تقييد المهمل وتمييز المشكل
تأليف
الحافظ أبي علي الحسين بن محمد الغساني الجياني
(427 - 498 هـ)
اعتنى به
علي بن محمد العمران
ومحمد عزيز شمس
دار عالم الفوائد
الطبعة الأولى
1421 هـ - 2000 م(/)
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الفقيه الحافظ أبو علي الحسين بن محمد بن أحمد الغساني رحمه الله:
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، وصلى الله على محمدٍ خاتم النبيين، وعلى أهله الطاهرين، وأزواجه أمهات المؤمنين، وسلم تسليماً.
أما بعد، يرحمك الله، فإنك سألتني أن أجمع لك ما اشتبه عليك مما يأتلف خطه ويختلف لفظه من أسماء الرواة وكناهم وأنسابهم، من الصحابة والتابعين، ومن بعدهم من الخالفين، ممن ذكر في الكتابين الصحيحين في السنن المسندة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، تصنيف أبي عبد الله(1/3)
محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي، وأبي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري ثم القشيري -رحمهما الله-، وأقيد ما التبس عليك في هذه الأسماء والكنى والأنساب بتقييدٍ يحفظه من الإشكال في الخط، ويخرجه عن الإهمال بالشكل والنقط؛ وأن أميز بين من تتفق أسماؤهم وأسماء آبائهم أو كناهم مع تقارب أعصارهم ممن خرج عنه فيهما، وأن أذكر الأوهام التي في الأسانيد، التي العهدة في أكثرها على نقلة الكتابين، وأبين وجه الصواب في ذلك. وذكرت أن البخاري ربما حدث عن شيوخ في ((الجامع الصحيح))، ولم ينسبهم، فأحببت أن تقف على أسمائهم منسوبين معرفين.
فأجبتك إلى ذلك كله، مستعيناً بالله عز وجل على بيان ما رغبت فيه، رجاء ثوابه، ولما أخذه الله تعالى على العلماء: {لتبيننه للناس ولا تكتمونه}، ولما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من سئل عن علمٍ فكتمه ألجم يوم القيامة بلجامٍ من نارٍ))، ولقوله صلى الله عليه وسلم: ((ينقطع(1/4)
عمل المرء بعده إلا من ثلاثٍ: صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ ينتفع به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له)).
ثم إني شفعت إسعاف ما رغبت فيه بأن ذكرت لك في آخر الكتاب من شهر بلقبٍ وعرف به، ممن روي عنه في الكتابين الصحيحين، ليكون ذلك زائداً في فائدة الكتاب. جعلنا الله ممن ينطق بالصواب ويعمل به، ونفعنا بما علمنا برحمته.(1/5)
حدثنا أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري رحمه الله، قال: نا خلف بن القاسم الحافظ، قال: نا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن راشد البجلي الدمشقي، قال: نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي، قال: نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي، قال: سمعت عفان بن مسلمٍ يقول: سمعت حماد بن سلمة يقول لأصحاب الحديث: ويحكم غبروا، يعني: قيدوا واضبطوا.
قال أبو زرعة: ورأيت عفان بن مسلمٍ يحض أصحاب الحديث على الضبط والتقييد ليصححوا إذا أخذوا عنه.
قال أبو زرعة: ورأيت أبا مسهرٍ يكره للرجل أن يحدث إلا أن يكون عالماً بما يحدث، ضابطاً له.
ويروى عن وكيع بن الجراح أنه كان يقول لأصحاب الحديث: احفظوا عيسى الحناط وسالماً الخياط ومسلماً الخباط.(1/6)
قال أحمد بن حنبل -رحمه الله- كان عفان بن مسلم وبهز بن أسدٍ وحبان بن هلالٍ -بفتح الحاء- أصحاب الشكل والنقط، يمدحهم بذلك ويذكر نبلهم.
وروي عن عبد الله بن إدريس الأودي الكوفي قال: لما حدثني شعبة بحديث بريد بن أبي مريم عن أبي الحوراء السعدي عن الحسن بن علي، كتبت أسفله: ((حورٌ عين)) لئلا أغلط.
قال أبو علي: اسم أبي الحوراء هذا ربيعة بن شيبان.
وأخبرنا أبو عمر النمري قال: نا خلف بن أحمد بن عبد الرحمن بن هاشم يعرف بابن أبي جعفر الأموي- قال: نا أبو عمر أحمد بن سعيد بن حزمٍ الصدفي، قال: نا أحمد بن خالد، قال: نا مروان بن عبد الملك، قال: نا أبو الطاهر، قال: نا بشر بن بكر، عن الأوزاعي، قال: سمعت ثابت بن معبدٍ يقول: نور الكتاب العجم.(1/7)
وقرأت على أبي عمر النمري: حدثكم أبو محمدٍ عبد الغني بن سعيد الأزدي فيما كتب به إليكم، فأقر به، قال: سمعت أبا عمران موسى بن عيسى الحنيفي، قال: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن عبد الله النجيرمي يقول: أولى الأشياء بالضبط أسماء الناس، لأنه لا يدخله القياس، ولا قبله شيءٌ يدل عليه، ولا بعده شيءٌ يدل عليه.
وذكر أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري: قال أنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعدٍ، قال: نا الحسن بن يحيى الأرزي، قال: سمعت علي بن المديني يقول: أشد التصحيف التصحيف في أسماء الرجال، قال علي: وكان شعبة يخطئ في أسماء الرجال.(1/8)
قال أبو علي: وأنا الآن أبتدئ بجمع ما سألت عنه، وتبيينه، ورفع ما فيه من الإشكال بعون الله، وتأليفه باباً باباً، وأذكر الأسماء على حروف المعجم، ليكون أسهل على من طلب فيه معنىً أو اسماً، بعد أن أذكر جملةً كافيةً من أخبارهما وفضائلهما، وشهادة الأئمة من أهل عصرهما لهما بالحفظ والإتقان، والتقدم في المعرفة بالصناعة. ثم أذكر أسانيدي في الكتابين الصحيحين إلى البخاري ومسلمٍ رحمهما الله.(1/9)
أخبار أبي عبد الله البخاري وفضائله، وما ذكر من حفظه وإمامته، وبدء طلبه للعلم، ومحنته مع أهل عصره، وتاريخ ولادته ووفاته -رحمه الله-
ذكر أبو بكرٍ أحمد بن علي بن ثابتٍ الخطيب في ((تاريخ مدينة السلام بغداد)) أبا عبد الله البخاري فقال:
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة، أبو عبد الله الجعفي البخاري، الإمام في علم الحديث، صاحب ((الجامع)) و((التاريخ)). رحل في طلب العلم إلى سائر محدثي الأمصار، وكتب بخراسان والجبال ومدن العراق كلها، وبالحجاز والشام ومصر. وسمع مكي بن إبراهيم، وعبدان بن عثمان، وعبيد الله بن موسى العبسي، وأبا عاصمٍ الشيباني، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، ومحمد بن يوسف الفريابي، وأبا نعيم، وأبا غسان النهدي، وسليمان بن حربٍ، وأبا سلمة التبوذكي، وعفان بن مسلم، وعارم بن الفضل، وأبا الوليد الطيالسي، وأبا معمر المنقري، والقعنبي، وأبا بكر الحميدي، وسعيد بن أبي مريم، ويحيى بن بكيرٍ،(1/10)
والأويسي عبد العزيز بن عبد الله، وإسماعيل بن أبي أويسٍ، وأبا اليمان الحمصي، وعبد القدوس بن الحجاج، وحجاج بن منهال، ومحمد بن كثيرٍ العبدي، وخالد بن مخلدٍ القطواني، وعلي بن المديني، وأحمد بن حنبلٍ، ويحيى بن معينٍ، وخلقاً سواهم.
وورد بغداد دفعاتٍ، وحدث بها، فروى عنه من أهلها: إبراهيم بن إسحاق الحربي، وعبد الله بن محمد بن ناجية، وقاسم بن زكريا المطرز، ومحمد بن محمد الباغندي، ويحيى بن محمد بن صاعدٍ، ومحمد بن هارون الحضرمي، وآخر من حدث عنه بها الحسين بن إسماعيل المحاملي.
حدثني أبو النجيب عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموي، قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن أحمد الأصبهاني، أخبرني أحمد بن علي الفارسي، قال: نا أحمد بن عبد الله بن محمد، قال: سمعت جدي محمد بن يوسف بن مطرٍ الفربري، يقول: نا أبو جعفرٍ محمد بن أبي حاتمٍ الوراق النحوي، قال: قلت لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري: كيف كان بدء أمرك في طلب الحديث؟ قال: ألهمت حفظ الحديث وأنا في المكتب، قال: وكم أتى عليك إذ ذاك؟ فقال عشر سنين أو أقل، ثم خرجت من المكتب بعد العشر، فجعلت أختلف إلى(1/11)
الداخلي وغيره، فقال يوماً فيما كان يقرأ للناس: ((سفيان عن أبي الزبير عن إبراهيم، فقلت له: يا أبا فلانٍ، إن أبا الزبير لم يرو عن إبراهيم، فانتهرني، فقلت له: ارجع إلى الأصل إن كان عندك. فدخل، فنظر فيه، ثم خرج فقال لي: كيف هو يا غلام؟ قلت: هو ((عن الزبير بن عدي عن إبراهيم)). فأخذ القلم مني، وأحكم كتابه، فقال: صدقت. فقال له بعض أصحابه: ابن كم كنت إذ رددت عليه؟ فقال: ابن إحدى عشرة. فلما طعنت في ست عشرة حفظت كتب ابن المبارك ووكيعٍ، وعرفت كلام هؤلاء، ثم خرجت مع أخي أحمد وأمي إلى مكة، فلما حججت رجع أخي بها، وتخلفت بها في طلب الحديث. فلما طعنت في ثماني عشرة جعلت أصنف قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم، وذلك أيام عبيد الله بن موسى، وصنفت كتاب ((التاريخ)) إذ ذاك عند قبر الرسول صلى الله عليه وسلم في الليالي المقمرة. وقال: قل اسم في ((التاريخ)) إلا وله عندي قصةٌ، إلا أني كرهت تطويل الكتاب.
وروي عن محمد بن أبي حاتمٍ بغير هذا الإسناد قال: سمعت البخاري يقول: لو نشر بعض أستاذي هؤلاء لم يفهموا كيف صنفت(1/12)
كتاب ((التاريخ)) ولا عرفوه. ثم قال: صنفته ثلاث مراتٍ.
وروي عن محمد بن أبي حاتمٍ قال: سمعت البخاري يقول: أخذ إسحاق بن راهويه كتاب ((التاريخ)) الذي صنفت، فأدخله على عبد الله بن طاهرٍ، فقال: أيها الأمير، ألا أريك سحراً؟ قال: فنظر فيه عبد الله بن طاهر، فتعجب منه وقال: لست أفهم تصنيفه.
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال: سمعت محمد بن حميد اللخمي، قال: سمعت القاضي أبا الحسن محمد بن صالحٍ الهاشمي يقول: سمعت أبا العباس بن سعيدٍ يقول: لو أن رجلاً كتب ثلاثين ألف حديثٍ لما استغنى عن كتاب ((تاريخ البخاري)) محمد بن إسماعيل.
وروي عن أبي بكرٍ المديني قال: كنا يوماً بنيسابور عند إسحاق(1/13)
ابن راهويه ومحمد بن إسماعيل حاضرٌ، فمر إسحاق بحديثٍ من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وكان دون صاحب النبي صلى الله عليه وسلم عطاء الكيخاراني، فقال له إسحاق: يا أبا عبد الله، أيشٍ كيخاران؟ قال: قريةٌ باليمن كان معاوية بن أبي سفيان قد بعث هذا الرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فسمع منه عطاءٌ حديثين. فقال له إسحاق: يا أبا عبد الله، كأنك قد شهدت القوم.
وروي عن البخاري أنه قال: أخرجت هذا الكتاب -يعني ((الصحيح))- من زهاء ست مئة ألف حديثٍ.
حدثني أبو الحسين علي بن محمد بن جعفر العطار الأصبهاني بالري، قال: سمعت أبا الهيثم الكشميهني يقول: سمعت محمد بن يوسف الفربري يقول: قال لي محمد بن إسماعيل البخاري: ما وضعت في كتاب ((الصحيح)) حديثاً إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين.
أخبرنا القاضي أبو بكرٍ أحمد بن الحسن الحيري بنيسابور قال:(1/14)
سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد الفقيه البلخي يقول. ح وسمعت أبا العباس أحمد بن عبد الله الصفار البلخي يقول: سمعت أبا إسحاق المستملي يروي عن محمد بن يوسف الفربري أنه كان يقول: سمع كتاب ((الصحيح)) لمحمد بن إسماعيل تسعون ألف رجلٍ، فما بقي أحدٌ يرويه غيري.
وروي عن محمد بن أبي حاتمٍ قال: قلت لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل: أتحفظ جميع ما أدخلت في المصنف؟ قال: لا يخفى علي جميع ما فيه.
وروي عن الفربري قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال لي: أين تريد؟ فقلت: أريد محمد بن إسماعيل البخاري، قال: أقرأه مني السلام.
وروي عن البخاري أنه قال: رب حديثٍ سمعته بالبصرة كتبته بالشام، وحديثٍ سمعته بالشام كتبته بمصر، فقيل له: يا أبا عبد الله! بكماله؟ قال: فسكت.(1/15)
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، قال: نا محمد بن نعيم الضبي، قال: أخبرني محمد بن خالد المطوعي، قال: نا مسبح بن سعيدٍ، قال: كان محمد بن إسماعيل البخاري إذا كان أول ليلةٍ من شهر رمضان يجتمع إليه أصحابه، فيصلي بهم، ويقرأ في كل ركعةٍ عشرين آيةً، وكذلك إلى أن يختم القرآن. وكان يقرأ في السحر ما بين النصف إلى الثلث من القرآن، فيختم عند السحر في كل ثلاث ليالٍ، وكان يختم بالنهار كل يومٍ ختمةً، ويكون ختمه عند الإفطار كل ليلةٍ، ويقول: عند كل ختمةٍ دعوةٌ مستجابةٌ.
حدثني أبو النجيب الأرموي، حدثني محمد بن إبراهيم بن محمد الأصبهاني، أخبرني أحمد بن علي الفارسي، نا أحمد بن عبد الله بن محمد، قال: حدثني جدي محمد بن يوسف الفربري، نا محمد بن أبي حاتمٍ قال: دعي محمد بن إسماعيل إلى بستان بعض إخوانه، فلما حضرت صلاة الظهر صلى بالقوم، ثم قام للتطوع، وأطال القيام، فلما فرغ من صلاته رفع ذيل قميصه، فقال لبعض من معه: انظر هل ترى تحت قميصي شيئاً؟ فإذا زنبورٌ قد أبره [في] ستة عشر أو سبعة(1/16)
عشر موضعاً، وقد تورم من ذلك جسده، وكانت آثار الزنبور في جسده ظاهرةً، فقال له بعضهم: كيف لم تخرج من الصلاة في أول ما أبرك؟ فقال: كنت في سورةٍ فأحببت أن أتمها.
وروي عن البخاري أنه قال: إني لأرجو أن ألقى الله تعالى ولا يحاسبني أني اغتبت أحداً.
وروي عن حفص بن عمر الأشقر قال: كنا مع محمد بن إسماعيل البخاري بالبصرة نكتب الحديث، ففقدناه أياماً، فطلبناه، فوجدناه في بيتٍ وهو عريانٌ، وقد نفد ما عنده، ولم يبق معه شيءٌ، فاجتمعنا وجمعنا له الدراهم، حتى اشترينا له ثوباً وكسوناه، ثم اندفع معنا في كتابة الحديث.
وروي عن البخاري أنه قال: صنفت كتاب ((الصحيح)) لست عشرة سنةً، خرجته من ست مئة ألف حديثٍ، وجعلته حجة فيما بيني وبين الله تعالى.(1/17)
أخبرني الحسن بن محمد الأشقر، أنا محمد بن أبي بكرٍ الحافظ، سمعت أبا القاسم منصور بن إسحاق بن إبراهيم الأسدي، سمعت أبا محمدٍ عبد الله بن محمد بن إبراهيم الدغولي يقول: سمعت يوسف بن موسى المروروذي قال: كنت بالبصرة في جامعها إذ سمعت منادياً ينادي: يا أهل العلم! قد قدم محمد بن إسماعيل البخاري، فقاموا في طلبه، وكنت معهم، فرأينا رجلاً شاباً لم يكن في لحيته شيءٌ من البياض، يصلي خلف الأسطوانة، فلما فرغ من الصلاة أحدقوا به، وسألوه أن يعقد لهم مجلس الإملاء، فأجابهم إلى ذلك. فقام المنادي ثانياً، فنادى في جامع البصرة: قد قدم محمد بن إسماعيل البخاري، فسألناه أن يعقد مجلس الإملاء، وقد أجاب بأن يجلس غداً في موضع كذا.
قال: فلما أن كان بالغداة حضر الفقهاء والمحدثون والحفاظ والنظار، حتى اجتمع قريبٌ من كذا وكذا ألفاً، فجلس أبو عبد الله محمد بن إسماعيل للإملاء، فقال: -قبل أن أخذ في الإملاء-: يا أهل البصرة! أنا شاب، وقد سألتموني أن أحدثكم، وسأحدثكم(1/18)
بأحاديث عن أهل بلدكم يستفيد الكل منكم. قال: فبقي الناس وتعجبوا من قوله. ثم أخذ في الإملاء فقال: حدثنا عبد الله بن عثمان بن جبلة ابن أبي رواد العتكي بلديكم، قال: أنا أبي، عن شعبة، عن منصورٍ وغيره، عن سالم بن أبي الجعد، عن أنس بن مالكٍ: أن أعرابياً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: يا رسول الله! الرجل يحب القوم، فذكر حديث: ((المرء مع من أحب)).
ثم قال محمد بن إسماعيل: هذا ليس عندكم، إنما هو عندكم عن غير منصورٍ عن سالم. قال يوسف بن موسى: وأملى عليهم مجلساً على هذا النسق، يقول في كل حديثٍ: روى شعبة هذا الحديث عندكم كذا، فأما من رواية فلان فليس عندكم، أو كلاماً هذا معناه.
ذكر وصف البصريين للبخاري ومدحهم له
أخبرني الحسن بن محمد الأشقر، أنا محمد بن أبي بكرٍ، نا محمد ابن سعيدٍ التاجر، نا محمد بن يوسف بن مطرٍ، نا محمد بن أبي حاتم، قال: سمعت حاشد بن إسماعيل قال: كنت بالبصرة وسمعت بقدوم محمد بن إسماعيل، فلما قدم قال محمد بن بشارٍ: دخل اليوم سيد الفقهاء.(1/19)
وسمع بندار محمد بن بشارٍ يقول: حفاظ الدنيا أربعةٌ: أبو زرعة -يعني الرازي- بالري، ومسلم بن الحجاج بنيسابور، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي بسمرقند، ومحمد بن إسماعيل البخاري ببخارى.
وفي حكايةٍ أخرى عن بندارٍ قال: هؤلاء غلماني خرجوا من تحت كرسيي.
وقال محمد بن إبراهيم البوسنجي: سمعت محمد بن بشارٍ بنداراً سنة ثمانٍ وعشرين ومئتين يقول: ما قدم علينا مثل محمد بن إسماعيل.
قرأت على الحسين بن محمد أخي الخلال عن أبي سعدٍ الإدريسي، قال: حدثني محمد بن حم بن ناقبٍ البخاري بسمرقند، نا محمد بن يوسف الفربري، نا محمد بن أبي حاتمٍ قال: سمعت محمد بن إسماعيل(1/20)
البخاري قال: لما دخلت البصرة سرت إلى مجلس محمد بن بشارٍ، فلما خرج وقع بصره علي، فقال: من أين الفتى؟ قلت: من أهل بخارى، قال: كيف تركت أبا عبد الله؟ فأمسكت، فقال له أصحابه: رحمك الله، هو أبو عبد الله، فقام فأخذ بيدي وعانقني، وقال: مرحباً بمن أفتخر به منذ سنين.
وروي عن البخاري أنه قال: ما استصغرت نفسي عند أحدٍ إلا عند علي بن المديني، وربما كنت أغرب عليه.
وفي رواية أخرى عنه متصلاً بهذا الكلام: ما سمعت الحديث من في إنسانٍ أشهى عندي من أن أسمعه من في علي.
قيل: وذكر قول البخاري لعلي بن المديني: ((ما تصاغرت نفسي عند أحدٍ إلا عند علي))؛ فقال: ذروا قوله، هو ما رأى مثل نفسه.
حدثني أبو النجيب الأرموي، حدثني محمد بن إبراهيم الأصبهاني، أخبرني محمد بن إدريس الوراق، نا محمد بن حم، أنا محمد بن يوسف، نا محمد بن أبي حاتم الوراق، قال: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: ذاكرني أصحاب عمرو بن علي بحديثٍ، فقلت: لا أعرفه، فسروا بذلك، وساروا إلى عمرو بن علي، فقالوا له: ذاكرنا محمد بن إسماعيل بحديثٍ فلم يعرفه، فقال عمرو بن علي: حديثٌ لا يعرفه محمد بن إسماعيل ليس بحديثٍ.(1/21)
أخبرني الحسن بن محمد الأشقر، أنا محمد بن أبي بكر، نا أبو نصرٍ محمد بن سعيد بن أحمد بن سعيد التاجر، نا محمد بن يوسف بن مطرٍ، نا محمد بن أبي حاتم الوراق، قال: سمعت محمد بن قتيبة قريب أبي عبد الله محمد بن إسماعيل قال: كنت عند أبي عاصم النبيل فرأيت عنده غلاماً، فقلت له: من أين أنت؟ فقال: من بخارى، فقلت: ابن من؟ فقال: ابن إسماعيل، فقلت له: أنت قرابتي، فعانقته، فقال لي رجلٌ في مجلس أبي عاصمٍ: هذا غلامٌ يناطح الكباش.
وقيل: إنه لما قدم البخاري من العراق قدمته الآخرة، وتلقاه من تلقاه من الناس، وازدحموا عليه وبالغوا في بره، فقيل له في ذلك وفيما كان من كرامة الناس وبرهم له، فقال: فكيف لو رأيتم يوم دخولنا البصرة!
وصف أهل الحجاز والكوفة له
روي عن محمد بن إسماعيل قال: كان إسماعيل بن أبي أويسٍ إذا انتخبت من كتابه نسخ تلك الأحاديث لنفسه، وقال: هذه أحاديث انتخبها محمد بن إسماعيل من حديثي.(1/22)
وروى محمد بن أبي حاتم قال: سمعت حاشد بن عبد الله يقول: قال لي أبو مصعب أحمد بن أبي بكر المدني: محمد بن إسماعيل أفقه عندنا وأبصر من ابن حنبلٍ، فقال رجلٌ من جلسائه: جاوزت الحد، فقال أبو مصعب: لو أدركت مالكاً ونظرت إلى وجهه ووجه محمد بن إسماعيل لقلت: كلاهما واحدٌ في الفقه والحديث.
وروي عن أبي بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير أنهما كانا يقولان: ما رأينا مثل محمد بن إسماعيل.
وروي عن محمد بن أبي حاتمٍ قال: سمعت محمود بن النضر أبا سهلٍ الشافعي يقول: دخلت البصرة والشام والحجاز والكوفة، ورأيت علماءها، فكلما جرى ذكر محمد بن إسماعيل فضلوه على أنفسهم.
ثناء البغداذيين عليه
وروي عن صالح بن محمد البغداذي -ويعرف بجزرة، وكان من الحافظ- قال: كان محمد بن إسماعيل يجلس ببغداذ، وكنت أستملي له، ويجتمع في مجلسه أكثر من عشرين ألفاً.
وروى عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه قال: انتهى الحفظ إلى أربعةٍ من أهل خراسان: أبو زرعة الرازي، ومحمد بن إسماعيل البخاري،(1/23)
وعبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي، والحسن بن شجاع البلخي.
وروى عبد الرحمن بن محمد بن علوية الأبهري، [قال: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل]، عن أبيه قال: ما أخرجت خراسان مثل محمد بن إسماعيل البخاري.
وروي عن محمد بن يوسف بن مطرٍ قال: سمعت أبا جعفرٍ محمد ابن أبي حاتمٍ يقول: حدثني حاشد بن عبد الله بن عبد الواحد قال: سمعت يعقوب بن إبراهيم الدورقي يقول: محمد بن إسماعيل فقيه هذه الأمة.
وروي عن موسى بن هارون الحمال أنه قال: لو أن أهل الإسلام اجتمعوا على أن ينصبوا مثل محمد بن إسماعيل البخاري آخر ما قدروا عليه.
وسئل أبو علي صالح بن محمد -هو جزرة- عن البخاري وأبي زرعة وعبد الله بن عبد الرحمن، فقال: عن أي شيء تسأل؟ فهم مختلفون في أشياء، فقلت: من أعلمهم بالحديث؟ فقال: محمد بن إسماعيل، وأبو زرعة أحفظهم وأكثرهم حديثاً، فقلت: عبد الله بن عبد الرحمن؟ فقال: ليس من هؤلاء في شيءٍ.(1/24)
وفي روايةٍ أخرى عن صالحٍ هذا قال: ما رأيت خراسانياً أفهم منه.
وروي عن البخاري أنه قال: دخلت بغداد آخر ثماني مراتٍ، كل ذلك أجالس أحمد بن حنبل، فقال لي في آخر ما ودعته: يا أبا عبد الله، تترك العلم والناس وتصير إلى خراسان. قال أبو عبد الله: فأنا لا أزال أذكر قوله.
قال أبو علي: وأخبرونا عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري الحاكم قال: سمعت أبا الطيب محمد بن أحمد المذكر يقول: سمعت أبا بكرٍ محمد بن إسحاق -يعني ابن خزيمة- يقول: ما رأيت تحت أديم السماء أعلم بالحديث من محمد بن إسماعيل البخاري.
قال الحاكم: وسمعت أبا زكريا يحيى بن عمرو بن صالح الفقيه يقول: سمعت محمد بن عبد الرحمن أبا العباس الفقيه يقول: كتب أهل بغداد إلى محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله:
المسلمون بخيرٍ ما بقيت لهم ... وليس بعدك خيرٌ حين تفتقد
وذكر أبو بكر الخطيب هذه الحكاية بإسناده إلى يحيى بن عمرو ابن صالحٍ بمثله.(1/25)
قول أهل الري فيه
سئل أبو زرعة عن ابن لهيعة فقال: تركه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل، وسئل عن محمد بن حميد فقال: تركه أبو عبد الله. فذكر ذلك لمحمد بن إسماعيل فقال: بره لنا قديمٌ.
وسئل الفضل بن العباس الرازي أيهما أحفظ: أبو زرعة أم محمد بن إسماعيل؟ فقال: لم أكن التقيت مع محمد بن إسماعيل، فاستقبلني ما بين حلوان وبغداد، قال: فرجعت معه مرحلةً، قال: وجهدت الجهد على أن أجيء بحديثٍ لا يعرفه، فما أمكنني، وأنا أغرب على أبي زرعة عدد شعره.
وقال محمد بن إدريس الرازي في سنة سبع وأربعين ومئتين: يقدم عليكم رجلٌ من أهل خراسان لم يخرج منها أحفظ منه، ولا قدم العراق أعلم منه. فقدم علينا بعد ذلك محمد بن إسماعيل بأشهرٍ.
وقال أبو حاتم الرازي في هذا المجلس: محمد بن إسماعيل أعلم من دخل العراق، ومحمد بن يحيى أعلى من بخراسان اليوم من أهل الحديث، ومحمد بن أسلم أورعهم، وعبد الله بن عبد الرحمن أثبتهم.(1/26)
ما حفظ عن أهل خراسان وما وراء النهر من القول فيه
روي عن عبدان أنه قال: ما رأيت بعيني شاباً أبصر من هذا، وأشار بيده إلى محمد بن إسماعيل.
وقال نعيم بن حماد: محمد بن إسماعيل فقيه هذه الأمة.
وروي عن البخاري أنه قال: قال لي محمد بن سلامٍ: انظر في كتبي، فما وجدت فيها من خطأٍ فاضرب عليه كيلا أرويه، ففعلت ذلك. فكان محمد بن سلامٍ عند الأحاديث التي أحكمها محمد بن إسماعيل يقول: ((رضي الفتى))، وفي الأحاديث الضعيفة: ((لم يرض الفتى)). فقال له بعض أصحابه: من هذا الفتى؟ فقال: هو الذي ليس مثله، محمد بن إسماعيل.
وقال محمد بن أبي حاتمٍ: سمعت يحيى بن جعفر يقول: لو قدرت أن أزيد في عمر محمد بن إسماعيل لفعلت، فإن موتي يكون موت رجلٍ واحدٍ، وموت محمد بن إسماعيل ذهاب العلم.
وذكر أحمد بن سيارٍ، قال: محمد بن إسماعيل الجعفي طلب(1/27)
العلم وجالس الناس، ورحل في الحديث، ومهر فيه وأبصر، وكان حسن المعرفة حسن الحفظ، وكان يتفقه.
قال الشيخ الحافظ أبو علي -رحمه الله-: أحمد بن سيار يكنى أبا الحسن، مروزي.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: رأيت أبي يطنب في مدحه، ويذكره بالعلم والفقه.
قال أبو بكر: وروى سليم بن مجاهدٍ قال: كنت عند محمد بن سلامٍ فقال: لو جئت قبل لرأيت صبياً يحفظ سبعين ألف حديثٍ، قال: فخرجت في طلبه حتى لقيته، فقلت: أنت الذي تقول: أنا أحفظ سبعين ألف حديثٍ؟ قال: نعم وأكثر منه، ولا أجيئك بحديثٍ من الصحابة والتابعين إلا عرفت مولد أكثرهم ووفاتهم ومساكنهم، ولست أروي حديثاً من حديث الصحابة والتابعين إلا لي في ذلك أصلٌ أحفظه حفظاً عن كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعن محمد بن أبي حاتمٍ قال: سمعت حاشد بن عبد الله بن عبد الواحد يقول: رأيت عمرو بن زرارة ومحمد بن رافعٍ عند محمد بن(1/28)
إسماعيل، وهما يسألان محمد بن إسماعيل عن علل الحديث، فلما قاما قالا لمن حضر المجلس: لا تخدعوا عن أبي عبد الله، فإنه أفقه منا وأعلم وأبصر.
وقال علي بن الحسين بن عاصم البيكندي: قدم علينا محمد ابن إسماعيل فاجتمعنا عنده، ولم يكن يتخلف عنه من المشايخ أحدٌ، فتذاكرنا عنده، فقال رجل من أصحابنا -أراه حامد بن حفصٍ-: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: كأني أنظر إلى سبعين ألف حديثٍ من كتابي! قال: فقال محمد بن إسماعيل: أو تعجب من هذا؟ لعل في هذا الزمان من ينظر إلى مئتي ألف حديثٍ من كتابه. وإنما عنى به نفسه.
وروي عن البخاري أنه قال: أحفظ مائه ألف حديثٍ صحيحٍ، وأحفظ مئتي ألف حديثٍ غير صحيحٍ.
وذكر عمر بن حفصٍ الأشقر قال: لما قدم رجاء بن مرجى الحافظ بخارى يريد الخروج إلى الشاش نزل الرباط، وسار إليه مشايخنا، وسرت فيمن سار إليه، فسألني عن أبي عبد الله محمد بن إسماعيل، فأخبرته بسلامته، وقلت له: لعله يجيئك الساعة. فأملى علينا، وانقضى(1/29)
المجلس، ولم يجيء أبو عبد الله، فلما كان اليوم الثاني لم يجئه، فلما كان اليوم الثالث قال رجاءٌ: إن أبا عبد الله لم يرنا أهلاً للزيارة، فمروا بنا إليه نقض حقه، فإني على الخروج، وكان كالمترغم عليه. فجئنا بجماعتنا إليه، ودخلنا على أبي عبد الله، وسأل به، فقال له رجاءٌ: يا أبا عبد الله، كنت بالأشواق إليك، وأشتهي أن تذكر شيئاً من الحديث، فإني على الخروج، قال: ما شئت. فألقى عليه رجاءٌ شيئاً من حديث أيوب، وأبو عبد الله يجيبه، إلى أن سكت رجاءٌ عن الإلقاء، فقال لأبي عبد الله: ترى بقي شيءٌ لم نذكره؟ فأخذ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل يلقي، ويقول رجاءٌ: من روى هذا؟ وأبو عبد الله يجيء بإسناده، إلى أن ألقى قريباً من بضعة عشر حديثاً أو أكثر أعدها، وتغير رجاءٌ تغيراً شديداً، وحانت من أبي عبد الله نظرةٌ إلى وجهه، فعرف التغير فيه، فقطع الحديث. فلما خرج رجاءٌ قال أبو عبد الله محمد بن إسماعيل: أردت أن أبلغ به ضعف ما ألقيت، إلا أني خشيت أن يدخله شيءٌ، فأمسكت.
وذكر أبو عيسى الترمذي قال: كان محمد بن إسماعيل عند عبد الله بن منيرٍ، فلما قام من عنده قال: يا أبا عبد الله، جعلك الله زين هذه الأمة. قال أبو عيسى: فاستجيب له فيه.(1/30)
وقال أبو عيسى الترمذي: لم أر أحداً بالعراق ولا بخراسان في معنى العلل والتاريخ ومعرفة الأسانيد أعلم من محمد بن إسماعيل.
وقال محمد بن أبي حاتم: سمعت حاشد بن إسماعيل يقول: رأيت إسحاق بن راهويه جالساً على السرير، ومحمد بن إسماعيل معه، فأنكر عليه محمد بن إسماعيل شيئاً، فرجع إلى قول محمد. وقال إسحاق: يا معشر أصحاب الحديث، انظروا إلى هذا الشاب واكتبوا عنه، فإنه لو كان في زمن الحسن بن أبي الحسن لاحتاج إليه الناس، لمعرفته بالحديث وفقهه.
أخبرني الحسن بن محمد الأشقر قال: أنا محمد بن أبي بكر، أنا خلف بن محمد قال: سمعت أبا عمرو أحمد بن نصر الخفاف يقول: محمد بن إسماعيل أعلم بالحديث من إسحاق بن راهويه وأحمد بن حنبل وغيرهما بعشرين درجةً.
قال أبو عمرو الخفاف: ومن قال في محمد بن إسماعيل شيئاً فمني عليه ألف لعنةٍ.
قال: وسمعت أبا عمرو الخفاف يقول: لو دخل محمد بن إسماعيل البخاري من هذا الباب لملئت منه رعباً. يعني أني لا أقدر أن أحدث بين يديه.(1/31)
وقال خلفٌ: سمعت أبا عمرو الخفاف يقول: نا محمد بن إسماعيل التقي النقي العالم الذي لم أر مثله.
وروي عن محمد بن أبي حاتمٍ قال: سمعت علي بن حجرٍ قال: أخرجت خراسان ثلاثةً: أبا زرعة الرازي بالري، ومحمد بن إسماعيل البخاري ببخارى، وعبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي بسمرقند، ومحمد بن إسماعيل عندي أبصرهم وأعلمهم وأفقههم.
وروي عن عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي قال: قد رأيت العلماء بالحرمين والحجاز والشام والعراقين، فما رأيت فيهم أجمع من أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري.
وروي عن الحسين بن محمد المعروف بعبيد العجل قال: ما رأيت مثل محمد بن إسماعيل، ومسلم الحافظ لم يكن يبلغ محمد بن إسماعيل، ورأيت أبا زرعة وأبا حاتمٍ يستمعان إلى محمد بن إسماعيل أي شيء يقول، يجلسان إلى جنبه. فذكر له قصة محمد بن يحيى، فقال: ماله ولمحمد بن إسماعيل؟ كان محمد بن إسماعيل أمةً من الأمم، وكان أعلم من محمد بن يحيى بكذا وكذا، وكان محمد بن إسماعيل(1/32)
ديناً فاضلاً يحسن كل شيء.
حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي الصوري، قال: نا عبد الغني بن سعيدٍ، أنا أبو الفضل جعفر بن الفضل، نا محمد بن موسى بن يعقوب ابن المأمون قال: سئل أبو عبد الرحمن -يعني النسائي- عن العلاء وسهيلٍ، فقال: هما خيرٌ من فليح، ومع هذا فما في هذه الكتب كلها أجود من كتاب محمد بن إسماعيل. يعني أن البخاري خرج عن فليحٍ، ولم يخرج عن العلاء وسهيلٍ.
قال أبو علي: وروينا عن محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري قال: نا أبو نصر أحمد بن محمد الوراق، قال: سمعت أبا حامدٍ أحمد ابن حمدون القصار يقول: سمعت مسلم بن الحجاج وجاء إلى محمد ابن إسماعيل البخاري، فقبل بين عينيه، وقال: دعني حتى أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين، وسيد المحدثين، وطبيب الحديث في علله، حدثك محمد بن سلامٍ قال: نا مخلد بن يزيد الحراني، قال: أنا ابن جريجٍ، عن موسى بن عقبة، عن سهيلٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في كفارة المجلس، فما علته؟ قال محمد بن إسماعيل: هذا حديثٌ مليحٌ، ولا أعلم في الدنيا غير هذا الحديث الواحد في هذا(1/33)
الباب، إلا أنه معلولٌ، حدثنا به موسى بن إسماعيل، قال: نا وهيبٌ قال: نا سهيلٌ عن عون بن عبد الله قوله. قال محمد بن إسماعيل: وهذا أولى، فإنه لا يذكر لموسى بن عقبة سماعٌ من سهيلٍ.
وذكرها أبو بكرٍ، وفي آخرها: فقال له مسلمٌ: لا يبغضك إلا حاسدٌ، وأشهد أنه ليس في الدنيا مثلك.
ذكر قصة البخاري مع محمد بن يحيى الذهلي
قال أبو بكر: وقال الحسن بن محمد بن جابر: سمعت محمد ابن يحيى لما ورد محمد بن إسماعيل البخاري نيسابور قال: اذهبوا إلى هذا الرجل الصالح العالم، فاسمعوا منه. قال: فذهب الناس إليه، وأقبلوا على السماع منه، حتى ظهر الخلل في مجالس محمد بن يحيى، فحسده بعد ذلك وتكلم فيه.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالبٍ، قال: أنا أبو بكرٍ الإسماعيلي، قال: أنا عبد الله بن محمد بن سيارٍ، قال: حدثني محمد بن خشنام،(1/34)
وسمعته يقول: سئل محمد بن إسماعيل بنيسابور عن اللفظ فقال: حدثني عبيد الله بن سعيد -يعني أبا قدامة- عن يحيى بن سعيد قال: أعمال العباد كلها مخلوقةٌ. فمزقوا عليه، قال: فقالوا له بعد ذلك: ترجع عن هذا القول حتى نعود إليك، قال: لا أفعل إلا أن تجيئوا بحجةٍ فيما تقولون أقوى من حجتي. فأعجبني من محمد بن إسماعيل ثباته.
أخبرنا محمد بن علي بن أحمد المقرئ، قال: أنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ، قال: نا أبو بكر محمد بن أبي الهيثم المطوعي ببخارى، قال: نا محمد بن يوسف الفربري، قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن إسماعيل يقول: أما أفعال العباد فمخلوقةٌ، فقد حدثنا علي بن عبد الله، قال: نا مروان بن معاوية، قال: أنا أبو مالكٍ عن ربعي بن حراشٍ عن حذيفة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يصنع كل صانعٍ وصنعته)).
قال أبو عبد الله: وسمعت عبيد الله بن سعيدٍ يقول: سمعت يحيى بن سعيدٍ يقول: ما زلت أسمع أصحابنا يقولون: إن أفعال العباد مخلوقةٌ. قال أبو عبد الله البخاري: حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقةٌ، فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب فهو كلام الله، ليس بخلقٍ، قال الله تعالى: {بل هو آياتٌ بيناتٌ في صدور الذين أوتوا العلم}.(1/35)
أخبرنا أبو حازمٍ العبدويي قال: سمعت الحسن بن أحمد بن سنانٍ يقول: سمعت أبا حامدٍ الأعشى يقول: رأيت محمد بن إسماعيل البخاري في جنازة أبي عثمان سعيد بن مروان، ومحمد بن يحيى يسأله عن الأسامي والكنى وعلل الحديث، ويمر فيه محمد بن إسماعيل مثل السهم، كأنه يقرأ {قل هو الله أحدٌ}، فما أتى على هذا شهرٌ حتى قال محمد بن يحيى: ألا من يختلف إلى مجلسه لا يختلف إلينا، فإنهم كتبوا إلينا من بغداد أنه تكلم في اللفظ، ونهيناه فلم ينته، ولا تقربوه، ومن يقربه فلا يقربنا. فأقام محمد بن إسماعيل ههنا مدة، وخرج إلى بخارى.
أخبرنا أبو سعيدٍ محمد بن حسنوية بن إبراهيم الأبيوردي قال: أنا أبو سعيدٍ محمد بن عبد الله بن حمدون، قال: سمعت أبا حامدٍ الشرقي يقول: سمعت محمد بن يحيى يقول: القرآن كلام الله غير مخلوقٍ من جميع جهاته وحيث يتصرف، فمن لزم استغنى عن اللفظ وغيره من الكلام في القرآن، ومن زعم أن القرآن مخلوقٌ فقد كفر، وخرج عن الإيمان، وبانت منه امرأته، يستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه، وجعل ماله فيئاً بين المسلمين، ولم يدفن في مقابر المسلمين. ومن وقف وقال: لا أقول(1/36)
((مخلوق)) ولا ((غير مخلوق)) فقد ضاهى الكفر. ومن زعم أن لفظي بالقرآن مخلوقٌ فهذا مبتدعٌ، لا يجالس ولا يكلم، ومن ذهب بعد مجلسنا هذا إلى محمد بن إسماعيل البخاري فاتهموه، فإنه لا يحضر مجلسه إلا من كان على مثل مذهبه.
أخبرني الحسن بن محمد الأشقر، أنا محمد بن أبي بكر، نا أبو صالحٍ خلف بن محمد بن إسماعيل قال: سمعت أبا عمرو أحمد بن نصر بن إبراهيم النيسابوري المعروف بالخفاف ببخارى يقول: كنا يوماً عند أبي إسحاق القيسي ومعنا محمد بن نصرٍ المروزي، فجرى ذكر محمد بن إسماعيل البخاري، فقال محمد بن نصرٍ: سمعته يقول: من زعم أني قلت: ((لفظي بالقرآن مخلوقٌ)) فهو كاذبٌ، فإني لم أقله. فقلت له: يا أبا عبد الله! قد خاض الناس في هذا وأكثروا فيه، فقال: ليس إلا ما أقول وأحكي لك عنه.
قال أبو عمرو الخفاف: فأتيت محمد بن إسماعيل، فناظرته في شيء من الحديث حتى طابت نفسه، فقلت له: يا أبا عبد الله أههنا أحدٌ يحكي عنك أنك قلت هذه المقالة، فقال: يا أبا عمرو! احفظ ما أقول(1/37)
لك: من زعم من أهل نيسابور وقومس والري وهمذان وحلوان وبغداذ والكوفة والمدينة ومكة والبصرة أني قلت: ((لفظي بالقرآن مخلوق)) فهو كذابٌ، فإني لم أقل هذه المقالة، إلا أني قلت: ((أفعال العباد مخلوقةٌ)).
أخبرني أبو الوليد الدربندي قال: أنا محمد بن أحمد بن سليمان، قال: نا أبو نصر أحمد بن سهل بن حمدوية، قال: نا أبو العباس الفضل بن بسامٍ، قال: سمعت إبراهيم بن محمد يقول: أنا توليت دفن محمد بن إسماعيل، لما أن مات بخرتنك أردت حمله إلى مدينة سمرقند لأدفنه بها، فلم يتركني صاحبٌ لنا، فدفناه بها، فلما فرغنا ورجعت إلى المنزل الذي كنت فيه قال لي صاحب القصر: سألته أمسٍ، فقلت: يا أبا عبد الله، ما تقول في القرآن؟ فقال: القرآن كلام الله غير مخلوقٍ، قال: فقلت له: إن الناس يزعمون أنك تقول: ليس في المصاحف قرآنٌ ولا في صدور الناس، فقال: أستغفر الله أن تشهد علي بشيء لم تسمعه مني، قال: أقول كما قال الله تعالى: {والطور. وكتابٍ مسطور}، أقول: في المصحف قرآنٌ، وفي صدور الناس قرآن، فمن قال غير هذا يستتاب، فإن تاب وإلا فسبيله سبيل الكفر.
ذكر خبره مع خالدٍ بن أحمد والي بخارى
أخبرنا الحسن بن محمد الأشقر، قال: أنا محمد بن أبي بكر الحافظ، قال: سمعت أبا عمرو أحمد بن محمد بن عمر المقرئ(1/38)
يقول: سمعت أبا سعيد بكر بن منير بن خليد بن عسكر يقول: بعث الأمير خالد بن أحمد الذهلي والي بخارى إلى محمد بن إسماعيل أن احمل إلي كتاب ((الجامع)) و((التاريخ)) وغيرهما لأسمع منك، فقال محمد بن إسماعيل لرسوله: أنا لا أذل العلم ولا أحمله إلى أبواب الناس، فإن كانت لك إلى شيء منه حاجةٌ فاحضرني في مسجدي أو في داري، وإن لم يعجبك هذا فأنت سلطانٌ فامنعني من المجلس، ليكون لي عذرٌ عند الله يوم القيامة، لأني لا أكتم العلم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من سئل عن علمٍ فكتمه ألجم بلجامٍ من نارٍ)). قال: فكان سبب الوحشة بينهما هذا.
وأخبرني محمد بن علي بن أحمد المقرئ، أنا محمد بن عبد الله الحافظ، قال: سمعت محمد بن العباس الضبي يقول: سمعت أبا بكر ابن أبي عمرو الحافظ يقول: كان سبب مفارقة أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البلد -يعني بخارى- أن خالد بن أحمد الذهلي الأمير خليفة الطاهرية ببخارى سأل أن يحضر منزله، فيقرأ ((الجامع)) و((التاريخ)) على أولاده فامتنع أبو عبد الله من الحضور عنده، فراسله أن يعقد مجلساً لأولاده لا(1/39)
يحضره غيرهم، فامتنع من ذلك -أيضاً-، وقال: لا يسعني أن أخص بالسماع قوماً دون قومٍ. فاستعان خالد بن أحمد بحريث بن أبي الورقاء وغيره من أهل العلم ببخارى عليه، حتى تكلموا في مذهبه، ونفاه عن البلد، فدعا عليهم أبو عبد الله محمد بن إسماعيل فقال: ((اللهم أرهم ما قصدوني به في أنفسهم وأولادهم وأهاليهم))؛ فأما خالدٌ فلم يأت عليه إلا أقل من شهرٍ حتى ورد أمر الطاهرية بأن ينادى عليه؛ فنودي عليه وهو على أتانٍ، وأشخص على إكافٍ، ثم صارت عاقبة أمره إلى ما قد اشتهر وشاع. وأما حريث بن أبي الورقاء فإنه ابتلي بأهله، فرأى فيها ما يجل عن الوصف، وأما فلانٌ أحد القوم -وسماه- فإنه ابتلي بأولاده، وأراه الله فيهم البلايا.
وأخبرنا علي بن أبي حامدٍ الأصبهاني في كتابه، قال: نا محمد بن محمد بن مكي الجرجاني، قال: سمعت عبد الواحد بن آدم الطواويسي، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم ومعه جماعةٌ من أصحابه، وهو واقفٌ في موضعٍ -ذكره-، فسلمت عليه، فرد السلام، فقلت: ما وقوفك يا رسول الله؟ فقال: أنتظر محمد بن إسماعيل البخاري. فلما كان بعد أيامٍ بلغني موته، فنظرنا فإذا هو قد مات في الساعة التي رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فيها.(1/40)
انتهى ما كتبناه عن أبي بكرٍ الخطيب -رحمه الله-.
ومما رويناه عن غير أبي بكر الخطيب
ذكر عن أحمد بن منصور بن محمد الشيرازي قال: حدثني محمد بن يعقوب الأخرم، قال: سمعت أصحابنا يقولون: لما قدم محمد بن إسماعيل البخاري نيسابور استقبله أربعة آلاف رجلٍ ركبانٌ على الخيل، سوى من ركب بغلاً أو حماراً، وسوى الرجالة، فحضر الكل مجلسه، إلى أن أظهر ما أظهر من قوله، فبلغ ذلك محمد بن يحيى الذهلي، فقال محمد بن يحيى الذهلي: من حضر مجلسي فلا يحضر مجلس هذا، فإنه قد أظهر خلاف السنة، قال: فجفي، فلم يقربه أحدٌ إلا مسلم ابن الحجاج وأحمد بن سلمة، فلما كان في اليوم الثاني حضرا عند محمد بن يحيى، فقال محمد بن يحيى: أحظر على من قال: ((لفظي بالقرآن)) أن يقرب مجلسي. قال: فقام مسلم بن الحجاج فخرج، وتبعه أحمد بن سلمة، فقال محمد بن يحيى: لا يساكني هذا الرجل في البلد. فخشي البخاري أن يلحقه منه مكروهٌ، فخرج.(1/41)
فسمعت القاسم بن القاسم يقول: سمعت إبراهيم وراق أحمد بن سيار يقول: لما قدم البخاري مرو استقبله أحمد بن سيارٍ فيمن استقبله، فقال له أحمد بن سيارٍ: يا أبا عبد الله، نحن لا نخالفك فيما تقول، ولكن العامة لا تحتمل ذا منك، فقال: إني أخشى النار أسأل عن شيء أعلمه حقاً أن أقول غيره. فانصرف عنه أحمد بن سيار.
قال: وسمعت بعض أصحابنا يقول: لما قدم بخارى نصبت له القباب على فرسخٍ من البلد، واستقبله عامة أهل البلد، حتى لم يبق مذكورٌ إلا وقد استقبله، ونثر عليه الدنانير والدراهم والسكر الكثير، قال: فبقي أياماً، قال: فكتب بعد ذلك محمد بن يحيى إلى خالد بن أحمد -وكان أمير بخارى- فقال: إن هذا الرجل قد أظهر خلاف السنة فقرأ كتابه على أهل بخارى، فقالوا: لا نفارقه، فأمره الأمير بالخروج عن البلد، فخرج.
قال أحمد بن منصور: فحكى لي بعض أصحابنا عن إبراهيم بن معقلٍ قال: رأيت محمد بن إسماعيل في اليوم الذي أخرج فيه من بخارى،(1/42)
قال: فتقدمت إليه، فقلت: يا أبا عبد الله، كيف ترى هذا اليوم من ذلك اليوم الذي نثر عليك فيه ما نثر؟ فقال: لا أبالي إذا سلم ديني.
قال: فخرج إلى بيكند، فصار الناس معه حزبين: حزب معه، وحزبٌ عليه، إلى أن كتب إليه أهل سمرقند، فسألوه أن يقدم عليهم، فقدم إلى أن وصل بعض قرى سمرقند، فوقع بين أهل سمرقند فتنةٌ من سببه، قومٌ يريدون إدخاله البلد، وقومٌ لا يريدون ذلك، إلى أن اتفقوا على أن يدخل إليهم، فاتصل به الخبر وما وقع بينهم بسببه. فخرج يريد أن يركب، فلما استوى على دابته قال: ((اللهم خر لي)) ثلاثاً، فسقط ميتاً، فاتصل بأهل سمرقند، فأتوا بأجمعهم، فصلوا عليه، ويزار بها قبره إلى اليوم، رحمه الله.
قال أبو علي -رحمه الله- أخبرني أبو الحسن طاهر بن مفوز ابن عبد الله بن مفوز المعافري صاحبنا رحمه الله، قال: أخبرني أبو الفتح وأبو الليث نصر بن الحسن التنكتي المقيم بسمرقند -قدم(1/43)
عليهم بلنسية عام أربعةٍ وستين وأربعمةٍ- قال: قحط المطر عندنا بسمرقند في بعض الأعوام، قال: فاستسقى الناس مراراً فلم يسقوا، قال: فأتى رجلٌ من الصالحين معروفٌ بالصلاح مشهورٌ به إلى قاضي سمرقند، فقال له: إني قد رأيت رأياً أعرضه عليك، قال: وما هو؟ قال: أرى أن تخرج ويخرج الناس معك إلى قبر الإمام محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله- وقبره بخرتنك، ونستسقي عنده، فعسى الله أن يسقينا، قال: فقال القاضي: نعما رأيت. فخرج القاضي وخرج الناس معه، واستسقى القاضي بالناس، وبكى الناس عند القبر، وتشفعوا بصاحبه، فأرسل الله تبارك وتعالى السماء بماءٍ عظيم غزيرٍ أقام الناس من أجله بخرتنك سبعة أيامٍ أو نحوها، لا يستطيع أحد الوصول إلى سمرقند من كثرة المطر وغزارته، وبين خرتنك وسمرقند ثلاثة أميالٍ أو نحوها.(1/44)
ومن كتاب أبي أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني الحافظ في تسمية رجال البخاري -رحمه الله-
وذكر في صدره مولده وصفته ومناقبه وعلمه وحفظه وما امتحن به، أخبرنا به الفقيه أبو الوليد سليمان بن خلفٍ الباجي، قال: أنا أبو بكر بن سختويه، وأخبرنا به أيضاً أبو العباس أحمد بن عمر العذري، قال: أنا أبو العباس أحمد بن الحسن بن بندارٍ الرازي -بمكة في المسجد الحرام- قالا: أنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني الحافظ أنه قال في نسب أبي عبد الله البخاري وتاريخ مولده: ((هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن يزذبة البخاري الجعفي، ويزذبة(1/45)
مجوسي مات عليها، والمغيرة أسلم على يدي اليمان البخاري الجعفي والي بخارى، وهو جد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن جعفر ابن اليمان المسندي)).
ثم قال: ولد محمد بن إسماعيل يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة لثلاث عشرة ليلةً خلت من شوال سنة أربعٍ وتسعين ومئةٍ.
وقال في صفته: سمعت الحسن بن الحسين البزاز يقول: رأيت محمد بن إسماعيل شيخاً نحيف الجسم، ليس بالطويل ولا بالقصير.
ثم قال: سمعت محمد بن يوسف بن بشرٍ الفربري يقول: سمعت النجم بن فضيلٍ -وكان من أهل المعرفة والفضل- يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، وقد خرج من باب ماستين -قرية ببخارى- وخلفه محمد بن إسماعيل البخاري، فكلما خطا النبي صلى الله عليه وسلم خطوةً خطا محمد ابن إسماعيل خطوة النبي صلى الله عليه وسلم ووضع قدمه على أثر قدم النبي صلى الله عليه وسلم.
قال أبو علي: وقد حدثني بهذا الحديث شيخنا أبو شاكر عبد الواحد بن محمد التجيبي قال: نا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم الأصيلي، قال: نا أبو أحمد الجرجاني، قال: نا محمد بن يوسف، قال: أخبرني(1/46)
النجم البخاري بخوارزم قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يمشي، كلما رفع قدمه وضع محمد بن إسماعيل قدمه في ذلك الموضع. قال محمد بن يوسف، ورأيت محمد بن إسماعيل في النوم وهو يجتني لنا تمراً بكلتا يديه.
وبالإسناد المتقدم إلى أبي أحمد بن عدي قال: وسمعت عبد القدوس بن همام يقول: سمعت عدةً من المشايخ يقولون: دون محمد بن إسماعيل البخاري تراجم ((جامعه)) بين قبر النبي صلى الله عليه وسلم ومنبره، وكان يصلي لكل ترجمةٍ ركعتين.
قال: وسمعت عدة مشايخ يحكون أن محمد بن إسماعيل البخاري -رحمه الله- قدم بغداذ، فسمع به أصحاب الحديث فاجتمعوا، وعمدوا إلى مئة حديثٍ، فقلبوا متونها وأسانيدها، وجعلوا متن هذا الإسناد لإسناد آخر، وإسناد هذا المتن لمتنٍ آخر، ودفعوها إلى عشرة أنفسٍ، لكل رجلٍ منهم عشرة أحاديث، وأمروهم إذا حضروا المجلس أن يلقوا ذلك على البخاري، وأخذوا الموعد للمجلس، فحضر المجلس جماعةٌ من أصحاب الحديث، من الغرباء من أهل خراسان وغيرها ومن البغداذيين، فلما اطمأن المجلس بأهله انتدب إليه رجلٌ من المجلس من العشرة،(1/47)
فسأله عن حديثٍ من تلك الأحاديث المقلوبة، فقال البخاري: لا أعرفه، فسأله عن آخر، فقال: لا أعرفه، ثم سأله عن آخر، فقال: لا أعرفه، فما زال يلقي عليه واحداً بعد واحدٍ حتى فرغ من عشرته، والبخاري يقول: لا أعرفه، فكان الفقهاء ممن حضر المجلس يلتفت بعضهم إلى بعضٍ، ويقولون: الرجل فهمٌ، ومن كان منهم غير فهمٍ يقضي على البخاري بالعجز والتقصير وقلة الفهم.
ثم انتدب رجلٌ آخر من العشرة، فسأله عن حديث من تلك الأحاديث المقلوبة، فقال البخاري: لا أعرفه، وسأله عن آخر فقال: لا أعرفه، وسأله عن آخر فقال: لا أعرفه، فلم يزل يلقي عليه واحداً بعد آخر حتى فرغ من عشرته، والبخاري يقول: لا أعرفه. ثم انتدب الثالث والرابع إلى تمام العشرة، حتى فرغوا كلهم من الأحاديث المقلوبة، والبخاري لا يزيدهم على: لا أعرفه.
فلما عرف البخاري أنهم قد فرغوا التفت إلى الأول منهم فقال: أما حديثك الأول فهو كذا، وحديثك الثاني فهو كذا، والثالث والرابع على الولاء، حتى أتى على تمام العشرة، فرد كل متنٍ إلى إسناده، وكل إسنادٍ إلى متنه، وفعل بالآخرين مثل ذلك، ورد متون الأحاديث كلها إلى أسانيدها، وأسانيدها إلى متونها. فأقر له الناس بالحفظ والعلم، وأذعنوا له بالفضل.(1/48)
قال: وكان ابن صاعدٍ إذا ذكر محمد بن إسماعيل البخاري يقول: الكبش النطاح.
وذكر أبو بكر الخطيب هذه الحكاية عن أبي أحمد بن عدي كما تقدم سواءً.
ذكر امتحانه
قال ابن عدي: ذكر لي جماعةٌ من المشايخ أن محمد بن إسماعيل -رحمه الله- لما ورد نيسابور واجتمع الناس وعقد له المجلس، حسده بعض من كان في ذلك الوقت من مشايخ نيسابور، لما رأى إقبال الناس إليه واجتماعهم عليه، فقال لأصحاب الحديث: إن محمد بن إسماعيل يقول: ((اللفظ بالقرآن مخلوق))، فامتحنوه به في المجلس.
فلما حضر الناس مجلس البخاري قام إليه رجلٌ، فقال: يا أبا عبد الله! ما تقول في اللفظ بالقرآن؟ أمخلوقٌ هو أم غير مخلوق؟ فأعرض عنه البخاري ولم يجبه، فقال الرجل: يا أبا عبد الله! فأعاد عليه(1/49)
القول، فأعرض عنه ولم يجبه، ثم قال في الثالثة: فالتفت إليه محمد ابن إسماعيل. وقال: ((القرآن كلام الله غير مخلوقٍ، وأفعال العباد مخلوقةٌ والامتحان بدعةٌ)). فشغب الرجل وشغب الناس، وتفرقوا عنه، وقعد البخاري في منزله.
قال أبو أحمد بن عدي: وسمعت الحسن بن الحسين البزاز يقول: سمعت إبراهيم بن معقل يقول: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: ما أدخلت في هذا الكتاب -يعني ((جامعه الصحيح))- إلا ما صح، وتركت من الصحاح كيلا يطول الكتاب.
قال: وسمعت عبد القدوس بن عبد الجبار السمرقندي يقول: جاء محمد بن إسماعيل إلى خرتنك -قريةٌ من قرى سمرقند على فرسخين منها- وكان له بها أقرباء، فنزل عندهم، قال: فسمعته ليلةً من الليالي وقد فرغ من صلاة الليل يدعو، ويقول في دعائه: اللهم إنه قد ضاقت علي الأرض بما رحبت، فاقبضني إليك، قال: فما تم الشهر حتى قبضه الله. وقبره -رحمه الله- بخرتنك.
ذكر وفاته -رحمه الله-
قال: وسمعت الحسن بن الحسين البزاز البخاري يقول: توفي(1/50)
محمد بن إسماعيل ليلة السبت في ليلة الفطر عند صلاة العشاء، ودفن يوم الفطر بعد صلاة الظهر يوم السبت مستهل شوال من شهور سنة ست وخمسين ومئتين، وعاش اثنتين وستين إلا ثلاثة عشر يوماً.
قال الفقيه أبو علي: حدثونا عن أبي ذر الهروي قال: أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي ببلخ، قال: سمعت محمد بن يوسف بن ريحان البخاري ببخارى يقول: نا أبو عبد الله محمد بن محمد الساماني ببخارى، قال: حدثني أبو الحسن محمد بن نوحٍ، قال: سمعت أحمد بن محمد بن الفضل البلخي قال: سمعت أبي يقول: كان محمد بن إسماعيل قد ذهب بصره في صباه، وكانت له والدةٌ متعبدةٌ، فرأت إبراهيم خليل الله صلوات الله عليه في المنام، فقال لها: إن الله تبارك وتعالى قد رد بصر ابنك عليه بكثرة دعائك وبكائك، قال: فأصبحت وقد رد الله عليه بصره.
وحدثت عن أبي بكر بن ثابتٍ، قال: حدثني أبو القاسم عبد الله(1/51)
ابن أحمد بن علي السوذرجاني بإصبهان من لفظه، نا علي بن محمد بن الحسن الفقيه، نا خلف بن محمد الخيام قال: سمعت أبا محمدٍ المؤذن عبد الله بن محمد بن إسحاق السمسار يقول: سمعت شيخي يقول: ذهبت عينا محمد بن إسماعيل في صغره، فرأت والدته في المنام إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم، فقال لها: يا هذه، قد رد الله على ابنك بصره لكثرة بكائك، أو لكثرة دعائك. قال: فأصبح وقد رد الله عليه بصره.(1/52)
وما ذكر من أخبار مسلم بن الحجاج وفضائله وحفظه وإمامته وثقته، وتاريخ وفاته -رحمه الله-
قال أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب -أيضاً- في ((تاريخ بغداذ)).
مسلم بن الحجاج بن مسلم، أبو الحسين القشيري النيسابوري، أحد الأئمة من حفاظ الحديث، وهو صاحب ((المسند الصحيح)). رحل إلى العراق والحجاز والشام ومصر، وسمع يحيى بن يحيى النيسابوري، وقتيبة بن سعيدٍ، وإسحاق بن إبراهيم، وذكر جماعةً سواهم، ثم قال: وقدم بغداذ غير مرةٍ، وحدث بها، فروى عنه من أهلها: يحيى بن محمد بن صاعدٍ، ومحمد بن مخلد. وآخر قدومه بغداذ كان في سنة تسعٍ وخمسين ومئتين.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، قال: أنا محمد بن نعيم الضبي، قال: نا أبو الفضل محمد بن إبراهيم، قال: سمعت أحمد بن سلمة يقول: رأيت أبا زرعة وأبا حاتم الرازيين يقدمان مسلم بن الحجاج في معرفة الصحيح على مشايخ عصرهما.(1/53)
وأخبرني ابن يعقوب، أنا محمد بن نعيم، قال: سمعت الحسين بن محمد الماسرجسي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: صنفت هذا ((المسند الصحيح)) من ثلاث مئة ألف حديث مسموعةٍ.
وحدثني أبو القاسم عبد الله بن أحمد السوذرجاني بإصبهان، قال: سمعت محمد بن إسحاق بن مندة يقول: سمعت أبا علي الحسين ابن علي النيسابوري يقول: ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم بن الحجاج في علم الحديث.
وحدثني أبو القاسم السوذرجاني قال: سمعت محمد بن إسحاق بن مندة يقول: سمعت محمد بن يعقوب الأخرم يقول -وذكر كلاماً معناه-: قل ما يفوت البخاري ومسلماً شيءٌ مما يثبت من الحديث.
قال أبو بكر الخطيب: إنما قفا مسلم بن الحجاج طريق البخاري، ونظر في علمه، وحذا حذوه، ولما ورد البخاري نيسابور في آخر أمره لازمه مسلمٌ، وأدام الاختلاف إليه، وقد حدثني عبيد الله بن أحمد بن(1/54)
عثمان الصيرفي قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: لولا البخاري لما ذهب مسلمٌ ولا جاء.
قال أبو علي: وأخبرونا عن أبي ذر عبد بن أحمد الهروي قال: سمعت أبا بكرٍ الجوزقي قال: سمعت أبا حامدٍ الشرقي أو غيره -الشك من أبي ذر- قال: رأيت مسلم بن الحجاج بين يدي محمد بن إسماعيل البخاري كالصبي بين يدي معلمه.
قال أبو بكر الخطيب: وكان مسلمٌ يناضل عن البخاري، حتى أوحش ما بينه وبين محمد بن يحيى الذهلي بسببه، فأخبرني محمد بن علي المقرئ قال: أنا محمد بن عبد الله النيسابوري، قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ يقول: لما استوطن محمد بن إسماعيل البخاري نيسابور، أكثر مسلم بن الحجاج الاختلاف إليه، فلما وقع بين محمد بن يحيى والبخاري ما وقع في مسألة اللفظ، ونادى عليه، ومنع الناس عن الاختلاف إليه، حتى هجر وخرج عن نيسابور في تلك المحنة = قطعه أكثر الناس غير مسلم بن الحجاج، فإنه لم يتخلف عن زيارته، فأنهي إلى محمد بن يحيى أن مسلم بن الحجاج على مذهبه(1/55)
قديماً وحديثاً، وأنه عوتب على ذلك بالعراق والحجاز ولم يرجع عنه فلما كان يوم مجلس محمد بن يحيى قال في آخر مجلسه: ألا من قال باللفظ فلا يحل له أن يحضر مجلسنا، فأخذ مسلمٌ الرداء فوق عمامته، وقام على رؤوس الناس، وخرج من مجلسه، وجمع كل ما كان كتب عنه وبعث به على ظهر حمالٍ إلى باب محمد بن يحيى، فاستحكمت بذلك الوحشة، وتخلف عنه وعن زيارته.
وقال محمد بن عبد الله النيسابوري: سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب يقول: سمعت أحمد بن سلمة يقول: عقد لأبي الحسين مسلم ابن الحجاج مجلسٌ للمذاكرة، فذكر له حديثٌ لم يعرفه، فانصرف إلى منزله، وأوقد السراج، وقال لمن في الدار: لا يدخلن أحدٌ منكم البيت، فقيل له: أهديت لنا سلةٌ من تمرٌ، قال: قدموها إلي، فقدموها إليه، وكان يطلب الحديث، ويأخذ تمرةً تمرةً فيمضغها، فأصبح وقد فني التمر ووجد الحديث.
قال محمد بن عبد الله: زادني الثقة من أصحابنا أنه منها مات، -رحمه الله-.
وقال أيضاً: سمعت محمد بن يعقوب أبا عبد الله الحافظ يقول:(1/56)
توفي مسلم بن الحجاج عشية يوم الأحد، ودفن يوم الاثنين لخمسٍ بقين لرجب سنة إحدى وستين ومئتين.
قال الخطيب: أخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الواحد المنكدري، نا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ بنيسابور، قال: نا محمد ابن إبراهيم الهاشمي، قال: نا أحمد بن سلمة، قال: سمعت الحسين بن منصورٍ يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وذكر مسلم بن الحجاج فقال: ((مرذا كاين بوذ)). قال المنكدري: معناه: أي رجلٍ يكون هذا!
وحدثنا عن غير الخطيب أنه قال -أعني الحاكم-: فرحم الله إسحاق، لقد أصابت فراسته الذكية.
قال الفقيه الحافظ أبو علي: كل ما ذكرنا عن أبي بكر الخطيب من ((تاريخ بغداذ)) أفادنيه أبو علي حسين بن محمد الصدفي -رضي الله عنه- وأجاز لنا هذا ((التاريخ)) الفقيه أبو الوليد الباجي عن أبي بكر الخطيب، وأجازه لنا -أيضاً- المبارك بن سعيد بن محمد البغداذي -قدم علينا قرطبة- قال: نابه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابتٍ الحافظ الإمام،(1/57)
سمعته منه ببغداذ وبالأنبار وبالظعن.
قلت: كل ما ذكرنا عن البخاري ومسلمٍ مما لم نذكر إسناده فقد أسنده أبو بكر الخطيب في أخبارهما من ((تاريخ بغداذ))، والحمد لله.(1/58)
ذكر الشيوخ والأسانيد التي بيننا وبين محمد بن إسماعيل ومسلمٍ بن الحجاج في كتابيهما
فأما كتاب أبي عبد الله البخاري -وسماه ((الجامع المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه))- من رواية أبي زيدٍ محمد بن أحمد المروزي من طريق أبي الحسن القابسي: فقرأته على أبي القاسم حاتم ابن محمد ابن عبد الرحمن بن حاتمٍ التميمي المعروف بابن الطرابلسي مراتٍ، أولها في سنة أربعٍ وأربعين وأربع مئةٍ، قال: أخبرني به أبو الحسن علي بن محمد بن أبي بكرٍ القابسي الفقيه قراءةً عليه بالقيروان وأنا أسمع سنة ثلاثٍ وأربع مئةٍ، قال: نا أبو زيدٍ محمد بن أحمد المروزي بمكة سنة ثلاثٍ وخمسين وثلاث مئةٍ، قال: نا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر بن صالح بن بشرٍ الفربري بفربر في ذي القعدة سنة ثماني عشرة وثلاث مئةٍ، قال: نا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الجعفي البخاري -رحمه الله- سنة ثلاثٍ وخمسين ومئتين.
وأما روايتنا فهي من طريق أبي محمد عبد الله بن إبراهيم الأصيلي: فحدثنا بها أبو شاكرٍ عبد الواحد بن محمد بن موهب التجيبي المعروف بالقبري، والقاضي أبو القاسم سراج بن عبد الله بن سراجٍ = قالا: نا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن جعفرٍ الأصيلي، قال:(1/59)
نا أبو زيدٍ بمكة سنة ثلاثٍ وخمسين، وببغداذ سنة تسعٍ وخمسين وثلاث مئةٍ. وقرأه أبو محمد أيضاً على أبي أحمد محمد بن محمد بن يوسف ابن مكي الجرجاني، قال أبو زيدٍ محمد بن أحمد وأبو أحمد محمد بن محمد بن مكي جميعاً: نا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطرٍ الفربري، نا البخاري. وعارضت كتابي من أوله إلى آخره بنسخة أبي محمد الأصيلي التي بخطه.
وقرأت رواية أبي علي بن السكن سعيد بن عثمان البغداذي -سكن مصر- على القاضي أبي عمرأحمد بن محمد بن يحيى المعروف بابن الحذاء، وأخبرني بها -أيضاً- أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري إجازةً = قالا جميعاً: نا أبو محمد عبد الله بن محمد بن أسدٍ الجهني بقرطبة -وكان ثقةً ظابطاً- سنة أربعٍ وتسعين وثلاث مئةٍ، قال: نا أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن البغداذي الحافظ في منزله بمصر سنة ثلاثٍ وأربعين وثلاث مئةٍ، قال: نا محمد بن يوسف الفربري، قال: نا أبو عبد الله البخاري. وكان سماع شيخنا أبي عمر النمري وأبي عمر ابن الحذاء في مجلسٍ واحدٍ من أبي محمد بن أسدٍ.
قال أبو علي: وعارضت كتابي بنسخة أبي محمد بن أسدٍ التي بخطه عن أبي علي بن السكن.(1/60)
أما رواية أبي ذر عبد بن أحمد بن محمد بن عبد الله الهروي الحافظ؛ فأخبرني بها: أبو العباس أحمد بن عمر بن أنس العذري مناولةً من يده إلى يدي، وقال لي: سمعته مراراً يقرأ على أبي ذر بمكة، أولها في سنة ثمانٍ وأربع مئةٍ، قال: أخبرني أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حموية السرخسي بهراة، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن داود المستملي ببلخٍ -وكان من الثقات المتقنين رحمه الله-، وأبو الهيثم محمد بن المكي بن زراعٍ الكشميهني بها قراءةً عليه في المحرم سنة تسعٍ وثمانين وثلاث مئةٍ = قالوا: نا محمد بن يوسف الفربري، نا البخاري.
وما كان في كتابي من رواية أبي إسحاق إبراهيم بن معقل بن الحجاج النسفي عن البخاري: فأخبرني بها أبو العاصي حكم بن محمد بن حكم الجذامي، قال: نا أبو الفضل أحمد بن أبي عمران الهروي بمكة سنة اثنتين وثمانين وثلاث مئةٍ، قال لي: سمعت بعضه وأجاز لي سائره، قال: نا أبو صالح خلف بن محمد بن إسماعيل البخاري، قال: نا(1/61)
إبراهيم بن معقل النسفي، قال: نا أبو عبد الله البخاري.
وروينا عن أبي الفضل صالح بن محمد بن شاذان الأصبهاني، عن إبراهيم بن معقل: أن البخاري أجاز له آخر الديوان من أول كتاب الأحكام إلى آخر ما رواه النسفي من الجامع، لأن في رواية إبراهيم النسفي نقصان أوراقٍ من آخر الديوان عن رواية الفربري قد علمت على الموضع في كتابي، وذلك في باب قوله تعالى: {يريدون أن يبدلوا كلام الله}. روى النسفي من هذا الباب تسعة أحاديث، آخرها بعض حديث عائشة في الإفك، ذكر منه البخاري كلماتٍ استشهد بها، وهو التاسع من أحاديث الباب، خرجه عن حجاجٍ عن النميري عن يونس، عن الزهري بإسناده عن شيوخه عن عائشة. وروى الفربري زائداً عليه من أول حديث قتيبة عن مغيرة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا أراد عبدي أن يعمل سيئةً فلا تكتبوها)) إلى آخر ما رواه الفربري عن البخاري من الديوان، وهو تسع أوراق من كتابي.
وذكر أبو بكرٍ أحمد بن علي بن ثابت الخطيب في ((تاريخ بغداذ)) من تأليفه، قال: أبو زيدٍ محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد المروزي الفقيه، سمع محمد بن عبد الله السعدي وجماعةً من أصحاب علي بن(1/62)
حجرٍ، وكان أحد أئمة المسلمين، حافظاً لمذهب الشافعي، حسن النظر، مشهوراً بالزهد والورع، ورد بغداذ، وحدث بها، فسمع منه، وروى عنه الدارقطني، ومحمد بن أحمد بن القاسم المحاملي. وخرج أبو زيدٍ إلى مكة، فجاور بها، وحدث هناك ((بصحيح البخاري)) عن محمد بن يوسف الفربري. وأبو زيدٍ أجل من روى ذلك الكتاب. مات يوم الخميس ثالث عشر من رجب سنة إحدى وسبعين وثلاث مئةٍ.
وحدثنا عن أبي محمد الأصيلي قال: سألت أبا زيدٍ المروزي عن مولده، فقال لي: ولدت سنة إحدى وثلاث مئةٍ، فقلت له: في أي سنةٍ لقيت الفربري، فقال: سنة ثماني عشرة وثلاث مئةٍ. وكان سماع أبي محمدٍ الأصيلي، وأبي الحسن بن القابسي على أبي زيدٍ المروزي واحداً بمكة سنة ثلاثٍ وخمسين وثلاث مئةٍ، ثم سمعه بعد ذلك أبو محمدٍ ببغداذ على أبي زيدٍ المروزي في سنة تسعٍ وخمسين وثلاث مئةٍ، وحضر مجلس أبي زيدٍ هذا: أبو بكر محمد بن عبد الله بن صالح الأبهري، ومحمد بن عبد الله الأبهري، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن مجاهد الطائي البصري. رأيت هذا مقيداً بخط أبي محمد في الجزء الأول من الجامع.
وقال الشيخ أبو ذر عبد بن أحمد الهروي -رحمه الله-: سمعت أبا(1/63)
إسحاق المستملي يقول: مات محمد بن يوسف بن مطر الفربري في شهر شوال لعشرٍ بقين منه سنة عشرين وثلاث مئةٍ. وتوفي أبو إسحاق المستملي سنة ست وسبعين وثلاث مئةٍ، وكان سماعه ورحلته إلى الفربري سنة أربع عشرة وثلاث مئةٍ. وولد أبو محمدٍ الحمويي سنة ثلاثٍ وتسعين ومئتين، وسمع من الفربري سنة خمس عشرة.
قال أبو ذر: وسمعت أبا الهيثم محمد بن المكي يقول: سمعت الكلاباذي أبا نصرٍ البخاري يقول: كان سماع محمد بن يوسف الفربري لهذا الكتاب من محمد بن إسماعيل البخاري مرتين: مرةً بفربر في سنة ثمانٍ وأربعين ومئتين، ومرةً ببخارى في سنة اثنتين وخمسين ومئتين. وذكر أبو الهيثم أنه سمع الكتاب من الفربري بفربر في ربيع الأول سنة عشرين وثلاث مئةٍ. حدثنا بهذا كله غير واحدٍ من شيوخنا عن أبي ذر.
وأما كتاب مسلم بن الحجاج بن مسلمٍ رواية الجلودي والكسائي: فقرأته على أبي العباس أحمد بن عمر بن أنس العذري المعروف بابن الدلائي بمدينة بلنسية سنة سبعين وأربع مئةٍ، قال: نا أبو العباس أحمد ابن الحسن بن بندار بن عبد الله بن جبريل الرازي قراءةً عليه بمكة وأنا أسمع سنة تسعٍ وأربع مئةٍ، قال: نا أبو أحمد محمد بن عيسى بن عمرويه الجلودي النيسابوري بنيسابور، قال: نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد ابن سفيان الفقيه، قال: نا أبو الحسين مسلم بن الحجاج رحمه الله.
وأخبرني به أبو القاسم حاتم بن محمد بن عبد الرحمن بن حاتم(1/64)
التميمي الطرابلسي -رحمه الله- مناولةً من يده إلى يدي، قال: نا به أبو سعيد عمر بن محمد بن محمد بن داود السجزي -وهو السجستاني- بمكة سنة ثلاثٍ وأربع مئةٍ، قال: نا أبو أحمد الجلودي قراءةً عليه سنة تسعٍ وستين وثلاث مئةٍ بنيسابور.
قال لي حاتمٌ: وحدثني به أيضاً عبد الملك بن الحسن بن عبد الله الصقلي، قال: نا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن يحيى الكسائي بنيسابور سنة اثنتين وثمانين وثلاث مئةٍ، = قالا جميعاً: حدثنا إبراهيم بن محمد ابن سفيان الفقيه، زاد الكسائي: سنة ثمانٍ وثلاث مئةٍ، قال: نا أبو الحسين مسلم بن الحجاج، زاد الكسائي: بنيسابور سنة سبع وخمسين ومئتين. قال أبو إسحاق إبراهيم بن محمد: فرغ لنا مسلمٌ من قراءة الكتاب لعشرٍ خلون من شهر رمضان من العام المذكور.
وأما رواية أبي العلاء بن ماهان، من طريق أبي محمد أحمد بن علي بن الحسين بن المغيرة بن عبد الرحمن القلانسي، عن مسلم بن الحجاج: فقرأتها على القاضي أبي عمر أحمد بن محمد بن يحيى بن الحذاء في أصل أبيه الذي كان بخطه، وانتسخه من كتاب أبي العلاء بن ماهان، قرأته عليه سنة خمسٍ وستين وأربع مئةٍ، قال: نا به أبي محمد ابن يحيى قراءةً مني عليه سنة خمسٍ وتسعين وثلاث مئةٍ، قال: نا أبو العلاء عبد الوهاب بن عيسى بن عبد الرحمن بن ماهان البغداذي، نا أبو بكر أحمد بن محمد الأشقر.(1/65)
قال أبو علي: وأخبرني به أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري فيما أجازه لنا، قال: نا أبو زكريا يحيى بن محمد بن يوسف الأشعري -وكان ثقةً ضابطاً- وأبو القاسم أحمد بن فتح المعافري ويعرف بابن الرسان، قالا جميعاً: نا أبو العلاء بن ماهان، قال: نا أبو بكر أحمد بن محمد بن يحيى الأشقر الفقيه على مذهب الشافعي، قال: نا أبو محمد أحمد بن علي بن الحسين القلانسي، قال: نا مسلم بن الحجاج حاشا ثلاثة أجزاءٍ من أجزاء الديوان، أولها حديث عائشة في الإفك، الحديث الطويل، فإن أبا العلاء بن ماهان المذكور كان يروي ذلك عن أبي أحمد محمد بن عيسى الجلودي، عن إبراهيم بن محمد بن سفيان، عن مسلم بن الحجاج.
قال أبو علي: سمعت أبا عمر أحمد بن محمد بن يحيى يقول: سمعت أبي -رحمه الله- يقول: أخبرني ثقات أهل مصر أن أبا الحسن علي بن عمر الدارقطني كتب إلى أهل مصر من بغداذ: أن اكتبوا عن أبي العلاء بن ماهان كتاب مسلم بن الحجاج ((الصحيح))، ووصف أبا العلاء بالثقة والتميز.
وروينا عن أبي حامد بن الشرقي قال: سمعت مسلم بن الحجاج(1/66)
يقول: [ما وضعت شيئاً في هذا المسند إلا بحجةٍ، وما أسقطت منه شيئاً إلا بحجة.
وروينا عن أبي حاتم مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول:] لو أن أهل الحديث يكتبون الحديث مئتي سنةٍ لكان مدارهم على هذا المسند، يعني مسند الصحاح.
قال مكي: وسمعت مسلماً يقول: عرضت كتابي هذا المسند على أبي زرعة الرازي، فكل ما أشار علي في هذا الكتاب أن له علةً وسبباً تركته، وكل ما قال: إنه صحيحٌ ليس له علةٌ، فهو هذا الذي أخرجت.
وقال مسلمة بن قاسم في ((تاريخه)): مسلم بن الحجاج النيسابوري جليل القدر ثقةٌ، من أئمة المحدثين، له كتابٌ في الصحيح ألفه، لم يضع أحدٌ مثله.(1/67)
كتاب تقييد المهمل وتمييز المشكل
النوع الأول [ضبط مشكل الأسماء والأنساب](1/69)
حرف الألف
باب أَسيدٍ وأُسيدٍ وأُسيرٍ
فأما (أَسيدٌ) بفتح الهمزة وكسر السين؛ فهو:
أَسيد بن جارية -بالجيم- الثقفي، حليفٌ لبني زهرة بن كلاب، أسلم يوم الفتح، وشهد حنيناً، وهو والد أبي بصير عتبة بن أسيد.
ولأبي بصيرٍ صحبة، وليست له رواية، ولكن جرى ذكره في حديث الزهري، عن عروة، عن المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم، وهو حديث صلح الحديبية، الحديث الطويل في كتاب الشروط من ((الجامع)).
ومن ولد أسيد بن جارية: عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية، من أصحاب أبي هريرة، هكذا يقول أكثر أصحاب الزهري: عمرو -بالواو- منهم: معمر وشعيب ويونس والزبيدي وعقيل وابن أخي الزهري.
وقال إبراهيم بن سعد: عن الزهري عن عمر بن أسيد، وسيأتي الكلام في هذا إن شاء الله مستقصًى في علل كتاب البخاري، في باب(1/71)
غزوة بدر.
روى له مسلم في كتاب الإيمان حديث: ((إن لكل نبي دعوةً)) من طريق الزهري عنه عن أبي هريرة.
وأخرج البخاري ومسلم عن الزهري عنه عن أبي هريرة ((أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سريةً عيناً، وأمر عليهم عاصم بن ثابت))، الحديث الطويل.
وأخرج البخاري عن أسيد بن زيد الجمال -بالجيم- يكنى أبا محمد مولى صالح بن علي القرشي، أخرج عنه في كتاب الرقاق وقرنه بعمران بن ميسرة، عن ابن فضيل، عن حصين، انفرد به البخاري، ولم يرو له مسلم شيئاً.
وانفرد مسلمٌ بالرواية عن أبي سريحة -بسين مهملة مفتوحةٍ وحاءٍ مهملة- حذيفة بن أسيدٍ الغفاري، له صحبة، ونسبه أبو عبيد: حذيفة بن أمية بن أسيد، روى عنه: أبو الطفيل عامر بن واثلة.(1/72)
وأبو رفاعة تميم بن أسيد.
هكذا قال الدارقطني، وحكاه عن أحمد بن حنبل ويحيى بن معين بفتح الهمزة، ولم يذكر فيه خلافاً، ويختلف فيه:
فقال عبد الغني: أبو رفاعة تميم بن أُسيد، ويقال: ابن أسد، ويقال: ابن أَسيد -بالفتح-، قال: والأشهر: أسيد بالضم، له صحبة، خرج له مسلمٌ وحده.
وأما (أُسيد) بضم الهمزة وفتح السين؛ فهو:
أُسيد بن الحضير بن سماك بن عتيك، يكنى: أبا يحيى، على اختلاف في كنيته، هو من كبار الصحابة من الأنصار، ثم من بني عبد الأشهل، روى له البخاري ومسلم في كتابيهما عن أبي سعيد الخدري وأنس بن مالك عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وأبو أُسيد الساعدي الأنصاري، له صحبة -أيضاً- واسمه:(1/73)
مالك بن ربيعة بن البدن -بالباء وبفتح الدال وبنونٍ بعدها- على اختلافٍ في ذلك سنذكره.
روى له البخاري ومسلم في كتاب الجهاد والمناقب، عن أنس بن مالك وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وعن ابنه حمزة بن أبي أُسيد، وعن الزبير بن المنذر بن أبي أُسيد عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وابنه المنذر بن أبي أُسيد ولد في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو سماه: المنذر، جرى ذكره في حديث سهل بن سعد، قال: ((أتي بالمنذر بن أبي أُسيد حين ولد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فوضعه على فخذه)) وذكر الحديث إلى آخره، قال: وسماه منذراً.
وفي نسخة أبي ذر من ((الجامع)) في كتاب الصلاة، في باب من شكا إمامه إذا طول: وقال أبو أَسيد: طولت بنا يا بني. هكذا وقع من رواية أبي إسحاق المستملي وحده: أبو أسيد -بفتح الهمزة وكسر السين- ولأبي محمد وأبي الهيثم بضم الهمزة، وهو الصواب.(1/74)
وفي كتاب الجهاد لأبي ذر عن أبي محمد الحمويي وحده: حمزة ابن أبي أَسيد -بفتح الهمزة-، والصواب الضم.
وأما (أُسير) بالراء مع ضم الهمزة -أيضاً- وفتح السين؛ فهو:
أُسير بن جابر العبدي، يكنى أبا الخيار، من تابعي أهل الكوفة، ويقال فيه: يُسير -بالياء-، روي عنه في الكتابين، سيأتي ذكر التعريف به في (باب بشير ويُسير)، فهو أولى المواضع بذلك إن شاء الله تعالى.
باب أخرم وأخزم وأحزم
فأما (أخرم) بالخاء المعجمة والراء المهملة؛ فهو:
أخرم الأسدي، فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم، واسمه: محرز بن نضلة بن عبد الله بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسدٍ، يكنى أبا نضلة، حليفٌ لبني عبد شمس.
والأخرم لقب، قتل شهيداً في غارة عبد الرحمن بن عيينة على سرح رسول الله صلى الله عليه وسلم، مذكور في حديث سلمة بن الأكوع، الحديث الطويل، في كتاب المغازي، تفرد به مسلم بن الحجاج.
و(أخزم) بالخاء المعجمة والزاي المعجمة:(1/75)
والد أبي طالب زيد بن أخزم الطائي، من شيوخ البخاري، تفرد بالرواية عنه دون مسلم، خرج عنه في مناقب قريشٍ في قصة زمزم، عن سلم بن قتيبة حديث إسلام أبي ذر، وكان زيد بن أخزم من الثقات.
و(أحزم) بالحاء المهملة مع الزاي -أيضاً- مذكور في نسب عباد ابن منصور الناجي، وهو:
عباد بن منصور بن عباد بن سامة بن الحارث بن قطن بن مدلج بن أحزم بن ذهلٍ، من بني سامة بن لؤي، يكنى أبا سلمة، ولي قضاء البصرة.
استشهد به البخاري في حديثٍ رواه في (كتاب الطب) عن أيوب السختياني، عن أبي قلابة، عن أنسٍ: أن أبا طلحة وأنس بن النضر كوياه، ثم قال: وقال عباد بن منصور، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنسٍ قال: ((أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل بيتٍ من الأنصار أن يرقوا من الحمة والأذن)).
هكذا نسبه أبو الحسن الدارقطني.(1/76)
باب أنسٍ وأتشٍ
(أنسٌ) بالنون والسين المهملة؛ كثير.
و(أتشٌ) بالتاء المعجمة باثنتين، وشين معجمة، واحدٌ، وهو:
محمد بن الحسن بن أتشٍ الصنعاني، يروي عن مالك وغيره، يضعف، وليس له في ((الصحيحين)) ذكر.
ومحمد بن أنسٍ -بالنون والسين- أبو أنس، مولى عمر بن الخطاب، ذكره البخاري في المتابعة.
وقع في ((الجامع)) في آخر كتاب الجنائز، حديث آدم، عن شعبة، عن الأعمش، عن مجاهد، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تسبوا الأموات)) الحديث.
ثم قال: تابعه علي بن الجعد وابن عرعرة وابن أبي عدي، عن شعبة، ورواه عبد الله بن عبد القدوس ومحمد بن أنس، عن الأعمش.
ومن الناس من يصحف فيه، فيقول: محمد بن أتشٍ.(1/77)
باب أحنف وأخيف
فـ (أحنف) بالحاء المهملة والنون.
الأحنف بن قيس التميمي ثم السعدي، اسمه: صخر، وقيل: الضحاك، ويكنى أبا بحر، والأحنف لقب، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، ودعا له.
حدث عن أبي ذر، وعبد الله بن مسعود، وأبي بكرة نفيع، روى عنه الحسن البصري، وأبو العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير، وطلق بن حبيب، روى له البخاري ومسلم.
و(أخيف) بالخاء المعجمة وبعدها ياءٌ معجمةٌ باثنتين من أسفل، هو:
مكرز بن حفص بن الأخيف، وهو الذي أجار أبا جندل بن سهيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية، وشهد الكتاب الذي كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين، وهو مشرك.
أتى ذكره في حديث الزهري، عن عروة، عن المسور ومروان ابن الحكم، الحديث الطويل.(1/78)
ذكرناه ليعرف.
باب أفلح وأقلح
(أفلح) بالفاء؛ كثير.
و(أقلح) بالقاف؛ واحد، في نسب:
عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، واسمه: قيس بن عصمة بن النعمان من بني ضبيعة، من الأوس، الأنصاري ثم الأوسي، له صحبة، وقتل بالرجيع -رضي الله عنه-.
باب أحمد وأحمر
فـ (أحمد) بالدال؛ كثير.
و(أحمر) بالراء:
علباء بن أحمر اليشكري، يعد في البصريين، عن أبي زيدٍ عمرو بن أخطب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
روى له مسلمٌ وحده حديثاً واحداً تفرد به، ليس لعمرو بن أخطب ولا لعلباء في الكتاب غيره، وهو في كتاب الفتن.(1/79)
باب أُبي وآبٍ
فـ (أُبي) بضم الهمزة وفتح الباء؛ جماعة.
و (آب) بهمزة ممدودة في قفا الألف والباء مكسورة، على مثال قاضٍ، واحدٌ، وهو:
آبي اللحم، له صحبة، سمي بهذا لأنه كان يأبى أن يأكل اللحم، قتل يوم حنينٍ شهيداً، وسيأتي ذكره في الألقاب.
وروى مسلم لعمير مولى آبي اللحم حديثاً واحداً في كتاب الزكاة، من حديث حفص بن غياثٍ، عن محمد بن زيد بن المهاجر، ويزيد بن أبي عبيد عن عمير مولى آبي اللحم.
باب أشج وأثبج
فـ (الأشج) بالشين المعجمة، هو:
أشج عبد القيس العصري، اسمه: منذر بن عائذ -بالذال المعجمة- هو الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن فيك لخلقين يحبهما الله ورسوله:(1/80)
الحلم والأناةً)).
ذكره مسلم بن الحجاج في حديث وفد عبد القيس من رواية أبي سعيد الخدري.
وبكير بن عبد الله بن الأشج، من تابعي أهل المدينة، رويا له.
وأبو سعيد الأشج، اسمه: عبد الله بن سعيد الكندي، كوفي من شيوخ البخاري ومسلم، رويا عنه.
وأما (الأثبج) بثاءٍ منقوطة بثلاث، بعدها باء معجمة بواحدة، بعدها جيم؛ فهو:
خالد بن عبد الله بن محرز الأثبج، ابن أخي صفوان بن محرز، روى عن عمه صفوان، حدث عنه سليمان التيمي، تفرد بالرواية له مسلم بن الحجاج.
باب الأعور والأغوز
فأما (الأعور) بالعين والراء المهملتين؛ فجماعة، منهم:
سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، أحد العشرة المشهود لهم(1/81)
بالجنة، يكنى أبا الأعور، روى عنه عمرو بن حريث، وقيس بن أبي حازم، وعبد الرحمن بن عمرو بن سهل.
وهارون بن موسى الأعور النحوي البصري، عن شعيب بن الحبحاب، والزبير بن الخريت، رويا له جميعاً.
و(الأغوز) بالغين والزاي المعجمتين؛ في نسب أبي سريحة بن أسيد بن الأغوز -بالزاي، كذا نسبه ابن الكلبي، ويقال: بالسين- ابن واقعة بن غفار بن مليل، كذا نسبه خليفة بن خياط، وقد تقدم ذكره في (باب أَسيد).
باب أمية ومية وأمة وأمينة
فـ(أمية) بضم الهمزة وياء مشددة؛ كثير، منهم:
يعلى بن أمية، من الصحابة، حليف قريش، يروي عنه ابنه صفوان، حديثه مخرجٌ في ((الصحيحين)).
وأمية بن عبد شمس بن عبد مناف، جد بني أمية.
ومن شيوخ البخاري ومسلم: أمية بن بسطامٍ العيشي البصري،(1/82)
يكنى أبا بكر، روى عن يزيد بن زريع.
و(مية) دون ألفٍ في أول الاسم، هو: عبيد بن أبي مية، والد يعلى ومحمد ابني عبيد الطنافسيين، حديثهما مخرجٌ في الكتابين.
وعبيد أبوهما، هو: عبيد بن أبي مية اللجام الكوفي، قد روى عنه سفيان الثوري.
و(أمة) بفتح الهمزة والميم من دون ياءٍ، هي:
أمة بنت خالد بن سعيد بن العاصي، تكنى أم خالد، لها صحبة، ولدت بأرض الحبشة، وهي زوجة الزبير بن العوام.
روى عنها موسى بن عقبة: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من عذاب القبر))، حديثها مخرج في الكتابين.
و(أمينة) بهمزة مضمومة، وياء التصغير بعدها نون، هي:
أمينة بنت أنس بن مالك، حدث عنها أنس، قال: حدثتني ابنتي أمينة أنه دفن لصلبي مقدم الحجاج البصرة بضعٌ وعشرون ومئة.
حدثنا أبو عمر النمري، قال نا سعيد بن نصر، نا قاسم بن(1/83)
أصبغ، نا ابن وضاح، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا عبد الله بن بكر، قال نا حميد عن أنسٍ قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم سليم؛ فأتته بتمر وسمن، فقال: ((أعيدوا سمنكم في سقائه وتمركم في وعائه فإني صائمٌ))، قال: ثم قام يصلي صلاةً غير مكتوبة فصلينا معه، فدعا لأم سليم ولأهل بيتها، فقالت أم سليم: يا رسول الله! إن لي خويصة، قال: ((ما هي يا أم سليم))؟ قالت: خادمك أنس، فدعا لي بخير الدنيا والآخرة، وقال: ((اللهم ارزقه مالاً وولداً وبارك له))، قال: فإني لمن أكثر الأنصار مالاً وولداً.
قال أنسٌ: وأخبرتني أمينة ابنتي أنه قد دفن من صلبي إلى مقدم الحجاج البصرة بضعٌ وعشرون ومئة.
وأمينة: امرأة من بني رياح، مولاة أبي العالية الرياحي، أعتقته سائبة لوجه الله تعالى.
واسم أبي العالية: رفيع بن مهران.
باب أَسلَم وأَسلُم
فـ (أَسلَم) بفتح اللام؛ كثير.
وبضمها: أسلُم بن الحاف بن قضاعة، من ولده جماعةٌ من(1/84)
الصحابة، منهم: عقبة بن عامر الجهني، وزيد بن خالد الجهني، وسبرة بن معبد، وغيرهم.
باب أفرادٍ من الأسماء في حرف الألف مما يحسن تقييدها
(أثاثة) بهمزةٍ مضمومة وثاءٍ مثلثة مكررة.
واشتقاقه من: أث النبت يئث ويؤث إذا كثر، والنبت أثيث، والشعر أثيثٌ -أيضاً-.
هو: والد مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب بن عبد مناف المطلبي، يقال: إن مسطحاً لقبٌ، واسمه: عوف بن أثاثة، شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يأتي ذكره في حديث الإفك، وفيه وفي أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما- أنزل الله تعالى: {ولا يأتل أولي الفضل منكم والسعة}، والله أعلم.(1/85)
(أُجيل) بهمزة مضمومة بعدها جيم مفتوحة بعدها ياءٌ معجمة باثنتين من أسفل، هو:
ناعم بن أُجيل، مولى أم سلمة، يكنى أبا عبد الله، ويقال: أبا عمر، كان في بيت شرفٍ من همدان؛ فلحقه سباءٌ في الجاهلية، فأعتقته أم سلمة -رضي الله عنها-، معدود في الطبقة الأولى من أهل مصر.
يروي عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، وعبد الله بن عباس، روى عنه يزيد بن أبي حبيبٍ، وتفرد بالرواية له مسلم بن الحجاج.
تخوفنا أن يتصحف أُجيل بأخيل، ففي الرواة أبو الأخيل الحمصي، فلذلك ذكرناه.
(أشوع) بشينٍ معجمة ساكنة بعدها واو مفتوحة:
سعيد بن عمرو بن أشوع الهمداني قاضي الكوفة، يروي عن الشعبي، يروي عنه زكريا بن أبي زائدة، وخالد الحذاء، رويا له.
(آده) بدال مفتوحة مخففة، قبلها همزة مطولة وبعدها هاءٌ، لا تكون تاءً في الإدراج، على زنة آدم؛ هو في نسب أبي الأشعث الصنعاني، وهو:
شراحيل بن آده، هكذا رويناه عن أبي محمد عبد الغني الحافظ،(1/86)
هو من تابعي أهل الشام.
يروي عن عبادة وأبي أسماء الرحبي عن ثوبان في عيادة المريض، حدث عنه أبو قلابة الجرمي، روى له مسلم وتفرد به، والحديث الذي يرويه أبو الأشعث، عن أبي أسماء الرحبي، هو في عيادة المريض، بعضهم لا يذكر أبا الأشعث بين أبي قلابة وأبي أسماء الرحبي، وسنبين هذا في علل كتاب مسلمٍ إن شاء الله تعالى.
(أشهل) بشينٍ معجمة، على مثال: أفكل، هو:
أشهل بن حاتم الجمحي مولاهم البصري، عن ابن عونٍ، رويا له.(1/87)
ومن النسب في حرف الألف باب الأسَدي والأسْدي والأُسَيدي
فـ (الأسَديون) بتحريك السين، جماعة ينسبون إلى أسد بن خزيمة ابن مدركة بن اليأس بن مضر، وإلى أسد بن عبد العزى بن قصي، من قريشٍ، وإلى أسد بن ربيعة بن نزار.
وفي الأزد -أيضاً- بطن يقال لهم: بنو أسد محرك السين، وهو:
أسد بن شُريك -بضم الشين- بن مالك بن عمرو بن مالك بن فهم، لهم خطة بالبصرة يقال لها: خطة بني أسد، وليس بالبصرة خطة لبني أسد بن خزيمة.
فمن بني أسد بن شريك:
مسدد بن مسرهد الأسدي المحدث، قاله: عمرو بن علي، وكذلك قال أبو بكر بن دريد: هو من بني أسد بن شريك.
وهو: مسدد بن مسرهد بن مسربل بن ماسك بن جرو بن يزيد(1/88)
ابن شبيب بن الصلت بن مالك بن أسد بن شريك، كذا نسبه أبو بكر.
ورأيت بعضهم ينسبه: مسدد بن مسرهد بن مسربل بن مغربل بن مرعبل بن أرندك بن سرندك بن غرندك بن ماسك بن مستورد الأسدي البصري.
ولست من هذا النسب الثاني على ثقة، وكان يحيى بن معين -رحمه الله- إذا ذكر نسب مسدد قال: هذه رقية عقرب.
فمسدد أسدي محرك السين، وهو أسدي بسكونها، وهو أزدي، هو من شيوخ البخاري، حدث عنه في ((الجامع)) كثيراً، تفرد به.
ومقاتلٌ صاحب ((التفسير))، مولى بني أسد بن شريك.(1/89)
و(الأسديون) بسكون السين، جماعة، ينسبون إلى الأسد، وهي جرثومةٌ من جراثيم قحطان، وهو الأسد بن الغوث بن النبت بن زيد ابن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
قال أبو عبيد القاسم بن سلام، ويعقوب بن السكيت: يقال هم الأسد بالسين، والأزد بالزاي، وهم أسد شنوءة، وهي أفصح من الأزد.
وذكر أبو بكر بن أبي خيثمة، عن وهب بن جرير بن حازمٍ أنه قلما ذكر الأزد إلا قال: الأسد -بالسين-، وكان فصيحاً.
قال يحيى بن معين: الأزد والأسد سواء.
قال ابن الكلبي: كان الأزد بن الغوث، واسمه: دراء -بكسر الدال والمد- رجلاً كثير المعروف، وكان الرجل يلقى الرجل فيقول: أسدى إلي دراءٌ يداً، وأزدى إلي يداً، مبدل، فكثر هذا حتى سمي به، فقالوا: الأسد والأزد.(1/90)
فمن الأسد:
عبد الله بن مالك بن القشب، ويعرف بابن بحينة، حليف بني المطلب بن عبد مناف الأسدي، وهو من أسد شنوءة، من الصحابة، أبوه مالك، وأمه بحينة بنت الحارث بن المطلب، وعبيدة بن الحارث خاله.
بحينة: بالباء المضمومة والحاء المهملة، روى له البخاري ومسلم، حدث عنه عبد الرحمن الأعرج، وحفص بن عاصم.
ومنهم: ابن اللتبية، رجل من الأزد، استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصدقات.
وغيرهما جماعة.
و(الأسيديون) بضم الألف وفتح السين وتخفيف الياء، وقد يشددها قوم، فيقال: الأسيْدي والأسيِّدي، يقال ذلك لكل من ينسب إلى أسيد بن عمرو بن تميم، منهم:
حنظلة بن الربيع الأسيْدي، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعرف بالكاتب،(1/91)
حدث عنه أبو عثمان النهدي، روى له مسلم وحده حديثاً واحداً، تفرد به.
ومنهم: هارون بن رئاب -بكسر الراء والهمز- الأُسيْدي، روى له مسلمٌ وحده.
باب الأَيلي والأُبلي والآملي
فأما (الأيلي) بفتح الهمزة وسكون الياء وهي معجمة باثنتين من أسفل؛ فجماعة ينسبون إلى: أيلة، مدينةٌ معروفةٌ، وهي بنواحي الشام، منهم:
يونس بن يزيد الأيلي، مولى معاوية بن أبي سفيان، صاحب الزهري، مشهور به، ومنهم:
عقيل بن خالد الأيلي، صاحب الزهري -أيضاً-، وحديث يونس وعقيل في ((الصحيحين)) كثير.
وطلحة بن عبد الملك الأيلي، روى عنه مالك بن أنس، روى له البخاري.
ورزيق -بتقديم الراء على الزاي- بن حكيم -بضم الحاء-(1/92)
الأيلي، وسيأتي التعريف به في حرف الراء.
و(الأُبلي) بهمزةٍ مضمومة وباءٍ معجمة بواحدة مضمومة ولامٍ مشددة، من ينسب إلى أبلة البصرة، منهم:
شيبان بن فروخ الأبلي الحبطي، وهو: شيبان بن أبي شيبة، رأى شعبة بن الحجاج، وروى عن حماد بن سلمة، حدث عنه مسلم وتفرد به.
حدثنا حكمٌ، نا أبو بكر، نا أبو القاسم البغوي، نا شيبان بن فروخ الأبلي، نا أبو عوانة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من نفس عن أخيه كربةً من كرب الدنيا نفس الله عنه كربةً من كرب الآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)).
و(الآملي) مطولة الألف، وبعدها ميم مضمومة بعدها لامٌ مخففة، من ينسب إلى آمل، مدينةٌ بطبرستان، منهم:(1/93)
عبد الله بن حماد بن أيوب بن الطفيل الآملي، وراق البخاري، كان يورق للناس بين يديه، حدث عنه في ((الجامع)) في موضع واحد عن يحيى بن معين، عن إسماعيل بن مجالد، في باب إسلام أبي بكر، وحدث عنه -أيضاً- في تفسير سورة الأعراف عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، وموسى بن هارون البردي.
وسنذكر اختلاف الرواة في نسبة عبد الله هذا والتعريف به، في (الجزء التاسع) من كتابي هذا إن شاء الله تعالى.
باب الأرُزي والأزْدي والأوْدي
فأما (الأرزي) بهمزة مضمومة وراءٍ مهملة مضمومة وبعدها زاي مشددة؛ فهو:
محمد بن عبد الله الأرزي، وبعضهم يقول: الرزي، بحذف الهمزة؛ لأنه يقال: أرزٌ ورز، من شيوخ مسلم، حدث عنه في غير موضعٍ من كتابه، تفرد به، وقد حدث عنه أبو داود السجستاني، سمع عبد الوهاب ابن عطاء، وخالد بن الحارث.(1/94)
و(الأزدي) بالزاي والدال، من ينسب إلى الأزد، جرثومة من جراثيم قحطان، قد مر ذكرها.
و(الأودي) بالواو بعدها دال [مهملة]، من ينسب إلى أود بن صعب بن سعد العشيرة من مذحج، منهم:
عمرو بن ميمون الأودي الكوفي، عن عمر بن الخطاب، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن مسعود، ومعاذ بن جبل، رويا له.
وهزيل -بالزاي- بن شرحبيل الأودي، كوفي، عن ابن مسعود، وأبي موسى الأشعري، روى له البخاري وحده حديثاً في الفرائض.
وأبو قيس الأودي: واسمه: عبد الرحمن بن ثروان، يروي عن هزيل الأودي.
ومنهم:
إدريس من يزيد الأودي، والد عبد الله بن إدريس الأودي، فقيه الكوفة في عصره.(1/95)
وأحمد بن عثمان بن حكيم الأودي، من شيوخ البخاري ومسلم، عن شريح بن مسلمة وغيره، توفي سنة ستين ومئتين.
وعلي بن حكيم الأودي، من شيوخ مسلم، تفرد به.
ومن الأفراد في حرف الهمزة من المنسوبين
(الأبناوي) بفتح الهمزة وتقديم الباء -المعجمة بواحدة- على النون، وبواوٍ بعدها، من ينسب إلى الأبناء، قوم يكونون باليمن من ولد الفرس الذين وجههم كسرى مع سيف بن ذي يزن على ملك الحبشة باليمن، فغلبوا الحبشة وأقاموا باليمن، فلولدهم يقال: الأبناء. منهم:
وهب بن منبه الأبناوي الصنعاني، وأخوه:
همام بن منبه.
وطاووس بن كيسان الأبناوي، مخرج حديثهم في ((الصحيحين))، وكلهم من التابعين.
ومنهم:
عمرو بن دينار مولى باذان، من الأبناء، عن ابن عباسٍ وجابرٍ، معدود في أهل مكة، من التابعين.
ومنهم:
عباد بن موسى الختلي الأبناوي، رويا له جميعاً، وسيأتي ذكره في(1/96)
النسب من حرف الخاء المعجمة، ذكرت هذه النسبة لكيلا تتصحف بـ:
(الأنباري) بالراء، لكل من ينسب إلى الأنبار، وفيهم كثرة؛ إلا أنهم متأخرون.
و(الألهاني) بفتح الهمزة وسكون اللام، من ينسب إلى ألهان بن مالك أخي همدان بن مالك، وألهان في زنة: علهان، منهم:
محمد بن زيادٍ الألهاني أبو سفيان الحمصي، عن أبي أمامة الباهلي، روى عنه عبد الله بن سالم الحمصي، روى له البخاري وحده.
(الأسواري) بضم الهمزة؛ هو:
أبو عيسى الأسواري، يروي عن أبي سعيد الخدري، روى عنه قتادة، لا يوقف على اسمه، روى له مسلم وحده.(1/97)
حرف الباء
باب بشرٍ وبُسرٍ ونسرٍ
فـ (بشر) بالشين المعجمة؛ كثير.
و(بسر) بالسين المهملة والباء المضمومة.
عبد الله بن بسر المازني، من بني مازنٍ بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان، يكنى: أبا صفوان، له صحبةٌ، وهو آخر من مات بالشام من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، رويا له جميعاً.
أخرج البخاري في باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم عن حريز بن عثمان الرحبي عنه، وأخرج مسلم في الأطعمة عن يزيد بن خميرٍ عنه.
وبسر بن سعيد الحضرمي المدني، مولى لهم، عن زيد بن ثابت، وأبي سعيد الخدري، وزيد بن خالد الجهني، وعبد الله بن أنيس الجهني، وعبيد الله بن أبي رافع، وجنادة بن أبي أمية، روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن، وزيد بن أسلم، وبكير بن الأشج، ويعقوب(1/99)
ابن الأشج أخوه، وأبو النضر سالم، ومحمد بن إبراهيم التيمي، وغيرهم، ثقة من كبار التابعين بالمدينة.
وبسر بن عبيد الله الحضرمي مولاهم الشامي، عن أبي إدريس الخولاني، روى عنه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وعبد الله بن العلاء بن زبر، وغيرهما، رويا له.
وأما (نسر) بالنون والسين المهملة -أيضاً-؛ فهو جد أبي زكريا يحيى بن أبي بكير بن نسر بن أبي أسيد -بفتح الهمزة- قاضي كرمان، كوفي من عبد القيس، عن زائدة، وإسرائيل، وزهير بن معاوية، روى عنه يعقوب الدورقي، وإبراهيم بن الحارث، وغيرهما.
قال الدارقطني: يحيى بن أبي بكير بن نسر بن أسيد، قاضي كرمان من عبد القيس.
وقال عبد الغني: نسر -بالنون والسين المهملة- جد يحيى بن أبي بكير بن نسر.(1/100)
وقال مسلم في كتاب ((الكنى)): أبو بكير بن نسر العبدي، عن شهر بن حوشب، روى عنه ابنه يحيى بن أبي بكير.
باب بَشير وبُشير ويُسير
فـ (بشير) بفتح الباء؛ كثير، منهم:
بَشير بن سعد، والد النعمان بن بشير.
وبشير بن عبد المنذر، أبو لبابة، كلاهما من كبار الصحابة.
وأبو بشير الأنصاري المازني، له صحبة، ويقال: الحارثي، روى له البخاري ومسلم حديثاً واحداً عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قوله: (( لا يبقين في رقبة بعيرٍ قلادةٌ إلا قطعت)) من رواية مالك.
ومن التابعين:
بشير بن أبي مسعودٍ عقبة بن عمرو عن أبيه، مخرجٌ حديثه في ((الصحيحين)).
وبشير بن نهيك، صاحب أبي هريرة، يكنى أبا الشعثاء، يروي عنه النضر بن أنس، رويا له.(1/101)
وبشير بن عقبة أبو عقيل الدورقي -بفتح العين- الأزدي البصري، عن أبي المتوكل الناجي، وأبو نضرة، رويا له.
وبشير أبو إسماعيل، عن أبي حازمٍ، يروي عنه ابن فضيل، تفرد به مسلم.
وبشير بن مهاجر الغنوي الكوفي، عن عبد الله بن بريدة، روى عنه عبد الله بن نمير، تفرد به مسلم -أيضاً-، له حديث في كتاب الرجم.
وهشيم بن بشير، أحد الأئمة في الحديث.
ومنصور بن أبي مزاحم بشير، من شيوخ مسلم، تفرد به.
و(بشير) بضم الباء وفتح الشين، هو:
بشير بن كعبٍ العدوي البصري، أبو أيوب، عن شداد بن أوس، روى عنه عبد الله بن بريدة.
وبشير بن يسار الأنصاري الحارثي مولاهم المدني، عن أنس بن مالك، وسويد بن النعمان، وسهل بن أبي حثمة، حدث عنه يحيى بن(1/102)
سعيد الأنصاري، وسعيد بن عبيد الطائي، رويا له جميعاً.
و(يسير) بالياء المضمومة المعجمة باثنتين من أسفل، مع السين المهملة؛ هو:
يسير بن عمرو الشيباني، قال ابن معين: كنيته أبو الخيار، أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم، ويقال فيه: أسير بن جابر العبدي، قاله أبو نضرة، وقال شعبة: أسير بن عمرو -بضم الهمزة وفتح السين- واختلف في نسبه؛ فقيل: الشيباني، وقيل: المحاربي، وقيل: العبدي، ويقال: الكندي الدرمكي.
ونسبه ابن الكلبي في كندة؛ فقال: هو أسير بن عمرو بن سيار، وأم سيار درمكة، بها يعرفون، هو الذي روى عن عمر بن الخطاب -رحمه الله- حديث أويس القرني.
قال علي بن المديني: أهل البصرة يقولون فيه: أسير بن جابر، وأهل الكوفة يسمونه: أسير بن عمرو، قال: وبعضهم يقول: يسير.(1/103)
قال عبد الغني الحافظ، ((أهل البصرة يقولون: أُسير بن جابر -بالألف- وينسبونه إلى جابر، وأهل الكوفة يقولون: يسير -بالياء المضمومة- وينسبونه إلى عمرو)).
روى له مسلم والبخاري في مواضع عن أبي إسحاق الشيباني عنه عن سهل بن حنيف، وعن سعيد الجريري عن أبي نضرة عنه، وعن قتادة عن زرارة بن أوفى عنه عن عمر -رحمه الله-، وعن أبي قتادة العدوي عنه عن عبد الله بن مسعود.
قال أبو علي -رحمه الله-: روينا عن محمد بن إسماعيل البخاري، نا أبو نعيم، نا سفيان، عن الشيباني، عن يسير بن عمرو، قال: ذكر عند عمر الغيلان؛ فقيل: إنها تتحول عن خلقها، فقال: إنه لا يتحول شيءٌ عن خلقه؛ ولكن لهم سحرة كسحرتكم، فإذا أحسستم بشيءٍ من ذلك؛ فأذنوا.
قال البخاري: يقال: أُسير، والصحيح: يسير، وقد أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم، ويقال: إنه كان صغيراً.
وعن يحيى بن معين قال: نا هشيم، عن العوام بن حوشب، قال:(1/104)
ولد يسير بن عمرو في مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ومات سنة خمسٍ وثمانين.
باب بشار ويسار
أما (بشار) بالباء المعجمة بواحدة والشين المعجمة؛ فهو:
والد أبي بكر محمد بن بشار بن عثمان العبدي المعروف ببندار، حدث عنه البخاري ومسلم كثيراً.
وسائر من في الكتابين:
(يسار) بفتح الياء المعجمة باثنتين من أسفل وسينٍ مهملةٍ، منهم:
معقل بن يسار المزني، له صحبة، يكنى أبا علي، ويقال: أبا يسار، روى عنه الحسن البصري، وأبو المليح الهذلي، والحكم بن الأعرج.
ويسار والد عبد الرحمن بن أبي ليلى اسمه: يسارٌ، من كبار التابعين، عن علي بن أبي طالبٍ، وصهيب بن سنان، وسهل بن حنيف، وكعب بن عجرة، والبراء بن عازب، رويا له جميعاً.
والحسن بن أبي الحسن يسارٍ البصري، مولى الأنصار، سيد أهل البصرة في زمانه، وأخوه:(1/105)
سعيد بن يسار، وأمهما خيرة، مخرج حديثهم في ((الصحيح)).
وبشير بن يسار، مدني، رويا له.
وأبو الحباب سعيد بن يسار، مدني، رويا له.
وموسى بن يسار، هو عم محمد بن إسحاق بن يسار، صاحب المغازي، وهم إخوة ثلاثة: موسى بن يسار، وإسحاق بن يسار، وعبد الرحمن بن يسار.
قال عباس الدوري، عن يحيى بن معين: موسى بن يسار عم محمد بن إسحاق المدني، هو ثقة.(1/106)
وقال عثمان بن سعيد الدارمي: سألت يحيى بن معين، قلت له: والد محمد بن إسحاق كيف حاله؟ قال: ثقة.
وانفرد مسلم بموسى بن يسار عن أبي هريرة، روى عنه داود بن قيس.
وحسين بن حسن بن يسار، عن عبد الله بن عون، روى له البخاري.
وفي حديث الأعمش عن مسلم المكتب، قال: كنا مع مسروق في دار يسار بن نمير، فرأى في صفته تماثيل، أتى ذكره في كتاب اللباس من ((الجامع)).
وأبو نجيح يسارٌ المكي، والد عبد الله بن أبي نجيح، عن عبيد بن عمير، روى عنه ابنه عبد الله، روى له مسلم.(1/107)
ومحمد بن إسحاق بن يسار المطلبي، روى له مسلم، عن نافع وسعيد المقبري، وإبراهيم بن عبد الله بن حنين، وعبد الله بن أبي بكر بن حزم، ويحيى بن عبد الرحمن، ويزيد بن أبي حبيب مستشهداً به.
ومحمد بن يحيى بن علي بن عبد الحميد بن عبيد بن يسار أبو غسان المدني، حدث البخاري عن أبي أحمد غير منسوبٍ عنه في كتاب الشروط.
باب أبي بصرة وأبي نضرة
فـ (أبو بصرة) بباءٍ معجمة بواحدة، وصادٍ مهملة، هو:
أبو بصرة الغفاري، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، واختلف في اسمه؛ وأصح ما قيل فيه: إنه حميل بن بصرة -بحاءٍ مهملةٍ مضمومةٍ- هكذا قال علي بن المديني، وأبو محمد بن الجارود.
ويقال فيه: جميل -بالجيم مفتوحةً- هكذا ذكره ابن أبي حاتم الرازي في كتابه، روى له مسلم وحده عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً واحداً، قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العصر بالمخمص؛ فقال: ((إن هذه(1/108)
الصلاة عرضت على من كان قبلكم فضيعوها، فمن حافظ عليها كان له أجره مرتين)) الحديث.
روى عنه أبو تميم الجيشاني.
وروى عبد الرحمن بن شماسة، عن أبي بصرة، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنكم ستفتحون أرض مصر، وهي أرضٌ يسمى فيها القيراط))، من حديث جرير بن حازم، عن حرملة المصري عن ابن شماسة، تفرد بأبي بصرة في هذا الإسناد جرير بن حازمٍ، قاله أبو الحسن الدارقطني -رحمه الله-.
و(أبو نضرة) بنونٍ وضادٍ معجمة، هو:
أبو نضرة العبدي العوقي -بالقاف مفتوح الواو- صاحب أبي سعيد الخدري، واسمه: منذر بن مالك بن قطعة -بكسر القاف وسكون الطاء- هو بطن من عبد القيس، روى له مسلم كثيراً عن أبي(1/109)
سعيد الخدري، انفرد به.
باب بُريدٍ وبَريدٍ وبِرندٍ ويزيد وتزيد
أما (بُريدٌ) بالباء المعجمة بواحدة وهي مضمومة؛ فهو:
بريد بن عبد الله بن أبي بردة، روى له البخاري ومسلم عن أبيه عن جده أبي موسى الأشعري كثيراً، يروي عنه أبو أسامة وغيره.
و(بَريدٌ) بفتح الباء وكسر الراء؛ هو في نسب علي بن هاشم بن البريد أبي الحسن الخزاز -بخاءٍ معجمة وزايين- العائذي مولاهم الكوفي، روى له مسلم وحده، عن هشام بن عروة، حدث عنه أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم الهذلي القطيعي -بفتح القاف- في كتاب الرضاع.
و(بِرند) بالباء المعجمة المكسورة، وراءٍ بعدها نونٌ.(1/110)
قال ابن الفرضي: يقال فيه بكسر الباء وفتحها، والأشهر الكسر، هو: أبو محمد عرعرة بن علجة بن البرند الناجي السامي -بالسين المهملة- بصري، روى عنه علي بن المديني، وابنه محمد بن عرعرة، رويا له جميعاً عن شعبة، وعمر بن أبي زائدة، وله أولاد محدثون؛ منهم:
إبراهيم بن محمد بن عرعرة، من شيوخ مسلم، تفرد به.
و(يزيد) بالياء المعجمة باثنتين من أسفل، وزاي معجمة؛ كثير في الأسماء والكنى؛ منهم:
أبو يزيد عمرو بن سلمة الجرمي -بكسر اللام- قاله عمرو بن علي، وهكذا هو مكنى في ((الجامع الصحيح)) للبخاري في الحديث الذي رواه أيوب السختياني عن أبي قلابة، عن مالك بن الحويرث: أنه(1/111)
ذكر صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي آخر الحديث: كصلاة شيخنا أبي يزيد عمرو بن سلمة، هكذا روي عن البخاري -رحمه الله- بالياء والزاي - من جميع طرق الكتاب؛ إلا شيئاً ذكره أبو ذر الهروي عن بعض شيوخه: أبو محمد الحمويي عن الفربري، فإنه قال: كصلاة شيخنا أبي بريد -بالباء المعجمة بواحدةٍ المضمومة وبالراء-.
وهكذا كناه مسلم بن الحجاج في كتاب ((الكنى)) في باب الباء.
وقال أبو محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ المصري: ((لم أسمعه من أحدٍ إلا بالزاي، قال: ومسلم أعلم)).
وفي أسماء المحدثين:
يزيد بن أبي مريم -بالياء المعجمة باثنتين من أسفل والزاي- الأنصاري الشامي، روى له البخاري حديثاً واحداً، عن عباية بن رفاعة(1/112)
عن أبي عبس بن جبر، في كتاب الجمعة والجهاد، حدث عنه الوليد بن مسلم، ويحيى بن حمزة الدمشقي.
وفي الكوفيين:
بريد بن أبي مريم -بالباء المعجمة بواحدة وهي مضمومة، وبراءٍ مهملةٍ- ولم يخرج عنه في ((الصحيح)) شيءٌ، ذكرته وما قبله لأرفع الإشكال عنهما.
و(تزيد) بالتا المنقوطة من فوق باثنتين وبزايٍ معجمةٍ؛ يأتي في نسب الأنصار، وهو:
تزيد بن جشم بن الخزرج، ويخرج إلى هذا النسب جلة من الأنصار، منهم:
معاذ بن جبل، والبراء بن معرور، وأبو قتادة، وحباب بن المنذر، وأبو اليسر كعب بن عمرو، وغيرهم.
باب بصيرٍ ونصيرٍ
(بصير) بفتح الباء وكسر الصاد المهملة، هو:(1/113)
أبو بصير عتبة بن أسيد بن جارية -بالجيم- الثقفي، له صحبة، وقد ذكرناه في باب أسيد.
و(نصير) بضم النون وفتح الصاد؛ كثير، منهم:
نصير بن أبي الأشعث الفزاري، أخرج البخاري في كتاب اللباس، عن أبي نعيم عنه عن عثمان بن عبد الله بن موهب.
باب بهية وبهثة
فـ(بهية) بباءٍ معجمة بواحدةٍ وهي مضمومة وياءٍ مشددة هي:
امرأةٌ تروي عن عائشة أم المؤمنين، نسب إليها: أبو عقيل -بفتح العين- واسمه: يحيى بن المتوكل، صاحب بهية.
روينا عن أبي عقيلٍ هذا، قال: قالت بهية: سمتني أم المؤمنين عائشة: بهية، وقد خرج عنها أبو داود سليمان بن الأشعث في ((مصنفه))، وذكر مسلم بن الحجاج يحيى بن المتوكل أبا عقيل في صدر كتابه، روى عنه أبو النضر هاشم بن القاسم.
و(بهثة) بباءٍ مضمومةٍ -أيضاً- وهاءٍ ساكنةٍ وثاءٍ مثلثة، هو:(1/114)
بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان، منهم:
عمرو بن عبسة السلمي، من كبار الصحابة، وعبسة على مثال: عدسة، وجماعةٌ غيره من الصحابة.
[وفي ربيعة بن نزار: بهثة -أيضاً- وهو:
بهثة بنت حرب بن وهب بن جلي بن أحمس بن ضبيعة بن ربيعة ابن نزار، وإياهم عنى المتلمس:
أمنتفلاً من نصر بهثة خلتني ... ألا إنني منهم وإن كنت أينما]
باب بورٍ وثورٍ وثوبٍ
أما (بورٌ) بالباء المعجمة بواحدةٍ وهي مضمومة؛ فـ:
أبو بكر بن أصرم المروزي، يقال: اسمه بور، يروي عن ابن المبارك.
قال لي أبو العباس أحمد بن عمر وأبو الوليد الباجي: سمعنا أبا ذر عبد بن أحمد الهروي يقول: هو بورٌ، الباء غير صافيةٍ، هي بين الباء والفاء، على نحو ما تنطق به العجم.(1/115)
له حديث واحدٌ في ((الجامع)) في الجهاد، حدث به عنه البخاري، عن ابن المبارك، عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، قال: ((سمى النبي صلى الله عليه وسلم الحرب خدعةً)).
قال البخاري: مات أبو بكر بن أصرم المروزي قريباً من سنة عشرين.
و(ثورٌ) بثاءٍ منقوطةٍ بثلاث؛ كثير، منهم:
ثور بن زيد المدني، وثور بن يزيد الشامي.
و(ثوبٌ) بالثاء المثلثة المضمومة بعدها واوٌ مفتوحة مخففة وباء معجمة بواحدة، هو:
والد أبي مسلم الخولاني، واسمه: عبد الله بن ثوب، من حمير من كبار التابعين من أهل الشام، أخرج له مسلم وحده، عن عوف بن مالك الأشجعي.
باب بزة وبرة
فـ (بزة) بالزاي المعجمة:(1/116)
القاسم بن نافع بن أبي بزة، واسمه: يسار، كذا قال البخاري في ((التاريخ الأوسط))، وقال في ((الكبير)): ((القاسم بن أبي بزة، هو ابن نافع)).
وهكذا قال يحيى بن معين: اسم أبي بزة: نافع، وهو: أبو القاسم بن أبي بزة، سمع أبا الطفيل عامر بن واثلة وسعيد بن جبير، حدث عنه: شعبة، وابن جريج، روى له البخاري ومسلم.
و(برة) بالراء المهملة، هي:
زينب بنت أبي سلمة، كان اسمها: برة، فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم: زينب، وكذلك جويرية زوج النبي صلى الله عليه وسلم، كان اسمها: برة؛ فحول النبي صلى الله عليه وسلم اسمها: جويرية.
باب أبي بردة وأبي برزة
فـ (أبو بردة) بضم الباء وبدالٍ مهملةٍ، هو:
هانئ بن نيار البلوي ثم الحارثي، خال البراء بن عازب، روى(1/117)
عنه جابر بن عبد الله حديثاً واحداً، على اختلافٍ في ذلك يذكر في كتاب الحدود.
وأبو بردة بن أبي موسى الأشعري، واسمه: عامر، يروي عن أبيه أبي موسى، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن سلام، وعائشة، روى عنه: الشعبي، وأبو إسحاق السبيعي، وابنه سعيد، وغيرهم.
وأبو بردة بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن جده، عن أبي موسى، روى عنه الثوري، وأبو أسامة، وغيرهما.
وليس في الكتابين من يكنى بأبي بردة غير هؤلاء الثلاثة، وقد اتفق الإمامان على الإخراج عنهم.
ولأبي موسى الأشعري أخٌ يقال له: أبو بردة، وهم ثلاثة إخوة: أبو موسى، وأبو رهم، وأبو بردة بنو قيس الأشعريون، وقيل كانوا أربعة؛ فالله أعلم.
و(أبو برزة) بباءٍ مفتوحةٍ وزايٍ بعد الراء، هو:
أبو برزة الأسلمي، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، اختلف في اسمه؛(1/118)
فقيل: نضله بن عبيد، وقيل: نضلة بن عائذ، وقيل: خالد بن نضلة، حدث عنه أبو المنهال سيار بن سلامة، والأزرق بن قيس، وأبو عثمان النهدي، وأبو الوازع جابر بن عمرو البصريون، خرج عنه البخاري ومسلم.
باب بيان ونيار ويناق
فـ (بيان) بالباء المعجمة بواحدة، وبعدها ياء معجمة بنقطتين من أسفل ونون؛ في أسماء الرواة وأنسابهم كثير.
و(نيار) بنون مكسورة وبعدها ياء معجمة باثنتين من تحت وراء مهملة، هو:
والد أبي بردة بن نيار الأنصاري، من الصحابة، يقال اسمه: هانئ بن نيار، يروي عنه جابر بن عبد الله في بعض الروايات، وفي بعضها ابنه عبد الرحمن بن جابر، رويا له معاً.
وعبد الله بن نيار الأسلمي، يروي عن عروة بن الزبير، يروي عنه الفضيل بن أبي عبد الله، روى له مسلم وحده.
و(يناق) بياءٍ معجمةٍ باثنتين من تحت، وبعدها نون مشددة وبعدهما قاف، هو:
مسلم بن يناق والد الحسن بن مسلم، سمع ابن عمر، روى عنه(1/119)
شعبة، روى له مسلم وحده.
وابنه: الحسن بن مسلم بن يناق، عن مجاهدٍ، وطاووس، وصفية بنت شيبة، روى عنه ابن جريج، وإبراهيم بن نافع، وعمرو بن مرة، رويا له جميعاً.
قال يحيى بن معين: سمع شعبة من مسلم بن يناق، ولم يسمع من ابنه الحسن، مات قبل أبيه، ومات الحسن -أيضاً- قبل طاووس.
باب بدرٍ وبدنٍ
فـ (بدرٌ) بالراء، غير واحدٍ؛ منهم:
بدر بن عثمان مولى عثمان بن عفان، يروي عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري، روى عنه عبد الله بن نمير، ووكيع، روى له مسلم وحده في أوقات الصلوات.
وأبو بدر شجاع بن الوليد السكوني الكوفي، سكن بغداذ، حدث عن عمر بن محمد العمري، وهاشم بن هاشم، وزياد بن خيثمة الجعفي، روى عنه محمد بن عبد الرحيم صاعقة، وابن راهويه، وابنه(1/120)
الوليد بن شجاع، رويا له جميعاً.
و(بدنٌ) بتحريك الدال ونون بعدها؛ يأتي في نسب الأنصار، منهم:
أبو أُسيد مالك بن ربيعة بن البدن، ويقال: البدن -بكسر الدال-، واسم البدن: مالك بن عوف من بني ساعدة.
هكذا قال موسى بن عقبة عن ابن شهاب: البدن، واختلف على موسى بن عقبة، فقيل عنه: اليدي -بياءٍ في أول الكلمة وياءٍ في آخرها منقوطتين باثنتين- وكذلك اختلف على محمد بن إسحاق؛ فقال إبراهيم بن سعدٍ ويونس بن بكير عنه: البدن. وروي عن عبد الملك بن هشام: اليدي.
وقد تقدم ذكر أبي أُسيد في حرف الهمزة.
باب بدلٍ وبديلٍ
فـ (بدلٌ) باللام مع تحريك الدال، هو:
بدل بن المحبر -بالحاء المهملة- أبو المنير اليربوعي البصري، من شيوخ البخاري، حدث عنه في غير موضعٍ من الكتاب عن شعبة، انفرد(1/121)
البخاري بالرواية عنه.
و(بديل) بضم الباء وزيدة ياء التصغير، هو: بديل بن ميسرة العقيلي، عن عبد الله بن شقيق، وأبي الجوزاء أوس ابن عبد الله، وعطاء بن أبي رباح، روى عنه شعبة، وحسين المعلم، وقتادة، روى له مسلم وحده.
باب بندوية وتيروية
أما (بندوية) بباءٍ مفتوحة معجمة بواحدة، وبعدها نون ساكنة، ثم دال مهملة وياء معجمة باثنتين من تحت، ويقال: مندوية -بالميم-، هو في نسب عوفٍ الأعرابي، يقال: عوف بن بندوية.
قال الغلابي عن يحيى بن معين: عوف بن أبي جميلة الأعرابي، اسم أبي جميلة: بندوية.
وقال عمرو بن علي: سمعت أبا بحر البكراوي، قلت لعوف: عوف ابن من؟ قال: أنا عوف بن رزينة -براءٍ مهملةٍ مضمومة بعدها زاي-، وكان اسم أبيه مندوية وكان ينزل النحيت.
و(تيروية) بتاءٍ مكسورة معجمة باثنتين من فوق بعدها ياءٌ معجمة(1/122)
باثنتين من تحت بعدها راء مهملة، هو في نسب:
حميد الطويل، يقال له: حميد بن تيروية، وسيأتي الاختلاف في هذا الاسم في حرف التاء إن شاء الله تعالى.
