثالث عشر من شهر ربيع الاخر سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة.
616 - على بن احمد بن الفضل بن عبد الملك، أبو القاسم بن ابي الحسن الهاشمي:
أخو (1) عبد الواحد المقدم ذمره، ولى الصلاة والخطابة بجامع المدينة وجامع الرصافة بعد موت أخيه عبد الواحد، وتوفي علي فجاءة - كما مات أخوه عبد الواحد - في شهر ربيع الاخر سنة ثمان وستين وثلاثمائة، فتقلد الصلاة بعده بجامع المدينة أخوه أبو يعلى وبجامع الرصافة هارون بن المطلب، هكذا رأيته بخط هلال بن المحسن الكاتب في تاريخه.
617 - على بن احمد بن القاسم، المعروف بابن الجصاص: حدث عن ابي عبد الله محمد بن سهل بن الحسن العطار، روى عنه أبو حازم (2) عمر بن احمد بن ابراهيم العبدوي النيسابوري.
أنبانا عبد الوهاب بن علي الامين قال: كتب الى أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري أن ابا سعد اسماعيل بن محمد الحجاجي أخبره أنبانا أبو حازم عمر بن احمد بن ابراهيم الحافظ، أنبانا علي بن احمد بن القاسم (3) البغدادي المعروف بابن الجصاص بفائدة الشيخ ابي ذهل، أنبانا محمد بن سهل بن الحسن العطار ببغداد، حدثنا سعيد بن الاصبغ الصدفي، حدثنا عمار بن نوح، حدثنا شعبة عن معاوية بن قرة
__________
(1 في النسخ: أبو عبد الواحد.
(2) في النسخ: أبو طاهر.
(3) الحافظ أنبانا على بن احمد بن القاسم " سقط من (ج) (*).(3/89)
عن الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسأل الامارة (1)، وذكر الحديث.
618 - على بن احمد بن لبني (2)، أبو الحسن الاواني: من أهل أوانا، روى عن ابي عبد الله بن بطة، روى عنه أبو عبد الله بن الزاذاني الزهد.
كتب الى أبو عبد الله محمد بن معمر الاصبهاني أن ابا نصر الحسن بن محمد
اليونارتي أخبره قال: سمعت الشيخ الزاهد ابا عبد الله محمد بن الحسن الزاذاني وأنا في مسجده يقول سمعت ابا الحسن علي بن احمد بن لبني الاواني يقول: سمعت ابا عبد الله عبيد الله بن محمد بن محمد بن بطة العكبري لنفسه: أبني إن من الرجال بهيمة * في صورة الرجل السميع المبصر فطنا بكل مصيبة في ماله * فإذا أصيب بدينة لم يشعر 619 - على بن احمد بن محمد المقرئ: حدث ببخارا عن ابي الحسن محمد بن ابراهيم بن حبيش المعدل، روى عنه القاسم ابن محمد القزويني.
أخبرنا محم ود بن احمد القطان وعبد الاعلي بن محمد المؤدب بأصبهان قالا: أنبانا أبو بكر محمد بن احمد بن ماشاذه أن ابا مسعود سليمان بن ابراهيم الحافظ أخبره حدثنا أبو علي الحسين بن عبد الله بن محمد بن المرزبان الففيه، حدثني ابن عم (3) ابي على بن احمد بن المرزبان بن منجويه، حدثنا القاسم بن محمد بن احمد بن منصور القزويني بسمرقند، حدثنا علي بن (4) احمد بن محمد المقرئ البغدادي ببخارا، حدثنا محمد بن ابراهيم بن حبيش، حدثنا محمد بن شجاع، حدثنا محمد بن الحسن بن حنيفة، حدثنا الفقيه جعفر بن محمد عن ابيه عن جده عن الحسين بن علي بن علي رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سب نبيا فاقتلوه، ومن سب صحابيا فاضربوه " (5).
__________
(1) الحديث تخريجه، راجع الفهرس.
(2) هكذا في النسخ.
(3) في الاصل، (ب): ابن عمر.
(4) ما بين المعقوفتين ليست الاصول.
(5) انظر الحديث في: مجمع الزوائد 6 / 260.
والاسرار المرفوعة 214.
وكنز العمال 32478.
والاحاديث الضعيفة 206.
(*)(3/90)
620 - على بن احمد بن محمد بن علي، أبو محمد المادرائي: من بيت مشهور برئاسة وتقدم، سمع ابا شعيب عبد الله بن الحسن الحراني وموسى بن هارون الحمال (1) وابا بكر محمد بن القاسم الانباري وغيرهم، وسكن مصر مع أهله وحدث هناك، وكان كاتبا حاذقا بالكتابة، ولم يدخل في عمل ولا ولاية وكان يتشيع، ذكر هذا أبو محمد الحسن بن ابراهيم بن زولاق الفقيه في أخبار المادرائيين من جمعه.
621 - على بن احمد بن محمد بن عبد الرحمن بن سريع، أبو الحسن المعدل: حدث بالمحلة من ديار مصر عن ابي العباس حامد بن محمد بن شعيب.
كتب الى أبو زرعة عبيد الله بن محمد اللفتواني، أنبانا أبو الفرج سعيد بن ابي الرجاء الصيرفي قراءة عليه، أنبانا أبو بكر احمد بن الفضل الباي رقاني، حدثنا محمد بن ابراهيم بن احمد الوراق، حدثنا على بن احمد المقرئ، حدثني أبو الحسن على بن احمد ابن محمد بن سريع (2) البغدادي قرأت على بزيع بن عبيد (3) بن بزيع (4) خمسا فقال لي: حسبك، فقلت: زدني، فقال: قرأت على ابي أيوب سليمان الحربي خمسا، فقال لي: حسبك ؟ فقلت: زدني، فقال: قرأت على محمد بن بحر الحرار خمسا، فقال لي: حسبك ؟ فقلت: زدني، فقال: قرأت على سليم خمسا، فقال لي: حسبك ؟ فقلت: زدني، فقال: قرأت على حمزة بن حبيب الزيات خمسا، فقال لي: حسبك ؟ فقلت: زدني، فقال: قرأت على الاعمش خمسا، فقال لي: حسبك ؟ فقلت: زدني، فقال (5): قرأت على يحيى بن وثاب خمسا، فقال لي: حسبك ؟ فقلت: زدني، فقال: قرأت على ابي عبد الرحمن السلمي خمسا، فقال لي: حسبك ؟ فقلت: زدني، فقال: قرأت على ابي علي بن ابي طالب رضى الله عنه خمسا فقال لي: حسبك ؟ فقلت: زدني،
فقال: هكذا أنزل جبريل بالقرآن على النبي صلى الله عليه وسلم خمسا خمسا.
__________
(1) في (ب): الجمال.
(2) في النسخ: بن برتع.
(3) في النسخ: بن عتبة.
(4) في النسخ بدون نقط.
(5) قرأت علي الاعمش خمسا فقال لي: حبك ؟ فقلت: زدني فقال.
مكررة في (ج).
(*)(3/91)
622 - على بن احمد بن محمد بن فارس بن سهل، أبو الحسن بن ابي الفوارس: (1) أخو ابي الفتح محمد بن احمد بن ابي الفوارس الحافظ وكان الاكبر، سمع الحديث وحدث باليسير، وكان عبدا صالحا، روى عنه أخوه في أماليه.
أخبرنا عبد العزيز بن محمود الحافظ، أنبانا ابن كانشاه بن محمد بن تركانشاه، أنبانا عبد الواحد بن علي بن فهد، حدثنا أبو الفتح محمد بن احمد بن ابي الفوارس إملاء أخبرني على عن عبد الله بن سهل الرازي قال: سمعت يحيى بن معاذ يقول: بلغني أن الله عز وجل قال: خلقت خلقي وأعطيتهم مالي، وخلقت جنتي وأمرتهم أن يشتروا جنتي بمالي، فمن لم يشتر جنتي بمالي أدخلته ناري.
وبه: حدثنا أبو الفتح بن ابي الفوارس إملاء أخبرني أخي على بن ابي حامد البغدادي قال: سمعت ابراهيم الحربي يقول: سمعت العيشي يقول سمعت حماد بن زيد يقول: سمعت ايوب السختياني يقول: لو قيل لي يوم القيامة: تعرض علي أبيك أو على أمك، لقلت: ما أحب أن أعرض الا على ربي لان ابي وأمي إنما رحماني لان الله عز وجل جعل في قلوبهم الرحمة لي.
وبه: حدثنا أبو الفتح بن ابي الفوارس إملاء أخبرني أخي على رحمه الله، أنبانا
على بن ابراهيم الموصلي عن الحسين بن محمد بن عقير، أنشدني يوسف بن الحسين: من لم يقر بماجد متكرم * عيناه كان بذي الجلال جهولا والموت خير للفتى من غفلة * عن سيد يعطي العباد جزيلا يدعو الخليفة باذلا متفضلا * ويحب منهم من يراه سؤولا قال أبو الحسن الدارقطني: علي ومحمد يعرفان ببني ابي الفوارس، كتبنا الحديث.
أنبانا ابن الاخضر عن ابن ناصر عن ابي علي بن البناء، حدثنا أبو الفتح بن احمد ابن ابي الفوارس الحافظ، أنبانا أخي علي بن احمد قال: بن البناء هذا يقال له المختلف.
قال: أنبانا أبو الفتح هذا، أخي علي كان أكبر مني خرج ليلة يريد الحمام ومعه سطل ومئزر فغره القمر وما عرف له خبر إلي الان ويرون أنه اختلف.
__________
(1) انظر: تاريخ بغداد الجزء الاول، في ترجمة محمد بن احمد بن محمد بن فارس.
(*)(3/92)
623 - على بن احمد بن محمد، بن عبد العزيز المحور، أبو الحسن بن ابي الطيب الشاهد: من أهل عكبرا، حدث عن ابي محمد عبيد الله بن عبد الل بن ابي سمرة البندار وابي القاسم الحسن بن محمد بن سليمان القادسي، أنبانا الفضل بن محمد الجندي بمكة، روى عنه أبو منصور محمد بن محمد بن احمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري وابو سعد اسماعيل بن علي بن الحسين بن السمان الرازي في معجم شيوخه.
624 - علي بن احمد بن محمد بن اسماعيل بن ابراهيم، أبو الحسن الاسماعيلي الرئيس: قدم بغداد حاجا في شهر ربيع الاخر سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، وحدث بها عن ابي صالح خلف بن محمد بن اسماعيل الخيام وابي حفص احمد بن احمد بن حمدان الفقيه وابي نصر احمد بن سهل بن حمدويه الفقيه وابي نعيم محمد بن عبد الرحمن بن
نصر المروزي وابي سهل هارون بن احمد بن هارون الاستراباذي وابي عبد الله محمد ابن موسى بن علي بن عيسى الضرير الرازي وابي بكر عبد الرحمن بن احمد بن سعيد الانماطي المروزي وابي العباس احمد بن محمد بن احمد بن خراشة المراوزي وابي عمرو محمد بن محمد بن صابر كاتب البخاري وابي بكر احمد بن سعد بن نصر بن بكار الزاهد وابي الحسين محمد بن علي بن الشاة التميمي وابي بكر محمد بن علي بن اسماعيل الفقيه الشاشي وابي بكر محمد بن حاتم بن اذكر الفرخشي وعبد الله بن محمد بن الفضل البلخي وابي الحسن علي بن الحسين بن علي بن مهدي المروزي يعرف بالكراعي وابي الفضل محمد بن الحسين بن محمد بن احمد بن محمد بن عبيد الله الحنفي قاضي بخارا وابي بكر محمد بن الفضل بن جعفر الفقيه وابي نصر احمد بن الحسين بن احمد بن حسكويه الوراق ومحمد بن احمد بن موسى الخازن وابي سعيد محمد بن عون بن اسحاق بن صالح بن عباد المروزي وابي الحسن محمد بن محمد ابن مندوست الفقيه البلخي، وسمع الناس منه بالتقاء ابي الفتح بن ابي الفوارس الحافظ، وروى عنه من أهل بغداد أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسين بن سكينة الانماطي.(3/93)
أخبرنا أبو حامد عبد الله بن مسلم بن ثابت البزاز، أنبانا أبو القاسم اسماعيل بن احمد بن عمر السمرقندي، أنبانا أبو عبد الله محمد بن علي بن سكينة الشيخ الصالح، أنبانا علي بن احمد بن محمد بن اسماعيل بن ابراهيم البخاري، قدم علينا للحج حدثنا محمد بن الحسين الحدادي، حدثنا محمد بن عبد الله السعدي، حدثنا محمد بن مصعب، حدثنا عمر بن ابراهيم عن ايوب يعني ابن سيار عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله الانصاري قال: جاء ابراهيم بن عبد المطلب الى رسول الله صلى الله على وسلم وعليه ثياب بيض، فتبسم في وجهه وقال: يارسول الله ! ما الجمال ؟ قال: " صواب القول بالحق "، قال: فما الكمال ؟ قال: " حسن الفعال بالصدق ".
625 - علي بن احمد بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن محمد بن ليث بن الجراح بن الحارث بن أهبان بن أوس الخزاعي مكلم الذئب، أبو القاسم: (1) من أهل بلخ، سمع ببخارا مسند الهيثم بن كليب الشاشي (2) منه وكتاب " شمائل النبي صلى الله عليه وسلم " لابي عيسى محمد بن عيسى الترمذي عن الهيثم (3) أيضا عن الترمذي، وحدث بهما عنه، ورواهما عنه جماعة من أهل بلخ أخبرهم أبو القاسم احمد بن محمد بن محمد بن عبد الله الخليلي، وكان سماعه من الخزاعي في شوال سنة ثمان وأربعمائة، وقد قدم الخزاعي بغداد حاجا وحدث بها.
أنبانا أبو محمد الامين عن الفضل بن سهل عن بشر الا سفرائيني، أنبانا ابي قراءة عليه، أنبانا القاضر أبو محمد عبد الله بن الحسين بن علي بن محمد في شعبان سنة أربعين وأربعمائة، حدثنا أبو القاسم علي بن محمد بن الحدث الشافعي البصري حدثنا أبو القاسم علي بن احمد بن محمد الخزاعي قدم علينا من بخارا الى بغداد حاجا أنبانا الهيثم بن كليب الشاشي الاديب ببخارا سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، أنبانا أبو بكر يوسف بن يعقوب النجاجي، حدثنا سفيان بن عيينة عن زياد بن علاقة عن المغيرة ابن شعبة (4) قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه، فقيل له: يارسول الله !
__________
(1) انظر: العبر 3 / 107.
(2) في النسخ: لشاسي.
(3) في (ب)، (ج): بن عيسى التمرذي بن الهيثم.
(4) في النسخ: عن المغيرة عن شعبة.
(*)(3/94)
قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ! قال: " أفلا أكون عبدا شكورا " (1).
626 - علي بن احمد بن محمد بن احمد، أبو الحسن البادرائي: حدث عن ابي بكر محمد بن (2) احمد بن محمد بن يعقوب المفيد، روى عنه
أبو مسعود سليمان بن ابراهيم الانصاري.
أخبرنا أبو الفتح داود بن معمر القرشي بأصبهان، أنبانا أبو طاهر الخضر بن الفضل بن عبد الواحد الصفار قراءة عليه عن ابي (3) مسعود سليمان بن ابراهيم الحافظ، حدثنا أبو الحسن علي (4) بن احمد بن محمد البادرائي الجرجاني بها، حدثنا محمد بن احمد بن محمد بن يعقوب الوراق، حدثنا جعفر بن احمد، حدثنا احمد بن الخطاب الشمشاطي، حدثنا هوذة بن خليفة بن عوف عن الحسن عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أتاه الموت وهو يطلب العلم كان بينه وبين الانبياء درجة واحدة درجة النبوة " (5).
627 - على بن احمد بن محمد بن الفضل بن الوازع، أبو الفرج الدلال، المعروف بالبشاري: من ساكني باب الطاق، صحب ابا الحسن بن بشار الزاهد فنسب إليه، سمع ابا محمد عبد الله بن اسحاق بن ابراهيم الخراساني وابا بكر محمد بن عبد الله الشافعي وابا جعفر احمد بن علي بن محمد بن ابي طالب الكاتب وابا سعيد احمد بن محمد بن رميح النسوي وابا حفص عمر بن احمد بن نعيم وابا احمد عبد الرحمن بن الحارث بن ابي سيخ الغنوي وابا بكر محمد بن عبيد الله بن الشخير الصيرفي وابا الحسين عبيد الله بن احمد بن يعقوب المقرئ وابا الحسن احمد بن علي بن محمد بن احمد بن قرقرا الرفا وابا عبد الله الحسين بن احمد بن القاسم البزاز وابا بكر احمد بن جعفر بن محمد ابن سالم الختلي (6) وابا علي محمد بن جعفر الدقاق وابا القاسم ابراهيم بن احمد بن
__________
(1) الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
(2) ما بين المعقوفتين من العبر 3 / 8.
(3) في (ب): ابن ابي مسعود.
(4) في النسخ: أبو الحسن عمر
(5) انظر الحديث في: كنز العمال 28829.
(6) في النسخ: الحنبلي.
(*)(3/95)
جعفر الحربي وابا عبد الله احمد بن قانع بن مرزوق وابا محمد يحيى بن شبل بن العباس الحميدي وابا الحسن عاي بن ابراهيم بن موسى السكري المؤدب وابا محمد عبد الوهاب بن محمد بن الحسن بن هاني وغيرهم، روى عنه ابنه أبو الحسن احمد وابو الحسين احمد بن علي بن التوزي وابو سعد اسماعيل بن علي بن الحسين السمان الرازي.
أنبانا يحيى بن أسعد وذاكر بن كامل، أنبانا احمد بن عبد الجبار الصيرفي إذنا عن ابي الحسين بن التوزي، أنبانا علي بن احمد بن محمد بن الفضل، أنبانا أبو محمد عبد الوهاب بن محمد بن الحسن بن هاني، حدثنا أبو علي الحسن بن الطيب البلخي الشجاعي، حدثنا الحسين بن ابي الحجاج، حدثنا بندار بن علي العنزي عن محمد بن طريف وهو أبو غسان المدني عن مسمع بن الاسود عن الاصبغ بن نباتة عن علي بن ابي طالب رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله عز وجل إذا غضب على أمة لم ينزل بها العذاب، غلت أسعارها (1)، وقصرت أعمارها، ولم تربح تجارتها، وحبس عنها أمطارها، ولم تغزر أنهارها، وسلط عليها شرارها " (2).
أنبانا جماعة عن ابي علي الحداد قال: كتب الى أبو سعد بن علي بن الحسين السمان الرازي، جدثنا أبو الفرج علي بن احمد بن محمد بن الفضل بن الوزاع البشارى بقراءتي عليه ببغداد، أنبانا عبد الله بن اسحاق بن ابراهيم الخراساني - فذكر حديثا.
قرأت في كتاب محمد بن عبد الرزاق بن محمد بن احمد البارطي البصري بخطه، أنشدنا أبو الحسن احمد بن علي البشارى (3) أنشدنا ابي قال: دخلت على القاضي ابي محمد بن معروف أنا وجماعة نعوده من أصحاب الحديث فأنشدنا هذه الابيات:
إن الذين بخير (4) كنت تذكرهم * قضوا عليك وعنهم كنت أنها كا لا تطلبن حياة عند غيرهم * فليس يحييك إلا من توفا كا
__________
(1) في النسخ: أسمارها.
(2) انظر الحديث في: كنز العمال 21597، 21611.
وتاريخ ابن عساكر 7 / 336.
(3) في (ب): النشارى.
(4) في الاصل، (ب): بخير (*).(3/96)
628 - علي بن احمد بن محمد (1)، أبو الحسن البزاز: من ساكني سوق السلاح، حدث عن ابي حفص عمر ن احمد بن عثمان بن شاهين (2) وابي القاسم عيسى بن علي بن عيسى الجراح الوزير، روي عنه أبو البركات عبد الملك بن محمد بن علي بن الشهرزوري وابو علي الحسن بن احمد (3) ابن البناء في مشيخته وابو محمد جعفر بن محمد السراج.
أنبانا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب، حدثنا يحيى (4) بن عثمان الفقيه، أنبانا أبو علي بن البناء قراءد عليه، أنبانا علي بن احمد بن حامد (5) أبو الحسن البزاز جارنا بسوق السلاح، أنبانا محمد بن احمد بن الفضل بن طاهر البلخي، حدثنا احمد بن محمد ابن الفراء، حدثنا عصام بن يوسف، أنبالنا عثمان بن مقسم البري عن سعيد عن سليمان بن بشار عن ابي هريرة أن شيخنا وشابا سألا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القبلة للصائم، فنهى الشاب ورخص للشيخ.
أنبانا أبو القاسم الازجي عن ابي بكر محمد بن علي بن ميمون الدباس، أنبانا أبو الفضل احمد بن الحسن بن خيرون قراءة عليه أن توفي أبو الحسن علي بن احمد بن حامد البزاز في يوم الاثنين ودفن يوم الثلاثاء الثاني عشر من شهر ربيع الاخر سنة اثنتين وخمسين وأربعماوئة.
629 - علي بن احمد بن محمد بن الدلال، أبو الحسن المقرئ: من أهل عكبرا، حدث ببغداد عن ابي علي الحسن بن شهاب وعمر بن محمد بن ميخاييل العكبري، روى عنه أبو البركات هبة الله بن المبارك بن موسى السقطي في معجم شيوخه وذكر أنه كان شيخا صدوقا.
أنبانا محمد بن المبارك بن البيع عن ابي العلاء وجيه بن هبة الله السقطي، حدثنا ابي من لفظه، أنبانا علي بن احمد بن دلال العكبري ببغداد، أنبانا الحسن بن شهاب،
__________
(1) في (ج): محمد بن احمد.
وسيأتي أنه: حامد.
(2) ما بين المعقوفتين بياض في الاصل.
(3) بن احمد ساقطة من (ج).
(4) في الاصل، (ب): عبد الوهاب بن يحيى.
(5) سبق أنه محمد.
(*)(3/97)
630 - على بن احمد بن محمد المقرئ، الفقيه الحنبلي، المعروف بابن زفر: من أهل عكبرا، ذكره أبو البركات بن السقطي في معجم شيوخه قال: ولد حيلة ابن شهاب ولم يسمع منه، وسمع من ابن ميخاييل وابن الخياط العكبريين، وكان فقيها زاهدا ورعا صدوقا.
أنبانا ابن مشق عن وجيه بن هبة الله بن المبارك السقطي، حدثنا ابي، أنبانا (1) علي بن احمد بن زفر العكبري بها، أنبانا ميخاييل، حدثنا عبيد الله بن بطة، حدثنا شعيب بن محمد، حدثنا ابن ابي العوام عن أبيه عن سلم بن سالم عن الاعمش عن ابراهيم بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن من أشرط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل " (2).
631 - على بن احمد بن محمد بن عبيد الله بن حميد الناقد الواسطي، أبو
الحسن البزاز: من ساكني نهر القلائين، ثم انتقل الى درب السلسلة، سمع ابوي الحسين علي بن محمد بن عبد الله (3) بن بشران ومحمد بن الحسين بن الفضل القطان وابا الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزاز، روي عنه عبد الوهاب بن المبارك الانماطي وعبد الخالق ابن عبد الصمد بن البدن وصدقة بن محمد بن الحسين بن المحليان، وكان شيخا صالحا.
أخبرني أبو بكر عبد الرزاق بن عبد القادر الجيلي بقراءتي عليه، أنبانا أبو القاسم صدقة بن محمد بن الحسين بن المحليان، أنبانا أبو الحسن علي بن احمد بن محمد بن عبيد الله (4) بن حميد البزاز قراءة عليه، أنبانا أبو الحسين (5) علي بن محمد بن عبد الله بن بشران قراءة عليه بداره في المحرم سنة خمس عشرة وأربعمائة، أنبانا أبو عمرو عثمان بن احمد الدقاق، حدثنا أبو الحسن محمد بن احمد بن البراء، أنبانا علي بن عبد الله هو ابن المديني، حدثنا جرير بن عبد الحميد عن سهيل بن ابي صالح عن أبيه عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى على جنازة وتبعها فله
__________
(1) في الاصل، (ج): ثنا على أنبأ.