أفرادٌ من الأسماء في حرف الباء مما يشكل في الخط
(بحينة) بضم الباء والحاء المهملة بعدها ياء معجمة باثنتين ثم نون، هو:
ابن بحينة، من الصحابة، واسمه: عبد الله بن مالك الأسدي، وبحينة أمه، وقد تقدم التعريف به في حرف الهمزة.
(بعجة) بباءٍ معجمة بواحدة وعين مهملة ساكنة، بعدها جيم، هو:(1/123)
بعجة بن عبد الله بن بدر الجهني المدني، عن عقبة بن عامر، وأبي هريرة، روى عنه يحيى بن أبي كثير، وأبو حازم المدني، رويا له، ذكره البخاري في كتاب الأضاحي، وذكره مسلم في الجهاد والأضاحي -أيضاً-.
(بجرة) بفتح الباء والجيم وهي مفتوحةٌ:
والد مقسم مولى ابن عباس، هو: مقسم بن بجرة -على مثال شجرة-، يكنى: أبا القاسم.
قال البخاري: ((هو مولى عبد الله بن الحارث الهاشمي، ويقال: مولى ابن عباس))، رويا له جميعاً، ذكر البخاري عنه عن ابن عباس حديث: ((لا يستوي القاعدون من المؤمنين)) عن بدر.
(البهي) بباءٍ معجمةٍ بواحدة مفتوحة وهاءٍ مكسورة وياءٍ مشددة، على مثال: النبي، هو:
عبد الله البهي، مولى مصعب بن الزبير، روى عن عائشة أم المؤمنين، وفاطمة بنت قيس، وعروة بن الزبير، يروي عنه إسماعيل بن أبي خالد،(1/124)
وخالد بن سلمة، والسدي، تفرد به مسلم، وسيأتي ذكره في (الألقاب) إن شاء الله تعالى.
(بيحان) بباءٍ معجمة بواحدة وهي مفتوحةٌ بعدها ياء معجمة باثنتين من تحت وحاء مهملة، على مثال: هيمان، يأتي في نسب:
كليب بن وائل بن بيحان التيمي، كوفي، روى كليبٌ عن زينب بنت أبي سلمة، روى عنه عبد الواحد بن زياد، روى له البخاري حديثاً واحداً في ((الجامع))، ولم يرو له مسلم.
قال أبو بكر بن دريد: بيحان اسم رجل، من قولك: باح بما في صدره يبوح بوحاً وبؤوحاً، ويقال للرجل البؤوح بما في صدره: بيحان.
(بجالة) بفتح الباء المنقوطة بواحدة وبالجيم، هو:(1/125)
بجالة بن عبدة التميمي، سيأتي التعريف به في باب عبدة وعبدة.
(بهيس) بباءٍ معجمةٍ بواحدةٍ وهي مضمومة وسينٍ مهملة، على مثال: فطيس، هو:
والد أبي الدهماء قرفة -بكسر القاف- ابن بهيس، عن هشام بن عامر، حدث عنه حميد بن هلال، روى له مسلم وحده، تفرد به.
(برثم) بباءٍ معجمة بواحدة مضمومة بعدها ثاءٌ مثلثة مضمومة، هو: عبد الرحمن بن آدم، صاحب السقاية، مولى أم برثم، ويقال: برثن -بالنون بدل الميم- من أهل البصرة، عن جابر بن عبد الله روى عنه سليمان التيمي، روى له مسلم، وتفرد به.
وقد يشكل (برثم) بـ (يريم) على مثال: يزيد، والد هبيرة بن يريم، صاحب علي -رضي الله عنه-.
(بشمين) بباءٍ واحدةٍ معجمة مفتوحةٍ وشين معجمة ساكنة بعدها ميمٌ ونونٌ، هو:
جد عبد الحميد بن عبد الرحمن بن بشمين الحماني، ذكر له البخاري في فضائل القرآن عن محمد بن خلف العسقلاني عن عبد الحميد الحماني(1/126)
حديثاً واحداً.
وقد حدث بشمين -أيضاً- جد عبد الحميد عن أبي زرعة بن عمرو ابن جرير، حدث عنه عمار بن رزيق.
(بقية) بباءٍ معجمة بواحدةٍ وقافٍ، هو:
بقية بن الوليد أبو يحمد الكلاعي الحمصي، روى له مسلم.
وحبيبٌ المعلم، يقال: إنه حبيب بن أبي بقية -أيضاً- قاله عمرو بن علي.
(بادية) بباء منقوطة بواحدةٍ ودال مهملة بعدها ياء معجمة باثنتين من تحت، هي:
بادية ابنة غيلان بن سلمة بن معتب الثقفي، أتى ذكرها في حديث أم سلمة -رضي الله عنها- في قول المخنث هيتٍ لعبد الله بن أبي أمية: ألا أدلك على ابنة غيلان؛ فإنها تقبل بأربعٍ وتدبر بثمانٍ.
ذكرناها ليرتفع التصحيف في اسمها، ذكرها الزبير بن بكار وغيره بياءٍ معجمة بواحدة.(1/127)
ومن النسب في حرف الباء البزاز والبزار والقزاز
فـ (البزاز) بزايين معجمتين؛ كثير في المحدثين، منهم:
هارون بن عبد الله البزاز، والد موسى، ويعرف بالحمال -بالحاء مهملةً- من شيوخ مسلم.
ومحمد بن عبد الرحيم البزاز يعرف بصاعقة، من شيوخ البخاري.
و(البزار) بزايٍ معجمة بعدها راءٌ مهملة، هو:
الحسن بن الصباح أبو علي البزار الواسطي، من شيوخ البخاري -أيضاً- تفرد به، أخرج عنه في كتاب الإيمان، وصفة النبي صلى الله عليه وسلم، وغير موضعٍ عن ابن عيينة، وإسحاق الأزرق، وجعفر بن عون.
ويحيى بن محمد بن السكن بن حبيبٍ -بحاءٍ مهملة- البزار، يكنى أبا عبد الله، من شيوخ البخاري، حدث عنه في صدقة الفطر والدعوات، عن محمد بن جهضم، وحبان -بفتح الحاء- بن هلال.(1/128)
وبشر بن ثابت أبو محمد البزار، استشهد به البخاري؛ فقال: وقال بشر بن ثابت: حدثنا أبو خلدة، قال: صلى بنا أميرٌ الجمعة.
وأبو محمد خلف بن هشام البزار المقرئ البغداذي، من شيوخ مسلم، تفرد به.
و(القزاز) بقافٍ وزايين معجمتين، هو:
فراتٌ القزاز التميمي، أصله بصري سكن الكوفة، رويا له معاً عن أبي الطفيل وأبي حازم سلمان، وعبيد الله بن القبطية، روى عنه شعبة، والثوري، وإسرائيل، وابن عيينة.
وابنه الحسن بن فرات، روى له مسلم وحده.
ومعن بن عيسى القزاز أبو يحيى الأشجعي المدني، مولى لهم، صاحب مالك بن أنس، رويا له.
وإسماعيل بن عمر أبو المنذر الواسطي القزاز، روى له مسلم وحده.
باب البصري والنصري
فـ (البصريون) ممن ينسب إلى البصرة، كثير، ومن الناس من يفتح في النسب الباء، ومنهم من يكسرها.(1/129)
وأما (النصريون) بالنون والصاد مهملةً؛ فمن ينسب إلى:
نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن، منهم:
أوس بن الحدثان النصري، من الصحابة، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي في أيام التشريق: أنها أيام أكل وشربٍ، ذكره مسلمٌ في كتاب الصيام من حديث أبي الزبير عن ابن كعب بن مالك عن أبيه أنه حدثه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه وأوس بن الحدثان أيام التشريق.
وابنه مالك بن أوس، من كبار التابعين وقدمائهم، عن عمر بن الخطاب، وطلحة بن عبيد الله، روى عنه الزهري، يعد في أهل المدينة.
وسالم أبو عبد الله مولى النصريين، وهو سالم سبلان -بفتح السين والباء- على مثال: كروان، مولى مالك بن أوس بن الحدثان، روى عن عائشة وأبي هريرة، روى له مسلم في كتاب الوضوء، وغيره.
وعبد الواحد بن عبد الله النصري، عن واثلة بن الأسقع، روى عنه حريز بن عثمان -بحاءٍ مهملةٍ وزاي-، روى له البخاري في ذكر بني إسرائيل.(1/130)
باب البجلي والبجلي
فـ (البجلي) بتحريك الجيم؛ جماعةٌ ينسبون إلى:
بجيلة بن أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث أخي الأسد بن الغوث، رهط:
جرير بن عبد الله البجلي.
وجندب بن عبد الله البجلي ثم العلقي، وعلقٌ بطنٌ من بجيلة.
و(البجلي) بسكون الجيم؛ رهطٌ من سليم بن منصور يقال لهم: بنو بجلة، نسبوا إلى أمهم بجلة بنت هناءة بن مالك بن فهم الأزدي، منهم:
أبو نجيح عمرو بن عبسة السلمي ثم البجلي، من بني مازن بن مالك بن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان، ومازن أمه بجلة بنت هناءة، وعمرو بن عبسة هذا من قدماء الصحابة، يقال: إنه كان ربع الإسلام، تفرد به مسلم.
باب البكائي والبكالي والبكيلي
فأما (البكائي) بفتح الباء وتشديد الكاف، فهو:
زياد بن عبد الله بن الطفيل البكائي أبو محمد العامري، ينسب إلى(1/131)
بني البكاء من بني عامر بن صعصعة، روى له البخاري ومسلم عن حميد الطويل، وعاصم الأحول، وعبد الملك بن عمير، وحصين، وهو أحد من روى المغازي عن ابن إسحاق، وأخذها عنه عبد الملك بن هشام.
و(البكالي) بكسر الباء وتخفيف الكاف، وزيادة لام؛ هو:
نوف بن فضالة البكالي أبو يزيد الحميري، وبنو بكال في حمير، أتى ذكره في حديث سعيد بن جبير قلت لابن عباس: إن نوفاً البكالي قال: إن موسى ليس موسى بني إسرائيل؛ فقال: كذب عدو الله.
و(البكيلي) بفتح الباء وكسر الكاف، هو:
أبو الوداك جبر بن نوف البكيلي، من بني بكيل بن جشم بن(1/132)
خيوان بن نوف بن همدان، سمع أبا سعيد الخدري، روى له مسلمٌ وحده.
وسعيد بن يحمد أبو السفر الثوري، والد عبد الله بن أبي السفر البكيلي، وثور همدان من بكيل.
وصالح بن صالح بن مسلم بن حيان الثوري ثم البكيلي الهمداني، سمع الشعبي، رويا له.
وابنه الحسن بن صالح الناسك، روى له مسلم وحده عن عاصمٍ الأحول، في كتاب الطب، وروى عن يحيى بن آدم عنه عن السدي في كتاب الطلاق.
وأخوه علي بن صالح، روى له مسلم -أيضاً- في كتاب البيوع، عن سلمة بن كهيل، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: ((استقرض(1/133)
رسول الله صلى الله عليه وسلم سناً فأعطى سناً فوقها)) الحديث. حدث عنه وكيع بن الجراح.
ومن حاشدٍ وبكيل ابني جشم تفرقت همدان، والأرحبيون والمرهبيون كلهم بكيليون، منهم:
أبو حذيفة الأرحبي، وعمر بن ذر المرهبي.
باب البحراني والنجراني
فـ (البحراني) بالباء المعجمة بواحدة والحاء المهملة، هو:
أبو عبد الله محمد بن معمر القيسي البحراني، شيخ للبخاري ومسلم.
و(النجراني) بالنون والجيم:
عبد الله بن الحارث النجراني، عن جندب بن عبد الله البجلي، روى عنه عمرو بن مرة، روى له مسلم وحده.
وهو حديث مختلف في إسناده، قال فيه أبو عبد الرحيم: عن(1/134)
زيد بن أبي أنيسة، عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث قال حدثني جميل النجراني، قال سمعت جندب بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث.
قال الدارقطني: وجميلٌ مجهول.
أفرادٌ من النسب في حرف الباء
(البناني) بياءٍ مضمومة بعدها نونٌ، من ينسب إلى بنانة.
قال الزبير بن بكار وغيره: بنانة كانت أمةً لسعد بن لؤي بن غالب، حضنت بنيه بعد أمهم، فغلبت عليهم، فسموا بها، فهم بنو سعد بن لؤي، ويقال: إنهم بنو سعد بن ضبيعة بن نزار، منهم:
ثابت بن أسلم أبو محمد البناني مولى لهم.
وعلي بن الحكم البناني أبو الحكم البصري من أنفسهم، روى له البخاري وحده.
وعبد العزيز بن صهيب البناني البصري، رويا له.(1/135)
(البرساني) بباءٍ مضمومةٍ وراءٍ وسين مهملتين، من ينسب إلى بني برسان بطنٌ من الأزد.
قال أبو بكر بن دريد: ((برسان فعلان من البرس، وهو القطن))، منهم:
محمد بن بكر البرساني البصري، عن ابن جريج، رويا له جميعاً.
وبكر بن خلف البرساني أبو بشر، ذكره البخاري مستشهداً به في كتاب الصلاة، بعد حديثٍ ذكره عن أبي عبيدة الحداد، عن عثمان ابن أبي رواد، عن الزهري: ((دخلت على أنس بن مالكٍ وهو يبكي)) الحديث.
ثم قال: وقال بكر بن خلف: حدثنا محمد بن بكر البرساني أنا عثمان بن أبي رواد نحوه.
قال أبو حاتم الرازي: حدثنا أبو بشر بكر بن خلف ختن عبد الله بن يزيد المقرئ، وكان ثقة.
وعقبة بن وساج البرساني، عن أنس بن مالك، روى عنه إبراهيم ابن أبي عبلة، وأبو عبيدٍ مولى سليمان بن عبد الملك، روى له البخاري.(1/136)
(البوراني) بضم الباء بعدها واو ساكنة بعدها راءٌ مهملة، هو:
أبو علي الحسن بن الربيع البوراني البجلي الكوفي، شيخ للبخاري ومسلم، يروي عن حماد بن زيد، وأبي الأحوص، وفضيل بن غزوان.
وذكر أبو حاتمٍ قال: كنت أحسب أن الحسن بن الربيع مكسور العنق لانحنائه، حتى قيل بعد: إنه لا ينظر إلى السماء.
وقال أبو حاتم الرازي: سمعت الحسن بن الربيع يقول: قال لي ابن المبارك: يا حسن! ما حرفتك؟ قلت: أنا بوراني. قال: ما بوراني؟ قلت: لي غلمانٌ يصنعون البواري، قال: لو لم تكن لك صناعةٌ ما صحبتني.
وهذا كما قال أبو قلابة لأيوب السختياني: يا أيوب! الزم سوقك،(1/137)
فإن الغنى من العافية.
وروى الغلابي قال: نا سليمان بن حرب، قال نا حماد بن زيد، قال: سمعت أيوب يقول -يعني لأصحابه-: لو علمت أن أهلي يحتاجون إلى دستجةٍ من بقلٍ ما جلست معكم.
(البيكندي) بكسر الباء المعجمة بواحدة، هو من ينسب إلى بيكند، بلد ببخارى، منهم:
محمد بن سلام أبو عبد الله البيكندي، شيخٌ للبخاري، روى عنه فأكثر.
ومحمد بن يوسف أبو أحمد البيكندي، يروي عن أبي أسامة، وعبد الأعلى بن مسهر، وابن عيينة، شيخٌ للبخاري -أيضاً-، وستأتي التفرقة بينه وبين محمد بن يوسف الفريابي في موضعها إن شاء الله.
ومنهم:
يحيى بن جعفر بن أعين أبو زكريا البخاري البيكندي، من شيوخ البخاري -أيضاً- تفرد بهم ثلاثتهم.(1/138)
(البغلاني) بباءٍ معجمةٍ بواحدة مفتوحة وغين معجمة ساكنة، هو:
قتيبة بن سعيد أبو رجاء البغلاني.
قال أبو علي: وسمعت أبا عمر الحافظ يقول: سمعت خلف ابن قاسم الحافظ يقول: بغلان قرية من قرى خراسان.
حدث عنه البخاري ومسلم والناس.
(البرلسي) بضم الباء المعجمة بواحدة والراء المهملة المضمومة بعدها لامٌ مضمومة مشددة، هو:
عبد الله بن يحيى المعافري البرلسي، عن حيوة بن شريح، روى له البخاري وحده، ينسب إلى برلس، قريةٌ من سواحل مصر.
(البسري) بضم الباء المعجمة بواحدة وسكون السين المهملة، هو:
محمد بن الوليد بن عبد الحميد البسري القرشي، من شيوخ البخاري ومسلم، سمع غندراً، من ولد بسر بن أرطاة، يقال: بسر بن أرطاة، وبسر بن أبي أرطاة.(1/139)
(البردي) بباءٍ معجمةٍ بواحدة مضمومة وراءٍ مهملة بعدها دال مهملة، هو:
موسى بن هارون البردي، ويقال: إنما قيل له البردي؛ لبردةٍ لبسها، روى له البخاري حديثاً واحداً في تفسير سورة الأعراف، عن عبد الله -غير منسوبٍ- وهو عبد الله بن حماد الآملي عنه مقروناً بسلمان بن عبد الرحمن الدمشقي، ليس له في ((الجامع)) غير حديثٍ واحدٍ.(1/140)
حرف التاء
باب تميلة ونميلة
أما (تميلة) بالتاء المعجمة باثنتين من فوقٍ وهي مضمومة؛ فهو:
أبو تميلة يحيى بن واضح الأنصاري مولاهم المروزي، عن فليح بن سليمان، وحسين بن واقد، روى البخاري عن محمد -غير منسوبٍ- يقال إنه: محمد بن سلام، عنه، وروى مسلم عن سعيد بن محمد الجرمي عنه.
التميلة في كلام العرب: عناق الأرض.
و(نميلة) بالنون المضمومة -أيضاً-، هو:
محمد بن مسكين بن نميلة، شيخٌ للبخاري ومسلم، رويا عنه، عن يحيى بن حسان، وبشر بن بكر.
باب تيهان ونبهان
فـ (تيهان) بالتاء المنقوطة باثنتين من فوق وبعدها ياء معجمة باثنتين(1/141)
من تحت وهي مشددة:
مالك بن التيهان أبو الهيثم، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقال: تَيِّهان وتَيَّهان، بفتح الياء وكسرها، ومنهم من يخفف الياء -أيضاً- قاله شيخنا ابن سراج -رحمه الله-.
قال أبو بكر بن دريد: ((التيهان، فعلان من التيه، يقال: تاه يتيه تيهاً وتيهاناً إذا تاه على وجهه)).
قال ابن هشام: يقال: التيهان والتيهان بالتخفيف والتثقيل، مثل: ميِّت وميت.
و(نبهان) بالنون والباء المعجمة بواحدة وهي ساكنة:
أبو صالح نبهان مولى التوءمة، أخرج البخاري مستشهداً به، عن سالم أبي النضر، عنه، عن أبي قتادة الأنصاري، في صيد الحمار الوحشي، لم يرو عنه غير هذا، وتفرد به.(1/142)
أفراد في حرف التاء
(تويت) بتاءين منقوطتين من فوق بينهما ياءٌ ساكنة، والتاء الأولى مضمومة:
الحولاء بنت تويت بن حبيب بن أسد بن عبد العزى بن قصي، وإليهم أشار عبد الله بن عباس في قوله -وذكر عبد الله بن الزبير-: فآثر علي التويتات والحميدات والأسامات، يريد: أبطنا من بني أسد بن عبد العزى.
أتى ذكرها في حديث عائشة في صلاة الليل: أنها كانت لا تنام الليل، لها صحبة، وكانت من المجتهدات في العبادة.
وذكر الغلابي عن أبي عبد الله -يعني ابن حنبل- قال: الحولاء بنت تويت بن حبيب بن أسد هي: العطارة.
(تدرس) بفتح التاء وضم الراء، على وزن: تقتل، يأتي في نسب:
أبي الزبير محمد بن مسلم بن تدرس المكي، عن جابر بن عبد الله وغيره، روى له مسلم، واستشهد به البخاري.
قال ابن عيينة: وكان فقيراً.(1/143)
(تيروية) بكسر التاء بعدها ياء معجمة باثنتين من تحت ساكنة وراء مهملة، هو:
والد حميد الطويل، هو حميد بن تيروية، ويقال: تيرى بكسر التاء -أيضاً- على مثال: ذكرى، ويقال: تير، بحذف الألف، على مثال: قيل، مخرج حديثه في ((الصحيحين)).
(التومة) بنت أمية بن خلف، أصلها: التوءمة بسكون الواو بعدها همزة مفتوحة، فحذفت الهمزة وألقيت حركتها على الساكن قبلها.
قال الواقدي: إنما سميت التوءمة؛ لأنها كانت مع أختٍ لها في بطنٍ واحدٍ، فسميت تلك باسم، وسميت هذه: التوءمة.
قال أبو حاتم السجستاني: يقال هما أخوان توءمان، ولا يقال: هما توءم، إنما التوءم أحدهما، فإن تركت الهمزة قلت: تومان، قال: وفي الحديث: أبو صالح مولى التومة على تخفيف الهمزة.
قال أبو علي: وعامة الفقهاء تقول: التومة، بضم التاء، وهو خطأ.(1/144)
خرج البخاري عن أبي صالح نبهان مولى التومة في كتاب الصيد، وقد تقدم ذكره. وذكر مسلمٌ صالحاً مولى التومة في صدر الكتاب فقال: حدثنا أبو جعفر الدارمي نا بشر بن عمر، قال: سألت مالكاً عن صالحٍ مولى التومة؛ فقال: ليس بثقة.
وفي الرواة: عقبة بن التوأم عن أبي كثير الغبري، روى عنه الأوزاعي، روى له مسلم في كتاب الأشربة.(1/145)
ومن النسب في حرف التاء التوزي والثوري
فـ(التوزي) بتاءٍ معجمة باثنتين من فوق وزاي معجمة، هو:
أبو يعلى التوزي، واسمه محمد بن الصلت، سكن البصرة، أصله من توز، وهي من أرض فارس، هو من شيوخ البخاري، تفرد به، روى عنه في كتاب الردة، عن الوليد بن مسلم، وما سوى هذا في الكتابين؛ فهو: ثوري؛ فمنهم من ثور أطحل، ومنهم من ثور همدان.
فأما ثور أطحل؛ فهو:
ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن اليأس بن مضر، منهم:
الربيع بن خثيم، وسعيد بن مسروق الثوري، وابنه سفيان الفقيه العابد الإمام، ومنذر بن يعلى الثوري، يكنى أبا يعلى، وحديثهم مخرج في الكتابين.
وأما ثور همدان؛ فهو:(1/146)
ثور بن مالك بن معاوية بن دومان بن بكيل بن جشم بن خيوان ابن نوف بن همدان، فمنهم:
صالح بن صالح بن حي الثوري ثم الهمداني، والد الحسن وعلي، روى عن الشعبي، حدث عنه ابن عيينة، وابن المبارك، وعبد الواحد بن زياد، رويا له.
وابنه الحسن بن صالح، روى له مسلم وحده، عن عاصم الأحول والسدي في الطب والطلاق.
وأخوه علي -وقد تقدم ذكرهما-.
وأبو السفر سعيد بن يحمد الثوري، سمع ابن عباس، والبراء بن عازب، حدث عنه مطرف بن طريف، ومالك بن مغول، روى له البخاري في ذكر أيام الجاهلية، وروى له مسلم -أيضاً-.
وابنه عبد الله بن أبي السفر الثوري، رويا له، وسيأتي ذكره في بابه من حرف السين.
السفر: بفتح الفاء.(1/147)
ويحمد: بضم الياء وكسر الميم.
التغلبي والثعلبي
فـ (التغلبيون) كثير، ينسبون إلى تغلب [بن] وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار.
منهم:
المسيب بن رافع التغلبي، ويقال: الكاهلي الأسدي.
ذكر الغلابي عن ابن معين عن أبي بكر بن عياش قال: المسيب بن رافع من بني تغلب، تزوج أبوه أمةً لبني أسد؛ فولدته، فأعتقته بنو أسد.
قال علي بن المديني: سمعت جريراً قال: سمعت مغيرة -يعني ابن مقسم- الضبي قال: كان المسيب بن رافع من بني تغلب، وكذلك قال أبو نعيم، وكذلك نسبه ابن أبي أويس عن ابن إسحاق في تغلب -أيضاً- ذكره البخاري، سمع البراء بن عازب.
وابنه العلاء بن المسيب، يروي عن أبيه، يروي عنه محمد بن فضيل، وعبد الواحد بن زياد، رويا لهما جميعاً.(1/148)
قال يحيى بن معين: لم يسمع المسيب بن رافعٍ من أحدٍ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا من البراء بن عازبٍ.
و(الثعلبي) بثاءٍ معجمة بثلاث وعين غير معجمة؛ من ينسب إلى بني ثعلبة بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان، منهم:
قطبة بن مالك الثعلبي، له صحبة، تفرد به مسلم.
وابن أخيه زياد بن علاقة بن مالك الثعلبي، روى عن عمه قطبة بن مالك، وجرير بن عبد الله، والمغيرة بن شعبة، روى عنه الثوري وشعبة ومسعر وأبو عوانة، رويا له جميعاً.
أخبرنا أبو عمر النمري قال: قال لي خلف بن قاسم عن أبي علي ابن السكن سمعت أبا العباس بن عقدة يقول: قطبة بن مالك من بني ثعل، قال ابن السكن: والناس يخالفونه، ويقولون: الثعلبي، وهو الصواب.
وأبو يعفور الأصغر، اسمه: عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس الثعلبي، قاله ابن نمير، وقال ابن حنبل: هو البكائي، رويا له.(1/149)
أفرادٌ من النسب
(التنعي) ويقال: التنعي بكسر التاء وسكون النون:
سلمة بن كهيل الحضرمي، ثم التنعي، منسوب إلى تنيعة، وهي قرية فيها برهوت، وبرهوت: بئر، حكاه أبو عبيد عن ابن الكلبي، رويا له.
(التركي) بالتاء المضمومة المعجمة باثنتين من فوق، هو:
منصور بن أبي مزاحم التركي، شيخٌ لمسلم بن الحجاج، تفرد به. وربما تصحف التركي بـ:(1/150)
(البركي) بباءٍ منقوطةٍ بواحدة وهي مكسورة وراء مفتوحة، وهو:
عيسى بن إبراهيم البركي، شيخ لأبي داود السجستاني، وغيره.
قال البزار: كان ينزل سكة البرك بالبصرة.(1/151)
حرف الثاء
باب ثابتٍ ونابتٍ
فـ (ثابت) بثاءٍ معجمةٍ بثلاث، وأبو ثابت، وابن ثابتٍ؛ كثير.
وأما (نابت) بنون فـ:
عمارة بن أبي حفصة، اسم أبي حفصة نابت.
قال عمرو بن علي: سألت حرمي بن عمارة بن أبي حفصة عن اسم أبي حفصة، فقال: ما يكون أسماء العبيد؟ فقلت: ابن ثابتٍ، قال: صحفت صحفت هو عمارة بن نابت.(1/153)
وعمارة مخرج حديثه في ((الصحيحين))، روى عن شعبة، وذكر له البخاري في غزوة خيبر حديثاً واحداً.
وابنه حرمي بن عمارة، يروي عن شعبة، وقرة بن خالد، رويا له.
وأبو حفصة هذا، وأبو رواد والد عبد العزيز وعثمان وجبلة بني أبي رواد أخوان، وسيأتي ذكر أبي رواد وطبقته في حرف الراء إن شاء الله تعالى.
أفرادٌ في حرف الثاء
(ثروان) بثاءٍ معجمةٍ بثلاث وراءٍ ساكنة، هو:
موسى بن ثروان العجلي المعلم، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز -بفتح الكاف- قال البخاري: ((ويقال: ابن سروان بالسين المهملة، ويقال: ابن فروان بالفاء))، حدث عنه النضر بن شميل، روى له مسلم وحده.
وعبد الرحمن بن ثروان الأودي أبو قيس، عن هزيل بن شرحبيل، رويا له معاً.
وفي الكوفيين:(1/154)
الفضل بن (بزوان) بباءٍ معجمة بواحدة وزاي مفتوحة، هكذا ذكره عبد الغني، ليس له في الكتابين ذكر، وهو مولى بني عامر بن صعصة، أحد الزهاد، قتله الحجاج بن يوسف.
(ثامر) بثاءٍ معجمة بثلاث وميم بعدها مكسورة، هو:
والد خولة بنت ثامر، لها صحبة، روى لها البخاري، عن النعمان ابن أبي عياش، وسيأتي التعريف بها في حرف القاف إن شاء الله.
وعبد الله بن الثامر، أتى ذكره في قصة أصحاب الأخدود، وقع حديثه في آخر كتاب مسلم، ولم يصرح باسمه، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب بن سنان عن النبي صلى الله عليه وسلم، سماه محمد بن إسحاق في كتاب السيرة.(1/155)
حرف الجيم
باب جمرة وحمرة وحمزة
فـ (جمرة) بالجيم والراء المهملة، هو:
أبو جمرة نصر بن عمران الضبعي البصري، صاحب ابن عباس، يروي عن ابن عباس، وعائذ بن عمرو المزني، وأبي بكر بن أبي موسى الأشعري، وزهدم الجرمي، وجويرية بن قدامة، روى عنه شعبة، وقرة ابن خالد، وهمام، وعباد بن عباد المهلبي، وحماد بن زيد، وإبراهيم ابن طهمان، رويا له جميعاً، وليس في الكتابين بعد هذا من اسمه: جمرة، ولا أبو جمرة بالجيم.
وفي نسخة أبي ذر عن أبي الهيثم: أبو حمزة عن عائذ بن عمرو -بالحاء المهملة والزاي- وذلك وهم وقع في باب عمرة الحديبية.
و(حمرة) بالحاء المضمومة المهملة والراء المهملة -أيضاً- مع سكون الميم، هو:(1/157)
أبو عطية الوادعي الهمداني، اسمه: مالك بن أبي حمرة، وهو: مالك بن عامر -أيضاً-، عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-، روى عنه عمارة بن عمير، ومحمد بن سيرين، روى له البخاري.
ذكر ابن الجارود قال: حدثنا موسى بن هارون نا أبو بكر الأثرم قال: قلت لأبي عبد الله -يعني ابن حنبل-: الأعمش عن عمارة عن أبي عطية، ما اسم أبي عطية؟ قال: مالك بن أبي حمرة، وهو: مالك بن عامر.
قلت: وهو الذي روى عنه محمد بن سيرين، فقال: نعم هو هو.
قلت: وأبو عطية الهمداني والوادعي واحدٌ؟ قال: نعم.
قلت: إن إنساناً زعم أن أبا عطية الذي روى عنه عمارة غير الذي روى عنه ابن سيرين؛ فأنكر ذلك جداً.
قال أبو عبد الله: كان أبو إسحاق يحدث عن أبي عطية، فيقول: مالك بن أبي حمرة.
قلت: فأبو عطية عمرو بن أبي جندب؛ فقال: ذلك عمرو بن أبي(1/158)
جندب، روى عنه علي بن الأقمر، [يعني أنه رجلٌ آخر].
وأما (حمزة وأبو حمزة) -بالزاي- فكثير، منهم:
أنس بن مالك، يكنى أبا حمزة.
وأبو حمزة مولى الأنصار، يقال: إنه مولى قرظة بن كعبٍ، روى له البخاري في المناقب عن عمرو بن مرة قال: سمعت أبا حمزة الأنصاري عن زيد بن أرقم. يقال: اسمه طلحة بن يزيد. قال أبو بكر ابن أبي خيثمة: سمعت ابن معين يقول: لم يرو عنه غير عمرو بن مرة.
ومحمد بن كعب القرظي يكنى أبا حمزة المدني، سمع زيد بن أرقم، روى عنه الحكم بن عتيبة، رويا له.
وسعد بن عبيدة السلمي الكوفي، يكنى أبا حمزة، رويا له.
وأبو حمزة محمد بن ميمون السكري المروزي، عن الأعمش وعاصم الأحول، وعثمان بن موهب، وغيرهم، رويا له.(1/159)
وشعيب بن أبي حمزة صاحب الزهري، اسم أبي حمزة دينارٌ الحمصي، رويا له.
وانفرد مسلمٌ بالرواية لأبي حمزة القصاب عن ابن عباس، واسمه عمران بن أبي عطاء.
وانفرد -أيضاً- بالرواية لأبي حمزة جار شعبة، واسمه عبد الرحمن ابن أبي عبد الله، يروي عن أنس بن مالك، روى عنه شعبة في النكاح.
وبأبي حمزة بن سليم الحمصي الرستني، ورستن قريةٌ من قرى حمص، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، حدث عنه عمرو بن الحارث، وعيسى بن يونس، وابن وهب، وموسى بن أعين. روى له مسلمٌ في الدعاء على الميت.
قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: أبو حمزة لا يسمى، وهو حمصي، ثقة.(1/160)
وفي ((تاريخ الحمصيين)): أبو حمزة العنسي اسمه فلان بن سليم، كان من الرستن.
وسماه أبو أحمد محمد بن محمد الحاكم في كتابه في الأسماء والكنى فقال: أبو حمزة عيسى بن سليم العنسي الرستني، ثم ذكر كلاماً، ثم قال: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن مسلم الإسفرايني قال: نا يونس بن عبد الأعلى، قال: نا ابن وهب، نا عمرو بن الحارث عن أبي حمزة بن سليم الحمصي عن عبد الرحمن بن جبير.
قال أبو أحمد: وأخبرنا أبو الحسين أحمد بن عمير بن يوسف، قال: نا إبراهيم بن أبي داود -يعني البرلسي- قال: نا أبو صالح الحراني، قال: نا موسى بن أعين عن عمرو بن الحارث عن عيسى الرستني عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، كناه ابن وهب عن عمرو بن الحارث، وسماه موسى بن أعين عنه. هذا لفظ أبي أحمد الحاكم في كتابه.
قال أبو علي: حدثنا حكمٌ فيما قرأت عليه، أن أبا بكر بن إسماعيل حدثهم قال: نا أبو القاسم البغوي، قال: نا عبد الأعلى بن حمادٍ النرسي، قال: نا عيسى بن يونس، قال: أنا أبو حمزة الحمصي(1/161)
عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك الأشجعي قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم على جنازة رجلٍ من الأنصار، فكان مما حفظت من دعائه في الصلاة: ((اللهم اغفر له وارحمه، واعف عنه وعافه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بماءٍ وثلجٍ وبردٍ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم أبدل له داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه، وقه فتنة القبر وعذاب النار)).
قال عوفٌ: فتمنيت أن لو كنت أنا الميت. خرجه مسلم عن نصر ابن علي، وإسحاق بن إبراهيم، عن عيسى بن يونس.
باب جوّابٍ وخوّاتٍ
فـ (جوّابٌ) بالجيم والباء المعجمة بواحدةٍ وتشديد الواو، هو:
أبو الجوّاب أحوص بن جوّابٍ، سمع عمار بن رزيقٍ وسليمان بن قرمٍ، روى عنه ابن نمير وأبو بكر بن إسحاق ومحمد بن عمرو بن جبلة. تفرد به مسلمٌ.
و(خوّاتٌ) بالخاء المعجمة وتاءٍ معجمة باثنتين، هو:(1/162)
صالح بن خوّات بن جبير، خرج عنه البخاري في غزوة ذات الرقاع عن سهل بن أبي حثمة، وكذلك مسلم. واشتقاقه من خاتت العقاب: إذا انقضت، فهي خائتةٌ.
باب جبارٍ وخيارٍ
فـ (جبارٌ) بالجيم والباء المعجمة بواحدةٍ مشددةٍ، هو:
جبار بن صخر بن أمية بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة، من الأنصار. شهد بدراً وأحداً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أحد السبعين ليلة العقبة. أتى ذكره في حديث جابر بن عبد الله، يرويه حاتم بن إسماعيل عن أبي حزرة يعقوب بن مجاهدٍ عن عبادة بن الوليد عن جابرٍ، الحديث الطويل في السيرة، تفرد به مسلم.
و(خيارٌ) بالخاء المعجمة المكسورة بعدها ياءٌ معجمةٌ باثنتين من تحت، هو:
أبو الخيار يسير بن عمرو من التابعين، مخضرم. وقد مر ذكره في باب(1/163)
بشير ويسير.
وعبيد الله بن عدي بن الخيار، من كبار التابعين، سمع عثمان بن عفان والمقداد بن الأسود. رويا له عن عطاء بن يزيد وعروة بن الزبير عنه.
ومحمد بن إسحاق بن يسار بن خيارٍ، وكان خيارٌ مولى لقيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد منافٍ، قال ذلك الهيثم بن عدي وأبو الحسن المدائني. ذكر ذلك أبو الحسن الدارقطني وقيده. روى مسلم لمحمد ابن إسحاق بن يسار، عن نافعٍ وإبراهيم بن عبد الله بن حنين، وسعيد المقبري، وعبد الله بن أبي بكر، وغيرهم، وأكثر هذه الروايات أوردها في المتابعة.
باب جميلٍ وحميلٍ
(جميلٌ) بالجيم؛ كثير.
وبالحاء المضمومة؛ واحدٌ، وهو:
حميل بن بصرة أبو بصرة الغفاري، له صحبةٌ. روى له مسلم وحده.(1/164)
وقال البخاري: حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا زيد -يعني ابن أسلم- عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: أتيت الطور فلقيت حميل بن بصرة الغفاري، وذكر الحديث.
قال البخاري: تابعه روح بن القاسم عن زيد بن أسلم، وقال الدراوردي عن زيدٍ ((جميل)) بالجيم وهو وهم. وقد تقدم ذكره في باب أبي بصرة بالصاد المهملة، روى عنه أبو تميمٍ الجيشاني وغيره.
باب جَريرٍ وجُريرٍ وحريزٍ
(جَريرٌ) بالجيم المفتوحة واسعٌ كثير.
و(جُريرٌ) بضم الجيم وفتح الراء، هو:
جُرير بن عباد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائلٍ. ينسب إلى الجريريون، وهم بالبصرة، منهم:
سعيد بن إياسٍ الجريري صاحب أبي نضرة.(1/165)
وعباسٌ الجريري أبو محمد عن أبي عثمان النهدي، رويا لهما جميعاً.
و(حريزٌ) بحاءٍ مهملةٍ مفتوحةٍ وزاي معجمةٍ في آخر الاسم، هو:
حريز بن عثمان الرحبي أبو عثمان الحمصي، ورحبة -بفتح الحاء المهملة والباء المنقوطة بواحدةٍ- في حمير. يروي عن عبد الله بن بسر -بسينٍ مهملةٍ-، وعبد الواحد النصري -بالنون-. روى له البخاري ومسلم. ذكر ابن الغلابي قال: سمعت علي بن عياشٍ يقول: سمعت حريز بن عثمان يقول لرجلٍ: ويحك! أما اتقيت الله؟ حكيت عني أني أسب علياً، والله ما أسبه ولا سببته قط.
وأبو حريزٍ قاضي سجستان، اسمه عبد الله بن حسين، عن عكرمة،(1/166)
استشهد به البخاري.
باب جبرٍ وخيرٍ وخيرة -بزيادة هاء التأنيث-
فـ (جبر) بالجيم والباء المعجمة بواحدةٍ:
أبو عبس بن جبرٍ الأنصاري، من كبار الصحابة. روى له البخاري وحده حديثاً واحداً عن يزيد بن أبي مريم عنه. وله ذكرٌ في كتاب مسلمٍ دون روايةٍ عنه.
وعبد الله بن عبد الله بن جبر بن عتيكٍ عن أنس بن مالك، رويا له جميعاً.
ومجاهد بن جبر -ويقال: جبير- صاحب ابن عباس، المكي، رويا له.
وانفرد مسلم بالرواية عن جبرٍ بن نوفٍ، يكنى أبا الوداك الهمداني(1/167)
ثم البكيلي، روى عن أبي سعيد الخدري في النكاح، يروي عنه علي بن أبي طلحة الهاشمي.
وكلثوم بن جبرٍ البصري، والد ربيعة بن كلثوم، يكنى أبا جبرٍ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، حدث عنه ابنه ربيعة بن كلثوم. روى له -أيضاً- مسلم وحده في القدر.
وأما (خيرٌ) بالخاء المعجمة وياءٍ معجمة باثنتين من أسفلٍ، فهو:
خير بن نعيم الحضرمي عن عبد الله بن هبيرة السبإي، روى عنه يزيد بن أبي حبيب، وليث سعدٍ. روى له مسلمٌ وحده.
وأخرجا جميعاً عن أبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني، عن عبد الله ابن عمرو بن العاصي، وعقبة بن عامرٍ الجهني، وأبي عبد الله الصنابحي،(1/168)
روى عنه يزيد بن أبي حبيب.
و(خيرة) بزيادة هاء التأنيث، هي:
خيرة أم الحسن البصري، عن أم سلمة وعائشة، روى عنها ابناها الحسن وسعيد في كتاب مسلم.
باب جارية وحارثة
أما (جارية) بالجيم:
فعبد الرحمن ومجمعٌ ابنا يزيد بن جارية، روى لهما البخاري وحده عن خنساء بنت خذام.
وعمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية الثقفي حليف بني زهرة، وقال بعضهم: عمر. وجده أسيد بن جارية له صحبةٌ، أسلم يوم الفتح، وشهد حنيناً. وروى عمرو بن أبي سفيان عن أبي هريرة، حديثه مخرجٌ في الكتابين.
والأسود بن العلاء بن جارية الثقفي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن. روى له مسلم وحده.(1/169)
وجارية بن قدامة السعدي، عم الأحنف بن قيس، وهو الذي حرق ابن الحضرمي. وقع ذكره في كتاب الفتن من ((الجامع))، وخرج البخاري عن أخيه جويرية بن قدامة، سمع عمر بن الخطاب، روى عنه أبو جمرة -بالجيم- نصر بن عمران.
وأما (حارثة) بالحاء المهملة والثاء المثلثة، فجماعةٌ، منهم:
حارثة بن وهب الخزاعي، له صحبة، أخو عبيد الله بن عمر بن الخطاب لأمه، أمهما أم كلثوم بنت جرول الخزاعي. حديثه مخرج في الكتابين.
وأم هشام بنت حارثة بن النعمان الأنصارية، بايعت بيعة الرضوان، وهي القائلة: كان تنورنا وتنور رسول الله صلى الله عليه وسلم واحداً. روى عنها خبيب(1/170)
ابن عبد الرحمن، ويحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، روى له مسلم وحده.
باب جناب وحباب
فـ (جنابٌ) بالجيم والنون:
أحمد بن جناب المصيصي الحدثي، يكنى أبا الوليد، وقال أبو الحسن الدارقطني: هو بغداذي، عن عيسى بن يونس. من شيوخ مسلمٍ، تفرد به.
و(حبابٌ) بالحاء المهملة المضمومة والباء المعجمة بواحدةٍ:
الحباب بن المنذر الأنصاري، من كبار الصحابة.
وأبو الحباب سعيد بن يسارٍ، أخو أبي مزردٍ عبد الرحمن بن يسارٍ، مولى ميمونة، عن ابن عمر وأبي هريرة، رويا له جميعاً.
وزيد بن الحباب العكلي أبو الحسين، روى له مسلم وحده.
وأبو حباب عبد الله بن أبي ابن سلولٍ المنافق، يأتي ذكره في غير موضعٍ من ((الجامع)).(1/171)
باب جعيدٍ وحُفيدٍ
فـ (جعيدٌ) بالجيم المضمومة والعين المهملة، هو:
جعيد بن عبد الرحمن المدني، ويقال فيه: جعد، يروي عن السائب بن يزيد، ويزيد بن خصيفة وغيرهما، روى عنه مكي بن إبراهيم، وحاتم بن إسماعيل، رويا له.
و(أم حفيدٍ) بالحاء المهملة المضمومة والفاء، هي:
خالة عبد الله بن عباسٍ، يأتي ذكرها في حديث أبي بشر جعفر بن أبي وحشية، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أنها أهدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم سمناً وأقطاً.
قال أبو علي: حدثنا حكمٌ قال: نا أبو بكر، قال: نا محمد ابن محمد الباهلي قال: نا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال: نا يزيد بن هارون وأبو داود، قالا: نا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: أهدت خالتي أم حفيدٍ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سمناً وأقطاً وأضباً، وذكر الحديث.
قال الباهلي: قال لنا يعقوب -يعني الدورقي-: أم حفيدٍ هذه يقال(1/172)
لها أيضاً: أم حفيزٍ وأم عقيقٍ. قال الباهلي: اسمها هزيلةٌ.
باب جزءٍ وجد وحر وحرةٍ
فـ (جزءٌ) بجيم مفتوحة وزاي ساكنةٍ بعدها همزةٌ، على وزن كلب:
محمية بن جزءٍ الزبيدي، ويقال: ابن الجز بتشديد الزاي، ويقال: ابن جزي بكسر الزاي وإثبات ياءٍ بعدها. قال أبو عبيد القاسم بن سلامٍ: هو عندنا جز بالتشديد، وهو عم عبد الله بن الحارث بن جزءٍ الزبيدي. استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأخماس.
وجزء بن معاوية عم الأحنف بن قيسٍ، عامل عمر بن الخطاب، جرى ذكره في كتاب الجزية من ((الجامع))، قال بجالة: كنت كاتباً لجزءٍ بن معاوية عم الأحنف.
و(جد) بدالٍ مهملة، هو:
الجد بن قيس، من الأنصار من بني سلمة، وهو ممن غمس عليه بالنفاق، يأتي ذكره كثيراً.
و(حر) بالحاء المهملة وهي مضمومة والراء، كثير، منهم:(1/173)
الحر بن قيس الفزاري، ابن أخي عيينة بن حصنٍ، هو الذي تمارى مع ابن عباس في موسى صاحب الخضر من هو؟ وله صحبةٌ، وهو الذي استأذن لعمه عيينة بن حصنٍ على عمر بن الخطاب.
وخرشة بن الحر الفزاري، سمع أبا ذر، وسمع عمر بن الخطاب، وكان يتيماً في حجره، رويا له معاً، وسنذكره في حرف الخاء بأكثر من هذا إن شاء الله.
و(حرة) بزيادة هاء التأنيث، هو:
حكيم بن أبي حرة الأسلمي، عن ابن عمر، روى عنه موسى بن عقبة. روى له البخاري حديثاً واحداً في كتاب النذور.
وأبو حرة واصل بن عبد الرحمن، بصري، عن الحسن، روى عنه هشيم بن بشير، تفرد به مسلم.
باب جديلة وحديلة
فـ (جديلة) بالجيم المفتوحة والدال المكسورة، هي:
جديلة قيسٍ، وهم فهمٌ وعدوان، أمهما جديلة بنت مر، أخت(1/174)
تميم بن مر. وجديلة طيء، وجديلة الأزد. والنسبة إليها جدلي. فمن جديلة قيسٍ:
معبد بن خالدٍ الجدلي، عن حارثة بن وهب وعبد الله بن شداد، روى عنه شعبة والثوري.
وقيس بن مسلم الجدلي، عن طارق بن شهاب، روى عنه مسعر وشعبة والثوري وغيرهم.
و(حديلة) بضم الحاء المهملة وفتح الدال، هم:
بنو حديلة بطنٌ من الأنصار، وهم بنو معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار، وحديلة أمهم، وإليهم ينسب قصر بني حديلة. فمن بني حديلة:
أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن يزيد بن معاوية صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أبو جهمٍ وأبو جهمة
فـ (أبو جهمٍ) كثير.
و(أبو جهمة) بزيادة هاء التأنيث، واحدٌ، وهو:(1/175)
زياد بن الحصين، يكنى أبا جهمة، عن أبي العالية الرياحي. روى له مسلم وحده.
أفرادٌ من الأسماء والكنى في حرف الجيم
(جعشم) بضم الجيم والشين، هو:
والد سراقة بن جعشم المدلجي.
وابن أخيه: عبد الرحمن بن مالك بن جعشم. أخرج البخاري عن الزهري عنه عن أبيه عن عمه سراقة في الهجرة.
(جدامة) بضم الجيم والدال المهملة، هي:
جدامة بنت وهبٍ الأسدية، لها صحبةٌ. هكذا يقول مالك: ((جدامة)) بالدال مهملةٌ، وقال سعيد بن أبي أيوب ويحيى بن أيوب: ((جذامة)) بالذال معجمةً، وهكذا يروى عن خلفٍ بن هشام البزار عن مالك، والصواب جدامة بالدال مهملةً. روت عنها عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم(1/176)
في الرضاع، تفرد بها مسلم.
قال أبو حاتم السجستاني: الجدامة -بضم الجيم والدال المهملة-: مالم يندق من السنبل. وقال غيره: إذا نخلت البر فما بقي في الغربال من قصبه فهو الجدامة.
وجدامة هذه هي جدامة بنت وهب بن محصن أخت عكاشة. وذكر مسلم من حديث أبي الأسود عن عروة عن عائشة عن جدامة بنت وهبٍ أخت عكاشة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الغيلة. تفرد بها مسلم.
(الجلاح) بضم الجيم وتخفيف اللام، هو:
الجلاح بن عبد الله أبو كثير، مولى عمر بن عبد العزيز، عن حنش الصنعاني، روى عنه عبيد الله بن أبي جعفر. روى له مسلم في البيوع، تفرد به.(1/177)
(جحادة) بضم الجيم ودالٍ مهملة، هو:
والد محمد بن جحادة الكوفي، روى محمد بن جحادة عن أبي حصين وأبي حازم الأشجعي. رويا له.
(جميعٌ) بضم الجيم، هو:
والد الوليد بن جميعٍ، روى الوليد عن أبي الطفيل. تفرد به مسلم.
(أبو الجوزاء) بالجيم والزاي، هو:
أوس بن عبد الله الربعي البصري، عن عائشة وابن عباس، حدث عنه بديل بن ميسرة وأبو الأشهب جعفر بن حيان. رويا له.
وأبو الجوزاء أحمد بن عثمان النوفلي، عن أبي عاصمٍ النبيل، وأزهر بن سعدٍ السمان، من شيوخ مسلمٍ، تفرد به.
وربما أشكلت هذه الكنية بأبي الحوراء بالحاء والراء المهملتين-، وهو أبو الحوراء ربيعة بن شيبان، يروي عن الحسن بن علي، ليس له في الكتابين حديثٌ.
(جواسٌ) بفتح الجيم وتشديد الواو وسين مهملة، هو:(1/178)
أحمد بن جواس الحنفي، كوفي، عن أبي الأحوص سلام بن سليم وعبيد الله الأشجعي وغيرهما، هو من شيوخ مسلم، تفرد به، يكنى أبا عاصمٍ، روى عنه بقي بن مخلدٍ من أهل قرطبة.
(جيسور) بجيم وسين مهملة وراءٍ في آخر الكلمة، هو:
اسم الغلام الذي قتله الخضر، أتى ذكره في حديث يعلى بن مسلم وعمرو بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في الحديث الطويل في ذكر موسى والخضر صلى الله عليهما وسلم. وقع ذكره في ((الجامع الصحيح)).
[قال أبو علي]: هكذا في روايتنا عن أبي محمد الأصيلي عن أبي أحمد: بالجيم والسين والراء المهملتين، وهكذا قيده الدارقطني في كتاب ((المؤتلف والمختلف)). وفيه خلافٌ بين رواة ((الجامع))، وروي لنا عن أبي زيد وابن السكن وعن أبي ذر عن مشايخه: ((حيسور)) بالحاء المهملة.(1/179)
ومن النسب في حرف الجيم الجزار والخزاز والخراز
فـ (الجزار) بالجيم والزاي المقدمة على الراء، هو:
يحيى بن الجزار العرني، كوفي، عن علي بن أبي طالب، وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي بن كعب. روى له مسلم، تفرد به.
و(الخزاز) بالخاء المعجمة وزايين، جماعةٌ، منهم:
إسماعيل بن الخليل الخزاز، شيخٌ للبخاري ومسلم، عن علي بن مسهر، وعبد الرحيم بن سليمان.
وحماد بن سلمة أبو سلمة الخزاز، روى له مسلم، واستشهد به البخاري.
وعلي بن هاشم بن البريد الخزاز العائذي مولاهم، الكوفي، قد تقدم ذكره في الباء.
وصالح بن رستم أبو عامرٍ الخزاز، عن ابن أبي مليكة، استشهد به البخاري في كتاب الرقاق.(1/180)
وهارون بن إسماعيل الخزاز أبو الحسن، يروي عن علي بن المبارك، من شيوخ البخاري. وروى مسلم عن حجاج بن الشاعر عنه.
والفضل بن عنبسة أبو الحسن الخزاز الواسطي، عن هشيم، روى عنه علي بن المديني. روى له البخاري حديثاً في كتاب اللباس.
ويحيى بن سليم الطائفي القرشي الخزاز، ويقال فيه: الحذاء، مخرج حديثه في ((الصحيحين)).
و(الخراز) بالخاء المعجمة بعدها راءٌ مهملة ثم زاي، هو:
عبيد الله بن الأخنس أبو مالك البصري الخراز، مولى الأزد، قيده ابن الفرضي، عن ابن أبي مليكة، حدث عنه يحيى القطان. روى له البخاري في كتاب الحج والطب.
الجَريري والجُريري والحريري
فـ (الجَريري) بفتح الجيم:
يحيى بن أيوب الجريري، من ولد جرير بن عبد الله البجلي. ذكره(1/181)
البخاري مستشهداً به في أول كتاب الأدب بإثر حديثٍ ذكره عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال رجلٌ: يا رسول الله! من أحق الناس بحسن صحابتي؟ الحديث إلى آخره. ثم قال: ((وقال ابن شبرمة ويحيى بن أيوب: نا أبو زرعة)).
و(الجُريري) بالجيم المضومة، هو:
سعيد بن إياسٍ الجُريري أبو مسعودٍ.
وعباس بن فروخٍ أبو محمدٍ الجُريري البصري. رويا لهما.
وحيان بن عمير البصري الجُريري أبو العلاء، عن عبد الرحمن بن سمرة. روى له مسلم في الاستسقاء.
وهم ينسبون إلى جرير بن عباد، أخي الحارث بن عباد بن ضبيعة ابن قيس بن بكر وائل. وعباد هذا مضموم العين مخفف الباء.
وأبان بن تغلب الجُريري، مولاهم، أبو سعيد، روى عنه شعبة وغيره، روى له مسلم وحده.
وفي رواة الحديث سواهم جويريون.(1/182)
و(الحريري) بحاءٍ مهملة مفتوحة:
يحيى بن بشر الحريري أبو زكريا البلخي، من شيوخ البخاري ومسلم، حدثا عنه في غير موضعٍ عن روح بن عبادة، وشبابة، ومعاوية بن سلام.
الجرشي والحرشي والحرسي
فـ (الجرشي) بضم الجيم، من ينسب إلى جرش، بطن من حمير، واسمه منبه بن أسلم بن زيد بن الغوث بن أيمن بن الهميسع بن حمير.
ويقال: جرش موضعٌ باليمن، ويحتمل أن تكون هذه القبيلة نزلته فسمي بها، مثل حضرموت ومهرة وسبأ، تقال للبلد والقبيلة، منهم:
الوليد بن عبد الرحمن الجرشي، عن جبير بن نفير. تفرد به مسلم.
والنضر بن محمد بن موسى الجرشي اليمامي. رويا له جميعاً، عن صخر بن جويرية وأبي أويس.(1/183)
ويونس بن القاسم اليمامي الجرشي، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة.
وابنه عمر بن يونس، حدث البخاري عن إسحاق بن وهب العلاف عنه في باب بيع المخاضرة.
و(الحرشي) بحاءٍ مهملةٍ مفتوحة، من ينسب إلى بني الحريش بن كعبٍ بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، وهم بالبصرة، منهم:
مطرف بن عبد الله الحرشي.
وزرارة بن أوفى أبو حاجبٍ الحرشي، سمع عمران بن حصين، وأبا هريرة، وسعد بن هشام، روى عنه قتادة.
وسعيد بن الربيع أبو زيد الهروي الحرشي، من شيوخ البخاري، سمع شعبة. وأبو زيدٍ هذا كان جده مكاتباً لزرارة بن أوفى.
وجعفر بن سليمان الحرشي، وهو الضبعي الزاهد، كان ينزل في بني ضبيعة. خرج له مسلم وحده.
و(الحرسي) بالحاء والسين المهملتين، هو:
زكريا بن يحيى القضاعي كاتب العمري، ويعرف بالحرسي، والحرس(1/184)
محلةٌ بمصر بشرقيها معروفة ينسب إليها، هو من شيوخ مسلمٍ، تفرد به.
الجمال والحمال
فبالجيم هو:
أسيد بن زيد الجمال، تقدم ذكره في باب أسيد بفتح الهمزة.
ومحمد بن مهران أبو جعفر الجمال الرازي، من شيوخ البخاري ومسلم.
وأبو جعفر مخلد بن مالك الجمال النيسابوري، من شيوخ البخاري، سمع يحيى القطان، حدث عنه البخاري في غزوة أحد.
ومحمد بن يونس الجمال، من شيوخ مسلم. قاله الحاكم.
أما (الحمال) بالحاء المهملة:
فهارون بن عبد الله الحمال، والد موسى بن هارون، وبه كان يكنى.(1/185)
قال عبد الغني: سألت أبا الطاهر القاضي عن هارون الحمال، قال: كان بزازاً، فلما تزهد حمل. وقال ابن الجارود في كتاب ((الكنى)): أخبرني موسى بن هارون أنه كان حمالاً، ثم تحول إلى البز.
الجملي والحملي
فـ (الجملي) بفتح الجيم والميم، من ينسب إلى جمل، بطن من مرادٍ، وهو جمل بن كنانة بن ناجية بن مراد، منهم:
عمرو بن مرة الجملي، وقد قيل فيه: الجهني، وليس بشيء. عن عبد الله بن أبي أوفى، وأبي وائلٍ، وابن أبي ليلى، وسعيد بن جبير، حدث عنه الأعمش، وشعبة. رويا له.
وأما (الحملي) بالحاء المهملة المضمومة؛ فهو:
أشعث بن عبد الله الحملي، وهو أشعث بن جابرٍ، وهو الحداني، ذكره البخاري في المتابعة في حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه .. .. )) في كتاب المرضى.
هكذا قيده عبد الغني: ((الحملي)) بضم الحاء وسكون الميم في كتاب ((مشتبه الأنساب)) له، فقال: أشعث بن عبد الله الحملي، وهو(1/186)
أشعث الحداني، وهو أشعث بن جابر.
وأما مسلم بن الحجاج وأبو محمد بن الجارود فجعلا أشعث الحملي غير أشعث بن عبد الله بن جابر الحداني، هما رجلان عندهما، والله أعلم.
الجدي والحدثي
فـ (الجدي) بالجيم المضمومة والدال المشددة، من ينسب إلى جدة ساحل مكة، منهم:
عبد الملك بن إبراهيم الجدي المكي، سمع شعبة، روى عنه عبد الله ابن منير. تفرد به البخاري.
و(الحدثي) بالحاء المهملة والدال المهملة والثاء المثلثة:
سويد بن سعيد الحدثي، ويقول: الحدثاني، ينسب إلى الحديثة، موضع بناحية الشام. وثم كان منزل عيسى بن يونس، تفرد به مسلم.
وأحمد بن جناب الحدثي ثم المصيصي، عن عيسى بن يونس. كلاهما من شيوخ مسلم.(1/187)
الجدري والخدري
فـ (الجدري) بالجيم والدال المهملة وهما مفتوحتان:
سنان بن أبي سنان الدؤلي -ويقال: الديلي- ثم الجدري، قاله محمد بن إسحاق: والجدرة حي من الأزد حلفاء بني الديل بن بكر ابن عبد مناة بن كنانة، سموا بذلك؛ لأنهم بنوا جدار الكعبة، منهم:
سعد بن سيلٍ -بسين مهملة وياء معجمة باثنتين من أسفل على مثال جمل-، وأم قصي بن كلابٍ: بنت سعد بن سيلٍ هذا.
قال أبو علي: أخرج البخاري لسنانٍ: عن الزهري عنه عن جابر في كتاب الجهاد وغيره.
و(الخدري) بخاءٍ مضمومة، من ينسب إلى خدرة، بطنٌ من الأنصار، وهو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج، يقال له الأبجر، منهم:
أبو سعيد الخدري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغيره.
الجنبي والختي
فـ (الجنبي) بفتح الجيم وسكون النون، بعدها باء معجمة بواحدة،(1/188)
من ينسب إلى جنبٍ، بطنٌ من مذحج، وهم بنو منبه بن حرب بن علة ابن جلد بن مالكٍ، وهو مذحج، وإنما قيل لهم: ((جنب))؛ لأنهم جانبوا أخاهم صداء، وحالفوا سعد العشيرة. وإياهم عنى الشاعر بقوله:
أنكحها فقدها الأراقم في ... جنبٍ وكان الحباء من أدم
منهم:
أبو ظبيان الجنبي، واسمه حصين بن جندب، عن ابن عباس، وأسامة ابن زيد، وجرير بن عبد الله، روى عنه الأعمش، وحصين بن عبد الرحمن، وهو والد قابوس بن أبي ظبيان. رويا له معاً.
و(الختي) بفتح الخاء المعجمة وتاء منقوطة باثنتين من فوق مشددة، بعدها ياء النسبة، هو:
يحيى بن موسى بن خت أبو زكريا البلخي، ويقال له: الختي، من شيوخ البخاري، تفرد به.
حدثنا أبو عبد الله القيسي، قال: نا أبو ذر الهروي، قال: نا أبو الحسن الدارقطني، قال: نا أبو طاهر القاضي الذهلي، قال: نا موسى(1/189)
ابن هارون، قال: نا يحيى بن موسى الحداني يعرف بابن خت، وكان من خيار المسلمين.
الجفري والحفري
فبالجيم المضمومة:
أبو الأشهب جعفر بن حيان العطاردي الجفري، قال عباس الدوري: سمعت يحيى بن معين يقول: حدثنا الأصمعي قال: سمعت أبا الأشهب العطاردي يقول: أنا جفري، ولدت عام الجفرة، كانت سنة سبعين أو إحدى وسبعين.
قال أبو علي: كذا رويناه بالجيم من طرقٍ شتى عن عباس الدوري. والجفرة: الوهدة من الأرض، وجمعها جفارٌ، وهي بناحية البصرة، تسمى جفرة خالدٍ، وهو خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد، وبه تعرف إلى اليوم، نزلها خالدٌ مع مالك بن مسمع حين بعثه عبد الملك بن مروان إلى محاربة مصعب بن الزبير، فكانت بها حربٌ شديدة، وفيها فقئت عين مالك بن مسمع. ويقال: كانت وقعة الجفرة سنة اثنتين وسبعين.(1/190)
سمع أبو الأشهب الحسن البصري وأبا الجوزاء، حديثه مخرجٌ في ((الصحيحين)).
و(الحفري) بفتح الحاء المهملة، هو:
عمر بن سعدٍ أبو داود الحفري، كوفي. قال علي بن عبد الله: كان ينزل موضعاً يقال له: الحفر بالكوفة، قال: ولا أعلمني رأيت بالكوفة أعبد منه. سمع الثوري وغيره، حدث عنه إسحاق الحنظلي ومحمد بن رافع. روى له مسلم وحده.
أفرادٌ في النسب مما يذكر في هذا الباب ليرفع الإشكال منه
(الجندعي) بالجيم المضمومة والنون والدال المهملة المفتوحة، من ينسب إلى جندع بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، ويقال بضم الدال أيضاً، منهم:
عطاء بن يزيد الليثي ثم الجندعي، من كبار التابعين، رويا له.
(الجوني) بالجيم المفتوحة والنون، هو:
أبو عمران الجوني، اسمه عبد الملك بن حبيب، من ولد الجون بن(1/191)
عوف بن جذيمة بن مالك بن الأزد، من أهل البصرة، عن أنس بن مالك، وجندب بن عبد الله، وجماعةٍ من التابعين، روى عنه شعبة، وهمام وحماد بن زيد، وغيرهم.
(الجوفي) بالجيم والفاء:
أبو الشعثاء جابر بن زيدٍ الأزدي اليحمدي الجوفي. قال عمرو بن علي الفلاس: هو من موضع يقال له: ((درب الجوف)) بالبصرة، وقال البخاري: هو بناحية عمان. وأبو الشعثاء هذا من علماء التابعين وصاحب ابن عباس. رويا له.
حدثنا أحمد، حدثنا عبد الوارث، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: نا أبو سلمة، قال: حدثنا أبو هلال، عن شيبة بن هشام: أن أميراً كان على البصرة يقال له قطنٌ، فقال: يا معشر العرفاء، يخبركم هذا الجوفي -يعني: جابر بن زيدٍ- أن طلاق السكران ليس بشيء.
(الجسري) بفتح الجيم والسين المهملة، من ينسب إلى جسر عنزة، وهو جسر بن تيم بن يقدم بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار.
وفي قضاعة -أيضاً- جسرٌ، منهم:(1/192)
بنو القين بن جسر بن شيع الله بن الأسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، وإياهم عنى النابغة بقوله:
وحلت في بني القين بن جسرٍ ... فقد نبغت لنا منهم شئون
وبهذا البيت سمي النابغة.
وفي قيس عيلان جسرٌ، وهو جسر بن محارب بن خصفة بن قيس ابن عيلان بن مضر بن نزار، منهم:
عايذ بن سعد الجسري، له صحبة، وليست له روايةٌ في الكتابين. عائذ هذا بياءٍ معجمةٍ باثنتين وذالٍ معجمة.
فمن جسرٍ عنزة:
أبو عبد الله الجسري العنزي، واسمه حميري بن بشير. وسترى اسمه مقيداً مجوداً في حرف الحاء المهملة، يروي عن عبد الله بن الصامت، روى عنه سعيد الجريري. تفرد به مسلم.
قال أبو علي: حدثنا أحمد، قال: نا عبد الوارث، قال: نا قاسم،(1/193)
قال: قال لنا أبو بكر بن أبي خيثمة: أبو عبد الله العنزي والجسري واحدٌ، سمعت يحيى بن معين يقول: أبو عبد الله الجسري من عنزة، قال الأصمعي: قال أبو عمرو بن العلاء: يقال للقبيلة التي من قيس عيلان جسرٌ -بالفتح-.
(الجرجسي) بضم الجيم، هو:
يزيد بن عبد ربه الحمصي الزبيدي أبو الفضل، كان ينزل بحمص عند كنيسة جرجس، فنسب إليها. روى له مسلم في فضائل القرآن عن الوليد بن مسلم.
وكان أحمد بن حنبل يطنب في الثناء عليه، قال أبو داود: سمعت أحمد ذكر يزيد بن عبد ربه فقال: لا إله إلا الله، ما كان أثبته! وما كان فيهم أثبت منه.
والحديث الذي روى له مسلمٌ حدثناه حكم بن محمد قال: نا أبو بكر بن إسماعيل، قال: نا سعيد بن هاشم بن مرثد الطبراني، قال: نا دحيم عبد الرحمن بن إبراهيم، قال: نا الوليد بن مسلم، قال: نا محمد بن مهاجر الأنصاري، عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي، عن(1/194)
جبير بن نفير، عن النواس بن سمعان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يجيء القرآن وأهله الذين كانوا يعملون به، تقدمهم سورتا البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان أو كأنهما ظلتان أو كأنهما فرقان من طيرٍ صواف يجادلان عن صاحبهما)). قال: وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثالٍ ما نسيتهن بعد.
خرجه مسلم عن إسحاق بن منصور، عن يزيد بن عبد ربه، عن الوليد بن مسلمٍ، فكأن شيخنا أخذه عن مسلمٍ رحمه الله. وخرج له مسلم حديثاً آخر في كتاب الطلاق عن محمد بن حربٍ.(1/195)
حرف الحاء
باب حراشٍ وخراشٍ وخداشٍ
فـ (حراش) بالحاء المهملة والراء:
ربعي بن حراش الكوفي، عن علي بن أبي طالب، وحذيفة بن اليمان، وأبي مسعود الأنصاري، وأبي بكرة، روى عنه منصور، وعبد الملك بن عمير، وأبو مالك سعد بن طارق. روينا له.
و(خراش) بالخاء المعجمة:
شهاب بن خراش بن حوشب الحوشبي، ابن أخي العوام بن حوشب، أتى ذكره في المقدمة التي لمسلم.
[منهال بن خراشٍ الحوشبي، من ولد حوشب بن يزيد بن رويم الشيباني، ثقة، قاله يحيى بن معين].
وأحمد بن الحسين بن خراش، بغداذي، سمع عبد الصمد بن(1/197)
عبد الوارث وعمرو بن عاصم ومسلم بن إبراهيم، وهو من شيوخ مسلمٍ تفرد به.
و(خداش) بالخاء المعجمة -أيضاً- والدال المهلمة:
خالد بن خداش بن عجلان أبو الهيثم الأزدي المهلبي البغداذي، عن حماد بن زيد. من شيوخ مسلم -أيضاً- تفرد به.
وأبو خداش اليحمدي، واسمه زياد بن الربيع الأزدي البصري، عن أبي عمران الجوني. حدث البخاري عن محمد بن سعيد الخزاعي عنه.
باب حيان وحبان وحِبان
فـ (حيان) بالياء المعجمة باثنتين من تحت، كثير، منهم:
حيان بن عمير أبو العلاء القيسي ثم الجريري، عن عبد الرحمن بن سمرة، روى عنه سعيد الجريري. تفرد به مسلم.
وحيان بن حصين أبو الهياج الأسدي، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، روى عنه أبو وائل. روى له مسلم في الجنائز حديثاً واحداً في تسوية القبور. قال البخاري: أراه والد منصور بن(1/198)
حيان. وروى عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال: أبو الهياج الأسدي حيان بن حصين.
وابنه منصور بن حيان الأسدي، روى عن أبي الطفيل وسعيد بن جبير، روى عنه مروان بن معاوية، وأبو خالد سليمان بن حيان الأحمر، حديثه في الذبائح: قلنا لعلي: هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء كتمه الناس؟ وذكر الحديث، وفيه: ((لعن الله من ذبح لغير الله)). وحديث سعيد بن جبير في الأشربة، تفرد به مسلم.
وعثمان بن حيان الدمشقي عن أم الدرداء، تفرد به مسلم أيضاً.
ومن شيوخ مسلم: أبو الأحوص محمد بن حيان البغوي، سمع عبد العزيز بن أبي حازم.
وعبد الله بن هاشم بن حيان العبدي، سمع يحيى القطان، من شيوخ مسلم -أيضاً-.تفرد بهما.
وإبراهيم بن سويد بن حيان المدني، روى له البخاري عن سعيد بن أبي مريم عنه عن عمرو بن أبي عمرو حديثاً واحداً في كتاب الحج،(1/199)
ليس له في ((الجامع)) غيره.
وواصل بن حيان الأحدب.
وسليم بن حيان، عن سعيد بن ميناءٍ.
وأبو حيان التيمي، واسمه يحيى بن سعيد بن حيان.
وجماعة سواهم.
و(حبان) بفتح الحاء وباء معجمة بواحدة، هو:
حبان بن منقذ، جد محمد بن يحيى بن حبان، ولحبان بن منقذ صحبةٌ، وهو الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا بايعت قفل لا خلابة)).
وابنه واسع بن حبان.
وحبان بن هلال بن حبيب -بحاءٍ مهملة مفتوحة- الباهلي البصري، سمع شعبة وهمام بن يحيى وغيرهما. رويا له معاً.
و(حِبان) بكسر الحاء وباءٍ منقوطةٍ بواحدةٍ، هو:
حبان بن موسى المروزي الكشميهني أبو محمد، صاحب عبد الله بن المبارك، من شيوخ البخاري ومسلم، روى عنه البخاري فأكثر، وحدث(1/200)
عنه مسلم بن الحجاج في موضع واحدٍ من كتابه عن ابن المبارك، روى عنه حديث الإفك بطوله.
وأبو جعفر أحمد بن سنان بن أسد بن حبان القطان، أحد الثقات، سمع يزيد بن هارون ويحيى القطان وابن مهدي، روى عنه البخاري حديثاً واحداً في كتاب الحج، وروى عنه مسلم أيضاً في كتاب الفضائل في صفة النبي صلى الله عليه وسلم.
وحبان بن عطية، مذكور في حديث أبي عوانة عن حصينٍ قال: تنازع أبو عبد الرحمن السلمي وحبان بن عطية. ذكر هذا في حديث روضة خاخٍ وقصة حاطبٍ، وهو في ((الجامع)) في كتاب استتابة المرتدين.
وفي بعض نسخ شيوخنا عن أبي ذر الهروي: ((حبان بن عطية)) بفتح الحاء، وذلك وهم.
وحبان بن العرقة، هو الذي رمى سعد بن معاذ الأنصاري -رحمه الله- يوم الخندق، فقال: خذها وأنا ابن العرقة. وهو مذكور في حديث(1/201)
هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، وينسب حبان بن أبي قيس بن علقمة بن عبد مناف بن الحارث بن منقذ بن عمرو بن معيص بن عامر ابن لؤي، والعرقة أمه، وهي أم عبد مناف، وهي قلابة -بقافٍ مكسورة وباء معجمةٍ بواحدةٍ- بنت سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص، سميت العرقة لطيب ريحها. قاله ابن الكلبي. وقال أبو عبيد: العرقة أمه.
قال أبو علي: والعرقة تكنى أم فاطمة.
باب حَصين وحُصين
فـ (حَصين) بفتح الحاء:
أبو حَصين عثمان بن عاصم الأسدي، يقال: إنه من ولد عبيد بن الأبرص الشاعر، الكوفي. يروي عن أبي وائلٍ والأسود بن هلالٍ وأبي عبد الرحمن السلمي وسعد بن عبيدة وأبي صالح السمان وغيرهم، حدث عنه الثوري وشعبة وأبو عوانة وأبو بكر بن عياش. رويا له فأكثرا،(1/202)
ولا أعلم في الكتابين من اسمه حَصين -بفتح الحاء-ولا من يكنى بأبي حَصين غير هذا.
و(حُصين) بضم الحاء وفتح الصاد؛ كثير، منهم:
حُصين بن جُندب أبو ظبيان الجنبي، سمع ابن عباس وأسامه بن زيد وجرير بن عبد الله. رويا له.
وحصين بن عبد الرحمن السلمي الهذلي الكوفي، سمع زيد بن وهب وعمرو بن ميمون، روى عنه شعبة والثوري وابن فضيل وزائدة وحُصين بن نمير، رويا له.
وحُصين بن محمد السالمي الأنصاري، مذكور في حديث عتبان بن مالك الأنصاري، وفي الحديث: قال ابن شهاب: ثم سألت الحُصين ابن محمد -وهو أحد بني سالم- عن حديث محمود، فصدقه بذلك. وكان أبو الحسن القابسي يهم في هذا الاسم، فيقول: ((الحُضين)) بضادٍ معجمة.
وحُصين بن نمير أبو محصن الواسطي، روى عنه مسدد، روى له البخاري.(1/203)
باب حُضين وحُضير
فـ (حُضين) بضادٍ معجمةٍ ونونٍ في آخر الكلمة، هو:
حُضين بن المنذر أبو ساسان الرقاشي، عن عثمان بن عفان في حد الخمر، روى عنه عبد الله الداناج، له حديث واحد، تفرد به مسلم.
و(حُضير) بالراء المهملة، هو:
والد أُسيد بن حضير الأنصاري، وحضيرٌ جاهلي كان يعرف بحضير الكتائب، وكان على الأوس يوم بعاث، ذكرناه ليعرف، وقد مر ذكر ابنه أسيد في حرف الهمزة.
باب حازمٍ وخازمٍ
فـ (حازم) بحاء مهملة؛ كثير.
وأما (خازم) بالخاء المعجمة:
فأبو معاوية محمد بن خازم الضرير، صاحب الأعمش. رويا له فأكثرا.
وهشيم بن أبي خازم، واسمه بشير بفتح الباء، أبو معاوية السلمي(1/204)
الواسطي، أحد الأئمة في الحديث، عن حميد الطويل وأبي إسحاق الشيباني وأبي بشر وإسماعيل بن أبي خالد. رويا له فأكثرا.
ومحمد بن بشر العبدي، كناه البخاري ومسلم أبا حازمٍ بالحاء المهملة، والمحفوظ أنه: أبو خازم بالخاء المنقوطة، كناه أبو أسامة في روايته عنه، قاله الدارقطني.
باب حزامٍ وحرامٍ وخذامٍ
فـ (حِزام) بالزاي المعجمة:
حكيم بن حِزام، مشهور في الصحابة. رويا له.
وابنه هشام بن حكيم، روى عنه عروة بن الزبير، تفرد به مسلم، روى له حديثاً واحداً.
وموسى بن حزام أبو عمران الترمذي، من شيوخ البخاري، تفرد به، حدث عنه في كتاب بدء الخلق مقروناً بأبي كريبٍ محمد بن(1/205)
العلاء عن حسين الجعفي.
و(حرام) بالراء هو في نسب الأنصار، ثم في بني سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم، منهم:
جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام.
ومنهم -أيضاً- في بني عمرو بن مالك بن النجار، منهم:
أبو طلحة زيد بن سهل بن الأسود بن حرام.
وحسان بن ثابت بن المنذر بن حرام.
ومنهم:
حرام بن ملحان، أخو أم سليم، وخال أنس بن مالك.
وأم حرام بنت ملحان، خالة أنس بن مالك، امرأة عبادة بن الصامت.
وقال أبو بكر بن دريد: في العرب بطونٌ ينسبون إلى حرامٍ: بطنٌ في بني تميم، وبطنٌ في جذام، وبطنٌ في بكر بن وائلٍ.
وأما (خذام) بالخاء المعجمة المكسورة والذال المعجمة؛ فهو:
خذام بن خالد الأنصاري. قال الدارقطني: له صحبة.(1/206)
وابنته خنساء بنت خذام، زوجها أبوها وهي كارهةٌ، وكانت ثيباً، فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم نكاحها، خرج البخاري حديثها عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عبد الرحمن ومجمعٍ عن خنساء. ولم يخرج مسلمٌ حديثها.
وعبد الله بن وديعة بن خذام أبو وديعة، خرج البخاري في الجمعة عن أبي سعيد المقبري عنه عن سلمان الفارسي، انفرد به.
باب حمير وحميري وخمير
فـ (حمير) بالحاء المهملة المكسورة:
محمد بن حمير أبو عبد الحميد الحمصي الشامي، عن إبراهيم بن أبي عبلة. روى له البخاري عن خطاب بن عثمان وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي عنه. وفي نسخة أبي الحسن القابسي عن أبي زيد المروزي: ((حُمير)) بضم الحاء المهملة وفتح الميم، وهو تصحيف.
وعبد الرحمن بن جُبير بن نُفير الحضرمي أبو حِمير أو أبو حميد،(1/207)
كذا قال البخاري ومسلم. وقال أبو بكر بن عيسى في ((تاريخ الحمصيين)): إن جده نفيراً كان يكنى أبا خمير بالخاء المنقوطة.
و(حميري) مثل الأول، إلا أنه بزيادة ياء النسبة في آخر الاسم؛ هو:
حميري بن بشير بفتح الباء وشين معجمة مكسورة، هو أبو عبد الله الجسري العنزي مشهور بكنيته، يروي عن عبادة بن الصامت عن أبي ذر، حدث عنه سعيد بن إياس الجريري. روى له مسلم في كتاب الدعوات حديثاً واحداً، وانفرد به.
و(خُمير) بخاء مضمومة معجمة؛ هو:
يزيد بن خمير الرحبي، شامي، عن عبد الله بن بسرٍ وحبيب بن عبيد، حدث عنه شعبة، تفرد به مسلم.
وفي الشاميين أيضاً رجل آخر يقال له: يزيد بن خمير، سمع عوف بن مالك وكعب الأحبار وعبد الرحمن بن شبل، روى عنه راشد بن سعد وخالد بن معدان وبسر بن عبيد الله، لم يخرج عنه شيء في الكتابين.
باب حَكيم وحُكيم
أما (حَكيم) بالحاء المفتوحة فكثير.(1/208)
و(حُكيم) بضم الحاء وفتح الكاف، هو:
الحُكيم بن عبد الله بن قيس القرشي، عن نافع بن جبير وعامر بن سعد، روى عنه عمرو بن الحارث والليث بن سعد، تفرد به مسلم.
ورزيق بن حُكيم الأيلي، رزيق بتقديم الراء على الزاي، أتى ذكره في ((الجامع)) في باب الجمعة في القرى والمدن، في حديث الليث عن يونس قال: كتب رزيق بن حُكيم إلى ابن شهاب: هل ترى أن أجمع .. الحديث، قال علي بن المديني: حدثنا سفيان مرةً ((رزيق بن حُكيم أو حَكيم))، وكثيراً ما كان يقول: ((ابن حَكيم))، يعني بفتح الحاء. قال علي: والصواب حُكيم، يعني بالضم.
باب حِمارٍ وحمادٍ
(حمارٌ) بالحاء المكسورة والراء؛ هو:
عياض بن حمار المجاشعي، له صحبة. روى له مسلم وحده حديثاً واحداً في صفة أصحاب النار، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عنه، وكان يقال لعياضٍ هذا: ((حرمي رسول الله صلى الله عليه وسلم))، ومعنى هذا: أن(1/209)
أشراف العرب الذين كانوا يتحمسون في دينهم كانوا إذا حج أحدهم لم يأكل إلا طعام رجلٍ من الحرم، ولم يطف إلا في ثيابه، فكان لكل شريف من أشراف العرب رجلٌ من قريش ينزل عليه. وكان عياض هذا صديقاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ينزل عليه.
وفي كتاب الحدود من ((الجامع)) أن رجلاً كان يلقب حماراً، وكان اسمه عبد الله، وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب، روى حديثه زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر -رضي الله عنه-.
وأما (حماد) بالدال؛ فكثير.
باب حَبة وحَية
فـ (حبة) بالباء المعجمة بواحدةٍ، هو:
أبو حبة البدري، اختلف في اسمه، فقيل: عامر، وقيل: زيد. هو مذكور في حديث ابن شهاب عن أنس بن مالك حديث الإسراء، قال ابن شهاب: فأخبرني ابن حزمٍ أن ابن عباس وأبا حبة الأنصاري كانا يقولان: ((ثم عرج بي .. .. ))، وذكر الحديث، وهو مخرجٌ في الكتابين.(1/210)
وأما (حية) بالياء المعجمة باثنتين من تحت، فهو:
جبير بن حية الثقفي، روى عنه ابنه زيادٌ وبكر بن عبد الله المزني، عن النعمان بن مقرن والمغيرة بن شعبة. روى له البخاري.
باب حيي وحي
فـ (حيي) بحاء مضمومة وياءين الثانية مشددة:
أبو عبيد مولى سليمان بن عبد الملك وحاجبه، اسمه حيي. هكذا قال البخاري في ((تاريخه)) بضم الحاء، ومثله قال الدارقطني.
وقال ابن أبي حاتم الرازي وأبو محمد عبد الغني: ((حَيّ)) بفتح الحاء وياءٍ واحدة مشددة، وقال بعضهم: ((حُويّ)) بالواو مكان الياء الأولى، ويقال: إن حوياً بالواو أخو أبي عبيد. روى عن عقبة بن وساج وعطاء بن يزيد، روى عنه الأوزاعي وسهيل بن أبي صالح.
و(حَيّ) بفتح الحاء وياءٍ واحدةٍ مشددة:
أبو حَيّ صالح بن صالح بن مسلم بن حيان، ويقال له: صالح بن(1/211)
حَيّ، وحي لقب. يكنى أبا حَيّ -بفتح الحاء- الهمداني الثوري الكوفي، سمع الشعبي، رويا له.
وقال بعضهم: بل اسمه حَي، ولقبه حيان. وقال عباس: قال يحيى ابن معين: الناس يقولون: ابن حَي، وإنما هو ابن حيان. وقال ابن الكلبي: علي وحسنٌ الناسكان هما ابنا صالح بن صالح بن مسلم بن حيان، وحيان هو أخو حَي، فهما من ولد حيان، وليسا من ولد حي. روى لهما مسلم.
باب حُريثٍ وخريتٍ
فـ (حُريث) بالحاء المهملة مضمومة، واسعٌ، منهم:
عمرو بن حُريث المخزومي، أبو سعيد، له صحبة. رويا له عن عبد الملك بن عمير والحسن العرني والوليد بن سريع عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن سعيد بن زيد وعدي بن حاتم.
وحسان بن حريث أبو السوار العدوي، عن عمران بن حصين، روى عنه قتادة. وقال عمرو بن علي: هو حريث بن حسان. رويا له.(1/212)
والحسين بن حريث، أبو عمار المروزي، من شيوخ البخاري ومسلم.
وحريث بن أبي مطر الكوفي، عن الشعبي، ذكره البخاري في المتابعة في كتاب الأضاحي.
والعيزار بن حريث، عن عروة بن أبي الجعد البارقي، روى عنه أبو إسحاق السبيعي. تفرد به مسلم.
و(خريتٌ) بالخاء المعجمة المكسورة وراءٍ مكسورة مشددةٍ وتاءٍ معجمةٍ باثنتين؛ هو:
الزبير بن خريت البصري، روى عن عكرمة وعبد الله بن شقيق العقيلي، حدث عنه جرير بن حازم وهارون المقرئ وحماد بن زيد. رويا له.
باب حُجين وحُجير
(حُجين) بالنون هو:
حجين بن المثنى أبو عمر البغداذي، ويقال: كنيته أبو أحمد، قال(1/213)
عباس بن محمد الدوري: حدثنا حجين بن المثنى وكنيته أبو أحمد، عن عبد العزيز بن الماجشون وليث بن سعدٍ. رويا له معاً، روى البخاري عن محمد بن عبد الله بن المبارك عنه في قتل حمزة بن عبد المطلب، وحدث مسلم عن محمد بن رافع وزهير بن حرب عنه.
و(حُجير) بالراء المهملة هو:
حُجير بن الربيع العدوي، سمع عمران بن حصين، روى عنه أبو نعامة العدوي. انفرد به مسلم.
وهشام بن حُجير، عن طاووس، روى عنه سفيان بن عيينة. رويا له معاً.
وفي نسب جابر بن سمرة السوائي: حُجير بن سواءة بن عامر بن صعصعة، وهو جابر بن سمرة بن رئاب بن حجير.
باب حُبيشٍ وخنيسٍ
فـ (حُبيش) بالحاء المهملة المضمومة والباء المعجمة بواحدةٍ وشينٍ معجمةٍ:(1/214)
فاطمة بنت أبي حبيش بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي، وهي التي استحيضت فشكت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على اختلافٍ في ذلك.
وزر بن حبيش الأسدي، تابعي كوفي جليل، من أصحاب علي وابن مسعودٍ. رويا له جميعاً.
وحبيش بن الأشعر، رجلٌ من الصحابة كان في خيل خالد بن الوليد، فقتل يوم فتح مكة هو وكرز بن جابر بن الأجب -بالجيم- الفهري، وهما مذكوران في ((الجامع الصحيح)) في غزوة الفتح، وكان يقال لحبيشٍ هذا: قتيل البطحاء. وقد روي عن محمد بن إسحاق فيه: ((خنيس بن الأشعر)) بخاء معجمة مضمومة ونونٍ بعدها وسينٍ مهملة، هكذا رواه إبراهيم بن سعد وسلمة بن الفضل وابن هشام.
و(خُنيس) بخاءٍ معجمة مضمومة بعدها نون وسين مهملة؛ هو:
خُنيس بن حذافة السهمي زوج حفصة بنت عمر قبل رسول الله(1/215)
صلى الله عليه وسلم، له صحبة. وروي أن معمر بن راشدٍ كان يصحف في هذا الاسم فيقول: ((حبيش)). وروي عن علي بن المديني عن هشام بن يوسف قال: قال لي معمر في حديث: ((تأيمت حفصة -فقال:- من حبيش بن حذافة))، فرد عليه ((خنيس))، فقال: لا، هو ((حبيش)).
قال أبو الحسن الدارقطني: وقد اختلف على عبد الرزاق عن معمر، فروي عنه: خنيس بالسين المهملة على الصواب، وروي عنه: خنيس أو حبيش على الشك. وذكره البخاري على الصواب من حديث صالح بن كيسان وشعيب عن الزهري عن سالم بن عبد الله عن أبيه: أن عمر بن الخطاب حين تأيمت حفصة بنت عمر بن الخطاب من خنيس بن حذافة السهمي، هكذا قالا: ((خنيس)) بخاء معجمة بعدها نون وسين مهملة، وتابعهما على ذلك موسى بن عقبة، ومحمد بن أبي عتيق، ويونس، وابن أخي الزهري، والموقري.
وذكر البخاري في ((الجامع)) حديث هشام بن يوسف عن معمر، فقال: حين تأيمت حفصة من ابن حذافة، فلم يسمه، ولعله أضرب عن خطأ معمرٍ فيه.
وعبيد الله بن محمد بن يزيد بن خنيس، شيخٌ لمسلم بن الحجاج،(1/216)
تفرد به، يروي عن إسماعيل بن أبي أويس.
باب حنشٍ وحسنٍ
فـ (حنشٌ) بحاءٍ مهملة ونونٍ مفتوحة وشين معجمة:
حنش بن عبد الله الصنعاني السبإي أبو رشدينٍ، سمع فضالة بن عبيد، روى عنه خالد بن أبي عمران والجلاح أبو كثير وعامر بن يحيى المعافري، تفرد به مسلم. قال أبو سعيد بن يونس في ((تاريخ المغرب)): كان حنش أبو رشدين مع علي بن أبي طالب بالكوفة، وقدم مصر بعد ما قتل علي -رضي الله عنه-، وغزا المغرب مع رويفع بن ثابت، وتوفي بإفريقية سنة مئةٍ، وولده بمصر، ويقال: إنه كان مات بأندلس بمدينة سرقسطة، وقبره بها معروف إلى اليوم.
وأما (حسن) وأبو حسن؛ فكثير.
باب حبيبٍ وخبيبٍ
(حبيب) بالحاء المهملة المفتوحة؛ كثير. وممن كني بأبي حبيب:
حبان بن هلال، وقد تقدم ذكره في باب حبان.
و(خُبيبٌ) بخاء معجمة مضمومة.
خبيب بن عدي الأنصاري من كبار الصحابة، استشهد في حياة(1/217)
رسول الله صلى الله عليه وسلم، يأتي ذكره في حديث الزهري عن عمرو بن أبي سفيان ابن جارية عن أبي هريرة.
وخبيب بن عبد الرحمن بن خبيب بن يساف بن عنبة -بعينٍ مكسورة ونون بعدها مفتوحة- الأنصاري، خال عبيد الله بن عمر العمري الفقيه، سمع حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، سمع منه مالك بن أنس وعبيد الله بن عمر. رويا له.
وعبد الله بن الزبير بن العوام يكنى أبا خبيب، ويكنى أبا بكرٍ أيضاً.
باب حزنٍ وحربٍ
فـ (حزن) بالزاي المعجمة والنون:
ثمامة بن حزن القشيري، عن عائشة، حدث عنه القاسم بن الفضل الحداني. روى له مسلم وحده في كتاب الأشربة حديثين بسندٍ واحدٍ في معنىً واحدٍ.
والصعق بن حزن، عن مطرٍ الوراق، حدث عنه شيبان بن فروخ. روى له مسلم في كتاب الأيمان والنذور.(1/218)
والمسيب بن حزن المخزومي، والد سعيد، له صحبة. رويا له.
وأما (حرب) بالباء؛ فكثير.
باب حمدان وحمران
فـ (حمدان) بالدال والحاء مفتوحةً؛ هو:
حمدان بن عمر البغداذي أبو جعفر، من شيوخ البخاري، حدث عنه في تفسير سورة المائدة عن أبي النضر هاشم بن القاسم، يقال: اسمه أحمد.
ومحمد بن سعيد الأصبهاني، لقبه حمدان أيضاً، يكنى أبا جعفر، من شيوخ البخاري، روى عنه عن ابن المبارك.
وأحمد بن يوسف السلمي الأزدي النيسابوري، لقبه حمدان، من شيوخ مسلم، انفرد به، وهو أزدي وكانت أمه سلميةٌ، فجرى عليه السلمي. حدث عن أحمد بن يوسف -أيضاً- إبراهيم بن محمد بن سفيان راوية ((المسند))، وكذلك حدث عن عبد الرحمن بن بشر بن الحكم العبدي، وعن محمد بن يحيى الذهلي، وكلهم روى عنه مسلم بن الحجاج.
وأما (حمران) بالحاء المضمومة والراء؛ فـ:(1/219)
حُمران بن أبان مولى عثمان بن عفان.
وعبد الله بن حمران بن عبد الله بن حمران بن أبان، يعد في البصريين، يكنى أبا عبد الرحمن، سمع عبد الحميد بن جعفر، ذكره البخاري في كتاب الأحكام متابعاً به، وروى له مسلم في كتاب العلم، حدث عنه محمد بن المثنى. قال الذهلي: نا عبد الله بن حمران وكان ثقةً ألثغ، الأخذ عنه شديد.
باب حُديجٍ وخَديجٍ
فـ (حُديج) بحاء مهملة مضمومة:
زهير بن معاوية بن حُديج بن الرحيل -بضم الراء والحاء المهملة- يعد في الجزريين، الجعفي، وهو أحد أئمة أهل الحديث، عن أبي إسحاق السبيعي وغيره. رويا له.
وأخوه حديج بن معاوية، روى عن أبي إسحاق أيضاً، ليست له في الكتابين رواية.
و(خديج) بخاءٍ معجمةٍ مفتوحة ودالٍ مكسورة مهملة:(1/220)
رافع بن خديج من الأنصار، له صحبة مشهورة.
أفرادٌ من الأسماء في حرف الحاء
(حصيب) بحاءٍ مهملة مضمومة وياء معجمةٍ باثنتين بعدها باءٌ منقوطة بواحدةٍ:
والد بريدة بن الحصيب الأسلمي. وابنه بريدة يكنى أبا سهلٍ، له صحبةٌ مشهورة، روى عنه ابنه عبد الله بن بريدة وأبو المليح الهذلي. وقد صحف فيه بعض الأئمة فقال: ((خصيب)) بخاء معجمة مفتوحة.
(حسيل) بحاء مضمومة وسين مهملة؛ والد حذيفة بن اليمان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو حذيفة بن حسيل، واليمان لقبٌ. قال حذيفة: ((خرجت أنا وأبي حسيلٌ)). أتى ذكره في كتاب الجهاد من كتاب مسلم.
(حنطب) بفتح الحاء بعدها نونٌ ثم طاء مهملة على وزن فنعل:
المطلب بن حنطب القرشي المخزومي، له صحبة. ومن ولده:
عبد العزيز بن المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب، أخو الحكم، سمع عبد الله بن أبي بكر بن حزم، ذكره البخاري في المتابعة في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة إثر حديث أبي قيسٍ مولى عمرو بن(1/221)
العاصي عن عبد الله بن عمرو: ((إذا حكم الحاكم فاجتهد)). وأبوه المطلب بن عبد الله له في ((الموطأ)) حديث.
(أبو حزرة) بحاءٍ مهملةٍ وبتقديم الزاي على الراء، هو:
يعقوب بن مجاهد، يكنى أبا حزرة القاص المدني، ويقال: إن أبا حزرة لقبٌ، وكنيته أبو يوسف. سمع عبادة بن الوليد بن عبادة وعبد الله بن أبي عتيق، روى عنه حاتم بن إسماعيل وإسماعيل بن جعفر. روى له مسلم.
(الحرقة) بضم الحاء المهملة وفتح الراء، بطنٌ من جهينة، ينسب إليه الحرقي، منهم:
عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي، والد العلاء، مولاهم. خرج مسلمٌ حديثهما في كتابه.(1/222)
ومن النسب في حرف الحاء الحبلي والختلي
فـ (الحبلي) بالحاء المهملة والباء المعجمة بواحدةٍ؛ هو:
أبو عبد الرحمن الحبلي، المحدثون يضمون الباء. وفي كتاب ((البارع)) لأبي علي البغداذي: يقال: فلانٌ الحبلي بضم الحاء والباء، منسوبٌ إلى حي من اليمن من الأنصار يقال لهم بنو الحبلى، وذكر سيبويه ((الحبلي)) بفتح الباء منسوب إلى بني الحبلى.
وأبو عبد الرحمن هذا اسمه عبد الله بن يزيد، من تابعي أهل مصر، سمع عبد الله بن عمرو بن العاصي، روى عنه شرحبيل بن شريك وأبو هانئ الخولاني، ويقال: إن أبا عبد الرحمن دخل الأندلس. روى له مسلمٌ وحده.
و(الختلي) بالخاء المعجمة المضمومة والتاء المعجمة باثنتين من فوقها وهي مضمومة مشددة؛ هو:
عباد بن موسى الختلي، سمع إبراهيم بن سعد وطلحة بن يحيى(1/223)
الزرقي، هو من شيوخ مسلم، وروى البخاري في كتاب الاستئذان عن محمد بن عبد الرحيم صاعقة عنه عن إسماعيل بن جعفر.
الحراني والحداني
فـ: (الحرانيون) بالراء؛ كثيرٌ في شيوخ البخاري ومسلم وغيرهما، وهم من سكن حران من بلاد الجزيرة.
و(الحداني) بالحاء المضمومة والدال المشددة؛ من ينسب إلى حدان، وهم في الأزد، وعامتهم بصريون، وهو حدان بن شمس بن عمرو بن غنم بن غالب بن عثمان بن نصر بن زهران، منهم:
عقبة بن صهبان الحداني الأزدي من التابعين، سمع عبد الله بن مغفل، روى عنه قتادة. رويا له.
ونوح بن قيس بن رباح الحداني أبو روح البصري.
وأخوه: خالد بن قيس الحداني، روى لهما مسلمٌ وحده.(1/224)
والقاسم بن الفضل الحداني، عن أبي نضرة. روى له مسلم وحده، حدث عنه شيبان بن فروخ. قال البخاري: هو من بني الحارث بن مالك، كان ينزل حدان.
ويحيى بن موسى خت أبو زكريا الحداني، شيخ البخاري، وقد تقدم قبل هذا.
الحزامي والحرامي
فـ (الحزامي) بالحاء المكسورة والزاي:
ضحاك بن عثمان الحزامي، من ولد حكيم بن حزام القرشي المدني، أخرج له مسلم.
وإبراهيم بن المنذر أبو إسحاق الحزامي، من ولد خالد بن حزام أخي حكيم بن حزام، حدث عنه البخاري فأكثر، وحدث في كتاب الاستئذان عن محمد بن أبي غالب عنه، وحدث مسلم عن رجلٍ عنه. سمع أنس بن عياض والوليد بن مسلم ومعن بن عيسى وغيرهم.
والمغيرة بن عبد الرحمن الحزامي المديني، قال ابن أبي حاتم:(1/225)
يلقب قصياً، عن أبي الزناد وموسى بن عقبة وعبد الله بن سعيد بن أبي هند. رويا له.
وابنه عبد الرحمن بن المغيرة، حدث البخاري عن رجلٍ عنه.
وعبد الرحمن بن عبد الملك بن محمد بن شيبة أبو بكر الحزامي، مولاهم، المدني. عن ابن أبي فديك وعبد الرحمن بن المغيرة، روى عنه البخاري في باب علامات النبوة والأطعمة.
و(الحرامي) بفتح الحاء وراءٍ مهملة، من ينسب إلى بني حرام من الأنصار، منهم:
جابر بن عبد الله بن حرام الحرامي، وجماعةٌ سواه.
الحارثي والخارفي
فـ (الحارثي) بالحاء المهملة والثاء المثلثة كثير، منهم في الأنصار جماعة، منهم:
أبو أمامة الحارثي من بني حارثة بن الحارث، له صحبة، يقال: اسمه إياس بن ثعلبة.(1/226)
ومنهم من ينسب إلى بني الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد ابن مالك بن أدد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان، منهم:
مطرف بن طريف الحارثي، سمع الشعبي وابن أبي السفر، روى عنه الثوري وابن عيينة وابن فضيل وغيرهم. رويا له.
ويحيى بن حبيب الحارثي، من شيوخ مسلم، سمع خالد بن الحارث الهجيمي.
و(الخارفي) بالخاء المعجمة والفاء أخت القاف؛ من ينسب إلى خارفٍ بطنٍ من همدان، وهم بالكوفة، منهم:
عبد الله بن مرة الخارفي الهمداني الكوفي، يروي عن ابن عمر ومسروقٍ، يروي عنه منصورٌ والأعمش. رويا له.
وفراس بن يحيى أبو يحيى الخارفي، عن الشعبي، روى عنه شعبة وأبو عوانة وشيبان وزكريا بن أبي زائدة. رويا له.
وعبد الله بن نمير الهمداني الخارفي، أحد الأئمة في الحديث.
وابنه محمد بن عبد الله بن نمير، أحد الأثبات، من شيوخ البخاري ومسلم، وحدث عنه من أهل بلدنا محمد بن وضاحٍ وبقي بن مخلد.(1/227)
الحناط والخياط
فـ (الحناط) بالحاء المهملة والنون:
أبو شهاب عبد ربه بن نافع المدائني صاحب الطعام، روى عن يونس بن عبيد وابن عون وعاصم الأحول وإسماعيل بن أبي خالد والأعمش، وهذا هو أبو شهاب الأصغر.
وأما أبو شهاب الأكبر؛ فاسمه موسى بن نافع من أهل الكوفة، ويعرف بالحناط -أيضاً-، هكذا نسبه البخاري ((الحناط)). أخرج البخاري في كتاب الحج عن أبي نعيم عنه عن عطاء بن أبي رباحٍ حديثاً واحداً.
وفطر بن خليفة الحناط أبو بكر مولى عمرو بن حريث، روى له البخاري في الأدب عن الثوري عنه وعن الأعمش والحسن بن عمرو= ثلاثتهم عن مجاهد.
وأبو بكر بن عياش الحناط، هكذا نسبه أبو داود الطيالسي، عن أبي حصين وحصين بن عبد الرحمن وأبي إسحاق الشيباني وعبد العزيز ابن رفيع، حدث عنه ابن المبارك ويحيى بن آدم وعلي بن المديني وجماعةٌ سواهم. رويا له معاً.
وأبو هارون المديني موسى بن أبي عيسى الحناط، أتى ذكره في(1/228)
الكتاب ((الجامع)) في كتاب الجنائز في باب هل يخرج الميت من القبر لعلةٍ، في قصة عبد الله بن أبي ابن سلولٍ، وإخراجه من قبره، ثم ألبسه رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه، قال سفيان: قال أبو هارون: وكان على رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصان، فقال له ابنه عبد الله بن عبد الله: ألبس أبي قميصك الذي يلي جلدك.
وأبو هارون هذا هو أخو عيسى بن أبي عيسى الحناط المديني، وعيسى يروي أحاديث منكرةً.
قال أبو علي: وروينا عن وكيع بن الجراح أنه كان يقول لأصحاب الحديث: ((احفظوا عيسى الحناط وسالماً الخياط ومسلماً الخباط)).
و(الخياط) بالخاء المعجمة والياء المعجمة باثنتين من تحت؛ جماعة منهم:
أبو خلدة خالد بن دينار الخياط التميمي ثم السعدي، سمع أنس بن مالك، روى له البخاري حديثاً واحداً في كتاب الصلاة عن حرمي بن عمارة عنه.
قال أبو علي: حدثنا حكم بن محمد، قال: أنا أبو بكر أحمد بن(1/229)
محمد بن إسماعيل، قال: نا أبو بشر الدولابي، قال: نا عمرو بن علي الفلاس، قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: نا أبو خلدة، فقال له رجل: أكان ثقةً؟ قال: كان صدوقاً، كان مأموناً، كان خياراً، الثقة شعبة وسفيان.
وحماد بن خالد الخياط أبو عبد الله، عن معاوية بن صالح، تفرد به مسلمٌ، روى له حديثاً في الصيد. ذكر أبو جعفر العقيلي قال: نا أحمد بن علي قال: سألت مجاهد بن موسى عن حماد بن خالد الخياط، قال: كان يخيط على باب مالك بن أنس، ثم جاءنا ههنا، وذهبنا إليه وهو يخيط، وكتبنا عنه وهشيم حي.
وحريث بن أبي مطر الخياط الكوفي، ذكره البخاري في المتابعة عن الشعبي عن البراء بن عازبٍ في كتاب الأضاحي، وقد تقدم ذكره.
وقد جاء خياطٌ اسماً لا نسباً: خليفة بن خياط بن خليفة بن خياطٍ أبو عمرو، يعرف بشباب، صاحب كتاب ((الطبقات)) و((التاريخ))، من(1/230)
شيوخ البخاري، حدث عنه في ((الجامع)) مفرداً ومقروناً بغيره، تفرد به.
أفرادٌ في النسب
(الحبطي) بفتح الحاء المهملة والباء المعجمة بواحدة: من ينسب إلى الحبطات من بني تميم، وهو الحارث بن عمرو بن تميم بن مر، والحارث هو الحبط بكسر الباء، وولده يقال لهم ((الحبطات))، منهم:
أحمد بن شبيب بن سعيد أبو عبد الله الحبطي البصري، أصله مدني، من شيوخ البخاري، تفرد به، روى عن أبيه شبيب بن سعيد.
وشيبان بن فروخ أبو محمد، وهو شيبان بن أبي شيبة الأبلي الحبطي، من شيوخ مسلم، تفرد به.
(الحبشي) بفتح الحاء المهملة والباء المعجمة بواحدةٍ، هو:
أبو سلام الحبشي، اسمه ممطورٌ الحبشي. قال عبد الغني: ينسب(1/231)
إلى بلاد الحبش، وقال ابن معين: الحبشي حي من حمير، وقال بعضهم: ((الحبشي)) بضم الحاء وإسكان الباء، وهكذا قيده أبو محمد الأصيلي وغيره في ((الجامع)). يقال: حَبشٌ وحُبشٌ، كما يقال عَربٌ وعُربٌ، وعَجمٌ وعُجمٌ.
ومن ولده: معاوية بن سلام بن أبي سلام، وأخوه زيد بن سلام. حديثهم مخرجٌ في ((الصحيحين)). يروي معاوية بن سلام عن يحيى بن أبي كثيرٍ وعن أخيه زيد بن سلام.
(الحنيني) بضم الحاء المهملة وبنونين بينهما ياءٌ ساكنة؛ هو:
إسحاق بن إبراهيم أبو يعقوب المدني الحنيني، ذكره بعضهم فيمن خرج عنه البخاري، ولم أر له في الكتاب ذكراً.(1/232)
حرف الخاء
خطّابٌ وخطافٌ
فـ (خطابٌ) بفتح الخاء كثير، منهم:
خطاب بن عثمان الفوزي الشامي أبو عمرو، عن محمد بن حمير، من شيوخ البخاري، روى له في ((الجامع)) حديثاً واحداً في كتاب الذبائح، ليس له غيره.
وأما (خُطاف) بضم الخاء وبالفاء أخت القاف؛ فهو في نسب غالبٍ القطان، هو:
غالب بن خُطاف، وهو غالب بن أبي غيلان أبو عفان البصري، وقال أحمد بن حنبل: هو غالب بن خطاف بفتح الخاء. وقال الدارقطني: كنية غالبٍ أبو سلمة. رويا له جميعاً. سمع بكر بن عبد الله المزني، حدث عنه بشر بن المفضل وخالد بن عبد الرحمن، ليس له في ((الجامع)) إلا حديثٌ واحدٌ في كتاب الصلاة.(1/233)
باب خبابٍ وخفافٍ
(خباب) بفتح الخاء المعجمة والباء المعجمة بواحدةٍ؛ هو:
خباب بن الأرت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يكنى أبا عبد الله.
وعبد الله بن خباب صاحب أبي سعيد الخدري، وليس بعبد الله بن خباب بن الأرت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يروي عنه الزهري، قتلته الخوارج. وهذا الثاني مولى بني عدي بن النجار الأنصاري، يعد في أهل المدينة، يروي عنه القاسم بن محمد ويزيد بن الهادي. رويا له معاً.
وخبابٌ روى عن ابن عمر وأبي هريرة وعائشة أم المؤمنين، يقال: هو خباب بن السائب بن خباب صاحب المقصورة، أخو مسلم بن السائب بن خباب. وخباب جدهم هو مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة، جاهلي. ويذكر أن للسائب بن خباب أبيهما صحبةً وروايةً. ذكر مسلم بن الحجاج في كتاب الجنائز عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال: كنت قاعداً عند ابن عمر إذ طلع خبابٌ صاحب المقصورة، فقال: يا ابن عمر، ألا تسمع ما يقول أبو هريرة؟ وذكر حديثاً في الصلاة على الميت، قال: فأرسل ابن عمر خباباً إلى عائشة، فسألها عن قول أبي هريرة، وذكر الحديث.(1/234)
وفي الصحابة أيضاً: خباب مولى عتبة بن غزوان، شهد بدراً مع مولاه عتبة، يكنى أبا يحيى، يقال: كان يطبع السيوف بمكة، وفيه يقول القائل:
بطبع خبابٍ وريشٍ المقعد ...
المُقعد: رجلٌ كان يبري السهام ويريشها بمكة.
و(خفاف) بضم الخاء المعجمة وبفائين بينهما ألف على زنة غراب، يقال: رجلٌ خفيفٌ وخفافٌ، كما يقال: طويل وطوال؛ هو:
خفاف بن إيماء بن رحضة الغفاري.
((إيماء)) مكسور الهمزة، كأنه مصدر أومأ يومئ إيماءً، وقد يقال: ((أيما)) بفتح الهمزة، وقد رويناه بالوجهين في كتاب ((النسب)) لأبي عبيد.
و((رحضة)) بحاءٍ مفتوحةٍ مهملة وضادٍ معجمة محركةٍ على(1/235)
وزن أكمةٍ.
أسلم إيماء بن رحضة زمن الحديبية، ولابنه خفافٍ صحبةٌ ورواية، روى عنه ابنه الحارث بن خفاف وحنظلة بن علي بن الأسقع. أتى ذكر خفافٍ في ((الجامع)) في عمرة الحديبية، وروى له مسلم وحده في قنوت الصلاة، وذكره أيضاً في آخر كتاب المناقب في ذكر غفار وأسلم.
وحطان بن خفافٍ أبو الجويرية الحرمي، سمع ابن عباسٍ ومعن بن يزيد من الصحابة، روى عنه الثوري وإسرائيل.
خلاسٌ وخلاّسٌ
فـ (خِلاسٌ) بخاءٍ مكسورةٍ وسينٍ مهملةٍ وتخفيف اللام؛ هو:
خِلاس بن عمرو الهجري البصري، سمع أبا هريرة وأبا رافعٍ الصائغ، يروي عنه قتادة. رويا له معاً.
و(خَلاّسٌ) بفتح الخاء وشد اللام، يأتي في نسب النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاّس بن زيد بن مالك الأغر، هكذا رويناه(1/236)
عن أبي ذر عن الدارقطني في كتاب ((المؤتلف والمختلف)): خلاّس بفتح الخاء وتشديد اللام. ويقال: بكسر الخاء وتخفيف اللام، وكذا رويناه في كتاب ((السيرة)) لابن هشام.
أفرادٌ من الأسماء في حرف الخاء
(خرشة) بفتح الخاء المعجمة وراء محركةٍ وشين معجمة؛ هو:
خرشة بن الحر الفزاري، سمع أبا ذر الغفاري وعبد الله بن سلام، يروي عنه ربعي بن حراش وسليمان بن مسهرٍ وأبو زرعة بن عمرو. رويا له معاً.
(الخمس) بخاءٍ معجمةٍ مكسورة وسين مهملة:
جد مالك بن سعير بن الخمس التميمي أبو محمد، عن هشام بن عروة، حدث البخاري عن علي غير منسوبٍ عنه، يقال: هو علي بن سلمة اللبقي، وروى مسلم عن علي بن عثام عنه في كتاب الإيمان.
(الخوار) بخاء معجمة مضمومةٍ وواوٍ خفيفةٍ على زنة طوالٍ؛ هو:(1/237)
عمر بن عطاء بن أبي الخوار، سمع نافع بن جبير بن مطعم، حدث عنه ابن جريج، تفرد به مسلمٌ.
(خربوذ) بفتح الخاء المعجمة وتشديد الراء وذالٍ معجمة؛ هو:
معروف بن خربوذ المكي، سمع أبا الطفيل عامر بن واثلة، حدث عنه عبيد الله بن موسى العبسي وغيره. رويا له.
(أبو خشينة) بخاء معجمةٍ مضمومة وشين معجمة ونون، هو:
حاجب بن عمر، أخو عيسى بن عمر النحوي، يكنى أبا خشينة، عن الحكم الأعرج، روى عنه عبد الصمد بن عبد الوارث ووكيعٌ. روى له مسلمٌ وحده في الصيام والإيمان.
(خلي) بخاءٍ معجمةٍ بعدها لام ثم ياء مشددة على زنة علي؛ هو:
والد خالد بن خلي الحمصي، من شيوخ البخاري، يكنى أبا القاسم، قاضي حمص. تفرد به البخاري.
(أبو خربق) بفتح الخاء وباء معجمة بواحدة؛ هو:
سلامة بن روح بن خالد بن عقيل الأيلي، سمع عمه عقيل بن خالد، هكذا قيده عبد الغني عن حمزة بن محمد الحافظ. وفي كتاب ((الكنى))(1/238)
لمسلم: ((أبو خريق)) بضم الخاء وياء معجمة باثنتين من تحت. استشهد البخاري بسلامة بن روح عن عقيل في كتاب الجنائز والحج.(1/239)
ومن النسب في حرف الخاء
(الخصيفي) بضم الخاء والصاد المهملة، والفاء، هو:
مروان بن شجاع أبو عمرو القرشي الأموي مولاهم، نسب إلى خصيف بن عبد الرحمن الجزري؛ لكثرة روايته عنه، سمع سالماً الأفطس، مات بحران سنة تسعين ومئة، رويا له.
قال أبو علي: حدثنا حكم بن محمد قال: نا أبو بكر أحمد بن محمد ابن إسماعيل قال نا أبو القاسم البغوي قال نا جدي أحمد بن منيع قال نا مروان بن شجاع الخصيفي في حديثٍ ذكره، سيأتي ذكره في الجزء التاسع إن شاء الله.
(الخريبي) بخاءٍ مضمومةٍ وياءٍ معجمة باثنتين من تحت بعدها باء منقوطة بواحدةٍ، هو:
عبد الله بن داود الخريبي الهمداني الكوفي، سكن الخريبة من البصرة، فنسب إليها، سمع الأعمش، وهشام بن عروة، وابن جريج، وفضيل بن(1/240)
غزوان، رويا له معاً.
قال ابن الكلبي: الخريبة سكنها الخرب بن مسعود بن كندة، فنسبت إليه.
(الخلقاني) بضم الخاء وسكون اللام، هو:
إسماعيل بن زكريا أبو زياد الخلقاني، سمع عاصماً الأحول، ومحمد بن سوقة، وغيرهما، رويا له.
(الخاركي) بالخاء المعجمة والراء والكاف، هو:
الصلت بن محمد بن عبد الرحمن أبو همام الخاركي، من شيوخ البخاري، سمع ابن علية، ومهدي بن ميمون.
قال أبو عبيد القاسم بن سلام: خارك ورأس هر هما موضعان من ساحل فارس، يرابط فيهما.(1/241)
حرف الدال
باب داود ودواد وداورٍ
(داود) كثير.
و(دُواد) بضم الدال بعدها واوٌ خفيفة، على زنة: طوال؛ هو:
علي بن دواد أبو المتوكل الناجي، صاحب أبي سعيد الخدري، يروي عنه قتادة، وأبو بشر، وأبو عقيل بشير بن عقبة، وغيرهم، عن أبي سعيد، وجابر بن عبد الله.
و(داور) بدال وراءٍ مهملتين، على زنة: طابق، وخاتم؛ هو:
عمران بن داور أبو العوام القطان البصري، استشهد به البخاري في موضعين من كتابه في الصلاة، سمع يحيى بن أبي كثير، ومحمد ابن سيرين.
باب دينار وذبيان
(دينار) بالدال؛ واسعٌ، منهم:(1/243)
دينار أبو عبد الله القراظ، عن سعد بن أبي وقاص، وأبي هريرة، يروي عنه محمد بن عمرو، وأسامة بن زيد، روى له مسلم.
ودينار أبو الفديك، جد محمد بن إسماعيل بن أبي الفديك المدني، روى له مسلم -أيضاً-.
وإبراهيم بن دينار، من شيوخ مسلم، تفرد به.
وفي الأنصار: دينار بن النجار.
و(ذبيان) بذالٍ معجمة ونون في آخر الكلمة، هو:
أبو ذبيان خليفة بن كعب التميمي البصري، عن عبد الله بن الزبير، روى عنه شعبة بن الحجاج، رويا له.
باب دُكين ورُكين وزُكيرٍ
فـ (دكينٌ) بدالٍ مهملة مضمومة، ونون في آخر الكلمة:
أبو نعيم الفضل بن دُكين، ودُكين لقبٌ، واسمه عمرو.(1/244)
قال أبو علي: حدثنا حكم بن محمد، قال نا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل، قال: نا أبو بشر الدولابي، قال نا أبو عبيد الله الأشعري، قال سمعت يحيى بن معين يقول: الفضل بن دكين، اسم دكين: عمرو.
وأبو نعيم أحد أئمة أهل الحديث الحفاظ، كان يحفظ حديث الثوري ومسعر حفظاً جيداً، سمع منه البخاري، وروى مسلم عن رجلٍ عنه.
و(رُكين) بالراء المهملة وهي مضمومة، هو:
رُكين بن الربيع بن عميلة -بضم العين- الفزاري، حدث عن أبيه ربيع بن عميلة. روى عنه جرير بن حازم، ومعتمر بن سليمان، روى له مسلم وحده.
و(زُكير) بالزاي المضمومة وراء مهملة في آخر الاسم، هو:
أبو زكير يحيى بن محمد بن قيسٍ، سمع العلاء بن عبد الرحمن الحرقي، حدث عنه عقبة بن مكرم، روى له مسلم وحده.
باب أفرادٍ من الأسماء
(دحية) بن خليفة الكلبي، بفتح الدال، ويقال بكسرها، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتابه إلى عظيم بصرى، فدفعه إلى هرقل عظيم الروم.(1/245)
قال ابن السكيت: دحية بكسر الدال.
وقال أبو حاتم: هو بالفتح لا غير.
وقال أبو عمرو المطرز: الدحى الرؤساء من الناس، واحدهم: دحية.
(دخشم) بضم الدال وسكون الخاء المعجمة وشين معجمة مضمومة، هو:
مالك بن الدخشم، ويقال بالنون وبكسر الدال والشين (دخشن)، ويقال (مصغراً (الدخيشن)، من الأنصار، ثم من بني عمرو بن عوف، وممن شهد بدراً، وكان يتهم بالنفاق، ولا يصح عنه إن شاء الله، هو مذكور في حديث عتبان بن مالك.
(دثنة) بدال مفتوحةٍ بعدها ثاء مثلثة متحركة بالكسر، وقد تسكن وبعدها نون، هو:
زيد بن دثنة بن معاوية بن عبيد بن عامر بن بياضة الأنصاري البياضي، شهد بدراً وأحداً، وأسر يوم الرجيع مع خبيب بن عدي؛(1/246)
فقتل، وذلك سنة ثلاثٍ من الهجرة.
قال أبو بكر بن دريد: الدثنة من قولهم: دثن الطائر إذا طاف حول وكره ولم يسقط عليه.
وقال حسان بن ثابت يذكر يوم الرجيع، ويرثي من قتل به من المسلمين:
صلى الإله على الذين تتابعوا ... يوم الرجيع فأكرموا وأثيبوا
ابنٌ لطارق وابن دثنة منهم ... وافاه ثم حمامه المكتوب
(ابن الدغنة) بفتح الدال وكسر الغين مع تخفيف النون على مثال: كلمة، ويقال: دغنة بإسكان الغين، ويقال: دغنة، على مثال: دُجنة بضم الدال والغين وتشديد النون.
هكذا رويناه بالوجهين في ((الجامع الصحيح)) ورويناه بالضم مع تشديد النون في المغازي، هو الذي أجار أبا بكر الصديق -رضي الله(1/247)
عنه- بمكة من قريشٍ، ويقال: هو أخو بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة، سيد القارة.
(دجانة) فعالة، من الدجن وهو تغطية السحاب الأرض، قال طرفة:
وتقصير يوم الدجن والدجن معجبٌ ... ببهكنةٍ تحت الخباء الممدد
ذكر أبو عمو المطرز عن ثعلب قال: الدجانة فعالة من الدجن وهو الغيم بلا مطر، فإذا أمطر؛ فهو الدغن، قال: ومنه اسم الرجل الذي خفر أبا بكر من قريش، كان يقال له: ابن الدغنة.
قال أبو علي: وفي الصحابة أبو دجانة سماك بن خرشة الأنصاري الخزرجي، من كبار الأنصار -رحمه الله-.
قال أبو بكر بن دريد: كان أبو دجانة أشجع أنصاري في دهره.(1/248)
ومن النسب في حرف الدال الدؤلي والديلي
فـ (الدؤلي) بضم الدال وبعدها همزة مفتوحة، هو:
أبو الأسود الدؤلي، على مثال: العمري، هكذا يقول البصريون، وأصله عندهم الدؤل، ينسب إلى حي من كنانة، وهو: الدؤل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة.
وقال يونس بن حبيب النحوي وغيره من أهل البصرة: هم ثلاثة:
الدؤل، في حنيفة، ساكن الواو.
والديل، في عبد القيس، ساكن الياء.
والدؤل، في كنانة رهط أبي الأسود، الواو مهموزة.
وحكى أبو علي البغداذي في ((الكتاب البارع)) من جمعه، قال(1/249)
الأصمعي: يقال: هو أبو الأسود الدؤلي، بضم الدال وفتح الهمزة، منسوبٌ إلى الدؤل من كنانة -بضم الدال وكسر الهمزة- وفتحت في النسب كما فتحت ميم نمري في نمر، ولام سلمي في سلمة.
قال أبو علي: وهكذا قال عيسى بن عمر، وسيبويه، وابن السكيت، والأخفش، وأبو حاتم، ومحمد بن سلام، وأبو عبد الله العدوي النسابة.
قال أبو علي البغداذي: قال الأصمعي: وكان عيسى بن عمر يقول: أبو الأسود الدؤلي -بكسر الهمزة- والقياس فتحها، وحكاه -أيضاً- عن يونس وغيره من العرب، قال: يدعونه في النسب على الأصل، وهو شاذ في القياس.
وكان محمد بن إسحاق، والكسائي، وأبو عبيد القاسم بن سلامٍ، ومحمد بن حبيب، وصاحب كتاب ((العين)) يقولون في كنانة بن(1/250)
خزيمة: الديل -بكسر الدال وسكون الياء- بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، رهط أبي الأسود الديلي، واسمه: ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل ابن يعمر بن حلس بن نفاثة بن عدي بن الديل.
قال ابن حبيب: والدؤل مضموم الدال على مثال: فعلٍ، الدؤل ابن محلم بن غالب بن ييثع بن الهون بن خزيمة بن مدركة.
وقال محمد بن حبيب: في عبد القيس: الديل بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس، وفي الأزد: الديل بن هداد بن زيد مناة بن الحجر، وفي تغلب -أيضاً- وفي إياد بن ربيعة.
ومن الدئل بن بكر رهط أبي الأسود الدؤلي:
نوفل بن معاوية الدؤلي الكناني، له صحبة.
قال الواقدي فيه: الديلي، روى عنه عبد الرحمن بن مطيع عن(1/251)
النبي صلى الله عليه وسلم، رويا له معاً.
وسنان بن أبي سنان، واسم أبي سنان، يزيد بن أمية الدؤلي، ويقال: الديلي، روى عنه الزهري، عن جابر بن عبد الله، وأبي هريرة، رويا له حديثه في المرضى والجهاد.
وثور بن زيد الديلي المدني، عن سالم أبي الغيث، روى عنه مالك ابن أنس، وسليمان بن بلال، رويا له.
ومحمد بن عمرو بن حلحلة الديلي، ويقال: الدؤلي، قاله محمد ابن إسحاق، عن محمد بن عمرو بن عطاء، روى عنه مالك وسعيد بن أبي هلال، ويزيد بن أبي حبيب، رويا له.
ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك الديلي مولاهم، يروي عن ابن أبي ذئبٍ.(1/252)
حرف الذال
باب ذر وزر
فـ (ذر) بالذال المعجمة، هو:
ذر بن عبد الله بن زرارة المرهبي ثم الهمداني الكوفي، والد عمر بن ذر، عن ابن أبزى، وسعيد بن جبير، روى عنه الحكم بن عتيبة، رويا له.
وابنه عمر بن ذر، سمع أباه، ومجاهداً، حدث عنه أبو نعيم، ووكيع، وابن المبارك، وخلاد بن يحيى، روى له البخاري في التوحيد والرقاق وبدء الخلق والاستئذان.
وذر بن عمر الأصغر، هو ابن عمر هذا، توفي قبل أبيه عمر، ووقف أبوه على قبره، وتكلم عليه بكلامٍ محفوظٍ عنه قوله: ((يا ذر! شغلني الحزن لك عن الحزن عليك)).(1/253)
و(زر) بكسر الزاي بعدها راءٌ، هو:
زر بن حبيش الأسدي أبو مريم، من كبار التابعين، من أصحاب علي وابن مسعود.
باب ذبابٍ وزناب
فـ (ذبابٌ) بذالٍ معجمة مضمومة:
الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب الدوسي المدني، عن عياض ابن عبد الله بن أبي سرحٍ وعبد الرحمن بن مهران مولى أبي هريرة، يروي عنه ابن جريجٍ وأنس بن عياض، روى له مسلم في كتاب الصلاة والزكاة.
و(زناب) بزاي مضمومةٍ وبعدها نونٌ، هي:
زينب بنت أم سلمة، يروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل بيت أم سلمة فقال: ((أين زناب أين زناب))؟ يريد: زينب.(1/254)
حرف الراء
باب رَبيعٍ ورُبيعٍ
فـ (رَبيع) بفتح الراء وكسر الباء؛ كثير.
و(رُبيع) بضم الراء وفتح الباء وتشديد الياء وهي ياء التصغير، هي:
رُبيع بنت معوذ بن عفراء، لها صحبة، حدث عنها خالد بن ذكوان، حديثها مخرجٌ في الكتابين.
والربيع بنت النضر، عمة أنس بن مالك، وهي التي لطمت جاريةً، فكسرت ثنيتها، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقصاص، ويقال: إن أختها هي التي فعلت ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((القصاص)، فقالت أم الربيع: لا والله لا يقتص من فلانةٍ.
هكذا روى حماد بن سلمة عن ثابتٍ عن أنسٍ، ذكره مسلم، وخرجه البخاري من حديث حميد الطويل.(1/255)
باب ربابٍ ورئاب
فـ (رباب) بفتح الراء وباءين منقوطتين بواحدة من أسفل، هي:
الرباب بنت صليع بن عامر الضبي، وصليع بصادٍ مهملةٍ مضمومةٍ، روت عن عمها سلمان بن عامر الضبي، ذكرها البخاري مستشهداً بروايتها في حديث العقيقة.
و(رئابٌ) بكسر الراء بعدها همزة، هو:
هارون بن رئاب الأسيدي التميمي، بصري، حدث عن كنانة بن نعيم، روى له مسلم وحده.
وزينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسدٍ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
وأختها حمنة بنت جحش بن رئاب.(1/256)
باب رجالٍ ورحالٍ
فـ (رجال) بالراء المكسورة بعدها جيم:
أبو الرجال محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حارثة بن النعمان الأنصاري، روى عن أمه عمرة بنت عبد الرحمن، رويا له.
و(رحال) بفتح الراء وتشديد الحاء المهملة، هو:
عقبة بن عبيد يكنى أبا الرحال الطائي، أخو سعيد بن عبيد، ذكره البخاري مستشهداً به، سمع بشير بن يسار.
باب رزيقٍ وزريقٍ
فـ (رزيق) بتقديم الراء على الزاي، هو:
رزيق بن حكيم الأيلي، قد مر ذكره في باب حكيم -بضم الحاء-.
ورزيق بن حيان، مولى بني فزارة، سمع مسلم بن قرظة، روى عنه عبد الرحمن ويزيد ابنا يزيد بن جابر، تفرد بالرواية له مسلم.
هكذا يقول فيه أهل العراق، يقدمون في اسمه الراء على الزاي، وجعله البخاري في حرف الراء.(1/257)
ويقول فيه أهل الشام ومصر: زريق يقدمون الزاي، وكذلك رويناه في ((الموطأ))، وكذلك قال أبو زرعة الدمشقي.
وقال أبو عبيد في كتاب ((الأموال)): حدثنا سعيد بن عفير عن مالك عن يحيى بن سعيد عن رزيق بن حيان الدمشقي، قال أبو عبيد: أهل العراق يقولون: رزيق، يعني يقدمون الراء المهملة، وأولئك أعلم به -يعني أهل مصر-.
قال أبو زرعة الدمشقي: توفي زريق بن حيان في خلافة يزيد بن عبد الملك بأرض الروم، وكان اسمه: سعيد بن حيان، فلقبه عبد الملك: زريقاً.
وعمار بن رزيق الضبي الكوفي، سمع أبا إسحاق السبيعي، روى عنه يحيى بن آدم، وأبو أحمد الزبيري، وأبو الجواب أحوص بن جواب، تفرد بالرواية له مسلم.
و(زريق) بتقديم الزاي على الراء؛ يأتي في نسب الأنصار بنو زريق، وهم في الخزرج، منهم:(1/258)
رفاعة بن رافع الزرقي، شهد بدراً، روى له البخاري وحده.
وأبوه رافع بن مالك يقال إنه أول من أسلم من الأنصار.
وغيرهما كثير، وإليهم ينسب مسجد بني زريق، وينسب إليهم الزرقي.
باب رقبة ورقية
(رقبة) بفتح الراء والقاف، بعدها باءٌ معجمة بواحدة مفتوحةٍ، هو:
رقبة بن مصقلة العبدي الكوفي، سمع أبا إسحاق السبيعي، وطلحة ابن مصرف، وقيس بن مسلم، حدث عنه سليمان التيمي، وأبو عوانة، وروى عنه -أيضاً- أبو حمزة السكري في كتاب بدء الخلق من حديث عيسى بن موسى غنجار في ((الجامع))، وسيأتي مبيناً في (كتاب العلل) إن شاء الله تعالى، رويا له.
و(رقية) بضم الراء والياء المشددة المعجمة باثنتين من تحت.
أبو رقية تميمٌ الداري، كني بابنةٍ له يقال لها: رقية، لم يولد له غيرها، مشهورٌ في الصحابة، روى له مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((الدين النصيحة))، حدث به عنه عطاء بن يزيد الليثي، وحدث عنه رسول الله(1/259)
صلى الله عليه وسلم بحديث الجساسة. روى الشعبي عن فاطمة بنت قيس أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في خطبة خطبها: ((حدثني تميم الداري))، وذكر الخبر في ذكر الدجال، ذكره مسلم -أيضاً-.
باب رباحٍ ورياحٍ
فـ (رباحٌ) بفتح الراء وباءٍ معجمة بواحدةٍ:
رباحٌ غلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي استأذن لعمر بن الخطاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كان في المشربة.
ورباح بن أبي معروفٍ المكي، سمع عطاء بن أبي رباح، وقيس بن سعدٍ، حدث عنه عبيد الله بن عبد المجيد، وأبو عامر العقدي، روى له مسلم وحده في الحج والبيوع، وفي صدر الكتاب.
وعبد الله بن رباح الأنصاري، قال خالد بن سمير: كانت الأنصار تفقهه. يروي عن أبي هريرة، وعبد الله بن عمرو، روى عنه ثابت البناني، وأبو عمران الجوني، روى له مسلم في الجهاد والعلم.
وعلي بن رباح بن قصير اللخمي، يعد في المصريين، تفرد به مسلم،(1/260)
وسيأتي ذكره في حرف العين.
وعطاء بن أبي رباح الفقيه المكي، رويا له.
وزيد بن رباح المدني، مولى الأدرم بن غالب من بني فهر، سمع أبا عبد الله الأغر، روى عنه مالك بن أنس، رويا له.
وأبو فراس يزيد بن رباح، مولى عبد الله بن عمرو بن العاصي، عن عبد الله بن عمرو، حدث عنه بكر بن سوادة، تفرد بالرواية له مسلمٌ في كتاب الزهد.
و(رياح) بكسر الراء وياء معجمة باثنتين، هو:
أبو قيس زياد بن رياح من بني قيس بن ثعلبة، سمع أبا هريرة، حدث عنه غيلان بن جرير. ويقال فيه: ابن رباح -بالباء المعجمة بواحدة- قاله ابن الجارود، روى له مسلم وحده.(1/261)
ومحمد بن أبي بكر بن عوف بن رياح الثقفي، سمع أنس بن مالك، روى عنه مالك بن أنس، رويا له.
ورياح بن عبيدة -بفتح العين- البصري، من ولده عمر بن عبد الوهاب الرياحي، خرج له مسلم عن يزيد بن زريع.
ورياح في نسب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وهو: عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح -بفتح الراء بعدها زاي- ويقال فيه: رباح -بالباء- عن ابن حبيب. ومحمد بن إسحاق يسوق نسب عمر بن الخطاب على غير هذا الترتيب.
باب ريان وربان وزبان
فـ (ريان) بالراء والياء المعجمة باثنتين وهي مشددة، هو:
مستمر بن الريان، سمع أبا نضرة العبدي، حدث عنه شعبة بن الحجاج، تفرد بالرواية له مسلم.(1/262)
ومحمد بن بكار بن الريان، يكنى أبا عبد الله، يروي عن إسماعيل ابن زكريا، وأبي عاصم النبيل، وحسان بن إبراهيم، هو من شيوخ مسلم، تفرد به.
و(ربان) بالراء المهملة والباء المعجمة بواحدة، هو:
جرم بن ربان، للقبيلة التي ينسب إليها الجرميون.
و(زبان) بالزاي المعجمة والباء المعجمة بواحدة، هو:
يحيى بن الجزار، لقبه زبان، يروي عن علي بن أبي طالب، تفرد بالرواية له مسلم.
وأبو عبد الله الأغر، مولى زيد بن زبان، اسمه: سلمان، يروي عن أبي هريرة، قاله مسلم في كتاب ((الطبقات)) له، حديثه مخرجٌ في الكتابين.
باب رزينٍ وزريرٍ
فـ (رزين) بتقديم الراء على الزاي بعدها نون في آخر الاسم، هو:
أبو رزين الأسدي، اسمه: مسعود بن مالك، مولى أبي وائل شقيق ابن سلمة، سمع أبا هريرة، ويروي -أيضاً- عن أبي صالح عن أبي هريرة،(1/263)
على اختلافٍ في ذلك على الأعمش، سنذكره في الجزء الثاني من (علل كتاب مسلم)، روى عنه سليمان الأعمش، وإسماعيل بن سميع، روى له مسلم.
وعمر بن عبد الله بن رزين النيسابوري، عن إبراهيم بن طهمان، حدث عنه أحمد بن يوسف الأزدي، روى له مسلم في الصلاة.
و(زرير) بزاي معجمة مفتوحة بعدها راء مكررة، هو:
سلم بن زرير أبو يونس العطاردي البصري، سمع أبا رجاء العطاردي، روى عنه عبيد الله بن عبد المجيد، وأبو الوليد الطيالسي، رويا له.
وقال فيه عبد الرحمن بن مهدي: هو سلم بن رزين -الراء مقدمة والنون في آخر الاسم- صحف في ذلك.
ووقع لبعض الرواة في ((الجامع)): زرير -بضم الزاي- قال أبو محمد الأصيلي: قرأ لنا أبو زيد المروزي: زرير -بالضم-، والصواب: الفتح.
باب ردادٍ وروادٍ وورادٍ
فأما (ردادٌ) بتقديم الراء ودالين بينهما ألف؛ فهو:
هلال بن رداد الطائي الشامي، روى عن الزهري، استشهد به البخاري(1/264)
في حديث ذكره عن الزهري، في أول الكتاب؛ فقال: تابعه هلال بن رداد عن الزهري.
وذكر أحمد بن محمد بن عيسى في ((تاريخ الحمصيين)) في أصحاب الزهري من أهل حمص، فقال: رداد الكاتب الطائي، حدث عن الزهري.
و(رواد) بتقديم الراء -أيضاً- بعدها واوٌ مشددة، هو:
عثمان بن أبي رواد، أخو عبد العزيز بن أبي رواد، خراساني سكن البصرة، وأبوه أبو رواد، اسمه: ميمون، مولى المغيرة بن المهلب بن أبي صفرة العتكي الأزدي، استشهد به البخاري في باب فضل الصلاة لوقتها؛ فقال: حدثنا عمرو بن زرارة قال نا عبد الواحد بن واصل عن عثمان بن أبي رواد، أخي عبد العزيز، قال: سمعت الزهري يقول: ((دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي، فقلت: ما يبكيك .. .. )) الحديث.
وجبلة بن أبي رواد، أخو عثمان وعبد العزيز، له بخراسان أعقابٌ محدثون مخرج حديثهم في ((الصحيح)). منهم:
عثمان بن جبلة، من كبار أصحاب شعبة بن الحجاج، وهو والد عبدان شيخ البخاري.
وأخوه عبد العزيز بن عثمان بن جبلة بن أبي رواد، لقبه شاذان، روى البخاري عن رجلٍ عنه.(1/265)
ومن ولد جبلة -أيضاً-:
محمد بن عمرو بن عباد بن جبلة بن أبي رواد، من شيوخ مسلم.
وجبلة قتله أبو مسلم بنيسابور سنة إحدى أو اثنتين وثلاثين ومئة، قاله البخاري.
وأما عبد العزيز أخو عثمان وجبلة فسكن مكة، يكنى أبا عبد الرحمن، ليس له في الكتابين حديث، غير أن البخاري ذكره في المتابعة في كتاب الصلاة، وفي علامات النبوة حديث: ((لا يتنخمن أحدكم قبل وجهه في الصلاة)) وحديث: حنين الجذع.
قال: نا محمد بن المثنى نا يحيى بن كثير نا أبو حفص عمر بن العلاء، قال: سمعت نافعاً عن ابن عمر: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إلى جذع، فلما اتخذ المنبر تحول إليه، فحن الجذع فمسح يده عليه)).
ثم قال: رواه أبو عاصم عن ابن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
و(وراد) بتقديم الواو على الراء، هو:(1/266)
وراد كاتب المغيرة بن شعبة ومولاه، سمع المغيرة، قال مسلم: كنيته أبو الورد، روى عنه الشعبي، وعبد الملك بن عمير، والمسيب بن رافع، وعبدة بن أبي لبابة، رويا له معاً.
ومن الأفراد في حرف الراء
(رؤيبة) بضم الراء بعدها همزة مفتوحة وبعدها باء منقوطة بواحدة، تصغير رؤبة، هو:
والد عمارة بن رؤيبة الثقفي، ولعمارة صحبة، حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((لن يلج النار من صلى قبل طلوع الشمس وغروبها)).
وحديثه -أيضاً- في رفع اليدين في الخطبة، قال: نظر عمارة إلى بشر بن مروان رافعاً يديه يوم الجمعة، فقال: قبح الله هاتين اليدين، رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وما يزيد على أن يقول هكذا.
روى عنه ابنه أبو بكر بن عمارة، وحصين بن عبد الرحمن، وقد خرج له البخاري -على اختلافٍ بينهم في ذلك- عن هدبة بن خالد عن همام عن أبي جمرة عن أبي بكر عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(1/267)
((من صلى البردين دخل الجنة))، وكذلك ذكر عن حبان بن هلال عن همام عن أبي جمرة عن أبي بكرٍ عن أبيه بمثله.
قال البخاري: يعني الصبح والعصر، والبردان: طرفا النهار.
وهذا معنى ما خرجه مسلم: ((لن يلج النار من صلى قبل طلوع الشمس وغروبها)).
فقال علي بن المديني وأبو بشر الدولابي: أبو بكر هذا هو: أبو بكر بن عمارة بن رؤيبة الثقفي.
ثم قال البخاري بعد هذا: وقال ابن رجاءٍ حدثنا همام عن أبي جمرة أن أبا بكر بن عبد الله بن قيس أخبره بهذا.
فأبو بكرٍ على هذه الرواية: عامر بن عبد الله بن قيس، وهذا هو أبو موسى الأشعري.
وذكر مسلم الخلاف في أبي بكر هذا فقال عن إسماعيل ومسعر(1/268)
وعبد الملك بن عمير والبختري: أبو بكر بن عمارة.
وقال عن عمرو بن عاصم، وأحمد بن الحسن بن خراش عن همام: أبو بكر بن أبي موسى. والخلاف على همام.
قال أبو علي: أخبرني أبو الحسن طاهر بن مفوز المعافري صاحبنا -رحمه الله- قال: دخلت في مجلس رجلٍ من الفقهاء -ممن كان يدعي معرفة الحديث ويتكلم على معانيه والمعرفة بالأدب- والقارئ يقرأ عليه حديث عمارة بن رؤيبة هذا، فصحف فقال: عمارة بن رويثة -بالثاء المثلثة- وهو يسمع، فلم يرد عليه.
قال طاهر: ثم إني رجعت من سفري، فذكرت ذلك للشيخ أبي عمر بن عبد البر -رحمه الله- فقال لي: فما قلت أنت له: قال سكت وأجللت الرجل، قال: فلامني وعجزني، وقال لي: فلم تقرءون العلم إذاً إذا لم يظهر عليكم؟ أو كلاماً هذا معناه.(1/269)
ومن النسب في حرف الراء الرماني والزماني
فـ (الرماني) بالراء المهملة، هو:
أبو هاشم الرماني، واسمه: يحيى بن دينار، كان ينزل قصر الرمان بواسطٍ، وذكر الدولابي في ((حديث شعبة)): حدثنا أبو إسحاق الجوزجاني قال: نا سهل بن حماد قال: نا شعبة قال نا أبو هاشم صاحب الرمان عن أبي مجلز في حديث ذكره. سمع أبا مجلزٍ، حدث عنه الثوري وهشيم، رويا له.
و(الزماني) بالزاي المعجمة المكسورة من ينسب إلى زمان بن مالك ابن صعب بن علي بن بكر بن وائل، منهم:
عبد الله بن معبد الزماني، روى عن أبي قتادة الأنصاري، حدث عنه غيلان بن جرير، تفرد به مسلم.
الرحبي والأرحبي
فـ (الرحبي) بفتح الحاء المهملة بعدها باء منقوطة بواحدة، منسوبٌ(1/270)
إلى بني رحبة -بفتح الراء والحاء- بطنٌ من حمير، وهو: رحبة بن زرعة أخو سددٍ -بسين مهملة على وزن جبلٍ- ابن زرعة بن سبأ الأصغر، منهم:
أبو أسماء الرحبي الشامي، اسمه: عمرو بن مرثد أو مزيد -أشك فيه- عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، روى عنه أبو الأشعث الصنعاني، وأبو قلابة، تفرد بالرواية له مسلم.
وحريز بن عثمان الرحبي أبو عثمان الحمصي، عن عبد الله بن بسر، وقد تقدم ذكره في حرف الحاء.
وثور بن يزيد الرحبي أبو خالدٍ الكلاعي الحمصي، سمع خالد بن معدان، حدث عنه الثوري، وعيسى بن يونس، وأبو عاصم النبيل، وغيرهم، رويا له معاً.
ويزيد بن خمير الرحبي، يكنى أبا عمر شآمٍ، عن عبد الله بن بسر، روى له مسلم.
وحبيب بن عبيد الرحبي، يكنى أبا حفص، روى عن جبير بن نفير(1/271)
الحضرمي، روى عنه يزيد بن خمير، روى له مسلمٌ وحده في قصر الصلاة في السفر، يروى عنه أنه أدرك سبعين رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
و(الأرحبي) بزيادة ألفٍ أول الكلمة وسكون الراء، وبنو أرحب بطن من همدان، منهم:
أبو حذيفة الأرحبي، واسمه: سلمة بن صهيبة، عن حذيفة بن اليمان، روى عنه خيثمة بن عبد الرحمن، روى له مسلم وحده في كتاب الأطعمة.
وأرحب ومرهبة أخوان ابنا دعام بن مالك بن معاوية بن صعب بن دومان بن بكيل بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان.
الرازي والرزي
فـ (الرازيون) الذين ينسبون إلى الري؛ كثير.
و(الرزي) بضم الراء المهملة بعدها زاي ثم ياء مشددة، هو:
محمد بن عبد الله الرزي، شيخ لمسلم بن الحجاج، تفرد به، سمع(1/272)
عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، وخالد بن الحارث.
ويقال فيه: الأرزي، بزيادة ألف. يقال: رز وأرز.
الربذي والزيدي
فـ (الربذي) بالراء والباء المعجمة بواحدة، وهي محركة والذال المعجمة؛ من ينسب إلى الربذة، وهي موضع مشهور، منهم:
عبد الله بن عبيدة بن نشيط الربذي، هو أخو موسى بن عبيدة، ويقال: إن بينهما في المولد ثمانين سنةً، سمع عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، حدث عنه: صالح بن كيسان، روى له البخاري.
و(الزيدي) بالزاي والياء؛ من ينسب إلى زيد بن علي بن الحسين نسبة مذهبٍ أو نسب.
الرافقي والواقفي
فـ (الرافقي) بالراء المهملة وتقديم الفاء على القاف، هو:
محمد بن خالد بن جبلة الرافقي، كان ينزل الرافقة، يقال: إن البخاري حدث عنه في ((الجامع)) عن عبيد الله بن موسى، ومحمد بن موسى بن أعين، وغيره، ذكره أبو أحمد بن عدي، ويقال: إنه محمد(1/273)
ابن يحيى بن عبد الله بن خالد الذهلي، وهو الأكثر.
و(والواقفي) بالواو وتقديم القاف على الفاء؛ من ينسب إلى بني واقفٍ بطنٌ في الأوس، وهو: واقف بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس، منهم:
هلال بن أمية الواقفي، شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أحد الثلاثة الذين خلفوا، ثم تاب الله عليهم.
أفراد في النسب
(الربعي) بفتح الراء والباء المعجمة بواحدةٍ؛ من ينسب إلى ربيعة ابن نزار، وقل ما يستعمل ذلك؛ لأن ربيعة بن نزار شعبٌ واسعٌ، فيه قبائل عظام، وبطون وأفخاذ، استغني بالنسب إليها عن النسب إلى ربيعة، فممن ينسب إلى ربيعة بن نزار:
هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، أبو بكر، واسم أبي عبد الله: سنبر، الربعي، من بكر بن وائلٍ البصري.
ويقال: إن دستواء كورةٌ من كور الأهواز، كان يبيع الثياب التي تجلب منها، كذا نسبه البخاري في تاريخه ((الكبير)) و((الصغير)).(1/274)
قال أبو علي: وهو بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار، وسيأتي في نسب هشام: ((القيسي)) -أيضاً- وليس هذا بخلافٍ؛ لأنه مولى بني قيس بن ثعلبة، وهم في ربيعة بن نزار، وليس في بكر بن وائل.
ويقال الربعي -أيضاً- لمن ينسب إلى ربيعة الأزد: منهم:
أبو الجوزاء أوس بن عبد الله الربعي البصري، وقد ذكرناه في حرف الجيم، وذكرنا عمن روى، ومن روى عنه، رويا له، نسب إلى الربعة، وهو ابن الغطريف الأصغر بن الغطريف الأكبر، وهو عامر بن يشكر بن بكر بن مبشر بن صعب بن دهمان بن نصر بن زهران.
وقال أبو بكر بن دريد: الربعة حي من الأزد.
وقال حامد بن عمر البكراوي: ربعة قوم بالبصرة، هم إلى اليمن.
وذكر الفلاس عمرو بن علي قال: نا أبو قتيبة، قال نا أبي قال:(1/275)
بلي مصحفٌ لأبي الجوزاء، فدفنه في مسجد الربعة.
قال الخشني: الربعة في الأزد.
ومنهم:
سليمان بن علي الربعي أبو عكاشة، روى له مسلم وحده في كتاب البيوع، عن أبي المتوكل الناجي، روى عنه يزيد بن هارون.
ومنهم:
عبد الله بن العلاء بن زبر الشامي، يأتي ذكره بعد هذا في باب زبرٍ.
والعوام بن حوشب أبو عيسى الشيباني الربعي الواسطي، سمع مجاهداً، روى له البخاري.
(الرواجني) براءٍ مهملةٍ وجيم ونون بعدها، هو:
عباد بن يعقوب الرواجني الأسدي، أبو سعيد، من شيوخ البخاري، حدث عنه في موضع واحد من ((الجامع)) في كتاب التوحيد، عن عباد(1/276)
ابن العوام.
(الرخامي) براءٍ مضمومة وخاءٍ معجمة، هو:
الفضل بن يعقوب، بغداذي، من شيوخ البخاري، حدث عنه في البيوع والنكاح والتوحيد والجزية، سمع الفضل، وحجاج بن محمد، وعبد الله بن جعفر الرقي، ومحمد بن سابقٍ، وغيرهم.(1/277)
حرف الزاي
باب الزُّبير والزَّبير وزنبرٍ
فـ (الزُّبير) بضم الزاي؛ كثيرٌ.
و(الزَّبير) بفتحها، هو:
عبد الرحمن بن الزبير، له صحبة، مذكور في حديث عائشة، أن رفاعة القرظي طلق امرأته فبت طلاقها، فتزوجت عبد الرحمن بن الزبير.
و(زنبر) بالزاي المفتوحة والنون الساكنة بعدها باءٌ معجمة بواحدةٍ؛ يأتي في نسب أبي لبابة الأنصاري، من الصحابة، واسمه: بشير بن عبد المنذر بن زنبر بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف.
وقيل: اسم أبي لبابة: رفاعة، والأول أكثر، شهد العقبة وبدراً، روى عنه نافع مولى ابن عمر في قتل الحيات.
وسعيد بن داود بن أبي زنبر، ذكره البخاري في المتابعة في كتاب التوحيد عن مالك عن نافعٍ عن ابن عمر، وسيأتي ذكره في النسب(1/279)
بأكثر من هذا في حرف الزاي.
باب زيدٍ وزبرٍ
فـ (زيدٌ) بالدال؛ واسعٌ.
و(زبر) بالباء المعجمة بواحدة والراء، هو:
عبد الله بن العلاء بن زبر الربعي الشامي، ويكنى أبا زبر، سمع بسر بن عبيد الله الحضرمي، حدث عنه الوليد بن مسلم، رويا له.
باب زاذان وزاذي
فـ (زاذان) بزاي وذال معجمتين، هو:
زاذان أبو عمر، ويقال: أبو عبد الله الكندي، سمع ابن عمر، روى عنه أبو صالح السمان، تفرد به مسلم.
ومنصور بن زاذان الواسطي، كان يترك المبرك، عن عطاء بن أبي رباح وغيره، حدث عنه هشيم، رويا له، وكان من العباد المجتهدين، يقال: إنه مكث عشرين سنةً يصلي الفجر بوضوء العشاء الآخرة.(1/280)
و(زاذي) بزايٍ وذالٍ معجمتين بعدهما ياءٌ معجمة باثنتين من أسفل بدل النون في زاذان، هو:
جد يزيد بن هرون بن زاذي السلمي الواسطي، أحد الأئمة في الحديث.
أفرادٌ من الأسماء
(زاهر) بزايٍ في أوله وراءٍ في آخره، هو:
زاهر الأسلمي، له صحبة، والد مجزأة بن زاهر، روى له البخاري في عمرة الحديبية، عن إسرائيل عن مجزأة بن زاهر عن أبيه -وكان من أصحاب الشجرة- قال: إني لأوقد تحت قدرٍ، وذكر الحديث، ليس لزاهرٍ في ((الجامع)) غير هذا الحديث، وسيأتي ذكر ابنه مجزأة.
زاهرٌ -أيضاً- رجل يروي عن البراء بن عازب في الصلاة الوسطى، ذكره في حديث فضيل بن مرزوق عن شقيق بن عقبة، ذكره مسلم.
(زبيد) بضم الزاي وباءٍ معجمة بواحدة بعدها ياءٌ معجمة باثنتين من تحت، هو:
زبيد بن الحارث اليامي، ويامٌ بطنٌ من همدان، يكنى أبا عبد الرحمن،(1/281)
تابعي جليل، سمع الشعبي، وأبا وائل، وإبراهيم النخعي، حدث عنه الثوري وشعبة، رويا له.
و(أبو زبيد) عبثر بن القاسم الكوفي، عن حصين بن عبد الرحمن، وسيأتي ذكره في حرف العين، رويا له.
وأما (زبيد) بياءين معجمتين باثنتين؛ فهو:
زبيد بن الصلت، مدني يروي عن عمر بن الخطاب، والد الصلت ابن زبيد، روى عنه مالك في ((موطئه))، وليس له ذكر في ((الصحيحين)).
(زنيجٌ) بزاي مضمومة بعدها نون مفتوحة بعدهما ياءٌ معجمة باثنتين ساكنة وجيم في آخر الكلمة، هو:
أبو غسان محمد بن عمرو الرازي، يقال له: زنيج، سمع يحيى بن الضريس الرازي، وحكام بن سلم، وبهز بن أسد، هو من شيوخ مسلم.
وزعم أبو الحسن الدارقطني أن البخاري قد حدث عنه في ((الجامع))، ولا يوقف على صحة هذا، ولم يذكره الكلاباذي في شيوخ البخاري،(1/282)
وذلك أن البخاري ذكر في كتاب البيوع في حديث المصراة: حدثنا محمد بن عمرو نا المكي بن إبراهيم قال أنا ابن جريج قال: أخبرني زيادٌ أن ثابتاً مولى عبد الرحمن أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من اشترى غنماً مصراةً فاحتلبها، فإن رضيها أمسكها، وإن سخطها ففي حلبتها صاعٌ من تمرٍ)).
ولعل أبا الحسن أشار إلى محمد بن عمرو هذا، راوية هذا الحديث، والله أعلم. وسنذكر اختلاف شيوخنا في نسبة محمد بن عمرو هذا فيما يأتي من الكتاب إن شاء الله تعالى.
(زغبة) بزايٍ معجمة مضمومة وغينٍ معجمة بعدها ياءٌ معجمة بواحدة؛ لقبٌ لوالد:
عيسى بن حماد المصري، راوية الليث بن سعد، يقال له: عيسى ابن حماد زغبة، لقبٌ لزم حماداً، هو من شيوخ مسلم، حدث عنه بحديث الشفاعة، عن الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري، الحديث بطوله، تفرد مسلم بالرواية عنه في الإيمان والصلاة وغير موضعٍ.(1/283)
وقد حدث عنه أبو عبد الرحمن النسوي، وبقي بن مخلد، من أهل بلدنا.
(أبو زميل) بضم الزاي، هو:
سماك بن الوليد الحنفي، عن ابن عباس، روى عنه عكرمة بن عمار، انفرد مسلم بالرواية له.
ومن النسب في حرف الزاي الزبيدي والزبيري والزنبري
فـ (الزبيدي) بالدال المهملة؛ جماعةٌ ينسبون إلى زبيد، وهو:
منبه بن صعب، وهذا هو زبيدٌ الأكبر، إليه ترجع قبائل زبيد، ومن ولده: منبه بن ربيعة بن سلمة بن مازن بن ربيعة بن منبه بن صعب بن سعد العشيرة بن مالك بن أدد، وهو زبيدٌ الأصغر، منهم:
محمية بن جزءٍ الزبيدي، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، استعمله على الأخماس.
ومنهم:
محمد بن الوليد الزبيدي، صاحب الزهري، رويا له كثيراً.(1/284)
ورجاء بن ربيعة الزبيدي، والد إسماعيل بن رجاءٍ، روى لهما مسلمٌ وحده.
قال ابن الكلبي: وإنما قيل لهم زبيد؛ لأن منبهاً الأصغر قال: من يزبدني رفده؟ فأجابه أعمامه كلهم بنو زبيدٍ الأكبر، فقيل لهم جميعاً: زبيد.
و(الزبيري) بالراء المهملة؛ جماعةٌ ينسبون إلى الزبير بن العوام -رضي الله عنه- منهم.
إبراهيم بن حمزة بن محمد بن حمزة بن مصعب بن الزبير بن العوام، من شيوخ البخاري، حدث عنه في غير موضعٍ من ((الجامع)) عن إبراهيم بن سعد، وعبد العزيز بن أبي حازم، والدراوردي.
وأما أبو أحمد الزبيري الكوفي؛ فليس من ولد الزبير بن العوام، ولا مولى لهم، واسمه: محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي، مولى لهم، سماه أهل بغداذ: الزبيري، سمع مسعراً، والثوري، وإسرائيل، وغيرهم، رويا له جميعاً.
و(الزنبري) بفتح الزاي بعدها نون ثم باء معجمة بواحدة، هو:(1/285)
سعيد بن داود بن أبي زنبر الزنبري، روى عن مالك بن أنس، ذكره البخاري مستشهداً به في كتاب التوحيد بأثر حديثٍ ذكره عن المقدمي عن عمه القاسم عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله يقبض يوم القيامة الأرضين)) الحديث.
ثم قال: رواه سعيد عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم. هكذا نسبه أبو مسعود وغيره، هو: سعيد بن داود الزنبري، سكن بغداذ.(1/286)
حرف السين
باب سليم وسليم
(سليمٌ) بضم السين، جماعةٌ.
وبفتح السين؛ واحدٌ، وهو:
سليم بن حيان الهذلي، عن سعيد بن ميناء، ومروان الأصفر، وعمرو بن دينار، حدث عنه القطان، ويزيد بن هارون، وعبد الصمد بن عبد الوارث، ومحمد بن سنان، رويا له.
وربما اشتبه سليم بن حيان هذا بسليمان بن حيان أبي خالد الأحمر، وأبو خالدٍ هذا هو: سليمان -بالنون- وهو من كبار المحدثين، سمع حميداً الطويل وهشام بن عروة وغيرهما، رويا له كثيراً.
باب سوادٍ وسوادٍ
(سوادٌ) بفتح السين وتخفيف الواو، في نسب الأنصار، منهم في الأوس ومنهم في الخزرج -أيضاً-، فأما الذين في الأوس، فهو:(2/287)
سواد بن كعب، وهو: ظفر بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس، منهم:
قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفرٍ.
وأما الذين في الخزرج، فهو:
سواد بن غنم بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد ابن جشم بن الخزرج، منهم:
أبو اليسر كعب بن عمرو بن عباد بن عمرو بن سواد، شهد العقبة وبدراً، روى له مسلم وحده.
وكعب بن مالك بن أبي كعب عمرو بن القين بن كعب بن سواد، شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد الثلاثة الذين تاب الله عليهم، رويا له.
وفي الخزرج -أيضاً-:
سواد بن غنم بن مالك بن النجار، منهم:
معاذٌ ومعوذٌ ابنا الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد، وهما ابنا عفراء بنت عبيدٍ، بها يعرفان، يأتي ذكرهما في الكتابين.
و(سوادٌ) بضم السين؛ فخذٌ من بليٍ، منهم:(2/288)
كعب بن عجرة البلوي ثم السوادي من بني سواد بن مري بن إراشة بن عامر بن عبيلة بن قسميل بن فران بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة.
باب سوادٍ وسوارٍ
فـ (سوادٌ) بتشديد الواو، هو:
عمرو بن سواد بن الأسود بن عمرو بن محمد بن عبد الله بن سعد ابن أبي سرحٍ القرشي العامري، مصريٌ يروي عن ابن وهب، من شيوخ مسلم، تفرد به.
و(سوارٌ) بفتح السين -أيضاً- وتشديد الواو، والراء؛ كثير، منهم: شبابة بن سوار العامري، رويا له.
باب سيارٍ وسنانٍ
فـ (سيارٌ) بالياء المعجمة باثنتين والراء، وهو:
سيار بن سلامة أبو المنهار الرياحي، عن أبي برزة الأسلمي، روى عنه خالد الحذاء، وشعبة، وعوف.(2/289)
و(سنانٌ) بنونين، هو:
سنان بن أبي سنان الدؤلي، عن جابر بن عبد الله، وأبي هريرة، وقد تقدم التعريف به.
وأبو سنان ضرار بن مرة الشيباني، عن محارب بن دثار، وأبي صالح، روى له مسلم وحده.
ومحمد بن سنان العوقي، من شيوخ البخاري.
قال أبو علي: حدثنا أبو عمر النمري قال نا أبو محمد بن عبد المؤمن قال نا أبو بكر بن داسة -بالبصرة- قال: نا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: نا محمد بن سنان الباهلي -وكان ينزل العوقة- في حديثٍ ذكره.
وأحمد بن سنان القطان، من شيوخ البخاري ومسلم.
باب سلام وسلامٍ
فـ (سلامٌ) بتشديد اللام، كثير في الأسماء والكنى، منهم:(2/290)
أبو الأحوص سلام بن سليم.
وسلام بن مسكين.
وسلام بن أبي المطيع.
وعون بن سلام، من شيوخ مسلم.
ومحمد بن سلام البيكندي، من شيوخ البخاري.(2/291)
وعبد الرحمن بن سلام بن عبيد الله الجمحي، من شيوخ مسلم -أيضاً-.
ومعاوية بن سلام، وأخوه.
زيد بن سلام، وجدهما:
أبو سلام ممطور الحبشي، كل هؤلاء مخرج حديثهم في ((الصحيح)).
و(سلامٌ) بتخفيف اللام، هو:
عبد الله بن سلام الحبر، من بني إسرائيل، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
باب سلمة وسلمة
فـ (سلمة) بفتح اللام؛ واسع كثير.
وبكسر اللام؛ في نسب الأنصار:
سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة -بتقديم الراء على الدال- ابن تزيد بن جشم بن الخزرج.(2/292)
وتزيد بتاءٍ معجمة باثنتين من فوق، بطنٌ من الأنصار، منهم:
أبو قتادة، وجابر بن عبد الله، والبراء بن معرور، وغيرهم من جلة الصحابة.
سلمة الجرمي، والد عمرو بن سلمة، له صحبة، وقد مر ذكره في باب بريدة، تفرد به البخاري.
باب سريجٍ وشريحٍ
فـ (سريجٌ) بالسين المهملة والجيم:
سريج بن يونس أبو الحارث البغداذي، من شيوخ مسلم بن الحجاج، روى عنه فأكثر. عن هشيم، وإسماعيل بن جعفر، وإسماعيل بن علية، ومروان بن معاوية. وأخرج البخاري في كتاب الطب عن محمد بن عبد الرحيم عنه، عن مروان بن شجاع.
وسريج بن النعمان أبو الحسين الجوهري البغداذي، حدث البخاري في عمرة القضاء عن محمد بن رافع عنه، وفي الحج عن محمد غير(2/293)
منسوب عنه، عن فليح بن سليمان. يقال: إنه محمد بن رافع -أيضاً-.
وقد ذكرنا الاختلاف في نسبة محمدٍ هذا في غير هذا الموضع، وهو الجزء التاسع. وروى مسلم -أيضاً- عن رجلٍ عنه.
وأحمد بن أبي سريج، واسمه: الصباح أبو جعفر الرازي النهشلي من شيوخ البخاري، تفرد به، سمع شبابة بن سوار، وعبيد الله بن موسى، وأبا أسامة.
و(شريحٌ) بالشين المعجمة والحاء المهملة؛ واسعٌ، وكذلك أبو شريح مكنيٌ منهم:
أبو شريح الخزاعي الكعبي، ويقال: العدوي، من الصحابة، روى عنه نافع بن جبير، وسعيد المقبري، رويا له.
وشريح رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم -أيضاً- يروي عنه: ((كل شيءٍ في البحر مذبوحٌ))، أتى ذكره في الذبائح من ((الجامع)).(2/294)
وشريح بن مسلمة الكوفي، عن إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق، حدث عنه أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي، وعبد الرحمن بن شريح.
أبو شريح الإسكندراني، رويا له، [روى له] البخاري حديثاً واحداً من رواية ابن وهبٍ عنه، عن أبي الأسود يتيم عروة.
باب سنينٍ وسنبر وسميرٍ وشتيرٍ وسس
فـ (سنين) بسينٍ مهملة بعدها نونان بينهما ياء التصغير مشددةً، وقد يخففونها، هو:
سنين أبو جميلة الضمري، ويقال: السلمي، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد معه فتح مكة، روى عنه ابن شهاب، من حديث مالكٍ وغيره حديثاً واحداً.(2/295)
قال البخاري: كان سفيان بن عيينة، وسليمان بن كثير يثقلان سنيناً.
و(سنبرٌ) بسينٍ مهملة ونون بعدها باء معجمةٌ بواحدة، وراء مهملة، هو والد هشام الدستوائي، وهو هشام بن سنبر. يكنى أبا عبد الله، من أئمة أهل الحديث.
وهشام يكنى أبا بكر، بصري، عن قتادة، ويحيى بن أبي كثير، رويا له فأكثرا.
و(سميرٌ) بسينٍ مضمومة بعدها ميمٌ، هو:
أبو السليل -بفتح السين- يقال في اسمه ونسبه: ضريب بن نقير -بقافٍ- ابن سمير، عن زهدمٍ الجرمي وغيره، روى عنه سليمان التيمي، تفرد بالرواية له مسلم.
وسميط بن سمير، عن أنس بن مالك، تفرد مسلم بالرواية له -أيضاً-.(2/296)
و(شتير) بشين معجمة مضمومة، بعدها تاء معجمة باثنتين من فوق، هو:
شتير بن شكل بن حميد العبسي، عن علي بن أبي طالب، وحفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه أبو الضحى مسلم بن صبيح، تفرد بالرواية له مسلم.
و(سس) بسينين مهملتين، الأولى منهما مضمومة، والثانية ساكنة، يأتي في نسب محمد بن مسلم الطائفي.
قال أبو داود السجستاني: محمد بن مسلم الطائفي، يقال له: محمد بن مسلم بن سس.
ويقال: سوس، قاله محمد بن سعد في كتاب ((الطبقات))، استشهد به مسلم في غير موضع من كتابه عن عمرو بن دينار، وذكره البخاري في المتابعة، في باب انشقاق القمر، قال بعد حديثٍ ذكره:(2/297)
تابعه محمد بن مسلم عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن أبي معمر، عن عبد الله.
باب سمرة وسبرة
(سمرة) بالميم؛ كثير، منهم:
سمرة بن جندب الفزاري.
وعبد الرحمن بن سمرة القرشي، لهما صحبة.
وسمرة والد جابر بن سمرة، له صحبة.
ومن أهل العلم من يقول: سمرة، فيسكن الميم تخفيفاً، كما يقال في عضد: عضد، وهي لغة أهل الحجاز. وبنو تميم يقولون: بضم الميم.
و(سبرة) بالباء المعجمة بواحدة ساكنة، هو:
سبرة بن معبد الجهني، له صحبة، روى عنه ابنه الربيع بن سبرة، لم يرو له مسلم غير حديث المتعة، تفرد بالرواية له مسلم، واستشهد البخاري بحديث سبرة بن معبد الجهني.(2/298)
وخيثمة بن عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي، سمع عدي بن حاتم، وسويد بن غفلة، روى عنه الأعمش، وعمرو بن مرة، رويا له جميعاً.
وحصين بن سبرة، عن زيد بن أرقم.
ومعاوية بن سبرة، أبو العبيدين، تفرد بهما مسلمٌ.
والنزال بن سبرة، عن عليٍ، رويا له.
والربيع بن سبرة، يروي عنه عمر بن عبد العزيز، والزهري، وابناه عبد الملك وعبد العزيز، تفرد بالرواية لهم مسلم.
باب سعيدٍ وسعيد وسعير
فـ (سعيد) بفتح السين؛ كثير.
وبضم السين وفتح العين؛ يأتي في نسب عمرو بن العاصي بن وائل بن سعيد بن سعد بن سهم.
والمطلب بن أبي وداعة، واسم أبي وداعة الحارث بن صبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم.(2/299)
و(سعير) بالسين المضمومة وبالراء في آخر الاسم، هو:
مالك بن سعير بن الخمس التميمي، أبو محمد عن هشام بن عروة ومغيرة بن مقسم الضبي، وقد تقدم ذكره في الخاء المعجمة.
باب سكنٍ وسكين
أبو (السكن) مكي بن إبراهيم البلخي، من شيوخ البخاري، وروى مسلم عن رجلٍ عنه.
وأبو (السكين) بضم السين، وزيادة ياء التصغير، هو:
أبو السكين زكريا بن يحيى الطائي، سمع المحاربي، حدث عنه البخاري في كتاب العيدين.
باب سماكٍ وشباكٍ
(سماكٌ) بكسر السين المهملة والميم؛ كثير.
و(شباكٌ) بشينٍ معجمة مكسورة وباءٍ معجمة بواحدة [خفيفة]، هو:(2/300)
شباكٌ الضبي، عن إبراهيم النخعي، روى عنه مغيرة بن مقسم، لم يخرج له في ((الصحيحين)) شيءٌ، لكن أتى ذكره في كتاب مسلم في البيوع، في حديثٍ رواه جرير عن مغيرة، قال: سأل شباكٌ إبراهيم، فحدثنا عن علقمة عن عبد الله، قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله.
باب سميطٍ وسمطٍ
فـ (سميطٍ) بضم السين المهملة، هو:
سميط أبو عبد الله، سمع أنس بن مالك، روى عنه سليمان التيمي، روى له مسلم في كتاب الجهاد، يقال فيه: سميط بن عمير، ويقال: سميط بن سمير، وليس في الرواة من اسمه سميط -بسينٍ مهملةٍ- إلا هذا، والله أعلم.
و(سمط) بفتح السين، على مثال: كتف، هو:
شرحبيل بن السمط، من كبار تابعي أهل الشام، عن عمر بن الخطاب،(2/301)
حدث عنه جبير بن نفير حديثاً في قصر الصلاة.
وخرج -أيضاً- عن مكحول وأبي عبيدة بن عقبة، كلاهما عن شرحبيل بن السمط، عن سلمان الخير، عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً آخر في فضل الرباط، [انفرد به مسلم بالرواية له].
باب أفرادٍ من الأسماء
(أبو سروعة) بكسر السين وسكون الراء وفتح الواو، هكذا يقول المحدثون، هو:
عقبة بن الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد منافٍ القرشي النوفلي، سمع النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه ابن أبي مليكة، وعبيد بن أبي مريم.
ويقال فيه -أيضاً-: أبو سروعة بفتح السين وضم الراء، على وزن فعولة بنيةٍ للمبالغة في الفعل، كما يقال: رجل فروقةٌ وملولةٌ، خرج له البخاري وحده ثلاثة أحاديث في ((جامعه)).
قال أبو علي: قال لنا أبو عمر: أهل النسب -الزبير وعمه(2/302)
مصعب والعدوي- قالوا: أبو سروعة بن الحارث، هو أخو عقبة.
(أبو السليل) بفتح السين وكسر اللام، هو:
ضريبٌ -بضم الضاد المعجمة- بن نفير -بالقاف- بن سمير -بالسين المهملة المضمومة- وهو من تابعي أهل البصرة، روى عنه سليمان التيمي، وسيأتي ذكره في حرف الضاد.
(أبو سويرة) بضم السين وبالواو، تصغير سورة -بفتح السين- هو:
جبلة بن سحيم، يكنى أبا سويرة، سمع عبد الله بن عمر، حدث عنه الثوري وشعبة، رويا له.
(سياهٌ) بكسر السين بعدها ياءٌ معجمة باثنتين من أسفل وهاءٍ في آخر الكلمة، هو:
عبد العزيز بن سياه الأسدي الكوفي، سمع حبيب بن أبي ثابت.
وابنه يزيد بن عبد العزيز، روى عنه يحيى بن آدم، حديثهما مخرج في ((الصحيحين)).
وميمون بن سياه، أبو بحر، عن أنس بن مالك، روى عنه منصور بن سعدٍ، روى له البخاري.(2/303)
(سبلان) بباءٍ معجمةٍ بواحدة مفتوحة، هو:
سالم سبلان، أبو عبد الله المدني، مولى النصريين، وهو: سالم مولى شداد، ويقال فيه: مولى دوسٍ، سمع عائشة، روى عنه بكير بن الأشج [ويحيى بن أبي كثير، وأبو الأسود يتيم عروة]، روى له مسلم وحده [توفي يوم توفي سعد].
وإبراهيم بن زياد يلقب: سبلان، يكنى أبا إسحاق، بغداذيٌ، حدث عن عباد بن عباد المهلبي، وهو من شيوخ مسلم، تفرد به.
(سلامة) بتخفيف اللام، هو.
والد سيار بن سلامة، أبي المنهال، من تابعي البصرة، سمع أبا برزة، رويا له.
(سيجٌ) بكسر السين وبالجيم بينهما ياءٌ معجمة باثنتين من أسفل، هو:
وهب بن منبه، وأخوه همام بن منبه بن [كامل] بن سيج، قاله: علي ابن المديني في كتاب ((الطبقات)).(2/304)
ويقال: سيجٌ -بالفتح- وهو الإسوار، قاله: أحمد بن حنبل، وكذا حكاه الدارقطني.
(سفرٌ) بفتح السين وتحريك الفاء، هو:
أبو السفر سعيد بن يحمد الثوري الهمداني الكوفي، هكذا قال الشيخ أبو الحسن الدارقطني: يحمد بضم الياء وكسر الميم، قال: وأصحاب الحديث يقولون: يحمد بفتح الياء، سمع ابن عباس، حدث عنه مطرف بن طريف.
وابنه عبد الله بن أبي السفر، سمع الشعبي، روى عنه شعبة، وزكريا ابن أبي زائدة، حديثهما مخرجٌ في الكتابين.(2/305)
(سيدان) بسينٍ مكسورة وبعدها ياء معجمة باثنتين من تحت ودالٍ مهملة ونونٍ في آخر الاسم، هو:
سيدان بن مضارب، أبو محمد الباهلي مولاهم، من شيوخ البخاري، حدث عنه في كتاب الطب، عن أبي معشر البراء.
وهو من أفراد الأسماء.(2/306)
ومن النسب في حرف السين السيناني والشيباني
فـ (السيناني) بالسين المهملة بعدها ياء معجمة باثنتين من تحتها ونونٍ، وسينان في زبيد من مذحج، هو:
الفضل بن موسى السيناني المروزي، مولى بني زبيد.
وقال ابن الجارود وعبد الغني: ينسب إلى قرية من قرى مرو.
روى عن الأعمش، وعبيد الله بن عمر، وفضيل بن غزوان، وطلحة ابن يحيى، يروي عنه معاذ بن أسد، ومحمود بن غيلان، وإسحاق بن راهويه، وأبو عمارٍ حسين بن حريث، رويا له.
وفي رواة الحديث:
(السيباني) بالسين المهملة -أيضاً- وياءٍ معجمة باثنتين، وبعدها باءٌ معجمة بواحدة.
أبو عمروٍ السيباني، من تابعي أهل الشام.
وابنه يحيى بن أبي عمرو السيباني، يكنى أبا زرعة، لم يرو لهما(2/307)
شيءٌ في ((الصحيحين)).
وسيبان في حمير، وهو: سيبان بن الغوث، ويقال: بكسر السين وفتحها.
و(الشيباني) بشين معجمة، من ينسب إلى بني شيبان في بكر بن وائل؛ كثير.
السبئي والشنئي
فـ (السبئي) بالسين المهملة والباء المعجمة بواحدةٍ، مكسورٌ غير ممدود؛ من ينسب إلى سبأٍ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، منهم:
عبد الله بن هبيرة السبئي، عن أبي تميم الجيشاني، يروي عنه خير ابن نعيم الحضرمي.
وحنش بن عبد الله الصنعاني السبئي، عن فضالة بن عبيد.
وعبد الرحمن بن وعلة السبإي، عن ابن عباسٍ، روى عنه أبو الخير، وزيد بن أسلم، ويحيى بن سعيد، روى له مسلم.
و(الشنئي) بالشين المعجمة والنون، هو:(2/308)
سفيان بن أبي زهير الشنئي من أزد شنوءة.
وشنوءة: عبد الله بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد، وإنما قيل: أسد شنوءة؛ لشنئآنٍ كان بينهم، وهو: البغض.
السكوني والسكري
فـ (السكوني) بالواو والنون؛ من ينسب إلى السكون وهم في كنده، منهم.
عقبة بن خالد السكوني، أبو مسعود الكوفي، عن عبيد الله بن عمر، حدث عنه أبو سعيد الأشج، وسهل بن عثمان، رويا له.
وأبو همام الوليد بن قيس السكوني، روى له مسلم.
وابنه شجاع بن الوليد أبو بدرٍ السكوني، رويا له.
وابنه الوليد بن شجاع، أبو همام، من شيوخ مسلم، روى عن أبيه وغيره.
و(السكري) بالراء المهملة وتشديد الكاف؛ هو:(2/309)
أبو حمزة السكري، واسمه: محمد بن ميمون، مروزيٌ كثير الحديث، عن عاصم الأحول، والأعمش، وعثمان بن موهب، وقيس بن وهب، رويا له.
وبشر بن محمد السكري المروزي، عن ابن المبارك، من شيوخ البخاري، تفرد به.
السلمي والسلمي
فـ (السلميون) بضم السين؛ كثير، منسوبون إلى بني سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان.
و(السلمي) بفتح السين واللام، من ينسب إلى بني سلمة -بكسر اللام- من الأنصار، فإذا نسبت فتحت اللام، فقلت: سلميٌ، كما يقولون في شقرة شقري، منهم:
معاذ بن جبل على اختلافٍ في ذلك، يقال: إن معاذاً من بني أدي ابن سعد أخي سلمة بن سعد بن الخزرج، وقد قال ابن إسحاق غير(2/310)
ذلك -أيضاً-.
وأبو قتادة الحارث بن ربعي، وجابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام.
السامي والشامي
فـ (السامي) بالسين المهملة؛ من ينسب إلى سامة بن لؤي بن غالب، وهم من قريش، يكونون بالبصرة، منهم:
عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، قال عمرو بن علي: عبد الأعلى بن عبد الأعلى، يكنى أبا محمد، وهو رجلٌ من بني سامة بن لؤي.
ومنهم:
علي بن دوادٍ، أبو المتوكل السامي الناجي.
وعباد بن منصور أبو سلمة السامي الناجي القاضي بالبصرة، ينسبون إلى ناجية بنت جرم بن ربام، أمهم كانت تحت سامة بن لؤي.
يروي عن أيوب السختياني، استشهد به البخاري في كتاب الطب.
ومحمد بن عرعرة بن البرند السامي، حديثه مخرجٌ في ((الصحيحين)).
وإبراهيم بن محمد بن عرعرة السامي، من شيوخ مسلم.(2/311)
ومحمد بن سليم، أبو هلال الراسبي السامي، مولى سامة بن لؤي، بصريٌ ولم يكن من بني راسب، إنما كان نازلاً فيهم، استشهد به البخاري.
ومن ينسب إلى الشام؛ واسعٌ.
السبخي والسنجي
فـ (السبخي) بفتح السين والباء وبالخاء المعجمة، هو:
فرقد بن يعقوب أبو يعقوب السبخي العابد البصري، أتى ذكره في كتاب الفتن من المسند لمسلم، نسب إلى سبخةٍ بالبصرة.
و(السنجي) بكسر السين ونون ساكنة بعدها جيم، هو:
سليمان بن معبد السنجي، أبو داود خراسانيٌ، حدث عن عمرو بن عاصم الكلابي، وأبي النعمان عارم، ومعلى بن أسد، من شيوخ مسلم، نسب إلى سنج، قريةٌ من قرى مرو.
باب أفرادٍ من المنسوبين
(السلماني) بإسكان اللام، هو:(2/312)
عبيدة بن عمرو السلماني:
وقال علي بن المديني: هو عبيدة بن قيس بن مسلم السلماني وسلمان حيٌ من مرادٍ، ويقال: سلمان في قضاعة.
هكذا قال محمد بن حبيب في نسبه: سلماني بإسكان اللام، وأصحاب الحديث يحركون اللام.
قال عباس الدوري عن يحيى بن معين قال: لم يكن عيسى ابن يونس يقول: عبيدة السلماني، كان يقول: السلماني.
وعبيدة هذا من أصحاب علي وابن مسعود، رويا له.
(السرماري) بفتح السين وسكون الراء، هو:
أحمد بن إسحاق السرماري ثم البخاري، هكذا ضبطه أبو محمد الأصيلي، وقال: ينسب إلى قريةٍ تدعى سرمارى بفتح السين وسكون الراء، وفتح الراء الثانية، ويقال: بكسر السين؛ هو: شيخ للبخاري،(2/313)
يروي عن عبيد الله بن موسى، وعثمان بن عمرو، ويعلى بن عبيد، وعمرو بن عاصم.
(السلعي) بفتح السين واللام بعدهما عين مهملة، هو:
يوسف بن يعقوب السدوسي السلعي، ويقال: صاحب السلعة؛ لسلعةٍ كانت بقفاه، يكنى أبا يعقوب، بصريٌ، سمع التيمي سليمان، روى له البخاري في عدة أصحاب بدرٍ، عن إسحاق بن إبراهيم عنه.
(السلي) بالسين المهملة وتشديد اللام، هو:
أبو تميمة طريف بن مجالد الهجيمي السلي، سمع جندب بن عبد الله، وأبا عثمان النهدي، روى عنه سليمان التيمي، والجريري.
وبنو سلي من جرم، وهم باليمامة، من بني هزان بن عنزة، هكذا قال ابن الكلبي.
وقال عمرو بن علي: كان أبو تميمة رجلاً من أهل اليمن من العرب،(2/314)
فباعه عمه، فأغلظت له مولاته، فقال لها: ويحك! إني رجلٌ من العرب، فلما جاء زوجها قالت له: ألا ترى ما يقول طريفٌ! فسأله، فأخبره؛ فقال له: خذ هذه الناقة فارتحلها، وخذ هذه النفقة والحق بقومك.
فقال: والله لا ألحق بقومٍ باعوني أبداً؛ فكان ولاؤه لبني الهجيم، ومات سنة خمسٍ وتسعين.
أنشد أبو علي البغداذي، عن ابن دريد، عن أبي حاتم قال: قال أبو تميمة -وأسرته الترك-:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلةً ... وسادي كفٌ في السوار خضيب
وبين بني سلي وهمدان مجلسٌ ... على نأيه مني إلي حبيب
كرام المساعي يأمن الجار فيهم ... وقائلهم يوم الخطاب مصيب
هكذا وقع: ((وبين بني سلي وهمدان))! ولعله: ((وهزان))، والله أعلم.(2/315)
حرف الشين
باب شعيبٍ وشعيثٍ
(شعيبٌ) بالباء المعجمة بواحدة في آخر الاسم؛ كثير.
و(شعيث) بالثاء المثلثة، هو في نسب أبي سلمة عبد الرحمن بن حماد بن شعيث الشعيثي، يكنى أبا سلمة، صاحب عبد الله بن عون، روى له البخاري حديثاً واحداً.
باب شبيلٍ وشميلٍ وشبلٍ
(شبيل) بالشين المعجمة المضمومة وبعدها باء معجمة بواحدة وياء معجمة باثنتين من تحت، هو:
الحارث بن شبيل بن عوف البجلي الكوفي، سمع أبا عمروٍ الشيباني، رويا له.
و(شميل) بالميم، هو:
النضر بن شميل.
و(شبل) بكسر الشين بعدها باءٌ معجمة بواحدة، هو:(2/317)
علقمة بن قيس النخعي، يكنى أبا شبل، عم الأسود بن يزيد، سمع ابن مسعود وعائشة، حدث عنه إبراهيم النخعي، رويا له.
قال أبو علي: حدثنا حكم، نا أبو بكر، قال نا أبو الحسن الباهلي، نا أحمد الدورقي، قال نا عفان بن مسلم، قال حدثني جرير ابن حازم قال نا سليمان بن مهران عن إبراهيم عن علقمة بن قيس النخعي أبي شبل، عن عبد الله قال: ((لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتوشمات)) الحديث.
وشبل بن عباد المكي، عن ابن أبي نجيح، روى له البخاري.
باب شفي وشفي
(شفيٌ) بشينٍ معجمة مضمومة وفاءٍ مفتوحة بعدها ياءٌ مشددة، هو:
ثمامة بن شفي أبو علي التجيبي، ويقال: الهمداني، ويقال: الأصبحي، عن عقبة بن عامر الجهني، وفضالة بن عبيد، روى عنه عمرو بن الحارث،(2/318)
تفرد مسلم بالرواية له.
وأما (شفي) بفتح الشين وكسر الفاء وتخفيف الياء؛ فهو:
أبو الحصين الهيثم بن شفي الذي يروي عن أبي ريحانة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، روى عنه عياش بن عباس القتباني.
وأكثر أصحاب الحديث يقولون: شفي -بضم الشين- وهو غلط، والصواب: ابن شفي -بالتخفيف- هكذا ذكره الدارقطني عن أبي عبد الرحمن النسوي.
وليس له في ((الصحيحين)) رواية ولا ذكر، وقد خرج له أبو داود في ((السنن)).(2/319)
ومن النسب في حرف الشين الشعبي والشعيثي
فـ (الشعبي) بالباء المعجمة بواحدة، هو:
عامر بن شراحيل الشعبي، من شعب همدان، من كبار التابعين والعلماء، رويا له.
و(الشعيثي) بضم الشين وثاء مثلثةٍ قبلها ياء التصغير، هو:
عبد الرحمن بن حماد الشعيثي، صاحب أبو عون، وقد مر ذكره.
ومن الأفراد
(الشعيري) بفتح الشيخ وكسر العين بعدها ياء ساكنةٌ، هو:
سلم بن قتيبة أبو قتيبة الخراساني، سكن البصرة، يروي عن مالك بن أنسٍ، وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينارٍ، وعلي بن المبارك، روى عنه عمرو بن علي، وزيد بن أخزم، روى له البخاري.(2/320)
حرف الصاد
باب صهيبٍ وصهيبة
فـ (صهيبٌ) كثير، منهم:
صهيب بن سنان، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، روى عنه عبد الرحمن ابن أبي ليلى، روى له مسلم وحده في كتاب الإيمان وغيره ثلاثة أحاديث.
وصهيب أبو الصهباء، مولى ابن عباسٍ، مدنيٌ ثقة، عن ابن عباس، روى عنه في طلاق الثلاث، تفرد بالرواية له مسلم.
ويزيد بن صهيب الفقير أبو عثمان.
وعبد العزيز بن صهيب.
وعطاء بن صهيب، أبو النجاشي، مولى رافع بن خديج.
كل واحدٍ منهم خرج حديثه في الصحيح.(2/321)
و(صهيبة) بزيادة هاء التأنيث، هو:
سلمة بن صهيبة، أبو حذيفة الأرحبي، يروي عن حذيفة بن اليمان، روى عنه خيثمة بن عبد الرحمن، تفرد مسلم بالرواية له.
باب صبيح وصبيح
(صبيحٌ) بضم الصاد وفتح الباء المعجمة بواحدة، هو:
أبو الضحى مسلم بن صبيح الكوفي، عن مسروق، حدث عنه الأعمش، ومنصور، وأبو حصين، وأبو يعفور، رويا له.
و(صبيحٌ) بفتح الصاد وكسر الباء، هو:
الربيع بن صبيح، أبو حفصٍ البصري، ذكره البخاري في المتابعة، في آخر كتاب كفارة اليمين، إثر حديث عبد الرحمن بن سمرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة)).
باب صعير وصغيرة
فـ (صعير) بضم الصاد والعين المهملة، هو:(2/322)
عبد الله بن ثعلبة بن صعير، أبو محمد العذري، رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح، ومسح وجهه، روى له البخاري حديثاً واحداً في كتاب الدعوات، وغزوة الفتح، يروي عنه الزهري.
و(صغيرة) بصادٍ مفتوحة وغينٍ معجمة مكسورة وبزيادة هاء التأنيث في آخر الاسم، هو:
حاتم بن أبي صغيرة، وهو حاتم بن مسلم أبو يونس القشيري مولاهم البصري.
وأبو صغيرة زوج أمه نسب إليه.
قال أبو سعيد بن الأعرابي: سمعت محمد بن إسماعيل الصائغ يقول: أبو صغيرة زوج أم حاتم، وهو: حاتم بن مسلم، رويا له.
باب أبي صخرٍ وأبي صخرة
(أبو صخرٍ) هو:
حميدٌ الخراط، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، يروي عنه يحيى القطان، وحاتم بن إسماعيل، روى له مسلم وحده.(2/323)
وقال البخاري: حميد بن زياد الخراط، عن نافع، ومحمد بن كعب القرظي.
وجعلهما أبو محمد بن الجارود في ((كتاب الكنى)) رجلين؛ فقال: أبو صخر حميد بن زياد عن شريك بن أبي نمر، روى عنه ابن وهب، وحيوة.
ثم قال: أبو صخر حميد الخراط، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، روى عنه يحيى القطان.
ثم قال ابن الجارود: سمعت محمداً -هو ابن يحيى الذهلي- يقول: جعل بعض الناس هذا والأول واحداً.
و(أبو صخرة) بزيادة هاء التأنيث، هو:
جامع بن شداد، يكنى أبا صخرة المحاربي الكوفي، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، وصفوان بن محرز، وأبي بردة، وعبد الرحمن بن يزيد، روى عنه الأعمش، وشعبة، والثوري، وأبو العميس عتبة بن عبد الله.
صفية وصبية
(صفية) بالفاء والصاد مفتوحةٌ؛ كثير في النساء.(2/324)
و(صبية) بالباء المنقوطة بواحدة والصاد المضمومة، هي:
أم صبية، وهي خولة بنت قيس، ويقال: خولة بنت ثامر، وتكنى -أيضاً- بأم محمد الأنصارية، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنها النعمان بن أبي عياش الزرقي، روى لها البخاري في كتاب فرض الخمس.
روى يحيى بن سعيد القطان، عن أسامة بن زيد عن سالم بن خربوذ أبي النعمان، عن أم صبية قالت: ربما اختلفت يدي ويد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الوضوء من إناءٍ واحدٍ.
قال أبو عيسى الترمذي: قلت لمحمدٍ -يعني البخاري- روى هذا الحديث قبيصة، عن سفيان، عن أسامة بن زيدٍ، فقال: عن أم صفية.
فقال: أخطأ فيه قبيصة، حدثنا محمد بن يوسف عن سفيان، وقال: أم صبية، قال محمد: وهي خولة بنت قيسٍ.(2/325)
ومن الأفراد في حرف الصاد
(صدي) بضم الصاد وفتح الدال المهملتين وبعدهما ياءٌ معجمة باثنتين مشددة؛ هو:
الصدي بن عجلان، له صحبة، هو: أبو أمامة الباهلي، روى عنه خالد بن معدان، وسليمان بن حبيب، ومحمد بن زياد الألهاني، وشداد بن عبد الله أبو عمار، رويا له.
(صمعة) بالصاد والعين المهملتين، وميم ساكنة، هو:
والد أبان بن صمعة، عن أبي الوازع جابر بن عمرو الراسبي، حدث عنه القطان، روى له مسلم وحده.
أبان هذا، هو والد عتبة الغلام المتعبد.
(أبو صفرة) عسعس بن سلامة، جرى له ذكر في كتاب الإيمان(2/326)
لمسلم.
(صخير) بضم الصاد وزيادة ياء التصغير؛ يأتي في نسب أبي بكر بن [أبي] الجهم بن صخير العدوي، روى عن فاطمة بنت قيس، روى عنه الثوري، روى له مسلم في كتاب الطلاق حديثاً واحداً.(2/327)
ومن النسب في حرف الصاد الصنعاني والصغاني
فـ (الصنعانيون) كثير ينسبون إلى صنعاء اليمن، وصنعاء الشام.
و(الصغاني) بغين معجمة من دون نون بين الصاد والغين، هو:
أبو بكر [محمد] بن إسحاق الصغاني، من شيوخ مسلم.
(الصائدي) بالصاد والدال المهملتين بينهما ياء مهموزة، هو:(2/328)
عبد الرحمن بن عبدرب الكعبة الصائدي، بطنٌ من همدان، والصائد، اسمه: كعب بن شرحبيل بن شراحيل بن عمرو بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان، تفرد بالرواية له مسلم، هو مذكور في الطبقة الأولى من أهل الكوفة، عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، روى عنه زيد بن وهب، والشعبي.(2/329)
حرف الضاد
(ضمادٌ) الأزدي، من أزد شنوءة، بكسر الضاد المعجمة، له صحبة، وكان صديقاً للنبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية، وكان يتطيب، أتى ذكره في مسند ابن عباسٍ.
قال أبو علي: حدثنا أبو شاكر عبد الواحد بن محمد التجيبي قال: نا أبو محمد الأصيلي الفقيه، قال نا الحسن بن رشيق، قال أنا محمد بن أحمد بن جعفر الوكيعي، نا علي بن عبد الله المديني، قال نا عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، قال نا داود بن أبي هند، عن عمرو ابن سعيد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: ((أن ضماداً قدم مكة)).
قال أبو علي: وأخبرنا أبو عمر يوسف بن عبد الله النمري -ولفظ الحديث له- قال نا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن قال نا محمد بن بكر، قال نا أبو داود سليمان بن الأشعث نا أبو كامل نا يزيد بن زريع قال: نا داود بن أبي هند عن عمروٍ -يعني ابن سعيد- عن سعيد بن(2/331)
جبير، عن ابن عباس قال: قدم ضمادٌ مكة في أول الإسلام، وكان رجلاً من أزد شنوءة، وكان يرقي من هذه الريح، فأبصر السفهاء ينادون النبي صلى الله عليه وسلم: مجنونٌ!! قال: فقال: لو لقيت هذا الرجل! قال: فلقيه، فقال: يا محمد، إني رجلٌ أرقي من هذه الريح، فيشفي الله على يدي من يشاء، فهل لك؟ قال: فقال: ((إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، أما بعد)). قال: أعد علي كلماتك هؤلاء، فأعادهن عليه، قال: قد سمعت قول السحرة ، وقول الكهنة، وقول الشعراء، فما سمعت بكلماتٍ مثل كلماتك، لقد بلغن قاموس البحر أو قابوس البحر، قال: أرني يدك أبايعك على الإسلام، قال: ((وعلى قومك))؟ قال: نعم.
وفي حديث علي بن المديني: لقد بلغن ناموس البحر، بالنون.
قال: وحدثنا أبو داود نا مسددٌ قال: نا مسلمة بن محمد عن داود بن أبي هندٍ عن عمرو بن سعيد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم صديقٌ في الجاهلية يقال له ضمادٌ، من أزد شنوءة، وكان رجلاً يتطبب ويطلب العلم، وذكر الحديث إلى آخره،(2/332)
وقال: ما سمعت مثل هؤلاء الكلمات قط، لقد بلغن قاموس البحر، أو قابوس البحر.
خرج هذا الحديث مسلم بن الحجاج عن إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن المثنى عن عبد الأعلى بإسناده، وقال: لقد بلغن ناعوس البحر. وأصح هذه الألفاظ رواية من روى ((قاموس)) بالقاف والميم، وهو معظم ماء البحر.
(ضريب) بضادٍ معجمة مضمومة وياءٍ معجمة باثنتين بعدها باءٌ معجمة بواحدة؛ هو:
ضريب بن نقير -بالقاف- بن سمير -بالسين المهملة-، يكنى أبا السليل، بصري، عن زهدم الجرمي وعبد الله بن رباح وأبي حسان، روى عنه سليمان التيمي. انفرد مسلمٌ بالرواية له.
(الضريس) بضم الضاد وفتح الراء؛ هو: والد يحيى بن الضريس(2/333)
الرازي، عن إبراهيم بن طهمان، حدث عنه محمد بن عمروٍ الرازي. انفرد مسلم بالرواية له.
(ضريح) بضادٍ معجمة مضمومة وراءٍ وحاءٍ مهملة؛ هو:
عرفجة بن ضريح، له صحبة، حدث عنه زياد بن علاقة وأبو يعفور وقدان.
واختلف في اسم أبيه ضريحٍ، فقيل فيه كما قيدنا، وقيل: ((ذريح)) بالذال المنقوطة، وهي مفتوحة، وقيل: ((شريح)) بشين معجمة.
وروينا عن أبي بكر الأثرم قال: قال أبو عبد الله -يعني ابن حنبل- في حديث عرفجة: قال بعضهم: ابن ((ضريح))، وقال بعضهم: شريح، وقال بعضهم: سريج بالجيم. انفرد مسلمٌ بالرواية له، خرج عنه حديثاً واحداً، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: ((من أراد أن يفرق أمر أمة محمدٍ وهي جميعٌ فاضربوه بالسيف كائناً من كان)).(2/334)
ومن حرف الطاء والظاء
(طرخان) بكسر الطاء المهملة ويقال: بضمها، وخاء معجمة؛ هو:
والد سليمان بن طرخان التيمي، سمع أنس بن مالك، أحد الفضلاء الأثبات. رويا له كثيراً، قال لنا أبو الوليد: الطرخان بلغة خراسان: الرجل الشريف، وقاله لنا بالضم.
(أبو ظفر) بفتح الظاء المعجمة وفاءٍ متحركة؛ هو: عبد السلام بن مطهر الأزدي البصري، يكنى أبا ظفر من شيوخ البخاري، تفرد به.
وبنو ظفر بطن من الأنصار، واسم ظفر: كعب بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس، منهم: قتادة بن النعمان الظفري.
وفي بني سليم: بنو ظفر بن الحارث بن بهثة بن سليم.(2/335)
ومن النسب الطهوي والظهري
فـ (الطهوي) بطاءٍ غير معجمة مضمومة وهاءٍ ساكنة بعدها واو؛ من ينسب إلى حي من بني تميم يقال [لهم]: بنو طهية بنت عبد شمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم، وقد تحرك الهاء مع ضم الطاء، فيقال: ((طهوي))، وقد يفتحون الطاء مع إسكان الهاء فيقولون: ((طهوي))، ثلاث لغات. هكذا قيدناه في ((الغريب المصنف)) لأبي عبيد. منهم:
سيار بن سلامة أبو المنهال الرياحي، ويقال: الطهوي، عن أبي برزة الأسلمي، روى عنه خالد الحذاء وشعبة وعوفٌ الأعرابي.
وسعد بن عبيدة الطهوي أبو حمزة، ختن أبي عبد الرحمن السلمي، كانت عنده ابنة أبي عبد الرحمن. نسبه يحيى بن معين، رواه الغلابي وغيره عنه.(2/336)
و(الظهري) بظاءٍ معجمة مكسورة وراء مهملة؛ من ينسب إلى ظهرٍ بطنٍ من حمير، منهم:
معافى بن عمران الطمري يكنى أبا مسعودٍ الموصلي، وكان سفيان الثوري يسميه: الياقوتة. روى له البخاري عن الأوزاعي وعثمان بن الأسود.
(الطنبذي) بطاء مهملة مضمومة بعدها نون ساكنة ثم باء معجمة بنقطة واحدةٍ وذال معجمة؛ هو:
أبو عثمان مسلم بن يسار الطنبذي، ويقال: الأصبحي، قاله مسلم ابن الحجاج، رضيع عبد الملك بن مروان. سمع أبا هريرة، حدث عنه أبو هانئ حميد بن هانئ الخولاني. روى له مسلم وحده حديثاً في صدر كتابه: ((سيكون في آخر الزمان دجالون كذابون.. .. )) الحديث. وهو منسوب إلى طنبذ، قريةٌ من قرى مصر فيما بلغني.(2/337)
حرف العين
باب عبادة وعبادة
(عبادة) بضم العين، كثير.
وبفتحها:
محمد بن عبادة الواسطي، من شيوخ البخاري، عن يزيد بن هارون، روى عنه في كتاب الأدب والاعتصام.
باب عبادٍ وعبادٍ
(عباد) بفتح العين وتشديد الباء، جماعةٌ.
وبضم العين وتخفيف الباء:
قيس بن عبادٍ أبو عبد الله، عن علي بن أبي طالب وأبي ذر وعبد الله ابن سلام وعمار بن ياسرٍ. رويا له.
وفي العرب: جرير بن عباد أخو الحارث بن عباد، الذي ينسب إليه الجريريون.(2/339)
باب عبدة وعبدة
فـ (عبدة) بتسكين الباء، جماعةٌ، منهم:
عبدة بن أبي لبابة الغاضري، مولاهم، الكوفي، عن زرٍ وأبي وائلٍ شقيقٍ وهلالٍ بن يسافٍ ومجاهدٍ وورادٍ كاتب المغيرة. رويا له.
وعبدة بن سليمان الكوفي، واسمه عبد الرحمن، وجرى عليه عبدة لقباً، فغلب عليه. رويا له.
وعبدة بن عبد الله بن عبدة أبو سهلٍ الصفار، من شيوخ البخاري.
وأحمد بن عبدة الضبي، من شيوخ مسلم.
و(عبدة) بتحريك الباء:
بجالة بن عبدة التميمي، كاتب جزء بن معاوية، عم الأحنف بن قيس، عن عمر بن الخطاب، يروي عنه عمرو بن دينار. روى له البخاري في كتاب الجزية.
وعامر بن عبدة يكنى أبا إياسٍ، عن عبد الله بن مسعود، روى(2/340)
عنه المسيب بن رافع. روى له مسلم في خطبة الكتاب.
باب عبيدة وعبيدة
فـ (عبيدة) بضم العين:
عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد منافٍ، شهد بدراً، مات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ويروى عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنه قال: في وفي حمزة وفي عبيدة بن الحارث وعتبة وشيبة والوليد بن عتبة نزلت {هذان خصمان اختصموا في ربهم}، تبارزوا في يوم بدرٍ.
وعبيدة بن معتب -بتشديد التاء وكسرها- أبو عبد الكريم الضبي، ذكره البخاري في المتابعة: ((تابعه عبيدة عن الشعبي وإبراهيم)). قاله في كتاب الأضاحي.
وعبد الله بن عبيدة بن نشيطٍ، أخو موسى بن عبيدة الربذي، وقد تقدم ذكره.
وسعد بن عبيدة ختن أبي عبد الرحمن السلمي الكوفي، يكنى أبا حمزة -بالزاي-، عن ابن عمر والبراء بن عازبٍ وأبي عبد الرحمن السلمي. رويا له.(2/341)
و(عبيدة) بفتح العين وكسر الباء؛ هو:
عبيدة بن سفيان الحضرمي، عن أبي هريرة، روى عنه إسماعيل بن أبي حكيم حديث: ((أكل كل ذي نابٍ من السباع حرامٌ)). روى له مسلم.
وعبيدة بن عمرو، ويقال: ابن قيس، السلماني -بإسكان اللام حيٌ من مرادٍ-، كوفي. عن علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود، يروي عنه محمد بن سيرين وإبراهيم النخعي. رويا له.(2/342)
وعبيدة بن [حميد] الحذاء أبو عبد الرحمن التيمي، ويقال: الضبي. كوفي، عن عبد العزيز بن رفيع وعبد الملك بن عمير ومنصورٍ، روى عنه محمد بن سلام وفروة بن أبي المغراء والحسن الزعفراني. روى له البخاري.
وعامر بن عبيدة قاضي البصرة. ذكره البخاري في كتاب الأحكام.
باب أبي عبيدٍ وأبي عبيدة
(أبو عبيدٍ)؛ كثير.
و(أبو عبيدة) بزيادة هاء التأنيث؛ هو:
أبو عبيدة بن الجراح، واسمه عامرٌ، ليس له مسندٌ في الكتابين، لكن ذكره يأتي كثيراً.(2/343)
وحميدٌ الطويل يكنى أبا عبيدة.
وعبد الوارث بن سعيد التنوري يكنى أبا عبيدة أيضاً. حديثهما في الكتابين.
وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود، أخو عبد الرحمن، اسمه: عامر فيما ذكر مسلمٌ. عن عمرو بن الحارث وعائشة وأبي موسى الأشعري وكعب بن عجرة، روى عنه أبو إسحاق وإبراهيم النخعي وعمرو بن مرة. ذكر البخاري في كتاب الوضوء في حديث الاستنجاء عن أبي إسحاق السبيعي قال: ((ليس أبو عبيدة ذكره، ولكن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن ابن مسعود)). وهذا هو أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود.
سئل أبو زرعة عن اسم أبي عبيدة هذا، فقال: اسمه وكنيته واحدٌ.
وأبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد ابن عبد العزى، عن أمه زينب بنت أم سلمة، روى عنه ابن شهابٍ.
وأبو عبيدة بن عقبة بن نافع القرشي، مصريٌ فاضلٌ، حدث عنه(2/344)
عبد الكريم بن الحارث.
وأبو عبيدة بن معنٍ المسعودي، يروي عن الأعمش، والد محمد ابن أبي عبيدة.
تفرد مسلمٌ بالرواية عن هؤلاء الثلاثة، ولا يوقف على أسمائهم.
باب عبيد وعبيد وعتيكٍ
(عبيد) بضم العين وبالدال، واسعٌ.
وبفتحها وكسر الباء هو:
عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب، من ولده:
مطيع بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عويج، وغيره من الصحابة. تفرد به مسلم.
و(عتيكٌ) بالكاف والعين مفتوحةٌ، هو:(2/345)
عبد الله بن عتيك من بني غنم بن سلمة بن النجار من الخزرج، وهو قاتل عبد الله بن أبي الحقيق اليهودي
وعبد الله بن عبد الله بن جبر بن عتيك، ويقال: جابر بن عتيك، وهذا غير الأول الذي تقدم ذكره، هذا من الأوس ثم من بني معاوية، وذلك من الخزرج. روى عنه مسعر وشعبة ومالك بن أنسٍ. رويا له.
باب عبدان وعيدان
فـ (عبدان) بفتح العين بعدها باءٌ معجمة بواحدةٍ؛ هو:
عبد الله بن عثمان بن جبلة بن أبي روادٍ، ولقبه عبدان، وهو ابن بنت عبد العزيز بن أبي روادٍ، روى عنه البخاري فأكثر، وروى مسلمٌ عن رجلٍ عنه.
و(عيدان) بياءٍ معجمةٍ باثنتين من تحتها ساكنةٍ؛ هو:
ربيعة بن عيدان، خصم امرئ القيس بن عابسٍ الكندي، اختصما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في أرضٍ. هكذا ذكره الدارقطني وقيده بفتح(2/346)
العين والياء المعجمة باثنتين، وهو في مسند وائل بن حجرٍ، خرجه مسلم بن الحجاج عن زهير بن حربٍ وإسحاق الحنظلي، عن أبي الوليد الطيالسي عن أبي عوانة، واختلف زهيرٌ وإسحاق على أبي الوليد الطيالسي في عيدان، فقال زهير: ((عبدان)) بكسر العين وبالباء المعجمة بواحدةٍ، وقال إسحاق: ((عيدان)) بالياء المعجمة باثنتين، هكذا في بعض النسخ من كتاب مسلمٍ، وفي بعضها عن زهير: ((عيدان))، وعن إسحاق: ((عبدان)) على القلب.
وقال أبو سعيد بن يونس في ((تاريخه)): ربيعة بن عيدان بن ربيعة الحضرمي، من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، شهد فتح مصر.
باب علي وعلي
(عليٌ) بفتح العين؛ كثير.
وبضمها واحدٌ، وهو:
علي بن رباح اللخمي والد موسى بن علي. قال البخاري: والصحيح عليٌ بالفتح، وقال أبو داود السجستاني: سمعت أحمد بن(2/347)
حنبل يقول: كان المقرئ -يعني عبد الله بن يزيد- لا يقول: ((علي بن رباح)) يعني بالضم، يقول: ((علي)) بالفتح، لأنه كان يكره ذلك.
حدثنا أبو عمر النمري قال: كتب إلي عبد الغني بن سعيد، قال: نا محمد بن عبد الله بن ديزول، نا محمد بن إسحاق السراج قال: سمعت قتيبة بن سعيدٍ قال: سمعت الليث بن سعد يقول: سمعت موسى بن علي يقول: من قال ((موسى بن علي)) لم أجعله في حلٍ.
روى مسلم في الصحيح عن أبي هانئ الخولاني عن علي بن رباح عن فضالة بن عبيد، وروى لموسى بن علي عن أبيه عن عقبة بن عامرٍ والمستورد بن شداد الفهري. وروى عن موسى ليث بن سعد وعبد الله بن وهبٍ وأبو نعيمٍ الفضل بن دكينٍ.
باب عقيلٍ وعقيلٍ
فـ (عقيل) بفتح العين:
عقيل بن أبي طالب، أخو علي رحمهما الله.(2/348)
وأبو عقيل الأنصاري، رجلٌ من الصحابة هو الذي تصدق بنصف صاعٍ، فلمزه المنافقون، يأتي ذكرهما في الكتابين.
وأبو عقيل زهرة بن معبد القرشي البصري، حدث عن جده عبد الله بن هشام وعبد الله بن الزبير، روى له البخاري.
وأبو عقيل بشير بن عقبة الدورقي، عن أبي المتوكل الناجي، رويا له.
وأبو عقيل يحيى بن المتوكل صاحب بهية -بالباء المعجمة بواحدةٍ مضمومةٍ والهاء مفتوحةٌ-، وقد تقدم ذكره.
و(عقيل) بضم العين وفتح القاف، هو:
عقيل بن خالد الأيلي، صاحب الزهري. رويا له كثيراً.
ويحيى بن عقيل، عن يحيى بن يعمر، بصريٌ جليلٌ. روى له مسلم في الزكاة عن يحيى بن يعمر، حدث عنه واصلٌ مولى أبي عيينة.
عميسٌ وعبيسٌ
فبالميم: أسماء بنت عميسٍ، زوج جعفرٍ وأبي بكرٍ الصديق وعلي بن أبي طالب.(2/349)
وأبو العميس عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعودٍ، أخو عبد الرحمن المسعودي، عن عون بن أبي جحيفة وقيسٍ بن مسلمٍ وإياس ابن سلمة بن الأكوع وعلي بن الأقمر وعبد المجيد بن سهيلٍ. رويا له.
و(عبيسٌ) بالباء المعجمة بواحدةٍ؛ هو:
بشر بن عبيس بن مرحوم بن عبد العزيز العطار، من شيوخ البخاري، خرج عنه في مواضع من ((الجامع)): الشركة والبيوع والجهاد، عن حاتم بن إسماعيل ويحيى بن سليم الطائفي.
عتيبة وعيينة
(عتيبة) بتاء معجمةٍ باثنتين من فوق وباءٍ معجمةٍ بواحدةٍ بينهما ياء التصغير؛ هو:
الحكم بن عتيبة، من تابعي أهل الكوفة وفقهائها. رويا له.
و(عيينة) بباءين معجمتين باثنتين من تحت بعدهما نونٌ؛ هو:
عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدرٍ الفزاري، له صحبةٌ.
وسفيان بن عيينة الفقيه، سكن مكة.
وواصلٌ مولى أبي عيينة، عن يحيى بن عقيل، يروي عنه مهدي(2/350)
ابن ميمون. روى له مسلمٌ وحده.
عياش وعباس
فبالياء المعجمة [باثنتين من تحت وشينٍ معجمة؛ هو:
عياش بن عباس القتباني أبو عبد الرحيم المصري -الأول بالشين المعجمة]، والثاني بالسين المهملة وباء منقوطة بواحدةٍ-. عن أبي عبد الرحمن الحبلي وسالمٍ أبي النضر، حدث عنه حيوة بن شريح والمفضل بن فضالة وسعيد بن أبي أيوب. روى له مسلم وحده.
وابنه عبد الله بن عياش بن عباس القتباني، يكنى أبا حفصٍ، عن يزيد بن أبي حبيب، روى عنه المفضل بن فضالة. خرج له مسلمٌ حديثاً في كتاب الأيمان والنذور.
وعياش بن عمروٍ العامري، عن إبراهيم التيمي، حدث عنه الثوري. روى له مسلم في كتاب الحج.
وزياد بن أبي زيادٍ مولى ابن عياشٍ، حدث عن عراك بن مالكٍ، روى عنه يزيد بن الهاد. روى له مسلم وحده في كتاب الأدب.(2/351)
وعياش بن الوليد الرقام البصري، من شيوخ البخاري، روى عنه كثيراً.
وأبو بكر بن عياش المقرئ المحدث، رويا له.
وأخوه حسن بن عياش، روى له مسلم.
وعلي بن عياش الألهاني، من شيوخ البخاري.
و(عباسٌ) بباءٍ منقوطةٍ بواحدةٍ، كثير، منهم:
عباس بن سهل بن سعد الساعدي، عن أبيه وأبي حميد الساعدي وعبد الله بن الزبير، روى عنه ابنه أبيٌ وعمرو بن يحيى وابن الغسيل. روى له البخاري في الزكاة والجزية وغير موضع.
والقاسم بن عباسٍ الهاشمي، عن عبد الله بن رافعٍ مولى أم سلمة، حدث عنه بكثير بن الأشج، روى له مسلمٌ وحده.
وعباس بن عبد العظيم العنبري، من شيوخ مسلم، وعلق عنه البخاري عن صفوان بن عيسى.
وعباس بن الحسين أبو الفضل البغداذي، ويقال: القنطري من قنطرة(2/352)
بردان ببغداذ، من شيوخ البخاري، حدث عنه في المغازي عن يحيى ابن آدم.
وعباس بن الوليد النرسي، من شيوخ البخاري ومسلم، وسيأتي التمييز بين عياش بن الوليد الرقام، وعباس بن الوليد النرسي في باب تمييز المشكل.
وعمرو بن عباسٍ الأهوازي، عن ابن مهديٍ وغندرٍ، روى عنه البخاري، تفرد به.
عديٌ وعربيٌ
فـ (عديٌ) بالدال المهملة؛ كثير، منهم:
الزبير بن عدي أبو عدي الهمداني اليامي الكوفي، عن أنسٍ ومصعب بن سعدٍ وطلحة بن مصرفٍ، حدث عنه إسماعيل بن أبي خالدٍ ومالك بن مغولٍ وسفيان الثوري وعثمان بن زائدة الرازي. رويا له.
و(عربيٌ) بالراء المهملة وبعدها باءٌ معجمةٌ بواحدةٍ، هو:
الزبير بن عربي أبو سلمة بصريٌ، عن ابن عمر، حدث عنه حماد بن زيد. وسيأتي التمييز بين الزبير بن عدي والزبير بن عربي بعد هذا(2/353)
إن شاء الله.
ويحيى بن حبيب بن عربي الحارثي، بصريٌ، من شيوخ مسلم، تفرد به.
عبس وعنس
فـ (عبسٌ) بالباء المنقوطة بواحدةٍ، هو:
أبو عبسٍ عبد الرحمن بن جبرٍ الأنصاري، من الصحابة، قد تقدم ذكره.
وعقبة بن عامر بن عبسٍ الجهني. رويا له.
و(عنس) بالنون، هو:
عنس بن مالك بن أدد، في مذحج في اليمن، ينسب إليه العنسيون، منهم:
عمار بن ياسرٍ من الصحابة، وغيره.
عزرة وعروة
فـ (عزرة) بتقديم الزاي على الراء، هو:(2/354)
عزرة بن ثابت بن أبي زيدٍ عمرو بن أخطب الأنصاري، عن ثمامة بن عبد الله بن أنس ويحيى بن عقيل وأبي الزبير المكي، روى عنه أبو عاصمٍ النبيل وأبو نعيمٍ وعثمان بن عمر، رويا له.
وروى مسلم عن قتادة عن عزرة-وهو عزرة بن عبد الرحمن الخزاعي- عن سعيد بن جبير في كتاب اللباس، وعن داود بن أبي هندٍ عن عزرة عن حميد بن عبد الرحمن.
قال البخاري: ((عزرة بن عبد الرحمن الخزاعي، كوفي، عن سعيد بن جبير وسعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، سمع منه قتادة، نسبه شيبان)).
قال: ((وقال أحمد -يعني ابن حنبلٍ-: هو عزرة بن دينار الأعور، قال: ولا أراه يصح)).
وقال أحمد بن حنبل والبخاري: روى عنه قتادة والتيمي وداود بن أبي هندٍ.(2/355)
و(عروة) بالواو؛ كثيرٌ.
عثام وغنام
فبالعين المهملة والثاء المثلثة المشددة، هو:
عثام بن علي بن الوليد أبو الوليد العامري الكلابي الوحيدي من بني الوحيد، الكوفي. خرج عنه البخاري في العتق.
وابنه علي بن عثام، عن سعير بن الخمس، أحد الزهاد، روى له مسلم في كتاب الإيمان عن يوسف بن يعقوب الصفار عنه.
و(غنام) بالغين المعجمة والنون المشددة، هو:
طلق بن غنام بن طلق بن معاوية النخعي الكوفي أبو محمدٍ، من شيوخ البخاري، روى عنه عن زائدة بن قدامة في البيوع والتفسير.
قال أبو علي: حدثنا حكم بن محمد، نا أحمد بن رزيقٍ البغداذي، نا أبو جعفرٍ محمد بن سليمان الباهلي، نا الحسين بن عبد الرحمن الجرجاني، نا طلق بن غنام، نا همامٌ عن قتادة عن أنسٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا(2/356)
ذلك)).
عبلة وعلية
فـ (عبلة) بالباء المقدمة على اللام وهي ساكنة، هو:
إبراهيم بن أبي عبلة، واسم أبي عبلة شمر بن يقظان العقيلي الشامي، عن عمر بن عبد العزيز وعقبة بن وساج، روى عنه محمد بن حمير ومعقل بن عبيد الله الجزري. رويا له جميعاً.
و(علية) بضم العين والياء المعجمة باثنتين مشددةً، هو:
إسماعيل بن علية، وهو إسماعيل بن إبراهيم بن سهمٍ أبو بشرٍ الأسدي مولاهم، أمه علية، أحد الأئمة في الحديث.
عتبة وعنبة وغنية
فـ (عتبة) بضم العين والتاء المعجمة باثنتين، كثيرٌ.
وأما (عنبة) بعين مكسورة وبعدها نونٌ مفتوحةٌ، فهو:(2/357)
عنبة بن سهيلٍ أخو أبي جندل بن سهيلٍ.
وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أحد الفقهاء السبعة من أهل المدينة، أمه فاختة بنت عنبة بن سهيل بن عمروٍ العامري، وفاختة هذه أتي بها من الشام وبعبدالرحمن بن الحارث بن هشام، فسماهما عمر بن الخطاب: ((الشريدين))، وقال: زوجوا الشريد الشريدة، فعسى الله أن ينشر منهما، فتزوج عبد الرحمن فاختة، وأقطعهما عمر خطة، وأوسع لهما، فنشر الله منهما رجالاً ونساءً.
وخبيب بن عبد الرحمن بن خبيب بن يساف بن عنبة الأنصاري، يروي عنه عبيد الله بن عمر ومالك بن أنسٍ.
و(غنية) بغينٍ معجمة مفتوحة ونون بعدها ياء مشددة؛ هو:
عبد الملك بن حميد بن أبي غنية الأصبهاني الكوفي، عن الحكم بن عتيبة وثابت بن عبيد.
وابنه يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية، عن أبي حيان التيمي والأعمش. مخرجٌ حديثهما في الكتابين.
عتابٌ وغياثٌ
فبالتاء المعجمة باثنتين من فوق مشددة وباءٍ منقوطةٍ بواحدةٍ، هو:(2/358)
عتاب بن بشير الجزري أبو الحسن، مولى بني أمية، عن إسحاق ابن راشدٍ، روى البخاري عن محمدٍ غير منسوبٍ عنه.
وزيد بن أبي عتابٍ مولى أم حبيبة، يروي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، روى عنه زياد بن سعدٍ. روى له مسلم في كتاب الصلاة.
ومنصور بن المعتمر يكنى أبا عتاب.
ومحمد بن أبي عتاب، واسمه الحسن بن طريفٍ أبو بكرٍ الأعين، من شيوخ مسلمٍ، تفرد به، روى عنه في صدر كتابه.
و(غياثٌ) بكسر الغين المعجمة وثاءٍ مثلثة، هو:
عثمان بن غياثٍ الراسبي، عن أبي عثمان النهدي وعبد الله بن بريدة، روى عنه يحيى القطان وأبو أسامة والنضر بن شميلٍ. رويا له.
وحفص بن غياث بن طلق بن معاوية النخعي، والد عمر بن حفصٍ.
وطلق بن معاوية جد حفصٍ يكنى أبا غياثٍ، عن أبي زرعة بن عمرو(2/359)
ابن جرير. خرج مسلمٌ وحده لطلقٍ، وأما عمر بن حفصٍ وأبوه فحديثهما كثيرٌ في الكتابين.
وأبو غياثٍ روح بن القاسم التميمي العنبري، روى عنه يزيد بن زريع.
عنبرٌ وعبثرٌ وغنثرٌ
فـ (عنبر) بتقديم النون على الباء، هو:
غنيم بن قيس يكنى أبا العنبر، روى له مسلم وحده، وسيأتي ذكره في حرف الغين.
وذكر أبو الحسن الدارقطني: أن مسلم بن الحجاج جعله في باب أبي العنبس من كتاب ((الكنى))، قال: وذلك وهمٌ منه.
ومحمد بن سواء بن عنبر السدوسي البصري [الضرير]، يكنى أبا الخطاب، عن روح بن القاسم. روى له البخاري.(2/360)
و(عبثر) بتقديم الباء المعجمة بواحدةٍ على الثاء المثلثة، هو:
عبثر بن القاسم أبو زبيد الزبيدي الكوفي، عن حصين بن عبد الرحمن وسليمان التيمي. رويا له.
و(غنثر) بغين معجمةٍ مضمومةٍ ونون بعدها ثاءٌ مثلثة، هو: مذكورٌ في حديث أبي بكر الصديق إذ قال لابنه عبد الرحمن: ((يا غنثر)). رواه أبو عثمان النهدي عن عبد الرحمن، وقد قيل فيه: ((يا عنتر)) بالعين المهملة ونون بعدها تاءٌ معجمةٌ باثنتين من فوق، فمن رواه بالغين المعجمة وثاءٍ مثلثة فهو مأخوذٌ من الغثارة، وهي الجهل، يقال: رجلٌ غثرٌ، والنون في غنثر زائدة، ومن رواه بعينٍ غير معجمة وتاءٍ منقوطة باثنتين من فوق شبهه بالذباب، تحقيراً له وتصغيراً لقدره.
قال ابن الأعرابي: والعنتر الذباب. وذكر أبو سليمان الخطابي: أن خلفاً الخيام روى عن ابن معقل النسفي في ((جامع)) البخاري في حديث أبي بكر أنه قال لابنه عبد الرحمن: ((يا عنتر)) بالعين غير المعجمة(2/361)
والتاء أخت الطاء. قال: ورواه مرةً أخرى: ((يا غنثر)) بالغين المعجمة والثاء المثلثة. وفسر الروايتين كما تقدم من ذكرنا.
عزيزٌ وغريرٌ
فـ (عزيزٌ) بفتح العين المهملة وزايين مكررتين، هو:
أبو إهاب بن عزيز بن قيس التميمي الدارمي، أتى ذكره في حديث ابن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث أنه تزوج بنتاً لأبي إهاب بن عزيز، وكان أبو إهابٍ ممن سرق غزال الكعبة في الجاهلية، وله يقول حسان بن ثابتٍ:
أنا إهابٍ فبين لي حديثكم ... أين الغزال عليه الدر من ذهب
وخيثمة بن عبد الرحمن بن أبي سبرة، وكان اسم أبيه في الجاهلية عزيزاً، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن، وقد مر ذكره.
وقتادة بن دعامة بن عزيزٍ أبو الخطاب الأعمى.(2/362)
و(غريرٌ) بغين معجمةٍ مضمومة وراءين مهملتين مكررتين، هو:
محمد بن غرير الزهري، من ولد عبد الرحمن بن عوفٍ، وينسب محمد بن غرير بن الوليد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، [ذكر الزبير بن بكار -أيضاً- محمد بن غرير وإسحاق بن غرير ويعقوب بن غرير، قال: وإبراهيم غرير يسمى: عبد الرحمن بن المغيرة بن حميد ابن عبد الرحمن بن عوف، وليس شيخ البخاري من هؤلاء في شيء، هو من ولد إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف]، فرغانيٌ. وهو من شيوخ البخاري، حدث عنه عن يعقوب بن إبراهيم بن سعدٍ في كتاب العلم والزكاة وبني إسرائيل.
عنزة وغيرة
(عنزة) بالنون والزاي محركتين، في ربيعة بن نزار، [وهو عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار]، ينسب إليه العنزيون بتحريك النون، وهم جماعة، وسيأتي ذكرهم.
و(غيرة) بغينٍ معجمة مكسورة بعدها ياء محركة منقوطة باثنتين(2/363)
من تحت وراءٍ مهملةٍ، هو: بطنٌ في كنانة، وهو:
غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، منهم: بنو بكير، وهم إياس بن البكير وإخوته، وهو البكير بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة.
أبو عيسى وأبو عبسٍ
(أبو عيسى) جماعة.
و(أبو عبسٍ) بفتح العين والباء المنقوطة بواحدةٍ:
أبو عبسٍ عبد الرحمن بن جبرٍ من الأنصار، له صحبةٌ، وقد مر ذكره.
عابدٌ وعايذٌ
فـ (عابد) بالدال المهملة والباء المعجمة بواحدةٍ؛ كثيرٌ. وفي نسب مخزومٍ:(2/364)
عابد [بن عبد الله] بن عمر بن مخزوم، يخرج إليه جماعةٌ من الصحابة، منهم: عبد الله بن السائب العابدي، وعبد الله بن المسيب ابن عمه ويروي عنه. انفرد بهما مسلم.
و(عايذ) بالذال المعجمة والياء المعجمة باثنتين؛ هو:
عايذ بن عمرو المزني، له صحبة، يروي عنه أبو جمرة الضبعي ومعاوية بن قرة. روى له البخاري ومسلم.
وفي الرواة: عايذ الله أبو إدريس الخولاني، يروي عن أبي هريرة وغيره، روى عنه الزهري وغيره.
وأيوب بن عايذٍ الطائي، عن قيس بن مسلم. رويا له.
وفي مخزوم -أيضاً-: عايذٌ بذالٍ معجمةٍ، وهو عايذ بن عمران بن مخزوم، يخرج إليه سعيد بن المسيب. وسيأتي هذا في باب النسب.(2/365)
باب أفرادٍ في الأسماء
(عبسة) بفتح العين والباء والسين المهملة، هو:
والد عمرو بن عبسة السلمي، له صحبة. وربما اشتبه بعنبسة بزيادة نونٍ. والعبسة واحدة العبس، وهو ما تعلق بأذناب الإبل من أبوالها وأبعارها. روى عنه أبو أمامة الباهلي. لم يرو له مسلمٌ غير حديث واحدٍ في الصلاة.
(عكاشة) بضم العين وتشديد الكاف وتخفيفها أيضاً، هو:
عكاشة بن محصن الأسدي من كبار الصحابة. قال أبو عمر محمد ابن عبد الواحد الزاهد: العكاشة والعكاشة -يعني: مخففاً ومثقلاً-: العنكبوت، وينشد في تشديد عكاشة قول طليحة بن خويلدٍ الأسدي:
عشية غادرت ابن أقرم ثاوياً ... وعكاشة الغنمي عند مجال
(عابس) بن ربيعة، بباء معجمة بواحدةٍ وسين مهملةٍ، يروي عن عمر بن الخطاب وعائشة أم المؤمنين.
وابنه عبد الرحمن بن عابس، يروي عن أبيه، روى عنه سفيان الثوري. رويا له.(2/366)
وامرؤ القيس بن عابس الكندي، له صحبة، يأتي ذكره في مسند وائل بن حجر.
(عنجٌ) بعين مهملة ونون وجيم على وزن جمل، ويقال: ((عودٌ يعلم العنج)) ومعناه الرياضة، يقال: عنجت البعير أعنجه عنجاً بإسكان النون إذا عطفته بزمامه، فالعنج بالإسكان المصدر، والعنج الاسم، تضربه العرب مثلاً للرجل يؤدب بعدما كبر وأسن.
هو: محمد بن عبد الرحمن بن عنج، وقد تسكن النون، يروي عن نافعٍ مولى ابن عمر، روى عنه الليث، تفرد به مسلم.
(علباءٌ) بكسر العين وسكون اللام وبعدهما باء معجمةٌ بواحدةٍ، هو:
علباء بن أحمر اليشكري، يعد في البصريين، يروي عن أبي زيد عمرو بن أخطب، روى له مسلم وحده حديثاً واحداً في كتاب الفتن. وليس لعمرو بن أخطب في كتاب مسلم ولا لعلباءٍ غيره.
(أبو العنبس) بالنون بعدها باء معجمة بواحدةٍ وسين مهملة، هو:(2/367)
عبد الله بن عبد الله بن الأصم، يكنى أبا العنبس، يروي عن عمه يزيد بن الأصم، روى عنه مروان بن معاوية، روى له مسلم.
(عتيقٌ) بفتح العين هو:
سليمان بن عتيق، عن جابر، روى له مسلم في وضع الجوائح، وروى له عن طلق بن حبيب عن الأحنف في القدر الحديث: ((ألا هلك المتنطعون)).
ويحيى بن عتيق البصري، عن الحسن، روى عنه حماد بن زيد، تفرد بن مسلم -أيضاً-.
وأبو عتيقٍ محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، وأخوه عبد الله بن عبد الرحمن، أدركا زمن النبي صلى الله عليه وسلم. ولا يعلم في الإسلام أربعةٌ أدركوا هم وأبناؤهم النبي صلى الله عليه وسلم إلا هؤلاء: أبو قحافة وابنه أبو بكر وعبد الرحمن ابنه وابناه: محمد وعبد الله. يروي عبد الله عن أم سلمة،(2/368)
روى عنه زيد بن عبد الله بن عمر حديثه في ((الموطأ)) و((مسند مسلم)): ((الذي يشرب في آنية الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم)).
وفي ((الموطأ)) -أيضاً- أن عائشة قالت له: ((ما يمنعك أن تدنو من أهلك فتقبلها وتلاعبها.. .. )) الحديث في الصيام. وعبد الله هذا هو الذي ورث عائشة أم المؤمنين-رضي الله عنها-.
وابن أبي عتيق عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، سمع عائشة، روى البخاري عن خالد بن سعد عنه في كتاب الطب من ((الجامع))، وروى مسلم عن أبي حزرة يعقوب بن مجاهدٍ عنه في كتاب الصلاة.
وابنه محمد بن عبد الله بن أبي عتيق، يستشهد به البخاري كثيراً في ((الجامع)) مقروناً بموسى بن عقبة، وينسبونه: محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، هكذا نسبه البخاري وغيره.(2/369)
قال الزبير بن بكار في ((كتابه في النسب)): ومن ولد عبد الرحمن ابن أبي بكر الصديق: محمد بن عبد الرحمن ابن أبي بكر، هو أبو عتيق، وابنه عبد الله هو الذي يقال له: ابن أبي عتيق، وكان امرأً صالحاً، وكانت فيه دعابةٌ.
قال الزبير: وحدثني إبراهيم بن حمزة بن محمد الزبيري، قال: نا المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي عن أبيه قال: جاء ابن أبي عتيقٍ إلى عبد الله بن عمر بن الخطاب فقال له: يا أبا عبد الرحمن، ما ترى فيمن قد آلى جاهراً حلفاً بالله في قطع الرحم؟ قال رب الناس: صلها، قال: لا، مثل مالوا قال: لا، قال: نعم، وعبد الله بن عمر يضحك.
قال أبو علي: حدثناه حكمٌ، نا ابن إسماعيل، نا أبو الحسن الأنصاري قال: نا الزبير، فذكره.
وفي ((الموطأ)) عن خارجة بن زيد بن ثابتٍ أنه كان جالساً عند زيدٍ، فأتاه محمد بن أبي عتيق وعيناه تدمعان، فقال له زيدٌ: ما شأنك؟(2/370)
قال: ملكت امرأتي أمرها.
ذكر العلماء بالنسب والأخبار أن ابن أبي عتيقٍ في هذه القصة هو: محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، وهو يكنى أبا عتيقٍ، ويعرف بابن أبي عتيق أيضاً؛ لأنه تناضل مع صبيانٍ فقال: أنا ابن أبي عتيقٍ، فعرف بذلك وشهر به. والمعروف بابن أبي عتيقٍ على الحقيقة هو ابنه عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن.
وقال ابن قتيبة: ولد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر يقال لهم: ((آل أبي عتيق)) من بين ولد أبي بكر، وذلك لأن عدةً من ولد أبي بكر تفاخروا فقال أحدهم: أنا ابن الصديق، وقال الآخر: أنا ابن ثاني اثنين، وقال الآخر: أنا ابن صاحب الغار، وقال محمد بن عبد الرحمن: أنا ابن أبي عتيقٍ، فنسب إلى ذلك هو وولده.
(أبو عفان) بالنون وتشديد الفاء؛ هو:
غالبٌ القطان، سمع بكر بن عبد الله المزني، روى عنه بشر بن المفضل وخالد بن عبد الرحمن، تقدم ذكره، وربما اشتبه بأبي غفارٍ.(2/371)
(العرقة) بفتح العين وكسر الراء والقاف بعدها؛ هي:
امرأةٌ ينسب إليها حبان بن العرقة، الذي رمى سعد بن معاذٍ يوم الخندق فقال: خذها وأنا ابن العرقة. وقد تقدم ذكره في باب حبان، ذكرناها ليرتفع التصحيف عنها.(2/372)
ومن النسب في حرف العين العابدي والعايذي
فبالباء المنقوطة بواحدةٍ والدال المهملة؛ من هو من ولد عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، منهم:
عبد الله بن السائب العابدي، له صحبة، ذكر له البخاري حديثاً واحداً معلقاً في كتابه لا غير، وروى له مسلم هذا الحديث مسنداً.
وعبد الله بن المسيب العابدي، يروي عن عبد الله بن السائب، وهو ابن عمه. روى لهما مسلم وحده.
وجماعةٌ سوى هؤلاء.
وفي مخزومٍ أيضاً (عايذٌ) بالذال المعجمة، وهو:
عايذ بن عمران بن مخزوم، منهم:
سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عايذ.
قال الزيبر بن بكار: كل من كان من ولد عمر بن مخزومٍ فهو(2/373)
((عابد)) بالدال المهملة، ومن كان من ولد عمران فهو ((عايذ)) بالذال المعجمة.
وفي قريش: عايذيون بالذال المنقوطة، وهم: بنو خزيمة بن لوي، وأمهم عايذة بنت الخمس بن قحافة بن خثعم، بها يعرفون، منهم:
علي بن مسهر أبو الحسن القرشي العايذي قاضي الموصل، عن أبي إسحاق والأعمش وهشام بن عروة وعبيد الله بن عمر ويحيى ابن سعيدٍ. رويا له.
وعلي بن هاشم بن البريد العايذي مولاهم، عن هشام بن عروة. روى له مسلم وحده.
وبنو عايذة أيضاً من ضبة، وهم: بنو عايذة بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة بن أُدٍّ، منهم:
حمزة العايذي، عن أنس بن مالك، روى عنه شعبة. لم يخرج عنه(2/374)
في الصحيح شيءٌ.
العبسي والعنسي والعيشي والقيسي
فـ (العبسي) بالباء المعجمة بواحدةٍ والسين المهملة: من ينسب إلى عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان، منهم:
حذيفة بن اليمان العبسي.
وشكل بن حميد العبسي، من الصحابة، والد:
شتير بن شكلٍ، روى شتير عن علي بن أبي طالب وحفصة أم المؤمنين. تفرد مسلم بالرواية له.
وصلة بن زفر أبو العلاء العبسي، عن حذيفة، روى عنه أبو إسحاق السبيعي. رويا له.
وربعي بن حراشٍ العبسي، روى عنه عبد الملك بن عمير ومنصورٌ.
وعبد الرحمن بن هلالٍ العبسي، عن جرير بن عبد الله، روى عنه(2/375)
أبو الضحى وموسى بن عبد الله بن يزيد ومحمد بن أبي إسماعيل. روى له مسلم وحده.
وعبيد الله بن موسى العبسي، من شيوخ البخاري، عن الأعمش وهشام بن عروة.
وأبو بكر بن أبي شيبة العبسي.
وأخوه عثمان بن أبي شيبة.
و(العنسي) بالنون: كل من ينسب إلى عنس بن مالك بن أدد في مذحج، منهم:
عمار بن ياسر العنسي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعمير بن الأسود العنسي الشامي، عن أم حرام بنت ملحان، حدث عنه خالد بن معدان، روى له البخاري.
وعمير بن هانئ العنسي، يكنى أبا الوليد الدمشقي، عن معاوية بن أبي سفيان وجنادة بن أبي أمية، روى عنه الأوازاعي وعبد الرحمن بن(2/376)
يزيد بن جابرٍ. رويا له.
وأبو حمزة بن سليم العنسي، روى له مسلم وحده.
وأبو عياض العنسي، اسمه قيس بن ثعلبة، ويقال: عمرو بن الأسود، عن عبد الله بن عمروٍ، روى عنه مجاهد. رويا له.
و(العيشي) بياء معجمةٍ باثنتين من تحت وشينٍ معجمةٍ، هو:
يزيد بن زريع أبو معاوية العيشي. رويا له. قال عمرو بن علي: يزيد بن زريع يكنى أبا معاوية، وهو رجلٌ من بني تيم الله من أنفسهم، من بني عيشٍ، هكذا يقول المحدثون: ((عيش)). وقال خليفة بن خياطٍ وغيره: هو منسوبٌ إلى بني عايش بن مالك بن تيم الله بن ثعلبة ابن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائلٍ.
وعبد الرحمن بن المبارك العيشي أبو بكر البصري، من شيوخ البخاري.(2/377)
وأمية بن بسطامٍ العيشي، ابن عم يزيد بن زريعٍ، من شيوخ البخاري ومسلم، رويا عنه كثيراً.
ومحمد بن بكار بن الريان العيشي، من شيوخ مسلم بن الحجاج.
و(القيسي) بالقاف والسين المهملة؛ جماعةٌ ينسبون إلى قيس عيلان ابن مضر بن نزارٍ، وإلى قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، وإلى غيرهم. منهم:
زياد بن رياحٍ القيسي، عن أبي هريرة، روى عنه غيلان بن جريرٍ، من بني قيس بن ثعلبة، قاله عمرو بن علي. روى له مسلم.
وهشامٌ الدستوائي أبو بكرٍ، هو هشام بن سنبر، مولى لبني قيس بن ثعلبة. ذكر ابن أبي خيثمة: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: نا هشام أبو بكر الدستوائي مولىً لبني قيس بن ثعلبة، وسنبرٌ أبوه يكنى أبا عبد الله، وقد مر في نسبه ((الربعي))، وليس هذا بخلافٍ، وقد بيناه.
وروح بن عبادة أبو محمدٍ القيسي، من بني قيس بن ثعلبة، عن شعبة وسعيد بن أبي عروبة وهشام الدستوائي. رويا له. قال أحمد بن حنبل: قال أبو زيد الهروي: كنا عند شعبة، فاستفهمه رجلٌ؟ فقال: لا تكن كأخي قيس بن ثعلبة، يعني روحاً.
وأبو السليل ضريب بن نقير القيسي، تفرد به مسلم.(2/378)
وسليمان بن المغيرة القيسي أبو سعيدٍ، ويقال: أبو سعد، روى له مسلم كثيراً، وذكره البخاري مستشهداً به في باب يدرأ المصلي من مر بين يديه.
والجريري سعيد بن إياسٍ الجريري ثم القيسي.
كل هؤلاء من بني قيس بن ثعلبة.
وقيس بن عباد القيسي البصري، قاله أحمد بن حنبل. رويا له، وقد ذكرناه.
وأبو المنهال سيار بن سلامة، من بني قيس بن ثعلبة، هكذا ذكره محمد بن سعدٍ كاتب الواقدي في ((الطبقات))، والمشهور في نسبه ((الرياحي)) من بني تميم.
وكهمس بن الحسن النمري، من النمر بن قاسطٍ، وقيل له: ((القيسي))؛ لأنه كان نازلاً في أخواله قيسٍ، فنسب إليهم. قاله البخاري عن المقرئ.
ومعبد بن خالدٍ الجدلي القيسي، نسب إلى جديلة قيس عيلان، سمع حارثة بن وهبٍ الخزاعي، وعبد الله بن شداد، روى عنه شعبة والثوري.(2/379)
وعمرو بن عونٍ أبو عثمان القيسي الواسطي، من شيوخ البخاري، عن هشيم وخالد بن عبد الله.
وأبو عامرٍ عبد الملك بن عمروٍ العقدي القيسي، رويا له.
وحيان بن عمير القيسي أبو العلاء، عن سمرة بن جندب. روى له مسلمٌ.
وهدبة بن خالد الأزدي القيسي الثوباني، أخو أمية بن خالدٍ. قال البخاري: هو من بني قيس بن ثوبان في الأزد. من شيوخ البخاري ومسلم.
قال أبو علي: وقرأت على حكم بن محمد أن أبا بكر بن إسماعيل حدثهم قال: نا أبو القاسم البغوي قال: نا هدبة بن خالد القيسي قال: نا همامٌ عن قتادة عن أنس بن مالكٍ قال: كانت نعلا رسول الله صلى الله عليه وسلم لهما قبالان.
وحدثنا أبو عمر أحمد بن محمد التميمي، نا عبد الوارث بن سفيان، نا قاسم بن أصبغ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: نا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال: حدثني الأصمعي قال: نا معتمر بن سليمان عن أبيه(2/380)
أنه قال له: إذا كتبت نفسك في الشهادة فلا تكتب المري، ولا التيمي، واكتب القيسي، فإن أبي كان مكاتباً لبحير بن حمران قال: وكانت أمي مولاةً لبني سليم، فاكتب القيسي، فإن كنت من بني مرة فأنت من قيس بن ثعلبة، وإن كنت من بني سليم فأنت من قيس عيلان، فاكتب القيسي.
ومحمد بن معمر القيسي، وهو البحراني، من شيوخ البخاري ومسلم.
ومحمد بن عبد الأعلى القيسي، من شيوخ مسلم.
العُمَرِيُّ والعمْرِيُّ
فـ (العُمَرِيُّونَ) بضم العين وفتح الميم، جماعةٌ من ولد عمر بن الخطاب -رحمه الله- منهم:
عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب.
ومنهم أيضاً:
عمر وعاصمٌ وواقدٌ بنو محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، مخرجٌ حديثهم في ((الصحيح)).
والقاسم بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، عن سالم بن(2/381)
عبد الله، روى له مسلم وحده. يقال: هو أبو بكر بن عبيد الله بن عبد الله ابن عمر بن الخطاب الذي يروي عنه الزهري حديث: ((إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه)).
وجماعةٌ سوى هؤلاء.
و(العمري) بعين مفتوحة وميمٍ ساكنة، هو:
جعفر بن عون بن جعفر بن عمرو بن حريث، نسب إلى جده عمرو ابن حريث، رويا له.
وعبد الرحمن بن يزيد بن جارية، أخو مجمع بن يزيد الأنصاري العمري، من بني عمرو بن عوف، يروي عنهما القاسم بن محمد. تفرد بهما البخاري.
ومرارة بن الربيع العمري، من بني عمرو بن عوفٍ أيضاً، أحد الثلاثة الذين خلفوا، ثم تاب الله عليهم. جرى ذكره في حديث الثلاثة الذين خلفوا.
العَنَزِيُّ والعَنْزِيُّ والغُبَرِيُّ
فـ (العَنَزِيّ) بتحريك النون؛ من ينسب إلى عنزة بن أسد بن ربيعة(2/382)
ابن نزار، منهم:
ضبة بن محصن العَنَزِيّ، عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه الحسن البصري، روى له مسلم في كتاب الأمراء.
وعبد الله بن أبي الهذيل العَنَزِيّ، عن أبي الأحوص.
وطلق بن حبيب العَنَزِيّ، عن عبد الله بن الزبير. تفرد به مسلمٌ وبالذي قبله.
ومعبد بن هلال العنزي، عن أنس بن مالك، روى عنه حديث الشفاعة. رويا له.
وأيوب بن أبي تميمة السختياني العَنَزِيُّ مولاهم، أحد الأثبات الثقات. يقال: إن أيوب السختياني مولى عمار بن شدادٍ مولىً لبني عنزة، ثم انتموا إلى بني طهية.
قال أبو علي: حدثنا حكم بن محمد قال: نا أحمد بن محمد بن إسماعيل قال: نا أبو بشر الدولابي عن أبي يعلى -هو زكريا بن خالد- نا عون بن الحكم بن سنان القربي قال: حدثني أبي قال: كتب أيوب السختياني فقال رجل: يا أبا بكر المني، قال: موالي عمارٍ ما أقروا(2/383)
أنهم موالي عنزة.
وحسان بن إبراهيم الكرماني العنزي، عن يونس بن يزيد الأيلي. رويا له.
وأبو عبد الله الجسري العنزي، اسمه حميري بن بشير، سماه مسلمٌ، عن عبد الله بن الصامت، قد تقدم ذكره في حرف الحاء.
ومحمد بن المثنى أبو موسى العنزي، يعرف بالزمن، من شيوخ البخاري ومسلم. قال الأصمعي: قال أبو عمروٍ: تقول للقبيلة التي من قيس عيلان: ((جسر)) بالفتح، وكذلك جسر النهر، قال: ولم أسمع ((الجسر)) بكسر الجيم في شيءٍ.
و(العنزي) بسكون النون؛ من ينسب إلى عنز بن وائلٍ أخي بكر بن وائل. قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: وعدد العنزيين في الأرض قليلٌ، منهم:
عامر بن ربيعة العنزي حليف بني عدي بن كعب، شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وابنه عبد الله بن عامر، يعد في الصحابة-أيضاً-. رويا لهما جميعاً.
وقال ابن الكلبي: عامر بن ربيعة من ولد حجير بن سلامان بن(2/384)
مالك بن ربيعة بن رفيدة بن عنز بن وائل أخي بكر بن وائل بن قاسطٍ.
و(الغبري) بغين معجمة مضمومة وباءٍ معجمةٍ بواحدةٍ مفتوحة؛ من ينسب إلى غبر بن غنم بن حبيب -بالتصغير وتشديد الياء- بن كعب ابن يشكر بن بكر بن وائلٍ، منهم:
أبو كثير السحيمي الغبري، واسمه يزيد بن عبد الرحمن بن أذينة -ويقال: غفيلة-، عن أبي هريرة، روى عنه عكرمة بن عمار، روى له مسلم.
ومحمد بن عبيد بن حسابٍ الغبري.
وقطن بن نسيرٍ الغبري. نسيرٌ بالنون المضمومة والسين المهملة. وهما جميعاً من شيوخ مسلم بن الحجاج.
وإنما سمي ((غبر))؛ لأن أباه غنماً تزوج امرأةً قد أسنت، فقيل له في ذلك، فقال: لعلي أتغبر منها ولداً، فولدت له غبر، وهي الناقمية، واسمها رقاش بنت عامرٍ، وهو ناقم بن جدان -بفتح الجيم والدال المهملة- بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار.
العرني والعدني
فـ (العرني) بضم العين مع الراء المهملة؛ من ينسب إلى عرينة بن(2/385)
[مالك -وهو قسر- بن] نذير بن عبقر -وهو بيجلة- بن أنمار، منهم:
الحسن العرني البجلي الكوفي، عن عمرو بن حريث، حدث عنه الحكم بن عتيبة.
و(العدني) بفتح العين المهملة والدال؛ من ينسب إلى عدنٍ مدينةٍ باليمن، منهم:
محمد بن أبي عمر العدني، من شيوخ مسلم، تفرد به.
العذري والعدوي
فـ (العذري) بضم العين والذال المعجمة والراء، هو:
عبد الله بن ثعلبة بن صعير العذري أبو محمدٍ، حليف بني زهرة، رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير، وقد نسبه أحمد بن صالح في حديث رواه عنه فقال: ((العدوي)) فصحف، وإنما هو من بني عذرة بن زيد اللات بن رفيدة من قضاعة. خرج البخاري عنه حديثاً موقوفاً عن سعد بن أبي وقاصٍ، وروى عنه الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح وجهه عام الفتح.(2/386)
و(العدوي) بفتح العين والدال المهملة والواو: من ينسب إلى عدي قريش، وهو عدي بن كعب بن لؤي، منهم:
عمر بن الخطاب رضي الله عنه، رويا له.
ومنهم:
معمر بن عبد الله بن نضلة، وهو معمر بن أبي معمر العدوي، روى عنه سعيد بن المسيب وبسر بن سعيد، روى له مسلم في البيوع حديثين.
وإلى عدي الرباب، وهو عدي بن عبد مناة بن أُدٍّ بن طابخة، منهم:
أبو رفاعة العدوي تميم بن أسد، ويقال: أسيد -بفتح الهمزة وكسر السين- ويقال: أسيد -بضم الهمزة مع التصغير-، له صحبة، روى عنه حميد بن هلال، وقد ذكرناه.
وأبو قتادة العدوي، واسمه تميم بن نذير، عن عمران بن حصين. روى لهما مسلم.
وإسحاق بن سويد العدوي، يروي عنه معتمر بن سليمان.
وحميد بن هلال العدوي، عن عبد الله بن مغفل وأنس بن مالك(2/387)
وأبي رفاعة العدوي وأبي بردة وأبي صالحٍ ذكوان.
وأبو الدهماء قرفة بن بهيسٍ العدوي، تفرد به مسلم وبالأربعة الذين بعده.
وأبو السوار العدوي، واسمه حسان بن حريث، عن عمران بن حصين، روى عنه قتادة.
وحجير بن الربيع العدوي.
وأبو نعامة العدوي عمرو بن عيسى.
وخالد بن عمير العدوي، من كبار التابعين وقدمائهم، عن عتبة بن غزوان. وهؤلاء كلهم مخرجٌ حديثهم في ((الصحيح)).
وإلى عدي خزاعة، وهو عدي بن عمرو بن ربيعة -وهو لحي- ابن حارثة بن عمرو بن عامر؛ منهم:
بديل بن ورقاء الخزاعي العدوي، أتى ذكره في حديث صلح الحديبية.(2/388)
وأبو شريح الخزاعي العدوي، ويقال: الكعبي -كعب خزاعة-، له صحبة، يروي عنه سعيدٌ المقبري ونافع بن جبير بن مطعم، حديثه مخرجٌ في الكتابين.
العوقي والعوفي
فـ (العوقي) بفتح الواو وبالقاف؛ قومٌ ينسبون إلى العوقة بطنٌ من عبد القيس، وهو عوق بن الديل بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى ابن عبد القيس.
قال ابن دريد: ((العوقة من عبد القيس بطنٌ خاملٌ، والعوقة من التعويق، من قولهم: عاقني عن كذا، أي صرفني عنه))، منهم:
أبو نضرة المنذر بن مالك العوقي، صاحب أبي سعيد الخدري، روى له مسلم.
ومحمد بن سنانٍ أبو بكر العوقي الباهلي البصري، هو باهلي النسب، نزل العوقة فنسب إليهم. سمع فليحاً وهماماً وهشيم بن بشير وغيرهم، هو من شيوخ البخاري.
و(العوفي) بسكون الواو وبالفاء، هو:(2/389)
أحمد بن أبي بكر أبو مصعب الزهري ثم العوفي، من ولد عبد الرحمن بن عوف الزهري، روى عنه البخاري.
وفي الرواة عوفِيُّون جماعةٌ غير هذا في غير قريش لم يرو عنهم في الصحيح، ينسبون إلى عوفٍ بن سعد بن ذبيان.
العمي والقمي والقبي
فأما (العمي) بالعين المهملة، فقال ابن الأعرابي: العم مرة بن مالك بن حنظلة، وهم العميون. وقال ابن الكلبي: مرة هذا من ولد عمرو بن مالك بن فهم الأزدي، وهو مرة بن وائل بن عمرو، وهم بنو العم الذي في بني تميمٍ، هذا نسبهم، ثم قالوا: هو مرة بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم، منهم:
عبد العزيز بن عبد الصمد العمي البصري، يكنى أبا عبد الصمد، عن أبي عمران الجوني ومنصورٍ وحصينٍ، رويا له.
وعمران القطان العمي، قاله البخاري، وهو عمران بن داورٍ.
وبهز بن أسدٍ العمي، أخو معلى بن أسد، مخرجٌ حديثهما في الكتابين. وأما معلى فمن شيوخ البخاري.
عقبة بن مكرم العمي، من شيوخ مسلم بن الحجاج.(2/390)
و(القمي) بالقاف المضمومة وبالميم: وقم بلدٌ، منهم:
يعقوب بن عبد الله بن سعد القمي، استشهد به البخاري في كتاب الطب، فقال في حديث: ((الشفاء في ثلاثٍ: شرطة محجمٍ، وشربة عسلٍ، وكيةٌ بنارٍ)): رواه القمي عن ليث عن مجاهدٍ عن ابن عباس.
و(القبي) بالقاف المضمومة والباء المعجمة بواحدةٍ، هو:
سعدان بن بشر القبي الجهني الكوفي، يقال: اسمه سعيد، وسعدان لقبٌ. قال يحيى بن معين: ((القبة بالكوفة بحضرة المسجد الجامع)).(2/391)
قال أبو علي: ورأيت لحمزة بن محمد الكناني المصري أنه قال: القبي نسبٌ إلى بطنٍ من همدان يقال لهم القبيون.
العنبري والعنقزي
فـ (العنبري) من ينسب إلى:
بني العنبر بن عمرو بن تميم، وهم جماعةٌ من الرواة.
و(العنقزي) بالقاف والزاي:
عمرو بن محمد العنقزي أبو سعيد، مولى قريش. ذكره البخاري في المتابعة فقال: حدثنا قتيبة نا العنقزي نا حنظلة. يقال: إنه نسب إلى العنقز، وهو المرزنجوش، ويقال: الريحان، قال الأخطل:
ألا اسلم سلمت أبا مالكٍ ... وحياك ربك بالعنقز(2/392)
العبدي والفيدي والعقدي
فـ (العبديون) جماعةٌ ينسبون إلى عبد القيس في ربيعة بن نزارٍ.
و(الفيدي) بالفاء والياء المعجمة باثنتين من تحت، هو:
أبو جعفر محمد بن جعفر الفيدي الكوفي، نزل فيد، يقال له: ابن أبي المواتية، عن محمد بن فضيل، روى عنه البخاري.
و(العقدي) بفتح العين والقاف، هو:
أبو عامر العقدي البصري، واسمه عبد الملك بن عمروٍ، يقال: إنه ينسب إلى بطنٍ من بجيلة. وقال صاحب كتاب ((العين)): العقد قبيلةٌ من اليمن، وهم من عبد شمس بن سعدٍ.
قال أبو علي: وقال لي أبو عمر النمري: العقديون بطنٌ من قيسٍ. والشاهد لما حكاه لنا أبو عمر ما حدثناه حكم بن محمد، قال: نا أبو بكر بن إسماعيل، قال: نا محمد بن محمد بن النفاح، قال: نا أحمد ابن إبراهيم الدورقي، قال: نا أبو عامر القيسي، قال: نا عبد الله بن جعفر الزهري عن إسماعيل بن محمد، قال: أخبرني عامر بن سعد عن أبيه قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه حتى يرى بياض خده،(2/393)
وعن يساره حتى يرى بياض خده)).
وبه إلى ابن النفاح نا الدورقي قال: نا أبو عامر القيسي، قال: نا عبد الله بن جعفر عن إسماعيل بن محمد عن عامر بن سعد عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قطع شجر الحرم. وهذان الحديثان خرجهما مسلمٌ من حديث أبي عامر العقدي عن عبد الله بن جعفر الزهري المخرمي.
العلقي والعتقي
فـ (العلقي) بفتح العين واللام وقافٍ بعدهما، هو من ينسب إلى علقة حي من بجيلة، وهو علقة بن عبقر بن أنمار، أخوه قسر، منهم:
جندب بن عبد الله بن سفيان العلقي البجلي، وقد قيل فيه: القسري، له صحبة، حديثه مخرج في الكتابين، وربما نسب إلى جده، فقيل: جندب بن سفيان. كان بالكوفة، ثم صار إلى البصرة، روى عنه جماعةٌ من التابعين منهم: عبد الملك بن عمير والأسود بن قيس والحسن البصري وسلمة ابن كهيل وأبو عمران الجوني وأبو تميمة الهجيمي. رويا له.(2/394)
و(العتقي) بعين مهملة مضمومة وتاء معجمة باثنتين من فوقها وهي مفتوحة وقاف في آخر الاسم؛ هو:
عبد الرحمن بن القاسم العتقي الفقيه، صاحب مالك بن أنس.
وأبوه القاسم بن خالد بن جنادة مولى زبيد بن الحارث العتقي، روى له البخاري، عن بكر بن مضر عن عمرو بن الحارث عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن سعيد وأبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((يرحم الله لوطاً، لقد كان يأوي إلى ركنٍ شديد)) الحديث، في تفسير سورة يوسف، ليس له غيره في ((الجامع)). حدث عنه سعيد بن تليد، ولم يرو له مسلمٌ شيئاً.
وقال أبو سعيد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفي: العتقاء الذين ينسب إليهم ليسوا من قبيلةٍ واحدة، هم جمعٌ من قبائل شتى.
وحكى أبو الحسن الدارقطني عن أبي عمر الكندي النسابة: أن عبد الرحمن بن القاسم بن خالد بن جنادة مولى زبيد بن الحارث العتقي،(2/395)
وكان زبيد بن حجر حمير، وذلك أن العتقاء إنما هم جماعٌ، فيهم من حجر حمير، وسعد العشيرة، ومن كنانة مضر وغيرهم.
ومن الأفراد: العوذي
فـ (العوذي) بعين مهملةٍ مفتوحةٍ وواوٍ ساكنةٍ وذالٍ معجمةٍ: من ينسب إلى بني عوذٍ، بطنٌ من الأزد، هو عوذ بن سود بن الحجر بن عمران بن عمرو مزيقيا، منهم:
حسين بن ذكوان المعلم العوذي.
وعقبة بن عبد الغافر أبو نهار العوذي، صاحب أبي سعيد الخدري.
وهمام بن يحيى بن دينار العوذي الأزدي مولى بني عوذ، ويقال فيه: المحلمي الشيباني. من نسبه في الأزد قال: العوذي، ومن نسبه في ربيعة بن نزارٍ قال: المحلمي الشيباني، وهو محلم بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعبٍ، يكنى أبا بكر. عن نافع وثابتٍ وقتادة.
وكلهم مخرجٌ حديثه في الكتابين.
وذكر عبد الغني بن سعيد في كتاب ((المؤتلف والمختلف)) قال:(2/396)
((أبو إدريس العوذي عن عبادة بن الصامت، نسبه لي يعقوب بن المبارك عن أبي عبد الرحمن النسائي عن إبراهيم بن يعقوب عن سعيد بن عامر عن شعبة عن يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عنه)). قال عبد الغني: ((وهو أبو إدريس الخولاني عايذ الله بن عبد الله)).(2/397)
حرف الغين
غَزِيِّة وغُزَيَّة وعُرَيَّة
(غَزِيَّةُ) بغين معجمةٍ مفتوحة، هو:
والد عمارة بن غَزِيَّةَ المازني المدني، ذكره البخاري مستشهداً به في كتاب الزكاة، وروى له مسلم عن سليمان بن بلال عنه عن نعيم المجمر، وعن الدراوردي عنه عن أبي الزبير عن جابر.
و(غُزَيَّةُ) بضم الغين، هي:
أم شريكٍ، اسمها غُزَيِّةُ بنت الأعجم، ويقال فيها: ((غُزَيْلَة)) -أيضاً- بزيادة اللام. روى عنها جابر بن عبد الله وسعيد بن المسيب، فحديث جابرٍ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ليفرن الناس من الدجال))، قالت أم شريك: يا رسول الله، فأين العرب؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((هم قليل)). وحديث ابن المسيب عنها: أن رسول الله أمر بقتل الأوزاغ.(2/399)
قال أبو علي: قال لنا أبو عمر يوسف بن عبد البر النمري: أم شريك هذه أنصارية من بني النجار، والصواب فيها: ((غُزَيْلَةُ)) إن شاء الله. هي التي روى عنها جابر بن عبد الله. وأما أم شريك القرشية العامرية، فاسمها: غُزَيَّةُ بنت دودان بن عوف بن عمرو بن عوف بن عامر ابن رواحة بن حجر ابن عبد بن عامر بن معيص بن عامر بن لوي، يقال: هي التي وهبت نفسها لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد اختلف في التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم اختلافاً كثيراً.
وأما أبو نصر الكلاباذي فجعل أم شريك التي روى عنها سعيد ابن المسيب هي أم شريك غُزَيَّة بنت الأعجم العامرية. فالله أعلم، إلا أن القلب إلى ما قال أبو عمر أميل.
وأما (عُرَيَّةُ) بعين مهملة مضمومة وراءٍ، وهذا تصغير عروة، فربما قالت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم لعروة بن الزبير: ((يا عُرَيَّةُ)). ذكر البخاري من حديث الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة أنه سألها عن قوله تعالى: {حتى إذا استيئس الرسل} الآية، فقالت: يا عُرَيَّةُ، لقد استيقنوا بذلك، وذكر الحديث إلى آخره.(2/400)
قال أبو علي: وقد روينا ذلك عن ابن عباس أيضاً، حدثنا أبو عمر قال: نا عبد الوارث، نا أبو محمد قاسم بن أصبغ، نا أحمد بن زهير، نا يحيى بن معين قال: نا حجاج بن محمد، نا شريك عن الأعمش عن فضيل أراه عن سعيد بن جبير قال: قال ابن عباسٍ لعروة ابن الزبير في حديث ذكره: ((يا عُرَيَّةُ)).
غفلة وغفيلة
(غفلة) بغين معجمة وفاء محركة؛ هو:
سويد بن غفلة أبو أمية الجعفي الكوفي، أدرك الجاهلية والإسلام، عن علي بن أبي طالب وأُبَيِّ بن كعب، حدث عنه خيثمة بن عبد الرحمن وسلمة بن كهيل. رويا له.
(وغفيلة) بغين مضمومة وبزيادة ياء التصغير؛ هو:
يزيد بن عبد الرحمن بن غفيلة، ويقال: أذينة -تصغير أذنٍ-، هو أبو كثير الغبري السحيمي. روى له مسلم، وقد تقدم ذكره.
ومن الأفراد
(غزوان) بغين معجمةٍ وزايٍ، هو:(2/401)
عتبة بن غزوان المازني، ويقال: السلمي، ومازنٌ أخو سليم، وهما ابنا منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان. من كبار الصحابة مهاجرة الحبشة. حدث عنه خالد بن عمير العدوي قال: خطبنا عتبة ابن غزوان بالبصرة فقال: إن الدنيا قد آذنت بصرمٍ وولت جداء، الحديث. روى له مسلم هذا الحديث وحده.
وفضيل بن غزوان الضبي، والد محمد بن فضيل، روى عن أبي حازمٍ الأشجعي وغيره.
ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة المروزي، اسم أبي رزمة غزوان، قاله أبو العباس السراج وغيره، يروى عنه في الكتابين.
وفي التابعين:
عزوان بن زيد الرقاشي، بعينٍ مهملة، روى عنه الحسن البصري، من زهاد أهل البصرة، ليس له ذكرٌ في الكتابين.
(غنيم) بغين معجمة بعدها نون بعدها ياء التصغير؛ هو:
غنيم بن قيس يكنى أبا العنبر، تابعيٌ مخضرمٌ، روى عنه سليمان التيمي، روى له مسلمٌ وحده في كتاب الحج، سألت سعد بن أبي(2/402)
وقاص عن المتعة، فقال: فعلناها وهذا يومئذٍ كافرٌ بالعرش -يعني بيوت مكة- والمشار إليه معاوية بن أبي سفيان.
(غورثٌ) بفتح الغين المعجمة وراءٍ مهملةٍ بعدها ثاءٌ مثلثةٌ، اسم الرجل الذي اخترط السيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم بذات الرقاع وهو نائمٌ تحت شجرةٍ، فقال له: من يمنعك مني؟ قال: الله تعالى.
وغورثٌ فوعلٌ من الغرث، وهو الجوع، وهو غورث بن الحارث، أتى ذكره في حديث جابر بن عبد الله في غزوة ذات الرقاع.(2/403)
ومن النسب في حرف الغين الغنوي والقنوي
فـ (الغنوي) بالغين المعجمة، من ينسب إلى غني بن يعصر -واسمه منبه- بن سعد بن قيس بن عيلان، منهم:
أبو مرثدٍ الغنوي، شهد بدراً، واسمه كناز بن حصنٍ، حليف حمزة بن عبد المطلب، روى له واثلة بن الأسقع صحابيٌ أيضاً. روى له مسلم وحده.
ومحمد بن سوقة الغنوي الفقيه من أهل الكوفة، عن سعيد بن جبير ونافع بن جبير ومنذرٍ الثوري. رويا له.
وزيد بن أبي أنيسة الغنوي، مولىً لهم، الرهاوي، يكنى أبا أسامة.(2/404)
استشهد به البخاري في كتاب الصوم، قال: وقال عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: قالت امرأةٌ للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أمي ماتت وعليها صوم نذرٍ. وخرج عنه مسلمٌ هذا الحديث من طريق زكريا بن عديٍ عن عبيد الله بن عمرو عن زيد بإسناده.
وبشير بن المهاجر الغنوي، عن عبد الله بن بريدة، روى له مسلمٌ وحده في كتاب الرجم.
و(القنوي) بالقاف، هو:
قرة بن حبيب القنوي، ويقال له: صاحب القنا، ويقال له: الرماح، أبو علي القشيري. عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، خرج البخاري في غزوة خيبر عن الحسن -غير منسوبٍ، يقال: إنه ابن الصباح الزعفراني- عن قرة بن حبيب.
ومن الأفراد
(الغُدانيّ) بضم الغين والدال المهملة المخففة، من ينسب إلى غدانة(2/405)
-بضم الغين والدال الخفيفة- بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة ابن تميم. والشاهد لتخفيف الدال قول الفرزدق:
أبني غدانة إنني حررتكم ... فوهبتكم لعطية بن جعال
منهم:
منصور بن عبد الله الغداني، عن الشعبي، روى عنه ابن علية، روى له مسلم وحده في كتاب الإيمان.
وأحمد بن عبيد الله بن سهيل الغداني البصري، سمع أبا أسامة حماد بن أسامة، سمع منه البخاري.
(الغيلاني) بغينٍ معجمةٍ، هو:
سليمان بن عبيد الله أبو أيوب الغيلاني، من شيوخ مسلمٍ، حدث عن أبي عامرٍ العقدي، تفرد به.(2/406)
حرف الفاء
فيه من أفراد الأسماء
(فروخ) بفتح الفاء وتشديد الراء مع ضمها، هو:
عبد الله بن فروخ، عن أبي هريرة، روى عنه شداد أبو عمار، انفرد به مسلم.
وربيعة بن أبي عبد الرحمن، واسم أبي عبد الرحمن فروخٌ، الفقيه المدني، عن أنس بن مالك والقاسم بن محمد وحنظلة بن قيس ويزيد مولى المنبعث. رويا له.