(2) انظر الحديث في: صحيح مسلم 2056.
ومسند احمد 3 / 176، 202، 273.
وفتح الباري 9 / 330.
(3) في الاصل، (ج): عبيد الله.
(4) في الاصل: عبد الله.
(5) في النسخ: أبو الحسن.
(*)(3/98)
قيراطان، وإن صلى عليها ولم يتبعها فله قيراط "، فقلت له: يا أبا هريرة ! ما القيراط ؟ قال: أصغرها مثل أحد (1).
قرأت في كتاب ابي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال لي أبو الحسن علي بن محمد بن حميد الناقدي يوم الجمعة ثامن عشر رجب سنة أربع وثمانين وأربعماوئة.
632 - على بن احمد بن محمد بن اسماعيل بن يوسف النفري، أبو الحسن: من أهل البصرة، قدم بغداد شابا طالبا للعلم، ويمع بها الكثير من عاصم بن الحسن وعبد الواحد بن علي بن فهد العلاف وابي الحسين الطيوري وأمثالهم، وكانت له معرفة باللغة والادب، وحدث بشئ يشسير عن ابي يعلى (2) المؤذن روى عنه أبو عبد الله الحسين بن ابراهيم الدينوري وابو الفضل محمد بن ناصر الحافظ.
قرأت في كتاب المبارك بن كامل بخطه قال: قرأت على الحسين بن ابراهيم الدينوري أخبركم على بن احمد بن محمد بن اسماعيل المقرئ البصري، حدثنا أبو صالح احمد بن عبد الملك بن علي المؤذن (3) من لفظه، حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله الفقيه، حدثنا علي بن الحسين بن ابراهيم العباداني، حدثنا زكريا بن يحيى المكتب، حدثنا سعيد بن حرب عن بعض أصحابه أن يزيد بن ابي منصور قال: كان
__________
(1) انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الجنائز 54.
ومسند احمد 2 / 233، 246، 280، 387، 444، 445،.
(2) في النسخ: عبد الله.
(3) في النسخ: المؤدب.
(*)(3/99)
رجل من حملة القرآن حضرته الوفاة وكان مسرفا على نفسه، فأتته ملائكة الهذاب فعرج القرآن من صدره الى السماء فنادى: يا رب ! سكني ؟ فأوحى الله عز وجل الي الملائكة أن دعوا (1) القرآن سيكنه.
أخبرناه غياث بن الحسن بن البناء إذنا عن الحسين بن ابراهيم الدينوري، أخبرني
شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت ابا سعد بن السمعاني يقول: توفي علي بن محمد أبو الحسن النفرى (2) سنة خمس وثمانين وأربعمائة.
633 - علي بن احمد بن محمد بن علي بن فنون (3)، أبو الحسن الثعلي: سمع الكثير من ابي الفضل بن خيرون وابي الخطاب بن البطر وابي عبد الله بن طلحة وأمثالهم، وأملى (4) على ابن البطر جزءين وكان فاضلا مليح الخط، له معرفة بالادب، سافر الى الشام ودخل دمشق في سنة أربع وثمانين وأربعمائة، وسمع بها الفقيه ابا الفتح نصر بن ابراهيم المقدسي وابا الحسن علي بن طاهر بن جعفر السلمي وغيرهما، وسافر الى ديار مصر، ورأيت له سماعا به بدمشق في سنة إحدى وتسعين.
ويقال: إنه توفي بدار مصر، وما أظنه روى شيئا فإنه مات شابا، ويقال: إنه كان يعرف شيئا من المنطق والفلسفة وما شاكلها.
634 - علي بن احمد بن محمد بن بيان، أبو القاسم بن ابي طالب العمري الكاتب، المعروف بابن الرزاز: (5) من ساكني المفيدية، ذكر أبو القاسم بن السمرقندي فيما قرأته بخطه قال: إنه من اولاد عمر بن الخطاب رضى الله عنه، أسمعه والده في صباه من ابي الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد و (6) ابي علي الحسن بن احمد بن شاذان وآباء القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران وعبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي (7) وطلحة بن علي بن
__________
(1) في الاصل: تدعو.
(2) في (ج): البقرى.
(3) في (ج): فنون.
(4) بين السطور في النسخ: انتقى.
(5) انظر: شذرات الذهب 4 / 27.
وتذكرة الحفاظ 4 / 1261.
والانساب 6 / 107.
(6) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الاصول.
(7) في النسخ: الحرفي.
(*)(3/100)
الصقر بن عبد المجيب والقاضي ابي يعلى (1) محمد بن علي بن يعقوب الواسطي وابي الفرج (2) الحسن بن علي بن المذهب وابي عبد الله محمد بن علي الصوري، وانفرد بالرواية عن أكثرهم وعمر حتى اشتهرت عنه الرواية وصارت الرحلة إليه وكتب عنه الحفاظ والائمة، وروي عنه الكبار، وكتب عنه أبو غالب الذهلي والمؤتمن الساجي، وروي عنه الامام المسترشد بالله أبو منصور الفضل أمير المؤمنين وابو القاسم بن السمرقندي وابو الفضل بن ناصر وخلق كثير من سائر أقطار الدنيا، يجوزون (3) الاحصاء، وروى لنا عنه أبو الفرج بن كليب وهو آخر من روى عنه على وجه الارض.
أخبرنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد بن صدقة بن الخضر بن كليب الخراني قراءة عليه وأنا أسمع غير مرة، أنبانا أبو القاسم علي بن احمد بن بيان قراءة عليه في سنة ست وخمسمائة، أنبانا أبو الحسن بن مخلد قراءة عليه في سنة سبع عشرة وأربعمائة، أنبانا أبو علي اسماعيل بن محمد بن اسماعيل الصفار في سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، حدثنا أبو علي الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي سنة ست وخمسين ومائتين، حدثنا عيسى بن يونس بن ابي اسحاق السبيعي عن الاوزاعي عن يحيى بن ابي كثير عن ابي قلابة عن ابي المهاجر عن بريدة الاسلمي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته فقال: بكروا في الصلاة في يوم الغيم فإنه من ترك صلاة العصر حبط عمله (4).
أخبرنا أبو الفرج الحراني، أنبانا أبو القاسم علي بن احمد بن بيان قراءة عليه، أنبانا أبو الفرج (5) الحسين بن علي بن عبيد الله الطناجيري قراءة عليه سنة سبع وثلاثين وأربعمائة، أنبانا أبو حفص عمر بن احمد بن عثمان بن شاهين، حدثنا عبد الله بن
محمد البغوي، حدثنا علي بن الجعد، أنبانا شعبة وابو معاوية جميعا عن الاعمش عن ذكوان عن ابي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لاتسبوا أصحابي، والذي نفس محمد بيده
__________
(1) في العبر 3 / 175: أبو العلاء.
(2) في العبر 3 / 305: أبو علي (3) في (ب): يحورون.
(4) انظر الحديث في: سنن ابي ماجة 694.
ومسند احمد 5 / 361.
وصحيح ابن حبان 256.
(5) الحراني أنبانا أبو القاسم علي بن احمد بن بيان قراءة عليه أنبانا أبو الفرج ساقطة من (ج).
(*)(3/101)
لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه " (1) أخبرنا عبد المنعم بن عبد الوهاب، حدثنا أبو القاسم بن بيان (2)، أنبانا أبو الحسن ابن مخلد، أنبانا اسماعيل الصفار، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا عبد الله بن المبارك بن الحسن بن عمرو التميمي (3) عن منذر الثوري عن محمد بن الحنفية قال: ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف من لم يجد من معاشرته بدا حتى يجعل له الله (4)...أو قال: مخرجا.
قرأت على ابي الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب عن ابي القاسم بن بيان، أنبانا الشريف أبو بكر احمد بن محمد بن عبد الواحد المنكدري، أنشدنا أبو القاسم الحسن ابن محمد بن حبيب المفسر، أنشدنا أبو زكريا يحيى بن محمد بن عبد الله العنبري، أنشدنا أبو حاتم سهل بن محمد: إن الجواهر درها ونضارها * هن الغذاء لجواهر الاداب فإذا كنزت أو ادخرت ذخيرة * تسمو بزينتها (5) على الاصحاب فعليك بالادب المزين أهله * كيما تفوز ببهجة وثواب سمعت شهاب الحاتمي بهراة يقول: سمعت ابا سعد بن السمعاني يقول: سمعت
محمد بن عبد الباقي البزاز يقول: كان أبو القاسم بن بيان يقول: أنتم ما تطلبون الحديث والعلم، أنتم تطلبون العلو في السند، وإلا ففي داري اسمعوا مني هذا الجزء، ومن أراد أن يسمع مني يزن دينارا، قلت: كان من عادة ابي القاسم بن بيان أنه (6) لا يسمع جزء الحسن بن عرفة إلا بدينار لكل واحد من السامعين وكان شيخنا ابن كليب أيضا لا يسمعه إلا بدينار ولكن لجماعة أو لواحد.
سمعت الحاتمي يقول: سمعت ابن السمعاني يقول سمعت (7) محمد بن عبد
__________
(1) سبق تخريجه، راجع الفهرس.
(2) في الاصل: بنان " في كل المواضع.
(3) في (ج): النقيمي " وفي الاصل: النفمي.
(4) في (ب): الله له " وبياض مكان النقط في الاصول.
(5) في النسخ: بين بينها.
(6) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الاصول.
(7) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الاصول (*).(3/102)
الباقي البزاز يقول: إن بعض الطلبة حمل إلى بيان دينارا ليسمع منه نسخة الحسن ابن (1) عرفة، فمضى معه بعض الفقراء فقال: الدخول على الشيخ وحضور القراءة ما إليه سبيل، ولكن تقعد على الباب بحيث لا يعرف الشيخ وأنا أرفع صوتي وقت القراءة ويحصل مقصودك، ففعل، فلما قعد بين يدي الشيخ وشرع في القراءة وأحسن الشيخ بما فعل، قال لجارية له (2): قومي واقعدي خلف الباب ودقي (3) الشيخ (4) الفلاني (5) في الهرون، ومقصوده أن لا يسمع الذي على الباب، ثم قال: أنا بغدادي ما يخفى علي مثل هذا.
أخبرنا جعفر بن علي بن هبة الله المقرئ بالاسكندرية، أنبانا أبو طاهر احمد بن
محمد السلفي قال: سألت ابا غالب شجاع بن فارس الذهلي عن علي بن احمد بن بيان، فقال: حدث عن جماعة وهو صحيح السماع.
قرأت بخط ابي الفضل بن ناصر وأنبانيه عنه ابن الاخضر قال: سئل أبو القاسم بن بيان عن مولده وأنا أسمع، فقال: في ليلة الاثنين سادس صفر من سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، وأول سماعي في سنة سبع عشرة.
قرأت بخط ابي القاسم بن القاسم وأنبأنيه عنه ابن الاخضر قال: سألت ابا القاسم ابن بيان عن مولده فقال: ولدت سنة اثنتي عشرة وأربعمائة بالقطيعة بالجانب الغربي.
قرأت بخط ابي الفضل محمد بن محمد بن محمد بن عطاف الموصلي وأنبأنيه عنه ابنه سعيد قال: سألته - يعني ابا القاسم بن بيان - عن مولده، فقال: كان عندي أنه سنة اثنتي عشرة حتى وجد بخط والدي أنه كان سنة ثلاث عشرة وأربعمائة.
قرأت بخط الحافظ ابي طاهر احمد بن محمد السلفي في معجم سيوخه قرأته على ابي الحسن بن المقدسي عنه عن مولده فقال: في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة بين (6) العيدين، وتوفي سنة عشر وخمسمائة في شعبان وأنا بدمشق، وكان سماعه على ابن
__________
(1) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الاصول.
(2) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الاصول.
(3) في الاصل: " وفى " وفى (ب): ردى.
(4) في النسخ: الشيخ.
(5) في (ج): أهلامي.
(6) في النسخ: من العيدين (*).(3/103)
مخلد سنة سبع عشرة ولا يعرف في الاسلام بعد الصحابة والتابعين محدث (1) وازاه في قدم السماع.
قرأت بخط محمد بن ناصر الحافظ قال: مات الشيخ الرئيس أبو القاسم علي بن احمد بن بيان الرزاز فز ليلة الاربعاء السادس من شعبان سنة عشر يعني وخمسمائة وصلى عليه في يوم الخميس في سابع شعبان في الجامع من دار الخليفة وحمل الى مقبرة باب حرب فدفن هناك، وكان قد بلغ من العمر تسعا وتسعين سنة، وهو آخر من حدث بحديث الحسن بن عرفة عن ابن مخلد، وآخر من حدث عن ابي القاسم بن بشران وابي القاسم الحرفي (2) والقاضي ابي العلاء الواسطي، وكان سماعه صحيحا.
635 - علي بن احمد بن محمد بن علي الدهان، أبو الحسن بن ابي القاسم بن ابي بكر بن ابي الحسن المرتب: من أهل شاعر دار الرقيق، كان مرتب الصفوف بجامع المنصور، وكانت له معرفة بأحوال القضاة والشهود والخطباء، وجمع جزءا في وفاءات الشيوخ، وكان أميا يملى علي الناس ويكتبون له، سمع الشريفين ابا الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله وابا الحسن محمد بن احمد بن المهتدي بالله وابا بكر احمد بن محمد بن حمدويه الرزاز وابا الحسن محمد بن احمد البرداني، وصحب ابا علي بن الشبلي وابا القاسم بن باقبا (3)، وروي عنهما كثيرا من شعرهما، سمع منه أبو غالب شجاع بن فارس الذهلي، و (4) روي عنه أبو القاسم بن السمرقندي وابو طاهر السلفي والشريف أبو علي الحسن بن جعفر بن عبد الصمد المتوكل على الله وابو بكر محمد بن بركة بن محمد ابن كرما الصلحي وابو الفضل عبد الله بن احمد بن محمد بن الطوسي الخطيب.
كتب الي علي بن المفضل الحافظ أنبانا أبو طاهر احمد بن محمد السلفي قراءة عليه، أنبانا أبو الحسن علي بن احمد بن محمد بن علي بن الدهان المرتب قراءة عليه في داره بدرب صالح من ناحية شارع دار الرقيق غربي مدينة دار السلام وأخبرنا عبد الله بن
__________
(1) في الاصل: " نحدت " وفي (ب)، (ج): فحدث.
(2) في (ج): الحرفى.
(3) هكذا في النسخ.
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل، (ب) (*).(3/104)
دهبل بن على قراءة عليه، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البردانى قالا: أنبأنا أبو بكر أحمد بن أبى الحوارى، حدثنا وكيع، حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله عنها قالت: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بصبى فبال عليه فأتبعه الماء ولم يغسله.
أخبرنا أبو حامد عبد الله بن مسلم بن ثابت: أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر [ بن ] (1) السمرقندى، أنشدني على بن أحمد بن محمد المرتب، أنشدني محمد بن الحسين بن عبد الله بن أحمد بن يوسف بن الشبلى في المرضة التى مات فيها: إذا كثرت منك الذنوب فداوها * برفع يد في الليل والليل مظلم ولا تقنطن من رحمة الله إنما * قنوطك منها من خطائك أعظم فرحمته للمحسنين كرامة * ورحمته للمذنبين تكرم أخبرنا عبد الرحمن بن عبد المجيد الفيه وعبد العزيز بن محمد بن أحمد بن تميم وعبد الوهاب بن ظافر بن رواج والحسين بن علي الطرابلسي بالاسكندرية وعيسى (2) بن عبد العزيز اللخمى بالقاهرة أنشدنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي، أنشدنا أبو الحسين على بن أحمد بن محمد الدهان المرتب، أنشدنا أبو على محمد بن الحسين بن شبل النحوي لنفسه: إذا ما شح ذو المال * سخاالدهر بأنها به إذا لم يرزق الغصن * فقطع الاصل أولى به قرأت على أبى الحسن بن المقدسي بمصر عن أبى طاهر السلفي قال: قال لى أبو على المرزبانى الحافظ حمل الى أبو الحسن المرتب جزءا مكتوبا عن أبى بكر بن ثابت
الخطيب وسمع المفضل فيه لنفسه وأرخ لسنة خمس وستين وأربعمأئة - والخطيب قد توفى في ذى الحخة سنة ثلاث وستين - بخط أبي الفضل محمد بن محمد بن محمد بن عطاف الموصلي وأنبأنيه عنه ابنه سعيد قال: سألت أبا الحسن على بن الدهان المرتب بجامع المنصور عن مولده، فقال: في سنة ثلاثين وأربعمائة.
__________
(1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل، (ب) (2) في (ج): وقيس.
(*)(3/105)
قرأت بخط أبى البركات عبد الوهاب بن المبارك الانماطى قال: توفى أبو الحسن على بن أحمد بن الدهان المرتب في يوم الاحد رابع عشرين ربيع الاول سنة ثمان عشرة وخمسمائة 636 - على بن أحمد بن محمد بن خزاز، أبو الحسن الخياط: (1) من أهل الكرخ، وهو والد شيخنا أحمد الذى تقدم ذكره، سمع مع ولده من أبى بكر محمد بن عبد الباقي البزاز وأبى منصور عبد الرحمن بن محمد البزاز وأبى عبد الله محمد بن محمد بن السلال الوراق، وروى عن أبى تراب بن الشيرجى شيئا من شعره، روى عنه أبو سعد بن السمعاني، وذكر أنه كان شيخا صالحا متدينا وأنه روى بابيورد عن محمد بن عبد الباقي الانصاري.
637 - على بن أحمد بن محمد بن محمد المقرى، أبو الحسن (2) المؤدب الاحدب: قرأ الادب على أبى زكريا (3) التبريزي وغيره، وروى عنه أبو سعد بن السمعاني أناشيد من شعره وشعر غيره، وكان أديبا فاضلا.
أخبرني شهاب الحاتمى بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: سمعت أبا الحسن على بن أحمد بن محمد المؤدب يقول: أمشدت بيتا وبيته:
كأن لم يكن بينى وبينكم هوى * ولم يك موصولا بحبلكم حبل (4) قال: فأو جزته: ولم يجتمع في الدهر يوما وليلة * بشملكم ما نتن (5) في مجمع شملى (6) أخبرني الحاتمى أنشدني ابن السمعاني أنشدني على بن أحمد بن محمد المؤدب الاحدب يرثى ميتا له:
__________
(1) انظر: المشتبه، ص 161.
(2) في النسخ: أبو الحسن.
(3) في الاصل: أبى كرما (4) في الاصل: جبل.
(5) هكذا في النسخ.
(6) في الاصل، (ب): شملى.
(*)(3/106)
ولست براض بالبكاء بتى (1) * عليك إلى أن أمزج الدمع بالدم فلو أن جفني دائما ببكائه * على قدر حزن تستحقينه عمى وإنى بمثل الكأس بعدك شارب * كما شرب المأمون من أرن (2) آدم فلا بليت تلك العظام فإنها * بقية جسمي لم يدنس بماثمى أخبرني الحاتمى، حدثنا ابن السمعاني قال: على بن أحمد بن محمد المقرى المؤدب أبو الحسن يعرف بالاحدب وكذلك كان، شيخ صالح حسن السيرة فاضل له معرفة بالادب، يعلم الصبيان اللغة المقتدبة، دخلت مكتبه وذاكرته فقال لي: سمعت الحديث من رزق الله التميمي وطراد الزينبي وابن طلحة وأبي الحسن بن العلاف ولكن أصولي نهبت (3) وتفرقت، علقت عنه أشعارا وسألته عن مولده، فقال: ليلة الجمعة رابع عشر صفر سنة أربع وسبعين وأربعمائة بالجانب الشرقي.
قرأت في كتاب أبى الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجليلى بخطه قال: توفي أبو الحسن على بن أحمد المقرى المؤدب الاحدب يوم الاثنين تاسع شعبان سنة خمس وأربعين وخمسمائة وصلى عليه بباب الجامع ودفن بالحديدة (4) 638 - على بن أحمد بن محمد بن الحسين، أبو الحسن الخياط المقرى: أخو أبى نصر محمد بن أحمد المقرى المقدم ذكره، كان يصلى إماما بمسجد أخيه رأس درب القتارة (5)، سمع بإفادة أخيه من أبى الفوارس طراد بن محمد الزينبي.
أبى الخطاب نصر بن أحمد بن البطر وأبوى عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالى والحسين بن على بن أحمد بن البسزى وأبى بكر أحمد بن على الطريثيثى وغيرهم، روى لنا عنه يوسف بن المبارك بن كامل الخفاف.
أخبرنا يوسف بن المبارك، أنبأنا أبو الحسن على بن أحمد بن محمد الخياط بقراءة والدى عليه في سنة ست وثلاثين وخمسمائة، أنبانا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن
__________
(1) فط (ج): بتنى.
(2) فط (ب)، (ج): أزن.
(3) في (ج): نحيت.
(4) في (ج): بالجديدة.
(5) في (ج): القتاد.
(*)(3/107)
محمد بن طلحة، أنبانا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفى، حدثنا أحمد بن سليمان النجاد إملاء، حدثنا إسماعيل بن إسحاق، حدثنا إسماعيل بن أبى أويس حدثنى كثير بن عبد الله عن أبيه عن حده أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة أجبال من أجبال الجنة، وأربعة أنهار الجنة، وأربعة ملاحم نت ملاحم الجنة قيل: فما الا جبل (1) ؟ فقال: جبل احد يحبنا ونحبه، والطور جبل من جبال الجنة، ولبنان
جبل من جبال الجنة (2)، والانهار: النيل والفرات وسيحان وجيحان.
وتاملاحم، بدر واحد والخندق وحنين (3).
أخبرني شهاب الحاتمى بهراد، حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: على بن أحمد بن محمد الخياط المقرى أبو الحسن شيخ صالح، يسكن المسجد الذى بين الدربين، كتب عنه وسألته عن مولده، فقال: ليلة الجمعة رابع عشر ربيع الاول سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة قرأت في كتاب أبى الفضل أحمد بن صالح بن شافع بخطه قال: توفي أبو الحسن على بن أحمد بن محمد بن الحسين الخياط المقرى المعروف بابن السنبرة المصلى بمسجد أخيه أبى نصر المقرى رأس درب القتار يوم الاربعاء خامس عشر ذى القعدد سنة ثمان.
ربعين وخمسمائة، ثم دفن بباب أبرز قريبا من باب المختارة (4) عند أخيه الشيخ الزاهد أبى نصر.
639 - على بن أحمد بن محمد بن الكرخي، أبو المظفر من أهل باب الازج، وهو أخو القاضى أبى طاهر محمد وأبى المعالى الحسن اللذين تقدم ذكر هما، كان شيخا حسنا نظيفا في صورته ومابسه وطهارته، وكان منزويا (5) في منزله، مقبلا على شأنه مشتغلا بالخير، قليل المخالطة للناس، سمع الحديث من أبوى الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون ومحمد بن عبد السلام بن أحمد الانصاري وأبى بكر أحمد بن على الطريثيثى وأبى عبد الله الحسين بن على بن أحمد بن البسرى
__________
(1) في (ج) الاجبال.
(2) لم يذكر الجبل الرابع وهو جبل نجبه كما في مجمع الزوائد 10 / 71.
(3) انظر الحديث في: مجمع الزوائد 10 / 71.
(4) في الاصل المحشارة.
(5) في (ج): مترويا.
(*)(3/108)
ومحمد بن أبى نصر الحميدى وغيرهم، وروى لنا عنه أبو محمد بن الاخضر وعبد الرزاق بن عبد القادر الجيلى حدثنا عبد العزيز بن محمود بن الاخضر من لفظه وأصله أنبانا القاضى أبو طاهر محمد بن أحمد بن الكرخي وأخواه أبو المظفر على وأبو المعالى الحسن بقراءتي عليهم أنبانا أبو عبد الله الحسين بن على بن أحمد بن البسرى (1) قرائة عليه، أنبانا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكرى قال: قرئ على أبى على إسماعيل بن محمد الصفار وانا اسمع حدثنا سعدان بن نصر بن منصور البزاز، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد عن حاجب بن المفضل بن الملهب بن أبى صفرة عن أبيه قال: سمعت النعمان بن بشير يخطب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعدلوا بين أبنائكم اعدلوا بين أبنائكم (2) فرأت بخط أبى عبد الله بن أحمد بن الخشاب وقرأه على أبى القاسم تاوراق عنه قال: سألته - يعنى أبا المظفر على بن أحمد الكرخي - عن مولده، فقال: في جمادى الاخرة سنة سبع وسبعين وأربعمائة.