وشيبان بن فروخ الأبلي، وهو شيبان بن أبي شيبة، عن حماد بن سلمة وغيره، انفرد به مسلم، وقد تقدم ذكره.
وفي حديث أبي هريرة في الطهارة من كتاب مسلم أن أبا(2/407)
حازم الأشجعي قال له -حين توضأ فبلغ بالوضوء إلى إبطه-: ما هذا الوضوء؟ فقال: يا بني فروخٍ أنتم ههنا، الحديث.(2/408)
وفيه من المنسوب الفروي والفوزي
فـ (الفروي) بتقديم الراء على الواو، هو:
أبو علقمة الفروي، عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي فروة، مولى عثمان بن عفان، عن صفوان بن سليم ويزيد بن خصيفة، روى عنه أحمد بن عبدة الضبي وغيره، تفرد به مسلم.
وابن عمه إسحاق بن محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن أبي فروة أبو يعقوب الفروي، عن مالك بن أنس ومحمد بن جعفر، روى عنه البخاري، وروى عن محمد بن عبد الله عنه، ويقال: إنه الذهلي.
و(الفوزي) بتقديم الواو على الزاي، هو:
خطاب بن عثمان الفوزي أبو عمروٍ الشامي ثم الحمصي، عن محمد بن حمير، روى عنه البخاري في الذبائح.(2/409)
الفطري والقنطري
فـ (الفطري) بالفاء المكسورة، هو:
محمد بن موسى الفطري، مدنيٌ، مولى بني مخزوم، وقال البخاري: ((محمد بن موسى بن أبي عبد الله مولى الفطريين موالي بني مخزوم))، يروي عن عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة، حدث عنه خالد ابن مخلد، تفرد بالرواية له مسلم.
و(القنطري) بالقاف المفتوحة وبزيادة نونٍ، هو:
عباس بن الحسين أبو الفضل القنطري البغداذي، ينسب إلى قنطرة بردان بشرقي بغداذ، من شيوخ البخاري، يروي عن يحيى بن آدم ومبشر بن إسماعيل الحلبي.
والحكم بن موسى القنطري أبو صالح البغداذي، عن يحيى بن حمزة وشعيب بن إسحاق، من شيوخ مسلم، وعلق عنه البخاري في كتاب الجنائز فقال: وقال الحكم بن موسى عن يحيى بن حمزة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أن القاسم بن مخيمرة حدثه عن أبي بردة(2/410)
ابن أبي موسى قال: وجع أبو موسى، الحديث.
ومنصور بن النعمان القنطري، استشهد به البخاري.(2/411)
حرف القاف
باب قطنٍ وفطرٍ
فـ (قطنٌ) بالقاف والنون، هو:
قطن بن كعبٍ أبو الهيثم القطعي البصري، خرج البخاري في ذكر أيام الجاهلية، عن عبد الوارث بن سعيد، عنه، عن أبي يزيد المدني.
وأبو قطنٍ عمرو بن الهيثم بن قطن بن كعب القطعي، روى له مسلم.
وقطن بن وهب بن عويمر بن الأجدع، عن يحنس مولى مصعب ابن الزبير، روى عنه مالك والضحاك بن عثمان. روى له مسلم -أيضاً-.
وقطن بن نسير الغبري، من شيوخ مسلم بن الحجاج.
قال أبو علي: حدثنا حكم بن محمد، نا أبو بكر بن إسماعيل، قال: نا عبد الله بن محمد البغوي، نا قطن بن نسير الغبري، نا أبو عبادٍ البصري، قال: نا جعفر بن سليمان، قال: نا ثابتٌ، عن أنسٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(2/413)
((ليسألن أحدكم ربه حاجته كلها، حتى يسأله شسع نعله إذا انقطعت)).
و(فطرٌ)) بالفاء والراء، ممن ذكر في الصحيح، هو:
فطر بن خليفة أبو بكرٍ الحناط، مولى عمرو بن حريثٍ، تقدم ذكره.
قهدٌ وفهدٌ
فبالقاف يأتي في نسب خولة بنت قيس بن قهدٍ الأنصارية، تكنى أم محمد، يقال: هي امرأة حمزة بن عبد المطلب، ويقال لها: خولة بنت ثامرٍ. ويقال: إن ثامراً لقبٌ لقيس بن قهدٍ. خرج البخاري في كتاب فرض الخمس عن النعمان بن أبي عياش عنها.
قال أبو نصر الكلاباذي: هي التي يقال لها: أم صبية، وقاله البخاري -أيضاً-.(2/414)
وذكر أبو الحسن الدارقطني في كتاب ((الإلزامات)) أن البخاري خرج عن النعمان بن أبي عياش عن خولة بنت ثامرٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق)).
قال أبو الحسن: ولا نعرف خولة بنت ثامرٍ إلا في هذا الحديث، ولم يرو عنها غير النعمان بن أبي عياش. وهذا اللفظ يشبه لفظ عبيد سنوطا عن خولة بنت قيس بن قهدٍ امرأة حمزة بن عبد المطلب.
قال أبو علي: حدثنا حكم بن محمد بن حكم، قال: نا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن الفرج، قال: نا محمد بن زبان وأحمد ابن عبد الوارث، قالا: نا عيسى بن حمادٍ، نا ليث بن سعدٍ، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي الوليد قال: سمعت خولة بنت قيس بن قهد -وكانت تحت حمزة بن عبد المطلب- تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن هذا المال خضرةٌ حلوةٌ، من أصابه بحقه بورك له فيه، ورب متخوضٍ فيما شاءت نفسه من مال الله ورسوله ليس له يوم القيامة إلا النار)).(2/415)
وأبو الوليد في هذا الإسناد هو عبيد سنوطا.
قال أبو علي: وحدثنا حكم بن محمد قال: نا أبو بكر بن إسماعيل، قال: نا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي إملاءً بمكة سنة عشرٍ وثلاث مئةٍ قال: نا محمد بن بكارٍ قال: نا أبو معشرٍ عن سعيدٍ هو المقبري عن عبيدٍ سنوطا قال: دخلت على خولة بنت قيسٍ، وهي امرأة النعمان بن عجلان يومئذٍ، وهي التي كانت عند حمزة بن عبد المطلب، فقلت لها: حدثينا يا أم محمدٍ حديثاً، قال لها زوجها: انظري ما تحدثين، فإن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير ثبتٍ شديدٌ، فقالت: بئس ما أحدثكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما ينفعكم وأكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الدنيا حلوةٌ خضرةٌ، فمن يأخذ مالاً بحله يبارك له فيه، ورب متخوضٍ في مال الله ومال رسوله فيما شاءت نفسه، له يوم القيامة النار)).
قال أبو علي: وحدثنا حكمٌ قال: نا أبو إسحاق إبراهيم بن علي ابن محمد بن غالب التمار في منزله بمصر، قال: نا أبو الفضل جعفر ابن أحمد بن عبد السلام، قال: نا الحسن بن محبوب، قال: نا أبو بدرٍ(2/416)
شجاع بن الوليد، عن يحيى بن سعيد، عن عمر بن كثير بن أفلح، عن عبيدٍ أنه سمع خولة بنت قيس امرأة حمزة تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمزة -رضي الله عنه- يتذاكران الدنيا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الدنيا خضرةٌ، من أخذها بحقها بورك له فيها، ورب متخوضٍ في مال الله ومال رسوله له النار يوم القيامة)).
وأما (فهدٌ) بالفاء فغير واحدٍ، وليس لواحدٍ منهم ذكرٌ في الكتابين.
ومن أفراد الأسماء
(قرظة) بالقاف والراء محركتين بالفتح على مثال شجرة، هو:
قرظة بن كعب الأنصاري الخزرجي، من كبار الصحابة، جرى له ذكرٌ في كتاب مسلم أنه أول من نيح عليه بالكوفة.
(القشب) بالقاف المكسورة بعدها شين معجمة ساكنة، في نسب عبد الله بن مالك بن القشب، وهو عبد الله بن بحينة الأزدي، له صحبة ورواية، وبحينة أمه، وقد تقدم ذكرها.(2/417)
ذكر المفضل بن غسان الغلابي قال: نا حماد بن عيسى عن جعفر عن أبيه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلاة الصبح وبلالٌ يقيم وإذا ابن القشب يصلي ركعتي الفجر، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا ابن القشب، أتصلي الصبح أربعاً))؟.
قال الغلابي: فأخبرني أبو عبد الله -يعني ابن حنبل- أن ابن القشب من أشراف الأزد، وهم أخوال بني الحارث بن عبد المطلب وأخوال سعد بن أبي وقاصٍ. وابن القشب هو عبد الله بن مالكٍ ابن بحينة.
(القرد) بفتح القاف وتحريك الراء، في نسب سفيان بن أبي زهيرٍ الشنئي، واسم أبي زهير القرد بفتح الراء، قاله شباب العصفري، وهو خليفة بن خياط. ولسفيان صحبةٌ وروايةٌ، تفرد به مسلمٌ.
(قطبة) بقافٍ مضمومة بعدها باء معجمة بواحدةٍ، هو:(2/418)
قطبة بن مالك الثعلبي، له صحبة، روى عنه زياد بن علاقة، روى له مسلم وحده حديثاً واحداً في الصلاة.
وقطبة بن عبد العزيز الكوفي، سمع الأعمش، روى عنه يحيى بن آدم، انفرد به مسلم.
(أبو قرصافة) بكسر القاف وصادٍ مهملة، هو:
واثلة بن الأسقع يكنى أبا قرصافة، وأبا الأسقع، له صحبة، سكن الشام، روى عن أبي مرثد الغنوي عن النبي صلى الله عليه وسلم في كتاب الجنائز من كتاب مسلم، وروى له البخاري في ذكر بني إسرائيل، عن عبد الواحد النصري، عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(قزعة) بن يحيى مولى زيادٍ، الزاي متحركة، عن أبي سعيد الخدري، يروي عنه عبد الملك بن عمير ومجاهدٌ وعطية بن قيس وربيعة ابن يزيد. مخرجٌ حديثه في الكتابين.
ويحيى بن قزعة الحجازي، من شيوخ البخاري، يروي عن مالك ابن أنس وإبراهيم بن سعدٍ.(2/419)
وأبو قزعة الباهلي سويد بن حجير، عن أبي نضرة، روى له مسلم وحده.
(قرفة) بقافٍ مكسورة بعدها راء مهملة بعدها فاء، هو:
أبو الدهماء قرفة بن بهيسٍ-بالباء المعجمة بواحدةٍ وسين مهملة-، عن عمران بن حصين وهشام بن عامر، روى له مسلم وحده.
(قهزاذ) بقاف مضمومة وزاي وذال معجمة، يأتي في نسب محمد بن عبد الله بن قهزاذٍ المروزي، سمع عبدان وسلمة بن سليمان المروزي، روى عنه مسلم وحده.(2/420)
ومن المنسوب في حرف القاف القري والقرني
فـ (القري) بالقاف المضمومة وكسر الراء وشدها، هو:
مسلم القري. قال البخاري هو: ((مسلم بن مخراق مولى بني قرة، حيٌ من عبد القيس، سمع ابن عمر))، تفرد بالرواية له مسلم.
وقال الدارقطني: ((إنما قيل له: ((القري)) لأنه كان ينزل قنطرة قرة)).
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثنا أبي، نا معاذٌ، نا ابن عونٍ، عن مسلم مولىً لعبد القيس، وكان شعبة يقول: القرني.
و(القرني) بفتح القاف والراء بعدهما نون؛ هو:
أويسٌ القرني الزاهد، منسوب إلى حيٍ من مرادٍ، وهو من قرن(2/421)
ابن ردمان بن ناجية بن مراد. ذكر حديثه مسلم بن الحجاج.
القطعي والقطيعي
فـ (القطعي) بضم القاف وفتح الطاء؛ من ينسب إلى قطيعة -بضم القاف- بن عبس بن بغيض بن ذبيان، منهم:
حذيفة بن اليمان، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم العبسي ثم القطعي.
ومنهم:
ربعي بن حراشٍ، من كبار التابعين، رويا له.
وقطن بن كعب القطعي، عن أبي يزيد المدني.
وابن ابنه: عمرو بن الهيثم بن قطن، وقد مر ذكرهما قبل.(2/422)
وحزم بن أبي حزم القطعي، واسم أبي حزم مهران، حدث عن الحسن البصري، روى له البخاري في صفة النبي صلى الله عليه وسلم.
ومحمد بن يحيى بن مهران القطعي، وهو ابن أخي حزم، وهو من شيوخ مسلم بن الحجاج.
و(القطيعي) بفتح القاف وزيادة ياء بعد الطاء، هو:
أبو معمر القطيعي، واسمه إسماعيل بن إبراهيم بن معمر الهذلي ثم الهروي، كان يسكن قطيعة الربيع ببغداذ؛ فنسب إليها.
وببغداذ قطايع، منها: قطيعة الربيع، موضعٌ اقتطعه الربيع في أيام المنصور، ومنها: قطيعة الدقيق، وغيرهما.
وأبو معمر هذا من شيوخ البخاري، حدث عن أبي أسامة، وقد روى البخاري عن محمد بن عبد الرحيم عنه في صفة النبي صلى الله عليه وسلم.
ومحمد بن سابقٍ أبو جعفر التميمي مولاهم القطيعي عن شيبان النحوي، ومالك بن مغول، أصله كوفي، ثم سكن بغداذ في قطيعة الربيع، ومات بها.(2/423)
القاري والقارئ
فـ (القاري) بتشديد الياء، وهي ياء النسب، بغير همز، هو:
عبد الرحمن بن عبدٍ أبو محمد القاري المدني، نسب إلى القارة، وهم بنو الهون بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر حليف بني زهرة عامل عمر بن الخطاب على بيت المال، سمع عمر، روى عنه عروة ابن الزبير، وحميد بن عبد الرحمن.
ومنهم:
يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبدٍ القاري، سكن الإسكندرية، سمع أبا حازم سلمة بن دينار، وعمرو بن أبي عمروٍ، رويا له.
و(القارئ) بالهمز؛ من ينسب إلى القراءة، وذلك واسع، منهم:
عبد الله بن السائب المخزومي القارئ، له صحبة، روى له مسلم.
وهارون بن موسى القارئ أبو عبد الله النحوي الأعور، سمع شعيب بن الحبحاب، والزبير بن الخريت، حدث عنه موسى بن إسماعيل، وحبان بن هلال.(2/424)
القبائي والقباني
فـ (القبائي) بضم القاف وتخفيف الباء، هو:
أفلح بن سعيد القبائي، سكن قباء بالمدينة فنسب إليها، عن عبد الله ابن رافع، مولى أم سلمة، حدث عنه أبو عامر العقدي، روى له مسلم وحده.
و(القباني) بفتح القاف وتشديد الباء المعجمة بواحدة، ونون بعد الألف، يتصل بها ياء النسب، هو:
الحسين بن محمد بن زياد القباني النيسابوري الحافظ، أحد أركان الحديث، رحل وأكثر السماع، وصنف ((المسند)) و((التاريخ)) و((الكنى)) والأبواب، وتوفي في سنة تسعٍ وثمانين ومئتين.
خرج البخاري عن حسين غير منسوب عن أحمد بن منيعٍ في كتاب الطب، قال أبو نصر الكلاباذي: ((هو عندي حسين بن محمد بن زياد القباني، كان عنده ((مسند أحمد بن منيع))، وبلغني أنه كان يلزم البخاري ويهوى هواه لما وقع له بنيسابور ما وقع)).(2/425)
القاضي والقاص
فـ (القاضي) بالضاد المعجمة؛ جماعةٌ من الناس.
و(القاص) بالصاد المهملة، هو من ينسب إلى القصص، جماعةٌ -أيضاً- منهم:
محمد بن كعب بن سليم القرظي، أبو حمزة القاص، عن زيد بن أرقم، رويا له.
وأبو حزرة القاص، واسمه: يعقوب بن مجاهد، عن عبادة بن الوليد، روى له مسلم وحده، وقد تقدم ذكره.
ومحمد بن قيس القاص، قاص عمر بن عبد العزيز، كان يقص بالمدينة.
وعطاء بن يسار قاص أهل المدينة -أيضاً-.
وسعيد بن حسان، قاص أهل مكة، عن عروة بن عياض، عن جابر حديثه في العزل، روى عنه سفيان بن عيينة، وأبو أحمد الزبيري، روى له مسلم وحده.(2/426)
ومعبد بن خالد الجدلي القيسي القاص الكوفي، عن حارثة بن وهب الخزاعي، رويا له.
وسلام بن أبي مطيع القاص، قاله يحيى بن معين.
وعمر بن ذرٍّ المرهبي القاص.
القسري والقشيري
فـ (القسري) بالسين المهملة؛ من ينسب إلى قسر بن عبقر بن أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث، أخي الأزد بن الغوث، وإلى هذا نسب:
خالد بن عبد الله القسري، وفي ((الصحيح)) لمسلم في رواية أبي أحمد الجلودي: حدثني يعقوب الدورقي، قال نا إسماعيل عن خالد عن أنس بن سيرين، قال: سمعت جندباً القسري يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله)).
فإن صح هذا في الرواية؛ فإنما نسب جندبٌ إلى قسر، وهو من بني علقة بن عبقر؛ لأن علقة وقسرا أخوان، وكلاهما في بجيلة.
والمشهور في جندب أنه علقي لا قسري.(2/427)
و(القشيري)؛ كثير، منهم:
حاتم بن أبي صغيرة القشيري، وغيره.
ومن الأفراد
(القردوسي) بضم القاف ودالٍ وسينٍ مهملتين، هو:
هشام بن حسان القردوسي الأزدي من أنفسهم، ويقال: مولاهم، البصري، عن الحسن وابن سيرين، رويا له.
ويقال: القراديس حيٌ من الأزد وكان نازلاً في درب القراديس؛ فنسب إليهم، وكان من العتيك.
(القسملي) بفتح القاف وبالسين المهملة، هو:
عبد العزيز بن مسلم القسملي -والقساملة في الأزد- رويا له.
وأبو ظلال القسملي، واسمه: هلال بن بشر الأزدي البصري،(2/428)
ذكره البخاري في المتابعة، في إثر حديثٍ عن أنس بن مالك في كتاب المرضى قوله: ((إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه، ثم صبر.. .. )) الحديث.
و(القتباني) بالقاف المكسورة والتاء المعجمة باثنتين من فوق، بعدها باءٌ منقوطة بواحدة. وقتبان في اليمن في رعين، هو:
المفضل بن فضالة القتباني المصري، قاضيها، يروي عن عقيل بن خالد، حديثه مخرجٌ في الكتابين.
وعياش بن عباس القتباني المصري، وقد تقدم ذكره، روى له مسلم وحده.
وفي التابعين:
رفاعة القتياني -بالفاء والتاء المعجمة باثنتين من فوق والياء المعجمة باثنتين من تحت- وفتيان بطنٌ من بجيلة، يروي عن عمرو ابن الحنق، ليس له في الكتابين شيءٌ، حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أيما رجلٍ أمن رجلاً على نفسه فقتله فأنا بريءٌ من القاتل، وإن كان المقتول(2/429)
كافراً)).
(القطواني) بفتح القاف والطاء، هو:
خالد بن مخلد أبو الهيثم القطواني، كوفي بجلي، عن سليمان ابن بلال، والمغيرة بن عبد الرحمن، روى عنه البخاري، ثم حدث عن محمد بن عثمان بن كرامة عنه، وروى مسلمٌ عن رجلٍ عنه.
سمعت أبا الوليد الباجي الفقيه يقول: قال لي أهل الكوفة -أيام مقامي بها-: إن قطوان قريةٌ على باب الكوفة، نسب إليها.
وكذلك روينا عن أبي ذر أنه قال: قطوان محلة على باب الكوفة.
قال أبو علي: وحدثنا أبو عمر النمري نا خلف بن قاسم نا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال نا عبد الرحمن بن الفضل الفسوي قال: سمعت البخاري يقول: كان خالد بن مخلد يغضب من القطواني.(2/430)
حرف الكاف
كثيرٌ وكبيرٌ وكنيزٌ
فـ (كثيرٌ) في المحدثين بالثاء المثلثة، وأبو كثير جماعة، منهم:
أبو كثير الغبري، واسمه يزيد، عن أبي هريرة.
وأبو كثير الجلاح، مولى عمر بن عبد العزيز، روى لهما مسلم، وقد مر ذكرهما.
و(كبير) بباءٍ معجمة بواحدة مكسورة، هو:
والد جنادة بن أبي أمية، واسمه: كبير، روى جنادة عن عبادة بن الصامت، حدث عنه بسر بن سعيد، وعيمر بن هانئٍ، رويا له.
وكبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة، في نسب زينب بنت جحشٍ وجماعةٍ من الصحابة، وغيرهم.
و(كنيزٌ) بالنون والزاي والكاف مفتوحة، هو:
جد عمرو بن علي بن بحر بن كنيز الفلاس، من شيوخ البخاري ومسلم.(2/431)
كَرِيْز وكُرَيْز
فـ (كَرِيْزٌ) بفتح الكاف وكسر الراء.
طلحة بن عبيد الله بن كَرِيز، عن أم الدرداء، حدث عنه فضيل بن غزوان وموسى بن ثروان المعلم.
والحديث: ((من دعا لأخيه بظهر الغيب)) انفرد مسلم بالرواية له.
و(كُرَيْز) بضم الكاف وفتح الراء، هو:
عبد الله بن عامر بن كريز بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف، أتى ذكره في ((الجامع)) في كتاب الصلح، وكتاب الفتن، له صحبة.
وأبو سعيد مولى عبد الله بن عامر بن كُرَيْز، يروي عن أبي هريرة، حدث عنه أسامة بن زيد، وداود بن قيس، انفرد مسلم بالرواية له.
وكان محمد بن وضاح وغيره يفرق بين كَرِيز وكُرَيْز؛ يقول: كَرِيْز -بفتح الكاف- في خزاعة، وبضمها في بني عبد شمس بن عبد منافٍ.
كنازٌ وكبارٌ
فـ (كنازٌ) بفتح الكاف وتشديد النون، وبالزاي، هو:(2/432)
كناز بن حصن، ويقال: ابن حصين، أبو مرثد الغنوي، حليف حمزة بن عبد المطلب، شهد بدراً، روى عنه واثلة بن الأسقع، روى له مسلم وحده حديثاً في الجنائز.
و(كِبار) بكسر الكاف بعدها باءٌ منقوطةٌ بواحدة مخففة، بعدها راءٌ مهملة، يجيء في نسب:
الشعبي الفقيه، واسمه: عامر بن شراحيل بن عبد ذي كبار.
ووهب بن منبه بن كامل بن سيج بن ذي كبار، من أبناء فارس.
وذو كبار؛ قيلٌ من أقيال اليمن، من ولده من ذكرنا.
أبو كدينة وأبو كريمة
فـ (أبو كدينة) بضم الكاف بعدها دالٌ مهملة ثم ياء التصغير، بعدها نون، هو:
يحيى بن المهلب، يكنى: أبا كدينة البجلي الكوفي، روى له البخاري حديثاً موقوفاً في ذكر أيام الجاهلية، عن حصين بن عبد الرحمن.(2/433)
و(أبو كريمة) بفتح الكاف بعدها راءٌ مهملة، وبالميم، هو:
المقدام بن معديكرب، يكنى أبا كريمة الكندي الشامي، له صحبة، روى عنه خالد بن معدان، حديثه: ((كيلوا طعامكم يبارك لكم فيه))، ذكره البخاري في كتاب البيوع)).
أفرادٌ من الأسماء
(أبو كبشة) بالباء المعجمة بواحدة، والشين المعجمة، هو:
أبو كبشة السلولي، من تابعي أهل الشام، عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، روى عنه حسان بن عطية، روى له البخاري في كتاب الهبة والأنبياء.
وأبو كبشة هذا لا يعرف اسمه، وقد سماه الحاكم: البراء بن قيس، ووهم في ذلك، ورد عليه أبو محمد عبد الغني رداً حسناً، فشفى في ذلك، والصواب في ذلك: أن أبا كبشة السلولي رجلٌ من أهل الشام لا يعرف اسمه، وأن البراء بن قيس رجلٌ آخر من أهل الكوفة،(2/434)
يكنى: أبا كيسة -بالياء المعجمة باثنتين والسين المهملة-، وهو سكونيٌ -بالكاف- من السكون من كندة، والأول سلوليٌ -باللام-، هكذا ذكره النسائي في ((الأسماء والكنى))، وتابعه على ذلك أبو بشر الدولابي، وقاله أحمد بن صالح الكوفي.
وأما محمد بن إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج، وأبو الحسن الدارقطني؛ فإنهم قالوا في البراء بن قيس: أبو كبشة -بالباء والشين المعجمة-.
وقول أحمد بن صالح، والنسائي، والدولابي أصح عندهم.
(كرديد) بالكاف المكسورة والراء والدال المهملة المكررة، هو:
والد عبد الحميد صاحب الزيادي، وهو: عبد الحميد بن كرديد،(2/435)
قال ذلك: أحمد بن حنبل، حديثه مخرج في الكتابين.
ومن النسب الكلبي والكليبي
فـ (الكلبي) جماعةٌ ينسبون إلى: كلب بن وبرة من قضاعة.
و(الكليبي) بضم الكاف وفتح اللام بعدهما ياء التصغير؛ من ينسب إلى كليب بن يربوع من بني تميم، منهم:
القاسم بن عاصم الكليبي البصري، سمع زهدماً الجرمي، روى عنه أيوب السختياني مقروناً معه أبو قلابة، كلاهما عن زهدمٍ، في كتاب البخاري.(2/436)
حرف اللام
(ابن اللتبية) بضم اللام وسكون التاء؛ رجلٌ من الأزد، استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدقات بني سليم، مذكورٌ في حديث أبي حميد الساعدي.
وقال أبو بكر بن دريد: بنو لتبٍ بطنٌ من الأزد، منهم: ابن اللتبية، رجلٌ من الأزد، له صحبةٌ.
ومن المنسوب الليثي واللبقي
فـ (الليثيون) من ينسب إلى بني ليث بن بكر بن عبد مناة، كثير.
و(اللبقي) بفتح الباء المعجمة بواحدة بعدها قاف، هو:
علي بن سلمة اللبقي، عن شبابة، ومالك بن سعير، في حديث(2/437)
عائشة: ((إن لي جارين، وحديث عائشة: ((لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم))، قاله أبو نصر الكلاباذي.(2/438)
حرف الميم
باب معقل ومغفل
فـ (معقلٌ) بالعين المهملة والقاف، هو:
معقل بن يسار المزني، من الصحابة، حدث عنه الحسن البصري، والحكم بن عبد الله بن الأعرج، رويا له.
ومعقل بن عبيد الله الجزري، روى له مسلم نسخةً عن أبي الزبير.
وعبد الله بن معقل بن مقرن المزني، عن علي بن أبي طالب، وكعب بن عجرة، وثابت بن الضحاك، وعدي بن حاتم، حدث عنه أبو إسحاق السبيعي، وعبد الرحمن بن الأصبهاني، وعبد الله بن السائب، رويا له.
وشداد بن معقل، أتى ذكره في فضائل القرآن من ((الجامع))، قال عبد العزيز بن رفيع: ((دخلت أنا وشداد بن معقل على ابن عباسٍ)) الحديث.
و(مغفل)) بضم الميم والغين المعجمة والفاء أخت القاف، وهي مشددة، هو:
عبد الله بن مغفل المزني أبو سعيد، ويقال: أبو زياد، نزل البصرة، له صحبة، روى عنه عبد الله بن بريدة، ومعاوية بن قرة، وحميد بن(2/439)
هلال، وعقبة بن صهبان، ومطرف بن عبد الله، وسعيد بن جبير، رويا له.
منبهٌ ومنية
(منبهٌ) بالنون والباء المعجمة بواحدة من أسفل؛ كثير، منهم:
همام ووهب ابنا منبهٍ، سمع همامٌ أبا هريرة، حديثهما في الكتابين.
و(منية) بسكون النون وياء معجمة باثنتين من تحت، هو:
يعلى بن منية التميمي، وهو -أيضاً- يعلى بن أمية؛ أبوه أمية، وأمه منية بنت غزوان، أخت عتبة بن غزوان، من الصحابة، حديثه في الكتابين.
منيرٌ ومنينٌ
فـ (منيرٌ) بالراء، هو:
عبد الله بن منير المروزي، أبو عبد الرحمن الزاهد، من شيوخ البخاري، حدث عن يزيد بن أبي حكيم العدني، وأبي النضر هاشم بن القاسم.
وأبو منير بدل بن المحبر اليربوعي البصري، من شيوخ البخاري -أيضاً-.
و(منين) بنونين والميم مضمومة، هو:(2/440)
يزيد بن كيسان، يكنى: أبا منين، ويكنى -أيضاً- أبا إسماعيل، وهي أشهر به، روى له مسلم وحده.
معيرٌ ومعينٌ
فـ (معيرٌ) بكسر الميم والعين ساكنة مهملة بعدها ياء معجمة باثنتين من تحت، وهي مفتوحة، بعدها راء، هو:
سمرة بن معير أبو محذورة الجمحي، مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال بعضهم: اسمه أوس بن معير، روى له مسلم وحده حديثاً واحداً في الأذان.
ومعقل بن يسار بن عبد الله بن معير أبو علي، له صحبة، روى له البخاري ومسلم.
و(معينٌ) بفتح الميم وبالنون، هو:(2/441)
يحيى بن معين أبو زكريا، صاحب التجريح والتعديل، روى عنه البخاري ومسلم، وروى البخاري عن رجلٍ عنه عن محمد بن جعفر غندرٍ، وحجاج بن محمد، وإسماعيل بن مجالد.
مثنى وميناء ومهنأ
أما (مثنى) بالثاء المثلثة، وابن المثنى، وأبو المثنى؛ فكثير.
وأما (ميناء) بكسر الميم وياء منقوطة باثنتين من تحت بعدها نون، هو:
عطاء بن ميناء، مولى ابن أبي ذبابٍ، مدنيٌ عن أبي هريرة، روى عنه عمرو بن الحارث، وسعيد بن أبي سعيد.
وسعيد بن ميناء أبو الوليد المكي، عن أبي هريرة، وجابرٍ. روى عنه سليم بن حيان، وحنظلة بن أبي سفيان، حديثهما مخرجٌ في الكتابين.
و(مهنأ) بالهاء المشقوقة هو:
خلف بن خالد، أبو المهنأ القرشي، رجل من أهل مصر، من شيوخ البخاري، ذكر له حديثاً واحداً عن بكر بن مضر في علامات النبوة.
ويكتب (مهنأ) بالألف، وهي صورة الهمزة، إلا أن أهل الحديث(2/442)
يتسامحون في كتابه بالياء.
محرزٌ ومحررٌ ومجززٌ
فـ (محرزٌ) بالحاء المهملة والراء بعدها زايٌ معجمة؛ كثير، منهم:
صفوان بن محرز المازني، من تابعي البصرة، سمع ابن عمر، رويا له.
وابن أخيه خالد بن عبد الله بن محرز الأثبج المازني، روى له مسلم.
وعبيد الله بن محرز، روى عنه أبو نعيم في ((الجامع)) في كتاب الأحكام حديثاً، قال: جئت بكتاب من موسى قاضي البصرة.
ومحرز بن عون بن أبي عون من شيوخ مسلم وحده.
و(محررٌ) براءين مهملتين الأولى مشددة، هو:
عبد الله بن محرّر العامري الجزري، مولى بني عقيل، ولاه أبو جعفر قضاء الرقة، ذكره مسلم في صدر كتابه، قال عبد الله بن المبارك: لو خيرت بين أن أدخل الجنة وبين أن ألقى عبد الله بن محرر؛ لاخترت لقاءه ثم أدخل الجنة، فلما رأيته كانت بعرةٌ أحب إلي منه.
و(مجزز) بجيم وزايين معجمتين، الأولى مكسورة مشددة، هو:(2/443)
مجززٌ المدلجي القائف، أتى ذكره في حديث عائشة -رضي الله عنها- حين قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألم تري أن مجززاً المدلجي.. .. )) الحديث.
وعلقمة بن مجزز بن الأعور بن جعدة بن معاذ بن عتوارة بن عمرو بن مدلج بن مرة بن عبد مناة بن كنانة المدلجي، له صحبة، وذكره الطبري في الصحابة.
وذكره أبو الحسن الدارقطني وعبد الغني هكذا: مجززٌ -بجيم وزايين- بعثه عمر بن الخطاب في جيشٍ إلى الحبشة فهلكوا كلهم؛ فرثاه جواسٌ العذري، فقال:
إن السلام وحسن كل تحيةٍ ... يغدو على ابن مجززٍ ويروح
وروايتنا في ((الجامع)): علقمة بن محرز -بالحاء والراء والزاي-(2/444)
عن أبي علي بن السكن وغيره، حيث ترجم البخاري في المغازي فقال:
باب سرية عبد الله بن حذافة السهمي، وعلقمة بن محرز المدلجي، ويقال: إنها سرية الأنصار.
قال أبو علي: حدثنا أبو عمر يوسف بن عبد الله النمري نا عبد الله ابن محمد بن عبد المؤمن، قال نا محمد بن عثمان بن ثابت الصيدلاني، قال نا إسماعيل القاضي نا علي بن المديني قال: قال سفيان: قال ابن جريجٍ: ((دخل محرز المدلجي))؛ فقلت له: لا، إنما هو مجزز.
وفي غير هذا الإسناد، عن سفيان، قال: سمعت ابن جريجٍ يحدث به عن الزهري؛ فقال فيه: ((ألم تري أن محرزاً المدلجي))، فقلت له: يا أبا الوليد! إنما هو: مجزز، قال: فانكسر ورجع. من رواية الحميدي.
معتبٌ ومغيثٌ
(معتبٌ) بعينٍ مهملة وتاءٍ منقوطة باثنتين من فوق بعدها باءٌ منقوطةٌ(2/445)
بواحدةٍ، في ثقيفٍ، وهو:
معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف.
منهم:
عروة بن مسعود بن معتب.
والمغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتب.
وجبير بن حية بن مسعود بن معتب، وابنه: زياد بن جبير.
ويقال في هذا كله: معتب ومعتب -بفتح العين وتسكينها-.
و(مغيث) بغينٍ معجمةٍ وثاءٍ مثلثةٍ؛ جماعةٌ، منهم:
مغيث زوج بريرة، أتى ذكره في حديث عائشة وبريرة، إذ عتقت فخيرت فيه.
مَعْمَرٌ ومُعَمَّرٌ
(مَعْمَرٌ) بسكون العين؛ كثير.
و(مُعَمَّرٌ) بضم الميم الأولى وفتح العين وتشديد الميم الثانية، هو:(2/446)
مُعَمَّر بن يحيى بن سام، يقال فيه: مَعْمَرٌ ومُعَمَّر بالتخفيف والتشديد، سمع أبا جعفر محمد بن علي بن حسين، روى عنه أبو نعيم في الغسل من الجنابة من كتاب البخاري.
مَخْلَدٌ ومُخَلَّدٌ
(مَخْلَدٌ) بفتح الميم وسكون الخاء؛ كثير.
و(مُخَلَّدٌ) بضم الميم وفتح الخاء وتشديد اللام، هو:
مسلمة بن مُخَلَّد الأنصاري، ولد مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، ويقال: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربع عشرة سنةً، وشهد فتح مصر، ذكره مسلم بن الحجاج في حديثٍ وقع في آخر الجهاد عن عبد الرحمن بن شماسة المهري قال: كنت عند مسلمة بن مُخَلَّد وعنده عبد الله بن عمرو ابن العاصي، فقال عبد الله: ((لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق))، وذكر الحديث.
مباركٌ ومنازلٌ
(مبارك) بالكاف؛ كثيرٌ.
و(منازلٌ) بضم الميم، والنون والزاي واللام، هو:(2/447)
أبو المنازل خالد بن مهران الحذاء، يقال: مولى قريش، ويقال: مولى مجاشع البصري.
يقال: ما حذا نعلاً قط، كان يجلس إلى صديقٍ له حذاءٍ، فنسب إليه، عن أبي قلابة، وعكرمة، وحفصة بنت سيرين، روى عنه الثوري وشعبة وغيرهما.
أفرادٌ من الأسماء
(محمية) بفتح الميم الأولى وكسر الثانية، وحاء مهملة ساكنة، وياء خفيفة في آخر الاسم، وهو: مفعلة من حميت المكان أحميه حمايةً ومحميةً، هو:
محمية بن جزءٍ الزبيدي، استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأخماس، وأمره أن يصدق عن الفضل بن عباس، ذكره مسلمٌ في مسند حديث عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث، الحديث الطويل.
(مقرنٌ) بضم الميم وفتح القاف وكسر الراء مع تشديدها، هو:
والد النعمان بن مقرن، وأخوه سويد بن مقرن، لهما صحبة مع سبعة إخوة قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، روى البخاري للنعمان في(2/448)
الجهاد حديثه في مسند المغيرة بن شعبة، روى له مسلمٌ في كتاب الجهاد -أيضاً- حديثه عند مقاتل بن حيان عن مسلم بن هيصم عنه.
وروى مسلم وحده لسويد بن مقرن حديثاً واحداً، حدث عنه هلال بن يساف، ومعاوية بن سويد، قال: كنا نبيع البز في دار سويد بن مقرن -أخي النعمان بن مقرن- فخرجت جاريةٌ فقالت لرجلٍ منا كلمةً؛ فلطمها، فغضب سويد فقال: عجز عليك إلا حر وجهها، لقد رأيتني سابع سبعةٍ من بني مقرن، ومالنا إلا خادمٌ واحدةٌ، فلطمها أصغرنا؛ فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نعتقها.
(مُلٌّ) بضم الميم، ويقال: بكسرها وتشديد اللام، هو:
والد أبي عثمان النهدي، واسمه: عبد الرحمن بن مُلٍّ، من تابعي أهل البصرة، عن ابن مسعود وأسامة بن زيد، وأبي هريرة، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وسلمان، وسعد بن أبي وقاص، وأبي بكرة، وعن كتاب عمر إليهم بأذربيجان. روى عنه التيمي، وقتادة، وأيوب، وعاصم الأحول، وخالد الحذاء.(2/449)
قال أبو علي: سمعت أبا الوليد سليمان بن خلف الباجي الفقيه يقول: سمعت أبا ذر عبد بن أحمد الهروي بمكة، وأبا عبد الله محمد بن علي الصوري الحافظ يقولان: أبو عثمان النهدي اسمه: عبد الرحمن بن مُلٍّ -بضم الميم-.
(المعرور) بعينٍ مهملةٍ وراءين مهملتين، هو:
المعرور بن سويد أبو أمية الأسدي، من كبار التابعين، عن أبي ذرٍ، وابن مسعود، يروي عنه الأعمش، وواصل الأحدب، رويا له.
ومثله البراء بن معرور، من الأنصار، مات في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
(ممطورٌ) الحبشي، بميمين مكررتين وطاءٍ مهملةٍ، يكنى: أبا سلام، سمع أبا مالكٍ الأشعري، وحذيفة بن اليمان، والنعمان بن بشير.
(محاضرٌ) بضم الميم وحاءٍ مهملةٍ وضادٍ معجمة، هو:
محاضر بن المورع، يكنى: أبا المورع، بضم الميم وكسر الراء الهمداني، عن الأعمش، وسعد بن سعيد أخي يحيى بن سعيد، رويا له.(2/450)
(مضربٌ) بكسر الراء، ويقال: بفتحها، هو:
والد زهدم بن مضرب الجرمي، يروي عن عمران بن حصين، وأبي موسى الأشعري، روى عنه أبو جمرة -بالجيم-، وأبو قلابة، والقاسم ابن عاصم.
وكذلك يقولون: حارثة بن مُضرِّب ومُضرَّب
(مصدع) بكسر الميم وسكون الصاد، هو:
أبو يحيى الأعرج، مولى الأنصار، ويقال: مولى معاذ بن عفراء، سمع عبد الله بن عمرو بن العاصي، روى عنه هلال بن يساف، روى له مسلمٌ وحده في كتاب الوضوء والصلاة.
قال أبو علي: حدثنا أحمد، قال نا عبد الوارث، قال نا قاسم، قال نا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: سألت يحيى بن معين عن أبي يحيى الأعرج؛ فقال: اسمه زياد، هو مكي ثقة.
قال أبو عليٍ: وأبو يحيى هذا الأعرج اسمه زيادٌ، وهو غير أبي(2/451)
يحيى مصدع، وقد ذهبت بعض أهل العلم إلى أنهما واحدٌ، ويكون اسمه: زياداً، ولقبه: مصدعاً، ويورى هذا عن أبي زرعة الرازي، والذي عيه أكثر أهل العلم بالحديث أنهما رجلان، وكلاهما يروي عن ابن عباس؛ فالأول اسمه: مصدع، والثاني اسمه: زياد، روى عن عنه عطاء بن السائب، وحصين بن عبد الرحمن.
(مورقٌ) العجلي، بضم الميم وفتح الواو وكسر الراء، يكنى أبا المعتمر من تابعي أهل البصرة، يقال إنه مورق بن مشمرج -بالجيم والشين المعجمة- من التابعين، عن ابن عمر وأنس بن مالك، وعبد الله ابن جعفر، يروي عنه عاصمٌ الأحول وتوبة العنبري، رويا له.
(مجزأة) بفتح الميم وجيم ساكنة وبزايٍ بعدها همزة، على مثال: مسلمة، هو:
مجزأة بن زاهر بن الأسود الأسلمي.
والمحدثون يسهلون الهمزة ولا يلفظون بها، وربما كسر بعضهم الميم مع ذلك.(2/452)
يروي عن أبيه، وعبد الله بن أبي أوفى، روى عنه شعبة وإسرائيل، رويا له.
وأبوه زاهر بن الأسود، له صحبة، انفرد البخاري بالرواية لزاهر، وقد مر ذكره في حرف الزاي، وأنشدوا لعمران بن حطان:
فهناك مجزأة بن ثورٍ ... كان أشجع من أسامة
وهذا البيت شاهد لما قيدناه في هذا الاسم.
وهذا مجزأة بن ثور السدوسي، أخو شقيق بن ثور.
(مطهر) بضم الميم وفتح الطاء المهملة وهاء مشددة، هو:
والد عبد السلام بن مطهر بن حسام بن مصك -بكسر الميم وفتح الصاد- بن ظالم بن شيطان، يكنى: أبا ظفر -بفتح الظاء والفاء- الأزدي البصري، روى عنه البخاري في الإيمان والرقائق.
(مخول) بن راشد، بضم الميم وتشديد الواو، وهو المشهور، وقد يقال فيه: مخول، وهكذا ضبطه الأصيلي -بكسر الميم وتخفيف الواو-.(2/453)
روى له البخاري حديثاً واحداً في الغسل، ليس له في ((الجامع)) غيره، رواه شعبة عنه، عن محمد بن علي، عن جابر بن عبد الله، قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفرغ على رأسه ثلاثاً)).
(محبر) بميمٍ مضمومة وحاءٍ مهملة مفتوحة وباءٍ معجمةٍ بواحدة، هو:
والد بدل بن المحبر البصري، ويقال: الواسطي، من شيوخ البخاري، ووقع في كتاب البخاري.
(مكرز) بن حفص بن الأخيف، بكسر الميم وفتح الراء، أتى ذكره في حديث الزهري عن عروة عن المسور ومروان، حديث صلح الحديبية الحديث الطويل، وقد مر ذكره في حرف الألف.
(أبو مجلز) بكسر الميم وفتح اللام، هو:
لاحق بن حميد، رويا له.
(أبو مراوح) بضم الميم، الغفاري، ثم الليثي، على مثال: مقاتل،(2/454)
لا يعرف اسمه، يروي عن أبي ذرٍ، وحمزة بن عمرو الأسلمي، روى له البخاري في كتاب العتق، وروى له مسلم في كتاب الإيمان والصوم.
(أبو المورع) بفتح الواو وكسر الراء والعين المهملة، هو:
توبة بن أبي أسدٍ، وهو توبة بن كيسان العنبري، يكنى: أبا المورع، واشتقاقه من: ورعت الرجل عن الأمر إذا كففته عنه، رويا له.
ومثله: محاضر بن المورع، يكنى أبا المورع، وقد مر ذكره.
(أبو المليح) الهذلي، بفتح الميم وكسر اللام، اسمه: عامر بن أسامة، حديثه مخرج في الكتابين.(2/455)
ومن المنسوب في حرف الميم المَخْرَمَيّ والمُخَرِّمِيّ
فـ (المَخْرَمي) بفتح الميم الأولى والراء وسكون الخاء المعجمة، هو:
عبد الله بن جعفر المخرمي، من ولد المسور بن مخرمة الزهري، ويقال له -أيضاً-: المسوري، ذكره البخاري في المتابعة في كتاب الصلح، وروى مسلم عن أبي عامر العقدي عنه عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص في ذكر التسليمتين، وفي قطع شجر حرم المدينة.
و(المُخَرِّمي) بضم الميم الأولى وفتح الخاء وكسر الراء؛ منسوبٌ إلى محلةٍ من محال بغداذ معروفة، يقال لها: المخرم، منهم:
محمد بن عبد الله بن المبارك المُخَرّميّ أبو جعفر، من شيوخ البخاري، عن حجين بن المثنى، وعبد الرحمن بن غزوان قرادٍ.
قال ابن الكلبي: سميت: المخرم لأن بعض ولد يزيد بن مخرم نزلها فسميت به.(2/456)
المزني والمري
(المزنيون) جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغيرهم، ينسبون إلى مزينة بنت كلب بن وبرة، ولدت عثمان وأوساً ابني عمرو بن أٌدّ بن طابخة بن اليأس بن مضر، فهم مزينة.
فمن بني عثمان:
النعمان بن مقرن، وسويد بن مقرن، ومعقل بن يسار، وعبد الله بن سرجس المزنيون، كلهم له صحبة ورواية، وحديثهم مخرجٌ في الكتابين.
ومن بني أوس بن عمرو بن أٌدٍّ:
معاوية بن قرة المزني، عن أنس بن مالك.
ومنهم:
عبد الله بن مغفل المزني، ورافع بن عمرو المزني، وعائذ بن عمرو المزني، كلهم له صحبة.
وفي التابعين:(2/457)
عبيد بن الحسن أبو الحسن المزني، عن عبد الله بن أبي أوفى، روى له مسلم.
وبكر بن عبد الله المزني البصري، سمع ابن عمر وأنس بن مالك، وأبا رافع، يروي عنه سليمان التيمي، وحميد الطويل، رويا له.
وخالد بن عبد الله الطحان المزني الواسطي، مولى النعمان بن مقرن، رويا له.
و(المريون) جماعةٌ ينسبون إلى مرة غطفان، وهو:
مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان.
وفي تميم -أيضاً- مرة بن عبيد بن مقاعس، رهط الأحنف بن قيس.
فمن مرة غطفان:
أبو غطفان بن طريف المري، عن أبي هريرة، يقال اسمه: سعد بن طريف، تفرد بالرواية له مسلم.
وسليمان التيمي، مولى بني مرة، ويعرف: بالتيمي؛ لأنه كان(2/458)
نازلاً فيهم.
المعافري والمعقري
فـ (المعافري) جماعة، وهم يكتبونه كثيراً بطرح الألف.
و(المعقري) بالميم المفتوحة والعين الساكنة والقاف المكسورة. كذا ضبطه ابن الحذاء بخطه، هو:
أحمد بن جعفر المعقري، نسب إلى بلدٍ باليمن، روى عن النضر بن محمد، وهو من شيوخ مسلم بن الحجاج.
هكذا ضبطته عن شيوخي في ((المسند)) لمسلم، وقيده أبو الوليد بن الفرضي في كتاب ((مشتبه النسبة)) له: المعقري - بالميم المضمومة والعين المفتوحة والقاف المشددة، وذكر عن أبي الفضل الهروي: أنه نسب إلى بلدٍ باليمن.
باب أفرادٍ من المنسوب
(المعاوي) بضم الميم، هو:
علي بن عبد الرحمن، نسب إلى بني معاوية بن مالك، بطن من الأوس، منهم:(2/459)
جابر بن عتيك، شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
روى علي بن عبد الرحمن هذا عن ابن عمر، روى عنه مسلم بن أبي مريم، حديثه عند مالك وابن عيينة، روى له مسلمٌ وحده.
وفي ((الموطأ)): مالك عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيكٍ قال: ((أتانا عبد الله بن عمر في بني معاوية -وهي قرية من قرى الأنصار- فقال: هل تدرون أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من مسجدكم هذا؟ فقلت له: نعم)) الحديث.
(المرهبي) بضم الميم وكسر الهاء وباءٍ معجمة بواحدة قبل ياء النسب هو: من ينسب إلى بني مرهبة، بطنٌ من همدان، وهو:
مرهبة بن دعام بن مالك بن معاوية بن صعب بن دومان بن بكيل ابن جشم بن خيوان بن نوفٍ بن همدان، منهم:
ذر بن عبد الله بن زرارة المرهبي الكوفي، رويا له، وابنه عمر بن ذرٍ، وقد تقدم ذكرهما.(2/460)
(المراغي) بفتح الميم وغين معجمة، هو:
يحيى بن مالك الأزدي المراغي، يكنى أبا أيوب، عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، يروي عنه قتادة، ينسب إلى المراغ، وهو حيٌ من الأزد، روى له مسلم وحده في الصلاة والأدب.
(المقبري) بفتح الباء وضمها، هو:
أبو سعيد كيسان، وابنه سعيد، يرويان عن أبي هريرة، مخرج حديثهما في الكتابين.
وذكر المفضل بن غسان الغلابي قال: نا أبو الحسن المدائني أن المقبري كان يحفظ مقبرة بني دينار، وكان قد بلغه أنه يبعث بها ستون ألفاً يدخلون الجنة، فمات، فدفن في مقبرة بني سلمة، فكان ينسب المقبري من أجل هذه المقبرة، وكان مولى لبني ليثٍ.
قال أبو علي: يقال: مَقْبرَة ومَقْبُرَة، بضم الباء وفتحها.
(المسلي) بضم الميم وسكون السين المهملة، هو من ينسب إلى(2/461)
بني مسلية، وهو:
مسلية بن عامر بن عمرو بن علة بن جلد بن مذحج، وهم بنو عم بني الحارث بن كعب بن عمرو بن علة.
قال أبو بكر بن دريد: ومسلية مفعلةٌ من أسليته عن كذا، وهو: السلو والسلوان، منهم:
وبرة بن عبد الرحمن المسلي أبو خزيمة، عن ابن عمر، حدث عنه بيان بن بشر، ومسعر، وإسماعيل بن أبي خالد، رويا له.
(المعولي) بفتح الميم وعين مهملة ساكنة، والمعاول من الأزد، والنسبة إليهم: معوليٌ -بفتح الميم-.
ومعولة وحدان ابنا شمس بن عمرو بن غنم بن غالب بن عثمان بن نصر بن زهران، منهم:
غيلان بن جرير المعولي، عن أنس بن مالك، وأبي بردة، ومطرف، رويا له.
وشعيب بن الحبحاب المعولي الأزدي البصري، أبو صالح، عن(2/462)
أنس بن مالك، روى عنه حماد بن زيدٍ، وعبد الوارث، رويا له.
وعبد القدوس بن محمد بن عبد الكبير بن شعيب بن الحبحاب، أبو بكر العطار المعولي، من شيوخ البخاري، حدث عنه في كتاب الردة، عن عمرو بن عاصم.
قال الأصمعي: وفي الحديث: فلان المعولي بفتح الميم والعين المهملة وهي مسكنة، وهم حيٌ من الأزد.
(المعني) بفتح الميم وسكون العين من الأزد، وهم بنو معن بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن زهران، منهم:
معاوية بن عمرو بن المهلب أبو عمروٍ الأزدي المعني، عن زائدة، وإبراهيم الفزاري، روى عنه البخاري في كتاب الجمعة، وروى عن المسندي، ومحمد بن عبد الرحيم، وأحمد بن أبي رجاء عنه.
وعلي بن عبد الحميد المعني، يكنى أبا الحسين، ابن عم معاوية بن عمرو، استشهد به البخاري في كتاب العلم إثر حديث ضمام بن(2/463)
ثعلبة.
[قال أبو علي]: حدثنا أحمد نا عبد الوارث نا قاسم بن أصبغ نا أحمد بن زهير بن حرب نا علي بن عبد الحميد المعني أبو الحسين ابن عم معاوية ابن عمرو.
ويوسف بن حماد المعني، من ولد معن بن زائدة الشيباني، من شيوخ مسلم بن الحجاج.
(المطرقي) بالقاف، هو:
إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة المطرقي، مولى آل الزبير بن العوام.
وأبوه: إبراهيم بن عقبة.
وعماه: موسى ومحمد بنو عقبة المطرقيون المدنيون.
سمع إسماعيل نافعاً مولى ابن عمر، وعمه موسى؛ روى عنه إسماعيل ابن أبي أويس، وسعيد بن أبي مريم، تفرد به البخاري.
(المشرقي) بكسر الميم وشين معجمة، ومشرقٌ بطنٌ من همدان، منهم:(2/464)
الضحاك بن شراحيل المشرقي، عن أبي سعيد الخدري، روى عنه حبيب بن أبي ثابت والزهري مقروناً بأبي سلمة بن عبد الرحمن، والأعمش مقروناً بإبراهيم النخعي.
وقال أبو أحمد الحسن بن عبد الله العسكري: من فتح الميم في هذا؛ فقد صحف.
(الميتمي) بالميم وياء معجمة باثنتين من أسفل بعدها تاء معجمةٌ باثنتين من فوق، نسبٌ في حمير، منهم:
بقية بن الوليد أبو يحمد الميتمي الكلاعي، و((يحمد)) بضم الياء وكسر الميم، روى له مسلم بن الحجاج.
وهؤلاء ميتم الكلاع، وهم قبيل بحمص، يقال لهم: الميتميون.
وميتم -أيضاً- في رعين.
(المباركي) بضم الميم، هو:
أبو داود سليمان بن محمد، من شيوخ مسلم، تفرد به، يروي عن أبي شهاب عبد ربه بن نافع، عن شعبة حديثاً في الحج.(2/465)
والمبارك اسم نهرٍ بالبصرة احتفره خالد بن عبد الله القسري، فنسب إليه.
(المسندي) بفتح النون، هو:
أبو جعفر عبد الله بن محمد بن عبد الله الجعفي البخاري، وإنما عرف بهذا؛ لأنه كان في وقت الطلب يتبع الأحاديث المسندة، ولا يرغب في المراسل والمقاطيع، حدث عنه البخاري، وهو مولاه من فوق.(2/466)
حرف النون
باب أبي نصرٍ وأبي نضرٍ
(أبو نصر) بالصاد المهملة؛ كثير، منهم:
حميد بن هلال العدوي، من التابعين، عن أنس بن مالك، وأبي رفاعة العدوي، وغيرهم.
وأبو نصر يحيى بن أبي كثير الطائي مولاهم، واسم أبي كثير: نشيط اليمامي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وغيره.
وأبو نصر أسباط بن نصر الهمداني، عن السدي، وسماك بن حربٍ، روى له مسلم.
وأبو نصر عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، عن سعيد بن أبي عروبة، روى له مسلمٌ -أيضاً-.
وأبو نصر عبد الملك بن عبد العزيز التمار، من شيوخ مسلم.
وأبو نصر منصور بن أبي مزاحم التركي مولى الأزد، واسم أبي(2/467)
مزاحم: بشير، من شيوخ مسلم -أيضاً-.
و(أبو نضر) بالضاد المعجمة:
أبو النضر سالم مولى عمر بن عبيد الله، روى عنه موسى بن عقبة، ومالك، وعمرو بن الحارث.
وأبو النضر سعيد بن أبي عروبة، ربيب قتادة، روى عنه.
وأبو النضر جرير بن حازم الأزدي البصري، عن الحسن، وابن سيرين.
وأبو النضر هاشم بن القاسم، لقبه: قيصر، التميمي، سكن بغداذ.
كلهم مخرجٌ حديثهم في الكتابين.
وأبو بكر بن النضر بن أبي النضر، من شيوخ مسلم.
وأبو النضر إسحاق بن يزيد الدمشقي من شيوخ البخاري، عن يحيى بن حمزة.
والنضر بن شميل أبو الحسن المازني.
والنضر بن أنس بن مالك، روى عنه قتادة، وسعيد بن أبي عروبة.
والنضر بن محمد بن موسى الجرشي اليمامي، عن صخر بن جويرية.(2/468)
نابلٌ وناتلٌ
فـ (نابل) بالنون والباء المعجمة بواحدة، هو:
أيمن بن نابل أبو عمران المكي، عن القاسم بن محمد، روى عنه أبو عاصم النبيل.
و(ناتل) بالنون-أيضاً- والتاء المعجمة باثنتين من فوق:
رجلٌ من أهل الشام يقال له: ناتل بن قيس الجذامي، أتى ذكره في حديث سليمان بن يسار، قال: تفرق الناس على أبي هريرة، فقال له ناتل -أحد أهل الشام-: أيها الشيخ! حدثني حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فذكر حديث قارئ القرآن.
قال عباس: سمعت يحيى يقول: رجلٌ شآمٍ يقال له: ناتل الجذامي، وكان شريفاً، قلت ليحيى: أروي عن ناتل هذا شيءٌ؟ قال: لا أعلمه.(2/469)
نبيشة ونسيبة
فـ (نبيشة) بنونٍ مضمومة بعدها باءٌ معجمة بواحدة بعدها ياء التصغير وشين معجمةٍ، هو:
نبيشة الهذلي، رجلٌ من الصحابة، يقال له: نبيشة الخير، روى عنه أبو المليح الهذلي، روى له مسلم وحده حديثاً واحداً في صيام أيام التشريق.
و(نسيبة) بنونٍ مضمومة-أيضاً- بعدها سينٌ مهملة بعدها ياء التصغير، ثم باءٌ معجمة بواحدةٍ هي:
أم عطية الأنصارية، اسمها: نسيبة.
ويقال فيها -أيضاً- نسيبة -بفتح النون وكسر السين- قاله: أبو ذرٍ عن أبي محمد الحمويي، عن الفربري ضبطه كذلك، وكذا قيده أبو محمد الأصيلي وجماعةٌ غيره عن يحيى بن معين، وكذا قيده -أيضاً- طاهر بن عبد العزيز في ((السيرة)) لابن هشام.(2/470)
روى عنها محمد بن سيرين، وأخته حفصة، روت عن النبي صلى الله عليه وسلم في غسل الميت.
وليست نسيبة هذه نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف الأنصارية، تلك تكنى: أم عمارة، وهذه: أم عطية، حديثها مخرج في الكتابين، وليس لأم عمارة ذكر فيهما.
ووقع في كتاب الزكاة من ((الجامع)) حديثٌ يوهم إسناده بأن نسيبة غير أم عطية، والحديث.
قال البخاري: حدثنا أحمد بن يونس، قال نا أبو شهابٍ، عن خالدٍ الحذاء، عن حفصة بنت سيرين، عن أم عطية قالت: بعث إلى نسيبة الأنصارية بشاةٍ، فأرسلت إلى عائشة منها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((هل عندكم من شيءٍ))؟ قالوا: لا، إلا ما أرسلت به نسيبة من تلك الشاة، قال: ((هات فقد بلغت محلها)).
قال أبو علي بن السكن: قال البخاري بعد هذا الحديث: نسيبة هي أم عطية.
ويبين هذا ما ذكره مسلم بن الحجاج في كتابه، قال:(2/471)
حدثنا زهير بن حرب، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن خالد عن حفصة عن أم عطية، قالت: بعث إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاةٍ من الصدقة؛ فبعثت إلى عائشة منها بشيءٍ، فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عائشة قال: ((هل عندكم شيءٌ))؟، فقالت: لا، إلا أن نسيبة بعثت إلينا من الشاة التي بعثتم بها إليها، فقال: ((إنها قد بلغت محلها)).
نفيرٌ ونقيرٌ
فـ (نفيرٌ) بالنون المضمومة والفاء، هو:
جبير بن نفير الحضرمي، والد عبد الرحمن بن جبير، شآمٍ، روى عن الصحابة، وهو جاهليٌ إسلاميٌ، روى عنه ابنه عبد الرحمن، وغيره، روى له مسلم.
ونفيرٌ هذا مذكورٌ في الصحابة، ممن نزل حمص من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ونفيرٌ هذا يكنى: أبا خمير بخاءٍ معجمةٍ مضمومة، ويقال: أبو جبير.
و(نقيرٌ) بنونٍ مضمومةٍ -أيضاً- وقافٍ مفتوحةٍ، هو:
أبو السليل ضريب بن نقير القيسي، بصري، عن زهدم الجرمي، وعبد الله بن رباح، وأبي حسان، روى عنه سليمان التيمي، تفرد به مسلم.(2/472)
نيسرٌ ونسيرةٌ
فـ (نسير) بالنون المضمومة والسين المهملة، هو:
قطن بن نسير الغبري -بغينٍ معجمةٍ وباءٍ معجمةٍ بواحدة، من شيوخ مسلم، عن جعفر بن سليمان الضبعي.
و(نسيرة) مثله، إلا أن في آخره هاء التأنيث؛ يجيء في نسب أبي مسعودٍ الأنصاري، وهو:
عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن نسيرة، هكذا ذكره أبو الحسن الدارقطني.
نذيرٌ ويزيد
فـ (نذيرٌ) بالنون المضمومة والذال المعجمة والراء، هو:
أبو قتادة العدوي، اسمه: تميم بن نذير، سمع عمران بن حصين، وأسير بن جابر، حدث عنه إسحاق بن سويد العدوي، وحميد بن هلال، تفرد به مسلم.
و(يزيد) بالزاي والدال المهملة، كثير.(2/473)
ناشرٌ وياسرٌ
فـ (ناشر) بالنون والشين المعجمة، هو:
والد أبي ثعلبة الخشني، واسم أبي ثعلبة: جرثوم بن ناشر.
هكذا سماه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، على اختلافٍ في اسمه واسم أبيه؛ فيقال في اسمه: جرثوم، ويقال: جرهم، ويكنى أبا ثعلبة.
ويقال في اسم أبيه: ناشمٌ وناشبٌ وناشرٌ ولاشرٌ.
روى عنه أبو إدريس الخولاني في الذبائح، رويا له.
قال أبو بكر الأثرم: قلت لابن حنبل: أبو ثعلبة، أي شيءٍ اسمه؟ فقال: قد اختلفوا فيه؛ فقالوا: جرثوم. قلت: جرثوم بن عمرو؟(2/474)
فقال: نعم.
قال أبو عبد الله: ويقال: جرهم بن ناشر.
و(ياسرٌ) بالياء المعجمة باثنتين، وسين مهملة؛ كثير، منهم:
عمار بن ياسر العنسي، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
نوفلٌ وقوقلٌ
(نوفلٌ) بالنون والفاء؛ كثير.
و(قوقل) بقافين هو:
النعمان بن قوقل الأنصاري، من الصحابة، أتى ذكره في حديث جابر بن عبد الله أنه قال: يا رسول الله! أرأيت إذا صليت المكتوبة، وأحللت الحلال وحرمت الحرام، أأدخل الجنة؟ قال: ((نعم)).
أفرادٌ من الأسماء
(نواسٌ) بتشديد الواو، وسينٍ مهملةٍ، هو:
النواس بن سمعان الكلابي، له صحبة، روى له مسلم، حدث عنه(2/475)
جبير بن نفير الحضرمي وحده، روى له مسلمٌ ثلاثة أحاديث لا غير.
(أبو نجيدٍ) بضم النون وجيم مفتوحة، هو:
عمران بن حصين، يكنى: أبا نجيد، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأفاضلهم الذين نزلوا البصرة، رويا له جميعاً.
(نجاد) بكسر النون وجيم، يأتي في نسب:
يونس بن يزيد بن أبي النجاد الأيلي، صاحب الزهري، قاله يحيى ابن معين.
وذكر عباسٌ الدوري قال: ما سمعت أحداً يقول: يونس بن أبي النجاد إلا يحيى بن معين، إنما يقول الناس: يونس بن يزيد الأيلي فقط.
(نبيهٌ) بنونٍ مضمومةٍ بعدها باءٌ معجمةٌ بواحدةٍ وبعدها ياء التصغير، هو:
نبيه بن وهب الكعبي الحجبي، سمع أبان بن عثمان، روى عنه نافعٌ مولى ابن عمر.(2/476)
وعمر بن نبيه الخزاعي الأزدي، عن دينار أبي عبد الله القراظ، حدث عنه حاتم بن إسماعيل، روى له مسلم وحده.
(نفاثة) بضم النون وبالفاء والثاء المثلثة، هو:
والد فروة بن نفاثة الجذامي، كتب بإسلامه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فأهدى إليه بغلته، وكان عاملاً للروم على فلسطين، أتى ذكره في كتاب مسلم في كتاب الجهاد.
وقال بعض الرواة فيه: فروة بن نعامة بالعين مكان الفاء.
(ناهية) بنونٍ وهاءٍ مكسورةٍ بعدها ياءٌ معجمة باثنتين من أسفل هو اسم:
أبي إياس والد آدم بن أبي إياس، يروي عن شعبة، وابن أبي ذئب، وليث بن سعدٍ.(2/477)
ومن المنسوب في حرف النون النمري والنميري
فـ (النمري) بفتح النون والميم، من ينسب إلى النمر بن قاسط ابن هنب، في ربيعة بن نزار، منهم:
صهيب بن سنان النمري، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعمرو بن تغلب، له صحبةٌ، من النمر بن قاسط -أيضاً- مخرج حديثهما في ((الصحيح)).
وكهمس بن الحسن أبو الحسن النمري، ويقال: القيسي، نسب إلى أخواله قيس، عن عبد الله بن بريدة، رويا له.
ومن ينسب إلى النمر بن عثمان بن نصر بن زهران من الأزد، منهم:
سلام بن مسكين النمري الأزدي البصري، عن ثابت البناني، وعثمان ابن موهب، روى عنه موسى بن إسماعيل، ومسلم بن إبراهيم.
وحفص بن عمر بن الحارث الحوضي النمري، من النمر بن عثمان، يكنى: أبا عمر، من شيوخ البخاري، حدث عن شعبة، وحماد بن زيد، وغيرهم.(2/478)
و(النميري) بضم النون، وبعدها ياء التصغير ثالثة في الاسم؛ من ينسب إلى بني نمير بن عامر بن صعصعة، منهم:
صخر بن جويرية النميري، عن نافع مولى ابن عمر، رويا له.
وفضيل بن سليمان أبو سليمان النميري، عن موسى بن عقبة، رويا له.
وعبد الله بن عمر النميري، يقال: إنه عبد الله بن غانم، نزل إفريقية، وهو الذي كان يكتب إلى مالك بن أنس في مسائل.
هكذا روينا في نسبه: النميري.
وقال عبد الغني: فيه: النمري، بحذف ياء التصغير، فالله أعلم.
يروي عن يونس بن يزيد الأيلي، روى عنه حجاج بن محمد، يأتي ذكره في حديث الإفك.
النسائي والنشائي
فـ (النسائي) بسينٍ مهملة، جماعةٌ، منهم:
زهير بن حرب أبو خيثمة النسائي، وهو والد أبي بكر صاحب(2/479)
((التأريخ)) من شيوخ البخاري ومسلم.
و(النشائي) بشينٍ معجمة، هو:
محمد بن حرب النشائي، أبو عبد الله الواسطي، كان يبيع النشا، من شيوخ البخاري ومسلم.
النفيلي والنوفلي
فـ (النفيلي) بنون مضمومة وفاءٍ مفتوحةٍ، بعدها ياء التصغير، هو:
عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل أبو جعفر الحراني النفيلي، نسب إلى جده، ثقةٌ، من شيوخ البخاري ومسلم، وقد حدث عنه أحمد بن حنبل وأثنى عليه، مات سبع أربعٍ وثلاثين ومئتين.
و(النوفلي) بواوٍ ساكنة وفاءٍ بعدها، هو:
أبو الجوزاء أحمد بن عثمان النوفلي، من شيوخ مسلم بن الحجاج.
وعروة بن عياض بن عدي بن الخيار النوفلي، عن جابر بن عبد الله، روى له مسلم وحده.
وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين النوفلي، عن نافع بن جبير، وابن أبي مليكة.(2/480)
وعمر بن سعيد بن أبي حسين النوفلي، عن ابن أبي مليكة-أيضاً-، روى عنه ابن المبارك، ويحيى القطان، وعيسى بن يونس، وغيرهم.
وهؤلاء الثلاثة نسبوا إلى جدهم نوفل.
أفرادٌ في النسب
(النقري) بالنون المضمومة والقاف؛ من ينسب إلى:
نقر بن عمرو بن لؤي بن دهن بن معاوية بن أسلم بن أحمس، منهم:
طارق بن شهاب الأحمسي ثم النقري، رأى النبي صلى الله عليه وسلم، وغزا في خلافة أبي بكر الصديق.
(النخاس) بالخاء المعجمة، هو:
الوليد بن صالح الفلسطيني، من شيوخ البخاري، روى عن عيسى ابن يونس في مناقب أبي بكر الصديق.
(النيسابوري) بفتح النون، هكذا سمعناه من شيوخنا.(2/481)
وقال محمد بن عبد السلام الخشني: أخبرنا أبو حاتم سهل بن محمد قال: إنما قيل لها: نيسابور؛ لأن سابور مر بها، فلما نظر إليها قال: هذه تصلح أن تكون مدينة، فأمر بها، فقطع قصبها، ثم كبس، ثم بنيت، فقيل لها: ني سابور، والني: القصب.(2/482)
حرف الهاء
هذيلٌ وهزيلٌ
فـ (هذيلٌ) بالذال المعجمة، هو:
أبو الهذيل حصين بن عبد الرحمن السلمي، رويا له.
ومحمد بن الوليد الزبيدي، صاحب الزهري، يكنى أبا الهذيل.
وسعيد بن عبيد الطائي، يكنى: أبا الهذيل.
وحفصة بنت سيرين، تكنى أم الهذيل، عن أم عطية، وأنس بن مالك، روى عنها خالد الحذاء، وأيوب، وعاصم، وهشام بن حسانٍ، وهؤلاء كلهم روي لهم في ((الصحيحين)).
و(هزيل) بالزاي المعجمة والهاء-أيضاً- مضمومة، هو:
هزيل بن شرحبيل الأودي الأعمى الكوفي، عن أبي موسى الأشعري، حدث عنه أبو قيس الأودي، روى له البخاري في كتاب الفرائض.
هريم وهرمٌ وهزمٌ
(هريم) مصغر، هو:(2/483)
هريم بن سفيان أبو محمد البجلي الكوفي، سمع الأعمش، روى عنه إسحاق بن منصور السلولي، روى له البخاري.
وهريم بن عبد الأعلى الأسدي، عن المعتمر بن سليمان، من شيوخ مسلم.
و(هرمٌ) على التكبير، هو:
هرم بن عمرو بن جرير بن عبد الله أبو زرعة البجلي الكوفي، وفي اسمه اختلافٌ نذكره إن شاء الله تعالى في (علل كتاب مسلم -رحمه الله-)، حدث عن أبي هريرة، وعن جده جرير بن عبد الله.
و(هزمٌ) بضم الهاء وبالزاي، على مثال: عمر، يأتي في نسب ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ونسب أختها أم الفضل، زوج العباس بن عبد المطلب وأم عبد الله بن عباس وإخوته، واسمها: لبابة.
يقال في نسبهما: ميمونة وأم الفضل ابنتا الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رؤيبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة.(2/484)
هنبٌ وهيتٌ
(هنب) بكسر الهاء بعدها نونٌ ساكنة ثم باءٌ معجمة بواحدة، يأتي في نسب ربيعة بن نزار، وهو:
هنب بن أفصى، إخوة عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار، منهم:
بكر بن وائل بن قاسط بن هنب، وأخوه عنز بن وائل، الذين منهم عامر بن ربيعة العنزي، شهد بدراً.
و(هيتٌ) بهاءٍ مكسورة -أيضاً- بعدها ياءٌ معجمة باثنتين من تحت، بعدها تاء معجمة باثنتين من فوق، هو:
اسم المخنث الذي قال لعبد الله بن أبي أمية أخي أم سلمة -والنبي صلى الله عليه وسلم يسمع-: ((يا عبد الله! إن فتح الله عليكم الطائف غداً)) الحديث المشهور.
ذكرناه ليرتفع عنه التصحيف.
(هجيمة) ابنة حييٍ الوصابية، هي:
أم الدرداء الصغرى، بضم الهاء وجيم مفتوحة، تروي عن زوجها(2/485)
أبي الدرداء، روى عنها سالم بن أبي الجعد، وإسماعيل بن عبيد الله، وطلحة بن عبيد الله بن كريز، وزيد بن أسلم، وأبو حازم، وصفوان بن عبد الله بن صفوان، حديثها مخرجٌ في الكتابين.
وأم الدرداء الكبرى؛ اسمها: خيرة بنت أبي حدردٍ.(2/486)
ومن النسب في حرف الهاء الهمداني والهمذاني
فبسكون الميم ودالٍ مهملة؛ من ينسب إلى همدان.
قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: همدان اسمه: أوسلة -بسينٍ مهملةٍ- بن خيار -بخاءٍ معجمة مكسورة- بن نبت بن كهلان بن سبأ.
وفي همدان بطون كثيرة، منهم:
السبيع، رهط أبي إسحاق السبيعي.
ويامٌ، رهط زبيد اليامي.
وأرحب، ينسب إليه كل أرحبي.
ومرهبة، ينسب إليه المرهبي، منهم: ذر بن عبد الله المرهبي.
وأرحب ومرهبة أخوان ابنا دعام بن مالك بن معاوية بن صعب بن(2/487)
دومان بن بكيل بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان.
و(الهمذاني) بتحريك الميم والذال المعجمة؛ من ينسب إلى همذان -اسم بلدٍ- منهم:
أبو أحمد المرار بن حموية الهمذاني، يقال: إن البخاري حدث عنه عن أبي غسان في كتاب الشروط.
الهنائي والهفاني
فـ (الهنائي) بضم الهاء والنون، من ينسب إلى هناءة بن مالك بن فهم، منهم:
علي بن مبارك الهنائي البصري، عن يحيى بن أبي كثير.
ويحيى بن يزيد الهنائي، عن أنس بن مالك، روى عنه شعبة، روى له مسلم.
و(الهفاني) بكسر الهاء وتشديد الفاء، هو:
ضمضم بن جوشٍ الهفاني، عن أبي هريرة، ثقةٌ، ولم يخرج(2/488)
حديثه في الكتابين.
وهفان في حنيفة، هو:
هفان بن الحارث بن ذهل بن الدول [بن] حنيفة.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: أخطأ معاذ بن معاذٍ حيث قال: عكرمة عن ضمضم بن جوسٍ الهزاني! كذا قال معاذٌ، وإنما هو: الهفاني.(2/489)
حرف الواو
ورقة وودفة
فبالراء والقاف محركتين، هو:
ورقة بن نوفل بن أسد، ابن عم خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، يأتي ذكره في الحديث.
و(ودفة) بالدال المهملة والفاء، يأتي في نسب الأنصار في بني بياضة.
وفي البدريين من الأنصار من اسمه: ودفة.
والودفة: الروضة الناعمة كأنها من نضرتها تقطر، يقال: ودف يدف إذا قطر -بالدال غير معجمةٍ-، ويقال للذكر: الأداف، قاله(2/491)
لنا ابن سراج.
عقبة بن (وساج) بالسين المهملة مشددة وبالجيم، عن أنس بن مالك، روى عنه إبراهيم بن أبي عبلة، وأبو عبيد مولى سليمان بن عبد الملك في الهجرة من ((الجامع)).
(وبرة) بتحريك الباء مع الراء، على مثال: شجرة، وهو:
وبرة بن عبد الرحمن، أبو خزيمة المسلي، وقد تقدم التعريف به.(2/492)
ومن المنسوب الوراق والوزان
فـ (الوراق) بالراء والقاف، جماعة، منهم:
مطر بن طهمان الوراق، أبو رجاء الخراساني، سكن البصرة، رويا له.
وإسماعيل بن أبان الوراق، من شيوخ البخاري.
و(الوزان) بالزاي المعجمة والنون، هو:
هلال بن أبي حميد أبو أمية الوزان، ويقال: الصيرفي، عن عروة ابن الزبير، روى عنه مسعر، وسفيان، وأبو عوانة، رويا له.
واختلف في كنيته ونسبه على خمسة أقوالٍ؛ فيقال: هلال بن أبي حميد، وهذا أشهر، ويقال: ابن حميد، ويقال: ابن عبد الله، ويقال: ابن مقلاصٍ، ويقال: ابن أيوب.
ويقال في كنيته: أبو أمية، ويقال: أبو عمروٍ، ويقال: أبو الجهم، ويقال: أبو أيوب، ويقال: أبو عروة.
قال أبو علي: روينا هذا كله عن أبي بكر بن ثابت الخطيب(2/493)
البغداذي -رحمه الله-.
(الوهبيلي) بفتح الواو وسكون الهاء وباء مكسورة معجمةٍ بواحدة، هو:
علي بن مدرك الوهبيلي، من بني وهبيل، بطنٌ من النخع، وهو: وهبيل بن سعد بن مالك بن النخع بن عمرو بن علة بن جلد.
ومن بني وهبيل:
سنان بن أنسٍ قاتل الحسين بن علي -رحمه الله ولا رحم قاتله-.
(الوحاظي) بضم الواو وحاءٍ مهملة مخففة وظاء معجمة هو:
يحيى بن صالح أبو زكريا الوحاظي الحمصي، من شيوخ البخاري، وروى عن إسحاق، وعن محمد غير منسوبين عنه، وروى له مسلم عن موسى بن قريش بن نافع، عنه، عن سليمان بن بلال في (الأطعمة) قوله عليه السلام: ((نعم الإدام الخل)).
وعبد الله بن سالم أبو يوسف الوحاظي الأشعري، عن محمد بن(2/494)
زيادٍ الألهاني، روى له البخاري حديثاً واحداً في (المزارعة).
ووحاظة بواوٍ مضمومةٍ بطن من حمير، وكذلك حراز براءٍ وزاي ينسب إليه الحرازي، وميتم، ينسب إليه: الميتمي، وهوزن، كلهم من ذي الكلاع في حمير.
(الواشحي) بالواو والشين المعجمة والحاء المهملة، هو:
سليمان بن حرب الواشحي الأزدي، ينسب إلى بني واشح، بطنٌ من الأزد.
قال أبو بكر بن دريد: توشح الرجل بثوبه أو بسيفه إذا اتخذه وشاحاً. يكنى: أبا أيوب، قاضي مكة، حدث عنه البخاري فأكثر، وروى مسلم عن رجلٍ عنه.(2/495)
حرف الياء
يسر ويسرة
فـ (يسر) بتحريك الياء والسين المهملة، هو:
أبو اليسر كعب بن عمرو الأنصاري ثم السلمي، شهد العقبة وبدراً، حدث عنه عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت. روى له مسلم وحده حديثاً واحداً.
و(يسرة) بزيادة هاء التأنيث في آخر الكلمة وسين مهملة محركةٍ أيضاً على مثال شجرة؛ هو:
يسرة بن صفوان بن جميل اللخمي الشامي أبو صفوان، عن إبراهيم ابن سعد ونافع بن عمر، من شيوخ البخاري، تفرد به.
قال أبو علي: سمعت حكم بن محمد يقول: سمعت أبا بكر بن إسماعيل يقول: سمعت أبا بشر الدولابي يقول: يسرة بن صفوان يكنى أبا عبد الرحمن.(2/497)
يعفورٌ ويعقوب
فبالفاء والراء هو:
وقدان، وهو أبو يعفور الأكبر، سمع عبد الله بن أبي أوفى وعرفجة ابن شريح ومصعب بن سعد، حدث عنه الثوري وأبو عوانة وإسرائيل. رويا له.
وأبو يعفور الأصغر، اسمه عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاسٍ البكائي، ويقال: الثعلبي، عن أبي الضحى مسلمٍ والوليد بن العيزار، روى عنه ابن عيينة ومروان الفزاري. رويا له.
و(يعقوب) بالقاف والباء كثير.
ومن المفرادت
(يحمد) بضم الياء وكسر الميم، هو:
عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد أبو عمرو الأوزاعي.
وأبو السفر سعيد بن يحمد الكوفي الثوري، من ثور همدان، كذا(2/498)
ذكره أبو الحسن الدارقطني ((يحمد)) بضم الياء، قال: وأصحاب الحديث يقولون: ((يحمد)) بفتح الياء.
وبقية بن الوليد أبو يحمد الميتمي، روى له مسلم وحده.
وكذلك كل ما يأتي في حمير من هذه الأسماء، مثل: يحمد ويعفر ويمجد وينعم، فهو بضم الياءات، وما في الأزد وغيرهم من العرب من مثل هذه الأسماء فهو يحمد ويعفر بفتح الياء.(2/499)
ذكر النوع الثاني وهو تمييز المشكل من المتشابه في الأسماء
وهم قوم تتفق أسماؤهم وأسماء آبائهم، أو تشكل صورة الخط فيها إما بزيادة حرفٍ أو تغيير بعض الحروف، وآخرون تتفق كناهم ولا يعرفون إلا بها.
فمن ذلك في الصحابة رضي الله عنهم: عقبة بن عمرو وعقبة بن عامر
فالأول منهما: هو عقبة بن عمروٍ أبو مسعودٍ الأنصاري، من بني الحارث بن الخزرج، يعرف بالبدري، مشهور بكنيته.
والثاني: هو عقبة بن عامر بن عبس الجهني أبو حماد، له صحبة، سكن مصر والياً عليها، مخرجٌ حديثهما في الكتابين.
وفي الصحابة رجلٌ ثالث يسمى عقبة بن عامر بن نابي بن زيد بن حرام الخزرجي السلمي، شهد بدراً، ولم يرو عنه.(2/501)
ومنهم: عمير بن سعد وعمير بن سعيد
فالأول: عمير بن سعد الأنصاري، من بني عمرو بن عوفٍ، له صحبة، كان يقال له: نسيج وحده، وكان والياً على حمص لعمر بن الخطاب، ليس له حديث في الكتابين.
والثاني: عمير بن سعيد، بزيادة ياء في اسم أبيه، النخعي، يكنى أبا يحيى، كوفيٌ من كبار التابعين، يروي عن علي بن أبي طالب حديثه في حد شارب الخمر، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ما كنت لأقيم حداً على أحدٍ فيموت، فأجد في نفسي منه إلا صاحب الخمر، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسنه.
ومنهم: عبد الله بن مغفل وعبد الله بن معقل، كلاهما مزني
فالأول منهما له صحبة، يكنى أبا سعيد، يروي عنه عبد الله بن بريدة ومعاوية بن قرة وحميد بن هلالٍ وغيرهم.
والثاني: هو عبد الله بن معقل بن مقرن، كوفي، يكنى أبا الوليد،(2/502)
من كبار التابعين، يروي عن علي بن أبي طالب وعدي بن حاتم وكعب ابن عجرة، يروي عنه [أبو] إسحاق السبيعي وعبد الرحمن بن الأصبهاني، مخرجٌ حديثهما في الكتابين.(2/503)
ومثال ذلك في التابعين وأتباعهم وسائر الرواة
من ذلك في حرف الألف
إبراهيم بن سويد وإبراهيم بن سويد
رجلان، فالأول منهما: هو إبراهيم بن سويد النخعي الأعور الكوفي، يروي عن علقمة وعبد الرحمن بن يزيد النخعي، يروي عنه الحسن بن عبيد الله. روى له مسلم وحده.
والثاني هو: إبراهيم بن سويد بن حيان المدني، عن عمرو بن أبي عمرو، روى عنه سعيد بن أبي مريم، روى له البخاري في كتاب الحج.
ومنهم: الأغر أبو عبد الله والأغر أبو مسلمٍ
رجلان، ومن أهل العلم من جعلهما رجلاً واحداً لروايتهما عن أبي هريرة حديث التنزل.
فأما أبو عبد الله فاسمه سلمان الجهني مولاهم، روى عنه الزهري وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وعمران بن أبي أنس وابنه عبيد الله ابن سلمان، وهو معدود في أهل المدينة، وأصله أصبهانيٌ.(2/504)
وأما الأغر أبو مسلم فيقال: أصله من المدينة وسكن الكوفة، روى عنه أبو إسحاق السبيعي، وقد قيل فيه: مسلم الأغر، وصوابه أبو مسلم، روى عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري.
قال أبو علي: قال لي أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر رحمه الله هما عندي رجلان، والله أعلم. وكذلك جعلهما البخاري ومسلم في كتاب ((التاريخ)) وكتاب ((الأسماء والكنى)) وكتاب ((الطبقات)) رجلين، وكذلك جعلهما علي بن المديني رجلين.
فأما أبو عبد الله الأغر فحديثه مخرج في الكتابين، والأغر أبو مسلمٍ انفرد بالرواية له مسلمٌ وحده عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري.
قال أبو علي: حدثنا حكم بن محمد، قال: نا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل، قال: نا أبوبكر أحمد بن محمد بن عثمان بن شبيب الرازي قال: نا أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي، قال: نا عمر ابن حفص بن غياث، قال: نا أبي، نا الأعمش، قال: نا أبو إسحاق(2/505)
عن أبي مسلم الأغر أنه حدثه عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال الله تعالى: العز إزاري والكبرياء ردائي، فمن ينازعني واحداً منهما عذبته)). خرجه مسلم عن أحمد بن يوسف الأزدي عن عمر بن حفص بن غياثٍ، فكأن شيخنا رواه عمن رواه عن مسلم.
قال أبو علي: وقرأت على أبي عمر النمري أن عبد الله بن محمد ابن عبد المؤمن حدثهم قال: نا أبو بكر بن داسة، قال: نا أبو داود، قال: نا موسى بن إسماعيل، قال: نا حماد.
قال أبو داود: وحدثنا هناد بن السري عن أبي الأحوص المعني عن عطاء بن السائب، قال موسى: عن سلمان الأغر، وقال هناد: عن أبي مسلم، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((قال الله: الكبرياء ردائي والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار)).
فتأمل في هذا الإسناد قول موسى بن إسماعيل ((عن سلمان الأغر))، وقول هنادٍ ((عن أبي مسلم))، ففي ذلك شبهةٌ تقوي مذهب من يجعهلما رجلاً واحداً، لأن أبا عبد الله اسمه سلمان.(2/506)
قال أبو علي: وحدثنا حكم قال: نا أبو بكر بن إسماعيل، قال: نا أبو بشر الدولابي، قال: نا يوسف بن سعيد، قال: نا حجاج بن محمد، قال: حدثني شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت الأغر أبا مسلمٍ يحدث عن أبي هريرة قال: ((خمسٌ يصدق الله العبد إذا قالهن، إذا قال: لا إله إلا الله والله أكبر، قال: الله صدق عبدي))، وذكر بقيتهن.
قال شعبة: وحدثني أبو إسحاق عن أبي جعفر عن الأغر عن أبي هريرة أنه قال: ((من قالهن عند موته لم تسمه النار)). قال شعبة: ثم لقيت أبا جعفرٍ فسألته، فحدثني به عن الأغر عن أبي هريرة، وكان الأغر من أهل المدينة، وكان رضى، وكان قد لقي أبا هريرة وأبا سعيد، قال حجاج: وكان أبو جعفر مؤذن مسجد أبي إسحاق، وكان يحمل عنه.
وأما حديث التنزل فحدثنا أبو القاسم نا علي بن محمد نا حمزة نا النسوي نا إبراهيم بن يعقوب نا [حسين] بن علي الجعفي عن فضيل عن منصور عن أبي إسحاق عن الأغر أبي مسلم عن أبي هريرة وأبي سعيد شهدا به على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أشهد عليهما أنه قال: ((إن الله يمهل(2/507)
حتى يذهب ثلث الليل الأول، ثم يهبط إلى السماء فيقول: هل من مستغفرٍ؟ هل من سائلٍ؟ هل من تائبٍ؟ هل من داعٍ؟ حتى يطلع الفجر)).
وهكذا قال عطاء بن السائب وطلحة بن مصرف: ((عن الأغر أبي مسلم))، وقال الزهري ومحمد بن عمرو: ((عن أبي عبد الله الأغر)).
قال ابن الجارود: حدثنا محمد بن يحيى، نا عبد الرزاق، أنا معمر عن الزهري قال: أخبرني أبو عبد الله الأغر.
وحدثنا محمد بن يحيى، نا يزيد بن هارون، قال: أنا محمد بن عمرو سمعت سلمان أبا عبد الله الأغر.
ومنهم: أحمد بن سعيد وأحمد بن سعيد
كلاهما حدث عنه البخاري.
فالأول منهما: أحمد بن سعيد بن إبراهيم أبو عبد الله المروزي، المعروف بالرباطي، عرف بذلك لأنه كان يوالي على الرباط. حدث عنه البخاري في كتاب الأنبياء ومناقب أبي بكر وغير موضعٍ عن إسحاق بن منصور ووهب بن جرير.
والثاني هو: أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي أبو جعفر، حدث(2/508)
عنه أيضاً عن بشر بن عمر وحبان بن هلال وغيرهما. ذكر أبو العباس السراج في ((تاريخه)) قال: توفي أبو جعفر سنة ثلاث وخمسين ومئتين. وهو أحمد بن سعيد بن صخر بن سليمان بن سعد بن قيس بن عبد الله ابن المنذر بن كعب الدارمي، وفد المنذر على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووفد على أبي بكر الصديق.
قال أبو علي: حدثنا حكم بن محمد قال: نا أبو بكر بن إسماعيل قال: نا عبد الله بن محمد البغوي قال: نا أحمد بن سعيد بن صخر أبو جعفر الدارمي سنة ثمان وعشرين ومئتين على باب أبي عبدالله أحمد بن حنبل، قال: نا علي بن الحسين بن واقد، قال: حدثني أبي عن مطر عن قتادة عن مطرف عن عياض بن حمارٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خطبهم فقال: ((إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر بعضكم على بعضٍ)).
ومنهم: إسماعيل بن سالم وإسماعيل بن سالم
فالأول: إسماعيل بن سالم الأسدي، يروي عن علقمة بن وائل، روى عنه هشيم بن بشير.
والثاني: إسماعيل بن سالم الصائغ المكي، والد محمد بن إسماعيل الصائغ، من شيوخ مسلم، حدث عن هشيم وابن علية.(2/509)
وفي حرف الباء
بكير بن عبد الله وبكير بن عبد الله
فالأول منهما: بكير بن عبد الله بن الأشج المدني، سكن مصر، عن نافعٍ وسليمان بن يسار ويزيد بن أبي عبيد، روى عنه ليث بن سعد وعمرو بن الحارث وغيرهما، رويا [له] جميعاً.
والثاني: بكير بن عبد الله، ويقال: ابن أبي عبد الله، الطويل، ويقال له: الضخم، يعد في الكوفيين. عن كريب مولى ابن عباس، هذا قول البخاري في ((تاريخه))، ذكر بكير بن الأشج في ترجمةٍ، ثم ذكر بكير ابن أبي عبد الله الطويل في ترجمة أخرى. يروي عنه سلمة بن كهيل، يأتي ذكره في حديثٍ يرويه سلمة بن كهيل عن بكير عن كريبٍ عن ابن عباسٍ قال: بت في بيت خالتي ميمونة، الحديث المشهور في صلاة الليل.(2/510)
رواه النضر بن شميل وروح كلاهما عن شعبة عن سلمة بن كهيل عن بكير عن كريب عن ابن عباس، ورواه معاوية بن هشام عن سفيان الثوري عن سلمة عن بكير عن كريب عن ابن عباس كذلك.
وروينا عن محمد بن إسماعيل البخاري أنه قال: حدثنا مسدد، نا يحيى عن شعبة، قال: حدثني سلمة بن كهيل، قال: حدثني بكير عن كريب، فلقيت كريباً فحدثني عن ابن عباس قال: بت في بيت خالتي ميمونة فبغيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يصلي. قال البخاري: هذا بكير بن عبد الله ويقال ابن أبي عبد الله الطويل، فتوهم بعض الناس أنه بكير بن الأشج، بكير بن الأشج سكن مصر، أصله مدني.
قلت: ولم أجد هذا لأحدٍ غير محمد بن إسماعيل، فأما أبو بكر أحمد بن عمرو البزار فزعم أن بكيراً في هذا الإسناد بكير بن الأشج، قال: ولا نعلم روى عنه سلمة بن كهيل غير هذا الحديث.
ومما يقوي قوله ما رواه ابن وهبٍ عن عمرو بن الحارث عن عبد ربه بن سعيد عن مخرمة بن سليمان عن كريب مولى ابن عباس عن ابن عباس أنه قال: بت عند خالتي ميمونة، فذكر الحديث المشهور في(2/511)
صلاة الليل، وقال في آخره: قال عمرو -يعني ابن الحارث-: فحدثت به بكير بن الأشج، فقال: حدثني كريب بذلك، خرجه مسلم من حديث ابن وهبٍ. فإن كان كما زعم البخاري فالحديث عند بكير بن الأشج وبكير بن أبي عبد الله الطويل.(2/512)
وفي حرف الثاء
منهم: ثور بن زيد وثور بن يزيد
رجلان، مدني وشآمٍ.
فالأول منهما: ثور بن زيد الديلي المدني، روى عنه مالك بن أنس وسليمان بن بلال. رويا له.
والثاني: ثور بن يزيد -بزيادة ياءٍ قبل الزاي- يكنى أبا خالد الكلاعي الحمصي، سمع خالد بن معدان، حدث عنه الوليد بن مسلم وأبو عاصمٍ. رويا له.(2/513)
وفي حرف الحاء
منهم: حسن بن ذكوان وحسين بن ذكوان.
وهما من أهل البصرة في درجةٍ واحدةٍ.
فالأول منهما: حسن بن ذكوان أبو سلمة، عن أبي رجاء العطاردي عمران بن تيم، روى عنه القطان، روى البخاري عن مسدد عن القطان عنه عن أبي رجاء عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يخرج قومٌ من النار بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم)) الحديث، ولم يخرج البخاري للحسن بن ذكوان غيره، ولم يرو له مسلمٌ شيئا.
والثاني بالتصغير: الحسين بن ذكوان المعلم العوذي، يروي عن قتادة وعطاءٍ، روى عنه شعبة وابن المبارك. رويا له.
ومنهم: حسن بن عيسى وحسين بن عيسى
فالأول: حسن بن عيسى بن ماسرجس مولى ابن المبارك، يكنى أبا علي، سكن نيسابور، سمع ابن المبارك، حدث عنه مسلمٌ.
والثاني بالتصغير: حسين بن عيسى أبو علي البسطاني القومسي، عن يونس بن محمد المؤدب وغيره، حدث عنه البخاري ومسلم.(2/514)
ومنهم: حسن بن منصور وحسين بن منصور
كلاهما من شيوخ البخاري.
فالأول منهما: حسن -على مثال جمل- بن منصور أبو علي الصوري، عن حجاج بن محمد، حدث عنه البخاري في باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم.
والثاني: حسين -بالتصغير- بن منصور بن جعفر أبو علي النيسابور السلمي، عن أسباط بن محمد. له حديثٌ واحدٌ في كتاب الإكراه من ((الجامع)).
ومنهم: حيوةٌ بن شريح وحيوةٌ بن شريح
رجلان أحدهما أكبر من الآخر.
فالأكبر هو: حيوة بن شريح أبو زرعة التجيبي، عن يزيد بن أبي حبيب وبكر بن عمرو ويزيد بن الهادي، حدث عنه عبد الله بن المبارك وعبد الله بن يزيد المقرئ وابن وهب. رويا له معاً.
والثاني هو: حيوة بن شريح أبو العباس الحمصي الحضرمي، عن محمد بن حرب، وهو من شيوخ البخاري، وقد حدث عنه محمد بن يحيى الذهلي.(2/515)
وفي حرف الخاء
منهم: خالد بن يزيد وخالد بن أبي يزيد
فالأول: خالد بن يزيد أبو عبد الرحيم مولى أبي الصبيغ الجمحي الإسكندراني، وهو والد عبد الرحيم الفقيه صاحب مالك بن أنس، يروي عنه الليث بن سعد. رويا له.
والثاني: خالد بن أبي يزيد بن سمال -باللام- مولى عثمان بن عفان، يكنى أبا عبد الرحيم أيضاً. وهو خال محمد بن سلمة الحراني، روى عن زيد بن أبي أنيسة، حديثه مخرجٌ في كتاب مسلم.(2/516)
وفي حرف الزاي
منهم: الزبير بن عدي والزبير بن عربي
كلاهما من التابعين.
فالأول منهما أبوه عديٌ بدالٍ مهملة، يكنى أبا عدي، يعد في الكوفيين، يروي عن أنس بن مالك، روى عنه الثوري.
والثاني أبوه عربيٌ براءٍ مهملة بعدها باء منقوطة بواحدةٍ بعدها ياء النسب مشددة، يكنى أبا سلمة، يعد في البصريين، يروي عن ابن عمر، روى عنه حماد بن زيد. وقد تقدم ذكرهما.
ومنهم: زكريا بن يحيى وزكريا بن يحيى
كلاهما حدث عنه البخاري.
فالأول منهما: زكريا بن يحيى بن صالح أبو صالح البلخي الحافظ، عن أبي أسامة وعبد الله بن نمير، حدث عنه في الوضوء والتيمم والمغازي في باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب.
والثاني: زكريا بن يحيى أبو السكين الطائي، يحدث عن ابن نمير(2/517)
وعبد الرحمن بن محمد المحاربي في كتاب العيدين. وذكر الشيخ أبو الحسن الدارقطني في ((تسمية رجال البخاري)): زكريا بن يحيى الكوفي، ولعله يريد أبا السكين.
وذكر أبو أحمد ابن عدي في باب من حدث عنه البخاري: زكريا بن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة الكوفي، وقال: يروي عن ابن نمير. ولم يذكره أبو نصر الكلاباذي، إنما ذكر زكريا بن يحيى البلخي وزكريا بن يحيى أبا السكين لا غير، والله أعلم.
ومنهم: زيد بن جبير وزياد بن جبير
كلاهما عن ابن عمر.
فأما زيد فهو زيد بن جبير بن حرمل الجشمي، عن ابن عمر.
وأما زياد فهو زياد بن جبير بن حية الثقفي، سمع ابن عمر أيضاً، ويروي عن أبيه جبير بن حية.(2/518)
وفي حرف السين
سعد بن إياس وسعيد بن إياس
فالأول منهما سعد -على مثال جعدٍ- ابن إياس أبو عمرو الشيباني الكوفي، من كبار التابعين، عن ابن مسعود وزيد بن أرقم، روى عنه الوليد بن العيزار والحارث بن شبيل.
والثاني سعيد -بزيادة ياءٍ بعد العين- ابن إياس الجريري البصري، عن أبي نضرة وابن بريدة وأبي العلاء بن الشخير وعبد الرحمن بن أبي بكرة، روى عنه بشر بن المفضل وخالد بن عبد الله وعبد الوارث.
وكلاهما يروى عنه في الكتابين.
ومنهم: سلمة بن علقمة ومسلمة بن علقمة
رجلان من أهل البصرة، ويتقاربان في الزمان.
فالأول منهما: سلمة بن علقمة أبو بشر التميمي البصري، عن محمد بن سيرين، روى عنه حماد بن زيد وبشر بن المفضل. رويا له.(2/519)
والثاني: مسلمة بن علقمة بزيادة الميم قبل السين، المازني البصري، إمام مسجد داود بن أبي هند، ويروي عنه، حدث عنه حامد ابن عمر البكراوي. روى له مسلم وحده.(2/520)
وفي حرف الطاء
طلحة بن عبد الله وطلحة بن عبد الله
قرشيان تابعيان يرويان عن الصحابة.
فالأول منهما: طلحة بن عبد الله بن عوف بن عبد عوف، ابن أخي عبد الرحمن بن عوف، القرشي المدني، قال الزبير: وكان يقال له ((طلحة الندى))، وكان يستفتى بالمدينة هو وخارجة بن زيد، سمع ابن عباس وعبد الرحمن بن عمرو بن سهل، روى عنه الزهري وسعد بن إبراهيم في كتاب الجنائز وكتاب المظالم من ((الجامع)).
والثاني: طلحة بن عبد الله بن عثمان بن عبيد الله بن معمر القرشي التيمي، حدث عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه أبو عمران الجوني في كتاب الشفعة والهبة والأدب حديثاً واحداً، قالت عائشة: يا رسول الله، إن لي جارين، فإلى أيهما أهدي؟ قال: ((إلى أقربهما منك باباً)).
ومنهم: طلحة بن يحيى وطلحة بن يحيى
فالأول منهما: طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي(2/521)
الكوفي، عن عمته عائشة بنت طلحة، حدث عنه الثوري ووكيع وإسماعيل ابن زكريا. روى له مسلم وحده في كتاب القدر.
والثاني: طلحة بن يحيى بن النعمان بن أبي عياش الأنصاري الزرقي، سمع يونس بن يزيد، روى عنه عثمان بن أبي شيبة. روى له البخاري في كتاب الحج، وروى له مسلم أيضاً عن يونس في فضائل النبي صلى الله عليه وسلم.(2/522)
وفي حرف العين
منهم: عبد الله بن محمد بن أبي بكر وعبد الله بن محمد بن أبي بكر
كلاهما من ذرية أبي بكر الصديق، وهما يرويان عن عائشة، وحديثهما في الكتابين.
فالأول منهما من ولد محمد بن أبي بكر الذي ولدته أسماء بنت عميس بالشجرة في طريق مكة في حجة الوداع، وهو أخو القاسم بن محمد.
والثاني من ولد أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر، وقد يحذف من نسبه عبد الرحمن اختصاراً فيشكل بالأول.
فأما حديث عبد الله بن محمد بن أبي بكر الأول فمذكور في ((الصحيحين)) من رواية مالك عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله أن عبد الله بن محمد بن أبي بكر الصديق أخبر عبد الله بن عمر عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: ((ألم تري أن قومك حين بنوا الكعبة اقتصروا على(2/523)
قواعد إبراهيم))، الحديث.
وأما حديث عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر وأبوه محمد يكنى أبا عتيق، فمذكور في كتاب الطب من ((الجامع))، رواه خالد بن سعد مولى أبي مسعود الأنصاري من أهل الكوفة، قال: خرجت مع غالب بن أبجر فمرض في الطريق، فعاده ابن أبي عتيق، فقال لنا: عليكم بهذه الحبيبة السوداء، فإن عائشة حدثتني أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن هذه الحبة السوداء شفاءٌ من كل داءٍ))، وذكر الحديث إلى آخره.
وفي كتاب مسلم من رواية إسماعيل بن جعفر وحاتم بن إسماعيل عن أبي حزرة يعقوب بن مجاهد عن عبد الله بن أبي عتيق قال: تحدثت أنا والقاسم عند عائشة، وكان القاسم رجلاً لحانا، وكان لأم ولد، فقالت له عائشة: مالك لا تتحدث كما يتحدث ابن أخي هذا؟ وذكر الحديث إلى قولها : اجلس غدر إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يصلي بحضرة الطعام ولا وهو يدافعه الأخبثان)).(2/524)
وقد وهم أبو مسعود الدمشقي في هذا في كتابه المسمى بـ ((الأطراف))، فجعل الأحاديث كلها لعبد الله بن أبي عتيق، والأئمة الحفاظ كالبخاري وغيره خالفوه في ذلك وميزوا بينهما، ونسبوا الأحاديث لرواتها على الصواب كما تقدم من قولنا، وهم في هذا كما وهم في عبد الرحمن الأعرج الذي يأتي بعد.
وذكر أبو داود في كتاب الصلاة من ((السنن)) عن ابن حنبل ومسدد ومحمد بن عيسى عن يحيى بن سعيد عن أبي حزرة قال: نا عبد الله بن محمد بن أبي بكر أخو القاسم بن محمد قال: كنا عند عائشة فجيء بطعامها فقام القاسم يصلي، فقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يصلى بحضرة الطعام، ولا وهو يدافعه الأخبثان)).
هكذا قالوا في الإسناد: ((عبد الله بن محمد أخو القاسم بن محمد))، وهو وهمٌ، والحديث محفوظ لعبد الله بن أبي عتيق، لا لعبد الله بن محمد أخي القاسم، والقاسم ليس بأخ لابن أبي عتيق، إنما هو ابن عم أبيه، أجمع أهل النسب على ذلك. والله ولي التوفيق.(2/525)
ومنهم: عبد الله بن الحارث وعبد الله بن الحارث
كلاهما يروى عنه في الصحيح.
فالأول منهما: هو عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي المدني، تحول إلى البصرة، يلقب ببة، حدث عن العباس بن عبد المطلب، روى عنه عبد الملك بن عمير. قال كاتب الواقدي: ولد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
والثاني: هو عبد الله بن الحارث أبو الوليد البصري، نسيب محمد بن سيرين، حدث عن ابن عباس، روى عنه أيوب وعاصم الأحول وغيرهما، مخرجٌ حديثهما في الكتابين.
ومنهم: عبد الرحمن الأعرج وعبد الرحمن الأعرج
كلاهما يروي عن أبي هريرة، ويروي عنهما جميعاً الزهري.
فالأول منهما: هو عبد الرحمن بن هرمز يكنى أبا داود الهاشمي، مولى ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، حديثه مشهور كثير.
والثاني: هو عبد الرحمن بن سعد يكنى أبا حميد، مولى بني مخزوم، عن أبي هريرة أيضاً، يروي عنه الزهري وصفوان بن سليم،(2/526)
خرج له مسلم حديثاً واحداً. روى عن محمد بن رمح عن ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن صفوان بن سليم عن عبد الرحمن الأعرج مولى بني مخزوم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد في {إذا السماء انشقت} و{اقرأ باسم ربك}.
قال مسلم: وحدثنا حرملة عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن عبيد الله بن أبي جعفر عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
قال أبو الحسن الدارقطني: روى هذا الحديث الزهري وصفوان ابن سليم، فرواه يزيد بن أبي حبيب وغيره عن صفوان بن سليم عن عبد الرحمن الأعرج. قال: وبين نسبه قرة بن عبد الرحمن، فرواه عن الزهري وصفوان بن سليم عن عبد الرحمن بن سعد عن أبي هريرة. قال الدارقطني: وليس بعبد الرحمن صاحب أبي الزناد، قال: وهما أعرجان يرويان جميعاً عن أبي هريرة. قال: وأما عبد الرحمن بن هرمز فإنما يروي هذا الحديث عن أبي هريرة أن عمر سجد في {إذا السماء انشقت}، قاله مالك ومعمر ويونس وغيرهم عن الزهري عنه.
وأما أبو مسعود الدمشقي فجعله من حديث عبد الرحمن بن هرمز(2/527)
الأعرج صاحب أبي الزناد، وذكره في كتاب ((الأطراف)) في موضعين: في حديث صفوان، وفي حديث عبيد الله بن أبي جعفر كلاهما عن عبد الرحمن بن هرمز، ركب به طريق المجرة.
وقول أبي الحسن أولى بالصواب إن شاء الله تعالى. روى ابن وهب في ((موطئه)) عن قرة عن ابن شهاب وصفوان بن سليم عن عبد الرحمن بن سعد عن أبي هريرة قال: سجدت مع النبي صلى الله عليه وسلم في {إذا السماء انشقت} و{اقرأ باسم ربك} سجدتين.
ذكره ابن يحيى الذهلي في كتاب ((علل حديث الزهري)) في تسمية من روى عنه الزهري من العرب: عبد الرحمن بن سعد، قال: وهو يقال له المقعد، له حديثان، أحدهما في السجدة في {إذا السماء انشقت}، رواه قرة يعني ابن عبد الرحمن. والآخر عن حذيفة بن(2/528)
أسيد الغفاري في العشر الآيات قبل الساعة، ولكن رواه من لا يعتد به.
هكذا جعله الذهلي في العرب، ولم يجعله في الموالي. وذكره الذهلي في موضع آخر من الكتاب، وكناه أبا حميد، وكذلك كناه أبو الحسن الدارقطني.
ومنهم: عبد الرحمن بن جبير وعبد الرحمن بن جبير
كلاهما من التابعين، تفرد مسلم بالرواية لهما.
فالأول منهما: هو عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي، يروي عن أبيه عن أبي الدرداء وعوف بن مالك الأشجعي والنواس بن سمعان، عداده في الشاميين.
والثاني: عبد الرحمن بن جبير القرشي مولى نافع بن عمر، يروي عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، روى عنه بكر بن سوادة وكعب بن علقمة، عداده في المصريين.
ومنهم: عاصم الأحول وعامر الأحول
تابعيان بصريان.(2/529)
فالأول منهما: عاصم بن سليمان الأحول أبو عبد الرحمن، ثقة ثبت، عن عبد الله بن سرجس وأبي عثمان النهدي ومحمد بن سيرين. رويا له كثيراً.
والثاني: عامر بن عبد الواحد الأحول أبو عبد الرحمن أيضاً، عن مكحول، حدث عنه هشام الدستوائي. روى له مسلم حديثاً واحداً في صفة الأذان.
وربما تصحف في الخط عامرٌ بعاصم أو عاصمٌ بعامر، لتقارب شكلهما في صورة الخط ولاتفاق اللقب فيهما، فلذلك ذكرا.
ومنهم: عمرو بن عامر وعمر بن عامر
فعمرو بفتح العين وسكون الميم هو: ابن عامر الأنصاري، يروي عن أنس بن مالك، روى عنه مسعر والثوري وشعبة، خرج البخاري له في الوضوء والصلاة، وروى له البخاري أيضاً ومسلمٌ معاً في الإجارة.
وعمر بضم العين وفتح الميم هو: ابن عامر السلمي أبو حفص(2/530)
البصري، يروي عن قتادة، روى عنه سالم بن نوح. تفرد به مسلم.
ومنهم: عمر بن حسين وعمر بن أبي حسين
فالأول: عمر بن حسين مولى عائشة بنت قدامة بن مظعون قاضي المدينة، روى عنه مالك بن أنس في ((الموطأ))، وهو من فضلاء أهل المدينة ونبلائهم. روى له مسلم عن عبد العزيز بن أبي سلمة عنه عن عبد الله بن أبي سلمة عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه حديثا واحداً في الحج في التكبير من منىً إلى عرفة.
والثاني: هو عمر بن سعيد بن أبي حسين النوفلي القرشي المكي، وقد ينسب إلى جده فيقال: عمر بن أبي حسين، رويا له عن عبد الله بن أبي مليكة، روى عنه ابن المبارك ويحيى القطان وروحٌ وأبو عاصم.
ومنهم: عمر بن علي وعمرو بن علي
فالأول ترتفع طبقته عن الثاني، وهو عمر بن علي بن عطاء بن مقدم أبو حفصٍ المقدمي البصري، سمع أبا حازم سلمة بن دينار وإسماعيل بن أبي خالد. رويا له.(2/531)
والثاني: هو عمرو بن علي بن بحر، بزيادة واوٍ في الخط، يكنى أبا حفص، وهو أبو حفص الفلاس، عن يحيى القطان وطبقته، من شيوخ البخاري ومسلم، وقد تقدم ذكره.
ومنهم: عياش بن الوليد وعباس بن الوليد
وكلاهما من شيوخ البخاري.
فالأول: هو عياش بن الوليد الرقام أبو الوليد البصري، عياش بياء معجمة باثنتين من تحت وشين معجمة، تفرد به البخاري، روى عنه فأكثر، عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى ووكيع ومحمد بن فضيل والوليد بن مسلم.
والثاني: هو عباس بباء معجمة بواحدة وسين مهملة، روى عنه البخاري في موضعين من الكتاب: أحدهما في باب علامات النبوة، والثاني في المغازي في باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً وأبا موسى إلى اليمن، عن معتمر بن سليمان وعبد الواحد بن غياث.
وقال في كتاب الفتن بعد حديثٍ خرجه من طريق هشام الدستوائي عن قتادة عن أنس قال: سألوا النبي صلى الله عليه وسلم حتى أحفوه بالمسألة، وذكر الحديث، ثم قال: وقال عباس النرسي: حدثنا يزيد نا سعيد نا قتادة(2/532)
أن أنساً حدثهم عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث: من أبي يا رسول الله؟ قال: ((أبوك حذافة)).
وما أعلم له في ((الجامع)) أكثر من هذا. وقد روى عنه مسلم في كتابه، إلا أنه وقع في روايتنا في كتاب البخاري عن ابن السكن في باب الحلق والتقصير عند الإحلال: حدثنا عباس بن الوليد نا محمد ابن فضيل نا عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال: [قال] رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم اغفر للمحلقين)) الحديث.
هكذا كان في كتاب ابن أسد عن ابن السكن ((عباس)) بباء منقوطة بواحدة وسين مهملة، وكان أبو الحسن علي بن محمد القابسي يشك فيه عن أبي زيد، فيقول: ((عباس أو عياش))، وكان في كتابه ((عباس)) بسين مهملة. وفي كتاب أبي محمد: ((عياش)) بشين معجمة، وهو الصواب.
وفي ((الجامع)) موضع آخر في باب مبعث النبي صلى الله عليه وسلم وما لقي هو وأصحابه من المشركين بمكة: قال البخاري: حدثنا عياش بن الوليد(2/533)
نا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي حدثني يحيى عن محمد بن إبراهيم التيمي عن عروة قال: سألت عبد الله بن عمروٍ أخبرني بأشد شيءٍ صنعه المشركون بالنبي صلى الله عليه وسلم، الحديث.
هكذا رويناه عن ابن السكن ((عياش)) بالشين المعجمة، وكذلك قال أبو ذر الهروي عن مشايخه، وكان في كتاب أبي محمد الأصيلي غير مقيدٍ. وقال بعضهم: هو عباس بن الوليد بباء معجمةٍ بواحدة وسين مهملة، وزعم أنه ابن الوليد بن مزيد -بزاي معجمة بعدها ياء معجمة باثنتين- الدمشقي ثم البيروتي، وليس هذا بشيء.
وقد حدثنا أبو العباس العذري عن أبي ذر أنه قال: عباس بن الوليد البيروتي متأخر، ولا أعلم البخاري ومسلماً رويا عنه، وإنما يروي عنه عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي وأبو بكر النيسابوري ومن كان في طبقتهما من المتأخرين. قال: ولا أعلم للعباس بن الوليد بن مزيد روايةً عن الوليد بن مسلم، فإنه أكثر ما يروي عن أبيه الوليد بن مزيد، وكان من أصحاب الأوزاعي رحمه الله.(2/534)
وفي حرف الميم
محمد بن عبد الرحمن ومحمد بن عبد الرحمن ومحمد بن عبد الرحمن ومحمد بن عبد الرحمن
أربعة من تابعي أهل المدينة، وأسنانهم متقاربة، وطبقتهم واحدة، وحديثهم مخرجٌ في الكتابين.
فالأول منهم: هو محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان العامري مولى لهم المدني، عن جابر بن عبد الله وأبي سلمة بن عبد الرحمن، يري عنه يحيى بن أبي كثير.
والثاني: محمد بن عبد الرحمن بن نوفل أبو الأسود القرشي الأسدي، يتيم عروة بن الزبير، يروي عنه.
والثالث: محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد ابن زرارة، وسعد بن زرارة أخو أسعد بن زرارة، قاله يحيى بن سعيد القطان، يروي عن محمد بن عمرو بن الحسن بن علي وعن عمته عمرة بنت عبد الرحمن، هكذا أتى في الحديث، وإنما هي عمة أبيه، فإنها(2/535)
عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة. روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري ويحيى بن أبي كثير وشعبة بن الحجاج.
والرابع: هو محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حارثة بن النعمان النجاري أبو عبد الرحمن، وهو الذي يقال له أبو الرجال، يروي عن أمه عمرة بنت عبد الرحمن، روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري وسعيد بن أبي هلال، وكثيراً ما يلتبس أبو الرجال هذا بالذي قبله، لروايتهما جميعاً عن عمرة ورواية يحيى بن سعيد عنهما.
ومنهم: محمد بن زياد ومحمد بن زياد
كلاهما تابعي، ويرويان عن الصحابة.
فالأول منهما: هو محمد بن زياد أبو الحارث الجمحي القرشي مولاهم البصري، صاحب أبي هريرة، يروي عنه شعبة وغيره، رويا له.
والثاني: هو محمد بن زياد أبو سفيان الألهاني الحمصي، سمع أبا أمامة الباهلي، روى عنه عبد الله بن سالم الأشعري الحمصي، روى له البخاري.
ومنهم: محمد بن سليم ومحمد بن سليم
فالأول: محمد بن سليم المكي أبو عثمان، يروي عن ابن أبي(2/536)
مليكة، استشهد به البخاري في كتاب الرقاق في باب من نوقش الحساب عذب، في حديث عثمان بن الأسود عن ابن أبي مليكة.
والثاني: هو محمد بن سليمٍ أبو هلال الراسبي البصري، ولم يكن من بني راسب، إنما كان نازلاً فيهم، وهو من بني ناجية، يروي عن ابن سيرين، استشهد به البخاري في كتاب التعبير في حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب))، الحديث.
ومنهم: محمد بن يوسف ومحمد بن يوسف
كلاهما من شيوخ البخاري.
فالأول منهما: محمد بن يوسف بن واقد أبو عبد الله الفريابي، من أهل خراسان، سكن قيسارية من أرض الشام، سمع الثوري والأوزاعي ومالك بن مغول.
والثاني: هو محمد بن يوسف أبو أحمد البخاري البيكندي، حدث عن سفيان بن عيينة وعبد الأعلى بن مسهر وأبي أسامة وأحمد بن يزيد الحراني.(2/537)
قال البخاري في كتاب العلم: حدثنا محمد بن يوسف سمع أبا مسهر.
وقال في صفة النبي صلى الله عليه وسلم: حدثني محمد بن يوسف نا أحمد بن يزيد الحراني.
وقال في بدء الخلق: حدثني محمد بن يوسف نا أبو أسامة.
وقال في غزوة أحد: حدثنا محمد بن يوسف نا ابن عيينة عن عمرو عن جابر.
وقال في بابٍ بعد غزوة أحد: حدثني محمد بن يوسف سمع أبا أسامة.
وقال في الحدود والردة في باب هل يأمر الإمام رجلاً فيضرب الحد: حدثنا محمد بن يوسف نا ابن عيينة عن الزهري عن عبيد الله عن أبي هريرة وزيد بن خالد.
ومنهم: محمد بن عبد العزيز ومحمد بن عبد العزيز
فالأول منهما: ابن أبي رزمة المروزي، روى له البخاري في موضع(2/538)
واحد في تفسير {اقرأ باسم ربك}، عن أبي صالح سلمويه.
والثاني: محمد بن عبد العزيز أبو عبد الله الرملي شيخ للبخاري، يروي عن حفص بن ميسرة، حدث عنه البخاري في موضعين من ((الجامع)): تفسير سورة النساء، وكتاب الاعتصام بالكتاب والسنة.
ومنهم: محمد بن الصلت ومحمد بن الصلت
كلاهما من شيوخ البخاري.
فالأول منهما: محمد بن الصلت أبو جعفر الأسدي الكوفي، عن ابن المبارك، حدث عنه البخاري في مناقب عمر رضي الله عنه.
والثاني: محمد بن الصلت أبو يعلى التوزي، وتوز من أرض فارس، سكن البصرة. عن الوليد بن مسلم، روى عنه حديثاً واحداً في كتاب المحاربين وقصة العرنيين.
ومنهم: المفضل بن فضالة والمفضل بن فضالة
فالمفضل بن فضالة بن عبيد القتباني المصري، عن عقيل بن(2/539)
خالد، يروي عنه قتيبة بن سعيد وحسان الواسطي. رويا له.
وفي البصريين: المفضل بن فضالة أخو مبارك بن فضالة، يروي عنه مسلم بن إبراهيم وموسى بن إسماعيل، لم يخرج عنه شيءٌ في الكتابين. وقد ذكر عنه أبو عيسى الترمذي في مصنفه، قال: حدثنا أحمد بن سعيد الأشقر وإبراهيم بن يعقوب قالا: نا يونس بن محمد، قال: نا المفضل بن فضالة عن حبيب بن الشهيد عن محمد بن المنكدر عن جابر ابن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد مجذومٍ، فأدخله معه في القصعة، ثم قال: ((كل باسم الله، ثقةً بالله وتوكلاً عليه)).
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا يعرف إلا من حديث يونس ابن محمد عن المفضل بن فضالة، والمفضل بن فضالة هذا شيخ بصري، والمفضل بن فضالة آخر شيخ مصري أوثق من هذا وأشهر.
ومنهم: منصور بن عبد الرحمن ومنصور بن عبد الرحمن
فالأول: هو منصور بن عبد الرحمن بن طلحة بن عمر بن عبيد الله ابن معمر التيمي، وأمه صفية بنت شيبة بن عثمان القرشي المكي(2/540)
الحجبي، ينسب إلى أمه ويروي عنها، روى عنه الثوري وابن عيينة وزهير بن معاوية ووهيب وغيرهم. رويا له معاً.
والثاني: هو منصور بن عبد الرحمن الغداني الأشل البصري، روى عن الشعبي عن جرير في إباق العبد من مواليه، حدث عنه ابن علية، روى له مسلم وحده.
ومنهم: مسلم بن مخراق ومسلم بن مخراق
روى لهما مسلمٌ وحده.
فالأول: مسلم بن مخراق مولى بني قرة حي من عبد القيس، يعرف بالقري، سمع ابن عباس، روى عنه شعبة في الحج.
والثاني: مسلم بن مخراق المازني أبو الأسود، والد سوادة بن أبي الأسود، روى عن معقل بن يسار المزني، حدث عنه ابنه سوادة في كتاب الإمارة في ((الصحيح)) لمسلم.
ومنهم: المثنى بن سعيد والمثنى بن سعيد
رجلان من أهل البصرة، نظيران في الرواية.(2/541)
فالأول منهما: المثنى بن سعيد القصير الضبعي البصري، عن أبي جمرة نصر بن عمران، روى عنه عبد الرحمن بن مهدي، رويا له.
والثاني ليس له في الكتابين ذكر، وهو: المثنى بن سعيد الطائي البصري، يكنى أبا غفار بغين معجمة مكسورة. روى عن أبي قلابة وأبي الشعثاء وأبي تميمة الهيجيمي، روى عنه القطان وأبو أسامة وعيسى ابن يونس، هو ثقة.(2/542)
وفي حرف الواو
الوليد بن هشام والوليد بن أبي هشام
رجلان: أحدهما شآمٍ، والآخر بصري، انفرد بالرواية لهما مسلم.
فالأول منهما: هو الوليد بن هشام المعيطي الشامي، عن معدان بن أبي طلحة اليعمري، حدث عنه الأوزاعي.
والثاني: الوليد بن أبي هشام، أبوه مكنيٌ واسمه زياد، مولى عثمان بن عفان، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، يعد في البصريين، روى عنه ابن علية حديثاً في كتاب الصلاة.
ومنهم: الوليد بن مسلم والوليد بن مسلم
فأحدهما: الوليد بن مسلم أبو بشر العنبري، يروي عن حمران بن أبان وأبي الصديق الناجي، روى عنه خالد الحذاء، يعد في البصريين، انفرد بالرواية له مسلم.(2/543)
والثاني: الوليد بن مسلم أبو العباس الدمشقي، يروي عن الأوزاعي ويزيد بن أبي مريم وعبد الرحمن بن نمر وابن جابر، روى عنه غير واحدٍ من شيوخ البخاري ومسلم. والأول أعلى درجةً في الرواية من الثاني بكثير.(2/544)
وفي حرف الياء
يحيى بن أبي كثير ويحيى بن كثير
رجلان.
فالأول منهما الذي أبوه مكنيٌ: هو يحيى بن أبي كثير أبو نصر اليمامي، أحد الأئمة في الحديث، هو نظير الزهري.
والثاني الذي أبوه غير مكني: هو يحيى بن كثير بن درهم أبو غسان العنبري مولاهم البصري، أصله من خراسان. روى له البخاري حديثاً عن محمد بن المثنى عنه عن أبي حفص بن العلاء أخي أبي عمرو بن العلاء.
ومنهم: يحيى بن أبي بكير ويحيى بن بكير
رجلان.
فالأول: هو يحيى بن أبي بكير بن نسر -بالسين المهملة والنون- أبو زكريا الكوفي العبدي قاضي كرمان، يروي عن زائدة بن قدامة(2/545)
وإسرائيل وزهير ومعاوية، مخرج حديثه في الكتابين، وأبوه أبو بكير يروي عنه سفيان الثوري.
والثاني: يحيى بن عبد الله بن بكير المصري، صاحب الليث ومالكٍ، وكثيراً ما ينسب إلى جده بكير فيقال: يحيى بن بكير. حدث عنه البخاري، وروى عن رجل عنه، روى مسلم عن ابن نمير وأبي زرعة الرازي وأبي بكر بن إسحاق عنه.
ومنهم: يحيى بن أبي زكريا ويحيى بن زكريا
فالذي أبوه مكني: هو يحيى بن أبي زكريا أبو مروان الغساني الشامي، سكن واسط، يروي عن هشام بن عروة، حدث عنه محمد بن حرب النشائي.
وأما الثاني: فهو يحيى بن زكريا بن أبي زائدة الهمداني الكوفي، يروي عن أبيه وعاصم الأحول وأبي مالك سعد بن طارق. رويا له.
ومنهم: يحيى بن أيوب ويحيى بن أيوب ويحيى بن أيوب
ثلاثة رجال.
فالأول منهم: يحيى بن أيوب البجلي الجريري -بالجيم- من ولد(2/546)
جرير بن عبد الله، أخو جرير بن أيوب. ذكره البخاري مستشهداً به في أول كتاب الأدب، وقد ذكرت هذا فيما تقدم في باب الجريري والجريري.
والثاني: هو يحيى بن أيوب أبو العباس المصري، عن يزيد بن أبي حبيب، وقد حدث عنه ابن جريج ومن دونه. رويا له، أسند عنه مسلمٌ، وعلق عنه البخاري.
والثالث: هو يحيى بن أيوب المقابري البغداذي الزاهد، شيخٌ لمسلم بن الحجاج، تفرد به، وروى عنه أبو حاتم وأبو زرعة.(2/547)
وممن اشتهر بالكنية من الصحابة والتابعين في هذا النوع من المتشابه
أبو أمامة وأبو أمامة
رجلان من أصحاب رسول الله:
أحدهما: أبو أمامة الباهلي، واسمه صدي بن عجلان، رويا له معاً.
والآخر: أبو أمامة الحارثي من الأنصار، اختلف في اسمه، فقيل: إياس بن ثعلبة، وقيل: ثعلبة، والأول أصح. روى له مسلم وحده حديث: ((من اقتطع مال امرئ مسلمٍ بيمينه حرم الله عليه الجنة)).
وفي التابعين: أبو الأشهب وأبو الأشعث
فأما الذي بالهاء فهو: أبو الأشهب جعفر بن حيان العطاردي البصري، عن الحسن وعاصم الأحول وأبي الجوزاء وخليد العصري، حدث عنه أبو نعيم ومسلم بن إبراهيم وشيبان بن فروخ. رويا له.
وأما الذي بالعين المهملة والثاء المثلثة فهو: أبو الأشعث شراحيل ابن آدة الصنعاني -صنعاء الشام- من كبار التابعين، يروي عن عبادة(2/548)
ابن الصامت وأبي أسماء الرحبي، حدث عنه أبو قلابة الجرمي. روى له مسلم وحده. وربما تصحف أبو الأشهب بأبي الأشعث في الخط، فلذلك ذكرناهما.
ومنهم: أبو إسماعيل وأبو إسماعيل
كلاهما عن أبي حازم الأشجعي.
أحدهما: أبو إسماعيل يزيد بن كيسان اليشكري.
والآخر: أبو إسماعيل بشير بن سلمان الأسلمي.
كلاهما يروي عن أبي حازم، وقد اشتركا في الرواية عنه في غير ما حديثٍ، وسيأتي الكلام عليهما وعلى ما اشتركا فيه في آخر الجزء الذي فيه الكلام على الأوهام الواقعة في كتاب مسلم بن الحجاج. والله الموفق للصواب.
ابن إشكاب وابن إشكاب
رجلان يروي البخاري عنهما.
أحدهما: أحمد بن إشكاب أبو عبد الله الصفار، سكن مصر. قال(2/549)
ابن معين: أحمد بن معمر بن إشكاب الكوفي، سكن بمصر، ويقال فيه: أحمد بن عبد الله بن إشكاب، سمع محمد بن فضيل، يقال فيه: ابن إشكاب وابن إشكيب وابن شكيب. حدث عنه البخاري في عمرة الحديبية، وفي الفتن، وبآخر حديث في ((الجامع)).؟
والثاني: الحسين بن إبراهيم بن إشكاب البغداذي العامري، والد محمد وعلي، ويقال: إن البخاري قد حدث عن ابنيه محمدٍ وعلي عنه.
أبو حازم وأبو حازم
تابعيان يرويان عن الصحابة.
فالأول منهما: أبو حازم الأشجعي، واسمه سلمان مولى عزة الأشجعية، كوفي، يروي عن أبي هريرة، روى عنه منصور والأعمش(2/550)
وسيار أبو الحكم وفضيل بن غزوان.
والثاني: هو أبو حازم سلمة بن دينار الأعرج، ويقال: الأفزر، الزاهد، مولى الأسود بن سفيان، يروي عن سهل بن سعد الساعدي، روى عنه مالك والثوري وابن عيينة وسليمان بن بلال وأبو غسان محمد بن مطرف وابنه عبد العزيز، ونسبه أبو نصر الكلاباذي في كتابه فقال: سلمة بن دينار أبو حازم الأعرج التمار الزاهد. وذكر ((التمار)) في نسبه سلمة بن دينار وهمٌ.
وأبو حازم التمار المدني رجل ثالث، واسمه دينار، مولى أبي رهم الغفاري، يروي عن البياضي وغيره، روى عنه محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ومحمد بن عمرو بن علقمة، وحديثه في ((الموطأ)).
ومنهم: أبو حسان وأبو حسان
تابعيان من أهل البصرة.
أحدهما: اسمه مسلم الأجرد، عن ابن عباس، روى له مسلم(2/551)
وحده، وذكره البخاري في المتابعة، قال في كتاب الحج: ويذكر عن أبي حسان عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزور البيت أيام منىً.
والثاني: أبو حسان، روى عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في أولاد المسلمين قال: ((صغارهم دعاميص الجنة))، حديثه عند معتمر بن سليمان عن أبيه عن أبي السليل عن أبي حسان.
قال ابن الجارود: حدثنا موسى بن هارون قال: نا أبو بكر الأثرم قال: قلت لأبي عبد الله عن علي بن المديني أنه قال: حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي السليل عن أبي حسان، هو غير ذاك، يعني غير مسلم الأجرد، فقال أبو عبد الله بن حنبل: حديث الدعاميص؟ ثم قال: نعم هو غير ذلك.
وخرج مسلم حديث الدعاميص.
ومنهم: أبو شهاب الحناط وأبو شهاب الحناط
فأحدهما: أبو شهاب الأكبر، اسمه موسى بن نافع الهذلي الحناط، من أهل الكوفة، عن عطاء بن أبي رباح، روى عنه أبو نعيم. ذكر له البخاري حديثاً واحداً في كتاب الحج.(2/552)
والآخر: أبو شهاب الأصغر، اسمه عبد ربه بن نافع المدائني الحناط، يروي عن يونس بن عبيد وابن عون وعاصم الأحول والأعمش وإسماعيل بن أبي خالد وشعبة. رويا له جميعاً. روى له البخاري في الزكاة والأشربة والاستقراض والكفارات والتوحيد. حدث عنه أحمد ابن يونس وعاصم بن يوسف.
قال البخاري: ((عبد ربه بن نافع أبو شهاب الحناط صاحب الطعام، سمع محمد بن سوقة ويونس بن عبيد وعوفاً الأعرابي، نسبه موسى بن إسماعيل)).
ومنهم: أبو العالية وأبو العالية
تابعيان من أهل البصرة.
فأحدهما: أبو العالية الرياحي، واسمه رفيع بن مهران، مولى امرأة من بني رياح أعتقته سائبةً لوجه الله تعالى، أسلم بعد عامين من موت رسول الله صلى الله عليه وسلم، روى عن ابن عباس، روى عنه قتادة.
والآخر: أبو العالية البراء اسمه زياد بن فيروز، وكان يبري النبل، مذكور في الطبقة الثانية من أهل البصرة، يروي عن ابن عباس(2/553)
وعبد الله بن الصامت ابن أخي أبي ذر الغفاري، روى عنه أيوب السختياني ومطر الوراق وبديل بن ميسرة.
ومنهم: أبو علقمة وأبو علقمة
فالأول منهما: أبو علقمة الهاشمي، لا يوقف على اسمه، يروي عن أبي سعيد وأبي هريرة، فحديثه عن أبي سعيد في وطء الأمة بملك اليمين من رواية سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن صالح أبي الخليل عن أبي علقمة الهاشمي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث جيشاً يوم حنين إلى أوطاسٍ، وذكر الحديث.
وحديثه عن أبي هريرة في كتاب الصلاة. قال مسلم: حدثنا محمد ابن بشار قال: نا محمد بن جعفر نا شعبة، قال: وحدثنا عبيد الله بن معاذ نا أبي نا شعبة عن يعلى بن عطاء سمع أبا علقمة سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما الإمام جنةٌ، فإذا صلى قاعداً.. .. )) وذكر الحديث.
وقال في كتاب الإمارة: عن أبي عوانة وشعبة عن يعلى بن عطاء عن أبي علقمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله)).(2/554)
قال أبو علي: حدثنا حكم قال: نا أبو بكر قال: نا أبو القاسم البغوي قال: نا أبو كامل -يعني الجحدري- قال: نا أبو عوانة عن يعلى بن عطاء عن أبي علقمة قال: نا أبو هريرة من فِيه إلى فِيَّ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من أطاعني فقد أطاع الله، ومن أطاع الأمير فقد أطاعني، إنما الأمير مجنٌ، فإذا صلى جالساً فصلوا جلوساً، وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد، فإنه إذا وافق قول أهل الأرض قول أهل السماء غفر لهم ما تقدم من ذونبهم)). قال: ((ويهلك قيصر فلا يكون قيصر بعده، ويهلك كسرى فلا يكون كسرى بعده)). وقال: ((استعيذوا بالله من خمسٍ: من عذاب جهنم، وعذاب القبر، وفتنة المحيا والممات، وفتنة المسيح الدجال)).
وأما الثاني: فأبو علقمة عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي فروة الفروي، يروي عن صفوان بن سليم ويزيد بن خصيفة، روى عنه(2/555)
يحيى بن يحيى وإسحاق بن إبراهيم وأحمد بن عبدة الضبي. انفرد به مسلم.
ومنهم: أبو المنهال وأبو المنهال
كلاهما تابعي.
فأحدهما: أبو المنهال الرياحي، واسمه سيار بن سلامة البصري، سمع أبا برزة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، روى عنه خالد الحذاء وعوف الأعرابي وشعبة.
والآخر: أبو المنهال الكوفي، واسمه عبد الرحمن بن مطعم، سمع البراء وزيد بن أرقم وابن عباس، روى عنه عمرو بن دينار وحبيب بن أبي ثابت وعبد الله بن كثير وسليمان الأحول.
وكلاهما مخرجٌ حديثه في الكتابين.
ومنهم: أبو نعامة وأبو نعامة
كلاهما من أهل البصرة، تفرد مسلم بالرواية لهما.
فأحدهما: أبو نعامة السعدي، اسمه عبد ربه، عن أبي عثمان النهدي، روى عنه مرحوم العطار.
والآخر: أبو نعامة العدوي، واسمه عمرو بن عيسى، عن(2/556)
حجير بن الربيع العدوي، حدث عنه النضر بن شميل.
وفي كتاب مسلم موضع ثالث، روى شعبة عن أبي نعامة عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم في تأخير الصلاة عن وقتها.
قال أبو علي: لا أعلم من أبو نعامة في هذا الإسناد. وفي الرواة أيضاً أبو نعامة الضبي وأبو نعامة الحنفي رجلان آخران:
فأبو نعامة الضبي اسمه شيبة بن نعامة، يروي عنه الثوري وجرير بن عبد الحميد، قاله البخاري ومسلم، وله ابنٌ يقال له: محمد بن شيبة بن نعامة. روى له مسلم عن جرير عنه عن علقمة بن مرثد في إنشاد الضالة في المسجد.
والثاني: أبو نعامة قيس بن عباية الزماني الحنفي البصري، عن ابن مغفل، روى عنه الجريري وزياد بن مخراق وعثمان بن غياث وراشد أبو محمد الحماني.(2/557)
ذكر أبو بكر الأثرم عن ابن حنبل قال: أبو نعامة أربعة: واحد كوفي، شيبة بن نعامة، يروي عنه سفيان وجرير. وأبو نعامة السعدي، هو الذي يروي عنه حماد بن سلمة حديث النعل. قلت له: ما اسمه؟ قال: اختلفوا فيه. وقال مرة أخرى: اسمه عبد ربه. قال: وأبو نعامة العدوي عمرو بن عيسى. وأبو نعامة الحنفي، الذي يروي عن ابن مغفل، اسمه قيس بن عباية.
ومنهم: أبو فروة وأبو فروة
فأحدهما: أبو فروة الأكبر، واسمه عروة بن الحارث الهمداني، عن الشعبي سمع النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((الحلال بينٌ والحرام بينٌ.. .. )) الحديث، روى عنه الثوري.
والآخر: أبو فروة الأصغر، واسمه مسلم بن سالم الجهني، روى عن عبد الله بن عيسى، روى عنه عبد الواحد بن زياد. قال البخاري: أبو فروة مسلم بن سالم النهدي، ويعرف بالجهني لأنه كان نازلاً في جهينة.
وفي كتاب الأنبياء من ((الجامع)) في ذكر إبراهيم صلى الله عليه وسلم: حدثنا(2/558)
قيس بن حفص وموسى بن إسماعيل قالا: نا عبد الواحد بن زياد نا أبو فروة مسلم بن سالم الهمداني قال: حدثني عبد الله بن عيسى سمع عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: لقيني كعب بن عجرة فقال: ألا أهدي لك هديةً.. .. الحديث.
كذا قال في نسبه: ((الهمداني))، وأراه وهماً. وقد ذكر ابن أبي خيثمة هذا الحديث بهذا الإسناد فقال: حدثنا أبو سلمة المنقري موسى بن إسماعيل قال: نا عبد الواحد بن زياد قال: نا أبو فروة الجهني عن عبد الله بن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى. هكذا قال: ((الجهني)).
وروينا عن إسماعيل القاضي عن علي بن المديني قال: قيل لسفيان: أبو فروة الجهني، قال: كان ينزل في جهينة. وقال سفيان مرة أخرى: كان أبو فروة جهنياً. قال علي بن المديني: وقد ينسب ((النهدي)).
وروي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سمعت أبي يقول: أبو فروة الهمداني اسمه عروة، وأبو فروة النهدي اسمه مسلم بن سالم الذي يحدث عن ابن أبي ليلة. قال أحمد بن حنبل: وكان ابن مهدي(2/559)
لا يفصل بين هذين.
وقال يحيى بن معين: روى سفيان بن عيينة عن أبي فروة الكبير عروة بن الحارث الهمداني، وروى عن [أبي] فروة الصغير مسلم بن سالم الجهني.
ومنهم: أبو يعفور وأبو يعفور
وكلاهما من التابعين، حديثهما مخرج في الكتابين.
فأحدهما: أبو يعفور الأكبر، اسمه وقدان العبدي، ويقال: واقد، والأول أكثر. سمع عبد الله بن أبي أوفى وعرفجة بن شريح ومصعب بن سعد، روى عنه الثوري وأبو عوانة وإسرائيل.
والآخر: أبو يعفور الأصغر، واسمه عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس البكاري، ويقال له: عبد الرحمن بن أبي صفية، عن أبي الضحى مسلم بن صبيح والوليد بن العيزار، وقد روى عن السائب بن يزيد، روى عنه الثوري وابن عيينة ومروان الفزاري.(2/560)
وفي الجامع: الحسن بن محمد بن الصباح والحسن بن الصباح ابن محمد ومحمد بن الصباح وعبد الله بن الصباح
أربعة، كلهم حدث عنهم البخاري، وربما وقع للطالب إشكال فيهم، لا سيما على من لم يتبحر في علم الرجال.
فالأول: الحسن بن محمد بن الصباح أبو علي الزعفراني، بغداذي صاحب الشافعي، حدث عنه البخاري عن عبيدة بن حميد ويحيى بن عباد وحجاج بن محمد وغيرهم، في الحج واللباس والمناقب والطلاق وغير موضعٍ.
والثاني: الحسن بن الصباح بن محمد أبو علي البزار الواسطي، عن سفيان بن عيينة وإسحاق الأزرق وغيرهما، حدث عنه في كتاب الإيمان وصفة النبي صلى الله عليه وسلم وغير موضع.
والثالث: محمد بن الصباح أبو جعفر الدولابي البغداذي، عن إسماعيل بن زكريا وهشيم بن بشير، روى عنه البخاري في الصلاة والبيوع والكفالة والأطعمة والشهادات.(2/561)
والرابع: عبد الله بن الصباح العطار البصري، خرج عنه البخاري في الصلاة والبيوع والأحكام، عن معتمر بن سليمان ومحبوب بن الحسن وأبي علي الحنفي وشبابة بن سوار.
كمل تقييد المهمل وتمييز المشكل، والحمد لله كما هو أهله. يتلوه التنبيه على الأوهام الواقعة في الصحيحين وإصلاحها.(2/562)
كتاب التنبيه على الأوهام الواقعة في المسندين الصحيحين في الأسانيد وأسماء الرواة
[قسم البخاري](2/563)
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على محمد وآله وسلم، الحمد لله وحده، والصلاة على من لا نبي بعده: هذا كتابٌ يتضمن التنبيه على الأوهام الواقعة في المسندين الصحيحين، وذلك في ما يخص الأسانيد وأسماء الرواة، والحمل فيها على نقلة الكتابين عن البخاري ومسلم، وبيان الصواب في ذلك.
واعلم -وفقك الله- أنه قد يندر للإمامين مواضع يسيرةٌ من هذه الأوهام، أو لمن فوقهما من الرواة، لم تقع في جملة ما استدركه الشيخ الحافظ أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني عليهما، ونبه على بعض هذه المواضع أبو مسعود الدمشقي الحافظ، وغيره من أئمتنا، فرأينا أن نذكرها في هذا الباب لتتم الفائدة بذلك، والله الموفق للصواب.
فمن ذلك ما جاء في كتاب أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري(2/565)
-رحمه الله- رواية أبي عبد الله محمد بن يوسف الفربري، والنقلة إلينا عنه:
أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن.
وأبو زيد محمد بن أحمد المروزي.
وأبو أحمد محمد بن محمد بن يوسف الجرجاني.
وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي.
وأبو محمد عبد الله بن أحمد الحمويي.
وأبو الهيثم محمد بن مكي الكشميهني.
وقد نبهنا -أيضاً- على مواضع من رواية أبي إسحاق إبراهيم بن معقل بن الحجاج النسفي، عن أبي عبد الله البخاري، وانتقلت إلينا هذه الرواية على جهة الإجازة، من قبل أبي صالح خلف بن محمد بن إسماعيل الخيام البخاري.
ومن قبل أبي الفضل صالح بن محمد بن شاذان الأصبهاني عنه.
ورأيت أن أضع ذلك على الأبواب؛ ليكون أقرب على الطالب عند الحاجة إلى النظر في ذلك، وبالله أستعين.(2/566)
من ذلك: في ((كتاب الإيمان)) في باب ((الصلاة من الإيمان))
قال البخاري: حدثنا عمرو بن خالد، قال: نا زهير، قال: نا أبو إسحاق عن البراء، وذكر شأن تحويل القبلة.
قال الشيخ أبو علي: كان في نسخة أبي زيد المروزي: ((حدثنا عمر بن خالد))، هكذا نقله عنه أبو الحسن القابسي وأبو الفرج عبدوس ابن محمد الطليطلي.
وذلك وهم، والصواب: عمرو -بفتح العين وسكون الميم- وهو: عمرو بن خالد الحراني الجزري، وليس في شيوخ البخاري من يقال له: ((عمر بن خالد)).(2/567)
وفي ((كتاب العلم)) في باب ((تعليم الرجل أمته))
قال البخاري: حدثنا محمد، قال نا المحاربي، قال نا صالح بن حيان، قال عامر: حدثني أبو بردة عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثةٌ لهم أجران.. .. )) الحديث.
قال أبو علي: محمد هذا شيخٌ للبخاري، وهو: محمد بن سلام البيكندي.
وصالح بن حيان هو: صالح بن صالح بن مسلم بن حيان، ويقال: هو ابن حي الثوري الهمداني نسبةً إلى أبي جده، فأوهم بذلك أن يكون صالح بن حيان القرشي صاحب ابن بريدة، وهو ضعيف الرواية.
قال البخاري في ((تاريخه)): ((صالح بن حيان القرشي ضعيف،(2/568)
فيه نظر)).
قال أبو علي: وصالح بن حيان الذي روى عنه البخاري في ((الجامع)) هو: والد الحسن بن صالح الفقيه، وأخيه علي بن صالح.
والمحاربي في هذا الإسناد هو: عبد الرحمن بن محمد المحاربي، وقد نسبه بعض من لا علم له بهذا الشأن من أهل بلدنا فأخطأ في نسبه خطأً فاحشاً.
ومن ((كتاب العلم)) في باب: ((رب مبلغ أوعى من سامع))
قال البخاري: حدثنا مسدد، نا بشر، قال نا ابن عون، عن ابن سيرين، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أي يومٍ هذا.. .. )) وذكر الحديث.
وقال في باب: ((ليبلغ العلم الشاهد الغائب)):
حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب قال: نا حماد، عن أيوب، عن(2/569)
محمد، عن ابن أبي بكرة، عن أبي بكرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن دماءكم وأموالكم عليكم حرامٌ.. .. )) الحديث. بمثل إسناد ابن عون.
قال أبو علي: وفي نسخة أبي ذرٍ الهروي في حديث عبد الله بن عبد الوهاب: حدثنا حماد، عن أيوب، عن محمد، عن أبي بكرة.
هكذا قيده عن أبي محمد الحمويي وأبي الهيثم، عن الفربري، سقط لهما ذكر ((ابن أبي بكرة)).
ورواه أبو إسحاق المستملي وسائر رواة الفربري بإثبات ((ابن أبي بكرة)) بين محمد وأبي بكرة، وتكرر هذا الحديث في تفسير سورة براءة من طريق عبد الله بن عبد الوهاب -أيضاً- عن حماد بن زيد بإثبات ((ابن أبي بكرة)) بينهما.
وفي كتاب (بدء الخلق) عن محمد بن المثنى، حدثنا عبد الوهاب، نا أيوب، عن محمد عن أبي بكرة.
هكذا في نسخة الأصيلي عن أبي أحمد، لم يذكر بين محمد بن(2/570)
سيرين وأبي بكرة أحداً.
وسائر رواة الفربري يقولون فيه: محمد، عن ابن أبي بكرة، عن أبي بكرة في هذا الموضع، غير أن أبا الحسن القابسي وقع في نسخته في هذا الموضع: أيوب، عن محمد بن أبي بكرة.
وهذا وهم فاحش! وصوابه: أيوب، عن محمد -هو ابن سيرين- عن ابن أبي بكرة، عن أبي بكرة.
وتكرر -أيضاً- حديث محمد بن المثنى عن عبد الوهاب في باب حجة الوداع من كتاب (المغازي)؛ فذكر أبو الحسن القابسي: أن في نسخة أبي زيد: أيوب، عن محمد بن أبي بكرة.
ووقع في نسخة الأصيلي هذا الموضع: محمد، عن ابن أبي بكرة، على الصواب.
وذكر أبو الحسن الدارقطني في كتاب ((العلل)): أن إسماعيل بن(2/571)
علية وعبد الوارث روياه عن أيوب عن محمد عن أبي بكرة لم يذكرا بينهما أحداً.
وكذلك رواه يونس بن عبيد، عن محمد بن سيرين عن أبي بكرة.
ورواه قرة بن خالد، عن محمد بن سيرين، قال: حدثني عبد الرحمن ابن أبي بكرة، ورجل آخر أفضل في نفسي من عبد الرحمن، وسماه أبو عامر العقدي عن قرة فقال: وحميد بن عبد الرحمن، ولم يسمه يحيى القطان في روايته عن قرة.
قال أبو علي: واتصال هذا الإسناد وصوابه: أن يكون عن محمد ابن سيرين، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه.
وعن محمد بن سيرين -أيضاً- عن حميد بن عبد الرحمن الحميري، عن أبي بكرة.
وفي باب: ((كتابة العلم))
حدثنا محمد بن سلام، أنا وكيع، عن سفيان، عن مطرف، عن(2/572)
الشعبي، عن أبي جحيفة قال: قلت لعليٍ: هل عندكم كتاب؟ قال: ((لا إلا ما في كتاب الله.. .. )) الحديث.
قال أبو مسعود: يقال إن حديث وكيع عن سفيان هذا، هو: سفيان بن عيينة. ولم ينبه البخاري عليه. قال: وقد رواه يزيد العدني عن الثوري أيضاً.
قال أبو علي: وهذا الحديث محفوظ عن سفيان بن عيينة؛ حدثنا حاتم بن محمد -فيما قرأت عليه- قال نا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس بمكة سنة ثلاث وأربع مئة، قال نا أبو جعفر محمد بن إبراهيم الديبلي، قال نا أبو عبيد الله سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قال نا سفيان بن عيينة، عن مطرف، عن الشعبي، عن أبي جحيفة قال: سألنا علي بن أبي طالب: هل عندكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيءٌ سوى(2/573)
القرآن؟ فقال: لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، إلا أن يعطي الله عبداً فهماً في القرآن، إلا ما في هذه الصحيفة، قال: قلت: ما في هذه الصحيفة؟ قال: ((العقل، وفكاك الأسير، وأن لا يقتل مسلمٌ بكافرٍ)).
قال أبو علي: وهذا إسناد عالٍ لشيخنا بينه وبين ابن عيينة فيه ثلاثة رجالٍ؛ فكأنه أخذه عن البخاري.
وأبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس شيخ مشهور ثقة من أهل مكة، روى عنه أبو ذر عبد بن أحمد الهروي، وأثنى عليه.
وأبوه: إبراهيم بن أحمد بن فراس، ثقة -أيضاً- مشهور روى عنه الناس كثيراً، روى عنه من أهل بلدنا: أبو عبد الله محمد بن أحمد ابن يحيى بن مفرج القاضي، وأبو جعفر أحمد بن عون الله بن حدير، وأبو محمد عبد الله بن محمد بن أسد -رحم الله جميعهم-.
وفي آخر ((كتاب العلم))
قال البخاري: حدثنا مسدد، نا معتمر قال: سمعت أبي قال:(2/574)
سمعت أنساً: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ: ((من لقي الله لا يشرك به شيئاً.. .. )) الحديث.
سقط ذكر مسدد في هذا الإسناد من نسخة أبي زيد المروزي.
قاله أبو الحسن القابسي، وعبدوس بن محمد، وذلك وهم، لا يتصل السند إلا به.(2/575)
ومن ((كتاب الوضوء)) في باب ((غسل المني وفركه))
قال البخاري: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال نا يزيد، قال نا عمرو -هو ابن ميمون- عن سليمان بن يسار، عن عائشة: في المني يصيب الثوب.
هكذا في رواية أبي زيد، وأبي أحمد: قتيبة عن يزيد، غير منسوب.
قال أبو مسعود الدمشقي: وكذلك كان في كتاب الفربري، وحماد ابن شاكر غير منسوب، ونسبه ابن السكن فقال: عن يزيد -يعني ابن زريع-.
وإلى ذلك أشار أبو نصر الكلاباذي في ((كتابه))، ونسبه أبو مسعود الدمشقي فقال: يزيد بن هارون، وكذلك نسبه أبو نصر عبيد الله بن سعيد في ((فوائد أبي الحسن بن صخر)).(2/576)
[قال] أبو علي: فحدثنا محمد بن سعدون، قال نا أبو الحسن محمد بن علي بن صخر الأزدي القاضي بمكة، قال نا الحسن بن علي ابن عمرو القطان الحافظ، قال نا أبو يزيد خالد بن النضر، قال: نا إبراهيم بن محمد التيمي، قال نا يزيد بن هارون، قال نا عمرو بن ميمون، قال: أخبرني سلميان بن يسار، قال أخبرتني عائشة أنها كانت تغسل المني من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أبو نصر السجزي: خرجه البخاري عن قتيبة، عن يزيد بن هارون عن عمرو بن ميمون.
والحديث محفوظ ليزيد بن هارون بهذا الإسناد.
قال أبو علي: حدثنا أبو عمر النمري، قال نا محمد بن عبد الملك، قال أنا أبو سعيد بن الأعرابي، قال نا محمد بن عبد الملك الدقيقي، قال نا يزيد بن هارون، قال أنا عمرو -هو ابن ميمون- قال أخبرني سليمان بن يسار، قال أخبرتني عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أصاب ثوبه المني غسل ما أصاب منه من ثوبه، ثم خرج إلى الصلاة، وإني(2/577)
أرى أثر البقع في ثوبه ذلك من أثر الغسل.
وفي باب: ((من لم ير الوضوء إلا من المخرجين
قال البخاري: حدثنا سعد بن حفص، قال نا شيبان، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن عطاء بن يسار عن زيد بن خالد: أنه سأل عثمان ابن عفان.. ..
وقع في نسخة أبي الحسن: حدثنا سعيد بن حفص. وهو وهم، والصواب: سعد، بسكون العين، وهو: سعد بن حفص الطلحي، كوفي من ولد طلحة بن عبيد الله.
ومثل هذا في (كتاب الجهاد)، في باب: ((فضل النفقة في سبيل الله))، قال فيه: نا سعد بن حفص، نا شيبان.
وفي نسخة أبي الحسن القابسي: سعيد! وليس بشيء.
وفي باب ((الغسل من الصاع))
قال البخاري: حدثنا عبد الله بن محمد، قال نا يحيى بن آدم، نا زهير، نا أبو إسحاق، نا أبو جعفر: أنه كان عند جابر بن عبد الله هو وأبوه.(2/578)
هكذا هذا الإسناد عند جميع الرواة، إلا أبا محمد الحمويي -من شيوخ أبي ذر- فإنه سقط له من الإسناد: ((يحيى بن آدم))، ولا يتصل السند إلا بذكر يحيى بن آدم، وسقوطه وهم.
وفي باب ((الجنب يخرج يمشي في السوق))
قال البخاري: حدثنا عبد الأعلى، نا يزيد بن زريع، نا سعيد، عن قتادة أن أنس بن مالك حدثهم: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطوف على نسائه.
وفي نسخة أبي محمد الأصيلي، عن أبي أحمد: ((يزيد بن زريع، حدثنا شعبة))، جعل شعبة بن الحجاج بدل سعيد بن أبي عروبة.
وقال الأصيلي: في عرضتنا بمكة على أبي زيد: سعيد، يعني: ابن أبي عروبة، وكذلك رواه أبو علي بن السكن وغيره من رواة الفربري، وهو الصواب.
وفي باب ((الجنب يتوضأ ثم ينام))
قال البخاري: حدثنا عبد الله بن يوسف نا مالك، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر قال: ذكر عمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه تصيبه(2/579)
جنابةٌ من الليل.. .. الحديث.
هكذا روى أبو زيد المروزي بإسناد هذا الحديث.
ورواه ابن السكن عن الفربري، عن البخاري، عن عبد الله بن يوسف، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر. جعل نافعاً بدل عبد الله بن دينار.
وكذلك كان في نسخة أبي محمد الأصيلي، عن أبي أحمد، غير أنه ضرب على نافعٍ وكتب فوقه: عبد الله بن دينار.
ورواية أبي ذرٍ عن شيوخه مثل رواية أبي زيد.
قال أبو علي: وكلا القولين صوابٌ إن شاء الله، والحديث محفوظ لمالك عن نافع وعبد الله بن دينار -جميعاً- عن ابن عمر.
وممن رواه عن مالك عن نافع: إسحاق بن الطباع، وخالد بن مخلد، وابن بكير، وسعيد بن عفير، إلا أنه أشهر برواية عبد الله بن دينار.(2/580)
ومثله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأتي قباء راكباً وماشياً.
وكذلك: أن رجلاً نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ترى في الضب؟ فقال: ((لست بآكله ولا محرمه)).
وحديثه: ((من اقتنى كلباً لا يغني عنه زرعاً ولا ضرعاً نقص من عمله كل يومٍ قيراطان)).
هذه الأحاديث قد رواها مالك، عن عبد الله بن دينار، وعن نافع، وهي برواية عبد الله بن دينار أشهر.(2/581)
ومن ((كتاب الصلاة)) من ((باب المساجد في البيوت))
ذكر فيه حديث عتبان بن مالك، وصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته، وفي آخر الحديث: قال ابن شهاب: ثم سألت الحصين بن محمد الأنصاري -وهو أحد بني سالم- عن حديث محمود فصدقه بذلك.
كان الشيخ أبو الحسن القابسي يقول في هذا الإسناد: ثم سألت الحضين بن محمد -بضادٍ معجمةٍ- ويذكر أنه ليس في ((الجامع)): حضين -بضادٍ معجمة- غير هذا.
وهذا ما لم يقله أحدٌ سواه، وإنما هو حصين -بصاد مهملة- وكذلك جعله البخاري في ((تاريخه)) في باب حصين، وليس في رواة الحديث حضين -بضاد معجمة- غير واحد، لم يخرج عنه البخاري شيئاً، وهو: الحضين بن المنذر الرقاشي أبو ساسان، روى له مسلم في كتاب الحدود، وقد تقدم ذكره في كتاب (المؤتلف والمختلف).(2/582)
وفي ((باب الخوخة والممر في المسجد))
قال البخاري: حدثنا محمد بن سنان قال نا فليح، قال نا أبو النضر، عن عبيد بن حنين، عن أبي سعيد الخدري قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((إن عبداً خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده.. .. )) الحديث.
هكذا الإسناد عند أبي زيد المروزي.
ووقع عند ابن السكن، وأبي أحمد الجرجاني: فليح حدثنا أبو النضر عن عبيد بن حنين، عن بسر بن سعيد عن أبي سعيد الخدري.
قال ابن السكن، عن الفربري: قال أبو عبد الله البخاري: هكذا رواه محمد بن سنان، عن فليح -يعني عن عبيد بن حنين، عن بسر عن أبي سعيد- وهو خطأ، وإنما هو: عن عبيد بن حنين، وعن بسر -يعني بواو العطف-.
قال أبو علي: وممن رواه هكذا عن فليح: معافى بن سليمان الحراني. نا أبو شاكر، قال نا الأصيلي، قال نا محمد بن زكريا النيسابوري -بمصر- قال نا معافى بن سليمان الحراني، قال نا فليح، عن أبي النضر، عن عبيد بن حنين، عن بسر بن سعيد، عن أبي سعيد(2/583)
الخدري: أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس فقال: ((إن الله خير عبداً بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ذلك العبد ما عند الله))، وذكر الحديث.
ورواه أبو عامر العقدي، عن فليح، عن سالم أبي النضر عن بسر ابن سعيد، عن أبي سعيد الخدري.. .. ذكره البخاري في مناقب أبي بكر الصديق.
ورواه يونس بن محمد، وسعيد بن منصور، عن فليح بن سليمان، عن أبي النضر، عن عبيد بن حنين، وبسر بن سعيد-جميعاً- عن أبي سعيد الخدري.
وكذلك خرجه مسلم بن الحجاج عن سعيد بن منصور.
فهذه ثلاثة أوجه مختلفة عن فليح بن سليمان، ولعل فليحاً كان يحدث به مرة عن عبيد بن حنين، ومرةً عن بسر بن سعيد، ومرةً يجمعهما، وكلٌ صواب.
والحديث محفوظ لسالم أبي النضر، عن عبيد بن حنين، وبسر بن(2/584)
سعيد -جميعاً- عن أبي سعيد الخدري.
حدثنا أبو عمر، نا سعيد، نا قاسم بن أصبغ، نا ابن وضاح، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا يونس بن محمد، نا فليح بن سليمان، عن سالم أبي النضر، عن عبيد بن حنين وبسر بن سعيد، عن أبي سعيد الخدري قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((إن الله خير عبداً بين الدنيا وبين ما عنده؛ فاختار العبد ما عند الله)). فبكى أبو بكر، فعجبنا لبكائه. وذكر تمام الحديث.
وحدثنا أبو شاكر قال نا الأصيلي، قال نا أبو علي الصواف، نا بشر ابن موسى، نا سعيد بن منصور، نا فليح بن سليمان، عن أبي النضر، عن عبيد بن حنين وبسر بن سعيد، عن أبي سعيد الخدري، وذكر الحديث.
ورواه مالك، عن أبي النضر، عن عبيد بن حنين، عن أبي سعيد الخدري.
حدثنا أبو عمر النمري، نا أبو محمد بن أسد، نا أحمد بن محمد(2/585)
ابن أبي الموت، نا علي بن عبد العزيز، نا القعنبي، عن مالك، عن أبي النضر، عن عبيد بن حنين، عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر فقال: ((إن عبداً خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء الله وبين ما عنده فاختار ما عنده))، وذكر تمام الحديث.
قال أبو الحسن: حديث مالك هذا لم أره في ((الموطأ)) [إلا في كتاب ((الجامع)) للقعنبي ولم يذكره في ((الموطأ)) غيره. قال: ومن تابعه عليه فإنما رواه في غير ((الموطأ))] والله أعلم.
وأما رواية محمد بن سنان، ومعافى بن سليمان، عن فليح؛ فليست محفوظةً عن أبي النضر سالم، والله ولي التوفيق.(2/586)
ومن باب ((إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة))
قال البخاري: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال نا إبراهيم بن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن حفص بن عاصم، عن عبد الله بن مالك ابن بحينة، قال: ((مر النبي صلى الله عليه وسلم برجلٍ.. .. )) وذكر الحديث.
ثم أردفه بحديث شعبة، عن سعد بن إبراهيم، قال: سمعت حفص ابن عاصم، قال سمعت رجلاً من الأزد يقال له: مالك ابن بحينة، فجعل الحديث لمالك ابن بحينة والد عبد الله.
هكذا رواه بهز بن أسد عن شعبة، وتابعه غندر ومعاذ بن معاذ العنبري عن شعبة.
[وكذلك رواه يزيد بن زريع وحجاج بن محمد عن شعبة].
قال أبو علي: حدثناه حكم بن محمد، قال نا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا الدولابي، قال نا أبو الأشعث أحمد بن(2/587)
المقدام، قال نا يزيد بن زريع، قال نا شعبة.
قال الدولابي: وحدثنا يوسف بن سعيد، وأبو حميد المصيصي، قالا نا حجاج -وهو ابن محمد- قال: حدثني شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن حفص بن عاصم قال: سمعت مالك ابن بحينة يقول: إن رجلاً دخل المسجد، وقد أقيمت الصلاة، فصلى ركعتي الفجر، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته لاث به الناس فقال: ((آلصبح أربعاً.. .. )).
ورواية عبد العزيز الأويسي، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن حفص ابن عاصم،، عن عبد الله بن مالك ابن بحينة، عندهم أصح من رواية شعبة.
قال أبو مسعود الدمشقي: أهل العراق؛ منهم: شعبة، وحماد ابن [سلمة]، وأبو عوانة يقولون: عن سعد، عن حفص، عن مالك ابن بحينة.
وأهل الحجاز يقولون في نسبه: عبد الله بن مالك ابن بحينة، وهو الأصح.(2/588)
وذكر مسلم بن الحجاج أن القعنبي قال في هذا الإسناد: عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن حفص بن عاصم، عن عبد الله بن مالك ابن بحينة، عن أبيه.
قال مسلم: قوله: ((عن أبيه)) في هذا الإسناد خطأ.
وأسقط مسلم في ((مسنده)) من هذا الإسناد قوله: ((عن أبيه)) من رواية القعنبي، ولم يذكره إلا أنه نبه عليه كما ترى.
قال أبو علي: وذكر البخاري في ((تاريخه)) عبد الله بن مالك ابن بحينة، ثم قال: وقال بعضهم: مالك ابن بحينة، والأول أصح.
وقال يحيى بن معين: عبد الله بن مالك ابن بحينة هو الذي رأى النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما روى عن عبد الله ابن بحينة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم إبراهيم بن سعد.
قال: وهذا خطأ، ليس يروي أبوه عن النبي صلى الله عليه وسلم.(2/589)
وفي باب ((الرجل يأتم بالإمام، ويأتم الناس بالمأموم))
قال البخاري: حدثنا قتيبة بن سعيد، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت: لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاء بلال يؤذنه بالصلاة.. .. الحديث.
هكذا هذا الإسناد، وسقط منه عن أبي زيد: ((إبراهيم))، كان في كتابه: الأعمش عن الأسود، حكاه أبو الحسن القابسي، وعبدوس، وهو وهم.(2/590)
ومن ((كتاب الجمعة))
قال البخاري: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال حدثني محمد ابن جعفر بن أبي كثير، قال أخبرني يحيى بن سعيد، قال أخبرني ابن أنس: أنه سمع جابر بن عبد الله قال: ((كان جذعٌ يقوم إليه النبي صلى الله عليه وسلم، فلما وضع له المنبر سمعنا مثل أصوات العشار، حتى نزل إليه النبي صلى الله عليه وسلم، فوضع يده عليه.. .. )) وذكر الحديث بتمامه.
ثم قال: وقال سليمان عن يحيى، حدثني حفص بن عبيد الله بن أنس: أنه سمع جابراً.
وخرجه في باب (علامات النبوة) عن إسماعيل بن أبي أويس، عن أخيه، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، قال: أخبرني حفص بن عبيد الله بن أنس: سمع جابراً قال: ((كان المسجد مسقوفاً على جذوعٍ من نخل، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب يقوم إلى جذعٍ)) الحديث.
قال أبو مسعود الدمشقي: سليمان الذي استشهد به البخاري في الصلاة، هو ابن بلال -أيضاً- وقد رواه سليمان بن كثير العبدي، عن(2/591)
يحيى بن سعيد، عن حفص بن عبيد الله بن أنس، عن جابر، ولم يذكر سماع بعضهم من بعض.
ومحمد بن جعفر بن أبي كثير يقول فيه: عن يحيى بن سعيد، عن عبيد الله بن حفص بن أنس، ويخطئ في ذلك، فجعله البخاري -رحمه الله-: عن ابن أنس ولم يسمه؛ ليكون أقرب إلى الصواب.
قال الشيخ أبو علي: وقال البخاري في ((التاريخ)): وقال بعضهم: عبيد الله بن حفص، ولا يصح عبيد الله بن حفص.
وفي نسخة أبي ذر: حفص بن عبد الله بن أنس، وصوابه: حفص ابن عبيد الله.(2/592)
ومن ((كتاب العيدين)) في ((باب من خالف الطريق إذا رجع يوم عيد))
قال البخاري: حدثنا محمد، قال نا أبو تميلة يحيى بن واضح، عن فليح بن سليمان، عن سعيد بن الحارث، عن جابر بن عبد الله قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم عيدٍ خالف الطريق)).
تابعه يونس بن محمد، عن فليح، وحديث جابر أصح.
هكذا في روايتنا عن أبي الحسن، وأبي محمد الأصيلي، وعن أبي ذر الهروي.
وعند ابن السكن -بعد حديث أبي تميلة-: تابعه يونس بن محمد، عن فليح، عن سعيد، عن أبي هريرة، وحديث جابرٍ أصح.
وفي النسخة عن النسفي، عن البخاري-بعد حديث أبي تميلة-: تابعه يونس بن محمد، عن فليح. لم يزد على هذا شيئاً في الباب.
وقال أبو مسعود الدمشقي، في روايته عن البخاري-بعد أن ساق حديث أبي تميلة-: تابعه يونس بن محمد، عن فليح، قال: وقال محمد بن الصلت، عن فليح، عن سعيد، عن أبي هريرة.(2/593)
[قال البخاري: وحديث جابرٍ أصح.
قال أبو مسعود: وإنما رواه يونس بن محمد، عن فليح، عن سعيد، عن أبي هريرة] لا عن جابر.
قال: وكذلك رواه الهيثم بن جميل، عن فليح، عن سعيد، عن أبي هريرة، كما رواه محمد بن الصلت، عن فليح، عن سعيد، عن أبي هريرة.
قال أبو علي: وهذا تصريح منه في الرد على البخاري.
وقول البخاري صحيح، ومتابعة يونس بن محمد لأبي تميلة صحيحة.
وذكره أبو مسعود -أيضاً- في مسند أبي هريرة قال: قال البخاري في (كتاب العيدين): وقال محمد بن الصلت، عن فليح، عن سعيد، عن أبي هريرة بنحوه، يعني نحو حديث جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج يوم عيدٍ خالف الطريق.
ثم قال أبو مسعود من قبل نفسه: وكذلك قال يونس بن محمد، والهيثم بن جميل.(2/594)
قال أبو علي: ورواية يونس بن محمد لهذا الحديث من طريق جابر بن عبد الله محفوظةٌ صحيحة من رواية الثقات عن يونس، وسنذكر ذلك في آخر الباب إن شاء الله، ولم يقع لنا في ((الجامع)) حديث محمد ابن الصلت إلا من طريق أبي مسعود، ولا غنى بالباب عنه لقول البخاري: وحديث جابرٍ أصح.
قال أبو علي: حدثنا أبو عمر النمري، قال نا خلف بن قاسم، قال نا أبو علي بن السكن، قال نا علان بن أحمد البزاز، قال نا أحمد ابن سعيد بن الحكم بن أبي مريم.
قال ابن السكن: وحدثنا أبو حفص عمر بن أحمد الجوهري، قال نا محمد بن معاذ الرازي، قالا: نا محمد بن الصلت الأسدي، قال نا فليح بن سليمان، عن سعيد بن الحارث، عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج يوم عيدٍ في طريقٍ لم يرجع فيه، أو قال: رجع في غيره.
وذكره أبو جعفر محمد بن عمرو العقيلي في ((مصنفه)): عن علي ابن عبد العزيز، عن محمد بن الصلت الكوفي، عن فليح، عن سعيد بن(2/595)
الحارث، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وذكره أبو عيسى الترمذي في ((مصنفه)) قال: نا عبد الأعلى بن واصل الكوفي وأبو زرعة قالا: نا محمد بن الصلت، عن فليح بن سليمان، عن سعيد بن الحارث، عن أبي هريرة [قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج يوم العيد في طريقٍ رجع في غيره)).
قال أبو عيسى: وحديث أبي هريرة] حديث غريب.
قال أبو عيسى: وروى أبو تميلة ويونس بن محمد، هذا الحديث عن فليح بن سليمان، عن سعيد بن الحارث، عن جابر بن عبد الله.
قال أبو علي: حدثنا أبو عمر النمري، قال نا سعيد بن نصر، نا قاسم بن أصبغ، نا محمد بن وضاح، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا يونس ابن محمد، نا فليح عن سعيد بن الحارث، عن جابر قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى العيدين رجع من غير الطريق الذي ذهب فيه)).
وأبو بكر ابن أبي شيبة إمام حافظ.
وكذا خرجه أبو جعفر العقيلي في ((مصنفه)) من طريق يونس بن(2/596)
محمد، عن فليح، عن سعيد، عن جابر، مثله.
وما ذكرناه في أول الباب من رواية أبي علي بن السكن في ((الجامع)) فنراه من إصلاحه، والله أعلم.(2/597)
وفي ((صلاة الكسوف)) في ((باب الصلاة في كسوف القمر))
وقال أبو أسامة: حدثنا هشام، أخبرتني فاطمة بنت المنذر، عن أسماء قالت: انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تجلت الشمس، فخطب، فحمد الله بما هو أهله، ثم قال: ((أما بعد)).
وقع في رواية ابن السكن في إسناد هذا الحديث وهم، وذلك أنه زاد في الإسناد رجلاً؛ أدخل بين هشام وفاطمة، عروة بن الزبير، والصواب: هشام عن فاطمة.
وفي ((باب إذا لم يطق الصلاة قاعداً صلى على جنب))
قال البخاري: حدثنا عبدان، عن ابن المبارك، عن إبراهيم بن طهمان، حدثني حسين المعلم، عن ابن بريدة، عن عمران بن حصين(2/598)
قال: ((كانت بي بواسير.. .. )).
سقط ذكر ابن المبارك من نسخة أبي زيد في هذا الإسناد، والصواب: عبدان، عن ابن المبارك، عن إبراهيم بن طهمان.
وفي ((باب من نام عند السحور))
قال البخاري: حدثنا عبدان، أنا أبي، عن شعبة، عن أشعث، سمعت أبي، سمعت مسروقاً: سألت عائشة: أي العمل كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: الدائم.
ثم قال: حدثنا محمد، نا أبو الأحوص، عن الأشعث، مثله.
هكذا قال البخاري: حدثنا محمد غير منسوب.
ونسبه ابن السكن وغيره، فقال: نا ابن سلام.
وفي نسخة أبي ذر عن أبي محمد الحمويي: محمد بن سالم.
قال أبو علي: قال لي أبو الوليد: سألت أبا ذرٍ عنه؛ فقال: أراه ابن سلام، وسها فيه أبو محمد الحمويي.(2/599)
ومن ((كتاب الجنائز)) في ((باب من يدخل قبر المرأة))
قال البخاري: حدثنا محمد بن سنان، نا فليح بن سليمان، نا هلال بن علي، عن أنس بن مالك قال: ((شهدت ابنة النبي صلى الله عليه وسلم.. .. )) الحديث.
وقال: فقال: ((هل فيكم أحدٌ لم يقارف الليلة))؟ قال أبو طلحة: أنا، قال: ((فانزل في قبرها)). قال ابن المبارك: يعني الذنب.
هكذا في النسخ: قال ابن المبارك.
وفي أصل أبي الحسن القابسي: قال أبو المبارك، بدل قوله: ابن المبارك.
وقال أبو الحسن: أبو المبارك، هو: محمد بن سنان، يكنى أبا المبارك، وهذا وهم.
وكان في نسخة عبدوس، عن أبي زيد، كما عند سائر الرواة على الصواب.(2/600)
قال أبو علي: وكنية محمد بن سنان: أبو بكر، لا أعلم بينهم في ذلك خلافاً.
وذكر البخاري هذا الحديث في ((تاريخه الأوسط)) بإسناده، وانتهى به إلى قوله: قال: فنزل في قبرها، ولم يذكر التفسير الذي ذكره في ((الجامع)).
ورواية عبد الله بن المبارك، عن فليح مشهورة.
وقد روي في تفسير المقارفة معنىً آخر على غير ما فسر فليح.
حدثنا أحمد بن محمد، قال نا عبد الوارث بن سفيان، قال نا قاسم بن أصبغ، قال نا أحمد بن زهير، قال نا أبو سلمة، والخزاعي، قال لي: نا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس قال: لما ماتت رقية قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل القبر رجلٌ قارف أهله))، فلم يدخل عثمان.
وفي ((التاريخ الأوسط)) للبخاري: حدثنا عبد الله بن محمد(2/601)
المسندي، قال نا عفان، قال نا حماد، عن ثابت، عن أنس، قال: لما ماتت رقية؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل القبر رجلٌ قارف أهله)) -يعني الليلة-، فلم يدخل عثمان القبر.
قال البخاري: لا أدري ما هذا! النبي صلى الله عليه وسلم لم يشهد رقية.
وفي ((باب هل يخرج الميت من القبر لعلة))
قال البخاري: حدثنا علي بن عبد الله، قال نا سعيد بن عامر، عن شعبة، عن ابن أبي نجيحٍ، عن عطاء، عن جابرٍ قال: ((دفن مع أبي رجل آخر.. .. )) وذكر الحديث.
هكذا روي هذا الإسناد عن البخاري، إلا أبا علي بن السكن وحده، فإن في روايته: عن شعبة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن جابر، جعل ((مجاهداً) بدل ((عطاء)).
ورواية أبي زيد وأبي أحمد وأبي ذر عن شيوخه الثلاثة أصح.
قال أبو علي: حدثنا حكم بن محمد، قال نا أبو بكر أحمد بن(2/602)
محمد بن إسماعيل، قال نا أبو بشر الدولابي، قال نا إبراهيم بن مرزوق، نا سعيد بن عامر، نا شعبة، عن ابن أبي نجيح، عن عطاء، عن جابر بن عبد الله قال: ((دفن أبي مع رجل يوم أحد فلم تطب نفسي حتى أخرجته فدفنته على حدة)).
وذكره أحمد بن شعيب النسائي، عن العباس بن عبد العظيم، عن سعيد بن عامر، عن شعبة، عن ابن أبي نجيح، عن عطاء، عن جابر، كما رواه ابن المديني، وإبراهيم بن مرزوق.
قال أبو علي: حدثنا حاتم، نا أبو الحسن القابسي، أنا حمزة، أنا النسائي؛ فذكره.(2/603)
ومن ((كتاب الزكاة))
قال البخاري في أول باب منه: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، نا عفان بن مسلم، قال نا وهيبٌ، عن يحيى بن سعيد بن حيان، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة: ((أن أعرابياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أخبرني بعملٍ يدخلني الجنة.. .. )) وذكر الحديث.
وقع في نسخة الأصيلي، عن أبي أحمد في هذا الإسناد تخليط ووهم، كان عنده: عفان قال: نا وهيب عن يحيى بن سعيد بن حيان، أو عن يحيى بن سعيد، عن أبي حيان، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، وهذا خطأ.
إنما الحديث: عن وهيب، عن أبي حيان التيمي، واسمه: يحيى بن سعيد بن حيان، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، على ما رواه ابن السكن وأبو زيد وسائر رواة الفربري.
وفي الباب
قال البخاري: حدثنا حفص بن عمر، نا شعبة، عن محمد بن(2/604)
عثمان بن موهبٍ، عن موسى بن طلحة، عن أبي أيوب: أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أخبرني بعملٍ يدخلني الجنة، قال: ماله ماله، أربٌ ماله، وذكر تمام الحديث.
قال البخاري: أخشى أن يكون محمد غير محفوظ، وإنما هو عمرو بن عثمان.
قال أبو علي: وهذا مما عد على شعبة أنه وهم فيه، قوله: محمد، وإنما هو: عمرو بن عثمان.
وقد خرج مسلم هذا الحديث في ((مسنده)) عن محمد بن عبد الله ابن نمير، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان، عن موسى بن طلحة، عن أبي أيوب.
وقد ذكر البخاري هذا الحديث من رواية شعبة في (كتاب الأدب)؛ فقال: حدثني عبد الرحمن، حدثنا بهز، قال نا شعبة، نا ابن عثمان بن(2/605)
عبد الله بن موهب.
هكذا أتى في هذا الباب غير مسمىً، ليكون أقرب إلى الصواب.
وفي باب ((من أدى زكاته فليس بكنزٍ))
قال البخاري: حدثنا إسحاق بن يزيد، قال نا شعيب بن إسحاق، قال الأوزاعي: نا يحيى بن أبي كثير، أن عمرو بن يحيى أخبره، عن أبيه يحيى بن عمارة بن أبي الحسن، أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ليس فيما دون خمس أواقٍ صدقة، وليس فيما دون خمس ذودٍ صدقة)) الحديث.
قال أبو مسعود الدمشقي: ((هكذا قال البخاري في حديث الأوزاعي؛ أخبرنا يحيى بن أبي كثير، نسبه: ابن أبي كثير.
ورواه داود بن رشيد، وهشام بن خالد، عن شعيب، عن الأوزاعي، عن يحيى -غير منسوب-.
ورواه عبد الوهاب بن نجدة، عن شعيب، عن الأوزاعي قال: حدثني يحيى بن سعيد، أن عمرو بن يحيى أخبره.
ورواه الوليد عن الأوزاعي، عن عبد الرحمن بن أبي اليمان، عن(2/606)
يحيى بن سعيد)). انتهى كلام أبي مسعود.(2/607)
ومن ((كتاب الحج)) في ((باب تقبيل الحجر))
قال البخاري: حدثنا مسدد، قال نا حماد بن زيد، عن الزبير بن عربيٍ قال: ((سأل رجلٌ ابن عمر عن استلام الحجر.. .. )) الحديث.
وقع في نسخة أبي محمد الأصيلي عن أبي أحمد: الزبير بن عديٍ، بدال مهملة بعدها ياء مشددة.
وهو وهم، وصوابه: الزبير بن عربي، براء مهملة بعدها باء منقوطة بواحدة بعدها ياء مشددة، وكذلك رواه سائر الرواة عن الفربري.
وفي ((باب من صلى ركعتي الطواف خارجاً من المسجد))
قال البخاري -بعد أن قدم إسناداً لمالك بن أنس، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عروة، عن زينب، عن أم سلمة- قال: وحدثني محمد بن حرب، قال نا أبو مروان يحيى بن أبي زكريا الغساني، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أم سلمة.(2/608)
هكذا رواه أبو علي بن السكن عن الفربري عن البخاري مرسلاً لم يذكر بين عروة وأم سلمة: زينب.
وكذلك في نسخة عبدوس الطليطلي، عن أبي زيد المروزي.
وفي نسخة أبي محمد الأصيلي: عروة، عن زينب، عن أم سلمة متصلاً.
ورواية أبي علي بن السكن المرسلة أصح في هذا الإسناد، وهو المحفوظ.
قال أبو علي: وقد ذكر أبو الحسن الدارقطني في كتاب ((الاستدراكات)) أن البخاري رواه مرسلاً.
قال: ووصله حفص بن غياث، عن هشام، عن أبيه، عن زينب.
قال: ووصله مالك، عن أبي الأسود، عن عروة، عن زينب، عن أم سلمة.
قال أبو علي: نا أبو عمر النمري، قال نا خلف بن قاسم، قال نا أبو علي بن السكن، قال نا علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، قال نا محمد بن حرب النشائي الواسطي، قال نا يحيى بن أبي زكريا الغساني،(2/609)
عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أم سلمة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال -وهو بمكة وأراد الخروج ولم تكن أم سلمة طافت بالبيت وأرادت الخروج- فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أقيمت صلاة الصبح فطوفي على بعيرك والناس يصلون)) ففعلت ذلك، فلم تصل حتى خرجت.
قال أبو علي: ولأبي الحسن القابسي في إسناد هذا الحديث تصحيفٌ، قال في نسب يحيى بن أبي زكريا الغساني: العشاني بضم العين وشين معجمة.
وصوابه: ((الغساني)) بغين معجمةٍ وسين مهملةٍ نسب إلى غسان.
وله -أيضاً- مثل هذا في هذا الإسناد بعينه في (كتاب التوحيد).
وقال في موضع آخر: هو العثماني، قاله في (باب الهدية) حيث قال البخاري: وقال أبو مروان، عن هشام بن عروة عن أبيه: كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة.
قال أبو الحسن: هو أبو مروان العثماني: وصوابه الغساني.(2/610)
ومن ((باب ما جاء في السعي بين الصفا والمروة))
قال البخاري: حدثنا محمد بن عبيد، نا عيسى بن يونس، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا طاف الطواف الأول خب ثلاثاً.. .. )).
وفي نسخة أبي محمد -بخطه-: نا محمد بن عبيد بن حاتم، نا عيسى -يعني ابن يونس- فزاد: ابن حاتم في نسب محمد بن عبيد، وكتب عليه، بغداذي.
ولم أر غير هذا في نسخة.
وإنما هو محمد بن عبيد بن ميمون، شيخٌ كوفي، مولى هارون بن يزيد بن مهاجر بن قنفذ التيمي.
هكذا نسبه أبو نصر الكلاباذي، وأبو أحمد بن عدي، وغيرهما.(2/611)
وقد نسبه البخاري بعد هذا بأوارقٍ يسيرة في (كتاب الحج) فقال: حدثنا محمد بن عبيد بن ميمون قال: نا عيسى بن يونس، في حديثٍ ذكره.
وفي ((باب أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالسكينة عند الإفاضة))
قال البخاري: قال حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال نا إبراهيم بن سويد، قال حدثني عمرو بن أبي عمرو، قال أخبرني سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أنه دفع مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة.. .. الحديث.
كتب أبو محمد الأصيلي بخطه في حاشية الكتاب على هذا الإسناد: إبراهيم بن سويد، هو: ابن بولا.
وهذا وهم، إنما هو: ابن سويد بن حيان المدني، وإبراهيم بن سويدٍ هذا، يروي عن ابن بولا، فاختلط عليه.
ذكر البخاري في ((تاريخه)): هلال بن يسار بن بولا، سمع أنس ابن مالك، روى عنه إبراهيم بن سويد بن حيان.(2/612)
وبولا: بباءٍ مضمومة منقوطةٍ بواحدة.
وفي ((باب الحلق والتقصير عند الإحلال))
قال البخاري: حدثنا عياش بن الوليد، نا محمد بن فضيل، نا عمارة، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اللهم اغفر للمحلقين.. .. )).
هكذا عن أبي محمد: عياش -بشين منقوطة-.
وعن ابن السكن: عباس -بسينٍ مهملةٍ وباء منقوطة بواحدة-.
والصواب: رواية أبي محمد ومن تابعه، وقد تقدم الكلام في التفريق بين عياش بن الوليد، وعباس بن الوليد في موضعه في باب (تمييز المشكل)، وهو النوع الثاني من المؤتلف والمختلف.
وفي ((باب لبس الخفين إذا لم يجد النعلين))
قال البخاري: حدثنا أحمد بن يونس، قال نا إبراهيم بن سعد، قال نا ابن شهاب، عن سالم، عن ابن عمر: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما(2/613)
يلبس المحرم من الثياب؟.. .. الحديث.
أتى هذا الحديث مرسلاً في رواية أبي زيد المروزي وحده: ((عن سالم بن عبد الله بن عمر))، ليس فيه ((عن ابن عمر)).
والصواب: ما رواه ابن السكن وأبو أحمد ومن تابعهما: الزهري، عن سالم، عن عبد الله بن عمر. متصلاً مسنداً.(2/614)
ومن ((كتاب البيوع)) في ((باب السلم في كيلٍ معلومٍ))
قال البخاري: حدثنا عمرو بن زرارة، قال نا إسماعيل بن علية، قال نا ابن أبي نجيح، عن عبد الله بن كثير، عن أبي المنهال، عن ابن عباس: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهم يسلفون في الثمار.. .. الحديث.
قال أبو عليٍ: كان أبو الحسن القابسي وغيره يزعم: أن عبد الله ابن كثير في هذا الإسناد هو: عبد الله بن كثير المقرئ المكي.
وقال أبو الحسن: ليس في ((الجامع)) روايةٌ عن أحد من القراء السبعة إلا عن عبد الله بن كثير، وفيه عاصم بن أبي النجود في المطابقة.
وقوله هذا ليس بصحيح، وعبد الله بن كثير الذي في هذا الإسناد هو: عبد الله بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة السهمي.(2/615)
كذا يقول المحدثون وأهل النسب؛ الزبير بن بكار وغيره.
ووقع في ((تاريخ البخاري)): أنه من بني عبد الدار. وليس بصحيح، وهو أخو كثير بن كثير بن المطلب.
خرج البخاري لكثير في ((الجامع)) حديثاً واحداً عن سعيد بن جبير، وإبراهيم بن نافع. وليس لعبد الله بن كثير -أيضاً- في ((الجامع)) إلا هذا الحديث الواحد المتقدم.
وذكر له مسلم بن الحجاج حديثاً آخر في كتاب الجنائز؛ فقال: حدثني هارون بن سعيد الأيلي، قال نا عبد الله بن وهب قال نا ابن جريج، عن عبد الله بن كثير بن المطلب: أنه سمع محمد بن قيس بن مخرمة يقول: سمعت عائشة تقول: ألا أخبركم عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعني.. .. الحديث.(2/616)
وهو مذكور في كتاب الجنائز، في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على أهل البقيع، واستغفاره لهم.
ويقال في نسبه: عبد الله بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة، أخو كثير بن كثير بن المطلب.
وكان أبو وداعة قد أسر يوم بدر؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن له ابناً كيساً -يعني المطلب-.
وأخوه: السائب بن أبي وداعة. ويذكر أن السائب: كان شريك النبي صلى الله عليه وسلم، وله يقول: ((كنت شريكي في الجاهلية لا تشاري ولا تماري)).
واسم أبي وداعة: الحارث بن صبيرة بن سعيد بن سهم.
وصبيرة -بصادٍ غير معجمة-.
وسعيد بن سهم، وسعيد بن سهم؛ أخوان، ينسب إليهما جماعة من الصحابة، وغيرهم، ولصبيرة يقول الشاعر:
حجاج بيت الله إن ... صبيرة القرشي ماتا(2/617)
سبقت منيته المشيب ... وكان ميتته افتلاتا
وذكر البخاري في ((تاريخه)) أن وفاة عبد الله بن كثير هذا في سنة عشرين ومئة. قال البخاري: حدثنا الحميدي، قال نا سفيان، قال سمعت مطرفاً أبا بكر في جنازة عبد الله بن كثير -وأنا غلام- سنة عشرين ومئة.
ونقل أبو بكر بن مجاهدٍ المقرئ تاريخ هذه الوفاة إلى عبد الله ابن كثير في كتاب ((السبعة)) من تأليفه؛ فقال: حدثنا بشر بن موسى، عن الحميدي، عن سفيان، قال: نا قاسم الرحال في جنازة عبد الله بن كثير.
ووهم أبو بكر -أيضاً- في ذلك، وإنما جعلها البخاري لعبد الله ابن كثير بن المطلب القرشي.
وعبد الله بن كثير المقرئ من أبناء فارس، مولى عمرو بن علقمة الكناني.(2/618)
ومن ((الكفالة)) في ((باب جوار أبي بكر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعقده))
قال البخاري: حدثنا يحيى بن بكير، نا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، قال أخبرني عروة، أن عائشة قالت: لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين.
وقال أبو صالح: حدثني عبد الله، عن يونس، عن الزهري، قال: أخبرني عروة.
هكذا في رواية أبي محمد الأصيلي: أبو صالح، حدثني عبد الله، لم ينسب أبا صالح، ونسب عبد الله فقال: ابن وهب.
وفي رواية أبي علي بن السكن: وقال أبو صالح سلمويه: حدثني عبد الله بن المبارك، عن يونس.
قال أبو علي: وروايته أولى ونسبته أصح، وأبو صالح سلمويه، اسمه سليمان بن صالح، مروزي.(2/619)
وقد روى البخاري عن محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، عنه، عن ابن المبارك في تفسير {اقرأ باسم ربك}.(2/620)
وفي ((كتاب المزارعة)) في ((باب إذا زرع بمال قومٍ بغير إذنهم))
ذكر فيه حديث الثلاثة الذين أووا إلى غارٍ، من طريق أنس بن عياض عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، إلى آخره.
ثم قال بعد تمام الحديث: وقال إسماعيل بن عقبة، عن نافع: ((فسعيت))، هكذا روي.
وفي نسخة أبي ذر: وقال إسماعيل، عن ابن عقبة، عن نافع: ((فسعيت))، وهذا وهم.
وإسماعيل بن إبراهيم بن عقبة بن أخي موسى بن عقبة، يروي هذا الحديث عن نافع -أيضاً- كما يرويه عمه.
ورواية إسماعيل في هذا الحديث، ذكرها البخاري في (الأدب) في باب إجابة دعاء من بر والديه.
وفي ((باب من أحيا أرضاً مواتاً))
وقال عمر: من أحيا أرضاً ميتةً فهي له.(2/621)
ويروى عن عمرو بن عوف عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال في غير حق مسلمٍ: ((وليس لعرقٍ ظالمٍ حقٌ)).
وقع في روايتنا عن أبي زيد وأبي أحمد: ويروى عن عمر وابن عوف.
عند ابن السكن وأبي ذر: عن عمرو بن عوف، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال أبو علي: وهذا الحديث محفوظ لعمرو بن عوف.
نا أبو عمر النمري، قال نا سعيد بن نصر، قال نا قاسم بن أصبغ، قال نا ابن وضاح، قال نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا خالد بن مخلد، قال نا كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من أحيا مواتاً من الأرض في غير حقٍ مسلمٍ فهو له وليس لعرقٍ ظالمٍ حقٌ)).(2/622)
وفي ((باب الهبة المقبوضة وغير المقبوضة))
قال البخاري: وقال ثابت: نا مسعر، عن محارب بن دثار، عن جابر قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد فقضاني وزادني.
في رواية أبي زيد المروزي: وقال ثابت، نا مسعر، لم يذكر فيه سماع البخاري من ثابت، وكذلك في نسخةٍ عن النسفي.
وقال أبو علي بن السكن في روايته عن الفربري: نا ثابت بن محمد، نا مسعر.
وفي نسخة أبي محمد الأصيلي عن أبي أحمد الجرجاني: قال البخاري: حدثنا محمد، نا ثابت، هكذا وقع: عن محمد -غير منسوب- عن ثابت! وقد حدث البخاري عن ثابتٍ في غير موضع من(2/623)
((الجامع)) في كتاب التوحيد، وبني إسرائيل، عن مسعر والثوري.
وهو ثابت بن محمد العابد أبو إسماعيل الشيباني الكوفي.
ولم يتابع أبو أحمد على هذا.(2/624)
ومن ((كتاب الوصايا))
ذكر في أوله قال: حدثنا عمرو بن زرارة، قال نا إسماعيل بن علية، عن ابن عون، عن إبراهيم، عن الأسود، قال: ذكروا عند عائشة أن علياً كان وصياً.. ..
في رواية أبي علي بن السكن وحده، عن الفربري، عن البخاري: حدثنا إسماعيل بن زرارة، أنا إسماعيل بن علية، عن ابن عون، جعل مكان ((عمرو بن زرارة)): إسماعيل بن زرارة.
قال أبو علي: وهم ولم أر هذا لغير ابن السكن.
وقد ذكر أبو الحسن الدارقطني، وأبو عبد الله الحاكم في شيوخ البخاري: إسماعيل بن زرارة الثغري، ولم يذكره أبو نصر الكلاباذي.(2/625)
وأما عمرو بن زرارة؛ فمشهور من شيوخه، حدث عنه في غير موضع من الكتاب، عن عبد العزيز بن أبي حازم، وهشيم بن بشير، وزياد البكائي، والقاسم بن مالك.(2/626)
ومن ((كتاب الجهاد)) في ((باب درجات المجاهدين))
ذكر في المتابعة: وقال محمد بن فليح، عن أبيه قال: ((وفوقه عرش الرحمن)).
وفي نسخة أبي الحسن القابسي: نا محمد بن فليح، وهذا وهم، والبخاري لم يدرك محمد بن فليح، إنما يروى عن إبراهيم بن المنذر، ومحمد بن سنان عنه.
والصواب: وقال محمد بن فليح، كما روت الجماعة معلقاً.
وفي ((باب فضل النفقة في سبيل الله))
قال البخاري: حدثنا سعد بن حفص، قال نا شيبان.
في نسخة أبي الحسن القابسي: نا سعيد بن حفص، بزيادة ياء(2/627)
في ((سعد)). والصواب: سعد، وقد تقدم مثله.
وفي ((باب اسم الفرس والحمار))
قال البخاري: حدثنا محمد بن أبي بكر، نا فضيل بن سليمان، عن أبي حازم، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه: .. .. أنه ركب فرساً يقال له: الجرادة.
في نسخة أبي زيد المروزي: نا محمد بن بكر، بدل: محمد بن أبي بكر، وهو خطأ.
والصواب: محمد بن أبي بكر -وهو المقدمي- وليس من شيوخ البخاري: محمد بن بكر.
وفي ((باب غزو المرأة في البحر))
قال البخاري: حدثنا عبد الله بن محمد، قال نا معاوية بن عمرو، قال نا أبو إسحاق، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري، سمعت أنساً يقول: ((دخل النبي صلى الله عليه وسلم على بنت ملحان، فاتكأ عندها، ثم ضحك)). الحديث.
وفيه: ((ناسٌ من أمتي يركبون هذا البحر الأخضر)).(2/628)
هكذا رويناه من جميع الطرق عن البخاري.
قال أبو مسعود الدمشقي: هكذا في كتاب البخاري: أبو إسحاق، عن أبي طوالة، وهو: عبد الله بن عبد الرحمن، وسقط عليه بينهما: زائدة بن قدامة، هكذا قال أبو مسعود ولم يزد.
قال أبو علي: فتأملته في ((سير أبي إسحاق الفزاري))؛ فوجدته بها: عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر أبي طوالة، ليس بينهما زائدة.(2/629)
أخبرنا بذلك حكم بن محمد، قال نا أبو بكر عباس بن أصبغ، قال نا أبو عبد الله محمد بن عبد الملك بن أيمن، قال نا محمد بن وضاح، قال نا أبو مروان عبد الملك بن حبيب المصيصي، قال نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: ((دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، على أم حرام بنت ملحان فاتكأ عندها، ثم ضحك)) وذكر الحديث بكماله.
هكذا رواه عن محمد بن وضاح في ((السير)) جماعةٌ من أصحابه بهذا الإسناد، ليس فيه زائدة.
ومع هذا؛ فالحديث محفوظ لزائدة عن أبي طوالة، رواه عنه حسين ابن علي الجعفي وغيره، وقد رواه معاوية بن عمرو -أيضاً- عن زائدة.
حدثنا أبو عمر النمري، نا سعيد بن نصر، نا قاسم بن أصبغ، نا محمد بن وضاح، نا أبو بكر بن أبي شيبة، قال نا حسين بن علي، عن زائدة، عن عبد الله بن عبد الرحمن، وعن أنس قال: اتكأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ابنة ملحان قال: فأغفي، فاستيقظ وهو يتبسم، قالت: قلت: يا رسول الله مما ضحكت؟ قال: ((من أناسٍ من أمتي يغزون في هذا البحر الأخضر))، وذكر الحديث.(2/630)
وحدثنا أحمد بن محمد، قال نا عبد الوارث، نا قاسم، قال نا الحارث بن أبي أسامة، قال نا معاوية بن عمرو، قال نا زائدة، قال نا عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: اتكأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ابنة ملحان، قالت: فرفع رأسه يضحك، فقلت: مما ضحكت يا رسول الله؟ قال: ((من أناسٍ من أمتي يركبون هذا البحر الأخضر غزاةً في سبيل الله، كمثل الملوك على الأسرة)) وذكر تمام الحديث.
ومن ((باب من أراد غزوةً فورى بغيرها))
ذكر البخاري فيه حديث: الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه، عن كعب ابن مالك.
ثم أردف عليه: حدثنا أحمد بن محمد -يعني مردويه- قال نا عبد الله -يعني ابن المبارك- قال أنا يونس -يعني ابن يزيد-، عن الزهري، قال أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، قال: سمعت كعب بن مالكٍ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قلما يريد غزوة، إلا ورى بغيرها.(2/631)
قال الشيخ أبو علي: كذا روي هذا الإسناد عن البخاري، عن أحمد بن محمد مردويه، عن ابن المبارك في ((الجامع الصحيح))، وكذلك في ((التاريخ الكبير)): الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله سمعت كعباً.
وكذلك رواية ابن السكن، وأبي زيد، ومشايخ أبي ذر الثلاثة، لهذا الحديث: الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله، سمع كعباً.
قال أبو الحسن الدارقطني في هذا الإسناد: إنه مرسل، ولم يلتفت إلى قوله في الحديث: ((سمعت كعباً))؛ لأنه عنده وهم.
قال: وقد رواه سويد بن نصر عن ابن المبارك متصلاً، كما رواه الليث وابن وهب، عن يونس، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله، عن عبد الله بن كعب، عن كعب بن مالك.
قال أبو علي: وقد روي عن معمر، عن الزهري على نحو ما رواه أحمد بن محمد، عن ابن المبارك من الإرسال.
فحدثنا أبو عمر النمري، قال نا عبد الله بن محمد، قال نا أبو بكر(2/632)
ابن داسة نا أبو داود، نا محمد بن عبيد، قال نا محمد بن ثور، عن معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد غزوةً ورى بغيرها.
ومما يشهد لقول أبي الحسن الدارقطني -أن هذا على الإرسال-: ما ذكر محمد بن يحيى الذهلي في ((كتاب العلل)) قال: سمع الزهري من عبد الرحمن بن كعب بن مالك، وسمع من عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، ومن أبيه عبد الله بن كعب، وكان قائد كعب من بنيه حين عمي، ولا أظن سمع عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب من جده شيئاً.
وإنما رواية عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه وعمه عبيد الله بن كعب.
قال أبو علي: وذكر البخاري في الباب نفسه بإسناد أحمد بن محمد مردويه، عن ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري، قال أخبرني عبد الرحمن بن كعب بن مالك، أن كعب بن مالك كان يقول: ((لقلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إذا خرج في سفرٍ إلا يوم الخميس)).(2/633)
وذكره أيضاً من حديث معمر، عن الزهري بهذا الإسناد.
قال محمد بن يحيى: وهذا مما سمع الزهري من عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه.
والغرض من هذا الباب كله: الاستدراك على البخاري في حديث مردويه، عن ابن المبارك، عن يونس الذي في أول الباب من حيث خرجه على الاتصال، وهو مرسل.
ومن ((باب جوائز الوفد))
قال البخاري: حدثنا قبيصة، قال نا ابن عيينة، عن سليمان الأحول، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: ((يوم الخميس وما يوم الخميس.. .. )) الحديث.
هكذا روي في إسناد هذا الحديث، عن أبي زيد المروزي وأبي أحمد، وكذلك في نسخةٍ عن النسفي.
ورويناه عن أبي علي بن السكن، عن الفربري، عن البخاري: حدثنا قتيبة، نا ابن عيينة، جعل ((قتيبة)) بدل ((قبيصة)).
وقد تكرر الحديث بهذا الإسناد، في باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم:(2/634)
حدثنا قتيبة، حدثنا سفيان بن عيينة.
ولم يختلف رواة الكتاب عن البخاري في هذا الموضع، أنه عن قتيبة بن سعيد، كما قال ابن السكن في كتاب الجهاد.
ولعل البخاري سمع الحديث من قتيبة بن سعيد، ومن قبيصة بن عقبة، غير أني لا أحفظ لقبيصة بن عقبة عن ابن عيينة شيئاً في ((الجامع))، ولا ذكر أبو نصر الكلاباذي أنه روى عن غير الثوري في ((الكتاب الجامع))، والله أعلم.(2/635)
ومن ((كتاب فرض الخمس))
قال البخاري في صدره: حدثنا إسحاق بن محمد الفروي، نا مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن مالك بن أوس، وذكر حديث عمر بن الخطاب مع العباس وعلي بن أبي طالب.
في نسخة أبي الحسن: نا محمد بن إسحاق الفروي.
والصواب: إسحاق بن محمد، وقد تقدم في (كتاب الجهاد)، في باب قتال اليهود له حديثٌ، قال: نا إسحاق بن محمد الفروي، نا مالك، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تقاتلون اليهود)). الحديث.
وقد حدث البخاري عن محمد بن يحيى الذهلي، عن إسحاق بن محمدٍ هذا مقروناً بعبد العزيز الأويسي في (كتاب الصلح).(2/636)
وسنذكر هذا في ما بعد في الجزء التاسع، إن شاء الله تعالى.
وفي ((باب نفقة نساء النبي صلى الله عليه وسلم))
قال البخاري: حدثنا مسدد، نا يحيى، عن سفيان، حدثني أبو إسحاق، سمعت عمرو بن الحارث: ((ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا سلاحه.. .. )) الحديث.
سقط من هذا الإسناد ذكر ((مسدد)) من نسخة أبي الحسن القابسي، وذلك وهم.
وفي ((باب ما ذكر من درع النبي صلى الله عليه وسلم وعصاه وسيفه))
قال البخاري: حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن عاصم، عن أنس بن مالك: ((أن قدح النبي صلى الله عليه وسلم انكسر، فاتخذ مكان الشعب سلسلة.. .. )).(2/637)
هكذا روي هذا الإسناد عن أبي زيد المروزي.
وعند ابن السكن وأبي أحمد وغيرهما من الرواة: عاصم، عن ابن سيرين، عن أنس بن مالك، وهو الصواب.
وكذلك ذكره أبو بكر أحمد بن عمرو البزار في ((مسنده)) عن البخاري، فقال: أخبرنا محمد بن إسماعيل البخاري، قال نا عبد الله ابن عثمان بن جبلة، قال نا أبو حمزة السكري، عن عاصم، عن محمد بن سيرين قال: قال أنس: كان قدح لأم سليم، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يشرب فيه، فانكسر، فضبب، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يشرب فيه.
قال أبو بكر: لا نعلم أحداً رواه عن عاصم، عن ابن سيرين، إلا أبا حمزة السكري، واسمه محمد بن ميمون.
وذكر أبو الحسن الدارقطني هذا الحديث في ((كتاب العلل))، فقال: هذا حديث اختلف فيه على عاصم الأحول؛ فرواه أبو حمزة السكري، عن عاصم، عن ابن سيرين، عن أنس، وخالفه شريك؛ فرواه عن عاصم، عن أنس، والصحيح، قول أبي حمزة.(2/638)
قال أبو علي: والذي عندي في هذا، أن بعض الحديث يرويه عاصم عن أنس بن مالك، ويروى بعضه عن ابن سيرين عن أنس، وهذا بين في حديث أبي عوانة عن عاصم، ذكر البخاري حديث أبي عوانة، عن عاصم في آخر (كتاب الأشربة)، في باب الشرب من قدح النبي صلى الله عليه وسلم.
قال: حدثنا الحسن بن مدرك، [قال: حدثني يحيى بن حماد]، قال نا أبو عوانة، عن عاصم الأحول، قال: رأيت قدح النبي صلى الله عليه وسلم عند أنس بن مالك، وكان قد انصدع فسلسله بفضة، قال: وهو قدح جيد عريضٌ من نضارٍ.
قال أنس: لقد سقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا القدح أكثر من كذا وكذا.
قال: وقال ابن سيرين: إنه كان فيه حلقة من حديد، فأراد أنس أن يجعل مكانها حلقةً من فضة؛ فقال له أبو طلحة: لا تغيرن شيئاً صنعه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتركه.(2/639)
هكذا رواه أبو عوانة وجوده، ذكر أوله عن عاصم عن أنس، وآخره عن عاصم، عن ابن سيرين، عن أنس، والله الموفق للصواب.
وفي ((باب إذا بعث الإمام رسولاً في حاجة))
قال البخاري: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال نا أبو عوانة، قال نا عثمان بن عبد الله بن موهب، عن ابن عمر، قال: ((إنما تغيب عثمان عن بدر.. .. ) وذكر الحديث.
هكذا روي هذا الإسناد عن ابن السكن وأبي زيد المروزي وغيرهما.
وفي نسخة أبي محمد، عن أبي أحمد: نا موسى، نا أبو عوانة، نا عمرو بن عبد الله.
هكذا قال: عمرو، وصوابه: عثمان بن عبد الله بن موهب.
وقد تكرر هذا الحديث بهذا الإسناد في (مناقب عثمان بن عفان) على الصواب لجميع الرواة.
ولعثمان بن عبد الله بن موهب ابن يقال له: عمرو بن عثمان، وهو(2/640)
الذي سماه شعبة: محمداً، وقد تقدم ذكر ذلك في كتاب الزكاة.
وفي ((باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة))
قال البخاري: حدثنا أبو النعمان، قال نا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع: أن عمر بن الخطاب قال: ((يا رسول الله إنه كان علي إعتكاف يومٍ في الجاهلية.. .. )) الحديث.
هكذا روي مرسلاً عن ابن السكن وأبي زيد.
وعند أبي أحمد الجرجاني: أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، أن عمر، وذلك وهم.
والصواب: الإرسال من رواية حماد بن زيد.
وقد ذكر البخاري الاختلاف فيه على أيوب، وأن جرير بن حازم وصله عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر.
وكذلك وصله أصحاب عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر إلا أنهم اختلفوا.(2/641)
فمنهم من قال: نافع عن ابن عمر، عن عمر، جعله من مسند عمر.
ومنهم من قال: عن ابن عمر: أن عمر نذر، جعله من مسند ابن عمر.
وقال أبو الحسن الدارقطني: اختلف في هذا الحديث على أيوب؛ فأرسله حماد بن زيد، عن أيوب، وروي عن ابن علية، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، متصلاً. وكذلك روي عن ابن عيينة عن أيوب متصلاً.(2/642)
ومن ((كتاب الجزية)) في باب ((من قتل معاهداً بغير جرم لم يرح رائحة الجنة))
قال البخاري: حدثنا قيس بن حفص، قال نا عبد الواحد، قال نا الحسن بن عمرو -وهو الفقيمي- قال نا مجاهد، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة.. .. )).
هكذا روي هذا الحديث لعبد الله بن عمرو بن العصاي.
وفي نسخة أبي محمد الأصيلي، عن أبي أحمد: عن عبد الله بن عمر -يعني ابن الخطاب- ولم يذكر خلافاً بين أبي أحمد، وأبي زيد.
وقد تكرر هذا الحديث بهذا الإسناد في (كتاب القسامة) متصلاً بعبد الله بن عمرو بن العاصي.
وقد خرج البخاري في (كتاب الأدب)، حديثاً من رواية الحسن بن عمرو الفقيمي، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، عن(2/643)
النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس الواصل بالمكافئ)).
وفي هذا الحديث علة قد ذكرها النسوي والدارقطني في كتاب ((الاستدراكات)).(2/644)
ومن ((كتاب بدء الخلق))
ذكر في أوله حديث عمران بن حصين وطرقه، ثم قال في عقبه:
وروى عيسى، عن رقبة، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب قال: شهدت عمر يقول: ((قام فينا النبي صلى الله عليه وسلم مقاماً فأخبرنا عن بدء الخلق.. .. )) الحديث.
قال أبو علي: هكذا في النسخ كلها عن البخاري: عيسى عن رقبة.
وقال أبو مسعود الدمشقي: إنما رواه عيسى، عن أبي حمزة -يعني السكري- عن رقبة.
وعيسى هو غنجار، وهو: عيسى بن موسى البخاري أبو أحمد، شيخ مشهور بخراسان.
وقال ابن أبي حاتم: ((عيسى بن موسى أبو أحمد البخاري،(2/645)
المعروف بغنجار مولى التيميين، يحدث عن أبي حمزة السكري عن رقبة بن مصقلة بنسخةٍ، روى عنه محمد بن سلام البيكندي)).
وفيه
قال البخاري: حدثنا أحمد بن يونس، نا إبراهيم بن سعد، نا ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، والأغر، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان يوم الجمعة كان على كل بابٍ من أبواب المسجد ملائكةٌ.. .. )) الحديث.
هكذا رواه إسناد هذا الحديث: الزهري، عن أبي سلمة والأغر.
وعند أبي ذرٍ من طريق أبي الهيثم وحده: ابن شهاب، عن أبي سلمة والأعرج، عن أبي هريرة. كذا عند[ه]: الأعرج، -بجيمٍ- بدل الأغر.
والصواب: ما روته الجماعة عن البخاري: عن أبي سلمة والأغر، والحديث مشهور بأبي عبد الله الأغر، عن أبي هريرة.
ذكره مسلم من طريق يونس بن يزيد الأيلي، والنسائي من حديث معمر، كلاهما عن الزهري قال: أخبرني أبو عبد الله الأغر، أنه(2/646)
سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان يوم الجمعة.. .. ))، الحديث.
ويروى -أيضاً- من حديث سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.
قال ابن السكن: ((ورواه يحيى بن سعيد الأنصاري، عن الزهري، عن أبي سلمة وسعيد وأبي عبد الله الأغر))؛ فصح بهذا كله أن الحديث حديث الأغر، لا حديث الأعرج.(2/647)
وفي ((كتاب الأنبياء صلوات الله عليهم)) في ((ذكر إبراهيم عليه السلام))
قال البخاري: حدثنا أحمد بن سعيد أبو عبد الله، قال نا وهب بن جرير، عن أبيه، عن أيوب، عن عبد الله بن سعيد بن جبير، عن أبيه، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يرحم الله أم إسماعيل لولا أنها عجلت لكان زمزم عيناً معيناً)).
قال أبو مسعود الدمشقي: رأيت جماعةً قد اختلفوا في هذا الإسناد على وهب بن جرير.
هكذا قال ولم يزد، كأنه يغمز البخاري إذ خرجه في ((الصحيح)).
قال أبو علي: وأنا أذكر ما انتهى إلي من الاختلاف على وهب بن جرير، وعلى غيره في إسناد هذا الحديث إن شاء الله مختصراً، ثم أورد الأسانيد بذلك.
رواه حجاج بن يوسف الشاعر -وهو ثقة- عن وهب بن جرير، عن أبيه، عن عبد الله بن سعيد بن جبير، عن أبيه، عن ابن عباس، عن أبي(2/648)
ابن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أن جبريل ركض زمزم بعقبه.. .. )) الحديث مختصراً.
ورواه عن وهب -أيضاً- بهذا الإسناد: أحمد بن سعيد الرباطي، ذكره عنه البخاري، وهو حديث هذا الباب الذي جر هذا الكلام، إلا أن البخاري لم يذكر عنه في الإسناد أبي بن كعب.
ورواه علي بن المديني، عن وهب بن جرير، عن أبيه [عن أيوب]، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة زمزم: ((أن جبريل حين ركض زمزم بعقبه فنبع الماء)).. .. الحديث.
وتابع علي بن المديني على هذا الإسناد: أحمد بن سعيد الرباطي-أيضاً- ذكره عنه أبو عبد الرحمن النسائي في كتاب ((السنن)).
وروي هذا الحديث عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن عبد الله بن سعيد بن جبير، عن أبيه، عن ابن عباس لم يذكر أبي بن كعب، ولا(2/649)
النبي صلى الله عليه وسلم قاله وهب بن جرير عنه.
قال أبو علي بن السكن: ورواه إسماعيل بن علية، عن أيوب قال: نبئت عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: ((أول من سعى بين الصفا والمروة أم إسماعيل)) ثم ذكر بناء الكعبة، الحديث بطوله نحواً مما رواه معمر، عن أيوب، عن سعيد بن جبير، وفيه قصة زمزم.
وروى هذا الحديث سلام بن أبي مطيع، عن أيوب السختياني، عن عكرمة بن خالد، لم يذكر فيه سعيد بن جبير.
ذكر الأسانيد بذلك:
حدثنا أبو عمر يوسف بن عبد الله النمري، قال نا خلف بن القاسم، قال نا أبو علي بن السكن، قال نا عبد الله البغوي، قال نا حجاج بن يوسف الشاعر، قال نا وهب بن جرير، نا أبي قال: سمعت أيوب(2/650)
يحدث عن عبد الله بن سعيد بن جبير، [عن سعيد بن جبير] عن ابن عباس، عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن جبريل حين ركض زمزم بعقبه.. .. )) والحديث مختصر.
وحدثنا قال: نا خلف بن قاسم، نا ابن السكن، نا محمد بن بدر الباهلي، قال نا محمد بن أحمد بن نيزك، قال نا وهب بن جرير بن حازم، قال حدثني أبي، قال نا أيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أن جبريل حين ركض زمزم؛ فنبعت العين، فجعلت هاجر أم إسماعيل تجمع البطحاء حول الماء))، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يرحم الله أم إسماعيل.. .. )) الحديث.
وحدثنا أبو عمر النمري وأبو عمر بن الحذاء قالا: نا عبد الله بن محمد بن أسد الجهني، قال نا حمزة بن محمد الكناني الحافظ، قال نا أحمد بن شعيب، أنا أحمد بن سعيد -هو الرباطي-، قال نا وهب ابن جرير، قال نا أبي، عن أيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أن جبريل حين ركض زمزم بعقبه، فنبع الماء فجعلت هاجر تجمع البطحاء حول الماء ألا يتفرق، فقال(2/651)
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رحم الله هاجر لو تركتها لكانت عيناً معيناً)).
قال: وحدثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب، قال نا أبو داود -هو سليمان بن سيف الحراني- قال نا علي بن المديني، قال نا وهب بن جرير، قال نا أبي، قال: سمعت أيوب يحدث عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((نزل جبريل إلى هاجر وإسماعيل؛ فركض عليه موضع زمزم بعقبه فنبع الماء، فقال: فجعلت هاجر تجمع البطحاء حوله.. .. )) وذكر تمام الحديث.
وفي آخره: قال وهب بن جرير؛ فقلت لأبي: حماد لا يذكر أبي بن كعب ولا يرفعه، قال: أنا أحفظ لهذا، هكذا حدثني به أيوب.
قال وهب: ونا حماد بن زيد، عن أيوب، عن عبد الله بن سعيد بن جبير، عن أبيه، عن ابن عباس: نحوه.
ولم يذكر أبياً، ولا النبي صلى الله عليه وسلم.
قال وهب: فأتيت سلام بن أبي مطيع؛ فحدثني هذا الحديث، فروى له عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن عبد الله بن سعيد بن جبير، فرد ذلك رداً شديداً، ثم قال لي: فأبوك ما يقول؟ قلت: أبي يقول:(2/652)
أيوب، عن سعيد بن جبير.
قال: العجب والله! ما يزال الرجل من أصحابنا الحافظ قد غلط، إنما هو: أيوب، عن عكرمة بن خالد.
قال الشيخ أبو علي: فيقال كيف يصح إسناد هذا الحديث، وفيه من الخلاف ما تقدم؟ لأن من الرواة من وقفه، ومنهم من أسقط من إسناده أبي بن كعب، ومنهم من ذكر فيه: عبد الله بن سعيد بن جبير، ومنهم من لم يذكره، وقال فيه بعضهم: عن أيوب، عن عكرمة بن خالد.
فنقول وبالله التوفيق: إن هذا الخلاف إذا نظره المتبحر في الصنعة وتأمله، ميز منه ما ميزه البخاري -رحمه الله- وحكم بصحته، وعلم أن الخلاف الظاهر فيه إنما يعود إلى وفاق، وأنه لا يدفع بعضه بعضاً، والحمد لله.
فأما من وقفه من الرواة؛ فقليل، والذين أسندوه: أئمة حفاظ.
وكذلك من أسقط من إسناده أبي بن كعب؛ لا يوهن الحديث(2/653)
إسقاطه، والحديث إذا انتهى إلى ابن عباس متصلاً، وكان محفوظاً، فلا نبالي سمي لنا من رواه عنه ابن عباس أو لم يسم؛ لأنا قد علمنا أن أكثر رواية ابن عباس للحديث عن جلة الصحابة من المهاجرين والأنصار، وليس يعد مرسل الصحابة مرسلاً، وقد كان يأخذ بعضهم عن بعض، ويروي بعضهم عن بعض، وقد كان لعمر بن الخطاب جارٌ من الأنصار يتناوب معه النزول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ينزل يوماً وينزل يوماً. قال: فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره.
قال أبو علي: أخبرنا أبو شاكر، قال نا أبو محمد الأصيلي، قال نا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل، نا أبي، نا وكيع، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: ((ما كل ما نحدثك به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ولكن سمعناه وحدثنا به أصحابنا، وكنا لا نكذب)).(2/654)
وأما من أسقط من إسناد الحديث المذكور: ((عبد الله بن سعيد بن جبير))؛ فليس بشيء، قد صح أن أيوب السختياني رواه عن عبد الله بن سعيد بن جبير، عن أبيه، وقد أتى به في الإسناد حماد بن زيد، وجرير بن حازم.
وقال إسماعيل بن علية، عن أيوب: نبئت عن سعيد بن جبير.
حدثنا حكم بن محمد، قال نا أبو بكر بن إسماعيل، قال نا محمد بن محمد الباهلي، قال نا يعقوب الدورقي، قال نا ابن علية، قال نا أيوب قال: نبئت عن سعيد بن جبير، أنه حدث عن ابن عباس قال: إن أول من سعى بين الصفا والمروة: أم إسماعيل، وذكر الحديث بطوله، وفيه بناء الكعبة.
فهذا يصحح أن أيوب إنما أخذه عن عبد الله بن سعيد بن جبير، عن أبيه، وإنما كان يسقط وهب بن جرير بن حازم في بعض الأحايين، ويسوقه معنعناً على طريق التخفيف وتقريب الإسناد أو تزيينه.(2/655)
وسئل يزيد بن هارون عن التدليس في الحديث؟ فكرهه، وقال: هو من التزين، وكذلك قال أحمد بن حنبل.
وقال أبو بكر البزار: التدليس ليس بكذب، وقال: إنه تحسين لظاهر الإسناد.
وقال حماد بن زيد ويزيد بن زريع: التدليس كذب.
وقد ذكره في الإسناد عن وهب بن جرير: حجاج بن الشاعر، وإسماعيل، وأحمد بن سعيد الرباطي، في رواية البخاري [عنه.
وكذلك كان أحمد بن سعيد -أيضاً- يحدث به على الوجهين بإسقاطه وإثباته. فلذلك ما اختلف البخاري] وأحمد بن شعيب النسائي على أحمد بن سعيد، فذكره البخاري وأسقطه النسائي.
وأما ما رويناه من إنكار سلام بن أبي مطيع أن يكون مخرج الحديث عن سعيد بن جيبر، وأنه عن عكرمة بن خالد؛ فلا يلتفت إليه، وأحسن حالات سلام مع حماد بن زيد وابن علية وجرير بن حازم -إن كان حفظ عن أيوب ما قال- أن يكون أيوب -رحمه الله- كان يحدث به على الوجهين: عن عبد الله بن سعيد بن جبير، وعن عكرمة بن خالد،(2/656)
وليس سلامٌ من جمال المحامل.
وفي الأنبياء أيضاً {واذكر في الكتاب مريم}
قال البخاري: حدثنا محمد بن كثير، قال نا إسرائيل، قال نا عثمان بن المغيرة، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((رأيت موسى وعيسى وإبراهيم -عليه السلام-؛ فأما عيسى: فأحمر جعد عريض الصدر، وأما موسى: فآدم جسيم سبط، كأنه من رجال الزط)).
هكذا روي هذا الحديث بهذا الإسناد عن البخاري: عن مجاهد، عن ابن عمر.
قال أبو علي: والمحفوظ فيه مجاهد، عن ابن عباس.
قال أبو مسعود الدمشقي: كذا رواه البخاري عن ابن كثير، عن(2/657)
إسرائيل، عن عثمان بن المغيرة، ((عن مجاهد، عن [ابن عمر))، وأخطأ في قوله: ((ابن عمر))، وإنما رواه محمد بن كثير، وإسحاق بن منصور السلولي، وابن أبي زائدة، ويحيى بن آدم، وغيرهم: عن إسرائيل، عن عثمان بن المغيرة، ((عن مجاهد عن] ابن عباس))، وقد نبه أبو ذر -رحمه الله- في نسخته على ذلك أيضاً.
نا أبو العباس أحمد بن عمر بن أنس، قال نا أبو ذر عبد بن أحمد، قال نا أبو القاسم موسى بن عيسى السراج لفظاً، قال نا عثمان بن أحمد ابن سليمان قال نا سليمان الخصيب، سنة ثنتي عشرة وثلاث مئة، قال نا حنبل بن إسحاق بن حنبل الشيباني، قال نا محمد بن كثير، نا إسرائيل، عن عثمان بن المغيرة، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وساق الحديث بكماله، وزاد: قالوا له: وإبراهيم، قال: انظروا إلى صاحبكم.
قال أبو ذر: ورواه -أيضاً- عثمان بن سعيد الدارمي، عن ابن كثير، وتابعه نصر بن علي، عن أبي أحمد الزبيري، عن إسرائيل. وكذلك رواه يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن إسرائيل.
قال أبو علي: وقد تقدم هذا الحديث في (كتاب الحج) وفي(2/658)
(كتاب الأنبياء) في قصة إبراهيم، من رواية ((ابن عون، عن مجاهد، عن ابن عباس))، على الصواب.
قال البخاري: حدثنا محمد بن المثنى، قال: نا ابن أبي عدي، عن ابن عون
البخاري قال: وحدثنا بيان بن عمرو، نا النضر، أنا ابن عون، عن مجاهد: أنه سمع ابن عباس، وذكروا له الدجال بين عينيه كافر، أو (ك ف ر)؟ وقال: لم أسمعه، ولكنه قال: ((أما إبراهيم؛ فانظروا إلى صاحبكم، وأما موسى؛ فجعد آدم على جمل أحمر مخطوم بخلبة، كأني انظر إليه إذا انحدر في الوادي يلبي.
واللفظ لبيان بن عمرو.
ومن ((بني إسرائيل))
قال البخاري: نا مسدد، نا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن حراش، قال: قال عقبة لحذيفة: ألا تحدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: سمعته يقول: ((إن رجلاً حضره الموت.. .. ))، وذكر الحديث إلى قوله: ((فذروها في يومٍ حار)).
ثم قال: حدثنا مسدد، نا أبو عوانة، قال أنا عبد الملك بن عمير،(2/659)
وقال: ((يوماً راحاً)).
هكذا روينا هذه المتابعة عن ابن السكن، وأبي زيد، وأبي أحمد، وعن بعض شيوخ أبي ذر.
وفي نسخةٍ عن النسفي، عن البخاري، نا موسى، نا أبو عوانة، أنا عبد الملك، قال: ((يوم راحاً))، جعل ((موسى)) بدل ((مسدد)).
وكذلك عن بعض شيوخ أبي ذر -وهو: الحمويي-.
وهو: موسى بن إسماعيل أبو سلمة، وهو الصواب؛ لأنه ساق الحديث أولاً بكماله عن مسدد، ثم ساق الخلاف في لفظةٍ من المتن عن موسى بن إسماعيل، وكذلك قال أبو ذر الصواب: موسى.
ومن ((باب كنية النبي صلى الله عليه وسلم))
قال البخاري: حدثنا محمد بن كثير، أنا شعبة، عن منصور،(2/660)
عن سالم، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((تسموا باسمي.. .. )) الحديث.
هكذا الإسناد في رواية أبي زيد وأبي أحمد وغيرهما.
وعند ابن السكن: نا محمد بن كثير، قال أنا سفيان، عن منصور، عن سالم، عن جابر.
جعل ((سفيان))، بدل ((شعبة)).
قال أبو علي: ومن حديث شعبة، عن منصور خرجه مسلم.(2/661)
ومن ((كتاب المناقب)) في ((آخر مناقب أبي بكر الصديق))
قال البخاري: حدثنا محمد بن يزيد الكوفي، قال نا الوليد، قال نا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن عروة: سألت عبد الله بن عمرو عن أشد شيءٍ ما صنعت المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم.. .. الحديث.
هكذا الإسناد في رواية أبي زيد وأبي أحمد، عن الفربري، عن البخاري: عن محمد بن يزيد الكوفي.
قال أبو نصر الكلاباذي، وأبو عبد الله الحاكم: وليس هذا بأبي هشام محمد بن يزيد بن رفاعة الرفاعي.
وعند ابن السكن، عن الفربري، عن البخاري: حدثنا محمد بن كثير الكوفي، نا الوليد، عن الأوزاعي.
جعل بدل: محمد بن يزيد، محمد بن كثير.(2/662)
وأراه وهم، والصواب: رواية أبي زيد ومن تابعه، والله أعلم.
وسيأتي الكلام في نسبة محمد بن يزيد الكوفي هذا في الجزء التاسع.
وفي ((باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذاً خليلاً))
قال البخاري: حدثنا معلى بن أسد، وموسى بن إسماعيل قالا: نا وهيبٌ، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس: ((لو كنت متخذاً.. .. )) الحديث.
في نسخة أبي ذر، عن أبي إسحاق المستملي وحده: نا معلى بن أسد، وموسى بن إسماعيل التنوخي.
وهذا خطأ بين، وإنما هو: التبوذكي.
وفي ((مناقب عمر بن الخطاب -رحمه الله-))
قال: حدثنا عبدان، أنا عبد الله، قال أنا عمر بن سعيد، عن ابن أبي مليكة، سمع ابن عباسٍ يقول: ((لما وضع عمر على السرير.. .. )) الحديث.(2/663)
وقع في نسخة أبي الحسن القابسي: عمر بن سعد، بسكون العين وحذف الياء.
والصواب: عمر بن سعيد، وهو: عمر بن سعيد بن أبي حسين المكي، وكذلك روت الجماعة.
وفي ((مناقب أبي عبيدة -رحمه الله-))
قال البخاري: نا مسلم بن إبراهيم، نا شعبة، عن أبي إسحاق، عن صلة عن حذيفة، قال النبي صلى الله عليه وسلم لأهل نجران: .. .. الحديث.
وفي نسخة أبي الحسن القابسي: صلة بن حذيفة، وإنما هو: صلة بن زفر العبسي، يروي عن حذيفة بن اليمان.
وفي ((فضل عائشة، رضي الله عنها))
قال البخاري: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، نا حماد بن زيد، نا هشام، عن أبيه، عن عائشة: ((كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة)).
في نسخة أبي زيد: نا عبيد الله بن عبد الوهاب.(2/664)
وهو خطأ، وإنما صوابه: عبد الله -على التكبير-، هو: ابن عبد الوهاب الحجبي، نقل لنا ذلك عن أبي زيد: أبو الحسن، وعبدوس.
وفي ((مناقب ابن عمر))
في أول الباب قال البخاري: حدثنا إسحاق بن نصر، نا عبد الرزاق، عن معمر عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر.
في رواية أبي زيد وأبي أحمد: إسحاق بن نصر.
وعند ابن السكن: نا إسحاق بن منصور.
فمن قال: ابن نصر؛ فهو: إسحاق بن إبراهيم بن نصر السعدي، ومن قال: ابن منصور؛ فهو: إسحاق بن منصور الكوسج، وكلاهما يروي عن عبد الرزاق، والله أعلم.
إلا أن القلب أميل إلى رواية أبي زيد، ومن تابعه من الرواة.(2/665)
وفي ((مناقب الأنصار)) في ((باب دور الأنصار))
قال البخاري: حدثنا خالد بن مخلد، نا سليمان، حدثني عمرو بن يحيى، عن عباس بن سهل، عن أبي حميد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن خير دور الأنصار.. .. )).
هكذا روايته عن ابن السكن، وأبي زيد، وكذلك في نسخة النسفي.
وفي نسخة أبي محمد الأصيلي: عباس بن سهل، عن أبي أسيد أو أبي حميد، على الشك.
وصوابه: عن أبي حميد، بلا شك، وكذلك لأبي ذرٍ عن مشايخه، وكذلك تكرر في آخر غزوة تبوك؛ بإسناد خالد بن مخلد.
وفي ((باب هجرة الحبشة))
ذكر في آخر الباب: حديث صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، قال حدثني أبو سلمة، وسعيد بن المسيب، أن أبا هريرة أخبرهما: أن(2/666)
النبي صلى الله عليه وسلم نعى لهم النجاشي صاحب الحبشة، في اليوم الذي مات فيه، وقال: ((استغفروا لأخيكم)).
وعن صالح، عن ابن شهاب، قال حدثني سعيد بن المسيب، أن أبا هريرة أخبرهم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صف بهم في المصلى؛ فصلى وكبر عليه أربعاً.
هكذا روينا عن أبي زيد وابن السكن في هذين الحديثين:
الأول: عن سعيد وأبي سلمة.
والثاني: رواه الزهري عن سعيد وحده.
وعند أبي محمد الأصيلي، عن أبي أحمد في الحديث الثاني: ابن شهاب، حدثني سعيد وأبو سلمة، مقرونين عن أبي هريرة.
والمحفوظ في هذا: أن الأول: عن سعيد وأبي سلمة، عن أبي هريرة، والثاني: عن سعيدٍ وحده.
وكذلك خرجهما أبو مسعود الدمشقي.(2/667)
وقد خرج مسلم هذا الحديث من طريق: عقيل، عن ابن شهاب، عن سعيد وأبي سلمة، عن أبي هريرة، بمثل حديث صالح بن كيسان الأول.
ثم قال عقيل: قال ابن شهاب: وحدثني سعيد بن المسيب، أن أبا هريرة.. .. الحديث الثاني.
وفي ((باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المشركين بمكة))
ذكر في أوله حديث عروة بن الزبير قال: سألت عبد الله بن عمرو بن العاصي، قلت: أخبرني بأشد شيءٍ صنعه المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم.
وخرجه عن: عياش بن الوليد، عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي.
هكذا قال ابن السكن: عياش، بشينٍ معجمة.
وفي بعض النسخ: عباس، بباء منقوطة بواحدة وسين مهملة.
والصواب: رواية ابن السكن ومن تابعه.(2/668)
وفي ((باب إتيان اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم))
قال البخاري: حدثنا أحمد أو محمد بن عبيد الله الغداني، قال لنا حماد بن أسامة، أنا أبو عميس، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم في يوم عاشوراء.
هكذا رويناه عن أبي علي ابن السكن، وأبي زيد، وأبي أحمد:((وأحمد أو محمد))، على الشك.
وفي نسخة أبي ذر، عن أبي إسحاق المستملي، وأبي الهيثم: ((حدثنا أحمد بن عبيد الله))، بلا شك.
قال أبو علي: وهو الأشهر المحفوظ أنه أحمد، وإنما جاء هذا الشك في اسمه من قبل البخاري، وقد ذكره في ((التاريخ)) في باب أحمد، ولم يشك فيه، وذكر أباه -أيضاً- وقال: روى عنه ابنه أحمد، ولم يشك، وسيأتي هذا فيما بعد إن شاء الله تعالى.(2/669)
ومن ((كتاب المغازي))
قال البخاري -بعد مضي أوراقٍ منه- في باب غزوة بدر: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال نا إبراهيم بن سعد، قال أنا ابن شهاب، قال أخبرني ابن أسيد بن جارية الثقفي، عن أبي هريرة، قال: ((بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية عيناً)) الحديث الطويل في قصة خبيب بن عدي وقتله.
هكذا روي عن أبي زيد المروزي في إسناد هذا الحديث: أخبرني ابن أسيد، غير مسمى، وكذلك في نسخةٍ عن النسفي، عن البخاري.
وعن ابن السكن: أخبرني عمر بن أسيد، هكذا سماه: عمر -بضم العين-.
وفي رواية الأصيلي، عن أبي أحمد: عمرو بن أسيد -بفتح العين وسكون الميم-.
قال أبو عليٍ: واختلف أصحاب الزهري عليه في اسمه؛ فذكر محمد بن يحيى الذهلي عن: معمر، وشعيب، والزبيدي، وعقيل،(2/670)
قالوا عن الزهري: عمرو بن أبي سفيان بن أسيد -بفتح العين-، وكذلك قال يونس بن يزيد من رواية ابن وهب، وكذلك قال محمد بن أبي عتيق.
قال محمد بن يحيى: فهؤلاء الذين تواطؤوا على عمرو بن أبي سفيان، فيما روى عنهم في قصة خبيب وغيرها.
وقال يونس، من رواية أبي صالح، عن الليث، عن يونس، وابن أخي الزهري، وإبراهيم بن سعد: عمر بن أبي سفيان -بضم العين-، غير أن إبراهيم بن سعد نسبه إلى جده فقال: عمر بن أسيد الثقفي حليف بني زهرة.
قال أبو علي: فما وقع لابن السكن في إسناد هذا الحديث في ((الجامع)) من ذكر عمر؛ فإنما ذلك على ما حفظ عن إبراهيم بن سعد، وأظن أبا علي بن السكن أصلحه، إن كان البخاري أسقط اسمه.
والذي في رواية أبي أحمد، إنما هو على ما قال الأكثر من الرواة عن الزهري -وهم أهل الثبت والإتقان-: عمرو، إلا أنه ليس بصحيح(2/671)
في الرواية عن إبراهيم بن سعد.
و[من] لم يسمه من الرواة أسقط موضع الاختلاف، ونسبه إلى أبيه أو جده.
وقد خرجه البخاري في غزوة الرجيع، وكتاب التوحيد عن: معمر وشعيب عن الزهري، وقالا: عمرو.
وكذلك جعله البخاري في ((تاريخه)) في باب عمرو، وذكر هناك الاختلاف على الزهري فيه، ثم قال: وقال بعضهم: عمر بن أسيد، والأول أصح.(2/672)
وفي ((باب تسمية من شهد بدراً)) ممن ذكر في ((الجامع))
ذكر فيهم: مسطح بن أثاثة بن عباد بن عبد المطلب.
كذا وقع لأبي زيد: عباد بن عبد المطلب.
وصوابه: عباد بن المطلب بن عبد مناف، وكذلك في نسخةٍ عن النسفي.
ومن ((المغازي -أيضاً- في ((باب غزوة ذات الرقاع))
قال البخاري: وهي غزوة محارب خصفة، من بني ثعلبة بن غطفان.
هكذا في نسخة الأصيلي، عن أبي أحمد: محارب خصفة، من بني ثعلبة.
وفي رواية أبي الحسن القابسي: خصفة بني ثعلبة، وكلا القولين وهم.(2/673)
والصواب: محارب خصفة وبني ثعلبة من غطفان، بواو العطف، وهم: بنو ثعلبة بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان.
وفي ((باب عمرة الحديبية))
قال البخاري: حدثنا الصلت بن محمد، قال نا يزيد بن زريع، عن سعيد عن قتادة قال: قلت لسعيد بن المسيب: بلغني أن جابر بن عبد الله كان يقول: كانوا أربع عشرة مئة، فقال له سعيد: حدثني جابر بن عبد الله، كانوا خمس عشرة مائة.
قال البخاري: تابعه أبو داود، نا قرة، عن قتادة.
قال أبو مسعود الدمشقي: أما حديث أبي داود؛ فمشهور عنه.
وأما حديث سعيد بن أبي عروبة: فإن العباس بن الوليد بن مزيد رواه عن يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة، وقال فيه: فقال(2/674)
سعيد: نسي جابرٌ، كانوا خمس عشرة مئة الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يقل فيه هو: حدثني جابر، جعله من قول سعيد بن المسيب.
وكذلك رواه أبو موسى، وبندار، عن ابن أبي عدي، عن سعيد، كرواية العباس، عن يزيد بن زريع، عن سعيد. وكذلك رواه غندر، عن شعبة.
ورواه معاذ، عن قرة، كرواية أبي داود.
وفي ((عمرة الحديبية -أيضاً-))
قال البخاري: حدثنا إسحاق، نا يحيى بن صالح، قال نا معاوية بن سلام، عن يحيى -وهو ابن أبي كثير-، عن أبي قلابة، أن ثابت بن الضحاك أخبره: أنه بايع النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة.
هكذا جاء إسناد هذا الحديث عن رواة الفربري، وكذلك قال فيه النسفي عن البخاري.
وفي رواية أبي علي بن السكن: نا إسحاق، نا يحيى بن صالح،(2/675)
نا معاوية بن سلام، عن زيد بن سلام، عن أبي قلابة، عن ثابت بن الضحاك.
جعل زيد بن سلام، بدل يحيى بن أبي كثير.
قال أبو علي: وقد خرج مسلم بن الحجاج هذا الحديث، عن يحيى بن يحيى، عن معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، عن ثابت بن الضحاك، كما روته الجماعة عن البخاري، وهو المحفوظ.
وفي هذا الباب بعد هذا بيسير
قال البخاري: حدثنا عبد الله بن محمد، قال نا أبو عامر، قال نا إسرائيل، عن مجزأة بن زاهر، عن أبيه -وكان ممن شهد الشجرة- قال: ((إني لأوقد تحت القدر.. .. )) الحديث.
وفي رواية أبي علي بن السكن: البخاري، حدثنا عبد الله بن محمد، نا عثمان بن عمر، نا إسرائيل، عن مجزأة، وذكر الحديث.
جعل مكان أبي عامر، عثمان بن عمر.
وأبو عامر هو: العقدي، واسمه: عبد الملك بن عمرو.
ورواه سائر رواة الفربري، كما ذكرناه أولاً.(2/676)
وفي نسخة أبي زيد المروزي في إسناد هذا الحديث، تصحيف -أيضاً-.
قال: عن مجزأة بن زاهر، عن أنس، هكذا رواه عن أبي زيد: عبدوس وأبو الحسن.
والصواب: مجزأة بن زاهر، عن أبيه، وذكر أنسٍ في هذا الباب ليس بشيءٍ، والحديث محفوظ لزاهر الأسلمي.
وبعد هذا بيسير
قال البخاري: حدثنا محمد بن حاتم بن زريع، نا شاذان، عن شعبة، عن أبي جمرة، قال: سألت عائذ بن عمروٍ -وكان من أصحاب الشجرة-.
وقع في نسخة أبي ذر، عن أبي الهيثم: شعبة عن أبي حمزة -بالحاء والزاء-، وهو وهم؛ وإنما هو: أبو جمرة -بالجيم والراء-.(2/677)
وفي ((غزوة خيبر))
قال البخاري: حدثنا أبو اليمان، أنا شعيب، عن الزهري، قال أخبرني سعيد بن المسيب، أن أبا هريرة قال: شهدنا خيبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل ممن معه يدعي الإسلام: ((هذا من أهل النار.. .. )) وذكر الحديث إلى آخره، وقوله: ((إن الله تعالى يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر)).
ثم قال: تابعه معمر، عن الزهري.
ثم قال: وقال شبيب بن سعيد، عن يونس، عن ابن شهاب، أخبرني ابن المسيب وعبد الرحمن بن عبد الله بن كعب [أن أبا هريرة قال: ((شهدنا مع النبي صلى الله عليه وسلم خيبر)).
ثم قال: وقال ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري، عن سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم قال: تابعه صالح، عن الزهري.
ثم قال: وقال الزبيدي: أخبرني الزهري، أن عبد الرحمن بن كعب] أخبره أن عبيد الله بن كعب قال: حدثني من شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم خيبر.
قال الزبيدي، قال الزهري: وأخبرني عبد الله بن عبد الله، وسعيد،(2/678)
عن النبي صلى الله عليه وسلم. انتهى كلام البخاري فيما اجتلب من أسانيد هذا الحديث، والاختلاف فيها.
وكلامه هذا فيه اختصارٌ شديد، وحذفٌ لا يفهم منه المراد، وفي بعضها وهمٌ.
أما قوله أخيراً في متابعة الزبيدي: قال الزهري: وأخبرني عبد الله ابن عبد الله وسعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فلا أدري من عبد الله بن عبد الله هذا.
وقال مثل هذا -أيضاً- في ((تاريخه الكبير)) في إسناد هذا الحديث وعلله في إسناد الزبيدي هذا.
والصواب عندي في ذلك: قال الزهري: وأخبرني عبد الرحمن بن عبد الله وسعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك.
وأما عبد الله بن عبد الله؛ فلا أعلم له في هذا الإسناد دخولاً.(2/679)
قال أبو علي: وأنا إن شاء الله أذكر طرق هذا الحديث من رواية: شعيب، ومعمر، ويونس بن يزيد، وصالح بن كيسان، والزبيدي، وغيرهم، وأنص ألفاظهم فيه، على حسب ما ذكره محمد بن يحيى الذهلي في كتاب ((العلل لحديث الزهري))، وعلى ما ذكره في كتابه الثاني، الذي جمعه في حديث الزهري مجرداً من العلل، ليستبين لك ما أومأ إليه البخاري -رحمه الله-.
حدثنا حكم بن محمد بن حكم، قال نا أبو محمد عبد الرحمن ابن عمر المعروف بابن النحاس-بمصر- قال نا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن الورد البغداذي، قال نا عبد الله بن أحمد بن عبد السلام الخفاف، قال نا محمد بن يحيى الذهلي، قال نا عبد الرزاق، قال أنا معمر.
قال الذهلي: وحدثنا أبو اليمان، عن شعيب، جميعاً، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر، فقال لرجل ممن يدعى بالإسلام: ((هذا من أهل النار))، فلما حضر القتال قاتل الرجل قتالاً شديداً، فأصابته جراحة، فقيل: يا نبي الله! هذا الرجل الذي قلت له آنفاً: إنه من أهل النار، فإنه قاتل(2/680)
اليوم قتالاً شديداً، وقد مات؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إلى النار))، فكاد بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يرتاب، فبيناهم على ذلك، إذ قيل: فإنه لم يمت ولكن به جراحة شديدة، فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح، فقتل نفسه، فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((الله أكبر، أشهد أني عبد الله ورسوله))، ثم أمر بلالاً فنادى في الناس: ((أنه لا يدخل الجنة إلا نفسٌ مسلمة، وأن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر)). اللفظ لعبد الرزاق، عن معمر.
وذكر البخاري حديث معمر -أيضاً- في كتاب القدر.
وحدثنا حكم، قال نا ابن النحاس، قال نا ابن الورد، قال نا الخفاف، قال نا محمد بن يحيى، قال نا أحمد بن شبيب بن سعيد الحبطي، قال نا أبي، عن يونس، عن ابن شهاب، قال أخبرني سعيد ابن المسيب، وعبد الرحمن ابن عبد الله بن كعب أن أبا هريرة قال: شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنيناً.
هكذا قال أحمد بن شبيب: ((حنين)).(2/681)
قال محمد بن يحيى: فلا أدري ممن الوهم في خيبر أو حنين، وساق الحديث بطوله، وانتهى إلى قوله: ((إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر)).
قال الذهلي: نا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، قال نا إبراهيم ابن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب، قال أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب أنه أخبره بعض من شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني خيبر. -وقال الأويسي: حنين؛ فوهم- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجلٍ قاتل معه: ((إن هذا لمن أهل النار))، فلما حضر القتال قاتل الرجل أشد القتال، حتى كثرت به الجراح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه من أهل النار))، فكاد بعض الناس يرتاب، فبينا هم على ذلك فوجد الرجل ألم الجراح، فأهوى بيده إلى كنانته فانتزع منها سهماً، فانتحر به، فاشتد رجلٌ من المسلمين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! قد صدق الله حديثك، قد انتحر فلانٌ، فقتل نفسه. إلى هنا انتهى حديث صالح بن كيسان.(2/682)
قال الذهلي: وحدثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء، قال نا عمرو بن الحارث، عن عبد الله بن سالم، عن الزبيدي، عن الزهري، أن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، أخبره أن عمه عبيد الله بن كعب ابن مالك، قال: أخبرني من شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر، واقتص الحديث نحو حديث صالح بن كيسان، وانتهى حديثه، انتحر فلان فقتل نفسه.
ثم زاد الزبيدي: قال محمد: وأخبرني عبد الرحمن بن عبد الله، وسعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قم يا بلال فأذن: لا يدخل الجنة إلا [مؤمن وأن الله يؤيد هذا الحديث بالرجل الفاجر)).
قال محمد بن يحيى: فمعمر وشعيب قد اشتملا على الحديث كله، فاستقصاه عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، ولم يستقص الحديث صالح بن كيسان ولا الزبيدي، عن ابن كعب بن مالك عمن شهد خيبر.(2/683)
ألا ترى أن الزبيدي يميز، فيذكر آخر الحديث عن ابن كعب بن مالك وسعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قم يا بلال فأذن لا يدخل الجنة إلا] نفسٌ مسلمة)).
قال الشيخ أبو علي رحمه الله: كان الزهري رحمه الله يتفوه بالحديث من طرقٍ شتى، لسعة علمه وتبحره، وكل أصحابه الحفاظ يؤدي عنه الحديث كما سمعه، وينتهي به حيث انتهى.
وكل هذه الطرق صحاح محفوظة، لا يدفع بعضها بعضاً، ما خلا حديث أحمد بن شبيب بن سعيد، وإنما جاء إرسال آخر هذا الحديث عن سعيد بن المسيب، من طريق الزبيدي، وإن كان سعيد بن المسيب قد رواه عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم كاملاً مسنداً، كما ذكرنا من رواية معمر وشعيب؛ لأن الزهري لما روى آخر الحديث(2/684)
عن ابن كعب بن مالك وسعيد وقرنهما، وكان ابن كعب لم يسمعه كاملاً من أبي هريرة، وسمعه ابن المسيب عن أبي هريرة، لم يمكنه إسناده عنهما مقرونين، فأرسله عن سعيدٍ لهذه العلة.
هذا معنى قول الذهلي في علة إرسال هذا الحديث عن سعيد من طريق الزبيدي.
وقد واطأ الزبيدي على إرسال آخر هذا الحديث عن ابن كعب بن مالك وسعيد بن المسيب: موسى بن عقبة وابن أخي الزهري، عن الزهري.
فحدثنا حكم بن محمد بن حكم، قال نا أبو محمد بن النحاس، قال نا ابن الورد، قال نا الخفاف، قال نا محمد بن يحيى، قال لنا إبراهيم بن حمزة الزبيدي، قال نا محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، قال أخبرني ابن المسيب وابن عبد الله بن كعب بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبلال يومئذٍ: ((قم فأذن: أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن، وأن الله يشد هذا الدين بالرجل الفاجر)).
قال محمد بن يحيى: وأخبرنا إبراهيم بن حمزة، قال نا عبد العزيز الدراوردي، عن محمد -يعني ابن أخي ابن شهاب-، عن عمه ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد الله، وابن المسيب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قم يا بلال! فأذن أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن، وأن الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر)).(2/685)
قال أبو علي: فجميع هذه الطرق التي ذكرنا عن يونس، وصالح، والزبيدي، وموسى بن عقبة، وابن أخي الزهري، وما نذكره إن شاء الله بعد فراغنا من كلام محمد بن يحيى، عن مسلم بن الحجاج، فإنه ذكر في كتاب ((التمييز)) في هذا الإسناد نوعاً آخر من التصحيف، وتكلم على صحته.
فذلك كله نصٌ على أن الذي وقع في ((الجامع)) في هذا الإسناد من ذكر عبد الله بن عبد الله؛ وهم، وإنما صحته: عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك.
وكنت أقول: جاء هذا الوهم من الرواة عمن دون البخاري، لولا أنه ساق هذا الإسناد هكذا في ((التاريخ)) عن عبد الله بن عبد الله، وسعيد بن المسيب.(2/686)
قال محمد بن يحيى: وأما يونس؛ فحديثه عندنا غير محفوظ، حيث جعله عن سعيد بن المسيب، وابن كعب بن مالك، عن أبي هريرة، ثم اشتمل على الحديث كله فلم يميز منه شيئاً، فوهم في الإسناد والمتن جميعاً، أعني حديث أحمد بن شبيب الحبطي، حيث أسند الحديث بكماله عن عبد الرحمن، ولم يرو إلا بعضه على ما تقدم.
وذكر مسلم بن الحجاج، عن الحلواني، عن يعقوب بن إبراهيم ابن سعد، قال حدثني أبي، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، قال أخبرني عبد الرحمن بن المسيب، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال: ((قم فأذن أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن)).
قال الحلواني: قلنا لأبي يوسف يعقوب: من عبد الرحمن بن المسيب؟ قال: كان لسعيد بن المسيب أخٌ، يقال له: عبد الرحمن بن المسيب، وكان رجل من بني كنانة يقال له: عبد الرحمن بن المسيب، فأظن هذا هو الكناني.
قال مسلم: وليس الذي قال يعقوب في هذا بشيءٍ، وذلك أن هذا(2/687)
إسناد سقطت منه واو واحد؛ ففحش خطؤه، وإنما قال الزهري: أخبرني عبد الرحمن وابن المسيب، يريد: سعيد بن المسيب، وعبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يا بلال! قم فأذن)).
كذلك يحدثه ابن أخي الزهري، وحدث به موسى بن عقبة، ويونس عن الزهري كذلك.
قال مسلم: ولعل هذا ممن دون صالح.
وفي ((غزوة خيبر -أيضاً-))
قال البخاري: حدثنا عبيد بن إسماعيل، عن أبي أسامة، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى يوم خيبر عن أكل الثوم)).
وفي بعض النسخ في أول هذا الإسناد: نا عبيد الله بن إسماعيل، عن أبي أسامة، وهو: عبيد بن إسماعيل أبو محمد الهباري القرشي الكوفي، صاحب أبي أسامة من ولد هبار بن الأسود، ويقال: كان اسمه عبد الله، فغلب عليه عبيد، حتى صار له كاللقب، وقد حدث عنه من(2/688)
أهل بلدنا: محمد بن عبد السلام الخشني، فقال: نا عبد الله بن إسماعيل الهباري الكوفي.
وفي ((غزوة الفتح)) في ((باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح))؟
قال البخاري: حدثنا إسحاق، قال نا عبد الصمد، قال حدثني أبي، قال حدثني أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم مكة، أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة.
سقط في نسخة أبي محمد الأصيلي بين عبد الصمد بن عبد الوارث، وبين أيوب: ذكر والد عبد الصمد، والصواب إثباته، كما تقدم في الإسناد.
وفي ((غزوة الطائف))
قال البخاري: حدثنا علي بن عبد الله، قال نا سفيان.
وفي كتاب الأدب: نا قتيبة، نا سفيان.
وفي كتاب التوحيد: نا عبد الله بن محمد، نا ابن عيينة، عن(2/689)
عمرو، عن أبي العباس الشاعر، عن عبد الله بن عمر -يعني ابن الخطاب- قال: لما حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائف.. .. الحديث.
هكذا روايتنا في إسناد هذا الحديث، عن أبي علي بن السكن وأبي زيد المروزي، عن عبد الله بن عمر.
وقال أبو زيد: كذا في أصل الشيخ -يعني الفربري-: عن عبد الله ابن عمر -يعني ابن الخطاب-.
وفي نسخة أبي محمد الأصيلي، عن أبي أحمد: عبد الله بن عمرو -يعني ابن العاصي-، وكذا في النسخة عن النسفي، عن البخاري.
قال أبو محمد: قرأته على أبي زيد: ابن عمرو -بفتح العين وبسكون الميم- فرد علي: ابن عمر -يضم العين-.
قال أبو علي: وهو الصواب، وقد غلط في هذا كثير من الناس؛ منهم علي بن المديني، فقال: عبد الله بن عمرو، وخطأه في ذلك حامد ابن يحيى البلخي، ورجع إليه ابن المديني.
وذكر أبو الحسن الدارقطني القولين في هذا الإسناد في كتاب ((العلل))، ثم قال: الصواب من قال: ابن عمر بن الخطاب.(2/690)
وفي مسند عبد الله بن عمر خرجه أبو مسعود الدمشقي، عن البخاري في كتاب ((الأطراف)).
وفي ((باب بعث أبي موسى ومعاذٍ إلى اليمن))
قال البخاري: حدثنا عباس بن الوليد النرسي، قال نا عبد الواحد، عن أيوب بن عائذ، قال نا قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، حدثني أبو موسى قال: ((بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم.. .. )) الحديث.
هكذا روينا عن أبي علي بن السكن: عباس بن الوليد، منسوباً.
وفي رواية أبي أحمد: حدثنا عباس، غير منسوب.
وكذلك كان في كتاب أبي زيد، إلا أنه قرأ عليهم: عياش بشينٍ معجمة، وليس بشيء.
وقد تقدم الفرق بين عباس بن الوليد النرسي، وبين عياش بن الوليد الرقام، وذكرنا أنه ليس لعباس النرسي رواية في ((الجامع)) إلا في موضعين، أحدهما: هذا، والثاني: في باب علامات النبوة.(2/691)
وفي ((باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن))
قال البخاري: حدثنا عبد الله بن محمد، وإسحاق بن نصر، قالا: نا يحيى بن آدم، قال نا ابن أبي زائدة، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد، عن أبي موسى، قال: قدمت أنا وأخي من اليمن.
سقط من أول هذا الإسناد في نسخة أبي زيد: عبد الله بن محمد، وإسحاق بن نصر، وابتدأ الإسناد بقوله: نا يحيى بن آدم، وذلك وهم.
وفي ((حجة الوداع))
حديث: ((إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض)).
قد ذكرنا ما وقع في نسخة أبي زيد في إسناده من الوهم، وذلك في كتاب العلم في ((باب ليبلغ العلم الشاهد الغائب)).(2/692)
ومن ((تفسير القرآن)) في ((سورة البقرة)) في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام.. .. }
قال البخاري: حدثنا محمود بن غيلان، قال نا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: دخل عليه الأشعث وهو يطعم.. .. الحديث.
وفي نسخة الأصيلي، عن أبي أحمد: حدثنا محمد، نا عبيد الله بن موسى، جعل محمداً بدل محمود، وهو: محمود بن غيلان المروزي.
وذكر أبو نصر الكلاباذي: أن البخاري حدث في ((الجامع)) عن محمود بن غيلان، ومحمد بن يحيى الذهلي، كلاهما عن عبيد الله بن موسى.
والاعتماد في هذا الموضع على ما روت الجماعة -غير أبي أحمد-: نا محمود، نا عبيد الله بن موسى.(2/693)
وفي ((سورة البقرة))
قال البخاري: حدثنا محمد -غير منسوب- نا النفيلي، نا مسكين، عن شعبة، عن خالد الحذاء، عن مروان الأصفر، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أنها قد نسخت: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه} الآية.
هكذا الإسناد عن أكثر الرواة، ووقع في نسخة أبي محمد، عن أبي أحمد: حدثنا النفيلي -لم يذكر قبله أحداً-، قال حدثنا مسكين وشعبة، عن خالد. وكتب بين السطرين: أراه ((عن شعبة)).
[والذي ظن أبو محمد هو الصواب لا شك فيه، ومسكين: هو ابن بكي، وإنما يروى هنا عن شعبة].
وقد بينا من محمد الذي توصل به البخاري إلى النفيلي، في(2/694)
موضعه من هذا الكتاب.
ومن ((تفسير سورة النساء)) في قوله تعالى: {وأولي الأمر منكم}
قال البخاري: حدثنا صدقة بن الفضل، نا حجاج بن محمد، عن ابن جريج، عن يعلى بن مسلم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}.
روايتنا عن أبي علي بن السكن في هذا الإسناد عن الفربري عن البخاري: حدثنا سنيد بن داود: قال نا حجاج، بالإسناد المذكور والمتن.
فجعل سنيد بن داود بدل: صدقة بن الفضل، وانفرد بذكر سنيد بن داود، كما انفرد بإسماعيل بن زرارة بدل: عمرو بن زرارة، وقد تقدم هذا.
وسنيد بن داود المصيصي، يكنى: أبا علي، واسمه: الحسين، وسنيدٌ لقب، وسيأتي ذكره في باب الألقاب.
قال أبو علي: ولابن السكن انفراداتٌ في الأسانيد غريبة، قد(2/695)
تقدم التنبيه على كثيرٍ منها.
وفي ((تفسير سورة المائدة)) في قوله تعالى: {إنما جزاؤا الذين يحاربون الله ورسوله}
ذكر فيه: حديث القسامة، من حديث ابن عون، قال: حدثني سلمان أبو رجاء مولى أبي قلابة [عن أبي قلابة أنه] كان جالساً خلف عمر بن عبد العزيز، وذكر شأن القسامة بطوله.
وقع في نسخة أبي الحسن القابسي: نا سليمان أبو رجاء، وهو وهم، وإنما هو: سلمان -بفتح السين وسكون اللام- مكبراً.
وفي ((سورة النور)) في قوله تعالى: {ولولا فضل الله عليكم ورحمته}
قال البخاري: حدثنا محمد بن كثير، قال نا سليمان، عن حصين،(2/696)
عن أبي وائل، عن مسروق، عن أم رومان، قالت: ((لما رميت عائشة خرت مغشياً عليها)).
هكذا الإسناد عند الجماعة.
وفي نسخة أبي محمد، عن أبي أحمد: أخبرنا محمد بن كثير، أنا سفيان، عن حصين، وكتب بين السطرين -على سفيان-: سليمان، وقال في الحاشية: سليمان لأبي زيد.
قال أبو علي: وسليمان هو الصواب، وهو: سليمان بن كثير، أخو محمد بن كثير، ومحمد مشهورٌ بالرواية عن أخيه سليمان.
وعند مسلم مثل هذا الإسناد، قال في (كتاب التعبير): حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال نا محمد بن كثير، قال نا سليمان ابن كثير عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مما يقول لأصحابه: ((من رأى منكم رؤيا فليقصها أعبرها له)).
حدثنا أبو عمر النمري، نا خلف بن قاسم، نا محمد بن علي بن إسماعيل، نا محمد بن أحمد بن زهير بن طهمان، قال نا محمد بن(2/697)
إسماعيل البخاري، قال نا محمد بن كثير، قال أنا سليمان بن كثير، عن حصين، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد الله بن زيد الأنصاري: أنه أري الأذان فأذن ثم قعد، وذكر باقي الحديث.
وفي ((سورة الجمعة))
قال البخاري: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، قال نا عبد العزيز -غير منسوب- قال أخبرني ثور، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لو كان الإيمان بالثريا.. .. )) الحديث.
ذهب أبو نصر الكلاباذي إلى أن عبد العزيز في هذا الإسناد هو: ابن أبي حازم المدني.
والذي عندي: أنه الدراوردي؛ لأن مسلم بن الحجاج خرج هذا الحديث عن قتيبة بن سعيد، عن الدراوردي، عن ثور في ((مسنده)).(2/698)
وفي ((سورة المنافقين))
في حديث زيد بن أرقم: كنت في غزاةٍ، فسمعت عبد الله بن أبي يقول: ((لا تنفقوا على من عند رسول الله))، واقتص الحديث إلى قوله: ((فكذبني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي عمي: ما أردت إلا أن كذبك رسول الله صلى الله عليه وسلم ومقتك)).
هكذا الرواية: فقال لي عمي، وعند الأصيلي عن أبي أحمد: فقال لي عمر.
والصواب: عمي، على ما روت الجماعة.
وفي ((سورة التحريم))
قال البخاري: حدثنا معاذ بن فضالة، قال نا هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن يعلى بن حكيم، عن سعيد بن جبير، أن ابن عباسٍ قال: في الحرام يمين يكفرها.(2/699)
هكذا إسناد هذا الحديث في روايتنا عن أبي علي بن السكن.
وفي نسخة أبي محمد الأصيلي، عن أبي أحمد وأبي زيد: نا هشام عن يحيى، عن ابن حكيم -لم يسمه- عن سعيد بن جبير.
وفي نسخة أبي ذر، عن أبي محمد الحمويي، عن الفربري: نا هشام، عن يحيى بن حكيم، عن سعيد بن جبير.
قال أبو علي: وهذا خطأ فاحش! وصوابه: عن هشام، عن يحيى -وهو ابن أبي كثير- عن يعلى بن حكيم، كما روي عن ابن السكن، ورواية أبي أحمد وأبي زيد مخلصة من الوهم.
قال أبو علي: وهذا الحديث حدثناه حكم بن محمد، قال نا أبو بكر بن إسماعيل، قال نا أبو شيبة داود بن إبراهيم، قال نا عبد الأعلى ابن حماد، قال نا إسماعيل بن إبراهيم، عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن يعلى بن حكيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: الحرام يكفر، وقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنة.
وفي سورة {إنا أرسلنا نوحاً}
قال البخاري: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال نا هشام، عن ابن جريج،(2/700)
وقال عطاء، عن ابن عباس: صارت الأوثان التي كانت في قوم نوحٍ في العرب بعد، أما ((ود)) فكانت لكلبٍ بدومة الجندل، وأما ((سواع)) فكانت لهذيل، وذكر القصة إلى آخرها.
وقال في كتاب الطلاق في ((باب نكاح من أسلم من المشركات وعدتهن)): حدثنا إبراهيم بن موسى، نا هشام، عن ابن جريج، وقال عطاء، عن ابن عباس: كان المشركون على منزلتين من النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، كانوا مشركي أهل حرب يقاتلهم ويقاتلونه، ومشركي أهل عهدٍ لا يقاتلهم ولا يقاتلونه، وذكر القصة إلى آخرها.
ثم قال بعقبها: وقال عطاء، عن ابن عباس: كانت قريبة بنت أبي أمية عند عمر بن الخطاب؛ فطلقها، فتزوجها معاوية بن أبي سفيان، وذكر القصة إلى آخرها.
قال أبو مسعود الدمشقي -رحمه الله-: ثبت هذا الحديث والذي قبله من تفسير ابن جريج، عن عطاءٍ الخراساني، وإنما أخذ الكتاب من ابنه، ونظر فيه، يعني: أن ابن جريج أخذه من ابن عطاء الخرساني.
قال أبو علي: وهذا تنبيه بديعٌ من أبي مسعود -رحمه الله-.(2/701)
وروينا عن صالح بن أحمد بن حنبل، عن علي بن المديني، قال: سمعت هشام بن يوسف قال: قال لي ابن جريج: سألت عطاء عن التفسير من البقرة وآل عمران، ثم قال: أعفني من هذا، قال هشام: فكان بعد إذا قال: عطاء عن ابن عباس، قال: الخراساني، قال هشام: فكتبنا ما كتبنا، ثم مللنا، يعني: كتبنا ما كتبنا أنه عطاء الخراساني.
قال علي بن المديني: وإنما كتبت أنا هذه القصة؛ أن محمد بن ثور كان يجعلها عطاء عن ابن عباس، فظن الذين حملوها عنه أنه عطاء ابن أبي رباح.
وعن صالح بن أحمد بن حنبل، عن علي بن المديني، قال: سألت يحيى -يعني القطان- عن أحاديث ابن جريج، عن عطاء الخراساني، فقال: ضعيف، فقلت ليحيى: إنه يقول: أخبرنا، فقال: لا شيء، كله ضعيف، إنما هو كتاب دفعه إليه.(2/702)
وفي سورة {إذا السماء انشقت}
قال البخاري: حدثنا عمرو بن علي، أنا يحيى، عن عثمان ابن الأسود، سمعت ابن أبي ميلكة، سمعت عائشة: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((ليس أحدٌ يحاسب إلا هلك)).
هكذا إسناد هذا الحديث.
وسقط من نسخة أبي زيد من الإسناد ذكر: ابن أبي مليكة، ولا يستند الحديث إلا به، ذكر ذلك القابسي، وعبدوس، عن نسخة أبي زيد.
وعند أبي ذر في الإسناد الذي بعد هذا: قال البخاري: حدثنا سليمان بن حرب، نا حماد بن زيد، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن القاسم بن محمد، عن عائشة قالت: ليس أحدٌ يحاسب إلا هلك.
هكذا روى هذا الإسناد أبو إسحاق المستملي وأبو الهيثم، عن الفربري بزيادة: ((القاسم بن محمد))، بين ابن أبي مليكة وعائشة، وذلك وهم.
والمحفوظ فيه: عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، ليس فيه القاسم بن محمد، وكذلك رواه أبو ذر عن أبي محمد الحمويي، وكذلك رواه ابن السكن وأبو زيد وأبو أحمد.(2/703)
وإنما يأتي ذكر القاسم بن محمد في إسناد هذا الحديث، من رواية حاتم بن أبي صغيرة، عن ابن أبي مليكة، عن القاسم، عن عائشة، وقد ذكر ذلك البخاري في هذا الباب.
وقال أبو الحسن الدارقطني في كتاب ((العلل)): إن أيوب السختياني تابعه: ابن جريج، وعثمان بن الأسود، ومحمد بن سليم المكي، وصالح ابن رستم الخزاز، ورباح بن أبي معروف، والحريش بن الخريت -أخو الزبير بن الخريت- وحماد بن يحيى الأبح، وعبد الجبار بن الورد، كلهم عن ابن أبي مليكة، عن عائشة.