سمعت أبا العباس أحمد بن أحمد بن البندنيجى الشاهد يقول: توفي أبو المظفر بن الكرخي في ليلة الاحد رابع عشرى المحرم سنة اثنتين وستين وخمسمائة ودفن بمقبرة الفيل.
(3) 640 - على بن أحمد بن محمد بن عمر بن مسلم بن عبيدالله بن الحسن بن الحسين بن محمد بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن على بن الحسين بن على ابن أبى طالب، أبو الحسن العلوى الحسنى الزيدى نسبا الشافعي مذهبا.
وكذا رأيت نسبه بخط يده، كان أحد الاعيان المشار إليهم بالزهد والعبادة، والفضل والعفة والنزاهة، وحسن الطريقة وصحة العقيدة، وسلامة الطوية، قطع أوقاته في العبادة، ومواصلة الطاعة، وطلب العلم ودرسه وكتابته والسعى في تحصيله، حتى
__________
(1) في (ج): البسيرى وفي (ب) السرى (2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 3 / 206.
وصحيح مسلم، كتاب الهبات 13.
وفتح الباري 5 / 210، 213، 214 (3) في الاصل، (ب): بمقبرة النيل.
(*)(3/109)
مكن الله منزلته في قلوب الناس، فأحبه الخاص والعام، ووقع له القبول في الارض حتى كان يقصده الاماثل والاعيان لزيارته والتبرك به، وهومع ذلك متواضع في طلب العلم وحضئر مجالس الحديث والسماع من كل راو وصحبة طلبة العلم والنسخ والتحصيل لايفتر من ذلك، وكان موصوفا بحسن الخلق والخلق وطيب الملقى وحسن العشرة وحلاوة الالفاظ والجواد والمروة ما بيده، وتفقد المتحملين والافضال على الناس، وسمع الحديث الكثير، وقرأ بنفسه، وكتب بخطه، واستكتب بخط غيره، وحصل الاصول الكثيرة حتى صار له من الكتب المصنفة والمسانيد (1) والاجزاء شئ كثير، فوقفه بمسجده الذى استجده بدار دينار الصغيرة، وشاركه في الوقفية شريكه رفيقه صبيح النصرى (2)، وأضاف إلى كتبه ما (3) حصله من كتب وما كتبه بخطه واستكتبه بخط غيره، وكانا على طريقة جميلة من حسن الصحبة وصحة النية وسلامة الطوية حتى كأنهما روحان في جسد سمع أبا بكر محمد بن عيد الله بن الزاغونى (4) وأبا عبد الله محمد بن عبيد الله ابن سلامة الكرخي وأبا الفضل محمد بن ناصر الحافظ وأبوى القايم سعيد بن أحمد ابن البناء ونصر بن نصر العكبرى والشريفين أبا المظفر محمد بن أحمد بن عبد العزيز العباسي وأبا الوقت عبد الاول بن عيسى السجزى وأبا المظفر هبة الله بن أحمد بن محمد بن الشبلى وأبا محمد محمد بن أحمد بن عبد الكريم بن المادح وخلقا كثيرا من أصحاب طراد الزينبي وعاصم بن الحسن وأبى الخطاب بن البطر وأبى عبد الله بن
طلحة وأبى القاسم الربعي وأبى الحسن بن العلاف، وأكثر عن أصحاب ابن الطيورى وابن بيان وابن نبهان وابن المهدى وابن المهتدى وأبى العباس بن النرسى وأبى طالب ابن يوسف، ولم يزل يسمع ويطلب حتى كتب عن اصحاب ابن الحصين (5) وأبى غالب ابن البناء وابن كادش ومحمد بن عبد الباقي الانصاري وأمثالهم، وبالغ في الطلب حتى طلب (6) عن أقرانه وعمن هو دونه، وحديث باليسير لانه مات شابا قبل أو ان
__________
(1) في (ب) الاسانيد (2) في (ج): البصري.
(3) في الاصل: مما حصله.
(4) في الاصول زيادة: وأبا عبد الله محمد بن عبيد الله بن الزاغونى.
(5) في (ج): الحسين.
(6) في (ب)، (ج): كتب.
(*)(3/110)
الرواية، سمع منه أقرانه كإبراهيم بن محمود بن الشغار وأبى الخطاب عمر بن محمد بن عبد الله العليمى وأبى حفص عمر بن أحمد بن بكرون (1) وصبيح بن عبد الله النصرى (2) وغيرهم، وكان من الثقات الاثبات.
أخبرني أبو أحمد داود بن على بن محمد بن هبة الله بن المسلمة، أنبانا الشريف أبو الحسن على بن أحمد الزيدى قراءة عليه [ و ] أخبرنا أحمد بن يحيى الخازن وأبو سعيد الازجي قالوا: أنبانا الشريف أبو المظفر محمد بن أحمد بن على بن عبد العزيز العباسي [ و ] أبو محمد محمد بن أحمد بن عبد الكريم التميمي قالا: أنبانا أبو نصر محمد بن محمد بن على الزينبي، انبانا أبو بكر محمد بن عمر بن على بن خلف بن زنبور الوراق، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، حدثنا أحمد بن حنبل وجدى وزهير بن حرب وشريح بن يونس وابن المقرى قالوا: انبانا سفيان بن عيينة عن
الزهري عن سالم عن ابن عمر قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل يعظ أخاه في الحياء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم الحياء من الايوان (3).
كتب الى أبو غالب عبد الواحد بن مسعود بن عبد الواحد بن الحصين قال: سمعت الشريف الزاهد أبا الحسن على بن أحمد بن محمد الزيدى يقول: اجعل (4) النوافل كالفرائض والمعاصي كالكفر والشهوات كالسموم ومخالفة الناس كالنار والغذاء كالدواء.
ذكر شيخنا عبد العزيز بن الاخضر ان الشريف ابا الحسن الزيدى اول سماعه للحديث كان في سنة واربعين وخمسمائة، وانه لم يسمع من القاضى ابى الفضل الارموي شيئا.
سمعت الشريف ابا البركات عمر بن احمد بن محمد الزيدى يقول: ولد اخى أبو الحسن على بن احمد في سنة تسع وعشرين وخمسمائة.
سمعت ابا الفتوح نصر بن الفرج الحصرى الحافظ بمكة يقول: توفي الشريف الزيدى رضى الله عنه يوم الثلاثا قبل غروب الشمس سادس عشرى شوال من سنة خمس وسبعين وخمسمائة،
__________
(1) في الاصل، (ب): بكران.
(2) في النسخ: النقرى.
(3) الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
(4) في النسخ: أجمل.
(*)(3/111)
ذبل تاريخ بغداد لابن النجار ودفن سحرا (1) في بيت ملاصق لمسجده، وغسله العدل بن بكرون والشيخ صبيح ودفناه ليلا.
قرأت في كتاب القاضى أبى المحاسن عمر بن على (2) القرشى بخطه قال: وممن مات (3) في شوال في هذه السنة في هذا الطاعون - يعنى سنة خمس وسبعين وخمسمائة -
الشريف الزاهد ولى الله أبو الحسن عليبن احمد بن عمر الزيدى، وكان عالما فاضلا حافظا عارفا، له المجاهدات الكثيرة المعرفة التامة، والاحوال الحسنة والكرامات الظاهرة لو اتيت ما شاهدت له من الكرامات وما حدثنى به الثقات من ذلك لقام من ذلك كراريسى، ومات عن قريب من سبع واربعين سنة، وكان رفيقي في السماع سنين كثيرة - رحمة الله عليه ورضوانه، مرض ستة ايام، ومات في اواخر يوم الثلاثاء السادس عشرى الشهر ودفن ليلا بموضع وقفه (4) جوار مسجده.
641 - على بن احمد بن محمد بن احمد بن الحديثى، أبو الحسن بن ابى نصر: من ساكنى دار الخلافة، تقدم ذكر والده، وهو اخو قاضى القضاة روح بن احمد، سمع ابا بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري وابا منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز وابلقاسم اسماعيل بن احمد بن عمر السمرقندى وابا النجم بدر بن عبد الله الشيخى وابا شجاع عمر بن ابى الحسن البسطامى وغبرهم.
وسافر عن بغداد في تجارة ودخل الشام ومصر وحدث هناك، روى لنا عنه غير واحد من اصحابنا.
أخبرني يوسف بن خليل الادمى بحلب، أنبانا أبو الحسن على بن احمد بن محمد بن احمد الحديثى البغدادي قدم علينا دمشق بقراءتي عليه وانبانا أبو الفرج عبد الرحمن بن على بن الجوازى الواعظ وابو احمد عبد الوهاب بن على الامين وابو محمد عبد العزيز ابن محمود بن الاخضر والقاضى أبو الفتح محمد بن احمد الواسطي وابو على ضياء بن
__________
(1) في (ج): سحيرا.
(2) في الاصل: على بن عمر.
(3) في (ج): وممن حاءت.
(4) في النسخ: وقته.
(*)(3/112)
احمد بن ابى على وعبد الواحد بن سعد الصفار وابو مسعود (1) المبارك بن ابى القاسم البزاز وابو حامد عبد الله بن مسلم بن ثابت البزاز وابو القاسم احمد بن على ابن احمد بن الحراز المقرئ وابو الحسن محمد بن على بن الحسين الزينبي وابو عبد الله الحسين بن احمد بن الحسين بن ايوب وابو محمد عبد الله بن المبارك بن ابى القاسم بن الطويلة وبركات بن ابى غالب بن نزال والحسن بن احمد بن راشد المدنى وابو محمد اسماعيل بن احمد بن ابراهيم الكاتب وابو القاسم احمد بن ترمش بن بكتمر الخياط ببغداد وابو اليمن زيد بن الحسن الكندى بدمشق قالوا جميعا: انبانا أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الانصاري قراءة عليه، انبانا أبو الاسحاق ابراهيم بن عمر بن احمد البرمكى، انبانا أبو محمد عبد الله بن ابراهيم بن ايوب بن ماسى، حدثنا أبو مسلم ابراهيم بن عبد الله البصري، حدثنا مسلم بن ابراهيم، حدثنا هشام عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن تبى سعيد الخدرى قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم بصاع من تمر ريان (2) وكان چچ [ تمر نبى الله صلى الله عليه وسلم تمرا بعلا فيه يبس ] (3) فقال أنى لكم هذا ؟ قالوا يا رسول الله ! بعنا بصاعين من تمرنا بصاع من هذا، فقال لا تفعلوا ولكن بيعوا من تمركم ثم اشتروا هذا (4) سمعت يوسف بن خليل يقول: سألت ابا الحسن على بن احمد بن محمد بن الحديثى عن مولده، فقال: وجدت بخط الوالد، كانت ولادة الولد ابى الحسن على يوم الاربعاء بين صلاتي (5) الظهر والعصر سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة.
اخبرني أبو الحسن بن القطيعى انه سمع احمد بن طارق يقول: توجه أبو الحسن بن المقدسي الى بغداد فأدركه أجله بالموصل في شهر ربيع الاخر سنة ثمان وثمانين وخمسمائة.
642 - على بن احمد بن محمد بن العباس، أبو الحسن العطار، المعروف بابن الدينارى:
__________
(1) في (ب)، (ج): أبو منصور.
في النسخ الحزاز.
(2) في الاصل، (ب): وبان.
(3) ما بين المعقوتين زيادة من مسند احمد.
(4) انظر الحديث في: مسند احمد 3 / 45.
(5) في (ج): من صلاتي.
(*)(3/113)
سبط ابا عبد الله الحسين بن محمد بن المقدسي، امام مشهد ابى حنيفة، وهو احد الاخوة الاربعة ومحمود ومسعود من اهل باب الطاق، [ و ] (1) كان له دكان هناك يبيع (2) فيه العطر، سمع ابا بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري، وحدث باليسير، سمع منه اصحابنا، وتوفى قبل طلبى للحديث (3)، وكان شيخا حسنا، لا بأس به حدثنى أبو عبد الله محمد بن (4) سعيد الحافظ قال: قرى على ابى الحسن على بن احمد بن محمد بن الدينارى العطار وانا اسمع بدكانه بسوق يحيى بباب الطاق واخبرنا أبو احمد عبد الوهاب بن على بن على وابو حامد عبد الله بن مسلم بن ثابت بقراءتي عليهما قالوا جميعا أنبانا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري قراءة عليه، أنبانا أبو محمد الحسن بن محمد الجوهرى، أنبانا أبو القاسم عبد العزيز بن حعفر الخرقى (5)، حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد يزيد الدقيقي، حدثنا حمدان بن عمر، حدثنا عارم، حدثنا حماد بن يزيد عن أبان بن تغلب (6) عن الاعمش عن ابى عمرو الشيباني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدال على الخير كفاعله (7).
سمعت ابا عبد الله الحافظ يقول: توفى أبو الحسن بن الدينارى العطار في يوم الجمعة ثانى جمادى الاخرة من سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة، ودفن بالخيزرانية: 643 - على بن احمد بن مسلمة الشعيرى، أبو الطيب (8) الشاعر قرأت بخط ابى محمد عبد الغنى بن سعيد الازدي البصري قال: أنبانا أبو العباس
عبد العزيز بن عبد الله بن مسلمة الشعيرى استحسنت عند أبى الطيب على بن احمد ابن مسلمة (9) الشاعر قول امرئ القيس:
__________
(1) ما بين المعوقتين سقط من الاصل، (ب) (2) في (ب)، (ج): سمع.
(3) في (ج): طلبى الحديث.
(4) في (ج) زيادة: عبد الباقي.
(5) في الاصل: الخرفى وفى (ب): والخرفى.
(6) في (ج): ثعلب (7) انظر الحديث في: المعجم الكبير 6 / 230، 17 / 227، 228.
ومجمع الزوائد 1 / 166، 3 / 137.
وكشف الخفا 1 / 480، 481.
والدرر المنتشرة 83.
(8) في (ج) زيادة: قول امرى القيس على بن احمد بن عمر.
(9) في النسخ: عمر.
(*)(3/114)
الم تر ابى كلما جئت طارقا * وجدت بها طيبا وان لم تطيب فقال لى: قد تجاوزت هذا المعنى الى ما هو احسن منه، قلت: وما هو ؟ فقال: قولى: ان تأملتها تلالات نورا * أو تنسمتها تضوعت طيبا 644 - على بن احمد بن مكى بن عبد الله الدينورى، أبو الحسن البزاز: من اهل النهروان، قرأ القران ببغداد على ابى منصور الخياط، وسمع منه الحديث ومن ابى الحسن بن العلاف وصحب محفوظ [ بن احمد ] (1) الكلوذانى، ولم يكن له اصل بما يسمع، روى عنه أبو سعد بن السمعاني وقال: مضيت الى النهروان قاصدا إليه وعلقت عنه اشعارا وكان شيخا صالحا قيما بكتاب الله تعالى.
645 - على بن احمد بن نصر، أبو الحسن الشاهد: حدث عن ابى بكر احمد بن عبد الله صاحب ابى صخرة، روى عنه عمر بن ابراهيم العكبرى.
انبانا أبو القاسم الازجى عن احمد بن عبد الجبار الصيرفى، أنبانا أبو الحسين محمد ابن احمد بن الابنوسي (2) إذنا عن ابى حفص عمر بن ابراهيم بن عبد الله العكبرى، حدثنا أبو الحسن على بن احمد بن نصر الشاهد، حدثنا أبو بكر احمد بن عبد الله صاحب ابى ضخر، حدثنا أبو حفص الفلاس، حدثنا أبو عاصم ويزيد بن هارون قالا: حدثنا كهمس (3) بن الحسن عن عبد الله بن بريدة قال: شتم رجل ابن عباى، فقال ابن عباس: تشتمني وفي ثلاث خصال، والله لاسمع بالغيث بالبلدة فافرح به وما لي بها سائمة (4) ولا راعية، وانى لاسمع بالحكم العدل بالبلدة فافرح به ولعلى لا أقاضي إليه ابدا، وانى لامر بالاية نت كتاب الله عز وجل فأتمنى ان كل من في الارض يعلم منها مثل ما علم.
__________
(1) ما بين المعوفتين سقط من الاصل.
(2) في الاصل، (ج) الابنوس.
(3) في الاصل، (ب): كمس.
(4) من النسخ: باعيه.
(*)(3/115)
646 - على بن احمد بن ابى نصر، أبو الهيجاء الهاشمي الحمامى، المعروف بابن خليقان (1): من ساكنى نهر عيسى بالجانب الغربي، سمع كتاب الجامع الصحيح للبخاري من ابى الوقت عبد الاول بن عيسى السخرى وكان سماعه منه صحيحا، وكان بيده ثبت بخط ابى الفضل بن شافع بذلك وادعى سماع غير ذلك منه، وروى شيئا عن شيوخ محمد بن (2)، وظهر تخليطه (3)، ولم يكن يفهم هذا الشأن ولا له به عناية، بل كان
سيئ الي ريقية يلعب بالحمام، حدث باليسير، سمع منه اصحابنا ولم اجتمع به، وقد اجاز لى جميع مرويانه.
سئل الشريف أبو الهيجاء عن مولده فقال: في ليلة الاربعاء النصف من رجب سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، وتوفى يوم الثلاثاء غرة رجب سنة تسع وستمائة.
647 - على بن احمد بن وهب بن منارة الصافيونى أبو الحسن البزاز: من ساكنى دار النساسيرى بباب الازج، تفقه على الشيخ عبد القادر وصحبه مدة حتى حصل طرفا صالحا من المذهب، وصار احد المعيدين لدرسه وسمع الحديث الكثير، ثم انه بعد علو سنة ترك ذلك (4) وصار بزاز ابخان السيدة (5) برحبة جامع القصر عند باب العامة (6)، سمع ابوى الفضل محمد بن عمر (7) الارموى ومحمد بن ناصر بن محمد السلامى وابا الفتح عبد الملك بن ابى القاسم الكروخى وابا الوقت عبد الاول بن عيسى السخرى وجماعة غيرهم، كتبت عنه، وكان شيخا صالحا ورعا عفيفا فاضلا، ساكتا على طريقة السلف، حافظا لكتاب الله، ثقة (8) صدوقا حسن السمت.
__________
(1) في (ج): خليفان.
(2) هكذا في الاصول.
(3) في (ب)، الاصل: طهر بخليطة.
(4) في (ج): ذاك.
(5) في (ب): السيد.
(6) في (ج): القيامة.
(7) في (ج): عمران.
(8) ثقة ساقطة من (ج).
(*)(3/116)
اخبرنا على بن احمد بن وهب أبو الحسن البزاز بقراءتي عليه، انبانا القاضى أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الارموى قراءة عليه، أنبانا أبو الحسين احمد بن محمد ابن احمد بن النقور، أنبانا أبو الحسن على بن عمر الحربى، حدثنا أبو عبد الله احمد ابن الحسن بن عبد الجبار الصيوفي، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا على بن هاشم عن ابيه عن عائشة رضى الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مات صاحيكم فدعوه [ ولا تقعوا فيه ] (1) (2).
سمعت ابا بكر عبد الرزاق بن عبد القادر الجيلى يقول: كان الشيخ أبو الحسن بن وهب صاحبا لوالدي وخصيصا به، وصار معيدا لدرسه واثنى عليه كثيرا، وقال: عرضت عليه الشهادة عند القضاة فأباها، وكان متورعا دينا على طريق (3) حسنة، قرأت بخط شيخنا عبد الرزاق: أبو الحسن بن وهب صحب والدى اربعين سنة وكان مولده في سند عشرين وخمسمائة، وتوفي شيخنا أبو الحسن بن وهب يوم الاربعاء لسبع خلون من جمادى الاخرة سنة وتسعين وخمسمائة، ودفن من الغد بباب حرب.
648 - على بن احمد بن هبة الله بن محمد بن على بن محمد بن عبيد الله بن عبد الصمد بن المهتدى بالله، أبو الحسن، المعروف بابن الفريق: من اهل باب البصرة، تقدم ذكر والده، وهو من بيت مشهور بالعدالة والخطابة والرواية، شهد عند قاضى القضاة ابى القاسم على بن الحسين الزينبي في يوم السبت مستهل شهر ربيع الاخر من سنة ثلاث عشرة وخمسمائة فقبل شهادته، وكان يتولى الخطابة بجامع المنصور مدة ثم بجامع قصر دار الخلافة وسمع الحديث من جماعة، وما أظنه روى شيئا.
قرأت في كتاب التاريخ لابي الفضل احمد بن صالح بن شافع الجيلى بخطه قال: توفى الشريف الخطيب العدل أبو الحسن على بن احمد بن هبة الله (4) بن المهتدى
__________
(1) ما بين المعوفتين أضيف من مصادر الحديث.
(2) انظر الحديث في: سنن الترمذي 3895.
وسنن ابى داود 4899.
وصحيح ابن حبان 1321، 1983.
واتحاف السادة المقين 10 / 374.
(3) في (ج): طريقه.
(4) في النسخ: عبد الله.
(*)(3/117)
بالله خطيب جامع القصر الشريف في عشية يوم الاحد ثامن عشر ربيع الاخر من سنة خمس وثلاثين وخمسمائة، وصلى عليه يوم الاثنين تاسع عشر الشهر في جامع المنصور قاضى القضاة أبو القاسم الزينبي ودفن في مقبرة جامع المدينة، وكان جمعه متوفرا 649 - على بن احمد بن هشام، أبو الحسن الصخرى (1)، صاحب الكرخي: ذكره أبو احمد العسكري في جملة مشايخه الذين نقل عنهم الادب ببغداد، وقال: قرأت عليه ما كان عنده من أخبار ابى العيناء.
650 - على بن احمد بن هلال بن عبد الباقي بن قرطاس، أبو الحسن المستعمل، المعروف بابن القرشى (2) من اهل الحربية، سمع ابا العباس احمد بن ابى غالب بن الطلاية وابا القاسم سعيد ابن احمد بن البناء وابا محمد المبارك بن احمد بن بركة الكندى وغيرهم، كتبت عنه، وكان شيخا حسنا لا بأس به، كانت له ثروة حسنة، وكان يسافر في طلب الكسب وقد تقدم ذكر والده في الاحمدين.
اخبرنا على بن احمد (3) بن هلال الحربى بقراءتي عليه، أنبانا سعيد بن احمد بن الحسن بن البناء قراءة عليه عن ابى الحسن على بن محمد بن الخطيب الانباري، أنبانا أبو الفتح محمد بن احمد بن ابى الفوارس، حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن النقاش املاء، حدثنا احمد بن حماد زغبة (4) يمصر.
حدثنا ابن ابى مريم، حدثنا يحيى بن
ايوب، حدثنى عبيدالله بن زحر عن على بن يزيد عن القاسم عن ابى امامة عن ابى عبيدة بن الجراح رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من (5) الصلوات [ الخمس ] (6) صلاة افضل من صلاة الفجر يوم الجمعة [ في الجماعة ]، وما احسب [ من ] شهدها [ منكم ] الا مغفورا له (7).
__________
(1) في (ج): الضميرى وفي (ب): الصمرى.
(2) في (ج): القريشي وفي الاصل: الفرسى.
(3) في (ج) بن محمد.
(4) حمال رغبة محرقة في الاصل، (ج) (5) في النسخ: ما بين.
(6) ما بين المعوفتين ساقط من الاصول في كل النص.
(7) انظر الحديث في: مجمع الزوائد 2 / 168.
والمعجم الكبير للطبراني 1 / 119.
وكنز العمال 19315.(3/118)
توفى أبو الحسن بن القريشي (1) في ليلة الاحد الثالث والعشرين من رجب ينة عشر وستمائة ودفن من الغد بباب حرب 651 - على بن احمد بن يوسف بن جعفر بن عرفة بن المأمون بن المؤمل (2) ابن الوليد بن القاسم بن الوليد بن عتبة بن ابى سفيان صخر بن حرب بن امية بن عبد شمس بن عبد مناف، أبو الحسن بن ابى نصر القرشى الهكاري (3).
هكذا رأيت نسبه بخط ابى على بن البردانى، كان بسيخ الاسلام، وكان يسكن الهكارية، وهى جبال فوق الموصل فيها قرى، والقرية التى كان يسكنها تسمى دارش، وقد ابتنى هناك اربطة ومواضع يأوى إليها الفقراء والمنقطعون الى الله تعالى سمع الحديث الكثير، وسافر في طلبه الى البلاد، وجمع كتبا في السنة والزهد وفضائل
الاعمال.
ذكر انه سمع بالموصل ابا جعفر محمد بن المحتاج المروزى الفقيه، [ و ] بحلب ابا القاسم على بن احمد بن المظفر المقرئ، وبصيدا ابا محمد الحسن بن محمد بن احمد بن جميع، وبصور ابا الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان، وببيت المقدس ابا بكر محمد بن احمد الواسطي الخطيب، وبالرملة ابا الحسن محمد بن الحسين بن الترجمان، وبمصر ابا عبد الله محمد بن نظيف (4) الفراء وابا القاسم هبة الله ابن على بن عبد الرحمن بن شامة (5) المعافرى، وبمكة ابا الحسن محمد بن على بن صخر الازدي وابا منصور محمد بن احمد بن ابا القاسم تامقرئ، وببغداد ابوى القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران والحسين بن احمد بن محمد الشيرازي المعروف بالصامت وابا الحسن على بن عمر بن القزويني وابا بكر محمد بن على بن موسى الخياط المقرئ، وحدث بالكثير وانتقا عليه محمد بن طاهر المقرئ، وكان الغالب على حديثه الغرائب والمنكرات، ولم يكن حديثه يشبه (6) حديث اهل
__________
(1) في الاصل: العرسى وفي (ج): العمرينى.
(2) في (ج): المأمون وفي الاصل: تاماصون.
(3) في النسخ: الهكار.
(4) في الاصل: بن لطيف.
(5) في (ب): بن شامة.
(6) في الاصول: نسبه.
(*)(3/119)
الصدق، وفي حديثه متون موضوعة مركبة على أسانيد صحيحة.
وقد رايت بخط بعض أصحاب الحديث باصبهان انه كان يضع الاحاديث [ باصبهان ] (1) قد تقدم بغداد وحدث بها، فروى عنه أبو ياسين عبد الله بن محمد
البردانى وابو على بن البناء وابنه يحيى وابو القاسم بن السمرقندى.
اخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك الحافظ وعبد السلام بن على بن محمد الحمامى قالا: أنبانا أبو القاسم اسماعيل بن احمد بن عمر السمرقندى، أنبانا على ابن احمد بن يوسف الاموى القرشى الهكارى الزاهد المعروف بشيخ الاسلام فراءة عليه وانا اسمع ببغداد، أنبانا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن نظيق الفراء بمصر، حدثنا أبو الفوارس احمد بن محمد الصابونى املاء، حدثنا أبو ابراهيم اسماعيل بن يحيى المصرى، حدثنا الشافعي، حدثنا سفيان بن عيينة عن محمد بن العجلان عن القعقاع ابن حكيم عن ابى صالح عن ابى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال: انما انا لكم مثل الوالد، فإذا ذهب احدكم الغلائط فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها لغائط ولا بول وليستنج بثلاثة أحجار، ونهى عن الروث والرمة (2) كتب الى محمد ولامع ابنا احمد الصيدلانى ان يحيى بن عبد الوهاب بن محمد بن اسحاق بن منده اخبرهما قال: على بن احمد بن يوسف القرشى الهكارى قدم علينا، وكان صاحب صلاة وعبادة واجتهاد [ وهو ] (3) مشهور معروف مذكر، احد كبراء التصوف.
كتب الى محمد بن معمر القرشى ان ابا نصر اليورنارتى الحافظ اخبره قال: على بن احمد بن يوسف الهكارى قدم علينا اصبهان، روى عن ابن نظيف، ولم يرضه الشيخ أبو بكر بن الخاضبة البغدادي فيما بلغني اخبرنا القاضى أبو بكر بن الشيرازي بدمشق، أنبانا أبو القاسم على بن الحسن بن هبة الله الشافعي قال: على بن احمد يوسف الهكارى لم يكن موثقا.
بلعني ان ابا
__________
(1) ما بين المعوفتين ساقط من الاصول.
(2) انظر الحديث في: سنن ابى داود، كتاب الطهارة باب 4.
وسنن النسائي 1 / 38.
وسنن ابن ماجة 313.
والدارمى 1 / 173.
(3) ما بين المعقوفين ساقط من الاصول.
(*)(3/120)
بكر بنالخاضبة قصده لما قدم بغداد، فذكر له انه سمع من شيخ استنكر سماعه منه، فسأله عن تاريخ سماعه منه، فذكر تاريخا متأخرا (1) عن (2) وفاة ذلك الشيخ، فقال أبو بكر: هذا الشيخ يزعم انه سمع منه بعد موته بمدة، وتركه وقام.
قرأت بخط ابى (3) الحسن الهكارى قال: سمعت الحديث ولى عشر سنين ومولدى في شوال سنة تسع واربعمائة.
قرأت في كتاب ابى غالب شجاع بن فارس الذهلى بخطه قال: مات شيخ الاسلام أبو الحسن على بن احمد بن يوسف القرشى الهكارى في اول المحرم سنة ست وثمانين واربعمائة، ذكر ذلك لى ولده (4).
652 - على بن احمد بن يونس البغدادي حدث عن حميد بن مسعدة الشامي البصري، روى عنه أبو بكر محمد (5) بن العباس بن حماد البصري في كتاب فضيلة الفقراء إذا أحسنوا من جمعه.
قرأت على ابى...(6) حامد بن الضرير المقرى باصبهان عن ابى القاسم زهرا (7) ابن طاهر الشحامى كتب عن ابى (8) روح ثابت بن محمد السعدى، أنبانا والدى أبو محمد محمد بن احمد قراءة عليه، أنبانا أبو بكر محمد بن العباس بن حماد المصرى (9)، أنبانا على بن احمد بن يونس البغدادي، حدثنا حميد بن مسعدة، حدثنا حصين ابن نمير الهمداني، حدثنا حمير بن قيس الرحبى، حدثنا عطاء عن ابن عمر عن ابن مسعود رضى اله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله فيما أنفقه،
__________
(1) في (ج): تاريخ من تأخر.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
بهامش الاصل، (ج): آخر الجزء من الاصل (5) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(6) بياض في الاصول مكان النقط.
(7) في النسخ: زاهد (8) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل (9) في النص السابق: البصري.
(*)(3/121)
ومن أين اكتسبه، وعن علمه ما ذا عمل فيه - أو قال -: ما ذا عمل فيما علم (1) 653 - على بن احمد، أبو الحسن الانباري: حكى عن يزيد بن هارون الواسطي، روى عنه نهشل بن دارم الدارمي.
قرأت على ابى عبد الله الحنبلى باصبهان عن محمد بن عبيد الله بن الحسن الحداد، أنبانا يوسف بن محمد بن محمد الفقيه حدثنا أبو عصمة نوح بن نصر بن محمد الفرغانى قال: سمعت الحافظ اب عبد الله الحافظ الوراق يقول: سمعت ابا الحسن عبد الله بن موسى السلامى البغدادي يقول: سمعت نهشل بن دارم يقول: سمعت ابا الحسين على بن احمد الانباري يقول: قال يزيد بن هارون: لا يعجبني الصوفية رأيت منهم أخلافا قبيحة، حسبك أن الناس كلهم يأكلون حتى يشبعون، وهم يأكلون حتى يفيض طعامهم بأجوافهم.
654 - على بن احمد، أبو الحسن المطرز: سكن نيس من ديار مصر، وحدث بها عن ابى محمد عبد الله بن موسى بن شيبة الانصاري الحلواني، روى عنه أبو على عبد الواحد بن احمد بن محمد بن ابى الخضيب.
أنبانا ذاكر بن كامل الخفاف عن ثعلب بن جعفر السراج قال: كتب إلى القاضى أبو على يزيد بن احمد بن ابى حيوة التنيسى، أنبانا أبو بكر محمد بن عبيد الله (2) بن
إسحاق بن جابر، حدثنا أبو على عبد الواحد بن احمد بن محمد بن ابى الخضيب، حدثنا على بن احمد أبو الحسن البغدادي المطرز بتنيس، حدثنى عبد الله بن موسى بن شيبة السلمى، حدثنا مصعب بن عبد الله النوفلي من آل نوفل بن الحارث بن عبد المطلب عن ابن ابى ذئب عن صالح مولى التوامة عن ابى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله تبارك وتعالى أن يخلق خلقا للخلافة مسح على ناصيته بيمينه (3).
__________
(1) انظر الحديث في: سنن الترمذي 2416، 2417.
(2) في (ب)، (ج): عبد الله.
(3) انظر الحديث في: تذكرة الموضوعات 183.
وكنزيه الشريعة 1 / 208.
والفوائد المجموعة 488.
وميزان الاعتدال 8565.
والسان الميزان 6 / 168.
(*)(3/122)
655 - على بن احمد، أبو الحسن: من اهل كرخ، يروى عن ابى الفضل العباس المقرى، روى عنه أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان (1) بن بطة العكبرى.
قرأت على محمد بن عبد الواحد الهاشمي عن محمد بن عبيد الله بن نصر، أنبانا على بن احمد بن محمد إذنا عن ابى عبد الله بن بطة، حدثنا أبو الحسن على بن احمد الكرخي المجود، حدثنا أبو الفضل العباس بن يوسف المقرى، حدثنا محمد بن ماهان السمسار، حدثنا عمير بن إبراهيم، حدثنى عبد الملك بن عبد العزيز عن (2) عبد الواحد بن ميمون مولى عروة عن عائشة رضى الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك وتعالى: من آذى لى وليا فقد بارزنى بالمحاربة، وما تقرب إلى عبدى بمثل ما افترضت عليه وانه ليتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به وعينه التى يبصر بها ويده التى يبطش بها، ان دعاني أحببته (3)،
وان سألني أعطيته، وما ترددت عن شئ أنا فاعله ترددي عن موت المؤمن يكره الموت وأكره مساءته (4) ولابد له منه (5).
656 - على بن احمد، أبو الحسن العلوى: حدث عن أبو القاسم، إسماعيل بن على بن على الذهلى وعبد الله بن القاسم القرشى وابى روق احمد بن محمد بن بكر الهزانى والقاضى ابى القاسم على بن محمد ابن ابى الفهم التنوخى وابى بكر محمد بن يحيى الصولى وابى الحسن على بن عبد الله ابن مبشر الواسطي وابى على محمد بن على الرزدولى (6) وابى عبد الكوفى ونصر بن احمد الخبزأرزى (7) وغيرهم، روى عنه عبد الله بن احمد بن محمد الرزجاهى.
قرأت على ابى الفتوح داود بن معمر الواعظ باصبهان عن ابى سعد احمد بن
__________
(1) في النسخ: بن أحمد.
(2) عن ساقطة من (ب).
(3) في (ب): أحبه.
(4) في الاصول: مسيره.
(5) الحديث سبق تخريجه، راحع الفهرس.
(6) في (ب)، (ج): الوزدولى.
(7) في النسخ: الخيزراني.
(*)(3/123)
محمد البغدادي قال: كتب الى إسماعيل بن عبد الله الساوى قال: قرأت على ابى عمرو محمد بن عبد الله بن احمد بن محمد بن احمد الرزجاهى فأقر به أنبانا والدى في سنة إحدى وستين وثلاثمائة، حدثنا أبو الحسن على بن احمد العلوى البغدادي، حدثنى أبو القاسم اسماعيل (1) بن على بن على بن رزين الذهلى عن ابيه عن عمه دعبل ابن على قال: دخلت أنا وصالح بن على الهاشمي على (2) ابى نواس نعوده في مرضه
الذى مات فيه، فقال له صالح بن على: يا اب على ! تب الى الله عز وجل فإنك في أول يوم من أيام الاخرة وآخر يوم من ايام الدنيا، فقال: أسندوني ! أبا الله تخوفونى وقد حدثنى حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله صلى اله عليه وسلم لكل نبى شفاعة وانى اختبأت شفاعتي لاهل الكبائر من أمتى، أفلا أكون منهم (3).
أنبانا أبو عمرو الرزجاهى، أنشدنا والدى، أنشدني على بن أحمد العلوى، أنشدني نصر بن احمد الخبزأرزى في السلى: ضل من دنا وساس من بعد * ألا تكرهن على الهوى أحدا قد أكبرت (4) حرا من ولد فإذا * نآى ولد فصل ولدا قال: فأجازه أبو الحسن العلوى: بل إن ذممت اليوم بعضهم * فاصبر فعلك ترتضيه غدا واعلم بأنك لا ترى أحدا * لا تقصر في أخلاقه (5) أبدا 657 - على بن احمد، أبو القاسم البنى (6): روى عنه حكاية رواها عنه الحسين بن صافى القاضى، تقدم ذكرها في ترجمة عبيد الله بن محمد بن خلف.
658 - على بن احمد، أبو الحسن الصوفي الواسطي:
__________
(1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) في (ب): عن ابى نواس.
(3) انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الايمان باب 86.
وصحيح البخاري 8 / 82.
(4) في الاصل، (ج): اكسرت.
(5) في الاصل، (ج): لا نقص الخلافة.
(6) ما بين المعقوفتين بياض في الاصول.
(*)(3/124)
حدث ببغداد عن ابى يعلى احمد بن على بن المثنى الموصلي وأبى الحسن بن ابى شيخ الرافعى، روى عنه أبو بكر محمد بن الحسين بن ابراهيم الخفاف.
قرأت على عبد الوهاب بن على الامين عن ابى منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن المقرى أن ابا بكر احمد بن على بن ثابت الخطيب أخبره: أنبانا أبو بكر محمد ابن الحسين بن ابراهيم الخفاف بقراءتي عليه، حدثنا أبو الحسن على لن احمد الصوفى الواسطي في مجلس ابن مالك القطيعى قال: سمعت ابا الحسن بن ابى شيخ الرافعى بحران يقول سمعت يحيى بن معين يقول: معرفة قراه (1) والطعام مراضعة فانظر لمن تراضع.
659 - على بن احمد، أبو الحسن الكلوذانى.
روى عن ابى محمد الحربى الصوفى شيئا من كلامه، روى عنه أبو عبد الله محمد ابن عبد الله بن باكويه الشيرازي.
أخبرنا أبو المظفر عبد الرحيم بن ابى سعد بن السمعاني بمرو، أنبانا أبو نصر محمد ابن منصور بن عبد الرحيم الخرضى، حدثنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القسيرى إملاء قال: سمعت أبا الحسن على بن احمد لبكلوذانى يقول: سمعت أبا محمد الحريري يقول: الجلوس بالمناصحة يفتح باب الفائدة، والجلوس بالمناظرة يغلق باب الفائدة.
660 - على بن احمد بن الرواد: حدث عن ابى العباس (2) إسحاق بن محمد بن مروان تاغزال الكوفى، روى عنه أبو بكر احمد بن موسى بن مردويه الاصبهاني في كتاب أولاد المحدثين من جمعه.
أنبانا أبو القاسم الازجى عن ابى محمد بن السمرقندى أنبانا القاضى أبو منصور ابن سكروية، أنبانا أبو بكر بن مردويه، حدثنا على بن احمد بن الرواد البغدادي حدثنا إسحاق بن محمد بن مروان، حدثنا ابى، حدثنا ابى، حدثنا ابراهيم بن بكر عن مقاتل عن
نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم لحد له ولابي بكر وعمر رضى الله عنهما.
__________
(1) هكذا في النسخ.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الاصول.
(*)(3/125)
661 - على بن احمد، أبو الحسن الريدى: أصله من فارس، وكان وراقا لابيبكر محمد بن الحسن بن دريد الازدي، وإليه صارت كتب ابن دريد بعد موته، روى كتاب الجمهرة لابن دريد عنه، رواه عنه محمد بن احمد بن فادم (1) وذكر أنه سمعه منه ببغداد في الجانب الشرقي بمربعة ابى عبيد الله.
662 - على بن احمد، أبو الحسن السراج الصوفى، المعروف بغلام الشبلى: حكى عن ابى بكر الشبلى وابى محمد جعفر بن محمد بن نصر (2) الخلدى، روى عنه على بن شجاع المصقلى الاصبهاني.
كتب إلى أبو جعفر محمد وابو بكر لامع ابنا احمد بن نصر الصيدلانى أن أبا على الحسن بن أحمد الحداد أخبرهما عن ابى الحسن على بن (3) شجاع بن محمد بن على بن المصقلى قال: سمعت أبا الحسن على بن احمد السراج ببغداد يقول: سمعت جعفر بن محمد بن (4) نصر الصوفى يقول: سئل أبو القاسم الجنيد بن محمد عن التصوف، فقال: يا بنى إن التصوف على أربع: على العفو عند القدرة، والتواضع عند الدولة، والنصيحة عند العداوة، والعطية بغير منة (5) قال: وسمعت أبا الحسن على بن احمد السراج غلام الشبلى ببغداد يقول سمعت الشبلى يقول وسئل عن هذه الاية (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم) قال: أبصار الرؤس عن المحارم، وأبصار القلوب عما سوى الله عز وجل.
قال: وسمعت أبا الحسن على بن احمد السراج غلام الشبلى ببغداد يقول سمعت
الشبلى يقول: دخلت على أستاذى الجنيد مسجد الشونيزية فوجدته منقبضا، فقلت: ما لى أرى الاستاذ منقبضا ؟ فقال: هل فيكم من يقول شيئا - وكان معى جماعة من أصحابنا وكان فيهم فتى خراساني يحسن أن يقول شيئا، فأخذ في القول:
__________
(1) في (ج): بن قادم.
(2) في الانساب: بن نصير.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(4) في (ج): محمد بن جعفر.
(5) في الاصل، (ج): منية.
(*)(3/126)
ولو أن لى في كل يوم وليلة * ثمانون بحرا من دموعي تدفن لأفنيتها حتى ابتدأت بغيرها * وهذا قليل للفتى حين يعشق فبكى جنيد وقال: هذا قليل للفتى حين (1) يعشق، فتواجدنا، وكان الجنيد سكانا لم يتحرك الا انه كان يبكى ويقول: هذا قليل للفتى حين يعشق فلما كان بعد ذلك وهدأ القوم وسكنوا سألت جنيدا وقلت: أخبرنا عن سكونك ووجودنا ؟ فقال: وجودي أن أغيب عن الوجود * لما يبدو على من الشهود وما في الوجد لى فخر ولكن * فخرت بوجد من جود الوجود 663 - على بن احمد، أبو الحسن الخطيب الشروطى من أهل عكبرا، حدث عن محمد بن ابى نصر الحميدى في كتاب تاريخ الاندلسي من جمعه وقال: شاعر أديب، قدم الاندلس من بغداد.
أنبانا ذاكر بن كامل عن محمد بن طرخان بن بلتكين بن يحكم، أنبانا أبو عبد الله الحميدى قراءة عليه، أنشدني أبو محمد على بن احمد، أنشدني أبو الحسن الفخري
لنفسه: الموت اولى بذى الاداب من أدب * يبغى به مكسبا من غير ذي أدب ما قيل لى شاعر إلا امتغصت لها * حسب امتغاصى إذا نوديت باللقب وما دها الشعر عندي سحف منزله * بل سحف دهر بأهل الفضل منقلب صناعة هان عند الناس صاحبها *...(2) مرجو ومرتقب يرجى رضاه ويخشى منه بادرة (3) * أبقى على حقب الدنيا من الحقب
__________
(1) في الاصل، (ب): حتى.
(2) في (ج): نادرة.
(3) بياض في الاصول مكان النقط.
(*)(3/127)
إذا جهلن مكان الشعر من شرف * فأى مأثرة أبقيت للعرب 665 - على بن احمد، أبو الحسن النشابى الكاتب من ساكنى دار الرقيق، سمع ابا بكر احمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعى وأبا محمد عبد الله بن ابراهيم (1) بن ايوب بن ماسى البزاز وغيرهما، ذكره أبو على الحسن بن احمد بن البناء في مشيخته، وذكر أنه سمع منه في سنة ست عشرة واربعمائة.
666 - على بن احمد، أبو الحسن الهمداني: حكى عن ابى الحسين محمد بن احمد بن سمعون الواعظ، روى عنه أبو على بن البناء في مشيخته، وذكر أنه كان جارهم بسوق السلاح.
أنبانا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب عن يحيى بن عثمان بن الشواء الفقيه أنبانا أبو على الحسن بن احمد بن البناء قراءة عليه قال: قال لنا أبو الحسن على بن احمد الهمداني: كنت ملازما لابي الحسين بن سمعون الواعظ فنقطعت عنه لشغل
عرض لى، فلما مضيت إليه قال: أنشد أبو بكر محمد بن على الصيدلانى: تدنو الديار وأنت تبعد جاهدا * فالدهر ينصفني وأنت الظالم وإذا تباعدت اعتللت ببعدها * فالبعد يقتلنى وفلبك سالم فمتى ينال العدل عندك طالب * أنت المنى به وأنت الحاكم 667 - على بن احمد، أبو الحسن السهروردى: ذكره أبو على بن البناء في مشيخته وقال: قدم إلى مسجد شيخنا ابن الحمامى للقراءة عليه، كان فاضلا، وسمعنا منه ديوان التهامى.
أنبانا سعيد بن محمد الموصلي عن ابى غالب احمد ويحيى ابني ابى على بن البناء قالا: أنشدنا والدنا، أنشدنا أبو الحسن على بن احمد السهروردى، أنشدنا التهامى من قصيدة:
__________
(1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(3/128)
تنافس في الدنيا غرورا وإنما * قصارى غناها أن تؤل إلى الفقر وإنا لفي الدنيا كركب سفينة * نظن وقوفا والزمان بنا يجرى طويت الليالى والليالي من أجل * إلى أجل تسرى إلى كما تسرى وأفنيت أياما فنيت بمرها * وغاية من يفنى ويفنى إلى قدر أنبانا عبد المنعم بن عبد الوهاب التاجر عن يحيى بن عثمان الفقيه، أنبانا أبو على ابن البناء، أنبانا على بن احمد السهروردى أن أبا (1) القاسم تقدم إلى بعض أصحابنا به لينفذ له حمارا يركبه ويمضى الى املاك فأنفذ الحمار بلا سرج، فكتب إليه: كتبت اليك في امر مهم * اردت بما اردت به رواجه فجدت (2) ببعضه وتركت بعضا * ومن حق المقصر أن يواجه جزاك الله عنا نصف خير * فإنك قد مننت بنصف حاجه
وأنشدنا على بن احمد السهروردى أيضا ممن يصل بالرقاع ولا يؤخذ بها انتفاع: إذا كانت صلاتكم رقاعا * بخطط بالانامل والاكف ولم تكن ارقاع تجر نفعا * فها خطى خذوه بألف ألف 668 - على بن احمد، أبو الحسن بن الدهان: روى عن ابى احمد عبد السلام بن الحسين بن محمد البصري المقرى، روى عنه أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي، وذكر أنه سمع منه في شوال سنة ثمان وثلاثين واربعمائة.
669 - على بن احمد، أبو الحسن الكاتب: حدث بشئ يسير عن ابى الحسن احمد بن محمد بن الصلت المحبر وغيره، ذكره أبو الفضل بن خيرون فيما رأيته بخطه، وذكر أنه توفى سنة أربعين وأربعمائة.
670 - على بن احمد أبو القاسم المالحانى: ذكر أبو محمد بن الخضبة أنه سمع منه في كتاب هبات الكتابة لابي طاهر بن ابى
__________
(1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل، (ب).
(2) في (ب)، (ج): فحدث.