قال: وكذلك قال مروان الفزاري، عن حاتم بن أبي صغيرة عن ابن أبي مليكة، وخالفه: يحيى القطان، وعبد الله بن المبارك، فروياه عن حاتم بن أبي صغيرة، عن ابن أبي مليكة، عن القاسم بن محمد، عن عائشة. قال: وقولهما أصح؛ لأنهما زادا، وهما حافظان متقنان، وزيادة الحافظ مقبولة.(2/704)
وفي سورة {اقرأ باسم ربك}
قال البخاري: وحدثني سعيد بن مروان، قال نا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، قال نا أبو صالح سلموية، قال حدثني عبد الله، عن يونس بن يزيد، أخبرني ابن شهاب، أن عروة بن الزبير أخبره، أن(2/705)
عائشة قالت: كان أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي، الحديث.
قال الأصيلي في نسبة أبي صالح هذا: هو سلمة بن سليمان، ووهم في ذلك، وإنما هو: أبو صالح سليمان بن صالح، صاحب فتوح خراسان، مشهورٌ، نسبه الكلاباذي وغيره.
وسلمة بن سليمان آخر، يروي عن ابن المبارك-أيضاً- وكلاهما مروزيٌ متفرد بحديثٍ في ((الجامع))، مقرون بإسنادٍ آخر.
وفي المقرونين ذكرهما أبو نصر، روى له البخاري، عن أحمد ابن أبي رجاء في الذبائح.
وفي سورة: {لم يكن}
قال البخاري: حدثنا أحمد بن أبي داود أبو جعفر المنادي، قال نا روحٌ، نا سعيد بن أبي عروة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعبٍ: ((إن الله أمرني أن أقرئك القرآن))، الحديث.
هكذا قال البخاري: حدثنا أحمد بن أبي داود، وإنما اسمه:(2/706)
محمد.
قال أبو عبد الله الحاكم: يقال إنه: محمد بن عبيد الله بن أبي داود المنادي، وكذلك سماه ابن أبي حاتم: ((محمداً))، وقال: هو ثقة، صدوق، توفي ببغداذ في شهر رمضان سنة اثنتين وسبعين ومئتين.
حدثنا حكم بن محمد، قال نا إبراهيم بن علي بن محمد بن غالب التمار بمصر، قال نا أبو سعيد بن الأعرابي، قال نا محمد بن عبيد الله المنادي، قال نا روح بن عبادة، قال نا هشام، عن محمد -يعني ابن سيرين-: أن بلالاً لما ظهر مواليه على إسلامه مطوه في الشمس.(2/707)
ومن ((فضائل القرآن)) في ((باب القراء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم))
قال البخاري: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال نا أبي، قال نا الأعمش، نا مسلم، عن مسروقٍ قال: قال عبد الله: والذي لا إله غيره، الحديث.
في نسخة أبي محمد، عن أبي أحمد: نا حفص بن عمر، نا أبي، وإنما هو: عمر بن حفص، عن أبيه، فقلب.
وفي ((فضل فاتحة الكتاب))
قال البخاري: حدثنا محمد بن المثنى، نا وهب بن جرير، أنا هشام، عن محمد، عن معبد، عن أبي سعيد، وذكر حديث الرقية بفاتحة الكتاب.
وفي آخره ثم قال: وقال أبو معمر: نا عبد الوارث، نا هشام، نا(2/708)
محمد بن سيرين، نا معبد بن سيرين، عن أبي سعيد بهذا.
وفي نسخة أبي الحسن: نا محمد بن سيرين، وحدثني معبد بن سيرين، كذا بواو العطف، وهو خطأ، والصواب: ما تقدم أن محمد بن سيرين يرويه عن أخيه معبد بن سيرين.
وفي ((فضل سورة البقرة))
قال البخاري: حدثنا أبو نعيم، نا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبي مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلةٍ كفتاه)).
وفي نسخة أبي محمد، عن أبي أحمد: عن عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود.
والصواب: عن أبي مسعود مكنى، وهو عقبة بن عمرو، والحديث لأبي مسعود الأنصاري، مشهور به، لا لعبد الله بن مسعود، وعن أبي مسعودٍ الأنصاري خرجه مسلمٌ والناس.(2/709)
ومن ((كتاب النكاح)) في ((باب اتخاذ السراري))
فيه حديث أبي موسى الأشعري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((أيما رجلٍ كانت عنده وليدة فعلمها فأحسن تعليمها))، الحديث.
من رواية صالح بن صالح الهمداني، عن الشعبي، عن أبي بردة، عن أبيه، ثم أردفه: وقال أبو بكر، عن أبي حصينٍ، عن أبي بردة، عن أبيه أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أعتقها ثم أصدقها)).
وعند أبي زيد المروزي: عن أبي حصين، عن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى، هكذا قال أبو الحسن، وعبدوس عنه.
وصوابه: عن أبي بردة، عن أبيه أبي موسى، واسمه: عامر بن عبد الله بن قيس، سمع أباه أبا موسى.
وفي ((حديث أم زرع))
ذكره من حديث عيسى بن يونس، عن هشام بن عروة، عن أخيه عبد الله بن عروة، عن عروة، عن عائشة إلى آخره.(2/710)
ثم أرفده بأن قال: وقال سعيد بن سلمة، عن أبي سلمة: ((وعشعش بيتنا تعشيشاً)).
هكذا في رواية أبي زيد المروزي، هذه المتابعة، وهذا خطأ في الإسناد والمتن. أما الإسناد؛ فمقلوب، والمتن مصحف.
وصوابه: وقال أبو سلمة، عن سعيد بن سلمة، عن هشام بن عروة: ((ولا تعشش بيتنا تعشيشاً)).
وكذلك في نسخة أبي ذر عن شيوخه، ولم تقع هذه المتابعة والإرداف عند أبي علي بن السكن، ولا عند أبي أحمد.
وأبو سلمة الراوي عن سعيد هو: أبو سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي.
وسعيد بن سلمة هو: ابن أبي الحسام المخزومي، يروي عن هشام ابن عروة حديث أم زرع.
وهكذا ذكره مسلم بعد فراغه من حديث أم زرع، فقال: حدثنيه الحسن بن علي الحلواني، قال نا موسى بن إسماعيل، قال نا سعيد بن سلمة، عن هشام بن عروة بهذا الإسناد، غير أنه قال: ((عياياء طباقاء))، ولم يشك.(2/711)
وفي ((باب إذا باتت المرأة مهاجرة لفراش زوجها))
قال البخاري: حدثنا محمد بن بشار، قال نا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن سليمان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((إذا دعا الرجل امرأته.. .. )) الحديث.
هكذا الإسناد عند جماعة الرواة: عن محمد بن بشار.
وفي نسخة أبي الحسن، وعبدوس، عن أبي زيد: نا محمد بن سنان، بدل محمد بن بشار، وذلك خطأ.
وفي ((باب يقل الرجال ويكثر النساء))
قال البخاري: حدثنا حفص بن عمر الحوضي، قال نا هشام، عن قتادة، عن أنس، قال: لأحدثنكم حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر بقية الحديث.
في نسخة أبي محمد الأصيلي، عن أبي أحمد: نا حفص بن عمر، نا همام، عن قتادة، عن أنس، وكتب أبو محمد في حاشية كتابه: في كتب بعض أصحابنا، عن أبي زيد: هشام، وما أراه إلا صحيحاً.(2/712)
قال أبو علي: وهكذا رواه أبو علي بن السكن، وأبو ذر، عن مشايخه الثلاثة، وكذلك في نسخةٍ عن النسفي، وهو المحفوظ.
وقد خرجه البخاري في (كتاب الأشربة) عن: مسلم بن إبراهيم، عن هشام، عن قتادة، عن أنس.
وكذلك خرجه أبو مسعود الدمشقي في مسند هشام الدستوائي.(2/713)
وفي أول ((كتاب الطلاق))
قال البخاري: حدثنا عبد الله بن محمد، قال نا إبراهيم بن أبي الوزير، قال نا عبد الرحمن، عن حمزة بن أبي أسيد، عن أبيه، وعن -بواو العطف- عباس بن سهل، عن أبيه: في تزويج النبي صلى الله عليه وسلم أميمة بنت شراحيل.
هكذا روي هذا الإسناد عن أبي علي بن السكن، وأبي زيد المروزي.
وفي نسخة أبي محمد، عن أبي أحمد: نا عبد الله بن محمد، نا إبراهيم بن أبي الوزير، نا عبد الرحيم، عن حمزة.
جعل عبد الرحيم مكان عبد الرحمن.
والصواب: عبد الرحمن، وهو: ابن سليمان بن الغسيل، وهو الراوي عن حمزة بن أبي أسيد، وعن عباس بن سهل بن سعد جميعاً، وسقطت واو العطف من قوله: وعن عباس بن سهل، والصواب إثباتها.
والذي وقع في نسخة أبي محمد، من ذكر عبد الرحيم، خطأ لا معنى له.(2/714)
وقد تقدم تنبيهٌ على موضع آخر في (كتاب الطلاق) في تفسير {إنا أرسلنا نوحاً إلى قومه}.(2/715)
وفي ((اللعان))
قال البخاري: حدثنا محمد بن المثنى، نا يحيى، نا إسماعيل، عن قيس، عن أبي مسعود: أشار النبي صلى الله عليه وسلم بيده نحو المشرق فقال: ((الإيمان هاهنا)).
هكذا هذا الإسناد عن أبي مسعود، واسمه: عقبة بن عمرو البدري، وفي نسخة أبي الحسن القابسي: عن ابن مسعود، وليس بشيءٍ.(2/716)
ومن ((كتاب الأطعمة)) في ((باب تعرق العضد))
ذكر فيه حديث أبي قتادة في صيد الحمار الوحشي وهو حلال، وأصحاب له محرمون، ثم قال في المتابعة: وقال ابن جعفر: نا زيد بن أسلم، عن عطاء، عن أبي قتادة.
ووقع في نسخة أبي محمد الأصيلي، وأبي الحسن القابسي، عن أبي زيد المروزي: وقال أبو جعفر -مكنى-، وهو وهم.
وإنما هو: محمد بن جعفر بن أبي كثير، وكذلك قال ابن السكن في روايته، وهو أخو إسماعيل بن جعفر المدني.
وفي ((باب الثريد))
قال البخاري: حدثنا عمرو بن عون، قال نا خالد، عن أبي(2/717)
طوالة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((فضل عائشة على النساء))، الحديث.
في نسخة أبي الحسن: خالد بن عبد الله بن أبي طوالة، وذلك وهم، وإنما هو: خالد بن عبد الله، عن أبي طوالة، وهو: عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري قاضي المدينة.(2/718)
ومن ((كتاب الصيد)) في ((التصيد على الجبال))
قال البخاري: حدثنا يحيى بن سليمان، قال نا ابن وهب، قال نا عمرو، أن أبا النضر حدثه عن نافع مول أبي قتادة، وأبي صالح مولى التوأمة، عن أبي قتادة، كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في ما بين مكة والمدينة.. .. الحديث.
هكذا رواه ابن السكن، وأبو زيد، وأبو أحمد: عن نافع، وأبي صالحٍ -مكنى-.
إلا أن أبا محمد كتب في حاشية كتابه: ((هذا خطأ))، يعني أن صوابه عنده: عن نافع وصالح مولى التوأمة.
وليس كما ظن، والحديث محفوظ لنبهان أبي صالح، لا لابنه صالح، ورواية من ذكرنا من الرواة صواب كما رووه، والوهم من أبي محمد.
وقد أخبرني أبو عمر أحمد بن محمد بن يحيى بن الحذاء، عن أبيه،(2/719)
قال: سألت أبا محمد عبد الغني بن سعيد المصري عن هذا الحديث، وعمن روى فيه: صالح مولى التوأمة؛ فقال: هذا خطأ، إنما هو عن نافع مولى أبي قتادة، وأبي صالح مولى التوأمة.
قال: وأبو صالح هذا هو: والد صالح، ولم يأت له غير هذا الحديث، فلذلك غلط فيه من غلط. وأبو صالح اسمه: نبهان، ونبهان أبو صالح مذكورٌ فيمن خرج عنه البخاري في ((الصحيح))، يعني في المقرونات.
وفي ((كتاب الصيد -أيضاً-)) في قول الله عز وجل: {أحل لكم صيد البحر وطعامه}
وقال شريحٌ صاحب النبي صلى الله عليه وسلم: كل شيءٍ في البحر مذبوحٌ.
هكذا قال النسفي والفربري من رواية أبي زيد، وأبي أحمد، ولم يكن في نسخة أبي علي هذا الحديث، سقط عنه.
وفي أصل أبي محمد: وقال أبو شريح، وهو وهم، وكتب في(2/720)
حاشية الكتاب: قال محمد بن يوسف الفربري: كذا في أصل محمد بن إسماعيل البخاري: ((وقال شريح صاحب النبي صلى الله عليه وسلم))؛ كالمعتذر منه.
قال أبو علي: وما في أصل كتاب البخاري هو الصواب، والحديث محفوظ لشريح، لا لأبي شريح.
حدثنا أبو عمر النمري، قال نا خلف بن القاسم الحافظ، قال نا علي بن محمد بن إسماعيل الطوسي، قال نا أبو أحمد محمد بن سليمان بن فارس الدلال، قال نا البخاري، قال نا مسدد، قال نا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، قال أخبرني عمرو بن دينار، وأبو الزبير: أنهما سمعا شريحاً -رجلاً أدرك النبي صلى الله عليه وسلم- قال: ((كل شيءٍ في البحر مذبوحٌ)).
قال البخاري: شريحٌ هذا له صحبة يعد في أهل الحجاز، وجعله في باب شريح.(2/721)
وفي آخر ((كتاب الصيد والذبائح)) في ((باب إذا أصاب قومٌ غنيمةً فذبح بعضهم غنماً أو إبلاً بغير إذن أصحابه.. .. )
قال البخاري: حدثنا مسدد، قال نا أبو الأحوص، قال نا سعيد ابن مسروق، عن عباية بن رفاعة، عن أبيه، عن جده رافعٍ بن خديج، قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: إنا نلقى العدو غداً وليس معنا مدىً.
هكذا جاء هذا الإسناد من طريق أبي الأحوص، عن عباية بن رفاعة، عن أبيه، عن جده رافع بن خديج، لأبي زيد، وأبي أحمد، وكذلك في النسخة عن النسفي، وكذلك لأبي ذرٍ عن شيوخه.
وسقط قوله: عن أبيه، في نسخة ابن السكن وحده، إنما عنده: عن عباية بن رفاعة، عن جده، وأظنه من إصلاح ابن السكن.
قال أبو علي: والأولى في رواية أبي الأحوص أن يكون فيه: عباية عن أبيه، عن جده؛ لأن تنص الرواية كما حفظت عن راويها على ما فيها.
وأما سائر رواة هذا الحديث؛ الثوري وشعبة وزائدة وغيرهم، فإنما(2/722)
يروونه عن: سعيد بن مسروق، عن عباية، عن جده.
قال أبو علي: حدثنا أبو عمر النمري، قال نا سعيد بن نصر، قال نا قاسم ابن أصبغ، قال نا محمد بن وضاح، قال نا أبو بكر بن أبي شيبة، قال نا أبو الأحوص، عن سعيد بن مسروق، عن عباية بن رفاعة، عن أبيه، عن جده رافع، قال: قلنا: يا رسول الله إنا نلقى العدو غداً، وليس معنا مدىً.. .. الحديث.
قال أبو بكر بن أبي شيبة: لم يقل أحد: ((عن أبيه))، غير أبي الأحوص.
قال أبو علي: وقال عبد الغني بن سعيد الحافظ: أخطأ أبو الأحوص في هذا، يعني حيث قال: عن أبيه، عن جده.
قال: وخرجه البخاري في ((الصحيح)) عن مسدد، على الصواب بإسقاط الخطأ.
قال: وهذا أصل يعمل عليه من بعد البخاري إذا وقع له في حديث خطأ لم يكن عليه شيء.(2/723)
قال: وإنما يحسن هذا في النقصان كما عمل البخاري، يعني: أنه يحسن أن يصلح الخطأ من الإسناد والمتن بأن يحذف منه الخطأ، وأما أن يصلحه بالزيادة؛ فلا.
قال أبو علي: وإنما تكلم عبد الغني على ما وقع في رواية ابن السكن، فإنه روى عنه بإسقاط: أبيه.
وظن عبد الغني أنه من عمل البخاري، وليس كذلك؛ لأن الأكثر من الرواة يقولون: عنه، عن أبيه، عن جده.(2/724)
ومن ((كتاب الأضاحي)) في ((باب ما يؤكل من لحوم الأضاحي))
ذكر فيه حديثاً لأبي سعيد الخدري: أنه كان غائباً فقدم إليه لحم؛ فقال: أخروه لا أذوقه حتى آتي أخي أبا قتادة -وكان أخاه لأمه-.
هكذا وقع في نسخة أبي محمد، والقابسي، من رواية أبي زيد، وأبي أحمد.
والصواب: حتى آتي أخي قتادة، وهو: قتادة بن النعمان الظفري، وقد تقدم في عدة من شهد بدراً على الصواب، قال: فانطلق لأخيه لأمه قتادة بن النعمان، وكان بدرياً.(2/725)
ومن ((كتاب اللباس)) في ((باب جيب القميص عند الصدر))
ذكر فيه حديث طاووس، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((مثل البخيل والمتصدق))، الحديث.
ثم قال: وقال جعفر، عن الأعرج: جنتان.
وفي (كتاب الزكاة): وقال الليث: حدثني جعفر بن ربيعة، عن ابن هرمز، سمعت أبا هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: جنتان.
وفي نسخة أبي ذر: وقال جعفر بن حيان، عن الأعرج، عن أبي هريرة.
وقوله: جعفر بن حيان، خطأ، وإنما هو: جعفر بن ربيعة، وهو الذي يروي عنه الليث.
وفي ((باب الأكسية والخمائص))
قال البخاري: حدثنا يحيى بن بكير، نا الليث، عن عقيل، عن(2/726)
ابن شهاب، قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن عائشة، وعبد الله ابن عباسٍ قالا: لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق.. .. وذكر الحديث.
في نسخة أبي محمد، عن أبي أحمد في هذا الإسناد وهم. قال: عن ابن شهاب، قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله، عن عبد الله بن عتبة، أن عائشة، وابن عباس.
وهو خطأ بين، وإنما هو: عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وهو الذي روى عن عائشة وابن عباس، لا أبوه.
وفي ((باب لبس الحرير وافتراشه))
قال البخاري: حدثنا علي بن الجعد، نا شعبة، عن أبي ذبيان خليفة بن كعب، قال: سمعت ابن الزبير يقول: سمعت عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة)).
هكذا روي عن الفربري: عن أبي ذبيان -بالذال المعجمة والنون-، وهو الصواب.
وقال أبو محمد الأصيلي: في كتب بعض أصحابنا: عن أبي زيد عن أبي دينار -بالدال المهملة والراء- وكذلك للبخاري في ((التاريخ)).(2/727)
قال أبو علي: هكذا وجدته في بعض النسخ من ((التاريخ)) للبخاري، وكناه الناس: أبا ذبيان، هكذا لمسلم بن الحجاج، وابن الجارود، والدارقطني، وقاله ابن حنبل أيضاً.
ولعل الذي في ((تاريخ البخاري)) تصحيف من النقلة؛ لأنه لم يتقيد عن البخاري بحرف المعجم.
وكان في نسخة أبي محمد بن أسد بخطه وروايته عن أبي علي بن السكن: عن أبي ظبيان-بالظاء المعجمة المشالة-، وهذا أيضاً خطأ فاحش، إنما هو بالذال المعجمة.
وفي ((باب الحرير للنساء))
قال البخاري: حدثنا سليمان بن حرب، نا شعبة، قال: وحدثني محمد بن بشار، قال نا غندر، نا شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، عن(2/728)
زيد بن وهب، عن علي، قال: كساني النبي صلى الله عليه وسلم حلةً سيراء، فخرجت فيها، فرأيت الغضب في وجهه.. .. الحديث.
هكذا إسناد هذا الحديث عند رواة الفربري، وعند غيرهم من رواة البخاري، إلا أبا علي بن السكن؛ فإن في روايته: شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، عن النزال، عن علي قال: كساني النبي صلى الله عليه وسلم.
هكذا قال: جعل ((النزال بن سبرة)) بدل ((زيد بن وهب))، والحديث محفوظ عن شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، عن زيد بن وهب، عن علي.
وقد تقدم هذا الحديث في ((الجامع)) في موضعين: في (كتاب الهبة) وفي (كتاب النفقات) -أيضاً- عن حجاج بن منهال، عن شعبة، عن عبد الملك، عن زيد بن وهب.
ورواه ابن السكن في الموضعين كما روته الجماعة على الصواب من حديث زيد بن وهب.
وكذلك خرجه مسلم في (كتاب اللباس)، عن أبي بكر بن أبي(2/729)
شيبة، عن غندر، عن شعبة، بهذا.
وحدثناه حكم بن محمد، نا أبو بكر، قال نا أبو بشر الدولابي، نا محمد بن بشار، نا محمد بن جعفر، قال نا شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، عن زيد بن وهب، عن علي بهذه القصة.
وفي ((باب النعال)) في ((باب قبالان في نعل واحدة))
قال البخاري: حدثنا حجاج بن منهال، قال نا همام، عن قتادة، عن أنس بن مالك: أن نعل النبي صلى الله عليه وسلم كان لها قبالان.
هكذا إسناد هذا الحديث: همام، عن قتادة، وفي نسخة أبي محمد ابن أسد عن ابن السكن: هشام عن قتادة، بدل همام، وليس بشيء.
ورواه النسائي في كتاب ((السنن)) فقال: حدثنا محمد بن معمر، نا حبان، نا همام، عن قتادة، نا أنس؛ فذكر الحديث.(2/730)
وفي ((باب ما يذكر في الشيب))
قال البخاري: حدثنا موسى بن إسماعيل، نا سلام، عن عثمان بن عبد الله بن موهب، قال: دخلت على أم سلمة فأخرجت إلينا شعراتٍ من شعر النبي صلى الله عليه وسلم.
هكذا جاء في إسناد هذا الحديث: سلام -غير منسوب- في نسخة أبي محمد.
ونسبه أبو علي بن السكن: سلام بن أبي مطيع.
وذهب أبو نصر الكلاباذي في كتابه إلى أنه: سلام بن مسكين.
وقول ابن السكن أولى بالصواب، والحديث محفوظٌ لسلام بن أبي مطيع.
حدثنا أحمد بن محمد، نا عبد الوارث، نا قاسم، نا ابن أبي خيثمة، قال نا موسى بن إسماعيل، قال نا سلام بن أبي مطيع، عن عثمان بن عبد الله بن موهب، قال: دخلت على أم سلمة، فأخرجت إلينا شعر النبي صلى الله عليه وسلم مخضوباً بالحناء والكتم.(2/731)
وحدثنا حكم بن محمد، قال نا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل ابن الفرج -سنة اثنتين وثمانين وثلاث مئة-، قال نا أبي-رحمه الله-، قال نا صالح بن حكيم، قال نا مسلم بن إبراهيم، قال نا سلام بن أبي مطيع، عن عثمان بن عبد الله بن موهب، قال: أخرجت إلينا أم سلمة شعراً من شعر النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإذا هو مخضوب بالحناء والكتم.
وقد خرج البخاري في ((الجامع)) لسلام بن أبي مطيع وسلام بن مسكين أحاديث، وقد حدث عنهما جميعاً: موسى بن إسماعيل، ومسلم بن إبراهيم، وهما يتقاربان في الرواية والسن، وروى كل واحدٍ منهما عن المدنيين والبصريين، ويقال: إنهما توفيا في سنة واحدة، سنة سبعٍ وستين ومئة.
وسلام بن مسكين يكنى: أبا روح.
وذكر عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سئل أبي عن سلام بن مسكين، وسلام بن أبي مطيع، فقال: جميعاً ثقةٌ، إلا أن سلام بن مسكين أكثر حديثاً، وكان سلام بن أبي مطيع صاحب سنة، وكان عبد الرحمن يحدث عنه.(2/732)
وفي ((باب الوصل في الشعر))
قال البخاري: حدثنا ابن أبي شيبة، قال نا يونس بن محمد، قال نا فليح، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لعن الله الواصلة)).
قال البخاري: حدثنا يوسف بن موسى، نا الفضل بن زهير، نا صخر بن جويرية، عن نافع، عن عبد الله بن عمر، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم في الواشمة والمتوشمة.
هكذا روي عن الفربري: الفضل بن زهير.
ووقع في النسخة عن النسفي: نا يوسف بن موسى، نا الفضل بن دكين.
قال أبو علي: وكلا الروايتين صواب، وهو: أبو نعيم الفضل بن دكين بن حماد بن زهير، وهو الفضل بن عمرو، ودكين لقب،(2/733)
نسب في رواية الفربري إلى جده.
وقلما يستعمل ذلك المحدثون في اسم أبي نعيم إذا نسب، وإنما يقولون: أبو نعيم الفضل بن دكين.(2/734)
ومن ((كتاب الأدب)) في ((باب التبسم والضحك))
حديث معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة: أن رفاعة القرظي طلق امرأته.. .. الحديث.
وفيه قال: وأبو بكر جالسٌ عند النبي صلى الله عليه وسلم، وابن سعيد بن العاصي جالسٌ بباب الحجرة.
وفي نسخة أبي محمد، عن أبي أحمد: وسعيد بن العاصي جالس.
والصواب: وابن سعيد بن العاصي، وهو: خالد بن سعيد بن العاصي.
وكذلك كتب أبو محمد في حاشية كتابه.
وفي ((باب الحياء))
قال البخاري: حدثنا علي بن الجعد، نا شعبة، عن قتادة، عن مولى أنس قال: سمعت أبا سعيد يقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد حياءً من العذراء في خدرها.(2/735)
قال الفربري عن البخاري: مولى أنس اسمه: عبد الرحمن بن أبي عتبة، هكذا روي عن الفربري.
وفي النسخة عن النسفي اسمه: عبد الله بن أبي عتبة، وهو الصواب.
وكذلك ذكره في (كتاب الأدب) قبل هذا: عبد الله مولى أنس بن مالك. وفي باب عبد الله ذكره أبو نصر، والبخاري في ((تاريخه)).
ومن ((باب لا تسبوا الدهر))
قال البخاري: حدثنا يحيى بن بكير، نا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، أخبرني أبو سلمة، قال أبو هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: ((يسب بنو آدم الدهر)).
هكذا روي هذا الإسناد: من حديث الليث، عن يونس، عن ابن شهاب.
وفي روايتنا عن ابن السكن: نا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب،(2/736)
جعل عقيلاً مكان يونس.
قال أبو علي: والحديث محفوظٌ ليونس بن يزيد، عن الزهري، بهذا الإسناد.
وكذلك ذكره مسلم بن الحجاج من حديث: ابن وهب عن يونس.
وقال محمد بن يحيى في كتاب ((علل حديث الزهري)): نا أبو صالح، نا الليث، عن عقيل، عن ابن شهابٍ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يسب ابن آدم الدهر.. .. ))، وهذه الرواية تقوي ما في رواية ابن السكن، إن كان حفظه.
ورواه ابن عيينة، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة.
قال أبو عبد الرحمن النسوي: كلاهما محفوظ، وحديث أبي سلمة أشهرهما.(2/737)
وفي ((باب اسم الحزن))
قال البخاري: حدثنا علي بن عبد الله، ومحمود بن غيلان، قالا نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبيه، عن جده، بهذا.
في نسخة أبي محمد، عن أبي أحمد: حدثنا علي بن عبد الله، نا عبد الرزاق، لم يذكر محموداً، وهو ثابت لغيره من الرواة.
وهو محمود بن غيلان أبو أحمد العدوي مولاهم المروزي، روى البخاري عنه، عن عبد الرزاق وغيره.
وفي ((باب تسليم الماشي على القاعد))
ذكر فيه حديثاً لابن جريج، قال: أخبرني زياد، أن ثابتاً أخبره -وهو مولى عبد الرحمن بن زيد-، عن أبي هريرة.. .. )).
هكذا روي عن ابن السكن، وأبي زيد.
وفي نسخة [أبي محمد، عن] أبي أحمد: ثابت مولى عبد الرحمن(2/738)
ابن يزيد، بزيادة ياء في الاسم، وهو وهم.
والصواب: زيد، وهو ثابت الأحنف، مولى عبد الرحمن بن زيد ابن الخطاب، وزياد الذي روى عنه هو: زياد بن سعد.(2/739)
ومن ((كتاب الدعوات)) في ((باب التعوذ من عذاب القبر))
قال البخاري: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، نا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عائشة، قالت: ((دخل علي عجوزان من عجز يهود المدينة.. .. )) الحديث.
هكذا إسناد هذا الحديث.
وفي نسخة أبي ذر، عن أبي إسحاق المستملي: جرير، عن منصور، عن أبي وائل ومسروق، عن عائشة، عطف مسروقاً على أبي وائل، وهو وهمٌ، وإنما يرويه أبو وائل عن مسروق، وما أحفظ لأبي وائل روايةً عن عائشة -رحمها الله-.(2/740)
ومن ((كتاب الرقاق)) في ((باب قوله تعالى: {يأيها الناس إن وعد الله حقٌ}))
قال البخاري: حدثنا سعد بن حفص، نا شيبان، عن يحيى -هو ابن أبي كثير- عن محمد بن إبراهيم القرشي، قال أخبرني معاذ بن عبد الرحمن، أن ابن أبان أخبره، قال: ((أتيت عثمان بطهورٍ.. .. )) الحديث.
هكذا رواه أبو زيد: أن ابن أبان أخبره، وفي نسخة أبي محمد عن أبي أحمد: أن أبان أخبره، بسقوط: ابن.
والصواب: رواية أبي زيد.
وفي رواية ابن السكن: أخبرني معاذ بن عبد الرحمن، أن حمران ابن أبان أخبره، قال أتيت عثمان.
قال أبو علي: والحديث محفوظ لحمران بن أبان، عن عثمان، من طرقٍ كثيرةٍ، لا لأبان.
وفي ((باب سكرات الموت))
قال البخاري: حدثنا مسدد، قال نا يحيى، عن عبد ربه بن(2/741)
سعيد، عن محمد بن عمرو بن حلحلة، قال حدثني ابن كعب بن مالك، عن أبي قتادة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مستريحٌ ومستراحٌ منه)).
هكذا روي عن أبي زيد المروزي، وكذلك في نسخة أبي ذر عن شيوخه، لم يذكر خلافاً بينهم.
وكان في نسخة أبي محمد الأصيلي: يحيى، عن عبد الله بن سعيد، ثم غير أبو محمد: ((عبد الله))، في كتابه، ورده: ((عبد ربه))، كما روى أبو زيد، وهذا كله وهم.
ورواه ابن السكن، عن الفربري، عن البخاري: نا مسدد، نا يحيى، عن عبد الله بن سعيد-هو ابن أبي هند- عن محمد بن عمرو بن حلحلة))، وهذا هو الصواب.
والحديث محفوظ لعبد الله بن سعيد بن أبي هند، لا لعبد ربه بن سعيد.
وكذلك خرجه مسلمٌ في كتابه عن محمد بن المثنى، عن يحيى القطان، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند.
وكذلك خرجه النسائي في ((حديث يحيى بن سعيد القطان)) من(2/742)
تأليفه، وجعله في باب عبد الله بن سعيد بن أبي هند.
وكذلك خرجه ابن السكن في ((مصنفه)) من حديث عبد الرزاق عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند.
وحدثناه حكم بن محمد، قال نا أبو بكر بن إسماعيل، قال نا علي ابن الحسن بن خلف بن قديد، قال نا محمد بن علي بن محرز، قال نا مكي بن إبراهيم، قال نا عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن محمد بن عمرو بن حلحلة، قال: حدثني ابنٌ لكعب بن مالك، عن أبي قتادة الأنصاري، أنه قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مر عليه بجنازة؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مستريحٌ ومستراحٌ منه.. .. )) وذكر الحديث إلى آخره.
وحدثناه أبو عمر النمري، نا خلف بن القاسم الحافظ، قال نا أبو علي بن السكن، قال نا مكي بن عبدان، قال نا محمد بن يحيى الذهلي، قال نا عبد الرزاق، قال نا عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن محمد بن عمرو بن حلحلة، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبي قتادة، وذكر الحديث.(2/743)
وفي ((باب صفة الجنة والنار))
قال البخاري: حدثنا معاذ بن أسد، قال نا الفضل بن موسى، قال نا الفضيل، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما بين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيامٍ للراكب المسرع)).
هكذا روي في هذا الإسناد، عن أبي زيد وأبي أحمد: الفضيل -غير منسوب-.
ونسبه أبو علي بن السكن: الفضيل بن غزوان.
وكان الشيخ أبو الحسن يقول: إنه الفضيل بن عياض، وذلك وهم، والصواب: ما قال ابن السكن.
وفضيل بن عياض لا رواية له عن أبي حازم الأشجعي، ولا أدركه، وليس لفضيل بن عياض ذكر في ((الجامع)) إلا في موضعين من (كتاب التوحيد)، رواهما القعنبي عنه عن منصور بن المعتمر.
وفي ((كتاب الحوض))
ذكر فيه حديث الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، أنه(2/744)
كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يرد علي الحوض رجالٌ من أمتي فيحلؤون عنه)).
وذكر اختلاف أصحاب الزهري عليه في إسناد هذا الحديث.
وفي بعض طرقه، قال الزبيدي: عن الزهري، عن محمد بن علي، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
كذا رويناه عن أبي علي بن السكن: عبيد الله بن أبي رافع، عن أبي هريرة.
وفي نسخة أبي محمد، وأبي الحسن: عبد الله بن أبي رافع -بتكبير عبد الله-، وهو وهم.
ورواية ابن السكن أولى بالصواب، وكذلك خرجه أبو مسعود الدمشقي من حديث عبيد الله بن أبي رافع.(2/745)
وفي ((كتاب الحدود)) في ((باب الضرب بالجريد والنعال))
ذكر فيه حديث أبي حصين قال: سمعت عمير بن سعيد النخعي يقول: سمعت علي بن أبي طالب يقول: ما كنت لأقيم حداً على أحدٍ فيموت فأجد في نفسي إلا صاحب الخمر.
هكذا رواه أبو علي بن السكن، وأبو حمد: سمعت عمير بن سعيد.
وروي عن أبي زيد المروزي: عمير بن سعد -بسكون العين دون ياء بعدها- والصواب: ما رواه ابن السكن وأبو أحمد وغيرهما.(2/746)
وفي ((كتاب المحاربين)) في ((باب فضل من ترك الفواحش))
قال البخاري: حدثنا محمد، قال: نا عبد الله، عن عبيد الله بن عمر، عن حبيب، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: ((سبعةٌ يظلهم الله)).
محمدٌ هذا شيخ للبخاري نسبه ابن السكن، وأبو محمد الأصيلي: محمد بن مقاتل.
ونسب في نسخة أبي الحسن: محمد بن سلام، والأول أصوب.
وفي ((باب كم التعزيز والأدب))
ذكر فيه حديث الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب، عن بكير(2/747)
ابن عبد الله، عن سليمان بن يسار، عن عبد الرحمن بن جابر، عن أبي بردة.
هكذا رواه ابن السكن، وأبو زيد المروزي.
وفي نسخة أبي محمد الأصيلي، عن أبي أحمد: سليمان بن يسار، عن عبد الرحمن بن جابر، عن جابر بن عبد الله، عن أبي بردة؛ فأدخل بين عبد الرحمن وأبي بردة رجلاً.
والصواب في حديث الليث: ما رواه ابن السكن، ومن تابعه على ذلك.
وهو حديث يختلف في إسناده: رواه الليث بن سعد -كما تقدم- بسقوط جابرٍ من الإسناد، وتابعه على ذلك سعيد بن أبي أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب.
ورواه عمرو بن الحارث، عن بكير، عن سليمان بن يسار، عن عبد الرحمن بن جابر، عن أبيه، أنه سمع أبا بردة الأنصاري، بزيادة رجلٍ في الإسناد.
وقال أبو الحسن الدارقطني: قول عمرو بن الحارث صحيح -والله أعلم- لأنه ثقة، وقد زاد رجلاً، وقد تابعه أسامة بن زيد، عن(2/748)
بكير بن الأشج، عن عبد الرحمن بن جابر، عن أبيه، عن أبي بردة.
وأبو بردة هذا هو: هانئ بن نيار بن عمرو الأنصاري المدني، حليفٌ لهم من بليٍ، وهو خال البراء بن عازب، شهد بدراً.
وفي ((الباب نفسه))
قال البخاري: حدثنا عياش بن الوليد، قال نا عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن عبد الله بن عمر: أنهم كانوا يضربون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتروا طعاماً جزافاً.. .. )) الحديث.
هكذا روي مسنداً متصلاً عن أبي علي بن السكن وأبي زيد وغيرهما.
وهو في نسخة أبي محمد، عن أبي أحمد، مرسلاً، لم يذكر فيه ابن عمر، أرسله عن سالم، والصواب ما تقدم.
وفي ((باب قتال الخوارج))
حديث لابن وهبٍ، قال: حدثني عمر بن محمد، أن أباه حدثه، عن عبد الله بن عمر، وذكر الحرورية.(2/749)
قال أبو محمد: قرأ لنا أبو زيد في عرضة بغداذ: عمرو بن محمد -بزيادة واو في الخط-.
والصواب: عمر بن محمد كما قال سائر الرواة، وهو: عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب.
وفي ((باب المتأولين))
قال البخاري: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال نا أبو عوانة عن حصين، عن فلانٍ، قال: تنازع أبو عبد الرحمن وحبان بن عطية.. .. الحديث.
قال أبو علي: الرجل الذي روى عنه حصين وكنى عنه بفلان هو: سعد بن عبيدة السلمي، وهو: ختن أبي عبد الرحمن السلمي، يكنى أبا حمزة.
هكذا سمي بهذا الإسناد في غير موضعٍ من ((الجامع)) من حديث علي بن أبي طالب.(2/750)
ومن ((كتاب الفتن)) في ((باب ظهور الفتن))
قال البخاري: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن الأعمش، عن شقيق، قال: كنت مع عبد الله وأبي موسى، فقالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن بين يدي الساعة.. .. )) الحديث.
وقع هذا الإسناد عن أبي زيد: حدثنا مسدد، نا عبيد الله بن موسى، زاد في الإسناد مسدداً، وذلك وهمٌ.
هكذا ذكره أبو الحسن وعبدوسٌ، عن أبي زيد.
وإنما رواه البخاري عن عبيد الله بن موسى، وكذلك روته الجماعة عن الفربري.(2/751)
ومن ((كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة))
قال البخاري: حدثنا موسى، قال نا عبد الواحد، قال نا عاصم الأحول، قال: قلت لأنس بن مالك: أحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة؟ قال: نعم، ما بين كذا إلى كذا لا يقطع شجرها، من أحدث فيها حدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
قال عاصم: وأخبرني موسى بن أنس أنه قال: ((أو آوى محدثاً)).
قال أبو الحسن الدارقطني في كتاب ((العلل)): هذا حديث رواه عبد الواحد بن زياد، فقال في آخره: قال موسى بن أنس: ((أو آوى محدثاً))؛ فوهم في قوله: موسى بن أنس.
والصحيح ما رواه: شريك، وعمرو بن أبي قيس، عن عاصم الأحول، عن أنس، وفي آخره: فقال النضر بن أنس: ((أو آوى محدثاً)).
وقال في كتاب ((الاستدراكات)): هذا وهم من البخاري، أو من شيخه، يعني: موسى بن إسماعيل؛ لأن مسلماً خرجه عن حامد بن عمر، عن عبد الواحد، فقال فيه: فقال النضر بن أنس، وهو الصواب.(2/752)
وفي ((باب إذا اجتهد الحاكم فأخطأ))
قال البخاري: حدثنا إسماعيل، عن أخيه، عن سليمان بن بلال، عن عبد المجيد بن سهيل، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة وأبي سعيد حدثاه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أخا بني عدي الأنصاري، واستعمله على خيبر.. .. الحديث.
هكذا روى هذا الإسناد: إبراهيم بن معقل النسفي، عن البخاري.
وسقط من كتاب الفربري: سليمان بن بلال، من هذا الإسناد.
وذكر أبو زيد المروزي: أنه لم يكن في أصل الفربري.
وكذلك لم يكن في كتاب ابن السكن، ولا عند أبي أحمد، وكذلك قال أبو ذر عن مشايخه.(2/753)
ولا يتصل الإسناد إلا به، والصواب: رواية النسفي.(2/754)
ومن ((كتاب التمني))
قال البخاري: حدثنا أبو اليمان، أنا شعيب، عن الزهري.
وقال الليث: حدثني عبد الرحمن بن خالد، عن ابن شهاب، أن سعيد بن المسيب أخبره، أن أبا هريرة قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال، قالوا: فإنك تواصل؟ قال: ((إنكم لستم مثلي.. .. )) الحديث.
قال أبو مسعود: هكذا في كتاب البخاري، أردف حديث الليث، عن عبد الرحمن بن خالد، عن ابن شهاب، على حديث شعيب، ولم يقل في حديث شعيب عمن، وإنما يرويه شعيب، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وكذلك رواه البخاري، عن أبي اليمان، عن شعيب، عن الزهري، عن أبي سلمة في (كتاب الصيام)، ولم يقل: عن سعيد بن المسيب.
وهذا تنبيه حسن جداً، ويمكن أن يكون البخاري اكتفى بما ذكره في (كتاب الصيام)، لكن هذا النظم فيه إلباس.(2/755)
ومن ((كتاب التوحيد))
قال البخاري في آخر باب: {وكان عرشه على الماء} عقب حديث ((الناس يصعقون يوم القيامة فإذا أنا بموسى آخذٌ بقائمةٍ من قوائم العرش)).
ثم قال بعده: وقال الماجشون، عن عبد الله بن الفضل، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فأكون أول من بعث، فإذا موسى آخذٌ بالعرش.
قال أبو مسعود الدمشقي: هذا إنما يعرف عن الماجشون، عن عبد الله بن الفضل، عن الأعرج، عن أبي هريرة.
وكذلك خرجه البخاري في (كتاب الأنبياء): عن ابن بكير، عن الليث، عن عبد العزيز بن الماجشون، عن عبد الله بن الفضل، عن الأعرج، عن أبي هريرة.(2/756)
وفيه في ((باب المشيئة والإرادة))
قال البخاري: حدثنا يسرة بن صفوان، قال نا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((بينا أنا نائمٌ رأيتني على قليبٍ.. .. )) الحديث.
قال أبو مسعود: هكذا في كتاب البخاري: إبراهيم بن سعد، عن الزهري، وخرجه مسلم عن عمرو الناقد، والحلواني، وعبد بن حميد، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن صالح بن كيسان، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة.
هكذا رواه مسلم بزيادة: صالح بن كيسان، بين إبراهيم بن سعد، وبين الزهري في هذا الإسناد.
وفيه أيضاً في باب {بلغ ما أنزل إليك من ربك}
قال البخاري: نا الفضل بن يعقوب الرخامي، قال نا عبد الله بن(2/757)
جعفر الرقي، قال نا معتمر بن سليمان، قال نا سعيد بن عبيد الله الثقفي، نا بكر بن عبد الله المزني، وزياد بن جبير بن حية، عن جبير بن حية، عن المغيرة بن شعبة، قال: أخبرنا نبينا عن رسالة ربنا أنه من قتل منا صار إلى الجنة.. .. الحديث.
في هذا الإسناد موضعان:
أحدهما قوله: ((نا سعيد بن عبيد الله الثقفي))، في نسخة أبي الحسن: ((سعيد بن عبد الله))، وكذلك كان في نسخة أبي محمد ((عبد الله))، إلا أنه أصلحه ((عبيد الله))، فزاد ياء التصغير، وكتب في الحاشية: هو سعيد بن عبيد الله بن جبير بن حية.
وكذلك رواه ابن السكن على الصواب.
والموضع الآخر من الإسناد المذكور: قوله (نا معتمر بن سليمان))، كان في أصل أبي محمد الأصيلي ((معمر بن سليمان)) بفتح العين، ثم ألحق تاء بين العين والميم، فصار ((معتمراً))، وهو المحفوظ.
وفيه في قوله تعالى {يريدون أن يبدلوا كلام الله}
قال البخاري: حدثنا أبو نعيم، نا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يقول الله تعالى: الصوم لي وأنا أجزي به.. .. )) الحديث.(2/758)
هكذا إسناد هذا الحديث عند جميع الرواة، ما خلا ابن السكن، فإنه قال فيه: ((نا أبو نعيم، قال نا سفيان، نا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة)). فزاد في الإسناد رجلاً وهو ((سفيان الثوري)).
والصواب: قول من خالفه من سائر الرواة.
وفي قوله تعالى {والله خلقكم وما تعملون}
قال البخاري: نا عمرو بن علي، قال نا أبو عاصم، قال نا قرة ابن خالد، قال نا أبو جمرة الضبعي، قلت لابن عباس، فقال: قدم وفد عبد القيس.. .. الحديث.
هكذا الإسناد عند جميع رواة الفربري، إلا أبا زيدٍ فإنه سقط من أصله ((قرة)) ثم قال: أظنه ((قرة بن خالد)).
قال أبو علي: وما هو بالظن، ولكنه يقين.
وقرة بن خالد؛ أبو خالد السدوسي البصري، وبه يصح الإسناد.
قال الشيخ أبو علي: انتهى ما نبهنا عليه مما وقع في كتاب البخاري من(2/759)
الأوهام من قبل رواة الكتاب، ومن علل أسانيد لم تقع في ((الاستدراكات)) التي لأبي الحسن الدارقطني، إلا مواضع يسيرةً احتجنا إلى الاستشهاد بقوله في بعض ما سنح من هذا الباب.
والله الموفق للصواب والمعين عليه، لا إله إلا هو.
يتلوه التنبيه على ما في كتاب مسلم.(2/760)
كتاب التنبيه على الأوهام الواقعة في المسندين الصحيحين في الأسانيد وأسماء الرواة
[قسم مسلم](3/761)
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على محمد رسوله الكريم وآله، وسلم تسليماً.
الحمد لله وحده، والصلاة على من لا نبي بعده.
وهذا كتاب يتضمن التنبيه على ما في كتاب مسلم بن الحجاج -رضي الله عنه- من الأوهام لرواة الكتاب عنه، أو لمن فوقهم من شيوخ مسلمٍ وغيرهم، مما لم يذكره أبو الحسن على بن عمر الدارقطني في كتاب ((الاستدراكات)).
ومن الرواة الذين نقلوا إلينا الكتاب عن مسلم: أبو إسحاق إبراهيم ابن محمد بن سفيان الفقيه، وأبو محمد أحمد بن علي بن الحسن بن المغيرة بن عبد الرحمن القلانسي رحمهما الله.
فممن رواه لنا عن أبي إسحاق بن سفيان: أبو أحمد محمد بن عيسى ابن عمرويه الجلودي، وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن يحيى الكسائي.
وحدثنا به شيوخنا عن أبي سعيدٍ عمر بن محمد بن محمد بن داود(3/763)
السجزي، وأبي العباس أحمد بن الحسن بن بندار بن عبد الله بن جبريل الرازي، كلاهما عن أبي أحمد الجلودي.
وحدثنا به شيوخنا أيضاً عن أبي محمد عبد الملك بن الحسن بن عبد الله الصقلي عن أبي بكر الكسائي.
ورواه لنا من طريق أبي محمد القلانسي: أبو العلاء عبد الوهاب بن عيسى بن عبد الرحمن بن ماهان البغداذي، عن أبي بكر أحمد بن محمد ابن يحيى الأشقر الفقيه على مذهب الشافعي، عن أبي محمد القلانسي.
وحدثنا به شيوخنا عن أبي عبد الله محمد بن يحيى الحذاء التميمي، وأبي زكريا يحيى بن محمد بن يوسف الأشعري، وأبي القاسم أحمد بن فتح المعافري المعروف بابن الرسان، كلهم عن أبي العلاء بن ماهان.
وقد تقدم هذا كله في أول الديوان، والحمد لله تعالى.
وأما رواية أبي بكر الجوزقي عن أبي حاتم مكي بن عبدان النيسابوري(3/764)
عن مسلم -فلم يقع إلينا منها شيءٌ.
قال أبو علي: فمما جاء في مقدمة الكتاب من هذه المواضع المنبه عليها: قوله عليه السلام: ((كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع)). رواه شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فأتى به مرسلاً، لم يذكر فيه أبا هريرة. هكذا روي من حديث معاذٍ ابن معاذ وغندرٍ وعبد الرحمن بن مهدي عن شعبة. وفي نسخة أبي العباس الرازي وحده في هذا الإسناد: ((عن شعبة عن خبيب عن حفص عن أبي هريرة)) مسنداً، ولا يثبت هذا.
وقد أسنده مسلمٌ بعد ذلك من طريق علي بن حفص المدائني عن شعبة.
قال الدارقطني: ((والصواب مرسلٌ عن شعبة، كما رواه معاذ وغندر وابن مهدي)).(3/765)
وفيها أيضاً
قال مسلم: حدثنا سلمة بن شبيب، نا الحميدي، نا سفيان قال: سمعت جابراً يحدث بنحوٍ من ثلاثين حديثاً ما استحل أن أذكر منها شيئاً.
وسقط ذكر سلمة بن شبيب بين مسلمٍ والحميدي في نسخة أبي العلاء بن ماهان، والصواب ما رواه أبو أحمد وغيره كما تقدم، لأن مسلماً لم يلق الحميدي.
وفيها أيضاً
قال مسلم: حدثنا بشر بن الحكم قال: سمعت يحيى بن سعيد القطان ضعف حكيم بن جبير وعبد الأعلى، وضعف يحيى موسى بن دينارٍ.
هكذا صواب هذا الكلام، وفي أكثر النسخ: ((وضعف يحيى بن(3/766)
موسى بن دينار)). وهذا وهمٌ، وهو موسى بن دينار المكي، ضعفه يحيى، وقد نقل العقيلي أبو جعفرٍ في ((كتابه في الضعفاء)) كلام يحيى القطان هذا في موسى بن دينارٍ وعبد الأعلى وحكيم بن جبير.
وفي ((المقدمة))
قال مسلم: ((وروى الزهري وصالح بن [أبي حسان عن أبي سلمة عن عائشة: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم)).
وفي نسخة الرازي: ((روى الزهري وصالح بن] كيسان)).
وهو وهمٌ، والصواب: ((صالح بن أبي حسان)). وهذا الحديث ذكره النسائي وغيره من طريق ابن وهب عن ابن أبي ذئب عن صالح ابن أبي حسان عن أبي سلمة عن عائشة.(3/767)
ومن ((كتاب الإيمان))
قال مسلم في أوله -بعد أحاديث ذكرها-:
نا زهير بن حرب نا جرير عن عمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سلوني))، فهابوا أن يسألوه، وساق الحديث إلى آخره.
ثم قال مسلم: جرير كنيته أبو عمرو، وأبو زرعة اسمه عبيد الله، وأبو زرعة هذا روى عنه الحسن بن عبيد الله، وأبو زرعة كوفي من أشجع.
قال أبو علي: وقع كلام مسلم هذا في رواية أبي العلاء بن ماهان خاصةً، وليس في رواية أبي أحمد الجلودي، ولا في رواية الكسائي منه شيء.
قال أبو علي: وبين أهل العلم خلافٌ في هذه الجملة التي حكيناها عن مسلم.
أما قوله: ((أبو زرعة اسمه عبيد الله))؛ فقد قاله -أيضاً- في كتاب ((الطبقات)). وقال البخاري في ((تاريخه)) -وهو أيضاً في كتاب ((الكنى)) لمسلم-: أبو زرعة هذا اسمه هرم.(3/768)
وخالفهما يحيى بن معين فقال: أبو زرعة بن عمرو بن جرير اسمه عمرو بن عمرو. وهكذا ذكره النسائي في ((الأسماء والكنى)) من تأليفه.
وأما قوله: ((وأبو زرعة هذا روى عنه الحسن بن عبيد الله))، فقد قاله البخاري أيضاً. وقد خولفا في ذلك، فقيل: إن أبا زرعة الذي يروي عنه الحسن بن عبيد الله رجلٌ آخر يروي عن ثابت بن قيس اسمه هرم. قال ذلك علي بن المديني، وإليه ذهب أبو محمد بن الجارود في كتاب ((الكنى))، فقال في باب أبي زرعة: حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري، عن قيس بن حفص، نا عبد الواحد، نا الحسن بن عبيد الله، نا أبو زرعة هرم، قال: سألت ثابت بن قيس، قال: سألت أبا موسى .. .. وذكر حديثاً.
ثم قال أبو محمد بن الجارود: كتب إلي حسين بن محمد قال: قلت لمحمد بن إسماعيل: قال لك علي: أبو زرعة هذا ليس ابن عمرو ابن جرير. قال: كذا قال، إنما هو أبو زرعة آخر.
ثم ذكر أبو محمد بن الجارود ترجمةً أخرى فقال: أبو زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة، روى عنه عمارة بن القعقاع والحارث(3/769)
العكلي وأبو حيان التيمي. قال يحيى بن معين: أبو زرعة بن عمرو اسمه عمرو بن عمرو.
وكذا ذكر النسائي ترجمتين كما فعله ابن الجارود سواءً.
وأما قوله في رواية ابن ماهان: ((وأبو زرعة كوفي من أشجع))، فلا أعلم ما يقول، كيف يكون من أشجع وأبو زرعة الذي في هذا الإسناد هو ابن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي؟ وأين يجتمع أشجع وبجيلة؟! إلا أن يريد رجلاً آخر.
وفي ((الإيمان)) أيضاً
قال مسلم: حدثنا ابن نمير، قال: نا أبي، قال: نا حنظلة، قال: سمعت عكرمة بن خالدٍ يحدث طاوساً أن رجلاً قال لعبد الله بن عمر: ألا تغزو؟
هكذا أتى هذا الإسناد مجوداً في رواية أبي أحمد الجلودي. وفي نسخة ابن الحذاء عن ابن ماهان: ((قال: سمعت عكرمة يحدث عن طاوسٍ أن رجلاً قال لعبد الله)). فجعل الحديث عن عكرمة عن طاوسٍ، والصحيح ما تقدم من أن عكرمة بن خالد يرويه عن ابن عمر، وحدث(3/770)
به طاوساً. وكذلك رواه أبو زكريا الأشعري عن أبي العلاء بن ماهان.
وفيه أيضاً
قال مسلم: حدثنا محمد بن بكار البصري، قال: نا أبو عاصم عن ابن جريج، قال: وحدثني محمد بن رافع -واللفظ له- قال: نا عبد الرزاق، [أنا ابن جريج]، قال: أخبرني أبو قزعة أن أبا نضرة أخبره وحسناً أخبرهما أن أبا سعيد الخدري أخبره أن وفد عبد القيس لما أتوا نبي الله صلى الله عليه وسلم .. .. الحديث.
وهكذا روينا إسناد هذا الحديث في ((مصنف عبد الرزاق)) رواية إسحاق الدبري عنه.
قال أبو علي: في اتصال هذا الإسناد وعلى من يرجع الضمير في قوله: ((أخبرهما)) إشكالٌ، فأردنا أن نبينه.
فأخبرني أبو عمر أحمد بن محمد بن يحيى عن أبيه قال: قال لنا أبو محمد عبد الغني بن سعيد المصري: حسن المذكور في هذا الإسناد هو الحسن البصري، وأبو نضرة هو المخبر لأبي قزعة وللحسن معه، ولذلك قال: ((أخبرهما)).(3/771)
قلت: وهكذا قال روح بن عبادة عن ابن جريج، كما حدثنا حكم ابن محمد، قال: نا عبد الرحمن بن عمر المصري يعرف بابن النخاس، قال: نا أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن، قال: نا عبد الله بن محمد البغوي، قال: نا أحمد بن حنبل، قال: نا روح، قال: نا ابن جريج، قال: أخبرني أبو قزعة أن أبا نضرة أخبره وحسناً أخبرهما أن أبا سعيد الخدري أخبره أن وفد عبد القيس قالوا: يا نبي الله، ما يصلح لنا من الأشربة؟ قال: ((لا تشربوا في النقير))، قالوا: يا نبي الله، جعلنا الله فداك، أو تدري ما النقير؟ قال: ((نعم، الجذع ينقر وسطه. ولا تشربوا في الدباء ولا في الحنتمة، عليكم بالموكأ، عليكم بالموكأ)). ذكره أحمد بن حنبل في ((كتاب الأشربة)) من تأليفه.
وبظاهر سياقه مسلمٍ لإسناد حديث عبد الرزاق شبه على عبد الغني رحمه الله، والصواب في الإسناد: ((عن ابن جريج قال: أخبرني أبو قزعة أن أبا نضرة وحسناً أخبراه أن أبا سعيدٍ أخبره)).
وإنما قال: ((أخبره)) ولم يقل: ((أخبرهما))؛ لأنه رد الضمير إلى أبي نضرة وحده، وأسقط الحسن بموضع الإرسال.
وبهذا اللفظ الذي ذكرناه آنفاً خرجه أبو علي بن السكن في(3/772)
((مصنفه))، فحدثنا أبو عمر النمري قال: نا خلف بن قاسم الحافظ قال: نا أبو علي بن السكن، أنا عبد الله بن محمد البغوي، أنا أحمد بن حنبل، نا روح بن عبادة، نا ابن جريج، قال: أخبرني أبو قزعة -يعني سويد بن حجير- أن أبا نضرة العبدي وحسناً أخبراه أن أبا سعيدٍ أخبره بذلك سواء.
وأظن أن هذا من إصلاح ابن السكن.
وكذلك خرجه أبو مسعودٍ الدمشقي عن مسلم بن الحجاج عن محمد بن رافعٍ عن عبد الرزاق عن ابن جريج عن أبي قزعة عن أبي نضرة وحده عن أبي سعيد الخدري.
لم يذكر الحسن مع أبي نضرة، لأنه مرسلٌ، فلم يحفل به. لم يلق الحسن أبا سعيد الخدري، ولا سمع منه ولا من أبي هريرة. واختلف في سماعه من ابن عمر.
قال البخاري: سويد بن حجير أبو قزعة الباهلي البصري، سمع الحسن وأبا نضرة، روى عنه ابن جريج وشعبة.(3/773)
وقد بين هذا أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار في ((مسنده الكبير)) عن أبي عاصم النبيل، فروى أبو بكر عن محمد بن معمر -يعني البحراني- قال: نا أبو عاصم عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو قزعة، قال: أنا أبو نضرة وحسنٌ عن أبي سعيد الخدري أن وفد عبد القيس قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله، ما يحل لنا من الشراب؟ قال: ((لا تشربوا في النقير))، وذكر تمام الحديث.
قال أبو بكر البزار: حسن هذا هو الحسن البصري، وقد روى الحسن البصري عن أبي سعيد حديثين أو ثلاثة، ولم يسمع منه.(3/774)
وفيه بعد هذا بيسيرٍ
قال مسلم: حدثنا أمية بن بسطام العيشي، قال: نا يزيد بن زريع، قال: نا روح، قال: نا إسماعيل بن أمية، عن يحيى بن عبد الله ابن صيفي، عن أبي معبد، عن ابن عباسٍ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذاً على اليمن .. الحديث.
وقع في إسناد هذا الحديث عند ابن ماهان وهمٌ، قال فيه: ((عن أبي معبد الجهني عن ابن عباس))، ذكر ((الجهني)) في نسب ((أبي معبد))، وهذا وهمٌ، وأبو معبد في هذا الإسناد هو مولى ابن عباسٍ، واسمه نافذ.
وفيه أيضاً
قال مسلم: حدثنا محمد بن المثنى، قال: نا رجلٌ -أراه غندراً- قال: نا شعبة، قال: سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه .. .. )) الحديث.(3/775)
هكذا هذا الحديث في نسخة ابن ماهان، ورواه أبو أحمد الجلودي: ((حدثنا محمد بن المثنى وابن بشارٍ، قالا: نا محمد بن جعفر، قال: نا شعبة، قال: سمعت قتادة)). مجود الإسناد.
وفيه أيضاً
قال مسلم: حدثنا عمرو الناقد وأبو بكر بن النضر وعبد بن حميد، قالوا: نا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: نا أبي، عن صالح بن كيسان، عن الحارث -يعني ابن فضيل-، عن جعفر بن عبد الله بن الحكم، عن عبد الرحمن بن المسور، عن أبي رافع، عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من نبي بعثه الله في أمةٍ قبلي إلا كان له من أمته حواريون يأخذون بسنته، ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوفٌ .. .. ))، وذكر الحديث إلى قوله: ((فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل)).
قال أحمد بن حنبل -وذكر هذا الحديث-: الحارث بن فضيل ليس بمحفوظ الحديث، وهذا كلامٌ لا يشبه كلام ابن مسعود، ابن مسعود(3/776)
يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اصبروا حتى تلقوني)). من كتاب ((مسائل أحمد بن حنبل)) رواية أبي داود سليمان بن الأشعث.
وفيه أيضاً في باب ((نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل من قال: ((لا إله إلا الله)) ))
ذكر فيه حديث الزهري عن عطاء بن يزيد عن عبيد الله بن عدي ابن الخيار عن المقداد أنه أخبره قال: يا رسول الله أرأيت .. .. الحديث، من رواية الليث بن سعد ومعمر وابن جريج ويونس بن يزيد، عن الزهري.
ثم قال في عقبه: نا إسحاق بن موسى، قال نا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن الزهري بمثل ما تقدم.
قال أبو مسعود الدمشقي: وليس هذا بمعروفٍ عن الوليد بهذا الإسناد(3/777)
عن عطاء بن يزيد عن عبيد الله، وفيه خلافٌ على الوليد والأوزاعي انتهى كلام أبي مسعود، لم يزد.
قال أبو علي: ولم يقع إسناد حديث الأوزاعي في أصل ابن ماهان. وقد بين أبو الحسن الدارقطني في كتاب ((العلل)) هذا الخلاف الذي ذكره أبو مسعود، فذكر أن الأوزاعي يرويه عن إبراهيم ابن مرة، واختلف عنه: فرواه أبو إسحاق الفزاري ومحمد بن شعيب ومحمد بن حمير والوليد بن مزيد عن الأوزاعي عن إبراهيم بن مرة عن [الزهري] عن عبيد الله بن عدي بن الخيار عن المقداد، لم يذكروا فيه عطاء بن يزيد.
قال: واختلف على الوليد بن مسلم، فرواه أبو الوليد القرشي عن الوليد عن الأوزاعي والليث بن سعد عن الزهري عن عبيد الله بن عدي عن المقداد، ولم يذكر عطاء بن يزيد، وأسقط إبراهيم بن مرة.
وخالفه عيسى بن مساور، فرواه عن الوليد عن الأوزاعي عن حميد ابن عبد الرحمن عن عبيد الله بن عدي عن المقداد، لم يذكر فيه إبراهيم ابن مرة، وجعل مكان عطاء بن يزيد حميد بن عبد الرحمن.(3/778)
ورواه الفريابي عن الأوزاعي عن إبراهيم بن مرة عن الزهري مرسلاً عن المقداد.
قال أبو علي رضي الله عنه: والصحيح في إسناد هذا الحديث ما ذكر مسلمٌ أولاً من رواية الليث ومعمر ويونس وابن جريج. وتابعهم صالح بن كيسان.
وفيه أيضاً
قال مسلم: حدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالكٍ عن صالح ابن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن زيد بن خالد قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية في إثر سماءٍ كانت من الليل.
هكذا إسناد هذا الحديث، وفي نسخة أبي العلاء بن ماهان: ((مالك(3/779)
عن صالح بن كيسان عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس)). وإدخال ((الزهري)) في هذا الإسناد خطأ بين، وصالح بن كيسان يرويه عن عبيد الله بن عبد الله دون واسطة، وصالح أسن من الزهري.
وفيه أيضاً
قال مسلم: حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر عن إسماعيل عن عمرو بن أبي عمرو عن المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث: ((يا معشر النساء تصدقن)).
قال أبو مسعود: المقبري في هذا الإسناد هو أبو سعيد المقبري، والد سعيد بن أبي سعيد.
قال أبو علي: وهذا الذي ذكره أبو مسعود إنما هو في رواية إسماعيل ابن جعفر عن عمرو بن أبي عمرو.
قال أبو الحسن الدارقطني: وخالفه سليمان بن بلال، فرواه عن(3/780)
عمرو بن أبي عمرو عن سعيد المقبري.
قال أبو الحسن: وقول سليمان بن بلال أصح.
وفيه أيضاً
قال مسلم: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي قال: نا عبد العزيز بن محمد وأبو علقمة الفروي، قالا: نا صفوان بن سليم عن عبد الله بن سلمان عن أبيه عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يبعث الله ريحاً من اليمن ألين من الحرير)).
هكذا روى في هذا الإسناد ((عبد الله بن سلمان)). قال البخاري في باب عبد الله بن سلمان: عبد الله بن سلمان أخو عبيد الله بن سلمان الأغر [المديني] مولى جهينة.
ثم قال في باب عبيد الله: عبيد الله بن سلمان الأغر المدني(3/781)
مولى جهينة، روى عنه مالك وابن عجلان وسليمان بن بلال. ثم قال البخاري: قال بعضهم: عبد الله، وعبيد الله أصح.
وفيه أيضاً
قال مسلم: حدثنا ابن أبي عمر، قال: نا سفيان عن الزهري عن عامر بن سعد عن أبيه قال: قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسماً .. الحديث.
قال أبو مسعود: وهذا الحديث إنما يرويه ابن عيينة عن معمر عن الزهري، قاله الحميدي وسعيد بن عبد الرحمن ومحمد بن الصباح الجرجرائي كلهم عن سفيان عن معمر عن الزهري بإسناده سواءً.
وهذا هو المحفوظ عن سفيان، حدثناه حاتم بن محمد، قال: نا أحمد ابن إبراهيم بن فراس، قال: أنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم الديبلي، قال: نا سعيد بن عبد الرحمن، قال: نا سفيان عن معمر عن الزهري عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسماً .. .. الحديث.
وكذلك قال علي بن عمر في كتاب ((الاستدراكات)) في هذا الإسناد.(3/782)
وفيه أيضاً في ((باب الإسراء))
قال مسلم: حدثنا ابن مثنى، قال: نا ابن أبي عدي عن [سعيد عن] قتادة عن أنس بن مالك (لعله قال) عن مالك بن صعصعة -رجل من قومه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بينا أنا عند البيت .. .. ))، وذكر حديث الإسراء بطوله.
هكذا في رواية أبي العلاء بن ماهان وأبي العباس الرازي عن أبي أحمد، وعند غيره عن أبي أحمد: ((قتادة عن أنس بن مالك عن مالك ابن صعصعة))، ولم يقل ((لعله)). والحديث محفوظ عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة دون شك.
قال أبو الحسن: لم يروه عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة غير قتادة.(3/783)
ومن ((كتاب الوضوء))
ذكر في أوله حديث عثمان بن عفان في صفة الوضوء من طرقٍ، في جملتها: حديث وكيع عن سفيان عن أبي النضر عن أبي أنس أن عثمان بن عفان توضأ بالمقاعد .. الحديث.
قال أبو علي: يذكر أن وكيع بن الجراح وهم في إسناد هذا الحديث في قوله: ((عن أبي أنس))، وإنما يرويه أبو النضر عن بسر بن سعيد عن عثمان، روينا هذا عن أحمد بن حنبل وغيره.
حدثنا حكم بن محمد، قال: نا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل ابن الفرج بمصر، قال: نا أبو الحسن محمد بن محمد بن النفاح بن بدر الباهلي، قال: قال أحمد بن حنبل في رواية وكيع هذه: إنما هو بسر ابن سعيد عن عثمان بن عفان.
وهكذا قال الدارقطني: هذا مما وهم فيه وكيعٌ على الثوري.(3/784)
وهو مما يعتد به عليه، وخالفه أصحاب الثوري الحفاظ، منهم: الأشجعي عبيد الله، وعبد الله بن الوليد، ويزيد بن أبي حكيم العدنيان، والفريابي، ومعاوية بن هشام، وأبو حذيفة، وغيرهم، رووه عن الثوري عن أبي النضر عن بسر بن سعيد أن عثمان. وهو الصواب.
وفي باب ((ما يقال بعد الوضوء))
قال مسلم: حدثنا محمد بن حاتم بن ميمون، قال: نا عبد الرحمن ابن مهدي، قال: نا معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس عن عقبة بن عامرٍ قال. وحدثني أبو عثمان عن جبير بن نفير عن عقبة ابن عامرٍ قال: كانت علينا رعاية الإبل، فروحتها بعشي .. .. وذكر الحديث.
قال أبو علي: القائل في هذا الإسناد: ((وحدثني أبو عثمان)) هو معاوية بن صالح. وكتب أبو عبد الله بن الحذاء في نسخته: ((قال ربيعة ابن يزيد: وحدثني أبو عثمان عن جبير عن عقبة)).
قال أبو علي: والذي أتى في النسخ المروية عن مسلم -كما ذكرناه أولاً- الصواب، والذي كتب أبو عبد الله في نسخته وهمٌ، وهذا بينٌ(3/785)
في طرق هذا الحديث من رواية الأئمة الثقات الحفاظ.
وهذا الحديث يرويه معاوية بن صالح بإسنادين: أحدهما عن ربيعة ابن يزيد عن أبي إدريس عن عقبة. والثاني: عن أبي عثمان عن جبير ابن نفير عن عقبة.
وعلى ما ذكرنا من الصواب خرجه أبو مسعود الدمشقي، فصرح وقال: ((وقال معاوية بن صالح: وحدثني أبو عثمان عن جبير بن نفير عن عقبة)).
قال أبو علي: نا أبو عمر النمري قال: نا خلف بن قاسم الحافظ، قال: نا أبو علي بن السكن، قال: حدثني أبو عمران موسى ابن العباس، قال: نا عبد الله بن هاشم الطوسي، قال: نا عبد الرحمن بن مهدي، قال: نا معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد الدمشقي، عن أبي إدريس الخولاني. قال معاوية: وحدثني أبو عثمان عن جبير بن نفير عن عقبة ابن عامرٍ قال: كان علينا رعاية الإبل، فجاءت نوبتي، فروحتها بعشي، فأدركت من قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما من مسلمٍ يتوضأ فيحسن الوضوء .. .. )) الحديث.(3/786)
قال أبو علي: فهذا شاهدٌ لما ذكرناه من أن معاوية يرويه عن أبي عثمان، وإن كان قد روي عن زيد بن الحباب في هذا الإسناد لفظٌ يوهم ظاهره أن معاوية بن صالح روى الإسنادين معاً عن ربيعة بن يزيد، كما حدثنا أبو عمر النمري قال: نا عبد الوارث بن سفيان، قال: نا قاسم بن أصبغ، قال: نا محمد بن وضاح، قال: نا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: نا زيد بن الحباب، قال: نا معاوية بن صالح، عن ربيعة ابن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني وأبي عثمان، عن جبير بن نفير، عن عقبة بن عامر الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من أحدٍ يتوضأ فيحسن الوضوء، ويصلي ركعتين مقبلاً بقلبه ووجهه عليهما، إلا وجبت له الجنة)). قال: فقال عمر: ما قبلها أفضل منها، كأنك جئت آنفاً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من توضأ فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، فتح له ثمانية أبوابٍ من الجنة، يدخل من أيها شاء)).
وهكذا رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة بهذا اللفظ، وقد بين ما أشكل من ظاهر إسناد هذا الحديث ما حدثنا أبو عمر النمري، قال: نا خلف بن القاسم، قال: نا أبو علي بن السكن، قال: نا عبد الله(3/787)
ابن محمد بن عبد العزيز البغوي، قال: نا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: نا زيد بن الحباب، قال: نا معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني عن عقبة قال معاوية: وحدثني أبوعثمان عن جبير بن نفير عن عقبة بن عامر الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من أحدٍ يتوضأ ..)) الحديث.
قال أبو علي: فهذا الإسناد بين ما أشكل من إسناد مسلمٍ ومحمد ابن وضاحٍ عن أبي بكر بن أبي شيبة.
وقد روى عبد الله بن وهب عن معاوية بن صالح هذا الحديث أيضاً، فبين الإسنادين معاً، ومن أين مخرجهما، كما حدثنا أبو عمر النمري، قال: نا عبد الله بن محمد بن يحيى، قال: نا محمد بن بكر، قال: نا أبو داود، قال: نا أحمد بن سعيد الهمداني، قال: نا ابن وهب، قال: سمعت معاوية بن صالح يحدث عن أبي عثمان عن جبير ابن نفير عن عقبة بن عامرٍ قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خدام أنفسنا، نتناوب الرعاية، واقتص الحديث إلى آخر حديث عقبة، وروايته عن عمر بن الخطاب الحديث الآخر الذي فاته سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال: قال معاوية: وحدثني ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس عن عقبة بهذا.
وقال أبو محمد بن الجارود في كتاب ((الكنى)): أبو عثمان عن جبير بن(3/788)
نفير، روى عنه معاوية بن صالح. ثم ذكر حديث ابن وهب.
قال أبو علي: وقد خرج أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي -رحمه الله- في ((مصنفه)) هذا الحديث من طريق زيد بن الحباب، عن شيخٍ له لم يقم إسناده عن زيدٍ، وحمل أبو عيسى في ذلك على زيد بن الحباب، وزيدٌ هو بريءٌ من هذه العهدة، والوهم في ذلك من أبي عيسى أو من شيخه الذي حدثه به، لأنا قد قدمنا من رواية أئمةٍ حفاظٍ عن زيد بن حبابٍ في هذا الإسناد ما خالف ما ذكره أبو عيسى، والحمد لله.
وذكره أبو عيسى أيضاً في كتاب ((العلل وسؤالاته محمد بن إسماعيل البخاري))، فلم يجوده، وأتى عنه فيه بقولٍ يخالف ما ذكرنا عن الأئمة، ولعله لم يحفظ عنه.
وهو حديثٌ يختلف في إسناده، وأحسن طرقه: ما خرجه مسلم بن الحجاج من حديث ابن مهدي وزيد بن الحباب عن معاوية بن صالح. والله المستعان.(3/789)
وقد رواه عثمان بن أبي شيبة أخو أبي بكر بن أبي شيبة عن زيد ابن الحباب، فزاد في إسناده رجلاً، وهو جبير بن نفير. قاله أبو داود في ((مصنفه)) في باب كراهية الوسوسة بحديث النفس في الصلاة، حدثناه أبو عمر النمري عن ابن عبد المؤمن عن ابن داسة عن أبي داود قال: نا عثمان بن أبي شيبة، قال: نا زيد بن الحباب، قال: نا معاوية ابن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن جبير بن نفير الحضرمي، عن عقبة بن عامر الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من أحدٍ يتوضأ فيحسن الوضوء .. .. )) الحديث.
وفي باب ((المسح على الخفين))
قال مسلم: وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: نا أبي، قال: نا زكريا، عن عامر قال: حدثني عروة بن المغيرة عن أبيه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلةٍ في مسيرٍ، فقال لي: ((أمعك ماءٌ .. .. ))، وذكر حديث المسح إلى آخره.(3/790)
ثم عقب بعد ذلك فقال: حدثني محمد بن حاتم، قال: نا إسحاق ابن منصور، قال: حدثني عمر بن أبي زائدة، عن الشعبي، عن عروة ابن المغيرة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا.
قال أبو علي: هكذا روي لنا عن مسلمٍ إسناد هذا الحديث عن عمر ابن أبي زائدة من جميع الطرق، ليس بينه وبين الشعبي أحد.
وذكر أبو مسعودٍ: أن مسلم بن الحجاج خرجه عن ابن حاتم عن إسحاق عن عمر بن أبي زائدة عن عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي.
وهكذا قال أبو بكر الجوزقي في كتابه الكبير، قال: ورواه زكريا عن عامر الشعبي عن عروة. ثم قال: ورواه عمر بن أبي زائدة عن عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي عن عروة.
قال أبو بكر: [أخبرنا] أحمد بن محمد بن الحسن الشرقي، قال: نا محمد بن حيويه الإسفراييني، قال: نا عبد الله بن رجاء، قال:(3/791)
نا عمر بن أبي زائدة، عن عبد الله بن أبي السفر، عن الشعبي، عن عروة بن المغيرة عن أبيه أنه وضأ النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فأهويت إلى خفيه، فقال: ((دعهما، فإني أدخلتهما وهما طاهرتان))، فمسح على خفيه.
وذكر البخاري في ((تاريخه)): أن عمر بن أبي زائدة قد سمع من الشعبي، وأنه كان يبعث ابن أبي السفر وزكريا إلى الشعبي يسألانه.
وفي الباب بعد هذا
قال مسلم: حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: نا يزيد ابن زريع، قال: نا حميد الطويل، قال: نا بكر بن عبد[الله] المزني، عن عروة بن المغيرة بن شعبة، عن أبيه قال: تخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وتخلفت معه، وذكر حديث المسح على الخفين.
قال أبو مسعود الدمشقي: هكذا يقول مسلم في حديث ابن بزيع عن يزيد بن زريع: ((عروة بن المغيرة))، وخالفه الناس فقالوا فيه: ((حمزة بن المغيرة)) بدل ((عروة)).
وأما أبو الحسن الدارقطني فنسب الوهم فيه إلى محمد بن عبد الله بن بزيع، لا إلى مسلم. والله أعلم.(3/792)
وفي باب: ((المرأة ترى في المنام ما يرى الرجل))
قال مسلم: حدثنا عباس بن الوليد، قال: نا يزيد بن زريع، نا سعيد، عن قتادة أن أنس بن مالك حدثهم أن أم سليم حدثت أنها سألت نبي الله صلى الله عليه وسلم عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا رأت ذلك فلتغتسل)). فقالت أم سليم -واستحيت من ذلك-: وهل يكون هذا؟
هكذا في أكثر النسخ عن الجلودي والكسائي: ((فقالت أم سليم))، وكذلك عند ابن ماهان، إلا أنه غير في بعض النسخ: ((فقالت أم سلمة))، جعل مكان ((أم سليم)) ((أم سلمة))، والمحفوظ من طرقٍ شتى: ((فقالت أم سلمة)).
وفي باب ((الغسل من الجنابة))
ذكر مسلم حديث سالم بن أبي الجعد عن كريب عن ابن عباس عن ميمومة في صفة الغسل من الجنابة، ثم قال: وحدثنا محمد بن الصباح وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب والأشج، كلهم عن وكيع.(3/793)
وحدثنا يحيى بن يحيى وأبو كريب قالا: نا أبو معاوية، كلاهما عن الأعمش إلى آخر الحديث.
هكذا رويت هذه الأسانيد على الصواب، وفي نسخة أبي عبد الله بن الحذاء: ((نا يحيى بن أيوب وأبو كريب قالا: نا أبو معاوية)). هكذا عنده: ((نا يحيى بن أيوب))، والصواب ما تقدم: ((نا يحيى بن يحيى وأبو كريب)). وكذلك في نسخة أبي زكريا عن ابن ماهان.
وفي باب ((المستحاضة))
قال مسلم: حدثنا قتيبة عن جرير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: جاءت فاطمة بنت أبي حبيش بن عبد المطلب.
هكذا في أكثر النسخ، وصوابه: ((فاطمة بنت أبي حبيش بن المطلب بن أسد))، وأما ((عبد المطلب)) فوهمٌ.
وفيه أيضاً
قال مسلم: حدثنا محمد بن المثنى، نا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عمرة، عن عائشة أن ابنة جحشٍ كانت تستحاض سبع سنين.(3/794)
هكذا روي: ((أن ابنة جحش))، وفي بعض النسخ عن أبي العباس الرازي: ((أن زينب بنت جحشٍ كانت تستحاض))، وهو وهم، والمستحاضة ليست زينب، وإنما هي أم حبيبة بنت جحش، وزعم قومٌ أن اسمها حبيبة، وتكنى أم حبيبة.
حدثنا محمد بن عتاب، قال: نا عبد الله بن ربيع، قال: نا محمد ابن معاوية، نا أحمد بن شعيب، أنا محمد بن المثنى، عن سفيان، عن الزهري، عن عمرة، عن عائشة، أن حبيبة بنت جحش كانت تستحاض.
وكذلك قال الحميدي عن سفيان، وهو الصحيح.
حدثنا أبو عمر فيما قرأت عليه، قال: نا سعيد بن نصر، قال: نا قاسم، قال: نا محمد بن إسماعيل الترمذي، وحدثنا أبو شاكر، قال: نا أبو محمد الأصيلي، قال: نا أبو علي بن الصواف ببغداد، قال: نا بشر بن موسى، قالا: نا الحميدي، عن سفيان، نا الزهري، عن عمرة، عن عائشة أن حبيبة بنت جحشٍ استحيضت سبع سنين، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((إنما ذلك عرقٌ، وليس بالحيضة)). وأمرها أن تغتسل وتصلي، فكانت تغتسل لكل صلاةٍ.(3/795)
وحكى أبو الحسن الدارقطني -رحمه الله- عن أبي إسحاق الحربي أنه قال: الصحيح قول من قال في الحديث: ((أم حبيب)) بلا هاءٍ، واسمها حبيبة.
قال أبو الحسن الدارقطني: قول إبراهيم صحيح، وكان من أعلم الناس بهذا الشأن.
ومن باب ((الوضوء مما مست النار))
قال مسلم: حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث، قال: حدثني أبي، عن جدي، قال: حدثني عقيل، قال: قال ابن شهاب: أخبرني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن، أن خارجة بن زيد بن ثابت أخبره، أن أباه زيد بن ثابت قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الوضوء مما مست النار)).
هكذا يروى إسناد هذا الحديث عن جماعة رواة الكتاب، وفي نسخة أبي عبد الله بن الحذاء -مما أصلح بيده فأفسده-: ((وقال ابن شهاب: أخبرني عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن))، جعل ((عبد الله)) مكان ((عبد الملك))، والصواب: ((عبد الملك)). وكذلك رواه أبو أحمد، وكذلك في نسخة أبي زكريا الأشعري عن ابن ماهان، وكذلك رواه الزبيدي عن(3/796)
الزهري عن عبد الملك بن أبي بكر. وهو أخو عبد الله بن أبي بكر.
وقد روى الزهري عن عبد الله بن أبي بكر، عن أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد، عن ابن عمر حديث قصر الصلاة في السفر قول عبد الله ابن عمر: إن الله بعث إلينا محمداً صلى الله عليه وسلم، فإنما نفعل كما رأيناه يفعل. هكذا رواه الليث بن سعد عن الزهري عن عبد الله بن أبي بكر، وجوده.
قال محمد بن يحيى الذهلي: روى الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن ابن الحارث بن هشام عن أخيه محمد بن عبد الرحمن، وعن أخيه عكرمة بن عبد الرحمن، وروى أيضاً عن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، وأخيه عبد الملك بن أبي بكر، وأخيه عمر بن أبي بكر.
وكل هؤلاء مخرجٌ حديثهم في ((الصحيح)) إلا عمر بن أبي بكر، فلا أعلم له روايةً في الكتابين.
وفي ((التيمم))
قال مسلم: روى الليث بن سعد عن جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن ابن هرمز عن عمير مولى ابن عباس سمعه يقول: أقبلت أنا وعبد الله(3/797)
ابن يسار مولى ميمونة حتى دخلنا على أبي الجهم بن الحارث بن الصمة.
هكذا وقع في النسخ عن أبي أحمد الجلودي، والكسائي، وعند ابن ماهان: ((أقبلت أنا وعبد الرحمن بن يسار))، وهو خطأ، والمحفوظ: ((أقبلت أنا وعبد الله بن يسار))، وكذلك رواه البخاري عن ابن بكير عن الليث، ((أقبلت أنا وعبد الله بن يسار)).
وهذا الحديث ذكره مسلمٌ مقطوعاً، وقد حدثناه حكم بن محمد، قال: نا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن الفرج، قال: نا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي، قال: نا الربيع بن سليمان المرادي، قال: نا شعيب بن الليث بن سعد عن أبيه عن جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز عن عمير مولى ابن عباس أنه سمعه يقول: أقبلت أنا وعبد الله بن يسارٍ مولى ميمونة، حتى دخلنا إلى أبي جهم(3/798)
ابن الحارث بن صمة الأنصاري، فقال أبو الجهم: أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من نحو [بئر] جملٍ، فلقيه رجلٌ فسلم عليه، فلم يرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبل على الجدار، فمسح بوجهه ويديه، ورد عليه السلام.
قال أبو علي رضي الله عنه: قد أورد مسلم بن الحجاج في كتابه أحاديث يسيرة مقطوعةً.
(1) منها: هذا الحديث الذي ذكرناه، وهو أولها.
(2) ومنها في كتاب الصلاة في باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
قال مسلم: نا صاحب لنا، قال: نا إسماعيل بن زكريا، عن الأعمش، وهو حديث كعب بن عجرة: ألا أهدي لك هدية في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
هكذا في نسخة أبي العلاء بن ماهان، ورواية أبي أحمد الجلودي عن إبراهيم عن مسلمٍ: ((نا محمد بن بكار، قال: نا إسماعيل بن زكريا، عن الأعمش)). هكذا سماه أبو أحمد وجوده.(3/799)
(3) وفي باب ما يقال بين التكبير والقراءة.
قال مسلم: وحدثت عن يحيى بن حسان ويونس المؤدب وغيرهما قالوا: نا عبد الواحد، قال: حدثني عمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نهض من الركعة الثانية استفتح القراءة بـ {الحمد لله رب العالمين}، ولم يسكت.
(4) وقال في الجنائز بعد إسنادٍ قدمه عن ابن وهبٍ عن ابن جريج: وحدثني من سمع حجاجاً الأعور قال: نا ابن جريج، أخبرني عبد الله -رجلٌ من قريش- عن محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب، عن عائشة، الحديث في خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى البقيع، وصلاته على أهل القبور، الحديث الطويل.
وهذا الحديث بهذا الإسناد قد رويناه متصلاً من طريق يوسف بن سعيد بن مسلم عن حجاج، غير أنه قال: ((عن حجاج عن ابن جريج، أخبرني عبد الله بن أبي مليكة)). فجعل بدل ((عبد الله بن كثير بن المطلب)) ((عبد الله بن أبي مليكة))، فخالف غيره من رواة حجاج، وحديثهم أصح. ونتكلم على هذا فيما بعد من هذا الجزء.(3/800)
أخبرنا حاتم بن محمد التميمي، قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس بمكة -حرسها الله-، وحدثنا محمد بن عتاب وعبد الملك بن زيادة الله التميمي، قالا: نا القاضي يونس بن عبد الله، قال: نا أبو عمر أحمد بن هلال بن زيد، قال: نا أبو عبيد الله محمد ابن ربيع الجيزي، قال: نا يوسف بن سعيد بن مسلم، قال: نا حجاج عن ابن جريج قال: أخبرني ابن أبي مليكة سمع محمد بن قيس ابن مخرمة يقول: سمعت عائشة تحدث، قالت: ألا أحدثكم عني وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلنا: بلى، قالت: لما كانت ليلتي التي هو عندي .. .. ، واقتص الحديث بلفظ مسلم بن الحجاج.
هكذا رويناه من طريق أبي عبيد الله محمد بن الربيع الجيزي، وكان ثقةً، وجعله في باب ابن أبي مليكة. وسيأتي ذكر من تابعه عن يوسف بن سعيد في موضعه من هذا الجزء إن شاء الله.
(5) وقال مسلم في الجوائح:
حدثني غير واحدٍ من أصحابنا قالوا: نا إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثني أخي عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن أبي(3/801)
الرجال محمد بن عبد الرحمن أن أمه عمرة سمعت عائشة تقول: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت خصومٍ بالباب عالية أصواتهم .. الحديث.
وهذا حديثٌ يتصل لنا من طريق البخاري، رواه في ((الجامع)) عن إسماعيل بن أبي أويس، وقد حدث مسلم عن إسماعيل دون واسطةٍ في كتاب الحج والجهاد في آخره، وروى أيضاً عن أحمد بن يوسف الأزدي عن إسماعيل في كتاب اللعان والفضائل.
(6) وفي هذا الباب.
قال مسلم: وروى الليث بن سعد قال: حدثني جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز، عن عبد الله بن كعب بن مالك أنه كان له على عبد الله بن أبي حدردٍ مالٌ .. .. إلى آخر الحديث.
(7) وفي باب حكرة الطعام.
قال مسلم: حدثني بعض أصحابنا عن عمرو بن عون قال: نا خالد بن عبد الله، عن عمرو بن يحيى، عن محمد بن عمرو، عن سعيد(3/802)
ابن المسيب، عن معمر بن عبد الله، أحد بني عدي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يحتكر إلا خاطئٌ)).
وهذا الحديث حدثناه أبو عمر النمري قال: نا ابن عبد المؤمن، قال: نا محمد بن بكر، قال: نا أبو داود، قال: نا وهب بن بقية، قال: نا خالد، عن عمرو بن يحيى، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن سعيد بن المسيب، عن معمر بن أبي معمر -أحد بني عدي بن كعب- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يحتكر إلا خاطئٌ)). فقلت لسعيدٍ: فإنك تحتكر! قال: ومعمر كان يحتكر.
(8) وقال مسلم في صفة النبي صلى الله عليه وسلم:
وحدثت عن أبي أسامة، وممن روى ذلك عنه إبراهيم بن سعيد الجوهري قال: نا أبو أسامة قال: حدثني بريد عن جده أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله تعالى إذا أراد رحمة أمةٍ قبض نبيها قبلها .. .. )) الحديث.
وقد وصل لنا هذا الحديث أبو القاسم حاتم بن محمد، قال: نا أبو سعيدٍ السجزي بمكة، قال: نا أبو أحمد الجلودي، قال: نا أبو عبد الله محمد بن المسيب الأرغياني، قال: نا إبراهيم بن سعيد، قال: نا أبو أسامة(3/803)
بهذا الحديث.
(9) وقال مسلم في آخر المناقب في حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أرأيتكم ليلتكم هذه، فإن على رأس مئةٍ سنةٍ لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحدٌ ..)): ذكره معمر عن الزهري عن سالم وأبي بكر بن سليمان عن ابن عمر. ثم قال: ناه الدارمي، أنا أبو اليمان، أنا شعيب. ثم قال: ورواه الليث عن عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، كلاهما عن الزهري بإسناد معمرٍ كمثل حديثه.
(10) وقال مسلم في آخر كتاب القدر: حدثنا عدةٌ من أصحابنا عن سعيد بن أبي مريم، قال: نا أبو غسان محمد بن مطرف، عن زيد ابن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لتركبن سنن من كان قبلكم ..)) الحديث.
وهذا -أيضاً- قد وصله إبراهيم بن محمد بن سفيان، ناه أبو العباس العذري، قال: نا أبو العباس الرازي، قال: نا أبو أحمد الجلودي، نا(3/804)
إبراهيم بن محمد بن سفيان، قال: نا محمد بن يحيى، قال: نا ابن أبي مريم، قال: نا أبو غسان، فذكره.
(11) وأورد مسلم في الاستشهاد والمتابعة على حديثٍ خرجه عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، نا يحيى بن آدم، قال: نا الفضيل بن مرزوق، عن شقيق بن عقبة، عن البراء بن عازبٍ قال: نزلت هذه الآية .. .. وذكر الحديث في الصلاة الوسطى.
قال: ورواه الأشجعي عن سفيان الثوري عن الأسود بن قيس عن شقيق بن عقبة عن البراء بن عازب قال: قرأناها مع النبي صلى الله عليه وسلم. بمثل حديث فضيل بن مرزوق.
(12) وأورد مسلم في المتابعة أيضاً في كتاب الرجم بعد حديثٍ ذكره عن الليث بن سعد عن عقيل عن ابن شهاب عن سعيد وأبي سلمة عن أبي هريرة أنه قال: أتى رجلٌ من المسلمين رسول الله(3/805)
صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد، فقال: يا رسول الله، إني زنيت .. .. الحديث.
ثم قال: ورواه الليث أيضاً عن عبد الرحمن بن خالد بن مسافر عن ابن شهاب بهذا الإسناد نحوه.
(13) وأورد مسلم في كتاب الإمارة بعد حديثٍ ذكره عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن رزيق بن حيان عن مسلم بن قرظة عن عوف مالكٍ الأشجعي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خيار أئمتكم الذي تحبونهم ويحبونكم .. .. )) وذكر الحديث.
قال مسلم: ورواه معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن مسلم بن قرظة عن عوف بن مالكٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.
(14) وأورد مسلم في كتاب الفضائل أيضاً: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: نا أبو اليمان، قال: نا شعيب.
ثم قال: ورواه الليث بن سعد عن عبد الرحمن بن خالد بن مسافر،(3/806)
كلاهما عن الزهري بإسناد معمرٍ كمثل حديثه.
وهذا الحديث يرويه الزهري عن سالم وأبي بكر بن عبد الرحمن عن ابن عمر قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء، فلما سلم قام فقال: ((رأيتكم ليلتكم هذه .. .. )) وذكر الحديث.
فهذا ما أورد مسلمٌ في كتابه مقطوعاً غير متصلٍ به، وذلك أربعة عشر موضعاً.
ثم نرجع إلى ما قصدناه من ذكر أوهام الكتاب، والتنبيه على الصواب فيها بعون الله وتوفيقه.
ومن ((كتاب الوضوء)) أيضاً في باب: ((إن المؤمن لا ينجس))
قال مسلم -بعد إسنادٍ ذكره-: وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: نا إسماعيل بن علية، عن حميدٍ الطويل، عن أبي رافعٍ، عن أبي هريرة: أنه لقيه النبي صلى الله عليه وسلم في طريقٍ من طرق المدينة وهو جنب .. الحديث.
هكذا وقع إسناد هذا الحديث في النسخ كلها: ((حميد عن أبي رافع عن أبي هريرة)). وفي هذه الرواية انقطاعٌ، وإنما يرويه حميد عن بكر بن عبد الله المزني عن أبي رافع عن أبي هريرة. وكذلك رواه أبو بكر بن(3/807)
أبي شيبة في ((مسنده)).
قرأت على أبي عمر النمري: حدثكم سعيد بن نصر، قال: نا قاسم بن أصبغ، قال: نا محمد بن وضاح، قال: نا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: نا إسماعيل بن علية، عن حميد، عن بكر بن عبد الله، عن أبي رافعٍ، عن أبي هريرة أنه لقيه النبي صلى الله عليه وسلم في طريقٍ من طرق المدينة .. .. وذكر الحديث.
وكذلك خرجه البخاري عن علي بن المديني عن يحيى القطان عن حميد عن بكر بن عبد الله المزني عن أبي رافع عن أبي هريرة بذلك.
حدثناه أبو عمر النمري قال: نا خلف بن قاسم، قال: نا ابن السكن، قال: نا أحمد بن محمد النيسابوري، قال: نا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، قال: نا يحيى بن سعيد القطان، قال: نا حميد الطويل عن بكر بن عبد الله عن أبي رافع عن أبي هريرة قال: لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جنبٌ .. وذكر الحديث.
والحديث محفوظٌ عن حميدٍ عن بكر بن عبد الله المزني من رواية ابن علية ويحيى القطان وغيرهما.(3/808)
ومن ((كتاب الصلاة)) ثم من باب ((استفتاح القراءة بـ ((الحمد لله رب العالمين))
قال مسلم: حدثنا محمد بن مهران، قال: نا الوليد بن مسلم، قال: نا الأوزاعي، عن عبدة أن عمر بن الخطاب كان يجهر بهؤلاء الكلمات، يقول: سبحانك اللهم وبحمدك .. ..
هكذا أتى إسناد هذا الحديث عنده ((أن عمر)) مرسلاً، وفي نسخة ابن الحذاء: ((عن عبدة أن عبد الله بن عمر بن الخطاب))، وهو وهم، والصواب ((أن عمر))، وكذلك في نسخة أبي زكريا الأشعري عن ابن ماهان، قال: وكذلك روي عن أبي أحمد الجلودي.
ثم ذكر مسلم بعد هذا عن الأوزاعي عن قتادة عن أنسٍ قال: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان، فكانوا يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين.
وهذا هو المقصود في الباب، وهو حديث متصلٌ.(3/809)
وفي باب: ((أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي بالناس أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-))
قال مسلم- بعد أحاديث ذكرها في الباب-: حدثنا عبد الملك ابن شعيب، قال: حدثني أبي عن جدي قال: أخبرني عقيل، قال ابن شهابٍ: أخبرني عبد الله بن عبد الله أن عائشة قالت: لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتد وجعه استأذن أزواجه أن يمرض في بيتي، فأذن له، فخرج بين رجلين تخط رجلاه في الأرض بين عباس بن عبد المطلب وبين رجلٍ آخر.
هكذا في روايتنا عن أبي أحمد الجلودي والكسائي، ووقع في النسخة عن ابن ماهان: ((بين الفضل بن عباسٍ وبين رجلٍ آخر))، جعل ((الفضل)) مكان ((عباس بن عبد المطلب)). وهكذا قال عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن عائشة قالت: فخرج ويدٌ له على الفضل بن عباس، ويدٌ على رجلٍ آخر.(3/810)
وفي باب ((القراءة في الصبح))
قال مسلم: حدثنا هارون بن عبد الله، قال: نا حجاج عن ابن جريج. قال: وحدثنا ابن رافع، قال: نا عبد الرزاق، قال: نا ابن جريج، قال: سمعت محمد بن عباد بن جعفر، قال: أخبرني أبو سلمة بن سفيان وعبد الله ابن عمرو بن العاصي وعبد الله بن المسيب العابدي، عن عبد الله بن السائب قال: صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح .. الحديث.
هكذا إسناد هذا الحديث من حديث حجاج عن ابن جريج، قال فيه: ((وعبد الله بن عمرو بن العاصي))، وفي حديث عبد الرزاق عن ابن جريج: ((وعبد الله بن عمرو))، ولم يقل: ((ابن العاصي))، وهذا هو الصواب. وعبد الله بن عمرو المذكور في هذا الإسناد ليس ابن العاصي، إنما هو رجلٌ من أهل الحجاز، روى عنه محمد بن عباد بن جعفر.
وروى أبو عاصم النبيل وروح بن عبادة هذا الحديث عن ابن جريج كما رواه عبد الرزاق.(3/811)
حدثنا أبو عمر أحمد بن محمد، قال: نا عبد الوارث قال: نا قاسم ابن أصبغ، قال: نا الحارث بن أبي أسامة، قال: نا روح بن عبادة، قال: نا ابن جريج، قال: سمعت محمد بن عباد بن جعفر، قال: أخبرني أبو سلمة بن سفيان وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن المسيب العابدي، عن عبد الله بن السائب قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح بمكة، فاستفتح سورة المؤمنين حتى [جاء] ذكر موسى وهارون -أو ذكر عيسى، محمد بن عباد شك أو اختلفوا عليه- أخذت النبي صلى الله عليه وسلم سعلةٌ، فحذف، فركع، قال: وابن السائب حاضر ذلك.
قال الحارث: وحدثنا هوذة بن خليفة قال: نا ابن جريج بمثله في الإسناد والمتن.
وبعد هذا
قال مسلم: حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو الربيع الزهراني، قال أبو الربيع: نا حماد، نا أيوب، عن عمرو بن دينار، عن جابر قال: كان معاذ يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء، ثم يأتي مسجد قومه، فيصلي بهم. الحديث.(3/812)
قال أبو مسعود: قتيبة يقول في حديثه: ((عن حماد عن عمرو)) لا يذكر ((أيوب))، ولم يبينه مسلم.
ومن باب ((نسخ الكلام في الصلاة))
قال مسلم: حدثنا ابن نمير، قال: حدثني إسحاق بن منصور السلولي، قال: نا هريم بن سفيان، عن الأعمش نحوه، يعني: إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: كنا نسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيرد علينا .. .. الحديث.
هكذا رواه مسلم عن ابن نمير، ووقع في بعض النسخ بدل ((ابن نمير)): ((نا ابن مثنى، قال نا إسحاق بن منصور))، وفي بعضها أيضاً: ((نا ابن كثير، نا إسحاق)). وهذا كله خطأ، والحديث يرويه محمد بن عبد الله بن نمير عن إسحاق بن منصور، وكذلك خرجه البخاري في ((الجامع)) عن محمد بن عبد الله بن نمير عن إسحاق السلولي.
وفي باب ((إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة))
ذكر فيه حديث عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا(3/813)
حضر عشاء أحدكم وأقيمت الصلاة فابدأوا بالعشاء))، من حديث عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر.
ثم أردف ذلك، قال: نا الصلت بن مسعود، قال: نا سفيان، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه.
هكذا في نسخة أبي العلاء بن ماهان: ((سفيان عن أيوب)) غير منسوبين، وفي روايتنا عن أبي أحمد الجلودي من طريق السجزي عنه: ((نا الصلت ابن مسعود، نا سفيان بن موسى، نا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر.
[قال أبو علي: وسفيان بن موسى هذا هو رجلٌ من أهل البصرة، يروي عن أيوب، وهو ثقة، وكذلك نسبه أبو مسعود الدمشقي في ((كتاب الأطراف)) عن مسلم، عن الصلت بن مسعود، عن سفيان بن موسى، عن أيوب.
ومن حديثه ما أخبرنا أبو عمر النمري نا خلف بن القاسم نا أبو علي بن السكن، نا عبد الله بن محمد البغوي، نا الصلت بن مسعود، نا سفيان بن موسى، نا أيوب عن نافع عن ابن عمر] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت، فإنه من مات بها شفعت له يوم القيامة)).(3/814)
قال ابن السكن: نا عبد الله بن محمد بن سعيد الجمال، نا محمد ابن إسماعيل أبو إسماعيل، نا محمد بن عبد الله الرقاشي، نا سفيان بن موسى، عن أيوب بإسناده مثله.
وذكر أبو عبد الله الحاكم النيسابوري قال: انفرد مسلم بن الحجاج بالرواية لسفيان بن موسى عن أيوب. قال: وسمعت علي بن عمر الدارقطني يقول: ذكر لبعض أصحابنا ممن يدعي الحفظ- ونحن بمصر- حديثٌ لسفيان بن موسى عن أيوب، فقال: هذا خطأ، إنما هو سفيان بن عيينة عن أيوب. قال: ولم يعرف سفيان بن موسى البصري، وهو ثقة مأمون.
قال أبو علي: ورأيت في بعض النسخ من كتاب مسلم قد غير هذا الإسناد، ورد: ((سفيان عن أيوب بن موسى))، وهذا خطأ.
ومن باب ((التكبير بعد انقضاء الصلاة))
قال مسلم: حدثني زهير بن حرب، قال: نا سفيان بن عيينة، عن عمرو قال: أخبرني بذا أبو معبد عن ابن عباس قال: كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتكبير.
في نسخة أبي العلاء بن ماهان: ((سفيان بن عيينة عن عمرو قال:(3/815)
أخبرني جدي أبو معبد)). هكذا في نسخة الأشعري وابن الحذاء عن ابن ماهان.
وقوله ((جدي)) تصحيف، وإنما صوابه: ((أخبرني بذا)) يريد ((بهذا)). وليس لعمرو بن دينار جد يروي عنه. وأبو معبد هو نافذ مولى ابن عباس، وعمرو بن دينار أبو محمد مولى باذام، وكان من الأبناء من فرس اليمن.
ومن باب ((ما يقال بعد التسليم من الصلاة))
خرج فيه مسلم حديث ابن عون عن أبي سعيد عن ورادٍ كاتب المغيرة بن شعبة قال: ((كتب معاوية إلى المغيرة: اكتب إلي بشي سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكتب إليه المغيرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان .. .. الحديث.
هكذا أتى في هذا الإسناد ((أبو سعيد)) غير مسمى، وسماه البخاري في ((التاريخ الكبير)): عبد ربه. وتابعه على ذلك ابن الجارود. وذكر البخاري عن إسحاق عن خالد عن الجريري عن عبد ربه عن ورادٍ.
قال أبو الحسن الدارقطني: لعله اسم أبي سعيد. قال البخاري: وقال عثمان بن عمر عن ابن عون عن أبي سعيد الشامي عن وراد.
وقال أبو علي ابن السكن في ((مصنفه)): أبو سعيد عن وراد هو ابن(3/816)
أخي عائشة من الرضاعة.
ووهم في هذا، لأن أبا سعيد رضيع عائشة اسمه كثير بن عبيد، مشهور بذلك، يعد في الكوفيين، وذاك رجلٌ شآمٍ.
وأرى أن الوهم داخلٌ على ابن السكن من قبل أن عبد الله بن عونٍ يروي عنهما جميعاً.
وقال لنا أبو عمر بن عبد البر: أبو سعيد في هذا الإسناد هو الحسن البصري.
وليس هذا بشيء، وقول البخاري ومن تابعه أولى.
وذكر بعد هذا
حديث سهيل بن أبي صالح عن أبي عبيدٍ -مولى سليمان بن عبد الملك- عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من سبح في دبر كل صلاةٍ ثلاثاً وثلاثين، وحمد ثلاثاً وثلاثين، وكبر .. .. )) الحديث.(3/817)
ثم خرجه بعد ذلك عن محمد بن الصباح، قال: نا إسماعيل بن زكريا، عن سهيل عن أبي عبيد عن عطاءٍ -غير منسوبٍ- عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
قال أبو مسعود الدمشقي: يذكر أن محمد بن الصباح نسبه، فقال: ((عطاء بن يسار))، وأخطأ فيه، فإن كان هذا؛ فإن مسلم بن الحجاج أسقط الخطأ من الإسناد، ليقرب من الصواب.
وقد روى مالك هذا الحديث عن أبي عبيد مولى سليمان بن عبد الملك عن عطاء بن يزيد عن أبي هريرة موقوفاً.
ومن باب ((ما تقصر فيه الصلاة))
ذكر فيه حديثاً لجبير بن نفيرٍ يقول: خرجت مع شرحبيل بن السمط إلى قريةٍ على سبعة عشر أو ثمانية عشر ميلاً، فصلى ركعتين، فقلت [له]، فقال: رأيت ابن عمر صلى بذي الحليفة ركعتين.
هكذا في نسخة ابن الحذاء: ((رأيت ابن عمر))، والصواب:(3/818)
((رأيت عمر)). وكذلك رواه أبو أحمد الجلودي: ((رأيت عمر))، والحديث محفوظٌ لعمر.
حدثناه أبو عمر النمري، قال: نا عبد الوارث ابن سفيان، قال: نا قاسم بن أصبغ، قال: نا محمد بن عبد السلام الحشني، قال: نا محمد ابن بشار، قال: نا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن يزيد بن خمير، عن حبيب بن عبيد، عن جبير بن نفير قال: خرج ابن السمط إلى أرضٍ يقال لها: دومين من حمصٍ على ثلاثة عشر ميلاً، فكان يقصر الصلاة، قال: رأيت عمر بن الخطاب يصلي بذي الحليفة ركعتين، فسألته فقال: أفعل كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل.
وكذلك خرجه ابن أبي شيبة وأبو بكر البزار وغيرهما عن عمر.
ومن باب ((الجمع بين الصلاتين في السفر))
قال مسلم: حدثني أبو الطاهر وعمرو بن سواد، قالا: أنا ابن وهب، قال: حدثني جابر بن إسماعيل، عن عقيل، عن ابن شهاب،(3/819)
عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا عجل به السير يؤخر الظهر إلى وقت العصر.
هكذا روي هذا الإسناد مجوداً، وفي نسخة أبي العلاء بن ماهان: ((أخبرنا ابن وهب، حدثني إسماعيل، عن عقيل)). وهذا وهمٌ، إنما هو جابر بن إسماعيل، شيخ لابن وهب، مصري.
ووقع في بعض النسخ أيضاً: ((ابن وهب عن حاتم بن إسماعيل)). وليس بشيء.
وفيه أيضاً
حديث يرويه قرة بن خالد السدوسي عن أبي الزبير المكي، قال: نا عمرو بن واثلة أبو الطفيل، قال: نا معاذ بن جبل جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر.
هكذا أتى في هذا الإسناد: ((أبو الطفيل عمرو بن واثلة))،(3/820)
والمشهور المحفوظ في اسم أبي الطفيل ((عامر)) لا ((عمرو))، وإنما أتى هذا من قبل الراوي عن أبي الزبير.
قال أبو علي: وقد حكى مسلم بن الحجاج في كتاب ((التمييز)) من تأليفه أن معمر بن راشد أيضاً حدث به عن الزهري، فقال: ((عن أبي الطفيل عمرو بن واثلة)). قال مسلم: ومعلومٌ عند عوام أهل العلم أن اسم أبي الطفيل عامرٌ لا عمروٌ.
وذكر البخاري هذا الذي ذكره مسلم في ((التاريخ الأوسط))، وقد نبه البخاري على هذا في ((تاريخه الكبير))، فقال: أبو الطفيل اسمه عامر بن واثلة، وقال بعضهم: عمرو.
وفي إسناد آخر في حديثٍ لأبي الطفيل في كتاب الحج من طريق قتادة عن أبي الطفيل البكري.
وأكثر ما يأتي في نسبه ((الليثي))، من بني ليث بن بكر بن عبد مناة، ومن قال: ((البكري)) نسبه إلى بكر بن عبد مناة بن كنانة، وليس من بكر ابن وائل.(3/821)
وفي ((صلاة الضحى))
حديث عن الضحاك بن عثمان، عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن أبي مرة مولى أم هانئ، عن أبي الدرداء قال: أوصاني حبيبي [صلى الله عليه وسلم] بثلاثٍ .. ..
هكذا أتى الحديث عن ((أبي الدرداء))، وفي نسخة أبي العلاء: ((عن أم الدرداء)) مكان ((أبي الدرداء))، والصواب: ((أبو الدرداء)). وكذلك هو في نسخة أبي أحمد على الصواب.
ومن باب ((صلاة النافلة قاعداً))
فيه حديثٌ لإسماعيل بن علية، عن الوليد بن أبي هشام، عن أبي بكر بن محمد، عن عمرة، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ وهو قاعدٌ، فإذا أراد أن يركع قام قدر ما يقرأ إنسانٌ أربعين آية.
هكذا روي في هذا الإسناد: ((الوليد بن أبي هشام)) [ورده أبو عبد الله بن الحداد في نسخته: ((الوليد بن هشام)).
ووهم في ذلك، والصواب: ((الوليد بن أبي هشام))] مكني، وهو(3/822)
مولى عثمان بن عفان، يعد في البصريين، وكذلك رواه أبو أحمد وأبو العلاء، وفي الرواة أيضاً: الوليد بن هشام المعيطي، شامي. روى له مسلمٌ. وقد ميزنا بينهما فيما تقدم من كتابنا هذا، والحمد لله رب العالمين.
ومن باب ((الحض على صلاة الليل))
قال مسلم: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: نا ليث عن عقيل عن الزهري عن علي بن الحسين أن الحسن بن علي حدثه عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة، فقال: ((ألا تصلون.. .. ؟)) وذكر بقية الحديث.
قال الدارقطني: كذا رواه مسلم عن قتيبة ((أن الحسن بن علي))، وقد تابعه على ذلك إبراهيم بن نصر النهاوندي والحنيني، وخالفهم(3/823)
أبو عبد الرحمن النسائي والسراج وموسى بن هارون عن قتيبة، قالوا: ((أن الحسين بن علي))، إلا أن موسى قال: حدثناه من غير كتابه، وكان في كتابه ((الحسن بن علي)). وقال أبو صالح كاتب الليث وحجين ابن المثنى عن الليث: ((أن الحسن بن علي)). ويقال: إنه كان هكذا في كتاب الليث، فقيل له: إن الصواب ((الحسين بن علي))، فرجع إلى الصواب. وكذلك رواه يحيى بن بكير ويونس المؤدب وأبو النضر هاشم عن الليث، فقالوا: ((الحسن بن علي)). وكذلك رواه ابن لهيعة عن عقيل عن الزهري على الصواب، وكذلك قال أصحاب الزهري، منهم: صالح بن كيسان، وابن جريج، وإسحاق بن راشد، ومحمد بن أبي عتيق، وزيد بن أبي أنيسة، وغيرهم عن الزهري عن علي بن حسين عن أبيه عن علي.
وكذلك وقع في نسخة أبي أحمد الجلودي: ((الزهري عن علي بن حسين عن أبيه عن علي))، وفي نسخة أبي العلاء بن ماهان: ((عقيل عن الزهري عن علي بن حسين بن علي عن علي بن أبي طالب)). هكذا روى عنه، وأسقط من الإسناد رجلاً، قاله عنه أبو زكريا الأشعري وأبو عبد الله بن الحذاء، والصواب ما تقدم.(3/824)
ومن ((فضائل القرآن))
حديث الأعمش عن إبراهيم عن علقمة وعبد الرحمن بن يزيد عن أبي مسعود الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلةٍ كفتاه)).
سقط من نسخة أبي العلاء ذكر إبراهيم النخعي بين الأعمش وعلقمة، والصواب إثباته، وبه يتصل الإسناد.(3/825)
وفي أول ((كتاب العيدين))
حديث محمد بن رافع وعبد بن حميد عن عبد الرزاق عن ابن جريج قال: أخبرني الحسن بن مسلم، عن طاوس، عن ابن عباس قال: شهدت الفطر مع نبي الله صلى الله عليه وسلم .. .. الحديث. وفيه خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإتيانه النساء ومعه بلالٌ، فقالت امرأةٌ واحدةٌ لم يجبه غيرها منهن .. .. لا يدرى حينئذٍ من هي.
هكذا وقع في الكتاب عند جميع الرواة: ((لا يدرى حينئذٍ من هي))، وغيره يقول: (( لا يدري حسنٌ من هي))، وكذلك ذكره البخاري عن إسحاق بن نصر عن عبد الرزاق: ((لا يدري حسنٌ من هي)). وهو الحسن ابن يناق، ولعل قوله: ((حينئذٍ)) تصحيفٌ من ((حسن)).(3/826)
ومن ((كتاب الجنائز))
قال مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: نا وكيع، عن سعيد ابن عبيد الطائي ومحمد بن قيس، عن علي بن ربيعة قال: أول من نيح عليه بالكوفة قرظة بن كعب.
في إسناد هذا الحديث في نسخة ابن الحذاء: ((سعد بن عبيد)) بسكون العين وحذف الياء. والصواب: ((سعيد)) بكسر العين وزيادة ياء.
وسعيد بن عبيد هذا هو أخو عقبة بن عبيد، يكنى أبا الهذيل، ويكنى عقبة أبا الرحال براءٍ مهملةٍ وحاءٍ مهملة مشددة.
وقال مسلم في ((الجنائز)) أيضاً:
حدثني هارون بن سعيد الأيلي، قال: نا عبد الله بن وهب، قال: أنا ابن جريج، عن عبد الله بن كثير بن المطلب أنه سمع محمد بن قيس يقول: سمعت عائشة تقول .. ..(3/827)
قال مسلم: وحدثنا من سمع حجاجاً الأعور، قال: نا ابن جريج، قال: أخبرني عبد الله -رجلٌ من قريش- عن محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب، عن عائشة، في خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى البقيع وصلاته على أهل القبور، الحديث الطويل.
وقد ذكرنا من وصل لنا هذا الإسناد فيما تقدم من هذا الجزء.
قال أبو علي: هكذا قال مسلم في إسناد حديث حجاجٍ: ((عن ابن جريج أخبرني عبد الله رجلٌ من قريش)).
وكذلك روي لنا عن أحمد بن حنبل عن حجاج: ((عن ابن جريج، أخبرني عبد الله رجلٌ من قريش))، أخبرناه أبو عمر النمري قال: نا خلف ابن القاسم، نا أبو علي بن السكن، نا عبد الله بن محمد -هو البغوي- نا أحمد بن حنبل، نا حجاج، نا ابن جريج، أنا عبد الله رجل من قريش.
وهكذا رواه أيضاً عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه.
وقال أبو عبد الرحمن النسائي وأبو نعيم الجرجاني وأبو بكر النيسابوري كلهم عن يوسف بن سعيد المصيصي، نا حجاج، ((عن ابن جريج قال:(3/828)
أخبرني عبد الله بن أبي مليكة أنه سمع محمد بن قيس بن مخرمة)).
وكذلك قال أبو عبيد الله محمد بن الربيع الجيزي، وقد ذكرناه فيما تقدم من هذا الجزء.
أخبرناه أبو عمر النمري، نا عبد الله بن محمد بن أسد، نا حمزة الكناني، قال: أنا النسائي، قال: أنا يوسف ابن سعيد -يعني المصيصي-، قال: نا حجاج -هو الأعور-، ((عن ابن جريج قال: أخبرني عبد الله بن أبي مليكة أنه سمع محمد بن قيس ابن مخرمة)) يقول: سمعت عائشة تقول، فذكر الحديث.
وأخبرنا أبو عمر النمري، قال: نا خلف بن القاسم، قال: نا أبو علي بن السكن، نا أبو نعيم عبد الملك بن محمد الجرجاني، حدثني يوسف بن سعيد المصيصي، نا حجاج، ((عن ابن جريج، قال: أخبرني ابن أبي مليكة، أنه سمع محمد بن قيس بن مخرمة)).
قال أبو علي: وقد خطئ يوسف بن سعيد في قوله: ((عبد الله بن(3/829)
أبي مليكة))، ولم يتابع عليه.
ذكر أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني: نا أبو بكر النيسابوري عبد الله بن محمد بن زياد، نا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، حدثني عمي، حدثني ((ابن جريج عن عبد الله بن كثير أنه سمع محمد بن قيس بن مخرمة)) يقول: سمعت عائشة تحدث، وذكر الحديث بكماله.
قال أبو الحسن: وحدثنا أبو بكر النيسابوري، نا يوسف بن سعيد، نا حجاج، ((عن ابن جريج، نا عبد الله بن أبي مليكة، سمعت محمد بن قيس بن مخرمة))، فذكر الحديث.
قال أبو الحسن: وحدثنا أبو بكر النيسابوري، نا عبد الله بن أحمد ابن حنبل، حدثني أبي، نا حجاج، ((عن ابن جريج، أخبرني عبد الله رجلٌ من قريشٍ أنه سمع محمد بن قيس بن مخرمة)).
قال أبو بكر النيسابوري: هذا هو الصواب، وأخطأ يوسف بن سعيد في قوله ((ابن أبي مليكة)).(3/830)
قال الدارقطني: هو عبد الله بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة السهمي.
قال أبو الحسن الدارقطني: وحدثنا أبو بكر النيسابوري، قال: حدثني أبو أمية، نا روح، ((نا ابن جريج، نا من سمع محمد بن قيس ابن مخرمة)) يقول: سمعت عائشة بهذا.
ورواه عبد الرزاق في ((مصنفه)): ((عن ابن جريج قال: أخبرني محمد بن قيس بن مخرمة))، أنه سمع عائشة تقول .. .. ، وذكر الحديث.
هكذا روي لنا هذا الإسناد من طريق الدبري مقطوعاً، لم يذكر فيه ((عبد الله بن كثير)).
قال أبو علي: حدثني بكل ما ذكرنا -من رواية أبي الحسن الدارقطني وقوله- حاتم بن محمد قال: نا أبو عمران الفاسي الفقيه بالقيروان، عن أبي الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس عن الدارقطني في كتاب ((تصحيف المحدثين)) من جمعه.
وقال أبو الحسن أيضاً فيه: قرأت في أصل عبد الله بن مخلد: حدثني علي بن الحسين بن حبان، قال: وجدت في كتاب أبي عن(3/831)
يحيى بن معين قال: قال عبد الرزاق في حديث ابن جريج حديث محمد ابن قيس بن مخرمة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أتى البقيع .. .. وقال: ((حسبني رأيته)). وإنما أراد: ((مالك يا عائشة حشيا رابيةً))؟. وهو الصواب، كذا قال حجاج وابن وهب وروح بن عبادة وغيرهم عن ابن جريج.(3/832)
ومن ((كتاب الزكاة)) في باب: ((ما جاءك من هذا المال من غير مسألةٍ فخذه))
قال مسلم: نا أبو الطاهر، قال ابن وهب، قال: أخبرني عمرو -يعني ابن الحارث-، حدثني ابن شهاب، عن السائب بن يزيد، عن عبد الله بن السعدي، عن عمر بن الخطاب، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء .. الحديث.
هكذا روي هذا الإسناد، وفيه انقطاعٌ، سقط منه رجلٌ بين السائب ابن يزيد وعبد الله بن السعدي، وهو حويطب بن عبد العزى.
قال أبو عبد الرحمن النسوي: لم يسمعه السائب بن يزيد من عبد الله ابن السعدي، رواه عن حويطب.
قال أبو علي: وهكذا هو محفوظ من غير طريق عمرو بن الحارث،(3/833)
رواه أصحاب الزهري -شعيب والزبيدي- عن الزهري، أخبرني السائب بن يزيد أن حويطب بن عبد العزى أخبره أن عبد الله بن السعدي أخبره أن عمر ابن الخطاب قال، وذكر الحديث.
وقد رواه يونس بن عبد الأعلى الصدفي عن ابن وهب، فوصله. ذكره أبو علي بن السكن في كتابه فقال: حدثني موسى بن العباس، نا يونس بن عبد الأعلى، نا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن ابن شهاب، عن السائب بن يزيد، عن حويطب بن عبد العزى، عن عبد الله ابن السعدي، عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك.
حدثناه حكم بن محمد، نا أبو محمد بن النحاس، نا أبو الطاهر -هو أحمد بن محمد بن عمرو المديني الخامي- نا يونس بن عبد الأعلى، فذكره.
قال أبو علي: في هذا الإسناد أربعةٌ من الصحابة في نسقٍ واحدٍ، يروي بعضهم عن بعضٍ، وهم: السائب بن يزيد، وحويطب بن عبد العزى، وعبد الله بن السعدي، وعمر بن الخطاب.
وفي باب: ((لا تحل الصدقة للنبي صلى الله عليه وسلم ولا لأهله))
حديث عبد المطلب بن ربيعة والفضل بن عباسٍ إذ أرسلهما(3/834)
أبوهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألاه أن يوليهما على الصدقة، فذكر الحديث بطوله، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ادعوا لي محمية بن جزءٍ))، وهو رجلٌ من بني أسدٍ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمله على الأخماس.
هكذا قال: ((رجلٌ من بني أسد))، والمحفوظ أنه من بني زبيد.(3/835)
ومن ((كتاب الصيام)) في باب ((صفة الفجر الذي يحرم الأكل))
قال مسلم: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: نا أبي، نا شعبة، عن سوادة قال: سمعت سمرة بن جندب يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا يغرنكم نداء بلالٍ ولا هذا البياض حتى يبدو الفجر)).
ثم قال: وحدثناه ابن مثنى، قال: نا أبو داود، قال: نا شعبة، فذكر الحديث.
وفي نسخة ابن الحذاء: ((حدثنا ابن نمير، نا أبو داود، نا شعبة)). جعل ((ابن نمير)) بدل ((ابن المثنى))، والصواب: ((ابن المثنى))، وكذلك رواه أبو أحمد الجلودي وغيره.
وفي باب ((من أدركه الفجر وهو جنبٌ))
قال مسلم: حدثنا محمد بن رافع، قال: نا عبد الرزاق، قال: أنا ابن جريج، قال: أخبرني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي بكر(3/836)
قال: سمعت أبا هريرة يقول في قصصه: من أدركه الفجر جنباً فلا يصوم. قال: فذكرت ذلك لعبد الرحمن بن الحارث -[لأبيه]- فأنكر ذلك.
هكذا في النسخة عن الجلودي: ((فذكرت ذلك لعبد الرحمن بن الحارث لأبيه)). وفي نسخة أبي العلاء بن ماهان: ((فذكر ذلك عبد الرحمن لأبيه)).
والرواية الأولى هي الصواب، ومعناها: أن أبا بكر ذكره لأبيه عبد الرحمن، وجاء هذا من الراوي على معنى البيان، جعل قوله: ((لأبيه)) بدلاً بإعادة حرف الجر وتبييناً، كأنه لما قال: ((فذكرت ذلك لعبد الرحمن)) أراد أن يعلمك أن عبد الرحمن هو والد أبي بكر.
ورواه حجاج عن ابن جريج: ((فذكرت ذلك لعبد الرحمن بن الحارث، فأنكره))، ولم يقل: ((لأبيه)).
وما وقع في نسخة أبي العلاء بن ماهان من قوله: ((فذكر ذلك عبد الرحمن لأبيه)) خطأٌ لا معنى له، لأنه يؤدي إلى أن عبد الرحمن ذكره لأبيه الحارث، وهذا غير مستقيم.(3/837)
وفي ((صيام أيام التشريق))
قال مسلم: حدثنا سريج بن يونس، قال: نا هشيم، قال: نا خالد، عن أبي المليح، عن نبيشة الهذلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيام التشريق أيام أكلٍ وشربٍ)).
في نسخة أبي العلاء في إسناد هذا الحديث: ((نبيشة الهذلية قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم))، هكذا قال: ((الهذلية)) بهاء التأنيث! وهذا وهمٌ. ونبيشة اسم رجلٍ لا امرأةٍ، معروفٌ في الصحابة، يقال له: ((نبيشة الخير))، وهو ابن عم سلمة بن المحبق الهذلي.
وفي ((صيام عاشوراء))
قال مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير قالا: نا أبو أسامة، عن أبي عميس، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن أبي موسى: كان يوم عاشوراء يوماً تعظمه اليهود .. الحديث.(3/838)
في نسخة أبي عبد الله بن الحذاء في إسناد هذا الحديث: ((حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن أبي عمر، قالا: نا أبو أسامة))، جعل ((ابن أبي عمر)) مكان ((ابن نمير))، والأول الصواب، وهي رواية الجلودي وغيره.(3/839)
ومن ((كتاب الحج)) في باب ((قوله تعالى: {ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس}
قال مسلم: وحدثنا أبو كريب، قال: نا أبو أسامة، قال: نا هشام بن عروة، عن أبيه قال: كانت العرب تطوف بالبيت عراةً إلا الحمس.
هكذا عند أبي أحمد والكسائي في إسناد هذا الحديث، وعند أبي العلاء بن ماهان: ((حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، نا أبو أسامة))، جعل ((ابن أبي شيبة)) بدل ((أبي كريب)).
وفي باب ((الإهلال بالحج والعمرة جميعاً))
قال مسلم: حدثنا محمد بن حاتم، قال: نا ابن مهدي، قال: نا سليم بن حيان، عن مروان الأصفر، عن أنس أن علياً قدم من اليمن، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((بم أهللت؟))، وذكر الحديث.
وقع عند أبي العلاء بن ماهان في إسناده: ((سليمان بن حيان)) بضم السين وزيادة نون. وهذا وهمٌ، وصوابه سليم، كما رواه أبو أحمد.(3/840)
وفي باب ((رمي الجمار))
بإثر حديثٍ ذكره، ثم قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: نا محمد ابن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، عن زيد بن أبي أنيسة، عن يحيى بن الحصين، عن جدته قالت: حججت مع النبي صلى الله عليه وسلم .. الحديث.
قال مسلم: واسم أبي عبد الرحيم: خالد بن أبي يزيد، وهو خال محمد بن سلمة، روى عنه حجاج الأعور ووكيعٌ.
هكذا في رواية أبي أحمد والكسائي، وفي نسخة أبي العلاء بن ماهان: ((روى عن وكيعٍ وحجاجٍ))، فقلب، والأول هو الصواب.
وفي باب ((المبيت بمكة ليالي منى))
قال مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: نا ابن نمير وأبو أسامة، قالا: نا عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر: أن العباس استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبيت بمكة ليالي منى.
هكذا إسناد هذا الحديث عند ابن ماهان، وكذلك خرجه أبو بكر ابن أبي شيبة في ((مسنده)) عن ابن نمير وأبي أسامة عن عبيد الله. وروي عن أبي أحمد الجلودي: ((حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: نا زهيرٌ(3/841)
وأبو أسامة)). جعل ((زهيراً)) بدل ((ابن نمير))، وهو وهم. ورواه الكسائي عن إبراهيم بن سفيان كما رواه ابن ماهان على الصواب.
وفي باب ((تقليد الغنم))
قال مسلم: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: نا عبد الصمد، قال: حدثني أبي، قال: نا محمد بن جحادة، عن الحكم، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت: كنا نقلد الشاء، فنرسل بها ورسول الله صلى الله عليه وسلم حلالٌ لم يحرم منه شيء.
هكذا إسناد هذا الحديث عند أبي العلاء بن ماهان، وعند أبي العباس الرازي والكسائي. ووقع في بعض النسخ المروية عن الجلودي: ((حدثنا إسحاق، نا عبد الصمد، نا محمد بن جحادة)). سقط من الإسناد ذكر والد عبد الصمد الراوي عن محمد بن جحادة، وهو خطأ. وعبد الصمد هو: عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد العنبري التميمي مولاهم البصري، والساقط من الإسناد هو: عبد الوارث بن سعيدٍ أبو عبيدة.
وفيه أيضاً
قال مسلم: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالكٍ، عن(3/842)
عبد الله بن أبي بكر، عن عمرة بنت عبد الرحمن، أنها أخبرته أن ابن زيادٍ كتب إلى عائشة: أن عبد الله بن عباس قال: من أهدى هديه .. الحديث.
هكذا روي في كتاب مسلمٍ من جميع الطرق، والمحفوظ فيه: ((أن زياد بن أبي سفيان))، وكذا وقع في جميع ((الموطآت)): ((أن زياداً كتب)) لا ((ابن زيادٍ)).
وفي باب لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرمٍ
قال مسلم: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم .. .. الحديث.
هكذا وقع في النسخ عندنا عن أبي أحمد وأبي العلاء والكسائي.
قال أبو علي: والصحيح عن مسلم في حديثه هذا: ((عن يحيى بن يحيى عن مالك عن سعيد المقبري عن أبي هريرة))، ليس فيه والد سعيدٍ. وكذلك خرجه أبو مسعودٍ الدمشقي عن مسلمٍ عن يحيى بن يحيى عن(3/843)
مالك، لا يذكر أباه. وكذلك رواه جل أصحاب مالك من رواة ((الموطأ)) وغيرهم.
وذكر الدارقطني أن بشر بن عمر الزهراني وإسحاق الفروي قالا: ((عن مالكٍ عن سعيدٍ عن أبيه عن أبي هريرة)) خلافاً للجماعة.
قال الدارقطني: وقد كتبناه في ((الغرائب)). يعني هذه الرواية عن بشر والفروي.
وهذا الحديث قد رواه مسلم وحده عن قتيبة عن الليث ((عن سعيد ابن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة)). وخرجه البخاري ومسلم من طريق ابن أبي ذئبٍ ((عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة)).
واستدرك عليهما الدارقطني إخراجهما حديث ابن أبي ذئبٍ،(3/844)
وعلى مسلمٍ حديث الليث بن سعدٍ، واحتج في ذلك بأن مالكاً ويحيى ابن أبي كثير وسهيلاً قالوا: ((عن سعيد المقبري عن أبي هريرة)).
وفي آخر ((كتاب الحج)) في باب ((فضل الصلاة بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم))
قال مسلم: حدثنا قتيبة بن سعيدٍ وابن رمحٍ، عن الليث بن سعد، عن نافعٍ، عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد، عن ابن عباس أنه قال: إن امرأةً اشتكت شكوى، فقالت: إن شفاني الله لأخرجن فلأصلين في بيت المقدس، فبرأت ثم تجهزت تريد الخروج، فجاءت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تسلم عليها .. .. ، وذكر بقية الحديث.
هكذا روي لنا إسناد هذا الحديث من جميع طرق الكتاب: ((عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد عن ابن عباس عن ميمونة)). وكذلك خرجه أبو مسعود الدمشقي عن مسلمٍ من حديث ((ابن عباسٍ عن ميمونة))، اتبع في ذلك الرواية، ولم ينبه عليه.(3/845)
قال الشيخ أبو علي: وإنما يحفظ هذا الحديث ((عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد عن ميمونة))، ليس فيه ((ابن عباس))، هكذا رويناه في حديث الليث بن سعد. وكذلك ذكره البخاري في ((التاريخ)) عن عبد الله ابن صالح عن الليث، وكذلك رواه ابن جريج عن نافع ((عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد عن ميمونة)).
وقال أبو الحسن الدارقطني في كتاب ((العلل)) وغيره -وذكر حديث نافعٍ عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((صلاةٌ في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاةٍ فيما سواه إلا المسجد الحرام)) من رواية أيوب وعبيد الله ابن عمر وموسى الجهني- قال: وخالفهم الليث بن سعدٍ وابن جريج، روياه عن نافعٍ عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد عن ميمونة، وقال بعضهم فيه: ((عن ابن عباس عن ميمونة))، ولا يثبت.
قال: ولم يخرج البخاري هذا الحديث من رواية نافعٍ.
حدثنا حكم بن محمد، قال: نا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل، قال: نا محمد بن زبان، قال: نا محمد بن رمح، قال: نا الليث عن نافع عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد عن ابن عباس أن امرأةً اشتكت(3/846)
شكوى، فقالت: إن شفاني الله لأخرجن فلأصلين في بيت المقدس، فبرأت ثم تجهزت، فجاءت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم لتسلم عليها، فأخبرتها ذاك، فقالت: اجلسي، فكلي ما صنعت، وصلي في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((صلاة فيه أفضل من ألف صلاةٍ فيما سواه من المساجد إلا مسجد الكعبة)).
وقال البخاري في ((التاريخ)): نا أبو عاصم عن ابن جريج عن نافع عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد عن ميمونة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال: وحدثنا المكي عن ابن جريج سمع نافعاً أن إبراهيم بن عبد الله ابن معبد حدث أن ابن عباس حدثه عن ميمونة. قال: ولا يصح.