(*)(3/129)
هاشم المقرئ بروايته عن ابى الحسن على بن احمد بن (1) عمر بن الحمامى المقئ.
671 - على بن احمد، أبو الحسن العطار.
روى عن ابى الحسن محمد بن محمد بن البصروى الشاعر شيئا من شعره، روى عنه ابن كادش.
قرأت على عائشة بنت ابى المظفر الواعظ عن ابى محمد الخشاب النحوي، أنبانا العز محمد (2) بن عبيد الله بن كادش، أنشدنا أبو الحسن على بن أحمد العطار،
أنشدني أبو الحسن البصروى لنفسه: ماطل هواك لعن قليل تصبر * واحهد بعين الفضل إنك تبصر واعلم بأنك قد ملكت محجة * في مثلها تكبو الجواد وتعثر ملكت نفسك وهى نفس حرة * وتركت رقك عند من لا يذكر واعلم بأن الغدر فيه سجية * مطبوعة والطبع لا يتغير الفراق ولا تقل * لا قدرة عندي بأنك تقدر إن لم بغيرك الزمان بسلوة * فاثبت فأسباب الهوى تتغير 672 - على بن احمد، أبو الحسن الشيرازي الزاهد: حدث ببغداد برسالة الحسن البصري إلى عبد الحيم بن أنس المجاور بمكة، وسمعها منه وكتبها عنه الجنيد بن يعقوب الجيلى (3) نزيل بغداد في شوال سنة إحدى وتسعين وأربعمائة.
673 - على بن احمد، البسطامى، أبو الحسن الصوفى: نزل بغداد واستوطنها، وكان يسكن برباط ابى الغنائم بن المحليان على شاطئ دجلة بالجانب الغربي، وكان يتولى خدمة الصوفية به، فعرف الموضع به إلى يومنا هذا، روى عنه محمد بن طاهر المقدسي حكايات.
__________
(1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) في النسخ احمد.
(3) في (ج): الحنبلى.
(*)(3/130)
انبانا أبو القاسم البقال عن محمد بن طاهر المقدسي سمعت أبا الحسن البسطامى خادم الصوفية ببغداد يقول: كان سبب إقامتى ببغداد أنى تزوجت امرأة بغزنة كبيرة السن قد نيفت على السبعين، وكنت أنا في حدود نيف وعشرين سنة، فلما دخلت
عليها قالت لى: هذه الدار وجميع ما فيها من الالة لك - وكان لها جوار عدة قوالات (1) يخرجن إلى الاعراس وغيدها وكان لها ثروة حسنة - كل هذا بحكمك (2) افعل فيه ما تشاء، غير هذا الكنف (3)، فإنى لا آذن لك فيه ! فقلت في نفسي: وما عسى ان يكون في هذا الكنف، ثم طالبتني نفسي به، فلما كان في بعض الايام خرجت مع جواريها الى دور بعض المحتشمين بغزنة لعرس، اغلقت الباب وفتحت الكنف فإذا فيه قطعيات من خرق الصوفية، فندمت على خيانتي لها فنفضت الكنف فوقع من أسفله حرز ففتحه فإذا فيه مكتوب: فلان بن فلان تزوجته بالبلد (4) الفلاني، مات بالبلد الفلاني - حتى عددت قريبا من سبعين رجلا ممن مات فيها معها، فقلت: يا ابا لحسن عن قليل يصير اسمك في التذكرة، خرجت وغلقت الباب وسلمت مفتاح الدار الى بعض المعارف، ولم أنم تلك الليلة إلا على رأس الحد وهو عشرون فرسخا، ولم أتوقف في موضع من فزعي منها حتى دخلت بغداد، وكنت أسأل كل من يأتي من هناك عنها وأنا خائف حتى خبرت بعد مدة بموتها فآمنت وطابت نفسي.
قال: وسمعت اب الحسن البسطامى يقول: كتب (5) في حقى قصة ورفعت الى الخليفة المقتدى بأمر الله يذكر فيها أن البسطامى تزهد ولبس الصوف وترك أكل الطيبات، فإذا خلا في بيته لبس الكتان الرومي وأكل الجاج المسمن وحلوى السكر ويتمتع بجوار له حسان، فكتب المقتدى على ظهر القصة: يجوز جميع ذلك في الشرع.
قرأت في كتاب التاريخ لابي الحسن محمد بن عبد الملك الهمداني قال: سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة في آخر شعبان كان علا روفا (6) فمات فيه ببغداد أبو
__________
(1) في الاصل: فرالات.
(2) في (ب): يحلمك.
(3) في (ب): الكيف في كل المواضع.
(4) في الاصل: بالبلاد.
(5) في الاصل، (ب): كنت.
(6) هكذا في الاصول.
(*)(3/131)
الحسن البسطامى الصوفى، وكان لباسه الصوف صيفا وشتاء، ورباطه على نهر دجلة (1) ونهر عيسى معروف، بناه أبو الغنائم بن المحليان، وخلف أربعة آلاف دينار مدفونة.
674 - على بن أحمد، أبو غالب الانماطى: من أهل البصرة، قدم بغداد وأقام بها مدة وحدث باليسير عن ابى عمر الحسن ابن على بن غسان البصري، سمع منه أبو الفضائل عبد الله بن محمد بن احمد بن عبد الباقي بن الخاضبة وسعد الله بن على بن طاهر الدقاق المقرئ.
675 - على بن أحمد، أبو نصر البغدادي: من أهل باب المراتب، سمع أبا الحسن بن أحمد بن عبد الله البناء، وحدث باليسير، سمع منه أبو الحسن على بن ابى سعيد (2) الخباز وابن أخيه أبو بكر وكيع بن إبراهيم الازجيان في مسجده بباب المراتب في السادس عشر من ذى الحجة سنة اثنتى عشرة وخمسمائة.
قرأت على عائشة بنت محمد الواعظ عن ابى الحسن على بن ابى سعيد الخباز أنبانا أبو نصر على بن احمد البغدادي بقراءتي عليه، أنبانا أبو على الحسن بن احمد البناء بقراءة ابى عبد الله الحميدى قراءة عليه وأنا أسمع في شعبان سنة سبعين وأربعمائة وأنبانا أحمد بن يحيى بن بركة البزاز من أصل سماعه الصحيح، أنبانا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد الشيباني، أنبانا أبو بكر محمد بن على الخياط، أنبانا أبو عبد الله احمد بن محمد بن دوست قالا: أنبانا الحسين بن صفوان،
حدثنا عبد الله بن محمد القرشى، حدثنا الصلت بن مسعود الجحدرى، حدثنا فضل ابن سليمان، حدثنى يونس بن محمد بن فضالة الظفرى عن أبيه - قال: وكان ابى ممن صحب النبي صلى الله عليه وسلم - أن رسول الله (ص) أتاهم في بنى ظفر فجلس على الصخرة التى في مجلس بنى ظفر اليوم ومعه ابن مسعود ومعاذ بن جبل وناس من أصحابه، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم قارئا فقرأ فأتى على هذه الاية (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اضطرب لحياه وجنباه، ثم قال:
__________
(1) في الاصول: دجلة نهر (2) في (ب): أبى سعد.
(*)(3/132)
يا رب ! هذا شهادت على من أنا بين ظهرية فكيف من لم أره (1) 676 - على بن احمد، أبو الحسن الضرير المقرئ من شيوخ ابى بكر بن كامل، روى عنه في معجم شيوخه، أنبانامن الشعر لغيره.
677 - على بن ابى الازهر بن على بن ابى خليفة، أبو الحسن العطار: من اهل الحربية، سمع أبا القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن بن البناء وغيره، كتبت عنه وكان شيخا لا بأس به أخبرنا على بن ابى الازهر العطار، أنبانا سعيد بن احمد البناء، أنبانا عاصم بن الحسن، أنبانا أبو الحسن احمد بن محمد بن احمد الواعظ، حدثنا أبو عمر حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الامام، حدثنا العباس بن عبد الله، حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، حدثنا سعيد بن ابى ايوب عن ابى مرحوم عبد الرحيم (2) بن ميمون عن سهل بن معاذ بن أنس الجهنى عن ابيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ترك اللباس تواضعا لله عز وجل وهو يقدر عليه دعاه الله عز وجل يوم القيامة على رؤس الخلائق حتى يخيره من أي حلل الايمان شاء (3).
توفى على بن ابى الازهر في يوم الخميس الثامن عشر من ربيع الاول سنة ثمان وعشرين وستمائة، ودفن بباب حرب وقد قارب الثمانين.
678 - على بن أسامة، أبو الحسن العلوى الضرير: من اهل واسط، شاعر حسن الشعر، قدم بغداد ومدح بها الوزير أبا الفرج محمد ابن عبد الله بن رئيس الرؤساء.
فمن قوله قيه - وقد أجاد - نقلته من خط شيخنا ابى سعد الحسن بن محمد بن الحسن بن حمدون من مجموع له، حدثنا عضد الدين، حدثنا محمد حدثنا بن صان
__________
(1) انظر الحديث في: مجمع الزوائد 7 / 40.
وإتحادف السادة المتقن 6 / 551.
والدر المنثور 2 / 163.
(2) في السنن: عبد الرحمن.
(3) انظر الحديث في: سنن الترمذي 2481.
والسنن الكبرى للبيهقي 3 / 273.
ومسند أحمد 3 / 439.
(*)(3/133)
ملكا (1) وسيد الامراء: بشرت بالسعد ما أتى بشر * إليك إلا أو سعة بشرا طويت عرضا مظهرا بك أن * فض بسقيا من نشره نشرا عمرت يا عامر البلاد لقد * فضلت زيدا وقبله عمرا كفك قد أنفس الانام لما * بمطر جودا من سحبه غمرا كم بدل المعسرين يسرا وكم * فك بمعروف جوده أسرا رفقت بكرا إليك ماهرة * تطلب عن حق مهرها مهرا فاقبل على نظمها بعزتك ال * - غراء واخذل عدوك الغرا 679 - على بن إسحاق بن شاذان، أبو الحسن البناء:
حدث عن محمد بن الحجاج الضبى الكوفى وابى الحسن على بن إشكاب وابى بكر محمد بن الفرج الازرق وعبد الملك بن محمد بن عبد الرحمن اللخمى وبنلن بن يحيى بن زياد، روى عنه أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن جعفر الحرقى أنبانا عبد الوهاب بن على عن محمد بن عبد الباقي الشاهد أن إبراهيم بن عمر البرمكى أخبره أنبانا أبو القاسم إبراهيم بن احمد بن جعفر الحرقي قراءة عليه، حدثنا على بن إسحاق بن شادن البناء أبو الحسن، حدثنا محمد بن الحجاج الضبى الكوفى، حدثنا محمد بن سعيد بن أبية (2) الاعمش عن صفوان بن سليم عن سليم عن سعيد عن يسار عن ابى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخلل (3) 680 - على بن أسعد بن رمضان، أبو الحسن الخياط: من أهل قرية تعرف بالاشنان قريبة من بغداد، سكن باب الازج، سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطى وغيره، وحدث باليسير ولا أعرفه.
حدثنى محمد بن النفيس بن صحب الازجي، أنبانا أبو الحسن على بن أسعد بن
__________
(1) هكذا في الاصول.
(2) هكذا في الاصول.
(3) انظر الحديث في: الترمذي 2378.
ومسند أحمد 2 / 303، 334.
(*)(3/134)
رمضان الخياط الاشنانى وأنبانا احمد بن احمد بن احمد أبو العباس الشاهد قالا: أنبانا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن احمد قراءة عليه، أنبانا جعفر بن احمد السراج، أنبانا أبو الحسين احمد بن على بن الحسين التوزى، انبانا أبو الفتح يوسف بن عمر القواسى قرئ على ابى محمد يحيى بن محمد وأنا أسمع قيل له حدثكم إسحاق بن شاهين (1) حدثنا خالد بن عبد الله عن سهيل عن أبيه عن ابى هريرة رضى الله عنه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا لقيتموهم فاضطروهم إلى أضيق الطريق (2).
توفى على بن أسعد في يوم الجمعة سادس شهر ربى الاول من سنة اثنتين وثمانين و...(3) ودفن بباب حرب.
681 - على بن إشماعيل بن بادكين الجوهرى، أبو الحسن، المعروف بعلم الدين الركابدار العضدي: كان شابا ذكيا حسن الخلق أديبا فاضلا بارعا، حفظ القرآن الكريم وقرأ الادب وقال الشعر الجيد، قرأ العلوم الرياضية.
قرأت على ابى البركات عبد الرحيم بن عمر بن على بن الخضر بن ابى الفتوح عبد السلام بن يوسف بن مقلد الدمشقي، أنبانا أبو الحسن على بن إشماعيل بن بادكين الجوهرى - شاب مطبوع - أنشدني لنفسه: صرمتم حبالى حين واصلت حبلكم * وأسكرتموني إذا صحو تم من الوجد فلا تحسبو أنى تغيرت بعدكم * عن العهد لا كان المغير للعهد غرامي غرامي والهوى ذلك الهوى * ووجدى بكم وجدى وودى لكم ودى وليس محبا من يدوم وفاؤه * مع الوصل ولكن من يدوم مع الصد فيا كبدي الحرى لذى سخط ولرضا * ويا مقلتي العبرى على القرب والبعد تمر الليالى والسنون وتنقضي * ولا ينقضى بثى ولا ينقضى عدى
__________
(1) ما بين المعقوفتين بياض في الاصل.
(2) انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب السلام باب 4.
وسنن ابى داود، كتاب الادب باب 37.
وفتح الباري 11 / 39.
(3) مكان النقط بياض في الاصول.
(*)(3/135)
تضوع أنفاسي بطيب حديثهم * كأن أحاديث الهوى نفس الزبد وأهيف معسول الفكاهة واللمى * مليح التثنى والشمائل والقد به رى عينى وهو ظام إلى دمى * غخدى له ورد ومن خده وردى وإنى خليق بالجميل وفعله * كريم الهوى عذب الخليقة والورد أجور وعندي زاجر من خصاصه * وأسمع بالجدوى وأبخل بالردى وأصفح عن ذنب المسمى إذا هما * وأسمو عن الخلق الذميمة والحقد قرأت في كتاب خريدة القصر في جريدة شعراء العصر لابي عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب الاصبهاني بخطه وأجاز لى روايته عنه، قال: علم الدين على ابن إسماعيل الجوهرى علم في العلم والذكاء والفهم، بارع في علم الهندسة والرياضيات، فارع ذروة العلوم الدينيات من ظرفاء بغداد وفضلائها ومميزها وكرمائها ونبلائها، وقد تأكدت بينى وبينه صداقة صادقة وأخوة صافية موافقة، وبيننا مراسلات في الشوق، وإخوانيات يقطر منها ماء الصفاء ويوضى بزهرها روض الوفاء، وله نظم برق وبروق، ونثر يدق معناه ويفوق، وهو مقطع غير مقصد، فلله دره من مقتصر على الجيد مقتصد، فمن ذلك قوله: تحسن بأفعالك الصالحات * ولا تعجبن بحسن بديع فحسن النساء جمال الوجوه * وحسن الرجال جميل الصنيع قال: ومن قوله وقد غنى عنده: فتشوا لى قلبا فقد ضاع قلبى * وأرونى صبرا فقد عز صبير فقال: وعيون سود رمت فؤادى * بسهام من القسى الحصرى وخدود حمر أذقن حشاى * بحفاها طعم المنايا الحمر وامتلا الازار مال (1) على ضعفى * وسكر الاعطاف أو جب شكرى
هذه كلها محاسن دنياي * وأقصى سؤلى وأفراح دهري ذكر أبو شجاع محمد بن على بن شعيب بن الدهان المنجم في تاريخه ونقلته من
__________
(1) هكذا في الاصول.
(*)(3/136)
خطه أن العلم الجوهرى (1) مات ببغداد في سنة سبع وسبعين وخمسمائة دحمه الله.
682 - على بن إسماعيل بن الحسن البصري القطان، ويعرف بالخاشع: قرأ بمكة على ابى بكر محمد بن عيسى بن بندار الجصاص المقرئ، وبأنطاكية على ابى إسحاق إبراهيم بن عبد الرزاق بن الحسن بن عبد الرزاق (2) العجلى، وقرأ على ابى عبد الله محمد بن عبد العزيز الصباغ البزاز وابى الحسن احمد بن محمد بن عبد الرحمن بن هارون المعروف بابن نضرة وابى عبد الله بن محمد الهاشمي وابى بكر محمد بن الحسن وأخيه الحسين بن الحسن وابى عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسن الرازي المقرئ قراءة عليه، وروى عنه سماعا وتلاوة أبو بكر محمد بن عمر بن موسى بن زلال النهاوندي الاهوازي، وذكر أنه قرأ عليه ببغداد في قطيعة الربيع سنة ست وثمانين وثلاثمائة.
683 - على بن إسماعيل بن محمد، أبو الحسن الصفار: حدث عن ابى بكر محمد بن إسماعيل بن العباس الوراق، روى عنه أبو بكر محمد ابن إبراهيم بن على العطار الاصبهاني مستملى أبى نعيم الحافظ.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن ابى سعيد بن ابى طاهر المؤذن بأصبهان، أنبانا إسماعيل بن على بن الحسين الصوفى، أنبانا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن على العطار حدثنا أبو الحسن على بن إسماعيل بن محمد الصفار ببغداد، أنبانا أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق حدثنى احمد بن عيسى بن محمد بن الحكم المقرئ أنبانا محمد بن
هارون بن عيسى الهاشمي، أنبانا أبو العباس احمد بن هارون بن ابى حميد المؤذن حدثنا يحيى بن أكثم القاضى قال: كنا عند أمير المؤمنين فقال (3) حدثنى مسعدة ابن البيع عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل
__________
(1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل، (ب).
(2) الحسن بن عبد الرزاق ساقطة من (ج).
(3) مابين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(3/137)
أهل الجنازة أجرا أكثر هم (1) فيه ذكرا، ومن لم يجلس حتى توضع، وأوفاهم مكيالا من حثا عليها ثلاثا (2).
قال يحيى قلت: يا امير المؤمنين ! لا والله ما سمعت هذا إلا من أمير المؤمنين، وما سمعت منذ مدة حديثا أغرب ولا أحسن من هذا إنه يستحق أن يكتب بالذهب.
أنبانا أبو القاسم الازجى عن ابى بكر محمد بن على بن ميمون الدباس، أنبانا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون قال: سنة ثلاثين وأربعمائة أبو الحسن على بن إسماعيل بن محمد الصفار - يعنى مات، سمعت منه عن ابن إسماعيل الوراق.
684 - على بن إسماعيل، أبو الوزير الصوفى: روى عنه أبو الحسن على بن عبد الله بن جهنم الهمداني وابو سعد احمد بن محمد بن احمد المالينى.
كتب الى أبو محمد القاسم بن غلى بن الحسن بن هبة الله الشافعي، حدثنا أبو الفتح نصر الله بن الفقيه، أنبانا الفقيه أبو القاسم على بن محمد بن على الشافعي أنبانا أبو الحسن محمد بن إبراهيم الفارقى المعروف بابن الصواف بها، أنبانا أبو سعد احمد بن محمد بن احمد بن الخليل المالينى قال: سمعت أبا الوزير على بن إسماعيل الصوفى ببغداد يقول: سمعت محمد بن إسماعيل بن على يقول عن أبيه أنه قيل له: ما
ألذ الاشياء ؟ قال: ممارحة محبوب، ومحادثة إخوان في الله عز وجل، وأمانى تقطع بها زمانك، وما من لذة إلا والافضال على الاخوان ألذ منه.
685 - على بن إسماعيل الديلمى، أبو الحسن العتكى المؤيدي: حدث عن أبى بكر محمد بن مأمون بن على بن إبراهيم المتولي وروحك بنت ابى القاسم عبد العزيز بن عبد الرحمن الصفار النيسابوري، روى عنه أبو بكر المبارك بن كامل بن ابى غالب الخفاف في معجم شيوخه.
قرأت في كتاب ابن كتمل بخطه وأنبانا ابنه يوسف عنه، أنبانا أبو الحسن على بن إسماعيل المؤيدى الديلمى في شهر ربى الاخر سنة عشرين وخمسمائة، أنبانا أبو بكر
__________
(1) في (ج) أكبرهم.
(2) انظر الحديث في: منز العمال 42349.
(*)(3/138)
محمد بن مأمون بن على بن إبراهيم بن سباح المتولي، حدثنا أبو الحسن على بنمحمد ابن عثمان المقرئ، حدثنا احمد بن على بن الحسن المقرئ، حدثنا احمد بن زيد البصري، أنبانا سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: رأيت المسك في مفرق رسول الله صلى الله على وسلم وما كنا نعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظلمة الليل إلا بالغالية في لحيته.
679 - على بن أفلح بن محمد، أبو القاسم العبسى: كاتب أديب فاضل علم كامل شاعر مجيد مترسل بليغ، له ديوان شعر ورسائل، ويكتب خطا حسنا، وقد أكثر القول في الغزل والمديح وسائر الفنون فأحسن، ثم تعدى ذلك إلى هجو الناس والنكث لاعراضهم والوقيعة فيها بأكثر من ذلك حتى أوجب له مقتا من الناس، وخاف من جماعة من الصدور فخرج من بغداد هاربا إلى الشام، واتصل بملوكها واستشفع بهم إلى الديوان في رده إلى وطنه، فشفعوا فيه إلى
الامام المسترشد باالله، فأجابهم إاى ذلك وقبله فعاد إلى بغداد وأقام بها إلى حين وفاته.
أنبانا أبو الغنائم سعيد بن حمزة بن احمد بن شارح الكاتب قال: سمعت أبا القاسم ابن أفلح ينشد والدى لنفسه بدارنا: ما بعد حلوان المشتاق سلوان * عن العزاء وبان الصبر قد بانوا دعني وتسكاب دمعى من مدامعه * فللشؤون ولى من بعدهم شأن ما العيش من بعدهم مما ألذ به * أنى يلذ بغير النوم وسنان هم الحياة وقد بانوا الغداة فهل * يصح بعد ذهاب النفس جثمان يا صاحبي أقلا من ملامكما * فإن لو مكما ظلم وعدوان أين الشجى من خلى ما أحب ولا * هاجت له بنوى الاحباب أشجان قرأت على ابى البركات عبد الرحيم بن عمر بن على القرشى عن أبيه أنشدنا أبو المعالى سعد بن على بن القاسم بن على الحارثى، أنشدنا أبو القاسم على بن أفلح العبسى لنفسه: أستغفر الله من نظم القريض فقد * أقلعت عنه فما لى فيه من أرب(3/139)
إذ لست أنفك في نظيمه في فرع * أمسى ينغض عندي لذة الادب إذا صدقت بهجوى الناس خفتهم * وان مدحت خشيت الله في الادب قال: وأنشدنا ابن أفلح لنفسه: لما أتانى بها المدير على * عاتقه من شعاعها ألق حسوتها مسرعا مخافة أن * يلبث في راحتي فتحترق قال: وأنسدنا ابن أفلح لنفسه: قالوا انحنى كبرا فقلت سفاهة * لمقال من لم يتئد في قيله
سكن الحبيب شغاف قلبى ثاويا * فحنوت منعكفا على تقبيله وأنشدنا ابن أفلح لنفسه: لله أحباب نأت بهم * أيدى النوى ففراقهم جلل بعدوا فدمع العين منهمل * ونأوا فنار الشوق تشتعل هذا وما بعدت مسافتهم * إذ قربوا للبن واحتملوا رحلوا (1) وألفوا ونووا * فكأنهم رحلوا وما رحلوا قال: وأنشدني ابن أفلح لنفسه: لا غرو من جزعى لبينهم * يوم النوى وأناخوا أنفسهم (2) فالقوس من خشب ثان إذا * ما كلفوها فرقة السهم قرأت على احمد بن الحسين بن احمد بن احمد السلمى بدمشق عن جده احمد أنشدني أبو المعالى سعد بن على الحظيرى أنشدني الرئيس أبو القاسم على بن أفلح لنفسه: كم إلى كم يكون هذا التجنى * كل يوم تعبت منك بعينى ما تحيلت في رضاك وما * لفت بفن إلا سخطت بفن لست تصغي إلى هداية نصحي * أنت أهدى إلى صلاحك منى
__________
(1) ما بين المعقوفتين بياض في الاصل، (ب) (2) هكذا في الاصول.
(*)(3/140)
ما أتانى الغرام فيك بأمرى * وكذا لا يجئ السلو بإذنى قال: وأنشدني ابن أفلح (1): هذه الخيف وهاتيك منى * فترفق أيها الحادى بنا واحبس الركب علينا ساعة * نندب الربع ونبكي الدمنا
فلذا الموقف أعدنا الاسى * ولذا الدمن (2) الدموع تقتنا زمنا كانوا وكنا جيرة * يا أعاد الله ذاك الزمنا بيننا يوم أثيلات النقا * كان عن (3) غير تراض بيننا آه من ريم كجبل طرفه * بين عينيه نصال وقنا سكن القلب فمن هيجه * بتباريح الجوى ما سكنا ترك الجاني لم يعرض له * وابتلى ظلما بريا ما جنا قرأت على يوسف بن جبريل السنى (4) بالقاهرة عن ابى البركات محمد بن على الانصاري أنشدني القاضى أبو العباس أحمد بن الشهرزورى بدمشق.
أنشدنا الاديب أبو القاسم على بن أفلح العبسى لنفسه ببغداد: يا هلا لا كلما لاح * خبا ضوء الهلال وقضيبا كقضيب * البان نرجس اعتدال يا لذى حكم ألحا * ظك في نفسي ومالى رق للعبد فأفعا * لك أفعال الموالى ليحبنك رجال * لست من تلك الرجال لا تردني فوق ما بى * من غرام وخبال وأنشدنا أبو القاسم على بن أفلح ببغداد: أيها المالك رقى * قد تجافيت طويلا بالذى يبقيك إلا * ما تعطفت قليلا
__________
(1) في النسخ: مفلح.
(2) في النسخ: اليوم.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الاصول.
(4) في الاصل، (ج): النسبى وفي (ب): النس.
(*)(3/141)
إن أكن أذنب ذنبا * فاصفح الصفح الجميلا أنا عبد ذل فارحم * سيدى عبدا ذليلا أنبانا أبو البركات الزيدى عن ابى الفرج صدقة بن الحسين بن الحداد الفقيه قال: وفي يوم الخميس ثانى شعبان من سنة خمس وثلاثين وخمسمائة توفي أبو القاسم بن أفلح الشاعر، ذكر غير صدقة أنه دفن بمقابر قريش، وكان مولده في سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
687 - على بن الانجب بن ابى البقاء بن التقى (1) العلوى الحسنى، أبو الحسن: من أهل واسط، قرأ القرآن محمد بن أحمد الماندائى، وقدم علينا بغداد، ونزل بالمدرسة الجهنية بالجانب الغربي، تفقه على شيخنا على بن عبى الفارقى، وسمع معنا على ابوى الفرج بن كليب وابن الجوازى، ثم رتب إماما بالمسجد الجديد عند سوق العميد، وقد حدث بيسير، سمع منه آحاد الطلبة، وهو كريم الاخلاق لطيف الطبع ظاهر السكون من أهل الصلاح.
688 - على بن الانجب بن ما شاء الله، بن الحسين (2) بن عبد الله بن عبيد الله (3) الجصاص الفقيه، أبو الحسن الحنبلى: من ساكنى المأمونية، حفظ القرآن الكريم وجود قراءته، وتفقه على أبى الفتح بن المنى، وتكلم في مسائل الخلاف، وقرأ الادب، وكتب خطا حسنا، وسمع الحديث من أبى الفتح بن شاتيل فمن بعده، وذكر لنا أنه سمع من الكتاتبة شهدة ومن عبد الحق بن يوسف، وسافر إلى واسط وقرأ بها القرآن على ابى بكر بن الباقلانى، وسمع الحديث من ابى الفرج بن نغوبا وغيره، علقنا عنه شيئا يسيرا من الحديث والاناشيد، وهو فاضل كبير المحفوظ دمث الاخلاق مليح المحاورة (4) لطيف الطبع ظريف.
__________
(1) في (ج): البغى.
(2) في الاصول: أبو الحسن.
(3) في الشذرات: عبد الله.
(4) في (ج): المجاورة (*).(3/142)
قرأ على بن الانجب بن ما شاء الله وأنا أسمع قيل له: أخبرك أبو الفرج أحمد بن المبارك بن الحسين بن نغوبا بفراءتك عليه بواسط، أنبانا أبو الكرام خميس بن على بن أحمد الجوزى، أنبانا أبو سعيد أحمد بن محمد بن الخطاب الفرضى وابو تمام محمد بن عبد الكريم بن أبى زنيقة قالا: أنبانا أبو الحسن على بن عبد الله القصاب، حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب المفيد، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن السقطى، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا شعبة عن إسماعيل بن رجا عن أوس بن ضمعج عن أبى سمعود البدرى رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ى وم القوم أقرأهم لكتاب الله عز وجل وأحزمهم قراءة فإن كانت قراءتهم سواء فأقدمهم هجرة، فإن كانت هجرتهم سواء فأكبرهم سنا، ولا يوم رجل في بيته ولا في سلطانه ولا يجلس على تكرمته في بيته (1) إلا بإذنه أو حتى يأذن به (2).
سألت ابن الجصاص عن مولده، فقال: في أول سنة ست وستين وخمسمائة، وتوفي ليلة الثلاثاء السابع والعشرين من جمادى الاول (3) من سنة اثنتين وأربعين وستمائة، ودفن من الغد بباب حرب.
689 - على بن أنوشكتكين بن عبد الله، أبو الحسن الجوهرى: من ساكنى در كاه خاتون بباب الحرم من دار الخلافة، كان يبيع الجوهر ثم كبر وأسن فانقطع في منزله، سمع أبا الغنائم محمد بن على بن ميمون النرسى وأبا طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن يوسف وغيرهما، روى لنا عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الاخضر وعبد الرحمن بن عمر بن الغزال وأبو الفتح محمد بن
عيسى بن بركة الجصاص.
أخبرنا عبد الرحمن بن الغزال، أنبانا أبو الحسن على بن أنوشتكين الجوهرى وكان شيخا صالحا، أنبانا أبو الغنائم محمد بن على بن ميمون النرسى، أنبانا أبو محمد الحسن ابن على الجوهرى، أنبانا أبو محمد عبد الله بن احمد بن ماهيزاد الاصبهاني، حدثنا أبو الحسن عبد الواحد بن غياث، حدثنا حماد بن سلمة بن حميد عن موسى بن أنس عن
__________
(1) ما بين المعقوفتين ساقط من الاصول.
(2) الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
(3) في الاصل، (ب): جمادى الاول.
(*)(3/143)
أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لقد تركتم بالمدينة أقواما ما سرتم من مسير ولا قطعتم من واد ولا أنفقتم من نفقة إلا وهم معكم فيه قالوا: يا رسول الله ! وكيف يكونون معنا وهم بالمدينة ؟ قال: حبسهم العذر (1).
قرأت بخط محمد بن محمد بن تاحرانى الشاهد قال: توفي على بن انوشتكين الجوهرى في يوم الجمعة سابع عشرى رجب من سنة ثمان وسبعين وخمسمائة، ودفن يوم البت بباب أبرز.
690 - على بن بدر بن عبد الله العطاردي، أبو الحسن الكاتب.
كان والده من موالى نصر بن العطار الحرانى التاجر، وولد على هذا ببغداد ونشأ مع أولاد سيده، وتعلم الخط، وسمع الحديث وقرأ الادب، وكتب على خطوط الكاتب حتى صار يضرب المثل بحسن خطه، وكان شابا مليح الصورة، وكاتبا سديدا بليغا فاضلا، له النظم والنثر والانشاء الحسن، سافر إلى ديار مصر وأقام بها، وتصرف هناك في الاعمال الديوانية، وكانت نفسه تسمو إلى الوزارة.
أنشدني أبو الفضل زهير بن محمد بن على الكاتب بالقاهرة أنشدني أستاذى أبو
الحسن على بن بدر العطاردي البغدادي بقوص: أعد القمح وادخره * ولو للفأر والسوسه ومن لم يدخر قتحا * فقد أصبح معلوسه سمعت أبا طاهر إسماعيل بن عبد الله بن الانماطى بدمشق يقول: كتب على بن بدر العطاردي بخطه المليح لابن الدوري الشاعر المصرى قصائد من شعره، مدح بها الملك صلاح الدين يوسف بن أيوب فاستحسنه ابن الدوري وكتب إليه مادحا له بهذين البيتين من شعره: يا لبن بدر علوت في الخط قدرا * عند ما قايسوك بابن هلال جاء يحكى أباه في النقص حتى * جئت (2) تحكى أباك عند الكمال
__________
(1) انظر الحديث في: سنن أبى داود 2518.
ومسند أحمد 3 / 160، 214.
والسنن الكبرى للبيهقي 9 / 24.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(*)(3/144)
سمعت زهير بن محمد الكاتب يقول: توفي على بن بدر بقوص في سنة تسع وتسعين وخمسمائة عن خمسين سنة، وكان كاتبا للنصير نصر بن محمد الملطى (1) وكان يكتب خطا مليحا لطيفا على طريقة ابن البواب.
691 - على بن بختيار بن عبد الله، أبو الحسن الكاتب: كان يخدم في الدواوين، وله معرفة بالكتابة، تولى (2) أستاذية دار الخلافة في الخامس والعشرين من شوال سنة أربع وثمانين وخمسمائة، وعزل في جمادى الاولى سنة سبع وثمانين ولزم منزله، وكان له ميل إلى أهل الخير والصلاح، ونردد إلى الصالحين وتفقه عليهم، وبنى رباطا للصوفية بباب الجعفرية ووقف عليه من أملاكه، وتوفي ليلة الخميس الخامس والعشرين من شوال سنة تسعين وخمسمائة، ودفن برباط
الجعفرية، وقد تقدم ذكر ولد أخيه.
692 - على بن بختيار بن على، أبو السعادات الواسطي: من اهل واسط، شاعر كاتب، له معرفة بالادب، وهو مليح الشعر رفيق الطبع، قدم بغداد في سنة ثمان وخمسمائة وفي سنة اثنتى عشرة، وروى بها عن جماعة من شعراء واسط كأبى الجوائز (3) الحسن بن على بن بارى الكاتب وأبى منصور عبد الملك بن مروان الكاتب السوسى وأبى تصر بن طوطى وأبى ثعلب محمد بن السن ابن شاذان الكاتب وأبى غالب محمد بن احمد بن بشران النحوي، وروى أيضا شيئا من شعره، سمع منه عمر بن ظفر المغارلى وأبو المعمر الانصاري وهزارست بن عوض الهروي والحسين بن عبد الرحمن الغزى وعلى بت أبى سعد الخباز وأبو الفضل عبد الرحيم بن محمد بن احمد بن الاخوة وأبو بكر المبارك بن كامل الخفاف، ورويا عنه قرأت على أبى القاسم على بن عبد الرحمن بن على الوراق عن الحسين بن عبد الرحمن الغزى (4) وعلى بن أبى سعد الخباز قالا: أنشدنا أبو السعادات على بن بختيار ابن على الواسطي ببغداد لنفسه:
__________
(1) في النسخ: اللمطى.
(2) في (ج): ولي.
(3) في (ب)، (ج): الحوام.
(4) في (ب): العرلى وفي (ج): العزلى.
(*)(3/145)
أنا سلوة الصب الكئيب وكأسه * وجليسه إن مله جلاسه لا أنس لى بصاحب صاحبته * يصحبى أنس الزمان وناسه فكأنني ريحانة تحيى بها * نفس الفتى وتميتها أنفاسه قرأت على على بن أبى على الناسخ عن أبى على الحسين و (1) على بن أبى
سعد الخباز أنشدنا على بن بختيار أبو السعادات الواسطي لنفسه ببغداد: لا تغتر بوداد من * لك وده أهلا وسهلا يلقاك منه بكلمة * يلقي ويمنعك الاقلا وأنشدنا أبو السعادات الواسطي لنفسه: لا تأمنن عدوا كان حوار * وكن على حذر أن يدرك الثارا والماء وهو سخين ليس يمنعه * ما فيه من جد أن يطفي النارا قرأت على أبى القاسم الوراق عن الحسين بن عبد الرحمن الغزى (2)، أنشدنا على ابن بختيار بن على الواسطي لنفسه ببغداد: مدحت عمرا على اغترار * ولم يكن موضع المديح فقال قولا فيه احتياج * للرجل الموسر الشحيح المال روح والمدح ريح * ولست أعطي روحا بريح قرأت على أبى الفتوح داود بن المعمر الواعظ باصبهان عن ابى الفضل عبد الرحيم ابن احمد بن الاخوة، أنشدني أبو السعادات على بن بختيار الواسطي لنفسه: لا تلمني على تألم قلبى * لنوى من إليه قلبى يحن فالخبايا وباطن حنين ال ل * - سمرء من فرقة لبسهام تأن 693 - على بن ابى البركات بن ابى الحسن بن ابى العجين، أبو الحسن: من الجانب الغربي، سمع الحديث الكثير بعد الاربعين وخمسمائة، وما أظنه روى شيئا.
__________
(1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل.
(2) في الاصول: العرلى.
(*)(3/146)
ذكره أبو بكر محمد بن على بن زيد الكتبى المقرئ فيما نقلته من خطه، وقال:
مات في جمادى الاول سنة اثنتين وستين وخمسمائة، وتئقي بباب البين وكان كيسا قد قرأ طرفا من الفقه، وسمع الحديث كثيرا، وكان فقيرا جدا صابرا على الفقر لا يشكوا إلى أحد.
694 - على بن بركة بن طاهر التأني (1)، أبو الحسن المقرئ: سمع أبا سهل محمد بن ابراهيم بن محمد بن سعدويه الاصبهاني، وحدث عنه باليسير، سمع منه أبو الفضل بن شافع وشيوخنا أبو محمد بن الاخضر وحمزة بن القسطى ومحمد بن احمد القزويني في جمادى الاخرة سنة وخمسين وخمسمائة.
أنبانا ابن الاخضر وحمزة بن القسطي والقزويني قالوا جميعا: أنبانا على بن بركة التأني قراءة عليه وأنبانا يحيى بن أسعد التاجر، أنبانا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدويه الاصبهاني قراءة عليه في شوال سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة، أنبانا أب و الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي، أنبانا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمى، أنبانا أحمد بن الحسن بن عبدويه الجصاص، حدثنا الحسن بن أحمد ابن مالك الزعفراني، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الهروي، حدثنا يزيد بن إبراهيم التسترى عن ابن سيرين عن أبى هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله عز وجل (2) 695 - على بن بركة، أبو الحسن الرياحي: حدث عن ابى بكر بن محمد بن سياوس الكازرونى روى عنه أبو الفرج عبد الغافر بن الحسين الالمعي (3) في معجم شيوخه حديثا وذكر أنه سمعه منه ببغداد.
696 - على بن أبى البقاء بن على الدباس، أبو الحسن الوراق: جارنا بالظفرية، ذكر أنه سمع شيئا من الحديث من عبد الوهاب الانماطى، وحدث سماعه بعد مئته عن أبى نصر أحمد بن ما شاء الله السروى والنقيب أبى عبد الله أحمد
__________
(1) في الاصل: الشافي وفي (ب): الثاني.
(2) انظر الحديث في: مجمع الزوائد 1 / 81.
واتحاف السادة المتقين 1 / 162، 6 / 536.
وكشف الخفا 1 / 371.
(3) في الاصل: الايلعى.
(*)(3/147)
ابن على بن المعمر العلوى وابى الفتح بن شاتيل وجماعة من المتأخرين، ولم يحدث بشئ، وسأبته أن يخبرني (1) جميع مروياته فلفظ بذلك وكتب بخطه، وكان شيخا صالحا متشددا في السنة من الطراز الاول، مواظبا على الجماعات وزيارة الصالحين أخبرني أبو الحسن الوراق (2) إذنا، أنبانا أبو نصر احمد بن ما شاء الله قراءة عليه في رجب سنة اربعين وخمسمائة، أنبانا أبو الفضل احمد بن الحسين بن خيرون قراءة عليه أنبانا أبو عمرو عثمان بن محمد بن يوسف بن دوست وابو بكر محمد بن عمر ابن النرسى قالا: أنبانا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن إبراهيم الشافعي، حدثنا إسحاق، حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان عن ابى إسحاق عن ابى الاحئص عن عبد الله قال: كان من دعا النبي صلى الله عليه وسلم اللهم إنى اسألك التقى والهدى والعفة والغنى (3) توفي أبو الحسن الوراق سحرة يوم الاربعاء النصف من صفر سنة خمس وتسعين وخمسمائة، وصلينا عليه من الغد بالمدرسة النظامية، وتقدم للصلاة عليه شيخنا أبو احمد بن سكينة، وحمل إلى باب حرب فدفن هناك وقد جاوز الثمانين.
697 - على بن بكران بن حسنون، أبو الحسن: حدث بالاهواز عن ابى سعيد الحسن بن على بن زكريا العدوى النصرى، روى عنه أبو سعيد النقاش الاصبهاني في معجم شيوخه.
قرأت على ابى عبد الله الحنبلى بأصبهان عن ابى طاهر بن ابى نصر أن أبا القاسم ابن أبى عبد الله بن منده أخبره أنبانا أبو سعيد محمد بن على بن عمرو النقاش قراءة عليه، أنبانا أبو الحسن على بن بكران بن حسنون البغدادي بالاهواز، حدثنا أبو سعيد
الحسن بن على العدوى، حدثنا خراش عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصوم جنة (4) أخبرنا عاليا أبو جعفر النفيس بن هبة الله الحديثى، أنبانا احمد بن على الزلال، أنبانا أبو الحسين بن محمد على بن المهتدى با الله، أنبانا أبو الحسن على بن عمر
__________
(1) في الاصول: يخيرك.
(2) في الاصل، (ب): الوراق.
(3) الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
(4) انظر الحديث في صحيح البخار 9 / 175.
(*)(3/148)
السكرى، حدثنا أبو سعيد العدوى فذكره.
698 - على بن بكران العكبرى: روى عن أبيه (1) روى عنه أبو عبد الله بن باكويه.
أخبرنا سليمان وعلى ابنا محمد بن على الموصلي، أنبانا عمر بن احمد بن منصور النيسابوري، أنبانا على بن عبد الله الحربى، أنبانا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه الشيرازي، حدثنا على بن بكران العكبرى بحلوان قال: سمعت أبى يقول: سئل أبو حمزة الصوفى: هل يتفرع المحب إلى شئ سوى محبوبه ؟ فقال: لا، لانه بلاء دائم وسرور منقطع وأوجاع متصلة لا يعرفها إلا من باشرها، وأنشد: يقاسى المقاسى شجوة دون غيره * وكل بلاء عند لاقيه اوجع قال: وسمع أبو حمزة رجلا من أصحابه وهو يلوم بعض إخوانه على إظهار وجده وحاله في مجلس الاضداد، فقال أبو حمزة: الوجد الغالب يسقط التمييز ويجعل الاماكن كلها مكانا واحدا، ولا لوم على من غلب عليه وجده فاضطره إلى ذلك، وما أحسن ما قال ابن الرومي:
فدع المحب من الملامة إنها * بئس الدواء لموجع مقلاق لا تطفئن جوى يلوم إنه * كالريح يعلى النار بالاحراق 699 - على بن أبى بكر بن أبى السعادات بن أبى نصر بن مواهب بن أحمد، أبو الحسن الحمامى السقا، المعروف والده بالهنيد (2): من ساكنى قراح ظفر، سمعأبا المظفر عبد الملك بن على بن محمد الهمداني وحدث باليسير، كتبت عنه، وكان متيقظا حسن الاخلاق، كان موصوفا في شبابه بشدة القوة ورفع الاشياء الثقيلة بلا كلفة ومصارعة الاشداء، وله حجات كثيرة إلى مكة يخرج مع السايين، وقد رأيت أباه شيخا كبيرا آدم ناطح المائة ولم تكن عنده رواية.
__________
(1) في النسخ: عن ابنه.
(2) انظر: ترجمة عبد الملك بن على الهمداني، أبو المظفر.
(*)(3/149)
أخبرنا على بن أبى بكر الحمامى بقراءتي عليه، أنبانا أبو المظفر عبد الملك بن على الهمداني قراءة عليه، أنبانا أبو الفتح ازديار بن مسعود الغزنوى قدم علينا، أنبانا القاضى أبو بكر محمد بن عبد الملك الماسكانى، حدثنا أب.
بكر محمد بن الفضل المفسر، حدثنا سعد بن محمد الزيدى، حدثنا محمد بن الفضل البلخى، حدثنا حام بن نوح، حدثنا عبد الله صلى الله عليه وسلم من عجز منكم من الليل أن يكابده وبخل بالمال أن ينفقه وجبن من العدو أن يجاهده فبيكثر من ذكر الله.
(1) سألت أبا الحسن الحمامى عن مولده، فقال: في جمادى الاخرة سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة، وتوفى في شهر ربيع الاخر من سنة أربع عشرة وستمائة.
700 - على بن أبى بكر بن سليمان بن إبراهيم بن يحيى بن أحمد، أبو الحسن الدئلى المعلثاي: ومعلثايا قرية بين الموصل والجزيرة، كان تاجرا، سافر في طلب الكسب، سمع
بالاسكندرية من أبى طاهر أحمد بن محمد السلفي، قدم بغداد حاجا في صفر سنة سبع (2) عشزة وستمائة وحدث بها عن السلف بأربين البلدان من جمعه، سمعها منه جماعة من الطلاب وكنت إذ ذاك غائبا عن بغداد، وذكر أن مولده بالموصل في شهر جمادى الاولى سنة ثمان وأربعين وخمسمائة - هكذا رأيته بخطه.
701 - على بن أبى بكر بن على بن طاهر، أبو الحسن القفصى: ذكره شيخنا أبو بكر بن مشق في معجم شيوخه الذين أجازوا له.
702 - على بن أبي بكر بن على الجماس، أبو الحسن البياع: من أهل الحربية، سمع أبا محمد عبد الرحمن بن تدر بن الفضل الوراق وغيره، وحدث باليسير، كتبت عنه، وكان شيخنا لا بأس به.
أخبرنا على بن أبي بكر بن على البيع بقراءة عليه، أنبانا أبو محمد عبد الرحمن بن
__________
(1) انظر الحديث في: المعجم الكبير 11 / 84.
ومجمع الزوائد 10 / 74.
والترغيب والترهيب 2 / 396.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل، (ب).
(*)(3/150)
بدر الوراق، أنبانا أبو الحسن على بن محمد بن على بن العلاف، أنبانا على بن أحمد ابن عمر (1) الحمامى، حدثنا عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق، حدثنا أبو معاوية عن محمد بن عمرو عن أبى سلمة عن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا مضطجعا على وجهه، فقال: إن هذه لضجعة ما يحبها الله تعالى (2).
توفي ليلة الاحد مستهل شهر شعبان سنة تسع عشرة وستمائة، ودفن بباب حرب.
703 - على بن بكر بن محمد بن على بن حمد النيسابوري: من أولاد المحدثين، أصله نيسابوري، من ساكنى درب السلسلة، سمع أبا على الحسن بن على بن المذهب وأبا القاسم عبد العزيز بن على بن أحمد بن الفضل الخياط
الازجى وغيرهما، وحدث باليسير، روى عنه أبو البركات بن السقطى في معجمه وأبو المعمر الانصاري وأبو طالب بن خضير.