قال أبو علي: حدثنا حاتم بن محمد، نا علي بن محمد، نا حمزة بن محمد، نا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب، أنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن رافع، قال إسحاق: أنا، وقال محمد، نا عبد الرزاق، قال: أنا ابن جريج، قال: سمعت نافعاً يقول: نا إبراهيم بن عبد الله بن معبد أن(3/847)
ابن عباس حدثه أن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((صلاةٌ في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاةٍ فيما سواه إلا مسجد الكعبة)).
قال أبو عبد الرحمن: رواه الليث عن نافع عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد عن ميمونة، ولم يذكر ابن عباس.(3/848)
ومن ((كتاب النكاح)) في ((باب متعة النساء))
قال مسلم: حدثنا محمد بن بشار، نا محمد بن جعفر، نا شعبة، عن عمرو بن دينار، قال: سمعت الحسن بن محمد يحدث عن جابر ابن عبد الله وسلمة بن الأكوع قالا: خرج علينا منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أذن لكم أن تستمتعوا.
ثم أردفه بقوله: حدثنا أمية بن بسطام، قال: نا يزيد بن زريع، قال: نا روح بن القاسم، عن عمرو بن دينار، عن -يعني- الحسن ابن محمد، عن سلمة بن الأكوع وجابر بن عبد الله بهذا.
هكذا الإسنادان في نسخة أبي العلاء بن ماهان، وسقط من نسخة أبي أحمد الجلودي والكسائي من إسناد يزيد بن زريعٍ ذكر ((الحسن ابن محمد)) بين ((عمرو بن دينار)) و((سلمة بن الأكوع وجابر))، وسقوطه وهمٌ، لأن الحديث حديث الحسن بن محمد، عن جابر وسلمة. وكذلك رواه شعبة عن عمرو بن دينار، قال: سمعت الحسن بن محمد يحدث(3/849)
عن جابرٍ وسلمة بذلك على ما تقدم.
وفي ((نكاح المحرم))
قال مسلم: حدثنا يحيى بن يحيى عن مالك عن نافعٍ عن نبيه بن وهب أن عمر بن عبيد الله أراد أن يزوج طلحة بن عمر بنت شيبة بن جبير.
ثم ذكره بعد ذلك من حديث حماد بن زيد عن أيوب عن نافع قال: حدثني نبيه بن وهب، قال: بعثني عمر بن عبيد الله، وكان يخطب بنت شيبة بن عثمان على ابنه.
هكذا جاء في حديث حماد عن أيوب: ((شيبة بن عثمان)).
قلت: وذكر أبو داود هذا الحديث، وزعم أن مالكاً وهم فيه، والقول عندهم قول مالك.
قال أبو داود: روى مالك عن نافع عن نبيه بن وهب أن عمر بن عبيد الله أرسل إلى أبان بن عثمان أني أردت أن أنكح طلحة بن عمر بنت شيبة بن جبير.
قال: ورواه حماد بن زيد عن أيوب فقال: ((ابنة شيبة بن عثمان)). وكذلك قال محمد بن راشد عن عثمان بن عمر القرشي، كما قال أيوب.(3/850)
هذا آخر كلام أبي داود.
قال أبو علي: حدثنا حكم بن محمد، قال: نا أبو بكر بن إسماعيل، قال: نا أبو القاسم البغوي بمكة إملاءً، قال: نا شيبان -يعني ابن فروخ-، قال: نا محمد بن راشد، قال: نا عثمان بن عمر القرشي أن عمه عمر بن عبيد الله أراد أن ينكح ابنه طلحة بن عمر ابنة شيبة بن عثمان وهو محرم، فأرسل إلى أبان بن عثمان ليحضر، فقال: ألا أراك أعرابياً جافياً، سمعت عثمان -رحمه الله- يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يَنكح المحرم ولا يُنكِح ولا يخطب)).
قال الدارقطني: الصواب ما قاله مالك، وهي ابنة شيبة بن جبير بن شيبة بن عثمان الحجبي، كذا نسبها إسماعيل بن أمية عن أيوب بن موسى عن نبيه بن وهب، وكذا قال يحيى بن أبي كثير عن نافعٍ عن نبيه، وكذا قال إسماعيل بن علية عن أيوب عن نافع عن نبيه: ((ابنة شيبة بن جبير)) كما قال مالك. وكذلك قال عبد المجيد عن(3/851)
ابن جريج عن أيوب عن نافعٍ كقول مالك، وكذا قال شعيب بن أبي حمزة عن نافعٍ عن نبيه، وكذلك قال سعيد بن أبي هلالٍ عن نبيه بن وهب.
فقد أصاب مالكٌ في قوله: ((بنت شيبة بن جبير))، وتابعه هؤلاء الذين ذكرناهم، ووهم من خالفهم، والله أعلم.
قال الزبير بن بكار: وابنته هذه تسمى أم الحميد، قال: وإخوتها صفية ومسافعٍ وعبد الرحمن بنو شيبة.
وفي ((العزل))
قال مسلم: حدثني حجاج بن الشاعر، قال: نا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثني سعيد بن حسان قاص أهل مكة، قال: أخبرني عروة بن عياض بن عدي بن الخيار النوفلي عن جابر بن عبد الله قال: سأل رجلٌ(3/852)
النبي صلى الله عليه وسلم، قال: إن لي جاريةً وأنا أعزل عنها .. .. الحديث.
هكذا في الإسناد: ((عروة بن عياض))، كذلك رواه سفيان بن عيينة وأبو أحمد الزبيري كلاهما قال: ((عن سعيد بن حسان عن عروة بن عياض)) مسمى.
وقال البخاري: ((عروة)) أخشى أن لا يكون محفوظاً، لأن عروة هو ابن عياض بن عمرو القارئ.
ورواه أبو نعيم عن سعيد بن حسان عن ابن عياض عن جابر. هكذا قال: ابن عياض، لم يسمه.
وفي ((باب وطء الأمة بملك اليمين))
ذكر فيه حديث سبايا أوطاس، من حديث سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي الخليل، عن أبي علقمة الهاشمي، عن أبي سعيد الخدري.
ثم أردفه بحديث شعبة، عن قتادة، عن أبي الخليل، عن أبي سعيد، قال: أصابوا سبايا يوم أوطاس.
هكذا في نسخة أبي العلاء بن ماهان، وأبي أحمد الجلودي، لم يذكر أبا علقمة الهاشمي في حديث شعبة، وذكره في حديث سعيد بن أبي عروبة.(3/853)
وكذلك خرجه أبو مسعود الدمشقي من حديث مسلمٍ، كما ذكرنا بإسقاط أبي علقمة.
وفي نسخة ابن الحذاء في إسناد شعبة: أبو علقمة، بين أبي الخليل وأبي سعيد، ولا أدري ما صحته.(3/854)
وفي ((الإيلاء))
قال مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب -واللفظ لأبي بكر- قالا: نا سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد، سمع عبيد بن حنين -وهو مولى العباس- قال: سمعت ابن عباس يقول: كنت أريد أن أسال عن المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هكذا يقول ابن عيينة: عبيد بن حنين -مولى العباس-.
قال البخاري: ولا يصح قول ابن عيينة.
وقال مالك: مولى آل زيد بن الخطاب.
وقال محمد بن جعفر بن أبي كثير: مولى بني زريق.
وفي ((باب نفقة المطلقة المبتوتة))
حديث فاطمة بنت قيس، أن أبا عمرو بن حفص طلقها.(3/855)
هكذا يقول ابن شهاب، عن أبي سلمة وعن عبيد الله بن عبد الله: أبو عمرو بن حفص بن المغيرة.
وهكذا قال مالك عن عبد الله بن يزيد، عن أبي سلمة، أن أبا عمرو ابن حفص.
وهكذا قال الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة.
وقال شيبان وأبان العطار، عن يحيى: أن أبا حفص بن عمرو. فقلبا.
والمحفوظ ما قالت الجماعة.
ويذكر أن اسم أبي عمرو بن حفصٍ هذا: أحمد. قاله النسائي.
قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب، قال: سألت أبا هشام المخزومي -وكان علامة بأنسابهم- عن اسم أبي عمرو هذا، فقال: اسمه أحمد، ذكره الدولابي عن النسائي.
وفي ((باب عدة المتوفى عنها زوجها))
قال مسلم: وحدثنا محمد بن المثنى، قال نا محمد بن جعفر، قال نا شعبة عن حميد بن نافع، قال: سمعت زينب بنت أم سلمة،(3/856)
قالت: توفي حميمٌ لأم حبيبة، فدعت بصفرة.
هكذا رواه أبو أحمد الجلودي، وغيره، ووقع في نسخة ابن الحذاء: توفي حميم لأم سلمة، جعل أم سلمة بدل أم حبيبة، ورواية أبي أحمد الصواب.
قال أبو علي: حدثنا حكم بن محمد، قال نا أبو بكر بن إسماعيل، قال نا أبو بشر الدولابي، قال نا أبو حميد المصيصي، قال نا حجاج ابن محمد، قال نا شعبة، عن حميد بن نافع، عن زينب بنت أبي سلمة، قالت: توفي حميم لأم حبيبة، فدعت بصفرة، وذكر الحديث إلى آخره.
وفي حديث مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن حميد بن نافع، عن زينب بنت أبي سلمة، أنها أخبرته هذه الأحاديث الثلاثة، قال: قالت زينب: دخلت على أم حبيبة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، حين توفي أبوها أبو سفيان، قالت: ثم دخلت على زينب بنت جحش، ثم قالت زينب: سمعت أمي أم سلمة تقول: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الحديث.(3/857)
وفي ((العتق)) في ((باب من تولى قوماً بغير إذن مواليه))
ذكر فيه حديث الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من تولى قوماً بغير إذن مواليه، فعليه لعنة الله)).
ثم عقب بعده: حدثنا إبراهيم بن دينار، قال نا عبيد الله بن موسى، نا شيبان، يعني النحوي أبا معاوية.
وفي نسخة ابن ماهان: حدثنا إبراهيم، نا عبيد الله، نا سفيان، عن الأعمش.
جعل سفيان بدل شيبان، والصواب: شيبان.
ومثله في المناقب. قال مسلم: حدثنا القاسم بن زكريا، نا عبيد الله بن موسى، عن شيبان، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن أبي الأحوص: أتيت أبا موسى، الحديث في مناقب عبد الله بن مسعود، وليس عندهم في هذا الموضع خلاف.(3/858)
وفي ((البيوع)) في ((باب النهي عن المحاقلة والمخابرة))
قال مسلم: حدثنا إسحاق بن إبراهيم وابن أبي خلف، نا زكريا ابن عدي، أنا عبيد الله عن زيد بن أبي أنيسة، قال: نا أبو الوليد المكي، وهو جالس عند عطاء، عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المحاقلة، الحديث.
ثم أردف عليه: حدثنا عبد الله بن هاشم، قال نا بهز، قال حدثني سليم بن حيان، قال نا سعيد بن ميناء، عن جابر بن عبد الله، وذكر الحديث.
ثم عقب بعده بحديث: حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي الزبير وسعيد بن ميناء، عن جابر: ((نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المزابنة والمحاقلة)).
وأبو الوليد المكي الذي في الإسناد الأول الذي روى عنه زيد بن أبي أنيسة هو: سعيد بن ميناء.
وزعم الحاكم أبو عبد الله النيسابوري: أن أبا الوليد المكي الذي في هذا الإسناد، اسمه: يسار بن عبد الرحمن، وقال مثل ذاك أبو محمد(3/859)
عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي.
ورد ذاك أبو محمد عبد الغني بن سعيد، وقال: هذا وهم، وهذه التسمية خطأ، وإنما هو: سعيد بن ميناء، الذي روى عنه أيوب السختياني، وزيد بن أبي أنيسة.
وقال البخاري في ((تاريخه)): سعيد بن ميناء، أبو الوليد المكي، سمع جابر بن عبد الله وأبا هريرة، روى عنه سليم بن حيان، وزيد بن أبي أنيسة.
وتابعه على ذلك مسلمٌ بن الحجاج.
وقال ابن أبي حاتم في كتابه: يسار بن عبد الرحمن أبو الوليد، روى عن جابر بن عبد الله، روى عنه زيد بن أبي أنيسة، ولا يتابع على هذا.
ولعل الحاكم إنما نقل قوله من كتاب ابن أبي حاتمٍ.(3/860)
وفي ((المزارعة))
قال مسلم: حدثنا قتيبة، نا ليث. وحدثنا ابن رمحٍ، قال أنا الليث، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أم بشر الأنصارية.
هكذا في رواية أبي العلاء بن ماهان: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أم بشر، وكذلك في حديث الليث بن سعد في ديوان ((مسنده)).
وعند أبي أحمد الجلودي، عن جابر قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أم مبشر.
وفي النسخة عن أبي سعيد السجزي وأبي العباس الرازي: دخل على أم معبد أو أم بشر -على الشك-.
وكذلك كان في نسخة شيخنا أبي العباس الدلائي: أم معبد أو أم مبشر -على الشك-.
والمحفوظ من حديث الليث بن سعد: أم بشر، حدثنا حكم بن(3/861)
محمد، نا أبو بكر بن إسماعيل، نا محمد بن زبان، قال أنا محمد ابن رمح، قال أنا الليث، عن أبي الزبير، عن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أم بشر الأنصارية في نخلٍ لها، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: ((من غرس هذا النخل؟ أمسلم أم كافر؟ فقالت: مسلم، فقال: ((لا يغرس مسلم غرساً ولا يزرع زرعاً فيأكل منه إنسانٌ ولا دابةٌ ولا شيءٌ إلا كان له صدقةً)).
ذكر مسلم من حديث ابن جريجٍ، عن أبي الزبير، عن جابر قال: أخبرتني أم مبشر أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند حفصة: ((لا يدخل النار من أصحاب الشجرة أحدٌ)).
وقال لنا أبو عمر النمري: أم مبشر الأنصارية امرأة زيد بن حارثة، يقال: إنها أم بشر بنت البراء بن معرور، وكانت من كبار الصحابة، روى عنها جابر بن عبد الله أحاديث.
وفي ((الباب -أيضاً-))
قال مسلم: حدثنا أحمد بن سعيد بن إبراهيم، قال نا روح بن(3/862)
عبادة، قال نا زكريا بن إسحاق، قال أخبرني عمرو بن دينار، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أم معبد حائطاً، فقال: يا أم معبد! من غرس هذا النخل؟ أمسلمٌ أم كافر؟)) الحديث.
قال أبو مسعود الدمشقي: هكذا هذا الإسناد -أيضاً- عند أبي الأزهر، يعني عن روح بن عبادة، عن زكريا بن إسحاق، عن عمرو، عن جابر. قال: والمشهور عن زكريا، عن أبي الزبير، عن جابر، لا عن عمرو بن دينار.
وأبو الأزهر: هو أحمد بن الأزهر بن منيع، نيسابوري مشهور، سمع عبد الرزاق، وأبا أسامة، وروح بن عبادة، ووهب بن جرير، وغيرهم.(3/863)
وفي ((كتاب التفليس))
قال مسلم: حدثنا ابن أبي عمر، قال نا هشام بن سليمان، عن ابن جريج قال: حدثني ابن أبي حسين، أن أبا بكر بن عمرو بن حزم أخبره عن عمر بن عبد العزيز، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: في الرجل يعدم إذا وجد عنده المتاع، ولم يفرقه، أنه لصاحبه الذي باعه.
في نسخة أبي أحمد الجلودي: حدثنا محمد بن نمير، قال نا هشام ابن سليمان. جعل ابن نمير بدل ابن أبي عمر.
والصواب: حدثنا ابن أبي عمر، نا هشام. وهي رواية أبي العلاء ابن ماهان.
وقد تقدم في كتاب الحج حديثان، أولهما: ((نا ابن أبي عمر نا هشام بن سليمان)).
أحدهما: حديث حفصة: ((ما شأن الناس حلوا ولم تحلل أنت من عمرتك))؟.(3/864)
والثاني: حديث: ((لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرمٍ)).
وفي كتاب الأشربة -أيضاً- حديثٌ آخر رواه ابن أبي عمر، عن هشام بن سليمان، عن عكرمة بن خالد المخزومي.
وابن أبي عمر هذا هو: محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، يعد في أهل مكة، وهشام بن سليمان مكي -أيضاً-.
وبعد هذا بيسير
[قال مسلم]: حديث شعبة، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أفلس الرجل فوجد متاعه بعينه؛ فهو أحق به)).
ثم عقب بعده: حدثنا زهير بن حرب، قال نا إسماعيل بن إبراهيم، نا سعيد -هو ابن أبي عروبة- عن قتادة، بهذا الإسناد مثله.
هكذا روى أبو أحمد الإسنادين؛ الأول من حديث شعبة، والثاني من حديث سعيد بن أبي عروبة.
ووقع في رواية ابن ماهان في الإسناد الثاني: شعبة، مكان سعيد،(3/865)
والصواب: ما رواه أبو أحمد.
وفي ((إنظار المعسر والتجاوز عن الموسر))
قال مسلم: حدثنا أبو سعيد الأشج، قال: نا أبو خالد الأحمر، عن سعد بن طارق، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة قال: ((أتي الله بعبدٍ من عباده آتاه الله مالاً)) وذكر الحديث إلى آخره.
وفيه: فقال عقبة بن عامر الجهني وأبو مسعود الأنصاري: هكذا سمعناه من فيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هكذا روي هذا الإسناد في كتاب مسلم، والحديث محفوظ لأبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري وحده، لا لعقبة بن عامر الجهني.
والوهم في هذا الإسناد من أبي خالد الأحمر، قاله الدارقطني. وصوابه: فقال عقبة بن عمرو أبو مسعود الأنصاري، كذلك رواه أصحاب أبي مالك سعد بن طارق، وتابعهم نعيم بن أبي هند، وعبد الملك بن عمير، ومنصور وغيرهم، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة، قالوا في آخر الحديث: فقال عقبة بن عمرو أبو مسعود.(3/866)
وهذه الأسانيد كلها خرجها مسلم في الباب، أعني: حديث منصورٍ ونعيمٍ بن أبي هند، وعبد الملك بن عمير.
وفي ((باب آكل الربا))
قال مسلم: حدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم، عن جرير، عن مغيرة قال: سألت إبراهيم فحدثنا عن علقمة، عن عبد الله، قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا ومؤكله.
هكذا في نسخة أبي العلاء بن ماهان.
وعند الجلودي: نا عثمان وإسحاق، عن جرير، عن مغيرة، قال: سأل شباكٌ إبراهيم فحدثنا عن علقمة.
فالسائل إبراهيم في رواية أبي العلاء هو: مغيرة. وفي رواية أبي أحمد الجلودي السائل هو: شباك وهو الضبي.
وشباكٌ هذا كوفي مشهور بالرواية عن إبراهيم النخعي.
وفي ((السلم))
قال مسلم: حدثنا يحيى بن يحيى وعمرو الناقد، عن سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن عبد الله بن كثير، عن أبي المنهال، عن ابن عباس، قال: ((قدم النبي صلى الله عليه وسلم وهم يسلفون في الثمار السنة والسنتين)) الحديث.(3/867)
ثم أردف عليه حديثاً من رواية عبد الوارث عن ابن أبي نجيحٍ بإسناده مثله.
ثم عقب بعده: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، وإسماعيل بن سالم جميعاً عن ابن علية، عن ابن أبي نجيح بإسناده ومتنه.
هكذا في نسخة أبي العلاء، عن مسلم، عن شيوخه، عن ابن علية وهو: إسماعيل بن إبراهيم.
وفي روايتنا عن أبي أحمد: عن ابن عيينة، بدل ابن علية، ورواية أبي العلاء الصواب، ومن تأمل الباب بان له ذلك.
وفي ((آخر الشفعة))
حديث ذكره ليحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم، أن أبا سلمة حدثه أن عائشة قالت: اجتنب الأرض؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من ظلم قيد شبرٍ من الأرض)) الحديث.
ثم أردف عليه: حدثنا إسحاق بن منصور، قال نا حبان بن هلال، قال نا أبان، قال نا يحيى أن محمد بن إبراهيم حدثه أن أبا سلمة حدثه أنه دخل على عائشة؛ فذكر مثله.(3/868)
في نسخة أبي العلاء في إسناد هذا الحديث خطأ فاحش: حبان ابن هلال، نا أبان، نا يحيى بن آدم، أن محمد بن إبراهيم حدثه.
وإنما هو يحيى بن أبي كثير، لا يحيى بن آدم.
وبعده في الباب الذي يليه
قال مسلم: حدثنا أبو كامل، قال نا عبد العزيز بن المختار، قال نا خالد الحذاء، عن يوسف بن عبد الله، عن أبيه، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا اختلفتم في الطريق جعل عرضه سبع أذرعٍ)).
هكذا روي هذا الإسناد.
وفي نسخة أبي العلاء: خالد الحذاء، عن سفيان بن عبد الله، عن أبيه.
وهذا تصحيف، وإنما هو يوسف بن عبد الله، وهو: يوسف بن عبد الله بن الحارث، ابن أخت محمد بن سيرين.(3/869)
وفي كتاب الوصايا
حديث ابن عباس قالوا: ((لو أن الناس نقصوا من الثلث إلى الربع)) ذكره بأسانيده؛ آخرها:
قال مسلم: نا أبو كريب، قال نا ابن نمير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن ابن عباسٍ.
هكذا روي عن أبي العلاء بن ماهان: مسلم عن أبي كريب، عن ابن نمير.
وعن أبي أحمد الجلودي: مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، قال نا ابن نمير.(3/870)
وفي ((القسامة))
قال مسلم: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال نا أبي، قال نا سعيد بن عبيد نا بشير بن يسار، عن سهل بن أبي حثمة: أن نفراً منهم انطلقوا إلى خيبر، الحديث.
في نسخة أبي العلاء في هذا الإسناد: سعد بن عبيد -بسكون العين-، والمحفوظ فيه: سعيد -بياءٍ بعد العين-.(3/871)
وفي ((كتاب الرجم))
قال مسلم: حدثنا محمد بن العلاء الهمداني، قال نا يحيى بن يعلى بن الحارث المحاربي، عن غيلان -وهو ابن جامع- عن علقمة ابن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، في رجم ماعز بن مالك.
هكذا إسناد هذا الحديث لجميع الرواة عندنا.
وخرجه أبو مسعود الدمشقي، عن مسلم، عن أبي كريب، عن يحيى بن يعلى، عن أبيه، عن غيلان.
فزاد في الإسناد رجلاً، وهو: يعلى بن الحارث، وكذلك خرجه أبو داود في ((كتاب السنن))، وأبو عبد الرحمن النسائي في كتابه -أيضاً- من حديث: يحيى بن يعلى بن الحارث، عن أبيه، عن غيلان ابن جامع، وهو الصواب.
وقد نبه أبو محمد عبد الغني على الساقط من هذا الإسناد في نسخة أبي العلاء بن ماهان، فالحمد لله.(3/872)
ووقع في كتاب الزكاة من ((السنن)) لأبي داود: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال نا يحيى بن يعلى المحاربي، قال نا أبي، قال نا غيلان، عن جعفر بن إياس، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية: {والذين يكنزون الذهب والفضة}؛ كبر ذلك على المسلمين، الحديث.
وهذا السند يشهد بصحة ما تقدم.
وقال البخاري في ((التاريخ)): يحيى بن يعلى سمع أباه، وزائدة ابن قدامة.
وفي ((باب التعزير والأدب))
حديث سليمان بن يسار، عن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله، عن أبيه، عن أبي بردة الأنصاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يجلد أحدٌ فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله)).
هكذا روي عن أبي العلاء: عن أبي بردة -بالدال-.
وروي عن أبي العباس الرازي، وغيره: عن أبي أحمد، عن أبي برزة -بالزاي- وهو خطأ، والصواب ما روي عن ابن ماهان.(3/873)
ويقال في أبي بردة هذا: هانئ بن نيارٍ الحارثي، ويقال: هو رجلٌ آخر من الأنصار.(3/874)
ومن ((كتاب الجهاد)) في باب قوله: ((لكل غادرٍ لواءٌ يوم القيامة))
قال مسلم: حدثنا محمد بن مثنى وعبيد الله بن سعيد، قالا نا عبد الرحمن بن مهدي، نا شعبة، عن خليد، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لكل غادرٍ لواءٌ)).
في نسخة أبي العباس الرازي: شعبة عن خالد.
والصواب: خليد كما تقدم، وهو: خليد بن جعفر.
وفي حديث الزهري في ((باب ما يصرف فيه الفيء الذي لم يوجف عليه المسلمون بالقتال))
ذكر فيه عن مالك بن أوس بن الحدثان، عن عمر قال: كانت أموال بني النضير مما أفاء الله على رسوله، الحديث.
ذكر مسلم عن جماعةٍ من شيوخه، كلهم عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن الزهري.(3/875)
هكذا إسناده عند أبي أحمد.
وسقط ذكر الزهري من هذا الإسناد في نسخة ابن ماهان والكسائي.
والحديث محفوظٌ لابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن الزهري، عن مالك بن أوس، عن عمر.
وفي بابٍ قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا نورث ما تركنا صدقةٌ))
قال مسلم: حدثنا زهير وحسن الحلواني، قالا نا يعقوب بن إبراهيم، نا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، قال أخبرني عروة، أن عائشة أخبرته أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت أبا بكرٍ الصديق، الحديث.
هكذا إسناده عند أبي أحمد.
وفي نسخة أبي العلاء بن ماهان: حدثنا ابن نمير، نا يعقوب بن إبراهيم.
وخرجه أبو مسعود الدمشقي عن مسلم فقال: نا زهير بن حرب(3/876)
وحسن الحلواني، ومحمد بن عبد الله بن نمير، ثلاثتهم عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد بذلك.
قال أبو علي: وأكثر ما يجيء مسلم بنسخة صالح بن كيسان هذه، عن زهير بن حرب وحسن الحلواني جميعاً عن يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، فالله أعلم.
وفي ((قصة أهل الطائف))
قال مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، وابن نمير، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن أبي العباس الشاعر، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب.
هكذا إسناده عند أبي العلاء بن ماهان، جعله من مسند عبد الله ابن عمر بن الخطاب.
وعند أبي العباس الرازي: عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، وكذلك جعله ابن أبي شيبة في مسند عبد الله بن عمرو.
أخبرناه أبو عمر، نا سعيد بن نصر، نا قاسم، نا ابن وضاح، نا أبو بكر، نا سفيان، عن عمرو، عن أبي العباس، عن ابن عمرو قال:(3/877)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنا قافلون غداً)) الحديث في غزوة الطائف.
ثم قال أبو بكر: وقد سمعت ابن عيينة يحدث به مرة أخرى عن ابن عمر.
ورواه البخاري عن علي بن المديني، وقتيبة بن سعيد، وعبد الله ابن محمد المسندي، عن سفيان بن عيينة، وذكره من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب.
وقال الدارقطني وغيره: الصواب أنه من مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب، وقد تقدم القول في إسناد هذا الحديث في إصلاح أوهام كتاب البخاري.
وفي ((غزوة أحدٍ))
قال مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال نا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه أنه سمع سهل بن سعد الساعدي يسأل عن جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم.(3/878)
هكذا إسناده عند أبي العباس الرازي، من طريق أبي العباس العذري -شيخنا-، ومن طريق أبي محمد بن الوليد، وكذلك في رواية السجزي، كلهم عن أبي أحمد قال: أبو بكر.
وفي نسخة أبي العلاء بن ماهان: مسلم حدثنا يحيى بن يحيى، نا عبد العزيز بن أبي حازم، وكذلك في نسخة الكسائي.
وخرجه أبو مسعود الدمشقي عن مسلم من حديث يحيى بن يحيى، نا عبد العزيز بن أبي حازم، وهو الصواب.
وفي حديث جندب بن سفيان
قال: أبطأ جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقالوا: قد ودع محمدٌ، فأنزل الله -عز وجل-: {والضحى. والليل إذا سجى. ما ودعك ربك} الحديث.
خرجه مسلم، عن إسحاق بن إبراهيم، عن ابن عيينة، عن الأسود ابن قيس، عن جندب.(3/879)
هكذا إسناده عند الجلودي، والكسائي: إسحاق بن إبراهيم وحده عن ابن عيينة.
وكذلك خرجه أبو مسعود الدمشقي من حديث مسلم.
وفي نسخة أبي العلاء بن ماهان: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق ابن إبراهيم، عن ابن عيينة، عن الأسود بن قيس، عن جندب.
زاد في الإسناد رجلاً، وهو أبو بكر بن أبي شيبة.
قال أبو علي: ورواية الجماعة أولى.
وفي ((غزوة خيبر))
قال مسلم: حدثنا أبو الطاهر، أنا ابن وهب، قال أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال أخبرني عبد الرحمن.
قال مسلم: ونسبه غير ابن وهبٍ فقال: ابن عبد الله بن كعب بن مالك أن سلمة بن الأكوع قال: لما كان يوم خيبر، الحديث.
قال أبو علي: كان ابن وهب يهم في إسناد هذا الحديث؛ فيقول: عن الزهري، عن عبد الرحمن وعبد الله ابني كعب، فغيره مسلمٌ وأصلحه،(3/880)
ولذلك قال: نسبه غير ابن وهبٍ، هكذا قال أحمد بن صالح وغيره عن ابن وهبٍ.
حدثناه حكم بن محمد، قال نا أبو بكر بن إسماعيل، قال نا محمد ابن زبان، قال نا أبو الطاهر. قال أبو بكر: وحدثنا علي بن أحمد علان نا عمرو بن سواد، قالا أنا ابن وهبٍ، قال أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال أخبرني عبد الرحمن وعبد الله ابنا كعب أن سلمة بن الأكوع قال: لما كان يوم خيبر، وذكر تمام الخبر.
قال أبو الحسن الدارقطني: خالف ابن وهب في هذا القاسم بن مبرور، ورواه عن يونس بن يزيد، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن سلمة بن الأكوع، قال: وهذا هو الصواب.
قال أبو علي: وقد نبه أبو داود في كتاب ((السنن)) على وهم ابن وهب في هذا الإسناد، وكذلك فعل أبو عبد الرحمن النسائي، وذكر(3/881)
الصواب في ذلك.
وفي ((عدد غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم))
قال مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال نا يحيى بن آدم، قال نا زهير، عن أبي إسحاق، عن زيد بن أرقم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا تسع عشرة غزوة.
هكذا روي في هذا الإسناد عن الكسائي، على الصواب.
وفي نسخة السجزي والرازي عن أبي أحمد: حدثنا يحيى بن آدم قال نا وهيب.
وكذلك كان في نسخة أبي العلاء بن ماهان؛ فغيره.
وأخبرت عن أحمد بن عبد الله بن علي الباجي، قال: كان عند أبي العلاء بن ماهان: وهيب؛ فأصلحه: زهير.
وكذلك كان في نسخة ابن الحذاء: زهير، على ما كان أصلحه أبو العلاء.
وقال أبو محمد عبد الغني بن سعيد: الصواب: زهير،(3/882)
ووهيب خطأ؛ لأن وهيباً لم يلق أبا إسحاق.
وفي ((باب كراهية الإمارة))
قال مسلم: حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث، قال نا أبي، قال نا الليث، قال حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن بكر بن عمرو، عن الحارث بن يزيد الحضرمي، عن ابن حجيرة الأكبر، عن أبي ذر، قال: قلت: يا رسول الله! ألا تستعملني؟ الحديث.
هكذا روي إسناد هذا الحديث عن أبي أحمد.
وعند أبي العلاء بن ماهان: حدثني يزيد بن أبي حبيب وبكر بن عمرو -بواو العطف-.
وصوابه: عن بكر بن عمرو -كما تقدم-.
وكذا ذكره أبو عمر الباجي، عن نسخة أبي العلاء: حدثني يزيد وبكر.
قال عبد الغني: والصواب: عن بكر.(3/883)
وفي الباب
قال مسلم: حدثنا زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم، كلاهما عن المقرئ، قال زهيرٌ: نا عبد الله بن يزيد، قال نا سعيد بن أبي أيوب، عن عبيد الله بن أبي جعفر القرشي، عن سالم بن أبي سالم الجيشاني، عن أبيه، عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي: ((يا أبا ذر؟ إني أراك ضعيفاً .. .. )) الحديث.
قال الدارقطني في كتاب ((العلل)) -وذكر هذا الحديث-: اختلف فيه على عبيد الله بن أبي جعفر؛ فرواه سعيد بن أبي أيوب، عن عبيد الله بن أبي جعفر القرشي، عن سالم بن أبي سالم الجيشاني، عن أبيه، عن أبي ذر.
قال: وخالفه عبد الله بن لهيعة؛ فرواه عن عبيد الله، عن مسلم بن أبي مريم، عن أبي سالم الجيشاني، عن أبي ذر، والله أعلم بالصواب.
قال أبو علي: هكذا رواه ابن لهيعة، عن عبيد الله، عن مسلم، عن أبي سالم لا عن سالم، ولم يحكم فيه الدارقطني بشيءٍ.(3/884)
وأبو سالم هو: سفيان بن هانئ الجيشاني، روى عن علي وأبي ذر.
وفي ((فضل الشهداء))
قال مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال نا أبو خالد الأحمر، عن شعبة، عن قتادة وحميد عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من نفسٍ تموت لها عند الله خير يسرها أن ترجع إلى الدنيا)).
قال أبو علي: ظاهر هذا الإسناد أن شعبة يرويه عن قتادة وحميد، عن أنس. وباطنه: أن أبا خالد الأحمر يرويه عن حميد عن أنسٍ، وعن شعبة عن قتادة عن أنس.
وهكذا قال فيه عبد الغني بن سعيد.
حدثناه أبو عمر النمري، قال نا عبد الوارث بن سفيان، قال نا قاسم بن أصبغ، قال نا ابن وضاح، قال نا أبو بكر بن أبي شيبة، قال نا أبو خالد الأحمر، عن حميد وشعبة، عن قتادة، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك سواء.(3/885)
وفي ((باب المسابقة بين الخيل))
ذكر فيه مسلم حديث مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سابق بين الخيل التي قد أضمرت، من الحفياء، وكا أمدها ثنية الوداع. الحديث.
ثم ذكره من حديث الليث عن نافع، وحماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع.
ثم قال: وحدثني زهير بن حرب، قال نا إسماعيل، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر.
هكذا في الكتاب من جميع الطرق التي رويناه بها.
وذكره أبو مسعود الدمشقي: عن مسلم، عن زهير بن حرب، عن إسماعيل بن علية، عن أيوب، عن ابن نافع، عن نافع عن ابن عمر، بمثل حديث مالك؛ فزاد في الإسناد: ابن نافع.
والذي قاله أبو مسعود محفوظ عن جماعةٍ من أصحاب ابن علية.
قال الدارقطني في كتاب ((العلل)) -وذكر هذا الحديث- فقال:(3/886)
يرويه أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وداود بن رشيد، عن ابن علية، عن أيوب، عن ابن نافع، عن نافع عن ابن عمر.
وهذا شاهد لما ذكره أبو مسعود، عن مسلم، عن زهير، عن ابن علية.
قال أبو الحسن: وخالفهم مسدد وزياد بن أيوب، روياه عن ابن علية، عن أيوب، عن نافع. لم يذكرا بينهما أحداً.
قال: وكذلك رواه حاتم بن وردان، عن أيوب، عن نافع.
قال أبو علي: حدثنا أحمد بن عمر العذري، نا أبو ذر الهروي، قال نا أبو الحسن الدارقطني، قال نا عبد الله بن محمد البغوي، قال نا داود بن رشيد، نا إسماعيل بن إبراهيم، قال نا أيوب، عن ابن نافع، عن نافع، عن ابن عمر قال: ((سبق رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الخيل)) الحديث.
وفي ((باب غدوةٍ في سبيل الله أو روحةٍ))
قال مسلم: حدثنا ابن أبي عمر، قال نا مروان بن معاوية، عن يحيى بن سعيد، عن ذكوان أبي صالح، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لولا أن رجالاً من أمتي .. .. )) وساق الحديث، وفيه: ((لغدوةٌ(3/887)
في سبيل الله أو روحة)).
في نسخة أبي العلاء بن ماهان: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، نا مروان بن معاوية.
والصواب: ما تقدم أنه من رواية ابن أبي عمر، عن مروان، وهي رواية أبي أحمد الجلودي.
وفي ((باب أرواح الشهداء))
قال مسلم: حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة، كلاهما عن أبي معاوية. وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال أنا جرير وعيسى ابن يونس، جميعاً عن الأعمش. وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير -واللفظ له- قال نا أسباط وأبو معاوية، قالا نا الأعمش، عن عبد الله ابن مرة، عن مسروق، قال: سألنا عبد الله عن هذه الآية: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً} الحديث موقوفاً. وهكذا أتى: سألنا عبد الله -غير منسوبٍ-.
قال أبو مسعود الدمشقي: ومن الناس من ينسبه؛ فيقول: عن عبد الله بن عمرو، والله أعلم.(3/888)
وفي مسند ابن مسعود ذكره أبو مسعود.
وفي ((باب ركوب البحر للغزو))
قال مسلم: حدثنا محمد بن رمح، قال أنا الليث، عن يحيى، عن ابن حبان، عن أنسٍ، عن خالته أم حرام بنت ملحان أنها قالت: نام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هكذا روى مسلم هذا الحديث عن محمد بن رمح وحده، عن الليث.
وفي نسخة أبي العباس الرازي: حدثنا محمد بن رمح ويحيى بن يحيى، قالا أنا الليث.
وسقط ذكر يحيى بن يحيى من الإسناد لابن ماهان، وللسجزي عن أبي أحمد.(3/889)
وفي ((باب السفر قطعةٌ من العذاب))
قال مسلم: حدثنا عبد الله بن مسلمة وإسماعيل بن أبي أويس وأبو مصعب الزهري، ومنصور بن أبي مزاحم، وقتيبة بن سعيد قالوا: نا مالك عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
هكذا إسناد هذا الحديث عند أبي أحمد، وكذا عند الكسائي.
وعند أبي العلاء بن ماهان: حدثنا عبد الله بن مسلمة، وابن أبي الوزير، وأبو مصعب، ومنصور، وقتيبة، عن مالك بهذا.
هكذا عنده، جعل ابن أبي الوزير بدل إسماعيل بن أبي أويس.
وذكره أبو مسعود الدمشقي، عن مسلم من حديث إسماعيل بن أبي أويس، وقتيبة، وأصحابهما، على ما في رواية أبي أحمد والكسائي.
وابن أبي الوزير هو: إبراهيم بن عمر بن أبي الوزير، ويكنى أبا إسحاق، ممن روى عن مالك، ولا أعلم لمسلم عنه رواية، ولا هو ممن أدركه.
وقد خرج البخاري في كتابه عن عبد الله بن محمد الجعفي، عن إبراهيم بن أبي الوزير مقروناً بالحسين بن الوليد النيسابوري عن ابن الغسيل في الطلاق، حديث الجونية التي تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستعاذت منه.(3/890)
وفي ((كتاب الصيد))
قال مسلم: حدثنا ابن مثنى وابن بشار، قالا نا محمد بن جعفر، قال نا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: قال البراء: أصبنا يوم خيبر حمراً، فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن اكفئوا القدور.
قال أبو مسعود: لهذا تعليل، وهو مرسل.(3/891)
وفي ((كتاب الأضاحي))
قال مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال نا عبد الأعلى، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري. ح وحدثنا محمد ابن المثنى، قال حدثني عبد الأعلى، قال نا سعيد، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تأكلوا لحم الأضاحي فوق ثلاثٍ)).
هكذا إسناد ابن المثنى في نسخة أبي العلاء بن ماهان.
وعند أبي أحمد الجلودي والكسائي: حدثنا محمد بن المثنى، قال حدثني عبد الأعلى، قال نا سعيد، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري. زاد في الإسناد رجلاً، وهو قتادة.
قال أبو علي: والصواب عندي ما رواه ابن ماهان، وكذلك خرجه أبو مسعود الدمشقي في كتاب ((الأطراف)): عن مسلم، عن محمد بن المثنى، عن عبد الأعلى، عن سعيد الجريري، عن أبي نضرة، بهذا، ليس فيه: عن قتادة.(3/892)
وفي الأشربة
قال مسلم: حدثنا يحيى بن أيوب، قال نا ابن علية، أنا عبد العزيز ابن صهيب، قال: سألوا أنس بن مالك عن الفضيخ، الحديث.
وقع في بعض النسخ: حدثنا يحيى بن يحيى، قال نا ابن علية، وهو وهمٌ، والصواب: يحيى بن أيوب.
وكان -أيضاً- في أصل أبي العلاء بن ماهان في هذا الإسناد: ابن عيينة بدل ابن علية، وهو وهم، والصواب: ابن علية.
قال عبد الغني: كان في أصل أبي العلاء: ابن عيينة، عن عبد العزيز.
قال: وهو خطأ، ليس عند ابن عيينة عن عبد العزيز بن صهيب شيءٌ.
وفي الأشربة -أيضاً-
قال مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وابن أبي عمر، قالا نا سفيان، عن سليمان الأحول، عن مجاهد، عن أبي عياض، عن عبد الله ابن عمرو قال: لما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبيذ في الأوعية؛ قالوا: ليس كل الناس يجد، فأرخص لهم في الجر غير المزفت.(3/893)
هكذا هذا الإسناد عند ابن ماهان.
ووقع في النسخة عن أبي العباس الرازي: عن مجاهد، عن عبد الله ابن عمر -يعني: ابن الخطاب-، وكذلك وقع عند السجزي وعند الكسائي، كلهم قال فيه: عن عبد الله بن عمر بن الخطاب.
قال أبو علي: والحديث محفوظ لعبد الله بن عمرو بن العاصي، وكذلك جعله الحميدي وابن أبي شيبة، عن سفيان بن عيينة في مسند عبد الله بن عمرو بن العاصي.
وفي آخر كتاب الأشربة في ((باب تغطية الإناء))
قال مسلم: حدثنا عمرو الناقد، قال نا هاشم بن القاسم، قال نا الليث بن سعد، قال حدثني يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهادي، عن يحيى بن سعيد، عن جعفر بن عبد الله بن الحكم، عن القعقاع بن حكيم، عن جابر بن عبد الله، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((غطوا الإناء وأوكوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباءٌ لا يمر بإناءٍ ليس(3/894)
عليه غطاءٌ، أو سقاءٍ ليس عليه وكاءٌ إلا نزل فيه من ذلك الوباء)).
هكذا إسناد هذا الحديث عن أبي العباس الرازي.
وفي النسخة المقروءة على الجلودي: حدثني يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهادي، ويحيى بن سعيد -بواو العطف-، عن جعفر. وكذلك عند أبي العلاء بن ماهان.
والمحفوظ في هذا الإسناد: الليث، عن يزيد بن عبد الله، عن يحيى بن سعيد، عن جعفر بن عبد الله بن الحكم.
وهكذا خرجه أبو مسعود عن مسلم.
حدثنا أبو عمر أحمد بن محمد، قال نا عبد الوارث بن سفيان، قال نا قاسم بن أصبغ، قال نا الحارث بن أبي أسامة، قال نا أبو النضر هاشم بن القاسم، قال نا الليث، قال حدثني يزيد بن عبد الله بن أسامة الليثي، عن يحيى بن سعيد، عن جعفر بن عبد الله بن الحكم، عن القعقاع بن حكيم، عن جابر بن عبد الله، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((غطوا الإناء وأوكوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباءٌ، لا يمر بإناءٍ ليس عليه غطاءٌ، أو سقاءٍ ليس عليه وكاءٌ إلا نزل فيه من ذلك(3/895)
الوباء.
حدثنا أبو عمر النمري، قال نا عبد الله بن محمد بن يوسف الفرضي، قال نا أبو الحسن علي بن القاسم بن العباس بن الفضل بن شاذان الرازي، قال نا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، قال نا أبو زرعة الرازي، قال نا يحيى بن عبد الله بن بكير، قال نا الليث، عن ابن الهادي، عن يحيى بن سعيد، عن جعفر بن عبد الله بن الحكم، عن القعقاع بن حكيم، عن جابر بن عبد الله، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((غطوا الإناء وأوكوا السقاء، فإن في السنة ليلةً ينزل فيها وباءٌ لا يمر بإناءٍ لم يغط، ولا سقاءٍ لم يوك إلا وقع فيه من ذلك الوباء)).
وفي ((باب التنفس في الإناء))
قال مسلم: حدثنا ابن أبي عمر، قال نا الثقفي، عن أيوب، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يتنفس في الإناء.
هكذا روي إسناد هذا الحديث مجوداً.
ووقع في النسخة عن الجلودي رواية السجزي فيه وهم: قال:(3/896)
عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله، عن أبي قتادة، عن أبيه.
وليس هذا بشيءٍ، إنما هو عبد الله بن أبي قتادة، عن ابيه، واتفق الرازي مع الكسائي وابن ماهان على الصواب.(3/897)
وفي ((كتاب الأطعمة))
قال مسلم: حدثنا ابن أبي شيبة، قال نا خلف بن خليفة، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يومٍ أو ليلة؛ فإذا هو بأبي بكر وعمر؛ فقال: ((ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة))؟ قالا: الجوع، وذكر الحديث.
ثم عقب بعده: حدثنا إسحاق بن منصور، قال نا أبو هشام -يعني المغيرة بن سلمة- قال نا عبد الواحد بن زياد، قال نا يزيد بن كيسان، قال نا أبو حازم، قال سمعت أبا هريرة، بهذا.
هكذا روي هذا الإسناد الثاني مجوداً، عن أبي أحمد الجلودي، من طريق السجزي.
وسقط منه في رواية ابن ماهان والرازي عن أبي أحمد رجلٌ، وهو: عبد الواحد بن زياد، ولا يتصل السند إلا به.
وكذلك خرجه أبو مسعود، عن مسلم، عن إسحاق بن منصور، عن مغيرة بن سلمة، عن عبد الواحد، عن يزيد، عن أبي حازم، عن(3/898)
أبي هريرة.
قال أبو علي: والذي عند أبي العلاء خطأ بين.
قال البخاري: مغيرة بن سلمة أبو هشام، سمع عبد الواحد بن زياد ووهيباً ومروان الفزاري، مات سنة مئتين.
وفي ((الأطعمة)) [أيضاً]
قال مسلم: حدثنا حسن الحلواني، قال نا وهب بن جرير، نا أبي، قال: سمعت جرير بن زيد يحدث عن عمرو بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، قال: رأى أبو طلحة رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعاً في المسجد يتقلب ظهراً لبطن، الحديث.
في نسخة أبي العلاء بن ماهان: سمعت جرير بن يزيد -على مثال: يعيش- بزيادة ياء، وهو وهم، وإنما هو: جرير بن زيد، وهو عم جرير بن حازم.(3/899)
ذكره البخاري وابن أبي حاتم الرازي، قالا: روى عن عامر ابن سعد وتبيع، روى عنه جرير ويزيد ابنا حازم.(3/900)
وفي ((كتاب اللباس))
قال مسلم: حدثنا يحيى بن يحيى، قال نا خالد بن عبد الله، عن عبد الملك، عن عبد الله -مولى أسماء بنت أبي بكر، وكان خال ولد عطاء- قال: أرسلتني أسماء إلى عبد الله بن عمر، فقالت: بلغني أنك تحرم أشياء، وذكر الحديث.
هكذا رواه أبو العلاء بن ماهان والكسائي.
ووقع في أصل الجلودي: وكان خال ولد عطارد، هكذا عنده: عطارد، بزيادة راءٍ ودالٍ، بدل: عطاء.
والصحيح: ما رواه أبو العلاء ومن تابعه.
وفي ((باب الانتعال))
قال مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب، قالا نا ابن إدريس عن الأعمش، عن أبي رزين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا انقطع شسع نعل أحدكم فلا يمش في الأخرى حتى يصلحها)).(3/901)
ثم عقب بعده بحديث علي بن مسهر، عن الأعمش، عن أبي رزين وأبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا.
هكذا وقع في جميع النسخ عندنا: الأعمش، عن أبي رزين وأبي صالح مقرونين، عن أبي هريرة.
وقال أبو مسعود الدمشقي: إنما يرويه أبو رزين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، وكذلك خرجه في كتابه عن مسلم، وذكر أن علي بن مسهر تفرد بهذا.(3/902)
وفي ((كتاب الأدب)) في ((باب الاستلقاء في المسجد))
قال مسلم: حدثنا أبو الطاهر وحرملة، قالا نا ابن وهب، قال أخبرني يونس. قال: وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عباد بن تميم، عن عمه: رأى النبي صلى الله عليه وسلم مستلقياً، إحدى رجليه على الأخرى.
هكذا قال مسلمٌ في الإسناد الثاني: عن إسحاق بن إبراهيم وعبد ابن حميد في رواية أبي أحمد الجلودي والكسائي، وكذلك خرجه أبو مسعود عن مسلم.
وعند ابن ماهان، عن مسلم، عن إسحاق بن منصور وعبد بن حميد جميعاً عن عبد الرزاق. جعل إسحاق بن منصور بدل إسحاق بن إبراهيم.
قال أبو علي: والذي أعتقد صوابه رواية من قال: إسحاق بن إبراهيم؛ لأنهما كثيراً ما يجيئان هكذا مقرونين في رواية مسلم(3/903)
في هذه النسخة عنهما عن عبد الرزاق، وإن كان إسحاق بن منصور -أيضاً- يروي عن عبد الرزاق.
وفي ((باب كراهية الصور))
قال مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال نا علي بن مسهر، عن سعيد بن أبي عروبة، عن النضر بن أنس، قال: كنت جالساً عند ابن عباسٍ حين سأله رجلٌ؛ فقال: إني أصور هذه الصور، وذكر الحديث.
هكذا إسناد هذا الحديث: رواه سعيد بن أبي عروبة، عن النضر بن أنس.
وهم بعضهم؛ فأدخل بينهما قتادة، وليس بشيءٍ، فإنه قد سمع سعيدٌ من النضر بن أنس هذا الحديث وحده.
ذكر البخاري في ((الجامع)): حدثنا عياش، نا عبد الأعلى، نا سعيد بن أبي عروبة، قال: سمعت النضر بن أنس يحدث قتادة، قال: كنت عند ابن عباس، وذكر الحديث.(3/904)
قال البخاري: سمع سعيد بن أبي عروبة من النضر هذا الحديث الواحد.
وخرج مسلم الحديث بعد ذلك من رواية معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن النضر بن أنس. وثبوت قتادة في هذا الإسناد صواب.
وأخرج مسلم في ((باب تسمية المولود))
حديث أنس بن مالك قال: ذهبت بعبد الله بن أبي طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الحديث.
ثم قال: نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا يزيد بن هرون، قال نا ابن عون، عن ابن سيرين، عن أنس بن مالك، قال: كان ابنٌ لأبي طلحة يشتكي، الحديث بطوله.
هكذا في الإسناد: ابن سيرين -غير مسمى-.(3/905)
وخرجه البخاري عن مطر بن الفضل، عن يزيد بن هارون، عن ابن عون، عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك، بهذا، فسماه.
وفي ((باب الشعر والإنشاد))
قال مسلم: حدثنا زهير بن حرب وأحمد بن عبدة، عن ابن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة، عن عمرو بن الشريد أو يعقوب بن عاصم بن الشريد، عن الشريد. قال: أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شيءٌ))؟ قلت: نعم.
هكذا إسناد هذا الحديث.
وفي نسخة أبي العلاء بن ماهان: عن الشريد، عن أبيه، وهو وهم.
والشريد هذا هو الراوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أبوه، وهو: الشريد بن سويد الثقفي.(3/906)
وفي ((باب قتل الحيات والوزغ))
حديث سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قتل وزغةً في أول ضربةٍ فله كذا وكذا)).
ثم عقب بعد ذلك بقوله: حدثنا محمد بن الصباح، قال نا إسماعيل بن زكريا، عن سهيل قال حدثني أخي، عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((في أول ضربةٍ سبعين حسنة)).
هكذا روي في هذا الإسناد، عن أبي أحمد الجلودي: سهيل، حدثني أخي، عن أبي هريرة.
وفي نسخة أبي العباس الرازي، عن أبي أحمد: حدثتني أختي، وكذلك في نسخةٍ عن الكسائي.
وذكر هذا الحديث أبو داود في كتاب ((السنن)) بهذا الإسناد؛ فقال: حدثني أخي أو أختي.
قال أبو علي: حدثنا أبو عمر، قال نا عبد الله، نا محمد بن بكر، قال نا أبو داود، نا محمد بن الصباح، قال نا إسماعيل بن زكريا، عن سهيل قال: حدثني أخي أو أختي عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا.
وفي نسخة أبي العلاء في هذا الإسناد: سهيل، حدثني أبي، عن(3/907)
أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا خطأ.
قال أبو محمد عبد الغني: إسماعيل بن زكريا يقول في هذا الإسناد: حدثني أخي.
قال أبو علي: ولكن وقع في أصل أبي العلاء: حدثني أبي.
وفي كتاب ((الأطراف)) لأبي مسعود: قال سهيل وحدثني أخي عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي ((باب المتشبع بما لم يعط))
قال مسلم: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال نا وكيع وعبدة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة: أن امرأة قالت: يا رسول الله! إن تشبعت من مال زوجي بما لم يعطني؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زورٍ)).
ثم أردف على هذا الحديث أبو العلاء بن ماهان عن مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال نا أبو أسامة. وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال نا أبو معاوية، كلاهما عن هشام بهذا الإسناد.
قال أبو علي: وهذه المتابعة لا تصح أن تكون على إثر حديث ابن نمير هذا، وإنما أتت في رواية أبي أحمد الجلودي وغيره على إثر حديث(3/908)
ابن نمير، قال نا عبدة، عن هشام، عن فاطمة، عن أسماء، قالت: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إن لي ضرةً، فهل علي جناحٌ أن أتشبع من مال زوجي بما لم يعطني؟ الحديث.
قال أبو محمد عبد الغني بن سعيد: وقع في نسخة أبي العلاء بن ماهان حديث أبي بكر وإسحاق على إثر حديث ابن نمير، عن وكيع، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة. يزعم أنه مثل الأول، وهذا خطأ قبيح؛ لأنه عند غيره بعقيب حديث فاطمة، عن أسماء بنت أبي بكر. قال: وليس يعرف حديث هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة إلا من حديث مسلم بن الحجاج، عن ابن نمير، ومن رواية معمر بن راشد.
وقال الدارقطني في إخراج مسلم حديث هشام، عن أبيه، عن عائشة: هذا لا يصح، والصواب: عن عبدة ووكيع وغيرهما، عن هشام، عن فاطمة، عن أسماء.
وقال في كتاب ((العلل)) -أيضاً- في حديث هشام، عن أبيه، عن عائشة: إنما يروي هذا معمر ومبارك بن فضالة. ويرويه غيرهما عن فاطمة، عن أسماء، وهو الصحيح.(3/909)
وفي ((باب النهي عن الجلوس في الطرقات))
قال مسلم: حدثنا سويد بن سعيد، قال حدثني حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إياكم والجلوس في الطرقات)) الحديث.
ثم أردف عليه: حدثنا يحيى بن يحيى، قال نا عبد العزيز بن محمد الدراوردي. وحدثناه محمد بن رافع، قال نا ابن أبي فديكٍ، عن هشام ابن سعد، عن زيد بن أسلم.
هكذا روي هذان الإسنادان، عن أبي أحمد من رواية الرازي؛ لأن السجزي لم يتكرر عنده ولا عند أبي العلاء وغيرهما.
ثم تكرر في موضعٍ آخر من (كتاب الأدب) عند أبي أحمد والكسائي؛ فذكرا حديث سويد بن سعيد، ثم عقبا بعده فقالا: حدثنا يحيى بن يحيى، قال نا عبد الله بن يزيد المقرئ، عن زيد بن أسلم، جعلا مكان عبد العزيز بن محمد، عبد الله بن يزيد المقرئ.
والصواب ما تقدم، وكذلك خرجه أبو مسعود الدمشقي في ((الأطراف))،(3/910)
عن يحيى بن يحيى، عن عبد العزيز الدراوردي، وكذلك رواه ابن ماهان في الموضعين جميعاً لم يكن عنده خلاف.
وفي ((باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم))
قال مسلم: حدثنا شيبان بن فروخ وأبو الربيع، قالا نا عبد الوارث، عن أبي التياح، عن أنس بن مالك، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً.
هكذا إسناد هذا الحديث عند أبي أحمد وغيره.
وفي نسخة أبي العلاء: حدثنا شيبان وأبو الربيع، قالا نا عبد الواحد، عن أبي التياح، جعل مكان عبد الوارث عبد الواحد.
والصواب: عبد الوارث، وهو ابن سعيد التنوري صاحب أبي التياح.
وبعد هذا بيسير
قال مسلم: حدثنا أبو كريب، قال نا الأشجعي. وحدثني محمد ابن حاتم، قال نا عبد الرحمن -يعني ابن مهدي- كلاهما عن سفيان، عن ابن المنكدر، عن جابر، قال: ما سئل رسول اله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط فقال: لا.(3/911)
هكذا إسناده عند أبي العلاء.
وفي نسخة أبي أحمد: حدثني محمد بن المثنى، [نا عبد الرحمن ابن مهدي، عن سفيان. وجعل محمد بن المثنى] بدل محمد بن حاتم.
وعن محمد بن حاتم خرجه أبو مسعود عن مسلم.(3/912)
وفي ((المناقب)) في ((فضل سعد بن أبي وقاص))
قال مسلم: حدثنا منصور بن أبي مزاحم، قال: نا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عبد الله بن شداد، قال: سمعت علياً يقول: ما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه لأحدٍ غير سعد بن مالك.
ثم أردف عليه حديث شعبة عن سعد بن إبراهيم. ثم قال: نا أبو بكر، قال: نا وكيع. وحدثنا أبو كريب وإسحاق، عن محمد بن بشر، عن مسعر. وحدثنا ابن أبي عمر، قال نا سفيان، عن مسعر: كلهم عن سعد بن إبراهيم، عن ابن شداد، عن علي بذلك.
قال أبو مسعود الدمشقي: هكذا رواه مسلم: حدثنا أبو بكر، نا وكيع. وأسقط منه سفيان؛ فتوهم الناس أنه: وكيع عن مسعر، وإنما رواه أبو بكر في ((المسند)) وفي المغازي، وفي غير موضعٍ: عن وكيع، عن سفيان عن سعد.(3/913)
حدثنا أبو عمر النمري، نا سعيد بن نصر، نا قاسم، نا ابن وضاح، نا ابن أبي شيبة، نا وكيع، عن سفيان، عن سعد بن إبراهيم، عن عبد الله بن شداد، عن علي بن أبي طالب، قال: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفدي أحداً بأبويه إلا سعداً، فإني سمعته يقول يوم أحدٍ: ((ارم فداك أبي وأمي)).
وفي ((باب فضل عبد الله بن عمرو بن حرام))
قال مسلم: حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خلفٍ، قال نا زكريا بن عدي، قال نا عبيد الله بن عمرو، عن عبد الكريم، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: جيء بأبي يوم أحدٍ مجدعاً، فوضع بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم.
هكذا روي عن أبي أحمد والكسائي.
وعند أبي العلاء بن ماهان: عبد الكريم، عن محمد بن علي، عن جابر. جعل بدل محمد بن المنكدر، محمد بن علي، وهو: ابن الحسين بن علي بن أبي طالب.
ومن حديث محمد بن المنكدر عن جابر خرجه أبو مسعود الدمشقي، وهو الصواب.(3/914)
وفي ((فضل جرير بن عبد الله))
حديث إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن جرير: حيث بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذي الخلصة.
وفي آخره قال: فجاء بشير جريرٍ أبو أرطأة حصين بن ربيعة يبشر النبي صلى الله عليه وسلم.
في بعض النسخ: حسين بن ربيعة -بالسين-، وكذا وقع عند الجلودي والكسائي ورواتهما، وليس بشيء.
ووقع عند ابن ماهان وحده: حصين بالصاد المهملة، وهو الصواب.
وفي ((الفضائل -أيضاً-))
قال مسلم: حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة ومحمد ابن العلاء: كلهم عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تسبوا أصحابي)) الحديث.
هكذا قال مسلم في إسناد هذا الحديث، عن شيوخه، عن أبي هريرة.(3/915)
قال أبو مسعودٍ الدمشقي: هذا وهم، والصواب من حديث أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري لا عن أبي هريرة، وكذلك رواه يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب والناس.
قال أبو علي: حدثنا أبو عمر النمري، قال: نا سعيد بن نصر، نا قاسم بن أصبغ، قال نا محمد بن وضاح، قال نا أبو بكر بن أبي شيبة، قال نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحدٍ ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه)).
وسئل أبو الحسن الدارقطني عن إسناد هذا الحديث، فقال:
يرويه الأعمش، واختلف عنه؛ فرواه زيد بن أبي أنيسة، عن الأعمش عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
وقال أبو مسعود: عن أبي داود، عن شعبة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة كذلك -أيضاً-.(3/916)
واختلف على أبي عوانة، فرواه عفان ويحيى بن حماد عن أبي عوانة، عن الأعمش كذلك، ورواه مسدد وأبو كامل وشيبان عن أبي عوانة، فقالوا: عن أبي هريرة وأبي سعيد.
وكذلك قال نصر بن علي، عن ابن داود الخريبي، عن الأعمش.
وقال مسدد، عن الخريبي، عن أبي سعيد وحده بغير شك، وهو الصواب عن الأعمش.
ورواه زائدة، عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، والصحيح: عن أبي صالح، عن أبي سعيد.
قال أبو علي: أنا أبو عبد الله محمد بن سعدون، قال نا أبو الحسن محمد بن علي بن صخر الأزدي -القاضي بمكة- بانتقاء أبي نصر الوائلي الحافظ، قال نا أبو القاسم عمر بن محمد بن سيف، قال نا الحسن بن محمد بن شعبة، قال نا أبو حاتم -يعني محمد بن إدريس الرازي- قال نا مسلم بن إبراهيم، قال نا شعبة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تسبوا أصحابي، فلو أنفق أحدكم مثل أحدٍ ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه)).(3/917)
قال أبو نصر: هذا حديث غريب، والمحفوظ فيه عن شعبة: عن أبي سعيد الخدري، وكذلك رواه عنه ابن أبي عدي، ومعاذ بن معاذ، وآدم بن أبي إياس، وغيرهم، وهو في ((الصحيحين)).
وكذلك رواه وكيع بن الجراح، وجرير، ومحاضر، وغيرهم، عن الأعمش.
واختلف فيه على أبي معاوية، عن الأعمش؛ فخرجه مسلم وحده عن يحيى وأبي كريب، وأبي بكر، عن أبي معاوية في مسند أبي هريرة.
ورواه جماعةٌ عن أبي معاوية في مسند أبي سعيد الخدري.
قال أبو نصر: ومن الناس من ينسب مسلماً فيه إلى الوهم.
وأخبرنا ابن سعدون، قال نا أبو الحسن بن صخر الأزدي، قال نا أبو حفص عمر بن إبراهيم الكناني المقرئ ببغداذ، قال نا أبو حامد(3/918)
محمد بن هارون، قال نا محمد بن معاوية، قال نا داود بن الزبرقان، عن محمد بن جحادة، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تسبوا أصحابي)) الحديث.(3/919)
ومن ((كتاب الأدب))
حديث النواس بن سمعان الأنصاري: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم، الحديث.
هكذا نسب في هذا الإسناد: الأنصاري، والمشهور فيه: النواس الكلابي، من بني أبي بكر بن كلاب، [إلا أن يكون حليفاً للأنصار. وهو النواس بن سمعان بن خالد بن عمرو بن قريط بن عبد بن أبي بكر ابن كلاب]، هكذا نسبه المفضل بن غسان الغلابي، عن يحيى بن معين.
وفيه أيضاً
قال مسلم: حدثنا محمد بن المثنى، قال نا أبو داود، قال نا شعبة، عن قتادة، عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تحاسدوا ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخواناً)).(3/920)
ثم عقب بعد هذا بقوله: حدثنا علي بن نصر، قال نا وهب بن جرير، قال نا شعبة، بهذا الإسناد مثله.
هكذا عند أبي أحمد: حدثنا علي بن نصر، وهو: أبو الحسن علي ابن نصر بن علي بن نصر الجهضمي، روى مسلمٌ عن أبيه: نصر بن علي كثيراً، وروى عن ابنه علي بن نصر في هذا الموضع.
وفي نسخة أبي العلاء بن ماهان: حدثنا نصر بن علي، قال نا وهب ابن جرير، بدل علي بن نصر، ورواية أبي أحمد الصواب.
ذكر مسلم بعد هذا بأحاديث حديث الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تجسسوا)).
ثم أردف على هذا: حدثنا علي بن نصر، قال نا وهب بن جرير، قال نا شعبة، عن الأعمش بهذا الإسناد: ((لا تقاطعوا ولا تدابروا)) الحديث.
ولم تختلف النسخ في هذا الموضع في هذه المتابعة أنها عن علي ابن نصر، ومات علي بن نصر هذا مع أبيه نصر بن علي في سنة(3/921)
واحدةٍ، سنة خمسين ومئتين، توفي الأب في ربيع الآخر، ومات ابنه في شعبان من السنة المذكورة.
وفي ((باب عيادة المريض)) من ((كتاب الأدب -أيضاً-))
ذكر فيه مسلمٌ حديث حماد بن زيد، [عن أيوب] عن أبي قلابة، ومن حديث هشيم ويزيد بن زريع، كلاهما عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة -أيضاً- عن أبي أسماء، عن ثوبان، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من عاد مريضاً لم يزل في خرفةٍ الجنة حتى يرجع)).
قال أبو علي: ويروى إسناد هذا الحديث -أيضاً- عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث، عن أبي أسماء، ذكره مسلم أيضاً من حديث يزيد بن هارون، عن عاصم الأحول، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من عاد مريضاً لم يزل في خرفة الجنة)) قيل: يا رسول الله! وما خرفة الجنة؟ قال: ((جناها)).(3/922)
قال أبو عيسى الترمذي: سألت البخاري عن إسناد هذا الحديث، فقال: رواه أبو غفار وعاصم، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: وأحاديث أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان، ليس فيها أبو الأشعث إلا هذا الحديث الواحد.
وذكر أبو بكر الأثرم عن أحمد بن حنبل أنه قال: أبو قلابة وقع إلى الشام، وهو يروي عن أبي الأشعث وأبي أسماء، وأراه قد سمع منهما، وروى -أيضاً- عن أبي الأشعث، عن أبي أسماء.(3/923)
وفي ((كتاب التوبة))
قال مسلم: حدثنا يحيى بن يحيى وجعفر بن حميد كلاهما عن عبيد الله بن إياد، عن إيادٍ، عن البراء بن عازبٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كيف تقولون بفرح رجلٍ انفلتت منه راحلته تجر زمامها بأرضٍ قفرٍ)).
هكذا خرج مسلم هذا الحديث عن يحيى بن يحيى وجعفر بن حميد في رواية ابن ماهان والكسائي.
وجعفرٌ هذا هو: شيخ لمسلم، لم يرو عنه إلا هذا الحديث، وهو كوفي يعرف بـ ((زنبقة))، حدث عنه بقي بن مخلد من أهل بلدنا.
وخرجه أبو مسعود عن جعفر بن حميد، وهو الصواب.
وروي عن أبي أحمد الجلودي: حدثنا يحيى بن يحيى وعبد بن حميد، مكان جعفر بن حميد، وهو وهم/
وفي ((توبة كعب بن مالك))
الحديث الطويل: هلال بن أمية الواقفي، ومرارة بن الربيع العامري.(3/924)
هكذا قال: العامري، وإنما هو: العمري، من بني عمرو بن عوف.
وفي ((باب مثل المؤمن مثل النخلة))
قال مسلم: حدثنا ابن نمير، نا أبي، نا سيف، قال: سمعت مجاهداً يقول: سمعت ابن عمر يقول: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بجمارٍ.
في نسخة ابن الحذاء: حدثنا ابن نمير، نا أبي، نا سفيان، سمعت مجاهداً، جعل سفيان بدل سيف، والصواب: سيف.
وهو: سيف بن أبي سليمان يروي عن مجاهد، ويقال فيه: سيف بن سليمان، وسيف أبو سليمان، كل محفوظ.
قال البخاري: وكيع يقول: سيف أبو سليمان، وابن المبارك يقول: سيف بن أبي سليمان، ويحيى القطان يقول: سيف بن سليمان.(3/925)
وفي ((صفة الجنة))
قال مسلم: حدثنا حجاج بن الشاعر، قال حدثني أبو النضر هاشم ابن القاسم، قال حدثني إبراهيم بن سعد، نا أبي، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((يدخل الجنة أقوامٌ أفئدتهم مثل أفئدة الطير)).
هكذا إسناد هذا الحديث عند أبي العلاء، وفي نسخة السجزي عن أبي أحمد مثله.
ووقع في نسخة الرازي والكسائي: إبراهيم بن سعد، نا أبي، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، بزيادة رجلٍ في السند، وهو الزهري، والصواب: رواية ابن ماهان ومن تابعه.
وكذلك خرجه أبو مسعود من طريق مسلم من حديث: إبراهيم ابن سعد، عن أبيه، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، ولا أعلم لسعد بن إبراهيم رواية عن الزهري، والله أعلم.
وقال الدراقطني في كتاب ((العلل)): ((لم يتابع أبو النضر على(3/926)
وصله عن أبي هريرة، والمحفوظ عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي سلمة مرسلاً، وكذلك رواه يعقوب وسعد ابنا إبراهيم بن سعد وغيرهما، عن إبراهيم بن سعد، قال: والمرسل الصواب.
وبعد هذا في ((صفة النار))
قال مسلم: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: نا أبي، عن العلاء بن خالد الكاهلي، عن شقيق، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يؤتى بجنهم يومئذٍ لها سبعون ألف زمامٍ)) الحديث.
في نسخة ابن ماهان: العلاء بن خالد الباهلي، وهو وهم، وصوابه: الكاهلي، وكاهل من بني أسد بن خزيمة.
وبعد هذا -أيضاً-
قال مسلم: حدثني عبد الرحمن بن بشر العبدي، قال: نا يحيى ابن سعيد، عن هشام صاحب الدستوائي، قال نا قتادة، عن مطرف، عن عياض بن حمار أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب ذات يومٍ فقال: ((ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا: كل مالٍ نحلته عبداً حلالٌ وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، فاجتالتهم الشياطين)) الحديث.(3/927)
ثم قال في آخره: قال يحيى، قال شعبة، عن قتادة: سمعت مطرفاً في هذا الحديث.
هكذا يروى عن الجلودي والكسائي.
وفي نسخة ابن ماهان: قال يحيى، قال سعيد: عن قتادة: سمعت مطرفاً بهذا الحديث، جعل سعيد بن أبي عروبة بدل شعبة.
وفي باب قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لقتلى بدرٍ: ((هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً))
قال مسلم: حدثنا إسحاق بن عمر بن سليط الهذلي، نا سليمان ابن المغيرة، عن ثابت، عن أنس. قال: وحدثنا شيبان بن فروخ، قال نا سليمان، عن ثابت، عن أنس قال: كنت مع عمر بين مكة والمدينة فترائينا الهلال، الحديث.
في نسخة ابن الحذاء: حدثنا شيبان بن عبد الرحمن، نا سليمان، وهذا خطأ فاحش، وصوابه: شيبان بن فروخ، وهو الأبلي من شيوخ مسلم، وأما شيبان بن عبد الرحمن، فهو النحوي، يكنى أبا معاوية، وليس في طبقة من يروي عنه مسلمٌ، هو أعلى من ذلك.(3/928)
وفي ((كتاب الفتن)) ((إذا تواجه المسلمان بسيفيهما))
قال مسلم: حدثنا أبو كامل فضيل بن حسين، قال نا حماد بن زيد، عن أيوب ويونس، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس، عن أبي بكرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا تواجه المسلمان)).
هكذا إسناد هذا الحديث.
وفي نسخة أبي العلاء: نا أبو كامل، نا حماد بن سلمة، عن أيوب ويونس، جعل الحديث لحماد بن سلمة، والمحفوظ حماد بن زيد، وكذلك خرجه أبو داود عن أبي كامل، عن حماد بن زيد، وخرج البخاري عن عبد الرحمن بن المبارك، عن حماد بن زيد، عن أيوب ويونس بهذا.(3/929)
وفي ((كتاب الفتن -أيضاً-))
قال مسلم: حدثنا ابن أبي عمر المكي، نا مروان، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده ليأتين على الناس زمانٌ لا يدري القاتل في أي شيء قتل، ولا يدري المقتول في أي شيءٍ قتل)).
ثم عقب بعده بإسنادٍ آخر، فقال: نا عبد الله بن عمر بن أبان وواصل بن عبد الأعلى، قالا نا محمد بن فضيل، عن أبي إسماعيل الأسلمي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا.
قال: وفي رواية ابن أبان قال: هو يزيد بن كيسان -يعني أبا إسماعيل- لم يذكر الأسلمي.
هكذا وقع في النسخ، يريد مسلم أن شيخيه اختلفا؛ فقال واصلٌ: عن ابن فضيل، عن أبي إسماعيل الأسلمي -يعني به بشير بن سلمان-. وقال عبد الله بن عمر بن أبان: عن ابن فضيل، عن أبي إسماعيل، ولم يذكر الأسلمي، يعني به يزيد بن كيسان.(3/930)
وهذا يحتاج إلى مقدمة تذكر هاهنا، وهي: أن نعلم أن يزيد بن كيسان اليشكري يكنى: أبا إسماعيل، وأن أبا إسماعيل الأسلمي رجلٌ آخر اسمه: بشير بن سلمان، وكلاهما روى عن أبي حازم، وقد اشتركا في غير حديثٍ عن أبي حازم الأشجعي، وقد بين ذلك أبو محمد بن الجارود في كتاب ((الكنى)) له، فقال: ((أبو إسماعيل بشير بن سلمان، كوفي، عن أبي حازم، روى عنه زهير، ومحمد بن فضيل.
ثم قال بعد هذا: أبو إسماعيل يزيد بن كيسان اليشكري، عن أبي حازم، كناه عبد الواحد.
قال أبو محمد بن الجارود: وقد اشترك بشير أبو إسماعيل الأسلمي، وأبو إسماعيل يزيد بن كيسان اليشكري في غير حديث. ثم ذكر منها عدة أحاديث.
منها: ما رواه أبو حازم، عن أبي هريرة: أن رجلاً أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني تزوجت امرأةً من الأنصار على ثماني أواقي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل)).
ومنها: حديثٌ آخر يرويه أبو حازم، عن أبي هريرة: أن عمر خرج من(3/931)
بيته، وذكر ذهاب النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر إلى بيت رجلٍ من الأنصار، وقوله لهما: ((ما أخرجكما))؟ قالا: الجوع، الحديث بطوله.
ومنها: ما رواه أبو حازم، عن أبي هريرة في تعريس النبي صلى الله عليه وسلم بطريق مكة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى ركعتي الفجر بعدما طلعت الشمس.
ومنها: حديث أبي حازم، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((والذي نفسي بيده لن تذهب الدنيا حتى يتمرغ الرجل على القبر فيقول: ليتني صاحب هذا القبر)).
ذكر ابن الجارود هذه الأحاديث عن أبي إسماعيل الأسلمي، وأبي إسماعيل اليشكري، عن أبي حازم، عن أبي هريرة.
وخرج مسلمٌ من هذه الأحاديث المشترك فيها مما لم يذكره ابن الجارود: حديث فضل ((قل هو الله أحد)) من حديث يزيد بن كيسان، وبشير أبي إسماعيل كلاهما عن أبي حازم، عن أبي هريرة.
ثم قال أبو محمد: فقد بان بما ذكرنا من الدلائل أن أبا إسماعيل بشيراً، غير أبي إسماعيل يزيد، وإن اتفقا في الرواية؛ لأن بشيراً هو:(3/932)
ابن سلمان الأسلمي، وأبو إسماعيل: يزيد بن كيسان.
[قال أبو علي: فكذلك هذا الحديث الواقع في كتاب الفتن، أخرجه مسلم أولاً من حديث يزيد بن كيسان]، ثم أخرجه بعد ذلك من حديث أبي إسماعيل الأسلمي، إلا في رواية عبد الله بن عمر بن أبان؛ فإنه جعله عن يزيد بن كيسان أبي إسماعيل، ولذلك لم يذكر الأسلمي في نسبه، والله أعلم.
وفي ((قصة ابن صياد الدجال))
قال مسلم: حدثنا حرملة بن يحيى، قال أنا ابن وهب، قال أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، أن سالم بن عبد الله أخبره: أن عبد الله بن عمر أخبره: أن عمر انطلق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهطٍ قبل ابن صياد، الحديث.
ووقع هذا الإسناد في رواية أبي العلاء بن ماهان منقطعاً، ذكره(3/933)
عن الزهري، عن سالم أن عمر بن الخطاب. لم يذكر فيه: عبد الله بن عمر، والصواب: قول من أسنده.(3/934)
وفي ((كتاب الزهد))
قال مسلم: حدثنا عمرو الناقد، قال نا عبدة بن سليمان. قال: ويحيى بن يمان نا، قال نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: إن كنا آل محمدٍ لنمكث شهراً ما نستوقد بنارٍ، إن هو إلا التمر والماء.
هكذا إسناد هذا الحديث عند أبي أحمد الجلودي: قال ويحيى ابن يمان نا عن هشام، ومعناه: أن عبدة وابن يمان يرويان الحديث عن هشام بن عروة، فالقائل: ((ويحيى بن يمان نا)) هو: عمرو الناقد.
وفي نسخة ابن الحذاء: نا عمرو الناقد، قال نا عبدة، قال نا يحيى ابن يمان عن هشام، وهذا وهم، ليس يروي عبدة عن يحيى بن يمان، والصواب: رواية أبي أحمد.
وبعد هذا
قال مسلم: حدثنا محمد بن عباد، وابن أبي عمر، قالا: نا مروان، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: والذي نفسي بيده ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله ثلاث ليالٍ تباعاً، الحديث.(3/935)
في نسخة ابن الحذاء، عن ابن ماهان: حدثنا محمد بن غسان وابن أبي عمر، جعل غسان موضع عباد، وهو وهم، والصواب: محمد بن عباد، وهو المكي.
وفي ((باب حثي التراب في وجوه المداحين))
قال مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن المثنى، قالا نا عبد الرحمن، عن سفيان، عن حبيب، عن مجاهدٍ، عن أبي معمر، قال: قام رجلٌ يثني على أميرٍ من الأمراء، الحديث.
هكذا إسناد هذا الحديث.
وفي نسخة ابن ماهان: سفيان، عن حميد، عن مجاهد. جعل حميداً مكان حبيب، وهو تصحيف، والصواب: حبيب، وهو ابن أبي ثابت.
وفي ((باب آخر سورة نزلت جميعاً))
قال مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وهارون بن عبد الله، وعبد بن حميد جميعاً عن جعفر بن عون، قال أنا أبو عميس عن عبد المجيد بن سهيل، عن عبيد الله بن عبد الله، قال لي ابن عباسٍ:(3/936)
أتعلم آخر سورةٍ نزلت جميعاً؟ قلت: نعم؛ {إذا جاء نصر الله والفتح} قال: صدقت.
في نسخة ابن ماهان في إسناد هذا الحديث: عبد الحميد بن سهيل، مكان عبد المجيد، والصواب: عبد المجيد -بالجيم وتقديم الميم عليها- والله الموفق للصواب.
قال أبو علي: انتهى ما ذكرنا من العلل، ومن إصلاح الأوهام الواقعة في الكتابين التي جاءت من قبل الرواة عن البخاري ومسلم -رحمهما الله-. ومن جمع إلى كتابنا هذا كتاب ((الاستدراكات)) التي أملاها أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني عليهما في كتابيهما الصحيحين، فقد جمع علماً كثيراً مما يتعلق بالكتابين، ومتناً صالحاً من العلل وعلم الحديث. و((الاستدراكات)) جزءان.(3/937)
كتاب التعريف بشيوخٍ حدث عنهم البخاري وأهمل أنسابهم(3/939)
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على محمد رسوله الكريم وآله وسلم
الحمد لله وحده، والصلاة على من لا نبي بعده.
هذا كتاب يشتمل على التعريف بشيوخٍ حدث عنهم محمد بن إسماعيل البخاري في كتابه، وأهمل أنسابهم، وذكر ما يعرفون به من قبائلهم وبلدانهم، مثل ما يقول: نا محمد، نا أحمد، ولا ينسبهما، ونا إسحاق، ولا يزيد على ذلك شيئاً.
وقد جمع أبو عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري المعروف بالحاكم في كتابه الذي رسمه بـ ((المدخل إلى معرفة الصحيح من السقيم)) باباً في هذا المعنى، لكنه لم يستوعب كل ما في الكتاب من ذلك. وتكلم أيضاً أبو نصرٍ أحمد بن محمد بن الحسن المعروف بالكلاباذي في كتابه المسمى بـ ((الإرشاد في معرفة أهل الثقة والسداد)) في رجال(3/941)
للبخاري في هذا الباب، ونسب جماعةً منهم. وقد نسب أبو علي ابن السكن جماعةً منهم في نسخته من ((الجامع))، التي رواها عن محمد بن يوسف الفربري عن البخاري. ونسب أيضاً أبو ذر عبد بن أحمد الهروي عن مشايخه الثلاثة الراوين عن الفربري، في نسخته من ((الجامع)) جماعةً منهم، وغير من ذكرنا من أهل العلم بالصناعة، كأبي الحسن الدارقطني، وأبي أحمد بن عدي، وأبي مسعودٍ إبراهيم بن محمد الدمشقي، فإنهم تكلموا على هذه الأسماء، واستدلوا بالشيء بعد الشيء، إلى أن وقفوا على الحقيقة في أكثر ذلك.
فجمعت في هذا الباب ما انتهى إلي من كلامهم، ولخصته وبينته، ليرتفع اللبس في ذلك عن الناظر في جمعنا هذا، وخرجت ما اتفق لي ذكره من هذه الأسماء على حروف المعجم، تقريباً على الطالب، والله الموفق للصواب.(3/942)
فمن ذلك في حرف الألف ممن اسمه أحمد
قال البخاري في كتاب الصلاة في موضعين، وفي الجنائز في موضعين، وفي العيدين، وفي الحج في ثلاثة مواضع، وفي الجهاد، والمغازي، وبدء الخلق، وتفسير سورة الأحقاف: ((حدثنا أحمد، نا ابن وهب)).
نسبه أبو علي ابن السكن في نسخته التي رويناها من طريق أبي محمد بن أسدٍ عنه، فقال فيه: ((أحمد بن صالح المصري)).(3/943)
وأما الثلاثة المواضع التي في الحج، فنسبه أبو ذر وغيره ((أحمد ابن عيسى)).
أحدها: في باب قوله: {يأتوك رجالاً}.
والموضع الثاني: في باب مهل أهل نجد.
والموضع الثالث: في باب الطواف على وضوء.
وهو أبو عبد الله أحمد بن عيسى التستري، مصري الأصل، يروي عن عبد الله بن وهب. قال أبو نصر: روى عنه البخاري في غزوة خيبر، وغزوة مؤتة، وغير موضعٍ.
وقال الحاكم في ((المدخل)): روى البخاري في كتاب الصلاة في ثلاثة مواضع ((عن أحمد عن عبد الله بن وهب))، فقيل: إنه أحمد بن صالح المصري، يكنى أبا جعفر، ويعرف بالطبراني.
قلت: وكان صديقاً لأحمد بن حنبل، وجرت بينهما مذاكراتٌ.
وقيل: إنه أحمد بن عيسى التستري، ولا يخلو أن يكون واحداً منهما، فقد روى عنهما في ((الجامع))، ونسبهما في مواضع.(3/944)
وذكر أبو نصرٍ أحمد بن محمد بن الحسن الكلاباذي قال: قال لي أبو أحمد الحافظ محمد بن محمد بن إسحاق النيسابوري: ((أحمد عن ابن وهب)) في ((جامع)) البخاري، هو: ابن أخي ابن وهب.
قال أبو عبد الله الحاكم: من قال: إنه ابن أخي ابن وهب، فقد وهم وغلط، والدليل على ذلك أن المشايخ الذين ترك البخاري الرواية عنهم في ((الجامع الصحيح))، قد روى عنهم في سائر مصنفاته كابن صالح وغيره، وليس عن ابن أخي ابن وهبٍ روايةً في موضع، فهذا يدلك على أنه لم يكتب عنه، أو كتب عنه ثم ترك الرواية عنه أصلاً، والله أعلم.
وقال أبو نصر الكلاباذي: قال لي أبو عبد الله بن مندة الأصبهاني: كل ما قال البخاري في ((الجامع)): ((نا أحمد عن ابن وهب)) فهو ابن صالحٍ المصري، ولم يخرج البخاري عن أحمد بن عبد الرحمن ابن أخي(3/945)
ابن وهب في ((الصحيح)) شيئاً، وإذا حدث عن أحمد بن عيسى نسبه.
باب
وقال في كتاب التوحيد: حدثني أحمد -غير منسوب- عن محمد بن أبي بكر المقدمي، عن حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنسٍ قال: جاء زيد بن حارثة يشكو، وذكر الحديث.
وقال في تفسير سورة الأنفال: حدثني أحمد، نا عبيد الله بن معاذٍ، حدثني أبي، نا شعبة، عن عبد الحميد، سمع أنساً قال أبو جهل: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك، الحديث.
لم ينسب أبو علي بن السكن ولا غيره من رواة ((الجامع)) أحمد هذا فيما رويناه عنهم.
وقال أبو عبد الله الحاكم: هو عندي أحمد بن النضر بن عبد الوهاب النيسابوري، يعني في الموضعين جميعاً. فقد بلغنا أن محمد بن إسماعيل كان يكثر الكون بنيسابور عند ابني النضر: أحمد ومحمدٍ، وقد روى أيضاً عن محمدٍ عن عبيد الله بن معاذٍ في تفسير هذه السورة.(3/946)
وقال أبو نصرٍ الكلاباذي: ((أحمد عن محمد بن أبي بكر المقدمي)) الذي في كتاب التوحيد، يقال: إنه أحمد بن سيار بن أيوب بن عبد الرحمن أبو الحسن المروزي.
قال: وأما الذي حدث عنه عن عبيد الله بن معاذ، فقال لي أبو أحمد الحافظ وأبو عبد الله ابن البيع: إنه أحمد بن النضر بن عبد الوهاب النيسابوري.
قال ابن أبي حاتم الرازي: رأيت أبي يطنب في أحمد بن سيار، ويصفه بالعلم والفقه.
باب
وقال في باب إتيان اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم: حدثنا أحمد، أو محمد بن عبيد الله، قال: نا أبو أسامة.
قال أبو عبد الله الحاكم وأبو نصر الكلاباذي: هو أحمد بن عبيد الله الغداني البصري، وعبيد الله كنيته أبو صخر.
قال أبو علي: هكذا قال في ((الجامع)): ((أحمد أو محمد)) على(3/947)
الشك في اسمه، وذكره في كتاب ((التاريخ)) في باب أحمد، ولم يشك فيه. وكذلك ذكر أباه في باب عبيد الله، وقال: وروى عنه ابنه أحمد.
قال أبو علي: وغدانة قبيلةٌ في تميم، وهم غدانة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، ينسب إليهم الغداني بتخفيف الدال، وقد تقدم هذا في الجزء الأول من علل البخاري.
باب
وقال في الوضوء والإجارات وغير ذلك: حدثنا أحمد بن محمد المكي، نا عمرو بن يحيى بن سعيد.
ويروي عن إبراهيم بن سعد أيضاً، وهو أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي المكي أبو محمد. قال البخاري: فارقناه حياً سنة اثنتي عشرة ومائتين.
باب
وقال في مواضع من الكتاب: حدثنا أحمد بن محمد، عن ابن المبارك.(3/948)
قال أبو عبد الله النيسابوري: هو أحمد بن محمد بن موسى المروزي، يكنى أبا العباس ويلقب مردويه.
وقال أبو الحسن الدارقطني: أحمد بن محمد عن ابن المبارك، هو أحمد بن محمد بن ثابت يعرف بابن شبويه.
باب
وقال في كتاب الحج والنكاح: حدثنا أحمد بن أبي عمرو، قال: نا أبي، قال: نا إبراهيم بن طهمان.
قال أبو عبد الله الحاكم وأبو نصر، وغيرهما: هو أحمد بن حفص بن عبد الله بن راشد أبو علي السلمي مولاهم النيسابوري، وكان أبوه على قضاء نيسابور.
والحديث الذي في الحج يرويه إبراهيم بن طهمان عن حجاج بن حجاج عن قتادة عن عبد الله بن أبي عتبة عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليحجن البيت أو ليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج)). حدثناه أبو عمر النمري، نا خلف بن قاسم، نا أبو علي بن السكن، نا أبو حامد(3/949)
أحمد بن محمد بن الشرقي، نا أحمد بن حفص ابن عبد الله بن راشد، نا أبي، نا إبراهيم بن طهمان، فذكره.
والحديث الذي في النكاح، يرويه أيضاً إبراهيم بن طهمان عن يونس عن الحسن قوله تعالى: {فلا تعضلوهن} قال: حدثني معقل ابن يسار أنها نزلت فيه، قال: زوجت أختاً لي، وذكر الحديث. حدثناه أبو عمر النمري أيضاً عن خلف بن قاسم، نا ابن السكن، نا مكي بن عبدان، قال: حدثني أحمد بن حفص بن عبد الله بن راشد، حدثني أبي، حدثني إبراهيم بن طهمان، فذكره.
وهكذا نسبه ابن السكن أحمد بن حفص في ((الجامع)) أيضاً.
باب
وقال في كتاب العمرة: حدثني أحمد بن الحجاج، حدثني أنس ابن عياضٍ، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج إلى مكة يصلي في مسجد الشجرة.
قال أبو عبد الله الحاكم وأبو نصرٍ: هو أبو العباس الذهلي، ويقال: الشيباني المروزي، مات يوم عاشوراء سنة اثنتين وعشرين ومئتين.(3/950)
قال أبو علي: الذهلي والشيباني واحد، وذهل في شيبان، ولم يرو عنه البخاري غير هذا الحديث الواحد.
باب
وقال في مناقب أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-: حدثنا أحمد ابن أبي الطيب، نا إسماعيل بن مجالد، أنا بيان بن بشر، عن وبرة عن همام سمعت عمار بن ياسر يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معه إلا خمسة أعبدٍ وامرأتان وأبو بكر.
قال أبو عبد الله النيسابوري وغيره: هو أحمد بن سليمان أبو سليمان، مولى لبعض المراوزة، وأبوه سليمان يكنى أبا الطيب، كان على شرط بخارى.
وقال أبو زرعة الرازي: هو بغداذي الأصل، خرج إلى مرو، ثم رجع فسكن الري. كتبنا عنه.
ونسبه أبو محمد الأصيلي في نسخته: أحمد بن سليمان أيضاً، وقال: إنه مروزي.(3/951)
باب
وقال في الصلاة والذبائح والتفسير والحيض: حدثنا أحمد بن أبي رجاءٍ، عن يحيى القطان، ويحيى بن آدم، والنضر بن شميل، وأبي أسامة، وروح بن عبادة.
قال أبو عبد الله وأبو نصر: هو أبو الوليد الحنفي الهروي، وأبوه -أبو رجاءٍ- اسمه عبد الله بن أيوب.
باب
وقال في تفسير سورة {لم يكن}: حدثني أحمد بن أبي داود المنادي، نا روح بن عبادة.
قال أبو عبد الله الحاكم وابن مندة الأصبهاني: المشهور عند أهل بغداذ أنه محمد بن عبيد الله بن أبي داود المنادي، فاشتبه اسمه(3/952)
على أبي عبد الله.
وقد تكلمنا عليه بأكثر من هذا فيما تقدم من كتابنا.
باب
وقال في الصلاة والجهاد وفضائل الصحابة: حدثنا أحمد بن واقد، نا حماد بن زيد.
نسبه أبو نصرٍ وغيره: ((أحمد بن عبد الملك بن واقد أبو يحيى الحراني. قال ابن مندة الأصبهاني: هو مولى بني أسد، وأثنى عليه أحمد بن حنبل، وقال: مات عندنا ببغداذ، وكان حافظاً)).
باب
وقال في العيدين والذبائح والديات: حدثنا أحمد بن(3/953)
يعقوب، نا إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاصي.
وقال في مناقب الأنصار: نا أحمد بن يعقوب، قال: حدثني عبد الرحمن بن الغسيل.
قال أبو علي: هو أحمد بن يعقوب أبو يعقوب المسعودي الكوفي، هكذا نسبه ابن السكن، وأبو محمد الأصيلي في ((الجامع)).
قال أبو عبد الله الحاكم: هو قديم جليل مسند.
وقال ابن أبي حاتم: روى عنه أبو سعيد الأشج.
باب
وقال في آخر كتاب المغازي: حدثني أحمد بن الحسن، نا أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال، نا معتمر، عن كهمس، عن ابن بريدة، عن أبيه أنه غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم ست عشرة غزوةً.(3/954)
قال أبو نصر وأبو عبد الله: هو أبو الحسن أحمد بن الحسن الترمذي، أحد حفاظ خراسان، وهو مشهور بالأخذ عن أحمد بن حنبل، وقد كتب عنه أبو زرعة الرازي.
قال أبو علي: ولم يحدث البخاري عن أحمد بن حنبل في ((الجامع)) بشيء، ولا أورد من حديثه شيئاً غير هذا الحديث الواحد، غير ما استشهد به في بعض المواضع.
باب
وقال في المناسك في باب تقبيل الحجر: حدثنا أحمد بن سنان، سمع يزيد بن هارون، أنا ورقاء، نا زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: رأيت عمر قبل الحجر.
قال أبو علي: أحمد بن سنان هذا هو أبو جعفر أحمد بن سنان ابن حبان القطان، هكذا نسبه الدارقطني.
كان ثقة ثبتاً. قال أبو عبد الله الحاكم: عاش بعد أبي عبد الله(3/955)
البخاري سنتين.
وهذا الحديث حدثناه أبو عمر النمري، قال: نا خلف بن قاسم، نا أبو علي بن السكن، نا علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، قال: نا أحمد بن سنان القطان، نا يزيد بن هارون، فذكره.
باب
وقال في كتاب الصلاة، وذكر بني إسرائيل، وصفة النبي صلى الله عليه وسلم، وغزوة الحديبية، وتفسير سورة الفتح، وفي أول كتاب التوحيد، وغير هذه المواضع: ((حدثنا أحمد بن إسحاق)). وروايته عن يعلى بن عبيدٍ، وعثمان بن عمر، وعمرو بن عاصمٍ الكلابي، وعبيد الله بن موسى.
قال أبو عبد الله الحاكم، وأبو نصر: هو أحمد بن إسحاق بن الحصين بن جابر بن جندل أبو إسحاق السلمي السرماري، وسرمارى قرية من قرى بخارى، وهو المطوعي الشجاع، وسنه يقرب من سن أبي عبد الله.(3/956)
باب
وقال في تفسير سورة النساء: حدثني أحمد بن حميد، نا عبيد الله الأشجعي، عن سفيان، عن الشيباني، عن عكرمة، عن ابن عباسٍ: {وإذا حضر القسمة أولوا القربى} الآية.
قال أبو نصر وغيره: هو أحمد بن حميد القرشي مولاهم، الكوفي أبو الحسن، وهو ختن عبيد الله بن موسى.
قال أبو أحمد بن عدي: له اتصالٌ بأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال أحمد بن صالح الكوفي في ((تاريخه)): أحمد بن حميد الذي تعرف به دار أم سلمة موضع كان ينزله، ثقة.
وممن اسمه إبراهيم وإسماعيل
قال البخاري في تفسير سورة الحج، والوصايا: حدثنا إبراهيم بن الحارث، نا يحيى بن أبي بكير.(3/957)
قال أبو عبد الله وأبو نصر: هو أبو إسحاق إبراهيم بن الحارث البغداذي نزيل نيسابور، ليس له في ((الجامع)) غير هذين الحديثين.
باب
وقال في كتاب العلم في باب المناولة، وفي كتاب الأدب في باب التبسم والضحك: حدثنا إسماعيل، نا إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب، عن عبيد الله، أن ابن عباسٍ أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بكتابه رجلاً .. الحديث.
هكذا في كتاب العلم، والذي في كتاب الأدب: حدثنا إسماعيل، نا إبراهيم، عن صالح، عن ابن شهاب، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن، عن محمد بن سعدٍ، عن أبيه قال: استأذن عمر بن الخطاب.. .. الحديث.
هكذا أتى في الموضعين في أكثر الروايات ((إسماعيل)) غير منسوبٍ، ونسب أبو محمدٍ الأصيلي في نسخته الذي في كتاب العلم ((إسماعيل ابن عبد الله))، ونسب ابن السكن الذي في كتاب الأدب ((إسماعيل بن أبان الوراق)).(3/958)
ولم يذكر أبو نصر لإسماعيل بن أبي أويس روايةً عن إبراهيم بن سعدٍ، وابن أبي أويس هو إسماعيل بن عبد الله بن عبد الله بن أويس. ولا ذكر أيضاً لإسماعيل بن أبان روايةً عن إبراهيم بن سعد، ولعله في الموضعين: إسماعيل بن أبي أويس.
وقد ذكر أبو الحسن الدارقطني وأبو عبد الله الحاكم في ((تسمية من حدث عنه البخاري في الجامع)): إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الثغري.
وروى أبو علي بن السكن في نسخته عن الفربري عن البخاري في ((الجامع)) عن إسماعيل بن عبد الله بن زرارة عن ابن علية حديثاً ذكره في كتاب الوصايا، وقد ذكرناه في ((علل كتاب البخاري)).(3/959)
باب وممن اسمه إسحاق
قال البخاري في الزكاة، وغزوة الفتح، وغير موضعٍ: حدثني إسحاق بن يزيد، وربما كناه أبا النضر، عن يحيى بن حمزة وشعيب بن إسحاق.
قال أبو عبد الله الحاكم وأبو نصر: هو إسحاق بن إبراهيم بن يزيد أبو النضر الدمشقي، نسبه إلى جده.
وذكر بعض الشيوخ في ((تسمية من حدث عنهم البخاري في الجامع)) إسحاق بن يزيد الخراساني، قال: خرج عنه في غزوة الفتح عن يحيى بن حمزة حديثاً موقوفاً على عمر وعائشة: ((لا هجرة بعد الفتح)). والأشبه عندي أنه أبو النضر الدمشقي، فقد رويناه منسوباً في هذا الحديث بعينه في باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم.(3/960)
قال البخاري: حدثنا إسحاق بن يزيد الدمشقي، عن يحيى بن حمزة، حدثني أبو عمرو الأوزاعي، عن عبدة بن أبي لبابة، عن مجاهدٍ أن عبد الله بن عمر كان يقول: ((لا هجرة بعد الفتح)).
قال: وحدثني الأوزاعي، عن عطاءٍ: زرت عائشة مع عبيد بن عميرٍ، فسألتها عن الهجرة، وذكر بقية الخبر.
هكذا قال البخاري ((إسحاق بن يزيد الدمشقي))، وهو الحديث الذي أخرج في غزوة الفتح عن إسحاق بن يزيد غير منسوب.
باب
وقال في الحيض، وفي المغازي في موضعين: في باب بعث أبي موسى ومعاذٍ إلى اليمن، وفي غزوة ذات السلاسل، وفي تفسير سورة {اقتربت الساعة}، والمرضى، والأدب، والاستئذان،(3/961)
والتعبير: حدثنا إسحاق، نا خالد.
فإسحاق في هذه المواضع كلها هو إسحاق بن شاهين الواسطي أبو بشر، عن خالد بن عبد الله الطحان. وكذلك نسبه أبو علي بن السكن في أكثر هذه المواضع من ((الجامع)).
وقال أبو نصر الكلاباذي في ((كتابه)): ((إسحاق بن شاهين الواسطي، سمع خالد بن عبد الله، روى عنه البخاري في الصلاة، وفي غير موضعٍ، فلم يزد -يعني البخاري- على أن قال: ((نا إسحاق الواسطي))، ولم ينسبه على أبيه)).
وكذلك قال أبو عبد الله الحاكم في كتاب ((المدخل)).
باب
وقال في الصلاة في موضعين، وفي الأنبياء، وفي شهود الملائكة بدراً، وفي عمرة الحديبية، وفي باب قوله تعالى: {ويوم حنينٍ}،(3/962)
وفي كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى قيصر وكسرى، وتفسير سورة براءة والممتحنة، والذبائح، والاستئذان: حدثنا إسحاق، نا يعقوب.
نسبه ابن السكن في بعض هذه المواضع: ((إسحاق بن إبراهيم))، يعني ابن راهويه.
وقد أتى ((إسحاق)) هذا عن يعقوب منسوباً من رواية أبي محمد الأصيلي وأبي علي بن السكن، في كتاب الحج في موضعين:
فقال في باب الفتيا على الدابة: حدثنا إسحاق بن منصور، أنا يعقوب ابن إبراهيم، نا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، حدثني عيسى ابن طلحة، سمع عبد الله بن عمرو قال: وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم، على ناقته، فذكر الحديث.
وقال في باب حج الصبيان: حدثنا إسحاق، أنا يعقوب بن(3/963)
إبراهيم، نا ابن أخي ابن شهاب، عن عمه، أخبرني عبيد الله أن ابن عباس قال: أقبلت وقد ناهزت الاحتلام، أسير على أتانٍ لي، الحديث.
نسبه الأصيلي وحده في هذا الموضع: ((إسحاق بن منصور)).
ذكر أبو نصر: أن إسحاق بن إبراهيم وإسحاق بن منصور يرويان عن يعقوب هذا. وهو يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري.
باب
وقال في الصلاة، وتفسير البقرة في موضعين، وفي الفضائل، واللباس، والأدب، وخبر الواحد: حدثنا إسحاق، نا النضر.(3/964)
نسبه أبو علي ابن السكن في بعض هذه المواضع: ((إسحاق بن إبراهيم)).
وفي نسخة أبي محمد الأصيلي في الوضوء من باب من لم ير الوضوء إلا من المخرجين: قال البخاري: حدثنا إسحاق بن منصور أنا النضر أنا شعبة عن الحكم عن ذكوان عن أبي سعيد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل إلى رجلٍ من الأنصار، فجاء ورأسه يقطر .. الحديث.
وقال أبو نصر: النضر بن شميل يروي عنه إسحاق بن منصور وإسحاق بن إبراهيم.
باب
وقال في الأذان والاستسقاء وذكر الملائكة: حدثنا(3/965)
إسحاق نا وهب، يعني ابن جرير.
نسب أبو علي بن السكن موضعين من هذه: إسحاق بن إبراهيم، وأهمل الذي في الأذان.
وذكر أبو نصر: أن وهب بن جرير يروي عنه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي.
باب
وقال في الوضوء، وفي الصلاة في موضعين: في باب هل يؤذن إذا جمع بين المغرب والعشاء؟ وفي باب: صلاة القاعد، وفي الأوقاف، ومناقب سعد بن عبادة، وغزوة خيبر، وغزوة(3/966)
الفتح، والاستئذان، والاعتصام، والأحكام: حدثنا إسحاق، نا عبد الصمد، يعني ابن عبد الوارث.
نسب أبو محمد الأصيلي ثلاثة مواضع من هذه: الذي في الأوقاف، والذي في غزوة الفتح، والذي في الأحكام: ((إسحاق بن منصور))، وأهمل سائرها، ولم أجده لابن السكن ولا لغيره منسوباً في شيء من هذه المواضع.
وقد نسبه البخاري في باب مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، فقال: نا إسحاق بن منصور، نا عبد الصمد، عن أبيه، عن أبي التياح .. .. الحديث.
وذكر أبو نصر: أن إسحاق بن منصور وإسحاق بن إبراهيم يرويان عن عبد الصمد.
وقد روى مسلم بن الحجاج في كتاب الحج، في باب تقليد الغنم(3/967)
عن إسحاق بن منصور، عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن أبيه، عن محمد بن جحادة، عن الحكم، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، وذكر الحديث.
باب
وقال في الكسوف، والوكالة، والأيمان، والنذور، وعمرة الحديبية: حدثنا إسحاق نا يحيى بن صالح نا معاوية بن سلام.
وإسحاق هذا لم ينسبه أحد من شيوخنا فيما بلغني، ويشبه أن يكون إسحاق بن منصور، فقد روى مسلم بن الحجاج عن إسحاق ابن منصور، عن يحيى بن صالح، قال: نا معاوية بن سلام، قال: أخبرني يحيى، قال: سمعت عقبة بن عبد الغافر يقول: سمعت أبا سعيد يقول: جاء بلالٌ بتمرٍ برني، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أين هذا؟ وذكر الحديث.(3/968)
قال أبو علي: وهذا هو الحديث الذي خرجه البخاري في كتاب الوكالة.
باب
وقال في الصلاة، والبيوع، وتفسير سورة النساء: حدثنا إسحاق نا عبد الله بن نمير.
لم أجد إسحاق هذا منسوباً في هذه المواضع لأحدٍ من الرواة، ولا نسب أبو نصرٍ إسحاق عن ابن نمير في كتابه.
باب
وقال في الجهاد في موضعين، وفي تفسير سورة النساء(3/969)
والأعراف، وفي القدر، وفي ترك الحيل: حدثنا إسحاق، نا عبد الرزاق.
وقال في الغسل، وفي الصلاة في موضعين، وفي حديث بني النضير، وغزوة أحد، وفي باب وفد بني حنيفة، ومناقب ابن عمر، وفي الأنبياء، والتمني، وغير موضع: حدثنا إسحاق بن نصر نا عبد الرزاق.
وهو عندنا إسحاق بن إبراهيم بن نصر السعدي، بخاري، نسبه إلى جده، وقد روى البخاري عنه في كتاب العيدين، في باب موعظة الإمام النساء يوم العيدين، فقال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن نصر نا عبد الرزاق.(3/970)
وقال في الوضوء أيضاً: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي نا عبد الرزاق.
وقال في الإيمان، وتفسير {قل هو الله أحد}: حدثنا إسحاق بن منصور نا عبد الرزاق.
فاجتمع لنا من هذا أن البخاري يروي عن إسحاق بن إبراهيم بن نصر السعدي، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي، وإسحاق بن منصور الكوسج عن عبد الرزاق، غير أن الموضع الذي وقع في باب وفد بني حنيفة اختلف فيه شيوخنا.
فقال أبو زيد، وابن السكن، وفي نسخةٍ عن النسفي: ((نا إسحاق ابن نصر، نا عبد الرزاق)).
وفي نسخة الأصيلي عن أبي أحمد: ((نا إسحاق بن منصور نا عبد الرزاق)).
وقول أبي زيد عندي ومن تابعه أشبه، لجلالة من تابعه. وقد تقدم هذا في علل كتاب البخاري.
وقال في مناقب عبد الله بن عمر: حدثنا إسحاق نا عبد الرزاق عن(3/971)
معمر، في حديث رؤيا ابن عمر.
نسبه أبو محمد الأصيلي: ((إسحاق بن نصر))، ونسبه ابن السكن: ((إسحاق بن منصور))، وذكر أبو نصر: أن البخاري يروي عن هؤلاء الثلاثة الذين سميناهم عن عبد الرزاق.
وقد حدث مسلم بن الحجاج أيضاً عن إسحاق الكوسج، عن عبد الرزاق.
باب
وقال في الأذان، وفي إسلام سعد بن أبي وقاص: حدثنا إسحاق -غير منسوب- نا أبو أسامة.
وقال في تفسير سورة التوبة، وفي الأدب: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، نا أبو أسامة.
وقال في الأطعمة: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، نا أبو أسامة.(3/972)
وقال في تفسير سورة السجدة، وفي العقيقة: حدثنا إسحاق ابن نصر، نا أبو أسامة.
وقال في الأنبياء في باب: {واتخذ الله إبراهيم خليلاً}: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن نصر، قال: نا أبو أسامة، عن أبي حيان، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بلحمٍ .. .. الحديث.
هكذا لابن السكن وأبي زيد المروزي والنسفي.
وقال في العقيقة أيضاً، وفي الأيمان والنذور، وفي كتاب الاعتصام: حدثنا إسحاق بن منصور نا أبو أسامة.
فتبين لنا من هذا أن البخاري -رحمه الله- يروي عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، وإسحاق بن نصر السعدي، وإسحاق بن منصور الكوسج عن أبي أسامة، فلا يخلو أن يكون البخاري إذا قال: ((نا إسحاق -غير منسوب- نا أبو أسامة))، أن يكون أحد هؤلاء الثلاثة(3/973)
الذين نسبناهم.
وقد حدث مسلم بن الحجاج عن إسحاق بن منصور الكوسج عن أبي أسامة.
باب
وقال في باب ذكر الجن، وتفسير سورة البقرة، وفي الرقاق: حدثنا إسحاق، نا روح بن عبادة.
لم أجد إسحاق هذا منسوباً عند أحد من شيوخنا في شيء من هذه المواضع، وقد حدث البخاري في تفسير سورة الأحزاب، وتفسير سورة ص: عن إسحاق بن إبراهيم، عن روح بن عبادة.
وحدث أيضاً في كتاب الصلاة في موضعين، وفي كتاب الأشربة، وغير موضعٍ: عن إسحاق بن منصور، عن روح بن عبادة.(3/974)
باب
وقال في البيوع في موضعين منه، وفي حديث بني النضير، والطب، واللباس، والأدب، والدعاء، والأيمان والنذور، والديات: حدثنا إسحاق نا حبان -يعني ابن هلال-.
لم أجد إسحاق هذا منسوباً عند أحد من رواة الكتاب، ولعله إسحاق ابن منصور، فقد روى مسلم في ((مسنده الصحيح)) عن إسحاق بن منصور، عن حبان بن هلال.(3/975)
باب
وقال في باب مقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة: حدثنا إسحاق، نا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن الحسن بن مسلم.
وقال في كتاب التوحيد: حدثنا إسحاق، نا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن ابن شهاب.
نسبه الحاكم: إسحاق بن نصر، وذكر أبو نصر في ((كتابه)) أن البخاري يرويه عن إسحاق غير منسوب عن أبي عاصم النبيل، ولم يزد على هذا. وقد حدث مسلم بن الحجاج عن إسحاق بن منصور عن أبي عاصم النبيل في مواضع من كتابه، وهو أشبه به، والله أعلم.
باب
وقال في باب وفد عبد القيس: حدثنا إسحاق، نا أبو عامر العقدي، نا قرة، عن أبي جمرة، قلت لابن عباس.(3/976)
ذكر أبو نصرٍ: أن إسحاق بن راهويه يروي عن أبي عامر العقدي في ((الجامع)).
باب
وقال في كتاب فرض الخمس: حدثنا إسحاق، نا جرير، عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا هلك كسرى .. .. )) الحديث.
وقال في تفسير سورة لقمان: حدثنا إسحاق، عن جرير، عن أبي حيان، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يوماً بارزاً للناس .. .. الحديث.
لم أجد إسحاق منسوباً في هذين الموضعين لأحد من شيوخنا، ولا قال أبو نصر في هذا شيئاً.
وقد قال البخاري في كتاب الجهاد في باب استئذان الرجل الإمام:(3/977)
حدثنا إسحاق بن إبراهيم أنا جرير، عن المغيرة، عن الشعبي، عن جابر: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .. .. الحديث.
باب
وقال في اللباس: حدثنا إسحاق، نا معتمر، سمعت حميداً يحدث عن أنس: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان خاتمه من فضةٍ، وكان فصه منه.
لم أجد إسحاق هذا منسوباً لأحد من رواة الكتاب، ولا قال أبو نصر فيه شيئاً.
باب
وقال في الشهادات، والنكاح، والدعاء: حدثنا إسحاق، نا يزيد -يعني ابن هارون-.
لم أجده منسوباً لأحد من شيوخنا، وقد صرح البخاري بنسبته في باب شهود الملائكة بدراً، فقال: حدثنا إسحاق بن منصور أخبرني يزيد ابن هارون نا يحيى سمع معاذ بن رفاعة، الحديث.(3/978)
باب
وقال في باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الاستئذان: حدثنا إسحاق نا بشر بن شعيب.
لم ينسبه أبو نصر في كتابه، ونسبه ابن السكن في باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم: إسحاق بن منصور، وأهمله في الاستئذان.
باب
وقال في الذبائح: حدثنا إسحاق سمع عبدة.
نسبه ابن السكن: إسحاق بن راهويه. وذكر أبو نصرٍ عبدة بن سليمان، وقال: روى عنه إسحاق غير منسوب، ولعله ابن راهويه.
باب
وقال في كتاب الاعتصام: حدثنا إسحاق نا عبد الرحمن بن مهدي.(3/979)
نسبه أبو نصر إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، وقد حدث مسلم عن إسحاق بن منصور عن عبد الرحمن بن مهدي، فالله أعلم.
وكثيراً ما يروي البخاري عن إسحاق بن منصور، فلا ينسبه.
باب
وقال في الأدب: حدثنا إسحاق، نا أبو المغيرة، نا الأوزاعي عن الزهري عن حميد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من حلف منكم .. .. )). الحديث.
نسبه ابن السكن في روايته: إسحاق بن راهويه. وقال أبو نصر: ((كان أبو حاتم الحذاء يقول: هو إسحاق بن منصور الكوسج)).
وقد روى مسلم عن إسحاق بن منصور عن أبي المغيرة، فهذا يقوي ما حكاه أبو نصر عن أبي حاتم.(3/980)
باب
وقال في الاعتصام: حدثنا إسحاق، أنا عيسى وابن إدريس وابن أبي غنية، عن أبي حيان، عن الشعبي، عن ابن عمر: سمعت عمر على منبر النبي صلى الله عليه وسلم الحديث.
نسبه أبو نصر: إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، ولم أجده منسوباً لأحد من رواة الكتاب.
باب
وقال في تفسير سورة الأحزاب: حدثنا إسحاق، نا عبد الله بن بكر -يعني السهمي-.
لم ينسبه أحد من شيوخنا في ((الجامع))، ولا نسبه أبو نصر أيضاً.
باب
وقال في الجهاد، والاعتصام، والتوحيد: حدثنا إسحاق نا عفان.(3/981)
وكذلك لم ينسب إسحاق عن عفان هذا أبو نصر، ولا أحد من شيوخنا في شيءٍ من هذه المواضع. ولعله إسحاق بن منصور، أو إسحاق بن راهويه.
باب
وقال في الصلاة، وفضائل القرآن: حدثنا إسحاق نا عبيد الله ابن موسى.
لم أجده منسوباً لأحد من رواة الكتاب، وذكر أبو نصر: أن إسحاق الحنظلي يروي عن عبيد الله بن موسى في ((الجامع)).
باب
وقال في المناقب، في باب كنية النبي صلى الله عليه وسلم: حدثنا إسحاق نا الفضل بن موسى.(3/982)
ذكر أبو نصر: أن إسحاق الحنظلي يروي عن الفضل بن موسى في ((الجامع)).
باب
وقال في أول كتاب الجهاد في باب: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا: حدثنا إسحاق نا محمد بن المبارك نا يحيى بن حمزة أنا يزيد بن أبي مريم، أخبرني عباية عن أبي عبس بن جبر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما اغبرت قدما عبدٍ في سبيل الله .. .. )) الحديث.
نسب أبو محمد الأصيلي في نسخته إسحاق هذا، فقال: حدثنا إسحاق ابن منصور، نا محمد بن المبارك. وكذلك قال أبو نصر فيه.(3/983)
وهذا الحديث حدثناه حكم بن محمد، قال: نا أبو بكر قال: نا محمد بن محمد بن النفاح الباهلي، قال: نا محمود بن خالد، نا الوليد ابن مسلم، نا يزيد بن أبي مريم، أخبرني عباية، عن أبي عبس، وذكر الحديث. فكأن شيخنا أخذه عن البخاري.
باب
وقال في الصلاة، وفي تفسير سورة النور: حدثنا إسحاق نا محمد بن يوسف.
وهذان الموضعان أتى فيهما إسحاق غير منسوب لجميع الرواة، ولعله إسحاق بن منصور، فقد حدث مسلم عن إسحاق بن منصور عن محمد بن يوسف.
باب
وقال في الأذان: حدثنا إسحاق نا جعفر بن عون، نا أبو العميس، عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأبطح فجاءه(3/984)
بلالٌ .. .. الحديث.
ذكر أبو نصر: أن البخاري قد حدث عن إسحاق بن راهويه وإسحاق بن منصور، عن جعفر بن عون، فلا يخلو من أحدهما.
والأشبه عندي أنه إسحاق بن منصور، فإن البخاري إذا حدث عنه كثيراً ما يبهمه ولا ينسبه. وقد خرج مسلم في ((مسنده)) عن إسحاق ابن منصور عن جعفر بن عون.
باب
وقال في الصوم: حدثنا إسحاق، نا هرون بن إسماعيل، نا علي ابن المبارك.
لم ينسبه أبو نصر ولا غيره من شيوخنا.
باب
وقال في التوحيد: حدثنا إسحاق بن أبي عيسى، عن يزيد بن(3/985)
هارون، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المدينة يأتيها الدجال .. .. )) الحديث.
قال أبو ذر الهروي: يشبه أن يكون إسحاق بن وهب العلاف.
وقال أبو عبد الله الحاكم: قال لي خلف بن محمد الخيام: هو إسحاق بن منصور الكوسج.
وقال أبو أحمد بن عدي: إسحاق بن أبي عيسى واسطي أو بغداذي، وليس بالمعروف.
وقال أبو نصر الكلاباذي: إسحاق بن أبي عيسى، اسم أبي عيسى جبريل، روى عنه البخاري في التوحيد، وقد حدث أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني، عن إسحاق بن أبي عيسى، عن يزيد ابن هارون في كتاب ((السنن)).
باب
وقال في تفسير سورة آل عمران في قوله تعالى: {أمنةً نعاساً}:(3/986)
حدثني إسحاق بن إبراهيم، قال: نا الحسين بن محمد المروروذي، قال نا شيبان، عن قتادة، نا أنس، أن أبا طلحة قال: غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم أحد .. الحديث.
ذكر أبو عبد الله الحاكم أن إسحاق بن إبراهيم ههنا هو ابن نصر السعدي. وخالفه الناس فقالوا: هو إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن البغوي أبو يعقوب، يلقب لؤلؤاً.
هكذا قال أبو نصر في ((كتابه))، وكذلك نسبه أبو محمد الأصيلي في نسخته، وأبو علي بن السكن.
ومن حرف الحاء من اسمه الحسن أو الحسين
قال البخاري -رحمه الله- في عمرة الحديبية: حدثنا الحسن بن(3/987)
إسحاق، نا محمد بن سابق، عن مالك بن مغول.
وقال في غزوة خيبر: حدثنا الحسن بن إسحاق، نا محمد بن سابق، نا زائدة.
قال أبو نصر، وأبو عبد الله الحاكم: هو الحسن بن إسحاق بن زياد أبو علي المروزي، يتولى بني ليث. وقال أبو حاتم الرازي: هو مجهول.
باب
وقال في تفسير سورة الزمر: حدثني الحسن، قال: أخبرني إسماعيل بن خليل، نا عبد الرحيم بن سليمان، عن زكريا، عن عامر، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إني أول من يرفع رأسه بعد النفخة الآخرة .. .. )).
وقال في غزوة خيبر: نا الحسن، نا قرة بن حبيب، قال: نا(3/988)
عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبيه، عن ابن عمر قال: ما شبعنا حتى فتحنا خيبر، الحديث.
قال أبو عبد الله الحاكم: ((وهذا هو الحسن بن شجاع البلخي إن شاء الله، أو البتة)). وقال أحمد بن حنبل: ما جاءنا من خراسان أحفظ من الحسن بن شجاع.
وقال أبو نصر: كان أبو حاتم سهل بن السري الحافظ الحذاء البخاري يقول في ((الحسن عن إسماعيل بن خليل)): إنه الحسن بن شجاع أبو علي البلخي. وكان يقول في ((الحسن عن قرة بن حبيب)) المذكور في غزوة خيبر: هو الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني. وكذلك نسبه ابن السكن في نسخته.
باب
وقال في كتاب الطب: حدثني الحسين، عن أحمد بن منيع، نا(3/989)
مروان بن شجاع قال: نا سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: ((الشفاء في ثلاثةٍ))، وذكر الحديث، ولم يرفعه.
قال أبو عبد الله الحاكم: هذا هو الحسين بن يحيى بن جعفر البيكندي، وقد أكثر أبو عبد الله البخاري الرواية عن أبيه يحيى، وقد بلغني -أيضاً- أن أباه يحيى بن جعفر قد روى عن ابنه الحسين هذا.
وقال أبو نصر: هو عندي الحسين بن محمد بن زياد القباني النيسابوري، وعنده ((مسند أحمد بن منيع))، وقد بلغني أن أباه كان يلزم البخاري ويهوى هواه لما وقع له بنيسابور ما وقع.
قال أبو علي: وهذا الحديث عندنا بعلو من الإسناد، حدثناه حكم بن محمد قراءةً مني عليه في منزله، في شهر صفر من سنة سبع وأربعين وأربع مئة، قال: نا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن الفرج المعروف بابن المهندس قراءةً عليه وأنا أسمع في منزله بمصر، في جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانين وثلاث مئة، قال: نا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي إملاءً من حفظه علينا، بمكة في المسجد الحرام في ذي الحجة من سنة عشر وثلاث مئة، قال: حدثني(3/990)
جدي أحمد بن منيع، قال نا مروان بن شجاع الحصيفي، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: الشفاء في ثلاثٍ: في شربة عسل، أو شرطة محجم، أو كية نار، وأنهى أمتي عن الكي. ورفع الحديث.
قال أبو علي -رحمه الله- فكأن شيخنا حكم بن محمد أخذه عن البخاري.
باب
وقال في آخر الاعتصام بالكتاب والسنة: حدثني حماد بن حميد، قال: نا عبيد الله بن معاذ، قال: نا أبي، قال: نا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن محمد بن المنكدر قال: رأيت جابر بن عبد الله يحلف بالله أن ابن الصياد الدجال.
قال أبو علي: وحماد بن حميد هذا غير مشهور، قال فيه أبو أحمد ابن عدي: لا يعرف. ولم يقل أبو نصر فيه شيئاً، ولم يجر(3/991)
له ذكر في النسخة عن النسفي، إنما عنده: ((وقال عبيد الله بن معاذ))، ليس قبله ((حماد بن حميد)). ولم يذكره البخاري إلا في هذا الموضع وحده.
ومن حرف العين ممن اسمه عبد الله
قال البخاري -رحمه الله- في كتاب الجهاد، في باب التكبير إذا علا شرفاً: حدثنا عبد الله، قال: حدثني عبد العزيز بن أبي سلمة، عن صالح بن كيسان، عن سالم، عن عبد الله بن عمر كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قفل من الحج أو العمرة، وذكر الحديث.
هكذا أتى إسناد هذا الحديث: ((حدثنا عبد الله)) غير منسوب عند أبي زيد وأبي أحمد. ونسبه ابن السكن فقال: حدثنا عبد الله بن يوسف.(3/992)
وذكره أبو مسعود الدمشقي: عن البخاري عن عبد الله غير منسوب، ثم قال: وهذا الحديث رواه الناس عن عبد الله بن صالح، وقد روي أيضاً عن عبد الله بن رجاء البصري، فالله أعلم أيهما هو؟
باب
وقال في تفسير سورة الفتح: حدثنا عبد الله، قال: نا عبد العزيز ابن أبي سلمة، عن هلال بن أبي هلال، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله ابن عمرو بن العاصي أن هذه الآية التي في القرآن: {يأيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً} الآية .. .. الحديث.
هكذا روي -أيضاً- هذا الإسناد عن البخاري عن عبد الله غير منسوب. وقال أبو مسعود الدمشقي: عبد الله الذي يروي عنه البخاري هذا الحديث هو عبد الله بن رجاء، والحديث عند عبد الله بن رجاء، وعبد الله بن صالح.
وقال أبو نصر: هو عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي الكوفي.
ونسبه ابن السكن: عبد الله بن مسلمة.(3/993)
وهذا ضعيف، والذي عندي أنه عبد الله بن صالح كاتب الليث في هذا الموضع وفي الباب الذي قبله، وإلى ذلك أشار أبو مسعود الدمشقي. على أن أبا عبد الله الحاكم قطع على أن البخاري لم يخرج في ((الصحيح)) عن كاتب الليث شيئاً.
باب
وقال في إسلام أبي بكر الصديق: حدثني عبد الله، عن يحيى بن معين نا إسماعيل بن مجالد، عن بيان، عن وبرة، عن همام بن الحارث قال: قال عمار بن ياسر: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معه إلا خمسة أعبدٍ.
هكذا وقع ((حدثني عبد الله عن يحيى بن معين)) غير منسوب عند أبي محمد عن [أبي] أحمد، وكذلك النسفي عن البخاري.
ونسبه أبو الحسن القابسي عن أبي زيد فقال: حدثني عبد الله بن حماد، وكذلك نسبه أبو نصر.
ونسبه ابن السكن فقال: حدثني عبد الله بن محمد. ولم يصنع(3/994)
شيئاً.
وهذا الحديث حدثناه أبو العباس العذري قال: نا أبو ذر الهروي، قال: نا أبو الحسن علي بن عمر السكري الحضرمي غير مرة، قال: نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، قال: نا يحيى بن معين بهذا.
وحدثناه أبو عمر ابن الحذاء قال: نا عبد الوارث، نا قاسم، نا أحمد بن زهير، نا يحيى بن معين، وذكر الحديث. فكأنا قد أخذناه عن أبي زيد المروزي وأقرانه.
باب
وقال في تفسير سورة الأعراف: حدثنا عبد الله حدثني سليمان بن عبد الرحمن، وموسى بن هارون جميعاً عن الوليد بن مسلم، قال: نا عبد الله بن العلاء بن زبر، قال: حدثني بسر بن عبيد الله قال: حدثني(3/995)
أبو إدريس، عن أبي الدرداء قال: كانت بين أبي بكر وعمر محاورةٌ .. وذكر الحديث.
قال أبو علي: وهكذا أتى -أيضاً- عبد الله في إسناد هذا الحديث غير منسوب، في رواية أبي زيد وأبي أحمد.
ونسبه ابن السكن: عبد الله بن حماد. وقال أبو نصر: هو عبد الله بن حماد بن أيوب بن الطفيل أبو عبد الرحمن الآملي، حدث عن يحيى بن معين في باب إسلام أبي بكر الصديق، وفي تفسير سورة الأعراف عن سليمان بن عبد الرحمن وموسى بن هارون مقرونين.
وقال أبو زيد المروزي: عبد الله بن حماد شاجردته يعني غلامه.
وقال أبو محمد الأصيلي: هو تلميذ البخاري، كان يورق للناس بين يديه، مات بآمل، حين خرج من سمرقند في رجب سنة ثلاث وسبعين ومئتين، يكنى أبا محمد.
وقد أشرنا إلى هذا في الجزء الأول من كتابنا في المؤتلف والمختلف.(3/996)
باب
وقال في كتاب اللباس: حدثنا عبد الله بن عثمان، قال: نا ابن عيينة، عن عمرو، سمع جابراً. وذكر قصة عبد الله بن أبي، إذا أخرجه النبي صلى الله عليه وسلم من قبره، وألبسه قميصه.
هكذا روينا في ((الجامع)) في إسناد هذا الحديث: ((حدثنا عبد الله بن عثمان، نا سفيان)) عن ابن السكن وأبي ذر عن شيوخه، وكذلك في نسخةٍ عن النسفي. وهكذا خرجه أبو مسعود الدمشقي في ((كتابه)) عن البخاري: ((عن عبد الله بن عثمان عن سفيان)). ووقع في نسخة أبي زيد: ((حدثنا عبد الله بن محمد نا سفيان)).
أما عبد الله بن عثمان فهو عبدان، ولا أحفظ له روايةً في الجامع عن سفيان إلا هذه، إن كانت محفوظة، وعبد الله بن محمد هو المسندي، وقد روى البخاري عنه كثيراً عن سفيان بن عيينة. وروى البخاري أيضاً بعض هذا الحديث في كتاب الجهاد: عن عبد الله بن محمد المسندي عن سفيان.(3/997)
باب عبد الرحمن وعبد الرحيم
قال البخاري -رحمه الله- في كتاب الصلاة [في باب إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة] إلا المكتوبة: حدثني عبد الرحمن، نا بهز بن أسد قال: نا شعبة، قال: حدثني سعد بن إبراهيم، [قال: سمعت حفص] بن عاصم قال: سمعت رجلاً من الأزد يقال له: مالك بن بحينة أنه رأى رجلاً وقد أقيمت الصلاة .. .. الحديث.
وقال أيضاً في كتاب الأدب: حدثنا عبد الرحمن، نا بهز، عن شعبة، عن محمد بن عثمان بن موهب، عن موسى بن طلحة عن أبي أيوب الأنصاري، وذكر حديث الأعرابي: ماله ماله أرب ماله.
وقال في كتاب الاعتكاف: حدثنا عبد الرحمن، نا سفيان، عن ابن جريج، عن سليمان الأحول، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخدري(3/998)
قال: اعتكفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .. .. الحديث.
قال أبو علي: عبد الرحمن في هذه المواضع الثلاثة، هو: عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، هكذا نسبه ابن السكن وغيره، وروى البخاري أيضاً في ((الجامع)) عن أبيه بشر بن الحكم بن حبيب بن مهران العبدي النيسابوري عن سفيان بن عيينة أيضاً.
باب
وقال في الصلاة، في باب وقت العشاء إلى نصف الليل: حدثنا عبد الرحيم المحاربي، نا زائدة، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: أخر رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء إلى نصف الليل .. .. الحديث.
قال الشيخ الحافظ أبو علي رضي الله عنه: وهذا هو عبد الرحيم ابن عبد الرحمن بن محمد المحاربي، كوفي، ليس له في ((الجامع)) غير هذا الحديث، توفي في شعبان سنة إحدى عشرة ومئتين.
ومن اسمه علي
قال البخاري -رحمه الله- في كتاب الزكاة، في باب من أدى زكاته(3/999)
فليس بكنز: حدثنا علي، سمع هشيماً، قال: حدثني حصين، عن زيد بن وهب قال: مررت بأبي ذر بالربذة فقلت: ما أنزلك ههنا؟ .. .. الحديث.
نسبه أبو ذر في روايته عن أبي إسحاق المستملي عن الفربري عن البخاري قال: ((حدثني علي بن أبي هاشم سمع هشيماً)) بهذا.
وقال في تفسير سورة آل عمران حدثنا علي، سمع هشيماً، أنا العوام يعني ابن حوشب، عن إبراهيم السكسكي، عن ابن أبي أوفى: أن رجلاً أقام سلعةً في السوق، فحلف لقد أعطي بها مالم يعطه .. الحديث.
قال أبو مسعود الدمشقي: علي هذا هو ابن أبي هاشم. وكذلك نسبه أبو ذر أيضاً عن أبي إسحاق المستملي.
وقال في النكاح في باب الغيرة: حدثنا علي، عن ابن علية، عن حميد، عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم عند بعض نسائه، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصحفةٍ .. .. الحديث.(3/1000)
قال أبو نصر، وأبو عبد الله الحاكم: علي هذا، هو: ابن أبي هاشم.
قال أبو علي: وهذه المواضع الثلاثة التي ذكرناها هي في رواية ابن السكن وأبي زيدٍ وأبي أحمد غير منسوب فيها ((علي))، إنما أتى فيها مبهماً عنهم.
قال أبو نصر: علي بن أبي هاشم، واسم أبي هاشم الطرماخ، سمع ابن علية، روى عنه البخاري في ((الجامع)) في النكاح، لم يذكر أبو نصرٍ غير هذا الموضع وحده، وكذلك أبو مسعود الدمشقي لم ينسب علي بن أبي هاشم إلا في حديث ابن أبي أوفى وحده. وقد روى البخاري في ((التاريخ الكبير)) عن علي بن أبي هاشم هذا.
باب
وقال في تفسير سورة المائدة: حدثنا علي، نا مالك بن سعير،(3/1001)
نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أنزلت هذه الآية: {لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم} .. .. الحديث.
وقال في الدعوات: حدثنا علي، نا مالك بن سعير، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها} أنزلت في الدعاء.
قال أبو مسعود الدمشقي في علي هذا عن مالك بن سعير في الموضعين جميعاً: إنه ابن سلمة اللبقي. وتابعه أبو نصر على الذي في سورة المائدة. وكذلك قال أبو ذر في روايته عن المستملي. ولم ينسب الأصيلي ((علياً)) هذا، لا عن أبي زيد ولا عن أبي أحمد، وكذلك ابن السكن لم ينسبه في الموضعين جميعاً. وهو علي بن سلمة اللبقي النيسابوري، يكنى أبا الحسن.
باب
وقال في كتاب الشفعة: حدثنا علي، قال نا شبابة، قال: نا شعبة عن أبي عمران الجوني قال: سمعت طلحة بن عبد الله، عن عائشة قلت: يا رسول الله، إن لي جارين، فإلى أيهما أهدي؟ .. .. الحديث.
وقال في تفسير سورة الفتح: حدثنا علي، نا شبابة، عن شعبة،(3/1002)
عن قتادة، قال: سمعت عقبة بن صهبان، عن عبد الله بن مغفل -وكان ممن شهد الشجرة- قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الخذف.