أنبانا أبو محمد بن الاخضر، أنبانا أبو طالب المبارك بن على بن محمد بن خضير بقراءتي عليه، أنبانا أبو الحسن على بن بكر بن محمد بن على بن حمد النيسابوري قراءة عليه، أنبانا أبو الحسن على بن بكر بن محمد بن على بن حمد النيسابوري قراءة عليه في صفر سنة اثنتين وخمسمائة، أنبانا عبد العزيز بن على الازجى قراءة عليه قال: قرأت على أبى الفضل أحمد بن أبى عمران الهروي في المسجد الحرام أخبر كم أبو حامد أحمد بن على بن حسنويه المقرئ بنيسابور، حدثنا أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، حدثنا الوليد بن مسلم وشعيب بن إسحاق قالا: حدثنا الاوزاعي، حدثنى شداد أبو عمار، حدثنى واثلة بن الاسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطقى هاشما من قريش، واصطفانى من بنى هاشم (3).
704 - على بن بكمش بن عبد الله التركي العزى، أبو الحسن النحوي: كان والده من موالى العزيز بن نظام الملك، وكان من الاجناد البغدادية، ولد علي هذا ببغداد في العاشر من شهر ربيع الاول من سند ثلاث وستين وخمسمائة، وقرأ القرآن وجوده، وقرأ النحو على شيخنا الوجيه أبى بكر الواسطي، ثم سافر إلى الشام
__________
(1) في (ب): عمر بن أحمد.
(2) انظر الحديث في: سنن الترمذي 2768.
ومسند أحمد 2 / 304.
وسنن أبى داود 5040.
(3) انظر الحديث في: سنن الترمذي 3605.
ومسند أحمد 4 / 107.
(*)(3/151)
ونزل دمشق، وصحب شيخنا أبا اليمن الكندى، وقرأ عليه الادب حتى برع فيه وصار من الادباء المذكور بالفضل ومعرفة العربية، وقرأ عليه الناس، وأثرى وكثر
ماله، وقدم علينا بغداد في سنة تسع وستملئة ورأيته بها، وقد كنت رأيته قبل ذلك بدمشق وأذكره قديما قبل سفره الى الشام في مسجد يقرأ عليه الصبيان القرآن، وكان كيسا حسن الاخلاق متوددا.
أنشدني ياقوت بن عبد الله الاديب بحلب، أنشدني أبو الحسن على بن بكمش التركي النحوي لنفسه: وقائلة بغداد منشأوك الذى * نشأت به طفلا عليك التمائم فما بالها تشكو جفاءك معرضا * أما آن (1) أن يقضى إايها الغرائم فقلت لها إنى الفريد وإنها * أوال مغاص الدر والحرق (2) عايم وقد جرت العادات في الدر أنه * إذا فارق الاصداف لاقاه ناظم كتب الى أبو عبد الله محمد بن الحسن الكاتب أن على بن بكمش النحوي مات بدمشق يوم الاثنين سلخ شعبان من سنة ست وعشرين وستمائة.
705 - على بن ابى تراب بن فيروز الزنكوبى (3)، أبو الحسن الخياط المقرئ: من ساكنى الظفرية، سمع الحديث بنفسه من أبى الفضل محمد بن عبد السلام الانصاري وأبى الحسين المبارك بن عبد الجبار الصوفى وابى غالب محمد بن الحسن بن أحمد الباقلانى وغيرهم، روى لنا عنه ابن الاخضر.
حدثنا عبد العزيز بن محمود بن المبارك بن الاخضر من أصل كتابه أنبانا أبو الحسن على بن ابى تراب بن فيروز الزنكوبى المقرئ أنبانا أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن الباقلانى، أنبانا القاضى أبو العلاء محمد بن على بن أحمد بن يعقوب حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي، حدثنا أبو عبد الله محمد بن على بن روح بن مدراع الكندى من أصله بمصر، حدثنا عبد الواحد بن غياث، حدثنا حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس رضى الله عنه قال: قال رسول الله
__________
(1) ما بين المعقوفتين ساقط من الاصول.
(2) هكذا في النسخ.
(3) هكذا في الاصول.
(*)(3/152)
صلى الله عليه وسلم صوموا لرؤية الهلال وأفي روا لرؤيته، فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين قال قلنا: يا رسول الله ! أولا نقدم قبله بيوم أو يومين ؟ قال: فغضب وقال: لا (1).
قرأت بخط على بن أبى تراب الزنكوبى قال: مولدي في سنة أربع وسبعين وأربعمائة.
قرأت بخط ابى الفضل أحمد بن صالح بن شافع اليلى قال: توفي أبو الحسن على ابن ابى تراب بن فيروز الزنكوبى يوم الثلاثاء ثانى ربيع الاول سنة إحدى وخمسين، وصلى عليه يوم الاربعاء ودفن بالوردية.
706 - على بن ثابت بن طاهر، أبو الحسن الحذاء.
أخو أبى منصور عبد العزيز بن ثابت الخياط المقرئ الذى تقدم ذكره، مان له دكان عند باب النوى مقابل دار الوزارة ينعل فيه التماشك (2)، سمع بإفادة أخيه من أبى المكارم المبارك بن محمد الباذرائى وغيره، كتبت عنه يسيرا، وكان شيخا صالحا سليم القلب ساكنا حافظا لكتاب الله عز وجل حسن الطريقة أخبرنا على بن ثابت الحذاء، أنبانا أبو المكارم الباذرائى، أنبانا أبو غالب الباقلانى، أنبانا أبو القاسم بن بشران، أنبانا أبو بكر الاجرى، حدثنا الفريابى، حدثنا أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، حدثنا إسماعيل بن عياش، حدثنى اسد بن عبد الرحمن الخثعمي عن فروة بن مجاهد عن عقبة بن عامر قال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا عقبة بن عامر ! أمسك عليك لسانك وابك على خطيئتك وليسعك بيتك (3).
توفي على بن ثالبت الحذا في يوم الاثنين الثاني عشر من جمادى الاولى سنة ست
وعشرين وستمائة، ودفن بباب حرب وقد قارب السبعين و 707 - على بن ثابت بن على بن معمر بن ابراهيم بن صالح بن بكير (4)، أبو الحسن:
__________
(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 3 / 35.
وصحيح مسلم، كتاب الصيام باب 2.
(2) هكذا في الاصول.
(3) انظر الحديث في: تاريخ بغداد 8 / 271.
ومسند أحمد 4 / 158.
(4) في (ج): بكر.
(*)(3/153)
من أهل الحربية، سمع أبا نصر محمد بن على الزينبي وأبا الغنائم محمد بن على بن الحسن بن أبى عثمان الدقاق وأب الحسين عاصم بن الحسن وأبا الحسن على بن محمد ابن قريش وخلقا كثيرا ممن بعدهم، وكتب بخطه كثيرا، ومات كهلا ولم يحدث إلا باليسير، روى عنه أبو على بن الرحبى ونصر الله بن عبد الرحمن القزاز.
أنبانا أحمد بن سليمان الحربى، أنبانا أبو على أحمد بن محمد بن أحمد الحربى قراءة عليه في المحرم سنة خمس وخمسمائة أنبانا أبو الحسن على بن ثابت الحربى (1) وأنبانا عبد العزيز بن محمود الحافظ ببغداد ومحمد بن عبد الله بن موهوب البغدادي بمكة قالا: أنبانا محمد بن عبيد الله بن نصر قالا: أنبانا أبو الغنائم محمد بن على بن الحسن بن ابى عثمان قراءة عليه، أنبانا أبو الحسن محمد بن احمد بن محمد بن رزقوية أنبانا أبو احمد حمزة بن محمد بن العباس الدهقان، حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد القرشى، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا أبو معاوية، حدثنا الاعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من أيام اعشر قالوا: يا رسول الله ! ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال: ولاجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله
لا يرجع من ذلك بشئ (2).
قرأت بخط ابى الفضل احمد بن صالح بن شافع الجيلى قال: توفي على بن ثابت أبو الحسن الحربى ليلة الاثنين حادى عشر جمادى الاخرة سنة اثنتى عشرة وخمسمائة، وصلى عليه من الغد ودفن بباب حرب، قال شيخنا - يعنى ابن ناصر -: وكان دينا أمينا خيرا.
708 - على بن ثابت بن على بن القاسم، أبو الحسن الدرونحالى (3) المقرئ إمام جامع الرصافة في الصلوات الخمس، وكان يسكن بالحريم الظاهرى، كان من عباد الله الصالحين مشهورا بالورع والزهد والعبادة، وكان الناس يعتقدون فيه ويتبركون به ويذكرون عنه كرامات.
__________
(1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصول.
(2) انظر الحديث في سنن الترمذي 757.
ومسند أحمد 1 / 224.
(3) في (ج): الدوري.(3/154)
ذكر عبد الوهاب الانماطي - ونقلته من خطه - أنه مات في يوم الاحد عاشر ربيع الاخر سنة تسع وعشرين وخمسمائة، ودفن يوم الاثنين بباب حرب.
709 - على بن ثابت بن غنى بن مقلد، أبو الحسن من أهل باجرى، وكان يتولى القضاء بها، سمع ابا بكر محمد بن عمر بن أبى بكر الخازمى (1) الهروي، وحدث باليسير، وروى لنا عنه عبد الرحمن بن عمر بن الغزال الواعظ.
أخبرني ابن الغزال، أنبانا القاضى أبو الحسن على بن ثابت بن غنى الباجرى بقرائتي عليه قلت له أخبركم أبو بكر محمد بن عمر بن أبى بكر الخازمى الهروي قدم عليكم بغداد فأقر به وأنت تسمع بالمدرسة النظامية، أنبانا أبو عبد الله محمد بن
الفضل الفرارى، أنبانا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابونى، أنبانا أبو سعيد عبد الله بن محمد الرازي، أنبانا محمد بن أيوب الرازي، أنبانا مسلم بن إبراهيم، حدثنا هشام بن أبى عبد الله الدستوائى، حدثنا قتادة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يكبر ابن ادم ويكبر معه اثنان: حب المال وطول العمر (2) أخبرناه عاليا أبو الفرج (3) عبد المعز بن محمد بن أبى الفضل البزاز بهراة والحرة زينب بنت عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بنيساب ور قالا: أنبانا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامى، أنبانا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرحمن الصابونى، أنبانا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي فذكره إلا أنه قال: يهرم ابن آدم ويكبر معه اثنان - والباقى سواء.
710 - على بن ثابن، أبو الحسن الانصاري: شاعر، نزل بغداد، وكان صديقا لابي العتاهية، وكانا يتعارضان، إذا قال هذا قصيدد قال هذا مثلها، وكان يسلك مذهب أبى العتاهية، وقد حضر أبو العتاهية دفنه وتولى الصلاة عليه ورثاه.
__________
(1) في (ب).
(ج).
الحارقى.
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 8 / 111.
وفتح الباري 11 / 239.
(3) في الشذرات: أبو روح.
(*)(3/155)
ذكر هذا محمد بن داود بن الجراح الكاتب في كتاب الورقة في أخبار الشعراء المحدثين من جمعة (1) وقال: أنشدني إسماعيل بن محمد النوفل لابي العتاهية: بعزة الله أستعفي من النار * والله جارى وعز الله من جارى يانفس ما بين لفح النار منزله * وبين روح جنان الخلد فاختارى فقال على بن ثابت:
يا نفس مالك من صبر على النار * قد حاه أن تقبلي من بعد إدبار يا نفس إنك قد خيرت في مهل * بين الهدى والعمى يا نفس فاختارى قرأت على أبى القاسم على بن عبد الرحمن بن على عن أبى بكر محمد بن عبيد الله بن نصر، أنبانا أبو منصور محمد بن أحمد إذنا عن محمد بن عمران بن موسى المرزبانى أنشدنا على بن سليمان (2) الاخفش، أنشدنا ثعلب لابي العتاهية يرثى على ابن ثابت: ألا من لى بأنسك يا أخيا * ومن لى أن أبثك ما لديا طوتك خطوب دهرك بعد نشر * كذاك خطوبه نشرا وطيا فلو سمحت بردك لى الليالى * شكوت إليه ما اجترمت اليا بكيتك يا على بدر عينى * فلم يغن البكاء عليك شيئا كفى حزنا بدفنك ثم إنى * نفضت تراب قبرك من يديا وكانت في حياتك لى عظات * وأنت اليوم أوعظ منك حيا 711 - على بن ثابت، أبو الحسن الوراق، الملقب بالديك: ذكر أبو طاهر أحمد بن الحسن الكرخي في تاريخه ونقلته من خطه أنه توفي في سنة سبعين وأربعمائة.
712 - على بن ثروان بن زيد، أبو الحسن الكندى (3).
ابن عم شيخنا أبى اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندى المقدم ذكره، ولد ببغداد
__________
(1) في (ج): جهة.
(2) في (ب): بن سليم.
(3) انظر: خريدة القصر 1 / 312.
(*)(3/156)
ونشأ بها، وقرأ بها الادب على أبى منصور بن الجواليقى وغيره حتى برع فيه، وكتب
بخطه كثيرا، وضبط (1) ضبطا صحيحا، وسمع سيئا من الحديث من بى البركات هبة الله بن محمد بن على بن البخاري وغيره، وسافر الى الشام وسكن دمشق الى حين وفاته، ولقى القبول عند الملك نور الدين محمود (2) بن زنكى وصار من أخصائه، وحدث باليسير، روى عنه أبو المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى التغلبي في معجم شيوخه، وقرأ عليه الصائن أبو الحسين هبة الله بن الحسن بن هبة الله الشافعي المعروف بابن عساكر كتاب المعرب لابن الجواليقى، وكان الصائن أسن منه.
أخبرنا أبو الغنائم سالم بن الحسن بن هبة الله بن محفوظ التغلبي بدمشق، حدثنا والدى من لفظه، أنبانا أبو الحسن على بن ثروان الكندى، أنبانا أبو البركات هبة الله ابن محمد بن على بن البخاري قراءة عليه، وأخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن أحمد بن على الامين وأبو القاسم فرج بن معالى القصبانى قالا: أنبانا محمد بن عبد الباقي البزاز قالا: أنبانا أبو محمد (3) الحسن بن على الجوهرى، أنبانا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن فهد الازدي، أنبانا أبو يعلى أحمد بن على بن المثنى الموصلي، حدثنا بندار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة سمع أبا وائل يقول: إن رحلا جاء الى عبد الله بن مسعود فقال: إنى قرأت البارحة المفصل كلها (4) في ركعة، فقال عبد الله بن مسعود: هذأ كهذإ الشعر، ثم قال عبد الله: لقد عرفت النظائر التى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرن بينهن - فذكر عشرين سورة من الفصل سورتين في كل ركعة.
قرأت على أبى المعالى عبد الرحمن بن على بن عثمان المخزومى بالقاهرة عن أبى الفتح عثمان بن عيسى بن منصور البلطى النحوي أنشدني أبو الحسن على بن ثروان الكندى لنفسه بدمشق، وكان قد قصد جمال الدولة حجا ابن الامين مبين الدولة
__________
(1) في الاصل، (ب): يضبط.
(2) في الاصل، (ب): محمد.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الاصول.
(4) في (ج): كله.
(*)(3/157)
حاتم فلم يصدفه فعمل بيتين وكتبهما على باب الدار حفرا (1) بالسكين وأنشدنيها: حضر الكندى مغناكم فلم * يركم من بعد كد وتعب لو راكم لتجلى همه * وانثنى عنكم بحسن المنقلب أنشدنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله الثعلبي بدمشق أشدنا أبو المظفر أسامة بن مرشد الكنانى لابي الحسن على بن ثروان الكندى درت عليك غوادي المزن يا دار * ولا عفت منك آيات وآثار دعاء من لعبت أيدى الغرام به * وباعدتها صبالات وإذكار قرأت في كتاب معجم شيوخ أبى عبد الله محمد بن كامل بن أبى الصقر الدمشقي بخطه وقرأته على القاضى أبى نصر بن الشيرازي بدمشق عنه أنشدني على ابن ثروان أبو الحسن الكندى بدمشق: خفض الدمع ما استطت فقد * صار لمجراه في الخدود (2) طريقا كان درا قبل الفراق فلما * رعته بالفراق صار عقيقا قرأت في كتاب خريدة القصر لابي عبد الله الكاتب بخطه وأجاز لى روايتي عنه قال: شمس الدين أبو الحسن على بن ثروان الكندى كان أديبا فاضلا أريبا كاملا، قد أتقن اللغة وقرأ الادب على ابن الجواليقى وغيرهمن صدور العلم وبحوره، ولم يزل الادب بمكانه في دمشق مشرقا بنوره في آفاق ظهوره، وقد ذكرت تاج الدين الكندى ابن عمه في أهل بغداد وهذا لاقامته (3) بدمشق أوردته مع أهلها، والاصل من الخابور، رايته بدمشق مشهودا لفضله بالوفور، مشهورا بالمعرفة بين الجمهور، موثوقا
بقوله، مغبوقا موصوفا من نور الدين بطوله، وله شعر كثير، وفضل نظيم ونثير، ولم يقع لى ما أشد يد الانقياد عليه، أو أصرف عنان الانقياد إليه.
سألت شيخنا أبا اليمن الكندى بدمشق عن مولد ابن عمه على بن ثروان ووفاته فقال: مولده ببغداد في سنة خمسمائة أو قبلها، وتوفى بدمشق في سنة خمس وستين وخمسمائة.
__________
(1) في (ج): جعفرا.
(2) في (ب): خلاد.
(3) في الاصل، (ب): لاقى منه.
(*)(3/158)
713 - على بن جابر بن زهير بن على، أبو الحسن البطائحى: من أهل ساقية سايمان ناحية بالبطائح، قدم بغداد في صباه مع والده في سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة وأقام بها مدة، وسمع الحديث من أبى الحسن بن عبد العزيز بن السمك وأبى الفضل محمد بن ناصر الحافظ وغير هما، ثم قدمها بعد ذلك بمدة وتفقه بها على يوسف الدمشقي، ثم رحل الى رحبة الشام وأقام بها مدة (1) مديدة يقرأ على أبى عبد الله بن المتقنة الفقيه، ثم عاد الى ناحيته وتولى القضاء بها وبالعراق، وكان فاضلا، قدم بغداد أخيرا في سنة أربع وتسعين وخمسمائة، وروى بها شيئا من الاناشيد عن والده وعن ابن المتقنة، كتب عنه رفيقنا أبو القاسم بن الحمامى.
أنشدني أبو القاسم موهوب بن سعيد الحمامى، أنشدني القاضى أبو الحسن على ابن جابر بن زهير البطائحى ببغداد قدم علينا، أنشدني أبو عبد الله محمد بن الحسن ابن المتقنة الفقيه بالرحبة لنفسه يعارض الحريري في بيتيه اللذين قال فيهما: اسكنا كل نافث وأمنا * أن يعززا بثالث وهماسم سمعه فحسن آثارها فقال:
ما الامة الو كفاء بين الورى * أحسن من حراتى ملامه فمه إذا استجديت (2) عن قول * لا فالحر لايملاء منها فمه سمعت أبا عبد الله محمد بن سعيد الواسطي يقول: سألت القاضى على بن جابر البطائحى عن مولده، فقال: في شهر رمضان من سنة تسع وعشرين وخمسمائة، وتوفي في منحدرة من بغداد إلى واسط في سنة أربع وتسعين وخمسمائة.
714 - على بن جابر بن على، أبو الحسن التاجر: من أهل أطرابلس المغرب، قدم بغداد شابا واستوطنها، وسكن بدار الخلافة، وصار من شيوخ التجار وأعيانهم ذا مكانة عند الاكابر والاصاغر، وهو حافظ لكتاب الله حسن الطريقة، متدين كثير الصدقة والمعروف، طيب الاخلاق، متودد مسارع إلى قضاء حوائج الناس، حدث بكتاب الموطأ لمالك بن أنس عن الامام الناصر لدين الله
__________
(1) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل، (ب).
(2) في الاصل، (ب): استحدثت.
(*)(3/159)
صلوات الله عليه بالاجازة سمع منه جماعة بجامع القصر، وسمعته يقول: ولدت في سنة خمسين وخمسمائة، وتوفي يوم الاحد الثالث والعشرين من ذى القعدة من سنة إحدى وأربعين وستمائة، ودفن بباب أبرز - رحمة الله عليه 715 - على بن جامع، أبو الحسن البغدادي: أنبانا عبد الوهاب بن على عن محمد (1) بن ناصر الحافظ، أنبانا أبو على الحسن ابن أحمد بن البناء إذنا، أنبانا هلال بن محمد بن جعفر الحفار، أنبانا أبو الحسن على ابن جامع البغدادي، حدثنا أبو الحسن بن المغلس قال: وجدت رقعة مختومة في مجلس أبى بكر محمد بن داود الفقيه ففضضتها فإذا فيها: يا ابن داود يا فقيه العراق * آفتنا في قواتل الاحداق هل عليها الجناح في الفتك أم * حل لها في الهوى دم العشاق
فأجابه بقوله (2): عندي جواب مسائل العشاق * فاسمع لها من مدنف مشتاق لما سألت عن الهوى شوقتني * وأرقت دمعا لم يكن بالراقى أخطأت في نفس السؤال ولم تصب * بل (3) في الهوى شفقا من الاشفاق لو كان معشوق يعذب عاشقا * كان المعذب أنعم العشاق إن كان يدنيه إاى أحبابه * فكر فيلقاهم بغير تلاق ليس العذاب سوى (4) التباعد والنوى * وتحرق الاحشاء بالاشواق 716 - على بن جبلة الكاتب: حدث عن أبي على الحسن بن بشر بن سلم بن المسيب البجلى، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني في معجم شيوخه.
أنبانا محمد بن أبى يزيد الكرانى إذنا، أنبانا أبو طاهر إسحاق بن أحمد الراشتينانى
__________
(1) في الاصل: على بن محمد.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل، (ب).
(3) في (ج): لسرة.
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل، (ب).
(*)(3/160)
قراءة عليه، أنبانا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ربذة (1)، أنبانا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، حدثنا على بن جبلة الكاتب البغدادي، حدثنا الحسن بن بشر البجلى، حدثنا قيس بن الربيع عن سهيل (2) بن أبى صالح عن أبيه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تعلم الرمى ثم نسيه فهي نعمه جحدها (3) 717 - على بن جعفر المقتدر بالله بن أحمد المعتضد بالله بن محمد الموفق بالله ابن جعفر المتوكل على الله بن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن محمد
المهدى بن عبد الله المنصور بن محمد بن على بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو الحسن: قلده والده الصلاة بكور الرى وأعمال الحرب والمعاون بها ودباوند وقزوين وزنجان وأبهر والطرم في شهر رمضان سنة إحدى وثلاثمائة ونفذ توليه إلى هناك وتوفي يوم السبت لثلاث بن سنان في قرة في تاريخه.
718 - على بن جعفر بن ثابت الشاهد: ذكر هلال بن المحسن الكاتب ونقلته من خطه أنه توفي شهر ربيع الاول سنة ثمانين وثلاثمائة.
719 - على بن جعفر بن الحسن الهاشمي: روى عن والده، روى عنه أبو عبد الله بن باكوية الشيرازي.
أخبرنا سليمان وعلى ابنا محمد بن على الموصلي قالا: أنبانا عمر بن أحمد بن منصور النيسابوري، أنبانا على بن عبد الله الحيري، أنبانا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكوية قال: سمعت ابن جعفر الهاشمي ببغداد قال: سمعت والدى جعفر بن الحسن يقول: سمعت حسان بن أحمد الهاشمي يقول: سأل أمير المؤمنين على بن موسى الرضا: أيش فائدة الصوم في الحكم ؟ قال: علم الله تعالى ما ينال الفقير من شدة
__________
(1) في النسخ: عبيد الله بن زيده.
(2) في النسخ: عن سهل.
(3) انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 2814.
ومجمع الزوائد 5 / 269.
والمعجم الصغير 1 / 197.
(*)(3/161)
الجوع فأدخل على الغنى الصوم ليذوق طعم الجوع ضرورة حتى لا ينسى ما يمس الفقير من الجوع، فقال المأمون: أقسم بالله ما كتبت هذا إلا بيدى.
720 - على بن جعفر بن صالح بن عمرو، أبو الحسن البغدادي:
حدث عن محمد بن سليمان السامى، روى عنه عبد القيس بن عقيل بن الحارث الرملي حديثا منكرا.