وهكذا أتى علي غير منسوب أيضاً في هذين الحديثين في نسخة أبي محمد الأصيلي، ولم ينسبه أبو مسعود الدمشقي في الموضعين.
وقال أبو نصر في إسناد حديث عائشة: يقال: هو علي بن سلمة اللبقي. وكذلك نسبه أبو ذر في روايته عن أبي إسحاق المستملي.
ونسبه ابن السكن في روايتنا عنه: ((علي بن عبد الله)). وهذا ضعيف عندي.
وأما ((علي)) في إسناد حديث ابن مغفل، فنسبه أبو ذر في روايته عن أبي إسحاق المستملي: علي بن سلمة. ونسبه أيضاً عن أبي محمد الحمويي وأبي الهيثم: علي بن عبد الله. ولم ينسب أبو نصرٍ ((علياً)) في حديث ابن مغفل.
باب
وقال في فضائل القرآن: حدثني علي بن إبراهيم، سمع روح بن عبادة نا شعبة، عن سليمان، سمعت ذكوان عن أبي هريرة أن رسول الله(3/1003)
صلى الله عليه وسلم قال: ((لا حسد إلا في اثنتين .. .. )) وذكر تمام الحديث.
قال أبو علي: هكذا في روايتنا عن ابن السكن وأبي زيد وأبي أحمد: ((حدثنا علي بن إبراهيم))، فقيل: إنه علي بن إبراهيم بن عبد الحميد الواسطي.
وقال أبو أحمد ابن عدي: يشبه أن يكون هذا علي بن الحسين ابن إبراهيم بن إشكاب، فنسبه إلى جده. وهو أخو محمد بن الحسين ابن إبراهيم بن إشكاب.
وقد حدث البخاري عن محمد أخيه -وكان أصغر من علي- في عمرة القضاء، واستتابة المرتدين، ومناقب الحسن والحسين.
ولم يزد أبو نصر الكلاباذي ولا أبو مسعود الدمشقي على ((علي ابن إبراهيم)) شيئاً.(3/1004)
باب
وقال في كتاب النكاح في إجابة الداعي إلى العرس وغيرها: حدثنا علي بن عبد الله بن إبراهيم: نا حجاج بن محمد قال: قال ابن جريج: أخبرني موسى بن عقبة عن نافع، قال: سمعت عبد الله بن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أجيبوا هذه الدعوة .. .. )) الحديث.
قال أبو علي: جعل أبو نصر الكلاباذي علي بن عبد الله بن إبراهيم غير علي بن إبراهيم الذي قبل هذا.
وقال أبو عبد الله الحاكم: علي بن عبد الله بن إبراهيم شيخ له مجهول، وربما قال فيه: علي بن إبراهيم. فأشار إلى أنه رجل واحد.
ولم يقل فيه أبو مسعود الدمشقي شيئاً.
ومن حرف الميم ممن اسمه محمد
قال البخاري رحمه الله في مناقب أبي بكر الصديق: حدثنا محمد(3/1005)
ابن يزيد الكوفي، نا الوليد عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم، عن عروة بن الزبير، سألت عبد الله بن عمرو عن أشد ما صنع المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم .. .. الحديث.
قال أبو نصر الكلاباذي: هذا محمد بن يزيد البزاز الكوفي، وليس بأبي هشام محمد بن يزيد الرفاعي، وكذلك قال أبو عبد الله النيسابوري.
قال البخاري: محمد بن يزيد الكوفي، سمع الوليد بن مسلم، وضمرة بن ربيعة. وكذلك قال ابن أبي حاتم الرازي، قال: سمعت أبي يقول: هو مجهول.
باب
وقال في كتاب الرقاق، وكتاب الرجم: حدثنا محمد بن عثمان قال: نا خالد بن مخلد.
هو محمد بن عثمان بن كرامة، أبو جعفر العجلي الكوفي.(3/1006)
باب
وقال في فضائل الأنصار: حدثنا محمد بن يحيى سمع شاذان أخا عبدان نا أبي، نا شعبة عن هشام بن زيد سمعت أنس بن مالك قال: مر أبو بكر والعباس بمجلس من مجالس الأنصار، وهم يبكون .. الحديث.
قال أبو نصر وأبو عبد الله الحاكم: هو أبو علي محمد بن يحيى بن عبد العزيز الصائغ المروزي.
باب
وقال في البيوع: حدثنا محمد بن عمرو، نا المكي بن إبراهيم، قال: أنا ابن جريج، قال: أخبرني زياد أن ثابتاً مولى عبد الرحمن بن زيد أخبره، أنه سمع أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، في المصراة.
قال أبو نصر: وأبو عبد الله الحاكم: هو محمد بن عمرو السويقي البلخي، يكنى أبا عبد الله، صاحب وكيع، شيخ معروف عند أهل بلخ.(3/1007)
ونسبه أبو محمد الأصيلي عن أبي أحمد: محمد بن عمرو بن جبلة وهو ابن أبي رواد.
وذكر الدارقطني في جملة من خرج عنه البخاري في ((الجامع)): محمد بن عمرو أبا غسان لقبه زنيج.
وقد تقدم ذكره في حرف الزاي من متشابه الأسماء، وسيأتي في الألقاب أيضاً إن شاء الله.
باب
وقال في المغازي، في غزوة خيبر: حدثنا محمد بن أبي الحسين، قال: نا عمر بن حفص بن غياث، نا أبي، عن عاصم عن عامر عن ابن عباس قال: لا أدري أنهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل أنه كان حمولة الناس .. .. الحديث.
قال أبو نصر الكلاباذي وأبو عبد الله الحاكم: محمد هذا، هو أبو جعفر السمناني الحافظ.(3/1008)
باب
وقال الاستئذان في باب الاحتباء باليد: حدثني محمد بن أبي غالب، قال: نا إبراهيم بن المنذر، نا محمد بن فليح عن أبيه عن نافع، عن ابن عمر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بفناء الكعبة محتبياً بيده هكذا.
وقال في كتاب التوحيد: حدثنا محمد بن أبي غالب، قال: نا محمد بن إسماعيل هو ابن أبي سمينة، نا معتمر، قال: سمعت أبي يقول: نا قتادة أن أبا رافع حدثه أنه سمع أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق الخلق .. .. )) الحديث.
قال أبو عبد الله الحاكم: محمد بن أبي غالب هذا شيخ لأبي عبد الله يعرف بأبي عبد الله القومسي، صحب أبا عبد الله ببغداد وتوفي بها، فالله أعلم.
وهكذا قال أبو نصر. قال البخاري: مات ببغداذ يوم السبت(3/1009)
سلخ شهر رمضان سنة خمسين ومائتين.
وليس بمحمد بن أبي غالب صاحب هشيمٍ، ذلك أكبر منه. قال أبو أحمد بن عدي: له ابن يعرف بأبي بكر بن أبي غالب، من حفاظ بغداذ.
باب
وقال البخاري في مناقب الحسن والحسين: حدثنا محمد بن الحسين بن إبراهيم، قال: نا حصين بن محمد، قال: نا جرير عن محمد عن أنس بن مالك قال: أتي عبيد الله بن زياد برأس الحسين.
وقال في عمرة القضاء: حدثني محمد بن الحسين بن إبراهيم قال: نا أبي نا فليح بن سليمان عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج معتمراً .. .. الحديث.
وقال في استتابة المرتدين: حدثنا محمد بن الحسين بن إبراهيم، نا عبيد الله، قال: أنا شيبان عن فراس عن الشعبي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم في الكبائر.
قال أبو نصر وأبو عبد الله الحاكم: هو أبو جعفر محمد بن(3/1010)
الحسين بن إبراهيم بن الحر بن إشكاب العامري، أخو أبي الحسن علي ابن إشكاب، وكان أصغر من أخيه علي. روى عنه البخاري في استتابة المرتدين، وعمرة القضاء، ومناقب الحسن والحسين، يقال: هو نسائي الأصل، سكن بغداذ، توفي سنة إحدى وستين ومائتين، وفيها توفي أخوه علي.
باب
وقال في تفسير سورة البقرة، وفي كتاب الاعتصام: حدثنا محمد بن عبد العزيز عن حفص بن ميسرة.
قال أبو نصر: هو أبو عبد الله الرملي، وأصله من واسط.
باب
وقال في تفسير سورة الأنفال: حدثني محمد بن النضر، قال حدثني عبيد الله بن معاذ، قال: نا أبي، قال: نا شعبة عن عبد الحميد، سمع أنس بن مالك.
قال أبو نصر: قال لي أبو عبد الله ابن البيع، وأبو أحمد الحافظ:(3/1011)
هو محمد بن النضر بن عبد الوهاب أخو أحمد.
وكذلك قال الحاكم وأبو مسعود الدمشقي.
أحمد هذا هو أخو محمد، وهما ابنا النضر بن عبد الوهاب، من أهل نيسابور.
وذكر الدارقطني أن في شيوخ البخاري الذين حدث عنهم في ((الجامع)): محمد بن النضر بن مساور، ولا أعلم له في الكتاب حديثاً إلا أن يكون هذا.
باب
وقال في بدء الخلق: حدثنا محمد بن عبد الله بن إسماعيل، قال: نا محمد بن عبد الله الأنصاري، عن ابن عون عن القاسم بن محمد، عن عائشة قالت: من زعم أنه رأى ربه .. .. الحديث.
هكذا إسناد هذا الحديث عند ابن السكن، وأبي أحمد، وعند أبي ذر عن مشايخه، وكذلك في نسخةٍ عن النسفي.(3/1012)
وأما أبو زيد فليس في رواية أبي محمد الأصيلي وأبي الحسن القابسي عنه في الإسناد: ((محمد بن عبد الله بن إسماعيل))، وهو في نسخة عبدوس بن محمد عنه ثابت.
وثبت في نسخة الأصيلي، ثم ضرب عليه، إعلاماً منه بأنه سقط عن أبي زيد.
وقال أبو نصر: محمد بن عبد الله بن إسماعيل سمع محمد بن عبد الله الأنصاري، روى عنه البخاري في بدء الخلق.
قال ابن أبي حاتم: هو ابن أبي الثلج البغداذي.
وذكر ابن عدي في شيوخ البخاري محمد بن عبد الله بن إسماعيل البصري.
باب
وقال في كتاب الأدب: وقال المكي بن إبراهيم: حدثنا عبد الله ابن سعيد بن أبي هند. ثم قال: وحدثني محمد بن زياد، نا محمد بن جعفر، نا عبد الله بن سعيد، حدثني سالم أبو النضر عن بسر بن سعيد،(3/1013)
عن زيد بن ثابت قال: احتجر رسول الله صلى الله عليه وسلم حجيرةً مخصفةً .. .. الحديث.
قال أبو نصر: هو محمد بن زياد بن عبيد الله بن الربيع بن زياد، ليس له في ((الجامع)) غير هذا الحديث.
وقال أبو أحمد بن عدي: هو محمد بن زياد الزيادي، بصري.
وفي روايتنا عن ابن السكن: ((حدثنا محمد بن بشار نا محمد بن جعفر))، وهو وهم.
باب
وقال في كتاب الصلاة في باب لا يتحرى الصلاة قبل غروب الشمس: حدثنا محمد بن أبان، نا غندر، نا شعبة عن أبي التياح، قال: سمعت حمران بن أبان يحدث عن معاوية قال: إنكم لتصلون صلاةً .. .. الحديث.
وقال في باب إمامة المفتون والمبتدع: حدثنا محمد بن أبان نا غندر عن شعبة عن أبي التياح عن أنس قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر: اسمع وأطع .. .. الحديث.(3/1014)
قال أبو علي: قال لنا أبو الوليد الباجي: محمد هذا، هو محمد ابن أبان بن عمران الواسطي أخو عمران. ونسبه أبو نصر: محمد بن أبان البلخي. قال أبو الوليد: وغلط أبو نصر الكلاباذي في ذلك، إنما هو الواسطي، وأما محمد بن أبان البلخي، فهو مستملي وكيع، يروي عن الكوفيين، والواسطي إنما يروي عن البصريين.
قال ابن أبي حاتم: محمد بن أبان بن عمران الواسطي أخو عمران ابن أبان، يروي عن حماد بن سلمة، وذكر جماعةً سواه، ثم قال بعد ذلك: محمد بن أبان البلخي الوكيعي، روى عن أبي بكر بن عياش، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الله بن إدريس، ووكيع، وأبي خالد الأحمر.(3/1015)
باب
وقال في كتاب الجزية، وعمرة القضاء، وتفسير سورة البقرة: حدثنا محمد، نا سفيان بن عيينة.
لم ينسب أحد من رواة ((الجامع)) محمداً هذا فيما قيدناه عنهم. وقد قال في الوضوء: نا محمد بن سلام، نا سفيان بن عيينة عن أبي حازم عن سهل بن سعد، وسئل بأي شيء دووي جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم .. الحديث.
وذكر أبو نصر محمد بن سلام فيمن روى عن ابن عيينة.
باب
وقال في الحج، والشهادات، وتفسير سورة {عم يتساءلون}،(3/1016)
و {تبت يدا أبي لهبٍ}، وفي الطلاق، وفي الأطعمة، والأدب، والدعاء، والتعبير، والتوحيد: حدثنا محمد، نا أبو معاوية.
نسبه ابن السكن في بعض هذه المواضع: ابن سلام، وقد صرح البخاري باسمه في كتاب النكاح وغيره، فقال: نا ابن سلام، نا أبو معاوية، نا هشام عن أبيه، عن عائشة في تفسير قوله تعالى: {ويستفتونك في النساء}.
وقال في كتاب الوضوء: حدثنا محمد بن المثنى، نا محمد بن خازم يعني أبا معاوية، نا الأعمش عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين .. .. الحديث.
وذكر أبو نصر في كتابه: أن محمد بن سلام ومحمد بن المثنى(3/1017)
يرويان عن أبي معاوية.
باب
وقال في الشركة، والجزية، واللباس: حدثنا محمد، نا وكيع.
نسبه ابن السكن: ابن سلام، وقد صرح البخاري باسمه في كتاب العلم، والفرائض، فقال: حدثنا محمد بن سلام، أنا وكيع عن سفيان يعني ابن عيينة عن مطرف عن الشعبي عن أبي جحيفة قلت لعلي: هل عندكم كتاب؟ قال: لا إلا كتاب الله، أو فهمٌ أعطيه رجل مسلم .. .. الحديث.
قال: وحدثنا ابن سلام، أنا وكيع، عن سفيان يعني الثوري، عن منصور، عن إبراهيم عن الأسود، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الولاء لمن أعطى الورق وولي النعمة)).(3/1018)
وقال في كتاب الوضوء: وقال ابن المثنى: نا وكيع نا الأعمش، سمعت مجاهداً مثله.
وذكر أبو نصر أن محمد بن سلام، ومحمد بن مقاتل، ومحمد ابن عبد الله بن نمير رووا في ((الجامع)) عن وكيع.
باب
وقال في الاعتكاف، والجهاد، وفي صفة إبليس، وفي الأنبياء، وفي مناقب الأنصار، وتفسير سورة البقرة، وسورة يوسف، والنكاح، واللباس، والأدب، والأيمان والنذور،(3/1019)
والأحكام، والتمني: حدثنا محمد، أنا عبدة.
هكذا أتى محمد غير منسوب عن عبدة في بعض هذه المواضع.
وقد نسبه ابن السكن في بعضها: ابن سلام، وكذلك صرح البخاري باسمه في بعض المواضع، فقال: ((حدثنا محمد بن سلام، نا عبدة))، وذكر أبو نصر أن محمد بن سلام يروي عن عبدة.
باب
وقال في الصلاة، والجنائز، والمناقب، والطلاق، والتوحيد، وغير ذلك: حدثنا محمد، نا عبد الوهاب.
نسبه ابن السكن في بعضها: ابن سلام. وقد صرح البخاري باسمه في الأضاحي وغير موضع، فقال: ((حدثنا محمد بن سلام، نا(3/1020)
عبد الوهاب)).
وذكر أبو نصر أن البخاري يروي في ((الجامع)) عن محمد بن سلام، وبندار محمد بن بشار، وأبي موسى محمد بن المثنى، ومحمد ابن عبد الله بن حوشب الطائفي عن عبد الوهاب الثقفي.
باب
وقال في النكاح: حدثنا محمد، نا إسماعيل بن جعفر.
لم ينسبه أحد من رواة الكتاب، وذكر أبو نصر أن محمد ابن سلام يروي عن إسماعيل بن جعفر في ((الجامع)).
باب
وقال في السلم بعد حديثٍ ذكره عن عمرو بن زرارة، عن إسماعيل بن علية عن ابن أبي نجيح عن عبد الله بن كثير عن أبي المنهال عن ابن عباس قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة: حدثنا محمد، نا إسماعيل ابن علية عن ابن أبي نجيح بهذا.(3/1021)
لم ينسبه أحد من رواة الكتاب، والذي عندي في هذا أنه محمد بن سلام، وذكر أبو نصر أن محمد بن سلام يروي عن ابن علية.
باب
وقال في الأيمان والنذور: حدثنا محمد، نا أبو الأحوص.
نسبه ابن السكن: محمد بن سلام.
وقال في باب من نام عند السحور بعد حديثٍ ذكره عن عبدان، عن أبيه، عن شعبة: حدثنا محمد نا أبو الأحوص عن الأشعث مثله.
هكذا قال: ((محمد)) غير منسوب، ونسبه ابن السكن وغيره: محمد بن سلام. ووقع في نسخة أبي ذر عن أبي محمد الحمويي، نا محمد بن سالم، وذلك وهم. وقد تقدم ذكر الصواب في ذلك في علل كتاب البخاري.(3/1022)
باب
وقال في باب الكفيل في السلم: حدثنا محمد، نا يعلى هو ابن عبيد، نا الأعمش، عن إبراهيم، [عن الأسود] عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اشترى طعاماً من يهودي نسيئةً .. .. الحديث.
نسبه ابن السكن: ابن سلام، وكذلك قال أبو نصر.
قال أبو علي: وقد روى ابن سلام أيضاً في كتاب الصيد عن أخيه عمر بن عبيد.
باب
وقال في الصيد، والاعتكاف: حدثنا محمد، نا محمد بن فضيل.
نسبه ابن السكن في الموضعين: ابن سلام، ووافقه الأصيلي على الذي في الاعتكاف، فنسبه كذلك.(3/1023)
وقد صرح البخاري باسمه في كتاب النكاح، فقال: ((نا محمد ابن سلام نا ابن فضيل)).
باب
وقال في الأنبياء في ذكر داود: حدثنا محمد، نا سهل بن يوسف، سمعت العوام عن مجاهد قلت لابن عباس: أسجد في {ص}؟ .. .. الحديث.
نسبه ابن السكن في نسخته: ابن سلام، ولم ينسبه أبو زيد ولا أبو أحمد ولا أبو مسعود الدمشقي.
وقال أبو نصر: قال لي أبو أحمد الحافظ: هو محمد بن المثنى.
وقد روى البخاري في الجهاد في باب العون بالمدد عن محمد ابن بشار عن ابن أبي عدي وسهل بن يوسف عن سعيد عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه رعلٌ وذكوان .. .. الحديث.
باب
وقال في الحج، في باب تقليد النعل: حدثنا محمد، نا عبد الأعلى،(3/1024)
عن معمر عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يسوق بدنةً .. .. الحديث.
هكذا أتى محمدٌ في هذا الإسناد غير منسوب عند الأصيلي، وأبي ذر، ولم ينسبه أبو مسعود أيضاً. ونسبه ابن السكن: محمد بن سلام.
ولعله محمد بن المثنى الزمن، فقد قال بعد هذا بيسيرٍ في باب الذبح قبل الحلق: حدثنا محمد بن المثنى، نا عبد الأعلى، نا خالد عن عكرمة عن ابن عباس قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم .. .. الحديث.
وقال في أول كتاب اللباس: حدثنا محمد، قال: نا عبد الأعلى، عن يونس عن الحسن، عن أبي بكرة قال: خسفت الشمس ونحن عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقام يجر ثوبه .. .. الحديث.
نسبه ابن السكن: محمد بن سلام.
باب
وقال في تفسير سورة البقرة: حدثنا محمد، نا عبد الرحمن بن مهدي عن ابن المبارك، عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: قيل لبني إسرائيل: {ادخلوا الباب سجداً} .. .. الحديث.(3/1025)
نسبه ابن السكن وحده: محمد بن سلام، والأشبه فيه أن يكون محمد بن بشار، أو محمد بن المثنى، فقد ذكر أبو نصر أن محمد بن بشار ومحمد بن المثنى من جملة من خرج عنه البخاري في ((الجامع))، عن عبد الرحمن بن مهدي، ولم يذكر فيهم محمد بن سلام.
باب
وقال في كتاب الطب، وفي الاعتصام بالكتاب والسنة: حدثنا محمد، نا عتاب بن بشير، عن إسحاق بن راشد، عن الزهري قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله، أن أم قيس أخبرته أنها أتت بابنٍ لها .. الحديث.
قال البخاري: وأخبرنا محمد، أنا عتاب بن بشير عن إسحاق عن الزهري أخبرني علي بن الحسين، أن الحسين بن علي أخبره أن علي بن أبي طالب أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة ليلاً.
هكذا أتى ((محمد)) غير منسوب في الإسنادين في نسخة الأصيلي.(3/1026)
ونسبه ابن السكن، وأبو ذر عن أبي إسحاق المستملي: محمد بن سلام.
وقال أبو نصر: سألت أبا أحمد الحافظ عن محمد هذا، فقال: هو ابن سلام.
باب
وقال في كتاب الحج، وتفسير سورة المائدة، وغير ذلك: حدثنا محمد، نا مروان الفزاري.
نسبه ابن السكن وأبو نصر: محمد بن سلام، وقد حدث البخاري في غير موضع من ((الجامع)) عن محمد بن سلام -منسوباً- عن مروان.
باب
وقال في كتاب الجمعة، والبيوع، وبدء الخلق، وفي ذكر(3/1027)
الملائكة، والمرضى، واللباس، والوصايا، وفي باب ما ينهى عنه من دعوة الجاهلية: حدثنا محمد، نا مخلد بن يزيد الحراني.
نسبه شيوخنا محمد بن سلام، وقد نسبه البخاري أيضاً كذلك في مواضع أخر من ((الجامع)).
باب
وقال في الصيام: حدثنا محمد، نا أبو خالد الأحمر أنا حميد سألت أنساً عن صيام النبي صلى الله عليه وسلم .. .. الحديث.
نسبه ابن السكن: محمد بن سلام، وإليه أشار أبو نصر في كتابه.
باب
وقال في كتاب العيدين، في باب من خالف الطريق: حدثنا محمد، نا أبو تميلة يحيى بن واضح عن فليح بن سليمان، عن سعيد(3/1028)
ابن الحارث، عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم .. .. الحديث.
نسبه أبو نصر وابن السكن في ((مصنفه)): محمد بن سلام البيكندي.
باب
وقال في كتاب الطب: حدثنا محمد، نا أحمد بن بشير أبو بكر عن هاشم بن هاشم، أنا عامر بن سعد عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من صبح بسبع تمرات عجوة .. .. )) الحديث.
نسبه أبو محمد الأصيلي في نسخته: محمد بن سلام، وكذلك قال أبو نصر.
باب
وقال في أول كتاب الاستقراض: حدثنا محمد، أنا جرير عن مغيرة عن الشعبي عن جابر: غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم .. .. الحديث.
نسبه ابن السكن: محمد بن سلام، وفي نسخة أبي ذر عن أبي الهيثم: ((حدثنا محمد بن يوسف نا جرير))، وليس بشيء.(3/1029)
وقال في الفرائض: نا محمد، نا جرير عن منصور عن إبراهيم، عن الأسود عن عائشة قالت: اشتريت بريرة .. .. الحديث.
وهو ابن سلام إن شاء الله، فقد روى البخاري في ((الجامع)) عن محمد بن سلام -منسوباً- عن جرير.
باب
وقال في كتاب الديات: حدثنا محمد، نا عبد الله بن إدريس عن شعبة عن هشام بن زيد عن أنس قال: خرجت جارية عليها أوضاحٌ بالمدينة .. الحديث.
نسبه ابن السكن: محمد بن سلام، وقال أبو نصر: محمد بن عبد الله بن نمير، سمع أباه، وعبد الله بن إدريس.
باب
وقال في المظالم، والأنبياء، وغزوة الرجيع، واللباس، وغير ذلك: حدثنا محمد، أنا عبد الله، يعني ابن المبارك.(3/1030)
نسبه ابن السكن في بعض هذه المواضع: محمد بن مقاتل، وقد نسبه البخاري في مواضع كثيرة كذلك.
ووقع في نسخة أبي الحسن القابسي، وأبي محمد الأصيلي، في كتاب المحاربين في باب فضل من ترك الفواحش: حدثنا محمد قال: نا عبد الله، عن عبيد الله بن عمر، عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة. عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((سبعة يظلهم الله .. .. )) الحديث.
نسب في النسختين: محمد بن سلام، ونسبه ابن السكن: محمد ابن مقاتل، ونسبته أولى. وقد ذكرنا هذا في علل كتاب البخاري.
وقد حدثنا أبو عمر بن الحذاء، قال: نا أبو محمد بن أسد، نا أبو علي بن السكن، قال: كل ما في كتاب البخاري مما يقول فيه: ((حدثنا محمد، نا عبد الله، هو: محمد بن مقاتل المروزي، عن عبد الله بن المبارك.(3/1031)
باب
وقال في كتاب الأدب في باب من أكفر أخاه بغير تأويل: حدثنا محمد وأحمد بن سعيد، قالا: نا عثمان بن عمر، قال: نا علي بن المبارك، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا قال الرجل لأخيه: يا كافر .. .. )) الحديث.
هكذا في نسخة الأصيلي والقابسي: ((حدثنا محمد)) غير منسوب، وكذلك خرجه أبو مسعود الدمشقي، ونسبه ابن السكن: محمد بن بشار.
باب
وقال في كتاب الحج في باب الدعاء بين الجمرتين: حدثنا محمد، نا عثمان بن عمر، أنا يونس عن الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رمى الجمرة .. .. الحديث.
هكذا وقع عند أبي محمد الأصيلي وأبي مسعود الدمشقي ((محمد)) غير منسوب، ونسبه لنا ابن السكن في روايتنا عنه، فقال: حدثنا محمد بن بشار، نا عثمان بن عمر.(3/1032)
قال أبو علي: وقد روى البخاري في كتاب الأطعمة عن محمد بن المثنى عن عثمان بن عمر.
وذكر أبو نصر أن البخاري قد حدث في ((الجامع)) عن محمد بن المثنى ومحمد بن بشار عن عثمان بن عمر، فالله أعلم.
قال أبو علي: وقد روى أيضاً عن محمد بن عبد الله -وهو الذهلي- عن عثمان بن عمر، فالله أعلم أي الثلاثة هو؟.
باب
وقال في كتاب الصيام، وفي تفسير سورة {اقتربت الساعة}، وفي كتاب الطلاق: حدثنا محمد، نا غندر.
لم ينسب أحد من شيوخنا محمداً في شيء من هذه المواضع، ولعله محمد بن بشار، وإن كان محمد بن المثنى يروي عن غندر.
وذكر أبو نصر أن بنداراً ومحمد بن المثنى الزمن ومحمد بن(3/1033)
الوليد البسري قد رووا عن غندر في ((الجامع الصحيح)).
باب
وقال في هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة: حدثنا محمد، نا عبد الصمد، نا أبي قال: نا عبد العزيز بن صهيب، نا أنس بن مالك قال: أقبل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وذكر الحديث.
نسبه ابن السكن: محمد بن بشار، وإلى ذلك أشار أبو نصر في كتابه، ولم ينسبه أبو زيد، ولا أبو أحمد، ولا أبو ذر عن مشايخه، ولا أبو مسعود الدمشقي في كتاب ((الأطراف)).
باب
وقال في الاعتصام بالكتاب والسنة: حدثنا محمد، نا الفضيل ابن سليمان النميري، قال: نا منصور بن عبد الرحمن، حدثتني أمي عن عائشة أن امرأة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحائض كيف تغتسل؟ الحديث.(3/1034)
هكذا قال ابن السكن والنسفي عن البخاري، وأبو ذر عن أبي محمد الحمويي وأبي الهيثم: ((نا محمد غير منسوب قال: نا الفضيل)).
ونسبه أبو محمد الأصيلي وأبو ذر عن أبي إسحاق المستملي: محمد بن عقبة الشيباني. ولم يقل أبو نصر في هذا شيئاً.
قال أبو علي: ومع هذا فلا يبعد أن يكون محمد بن أبي بكر المقدمي، فإن البخاري يروي كثيراً عن محمد بن أبي بكر عن الفضيل ابن سليمان.
باب
وقال في المغازي في آخر حديث الإفك: وقال محمد: نا عثمان بن فرقد، سمعت هشاماً عن أبيه قال: سببت حسان، وكان ممن كثر على عائشة.
هكذا رواية أبي زيد والنسفي عن البخاري.
وفي نسخة أبي محمد الأصيلي عن أبي أحمد: ((وقال محمد بن عقبة، نا عثمان بن فرقد)). وهكذا لأبي ذر عن أبي إسحاق المستملي.
ونسبه ابن السكن: محمد بن مقاتل. وهذا عندي بعيدٌ.(3/1035)
وقال في البيوع: حدثني محمد، نا عثمان بن فرقد، سمعت هشاماً عن أبيه عن عائشة في قوله تعالى: {ومن كان غنياً فليستعفف}.
لم يقل فيه أبو نصر شيئاً، ولعله محمد بن عقبة الشيباني. ونسبه ابن السكن: محمد بن سلام.
باب
وقال في الحج في باب الرمل في الحج والعمرة: حدثنا محمد، نا سريج بن النعمان عن فليح عن نافع عن ابن عمر قال: سعى النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أشواط، ومشى أربعة .. .. الحديث.
وقال أيضاً في المغازي في باب حجة الوداع: حدثنا محمد، نا سريج نا فليح بن سليمان عن نافع عن ابن عمر قال: أقبل النبي صلى الله عليه وسلم وهو مردفٌ أسامة على القصواء، ومعه بلال وعثمان بن طلحة، حتى أناخ عند البيت .. .. الحديث.
لم يقل أبو نصر في ((محمد)) هذا شيئاً، وقال أبو عبد الله الحاكم: هو محمد بن يحيى الذهلي.(3/1036)
وقد قال البخاري في كتاب الصلح في باب عمرة القضاء: حدثنا محمد بن رافع، نا سريج بن النعمان، قال: نا فليح عن نافع، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج معتمراً، فحال كفار قريش بينه وبين البيت .. .. الحديث.
والأشبه عندي أن نحمل ما أهمل البخاري من نسبة محمد في الحديثين المتقدمين على ما بين في هذا الموضع الثالث، فنقول: إن محمداً هذا، هو محمد بن رافع النيسابوري، لا سيما والأحاديث الثلاثة من نسخة واحدةٍ من رواية سريج عن فليح، عن نافع، عن ابن عمر، وهي كلها في معنى الحج.
ونسب ابن السكن محمداً الذي في الحج: محمد بن سلام، فالله أعلم.
باب المواضع التي ذكر شيوخنا أن البخاري -رحمه الله- روى فيها عن محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس الذهلي
وهذه المواضع تأتي على ثلاثة أنواع في ((الجامع)):(3/1037)
فمرةً يقول: ((حدثنا محمد))، لا يزيد على هذا.
ومرةً يقول: ((نا محمد بن عبد الله))، ينسبه إلى جده.
ومرةً يقول: ((نا محمد بن خالد))، ينسبه إلى جد أبيه.
(1) فمن هذه المواضع:
أنه قال في تفسير سورة البقرة: حدثنا محمد، نا النفيلي، نا مسكين بن بكير عن شعبة، عن خالد الحذاء، عن مروان الأصفر عن ابن عمر، في قوله تعالى: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه} الآية.
هكذا ثبت ((محمد)) قبل النفيلي في أكثر النسخ، وسقط من كتاب ابن السكن، فقال أبو نصر: محمد هذا أراه محمد بن يحيى الذهلي، وقال في موضع آخر: قال لي أبو عبد الله بن البيع الحافظ: إن محمداً هذا، هو محمد بن إبراهيم البوسنجي، وهذا الحديث مما أملاه البوسنجي بنيسابور، والله أعلم.(3/1038)
باب
وقال في تفسير سورة براءة: حدثنا محمد، نا أحمد بن أبي شعيب، نا موسى بن أعين، قال: نا إسحاق بن راشد أن الزهري حدثه قال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه قال: سمعت أبي كعب بن مالك يقول: وذكر الحديث في تخلفه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك.
لم يقع في نسخة ابن السكن ذكر ((محمد)) قبل أحمد بن أبي شعيب، وثبت لغيره من الرواة.
واضطرب قول أبي عبد الله الحاكم في نسبة محمد هذا، فمرةً قال: هو محمد بن النضر بن عبد الوهاب، ومرة قال: هو محمد بن إبراهيم البوسنجي.
والذي عندي: أنه محمد بن يحيى الذهلي، فقد روينا هذا الحديث عن الذهلي عن أحمد بن أبي شعيب الحراني في [كتاب] ((علل حديث(3/1039)
الزهري))، حدثناه حكم بن محمد، قال: نا أبو محمد بن النحاس، قال: نا أبو محمد بن الورد، قال: نا الخفاف، قال: نا محمد بن يحيى، قال: نا أحمد بن أبي شعيب الحراني، قال: نا موسى بن أعين، قال: نا إسحاق بن راشد أن الزهري حدثه قال أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب عن أبيه، قال: سمعت أبي كعب بن مالك، واقتص الحديث، أعني بتوبة كعب.
باب
وقال في الإحصار وجزاء الصيد: حدثنا محمد، نا يحيى بن صالح، نا معاوية بن سلام، نا يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن ابن عباس قال: قد أحصر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحلق وجامع نساءه .. .. الحديث.
قال أبو عبد الله الحاكم: محمد في هذا الإسناد هو: محمد بن يحيى الذهلي.
وقال أبو نصر: يقال: إنه أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، قاله لي ابن أبي سعيد السرخسي، وذكر أنه رآه في أصلٍ عتيق.
ونسبه أبو مسعود الدمشقي: محمد بن مسلم بن وارة الرازي.(3/1040)
باب
وقال في ذكر بني إسرائيل: حدثنا محمد، نا حجاج بن منهال، نا جرير عن الحسن، قال: نا جندب بن عبد الله في هذا المسجد، وما نسينا منذ حدثنا، وما نخشى أن يكون جندب كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. .. الحديث.
قال أبو عبد الله الحاكم: محمد في هذا الإسناد هو محمد بن يحيى الذهلي.
ونسبه ابن السكن عن الفربري، فقال: حدثنا محمد بن معمر، قال: نا حجاج بالحديث المذكور.
قال أبو علي: وقد خرج البخاري عن محمد بن معمر في كتاب الجمعة، وفي كتاب الرقاق، عن أبي عاصم النبيل وروح بن عبادة. ومحمد بن معمر هذا مشهور بالرواية عن حجاج بن منهال. وقد ذكر(3/1041)
البخاري هذا الحديث أيضاً في كتاب الجنائز، فعلقه، فقال: ((وقال حجاج بن منهال: نا جرير عن الحسن، نا جندب [بهذا])).
وهذا الحديث حدثناه حكم بن محمد، قال: نا أبو بكر بن إسماعيل، قال: نا علي بن الحسن بن خلف بن قديد، قال: نا محمد بن علي ابن محرز، قال: نا حجاج بن منهال، قال: نا جرير بن حازم، قال: نا الحسن، قال: نا جندب بن عبد الله البجلي في هذا المسجد ما نسينا ما حدثنا، وما نخشى أن يكون جندبٌ كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إن رجلاً ممن كان قبلكم جرح، فجزع، فأخذ سكيناً، فجز بها يده، فلم يرقأ عنه الدم حتى مات. قال الله تبارك وتعالى: بادرني عبدي بنفسه، حرمت عليه الجنة.
باب
وقال في الجنائز: حدثنا محمد، نا عمرو بن أبي سلمة عن الأوزاعي، عن ابن شهاب عن سعيد، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((حق المسلم على المسلم خمس .. .. )) وذكر الحديث.
لم ينسب محمداً هذا أحدٌ من شيوخنا، وذكر أبو نصر في كتابه،(3/1042)
فقال: يقال إنه محمد بن يحيى الذهلي.
باب
وقال في المغازي في باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم: حدثنا محمد، نا عفان، قال: نا صخر بن جويرية عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت: دخل عبد الرحمن بن أبي بكر على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا مسندته إلى صدري .. الحديث.
قال أبو محمد الأصيلي: كذا في كتاب أبي زيد المروزي: ((نا محمد نا عفان))، وكذلك قرأ لنا أبو زيد، وكذلك في رواية ابن السكن.
قال أبو عبد الله الحاكم: هو محمد بن يحيى الذهلي.
وقال في تفسير سورة {اقتربت الساعة}: حدثنا محمد، نا عفان ابن مسلم عن وهيب، عن خالد، عن عكرمة عن ابن عباس {سيهزم الجمع} .. .. الحديث.
هكذا في روايتنا عن أبي محمد الأصيلي ((محمد)) غير منسوب، وكذلك عند أبي ذر. وذكره أبو نصر ولم ينسبه، وسقط من نسخة ابن السكن ذكر ((محمد)) الذي قبل ((عفان)).(3/1043)
قال أبو علي: ولعله محمد بن يحيى الذهلي.
باب
وقال في العيدين: حدثنا محمد، نا عمر بن حفص بن غياث، نا أبي، عن عاصم، عن حفصة، عن أم عطية: كنا نؤمر أن نخرج يوم العيد البكر من خدرها.
هكذا رواه أبو ذر: ((حدثنا محمد، نا عمر بن حفص))، وكذلك خرجه أبو مسعود الدمشقي في كتابه: ((عن محمد عن عمر بن حفص)).
وفي روايتنا عن أبي علي بن السكن وأبي أحمد وأبي زيد: ((حدثنا عمر بن حفص))، لم يذكروا محمداً قبل عمر، ويشبه أن يكون محمد ابن يحيى الذهلي، وإليه أشار الحاكم في هذا الموضع.
باب
وقال في بني إسرائيل: حدثنا محمد، نا عبد الله بن رجاء، نا همام عن إسحاق، بن عبد الله، حدثني عبد الرحمن بن أبي عمرة، أن أبا هريرة حدثه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن ثلاثة من بني إسرائيل أبرص .. .. )) وذكر الحديث.(3/1044)
هكذا وقع ((محمد)) غير منسوب لجميع الرواة.
وذكر أبو نصر عبد الله بن رجاءٍ، وقال: روى عنه ((محمد)) غير منسوب في ((الجامع)).
قال أبو علي: ولعله محمد بن يحيى الذهلي.
باب
وقال في البيوع: حدثنا محمد، نا عبد الله بن يزيد [نا سعيد]، نا أبو الأسود عن عروة عن عائشة: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عمال أنفسهم.
لم ينسبه أحد من الرواة، ولا ذكر فيه أبو نصر شيئاً.
باب
وقال في آخر كتاب اللباس في باب الذريرة: حدثنا عثمان بن الهيثم أو محمد عنه، عن ابن جريج.(3/1045)
وقال في الأيمان والنذور: حدثنا عثمان بن الهيثم أبو محمد عنه، نا ابن جريج عن ابن شهاب، عن عيسى بن طلحة، عن عبد الله بن عمرو بن العاصي.
ومحمد في هذين الموضعين، وفي الباب الذي قبله، هو الذهلي، فيما قال الحاكم وغيره.
باب
وقال في كتاب الحج في باب الإدلاج من المحصب: ((وزادني محمد، نا محاضر، نا الأعمش)).
وقال في تفسير سورة المائدة: نا أبو النعمان، نا حماد بن زيد نا ثابت عن أنس بن مالك، أن الخمر التي أهريقت الفضيخ، وزادني محمد، عن أبي النعمان قال: كنت ساقي القوم في منزل أبي طلحة.
ومحمد في هذين الموضعين هو محمد بن يحيى الذهلي إن شاء الله. ونسب ابن السكن الذي في كتاب الحج: محمد بن سلام، فالله أعلم.(3/1046)
باب
وقال في باب ذكر الملائكة: حدثنا محمد، نا ابن أبي مريم، أنا الليث عن ابن أبي جعفر عن محمد بن عبد الرحمن عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الملائكة تنزل في العنان .. .. )) الحديث.
هكذا رويناه عن أبي ذر عن أبي الهيثم، ولم أجد هذا لغير أبي ذر، ولا عند ابن السكن، ولا الأصيلي، ولا عند أبي مسعود الدمشقي، وإن كان محفوظاً فهو محمد بن يحيى الذهلي. فقد روى البخاري في تفسير سورة الكهف فقال: حدثنا محمد بن عبد الله، نا سعيد بن أبي مريم. ومحمد بن عبد الله هو الذهلي فيما يذكر. وسيأتي هذا في موضعه بعد إن شاء الله تعالى.
باب
وقال في كتاب التوحيد: حدثنا محمد، نا أحمد بن صالح،(3/1047)
قال: نا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو عن ابن أبي هلال أن أبا الرجال حدثه عن أمه عمرة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً على سريةٍ .. .. الحديث.
هكذا في نسخة أبي ذر عن أبي الهيثم: ((حدثنا محمد، نا أحمد بن صالح)). وكذلك في نسخة الأصيلي عن أبي أحمد، وكذلك ذكر أبو نصر والحاكم، ونسباه: محمد بن يحيى الذهلي. وسقط من نسخة ابن السكن ذكر ((محمد)) الذي قبل أحمد بن صالح.
باب
وقال في العتق: حدثنا محمد، نا عبد الرزاق، أنا معمر عن همام سمع أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يقل أحدكم: أطعم ربك وضئ ربك .. .. )) الحديث.
وقال أيضاً في الفتن: حدثنا محمد، نا عبد الرزاق نا معمر عن همام سمع أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يشر أحدكم على أخيه بالسلاح .. .. )) الحديث.(3/1048)
قال أبو عبد الله الحاكم: محمد عن عبد الرزاق هو الذهلي.
وأما ابن السكن فنسب الذي في كتاب العتق: محمد بن سلام ونسبة الحاكم أشبه. وأهمل الذي في كتاب الفتن.
ولم يقل أبو نصر في محمد عن عبد الرزاق شيئاً.
[باب
وقال في الفتن: حدثنا محمد، حدثنا سليمان بن حرب.
وهذا الموضع مما ذكره أبو عبد الله الحاكم، ولم أجده في كتابه من ((الجامع))، ولا أدري إن كان صحيحاً أم لا].
(2) ذكر النوع الثاني من أبواب الذهلي
قال البخاري رحمه الله في تفسير سورة الكهف: حدثنا محمد ابن عبد الله، نا سعيد بن أبي مريم قال: نا المغيرة بن عبد الرحمن، نا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنه ليأتي(3/1049)
الرجل العظيم السمين لا يزن جناح بعوضةٍ .. .. )) الحديث.
نسبه الحاكم وأبو نصر الكلاباذي: محمد بن يحيى الذهلي.
ثم عقب البخاري في إثر حديث ابن أبي مريم الذي ذكرناه آنفاً عن المغيرة بعد قوله: ((جناح بعوضة))، وقال: اقرأوا {فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً} وعن يحيى بن بكير عن المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد مثله.
وقول البخاري: ((وعن يحيى بن بكير)) إنما يرويه عن الذهلي. هكذا ذكر أبو مسعود في كتاب ((الأطراف)).
وقال في كتاب الجهاد: حدثنا محمد بن عبد الله، نا حسين بن محمد، نا شيبان عن قتادة، نا أنس بن مالك أن أم الربيع بنت البراء أتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا نبي الله! ألا تحدثني عن حارثة؟ .. .. الحديث.
قال أبو نصر الكلاباذي: هو محمد بن يحيى بن عبد الله الذهلي، نسبه إلى جده. ونسبه ابن السكن: محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي قاضي بغداذ. وما قال أبو نصر أولى.(3/1050)
وقال في باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة إلى الحرقات من جهينة: حدثنا محمد بن عبد الله، نا حماد بن مسعدة، عن يزيد عن سلمة بن الأكوع: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .. .. الحديث.
قال أبو نصر: هو محمد بن يحيى بن عبد الله الذهلي، نسبه البخاري إلى جده.
وقال في تفسير سورة {ص}: حدثنا محمد بن عبد الله، نا محمد بن عبيد الطنافسي عن العوام عن مجاهد سألت ابن عباس عن سجدة {ص} .. .. الحديث.
قال أبو نصر: أراه محمد بن يحيى الذهلي.
وقال في الكفارات: حدثنا محمد بن عبد الله، قال: نا عثمان بن عمر، قال: نا ابن عون عن الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تسأل الإمارة .. .. )) الحديث.
وقال في الحدود: حدثنا محمد بن عبد الله نا عاصم بن علي(3/1051)
قال: نا عاصم بن محمد عن واقد بن محمد عن أبيه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في تحريم مكة.
لم ينسب أحدٌ من شيوخنا ((محمد بن عبد الله)) في الموضعين، ولم يقل أبو نصر فيهما شيئاً.
وقال في القسامة: حدثنا محمد بن عبد الله، قال: نا محمد بن سابق، نا زائدة، قال: نا هشام بن عروة، عن أبيه عن المغيرة بن شعبة عن عمر أنه استشارهم في إملاص المرأة .. .. الحديث.
قال أبو نصر: يقال: إنه محمد بن يحيى بن عبد الله الذهلي.
وقال في كتاب الصلح: حدثنا محمد بن عبد الله، قال: نا عبد العزيز الأويسي، وإسحاق بن محمد الفروي، قالا: نا محمد بن جعفر عن أبي حازم عن سهل بن سعد أن أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة .. .. الحديث.
هكذا روايتنا عن أكثر شيوخنا، يذكرون في إسناد هذا الحديث ((محمد بن عبد الله)) قبل الأويسي والفروي. وكذا خرجه أبو مسعود الدمشقي عن البخاري في كتاب ((الأطراف)). إلا أبا أحمد الجرجاني(3/1052)
فإنه سقط من روايته ذكر محمد بن عبد الله. وكذلك في رواية النسفي عن البخاري مثل رواية أبي أحمد.
وذكر أبو نصر أن البخاري يروي عن محمد غير منسوب عن الفروي. ونسبه أبو عبد الله الحاكم: محمد بن يحيى الذهلي.
[وقال في .. .. : حدثنا محمد بن عبد الله، حدثنا يحيى بن بكير.
قال أبو نصر: هو محمد بن يحيى الذهلي.
وذكر الحاكم أن البخاري يروي في ((الجامع)) عن محمد بن عبد الله عن يحيى بن سليمان الجعفي. ونسبه: محمد بن يحيى الذهلي.
ولم أجد هذا في كتابي، وكذلك الموضع الذي قبله].
(3) ذكر النوع الثالث من أبواب الذهلي
قال البخاري رحمه الله في كتاب الأحكام: حدثنا محمد بن خالد، قال: نا محمد بن عبد الله الأنصاري [نا أبي] عن ثمامة عن أنس أن(3/1053)
قيس بن سعد كان يكون بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، بمنزلة صاحب الشرط من الأمير.
قال أبو نصر: هو محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد الذهلي.
وقال في كتاب التوحيد: حدثنا محمد بن خالد، نا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن آخر أهل الجنة دخولاً .. .. )) الحديث.
وقال في الصوم: حدثنا محمد بن خالد، قال: نا محمد بن موسى بن أعين عن أبيه، عن عمرو بن الحارث عن عبيد الله بن أبي جعفر، أن محمد بن جعفر حدثه عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من مات وعليه صيام صام عنه وليه)).
وقال في الطب: حدثنا محمد بن خالد، قال: نا محمد بن وهب بن عطية الدمشقي، قال: نا محمد بن حرب، قال: نا الزبيدي عن الزهري عن عروة عن زينب عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جاريةً وفي وجهها سفعة .. .. الحديث.(3/1054)
قال أبو نصر وأبو عبد الله الحاكم: محمد بن خالد في هذه المواضع هو الذهلي، نسبه إلى جد أبيه، فإنه محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد، ولم يصرح البخاري باسمه في موضع من ((الجامع)). ومات محمد بن يحيى بعد البخاري.
وقد حدث أبو محمد بن الجارود بحديث أم سلمة الذي في كتاب الطب عن محمد بن يحيى الذهلي عن محمد بن وهب بن عطية عن محمد ابن حرب عن الزبيدي عن الزهري عن عروة عن زينب عن أم سلمة.
واجتمع لنا في هذا الإسناد شيء نادر، ثمانية من المحمدين يروي بعضهم عن بعض، أولهم: أبو زيد محمد بن أحمد المروزي، وآخرهم: محمد بن شهاب الزهري.
وذكر أبو أحمد بن عدي في شيوخ البخاري: محمد بن خالد(3/1055)
ابن جبلة الرافقي، من أهل الرافقة، فالله أعلم.
ومن حرف الهاء
قال البخاري رحمه الله في كتاب الوصايا: حدثنا هارون، قال: نا أبو سعيد مولى بني هاشم، قال: نا صخر بن جويرية، عن نافع، عن ابن عمر، أن عمر تصدق بمالٍ له على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .. .. الحديث.
نسبه ابن السكن وأبو محمد الأصيلي وأبو عبد الله الحاكم وأبو نصر: هارون بن الأشعث البخاري، أبو عمران الهمداني، وهو مشهور في أهل بخارى.
ومن حرف الياء ممن اسمه يحيى
قال البخاري في كتاب الصلاة في باب اللعان في المسجد، وفي المناقب، وفي علامات النبوة في الإسلام، وفي تفسير سورة(3/1056)
{اقرأ}، وفي اللعان، والنفقات، واللباس، والأحكام: حدثنا يحيى، نا عبد الرزاق.
فنسبه ابن السكن: يحيى بن موسى، وهو يحيى بن موسى بن عبد الله بن سالم أبو زكريا الحداني، يقال له: خت، لقب، ويقال له: ابن خت أيضاً، ويعرف بالختي.
وذكر غيره أن ((يحيى عن عبد الرزاق)) في بعض هذه المواضع هو: يحيى بن جعفر بن أعين أبو زكريا البخاري البيكندي.
وذكر أبو نصر أن يحيى بن موسى البلخي، ويحيى بن جعفر البخاري، روى محمد بن إسماعيل عنهما عن عبد الرزاق في ((الجامع)).
ووجدنا رواية يحيى بن جعفر هذا عن عبد الرزاق في أول كتاب الاستئذان.(3/1057)
وقال أبو أحمد بن عدي: يحيى بن جعفر هذا هو الذي قال لمحمد بن إسماعيل: مات عبد الرزاق، ولم يكن مات في ذلك الوقت، بل كان حياً، وكان البخاري متوجهاً إلى عبد الرزاق، فانصرف. فلما مات عبد الرزاق سمع البخاري كتب عبد الرزاق من يحيى هذا.
باب
وقال في الصلاة، والسلم، والجهاد، وفي حديث الإفك، وتفسير سورة الأعراف، ومريم، وفي الدخان في موضعين، والنجم، واقتربت الساعة، والمدثر، والليل، وفي(3/1058)
النكاح في موضعين، وفي الذبائح، والأدب، وفي آخر كتاب استتابة المرتدين، وفي خبر الواحد، وفي التوحيد: حدثنا يحيى، نا وكيع.
فنسب ابن السكن يحيى في أكثر هذه المواضع: يحيى بن موسى الحداني الختي، وأهمل بعضها.
وقال البخاري في كتاب الخوف في باب الصلاة عند مناهضة الحصون: حدثنا يحيى، نا وكيع عن علي بن المبارك، عن يحيى ابن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر: جاء عمر يوم الخندق، فجعل يسب كفار قريش .. .. الحديث.
نسبه ابن السكن أيضاً: يحيى بن موسى، ونسبه أبو ذر عن أبي إسحاق المستملي: يحيى بن جعفر. وقد قال البخاري في عدة أصحاب بدر: حدثنا يحيى بن جعفر، نا وكيع عن سفيان عن أبي هاشم عن(3/1059)
أبي مجلزٍ عن قيس بن عباد قال: سمعت أبا ذر يقسم لنزل هؤلاء الآيات في هؤلاء الرهط الستة يوم بدر، الحديث.
هكذا في ((الجامع)) لجميع الرواة، وذكر أبو نصر أن يحيى بن موسى الحداني ويحيى بن جعفر البلخي يرويان جميعاً عن وكيع في ((الجامع)).
باب
وقال في الحيض، والاعتصام: حدثنا يحيى، نا ابن عيينة.
نسب ابن السكن الذي في الحيض: يحيى بن موسى، وأهمل الذي في الاعتصام. وذكر أبو نصر أن يحيى بن جعفر يروي عن ابن عيينة. فالله أعلم.
وقال في باب الصلاة في الجبة الشامية، وفي الجنائز، وفي تفسير سورة الدخان: حدثنا يحيى، نا أبو معاوية.
فنسب ابن السكن الذي في الجنائز: يحيى بن موسى، وأهمل(3/1060)
الموضعين الآخرين. ولم أجدهما منسوبين لأحدٍ من شيوخنا، فالله أعلم.
باب
وقال في [تفسير] سورة الأنفال، وغزوة أحد: حدثنا يحيى ابن عبد الله سمع عبد الله بن المبارك.
وهو أبو سهل يحيى بن عبد الله بن زياد بن شداد السلمي، يقال له: خاقان، أخو جمعة بن عبد الله، قاله أبو نصر.
وممن اسمه يوسف
قال البخاري رحمه الله في كتاب التوحيد: حدثني يوسف بن راشد، نا أحمد بن عبد الله بن يونس، نا أبو بكر بن عياش عن حميد، سمعت أنساً، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا كان يوم القيامة شفعت .. .. )) الحديث.(3/1061)
وقال في كتاب الصيد: حدثنا يوسف بن راشد، نا وكيع.
نسبه شيوخنا: يوسف بن موسى بن راشد القطان الكوفي، فنسبه البخاري إلى جده، وقد روى عنه في غير موضع من الكتاب، فقال: ((يوسف بن موسى)).
وممن اسمه يعقوب
قال البخاري رحمه الله في كتاب الصلح: حدثنا يعقوب، نا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن القاسم بن محمد، عن عائشة قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)).
وقال أيضاً في كتاب المغازي في باب فضل من شهد بدراً من الملائكة: حدثنا يعقوب، نا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده(3/1062)
قال: قال عبد الرحمن بن عوف: إني لفي الصف يوم بدر .. .. الحديث.
هكذا روينا عن أبي زيد المروزي: ((نا يعقوب)) غير منسوب في الموضعين، ونسبه أبو نصر في الموضعين، فقال: هو يعقوب بن حميد بن كاسب أبو يوسف المدني، سكن مكة.
ثم قال: قيل للبخاري: يعقوب بن حميد بن كاسب ما قولك فيه؟ قال: لم أر إلا خيراً، هو في الأصل صدوق، مات آخر سنة أربعين أو أول سنة إحدى وأربعين ومائتين.
وقال أبو عبد الله الحاكم: سألت مشايخنا عن يعقوب هذا، فذكروا أنه يعقوب بن حميد بن كاسب، فالله أعلم.
قال الحاكم: وقد كنت أحتج لأبي عبد الله البخاري فأقول: لعله يعقوب بن محمد الزهري، ولم أجد لأبي عبد الله [عنه] روايةً أستدل بتلك على هذه.
قال أبو علي: ونسبه ابن السكن في الموضعين جميعاً: يعقوب ابن محمد. ونسب الأصيلي عن أبي أحمد وأبو ذر عن مشايخه،(3/1063)
الذي في كتاب المغازي: يعقوب بن إبراهيم، وتابعهما على ذلك أبو مسعود الدمشقي. ثم قال: وفي بعض النسخ: يعقوب غير منسوب، فالله أعلم، ألقي البخاري يعقوب بن إبراهيم أم لا؟ أو هو يعقوب ابن حميد بن كاسب.
واتفقت النسخ كلها عن الفربري على الذي في كتاب الصلح أن البخاري قال فيه: نا يعقوب غير منسوب، إلا ما ذكرنا عن ابن السكن وحده، فإنه نسبه: يعقوب بن محمد عن إبراهيم بن سعد.
وقال البخاري في تاريخه: يعقوب بن محمد بن عيسى بن عبد الملك بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، أبو يوسف الزهري، سمع إبراهيم بن سعد، والمخرمي بفتح الميم وسكون الخاء.
ومن أصحاب الكنى في هذا الباب
قال البخاري رحمه الله في الشروط في باب إذا اشترط في المزارعة:(3/1064)
حدثني أبو أحمد، نا أبو غسان محمد بن يحيى الكناني، قال: نا مالك عن نافع عن ابن عمر قال: لما فدع أهل خيبر عبد الله بن عمر .. الحديث.
قال أبو عبد الله الحاكم: أهل بخارى يزعمون أن أبا أحمد هذا هو محمد بن يوسف البيكندي، لأن كنيته أبو أحمد. وقد أكثر البخاري الرواية عنه.
وأما ابن السكن فسماه في روايته: مرار بن حمويه، وكذلك سماه أبو مسعود الدمشقي.
وقال أبو ذر الهروي: اختلف في أبي أحمد هذا، فقال بعضهم: هو المرار بن حمويه، لأنه وجد له هذا الحديث، ويكنى أبا أحمد.
وقال أبو عبد الله الحاكم أيضاً: قد حدثونا بهذا الحديث عن موسى ابن هارون قال: نا أبو أحمد مرار بن حموية، قال: نا أبو غسان.
قال الحاكم: وقرأت هذا الحديث بخط شيخنا أبي عمرو المستملي عن أبي أحمد محمد بن عبد الوهاب بن حبيب العبدي الفراء النيسابوري(3/1065)
عن أبي غسان.
وحكى أبو نصر الكلاباذي في كتابه هذه الأقوال الثلاثة، فقال: يقال: إنه مرار بن حمويه الهمداني النهاوندي، ويقال: إنه محمد بن يوسف البيكندي، ويقال: إنه محمد بن عبد الوهاب الفراء.
باب
وقال في الكفالة في باب جوار أبي بكر الصديق في عهد النبي صلى الله عليه وسلم: وقال أبو صالح: حدثنا عبد الله عن يونس عن الزهري، قال: أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين .. .. الحديث.
قال أبو علي: أبو صالح هذا شيخ مروزي. قال فيه ابن السكن: هو سلمويه عن عبد الله بن المبارك. وقال أبو نصر: سلمويه، اسمه سليمان بن صالح، أبو صالح، صاحب فتوح خراسان، سمع عبد الله(3/1066)
ابن المبارك. وقد روى البخاري في تفسير سورة {اقرأ باسم ربك} عن محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة عنه.
ويروي البخاري أيضاً لشيخ آخر يقال له: سلمة بن سليمان، أبو سليمان المروزي، عن عبد الله بن المبارك. وهو من جلة أصحابه من الحفاظ. حدث البخاري في كتاب الذبائح عن أحمد بن أبي رجاء الهروي، عنه عن ابن المبارك. وقد تقدم هذا في علل كتاب البخاري.(3/1067)
قال الشيخ الحافظ أبو علي: قلت: وكل ما ذكرنا في كتابنا هذا عن أبي علي بن السكن ونسبنا إليه، فإنما أخذناه من نسخة أبي محمد عبد الله بن محمد بن أسد الجهني وبخطه، روايته عن ابن السكن. وقد ذكرنا فيما تقدم من نقلها إلينا عنه.
وقد روى ((الجامع)) عن ابن السكن جماعةٌ من أهل الأندلس، منهم: أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرج، وأبو جعفر أحمد بن عون الله، وغيرهما رحمهم الله أجمعين.
أخبرنا أبو عمر أحمد بن محمد بن يحيى بن الحذاء قراءةً مني عليه، قال: أخبرني أبو محمد عبد الله بن محمد بن أسد الجهني، قال: نا أبو علي سعيد بن عثمان بن السن الحافظ، قال:
كل ما في كتاب البخاري مما يقول فيه: ((نا محمد قال: أنا عبد الله))، فهو محمد بن مقاتل المروزي عن عبد الله بن المبارك.
وما كان فيه: محمد عن أهل العراق، مثل أبي معاوية، وعبدة، ويزيد بن هارون، ومروان الفزاري، فهو محمد بن سلام البيكندي.(3/1068)
وما كان فيه: ((نا عبد الله)) غير منسوب، فهو عبد الله بن محمد الجعفي المسندي، وهو مولى البخاري من فوق.
وما كان فيه: عن يحيى غير منسوب، فهو يحيى بن موسى البلخي المعروف بخت.
وسائر شيوخه فقد نسبهم غير أصحاب ابن المبارك فهم جماعة.
وما كان [فيه]: عن إسحاق غير منسوب، فهو إسحاق بن راهويه.
قال أبو علي: وهذه جملة قد أتى عليها التفسير فيما تقدم من كتابنا هذا، والحمد لله وحده، والصلاة على من لا نبي بعده.
آخر كتاب التعريف بشيوخ البخاري رحمه الله. يتلوه ذكر من شهر بلقب ممن روي عنه العلم في المسندين الصحيحين إن شاء الله تعالى. وهو حسبنا، ونعم الوكيل.(3/1069)
كتاب الألقاب(3/1071)
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على محمدٍ رسوله الكريم، وآله وسلم تسليماً.
الحمد لله وحده، والصلاة على من لا نبي بعده، هذا كتاب نذكر فيه من شهر بلقب ممن روي عنه العلم في ((المسندين الصحيحين))، وهو نوع من علوم الحديث، قد تكلم فيه الجلة من العلماء، وأجازه كبار الفقهاء، ولم يروا فيه حرجاً على ذاكره إذا قصد به قصد التعريف بالمحدث، ولم يرد به النقص ولا العيب، وقد جعله أبو عبد الله الحاكم في كتاب ((تقسيم علوم الحديث)) فناً من فنونه، وقسماً من أقسامه.
ما جاء في تأويل قول الله عز وجل: {ولا تنابزوا بالألقاب}
حدثنا حكم بن محمد، قال: نا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل، قال: نا علي بن أحمد بن سليمان علان، قال: نا محمد بن هشام بن أبي خيرة السدوسي، قال: نا داود -يعني ابن أبي هند-، عن عامر -يعني الشعبي-، عن أبي جبيرة بن الضحاك قال: ((كان أهل الجاهلية(3/1073)
يسمون الرجل بالأسماء، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً باسم من تلك الأسماء، فقالوا: يا رسول الله! إنه يغضب من هذا، فأنزل الله تعالى: {ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان}.
حدثنا أبو عمر يوسف بن عبد الله النمري، قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا محمد بن بكر، قال: نا أبو داود، قال: نا موسى بن إسماعيل، قال: نا وهيب، عن داود، عن عامر قال: حدثني أبو جبيرة بن الضحاك قال: فينا نزلت هذه الآية في بني سلمة: {ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان}. قال: قدم علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس منا رجلٌ إلا وله اسمان أو ثلاثة، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يا فلان، فيقولون: مه يا رسول الله! إنه يغضب من هذا؛ فنزلت هذه الآية: {ولا تنابزوا بالألقاب}.
ورواه شعبة، عن داود، عن الشعبي عن أبي جبيرة قال: قدم علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بمثله، فهذا قولٌ.(3/1074)
وقول ثان: روي عن الحسن البصري مجاهد قالا: هو اليهودي والنصراني يسلم فيقال له بعد الإسلام: يا يهودي يا نصراني، فنهى الله عز وجل عن ذلك.
وروي عن قتادة وأبي العالية وعكرمة، وذكره سنيد بن داود في ((تفسيره)) -أيضاً- عن الحسن البصري قال: هو قول الرجل: يا فاسق يا كافر.
والأصح من هذه الأقوال -إن شاء الله- قول أبي جبيرة بن الضحاك؛ لأنه صاحبٌ شاهد التنزيل، وذكر السبب الذي نزلت فيه الآية، وهو حديث حسن خرجه أبو داود في ((السنن)).
وترجم البخاري -رحمه الله- في كتاب الأدب من ((الجامع الصحيح)): باب ما يجوز من ذكر الناس نحو قولهم: الطويل والقصير، لا يراد به شين الرجل، قال: وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما يقول ذو اليدين)).(3/1075)
حدثنا أبو عمر النمري، قال: نا أبو الوليد الأزدي المعروف بابن الفرضي، قال: نا أبو زكريا العائذي، قال: نا أبو زيد محمد بن أحمد بن محمد المروزي، قال: نا محمد بن علي بن إسماعيل المروزي السكري الأعرج، قال: نا أبو حاتم الرازي قال: نا عبدة، قال: سئل عبد الله بن المبارك عن الرجل يقول: حميد الطويل، وسليمان الأعمش، وحميد الأعرج، ومروان الأصفر؟ فقال عبد الله: ((إذا أراد صفته، ولم يرد عيبه فلا بأس به)).
وسئل عبد الرحمن بن مهدي، قيل له: أترى غيبةً أو هجنة، قول الرجل: الأعمش، وسالم الأفطس، وعاصم الأحول، وحميد الطويل، وعمران القصير .. .. وأمثال هذا أتراه غيبةً أو هجنةً لأهل العلم؟ قال: لا أراه غيبةً ولا هجنةً، وربما سمعت شعبة يقول ليحيى بن سعيد: ((يا أحول ما تقول؟ ويا أحول ما ترى؟)).
وذكر أبو داود سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد بن حنبل، سئل عن الرجل يكون له اللقب لا يعرف إلا به ولا يكرهه؟ قال: أليس يقال: سليمان الأعمش، وحميد الطويل؟! وكان لا يرى به بأساً، وسألت عنه أحمد غير مرة فرخص فيه.
حدثنا حكم بن محمد قال: نا أبو بكر بن إسماعيل، قال: نا أبو(3/1076)
بشر الدولابي، قال: نا محمد بن بشار، قال: نا عبد الرحمن بن مهدي، قال: نا سفيان، عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم بن سويد قال: صلى علقمة الظهر خمساً، فقيل له، فقال: أكذاك يا أعور؟ قال: نعم. فسجد سجدتين، ثم سلم، ثم قال: هكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حدثنا محمد، قال: نا أبو بكر المطوعي، قال: نا أبو عبد الله النيسابوري، نا بكر بن محمد الصيرفي قال: سمعت جعفر بن محمد ابن [كزال] يقول: كان يحيى بن معين يلقب أصحابه، فلقب محمد ابن إبراهيم: مربعاً، ولقب عبيد بن حاتم: العجل، ولقب صالح بن محمد: بجزرة، ولقب الحسين بن إبراهيم: بشمخصة، ولقب محمد ابن صالح: كيلجة، ولقب علي بن عبد الصمد: علان، وهؤلاء كلهم كبار أصحابه، وحفاظ الحديث.(3/1077)
حدثنا أبو عمر النمري، نا عبد الله بن محمد بن يوسف، قال: نا إسماعيل بن إسحاق النصري، قال: نا أبو عبد الله محمد بن عبد الملك، قال: نا ابن وضاح، قال: نا هشام بن خالد، قال: نا بقية، عن عبد الملك بن النعمان، أن رجلاً حدثه أن عمر بن الخطاب قال: ((عجلوا بكنى أولادكم، لا تسرع إليهم ألقاب السوء)).
حدثنا حكم بن محمد، قال: نا أبو بكر بن إسماعيل، قال: نا أبو بشر الدولابي، قال: نا أبو عبيد الله معاوية بن صالح، قال: نا منصور ابن أبي مزاحم، قال نا أبو معمر سعيد بن خثيم، عن أخيه معمر بن خثيم، قال: قال لي أبو جعفر: بم تكنى؟ قال: ما اكتنيت وما لي من ولد. قال: وما يمنعك من ذلك، إنا لنكني أولادنا في الصغر مخافة اللقب ألا يلحق به، ألا أكنيك؟ قلت: بلى. قال: أنت أبو محمد.(3/1078)
ذكر ما جاء من الألقاب في حرف الألف فمن الصحابة -رضي الله عنهم-
(الأحنف): بن قيسٍ اسمه صخر، وقيل: الضحاك أبو بحر السعدي التميمي، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، ودعا له، ولم يره. حدث عن أبي ذر، وابن مسعود، وأبي بكرة. روى عنه الحسن وأبو العلاء بن الشخير.
حدثنا أحمد بن محمد، قال: نا سعيد بن نصر وعبد الوارث وأحمد ابن قاسم، قالوا: نا قاسم بن أصبغ قال: نا الخشني قال: قال لنا عمرو بن علي: الأحنف بن قيس أبو بحر [اسمه قيس.
(الأشعث): بن قيس بن معدي كرب] الكندي. قال أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة: [الأشعث اسمه معدي كرب، و] سمى الأشعث لشعث رأسه، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد كندة، وأسلم في سنة عشرٍ، وسكن الكوفة، سمع النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه أبو وائل شقيق بن سلمة.(3/1079)
[(أبو الأعور): سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب، أبو الأعور القرشي العدوي المدني.
قدم من الشام بعدما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم من بدرٍ، فضرب له النبي صلى الله عليه وسلم سهمه، وأمه فاطمة بنت نعجة بن أمية بن خويلد، روى له البخاري].
(الأخرم) الأسدي: فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم، اسمه محرز بن نضلة، وموسى بن عقبة يقول فيه: محرز بن وهب.
والأخرم لقبٌ أتى ذكره في حديث سلمة بن الأكوع في ذكر غارة عبد الرحمن بن عيينة على سرح رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي غزوة ذي قرد.
(الأغر) المزني، يقال: اسمه يسار، روى له مسلم حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنه ليغان على قلبي، وإني لأستغفر الله .. .. )) الحديث. لم يرو له غير هذا الحديث.
حدثنا أبو عمرو النمري، نا خلف بن قاسم، عن أبي علي بن السكن،(3/1080)
قال: الأغر المزني له صحبة، ذكروا أن اسمه يسار.
(الأشج) العصري: له صحبة، اسمه: منذر بن عائذ. وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قومه، وقال: ((إن فيك لخلقين يحبهما الله: الحلم، والأناة)) أتى ذكره في حديث أبي سعيد الخدري في كتاب الإيمان من كتاب مسلم.
(آبي اللحم): الغفاري، يقال: اسمه الحويرث بن عبد الله، ويقال: عبد الله بن عبد الملك، من بني غفار بن مليل، قيل: إنه كان يأبى أن يأكل اللحم، قتل يوم حنين شهيداً، وقيل: إنه كان يأبى أن يأكل لحماً ذبح على النصب، روى مسلم لمولاه عمير مولى آبي اللحم في كتاب الزكاة.
التابعون ومن بعدهم
(الأعرج): عبد الرحمن بن هرمز، يكنى أبا داود الهاشمي، مولى ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، سمع أبا هريرة وعبد الله بن بحينة.
الأعرج: عبد الرحمن بن سعد مولى بني مخزوم، يكنى أبا حميد،(3/1081)
روى عن أبي هريرة: ((سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في {إذا السماء انشقت} و{اقرأ باسم ربك}))، ويقال له: المقعد. وقد ذكرناه في حرف الميم من هذا الباب، وتقدمت التفرقة بينه وبين عبد الرحمن بن هرمز في (باب تمييز المشكل)) من هذا الكتاب.
الأعرج: أبو حازم المدني الحكيم، ويقال له: الأفزر، من تابعي أهل المدينة ومن فضلائهم، روى عن سهل بن سعد وغيره.
الأعرج: حميد بن قيس أبو صفوان مولى عبد الله بن الزبير، أخو عمر بن قيس، يروي عن مجاهد وسليمان بن عتيق، رويا له.
الأعرج: ويقال له: الأحنف، ثابت بن عياض مولى عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، سمع أبا هريرة، روى عنه زياد بن سعد، روى له مسلم والبخاري في كتاب البيوع والاستئذان.
الأعرج: أبو يحيى اسمه مصدعٌ، مولى معاذ بن عفراء، روى له مسلم وحده.(3/1082)
الأعرج: الفضل بن سهل بن إبراهيم أبو العباس، من ساكني بغداذ، من شيوخ البخاري ومسلم.
(الأعمش): سليمان بن مهران أبو محمد الأسدي ثم الكاهلي مولاهم الكوفي، أحد الأئمة في الحديث والقرآن.
(الأحرد): ويقال: له الأعرج أيضاً أبو حسان، اسمه مسلم العدوي البصري، يروي عن ابن عباس حدث عنه قتادة.
(الأثبج): وهو خالد بن عبد الله بن محرز المازني، ابن أخي صفوان بن محرز، حدث عنه سليمان التيمي، معدود في البصريين، روى له مسلم وحده.
(الأعشى): عبد الحميد بن أبي أويس، يكنى أبا بكر، هو أخو إسماعيل، عن ابن أبي ذئب وسليمان بن بلال، روى له البخاري عن أخيه إسماعيل، وعن أيوب بن سليمان بن بلال عنه.
(الأحول): عامر بن عبد الواحد، روى له مسلم وحده.
الأحول: عاصم بن سليمان البصري أحد الأئمة في الحديث، رويا له.
الأحول: سليمان بن أبي مسلم، خال ابن أبي نجيح عن طاوس ومجاهد وأبي سلمة، حدث عنه ابن جريج وابن عيينة وعثمان بن الأسود، رويا له.(3/1083)
الأحول: محمد بن الحكم، أبو عبد الله المروزي، عن النضر بن شميل، شيخ البخاري.
الأحول: عاصم بن النضر التيمي، صاحب معتمر، شيخ لمسلم، تفرد به.
(الأحدب): واصل بن حيان الأسدي الكوفي، عن أبي وائل والمعرور ابن سويد، حدث عنه شعبة والثوري وغيرهما.
الأحدب: محمد بن عبيد الطنافسي أبو عبد الله، رويا له.
(الأقرع): نافع مولى أبي قتادة، أبو محمد المدني، عن أبي قتادة وأبي هريرة، روى عنه الزهري وصالح بن كيسان وسالم أبو النضر، رويا له.
(الأغر): أبو عبد الله المدني، اسمه سلمان.
والأغر: أبو مسلم وقد تقدم التعريف بهما والقول في التفرقة بينهما في الباب الثاني من هذا الكتاب وهو تمييز المشكل.
(الأثرم): هو أبو محمد عمرو بن دينار المكي، أحد الأئمة، حدث عنه سفيان بن عيينة وحماد بن زيد وغيرهما، رويا له.(3/1084)
(الأفطس): سالم بن عجلان أبو محمد [مولى] محمد بن مروان ابن الحكم، روى له البخاري عن سعيد بن جبير، يعد في أهل الجزيرة، كان ينزل حران.
(الأعور): هو هارون بن موسى الأعور أبو عبد الله النحوي البصري، عن شعيب بن الحبحاب والزبير بن الخريت، روى عنه حبان بن هلال وبهز بن أسد وموسى بن إسماعيل، رويا له.
الأعور: حجاج بن محمد المصيصي عن ابن جريج وشعبة، روى عنه قتيبة وصدقة بن الفضل ويحيى بن معين وغيرهم، رويا له.
(الأشل): هو منصور بن عبد الرحمن الغداني عن الشعبي، حدث عنه إسماعيل بن علية، روى له مسلم وحده في باب إباق العبد في كتاب الإيمان، وقد تقدم التعريف به في المنسوب من حرف الغين، والحمد لله رب العالمين.
(الأفوه): هو بشر بن السري أبو عمرو البصري، كان صاحب مواعظ يتكلم بها، فسمي الأفوه، روى عن نافع بن عمر، والثوري، وزكريا بن إسحاق، روى عنه علي بن المديني، وابن أبي عمر العدني، رويا له.(3/1085)
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي ذكر بشر بن السري، قال: كان في الحديث متفهماً عجباً، وذكره مرة أخرى، فقال: كنت إذا رأيته عرفت سهر الليل في وجهه.
(الأبرش): هو محمد بن حرب الخولاني الحمصي، عن الزبيدي والأوزاعي، رويا له.
(الأشيب): هو الحسن بن موسى، كان ببغداذ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار.
(الأشج): هو أبو سعيد عبد الله بن سعيد الكندي الكوفي، حدث عنه مسلم بن الحجاج كثيراً، وحدث عنه البخاري في كتاب الفتن حديثاً واحداً: ((يوشك أن يحسر الفرات عن كنزٍ من ذهبٍ .. .. )) الحديث.
(الأزرق): هو إسحاق بن يوسف بن يعقوب أبو محمد الواسطي، عن مسعر والثوري وورقاء وعوف الأعرابي.
(الأصيد): هو سليمان بن كثير الواسطي، أخو محمد بن كثير العبدي البصري.
ذكر أبو العباس السراج قال: سمعت الدارمي يقول: سمعت عبد الصمد يقول: كان سليمان بن كثير يقال له: الأصيد من جماله.(3/1086)
حرف الباء من الصحابة -رضي الله عنهم-
(برير): هو أبو ذر الغفاري، واسمه: جندب بن جنادة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال ابن قتيبة: قال أبو اليقظان: أبو ذر اسمه جندب بن السكن، ولقبه برير.
(بريدة): الأسلمي يقال: اسمه عامر بن الحصيب -بضم الحاء وبالصاد المهملتين-، وقد تقدم تقييده، ويكنى: أبا عبد الله، وكان من أصحاب الشجرة، نزل البصرة، ومات بمرو في خلافة يزيد بن معاوية ودفن بجصين -مقبرة بمرو- فيها غير واحد من الصحابة والتابعين.
وجصين: بالجيم والصاد المهملة المكسورة المشددة.
حدثنا أبو عمر النمري، نا خلف بن القاسم، قال: نا أبو علي بن(3/1087)
السكن، قال: نا أحمد بن محمد بن بسطام المروزي، قال: نا الفضل ابن عبد الجبار، قال: سمعت أحمد بن عثمان الطوسي يقول: بريدة اسمه عامر بن الحصيب.
قال ابن السكن: أحمد بن عثمان من كبار أصحاب ابن المبارك.
التابعون ومن بعدهم
(الباقر): هو أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ويقال له: باقر العلم، كما حدثنا حكم بن محمد بن حكم، قال: نا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل، قال: نا أبو الحسن الأنصاري قال: سمعت الزبير بن بكار القاضي يقول: كان يقال لمحمد بن علي بن الحسين بن علي: باقر العلم.
وذكر أبو عمر الزاهد المطرز صاحب ثعلب قال: إنما سمي محمدٌ باقراً؛ لأنه شق العلم وفتحه وأظهره وبينه.
(ببة): هو عبد الله بن الحارث بن نوفل [بن الحارث] بن عبد المطلب ابن هاشم، روى له البخاري ومسلم عن العباس بن عبد المطلب، روى عنه عبد الملك بن عمير، وعامر بن سعد.(3/1088)
حدثنا حكم بن محمد، قال: نا أبو بكر بن إسماعيل، نا الأنصاري، نا الزبير بن بكار، قال: عبد الله بن الحارث الذي يقال له: ببة، أمه هند بنت أبي سفيان اصطلح أهل البصرة عليه حين مات معاوية.
(البهي): هو عبد الله بن يسار، مولى مصعب بن الزبير، معدود في الطبقة الأولى من الكوفيين.
وروى المفضل بن غسان الغلابي، عن يحيى بن معين أنه قال: البهي اسمه عبد الله بن يسار، ويكنى أبا محمد، نزل الكوفة، مولى الزبير بن العوام -رضي الله عنه- يروي عن عروة بن الزبير، روى عنه خالد بن سلمة، وإسماعيل بن أبي خالد، والسدي، وروى -أيضاً- عن عائشة وفاطمة بنت قيس.
(البطين): هو مسلم بن أبي عمران أبو عبد الله الكوفي، عن سعيد ابن جبير، رويا له.
(بندار): هو محمد بن بشار بن عثمان أبو بكر العبدي، حدث عنه مسلم والبخاري والناس.(3/1089)
حدثنا أحمد بن عمر، نا أبو ذر، نا أبو الحسن الدراقطني قال: كان بندار من الحفاظ الأثبات.
(بحشل): هو أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، ابن أخي عبد الله بن وهب، يكنى: أبا عبيد الله. قال أبو سعيد بن يونس في ((تاريخه)) -في أهل مصر والمغرب-: أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، يلقب ببحشل، حدث عن عمه وغيره، لا تقوم بحديثه حجة، توفي في ربيع الآخر، سنة أربع وستين ومائتين. حدث عنه مسلم بن الحجاج عن عمه في مواضع يسيرة، ويذكر أن البخاري قد حدث عنه في ((الجامع)).(3/1090)
حرف التاء
(أبو ترابٍ): هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-.
وقال سهل بن سعد الساعدي: ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي ترابٍ، وإن كان ليفرح إذا دعي به.
(التل): هو محمد بن الحسن بن الزبير أبو جعفر الأسدي، حدث البخاري عن ابنه عمر بن محمد عنه، عن إبراهيم بن طهمان، وحفص ابن غياث.
حدثنا أبو عمر، قال: نا ابن قاسم، قال: نا ابن السكن، قال: نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، قال: نا عمر بن محمد بن الحسن الأزدي، قال: نا أبي، قال: نا إبراهيم بن طهمان، في حديثٍ ذكره هذا الأزدي.(3/1091)
حرف الجيم
(جردقة): هو عبد الرحمن بن عبد الله أبو سعيد مولى بني هاشم، روينا عن أبي بكر أحمد بن محمد بن هانئ الأثرم، قال: سئل أبو عبد الله أحمد بن حنبل، عن أبي سعيد مولى بني هاشم: ما كان اسمه؟ فقال: عبد الرحمن بن عبد الله، فقال رجل: كان يلقب بجردقة، فقال أبو عبد الله برأسه، أي: نعم.(3/1092)
حرف الحاء
(حمدان): هو محمد بن سعيد الأصبهاني أبو جعفر، كوفي من شيوخ البخاري، روى عنه حديثاً واحداً في ((الجامع)) عن ابن المبارك، عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما سمي الخضر لأنه جلس على فروة بيضاء .. .. )) الحديث.
حمدان آخر: هو حمدان بن عمر، واسمه: أحمد أبو جعفر البغداذي، حدث عنه البخاري في تفسير سورة المائدة حديثاً واحداً ليس له غيره.
حمدان آخر: هو أحمد بن يوسف السلمي الأزدي، نيسابوري من شيوخ مسلم، يكنى: أبا الحسن.
قال أبو عبد الله الحاكم النيسابوري: سمعت أبا أحمد الحافظ يقول: سمعت مكي بن عبدان يقول: قال لنا أحمد بن يوسف: أنا أزدي، وكانت أمي سلمية.
(حمدويه): محمد بن أبان البلخي، مستملي وكيع بن الجراح، يكنى: أبا بكر، روى عنه البخاري، عن محمد بن جعفر غندر في(3/1093)
الصلاة. قاله أبو نصر.
وقد تقدم في الجزء الذي قبل هذا أن مستملي وكيع لا يروي عنه البخاري.
(أبو حزرة): اسمه يعقوب بن مجاهد، يكنى: أبا يوسف، وأبو حزرة لقب له، وكان قاصاً.
(حي): هو جد الحسن وعلي ابني صالح بن حي، اسمه: حيان، وحي لقب.
حدثنا حكم، نا أبو بكر، نا أبو البشر، قال نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، قال: نا إسحاق الكوسج، عن أبي نعيم، قال: حسن ابن صالح بن مسلم بن حيان، وحي لقب.(3/1094)
حرف الخاء
(خاقان): هو يحيى بن عبد الله بن زياد بن شداد أبو سهل، ويقال أيضاً: أبو الليث السلمي البلخي ولقبه خاقان، وهو أخو جمعة بن عبد الله، حدث عنهما البخاري في ((جامعه))، في غزوة أحدٍ، وتفسير سورة الأنفال، وفي كتاب الأطعمة.
(خت): هو يحيى بن موسى بن عبد الله بن سالم أبو زكريا، الحداني البلخي، يقال له: خت، ويعرف بالختي وبابن خت أيضاً، من شيوخ البخاري، حدث عنه كثيراً؛ عن وكيع وعبد الرزاق وجماعة.
حدثنا أبو عبد الله بن منظور القيسي، قال: نا أبو ذر الهروي، قال: نا أبو الحسن الدارقطني، قال: حدثني أبو الطاهر القاضي، قال: نا موسى بن هارون، قال: نا يحيى بن موسى الحداني، يعرف بابن خت، وكان من خيار المسلمين.
هكذا قال: يعرف بابن خت، جعله لقباً لأبيه موسى.(3/1095)
وحدثنا حكم بن محمد قال: نا أحمد بن أبي عمران الهروي أبو الفضل بمكة قال: نا علي بن عبد الله بن محمد بن علي البلخي الحافظ، قال: نا يحيى بن موسى -يعرف بالخت- نا عبد الرزاق، نا مالك، في حديثٍ ذكره.(3/1096)
حرف الدال
(الداناج): ويقال: الدانا، هو عبد الله بن فيروز بصري، مخرج حديثه في ((الصحيحين))، يروي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وحضين بن المنذر -بالضاد المنقوطة- المكني أباساسان.
حدثنا أبو عمر أحمد بن محمد قراءةً عليه قال: نا سعيد بن نصر وعبد الوارث بن سفيان وأبو الفضل أحمد بن قاسم، قالوا: نا قاسم بن أصبغ نا محمد بن عبد السلام الخشني وعبد الله بن مسرة قالا: قال لنا عمرو بن علي الفلاس: الداناج إنما هو الدانا بالفارسية، وهو العالم.
(دكينٌ): هو والد أبي نعيم الفضل بن دكين بن حماد بن زهير الملائي، مولى آل طلحة بن عبيد الله، أحد الأئمة الحفاظ.
حدثنا حكم بن محمد قال: نا أبو بكر بن إسماعيل بمصر قال: نا أبو بشر الدولابي قال: نا معاوية بن صالح أبو عبيد الله الأشعري، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: اسم دكين عمرو.
وذكر الغلابي في ((تاريخه)) قال: ولد أبو نعيم الفضل بن دكين سنة(3/1097)
ثلاثين -يعني ومئة-، ودكين لقب، لقب بكلب في الحي يقال له: دكين، فكانت دايته تدعوه فتقول: يا دكين، فلزق به اللقب، حدث عنه البخاري كثيراً، وحدث عن يوسف بن موسى عن الفضل بن زهير عن صخر بن جويرية. كذا قال: الفضل بن زهير، نسبه إلى جد أبيه، وروى مسلم أيضاً عن رجل عنه.
(دحيم): هو عبد الرحمن بن إبراهيم أبو سعيد، المعروف بدحيم ابن اليتيم، القاضي الدمشقي، من شيوخ البخاري ومسلم.
حدثنا حكم بن محمد، قال نا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن خلف ابن أبي غالب البزار بمصر، قال: نا سعيد بن هاشم بن مرثد الطبراني قال: نا أبو سعيد دحيم عبد الرحمن بن إبراهيم القاضي الدمشقي في حديث ذكره.
(دلويه): هو زياد بن أيوب بن زياد الطوسي أبو هاشم، سكن بغداذ، حدث عنه البخاري عن هشيم في باب إتيان اليهود إلى رسول الله(3/1098)
صلى الله عليه وسلم، موضعاً واحداً ليس له في الكتاب غير هذا الحديث. وكان أحمد بن حنبل -رحمه الله- يقول: اكتبوا عن زياد بن أيوب فإنه شعبة الصغير. وروينا أن زياد بن أيوب كان يقول: من سماني دلويه لا أجعله في حل.(3/1099)
حرف الذال
(ذو النورين): هو عثمان بن عفان، أمير المؤمنين رضي الله عنه.
(ذو الجناحين): هو جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي رضي الله عنه.
(ذو الشهادتين): هو خزيمة بن ثابت.
(ذو اليدين): رجل من بني سليم يقال له: الخرباق، شهد النبي صلى الله عليه وسلم وقد أوهم في صلاته فخاطبه، وليس بذي الشمالين. ذو اليدين عاش حتى روى عنه المتأخرون من التابعين، قاله لنا أبو عمر النمري.
و(ذو الشمالين): قال: اسمه عمير بن عبد عمرو بن نضلة بن عمرو بن غبشان الخزاعي، كان يعمل بيديه جميعاً، شهد بدراً وقتل فيها شهيداً.(3/1100)
(ذو النور): الطفيل بن عمرو الدوسي، وكان هؤلاء من الصحابة رضي الله عنهم.(3/1101)
حرف الراء
(أبو الرجال): هو محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حارثة بن النعمان الأنصاري، من بني مالك بن النجار، وأمه عمرة بنت عبد الرحمن ابن سعد بن زرارة، يكنى أبا عبد الرحمن، وإنما قيل له: أبو الرجال وغلب عليه ذلك؛ لولده وكانوا عشرة رجالاً ذكوراً، فكني أبا الرجال لذلك، روى له البخاري ومسلم.
(الرشك): هو يزيد بن أبي يزيد أبو الأزهر الضبعي القسام، يقال له: الرشك، ويقال: إن الرشك الغيور بالفارسية، قاله ابن أبي حاتم الرازي عن أبيه.
نا أبو عمر يوسف بن عبد الله النمري قال: قال لنا خلف بن قاسم الحافظ: يقال: إن الرشك الكبير اللحية بالفارسية، وبذلك سمي الرشك لعظم لحيته.
قال: وحدثنا خلف، قال لنا محمد بن عمر بن إسماعيل قال: نا يحيى بن أيوب بن زياد العلاف قال: نا حامد بن يحيى البلخي قال: حدثني من لقي يزيد الرشك أنه قال: بلغ من طول لحيته أنه دخلت فيها(3/1102)
عقرب، فمكث فيها ثلاثة أيام لا يدري بها.
وروى عباس الدوري عن يحيى بن معين أنه قال: كان يزيد يسرح لحيته، فخرجت منها عقرب، فلقب بالرشك.
ويقال: إنه أول ذارعٍ كان بالبصرة، فعرف بالقسام.
رويا له جميعاً عن مطرف بن عبد الله بن الشخير ومعاذة العدوية، حدث عنه شعبة وحماد بن زيد وعبد الوارث.
(رباح): هو عيسى بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، يقال له: رباح، حدث عن أبيه، يروي عنه القعنبي، روى له مسلم وحده، وهو عم عبيد الله بن عمر بن حفص.
(راهويه): هو والد إسحاق بن راهويه الفقيه، واسمه إبراهيم بن مخلد.
حدثنا أبو عمر أحمد بن محمد بن يحيى قال: نا أبي، قال: نا أبو عبد الله بن مفرج القاضي، قال: أنا إبراهيم بن أحمد بن فراس بمكة، قال: نا أبو حامد أحمد بن محمد بن سالم النيسابوري، قال: راهويه والد إسحاق بن راهويه ولد في طريق مكة، وبذلك سمي؛ لأن الطريق بالفارسية ((راء))، فسمي إسحاق بن راهويه.(3/1103)
أخبرنا حكم بن محمد قال: نا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل قال: نا أبو بشر الدولابي قال: قال محمد بن إسحاق: ولد أبي -رحمه الله- سنة ثلاث وستين ومئة، وهو إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم بن عبد الله بن مطر بن عبيد الله بن غالب من بني عمرو بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمي ثم الحنظلي، وتوفي ليلة الأحد في النصف من شعبان سنة ثمان وثلاثين ومئتين.(3/1104)
حرف الزاي
(أبو الزناد): هو عبد الله بن ذكوان، ويكنى أبا عبد الرحمن، وأبو الزناد لقب غلب عليه، وكان يغضب منه.
قال لنا أبو عمر النمري: ((كنيته أبو عبد الرحمن لا يختلفون في ذلك، وذكوان أبوه مولى رملة بنت شيبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد منافٍ، وكانت رملة هذه تحت عثمان بن عفان، وقيل: هو مولى عائشة بنت عثمان بن مظعون)).
وقال الطبري: كان أبو الزناد ثقة كثير الحديث، فصيحاً بصيراً بالعربية، كاتباً حاسباً، فقيهاً عالماً، وقد ولي خراج المدينة.
(زبان): هو يحيى بن الجزار مولى لبجيلة، لقبه زبان، يروي عن علي بن أبي طالب، روى له مسلم وحده، روينا عن عبد الله بن أحمد ابن حنبل عن أبيه، قال: كان ابن سيرين يسمي يحيى بن الجزار زباناً.
(زريق): بن حيان مولى بني فزارة، يقال: كان اسمه سعيد بن حيان، فلقبه عبد الملك بن مروان زريقاً، روى له مسلم وحده، وقد تقدم ذكره(3/1105)
واختلافهم في زريق أو رزيق بتقديم الراء.
(الزمن): هو أبو موسى محمد بن المثنى العنزي البصري، محدث أهل البصرة في وقته، روي لنا عن أحمد بن خالد الفقيه، قال: نا مروان بن عبد الملك الفخار قال: سمعت أبا موسى محمد بن المثنى الزمن يقول: مرضت مرضي التي أصابتني الزمانة فيها نحواً من سبع سنين، قال مروان: وبلغني أنه سئل عما تداوى به حتى رزقه الله العافية، فقال: الدعاء. حدث عنه البخاري ومسلم والناس.
(زنيج): هو محمد بن عمرو، أبو غسان الرازي أحد الحفاظ، حدث عنه مسلم، وقد ذكره الدارقطني في شيوخ البخاري.
وحدثنا حكم قال: نا أبو بكر بن إسماعيل قال: نا أبو بشر الدولابي قال: نا محمد بن عمرو أبو غسان زنيج.
(زغبة): هو حمادٌ، أبو [أبي] موسى عيسى بن حماد المصري(3/1106)
صاحب الليث بن سعد، حدث عنه مسلم والنسائي والناس.
حدثنا حكم قال: نا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل قال: نا أبو بكر محمد بن زبان الحضرمي قال: نا أبو موسى عيسى بن حماد زغبة عن الليث بن سعد بقطعةٍ صالحة من حديثه.
حدثنا أبو عمر نا أبو الوليد عبد الله بن محمد قال: نا أبو زكريا العائذي قال: نا أبو بكر محمد بن محمد بن عتيبة المعيطي، قال: حدثني أبو الطاهر بن عبد الله بن عيسى بن حماد زغبة ببيت المقدس، وسألته كيف سمي جدك حمادٌ زغبة؟ وكيف وقع عليه هذا اللقب؟ فقال: قدم والٍ من العراق فدخل عليه مسلماً أو رآه في الطريق، فقال: لولا أنني خلفت زغبة بالعراق لقلت: هذا زغبة، فسمي حماد زغبة بذلك.
(زنبقة): بنون ساكنة بعدها باء معجمة بواحدة في إثرها قاف، هو جعفر ابن حميد يعرف بزنبقة، ذكره عبد الغني بن سعيد عن علي بن سعيد الرازي، يروي عنه مسلم في موضع واحد في كتاب التوبة حديثاً واحداً عن عبيد الله بن إياد بن لقيط، وقد حدث عنه بقي بن مخلد من أهل بلدنا.(3/1107)
حرف السين
(سفينة): مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يكنى أبا عبد الرحمن واسمه مهران.
حدثنا أبو عمر النمري، نا خلف بن قاسم الحافظ قال: نا ابن السكن قال: نا عبد الله بن محمد البغوي قال نا أبو الربيع الزهراني قال: نا شريك بن عبد الله النخعي عن عمران النخلي -بالنون والخاء المعجمة- عن مولى لأم سلمة عن سفينة قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فمررنا بوادٍ أو نهر فكنت أعبر بالناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما كنت منذ اليوم إلا سفينة)).
قال ابن السكن: نا عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري قال: نا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر.
قال أبو علي بن السكن: وأخبرنا إبراهيم بن عبد الله العسكري قال: نا أبو موسى محمد بن المثنى.
قال أبو علي: وحدثنا يحيى بن محمد بن صاعد إملاءً قال: نا(3/1108)
أبو زائدة زكريا بن يحيى بن أبي زائدة، قال: نا أبو طلحة يحيى بن طلحة قال: سمعت سعيد بن جمهان يحدث عن سفينة قال: كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فقال: ((احملوا عليه فإنه سفينة)) زاد ابن صاعد في حديثه: وكانت كنية سفينة: أبا عبد الرحمن.
وذكر أبو علي بن السكن، عن الواقدي قال: اسم سفينة مهران، وكان من مولدي الأعراب، روى له مسلم وحده حديثاً واحداً في الوضوء.
[(سعدان): هو سعيد بن بشير الطائي، وسعدان لقب، حدث عنه أبو عاصم النبيل].
سعدان آخر: هو سعدان بن يحيى بن صالح، ويقال: إن اسمه سعيد، وسعدان لقب، الكوفي اللخمي، يكنى: أبا يحيى، حدث عن(3/1109)
محمد بن أبي حفصة، روى له البخاري في غزوة الفتح.
(سبلان): بفتح السين المهملة والباء المعجمة بواحدة، على مثال: كروان، هو: سالم أبو عبد الله المدني مولى مالك بن أوس بن الحدثان النصري، يقال له: سالم سبلان، وهو سالم مولى شداد بن الهادي، وهو سالم مولى دوس، وهو سالم أبو عبد الله مولى النصريين، كل هذا يقال فيه.
سمع عائشة -رضي الله عنها- وأبا هريرة، روى عنه بكير بن الأشج، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وأبو الأسود محمد بن عبد الرحمن، خرج له مسلم وحده، وقال فيه عكرمة بن عمار: سالم مولى المهري.
حدثنا حكم بن محمد، قال: نا أبو بكر بن إسماعيل، قال: نا محمد بن زبان، نا أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح، نا عبد الله بن وهب، عن مخرمة بن بكير، عن أبيه، عن سالم مولى شداد قال: دخلت على عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم يوم توفي سعد بن أبي وقاص، فدخل عبد الرحمن بن أبي بكر فتوضأ عندها، فقالت: يا عبد الرحمن! أسبغ الوضوء، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ويلٌ للأعقاب من النار)).
ذكر مسلم بن الحجاج: حدثنا قتيبة، نا ليث، عن سعيد بن أبي(3/1110)
سعيد، عن سالم مولى النصريين قال: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اللهم إنما محمدٌ بشرٌ، يغضب كما يغضب البشر))، وذكر الحديث.
وذكر مسلم بن الحجاج قال: حدثني محمد بن حاتم وأبو معن الرقاشي، قالا: نا عمر بن يو[نس قال: نا عكرمة] بن عمار، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، قال: حدثني سالم مولى المهري، قال: خرجت أنا وعبد الرحمن بن أبي بكر في جنازة سعد بن أبي وقاص، فمررنا على حجرة عائشة، فذكر عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
قال البخاري: ولا يصح -يعني قول عكرمة-.
سبلان آخر: هو إبراهيم بن زياد، يكنى أبا إسحاق، يلقب سبلان، حدث عن عباد بن عباد، يروي عنه مسلم بن الحجاج في كتاب الأدب، تفرد به.
(سلام): هو سلام بن مسكين، اسمه: سليمان، وسلام لقب،(3/1111)
وكنيته: أبو روح.
(سعدويه): وهو سعيد بن سليمان أبو عثمان البزاز، لقبه سعدويه أصله واسطي، سكن بغداذ، روى البخاري عن محمد بن عبد الرحيم صاعقة عنه في الوضوء.
(سلمويه): هو سليمان بن صالح، أبو صالح المروزي، صاحب فتوح خراسان، سمع ابن المبارك، روى عنه ابن أبي رزمة، روى له البخاري.
قال أبو جعفر العقيلي: كان عندهم ثقة.
(سنيد): هو ابن داود المصيصي أبو علي، اسمه: الحسين، ولقبه سنيد، هو صاحب كتاب تفسير القرآن.
روى ابن السكن في كتاب التفسير من ((الجامع)) في تفسير سورة النساء: عن محمد بن يوسف الفربري، عن البخاري، قال: حدثنا سنيد ابن داود قال: نا حجاج الأعور، عن ابن جريج، عن يعلى بن مسلم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} نزلت في عبد الله بن حذافة إذ بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سريةٍ.
هكذا قال أبو علي بن السكن وحده.(3/1112)
وسائر رواة الفربري يقولون عنه، عن البخاري: حدثنا صدقة بن الفضل، نا حجاج، الحديث، ولا يذكرون سنيداً.
(السمين): هو محمد بن حاتم بن ميمون، يكنى: أبا عبد الله، روى عنه مسلم، تفرد به. قال ابن الجارود: سمعت موسى بن هارون يقول: مات أبو عبد الله محمد بن حاتم بن ميمون -ويعرف بالسمين- في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ومئتين.(3/1113)
حرف الشين
(شباب): هو خليفة بن خياط بن خليفة بن خياط العصفري البصري، يكنى أبا عمرو، وهو صاحب كتاب ((التاريخ)) و((الطبقات))، وشباب لقب. من شيوخ البخاري تفرد به.
(شاذان): هو أسود بن عامر يكنى أبا عبد الرحمن، ولقبه شاذان. أصله شآمٍ، سكن بغداذ، حدث عن شعبة وزهير بن معاوية وعبد العزيز ابن أبي سلمة، حدث عنه محمد بن حاتم بن بزيع وعمرو الناقد وهارون الحمال. رويا له.
شاذان آخر: هو عبد العزيز بن عثمان بن جبلة بن أبي رواد، وأبو رواد اسمه ميمون، أبو الفضل أخو عبدان المروزي، يروي عن أبيه عن شعبة حديثاً في مناقب الأنصار، روى له البخاري عن محمد بن يحيى عن أبي علي الصائغ عنه.(3/1114)
(شقوصا): هو إسماعيل بن زكريا أبو زياد الخلقاني، روى عباس الدوري، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: إسماعيل بن زكريا أبو زياد الخلقاني يقال له: شقوصا.(3/1115)
حرف الصاد
(الصديق): هو أبو بكر عبد الله بن عثمان القرشي التيمي رضي الله عنه، سمى الصديق ببداره إلى تصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ما جاء به، وقيل: بل قيل له ((الصديق)) لتصديقه له في خبر الإسراء.
(صفيراء): حميد بن نافع المدني يقال له: حميد صفيراء، وهو والد أفلح بن حميد، وحديث حميد وابنه أفلح مخرج في الكتابين.
(صاعقة): هو أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم، ويعرف بصاحب السابري، بغداذي، ثقة، حدث عنه البخاري والنسائي وأبو بكر البزار.
(صندل): هو محمد بن إبراهيم بن دينار الجهني المدني الفقيه صاحب مالك، قاله الدارقطني.
حدثنا حكم بن محمد قال: أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل قال: نا أبو البشر الدولابي قال: نا النضر بن محمد المروزي(3/1116)
قال: نا محمد بن يحيى بن علي الكناني عن محمد بن دينار صندل عن أسامة بن زيد عن عبيد الله بن أبي رافع والمقبري قالا: كان اسم أبي هريرة قبل الإسلام عبد شمس، فلما أسلم تسمى بعبد الله بن عامر بن عبد الشرى، والشرى صنم كان بأرضهم.
روى البخاري عن أبي مصعب الزهري عنه عن ابن أبي ذئب في العلم ومناقب جعفر.
(الصغير): إبراهيم بن موسى بن يزيد الفراء الرازي، يقال له: الصغير، يكنى أبا إسحاق.
ذكر أبو عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري قال: سمعت أبا الحسن محمد بن أحمد بن تميم الحنظلي يقول: سمعت أبا إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي يقول: قلت لأحمد بن حنبل: كتبت عن إبراهيم بن موسى الصغير، قال: لا تقل الصغير، هو كبير هو كبير.
حدث عنه البخاري ومسلم، وأبو داود. قال أبو حاتم الرازي: هو من الثقات.(3/1117)
حرف الضاد
(الضخم): هو سعد بن حفص الطلحي أبو محمد الكوفي، سمع شيبان النحوي، حدث عنه البخاري.
الضخم، آخر هو بكير بن عبد الله -ويقال: ابن أبي عبد الله- الطويل، ويقال: الضخم، يعد في الكوفيين، يروي عن كريب مولى ابن عباس.(3/1118)
حرف الطاء
(طاوس): هو طاوس [بن أبي] حنيفة واسمه كيسان، أبو عبد الرحمن، من الأبناء من اليمن، وكان مسكنهم الجند، قيل: اسمه ذكوان، وطاوس لقب.
حدثنا حكم بن محمد قال: نا عباس بن أصبغ قال: نا محمد بن قاسم، قال نا أبو جعفر محمد بن محمد بن خيرون قال: نا أبو جعفر محمد بن الحسين البغداذي قال: سئل يحيى بن معين: ما كان يسمى طاوس؟ فقال: اختلفوا في ذلك، فقال بعض أصحابنا: اسمه ذكوان، وقال بعضهم: بل هو اسم وليس بلقب. وقال يحيى بن معين: إنما سمى طاوساً لأنه كان طاوس القراء.
(الطيب): هو مرة بن شراحيل الهمداني، يعرف بمرة الطيب لحسن عبادته.
حدثنا أبو عمر قال: نا أبو الوليد قال: أنا الحسن بن إسماعيل(3/1119)
قال: نا أحمد بن مروان قال: نا جعفر بن أبي عثمان قال: سمعت يحيى بن معين يقول و[سئل] لم سمى مرة الطيب؟ فقال: إنما سمى بذلك لحسن عبادته.
أخبرنا أبو عمر، نا خلف بن قاسم قال: نا أحمد بن إبراهيم الكندي قال: نا الهيثم بن خلف الدوري، قال نا محمود بن غيلان قال: سمعت وكيعاً يقول: كان مرة الطيب يصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة، فلما كبر ذهب عنه الشطر، فكان يصلي خمسمائة ركعة.
يروي عن عبد الله بن مسعود وأبي موسى الأشعري، وريا له جميعاً.
(طفيل): هو معتمر بن سليمان التيمي.
حدثنا أبو عمر النمري، قال نا خلف بن قاسم قال: نا إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الديبلي بمكة قال: نا محمد بن علي بن زيد الصائغ قال: نا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني قال: نا معتمر بن سليمان طفيلٌ عن حميد عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان في بيته، فاطلع رجل في بيته، فأهوى إليه النبي صلى الله عليه وسلم بسهمٍ، فسدده نحوه، فتأخر الرجل.
ومعتمر بن سليمان هذا روى له البخاري ومسلم كثيراً.(3/1120)
(الطويل): هو حميد بن أبي حميد مولى طلحة الطلحات، يكنى أبا عبيدة. كان من سبي سجستان، اختلف في اسم أبيه، فقيل: طرخان، وقيل: مهران، وقيل: تيرَويه، وقيل: تيرُويه، ويقال: ابن دراورد. وقد قيدنا هذه الأسماء كلها في حرف التاء في أول نوع من المتشابه.
قال البخاري: وقال الأصمعي: رأيت حميداً ولم يكن بطويل، ولكنه كان طويل اليدين.
سمع أنس بن مالك وجماعة من التابعين، رويا له.
(الطبراخ): هو والد علي بن أبي هاشم واسمه عبيد الله، الليثي البغداذي، وكان يعرف بالطبراخ بالباء، قاله ابن أبي حاتم، ويقال بالميم.
وعلي من شيوخ البخاري، تفرد به. حدث عنه في كتاب الزكاة وتفسير القرآن عن هشيم، قاله أبو ذر عن أبي إسحاق المستملي،(3/1121)
وفي النكاح عن ابن علية، قاله أبو نصر الكلاباذي. وقد تقدم هذا في كتاب التعريف بشيوخ البخاري بأوعب من هذا.(3/1122)
حرف العين
(عتيق): هو أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- واسمه عبد الله بن عثمان.
حدثنا حكم بن محمد قال: نا أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا أبو بشر الدولابي، [ح وحدثنا حكم بن محمد، حدثنا عبد الرحمن بن عمر، حدثنا أبو سعيد بن الأعرابي قالا: حدثنا عباس الدوري] قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو بكر الصديق اسمه عبد الله بن عثمان، وهو أبو قحافة، ولقبه عتيق، لأن وجهه كان جميلاً فسمى عتيقاً.
حدثنا أحمد بن محمد نا سعيد بن نصر وعبد الوارث، وأبو الفضل البزار قالوا: نا قاسم بن أصبغ قال: نا الخشني وعبد الله بن مسرة قالا: سمعنا عمرو بن علي الفلاس يقول: أبو بكر الصديق هو عبد الله بن عثمان، ولقبه عتيق، وإنما لقب عتيقاً لعتاقة وجهه.
وحدثنا حكم قال: نا أبو بكر قال: نا أبو بشر الدولابي قال: حدثني(3/1123)
موسى بن النعمان أبو هارون قال: نا أبو أيوب سليمان بن أيوب بن عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد الله، قال: حدثني أبي عن جدي عن موسى بن طلحة قال: سألت أبي طلحة بن عبيد الله، فقلت له: يا أبت! لأي شيء سمي أبو بكر عتيقاً؟ قال: كانت أمه لا يعيش لها ولد، فلما ولدته استقبلت به البيت، وقالت: اللهم إن هذا عتيقك من الموت، فهبه لي.
حدثنا حكم، نا أبو بكر، نا أبو بشر قال: نا إبراهيم بن أبي بكر الأسدي، نا حامد بن يحيى، نا ابن عيينة عن زياد بن سعد عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال: كان اسم أبي بكر الصديق عبد الله بن عثمان، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنت عتيق الله من النار)) فسمي عتيقاً.
حدثنا أبو عمر النمري قراءة مني عليه قال: حدثني خلف بن القاسم قال: نا أبو الميمون البجلي قال: نا أبو زرعة الدمشقي.
قال: وحدثني عبد الوارث بن سفيان -واللفظ له وحديثه أتم- قال:(3/1124)
نا قاسم بن أصبغ قال: نا أحمد بن زهير، قالا: نا سعيد بن منصور قال: نا صالح بن موسى قال: حدثني موسى بن إسحاق عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت: إني لفي بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالفناء، وبيني وبينهم الستر، إذ أقبل أبو بكر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سره أن ينظر إلى عتيق من النار، فلينظر إلى هذا)). قالت: وإن اسمه الذي سماه به أهله لعبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو.
وذكر مسلم بن الحجاج في كتاب ((الطبقات)) له عن يحيى بن يحيى قال: أنا صالح بن موسى الطلحي عن معاوية بن إسحاق عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: أقبل أبو بكر ذات يومٍ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سره أن ينظر إلى عتيقٍ من النار فلينظر إلى أبي بكر)). فغلب عليه اسم عتيق لذلك.
وحدثنا حكم بن محمد، نا أبو بكر بن إسماعيل، نا أبو الحسن الأنصاري، نا الزبير بن أبي بكر القاضي، نا إسماعيل بن أبي أويس عن إسحاق بن يحيى بن طلحة عن عمه إسحاق بن طلحة قال: دخلت على أم المؤمنين عائشة، وعندها عائشة بنت طلحة، وهي تقول لأمها أم كلثوم ابنة أبي بكر: أنا خير منك، أبي خير من أبيك، قال: فجعلت أمها تسبها [وتقول]: أنت خير مني؟ فقالت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم:(3/1125)
ألا أقضي بينكما؟ قالتا: بلى. قالت: فإن أبا بكر دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: ((أنت يا أبا بكرٍ عتيق الله من النار))، فمن يومئذ سمي عتيقاً. ودخل طلحة بن عبيد الله عليه، فقال: ((أنت يا طلحة ممن قضى نحبه)).
قال الزبير: وحدثني محمد بن سلام قال: قلت لابن دأب: من أم أبي بكر الصديق؟ قال: أم الخير عند اسمها.
حدثنا أبو عمر النمري، نا أبو الوليد قال: نا يعقوب المكي قال: نا عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله المقرئ قال: نا محمد بن أحمد بن عبد الله الخوارزمي المعروف بحمدويه بمكة سنة ستين ومائتين، قال: سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين يقول: اسم أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- عبد الله بن عثمان، ولقبه عتيق، وإنما سمى عتيقاً لأنه عتيق قديم في الخير.
(عويمر): هو أبو الدرداء، واسمه عامر بن مالك، وعويمر لقب.
حدثنا أحمد بن محمد قال: نا سعيد بن نصر وعبد الوارث وأبو الفضل، قالوا: نا قاسم، نا الخشني وابن مسرة قالا: قال لنا عمرو(3/1126)
ابن علي الفلاس: اسم أبي الدرداء عامر بن مالك، وعويمر لقب، وسألت رجلاً من ولد أبي الدرداء، فقال: هو خامس أبٍ لي، اسمه عامر ابن مالك.
(عيينة): ابن حصن الفزاري، اسمه حذيفة، ويكنى أبا مالك، وله صحبة، وهو أحد المؤلفة قلوبهم.
(عارم): هو أبو النعمان محمد بن الفضل السدوسي، ولقبه عارم، وكان محمد بن يحيى الذهلي يقول: نا أبو النعمان محمد بن الفضل السدوسي، لقبه عارم، وكان بعيداً من العرامة، ثقة صدوقاً مسلماً.
حدثنا أحمد بن محمد، نا أبي، نا ابن مفرج قال: نا محمد بن جبريل قال: نا عبد الله بن علي بن الجارود، قال: نا محمد بن مهران قال: سمعت الدارمي يقول: سمعت أبا النعمان يقول: ولدت أنا وابن عمي هذا شغب في أيام، فجاءنا الأسود بن شيبان، وكان شيخ حي، فسماني عارماً وسماه شغباً.
يروي عن حماد بن زيد وأبي عوانة وجرير بن حازم ومعتمر بن سليمان، حدث عنه البخاري كثيراً، وحدث مسلم عن حجاج بن الشاعر وعبد بن حميد عنه.
(عبدة): هو عبدة بن سليمان أبو محمد الكلابي الكوفي، اسمه(3/1127)
عبد الرحمن، وغلب عليه عبدة، إمام في الحديث.
(العبد): هو عبد العزيز بن صهيب، مولى أنس بن مالك، كان يقال له: عبد العزيز العبد.
(عبدان): المروزي، اسمه عبد الله بن عثمان بن جبلة بن أبي روادٍ، عن ابن المبارك وعن أبيه، روى عنه البخاري فأكثر، وحدث مسلم عن رجل عنه.
(عبد): هو عبد بن حميد الكشي. قال البخاري: عبد بن حميد يقال له: عبد الحميد أبو محمد.
هو من شيوخ [مسلم] بن الحجاج، وذكره البخاري في كتاب علامات النبوة بإثر حديث عمر بن العلاء أخي أبي عمرو بن العلاء، قال: سمعت نافعاً عن ابن عمر كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إلى جذعٍ .. .. الحديث.
ثم قال: وقال عبد الحميد: حدثنا عثمان بن عمر، أنا معاذ بن(3/1128)
العلاء عن نافع بهذا.
قال ابن السكن وأبو مسعود الدمشقي: عبد الحميد هو عبد بن حميد.(3/1129)
حرف الغين
(غندر): هو محمد بن جعفر البصري صاحب شعبة ومولى هذيل.
حدثنا أبو عمر النمري قال: نا أبو الأصبغ عيسى بن سعيد بن سعدان الكلبي معلمي في القرآن، قال: [أخبرنا] أبو الحسن أحمد بن محمد بن مقسم ببغداذ قال: أنا أبو الحسن العاقولي قال: سمعت المبرد يقول: قدم ابن جريج البصرة فأملى، وأكثر محمد بن جعفر استفهامه، فقال له: ما تريد يا غندر؟ وهي كلمة يقولونها للمبرم، فغلب عليه.
(غنجار): هو عيسى بن موسى أبو أحمد البخاري مولى لبني تميم، استشهد به البخاري في أول كتاب بدء الخلق، فقال: رواه عيسى عن رقبة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن عمر بن الخطاب.
قيل: إنما سمي بغنجار لاحمرار خديه، كان من أعبد الناس.(3/1130)
حرف الفاء
(الفاروق): عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يعرف بالفاروق.
(الفقير): هو يزيد بن صهيب أبو عثمان الفقير، سمع جابر بن عبد الله.
(الفأفاء): هو خالد بن سلمة القرشي المخزومي، روى عن البهي، حدث عنه زكريا بن أبي زائدة، روى له مسلم وحده.
(فليح): هو فليح بن سليمان الخزاعي مولى لهم، ويختلف في ولائه، اسمه عبد الملك، وفليح لقب.
حدثنا أبو عمر، قال: نا أبو الوليد قال: نا أبو زكريا العائذي عن أبي عمر محمد بن يوسف الكندي النسابة قال: أبو يحيى فليح بن سليمان الخزاعي هو عبد الملك بن سليمان، ولقبه فليح.
قال أبو علي: سمع الزهري، ويحيى بن سعيد، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، ونافعاً، وهشام بن عروة.
(الفلاس): عمرو بن علي الصيرفي، لقبه عفان بن مسلم الفلاس.
حدثنا أبو عمر النمري، نا أبو الوليد، نا ابن دليم وابن العنان(3/1131)
قالا: نا محمد بن قاسم قال: نا محمد بن أحمد بن زهير بن حرب قال: سمعت أبا حفص عمرو بن علي الفلاس يقول: روى عني عفان حديثين، فلم يقم خيره بشره. قال: حدثني أبو حفص الفلاس، ولم أكن فلاساً، فأوقع علي الفلاس.
ابن العنان هو محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم يعرف بابن العنان، وكان ثقة خياراً من أهل قرطبة.(3/1132)
حرف القاف
(القبطي): هو عبد الملك بن عمير بن سويد اللخمي، ويعرف بالقبطي، نسب إلى فرس له، كان يكنى أبا عمرو، ويقال: أبا عمر، حليف بني عدي قريش، قاضي الكوفة، وكان من الفصحاء.
حدثنا أبو عمر النمري قال: نا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن قال: نا محمد بن عثمان بن ثابت الصيدلاني ببغداذ قال: نا إسماعيل القاضي قال: نا علي بن المديني قال: نا سفيان قال: جاء رجل إلى عبد الملك بن عمير فقال: من يدلنا على عبد الملك بن عمير القبطي؟ فقال: أنا عبد الملك بن عمير، وأما القبطي ففرس كان لنا سابقاً.
سمع جندب بن عبد الله وجابر بن سمرة وعمرو بن حريث. روى عنه شعبة والثوري وزائدة وأبو عوانة. رويا له معاً.
(القصير): هو عمران بن مسلم أبو بكر القصير، روى عنه يحيى القطان. رويا له.
القصير: هو ربيعة بن يزيد القصير، سمع أبا إدريس الخولاني. رويا له معاً.(3/1133)
القصير: هو المثنى بن سعيد الضبعي عن أبي جمرة الضبعي، روى عنه ابن مهدي. رويا له.
(قصي): هو المغيرة بن عبد الرحمن بن عبد الحزامي، سمع أبا الزناد، وكان من فقهاء المدينة. رويا له، روى البخاري عن عبد الرحمن بن شيبة عن عبد الرحمن بن المغيرة عن أبيه.
حدثنا حكم بن محمد، نا أبو بكر بن إسماعيل، نا أبو الحسن الأنصاري قال: سمعت الزبير بن بكار يقول: المغيرة بن عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد بن حزام، يقال له: قصي، كان علامة مسناً قد أدرك أبا الزناد، روى عنه. وابنه عبد الرحمن بن المغيرة.
(قيصر): هو أبو النضر هاشم بن القاسم، لقبه قيصر، خراساني، سكن بغداذ، رويا له، وحدث مسلم عن أبي بكر بن النضر بن أبي النضر عن جده أبي النضر هاشم بن القاسم.
(قراد): هو عبد الرحمن بن غزوان أبو نوح، بغداذي، خرج البخاري في ((الجامع)) عن محمد بن عبد الله بن المبارك عنه عن جرير بن(3/1134)
حازم في كتاب الطلاق.
قال أبو داود سليمان بن الأشعث: سمعت أحمد بن حنبل سئل عن اسم أبي نوح، فقال: أيشٍ تصنع باسمه؟ اسمه شنيع. قال أبو داود: هو قراد، واسمه عبد الرحمن بن غزوان.
قال نا أحمد، نا عبد الوارث بن سفيان، نا قاسم بن أصبغ قال: نا أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين يقول: قراد عبد الرحمن بن غزوان، كنيته أبو نوح، [ليس به بأس].
(قتيبة): بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبد الله الثقفي مولاهم، يكنى أبا رجاء البغلاني البلخي، وكان طريف مولى الحجاج بن يوسف وخبازه، يقال: إن اسمه يحيى، وقتيبة لقب. حدث عنه البخاري ومسلم وأبو داود والناس.(3/1135)
حرف الكاف
(كردي): هو أحمد بن عبد الله بن الحكم، يعرف بكردي، بصري، سمع غندراً محمد بن جعفر، تفرد مسلم بالرواية عنه. وقال النسائي: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحكم البصري يعرف بابن الكردي.(3/1136)
حرف اللام
(لوين): هو محمد بن سليمان بن حبيب الأسدي المصيصي، أبو جعفر، بغداذي، روى عن مالك وسفيان بن عيينة وإبراهيم بن سعد الزهري.
حدثنا حكم بن محمد، نا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل قال: نا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي بمكة قال: نا أبو جعفر محمد بن سليمان الأسدي لوين قال: نا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم بضالته بأرض المهلك يخشى أن يقتله فيها العطش)).
قال أبو علي: ليس للبخاري ولا لمسلم عنه في الكتابين حديث، روى عنه أبو داود السجستاني وأبو عبد الرحمن النسوي. وذكرته لئلا أخلي حرف اللام.(3/1137)
حرف الميم
(مسطح): ابن أثاثة بن عباد بن المطلب، شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقال: إن مسطحاً لقب، واسمه عوف. تقدم ذكره في أول الكتاب في حرف الألف.
حدثنا حكم بن محمد قال: نا أبو القاسم بن أبي غالب المصري، نا محمد ابن أحمد بن إبراهيم المادراني قال: نا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد الزهري قال: نا عمي قال: نا أبي عن محمد بن إسحاق قال: مسطح، اسمه عوف، وكان مسطح لقباً، شهد بدراً، وكان ممن كثر في شأن الإفك.
(الماجشون): اسمه يعقوب بن أبي سلمة ميمون، ويقال: دينار، المدني مولى المنكدر. والماجشون بالفارسية ماكهون فعرب.(3/1138)
ذكر البخاري في ((التاريخ الأوسط)) الماجشون، فقال: هو يعقوب ابن أبي سلمة أخو عبد الله بن أبي سلمة، مولى المنكدر القرشي المدني. روى عنه ابناه يوسف وعبد العزيز، ويقال: اسم أبي سلمة دينار.
قال البخاري: حدثني محمد أبو يحيى هو صاعقة، نا أبو سلمة الخزاعي، نا عبد العزيز بن يعقوب عن أبيه قال: خرجت مع عمر بن عبد العزيز لما كتب إليه الوليد بالقدوم عليه إلى ذي خشبٍ، فقال لي: يا ماجشون.
قال البخاري: حدثنا هارون بن محمد قال: نا عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة قال: هلك جدي عبد الله سنة ست ومائة. والماجشون: هو يعقوب وأخو عبد الله بن أبي سلمة. قال هارون:(3/1139)
والماجشون بالفارسية هو المورد.
قال الدارقطني: إنما لقب الماجشون لحمرة في وجهه، ويقال: إن سكينة بنت الحسين بن علي -رضي الله عنه- لقبته بذلك. ويعقوب هذا هو عم عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الفقيه، وهذا اللقب إنما حمله يعقوب بن أبي سلمة أخو عبد الله بن أبي سلمة، [فجرى] على بنيه وبني أخيه.
قال أبو علي: حدثنا أبو العباس العذري، نا أبو ذر، نا الدارقطني، قال: يعقوب بن أبي سلمة الماجشون، من ولده: يوسف بن يعقوب، وعبد العزيز بن يعقوب.
فأما يوسف فروى عن الزهري، وصالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن ابن عوف، وابن المنكدر، وصالح بن كيسان، وأبيه يعقوب.
وأما أخوه: عبد العزيز بن يعقوب؛ فيروى عن محمد بن المنكدر أحاديث مراسيل. وعبد العزيز هذا يكنى أبا الأصبغ.
وعبد الله بن أبي سلمة أخو يعقوب يروى عن عبد الله بن عمر،(3/1140)
وعبد الله بن عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عبيد الله بن رافع بن خديج، ونافع مولى أبي قتادة، وغيرهم.
وابنه: عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الفقيه، يروي عن زيد بن أسلم، وعمرو بن أبي عمرو -مولى المطلب-، ومحمد بن المنكدر، والزهري وغيرهم.
وابنه: عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون، كان فقيهاً من أصحاب مالك، وهو أستاذ أحمد بن المعذل.
وأخوه: يوسف بن عبد العزيز، حدث عنه الزبير بن بكار.
قال الشيخ أبو علي -رضي الله عنه-: روى مسلم بن الحجاج ليعقوب بن أبي سلمة عن الأعرج، وحدث عنه ابنه يوسف، وابن أخيه عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة.
وروى مسلم -أيضاً- لأخيه عبد الله بن أبي سلمة عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، والنعمان بن أبي عياش، روى عنه يحيى بن سعيد، وبكير بن الأشج، وعمر بن حسين: انفرد مسلمٌ بالرواية لهما.
وروى مسلم والبخاري لعبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة.
(مشفر): هو أبو فراس يزيد بن رباح مولى عبد الله بن عمرو بن(3/1141)
العاصي، حدث عنه بكر بن سوادة، روينا هذا عن الدارقطني، روى له مسلم.
(المقعد): هو عبد الرحمن بن سعد المقعد، ويقال له: الأعرج، [ذكره مسلم في ((الطبقات))] -أيضاً- يكنى أبا حميد. روى له مسلم، عن صفوان بن سليم، عنه، عن أبي هريرة: سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في: {إذا السماء انشقت}، الحديث.
ذكره محمد بن يحيى الذهلي، وقد ذكرناه في حرف الهمزة من هذا الكتاب، وذكرناه في باب تمييز المشكل من تأليفنا هذا مجوداً.
المقعد: هو عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج -واسم أبي الحجاج: ميسرة- أبو معمر المنقري مولاهم، أثبت الناس في عبد الوارث بن سعيد، حدث عنه البخاري كثيراً، وروى مسلم عن الحجاج بن الشاعر، عنه.
(مشكدانة): هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان ابن صالح، لقبه مشكدانة، حدث عنه مسلم بن الحجاج، انفرد به.
ذكر أبو عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري، قال: سمعت أبا الحسين أحمد بن محمد بن تميم القنطري، يقول: سمعت الحسين بن(3/1142)
فهم، يقول: سمعت عبد الله بن عمر بن أبان الجعفي، وسئل: لم لقبت بمشكدانة؟ فقال: والله ما لقبني بهذا اللقب إلا الكذا الفضل بن دكين، وذلك أني كنت يوماً قد دخلت الحمام، فتبخرت [وحضرت] مجلسه، فقال: يا أبا عبد الرحمن! أعيذك بالله ما أنت إلا مشكدانة، قالها مرة بعد أخرى، فلقبوني بها.
(مردويه): هو أحمد بن محمد بن موسى أبو العباس المروزي، عن ابن المبارك، حدث عنه البخاري، تفرد به.
(محبوب): هو محبوب بن الحسن القرشي أبو جعفر البصري، اسمه: محمد، ولقبه محبوب.
روى البخاري عن عبد الله بن الصباح، عنه، عن خالدٍ الحذاء حديثاً واحداً في كتاب الأحكام.(3/1143)
حرف النون
(النبيل): هو أبو عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني مولاهم البصري، يقال: إنه لقب بالنبيل لكبر أنفه، ويقال: لجودة ثيابه.
ذكر أحمد بن سعيد بن حزم، قال: نا أبو علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي بمصر قال: سمعت يزيد بن سنان البصري يقول: كان أبو عاصم الضحاك بن مخلد يلزم زفر، وكان حسن الحال في كسوته، وكان رجلٌ آخر يقال له: أبو عاصم -أيضاً- يلزم زفر، وكان رث الحال في كسوته، فجاء يوماً أبو عاصم الضحاك بن مخلد؛ فاستأذن على زفر، فقالت له الخادم: من هذا؟ وخرجت إليه، فقال: أنا أبو عاصم، فدخلت فقالت: أبو عاصم بالباب، فقال لها: من أبو عاصم ويحك أيما هو؟ فقالت: ذاك النبيل، فأذن له، فلما دخل عليه، قال له زفر: يا أبا عاصم! قد سمتك هذه الخادم باسمٍ ما أراه يفارقك حتى تموت، سمتك: أبا عاصم النبيل.
وحدثنا أبو عمر النمري، نا أبو الوليد، نا العائذي، قال: أخبرتنا أم الضحاك بنت أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل، قالت: سمعت أبي -رحمه الله- يقول: سمي أبو عاصم بالنبيل، وذاك أنه كان(3/1144)
قد دخل البصرة المهدي أمير المؤمنين، فدخل عليه الناس، وكان أبو عاصم فيهم، ثم دخل عليه، فدخل عليه الآذن فقال: إن أبا عاصم بالباب، وكان رجلٌ هاشمي قصير يكنى بأبي عاصم، فقال المهدي: النبيل أم القصير؟ فقال: النبيل، فيه سمي النبيل.
وقال عمرو بن علي الفلاس: سمعت أبا عاصم الضحاك بن مخلد يقول: ولدت أمي في سنة عشرٍ ومئة، وولدت في سنة اثنتين وعشرين ومائة.
سمع أبو عاصم ابن جريجٍ، ويزيد بن أبي عبيد، وجرير بن حازم، ومالكاً، والأوزاعي، وشعبة، والثوري، حدث عنه البخاري، وحدث عن جماعةٍ من شيوخه عنه، وروى مسلمٌ عن رجلٍ عنه.(3/1145)
حرف الهاء
(هداب): هو هدبة بن خالد أبو خالد الأزدي البصري، وهداب لقب، وهو أخو أمية بن خالد، حدث عنه البخاري ومسلم.
حدثنا حكم بن محمد، قال نا أبو بكر بن إسماعيل قال: نا أبو القاسم البغوي، إملاءً منه علينا بمكة سنة عشر وثلاث مئة قال: نا هدبة بن خالد القيسي، قال: نا المبارك بن فضالة، عن ثابت، عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما تحاب رجلان في الله عز وجل إلا كان أفضلهما أشدهما حباً لصاحبه)).
قال أبو علي: هكذا ينسب: القيسي، وينسب -أيضاً- الأزدي؛ لأنهم من بني قيس بن ثوبان، وهم في الأزد.
(أبو همام): هو عبد الأعلى بن عبد الأعلى، يكنى: أبا محمد، وأبو همام لقب له. قال البخاري: كان يغضب من أبي همام. روى له البخاري ومسلم.(3/1146)
حرف الواو
(وهيب): بن الورد المكي العابد، كان اسمه: عبد الوهاب.
حدثنا أحمد بن محمد، قال: نا عبد الوارث بن سفيان، نا قاسم ابن أصبغ، قال: نا أحمد بن زهير، قال: وهيب كان اسمه عبد الوهاب فصغر، روى له مسلم وحده في كتاب الجهاد.
قال يحيى بن معين: وهيب بن الورد ثبت عابد، وأخوه عبد الجبار ابن الورد ثبت.
(وهبان): هو وهب بن بقية الواسطي، يكنى: أبا محمد، ووهبان لقب، شيخٌ لمسلم.
حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى، نا أبي، نا أبو عبد الله بن مفرج، قال: نا محمد بن جبريل، نا ابن الجارود، قال: وهب بن بقية يقال له: وهبان، سمعت موسى بن هارون الحمال يقول: مات أبو محمد بواسط في ربيع الأول سنة تسعٍ وثلاثين ومئتين.(3/1147)
حرف الياء
(اليمان): والد حذيفة بين اليمان العبسي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو حذيفة بن حسيل بن جابر، واليمان لقب؛ لأنه كان أصاب دماً في قومه، وهرب إلى المدينة، وحالف بني عبد الأشهل، وسماه قومه: اليمان؛ لأنه حالف اليمانية، هذا قول ابن قتيبة في كتاب ((المعارف)).
وقال ابن الكلبي: هو حذيفة بن حسيل بن جابر بن ربيعة بن عمرو بن اليمان واسم اليمان: جروة بن الحارث بن قطيعة بن عبس، وإنما قيل: حذيفة بن اليمان؛ لأنه من ولده، أصابه المسلمون في المعركة يوم أحد ولا يدرون، فتصدق حذيفة بديته على من أصابه.
(الياقوتة): هو المعافى بن عمران أبو مسعود الموصلي الظهري، عن الأوزاعي وغيره، كان سفيان الثوري يسميه: الياقوتة.
وروينا عن ابن زبر في كتاب ((العلل)) لأحمد بن حنبل: قال أحمد(3/1148)
-يعني ابن حنبل- وذكر بشر بن الحارث فقال: كان يسمى المعافى باسمٍ، فقلت: كان يسميه ياقوتة العلماء، فأراه تبسم.
(اليؤيؤ): محمد بن زياد بن عبيد الله بن الربيع بن زياد الزيادي، لقبه يؤيؤ، روى عنه البخاري في كتاب الأدب.
وأخبرنا أبو عمر، نا أبو الوليد، نا العائذي، قال: نا أبو بكر ابن الفيض الحافظ، قال: نا محمد بن عبد الله بن سليمان مطين، قال: نا محمد بن زياد بن عبيد الله الزيادي، نا فضيل بن عياض، عن مسلم -يعني الأعور- عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجيب الداعي، ويعود المريض، ويركب الحمار.
قال العائذي: قال لنا أبو بكر بن الفيض الحافظ: محمد بن زياد يلقب بيؤيؤ، وهو طائر يصاد به.
آخر كتاب الألقاب. وبتمامه تم جميع الديوان، تأليف أبي علي الحسين بن محمد بن أحمد الغساني ثم الجياني الحافظ -رحمه الله-.(3/1149)
والحمد لله وحده، والصلاة على من لا نبي بعده، وذلك في عقب صفر ثمانٍ وتسعين وخمس مئة.(3/1150)