قرأت على ست الشرف بنت شعبان بن إبراهيم العبدى بأصبهان عن أبى نصر محمد بن أبى الرجا الصائغ، أنبانا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن منده قراءة عليه، أنبانا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد العاصمى ببلخ، أنبانا أبو إسحاق ابراهيم بن أحمد المستملى، حدثنا أبو بكر بن عصمة الكوسج، حدثنا عبد القيس بن عقيل بن الحارث بن مسمار أبو القاسم الرملي في مسجد الجامع ببلخ إملاء - وكان يختلف معنا إلى مشايخنا - أنبانا أبو الحسن على بن جعفر بن كثير عن زيد بن أسلم عن عطاء بن أبى رباح عن أبى هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تستشيروا الحاكة ولا المعلمين فإن الله سلب عقولهم ونزع البركة من أكسابهم (1).
721 - على بن جعفر بن عبد الله، أبو الحسن الدقاق: ذكره أبو الحسن محمد بن العباس بن الفرات في كتاب وفاآت مشايخه الذين كتب عنهم فقال: في سنت اثنتين وسبعين وثلاثمائة توفي أبو الحسن على بن جعفر بن عبد الله الدقاق يوم الاحد لسبع خلون من جماددى الاخرة، وكان سيئى الحال في الرواية جدا.
أنبانا ذاكر بن كامل الحذا قال: قرئ على يحيى بن الحسن بن البناء عن أبى بكر أحمد بن محمد الكازرونى وأنا أسمع، أنبانا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبى الفوارس الحافظ قراءة عليه قال: سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة توفي أبو الحسن على بن جعفر بن عبد الله الدقاق يوم الاحد لسبع خلون من جمادى الاخرة، مولده سنة إحدى وأربعين ومائتين، وكان سيئى الحال في الرواية غير مرضى.
__________
(1) انظر الحديث في: تاريخ بغداد 12 / 124.
وتنزيه الشريعة 1 / 254.
والفوائد المجموعة 153 / 207.
(*)(3/162)
722 - على بن جعفر بن محمد الحنبلى: حدث أن أبى على الحسين بن عبد الله الخرقي، روى عنه ابنه الحسين.
أخبرنا عبد العزيز بن محمود الجنابذى، أنبانا أبو الفتح عبد الملك بن عبد الله الهروي، بن أنبانا عبد الله بن محمد هو الانصاري، حدثنا محمد بن أحمد الجارودي إملاء، أنبانا الحسين بن على بن جعفر البغدادي، حدثنا أبى، حدثنا أبو على الحسين بن عبد الله الخرقى - وكان من اصحاب ابى بكر المروذى وقد رأى أحمد بن حنبل - قال - يعنى المروذى: بت مع ابى عبد الله ليلة فلم أره ينام الا يبكى الى أن أصبح، فقلت: يا أبا عبد الله كثر بكاؤك فما السبب ؟ فقال: يا ابا بكر ! ذكرت ضرب المعتصم إياى وقد مر بى في الدرس (وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله) فسجدت وأجللته في السجود.
723 - على بن جعفر بن محمد بن مهدويه، أبو الحسن: من اهل الانبار، من بيت مشهور بالرئاسة والرواية، سمع أبا عبد الله محمد بن على ابن عبد الله الصوري، وحدث باليسير، وروى عنه أبو البركات بن القطى في معجم شيوخه، وذكر أنه كان كبير السن قد ناهز التسعين.
أنبانا محمد بن المبارك البيع عن ابى العلاء وجيه بن هبة الله بن المبارك السقطى أنبانا أبى، أنبانا على بن جعفر بن محمد بن مهدويه الانباري بالانباري، حدثنا أبو عبد الله محمد بن على الصوري الحافظ بالانبار قدم علينت، حدثنا أبو يعقوب يوسف بن يعقوب النجيرمى (1)، حدثنا أبو القاسم عمر بن محمد بن سيف البغدادي بالبصرة، حدثنا أبو خليفة، حدثنا ابن سلام، حدثنى عيد الله بن مصعب قال: كنت (2) عند الرشيد فقال له يعض جلسائه في محمد بن هبد الله المخزومى: هو حدث السن وليس مثله يلى القضاء، فقلت ولا يضيع فتى قريش في مجلس أنا فيه، فأقبلت عليهم وقلت
لهم: فهل عاب الله تعالى أحدا بالحداثة والله تعالى يقول (قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم)، وأمير المؤمنين حديث (3) السن أفتعيبونه على ذلك ؟ فقال الرشيد: صدق، وصوب قوله وأقر المخزومى على القضاء.
__________
(1) في الاصل، (ب): البحيرى وفي (ج): الجيرى.
(2) في (ب): كتب.
(3) في (ب): حدث.
(*)(3/163)
724 - على بن جعفر، أبو الحسن الحنبلى، المعروف بالجمال: حدث عن أبى محمد جعفر بن محمد بن نصير الخلدى، روى عنه جعفر بن محمد ابن الحسين الابهري.
أنبانا أبو الفرج عبد الرحمن بن على بن الجوزى ونقلته من خطه أنبانا بو نصر حمد بن منصور الهمداني قراءة عليه، أنبانا أبو على أحمد بن سعد بن على العجلى، أخبرنا أبو ثابت بجير بن منصور بن على إجازة، أنبانا أبو محمد جعفر بن محمد بن الحسين الابهري قال: سمعت ابا الحسن على بن جعفر الحنبلى المعروف بالجمال ببغداد يقول: سمعت جعفر بن محمد بن نصير الخلدى يقول: ثلاث مسائل سألت عدة من المشايخ فلم يجببنى أحد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، فقلت: يا رسول الله ! ما التصوف ؟ قال: ترك الدعاوى وكتمان المعاني فقلت له: ما التوحيد ؟ قال: ما حده فكرك أو أحاط به همك أو أصبته بحواسك، فالله بخلافه إنما نسلم التوحيد لمن جرده من أربعة: من الشرك والشك والتشبيه والتعطيل، فقلت له: ما العقل ؟ فقال: أدناه ترك الدنيا، وأعلاه ترك التفكر في ذات الله تعالى قال جعفر الابهري: سمعت من سمعون يقول: إن ابا الحسن من الابدال.
725 - على بن جعفر، أبو الحسن السلماسى: كان أحد الشهود المعدلين بمدينة السلام، ذكر هلال بن المحسن وذكرته من خطه
أنه توفي يوم الاثنين الثالث من شعبان سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.
726 - على بن جعفر، أبو الحسن الخازن الصوفي: من أهل نيسابور، صحب أبا سعيد فضل الله بن أبى الخير الميهنى وخدمه وخدم غيره من مشايخ خراسان، ورافق أبا سعد الصوفي النيسابوري إلى بغداد، ولما بنى أبو سعد رباطه جعله خازنا (1) به، ولما مات أبو سعد تعصب له قوم حتى يكون مكانه فما (2) تم له، فبقى على خزانة الرباط إلى آخر عمره، وكان معمرا كبيرا السن.
قرأت على أبى الحسن بن المقدسي بمصر عن أبى طاهر أحمد بن محمد السلفي،
__________
(1) في (ج): خانا.
(2) في النسخ: فلما.
(*)(3/164)
أنبانا أبو الحسن على بن جعفر الخازن النيسابوري رأيته ببغداد وكان يشار إليه في وقته بين الخراسانية من رفقاء أبى سعد الصوفي النيسابوري، وكان أبو سعد يقول: ثلثا تصوفي على ما سمعت إسماعيل بن الحسن الشعرى النيسابوري نحكيه عنه.
727 - على بن حجاج بن على بن طليب، أبو الحسن المستعمل: من أهل الحربية، سمع أبا حفص عمر بن على الحربى، كتبت عنه شيئا يسيرا، وكان حسن الاخلاق من ذوى اليسار، فيه تميز وتيقظ.
أخبرني على بن حجاج بن على بن طليب أبو الحسن بقراءتي عليه، أنبانا عمر بن عبد الله الحربى قراءة عليه، أنبانا على بن الحسين بن أيوب، أنبانا عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفى، حدثنا أحمد بن سليمان النجاد، حدثنا الحرب بن محمد، حدثنا أبو النصر (1) هاشم بن القاسم، حدثنا بقية بن الوليد عن خليد بن دعلج عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الناس يعملون الخير وإنما يعطون أجورهم على قدر عقولهم (2).
سألت عن أبى الحسن بن حجاج عن مولده، فقال: في سنة خمس وثلاثين
وخمسمائة، وتوفي يوم الاربعاء ودفن يوم الخميس الثالث عشر من جمادى الاولى سنة تسع وستمائة بباب حرب.
728 - على بن حجاج بن على بن طليب، أبو عبد العزيز: من أهل الحربية، وهو أخو المذكر آنفا وكان الاصغر، سمع مع أخيه من عمر بن عبد الله الحربى، وخرج من الحربية فسكن قرية بنهر عيسى يعرف بالصافي، أقام بها أكثر من أربعين سنة لم يدخل الحربية، وكان شيخا صالحا ورعا متدينا متعبدا منقطعا عن الخلق قليل المخالطة لهم، حدث باليسير ولم يتفق لى لقاءه، سمع منه رفيقنا على بن معالى الرصافي، وقد ذكر لى أنه اجتمع به لما جاء إلى ظاهر الحربية للصلاة على جنازة أخيه وحضور دفنه، ثم عاد إلى القرية.
أخبرني على بن معالى المقرئ، أنبانا على بن الحجاج الزاهد قراءة عليه بظاهر
__________
(1) في الاصل: أبو الحفر.
(2) انظر الحديث في: كشف الخفا 2 / 452.
(*)(3/165)
الحربية أنبانا عمر بن عبد الله بن على الحربى قراءة عليه وأنبانا سليمان بن محمد بن على الموصلي، أنبانا أبو المعالى المبارك بن بركة بن فتوح النحاس قراءة عليه، أنبانا الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة، أنيانا أبو عمر (1) عبد الواحد بن محمد بن عبد الله الفارسى، حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملى، حدثنا محمد بن صالح الانماطى حدثنا أبو سلمة، حدثنا الحسن بن أبى جعفر عن مجالد عن سعيد عن الشعبى عن المحرز بن أبى هريرة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يأتي الدجال المدينة إلا وجد على كل نقب من أنقابها ملكا معه السيف (2).
سألت أبا الحسن على بن حجاج بن على بن طليب عن مولد (3) أخيه على، فقال: في سنة سبع وثلاثين وخمسمائة، وتوفي على بن حجاج أخو أبى الحسن في يوم
الاثنين السادس عشر من شعبان سنة ثمان عشرة وستمائة بقرية الصابى، وكان ساكنا بها وجئ بجثمانه إلى باب حرب فدفن هناك.
729 - على بن حراز بن سليمان بن حراز، أبو الحسن: من أهل واسط، وكان من الشهود المعدلين بها، وهو ابن عم شيخنا يحيى بن الربيع بن سليمان الفقيه، قدم بغداد في صباه وتفقه بها على أبى القاسم بن فضلان، وسمع الحديث من أبى منصور محمد بن أحمد بن الفرج الدقاق وغيره، ثم قدم بعد علو سنه بغداد وروى بها شيئا يسيرا، ذكرا لى أبو عبد الله محمد بن سعيد الحافظ الواسطي أنه كتب عنه ببغداد، قال: وسألته عن مولده، فقال: يوم عرفة من سنة خمس وأربعين وخمسمائة، وتوفي في السابع والعشرين من شهر ربيع الاول سنة تسع وعشرين وستمائة بئاسط، ودفن بداوردان رحمه الله.
730 - على بن أبى حزارة البغدادي: ذكره أبو بكر الخطيب في كتاب المؤلف والمختلف من جمعه وأنه بجاء مهملة بعدها زاى وبعد الالف راء، قال: روى عنه عباس الدوري حكاية.
أنبانا ذاكر بن كامل بن أبى غالب عن أبى سعد أحمد بن عبد الجبار بن أحمد
__________
(1) في النسخ: أبو عمران.
(2) انظر الحديث في: كنز العمال 34899.
(3) في (ب): مولده.
(*)(3/166)
الصيرفي، أنبانا أبو محمد الحسن بن محمد الخلال إجازة وحدثنا عنه أبو بكر الخطيب، حدثنا محمد بن العباس بن حيويه، حدثنا أبو الحسين العباس بن العباس بن المغيرة، حدثنا عباس الدوري، حدثنا على بن أبى حزارة، حدثتني أمي وأفلجت وأقعدت من رجليها دهرا فقالت لى يوما: لو أتيت هذا الرجل - أحمد بن حنبل - فسألته أن يدعو
الله لى ! قال: فعبرت إلى أحمد فدققت عليه الباب وكان في الدهليز، فقال: من هذا ؟ قلت له: يا أبا عبد الله رجل من إخوانك، قال: وما شأنك ؟ قلت: إن أمي مريضة (1) قد أقعدت من رجليها وهى تسألك أن تدعو الله لها، قال فجعل يقول: يا هذا فمن يدعو لنا نحن ؟ فقال ذلك مرارا فكأني استحييت فمضيت وقلت: سلام عليكم، فخرجت عجوز من منزله فقالت: إنى قد رأيته يحرك شفتيه بسئ وأرجو أن يكون يدعو الله لك، قال: فرجعت إلى أمي فدققت عليها الباب، فقالت: من هذا ؟ فقلت: أنا على، فقامت ففتحت لي الباب، فقلت: لا إله إلا الله أيش القصة ؟ فقالت: لا أدرى إلا أنى قد قمت على رجلى فعجبت من ذاك وحمدت الله عز وجل، قال: وذاك مسافة الطريق.
731 - على بن حسان بن سالم بن مسافر، أبو الحسن الكاتب: شاعر مليح، حسن الخلفاء والاكابر فأكثر.
أنشدني أبو الحسن محمد بن أحمد بن عمر القطيعى، أنشدني على بن حسان بن مسافر الكاتب لنفسه من قصيدة له (2).
زار وثغر مبتسم فخرا * وعقد النجوم منفصم والبدر في ربقة الغروب لما * يستنجد الليل وهو منهزم والجو في حلة معنبرة * لها من البرق مومضا علم والارض قد أصبحت من حرفة * وازينت بشر (3) روضها نعم والبان مياسة معطفة * والسحب تبكى والزهر يبتسم والورد قد قتقت لطائمه * هسمه ثغر جوها شيم
__________
(1) ما بين المعقوفتين بياض في الاصل.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل، (ب).
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الاصل، (ج).
(*)(3/167)
قد سل سيفا على الشقائق * فأخذته من رؤسها القمم إن شابهت لئنه غلائلها * ما كل قان مضرج عنم فقل لمن راقه معصفرها * لايزدهيك الهوى فذاك دم واصفر وحه النهار من وجل * كمدنف مل قلبه السم واطرق النرجس المضاعف إجلا * لا كطرف في جفنه سقم وعاد شمل المنثور حين زها * الورد من العجب وهو منتظم وافتر ثغر الاقاح من خذل * والجدول الغمر طل يلتطم وغنت الورق في الغصون فيا * لله تلك الالحان والنغم أصنع من معبد وأفصح من * قس فهن النواطق العجم وأنشدني أبو الحسن بن القطيعى، أنشدني أبو على بن مسافر لنفسه: خيم في جفن عينى السهر * لما استسرت بدورهم وسرو قوم حمت بيضهم وقد ظعنوا * بيض معراض وسمرهم سمر كم قربوا حسرة ببعدهم * وكم فؤاد لما سرو أسر لم أحمل الصبر يوم بينهم * والصبر في ساعة الهوى صبر يا جيرة العمر قد تصرم في * حزنى وشوقي إليكم العمر كأن عينى عين وأدمعها * جداول في الخدود تنحدر وفي حدوج الغادين بدر دجى * وغصن بان مهفهف نضر قلبى كناس في لحظ مقلته * ظبى حلاها الفتور والحور مفرطق ساحر اللحاظ زا * ر فليلي جميعه سحر أجفان عينيه للصوارم أج * - فان وسل الصوارم النظر أعارني خضرة السقام ولم * يشف غليلي رضاؤه الخصر لم أرو من خمره بفيه ومن * أين وسمر القنا له حفر
أخفرت حق الذمام يا قمر * أيسره في تمامه الخفر أفنيت في قتل عاشق دنف * شاب وما شاب صفوه الكدر يا حبذا العيش حين يغدو إلى * اللهو على غرة ويبتكر في جنح ليل من الشيبة لم * يبد لنا من صاحبه بدر(3/168)
أيام صبح المشيب لم يبد * إشراقا ئليل الشباب معتكر اخبرني ابن القطيعى انه سال ابن مسافر عن مولده، فقال: سنة اربع واربعين وخمسمائة.
انبانا أبو سعيد الحسن بن محمد بن حمدون الكاتب ونقلته من خطه قال: مات على ابن مسافر الشاعر ليلة يوم الثلاثاء ثامن عشر جمادى الاخرة سنة إحدى وتسعين وخمسمائة، ودفن في هذا اليوم بمقابر قريش بالجانب الغربي.
732 - على بن حسان بن على بن الحسين بن عبد الله بن الثعلبي، أبو الحسن: من اهل الحريم الظاهرى، سمع ابا الفوارس طراد بن محمد بن على الزينبي، سمع منه عبد المغيث بن زهير الحربى، وروى لنا عنه محمد بن الشطرنجى.
اخبرنا محمد بن ابى على بن الشطرنجى، انبانا على بن حسان بن الثعلبي، انبانا أبو الفوارس طراد بن محمد بن على الزينبي، انبانا أبو الحسين على بن محمد بن عبد الله ابن بشران، انبانا الحسين بن صفوان البردعى، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي، حدثنا أبو موسى الهروي، انبانا عبد الله بن عبد القدوس، حدثنى الاعمش عن هلال بن يساف عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون في امتى قذف ومسخ وخسف قيل: يا رسول الله ! ومتى ذاك ؟ قال: إذا ظهرت المعارف وكثرت الفساق وشربت الخمور (1).
قرأت بخط القاضى ابى المحاسن عمر بن على بن الخضر القرشى: يألته - يعنى على ابن حسان الثعلبي - عن مولده، فقال: أظنه سنة ثمان وسبعين وأربعمائة.
قرأت في كتاب ابى بكر محمد بن على بن عمر اللنى المقرئ بخطه قال: مات أبو الحسن على بن حسان بن الثعلبي ليلة الخميس سابع عشرى سنة خمس وخمسين وخمسمائة، سمعت منه وكان شيخا صالحا حسنا، قد صحب الصالحين وخدمهم.
733 - على بن الحسن بن ابراهيم الموصلي، أبو الحسن السقا: سمع ابا بكر عبد القاهر بن محمد بن محمد بن عبرة الموصلي وابا الفتح محمد بن
__________
(1) انظر الحديث في: كنز العمال 39595.
(*)(3/169)
احمد بن ابى الفوارس الحافظ، روى عنه أبو الحسن على بن احمد بن يوسف الهكارى.
قرأت في كتاب ابى الوغا احمد بن على بن ابراهيم الفيروز آبادي بخطه حدثنا أبو الحسن على بن احمد بن يوسف القرشى الهكارى، حدثنا أبو الحسن على بن الحسن ابن ابراهيم الموصلي الشيخ الصالح المعروف بالسقا ببغداد، انبانا أبو بكر عبد القاهر ابن عبرة الموصلي، انبانا أبو هارون موسى بن محمد الانصاري، حدثنا أبو بكر عبد موسى ابن اسحاق الانصاري، حدثنا محمد بن على الملطى، حدثنا خطاب بن سنان عن قيس ابن الربيع عن ثابت بن ميمون عن محمد بن سيرين قال: نزلنا نهر تيرى فأتانا أهل ذلك المنزل فقالوا: ادخلوا فانه لم ينزل هذا المنزل احد الا اخذ متاعه، فرحل اصحابي وتخلفت للحديث الذى حدثنى ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ في ليلة ثلاثا وثلاثين آية لم يضره في تلك الليلة سبع ضارى ولا طارى، وعوفي في نفسه ئأهله وما له حتى يصبح (1) فلما امسينا لم أنم حتى رأيتهم قد جاؤا أكثر من ثلاثين مرة مخترطين سيوفهم، فما يصلون الى، فلما اصبحت رحلت فلقينى شيخ منهم على فرس
ذنوب منتكبا قوسا عربيا، فقال لى، يا هذا ! إنسى أم جنى ؟ قال قلت: بل إنسى من ولد آدم، قال: فما بالك لقد أتيناك أكثر من سبعين مرة كل ذلك يحال بيننا وبينك بسور من حديد ؟ قلت: حديث حدثنى ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من قرأ ثلاثا وثلاثين آية في ليلة لم يضره في تلك الليلة لص طارى ولا سبع ضارى، وعوفي في نفسه وأهله وماله حتى يصبح ! قال: فنزل عن فرسه وكسر قوسه وأعطى الله تبارك وتعالى أن لا يعود فيها، والثلاث والثلاثون آية: أول آيات من أول البقرة إلى قوله: (المفلحون) وآية الكرسي واثنتان بعدها إلى قوله (خالدون) وثلاث آيات من آخر البقرة إلى آخرها وثلاث آيات من الاعراف: (إن ربكم الله) إلى قوله: (من المحسنين) وآخر بنى اسرائيل (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن) إلى آخرها وعشر آيات من أول الصافات إلى قوله: (لازب) واثنتان من الرحمن (يا معشر الجن والانس أن استطعتم) إلى قوله: (فلا تنتصرون) ومن آخر الحشر (لو أنزلنا هذا القران) إلى آخرها واثنتان من (قل أوحى) إلى (وأنه تعالى جد ربنا) الى قوله: (شططا).
__________
(1) انظر الحديث في الدر المنثور 1 / 28.
واتحاف السادة المتقين 5 / 134.
(*)(3/170)
هذا الحديث لشعيب بن حرب فقال لى: كنا نسميها آيات الحرز، ويقال: إن فيها شفاء من مائة داء فعد على الجنون والجذام والبرص وغير ذلك فلم أحفظ، قال محمد ابن على فقرأتها على شيخ لنا قد فلج حتى أذهب الله عز وجل عنه ذلك.
734 - على بن الحسن بن أحمد، أبو الحسن الناقد: حدث عن أبيه، روى عنه أبو معاذ الطالقاني.
أنبانا أبو القاسم الازجى عن أبى الرجا أحمد بن الكسائي قال: كتب إلى أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد الشيرازي حدثنى أبو معاذ أصفح بن على بن
أبو نصر معاذ بن القاسم بن الليث القيسي الطالقاني بالدامغان حدثنى أبو الحسن على بن الحسن بن أحمد البغدادي الناقد التمارين ببغداد حدثنى والدى، حدثنى أبو بكر محمد ابن على بن إسماعيل مبرمان النحوي قال: صحب شيخ مدينى (1) قوما في سفينة فكانت مع أحدهم جارية مغنية، وكان للشيخ هيئة وحشمة، فقالوا له: إن معنا جارية مغنية ونحن لك، فان أذنت لنا سمعنا ! فقال الشيخ: أنا أعزل عنكم وافعلوا أنتم ما بدا لكم فارتقى الشيخ إلى طلال السفينة وغنت الجارية، في بعض ما غنت: حتى إذا الصبح بدا ضوءه * وغابت الجوزاء والمرزم أقبلت والواطى خفى كما * ينساب من مكمنة الارقم قال: فما شعرنا الا بالشيخ وقد رمى بنفسه في الماء وعليه ثيابه وجعل يخبط (2) بيده ويقول: أنا الارقم أنا الارقم، فبعد شر ما أخرجناه، فقلنا له: يا هذا لم ضيعت هذا بنفسك ؟ فقال: إنى والله أعلم من تأويله ما لا تعلمون.
735 - على بن الحسن بن أحمد، أبو الحسن الضرير المقرئ: من ساكنى الرصافة، سمع الكثير (3) من أبى عبد الله بن بشران وجماعة غيرهم، وحدث باليسير، روى عنه أبو على بن البناء وأبو بكر (4) محمد بن عبد الواحد بن سفيان الخباز الاصبهاني في مشيختهما.
__________
(1) في (ج): مدنى.
(2) في الاصل، (ج): مخيط.
(3) في (ج): سمع الحديث.
(4) في (ب): أبو البركات.
(*)(3/171)